.......................................................................
* ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺼﻭل ﺍﻟﺒﺤﺙ٢٠٠٩/٣/٢٩ :ﻡ
ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﺒﺤﺙ٢٠٠٩/١٢/١ :ﻡ
ﻫﺩﻓﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻋﻨﺩ ﻁﺎﺌﻔﺔ ﻤﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻭﻫﻲ
ﺍﻟﻁﺎﺌﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺤﺜﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻷﺤﺒﺎﺵ ،ﻭﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺍﺴﻡ )ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ( ،ﻭﻗﺩ ﺒﺩﺃﺕ ﺒﺘﺠﺩﻴﺩ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﺤﺒﺎﺵ
ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻨﻬﻡ ،ﺜﻡ ﺭﺼﺩﺕ ﺠﻬﺩ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺫﻟﻭﻩ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺤﺼﺭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻘﺩﻭﺍ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻘﺘﺭﻀﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ.
ﻭﺼﻨﹼﻔﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻨﻭﺍﻉ :ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺘﺭﻀﺔ ﻓﻌﻼﹰ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ )ﺍﻟﺠﻌﺯﻴﺔ( ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺭﺭ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻨﻬﺎ ﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻟﻡ ﺘﺭﺼﺩﻫﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﺃﻭ ﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻥ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺠﻌﺯﻴﺔ .
ﺜﻡ ﺨﻠﺼﺕ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺼﻠﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻭﺼﻔﻲ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ .
Abstract This study aims at examining one of the comparative subjects according to a sect of Arabic heritage researchers. This sect looks for the relation between Arabs and Abyssinians, and it started determining who the Abyssinians are and what were the efforts they had done to collect words that are thought to be of Abyssinian origin. The study has classified these words into three types; First are the words that absolutely originate from ge<ez, second are the words which are in common with languages beside being common with ge<ez, Finally, the words that were decided to be of ge<ez origin by these researchers. However, the study has not included the third type in the ge<ez lexicon, or this type itself might not be considered a ge<ez dialect. After all, a descriptive comparative method was used to get to a set of deductions about those relationships.
: ﻨﻌﻨﻲ ﺒﻤﺼﻁﻠﺢ )ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ( ﺭﻫﻁﺎﹰ ﻤﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻋﻨﻭﺍ ﺒﺎﻟﺘﺄﻟﻴﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺒﻁ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺒﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ،ﺃﻭ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻵﻥ ﺒﺈﺜﻴﻭﺒﻴﺎ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻤﺎ ﻋﻨﺎﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﻭﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﻭﺴﻊ ﻤﻥ ﺤﺩﻭﺩ ﺇﺜﻴﻭﺒﻴﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ،ﻓﻘﺩ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺇﺸﺎﺭﺍﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﻫﻀﺒﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻭﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻵﻥ ﺒﺎﻟﻘﺭﻥ ﺍﻹﻓﺭﻴﻘﻲ ﻭﻤﻨﺎﻁﻘﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻜﺈﺭﺘﺭﻴﺎ ﻭﺠﻴﺒﻭﺘﻲ ﻭﻤﻨﺎﻁﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻭﻤﺎل ،ﻭﻫﻲ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﻜﺎﻨﺕ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﺜﻴﻭﺒﻴﺔ * ﺃﺴﺘﺎﺫ ﻤﺸﺎﺭﻙ ،ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻬﺎﺸﻤﻴﺔ.
ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﻥ ﻟﻐﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﺼﻁﻠﺢ
ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ).(١
ﻭﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻟﻴﺴﻭﺍ ﻤﻥ ﺃﺼﻭل ﺤﺒﺸﻴـﺔ ،ﻭﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻟﻬﻡ ﺼﻠﺔ ﺒﺎﻟﺤﺒﺸﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺭﻕ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ،ﺒل ﻫﻡ
ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻴﻨﺘﻤﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﻏﻴﺭ
ﺃﻨﱠﻬﻡ ﻜﺘﺒﻭﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﻕ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ،ﻭﻋﻼﻗـﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺭﻕ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺤﻀﺎﺭﺓ ﺒﺠﻴﺭﺍﻨﻬﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ. ﻭﻤﺎ ﻤﻥ ﺸﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ ﺍﻟﻠﻐـﺔ ﺍﻟﺠﻌﺯﻴﺔ ﻫﻲ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﻥ ﻟﻐﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻅﺭﻭﻓﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻟﻐـﺔ ﺃﺩﺒﻴﺔ ﻜﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ،ﻭﻗﺩ ﻅﻠﺕ ﻤﺴﺘﻌﻤﻠـﺔ ﻓﻲ
٦٧
....................................................................... ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻷﺩﺒﻲ ﺃﺤﻘﺎﺒﺎﹰ ،ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺠﺎﺀ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻼﺸﺕ
ﻨﺭﺍﻫﺎ ﺍﻵﻥ ﻨﻬﺒﺎﹰ ﻟﻠﻘﻭﻯ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻤﺭﺕ ﺒﻅﺭﻑ
ﻓﻴﻪ ﺇﻻ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺨﺹ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ،
ﻤﺸﺎﺒﻪ ﺒﻌﺩ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ،ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺴﻠﹼﻁ ﺍﻟﺭﺠل
ﻭﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ ،ﻓﻘﺩ ﺘﺭﻜﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﻐـﺔ
ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻲ )ﺍﻷﺒﻴﺽ( ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻓﺭﻴﻘﻲ ،ﻓﺎﺴﺘﻌﺒﺩﻩ ،ﻭﻨﻘﻠﻪ
ﻤﻜﺎﻨﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻠﻭﺍﺘﻲ ﺤﻠﻠﻥ ﻤﻜﺎﻨﻬﺎ ،ﻓﻘﺩ ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﺕ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻟﻴﻜﻭﻥ )ﻋﺒﺩﺍﹰ( ﻴﻌﻤل ﻓﻲ ﺤﻘﻭل ﺍﻟﻘﻁﻥ
ﺍﻷﻤﺤﺎﺭﻴﺔ )ﺍﻷﻤﻬﺎﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺼﻁﻼﺡ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺭﻗﻴﻥ ﻭﻤﻥ
ﻭﻤﺯﺍﺭﻉ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻷﺒﻴﺽ.
ﺸﺎﻴﻌﻬﻡ ﻭﻨﻬﺞ ﻨﻬﺠﻬﻡ( ﺃﻥ ﺘﺤلﱠ ﻤﻜﺎﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ
ﻭﻟﻘـﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤل )ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ( ﻋﺎﻤﻼﹰ ﻤﺯﻟﺯﻻﹰ ﻟـﻪ
ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ ،ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﻘﺩ ﺍﺴﺘﻌﻤل ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺒﻬﺎ ،ﻭﻤﺎ ﻴﺯﺍل،
ﺨﻁﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻌﻴﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ،ﻓﻘﺩ ﺍﺤﺘﺎﻁ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ
ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ )ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ﺃﻴﻀﺎﹰ( ﻜﺎﻟﺘﺠﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺭﻴﻨﻴﺔ
ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻗﻌﺩﻭﺍ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﺨﺩﻡ ،ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺨﺩﻡ
ﺸﺒﻴﻬﺔ ﺒﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻟﻭﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ
ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ،ﻭﻟﻭﻻﺩﺓ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻓﻴﻬﻡ ،ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻟﻠﻔﺎﺭﺍﺒﻲ ﻜﻤﺎ
ﻭﺍﻟﺠﻔﻌﺔ ) (Gafatﻭﺍﻷﺭﺠﻭﺒﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﻭﻫﻲ ﺃﻤﻭﺭ ﻜﺎﻨﺕ ﻭﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻨﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻗﺩ ﺤﻔﻅﺎ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ﻤﻥ
ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺭ. ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ
ﺍﻟﺭﺍﺌﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﺘﻔﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ، ﻜﻤﺎ ﺍﻫﺘﻡ ﺒﻪ ﻋﺩﺩ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺭﻗﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﻨﻁﻠﻘﻭﺍ ﻤﻥ ﻤﻨﻁﻠﻘﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎﹰ ،ﻭﻤﻥ ﺭﻏﺒـﺔ ﻓﻲ
ﺍﻷﺤﺒﺎﺵ ،ﺇﺫﹾ ﻻ ﻴﺅﺨﺫ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻴﻤﻥ ﻟﻤﺨﺎﻟﻁﺘﻬﻡ ﻟﻠﻬﻨﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﻋﻨﻪ).(٣
ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻓﻘﺩ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﺃﻥ ﺘﻨﺄﻯ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﻗﻭﺍﻋﺩﻫﺎ ﻋﻤﺎ )ﻴﺸﻭﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ( ﻭﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺼﻠﺔ ﻗﻭﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻜﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻟﻸﺤﺒﺎﺵ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ )ﻭﻟﺩﻭﺍ( ﻓﻲ ﺃﻫل ﺍﻟﻴﻤﻥ ،ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﺒﻲ ﺇﻟﻰ )(٤
ﻜﺸﻑ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﺘﺨﺩﻡ
ﺍﻨﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻔﺼﺎﺤﺔ ﻋﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻴﻤﻥ .
ﺍﻟﺭﺅﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﻁﻠﻘﻭﺍ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﺄﺼﻴل ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ
:
ﺘﺤﺩﺜﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ ،ﻭﻟﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺴﺘﻨﻁﻠﻕ ﻤﻥ ﻓﻜـﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻭﺭﺅﻴﺎ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻥ ﺭﺅﺍﻫـﻡ ،ﻭﻫﻲ ﺘﺄﺼﻴل ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻤﻥ
ﻤﻨﻁﻠـﻕ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺽ ،ﻜﻤـﺎ ﺴﺘﻜﺸﻑ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ. ﻭﺒﻔﻌل ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ،ﻭﺍﻷﺼل ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻭﺍﻟﻌﺭﻗﻲ
ﻟﻘﺩ ﺃﺩﺭﻙ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻭﺍﺌل ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﺯﻤﻥ ﺒﻌﻴﺩ ،ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﻴﻑ ﺃﻥ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻗﺩ ﻜﺘﺏ ﻜﺘﺎﺒﺎﹰ ﺨﺎﺼﺎﹰ )ﻴﻘﺎﺭﻥ( ﻓﻴﻪ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ، ﻭﻨﻌﻨﻲ ﺃﺒﺎ ﺤﻴﺎﻥ ﺍﻷﻨﺩﻟﺴﻲ ،ﻓﻘﺩ ﺃﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﻨﺼﺎﹰ ﻴﺫﻜﺭ ﻓﻴﻪ ﺃﻨﹼﻪ ﺃﻟﹼﻑ ﻜﺘﺎﺒﺎﹰ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴـﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻭﺃﻨﹼﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﻤﺩﻯ ﺍﻟﻘﺭﺍﺒﺔ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺒﻼﺩ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ،ﻓﻘﺩ
ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻥ ،ﻓﻘﺩ ﻗﺎل" :ﻭﻗﺩ ﺘﻜﻠﱠﻤﺕﹸ ﻓﻴﻪ ﻋﻥ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﺤﺒﺵ
ﻴﺼل ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎﹰ ،ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺃﻥ
ﻋﻥ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺒﺵ ،ﻭﻜﺜﻴﺭﺍﹰ ﻤﺎ ﺘﺘﻭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻠﻐﺘﺎﻥ :ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺏ
ﺘﻤﻴﺯﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻷﺤﺒﺎﺵ ﺒﺎﻟﺘﻤﺎﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻔﺭﺯ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻬﻡ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ، ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﺠﻨﺎﺱ ،ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﺭﻗﻴﻕ ،ﻓﻘﺩ ﻤﺭﺕ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﺒﻅﺭﻭﻑ ﺠﻌﻠﺘﻬﺎ ﻤﺼﺩﺭﺍﹰ ﻤﻬﻤﺎﹰ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺭﻗﻴﻕ) ،(٢ﻭﻟﻌلّ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ
)ﺍﺤﺘﻼﻟﻬﺎ( ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ،ﻫﻭ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺭﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻀﻌﻔﺕ ﻤﻥ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺇﻓﺭﻴﻘﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﺍﻟﻴﻭﻡ ،ﻭﻨﺤﻥ
ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻡ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺒﺠﻼﺀ ﺍﻟﻐﺒﺵ
ﻭﻟﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺵ ﻓﻲ ﺃﻟﻔﺎﻅ ،ﻭﻓﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﺍﻜﻴﺏ ﻨﺤﻭﻴﺔ،
ﻜﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﻀﺎﺭﻋﺔ ﻭﺘﺎﺀ ﺍﻟﺘﺄﻨﻴﺙ ﻭﻫﻤﺯﺓ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴﺔ").(٥
ﻭﻗﺩ ﺒﻨﻰ ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻋﺒﺩﺍﻟﺘﻭﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﹼﺹ ﺭﺃﻴﺎﹰ ﻴﺫﻫـﺏ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﻁﻴﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺒﺂﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ،ﻤﻜﱠﻨﺘﻬﻡ
ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ) ،(٦ﻏﻴﺭ
٦٨
....................................................................... ﺃﻨﻨﺎ ﻟﻡ ﻨﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺒﻌﺩ ﺤﺘﻰ ﻨﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻯ
ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﻫﻲ :ﻫل ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﻋﻲٍ
ﺘﺤﻜﱡﻡِ ﻤﺅﻟﱢﻔﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ﺃﻭ ﺒﻌﺽ ﺁﻟﻴﺎﺘـﻪ ﺍﻟﺘﻲ
ﺒﺎﺸﺘﺭﺍﻙ ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻥ :ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺼل ﻭﺍﺤﺩ؟
ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻗلﱢ ﺘﻘﺩﻴﺭ. ﻭﺃﻫﻡ ﻤﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺩﺭﺍﺴﺘﻨﺎ ﻫﺫﻩ ﺃﻥ
ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻗﺩ ﻜﺘﺒﻭﺍ ﻋﻥ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﻭﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﻟﻐﺘﻴﻥ ﺘﻨﺘﻤﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻟﻐﻭﻴﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻭﺘﻌﺘﻘﺩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﻨﱠﻬﻡ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﺴﺘﺠﻴﺏ ﻋﻥ ﺴﺅﺍل ﻤﻬﻡ ﺁﺨﺭ ﻤﻥ ﺃﺴﺌﻠـﺔ
ﻴﻁﺭﺤﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ،ﻭﻫﻭ :ﻫل ﻤﻴﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺘﺒﻭﺍ ﻋﻥ ﺍﻷﺤﺒﺎﺵ ﺒﻴﻥ ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺽ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻭﺍﺸﺘﺭﺍﻙ ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺼل؟
ﻴﻅﻨﻭﻥ ﻅﻨﱠﺎﹰ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ،ﺃﻭ
ﻭﻫل ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﺼﻴﺒﻴﻥ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺁﺭﺍﺌﻬﻡ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﻤﺎ
ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻡ ﻴﺼل ﺇﻟﻴﻨﺎ ،ﻓﻘﺩ ﺍﻜﺘﻔﻴﻨﺎ
ﻭﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﺩﻑ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ،ﻓﻘﺩ ﻋﻤﺩﻨﺎ ﺇﻟﻰ
ﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﺒل ﻟﻘﺩ ﻋﺭﻓﻭﺍ ﺃﻨﱠﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﻓﺼﻴﻠﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺤﺴﺏ. ﺒﻤﺅﻟﹼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻭﺼﻔﻬﺎ ﺒﺄﻨﹼﻬﺎ ﻟﻐﻭﻴـﺔ ﺨﺎﻟﺼﺔ ،ﺒل ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺘﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻡ ﺍﻷﻏﻠﺏ ﻋﻥ ﺃﺼل ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ﻭﺴﺭ ﺴﻭﺍﺩ ﺃﻟﻭﺍﻨﻬﻡ ،ﻭﺼﻔﺎﺘﻬﻡ )ﺍﻟﺤﻤﻴﺩﺓ ﻏﺎﻟﺒﺎﹰ(، ﻭﺃﻫﻡ ﺭﺠﺎﻟﻬﻡ ﻭﻨﺴﺎﺌﻬﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﻌﻠﻘﻭﻥ ﺒﺴﺒﺏ ﺃﻭ ﺒﺂﺨﺭ ﺒﺎﻹﺴﻼﻡ ﻭﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﺒﻌﺩ ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺯﺩﻫﺭﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺭﻗﻴﻕ ،ﻭﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﺍﻟﺭﻗﻴﻕ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ.
ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﺘﻔﺭﺩ ﻓﺼﻼﹰ
ﻴﻤﻜﻥ ﺭﺼﺩﻩ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ؟
ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺘﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻋﻥ ﺍﻷﺤﺒﺎﺵ ،ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤﺅﻟﹼﻔﺎﺕ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻴﺴﻭﺭﺓ ﻜﻠﻬﺎ ،ﺇﺫ ﻤﺎ ﺯﺍل ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺤﺒﻴﺴﺎﹰ ﻓﻲ ﺨﺯﺍﺌﻥ ﺍﻟﻤﺨﻁﻭﻁﺎﺕ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﺯﺍﺌﻥ ﻻ ﺘﺤﺘﻔﻅ ﺒﻬـﺎ؛ ﻷﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻀﺎﻉ ﺃﻭ ﺃﻨﹼﻪ ﻟﻡ ﻴﺭﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺒﻌﺩ ،ﻭﻗﺩ ﺍﺘﹼﺨﺫﻨﺎ ﺃﺼﻭﻟﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻵﺘﻴﺔ:
•
ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﻭﺯﻱ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻰ ﺴﻨﺔ )٥٩٧ﻫ( ،ﻭﻫﻭ ﻜﺘـﺎﺏ
ﻟﻠﺤﺩﻴﺙ ﻋﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﺃﻭ
ﻤﺤﻘﻕ ﻭﻤﻁﺒﻭﻉ.
ﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻷﺤﺒﺎﺵ ،ﻭﺁﺨﺭ ﻟﻤﺎ ﺘﻜﻠﹼﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻤﻥ ﻜﻠﻤﺎﺕ ﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﻴﺩ ﺃﻥ ﻨﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﻤﻨﺎﺒﺘﻬﻡ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺭﻗﻴﻥ ﻭﺍﻟﻌﺭﺏ ،ﻟﻡ ﻴﺤﺎﻭﻟﻭﺍ ﺃﻥ ﻴﻘﻴﻤﻭﺍ ﺠﻬﻭﺩ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺭﺼﺩ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﺍﻟﻠﻔﻅﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﺒل ﺃﺨﺫﻭﺍ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻬﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻨﺎﻗﺵ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺭﺃﺕ ﺒﻌﺩ ﺒﺤﺙ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻬﻭﺩ
ﺘﻨﻭﻴﺭ ﺍﻟﻐﺒﺵ ﻓﻲ ﻓﻀل ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﺤﺒﺵ ﻷﺒﻲ ﺍﻟﻔﺭﺝ
•
ﺭﻓﻊ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺎﻥ ﻟﻠﺴﻴﻭﻁﻲ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻰ ﺴﻨﺔ )٩١١ﻫ(، ﻭﻫﻭ ﺃﻴﻀﺎﹰ ﻤﺤﻘﻕ ﻭﻤﻁﺒﻭﻉ.
•
ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﻓﻲ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ﻟﻠﺴﻴﻭﻁﻲ ﺃﻴﻀﺎﹰ، )(٧
ﻭﻫﻭ ﻤﺤﻘﻕ ﻭﻤﻁﺒﻭﻉ ﻜﺫﻟﻙ .
•
ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺵ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺍﻟﺤﺒـﻭﺵ ﻟﻠﺒﺨـﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ ﺍﻟﺨﻁﻴﺏ ﺒﺎﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻭﺭﺓ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺤﻴﺎﹰ ﻓـﻲ )(٨
ﻭﺘﺄﺼﻴل ﻤﻔﺭﺩﺍﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﻜﺜﻴﺭﺍﹰ ﻤﻨﻬﺎ ﻴﻘﻊ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ
ﻋﺎﻡ )٩٩١ﻫ( .
ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻨﺒﺜﻘﺕ ﻤﻨﻪ
ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﺇﺤﺎﻁﺔ ﻤﻥ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﻭﺯﻱ ﺒﺎﻷﻟﻔﺎﻅ
ﺍﻟﻠﻐﺘﺎﻥ :ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﺒل ﺘﺸﺘﺭﻙ ﻤﻌﻬﻤﺎ ﻟﻐﺎﺕ
ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻓﻠﻡ ﻴﻭﺭﺩ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺇﻻ ﺨﻤﺴﺔ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ )ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻨﻴﺔ ﻭﻟﻬﺠﺎﺘﻬﺎ
ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﻨﻘﺩﻩ ﻓﻲ
ﻜﺎﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺅﺍﺒﻴﺔ ،ﻭﺍﻵﺭﺍﻤﻴﺔ ﻭﻟﻬﺠﺎﺘﻬﺎ ،ﻜﺎﻟﺴﺭﻴﺎﻨﻴـﺔ
ﻫـﺫﺍ ،ﻭﺍﻓﺘﺨﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺄﻨﱠﻪ ﺃﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺜﻼﺜﻴﻥ ﻜﻠﻤﺔ
ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﻭﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻗﺔ :ﺍﻷﻜﺎﺩﻴﺔ ﻭﻟﻬﺠﺎﺘﻬﺎ،
)(٩
ﻤﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻭﻅﱠﻑ ﻓﻲ ﺃﺼﺎﻟﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺃﻨﹼﻬﺎ ﺃﻗﺩﻡ
ﻭﻗﺩ ﻭﺠﺩﺕ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭﺘﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﺃﻨﹼﻪ
ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻤﻰ )ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ(. ﻭﻗﺩ ﻗﺎﻤـﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﺡ ﻓﺭﻀﻴﺔ ﺴﺘﺤﺎﻭل
ﺤﺒﺸﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ .
ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﻘﺴﻡ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﻵﺘﻴﺔ: ﺃﻭﻻﹰ :ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺘﺭﻀﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ.
٦٩
....................................................................... ﺜﺎﻨﻴﺎﹰ :ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ.
ﺜﺎﻟﺜﺎﹰ :ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺭﺼﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ،
ﻭﺫﻫﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺘﺒﻭﺍ ﻋﻥ ﺍﻷﺤﺒـﺎﺵ
ﺇﻟﻰ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﺤﺒﺸﻴﺔ.
: : ﻭﻫﻲ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺘﺨﺹ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻫﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ﻤﺎ ﻋﺩﺍ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ،ﻭﻟﻌلّ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ﻤﺴﻭﻍ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻥ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ -ﺘﻨﺘﻤﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﻤﻭﻋـﺔﻟﻐﻭﻴـﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ ،ﻭﻫﻲ
ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻟﻬﺠﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺌﺩﺓ:
ﺍﻟﺼﻔﺎﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻤﻭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﺤﻴﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻜﹼﻠﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ﻜﺎﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺩﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﻟﻬﺠﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻴﻥ ،ﻜﻤـﺎ ﺘﻀﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﺒﻠﻬﺠﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻜﺎﻟﺴﺒﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻤﻴﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺘﺒﺎﻨﻴﺔ ﻭﺒﻌﺽ ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻜﺎﻟﺴﻭﻗﻁﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺤﺭﻴﺔ ،ﻓﻀﻼﹰ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ
* ﺍﻟﺠﺒﺕ: ﻭﻫﻲ ﻟﻔﻅﺔ ﻗﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﺘﻬﺎ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ
ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻴﺅْﻤِﻨﹸﻭﻥ ﺒِﺎﻟﹾﺠِﺒﺕِ ﻭﺍﻟﻁﱠﺎﻏﹸﻭﺕِ :٥١]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ[،
ﻓﻘﺩ ﺃﺨﺭﺝ ﻋﺒﺩ ﺒﻥ ﺤﻤﻴﺩ ﻭﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺤﺎﺘﻡ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ، ﻭﻋﺒﺩ ﺒﻥ ﺤﻤﻴﺩ ﻨﻔﺴﻪ ﻋﻥ ﻋﻜﺭﻤﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺒﺕ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ
ﺒﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺒﺵ ،ﻭﺃﺨﺭﺝ ﺍﺒﻥ ﺠﺭﻴﺭ ﻋﻥ ﺴﻌﻴﺩ ﺒﻥ ﺠﺒﻴـﺭ
ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺒﺕ ﻫﻭ ﺍﻟﺴﺎﺤﺭ ﺒﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ).(١١
ﻭﻓﻲ ﻤﻌﺎﺠﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺒﺕ ﻫﻭ ﻜلﱡ ﻤﺎ ﻋﺒِﺩ ﻤﻥ
ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ،ﻭﻗﻴل :ﻫﻲ ﻜﻠﻤﺔ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻨﻡ ﻭﺍﻟﻜﺎﻫـﻥ ﻭﺍﻟﺴﺎﺤﺭ ،ﻭﺫﻜﺭ ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺸﻬﺎﺩﻩ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ
ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺒﺕ ﻫﻭ ﺍﻟﺴﺤﺭ ،ﻭﺭﻭﻯ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻥ
ﺍﻟﺠﺒـﺕ ﻫﻭ ﺤﻴﻲ ﺒﻥ ﺃﺨﻁﺏ ﺃﺤﺩ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻴﻬـﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ) ،(١٢ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ :ﺍﻟﻁﱠﻴﺭﺓﹸ ﻭﺍﻟﻌِﻴﺎﻓﹶﺔﹸ ﻭﺍﻟﻁﱠﺭﻕﹸ ﻤﻥ
ﺍﻟﺠﺒﺕ) ،(١٣ﻭﻫﻭ ﻭﻓﻘﺎﹰ ﻟﻤﺎ ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﻤﺤﺽِ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔِ ﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺠﻴﻡ ﻭﺍﻟﺘﺎﺀ ﻓﻲ ﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺤـﺩﺓ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺤﺭﻑٍ ﺫﻭﻟﻘﻲ).(١٤
ﻭﺃﻤﺎ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﺃﻓﺎﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻭﻥ ﺒﺎﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﻓﻘﺩ ﺃﻭﺭﺩﻫﺎ ) (Leslauﻓﻲ ﻤﻌﺠﻤﻪ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺤﺩﻴﺜﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺫﺭ )ﻭﺠﺏ( ،ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ
ﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺫﺭ )ﺠﺒﺕ( ،ﻭﻤﻤﺎ ﻻ ﺸﻙ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺠﻤﻴﻴﻥ
ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺼﻭﺍﺏ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺼﻠﺕ
ﺍﻟﻤﺤﻤﻭﻟـﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻜﺎﻷﻤﺤﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻷﺭﺠﻭﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺭﻴـﺔ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﺠﺫﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻋﺘﻘﺩﻭﻩ ﻟﻬﺎ،
ﺘﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒل ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ،
ﻗﻠﺏ ﻤﻜﺎﻨﻲ ﻤﺘﺄﺨﺭﺓ.
ﻭﺍﻟﺘﺠﺭﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻔﺭﻴﺔ ﻭﻟﻬﺠﺔ ﺍﻟﺠﻔﻌﺔ ،ﻓﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ
ﻭﺃﻤﺎ ﻤﺎ ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ،ﻓﻠﻌﻠﹼﻪ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺒﻔﺭﻋﻴﻬﺎ :ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ )ﺍﻷﻜﺎﺩﻴﺔ ﻭﻟﻬﺠﺎﺘﻬﺎ( ﻭﺍﻟﻐﺭﺒﻲ :ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻨﻴﺔ
ﻜﺎﻥ ) (Leslauﻗﺩ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ
ﺍﻟﺘﺒﺎﻋﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻤﺜﻼﹰ ﺃﻗلﱠ ﻤﻨﻪ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ
ﺭﻀﺎ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺒﻁ ،ﻭﺃﻭﺭﺩ ﺃﻥ ﻨﻭﻟﺩﻜﻪ ﻭﺠﻔﺭﻱ ﻭﻟﻭﺩﻟﻑ
ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ).(١٠
ﺍﻟﻠﻬﺠـﺎﺕ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻓﻔﻴﻬﺎ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ) ،(gebtﻏﻴﺭ ﺃﻥ
ﻭﻟﻬﺠﺎﺘﻬﺎ ﻭﺍﻵﺭﺍﻤﻴﺔ ﻭﻟﻬﺠﺎﺘﻬﺎ ،ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤل ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ
ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻨﹼﻪ ﺃﺒﺩﻯ ﻋﺩﻡ
ﻭﺍﻷﻜﺎﺩﻴﺔ ،ﺒﺴﺒﺏ ﺘﺩﺨﹼل ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﻋﺩ
ﺫﻫﺒﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﻤﻘﺘﺭﻀﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻭﺭﺍﺠﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺇﺤﺩﻯ
ﻟﻘﺩ ﺘﻤﻜﱠﻨﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻥ ﺤﺼﺭ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ
) (Leslauﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻥ ﻤﻌﻨـﻰ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻜﹼﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﻥ ﺘﺄﺼﻴﻠﻬﺎ ﺘﺄﺼﻴﻼﹰ ﺼﺤﻴﺤﺎﹰ ،ﻭﻤﺎ ﺯﺍل ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻤﺭﺼـﻭﺩﺍﹰ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﻌﺠـﻡ
ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻋﺩﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘـﺸﺭﻕ )،(Leslau ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻫﻲ:
)ﺇﻟﻪ ﺃﻭ ﺼﻨﻡ( ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﻟﺴﻭﺀ ﻓﻬﻡٍ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ
ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ) (>amālékta gébtﺃﻱ :ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺤﺩﺜﺔ
)(١٥
.
ﻭﻤﻬﻤﺎ ﻴﻜﻥ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ﺍﻋﺘﺭﺍﺽ ) (Leslauﻋﻠﻰ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﻭﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﻤﻥ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﻟﻪ ،ﻓﺈﻨﻨﺎ
٧٠
....................................................................... ﻨﺴﺠل ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻋﺘﺭﺍﻀﻪ ﻟﻴﺱ ﺒﺸﻲﺀ ،ﺒل ﺇﻥ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ
ﻭﻟﻌلﱠ ﺘﻤﺴﻙ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﻤﻥ ﻴﻘﺎﺭﺒﻬﻡ ﺴﺎﻫﻡ
ﻭﺘﺄﺼﻴﻠﻬﺎ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﻤﺎ ﻴﺩﻋﻡ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ
ﻓﻲ ﻭﺠﻭﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺫﺭ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ؛ ﻻﺭﺘﺒﺎﻁﻬﺎ
ﺍﻟﺤﺒﺸﻴـﺔ ،ﻭﻟﻨﺎ ﺃﻻ ﻨﻘﺒل ﺍﻟﺠﺫﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺴﺒﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻴﻀﺎﹰ،
ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺒﺄﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻘﺩﺒﺱ ،ﻓﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ
ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺠﺫﺭ )ﻭﺠﺏ( ،ﻭﻜﺜﻴﺭﺍﹰ ﻤﺎ ﻴﺨﻁﺊ ﺍﻟﻤﻌﺠﻤﻴﻭﻥ ﻤﻥ
ﺍﻟﺜﻤﻭﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﻜﻠﻤﺔ tḥrmﺒﻤﻌﻨﻰ ﻗﹶﺩﺱ
،ﻜﻤﺎ ﻭﺭﺩﺕ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺭﻗﻴﻥ ﺍﻷﻋﺎﺠﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺫﻭﺭ ﺍﻟﻤﻠﺒﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ﺒﻠﻔﻅ ḥāramﺒﻤﻌﻨﻰ ﺤﺭﻡ ﺃﻭ ﻜﹶﺭﺱ
ﺍﻟﺴﺎﻤﻴـﺔ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺍﺒﻴﺔ ḥrmﺒﻤﻌﻨﻰ ﻜﺭﺱ ﻜﺎﻫﻨﺎﹰ ،ﻭﻴﺭﺘﺒﻁ ﺒﻤﻌﻨﻰ
ﻭﻴﻔﻴﺩ ﻤﺎ ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺠﺒﺕ
ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻤﻭﺠﻭﺩ ،ﻭﺃﻥ ﻤﺎ ﺤـﺩﺙ
ﻤـﻥ ﺩﻻﻻﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺇﻻ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺨﺼﻴﺹ
ﺍﻟﺩﻻﻟﻲ ،ﻭﻫﻭ ﻋﺭﺽ ﻤﻥ ﺃﻋﺭﺍﺽ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺩﻻﻟﻲ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ).(١٦ * ﺤـﺭﻡ:
)(٢٥
)(٢٦
،
)(٢٧
ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﻡ ﻭﺍﻟﺤﺭﺍﻡ
،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﺒﻁﻴﺔ ḥrmﺒﻤﻌﻨﻰ ﺤﺭﻡ ﺇﺫﺍ
ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻌﻼﹰ ،ﺃﻭ ﺤﺭﺍﻡ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﺴﻤﺎﹰ
)(٢٨
.
ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺭﺍﻤﻴﺔ >ăḥārīmﺒﻤﻌﻨﻰ ﻤﺤﺭﻡ ﺩﻴﻨﻴﺎﹰ ،ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﺴﺭﻴﺎﻨﻴﺔ >aḥrimﻭ ḥarremﺒﻤﻌﻨﻰ ﺤﻠﻑﹶ ﺃﻭ ﺩﻋﺎ ﻋﻠﻰ، ﻭﺍﻟﺘﺩﻤﺭﻴﺔ ḥrmﺒﻤﻌﻨﻰ ﺤﺭﻡ.(٢٩)
* ﻴﺤـﻭﺭ:
ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻭﺤﺭﺍﻡ ﻋﻠﹶﻰ ﻗﹶﺭﻴﺔٍ :٩٥]ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ[،
ﺠﺎﺀﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﺇِﻨﱠﻪ ﻅﹶﻥ ﺃَﻥ
ﺒﺎﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻭﻓﻘﺎﹰ ﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﻓﻲ ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ).(١٧
ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻨﺎﻓﻊ ﺒﻥ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﺴﺄﻟﻪ ﻋﻥ ﻫـﺫﺍ
ﺠﺎﺀﺕ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ :ﺤﺭﻡ ﺒﺎﻟﺤﺎﺀ ،ﻭﻤﻌﻨﺎﻫﺎ :ﻭﺠﺏ
ﻟﱠﻥ ﻴﺤﻭﺭ :١٤]ﺍﻻﻨﺸﻘﺎﻕ[ ،ﺃﺨﺭﺝ ﺍﻟﻁﺴﺘﻲ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ
ﻭﻗﺩ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺎﻥ ﺒﺎﻟﺠﻴﻡ :ﺠﺭﻡ) ،(١٨ﻭﻟﻌﻠﻪ
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ،ﻓﻘﺎل :ﺃﻥ ﻟﻥ ﻴﺭﺠﻊ ﺒﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ).(٣٠
ﻭﻫﻡ ﻭﺘﺨﻠﻴﻁ ﻭﻗﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺥ ﻭﻟﻡ ﻴﻔﻁﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﺎﻥ،
ﻓﻘﺩ ﺃﻭﺭﺩﻫﺎ ﺒﺎﻟﺤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻭﻜﹼﻠﻲ) ،(١٩ﻭﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ).(٢٠
ﻭﺃﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ
ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﺭﺍﻡ ﺍﻟﻤﺄﻟـﻭﻑ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ،ﻓﺄﻭﺭﺩ
ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺒﺄﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻓﺎﺩ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ
ﻭﺍﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻫﻠﻜﻬﺎ ﺍﷲ ﺃﻨﱠﻪ ﻻ ﻴﺭﺠﻊ ﻤﻨﻬـﻡ
ﺭﺍﺠﻊ ،ﺃﻱ :ﻻ ﻴﺘﻭﺏ ﻤﻨﻬﻡ ﺘﺎﺌﺏ).(٢١
ﻭﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻓﻘﺩ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﻜﻠﻤﺔ
) (ḥaramaﺒﻤﻌﻨﻰ ﺤﻅﺭ ﺃﻭ ﺤﺭﻡ ،ﻤﻤﺎ ﻴﻌﻨﻰ ﻗﺭﺒﻬﺎ ﻤﻤﺎ
ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ).(٢٢
ﻭﻟﻴﺱ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻤﺴﺘﻐﺭﺒﺎﹰ ،ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﺃﻗـﺭﺏ
ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ )(٢٣
ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ،ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀﺕ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻴﻬﺎ )(ḥrm
ﻭﻨﻅﺎﻡ ﻜﺘﺎﺒﺔ
ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﻟﻴﺱ ﻤﻭﺠﻭﺩﺍﹰ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ،ﻤﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ
ﺃﻨﻨﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﻗﺎﺩﺭﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﻨﻁﻘﻬﺎ ﻫﻨـﺎﻙ، ﻭﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﺤﺭﻡ ،ﺃﻭ ﻓﹶﺭﺽ ﻗﻴﺩﺍﹰ.
ﻭﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ،ﻓﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻟﻬﺠﺔ
ﻋﺭﺒﻴﺔ ﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﺃﻴﻀﺎﹰ (aḥrim) :ﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﻡ ﺃﻴﻀﺎﹰ).(٢٤
ﻭﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺤﺎﺘـﻡ ﻋﻥ ﺩﺍﻭﺩ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻫﻨﺩ ،ﻭﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺤﺎﺘﻡ ﻋﻥ ﻋﻜﺭﻤﺔ ،ﻭﺯﺍﺩ ﻋﻨﻪ: ﺃﻻ ﺘﺴﻤﻊ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﺇﺫﺍ ﻗﻴل ﻟﻪ :ﺤِﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻙ ،ﺃﻱ :ﺍﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻙ)(٣١؟
ﻭﻜﻠﻤﺔ )ﻴﺤﻭﺭ( ﻜﻠﻤﺔ ﺤﺒﺸﻴﺔ ﻴﺸﻬﺩ ﻋﻠﻰ ﺩﻗﱠﺔ ﺘﺄﺼﻴل ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺤﺎﻭﻟﻭﺍ ﺘﺄﺼﻴل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠـﺫﺭ
ﻭﺍﻟﻠﻔﻅ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺫﺍﺘﻪ) ،(٣٢ﻭﺯﺍﺩ ) (Leslauﻓﻜﺭﺓ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﺍﻓـﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﻠﻭﺏ، ﻤﺤﻴـﻼﹰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺫﺭ )ﺭﻭﺡ( ،ﻤﻌﺘﻘﺩﺍﹰ ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ )ﺭﺍﺡ ﻴﺭﻭﺡ( ،ﻭﻫﻭ ﺃﻤﺭ ﻤﺤﺘﻤل ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴـﺔ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ،ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺼﻌﺒﺎﹰ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﻤﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻹﺜﻴﻭﺒﻴﺔ ،ﻓﻠﻡ ﺘﺭﺩ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻤﻊ ﻟﻐﺔ ﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻻﻁﻤﺌﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ. ﻭﻟﻜﻥ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﻀﻴﻔﻪ ﻫﻨﺎ ﻫﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺫﺭ )ﺡ ﻭ ﺭ(
ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻤﻤﺎ ﻴﻨﻔﻲ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺽ، ﻭﻴﺅﻜﱢﺩ ﺃﺼﺎﻟﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻥ ،ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ :ﺍﻟﹾﺤﻭﺭ:
٧١
....................................................................... ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀِ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﺤﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻲﺀِ
ﻭﻋﻨﻪ ﺤﻭﺭﺍﹰ ﻭﻤﺤﺎﺭﺓﹰ ﻭﻤﺤﺎﺭﺍﹰ ﻭﺤﺅﻭﺭﺍﹰ :ﺭﺠﻊ ﻋﻨﻪ ﻭﺇﻟﻴﻪ).(٣٣
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻗﺩﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﺩﻟﻴل ﺃﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺌﺩﺓ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﺘﻬﺎ ،ﻓﻘـﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﻭﻴﺔ ḥrﺒﻤﻌﻨﻰ ﺤﺎﺭ ﺃﻭ ﺭﺠﻊ ﺃﻭ ﻋﺎﺩ ،ﻭ ḥwrﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﻨﻔﺴﻪ) .(٣٤ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺜﻤﻭﺩﻴﺔ ḥrﻭ ḥwrﻜﻤﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﻭﻴﺔ ،ﻭﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﻨﻔﺴﻪ).(٣٥
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﻨﺒﻁﻴﺔ ،ﻓﻔﻴﻬﺎ ḥwrwﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺭﺠـﻭﻉ،
ﺍﻟﺘﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﻴﺯ).(٣٩ * ﺴﻨﺎﻩ ﺴﻨﺎﻩ: ﻟﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺤﺩﻴﺙ ﻤﺭﻭﻱ ﻋﻥ
ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ،ﻓﻘﺩ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ
ﻭﺃﺒﺎ ﺩﺍﻭﺩ ﺃﺨﺭﺠﺎ ﻋﻥ ﺃﻡ ﺨﺎﻟﺩ ﺒﻨﺕ ﺨﺎﻟﺩ ﺒﻥ ﺴﻌﻴـﺩ ﺒﻥ
ﺍﻟﻌﺎﺹ ،ﻗﺎﻟﺕ :ﻗﺩِﻤﺕﹸ ﻤﻥ ﺃﺭﺽِ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻭﺃﻨﺎ ﺠﻭﻴﺭِﻴﺔﹲ،
ﻓﻜﺴﺎﻨﻲ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺨﻤﻴﺼﺔ ﻟﻬﺎ ﺃﻋﻼﻡ ،ﻓﺠﻌل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﻴﻤﺴﺢ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﺒﻴﺩﻩ ،ﻭﻴﻘﻭل :ﺴﻨﺎﻩ ﺴﻨﺎﻩ ،ﻴﻌﻨﻲ:
ﻭﻤﻨﻪ ﺍﻻﺴﻡ ḥwr>lﺃﻱ :ﺭﺠﻭﻉ ﺇﻴل ،ﻭ)ﺇﻴل( ﻫﻭ ﺃﺤـﺩ
ﺍﻟﹶﺤﺴﻥ ﺒﺎﻟﺤﺒﺸﻴﺔ.
* ﺍﻟﺴﺠـلّ:
ﻗﺎﻟﺕ :ﺃُﺘِﻲ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺒﺜﻴﺎﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺨﻤﻴﺼﺔ ﺴﻭﺩﺍﺀ ﺼﻐﻴﺭﺓ،
ﺃﺼﻨﺎﻤﻬﻡ).(٣٦
ﻭﻗﺩ ﺠﺎﺀﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ
ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻜﹶﻁﹶﻲ ﺍﻟﺴﺠِلﱢ ﻟِﻠﹾﻜﹸﺘﹸﺏِ :١٠٤]ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ[ ،ﻓﻘﺩ ﺃﺨﺭﺝ
ﺍﺒـﻥ ﻤﺭﺩﻭﻴﻪ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻨﹼﻪ ﻗﺎل :ﺍﻟﺴﺠِلّ ﺒﻠﻐـﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ :ﺍﻟﺭﺠل).(٣٧
ﻭﻗﺩ ﺃﻭﺭﺩﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺠﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺠِلﱠ ﻫﻭ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﻭﻨﺤﻭﻩ ،ﻭﺍﻟﺠﻤﻊ )ﺴِﺠِﻼﹼﺕ( ،ﺃﻭ ﺃﻨﹼﻪ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺠلُ ﻤﺎ ﻴﻁﹾﻠﺏ ﻤﻨﻪ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ ﺍﺨﺘﻠﻔﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﺨﺘﻼﻓﺎﹰ ﺒﻴﻨﺎﹰ ،ﻓﺫﻫﺒﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﱠﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺫﻫﺏ
ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻔﺭﺍﺀ ،ﺃﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﺘـﺏ ،ﺃﻭ ﻫﻭ ﻤﻠﹶﻙ ﻤﻭﻜﱠلٌ ﺒﺎﻟﺼﺤﻑِ ،ﺃﻭ ﻫﻭ ﻜﺎﺘﺏ ﻤﻥ ﻜﹶﺘﹶﺒﺔ ﺍﻟﻭﺤﻲ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﺴﺘﻜﺘﺒﻬﻡ ﺍﻟﻨﺒﻲ ،ﺃﻭ ﻫﻭ ﻤﻠﹶﻙ ﻴﻁﻭﻱ ﻜﹸﺘﺏ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺇﺫﺍ ﺭﻓِﻌﺕﹾ ﺇﻟﻴﻪ).(٣٨
ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩ
ﻭﺃﺨﺭﺝ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﻭﺼﺤﺤﻪ ﻋﻥ ﺃﻡ ﺨﺎﻟﺩ ﺒﻨﺕ ﺨﺎﻟـﺩ
ﻓﻘﺎل :ﻤﻥ ﺘﺭﻭﻥ ﺃﻜﺴﻭﻫﻪ؟ ﻓﺴﻜﺕ ﺍﻟﻘﻭﻡ ،ﻓﻘﺎل :ﺍﺌﺘﻭﻨﻲ
ﺒﺄﻡ ﺨﺎﻟﺩ ،ﻗﺎﻟﺕ :ﻓﺄُﺘِﻲ ﺒﻲ ،ﻓﺄﻟﺒﺴﻨﻴﻬﺎ ﺒﻴﺩﻩ ،ﻭﻗﺎل :ﺃﺒﻠﻲ
ﻭﺃﺨﻠﻘﻲ ،ﻴﻘﻭﻟﻬﺎ ﻤﺭﺘﻴﻥ ،ﻭﺠﻌل ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻤﻴﺼﺔ ﺃﺼﻔﺭ ﻭﺃﺤﻤﺭ ،ﻭﻴﻘﻭل :ﻴﺎ ﺃﻡ ﺨﺎﻟﺩ ،ﻫﺫﺍ ﺴﻨﺎ ،ﻭﺍﻟﺴﻨﺎ ﺒﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ :ﺍﻟﺤﺴﻥ).(٤٠
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﻌﺠﻡ
ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ )ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺠﻌﺯﻱ( ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ
ﻓﻴﻬﺎ ﻻ ﻴﺒﺘﻌﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻭﻟﻌلﱠ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻜﺎﻥ ﻴﺴﻤﻌﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﺒﺎﺵ ،ﻓﺎﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ
ﻴﺨﺎﻁﺏ ﻓﺘﺎﺓ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﺤﺩﻴﺜﺔ ﺍﻟﻘﺩﻭﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ،ﻓﺎﺴﺘﻌﻤل ﻜﻠﻤﺔ ﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻟﻌﻠﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﺼـل
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺏ ،ﺒل ﻭﺼﻠﺕ ﺇﻟﻰ ﻤﻜﹼﺔ ﻤﻥ ﺤﺒﻭﺵ ﻤﻜﹼﺔ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺸﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻤﻬﺎﺠﺭﺓ ﻤﻊ
ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺇﻥ ﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺴﺠِل ﻗﺩ ﺠﺎﺀﺕ
ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺘﻌﺭﻓﻬﺎ ،ﻓﺨﺎﻁﺒﻬﺎ ﺒﻬﺎ.
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺤﺎﻤﻠﺔ ﻋﺩﺓ ﻤﻌﺎﻥ ،ﻓﻔﻴﻬﺎ ﻤﺜﻼﹰ )(>asgala
* ﻜِﻔـل:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻓﺎﻟﺴﺎﺤﺭ ﺭﺠل ﻴﻨﻅـﺭ ﻓﻲ
ﻤِﻥ ﺭﺤﻤﺘِﻪِ :٢٨]ﺍﻟﺤﺩﻴﺩ[ ،ﻭﻗﺩ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﺘﺄﺼﻴـل
ﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ﻗﺩ ﺃﺼﺎﺒﻪ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺤﺘﻰ ﻭﺼل
ﺃﺒﻲ ﺸﻴﺒـﺔ ﻭﺍﺒﻥ ﺠﺭﻴﺭ ﻭﺍﺒﻥ ﺍﻟﻤﻨﺫﺭ ﻭﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺤﺎﺘـﻡ
ﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺴﺤﺭ ﻭﺍﻤﺘﻼﻙ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﻗﺔ ،ﻭﻻ ﻴﺒﺘﻌﺩ ﻫﺫﺍ
ﺠﺎﺀﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻴﺅْﺘِﻜﹸﻡ ﻜِﻔﹾﻠﹶﻴﻥِ
ﺍﻟﻜﺘﺏ ،ﻭﻴﻁﻭﻴﻬﺎ ،ﻭﺇﻥ ﻜﻨﹼﺎ ﻨﻌﺘﻘﺩ ﺒﺄﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺫﻱ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔـﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﺫﺍﻜﺭﺍﹰ ﺃﻥ ﻭﻜﻴﻌﺎﹰ ﻭﺍﺒﻥ
ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ،ﺃﻭ ﺃﻨﹼﻪ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﻋﺘﻴﻕ ﻟﻠﻬﺠﺔ ﺇﺜﻴﻭﺒﻴـﺔ
ﺃﺨﺭﺠﻭﺍ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﻤﻭﺴﻰ ﺍﻷﺸﻌﺭﻱ ،ﺃﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﻔﻠﻴﻥ ﻫﻭ
ﺒـﺎﺩﺕ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺘﻤﻜﹼﻥ ﺍﻟﻤﻌﺠﻤﻴﻭﻥ ﻤﻥ ﺭﺼﺩﻫﺎ ،ﻭﻤﻥ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺘﻬـﺎ ﺃﻴﻀﺎﹰ (saglā) :ﻭﻫﻭ ﻟﻔﻅ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺸﺠﺭﺓ
ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﻥ ﺒﺎﻟﺤﺒﺸﻴﺔ).(٤١
ﻭﻫﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻨِﻲ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠـﻭﺯﻱ
٧٢
....................................................................... ﺒﺘﺄﺼﻴﻠﻬﺎ ،ﻭﻟﻜﻨﹼﻪ ﺃﻭﺭﺩﻫﺎ ﺒﺈﺴﻨـﺎﺩ ﺁﺨﺭ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﻤﻭﺴﻰ
ﺍﻷﺸﻌﺭﻱ).(٤٢
ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ ﻤﻥ ﺘﺄﺼﻴل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴـﺔ، ﻓﺈﻨﻨﺎ ﺴﻨﺤﻜﻡ ﺒﺩﻗﱠﺔِ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺄﺼﻴل ،ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀﺕ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻌﺠﻤﻲ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺠﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ،
ﺍﻟﺤﺒﺸﻴـﺔ ) (maskotﺒﻤﻌﻨﻰ ﻜﹸﻭﺓ ﺃﻭ ﻨﺎﻓﺫﺓ ،ﻭﻗـﺩ ﺃﻭﺭﺩ
ﻓﻬﻭ ﺍﻟﻨﺼﻴﺏ ﻭﺍﻟﺤﻅﱡ ،ﻭﺍﻟﻀﻌﻑﹸ ﻤﻥ ﺍﻷﺠﺭِ ﻭﺍﻹﺜﹾﻡِ ،ﻭﻤﻨﻪ:
) (Leslauﻋﻥ ) (Dillmannﺇﺸﺎﺭﺘـﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﺃﺼل
ﻟﻪ ﻜِﻔﻼﻥِ ﻤﻥ ﺍﻷﺠﺭِ ،ﻭﺍﻟﻜِﻔﹾلُ :ﺍﻟﻤِﺜﹾلُ ،ﻟﻪ ﻜِﻔـﻼﻥِ ،ﺃﻱ:
،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ )ﺭﺍﺒﻴﻥ( ﺨﺎﻟﻑ
ﻤِﺜﻼﻥ ،ﺃﻱ :ﺤﺼﺘﺎﻥِ).(٤٣
ﻭﺃﻤﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭل ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﻤﻭﺴﻰ ﺍﻷﺸﻌﺭﻱ، ﻓﻬـﻭ ﻤﻭﺍﻓﻕ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ،ﺇﺫ ﺠﺎﺀ ﺃﻥ ﻤﻌﻨﻰ
) (kafalaﻫﻭ ﻗﺴﻡ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻥ) .(٤٤ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺘﺄﻭﻴل
ﺍﺸﺘﺭﺍﻜﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﺃﻴﻀﺎﹰ ،ﻓﻘـﺩ ﻭﺭﺩ
ﻓﻴﻬﺎ (kfl) :ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺠﺒل ﺃﻭ ﺼﻔﺤﺘﻪ) ،(٤٥ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻜﻔﻼﹰ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺒل. ﻭﻻ ﻴﺘﻭﻗﹼﻑ ﺃﻤﺭ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ﺍﻟﻠﻔﻅﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ
ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ )ﻤﺸﻜﺎﺓ(
)(٥٠
ﻫـﺫﺍ ،ﻭﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯﻴﻴﻥ ،ﻭﺍﻨﺘﻘﻠﺕ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻘﻴﻤﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ،ﻤﺴﺘﻨﺩﺍﹰ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻵﺭﺍﻤﻴﺔ )(٥١
ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﺕ ﻜﻠﻤﺔ ) (maškītﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ
،
ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﺨﺎﻟﻑ ﻫﺫﺍ ،ﻓﺎﻷﺭﺠﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘـﺔ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﺃﺨﺫﻭﺍ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯﻴﻴﻥ، ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻅﻠﹼﺕ ﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺤﺒﺸﻴﺘﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻤﻊ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ.
