تأثير التنمية الحضرية على المظهر العام في المدينة المن

Page 1

‫تأثير التنمية الحضرية‬ ‫على المظهر العام في المدينة المنورة‬ ‫القسم الثاني‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد شوقي مكي‬

‫أستاذ في قسم الجغرافيا‬ ‫بكلي ة الداب‬ ‫بجامع ة الملك سعود‬ ‫بالرياض‬

‫كانت الخضرة وما زالت تمثل أهم عنصر بيئي‬ ‫فالمدينة المنورة منذ ما قبل‬ ‫يميز المدينة المنورة ‪.‬‬ ‫المناطـق‬ ‫السلم وفجر السلم تميزت عن مكة المكرمة‬ ‫الخضراء‬ ‫بنشاطها الزراعي وحرفها التي خدمت النشاط‬ ‫الزراعي ‪ ،‬مثل صناعة الفخار والدوات الزراعية‬ ‫)‪(1‬‬ ‫وحتى السلحة ‪ ،‬بينما تميزت مكة المكرمة بالنشاط التجاري ‪ .‬وقد‬ ‫حافظت المدينة ـ لقرون عديدة ـ على هذه الميزة ‪ ،‬ولم تقم مبانيها‬ ‫إل في الراضي غير المزروعة أو المهجورة ‪ .‬ولذلك حافظ النسان‬ ‫على علقة متوازنة مع عناصر البيئة المحيطة به ‪ ،‬ولذلك اشتهرت‬ ‫المدينة بتضاعف الستخدام الزراعي للرض ‪.‬‬ ‫ووُموسِرست في هذه الرض ثلثة أنظمة لستخدام الرض‬ ‫الزراعية ‪ :‬مزارع لنتاج الغل‪ ‬ل ‪ ،‬ومراع ‪ ،‬ومزارع مختلطة لنتاج‬ ‫الغل‪ ‬ل وتربية الحيوانات ‪ ،‬فقد كانت مزارع الغل‪ ‬ل تنتج القمح‬ ‫)‪(2‬‬ ‫والشعير في مناطق وادي قناة والجرف ‪ .‬ويذكر السمهودي أن‬ ‫‪1‬‬

‫)( ) العمري ‪ ،‬عبد العزيز بن إبرهيم ‪ ،‬الحر ف والصناعات في الحجاز في‬ ‫عصر الرسو‪ ‬ل صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬ص ‪. ( 271-209-104-91-90-89‬‬


‫)‪(3‬‬

‫مزارع معاوية بن أبي سفيان كانت تقل مائة ألف وسق حنطة ‪.‬‬ ‫واشتهرت مناطق قريبة جدا من المدينة بكونها أحمية لرعي البل‬ ‫والغنام ‪ ،‬مثل حمى النقيع الذي حماه الرسو‪ ‬ل صلى ا عليه‬ ‫وسلم لخيل المسلمين ‪ ،‬ثم حمى ضربة والربذة لمواشي‬ ‫)‪(4‬‬ ‫المسلمين ‪ .‬وانتشرت في داخل المدينة المنورة المزارع المختطلة‬ ‫التي تنتج النخيل والخضروات والفواكه ‪ ،‬ففي المدينة يوجد مثل م ً من‬ ‫أنواع التمر ‪123‬نوعا ‪ ،‬وتنتج أرضها مختلف أنواع الخضروات ‪ ،‬ومن‬ ‫الفواكه العنب والليمون البنزهير واليوسفي والتين والرمان ‪ .‬وتربى‬ ‫بعض الحيوانات ‪ ،‬وخاصة الغنام والدجاج والرانب ‪ ،‬وقليل من‬ ‫البقار ‪.‬‬ ‫وقد عني المسلمون في العصر السلمي الو‪ ‬ل‬ ‫بالمزارع ‪ ،‬خاصة تلك الواقعة داخل المدينة وأحاطوها بالسوار‬ ‫لتحميها من تعدي النسان والحيوان ‪ ،‬ولذلك سميت )) الحوائط (( ‪ ،‬كما‬ ‫كان يطلق عليها )) الضامنة (( ‪ ،‬وذلك لن أصحابها يحرسونها وهي‬ ‫مضمونة ضد العتداء الخارجي ‪ ،‬لنها تقع ضمن دائرة حماية‬ ‫)‪(5‬‬ ‫المدينة ‪.‬وقد اعتمدت هذه الزراعة على نضح المياه الجوفية من‬ ‫العيون والبار التي كانت تظهر على سطح الرض أو قريبا منه ‪،‬‬ ‫وخاصة في شمالي المدينة ‪ ،‬وكانت للمزارعين طرق تقليدية‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( ) ابن النجار ‪ ،‬أبو عبد ا محم د بن محمود ‪ ،‬أخبار مدينة الرسو‪ ‬ل ‪ ،‬ص‪ 12‬؛‬ ‫حافظ ‪ ،‬علي ‪ ،‬فصو‪ ‬ل من تاريخ المدينة المنورة ‪ ،‬ص ‪. ( 272‬‬ ‫)( ) السمهودي ‪ ،‬نور الدين ‪ ،‬وفاء الوفاء ‪ ،‬ج‪ 3‬ص ‪. ( 988‬‬ ‫)( )‬

‫ابن شبة ‪ ،‬أبي زيد عمر ‪ ،‬كتاب تاريخ المدين ة المنورة ‪ ،‬ج‪، 3‬‬

‫ص ‪-839‬‬

‫‪( 840‬‬

‫‪5‬‬

‫)( ) ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬ج‪ 2‬ص ‪ 1052‬؛ العمــري ‪ ،‬عبد العزيز بن‬ ‫إبراهيم ‪ ،‬الحرف والصناعات في الحجاز في عصر الرسو‪ ‬ل ‪ ،‬ص‪. ( 99‬‬


‫معروفة لتحديد أماكن المياه العذبة وغير العذبة واستخراجها‬ ‫)‪(6‬‬ ‫للزراعة أو للشرب ‪.‬‬ ‫ولكن مع استخدام أدوات الحفر الحديثة واستخدام آلت‬ ‫السحب الميكانيكية للماء تضاعف نزح الماء من الطبقات السطحية‬ ‫والعميقة الحاملة للمياه حتى جفت وهلكت المزروعات التي كانت‬ ‫)‪(7‬‬ ‫تعتمد عليها ‪.‬‬ ‫ولهذا فمع منتصف القرن العشرين اختلت العلقة السابقة‬ ‫بين النسان وعناصر البيئة المحلية ‪ ،‬وظهر هذا الخلل فيما‬ ‫يلي ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬إزالة الحراج الغابية والمراعي الطبيعية أمام التوسع‬ ‫العمراني والزراعي ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تسوية الرض ‪ ،‬خاصة في مناطق الحرات لغراض‬ ‫النشاءات العمرانية من طرق ومساكن وحدائق وأماكن‬ ‫عامة ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬نقل التربة داخل البيئة الحضرية وخارجها لجل إقامة‬ ‫أساسات أو أدوار سفلية للمباني الجديدة ‪ ،‬أو ملء‬ ‫المنخفضات وتقوية التربات الضعيفة ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬تسرب الساسات السمنتية داخل الترب الخصبة ‪ ،‬وظهور‬ ‫مبان متعددة الدوار ‪ ،‬وتعبيد الطرق ‪ ،‬ورصف الشوارع‬ ‫والممرات ‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫)( )‬

‫اللوسي ‪ ،‬محمود شكري ‪ ،‬بلوغ الرب في معرفة أحوا‪ ‬ل العرب ‪ ،‬ج‪، 3‬‬

‫ص‪. ( 343‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( أو‪ ‬ل ما استعمل ت مكائن السح ب السطحي ة في بداية الربعينات من القرن‬ ‫الراب ع عشر الهجري ‪ ،‬ثم استخدمت مكائن السحب من العماق في سنة‬

‫‪ 1374‬هـ ) حافظ علي ‪ ،‬من تاريخ المدين ة المنورة ‪ ،‬ص‪. ( 277-276‬‬


‫‪ - 5‬تحو‪ ‬ل في أنظمة الصرف الطبيعي وإعادة توجيه بعض‬ ‫الودية والمجاري المائية السطحية ‪ ،‬وبناء السدود‬ ‫والجسور ‪.‬‬ ‫‪ - 6‬دخو‪ ‬ل استخدامات متنوعة متغيرة على الراضي غير‬ ‫المبنية ‪.‬‬ ‫‪ - 7‬استخدام أجزاء متعددة من المظهر العام كمرام للنفايات‬ ‫الحضرية بين الجبا‪ ‬ل وفي مجاري الوديان ‪ ،‬مما يشكل‬ ‫خطرا كبيرا في مواسم المطار التي سبق أن عرفنا أنها‬ ‫من نوع المطر الفجائي الكثيف ولوقت قصير ‪ ،‬والتي مع‬ ‫أعما‪ ‬ل البناء والرصف والتغطية تساعد على قلة تسرب مياه‬ ‫المطار والجريان السريع داخل المدينة ‪.‬‬ ‫‪ - 8‬تلوث الجو نتيجة لحرق النفايات الحضرية والزراعية ‪،‬‬ ‫وبالتالي تدمير نسيج الطبقة السطحية من التربة ‪.‬‬ ‫وقد أظهرت بيانات التعداد الزراعي لعام ‪1382‬هـ‪1962 /‬م أن‬ ‫)‪(8‬‬ ‫المساحة المزروعة في المدينة المنورة تقدر بـ ‪ 8046‬دونما تضم‬ ‫‪ 560‬مزرعة و‪ 47‬حيازة لتربية المواشي فقط ‪ .‬ويشغل النخيل‬ ‫وحده مساحة ‪ 6807‬دونمات ‪.‬‬ ‫ويصل عدد أشجار النخيل المثمرة فيها إلى ‪ 136077‬نخلة ‪،‬‬ ‫)‪(9‬‬ ‫بالضافة إلى ‪ 46157‬نخلة غير مثمرة بمجموع ‪ 182234‬نخلة ‪.‬‬ ‫وفي التعداد الزراعي الشامل لعام ‪1999‬م اتضح أن المساحة‬ ‫الجمالية للراضي المزروعة في المدينة المنورة تقدر بـ ‪23145‬‬ ‫)‪(10‬‬ ‫دونما تضم ‪ 505‬مزارع أو حيازات زراعية بها ‪ 185110‬نخلت ‪،‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪10‬‬

‫)( الدونم = ‪ 1000‬م‪2‬‬ ‫)( ) شعبة الحصا ء والقتصاد الزراعي ‪ ،‬نتائج الحص ر الزراعي ‪ ) ،‬ص ‪، 90، 89‬‬ ‫‪. ( 109 ، 108‬‬ ‫)( ) إدارة الدراسات القتصادي ة والحصا ء ‪ ،‬التعداد الزراعي الشامل‪ :‬تقرير‬ ‫جمع البيانات ( ‪.‬‬


