Psalms

Page 1

‫ضفر المسامير ‪ -‬جذول ضفر المسامير‬ ‫الرقم‬ ‫تأمالث‬ ‫مقذمت‬ ‫مز ‪7‬‬ ‫مز ‪2‬‬ ‫مز ‪5‬‬ ‫مز ‪5‬‬ ‫مز ‪3‬‬ ‫مز ‪0‬‬ ‫مز ‪1‬‬ ‫مز ‪9‬‬ ‫مز ‪8‬‬ ‫مز ‪70‬‬ ‫مز ‪77‬‬ ‫مز ‪72‬‬ ‫مز ‪75‬‬ ‫مز ‪75‬‬ ‫مز ‪73‬‬ ‫مز ‪70‬‬

‫الرقم‬ ‫مز ‪71‬‬ ‫مز ‪79‬‬ ‫مز ‪78‬‬ ‫مز ‪20‬‬ ‫مز ‪27‬‬ ‫مز ‪22‬‬ ‫مز ‪25‬‬ ‫مز ‪25‬‬ ‫مز ‪23‬‬ ‫مز ‪20‬‬ ‫مز ‪21‬‬ ‫مز ‪29‬‬ ‫مز ‪28‬‬ ‫مز ‪50‬‬ ‫مز ‪57‬‬ ‫مز ‪52‬‬ ‫مز ‪55‬‬ ‫مز ‪55‬‬

‫الرقم‬ ‫مز ‪53‬‬ ‫مز ‪50‬‬ ‫مز ‪51‬‬ ‫مز ‪59‬‬ ‫مز ‪58‬‬ ‫مز ‪50‬‬ ‫مز ‪57‬‬ ‫مز ‪52‬‬ ‫مز ‪55‬‬ ‫مز ‪55‬‬ ‫مز ‪53‬‬ ‫مز ‪50‬‬ ‫مز ‪51‬‬ ‫مز ‪59‬‬ ‫مز ‪58‬‬ ‫مز ‪30‬‬ ‫مز ‪37‬‬ ‫مز ‪32‬‬

‫الرقم‬ ‫مز ‪35‬‬ ‫مز ‪35‬‬ ‫مز ‪33‬‬ ‫مز ‪30‬‬ ‫مز ‪31‬‬ ‫مز ‪39‬‬ ‫مز ‪38‬‬ ‫مز ‪00‬‬ ‫مز ‪07‬‬ ‫مز ‪02‬‬ ‫مز ‪05‬‬ ‫مز ‪05‬‬ ‫مز ‪03‬‬ ‫مز ‪00‬‬ ‫مز ‪01‬‬ ‫مز ‪09‬‬ ‫مز ‪08‬‬ ‫مز ‪10‬‬

‫الرقم‬ ‫مز ‪17‬‬ ‫مز ‪12‬‬ ‫مز ‪15‬‬ ‫مز ‪15‬‬ ‫مز ‪13‬‬ ‫مز ‪10‬‬ ‫مز ‪11‬‬ ‫مز ‪19‬‬ ‫مز ‪18‬‬ ‫مز ‪90‬‬ ‫مز ‪97‬‬ ‫مز ‪92‬‬ ‫مز ‪95‬‬ ‫مز ‪95‬‬ ‫مز ‪93‬‬ ‫مز ‪90‬‬ ‫مز ‪91‬‬ ‫مز ‪99‬‬

‫الرقم‬ ‫مز ‪98‬‬ ‫مز ‪80‬‬ ‫مز ‪87‬‬ ‫مز ‪82‬‬ ‫مز ‪85‬‬ ‫مز ‪85‬‬ ‫مز ‪83‬‬ ‫مز ‪80‬‬ ‫مز ‪81‬‬ ‫مز ‪89‬‬ ‫مز ‪88‬‬ ‫مز ‪700‬‬ ‫مز ‪707‬‬ ‫مز ‪702‬‬ ‫مز ‪705‬‬ ‫مز ‪705‬‬ ‫مز ‪703‬‬ ‫مز ‪700‬‬

‫الرقم‬ ‫مز ‪701‬‬ ‫مز ‪709‬‬ ‫مز ‪708‬‬ ‫مز ‪770‬‬ ‫مز ‪777‬‬ ‫مز ‪772‬‬ ‫مز ‪775‬‬ ‫مز ‪775‬‬ ‫مز ‪773‬‬ ‫مز ‪A 770‬‬ ‫مز ‪B 770‬‬ ‫مز ‪771‬‬ ‫مز ‪779‬‬ ‫مز ‪07 -778‬‬ ‫مز ‪02 -778‬‬ ‫مز ‪05 -778‬‬ ‫مز ‪05 -778‬‬ ‫مز ‪03 -778‬‬

‫الرقم‬ ‫مز ‪00 -778‬‬ ‫مز ‪01 -778‬‬ ‫مز ‪09 -778‬‬ ‫مز ‪08 -778‬‬ ‫مز ‪70 -778‬‬ ‫مز ‪77 -778‬‬ ‫مز ‪72 -778‬‬ ‫مز ‪75 -778‬‬ ‫مز ‪75 -778‬‬ ‫مز ‪73 -778‬‬ ‫مز ‪70 -778‬‬ ‫مز ‪71 -778‬‬ ‫مز ‪79 -778‬‬ ‫مز ‪78 -778‬‬ ‫مز ‪20 -778‬‬ ‫مز ‪27 -778‬‬ ‫مز ‪22 -778‬‬ ‫مز ‪720‬‬

‫الرقم‬ ‫مز ‪727‬‬ ‫مز ‪722‬‬ ‫مز ‪725‬‬ ‫مز ‪725‬‬ ‫مز ‪723‬‬ ‫مز ‪720‬‬ ‫مز ‪721‬‬ ‫مز ‪729‬‬ ‫مز ‪728‬‬ ‫مز ‪750‬‬ ‫مز ‪757‬‬ ‫مز ‪752‬‬ ‫مز ‪755‬‬ ‫مز ‪755‬‬ ‫مز ‪753‬‬ ‫مز ‪750‬‬ ‫مز ‪751‬‬ ‫مز ‪759‬‬

‫الرقم‬ ‫مز ‪758‬‬ ‫مز ‪750‬‬ ‫مز ‪757‬‬ ‫مز ‪752‬‬ ‫مز ‪755‬‬ ‫مز ‪755‬‬ ‫مز ‪753‬‬ ‫مز ‪750‬‬ ‫مز ‪A 751‬‬ ‫مز ‪B 751‬‬ ‫مز ‪759‬‬ ‫مز ‪758‬‬ ‫مز ‪730‬‬ ‫مز ‪737‬‬

‫‪1‬‬


‫ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )‬

‫تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزامير في الكنيسة القبطية‬ ‫المزامير ليا أىمية كبيرة في الكنيسة المقدسة‪ .‬وكتاب المزامير ىو أشير كتب الصبلة‪ .‬ىو شعر وموسيقى‬ ‫وعواطؼ وانفعاالت واشتياقات روحية وصموات وابتياالت‪ .‬ىو نماذج حية عممية لمتخاطب مع اهلل‪ .‬ومنذ زمف‬ ‫قديـ كانت المزامير تصمى بطريقة الغناء بنغمات موسيقية‪ ،‬كؿ مزمور لو لحف خاص بو‪ .‬ونجد مثؿ ىذا في‬

‫التسبحة‪ ،‬فاليوس الثاني والثالث والرابع تقاؿ باأللحاف‪ ،‬فيي مزامير ممحنة‪.‬‬

‫وكاف ىذا ىو ما يحدث في العيد القديـ أيضاً فنسمع في (ٔأيٖٕ‪ )٘2‬أف ىناؾ ٓ​ٓ​ٓٗ مغني في الييكؿ‬ ‫يسبحوف اهلل بآالتيـ الموسيقية منيـ فرقة أساؼ‪ .‬فكاف بيت اهلل ممموء غناء وتسابيح‪ .‬وكثير مف اآلالت‬

‫الموسيقية مذكورة في المزامير مثؿ العود والقيثارة وذوات األوتار والمزمار‪( ...‬مزٓ٘ٔ)‪ .‬وبيت اهلل نجده ممموء‬

‫فرحاً‪.‬‬

‫وىكذا سمعنا بعد الخ روج مريـ أخت موسى وىروف تمسؾ الدؼ وتغني ورائيا فرؽ مف الفتيات‪ .‬وىذا ما كرره‬

‫بولس الرسوؿ "مكمميف بعضكـ بعضاً بمزامير وتسابيح‪( ..‬اؼ٘‪ٔ + ٜٔ2‬كوٗٔ‪ + ٕٙ2‬كوٖ‪ .)ٔٙ2‬فاستعماؿ‬

‫المزامير قديـ جداً منذ العيد القديـ واستعمموىا الرسؿ وواظبت الكنيسة عمى استخداميا‪،‬‬

‫ودائماً يسبؽ قراءة كؿ إنجيؿ قراءة مزمور‪ ،‬بؿ في أسبوع اآلالـ ال نق أر مف العيد القديـ سوى المزامير فقط‪.‬‬ ‫وكثير مف األلحاف مأخوذة مف المزامير‪ .‬وكاف المسيحي في ذىابو لمكنيسة يرتؿ مزمور "فرحت بالقائميف لي إلى‬

‫بيت الرب نذىب" بدالً مف أف يفكر في مشاكمو وفي الدنيويات‪ .‬واذا دخؿ الكنيسة يقوؿ مساكنؾ محبوبة‪ ..‬وأماـ‬

‫الييكؿ يقوؿ "أما أنا فبكثرة رحمتؾ أدخؿ بيتؾ‪ " ..‬ىو يييئ نفسو وذىنو لمصبلة بدالً مف دوامة العالـ حتى ال‬ ‫يشرد ذىنو في مشاكؿ العالـ فبل يستطيع الصبلة‪ .‬والكنيسة تصمي في شير كييؾ المزمور الكبير وىو تجميع‬

‫لغالبية اآليات ال تي تشير لمعذراء ولعيد الميبلد‪ .‬وفي عيد الغطاس المزمور الكبير كمو يكوف عف الماء‪ .‬وفي‬

‫صبلة األجبية نستعمؿ ‪ ٚ​ٚ‬مزمور منيـ المزمور الكبير الذي ىو عمى حسب الحروؼ األبجدية العبرية (ٕ​ٕ‬

‫حرفاً) وكؿ مزمور أو قطعة منو عبارة عف ‪ ٛ‬آيات ( وىـ ٘‪ ٚ‬مزمور بحسب طبعة بيروت ) وبعض الطوائؼ‬ ‫البروتستانتية ال تصمي المزامير وبعضيـ يصموف بيا‪ .‬وحتى مف ال يصمي بيا يستخدميا في التراتيؿ‪ .‬فبل يوجد‬

‫مف يستغني عف المزامير‪.‬‬

‫وكنيستنا في نياية كؿ قداس تصمي المزمور اؿٓ٘ٔ أثناء التوزيع‪.‬‬

‫وألىمية المزامير وشيرتيا قسـ المسيح العيد القديـ وقاؿ "موسى والمزامير واألنبياء" (لوٕٗ‪ .)ٗ​ٗ2‬وكثي اًر ما‬

‫استعمؿ المسيح والرسؿ آيات مف المزامير‪ .‬بؿ وىو عمى الصميب قاؿ إليي إليي لماذا تركتني وىي اآلية األولى‬ ‫مف مزمور ٕ​ٕ‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )‬

‫المزامير تستخدم في إخراج الشياطين‬ ‫بدأ داود الشاعر بفطرتو والروحاني في طبيعتو يرتؿ مزاميره وىو راعي صغير وكاف موسيقار يضرب عمى العود‬ ‫والمزمار‪ .‬وحيف كاف الممؾ شاوؿ تنتابو نوبات الجنوف بسبب الروح الشرير كانوا يقولوف إبحثوا عف رجؿ يحسف‬

‫الضرب عمى العود فقالوا داود بف يسى‪ ،‬وأتوا بو فكاف يصمي مزاميره بترتيؿ فتخرج الشياطيف؟ ومازالت المزامير‬

‫مستخدمة حتى اآلف في إخراج الشياطيف‪.‬‬

‫فالشياطيف ال تحتمؿ المزامير‪ .‬ونجد في بستاف الرىباف أف أحد الرىباف يقوؿ أنو ال يفيـ المزامير فرد عميو آخر‬ ‫وقاؿ لو ولكف الشياطيف تفيميا وتخاؼ منيا‪ .‬وأحد األساقفة كاف يقوؿ لمشيطاف الذي يصعب عميو إخراجو "إذا‬

‫لـ تخرج سأصمي طوباىـ أي المزمور الطويؿ (‪ )ٔ​ٜٔ‬فكاف الشيطاف يخرج‪.‬‬ ‫المزامير كميا نبوات‬

‫لذلؾ تقرأىا الكنيسة في أسبوع اآلالـ فقط فيي ممموءة نبوات عف المسيح والكنيسة في أسبوع اآلالـ ال تصمي‬ ‫باألجبية‪ ،‬بؿ تصمي مزامير ساعات البصخة فقط ألف كؿ مزمور يوافؽ اإلنجيؿ الذي نقرأه في تمؾ الساعة‪،‬‬

‫ويكوف المزمور كنبوة عما نقرأه في اإلنجيؿ‪ .‬وال نق أر باقي المزامير ألنيا نبوات عف أشياء أخرى‪ .‬ونحف نعيش‬ ‫أسبوع اآلالـ بحسب حوادثو‪.‬‬ ‫من الذي كتب المزامير؟‬ ‫تنسب المزامير لداود دائماً أياً كاف المزمور‪ .‬وىناؾ رأياف في ىذا الموضوع‪2‬‬

‫رأي يقوؿ أف كؿ المزامير لداود ورأي آخر يقوؿ أف داود وضع ٖ‪ ٚ‬مزمور وموسى وضع (ٓ‪ /)ٜٔ،ٜ‬وسميماف‬

‫(‪ /)ٕٚ،ٕٔٚ‬وقورح وبنوه (ٔ​ٔ)مزمور‪ /‬وأساؼ (ٕٔ) مزمور‪ /‬وىيماف (‪ /)ٛ​ٛ‬وايثاف (‪ ./)ٜٛ‬وىناؾ مزامير‬ ‫مجيوؿ اسـ واضعيا‪.‬‬

‫ومف يقوؿ أف داود ىو واضع كؿ المزامير يقوؿ أف المزامير المجيولة كميا لداود ( والكتاب المقدس فعؿ ىذا‬

‫وقارف مز ٕ مع اع ٗ ‪ ) ٕ٘ 2‬أما قورح وبنيو وأساؼ وىيماف وايثاف ما ىـ سوى مغنيف فقط وليس واضعوف‪.‬‬ ‫ومف يقوؿ العكس يتساءؿ وكيؼ يقوؿ داود "عمى أنيار بابؿ‪ ..‬ثـ كيؼ يقوؿ رضيت يا رب عف أرضؾ‪ ..‬وىما‬

‫يتكمماف عف الذىاب لمسبي والعودة مف السبي‪ .‬ومف يقوؿ أف داود واضع كؿ الم ازمير يرد بأف داود يتنبأ كما في‬

‫(مزٕ​ٕ) عموماً فكؿ المزامير تنسب لداود فيو واضع معظـ المزامير‪ .‬ويسمى إماـ المغنيف‪ .‬قد يكوف إماـ‬ ‫المغنيف ىو قائد فرقة اإلنشاد في الييكؿ ومف ضمف مف نسب كؿ المزامير لداود القديس أغسطينوس‪.‬‬

‫ونجد في المزامير مقدمات فييا اسـ كاتبيا والمناسبة التي قيمت فييا واآللة المستعممة‪.‬‬ ‫كيف كتبت المزامير؟‬

‫ىؿ المزامير كانت كبلـ داود هلل؟‪ ،‬أو كاف اهلل يكمـ داود؟ "الكتاب كمو موحي بو مف اهلل"‪ .‬لقد كاف داود يكمـ اهلل‬ ‫بكبلـ وضعو اهلل عمى فـ داود‪ .‬فيناؾ صموات ال توافؽ مشيئة اهلل "تصموف وال تستجابوف ألنكـ تصموف ردياً"‬

‫‪3‬‬


‫ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )‬

‫إذاً جماؿ صموات المزامير أنيا صموات توافؽ مشيئة اهلل‪ .‬كاف داود يعزؼ عمى العود وكاف الروح القدس يعزؼ‬ ‫عمى داود وبيذا خرجت ىذه المزامير الجميمة‪ .‬ولذلؾ قاؿ داود "لساني قمـ كاتب ماىر" ألف الروح كاف يممي‬

‫وداود كاف يكتب عمى المزمار والقيثار والعشرة األوتار‪ .‬ولذلؾ سمى داود مرنـ إسرائيؿ الحمو (ٕصـٖٕ‪)ٔ2‬‬ ‫والمزامير بدأ كصموات وتأمبلت بالنسبة لداود كفرد ثـ تطورت وأصبحت صموات عامة لمناس‪ .‬وكوف داود فرقة‬

‫خورس (كوراؿ) مف موسيقييف ومغنيف بكؿ اآلالت ليصموا بيا في الييكؿ فصارت صموات عامة‪ .‬وىذه المزامير‬ ‫ىي أعمؽ صموات وانتقمت مف جيؿ إلى جيؿ‪.‬‬ ‫المزامير تشمل كل عناصر الصبلة‬ ‫‪.1‬‬

‫المجوء إلى اهلل في الضيقة‬

‫داود في كؿ ضيقتو كانت تعزيتو في المزامير‪ .‬وكممات اشتدت عميو الضيقة يحتمي في مزمور "كثي اًر ما‬ ‫عمي" ىـ لـ يقدروا عميو ألنو كاف يحتمي باهلل ويصمي مزاميره‪ .‬وىو صمى‬ ‫حاربوني منذ صباي ولـ يقدروا ّ‬ ‫مزاميره ىذه في عمؽ أالمو‪ .‬ومف ىو في ضيقة ويصمي هلل بنفس طريقة داود وبكممات داود فمف المؤكد سيجد‬

‫تعزية‪.‬‬

‫فالمزامير تعممنا أسموب الحب والشوؽ والعتاب مع اهلل‪ ،‬تعممنا أسموب الكبلـ مع اهلل‪ .‬وىي تعممنا كيؼ نصمي هلل‬

‫بكبلـ اهلل‪ .‬وكيؼ نناؿ فضيمة الرجاء وسط الضيقة‪ .‬فالمؤمف يشعر بوجود اهلل وسط الضيقة وغير المؤمف يشعر‬ ‫بتخمي اهلل عنو‪.‬‬

‫ومف يصمي بالمزامير يقوؿ مع داود في ضيقتو "يا رب لماذا كثر الذيف يحزنونني‪( "..‬األعداء قد يكونوا أشخاص‬ ‫يضطيدونني أو خطايا وشيوات تحاربني) ثـ يكمؿ مع داود نفس المزمور أنت يا رب ناصري مجدي ورافع‬ ‫رأسي‪ .‬فيشعر بوجود اهلل‪ .‬ومف ال يشعر بوجود اهلل في ضيقتو يسقط في التذمر والكآبة واليأس بؿ قد يشعر بأنو‬

‫ال فائدة مف الحياة مع اهلل‪ ،‬بؿ يقود لمتجديؼ وأف اهلل غير متحنف وىو ليس ضابط لمكؿ‪ .‬أما مف يصمي مع‬ ‫داود فيشعر أف الضيقة موجودة لكف ربنا موجود والخبلص موجود ولو تأخر‪ .‬بؿ أف داود في ضيقتو كاف يرى‬

‫الخبلص قبؿ أف يأتي فيشكر ألف اهلل استجاب ولـ تكف االستجابة قد حدثت بعد‪ ،‬ولكنو يراىا بعيف اإليماف‬

‫والرجاء وبخبرتو التي رأي فييا خبلص اهلل م ار اًر‪ .‬بؿ في ثقتو في خبلص الرب يقوؿ "أنا أضطجعت ونمت" وىو‬

‫في وسط الضيقة‪ .‬ولغة الرجاء تمؤل المزامير وأف اهلل لف يترؾ البائسيف وال المتضايقيف‪ .‬بؿ نجد نصؼ المزمور‬ ‫األوؿ فيو يشكو داود ونجد النصؼ اآلخر ابتياج وتسبيح عمى خبلص اهلل "إلى متى يا رب تنساني‪ ..‬أسبح‬

‫إلى " ىذه ىي لغة الرجاء التي نتعمميا مف المزامير فنتعزى في ضيقاتنا‪ ،‬ومف يصمي مع داود ال‬ ‫الرب المحسف ّ‬ ‫تسيطر عميو الكآبة في الضيقات‪ .‬ىناؾ مف يضع الضيقة بينو وبيف اهلل فيتزعزع‪ ،‬وىناؾ مف يتعمـ مف داود أف‬ ‫يضع اهلل بينو وبيف الضيقة فيكوف لو رجاء وتختفي الضيقة‪.‬‬

‫مزامير داود لو ترجمت ألي لغة تظؿ محتفظة بجماليا‪ ،‬فجماليا ليس في الشعر والقافية بؿ في المعاني والروح‪.‬‬

‫فالمزامير لحف جميؿ يقرأىا اإلنساف فينسى ضيقاتو‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )‬

‫ضع خط أسود عمى كممات الضيقة في األجبية وضع خط أحمر عمى كممات المعونة فتجد أف داود ال يسمح‬

‫لمضيقة بأف تنفرد بو بؿ يمسؾ دائماً برجائو باهلل‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫المزامير فييا تعميم‪.‬‬

‫المزامير تعطي تعاليماً كثيرة لمف يصمييا فمثبلً‪2‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫يا رب بالغداة تسمع صوتي (أي في الصباح الباكر)‪ ..‬يا اهلل إليي إليؾ أبكر ىذا التعميـ يعطي‬

‫روح التبكير في الصبلة ويوبخ مف يصمي متأخ اًر‪.‬‬

‫ب‪ -‬أف يقوؿ داود أنو يسبح اهلل سبع مرات يومياً وأف يقوؿ كنت أذكرؾ عمى فراشي فيذا التعميـ‬ ‫يعممنا أف نذكر اهلل دائماً حتى عمى فراش نومنا‪ .‬مثاؿ آخر محبوب يا رب ىو إسمؾ فيو طوؿ‬ ‫النيار تبلوتي‪ .‬فيذا يعطي فكرة عف إلتصاؽ القمب باهلل طوؿ النيار‪ .‬ىذه مثؿ صموا ببل‬

‫إنقطاع‪ ..‬ىذا تعميـ العيد الجديد‪.‬‬

‫ت‪ -‬عطشت نفسي إليؾ كما يشتاؽ األيؿ إلى جداوؿ المياه تعطي تعميماً عف وجوب اشتياؽ القمب‬ ‫لمصبلة وتبكيت لمقمب إذا كاف ىناؾ تراخي‪.‬‬

‫ث‪ -‬داود الممؾ الذي يممؾ كؿ شئ ولو قصره يتكمـ عف بيت اهلل باشتياؽ ويقوؿ واحدة سألت مف‬ ‫الرب واياىا ألتمس أف أسكف في بيت الرب واتفرس في ىيكمو المقدس ويقوؿ مساكنؾ محبوبة‬

‫أييا الرب إلو القوات تشتاؽ وتذوب نفسي لمدخوؿ إلى ديار الرب‪ .‬ىذا يعطينا تعميماً كيؼ يجب‬ ‫أف نشتاؽ ونحب الذىاب لبيت الرب ولؤلديرة‪ .‬بؿ نسمع عف االحتراـ والخوؼ حيف يدخؿ‬

‫مساكف الرب فيقوؿ "بكثرة رحمتؾ أدخؿ بيتؾ‪ ..‬أي أنا غير مستحؽ لمدخوؿ لوال رحمتؾ‪ .‬ويقوؿ‬

‫أماـ المبلئكة أرتؿ لؾ وأسجد قداـ ىيكؿ قدسؾ‪ ..‬ويقصد أنو يرى أف بيت اهلل ممموءاً بالمبلئكة‬ ‫وىو يدخؿ ليسجد في وسطيـ‪ .‬ىو شاعر أف البيت ممموء مبلئكة‪ .‬فيناؾ مبلئكة لمبيت‬

‫والمبلئكة الحالة حوؿ خائفي اهلل والمبلؾ الحارس لكؿ واحد وىذا يعطي ىيبة وخشوع‪ .‬فيؿ‬

‫نقؼ بتراخي أماـ مف تخشع لو المبلئكة‪.‬‬

‫ج‪ -‬حيف يقوؿ ل يكف رفع يدي كذبيحة مسائية أمامؾ يعممنا أف نرفع أيدينا في الصبلة‪ .‬ويكوف ذلؾ‬ ‫عمى شكؿ الصميب‪ ..‬في الميالي إرفعوا أيديكـ أييا القديسوف وباركوا الرب‪.‬‬

‫ح‪ -‬أغسؿ يدي بالنقاوة وأطوؼ بمذبحؾ‪ .‬تعممنا ضرورة التوبة والنقاوة قبؿ أف نأتي لمعبادة في بيت‬ ‫الرب‪.‬‬

‫خ‪ -‬حيف يقوؿ ىوذا ما أحسف وما أحمى أف يسكف اإلخوة معاً يعممنا أف نجتمع في حب لنقدـ عبادة‬ ‫جماعية‪.‬‬

‫‪.3‬‬

‫المزامير تعممنا كيف نطمب اهلل‪.‬‬

‫حيف يقوؿ مف األعماؽ صرخت إليؾ يا رب‪ ..‬نرى أنو يجب أف نطمب اهلل في عمؽ الضيقة‪ ،‬عمؽ الخطية‪.‬‬ ‫والمزامير تعممنا كيؼ نطمب وماذا نطمب‪ .‬وكيؼ نيتـ بالطمبات الروحية‪ .‬وكيؼ نطمب مجد اهلل‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )‬

‫‪.4‬‬

‫المزامير تعمم حياة الشكر‪.‬‬

‫المزامير تعممنا االعتراؼ بجميؿ اهلل والتغني بإحسانات اهلل وجوده وكرمو‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫المزامير تعممنا حياة التسبيح‪.‬‬

‫فيناؾ مزامير كثيرة كميا تسابيح ببل أي طمب‪ .‬ىو يصمي ال ليطمب بؿ ليسبح‪ .‬اهلل بالنسبة لو ىنا ليس وسيمة‬ ‫إن ما غاية‪ .‬ىو يريد اهلل نفسو "أييا الرب ربنا ما أعجب اسمؾ في األرض كميا‪ .‬ىو ال يطمب بؿ يتأمؿ في اهلل‪.‬‬ ‫وكأنو يقوؿ "أنت غايتي وأنت كفايتي وكفي‪ .‬ونراه يقوؿ مستعد قمبي يا اهلل مستعد قمبي أسبح وأرتؿ في تمجيدي‬

‫استيقظ يا مجدي استيقظ يا مزمار‪ ..‬ىو يطمب مف كؿ شئ أف يستيقظ لكي يقؼ أماـ اهلل ويعترؼ لو‪ .‬ىو يريد‬ ‫أف يصحو باك اًر وتصحو معو كؿ الخميقة لتسبح ويصحو معو المزمار والعشرة األوتار ليعترؼ لمرب بجميمو‬ ‫عميو بؿ داود في جماؿ تسابيحو يرى الطبيعة كميا تسبح اهلل‪ ..‬الفمؾ والسموات والشمس والقمر والنجوـ واألياـ‬

‫والجباؿ والزىور‪ ..‬الخميقة كميا ىي سيمفونية رائعة ونراه يقوؿ أف الرياح صانعة كممتو‪ .‬بؿ ىو يطمب مف‬

‫المبلئكة أف يسبحوا اهلل‪( .‬مزٖٓٔ) فيقوؿ باركوا الرب يا جميع مبلئكتو يا جميع جنوده‪ .‬ىو في فرحو بالرب‬

‫يطمب أف يسبح كؿ أحد وكؿ شئ الرب‪ .‬لـ يوجد في البشر مف أحسف تسبيح الرب مثؿ داود‪ .‬بؿ ىو بعد أف‬

‫يشبع تسبيح يقوؿ سبحوا الرب تسبيحاً جديداً‪ ..‬أي كؿ يوـ قولوا تسبحة جديدة‪ .‬بؿ ىو يتغنى بناموس الرب‬ ‫وشريعتو وكيؼ ىو كامؿ‪ .‬ىؿ بدوف المزامير ستكوف لنا ىذه اإلمكانية أف نسبح الرب ىكذا مثؿ داود‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫المزامير تعمم حياة التسميم‪.‬‬

‫فيو ال يعتمد عمى فيمو وحكمتو بؿ يطمب مف اهلل أف يقوده ويرشده "عممني يا رب طرقؾ" "إىدني في سبيؿ‬

‫مستقيـ" ىو يطمب إرشاد روح اهلل القدوس أف يقوده ليكف طريقو مستقيماً‪ ".‬فيناؾ طريؽ تبدو لئلنساف مستقيمة‬ ‫وأخرىا طرؽ الموت" (أـٗٔ‪ .)ٕٔ2‬فالذيف ببل مرشد يسقطوف كورؽ الشجر‪ .‬فالمزامير تعممنا كيؼ نصمي‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫المزامير تعمم حياة االنسحاق‬

‫وألىمية حياة االنسحاؽ تعممنا الكنيسة أنو في بداية كؿ صبلة نصمى صبلة الشكر ثـ المزمور الخمسيف‬

‫"إرحمني يا اهلل كعظيـ رحمتؾ" ىنا يقؼ اإلنساف كمذنب أماـ اهلل يطمب الرحمة كمحكوـ عميو‪ ..‬كثرة رأفاتؾ‬

‫تمحو إثمي‪ ..‬لؾ وحدؾ أخطأت وأحزنت قمبؾ وتجاىمت إحساناتؾ‪ ..‬فالخطية أي خطية ىي موجية هلل لذلؾ‬ ‫نخاؼ‪ .‬وألف الخطية قذارة يقوؿ إغسمني فأبيض‪ ..‬فيو يعترؼ بقذارتو وأنو محتاج لمغسيؿ‪ .‬خطيتي أمامي في‬

‫كؿ حيف‪ .‬ىذا ىو حاؿ النفس المنسحقة أما النفس المتكبرة فتنظر لخطايا الناس‪ .‬وداود يقوؿ خطيتي أمامي في‬ ‫كؿ حيف بعد أف غفرت خطيتو‪ ،‬فالصبلة بدوف إنسحاؽ ىي صبلة متكبرة "إف نسينا خطايانا يذكرىا اهلل لنا واف‬ ‫ذكرنا خطايانا ينساىا اهلل لنا"‪ .‬وىذا التعميـ ضد الفرح الزائؼ الذي يبشر بو البعض بأف اهلل غفر كؿ خطايانا‬

‫وأننا خمصنا فيذا يقودنا لمكبرياء‪ ،‬بؿ عمينا كؿ حيف أف نذكر خطايانا وننسحؽ ونبكي ونشعر بإحتياجنا هلل‪.‬‬

‫نجني مف الدماء يا اهلل‪ ..‬ىذه تجعمني أحاسب نفسي عف كؿ واحد أكوف قد أعثرتو ربما في أياـ جيمي وأنسحؽ‬ ‫باألكثر حتى ال يطالبني اهلل بدمو فأنا تبت لكف ىـ ربما لـ يتوبوا بعد‪ .‬أعوـ كؿ ليمة سريري وبدموعي أبؿ‬

‫فراشي ىذه صورة داود أماـ اهلل‪ ،‬أما أماـ شعبو فيو داود القائد المنتصر الجبار الذي لو الحرير والثياب الموشاة‬

‫‪6‬‬


‫ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )‬

‫بالذىب والقوة والسمطة والسيؼ والدرع أما أماـ اهلل فيجمس عمى التراب والرماد وعيناه تقطراف دمعاً باستمرار‪..‬‬ ‫دموعي في زؽ محفوظة عندؾ‪ ..‬فالدموع ىي سبلح العاجز الذي ال يجد شيئاً يقولو هلل‪ ،‬فأماـ اهلل يستد كؿ فـ‪..‬‬ ‫في المساء يحؿ البكاء‪ ..‬ىذا أماـ اهلل‪ .‬وحيف يقوؿ "يا رب ال تبكتني بغضبؾ وال تؤدبني بسخطؾ تكوف عيناه‬ ‫عمى غضب اهلل يوـ الدينونة‪ ،‬فينا عمى األرض ىناؾ مجاؿ لمرحمة لذلؾ يصرخ إرحمني يا رب‪ .‬أدبني ىنا‬