ﺍﻟﺠﻌﺯﻴـﺔ ،ﻭﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴـﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ،ﺒل ﺇﻥ ﺃﻤﺭ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ
ﻭﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺘﺄﺼﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻓﻘﺩ ﻭﺭﺩ
ﺃﻥ ﺍﻟﻤِﺸﻜﺎﺓﹶ ﻫﻲ ﺍﻟﻜﻭﺓﹸ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻴﺴﺕ ﺒﻨﺎﻓﺫﺓ ،ﻜﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻀﺢ ﺘﻤﺎﻤﺎﹰ ،ﺇﺫ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ kafal
ﺍﺤﺘﻤﺎل ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻭﺭﻓﺽ ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ
ﻭﻫﻭ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﻤﺘﺄﺨﱢﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻀﺎﻋﻑﹶ ،ﻭﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺃﻴﻀﺎﹰ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ﺃﻴﻀﺎﹰ kefelﺒﻤﻌﻨﻰ ﻜِﻔﹾل ﺃﻭ ﻀﻌﻑ ،ﻭﻫﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺠﻭﻟﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ )ﻓِﻌﺎل( ﺃﻭﻻﹰ ،ﺜﻡ ﺘﺠﻤﻊ ﺠﻤﻊ ﻤﺫﻜﱠﺭٍ ﺴﺎﻟﻤﺎﹰ.(٤٦)(kéfālīm < kéfāl < kēfel) :
ﻭﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺘﺭﺠﻭﻡ kīflāﻭ kūflāﺒﻤﻌﻨﻰ ﻤﻀﺎﻋﻑﹲ، ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺭﺍﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺭﻴﺎﻨﻴﺔ kéfalﺒﻤﻌﻨﻰ ﻀﺎﻋﻑﹶ ،ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﻨﺒﻁﻴﺔ kfl :ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻀِﻌﻑ ،ﺃﻭ ﻤِﺜﻼﻥ).(٤٧ * ﻤﺸﻜـﺎﺓ:
ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻤﺜﹶلُ ﻨﹸﻭﺭِﻩِ ﻜﹶﻤِﺸﹾﻜﹶﺎﺓٍ ﻓِﻴﻬﺎ ﻤِﺼﺒﺎﺡ
] :٣٥ﺍﻟﻨﻭﺭ[ ،ﺃﺨﺭﺝ ﻋﺒﺩ ﺒﻥ ﺤﻤﻴﺩ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﺒـﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﺎﺓ ﺒﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻜﻭﺓ ،ﻜﻤﺎ ﺃﺨﺭﺝ ﺍﺒﻥ ﺤﻤﻴﺩ
ﻤﻥ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ).(٥٢
* ﻨﺠﺎﺸﻲ: ﻟﻘﺩ ﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺘﺒﻭﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻤﻥ ﻤﻨﻁﻠﻘﻴﻥ ،ﺍﻷﻭل ﻤﻨﻬﻤﺎ :ﻫﻭ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺕ ﺍﺴﻡ ﻋﻠﻡ ﻟﺸﺨﺹ ﺒﻌﻴﻨﻪ ،ﺒل ﺍﺴﻡ ﻤﻥ ﻴﻤﻠﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ،ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻗﻴﺼﺭ ﻤﻠﻙ ﺍﻟﺭﻭﻡ ﻜﺎﺌﻨﺎﹰ ﻤﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻠﻙ ،ﻭﻜﺴﺭﻯ ﻤﻠﻙ ﺍﻟﻔﺭﺱ ﻭﺨﺎﻗﺎﻥ ﻤﻠﻙ ﺍﻟﺘﺭﻙ ،ﻓﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﺠﺎﺸﻲ ،ﻓﻬﻭ ﻟﻘﺏ ﻤﻥ ﻴﻤﻠﻙ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ. ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻨﻁﻠﻕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏـﻡ ﻤﻤﺎ
ﺘﻌﺭﻀﺕ ﻟﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻤﻥ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺒﺴﺒﺏ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺘﹼﺒﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻤﻁ ،ﻓﺈﻥ ﺃﺼل ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻏﺎﺌﺒﺎﹰ ﻋﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﻫﺘﻤﻭﺍ ﺒﺎﻟﺤﺒﻭﺵ،
ﻭﻏﻴﺭﻩ ﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﻤﺠﺎﻫﺩ ،ﻭﺃﺨﺭﺠﻪ ﻭﻜﻴﻊ ﻭﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺸﻴﺒﺔ
ﻓﺫﻜﺭ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﻭﺯﻱ ﺃﻥ ﻤﻠﻭﻙ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻜﻠﹼﻬﻡ ﻴﺘﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﻨﺠﺎﺸﻲ،
ﻭﺃﺨﺭﺠﻪ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﻭﺯﻱ ﻋﻥ ﻭﻜﻴﻊ ﻋﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴـل
ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺸﻲ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﻠﻙ ،ﻜﻘﻭﻟﻙ ﻫﺭﻗل ﻭﻗﻴﺼﺭ ،ﻜﻤﺎ ﻨﻘل
ﻋﻥ ﺴﻌﻴﺩ ﺒﻥ ﻋﻴﺎﺽ ﺍﻟﺜﻤﺎﻟﻲ).(٤٨
ﻋﻥ ﺴﻌﻴﺩ ﺒﻥ ﻋﻴﺎﺽ ﺒﺎﻟﻨﺹ ﻨﻔﺴﻪ).(٤٩
ﻭﺇﺫﺍ ﻨﻅـﺭﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻨﻘﻠـﻪ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﻭﺯﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ
ﻜﻤﺎ ﻴﺘﺴﻤﻰ ﻤﻠﻙ ﺍﻟﻔﺭﺱ ﺒﻜﺴﺭﻯ ،ﻭﻨﻘل ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻗﺘﻴﺒﺔ
ﺤﻴـﺭﺓﹶ ﺍﺒﻥ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﺘﺄﺼﻴل ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﻭﻫل ﻫﻲ ﻋﺭﺒﻴـﺔ ﺍﻷﺼل ﺃﻡ ﻫﻲ ﻭﻓﺎﻕ ﻭﻗﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ).(٥٣
٧٣
....................................................................... ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ ﺒﺘﻭﺴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ
ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺵ).(٥٤
ﻭﺃﻤﺎ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺠﺫﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻓﻬﻭ ﻤﻭﺠﻭﺩ،
ﻭﻗﺩ ﻭﺭﺩ ﺘﺤﺘﻪ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ،ﻓﻨﹶﺠﺵﹸ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙِ ﻴﻌﻨﻲ
ﺇﺫﺍﻋﺘـﻪ ﻭﻨﺸﺭﻩ ،ﻭﻨﹶﺠﺵﹸ ﺍﻟﺼﻴﺩِ :ﺍﺴﺘﺜﺎﺭﺘﻪ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻜلﱡ
ﺸﻲﺀ ﻤﺴﺘـﻭﺭ ،ﻭﻤﻥ ﻴﻨﺠﺵ ﺍﻟﺼﻴﺩ ﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﻨﺎﺠـﺵ
ﻓﻘـﺩ ﺃﻭﺭﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ﻗﺼﺔ ﺘﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺤﻑ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻻﺴﻡ ،ﻓﻘﺩ ﺃﺨﺭﺝ ﺍﺒﻥ ﺃﺸﺘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺤﻑ ﻤﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻜﻬﻤﺱ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﺒﺭﻴﺩﺓ ،ﻗﺎل :ﺃﻭل ﻤﻥ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻘـﺭﺁﻥ ﻓﻲ ﻤﺼﺤﻑ ،ﺴﺎﻟﻡ ﻤﻭﻟﻰ ﺃﺒﻲ ﺤﺫﻴﻔﺔ ،ﺃﻗﺴﻡ ﺃﻻﹼ ﻴﺭﺘﺩﻱ ﺒﺭﺩﺍﺀ ﺤﺘﻰ ﻴﺠﻤﻌﻪ ،ﻓﺠﻤﻌﻪ ،ﺜﻡ ﺍﺌﺘﻤﺭﻭﺍ ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻭﻨﻪ ،ﻓﻘﺎل ﺒﻌﻀﻬﻡ: ﺴﻤﻭﻩ ﺍﻟﺴﻔﹾﺭ ،ﻗﺎل :ﺫﻟﻙ ﺍﺴﻡ ﺘﺴﻤﻴﻪ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ،ﻓﻜﺭﻫﻭﻩ،
ﻭﺍﻟﻨﱠﺠﺎﺸﻲ ،ﻭﺍﻟﻨﱠﺠﺵﹸ :ﺍﻟﺴﻭﻕﹸ ،ﻭﺍﻟﻤﺯﺍﻴﺩﺓﹸ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻌـﺔ،
ﻓﻘﺎل :ﺭﺃﻴﺕ ﻤﺜﻠﻪ ﺒﺎﻟﺤﺒﺸﺔ ﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﻤﺼﺤﻑ ،ﻓﺎﺠﺘﻤﻊ
ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺼﺭﺡ ﺒﻤﺎ ﻴﻔﻲ ﺒﺎﻟﻐﺭﺽ ﺤﻴﻥ ﻗﺎل:
ﻭﻴﺒـﺩﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺫﺭ ﻤﻥ ﺠﺫﻭﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻅﺎﻫﺭﻴﺎﹰ ،ﺇﺫ
ﻭﻜﻠﹼﻬﺎ ﻤﻌﺎﻥٍ ﻻ ﺘﺘﻌﻠﹼﻕ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺍﻟﻨﺠﺎﺸﻲ،
ﺭﺃﻴﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﺴﻤﻭﻩ ﺍﻟﻤﺼﺤﻑ).(٥٨
ﻭﺍﻟﻨﱠﺠﺎﺸﻲ ﻭﺍﻟﻨﱢﺠﺎﺸﻲ :ﻜﻠﻤﺔ ﻟﻠﺤﺒﺵ ﺘﺴﻤﻲ ﺒﻬﺎ ﻤﻠﻭﻜﻬﺎ،
ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺒﻌﺽ ﻤﻥ ﺍﺸﺘﻘﺎﻗﺎﺘﻪ ،ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ
ﻭﺃﻭﺭﺩ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﺒﻥ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻁﻴﺔ).(٥٥
ﻭﻗﺩ ﺃﻭﺭﺩ ) (Leslauﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻤﺤﺎﻭﻻﹰ ﺃﻥ ﻴﺅﺼﻠﻬﺎ ﻓﻲ
ﻓﻴـﻪ :ﺇِﻥ ﻫﺫﹶﺍ ﻟﹶﻔِﻲ ﺍﻟﺼﺤﻑِ ﺍﻟﹾﺄُﻭﻟﹶﻰ * ﺼﺤﻑِ ﺇِﺒﺭﺍﻫِﻴﻡ
ﻭﻤﻭﺴﻰ :١٩-١٨]ﺍﻷﻋﻠﻰ[ ،ﺒﻤﻌﻨﻰ :ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﻨﺯﻟﺔ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ،
ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ،ﻓﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ
ﻜﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺫﺭ :ﺼﺤﺎﺌﻑ ﻭﺼﺤﻴﻔﺔ.
ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ) (nāġašﺒﻤﻌﻨﻰ ﻗﺎﺩ ﺃﻭ ﻭﺠﻪ ،ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻏﺎﺭﻴﺘﻴﺔ
ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻓﱠﺘﹶﻴﻥِ ،ﻜﺄﻨﹼﻪ ﺃُﺼﺤِﻑﹶ ،ﻭﺍﻟﻜﺴﺭ ﻭﺍﻟﻔﺘﺢ ﻓﻴﻪ ﻟﻐـﺔ،
ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﺕ ﺍﻟﺠﺫﺭ )ﻨﺠﺵ( ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻗﺎﺩ ﺃﻭ ﻀﻐﻁ ،ﻜﻤﺎ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﺕ ) (ngšﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺎﺌﺩ).(٥٦
ﻭﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ) (nagšaﻭﻤﻀﺎﺭﻋﻪ
) ،(yéngéšﺒﻤﻌﻨﻰ ﻤﻠﹶﻙ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺨﺼﻭﺼﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻓﻘﺩ ﺍﺭﺘﻘﺕ ﺩﻻﻟﺔ ﻜﻠﻤﺔ )ﻨﺠﺎﺸﻲ( ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﻙ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺤﺩﺙ
ﻓﻲ ﺃﻱ ﻟﻐﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﺕ ﺍﻟﻔﻌل ﺃﻭ ﻤﺸﺘﻘﹼﺎﺘﻪ ،ﻭﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻓﻘﺩ ﺼﺎﺭ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻔﺎﻋل
ﻓﻴﻬﺎ )ﻨﺠﺎﺸﻲ( ﺩﺍﻻﹰ ﻋﻠﻰ ﻟﻘﺏ ﺍﻟﻤﻠﻭﻙ ،ﺜﻡ ﺩﺨل ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺴﻡ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﻔﻌل ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﺤﺩﺙ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻷﺤﺒﺎﺵ.
ﻭﻗﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻋﻠﻰ ﺼﻴﻐﺔ ﺃﺨﺭﻯ
ﺃﻴﻀﺎﹰ ،ﻭﻫﻲ ﻤﺎ ﻴﻘﺎﺒل ﺼﻴﻐﺔ )ﻓﻌﻭل( ،ﺇﺫ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ )(négūš
ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻤﻠﻙ ،ﻜﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ) (négéštﺃﻱ :ﻤﻠﻜﺔ).(٥٧
ﻭﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺅﻜﱢﺩﻩ ﻫﻬﻨﺎ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻜﻠﻤـﺔ )ﻨﺠﺎﺸﻲ(
ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻜﻠﻤﺔ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺍﻷﺤﺒﺎﺵ ﻭﺃﻁﻠﻘﻭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﻘﺏ
)ﺍﻟﻤﻠﻙ( ﻋﻨﺩﻫﻡ ،ﻭﺃﻨﹼﻬﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴـﻕ
ﻭﺍﻟﻤﺼﺤﻑﹸ ﻭﺍﻟﻤِﺼﺤﻑﹸ :ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻟﻠﺼﺤﻑ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺒﺔ
ﺘﻤﻴﻡ ﺘﻜﺴﺭﻫﺎ ﻭﻗﻴﺱ ﺘﻀﻤﻬﺎ ،ﻭﻟﻡ ﻴﺭﺩ ﻓﺘﺤﻬﺎ )ﻤﺼﺤﻑ(، ﻭﻟﻡ ﻴﺸﺭ ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﻓﻲ ﺤﺩﻴﺜﻪ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
ﻜﻠﻤﺔ )ﻤﺼﺤﻑ( ﻤﺄﺨﻭﺫﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻟﻐﺔ ﺃﺨﺭﻯ).(٥٩
ﻏﻴﺭ ﺃﻨﹼﻪ ﻟﻡ ﻴﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺫﺭ )ﺼﺤﻑ( ﻴﻌﻨﻲ )ﻜﺘﺏ( ،ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل )ﺃﺼﺤﻑ( ﻤﻤﺎ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﺠﻤﻊ ﺍﻟﺼﺤﻑ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴـﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﻭﺫﻜﺭ ﺠﺭﺠﻲ ﺯﻴﺩﺍﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻭﺠﻪ ﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ ﻜﻐﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﻤﺜل :ﺤﻭﺍﺭﻴﻭﻥ ﻭﻨﺎﻓﻕ ﻭﻤﻨﺎﻓﻘﻭﻥ ﻭﻓﻁﺭ ﻭﻤﻨﺒﺭ ﻭﻤﺤﺭﺍﺏ ،ﻭﺒﺭﻫﺎﻥ).(٦٠
:ً : ﻴﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻷﻟﻔـﺎﻅ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻫﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺘﺒﻭﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﹼﻬﺎ
ﺍﻟﺘﻭﺍﺼل ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ،ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺠﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻷﻭﺍﺌل ﻁﺭﻴﻘﺎﹰ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل.
ﻤﻘﺘﺭﻀﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻭﺘﺒﻴﻥ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺘﻘـﺎﺭﺽ ﻭﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ،
* ﻤﺼﺤﻑ:
ﺒل ﺒﺤﻜﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻥ ﺘﻨﺘﻤﻴﺎﻥ ﻤﻌﺎﹰ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻟﻐﻭﻴـﺔ
ﻭﺘﻌﻨﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺒﻴﻥ ﺩﻓﹼﺘﻴﻥ،
ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻔﻴﺼل ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ
٧٤
....................................................................... ﻫـﻭ ﺍﺸﺘﺭﺍﻙ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ،
ﻭﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻴﻭﺤﻲ ﺒِﻘﺩﻡِ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ ﻓﻲ
ﻭﺘﻭﺍﻓﺭ ﻤﻌﺎﺠﻤﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻫﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻏﺎﺌﺒﺔ ﻋﻥ
ﺍﻟﻠﻐـﺔ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﺒﺜﻘﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ،ﻭﺍﻷﺭﺠﺢ
ﺒﻌﺽ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ،ﻓﻘﺩ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ
ﺃﻨﹼﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ :ﺒﻠﹶﻊ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺒﻠﹾﻌﺎﹰ ﻭﺍﺒﺘﻠﻌـﻪ
ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺘﺩلﱡ ﻋﻠﻰ ﻭﻋﻲٍ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺤﺩﻴﺜﻪ ﻋﻥ
ﻭﺘﹶﺒﻠﱠﻌﻪ :ﺠﺭﻋﻪ ،ﻭﺍﻟﺒﻠﹾﻌﺔﹸ :ﺍﻟﺠﺭﻋﺔﹸ ،ﻭﺒﻠﻊ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺒﺘﻠﻌﻪ:
ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ،ﻭﻫﻲ ﻗﻭﻟـﻪ:
ﻟﻡ ﻴﻤﻀﻐﹾﻪ ،ﻭﺍﻟﺒﻠﹾﻌﻭﻡ :ﻤﺠﺭﻯ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡِ ﻭﻤﻭﻀِﻊ ﺍﻻﺒﺘﻼﻉ
"ﺃﻗﻭل :ﻗﻭل ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ ﺭﺤﻤﻬﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺃﻟﻔﺎﻅ
ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻠﻕِ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ :ﻫﺫﻩ ﺒﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺯﻨﺠﻴﺔ ﻭﻨﺤﻭﻫﻤﺎ،
* ﺩﺭﻱ:
ﻟﻴﺱ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻟﻴﺴﺕ ﺒﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﺤﺒﺸﻴﺔ
ﺃﻭ ﺯﻨﺠﻴﺔ ،ﺒل ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺠﺎﺀﺕ
ﻓﻲ ﻟﻐﺘﻬﻡ ﺃﻴﻀﺎﹰ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺘﻭﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ؛ ﻷﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻡ ﻴﺨﺎﻁﺏ ﻨﺒﻴـﻪ ﺒﻠﺴﺎﻥ ﻏﻴﺭ ﻗﺭﻴﺵ ،ﻜﻤﺎ ﺼﺭﺡ ﺒﻪ ﺍﺒﻥ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ، ﻭﻨﻘﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﻱ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ،ﻋﻨﺩ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺴﻭﺭﺓ "ﻁﻪ"،
ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ :ﻁﻪ :١]ﻁﻪ[).(٦١
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﺩﺭﺍﺠﻬﺎ ﺘﺤﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺴﻡ
ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ: * ﺍﺒﻠﻌـﻲ:
ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻭﻗِﻴ َل ﻴﺎ ﺃَﺭﺽ ﺍﺒﻠﹶﻌِﻲ ﻤﺎﺀﻙِ
] :٤٤ﻫﻭﺩ[ ،ﺃﻨﹼﻪ ﻗﻴل ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ )ﺍﺒﻠﻌﻲ( ﺃﻥ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ :ﺍﺯﺩﺭﺩﻱ ﺒﺎﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﺸﺭﺒﻲ ﺒﻠﻐﺔ ﺍﻟﻬﻨﺩ).(٦٢
ﻭﺃﻤﺎ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻓﻬﻲ
ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺇﺫ ﻨﺠﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻌل ) (bal<aﺒﻤﻌﻨﻰ ﺒﻠﻊ ﺃﻭ ﺍﺯﺩﺭﺩ ،ﺒل ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻗﺩ ﺤﺎﻓﻅﺕ ﻋﻠﻴـﻪ ﺒﺭﻤﺘِﻬﺎ ،ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻬﺭﺍﺭﻴﺔ ) (bäla>aﺒﺎﻟﻬﻤﺯﺓ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﻨﻴﺔ ) (bäl<eﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺔ ) (bäli<aﻭﻓﻲ ﺍﻷﻤﺤﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻷﺭﺠﻭﺒﻴﺔ
)(٦٨
.
ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻜﹶﺄَﻨﱠﻬﺎ ﻜﹶﻭﻜﹶﺏ ﺩﺭﻱ :٣٥]ﺍﻟﻨﻭﺭ[،
ﻜﻠﻤﺔ )ﺩﺭﻱ ،(ﻭﻗﺩ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ﺃﻨﱠﻬﺎ ﻜﻠﻤﺔ ﺤﺒﺸﻴﺔ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻤﻀﻲﺀ).(٦٩
ﻭﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ :ﻜﹶﻭﻜﹶﺏ ﺩﺭﻱ ﻭﺩِﺭﻱ ﻭﺩﺭﻱ:
ﺜﺎﻗـﺏ ﻤﻀﻲﺀ ،ﻭﺍﻟﺩﺭﻱ ﻤﻨﺴﻭﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﺭ ،ﻭﻫﻭ ﻜِﺒﺎﺭ
ﺍﻟﻠﺅﻟﺅ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﻲ ﻨﺴﺒﺘﻪ).(٧٠
ﻟﻘﺩ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﻟﻬـﺫﺍ ﺍﻟﻨﻤﻁ ،ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ) (dorﺒﻤﻌﻨﻰ )ﺩﺭ (ﺃﻭ ﻟﺅﻟﺅ، ﻭﻴﻘﺎﺒﻠﻪ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﻤﺄﻟﻭﻑ )ﺩﺭ ،(ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻵﺭﺍﻤﻴﺔ ) (dūrāﻭ) (durrāﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺩﺍﻋﻴﺔ ).(٧١) (dura
ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﺍﻹﺜﻴﻭﺒﻴﺔ dorﺒﻤﻌﻨﻰ )ﻟﻤﻌﺎﻥ ﺍﻟﺩﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭ( ،ﻭﻫﻭ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻟﻤﻌﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ
)(٧٢
.