‫وتشير هذه البيانات الظاهرية إلى تزايد المساحة المزروعة‬ ‫في المدينة بنسبة نحو ‪ %122‬بين سنتي ‪ ، /1999-1962‬وتناقص‬ ‫عدد المزارع بنسبة ‪ ، %9.8‬وتزايد عـدد أشـجار النخيـل بنسـبة‬ ‫‪ %36‬خل‪ ‬ل الفتـرة نفسـها ‪ .‬ولكـن المدقـق في هـذه البيـانات‬ ‫يرى أن عدد المزارع والمساحات الزراعية تناقصت في‬ ‫نمط توزيعها ‪ ،‬إذ تناقصت في العدد والمساحة في المنطقة التي‬ ‫تمتد داخل حدود الحرم ‪ ،‬أي بين جبلي أحد في الشما‪ ‬ل وعير في‬ ‫الجنوب )شكل رقم‪ ، (1‬وانتقلت بعض المزارع إلى منطقة الخليل‬ ‫)شما‪ ‬ل غرب جبل أحد( التي كانت تشكل غابة من أشجار الكافور‬ ‫والكاسيا والطرفاء ‪ ،‬وتحولت إلى مزارع تسقى من آبار الخليل بعد‬ ‫أن جفت العيون وانقطعت السيو‪ ‬ل عن المنطقة ‪ ،‬إضافة إلى ضغط‬ ‫الطلب على حطب الوقود والفحم ‪ ،‬مما أدى إلى سرعة تدهور‬ ‫الغطاء النباتي وتجرف التربة في هذه المنطقة ‪ .‬ويشبه هذا‬ ‫النموذج ما حصل في مدينة مكسيكو سيتي حيث تناقصت المساحة‬ ‫الزراعية داخل المدنية وازدادت زيادة كبيرة في النطاق الخارجي‬ ‫)‪(11‬‬ ‫لها ‪.‬‬ ‫وقد نتج هذا التناقص في مساحة المزارع داخل المدينة من‬ ‫المشاكل التي واجهها المزارع المتمثلة في تناقص خصوبة التربة ‪،‬‬ ‫وتناقص كمية المطار التي يعتمد عليها في الزراعة ‪ ،‬مما أدى إلى‬ ‫جفاف العيون والبار ‪ ،‬وعدم كفاءة السوق الزراعية ‪ ،‬وارتفاع‬ ‫أسعار مدخلت النتاج في الزراعة ‪.‬‬ ‫إضافة إلى ذلك فقد أصبحت آبار منطقة الخليل ملوثة نتيجة‬ ‫تسرب مياه محطة الصرف الصحي إلى الطبقة السطحية الخازنة‬ ‫للمياه ‪ ،‬مما يعني عدم الستفادة من منتجات المزارع التي نشأت‬ ‫فيها ) يقدر عددها بـ ‪ 125‬مزرعة ( ‪ ،‬وتقتصر فائدتها على توفير‬ ‫غطاء نباتي أصبح متـنزها لسكان المدينة المنورة ‪ .‬ولعل هذا هو‬ ‫‪11‬‬

‫)( ‪,Losada,H., Urban Agriculture in the Metropilitan Zone of Mixico City,49‬‬


‫السبب في تناقص عدد المزارع بين التعدادين إذ انتهى كثير من‬ ‫المزارع التي تتصف بصغر حجمها داخل المدينة ‪ ،‬واستعيض عن‬ ‫بعضها بمزارع أكبر حجما في أطراف المدينة ‪ .‬وقد نتج عن هذا‬ ‫الزحف تحو‪ ‬ل في نوع الملكية ‪ ،‬فمنحت الملكية الخاصة لبعض‬ ‫الراضي التي ظلت ملكا مشاعا لفترة طويلة ‪ .‬كما توسعت أراضي‬ ‫المخططات التي حولت العديد من المل ك العامة الواسعة إلى‬ ‫قطع صغيرة تناسب بناء المباني السكنية ‪.‬‬ ‫ويشير الشكلن ‪ 2 ، 1‬إلى توسع المنطقة المبنية بين تأريخي‬ ‫)‪(12‬‬ ‫‪12/1/1407‬هـ )‪16/9/1987‬م( ‪ ،‬و‪28/11/1420‬هـ )‪30/3/200‬‬ ‫‪0‬م( حيـث ازدادت المســاحـة‬ ‫المبنية من ‪ 32.4‬كم‪ 2‬في سنة ‪1987‬م إلى ‪ 106.7‬كم‪ 2‬في سنة‬ ‫‪2000‬م ‪ .‬وفي المقابل تناقصت المنطقة المزروعة من ‪ 144.3‬كم‬ ‫‪ 2‬في سنة ‪1987‬م إلى ‪ 10.7‬كم‪ 2‬في سنة ‪2000‬م ‪ .‬ويتضح من‬ ‫الشكل ‪4‬ب بصورة جلية التناقص الكبير للرقعة الخضراء في وسط‬ ‫المدينة المنورة وأطراف منطقتها المعمورة في الجنوب والشرق‬ ‫والشما‪ ‬ل الغربي ‪ ،‬وتوسعها في أقصى الشما‪ ‬ل الغربي ‪ .‬ولعل‬ ‫هذه الحقائق المعتمدة على الصور الفضائية تؤكد عدم دقة‬ ‫بيانات التعداد الزراعي لعام ‪1999‬م والتي تشير إلى زيادة‬ ‫الرقعة الزراعية في المدينة المنورة ‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫)( تمثل سنة ‪ 1978‬أقدم صورة فضائية متوفرة عن المدينة المنورة ‪ ،‬بينما‬ ‫تمثل سنة ‪ 2000‬م أحدث صورة متوفرة وقت إتما م هذه الدراس ة لدى معهد‬ ‫الفضاء بمدينة الملك عبد العزيز للعلو م والتقنية بالمملكة العربية السعودية ‪.‬‬


‫شكل رقم ) ‪ ( 1‬المساحة المبنية والمزروعة في المدينة‬ ‫المنورة ‪ 1986 ،‬م ‪.‬‬ ‫المصدر ‪ :‬معهد بحوث الفضاء ‪ 1986 ،‬م ‪ ،‬بيانات القم ر المريكي لند سات ‪.‬‬


‫شكل رقم )‪ : (2‬المساحة المبنية والمزروعة في المدينة‬ ‫المنورة ‪ 2001 ،‬م ‪.‬‬ ‫المصدر ‪ :‬معهد بحوث الفضا ء ‪ ،‬بيانات القم ر المريكي لند سات ‪.‬‬ ‫ولعلنا يمكن أن نطبق هنا مؤشر معد‪ ‬ل استهل ك الرض )‬ ‫‪ ( LCRLand Consumption Rate‬على الرض المبنية والزراعية لمعرفة‬ ‫مدى التغير في حصة الفرد من المساحة المبنية أو المزروعة‬ ‫ووحدة هذه المساحة ‪ ،‬فإنه كلما كانت قيمة المؤشر منخفضة د‪ ‬ل‬ ‫ذلك على تلحم وتراص المدينة ‪ ،‬والعكس صحيح ‪ .‬وتتمثل قاعدة‬ ‫المؤشر ووحدته م‪/2‬نسمة على النحو التي ‪:‬‬ ‫م‪A/P =LCRx 1000000=2‬‬


‫حيث إن ‪ =A‬مساحة المنطقة المدروسة )مبنية أو زراعية( بالمتر‬ ‫المربع ‪.‬‬ ‫‪= P‬عدد سكان المدينة في السنة نفسها ‪.‬‬ ‫ولعدم توفر بيانات سكانية للسنوات التي تتوفر لها الصور‬ ‫الفضائية فقد قــام الباحث بإحداث إسقـاطات سكانية لسنتي‬ ‫‪1407‬هـ )‪1986‬م( ‪ ،‬و‪1420‬هـ )‪2000‬م( بتطبيق برنامج حاسوبي‬ ‫)‪ (Drmprij‬لهذا الغرض ‪ .‬ويبين الجدو‪ ‬ل رقم )‪ (1‬نتيجة تطبيق‬ ‫المؤشر ‪.‬‬ ‫ويتبين من الجدو‪ ‬ل ارتفاع معد‪ ‬ل استهل ك الرض المبنية‬ ‫في المدينة المنورة ‪ ،‬مقارنة ببعض المدن العربية الخرى ‪،‬‬ ‫فنجده يبلغ ‪ 83، 110، 129‬في مدن الموصل والبصرة والديوانية‬ ‫)‪(13‬‬ ‫العراقية على التوالي وتشير هذه القيم إلى اتساع المدينة وعدم‬ ‫تزاحمها ‪ ،‬وارتفاع حصة الفرد من المساحة المبنية ‪ .‬وقد نتج عن‬ ‫ذلك ارتفاع معد‪ ‬ل الستحواذ على الراضي الجديدة التي تم عليها‬ ‫توسع المنطقة الحضرية بين سنوات ‪1407-1394‬هـ ‪ ،‬والشيء‬ ‫نفسه ينطبق عــلى السنوات التالية حتى سنة ‪1420‬هـ )‪2000‬م( ‪،‬‬ ‫وبشكل أكثر وضوحا حيث ارتفع معد‪ ‬ل الستحواذ من ‪ 6. 47‬إلى‬ ‫‪ . 7. 277‬ول شك أن هذا الستحواذ كان على حساب الرض‬ ‫الزراعية في المدينة ‪.‬‬ ‫السن ة‬

‫‪ 1394‬هـ ‪-‬‬ ‫‪ 1974‬م‬

‫‪ 1407‬هـ ‪-‬‬ ‫‪ 1986‬م‬

‫‪ 1420‬هـ ‪-‬‬ ‫‪ 2000‬م‬

‫عدد السكان‬

‫‪198186‬‬

‫‪415419‬‬

‫‪645907‬‬

‫المساح ة المبنية‪ /‬كم‪2‬‬

‫‪41. 32‬‬

‫‪7. 42‬‬

‫‪65. 106‬‬

‫معد‪ ‬ل استهل ك الرض‬

‫‪5. 163‬‬

‫‪9. 102‬‬

‫‪1. 165‬‬

‫المبني ة‬ ‫معد‪ ‬ل التغي ر ‪%‬‬ ‫‪13‬‬

‫)( ) علي ‪ ،‬زين العابدين ‪ ،‬ص‪. ( 32‬‬

‫‪-32‬‬

‫‪149‬‬


‫المساحة المزروعة‪ /‬كم‬

‫‪25. 144‬‬

‫‪12. 45‬‬

‫‪72. 10‬‬

‫‪2‬‬ ‫معد‪ ‬ل استهل ك الرض‬

‫‪8. 277‬‬

‫‪6. 108‬‬

‫‪5. 16‬‬

‫المزروعة‬

‫معد‪ ‬ل التغير‪%‬‬

‫‪-7. 68‬‬

‫‪-2. 72‬‬

‫معد‪ ‬ل الستحواذ على‬

‫‪6. 47‬‬

‫‪1. 277‬‬

‫الرض‬

‫جدو‪ ‬ل رقم )‪ : (1‬مؤشر استهل ك الرض المبنية‬ ‫والمزروعة في المدينة المنورة ‪:‬‬ ‫المصادر ‪ -1 :‬مصلحة الحصاءات العامة ‪ 1417 ، 1397‬هـ ‪ - 2 .‬معهد‬ ‫بحوث الفضاء ‪ 2000 ،‬م ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الحسابات من عمل الباحث ‪.‬‬

