بسم اهلل الرحمن الرحيم
مقدمة خرائط املعرفة تعترب من االسرتاتيجيات املعرفية اليت تندرج حتت املنظمات املتقدمة يف نظرية أوزوبل ( ) Ausubelالتعلم ذو املعىن ,واليت حتقق التعلم البنائي النشط للمتعلم ,وهي كممارسات تربوية مالحظة يف مصادران األصلية القرآن الكرمي والسنة ,فعندما تتأمل خطاب هللا لإلنسان يف كتابه الكرمي ومبا أوحاه اىل نبيه عليه أفضل الصالة والسالم ,جتد تنوع األساليب والطرق يف استثارته الدائمة لتفكريه وحثه على إعمال حواسه وعقله واإلنكار والتوبيخ لعدم تفعيلها ,فقدت وردت آايت ( أفال تعقلون ) ,و(أفال تفكرون) ,وقال تعايل (:أَفَلَ ْم يَ ِسريُوا ِيف ْاأل َْر ِ وب يَ ْع ِقلُو َن ِِبَا أ َْو آَذَا ٌن يَ ْس َمعُو َن ِِبَا فَإِن ََّها َال ض فَتَ ُكو َن ََلُْم قُلُ ٌ ِ الص ُدوِر (( ))46سورة احلج :آية .)46 وب الَِّيت ِيف ُّ تَ ْع َمى ْاألَبْ َ ص ُار َولَك ْن تَ ْع َمى الْ ُقلُ ُ ومن الطرق واألساليب اليت تزيد قدرة اإلنسان الطبيعي على الفهم واإلدراك يف القرآن والسنة إيراد منظمات ذهنية تؤكد على ربط املعرفة احلديثة مبعارف سابقة ,والشك أن ذكرها حيتاج تفصيالً مستقالً ولكن ضرورة التنبيه َلا حيتم ذكر لو مثال واحد ولعل القارئ يستزيد بتدبر القرآن وتفاسريه ليتسىن له إدراك البحر الواسع من األساليب والطرق اليت حتفز وترفع مستوى اإلدراك والفهم لدى اإلنسان ,وكذلك يف سنة نبيه صلى هللا عليه وسلم ,فمثالً يف سورة هود بني هللا تعاىل حال املؤمنني وحال الكافرين مث ربط التشابه واالختالف بينهم بصور موجودة يف البنية املعرفية يدركها ويعرفها القارئ ,فقد قال تعاىلَ ( :مثَل الْ َف ِري َق ْ ِ ني ُ َك ْاأل َْعم ٰى و ْاألَص ِم والْب ِ الس ِمي ِع ۚ َه ْل يَ ْستَ ِوَاي ِن َمثَ ًال ۚ أَفَ َال تَ َذ َّك ُرو َن) هود(.)24 ص ِري َو َّ َ َ َ ََ فعلمية البناء املعريف لإلنسان يف اخلطاب القرآين بنائية َلا معىن ,فهي ال أتيت مبعرفة جمهولة إال ومعها معرفة معلومة تشرحها وتوضحها وتسهل عملية دجمها يف البناء املعريف لإلنسان ليصل اىل مستوى أعلى من الفهم واإلدراك هناية ابلصورة الصحيحة لإلنسان املؤمن اب هل قوالً وعمالً واعتقاداً. 1
إعداد /فهد الشطيطي