* ﺍﻟﺴﻜﹶﺭ:
ﺃﻭﺭﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ﺃﻥ ﻜﻠﻤﺔ )ﺍﻟﺴﻜﹼﺭ( ﻓﻲ ﻗﻭﻟـﻪ
ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﺘﹶﺘﱠﺨِﺫﹸﻭﻥ ﻤِﻨﹾﻪ ﺴﻜﹶﺭﺍﹰ :٦٧]ﺍﻟﻨﺤل[ ،ﻜﻠﻤﺔ ﻤﺴﺘﻌﺎﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻭﺘﻌﻨﻲ ﺍﻟﺨلﱠ ﺒﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ).(٧٣
ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﻤﻥ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ،
ﻓﻘﺩ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻴﺅﻴـﺩ ﻤﻌﻨـﻰ ﺍﻟـﺸﱡﻜﺭ
) (bällaﺒﺴﻘﻭﻁ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺘﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻼﻡ،
ﻭﺍﻟﺨﻤﺭ ،ﻓﻔﻴﻬﺎ :ﺍﻟﺴﻜﹶﺭ :ﺍﻟﺨﻤﺭ ﺃﻭ ﺸﺭﺍﺏ ﺍﻟﺘﻤـﺭ ،ﻜﻤـﺎ
ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ
ﺃﻴﻀﺎﹰ).(٧٤ ﻭﺃﻤﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺘﺄﺼﻴﻠﻬﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤـﺎل،
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﺍﻟﺴﺎﻤﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﺍﻵﺭﺍﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺭﻴﺎﻨﻴﺔ
ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻟﻡ ﻨﺭﺼﺩﻩ ﺘﻤﺎﻤﺎﹰ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ،
ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﻟﻬﺠﺔ ﺍﻟﺠﻔﻌﺔ ) (bälläﺒﺈﺸﻤﺎﻡ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ ﻴﺎﺀ).(٦٣
ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻤﻭﻟﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺤﺴﺏ ،ﺒل ﻫﻲ
)< ،(٦٤)(bélaﻭﻓﻲ ﺍﻟﺸﺤﺭﻴﺔ )< (belaﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺩﺍﻋﻴـﺔ )(٦٥
)(bla
ﺒﺴﻘﻭﻁ ﺍﻟﻌﻴﻥ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ )< ،(٦٦)(bālaﻭﻓﻲ
ﺍﻷﻜﺎﺩﻴﺔ ).(٦٧)(belū
ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻜﹾﺭ ﻫﻭ ﻨﻘﻴﺽ ﺍﻟﺼﺤﻭِ ،ﻜﻤﺎ ﺘﻌﻨﻲ ﺍﻟﺨﹶلﱠ
ﻏﻴـﺭ ﺃﻨﻨﺎ ﻭﺠﺩﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﺒﻤﻌﻨﻰ )ﺍﻟﺴﻜﹾﺭ( ،ﻓﻬﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ )،(sakra ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﻗﻁﺭﻴﺔ ) ،(sekirﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ) (šākarﺒﺎﻟﺸﻴﻥ،
٧٥
....................................................................... ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺭﺍﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺭﻴﺎﻨﻴﺔ ) (šékarﺒﺎﻟﺸﻴﻥ ﺃﻴﻀﺎﹰ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻷﻭﻏﺎﺭﻴﺘﻴﺔ ) (škrﻭﻓﻲ ﺍﻷﻜﺎﺩﻴﺔ ) (šakāruﻭ)(šikaru
ﻭ) (šakkuruﺒﺎﻟﺸﻴﻥ ﺃﻴﻀﺎﹰ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻥ ﺍﻷﺨﻴﺭﺘﻴﻥ).(٧٥
ﻭﻫـﺫﺍ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ﻴﻨﻔﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺽ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ،ﺒل ﺇﻥ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻥ ﻤﻔﺴﺭ ﺒﺎﺸﺘﺭﺍﻜﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺃﺼل ﻟﻐﻭﻱ ﻭﺍﺤﺩ ،ﺒﺩﻟﻴل ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﻔﺭﻋﻴﻬﺎ: ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﹼل ﺒﺎﻷﻜﺎﺩﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﱢل ﺒﺎﻟﻌﺒﺭﻴـﺔ ﻭﺍﻵﺭﺍﻤﻴﺔ ،ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ. * ﺸﻁـﺭ:
ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻓﹶﻭلﱢ ﻭﺠﻬﻙ ﺸﹶﻁﹾﺭ ﺍﻟﹾﻤﺴﺠِﺩِ ﺍﻟﹾﺤﺭﺍﻡِ
] :١٤٤ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ[ ،ﺃﺨﺭﺝ ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺤﺎﺘﻡ ﻋﻥ ﻭﻜﻴﻊ ﺃﻨﹼﻪ ﻗـﺎل:
ﺸﻁﺭ :ﺘﻠﻘﺎﺀ ﺒﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ).(٧٦
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ :ﺸﹶﻁﹾﺭ ﺍﻟﺸﻲﺀِ :ﻨﺎﺤﻴﺘﹸﻪ ،ﻭﺸﹶﻁﹾﺭ ﻜﹸلﱢ ﺸﻲﺀٍ :ﻨﹶﺤﻭﻩ ﻭﻗﹶﺼﺩﻩ ،ﻭﻗﹶﺼﺩﺕﹸ ﺸﹶﻁﹾﺭﻩ ،ﺃﻱ :ﻨﺤﻭﻩ ،ﻭﻻ ﻓِﻌلَ ﻟﻪ ،ﻭﺒﻬﺫﺍ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻨﻰ )ﺸﻁﺭ ﺍﻟﻤﺴﺠﺩ ﺍﻟﺤﺭﺍﻡ( ﻫﻭ ﺍﻟﻨﱠﺤﻭ ﻭﺍﻟﺘﹼﻠﻘﺎﺀ.(٧٧)
ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻗﺩ ﺃﺼﺎﺒﻬﻡ ﺍﻟﺘﻭﻓﻴﻕ ﺤﻴﻥ ﻗﺎﻟﻭﺍ ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺸﻲﺀ ﻗﻠﻴل ﻤﻥ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻔﺭﻀﻪ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ،ﻓﻔﻴﻬﺎ ) (šaṡaraﺒﺎﻟﺼﺎﺩ ﺒﻤﻌﻨﻰ )ﺸﻁﺭ( ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﺤﺒﺸﻴﺔ ﺨﺎﻟﺼﺔ ﻜﻤﺎ ﺫﻜﺭﻭﺍ ،ﻓﻬﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﺍﻟﺴﺎﻤﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ) (šāraṭﺒﻤﻌﻨﻰ ﺸﻕﹼ ﺃﻭ ﺍﺘﹼﺨﺫ ﺸﻘﺎﹰ ،ﻭﻫﻲ ﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻷﻜﺎﺩﻴﺔ ) ،(šarāṭuﻭﻓﻲ ﺍﻵﺭﺍﻤﻴﺔ ) (séraṭﺒﺎﻟﺴﻴﻥ).(٧٨
ﻭﺒﺴﺒﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ﻗﺭﺭ (Leslau) ﺃﻥ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻫﻭ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻲ. ﻭﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ،ﻭﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻭﻓﻘﺎﹰ ﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤـﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﻤﻘﺘﺭﻀﺔ ﻤﻨﻬـﺎ ،ﺒل ﺇﻥ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻭﺠﻭﺩ ﺃﺼﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻥ ،ﺒﺩﻟﻴل ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ :ﺍﻵﺭﺍﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ،ﻤﻊ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻭلِ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺎﺩ.
* ﺍﻟﻁﺎﻏﻭﺕ:
ﻟﻘـﺩ ﻭﺭﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻤﻘﺘﺭﻨﺔ ﺒﻠﻔـﻅ )ﺍﻟﺠِﺒﺕ(
ﻻﻗﺘﺭﺍﻨﻬﻤـﺎ ﻤﻌﺎﹰ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻴﺅْﻤِﻨﹸﻭﻥ ﺒِﺎﻟﹾﺠِﺒـﺕِ ﻭﺍﻟﻁﱠﺎﻏﹸﻭﺕِ :٥١]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ[ ،ﻭﻗﺩ ﺘﺤﺩﺜﻨﺎ ﻋﻥ ﻜﻠﻤﺔ )ﺍﻟﺠِﺒﺕِ(
ﻓﻲ ﺍﻟﺠـﺯﺀ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ، ﻭﻟﻡ ﻨﻭﺭﺩ ﺸﻴﺌﺎﹰ ﻋﻥ )ﺍﻟﻁﺎﻏﻭﺕ( ﻻﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓﻴﻬـﺎ،
ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ﻗﺩ ﺃﺩﺭﺠﻭﻫﻤﺎ ﻤﻌﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﹼﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺽ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻭﻗﺩ ﻗﺭﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﱠﺎﻏﻭﺕ )(٧٩
ﻫﻭ ﺍﻟﻜﺎﻫﻥ
.
ﻭﺭﺼﺩﻩ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺓ )ﻁﻐـﻲ( ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﻤﺎ ﻴﺩﻋﻡ ﻫﺫﺍ ﺇﻻ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺩﻻﻟﺘﻪ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ،ﻭﺭﺒﻁﻭﻩ ﻤﻊ )ﺍﻟﻼﻫﻭﺕ( ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ،ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻤﻘﻠﻭﺒﺎﹰ ،ﻭﻟﻴﺱ )ﺍﻟﻼﻫﻭﺕ( ﻜﺫﻟﻙ ،ﻭﻫﻭ )(٨٠
ﻜلﱡ ﻤﻌﺒﻭﺩٍ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ،ﻭﻫﻡ ﺍﻟﻜﹶﻬﻨﹶﺔﹸ ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻁﻴﻥ
،
ﻭﻫـﻭ ﻜﻤﺎ ﻨﺭﻯ ﻤﻌﻨﻰ ﻋﺎﻡ ﻏﻴﺭ ﻤﻌﺠﻤﻲ ﺘﻤﺎﻤﺎﹰ ،ﺒل ﻫﻭ
ﻤﻌﻨﻰ ﺘﻔﺴﻴﺭﻱ ﺘﺄﻭﻴﻠﻲ.
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻯ ﺍﻟﺩﻗﱠﺔ ﻓﻲ ﺘﺄﺼﻴل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﺤِﻘﱢﻴﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺄﺼﻴل ،ﻓﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ
ﺒﻠﻔﻅ ) (ṭā<ōtﺒﺎﻟﻌﻴﻥ ،ﻭﺠﻤﻌﻬﺎ ) ،(٨١)(ṭā<ōtātﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺴﺠﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺄﺼﻴل ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺽ ،ﺒل ﺠﺎﺀ ﺍﻻﺘﹼﻔﺎﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻥ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﺸﺘﺭﺍﻙ ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﺃﺼل ﻭﺍﺤﺩ ،ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤـﺔ
ﻤﻭﺠـﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﻏﻴﺭ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻥ ،ﻓﻘﺩ ﺫﻜﺭ )(Leslau
ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻗﺩ ﺍﻨﺘﻘﻠﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺒﻤﺎ ﺍﺴﺘﻌﺎﺭﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻵﺭﺍﻤﻴﺔ ) ،(ṭā<ūtāﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴﺭﻴﺎﻨﻴﺔ ).(٨٢)(ṭā<yūtā
* ﺍﻟﻌـﺭﻡ:
ﻟﻘﺩ ﺠﺎﺀﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻓﹶﺄَﻋﺭﻀﻭﺍ
ﻓﹶﺄَﺭﺴﻠﹾﻨﹶﺎ ﻋﻠﹶﻴﻬِﻡ ﺴﻴلَ ﺍﻟﹾﻌﺭِﻡِ :١٦]ﺴﺒﺄ[ ،ﻓﻘﺩ ﺃﺨﺭﺝ ﺍﺒـﻥ
ﺃﺒﻲ ﺤﺎﺘـﻡ ﻋﻥ ﻤﺠﺎﻫﺩ ﺃﻨﹼﻪ ﻗﺎل :ﺍﻟﻌﺭِﻡ ﺒﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ:
ﺍﻟﻤِﺴﻨﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺜﻡ ﻴﻨﺒﺜﻕ
)(٨٣
.
ﻭﻟﻡ ﺘﺘﻤﻜﹼﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻥ ﺭﺼﺩ ﻜﻠﻤﺔ )ﻋﺭﻡ( ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ
٧٦
....................................................................... ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ،ﻓﻠﻌﻠﹼﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﺜﻡ ﺒﺎﺩﺕ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﻗﺒل ﺘﺩﻭﻴـﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﻤﻨﻘﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﻟﻬﺠـﺔ
)ﻁﻠﻊ( ،ﻭﺤﻠﹶﺏ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔﹶ ،ﻭﺨﻠﻕ ﻭﺒﺩﺃ ،ﻭﺍﻟﻔﻁﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ: ﺍﻻﺒﺘﺩﺍﺀ ﻭﺍﻻﺨﺘﺭﺍﻉ
)(٩٠
.
ﺤﺒﺸﻴﺔ ﻗﺩﻴﻤﺔ ﻟﻡ ﺘﺩﻭﻥ ﻤﻌﺠﻤﺎﹰ ﻟﻐﻭﻴﺎﹰ ﻴﺭﺼﺩ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺘﻬﺎ،
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻨﻴﺔ ﺠﺎﺀﺕ ﻜﻠﻤﺔ ) (fṭrtﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺭﻓﺽ ﺃﻭ
ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺩﺙ ﺘﻤﺎﺱ ﺒﻴﻥ ﺃﻫﻠﻬﺎ
ﺍﻟﻁﱠﺭﺩ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ) (nifṭārﻤﻥ ﺼﻴﻐﺔ )ﻨﻔﻌﺎل( ،ﺒﻤﻌﻨﻰ
ﻭﺍﻟﻌـﺭﺏ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﻴﻥ؛ ﻷﻨﻨﺎ ﻭﺠﺩﻨﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺒﻤﻌﻨﻰ )ﺒﻨﻰ
ﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺃﺼﻴﺏ ﺒﺎﻟﺩﺍﺀ ،ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ) (peṭirāﺒﻤﻌﻨﻰ
ﺴﺩﺍﹰ( ﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺃﻗﺭﺏ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻭﺕ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻷﻜﺎﺩﻴﺔ ) (paṭāruﺒﻤﻌﻨﻰ ﺴﺤﺏ ﺃﻭ ﺠﺫﺏ،
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺨﻁﹼﺎﹰ ﻭﺃﺼﻭﻻﹰ ﻭﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ،ﺇﺫ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬـﺎ
ﻭﻓﻲ ﺁﺭﺍﻤﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ) (pṭrﺒﻤﻌﻨﻰ ﻓﺼل ،ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺭﺍﻤﻴﺔ
ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﻨـﺎﺓ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ) (peṭrāﺒﻤﻌﻨﻰ ﻭﺩﻉ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﺭﻴﺎﻨﻴﺔ )(péṭūrūtā
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ :ﺍﻟﻌﺭِﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﺴﻴلُ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻁﺎﻕﹸ ،ﺃﻭ
ﺃﻭ ﺍﻨﺼﺭﻑ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺩﺍﻋﻴﺔ ) (piṭiarutaﺒﻤﻌﻨﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﻭﺃﻤﺎ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻓﻬﻲ
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﻓﺎﻟﺠﺫﺭ ﻤﺸﺘﺭﻙ ﺒﻴﻥ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ،
) (<rm, ><rmﺒﻤﻌﻨﻰ ﺴﺩ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ.
)(٨٤
ﻫﻭ ﻭﺍﺩٍ ﺒﻌﻴﻨﻪ).(٨٥
ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﺒﻤﻌﺎﻥٍ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺄﻭﻴﻠﻬﺎ ﺒﻐﺭﺽ ﺘﻁﻭﻴﻌﻬﺎ ﻤﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﻓﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ) (<āramﺒﻤﻌﻨﻰ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﺤﺒﻭﺏ ﻓﻲ ﻜﻭﻤﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻤﻰ )ﺍﻟﻌﺭﻤﺔ() ،(٨٦ﻭﻫﻲ ﻜﺫﻟﻙ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺭﻴﺎﻨﻴﺔ ،ﻓﻘﺩ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬـﺎ ) (<éramﺒﻤﻌﻨﻰ ﻜﹶﻭﻡ ﺃﻭ ﺠﻤﻊ ،ﻭﻓﻴﻬﺎ ) (<armāﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﻋﺭ، ﻭ) (<éramtāﻭﻫﻲ ﺍﻟﻜﻭﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺭﻤﺔ) .(٨٧ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﺘﻁﻭﻴﻊ ﻴﺼﻌﺏ ﻤﻥ ﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺒﻁ ﺍﻟﻤﻌﺠﻤﻲ ﻤﻊ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ.
* ﻤﻨﻔﻁـﺭ:
ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻤﻨﻔﹶﻁِﺭ ﺒِﻪِ :١٨]ﺍﻟﻤﺯﻤل[،
ﺃﺨﺭﺝ ﺍﺒﻥ ﺠﺭﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻜﻠﻤﺔ )ﻤﻨﻔﻁﺭ( ﺃﻥ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﻤﻤﺘﻠﺌﺔ ﺒﻪ ﺒﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ).(٨٨
ﻴﻘﺎل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺃﻴﻀﺎﹰ ﺇﻨﹼﻪ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﺫﻜﺭﻭﺍ ﻭﻨﻘﻠﻭﺍ ،ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻌل ) (faṭaraﺒﻤﻌﻨﻰ
ﺍﻟﻔﻌـل ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ )ﻓﻁﺭ( ﺃﻱ :ﺃﺒﺩﻉ ﺃﻭ ﺨﻠﻕ) ،(٨٩ﻏﻴﺭ ﺃﻥ
ﺍﻟﺠﺫﺭ ﻟﻴﺱ ﺨﺎﺼﺎﹰ ﺒﺎﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻫـﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴـﺔ ،ﻓﻬﻭ ﻴﻜﺎﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﺎﻤﺎﹰ ﻓﻴﻬـﺎ ،ﻤﻊ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﺭﻀﺘﻪ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ،ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻉ ﺍﻟﺩﻻﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ،ﺒل ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎﹰ ،ﻓﺎﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻡ ﺘﻜﺘﻑِ ﺒﺩﻻﻟﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻔﻌل، ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀﺕ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺸﻕﹼ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﺸﻘﺎﻕ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﺼل ،ﻭﺒﻤﻌﻨﻰ
ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﺠﺘﺎﺯ ﺃﻭ ﺫﻫﺏ ﺃﻭ ﻤﺎﺕ ،ﻭ) (péṭarﺒﻤﻌﻨﻰ ﻏﺎﺩﺭ
ﺍﻟﻔﺘﺢ ،ﻭﻓﻴﻬﺎ ) (pṭrﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﺤﺘﻔل ﺃﻭ ﺍﻓﺘﺘﺢ).(٩١
ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ﻻ ﻴﻘﻠﱢلُ ﻤﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺘﺄﺼﻴل ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ ﺃﻭ ﺴﻠﻜﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻥ ﺍﺘﹼﻔﻘﺘﺎ ﻓﻲ ﺩﻻﻟـﺔ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻭﺍﻹﺒﺩﺍﻉ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ. * ﻨﺎﺸﺌـﺔ:
ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﺇِﻥ ﻨﹶﺎﺸِﺌَﺔﹶ ﺍﻟﻠﱠﻴلِ ﻫِﻲ ﺃَﺸﹶﺩ ﻭﻁﹾﺀﺍﹰ
ﻭﺃَﻗﹾﻭﻡ ﻗِﻴﻼﹰ :٦]ﺍﻟﻤﺯﻤل[ ،ﻭﺭﺩ ﺃﻥ) ﻨﺎﺸﺌﺔ( ﻜﻠﻤﺔ ﺤﺒﺸﻴﺔ
ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴل ،ﻭﺃﻨﹼﻪ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﻠﻴل ﻗﺎﻟﻭﺍ :ﻨﺸﺄ).(٩٢
ﻭﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺠﺫﺭ )ﻨﺸﺄ( ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺃﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﻨﺸﺄَ ﺍﻟﻠﻴلُ
ﻫـﻭ ﺍﺭﺘﻔﻊ ،ﻭﻟﺫﺍ ﻓﻘﺩ ﺍﻨﺘﻘل ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﺯﺭ ﺇﻟﻰ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻜﻠﻤﺔ )ﻨﺎﺸﺌﺔ( ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﻜﺭﻴﻤﺔ ﺒﺄﻨﹼﻬﺎ ﺃﻭلُ ﺴﺎﻋﺔ ﻤﻨﻪ ،ﺃﻭ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺘﻨﺎﻡ ﻤﻥ ﺃﻭل ﺍﻟﻠﻴل ﻨﻭﻤﺔﹰ ،ﺜﻡ ﻗﹸﻤﺕﹶ ،ﻭﻤﻨﻪ ﻨﺎﺸﺌﺔ ﺍﻟﻠﻴل، ﻭﻫـﻭ ﻤﺎ ﻴﻨﺸﺄُ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴل ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺎﻋﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﻨﺎﺸﺌـﺔ :ﺃﻭل
ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺍﻟﻠﻴل).(٩٣
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﻭﻓﻕ ﺍﻟـﺩﻻﻻﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺼﻠﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺠﺫﺭ ﺃﻥ ﻨﺭﺒﻁ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﻐﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻓﺈﻨﱠﻨﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺫﻫﺏ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤـﺔ ﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻥ ﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﻟﻬﺠﺔ ﺤﺒﺸﻴـﺔ ﺒﻌﻴﻨﻬﺎ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ ﻗﺩ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﻟﻠﻔﻨﺎﺀ ﻭﻟﻡ ﺘﹸﺴﺠل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻫﺎﺠﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻗﺩ ﻓﻬﻤﻭﻫﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻬﻡ ،ﻤﻤﺎ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ،
٧٧
....................................................................... ﻭﻤﻨﻬﻡ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺒﺄﻨﹼﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ،
ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﺘﻬﺎ ،ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ
ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺫﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻭﺒﻌﺽ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﻭﻏﻴﺭﻩ
،ﻜﻤﺎ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺭ
ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺩﻻﻻﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ،
ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺒﻴﺕ ﻋﺒﻴﺩﺍﷲ ﺒﻥ ﻗﻴﺱ ﺍﻟﺭﻗﹶﻴﺎﺕ:
ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻻﺭﺘﻔﺎﻉ ﻭﺍﻟﻅﻬﻭﺭ ،ﻟﻠﻴل
ﺕ ﺸِﻌﺭﻱ ﺃﺃﻭلُ ﺍﻟﻬﺭﺝِ ﻫـﺫﺍ ﻟﻴـ ﹶ
ﺨﺎﺼﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ )>،(٩٤)(ns2
)(١٠٠
)(١٠١
ﺃﻡ ﺯﻤﺎﻥ ﻤِﻥ ﻓﺘﻨﺔٍ ﻏﻴﺭِ ﻫﺭﺝِ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ) (nāsāﺒﺎﻟﺴﻴﻥ ،ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺭﻓﻊ ﺃﻴﻀﺎﹰ) ،(٩٥ﻭﻓﻲ
ﻭﺃﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ
ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ) (nas>a, naš>aﺒﺎﻟﺸﻴﻥ ﻭﺍﻟﺴﻴﻥ ،ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺭﻓﻊ
ﻓﻲ ﺃﻗﺭﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺠﻐﺭﺍﻓِﻴﺎﹰ ﻭﻟﻐﻭﻴﺎﹰ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻠﻐـﺔ
ﺃﻭ ﺃﺨﺫ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻷﻭﻏﺎﺭﻴﺘﻴﺔ ) (nš>aﺒﺎﻟﺸﻴﻥ) ،(٩٦ﻭﻓﻲ ﺍﻷﻜﺎﺩﻴﺔ ) (našūﺒﺎﻟﺸﻴﻥ ،ﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺭﻓﻊ ﺃﻭ ﺍﻻﺭﺘﻔﺎﻉ) ،(٩٧ﻭﻫـﻭ
ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺭﺒﻁﻪ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﻜﺭﻴﻤﺔ ﻤﻊ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل ،ﻭﻫﻭ ﺭﺒﻁ ﻏﻴﺭ ﻤﺤﻜﻡ. * ﺍﻟﻬـﺭﺝ:
ﺠﺎﺀﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺃﺤﺩ ﺃﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﻨﺒﻲ ،ﻭﻨﹸﺴﺒﺕ
ﻓﻲ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻷﺤﺒﺎﺵ، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻓﻘﺩ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺴﺌل ﻋﻥ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ،ﻓﻘﺎل" :ﻋِﻠﹾﻤﻬﺎ ﻋﻨﺩ ﺭﺒﻲ ،ﻻ ﻴﺠﻠﱢﻴﻬﺎ ﻟﻭﻗﺘﻬﺎ ﺇﻻﹼ ﻫﻭ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺃﺨﺒﺭﻜﻡ ﺒﻤﺸﺎﺭﻴﻁﻬﺎ ﻭﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻴﻬﺎ، ﺇﻥ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻴﻬﺎ ﻓﺘﻨﺔﹰ ﻭﻫﺭﺠﺎﹰ ،ﻗﺎﻟﻭﺍ :ﻴﺎ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ،ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ
ﻗﺩ ﻋﺭﻓﻨﺎﻫﺎ ،ﻓﺎﻟﻬﺭﺝ ﻤﺎ ﻫﻭ؟ ﻗﺎل :ﺒﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ :ﺍﻟﻘﺘل").(٩٨
ﻭﻟﻌلّ ﻤﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻼﺤﻅﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻨﺹ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺃﻨﱠﻪ ﻴﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﻤﻥ ﺃﺼﻠﹶﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﺭﺴﻭل ،
ﻓﻜﺄﻥ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺘﻔﻴﺩ ﺃﻨﹼﻪ ،ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﻤﺼﺩﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺠﻠﺴﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻻ ﻴﻌﺭﻓﻭﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ،ﻋﻠﻤﺎﹰ ﺒﺄﻨﹼﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﻻﻻﺕ
ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ).(٩٩
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﻓﻬﻭ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ
ﻓﻲ ﻤﻌﺠﻡ ) (Leslauﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﺒل ﺇﻥ ﺍﻟﺠﺫﺭ )ﻫﺭﺝ(
ﻟﻴﺱ ﻟﻪ ﺃﻱ ﺤﻀﻭﺭ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻲ ﻓﻴﻪ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻴﻭﻤﺎﹰ ،ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺤﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻜﻠﻤﺎﺕ ﻟﻡ ﻴﺤﻁ ﺒﻬﺎ ) (Leslauﺃﻭ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﻨﻌﺩﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺎﺩﺕ ﻗﺒل ﺃﻥ ﺘﺤﻔﻅ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻻﹰ ﻤﻜﺘﻭﺒـﺎﹰ، ﻭﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﺭﺠﻴﺢ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ﻗﺩ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ،ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ) (hrgﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﺘـل ﺃﻭ ﺍﻟﺫﺒـﺢ ،ﻭ) (thrgﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻬﺎﺭﺝ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ﺒﻴﻥ ﺍﺜﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘﺎل ،ﻭ) (hrgmﺃﻱ ﻗﺘل ،ﻭﺍﻟﻤﻴﻡ ﻓﻲ ﺁﺨﺭﻫﺎ ﻋﻼﻤﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﺎﺒﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻭﻴﻥ ،ﻭ) (mhrgﻭﻫﻭ ﺴﻠﹶﺏ ﺍﻟﻘﺘﻴل ،ﺃﻭ ﺍﻟﻘﹶﺘﹾل ﻨﻔﺴﻪ).(١٠٢
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ
ﺃﻴﻀﺎﹰ ،ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻤﺅﺍﺒﻴﺔ hrg :ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻗﺘل) ،(١٠٣ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐـﺔ
ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ﺍﻟﻜﻼﺴﻴﻜﻴﺔ ) (hāraġﺒﻤﻌﻨﻰ ﻗﹶﺘﹶلَ).(١٠٤
ﻭﻟﺫﺍ ،ﻓﺈﻨﻨﻲ ﺃﺭﺠﺢ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﺄﺼﻴل ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺼﺤﻴﺤﺎﹰ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺠﻭﺩ ﺃﺼﻴل ،ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻘﺘﺭﻀﺎﹰ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻜﻠﻤﺔ ﻋﺘﻴﻘـﺔ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺒﻴﻥ ﻟﻐﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ،ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ
ﺍﻟﻬﺭﺝ ﻫﻭ ﺸِﺩﺓﹸ ﺍﻟﻘﹶﺘﹾلِ ﻭﻜﹶﺜﹾﺭﺘﻪ).(١٠٥
ﻏﻴـﺭ ﺃﻥ ﻤﺎ ﺃﺜﺒﺘﻪ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏِ ﻴﺅﻜﱢﺩ
ﻨﺴﺒﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﻅﻭﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻨﺼﻭﺍ ﺃﻨﹼﻪ ﻤﻥ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﺤﺒﺵ).(١٠٦
:ً : ﻭﻨﻌﻨﻲ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻭﺍﻫﺎ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﻜﺘـﺏ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﻭﺫﻜﺭﻭﺍ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻭﻟﻡ ﻨﺘﻤﻜﹼﻥ ﻤﻥ ﺭﺼﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ،ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﺼﺩﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺒﻌﺽ
ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺎﺩﺕ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺭﺼﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ،ﺇﺫ ﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘـﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺘﹼﺼل ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﺒﺄﺨﺭﻯ ،ﺃﻭ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻥ
ﻟﻐﺔ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﺒﺎﺵ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻋﺎﺸﻭﺍ ﻓﻲ ﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﻓﻘﺎﹰ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺭﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺯﻭ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﻟﻪ ﺒـﻼﺩ
٧٨
....................................................................... ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﻥ ﺃﺒﺭﻫﺔ ﻭﺍﻟﻲ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﺤﺘﻼﻟﻬـﻡ ﻟﻠﻴﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ .ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ: * ﺍﻷﺭﺍﺌـﻙ:
ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟﹾﺄَﺭﺍﺌِﻙِ ﻤﺘﱠﻜِـﺅُﻭﻥ:٥٦]
ﻴﺱ[) ،(١٠٧ﻭﺭﺩ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﻜﻠﻤﺔ ﺤﺒﺸﻴﺔ).(١٠٨
ﻭﻫﻲ ﻜﻠﻤﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ،ﺠﻤﻊ ﺃﺭﻴﻜﺔ ،ﻭﺍﻷﺭﺍﺌﻙ :ﺍﻟﺴﺭﺭ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺎل ،ﻭﻗﻴل :ﻫﻲ ﺍﻷﺴﺭﺓ ،ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻔﹸﺭﺵ ﻜﺎﻨـﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺎل ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺤﺠﺎل ،ﻭﻗﻴل :ﺍﻷﺭﻴﻜـﺔ ﺴﺭﻴﺭ ﻤﻨﹶﺠﺩ ﻤﺯﻴﻥ ﻓﻲ ﻗﹸﺒﺔ ﺃﻭ ﺒﻴـﺕ ،ﻭﻟﻌﻠﹼﻬﺎ ﻤﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺭﺒﻁﻪ ﻤﻊ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﻌل )ﺃﺭﻙ( ﻭﻤﻀﺎﺭﻋﻪ ﻴﺄﺭِﻙ ﻭﻴﺄﺭﻙ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻗﺎﻡ).(١٠٩
* ﺃﻭﺍﺏ: ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﺇِﻨﱠﻪ ﺃَﻭﺍﺏ:٤٤ ،٣٠ ،١٧]
ﺹ[ ،ﻭﻭﺭﺩ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﺍﺏ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺴﺒﺢ ﺒﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ).(١١٠
ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﺍﺏ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﺎﺌﺏ ،ﺃﻭ
ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺠﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ" :ﺍﻟﺘﺄﻭﻴﺏ ﻓﻲ ﺍﻟـﺴﻴﺭِ ﻨﻬﺎﺭﺍﹰ ﻨﻅﻴﺭ ﺍﻹﺴﺂﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﻟﻴﻼﹰ ،ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴﺏ :ﺃﻥ ﻴـﺴﻴﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺃﺠﻤﻊ ،ﻭﻴﻨﺯل ﺍﻟﻠﻴل ،ﻭﻗﻴل ﻫﻭ ﺘﺒﺎﺭﻱ ﺍﻟﺭﻜﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺭ "...
