faeq word

Page 1

‫المؤتمر اللقليمي‬ ‫المبادرات والدبداع التنموي في المدينة العردبية‬

‫سياسات التخطيط العمراني‬ ‫ودورها في التنمية المستدامة والشاملة‬ ‫للمجتمعات العردبية‬

‫إعداد‪ :‬المهندس فائق جمعه المنديل‬ ‫مملكة البحرين‬

‫المملكة الردنية الهاشمية – عمان‬ ‫‪ 17 -14‬يناير ‪2008‬‬


‫سياسات التخطيط العمراني‬ ‫ودورها في التنمية المستدامة والشاملة‬ ‫للمجتمعات العردبية‬

‫النظام التخطيط العمراني الشامل‬ ‫رؤية مستقبليــة‬

‫ملخص البحث‬ ‫تتناول هذه الورلقة البحثية موضوع دور السياسييات التخطيطييية الشيياملة بمختلييف مسييتوياتها اللقليمييية‬ ‫والوطنية والمحلية وعللقتها بمفهوم التنمية المستدامة للمجتمعات العمرانية بصفة عاميية‪ ،‬والمجتمعييات‬ ‫العربية بصفة خاصة‪ .‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬ ‫أول‪ :‬استعراض مختصر لعملية التخطيط التقليدية‪ :‬ميين مسييتوى المخططييات السييتراتيجية‪ ،‬وتخطيييط‬ ‫المدن والمجتمعات العمرانية الجديدة‪ ،‬التجديد الحضييري وتنمييية المنيياطق القروييية القائميية‪ ،‬ومنظوميية‬ ‫تطوير وموائمة التشريعات العمرانية لمتطلبات التنمية العمرانية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التركيز على كل من مفهوم‪ ،‬التنمية والمجتمعات المستدامة كمدخل جديد ومعاصر‪ ،‬وتأثيره علييى‬ ‫العملية التخطيطية التقليدية‪ .‬ومفهوم النظييام التخطيطييي باعتبيياره أحييدث المفيياهيم فييي مجييال تطبيقييات‬ ‫التخطيط العمراني على المستوى الوطني في الدول المتقدمة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬استعراض عدد من التجارب والممارسات العالمية‬ ‫رابعا‪ :‬بعض التوصيات والمقترحات‬ ‫المقترحات والتوصيات‬ ‫•‬

‫أهمية الخذ بمفهيوم النظييام التخطيطييي الشييامل بمفيياهيمه الفرعييية وتطبيقيياته العملييية‪،‬‬ ‫كوسيلة معاصرة وضرورية لتطوير التخطيط العمراني على مستوى كل دولة‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫•‬

‫العمل على دمج مفهوم التنمية المسييتدامة‪ ،‬والمجتمعييات المسييتدامة فييي صييلب العملييية‬ ‫التخطيطية العمرانية الشاملة‪،‬‬

‫•‬

‫أهمية إنشاء مراكز إلقليمية على مستوى الدول العربية على غرار أكاديمية المجتمعييات‬ ‫المستدامة بالمملكة المتحدة‪،‬‬

‫•‬

‫إنشاء مركز وطني بكل دولة يشرف عليها المركز اللقليمي‪،‬‬

‫•‬

‫ضرورة دمج تشريعات ولقوانين البناء والتخطيط العمراني بمفاهيم الستدامة‬

‫•‬

‫أهمية إعداد دلئل إرشادية على مستوى التصميم العمراني والعمييل علييى إصييدار كييود‬ ‫عربي في هذا المجال‬

‫‪3‬‬


‫مقدمة‬ ‫إن الظييروف والوضيياع الراهنيية الييتي تميير وتيييتأثر بهييا المنطقيية العربييية‪ ،‬علييى مختلييف‬ ‫المستويات والصعدة الوطنية والمحلية واللقليمييية والعالمييية‪ ،‬تسييتوجب إعييادة النظيير بصييورة‬ ‫شاملة في الوضعية الحالييية لميا يسييمى بالنظيام التخطيطييي عليى المسييتوى اليوطني ككييل‪ ،‬مين‬ ‫ناحية‪ ،‬وعللقته بمختلف النظم الحكومية الخرى‪ ،‬ونظم القطاع الخيياص والستيييثماري‪ ،‬ونظييم‬ ‫المجتمع المدني المعاصر‪ ،‬من ناحية ثانية‪ .‬بالضافة إلى عللقة ما سبق بالنظم والطر اللقليمية‬ ‫والعالمية من ناحية ثالثة‪.‬‬ ‫وخاصيية عللقيية هييذا النظييام بنظييم الدارة المحلييية‪ ،‬أو مييا يعييرف حاليييا‪ ،‬بنظييم البلييديات أو‬ ‫المجالس البلدية أو ما يماثلهمييا بمختلييف المسييميات بكييل دوليية عربييية‪ .‬وذلييك كنقطيية بييدء لفهييم‬ ‫ودراسة ما يمكن تصوره وعمله في مجالت التينمية العمرانية الشاملة على المستوى العربي‪.‬‬ ‫وعملية إعادة النظر هذه‪ ،‬تمليها عيدد مين العتبيارات الموضيوعية‪ ،‬التيينظيمية والجرائيية‪،‬‬ ‫الحالية والمستقبلية‪ .‬والتي يجب أن تدرس بعناية مع إعطاء الولوية والوزن النسبي لكييل منهييا‬ ‫حسب عللقته بطبيعة النظام التخطيطيي ونظيام المجيالس البلديية المشيار إلييه‪ .‬وخاصية ضيمن‬ ‫الوضعية الجديدة لمختلف أجهزة التخطيطي العمراني الرسمية ‪ ،‬سواء كانت إدارات أو هيئييات‬ ‫أو وكالت ‪ ..‬الخ‪.‬‬ ‫هذا مع الخذ في العتبار أهمية دراسة التجربة التينموية الحالية لكييل دولية علييى حيدة‪ ،‬عليى‬ ‫ضوء خبرة الماضي‪ ،‬وأوضاع الحاضر التي تيييتضمن وتشييمل مشييروعات العمييار والتعمييير‬ ‫على مختلف مستويات ولقطاعات التينمية الشاملة‪.‬‬ ‫وهذه الوضاع بطبيعة الحيال سيوف تيؤثر بصيورة كيبيرة عليى كيفيية التعاميل ميع أوضياع‬ ‫المستقبل‪ .‬وتحدد بالتالي التوجهات العامة عند استشراف آفيياق هييذا المسييتقبل‪ .‬وهييي التوجهييات‬ ‫الييتي سييوف تمثييل بالتييالي‪ ،‬مضييمون السييتراتيجيات والييرؤى الخاصيية بمختلييف مسييتويات‬ ‫ولقطاعات التينمية بكل دولة عربية‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫ومن أهم هذه العتبارات السابقة‪ ،‬ما يلي‪:‬‬ ‫• المتغيرات والظروف الحالية على المستوى الوطني؛‬ ‫• المتغيرات والظروف الحالية على المستويين اللقليمي والعالمي؛‬ ‫• المتغيرات والظروف الحالية المؤثرة على مستوى النظام التخطيطي بكل دولة؛‬ ‫• المتغيرات والوضاع الحالية المؤثرة على مستوى النظام البلدي بكل دولة‪.‬‬ ‫• الحاجة إلى تطوير وتحديث النظم التخطيطية العمرانية الحالية‬ ‫وسوف تعتمد هذه الدراسة‪ ،‬عدد محدد من المفاهيم المحورية‪ ،‬التي نعتقد بأهمية تيييناولها‪،‬‬ ‫للتعرف على مجمل العللقات بمجال وموضوع هذه الورلقة البحثية‪ .‬والتي تمثل في نفس الييولقت‬ ‫وسيلة الفهيم اليواعي بمختلييف الجيوانب المتعلقية بطيييف عريييض مين المصيطلحات والمفياهيم‬ ‫الخرى ذات العللقة والرتباط بمجالت‪ ،‬المجتمع‪ ،‬والدوليية‪ ،‬والعمييل والشييأن العييام‪ ،‬والييرؤى‬ ‫الستراتيجية‪ ،‬والتينمية والتعمير‪ ،‬والخطط والمشروعات والسياسات والبرامج‪ ... ،‬الخ‪.‬‬ ‫وهذه المفاهيم بالتحديد‪ ،‬هي‪ :‬أول‪ ،‬مفهوم النظام التخطيطي‪ ،‬والذي يدخل في نطالقه مفهوم‬ ‫الجهيياز التخطيطييي‪ .‬والمفهييوم الثيياني‪ ،‬هييو مفهييوم التييينمية العمرانييية المسييتدامة والمجتمعييات‬ ‫المسييتدامة‪ ،‬والييذي يضييم عييددا كييبيرا ميين المفيياهيم والمصييطلحات الفرعييية‪ ،‬الييتي تغطييي فييي‬ ‫مجموعها‪ ،‬مختلف جوانب العمران المعاصر فكرا وتطبيقا‪ ،‬ممارسة وفعل‪.‬‬

‫كما نود التأكيد علييى حقيقية علمييية ومنطقييية‪ ،‬متعييارف عليهييا‪ ،‬وهييي أنييه ل توجييد حلييول‬ ‫سحرية‪ ،‬أو وصفات جاهزة لمشاكل وموضوعات ذات خصوصية محلية‪ .‬وإنما ما يمكن السعي‬ ‫إليه هو المزيد من البحث والدراسة المتعمقة والمتأنية لهذه الوضاع‪ ،‬والسييتفادة لقييدر المكييان‬ ‫من أفضل التجارب والممارسات‪ ،‬من ناحية التعرف على كيفية التعامييل مييع الخييبرة المسييتفادة‪.‬‬ ‫وذلك حتى يمكن أن نصل إليى الوضيعية المطلوبية والكفيلية بضيمان تواجيد بحيوث ودراسيات‬ ‫عمرانية محلية وإلقليمية‪ ،‬تضع الحلول المطلوبة للسئلة والمشاكل الحالييية‪ ،‬وتضييع التصييورات‬ ‫والرؤى المتولقعة لعمران المنطقة العربية في المستقبل‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫أهمية تحديد دبعض المفاهيم والمصطلحات الساسية‬

