Al ghouta off

Page 1

‫إعداد‪ :‬المركز السوري للدراسات واألبحاث | إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪www.dirasat.ws‬‬

‫سلسلة‬ ‫اقتصــاد‬ ‫تحــــــــت‬ ‫الحصـــار‬

‫الغوطة‬

‫الشرقية‬

‫إعداد الباحث‪ /‬مهند دالل‬

‫‪1‬‬


‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار | الغوطة الشرقية‬

‫تنبي ـ ــه‪:‬‬

‫أي مــن املــواد التــي‬ ‫ال يجــوز ‪-‬دون الحصــول علــى إذن خطــي مــن املركــز ًالســوري ً للداســات واألبحــاث‪ -‬اســتخدام ٍ‬ ‫يتضمنهــا هــذا التقريــر‪ ،‬أو استنســاخها أو نقلهــا‪ ،‬كليــا أو جزئيــا‪ ،‬بــأي شــكل أو وســيلة‪ ،‬سـ ٌ‬ ‫ـواء بطريقــة إلكترونيــة أو‬ ‫آليــة‪ ،‬بمــا فــي ذلــك التصويــر الفوتوغرافــي‪ ،‬أو اســتخدام أي نظــام مــن نظــم تخزيــن املعلومــات واســترجاعها‪.‬‬

‫تاريخ النشر‪ :‬أيلول ‪2015‬‬

‫‪2‬‬


‫إعداد‪ :‬المركز السوري للدراسات واألبحاث | إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪www.dirasat.ws‬‬

‫جميع حقوق الطبع والنشرمحفوظة © ‪2015‬‬ ‫للمركزالسوري للدراسات واألبحاث‪ ،‬إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪3‬‬


‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار | الغوطة الشرقية‬

‫فهرس المحتويات‬ ‫ُم ّ‬ ‫قدمة‬ ‫ً‬ ‫ •أوال‪ :‬الواقع الديمغرافي‬ ‫ً‬ ‫ •ثانيا‪ :‬الواقع االقتصادي‬ ‫ •األسعار ومعدالت التضخم‬ ‫ •أسعاراملواد الغذائية‬ ‫ •أسعارأهم املواد غيرالغذائية‬ ‫ •العمل ومستويات الدخل‬ ‫ •اإلنتاج‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪20‬‬

‫ً‬ ‫ثالثا‪ :‬الواقع املعي�شي والخدمي‬ ‫ •البنى التحتية‬ ‫ •الخدمات األساسية‬ ‫ •الكهرباء‬ ‫ •املاء والصرف الصحي‬ ‫ •الصحة‬ ‫ •التعليم‬ ‫ •االتصاالت‬ ‫ •النقل‬

‫‪29‬‬

‫ً‬ ‫رابعا‪ :‬خالصة وتوصيات‬

‫‪30‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬


‫إعداد‪ :‬المركز السوري للدراسات واألبحاث | إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪www.dirasat.ws‬‬

‫كلمة شكر‬ ‫بدايـ ًـة يتشــرف املركــز الســوري للدراســات واألبحــاث أن يضــع بيــن أيديكــم هــذا التقريــر‪ ،‬راجيــن مــن هللا أن يكــون‬ ‫ً‬ ‫ســببا فــي تســليط الضــوء علــى الواقــع الــذي يعيشــه أهلنــا املحاصريــن فــي الغوطــة الشــرقية‪ ،‬وأن يســاهم فــي تحســين‬ ‫واقعهــم وتخفيــف معاناتهــم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وفــي هــذا اإلطــارال يســعنا إال أن نقــدم الشــكرإلــى جميــع اإلخــوة الذيــن كانــوا عونــا لنــا فــي العمــل علــى إعــداده‪ ،‬وجمــع‬ ‫بياناتــه‪ ،‬ونخــص بالشــكراإلخــوة الكــرام فــي‪:‬‬ ‫ • مكتب الخدمات الثوري املوحد‬ ‫ •مختلف املجالس املحلية ملدن وبلدات الغوطة الشرقية‬ ‫ •مجلس محافظة ريف دمشق “مكتب الغوطة الشرقية”‬ ‫ •املكتب الطبي الثوري املوحد‬ ‫ •شعبة الصحة في الغوطة الشرقية‬ ‫ •مديرية التربية والتعليم في ريف دمشق‬ ‫ •املكتب اإلغاثي املوحد‬ ‫وغيرهم من الجهات والنشطاء واإلعالميين‪ ،‬وفقكم هللا في أعمالكم‪ ،‬وكل الشكرلجهودكم‪.‬‬

‫ُ‬ ‫املنهجية املتبعة في إعداد التقرير‬ ‫ً‬ ‫اســتخدم الباحــث فــي إعــداد هــذا التقريــر آليــات التحليــل الجزئــي والكلــي والتحليــل القطاعــي‪ ،‬مســتعرضا خاللــه‬ ‫مختلــف جوانــب الواقــع‪ ،‬الديموغرافيــة واالجتماعيــة واالقتصاديــة واملؤسســاتية‪ ،‬فــي الغوطــة الشــرقية املحاصــرة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ومعتمــدا بشــكل رئي�ســي علــى االســتقصاء امليدانــي فــي رصــد هــذه الجوانــب‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار | الغوطة الشرقية‬

‫مقدمـــــــــة‬

‫ُ َ‬ ‫ً‬ ‫وط ُة دمشق ُ‬ ‫ومجتمع مائها وأشجارها‪ ،‬وهي باإلجماع َ‬ ‫ُ‬ ‫لياقوت الحموي‪،3‬‬ ‫أنزه بالد هللا وأحسنها منظرا‪ ،‬والكالم‬ ‫ود ّرة تاجها‪،‬‬ ‫هي غ‬ ‫ٍ‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫بكر الرازي‪ ،‬ولألصمعي‪.‬‬ ‫وأحسن جنان الدنيا ‪ ،‬وأحسن بالدها ‪ ،‬والقول ألبي ٍ‬ ‫َ‬ ‫مر بالغوطة ٌ‬ ‫أحد إال ُوأ ِخ َذ بجمال بســاتينها‪ ،‬وما شــهدها ٌ‬ ‫ما َّ‬ ‫قوم إال ُوب ِرعوا برونقها وخضارها‪ ،‬حتى أنه ُيقال ّأن ســيدنا إبراهيم‬ ‫ّ ُ‬ ‫عليه السالم‪ ،‬ل ـا أر َي ملكوت السماوات واألرض‪ ،‬لم يسأل إال عن غوطة دمشق وجنتي سبأ‪.6‬‬

‫‪ -1‬الصــورة ملتقطــة بتاريــخ الثامــن مــن شــهر كانــون الثاني لعام ‪ ،2015‬انقر هنا‬ ‫للذهــاب إلــى مصدر الصورة‪.‬‬ ‫‪ -2‬الصــورة ملتقطــة فــي العــام ‪ ،2014‬ويمكنكــم اإلطــاع علــى مصــدر الصــورة‬ ‫من هنا‪.‬‬ ‫‪ -3‬ياقوت الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪ ،‬منشورات دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬املجلد‬ ‫الرابــع‪ ،‬ص ‪.219‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ -4‬زكريــا بــن محمــد القزوينــي‪ ،‬آثــار البــاد وأخبــار العبــاد‪ ،‬دار صــادر‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫ص ‪.232‬‬ ‫‪ -5‬ابــن عســاكر‪ ،‬تاريــخ دمشــق‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬الجــزء الثاني‪ ،‬ص ‪.394‬‬ ‫‪ -6‬املصدر الســابق‪ ،‬ص ‪.390‬‬


‫إعداد‪ :‬المركز السوري للدراسات واألبحاث | إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪www.dirasat.ws‬‬

‫ُ‬ ‫صورة تطهرأجزاء من مدينة دوما كبرى مدن غوطة دمشق‬

‫خريطة توضح موقع الغوطة الشرقية في سوريا‬ ‫‪7‬‬


‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار | الغوطة الشرقية‬

‫يسهل تقسيم الغوطة اليوم إلى قسمين‪ ،‬غوطة شرقية وأخرى غربية‪ ،‬وذلك بحسب موقعهما من مدينة دمشق‪ ،‬وفيما يتعلق‬ ‫بتقريرنا هذا‪ ،‬عند اإلشارة إلى الغوطة الشرقية في أي مكان من هذا التقرير فإننا نعني بالتحديد املنطقة الواقعة إلى الشرق‬ ‫من مدينة دمشق‪ ،‬والتي تخضع اليوم لحصار ممنهج خانق تفرضه عليها قوات األسد‪ ،‬وذلك منذ أكثر من عامين‪ُ ،‬وت َ‬ ‫قسم هذه‬ ‫املنطقة اليوم إلى أربعة قطاعات رئيسية كالتالي‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ •قطاع دوما وريفها‪ :‬ويشمل باإلضافة إلى مدينة دوما كال من عدرا والشيفونية والريحان وتل الصوان وميدعا وأحواش‬ ‫نصري والفارة والضواهرة‪.‬‬ ‫ •قطاع املرج‪ :‬ويشــمل بلدات وقرى النشــابية وأوتايا وحزرما وبيت نايم‪ ،‬ودير ســلمان والصالحية والخامســية والقاســمية‬ ‫والزمانية واألحمدية واملنصورة وامليدعاني والجربا والبحارية‪ ،‬وكذلك مرج السلطان وحرستا القنطرة والباللية وبزينة‬ ‫ً‬ ‫ونولة والباركة والقيسا والعبادة والعتيبة‪ ،‬وصوال إلى حران العواميد‪.‬‬ ‫ •القطاع األوســط‪ :‬ويشــمل باإلضافة إلى عربين وحرســتا وســقبا‪ ،‬بلدات مس ـرابا وزملكا وعين ترما وحمورية وكفربطنا‬ ‫وجسرين واإلفتريس وحزة ومديرا وبيت سوى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ •القطاع الجنوبي (كما يطلق عليه أحيانا القطاع األوسط ‪ :)2‬ويشمل املليحة ودير العصافير وحوش السلطان وصهيا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى حتيتة التركمان وحتيتة الجرش والغسولة‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن بعض تلك املناطق ال تخضع لسيطرة املعارضة اليوم‪ ،‬وأهم البلدات التي يسيطر عليها نظام األسد بشكل‬ ‫ً‬ ‫كامل هي بلدات املليحة وحتيتة التركمان والعتيبة والغسولة وحران العواميد‪ ،‬إضافة إلى بلدة عدرا وأجزاء من مدينة حرستا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يصل محيط املنطقة التي تسيطر عليها املعارضة إلى حوالي ‪ 60‬كيلو متر‪ ،‬بينما تتجاوز مساحتها ‪ 200‬كيلو متر مربع‪ ،‬وتشتمل‬ ‫ً‬ ‫على أربع مدن رئيسية‪ ،‬أكبرها مدينة دوما‪ ،‬إضافة إلى حرستا وسقبا وعربين‪ ،‬بينما يتجاوز عدد البلدات والقرى املوجودة في‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫املنطقة املدروسة الخمس وخمسين بلدة وقرية (بعض القرى الصغيرة واملزارع لم تذكر في األعلى)‪ ،‬وهي تشكل تجمعا بشريا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫وجغرافيا كبيرا يمكن اعتباره واحدا متجانسا يتعرض اليوم للحصار من قبل قوات األسد بهدف تجويع السكان‪ ،‬كما يتعرض‬ ‫ملختلف أنواع القصف املستمر‪.‬‬ ‫يهدف تقريرنا هذا إلى تسليط الضوء على واقع الغوطة الشرقية وسكانها في ظل هذا الحصار‪ ،‬وسوف نحاول التطرق ملختلف‬ ‫الجوانب في هذا الواقع‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫إعداد‪ :‬المركز السوري للدراسات واألبحاث | إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪www.dirasat.ws‬‬

‫عـ ّـرف القزوينــي غوطــة دمشــق بأنهــا الكــورة التــي قصبتهــا‬ ‫دمشق‪ ،‬وحدد استدارتها بثمانية عشر ميل‪ ،‬تحيط بها جبال‬ ‫عالية من جميع جهاتها‪ ،‬ومياهها خارجة من تلك الجبال‪،‬‬ ‫ويوجد فيها عدة أنهر‪ ،7‬أبرزها نهر بردى الذي يتفرع إلى عدة‬ ‫أفرع تدخل الغوطة كالش ـرايين في الجســد لتبث فيها الحياة‪،‬‬ ‫وأمــا الجبــال التــي تحيــط بالغوطــة فهــي جبــل عنتر وقاســيون‬ ‫ً‬ ‫وأبــو العتا غربا‪ ،‬وبداية السالســل الجبليــة التدمريــة عند‬ ‫الضمير من جهة الشمال‪ ،‬والتالل االندفاعية في منطقة‬ ‫الكسوة وأطراف صبة الصفا من جهة الجنوب والجنوب‬ ‫ً‬ ‫الشرقي‪ ،‬وهضبة ديرة التلول وعتبة أبو الشامات شرقا‪.8‬‬ ‫ً‬ ‫َيذهــب كثيـ ٌـر مــن املؤرخين والكتــاب تاريخيــا نحــو التفريق‬ ‫فيمــا بيــن غوطــة دمشــق ومنطقــة املــرج (منطقــة املــرج هي‬ ‫املنطقــة الواقعــة إلــى الشــرق مــن الغوطــة‪ ،‬وهي غير مشــمولة‬ ‫ضمــن الغوطــة فــي الخريطــة األولى)‪ ،‬ويســتندون فــي ذلك علىى‬ ‫اختالف طبيعة املرج عن طبيعة الغوطة بفعل تداخل األولى‬ ‫مــع الباديــة الســورية فــي أطرافهــا‪ ،‬بينما يذهــب البعض اآلخر‬ ‫ً‬ ‫من املؤرخين والكتاب إلى اعتبار املرج جزءا من غوطة‬ ‫دمشــق ال يتج ـزأ عنهــا‪ ،‬ويســتندون فــي ذلــك علــى التداخــل‬ ‫الجغرافــي فيمــا بيــن قــرى املــرج وبلداتــه وقــرى الغوطــة‪ ،‬وذلك‬ ‫كما نالحظ في الخريطة املجاورة‪.‬‬

‫‪ -7‬زكريا بن محمد القزويني‪ ،‬آثار البالد وأخبار العباد‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص ‪.232‬‬ ‫‪ -8‬صالح محمود وهبي‪ ،‬التطور الزراعي الصناعي في غوطة دمشق وأثره في الحياة االقتصادية بين القرنين العاشر والثامن عشر‪ ،‬بحث منشور في مجلة الدراسات‬ ‫التاريخية‪ ،‬العددان ‪.2012 ،118-117‬‬ ‫‪ -9‬خريطتــان توضحــان مــدن وقــرى وبلــدات الغوطــة واملــرج‪ ,‬مصدر الخريطتين هنا و هنا‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار | الغوطة الشرقية‬

‫ً‬ ‫أما من حيث عدد األسر‪ ،‬فتشير األرقام إلى وجود أكثر من ‪ 113‬ألف أسرة كانت تقطن املنطقة‪ ،‬وذلك أيضا بحسب نتائج‬ ‫التعداد لعام ‪ ،2004‬وبالتالي نجد أن متوسط عدد أفراد األسرة في الغوطة الشرقية آنذاك كان ‪ 5.66‬فرد في األسرة الواحدة‪.‬‬ ‫ومع معدالت نمو سكاني عالية شهدها ريف دمشق في سنوات العقد الفائت‪ ،‬وصلت بحسب املكتب املركزي لإلحصاء إلى‬ ‫ً‬ ‫‪ %3.41‬سنويا‪ ،13‬يمكن تقدير عدد سكان املنطقة بحوالي ‪ 800‬ألف نسمة في بداية العام ‪ ،2011‬كما يمكن تقدير عدد األسر‬ ‫بأكثر من ‪ 140‬ألف أسرة‪.‬‬ ‫مــع بدء االحتجاجات التي عمت املحافظات الســورية في العــام ‪ ،2011‬كانــت مختلــف مــدن الغوطــة الشــرقية وبلداتهــا وقراها‬ ‫على موعد مع عدد كبير من الحمالت األمنية التي تهدف إلى القضاء على حركة املظاهرات السلمية فيها‪ ،‬ويمكن القول أن تلك‬ ‫الحمالت األمنية لم تدخر أي وسيلة في سبيل هدفها هذا‪ ،‬بما فيها إطالق الرصاص الحي‪ ،‬أو االعتقال الجماعي والعشوائي‬ ‫للسكان‪ ،‬وقد نتج عن تلك الحمالت األمنية سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى‪ ،‬واعتقال اآلالف من سكانها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ومع تحول املعارضة السورية إلى استعمال السالح في مواجهة عنف قوات النظام‪ ،‬عاشت الغوطة الشرقية فصوال جديدة‬ ‫ً‬ ‫مسرحا لكثير من املعارك والحمالت العسكرية التي ُ‬ ‫استخدمت فيها مختلف األسلحة الثقيلة‬ ‫من املعاناة‪ ،‬حيث كانت هذه املرة‬ ‫ٍ‬ ‫واملتوســطة والخفيفة‪ ،‬وقد شــهدت املنطقة ارتكاب عدد كبير من املجازر بحق أبنائها وســكانها‪ ،‬أبرز هذه املجازر على االطالق‬ ‫كانت مجزرة الكيماوي‪ ،‬التي تعتبر من أكبر املجازر التي ارتكبها نظام األسد في سوريا‪ ،‬والتي تمت نتيجة استهداف أطراف‬ ‫الغوطة الشــرقية‪ ،14‬وباألخص بلدتي زملكا وعين ترما‪ ،‬بعدد من الصواريخ املحملة بغازات ســامة‪ ،‬وذلك في صباح يوم الحادي‬ ‫ُ‬ ‫والعشرين من شهر آب لعام ‪ ،2013‬وتشير األرقام املوثقة إلى سقوط ما ال يقل عن ‪ 1302‬شهيد من الغوطة الشرقية في ذلك‬ ‫الهجوم‪ %67 ،15‬منهم من النساء واألطفال‪ ،‬باإلضافة إلى أكثر من ‪ 9800‬إصابة بالغازات السامة‪ٌ ،‬‬ ‫كثير منهم كانت إصاباتهم‬ ‫شديدة‪ ،‬كما نتج عن هذه املجزرة فناء عائالت بأكملها عن الوجود‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لم تتوقف أسباب املوت الذي يشهده سكان الغوطة الشرقية على السالح الكيماوي‪ ،‬فهناك تتعدد يوميا أسباب الوفاة‪ ،‬وعلى‬ ‫يومية متنقلة بين مدنهــا وبلداتها‪ ،‬وآخرها‬ ‫رأســها القصــف املتواصــل بالصواريــخ والهــاون والطائ ـرات‪ ،‬والتي تتســبب بمجازر شــبه‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫املجزرة التي شــهدتها مدينة دوما في الســادس عشــر من شــهر آب لعام ‪ ،2015‬والتي اســتهدفت فيها طائرات األســد ســوقا شــعبية‬ ‫للخضار في املدينة‪ ،‬وراح ضحية هذا الهجوم أكثر من ‪ 110‬أشخاص من املدنيين‪ ،‬باإلضافة إلى أكثر من ‪ 300‬جريح‪.16‬‬

‫‪ -13‬بحسب املكتب املركزي لإلحصاء‪ ،‬الرابط هنا‪.‬‬ ‫‪ -14‬كما تم استهداف مدينة معضمية الشام الواقعة في الغوطة الغربية بالغازات السامة في هجوم متزامن مع هذا الهجوم‪.‬‬ ‫‪ -15‬بحسب تقرير صادر عن مركز توثيق االنتهاكات في سوريا‪ ،‬وذلك بمعزل عن الضحايا الذين سقطوا في معضمية الشام في الغوطة الغربية في ذلك اليوم‪ ،‬لإلطالع على‬ ‫مزيد من التفاصيل حول هذه املجزرة املروعة انقر هنا‪.‬‬ ‫‪ -16‬مصدر الخبر هنا‪.‬‬ ‫‪10‬‬


‫إعداد‪ :‬المركز السوري للدراسات واألبحاث | إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪www.dirasat.ws‬‬

‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار‬ ‫الغوطة الشرقية‬

‫إعداد‪ :‬املركز السوري للدراسات واألبحاث‬ ‫إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫أو ًال‪ :‬الواقع الديمغرافي‬ ‫صورة لمقبرة الشهداء في مدينة دوما‬