)(١١٤
،ﻭﺍﻗﺘﺼﺭ ﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺃﻭل
ﺍﻟﻠﻴل ،ﻓﻬﻲ ﻤﻥ ﺍﻷَﻭﺏِ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﻭﻟﻡ ﻴﺸﺭ ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ. ﻭﻗﺩ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺠﺫﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﻤل ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ،ﻭﺠﺎﺀﺕ ﻓﻴﻪ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺼﻌﺏ ﺭﺒﻁﻬﺎ ﻤﻊ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺘﺄﻭﻴل ﺒﻌﻴﺩ
ﻗﺩ ﻻ ﺘﺤﺘﻤﻠﻪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻓﻔﻴﻬﺎ ) (>abbaﻭ) (>abunﻭ)(>abuna
ﻭﻫﻭ ﻟﻘﺏ ﺩﻴﻨﻲ ﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻁﺭﻴﻕ ﺃﻭ ﺸﻤﺎﺱ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ، ﻭﻴﻘﺎﺒﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺭﻴﺎﻨﻴﺔ ) (>abbāﺃﻴﻀﺎﹰ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻷﻤﺤﺎﺭﻴﺔ
) (abbaﺒﺴﻘﻭﻁ ﺍﻟﻬﻤﺯﺓ).(١١٥
ﻭﻭﺭﺩ ﺭﺃﻱ ﻋﻥ ﻤﺅَﺭﺝ ﻤﺅﺩﺍﻩ ﺃﻥ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻜﻠﻤـﺔ )ﺃﻭﺒﻲ( ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﻀﻌﻴﻑ ﻭﻏﻴﺭ ﻤﻌﺭﻭﻑ ،ﻭﺇﻨﱠﻤﺎ ﻤﻌﻨﺎﻩ: ﺭﺠﻌﻲ ﻤﻌﻪ؛ ﻷﻨﱠﻪ ﻤﻀﺎﻋﻑﹸ ﺁﺏ ﻴﺅﻭﺏ ،ﻭﻴﺅﻴﺩ ﻫﺫﺍ ﺃﻥ
ﻫﻭ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﺫﻨﺏ ﺜﹸﻡ ﻴﺘﻭﺏ ،ﻭﻴﺫﹾﻨِﺏ ﺜﻡ ﻴﺘﻭﺏ ،ﻭﻫﻭ
ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﻤﻌﻨﺎﻩ :ﺃﻥ ﻴﺴﺒﺢ ﻫﻭ ،ﻭﺘﹸﺭﺠﻊ ﻫﻲ ﻤﻌﻪ
ﻤﻥ ﺁﺏ ﻴﺅﻭﺏ ﺇﺫﺍ ﺭﺠﻊ ،ﻜﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﻨﻴﻬﺎ :ﺍﻟﺤﻔﻴﻅ
ﻭﺘﻤﻴل ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻤﻨﻬـﺎ
ﺍﻟﻤﻁﻴﻊ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺭﺠﺎﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ ﻭﺍﻟﻁﺎﻋﺔ، ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻘﻭﻡ ﻤﻥ ﻤﺠﻠﺴﻪ ،ﻭﻗﻴل :ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺴﺒﺢ.(١١١)
ﻭﻟﻡ ﻴﻭﺭﺩ ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺴﺒﺢ
ﻤﻥ ﺃﻱ ﻟﻐﺔ ﺨﻼﻑ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ.
ﻭﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﺃﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭﺍﺏ ﻫﻭ ﺍﻟﺘـﻭﺍﺏ
ﺍﻟﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﻤﺭﻀﺎﺓ ﺍﷲ) ،(١١٢ﻭﻫﻭ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺴﻴﺎﻗﻲ ﻻ ﻴﺭﺘﺒﻁ
ﺍﻟﺘﱠﺴﺒﻴﺢ ،ﺃﻱ :ﺘﺭﺩﺩﻩ ﺒﺎﻟﺫﱢﻜﹾﺭِ ،ﻭﻀﻌِﻑ ﺍﻟﻔﻌل ﻟﻠﻤﺒﺎﻟﻐﺔ).(١١٦
ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺃﺼﻴﻠﺔﹰ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻭﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ. * ﺃﻭﺍﻩ:
ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﺇِﻥ ﺇِﺒﺭﺍﻫِﻴﻡ ﻷﻭﺍﻩ ﺤﻠِﻴﻡ:١١٤]
ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ[ ،ﺃﻭﺭﺩ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﻭﺯﻱ ﻭﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﺤﺒﺎﺵ
ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻌﺠﻤﻲ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁ ﻀﺭﻭﺭﺓ ،ﺇﺫ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻔﺴﻴـﺭﻩ
ﺃﻥ ﺍﻷﻭﺍﻩ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻭﻗِﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﻋـﺎﺀ
ﻤﻌـﺎﻥٍ ﺃﺨﺭﻯ ﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﺭﺒﻁ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻷﺼل ﺃﻤﺭﺍﹰ
ﻭﻗﺩ ﺃﺸﺎﺭ ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺇﻟﻰ ﺒﻌﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻭﺇﻟﻰ
ﻭﻓﻘﺎﹰ ﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻜﻨﺎﺌﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻤﺠﺎﺯ ﻴﻨﻘل ﺍﻟﻠﻔﻅﺔ ﺇﻟﻰ
ﺒﺎﻟﺤﺒﺸﻴﺔ).(١١٧
ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل.
ﺘﺄﺼﻴﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺒﻘﻭﻟﻪ" :ﻭﺭﺠلٌ ﺃﻭﺍﻩ :ﻜﺜﻴـﺭ
* ﺃﻭﺒﻲ:
ﺍﻟﺤﺯﻥِ ،ﻭﻗﻴل :ﻫﻭ ﺍﻟﺩﻋﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻴﺭ ،ﻭﻗﻴل :ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ،ﻭﻗﻴل:
ﺘﺘﺒﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺠﺫﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﻭﻫﻲ ﻟﻴﺴﺕ ﺒﻌﻴﺩﺓ
ﻋﻥ ﻤﻌﻨﺎﻩ ،ﻭﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﺃَﻭﺒِﻲ ﻤﻌﻪ ﻭﺍﻟﻁﱠﻴﺭ
] :١٠ﺴﺒﺄ[ ،ﻭﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﻋﻨﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻥ ﺒﺎﻷﺤﺒﺎﺵ: ﺴﺒﺤﻲ ،ﻭﻨﺴﺒﻭﺍ ﺘﺄﺼﻴﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺃﻴﻀﺎﹰ).(١١٣
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ،ﻭﻗﻴل ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ ﺍﻟﺭﻗﻴﻕ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ :ﺇِﻥ ﺇِﺒﺭﺍﻫِﻴﻡ ﻟﹶﺤﻠِﻴﻡ ﺃَﻭﺍﻩ ﻤﻨِﻴﺏ :٧٥]ﻫﻭﺩ[ ،ﻭﻗﻴل:
ﺍﻷﻭﺍﻩ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﺄﻭﻩ ﺸﹶﻔﹶﻘﹶﺎﹰ ﻭﻓﹶﺭﻗﹶﺎﹰ ،ﻭﻗﻴل :ﺍﻟﻤﺘﹶﻀﺭﻉ ﻴﻘﻴﻨﺎﹰ ... ﻭﻗﻴل :ﺍﻷﻭﺍﻩ :ﺍﻟﻤﺴﺒﺢ ،ﻭﻗﻴل ﻫﻭ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ"
)(١١٨
.
٧٩
....................................................................... ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻨﺎ ﻟﻡ ﻨﺭﺼﺩ ﺃﻴﺎﹰ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻻﻻﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ
ﻭﻫﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﺭﺼﺩﻫﺎ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐـﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﻁﱢﻼﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺠﻡ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ،
ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﻤﻥ ﺍﺘﱢﻔﺎﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻤﻊ
ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﺏ ﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ ﺭﺩ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ.
ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺼﻭل ﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﺭﺃﻱ ﻤﻨﻘﻭلٌ ﻋﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﻋﺭﺒﻴـﺔ )ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ( ﻻ ﻋﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻭﺃﻭﺭﺩ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﻭﻟﻪ :ﻜﹸلﱡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥِ ﺃَﻋﻠﹶﻡ ﺇﻻ ﺍﻟﺭﻗﻴﻡ ﻭﺍﻟﻐﺴﻠﻴﻥ ﻭﺤﻨﺎﻨﺎﹰ ﻭﺍﻷﻭﺍﻩ).(١١٩ * ﺤﺼﺏ:
ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﺇِﻨﱠﻜﹸﻡ ﻭﻤﺎ ﺘﹶﻌﺒﺩﻭﻥ ﻤِﻥ ﺩﻭﻥِ ﺍﻟﻠﱠﻪِ
* ﺴﻴﻨﻴﻥ:
ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻭﻁﹸﻭﺭِ ﺴِﻴﻨِﻴﻥ :٢]ﺍﻟﺘﻴﻥ[ ،ﻭﺭﺩ ﺃﻥ
)ﺴِﻴﻨﻴﻥ( ﻜﻠﻤﺔ ﺤﺒﺸﻴﺔ ﺘﻌﻨﻲ )ﺤﺴﻥ().(١٢٥
ﻭﻟﻡ ﻴﻭﺭﺩ ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﺒل
ﺍﻜﺘﻔﻰ ﺒﺎﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﺴﻴﻨﻴﻥ ﻭﺴﻴﻨﺎﺀ ﻭﺴﻴﻨﺎ ﺒﻠﺩ ﺒﺎﻟﺸﺎﻡ).(١٢٦
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻭﻥ ،ﻓﻘﺩ ﺃﺸﺎﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ
ﺤﺼﺏ ﺠﻬﻨﱠﻡ :٩٨]ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ[ ،ﻭﺭﺩ ﺃﻥ ﻜﻠﻤﺔ )ﺤﺼﺏ( ﺘﻌﻨﻲ
ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺭﻑ ،ﻓﺫﻜﺭﻭﺍ ﺃﻥ )ﺴِﻨﻴﻥ( ﻫﻲ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ،
ﻭﻗﺩ ﺫﻫﺏ ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺘﻔﺴﻴﺭﺍﹰ
ﺭﺠﺎﺀ ﺍﻟﻌﻁﺎﺭﺩﻱ ﻓﻘﺩ ﻗﺭﺀﻭﺍ ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﺴﻴﻥ )ﺴﻴﻨﻴﻥ( ﻭﻫﻲ
)ﺤﻁﺏ( ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺯﻨﺠﻴﺔ).(١٢٠
ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺘﺄﺼﻴل ﻋﺭﺒﻲ ﺨﺎﻟﺹ ،ﻓﺎﻟﺤﺼﺏ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺤﺼﻭﺏ ﺒﻪ ،ﺃﻱ :ﻴﺤﺼﺏ ﺒِﻬِﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﱠﺎﺭِ ،ﻭﺍﻟﺤﺼﺏ :ﺍﻟﺭﻤﻲ ،ﻭﺃﻭﺭﺩ ﺃﻨﹼﻪ ﻗﺭﺉ ﺒﺴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩ :ﺤﺼﺏ ،ﻭﻫﻭ ﻭﺼﻑﹲ ﺒﺎﻟﻤﺼﺩﺭ،
ﻜﻤﺎ ﻗﹸﺭﺌﺽ ﺤﻁﹶﺏ ﻭﺤﻀﺏ ﺒﺎﻟﻁﺎﺀ ﻭﺍﻟﻀﺎﺩ ﻤﺘﺤﺭﻙ
ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻭﺴﺎﻜﻨﻬﺎ).(١٢١
ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺠﻌﻠﻭﻫﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻭﻫﻡ
ﻴﻌﺘﻘﺩﻭﻥ ﺒﺄﻨﹼﻬﺎ ﻤﻥ )ﺍﻟﺯﻨﺠﻴﺔ( ،ﻋﻠﻤﺎﹰ ﺒﺄﻨﻨﺎ ﻨﻌﺭﻑ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ
ﺍﻷﺤﺒﺎﺵ ﻟﻴﺴﻭﺍ ﺯﻨﻭﺠﺎﹰ ،ﻭﺃﻨﹼﻪ ﻟﻴﺴﺕ ﻟﻠﺯﻨﻭﺝ ﻟﻐﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ،
ﺒل ﻟﻬﻡ ﻟﻐﺎﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ،ﻭﻤﻬﻤﺎ ﻴﻜﻥ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ،ﻓـﺈﻥ ﺭﺼﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺃﻤﺭ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﺭﺩ ،ﻭﺍﻷﺭﺠﺢ
ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﺸﺘﻘﺎﻗﻬﺎ ﻋﺭﺒﻴﺎﹰ ﺨﺎﻟﺼﺎﹰ. * ﺍﻟﺤـﻭﺏ:
ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﺇِﻨﱠﻪ ﻜﹶﺎﻥ ﺤﻭﺒﺎﹰ ﻜﹶﺒِﻴﺭﺍﹰ :٢]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ[،
ﻭﺭﺩ ﺃﻥ ﻤﻌﻨﻰ )ﺤﻭﺏ( ﻫﻭ )ﺇﺜﻡ( ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ)،(١٢٢ ﻭﺍﻫﺘﻡ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﺘﻔﺼﻴل ﻀﺒﻁ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ،ﻭﻤﺎ ﻴﻔﻀﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻀﺒﻁ ﺍﻟﺤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻭﺍﻭ ﻤﻥ ﺩﻻﻻﺕ ،ﻓﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ )ﺤﻭﺒﺎﹰ( ﺒﻀﻡ ﺍﻟﺤﺎﺀ ﺠﺎﺀﺕ
ﻭﺃﻤﺎ ﻋﺒﺩﺍﷲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺇﺴﺤﻕ ﻭﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻤﻴﻤﻭﻥ ﻭﺃﺒـﻭ
ﻟﻐﺔ ﺒﻜﺭ ﻭﺘﻤﻴﻡ ،ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻌﺭﺏ ﺒﺎﻟﺤﺭﻭﻑ ،ﺴﻴﻨﻭﻥ،
ﺘﻭﻫﻤﺎﹰ ،ﻭﻗﺭﺃ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﻭﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻭﻁﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺤﺴﻥ:
ﺴِﻴﻨـﺎﺀ ،ﺒﻜﺴﺭ ﺍﻟﺴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺩ ،ﻜﻤﺎ ﻗﺭﺃ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ
ﻭﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ :ﺴﻴﻨﺎﺀ ،ﺒﻔﺘﺤﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺩ ،ﻭﻫﻭ ﻟﻔﻅ ﺴﺭﻴﺎﻨﻲ
ﺍﺨﺘﻠﻔﺕ ﺒﻪ ﻟﻐﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺏ ،ﻭﻫﻭ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭ ﺒﻌﻀﻬﻡ
ﺸﺠﺭ ﻭﺍﺤﺩﻩ ﺴﻴﻨﻴﻨﺔ).(١٢٧ ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ،ﻓﻘﺩ ﺫﹸﻜِﺭ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﺴﺭﻴﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﻟﻴﺴﺕ
ﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻨﺎ ﻟﻡ ﻨﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺭﺼﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ )ﺴﻴﻨﻴﻥ( ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺭﻴﺎﻨﻴﺔ ﺃﻴﻀﺎﹰ ،ﻭﻗﺩ ﺃﻭﺭﺩ ﻗﺎﻤﻭﺱ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﺴﻴﻨﺎﺀ ،ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺘﻲ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ
)(١٢٨
.
ﻭﺭﺃﻯ ﺍﻟﺯﺭﻜﺸﻲ ﺃﻥ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ )ﺍﻟﺤﺴﻥ( ﺃﻴﻀﺎﹰ ،ﻭﻟﻜﻨﹼﻪ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﻨﺒﻁﻴﺔ ﻭﻟﻡ ﻴﺸﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﱠﻬﺎ ﺤﺒﺸﻴﺔ
)(١٢٩
.
ﻭﻟﻌلّ ﻤﻥ ﺭﺃﻯ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﺤﺒﺸﻴﺔ ﺒﻤﻌﻨﻰ )ﺤﺴﻥ( ﻗﺩ ﻨﻅﺭ
ﺇﻟﻰ ﻜﻠﻤﺔ )ﺴﻨﺎﻩ( ﺒﻤﻌﻨﻰ )ﺤﺴﻥ( ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺤﺩﻴﺙ ﺃﻡ ﺨﺎﻟـﺩ ،ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﻟﺒﺴﻬﺎ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺍﻟﺨﻤﻴﺼﺔ ،ﻭﻗـﺩ ﺃﻭﺭﺩﻨﺎﻩ ﺴﺎﺒﻘﺎﹰ. * ﻴﺼﺩﻭﻥ:
ﺍﺴﻤﺎﹰ ﻟﻠﻤﺼﺩﺭ ،ﻭﻗﺭﺃ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ :ﺤﻭﺒﺎﹰ ،ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﺤﺎﺀ
ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻭﻟﹶﻤﺎ ﻀﺭِﺏ ﺍﺒﻥ ﻤﺭﻴﻡ ﻤﺜﹶﻼﹰ ﺇِﺫﹶﺍ
ﻭﺃﻭﺭﺩ ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺃﻥ) ﺍﻟﺤﻭﺏ( ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﺤﺎﺀ ﻭﺴﻜﻭﻥ
ﺃﻥ) ﻴﺼِﺩﻭﻥ( ﻜﻠﻤﺔ ﺤﺒﺸﻴﺔ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ :ﻴﻀِﺠﻭﻥ ،(١٣٠)ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ
ﻭﻫﻭ ﻤﺼﺩﺭ )ﺤﺎﺏ ﻴﺤﻭﺏ( ،ﻭﻫﻭ ﺍﻹﺜﻡ).(١٢٣
ﺍﻟﻭﺍﻭ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ،ﻭﺍﻟﺤﻭﺏ ﺒﻀﻡ ﺍﻟﺤﺎﺀ ﻟﻐﺔ ﺘﻤﻴﻡ).(١٢٤
ﻗﹶﻭﻤﻙ ﻤِﻨﹾﻪ ﻴﺼِﺩﻭﻥ :٥٧]ﺍﻟﺯﺨﺭﻑ[ ،ﺫﻜﺭ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ
ﺘﺤـﺩﺙ ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ،ﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﻤﻌﻨﺎﻫـﺎ:
٨٠
....................................................................... ﻴﻀﺤﻜﻭﻥ ،ﺃﻭ ﻴﻀﺠﻭﻥ ﻭﻴﻌﺠﻭﻥ ،ﺃﻭ ﻴﻌﺭِﻀﻭﻥ،(١٣١)
ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﻨـﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺴﻤﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ
ﻏﻴـﺭ ﺃﻨﹼﻪ ﻟﻡ ﻴﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﺃﻭ ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺤﺎﺫﻱ ﻟﻠﺤﺒﺸﺔ ﺒﺤﺭ ﺍﻟﻬﻨﺩ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻨﹼﻬﻡ ﻟﻡ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ
ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ.
ﻴﻜﺘﺭﺜﻭﻥ ﺒﺎﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻜﺜﻴﺭﺍﹰ.
ﻭﺫﻜﺭ ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ﺃﻥ ﻤﻌﻨﻰ )ﻴﺼﺩﻭﻥ( ﻫﻭ "ﺘﺭﺘﻔﻊ
ﻭﻗﺩ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺒﻴﺸﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻗﺎﺌﻼﹰ" :ﻁﻭﺒﻰ ﺍﺴﻡ ﺸﺠﺭﺓ،
ﺠﺎﺩل ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺍﻟﺯﺒﻌﺭﻯ )ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﻘﺭﺸﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ
ﻓﹶﻌﺭﺒﺕ ،ﻓﻠﻴﺱ ﻓﻲ ﻜﻼﻡ ﺃﻫل ﺍﻟﻬﻨﺩ ﻁﺎﺀ ،ﻭﻗﻴل :ﻫﻭ ﺍﺴﻡ
ﻟﻬﻡ ﺠﻠﹶﺒﺔﹲ ﻭﻀﺠﻴﺞ ﻓﺭﺤﺎﹰ ﻭﺠﺫﹶﻻﹰ ﻭﻀﺤِﻜﺎﹰ ﺒﻤﺎ ﺴﻤﻌﻭﺍ ،ﺇﺫ ﻴﻬﺠﻭ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ،(ﻭﻀﺭﺏ ﻤﺜﻼﹰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺴﻴﺩﻨﺎ
ﻋﻴﺴﻰ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺴﻜﺕ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺜﺎل ،ﻀﺤﻙ ﺍﻟﻘﺭﺸﻴﻭﻥ ﻭﻀﺠﻭﺍ ﺒِﻀﺤِﻜِﻬﻡ ﻭﺼﻴﺎﺤﻬﻡ).(١٣٢ * ﻁ ـ ﻪ:
ﻭﻫﻲ ﻤﻔﺘﺘﺢ ﺴﻭﺭﺓ )ﻁﻪ( ﻭﺃﻭل ﺁﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﻗـﺩ
ﺃﻭﺭﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﻨﻤﻁ ﻨﺩﺍﺌﻲ ،ﻤﻌﻨﺎﻩ )ﻴﺎ ﻤﺤﻤﺩ( ﺒﺎﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﺃﻭ ﻴﺎ ﺭﺠل ﺒﻠﻐﺘﻬﻡ ﺃﻴﻀﺎﹰ).(١٣٣
ﻭﻤﺴﺄﻟﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻻ ﺘﺨﺹ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ،
ﻓﻘﺩ ﺃﻭﺭﺩ ﻏﻴﺭﻫﻡ ﺃﻨﱠﻬﺎ ﻜﺫﻟﻙ ،ﻓﻘﺩ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﺯﺭﻜﺸﻲ ﺃﻥ ﺃﺼﻠﻬﺎ:
ﻁﺄ ﻴﺎﺭﺠل ،ﻏﻴﺭ ﺃﻨﹼﻪ ﺫﻜﺭ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﻋﺒﺭﺍﻨﻴﺔ) ،(١٣٤ﻭﻟﻜﻨﹼﻬـﺎ
ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺒﺭﺍﻨﻴﺔ ﺃﻴﻀﺎﹰ ،ﻭﺍﻷﺤﺴﻥ ﺃﻥ ﻨﺄﺨﺫ ﺒﺭﺃﻱ ﺃﺒﻲ
ﺤﻴﺎﻥ ﺍﻷﻨﺩﻟﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎل ﻓﻴﻬﺎ" :ﻭﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﺃﻥ )ﻁﻪ( ﻤﻥ
ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﻘﻁﹼﻌﺔ ،ﻨﺤﻭ ﻴﺱ ،ﻭﺃﻟﺭ ،ﻭﻤﺎ ﺃﺸﺒﻬﻬﻤﺎ" ،ﻏﻴﺭ
ﺃﻨﹼﻪ ﺃﻭﺭﺩ ﺃﻨﹼﻪ ﻗﻴل ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻨﹼﻬﺎ ﻨﺒﻁﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﺒﺭﺍﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺤﺒﺸﻴﺔ،
ﺃﻭ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﻟﻐﺔ ﻴﻤﻨﻴﺔ ﻭﺭﺩﺕ ﻋﻨﺩ ﻗﺒﻴﻠﺔ )ﻋﻙ (ﺃﻭ )ﻋﻜـل(،
ﻭﺃﻭﺭﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻜﻠﺒﻲ ﺃﻨﹼﻪ ﻟﻭ ﻗﻴل ﻓﻲ )ﻋﻙ( ﻴﺎ ﺭﺠل ،ﻟﻡ ﻴﺠﺏ،
ﻭﻗﻴـل ﺍﺴﻡ ﻟﻠﺠﻨﹼﺔ ﺒﺎﻟﻬﻨﺩﻴﺔ ،ﻭﺃﺼﻠﻬﺎ :ﺘﻭﺒﻰ ،ﺒﺎﻟﺘـﺎﺀ،
ﻟﻠﺠﻨﹼـﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ"
)(١٣٨
،ﻭﺃﻭﺭﺩ ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺃﻨﹼﻪ ﺭﻭِﻱ
ﻋﻥ ﺴﻌﻴﺩ ﺍﺒﻥ ﺠﺒﻴﺭ ﺃﻨﱠﻪ ﻗﺎل) :ﻁﻭﺒﻰ( ﺍﺴﻡ ﺍﻟﺠﻨﹼﺔ ﺒﺎﻟﺤﺒﺸﻴﺔ، ﻭﺭﻭِﻱ ﻋﻥ ﻋﻜﺭﻤﺔ ﺃﻨﹼﻪ ﻗﺎل :ﻁﻭﺒﻰ ﻟﻬﻡ ،ﺃﻱ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ
ﻟﻬﻡ ،ﻭﻋﻥ ﻗﺘﺎﺩﺓ :ﻁﻭﺒﻰ ﻜﻠﻤﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ،ﺘﻘﻭل ﺍﻟﻌﺭﺏ: ﻁﻭﺒﻰ ﻟﻙ ﺇﻥ ﻓﻌﻠﺕ ﻜﺫﺍ ﻭﻜﺫﺍ
)(١٣٩
.
ﻭﻤﻬﻤﺎ ﻴﻜﻥ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺄﺼﻴﻼﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﺈﻨﻨﺎ
ﻟﻡ ﻨﺘﻤﻜﹼﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺜﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ. * ﻏﻴـﺽ:
ﺠﺎﺀﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻭﻏِﻴﺽ ﺍﻟﹾﻤﺎﺀ
ﻭﻗﹸﻀِﻲ ﺍﻷَﻤﺭ ﻭﺍﺴﺘﹶﻭﺕﹾ ﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟﹾﺠﻭﺩِﻱ :٤٤]ﻫﻭﺩ[ ،ﻭﺭﺩ
ﻓﻲ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ﺃﻥ ﻤﻌﻨﻰ )ﻏﻴﺽ (ﻫﻭ ﻨﻘﺹ ،ﻭﺃﻨﱠﻬـﺎ )(١٤٠
ﻜﻠﻤﺔ ﺤﺒﺸﻴﺔ
.
ﻭﻗﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻤﻌﻨﻰ )ﻏﺎﺽ ﺍﻟﻤﺎﺀ( :ﻨﻘﺹ
ﺃﻭ ﻏﺎﺭ ﻓﺫﻫﺏ ،ﺃﻭ ﻗلﱠ ﻭﻨﻀﺏ ،ﻭﻤﻨﻪ :ﻏﻴﻀﺕﹸ ﺍﻟﺩﻤـﻊ: ﻨﹶﻘﹶﺼﺘﻪ ﻭﺤﺒﺴﺘﻪ).(١٤١
ﻏﻴﺭ ﺃﻨﹼﻪ ﻟﻡ ﻴﺸﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ
ﺤﺘﻰ ﻴﻘﺎل :ﻁﻪ).(١٣٥ ﻭﻗﺩ ﺫﻫﺏ ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ ﺘﻔﺴﻴﺭﺍﹰ ﻋﺭﺒﻴﺎﹰ
ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻤﻌﺎﺠﻡ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻔﺕ
ﺨﺎﻟﺼﺎﹰ ،ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل ،ﻓـ )ﻁﻪ( ﺘﻌﻨﻲ )ﻁﺄْ( ﺃﻱ ﺃﻨﹼﻬﺎ
ﺃﻭﺭﺩﺘﻪ ﻤﻥ ﻤﻌﺭﺒﺎﺕ).(١٤٢
ﺃﻤﺭ ﺒﺎﻟﻭﻁﺀ ،ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻴﻘﻭﻡ ﻓﻲ ﺘﻬﺠﺩِﻩِ ﻋﻠﻰ ﺇﺤﺩﻯ ﺭﺠﻠﻴﻪ ،ﻓﺄُﻤِﺭ ﺒﺄﻥ ﻴﻁﺄَ ﺍﻷﺭﺽ ﺒﻘﺩﻤﻴﻪِ ﻤﻌﺎﹰ، ﻭﺃﻥ ﺍﻷﺼل )ﻁﹶﺄْ( ﻓﻘﻠﺒﺕ ﻫﻤﺯﺘﻪ ﻫﺎﺀ.(١٣٦)
* ﻁﻭﺒﻰ:
ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻁﹸﻭﺒﻰ ﻟﹶﻬﻡ :٢٩]ﺍﻟﺭﻋﺩ[ ،ﺃﻭﺭﺩ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ،ﻟﻡ ﺘﻭﺭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ ﻀﻤـﻥ ﻤﺎ * ﻗﺴﻭﺭﺓ:
ﺠﺎﺀﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺤﺩﻴﺜﻬﻡ ﻋﻥ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻓﹶﺭﺕﹾ
ﻤِﻥ ﻗﹶﺴﻭﺭﺓٍ :٥١]ﺍﻟﻤﺩﺜﺭ[ ،ﻓﺫﻜﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺴﻭﺭﺓ ﻫﻭ ﺍﻷﺴﺩ
ﺒﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ).(١٤٣
ﻭﻗﺩ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺒﻴﺸﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺴﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﻷﺴﺩ،
ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ﺃﻥ )ﻁﻭﺒﻰ( ﻫﻭ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﺠﻨﹼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ،
ﻭﺃﻨﱠﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺃﻨﹼﻪ ﺍﻟﺸﺠﺭ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺤﻤﺭ ﻓﺭﺕ
ﺃﻨﹼﻬﻡ ﻟﻡ ﻴﻤﻴﺯﻭﺍ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻨﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺄﺼﻴل،
ﻓﺭﺕ ﻤﻨﻪ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺴﻭﺭﺓ ﻅﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻴل ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺴﻭﺭ ﻫﻭ
ﺃﻭ ﻫﻭ ﺍﺴﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺩﻴﺔ) ،(١٣٧ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺴﺠل ﻋﻠﻴﻬﻡ
ﻤﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﻋﺎﻴﻨﺕ ﺠﻤﺎﻋﺘﻪ ،ﺃﻭ ﺃﻨﹼﻪ ﺍﻟﺭﻤﺎﺓ ،ﻭﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻤﺭ
٨١
....................................................................... ﺍﻟﺭﺍﻤﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺎﺌﺩ ،ﻭﺍﻟﺠﻤﻊ :ﻗﺴﻭﺭﺓ).(١٤٤ ﻜﻤﺎ ﺃﻨﹼﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﻴﺩ ﺃﻥ ﻨﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ ،ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻗﻴل ،ﻏﻴﺭ ﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﻌﺠـﻡ ) (Leslauﻟﻠﻐـﺔ
) ،(nas>aﻭﺒﺎﻟﺸﻴﻥ ) ،(naš>aﻭﻟﻜﻥ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﺨﺫ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺭﺒﻁﻪ ﺒﻔﻌل ﺍﻟﺸﺭﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ )ﻨﺸﺄ( ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﺨﺫ .ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻨﺎ ﻟﻡ ﻨﻌﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﻓﻴﻪ
)(١٤٩
.
ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺍﺘﱢﻔﺎﻕ ﺒﻨﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ
* ﻴﺱ:
* ﺍﻟﹾﻤﺘﹾﻙ:
ﺃﻨﹼﻬﺎ ﺒﻤﻌﻨﻰ :ﻴﺎ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺒﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺒـﺸﺔ ،ﺃﻭ ﻴـﺎ ﺭﺠـل
ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ.
ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻭﺃَﻋﺘﹶﺩﺕﹾ ﻟﹶﻬﻥ ﻤﺘﱠﻜﹶﺄً :٣١]ﻴﻭﺴﻑ[،
ﻓﻘﺩ ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ :ﻤﺘﱠﻜﹶﺄً ،ﺒﺎﻟﻬﻤﺯ ،ﻭﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﺍﺒﻥ
ﻋﻤﺭ ﻭﺍﺒﻥ ﺠﺒﻴﺭ ﻭﻨﺼﺭ ﻋﻥ ﻋﺎﺼﻡ ﻭﻤﺠﺎﻫﺩ ﻭﻗﺘـﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ﻭﺍﻟﻜﻠﺒﻲ ﻭﺍﺒﻥ ﻫﺭﻤﺯ ﻭﺃﺒﻭ ﺭﻭﻕ ﻭﺃﺒﻭ ﺭﺠﺎﺀ
ﺍﻟﻌﻁﺎﺭﺩﻱ ﻭﺍﺒﻥ ﻴﺯﺩﺍﺩ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﺠﻌﻔﺭ ،ﻭﺍﻟﺠﺤﺩﺭﻱ ﻭﺃﺒﺎﻥ
ﺍﺒﻥ ﺘﻐﻠﺏ ﻭﺍﻷﻋﻤﺵ :ﻤﺘﹾﻜﹶﺎﹰ ،ﻭﻫﻭ ﻋﻨﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺍﻷﺘﺭﺝ ،ﻭﻫﻭ ﺸﺠﺭ ﻤﻥ ﺠﻨﺱ ﺍﻟﻠﻴﻤﻭﻥ ،ﺃﻭ ﺃﻨﱠﻪ ﺍﻟﺯﻤﺎﻭﺭﺩ، ﻭﻫﻭ ﻁﻌﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﺤﻡ ﻭﺍﻟﺒﻴﺽ).(١٤٥
ﻭﻗﺩ ﺫﻜﺭ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻙ ﻫﻭ ﺍﻷﺘﺭﺝ ﺒﻠﻐﺔ
ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ،ﻓﺈﻨﱠﻬﻡ ﻴﺴﻤﻭﻨﻪ ﻤﺘﹾﻜﹶﺎﹰ) .(١٤٦ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺘﺘﹼﻔﻕ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﻘﻁﻌﻲ ﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ،
ﻓﻠﻌﻠﹼﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻴﻭﻤﺎﹰ ﻤﺎ ﻭﻟﻡ ﻴﺭﺼﺩﻫﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ.
ﻭﺃﻤﺎ ﻗﺭﺍﺀﺓ )ﻤﺘﱠﻜﹶﺄً( ﻓﻬﻲ ﻤﻥ ﺍﻻﺘﱢﻜﺎﺀ ،ﻭﻫﻲ ﻟﻔﻅـﺔ
ﻋﺭﺒﻴﺔ ﺨﺎﻟﺼﺔ ،ﻟﻴﺱ ﺒﺫﺍﺕ ﻋﻼﻗﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﺍﻟﻠﻔﻅﻲ ﻤـﻊ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺘﺭﻀﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺃﻭ
ﻏﻴﺭﻫﺎ.
* ﺍﻟﻤﻨﺴﺄﺓ:
ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻤﺎ ﺩﻟﱠﻬﻡ ﻋﻠﹶﻰ ﻤﻭﺘِﻪِ ﺇِﻟﱠﺎ ﺩﺍﺒﺔﹸ ﺍﻟﹾﺄَﺭﺽِ
] :١٤ﺴﺒﺄ[ ،ﺠﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺴﺄﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺼﺎ ﺒﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ).(١٤٧
ﻭﺃﻭﺭﺩ ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺴﺄﺓﹶ ﻭﺍﻟﻤﻨﺴﺎﺓ ﺒﻐﻴﺭ ﻫﻤﺯ
ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺼﺎ ،ﻴﻨﹾﺴﺄ ﺒﻬﺎ ،ﺃﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺼﺎ ﺍﻟﻌﻅﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ
ﻤﻊ ﺍﻟﺭﺍﻋﻲ ،ﻤﻥ ﻨﺴﺄﺕ ﺍﻟﺒﻌﻴﺭ ،ﺃﻱ :ﺯﺠﺭﺘﻪ ﻟﻴـﺯﺩﺍﺩ
ﺴﻴـﺭﻩ) .(١٤٨ﻭﻟﻡ ﻴﺸﺭ ﺇﻟﻰ ﻋﺠﻤﺔ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ ﺃﻭ ﺃﻨﱠﻬـﺎ ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﻘﺘﺭﺽ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ. ﻭﻗـﺩ ﺘﺎﺒﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻀﻌﻪ
) (Leslauﻭﻭﺠﺩﻨـﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺫﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﺒﺎﻟﺴﻴﻥ ،ﻭﻤﻨـﻪ:
ﻭﻫﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺴﻭﺭﺓ )ﻴﺱ( ،ﻭﻗﺩ ﺫﻜـﺭﻭﺍ
ﺒﺎﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺃﻴﻀﺎﹰ
)(١٥٠
.
ﻭﻗﺩ ﺴﺒﻕ ﺃﻥ ﻨﻘﻠﻨﺎ ﺘﺭﺠﻴﺢ ﺃﺒﻲ ﺤﻴﺎﻥ ﺍﻷﻨﺩﻟﺴﻲ ﺃﻥ
ﺘﻜﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﻘﻁﻌﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺤﺩﻴـﺙ
ﻋﻥ ﺘﺄﺼﻴل )ﻁﻪ( ،ﻭﻫﻭ ﻤﻔﻀل ﻟﺩﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ،ﻭﻨﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
ﺘﺄﺼﻴﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻋﻨﺩ ﻏﻴﺭ ﻋﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﻓﻘﺩ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺒﻴﺸﻲ ﺃﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﺴﻌﻴﺩ ﺒﻥ
ﺠﺒﻴﺭ ﻭﻋﻜﺭﻤﺔ ﻗﺎﻟﻭﺍ :ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺒﺎﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻴﺎ ﺇﻨﺴﺎﻥ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﺒﻲ ﻨﺴﺏ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺭﻴﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﺩﺨل ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ،
ﻭﻗﻴل ﺇﻨﹼﻪ ﻜﺫﻟﻙ ﺒﻠﻐﺔ ﻁﻴﺊ ،ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ :ﺇﻴﺴﺎﻥ ﺒﻤﻌﻨﻰ
ﺇﻨﺴﺎﻥ ،ﻭﻴﺠﻤﻌﻭﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻴﺎﺴﻴﻥ).(١٥١
ﻭﺃﻤﺎ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﻘﻭﻟﻪ ﻫﻨﺎ ،ﻓﻬﻭ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ
ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ .ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺒﻁ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻟﻬﺠﺔ ﻁﻴﺊ ﻟﻴﺱ ﻤﻔﻀﻼﹰ؛ ﺒﺴﺒﺏ ﻤﺎ ﻨﺭﺍﻩ
ﻤﻥ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺠﺫﻭﺭ ،ﻭﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻟﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﻨﻭﻥ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﺎﺀ )ﺇﻨﺴﺎﻥ < ﺇﻴﺴﺎﻥ( ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺱ.
: ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺼﻠﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻫﻲ:
(١ﻟﻘﺩ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺒﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻘﺩﻭﺍ ﺃﻭ ﻨﻘﻠﻭﺍ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻋﺩﺩﻫﺎ ﺜﻼﺜﺎﹰ ﻭﺜﻼﺜﻴـﻥ ﻜﻠﻤﺔ ،ﺇﺤﺩﻯ ﻭﺜﻼﺜﻭﻥ ﻤﻔﺭﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻘـﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ،ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﻜﻠﻤﺘﺎﻥ ﺍﻷﺨﺭﻴﺎﻥ ،ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀﺘﺎ ﻓﻲ ﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺭﺴﻭل ،ﻭﻗﺩ ﺍﻨﻘﺴﻤﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﻵﺘﻴﺔ ﻭﻓﻘﺎﹰ ﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺘﺄﺼﻴﻠﻬﺎ: ﺃ.
ﻨﺠﺤﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﺘﺴﻊ ﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﻫﻲ :ﺍﻟﺠﺒﺕ ،ﺤﺭﻡ ،ﻴﺤﻭﺭ ،ﺍﻟﺴﺠِلّ ،ﺴﻨﺎﻩ،
٨٢
....................................................................... ﻜِﻔﹾل ،ﺍﻟﻤﺸﻜﺎﺓ ،ﺍﻟﻨﺠﺎﺸﻲ ،ﻤﺼﺤﻑ ،ﻓﻬﻲ ﻜﻠﻤـﺎﺕ
ﻨﻘﻠﻭﺍ ﺃﻨﱠﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻤﻤﺎ
ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻤﻊ
ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺩﺩ ﺘﺄﺼﻴﻼﺘﻬﺎ ،ﻓﻘﺩ ﺃﻭﺭﺩ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺃﻨﱠﻬﺎ ﻤﻥ
ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻓﻨﻘل ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻭﻥ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﻜﺫﻟﻙ ،ﻭﻗﺩ
ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻭﺃﻭﺭﺩ ﺁﺨﺭﻭﻥ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺒﻁﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺭﻴﺎﻨﻴﺔ،
ﺘﻤﻜﱠﻨﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻥ ﺭﺼﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ
ﻭﺫﻫﺏ ﺁﺨﺭﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ،ﻭﻫﻜﺫﺍ.
ﻟﻠﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺠﻠﻪ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ.
ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻫﻲ :ﺍﻷﺭﺍﺌﻙ ،ﺃﻭﺍﺏ ،ﺃﻭﺒﻲ ،ﺃﻭﺍﻩ،
ﻭﻫﻲ ﻜﻠﻤﺔ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺒﺄﺼﺎﻟﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻜﻠﻤﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻤﻌﻬﺎ؛ ﻷﻨﱠﻬﺎ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﺸﺘﻘﺎﻕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻓﻬﻲ ﻤﻥ "ﺃﺼﺤﻑ،
ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﻤﺼﺤﻑ) ،(١٥٢ﺒل ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤـﺔ ﻤﻥ ﺃﺼﻭل ﻗﺩﻴﻤﺔ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻤﻊ ﻏﻴﺭ ﺒﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋـﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻜﺎﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﻜﺎﺩﻴـﺔ ،ﻤﻊ ﻤﺎ ﻁﺭﺃ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺼﻭﺘﻴﺔ،
ﻓﻬﻲ ﻓﻴﻬﺎ ṡēpuﺒﺎﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻲ ،ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻜﺘﺏ)،(١٥٣ ﺒﻌﺩ ﺴﻘﻭﻁ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﺍﻟﺤﻠﻘﻲ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎﺀ؛ ﻷﻥ ﺍﻷﻜﺎﺩﻴﺔ ﺃﺴﻘﻁﺕ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻠﻘﻴﺔ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺴﻘﻭﻁ ﺍﻟﺤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻴﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﻨﻬﺎﺌﻴﺎﹰ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻷﻭﺍﻨﻲ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻨﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ ،ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ṡēpuﻭ ṡe>puﻭ ze>puﻭ zīpuﻭﻜﻠﻬﺎ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻤﻊ ﺤﺩﻭﺙ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺘﻐﻴﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺯﺍﻱ. ﺏ .ﻜﻤﺎ ﻨﺠﺤﻭﺍ ﻓﻲ ﺘﺄﺼﻴل ﺘﺴﻊ ﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻥ :ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ﻟﻡ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ،ﺒل ﻫﻲ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻜﺎﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺭﻴﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻷﻜﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ،ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﺴﻊ ﻫﻲ :ﺍﺒﻠﻌﻲ ،ﺍﻟﺩﺭﻱ ،ﺍﻟﺴﻜﹶﺭ ،ﺸﻁﺭ ،ﻁﺎﻏﻭﺕ ،ﺍﻟﻌﺭﻡ، ﻤﻨﻔﻁﺭ ،ﻨﺎﺸﺌﺔ ،ﺍﻟﻬﺭﺝ. ﺝ .ﻟﻘﺩ ﺃﻭﺭﺩﻭﺍ ﺨﻤﺱ ﻋﺸﺭﺓ ﻜﻠﻤﺔ ﺫﻫﺒﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﻤﻨﻬﺎ ﻟﻴﺱ ﺒﻤﻘﺩﻭﺭﻨﺎ؛ ﻷﻨﱠﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺭﺩ ﻓﻲ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻭﻨﻘﻭل ﻓﻴﻬﺎ
ﺤﺼﺏ ،ﺤﻭﺏ ،ﺴﻴﻨﻴﻥ ،ﻴﺼِﺩﻭﻥ ،ﻁﻪ ،ﻁﻭﺒﻰ ،ﻏﻴﺽ، ﻗﺴﻭﺭﺓ ،ﺍﻟﻤﺘﹾﻙ ،ﺍﻟﻤﻨِﺴﺄﺓ ،ﻴﺱ. (٢ﺃﻏﻠﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ،ﻭﺍﻟﺴﺒﺏ
ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺒﻘﺔ ﻋﻨﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ﻜﺎﺒﻥ ﺍﻟﺠﻭﺯﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺸﺄﻥ ﺍﻷﺤﺒﺎﺵ ،ﻭﻤﺩﺤﻬﻡ ﺒﺄﻥ ﻟﻐﺘﻬﻡ ﻗﺩ ﻭﺠﺩﺕ ﻁﺭﻴﻘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻫﺩﻓﻬﻡ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﺩﺭﺱ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ، ﻭﻟﺫﺍ ﻓﻘﺩ ﺃﻭﺭﺩﻭﺍ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻭﺠﺎﺀﺕ ﻤﻔﺭﺩﺘﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ،
ﻭﻫﻤﺎ :ﺴﻨﺎﻩ ﻭﺍﻟﻬﺭﺝ ،ﻟﻠﻬﺩﻑ ﺫﺍﺘﻪ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺘﻜﻠﹼﻡ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺒﻠﺴﺎﻨﻬﻡ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﻋِﻅﹶﻤِﻬِﻡ ﻭﺭﻓﻌﺔ ﺸﺄﻨﻬﻡ. ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﻜﻠﻤﺘﺎ ﺍﻟﻨﺠﺎﺸﻲ ﻭﺍﻟﻤﺼﺤﻑ ﻋﺭﻀﺎﹰ، ﻭﻜﺎﻥ ﺘﺄﺼﻴﻠﻬﻤﺎ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ،ﻭﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ﻤﻭﻓﱠﻘﺎﹰ. (٣ﻟﻘﺩ ﺃﺩﺭﺝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺒﻤﺴﻤﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻭﻨﺴﺒﻭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻨﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺯﻨﺠﻴﺔ، ﻤﻤﺎ ﻴﺤﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻅﻥ ﺃﻨﹼﻬﻡ ﻟﻡ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﻤﻬﺘﻤﻴﻥ ﺒﺎﻷﻋﺭﺍﻕ، ﻓﺎﻷﺤﺒﺎﺵ ﻟﻴﺴﻭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻨﻭﺝ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﹼﻬﻡ ﻟﻴﺴﻭﺍ ﻫﻨـﻭﺩﺍﹰ، ﻭﺇﻥ ﻜﻨﺎ ﻨﻌﺘﻘﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺠﻤﻌﻬﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻬﻨﻭﺩ ﺨﺎﺼﺔ، ﺃﻤﺭ ﻴﺘﻌﻠﹼـﻕ ﺒﺄﻨﹼﻬﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﺠﺎﻭﺭﻴﻥ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺤﺭ ﺍﻟﻬﻨﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﺍﻟﻬﻨﺩﻱ. (٤ﻟﻘﺩ ﺘﻤﻜﹼﻥ ﺃﺤﺩ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﱠﻔﺭﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺽ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ،ﻭﺍﻟﻤﺸﺘـﺭﻙ ﺍﻟﻠﻐـﻭﻱ ،ﻓﺄﺩﺭﻙ ﺃﻥ ﺍﺸﺘﺭﺍﻙ ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﻔﺭﺩﺓ ﻤﺎ ،ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ ﻤﻘﺘﺭﻀﺔ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻫـﺫﺍ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل
ﺇﻨﹼﻬﺎ ﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻭﻟﻡ ﻴﺭﺼﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ
ﺍﻻﺸﺘـﺭﺍﻙ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺩلّ ﻋﻠﻰ ﺘﺸﻜﱡل ﻭﻋﻲ ﻁﻴﺏ ﺒﺎﻟﻔﺼﻴﻠﺔ
ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ،ﺃﻭ ﺇﻨﱠﻬﺎ ﻤﻥ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺌﺩﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﻐﺘﺎﻥ :ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻔﺼﻴﻠﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﺠﺩ ﻁﺭﻴﻘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀﻨـﺎ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻤﻰ )ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ(.