‫التخطيط‬ ‫كمفهوم ومصطلح‪ ،‬التخطيط هو أسلوب ومنهج في التفكر المنطقي والعقلني‪ ،‬ويتم ممارسييته ميين لقبييل‬ ‫الجميع‪ ،‬وعلى كل المستويات‪ ،‬بدأ من المستوى الفردي‪ ،‬والعائلي‪ ،‬حتى المسييتويات المحلييية والوطنييية‬ ‫والعالمية‪ .‬وهو يتعلق بتصور ورؤية لوضعية معينة فيي المسيتقبل‪ ،‬مطليوب الوصيول إليهيا‪ ،‬ومين ثيم‬ ‫وضع الوسائل والجراءات الكفيلة بتحقيقها‪ .‬وتيتعدد صفات التخطيط‪ ،‬بتعييدد المسييتويات والقطاعييات‪،‬‬ ‫حيث نجد تخطيط استراتيجي‪ ،‬ووطني وإلقليمي ومحلي‪ ،‬وتخطيط بعيد المدى‪ ،‬ومتوسط المدى‪ ،‬ولقريب‬ ‫المدى‪ ،‬وتخطيط سياسي‪ ،‬القتصادي‪ ،‬واجتماعي‪ ،‬وبيئي‪ ،‬وعسكري‪ ،‬وتربوي‪ ،‬وصييحي‪ ،‬وتكنولييوجي‪،‬‬ ‫وتينموي وتخطيط جزئي‪ ،‬كلي‪،‬وشمولي‪ ،‬وتأشيري‪ ،‬وتوجيهي‪ ،‬وإرشادي‪ ... ،‬الخ‪.‬‬ ‫التخطيط العمراني‬ ‫• وعندما يتم إلحاق صفة العمراني بالتخطيط‪ ،‬يصبح لدينا مفهوم التخطيط العمراني‪ ،‬ومن هنا تبييدأ‬ ‫إشكالية حقيقية يتصف بها هذا المفهوم‪ .‬وهي إشكالية التعميم والشمولية ودرجيية عالييية ميين عييدم‬ ‫التفاق على مفهوم واحد محدد‪.‬‬ ‫• ولكيين يمكيين إعطيياء تعريييف مبسييط‪ ،‬للتخطيييط العمرانييي‪ ،‬وذلييك باعتبيياره أداة ووسيييلة لتحقيييق‬ ‫المصلحة العامة‪ ،‬لكافة لقطاعييات وفئييات المجتمييع‪ ،‬ميين خلل وضييع تصييورات ورؤى لوضيياع‬ ‫مستقبلية مرغوبة ومفضلة‪ ،‬لتوزيع النشييطة والسييتعمالت المجتمعييية فييي المكييان الملئييم وفييي‬ ‫الولقت المناسب‪ .‬وبما يحقق التوازن بين احتياجات التنميية فيي الحاضير والمسيتقبل القرييب‪ ،‬مين‬ ‫ناحية‪ ،‬وبين احتياجات التنمية لجيال المستقبل البعيييد‪ ،‬ميين ناحييية أخييرى‪ ،‬أي تحقيييق مييا يعييرف‬ ‫بالتنمية المستدامة‪ .‬وبما يحقييق التييوازن بييين الييرؤى السييتراتيجية والطموحييات والرغبييات‪ ،‬ميين‬ ‫ناحية‪ ،‬وبين محددات الموارد والمكانات الوالقعية‪ ،‬من ناحية أخرى‪ .‬مع ضييمان تحقيييق التييينسيق‬ ‫والتكامل‪ ،‬في استيفاء احتياجييات ومتطلبييات القطاعييات التييينموية الشيياملة‪ ،‬سياسييية‪ ،‬والقتصييادية‪،‬‬ ‫واجتماعييية‪ ،‬وبيئييية‪ ... ،‬الييخ‪ ،‬ميين خلل التزويييد بالخييدمات والمرافييق العاميية‪ ،‬وشييبكات البنييية‬ ‫الساسية بأنواعها المختلفة‪ .‬ومن خلل وضييع السييتراتيجيات والسياسييات العاميية‪ ،‬والمخططييات‬ ‫العمرانييية بمسييتوياتها المختلفية وطنييية وإلقليمييية ومحلييية‪ ،‬وبنوعياتهييا المتعييددة‪ .‬ووضييع وتحديييد‬

‫‪6‬‬


‫البرامج والمشروعات العمرانيية‪ ،‬عليى سيبيل المثيال فيي التييالي‪ :‬إسييكان‪ ،‬نقيل وطيرق‪ ،‬جسيور‬ ‫وكباري‪ ،‬خدمات ومرافق عامة‪ ... ،‬الخ‪ .‬وفي إطار تشريعي ولقانوني واضح وملييزم‪ ،‬وميين خلل‬ ‫عمليات وإجراءات محددة‪ ،‬وبتينسيق وضمان مشاركة مجتمعية كاملة‪ ،‬خلل كافة مراحل العملية‬ ‫التخطيطية‪.‬‬

‫مفهوم النظام التخطيطي‬ ‫• يقصد به‪ ،‬في هذه الدراسة‪ ،‬ذلك النظام الشامل لنشطة كافة الجهات الحكومية ‪ ،‬وخاصة‬ ‫جهازها التخطيطي الرسمي‪ ،‬المعنية بشئون مجالت ولقطاعات التخطيط والتينمية العمرانية‬ ‫الشاملة‪ .‬وذلك بمشاركة مختلف جهات ومؤسسات المجتمع المدني‪ ،‬والقطاع الخاص والقطاع‬ ‫الهلي‪ .‬من خلل شبكة متداخلة ومترابطة ومتكاملة من العللقات والنشطة المتفاعلة‪.‬‬ ‫• وهذا النظام على المستوى الوطني‪ ،‬يمكن أن يضم‪ ،‬منظومة الجهات والهيئات الحكومية‪،‬‬ ‫وجهازها التخطيطي الرسمي‪ ،‬ومنظومة اللجان والمجالس العليا والمتخصصة‪ ،‬ومنظومة‬ ‫المجالس البرلمانية‪ ،‬ومنظومة تشريعية لقانونية من القوانين والقرارات واللوائح المنظمة‬ ‫للعمران‪ ،‬ومنظومة من آليات وإجراءات العمل والتينسيق والتعاون‪ ،‬في كافة مراحل العملية‬ ‫التخطيطية‪ ،‬العداد والتينفيذ والمتابعة‪ ،‬ونظام البلديات‪ ،‬ومنظمات المجتمع المدني المعنية‪.‬‬ ‫• وكأي نظام‪ ،‬فإن النظام التخطيطي العمراني له مدخلت ومخرجات‪ .‬ومن أهم مدخلته‪،‬‬ ‫التوجهات والسياسات العامة للدولة‪ ،‬الغايات والهداف على المستوى الوطني‪ ،‬الطموحات‬ ‫والرغبات والمال المجتمعية‪ ،‬البيانات والمعلومات العمرانية مثل الخرائط المساحية‬ ‫الطوبوغرافية والعقارية‪ ،‬الصور الجوية والفضائية‪ ،‬الحصاءات والتعدادات‪ ،‬المسوح‬ ‫الميدانية‪ ،‬والجتماعية‪ ... ،‬الخ‪ ،‬ومن أهم مدخلته كذلك الموارد والمكانيات المادية‬ ‫والبشرية‪.‬‬ ‫• ومن أهم مخرجات النظام التخطيطي‪ ،‬رؤية إستراتيجية على المستوى الوطني لمستقبل‬ ‫وأوضاع العمران‪ ،‬واستراتيجيات ومخططات إرشادية على المستوى اللقليمي ‪ -‬المحافظات‬ ‫والبلديات‪ -‬وسياسات عامة تخطيطية ‪ -‬إرشادية وتوجيهية لمختلف لقطاعات ومجالت ولقضايا‬ ‫التينمية العمرانية الشاملة ‪ -‬مخططات تينمية وتعمير محلية ‪ -‬هيكلية وعامة للمدن والقرى‪،‬‬ ‫ومحلية تفصيلية‪ ... ،‬الخ ‪ -‬وتشريعات ولوائح منظمة للعمران‪ ،‬وبرامج ومشروعات تعمير‬ ‫وتينمية عمرانية‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫• ونظام العمل داخيل هييذا النظييام تحكميه مجموعية مين الليييات وإجيراءات التييينسيق والتكاميل‬ ‫والتعاون بين أجزائه المختلفة‪ .‬وهي ما يطلق عليها العملييية التخطيطييية‪ .‬ويتحييدد مقييدار نجيياح‬ ‫النظام بالقدر الذي تيتسم به العملية التخطيطية‪ ،‬بدرجة كبيرة من الوضوح والتكامييل والتعيياون‬ ‫والتينسيق بين كافة عناصر هذا النظييام‪ ،‬وبييالطبع يتحييدد أيضييا‪ ،‬مقييدار نجيياح النظييام‪ ،‬بدرجيية‬ ‫تحقيقه للهداف والغايات المرجوة منه‪.‬‬ ‫• ومن الجدير بالذكر أن العديد من الدول المتقدميية‪ ،‬لقييد لقييامت ببرامييج رائييدة فييي مجييال تحييديث‬ ‫وتطوير نظامها التخطيطي‪ ،‬خلل العقد الخير‪ ،‬وهو المر الذي استوجب معييه إجييراء عملييية‬ ‫تقويم شامل ومتكامل لداء أجهزتها التخطيطية‪ ،‬وكافة عناصر نظامها التخطيطي‪ ،‬مثييل تقييويم‬ ‫منظومة التشريعات والقوانين التخطيطية والعمرانية‪ ،‬والعللقة بنظام الحكم والدارة المحلية‪.‬‬ ‫• ويمكننا الشارة في هذا المجال‪ ،‬إلى التجارب الرائدة لكييل ميين المملكيية المتحييدة‪ ،‬والييدانمارك‪،‬‬ ‫وكافة الحكومات اللقليمية باسييتراليا‪ ،‬وجنييوب أفريقيييا‪ ،‬وجمهورييية أيرلنييدا‪ ،‬وجنييوب أفريقيييا‪،‬‬ ‫وهونج كونج‪.‬‬ ‫كما يرتبط بما سبق‪ ،‬الهتمام الكبير والمتنييامي بصييورة ملحوظيية‪ ،‬ببرامييج بنيياء القييدرات والمهييارات‪،‬‬ ‫والتعليم المستمر للعاملين في أجهزة التخطيط الرسمية‪ .‬وهو المر الذي أصييبح بمثابيية عنصييرا أساسيييا‬ ‫في بنية وتركيب أي جهاز تخطيطي رسمي‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬يمكننا القيام بعملية تقييويم لجهيياز تخطيطييي مييا ‪ ،‬عيين طريييق التعييرف علييى مجمييل‬ ‫المخرجات التي أنجزها هذا الجهاز‪ ،‬وهذه بالطبع عملية ليست بالسهلة أو البسيطة على مستوى أجهييزة‬ ‫تخطيط رسمية ل تعتمد‪ ،‬أصل‪ ،‬أسلوب التوثيييق أو النشيير لمعلوماتهييا أو أعمالهييا‪ .‬حيييث يصييبح الميير‬ ‫وكأنه دربا من دروب المستحيل‪ ،‬أن يتم الحصول على معلومات بسيييطة‪ ،‬وإن كييانت حيوييية‪ ،‬عيين هييذا‬ ‫الجهاز وبصورة آنية‪ .‬أي بمعنى تواجد هذه المعلومات بصورة ملئمة عند الحتياج إليها‪.‬‬ ‫ولكننا نجد الصورة مختلفة تماما لدى العديد من أجهزة التخطيط الرسييمية‪ ،‬فييي البلييدان المتقدميية‪ .‬فعلييى‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬وليس الحصر‪ ،‬إذا ما لقمنا بزيارة لمولقع الجهاز التخطيطي الرسمي باسكتلندا‪ ،‬على شييبكة‬ ‫النترنيت العالمية‪ ،‬وفي الصفحة الرئيسية لها الجهاز‪ ،‬نجد المعلومات التالية‪:‬‬ ‫ مقدمة عن النظام التخطيطي باسكتلندا ‪Planning System‬‬‫ التعريف بالوزير المسؤول وأخر تصريحاته‬‫‪ -‬القوانين والتشريعات التخطيطية ‪Planning Legislations‬‬