‫عمى األرض حتى ال أضيع في يوـ الدينونة‪ .‬ىؿ نصدؽ مف يقوؿ لنا إضحكوا وىمموا‪ ،‬ىؿ نصدؽ ىذا الغش‪،‬‬ ‫ىؿ نفرح والشيطاف مازاؿ ينتصر عمينا وعمى إخوتنا‪ .‬حقاً "أمينة ىي جراحات المحب وغاشة ىي قببلت العدو"‬ ‫عمينا أف نجاىد في حياة الروح بانسحاؽ حتى نكوف مف الفرحيف في اليوـ األخير‪ .‬ال مانع مف مجاممة الناس‬

‫في أفراحيـ "فرحاً مع الفرحيف" ولكف إذا خمونا مع أنفسنا نتذكر خطايانا ونبكي عمييا بؿ نتذكر خطايا أخوتنا‬ ‫وسقوطيـ وخطايا الجيؿ الذي نعيش فيو ونبكي طالبيف رحمة اهلل‪ .‬بؿ داود ال يذكر الخطايا الكبيرة فقط بؿ يقوؿ‬

‫اليفوات مف يشعر بيا والخطايا المستترة طيرني يا رب منيا‪ .‬ومعنى قوؿ الكتاب بكآبة الوجو يصمح القمب أف‬ ‫نبكي في خموتنا ولكف أماـ الناس نبتسـ ونفرح ولكف ال نكوف ميذاريف‪.‬‬

‫إذا جمسنا مثؿ داود اآلف في الرماد نسمع أف اهلل ىو الذي يقيـ المسكيف مف التراب ويرفع البائس مف المزبمة‪.‬‬ ‫فمننسحؽ ألف داود يقوؿ قريب ىو الرب مف المنسحقي القمب‪ ..‬إليؾ يا رب رفعت عيني يا ساكف السماء فيا‬ ‫ىما مثؿ عيوف العبيد‪ .‬ىذا ىو اإلنسحاؽ عند داود الذي يقؼ أماـ اهلل يطمب المغفرة حتى ال يدخؿ اهلل في‬

‫المحاكمة مع عبده‪..‬أف كنت يا رب لؤلثاـ راصداً فمف يثبت‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫ضفر المسامير ( المقذمت )‬

‫عودة لمجدول‬

‫مقدمة المزامير‬

‫‪ .1‬سفر المزامير ىو سفر الصبلة‪ ،‬مف يريد أف يتعمـ الصبلة فميتتممذ عمى داود أستاذ الصبلة‪ .‬ومف يصمي‬

‫بالمزامير يكوف داود معمماً لو كيؼ يصمي كأب يمسؾ يد إبنو ليعممو كيؼ يكتب‪ .‬وفي سفر المزامير نعرؼ‬ ‫أنفسنا والضعفات والعثرات التي فينا ونجد في ىذا السفر السقوط والنيوض وصموات التوبة والشكر‬

‫والتسبيح‪.‬‬

‫‪ .2‬ىو سفر النبوات‪ .‬فالمزامير ممموءة بالنبوات الكثيرة الخاصة بتجسد الرب وآالمو وقيامتو‪ ،‬ىي أكبر شاىد‬ ‫لحياة الرب يسوع لذلؾ قاؿ بطرس أف داود نبي (أعٕ‪.)ٖٓ2‬‬

‫‪ .3‬ىو سفر التسبيح‪ .‬ويقوؿ القديس ذىبي الفـ‪ ،‬إف اهلل لما عرؼ أف عدو الخير سينشر األغاني الخميعة أرسؿ‬ ‫لنا عف طريؽ داود ىذه التسبيحات الجممية في المزامير‪.‬‬

‫‪ .4‬المزامير في الصبلة تحتاج إلى التأمؿ ومف الخطأ الذي نسقط فيو أننا نصمييا بسرعة‪.‬‬ ‫‪ .5‬أرقاـ المزامير‪2‬‬

‫عدد المزامير في جميع طبعات الكتاب المقدس ٓ٘ٔ مزمو اًر‪ .‬واالختبلؼ نِشأ مف الطبعة البيروتية عف جميع‬ ‫الطبعات القبطية واليونانية والكاثوليكية األخذة عف الطبعة السبعينية‪ .‬أما الطبعة البيروتية فيي قد أخذت مف‬

‫النص العبري‪.‬‬ ‫في الطبعة القبطية (األجبية)‬

‫في الطبعة البيروتية (العبري)‬

‫‪ .1‬رقـ المزمور ‪ٜ‬‬

‫إنقسـ إلى مزموريف ‪ٔٓ ،ٜ‬‬

‫‪ .3‬المزموريف ٗٔ​ٔ‪ٔ​ٔ٘ ،‬‬

‫جمعوا إلى مزمور واحد رقـ ‪ٔ​ٔٙ‬‬

‫‪ .2‬المزمور ٖٔ​ٔ‬

‫‪ .4‬المزموريف ‪ٔٗٚ ،ٔٗٙ‬‬

‫إنقسـ إلى مزموريف ٗٔ​ٔ‪ٔ​ٔ٘ ،‬‬ ‫جمعوا إلى مزمور واحد رقـ ‪ٔٗٚ‬‬

‫‪ .5‬يوجد بيذه النسخة مزمور ٔ٘ٔ ال يوجد ىذا المزمور ىنا‬

‫وسبب ىذا االختبلؼ أف المزامير عبارة عف أناشيد فبعض النسخ تجمع أنشودتيف وتجعميـ نشيداً واحداً والنسخة‬

‫األخرى تفصؿ نشيد لتجعمو أنشودتيف‪.‬‬

‫‪ .6‬ىذا السفر يقع في منتصؼ الكتاب المقدس تماماً‪ .‬وىو يبدأ باهلل يبارؾ اإلنساف (مزمورٔ) وينتيي باإلنساف‬ ‫يبارؾ اهلل (مزٓ٘ٔ)‪.‬‬

‫‪ .7‬كممة مزمور عبرية وتعني صوت األصابع وىي تضرب عمى آلة موسيقية وترية وصارت فيما بعد تعني‬ ‫صوت القيثارة‪ .‬وأخي اًر استخدمت لتعنى غناء نشيد عمى القيثارة‪ .‬وباليونانية مزمور تعني "إبسالموس"‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫ضفر المسامير ( المقذمت )‬

‫‪ .8‬االسـ العبري لكتاب المزامير ىو سفر تيميـ أي كتاب التيميبلت والتسابيح‪ .‬فسواء كاف اإلنساف فرحاً أو‬ ‫حزيناً متحي اًر أو واثقاً عميو أف يسبح اهلل دائماً‪ .‬ىذا السفر يعممنا كيؼ نعبد اهلل في عالـ شرير‪ ،‬وكيؼ نقترب‬

‫إلى اهلل ونتعرؼ عميو ونمتصؽ بو‪.‬‬

‫‪ .9‬الكممات التي تتكرر مئات المرات في ىذا السفر ىي (ثقة‪ -‬تسبيح‪ -‬فرح‪ -‬رحمة) فالمزامير تعممنا كيؼ‬ ‫نفرح واثقيف في اهلل وكيؼ نسبحو بكممات أوحى بيا الروح القدس‪ .‬وفي تسبيحنا هلل نشترؾ مع السمائييف‬

‫والمبلئكة‪.‬‬

‫‪ .11‬يقوؿ القديس إمبروسيوس "أي كائف لو الخزي إف لـ يبدأ نياره بمزمور‪ ،‬فأنو حتى أصغر الطيور تبدأ يوميا‬ ‫وتنييو بتراتيؿ عذبة‪ .‬وكؿ مف اختبر المزامير شعر بالراحة وىو يصمييا ويسبح بيا‪.‬‬

‫‪ .11‬تنسب المزامير كميا لداود حتى لو لـ يكف كاتب بعضيا فيو نموذج لمممؾ المثالي وىو المسيح الممسوح‬ ‫رمز المسيح الذي أتى لمعالـ‪ ،‬ىو نموذج الممؾ الذي يحقؽ رجاء إسرائيؿ‪ ،‬ىو مف جمع إسرائيؿ في مممكة‬

‫واحدة وجعؿ أورشميـ مركز العبادة‪.‬‬

‫‪ .12‬نجد التوازف الروحي المطموب في المزامير فبينما نجد صموات التسبيح والتيميؿ والشكر نجد الدموع‪ ،‬وطمب‬ ‫المراحـ‪ .‬ىذا ما طبقتو الكنيسة ففي كؿ صبلة نبدأ بصبلة الشكر ثـ المزمور الخمسيف فبل ننجرؼ ال إلى‬

‫الثقة الخادعة بخبلص قد تـ وال ننجرؼ إلى اليأس أيضاً‪ .‬وىذا ما نراه واضحاً خبلؿ سفر المزامير‪.‬‬

‫‪ .13‬كانوا في العيد القديـ يستخدموف اآلالت الموسيقية (القيثارة والدفوؼ‪ )..‬ولكف كنيستنا القبطية اقتصرت عمى‬ ‫استعماؿ الدؼ لضبط النغمات ألنيا ترى أف حنجرة اإلنساف ىي أعظـ آلة موسيقية‪ .‬فاهلل يطمب اآلالت‬

‫الموسيقية التي لمقمب والعقؿ يعزؼ عمييا بروحو القدس‪ .‬فالقيثارة تعزؼ لحناً جميبلً إذا عزؼ عمييا عازؼ‪.‬‬ ‫ىكذا عمينا أف نترؾ عقولنا وقموبنا لمروح القدس ليعزؼ عمييا‪ .‬وبنفس المفيوـ نجد أنيـ في العيد القديـ كاف‬ ‫ليـ خورس يسبح في الييكؿ والشعب يرد بقولو آميف‪ .‬أما في كنيستنا فالشعب كمو يرتؿ ويسبح‪( .‬يقؼ‬

‫الشعب قسميف‪ ،‬قسـ عف شماؿ الييكؿ ويسمى (بحري أي جية الشماؿ) والقسـ اآلخر يسمى قبمي ويقؼ‬ ‫عف يميف الييكؿ وىذا القسـ يقوؿ جزء مف التسبحة ويرد عميو القسـ اآلخر وىكذا‪.‬‬

‫‪ .14‬يرد في سفر المزامير بعض الكممات الغامضة مثبلً سبله‪ .‬وىي تشير‪2‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫توجييات لمموسيقييف أف يرفعوا صوت الموسيقي أو لمشعب ليقؼ وأصحاب ىذا الرأي يقولوف أف‬

‫أصميا العبري ‪ SELAH‬معناه "الذي يرفع"‪.‬‬

‫ة‪ -‬ىي وقفة تأمؿ فييا فاصؿ موسيقي صامت‪ .‬ويقولوف إف معناىا كمف يقوؿ في العربية "يا سبلـ"‬ ‫عبلمة عمى إعجابو بما قيؿ‪ .‬فيي تأمؿ فيما قيؿ ألف المزامير ال تعتمد عمى المقاطع المغوية‬

‫والسجع إنما عمى أفكار معينة‪.‬‬

‫‪ .15‬المزامير المسيانية اليامة ‪ 2‬التي تتنبأ عف المسيح‬ ‫(مزٕ)‪2‬‬ ‫(مز‪2)ٛ‬‬

‫الممؾ المرفوض يقيـ مممكتو ويممؾ‬

‫اإلنساف سيد الخميقة بالمسيح ابف اإلنساف‬

‫‪9‬‬


‫ضفر المسامير ( المقذمت )‬

‫(مز‪2)ٔٙ‬‬

‫قيامة المسيح مف األموات‬

‫(مزٖٕ)‪2‬‬

‫المسيح الراعي الصالح‬

‫(مزٓٗ)‪2‬‬

‫المسيح المطيع‬

‫(مز‪ 2)ٕ​ٕ،ٜٙ‬أالـ المسيح وصمبو‬ ‫(مزٕٗ)‪2‬‬

‫رئيس الرعاة ممؾ المجد‬

‫(مز٘ٗ)‪2‬‬

‫المممكة عروس المسيح وعرشو األبدي‬

‫(مزٕ‪2)ٚ‬‬

‫ممؾ المسيح المجيد واألبدي‬

‫(مز‪2)ٜٛ‬‬

‫تأكيد ال نيائية أسرة داود الممكية‬

‫(مز‪2)ٜٚ‬‬

‫الممؾ يممؾ‬

‫(مز‪ 2)ٙٛ2ٔٛ‬صعود المسيح‬

‫(مزٓ‪ 2)ٗٙ2ٜٛ،ٜٗ ،ٖ-ٔ2ٛ‬الرجاء العظيـ واشتياء مجيء المسيا‪.‬‬

‫(مزٔٓٔ)‪2‬‬

‫المسيح يحكـ بالبر‬

‫(ٓٔ​ٔ)‪2‬‬

‫المسيح يممؾ‬

‫(مز‪2)ٔ​ٔٛ‬‬ ‫(ٕٖٔ)‪2‬‬

‫تمجيد الحجر المرذوؿ‬

‫الوارث األبدي لعرش داود‬

‫‪ .16‬كما أف ىناؾ مزامير شكر وتسبيح وتضرع في الضيؽ ىناؾ مزامير تاريخية‪ ،‬فييا يستعرض داود قصة اهلل‬

‫مع شعبو (مف التكويف إلى يشوع) ويضع ىذا كأساس لنعرؼ ويعرؼ الشعب عمؿ اهلل فيسبحو حيف يرى‬

‫عممو ومحبتو‪.‬‬

‫‪ .17‬من ىو الممك الذي تتحدث عنو المزامير؟‬ ‫أ‪-‬‬

‫يشير هلل ممؾ المسكونة وخالقيا‪ .‬الذي يممؾ بالحب عمى شعبو‪ ،‬السماء ىي قصره المموكي ومسكنو‬

‫في أورشميـ كما في قمب المؤمف وممكو يضـ كؿ المسكونة (‪.)ٛٚ+ٔ​ٔٚ+ٔٓ​ٓ+ٙٚ+ٗٚ‬‬

‫ة‪ -‬يشير لممسيح‪ ،‬الممؾ المحارب واىب النصرة الروحية لممؤمنيف بو‪ ،‬يممؾ بصميبو محطماً مممكة‬

‫الظممة جاذباً البشرية لمسماء‪ .‬وىو كممؾ المموؾ ييب مؤمنيو نعمة المموكية (رؤٔ‪ )ٙ2‬واىباً إياىـ‬ ‫بره وقداستو وسماتو (ٕ‪.)ٔٗ​ٗ+ٖٕٔ+ٔ​ٔٓ+ٔٓٔ+ٜٛ+ٕٚ+ٗ٘+ٕٔ+ٕٓ+ٔٛ+‬‬

‫ث‪ -‬داود الممؾ نفسو وكؿ نسمو الذيف جمسوا عمى العرش‪ .‬وىـ يمثموا كؿ الجماعة المقدسة‪.‬‬

‫ث‪ -‬المؤمنوف كأعضاء في جسد المسح ممؾ المموؾ (رؤٔ‪ .)ٙ2‬فاهلل أعطى لممؤمنيف سمطاف في حياتيـ‬ ‫الداخمية ضد الخطية وقوات الشر‪ ،‬ىـ مموؾ ليـ سمطاف داخمي‪.‬‬

‫‪ .18‬باركوا‪ 2‬تتكرر ىذه الكممة كثي اًر في سفر المزامير‪ .‬باركوا الرب‪ .‬باركي يا نفسي الرب‪ .‬وكممة بركة ىي كممة‬

‫عبرية تعني نتكمـ حسناً‪ .‬لذلؾ يقوؿ الكتاب باركوا وال تمعنوا أي عوضاً عف أف تشتموا أحد تكمموا عنو‬ ‫حسناً‪ .‬باركوا العنيكـ أي تكمموا عنيـ حسناً‪ .‬وبالتالي فقولنا باركوا الرب ىو مرادؼ لقولنا سبحوا واشكروا‬

‫‪10‬‬


‫ضفر المسامير ( المقذمت )‬

‫الرب‪ .‬أما حينما يباركنا الرب فيذا يعني أنو ليس فقط يتكمـ عنا حسناً بؿ يفيض عمينا مف إحساناتو الروحية‬ ‫والمادية‪.‬‬

‫‪ .19‬مزامير المصاعد‬ ‫ىي مجموعة مف المزامير (ٕٓٔ‪ .)ٖٔٗ-‬كؿ مزمور منيـ يدعي ترنيمة المصاعد‪ .‬ويبدو أنيا كانت تطبع في‬ ‫كتيب صغير يستخدمو الزائروف القادموف إلى أورشميـ في األعياد العظمي‪ ،‬ليرتموىا وىـ صاعدوف درجات‬

‫الييكؿ‪.‬‬

‫‪ .21‬أسماء اهلل في المزامير‬ ‫أ‪-‬‬

‫أل أو إلوىيم‪ 2‬قادر وقوي وسائد فوؽ الكؿ وخالؽ‪ ،‬قوتو ال نيائية‪.‬‬

‫ة‪ -‬ييوه ‪ 2‬الكائف القائـ بنفسو‪ ،‬الواجب الوجود‪ .‬ويقاؿ إلوىيـ حيف يشير ألف اهلل إلو كؿ الخميقة‪ .‬ويقاؿ‬ ‫ييوه حيف يشير لعبلقة اهلل بشعبو الخاص الذي يخمصيـ ويقدسيـ والبد أف يكونوا قديسيف‪.‬‬

‫ث‪ -‬إل شاداي‪ 2‬إؿ تشير لمقدرة وال قوة فيو اسـ مرتبط بالخمؽ وشاداي تشير لمصدر‪ ،‬أي هلل الذي يغذي‬ ‫ويعوؿ ويشبع‪ .‬ىو القادر الذي فيو كؿ الكفاية‪.‬‬

‫ث‪ -‬أدوناي‪ 2‬الممؾ الذي لو السيادة عمى كؿ الشعوب أرادوا أو لـ يريدوا‪.‬‬ ‫د‪ -‬ونبلحظ في المزامير قوؿ داود الميـ بإسمؾ خمصني‪ ..‬وتتكرر عبارة اسـ الرب ٓ​ٓٔمرة في ‪ٙٚ‬‬ ‫مزمور مختمؼ‪ .‬فقديماً كاف االعتقاد بأف كياف اإلنساف يتمركز في اسمو‪ .‬فاالسـ يعطي معنى‬ ‫ويضفي وجوداً كامبلً عمى حاممو‪.‬‬

‫‪ .21‬المعنات في المزامير‬

‫ىناؾ مزامير كثيرة تستنزؿ المعنات عمى األشرار ونبلحظ‪2‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫أف داود لـ يطمب أف ينتقـ لنفسو بؿ لشعبو كمو‪ ،‬فيو يطمب عقاب الذيف يحطموف شعب اهلل‬

‫وممكوت اهلل‪ ،‬فيـ إذاً أعداء اهلل‪ .‬فداود كاف يتسامح في حقوقو لكنو ال يتسامح في حقوؽ اهلل‪ .‬وىو‬

‫ىنا يطمب العدالة اإلليية ضد الظالميف‪.‬‬

‫ة‪ -‬لـ يكف في الفكر العبراني فصؿ بيف الخطية والخاطئ (فبابؿ ترمز لمكبرياء ومصر ترمز لمظمـ‬ ‫وأدوـ إلى سفؾ الدماء‪ )..‬واآلف نفيـ أف اهلل يكره الخطية ولكنو يحب الخاطئ ويشفؽ عميو ويسعى‬

‫وراءه ليتوب‪.‬‬

‫ث‪ -‬داود يتكمـ بروح النبوة عف مصير األشرار‪.‬‬ ‫ث‪ -‬ونحف نصمي اآلف ىذه المزامير فمنفكر بأف أعداءنا ىي خطايانا وشيواتنا وابميس وجنوده‪ .‬لكف ال‬ ‫نفكر في أنيـ بشر محيطيف بنا قد يكونوا مسيئيف إلينا‪.‬‬

‫‪ .22‬اإلشارات الموسيقية‬

‫تفسيرىا ليس سيبلً‪ .‬فنحف ال نعرؼ سوى النذر اليسير عف الموسيقي اإلسرائيمية القديمة‪ .‬وتوجد اإلشارات‬

‫الموسيقية في رأس المزمور‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫ضفر المسامير ( المقذمت )‬

‫فمثبلً قولو ضرب األوتار‪ /‬مع آالت النفخ‪ /‬عمى الجتية (قيثارة مف جت) تشير لنوع اآللة المستخدمة‪ .‬وقولو عمى‬

‫الثمانية ربم ا تشير لقيثارة ذات ثمانية أوتار‪ .‬وقولو "عمى أيمة الصبح" أو "ال تيمؾ" أو "عمى الحمامة البكماء"‬ ‫ربما تشير إلى أناشيد مشيورة يرتؿ عمى وزنيا المزمور‪.‬‬

‫‪ .23‬ما ينسب صراحة لداود ىو ٖ‪ ٚ‬مزمو اًر‪ .‬ولكف السفر كمو ينسب لو فيو مرنـ إسرائيؿ الحمو (ٕصـٖٕ‪.)ٔ2‬‬ ‫والترتيب الحالي لسفرالمزامير ينسب لعزرا‪.‬‬

‫‪( .24‬مزٗٔ) ىو تقريباً نفس (مزٖ٘) مع فارؽ طفيؼ و(مزٓ‪ )ٚ‬ىو جزء مف (مزٓٗ) وبعض المزامير موجودة‬

‫في أسفار الكتاب المقدس التاريخية‪ .‬قابؿ (ٕصـٕ​ٕ مع مز‪ٔ ،ٔٛ‬أي‪ ٖٕ-ٕٖ2ٔٙ‬مع مز‪،ٜٙ‬‬

‫ٔأي‪ ٕ​ٕ-ٛ2ٔٙ‬مع مز٘ٓٔ‪.)ٔ٘-ٔ2‬‬

‫‪ .25‬كممة مذىبة التي ترد في راس بعض المزامير تشير ألف القصيدة المعنونة بيا ثمينة جداً كالذىب وفائقة‬ ‫القيمة‪ .‬وكممة شجوية منسوبة لمشجو والحزف أي ترنيمة حزينة‪( .‬راجع مز ‪ ) ٚ‬وقولو عمى القرار وعمى‬ ‫الجواب ىي إصطبلحات موسيقية لمف يعزؼ‪ .‬وقولو عمى الجتية قيؿ أنيا آلة موسيقية مف جت وقولو عمى‬

‫السوسف‪ ،‬قيؿ أف السوس ف ىي آلة موسيقية وقاؿ البعض أنيا كممة تشير لمضموف المزمور‪ .‬وقولو عمى‬ ‫موت االبف قيؿ أنو يشير لموضوع المزمور أو سبب نظمو واألغمب أنو يشير إلى المحف الذي كاف ينشد‬

‫عميو (مز‪ .)ٜ‬وقولو لمتذكير (مزٓ‪ )ٖٛ2ٚ‬قيؿ أف داود كاف يتموىما أماـ اهلل لكي يذكره بنفسو ويذكر أمامو‬ ‫أحزانو وضيقاتو ويذكر اهلل بمواعيده‪ .‬وقولو عمى أيمة الصبح (مزٕ​ٕ) ىي لقب لممسيح الذي دار المزمور‬

‫حولو‪ .‬وقولو عمى الحمامة البكماء تشير لضعؼ داود وعدـ استطاعتو الدفاع عف نفسو ىو بيف أيدي‬

‫الغرباء في جت إذ كاف بأيدي الفمسطينييف كالحمامة المصادة بأيدي الناس‪.‬‬

‫‪ .26‬قي ؿ أف سفر المزامير قادر أف يعممنا كؿ أمر روحي معرفتو ضرورية لنا‪ .‬وفيو عبلج لكؿ حزف أو بموى أو‬ ‫مرض يعرض لنفس اإلنساف فيو كنز ثميف وعبلج نافع في كؿ األجياؿ‪.‬‬

‫‪ .27‬نرى في المزامير أف داود يرمز لممسيح‪ .‬وأورشميم وصييون وشعب الييود رمز لمكنيسة‪ ،‬وأعداء الشعب‬ ‫رمز ألعداء الكنيسة وغمبة الشعب رمز لغمبة أبناء اهلل دائماً‪.‬‬

‫‪ .28‬لفيـ المزامير ينبغي دراسة األسفار التاريخية أوالً لنفيـ الظروؼ التي كتبت فييا ومناسبة كؿ مزمور‪ .‬وىناؾ‬ ‫مزامير وضعت لئلنشاد في الييكؿ أو لمترنيـ في المناسبات‪.‬‬

‫‪ .29‬أوؿ مف ألؼ نشائد وترانيـ كاف موسى (خر٘ٔ) ثـ دبورة (قض٘) وعمى قياسيما ألؼ آخريف ومنيـ داود‪.‬‬

‫‪ .31‬أطمؽ عمى سفر المزامير ممخص الكتاب المقدس فنجد فيو ممخص ألحداث العيد القديـ‪ .‬ونبلحظ أف ىذا‬

‫السفر أتى بعد سفر أيوب حيث كاف أيوب يجادؿ اهلل قائبلً لماذا فعمت بي ىذا؟! ويأتي ىذا السفر فنجد أنو‬ ‫ال جداؿ مع اهلل‪ ،‬بؿ يأخذنا ىذا السفر إلى األقداس‪ ،‬حيث ال حوار مع إنساف وال خصاـ مع اهلل بؿ إلتصاؽ‬ ‫باهلل وشركة معو حيث نجد راحة لنفوسنا‪ .‬يرفعنا ىذا السفر إلى جبؿ ٍ‬ ‫عاؿ إلى السماويات فنقوؿ مع بطرس‬ ‫"جيد يا رب أف نكوف ىينا" فسفر أيوب يقودنا لتثبيت المبادئ األساسية في قموبنا عف كماؿ قدرة اهلل وعف‬

‫‪12‬‬


‫ضفر المسامير ( المقذمت )‬

‫عنايتو اإلليية وفي ىذا السفر نجد أف مف يصمي مستخدماً ىذه المزامير يختبر ما فيمو في سفر أيوب‪،‬‬ ‫تتحوؿ عنده المبادئ اإليمانية إلى خبرات معاشة خبلؿ صمواتو وتسابيحو‪.‬‬

‫‪ .31‬يقوؿ ىوشع في (ٗٔ‪" )ٕ2‬خذوا معكـ كبلماً وأرجعوا إلى الرب" وما أحمى أف يكوف ما نأخذه ىو مزامير داود‬

‫التي قاليا بالروح القدس‪ ،‬وعمميا لو الروح القدس ليقوليا واذا كاف شعب العيد القديـ شعر بأىمية المزامير‬

‫وأتخذىا كممات مقدسة يصموف بيا‪ ،‬فنحف باألولى في العيد الجديد بعد أف اتضحت معاني نبوات المزامير‬

‫في شخص المسيح واتضحت محبة اهلل العجيبة عمى الصميب‪ ،‬وانكشؼ الحجاب عف كؿ ما كاف مخفي في‬

‫العيد القديـ‪.‬‬

‫‪ .32‬مزامير داود استخدمت في كؿ كنائس العالـ فيي تدؿ عمى روحانية عميقة فقائميا كاف ينطؽ بالروح القدس‪.‬‬ ‫وكما أف إبراىيـ أبو اإليماف لـ يختمؼ فيو المسيحييف والييود والمسمميف ىكذا مزامير داود أحبتيا كؿ‬

‫الكنائس‪.‬‬

‫‪ .33‬مزاميره متنوعة‪.‬‬ ‫ما قبؿ السقوط‬

‫(ٔ‪)ٖٙ/ٕٚ/ٔ٘ٓ/ٛ‬‬

‫تأمبلت‬

‫(‪ )ٜٔ‬السموات تحدث بمجد اهلل والفمؾ يخبر بعمؿ يديو‬

‫ما بعد السقوط‬ ‫تسبيح‬

‫(ٔ٘‪)ٖٛ/ٖٕ/‬‬

‫رنموا هلل قوتنا اىتفوا إللو يعقوب‪.‬‬

‫ارحمني يا اهلل كعظيـ رحمتؾ‬

‫(ٓ٘ٔ) سبحوا اهلل‬

‫وسط اآلالـ‬

‫(ٖ‪ )ٖٔ،‬يا رب ما أكثر مضايقي‬

‫توبة‬

‫(‪ )ٙ‬يا رب ال توبخني بغضبؾ‬

‫ذكر أعماؿ اهلل‬

‫(‪)ٖٔٙ‬‬

‫تأمؿ في الكتاب المقدس (‪)ٖٔٙ‬‬

‫وصف ألعمال اهلل مع الشعب‬

‫سمات داود التي جعمتو مرنم إسرائيل الحمو (ٕصـٖٕ‪)ٔ2‬‬ ‫‪ .1‬يتكمم بالروح‬ ‫أ‪-‬‬

‫يقوؿ لساني قمـ كاتب ماىر (مز٘ٗ‪ )ٕ2‬والكاتب الماىر ىو الروح القدس الذي يقوده ويضع‬ ‫الكممات في فمو وعمى لسانو "الروح يأخذ مما لي ويخبركـ" فالروح رسـ صورة لممسيح أماـ داود‬

‫فسبح وقاؿ إنؾ أبرع جماالً مف بني البشر (مز٘ٗ‪.)ٕ2‬‬

‫ة‪ -‬والروح يذكر داود بأعماؿ اهلل فيسبح (ىناؾ مزامير كثيرة يذكر فييا داود أعماؿ اهلل مع شعبو)‪.‬‬

‫ث‪ -‬الروح يفتح عينيو عمى أعماؿ اهلل فيقوؿ كنت فتى واآلف شخت ولـ أر صديقاً تخمى عنو وال ذرية لو‬ ‫تمتمس خب اًز (مز‪ + )ٕ٘2ٖٚ‬يوـ جمياط قاؿ عبدؾ قتؿ أسد ودب ىذا عمؿ الروح الذي يذكرنا بأف‬ ‫يسوع المسيح ىو ىو أمس واليوـ والى األبد (عبٖٔ‪.)ٛ2‬‬

‫ث‪ -‬مف ينطؽ بالروح ينطؽ بنبوات‬

‫‪13‬‬


‫ضفر المسامير ( المقذمت )‬

‫واالمتبلء من الروح يدفعنا لمتسبيح‬

‫والتسبيح يجعمنا نمتمئ بالروح‬

‫‪ .1‬إذ سبؽ فعيننا لمتبني بيسوع المسيح‪ ..‬امتمئوا بالروح مكمميف بعضكـ‬

‫لمدح مجد نعمتو لنكوف لمدح مجده نحف بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني‬ ‫الذيف قد سبؽ رجاؤنا في المسيح الذي ىو روحية مترنميف مرتميف في قموبكـ‬ ‫عربوف ميراثنا لفداء المقتني لمدح مجده لمرب (أؼ‪)ٔٛ2٘،ٜٔ‬‬

‫(أؼٔ‪)ٔٗ-ٖ2‬‬

‫‪ .2‬المزامير كميا ثمرة لبلمتبلء مف الروح ألـ‬ ‫يقؿ لساني قمـ كاتب ماىر بؿ ىو سبح‬

‫قائبلً إنؾ أبرع جماالً مف بني البشر‪.‬‬ ‫وكيف نسبح نحن؟ البداية التغصب ثم نمتمئ بالروح فنسبح بفرح‪.‬‬ ‫‪ .2‬الحرية‬ ‫‪‬‬

‫قد يكوف اإلنسا ف فيو الروح القدس ولكنو مستعبد لمخطية وىنا ال يستطيع أف يسبح "عمى أنيار بابؿ‪..‬‬ ‫قالوا لنا سبحوا‪ ..‬كيؼ نسبح الرب في أرض غريبة"‪ .‬فمـ نسمع أف داود نزع منو الروح القدس حيف‬

‫أخطأ واستعبد لمخطية‪ ،‬لكننا لـ نسمع أنو سبح في ىذه الفترة‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ولكف الروح كاف منطفئ وحزيف أما لو فرح الروح نفرح فنسبح‪.‬‬