٨٣
....................................................................... (٥ﻜﺎﻥ ﺠﻬﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ﻜﺎﺒﻥ ﺍﻟﺠﻭﺯﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ
،١٩٨١ﺝ ،٢١ﺹ .٣٨٤-٢٦٥ﻭﻤﻘﺩﻤﺔ ﻜﺘﺎﺏ ﺘﻨﻭﻴﺭ
ﺃﻭ ﻤﺎ ﺭﻭِﻱ ﺃﻨﱠﻬﺎ ﻜﺫﻟﻙ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﻗﺭﺁﻨﻴﺔ ﻓﻲ
-ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ :ﻭﻫﻭ ﻏﻨﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ،ﻭﺘﻭﻓﻲ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ
ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ ﻤﻨﺼﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺄﺼﻴل ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ، ﺍﻷﻏﻠﺏ ،ﻭﺘﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﺃﻏﻠﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﻤﻔﺭﺩﺘﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ، ﻭﻤﻔﺭﺩﺘﺎﻥ ﻤﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﹼﻕ ﺒﺎﻷﺤﺒﺎﺵ ،ﻭﻫﻤﺎ ﺍﻟﻤﺼﺤﻑ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺸﻲ، ﻭﻟﻡ ﻴﻬﺘﻤﻭﺍ ﺃﺒﺩﺍﹰ ﺒﺎﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ؛ ﻷﻨﱠﻬﻡ
ﻜﺎﻨﻭﺍ ﺍﻨﺘﻘﺎﺌﻴﻴﻥ ﻴﺨﺘﺎﺭﻭﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻨﺎﺴﺏ ﻤﻊ
ﻤﻭﻀﻭﻋﻬﻡ.
ﺍﻟﻐﺒﺵ ﻓﻲ ﻓﻀل ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﺤﺒﺵ ،ﺹ.١٥-١٤
٩١١ﻫ ،ﻭﻟﻪ ﻋﺩﺩ ﻜﺒﻴﺭ ﺠﺩﺍﹰ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ،ﻭﻗﺩ ﺍﻋﺘﻤﺩ
ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻟﻪ ﻜﺘﺎﺒﻴﻥ ﻤﻬﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺎﻭل ﻓﻴﻬـﺎ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ )ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ( ﻭﻫﻤﺎ ﺭﻓﻊ ﺸـﺄﻥ ﺍﻟﺤﺒـﺸﺎﻥ،
ﺒﺘﺤﻘﻴﻕ ﺼﻔﻭﺍﻥ ﺩﺍﻭﻭﺩﻱ ﻭﺤـﺴﻥ ﻋﺒﺠـﻲ ،ﻭﺃﺯﻫـﺎﺭ
ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﻓﻲ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﺍﻟﺫﻱ ﺤﻘﻘﻪ ﻴﺤﻴﻰ ﻋﺒﺎﺒﻨﺔ
ﻭﻫﺎﻨﻲ ﻫﻴﺎﺠﻨﺔ ،ﻭﻟﻪ ﻋﺩﺩ ﺁﺨﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺎﻭﻟﺕ
ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺩﺨﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺨﺎﺼﺔ،
ﻜﺎﻟﻜﺘﻭﻜﱢﻠﻲ ،ﻭﺍﻟﻤﻬﺫﱠﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗـﻊ ﻓـﻲ ﺍﻟﻘـﺭﺁﻥ ﻤـﻥ
:
ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ.
) (١ﻴﺒﺩﻱ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺭﻓﻀﺎﹰ ﻟﻤﺼﻁﻠﺢ )ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ
ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺨﻁﻴﺒﺎﹰ ﺒﺎﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻭﺭﺓ ،ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ( ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﻭﻟﻴﺩ ﺍﻟﺭﺅﻯ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻯ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺘﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﻟﻐﺔ ﺴﺎﻡ
ﺍﺒﻥ ﻨﻭﺡ ،ﻭﻫﻲ ﻓﻜﺭﺓ ﻟﻴﺴﺕ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺎﹰ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻨﺎ
ﻨﺴﺘﺨﺩﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﺎﹰ ﺘﺩﺍﻭﻟﻴﺎﹰ؛ ﻓﻬﻭ ﺍﻟﺸﺎﺌﻊ،
ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻔﻅ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﺡ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ
ﻟﻤﺼﻁﻠﺢ )ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺭﻴﺔ( ﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﻁﻠﻘﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻜﻠﹼﻡ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ،ﻴﻨﻅﺭ :ﺴﺎﻤﻲ ﺍﻷﺤﻤﺩ ،ﺍﻟﻤﺩﺨل ﺇﻟﻰ ﺘﺎﺭﻴﺦ
ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺭﻴﺔ ،ﺹ .٣ﻭﺃﻤﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺴﻭﺭﻴﺔ ﻓﻘﺩ ﺃﻁﻠﻘﻭﺍ
ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻴﻨﻅﺭ:
ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻬﺠﺕ ﻗﺒﻴﺴﻲ ،ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺎﺕ ،ﺹ-١٠
.١٤ﻭﺃﻤﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻤﺼﺭ ﻓﻘﺩ ﺘﻤﺴﻜﻭﺍ ﺒﺎﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻁﻠﻘﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺭﻕ ﺍﻟﻨﻤﺴﺎﻭﻱ )ﺸﻠﻭﺘﺯﺭ( ﻋﺎﻡ ،١٨٧١
ﻭﻫﻭ ﻤﺼﻁﻠﺢ )ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ( ﺍﻟﻤﻨﻁﻠﻕ ﻤﻥ ﺭﺅﻴﺎ ﺴﻔﺭ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ .ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺴﺘﺸﻤﻠﻬﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻫﻡ:
-ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ
ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﻭﺯﻱ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ :ﺘﻨﻭﻴﺭ ﺍﻟﻐﺒﺵ ﻓﻲ ﻓﻀل ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ
ﻭﺍﻟﺤﺒﺵ ،ﻭﻟِﺩ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ٥٠٩ﺃﻭ ٥١٠ﻭﺘﻭﻓﹼﻲ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ
٥٩٧ﻫ ،ﻭﻟﻪ ﻜﺘﺏ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﻓﻨﻭﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ﻜﺎﻟﺘﻔـﺴﻴﺭ
ﻭﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻭﻟﻪ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ
ﻤﺎﺌﺘﻴﻥ ﻭﺨﻤﺴﻴﻥ ﻜﺘﺎﺒﺎﹰ) .ﻴﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺫﻫﺒﻲ ،ﺴـﻴﺭ ﺃﻋـﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺸﻌﻴﺏ ﺍﻷﺭﻨﺎﺅﻭﻁ ﻭﺯﻤﻼﺌﻪ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ،
-ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ :ﻭﻫﻭ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ
ﻋﺎﻡ ٩٩١ﻫ ،ﻭﻟﻪ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺵ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﻴﻨﻅﺭ :ﺤﺎﺠﻲ ﺨﻠﻴﻔﺔ ،ﻜﺸﻑ ﺍﻟﻅﻨﻭﻥ ﻋﻥ ﺃﺴﺎﻤﻲ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﻭﺍﻟﻔﻨﻭﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ، ﺝ ،٢ﺹ.١١٠٩
) (٢ﺘﺭﻯ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟـﺭﺅﻯ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺘﻴـﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺭﻀﻬﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻷﺒﻴﺽ ﻋﻠـﻰ ﺃﺒﻨـﺎﺀ
ﺍﻟﺠﻠﺩﺓ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﺀ ﻫﻲ ﺃﻤﺭ ﺇﻟﻬﻲ ،ﻭﻗﺩﺭ ﺤﺎﻕ ﺒﻬﻡ ﺒﻔﻌـل
ﺍﻟﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﺩﻋﺎﻩ ﻨﻭﺡ ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻡ ﺍﺒﻨـﻪ ﻓـﻲ ﺤﺎﺩﺜـﺔ ﺍﻟﺘﻌﺭﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺜﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺸﺎﻫﺩ
ﺤﺎﻡ ﻋﻭﺭﺓ ﺃﺒﻴﻪ ﻭﻟﻡ ﻴﻐﻁﻬﺎ ،ﻓﺩﻋﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺄﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﺒﺩﺍﹰ ﻷﺨﻭﻴﻪ :ﺴﺎﻡ ﻭﻴﺎﻓﺙ ،ﻭﻟﻜﻨﹼﻪ ﺭﻕ ﻟﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ،ﻓﺩﻋﺎ ﻟﻪ
ﺒﺄﻥ ﻴﺭﺯﻕ )ﺍﻟﺭﺃﻓﺔ( ﻤﻥ ﺃﺨﻭﻴﻪ ،ﻴﻨﻅـﺭ :ﺍﻟـﺴﻴﻭﻁﻲ، ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ،ﺹ.٤٧
) (٣ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺡ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻨﺤﻭ ،ﺹ.٤٥
) (٤ﻻ ﺘﺘﻔﻕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻤﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ،ﻓﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻋﻥ ﺃﻫل ﺍﻟـﻴﻤﻥ ﺃﻨﹼﻬـﻡ ﻴﺘﻜﻠﱠﻤـﻭﻥ
ﺒﻌﺭﺒﻴﺔ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﺇﺨﻭﺍﻨﻬﻡ ﺃﻫل ﺍﻟﺸﻤﺎل ،ﻭﻫﻲ
ﻟﻬﺠﺔ ﻗﺭﻴﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ،ﻭﻨﻁﻠﻕ ﺍﻵﻥ ﻋﻠـﻰ ﻟﻐﺎﺕ ﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻴﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻤﺼﻁﻠﺢ )ﺍﻟﻠﻐـﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ( ،ﻭﻴﻨﻀﻭﻱ ﺘﺤﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﻟﻬﺠﺎﺕ ﻋﺩﺓ،
ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺴﺒﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻤﻴﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺘﺒﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﻏﻴﺭﻫـﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘلّ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﺸﻬﺭﺓ.
٨٤
....................................................................... ) (٥ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ ﺍﻷﻨﺩﻟﺴﻲ ،ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ،ﺝ ،٤ﺹ.١٦٢
) (٦ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺘﻭﺍﺏ ،ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﺹ.١٨٧-١٨٤
) (٧ﻟﻘﺩ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﺭﺴﺎﺌل ﺃﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺨﻴل ﻓﻲ ﻟﻐﺔ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﻜﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﻭﻜﱢﻠﻲ ﻭﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ،ﻭﻫﻲ ﻜﺘﺏ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﺒﻴﻥ ﺃﻴﺩﻴﻨﺎ،
ﻭﺴﺘﻌﺘﻤﺩﻫﺎ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻟﻐﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻭﺜﻴﻕ ،ﻭﻟﻜﻨﹼﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﺨﺎﻟﺼﺔ ﻟﻠﺤﺒﻭﺵ ،ﺒل ﺘﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺽ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ
ﻭﺍﻵﺭﺍﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻨﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻭﻤﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ.
) (٨ﻭﻀﻊ ﻨﻭﺭﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﺤﻠﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﻱ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻰ ﺴﻨﺔ )١٠٤٤ﻫ( ﻜﺘﺎﺒﺎﹰ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻥ،
ﻭﺴﻤﺎﻩ :ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺵ ﻓﻲ ﺃﻭﺼﺎﻑ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﻭﻟﻡ
ﻴﻁﺒﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺒﻌﺩ ،ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﻤﺎ ﻭﺼﻠﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ. ) (٩ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ،ﺹ.٧٦-٧٥
) (١٠ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻨﺎﻨﻲ ﻭﺁﺨﺭﻭﻥ ،ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟـﺴﺎﻤﻴﺔ ﻭﻟﻐﺎﺘﻬﺎ ﻭﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ﻭﺁﺩﺍﺒﻬـﺎ ﺹ.٢١-١٨
ﻭﻤﺤﻤﺩ ﺒﺩﺭ ،ﺍﻟﻜﻨﺯ ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ،ﺹ.١٥
ﻭﻴﻨﻅﺭLeslau, Comparative Dictionary of : .Ge<ez, P.608
) (١٦ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺃﻨﻴﺱ ،ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ،ﺹ.١٥٤
) (١٧ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ،ﺹ .٦٧ﻭﺍﻟﻤﻌﻨـﻰ ﻓـﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﻓﻘﺎﹰ ﻟﻤﺎ ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﺒـﻥ ﻤﻨﻅـﻭﺭ ،ﻟـﺴﺎﻥ
ﺍﻟﻌﺭﺏ) ،ﺤﺭﻡ( ،ﺝ ،١٢ﺹ ١١٩ﻭﻤﺎ ﺒﻌـﺩﻫﺎ ﻴـﺭﺘﺒﻁ
ﺒﺎﻟﺘﺤﺭﻴﻡ ﻭﻨﻘﻴﺽ ﺍﻟﺤﻼل ،ﻭﺒﻤﺎ ﺤﺭﻡ ﺍﷲ ،ﻭﺍﻟﺨﻭﻑ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺼﻌﺏ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺸﺠﺎﻉ ﺃﻥ ﻴـﺴﻠﻜﻬﺎ،
ﻭﻤﻨﻪ ﺍﻟﺤﺭﻡ ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﻭﻫﻭ ﺤﺭﻡ ﺍﷲ ﻭﺭﺴﻭﻟﻪ ،ﻭﻤﻨـﻪ: ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﻡ ،ﻭﻫﻭ ﺨﻼﻑ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ،ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌـﺎﻨﻲ
ﺍﻟﻘﺭﻴﺒﺔ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ.
) (١٨ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺭﻓﻊ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺎﻥ ،ﺹ.٦٦ ) (١٩ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺍﻟﻤﺘﻭﻜﱢﻠﻲ ،ﺹ.٥
) (٢٠ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ،ﺹ.٥٣
) (٢١ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ )ﺤﺭﻡ( ،ﺝ ،١٢ﺹ.١٤٧ (22) Leslau, W., Comparative Dictionary of Ge<ez, P.242. (23) Beeston, (et al), Sabaic Dictionary, P.70.
ﻭﻤﺤﻤﺩ ﺍﻷﻨﻁﺎﻜﻲ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻠﻐـﺔ ،ﺹ-٧٩
(24) Leslau, W., Comparative Dictionary of
ﺹ .١٣١ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻴﻨﻅﺭ ﻤـﻥ
Ge<ez, P.242. (25) Branden, Les Textes Thamoudi’ens de
.١٠٠ﻭﻤﺤﻤﻭﺩ ﻓﻬﻤﻲ ﺤﺠﺎﺯﻱ ،ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ،
ﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﻴﻥ :ﺒﺭﻭﻜﻠﻤـﺎﻥ ،ﻓﻘـﻪ ﺍﻟﻠﻐـﺎﺕ
ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ،ﺹ .١١ﻭﻤﻭﺴﻜﺎﺘﻲ ،ﻤﺩﺨل ﺇﻟﻰ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ،ﺹ .١٧-١٤ﻭﻴﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎﹰ:
De Lacy O'leary, Comparative Grammar of the Semitic Languages, P.1-23.
) (١١ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ،ﺹ .٦٣-٦٢ﻭﺭﻓﻊ ﺸﺄﻥ
ﺍﻟﺤﺒﺸﺎﻥ ،ﺹ .٦١ﻭﻗﺩ ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﻓﻲ ﻏﻴﺭ ﻫﺫﻴﻥ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﻴﻥ ،ﻴﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﻬﺫﺏ ﺹ .٥٢ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﻜﱢﻠﻲ ،ﺹ.٤
ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺵ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ، ﺹ .١٠٤ﻭﻟﻡ ﻴﻭﺭﺩﻫﺎ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﻭﺯﻱ ﻓﻲ ﺘﻨﻭﻴﺭ ﺍﻟﻐﺒﺵ.
) (١٢ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ) ،ﺠﺒﺕ( ،ﺝ ،٢ﺹ.٢٣
) (١٣ﺍﺒﻥ ﺍﻷﺜﻴﺭ ،ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﺭﻴﺏ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻭﺍﻷﺜﺭ ،ﺝ،٣ ﺹ٣٣٠ـ ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻴﺎﻓﺔ ﻫﻲ ﺯﺠﺭ ﺍﻟﻁﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺅل
ﺒﺄﺴﻤﺎﺌﻬﺎ ﻭﺃﺼﻭﺍﺘﻬﺎ ﻭﻤﻤﺭﻫﺎ ،ﻭﻫﻭ ﻤﻥ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﺭﺏ، ﻭﻫﻭ ﻜﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺃﺸﻌﺎﺭﻫﻡ.
) (١٤ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ )ﺠﺒﺕ( ،ﺝ ،٢ﺹ.٢٣
) (١٥ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ،ﺹ) ،٢٨ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ(،
Philby, 1950, No. 160 n. (26) Gesenius, A Hebrew & English Lexicon of the Old Testament, P. 355.
) (٢٧ﻴﺤﻴﻰ ﻋﺒﺎﺒﻨﺔ ،ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﺅﺍﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﻘﺵ ﻤﻴﺸﻊ، ﺹ ،١٥٨ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﻨﻘﺵ ﻤﻴﺸﻊ ،٦/١٧ﻭ:
Hoftijzer & Jongeling, Dictionary of the North-west Semitic Inscriptions, PP. 404-405. (28) Cantineau, Le Nabateens, vol. I, PP. 9193, vol. II, PP. 99-100. & (29) Koehler & Baumgartner, The Hebrew Aramaic Lexicon of the Old Testament, P. 354, Gesenius, P. 355, Brockelmann, Lexicon Syriacum, PP. 256-257, Costaz, Syriac English Dictionary, PP. 116-117, Payne Smith, A Compendious Syriac Dictionary, P. 158, Hillers & Cussini, Palmyrene Aramaic Texts, P. 376.
) (٣٠ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ،ﺹ .٧٣ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﺭﻓـﻊ
ﺸﺄﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺎﻥ ،ﺹ .٦٧ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﻜﹼﻠﻲ ،ﺹ .٦ﻭﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ
ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ،ﺹ.١٣٨
٨٥
....................................................................... ) (٣١ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ،ﺹ.٧٤
(32) Leslau, W., Comparative Dictionary of Ge<ez, P. 249-250.
) (٣٣ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ )ﺤﻭﺭ( ،ﺝ ،٤ﺹ.٢١٧
(34) Winnett & Harding, Inscriptions from Fifty Safaitic Cairns, 1978, No. 2327, 2837. (35) Branden, No. 277, 215 mn.
(36) Cantineau, Le Nabateens, vol. II, PP. 94-95.
) (٣٧ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺭﻓﻊ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺎﻥ ﺹ .٦٥ﻭﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ،
ﺹ.٦٨
ﻭﻴﻨﻅﺭ:
ﺍﻟﻤﺘﻭﻜﱢﻠﻲ،
ﺹ.٥
ﻭﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ،ﺹ.٦٨
) (٣٨ﺍﻟﻔﺭﺍﺀ ،ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﺝ ،٢ﺹ .٢١٣ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ، ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ،ﺝ ،٢ﺹ .٥٨٥ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ،ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘـﺭﺁﻥ
ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺒﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ،ﺝ ،٣ﺹ.٢٠٠
(39) Leslau, W., Comparative Dictionary of Ge<ez, P. 491.
) (٤٠ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ،ﺹ.٧٦
) (٤١ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ،ﺹ .٧١ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﻬﺫﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ،ﺹ.١١٥
) (٤٢ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﻭﺯﻱ ،ﺘﻨﻭﻴﺭ ﺍﻟﻐﺒﺵ ﻓﻲ ﻓﻀل ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﺤﺒﺵ ،ﺹ.٧٧
) (٤٣ﺍﻟﺨﻠﻴل ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻔﺭﺍﻫﻴـﺩﻱ ،ﺍﻟﻌـﻴﻥ )ﻜﻔـل( ،ﺝ،٥ ﺹ.٣٧٣
(44) Leslau, W., Comparative Dictionary of Ge<ez, P. 276. (45) Beeston, (et al), Sabaic Dictionary, P. 77.
(46) Gesenius, A Hebrew & English Lexicon, P. 495. (47) Gesenius, P. 495, Odisho Malka Ashitha, Hilqa de Lishana, P. 254.
) (٤٨ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ،ﺹ .٦٩-٦٨ﻭﻴﻨﻅﺭ: ﺭﻓﻊ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺎﻥ ،ﺹ .٦٤ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﻜﱢﻠﻲ ،ﺹ.٥ ﻭﺍﻟﻤﻬﺫﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ،ﺹ.١٢٢
) (٤٩ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﻭﺯﻱ ،ﺘﻨﻭﻴﺭ ﺍﻟﻐﺒﺵ ﻓـﻲ ﻓـﻀل ﺍﻟـﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﺤﺒﺵ ،ﺹ.٧٧
(50) Leslau, Coimparative Dictionary of Ge<ez, P. 365, Dillmann, Ethiopic Grammar, P. 382. (51) Rabin, Ancient West-Arabian, P.123.
) (٥٢ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌـﺭﺏ )ﺸﻜﺎ( ،ﺝ ،١٤ﺹ،٤٤١
ﻭﺍﻟﻔﻴﺭﻭﺯﺒﺎﺩﻱ ،ﺍﻟﻘﺎﻤﻭﺱ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ )ﺸﻜﻭ( ﺹ.١٣٠١
) (٥٣ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﻭﺯﻱ ،ﺘﻨﻭﻴﺭ ﺍﻟﻐﺒﺵ ،ﺹ.١٠٤
) (٥٤ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺵ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﺹ.١٢٥ ) (٥٥ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ )ﻨﺠﺵ( .٤٢٢-٤٢١/٦
(56) Leslau, W., Comparative Dictionary of Ge<ez, PP. 392-393. (57) Ibid, P. 392.
) (٥٨ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ،ﺹ ،٩٦-٩٥ﻭﻴﻨﻅﺭ: ﺭﻓﻊ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺎﻥ ،ﺹ ،٢١١ﻭﻟﻡ ﻴﻭﺭﺩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻜﺎﻤﻠﺔ
ﻜﻤﺎ ﺃﻭﺭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ.
) (٥٩ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ )ﺼﺤﻑ( ،ﺝ ،٩ﺹ-٢٢٢ .٢٢٣
) (٦٠ﺠﺭﺠﻲ ﺯﻴﺩﺍﻥ ،ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻜﺎﺌﻥ ﺤﻲ ،ﺹ.٣٧-٣٦
) (٦١ﻴﻨﻅﺭ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺵ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﺹ.١٠٦
) (٦٢ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ،ﺹ .٦٤ﻭﻴﻨﻅﺭ ﺭﻓﻊ ﺸﺄﻥ
ﺍﻟﺤﺒﺸﺎﻥ ﺹ .٦٦ﻭﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ﺹ .٣٥ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺵ
ﻓﻲ ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﺹ.١٠٥
) (٦٣ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ،ﺹ ،٢٨ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻥ، ﻭﻴﻨﻅﺭ:
Leslau, W., Comparative Dictionary of Ge<ez, PP. 94-95. (64) Costaz, Syriac English Dictionary, P. 31, Payne Smith, A Compendious Syriac Dictionary, P. 47, & Brockelmann, Lexicon Syriacum, P. 76. (65) Leslau, W., Comparative Dictionary of Ge<ez, P. 94. (66) Gesenius, A Hebrew & English Lexicon, P. 118. (67) Von Soden, Akkadisches Handworterbuch, P. 121.
) (٦٨ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟـﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌـﺭﺏ )ﺒﻠـﻊ( ،ﺝ ،٨ﺹ.٢٠
ﻭﻨﺸﻭﺍﻥ ﺍﻟﺤﻤﻴﺭﻱ ،ﺸﻤﺱ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭﺩﻭﺍﺀ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻌـﺭﺏ
ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻠﻭﻡ ،ﺝ ،١ﺹ.٦٣١ ،٦٢٦
) (٦٩ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ،ﺹ .٧٥ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ
ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺵ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ، ﺹ ، ١١٣ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ
٨٦
....................................................................... ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ،ﺹ .٥٨ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﻜﱢﻠﻲ ،ﺹ.٧
) (٧٠ﻟﻴﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ )ﺩﺭﺭ( ،ﺝ ،٤ﺹ.٢٨٢ ﻭﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ،ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ )ﺩﺭﺭ( ،ﺹ.١٢٨
(71) Leslau, W., Comparative Dictionary of Ge<ez, P. 141, Koehler & Baumgartner, The Hebrew & Aramaic Lexicon, P.230. (72) Leslau, Comparative Dictionary of Ge<ez, P. 141.
) (٧٣ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺭﻓﻊ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺎﻥ ،ﺹ .٦٦-٦٥ﻭﺃﺯﻫﺎﺭ
ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﻓﻲ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﺹ .٦٦ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ،
ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺵ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﺹ.١٠٦ ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺘﻭﻜﱢﻠﻲ ،ﺹ .٥ﻭﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ،ﺹ.٧٥
) (٧٤ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ )ﺴﻜﺭ( ،ﺝ ،٤ﺹ-٣٧٢ .٣٧٣ﻭﺍﻟﻔﻴﺭﻭﺯﺍﺒﺎﺩﻱ ،ﺍﻟﻘﺎﻤﻭﺱ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ )ﺴﻜﺭ(، ﺹ.٤٠٩
(75) Leslau, Comparative Dictionary of Ge<ez, P.497, Costaz, Syriac English Dictionary, P. 368, Gesenius, A Hebrew & English Lexicon, P. 1016, & Von Soden, Akkadisches Hand worterbuch, P. 1139.