‫‪8‬‬


‫ القائمة الكاملة بالتعميمات والمذكرات والوامر الوزارية‬‫ السياسات العامة التخطيطية ‪Planning Policies‬‬‫ مذكرات النصح والرشاد التخطيطية ‪Planning Advice Notes‬‬‫ سلسلة الدلئل المرجعية التخطيطية ‪Planning Guides‬‬‫ جوائز التخطيط السنوية ‪Planning Awards‬‬‫ حقائق ومعلومات تخطيطية ‪Planning Facts‬‬‫ المجلة الدورية عن التخطيط‬‫ وضعية تقدم وإنجاز المعاملت التخطيطية‬‫ مخططات التنمية والتعمير بأنواعها المختلفة‬‫‪ -‬تقارير التدلقيق والمتابعة التخطيطية‬

‫‪Planning Audit‬‬

‫ تقارير التشاور التخطيطية ‪Planning Consultation Papers‬‬‫ النظام التخطيطي والتقنيات الحديثة ‪E – Planning‬‬‫ الطار الوطني للتخطيط ‪National Planning Framework‬‬‫هذا بالضافة إلى إشارات وإحالت إلى عدد من الجهات ذات العللقة بمجيال التخطيييط العمرانيي‪ ،‬مثييل‬ ‫جمعيييات التخطيييط‪ ،‬وبرامييج ومشييروعات مشييتركة علييى المسييتوى الييوطني أو اللقليمييي‪ ،‬أو الييدولي‬ ‫والعالمي‪ .‬بالضافة إلى إحالت إلى موالقع خاصة بحالت الستئناف القانونية التخطيطييية‪ ،‬والدراسييات‬ ‫والبحوث التخطيطية‪.‬‬ ‫وغني عن القول‪ ،‬أن كل بنيد مين البنيود السيابقة‪ ،‬يتيم عرضيه بالتفصييل فيي صيفحات متتاليية‪ ،‬شياملة‬ ‫ومتكاملة‪ .‬وما يمكن ملحظته بوضوح‪ ،‬في هذا المولقع‪ ،‬وما يماثله من موالقع في بلدان عدة‪ ،‬أن الهييدف‬ ‫الساسي منه هو نشر المعلومات التخطيطييية بطريقية سيهلة متاحيية للجمييع‪ ،‬للتعرييف بنظييام التخطيييط‬ ‫الشامل على المستوى الوطني‪.‬‬ ‫ولكنه التعريف الذي يهدف وينشد الفهام الكامل والوضوح والشفافية‪ ،‬مع لقدر ملحوظ من الثقية بييالنفس‬ ‫والفخر بالعمل والداء‪ ،‬والرغبة المستمرة في التطوير والتحسين والتحديث‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫طبيعة الوضع القائم‬

‫أن مواجهة الوضاع العمرانية الحالية المتفالقمة‪ ،‬التي يعياني منهييا لقطيياع العميران العربيي ‪،‬‬ ‫والتي سوف تتزايد تييداعياتها فييي المسييتقبل المنظييور‪ .‬نتيجيية لعييدم التحضييير الييواعي والجيياد‪،‬‬ ‫والتخطيط السليم‪ ،‬لمستقبل التينمية العمرانية والشاملة‪ .‬تتطلب جهييدا وعمل حقيقيييا علييى أرض‬ ‫الوالقع‪.‬‬ ‫ولكن علينييا فييي نفييس اليولقت الشييارة إلييى أن هييذه الوضييعية الحالييية‪ ،‬والييتي يعتقييد البعييض‬ ‫باستحالة مواجهتها‪ ،‬يجب أن ل تضعنا في وضعية اليأس والقنوط‪ ،‬حيث لبييد ميين اليمييان بييأن‬ ‫طريق العمل الجاد هو الوسيلة الناجعة‪.‬‬ ‫وهذا المل في تحقيق المستحيل‪ ،‬له مؤشرات حالية إيجابية‪ ،‬ناجمة عيين ظييروف ومتغيييرات‬ ‫راهنة‪ .‬يمكن في حالة حسن استخدامها وتوظيفها‪ ،‬تحقيق هذا المستحيل‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫تواجد إرادة سياسية ‪ ،‬لقوية وواضحة‪ ،‬بصورة متفاوتة‪ ،‬على مستوى العديد‬ ‫من الدول العربية؛‬ ‫تواجييد اهتمييام واضييح ونييية صييادلقة‪ ،‬بييدعم مجييالت التييينمية العمرانييية‬ ‫والسكانية‪ ،‬ودعوات معلنة لحل كافة المشكلت العمرانية؛‬ ‫الهتمام الواضح‪ ،‬في السنوات القليلة الماضييية بقطيياع البلييديات والمجتمييع‬ ‫المييدني‪ ،‬ومييا رافقييه ميين تحييولت ديمولقراطييية‪ ،‬وحييرص معليين علييى دعييم وتفعيييل‬ ‫مؤسسات المجتمع المدني والبلدي؛‬ ‫وهو المر الذي يعني ضمنا‪ ،‬إمكانية تحقيق أكبر تينسيق ممكن بين النظييام‬ ‫التخطيطي الرسمي ونظام البلديات‪ ،‬والمجييالس البلدييية‪ ،‬بمييا يحقييق خييدمات عمرانييية‬ ‫أفضل‪ ،‬وأكثر ارتباطا بالوالقع؛‬ ‫إمكانية الستفادة الحقيقية‪ ،‬من أفضل الممارسات والتجارب العالمية‪ ،‬والتي‬ ‫أصبحت متاحة بصورة واسعة النطاق‪ .‬واعتماد أسلوب البحث العلمييي الرصييين‪ ،‬فييي‬ ‫تحليلها والستفادة منها حسب الظروف المحلية‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫المتغيرات والظروف الحالية على المستويين اللقليمي والعالمي‬ ‫إن التحييولت المتسييارعة لظيياهرة العولميية‪ ،‬تحتييم السييعي الييدؤوب لفهييم‬ ‫•‬ ‫تداعياتها وتأثيراتها اليجابية والسلبية‪ ،‬علييى المسييتوى المحلييي لكييل دوليية‪ ،‬خاصيية فيمييا‬ ‫يتعلق بالجوانب اللقتصادية والجتماعية؛‬ ‫أصبح من المتفق عليه عالميا‪ ،‬أهمية الخذ بسياسات ونظم عصييرية علييى‬ ‫•‬ ‫مستويات الصلح الداري والسياسي والجتماعي واللقتصادي؛‬ ‫التطييورات والتطبيقييات والممارسييات المعاصييرة‪ ،‬فييي مجييالت التحييديث‬ ‫•‬ ‫والتطوير الداري واللقتصادي‪ ،‬والثورة المعلوماتية الرلقمية‪ ،‬والتقنيات فائقة التطور في‬ ‫مجالت التصالت والشبكات‪ ،‬ونظم ولقواعد البيانيات‪ ،‬ومجتمييع المعلومييات والمعرفيية‪،‬‬ ‫والعتماد الساسي على مفهوم البحث والتطوير‪.‬‬ ‫كما أصبح من المتعارف عليه في مجالت التينمية والعمييران‪ ،‬ومييا يتعلييق‬ ‫•‬ ‫بها من لقطاعات وأنظمة متينوعة‪ ،‬مثل النظام التخطيطي‪ ،‬والنظام البلدي‪ ،‬ونظييام الحكييم‬ ‫المحلييي ‪ ،‬أو الدارة المحلييية والمجييالس البلدييية‪ ،‬أهمييية الخييذ بمفيياهيم ومصييطلحات‬ ‫معاصرة تلقى لقبول واعترافا واسييعا‪ ،‬عالميييا وإلقليميييا‪ ،‬أكاديميييا ومهنيييا وتطبيقيييا‪ ،‬فكييرا‬ ‫وممارسة‪ .‬دعم وتشجيع القطاع الخاص والقطاع الهلي في مجالت التييينمية والتعمييير‪،‬‬ ‫الهتمام بموضوع الشراكات ذات المستويات المتينوعة محليا ووطنيا وعالميييا‪ ،‬الهتمييام‬ ‫بالمستقبل وبالدراسات الستشرافية‪ ،‬التأكيد على أهمية توثيق المعلومات وحرييية نشييرها‬ ‫والوصول إليها‪،‬ويرتبط بذلك مفهوم الحكومة الرلقمية أو الذكية‪ ،‬وكييذلك نظييم المعلوميات‬ ‫ولقواعد البيانات‪ ،‬والربط الشبكي بين مختلف الجهات المعنية بمجال ما‪ ،‬ونظم دعم اتخاذ‬ ‫القرارات العمرانية والتينموية‪ ،‬كما أن هناك تأكيدا واضحا على أهمييية مفهييوم السييتفادة‬ ‫من أفضل الخبرات والممارسات وتعميمها‪ ... ،‬الخ‪.‬‬ ‫كميييا يلحيييظ الهتميييام البيييالغ بالمسيييتقبل‪ ،‬ووضيييع وصيييياغة اليييرؤى‬ ‫•‬ ‫والستراتيجيات المختلفة‪ ،‬والدراسات والبحوث الستشرافية‪ ،‬الكفيلة برسم صييورة أكييثر‬ ‫وضوحا وتأكيدا عن المستقبل القريب والبعيد‪ .‬ولقد بدأ هذا الهتمام منذ العقد الخييير ميين‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬وتحديدا للسييتعداد للييدخول فييي اللفييية الثالثيية الجديييدة والقييرن الحييادي‬ ‫والعشرين‪.‬‬ ‫وهو المر الذي نراه بوضوح في مختلييف توصيييات ومبييادئ المييؤتمرات‬ ‫•‬ ‫العالمية والدولية‪ ،‬وخاصة مؤتمر لقمة الرض‪ ،‬ومؤتمر لقمة المدن‪ ،‬كما لقامت العديد ميين‬ ‫الدول‪ ،‬بل والمدن‪ ،‬بتقديم وإعداد خطط ورؤى إستراتيجية‪ ،‬تيتيييناول مسيتقبل مجتمعياتهم‬