‫‪10‬‬

‫ا‬ ‫ُ‬ ‫أول‪-‬‬ ‫بحسـ ً‬ ‫الواقعًالديمغرافي‪ً :‬الذي أجري في ســوريا في العام ‪ ، 112004‬وصل عدد ســكان الغوطة الشــرقية (وفق تحديدنا الســابق)‬ ‫ـبً نتائج التعداد العام‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫الذي أنجري‬ ‫السابق)‬ ‫تحديدنا‬ ‫يبين(وفق‬ ‫الشرقية‬ ‫سكانبهاالغوطة‬ ‫‪،11 2004‬‬ ‫فيما فيبينسوريا في‬ ‫العام‬ ‫التعداد‬ ‫التالي‪:12‬‬ ‫الشكل‬ ‫رسميا) كما‬ ‫عدد ُيعمل‬ ‫وصل(التي‬ ‫املختلفة‬ ‫العاماإلدارية‬ ‫التقسمات‬ ‫يتوزعو‬ ‫نسمة‪،‬‬ ‫نتائجألف‬ ‫بحسب‪640‬‬ ‫إلى حوالي‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫‪12‬‬ ‫إلى حوالي ‪ 640‬ألف نسمة‪ ،‬يتوزعون فيما بين التقسمات اإلدارية املختلفة (التي يعمل بها رسميا) كما يبين الشكل التالي ‪:‬‬ ‫توزع سكان الغوطة الشرقية (إداريّا) بحسب تعداد عام ‪2004‬‬ ‫ناحية المليحة‬ ‫‪8.84%‬‬ ‫ناحية مركز دوما‬ ‫‪28.42%‬‬

‫منطقة دوما‬ ‫‪%57.85‬‬

‫ناحية حرستا‬ ‫‪13.87%‬‬

‫ناحية عربين‬ ‫‪13.99%‬‬

‫ناحية النشابية‬ ‫‪11.99%‬‬

‫ناحية كفربطنا‬ ‫‪19.28%‬‬

‫ناحية حران العواميد‬ ‫‪3.57%‬‬

‫‪ 10‬الصورة ُملتقطة في أول أيام عيد الفطر في تاريخ ‪ ،2015/7/17‬لإلطالع على مصدر الصورة من هنا‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫دوما‪ُ ,‬‬ ‫أيام هنا‪.‬‬ ‫المصدر‬ ‫لإلحصاء‬ ‫سوريا‪،‬في أول‬ ‫عيد الفطر في تاريخ ‪ ،2015/7/17‬مصدر الصورة هنا‪.‬‬ ‫فيملتقطة‬ ‫المركزيفي مدينة‬ ‫المكتبالشهداء‬ ‫صورة ملقبرة‬ ‫‪-10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫المصدريالسابق‪.‬‬ ‫لإلحصاء في سوريا‪ ،‬املصدر هنا‪.‬‬ ‫‪ -11‬املكتب املركز‬

‫‪ -12‬املصدر السابق‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫‪11‬‬


‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار | الغوطة الشرقية‬

‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫إلى جانب القتل واملجازر‪ ،‬تعاني الغوطة الشرقية أيضا من وجود عدد كبير من أبنائها في معتقالت نظام األسد‪ ،‬حيث تشير‬ ‫أرقام دققنا بها تخص مركز توثيق االنتهاكات في سوريا إلى وجود أكثر من خمسة آالف شخص من أبنائها في املعتقالت‪،19‬‬ ‫ألف من السكان الذين كانوا يسكنون الغوطة الشرقية في العام ‪ 2011‬هم اليوم في‬ ‫ستة من كل ٍ‬ ‫وهو ما يعني أن ما يزيد عن ٍ‬ ‫املعتقالت‪ ،‬ناهيك عن بضعة عشرات من املفقودين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫وأهوال كثيرة عاشتها الغوطة الشرقية وأبناؤها في السنوات املاضية‪ٌ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫واعتقال ودمار‪ ،‬يضاف إليها مرارة النزوح‪،‬‬ ‫قتل‬ ‫مآس‬ ‫إذا‪ٍ ُ ،‬‬ ‫حيث تشير تقديراتنا إلى أن أكثر من ‪ 300‬ألف شخص قد اضطروا للنزوح عنها‪ ،‬وهم يقدرون بأكثر من ‪ 50‬ألف عائلة‪،‬‬ ‫وتجدر اإلشــارة هنا إلى أن قســم منهم قد يرغب في العودة إليها وال يســتطيع نتيجة الحصار‪ ،‬كما أن قســم من املحاصرين يرغب‬ ‫ً‬ ‫في مغادرتها (نتيجة الظروف املعيشية السيئة في ظل الحصار) وال يتمكنون من ذلك بسبب الحصار أيضا‪ ،‬كما ّأن الحصار‬ ‫املباشــر وإغالق الطرق من الغوطة وإليها من قبل قوات األســد ودون ســابق إنذار قد تســبب في حرمان الكثير من األفراد من‬ ‫التواجد مع عائالتهم‪ ،‬سواء أكانت هذه العائالت في الغوطة الشرقية املحاصرة أم كانوا خارجها حين بدء الحصار‪.‬‬ ‫كانت مدينة التل احدى الوجهات الرئيسية أمام النازحين عن الغوطة الشرقية‪ُ ،‬يضاف إليها مدن وبلدات القلمون الشرقي‬ ‫وباألخــص الرحيبة وجيرود‪ ،‬ومدينة الضمير‪ ،‬كما اتجه قســم من العائالت باتجــاه مدينــة جرمانــا املالصقــة لبلــدة املليحة‪ ،‬في‬ ‫حين اتجه القسم األقل من النازحين باتجاه مدينة دمشق‪ ،‬وبخاصة أحياء مساكن برزة وركن الدين والعمارة‪ ،‬والسبب‬ ‫الرئي�ســي لعدم تفضيلهم النزوح باتجاه دمشــق املدينة هو شــدة املضايقات األمنية التي يتعرض لها نازحوا الغوطة الشــرقية في‬ ‫العاصمة‪ ،‬والتي قد تصل إلى االعتقال التعسفي‪ُ ،‬يضاف لها الغالء الكبير في إيجارات املساكن في العاصمة خالل السنوات‬ ‫املاضية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وبالعودة إلى الغوطة الشرقية اليوم‪ ،‬على اعتبار أن هذا التقرير للحديث عن حال سكانها املحاصرين‪ ،‬نشير إلى أنه يتواجد فيها‬ ‫ً‬ ‫اليوم أكثر من ‪ 88‬ألف عائلة من سكانها آثروا البقاء فيها‪ُ ،‬يضاف لهم أيضا أكثر من ‪ 5000‬عائلة‪ ،‬وهم من سكان حي جوبر‬ ‫الدمشــقي الذين لجؤوا إليها بعد اشــتداد املعارك في الحي الواقع على أطراف الغوطة الشــرقية من جهة مدينة دمشــق‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ً‬ ‫يكون عدد العائالت املوجودة في املنطقة اليوم حوالي ‪ 93‬ألف عائلة‪ ،‬وهو ما يعني أنه‪ ،‬فيما لو افترضنا متوسطا لعدد العائالت‬ ‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار‬ ‫إعداد‪ :‬املركز السوري للدراسات واألبحاث‬ ‫الشرقيةالغوطة الشــرقية اليوم في حدود ‪ 465‬ألف شــخص‪ُ ،‬ويمكن‬ ‫الغوطةـكان‬ ‫وطن‪ 5‬أفراد في العائلة الواحدة‪ ،‬يمكن اعتبار عدد سـ‬ ‫حدود‬ ‫في‬ ‫إحدى مؤسسات منظومة‬ ‫من خالل النظر إلى الشكل التالي مالحظة التطورات التي طرأت على عدد السكان في الغوطة الشرقية خالل الفترة السابقة‪:‬‬

‫الشرقيةية‬ ‫الغوطةة ا ل ش ر ق‬ ‫سكان ا ل غ و ط‬ ‫عددس ك ا ن‬ ‫تطورع د د‬ ‫تطور‬ ‫‪800000‬‬

‫‪640000‬‬ ‫‪465000‬‬

‫‪140000‬‬

‫‪93000‬‬ ‫عام ‪2015‬‬

‫عام ‪2011‬‬

‫عدد سكان الغوطة الشرقية من العائالت‬

‫‪12‬‬

‫‪113000‬‬

‫عام ‪2004‬‬

‫‪900000‬‬ ‫‪800000‬‬ ‫‪700000‬‬ ‫‪600000‬‬ ‫‪500000‬‬ ‫‪400000‬‬ ‫‪300000‬‬ ‫‪200000‬‬ ‫‪100000‬‬ ‫‪0‬‬

‫عدد سكان الغوطة الشرقية من األفراد‬

‫ُ‬ ‫ال زالت مدينة دوما تشكل الثقل السكاني األكبر في املنطقة‪ ،‬حيث يوجد فيها وحدها أكثر من ربع السكان املحاصرين اليوم في‬ ‫ً ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫األوسط الذي ُيشكل كذلك ثقال سكانيا كبيرا‪ ،‬وأبرز مدنه التي تأوي عددا كبيرا من السكان‬ ‫الغوطة الشرقية‪ ،‬إلى جانب القطاع‬ ‫‪ -19‬مركز توثيق االنتهاكات في سوريا‪ ،‬بيانات املعتقلين هنا‪.‬‬ ‫تأتي مدينتي عربين وسقبا‪ ،‬ويمكن القول أن هذا القطاع وحده يأوي أكثر من ثلث السكان‪ ،‬ويتوزع باقي السكان على عدد كبير‬ ‫من البلدات والقرى املوجودة في باقي أرجاء الغوطة الشرقية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وعلى الرغم من هذا الوجود الكبير للمدنيين في املنطقة‪ ،‬إال أن ذلك لم يشكل رادعا لنظام األسد عن استهدافها بشكل مستمر‪،‬‬


‫إعداد‪ :‬المركز السوري للدراسات واألبحاث | إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪www.dirasat.ws‬‬

‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار‬ ‫الغوطة الشرقية‬

‫إعداد‪ :‬املركز السوري للدراسات واألبحاث‬ ‫إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫ً ً‬ ‫ُ‬ ‫لقد تحملت الغوطة الشــرقية خالل الســنوات املاضية عبئا كبيرا‪ ،‬وتحمل أهلها خســائر بشــرية عظيمة‪ ،‬حيث تشــير األرقام‬ ‫ً ً‬ ‫ُ‬ ‫كامل‬ ‫بشريةوذلك‬ ‫الجاري‪،17‬‬ ‫ألرقام‬ ‫امتدادتشير ا‬ ‫على حيث‬ ‫عظيمة‪،‬‬ ‫خسائر‬ ‫أهلها‬ ‫عبئا كبي‬ ‫السنوات‬ ‫الشرقية‬ ‫الغوطة‬ ‫تحملت‬ ‫لقد‬ ‫‪15760‬‬ ‫يقل عن‬ ‫مقتل ما ال‬ ‫املوثقة إلى‬ ‫للعام‬ ‫وتحملران‬ ‫أواخررا‪،‬شهر حزي‬ ‫املاضيةحتى‬ ‫من سكانها‬ ‫خاللشخص‬ ‫ً‬ ‫املناطق‬ ‫معرفة أكثر‬ ‫الشكل التالي‬ ‫االطالع على‬ ‫الشرقية‪،‬‬ ‫الغوطة‬ ‫شهدتالجاري‬ ‫التيان للعام‬ ‫حزير‬ ‫أواخر شهر‬ ‫سكانها حتى‬ ‫شخص من‬ ‫خالل‪15760‬‬ ‫من عن‬ ‫ويمكنيقل‬ ‫مقتل ما ال‬ ‫املوثقة إلى‬ ‫للضحايا‪:‬على امتداد كامل‬ ‫سقوطا‪ ،17‬وذلك‬ ‫ً‬ ‫الغوطة الشرقية‪ ،‬ويمكن من خالل االطالع على الشكل التالي معرفة أكثر املناطق التي شهدت سقوطا للضحايا‪:‬‬

‫توزع الشهداء في مختلف أرجاء الغوطة الشرقية‬ ‫‪6000‬‬ ‫‪5411‬‬

‫‪5000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪3000‬‬

‫‪2674‬‬

‫‪250‬‬

‫‪292‬‬

‫‪321‬‬

‫‪338‬‬

‫‪640‬‬

‫‪756‬‬

‫‪743‬‬

‫‪816‬‬

‫‪1281 1184‬‬ ‫‪1054‬‬

‫‪2000‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪0‬‬

‫مصدر األرقام‪ :‬قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية‪ ،‬مع مالحظة أن األرقام حتى نهاية حزيران ‪2015‬‬

‫مصدر األرقام‪ :‬قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية‪ ،‬مع مالحظة أن األرقام حتى نهاية حزيران ‪2015‬‬

‫وما دو‬ ‫األعمار‬ ‫األطفال‬ ‫الشرقية‪ ،‬أما‬ ‫الغوطة‬ ‫قارب ‪%7‬‬ ‫النساء إلى‬ ‫الشهداء‬ ‫نسبة‬ ‫تصل‬ ‫ومان)دون)‬ ‫‪1616‬‬ ‫األعمار‬ ‫(من(من‬ ‫األطفال‬ ‫الشرقية‪ ،‬أما‬ ‫الغوطة‬ ‫شهداءشهداء‬ ‫مجملمجمل‬ ‫من‪ %‬من‬ ‫قارب ‪7‬‬ ‫النساء ماإلى ُي ما ُي‬ ‫منمن‬ ‫الشهداء‬ ‫نسبة‬ ‫تصل‬ ‫‪18‬‬ ‫هم ما دون‬ ‫األطفالسن‬ ‫األطفال‬ ‫حوالي‪ %92،18‬من‬ ‫املنطقة ‪،‬‬ ‫‪ %11.85‬من‬ ‫أكثر من‬ ‫نسبتهم إلى‬ ‫وصلت‬ ‫هم ما دون‬ ‫املنطقة‬ ‫شهداء شهداء‬ ‫إجمالي إجمالي‬ ‫‪ %11.8‬من‬ ‫أكثر من ‪5‬‬ ‫نسبتهم إلى‬ ‫وصلت‬ ‫فقدفقد‬ ‫العاشرة‪،‬سن‬ ‫هؤالء‬ ‫هؤالء‪ %‬من‬ ‫حوالي ‪92‬‬ ‫(وبخاصةعلى‬ ‫الطيران)‬ ‫أنواع سالح‬ ‫(وبخاصة‬ ‫األسلحة‬ ‫بمختلف أنواع‬ ‫القصف‬ ‫منمنهم‬ ‫اإلناثمنوهم‪%69‬‬ ‫كما أن‬ ‫سالح‬ ‫األسلحة‬ ‫بمختلف‬ ‫القصف‬ ‫الذكور‪ ،‬ويأتي‬ ‫ويأتيمن‬ ‫الذكور‪ ،‬منهم‬ ‫من و ‪%69‬‬ ‫اإلناث‬ ‫من‪%31‬‬ ‫منهم أن‬ ‫‪ %31‬كما‬ ‫العاشرة‪،‬‬ ‫والدواء‪.‬‬ ‫نقص في‬ ‫بسبب من‬ ‫وما سببه‬ ‫الحصار‬ ‫بسبب‬ ‫كمامن ‪%11‬‬ ‫األطفال‪،‬أكثر‬ ‫يالحظ أن‬ ‫الحصارٍ‬ ‫نقص في‬ ‫وما سببه‬ ‫توفوا‬ ‫منهم قد‬ ‫توفوا‪%11‬‬ ‫قد من‬ ‫منهمأكثر‬ ‫يالحظ أن‬ ‫كمايات‬ ‫األطفال‪ ،‬وف‬ ‫وفياتأس أسباب‬ ‫رأسالطيران)‬ ‫أسبابعلى ر‬ ‫الغذاءمن ٍ‬ ‫والدواء‪.‬األرقام‪ ،‬وعلى الرغم من قناعتنا بأن ضحايا إجرام نظام األســد في الغوطة الشــرقية تفوق ‪ 15760‬شــخص‬ ‫عرض هذه‬ ‫بعدالغذاء‬ ‫(حتى نهاية حزيران)‪ ،‬نتيجة لضعف التوثيق على األرض‪ ،‬ووجود أعداد كبيرة من املفقودين واملعتقلين مجهولي املصير‪ ،‬تجدر‬ ‫بعد عرض هذه األرقام‪ ،‬وعلى الرغم من قناعتنا بأن ضحايا إجرام نظام األسد في الغوطة الشرقية تفوق‬ ‫العام(حتى‬ ‫شخص‬ ‫كانوا‪15760‬‬ ‫يقطنوها في‬ ‫اإلشارة إلى معلومة صادمة‪ ،‬وهي أن ذلك الرقم يعني بأن حوالي ‪ % 2‬من سكان الغوطة الشرقية‪ ،‬الذين‬ ‫اإلشارة‬ ‫جدر‬ ‫ت‬ ‫املصير‪،‬‬ ‫مجهولي‬ ‫واملعتقلين‬ ‫منمن‬ ‫كبيرة‬ ‫وجود‬ ‫وحتى‪ ،‬و‬ ‫علىاعاألرض‬ ‫التوثيق‬ ‫لضعف‬ ‫ان)‪ ،‬نت‬ ‫حزير‬ ‫ترتفع هذه النسبة في املناطق‬ ‫املفقوديني‪ ،‬كما‬ ‫العام الجار‬ ‫أعدادران‬ ‫شهر حزي‬ ‫نهاية‬ ‫الصر‬ ‫بداية هذا‬ ‫يجةمنذ‬ ‫حتفهم‬ ‫لقوا‬ ‫نهاية قد‬ ‫‪،2011‬‬ ‫صادمة‪ً ،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪،2011‬‬ ‫العام‬ ‫في‬ ‫يقطنوها‬ ‫كانوا‬ ‫الذين‬ ‫الشرقية‪،‬‬ ‫الغوطة‬ ‫سكان‬ ‫من‬ ‫‪%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الي‬ ‫حو‬ ‫بأن‬ ‫يعني‬ ‫الرقم‬ ‫ذلك‬ ‫أن‬ ‫وهي‬ ‫معلومة‬ ‫ُ‬ ‫التيإلىشــهدت ســقوطا كثيفا للشــهداء‪ ،‬ففي مدينة دوما مثال يمكن القول أن ما يقارب ‪ %2.3‬من ســكانها (عام ‪ )2011‬قد لقوا‬ ‫حتفهم‪.‬لقوا حتفهم منذ بداية هذا الصراع وحتى نهاية شهر حزيران من العام الجاري‪ ،‬كما ترتفع هذه النسبة في املناطق التي شهدت‬ ‫قد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سقوطا كثيفا للشهداء‪ ،‬ففي مدينة دوما مثال يمكن القول أن ما ُيقارب ‪ %2.3‬من سكانها (عام ‪ )2011‬قد لقوا حتفهم‪.‬‬

‫‪ -17‬وذلك أرقام قمنا بتدقيقها في قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية‪ ،‬تجدون األسماء املوثقة هنا‪.‬‬

‫‪ 17‬وذلك أرقام قمنا بتدقيقها في قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية‪ ،‬تجدون األسماء الموثقة هنا‪.‬‬ ‫‪ -18‬بحسب بيانات مركز توثيق االنتهاكات في سوريا‪ ،‬تجدونها هنا‪.‬‬ ‫‪ 18‬بحسب بيانات مركز توثيق االنتهاكات في سوريا‪ ،‬تجدونها هنا‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫‪13‬‬


‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار | الغوطة الشرقية‬

‫‪14‬‬


‫‪800000‬‬

‫‪640000‬‬

‫إعداد‪ :‬المركز السوري للدراسات واألبحاث | إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪465000‬‬

‫‪www.dirasat.ws‬‬

‫‪140000‬‬

‫‪93000‬‬

‫‪113000‬‬

‫ُ‬

‫أكثر من‬ ‫ال زالت مدينة دوما تشــكل الثقل الســكاني األكبر في‬ ‫‪2011‬ربع الســكان املحاصرين اليوم عام ‪2004‬‬ ‫املنطقة‪ ،‬حيث يوجد فيها وحدها عام‬ ‫عام ‪2015‬‬

