تأثير التنمية الحضرية على المظهر العام في المدينة المنورة القسم الثاني
أ.د .محمد شوقي مكي
أستاذ في قسم الجغرافيا بكلي ة الداب بجامع ة الملك سعود بالرياض
كانت الخضرة وما زالت تمثل أهم عنصر بيئي فالمدينة المنورة منذ ما قبل يميز المدينة المنورة . المناطـق السلم وفجر السلم تميزت عن مكة المكرمة الخضراء بنشاطها الزراعي وحرفها التي خدمت النشاط الزراعي ،مثل صناعة الفخار والدوات الزراعية )(1 وحتى السلحة ،بينما تميزت مكة المكرمة بالنشاط التجاري .وقد حافظت المدينة ـ لقرون عديدة ـ على هذه الميزة ،ولم تقم مبانيها إل في الراضي غير المزروعة أو المهجورة .ولذلك حافظ النسان على علقة متوازنة مع عناصر البيئة المحيطة به ،ولذلك اشتهرت المدينة بتضاعف الستخدام الزراعي للرض . ووُموسِرست في هذه الرض ثلثة أنظمة لستخدام الرض الزراعية :مزارع لنتاج الغل ل ،ومراع ،ومزارع مختلطة لنتاج الغل ل وتربية الحيوانات ،فقد كانت مزارع الغل ل تنتج القمح )(2 والشعير في مناطق وادي قناة والجرف .ويذكر السمهودي أن 1
)( ) العمري ،عبد العزيز بن إبرهيم ،الحر ف والصناعات في الحجاز في عصر الرسو ل صلى ا عليه وسلم ،ص . ( 271-209-104-91-90-89
)(3
مزارع معاوية بن أبي سفيان كانت تقل مائة ألف وسق حنطة . واشتهرت مناطق قريبة جدا من المدينة بكونها أحمية لرعي البل والغنام ،مثل حمى النقيع الذي حماه الرسو ل صلى ا عليه وسلم لخيل المسلمين ،ثم حمى ضربة والربذة لمواشي )(4 المسلمين .وانتشرت في داخل المدينة المنورة المزارع المختطلة التي تنتج النخيل والخضروات والفواكه ،ففي المدينة يوجد مثل م ً من أنواع التمر 123نوعا ،وتنتج أرضها مختلف أنواع الخضروات ،ومن الفواكه العنب والليمون البنزهير واليوسفي والتين والرمان .وتربى بعض الحيوانات ،وخاصة الغنام والدجاج والرانب ،وقليل من البقار . وقد عني المسلمون في العصر السلمي الو ل بالمزارع ،خاصة تلك الواقعة داخل المدينة وأحاطوها بالسوار لتحميها من تعدي النسان والحيوان ،ولذلك سميت )) الحوائط (( ،كما كان يطلق عليها )) الضامنة (( ،وذلك لن أصحابها يحرسونها وهي مضمونة ضد العتداء الخارجي ،لنها تقع ضمن دائرة حماية )(5 المدينة .وقد اعتمدت هذه الزراعة على نضح المياه الجوفية من العيون والبار التي كانت تظهر على سطح الرض أو قريبا منه ، وخاصة في شمالي المدينة ،وكانت للمزارعين طرق تقليدية
2
3 4
)( ) ابن النجار ،أبو عبد ا محم د بن محمود ،أخبار مدينة الرسو ل ،ص 12؛ حافظ ،علي ،فصو ل من تاريخ المدينة المنورة ،ص . ( 272 )( ) السمهودي ،نور الدين ،وفاء الوفاء ،ج 3ص . ( 988 )( )
ابن شبة ،أبي زيد عمر ،كتاب تاريخ المدين ة المنورة ،ج، 3
ص -839
( 840
5
)( ) ابن منظور ،لسان العرب ،ج 2ص 1052؛ العمــري ،عبد العزيز بن إبراهيم ،الحرف والصناعات في الحجاز في عصر الرسو ل ،ص. ( 99
معروفة لتحديد أماكن المياه العذبة وغير العذبة واستخراجها )(6 للزراعة أو للشرب . ولكن مع استخدام أدوات الحفر الحديثة واستخدام آلت السحب الميكانيكية للماء تضاعف نزح الماء من الطبقات السطحية والعميقة الحاملة للمياه حتى جفت وهلكت المزروعات التي كانت )(7 تعتمد عليها . ولهذا فمع منتصف القرن العشرين اختلت العلقة السابقة بين النسان وعناصر البيئة المحلية ،وظهر هذا الخلل فيما يلي : - 1إزالة الحراج الغابية والمراعي الطبيعية أمام التوسع العمراني والزراعي . - 2تسوية الرض ،خاصة في مناطق الحرات لغراض النشاءات العمرانية من طرق ومساكن وحدائق وأماكن عامة . - 3نقل التربة داخل البيئة الحضرية وخارجها لجل إقامة أساسات أو أدوار سفلية للمباني الجديدة ،أو ملء المنخفضات وتقوية التربات الضعيفة . - 4تسرب الساسات السمنتية داخل الترب الخصبة ،وظهور مبان متعددة الدوار ،وتعبيد الطرق ،ورصف الشوارع والممرات .
6
)( )
اللوسي ،محمود شكري ،بلوغ الرب في معرفة أحوا ل العرب ،ج، 3
ص. ( 343 7
)( أو ل ما استعمل ت مكائن السح ب السطحي ة في بداية الربعينات من القرن الراب ع عشر الهجري ،ثم استخدمت مكائن السحب من العماق في سنة
1374هـ ) حافظ علي ،من تاريخ المدين ة المنورة ،ص. ( 277-276
- 5تحو ل في أنظمة الصرف الطبيعي وإعادة توجيه بعض الودية والمجاري المائية السطحية ،وبناء السدود والجسور . - 6دخو ل استخدامات متنوعة متغيرة على الراضي غير المبنية . - 7استخدام أجزاء متعددة من المظهر العام كمرام للنفايات الحضرية بين الجبا ل وفي مجاري الوديان ،مما يشكل خطرا كبيرا في مواسم المطار التي سبق أن عرفنا أنها من نوع المطر الفجائي الكثيف ولوقت قصير ،والتي مع أعما ل البناء والرصف والتغطية تساعد على قلة تسرب مياه المطار والجريان السريع داخل المدينة . - 8تلوث الجو نتيجة لحرق النفايات الحضرية والزراعية ، وبالتالي تدمير نسيج الطبقة السطحية من التربة . وقد أظهرت بيانات التعداد الزراعي لعام 1382هـ1962 /م أن )(8 المساحة المزروعة في المدينة المنورة تقدر بـ 8046دونما تضم 560مزرعة و 47حيازة لتربية المواشي فقط .ويشغل النخيل وحده مساحة 6807دونمات . ويصل عدد أشجار النخيل المثمرة فيها إلى 136077نخلة ، )(9 بالضافة إلى 46157نخلة غير مثمرة بمجموع 182234نخلة . وفي التعداد الزراعي الشامل لعام 1999م اتضح أن المساحة الجمالية للراضي المزروعة في المدينة المنورة تقدر بـ 23145 )(10 دونما تضم 505مزارع أو حيازات زراعية بها 185110نخلت ، 8 9
10
)( الدونم = 1000م2 )( ) شعبة الحصا ء والقتصاد الزراعي ،نتائج الحص ر الزراعي ) ،ص ، 90، 89 . ( 109 ، 108 )( ) إدارة الدراسات القتصادي ة والحصا ء ،التعداد الزراعي الشامل :تقرير جمع البيانات ( .