‫وقد أدى تناقص موارد المياه إلى اختفاء بعض المحاصيل التي‬ ‫تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه ‪ ،‬فلم نعد نرى أي وجود‬ ‫لمزارع القمح التي تحدثت عنها المراجع القديمة ‪ ،‬وتزايد‬ ‫استخدام المخصبات الكيميائية ‪ ،‬معززة بذلك حالت تلوث التربة‬ ‫والمياه المستخدمة نتيجة السراف في استخدام هذه المخصبات‬ ‫أحيانا ‪.‬‬ ‫كما أدى التغير في نمط استخدام الرض إلى المزيد من‬ ‫تجريف التربة الزراعية أو تلويث مكوناتها ‪ ،‬خاصة تلك الموجودة‬ ‫داخل التجويف الرباعي لموضع المدينة )صورة رقم ‪. (1‬‬


‫صورة رقم )‪ : (1‬تجريف الراضي الزراعية لبناء مساكن‬ ‫عليها‬ ‫ونتيجة لهذا التحو‪ ‬ل ترتفع أسعار الرض لصالح النمو الحضري‬ ‫أكثر من الستخدام الزراعي الصلي ‪ .‬فعلى سبيل المثا‪ ‬ل اتضح من‬ ‫مقابلة مع الشيخ حمزة سعيد صاحب بستان في منطقة قربان أن دخل‬ ‫)‪(14‬‬ ‫المزرعة السنوي كان يعاد‪ ‬ل نحو ‪ 40000‬ريا‪ ‬ل ‪ ،‬وأن قيمة الرض‬ ‫لتنميتها ضمن النمو العمراني للمدينة يعاد‪ ‬ل ‪ 5.000.000‬ريا‪ ‬ل ‪ ،‬مما‬ ‫يعني أن الدخل الزراعي يحتاج ‪ 125‬سنة للوصو‪ ‬ل إلى مستوى بيع‬ ‫الرض في السوق العقارية ‪ ،‬ناهيك عن الفوائد القتصادية بعد‬ ‫تنميتها ‪ .‬ولهذا عمد كثير من أصحاب الراضي الزراعية إلى‬ ‫ض زراعية إلى موات ‪،‬‬ ‫هجرها حتى تموت وتتحو‪ ‬ل من أرا ٍ‬ ‫وبالتالي تقطيعها وتحويلها إلى مربعات للبناء )صورة رقم ‪. (3، 2‬‬

‫‪14‬‬

‫)( مساحة المزرعة ‪ 50489‬م‪ ، 2‬وأجريت المقابلة في ‪ 13/6/1421‬هـ ‪.‬‬


‫صورة رقم )‪ : (2‬مزرعة توضح عدم العناية بالرض الخضراء‬ ‫عمدا ‪ ،‬وتركها لتجف وتتحو‪ ‬ل إلى أرض بور غير مستغلة ‪.‬‬

‫صورة رقم )‪ : (3‬مزرعة في منطقة قربان جنوبي المدينة وُأعلن على‬ ‫أنها عقارية للبيع ولم يشر إلى أنها أرض زراعية حتى وقبل أن‬ ‫يموت زرعها ‪.‬‬

‫ولعل الهتمام بالمساحات الخضراء يقع بين الجانب النفعي‬ ‫والجانب الروحي فيما يمكن أن يسمى الجانب الجمالي ‪Aesthetic‬‬ ‫الذي يرتبط بالحساس بعالم الطبيعة ‪ .‬فبالنسبة لكثير من الناس‬ ‫يعد النظر إلى الجبل أو الوادي ‪ ،‬أو الخضرة أو الطيور هو الدافع‬ ‫الرئيسي للهتمام بأماكن محددة ‪ .‬وكثيرا ما كانت هذه الماكن‬ ‫مصدر إلهام للشعراء الذين قضوا أوقاتا تفيض بالسعادة والحبور‬ ‫في ربى العقيق وسفوح أحد منشدين أعذب الشعر وأرقه ‪،‬‬ ‫ومتسامين بعبق الروح والمكان وما حواه من جسد أفضل الخلق‬


‫صلى ا عليه وسلم ‪ .‬وتمثل هذه السعادة قمة أهداف التخطيط‬ ‫الحضري الناجح في إيجاد البيئة التي تحقق سعادة ورفاه النسان ‪.‬‬ ‫وقد تعوض بعض الحدائق العامة بأشكالها البديعة التي‬ ‫أنشأتها أمانة المدينة المنورة بعض النقص في المساحات الخضراء‬ ‫في المدينة ‪ ،‬ولكن هذه الحدائق قاصرة عن توفير المردود‬ ‫القتصادي الذي كانت تقوم به المزارع داخل وحو‪ ‬ل المدينة ‪ .‬وحتى‬ ‫هذه الحدائق فقد أثبتت بعض الدراسات أنها نتيجة لعما‪ ‬ل التطوير‬ ‫في المدينة قد نقص عددها من ‪ 50‬حديقة في ‪1408‬هـ إلى ‪44‬‬ ‫حديقة في سنة ‪1414‬هـ ‪ ،‬وزادت مساحتها زيادة طفيفة بنسبة نحو‬ ‫)‪(15‬‬ ‫‪ %12‬خل‪ ‬ل الفترة نفسها ‪.‬‬ ‫ولعل توجه أمانة المدينة المنورة بحماية منطقة البيضاء شما‪ ‬ل‬ ‫البركة كمتنزه بري لسكان المدينة خطوة جيدة نحو حماية البيئة‬ ‫الطبيعية في المدينة ‪ ،‬ولكن هذه المنطقة أصبحت تعاني من‬ ‫شح المياه بعد توقف جريان السيو‪ ‬ل فيها ‪ ،‬نتيجة بناء سد بطحان‬ ‫وسد البركة ‪ .‬ويمكن اقتراح حل بديل لهذا الشح في المياه بتبني‬ ‫برنامج أكثر تطورا في معالجة مياه الصرف الصحي ‪ ،‬حتى‬ ‫تصبح صالحة لسقي المزروعات وتركها تنساب في هذه المنطقة‬ ‫غير البعيدة عن محطة الصرف الصحي ‪ ،‬أو إحياء نظامها الزراعي‬ ‫الغابي الذي كان سائدا خل‪ ‬ل قرون خلت ‪ ،‬المر الذي قد ينعكس‬ ‫على العناية بأشجار الغابات والمحاصيل الزراعية والنتاج الحيواني ‪.‬‬ ‫لقد سبق أن عرفنا بأن المدينة المنورة استهلكت في عام ‪1420‬هـ‬ ‫نحو ‪250000‬م‪ /3‬اليوم من المياه كما ازدادت كمية مياه الصرف‬ ‫الصحي من نحو ‪31900‬م‪ / 3‬اليوم في سنة ‪1406‬هـ إلى نحو‬ ‫‪15‬‬

‫)( ) مكي ‪ ،‬محمد شوقي بن إبراهيم ‪،‬‬ ‫المنورة ‪ ،‬ص‪ 201‬؛ مكي ‪ ،‬محم د شوقي بن إبراهيم ‪ ،‬الحدائق العامة في‬ ‫المدينة المنورة ‪ ،‬ص‪. ( 134‬‬ ‫توزيع الحدائق العام ة في المدين ة‬


‫)‪(16‬‬

‫‪84000‬م‪ /3‬اليوم في عام ‪1420‬هـ ‪ .‬فإذا ما عولجت هذه الكمية‬ ‫أو نسبة كبيرة منها فحتما ستكون فوائدها عظيمة في وقف هدر المياه‬ ‫الباطنية والمحلة في المدينة ‪ .‬فل شك أن حماية البيئة الطبيعة‬ ‫والحضرية يجب أن تقدر ليس فقط لفائدتها للنسان ‪ ،‬وإنما أيضا‬ ‫لهميتها وقيمتها الذاتية والجمالية ‪ .‬وكما يرى بعض المهتمين‬ ‫بالبيئة ‪ )) :‬أن المنهج الجمالي نحو البيئة يؤكد إنسانيتنا حين نتصور أن‬ ‫الطبيعة وجدت لتسرنا وتخدمنا ‪ ،‬ولهذا فهي تنظم لخدمة تحقيق‬ ‫)‪(17‬‬ ‫البهجة الجمالية للنسان (( ‪.‬‬ ‫ولهذا فإن فقدان هذه البيئات قد ل يعوض ‪ ،‬ويعتبر‬ ‫خسارة أبدية يقع وزرها على من خطط ومو‪ ‬ل ونفذ لهذا الفقدان ‪.‬‬ ‫ونظرا لما تتمتع به المملكة حديثا ‪ -‬ومنطقة المدينة جزء منها‪-‬‬ ‫من نمو سكاني سريع يصل إلى ‪ %409‬للمملكة ‪ ،‬و‪ %305‬للمدينة‬ ‫المنورة سنويا خل‪ ‬ل الفترة ‪1413-1394‬هـ )شكل رقم‪ ، (7‬وبالتالي‬ ‫كان ل بد من الحرص على الرض الزراعية وحمايتها بشتى الطرق‬ ‫أمام القضم الحضري ؛ فللقطاع الزراعي دور بارز في مختلف‬ ‫مراحل النمو التي قامت في العديد من دو‪ ‬ل العالم ؛ إذ يعتبر هذا‬ ‫القطاع المحر ك الساسي لعمليات التنمية في كثير من هذه الدو‪ ‬ل ؛‬ ‫لنه يدعم النشاط الساس لنتاج السلع الضرورية وتحقيق المن‬ ‫الغذائي للنسان ‪ ،‬كما أنه يعتبر مصدرا من مصادر المواد الولية‬ ‫لكثير من الصناعات ‪ ،‬ومصدرا من مصادر الدخل القومي ‪ ،‬ويعمل‬ ‫على تحقيق النمو القتصادي المتوازن ‪ .‬ولهذا حرصت الكثير من‬ ‫الدو‪ ‬ل المتقدمة والنامية ‪ -‬ومنها المملكة‪ -‬على تنمية هذا القطاع‬ ‫للحد من الحاجة إلى استيراد الغذاء من الخارج ‪ .‬ولهذا فإن الحماية‬ ‫تتطلب التخطيط الموجه الذي يحقق رغبات السكان قدر المستطاع‬ ‫‪16‬‬