‫ً ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫في الغوطة الشــرقية‪ ،‬إلى جانب القطاع األوســط الذي ُيشــكل كذلك ثقال ســكانيا كبيرا‪ ،‬وأبرز مدنه التي تأوي عددا كبيرا من‬ ‫عدد سكان الغوطة الشرقية من األفراد‬ ‫عدد سكان الغوطة الشرقية من العائالت‬ ‫السكان تأتي مدينتي عربين وسقبا‪ ،‬ويمكن القول أن هذا القطاع وحده يأوي أكثر من ثلث السكان‪ ،‬ويتوزع باقي السكان على‬ ‫عدد كبير من البلدات والقرى املوجودة في باقي ُأرجاء الغوطة الشرقية‪.‬‬ ‫املنطقة‪ ،‬حيث يوجد فيها وحدها أكثر من ربع السكان‬ ‫ال زالت مدينة دوما تشكل الثقل السكاني األكبر في ً‬ ‫استهدافها بشكل‬ ‫وعلى الرغم من هذا الوجود الكبير للمدنيين في املنطقة‪ ،‬إال أن ذلك لم يشكل ُرادعا لنظام األسد ًعن ً ً‬ ‫وأبرزفيمدنه التي تأوي ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫سكانيا‬ ‫أكثفثقال‬ ‫علىكذلك‬ ‫ـتمرشكل‬ ‫الذي ي‬ ‫يمكنجانب‬ ‫الشرقية‪ ،‬إلى‬ ‫كبي مدنيين‬ ‫تحويان‬ ‫مدينتين‬ ‫األوسطاملسـ‬ ‫القطاع القصف‬ ‫مالحظة تركيز‬ ‫الغوطةـلحة‪ ،‬بل إنه‬ ‫مســتمر‪ ،‬وبمختلف صنوف األسـ‬ ‫ٌ‬ ‫القطاعواستمر ٌ‬ ‫القول‬ ‫السكان‪ ،‬ويتوزع باقي ا‬ ‫وذلكثلث‬ ‫لترويعهم‪ ،‬من‬ ‫وحدهاريأوي أكثر‬ ‫ويمكن‬ ‫وسقبا‪،‬‬ ‫مدينتيوالعربين‬ ‫على الرغم‬ ‫هذااملدنيين‬ ‫أن من‬ ‫انتقام‬ ‫على أنه‬ ‫ذلك إال‬ ‫يمكن فهم‬ ‫تأتيوعربين‪،‬‬ ‫الغوطة الشرقية‪ ،‬وهما دوما‬ ‫املحاصرين‪.‬‬ ‫وكبارىالسن‬ ‫الغوطة الشرقية‪.‬‬ ‫السكانرجاء‬ ‫ضمنفي باقي أ‬ ‫املوجودة‬ ‫واألطفالوالقر‬ ‫النساءالبلدات‬ ‫من وجود عدد كبير من من‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫تشكل فئة الشباب من األعمار ما بين (‪ )40 - 15‬عاما النسبة الكبرى من السكان الغوطة الشرقية املحاصرين اليوم‪ ،‬حيث‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وعلى‪ .%‬الرغم من هذا الوجود الكبير للمدنيين في املنطقة‪ ،‬إال أن ذلك لم يشكل رادعا لنظام األسد عن استه‬ ‫تقدر نسبتهم في حدود الـ ‪43‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وبمختلفما دون‬ ‫النسبة حدود‬ ‫تتجاوز هذه‬ ‫السكان‪ ،‬حيث‬ ‫أيضا من‬ ‫إنهكبيرة‬ ‫نسبة‬ ‫الخامسة‬ ‫كما تشكل فئة األطفال من األعمار‬ ‫أكثف مدينتين تحويا‬ ‫ستمر على‬ ‫القصف امل‬ ‫مالحظة تركيز‬ ‫يمكن‬ ‫عشرةبل‬ ‫األسلحة‪،‬‬ ‫صنوف‬ ‫الـ ‪ ،%40‬وهو ما يعني أن حوالي مئتي ألف طفل يوجدون هناك اليوم في ظروف بالغة الســوء‪ ،‬ســواء بنتيجة القصف املســتمر‪،‬‬ ‫الشرقية‪ ،‬وهما دوما وعربين‪ ،‬وال يمكن فهم ذلك إال على أنه انتقام من املدنيين واستمر‬ ‫ار لترويعهم‪ ،‬وذلك‬ ‫أم بسبب الحصار الخانق‪ ،‬ويمكن من خالل الشكل املجاور اإلطالع على تقديراتنا للتوزع السكاني في الغوطة اليوم بحسب‬ ‫النساء واألطفال وكبار السن ضمن السكان املحاصرين‪.‬‬ ‫الفئات العمرية‪ ،‬وبحسبعدد كبير‬ ‫منقمنا بها‪.‬‬ ‫استطالعات‬

‫أقل من ‪ 15‬سنة‬ ‫‪40 - 15‬‬

‫‪43%‬‬

‫‪40%‬‬

‫‪60 - 41‬‬ ‫أكبرمن ‪ 60‬سنة‬

‫‪14%‬‬ ‫‪3%‬‬

‫ً‬ ‫إذا‪ ،‬فــي الغوطــة الشــرقية اليــوم عــدد كبير من العائالت واألفراد‪ ،‬موجودون في ظــل حصــار خانــق‪ ،‬وعلــى الرغــم مــن الواقع‬ ‫الصعب الذي ُيعيشونه يحاولون االستمرار في حياتهم االجتماعية – ما أمكنهم ذلك ‪ ، -‬فنالحظ عدم توقف األفراد عن الزواج‬ ‫واإلنجاب‪ ،‬فقد شهد العام ‪ 2014‬وحده والدة أكثر من ثمانية آالف مولود في كامل الغوطة الشرقية‪ ،‬أكثر من ‪ 3570‬مولود‬ ‫‪12‬‬ ‫منهم في مدينة دوما وحدها‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار | الغوطة الشرقية‬

‫ً‬ ‫األوفياء ملهنة أجدادهم إلى االنتشار الجغرافي بحثا عن مناطق جديدة للعمل الزراعي‪ ،‬فتم االتجاه أكثر باتجاه أرا�ضي سهل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حوران لزراعتها‪ ،‬فنجد مثال خالل العقد السابق أن كثيرا ممن يزرعون األرا�ضي في حوران هم من أهل الغوطة‪ ،‬وبشكل خاص‬ ‫من أهالي مدينة دوما‪.‬‬ ‫إن تراجع دخول الفالحين‪ ،‬وزيادة مشكالت الزراعة ككل وعدم االهتمام الحكومي‪ ،‬املترافق مع توسع مدن الغوطة وازدياد‬ ‫عدد سكانها‪ ،‬كل ذلك دفع نحو البحث عن مصادر جديدة للدخل ونحو زيادة التنويع في هذه املصادر لسكان الغوطة الشرقية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عموما‪ ،‬حتى أصبحنا نشهد نوعا من التخصص اإلنتاجي بين مختلف مناطق الغوطة‪ ،‬فمدينة دوما يعتمد أهلها بالدرجة األولى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫على الزراعة والتجارة‪ ،‬وعلى تربية األبقار واملوا�شــي املترافق مــع امتالكها نظامــا متكامــا لصناعــة األلبــان واألجبــان وتوزيعها‪،‬‬ ‫ومدينة سقبا ومحيطها أصبح يعتمد أهلها بشكل رئي�سي ويبرعون في مجال صناعة املفروشات وتجارتها‪ ،‬حيث تمتلك املدينة‬ ‫ً‬ ‫نظاما شبه متكامل لصناعة املفروشات وتجارتها‪ ،‬فإلى جانب الكثير من الورش املتخصصة بهذه الصناعة املنتشرة فيها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫يوجد فيها سوق رئي�سي لبيع املفروشات ّ‬ ‫قل مثيله في سوريا كلها‪ ،‬وعربين اشتهرت بصناعة املواد الغذائية وتجارتها أيضا‪،‬‬ ‫وعلى رأسها قمر الدين‪ ،‬كما انتشر فيها في العقود املاضية عدد من املعامل الكبيرة املتميزة في صناعة مختلف أنواع املربيات‬ ‫ً‬ ‫واملخلالت ومواد «املونة» الشــامية التقليدية‪ ،‬أما مدينة حرســتا (وبلدة عين ترما أيضا) فقد انتشــرت فيها بشــكل كبير ورش‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تصنيع امللبوسات والتطريز والتي أصبحت مركزا رئيسيا لهذه الصناعة في املنطقة الجنوبية من سوريا‪.‬‬ ‫هذا العرض الســريع يوضح أبرز مالمح الواقع االقتصادي في عموم الغوطة الشــرقية ما قبل العام ‪ ،2011‬أما اليوم‪ُ ،‬‬ ‫فيفرض‬ ‫حصار ٌ‬ ‫خانق عليها وعلى سكانها الذين آثروا البقاء فيها‪ ،‬حيث يمنع نظام األسد منذ حوالي الثالث سنوات دخول ّ‬ ‫ٌ‬ ‫مواد‬ ‫أي ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُم َنتجة أو خ ٍام إليها‪ ،‬وسنحاول في األسطر التالية أن نوضح واقع االقتصاد في املنطقة اليوم‪ ،‬وواقع أهلها في ظل هذا الحصار‬ ‫الظالم‪.‬‬

‫األسعار ومعدالت التضخم‬ ‫أسعار املواد الغذائية‬

‫إن حصار قوات األسد للغوطة الشرقية بدأ في العشرين من تشرين األول لعام ‪ ،2012‬مع بدء الحملة العسكرية على مدينة‬ ‫ً‬ ‫حرستا في تلك الفترة‪ ،‬إال أن ذلك الحصار كان جزئيا حينها‪ ،‬حيث كان ال يزال بإمكان بعض األفراد الدخول والخروج من‬ ‫الغوطة وإليها من بعض املعابر التي تســيطر عليها تلك القوات‪ ،‬أما الحصار الشــديد والكامل للغوطة الشــرقية كمنطقة‬ ‫ً‬ ‫جغرافية واحدة قد بدأ فعليا منذ تاريخ الثالث من شهر تشرين األول لعام ‪ ،2013‬حيث تمنع قوات األسد خروج أو دخول‬ ‫األفراد أو أي مواد غذائية أو غير غذائية من وإلى الغوطة منذ ذلك التاريخ‪ ،‬وهو ما يعني أن املنطقة تعيش منذ ما يقارب‬ ‫العامين في ظل حصار شديد يهدف إلى خنقها وتجويع سكانها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لقــد تســبب الحصــار منــذ بدايتــه األولــى بانخفــاض كبير في عرض مختلف الســلع واملواد‪ ،‬الغذائية وغيــر الغذائية‪ ،‬ونظرا لوجود‬

‫‪16‬‬


‫إعداد‪ :‬المركز السوري للدراسات واألبحاث | إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪www.dirasat.ws‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬الواقع االقتصادي‬ ‫ً‬ ‫اعية يشتغل أهلها‪ ،‬ويبرعون‪ ،‬في الزراعة‪ ،‬ولطاملا اشتهرت ببساتينها‪ّ ،‬‬ ‫لطاملا كانت الغوطة عبر التاريخ منطقة زر‬ ‫وبتنوع خضارها‬ ‫ً‬ ‫ًُ‬ ‫وفاكهتها‪ ،‬فمن األعناب وحدها يذكر البدري خمســين صنفا تزرع في غوطة دمشــق‪ ،‬ومن املشــمش ذكر احدى وعشــرين صنفا‬ ‫توجد فيها‪ ،21‬وهذا إن ّ‬ ‫دل على �شئ يدل على براعة أهلها منذ القدم في زراعة بساتينهم‪ ،‬وتفننهم بها‪.‬‬ ‫منذ سبعينيات القرن املا�ضي‪ ،‬لم يو ِل نظام األسد غوطة دمشق وزراعتها أي اهتمام‪ ،‬بل على العكس من ذلك‪ ،‬عمل بإهمالها‬ ‫املتعمد على تدميرها‪ ،‬فكان من أبرز مآ�سي الغوطة في العقود املاضية زحف العمران وتنامي السكن العشوائي غير املدروس‬ ‫على حساب البساتين ّ‬ ‫الغناء املنتشرة فيها‪ ،‬وهذه نتيجة طبيعية إلهمال تنظيم العمران في ظل الزيادات السكانية العالية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نظام الري في الغوطة كان مثارا لإلعجاب عبر الزمان‪ ،‬فما يزرع في الغوطة منذ القدم يزرع ّريا في منطقة تعتبر شبه جافة‬ ‫ّ‬ ‫معدل أمطارها ال يتجاوز في كثير من األحوال ‪ 250‬ملم في الســنة‪ ،‬فكان اعتمادهم بشــكل رئي�ســي على نهر بردى‪ ،‬والذي حصل‬ ‫خالل العقود األخيرة أن الزيادات والهجرات السكانية الكبيرة التي شهدتها مدينة دمشق‪ ،‬وما سببته هذه االستيطانات في‬ ‫املنطقة من ضغط كبير على مختلف خدماتها وبخاصة مياه الشرب‪ ،‬تسبب بضغط مماثل على مياه بردى (الذي تشرب منه‬ ‫ً‬ ‫مدينة دمشق)‪ ،‬وهو ما أجبر املزارعين في الغوطة على االعتماد على مياه اآلبار بشكل أكبر‪ ،‬ما سبب تراجعا في املياه الجوفية‬ ‫في املنطقة ككل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إن املشكلتين السابقتين (إضافة إلى عدد من املشاكل األخرى األقل أهمية)‪ ،‬تسببت بتراجع االهتمام بالزراعة في الغوطة‬ ‫بشــكل عام‪ ،‬ومنها الغوطة الشــرقية‪ ،‬فقلت نســبة من يمتهنون الزراعة فيها من مجموع الســكان‪ ،‬فيما اندفع قســم من الســكان‬

‫‪ -20‬الصورة ملتقطة في قرية بيت سوى بتاريخ ‪ ،2013/4/30‬مصدر الصورة هنا‪.‬‬ ‫‪ -21‬محمد كرد علي‪ ،‬خطط الشام‪ ،‬منشورات مطبعة الترقي في دمشق‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬ص ‪.172‬‬

‫‪17‬‬


‫‪10000%‬‬ ‫‪8000%‬‬ ‫‪6000%‬‬ ‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار | الغوطة الشرقية‬

‫‪4000%‬‬ ‫‪2000%‬‬ ‫‪0%‬‬

‫يمكــن مالحظــة أن أســعار ملــح الطعــام هــي أكثــر ً‬ ‫يمكن مالحظة أن ً أسعار ملح الطعام هي أكثر املواد ارتفاعا‬ ‫املــواد ارتفاعــا خــال الفتــرة املذكــورة‪ ،‬حيث ارتفعت‬ ‫بحدود‬ ‫خالل الفترة املذكورة‪ ،‬حيث ارتفعت أسعارها‬ ‫قد‬ ‫أســعارها بحدود ً‪ ،%11900‬أي أن ســعر كيلو امللح ً‬ ‫ضعفا‪،‬‬ ‫في‪120‬‬ ‫أساسيةارتفع‬ ‫مادةامللح قد‬ ‫كيلو‬ ‫‪ 120‬أن‬ ‫ارتفع‪ ،‬أي‬ ‫‪%11900‬‬ ‫الغذاء وفي‬ ‫سعروهو‬ ‫ضعفا‪،‬‬ ‫الغذائي‪،‬ـار وصنع‬ ‫اإلنتاجـف الخضـ‬ ‫وفيـي تجفيـ‬ ‫صــة فـ‬ ‫ـي‪ ،‬وبخا‬ ‫وهو اإلنتـ‬ ‫وبخاصة‬ ‫الغذاء‬ ‫الغذاةئـ في‬ ‫مادةـاجأساسي‬ ‫ـعار الخبــز‬ ‫كماـاع أسـ‬ ‫املخلالت‪،‬ارتفـ‬ ‫ـن مالحظــة‬ ‫الخضاريمكـ‬ ‫تجفيفـات‪ ،‬كمــا‬ ‫في املخلـ‬ ‫مالحظة‬ ‫يمكن‬ ‫وصنع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪9900‬عـ‪%‬ـف)‪،‬‬ ‫‪%9900‬إلى(مئــة ض‬ ‫ـل إلــى‬ ‫الخبزـدابشوصـ‬ ‫أسعاركبيــر جـ‬ ‫ارتفاعشــكل‬ ‫ب‬ ‫(مئة‬ ‫جدا وصل‬ ‫كل كبير‬ ‫وذلك نتيجة منع قوات األسد إدخال الطحين إلى‬ ‫ضعف)‪ ،‬وذلك نتيجة منع قوات األسد إدخال الطحين إلى‬ ‫الغوطة الشرقية وهو ما يحرم الكثير من العائالت من‬ ‫هذه‬ ‫العائالت من‬ ‫غذاءهم‪،‬من‬ ‫يحرم الكثير‬ ‫قدرتهم‬ ‫نتيجــة عدم‬ ‫وهوسـماـية فــي‬ ‫الشرقيةاألسا‬ ‫الغوطةـذه املــادة‬ ‫هـ‬ ‫ائها‪.‬في غذاءهم‪ ،‬نتيجة عدم قدرتهم على شرائها‪.‬‬ ‫األساسية‬ ‫املادةعلى شر‬ ‫ً‬ ‫تضخمــا فــي أســعارها (الشــكل فــي اإلعلــى) هــي‬ ‫أقــل املــواد ً‬ ‫أقل املواد تضخما في أسعارها (الشكل في اإلعلى) هي لحوم‬ ‫ســعارها بمعــدل‬ ‫لحــوم األغنــام واألبقــار‪ ،‬التــي زادت أ‬ ‫بمعدل ُ‬ ‫الغوطةو‬ ‫تتميز ‪%367‬‬ ‫حيثياارب‬ ‫أسعارها‬ ‫واألباار‪،‬‬ ‫التي ز‬ ‫‪0.00% 1500.00% 3000.00% 4500.00% 6000.00%‬‬ ‫التوالي‪،‬‬ ‫ادتعلى‬ ‫‪%478‬‬ ‫‪ %367‬و‬ ‫األغنامقارب‬ ‫ُي‬ ‫الاالدم‬ ‫قيةتــىمنذ‬ ‫‪ 478‬ال‪%‬شـعلى‬ ‫اليوم‬ ‫الشروح‬ ‫الغوطةنــات‪،‬‬ ‫تتميزـة الحيوا‬ ‫حيث بتربيـ‬ ‫التوالي‪،‬القــدم‬ ‫ـرقية منــذ‬ ‫لحمها‬ ‫املحاصرون من‬ ‫يق�ضي عليها‬ ‫املوا�شي التي‬ ‫الحيوانات‪،‬بعض‬ ‫بتربيةزال تتواجد‬ ‫ت‬ ‫يستفيد‬ ‫السكانبعد‪ ،‬حيث‬ ‫يستفيدوالجوع‬ ‫حيثالاصف‬ ‫بعد‪،‬ي عليها‬ ‫والجوعياض‬ ‫القصفالتي لم‬ ‫رؤوس املواش ي‬ ‫لمبعض‬ ‫تتواجد‬ ‫رؤوسال تزال‬ ‫وحتى اليوم‬ ‫الحيوانية‬ ‫الثروة‬ ‫‪ %90‬من‬ ‫املتواصلال يقل عن‬ ‫القضاء على ما‬ ‫والحصار في‬ ‫عدمالقصف‬ ‫تسبب‬ ‫اإلشارة إلى‬ ‫إهمال‬ ‫وحليبها‪ ،‬مع‬ ‫على ما ال‬ ‫الاضاء‬ ‫والحصار في‬ ‫الاصف‬ ‫املتواصلإلى تسبب‬ ‫إهمال اإلشارة‬ ‫وحليبها‪ ،‬مع‬ ‫لحمها‬ ‫عدممن‬ ‫املحاصرون‬ ‫السكان‬ ‫الشرقية‪.‬‬ ‫الغوطة‬ ‫في‬ ‫يال عن ‪ %90‬من الثروة الحيوانية في الغوطة الشرقية‪ً .‬‬ ‫فيما يتعلق بالخضار فيجب أن نميز بين شقين‪ ،‬أوال الخضار التي يوجد إنتاج وافر منها في الغوطة‪ ،‬بالنسبة لهذا الشق يمكن‬ ‫ً​ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فيما القول‬ ‫مكن‬ ‫الشق ي‬ ‫بالنسبة لهذا‬ ‫مثالالغوطة‪،‬‬ ‫منها في‬ ‫الغذائية‪،‬وافر‬ ‫يوجد إنتاج‬ ‫شاين‪،‬‬ ‫معدالتفيجب أن‬ ‫بالخضار‬ ‫‪%445‬‬ ‫بحدود‬ ‫اسعارها‬ ‫البندورة زادت‬ ‫فنجد‬ ‫التياملواد‬ ‫الخضاربباقي‬ ‫أوالمقارنة‬ ‫نسبيا‬ ‫بينكبيرة‬ ‫نميزتكن‬ ‫ارتفاعها لم‬ ‫يتعلق أن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪%445‬توسع‬ ‫بحدودنتيجة‬ ‫‪ %243‬فقط‬ ‫مثال زادت‬ ‫الكوسا قد‬ ‫‪ ،%468‬كما نجد‬ ‫الخيار‬ ‫‪،%264‬‬ ‫الباذنجان‬ ‫‪،2011‬‬ ‫معدالتفي آذار‬ ‫الاولعنأنأسعارها‬ ‫أسعارهااسعارها‬ ‫البندورة زادت‬ ‫الغذائية‪ ،‬فنجد‬ ‫بباقي املواد‬ ‫ماارنة‬ ‫نسبيا‬ ‫تكن كبيرة‬ ‫ارتفاعها لم‬ ‫أسعارها‬ ‫الصيف‪ ،‬حيث‬ ‫املحاصرة في هذا‬ ‫وجبات األسر‬ ‫معظم‬ ‫حاضرة في‬ ‫املوسم‪،‬‬ ‫بزراعتها هذا‬ ‫الغوطة‬ ‫عن مزارعي‬ ‫كانتتوسع‬ ‫فاط نتيجة‬ ‫أسعارها ‪%243‬‬ ‫الكوسا قد زادت‬ ‫كما نجد‬ ‫‪،%468‬‬ ‫فكانتالخيار‬ ‫‪،%264‬‬ ‫الباذنجان‬ ‫آذار ‪،2011‬‬ ‫أسعارها في‬ ‫مقبولة‪ ،‬ففي املتوسط كان سعرها في حدود ‪ 60‬ليرة سورية للكيلو الواحد (حوالي ‪ 0.2‬دوالر أمريكي)‪.‬‬ ‫مزارعي الغوطة بزراعتها هذا املوسم‪ ،‬فكانت حاضرة في معظم وجبات األسر املحاصرة في هذا الصيف‪ ،‬حيث كانت أسعارها‬ ‫أما الشق الثاني من الخضار فهي تلك التي ال يوجد إنتاج كبير منها في الغوطة‪ ،‬وبالنسبة لهذا الشق نالحظ وجود زيادات كبيرة‬ ‫مابولة‪ ،‬ففي املتوسط ً‬ ‫ـوميكي)‪.‬‬ ‫دوالرالثـأمر‬ ‫(حوالي ‪0.2‬‬ ‫للكيلو‬ ‫حدودـا قـ‪60‬ـد ليرة‬ ‫سعرها‬ ‫‪ %3100‬ويأتــي على رأس الخضار‬ ‫‪،%2627‬‬ ‫الواحدوالبصــل‬ ‫‪،%1796‬‬ ‫سوريةســبة‬ ‫ازدادت بن‬ ‫ـعارفيالبطاطـ‬ ‫كانـا أسـ‬ ‫فــي أســعارها‪ ،‬فنجــد مثـ‬ ‫بطيخ‬ ‫موز‬ ‫إجاص‬ ‫مشمش‬ ‫تين‬ ‫عنب‬ ‫تفاح‬ ‫بامية خضراء‬ ‫ثوم‬ ‫ملوخية‬ ‫فليفلة خضراء‬ ‫ليمون‬ ‫خيار‬ ‫بصل يابس‬ ‫باذنجان‬ ‫كوسا‬ ‫بطاطا‬ ‫بندورة‬