وتشير هذه البيانات الظاهرية إلى تزايد المساحة المزروعة في المدينة بنسبة نحو %122بين سنتي ، /1999-1962وتناقص عدد المزارع بنسبة ، %9.8وتزايد عـدد أشـجار النخيـل بنسـبة %36خل ل الفتـرة نفسـها .ولكـن المدقـق في هـذه البيـانات يرى أن عدد المزارع والمساحات الزراعية تناقصت في نمط توزيعها ،إذ تناقصت في العدد والمساحة في المنطقة التي تمتد داخل حدود الحرم ،أي بين جبلي أحد في الشما ل وعير في الجنوب )شكل رقم ، (1وانتقلت بعض المزارع إلى منطقة الخليل )شما ل غرب جبل أحد( التي كانت تشكل غابة من أشجار الكافور والكاسيا والطرفاء ،وتحولت إلى مزارع تسقى من آبار الخليل بعد أن جفت العيون وانقطعت السيو ل عن المنطقة ،إضافة إلى ضغط الطلب على حطب الوقود والفحم ،مما أدى إلى سرعة تدهور الغطاء النباتي وتجرف التربة في هذه المنطقة .ويشبه هذا النموذج ما حصل في مدينة مكسيكو سيتي حيث تناقصت المساحة الزراعية داخل المدنية وازدادت زيادة كبيرة في النطاق الخارجي )(11 لها . وقد نتج هذا التناقص في مساحة المزارع داخل المدينة من المشاكل التي واجهها المزارع المتمثلة في تناقص خصوبة التربة ، وتناقص كمية المطار التي يعتمد عليها في الزراعة ،مما أدى إلى جفاف العيون والبار ،وعدم كفاءة السوق الزراعية ،وارتفاع أسعار مدخلت النتاج في الزراعة . إضافة إلى ذلك فقد أصبحت آبار منطقة الخليل ملوثة نتيجة تسرب مياه محطة الصرف الصحي إلى الطبقة السطحية الخازنة للمياه ،مما يعني عدم الستفادة من منتجات المزارع التي نشأت فيها ) يقدر عددها بـ 125مزرعة ( ،وتقتصر فائدتها على توفير غطاء نباتي أصبح متـنزها لسكان المدينة المنورة .ولعل هذا هو 11
)( ,Losada,H., Urban Agriculture in the Metropilitan Zone of Mixico City,49
السبب في تناقص عدد المزارع بين التعدادين إذ انتهى كثير من المزارع التي تتصف بصغر حجمها داخل المدينة ،واستعيض عن بعضها بمزارع أكبر حجما في أطراف المدينة .وقد نتج عن هذا الزحف تحو ل في نوع الملكية ،فمنحت الملكية الخاصة لبعض الراضي التي ظلت ملكا مشاعا لفترة طويلة .كما توسعت أراضي المخططات التي حولت العديد من المل ك العامة الواسعة إلى قطع صغيرة تناسب بناء المباني السكنية . ويشير الشكلن 2 ، 1إلى توسع المنطقة المبنية بين تأريخي )(12 12/1/1407هـ )16/9/1987م( ،و28/11/1420هـ )30/3/200 0م( حيـث ازدادت المســاحـة المبنية من 32.4كم 2في سنة 1987م إلى 106.7كم 2في سنة 2000م .وفي المقابل تناقصت المنطقة المزروعة من 144.3كم 2في سنة 1987م إلى 10.7كم 2في سنة 2000م .ويتضح من الشكل 4ب بصورة جلية التناقص الكبير للرقعة الخضراء في وسط المدينة المنورة وأطراف منطقتها المعمورة في الجنوب والشرق والشما ل الغربي ،وتوسعها في أقصى الشما ل الغربي .ولعل هذه الحقائق المعتمدة على الصور الفضائية تؤكد عدم دقة بيانات التعداد الزراعي لعام 1999م والتي تشير إلى زيادة الرقعة الزراعية في المدينة المنورة .
12
)( تمثل سنة 1978أقدم صورة فضائية متوفرة عن المدينة المنورة ،بينما تمثل سنة 2000م أحدث صورة متوفرة وقت إتما م هذه الدراس ة لدى معهد الفضاء بمدينة الملك عبد العزيز للعلو م والتقنية بالمملكة العربية السعودية .
شكل رقم ) ( 1المساحة المبنية والمزروعة في المدينة المنورة 1986 ،م . المصدر :معهد بحوث الفضاء 1986 ،م ،بيانات القم ر المريكي لند سات .
شكل رقم ) : (2المساحة المبنية والمزروعة في المدينة المنورة 2001 ،م . المصدر :معهد بحوث الفضا ء ،بيانات القم ر المريكي لند سات . ولعلنا يمكن أن نطبق هنا مؤشر معد ل استهل ك الرض ) ( LCRLand Consumption Rateعلى الرض المبنية والزراعية لمعرفة مدى التغير في حصة الفرد من المساحة المبنية أو المزروعة ووحدة هذه المساحة ،فإنه كلما كانت قيمة المؤشر منخفضة د ل ذلك على تلحم وتراص المدينة ،والعكس صحيح .وتتمثل قاعدة المؤشر ووحدته م/2نسمة على النحو التي : مA/P =LCRx 1000000=2
حيث إن =Aمساحة المنطقة المدروسة )مبنية أو زراعية( بالمتر المربع . = Pعدد سكان المدينة في السنة نفسها . ولعدم توفر بيانات سكانية للسنوات التي تتوفر لها الصور الفضائية فقد قــام الباحث بإحداث إسقـاطات سكانية لسنتي 1407هـ )1986م( ،و1420هـ )2000م( بتطبيق برنامج حاسوبي ) (Drmprijلهذا الغرض .ويبين الجدو ل رقم ) (1نتيجة تطبيق المؤشر . ويتبين من الجدو ل ارتفاع معد ل استهل ك الرض المبنية في المدينة المنورة ،مقارنة ببعض المدن العربية الخرى ، فنجده يبلغ 83، 110، 129في مدن الموصل والبصرة والديوانية )(13 العراقية على التوالي وتشير هذه القيم إلى اتساع المدينة وعدم تزاحمها ،وارتفاع حصة الفرد من المساحة المبنية .وقد نتج عن ذلك ارتفاع معد ل الستحواذ على الراضي الجديدة التي تم عليها توسع المنطقة الحضرية بين سنوات 1407-1394هـ ،والشيء نفسه ينطبق عــلى السنوات التالية حتى سنة 1420هـ )2000م( ، وبشكل أكثر وضوحا حيث ارتفع معد ل الستحواذ من 6. 47إلى . 7. 277ول شك أن هذا الستحواذ كان على حساب الرض الزراعية في المدينة . السن ة
1394هـ - 1974م
1407هـ - 1986م
1420هـ - 2000م
عدد السكان
198186
415419
645907
المساح ة المبنية /كم2
41. 32
7. 42
65. 106
معد ل استهل ك الرض
5. 163
9. 102
1. 165
المبني ة معد ل التغي ر % 13
)( ) علي ،زين العابدين ،ص. ( 32
-32
149
المساحة المزروعة /كم
25. 144
12. 45
72. 10
2 معد ل استهل ك الرض
8. 277
6. 108
5. 16
المزروعة
معد ل التغير%
-7. 68
-2. 72
معد ل الستحواذ على
6. 47
1. 277
الرض
جدو ل رقم ) : (1مؤشر استهل ك الرض المبنية والمزروعة في المدينة المنورة : المصادر -1 :مصلحة الحصاءات العامة 1417 ، 1397هـ - 2 .معهد بحوث الفضاء 2000 ،م . - 3الحسابات من عمل الباحث .