‫سر فرح داود ومزاميره ىو أف اهلل مع داود وروحو القدوس يمؤله‪.‬‬

‫‪‬‬

‫أما الذي يبتعد عف اهلل تصير حياتو رعباً (ىذا معنى الظممة الخارجية) كما لو رفعت الشمس عف‬

‫‪‬‬

‫وقارف بيف داود الفرح المسبح وشاوؿ (ٔصـ‪" )٘2ٕٛ‬قد ضاؽ بي األمر جداً ألف الرب فارقني ولـ يعد‬

‫المجموعة الشمسية لضمت الكواكب "وخرج ييوذا لموقت وكاف ليبلً" (يؤٖ‪)ٖٓ2‬‬

‫يجيبني ال باألنبياء وال باألحبلـ" فداود كاف يرى بقمبو النقي اهلل فيسبح بؿ أف مزامير داود كانت تريح‬

‫شاوؿ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫والروح القدس حيف يمؤل إنساف يحرره فيو يبكت ويعطي قوة ومف يتحرر يمتمئ فيسبح تسبحة موسى‬ ‫بعد الخروج مف عبودية مصر‪ .‬والبداية التغصب عمى طاعة الوصية‪ .‬ومف يغصب نفسو يمؤله الروح‬

‫فيتحرر فيسبح فيمتمئ ويزداد تحر اًر فيسبح أكثر فرحاً‪ ..‬فالتسبيح ىو طريؽ اإلمتبلء بالروح‪ .‬رقـ ٓ٘ ىو‬ ‫رقـ اليوبيؿ الحرية وىو رقـ حموؿ الروح القدس‪ .‬ومف ثمار الروح التعفؼ أي االبتعاد عف الشيوات‬ ‫والفرح والشيوة المقدسة وأف يعود اإلنساف عمى صورة اهلل وتكوف لذتو في اهلل كما أف اهلل لذتو في بني‬

‫في يا اهلل"‪ .‬ىنا نسأؿ مف قاؿ المزامير ىؿ داود أـ الروح‬ ‫آدـ فالروح يجدد الخميقة "قمباً نقياً إخمؽ ّ‬ ‫القدس؟! مف أجمؿ ما قيؿ ىؿ كاف داود يعزؼ عمى قيثارة الروح القدس أـ الروح القدس يعزؼ عمى‬

‫قيثارة داود‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫ضفر المسامير ( المقذمت )‬

‫‪ .3‬الشعور بحب اهلل‬ ‫‪‬‬

‫ىو نقؿ تابوت العيد كاف لو رغبة في بناء الييكؿ‪ .‬نقؿ تابوت العيد أوؿ شئ عممو بعد أف استقر ممكو‬

‫وسبح (مزٕٖٔ) أذكر يا رب داود وكؿ ذلو ال أدخؿ خيمة بيتي‪ ..‬إلى أف أجد مقاماً لمرب‬

‫وحينما‬

‫رفض اهلل أف يبنى داود البيت جيز كؿ شئ "وأنا بكؿ قوتي ىيأت" (ٔأي‪ )ٕ2ٕٜ‬ىي محبة عاممة‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ىو رنـ مزموريف (ٗٔ‪ )ٖ٘،‬يسبح فييما مرة اسـ اهلل ومرة الرب وىما مزموريف متطابقيف لكنو يحب اسـ‬ ‫اهلل (تدرب عمى صبلة يسوع) والحظ كمية المزامير التي فييا يسبح اسـ اهلل‪.‬‬

‫‪ .4‬ىو لـ يطمب كثي اًر مف الدنيا‪ ،‬نفس تحررت مف محبة الدنيويات حتى الممؾ الذي وعده بو اهلل وربما قاؿ ىذا‬ ‫المزمور يا رب لـ يرتفع قمبي ولـ تستعؿ عيناي بعد سكب الزيت‪ .‬ومف تحرر يسبح (تسبحة موسى)‬

‫واالتضاع كاف مف سماتو فيو تعود أف يكوف مرفوضاً في الحقؿ صغي اًر‪ .‬وفي آخر أيامو في عز ممكو حيف‬

‫رفض اهلل أف يبني داود لو بيتاً قاؿ مف أنا يا سيدي الرب (ٕصـ‪ )ٔٛ2ٚ‬وما ىو بيتي حتى أوصمتني إلى‬ ‫ىنا واسمعو يقوؿ لشاوؿ "ممؾ إسرائيؿ خرج ليفتش عف برغوت واحد كما يتبع الحجؿ في الجباؿ"‬

‫(ٔصـ‪ )ٕٓ2ٕٙ‬وفي (مزٕ​ٕ) يقوؿ أما أنا فدودة ال إنساف (مزٕ​ٕ‪ )ٙ2‬وبسبب االتضاع يسكف اهلل عندنا‬ ‫"في الموضع المرتفع المقدس أسكف ومع المنسحؽ والمتواضع الروح ألحيي روح المتواضعيف وألحيي قمب‬

‫المنسحقيف" (أش‪ )ٔ٘2٘ٚ‬ومف يسكف اهلل عنده يسكف الروح عنده ومف يسكف الروح عنده يرنـ‪.‬‬

‫‪ .5‬طبيعة التأمل والعزلة واليدوء‬

‫بيا رأي أعماؿ اهلل‪ ،‬أعطتو ىذه ىدوء النفس فسمع الصوت الخفيض كما سمعو إيميا‪ .‬فنجد في مزاميره‬ ‫تأمبلت في الطبيعة التي عاش وسطيا (الجباؿ‪ /‬الودياف‪ /‬الرعاة‪ /‬الرب يرعاني) فيقوؿ (الفخ انكسر ونحف‬ ‫نجونا) ىذه صورة لصياد أسود يسقط في فخ عممو ىو‪ ،‬ىكذا ينقذه اهلل مف أعدائو (الرب صخرتي) يحتمي‬

‫في اهلل كما يحتمي في صخرة عند اشتداد العواصؼ وشمس النيار‪ .‬يتذكر أعماؿ اهلل مع شعبو ويتأمؿ فييا‬ ‫فيثؽ أف اهلل لف يتركو "أنا اهلل إليؾ الذي أخرجؾ مف أرض مصر" وىكذا كاف السيد المسيح يعمؿ إذ يتأمؿ‬

‫في الصياديف والفبلحيف‪.‬‬

‫‪ .6‬النقاوة‬

‫فبدونيا لف نرى الرب "طوبى ألنقياء القمب ألنيـ يعاينوف اهلل" وبدونيا لف يفيدنا التأمؿ‪ .‬فيناؾ مف في‬ ‫كبريائيـ تأمموا في الطبيعة وقالوا الطبيعة خمقت نفسيا إذاً ال إلو‪ .‬وداود قاؿ "مف يقوـ في موضع قدسو‬

‫الطاىر اليديف والنقي القمب" (مزٕٗ‪)ٙ-ٖ2‬‬

‫لذلؾ نجد داود يسبح قبؿ خطيتو وبعد توبتو (وجدت داود بف يسى رجبلً حسب قمبي) (أعٖٔ‪ )ٕ​ٕ2‬فتوبة‬

‫داود تفرح قمب اهلل وبيا يستعيد نقاوتو فيسبح أما أثناء عبوديتو لمخطية لـ نسمع أنو سبح‪.‬‬

‫‪ .7‬التسامح وتحمل اإلىانات‬ ‫أ‪-‬‬

‫في يوـ جمياط أىانو أخوه األكبر قائبلً لمف تركت الغنيمات أنا عممت كبرياءؾ وشر قمبؾ‬

‫إلي بسيؼ ورمح وأنا أتيؾ بقوة رب‬ ‫(ٔصـ‪ )ٕٛ2ٔٚ‬وألنو لـ ييتاج فسبح وقاؿ لجمياط أنت تأتي ّ‬ ‫‪15‬‬


‫ضفر المسامير ( المقذمت )‬

‫الجنود (جيش إسرائيؿ‪ /‬المبلئكة‪ /‬األفبلؾ) ىي تناظر ضابط الكؿ كما قاؿ قائد المئة أنا إنساف‬

‫تحت سمطاف أقوؿ ليذا أذىب فيذىب‪.‬‬

‫ة‪ -‬اهلل قاؿ لشمعي بف جي ار اشتـ داود ‪ +‬لـ يقتؿ شاوؿ‪.‬‬

‫ث‪ -‬ولذلؾ أنقذه اهلل حينما حمى غضبو عمى ناباؿ وأرسؿ لو أبيجايؿ حتى ال يخطئ أما لو انتقـ لنفسو‬ ‫فوخزات ضميره كانت ستحرمو مف الترنيـ فالنفس التي فقدت سبلميا تفقد اتصاليا باهلل أما النفس‬

‫الممموءة سبلماً ومغفرة قادرة عمى التسبيح‪ .‬أما الخطية فتعطي طبعاً وحشياً فداود الزاني قتؿ وداس‬

‫‪ .8‬الترانيم‬

‫موآب بالنوارج ىنا لـ يسبح داود أما داود المتسامح فضربو قمبو عمى قطع جبة شاوؿ‪.‬‬

‫صوت ‪ +‬كممات ‪ +‬لحف ولـ يذكر أف صوت داود كاف حمواً لكف كمماتو بالروح جبارة‪ .‬والميـ أف يتغني كؿ‬

‫إنساف باسـ الرب وليس ميماً صوتو‪ .‬فاإلنساف يطرب لصوت الموسيقي أو الصوت الحمو‪ ،‬أما اهلل فيطرب‬

‫لمقمب الذي يحبو ويشعر بو‪ .‬ىذه ىي لغة السماء‪.‬‬

‫‪ .9‬سماع صوت اهلل‬

‫إليي أنت ممجأي ‪ /‬إليؾ ألتجئ‬

‫كممة التجئ في العبرية تستعمؿ لمراعي الجالس يراقب قطيعو‬ ‫فيؿ ننتظر سماع صوت اهلل أو نرمي كمماتنا ونمشي دوف سماع الرد‪ ،‬ومف يسمع يرنـ عمينا أف نرقب اهلل‬

‫(حبقوؽ) حبقوؽ مثاؿ جميؿ ليذا فيو صمي وجمس ينتظر سماع صوت اهلل إذاً ىذا ىو االلتجاء هلل وانتظاره‬ ‫بأف نعمـ أف لنا الطمبات التي طمبناىا حتى لو لـ تكف في حوزتنا وىذا ما يحفظنا ثابتيف ىادئيف بؿ نرنـ‪.‬‬

‫كـ مرة سمعنا "ال تخؼ" ولكننا مازلنا نخاؼ ألننا لـ نسمعيا مف اهلل‪ .‬ىي مازالت معمومات في العقؿ وليست‬

‫مشاعر وضعيا الروح القدس في القمب‪.‬‬ ‫عبارة انتظرت الرب‬

‫} (ٕ٘ ٘‪)ٖ,ٙ ,ٕٓ ٜٙ( + )ٔ ٗٓ( + )ٚ ٖٜ( + )٘ ٖٔٓ( + )ٕٔ ،‬‬

‫‪)ٔٗ ٕٚ( + )ٙ ٖٔٓ( + )ٕ​ٕ ٖ​ٖ( + )ٚٗ,ٔ​ٔٗ,ٔٗٚ ,ٖٗ ٔ​ٜٔ( +‬‬

‫‪)ٖ ٕ٘( + )ٜٗ ٔ​ٜٔ( + )ٜ ٕ٘( + )ٖ ٘( + )ٖٗ ,ٚ ٖٚ( +‬‬

‫‪{)ٕٗ ٖٔ( +‬‬

‫ىو انتظار بثقة أف اهلل سيستجيب حتى لو تأخرت االستجابة‪ .‬وعود اهلل البد وستنفذ في مؿء الزماف‪.‬‬

‫سمات صبلة داود‬ ‫‪ .1‬ألنيا بالروح تبدأ بالشكوى (مزٖ ) يا رب ما أكثر مضايقي‪ /‬يا رب لماذا تنساني وتنتيي بالتسبيح فيو في‬ ‫البداية يظف أف اهلل نسيو في آالمو‪ .‬لكف مف ينصت ويسمع صوت الروح القدس‪ .‬يسمعو يقوؿ لو كيؼ‬ ‫أنساؾ يا ابف اهلل الروح يشفع فينا فنجد داود يسبح عمى االستجابة حتى لو لـ تتـ‬

‫‪16‬‬


‫ضفر المسامير ( المقذمت )‬

‫شفاعة الروح [ٔ] سماع صوت االستجابة فنسمـ األمر لو‪ ]ٕ[ .‬تسبيح اهلل إذ ندرؾ محبتو وصفاتو‪.‬‬ ‫‪ .2‬المعنات ضد الخطاة وطمب االنتقام منيم‬ ‫أ‪-‬‬

‫ىو ممؾ لو أف يديف بؿ ىذا واجبو‪ ،‬فيو ال يطمب االنتقاـ لنفسو بؿ لشعبو‪.‬‬

‫ة‪ -‬األعداء ىـ أعداء شعب اهلل أي أعداء اهلل‪ .‬فيو يطمب العدالة اإلليية لمظالميف‪.‬‬ ‫ث‪ -‬في العيد القديـ لـ يفرقوا بيف الخاطئ والخطية‪.‬‬ ‫ث‪ -‬يتكمـ بروح النبوة عف مصير األشرار‪.‬‬

‫أعداؤنا ىم الشيطان والخطية وشيوة الجسد وليس البشر‪.‬‬

‫‪ .3‬حيف يتكمـ عف براءتو وأنو ببل خطية يقصد أنو برئ فيما اتيمو بو شاوؿ أو أبشالوـ‪.‬‬ ‫إلى وسمع صراخي وأصعدني مف جب اليبلؾ وأقاـ‬ ‫‪ .4‬ينسب نجاتو هلل ال لذكائو إنتظا اًر انتظرت الرب فماؿ ّ‬ ‫رجمي‪ .‬ثبت خطواتي (مزٓٗ‪ + ٖ-ٔ2‬مز‪ )ٜ2ٜ٘،ٔٚ‬وىذا عكس ما نفعمو نحف إذ ننسب الشر‬ ‫عمى صخرة‬ ‫َّ‬ ‫هلل والخبلص لذكائنا أو لمصدفة‪ .‬وحتى قوتو الشخصية ومميزاتو نسبيا هلل الذي أعطاىا لو وسبحو عمييا‬

‫رجمى كاأليؿ‪ ..‬الذي يعمـ يدي القتاؿ فتحني بذراعو قوس مف نحاس"‬ ‫فيو يفتخر باهلل "الذي يجعؿ‬ ‫ّ‬ ‫(مز‪ )ٖٗ2ٔٛ‬فيؿ ننسب مواىبنا (وزناتنا) هلل ونسبحو عمييا أـ نفتخر بيا‪" .‬مف يفتخر فميفتخر بالرب"‬ ‫(ٔكؤ‪.)ٖٔ2‬‬

‫‪ .5‬ما أروع ما نتعممو مف داود "تسابيح وسط أفراحو وسبلمو وتسابيح في ضيقاتو أعمى أحد بينكـ مشقات‬

‫فميصؿ‪ .‬أمسرور أحد فميرتؿ" (يع٘‪ )ٖٔ2‬والعكس إما كآبة وتصادـ مع اهلل أو فجر واندفاع طائش خاطئ‬ ‫في المرح‪ .‬كما سقط ىو نفسو في أياـ راحتو فالجيش يحارب وىو يتمشى‪ .‬أما في أالمو مثؿ ىروبو مف‬ ‫شاوؿ نجده دائـ التسابيح "ارحمني بؾ احتمت نفسي" (مز‪ 2٘ٚ‬مزٕٗٔ) فوجد راحة في أالمو‪ .‬وحيف نسى‬

‫التسابيح سقط واندفع وراء شيواتو فتزوج مف كثيرات ولـ يكتفي فزنى وقتؿ‪ .‬ما أجمؿ ما قيؿ عف األفراح‪.‬‬

‫وكانت أـ يسوع ىناؾ ودعى أيضاً يسوع وتبلميذه إلى العرس (يوٕ‪ )ٔ2ٕ،‬والسؤاؿ لنا االف ‪....‬ىؿ ىكذا‬

‫ىي أفراحنا؟‬

‫‪ .6‬ضعفاتو‬ ‫أ‪-‬‬

‫قمة إيمانو وعدـ ثقتو في حماية اهلل وذىابو لمفمسطينييف وىذا ضد اإليماف!! ألـ يعده اهلل بالممؾ‬

‫فكيؼ يموت‪.‬‬

‫ة‪ -‬خداعو لمفمسطينييف وخداع الكينة بأنو في ميمة رسمية والتجاؤه لمفمسطينييف‪ .‬وخبلؿ ىذه المدة لـ‬ ‫نسمع تسابيح وال مزامير‪ .‬لكف اهلل كانت عينو عمى حياتو الماضية وقاده لمتوبة والرجوع بسمسمة مف‬

‫الضيقات فرجع ورنـ‪ ،‬وكانت اآلالـ خير لو ‪ .‬فاهلل يحوؿ كؿ األمور لمخير يخرج مف الجافي حبلوة‬ ‫فباآلالـ عاد داود ليمجأ هلل ويرنـ‪ .‬فعندما امتنع عف الترنيـ والحرب أخطأ وحينما أتاه ناثاف رنـ‬

‫بمزامير التوبة‪ ،‬أي أف اهلل أدخمو في طريؽ اآلالـ ليكمؿ وفي آالمو رنـ مزامير اآلالـ‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫ضفر المسامير ( المقذمت )‬

‫ث‪ -‬ىو في تأمبلتو أياـ نقاوتو تأمؿ في يد اهلل وفي خميقتو وسبح اهلل‪ .‬واآلف اكتشؼ صفة جديدة في اهلل‬ ‫أنو غفور طوبى لمف غفرت لو أثامو وسترت خطيتو (مزٕٖ‪ )ٔ2‬بؿ أف أحمى مزامير داود قيمت‬

‫وسط اآلالـ‪ .‬فباآلالـ نعرؼ اهلل الذي يسندنا ويعزينا ونعرؼ اهلل القدير الذي ينقذنا منيا وىذه ال‬

‫نراىا في األوقات العادية‪.‬‬

‫خبلؿ مدة ترنيمو بكؿ ىذه الترانيـ صار مرنـ إسرائيؿ الحمو‪ٕ( .‬صـٖٕ‪.)ٔ2‬‬

‫‪18‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور األول )‬

‫المزمور األول‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىذا المزمور يضع أمامنا طريؽ الموت وطريؽ الحياة‪ ،‬البركة والمعنة‪ ،‬ويتركنا أح ار اًر أف نختار‪ .‬فيو يتحدث عف‬

‫سعادة الرجؿ الصالح وشقاوة الشرير وتعاستو‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫طِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‪َ ,‬وِفي َم ْجمِ ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ط ِري ِ‬ ‫س‬ ‫ق ا ْل ُخ َ‬ ‫ار‪َ ,‬وِفي َ‬ ‫ورِة األَ ْ‬ ‫اة لَ ْم َي ِق ْ‬ ‫سمُ ْك ِفي َم ُ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬طُ َ‬ ‫وبى ل َّمر ُج ِل الَّذي لَ ْم َي ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ِ‬ ‫س‪" .‬‬ ‫ستَ ْي ِزِئ َ‬ ‫ين لَ ْم َي ْجم ْ‬ ‫ا ْل ُم ْ‬ ‫ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ار = أي‬ ‫ورِة األَ ْ‬ ‫سمُ ْك ِفي َم ُ‬ ‫طُ َ‬ ‫وبى ل َّمر ُج ِل = قاليا بالمفرد فميس صالحاُ سوى المسيح وحده‪ .‬ونبلحظ التدرجبل َي ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ق ا ْل ُخطَ ِ‬ ‫ف ِفي طَ ِري ِ‬ ‫اة = ىنا حدث استحساف‬ ‫يفكر في طريقيـ ويستحسنو ويعطي ظيره هلل وىذه مخاطرة‪ .‬وال َي ِق ْ‬

‫لمشر ووجد اإلنساف لذة‪ ،‬فبدأ يجاري األشرار ويخطئ‪ .‬ونبلحظ قولو طريؽ الخطاة‪ ،‬ونقارف ىذا بأف المسيح ىو‬ ‫ِ‬ ‫س ِفي‬ ‫الطريؽ والحياة فالمسيح طريؽ األبرار وأي طريؽ سواه فيو طريؽ الشيطاف طريؽ الموت والمعنة‪ .‬ال َي ْجم ْ‬ ‫َم ْجمِ ِ‬ ‫ين = ىنا نجد االستسبلـ لطريؽ الشر‪ ،‬وصار األشرار رفقاء ليذا اإلنساف‪ ،‬والمستيزئيف ىـ مف‬ ‫ستَ ْي ِزِئ َ‬ ‫س ا ْل ُم ْ‬ ‫يستيزئوف باألمور المقدسة‪ .‬ىنا استمرار إرادي في الشر‪.‬‬

‫ب مس َّرتُ ُو‪ ,‬وِفي َنام ِ‬ ‫ِٕ ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫ار َولَ ْيبلً‪" .‬‬ ‫وس ِو َي ْم َي ُج َن َي ًا‬ ‫وس َّ‬ ‫َ‬ ‫الر ٍّ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫آية (ٕ) ‪ " -‬لك ْن في َن ُ‬ ‫قارف مع خبأت كبلمؾ في قمبي لكي ال أخطئ إليؾ‪ ،‬فكممة اهلل تحصف المسيحي مف السقوط (يشٔ‪ .)ٛ2‬وقولو‬

‫ار َولَ ْيبلً = يشير لكؿ فترات الحياة‪ ،‬الميؿ والنيار أياـ الفرح وأياـ الحزف‪ ،‬أياـ االنتصار عمى الخطية وأياـ‬ ‫َن َي ًا‬ ‫السقوط‪.‬‬

‫ٖ‬ ‫اري ا ْل ِمي ِ‬ ‫وس ٍة ِع ْن َد َم َج ِ‬ ‫اه‪ ,‬الَِّتي تُ ْع ِطي ثَ َم َرَىا ِفي أ َ​َو ِان ِو‪َ ,‬و َو َرقُ َيا الَ َيذُْب ُل‪َ .‬و ُكل َما‬ ‫ون َك َ‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬فَ َي ُك ُ‬ ‫َ‬ ‫ش َج َرٍة َم ْغ ُر َ‬ ‫ص َن ُع ُو َي ْن َج ُح‪".‬‬ ‫َي ْ‬ ‫اري ا ْل ِمي ِ‬ ‫وس ٍة عمى َم َج ِ‬ ‫اه =( راجع مت ٖٔ ٖٔ‪ ) ٖٕ-‬مجاري المياه ىي الروح القدس (يو‪-ٖٚ2ٚ‬‬ ‫َك َ‬ ‫َ‬ ‫ش َج َرٍة َم ْغ ُر َ‬ ‫‪ )ٖٜ‬ىذه المياه تجري كالعصارة وتصؿ إلى جميع األغصاف واألوراؽ‪ .‬وقولو مجاري يشير إلى أنيا مياه حية‬

‫جارية تحمؿ معيا الحياة‪ .‬والشجرة المثمرة ىي سبب بيجة لكؿ إنساف وحيواف‪ ،‬ثمارىا تشبع ويستفاد مف ظميا‪.‬‬ ‫ونبلحظ أف المسيح ىو شجرة الحياة (رؤٕ‪ )ٚ2‬تُ ْع ِطي ثَ َم َرَىا ِفي أ َ​َو ِان ِو = قارف مع ثمار الروح القدس‬ ‫(غؿ٘‪ .)ٕ​ٕ2‬والمسيح لعف التينة غير المثمرة‪َ .‬و َو َرقُ َيا الَ ينتثر = ألف غذاءىا يأتييا في حينو‪ .‬والمتعبيف يأتوف‬ ‫ص َن ُع ُو َي ْن َج ُح = قارف مع "أستطيع كؿ شئ في المسيح الذي يقويني‪ .‬فمف يثبت‬ ‫ليستظموا بيذه الشجرة‪ُ .‬كل َما َي ْ‬ ‫في المسيح يكوف لو نجاح في كؿ أموره مادية وروحية (فاهلل بارؾ ليوسؼ في كؿ ما عممو)‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور األول )‬ ‫ٗ‬ ‫لك َّنيم َكا ْلع ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يح‪".‬‬ ‫ييا ٍّ‬ ‫س َكذلِ َك األَ ْ‬ ‫الر ُ‬ ‫صافَة الَّتي تُ َذٍّر َ‬ ‫ش َرُار‪َ ُ ْ ُ ,‬‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬لَ ْي َ‬ ‫صافَ ِة = ىذا وصؼ األشرار‪ ،‬فيـ عكس األبرار‪ ،‬ال يستمتعوف بالمياه الجارية فورؽ الشجرة يذبؿ ويصير‬ ‫ا ْل ُع َ‬ ‫ِ‬ ‫يح ‪ .‬تصير‬ ‫ييا ٍّ‬ ‫الر ُ‬ ‫عصافة تحممو الريح الخفيفة أي التجارب البسيطة التي ينساؽ وراءىا الشرير= الَّتي تُ َذٍّر َ‬

‫حياتيـ ببل معني فيـ كعصافة حممتيا الريح‪.‬‬

‫ِ٘ ِ‬ ‫وم‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬لذل َك ال تَقُ ُ‬ ‫ش َرُار ِفي الد ِ‬ ‫ٍّين‬ ‫وم األَ ْ‬ ‫ال تَقُ ُ‬

‫ِ‬ ‫اع ِة األ َْب َر ِ‬ ‫ش َرُار ِفي الد ِ‬ ‫ار‪".‬‬ ‫األَ ْ‬ ‫ٍّين‪َ ,‬والَ ا ْل ُخطَاةُ في َج َم َ‬ ‫= ال يستطيعوف أف يقوموا لمدفاع عف أنفسيـ‪ ،‬وال يكوف ليـ قياـ الوجود الدائـ في‬

‫حضرة اهلل‪ ،‬إذ يقولوف لمجباؿ غطينا ولؤلكاـ أسقطي عمينا مف وجو الجالس عمى العرش (رؤ‪.)ٔٙ2ٙ،ٔٚ‬‬

‫فالدينونة أكيدة ببل شؾ (يو٘‪.)ٕٜ2‬‬ ‫ش َر ِ‬ ‫يق األ َْب َر ِ‬ ‫ار فَتَ ْيمِ ُك‪".‬‬ ‫آية (‪ٙ" - )ٙ‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ار‪ ,‬أ َّ‬ ‫يق األَ ْ‬ ‫َما طَ ِر ُ‬ ‫ب َي ْعمَ ُم طَ ِر َ‬ ‫يق األ َْب َر ِ‬ ‫ار = العمـ والمعرفة ىنا ىما معرفة الفرح والسرور والموافقة‪.‬‬ ‫الر َّ‬ ‫َّ‬ ‫ب َي ْعمَ ُم طَ ِر َ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ار فَتَ ْيمِ ُك = أي يميميـ اهلل ويرذليـ ويطردىـ مف حضرتو‪.‬‬ ‫يق األَ ْ‬ ‫طَ ِر ُ‬ ‫ىذا المزمور نرنمو في صبلة باكر ونحف نذكر قيامة المسيح مف األموات لنسأؿ اهلل أف يعطينا الحياة المطوبة‬

‫كنعمة إليية قبؿ أف نبدأ حياتنا اليومية‪ .‬ىذا المزمور يذكرنا بأف اهلل خمؽ آدـ أوالً في صورة الكماؿ ولما سقط‬

‫أتى المسيح آدـ االخيرالكامؿ ليكممنا‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي)‬

‫المزمور الثاني‬

‫عودة لمجدول‬

‫مزمور عجيب يتنبأ فيو داود بدقة عف عمؿ المسيح‪ .‬وكما بدأ المزمور األوؿ بالتطويب ينتيي ىذا المزمور‬ ‫الثاني بالتطويب‪ .‬فالطبيعة المطوبة التي يترجاىا المرتؿ في المزمور األوؿ ال يمكف تحقيقيا إال خبلؿ المسيح‬ ‫الممؾ الذي يتكمـ عنو في المزمور الثاني‪ .‬وكاف الييود يفيموف ىذا المزمور عمى أنو يتكمـ عف المسيا وبسبب‬ ‫أف المسيحييف فسروه عف المسيح بدأ الييود مف القرف العاشر تفسير المزمور أنو يتكمـ عف داود‪ .‬ولكف المزمور‬

‫بصورة عامة يظير أف األرض ومموكيا في حالة تكتؿ وىياج ضد اهلل وشعبو وبالتالي مسيحو ووصاياه ونيره‪.‬‬

‫ورمزياً كاف ىناؾ ىياج ومؤامرات عمى داود فمقد قاـ ضده الفمسطينيوف والموآبيوف وبني عموف واألدوميوف‬ ‫واألراميوف فيو رمز لممسيح‪ .‬واهلل لو وقت يتدخؿ فيو ويوقؼ مؤامرات ىؤالء األشرار ويثبت ممكو وتسود مممكة‬

‫المسيح أخي اًر‪ .‬وىنا كممات ال يمكف أف تنطبؽ عمى داود مثؿ ىؿ كانت األمـ ميراثاً لداود ؟ ىذا لـ يتـ سوى‬

‫لممسيح (أعٗ‪ + ٖ​ٖ2ٖٔ + ٕٚ2‬عبٔ‪.)٘2‬‬

‫َّت األُمم‪ ,‬وتَفَ َّكر الشعوب ِفي ا ْلب ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬لِما َذا ارتَج ِ‬ ‫اط ِل؟ "‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َُ َ َ‬ ‫اليياج عمى داود كمسيح لمرب أو اليياج عمى الكنيسة ىو ىياج عمى اهلل نفسو‪ .‬وىذا ما يستغرب منو داود ىنا‪.‬‬ ‫وىذا ما حدث فقد تآمر الجميع عمى المسيح‪ .‬األمـ والشعوب ىـ الدولة الرومانية والييود‪ .‬الذيف فَ َّكروا ِفي‬

‫ا ْلب ِ‬ ‫اط ِل = فكؿ تدبيراتيـ ضد المسيح ىي باطمة فيؿ ينجح أي تدبير ضد مشورة اهلل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫آية‬

‫ب وعمَى م ِس ِ‬ ‫(ٕ) ‪ٕ" -‬قَام ُممُو ُك األ َْر ِ‬ ‫ين "‬ ‫اء َم ًعا َعمَى َّ‬ ‫يح ِو‪ ,‬قَ ِائمِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫آم َر الر َؤ َ‬ ‫الر ٍّ َ َ َ‬ ‫ض‪َ ,‬وتَ َ‬ ‫َ‬ ‫اء = المموؾ ىـ بيبلطس وىيرودس‪ ،‬بؿ ىـ طاردوه منذ والدتو‪ .‬والرؤساء ىـ رؤساء‬ ‫س ُ‬ ‫آم َر الر َؤ َ‬ ‫ُممُو ُك‪ ..‬تَ َ‬

‫ام‬ ‫قَ َ‬ ‫الكينة‪ ،‬بؿ حتى الرعاع أيضاً صرخوا أصمبو أصمبو‪ .‬وسؤاؿ داود يعني أنو يستغرب ما حدث فيو ببل سبب‬ ‫ب وعمَى م ِس ِ‬ ‫يح ِو ="أبغضوني أنا وأبي" (يوٕ٘‪.)ٕٗ2ٔ٘،‬‬ ‫(يوٕ٘‪" )ٕٗ2ٔ٘،‬فيـ أبغضوني ببل سبب" َعمَى َّ‬ ‫الر ٍّ َ َ َ‬ ‫فاألشرار لـ يقبموا نير المسيح وأغبللو أي وصاياه ومبادئو الكاممة بينما ىي ىينة (متٖٓ‪.)ٕٜ2ٔ​ٔ،‬‬ ‫ٖ‬ ‫ط ُي َما»‪".‬‬ ‫ود ُى َما‪َ ,‬وْل َن ْط َر ْح َع َّنا ُرُب َ‬ ‫آية (ٖ) ‪« " -‬لِ َن ْق َ‬ ‫ط ْع قُ​ُي َ‬ ‫ود ُى َما = كما قاؿ الييود "ال نريد أف ىذا يممؾ عمينا (لو‪ .)ٔٗ2ٜٔ‬فيـ ىاجوا عمى الرب وعمى مسيحو‬ ‫لِ َن ْق َ‬ ‫ط ْع قُ ُي َ‬