‫التي زادت أسعارها‪.‬‬ ‫أما فيما يتعلق بالفواكه فنالحظ ازدياد أســعارها بشــكل كبير‪ ،‬فنجد أن فاكهة الغوطة املشــهورة كاملشــمش والعنب واإلجاص‬ ‫والتين قد ازدادت أســعارها ‪ %1491 ،%900 ،%1742 ،%1983‬على التوالي‪ ،‬وتبقى نســب الزيادات هذه أقل من نســب زيادة‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫‪ 17‬املوز مثال قد ازداد بما ال يقل ‪ ،%5355‬وهو يأتي على رأس الفاكهة‬ ‫الكثير من الفواكه التي ال تزرع في الغوطة‪ ،‬فنجد سعر كيلو‬ ‫التي زادت أسعارها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫بالطبع يبقى أن نشير إلى نقطة هامة هنا‪ ،‬وهي أن الكثير من املواد الغذائية التي استطعنا رصد أسعارها قد ال تتوفر في كثير‬ ‫من األحيان في أسواق الغوطة الشرقية بنتيجة الحصار‪ ،‬فاعتماد املحاصرين في الغوطة الشرقية الرئي�سي اليوم هو على‬ ‫ً‬ ‫إنتــاج أرضهــم‪ ،‬وبشــكل أقــل علــى مــا قــد يدخــل تهريبــا من املناطق املحيطة بها‪ ،‬حيــث كان يتم إدخال بعض املواد من معبر مخيم‬ ‫الوافدين (الواقع في أرا�ضي دوما) وذلك مقابل مبالغ مالية كبيرة تتقاضاها حواجز قوات األسد املنتشرة هناك‪ ،‬وهذه الطريقة‬ ‫ً‬ ‫في إدخال املواد تعتبر في وقت إعداد هذا التقرير متوقفة تقريبا‪ ،‬بينما تنحصر الطرق األخرى في إدخال املواد للغوطة الشرقية‬ ‫املحاصرة اليوم في األنفاق التي تربط الغوطة الشرقية باملناطق املحيطة بها‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫إعداد‪ :‬المركز السوري للدراسات واألبحاث | إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪www.dirasat.ws‬‬

‫ً‬ ‫ُ‬ ‫بسرعة الكثير من املواد من أسواقها‪ ،‬كما شهدت املواد‬ ‫عدد كبير من السكان املحاصرين – كما أشرنا سابقا – فقد فقدت‬ ‫ٍ‬ ‫التي بقيت متوفرة ارتفاعات شديدة في أسعارها‪.‬‬ ‫سوف نحاول في هذا الجزء من تقريرنا حساب معدالت التضخم التراكمي التي شهدتها أسعار األغذية في الغوطة الشرقية‪،‬‬ ‫ولكي نتمكن من ذلك سوف نقوم ببناء سلة لالستهالك الغذائي لألسرة‪ ،‬قوامها املواد الغذائية التي اعتادت األسرة السورية في‬ ‫ّ ً‬ ‫مثقلة بحسب نتائج مسح دخل ونفقات األسرة في سوريا للعام ‪.222009‬‬ ‫ريف دمشق استهالكها ما قبل العام ‪،2011‬‬ ‫يصل عدد السلع الغذائية التي تتكون منها السلة إلى ‪ 127‬سلعة‪ ،‬بينما تصل قيمة هذه السلة لألسرة الواحدة في ريف دمشق‬ ‫إلى حوالي ‪ 13177‬ليرة سورية‪ ،‬وذلك بحسب مستويات أسعار شهر آذار من العام ‪.232011‬‬ ‫ولكي نتمكن من حساب معدالت التضخم التراكمي في أسعار الغذاء منذ آذار ‪ ،2011‬وحتى شهر آب ‪َ ،2015‬وجب علينا‬ ‫رصد سعر هذه السلة نفسها في الوقت الحالي في غوطة دمشق الشرقية‪ ،‬ويكون التضخم هو الفرق بين سعر السلتين‪ ،‬ولهذا‬ ‫الغرض استطعنا رصد أسعار السلع الـ ‪ 127‬في عدة مرات مختلفة خالل األيام العشر األولى من شهر آب لعام ‪ ،2015‬وقد‬ ‫ً‬ ‫وجدنا أن متوســط ســعر الســلة نفســها التي كانت تتكلف األســرة عليها مبلغا قدره ‪ 13177‬ليرة ســورية في آذار ‪ 2011‬في ريف‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫دمشــق‪ ،‬ســوف تكلف األســرة نفســها مبلغا وقدره ‪ 231992‬ليرة ســورية في آب ‪ ،2015‬إذا ما أرادت هذه األســرة الحفاظ على‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نفس املستوى الغذائي‪ ،‬وهو ما يعني أن أسعار الغذاء قد تضخمت (في فترة ‪ 53‬شهرا تقريبا) بأكثر من ‪ ،%1660.5‬وهو ما يعني‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فعليا تضاعفها بأكثر من ‪ 17.5‬ضعفا‪ ،‬وذلك مع عدم إغفال اإلشارة إلى أن األسعار في شهر آب (وفي فصل الصيف عموما)‬ ‫ً‬ ‫تكــون أخفــض نســبيا مــن األســعار فــي شــهر الشــتاء (نتيجــة اإلنتاج الزراعي الوفير مــن الخضار والفاكهة وغيرهــا من املحاصيل)‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وهو ما يعني أن معدالت التضخم فيما لو أخذت على مستوى سنوي ستكون حكما أعلى من املعدالت التي توصلنا إليها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الحصار طرأ خالل فترة الـ ‪ 53‬شــهرا املاضية على أســعار أهم‬ ‫الذي‬ ‫سلسلةالتر‬ ‫واألبحاثالشــكلين التاليين معرفة نســب التضخم‬ ‫من خالل‬ ‫إعداد‪ :‬املركز ُي‬ ‫اكميتحت‬ ‫اقتصاد‬ ‫مكناسات‬ ‫السوري للدر‬ ‫الشرقية‬ ‫وطنالغذائية الداخلة في استهالك األسرة في غوطةالغوطة‬ ‫إحدى مؤسسات منظومة‬ ‫الشرقية‪:‬‬ ‫دمشق‬ ‫السلع‬ ‫‪16000%‬‬ ‫‪14000%‬‬

‫‪12000%‬‬ ‫‪10000%‬‬ ‫‪8000%‬‬ ‫‪6000%‬‬ ‫‪4000%‬‬ ‫‪2000%‬‬ ‫‪0%‬‬

‫ً‬

‫يمكن مالحظة أن أسعار ملح الطعام هي أكثر املواد ارتفاعا‬ ‫بطيخ‬ ‫موز‬ ‫خالل الفترة املذكورة‪ ،‬حيث ارتفعت أسعارها بحدود‬ ‫إجاص‬ ‫ً‬ ‫مشمش‬ ‫‪ ،%11900‬أي أن سعر كيلو امللح قد ارتفع ‪ 120‬ضعفا‪،‬‬ ‫تين‬ ‫‪ -22‬وذلك بحسب نتائج مسح دخل ونفقات األسرة للعام ‪ 2009‬الذي أجراه املكتب املركزي لإلحصاء‪ ،‬لإلطالع على نتائج املسح هنا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫آنفا‪ ،‬وعلى األرقام القياســية لألســعار التي يصدرها املكتبعنب‬ ‫بنتيجة حوفي‬ ‫الرقمالغذاء‬ ‫لهذاة في‬ ‫أساسي‬ ‫وهو‬ ‫املركزي لإلحصاء‬ ‫وبخاصةســح املشــار إليه‬ ‫الغذائي‪،‬على نتائج امل‬ ‫اإلنتاج بهاـ مرتكزا‬ ‫ســابات قام‬ ‫مادةالباحث‬ ‫توصل‬ ‫‪-23‬‬ ‫تفاح‬ ‫في ســوريا‪.‬‬ ‫في تجفيف الخضار وصنع املخلالت‪ ،‬كما يمكن مالحظة‬ ‫بامية خضراء‬ ‫ثوم‬ ‫ً‬ ‫ارتفاع أسعار الخبز بشكل كبير جدا وصل إلى ‪( %9900‬مئة‬ ‫ملوخية‬ ‫فليفلة خضراء‬ ‫ضعف)‪ ،‬وذلك نتيجة منع قوات األسد إدخال الطحين إلى‬

‫‪19‬‬


‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار | الغوطة الشرقية‬

‫«الحطب»‬ ‫مع االرتفاع الفاحش في أسعار املحروقات وندرتها‪ ،‬وغياب الكهرباء والغاز املنزلي‪ ،‬لجأ السكان املحاصرين إلى استعمال الحطب‬ ‫ً ً‬ ‫في الطبخ والتدفئة وغيره من االستخدامات‪ ،‬وهو ما سبب ضغطا كبيرا على أسعاره‪ ،‬حتى وصل سعر طن الحطب اليوم إلى‬ ‫ً‬ ‫حوالي ‪ 90‬ألف ليرة سورية‪ ،‬في حين لم يكن سعر الطن يتجاوز حاجز ‪ 6‬آالف ليرة بداية عام ‪ ،2011‬وهو ما يعني زيادة نسبتها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ %1400‬تقريبا (أي خمسة عشر ضعفا)‪.‬‬ ‫وهنا ال يجب إغفال اإلشارة إلى كارثة كبيرة‪ ،‬حيث تسبب لجوء السكان إلى استخدام الحطب (للتدفئة وغيرها من اإلستخدامات)‬ ‫بآثار مدمرة على األشجار في الغوطة الشرقية‪ ،‬حيث تشير تقديراتنا إلى القضاء على حوالي نصف أشجار الغوطة الشرقية‬ ‫خالل السنوات املاضية‪.‬‬

‫«الغازاملنزلي»‬ ‫ً‬ ‫منذ بدء قوات األسد حصارها للغوطة الشرقية وهي تمنع دخول الغاز إليها‪ ،‬وهو ما تسبب بندرة املادة وصوال إلى انقطاعها‬ ‫لفترات طويلة‪ ،‬قبل عودة ظهورها في األسواق بعد النجاح في ضغط الغاز املستحصل عليه من تقطير البالستيك وتعبئته‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أسطوانات الغاز التي يتم تعبئتها اليوم في الغوطة الشرقية تعمل بشكل متواصل ملدة ساعتين فقط تقريبا‪ ،‬ويتجاوز سعر‬ ‫الواحدة منها حاجز الـ ‪ 500‬ليرة سورية‪ ،‬بينما كان سعر أسطوانة الغاز في بداية العام ‪ 2011‬ال يتجاوز ‪ 275‬ليرة سورية‪ ،‬وقد‬ ‫كانت تكفي الواحدة منها الستخدام العائلة ألكثر من شهر‪.‬‬ ‫وأمام الواقع السابق تلجأ معظم العائالت في الغوطة الشرقية اليوم إلى استخدام الحطب كبديل عن الغاز في الطهي‪ ،‬فمع‬ ‫الغالء الكبير في أسعاره إال أنه يبقى أرخص املصادر اليوم للطهي‪ ،‬وتشير استطالعاتنا إلى حاجة العائلة إلى حوالي ‪ 200‬ليرة‬ ‫ً ً‬ ‫ســورية يوميا ثمنا للحطب املســتخدم في الطهي‪ ،‬بينما يتم اســتخدام أســطوانات الغاز (املســتحصل عليه من البالســتيك) في‬ ‫ً‬ ‫االستخدمات السريعة (كتسخين الطعام مثال)‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة هنا إلى وجود الكثير من املشاريع الصغيرة في املنطقة والتي تعمل على إنتاج غاز امليثان‪ ،‬ويتم استخدام الغاز‬ ‫الناتج إما في الطبخ أو في توليد الطاقة الكهربائية عن طريق املولدات‪.25‬‬

‫‪ -25‬لشــرح أكثــر حــول املوضــوع يمكــن متابعــة الرابط التالي‪.‬‬ ‫‪20‬‬


‫إعداد‪ :‬المركز السوري للدراسات واألبحاث | إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪www.dirasat.ws‬‬

‫األسعار ومعدالت التضخم‬ ‫أسعار أهم املواد غير الغذائية‬

‫«املازوت»‬ ‫بعد فترة من حصار قوات األسد للغوطة الشرقية ارتفعت أسعار املازوت فيها إلى مستويات قياسية‪ ،‬حيث تجاوز سعر ليتر‬ ‫املازوت حدود ‪ 3000‬ليرة سورية لليتر الواحد (حوالي ‪ 12‬دوالر حينها)‪ ،‬ما تسبب بشلل مختلف القطاعات اإلنتاجية والخدمية‪.‬‬ ‫في ظل ذلك الواقع‪ ،‬كان يتم تهريب بعض الكميات من هذه املادة بطرق مختلفة وبيعها في الغوطة الشرقية بأسعار عالية‪ ،‬إال‬ ‫أنها لم تكن تكفي حاجة املحاصرين الكبيرة‪ ،‬وبخاصة في ظل انقطاع الكهرباء املتواصل منذ بدء الحصار‪ ،‬ومع ضغط الحاجة‬ ‫بدأ بعض السكان التفكير ببدائل لهذا املادة‪ ،‬أو حتى التفكير بطرق جديدة الستحصاله‪ ،‬وبالفعل بدأنا منذ فترة نشهد انتشار‬ ‫ورش جديدة في الغوطة الشرقية إلنتاج املازوت (إلى جانب البنزين والغاز) بنتيجة عملية تقطير البالستيك‪.24‬‬ ‫وعلى الرغم من األضرار البيئية والصحية الكبيرة التي تسببها عمليات استحصال الوقود من املخلفات البالستيكية‪ ،‬إال أنه ال‬ ‫بديل آخر يتوفر أمام السكان املحاصرين‪ ،‬حيث أن انتشار هذه الورش أدى إلى انخفاض أسعار املازوت عما كانت عليه بشكل‬ ‫ً‬ ‫كبير نسبيا‪ ،‬وما يعنيه ذلك من أهمية كبيرة في إعادة تدوير عجلة اإلنتاج في املنطقة‪ ،‬وعلى رأسه اإلنتاج الزراعي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ُيباع اليوم ليتر املازوت في الغوطة الشــرقية في حدود ‪ 1200‬ليرة ســورية (مع اإلشــارة إلى تذبذبات يعاني منها ســعره هبوطا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وصعودا)‪ ،‬أي ما يساوي ‪ -‬بجسب أسعار الدوالر هناك في هذه اآلونة ‪ -‬حوالي ‪ 4.2‬دوالر‪ ،‬وهو انخفاض كبير نسبيا بعد تقطيره‬ ‫ً‬ ‫من البالستيك‪ ،‬إال أنه مع ذلك فإن سعره يكون قد ارتفع بشكل كبير جدا خالل السنوات املاضية‪ ،‬فقد كان ُيباع ليتر املازوت‬ ‫في حدود ‪ 20‬ليرة سورية لليتر (حوالي ‪ 0.4‬دوالر حينها) في بداية العام ‪ ،2011‬وهو ما يعني زيادة في أسعار هذه املادة الحيوية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫(خالل فترة ‪ 53‬شهرا) تصل إلى ‪ ،%5900‬أي تضاعف أسعار ليتر املازوت ‪ 60‬ضعفا بالليرات السورية‪.‬‬

‫«البنزين»‬ ‫الــكالم الســابق حــول املــازوت ينطبق على البنزين‪ ،‬فقد نجحت عمليــات تقطير البالســتيك فــي إنتــاج البنزين وإعــادة الحيــاة إلى‬ ‫مختلف املركبات واآلليات التي كانت قد توقفت بعد الحصار بنتيجة فقدان هذه املادة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يتساوى اليوم تقريبا سعر ليتر البنزين مع املازوت في الغوطة الشرقية‪ ،‬ويصل سعر الليتر الواحد إلى حدود ‪ 1200‬ليرة سورية‬ ‫(‪ 4.2‬دوالر)‪ ،‬بينما كان سعر الليتر ‪ 44‬ليرة سورية (حوالي ‪ 0.9‬دوالر) في بداية العام ‪ ،2011‬وهو ما يعني أن أسعاره قد ارتفعت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بما نسبته ‪( % 2627.2‬خالل فترة ‪ 53‬شهرا)‪،‬أي زادت أسعاره بأكثر من ‪ 27‬ضعفا‪.‬‬

‫‪ -24‬لإلطالع أكثر حول املوضوع من هنا‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار | الغوطة الشرقية‬