وقد أدى تناقص موارد المياه إلى اختفاء بعض المحاصيل التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه ،فلم نعد نرى أي وجود لمزارع القمح التي تحدثت عنها المراجع القديمة ،وتزايد استخدام المخصبات الكيميائية ،معززة بذلك حالت تلوث التربة والمياه المستخدمة نتيجة السراف في استخدام هذه المخصبات أحيانا . كما أدى التغير في نمط استخدام الرض إلى المزيد من تجريف التربة الزراعية أو تلويث مكوناتها ،خاصة تلك الموجودة داخل التجويف الرباعي لموضع المدينة )صورة رقم . (1
صورة رقم ) : (1تجريف الراضي الزراعية لبناء مساكن عليها ونتيجة لهذا التحو ل ترتفع أسعار الرض لصالح النمو الحضري أكثر من الستخدام الزراعي الصلي .فعلى سبيل المثا ل اتضح من مقابلة مع الشيخ حمزة سعيد صاحب بستان في منطقة قربان أن دخل )(14 المزرعة السنوي كان يعاد ل نحو 40000ريا ل ،وأن قيمة الرض لتنميتها ضمن النمو العمراني للمدينة يعاد ل 5.000.000ريا ل ،مما يعني أن الدخل الزراعي يحتاج 125سنة للوصو ل إلى مستوى بيع الرض في السوق العقارية ،ناهيك عن الفوائد القتصادية بعد تنميتها .ولهذا عمد كثير من أصحاب الراضي الزراعية إلى ض زراعية إلى موات ، هجرها حتى تموت وتتحو ل من أرا ٍ وبالتالي تقطيعها وتحويلها إلى مربعات للبناء )صورة رقم . (3، 2
14
)( مساحة المزرعة 50489م ، 2وأجريت المقابلة في 13/6/1421هـ .
صورة رقم ) : (2مزرعة توضح عدم العناية بالرض الخضراء عمدا ،وتركها لتجف وتتحو ل إلى أرض بور غير مستغلة .
صورة رقم ) : (3مزرعة في منطقة قربان جنوبي المدينة وُأعلن على أنها عقارية للبيع ولم يشر إلى أنها أرض زراعية حتى وقبل أن يموت زرعها .
ولعل الهتمام بالمساحات الخضراء يقع بين الجانب النفعي والجانب الروحي فيما يمكن أن يسمى الجانب الجمالي Aesthetic الذي يرتبط بالحساس بعالم الطبيعة .فبالنسبة لكثير من الناس يعد النظر إلى الجبل أو الوادي ،أو الخضرة أو الطيور هو الدافع الرئيسي للهتمام بأماكن محددة .وكثيرا ما كانت هذه الماكن مصدر إلهام للشعراء الذين قضوا أوقاتا تفيض بالسعادة والحبور في ربى العقيق وسفوح أحد منشدين أعذب الشعر وأرقه ، ومتسامين بعبق الروح والمكان وما حواه من جسد أفضل الخلق
صلى ا عليه وسلم .وتمثل هذه السعادة قمة أهداف التخطيط الحضري الناجح في إيجاد البيئة التي تحقق سعادة ورفاه النسان . وقد تعوض بعض الحدائق العامة بأشكالها البديعة التي أنشأتها أمانة المدينة المنورة بعض النقص في المساحات الخضراء في المدينة ،ولكن هذه الحدائق قاصرة عن توفير المردود القتصادي الذي كانت تقوم به المزارع داخل وحو ل المدينة .وحتى هذه الحدائق فقد أثبتت بعض الدراسات أنها نتيجة لعما ل التطوير في المدينة قد نقص عددها من 50حديقة في 1408هـ إلى 44 حديقة في سنة 1414هـ ،وزادت مساحتها زيادة طفيفة بنسبة نحو )(15 %12خل ل الفترة نفسها . ولعل توجه أمانة المدينة المنورة بحماية منطقة البيضاء شما ل البركة كمتنزه بري لسكان المدينة خطوة جيدة نحو حماية البيئة الطبيعية في المدينة ،ولكن هذه المنطقة أصبحت تعاني من شح المياه بعد توقف جريان السيو ل فيها ،نتيجة بناء سد بطحان وسد البركة .ويمكن اقتراح حل بديل لهذا الشح في المياه بتبني برنامج أكثر تطورا في معالجة مياه الصرف الصحي ،حتى تصبح صالحة لسقي المزروعات وتركها تنساب في هذه المنطقة غير البعيدة عن محطة الصرف الصحي ،أو إحياء نظامها الزراعي الغابي الذي كان سائدا خل ل قرون خلت ،المر الذي قد ينعكس على العناية بأشجار الغابات والمحاصيل الزراعية والنتاج الحيواني . لقد سبق أن عرفنا بأن المدينة المنورة استهلكت في عام 1420هـ نحو 250000م /3اليوم من المياه كما ازدادت كمية مياه الصرف الصحي من نحو 31900م / 3اليوم في سنة 1406هـ إلى نحو 15
)( ) مكي ،محمد شوقي بن إبراهيم ، المنورة ،ص 201؛ مكي ،محم د شوقي بن إبراهيم ،الحدائق العامة في المدينة المنورة ،ص. ( 134 توزيع الحدائق العام ة في المدين ة
)(16
84000م /3اليوم في عام 1420هـ .فإذا ما عولجت هذه الكمية أو نسبة كبيرة منها فحتما ستكون فوائدها عظيمة في وقف هدر المياه الباطنية والمحلة في المدينة .فل شك أن حماية البيئة الطبيعة والحضرية يجب أن تقدر ليس فقط لفائدتها للنسان ،وإنما أيضا لهميتها وقيمتها الذاتية والجمالية .وكما يرى بعض المهتمين بالبيئة )) :أن المنهج الجمالي نحو البيئة يؤكد إنسانيتنا حين نتصور أن الطبيعة وجدت لتسرنا وتخدمنا ،ولهذا فهي تنظم لخدمة تحقيق )(17 البهجة الجمالية للنسان (( . ولهذا فإن فقدان هذه البيئات قد ل يعوض ،ويعتبر خسارة أبدية يقع وزرها على من خطط ومو ل ونفذ لهذا الفقدان . ونظرا لما تتمتع به المملكة حديثا -ومنطقة المدينة جزء منها- من نمو سكاني سريع يصل إلى %409للمملكة ،و %305للمدينة المنورة سنويا خل ل الفترة 1413-1394هـ )شكل رقم ، (7وبالتالي كان ل بد من الحرص على الرض الزراعية وحمايتها بشتى الطرق أمام القضم الحضري ؛ فللقطاع الزراعي دور بارز في مختلف مراحل النمو التي قامت في العديد من دو ل العالم ؛ إذ يعتبر هذا القطاع المحر ك الساسي لعمليات التنمية في كثير من هذه الدو ل ؛ لنه يدعم النشاط الساس لنتاج السلع الضرورية وتحقيق المن الغذائي للنسان ،كما أنه يعتبر مصدرا من مصادر المواد الولية لكثير من الصناعات ،ومصدرا من مصادر الدخل القومي ،ويعمل على تحقيق النمو القتصادي المتوازن .ولهذا حرصت الكثير من الدو ل المتقدمة والنامية -ومنها المملكة -على تنمية هذا القطاع للحد من الحاجة إلى استيراد الغذاء من الخارج .ولهذا فإن الحماية تتطلب التخطيط الموجه الذي يحقق رغبات السكان قدر المستطاع 16
)( ) مصلحة المياه والصر ف الصحي بمنطق ة المدينة المنورة ،ص. ( 4
17
)( ) . ( Cooper, D keeping an Eye on Nature, P.10
ولكن بشرط أل يؤدي هذا التحقيق إلى التعدي على المصالح العامة والوطنية . وهذا ما يؤكد أهمية التعليم والتثقيف في المدارس والجامعات ،وفي الدورات والبرامج المتخصصة وغير المتخصصة للطلب وغير الطلب من أهمية للمحافظة وعدم التبذير وتبني النظرة الثاقبة التي تتعدى المصالح الذاتية الضيقة إلى المصالح الوطنية العامة .إن ارتفاع تكاليف المعيشة في المدينة وتدهور البيئة نتيجة النمو العمراني فيها حتما سيؤدي إلى زيادة الوعي للحاجة إلى المحافظة على المناطق الزراعية داخل وحو ل المدينة . وقد ورد في الحديث الشريف التحذير من السراف في الوضوء والطهارة ؛ وهما واجبان شرعا ؛ فما ليس بواجب يكون التحذير فيه من باب أولى .ولقد ذكر العزامي في معرض حديثه عن مسؤولية ساكن المدينة نحوها من ضرورة الحرص على العناية بشجر المدينة ،خاصة نخيلها الذي أخذ في التقلص في العدد والنوع ،مما يزيد من المسؤولية العامة والخاصة في الهتمام بزراعة ما بدأ )(18 بالتناقص والنقراض من شجرها .بل لقد أثبتت بعض تجارب الحماية العالمية أهميتها ،فعلى سبيل المثا ل اتجه المخططون في مدينة مكسيكو سيتي على التحو ل من الزراعة التقليدية في الريف البعيد إلى الزراعة الحضرية كنتيجة لزيادة الطلب على أماكن الترويح في المدينة ،ولهذا تم تشجيع نموذج النتاج الزراعي من قبل المزارعين الحضر الذين يستفيدون من البنية الساسية في المدن من تعليم وصحة وغيرهما ،مما أثر في التنظيم المكاني )(19 والمحصولي لهذه المزارع لتقابل الحتياجات الحضرية . 18
)( ) العزامي ،خليل إبراهيم ،ص( 22
19
)( ) . ( Losada, H., Urban Agriculture in the Metropolitan Zone of Mexico City, p.37
إن مقومات الستفادة من هذه التجارب موجودة في المدينة المنورة من نمو عدد السكان ونمو الحاجة للترفيه وإلى المنتجات الغذائية ،خاصة الخضروات والفواكه واللحوم .فالبيانات لعام 1999م تشير إلى استغل ل المزارع في تربية الحيوانات ،إذ يربى في هذه المزارع 2534رأسا من الضأن 9326 ،رأسا من الماعز ، )(20 553رأسا من البقار 11 ،رأسا من البل .