‫‪11‬‬


‫في القرن الحادي والعشرين‪ .‬ومن الجدير بالذكر أن معظم هذه الخطط لقد تم إعدادها ميين‬ ‫لقبل الوزارات والدارات المعنية بشئون التخطيط العمراني‪ ،‬في هذه الدول والمدن‪.‬‬ ‫كما أنه من المناسب في هذا المقام‪ ،‬أن نشير إلييى أن العديييد ميين الييدول لقييد‬ ‫•‬ ‫لقامت في هذه الفترة‪ ،‬بإعييداد مشييروعات وبراميج لتطييوير النظييام التخطيطييي القيائم فييي‬ ‫بلدانهم‪ ،‬وهو أمر يتوافق مع طبيعة ما جاء في النقطة السابقة‪ .‬وميين هييذه المحيياولت مييا‬ ‫يتم حاليا ميين تطييوير للنظييام التخطيطييي فييي كييل ميين المملكيية المتحييدة‪ ،‬شيياملة اسييكتلندا‬ ‫وأيرلندا الشمالية‪ ،‬وويلز‪ ،‬وكذلك المر في هونيج كونييج‪ ،‬خاصيية بعييد وضييعيتها الحالييية‬ ‫ضمن جمهورية الصين الشعبية‪ ،‬وكذلك كافيية حكومييات المنيياطق الدارييية فييي اسييتراليا‬ ‫ونيوزيلندا‪ ،‬وكذلك السويد‪ ،‬وألمانيا‪ ،‬والدانمرك‪ ،‬وجنوب أفريقيا‪ ،‬والعديد من دول شييرق‬ ‫أوروبا‪.‬‬ ‫هييذا بييالطبع‪ ،‬إضييافة إلييى مييا يتييم ميين جهييود لوضييع العديييد ميين الفكييار‬ ‫•‬ ‫والمبييادرات‪ ،‬المشييار إليهييا سييابقا‪ ،‬حيييز التييينفيذ والتطييبيق العملييي علييى مسييتوى المييدن‬ ‫والقييرى واللقيياليم فييي معظييم دول العييالم المتقييدم‪ .‬والييتي تغطييي مختلييف جييوانب تييينمية‬ ‫المجتمع‪ ،‬وخاصة جييوانب السييكان‪ ،‬والتعمييير‪ ،‬والعمييل التعيياوني فييي مجييالت تحسييين‬ ‫البيئة المعيشية والبيئة الطبيعية‪ ،‬والحفيياظ علييى الييتراث المعميياري والعمرانييي‪ ،‬ورعاييية‬ ‫الفئات اللقل حظا وذات الهتمام والحتياجييات الخاصيية‪ ،‬علييى سييبيل المثييال‪،‬المعييالقون‪،‬‬ ‫المرضى والمسيينون‪ ،‬الطفييال والرامييل والمطلقييات‪ ،‬والمشييردون‪ ... ،‬الييخ‪ ،‬والتصييميم‬ ‫العمرانييي والبصييري‪ ،‬والتخطيييط والتصييميم والعمييارة الخضييراء‪ ،‬والسييياحة البيئييية‪،‬‬ ‫والمشروعات الصناعية والتجارية المتوافقة مع البيئة والمجتمع‪ ... ،‬الخ‪.‬‬ ‫وأيضا هناك شبه إجماع عالمي واسييع النطيياق‪ ،‬بمبييادئ وأفكييار ومفيياهيم‪،‬‬ ‫•‬ ‫تيتعلق بالشأن العام‪ ،‬مثل تعظيم مفهوم المصلحة العامة‪ ،‬والمحاسبة والمكاشفة والشفافية‪،‬‬ ‫وحرية الوصييول إلييى المعلومييات‪ ،‬وتييدعيم وتفعيييل مؤسسيات المجتميع المييدني‪ ،‬وتأكييد‬ ‫الشييراكة بييين هييذه المؤسسييات وكييل ميين القطيياع العييام الحكييومي والقطيياع الخيياص‬ ‫والستييييثماري‪ ،‬والتأكييييد عليييى المرجعيييية القانونيييية والدسيييتورية‪ ،‬وتيييدعيم العمليييية‬ ‫الديمولقراطية‪ ،‬وبالتحديد نظام الحكم والدارة المحلية والبلدية‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫الحاجة إلى تطوير وتحديث النظام التخطيطي العمراني‬ ‫على المستوى الوطني‬ ‫إن ما تم استعراضه من اعتبارات على مستويات متعددة في الفقرات السابقة‪ ،‬يحتم العمل الجيياد‬ ‫على تواجد نظام تخطيطي عمراني شامل ومتكامل‪ ،‬على المستوى الييوطني بكييل دوليية عربييية‪،‬‬ ‫نظام واضح ومحدد الملمح‪ ،‬له مضمون وغاية‪ ،‬ومجموعة من الهداف‪ ،‬ويتكون من عناصيير‬ ‫أساسية‪ ،‬ل غنى عنها لتواجد مثل هذا النظام‪.‬‬ ‫منها على سبيل المثال‪ :‬أهمية تواجد كل من الرادة السياسية‪ ،‬والرؤية السييتراتيجية العمرانييية‬ ‫على المستوى الوطني‪ ،‬التي تعطي النظام مضمونه المجتمعييي‪ ،‬وتواجييد جهيياز تخطيطييي لقييوي‬ ‫وعصييري‪ ،‬ومنظوميية تشييريعات ولقييوانين تخطيطييية وعمرانييية متكامليية‪ ،‬ومجموعيية متكامليية‬ ‫وشاملة من السياسات العامة العمرانية‪ ،‬والسياسات الرشادية القطاعية‪ ،‬وهيكل واضييح للتييدرج‬ ‫الهرمي للمخططييات العمرانييية‪ ،‬بييدءا ميين المسييتوى الييوطني‪ ،‬وبصييورة إسييتراتيجية إرشييادية‪،‬‬ ‫وعلى المستوى اللقليمي الذي يغطي المحافظات والبلديات بمخططات للقليمية إرشادية‪ ،‬وكذلك‬ ‫بمجموعة شاملة من المخططات العامة والتفصيلية التي تغطي كافة المدن والقرى‪.‬‬ ‫هذا بالضافة إلى تضمين النظام مفهوم واضح ومحدد لضمان المشيياركة المجتمعييية والشييعبية‪،‬‬ ‫والقطيياع الخيياص والسييتثماري‪ ،‬فييي كافيية مراحييل العملييية التخطيطييية‪ ،‬وأيضييا تبنييي مفهييوم‬ ‫التخطيط للتنمية‪ ،‬ومفهوم التنمية المستدامة الشاملة‪ ،‬ومفهييوم البحييث والتطييوير‪ .‬وتواجييد درجيية‬ ‫عالية من التنسيق والتفاعل مع بالقي الجهات المتداخلة في النظام التخطيطي‪ ،‬وفي صور متعددة‬ ‫من الشراكات المختلفة‪ ،‬وأشكال التعاون المتعددة‪.‬‬ ‫ولذا فإنه من الضروري أن يقوم الجهاز التخطيطي‪ ،‬بوضع تصييوراته الخاصيية بمفهييوم النظييام‬ ‫التخطيطي العمراني الشامل على المستوى الوطني‪ ،‬وأن يفكر بداية بالعمييل علييى بلييورة بعييدين‬ ‫أساسيين‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬الدور والمكانة‪ ،‬التي تتعلق بمفهييوم النظييام التخطيطييي الشييامل‪ ،‬وهييو الميير‬ ‫الذي يرتبط بمضمون التخطيط وبمفهوم الرؤية الستراتيجية‪ ،‬وبطبيعة اليدعم‬ ‫السياسي‪ ،‬أو الرادة السياسييية العليييا‪ .‬وعلييى الجهيياز التخطيييط الرسييمي بكييل‬ ‫دولة مسئولية القيييام بوضييع وبلييورة أهييدافه السييتراتيجية‪ ،‬ميين حيييث مفهييوم‬ ‫التخطيط والدور الذي يمكن أن تقييوم بييه علييى مسييتوى الدوليية‪ ،‬فييي الحاضيير‬ ‫والمستقبل‪ .‬والقيام بمحاولة تعرف واسعة النطاق لكل ما هو حديث وعصري‬ ‫فييي تطبيقييات مجييالت التخطيييط العمرانييي‪ ،‬وتحديييدا فييي الييدول ذات التميييز‬ ‫والتفوق في هذا النطاق‪ .‬هذا إلى جييانب القيييام‪ ،‬بصييورة موازييية‪ ،‬بعملييية نقييد‬ ‫‪13‬‬