‫(اآلب واالبف)‪ .‬مسيحو= سمى مسيحاً ألنو مسيح الرب‪ ،‬الذي حؿ عميو الروح القدس في شكؿ حمامة عند‬ ‫عماده‪ ،‬ليس ألجؿ التطيير بؿ ألجؿ اإلعبلف‪ ،‬ىو ُم ِس َح لينوب عني في المعركة ضد إبميس واىباً إياي نصرتو‪.‬‬ ‫(مز٘ٗ‪ )ٚ2‬مسحو بزيت االبتياج‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي)‬

‫السماو ِ‬ ‫آية (ٗ) ‪ٗ" -‬اَ َّ ِ ِ‬ ‫ستَ ْي ِزئُ ِب ِي ْم‪" .‬‬ ‫ض َح ُك‪َّ .‬‬ ‫ات َي ْ‬ ‫الرب َي ْ‬ ‫لساك ُن في َّ َ َ‬ ‫السماو ِ‬ ‫اَ َّ ِ ِ‬ ‫ض َح ُك = اليياج عمى األرض يقابمو سبلـ فائؽ في السماء‪ ،‬اهلل يضحؾ فيؿ يطولو ىؤالء‬ ‫ات َي ْ‬ ‫لساك ُن في َّ َ َ‬ ‫الرب‬ ‫"صعب عميؾ أف ترفس مناخس" فمف يرفس المناخس يصيبو ىو الضرر وأما المناخس فبل يصيبيا شئ‪َّ .‬‬ ‫ستَ ْي ِزئُ ِب ِي ْم = بينما يظف العالـ في ثورتو أنو قد انتصر عمى الرب وعمى مسيحو‪ ،‬إذ بيـ يجدوا أنفسيـ أنيـ قد‬ ‫َي ْ‬ ‫حققوا غرض اهلل‪ ،‬فاهلل لـ يتركيـ ينفذوف ما أرادوا إال ألنو يريد ذلؾ‪ ،‬فاهلل ضابط الكؿ‪ .‬فيـ قاموا عمى المسيح‬

‫وصمبوه ولكف لـ يكف ىذا انتصا اًر ليـ بؿ انتصا اًر لممسيح‪ .‬فيو قد أتـ رسالة الفداء وظيرت ىذه القوة بوضوح‬

‫بعد القيامة فالصياديف الضعفاء نشروا المسيحية في العالـ وتشتت الييود المتكبريف‪.‬‬

‫٘‬ ‫ض ِب ِو‪َ ,‬وَي ْر ُجفُ ُي ْم ِب َغ ْي ِظ ِو‪" .‬‬ ‫آية (٘) ‪ِ " -‬حي َن ِئ ٍذ َيتَ َكمَّ ُم َعمَ ْي ِي ْم ِب َغ َ‬ ‫ض ِب ِو = اهلل منزه عف االنفعاالت‪ ،‬وىذه تعنى سقوطيـ تحت دينونة وعدؿ اهلل وىذا ما حدث لمييود فعبلً فقد‬ ‫ِب َغ َ‬

‫تشتتوا في العالـ كمو‪ .‬وىذا نصيب كؿ مف يبتعد عف اهلل‪.‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ت ممِ ِكي عمَى ِ‬ ‫ص ْي َي ْو َن َج َب ِل قُ ْد ِسي»‪".‬‬ ‫آية (‪« " - )ٙ‬أ َّ‬ ‫َ‬ ‫َما أَ​َنا فَقَ ْد َم َ‬ ‫س ْح ُ َ‬ ‫ت ممِ ِكي عمَى ِ‬ ‫ص ْي َي ْو َن = المسيح في ميبلده قيؿ "أيف ممؾ الييود" وفي دخولو إلى أورشميـ قالوا "مبارؾ‬ ‫َ‬ ‫َم َ‬ ‫س ْح ُ َ‬

‫إلى الجميع"‬ ‫اآلتي باسـ الرب ممؾ إسرائيؿ" وبموتو ممؾ عمى قموب كؿ المؤمنيف بو "وأنا إف ارتفعت أجذب ّ‬ ‫وأحبو الجميع ألنو أحبنا أوالً وكؿ مف أحبو ممكو عمى قمبو وأطاع وصاياه‪ ،‬والشيداء ماتوا عمى اسمو وعصوا‬ ‫أوامر القياصرة والمموؾ الوثنييف‪ .‬ىو اآلف يممؾ في مجده ويممؾ عمى صييوف كنيستو َج َب ِل قُ ْد ِسي = ىي جبؿ‬ ‫ثابت سماوي بعد أف قدسيا بدمو‪.‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ض ِ‬ ‫ت ْاب ِني‪ ,‬أَ​َنا ا ْل َي ْوَم َولَ ْدتُ َك‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اء َّ‬ ‫آية (‪ " - )ٚ‬إِ ٍّني أ ْ‬ ‫ب قَ َ‬ ‫ال لِي «أَ ْن َ‬ ‫ُخ ِب ُر ِم ْن ِج َي ِة قَ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ب = وفي السبعينية (األجبية) ألكرز بأمر الرب‪ .‬فالمسيح جاء إلينا ليستعمف لنا‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اء َّ‬ ‫إِ ٍّني أ ْ‬ ‫ُخ ِب ُر ِم ْن ِج َي ِة قَ َ‬

‫اآلب فاآلب اليمكننا اف نراه ونحف ما زلنا في الجسد ‪.‬االبف تجسد ليعمف لنا مف ىو اهلل ‪ .‬أعمف لنا محبة اآلب‬

‫لنا‪ ،‬راينا في صميبو المحبة والعدؿ وراينا في حياتو التواضع والوداعة ‪ ،‬وعرفنا ارادة اآلب بحياتو وتعاليمو ‪.‬حينما‬ ‫اقاـ موتي كاف يعمف عف اف ارادة اآلب لنا ىي الحياة االبدية‪ ،‬وحيف كاف يشفي االمراض كاف يعمف اف ارادة‬

‫اآلب مف نحونا ىى الشفاء الكامؿ نفسا وجسدا وروحا ‪ .....‬ولذلؾ قاؿ المسيح لفيمبس " مف رآني فقد رأي اآلب‬ ‫ت ْاب ِني‪ ,‬أَ​َنا ا ْل َي ْوَم َولَ ْدتُ َك = ىذه اآلية حيرت الييود في تفسيرىا‪ ،‬فقد‬ ‫" واآلب كممنا فيو (عبٔ‪ .)ٕ 2‬قَ َ‬ ‫ال لِي أَ ْن َ‬ ‫أعمنت لنا ميبلد الرب الجسدي‪ .‬فيناؾ ميبلد أزلي لمرب يسوع مف اآلب ببلىوتو وميبلد زمني أي جسدي‪ .‬فقولو‬ ‫ت ْاب ِني ىذه إشارة لبنوتو األزلية مف اآلب ببلىوتو وقولو أَ​َنا ا ْل َي ْوَم َولَ ْدتُ َك يتكمـ عف الميبلد الزمني‪ .‬ولذلؾ‬ ‫أَ ْن َ‬ ‫استخدـ بولس الرسوؿ ىذه اآلية (عب ٔ ‪ )٘ ، ٗ 2‬ليثبت أف لممسيح اسماً أعظـ مف المبلئكة بكونو ابف اهلل‬ ‫الوحيد ال بالتبني بؿ لو نفس طبيعة اآلب‪ .‬وبتجسده حصمنا نحف عمى البنوة‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي)‬

‫يرثًا لَ َك‪ ,‬وأَقَ ِ‬ ‫ُع ِطي َك األُمم ِ‬ ‫آية (‪ٛ" - )ٛ‬اسأَْل ِ‬ ‫اصي األ َْر ِ‬ ‫ض ُم ْم ًكا لَ َك‪".‬‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أقاصي األرض واألمـ صارت ممكاً لمرب يسوع بصميبو (قارف مع فيٕ‪.)ٔ​ٔ-ٙ2‬‬ ‫اء َخ َّز ٍ‬ ‫يد‪ِ .‬م ْث َل إِ َن ِ‬ ‫يب ِم ْن ح ِد ٍ‬ ‫آية (‪ٜ" - )ٜ‬تُحطٍّميم ِبقَ ِ‬ ‫ض ٍ‬ ‫س ُرُى ْم»‪".‬‬ ‫اف تُ َك ٍّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُْ‬ ‫يب ِم ْن ح ِد ٍ‬ ‫تُحطٍّميم ِبقَ ِ‬ ‫ض ٍ‬ ‫يد = وفي السبعينية ترعاىـ بقضيب مف حديد‪ .‬وكبلً المعنييف يشيراف لسمطاف الرب‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُْ‬ ‫عندما يممؾ‪ .‬وىو يؤدب ويرعى بالتجارب واآلالـ ومف يقبؿ ويخضع تكوف لو بركة‪ ،‬ومف يتمرد سيتحطـ وينكسر‬ ‫مثؿ إناء خزفي‪.‬وتفيـ االمـ ايضا عمي انو الشيطاف الذي تسيد عمي االمـ مف خبلؿ عبادة االوثاف والخطية ‪.‬‬

‫ٓٔ‬ ‫ضاةَ األ َْر ِ‬ ‫ض‪" .‬‬ ‫آية (ٓٔ) ‪ " -‬فَ َ‬ ‫َّبوا َيا قُ َ‬ ‫اآلن َيا أَي َيا ا ْل ُممُو ُك تَ َع َّقمُوا‪ .‬تَأَد ُ‬ ‫َّبوا = عمى كؿ متكبر أف يخضع لتأديب اهلل‪ ،‬وليفيـ كؿ متكبر أف اهلل ال يشمخ عميو‪.‬‬ ‫أَي َيا ا ْل ُممُو ُك تَ َع َّقمُوا‪ .‬تَأَد ُ‬

‫داود ينيي مزموره بنصيحة لمفيـ والطاعة‪.‬‬

‫ٔ​ٔ‬ ‫ب ِب َخو ٍ‬ ‫اى ِتفُوا ِب َر ْع َد ٍة‪".‬‬ ‫اع ُب ُدوا َّ‬ ‫ف‪َ ,‬و ْ‬ ‫آية (ٔ​ٔ) ‪ْ " -‬‬ ‫الر َّ ْ‬ ‫ِب َخو ٍ‬ ‫ف = في عبادتنا هلل يجب أف تمتمئ قموبنا بمخافة إليية مقدسة‪ ،‬واهلل حيف يريد يعطي الفرح في قموبنا‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ٕٔ‬ ‫يدوا ِم َن الطَّ ِري ِ‬ ‫ين‬ ‫وبى لِ َج ِم ِ‬ ‫ب فَتَِب ُ‬ ‫يع ا ْل ُمتَّ ِكمِ َ‬ ‫ق‪ .‬ألَنَّ ُو َع ْن َقمِيل َيتَّ ِق ُد َغ َ‬ ‫االب َن لِ َئبلَّ َي ْغ َ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪ " -‬قٍَّبمُوا ْ‬ ‫ض ُب ُو‪ .‬طُ َ‬ ‫ضَ‬ ‫َعمَ ْي ِو‪".‬‬

‫االب َن = تقبيؿ قدمي المموؾ عادة شرقية عبلمة الطاعة والوالء‪.‬‬ ‫قٍَّبمُوا ْ‬

‫ونصمي ىذا المزمور في باكر‪ ،‬فنذكر أف المسيح يممؾ عمينا‪ ،‬وحتى إف قاـ عمينا العالـ كمو فاهلل يضحؾ بيـ‪.‬‬ ‫والمسيح ممؾ بصميبو وقيامتو فنذكر قوة قيامتو وانتصاره عمى الموت‪ ،‬بؿ نذكر أنو بوالدتو وفدائو صرنا أبناء‬ ‫نتمتع بقوتو‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج)‬

‫المزمور الثالث‬

‫عودة لمجدول‬

‫يرتؿ كؿ مف يصمي صبلة باكر ىذا المزمور ويبدأ بقولو "لماذا كثر الذيف يحزنونني" فيذكر مضايقيو مف أىؿ‬ ‫العالـ ويذكر الخطايا التي تضايقو وربما يسقط فييا‪ ،‬ولكف سرعاف ما تتحوؿ الصبلة إلى إنشودة خبلص تمؤل‬

‫النفس سبلماً خبلؿ التمتع بروح النصرة وروح القيامة في صموات داود‪ ،‬ونرى الرب منتص اًر عمى كؿ أعدائنا‬ ‫حتى أقوى األعداء وىو الموت‪ .‬يبدأ المزمور بصيغة الفرد ثـ ينتيي بالبركة عمى كؿ شعوب الرب‪ .‬ونبلحظ في‬ ‫عنواف المزمور أف داود وضع المزمور في ضيقتو وىو ىارب مف أماـ إبشالوـ ابنو‪ .‬وىناؾ ممحوظة ىامة‬

‫جداً‪ -2‬أنو بينما كانت المشكمة موجودة ومازاؿ داود مطروداً مف عرشو وابنو يقود ضده ثورة ويريد قتمو فيو‬ ‫وضع محزف مبكي ب بلشؾ حتى لمف يسمعو ولكننا نجد داود يسبح اهلل عمى خبلصو والخبلص لـ يتـ بعد‪ ،‬وىذا‬

‫ما يحدث مع كؿ مف يصمي متعمماً مف المزامير‪ ،‬فيصمي في ضيقتو فيجد المسيح يحمؿ آالمو ويشترؾ معو في‬

‫صميبو ويعزيو ومازالت المشكمة ببل حؿ‪ ،‬لكف حدث تغيير واضح في قمب الذي يصمي فيو بدأ صبلتو حامبلً‬

‫ىمومو وأنياىا وىو في حالة سبلـ داخمي‪ .‬بؿ شعر أنو في أماف طالما ىو تحت الحماية اإلليية‪.‬‬

‫ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬يا رب‪ ,‬ما أَ ْكثَر م َ ِ ِ‬ ‫ون َعمَ َّي‪".‬‬ ‫ون قَ ِائ ُم َ‬ ‫ير َ‬ ‫ضايق َّي! َكث ُ‬ ‫َ َ َ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ون َعمَ َّي = فداود قاـ عميو ابنو إبشالوـ ومشيره أخيتوفؿ والجيش بؿ ومعظـ الشعب (كاف ىذا نتيجة‬ ‫ون قَ ِائ ُم َ‬ ‫ير َ‬ ‫َكث ُ‬ ‫لخطية داود)‪ .‬وبالمثؿ قاـ عمى المسيح الروماف ومموكيـ والييود ورؤساء كينتيـ بؿ والشعب وييوذا تمميذه‬ ‫(كانت نياية ييوذا كنياية أخيتوفؿ) فكبلىما كانا صاحب مشورة شريرة‪ .‬لقد كتب داود ىذا المزمور لضيقو مما‬

‫حدث مف إبشالوـ وبروح النبوة انطبؽ المزمور باألكثر عمى المسيح وكأف المسيح أيضاً يتساءؿ لماذا كثر‬

‫مضايقو الكنيسة جسده‪.‬‬ ‫ون يقُولُ َ ِ ِ‬ ‫ٕ ِ‬ ‫ص ِبِإل ِي ِو»‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ير َ َ‬ ‫س لَ ُو َخبلَ ٌ‬ ‫ون ل َن ْفسي «لَ ْي َ‬ ‫آية (ٕ) ‪َ " -‬كث ُ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِبِإل ِي ِو = صوت التشكيؾ ىذا كثي اًر ما نسمعو في ضيقاتنا فنتصور أف اهلل‬ ‫ون َيقُولُ َ‬ ‫ير َ‬ ‫س لَ ُو َخبلَ ٌ‬ ‫ون‪ ..‬لَ ْي َ‬ ‫َكث ُ‬ ‫تخمى عنا‪ .‬ومف اجتمع حوؿ الصميب قاؿ "قد إتكؿ عمى اهلل فمينقذه" (مت‪ .)ٖٗ2ٕٚ‬إف أخطر ضربة يوجييا‬ ‫إبميس لنا ىي ضربة اليأس وىي إنكار إمكانية عمؿ اهلل الخبلصي‪ .‬وخبلؿ اليأس تتسمؿ كؿ خطية إلى حياتنا‪.‬‬ ‫ِسبلَ ْه = ىي أضيفت بعد ذلؾ لتسكت الموسيقى فترة ويسكت المرنميف وتستمر الموسيقي ليتأمؿ المرنميف‬ ‫والسامعيف في ىذا الكبلـ الخطر الذي قيؿ "ىؿ ليس خبلص باهلل؟!"‬

‫ٖ‬ ‫ت يا رب فَتُرس لِي‪ .‬م ْج ِدي ور ِافع أر ِ‬ ‫ْسي‪".‬‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬أ َّ‬ ‫ْ ٌ‬ ‫َ​َ ُ َ‬ ‫َما أَ ْن َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫س لِي = باالختبار عرؼ داود أف اهلل كما أنقذه في حادثة الدب وفي حادثة األسد ثـ مع جميات‬ ‫أَ ْن َ‬ ‫ت َيا َرب فَتُْر ٌ‬ ‫سينقذه اآلف‪" ،‬كما كاف وىكذا يكوف مف جيؿ إلى جيؿ" وفي (عبٖٔ‪ )ٛ2‬يسوع المسيح ىو ىو أمس واليوـ والى‬

‫‪24‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج)‬

‫األبد‪ .‬ور ِافع أر ِ‬ ‫ْسي = ىكذا رفع اهلل راس داود وىزـ أعدائو ومع المسيح فمقد نزؿ المسيح بعد موتو إلى الجحيـ‬ ‫َ​َ ُ َ‬ ‫لينجي عبيده منو‪ .‬ثـ قاـ مف األموات ظاف اًر وصار موضوع مجدنا وترتفع رؤوسنا بو‪ .‬وحتى إف حممنا الصميب‬ ‫فترة مف الزمف سنشعر أننا في ىذا نشبو المسيح والبد مف أف نقوـ معو ظافريف‪ .‬لقد كانت الجماىير والجيش‬

‫ىما قوة إبشالوـ‪ ،‬ولكننا نسمع ىنا أف اهلل ىو ترس وقوة داود‪.‬‬ ‫َم ْج ِدي = داود في ممكو كاف في مجد عظيـ ‪ ،‬فيو الذي اسس المممكة وتوحدت االسباط تحت ممكو ‪ ،‬واخضع‬ ‫كؿ أعدائو ‪ .‬واالف لقد سقط تاجو وىرب أماـ أعداؤه وشتمو شمعي بف جي ار ‪ .‬واكتشؼ داود الحقيقة ‪...‬اف كؿ‬

‫ما في العالـ زائؿ وباطؿ‪ .‬وتوصؿ ليذه الحقيقة اف العالـ اليوجد فيو مجد ‪ ،‬بؿ اف المجد الحقيقي ىو في وجوده‬

‫مع اهلل وعبادتو هلل ‪ ،‬مجده الحقيقي ىو اهلل‪ ،‬وىو القادر أف يرفع رأسو ويرد لو كرامتو‪ .‬واهلل سيعطينا مجداً في‬

‫السماء‪.‬وىذا ما سمعناه مف اهلل ‪ "...‬اكوف مجداً في وسطيا" ( زؾ ٕ ‪) ٘ 2‬‬

‫ٗ‬ ‫يب ِني ِم ْن َج َب ِل قُ ْد ِس ِو‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ص ْوِتي إِلَى َّ‬ ‫َص ُر ُخ‪ ,‬فَ ُي ِج ُ‬ ‫بأ ْ‬ ‫آية (ٗ) ‪ِ " -‬ب َ‬ ‫ليس معنى الصراخ ىو ارتفاع الصوت ولكف معناه الصبلة مف القمب بعمؽ‪َ .‬ج َب ِل قُ ْد ِس ِو = ىو ممكوت اهلل‬ ‫السماوي‪ .‬مف ىناؾ نسمع استجابة اهلل نسمعيا في قوة‪ ،‬فداود محروـ اآلف مف أورشميـ األرضية لكنو عمى‬

‫اتصاؿ بأورشميـ السماوية‪ .‬والمسيح صرخ عمى صميبو لحسابنا فاستجاب لو اهلل‪ ،‬ىو صرخ كممثؿ عف البشرية‬

‫فاستجاب لو اهلل وخمصنا (عب٘‪.)ٚ2‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫٘‬ ‫اف ِم ْن ِرْبو ِ‬ ‫ات الش ُعوب‬ ‫ت أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫استَ ْيقَ ْ‬ ‫َن َّ‬ ‫ض ُد ِني‪ .‬الَ أ َ‬ ‫َخ ُ‬ ‫ظُ‬ ‫ت َوِن ْم ُ‬ ‫اضطَ َج ْع ُ‬ ‫اآليات (٘‪ " - )ٙ-‬أَ​َنا ْ‬ ‫ب َي ْع ُ‬ ‫ت‪ْ .‬‬ ‫َ‬ ‫ين َعمَ َّي ِم ْن َح ْولِي‪".‬‬ ‫صطَفٍّ َ‬ ‫ا ْل ُم ْ‬

‫ت = ىي نبوة عف موت المسيح وقيامتو بعد أف أحاط بو األعداء الذيف تكمـ عنيـ‬ ‫اض َ‬ ‫استَ ْيقَ ْظ ُ‬ ‫ت َوِن ْم ُ‬ ‫ط َج ْع ُ‬ ‫أَ​َنا ْ‬ ‫ت‪ْ .‬‬ ‫في اآليات (ٔ‪ .)ٕ،‬وقولو أنا تشير لموت المسيح بإرادتو (يو‪ .)ٔٚ2ٔٓ،ٔٛ‬وعف داود نقوؿ أنو بعد صبلتو زالت‬

‫عنو حالة االضطراب مف كثرة األعداء وناـ "فالرب يعطي ألحبائو نوماً" وعجيب أف نرى داود نائماً في ىدوء‬ ‫وأعدائو محيطيف بو‪ ،‬ولكف ىذا ىو سبلـ اهلل الذي يفوؽ كؿ عقؿ (فيٗ‪ .)ٚ2‬ويقوؿ داود في (مزٕٖٔ) ال‬

‫أعطى لعيني نوماً‪ ..‬حتى أجد موضعاً لمرب‪ .‬فيو حيف صمي وأعطى هلل موضعاً في قمبو ناؿ سبلماً عجيباً‬ ‫فناـ‪ .‬ومع كؿ منا يمكف أف يحدث ىذا‪ .‬بؿ في كؿ مرة نصاب بفتور روحي ونشابو النائميف روحياً عمينا أف‬

‫نستيقظ (اؼ٘‪ٔ + ٔٗ2‬تس‪ )ٙ2٘،ٚ‬فالنوـ أي الكسؿ يؤدي لمسقوط‪ .‬فالسقوط موت والتوبة ىي قيامة مع‬ ‫اف ِم ْن ِرْبو ِ‬ ‫ات‬ ‫المسيح الذي انتصر عمى الخطية وعمى الموت‪ .‬ولو أعطانا اهلل حالة السبلـ نقوؿ مع داود الَ أ َ‬ ‫َخ ُ‬ ‫َ‬ ‫ض ُد ِني‪ .‬وبسبب ىذه اآليات‬ ‫الش ُعوب‪ ..‬ولماذا ال يخاؼ فاهلل أعطاه ثقة بوجوده وحمايتو لو = أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ب َي ْع ُ‬ ‫الواضحة عف المسيح نرتؿ ىذا المزمور في ختاـ صموات يوـ الجمعة العظيمة ولكننا نتوقؼ عند قولو "أنا‬

‫اضطجعت ونمت" وال نكمؿ فكممة استيقظت تشير لمقيامة التي حدثت فجر األحد‪ .‬فيذا المزمور يعتبر‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫نبوة عف المسيح‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج)‬

‫‪.2‬‬

‫ما حدث حقيقة مع داود‪.‬‬

‫‪.3‬‬

‫صبلة المؤمف الذي في ضيقة ويحيط بو األعداء (سواء جسدييف أو روحييف)‪.‬‬

‫‪.4‬‬

‫صبلة المؤمف وىو في حالة فتور ويشتاؽ أف يقوـ مف موت الخطية‪.‬‬

‫‪ٚ‬‬ ‫َع َد ِائي َعمَى ا ْلفَ ٍّك‪َ .‬ى َّ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ار‪.‬‬ ‫ان األَ ْ‬ ‫ش ْم َ‬ ‫ض َرْب َ‬ ‫َس َن َ‬ ‫ت ُك َّل أ ْ‬ ‫ص ِني َيا إِل ِيي! أل ََّن َك َ‬ ‫تأْ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٛ-ٚ‬قُ ْم َيا َرب! َخمٍّ ْ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ش ْع ِب َك َب َرَكتُ َك‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫لِ َّمر ٍّ‬ ‫ص َعمَى َ‬ ‫ب ا ْل َخبلَ ُ‬

‫ىي طمبة داود ومف يصمي مع داود قُ ْم َيا َرب = أيقظ جبروتؾ وىمـ لخبلصنا‪ ،‬كما أيقظ التبلميذ الرب في‬ ‫السفينة‪ .‬ىذه عبلمة القوة في الصبلة والمجاجة‪ .‬وتؤكد عمؽ إيماف المرتؿ واختباراتو في الرب الذي يعطيو‬

‫ش ْع ِب َك = فيو الممؾ ولكنو ال يقوؿ شعبي فيو‬ ‫الخبلص ويعطي البركة لو ولكؿ شعبو‪ .‬ونبلحظ قوؿ داود َعمَى َ‬ ‫يفيـ أف الشعب ىو شعب اهلل بينما ىو كممؾ يرعى شعب اهلل‪.‬‬ ‫ونبلحظ أف المزمور يبدأ بالصراخ وينتيي بالخبلص والبركة وىزيمة األعداء‪ ،‬ىو صورة رائعة لصبلة اإلنساف‬

‫الساقط في ضيقة أو تجربة"‪ ،‬وكيؼ يخرجو الرب بيذه القوة ىذه ىي نتيجة الصبلة القوية‪ ،‬ىي تمؤل النفس تعزية‬ ‫ِ‬ ‫الخطاة = يشبو المتمردوف ضد داود بالحيوانات الضارية التي تريد أف‬ ‫ان‬ ‫َس َن َ‬ ‫وال تنتيي سوى بالبركة والخبلص‪ .‬أ ْ‬ ‫ص = فبل فضؿ لئلنساف‬ ‫تمتيمو ولكف الرب ينزع أسمحتيـ‪ ،‬فذراع اهلل ال تقصر عف أف تخمص‪ .‬لِ َّمر ٍّ‬ ‫ب ا ْل َخبلَ ُ‬ ‫نفسو‪ ،‬إنما الفضؿ لمرب الذي وحده يخمصنا مف موت الخطية ويتمجد فينا‪.‬‬

‫ونرتؿ ىذا المزمور في باكر كؿ يوـ لنذكر قيامة الرب وانتصاره عمى كؿ مف قاـ ضده‪ .‬ونذكر بركة الرب‬

‫لشعبو ونتسمح في بداية يومنا بيذا اإليماف القوي‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع)‬

‫المزمور الرابع‬

‫عودة لمجدول‬

‫إلمام المغنين عمى ذوات األوتار= داود كتب المزمور وأعطاه لقائد فريؽ اإلنشاد (الخورس أو الكوراؿ) ليرتموا بو‬ ‫مستخدميف اآلالت الوترية‪.‬يرى بعض المفسريف أف داود كتب ىذا المزمور أيضاً متأث اًر بموقؼ إبشالوـ ابنو ضده‬ ‫ويروف أف داود كتبو بعد أف أحبطت مشورة أخيتوفؿ وفييا كاف داود يدعو شعبو أف ال يسيروا وراء الباطؿ بؿ‬ ‫يقدموا توبة‪ .‬فقد كاف ىناؾ مف يريد إعادة تنظيـ صفوؼ فريؽ إبشالوـ ضد داود‪ .‬وداود يقوؿ ليـ حتى متى‬

‫تيينوا الكرامة الممكية التي أعطاىا اهلل لي وتسيروا وراء الكذب‪ ،‬فخصومتكـ ضدي ىي خصومة ضد اهلل الذي‬

‫اختارني لمممؾ‪.‬‬

‫َّب َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِٔ‬ ‫الضي ِ‬ ‫صبلَ ِتي‪".‬‬ ‫لو ِبٍّري‪ِ .‬في ٍّ‬ ‫اء ْ‬ ‫استَ ِج ْب لِي َيا إِ َ‬ ‫ق َرح ْ‬ ‫ف َعمَ َّي َو ْ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬ع ْن َد ُد َعائ َي ْ‬ ‫اس َم ْع َ‬ ‫ت لي‪ .‬تَ​َر َ‬ ‫استَ ِج ْب لِي‪ِ .‬في الضٍّي ِ‬ ‫ت لِي = في الشدة فرجت عني (سبعينية)‪ .‬داود يصرخ إلى اهلل أف ينصره عمى‬ ‫َّب َ‬ ‫ق َرح ْ‬ ‫ْ‬

‫مضايقيو ويتذكر كؿ الشدائد التي سانده فييا اهلل ولـ يتخؿ عنو (جميات‪ ) ..‬وعمينا أف نصمي دائماً ونذكر كؿ‬ ‫لو ِبٍّري = عبلمة اتضاع داود‪.‬‬ ‫أعماؿ اهلل السابقة معنا "نشكر صانع الخيرات ألنو سترنا وأعاننا وحفظنا‪َ "..‬يا إِ َ‬ ‫فكؿ البر الذي يظير في حياة داود أو حياتنا ليس ىو استحقاؽ صبلتنا وجيادنا الشخصي لكف بر اهلل فبئس‬

‫اإلنساف الذي يكوف بره مف ذاتو‪ .‬ىذا ىو السر أننا بعد أف نتقدـ روحياً نعثر إذ نظف أننا أبرار‪ .‬ألف غاية‬ ‫الناموس ىو المسيح لمبر لكؿ مف يؤمف (روٓٔ‪ )ٗ2‬فربنا ىو برنا‪ .‬ونبلحظ أف داود لـ يقؿ رفعت عني الشدة بؿ‬ ‫في الشدة فرجت عني أو رحبت لي‪ ،‬فيو مازاؿ في شدتو لكنو شعر براحة (ىذه ىي طريقة اهلل‪ ،‬وىذا ما حدث‬ ‫مع الثبلثة فتية فاهلل لـ يرفعيـ مف األتوف بؿ جاء إلييـ وأعطاىـ راحة وسط النيراف)‪ .‬وبعد أف حصؿ داود عمى‬

‫ف َعمَ َّي‬ ‫اء ْ‬ ‫ىذه الراحة لـ يكؼ عف الصبلة كما يفعؿ الكثيروف فيدخموا إلى الفتور بؿ استمر في صمواتو قائبلً= تَ​َر َ‬ ‫صبلَ ِتي (مثاؿ‪ 2‬بعد التناوؿ عمينا أف نستمر في جيادنا)‪.‬‬ ‫َو ْ‬ ‫اس َم ْع َ‬ ‫اط َل وتَ ْبتَ ُغ َ ِ‬ ‫ون ا ْلب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِر‪ ,‬حتَّى متَى ي ُك ُ ِ‬ ‫ٕ ِ‬ ‫ب؟ ِسبلَ ْه‪".‬‬ ‫ون ا ْل َكذ َ‬ ‫ون َم ْجدي َع ًارا؟ َحتَّى َمتَى تُحب َ َ‬ ‫آية (ٕ) ‪َ " -‬يا َبني ا ْل َب َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ار = لماذا تثقؿ قموبكـ (سبعينية) لماذا تحبوف الباطؿ‪ .‬اإلنساف بطبعو‬ ‫ون َم ْج ِدي َع ًا‬ ‫َيا َب ِني ا ْل َب َ‬ ‫ش ِر‪َ ,‬حتَّى َمتَى َي ُك ُ‬ ‫ترابي يميؿ لؤلرضيات (ثقؿ القمب)‪ .‬وىذا يحدث لنا بالخطية واليموـ العالمية ومحبة الدنيويات واإلنشغاؿ بيا‬ ‫عوضاً عف االىتماـ بالسماويات التي ترفع القمب إلى فوؽ‪ .‬ونفيـ اآلية عف داود‪ ،‬بأنو يعاتب مقاوميو بأنيـ‬ ‫يسيروف وراء األكاذيب التي أطمقيا إبشالوـ وأخيتوفؿ وحولوا مجد داود إلى عار‪ .‬وىـ بوقوفيـ ضد داود الممسوح‬ ‫مف اهلل يخطئوف إلى اهلل الذي اختاره وىذا راجع لثقؿ قموبيـ بسبب خطاياىـ‪ .‬وبسبب خطاياىـ صدقوا األكاذيب‬