20
)( ) إدارة الدراسات القتصادي ة والحصاء ،التعداد الزراعي الشامل ( .
شكل رقم ) (3النمو السكاني والعمراني في المدينة المنورة المراجع - 1 :مكي ،محمد شوقي بن إبراهيم ،أطلس المدينة المنورة ، ص . 70، 42 - 2مكي ،محمد شوقي بن إبراهيم ،النمو العمراني وتأثيره على المعالم الحضارية في المدينة المنورة ،ص. 641 - 3مصلحة الحصاءات العامة ،النتائج الولية للتعداد العام للسكان والمساكن لعام 1413هـ .
ومع أن هذه العداد تشكل نسبة بسيطة مما يذبح سنويا في المدينة المنورة إل أنها تشكل دعما للقتصاد المحلي مما يوجب العناية بها وتنميتها .فعلى سبيل المثا ل تشكل هذه العداد نسبة %2.6مما يذبح سنويا من الضأن المحلي ،و %1.2من مجموع ما يذبح من الضأن تحت إشراف أمانة المدينة المنورة %13.3 ،من الماعز المحلي ،و %9.9من المجموع ،و %115.9من البقر المحلي %23.3 ،من المجموع %0.3 ،من البل المحلي ،و0.1 )(21 من المجموع .ول يخفى أهمية هذه الثروة الحيوانية في تلبية بعض احتياجات السكان المتزايدين من اللحوم والحليب ،كما أن مخلفات هذه الثروة الحيوانية يمكن أن تستخدم في توفير السماد العضوي للمناطق الزراعية ،والذي هو أقل ضررا من السماد الكيماوي .ول شك أن هذين الجانبين يدعمان الجانب النفعي للمحافظة على الرض الزراعية . ومع تنامي الهتمام بالسياحة في المملكة يمكن اعتبار المزارع الخاصة في المدينة مصدرا من مصادر الترويح ،والتي يمكن أن تجذب السياح من داخل وخارج المملكة ؛ فبالضافة إلى الجانب 21
)( ) إدارة الحصاء والبحوث ،إحصائيات البلديات ،ص. ( 242
الروحي المتمثل في زيارة المسجد النبوي الشريف ،فإن المزارع الخاصة داخل المنطقة الحضرية أو القريبة منها تشكل عامل م ً هاما في جذب السياح ،وفي إعطاء المدينة المنورة ميزة تنفرد بها عن غيرها من المدن السعودية .ويعني هذا الهتمام ترسيخ ما كانت تمتاز به المدينة لقرون عديدة من اعتبارها مركزا للترفيه السري ومكانا للتعرف على الطبيعة والحضارة التي ضاعت في خضم عمليات التحضر في كثير من المدن ،مما يقوي من الثقافة البيئية وتفاعل النسان مع البيئة . ول شك أن مركب العناصر الدينية والعمرانية والزراعية والسياحية ستشكل القوة الدافعة لحياة جديدة لنماط تقليدية من الستخدامات والسلع والخدمات في المدينة . إن تطوير الخدمات في هذه المزارع وحولها يمكن أن يشكل موقعا جذابا لرتياد محدودي ومتوسطي الدخل ،طلبا لتغيير نمط المعيشة والرتباط لفترة ولو قصيرة بحياة الريف وغذائه .ومن هذا النظام يمكن تبين نوعين من النشاط الجتماعي والتجاري المتمثلين في التقاء الحياة الحضرية بحياة الريف ،ونشاط تجارة بيع اللحوم والغنام بفعل الرغبة غالبا في التمتع بالغذية المشوية )الشوي على الفحم أو في أفران مكتومة لعداد وجبات المندي ( ،وكذلك تجارة لوازم الرحلت للمتنزهين ،والتي تأتي غالبا من أسواق المدينة .والتجارة الخرى هي تجارة أصحاب الوبر لعرض العاملين في الريف بعض منتجاتهم الحرفية التي تستهوي مرتادي هذه المزارع . النتائج والتوصيات : تظهر لنا الفقرات السابقة عددا من النتائج التي يمكن استعراض أهمها فيما يلي ،مع ما يناسبها من التوصيات :
- 1لقد أظهرت الفقرات السابقة أهمية النوعية المميزة للخصائص الطبيعية والحضارية للمدينة المنورة في ترسيخ الشخصية الجغرافية لعاصمة السلم الولى .لقد كانت المدينة المنورة محظوظة جدا في احتوائها مناطق سهلية وجبلية وفرت لها الحماية والموارد المائية والتربة الجيدة التي كانت سببا رئيسيا في قيامها واستمرار حياتها ،وزاد من قوة هذا السبب العامل الحضاري المتمثل في ظهور الدين السلمي وانتشاره من هذه البقعة ،المر الذي ساعد على تشكيل وصياغة عناصر مراكز الستيطان والستقرار البشري في العالم السلمي . ومع التلحم وتحسن العلقة بين عناصر البيئة المحلية والخلفيات الحضارية المحلية والخارجية ترسخت عوامل الموقع الساسية مع المكانيات القتصادية ،مما يتطلب الحذر في المحافظة على ما ترسخ من نوعيات أساسية .فالمجتمع الواعي ل يعرض للخطر عناصر الحياة القتصادية والحضارية من مسكن وماء وهواء وتربة وغابة أو مزرعة . - 2ويظهر أنه لبد من العناية الفائقة بعمليات التنمية لجميع عناصر المظهر العام ،سواء في التعامل مع عناصر البيئة الطبيعية أو الحضارية .فل بد من وضع استراتيجية تنظم استخدامات الرض لتراعي الخصائص الطبيعية للمنطقة من انحدارات وارتفاعات وظروف مناخية لتتماشى مع السس التقليدية للستخدام التي كانت سائدة في المدينة المنورة ،والتي حافظت على هيمنة المسجد النبوي الشريف على خط الفق ، وعلى عدم الحاجة المتطرفة للوسائل الصطناعية لجعل حياة النسان ممكنة في الموضع ،وكذلك التحكم في النمو غير المخطط وغير المدمج ؛ مما يحقق التجانس مع عناصر
البيئة لتحقيق بيئة طبيعية واقتصادية واجتماعية تلبي احتياجات السكان في الحاضر والمستقبل .ولتحقيق هذا التجانس لبد من الهتمام باختيار المخططين الكفاء من ذوي الخبرة العالية لمثل هذه المدن ،والتثقيف المستمر للسكان ،والمشاركة العامة بين أجهزة التخطيط والتنفيذ وأفراد المجتمع .ول بد من وضع الستراتيجيات المناسبة لتنمية تجارة التجزئة ،وتقديم الخدمات السياحية لزوار المدينة ،وتوزيع المكاتب الدارية ، والمحافظة على المساحات الخضراء ،والعناية بالتنظيف المستمر لمجاري الودية المكشوفة ،أو الجسور التي تغطيها ، أو المجاري الصطناعية في جسد الشارع حتى تكون مستعدة دوما لحما ل المياه في مواسم المطار .وحبذا لو أنشئت إدارة متخصصة في المصلحة الزراعية في مجلس منطقة المدينة ،أو في أمانة المدينة المنورة ،للعناية بشؤون الودية من حيث النظافة والستغل ل والحماية .ويتم كل ذلك مع الخذ في العتبار إمكانيات التطوير العصرية التي تسمح بالستخدام المن والمعتد ل لوسائل التقنية الحديثة في التكيف والحركة والبناء ،مما يعزز نوعية البيئة على المدى الطويل . وهذا ل يعني إيقاف تنمية نشاطات استراتيجية في المدينة ، مثل الصناعة والتعدين ،وإنما يمكن توجيه الضروري منها إلى مراكز بديلة تابعة خارج المدينة المنورة للمحافظة على خصائص المدينة . - 3لقد أدت مشاريع التنمية إلى إزالة كامل بعض الحياء القديمة ، وخلخلة بعضها الخر بشق الشوارع داخلها أو توسعة الشوارع القديمة .لقد كانت الشوارع والحواري القديمة مناسبة لحركة المشي والدواب ،ولكنها لم تعد مناسبة لوسائل الحركة الحديثة ، خاصة السيارة ،مما فرض استخدام مبضع المخطط لتبني وسائل