‫)( ) مصلحة المياه والصر ف الصحي بمنطق ة المدينة المنورة ‪ ،‬ص‪. ( 4‬‬

‫‪17‬‬

‫)( ) ‪. ( Cooper, D keeping an Eye on Nature, P.10‬‬


‫ولكن بشرط أل يؤدي هذا التحقيق إلى التعدي على المصالح‬ ‫العامة والوطنية ‪.‬‬ ‫وهذا ما يؤكد أهمية التعليم والتثقيف في المدارس‬ ‫والجامعات ‪ ،‬وفي الدورات والبرامج المتخصصة وغير المتخصصة‬ ‫للطلب وغير الطلب من أهمية للمحافظة وعدم التبذير وتبني‬ ‫النظرة الثاقبة التي تتعدى المصالح الذاتية الضيقة إلى المصالح‬ ‫الوطنية العامة ‪ .‬إن ارتفاع تكاليف المعيشة في المدينة وتدهور‬ ‫البيئة نتيجة النمو العمراني فيها حتما سيؤدي إلى زيادة الوعي‬ ‫للحاجة إلى المحافظة على المناطق الزراعية داخل وحو‪ ‬ل المدينة ‪.‬‬ ‫وقد ورد في الحديث الشريف التحذير من السراف في الوضوء‬ ‫والطهارة ؛ وهما واجبان شرعا ؛ فما ليس بواجب يكون التحذير فيه‬ ‫من باب أولى ‪ .‬ولقد ذكر العزامي في معرض حديثه عن مسؤولية‬ ‫ساكن المدينة نحوها من ضرورة الحرص على العناية بشجر‬ ‫المدينة ‪ ،‬خاصة نخيلها الذي أخذ في التقلص في العدد والنوع ‪ ،‬مما‬ ‫يزيد من المسؤولية العامة والخاصة في الهتمام بزراعة ما بدأ‬ ‫)‪(18‬‬ ‫بالتناقص والنقراض من شجرها ‪ .‬بل لقد أثبتت بعض تجارب‬ ‫الحماية العالمية أهميتها ‪ ،‬فعلى سبيل المثا‪ ‬ل اتجه المخططون في‬ ‫مدينة مكسيكو سيتي على التحو‪ ‬ل من الزراعة التقليدية في الريف‬ ‫البعيد إلى الزراعة الحضرية كنتيجة لزيادة الطلب على أماكن‬ ‫الترويح في المدينة ‪ ،‬ولهذا تم تشجيع نموذج النتاج الزراعي من‬ ‫قبل المزارعين الحضر الذين يستفيدون من البنية الساسية في‬ ‫المدن من تعليم وصحة وغيرهما ‪ ،‬مما أثر في التنظيم المكاني‬ ‫)‪(19‬‬ ‫والمحصولي لهذه المزارع لتقابل الحتياجات الحضرية ‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫)( ) العزامي ‪ ،‬خليل إبراهيم ‪ ،‬ص‪( 22‬‬

‫‪19‬‬

‫)( ) ‪. ( Losada, H., Urban Agriculture in the Metropolitan Zone of Mexico City, p.37‬‬


‫إن مقومات الستفادة من هذه التجارب موجودة في المدينة‬ ‫المنورة من نمو عدد السكان ونمو الحاجة للترفيه وإلى المنتجات‬ ‫الغذائية ‪ ،‬خاصة الخضروات والفواكه واللحوم ‪ .‬فالبيانات لعام‬ ‫‪1999‬م تشير إلى استغل‪ ‬ل المزارع في تربية الحيوانات ‪ ،‬إذ يربى‬ ‫في هذه المزارع ‪2534‬رأسا من الضأن ‪ 9326 ،‬رأسا من الماعز ‪،‬‬ ‫)‪(20‬‬ ‫‪ 553‬رأسا من البقار ‪ 11 ،‬رأسا من البل ‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫)( ) إدارة الدراسات القتصادي ة والحصاء ‪ ،‬التعداد الزراعي الشامل ( ‪.‬‬


‫شكل رقم )‪ (3‬النمو السكاني والعمراني في المدينة‬ ‫المنورة‬ ‫المراجع ‪ - 1 :‬مكي ‪ ،‬محمد شوقي بن إبراهيم ‪ ،‬أطلس المدينة المنورة ‪،‬‬ ‫ص ‪. 70، 42‬‬ ‫‪ - 2‬مكي ‪ ،‬محمد شوقي بن إبراهيم ‪ ،‬النمو العمراني وتأثيره‬ ‫على المعالم الحضارية في المدينة المنورة ‪ ،‬ص‪. 641‬‬ ‫‪ - 3‬مصلحة الحصاءات العامة ‪ ،‬النتائج الولية للتعداد العام للسكان‬ ‫والمساكن لعام ‪ 1413‬هـ ‪.‬‬

‫ومع أن هذه العداد تشكل نسبة بسيطة مما يذبح سنويا في‬ ‫المدينة المنورة إل أنها تشكل دعما للقتصاد المحلي مما يوجب‬ ‫العناية بها وتنميتها ‪ .‬فعلى سبيل المثا‪ ‬ل تشكل هذه العداد نسبة‬ ‫‪ %2.6‬مما يذبح سنويا من الضأن المحلي ‪ ،‬و‪ %1.2‬من مجموع ما‬ ‫يذبح من الضأن تحت إشراف أمانة المدينة المنورة ‪ %13.3 ،‬من‬ ‫الماعز المحلي ‪ ،‬و‪ %9.9‬من المجموع ‪ ،‬و‪ %115.9‬من البقر‬ ‫المحلي ‪ %23.3 ،‬من المجموع ‪ %0.3 ،‬من البل المحلي ‪ ،‬و‪0.1‬‬ ‫)‪(21‬‬ ‫من المجموع ‪ .‬ول يخفى أهمية هذه الثروة الحيوانية في تلبية‬ ‫بعض احتياجات السكان المتزايدين من اللحوم والحليب ‪ ،‬كما أن‬ ‫مخلفات هذه الثروة الحيوانية يمكن أن تستخدم في توفير السماد‬ ‫العضوي للمناطق الزراعية ‪ ،‬والذي هو أقل ضررا من السماد‬ ‫الكيماوي ‪ .‬ول شك أن هذين الجانبين يدعمان الجانب النفعي‬ ‫للمحافظة على الرض الزراعية ‪.‬‬ ‫ومع تنامي الهتمام بالسياحة في المملكة يمكن اعتبار المزارع‬ ‫الخاصة في المدينة مصدرا من مصادر الترويح ‪ ،‬والتي يمكن أن‬ ‫تجذب السياح من داخل وخارج المملكة ؛ فبالضافة إلى الجانب‬ ‫‪21‬‬

‫)( ) إدارة الحصاء والبحوث ‪ ،‬إحصائيات البلديات ‪ ،‬ص‪. ( 242‬‬


‫الروحي المتمثل في زيارة المسجد النبوي الشريف ‪ ،‬فإن المزارع‬ ‫الخاصة داخل المنطقة الحضرية أو القريبة منها تشكل عامل م ً هاما‬ ‫في جذب السياح ‪ ،‬وفي إعطاء المدينة المنورة ميزة تنفرد بها عن‬ ‫غيرها من المدن السعودية ‪ .‬ويعني هذا الهتمام ترسيخ ما كانت‬ ‫تمتاز به المدينة لقرون عديدة من اعتبارها مركزا للترفيه السري‬ ‫ومكانا للتعرف على الطبيعة والحضارة التي ضاعت في خضم‬ ‫عمليات التحضر في كثير من المدن ‪ ،‬مما يقوي من الثقافة البيئية‬ ‫وتفاعل النسان مع البيئة ‪.‬‬ ‫ول شك أن مركب العناصر الدينية والعمرانية والزراعية‬ ‫والسياحية ستشكل القوة الدافعة لحياة جديدة لنماط‬ ‫تقليدية من الستخدامات والسلع والخدمات في المدينة ‪.‬‬ ‫إن تطوير الخدمات في هذه المزارع وحولها يمكن أن يشكل موقعا‬ ‫جذابا لرتياد محدودي ومتوسطي الدخل ‪ ،‬طلبا لتغيير نمط المعيشة‬ ‫والرتباط لفترة ولو قصيرة بحياة الريف وغذائه ‪ .‬ومن هذا النظام‬ ‫يمكن تبين نوعين من النشاط الجتماعي والتجاري المتمثلين في‬ ‫التقاء الحياة الحضرية بحياة الريف ‪ ،‬ونشاط تجارة بيع اللحوم‬ ‫والغنام بفعل الرغبة غالبا في التمتع بالغذية المشوية )الشوي‬ ‫على الفحم أو في أفران مكتومة لعداد وجبات المندي ( ‪ ،‬وكذلك‬ ‫تجارة لوازم الرحلت للمتنزهين ‪ ،‬والتي تأتي غالبا من أسواق‬ ‫المدينة ‪ .‬والتجارة الخرى هي تجارة أصحاب الوبر لعرض العاملين‬ ‫في الريف بعض منتجاتهم الحرفية التي تستهوي مرتادي هذه‬ ‫المزارع ‪.‬‬ ‫النتائج والتوصيات ‪:‬‬ ‫تظهر لنا الفقرات السابقة عددا من النتائج التي يمكن‬ ‫استعراض أهمها فيما يلي ‪ ،‬مع ما يناسبها من التوصيات ‪:‬‬


‫‪ - 1‬لقد أظهرت الفقرات السابقة أهمية النوعية المميزة للخصائص‬ ‫الطبيعية والحضارية للمدينة المنورة في ترسيخ الشخصية‬ ‫الجغرافية لعاصمة السلم الولى ‪ .‬لقد كانت المدينة‬ ‫المنورة محظوظة جدا في احتوائها مناطق سهلية وجبلية وفرت‬ ‫لها الحماية والموارد المائية والتربة الجيدة التي كانت سببا‬ ‫رئيسيا في قيامها واستمرار حياتها ‪ ،‬وزاد من قوة هذا السبب‬ ‫العامل الحضاري المتمثل في ظهور الدين السلمي وانتشاره‬ ‫من هذه البقعة ‪ ،‬المر الذي ساعد على تشكيل وصياغة عناصر‬ ‫مراكز الستيطان والستقرار البشري في العالم السلمي ‪.‬‬ ‫ومع التلحم وتحسن العلقة بين عناصر البيئة المحلية‬ ‫والخلفيات الحضارية المحلية والخارجية ترسخت عوامل الموقع‬ ‫الساسية مع المكانيات القتصادية ‪ ،‬مما يتطلب الحذر في‬ ‫المحافظة على ما ترسخ من نوعيات أساسية ‪ .‬فالمجتمع‬ ‫الواعي ل يعرض للخطر عناصر الحياة القتصادية‬ ‫والحضارية من مسكن وماء وهواء وتربة وغابة أو‬ ‫مزرعة ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ويظهر أنه لبد من العناية الفائقة بعمليات التنمية لجميع عناصر‬ ‫المظهر العام ‪ ،‬سواء في التعامل مع عناصر البيئة الطبيعية أو‬ ‫الحضارية ‪ .‬فل بد من وضع استراتيجية تنظم استخدامات‬ ‫الرض لتراعي الخصائص الطبيعية للمنطقة من انحدارات‬ ‫وارتفاعات وظروف مناخية لتتماشى مع السس التقليدية‬ ‫للستخدام التي كانت سائدة في المدينة المنورة ‪ ،‬والتي‬ ‫حافظت على هيمنة المسجد النبوي الشريف على خط الفق ‪،‬‬ ‫وعلى عدم الحاجة المتطرفة للوسائل الصطناعية لجعل حياة‬ ‫النسان ممكنة في الموضع ‪ ،‬وكذلك التحكم في النمو غير‬ ‫المخطط وغير المدمج ؛ مما يحقق التجانس مع عناصر‬