‫(فالشيطاف كذاب)‪ .‬ولكف ىذه اآلية توجو لكؿ خاطئ أحب العالـ والخطية فثقؿ قمبو وسار وراء الباطؿ (العالـ‬

‫‪27‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع)‬

‫وأكاذيبو وخداعاتو) حقاً قاؿ سميماف عنو باطؿ األباطيؿ‪ .‬مف إليو الماؿ يسعى وراء باطؿ‪ .‬وىؤالء يحولوف مجد‬

‫اهلل في حياتيـ إلى عار في حياتيـ‪.‬‬

‫ٖ‬ ‫س َمعُ ِع ْن َد َما أ َْد ُعوهُ‪".‬‬ ‫اعمَ ُموا أ َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َّو‪َّ .‬‬ ‫َن َّ‬ ‫ب قَ ْد َمي َ​َّز تَ ِقي ُ‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬فَ ْ‬ ‫الرب َي ْ‬ ‫َّو = قد جعؿ قدوسو عجباً (سبعينية) إف مف يحبو اهلل يحيطو بعنايتو ورعايتو بطريقة عجيبة‪،‬‬ ‫الر َّ‬ ‫َّ‬ ‫ب قَ ْد َمي َ​َّز تَ ِقي ُ‬ ‫حدث ىذا مع المسيح ومع داود ومع كؿ مف يطمب اهلل بأمانو ىي دعوة لكؿ متألـ أف يحوؿ أفكاره عف أحزانو‬

‫الداخمية إلى الرب السماوي غير المنظور‪ .‬ونحف نتمجد في السيد المسيح إف قبمنا الحياة المقدسة بعمؿ روحو‬ ‫القدوس فينا‪.‬‬ ‫ِٗ‬ ‫ض ِ​ِ‬ ‫اس ُكتُوا‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬ا ْرتَِع ُدوا َوالَ تُ ْخ ِط ُئوا‪ .‬تَ َكمَّ ُموا ِفي ُقمُوِب ُك ْم َعمَى َم َ‬ ‫اجع ُك ْم َو ْ‬ ‫"اغضبوا وال تخطئوا"= ىذه بحسب الترجمة السبعينية واستشيد بولس الرسوؿ بيذه الترجمة في (اؼٗ‪ )ٕٙ2‬وىي‬ ‫تعني أنو إف كاف ىناؾ مبرر لمغضب فبل يوجد مبرر لمخطأ‪ .‬وعمى اإلنساف أف يتخمص مف حالة الغضب ىذه‬

‫بأسرع ما يمكف‪ ،‬ويا حبذا لو كاف الغضب عمى أنفسنا بسبب خطايانا فنقدـ توبة‪ ،‬ىذا أفضؿ مف أف نغضب‬ ‫ض ِ‬ ‫اج ِع ُك ْم = بحسب السبعينية ومعناه الذي أخطاتـ فيو‬ ‫عمى أحد‪ .‬الذي تقولونو في قموبكـ إندموا عميو في َم َ‬ ‫وفكرتـ فيو بسبب أي إثارة مفاجئة‪ ،‬قدموا عنو توبة وأنتـ عمى فراشكـ‪ .‬داود ىنا يحوؿ الفراش إلى مذبح لمصبلة‬

‫فيبتعد عف الفكر عف أي أفكار شريرة أو تشتيت لمفكر‪ ،‬فيظؿ الفكر مشغوؿ بحساب النفس وادانة النفس‪ .‬وفي‬ ‫الترجمة العربية طبعة بيروت نجدىا اِ ْرتَِع ُدوا َوالَ تُ ْخ ِط ُئوا = فيي دعوة أف نخاؼ مف اهلل فبل نخطئ‪ ،‬وىي دعوة‬ ‫داود لشعبو أف يرتعد مف التمرد عميو الذي ىو تمرد عمى اهلل وبيذا يخطئ‪.‬‬ ‫٘‬ ‫ب‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫آية (٘) ‪ِ " -‬اذ َْب ُحوا َذ َب ِائ َح ا ْل ِبٍّر‪َ ,‬وتَ​َو َّكمُوا َعمَى َّ‬ ‫ِاذ َْب ُحوا َذ َب ِائ َح ا ْل ِبٍّر = بعد تبكيت النفس‪ ،‬والتوبة‪ ،‬إذا اتخذت النفس قرار باالمتناع عف الخطية المحببة فكأنيا‬

‫قدمت ذبيحة بر "قدموا أنفسكـ ذبائح حية"‪ .‬ىذه النفس تقدـ نفسيا ذبيحة عمى مذبح اإليماف‪ ،‬فيي تتوقؼ عف‬

‫ممارسة خطية محببة‪.‬‬ ‫‪ِ ٙ‬‬ ‫ون‬ ‫ون َيقُولُ َ‬ ‫ير َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٙ‬كث ُ‬ ‫ِ‬ ‫ون َم ْن ُي ِري َنا َخ ْي ًار‬ ‫ون َيقُولُ َ‬ ‫ير َ‬ ‫َكث ُ‬

‫ور َو ْج ِي َك َيا َرب‪".‬‬ ‫« َم ْن ُي ِري َنا َخ ْي ًرا؟ »‪ْ .‬ارفَ ْع َعمَ ْي َنا ُن َ‬ ‫= ىناؾ مسيحيوف شكميوف‪ ،‬إذا طمبت منيـ أف يمتنعوا عف الخطية المحببة إلييـ‬

‫يقولوف‪ ..‬مف يرينا الخيرات‪ .‬أي ماذا يضمف لنا أننا لو توقفنا عف الخطية المحببة لنا اآلف أف اهلل سيجازينا خي اًر‬ ‫في األبدية‪ .‬فيـ محبوف لخطاياىـ متذمروف عمى الرب‪ ،‬ناكروف أعمالو الحسنة‪ ،‬بدوف إيماف‪ ،‬ناقديف لمرب‬ ‫واإلجابة التي يجيب بيا داود‪ ،‬إف عربوف عطايا اهلل في األبدية لعبيده األتقياء يظير ىنا عمى وجوه عبيده "قد‬

‫أضاء عمينا نور وجيؾ يا رب" فاهلل وىو نور يضئ عمينا ونحف في ظممة ىذا العالـ ويمؤلىـ سبلماً يظير أماـ‬

‫‪28‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع)‬

‫اآلخريف كدليؿ عمى عممو الداخمي فييـ‪ .‬وحسب الترجمة العبرية وضعت ىذه االية بروح الصبلة‪ْ ..‬ارفَ ْع َعمَ ْي َنا‬ ‫ور َو ْج ِي َك َيا َرب = ليرى ىؤالء المتشككيف أي سبلـ نحف فيو‪ ،‬وبنورؾ ىذا نضئ ليـ ولكؿ متشكؾ‪.‬‬ ‫ُن َ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫س ُر ِ‬ ‫َض َ‬ ‫ورِى ْم إِ ْذ َكثَُر ْت ِح ْن َ‬ ‫سبلَ َم ٍة أ ْ‬ ‫طجعُ‬ ‫طتُ ُي ْم َو َخ ْم ُرُى ْم‪ِ .‬ب َ‬ ‫م ْن ُ‬ ‫س ٍّك ُن ِني‪".‬‬ ‫تُ َ‬

‫‪ٚ‬‬ ‫ظ َم‬ ‫س ُر ًا‬ ‫َع َ‬ ‫ور ِفي َق ْم ِبي أ ْ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٛ-ٚ‬ج َع ْم َت ُ‬ ‫ت َيا َرب ُم ْنفَ ِرًدا ِفي طُ َمأ ِْني َن ٍة‬ ‫ام‪ ,‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬ ‫َب ْل أ َْي ً‬ ‫ضا أَ​َن ُ‬ ‫ىي شيادة داود عف عمؿ اهلل معو‪ ،‬فيو يشبعو ويقوده إلى ينابيع ماء حية وىكذا كؿ مسيحي مؤله اهلل بروحو‬

‫القدوس‪ ،‬ويشبع مف ذبيحة القداس‪ ،‬ويتغذى عمى كممة اهلل في كتابو المقدس وصار الرب يسوع موضوع شبعو‪،‬‬

‫يشبع أكثر ممف يشبعوف مف خيرات ىذا العالـ‪ ،‬الحنطة والخمر‪ ..‬الخ‪ .‬بؿ ىو يحيا في سبلـ ويناـ في سبلـ‪.‬‬ ‫ونصمي ىذا المزمور في صبلة باكر لنطمب نور اهلل وسبلمو بالرغـ مف المضايقيف‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص)‬

‫المزمور الخامس‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىذا المزمور رتمو داود وىو ممتمئ م اررة مف أخيتوفؿ ومف شابيو‪ ،‬الذيف كانوا أصدقاء ومخمصيف لو ثـ شعر‬ ‫بخيانتيـ لو‪ .‬وىذا ما حدث لممسيح إذ خانو تمميذه ييوذا وقاـ عميو مف شفاىـ وكاف يجوؿ وسطيـ يصنع خي اًر‪،‬‬ ‫طالبيف صمبو‪ ،‬وكانوا يستيزئوف بو‪ .‬وىناؾ مف يروف أف الشخص الخائف ىنا القائـ ضد المسيح ىو رمز لضد‬

‫المسيح الذي سيأتي في نياية األياـ‪.‬‬

‫ونجد في ىذا المزمور تضاد بيف الخيرات التي يناليا ابف اهلل الذي يحتمي بييكؿ قدس اهلل وبيف األخطار التي‬

‫تحيؽ باألشرار‪ .‬والمزمور يبدأ أيضاً بصورة المفرد وينتيي بصورة الجمع‪ ،‬ففي عبادتنا ال يمكف الفصؿ بيف‬

‫العبادة الفردية والعبادة الجماعية‪.‬‬

‫َم ْل صر ِ‬ ‫ِٔ ِ ِ‬ ‫اخي‪".‬‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬ل َكم َماتي أ ْ‬ ‫َص ِغ َيا َرب‪ .‬تَأ َّ ُ َ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫َص ِغ َيا َرب = ىي صرخة داود في ألمو‪ ،‬وصرخة كؿ إنساف هلل الذي يثؽ في أف اهلل يسمع ويخمص‪،‬‬ ‫ل َكم َماتي أ ْ‬ ‫ص َار ِخي = ىو صراخ القمب‪ .‬فاهلل قاؿ‬ ‫ىي صرخة الكنيسة عموماً التي تثؽ في عريسيا أنو يستجيب‪ .‬أسمع ُ‬ ‫إلى ىكذا" وىـ لـ يصرخ عمى اإلطبلؽ (خرٗٔ‪ .)ٔ٘2‬ولذلؾ جاءت كممة صراخي بمعنى‬ ‫لموسى مالؾ تصرخ ّ‬ ‫فكري (الكتاب بشواىد)‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫استَ ِم ْع‬ ‫آية (ٕ) ‪ْ " -‬‬ ‫في آية (ٔ) قاؿ يا‬

‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِ ِ‬ ‫ُصمٍّي‪".‬‬ ‫ص ْوت ُد َعائي َيا َممكي َوِال ِيي‪ ,‬أل ٍَّني إِلَ ْي َك أ َ‬ ‫َ‬ ‫رب وىنا يقوؿ يا ممكي واليي‪ .‬وىذا التكرار المثمث يشير لمثالوث‪ .‬فنحف نصمي لآلب‬

‫وصبلتنا مشفوعة بشفاعة المسيح الكفارية وبأنات الروح القدس (الروح ال يئف بؿ بعممو فينا نحف نئف شاكريف‬

‫ومسبحيف)‪ .‬ولذلؾ يقوؿ داود يا رب (وذلؾ ألف الييود يعرفونو)‪ .‬داود ىنا يمثؿ الكنيسة التي تعرؼ االبف والروح‬ ‫القدس فتقوؿ ممكي واليي‪ .‬ولـ تقؿ يا ربي فيي الوحيدة التي تعرفت عمى االبف وعمى الروح‪ .‬والتكرار يشير‬

‫أيضاً إلى لجاجة داود في صبلتو‪.‬‬

‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صبلَ ِتي َن ْح َو َك َوأَ ْنتَ ِظ ُر‪".‬‬ ‫آية (ٖ) ‪َ " -‬يا َرب‪ِ ,‬با ْل َغ َداة تَ ْ‬ ‫ص ْوِتي‪ِ .‬با ْل َغ َداة أ َُو ٍّج ُو َ‬ ‫س َمعُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْوِتي = أي في الصباح فأوؿ عمؿ يعممو ىو الصبلة (لذلؾ نصمي ىذا المزمور في صبلة‬ ‫ِبا ْل َغ َداة تَ ْ‬ ‫س َمعُ َ‬

‫باكر)‪ .‬والغد يشير لعيد النعمة المشرؽ الممموء فرحاً بخبلص الرب يسوع وأحضانو المفتوحة لنا‪ .‬أما البارحة‬

‫فتشير لمعيد القديـ‪ .‬والغد يشير لمحياة األبدية حياة التسبيح الدائـ‪ .‬ونصمي دائماً كؿ صباح متوقعيف مراحـ الرب‬ ‫الجديدة كؿ صباح‪ .‬والصباح يشير لمقيامة سبب كؿ بركة لنا‪ .‬ويشير لمتبكير في الصبلة لتكريس اليوـ كمو هلل‬

‫وىذا يعطي سبلـ لنا وبركة لميوـ كمو‪.‬‬

‫‪30‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص)‬

‫٘‬ ‫ٗ‬ ‫الشٍّر‪ ,‬الَ يس ِ‬ ‫سر ِب َّ‬ ‫اك ُن َك ٍّ‬ ‫َّام َع ْي َن ْي َك‪.‬‬ ‫ير‪ .‬الَ َي ِق ُ‬ ‫سَ‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )ٙ-‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬ ‫ف ا ْل ُم ْفتَ ِخ ُر َ‬ ‫ت لَ ْ‬ ‫ت إِ ً‬ ‫َُ‬ ‫ليا ُي َ‬ ‫الشٍّر ُ‬ ‫ون قُد َ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ين ِبا ْل َك ِذ ِب‪ .‬رج ُل الدٍّم ِ‬ ‫ت ُك َّل فَ ِ‬ ‫اعمِي ِ‬ ‫اء َوا ْل ِغ ٍّ‬ ‫الرب‪".‬‬ ‫ش َي ْك َرُى ُو َّ‬ ‫ضَ‬ ‫أ َْب َغ ْ‬ ‫اإل ثِْم‪ .‬تُ ْيمِ ُك ا ْل ُمتَ َكمٍّ ِم َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬

‫لنحرص قبؿ أف نقؼ أماـ اهلل أف نكوف في حالة استعداد وندـ عمى خطايانا‪ ،‬وفي حالة توبة مف كؿ إثـ وشر‬ ‫ومخالفة لمناموس وكذب وسفؾ دـ وغش‪ .‬ىكذا قاؿ المسيح "إذا قدمت قربانؾ‪( ....‬متٕٗ‪ .)ٕٖ2٘،‬ورجؿ‬

‫الدماء والغش ىنا قد يشير لمشعب الييودي الذي صمب المسيح‪ .‬وقد يشير لضد المسيح وأتباعو األشرار‪ .‬ىنا‬

‫َّ‬ ‫إسود العالـ‪ .‬وكأف داود في ىذا الوصؼ يصور‬ ‫نرى ليؿ وسواد الخطية ولذلؾ أتى المسيح نور العالـ بعدما‬ ‫نفسو يقؼ كؿ صباح ينتظر أف يشرؽ نور المسيح‪.‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫َس ُج ُد ِفي َى ْي َك ِل قُ ْد ِس َك ِب َخ ْوِف َك‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٚ‬أ َّ‬ ‫َما أَ​َنا فَ ِب َكثَْرِة َر ْح َمت َك أ َْد ُخ ُل َب ْيتَ َك‪ .‬أ ْ‬ ‫ىذه اآلية نقوليا دائماً عند دخولنا لمكنيسة‪ .‬وداود ىنا يقوؿ أنو يدخؿ بيت اهلل عكس األشرار الذيف ذكرىـ سابقاً‬ ‫فيـ ال يدخمونو وأف دخموه فيـ ال يكونوف في شركة مع اهلل فبل شركة لمنور مع الظممة‪ .‬فَ ِب َكثَْرِة َر ْح َم ِت َك أ َْد ُخ ُل‬ ‫َب ْيتَ َك = ليس مف حقي الدخوؿ إلى بيتؾ إال برحمتؾ‪ .‬واذا قدسنا الييكؿ ىكذا ينبغي أيضاً أف نحافظ عمى‬

‫أجسادنا فيي ىيكؿ اهلل‪ .‬وربما داود بيذه الكممات وىو منفي بعيداً عف أورشميـ يعبر عف ثقتو في أف اهلل سيعيده‬ ‫ألورشميـ ويدخؿ الييكؿ ثانية‪.‬‬

‫َع َد ِائي‪ .‬س ٍّي ْل قُد ِ‬ ‫آية (‪ٛ" - )ٛ‬يا رب‪ِ ِ ْ ,‬‬ ‫َّامي طَ ِريقَ َك‪".‬‬ ‫س َب ِب أ ْ‬ ‫َ‬ ‫اىدني إِلَى ِبٍّر َك ِب َ‬ ‫َ َ‬ ‫ىي صبلة لداود ليقوده الرب‪ ،‬واف قاده الرب فسيكوف طريقو ىو طريؽ البر‪ .‬ومف يسمؾ في ىذا الطريؽ سيكوف‬ ‫في مأمف مف أعدائو‪ .‬ونحف نفيـ أف أعدائنا ىـ األعداء الروحييف الذيف يحمينا اهلل منيـ‪ ،‬ويسيؿ لنا طريقنا في‬

‫العالـ‪ .‬حقاً فالعالـ خاضع لمظمـ‪ ،‬ولكف اهلل يعتني بأوالده ويظير ليـ رحمتو ويدافع عنيـ ويحفظيـ وىو الطريؽ‪،‬‬ ‫وطريؽ المسيح ىو الصميب‪ ،‬وفي رحمة حياتنا سيكوف لنا آالـ لنقبميا كصميب والمسيح يعطينا أف يشترؾ معنا‬

‫معطياً لنا راحة وسبلـ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اى ِيم ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (‪ٜ" - )ٔٓ-ٜ‬ألَنَّ ُو لَ ْي ِ‬ ‫وىا‪ِ ٔٓ .‬د ْن ُي ْم‬ ‫ص َقمُ َ‬ ‫ص ْد ٌ‬ ‫ق‪َ .‬ج ْوفُ ُي ْم ُى َّوةٌ‪َ .‬ح ْمقُ ُي ْم قَ ْبٌر َم ْفتُ ٌ‬ ‫وح‪ .‬أَْلس َنتُ ُي ْم َ‬ ‫َ‬ ‫س في أَف َْو ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط ٍّو ْح ِب ِي ْم‪ ,‬أل ََّن ُي ْم تَ َم َّرُدوا َعمَ ْي َك‪".‬‬ ‫ام َرِات ِي ْم‪ِ .‬ب َكثَْرِة ُذ ُنوِب ِي ْم َ‬ ‫َيا اَهللُ! ل َي ْ‬ ‫سقُطُوا م ْن ُم َؤ َ‬ ‫اهلل يديف الخطاة ألجؿ أوالده‪ ،‬ويسقطيـ في مؤامراتيـ (ىاماف ومردخاي) ثـ يستأصميـ‪ .‬والحظ مواصفاتيـ‬

‫وح = لسانيـ مميت كالسيؼ‪ ،‬وضد المسيح ىذا سيضؿ كثيريف بأكاذيبو‪ .‬وألنو قبر مفتوح فيو ال‬ ‫َح ْمقُ ُي ْم قَ ْبٌر َم ْفتُ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫وىا = أما لنشر عدـ اإليماف‪ ،‬أو األكاذيب أو‬ ‫ص َقمُ َ‬ ‫يشبع مف القتمي‪ ،‬يضـ كؿ يوـ قتمى إنكار اإليماف‪ .‬أَْلس َنتُ ُي ْم َ‬ ‫النميمة واإلشاعات الكاذبة أو التجديؼ والشتائـ والكبلـ البطاؿ والمعثر‪ .‬وقابؿ ىذا بقوؿ داود عف نفسو أف‬ ‫لسانو قمـ كاتب ماىر أي يكتب ويرتؿ ما يعممو إياه الروح القدس‪ .‬ليذا حسب كبلـ األشرار سيؼ فيو قاتؿ‬

‫‪31‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص)‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام َرِات ِي ْم = ىذه‬ ‫وحسب كبلـ داود قمـ فيو معمـ‪ .‬وحمقيـ قبر فكبلميـ ميت ببل روح وببل حياة‪ .‬ل َي ْ‬ ‫سقُطُوا م ْن ُم َؤ َ‬ ‫نبوة وليست لعنة‪ ،‬اي لتفشؿ مؤمراتيـ‪.‬‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ِ‬ ‫اس ِم َك‪.‬‬ ‫ون‪َ ,‬وتُ َ‬ ‫ين َعمَ ْي َك‪ .‬إِلَى األ َ​َب ِد َي ْي ِتفُ َ‬ ‫اآليات (ٔ​ٔ‪َ " - )ٕٔ-‬وَي ْف َر ُح َج ِميعُ ا ْل ُمتَّ ِكِم َ‬ ‫ظمٍّمُ ُي ْم‪َ .‬وَي ْبتَ ِي ُج ِب َك ُمحبو ْ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ٍّيق َيا َرب‪َ .‬كأ ََّن ُو ِبتُْر ٍ‬ ‫ت تَُب ِ‬ ‫ضا‪".‬‬ ‫ار ُك ٍّ‬ ‫س تُ ِحيطُ ُو ِب ٍّ‬ ‫الصد َ‬ ‫أل ََّن َك أَ ْن َ‬ ‫الر َ‬ ‫ىي صورة عكسية لآليات (‪ )ٔٓ-ٜ‬فينا نجد نصيب أوالد اهلل وفرحيـ وبركتيـ ونتيجة جيادىـ وسيرىـ يأخذوف‬

‫بركتيـ ونصيبيـ السماوي ميراثيـ‪ .‬لذلؾ ففي الترجمة السبعينية نجد اسـ المزمور لمتماـ مف أجؿ الوراثة‪َ .‬كأ ََّن ُو‬ ‫ِبتُْر ٍ‬ ‫ضا = رضا اهلل عمى المؤمف البار ىو ترس لو‪ ،‬فكأف ترسنا ىو مسرة اهلل ورضاه عمينا‪.‬‬ ‫س تُ ِحيطُ ُو ِب ٍّ‬ ‫الر َ‬ ‫نصمي ىذا المزمور في صبلة باكر لنذكر مقاومي الرب ونمتمئ رجاء في أف اهلل يسندنا وسط ضيقات وخيانات‬

‫األشرار في وسط ىذا العالـ‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش)‬

‫المزمور السادس‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىذا المزمور مف أروع مزامير التوبة ويجب عمى المؤمف أف يردده باستمرار‪ .‬وداود كاف نبياً باكياً مثؿ أرمياء‪.‬‬ ‫وعمى كؿ متألـ أف يفعؿ مثمو‪ .‬والمزامير الثبلثة السابقة كانت تتحدث عف أالـ األبرار بسبب مضايقيف خارجييف‪،‬‬

‫وفي ىذا المزمور وباقي مزامير التوبة نجد أف داود البار يعاني بسبب خطيتو ىو (مزامير التوبة ‪،ٖٛ ،ٖٕ ،ٙ‬‬

‫ٔ٘‪ .)ٖٔٗ ،ٖٔٓ ،ٕٔٓ ،‬وغالباً قاليا داود بسبب خطاياه وأشيرىا خطيتو مع امرأة أوريا‪.‬‬

‫وليجة المزمور تناسب اإلنساف التائب فيي تعبر عف شدة الحزف عمى إرتكاب الخطية‪ ،‬وفييا بكاء وفييا كراىية‬

‫لمخطية وفييا أيضاً رجاء في مراحـ اهلل‪ .‬ونرى ىنا داود يرى أثار الخطية وكيؼ أنيا أثرت عمى نفسو (حزف‬ ‫شديد) وعمى جسده (عظامي قد رجفت)‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫ش ِف ِني َيا‬ ‫يف‪ .‬ا ْ‬ ‫ض ِع ٌ‬ ‫ض ِب َك‪َ ,‬والَ تُ َؤد ٍّْب ِني ِب َغ ْي ِظ َك‪ْ .‬ار َح ْم ِني َيا َرب أل ٍَّني َ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٖ-‬يا َرب‪ ,‬الَ تَُوٍّب ْخ ِني ِب َغ َ‬ ‫ٖ ِ ِ‬ ‫رب أل َّ ِ ِ‬ ‫ت َيا َرب‪ ,‬فَ َحتَّى َمتَى؟"‬ ‫اع ْت ِجدًّا‪َ .‬وأَ ْن َ‬ ‫َن عظَامي قَ ْد َر َجفَ ْت‪َ ,‬وَن ْفسي قَد ْارتَ َ‬ ‫َ‬ ‫اعتراؼ بالخطايا بالرغـ مف كؿ إنذارات اهلل وسماع صوتو‪ ،‬واذا وقفنا أماـ اهلل فبل نطمب إال الرحمة‪ ،‬فنحف‬

‫دنسنا أجسادنا وأسأنا لربنا الذي قدـ لنا دمو وأسأنا لروحو القدوس الساكف فينا‪ ،‬ليس لنا وجو أف نطمب سوى‬

‫الرحمة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِف ِني = مف أمراضي الجسدية = ِع َ ِ‬ ‫اع ْت والمسيح ىو‬ ‫اْ‬ ‫ظامي قَ ْد َر َجفَ ْت‪ ..‬وأمراضي النفسية= َن ْفسي قَد ْارتَ َ‬ ‫الطبيب الماىر الذي يقدـ الشفاء لؤلمراض المستعصية‪ .‬وداود لـ يطمب أف ال يبكتو اهلل أو يوبخو "فالروح القدس‬

‫ىذا ىو عممو أف يبكت" (يو‪ )ٛ2ٔٙ‬ولكف داود يطمب أف ال يكوف ىذا التبكيت يصاحبو سخط وغضب اهلل= الَ‬ ‫ض ِب َك بؿ بكتني كأب يبكت إبنو‪ ،‬ال أريد أف أشعر أنني إنساف منبوذ‪ ،‬وغضب اهلل ُيفنى أما حبو‬ ‫تَُوٍّب ْخ ِني بارب ِب َغ َ‬ ‫يف = وىكذا ينبغي أف نقؼ أماـ اهلل شاعريف‬ ‫ض ِع ٌ‬ ‫األبوي فيصمح ويجبر ويخمص‪ .‬وىنا نجد اعتراؼ داود بأنو َ‬ ‫ت َيا َرب‪ ,‬فَ َحتَّى َمتَى = ىنا شعر المرتؿ بعجزه‪ ،‬وأف‬ ‫بأننا ال نقدر أف نخمص أنفسنا طالبيف مراحـ اهلل‪َ .‬وأَ ْن َ‬ ‫خطيتو تستحؽ الغضب اإلليي وأف كيانو كمو (جسده ونفسو) أخذ في األنييار‪ ،‬فصرخ ال تتركني إلى النياية‪،‬‬ ‫إلى متى تتركني أعاني‪ ،‬إلى متى يا رب تنسانا نتيجة ألعمالنا الشريرة‪.‬‬

‫٘‬ ‫ٗ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِفي ا ْل َم ْو ِت ِذ ْك ُر َك‪ِ .‬في ا ْل َي ِ‬ ‫اوَي ِة‬ ‫ص ِني ِم ْن أ ْ‬ ‫اآليات (ٗ‪ُ " - )٘-‬ع ْد َيا َرب‪َ .‬ن ٍّج َن ْفسي‪َ .‬خمٍّ ْ‬ ‫َج ِل َر ْح َمت َك‪ .‬أل ََّن ُو لَ ْي َ‬ ‫َم ْن َي ْح َم ُد َك؟ "‬

‫ال تتركني وال تيممني وال تنساني بسبب خطاياي بؿ قـ يا رب أيقظ جبروتؾ وىمـ لخبلصنا‪ ،‬ألجؿ مراحمؾ‬ ‫س ِفي ا ْل َم ْو ِت ِذ ْك ُر َك‪ .‬وقولو ُع ْد َيا َرب = اهلل موجود في‬ ‫نجني‪ ،‬ألف العمر الحاضر فقط ىو زماف التوبة = لَ ْي َ‬ ‫كؿ زماف وفي كؿ مكاف‪ .‬ولكف قولو ُع ْد إشارة لحضور النعمة حيث يسكف وسط شعبو‪ ،‬في داخؿ قموبيـ‪ ،‬معمناً‬

‫‪33‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش)‬

‫فأمر الضيقات عمى اإلنساف ىي التي فييا يشعر بغياب اهلل‪.‬‬ ‫إتحادىـ بو‪ .‬واذ يشعروف بوجوده تكوف ليـ راحة‪َّ ،‬‬

‫إلى‪.‬‬ ‫إلى أرجع إليكـ (زؾٔ‪ .)ٖ2‬فقولو عد تفيـ بأف إجعمني أعود يا رب إليؾ لتعود بحضورؾ َّ‬ ‫لذلؾ يقوؿ إرجعوا ّ‬ ‫َج ِل م َار ْح َم َك = أنا ال أستحؽ الخبلص ولكف خمصني مف أجؿ رحمتؾ‪.‬‬ ‫ص ِني ِم ْن أ ْ‬ ‫َخمٍّ ْ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫وعي‪ .‬أُ َذ ٍّو ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (‪ٙ" - )ٚ-ٙ‬تَِع ْب ُ ِ‬ ‫يري ِب ُدم ِ‬ ‫س ِر ِ‬ ‫اخ ْت ِم َن ا ْل َغ ٍّم‬ ‫س َ‬ ‫ُ‬ ‫ت في تَ​َنيدي‪ .‬أ َ‬ ‫ب ف َراشي‪َ .‬‬ ‫ُع ٍّوُم في ُك ٍّل لَْيمَة َ‬ ‫ُ‬ ‫ضا ِي ِق َّي‪".‬‬ ‫ش َ‬ ‫َع ْي ِني‪َ .‬‬ ‫اخ ْت ِم ْن ُك ٍّل ُم َ‬ ‫اخ ْت ِم َن ا ْل َغ ٍّم َع ْي ِني = تعكرت مف‬ ‫س َ‬ ‫ىي آيات تظير أف المزمور مزمور توبة‪ .‬ىنا يحقؽ ما قالو في (مزٗ‪َ .)ٗ2‬‬

‫الغضب عيناي (سبعينية)‪ .‬وغضبو ىنا موجو إلى أعدائو الروحييف الذيف أسقطوه في الخطية وىـ محبة العالـ‬

‫واغراءاتو وشيوات الجسد والشيطاف وحيمو (فحربنا ليست مع لحـ ودـ بؿ مع قوات شر روحية)‪ .‬والحظ أنو يبكي‬ ‫في الميؿ‪ ،‬حيث ال يراه إنساف فعبلقتنا مع اهلل عبلقة خاصة في المخدع وىو في الميؿ يبكي يشير لمخطية فالميؿ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫س ِر ِ‬ ‫يري = التوبة ىي‬ ‫يشير لظممة الخطية (في المساء يحؿ البكاء وفي الصباح السرور)‪ .‬أ َ‬ ‫ُع ٍّوُم في ُك ٍّل لَ ْيمَة َ‬ ‫معمودية ثانية‪ .‬كؿ ىذا اإلنسحاؽ وىو الممؾ العظيـ‪ ،‬لكف مركزه لـ يمنعو مف اإلنسحاؽ أماـ اهلل‪ .‬ومف ال يخاؼ‬