العلج السابق ذكرها لتلبية حاجة السكان ،وهذا أمر تحتمه الضرورة لي مدينة حية تجري في شرايينها رغبات التطور والنماء ،وهو أمر مقبو ل لكن بتعقل ؛ إذ يفضل غالبا اتباع استراتيجيات التنمية وإعادة التطوير المختارة والفردية على التطوير الشامل ،خاصة في المدن ذات التراث الحضاري العريق حيث ل يذهب الغث والثمين تحت طائلة هذه )(22 البرامج . وهنا يمكن التوصية بوضع مجسم لكامل المدينة القديمة تتبناه إحدى الجهات الرسمية مثل أمانة المدينة المنورة ،أو وزارة المعارف ،متمثلة في المتحف الحضاري المزمع إقامته في المدينة المنورة ،ويحدد على هذا المجسم المعالم الثرية التي اندثرت أو الباقية حتى الوقت الحاضر ،والتي تمثل مراحل مهمة من تاريخ المدينة المنورة .ولعل تجربة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة في وضع مجسم للمدينة القديمة في إحدى مراحلها التاريخية تعد تجربة رائدة تحتاج إلى الدعم والتطوير ،والمكان المناسب للنشاء أو العرض . - 4ومما ينصح به تطوير استراتيجية تخطيط للمدن تأخذ في العتبار عمليات التطور العمراني ،وأن يكون أحد عناصرها الهتمام بأعما ل الصيانة والتجديد والمحافظة للعناية بالبيئة الطبيعية والعمرانية .والعناية بالبيئة العمرانية ل تعني العناية بالبنية القديمة فقط ،أو تحويلها إلى مراكز جذب للسياح ،وإنما العناية بالنسيج العام والعلقات المتوازنة بين التركيب القديم والحديث .
22
)( ) مكي ،محمد شوقي بن إبراهيم ،المدخل إلى تخطيط المدن ،ص . ( 149
- 5إن استخدام مبضع المخطط لتطوير المناطق القديمة بفتح الشوارع أمام حركة المرور المتزايدة يجب أن يتم بتعقل . فمشكلة ازدحام حركة المرور مشكلة عالمية ،ول يمكن التساهل في معالجتها حسب ما تفرضه زيادة عدد السيارات أو زيادة الحركة ،فهنا ك دائما بدائل عديدة لحل هذه الشكالية ،لعل أهمها ستة بدائل هي :إضافة طرق جديدة ، الحد من استخدام السيارة ،تحسين وسائل النقل العام ،تغيير أنظمة استخدام الرض ،أو فرض رسوم لستخدام أكثر الطرق ازدحاما ،وأخيرا عدم اتخاذ أي إجراء على أمل أن يؤدي )(23 الزدحام نفسه إلى عدم تشجيع استخدام السيارة . ولعل بعض هذه الحلو ل غير عملي أو مرفوض من قبل السكان أو بعض القطاعات الرسمية الهامة في الدولة . فإضافة طرق جديدة في منطقة مطورة هي سبب مشكلة ضياع كثير من المباني الحضارية والحد من استخدام السيارات غير مرغوب من قبل بعض الرسميين والطباء ورجا ل السعاف وغيرهم من المستخدمين الرئيسين لهذه الطرق ،بالضافة إلى أنها قد تعزز الفساد والرشوة لتخطي قوانين المنع .كما أن استخدام النقل العام غير مرغوب إل في مدن قليلة في العالم تطورت فيها هذه الوسيلة ،وذلك لتميز السيارة الخاصة في النتقا ل من الباب إلى الباب ،مما يعزز سرعة الحركة ،وبالتالي إنجاز العما ل في وقت أقصر .أما تغيير أنظمة استخدام الرض فيمكن تطبيقه لدرجة محدودة ،إذ إن هنا ك بعض الستخدامات التي ل يمكن تغييرها ،مثل الستخدام الديني والتجاري المرتبط بمركز المدينة .وتبقى إمكانية نقل بعض الستخدامات المولدة للحركة مثل المدارس والمستشفيات ، وبالتالي ينصح بالبحث جديا في نقل مستشفى الولدة من 23
)( ) . ( Congestion with Cash, p.5 Roth, G., Compatkng
المكان الذي يحتله قرب المسجد النبوي الشريف إلى مكان آخر خارج المنطقة المركزية ،وحتى خارج المنطقة النتقالية لحاجة هذا الستخدام إلى مساحة أكبر لوقوف السيارات ،المر الذي ل يتوفر حاليا .كما أن تر ك الحبل على الغارب وعدم التدخل ، يعني القطيعة بين أجهزة التخطيط وسكان المدينة ،فهو إذن حل غير عملي ول ينصح به ،ولكنه قد يؤدي إلى نتائج محدودة ولكن بعد بلوغ المشكلة حدها القصى .ويعني هذا الوضع أنه يبقى أمام أجهزة التخطيط حل عملي أساس وهو فرض رسوم للمرور في الطرق المزدحمة ،سواء داخل المنطقة المركزية أو خارجها .ولكن هذا الحل يحتاج إلى كفاءة عالية في التنفيذ حتى ل يؤدي جمع الرسوم إلى طوابير تزيد من حدة المشكلة ، كما أن فرض هذه الرسوم ل بد أن يكون مرنا غير جامد ، بمعنى تغيير معد ل هذه الرسوم حسب المواسم وحسب درجة الزدحام بين ساعات النهار والليل ،كما يتم مع شرائح أجور استخدام الهاتف .وقد مكنت الساليب اللكترونية الحديثة في بعض المدن الكبرى في العالم مثل أوسلو في النرويج من تحصيل الرسوم دون الحاجة إلى وقوف السيارات ،أو حتى تهدئة السرعة دون الحد المسموح به مع اختلف هذه الرسوم من مكان لخر ومن وقت لخر . - 6لقد دعمت الدولة مشاريع التنمية الحضرية بإنشاء العديد من الجهزة الحكومية وغير الحكومية التي خلقت نموا حضريا منقطع النظير نتيجة مساعدات صناديق ومؤسسات مثل صندوق التنمية العقارية ،وبنك التسليف السعودي ،والشركة السعودية للفنادق والمناطق السياحية ،والشركة السعودية العقارية ، وشركة طيبة للستثمار والتنمية العقارية .وقد كان لهذا الدعم أثره الفاعل في نمو المدينة ،وتحو ل بعض الستخدامات الزراعية والتجارية إلى استخدامات سكنية وخدمية .وعلى