‫ذاتييي لمجمييل الخييبرة السييابقة‪ ،‬وللمكانييات والمييوارد والقييدرات والمهييارات‬ ‫البشرية‪ ،‬والمادية الحالية‪ .‬على أن يتم ذلك فييي صييورة تفهييم دلقيييق للوضييعية‬ ‫الحالية للجهيياز التخطيطييي ميين حيييث الداء والنجيياز‪ ،‬وتحديييد نقيياط القييوة‪،‬‬ ‫والييتركيز علييى نقيياط الضييعف‪ ،‬وتحديييد السييلبيات بكييل دلقيية‪ ،‬سييواء كييانت‬ ‫معولقييات‪ ،‬أو تييداخل اختصاصييات‪ ،‬أو نقييص فييي مجييال بنيياء القييدرات‪ ،‬أو‬ ‫الموارد المادية‪ ... ،‬الخ‪.‬‬ ‫الثيياني‪ :‬طبيعيية وبنييية الجهيياز التخطيطييي ذاتييه‪ ،‬باعتبيياره الجهيية الحكومييية الرسييمية‬ ‫المسئولة‪ ،‬عيين بلييورة هييذا النظييام التخطيطييي الشييامل‪ ،‬وعيين وضييع الخطييط‬ ‫العمرانييية‪ ،‬والسييتراتيجيات والسياسييات العاميية والبرامييج والمشييروعات‬ ‫والتشريعات المنظمة للعمران‪ ،‬وتينفيذ المخططات ومتابعيية النجيياز والتحكييم‬ ‫والمرالقبيية‪ .‬وذلييك فييي إطييار شييامل ميين التييينسيق المتكامييل مييع بييالقي النظييم‬ ‫الحكومية‪ ،‬ذات العللقة‪ ،‬ومع نظام البلديات وخاصيية نظييام المجييالس البلدييية‪،‬‬ ‫الييذي يتمتييع أو يجييب أن يتمتييع‪ ،‬بمهييام واختصاصييات ذات عللقيية مباشييرة‬ ‫بالعملية التخطيطية‪ ،‬وذلك طبقا لما يتم العمل به على مستوى الييدول المتقدميية‬ ‫حاليا‪.‬‬ ‫وهذا البعد الثاني‪ ،‬يحكمه الهيكل التينظيمي للجهاز‪ ،‬والمهام والمسؤوليات الرئيسية المنوط إليه‪،‬‬ ‫بقوة القانون‪ ،‬من ناحية‪ ،‬وبوضعية هذا الجهاز ضمن منظوميية الييوزارات والجهييات الحكومييية‪،‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬ليتمكن من خلل ذلك الطييار تحقيييق الغايييات والهييداف الوطنييية فييي مجييال‬ ‫التخطيط والتينمية العمرانية‪ ،‬ولتحقيق مضمون الرؤية الستراتيجية الشيياملة للتنمييية‪ ،‬وللتحييول‬ ‫والتغيير في المستقبل‪ ،‬بصورة متطورة وعصرية‪.‬‬ ‫كما أن طبيعة هذا الهيكل التينظيمي‪ ،‬تتعلق بكل ما هييو إجرائييي وعملييي لتييينفيذ هييذا المضييمون‬ ‫وتلك الرؤية التي يحققها النظييام التخطيطييي ككييل‪ .‬وذلييك فييي إطييار مهييام ومسييؤوليات الجهيياز‬ ‫التخطيطي‪ ،‬بكل دولة على حدة‪.‬‬ ‫ومن الضروري في هذا المقام‪ ،‬الشارة إلى أن تطوير الهيكل التينظيمي‪ ،‬لييس هيدفا بحيد ذاتيه‪،‬‬ ‫وإنما هو مجرد وسيلة لتحقيق الغاية والهداف المتولقعة من هييذا الجهياز التخطيطييي‪ .‬وليذا فيإنه‬ ‫من الخطأ الفادح البدء بإعادة هيكلة الجهاز التخطيطي‪ ،‬عن طريق مجرد وضع عدد مقترح من‬ ‫الهياكييل التييينظيمية‪ ،‬بإداراتهييا وألقسييامها ودرجاتهييا ووظائفهييا المختلفية‪ .‬دون اللتفييات اليواعي‬ ‫وبدرجيية كييبيرة ميين المسييؤولية‪ ،‬إلييى أهمييية دراسيية طبيعيية المهييام والمسييؤوليات الجديييدة‪،‬‬ ‫والمطلوبة‪ ،‬واليتي تييتوافق ميع طبيعية الوضيعية القائمية عليى مختليف المسيتويات اللقتصيادية‬ ‫والجتماعية والسياسية‪ .‬وكذلك ضمن الطار المعاصر لمفهوم النظام التخطيطي الشامل‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫وميين ثييم‪ ،‬وبعييد إجييراء تقييييم علمييي دلقيييق لمييا سييبق‪ ،‬وبدراسيية أفضييل الخييبرات والممارسييات‬ ‫والتجارب المماثلة لعدد من الدول‪ ،‬ذات السمعة الطيبة والتميز الملحوظ‪ ،‬في مجالت وتطبيقات‬ ‫التخطيط والتينمية والتعمير‪ ،‬يمكن وضع تصور اسيتراتيجي محيدد الملميح‪ ،‬لتطيوير وتحيديث‬ ‫النظييام التخطيطييي ككييل‪ ،‬وميين خللييه يمكيين الحييديث عيين تطييوير الجهيياز التخطيطييي بهيكلييه‬ ‫التينظيمي ومهامه ومسؤولياته وواجباته الرئيسية الجديدة والمعاصرة‪.‬‬ ‫على أن يتم هذا التطوير والتحديث بصورة تمكن مين تطيبيقه علييى مراحيل متيييتالية ومتدرجية‪،‬‬ ‫تؤدي كل مرحلة في نهايتها‪ ،‬إلى إمكانية البدء في المرحلة التالية لها‪ ،‬على أسيياس ميين النتقييال‬ ‫النييوعي الواضييح‪ .‬علييى أن يكييون الهييدف الرئيسييي ميين هييذه الخطيية السييتراتيجية للتطييوير‬ ‫والتحديث‪ ،‬هو تحقيق الوضعية المطلوبة للجهاز التخطيطي العمراني‪ ،‬ضمن النظام التخطيطييي‬ ‫الشامل لكل دولية‪ .‬وضيمان التيينسيق والرتبياط الجييد بمختليف نظيم العميل الحكيومي والعيام‪،‬‬ ‫والمجتمعي‪ ،‬وخاصة نظم البلديات والمجالس البلدية‪ ،‬ومنظومة القوانين والتشريعات المتكاملة‪.‬‬ ‫و هذا التطوير المرحلي والمتدرج‪ ،‬لبد وأن يتم بالصييورة الييتي يؤكييد فيهييا الجهيياز التخطيطييي‬ ‫جدارته واستحقالقه‪ ،‬لهذه المكانة ولذلك الدور الحيوي‪ ،‬مثله مثل بالقي أجهزة التخطيط العمرانييي‬ ‫المماثلة‪ ،‬فييي أكييثر بلييدان العييالم تقييدما ورلقيييا فييي هييذا المجييال‪ .‬وعلييى أعلييى درجيية ميين الداء‬ ‫والنجاز تضاهي المستويات العالمية‪.‬‬ ‫وهييو الميير الييذي بييدوره يمكيين الجهيياز التخطيطييي ميين ممارسيية دوره ومهييامه ومسييؤولياته‪،‬‬ ‫وبالتالي يجعله لقادرا على العمل بقوة في مجال تحسين أوضاع الحاضر‪ ،‬ورسم وصياغة كيفييية‬ ‫تحقيق مستقبل أكثر إشرالقا ورفاهية لمجتمع حقيقي عصري‪ ،‬وبما يليق بها من أوضاع معيشييية‬ ‫في القرن الحادي والعشرين‪.‬‬ ‫ومن المناسب في هذا المقام‪ ،‬الشارة إلى أهم ما يميز فكرة ومفهوم النظام التخطيطي العمراني‪.‬‬ ‫هو أنه نظام مرتبط ومتعلق بالمستقبل‪ ،‬وبييالنظر دومييا إلييى المييام‪ ،‬وبكيفييية مواجهيية التحييديات‬ ‫المستقبلية‪ ،‬والستعداد الدائم والمستمر للتعامل مع مشكلته وتولقعاته‪.‬‬ ‫كما أن النظام التخطيطي في نفس الولقت‪ ،‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬يهتم بالوضييع القييائم وباحتياجييات‬ ‫ومتطلبات‪ ،‬المشاكل العمرانية الراهنة والملحة‪ ،‬ويعمل على إيجاد الحلييول التخطيطييية المناسيبة‬ ‫لها‪ .‬وإذا ما تم التركيز الشيديد عليى أحييد هييذين البعيدين الزمنييين ‪ -‬المسييتقبل والحاضير‪ -‬وتيم‬ ‫إهمال البعد الخر‪ ،‬فإن هذا المر سوف يؤدي في النهاية إلى التسيبب فيي حيدوث خلييل واضييح‬ ‫في النظام التخطيطي‪.‬‬ ‫كما أن النظام التخطيطي‪ ،‬من ناحية ثالثة‪ ،‬يتصف بالشمولية وبنظرته الكلية لمختلف المستويات‬ ‫والقطاعات العمرانية وذات العللقة بالتينمية الشاملة للمجتمع ككييل‪ .‬ولقييد يتييم حييدوث خلييل علييى‬ ‫مستوى هذا النظام التخطيطي‪ ،‬في حالة التركيز على مسييتوى معييين مثييل التخطيييط التفصيييلي‪،‬‬ ‫‪15‬‬