‫البيئة لتحقيق بيئة طبيعية واقتصادية واجتماعية تلبي احتياجات‬ ‫السكان في الحاضر والمستقبل ‪ .‬ولتحقيق هذا التجانس لبد‬ ‫من الهتمام باختيار المخططين الكفاء من ذوي الخبرة العالية‬ ‫لمثل هذه المدن ‪ ،‬والتثقيف المستمر للسكان ‪ ،‬والمشاركة‬ ‫العامة بين أجهزة التخطيط والتنفيذ وأفراد المجتمع ‪ .‬ول بد من‬ ‫وضع الستراتيجيات المناسبة لتنمية تجارة التجزئة ‪ ،‬وتقديم‬ ‫الخدمات السياحية لزوار المدينة ‪ ،‬وتوزيع المكاتب الدارية ‪،‬‬ ‫والمحافظة على المساحات الخضراء ‪ ،‬والعناية بالتنظيف‬ ‫المستمر لمجاري الودية المكشوفة ‪ ،‬أو الجسور التي تغطيها ‪،‬‬ ‫أو المجاري الصطناعية في جسد الشارع حتى تكون مستعدة‬ ‫دوما لحما‪ ‬ل المياه في مواسم المطار ‪ .‬وحبذا لو أنشئت‬ ‫إدارة متخصصة في المصلحة الزراعية في مجلس‬ ‫منطقة المدينة ‪ ،‬أو في أمانة المدينة المنورة ‪ ،‬للعناية بشؤون‬ ‫الودية من حيث النظافة والستغل‪ ‬ل والحماية ‪ .‬ويتم كل ذلك‬ ‫مع الخذ في العتبار إمكانيات التطوير العصرية التي تسمح‬ ‫بالستخدام المن والمعتد‪ ‬ل لوسائل التقنية الحديثة في التكيف‬ ‫والحركة والبناء ‪ ،‬مما يعزز نوعية البيئة على المدى الطويل ‪.‬‬ ‫وهذا ل يعني إيقاف تنمية نشاطات استراتيجية في المدينة ‪،‬‬ ‫مثل الصناعة والتعدين ‪ ،‬وإنما يمكن توجيه الضروري منها إلى‬ ‫مراكز بديلة تابعة خارج المدينة المنورة للمحافظة على‬ ‫خصائص المدينة ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬لقد أدت مشاريع التنمية إلى إزالة كامل بعض الحياء القديمة ‪،‬‬ ‫وخلخلة بعضها الخر بشق الشوارع داخلها أو توسعة الشوارع‬ ‫القديمة ‪ .‬لقد كانت الشوارع والحواري القديمة مناسبة لحركة‬ ‫المشي والدواب ‪ ،‬ولكنها لم تعد مناسبة لوسائل الحركة الحديثة ‪،‬‬ ‫خاصة السيارة ‪ ،‬مما فرض استخدام مبضع المخطط لتبني وسائل‬


‫العلج السابق ذكرها لتلبية حاجة السكان ‪ ،‬وهذا أمر تحتمه‬ ‫الضرورة لي مدينة حية تجري في شرايينها رغبات التطور‬ ‫والنماء ‪ ،‬وهو أمر مقبو‪ ‬ل لكن بتعقل ؛ إذ يفضل غالبا اتباع‬ ‫استراتيجيات التنمية وإعادة التطوير المختارة والفردية على‬ ‫التطوير الشامل ‪ ،‬خاصة في المدن ذات التراث الحضاري‬ ‫العريق حيث ل يذهب الغث والثمين تحت طائلة هذه‬ ‫)‪(22‬‬ ‫البرامج ‪.‬‬ ‫وهنا يمكن التوصية بوضع مجسم لكامل المدينة القديمة‬ ‫تتبناه إحدى الجهات الرسمية مثل أمانة المدينة المنورة ‪ ،‬أو‬ ‫وزارة المعارف ‪ ،‬متمثلة في المتحف الحضاري المزمع إقامته‬ ‫في المدينة المنورة ‪ ،‬ويحدد على هذا المجسم المعالم الثرية‬ ‫التي اندثرت أو الباقية حتى الوقت الحاضر ‪ ،‬والتي تمثل مراحل‬ ‫مهمة من تاريخ المدينة المنورة ‪ .‬ولعل تجربة مركز بحوث‬ ‫ودراسات المدينة المنورة في وضع مجسم للمدينة القديمة في‬ ‫إحدى مراحلها التاريخية تعد تجربة رائدة تحتاج إلى الدعم‬ ‫والتطوير ‪ ،‬والمكان المناسب للنشاء أو العرض ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ومما ينصح به تطوير استراتيجية تخطيط للمدن تأخذ في‬ ‫العتبار عمليات التطور العمراني ‪ ،‬وأن يكون أحد عناصرها‬ ‫الهتمام بأعما‪ ‬ل الصيانة والتجديد والمحافظة للعناية بالبيئة‬ ‫الطبيعية والعمرانية ‪.‬والعناية بالبيئة العمرانية ل تعني العناية‬ ‫بالبنية القديمة فقط ‪ ،‬أو تحويلها إلى مراكز جذب للسياح ‪ ،‬وإنما‬ ‫العناية بالنسيج العام والعلقات المتوازنة بين‬ ‫التركيب القديم والحديث ‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫)( ) مكي ‪ ،‬محمد شوقي بن إبراهيم ‪ ،‬المدخل إلى تخطيط المدن ‪ ،‬ص‬ ‫‪. ( 149‬‬


‫‪ - 5‬إن استخدام مبضع المخطط لتطوير المناطق القديمة بفتح‬ ‫الشوارع أمام حركة المرور المتزايدة يجب أن يتم بتعقل ‪.‬‬ ‫فمشكلة ازدحام حركة المرور مشكلة عالمية ‪ ،‬ول يمكن‬ ‫التساهل في معالجتها حسب ما تفرضه زيادة عدد السيارات أو‬ ‫زيادة الحركة ‪ ،‬فهنا ك دائما بدائل عديدة لحل هذه‬ ‫الشكالية ‪ ،‬لعل أهمها ستة بدائل هي ‪ :‬إضافة طرق جديدة ‪،‬‬ ‫الحد من استخدام السيارة ‪ ،‬تحسين وسائل النقل العام ‪ ،‬تغيير‬ ‫أنظمة استخدام الرض ‪ ،‬أو فرض رسوم لستخدام أكثر الطرق‬ ‫ازدحاما ‪ ،‬وأخيرا عدم اتخاذ أي إجراء على أمل أن يؤدي‬ ‫)‪(23‬‬ ‫الزدحام نفسه إلى عدم تشجيع استخدام السيارة ‪.‬‬ ‫ولعل بعض هذه الحلو‪ ‬ل غير عملي أو مرفوض من قبل‬ ‫السكان أو بعض القطاعات الرسمية الهامة في الدولة ‪.‬‬ ‫فإضافة طرق جديدة في منطقة مطورة هي سبب مشكلة‬ ‫ضياع كثير من المباني الحضارية والحد من استخدام السيارات‬ ‫غير مرغوب من قبل بعض الرسميين والطباء ورجا‪ ‬ل السعاف‬ ‫وغيرهم من المستخدمين الرئيسين لهذه الطرق ‪ ،‬بالضافة إلى‬ ‫أنها قد تعزز الفساد والرشوة لتخطي قوانين المنع ‪ .‬كما أن‬ ‫استخدام النقل العام غير مرغوب إل في مدن قليلة في العالم‬ ‫تطورت فيها هذه الوسيلة ‪ ،‬وذلك لتميز السيارة الخاصة في‬ ‫النتقا‪ ‬ل من الباب إلى الباب ‪ ،‬مما يعزز سرعة الحركة ‪ ،‬وبالتالي‬ ‫إنجاز العما‪ ‬ل في وقت أقصر ‪ .‬أما تغيير أنظمة استخدام‬ ‫الرض فيمكن تطبيقه لدرجة محدودة ‪ ،‬إذ إن هنا ك بعض‬ ‫الستخدامات التي ل يمكن تغييرها ‪ ،‬مثل الستخدام الديني‬ ‫والتجاري المرتبط بمركز المدينة ‪ .‬وتبقى إمكانية نقل بعض‬ ‫الستخدامات المولدة للحركة مثل المدارس والمستشفيات ‪،‬‬ ‫وبالتالي ينصح بالبحث جديا في نقل مستشفى الولدة من‬ ‫‪23‬‬

‫)( ) ‪. ( Congestion with Cash, p.5 Roth, G., Compatkng‬‬


‫المكان الذي يحتله قرب المسجد النبوي الشريف إلى مكان آخر‬ ‫خارج المنطقة المركزية ‪ ،‬وحتى خارج المنطقة النتقالية لحاجة‬ ‫هذا الستخدام إلى مساحة أكبر لوقوف السيارات ‪ ،‬المر الذي ل‬ ‫يتوفر حاليا ‪ .‬كما أن تر ك الحبل على الغارب وعدم التدخل ‪،‬‬ ‫يعني القطيعة بين أجهزة التخطيط وسكان المدينة ‪ ،‬فهو إذن‬ ‫حل غير عملي ول ينصح به ‪ ،‬ولكنه قد يؤدي إلى نتائج محدودة‬ ‫ولكن بعد بلوغ المشكلة حدها القصى ‪ .‬ويعني هذا الوضع أنه‬ ‫يبقى أمام أجهزة التخطيط حل عملي أساس وهو فرض رسوم‬ ‫للمرور في الطرق المزدحمة ‪ ،‬سواء داخل المنطقة المركزية أو‬ ‫خارجها ‪ .‬ولكن هذا الحل يحتاج إلى كفاءة عالية في التنفيذ‬ ‫حتى ل يؤدي جمع الرسوم إلى طوابير تزيد من حدة المشكلة ‪،‬‬ ‫كما أن فرض هذه الرسوم ل بد أن يكون مرنا غير جامد ‪،‬‬ ‫بمعنى تغيير معد‪ ‬ل هذه الرسوم حسب المواسم وحسب درجة‬ ‫الزدحام بين ساعات النهار والليل ‪ ،‬كما يتم مع شرائح أجور‬ ‫استخدام الهاتف ‪ .‬وقد مكنت الساليب اللكترونية الحديثة في‬ ‫بعض المدن الكبرى في العالم مثل أوسلو في النرويج من‬ ‫تحصيل الرسوم دون الحاجة إلى وقوف السيارات ‪ ،‬أو حتى‬ ‫تهدئة السرعة دون الحد المسموح به مع اختلف هذه الرسوم‬ ‫من مكان لخر ومن وقت لخر ‪.‬‬ ‫‪ - 6‬لقد دعمت الدولة مشاريع التنمية الحضرية بإنشاء العديد من‬ ‫الجهزة الحكومية وغير الحكومية التي خلقت نموا حضريا‬ ‫منقطع النظير نتيجة مساعدات صناديق ومؤسسات مثل صندوق‬ ‫التنمية العقارية ‪ ،‬وبنك التسليف السعودي ‪ ،‬والشركة السعودية‬ ‫للفنادق والمناطق السياحية ‪ ،‬والشركة السعودية العقارية ‪،‬‬ ‫وشركة طيبة للستثمار والتنمية العقارية ‪ .‬وقد كان لهذا الدعم‬ ‫أثره الفاعل في نمو المدينة ‪ ،‬وتحو‪ ‬ل بعض الستخدامات‬ ‫الزراعية والتجارية إلى استخدامات سكنية وخدمية ‪ .‬وعلى‬