الرغم من أثر التحو ل المفيد في توفير احتياجات السكان المتزايدين من المساكن والخدمات إل أن ذلك أثر تأثيرا سلبيا على المناطق الخضراء . لقد أوضح النشاط الزراعي داخل وقرب المدينة الصلة الحضارية القوية بين سكان الماضي والحاضر ،وما التحديات المعاصرة التي تواجه هذه المناطق والمتمثلة في تدهور البيئة نتيجة عمليات التحضر السريعة في المنطقة وفي المملكة بشكل عام إل سحابة صيف يمكن مواجهتها بتبني الساليب التقنية الحديثة التي تمكن النشاط الزراعي من الستمرار بأنماط جديدة في النتاج والنقل والتوزيع ،ليتحقق التناغم بين عناصر البيئة المحلية والمقومات القتصادية والجتماعية للنسان المقيم على هذه الرض .إن هذا التطوير سيدعم علقات العمل بين البيئتين ،ويمكن من إيجاد فرص عمل جديدة في الليات الجديدة للنتاج ،وفي تداعيات هذه الليات لصالح السكان والنمو الحضري والريفي ،وبالتالي تتوازن الفوائد القتصادية من القطاعين ،مما يمكن كل قطاع ، خاصة الزراعي من الوقوف كحاجز قوي في وجه التعديات والنمو غير المخطط .ول بد من التأكيد هنا على أهمية اختيار التقنية المناسبة حتى ل يتولد عن هذا الختيار مشاكل جديدة تسبب التلوث وتدهور البيئة . ومع أن الدولة قد دعمت التنمية الزراعية بإنشاء بنو ك التسليف الزراعي ،إل أن النشاط الزراعي يحتاج إلى دعم وتنظيم أكثر لمنع تحويل الراضي الزراعية إلى أراض عمرانية ،وذلك بالعمل على رفع دخل المزارع ،والحد من المصاريف الوسيطة للسماسرة ووسائل النقل التي ربما استهلكت ثلثي دخل المزارع ،وفي أحسن الحوا ل ل تغطي
تكاليف النقل والتغليف .وقد يشجع إعادة تنظيم المساحات الزراعية بدمج المزارع الصغيرة ،حتى تتمكن من زيادة النتاج ، وزيادة الدخل للمستثمر الزراعي .وبهذا يستطيع المزارع المحافظة على أرضه ،وتطوير مستوى معيشته ،وتطوير استثماره في تجهيز واستخدام الدوات الحديثة . ول شك أنه من المفيد إنشاء الجمعيات التعاونية التي تحافظ على السعار ،وتحدد وقت نزو ل السلع إلى السواق لتتناسب مع دورات النتاج ،خاصة للمنتجات القابلة للتخزين ،أما المنتجات القابلة للعطب بسرعة فيمكن تطوير صناعات تقوم بتعليبها ،وتوفيرها بالتالي في غير فصو ل إنتاجها .ول شك أن ا سبحانه وتعالى قد ضاعف البركة في إنتاج المدينة المنورة استجابة لدعوة الرسو ل صلى ا عليه وسلم ،أخرج البخاري عن أنس وعن عائشة حديثين عن النبي صلى ا عليه وسلم قا ل ) :اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة ( ، وقا ل ) :اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد ،اللهم بار ك لنا في صاعنا وفي مدنا ،وصححها لنا ،وانقل حماها إلى )(24 الجحفة ( . ويلحظ المرء حتى الوقت الحاضر توفر السلع الغذائية دوما في أسواق المدينة وعدم تأثرها بالمواسم كما يحدث لبعض المدن الخرى .ولكن هذا ل يمنع من الهتمام بتوفير شبكة من الجمعيات التعاونية التي تحاو ل مساعدة المزارع في مختلف مراكز الستقرار التي تشكل بديل م ً إيجابيا لتحسين التوزيع لمختلف المدن ،وكذلك تحسين القوى الذاتية والمعيشية لهم ،خاصة إذا علمنا أن هنا ك العديد من القرى 24
)( ) البخاري ،أبو عبد ا محم د بن إسماعيل ،صحيح البخاري ،الحديث رقم
، 1888 ، 1885
ص . ( 359 ، 358
التابعة للمدينة المنورة التي تصرف منتجاتها في المدينة والتي يعتبر فيها الستخدام الزراعي أكثر ربحية من الستخدام الحضري ،كما هو الحا ل مثل م ً في قرى القفيف وغراب ، والفقرة والحفيرة ،وبئر جمعة والعزلة ،وضبة والصخة .وزاد هذا الرتباط بعد بناء طرق المواصلت المعبدة أو الممهدة )الزراعية( التي تصل هذه القرى بمركز المدينة المنورة .ول بد من التأكيد هنا على أهمية مكافحة التضخم ،خاصة بالنسبة للمزارعين ،لن أي زيادة في الجور مع تنامي التضخم سوف تقضى علي أي تحسن في مستوى المعيشة ،أو تعني بالفعل تناقصا في الدخل الحقيقي للفرد .ولعل البدء في تنفيذ المخطط القليمي للمدينة أمل كبير في تقوية هذه الروابط بين المدينة المنورة والمراكز التابعة لها والمحافظات الخرى في المنطقة . - 7تعتبر ندرة المياه من أهم مشاكل العصر التي تواجه برامج التحديث والتنمية المستدامة في المدينة المنورة ،ولذلك ل بد من العناية بترشيد الستهل ك الزراعي والحضري لهذا المورد الثمين لتحقيق أكبر وأطو ل فائدة منه ،وذلك عن طريق استخدام كل ما هو حديث من آليات تساعد على قلة استهل ك المياه ،خاصة المياه العذبة ،وتطوير وسائل معالجة المياه المستخدمة وتدويرها للستخدام القتصادي المثل ،والبحث عن المياه في أعماق التكوينات السطحية في الودية ،وأسفل التكوينات البازلتية .ونظرا لن المدينة المنورة تمثل مركز الثقل التاريخي والسكاني في منطقة واسعة تمتد لنحو 145ألف كم ، 2فيمكن التوسع في البحث عن موارد جوفية أبعد من الدوية والحرات القريبة من
المدينة إلى طبقة الساق الخازنة لكميات كبيرة من المياه في )(25 شمالي المدينة المنورة . - 8ونتيجة لسوء تنفيذ بعض المخططات يقترح وضع بعض الخطوات التنفيذية التي يمكن إنجازها بالتنسيق الداري بين أجهزة الخدمات والتنمية في المدينة على مدى مراحل البناء والنشاء ،ثم وضع المخططات العمرانية التي تتلءم مع هذه الخطوات التنفيذية .وتعتمد هذه الخطط العمرانية على استخلص الظواهر الجتماعية العمرانية الواقعية لعدد من مشروعات التنمية العمرانية السابقة في القطاعين العام والخاص والتي تؤكد على خصوصية المكان ومراعاته للقيم والعراف المحلية ،ثم وضع التصور القرب للمراحل الواقعية التي يمكن أن تؤطر عملية التنمية العمرانية بأبعادها القتصادية والجــــتماعية ،والتي أطلق عليها عبد الباقي النظرية الجديدة )(26 في التنمية .وتتلخص نظرية عبد الباقي -بالضافة إلى ما سبق -الهتمام بنظام تقسيم الراضي بحيث وُيسمح لراغب البناء من مستويات الدخل المختلفة أن يقتص المساحة التي تتناسب مع قدرته الشرائية ،مع التعهد بالبناء خل ل فترة محدودة ،وبذلك تبقى ملكية الرض مرهونة بالبناء عليها ، فالبيع والبناء لمن سبق ،مع الحتفاظ بحدود الرتفاعات كقاعدة عامة في الخلية أو المجاورة السكنية دون النظر لسعة الشوارع ،وإن كان من الجدى أن يزيد الرتفاع على طو ل الشارع المصمم أصل م ً للتجارة ،سواء داخل المجاورة أو خارجها ،والذي يتحمل حركة المرور ،حتى يتشبع بالنشاط 25