‫ويبكي إذا تذكر دينونة اهلل الرىيبة‪.‬‬

‫اآليات (‪ٛ" - )ٔٓ-ٛ‬اُْبع ُدوا ع ٍّني يا ج ِميع فَ ِ‬ ‫اعمِي‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ٓٔ‬ ‫َع َد ِائي ُي ْخ َز ْو َن‬ ‫ضرِعي‪َّ .‬‬ ‫صبلَ ِتي‪َ .‬ج ِميعُ أ ْ‬ ‫تَ َ‬ ‫الرب َي ْق َب ُل َ‬

‫‪ٜ‬‬ ‫ِ‬ ‫ب قَ ْد ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرب‬ ‫اإل ثِْم‪ ,‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫س ِم َع َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ص ْو َ‬ ‫ت ُب َكائي‪َ .‬‬ ‫سم َع َ‬ ‫َ‬ ‫ون َوُي ْخ َز ْو َن َب ْغتَ ًة‪".‬‬ ‫ون ِجدًّا‪َ .‬ي ُع ُ‬ ‫ود َ‬ ‫اع َ‬ ‫َوَي ْرتَ ُ‬

‫عبلمة التوبة الحقيقية ىي ترؾ كؿ أصدقاء السوء وكؿ عبلمات الخطية فمتى ترؾ مكاف الجباية‪ ،‬وزكا ترؾ‬

‫أموالو وداود ىنا يقوؿ إبعدوا عني يا جميع فاعمي اإلثـ وتأمؿ إضطراب داود في أوؿ المزمور وثقتو في استجابة‬

‫اهلل وقبولو لتوبتو‪ .‬ولنعمـ أف مف ضمف فاعمي اإلثـ ىـ الشياطيف الذيف يشككوف في قبوؿ التوبة‪ .‬ولذلؾ يرد داود‬ ‫ضرِعي‪ .‬وسبلح داود في محاربة ىؤالء األعداء ىو الصبلة‪ ،‬وىو أحس وشعر بأف‬ ‫س ِم َع َّ‬ ‫الرب تَ َ‬ ‫عمييـ بثقة الرب َ‬ ‫اهلل استجاب لدموعو‪ ،‬إذ مؤله قوة جديدة فتغيرت نغمة صبلتو واستعاد ىدوءه بؿ صار يتكمـ بفرح‪ ،‬فالذيف‬ ‫يزرعوف بالدموع يحصدوف باالبتياج (مز‪ .)٘2ٕٔٙ‬ونصمي المزمور في باكر لنذكر ىذه القوة والفرح وقبوؿ‬

‫التوبة‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع)‬

‫المزمور السابع‬

‫عودة لمجدول‬

‫العنواف شجوية= ال يمكف تحديد المعنى تماماً‪ ،‬وربما تعني مرثاة أو صراخ عالي حينما كاف المرنـ في حالة‬ ‫ارتباؾ مف االضطياد الواقع عميو‪ .‬وقيؿ أنيا مشتقة مف كممة عبرية معناىا يتجوؿ تائياً بسبب ىروبو مف شاوؿ‬

‫وارتباكو بسبب ىذا‪.‬‬

‫كوش البنياميني= لـ يذكر الكتاب أف ىناؾ شخصاً بيذا االسـ قد تكمـ عمى داود‪ ،‬لذلؾ وجدت عدة أراء لتفسير‬ ‫ىذا االسـ‪ .‬فالبابا أثناسيوس الرسوؿ والقديس باسيميوس الكبير قاال أنو حوشاي األركي الذي أبطؿ بحكمتو‬

‫مشورة أخيتوفؿ وأسماه البنياميني أي ابف اليميف ألنو كاف أميناً مع داود‪ .‬وقاؿ آخروف أف كوش ىو شمعي الذي‬ ‫شتـ داود‪ .‬وربما ىو صديؽ لشاوؿ كاف يوقع بينو وبيف داود كمما ىدأ شاوؿ مف جية داود‪ .‬أو ىو شاوؿ نفسو‬ ‫ِ‬ ‫ب ىذا المزمور أثناء اضطياد شاوؿ لداود‪ ،‬أو أثناء خيانة‬ ‫واسماه كوش أي أسود بسبب أعمالو‪ .‬وسواء ُكت َ‬ ‫إبشالوـ لو فاهلل أنقذه مف مؤامرات أعدائو‪ .‬وفي ىذا ىو يرمز لممسيح المتألـ الذي استجاب لو اآلب‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫ين ي ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‪َ .‬خمٍّ ِ ِ‬ ‫ِ ٕ ِ َّ‬ ‫َس ٍد‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬يا َرب إِل ِيي‪َ ,‬عمَ ْي َك تَ​َو َّك ْم ُ‬ ‫صني م ْن ُك ٍّل الَّذ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫س َكأ َ‬ ‫ط ُرُدوَنني َوَن ٍّجني‪ ,‬ل َئبل َي ْفتَ ِر َ‬ ‫َن ْف ِسي َى ِ‬ ‫َّاىا َوالَ ُم ْن ِق َذ‪"..‬‬ ‫اش ًما إِي َ‬ ‫ِ‬ ‫َس ٍد = بصيغة المفرد‪ .‬فكاف كثيروف يضطيدوف داود‪ .‬ولكف‬ ‫ُك ٍّل الَِّذ َ‬ ‫س َكأ َ‬ ‫ين َي ْط ُرُدوَنني = بصيغة الجمع‪َ ..‬ي ْفتَ ِر َ‬ ‫كاف واحداً وىو كأسد زائر وراء كؿ ىذا االضطياد وىو إبميس‪ .‬ونرى ىنا إتكاؿ داود الكامؿ عمى اهلل‪ ،‬وطمبو‬

‫الخبلص مف يده‪ .‬والحظ قولو اييا ال َرب إِل ِيي = فأنت رب الخميقة كميا وضابط الكؿ‪ ،‬وأنت إليي أنا بوجو‬ ‫خاص‪ .‬ولقد أضطيد إبميس آدـ فطرد مف الجنة‪ ،‬واضطيد المسيح‪ .‬وىو استبعد آدـ وخطؼ نفسو ولكنو لـ‬

‫يستطع ىذا مع المسيح فالمسيح كاف ببل خطية‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫ش ًّرا‪,‬‬ ‫ت ى َذا‪ .‬إِ ْن ُو ِج َد ظُ ْم ٌم ِفي َي َد َّ‬ ‫سالِ ِمي َ‬ ‫ي‪ .‬إِ ْن َكافَأ ُ‬ ‫ت قَ ْد فَ َع ْم ُ‬ ‫ُك ْن ُ‬ ‫ْت ُم َ‬ ‫ِ‬ ‫ض َح َي ِاتي‪َ ,‬وْل َي ُحطَّ إِلَى التر ِ‬ ‫س إِلَى األ َْر ِ‬ ‫اب‬ ‫َع ُد ٌّو َن ْفسي َوْل ُي ْد ِرْك َيا‪َ ,‬وْل َي ُد ْ‬ ‫َ‬

‫اآليات (ٖ‪َ ٖ" - )٘-‬يا َرب إِل ِيي‪ ,‬إِ ْن‬ ‫ت م َ ِ‬ ‫س َب ٍب‪َ ٘ ,‬ف ْم ُيطَ ِ‬ ‫ارْد‬ ‫ضا ِيقي ِببلَ َ‬ ‫َو َ‬ ‫سمَ ْب ُ ُ‬ ‫َم ْج ِدي‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ربما ينطبؽ ىذا عمى داود‪ ،‬وأنو كاف كممؾ عادؿ‪ ،‬وكاف بقدر استطاعتو با اًر أماـ اهلل‪ .‬ولكنو ىنا يتنبأ عف‬ ‫المسيح الكامؿ الذي ببل خطية‪ .‬وبينما استعبد إبميس آدـ وبنيو بسبب سقوطيـ‪ ،‬لـ يستطيع ىذا مع المسيح‬

‫لكمالو وبره‪ .‬ونبلحظ أف اهلل قاؿ لمحية تأكميف تراباً‪ ،‬فكؿ مف يعيش في تراب ىذا العالـ وتستيويو شيواتو يصبح‬

‫تراباً ومأكبلً إلبميس‪ .‬لذلؾ عمينا أف نقارف حالنا مع ما قالو داود ىنا فيو لـ يوجد في يده ظمـ ولما يكافئ أحد‬

‫ش اًر حتى الذيف ضايقوه‪ ،‬وفي ىذا طبؽ داود تعميـ العيد الجديد‪ .‬فإف كنا ىكذا فعبلً ال يقوى عمينا إبميس وال‬ ‫يدوسنا والمسيح قَبِ َؿ أف يموت بعد أف أخمى ذاتو حتى ال نموت نحف ونداس مف إبميس‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع)‬

‫وىناؾ مف يعترض عمى داود أنو يذكر بره وقداستو‪ .‬ولكف األغمب أف ىذا لـ يكف في فكر داود فكؿ مزاميره‬

‫تنطؽ باالنسحاؽ‪ .‬ولكنو يذكر أنو برئ مف التيـ المزورة التي الصقيا بيا أعداؤه‪ .‬وبالنسبة لنا حيف نق أر ىذا‬ ‫ونصمي بو فعمينا أف نبكت أنفسنا‪ .‬واف كانت نبوة عف المسيح فيو البار وحده‪.‬‬

‫‪ٚ‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫ضا ِي ِق َّي َوا ْنتَِب ْو لِي‪ِ .‬با ْل َح ٍّ‬ ‫ص ْي َ‬ ‫س َخ ِط ُم َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٓ-ٙ‬قُ ْم َيا َرب ِب َغ َ‬ ‫ت‪َ .‬و َم ْج َمعُ‬ ‫ق أ َْو َ‬ ‫ض ِب َك‪ْ .‬ارتَف ْع َعمَى َ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫وب‪ .‬اق ِ‬ ‫ْض لِي َيا َرب َك َحقٍّي َو ِم ْث َل َك َمالِي الَِّذي ِف َّي‪.‬‬ ‫ا ْلقَ َب ِائ ِل ُي ِحيطُ ِب َك‪ ,‬فَ ُع ْد فَ ْوقَ َيا إِلَى ا ْل ُعمَى‪َّ .‬‬ ‫الرب َي ِد ُ‬ ‫ين الش ُع َ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ص مستَ ِق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٓٔ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ا ْل ُقمُ ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫يمي‬ ‫ار َوثٍَّب ِت ٍّ‬ ‫شر األَ ْ‬ ‫لِ َي ْنتَ ِو َ‬ ‫الصد َ‬ ‫وب َوا ْل ُكمَى اهللُ ا ْل َبار‪ .‬تُْرسي ع ْن َد اهلل ُم َخمٍّ ِ ُ ْ‬ ‫ٍّيق‪ .‬فَِإ َّن فَاح َ‬ ‫ا ْل ُقمُ ِ‬ ‫وب‪".‬‬

‫داود يمجأ هلل ليكوف ترس لو أي يحميو مف مؤامرات األعداء‪ .‬وبالمعنى النبوي نجده يتنبأ عف عمؿ المسيح في‬ ‫صمبو= ْارتَ ِف ْع‪ .‬في قيامتو= قُ ْم‪ .‬ثـ بصعوده= ُع ْد فَ ْوقَ َيا إِلَى ا ْل ُعمَى‪ .‬فالمسيح بعد أف ارتفع عمى الصميب قاـ مف‬ ‫األموات‪ .‬ولكنو في كؿ حيف ىو في وسط كنيستو= َو َم ْج َمعُ ا ْلقَ َب ِائ ِل ُي ِحيطُ ِب َك‪ .‬وكاف نداء داود عد إلى العمي ىو‬ ‫وب = فالدينونة أعطيت لبلبف (يو٘‪ .)ٕ​ٕ2‬فاهلل أداف إبميس‬ ‫لكي تصعد باكورتنا إلى السماء‪ .‬و َّ‬ ‫الرب َي ِد ُ‬ ‫ين الش ُع َ‬ ‫وأتباعو‪ ،‬وفي اليوـ األخير سيمقي في البحيرة المتقدة بالنار‪ .‬ولقد بدأت الدينونة بالصميب‪ .‬أما داود فيو يسمـ‬

‫قضيتو بيف يدي اهلل لكي يديف اهلل أعداؤه ويحكـ لو وينصفو‪ ،‬فاهلل وحده ىو الذي يعرؼ براءتو فيو فاحص‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ار‬ ‫شر األَ ْ‬ ‫القموب والكمي‪ .‬ىو اهللُ ا ْل َبار = اهلل العادؿ‪ .‬ونبلحظ أف داود ىنا ال يطمب فناء الشرير بؿ قاؿ لِ َي ْنتَ ِو َ‬ ‫= ىو يطمب ليـ التوبة‪ .‬وىكذا ينبغي أف نصمي‪.‬‬ ‫ٍّيق = حتى ال يسقط في غوايات إبميس‪ ،‬وحتى يحتمؿ آالـ األشرار كما ثبت اهلل الشيداء في إيمانيـ‬ ‫َوثٍَّب ِت ٍّ‬ ‫الصد َ‬ ‫إلى النفس األخير (متٕٗ‪ .)ٖٔ2‬وقولو قُ ْم ىو صرخة كؿ متألـ حتى يرفع اهلل الظمـ عنو‪ ،‬ففي وسط الضيؽ‬ ‫يظف اإلنساف أف الشر قد انتصر‪ ،‬فيصرخ إلى اهلل ليقوـ ويحقؽ العدؿ‪ .‬وقولو ُع ْد فوقيا إلى العمى و ْارتَ ِف ْع َعمَى‬ ‫ضا ِي ِق َّي = أي إظير أنؾ فوؽ ىؤالء األشرار وتمجد أماميـ‪َ .‬م ْج َمعُ ا ْلقَ َب ِائ ِل = مجمع الشعوب أي كنيسة‬ ‫س َخ ِط ُم َ‬ ‫َ‬ ‫المسيح‪.‬‬

‫ٕٔ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (ٔ​ٔ‪ٔ​ٔ" - )ٖٔ-‬اَهللُ قَ ٍ‬ ‫س ُو‬ ‫جع ُي َحد ْ‬ ‫اض َع ِاد ٌل‪َ ,‬وِا ٌ‬ ‫س َخطُ في ُك ٍّل َي ْوٍم‪ .‬إِ ْن لَ ْم َي ْر ْ‬ ‫لو َي ْ‬ ‫س ْيفَ ُو‪َ .‬م َّد قَ ْو َ‬ ‫ٍّد َ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام ُو ُم ْمتَ ِي َب ًة‪".‬‬ ‫َو َى َّيأ َ‬ ‫سد َ‬ ‫َّد َن َ‬ ‫َىا‪َ ,‬و َ‬ ‫حوهُ آل َة ا ْل َم ْوت‪َ .‬ي ْج َع ُل س َي َ‬

‫المرتؿ ينبو األشرار حتى يرجعوا بالتوبة‪ ،‬فإف لـ يرجعوا سيضربيـ اهلل‪ .‬إف لـ يرجع الشرير عف شره يحدد اهلل‬

‫ٍ‬ ‫وماض كالسيـ‪ .‬واهلل قبؿ أف يقتؿ الجسد بسيامو‪ ،‬يوجو سياماً معنوية لمضمير‬ ‫سيفو‪ .‬فعدؿ اهلل حاد كالسيؼ‬ ‫لعمو يتحرؾ ويتوب‪ .‬وىذه السياـ المعنوية ىي كممتو وك ارزتو‪ .‬وضربات اهلل لمشرير تتدرج لتصؿ إلى الموت‬

‫فعبلً‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع)‬ ‫٘ٔ‬ ‫ٗٔ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِب ِ ِ‬ ‫سقَطَ ِفي ا ْل ُي َّوِة الَِّتي‬ ‫اآليات (ٗٔ‪ُ " - )ٔٚ-‬ى َوَذا َي ْم َخ ُ‬ ‫اإل ثْم‪َ .‬ح َم َل تَ َع ًبا َو َولَ َد َكذ ًبا‪َ .‬ك َار ُجبًّا‪َ .‬حفَ َرهُ‪ ,‬فَ َ‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ب ا ْل َعمِ ٍّي‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫السِم َّ‬ ‫َح َم ُد َّ‬ ‫ام ِت ِو َي ْي ِبطُ ظُ ْم ُم ُو‪ .‬أ ْ‬ ‫سَ‬ ‫ب ِبٍّرِه‪َ ,‬وأ َُرٍّن ُم ْ‬ ‫ب َح َ‬ ‫َ‬ ‫ص َن َع‪َ .‬ي ْرجعُ تَ َع ُب ُو َعمَى َأرْسو‪َ ,‬و َعمَى َى َ‬

‫آية (ٗٔ) ىي ما ردده يعقوب في (يع٘ٔ‪ .)ٔٗ2ٔ،‬فمف يتحد بالمسيح يكوف لو ثمار الروح‪ .‬ومف يتحد بإبميس‬

‫ينجب كذب وخداع وعنؼ وقمؽ وتعب‪ .‬فالخطية يصحبيا فقداف السبلـ‪ .‬وتنتيي بأف ما يزرعو اإلنساف فإياه‬ ‫يحصد‪َ .‬ك ار جبًّا = أي حفر حفرة فسقط فييا (أـ‪ + ٕٚ2ٕٙ‬جآٔ‪ .)ٛ2‬يرجع تَعب ُو عمَى أر ِ‬ ‫ْس ِو = (حزٕ​ٕ‪)ٖٔ2‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َْ ُ َُ َ َ‬ ‫وىذا يقولو داود عف كؿ مف دبَّر لو ش اًر‪ ،‬فكؿ ما يدبره األعداء سيرتد عمى رؤوسيـ وىذا ما حدث مع ىاماف‪.‬‬

‫رم اًز لما حدث مع المسيح‪ ،‬فقد تآمر ييوذا عميو وكاف في نيايتو درساً لكؿ مف يقؼ في وجو اهلل‪ .‬وكاف أخيتوفؿ‬ ‫يرمز لييوذا‪ .‬ثـ ينيي المرنـ مزموره بتسبيح اهلل العمي‪ ،‬الذي يتعالى عمى كؿ أعدائو ويتمجد فييـ‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه)‬

‫المزمور الثامن‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىو مزمور تسبيح هلل عمى كؿ أعمالو التي تنطؽ بمجده‪ .‬ويمخص داود أعماؿ اهلل في‪-2‬‬ ‫‪.1‬‬

‫مجد اهلل ظاىر في السموات فيي عمؿ يديو‪ ..‬القمر والنجوـ وكؿ ما فوقنا‪.‬‬

‫‪.2‬‬

‫التسبيح الذي يخرج مف فـ األطفاؿ‪ .‬فالطفؿ بصعوبة يتعمـ ولكنو بسيولة يسبح اهلل ويحبو‪.‬‬

‫‪.3‬‬

‫اهلل الدياف بعدؿ يظير في دينونتو قداستو وفي دينونتو يسكت العدو والمنتقـ‪.‬‬

‫‪.4‬‬ ‫‪.5‬‬

‫خمقة اهلل لئلنساف‪ ،‬وكوف اإلنساف ينقص قميبلً عف المبلئكة‪ ،‬وأف اهلل يعطي سمطاناً لئلنساف‪.‬‬

‫قد ينشأ في داخؿ اإلنساف شعور بتفاىتو وأنو ال يساوي شئ (ىذا شعور ىاـ مف الناحية الروحية‬

‫الكتساب فضيمة التواضع)‪ ..‬ولكننا نرى الجانب اآلخر ليكوف مفيوـ التواضع صحيحاً أف اهلل يحب‬

‫اإلنساف وأعطاه سمطاناً ومف أجمو تجسد وافتدى اإلنساف‪ .‬إذاً فاإلنساف ميـ جداً عند اهلل‪ .‬وأف اهلل أعد‬

‫مجداً لئلنساف‪.‬‬

‫وىذا المزمور إتخذ رم اًز ونبوة صريحة عف المسيح في العيد الجديد ولنراجع‪-2‬‬ ‫‪.1‬‬

‫(متٕٔ‪ )ٔٙ2‬فتسبيح األطفاؿ حدث فعبلً في دخوؿ المسيح إلى أورشميـ‪ .‬وكمما عدنا لمرحمة الطفولة‬

‫‪.2‬‬

‫(عبٕ‪ )ٛ-ٙ2‬ونقارنو مع اآليات (ٗ‪ )ٙ-‬مف المزمور‪ .‬فبولس الرسوؿ رأى في ىذا نبوة عف المسيح‬

‫وبساطتيا يسيؿ أف نسبح اهلل "إف لـ ترجعوا وتصيروا مثؿ ىؤالء األطفاؿ‪( " ..‬مت‪.)ٖ2ٔٛ‬‬

‫الذي أنقص عف المبلئكة بكونو صار إنساناً ومات‪ .‬ولكنو تكمؿ بالمجد والكرامة في قيامتو وصعوده‬ ‫وجموسو عف يميف اآلب‪.‬‬

‫‪.3‬‬

‫(ٔكو٘ٔ‪ )ٕٚ2‬ونقارنيا مع آية (‪ )ٙ‬تسمطو عمى أعماؿ يديؾ‪ ،‬جعمت كؿ شئ تحت قدميو ونرى ىنا‬ ‫خضوع الخميقة كميا لممسيح‪ .‬فاهلل خمؽ آدـ وأعطاه سمطاناً عمى جميع المخموقات وفقده بالخطية‪،‬‬ ‫وخسر كؿ المجد الذي كاف فيو‪ .‬ولكف المسيح جاء ليعيد لئلنساف المجد الذي خسره "بمجد وبياء تكممو"‪،‬‬

‫فأي مجد صار لنا بالخبلص الذي قدمو المسيح‪ .‬لقد صار لنا مجد أوالد اهلل ألننا سنصير مثمو تماماً‪.‬‬

‫(ٔيوٕ‪ + ٔ2ٖ،‬فيٖ‪)ٕٔ2‬‬

‫فيذا المزمور الذي يتحدث عف مجد اهلل عف خمقتو لمطبيعة ولئلنساف يتحدث أيضاً عف عمؿ المسيح ليعيد‬ ‫المجد لئلنساف بعد أف فقده بخطيتو‪ .‬فنرى في ىذا المزمور محبة اهلل لئلنساف وعنايتو بو‪ ،‬والمجد الذي أعد لنا‬

‫وشركة الحياة األبدية مع الرب يسوع‪.‬‬

‫عمى الجتية = ربما ىي آلة موسيقية‪ ،‬أو لحف موسيقي مشيور في جت (مدينة فمسطينية وكاف لداود عبلقة‬ ‫وثيقة بيا‪ ،‬وكاف حرسو الخاص مف جت‪ .‬وفي العبرية كممة جت تعني معصرة لذلؾ ترجمتيا السبعينية عمى‬

‫المعاصر‪ .‬ولنقارف مع عنواف المزمور التاسع "عمى موت االبف" لنرى االرتباط‪ ،‬فاالبف يسوع حيف مات داس‬

‫المعصرة وحده بصميبو (أشٖ‪)ٖ2ٙ‬‬

‫‪38‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه)‬

‫ٔ‬ ‫السماو ِ‬ ‫اس َم َك ِفي ُك ٍّل األ َْر ِ‬ ‫ات‪".‬‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬أَي َيا َّ‬ ‫ض! َح ْي ُ‬ ‫ت َجبلَ لَ َك فَ ْو َ‬ ‫ث َج َع ْم َ‬ ‫س ٍّي ُد َنا‪َ ,‬ما أ َْم َج َد ْ‬ ‫ق َّ َ َ‬ ‫الرب َ‬ ‫اس َم َك = فاسمو يدعي عجيباً (اش‪ ،)ٙ2ٜ‬باسـ يسوع الناصري قـ وامش (أعٖ‪ + ٙ2‬أعٗ‪( .)ٕٔ2‬تدريب=‬ ‫أ َْم َج َد ْ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ات = فالمبلئكة في‬ ‫ت َجبلَ لَ َك فَ ْو َ‬ ‫االلتزاـ بصبلة يسوع ) "يا ربي يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ" َج َع ْم َ‬ ‫ق َّ َ َ‬ ‫السموات عمميا تسبيح اهلل‪ .‬والنفس التي تسبح اهلل تكوف في السموات وتشترؾ مع المبلئكة في تسابيحيا‪.‬‬

‫َض َد ِاد َك‪ ,‬لِتَس ِك ِ‬ ‫آية (ٕ) ‪ِ ٕ" -‬م ْن أَفْو ِ‬ ‫طفَ ِ‬ ‫يت َع ُد ٍّو َو ُم ْنتَ ِقٍم‪".‬‬ ‫ال َوالرض ِ‬ ‫َّع أ َّ‬ ‫اه األَ ْ‬ ‫س َب ِب أ ْ‬ ‫سَ‬ ‫ْ‬ ‫َس ْ‬ ‫ت َح ْم ًدا ِب َ‬ ‫َ‬ ‫ِم ْن أَفْو ِ‬ ‫اه األَ ْطفَ ِ‬ ‫ت َح ْم ًدا = األطفاؿ ىـ المولوديف جديداً في المعمودية وبالتوبة‪ ،‬ىـ مف عادوا‬ ‫ال َوالرض ِ‬ ‫َّع أ َّ‬ ‫سَ‬ ‫َس ْ‬ ‫َ‬ ‫مف خطيتيـ بتوبتيـ ليشبيوا األطفاؿ في بساطتيـ وطيارتيـ والرضع ىـ مف يرضعوف تعاليـ الكتاب المقدس‬ ‫َض َد ِاد َك لِتَس ِك ِ‬ ‫يت َع ُد ٍّو َو ُم ْنتَ ِقٍم = إختار اهلل جياؿ العالـ ليخزي الحكماء‪ ،‬واختار ضعفاء‬ ‫س َب ِب أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫(ٔكوٕ‪ِ .)ٔ2ٖ،‬ب َ‬ ‫العالـ ليخزي األقوياء‪ٔ( ..‬كو‪ .)ٕٚ2ٔ،ٕٜ‬فيؤالء األطفاؿ الروحييف ييزموف جبابرة العالـ (ٕكو٘‪.)ٗ2ٔٓ،‬‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬إِ َذا أَرى سماو ِات َك عم َل أ ِ ِ‬ ‫وم الَِّتي َك َّوْنتَ َيا‪",‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ​َ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َصابع َك‪ ,‬ا ْلقَ َم َر َوالن ُج َ‬ ‫َصا ِب ِعك‪.‬‬ ‫وم يشيروف لمقديسيف‪ .‬ما جعميـ نو اًر ىكذا ىو عمؿ الروح القدس = أ َ‬ ‫ا ْلقَ َمر يشير لمكنيسة َوالن ُج َ‬ ‫آية (ٗ) ‪ٗ" -‬فَ َم ْن ُى َو ِ‬ ‫آد َم َحتَّى تَ ْفتَ ِق َدهُ؟"‬ ‫ان َحتَّى تَذ ُك َرهُ؟ َو ْاب ُن َ‬ ‫س ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َم ْن ُى َو ِ‬ ‫آد َم َحتَّى تَ ْفتَ ِق َدهُ = اإلنساف عزيز جداً في عيني اهلل وىنا المرتؿ يتعجب ليذه‬ ‫ان َحتَّى تَذ ُك َرهُ؟ َو ْاب ُن َ‬ ‫س ُ‬ ‫اإل ْن َ‬

‫المحبة التي بسببيا افتقدنا اهلل بفدائو‪.‬‬

‫آية (٘) ‪٘" -‬وتَْنقُص ُو َقمِيبلً ع ِن ا ْلمبلَ ِئ َك ِة‪ ,‬وِبم ْج ٍد وبي ٍ‬ ‫اء تُ َكمٍّمُ ُو‪".‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ​َ​َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َقميبلً َع ِن ا ْل َمبلَ ئ َكة ألنو أخذ جسدنا ومات ثـ تمجد في قيامتو‪.‬‬ ‫ىي عف المسيح الذي بتجسده صار أ ْنقُ َ‬ ‫واإلنساف بوضع عاـ أقؿ قميبلً مف المبلئكة بسبب جسده الذي إتخذه المسيح فشابو اإلنساف تماماً‪ ،‬وذلؾ ليعيد‬ ‫لئلنساف مجده = ِب َم ْج ٍد َوَب َيا ٍء تُ َكمٍّمُ ُو ىذه تقاؿ عف المسيح بعد صعوده‪ ،‬وتقاؿ لئلنساف الذي آمف وثبت في‬ ‫المسيح فصار وارثاً‪.‬‬ ‫ِ ‪ٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫َعم ِ‬ ‫اآليات (‪ٙ" - )ٛ-ٙ‬تُ َ ٍّ‬ ‫يعا‪َ ,‬وَب َي ِائ َم ا ْل َبٍّر‬ ‫ت ُك َّل َ‬ ‫ش ْي ٍء تَ ْح َ‬ ‫ال َي َد ْي َك‪َ .‬ج َع ْم َ‬ ‫ت قَ َد َم ْيو ا ْل َغ َن َم َوا ْل َبقَ َر َجم ً‬ ‫سمطُ ُو َعمَى أ ْ َ‬ ‫السالِ َك ِفي سب ِل ا ْل ِمي ِ‬ ‫ضا‪ٛ ,‬وطُيور َّ ِ‬ ‫اه‪".‬‬ ‫س َم َك ا ْل َب ْح ِر َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫الس َماء‪َ ,‬و َ‬ ‫أ َْي ً َ ُ َ‬

‫ىذا السمطاف كاف لئلنساف قبؿ سقوطو (تؾٔ‪ .)ٕٛ2‬ونرى صورة لمسمطاف الذي عاد لئلنساف عمى الخميقة بعد‬

‫الفداء في قصة مثؿ األنبا برسوـ العرياف والثعباف‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه)‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫اس َم َك ِفي ُك ٍّل األ َْر ِ‬ ‫ض!"‬ ‫اآلية (‪ " - )ٜ‬أَي َيا َّ‬ ‫س ٍّي ُد َنا‪َ ,‬ما أ َْم َج َد ْ‬ ‫الرب َ‬ ‫ال يختـ المرتؿ تأمبلتو في المزمور بسمطاف اإلنساف بؿ بمجد اهلل وىو نفس ما قالو في آية (ٔ) فالمجد في‬

‫البداية والنياية ىو هلل‪ ،‬ومجد اإلنساف عطية منو‪.‬‬

‫نصمي ىذا المزمور في باكر‪ ،‬فبعد ما صمينا (مز‪ )ٙ‬مزمور التوبة نرى ىنا أمجاد التوبة‪ .‬ونرى المسيح الذي‬

‫توج بالمجد والكرامة بعد أف قاـ وصعد لمسموات‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع)‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور التاسع‬

‫في النسخة السبعينية نجد المزموراف (‪ )ٔٓ،ٜ‬كبلىما عبارة عف مزمور واحد ىو رقـ (‪ )ٜ‬وىناؾ أسباب كثيرة‬ ‫تؤكد وحدة المزموريف‪2‬‬ ‫‪.1‬‬

‫ثمة نسؽ ىجائي عبراني‪ ،‬أو تركيب لغوي (ألفا بيتا) ممتد في المزموريف‪.‬‬

‫‪.2‬‬

‫ال يوجد عنواف لممزمور العاشر‪ ،‬وىذا يؤكد أنو امتداد لممزمور التاسع‪.‬‬

‫‪.3‬‬

‫استم اررية األفكار فمزمور (‪ )ٜ‬يتكمـ عف األعداء الخارجيف ومزمور (ٓٔ) يتكمـ عف األعداء‬

‫الداخمييف الذيف يظمموف المساكيف‪ .‬ولكف كبلىما يتكمـ عف أزمنة الضيؽ‪.‬‬ ‫غالباً فداود رنـ ىذا المزمور بعد انتصاره في إحدى معاركو ضد أعداء شعبو‪.‬‬