) (٧٦ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺭﻓﻊ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺎﻥ ،ﺹ .٦٠ﻭﺃﺯﻫﺎﺭ
ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ،ﺹ .٦٢ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﹼﻲ ،ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ
ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺵ
ﻓﻲ
ﻤﺤﺎﺴﻥ
ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ،
ﺹ.١٠٣
ﻭﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ :ﺍﻟﻤﺘﻭﻜﹼﻠﻲ ،ﺹ .٣ﻭﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ،ﺹ.٨١
) (٧٧ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ )ﺸﻁﺭ( ،ﺝ ،٤ﺹ.٤٠٨ ﻭﺍﻟﻔﻴﺭﻭﺯﺍﺒﺎﺩﻱ ،ﺍﻟﻘﺎﻤﻭﺱ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ )ﺸﻁﺭ( ،ﺹ.٤١٥
(78) Leslau, Comparative Dictionary of Ge<ez, P. 537.
ﻭﻗﺩ ﺃﻭﺭﺩ ) (Geseniusﻤﺎﺩﺓ ) (ta<aﻭﺃﺼﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ،ﺒل ﺃﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻜﻠﻤﺔ )ﻁﺎﻏﻭﺕ( ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﻭﺍﻵﺭﺍﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺭﻴﺎﻨﻴﺔ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻨﹼﻪ ﻟﻡ
ﻴﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﺘﻬﺎ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻠﻔﻅ ،ﻴﻨﻅﺭ:
Gesenius, A Hebrew & English Lexicon, P. 380.
) (٨٣ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫـﺎﺭ ﺍﻟﻌـﺭﻭﺵ ،ﺹ .٦٩ﻭﺍﻟﺒﺨـﺎﺭﻱ
ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺵ ﻓـﻲ ﻤﺤﺎﺴـﻥ ﺍﻟﺤﺒـﻭﺵ،
ﺹ .١٠٨ﻭﻴﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎﹰ :ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺍﻟﻤﺘﻭﻜﱢﻠﻲ ،ﺹ.٥
ﻭﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ،ﺹ.٩٧
(84) Beeston, (et al), Sabaic Dictionary, P.19.
) (٨٥ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ) ،ﻋﺭﻡ( ،ﺝ ،١٢ﺹ.٣٩٧
(86) Gesenius, A Hebrew & English Lexicon, P. 790. (87) Brockelmann, Lexicon Syriacum, P. 548, & Costaz, Syriac English Dictionary, P. 264, Payne Smith, Acompendious Syriac Dictionary, P. 428.
) (٨٨ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌـﺭﻭﺵ ﻓـﻲ ﺃﺨﺒـﺎﺭ ﺍﻟﺤﺒـﻭﺵ ،ﺹ.٧٣ ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘـﻭﺵ ﻓـﻲ ﻤﺤﺎﺴـﻥ
ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﺹ ،١١١ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺍﻟﻤﺘـﻭﻜﱢﻠﻲ، ﺹ ،٦ﻭﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌـﺭﺏ،
ﺹ.١٢٦
Leslau, Comparative Dictionary of
)(89
Ge<ez, PP. 171-172.
) (٩٠ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ) ،ﻓﻁﺭ( ،ﺝ ،٥ﺹ.٦٦ (91) Tomback, A Comparative Semitic Lexicon of the Phoenician & Punic Languages, P. 263, & Costaz, Syriac English Dictionary, P. 273, Gesenius, A Hebrew & English Lexicon, P. 809.
) (٩٢ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﻭﺯﻱ ،ﺘﻨﻭﻴﺭ ﺍﻟﻐﺒﺵ ﻓـﻲ ﻓـﻀل ﺍﻟـﺴﻭﺩﺍﻥ
) (٧٩ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺭﻓﻊ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺎﻥ ،ﺹ .٦١ﻭﺃﺯﻫﺎﺭ
ﻭﺍﻟﺤﺒﺵ ،ﺹ .٧٨ﻭﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﻓـﻲ
ﺹ .٤ﻭﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ﻓﻴﺴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ،
ﺹ .٦٤ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺍﻟﻁـﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘـﻭﺵ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﻓﻲ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﺹ .٦٢ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﻜﱢﻠﻲ،
ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ،ﺹ .٧٢ﻭﺭﻓـﻊ ﺸـﺄﻥ ﺍﻟﺤﺒـﺸﺎﻥ،
ﺹ .٥٢ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺵ
ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺍﻟﺤﺒـﻭﺵ ،ﺹ .١١٠ﻭﻴﻨﻅـﺭ :ﺍﻟـﺴﻴﻭﻁﻲ،
ﻓﻲ ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﺹ.١٠٤
) (٨٠ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ) ،ﻁﻐﻲ( ،ﺝ ،١٥ﺹ.٩ Leslau, Comparative Dictionary of
)(81
Ge<ez, P.584. (82) Costaz, Syriac English Dictionary, P. 129.
ﺍﻟﻤﺘﻭﻜﱢﻠﻲ ،ﺹ .٦ﻭﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ،ﺹ.١٢٨-١٢٧
) (٩٣ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ )ﻨﺸﺄ( ،ﺝ ،١ﺹ.١٧٢ (94) Beeston, (et al), Sabaic Dictionary, P. 98.
٨٧
....................................................................... (95) Gesenius, A Hebrew & English Lexicon, P. 669. (96) Leslau, Comparative Dictionary of Ge<ez, P. 404. (97) Von Soden, Akkadisches Handworterbuch, P. 762.
) (٩٨ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﻓﻲ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ، ﺹ .٧٧ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺵ
ﻓﻲ ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﺹ .١١٥ﻭﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻓﻲ ﻤﺴﻨﺩ
ﺹ .٧٤ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺍﻟﻁـﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘـﻭﺵ ﻓـﻲ
ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺍﻟﺤﺒـﻭﺵ ،ﺹ .١١٢ﻭﻴﻨﻅـﺭ :ﺍﻟـﺴﻴﻭﻁﻲ، ﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌـﺭﺏ ،ﺹ.٣٦ ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﻜﹼﻠﻲ ،ﺹ.٦
) (١٠٩ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ )ﺃﺭﻙ( ،ﺝ ،١٠ﺹ.٣٨٩
ﻭﻟﻡ ﻴﺯﺩ ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺸﻴﺌﺎﹰ ،ﻴﻨﻅﺭ: ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ،ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ،ﺝ ،٣ﺹ.٣٢٧
) (١١٠ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﻓﻲ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ،
ﺃﺤﻤﺩ ،ﺝ ،٥ﺹ .٣٨٩ﻭﺯﺍﺩ ﻓﻴﻪ :ﻭﻴﻠﻘﻰ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﱠﺎﺱ
ﺹ .٧١ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺵ ﻓﻲ
) (٩٩ﺍﺒﻥ ﺍﻷﺜﻴﺭ ،ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﺭﻴﺏ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻭﺍﻷﺜـﺭ ،ﺝ،٥
ﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ،
ﻭﺍﺨﺘﻼﻁ ،ﻭﻗﺩ ﻫﺭﺝ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﻴﻬﺭﺠـﻭﻥ ﻫﺭﺠـﺎﹰ ،ﺇﺫﺍ
) (١١١ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ )ﺃﻭﺏ( ،ﺝ ،١ﺹ-٢٥٩
ﺍﻟﺘﻨﺎﻜﺭ ،ﻓﻼ ﻴﻜﺎﺩ ﺃﺤﺩ ﻴﻌﺭﻑ ﺃﺤﺩﺍﹰ.
ﺹ ،٢٥٧ﻭﻓﻴﻪ" :ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻱ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻫﺭﺝ ،ﺃﻱ :ﻗﺘـﺎلٌ
ﺍﺨﺘﻠﻁﻭﺍ ،ﻭﻗﺩ ﺘﻜﺭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤـﺩﻴﺙ ،ﻭﺃﺼـل ﺍﻟﻬـﺭﺝ: ﺍﻟﻜﺜﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﺍﻻﺘﹼﺴﺎﻉ".
) (١٠٠ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ ،ﺍﻟﺘﺫﻜﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﻤﻭﺘﻰ ﻭﺃﻤﻭﺭ ﺍﻵﺨﺭﺓ، ﺹ .٧٣٤ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ )ﻫﺭﺝ(،
ﺝ ،٢ﺹ.٣٨٩
) (١٠١ﺩﻴﻭﺍﻥ ﻋﺒﻴﺩﺍﷲ ﺒﻥ ﻗﻴﺱ ﺍﻟﺭﻗﻴﺎﺕ ،ﺹ ،٢٢٧ﻀﻤﻥ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺴﻭﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ.
(102) Beeston, (et al), Sabaic Dictionary, PP. 56-57.
) (١٠٣ﻨﻘﺵ ﻤﻴﺸﻊ ،ﺍﻟﺴﻁﺭ ١١ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ،ﻭﺍﻟﺴﻁﺭ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﻴﺤﻴﻰ ﻋﺒﺎﺒﻨﺔ،
ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﺅﺍﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﻘﺵ ﻤﻴﺸﻊ ،ﺹ.١٥٦-١٥٥
) (١٠٤ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻨﺎﻨﻲ ﻭﺯﻤﻼﺅﻩ ،ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ﻭﻟﻐﺎﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ﻭﺁﺩﺍﺒﻬﺎ ،ﺹ ،٣٣٠ﻭﻴﻨﻅﺭ: Gesenius, A Hebrew & English Lexicon, P. 246.
) (١٠٥ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ )ﻫﺭﺝ( ،ﺝ ،٢ﺹ.٣٨٩
) (١٠٦ﺍﻟﺠﻭﻟﻠﻴﻘﻲ ،ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ،ﺹ .٣٥٢ﺍﻟﺒﺸﺒﻴﺸﻲ ،ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﺏ ﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻐﺭﻴﺏ ،ﺹ .٣٣٠ﻭﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺨﻔﺎﺠﻲ ،ﺸﻔﺎﺀ ﺍﻟﻐﻠﻴل ﻓﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﻥ
ﺍﻟﺩﺨﻴل ،ﺹ.٣٠٦
) (١٠٧ﻭﻗﺩ ﺠﺎﺀﺕ ﻜﻠﻤﺔ ﺍﻷﺭﺍﺌﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜـﺭﻴﻡ ﻓـﻲ ﻤﻭﺍﻀﻊ ﺃﺨﺭﻯ :٣١] :ﺍﻟﻜﻬﻑ[ :١٣] ،ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ[،٢٣] ،
:٣٥ﺍﻟﻤﻁﻔﻔﻴﻥ[.
) (١٠٨ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﻓﻲ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ،
ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﺹ .١١٠ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ، ﺹ .٤٥ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﻜﱢﻠﻲ ،ﺹ.٦
.٢٦٠
) (١١٢ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ،ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ،ﺝ ،٣ﺹ.٣٦٣
) (١١٣ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﻓﻲ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ،
ﺹ .٦٩ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺵ ﻓﻲ
ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﺹ .١٠٨ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ، ﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ،ﺹ.٤٦ ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﻜﱢﻠﻲ ،ﺹ.٥
) (١١٤ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ )ﺃﻭﺏ( ،ﺝ ،١ﺹ.٢٦١
(115) Leslau, Comparative Dictionary of Ge<ez, PP. 2,4. see: Costaz, Syriac English Dictionary, P.1.
) (١١٦ﺍﻟﺒﺸﺒﻴﺸﻲ ،ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﺏ ﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ ،ﺹ.٤١
) (١١٧ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﺭﺝ ﺒﻥ ﺍﻟﺠﻭﺯﻱ ،ﺘﻨﻭﻴﺭ ﺍﻟﻐﺒﺵ ﻓﻲ ﻓﻀل
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﺤﺒﺵ ،ﺹ .٧٨٠٧٩ﻭﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﻓﻲ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﺹ .٦٣ﻭﺭﻓﻊ ﺸﺄﻥ
ﺍﻟﺤﺒﺸﺎﻥ ،ﺹ .٦١ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺵ
ﻓﻲ ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﺹ .١٠٤ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ،
ﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ،ﺹ.٤٤ ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﻜﱢﻠﻲ ،ﺹ.٤
) (١١٨ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ )ﺃﻭﻩ( ،ﺝ ،١٣ﺹ.٥٨٥
) (١١٩ﺍﻟﺒﺸﻴﺸﻲ ،ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﺏ ﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ ،ﺹ.٤١
) (١٢٠ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﻓﻲ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ،
ﺹ .٦٨ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ،ﺹ.٥٤
٨٨
....................................................................... ) (١٢١ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ،ﺝ ،٢ﺹ ،٥٨٤ﻭﻗﺭﺍﺀﺓ :ﺤﺼﺏ
) (١٢٨ﻨﺨﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ،ﻗﺎﻤﻭﺱ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ ،ﺘﺤﺭﻴﺭ:
ﺘﺴﻜﻴﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩ ،ﻓﻬﻲ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺴﻤﻴﻔﻊ ﻭﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻋﺒﻠﺔ
) (١٢٩ﺍﻟﺯﺭﻜﺸﻲ ،ﺍﻟﺒﺭﻫـﺎﻥ ﻓـﻲ ﻋﻠـﻭﻡ ﺍﻟﻘـﺭﺁﻥ ،ﺝ،١
ﺒﺎﻟﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺤﺔ ﻫﻲ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ،ﻭﺃﻤﺎ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻭﻤﺤﺒﻭﺏ ﻭﺃﺒﻲ ﺤﺎﺘﻡ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ،ﻭﻜﺫﺍ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ
ﺒﻁﺭﺱ ﻋﺒﺩﺍﻟﻤﻠﻙ ﻭﺁﺨﺭﻴﻥ ،ﺹ.٤٩٨ ﺹ.٢٨٨
ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺍﺒﻥ ﻤﺤﻴﺼﻥ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺯﻱ،
) (١٣٠ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﻓﻲ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ،
)ﺤﻀﺏ( ﺒﺎﻟﻀﺎﺩ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺤﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ
ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﺹ .١١٢ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ،
)ﺤﻀﺏ( ﺒﺘﺴﻜﻴﻥ ﻫﻲ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﻜﹸﺜﻴﺭ ﻋﺯﺓ،
.١٤١ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﻜﱢﻠﻲ ،ﺹ.٧
ﺒﺨﻼﻑ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺃﺒﻲ ﻤﺠﻠﺯ ﻭﺃﺒﻲ ﺭﺠﺎﺀ ،ﻭﺃﻤﺎ ﻗﺭﺍﺀﺓ
ﺹ .٧٤ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺵ ﻓﻲ
ﻭﻋﺎﺌﺸﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﻴﻤﺎﻨﻲ ،ﻭﻗﺭﺍﺀ
ﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ،ﺹ-١٤٠
ﻭﺍﻟﺤﺴﻥ ﻭﺍﻟﻴﻤﺎﻨﻲ ﻭﻋِﻜﺭِﻤﺔ ﻭﻋﺭﻭﺓ ﻭﺍﺒﻥ ﻴﻌﻤﺭ ﻭﺍﺒﻥ
ﺃﺒﻲ ﺃﺒﻲ ﻋﺒﻠﺔ ،ﻭﻗﺭﺃ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻤﺘﻭﻜﱢل ﻭﺃﺒﻭ ﺤﻴﻭﺓ ﻭﻤﻌﺎﺫ
ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ :ﺤِﻀﺏ ﺒﻜﺴﺭ ﺍﻟﺤﺎﺀ ﻭﺘﺴﻜﻴﻥ ﺍﻟﻀﺎﺩ ،ﻭﻗﺭﺃ ﺃﺒﻲ
ﺒﻥ ﻜﻌﺏ ﻭﻋﻠﻰ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﻭﻋﺎﺌﺸﺔ ﻭﺍﺒﻥ ﺍﻟﺯﺒﻴﺭ
ﻭﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﻭﻋﻜﺭﻤﺔ ﻭﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ
) (١٣١ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ )ﺼﺩﺩ( ،ﺝ ،٣ﺹ.٣٠٢
) (١٣٢ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ،ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ،ﺝ ،٣ﺹ.٤٩٣
) (١٣٣ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﻭﺯﻱ ،ﺘﻨﻭﻴﺭ ﺍﻟﻐﺒﺵ ﻓﻲ ﻓـﻀل ﺍﻟـﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﺤﺒﺵ ،ﺹ .٧٨ﻭﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﻓـﻲ
ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﺹ .٦٦ﻭﺭﻓـﻊ ﺸـﺄﻥ ﺍﻟﺤﺒـﺸﺎﻥ،
ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ :ﺤﻁﹶﺏ ،ﻴﻨﻅﺭ :ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ ﺍﻷﻨﺩﻟﺴﻲ ،ﺍﻟﺒﺤﺭ
ﺹ .٦٣ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺍﻟﻁـﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘـﻭﺵ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺸﻭﺍﺫ ،ﺝ ،٢ﺹ .١١٨ﻭﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ،ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ،ﺝ،٢
ﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌـﺭﺏ ،ﺹ.٨٩
ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ،ﺝ ،٦ﺹ .٣٤٠ﻭﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ ،ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ
ﺹ .٥٨٤ﻭﺍﺒﻥ ﺠﻨﻲ ،ﺍﻟﻤﺤﺘﺴﺏ ﻓﻲ ﺘﺒﻴﻴﻥ ﻭﺠﻭﻩ
ﺸﻭﺍﺫ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﻹﻴﻀﺎﺡ ﻋﻨﻬﺎ ،ﺝ ،٢ﺹ.٧٦-٦٦ ﻭﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ ،ﻤﺨﺘﺼﺭ ﻓﻲ ﺸﻭﺍﺫﹼ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﺹ.٩٣
) (١٢٢ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﻓﻲ ﺃﺨﺒـﺎﺭ ﺍﻟﺤﺒـﻭﺵ، ﺹ .٦٣ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺍﻟﻁـﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘـﻭﺵ ﻓـﻲ
ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺍﻟﺤﺒـﻭﺵ ،ﺹ .١٠٤ﻭﻴﻨﻅـﺭ :ﺍﻟـﺴﻴﻭﻁﻲ،
ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺍﻟﺤﺒـﻭﺵ ،ﺹ .١٠٦ﻭﻴﻨﻅـﺭ :ﺍﻟـﺴﻴﻭﻁﻲ: ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﻜﱢﻠﻲ ،ﺹ.٥
) (١٣٤ﺍﻟﺯﺭﻜﺸﻲ ،ﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﺝ،١ ﺹ.٢٨٨
) (١٣٥ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ ﺍﻷﻨﺩﻟﺴﻲ ،ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ،ﺝ ،٦ﺹ.٢٢٤ ) (١٣٦ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ،ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ،ﺝ ،٢ﺹ.٥٢٨
) (١٣٧ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﻓﻲ ﺃﺨﺒـﺎﺭ ﺍﻟﺤﺒـﻭﺵ،
ﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌـﺭﺏ ،ﺹ.٥٦
ﺹ .٦٦-٦٥ﻭﻭﺭﻓــﻊ ﺸــﺄﻥ ﺍﻟﺤﺒــﺸﺎﻥ ،ﺹ.٦٣
) (١٢٣ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ ،ﺇﻤﻼﺀ ﻤﺎ ﻤﻥ ﺒﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ،ﺝ ،١ﺹ.١٦٥
ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ ،ﺹ .١٠٦ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ﻓﻴﻤﺎ
ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﻜﹼﻠﻲ ،ﺹ.٤
ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘـﻭﺵ ﻓـﻲ ﻤﺤﺎﺴـﻥ
) (١٢٤ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ )ﺤﻭﺏ( ،ﺝ ،١ﺹ-٣٩٩
ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ،ﺹ .٩٢ﻭﺍﻟﻤﺘـﻭﻜﹼﻠﻲ،
) (١٢٥ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﻓﻲ ﺃﺨﺒـﺎﺭ ﺍﻟﺤﺒـﻭﺵ،
) (١٣٨ﺍﻟﺒﺸﺒﻴﺸﻲ ،ﺠـﺎﻤﻊ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴـﺏ ﺒـﺎﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘﺭﻴـﺏ،
.٤٠٠
ﺹ .٧٤ﻭﺭﻓﻊ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﺤﺒـﺸﺎﻥ ،ﺹ .٦٦ﻭﺍﻟﺒﺨـﺎﺭﻱ
ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺵ ﻓـﻲ ﻤﺤﺎﺴـﻥ ﺍﻟﺤﺒـﻭﺵ، ﺹ.١١٢
) (١٢٦ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ )ﺴﻴﻥ( ،ﺝ ،١٣ﺹ.٢٧٩
) (١٢٧ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ ﺍﻷﻨﺩﻟﺴﻲ ،ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ،ﺝ ،٨ﺹ.٤٩١ ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ ،ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺸﻭﺍﺫ ،ﺝ،٢ ﺹ.٧٢٥
ﺹ.٥
ﺹ.٢١٢
) (١٣٩ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ )ﻁﻴﺏ( ،ﺝ ،١ﺹ.٦٥٨
) (١٤٠ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﻓﻲ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺒﻭﺵ، ﺹ .٧٥ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺍﻟﻤﻬﺫﱠﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ،ﺹ .٩٩ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﻜﱢﻠﻲ ،ﺹ.٧
ـﻴﺽ( ،ﺝ،٧ ـﺭﺏ )ﻏـ ـﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌـ ـﻭﺭ ،ﻟـ ـﻥ ﻤﻨﻅـ ) (١٤١ﺍﺒـ ﺹ.٢٢٧-٢٢٦
٨٩
....................................................................... ) (١٤٢ﻴﻨﻅﺭ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜـﺎل :ﺍﻟﺠـﻭﺍﻟﻴﻘﻲ ،ﺍﻟﻤﻌـﺭﺏ، ﻭﺍﻟﺒﺸﺒﻴﺸﻲ ،ﺠـﺎﻤﻊ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴـﺏ ﺒـﺎﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘﺭﻴـﺏ،
ﻭﺍﻟﺨﻔﺎﺠﻲ ،ﺸﻔﺎﺀ ﺍﻟﻐﻠﻴل ﻓﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻌـﺭﺏ ﻤـﻥ ﺍﻟﺩﺨﻴل ،ﻭﻑ .ﻋﺒﺩﺍﻟﺭﺤﻴﻡ ،ﺴﻭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻴل ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺨﻴل.
) (١٤٣ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﻓﻲ ﺃﺨﺒـﺎﺭ ﺍﻟﺤﺒـﻭﺵ،
) (١٥١ﺍﻟﺒﺸﺒﻴﺸﻲ ،ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﺏ ﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ، ﺹ.٣٣٩
) (١٥٢ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ) ،ﺼﺤﻑ( ،ﺝ ،٩ﺹ.١٨٦
(153) The Assyrian Dictionary, vol. 21, P. 86,
see; vol. 16, P. 134, Von Soden, Akkadisches Handworterbuch, P. 1091, Leslau, P. 552.
ﺹ .٧٣ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺍﻟﻁـﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘـﻭﺵ ﻓـﻲ
ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺍﻟﺤﺒـﻭﺵ ،ﺹ .١١١ﻭﻴﻨﻅـﺭ :ﺍﻟـﺴﻴﻭﻁﻲ،
ﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ،ﺹ.١٠٦ ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﻜﱢﻠﻲ ،ﺹ.٦
) (١٤٤ﺍﻟﺒﺸﺒﻴﺸﻲ ،ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﺏ ﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ، ﺹ.٢٥١
ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ ﺍﻷﻨﺩﻟﺴﻲ ،ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ،ﺝ،٨
ﺹ .٣٨١-٣٨٠ﻭﻟﻡ ﻴﺸﺭ ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ
ﺇﻟﻰ ﺘﺄﺼﻴل ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ.
) (١٤٥ﺍﺒﻥ ﺠﻨﹼﻲ ،ﺍﻟﻤﺤﺘﺴﺏ ،ﺝ ،١ﺹ .٣٤٠ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ ﺍﻷﻨﺩﻟﺴﻲ ،ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ،ﺝ ،٥ﺹ .٣٠٢ﻭﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ ،ﻤﺨﺘﺼﺭ ﻓﻲ ﺸﻭﺍﺫ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﺹ.٦٣
) (١٤٦ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺭﻓﻊ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺎﻥ ،ﺹ .٦٣ﻭﺃﺯﻫـﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﻓﻲ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺒـﻭﺵ ،ﺹ .٦٤ﻭﺍﻟﺒﺨـﺎﺭﻱ
ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺵ ﻓـﻲ ﻤﺤﺎﺴـﻥ ﺍﻟﺤﺒـﻭﺵ، ﺹ .١٠٥ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺍﻟﻤﻬﺫﱠﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ،ﺹ .١١٩ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﻜﱢﻠﻲ ،ﺹ.٤
) (١٤٧ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﻓﻲ ﺃﺨﺒـﺎﺭ ﺍﻟﺤﺒـﻭﺵ، ﺹ .٧٠ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺍﻟﻁـﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘـﻭﺵ ﻓـﻲ
ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺍﻟﺤﺒـﻭﺵ ،ﺹ .١٠٩ﻭﻴﻨﻅـﺭ :ﺍﻟـﺴﻴﻭﻁﻲ، ﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ،ﺹ.١٢٥ ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﻜﱢﻠﻲ ،ﺹ.٥
) (١٤٨ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ )ﻨﺴﺄ( ،ﺝ ،١ﺹ.٢٠٣
(149) Leslau, Comparative Dictionary of Ge<ez, P. 404.
) (١٥٠ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺭﻓﻊ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺎﻥ ،ﺹ .٦٥ﻭﺃﺯﻫـﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﻓﻲ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺒـﻭﺵ ،ﺹ .٧٠ﻭﺍﻟﺒﺨـﺎﺭﻱ
ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺵ ﻓـﻲ ﻤﺤﺎﺴـﻥ ﺍﻟﺤﺒـﻭﺵ،
ﺹ .١٠٩ﻭﻴﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺍﻟﻤﻬﺫﹼﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ،ﺹ .١٤٠ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﻜﱢﻠﻲ ،ﺹ.٥
٩٠