‫الرغم من أثر التحو‪ ‬ل المفيد في توفير احتياجات السكان‬ ‫المتزايدين من المساكن والخدمات إل أن ذلك أثر تأثيرا سلبيا‬ ‫على المناطق الخضراء ‪.‬‬ ‫لقد أوضح النشاط الزراعي داخل وقرب المدينة الصلة‬ ‫الحضارية القوية بين سكان الماضي والحاضر ‪ ،‬وما التحديات‬ ‫المعاصرة التي تواجه هذه المناطق والمتمثلة في تدهور‬ ‫البيئة نتيجة عمليات التحضر السريعة في المنطقة وفي‬ ‫المملكة بشكل عام إل سحابة صيف يمكن مواجهتها بتبني‬ ‫الساليب التقنية الحديثة التي تمكن النشاط الزراعي من‬ ‫الستمرار بأنماط جديدة في النتاج والنقل والتوزيع ‪ ،‬ليتحقق‬ ‫التناغم بين عناصر البيئة المحلية والمقومات القتصادية‬ ‫والجتماعية للنسان المقيم على هذه الرض ‪ .‬إن هذا التطوير‬ ‫سيدعم علقات العمل بين البيئتين ‪ ،‬ويمكن من إيجاد فرص‬ ‫عمل جديدة في الليات الجديدة للنتاج ‪ ،‬وفي تداعيات هذه‬ ‫الليات لصالح السكان والنمو الحضري والريفي ‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تتوازن الفوائد القتصادية من القطاعين ‪ ،‬مما يمكن كل قطاع ‪،‬‬ ‫خاصة الزراعي من الوقوف كحاجز قوي في وجه التعديات‬ ‫والنمو غير المخطط ‪ .‬ول بد من التأكيد هنا على أهمية اختيار‬ ‫التقنية المناسبة حتى ل يتولد عن هذا الختيار مشاكل جديدة‬ ‫تسبب التلوث وتدهور البيئة ‪.‬‬ ‫ومع أن الدولة قد دعمت التنمية الزراعية بإنشاء بنو ك‬ ‫التسليف الزراعي ‪ ،‬إل أن النشاط الزراعي يحتاج إلى‬ ‫دعم وتنظيم أكثر لمنع تحويل الراضي الزراعية إلى أراض‬ ‫عمرانية ‪ ،‬وذلك بالعمل على رفع دخل المزارع ‪ ،‬والحد من‬ ‫المصاريف الوسيطة للسماسرة ووسائل النقل التي ربما‬ ‫استهلكت ثلثي دخل المزارع ‪ ،‬وفي أحسن الحوا‪ ‬ل ل تغطي‬


‫تكاليف النقل والتغليف ‪ .‬وقد يشجع إعادة تنظيم المساحات‬ ‫الزراعية بدمج المزارع الصغيرة ‪ ،‬حتى تتمكن من زيادة النتاج ‪،‬‬ ‫وزيادة الدخل للمستثمر الزراعي ‪ .‬وبهذا يستطيع المزارع‬ ‫المحافظة على أرضه ‪ ،‬وتطوير مستوى معيشته ‪ ،‬وتطوير‬ ‫استثماره في تجهيز واستخدام الدوات الحديثة ‪.‬‬ ‫ول شك أنه من المفيد إنشاء الجمعيات التعاونية التي‬ ‫تحافظ على السعار ‪ ،‬وتحدد وقت نزو‪ ‬ل السلع إلى السواق‬ ‫لتتناسب مع دورات النتاج ‪ ،‬خاصة للمنتجات القابلة للتخزين ‪ ،‬أما‬ ‫المنتجات القابلة للعطب بسرعة فيمكن تطوير صناعات تقوم‬ ‫بتعليبها ‪ ،‬وتوفيرها بالتالي في غير فصو‪ ‬ل إنتاجها ‪ .‬ول شك أن‬ ‫ا سبحانه وتعالى قد ضاعف البركة في إنتاج المدينة المنورة‬ ‫استجابة لدعوة الرسو‪ ‬ل صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬أخرج البخاري‬ ‫عن أنس وعن عائشة حديثين عن النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫قا‪ ‬ل ‪ ) :‬اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة ( ‪،‬‬ ‫وقا‪ ‬ل ‪ ) :‬اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد ‪ ،‬اللهم بار ك‬ ‫لنا في صاعنا وفي مدنا ‪ ،‬وصححها لنا ‪ ،‬وانقل حماها إلى‬ ‫)‪(24‬‬ ‫الجحفة ( ‪.‬‬ ‫ويلحظ المرء حتى الوقت الحاضر توفر السلع الغذائية دوما‬ ‫في أسواق المدينة وعدم تأثرها بالمواسم كما يحدث لبعض‬ ‫المدن الخرى ‪ .‬ولكن هذا ل يمنع من الهتمام بتوفير شبكة‬ ‫من الجمعيات التعاونية التي تحاو‪ ‬ل مساعدة المزارع في‬ ‫مختلف مراكز الستقرار التي تشكل بديل م ً إيجابيا لتحسين‬ ‫التوزيع لمختلف المدن ‪ ،‬وكذلك تحسين القوى الذاتية‬ ‫والمعيشية لهم ‪ ،‬خاصة إذا علمنا أن هنا ك العديد من القرى‬ ‫‪24‬‬

‫)( ) البخاري ‪ ،‬أبو عبد ا محم د بن إسماعيل ‪ ،‬صحيح البخاري ‪ ،‬الحديث رقم‬

‫‪، 1888 ، 1885‬‬

‫ص ‪. ( 359 ، 358‬‬


‫التابعة للمدينة المنورة التي تصرف منتجاتها في المدينة والتي‬ ‫يعتبر فيها الستخدام الزراعي أكثر ربحية من الستخدام‬ ‫الحضري ‪ ،‬كما هو الحا‪ ‬ل مثل م ً في قرى القفيف وغراب ‪،‬‬ ‫والفقرة والحفيرة ‪ ،‬وبئر جمعة والعزلة ‪ ،‬وضبة والصخة ‪ .‬وزاد‬ ‫هذا الرتباط بعد بناء طرق المواصلت المعبدة أو الممهدة‬ ‫)الزراعية( التي تصل هذه القرى بمركز المدينة المنورة ‪ .‬ول بد‬ ‫من التأكيد هنا على أهمية مكافحة التضخم ‪ ،‬خاصة‬ ‫بالنسبة للمزارعين ‪ ،‬لن أي زيادة في الجور مع تنامي‬ ‫التضخم سوف تقضى علي أي تحسن في مستوى المعيشة ‪ ،‬أو‬ ‫تعني بالفعل تناقصا في الدخل الحقيقي للفرد ‪ .‬ولعل البدء‬ ‫في تنفيذ المخطط القليمي للمدينة أمل كبير في تقوية هذه‬ ‫الروابط بين المدينة المنورة والمراكز التابعة لها والمحافظات‬ ‫الخرى في المنطقة ‪.‬‬ ‫‪ - 7‬تعتبر ندرة المياه من أهم مشاكل العصر التي تواجه برامج‬ ‫التحديث والتنمية المستدامة في المدينة المنورة ‪ ،‬ولذلك ل بد‬ ‫من العناية بترشيد الستهل ك الزراعي والحضري لهذا‬ ‫المورد الثمين لتحقيق أكبر وأطو‪ ‬ل فائدة منه ‪ ،‬وذلك عن‬ ‫طريق استخدام كل ما هو حديث من آليات تساعد على قلة‬ ‫استهل ك المياه ‪ ،‬خاصة المياه العذبة ‪ ،‬وتطوير وسائل‬ ‫معالجة المياه المستخدمة وتدويرها للستخدام‬ ‫القتصادي المثل ‪ ،‬والبحث عن المياه في أعماق التكوينات‬ ‫السطحية في الودية ‪ ،‬وأسفل التكوينات البازلتية ‪ .‬ونظرا لن‬ ‫المدينة المنورة تمثل مركز الثقل التاريخي والسكاني في‬ ‫منطقة واسعة تمتد لنحو ‪ 145‬ألف كم‪ ، 2‬فيمكن التوسع في‬ ‫البحث عن موارد جوفية أبعد من الدوية والحرات القريبة من‬


‫المدينة إلى طبقة الساق الخازنة لكميات كبيرة من المياه في‬ ‫)‪(25‬‬ ‫شمالي المدينة المنورة ‪.‬‬ ‫‪ - 8‬ونتيجة لسوء تنفيذ بعض المخططات يقترح وضع بعض‬ ‫الخطوات التنفيذية التي يمكن إنجازها بالتنسيق الداري بين‬ ‫أجهزة الخدمات والتنمية في المدينة على مدى مراحل البناء‬ ‫والنشاء ‪ ،‬ثم وضع المخططات العمرانية التي تتلءم مع هذه‬ ‫الخطوات التنفيذية ‪ .‬وتعتمد هذه الخطط العمرانية على‬ ‫استخلص الظواهر الجتماعية العمرانية الواقعية لعدد من‬ ‫مشروعات التنمية العمرانية السابقة في القطاعين العام‬ ‫والخاص والتي تؤكد على خصوصية المكان ومراعاته للقيم‬ ‫والعراف المحلية ‪ ،‬ثم وضع التصور القرب للمراحل الواقعية‬ ‫التي يمكن أن تؤطر عملية التنمية العمرانية بأبعادها القتصادية‬ ‫والجــــتماعية ‪ ،‬والتي أطلق عليها عبد الباقي النظرية الجديدة‬ ‫)‪(26‬‬ ‫في التنمية ‪ .‬وتتلخص نظرية عبد الباقي ‪ -‬بالضافة إلى ما‬ ‫سبق ‪ -‬الهتمام بنظام تقسيم الراضي بحيث وُيسمح لراغب‬ ‫البناء من مستويات الدخل المختلفة أن يقتص المساحة التي‬ ‫تتناسب مع قدرته الشرائية ‪ ،‬مع التعهد بالبناء خل‪ ‬ل فترة‬ ‫محدودة ‪ ،‬وبذلك تبقى ملكية الرض مرهونة بالبناء عليها ‪،‬‬ ‫فالبيع والبناء لمن سبق ‪ ،‬مع الحتفاظ بحدود الرتفاعات‬ ‫كقاعدة عامة في الخلية أو المجاورة السكنية دون النظر لسعة‬ ‫الشوارع ‪ ،‬وإن كان من الجدى أن يزيد الرتفاع على طو‪ ‬ل‬ ‫الشارع المصمم أصل م ً للتجارة ‪ ،‬سواء داخل المجاورة أو‬ ‫خارجها ‪ ،‬والذي يتحمل حركة المرور ‪ ،‬حتى يتشبع بالنشاط‬ ‫‪25‬‬