‫عمى موت االبن = قد تعني أف نغمة المزمور عمى لحف مشيور بيذا االسـ‪ .‬وىناؾ مف قاؿ أنو قاليا بعد‬ ‫انتصاره عمى قوات إبشالوـ وموت إبشالوـ ابنو‪ .‬إال أنو مف الناحية النبوية يشير لموت المسيح االبف الوحيد‬ ‫بالجسد ليعطينا الخبلص وىذا ىو سبب الفرح والتيميؿ والتسبيح في المزمور‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِب ُك ٍّل َق ْم ِبي‪ .‬أُحد ُ ِ‬ ‫الس ِم َك أَي َيا ا ْل َعمِي‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫َح َم ُد َّ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٕ-‬أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ٍّث ِب َجمي ِع َع َجائ ِب َك‪ .‬أَف َْر ُح َوأ َْبتَ ِي ُج ِب َك‪ .‬أ َُرٍّن ُم ْ‬ ‫صبلة شكر ألجؿ االنتصار عمى عدو‪ ،‬وأوالد اهلل ال يكفوف عف شكره عف كؿ أعماؿ محبتو‪ ،‬فيـ أدركوا محبتو‬

‫وعنايتو وحكمتو حتى في اآلالـ التي تحؿ بيـ لذلؾ تصمي الكنيسة شاكرة اهلل عمى كؿ حاؿ‪ِ ..‬ب ُك ٍّل َق ْم ِبي = فمف‬ ‫يحب اهلل مف كؿ قمبو سيشكره مف كؿ قمبو أي بكؿ ىمة ونشاط‪ .‬ومف يتأمؿ في أعماؿ اهلل معو سيجد أعمالو‬

‫كميا عجيبة وكؿ اليوـ وكميا بحكمة تصنع‪ .‬واذا فيمنا أف المزمور يتحدث عف الخبلص الذي تـ بالصميب‪.‬‬

‫أَف َْر ُح َوأ َْبتَ ِي ُج ِب َك = مف يفرح بالعالـ يفرح بشيء ٍ‬ ‫فاف سينتيي وربما يفرح اليوـ وينتيي الفرح في الغد‪ ،‬أما مف‬ ‫يفرح باهلل ففرحو دائـ كامؿ أبدي‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫آية (ٖ) ‪ِ ٖ" -‬ع ْن َد رجوِع أ ْ ِ‬ ‫ون ِم ْن قُد ِ‬ ‫َّام َو ْج ِي َك‪",‬‬ ‫ون َوَي ْيمِ ُك َ‬ ‫سقُطُ َ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫َع َدائي إِلَى َخ ْمف‪َ ,‬ي ْ‬ ‫رجوع األعداء لخمؼ حدث مع داود حينما سقط عدوه جميات‪ .‬وحدثت حينما أتى الييود لمقبض عمى المسيح‬ ‫وقاؿ ليـ أنا ىو فسقطوا‪ ،‬وحدثت في اندحار إبميس حينما حاوؿ أف يجرب المسيح عمى الجبؿ وحدثت في‬

‫معركة الصميب‪ .‬وتحدث في حياة كؿ منا حيف يغمب المسيح إبميس فينا (رؤ‪ .)ٕ2ٙ‬فالمسيح ىو قائد مسيرتنا‬

‫(راجع‪.)ٙ-ٖ2ٔٛ‬‬

‫ٗ‬ ‫اي‪.‬‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )ٜ-‬أل ََّن َك أَقَ ْم َ‬ ‫ت َحقٍّي َوَد ْع َو َ‬ ‫ٍّ‬ ‫َّى ِر َواأل َ​َب ِد‪ٙ .‬اَْل َع ُدو‬ ‫اس َم ُي ْم إِلَى الد ْ‬ ‫ير‪َ .‬م َح ْو َ‬ ‫ت ْ‬ ‫الشٍّر َ‬

‫٘‬ ‫ت عمَى ا ْل ُكر ِس ٍّي قَ ِ‬ ‫ت‬ ‫ُم َم‪ .‬أ ْ‬ ‫َىمَ ْك َ‬ ‫اض ًيا َع ِادالً‪ .‬ا ْنتَ َي ْر َ‬ ‫سَ َ‬ ‫َجمَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ت األ َ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ت م ُد ًنا‪ .‬ب َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرب‬ ‫َما َّ‬ ‫س ُو‪ .‬أ َّ‬ ‫َ‬ ‫اد ذ ْك ُرهُ َن ْف ُ‬ ‫تَ َّم َخ َر ُاب ُو إلَى األ َ​َبد‪َ .‬و َى َد ْم َ ُ‬

‫‪41‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع)‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ين الشعوب ِب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫فَِإلَى الد ْ‬ ‫اء ُك ْر ِسي ُ‬ ‫س‪ .‬ثَب َ‬ ‫ام ِة‪َ .‬وَي ُك ُ‬ ‫س ُكوَن ِة ِبا ْل َع ْد ِل‪َ .‬ي ِد ُ‬ ‫َّت لِ ْمقَ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّو‪َ ,‬و ُى َو َي ْقضي ل ْم َم ْ‬ ‫َّى ِر َي ْجم ُ‬ ‫االستقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫الضي ِ‬ ‫س ِح ِ‬ ‫ق‪".‬‬ ‫ق‪َ .‬م ْم َجأً ِفي أ َْزِم َن ِة ٍّ‬ ‫َّ‬ ‫الرب َم ْم َجأً ل ْم ُم ْن َ‬ ‫اضيا ع ِادالً = بعد صعود المسيح جمس عف يميف اآلب واالبف أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُعط َى لو الدينونة‬ ‫سَ‬ ‫ت َعمَى ا ْل ُك ْرس ٍّي قَ ً َ‬ ‫َجمَ ْ‬ ‫(يو٘‪ .)ٕ​ٕ2‬وحيف يأتي عمى السحاب سيديف األحياء واألموات‪ .‬بؿ ىو يجمس أيضاً كممؾ في قموب محبيو‬

‫ويديف الخطية فييـ أي ينزعيا مف داخميـ إذ ممكوه عمييـ فينزع الكرسي الذي امتمكو إبميس في قموبيـ ويجمس‬

‫ُم َم = بالنسبة لداود فاألمـ ىي األمـ الوثنية التي حاربتو‪ .‬ونفيـ األمـ بالنسبة لنا أنيا‬ ‫ىو عميو‪ .‬ا ْنتَ َي ْر َ‬ ‫ت األ َ‬ ‫ت ٍّ‬ ‫ير‬ ‫الخطايا والشرور‪ ،‬فحينما يممؾ المسيح ينتير خطايانا ويبكتنا عمييا فبل شركة لمنور مع الظممة‪ .‬أ ْ‬ ‫َىمَ ْك َ‬ ‫الشٍّر َ‬ ‫ت اسميم إِلَى ِ‬ ‫األبد = بعد الصميب لـ يعد لمشيطاف قوة وال‬ ‫= طالما بصيغة المفرد فيذا يشير إلبميس َم َح ْو َ ْ َ ُ ْ‬

‫ت ُم ُد ًنيم= المدف عادة محصنة‪ ،‬وىكذا كاف إبميس ولكف المسيح ىدـ كؿ قوتو‬ ‫سمطاف لمف يتبع المسيح‪َ .‬ى َد ْم َ‬ ‫وم َن َعتَوَ‪ .‬فصار يسيؿ عمى كؿ المؤمنيف ىزيمتو باسـ المسيح واشارة الصميب‪ .‬وصار اهلل ممجأ لنا‪َ .‬م ْم َجأً‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سح ِ‬ ‫ق = كؿ متواضع يعرؼ ضعفو ويمجأ لممسيح يحتمي فيو‪ ،‬يغمب إبميس‪.‬‬ ‫ل ْم ُم ْن َ‬ ‫آية (ٓٔ) ‪َ ٔٓ" -‬وَيتَّ ِك ُل َعمَ ْي َك ا ْل َع ِ‬ ‫يك َيا َرب‪".‬‬ ‫اس َم َك‪ ,‬أل ََّن َك لَ ْم تَتُْر ْك طَالِ ِب َ‬ ‫ارفُ َ‬ ‫ون ْ‬ ‫ا ْل َع ِ‬ ‫اس َم َك = اسـ اهلل يعني شخصيتو وقوتو‪ ،‬ومف يختبرىا يمجأ إليو وحده‪.‬‬ ‫ارفُ َ‬ ‫ون ْ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ب َّ ِ ِ ِ‬ ‫َخ ِبروا َب ْي َن الش ُع ِ‬ ‫ْعالِ ِو‪".‬‬ ‫آية (ٔ​ٔ) ‪َ " -‬رٍّن ُموا لِ َّمر ٍّ‬ ‫وب ِبأَف َ‬ ‫الساك ِن في ص ْي َي ْو َن‪ ,‬أ ْ ُ‬ ‫مف يعرؼ أعماؿ الرب عميو أف يسبحو عمى محبتو‪ ،‬وبتسبحتو يخبر اآلخريف ويكرز بيا‪.‬‬

‫اخ ا ْلمس ِ‬ ‫اآليات (ٕٔ‪ٕٔ" - )ٕٓ-‬أل ََّن ُو مطَالِب ِبالد ِ‬ ‫اك ِ‬ ‫ين‪.‬‬ ‫ُ ٌ‬ ‫ص َر َ َ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ٍّماء‪َ .‬ذ َك َرُى ْم‪ .‬لَ ْم َي ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ٗٔ‬ ‫ٍّث ِب ُك ٍّل تَسا ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِٖٔارحم ِني يا رب‪ .‬ا ْنظُر م َذلَِّتي ِم ْن م ْب ِغ ِ‬ ‫يح َك ِفي أ َْب َو ِ‬ ‫ض َّي‪َ ,‬يا ر ِاف ِعي ِم ْن أ َْب َو ِ‬ ‫اب‬ ‫ُحد َ‬ ‫اب ا ْل َم ْوت‪ ,‬ل َك ْي أ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫صييو َن‪ ,‬م ْبتَ ِيجا ِب َخبلَ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص َك‪.‬‬ ‫ُ ً‬ ‫ْاب َنة ْ َ ْ‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫٘ٔ‬ ‫ِ‬ ‫وىا‪ِ .‬في َّ‬ ‫اء‬ ‫وف ُى َو َّ‬ ‫الش َب َك ِة الَِّتي أ ْ‬ ‫َخفَ ْو َىا ا ْنتَ َ‬ ‫ش َب ْت أ َْر ُجمُ ُي ْم‪َ .‬م ْع ُر ٌ‬ ‫ُم ُم ِفي ا ْل ُح ْف َرِة الَِّتي َع ِممُ َ‬ ‫الرب‪ .‬قَ َ‬ ‫ض ً‬ ‫تَ​َوَّرطَت األ َ‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫الن ِ‬ ‫اوَي ِة‪ُ ,‬كل األُمِم َّ‬ ‫ون إِلَى ا ْل َي ِ‬ ‫ب األ َْوتَ ِ‬ ‫ضى‪ٍّ .‬‬ ‫ين اهللَ‪.‬‬ ‫ار‪ِ .‬سبلَ ْه‪ .‬اَألَ ْ‬ ‫ير َي ْعمَ ُ‬ ‫اس َ‬ ‫ش َرُار َي ْر ِج ُع َ‬ ‫ق ِب َع َم ِل َي َد ْي ِو‪َ .‬‬ ‫أ َْم َ‬ ‫ض ْر ُ‬ ‫الشٍّر ُ‬ ‫َ‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّى ِر‪ٜٔ .‬قُ ْم َيا َرب‪ .‬الَ َي ْعتَ​َّز ِ‬ ‫ان‪ .‬لِتُ َحا َكِم‬ ‫يب إِلَى الد ْ‬ ‫س ُ‬ ‫اء ا ْل َب ِائ ِس َ‬ ‫س ِك ُ‬ ‫ين الَ َيخ ُ‬ ‫سى ا ْلم ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ين إِلَى األ َ​َبد‪َ .‬ر َج ُ‬ ‫أل ََّن ُو الَ ُي ْن َ‬ ‫ٕٓ‬ ‫ِ‬ ‫شٌر‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ُم ُم أ ََّن ُي ْم َب َ‬ ‫َّام َك‪َ .‬يا َرب ْ‬ ‫اج َع ْل َعمَ ْي ِي ْم ُر ْع ًبا ل َي ْعمَ َم األ َ‬ ‫ُم ُم قُد َ‬ ‫األ َ‬ ‫طالِب ِبالدٍّم ِ‬ ‫اء ربما تشير ألعداء داود القتمة‬ ‫نرى فييا انتقاـ اهلل مف األشرار‪ ،‬ورحمتو وخبلصو لممساكيف‪ُ .‬م َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ولكنيا تشير إلبميس الذي أىمؾ اإلنساف (يو‪ .)ٗ​ٗ2ٛ‬واهلل سيطالب األشرار بكؿ دـ سفكوه لمشيداء (تؾٗ‪.)ٔٓ2‬‬ ‫ا ْنظُر م َذلَِّتي ِم ْن م ْب ِغ ِ‬ ‫ض َّي = فإبميس يثيرنا بالشيوة واذ سقطنا يذلنا‪َ .‬يا ر ِاف ِعي ِم ْن أ َْب َو ِ‬ ‫اب ا ْل َم ْو ِت = المسيح خمصنا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫اب ْاب َن ِة ِ‬ ‫ٍّث ِب ُك ٍّل تَسا ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫يح َك ِفي أ َْب َو ِ‬ ‫وف‬ ‫ُحد َ‬ ‫ص ْي َي ْو َن = الكنيسة‪َ .‬م ْع ُر ٌ‬ ‫مف موت الخطية‪ .‬ومن تحرر يسبح = ل َك ْي أ َ‬ ‫َ‬

‫الرب = عدالتو معروفة وستظير حيف يديف األشرار ويكافئ األبرار‪ .‬وعندما يصؿ المرتؿ في آية (‪)ٔٙ‬‬ ‫ُى َو َّ‬ ‫‪42‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع)‬

‫ب األ َْوتَ ِ‬ ‫ار‪ .‬وأصؿ الكممة ىيجايَّوف وقد تترجـ بوقفة موسيقية أو وقفة‬ ‫لعقاب اهلل لمشرير يقوؿ ممحوظة‪َ ..‬‬ ‫ض ْر ُ‬ ‫خشوعية لمتأمؿ فيما قيؿ‪.‬‬ ‫شٌر = أي يعمـ المؤمنيف أنيـ ضعفاء وأنؾ أنت اإللو القوي وحدؾ‪.‬‬ ‫وفي (ٕٓ) أ ََّن ُي ْم َب َ‬

‫‪43‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور العبشر)‬

‫المزمور العاشر‬

‫عودة لمجدول‬

‫ٔ‬ ‫الضي ِ‬ ‫ق؟"‬ ‫يدا؟ لِ َما َذا تَ ْختَ ِفي ِفي أ َْزِم َن ِة ٍّ‬ ‫آية (ٔ) ‪َ " -‬يا َرب‪ ,‬لِ َما َذا تَ ِق ُ‬ ‫ف َب ِع ً‬ ‫سؤاؿ يتساءلو األبرار دائماً‪ .‬لماذا يترؾ اهلل الشرير دوف عقاب‪( .‬مزٖ‪ + ٚ‬أرٕٔ‪ )ٔ2‬بؿ ىذا السؤاؿ ىو محور‬

‫سفر أيوب‪ .‬بؿ الشرير ينمو ويزداد شره‪ .‬لكف اهلل طويؿ األناة‪.‬‬

‫ير ي ْحتَ ِر ُ ِ‬ ‫آية (ٕ) ‪ِ ٕ" -‬في ِك ْب ِري ِ‬ ‫اء ٍّ‬ ‫ام َرِة الَِّتي فَ َّك ُروا ِب َيا‪".‬‬ ‫ين‪ُ .‬ي ْؤ َخ ُذ َ‬ ‫س ِك ُ‬ ‫الشٍّر ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ق ا ْلم ْ‬ ‫ون ِبا ْل ُم َؤ َ‬ ‫ىنا نرى الب ار ينسحؽ مف ظمـ الشرير‪ .‬وىذا التساؤؿ يدؿ عمى نفاذ صبر اإلنساف‪ .‬ولكف السيد المسيح يقوؿ‬ ‫"مف يصبر إلى المنتيى فذاؾ يخمص" فكؿ تجربة لمبار ىي لمنفعتو فبيا يزداد إيمانو وصبره ورجاؤه‪ .‬والحقيقة أف‬ ‫اهلل ال يبتعد عنا وقت الضيقة لكف ما يحدث أنو نتيجة لقمة إيماننا نشعر بيذا فنشكو‪ .‬والعكس ىو الصحيح فاهلل‬ ‫يحيط بنا وقت ضيقتنا ونكتشؼ ىذا في خموة الصبلة ودراسة الكتاب (الثبلثة فتية في األتوف) وحينما تكتشؼ‬

‫النفس وجود اهلل تنتيي حالة القمؽ واالضطراب والشؾ‪.‬‬

‫ويرى كثيروف أف مواصفات الشرير ىنا تنطبؽ عمى ضد المسيح في آخر األزمنة‪ .‬ونرى المبدأ أف مف حفر حفرة‬ ‫ام َرِة الَِّتي فَ َّك ُروا ِب َيا‪.‬‬ ‫ألخيو يسقط فييا = ُي ْؤ َخ ُذ َ‬ ‫ون ِبا ْل ُم َؤ َ‬ ‫ات َن ْف ِس ِو‪ ,‬وا ْل َخ ِ‬ ‫شيو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ٍّ ٗ .‬‬ ‫َن ٍّ‬ ‫ب‬ ‫اآليات (ٖ‪ٖ" - )ٔ​ٔ-‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫ين َّ‬ ‫ف ُي َجد ُ‬ ‫اط ُ‬ ‫ٍّف‪ُ .‬ي ِي ُ‬ ‫سَ‬ ‫ير َح َ‬ ‫َ‬ ‫ير َي ْفتَخ ُر ِب َ َ َ‬ ‫الشٍّر ُ‬ ‫الشٍّر َ‬ ‫٘‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫س ْبمُ ُو ِفي ُك ٍّل ِح ٍ‬ ‫ب»‪ُ .‬كل أَ ْف َك ِ‬ ‫ام َك فَ ْوقَ ُو‪ُ .‬كل‬ ‫تَ َ‬ ‫لو‪ .‬تَثْ ُب ُ‬ ‫ارِه أَنَّ ُو الَ إِ َ‬ ‫ين‪َ .‬عالِ َي ٌة أ ْ‬ ‫ام ِخ أَ ْنفو َيقُو ُل «الَ ُيطَال ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫َح َك ُ‬ ‫شُ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث ِفي ِيم‪ٙ .‬قَ َ ِ‬ ‫وء لَ ْع َن ًة َو ِغ ًّ‬ ‫شا َوظُ ْم ًما‪.‬‬ ‫َع َد ِائ ِو َي ْنفُ ُ‬ ‫أْ‬ ‫سو ٍء»‪ .‬فَ ُم ُو َم ْممُ ٌ‬ ‫ال في َق ْم ِبو «الَ أَتَ​َز ْع َزعُ‪ .‬م ْن َد ْو ٍر إِلَى َد ْو ٍر ِببلَ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ي‪ .‬ع ْي َناه تُر ِاقب ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫شقَّ ٌة وِاثْم‪ٛ .‬ي ْجمِس ِفي م ْكم ِن الدٍّي ِ ِ‬ ‫ت لِ ِ ِ‬ ‫ين‪َ ٜ .‬ي ْك ُم ُن‬ ‫س ِك َ‬ ‫ار‪ ,‬في ا ْل ُم ْختَفَ َيات َي ْقتُ ُل ا ْل َب ِر َّ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ان ا ْلم ْ‬ ‫سانو َم َ َ ٌ َ ُ‬ ‫تَ ْح َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ ِ ٓٔ‬ ‫طُ ِ‬ ‫طَ ِ‬ ‫ِفي ا ْلم ْختَفَى َكأَس ٍد ِفي ِعٍّر ِ‬ ‫ق‬ ‫ين‪َ .‬ي ْخ َ‬ ‫يس ِو‪َ .‬ي ْك ُم ُن ِل َي ْخ َ‬ ‫ين ِب َج ْذ ِب ِو ِفي َ‬ ‫س ِح ُ‬ ‫س ِك َ‬ ‫س ِك َ‬ ‫ف ا ْلم ْ‬ ‫ف ا ْلم ْ‬ ‫ش َب َكتو‪ ,‬فَتَْن َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َو ْج َي ُو‪ .‬الَ َي َرى إِلَى األ َ​َبد»‪".‬‬ ‫ين ِب َب َراثنو‪ .‬قَ َ‬ ‫ساك ُ‬ ‫ال في َق ْم ِبو «إِ َّن اهللَ قَ ْد َنس َي‪َ .‬ح َج َ‬ ‫َوتَ ْن َحني َوتَ ْ‬ ‫سقُطُ ا ْل َم َ‬ ‫نرى فييا تصورات قمب األشرار أو إبميس أو ضد المسيح‪ ،‬فيو متكبر‪ ،‬يفتخر بصنع الشر والتجديؼ عمى اهلل‬ ‫ِ‬ ‫ب = أي ال يعاقب‪ ،‬أو أنو ينسى شروره‪ .‬وىو واثؽ في نفسو‪.‬‬ ‫واإللحاد فيو يقوؿ ال إلو‪ ،‬واف وجد الو فيو الَ ُيطَال ُ‬ ‫س ْبمُ ُو ِفي ُك ٍّل ِح ٍ‬ ‫ام َك فَ ْوقَ ُو = في‬ ‫وعموماً فالكبرياء يؤدي لكؿ ىذا‪ .‬تَثْ ُب ُ‬ ‫ين = اهلل ال يعاقب فو ار ‪َ .‬عالِ َي ٌة أ ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫َح َك ُ‬ ‫نظر المظموـ أف الشرير تثبت طرقو أي ال يجد مقاومة‪ .‬ولكف المرنـ يضيؼ أف ىذا بسماح مف اهلل‪ .‬واهلل ألنو‬ ‫فوؽ ىذا الشرير بقوتو وحكمتو يسمح بذلؾ إلى حيف وليس في كؿ حيف‪ .‬تَ ْح َ ِ‬ ‫شقَّ ٌة = مشقة = اي‬ ‫س ِان ِو َم َ‬ ‫تلَ‬ ‫عناء ووجع فبل سبل ـ لبلشرار( سبعينية )‪ ،‬فكبلمو يسبب االما لمف يقبميا ولمف يقوليا ولمف يعمميا ‪ ،‬بؿ ولكؿ‬

‫شرير ‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور العبشر)‬

‫وابميس كاف يختفي وراء لساف اليراطقة‪ .‬وىو يكمن في اليراطقة = المختفى ليخدع بيم البسطاء‪ .‬وىو يحارب‬ ‫بقوة َكأَس ٍد ِفي ِعٍّر ِ‬ ‫يس ِو = عرينو‪ .‬لقد قيؿ عف ضد المسيح أنو مرتفع عمى كؿ ما يدعي إلياً (ٕتسٕ‪.)ٗ2‬‬ ‫َ‬ ‫فإبميس أعطاه كؿ قوتو وشره (رؤٖٔ‪.)ٕ2‬‬ ‫ٖٔ‬ ‫اآليات (ٕٔ‪ٕٔ - )ٔٛ-‬قُم يا رب‪ .‬يا اَهلل ارفَع ي َد َك‪ .‬الَ تَ ْنس ا ْلمس ِ‬ ‫ان ٍّ‬ ‫ير اهللَ؟ لِ َما َذا قَا َل‬ ‫ين‪ .‬لِ َما َذا أ َ‬ ‫َى َ‬ ‫اك َ‬ ‫ْ َ َ َ ُ ْ ْ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫الشٍّر ُ‬ ‫ٗٔ‬ ‫ِ‬ ‫از ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‪ .‬أل ََّن َك تُْب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ص ُر ا ْل َم َ‬ ‫ين أ َْم َرهُ‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫ب»؟ قَ ْد َأر َْي َ‬ ‫س ِك ُ‬ ‫في َق ْم ِبو «الَ تُطَال ُ‬ ‫سمٍّ ُم ا ْلم ْ‬ ‫ي ِب َيد َك‪ .‬إِلَ ْي َك ُي َ‬ ‫شقَّ َة َوا ْل َغ َّم لتُ َج ِ َ‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫٘ٔ‬ ‫ِ‬ ‫اع ا ْلفَ ِ‬ ‫اج ِر‪َ .‬و ٍّ‬ ‫اد ِت‬ ‫ش َّرهُ َوالَ تَ ِج ُدهُ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ب َ‬ ‫الرب َممِ ٌك إِلَى الد ْ‬ ‫َّى ِر َواأل َ​َب ِد‪َ .‬ب َ‬ ‫ين ا ْل َي ِت ِيم‪ِ .‬ا ْح ِط ْم ِذ َر َ‬ ‫ص ْر َ‬ ‫ت ُم ِع َ‬ ‫ير تَ ْطمُ ُ‬ ‫الشٍّر ُ‬ ‫ِ ِ ‪ٔٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫األ ِ‬ ‫ت ُقمُوبيم‪ .‬تُ ِمي ُل أُ ُذ َن َك ‪ٔٛ‬لِح ٍّ ِ ِ‬ ‫س ِح ِ‬ ‫ق‪ ,‬لِ َك ْي الَ‬ ‫س ِم ْع َ‬ ‫َ‬ ‫ق ا ْل َيتيم َوا ْل ُم ْن َ‬ ‫ُم ُم م ْن أ َْرضو‪ .‬تَأَوهَ ا ْل ُوَد َعاء قَ ْد َ‬ ‫ت َيا َرب‪ .‬تُثٍَّب ُ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ان ِم َن األ َْر ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫َي ُع َ‬ ‫سٌ‬ ‫ود أ َْي ً‬ ‫ضا َي ْر َع ُب ُي ْم إِ ْن َ‬

‫ىي صرخة مف المرنـ ومف كؿ مظموـ ومف الكنيسة ليتدخؿ اهلل الذي يبدو كما لو كاف نائماً في السفينة‬

‫(مت‪ .)ٕ٘2ٛ‬فالكنيسة وىي تتألـ تشبو ىذه السفينة التي تبلطميا األمواج‪ .‬قُ ْم = ىنا الكنيسة تطمب سرعة‬ ‫مجيء الرب الدياف‪ .‬ونبلحظ تكرار كممات "المسكيف واليتيـ والمتواضع" وىي تشير لمكنيسة ككؿ أو لمنفس‪.‬‬

‫فالنفس التي تشعر بأنيا يتيمة تسمع اهلل يقوؿ ليا صموا ىكذا "يا أبانا الذي في السموات" والنفس التي تشعر‬

‫بأنيا مسكينة تسمع "طوبى لممساكيف" "لف أترككـ يتامي لكف أرسؿ لكـ الروح المعزي"‪ .‬قُ ْم = الي يقوـ فيو يتييأ‬ ‫ليعمؿ والكنيسة تصمي هلل ليعمؿ عمي ابادة الشر‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى عشر)‬

‫المزمور الحادي عشر‬

‫عودة لمجدول‬

‫كتب داود المزمور غالباً عندما بدأ شاوؿ يطارده ورماه بحربتو‪ ،‬فنصحو مف حولو باليروب لحياتو مف وطنو‬ ‫فرفض‪ .‬ونحف نعمـ أنو ىرب بعد ذلؾ‪ .‬واليروب مف الشر في حد ذاتو ليس خطية بؿ ىو حكمة فالمسيح نفسو‬ ‫ىرب مف الييودية وأتى إلى مصر‪ .‬ولكف المشكمة ىي في األفكار التي تدور في القمب‪ .‬ىؿ نيرب ألننا غير‬ ‫واثقيف في قدرة اهلل عمى حمايتنا أو ىؿ نيرب لعدـ تبديد الوقت في مقاومة الشر‪ .‬ويبدو أف ىذا الصراع دار‬

‫داخؿ قمب داود‪ ،‬وتعرض لمغواية بأف ييرب ألف اهلل لف يحميو ونجده بروح الصبلة وقد تغمب عمى ىذا الفكر‬

‫فوأده داخؿ قمبو‪ ،‬ولما ىرب بعد ذلؾ كاف في ذلؾ ال يخطئ إذ كانت أفكاره مقدسة وكاف ييرب شاع اًر أف اهلل‬

‫يحميو في ىربو‪.‬‬

‫يمكف تفسير المزمور بطريقتيف [ٔ] ما حدث لداود فعبلً‪ ]ٕ[ .‬بطريقة نبوية عف الكنيسة المضطيدة‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫ون‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٚ-‬عمَى َّ‬ ‫ت‪َ .‬ك ْي َ‬ ‫ب تَ​َو َّك ْم ُ‬ ‫ف تَقُولُ َ‬ ‫الس ْي َم ِفي ا ْل َوتَ ِر لِ َي ْرُموا‬ ‫س‪ .‬فَ َّوقُوا َّ‬ ‫األَ ْ‬ ‫ش َرُار َي ُمد َ‬ ‫ون ا ْلقَ ْو َ‬ ‫ٍّيق َما َذا َي ْف َع ُل؟ »‬ ‫فَ ٍّ‬ ‫الصد ُ‬

‫ِ‬ ‫صفُ ٍ‬ ‫ور؟ ٕألَنَّ ُو ُى َوَذا‬ ‫لِ َن ْف ِسي « ْ‬ ‫اى ُرُبوا إِلَى ِج َبال ُك ْم َك ُع ْ‬ ‫ٖ‬ ‫ِفي الدجى مستَ ِق ِ‬ ‫يمي ا ْل ُقمُ ِ‬ ‫َع ِم َدةُ‪,‬‬ ‫وب‪ .‬إِ َذا ا ْن َقمَ َب ِت األ ْ‬ ‫َ ُ ْ‬

‫٘‬ ‫السم ِ‬ ‫ٗاَ َّلرب ِفي َى ْي َك ِل قُ ْد ِس ِو‪ِ َّ .‬‬ ‫اء ُك ْر ِسي ُو‪َ .‬ع ْي َناهُ تَ ْنظُ َر ِ‬ ‫الرب َي ْمتَ ِح ُن‬ ‫آد َم‪َّ .‬‬ ‫َجفَا ُن ُو تَ ْمتَ ِح ُن َب ِني َ‬ ‫ان‪ .‬أ ْ‬ ‫الرب في َّ َ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫اخا‪َ ,‬ن ا ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫َما ٍّ‬ ‫وم‬ ‫ا ْل ٍّ‬ ‫ٍّيق‪ ,‬أ َّ‬ ‫ار ِف َخ ً‬ ‫س ُو‪ُ .‬ي ْم ِط ُر َعمَى األَ ْ‬ ‫صد َ‬ ‫ير َو ُم ِحب الظ ْمِم فَتُْب ِغ ُ‬ ‫ار َوك ْب ِريتًا‪َ ,‬و ِر َ‬ ‫ض ُو َن ْف ُ‬ ‫ً‬ ‫الشٍّر ُ‬ ‫يح َّ ُ‬ ‫ب ع ِاد ٌل وي ِحب ا ْلع ْد َل‪ .‬ا ْلمستَ ِقيم ي ْب ِ‬ ‫صيب َكأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ُر َو ْج َي ُو‪".‬‬ ‫ْس ِي ْم‪ٚ .‬أل َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ُ ْ ُ ُ‬ ‫الر َّ َ َ ُ‬ ‫َن َ‬ ‫َ‬

‫في (ٔ) نجد داود يستنكر‪ ،‬فيربو كعصفور أي مذعو اًر فيو تشكيؾ في قدرة اهلل وىو إتخذ ق ارره بأنو يتوكؿ عمى‬ ‫اهلل‪ .‬واهلل صخرتو وحمايتو وليست الجباؿ المحيطة‪ .‬وفي (ٕ) ربما محاوالت أصدقائو بإقناعو بفكرة اليرب أو‬