‫وخاصة ما يعييرف بنظييام تقسيييم الراضييي‪ ،‬وإهمييال المسييتويات الخييرى‪ ،‬وخاصيية المسييتوى‬ ‫الوطني الستراتيجي‪ ،‬والمستوى اللقليمي‪ ،‬أي المحافظات والبلديات‪.‬‬ ‫وكمبدأ عام في أي نظام‪ ،‬فإن الولقوع في وضعية الغراق والنغماس الشييديدين فييي التفاصيييل‪،‬‬ ‫يؤدي بالضرورة إلى وضعية سلبية‪ ،‬من ملمحها الواضحة‪ ،‬ضياع القدرة علييى رصييد وتحديييد‬ ‫الصورة الكبيرة والطار العام للنظام‪ .‬وهو المر الشد خطورة فيما يتعلييق بالنظييام التخطيطييي‬ ‫بالتحديد‪ ،‬حيث يؤدي هذا المر إلى فقدان القدرة على تكوين حالة من الفهييم المطلييوب‪ ،‬الممكيين‬ ‫الوصييول إلييه‪ ،‬فقييط‪ ،‬عيين طريييق السييتفادة ميين لقييراءة الصييورة الكييبيرة‪ ،‬والقيييام بييالربط بييين‬ ‫التفاصيل‪ ،‬وتكوين العللقات‪ ،‬والقدرة على الفرز بين السباب والمسببات‪ ،‬وميا هيو خياص وميا‬ ‫هو عام‪ ،‬والثوابت والمتغيرات‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫ومن ناحية رابعة‪ ،‬أن التركيز عل لقطاع معين من لقطاعات النظام التخطيطي‪ ،‬بدرجة كييبيرة أو‬ ‫بصورة مغالى بها‪ ،‬يؤدي بدوره إلى حدوث نوعا آخر من أنواع الخلل فييي النظييام‪ .‬فعلييى سييبيل‬ ‫المثال‪ ،‬التركيز الشديد على لقطاع استعمالت الراضي‪ ،‬لقد يييؤدي إلييى إهمييال بييالقي القطاعييات‬ ‫العمرانية الشاملة‪ ،‬بأبعادها المختلفة‪ ،‬سواء كييانت القتصييادية‪ ،‬وتشييمل لقطيياع العمييال والتجييارة‬ ‫والميال‪ ،‬والصيناعات بأنواعهييا ومسيتوياتها المختلفية‪ ... ،‬اليخ‪ ،‬أو اجتماعييية‪ ،‬وتضيم الخييدمات‬ ‫الجتماعية‪ ،‬ورعاية الفئات اللقل حظا وذوي الحتياجات الخاصة‪ ،‬ورعاية الطفولة والموميية‪،‬‬ ‫وكبار السن‪ ... ،‬الخ‪ ،‬والقطاعات الحضارية والثقافية‪ ،‬وتشمل المحافظة على المناطق التراثييية‪،‬‬ ‫والبعاد الجمالية والمعمارية‪ ،‬والتصميم الحضيري‪ ،‬والصيورة البصييرية‪ ... ،‬اليخ‪ ،‬إضيافة إليى‬ ‫أهمية لقطاع البيئية‪ ،‬وما يتعلق بهيا مين مفيياهيم التييينمية المسيتدامة‪ ،‬والمييدن الصيحية‪ ،‬ومشياكل‬ ‫التلوث‪ ،‬والطالقة المتجددة‪ ،‬والتينوع البيولوجي‪ ... ،‬الخ‪.‬‬ ‫ومن ناحية خامسة‪ ،‬أن النظام التخطيطي الشيامل‪ ،‬يضيمن فيي ممارسياته وتطبيقياته العمرانيية‪،‬‬ ‫ذلك التوازن الهام بين كل من القطاع الحضري والقطاع الريفي‪ ،‬حيث يتم وضع معايير ملئميية‬ ‫تضييمن عييدم الييتركيز الشييديد علييى مييدن أو منيياطق حضييرية بعينهييا‪ ،‬وبالتييالي إهمييال التنمييية‬ ‫العمرانية المتكاملة لعديد من القرى‪ ،‬أو الماكن النائية‪ ،‬أو المناطق الفقيرة‪.‬‬ ‫وهو المر الذي يفسر أحد أهيم الدوار الحقيقيية للدولية باسيتخدامها للتخطييط العمرانيي‪ ،‬كيأداة‬ ‫لتحقيق التوازن بين كافة القطاعات العمرانية للمجتمع‪ ،‬وخاصة المكانية والجغرافية منها‪ .‬وهييو‬ ‫ما يشير إليه بعض منظري مجال التخطيط العمراني‪ .‬حيث يرون أن لهييذا المجييال بعييدا سياسيييا‬ ‫واجتماعيا لقويا‪ ،‬ناجما عن كون المن والسلمة الوطنية‪ ،‬هما من أهداف السياسة المكانية‪.‬‬ ‫وميين ناحييية سادسيية‪ ،‬أن أهييم مييا يحييدد دور ومكانيية نظييام التخطيييط الشييامل‪ ،‬وبالتييالي جهييازه‬ ‫التخطيطي الرسمي‪ ،‬هو القييدرة علييى تحديييد مجييال ونطيياق ومسييتويات المعلومييات التخطيطييية‬ ‫والعمرانية‪ .‬أي بمعنى آخر المادة الخام التي يتعامييل معهييا النظييام باعتبارهييا ميين أهييم مييدخلته‬

‫‪16‬‬


‫ومخرجاته‪ .‬سواء كانت‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬بيانييات أو معلومييات إحصييائية شيياملة‪ ،‬أو سياسييات‬ ‫عامة وتوجهات حكومية ومجتمعية‪ ،‬كمدخلت‪ ،‬أو في صورة مخططييات بأنواعهييا ومسييتوياتها‬ ‫المختلفة‪ ،‬أو سياسات عمرانية عامة أو لقطاعية إرشادية‪ ،‬أو فييي صييورة لقييوانين وتشييريعات‪...،‬‬ ‫الخ‪.‬‬ ‫وبالطبع فإن من أهم طرق التعرف على هذه المعلومات وتحديييدها بدلقيية‪ ،‬هييو طبيعيية وعناصيير‬ ‫المهام والمسؤوليات والواجبات الرئيسية لهذا الجهاز التخطيطي‪ ،‬في الحاضر كوضع لقائم‪ ،‬ومييا‬ ‫يجب أن تكون عليه‪ ،‬في المستقبل‪.‬‬ ‫وهذا يعني أن أجهزة التخطيط العمراني بكل دولة عربيية‪ ،‬عليهيا مهمية ومسيؤولية بنياء لقواعيد‬ ‫للمعلومييات التخطيطييية والعمرانييية بصييورة متخصصيية وشيياملة‪ .‬وعلييى أسييس علمييية دلقيقيية‬ ‫وصارمة‪ .‬مستفيدة من كل ما هو متاح والعمل على استكمال وتطوير ما ينقصها‪.‬‬ ‫وذلك فييي إطييار السييتفادة القصييوى ميين التطييورات المتسييارعة فييي مجييالت نظييم المعلومييات‬ ‫وتوثيقها على المستويات العالمية‪ .‬هذا مع الوضع في العتبار‪ ،‬أهمية الستفادة ميين كييل مييا هييو‬ ‫متاح على المستوى الوطني‪ ،‬من معلومات ذات العللقة لدى كافة الوزارات والجهات الحكومييية‬ ‫والخاصة المعنية‪ .‬ودراسة إمكانيات تبادل المعلومات‪ ،‬من ارتباط بشييبكات معلومييات لقائميية‪ ،‬أو‬ ‫التعاون على إلقامة نظم ولقواعد معلومات مطلوبة مع جهات أخرى معينة‪ .‬سواء كان ذلييك علييى‬ ‫مستويات إلقليمية أو عالمية‪.‬‬ ‫وهذه النقطة السابقة لها أهمية كبيرة‪ ،‬حيث من المطلييوب أن يتواجييد نظييام معلومييات تخطيطييي‬ ‫عمراني لقوي وفعال‪ ،‬يوفر ويتيح صورة شاملة ودلقيقة ووالقعية‪ ،‬عن وضعية العمييران والتنمييية‬ ‫الشاملة على مستوى كل دولة‪ .‬شاملة كافة الوضاع العمرانية للمدن والقرى‪ ،‬من حيث المشاكل‬ ‫والمعولقات‪ ،‬والمكانات والموارد‪ ،‬والخطط المشروعات‪ ...،‬الخ‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫التنمية والمجتمعات المستدامة المعاصرة‬ ‫مفهوم التنمية المستدامة‬ ‫تبنييت معظييم الييدول المتقدميية‪ ،‬ممثليية فييي أجهييزة التخطيييط العمرانييي‪ ،‬مجموعيية ميين الييرؤى‬ ‫والمفاهيم‪ ،‬والتي تكاد أن تتطابق مع ما تم التفاق عليه عالميا في مجييالت التنمييية المسييتدامة ‪-‬‬ ‫العمرانية والتشييد والتعمير‪ ،‬والبناء والتي تتميز‪:‬‬ ‫• بسعيها نحو وضع لقواعد وممارسات جديدة ومعاصرة لمفهوم التنمية المستدامة تمكنهييا‬ ‫من مواجهة تحديات الحاضر وتولقعات وتطلعات المستقبل‪.‬‬ ‫• وبريادتهييا فييي نطيياق إنشيياء المجتمعييات المسييتدامة‪ ،‬وإعييادة تطييوير وتأهيييل المنيياطق‬ ‫الحضرية والريفية والتراثية التقليدية‪ ،‬من هذا المنطلق‪.‬‬ ‫• وبتبنيها لمناهج ومقاربات ابتكاريه وإبداعية في مختلف مجالت التنمية‪.‬‬ ‫• والعمل على دمج مفهوم الستدامة في القوانين والتشريعات‪.‬‬ ‫• وبوضعها وتنفيذها لمخططات واسيتراتيجيات وسياسيات عمرانيية مسييتدامة ومسييئولة‪،‬‬ ‫عن توازن تنمية القطاعات اللقتصادية‪ ،‬والبيئة‪ ،‬والجتماعية‪ .‬بدأ من المستوى الوطني‬ ‫واللقليمي وحتى المستويات المحلية‪ ،‬وتفاصيل التصميم العمراني والمعماري؛‬ ‫•‬