‫‪26‬‬

‫)( ) المحرر ‪ ،‬المدينة المنورة ‪ ،‬ص‪ 34‬؛ المحرر ‪ ،‬دراسة الخواص‬ ‫الجيوفيزيائية والهيدرولوجي ة لشما‪ ‬ل غرب المدين ة المنورة ‪ ،‬ص‪. ( 54‬‬ ‫)( ) إبراهيم ‪ ،‬عـبد الباقي ‪ ،‬نحـو نظرية جديدة في تنمي ة المجتمـعات‬ ‫الحديث ة ‪ ،‬ص‪. ( 10‬‬


‫التجاري ‪ ،‬ثم يتحو‪ ‬ل تدريجيا إلى شارع مشاة ‪ ،‬وتقل الرتفاعات‬ ‫على الطرق الخلفية التي تتحو‪ ‬ل إليها حركة المرور فيما بعد ‪،‬‬ ‫وتمثل الفواصل بين الخليا أو المجاورات السكنية ‪.‬‬ ‫ول شك أن هذا السلوب سيحمي تعديات الستخدامات‬ ‫على بعضها ويربط النظرية بالواقع ‪ ،‬أي النظرية المبنية على‬ ‫)‪(27‬‬ ‫الواقع المستخلص من التجارب العملية ‪.‬‬ ‫‪ - 9‬توضح بعض الملحظات العامة ‪ ،‬ودراسات بعض المناطق‬ ‫الحضرية في العالم تأثير النمو الحضري على ارتفاع التلوث‬ ‫في المنطقة الحضرية نتيجة ما تنفثه عوادم السيارات ‪،‬‬ ‫ومداخن المصانع ‪ ،‬وبعض الخدمات ‪ ،‬ولهذا تحتاج المدينة‬ ‫المنورة وغيرها من المدن السعودية التي تقارب ظروفها حالة‬ ‫المدينة إلى دراسات تأثير النمو الحضري على البيئة الحضرية‬ ‫والزراعية في المدينة ‪ ،‬لتحديد التأثير السلبي للملوثات في التربة‬ ‫والماء والنتاج والنسان ‪ ،‬حتى نستطيع الوصو‪ ‬ل إلى رأي قاطع‬ ‫في تحديد استراتيجية تحدد عمليات النمو الحضري والزراعي ‪.‬‬ ‫‪ - 10‬لقد اتضحت أهمية الثروة الحيوانية التي تربى في المزارع في‬ ‫تلبية احتياجات السكان المتزايدين طبيعيا وعن طريق الهجرة‬ ‫في المدينة ‪ ،‬مما يدفع إلى اقتراح الهتمام بهذه الثروة وزيادة‬ ‫مخرجاتها من هذه المزارع ‪ ،‬حتى ترفع من دخل أصحابها‬ ‫وتعوض أي نقص في مخرجات المنتجات الزراعية الفصلية ‪،‬‬ ‫مع استمرار تطوير نظام الزراعة التقليدية التي تمو‪ ‬ل المدينة‬ ‫بالخضروات والعلف ونباتات الزينة التي يزيد استهلكها في‬ ‫المدن العصرية ‪ .‬وقد يواجه اقتراح زيادة الهتمام بالثروة‬ ‫الحيوانية في المزارع داخل المدينة باعتراض بعض السكان ‪،‬‬ ‫أو ممثلي البيئة من أن هذه الحيوانات ومخلفاتها تنتج روائح‬ ‫‪27‬‬

‫إبراهيم ‪ ،‬عبد الباقي ‪ ،‬نحو نظرية جديدة في تنمي ة المجتمعات الحديث ة ‪،‬‬

‫)( )‬ ‫ص ‪. ( 13‬‬


‫تجعل السكن غير مريح قرب هذه المزارع ‪ .‬ولكن يمكن‬ ‫التغلب على ذلك بسهولة باستخدام نظام حظائر‬ ‫تستخدم التقنية الحديثة لتساعد في فلترة الهواء‬ ‫والبخرة المنبعثة منها ‪ ،‬والتحكم في انتشار الحشرات‬ ‫والقوارض ‪ .‬وهذه العمليات من مسؤوليات المزارع‬ ‫والسلطات البلدية في المدينة ‪.‬‬ ‫‪ - 11‬إن تنفيذ بعض التوصيات في هذه الدراسة أمر ليس سهل م ً ‪.‬‬ ‫فمن البداية ل بد من تحديد هدف التنمية الحضرية في‬ ‫المنطقة ‪ ،‬هل نريدها على النمط الغربي ‪ ،‬أم نريد بقاءها‬ ‫على النمط التقليدي ‪ ،‬أم تأخذ من الثنين؟ ‪ .‬ولعل الخيرة‬ ‫هي أفضل الوسائل مناسبم ًة لمدينة ذات جذور تاريخية عريقة‬ ‫وتطمح إلى مواكبة حياة العصر ‪ .‬ولهذا ل بد من تأسيس‬ ‫علقات عمل بين الباحثين وأصحاب القرار لتحديد التحوير‬ ‫المناسب للبيئة الحضرية والزراعية ‪ ،‬وبالتالي آليات خلق جيل‬ ‫جديد من المزارعين الحضر ‪ .‬وإذا ما توافر الدعم المالي‬ ‫الكافي سيتمكن الباحثون وأصحاب القرار من الوصو‪ ‬ل إلى‬ ‫خطط تحقق طموحات أفراد المجتمع دون تعارض أو‬ ‫اختناق ‪ ،‬بمعنى أننا ل نقوم بالمعالجة بعد أن تقع المشكلة‬ ‫وتتدهور البيئة ‪ ،‬فحنيئذ سيندم الباحث وصاحب القرار يوم ل‬ ‫ينفع الندم ‪ .‬وحتما تحتاج كل آليات التخطيط والتصميم والتنفيذ‬ ‫هذه إلى قاعدة معلومات شاملة ‪ ،‬تساعد صانع القرار‬ ‫والباحث والمخطط والمنفذ في ممارسة عمله بيسر وسهولة ‪.‬‬ ‫وقد أحسنت أمانة المدينة المنورة صنعا حينما تبنت‬ ‫إنشاء قاعدة معلومات للمدينة المنورة تضم بيانات‬ ‫تفصيلية متنوعة ‪ ،‬والمهم ليس في إنشاء القاعدة فقط ‪،‬‬ ‫وإنما في تحديثها بصورة مستمرة ‪ ،‬وجعلها في متناو‪ ‬ل من‬ ‫يحتاجها دون تعقيدات روتينية تجعل الباحث يمل المماحكات‬


‫الدارية ‪ ،‬ويصرف النظر عن بيانات يمكن أن تكون أساسية‬ ‫ومفيدة جدا لي دراسات وبرامج تنموية ‪.‬‬


‫قائمة المراجع‬ ‫أو ل م ً ‪ :‬المراجع العربية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫السيوطي ‪ ،‬أبو الفضل جل‪ ‬ل الدين بن عبد الرحمن بن أبي بكر)‪911-849‬هـ( ‪،‬‬ ‫‪1417‬م ‪ ،‬الللىء المصنوعة في الحاديث الموضوعة ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت‬ ‫)تخريج وتعليق أبو عبد الرحمن صلح بن محمد بن عويضه( ‪.‬‬ ‫إبراهيم ‪ ،‬عبد الباقي ‪2000 ،‬م ‪" ،‬نحو نظرية جديدة في تنمية المجتمعات‬ ‫الحديثة" ‪ ،‬المدينة العربية ‪ ،‬ع‪ ، 97‬ص ‪. 13-6‬‬ ‫إدارة الحصاء والبحوث ‪1419 ،‬هـ ‪ ،‬إحصائيات البلديات ‪ ،‬وزارة الشؤون البلدية‬ ‫والقروية ‪ ،‬وكالة الوزارة للتخطيط والبرامج ‪ ،‬الرياض ‪.‬‬ ‫إدارة الدراسات القتصادية والحصاء ‪1999 ،‬م ‪ ،‬التعداد الزراعي الشامل ‪ :‬تقرير‬ ‫جمع البيانات ‪ ،‬تقرير غير منشور ‪ ،‬مديرية الشؤون الزراعية ‪ ،‬المدينة المنورة ‪.‬‬ ‫آ‪ ‬ل الشيخ ‪ ،‬صالح بن عبد العزيز ‪1420 ،‬هـ ‪ ،‬موسوعة الحديث الشريف ‪ ،‬دار‬ ‫السلم للنشر والتوزيع ‪ ،‬الرياض ‪.‬‬ ‫اللباني ‪ ،‬محمد ناصر الدين ‪1399 ،‬هـ ‪ ،‬سلسلة الحاديث الضعيفة والموضوعة‬ ‫وأثرها السيئ في المة ‪ ،‬المكتب السلمي ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬ ‫اللوسي ‪ ،‬محمود شاكر ‪ ،‬دون تاريخ ‪ ،‬بلوغ الرب في معرفة أحوا‪ ‬ل العرب ‪ ،‬ط‬ ‫‪ ، 3‬دار الكتب الحديثة ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬ ‫النصاري ‪ ،‬ناجي محمد حسن ‪1416 ،‬هـ ‪ ،‬عمارة وتوسعة المسجد النبوي‬ ‫الشريف عبر التاريخ ‪ ،‬نادي المدينة المنورة الدبي ‪ ،‬رقم ‪ ، 95‬المدينة المنورة ‪.‬‬ ‫ابن النجار ‪ ،‬أبو عبد ا محمد بن محمود ‪1401 ،‬هـ ‪ ،‬أخبار مدينة الرسو‪ ‬ل ‪ ،‬ط‪، 3‬‬ ‫مكتبة الثقافة ‪ ،‬مكة المكرمة )تحقيق صالح محمد جما‪ ‬ل( ‪.‬‬ ‫ابن شبة ‪ ،‬أبو زيد عمر )ت ‪262‬هـ( ‪1417 ،‬هـ ‪ ،‬كتاب تاريخ المدينة المنورة ‪ ،‬دار‬ ‫الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬ ‫ابن قيم الجوزية ‪ ،‬أبو عبد ا شمس الدين محمد )‪751-691‬هـ( ‪1407 ،‬هـ ‪ ،‬زاد‬ ‫المعاد في هدي خير العباد ‪ ،‬ط‪ ، 15‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بيروت )تحقيق وتخريج شعيب‬ ‫الرنؤوط ‪ ،‬وعبد القادر الرنؤوط( ‪.‬‬ ‫حافظ ‪ ،‬علي ‪1405 ،‬هـ ‪ ،‬فصو‪ ‬ل من تاريخ المدينة المنورة ‪ ،‬ط‪ ، 2‬شركة المدينة‬ ‫المنورة للطباعة والنشر ‪ ،‬جدة ‪.‬‬