‫ً‬ ‫إذا تلجــأ اليــوم الكثيــر مــن العائالت فــي الغوطة الشــرقية إلى بيع بعض ممتلكاتها (إن ُوجدت) للحصــول علــى األمــوال الالزمة‬ ‫ً‬ ‫إلنفاقها وعدم تعريض أبناءها للموت جوعا‪ ،‬وهو ما يدل على حجم الكارثة التي وصل لها أهالي املنطقة ضمن حصار نظام‬ ‫ُ‬ ‫األسد‪ ،‬وبالفعل تشير الوقائع على األرض إلى انخفاض في أسعار األبنية في الغوطة الشرقية ثلث قيمتها في املتوسط وفي الكثير‬ ‫ُ ٌ ً‬ ‫برر نوعا ما بنتيجة القصف الشديد الذي تتعرض له املنطقة وما يتسبب به من دمار كبير في‬ ‫من مناطق الغوطة‪ ،‬وهذا أمر م‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫األبنية واملمتلكات ينعكس انخفاضا في أسعارها‪ ،‬إال أن هذا االنخفاض في أسعار األبنية ينسحب أيضا على األرا�ضي الزراعية‪،‬‬ ‫وهو ما ال يمكن تبريره ســوى بزيادة املعروض منها للبيع مقابل قلة في الطلب‪ ،‬وهذا يتفق مع ما توصلنا إليه منذ قليل حول‬ ‫لجوء األهالي لبيع املمتلكات لتتمكن من اإلنفاق على الغذاء والضروريات (مع ضرورة اإلشــارة إلى تمســك عائالت الغوطة‬ ‫ً‬ ‫الشرقية تاريخيا وبحسب العادات والتقاليد باألرض وعدم بيعها‪ ،‬وهو ما يدلل‪ ،‬من جديد‪ ،‬على مدى سوء الحال الذي وصلت‬ ‫إليه أوضاعهم)‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫إعداد‪ :‬المركز السوري للدراسات واألبحاث | إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪www.dirasat.ws‬‬

‫العمل ومستويات الدخل‬ ‫ّ‬ ‫مرت أكثر من سنتين على غوطة دمشق الشرقية منذ إحكام قوات األسد حصارها علىيها‪ ،‬وقد بدأ الجميع هناك‪ ،‬من مؤسسات‬ ‫محلية ومنظمات مجتمع مدني وســكان‪ ،‬يدركون األهميــة الكبيــرة لالتجــاه نحــو تحريــك عجلــة العمــل واإلنتــاج فيهــا‪ ،‬وبخاصة‬ ‫اإلنتاج الزراعي‪ ،‬وهو األمل الوحيد الذي سوف ُيمكن املحاصرين من كسر حصارهم بأنفسم‪.‬‬ ‫يســاهم قطاع الزراعة لوحده اليوم في تأمين ما يزيد عن ‪ %75‬من فرص العمل القائمة في الغوطة الشــرقية‪ ،‬بينما تتقاســم‬ ‫قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات تأمين النسبة املتبقية من الفرص املوجودة (دون إغفال اإلشارة إلى وجود نسبة من‬ ‫العاملين خارج القطاعات السابقة‪ ،‬وبشكل خاص في العمل العسكري)‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫تشير أكثر التقديرات تفاؤال اليوم إلى أن ما ال يقل عن ‪ %60‬من الذكور‪ ،‬من األعمار ما بين (‪ )60-15‬عام‪ ،‬عاطلين عن العمل‪،‬‬ ‫حيث تعجز القطاعات االقتصادية عن تأمين فرص العمل لهم‪ ،‬كما ُيمكن القول أن نسبة النساء العامالت ال تتعدى ‪ %5‬في‬ ‫أحسن األحوال في كامل املنطقة املدروسة (يعملن بشكل رئي�سي في قطاع التعليم)‪.‬‬ ‫يصل دخل الفرد العامل في القطاع الزراعي إلى حدود ‪ 40‬ألف ليرة سورية في املتوسط‪ ،‬بينما يمكن القول أن متوسط دخل‬ ‫العاملين في القطاع الخدمي ال يتجاوز ‪ 25‬ألف ليرة سورية في معظم األحيان‪ ،‬أما فيما يتعلق بالقطاعين الصناعي والتجاري‬ ‫فتشير التقديرات إلى أن دخل العاملين فيه تتجاوز ‪ 30‬ألف ليرة سورية في املتوسط‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لقد شهدت منطقة الغوطة الشرقية خالل الفترة املاضية والدة أنشطة اقتصادية جديدة لم تكن موجودة سابقا‪ ،‬نشأت من‬ ‫مقتضيات الحاجة وضرورات مواجهة الحصار‪ ،‬وقد ساهمت هذه األنشطة بتشغيل أعداد من القوى العاملة‪ ،‬ويأتي على رأس‬ ‫هذه األنشطة الجديدة عمل الورش الناشئة لتبخير البالستيك وإنتاج املازوت والبنزين والغاز‪ ،‬أو أنشطة أخرى كتهريب السلع‬ ‫واملنتجات إلى داخل الغوطة الشرقية من املناطق املحيطة (وبخاصة مخيم الوافدين)‪ ،‬ويمكن القول أن متوسط الدخل في‬ ‫ً‬ ‫هذه األنشطة هو أعلى من متوسطات الدخول التي أشرنا لها سابقا‪ ،‬وهذا مرده إلى املخاطر العالية التي تكتنفها ممارسة‬ ‫هذين النشاطين‪ ،‬ففي األول مخاطر صحية عالية نتيجة استنشاق أبخرة سامة أثناء تبخير البالستيك‪ ،‬وفي الثانية مخاطر‬ ‫عالية قد تصل إلى حد املوت‪ ،‬حيث إمكانية تعرض العامل للقنص على أيدي قوات األسد في أي لحظة‪.‬‬ ‫في ضوء ما سبق من حديث في األسطر املاضية حول مستويات الدخول‪ ،‬ال ّبد لنا هنا من إعادة التذكير بمستويات تضخم‬ ‫أســعار مختلف املواد الغذائية وغير الغذائية (التي تحدثنا عنها في الفقرات الســابقة من هذا التقرير)‪ ،‬كما تجب اإلشــارة‬ ‫ً‬ ‫ات متعددة توصلنا لها تقول بأن حاجة عائلة مكونة من خمســة أشــخاص من االحتياجات األساســية (في حدها‬ ‫أيضا إلى تقدير ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫األدنى) هي في حدود ‪ 75‬ألف ليرة شهريا (حوالي ‪ 250‬دوالر تقريبا)‪ ،‬وهو ما يقودنا إلى وجود تناقض كبير ما بين دخول األفراد‬ ‫والعائالت‪ ،‬وما بين مستويات األسعار وحاجات األسرة األساسية‪ ،‬وهو ما دفعنا نحو البحث في املصادر التي تلجأ لها العائالت‬ ‫لتغطية هذه الفجوة‪ ،‬ما بين الدخل (إن ُوجد) واإلنفاق‪ ،‬ووجدنا أن هذه املصادر تتمثل بشكل رئي�سي في التالي (مرتبة بحسب‬ ‫أهميتها النسبية)‪:‬‬ ‫ •بيع بعض املمتلكات العائدة للعائلة إن وجدت (كاألرا�ضي والعقارات‪ ،‬وغيرها)‬ ‫ •تحويالت للعائلة ترد من خارج الغوطة الشرقية‬ ‫ •االستفادة من مساعدة العائلة‪ ،‬أو مساعدة مختلف مؤسسات املجتمع املحلي واملنظمات العاملة‬ ‫ •اإلنفاق من مدخرات ال تزال تحتفظ بها العائلة‬

‫‪23‬‬


‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار | الغوطة الشرقية‬

‫وفيما يتعلق بالشــق الحيواني‪ ،‬كانت الغوطة الشــرقية من أهم مناطق تربية الحيوانات في ســوريا‪ ،‬وبشــكل خاص األبقار‬ ‫ً‬ ‫والجمال واألغنام واملاعز‪ ،‬حيث كانت تمتلك أعدادا كبيرة منها‪ ،‬أما اليوم فإن أعداد الثروة الحيوانية قد تراجعت بشكل كبير‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وتشير تقديراتنا اليوم إلى أن الضرر الذي لحق بالثروة الحيوانية في الغوطة الشرقية يتجاوز ‪ % 90‬خالل السنوات السابقة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أس ما‬ ‫ومع ذلك ال تزال بســاتينها تحتفظ ببعض رؤوس املاشــية‪ ،‬حيث تشــير اســتطالعاتنا إلى وجود ما ال يقل عن ‪ 20‬ألف ر ٍ‬ ‫بين أبقار وأغنام وماعز بشكل رئي�سي‪ُ ،‬ويعاني مستثمروا رؤوس املاشية اليوم في الغوطة الشرقية من عقبات عديدة‪ ،‬أهمها‪:‬‬ ‫ •القصف املستمر الذي تقوم به قوات األسد‬ ‫ •غالء أسعار املحروقات‪ ،‬وبالتالي تكاليف عالية في استخراج املياه‪.‬‬ ‫ •قلة األدوية البيطرية وغالء أسعارها‬ ‫ •غالء أسعار األعالف‪ ،‬وبخاصة تلك الغنية بالبروتينات‬

‫ُ‬ ‫ً‬ ‫تشكل منتجات القطاع الزراعي‪ ،‬بشقيه النباتي والحيواني‪ ،‬مدخال لبعض الصناعات الغذائية التي ال زالت بعض منشآتها‬ ‫وورش إنتاجها قائمة في الغوطة الشرقية حتى اليوم‪ ،‬أو تلك التي تحترفها نساء املنطقة منذ قرون‪ ،‬ولعل أبرز ما يتم تصنيعه‪،‬‬ ‫ويعتمد السكان عليه في غذائهم‪ ،‬هو الصناعات التالية‪:‬‬ ‫ •صناعة الطحين من مختلف الحبوب املزروعة‪ ،‬وبخاصة القمح والشعير والذرة‪ ،‬واستخدامه في صناعة الخبز‬ ‫ •صناعة األلبان واألجبان باالعتماد على إنتاج الثروة الحيوانية من الحليب‬ ‫ •صناعة قمر الدين باالعتماد على إنتاج املشمش‬ ‫ •صناعة املخلالت من مختلف الخضار املتوفرة‪ ،‬وذلك على الرغم من املعاناة من الغالء الكبير في أسعار امللح‬ ‫ •تجفيف مختلف أنواع الخضار والفواكه املتوفرة في الغوطة الشرقية‪ ،‬الستهالكها في فترات الحقة‬ ‫ •صناعة املربيات من الفواكه‪ ،‬وذلك على الرغم من الغالء الكبير في أسعار السكر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وعلى الرغم من بساطة هذه املنتجات إلى أنها تشكل عونا وسندا للسكان املحاصرين في مواجهة الجوع‪ ،‬وبخاصة مع غياب‬ ‫ّ‬ ‫الكهرباء عن املدينة‪ ،‬حيث أن معظم هذه املنتجات يمكن حفظها دون تبريد‪ ،‬وهو ما ُيمكن الســكان من االســتفادة من فائض‬ ‫ً‬ ‫أي من الخضار أو الفواكه في مواسم إنتاجها‪ ،‬الستهالكها الحقا‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫إعداد‪ :‬المركز السوري للدراسات واألبحاث | إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪www.dirasat.ws‬‬

‫اإلنتاج‬ ‫ُ‬ ‫تعاني الغوطة الشــرقية اليوم من واقع اقتصادي صعب‪ ،‬فقد تســبب الحصار والقصف املتواصل في توقف جميع املعامل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الكبيرة‪ ،‬تقريبا‪ ،‬املوجودة في الغوطة الشرقية عن العمل‪ ،‬كما توقفت كثير من الورش كذلك نتيجة لغياب الكهرباء وغالء‬ ‫أسعار املحروقات‪.‬‬ ‫ُيشكل القطاع الزراعي اليوم عماد اقتصاد الغوطة الشرقية املحاصرة‪ ،‬حيث يعتمد السكان بشكل رئي�سي على مخرجاته في‬ ‫غذائهم‪ ،‬ويمكن مالحظة تحسن هذا القطاع بشكل تدريجي منذ بدء الحصار‪ ،‬فقد وصل اإلنتاج الزراعي إلى مستويات جيدة‪،‬‬ ‫وبخاصة بعد نجاح استخالص املحروقات من املخلفات البالستيكية‪ ،‬الذي ساهم بانخفاض أسعار املازوت والبنزين‪ ،‬املترافق‬ ‫مع توسع املزارعين في مشاريع إنتاج غاز امليثان من املخلفات الحيوانية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تتجاوز مساحة املنطقة التي تسيطر عليها املعارضة في الغوطة الشرقية الـ ‪ 200‬كيلو متر مربع‪ ،‬ومن هذه املساحة اإلجمالية‬ ‫ً‬ ‫ال تقل مساحة األرا�ضي الزراعية والبعيدة نوعا ما عن مناطق االشتباك عن الثلث‪ ،‬أي ما ُيقدر بحوالي ‪ 70‬كيلو متر مربع‬ ‫اض زراعية خصبة‪ ،‬معظمها ُمستغلة اليوم ويتم زراعتها‪.‬‬ ‫(‪ 7000‬هكتار)‪ ،‬وهي بمجملها أر ٍ‬ ‫وعلى الرغم من التحســن الذي يشــهده اإلنتاج الزراعي في الغوطة الشــرقية هذه األيام‪ ،‬مقارنة بمرحلة بدء الحصار‪ ،‬إال أن‬ ‫أســعار مخرجات هذا القطاع ال زالت خارج إمكانات نســبة كبيرة من الســكان املحاصرين‪ ،‬ومرد ذلك بشــكل رئي�ســي إلى االرتفاع‬ ‫ً‬ ‫الحاد بأسعار البذار‪ ،‬إضافة إلى ارتفاع أسعار املحروقات بنسب كبيرة (حيث يتسبب بارتفاع تكاليف الري والنقل بشكل‬ ‫كبير)‪.‬‬ ‫أهم مخرجات القطاع الزراعي اليوم (بشقه النباتي) والتي يعتمد عليها السكان املحاصرون في غذائهم هي‪:‬‬ ‫ •محاصيل الحبوب‪ ،‬وعلى رأسها القمح والشعير والذرة‬ ‫ •منتجات األشجار املثمرة‪ ،‬وعلى رأسها أشجار املشمش والزيتون والتين والخوخ واإلجاص‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ •الخضار الحقلية‪ ،‬الصيفية والشتوية‪ ،‬ويمكن القول أن أهم الخضار إنتاجا اليوم في الغوطة الشرقية هي‪:‬‬

‫الخضارالصيفية‬

‫الخضارالشتوية‬

‫الكوسا‬

‫الزهرة‬

‫البندورة‬

‫امللفوف‬

‫الباذنجان‬

‫الفول‬

‫الخيار‬

‫السبانخ‬

‫الفاصولياء‬

‫السلق‬

‫‪25‬‬


‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار | الغوطة الشرقية‬

‫البنى التحتية‬ ‫لقد تعرضت البنى التحتية املتنوعة في مختلف أرجاء الغوطة الشرقية إلى دمار كبير (ال توجد إحصاءات دقيقة لحجمه)‪ ،‬وهي‬ ‫حملة تدمير ممنهج يتبعها نظام األسد لم تتوقف لليوم‪.‬‬ ‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار‬ ‫إعداد‪ :‬املركز السوري للدراسات واألبحاث‬ ‫الشرقيةـرقية كجزء واحد‪ ،‬حيث يوجد تفاوت فيما بين مناطقها‬ ‫الغوطة الشـ‬ ‫في‬ ‫اليوم‬ ‫الدمار‬ ‫ـتويات‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫عن‬ ‫الحديث‬ ‫الصعب‬ ‫إحدى مؤسساتمن‬ ‫الغوطة‬ ‫منظومة وطن‬ ‫املختلفة بمستويات الدمار‪ ،‬وذلك حسب‬ ‫ـف‪:‬الــذي تعرضت لــه مناطقها‬ ‫البنىالقصـ‬ ‫وتيــرة‬ ‫التحتية‬ ‫تقدير حجم الضرر في شبكات البنى التحتية‬ ‫التحتيةأنه يمكن‬ ‫البنىـابقة‪ ،‬إال‬ ‫األعوام السـ‬ ‫خاللتلف‬ ‫املتنوعةمنفي مخ‬ ‫خاللتعرضت‬ ‫لقد‬ ‫(الـطي‬ ‫كبيرلوسـ‬ ‫دمارراتنــا‬ ‫الشرقيةعلـإلىـى تقدي‬ ‫ـاور اإلطــاع‬ ‫أرجاءـكل املجـ‬ ‫الشـ‬ ‫توجد‬ ‫الغوطة‬ ‫شبكات الكهرباء‬ ‫‪10‬‬ ‫حملةالبنى‬ ‫ـف بنــود‬ ‫تعرضت لــه‬ ‫الدمــار الـ‬ ‫تدمير‬ ‫مختلـوهي‬ ‫لحجمه)‪،‬‬ ‫إحصاءاتـذيدقيقة‬ ‫‪8‬‬ ‫الكهرباء‬ ‫محطات‬ ‫‪8‬المرافق التعليمية‬ ‫‪6‬‬ ‫لليوم‪.‬بنـ ًـاء‬ ‫تتوقفوذلــك‬ ‫ـرقية ككل‪،‬‬ ‫نظامـة الشـ‬ ‫يتبعهاالغوطـ‬ ‫ممنهجـة فــي‬ ‫التحتيـ‬ ‫‪8‬‬ ‫األسد لم‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫على استطالعات ميدانية قمنا بها‪.‬‬ ‫ُمن الصعب الحديث عن مستويات الدمار اليوم‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫يمكــن مالحظــة أن أكثــر بنــود البنــى التحتيــة‬ ‫المرافق الصحية‬ ‫شبكات االتصاالت‬ ‫‪0‬‬ ‫الغوطة الشرقية كجزء واحد‪ ،‬حيث يوجد‬ ‫في ً‬ ‫تعرضــا للدمار كانت املرافــق الصحيــة‪ ،‬وعلى‬ ‫تفاوت فيما بين مناطقها املختلفة بمستويات‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الذيالعامــة‬ ‫القصفشــافي‬ ‫وتيرةـة تأتــي امل‬ ‫الصحيـ‬ ‫وذلكفــق‬ ‫الدمار‪،‬ـذه املرا‬ ‫رأس هـ‬ ‫تعرضت‬ ‫حسب‬ ‫شبكات مياه الشرب‬ ‫شبكات الطرق‬ ‫ـنوات‬ ‫على مـ‬ ‫كانت‬ ‫مناطقهاالتــي‬ ‫والخاصــة‪،‬‬ ‫يمكن‬ ‫ـدى الإالسـأنه‬ ‫السابقة‪،‬‬ ‫األعوام‬ ‫خالل‬ ‫له‬ ‫ً‬ ‫صــف‬ ‫املجاورتــة للق‬ ‫أهدافــا ثاب‬ ‫املاضيــة‬ ‫منـاث‬ ‫الثـ‬ ‫شبكات الصرف‬ ‫قبلراتنا‬ ‫علىمــنتقدي‬ ‫اإلطالع‬ ‫الشكل‬ ‫خالل‬ ‫الصحي‬ ‫املثال‪ ،‬يوجد‬ ‫الذيـبيل‬ ‫فعلى سـ‬ ‫لوسطياأل اســد‪،‬‬ ‫قوات‬ ‫مختلفأربعبنود‬ ‫تعرضت له‬ ‫لدمار‬ ‫ـرقية‪،‬‬ ‫الغوطةطــة الشـ‬ ‫ـي الغو‬ ‫البنىـافي عامــة‬ ‫مشـ‬ ‫وجميعهابناء‬ ‫ككل‪ ،‬وذلك‬ ‫الشرقية‬ ‫التحتيةفـفي‬ ‫ُمالحظة‪ :‬الرقم ‪ 10‬يُشير إلى دمار شامل ‪ /‬الرقم ‪ 0‬يُشير إلى عدم وجود دمار‬ ‫بها‪.‬ي الغوطة‬ ‫قمناتحو‬ ‫ميدانيةكما‬ ‫استطالعاتـار كبير‪،‬‬ ‫علىتعرضــت لدمـ‬ ‫قــد‬ ‫ً‬ ‫عددا من املشــافي الخاصة التي كانت هي األخرى‬ ‫يمكن ًمالحظة أن أكثر بنود البنى التحتية تعرضا للدمار كانت املرافق الصحية‪ ،‬وعلى رأس هذه املرافق الصحية تأتي املشافي‬ ‫أهدافا للقصف وتعرضت ألضرار بالغة‪.‬‬ ‫أهدافا ثابتة للقصف من قبل قوات األسد‪ ،‬فعلى سبيل املثال‪،‬‬ ‫العامة والخاصة‪ ،‬التي كانت على مدى السنوات الثالث املاضية ً‬ ‫املشافيوبالفعل‬ ‫االستفادة منها‪،‬‬ ‫السكان‬ ‫تمكين‬ ‫هدفه واضحا‬ ‫الصحية كان‬ ‫الغوطةرافق‬ ‫األسدفيلهذه امل‬ ‫قوات‬ ‫استهداف‬ ‫إن‬ ‫تحوي‬ ‫الخاصة‬ ‫منعددا من‬ ‫الغوطة‬ ‫بعدمكما‬ ‫ويتمثلكبير‪،‬‬ ‫تعرضت‪ ،‬لدمار‬ ‫وجميعها قد‬ ‫الشرقية‪،‬‬ ‫عامة‬ ‫مشافي‬ ‫أربع‬ ‫يوجد‬ ‫ً‬ ‫األيام ومتوقفة عن العمل‪.‬‬ ‫مهجورةرارهذه‬ ‫للقصف(تقريبا)‬ ‫والخاصة‬ ‫األخرىالعامة‬ ‫املشافي‬ ‫بالغة‬ ‫ألض‬ ‫وتعرضت‬ ‫أهدافا‬ ‫هذههي‬ ‫جميعكانت‬ ‫‪.‬‬ ‫التي‬ ‫ً‬ ‫شبكات الصرف الصحي وشبكات مياه الشرب كانت أقل بنود البنى التحتية دمارا في املنطقة‪ ،‬فيما يتعلق بشبكات الصرف‬ ‫إن استهداف قوات األسد لهذه املرافق الصحية كان هدفه واضحا‪ ،‬ويتمثل بعدم تمكين السكان من االستفادة منها‪ ،‬وبالفعل‬ ‫الصحي تتولى املجالس املحلية املوجودة في الغوطة الشرقية اليوم مهمة صيانتها (ضمن إمكانياتها املحدودة) ومعظم أجزاء‬ ‫جميع هذه املشافي العامة والخاصة (تقريبا) مهجورة هذه األيام ومتوقفة عن العمل‪.‬‬ ‫هذه الشبكات تعمل‪ ،‬أما فيما يتعلق بشبكات مياه الشرب فتوجد صعوبات كبيرة لالستفادة منها في ضخ املياه للسكان في‬ ‫البنى التحتية دمارا في املنطقة‪ ،‬فيما يتعلق بشبكات الصرف‬ ‫أقل بنود‬ ‫املحروقاتكانت‬ ‫مياه الشرب‬ ‫وشبكات‬ ‫الصحي‬ ‫الصرف‬ ‫الطاقة‪.‬‬ ‫ووسائل‬ ‫أسعار‬ ‫الكبير في‬ ‫الغالء‬ ‫شبكاتنتيجة‬ ‫الشبكة‬ ‫الصحي تتولى املجالس املحلية املوجودة في الغوطة الشرقية اليوم مهمة صيانتها (ضمن إمكانياتها املحدودة) ومعظم أجزاء هذه‬ ‫الشبكات تعمل‪ ،‬أما فيما يتعلق بشبكات مياه الشرب فتوجد صعوبات كبيرة لالستفادة منها في ضخ املياه للسكان في الشبكة‬ ‫نتيجة الغالء الكبير في أسعار املحروقات ووسائل الطاقة‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫الخدمات األساسية‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫الكهرباء‬


‫إعداد‪ :‬المركز السوري للدراسات واألبحاث | إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪www.dirasat.ws‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬الواقع المعيشي والخدمي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يفرض حصار قوات األسد على الغوطة الشرقية واقعا معيشيا وخدميا صعبا‪ ،‬يفاقمه استمرار قصفها بشتى أنواع األسلحة‪،‬‬ ‫حيث أدى القصف املتواصل على مدى السنوات الثالث السابقة إلى إحداث أضرار كبيرة في مختلف البنى التحتية واملرافق‬ ‫الخدمية التي كانت موجودة في مختلف مدن وبلدات الغوطة‪.‬‬ ‫من الواضح ألي مراقب أنه ال توجد أي أهداف عسكرية لهذا القصف املستمر الذي تشهده الغوطة الشرقية‪ ،‬كما يبدو‬ ‫ً‬ ‫واضحا وبكل تأكيد أن األهداف الوحيدة له تتمثل في االنتقام من عشرات آالف املدنيين املوجودين فيها اليوم‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫هدف نظام األسد في جعل مهمة املؤسسات الجديدة التابعة للمعارضة والتي نشأت في ظل األزمة‪ ،‬ورغبتها في سد الفراغ الذي‬ ‫ً ً‬ ‫سببه غياب املؤسسات الحكومية صعبا جدا‪ ،‬مما يمكنه في إحكام حصاره على املنطقة وتحقيق أهدافه في تجويع املدنيين‪.‬‬

‫‪ -26‬الطفلة رهف طه التي تم إخرجها من تحت أنقاض منزلها الذي قصفته طائرات األسد‬ ‫ق�ضى قصف طائرات األسد على والد رهف وإخوتها‪ ،‬وقد تم إلتقاط هذه الصورة في مدينة دوما بتاريخ ‪ ،2015/8/23‬مصدر الصورة هنا‪.‬‬ ‫‪27‬‬


‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار | الغوطة الشرقية‬

‫السكان عن الحصول على مياه الشرب‪ ،‬فكانت مبادرة الكثير من املنظمات والهيئات واملجالس املحلية باللجوء نحو تركيب‬ ‫مضخات يدوية ّ‬ ‫(كباس) الســتخراج املياه من اآلبار في مختلف مناطق الغوطة‪ ،‬ما سـ ّـهل على الكثير من الســكان الحصول على‬ ‫احتياجاتهم من املياه‪ ،‬وذلك على الرغم من الجهد واملشقة التي يتحملونها‪.‬‬ ‫أما فيما يتعلق بمياه الغسيل واالستحمام‪ ،‬يقوم كثير من األهالي باالشتراك في احدى الغاطسات املوجودة في أحيائهم للحصول‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫على املياه‪ ،‬حيث يتم ضخ املياه في خران كل منزل ُ(مشترك في العملية) مقابل مبلغ من املال يدفع اسبوعيا أو شهريا‪ ،‬وهذا املبلغ‬ ‫هو عبارة عن تقسيم ثمن املحروقات الالزمة لتوليد الطاقة الكهربائية الالزمة لتشغيل الغاطسة الستخراج املياه وضخها في‬ ‫الخزانات‪ ،‬على عدد املنازل في الحي التي تشــترك في العملية‪ ،‬أما العائالت التي ال تســتطيع تحمل دفع هذا املبلغ فال تجد أمامها‬ ‫من حل سوى تعبئة املياه من املضخة اليدوية ّ‬ ‫«الكباس» وحملها إلى املنزل‪ ،‬مع العلم أن املضخة قد تكون بعيدة عن املنزل‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وهو ما يشكل مشقة كبيرة على السكان‪.‬‬ ‫شبكات الصرف الصحي هي األخرى قد تعرضت ألضرار متفاوتة بين منطقة وأخرى‪ ،‬إال أنها تعمل في أغلب مناطق الغوطة‬ ‫الشرقية بشكل عام‪ ،‬وذلك بفضل أعمال الصيانة التي تقوم بها املجالس املحلية املختلفة ملدن وبلدات الغوطة الشرقية‪.‬‬

‫«الصحة»‬ ‫يتعرض القطاع الصحي في الغوطة الشرقية لضغط كبير بنتيجة القصف املتواصل الذي تتعرض له‪ ،‬واألعداد الكبيرة من‬ ‫ُ‬ ‫الجرحى والشــهداء واإلعاقات التي يســببها هذا القصف‪ ،‬وذلك كله في ظل حصار خانق تعيشــه املنطقة‪ ،‬وتحرم فيه من إدخال‬ ‫مختلف املستلزمات واملعدات الطبية‪.‬‬ ‫يوجد في الغوطة الشرقية اليوم عدة جهات فاعلة في القطاع الصحي‪ ،‬تقوم بجهود جبارة لتأمين مختلف الخدمات الصحية‬ ‫واالحتياجات الطبية التي يفرضها وجود أكثر من ‪ 93‬ألف عائلة في املنطقة‪ ،‬ويأتي على رأس هذه الجهات املكتب الطبي الثوري‬ ‫ً ً‬ ‫املوحد‪ ،‬والذي ُيشرف على حوالي ‪ 35‬مركزا طبيا (ما بين نقطة طبية ومشفى)‪ ،‬يتوزعون في مختلف مدن وبلدات الغوطة‬ ‫ً‬ ‫الشــرقية‪ ،‬وهي جميعها تقدم مختلف خدماتها مجانا للســكان املحاصرين‪ ،‬يضاف لهذه الجهود جهود اتحاد األطباء الســوريين‬ ‫األحرار‪ ،‬وجهود بعض مؤسسات املجتمع املدني واملنظمات التي يتبع لها عدد من النقاط الطبية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تعانــي الغوطــة الشــرقية اليــوم بســبب الحصــار مــن غيــاب الكثير من الركائــز الضرورية لعمل القطاع الصحي بالشــكل األفضل‪،‬‬ ‫وسوف نحاول اإلضاءة في األسطر التالية على أبرز النقاط في واقع هذا القطاع الهام‪:‬‬

‫ •األدوية واملستلزمات واملعدات الطبية‪:‬‬

‫ُ‬ ‫تعاني الغوطة من نقص كبير من مختلف أنواع األدوية واملستلزمات الطبية ودون أي استثناء‪ ،‬حيث أن املصدر الوحيد لها‬

‫‪28‬‬


‫إعداد‪ :‬المركز السوري للدراسات واألبحاث | إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪www.dirasat.ws‬‬

‫الخدمات األساسية‬ ‫«الكهرباء»‬

‫ً ً‬ ‫تشهد جميع مدن وقرى وبلدات الغوطة الشرقية انقطاعا تاما للكهرباء (من الشبكات الحكومية الرئيسية) منذ ما يقارب‬ ‫الثالث سنوات‪ ،‬وهو ما دفع األهالي إلى االعتماد على املولدات الخاصة للحصول على الطاقة الكهربائية‪ ،‬إال أن االرتفاع الكبير‬ ‫ُ‬ ‫في أسعار املحروقات حرم الكثير من العائالت من الكهرباء‪ ،‬حيث تشير تقديراتنا إلى أن أكثر من ‪ % 60‬من األسر املوجودة في‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الغوطة الشرقية اليوم ال تتمكن من الحصول على الكهرباء نهائيا (ولو حتى ملدة ساعة واحدة يوميا)‪ ،‬وبقية األسر املوجودة قد‬ ‫ً‬ ‫تستطيع تحمل نفقة تشغيل املولدات للحصول على الكهرباء لفترة محدودة يوميا‪ ،‬قد ال تتجاوز ساعة من الزمن‪.‬‬ ‫تعرضت محطات الكهرباء لضرر كبير نتيجة تكرار قصفها من قبل قوات األسد‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة لشبكات الكهرباء‪ ،‬حيث‬ ‫تعرضت شبكات التوتر العالي واملتوسط في الغوطة لضرر كبير‪ ،‬بينما كان حجم الضرر أقل بالنسبة لشبكات التوتر املنخفض‬ ‫داخل املدن والبلدات‪ ،‬وهو ما دفع املجتمع املحلي في بعض مدن الغوطة الشرقية إلى االستفادة من هذه الشبكات‪ ،‬ففي مدينة‬ ‫ً‬ ‫دوما مثال يقوم املجلس املحلي بصيانة وتأجير أجزاء من الشبكة ملستثمرين من أبناء املنطقة يمتلكون مولدات كبيرة لتوليد‬ ‫الكهرباء‪ ،‬حيث يقوم هؤالء بتشغيل مولداتهم لكي يتمكن األهالي من الحصول على الطاقة الكهربائية عبر الشبكة املحلية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ويقوم هؤالء املستثمرون بتحصيل مبالغ مالية من العائالت (حوالي ‪ 1300‬ليرة سورية‪ ،‬أي ما يقارب ‪ 4.5‬دوالر أسبوعيا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مقابل كل واحد أمبير)‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن فترة سريان الكهرباء في الشبكة ال تتجاوز في كثير من األحوال ساعة واحدة يوميا‪،‬‬ ‫حيث يتم االستفادة من الكهرباء بهذه الحالة بشكل رئي�سي في شحن البطاريات أو تشغيل الغاطسات الكهربائية الستخراج‬ ‫مياه الشرب‪ ،‬ويقوم في املقابل هؤالء املستثمرون بدفع رسوم للمجلس املحلي لقاء استخدام الشبكة العامة‪.‬‬

‫«املاء والصرف الصحي»‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫تعاني املنطقة من انقطاع املياه من الشبكات الرئيسية الداخلة إليها منذ بدء الحصار تقريبا‪ ،‬ما اضطر األهالي لالعتماد على‬ ‫اآلبار للحصول على مياه الشرب ومياه الغسيل واالستحمام‪.‬‬ ‫تعرضت شبكات نقل مياه الشرب في املنطقة ألضرار متفاوتة بين املناطق املختلفة‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك تحاول بعض املجالس‬ ‫املحليــة إج ـراء بعض عمليات الصيانة لهذه الشــبكات ملحاولــة االســتفادة منهــا‪ ،‬فعلى ســبيل املثــال يقــوم املجلس املحلــي لبلدة‬ ‫ً‬ ‫مسرابا بعملية ضخ املياه في الشبكة لثالث مرات أسبوعيا وفي أوقات محددة ليستفيد منها السكان في تلبية احتياجاتهم من‬ ‫املياه‪.‬‬ ‫إن غياب الكهرباء عن املنطقة‪ ،‬والحصار‪ ،‬وما تسبب به من غالء كبير في أسعار املشتقات النفطية‪ ،‬ساهم بعجز الكثير من‬

‫‪29‬‬


‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار | الغوطة الشرقية‬

‫ً‬ ‫الكبيرة واملشافي العاملة تقريبا‪ ،‬إال أنه ال يوجد اليوم في كامل املنطقة املحاصرة أي مخبر هرموني‪ ،‬أو أي مخبر للتشريح املر�ضي‪.‬‬

‫ •النقل الطبـي‪:‬‬ ‫تسبب القصف املتواصل الذي تعرضت له املنطقة في دمار معظم وسائل النقل الطبي املجهزة التي كانت موجودة في املنطقة‪،‬‬ ‫وهو ما اضطر القائمين على القطاع الصحي إلى العمل على استخدام بعض السيارات املغلقة (فان) وتجهيزها ‪ -‬في الحد األدنى‬ ‫ للقيام بوظيفة اإلسعاف ونقل املر�ضى واملصابين‪.‬‬‫أبرز الصعوبات التي تعاني منها منظومات اإلسعاف العاملة في الغوطة اليوم هي نقص السيارات‪ ،‬وغالء أسعار املشتقات‬ ‫ً‬ ‫النفطية أو ندرتها في بعض األحيان‪ ،‬ويضاف لها مشكلة استهداف الطيران الحربي لها وبخاصة عند العمل ليال‪.‬‬

‫ •انتشاراألوبئة‪:‬‬ ‫تنتشر في الغوطة الشرقية اليوم عدد من األمراض واألوبئة‪ ،‬وعلى رأسها أمراض الحمى التيفية واملالطية والتهاب الكبد الوبائي‬ ‫(وأســبابها الرئيســية تتمثل في اضطرار الســكان الســتخدام مصادر مياه غير آمنة ســواء للشــرب أو الري)‪ ،‬كما أشــارت بعض‬ ‫املصادر إلى انتشار أنواع جديدة من الحمى غير ُمفسرة األسباب‪.‬‬

‫ •األمراض املزمنة‪:‬‬ ‫توجد مشــكلة كبيرة في تأمين املســتلزمات الطبية والدوائية الالزمة ملر�ضى األمراض املزمنة‪ ،‬وهو ما يتســبب في كثير من األحيان‬ ‫في وفاة املر�ضى نتيجة نقص الدواء‪.‬‬ ‫وكمثال على معاناة مر�ضى األمراض املزمنة يمكن إيراد حالة مر�ضى القصور الكلوي املزمن‪ ،‬فعلى الرغم من وجود أكثر من ‪93‬‬ ‫ألف عائلة في الغوطة الشرقية اليوم (أي أكثر من ‪ 465‬ألف فرد بحسب تقديراتنا) ال يتوفر فيها إال مركز واحد لغسيل الكلى‬ ‫يوجد في مدينة دوما‪ ،‬وعلى الرغم من قيام املركز بـ ‪ 1563‬جلسة غسيل في العام ‪ ،2014‬إال أن الحاجة أكبر من ذلك بكثير‪،‬‬ ‫وهو ما يتسبب بمعاناة كبيرة يعيشها املر�ضى‪.‬‬

‫ •األجهزة الطبية‪:‬‬

‫ّ‬ ‫إن مــن أكبــر املعضــات التــي تواجــه كامل القطاع الصحي والقائمين عليه في الغوطة الشــرقية هي عنــد تعطــل أحــد األجهزة‬ ‫املوجودة‪ ،‬حيث من الصعب (إن لم نقل من املستحيل) إجراء الصيانة لكثير من األجهزة‪.‬‬ ‫فعلى سبيل املثال‪ ،‬يتوفر في املنطقة عدد من أجهزة الرنين املغناطي�سي إال أنها جميعها معطلة‪ ،‬وال توجد أي إمكانيات إلجراء‬ ‫صيانة لها‪ ،‬وبالتالي فكامل الغوطة الشرقية اليوم ال يتوفر فيها جهاز يعمل للرنين املغناطي�سي‪ ،‬وما ينطبق على أجهزة الرنين‬ ‫املغناطي�سي ينطبق على الكثير من األجهزة الطبية املوجودة في املنطقة‪.‬‬

‫‪30‬‬


‫إعداد‪ :‬المركز السوري للدراسات واألبحاث | إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪www.dirasat.ws‬‬

‫هو ما يتم تهريبه من خارجها‪ ،‬بسبب حصار قوات األسد‪ ،‬وفي ظل هذا النقص الكبير يتم التركيز من قبل الجهات العاملة على‬ ‫ً‬ ‫تأميــن املــواد الالزمــة للعمــل الطبــي وفقا ألولويات محددة‪ ،‬فاألولوية اليوم أمام هذه الجهات هــي لتأمين مــواد التخديــر الالزمة‬ ‫للعمليات الجراحية والسيرومات‪ ،‬واملضادات الحيوية واملسكنات‪ ،‬إضافة إلى الخيوط الجراحية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تعتبر مشكلة نقص مختلف أنواع السيرومات من أهم املشاكل التي يعاني منها القطاع الصحي في الغوطة الشرقية اليوم‪ ،‬وقد‬ ‫نجحت بعض الجهات بتصنيع ســيرومات في الداخل إال أنها لم تكن ضمن املعايير الطبية الالزمة‪ ،‬ومع ذلك يتم اللجوء إلى‬ ‫استخدام هذه السيرومات في حاالت استثنائية‪ ،‬وحين تنعدم أية بدائل أمامهم‪.‬‬ ‫توجد محاوالت أخرى في الغوطة الشرقية لإلنتاج الطبي تستوجب التوقف عندها‪ ،‬وتقديرها‪ ،‬فالحصار فرض على املنطقة‬ ‫ً‬ ‫اللجوء إلى االعتماد على الذات ما أمكن‪ ،‬فتم االســتغناء بشــكل كامل تقريبا عن إدخال الشــاش من خارجها‪ ،‬حيث توجد‬ ‫اليــوم ثالثــة معامــل لتصنيعــه فــي الغوطــة املحاصــرة‪ ،‬كما يوجد معملين في املنطقة اليوم لتصنيع بعض األدوية البســيطة ضمن‬ ‫ً‬ ‫اإلمكانات املحدودة املوجودة بين أيديهم‪ ،‬كما يتم تصنيع بعض املستحضرات الطبية (كالبوفيدون مثال)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫محاوالت التصنيع في الداخل لم تقتصر على ما ذكرناه سابقا‪ ،‬فالنقص الكبير باملعدات الجراحية دفع بعض الجهات‬ ‫(كمؤسسة غراس النهضة) نحو إنتاج بعض املعدات الالزمة للمشافي والعمل الجراحي‪ ،‬فعلى سبيل املثال تم إنتاج مبعدات‬ ‫جراحية ومثبتات عظمية‪ ،‬وتوجد محاوالت لتطوير التجربة باستمرار‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تشير بعض التقديرات إلى أن حوالي ثلث العمليات الجراحية التي تجرى اليوم في الغوطة الشرقية هي عمليات البتر‪ ،‬وهو‬ ‫ً‬ ‫مــا يعنــي وجــود حاجة كبيرة لألطراف الصناعية التي من الصعب جــدا إدخالهــا من خــارج الغوطة‪ ،‬وهــو ما دفع بعــض الجهات‬ ‫نحــو تصنيــع أط ـراف صناعيــة فــي الداخــل‪ ،‬وعلــى الرغــم أن هــذه املنتجة هناك ال يمكن مقارنتهــا باألطراف الصناعية التي تنتج في‬ ‫املعامل الكبيرة في العالم‪ ،‬إال أنها تساعد املريض على استعادة بعض الوظائف التي خسرها بنتيجة فقدانه ألحد أطرافه‪ ،‬وهي‬ ‫محاوالت تستحق االحترام والتقدير مهما كانت نتائجها في ظل انعدام معظم املقومات‪ ،‬كما يجب العمل على دعمها وتطويرها‪.‬‬