‫وبحرصييها المسييتمر علييى تقييديم لقيييم جديييدة مضييافة خلل مييا تقييوم بييه ميين أعمييال‬ ‫ومشروعات‪ .‬تراعى فيها تطبيق مفاهيم مثل ‪ -‬نوعية الحياة‪ ،‬ونمييط المعيشيية‪ ،‬التصييميم‬ ‫البصري‪...‬‬

‫‪18‬‬


‫مفهوم المجتمعات المستدامة‬ ‫• هي أماكن ومجتمعات يريد سكانها العيش والعمل فيها حاليا وفي المستقبل‪،‬‬ ‫• وهي مجتمعات مستدامة نظرا لكونها تحتوي على البنية الساسية المجتمعية‪ ،‬والفيرص‬ ‫والمكانات التي يحتاج إليها سكانها‪،‬‬ ‫• وتجعلهم يشعرون بالنتماء‪ ،‬وباللتزام والعمل على رفاهية مجتمعهم‪،‬‬ ‫• وهذه المجتمعييات مسييتدامة بسييبب امتلكهييا للقييدرة والفعالييية اللقتصييادية‪ ،‬الييتي تييؤمن‬ ‫الحتياجات السكانية للسكان حسب مختلف فئاتهم ولقدراتهم في السوق‪،‬‬ ‫• كما أنها مستدامة لتوفيرها فرص تحقيق طموحات الشباب كما كبار السن‪،‬‬ ‫• وهي مجتمعات مستدامة بيئيا بسبب لقدرتها على التلئم اليكولوجي‪،‬‬ ‫• كما أنها مجتمعات تحمي وتحافظ على البيئة الطبيعية‪ ،‬بل وتعمل على تييدعيمها بطييرق‬ ‫تتواءم مع احتياجات المستقبل بقدر مساو لتعاملها مع احتياجات الحاضر‪.‬‬ ‫عناصر المجتمعات المستدامة‬ ‫• منظومة الحكم الجيد‬ ‫• النقل والمواصلت‬ ‫• الخدمات‬ ‫• البيئة‬ ‫• المساواة‬ ‫• اللقتصاد‬ ‫• السكان والبيئة المبنية‬ ‫• الثقافة والمجتمع‬ ‫ولكن يتطلب ضمان تطبيق هذا المفهوم ودمجه على مستوى التخطييط العمرانيي‪ ،‬الهتميام بالمهيارات‬ ‫والمعرفة الفنية الجديدة‪ ،‬المرتبطة بهذا المفهوم‪ ،‬للكوادر البشرية المسئولة عن عملية التنمية المجتمعية‬ ‫الشاملة‬

‫‪19‬‬


‫دبعــض المقترحــات العمليــة لتطــوير وتحـديث أجهــزة التخطيــط‬ ‫العمراني العردبية المعاصرة‬ ‫تشير نتائج ما سبق استعراضه ودراسته‪ ،‬إلى أهمية تواجد نظام تخطيطي عمرانييي شييامل علييى‬ ‫مستوى كل دولة‪ .‬نظام لقادر علييى تحمييل مسييؤوليات أوضيياع الحاضيير ومتغيراتييه‪ ،‬ميين جهيية‪،‬‬ ‫ونظام يتولى مسؤولية صياغة وتنفيذ رؤية إستراتيجية عمرانية في المستقبل‪ ،‬من جهة أخرى‪.‬‬ ‫وكما أوضحنا بصورة مباشرة ومحددة‪ ،‬أن هذه المسؤوليات تقع على عياتق الجهياز التخطيطيي‬ ‫العمراني الرسمي‪ .‬وبالطبع ل يمكن تحميل الجهاز التخطيطي كامل المسؤولية عن هييذا الميير‪.‬‬ ‫حيييث تتواجييد عييدد ميين العتبييارات والقييرارات الييتي يتعلييق تنفيييذها بالمسييتويات السياسييية‬ ‫والحكومية العليا‪ .‬ولكن يمكننا في هذا المقام القتراح عدد من الخطوات أو المبادرات التي يمكيين‬ ‫بلورتها‪ ،‬بل وتنفيذها من لقبل أجهزة التخطيط الرسمية‪ .‬منها على سبيل المثال‪:‬‬ ‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫البدء في إعداد واستكمال لقواعد البيانات والمعلومات التخطيطية والعمرانية؛‬ ‫دراسة الوضع الراهن للجهاز التخطيطي الرسمي الوطني ميين منطلييق القيييام بعملييية‬ ‫نقد ذاتي بناء؛‬ ‫إعداد وتنفيذ خطة تطوير مرحلية وشاملة للجهاز التخطيطي؛‬ ‫البدء في وضع نموذج إرشادي لمستويات التخطيط العمراني على المستوى الوطني‪.‬‬ ‫حيث يمكن البدء في عمل النماذج التالية‪:‬‬ ‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫نموذج لرؤية مستقبلية للعمران على المستوى الوطني في القرن ‪21‬‬ ‫نموذج للمخططات اللقليمية الرشادية للمحافظات والبلديات‬ ‫نموذج لمخططات عمرانية هيكلية أو عامة للمدن والقرى‬ ‫نموذج لمخططات عمرانية للحياء والمناطق‬ ‫نموذج لسياسة عامة عمرانية إرشادية‬ ‫نموذج لسياسة عمرانية لقطاعية إرشادية‬

‫والمقصود بنموذج لمخطط عمراني إرشادي‪ ،‬هو القيام بعمييل هييذا المخطييط النمييوذج‪ ،‬بصييورة‬ ‫علمييية وبأحييدث الطييرق والوسييائل الفنييية الييتي تتييواكب مييع التطييورات المعاصييرة فييي مجييال‬ ‫التخطيط العمراني على المستوى العالمي‪.‬‬ ‫هذا مع أهمية أن يتم توثيق هيذا العميل ليصيبح بمثابية دليل تخطيطيييا إرشياديا ومرجعييا‪ ،‬عليى‬ ‫مختلف مستويات المخططات العمرانية‪ .‬وتحديد كافة المعلومات المطلوبة‪ ،‬وإجراءات ومراحل‬ ‫العملية التخطيطية‪ ،‬وآليات التنسيق مع كافة الجهات المعنية‪ ،‬وتحديد البيانات والوثائق المطلوبة‬ ‫كمدخلت لهذه العملية‪ ،‬أو كمخرجات لها‪.‬‬ ‫‪20‬‬


‫ويمكيين اختيييار نميياذج لمخططييات تتعلييق بييالتطوير الحضييري‪ ،‬أو الريفييي‪ ،‬للمنيياطق القديميية‬ ‫والتراثية‪ ،‬أو للمناطق ذات الطبيعة الخاصة‪ ،‬أو مخططات للتصميم العمراني البصري‪ ،‬أو حتى‬ ‫مخططات لتقاسيم الراضي‪ ... ،‬الخ‪.‬‬ ‫ويجب أن يوضح النموذج‪ ،‬كافة التفاصيل الخاصة بكيفية إعداد وصنع المخطط‪ ،‬وطريقة إعداد‬ ‫التقارير التخطيطية القياسية‪ ،‬وكذلك الخرائييط الخاصيية بهييذه المخططييات‪ ،‬وتحديييد الهييدف ميين‬ ‫المخطييط‪ ،‬وتحديييد منطقيية الدراسيية‪ ،‬ومنيياطق التييأثير العلييى مسييتوى‪ ،‬وتوثيييق كافيية البيانييات‬ ‫والمعلومات التخطيطية المطلوبة‪ ،‬بأنواعها ومستوياتها المختلفيية‪ ،‬وتحديييد المشيياكل والمعولقييات‬ ‫العمرانية‪ ،‬والموارد والمكانات المتاحة‪ ،‬وفكرة المخطط وطريقة التناول‪ ،‬وتحديد كيفييية وسييبل‬ ‫جمع المعلومات الميدانية‪ ،‬وأنواع الحصاءات والمسوح المطلوبة‪ ،‬وطريقة تطبيق مبدأ ومفهوم‬ ‫التخطيط المجتمعي والمشاركة الشيعبية‪ ،‬وسيبل ووسيائل التنسييق والتعياون ميع نظيام البليديات‬ ‫والمجالس البلدية‪ ،‬وبالقي الجهات المعنية‪ ،‬والسند القانوني أو التشريعي‪ ،‬وبيان عناصر المخطط‬ ‫ومكوناته ومراحله‪ ،‬وآليات التنفيذ والمتابعة والرلقابيية التعميرييية‪ ،‬والتكلفيية‪ ،‬ومصييادر التمويييل‪،‬‬ ‫واحتياجات الستملك أو التعويض‪ ... ،‬الخ‪.‬‬ ‫كما يمكن للجهاز التخطيطييي فييي هييذه المرحليية‪ ،‬القيييام بمراجعيية شيياملة للتشييريعات العمرانييية‬ ‫والعمييل علييى بنيياء إطييار عييام لمفهييوم منظوميية لقييوانين وتشييريعات تخطيطييية متكامليية‪ ،‬علييى‬ ‫المستوى الوطني‪ .‬ودراسة تطبيق مفهوم القانون التخطيطي المرجعي أو الرئيسي‪ ،‬ذلك المفهوم‬ ‫الكثر شمول وعصرية مقارنة بالقوانين الحالية‪.‬‬ ‫وعلى الجهاز التخطيطي إعطاء أهمية خاصة‪ ،‬لطبيعة العللقة بنظام البلديات وخاصة المجييالس‬ ‫البلدية المنتخبة‪ ،‬وكذلك للعللقة بعدد من الجهات المعنية بشئون التنمية والعمار‪ ،‬وذلك بطييرح‬ ‫عدد من المبييادرات الخاصيية بأشييكال التعيياون والتنسيييق‪ ،‬والمشيياركة فييي برامييج ومشييروعات‬ ‫مشييتركة‪ .‬والتأكيييد علييى السييتفادة ميين تجييارب وممارسييات الشييراكة مييع القطيياع الخيياص‬ ‫والستثماري‪ ،‬من جهة‪ ،‬وكذلك أشكال التعاون مع منظمات وهيئات المجتمع المييدني المتنوعيية‪،‬‬ ‫والمجتمع المهني والعلمي والكاديمي في مجالت التخطيط والتنمية العمرانية‪ ،‬من جهة أخرى‪.‬‬ ‫وبدراسة أفضل التجارب والممارسات عليى مسيتوى أجهيزة التخطييط المماثليية عليى المسييتوى‬ ‫العالمي‪ ،‬يمكن تبني عددا من هييذه المبييادرات والبرامييج والمشييروعات المشييتركة‪ ،‬وذلييك علييى‬ ‫ضييوء الظييروف والمتغيييرات المحلييية‪ .‬مييع الييتركيز علييى تلييك المبييادرات والبرامييج المتعلقيية‬ ‫بمجالت‪ ،‬التنمية المجتمعية‪ ،‬رفيع مسيتوى معيشية الحيياء القديمية‪ ،‬وتطيوير المنياطق الريفيية‬ ‫والقروية‪ ،‬ومبادرات التنمية اللقتصادية بأشكالها المختلفة‪ ... ،‬الخ‪.‬‬ ‫ويوجد عدد ضخم من هذه المبادرات والبرامج التي تم بالفعل تطبيقها‪ ،‬على المستوىين اللقليمييي‬ ‫والعالمي‪ .‬والتي تعتمد في الساس على شراكة فعلية بين أجهزة التخطيييط الرسييمية‪ ،‬والمجييالس‬ ‫‪21‬‬