‫الخياري ‪ ،‬أحمد ياسين ‪1411 ،‬هـ ‪ ،‬تاريخ معالم المدينة المنورة قديما وحديثا ‪،‬‬ ‫‬‫نادي المدينة المنورة الدبي ‪ ،‬رقم ‪ ، 59‬المدينة المنورة )تعليق وتخريج عبيد ا‬ ‫محمد كردي( ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الرويثي ‪ ،‬محمد بن أحمد ‪1413 ،‬هـ ‪"،‬جوانب من الشخصية الجغرافية للمدينة‬ ‫المنورة" ‪ ،‬المنهل ‪ ،‬م‪ ، 54‬ع‪ ، 499‬ص ‪. 105-84‬‬

‫‪-‬‬

‫الزركشي ‪ ،‬محمد بن عبد ا )‪794-745‬هـ( ‪1384 ،‬هـ ‪ ،‬إعلم الساجد بأحكام‬ ‫المساجد ‪ ،‬المجلس العلى للشؤون السلمية ‪ ،‬القاهرة )تحقيق أبي السقا‬ ‫مصطفى الرازي( ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫السرياني ‪ ،‬محمد بن محمود ‪1418 ،‬هـ ‪" ،‬المدينة المنورة ‪ :‬دراسة في تطور‬ ‫النمو الحضري" ‪ ،‬في الرويثي ‪ ،‬محمد بن أحمد وخوجلي ‪ ،‬مصطفى محمد‬ ‫)محرران( ‪ ،‬المدينة المنورة ‪ :‬البيئة والنسان ‪ ،‬دار الواحة العربية ‪ ،‬المدينة المنورة ‪،‬‬ ‫ص ‪. 253-158‬‬

‫‪-‬‬

‫السمهودي ‪ ،‬نور الدين ‪1393 ،‬هـ ‪ ،‬وفاء الوفاء بأخبار المصطفى ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار‬ ‫إحياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫شعبة الحصاء والقتصاد الزراعي ‪1382 ،‬هـ ‪ ،‬نتائج الحصر الزراعي ‪ ،‬وزارة‬ ‫الزراعة والمياه ‪ ،‬الرياض ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫الطحاوي ‪ ،‬أبو جعفر أحمد بن محمد )ت ‪321‬هـ( ‪1414 ،‬هـ ‪ ،‬شرح معاني‬ ‫الثار ‪ ،‬عالم الكتب ‪ ،‬بيروت )تحقيق محمد زهري النجار ‪ ،‬ومحمد سيد جاد الحق ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫طه ‪ ،‬حاتم عمر ‪1413،‬هـ ‪"،‬ملمح من فن العمارة في المدينة المنورة" ‪،‬‬ ‫المنهل ‪ ،‬م‪ ، 54‬عدد ‪ ، 499‬ص ‪. 69-62‬‬

‫‪-‬‬

‫العزامي ‪ ،‬خليل إبراهيم مل ‪1421 ،‬هـ ‪ ،‬ساكن المدينة المنورة منزلته‬ ‫ومسؤوليته ‪ ،‬دار القبلة للثقافة السلمية ‪ ،‬جدة ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫عزب ‪ ،‬خالد محمد ‪1413 ،‬هـ ‪"،‬المدينة المنورة ‪ . .‬العمارة النبوية" ‪ ،‬المنهل ‪ ،‬م‬ ‫‪ ، 54‬عدد ‪ ، 499‬ص ‪. 60-56‬‬

‫‪-‬‬

‫علقات المل ك ‪ ،‬دون تاريخ ‪ ،‬مركز طيبة السكني والتجاري ‪ ،‬مطابع الصناعات‬ ‫المساندة ‪ ،‬الدمام ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫علي ‪ ،‬زين العابدين ‪1420 ،‬هـ ‪ ،‬مبادئ تخطيط النقل الحضري ‪ ،‬دار صفاء للنشر‬ ‫والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪.‬‬


‫‪-‬‬

‫علي ‪ ،‬زين العابدي ‪1999 ،‬م ‪ ،‬مبادئ تخطيط النقل الحضري ‪ ،‬دار صفاء للنشر‬ ‫والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫العمري ‪ ،‬عبد العزيز بن إبراهيم ‪1985 ،‬م ‪ ،‬الحرف والصناعات في الحجاز في‬ ‫عصر الرسو‪ ‬ل صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬مركز التراث الشعبي لدو‪ ‬ل الخليج العربية ‪،‬‬ ‫الدوحة ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫غراب ‪ ،‬يوسف خليفة ‪1413 ،‬هـ ‪ "،‬المسجد النبوي والعلقات اللونية" ‪ ،‬المنهل ‪،‬‬ ‫م‪، 54‬ع‪ ، 499‬ص ص‪. 54-48‬‬

‫‪-‬‬

‫المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة ‪1999 ،‬م ‪ ،‬مشروع محطتي التحلية‬ ‫بالتبخير الوميضي والتناضح العكسي ومحطة توليد الطاقة الكهربائية ‪ ،‬المؤسسة‬ ‫العامة لتحلية المياه المالحة ‪ ،‬الرياض ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫المحرر ‪1420 ،‬هـ ‪ "،‬دراسة الخواص الجيوفيزيائية والهيدرولوجية لشما‪ ‬ل غربي‬ ‫المدينة المنورة" ‪ ،‬العلوم والتقنية ‪ ،‬م‪ ، 13‬عدد ‪ ، 50‬ص‪. 54‬‬

‫‪-‬‬

‫المحرر ‪"، 1421 ،‬المدينة المنورة ‪ :‬آفاق التنمية القليمية المستقبلية لعام‬ ‫‪1450‬هـ" ‪ ،‬أهل وسهل ‪ ،‬م ‪ ، 24‬عدد ‪ ، 12‬ص ص ‪. 38-32‬‬

‫‪-‬‬

‫مصلحة الحصاءات العامة ‪1397 ،‬هـ ‪ ،‬التعداد العام للسكان ‪1394‬هـ‪/‬‬ ‫‪1974‬م ‪ :‬البيانات التفصيلية ـ منطقة المدينة المنورة ‪ ،‬وزارة المالية والقتصاد‬ ‫الوطني ‪ ،‬الرياض ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫مصلحة الحصاءات العامة ‪1417 ،‬هـ ‪ ،‬النتائج الولية للتعداد العام للسكان‬ ‫والمساكن لعام ‪1413‬هـ ‪ ،‬وزارة التخطيط ‪ ،‬الرياض ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫مصلحة المياه والصرف الصحي بمنطقة المدينة المنورة ‪1421 ،‬هـ ‪ ،‬معلومات‬ ‫عن المياه والصرف الصحي بالمدينة المنورة ‪ ،‬تقرير غير منشور ‪،‬ص ‪. 4‬‬

‫‪-‬‬

‫معهد بحوث الفضاء ‪2000، 1987 ،‬م ‪ ،‬بيانات القمر المريكي لندسات ‪ ،‬المسار‬ ‫‪ ، 170‬الصف ‪ ، 43‬المركز السعودي للستشعار عن بعد ‪ ،‬مدينة الملك عبد العزيز‬ ‫للعلوم والتقنية ‪ ،‬الرياض ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫مكي ‪ ،‬محمد شوقي بن إبراهيم ‪1417 ،‬هـ ‪"،‬النمو العمراني وتأثيره على‬ ‫المعالم الحضارية في المدينة المنورة" ‪ ،‬المدينة العربية وتحديات المستقبل ‪،‬‬ ‫المعهد العربي لنماء المدن ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ص ‪. 660-639‬‬

‫‪-‬‬

‫مكي ‪ ،‬محمد شوقي بن إبراهيم مكي ‪1408 ،‬هـ ‪" ،‬توزيع الحدائق العامة في‬ ‫المدينة المنورة" ‪ ،‬الدارة ‪ ،‬م‪ ، 14‬عدد ‪ ، 1‬ص ‪. 207-192‬‬


‫ جامعة الملك‬، ‫ أطلس المدينة المنورة‬، ‫هـ‬1405 ، ‫ محمد شوقي بن إبراهيم‬، ‫مكي‬

-

. ‫ الرياض‬، ‫سعود‬ ، ‫دار العلوم‬، ‫ سكان المدينة المنورة‬، ‫هـ‬1405 ، ‫ محمد شوقي بن إبراهيم‬، ‫مكي‬

-

. ‫الرياض‬ ‫ "الحدائق العامة في المدينة‬، ‫هـ‬1413 ، ‫ محمد شوقي بن إبراهيم‬، ‫مكي‬

-

. 140-133 ‫ ص‬، 4-3‫ عدد‬، 2‫ م‬، ‫ ملف العقيق‬، "‫المنورة‬ ‫ مجمع الزوائد‬، ‫ دون تاريخ‬، (‫هـ‬807‫ نور الدين علي بن أبي بكر )ت‬، ‫الهيثمي‬

-

. ‫ بيروت‬، ‫ مؤسسة المعارف‬، 3‫ ط‬، ‫ومنبع الفوائد‬ ، ‫ النطاق العمراني‬: ‫ أطلس المدن السعودية‬، ‫هـ‬1409 ، ‫وكالة تخطيط المدن‬

-

. ‫ الرياض‬، ‫وزارة الشؤون البلدية والقروية‬ ، ‫ المدينة العربية‬، "‫ "مدن تحل أزماتها البيئية‬، 1999 ، ‫ درويش إبراهيم‬، ‫يوسف‬

-

. 25-18 ‫ ص‬، 91‫عدد‬

-

: ‫ المراجع النجليزية‬: ‫ثانيا‬ Bookchin, M .,1987 The Rise and Decline of Citizenship, -Sierra Club Books, San Francisco .

-

Cooper, D ., 1999, "Keeping an Eye on Nature", Durham -First, No .9,pp .10-11 .

-

Encyclopaedia Britannica Co . Ltd ., 1929, Encyclopaedia -Britannica,14th ed .,

-

Losada, H ., et .,1998, "Urban Agriculture in the Metropolitan Zone of Mexico City :Changes over Time in Urban, Suburban and Peri-Urban Areas", Environment and Urbanization, Vol .10,No .2,pp .37-54 .

-

Makki, M .S ., 1982, Medina-Saudi Arabia : A Geographical Analysis of the City and Regions, Avebury, London .

-

Philby, - Philby, H .St .J .B ., 1946, A Pilgrim in Arabia, Robert Hale Ltd ., London . H . st . J .B ., 1933, "Mecca and Medina", Jour . Of the Royal Central Asian Society, Vol .10,pp,504-518 .


-

Roth, G .,1999, "Combating Congestion with Cash", Urban Age, Vol .7,No .2,pp .4-6 .


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.