‫ •الكوادرالطبية‪:‬‬

‫ُ‬ ‫تعاني الغوطة الشرقية اليوم من نقص كبير في الكوادر الطبية‪ ،‬وبخاصة في االحتصاصات النوعية‪ ،‬حيث يوجد نقص حاد في‬ ‫األطباء من اختصاصات العصبية والتخدير وجراحة األوعية الدموية بشكل خاص‪.‬‬ ‫إن الشح في الكوادر الطبية املوجود في املنطقة أصبح يضطر الجهات العاملة إلى االعتماد على بعض طالب الطب الذين لم‬ ‫ينهوا دراستهم واملنقطعين عنها بسبب الحصار‪ ،‬حيث يتم تدريبهم واالستفادة منهم‪ ،‬كما قام اتحاد األطباء السوريين األحرار‬ ‫بتجربة ناجحة لتأســيس معهد تمريض لتخريج ممرضين لتعويض النقص الكبير املوجود (يشــار إلى أن مدة الدراســة في املعهد‬ ‫ً‬ ‫سنتين‪ ،‬يتم قبول املتقدمين وفقا ملعايير محددة‪ ،‬وسوف يتم تخريج الدفعة األولى منه في الفترة القريبة القادمة)‪.‬‬

‫ •املخابرالطبية‪:‬‬ ‫يتوفر في الغوطة الشرقية اليوم عدد من املخابر الالزمة لعمل القطاع الصحي‪ ،‬حيث يتوفر مخبر طبي في معظم املراكز الطبية‬

‫‪31‬‬


‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار | الغوطة الشرقية‬

‫املنطقة‪ ،‬وإلى اليوم ال تزال االتصاالت األرضية مقطوعة بالكامل عن كافة مدن وبلدات الغوطة الشرقية‪ ،‬هذا باإلضافة إلى‬ ‫تعرض شبكاتها ومقاسمها إلى أضرار كبيرة نتيجة القصف املستمر‪.‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬إذا ما أردنا الحديث عن خدمات اإلنترنت والخيارات املتاحة أمام السكان‪ ،‬فيمكن القول أنها محدودة للغاية‪ ،‬فهم‬ ‫إمــا يلجــأون الســتخدام االنترنــت عبــر إحــدى شــبكتي الهاتــف املحمــول‪ ،‬على الرغم من ضعف اإلشــارة ورداءة الجودة‪ ،‬أو يمكنهم‬ ‫الحصول على خدمات انترنت (مأجورة) من بعض املقاهي املوجودة في مناطق الغوطة الشرقية والتي تستخدم أجهزة إنترنت‬ ‫فضائي‪.‬‬

‫«النقل»‬ ‫ال يوجد في الغوطة الشرقية اليوم ما يمكن القول عنه أنه نظام أو شبكة للنقل العام فيها‪ ،‬وذلك على الرغم من وجود مبادرات‬ ‫متفرقة من بعض الهيئات أو املجالس املنتشرة في مختلف مناطق الغوطة املحاصرة‪.‬‬ ‫يوجد اليوم في املنطقة بعض وسائل النقل الجماعي (باصات أو سرافيس صغيرة)‪ ،‬بأعداد قليلة‪ ،‬تتولى عملية نقل الركاب‬ ‫في داخل املدن أو ما بين مدن وبلدان الغوطة الشرقية‪ ،‬وهي تعمل على املازوت بشكل رئي�سي‪ ،‬وهو ما يجعل من تكلفة النقل‬ ‫ً‬ ‫وسعر الخدمة مرتفعا على السكان املحاصرين‪ ،‬فعلى سبيل املثال إذا أراد أحد السكان التنقل من مدينة دوما إلى بلدة حمورية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مثال‪ ،‬وهي مسافة ال تزيد عن خمسة كيلومترات تقريبا‪ ،‬يدفع الراكب ‪ 150‬ليرة سورية تقريبا (حوالي نصف دوالر)‪.‬‬ ‫أمــا فيمــا يتعلــق بنقل البضائع‪ ،‬توجد بعض الســيارات الخاصة التــي تقوم بهــذه املهمــة (باإلضافــة إلى عــودة انتشــار الكثير من‬ ‫العربات التي تجرها الخيول والبغال في املنطقة نتيجة غالء املحروقات) وما تجدر اإلشارة إليه‪ّ ،‬أن غالء تكلفة النقل تؤثر‬ ‫بشكل كبير في سعر املنتجات‪ ،‬فعلى سبيل املثال إذا ما أراد الفالح نقل اإلنتاج من أرضه إلى السوق بالسيارة ملسافة خمسة‬ ‫ً‬ ‫كيلومترات مثال فإنه يضطر لدفع حوالي ‪ 15‬ألف ليرة سورية (حوالي ‪ 50‬دوالر)‪ ،‬وهو ما ينعكس في النهاية على سعر املنتج في‬ ‫السوق‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫إعداد‪ :‬المركز السوري للدراسات واألبحاث | إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪www.dirasat.ws‬‬

‫«التعليم»‬ ‫ُيعاني قطاع التعليم‪ ،‬كغيره من القطاعات‪ ،‬من الواقع الصعب القائم في الغوطة الشرقية اليوم‪ ،‬ولعل أبرز املشاكل التي‬ ‫تعترض عمل هذا القطاع تتمثل بالقصف الهمجي واملتواصل الذي تتعرض له املنطقة والذي يستهدف كل �شئ فيها‪ ،‬حتى‬ ‫املدارس لم تسلم من أذى طيران وقذائف األسد‪.‬‬ ‫توجد في الغوطة الشــرقية اليوم حوالي ‪ 187‬منشــأة تعليمية‪ ،‬يتوزعون ما بين مدرســة ومركز تعليمي‪ 157 ،‬منها هي مدارس‬ ‫ً‬ ‫عامة تتبع مباشرة ملديرية التربية والتعليم في ريف دمشق (التابعة لوزارة التربية والتعليم في الحكومة املؤقتة)‪ ،‬التي تتولى‬ ‫عملية اإلشراف التربوي واإلداري على قطاع التعليم في الغوطة الشرقية‪ ،‬والبقية هي عبارة عن ‪ 30‬مركز تعليمي تتبع ملنظمات‬ ‫ً‬ ‫املجتمع املدني ومؤسســات أهلية أخرى‪ ،‬جميعها تســتقبل الطــاب مجانــا‪ ،‬ويتــم تدريــس الطــاب‪ ،‬فــي جميــع املــدارس واملراكز‬ ‫ً‬ ‫التعليمية‪ ،‬املنهاج السوري (الذي كان ُيستخدم سابقا) وذلك بعد حذف مادة القومية وإزالة بعض الشوائب التي تعتريه‪.‬‬ ‫من أصل ‪ 157‬مدرسة تابعة ملديرية التربية والتعليم في ريف دمشق (الحكومة املؤقتة) نجد ‪ 132‬مدرسة مخصصة للتعليم‬ ‫ُ‬ ‫األسا�ســي‪ ،‬وقد اســتقبلت هذه املدارس حوالي ‪ 45744‬طالب في العام الدرا�ســي املا�ضي‪ ،‬بينما خصصت املدارس الـ ‪ 25‬املتبقية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الستقبال طالب التعليم الثانوي‪ ،‬وقد استقبلت هذه املدارس ما مجموعه ‪ 1878‬طالبا ثانويا‪.‬‬ ‫أما فيما يتعلق باملراكز التعليمية التابعة ملنظمات املجتمع املدني واملؤسسات األهلية فنجد أن عددها يصل إلى ‪ 30‬كما أشرنا‬ ‫ً‬ ‫منذ قليل‪ ،‬وهي بمجموعها استقبلت حوالي حوالي ‪ 5233‬طالبا (‪ 4361‬طالب تعليم أسا�سي‪ 872 ،‬طالب تعليم ثانوي) في العام‬ ‫الدرا�سي املنصرم‪ ،‬وبالتالي يصل عدد الطالب امللتحقين بالتعليم في الغوطة الشرقية إلى ما ُيقارب ‪ 53‬ألف طالب‪ %94.8 ،‬منهم‬ ‫تعليم أسا�سي‪ ،‬والبقية تعليم ثانوي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تشير تقديراتنا إلى وجود أكثر من ‪ 100‬ألف طفل في الغوطة الشرقية يندرجون ضمن الشريحة العمرية املالئمة لدخول‬ ‫ّ‬ ‫التعليم األسا�سي‪ ،‬وإذا ما قارناها بحوالي ‪ 50‬ألف طفل فقط تستقبلهم مدارس التعليم األسا�سي في الغوطة الشرقية اليوم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فإننا سوف نالحظ نسب تسرب عالية يواجهها قطاع التعليم في املنطقة‪ ،‬وهو أمر غير ُمستبعد بنتيجة الظروف االقتصادية‬ ‫الحالية بالغة السوء التي تعيشها العائالت املحاصرة هناك‪.‬‬

‫«االتصاالت»‬ ‫تعرضت شبكات االتصاالت في الغوطة الشرقية ألضرار كبيرة خالل السنوات املاضية‪ ،‬وبخاصة فيما يتعلق بشبكات‬ ‫االتصال الخليوي‪ ،‬التي تعرضت أبراجها ألضرار بالغة نتيجة استهدافها بالقصف‪ ،‬وعلى الرغم من هذا الواقع يضطر السكان‬ ‫ً‬ ‫املحاصرين الســتخدام شــبكتي الهاتف املحمول الوحيدتين في ســوريا (‪ )MTN , Syriatel‬مع أن إشــارتيهما ضعيفة جدا (ألنها‬ ‫تصل من أبراج محيطة باملنطقة)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أما فيما يتعلق بشبكات الهاتف األر�ضي‪ ،‬فبداية ومنذ ما قبل الحصار قام نظام األسد بقطع كافة االتصاالت األرضية عن‬

‫‪33‬‬


‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار | الغوطة الشرقية‬

‫بتوسع وتزايد مشاريع إنتاج غاز امليثان‪.‬‬ ‫‪ -3‬العوامل املناخية املســاعدة‪ :‬وذلك بنتيجة مواســم األمطار الجيدة التي أتت على ســوريا واملنطقة في الســنتين الســابقتين‪،‬‬ ‫والتي ساهمت في ارتفاع مستويات األنهار واملياه الجوفية‪.‬‬ ‫‪ -4‬ازدياد الوعي‪ :‬ازدياد وعي الناس وتخوفهم من أن الواقع الحالي الذي يعايشوه قد يمتد لفترات طويلة‪ ،‬وهو ما دفعهم أكثر‬ ‫باتجاهات العمل واإلنتاج‪.‬‬ ‫إال أنه‪ ،‬وعلى الرغم من التحســن الذي طرأ على اإلنتاج الزراعي في املنطقة وانخفاض أســعار بعض املنتجات الزراعية التي‬ ‫تم زراعتها بكثافة عالية من املزارعين هناك‪ ،‬إال أن ذلك لم يســاهم في إحراز تحســن كبير في الواقع الغذائي واملعي�شــي للســكان‬ ‫املحاصرين‪ ،‬ويمكن رد ذلك لألسباب التالية‪:‬‬ ‫ •انتشــارالبطالة‪ :‬حيث توجد نســبة عالية من العاطلين عن العمل من الذكور‪ ،‬تصل إلى حدود ‪ ،%60‬وذلك بحســب أكثر‬ ‫ً‬ ‫املصادر تفاؤال‪ ،‬ويترافق ذلك مع قلة قليلة من النساء العامالت‪ ،‬وهو ما يعني عدم وجود مصادر دخل لنسبة كبيرة من‬ ‫الســكان‪ ،‬وهو ما يتســبب بارتفاع كبير في معدالت اإلعالة االقتصادية‪ ،‬وهو ما يعني اضطرار العاملين إلعالة أعداد كبيرة‬ ‫من غير العاملين‪ ،‬وهذا يترافق باألصل مع وجود فجوة كبيرة ما بين الدخل من العمل وحجم اإلنفاق من املواد األساسية‬ ‫الالزم للعائلة الواحدة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ •ضعف القدرة الشرائية‪ :‬حيث أن التحسن املشار إليه في اإلنتاج الزراعي أتى في وقت كانت معه معظم العائالت املحاصرة‬ ‫قد أنفقت كامل مدخراتها في الفترات املاضية من الحصار‪ ،‬وهو ما يعني أنه على الرغم من تحسن أسعار بعض املنتجات‬ ‫والسلع الغذائية إلى أن العائالت املحاصرة لم يعد لديها القدرة على شراء هذه السلع واملنتجات‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫مقولة لألكفاني في الغوطة ُ‬ ‫أرض الخير والعطاء‪ ،‬حيث يقول‪:‬‬ ‫هنا تحضرني‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫«إن عجزالغني أن يجمع منك كنزا‪ ،‬لم يعجزاملسكين أن يشبع منك خبزا»‬ ‫إن أشد ما ُيثير االنتباه هنا‪ ،‬أن هذه املقولة‪ ،‬وبنتيجة األوضاع غير الطبيعية التي تمر بالغوطة الشرقية اليوم‪ ،‬أصبحت‬ ‫ً ً‬ ‫معكوســة‪ ،‬بمعنى أن التفاوت الطبقي في املنطقة قد تزايد بشــكل كبير‪ ،‬وتزداد الهوة اتســاعا يوما بعد يوم‪ ،‬فاملســكين يعجز‬ ‫اليوم عن تحصيل الخبز‪ ،‬والغني ال يعجز اليوم عن تجميع األموال وتحصيل الثروات‪ ،‬وهذا بالضبط ما يحصل بحاالت‬ ‫التضخم الشديد كالتي شهدتها الغوطة الشرقية في الفترة املاضية‪ ،‬فمن يملك املال اليوم في الغوطة الشرقية‪ ،‬يلد له هذا املال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ماال كثيرا‪ ،‬ومن ال يملك املال يضطر مرغما إما على بيع ما يملك‪ ،‬ملن يملك‪ ،‬أو املوت هو وعائلته جوعا‪ ،‬إن لم يجد ما يبيعه‬ ‫أو من يعينه على سد رمقه ورمق عائلته‪.‬‬ ‫ً‬ ‫في ظل الوصف السابق‪ ،‬كيف ُيمكن كسر هذه الحلقة املفرغة‪ ،‬وكيف يمكن االستفادة من زيادة اإلنتاج الزراعي وجعله سببا‬ ‫في تحسن الواقع املعي�شي والغذائي ملختلف السكان املحاصرين؟‬ ‫يتم هذا األمر بتمكين األفراد (غير العاملين) من العمل‪ ،‬وبالتالي زيادة نســبة األفراد ذوي الدخل‪ ،‬ما ُ‬ ‫سيســاعدهم على اإلنفاق‬

‫‪ -27‬ابن عســاكر‪ ،‬تاريخ دمشــق‪ ،‬منشــورات دار الفكر‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص ‪.343‬‬ ‫‪34‬‬


‫إعداد‪ :‬المركز السوري للدراسات واألبحاث | إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪www.dirasat.ws‬‬

‫رابع ًا‪ :‬خالصة وتوصيات‬ ‫ُيشير تقريرنا إلى املشاكل والتحديات التي تواجه ‪ 93‬ألف عائلة توجد اليوم في الغوطة الشرقية‪ ،‬فمن القصف إلى الحصار‪ ،‬إلى‬ ‫غالء كبير ونقص في مختلف مستلزمات الحياة وأساسياتها‪.‬‬ ‫دمار في مختلف املمتلكات والبنى التحتية‪ ،‬كل ذلك في ظل ٍ‬ ‫ً‬ ‫خالل األشــهر األولى‪ ،‬كان وقع الحصار كبيرا‪ ،‬وقد اشــتدت آثاره مع مرور الوقت ومع فقدان املواد األساســية وانتشــار الغالء‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واســتنفاذ العائالت ملدخراتها وممتلكاتها‪ ،‬إال أن ماال تخطؤه أعين املراقبين هو أن األشــهر األخيرة بدأت تشــهد تحســنا نوعيا‬ ‫ً‬ ‫في عمليات كسر الحصار من الداخل‪ ،‬حيث بدأ إنتاج القطاع الزراعي بالتحسن بشكل جيد نسبيا مقارنة باألشهر األولى‬ ‫إنتاج وفير من الخضار‪ ،‬وهذا برأينا مرده بشكل رئي�سي إلى‪:‬‬ ‫للحصار‪ ،‬فمن إنتاج القمح والحبوب املختلفة إلى ٍ‬

‫‪ -1‬ازدياد التوجه التنموي‪:‬‬

‫ً‬ ‫حيث ترسخ في الفترة املاضية العمل املؤسساتي الهادف في الغوطة الشرقية ُمترافقا مع زيادة خبرة مختلف املؤسسات القائمة‪،‬‬ ‫وتحســن فهمها للواقع‪ ،‬ما انعكس بتحول في عملياتها من التركيز على العمل اإلغاثي اآلني إلى التركيز بشــكل أكبر على العمل‬ ‫اإلنتاجي والتنموي‪.‬‬ ‫‪ -2‬التحسن في توفر حوامل الطاقة‪ :‬حيث نجحت ورش متعددة منتشرة في املنطقة بإنتاج كميات جيدة من املحروقات‬ ‫ً‬ ‫بنتيجــة عمليــة تبخيــر املخلفــات البالســتيكية‪ ،‬وهــو مــا ســاهم بتوفر أكبر للمحروقات‪ ،‬وبأســعار أفضل بشــكل ملحوظ‪ ،‬مترافقا‬

‫‪35‬‬


‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار | الغوطة الشرقية‬

‫وبالتالــي تــرى أن مشــروع دعــم الخبــز هــو مشــروع طموح ولكنه قد يواجه صعوبات جدية محتملة في تنفيــذه‪ ،‬وعليــه نقترح‬ ‫تعديله‪ ،‬بحيث يتم شراء القمح والشعير املتوفر لدى الفالحين‪ ،‬والعمل على طحنه وتخزينه‪ ،‬ومن ثم العمل على توزيع الطحين‬ ‫ً‬ ‫على األسر بشكل دوري (كل شهرين مثال) وبأسعار مدعومة ومدروسة بدقة‪ ،‬بحيث تكون ضمن إمكانات القسم األكبر من‬ ‫العائالت‪.‬‬ ‫إن املستفيدين من هذا املشروع هم كافة األسر املحاصرة في الغوطة الشرقية‪ ،‬أي ما ال يقل عن ‪ 93‬ألف أسرة‪ ،‬كما أن‬ ‫ً ً ً‬ ‫مستويات األسعار السائدة في الغوطة الشرقية سوف تفرض عبئا ماليا كبيرا للمشروع‪ ،‬حيث تتجاوز أسعار كيلو القمح في‬ ‫ً‬ ‫الغوطة الشــرقية اليوم حاجز الـ ‪ 500‬ليرة ســورية‪ ،‬وبالتالي فهو مشــروع كبير يتطلب دعما من مختلف الجهات املهتمة‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسها يجب أن يأتي دور الحكومة السورية املؤقتة (املؤسسة العامة للحبوب) لوضعه موضع التنفيذ‪ ،‬حيث أن تنفيذه سوف‬ ‫ً ً‬ ‫يترك أثرا كبيرا في مساعدة األسر املحاصرة في تخفيف إنفاقها على الغذاء بشكل ملموس‪ ،‬حيث ُيشار إلى تجاوز سعر ربطة‬ ‫الخبز في املنطقة حاجز الـ ‪ 800‬ليرة سورية معظم األحيان‪.‬‬ ‫مشروع البحث في بدائل الطاقة‬ ‫إن اعتماد الغوطة الشرقية اليوم في حاجاتها من املحروقات هو على مصدرين‪ ،‬املصدر الرئي�سي هو بإنتاجها باإلعتماد على‬ ‫تقطير املخلفات البالستيكية‪ ،‬واملصدر الثاني األقل أهمية اليوم هو عن طريق تهريبها من خارجها‪.‬‬ ‫وبالتالي ما يجب االنتباه إليه هنا‪ ،‬هو أن هذين املصدرين غير مستمرين‪ ،‬وبالتالي يقت�ضي الكالم السابق العمل منذ هذه‬ ‫اللحظة على االستعداد لفقدان املحروقات من أسواق الغوطة الشرقية‪ ،‬وهو ما قد يشل اإلنتاج الزراعي من جديد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إن هذا الواقع يضع مسؤولية على الجهات الفاعلة كافة نحو تكثيف العمل منذ اليوم إليجاد البدائل‪ ،‬وبشكل أكثر إلحاحا‬ ‫ملوضوع ري األرا�ضي الزراعية واستخراج املياه من اآلبار بطرق أخرى بديلة‪ ،‬وفي هذا الخصوص‪ ،‬نرى اليوم فرصة مهمة يجب‬ ‫اقتناصها‪ ،‬ونعني بذلك استغالل وجود األنفاق التي تربط الغوطة الشرقية بمحيطها إلدخال أعداد كبيرة من أنظمة الطاقة‬ ‫الشمســية الســتخراج املياه من اآلبار‪ ،‬كما أن إنتاج غاز امليثان باالعتماد على روث الحيوانات هو واحدة من الطرق التي‬ ‫ً‬ ‫تشــكل بديال عن املحروقات التقليدية‪ ،‬وهو ما يعني ضرورة العمل أكثر ومن مختلف الجهات على تقديم الدعم املادي والفني‬ ‫للمزارعين وغيرهم من املنتجين له‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وفي ذات املوضوع‪ ،‬نرى أن جزءا من املسؤولية يقع على عاتق الحكومة املؤقتة التي‪ ،‬إن عجزت عن تقديم الدعم املادي‬ ‫املطلوب والكافي‪ ،‬يجب عليها العمل أكثر على تقديم دعم فني وتقني بالتعاون مع مختلف الجهات املحلية والدولية‪ ،‬ملواجهة‬ ‫ُ‬ ‫املشاكل التي تعاني منها املنطقة وسكانها املحاصرين‪ ،‬وأهمها موضوع استخراج املياه بوسائل بديلة عن استخدام املحروقات‪.‬‬