‫المحلية والبلدية‪ ،‬وجمعيات العمل العام والطوعي‪ ،‬بالضييافة إلييى تواجييد مبييادرات تعتمييد علييى‬ ‫مبدأ السوق وآلياته‪ ،‬حيث يم مشاركة القطاع الخاص‪ ،‬وجييال العمييال المحليييين‪ ،‬والمسييتثمرين‬ ‫فييي تخطيييط وتنفيييذ وإدارة مشييروعات وبرامييج محييددة‪ ،‬تهييدف إلييى رفييع الكفيياءة والسييتغلل‬ ‫اللقتصادي لمناطق معينة‪ ،‬وفي مجالت محددة‪.‬‬ ‫وكما أشرنا سابقا إلى أهمية لقيام الجهاز التخطيطي‪ ،‬بالبدء في إعداد واسييتكمال لقواعييد للبيانييات‬ ‫والمعلومات التخطيطية والعمرانية‪ ،‬ويمكن في هذا المقام القتراح البدء في عدد من المشييروعات‬ ‫والبرامج التي تمثل احتياجا حقيقيا لي جهاز تخطيطي عمراني وطني معاصر‪ ،‬وهي بالتحديد‪:‬‬ ‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫مشروع المسح العمراني والبصري للمدن والقرى؛‬ ‫مشروع حصر وتصنيف استعمالت الراضي على المستوى الوطني؛‬ ‫مشروع حصر وتحديث وتطوير المخططات العامة والتفصيلية؛‬ ‫مشروع توثيق البيانات الساسية للتنمية العمرانية الشاملة؛‬

‫ويمكن لهذه المشروعات‪ ،‬أو ما يتم ترشيحه كأولوية ملحة‪ ،‬أن تتم على شكل تعاون مشترك مييع‬ ‫أحد الجهات المعنية‪ ،‬أو بالتعاون مع أكثر من جهة واحدة‪.‬‬ ‫مع أهمية مشاركة جهات أخرى مثل‪ ،‬المجالس البلدية‪ ،‬والمحافظات‪ ، ،‬والهيئات العامة لحماييية‬ ‫البيئيية‪ ،‬والمكيياتب الستشييارية الوطنييية‪ ،‬ولقطيياع العمييال والمقيياولت‪ ،‬والجمعيييات المهنييية‪،‬‬ ‫ومراكز البحوث والهيئات الكاديمية‪ ،‬ومؤسسات المجتمع المدني ‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫وعلى ضوء هذا التصور المرحلي‪ ،‬لعملية بناء وتطوير الجهيياز التخطيطييي‪ ،‬يمكيين بلييورة هييذا‬ ‫النظام التخطيطي العصري‪ ،‬ويمكن معه استكشاف واستشييراف آفيياق مسييتقبل العمييران الشييامل‬ ‫على المستوى الوطني‪ ،‬وتحديد الكثير من أشييكال التعيياون والتنسيييق مييع كافيية الجهييات المعنييية‬ ‫داخل هذا النظام‪.‬‬ ‫ومن أكثر هذه المور إلحاحا فييي المسييتقبل القريييب‪ ،‬هييو طبيعيية وملمييح العللقيية بييين الجهيياز‬ ‫التخطيطي ونظام البلييديات والمجيالس البلديية‪ .‬حيييث أن معظييم تطبيقييات وممارسيات التخطيييط‬ ‫العمراني المعاصر في هذا المقام‪ ،‬على المستوى العالمي‪ ،‬تقوم بإعطياء مسيؤولية إعيداد وتنفييذ‬ ‫المخططات العامة والتفصيييلية للمييدن والقييرى‪ ،‬للبلييديات والمجييالس المحلييية‪ .‬فييي حييين تحتفييظ‬ ‫الجهزة التخطيطية الرسمية‪ ،‬بمسؤولية‪ ،‬مراجعة واعتماد هييذه المخططييات‪ ،‬ومسييؤولية وضييع‬ ‫المخططات اللقليمية الرشادية‪ ،‬والسياسات العامة العمرانية‪ ،‬والسياسييات العمرانييية القطاعييية‪،‬‬ ‫وبالطبع تمارس هذه الجهزة الرسمية مسؤولية وضع الرؤى والمخططييات السييتراتيجية علييى‬ ‫المستوى الوطني‪ ،‬ومسؤولية إعداد والقتراح القوانين والتشريعات ضمن منظومة متكاملة‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫وهذا المر يتطلب بالطبع القيام بدراسة أكثر تعمقا وتحليل‪ ،‬يتم بها دراسيية جييدوى هييذا الفصييل‬ ‫في المهام والمسؤوليات‪ ،‬وتحديد الموارد والمكانات المطلوبة‪ ،‬وخاصة في مجال بناء القدرات‬ ‫والمهييارات الساسييية لكييوادر الجهييزة التخطيطييية علييى مسييتوى البلييديات‪ ،‬وتحديييد الطييار‬ ‫التشريعي والقانوني الذي يحكم هذه العللقة‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬وفي إطار مفهوم النظام التخطيطي الشامل‪ ،‬سوف يصبح الجهاز التخطيطي‬ ‫الرسمي في وضعية تحتم عليه التعامل مع مفاهيم ومضامين جديدة وحديثيية ومعاصييرة‪ ،‬لييم يتييم‬ ‫تناولها لقط من لقبل‪ ،‬أو على اللقل لم يتم تناولها أو إدراكها بالصورة المطلوبة‪.‬‬ ‫منها على سييبيل المثييال‪ ،‬مفهييوم التنمييية المسييتدامة‪ ،‬ومفهيوم التقيويم الييبيئي‪ ،‬ومفهيوم التخطيييط‬ ‫المجتمعييي والمشيياركة الشييعبية‪ ،‬ومفهييوم نظييام البلييديات والدارة المحلييية والمجييالس البلدييية‪،‬‬ ‫ومفهوم منظومة القوانين والتشريعات المتكاملة‪ ،‬ومفهوم التفكير البييداعي ومجتمييع المعلومييات‬ ‫والمعرفة‪ ،‬ومفهوم التخطيط للتنمية‪ ،‬ومفهوم البحث والتطوير‪ ،‬ومفهوم بناء القدرات والمهارات‬ ‫الساسية والمتطورة‪ ... ،‬الخ‪.‬‬ ‫وهذا التعامل يعني‪ ،‬ليس فقط الفهم الواعي والدراك العميق لهمية هييذه المفيياهيم‪ ،‬ولكيين يعنييي‬ ‫في الساس القدرة على ترجمة هذه المفاهيم إلى مضمون حقيقي داخل العملية التخطيطية ككييل‪،‬‬ ‫وفي كافة مراحلها‪ .‬بحيث يتم تضمين هذه المفاهيم في كافيية السييتراتيجيات والسياسييات العاميية‬ ‫الرشادية‪ ،‬والسياسات القطاعية‪ ،‬وفي كافة مستويات وأنواع المخططات العمرانييية‪ ،‬ومنظوميية‬ ‫القوانين والتشريعات التخطيطية والعمرانية المتكاملة‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫المقترحات والتوصيات‬ ‫•‬

‫أهمية الخذ بمفهيوم النظييام التخطيطييي الشييامل بمفيياهيمه الفرعييية وتطبيقيياته العملييية‪،‬‬ ‫كوسيلة معاصرة وضرورية لتطوير التخطيط العمراني على مستوى كل دولة‪.‬‬

‫•‬

‫العمل على دمج مفهوم التنمية المسييتدامة‪ ،‬والمجتمعييات المسييتدامة فييي صييلب العملييية‬ ‫التخطيطية العمرانية الشاملة‪،‬‬

‫•‬

‫أهمية إنشاء مراكز إلقليمية على مستوى الدول العربية على غرار أكاديمية المجتمعييات‬ ‫المستدامة بالمملكة المتحدة‪،‬‬

‫•‬

‫إنشاء مركز وطني بكل دولة يشرف عليها المركز اللقليمي‪،‬‬

‫•‬

‫ضرورة دمج تشريعات ولقوانين البناء والتخطيط العمراني بمفاهيم الستدامة‬

‫•‬

‫أهمية إعداد دلئل إرشادية على مستوى التصميم العمراني والعمييل علييى إصييدار كييود‬ ‫عربي في هذا المجال‬

‫‪24‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.