26
)( ) المحرر ،المدينة المنورة ،ص 34؛ المحرر ،دراسة الخواص الجيوفيزيائية والهيدرولوجي ة لشما ل غرب المدين ة المنورة ،ص. ( 54 )( ) إبراهيم ،عـبد الباقي ،نحـو نظرية جديدة في تنمي ة المجتمـعات الحديث ة ،ص. ( 10
التجاري ،ثم يتحو ل تدريجيا إلى شارع مشاة ،وتقل الرتفاعات على الطرق الخلفية التي تتحو ل إليها حركة المرور فيما بعد ، وتمثل الفواصل بين الخليا أو المجاورات السكنية . ول شك أن هذا السلوب سيحمي تعديات الستخدامات على بعضها ويربط النظرية بالواقع ،أي النظرية المبنية على )(27 الواقع المستخلص من التجارب العملية . - 9توضح بعض الملحظات العامة ،ودراسات بعض المناطق الحضرية في العالم تأثير النمو الحضري على ارتفاع التلوث في المنطقة الحضرية نتيجة ما تنفثه عوادم السيارات ، ومداخن المصانع ،وبعض الخدمات ،ولهذا تحتاج المدينة المنورة وغيرها من المدن السعودية التي تقارب ظروفها حالة المدينة إلى دراسات تأثير النمو الحضري على البيئة الحضرية والزراعية في المدينة ،لتحديد التأثير السلبي للملوثات في التربة والماء والنتاج والنسان ،حتى نستطيع الوصو ل إلى رأي قاطع في تحديد استراتيجية تحدد عمليات النمو الحضري والزراعي . - 10لقد اتضحت أهمية الثروة الحيوانية التي تربى في المزارع في تلبية احتياجات السكان المتزايدين طبيعيا وعن طريق الهجرة في المدينة ،مما يدفع إلى اقتراح الهتمام بهذه الثروة وزيادة مخرجاتها من هذه المزارع ،حتى ترفع من دخل أصحابها وتعوض أي نقص في مخرجات المنتجات الزراعية الفصلية ، مع استمرار تطوير نظام الزراعة التقليدية التي تمو ل المدينة بالخضروات والعلف ونباتات الزينة التي يزيد استهلكها في المدن العصرية .وقد يواجه اقتراح زيادة الهتمام بالثروة الحيوانية في المزارع داخل المدينة باعتراض بعض السكان ، أو ممثلي البيئة من أن هذه الحيوانات ومخلفاتها تنتج روائح 27
إبراهيم ،عبد الباقي ،نحو نظرية جديدة في تنمي ة المجتمعات الحديث ة ،
)( ) ص . ( 13
تجعل السكن غير مريح قرب هذه المزارع .ولكن يمكن التغلب على ذلك بسهولة باستخدام نظام حظائر تستخدم التقنية الحديثة لتساعد في فلترة الهواء والبخرة المنبعثة منها ،والتحكم في انتشار الحشرات والقوارض .وهذه العمليات من مسؤوليات المزارع والسلطات البلدية في المدينة . - 11إن تنفيذ بعض التوصيات في هذه الدراسة أمر ليس سهل م ً . فمن البداية ل بد من تحديد هدف التنمية الحضرية في المنطقة ،هل نريدها على النمط الغربي ،أم نريد بقاءها على النمط التقليدي ،أم تأخذ من الثنين؟ .ولعل الخيرة هي أفضل الوسائل مناسبم ًة لمدينة ذات جذور تاريخية عريقة وتطمح إلى مواكبة حياة العصر .ولهذا ل بد من تأسيس علقات عمل بين الباحثين وأصحاب القرار لتحديد التحوير المناسب للبيئة الحضرية والزراعية ،وبالتالي آليات خلق جيل جديد من المزارعين الحضر .وإذا ما توافر الدعم المالي الكافي سيتمكن الباحثون وأصحاب القرار من الوصو ل إلى خطط تحقق طموحات أفراد المجتمع دون تعارض أو اختناق ،بمعنى أننا ل نقوم بالمعالجة بعد أن تقع المشكلة وتتدهور البيئة ،فحنيئذ سيندم الباحث وصاحب القرار يوم ل ينفع الندم .وحتما تحتاج كل آليات التخطيط والتصميم والتنفيذ هذه إلى قاعدة معلومات شاملة ،تساعد صانع القرار والباحث والمخطط والمنفذ في ممارسة عمله بيسر وسهولة . وقد أحسنت أمانة المدينة المنورة صنعا حينما تبنت إنشاء قاعدة معلومات للمدينة المنورة تضم بيانات تفصيلية متنوعة ،والمهم ليس في إنشاء القاعدة فقط ، وإنما في تحديثها بصورة مستمرة ،وجعلها في متناو ل من يحتاجها دون تعقيدات روتينية تجعل الباحث يمل المماحكات
الدارية ،ويصرف النظر عن بيانات يمكن أن تكون أساسية ومفيدة جدا لي دراسات وبرامج تنموية .
قائمة المراجع أو ل م ً :المراجع العربية : -
-
-
السيوطي ،أبو الفضل جل ل الدين بن عبد الرحمن بن أبي بكر)911-849هـ( ، 1417م ،الللىء المصنوعة في الحاديث الموضوعة ،دار الكتب العلمية ،بيروت )تخريج وتعليق أبو عبد الرحمن صلح بن محمد بن عويضه( . إبراهيم ،عبد الباقي 2000 ،م " ،نحو نظرية جديدة في تنمية المجتمعات الحديثة" ،المدينة العربية ،ع ، 97ص . 13-6 إدارة الحصاء والبحوث 1419 ،هـ ،إحصائيات البلديات ،وزارة الشؤون البلدية والقروية ،وكالة الوزارة للتخطيط والبرامج ،الرياض . إدارة الدراسات القتصادية والحصاء 1999 ،م ،التعداد الزراعي الشامل :تقرير جمع البيانات ،تقرير غير منشور ،مديرية الشؤون الزراعية ،المدينة المنورة . آ ل الشيخ ،صالح بن عبد العزيز 1420 ،هـ ،موسوعة الحديث الشريف ،دار السلم للنشر والتوزيع ،الرياض . اللباني ،محمد ناصر الدين 1399 ،هـ ،سلسلة الحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في المة ،المكتب السلمي ،بيروت . اللوسي ،محمود شاكر ،دون تاريخ ،بلوغ الرب في معرفة أحوا ل العرب ،ط ، 3دار الكتب الحديثة ،القاهرة . النصاري ،ناجي محمد حسن 1416 ،هـ ،عمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف عبر التاريخ ،نادي المدينة المنورة الدبي ،رقم ، 95المدينة المنورة . ابن النجار ،أبو عبد ا محمد بن محمود 1401 ،هـ ،أخبار مدينة الرسو ل ،ط، 3 مكتبة الثقافة ،مكة المكرمة )تحقيق صالح محمد جما ل( . ابن شبة ،أبو زيد عمر )ت 262هـ( 1417 ،هـ ،كتاب تاريخ المدينة المنورة ،دار الكتب العلمية ،بيروت . ابن قيم الجوزية ،أبو عبد ا شمس الدين محمد )751-691هـ( 1407 ،هـ ،زاد المعاد في هدي خير العباد ،ط ، 15مؤسسة الرسالة ،بيروت )تحقيق وتخريج شعيب الرنؤوط ،وعبد القادر الرنؤوط( . حافظ ،علي 1405 ،هـ ،فصو ل من تاريخ المدينة المنورة ،ط ، 2شركة المدينة المنورة للطباعة والنشر ،جدة .