‫مشروع دعم تربية الحيوانات‬ ‫لقد أتت الســنوات الســابقة على معظم الثروة الحيوانية في الغوطة الشــرقية‪ ،‬حيث أشــرنا في التقرير إلى اعتقادنا بنفوق أكثر‬ ‫من ‪ %90‬منها خالل الفترة املاضية‪ ،‬وعليه نشير إلى األهمية الكبيرة لتنفيذ مشاريع لحماية الثروة الحيوانية املتبقية ودعمها‪،‬‬ ‫كما نرى‪ ،‬في موضوع مرتبط‪ ،‬وجود إمكانيات كبيرة لدعم مشاريع تربية األرانب في الغوطة الشرقية (إن إمكن إدخالها)‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫إعداد‪ :‬المركز السوري للدراسات واألبحاث | إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪www.dirasat.ws‬‬

‫على حاجاتهم وعائالتهم‪ ،‬ويمكن إيراد املقترحين التاليين في هذا الخصوص‪:‬‬

‫ً‬ ‫أوال‪ :‬مشاريع اإلقراض الصغيرواملتناهي الصغر‪:‬‬

‫حيث نرى ضرورة قيام املنظمات املوجودة في املنطقة‪ ،‬أو أي منظمات جديدة ترغب بدخولها‪ ،‬بإعداد برامج ومشاريع لإلقراض‬ ‫الصغير ومتناهي الصغر‪ ،‬يتم توجيهها بشــكل رئي�ســي نحو مشــاريع اإلنتاج الزراعي وتربية الحيوانات‪ ،‬ومشــاريع تصنيع منتجات‬ ‫القطاع الزراعي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫سوف تساهم هذه املشاريع بخلق دخول جديدة لألفراد والعائالت بما ُيمكنهم من الحصول على الحد األدنى من االحتياجات‬ ‫ً‬ ‫الغذائية املطلوبة والتي تقيهم من املوت جوعا‪.‬‬

‫ً‬ ‫ثانيا‪ :‬زيادة التشغيل‪:‬‬

‫بمعنى زيادة اعتماد املجالس املحلية املختلفة في املنطقة‪ ،‬وغيرها من الهيئات واملنظمات العاملة هناك‪ ،‬على العنصر البشري‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بشكل أكبر‪ ،‬بما يمكن من زيادة عدد العاملين‪ ،‬وتوسيع دائرة الدخل ما أمكن‪ ،‬وإن كان هذا الدخل بسيطا نسبيا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ونعني بهذا االقتراح تحديدا‪ ،‬تقليل االعتماد على املعدات واآلليات في أي أنشطة من ضمن برامجهم ومشاريعهم‪ ،‬بحيث يتم‬ ‫إيكالها إلى العنصر البشري ما أمكن ذلك‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إن مسؤولية تحسين الواقع العام معيشيا واقتصاديا وخدميا تقع على عاتق مختلف املؤسسات واملنظمات والجهات الفاعلة‬ ‫ُ‬ ‫في الغوطة الشرقية وخارجها‪ ،‬ومن هذا املنطلق يمكن إيراد بعض املالحظات واملقترحات التي نرى أنها سوف تساهم في تحسين‬ ‫هذا الواقع‪ ،‬وهذا في مختلف الجوانب التالية‪:‬‬

‫«في الجانب اإلغاثي والتنموي»‬ ‫مشروع دعم الخبز‬ ‫اتفقت عدد من الهيئات والجهات العاملة في الغوطة الشرقية على ضرورة القيام بمشروع لدعم ربطة الخبز‪ ،‬حيث يقوم‬ ‫املشروع على شراء محصولي القمح والشعير من املنتجين في املنطقة‪ ،‬وتخزينه‪ ،‬ومن ثم الشروع بطحنه وخبزه وبيعه لألسر‬ ‫املحاصرة بأسعار مدعومة‪ ،‬وبشكل دوري مستقر‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫طموح وحيوي هام‪ ،‬إال أن لنا عليه بعض املالحظات‪ ،‬حيث أن املشــروع يعتمد باإلضافة على‬ ‫إن هذا املشــروع هو مشــروع‬ ‫محصولي القمح والشعير على مواد امللح والخميرة إلى جانب املحروقات‪ ،‬وهنا قد يقع املشروع في مشاكل الحقة إذا ما صعب‬ ‫تأمينها بشكل مستمر طيلة فترة املشروع‪.‬‬ ‫تكتســب عملية ش ـراء محصول القمح والشــعير الناتج عن املوســم املا�ضي من الفالحين‪ ،‬وتخزينه بشــروط تخزينية مالئمة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أهمية كبيرة‪ ،‬حتى ال يخضع املحصول لعملية احتكار من قبل بعض التجار ويتم بيعه الحقا بأسعار عالية‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار | الغوطة الشرقية‬

‫القيام بتنظيم برامج ودورات تدريبية ملختلف الكوادر الطبية العاملة في املراكز الطبية القائمة في الغوطة الشرقية‪ ،‬ويكون‬ ‫الهــدف مــن هــذه البرامج والدورات تأهيل الكوادر املوجودة ورفع مســتواها في مجــال اختصاصهــا‪ ،‬أو تطويــر إمكانيــات بعض‬ ‫الكوادر املوجودة (في بعض االختصاصات التي ال تعاني من نقص) وتمكينها من القيام بأعمال واختصاصات أخرى يوجد‬ ‫نقص فيها‪.‬‬

‫«في الجانب التعليمي»‬ ‫مشروع معهد طبي (اختصاص مخابروتخدير)‬ ‫ُيعاني القطاع الصحي في الغوطة الشرقية من الفنيين العاملين في املجال املخبري أو مجال التخدير‪ ،‬وبالتالي نقترح تأسيس‬ ‫معهــد إلعــداد فنييــن مؤهليــن قادرين على العمل في املجاالت املذكــورة‪ ،‬ونقتــرح علــى الجهــات الراغبة في تأســيس هكذا مشــروع‬ ‫التنسيق مع مديرية التربية في ريف دمشق (الحكومة السورية املؤقتة) وكذلك مع الجهات العاملة في الحقل الطبي‪.‬‬ ‫مشروع برامج تعليمية «عن بعد» للتعليم ما بعد الثانوي‬ ‫بنتيجة حصار قوات األســد للمنطقة‪ُ ،‬يعاني الطالب من حرمانهم من الفرصة الســتكمال تعليمهم ما بعد الثانوي‪ ،‬وبالتالي إذا‬ ‫ما تم العمل على تأسيس برامج للتعليم ما بعد الثانوي «عن بعد» موجهة لطالب املنطقة الراغبين في إكمال تعليمهم‪ ،‬فإنها‬ ‫ً‬ ‫ستفتح أبوابا جديدة أمام طالب املنطقة الكمال تحصيلهم العلمي‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫إعداد‪ :‬المركز السوري للدراسات واألبحاث | إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪www.dirasat.ws‬‬

‫مشروع تعقيم مياه الشرب‬ ‫إن تنفيذ مشاريع لتعقيم مياه الشرب في الغوطة املحاصرة يأخذ أولوية كبيرة في الفترة الحالية‪ ،‬وذلك نتيجة اآلثار السيئة‬ ‫الكثيرة التي يخلفها استخدام السكان املحاصرين ملصادر مياه شرب غير آمنة‪ ،‬وعلى رأس هذه اآلثار انتشار العديد من األوبئة‬ ‫واألمراض‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وفي هذا الخصوص نقترح مشروعا يعمل على إنتاج مواد معقمة (تعتمد على مادة الكلورين على سبيل املثال)‪ ،‬وبدعم فني من‬ ‫الحكومة السورية املؤقتة‪ ،‬بحيث يتم تعبئتها في عبوات صغيرة وتوزيعها على األسر املحاصرة‪ ،‬مع ضرورة توعيتهم حول أهميتها‬ ‫وإرشادهم إلى الطريقة الستخدامها‪.‬‬ ‫إن مجلس محافظة ريف دمشــق‪ ،‬مكتب الغوطة الشــرقية‪ ،‬قد قام بتنفيذ مشــروع لتحلية مياه الشــرب‪ ،‬بدعم من البرنامج‬ ‫اإلقليمي السوري‪ ،‬إال أن املشروع املقترح سوف يزيد من إمكانيات الوصول ملختلف األسر املحاصرة‪ ،‬وتميكنها من تعقيم مياه‬ ‫شربها‪.‬‬ ‫مشروع تأهيل الفجارات الرومانية‬ ‫إن املوســمين املاضيين الجيدين من ناحية الثلوج واألمطار ســاهمت بارتفاع ملحوظ في مســتويات املياه الجوفية في الغوطة‬ ‫ً‬ ‫الشرقية عموما‪ ،‬ونقترح في هذا الخصوص على مجلس املحافظة ومختلف املجالس املحلية في الغوطة الشرقية العمل على‬ ‫تنفيذ مشاريع لتنظيف وإعادة تأهيل مختلف القنوات والفجارات الرومانية املوجودة في الغوطة منذ آالف السنين‪ ،‬وهي‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫تشكل اليوم حال مثاليا أمام بعض املناطق هناك للحصول على املياه دون الحاجة ملصادر طاقة‪.‬‬ ‫مشروع إلنتاج مطابخ شمسية‬ ‫نقترح في هذا الخصوص أن يتم تصنيع عدد من املطابخ العاملة على الطاقة الشمسية واستخدامها في املطابخ الخيرية‪ ،‬وذلك‬ ‫ً‬ ‫لتخفيف االعتماد على املحروقات والحطب‪ ،‬ويمكن في حال أعطت التجربة نتائجا إيجابية أن يتم االستفادة منها في أعمال‬ ‫الطهو املنزلي‪.‬‬

‫«في الجانب الصحي»‬

‫مشروع املستودع املركزي‬ ‫وهو مشــروع يعمل على تنفيذه املكتب الطبي الثوري املوحد‪ ،‬حيث أن وضع هذا املشــروع موضع التنفيذ ســوف ُيســاهم في‬ ‫تحقيق استقرار نسبي في عمل القطاع الصحي في املنطقة‪ ،‬ودفعه نحو األفضل‪.‬‬ ‫مشروع برامج ودورات تدريبية‬ ‫نقص فــي الكــوادر العاملــة‪ ،‬وفــي الكثيــر مــن االختصاصــات‪ ،‬وبالتالي نــرى ضرورة‬ ‫ُيعانــي الواقع الصحي في الغوطة الشــرقية من‬ ‫ٍ‬

‫‪39‬‬


‫سلسلة اقتصاد تحت الحصار | الغوطة الشرقية‬

‫‪40‬‬

‫املادة‬

‫الوحدة‬

‫متوسط السعر‬

‫املادة‬

‫الوحدة‬

‫متوسط السعر‬

‫قمح‬

‫كغ‬

‫‪525‬‬

‫فول حب‬

‫كغ‬

‫‪1200‬‬

‫طحني‬

‫كغ‬

‫‪625‬‬

‫حمص حب‬

‫كغ‬

‫‪1400‬‬

‫برغل‬

‫كغ‬

‫‪850‬‬

‫فاصولياء حب‬

‫كغ‬

‫‪1800‬‬

‫أرز‬

‫كغ‬

‫‪900‬‬

‫بندورة طازجة‬

‫كغ‬

‫‪120‬‬

‫معكرونة‬

‫كغ‬

‫‪1200‬‬

‫بطاطا‬

‫كغ‬

‫‪550‬‬

‫شعريية‬

‫كغ‬

‫‪1600‬‬

‫فاصولياء خرضاء‬

‫كغ‬

‫‪450‬‬

‫ذرة‬

‫كغ‬

‫‪650‬‬

‫كوسا‬

‫كغ‬

‫‪60‬‬

‫لحم غنم‬

‫كغ‬

‫‪3500‬‬

‫باذنجان‬

‫كغ‬

‫‪80‬‬

‫لحم بقر‬

‫كغ‬

‫‪2600‬‬

‫بازالء خرضاء‬

‫كغ‬

‫‪450‬‬

‫لحم جمل‬

‫كغ‬

‫‪2700‬‬

‫بصل يابس‬

‫كغ‬

‫‪600‬‬

‫لحم دجاج‬

‫كغ‬

‫‪1600‬‬

‫خيار‬

‫كغ‬

‫‪125‬‬

‫حليب بقري طازج‬

‫كغ‬

‫‪250‬‬

‫ثوم‬

‫كغ‬

‫‪3200‬‬

‫لنب‬

‫كغ‬

‫‪250‬‬

‫رب البندورة‬

‫كغ‬

‫‪1100‬‬

‫لنب مصفى‬

‫كغ‬

‫‪750‬‬

‫سكر‬

‫كغ‬

‫‪2000‬‬

‫جبنة بيضاء‬

‫كغ‬

‫‪1200‬‬

‫دبس‬

‫كغ‬

‫‪1000‬‬

‫بيض‬

‫وحدة ‪ /‬عدد‬

‫‪80‬‬

‫حالوة طحينية‬

‫كغ‬

‫‪2200‬‬

‫زيت زيتون‬

‫كغ‬

‫‪3500‬‬

‫طحينة‬

‫كغ‬

‫‪3500‬‬

‫زيت نبايت (ذرة)‬

‫كغ‬

‫‪2400‬‬

‫زعرت‬

‫كغ‬

‫‪1500‬‬

‫سمنة نبايت‬

‫كغ‬

‫‪2600‬‬

‫ملح طعام‬

‫كغ‬

‫‪1200‬‬

‫سمن حيواين‬

‫كغ‬

‫‪3200‬‬

‫شاي‬

‫كغ‬

‫‪7000‬‬

‫مشمش‬

‫كغ‬

‫‪250‬‬

‫خبز‬

‫كغ‬

‫‪800‬‬

‫إجاص‬

‫كغ‬

‫‪250‬‬

‫مازوت‬

‫ليرت‬

‫‪1200‬‬

‫بطيخ أحمر‬

‫كغ‬

‫‪120‬‬

‫بنزين‬

‫ليرت‬

‫‪1200‬‬

‫بطيخ أصفر‬

‫كغ‬

‫‪100‬‬

‫حطب‬

‫الطن‬

‫‪90000‬‬

‫عدس حب‬

‫كغ‬

‫‪1100‬‬

‫مياه غسيل واستحامم‬

‫برميل‪ 200 /‬ليرت‬

‫‪70‬‬

‫عدس مجروش‬

‫كغ‬

‫‪1200‬‬

‫حفاضات أطفال‬

‫الواحدة ‪ /‬عدد‬

‫‪150‬‬


‫إعداد‪ :‬المركز السوري للدراسات واألبحاث | إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪www.dirasat.ws‬‬

‫قائمة المراجع بحسب تسلسل ورودها‬ ‫ •صفحة املصور ّ‬ ‫بسام خبية‪ ،‬رابط الصورة من هنا‪.‬‬ ‫ •صفحة «عدسة شاب غوطاني» على الفيسبوك‪ ،‬رابط الصورة من هنا‪.‬‬ ‫ •ياقــوت الحمــوي‪ ،‬معجــم البلدان‪ ،‬منشــورات دار صــادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬املجلد الرابع‪،‬‬ ‫ص ‪.219‬‬ ‫ •زكريــا بــن محمــد القزوينــي‪ ،‬آثــار البالد وأخبار العباد‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‬ ‫‪.232‬‬ ‫ •ابن عساكر‪ ،‬تاريخ دمشق‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص ‪.394‬‬ ‫ •املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.390‬‬ ‫ •زكريــا بــن محمــد القزوينــي‪ ،‬آثــار البالد وأخبار العباد‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‬ ‫‪.232‬‬ ‫ •صالــح محمــود وهبــي‪ ،‬التطــور الزراعــي الصناعــي فــي غوطــة دمشــق وأثره في الحيــاة االقتصادية بين القرنين العاشــر والثامن‬ ‫عشر‪ ،‬بحث منشور في مجلة الدراسات التاريخية‪ ،‬العددان ‪.2012 ،118-117‬‬ ‫ •موقع املوسوعة العربية على شبكة اإلنترنت‪ ،‬رابط الصفحة من هنا و هنا‪.‬‬ ‫ •صفحة املصور بسام خبية على الفيسبوك‪ ،‬مصدر الصورة من هنا‪.‬‬ ‫ •موقع املكتب املركزي لإلحصاء في سوريا على شبكة اإلنترنت‪ ،‬رابط الصفحة من هنا‪.‬‬ ‫ •موقع مركز توثيق االنتهاكات في سوريا على شبكة االنترنت‪ ،‬تقرير مجزرة الكيماوي في الغوطة‪ ،‬رابط التقرير من هنا‪.‬‬ ‫ •موقع الجزيرة نت على شبكة االنترنت‪ ،‬رابط الخبر من هنا‪.‬‬ ‫ •موقع قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية على شبكة االنترنت‪ ،‬رابط الصفحة من هنا‪.‬‬ ‫ •موقع مركز توثيق االنتهاكات في سوريا على شبكة االنترنت‪ ،‬بيانات املعتقلين‪ ،‬رابط الصفحة من هنا‪.‬‬ ‫ •صفحة «عدسة شاب غوطاني» على الفيسبوك‪ ،‬رابط الصورة من هنا ‪.‬‬ ‫ •محمد كرد علي‪ ،‬خطط الشام‪ ،‬منشورات مطبعة الترقي في دمشق‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬ص ‪.172‬‬ ‫ •موقع املكتب املركزي لإلحصاء في سوريا على شبكة اإلنترنت‪ ،‬رابط مسح دخل ونفقات األسرة ‪ 2009‬من هنا‪.‬‬ ‫ •موقع تلفزيون اآلن على شبكة االنترنت‪ ،‬لإلطالع أكثر على موضوع تحويل نفايات البالستيك إلى وقود مشاهدة الفيديو‪.‬‬ ‫ •موقع اليوتيوب‪ ،‬فيديو يشرح إنتاج إحدى الجمعيات في الغوطة الشرقية لغاز امليثان‪ ،‬رابط الفيديو من هنا‪.‬‬ ‫ •صفحة املصور ّ‬ ‫بسام خبية على الفيسبوك‪ ،‬مصدر الصورة هنا‪.‬‬ ‫ •ابن عساكر‪ ،‬تاريخ دمشق‪ ،‬منشورات دار الفكر‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص ‪.343‬‬

‫‪41‬‬


‫إعداد‪ :‬المركز السوري للدراسات واألبحاث | إحدى مؤسسات منظومة وطن‬

‫‪www.dirasat.ws‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.