الخياري ،أحمد ياسين 1411 ،هـ ،تاريخ معالم المدينة المنورة قديما وحديثا ، نادي المدينة المنورة الدبي ،رقم ، 59المدينة المنورة )تعليق وتخريج عبيد ا محمد كردي( . -
الرويثي ،محمد بن أحمد 1413 ،هـ "،جوانب من الشخصية الجغرافية للمدينة المنورة" ،المنهل ،م ، 54ع ، 499ص . 105-84
-
الزركشي ،محمد بن عبد ا )794-745هـ( 1384 ،هـ ،إعلم الساجد بأحكام المساجد ،المجلس العلى للشؤون السلمية ،القاهرة )تحقيق أبي السقا مصطفى الرازي( .
-
السرياني ،محمد بن محمود 1418 ،هـ " ،المدينة المنورة :دراسة في تطور النمو الحضري" ،في الرويثي ،محمد بن أحمد وخوجلي ،مصطفى محمد )محرران( ،المدينة المنورة :البيئة والنسان ،دار الواحة العربية ،المدينة المنورة ، ص . 253-158
-
السمهودي ،نور الدين 1393 ،هـ ،وفاء الوفاء بأخبار المصطفى ،ط ، 2دار إحياء التراث العربي ،بيروت .
-
شعبة الحصاء والقتصاد الزراعي 1382 ،هـ ،نتائج الحصر الزراعي ،وزارة الزراعة والمياه ،الرياض .
-
الطحاوي ،أبو جعفر أحمد بن محمد )ت 321هـ( 1414 ،هـ ،شرح معاني الثار ،عالم الكتب ،بيروت )تحقيق محمد زهري النجار ،ومحمد سيد جاد الحق .
-
طه ،حاتم عمر 1413،هـ "،ملمح من فن العمارة في المدينة المنورة" ، المنهل ،م ، 54عدد ، 499ص . 69-62
-
العزامي ،خليل إبراهيم مل 1421 ،هـ ،ساكن المدينة المنورة منزلته ومسؤوليته ،دار القبلة للثقافة السلمية ،جدة .
-
عزب ،خالد محمد 1413 ،هـ "،المدينة المنورة . .العمارة النبوية" ،المنهل ،م ، 54عدد ، 499ص . 60-56
-
علقات المل ك ،دون تاريخ ،مركز طيبة السكني والتجاري ،مطابع الصناعات المساندة ،الدمام .
-
علي ،زين العابدين 1420 ،هـ ،مبادئ تخطيط النقل الحضري ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان .
-
علي ،زين العابدي 1999 ،م ،مبادئ تخطيط النقل الحضري ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان .
-
العمري ،عبد العزيز بن إبراهيم 1985 ،م ،الحرف والصناعات في الحجاز في عصر الرسو ل صلى ا عليه وسلم ،مركز التراث الشعبي لدو ل الخليج العربية ، الدوحة .
-
غراب ،يوسف خليفة 1413 ،هـ "،المسجد النبوي والعلقات اللونية" ،المنهل ، م، 54ع ، 499ص ص. 54-48
-
المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة 1999 ،م ،مشروع محطتي التحلية بالتبخير الوميضي والتناضح العكسي ومحطة توليد الطاقة الكهربائية ،المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة ،الرياض .
-
المحرر 1420 ،هـ "،دراسة الخواص الجيوفيزيائية والهيدرولوجية لشما ل غربي المدينة المنورة" ،العلوم والتقنية ،م ، 13عدد ، 50ص. 54
-
المحرر "، 1421 ،المدينة المنورة :آفاق التنمية القليمية المستقبلية لعام 1450هـ" ،أهل وسهل ،م ، 24عدد ، 12ص ص . 38-32
-
مصلحة الحصاءات العامة 1397 ،هـ ،التعداد العام للسكان 1394هـ/ 1974م :البيانات التفصيلية ـ منطقة المدينة المنورة ،وزارة المالية والقتصاد الوطني ،الرياض .
-
مصلحة الحصاءات العامة 1417 ،هـ ،النتائج الولية للتعداد العام للسكان والمساكن لعام 1413هـ ،وزارة التخطيط ،الرياض .
-
مصلحة المياه والصرف الصحي بمنطقة المدينة المنورة 1421 ،هـ ،معلومات عن المياه والصرف الصحي بالمدينة المنورة ،تقرير غير منشور ،ص . 4
-
معهد بحوث الفضاء 2000، 1987 ،م ،بيانات القمر المريكي لندسات ،المسار ، 170الصف ، 43المركز السعودي للستشعار عن بعد ،مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ،الرياض .
-
مكي ،محمد شوقي بن إبراهيم 1417 ،هـ "،النمو العمراني وتأثيره على المعالم الحضارية في المدينة المنورة" ،المدينة العربية وتحديات المستقبل ، المعهد العربي لنماء المدن ،الرياض ،ص . 660-639
-
مكي ،محمد شوقي بن إبراهيم مكي 1408 ،هـ " ،توزيع الحدائق العامة في المدينة المنورة" ،الدارة ،م ، 14عدد ، 1ص . 207-192
جامعة الملك، أطلس المدينة المنورة، هـ1405 ، محمد شوقي بن إبراهيم، مكي
-
. الرياض، سعود ، دار العلوم، سكان المدينة المنورة، هـ1405 ، محمد شوقي بن إبراهيم، مكي
-
. الرياض "الحدائق العامة في المدينة، هـ1413 ، محمد شوقي بن إبراهيم، مكي
-
. 140-133 ص، 4-3 عدد، 2 م، ملف العقيق، "المنورة مجمع الزوائد، دون تاريخ، (هـ807 نور الدين علي بن أبي بكر )ت، الهيثمي
-
. بيروت، مؤسسة المعارف، 3 ط، ومنبع الفوائد ، النطاق العمراني: أطلس المدن السعودية، هـ1409 ، وكالة تخطيط المدن
-
. الرياض، وزارة الشؤون البلدية والقروية ، المدينة العربية، " "مدن تحل أزماتها البيئية، 1999 ، درويش إبراهيم، يوسف
-
. 25-18 ص، 91عدد
-
: المراجع النجليزية: ثانيا Bookchin, M .,1987 The Rise and Decline of Citizenship, -Sierra Club Books, San Francisco .
-
Cooper, D ., 1999, "Keeping an Eye on Nature", Durham -First, No .9,pp .10-11 .
-
Encyclopaedia Britannica Co . Ltd ., 1929, Encyclopaedia -Britannica,14th ed .,
-
Losada, H ., et .,1998, "Urban Agriculture in the Metropolitan Zone of Mexico City :Changes over Time in Urban, Suburban and Peri-Urban Areas", Environment and Urbanization, Vol .10,No .2,pp .37-54 .
-
Makki, M .S ., 1982, Medina-Saudi Arabia : A Geographical Analysis of the City and Regions, Avebury, London .
-
Philby, - Philby, H .St .J .B ., 1946, A Pilgrim in Arabia, Robert Hale Ltd ., London . H . st . J .B ., 1933, "Mecca and Medina", Jour . Of the Royal Central Asian Society, Vol .10,pp,504-518 .
-
Roth, G .,1999, "Combating Congestion with Cash", Urban Age, Vol .7,No .2,pp .4-6 .