‫الس ْي َم = أي وضعو عمى وتر القوس وجذب الوتر‪.‬‬ ‫ق َّ‬ ‫أفكاره الداخمية التي تنازعو بأف شاوؿ مستعد لقتمو وىو فَ َّو ُ‬ ‫ويعدوف أنفسيـ ليرموا السيـ ليبلً أي بينما داود غير منتبو أو نائـ أو ال يرى كيؼ يدافع عف نفسو وفي (ٖ) إِ َذا‬ ‫ٍّيق‬ ‫َع ِم َدةُ في السبعينية ألف الذي أصمحت أنت ىـ ىدموه‪ .‬وفي اإلنجميزية إذا إنقمبت األساسات فَ ٍّ‬ ‫الصد ُ‬ ‫ا ْن َقمَ َب ِت األ ْ‬ ‫َما َذا َي ْف َع ُل‪ .‬فشاوؿ استياف بناموس الرب وقتؿ كينة نوب (أعمدة) أو األعمدة ىـ األشراؼ والنببلء الذيف‬ ‫اضطيدىـ شاوؿ في شره‪ .‬واألساسات تفيـ بأنيا أسس العدؿ المؤسسة عمى ناموس اهلل والتي استياف بيا‬

‫شاوؿ‪ .‬فإذا فعؿ شاوؿ ىذا فكيؼ يثبت أمامو صديؽ مسكيف مثؿ داود‪ .‬وبعد صبلتو رفع داود رأسو ووجد اهللُ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء ُك ْر ِسي ُو (ٗ ) أي ىو فوؽ كؿ الظالميف وىو ىناؾ ليديف شرىـ ويحفظ أوالده فمماذا الخوؼ‪ ،‬إذا كانت‬ ‫في َّ َ‬ ‫َع ْي َناهُ تَ ْنظُ َر ِ‬ ‫ان المسكيف= فيو يرى ظممو وسيتدخؿ إلنقاذه في الوقت المناسب‪ .‬وفي (٘) نرى لماذا يتأخر في‬ ‫إنقاذ الصديؽ ‪ ....‬فيو َي ْمتَ ِح ُنو = بمعنى ينقيو‪ ،‬ويكشفو لنفسو ثـ حيف ترى يد الرب التي تنقذه يزداد إيمانو‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى عشر)‬

‫فالتجارب ىي لفائدة وخير المؤمنيف واهلل يعطي فرصة وراء فرصة لؤلشرار فيو يطيؿ بالو عمييـ لعميـ يتوبوف‪،‬‬ ‫صيب َكأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فإف لـ يتوبوا يمطر عمييـ َن ا ِ‬ ‫ْس ِي ْم‪.‬‬ ‫ار َوك ْب ِريتًا‪ .‬ويكوف نصيبيـ عذابات ال ينطؽ بيا= َن َ‬ ‫ً‬ ‫ومن الناحية النبوية فإبميس وجنوده مف أعداء الكنيسة واليراطقة يحاولوف خداع أوالد اهلل بكمماتيـ التي ىي‬ ‫كالسياـ‪ ،‬أو كما حدث أياـ االضطياد فعبلً فقد قتموا أجساد أوالد اهلل‪ِ .‬في د َجى الميل = الميؿ تصوير لفترة‬ ‫االضطيادات في الكنيسة أو فترة سيادة ىرطقات معينة كيرطقة آريوس‪ .‬وىؿ نترؾ جبؿ الرب أي كنيستو ونمجأ‬ ‫ألي جبؿ آخر‪ .‬والكنيسة تشبو بالقمر فيي تعكس نور شمس البر عريسيا‪ .‬ولكف إذا سادت اليرطقات كاف‬ ‫َع ِم َدةُ ‪ ،‬فكثير مف‬ ‫المؤمنيف وكأنيـ في دجى الميؿ معرضيف لسياـ األعداء وفي فترة اليرطقات ا ْن َقمَ َب ِت بعض األ ْ‬ ‫اليراطقة كانوا بطاركة وأساقفة‪ ،‬فإذا انقمب ىؤالء وانفصموا عف الكنيسة فالصديؽ أي المؤمف البسيط ماذا يفعؿ‪.‬‬ ‫ولكف عمينا أف ال نترؾ كنيستنا ألف الرب فييا = اَ َّلرب ِفي َى ْي َكِمو المقُ ْد ِ‬ ‫س‪ .‬واهلل يسكف في ىيكمو أي النفس‬

‫البشرية (ٔكوٖ‪ )ٔٚ2‬وفي الكنيسة التي ىي جسده (أؼٔ‪ )ٖٓ2٘ + ٕ​ٕ2‬واذا ثبتنا في جسده وكنيستو كيؼ‬ ‫آد َم = أي يعطييـ‬ ‫َجفَا ُن ُو تَ ْمتَ ِح ُن َب ِني َ‬ ‫نخاؼ‪ ،‬ىو سيعطينا ىذا اإليماف أف عيناه تنظراف إلى المساكيف‪ .‬وأ ْ‬ ‫المعرفة الحقيقية اإلليية فبل يضموا بسب اليرطقات‪ ،‬أو يتشتتوا بسبب االضطيادات‪ .‬وسيرى الصديؽ أف اهلل‬ ‫عادؿ‪ .‬وأنقياء القمب سيعاينوف اهلل= ا ْلمستَ ِقيم ي ْب ِ‬ ‫ص ُر َو ْج َي ُو‪.‬‬ ‫ُ ْ ُ ُ‬

‫‪47‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي عشر)‬

‫المزمور الثاني عشر‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور الثاني عشر (الحادي عشر في األجبية)‬ ‫يقوؿ البعض أف داود كتب ىذا المزمور في أثناء فترة حكـ شاوؿ وانتشار األكاذيب ضده في القصر الممكي‪،‬‬ ‫فالكؿ ي ِ‬ ‫داى ْف الممؾ شاوؿ وينشر إشاعات مغرضة ضد داود إلرضاء شاوؿ‪ ،‬وداود يصرخ هلل واثقاً في كبلـ اهلل‬ ‫ُ‬ ‫ووعوده‪ .‬ونحف ىنا أماـ ثبلث أنواع مف الكبلـ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬

‫كبلم األشرار‪ 2‬كذب ورياء وكبرياء ينطقوف بفـ أبييـ إبميس الكذاب وأبو الكذاب‪.‬‬

‫كبلم األبرار‪ 2‬تنيدات المساكيف بسبب ما يعانوه مف ضيؽ ومتاعب‪ ،‬واهلل يسمع ليـ‪.‬‬ ‫كبلم اهلل‪ 2‬كبلـ نقي‪ ،‬محؿ ثقة‪ ،‬مصدر الخبلص‪ .‬كفضة مصفاة ببل شوائب‪.‬‬

‫واف قيؿ ىذا المزمور في أياـ شاوؿ أو غيره‪ ،‬فيذه حقيقة واقعة أف كبلـ األشرار المتكبريف وأكاذيبيـ تنتشر لفترة‪،‬‬

‫وربما يتعالوف وينتصروف لفترة ما بسماح مف اهلل وخبلؿ ىذه الفترة يكوف األبرار المساكيف يتنيدوف ويصرخوف هلل‬ ‫واضعيف وعوده بأنو يخمص نصب عيونيـ‪ ،‬وتكوف فترة انتظار الرب ىي فترة طوؿ أناة عمى األشرار لعؿ طوؿ‬

‫أناتو تقتادىـ لمتوبة‪ ،‬وتكوف فترة االنتظار ىذه لؤلبرار فرصة تنقية فيي فترة ص ارخ هلل وصبلة والتصاؽ باهلل‪،‬‬ ‫وفي ىذا يتنقوف كما تتنقى الفضة مف الشوائب في البوطة (فرف الصير)‪ .‬ثـ يتدخؿ اهلل وينصؼ األبرار ويقطع‬

‫شفاه األشرار‪.‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪َ ٔ" -‬خمٍّص يا رب‪ ,‬أل ََّن ُو قَِد ا ْنقَر َ ِ‬ ‫ش ِر‪".‬‬ ‫اء ِم ْن َب ِني ا ْل َب َ‬ ‫ُم َن ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ض التَّقي‪ ,‬ألَن ُو قَد ا ْنقَطَ َع األ َ‬ ‫قد إنقرض التقى = البار قد فني (سبعينية) = داود رأي أف الكذب قد انتشر‪ ،‬والخيانة انتشرت‪ ،‬لـ يرى واحد‬ ‫ص َيا َرب ‪ ،‬فمـ‬ ‫بار‪ ،‬فشاوؿ يخونو ومعو رجالو وكذلؾ أىؿ زيؼ وقعيمة‪ ،‬ورأى مذبحة الكينة بسببو فصرخ َخمٍّ ْ‬ ‫يبؽ وال بار‪ .‬فمف كثرة االضطياد فنى األبرار‪ .‬وألف الشر ساد العالـ كمو احتاج العالـ لمخمص‪ ،‬وكأف صرخة‬ ‫داود خمص يا رب ىي بروح النبوة صرخة نداء هلل ليتجسد المسيح إذ زاغ الجميع وفسدوا‪ .‬داود ىنا شابو إيميا‬

‫تصور أف األبرار انتيوا مف األرض ولـ يبؽ سواه (ٔمؿ‪.)ٔٓ2ٜٔ‬‬ ‫حيف َّ‬

‫ٖ‬ ‫ٕ‬ ‫اح ِب ِو‪ِ ,‬ب ِشفَ ٍ‬ ‫اح ٍد مع ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرب‬ ‫ون‪َ .‬ي ْقطَعُ َّ‬ ‫اه َممِقَ ٍة‪ِ ,‬ب َق ْم ٍب فَ َق ْم ٍب َيتَ َكمَّ ُم َ‬ ‫اآليات (ٕ‪َ " - )ٗ-‬يتَ َكمَّ ُم َ‬ ‫ون ِبا ْل َكذ ِب ُكل َو َ َ َ‬ ‫ٗ‬ ‫ج ِميع ٍّ ِ ِ ِ‬ ‫س ٍّي ٌد‬ ‫ين قَالُوا « ِبأَْل ِس َن ِت َنا َنتَ َجب َُّر‪ِ .‬شفَ ُ‬ ‫ان ا ْل ُمتَ َكمٍّ َم ِبا ْل َعظَ ِائِم‪ ,‬الَِّذ َ‬ ‫س َ‬ ‫َ َ‬ ‫اى َنا َم َع َنا‪َ .‬م ْن ُى َو َ‬ ‫الشفَاه ا ْل َممقَة َوالمٍّ َ‬

‫َعمَ ْي َنا؟ »‪".‬‬

‫رأى داود قمة األمانة والكذب ينتشراف بيف الناس‪( .‬ونرى في يعٖ كيؼ أف المساف عطية اهلل لو استخدـ في‬

‫ون = ىـ غير‬ ‫الباطؿ يكوف كدفة سفينة تقودىا لميبلؾ) ومف عبلمات الرياء إزدواج القمب= ِب َق ْم ٍب فَ َق ْم ٍب َيتَ َكمَّ ُم َ‬

‫‪48‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي عشر)‬

‫أمناء وال يقولوف الحؽ واهلل سيقطع ىذه الشفاه‪ ،‬كما قطع لساف فرعوف الذي قاؿ في تجبر "إني لست أعرؼ‬

‫الرب" وقطع شعب الييود ورؤسائيـ الذيف تجبروا عمى المسيح‪ ،‬وقطع لساف كؿ مف تجبر عمى الكنيسة الذيف‬

‫س ٍّي ٌد َعمَ ْي َنا‪.‬‬ ‫قالوا َم ْن ُى َو َ‬ ‫ون = جاءت في اإلنجميزية اآلية ىكذا "يتكمموف بشفاه غاشة وقمب مزدوج" ويعني ىذا أف‬ ‫ِب َق ْم ٍب فَ َق ْم ٍب َيتَ َكمَّ ُم َ‬ ‫القمب زائغ منقسـ بيف الحؽ والباطؿ‪ ،‬مرائي‪.‬‬

‫الرب‪ ,‬أ ْ ِ‬ ‫اك ِ ِ‬ ‫اب ا ْلمس ِ‬ ‫ِ‬ ‫٘ ِ‬ ‫س ٍع الَِّذي‬ ‫وم‪َ ,‬يقُو ُل َّ‬ ‫ين‪َ ,‬‬ ‫ص ْر َخ ِة ا ْل َب ِائ ِس َ‬ ‫َج َع ُل في ُو ْ‬ ‫ين‪ ,‬م ْن َ‬ ‫ص ِ َ َ‬ ‫آية (٘) ‪« " -‬م ِن ا ْغت َ‬ ‫اآلن أَقُ ُ‬ ‫ث ِف ِ‬ ‫يو»‪".‬‬ ‫ُي ْنفَ ُ‬

‫اآلن ‪ ،‬وىذا‬ ‫ىنا نسمع صراخ األبرار في ظمميـ وألميـ‪ .‬يتدخؿ اهلل في الوقت الذي يراه صالحاً= ىذا معني َ‬ ‫ث ِف ِ‬ ‫الوقت المناسب اطمؽ عميو بولس الرسوؿ (مؿء الزماف) وأ ْ ِ‬ ‫يو = وجاءت في الترجمة‬ ‫س ٍع الَِّذي ُي ْنفَ ُ‬ ‫َج َع ُل في ُو ْ‬ ‫السبعينية " اصنع الخبلص عبلنية "و جاءت في ترجمات عربية أخرى "ألفرج كربة المتضايقيف"‪ .‬وفي المغة‬

‫ث= النفث شبيو بالنفخ وىو أقؿ مف التفؿ‪ .‬ومنيا الطائرات النفاثة‪ .‬والمعنى بيذا يكوف أف اهلل سيعطي‬ ‫العربية ْنفَ ُ‬ ‫راحة لمف مؤلىـ الناس ظمماً‪ ،‬كما ينفث الثعباف السـ‪ .‬وجاءت اآلية في اإلنجميزية "أضع المسكيف في أماف‬ ‫تطوؿ مدتو"‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫ض‪ ,‬ممحوص ٍة س ْبع م َّر ٍ‬ ‫اة ِفي بو َ ٍ ِ‬ ‫َّة مصفَّ ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ات‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫آية (‪َ " - )ٙ‬كبلَ ُم َّ‬ ‫ُ‬ ‫ب َكبلَ ٌم َنق ٌّي‪َ ,‬كفض ُ َ‬ ‫طة في األ َْر ِ َ ْ ُ َ َ َ َ‬ ‫ىنا نسمع عف كممة اهلل التي ىي كفضة مصفاة نقية‪ ،‬والكتاب المقدس كممة اهلل منزه عف كؿ خطأ وشبو خطأ أو‬

‫تضاد أو كممة بشرية ساقطة‪ ،‬فالكتاب كمو موحى بو مف اهلل‪ .‬واألبرار يثقوف في وعود اهلل التي ال تسقط أبداً‪،‬‬ ‫فميس في وعوده غش‪ .‬ىنا نرى التناقض بيف غش ورياء البشر وصدؽ كممة اهلل النقية ووعوده التي ال تسقط‪.‬‬

‫بؿ كبلـ اهلل ينقي النفس "أنتـ أنقياء مف أجؿ الكبلـ الذي كممتكـ بو" فالرب حيف يعطينا مف مواىب الروح القدس‬ ‫تنقي حياتنا ‪ ٚ‬أضعاؼ ورقـ (‪ )ٚ‬رقـ كامؿ‪ .‬وىناؾ مف رأى أف رقـ ‪ ٚ‬يشير لقوؿ أشعياء روح الرب‪ .‬وروح‬ ‫الحكمة والفيـ‪(....‬أشٔ​ٔ‪ .)ٕ2‬مصفَّ ٍ‬ ‫اة = الكتاب المقدس ىو كممة اهلل مكتوبة بمساف وحروؼ بشرية ‪ .‬والمغة‬ ‫ُ َ‬ ‫البشرية يشوبيا النقص ‪ .‬ولكف كممة اهلل غير خاضعة ليذا النقص االنساني ‪ .‬بؿ كاممة ال يشوبيا نقص‪.‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫شو َن ِم ْن ُك ٍّل َن ِ‬ ‫س ُيم ِم ْن ى َذا ا ْل ِج ِ‬ ‫اح َي ٍة‬ ‫َّى ِر‪ .‬األَ ْ‬ ‫يل إِلَى الد ْ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٛ-ٚ‬أَ ْن َ‬ ‫ش َرُار َيتَ َم َّ ْ‬ ‫ت َيا َرب تَ ْحفَظُ ُي ْم‪ .‬تَ ْح ُر ُ ْ‬ ‫اع األ َْرَذ ِال َب ْي َن َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫اس‪".‬‬ ‫ِع ْن َد ْارِتفَ ِ‬

‫نرى ىنا خبلص الرب لعبيده وأنو سينجييـ في ىذا الجيؿ وكؿ جيؿ والى نياية الدىر رغـ أف األشرار ينجحوف=‬ ‫شو َن ِم ْن ُك ٍّل َن ِ‬ ‫اح َي ٍة ويرتفعون = والمعنى أف األشرار منتشريف في كؿ مكاف عمى األرض بؿ‬ ‫إن األَ ْ‬ ‫ش َرُار َيتَ َم َّ ْ‬ ‫اع األ َْرَذ ِال َب ْي َن َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫اس = تعني‬ ‫أقوياء مرتفعيف وبالرغـ مف أنيـ محيطيف بنا‪ ،‬إالّ أنؾ تحفظ كؿ أوالدؾ‪ِ .‬ع ْن َد ْارِتفَ ِ‬ ‫اف ىؤالء االشرار بالرغـ مف شرىـ تجدىـ مرتفعيف وسط الناس ‪ ،‬واهلل يحمي اوالده منيـ‪.‬‬

‫‪49‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي عشر)‬

‫نصمي ىذا المزمور في باكر فنبدأ يومنا بالثقة في حماية اهلل رغماً عف كؿ المؤامرات حولنا‪ .‬ونرى فيو أنو بالرغـ‬ ‫مف مؤامرات الييود عمى المسيح وصمبو إال أنو سيقوـ ويصنع الخبلص عبلنية فنذكر القيامة في بدء يومنا=‬

‫الرب= السيد المسيح قاـ ليعطينا حياة وخبلص‪.‬‬ ‫وم َيقُو ُل َّ‬ ‫َ‬ ‫اآلن أَقُ ُ‬

‫‪50‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج عشر)‬

‫المزمور الثالث عشر‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور الثالث عشر (الثاني عشر في األجبية)‬ ‫يرى البعض أف ىذا المزمور قالو داود وىو ىارب مف وجو إبشالوـ‪ ،‬وىذا سبب إحساسو بغضب اهلل وأف اهلل‬

‫نساه‪ ،‬ىذا الحزف الواضح في بداية المزمور تعبير عف الحزف الداخمي إذ تذكر خطيتو وىا ىو يعاني مف‬

‫نتائجيا‪ .‬ولكننا نرى في ىذا المزمور الطريؽ الصحيح الذي يجب أف يتبعو كؿ مف يشعر بخطيتو فيقدـ عنيا‬

‫توبة ويصرخ إلى اهلل وال يكؼ عف الصراخ إلى أف يشعر باالستجابة‪ ،‬وىنا نرى داود يصرخ ٗ مرات إلى متى‬

‫طالباً العوف ثـ وكأنو يعاتب اهلل‪ ،‬ىؿ تقبؿ يا رب أف يفرح أعدائي بحالتي ىذه‪ .‬وال يتوقؼ في صبلتو عند ىذا‬ ‫الحد‪ ،‬بؿ نجد إيمانو يتشدد ويقوؿ أما أنا فعمي رحمتؾ توكمت بؿ يتقدـ أكثر ويسبح بفرح‪" .‬الذيف يزرعوف‬

‫بالدموع يحصدوف باالبتياج" (مز‪ )٘2ٕٔٙ‬وىذا األسموب نجده دائماً في مزامير داود‪ ،‬فيو يبدأ بالصراخ والدموع‬

‫وينتيي مسبحاً اهلل بفرح ونرى في ىذا المزمور صورتيف‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫تعبير عف حالة نفس في فتورىا الروحي وشعورىا بأالـ نسياف اهلل‪.‬‬

‫‪.2‬‬

‫ربما يعبر ىذا المزمور عف قوؿ المسيح عمى الصميب "إليي إليي لماذا تركتني" ولكنو ينتيي بتسبيح اهلل‬

‫‪.3‬‬

‫ويقاؿ المزمور مف أي مظموـ ومتألـ مف أي ضيقة‪.‬‬

‫عمى خبلصو أي قيامة المسيح وانتصاره لذلؾ نصمي ىذا المزمور في باكر‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫س ِاني ُك َّل ٍّ‬ ‫س َي ِ‬ ‫َج َع ُل‬ ‫ب َو ْج َي َك َع ٍّني؟ إِلَى َمتَى أ ْ‬ ‫ان؟ إِلَى َمتَى تَ ْح ُج ُ‬ ‫الن ْ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٕ-‬إِلَى َمتَى َيا َرب تَ ْن َ‬ ‫وما ِفي َن ْف ِسي َو ُح ْزًنا ِفي َق ْم ِبي ُك َّل َي ْوٍم؟ إِلَى َمتَى َي ْرتَ ِفعُ َع ُد ٍّوي َعمَ َّي؟"‬ ‫ُى ُم ً‬ ‫ىي صراخ الخاطئ في حالة فتوره محاوالً الرجوع هلل‪ ،‬ولكنو يحس أف األمر ليس سيبلً وربما ظف أف اهلل سيتركو‬

‫إلى اإلنقضاء‪ ،‬وربما أخذ يردد ىذه المشاعر الحزينة في قمبو كؿ يوـ‪ ،‬وحزنو راجع إلى انتصار عدوه (الشيطاف‬ ‫تحوؿ وعبر‪ ،‬ىذه ىي الفترة التي‬ ‫والجسد) عميو = َع ُد ٍّوي قد أ ْرتَ ِفعُ َعمَ َّي‪ .‬وفي (نش٘‪ )ٙ2‬نرى ىنا أف الحبيب َّ‬ ‫تشعر فييا النفس بنسياف اهلل ليا‪ .‬ولماذا يتركيا اهلل فترة في ىذا الشعور؟ حتى حينما تجده ال تعود لمتراخي بؿ‬ ‫تمسؾ بو وال ترِخ ِو (نشٖ‪ .) ٗ2‬ونبلحظ ىنا أف داود لـ يشتكي مف مؤامرة ابنو وخيانة الناس‪ ،‬بؿ ما يزعجو ىنا‬ ‫ىو نسياف اهلل لو‪ ،‬فإف تمتعنا بحب اهلل وعدـ رضا العالـ فنحف لـ َن ْخ َس ْر شيئاً‪ .‬أما لو كسبنا العالـ كمو وخسرنا‬ ‫اهلل فقد خسرنا كؿ شئ‪ .‬وليس مف شئ يجعمنا نشعر بأف اهلل يحجب وجيو عنا سوى الخطية ويعزينا قوؿ أشعياء‬

‫لحيظة تركتؾ وبمراحـ عظيمة سأجمعؾ (أشٗ٘‪.)ٚ2‬‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬ا ْنظُر و ِ ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ام َن ْوَم ا ْل َم ْو ِت‪",‬‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫استَج ْب لي َيا َرب إل ِيي‪ .‬أَن ْر َع ْي َن َّي ل َئبل أَ​َن َ‬

‫‪51‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج عشر)‬

‫صراخ داود حتى ال يموت في خطيتو‪ ،‬يموت دوف أف يشعر أف اهلل قد غفر‪ .‬أو أف يستمر اإلنساف في حالة‬ ‫موت الخطية‪ ،‬فالخاطئ يصرخ إلى اهلل ىؿ تتركني ىكذا كميت بسبب خطيتي‪ .‬ويصمي أ َِن ْر َع ْي َن َّي = فنناؿ فيماً‬ ‫جديداً لمحبة اهلل ونعايف أمجاده السماوية فبل نعود نفرح بتفاىة العالـ وخطاياه‪ .‬بيذه االستنارة ال يبقي لمظبلـ‬

‫موضعاً في اإلنساف‪ .‬أو يعطينا اهلل تعزية وسط األلـ والشعور بوجوده معنا‪ .‬وىذا ما أشار بو رب المجد عمي‬

‫مبلؾ كنيسة الودكية " أشير عميؾ أف تشتري مني ‪ ...‬وكحؿ عينيؾ بكحؿ لكي تبصر " ( رؤ ٖ ‪ .) ٔٛ 2‬اما‬ ‫مف ال تزاؿ عينو الداخمية مغمقة تائيا وراء ممذات الخطية ‪ ،‬فيو ما زاؿ في غيبوبة الموت ‪ ،‬غافبل أو نائما غير‬

‫فاىـ انو في طريقو لمموت‪.‬‬ ‫ٗ‬ ‫ف‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬لِ َئبلَّ َيقُ َ‬ ‫يت َعمَ ْي ِو»‪ .‬لِ َئبلَّ َي ْي ِت َ‬ ‫ول َع ُد ٍّوي «قَ ْد قَ ِو ُ‬ ‫العدو ىو إبميس (أو الخطية) وىو يفرح بسقوط اإلنساف قطعاً‪،‬‬

‫ت‪".‬‬ ‫ضا ِي ِق َّي ِبأ ٍَّني تَ​َز ْع َز ْع ُ‬ ‫ُم َ‬ ‫ويشمت فيو ( مز ٕ٘ ‪) ٕ 2‬‬

‫٘‬ ‫ت‪ .‬ي ْبتَ ِيج َق ْم ِبي ِب َخبلَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َك‪".‬‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬أ َّ‬ ‫َما أَ​َنا فَ َعمَى َر ْح َمت َك تَ​َو َّك ْم ُ َ ُ‬ ‫ىنا نرى اإل يماف المتزايد‪ ،‬فيو يمقي بثقتو عمى اهلل أف ينجيو‪ ،‬وما يبني عميو ثقتو ىو مراحـ اهلل‪ ،‬ليس لبر في‬

‫نفسي يا رب ولكف مف أجؿ مراحمؾ لنا دالة أف نطمب ونثؽ فيؾ أنؾ تستجيب بسبب مراحمؾ‪ .‬والحظ أنو ظؿ‬

‫يصمي ربما عدة أياـ حتى شعر بيذا‪ .‬بؿ نتيجة الصبلة أيضاً سمع صوت الروح القدس داخمو قائبلً " ال تخؼ‬

‫أنا معؾ" فإبتيج قمبو‪ .‬ومف يسمع صوت الروح القدس قائبلً ال تخؼ ال يعود يخاؼ أبداً مف شئ‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫س َن إِلَ َّي‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٙ‬أُ َغ ٍّني لِ َّمر ٍّ‬ ‫ب ألَنَّ ُو أ ْ‬ ‫َح َ‬ ‫حصؿ داود ىنا عمى حالة السبلـ الداخمي نتيجة صمواتو وايمانو فبدأ التسبيح ولـ يتوقؼ‪ .‬والتسبيح عبلمة عمى‬

‫اإلمتبلء مف الروح القدس الذي أعطاه الفرح‪ .‬فأليصابات وزكريا حينما إمتمئا مف الروح القدس سبحا اهلل (لؤ)‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع عشر)‬

‫المزمور الرابع عشر‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىو نفس كممات المزمور ٖ٘ والفرؽ اف اسـ ييوه ىنا تكرر ٗ مرات ‪ ،‬وقيؿ في مزمور ٖ٘ مرة واحدة فقط ‪.‬‬ ‫قاؿ البعض أف داود كتب ىذا المزمور في فترة اضطياد شاوؿ لو وقاؿ البعض في فترة ثورة إبشالوـ‪ .‬ولكف‬ ‫ِ‬ ‫ب بصورة عامة ليظير فكرة معينة‪ .‬فالقديس بولس الرسوؿ اقتبس‬ ‫الكتاب لـ يوضح‪ .‬ولكف غالباً فيذا المزمور ُكت َ‬ ‫مف ىذا المزمور في (روٖ) ليث بت أف الييود واألمـ كبلىما سقطا تحت الخطية‪ ،‬وأف كؿ العالـ مذنب أماـ اهلل‪.‬‬ ‫وبيذا نفيـ أف العالـ كمو ناقص وغير كامؿ وكؿ بني آدـ مولوديف في الخطية "بالخطايا ولدتني أمي" فنحف نرث‬

‫خطية أبينا آدـ "الخطية الجدية أو األصمية"‪ .‬ىنا نرى صورة لفساد الجنس البشري (ٔيو٘‪ .)ٜٔ2‬ولـ يكف ىناؾ‬ ‫عبلج سوى بالمسيح‪ .‬فالخطية جرحت البشر وقتمتيـ وجاء المسيح ليجرحو الخطاة ويقتموه فيداوي جروحنا‬

‫صور نفسو عمى أنو البار الذي تعرض ليجمات وظمـ األشرار فيو رمز لممسيح البار في‬ ‫ويحيينا‪ .‬وداود إذا َّ‬ ‫آالمو‪ .‬وكؿ اآلالـ التى تعرض ليا داود سواء في الكممات الظالمة واإلشاعات الرديئة أو كؿ اآلالـ التي وقعت‬ ‫عميو مف األشرار‪ .‬أو اآلالـ التي وقعت عمى المسيح وتقع عمى كنيستو راجعة إلى فساد الجنس البشري كمو‪.‬‬

‫لذلؾ يقسـ المرنـ البشر لقسميف [ٔ] الجيبلء وىـ عديمي القيـ‪ ،‬الذيف يرفضوف اهلل ويرفضوف شريعتو [ٕ] األبرار‬ ‫أو شعب اهلل المتألـ‪.‬‬ ‫ٔ‬ ‫لو»‪ .‬فَس ُدوا ور ِجسوا ِبأَف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫صبلَ ًحا‪.‬‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٖ-‬قَ َ‬ ‫س إِ ٌ‬ ‫س َم ْن َي ْع َم ُل َ‬ ‫ْعال ِي ْم‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ​َ ُ‬ ‫ال ا ْل َجاى ُل في َق ْم ِبو «لَ ْي َ‬ ‫ِ ٖ‬ ‫ٕ‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف عمَى ب ِني ا ْلب َ ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫اء أَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ش َر َ َ َ‬ ‫س ُدوا‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫ش ِر‪ ,‬ل َي ْنظَُر َى ْل م ْن فَاىم طَال ِب اهلل؟ ا ْل ُكل قَ ْد َاز ُغوا َم ًعا‪ ,‬فَ َ‬ ‫اَ َّلرب م َن َّ َ‬ ‫م ْن يعم ُل صبلَحا‪ ,‬لَ ْيس والَ و ِ‬ ‫اح ٌد‪".‬‬ ‫َ ََْ َ ً‬ ‫َ َ َ‬

‫في آية (ٔ) نرى سببيف لئللحاد‬

‫تصور اإلنساف أف ال إلو‬ ‫[ٔ] ا ْل َج ِي ُل = أي أف ّ‬ ‫[ٕ] الفَساَ ُد‪ 2‬وجود شيوة في القمب‪ .‬وفي معظـ األحياف تكوف الشيوة الفاسدة في القمب سبباً في إنكار وجود اهلل‬ ‫حتى ال يزعجوا ضمائرىـ ويتمادوف في شيواتيـ‪ ،‬وبالتالي فيـ غير ممتزميف بوصايا اهلل‪ ،‬وىذا ما قالو‬ ‫ال ا ْلج ِ‬ ‫عـ‬ ‫اى ُل ِفي َق ْم ِب ِو = فمف القمب تخرج الدوافع الشريرة (أر‪ .)ٜ2ٔٚ‬ونرى أف ىذا الفساد قد َّ‬ ‫أغسطينوس‪ .‬قَ َ َ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف = تشير ألف اهلل مطمع عمى كؿ شئ‬ ‫اء أَ ْ‬ ‫ش َر َ‬ ‫وسط كؿ بني آدـ‪ .‬واحتاج البشر إلى تجديد‪ .‬اَ َّلرب م َن َّ َ‬ ‫ويعرؼ خفايا القموب‪ .‬فَ ِ‬ ‫اىٍم = حكيماً ومتعقؿ وقد وردت بعد ىذا في الترجمة السبعينية بعض آيات لـ ترد في‬ ‫الترجمة العبرية وىي‪" 2‬حنجرتيـ قبر مفتوح‪ ،‬مكروا بمسانيـ‪ .‬سـ األفاعي تحت شفاىيـ‪ ،‬أفواىيـ ممموءة لعنة‬ ‫وم اررة‪ ،‬أرجميـ سريعة إلى سفؾ الدماء‪ .‬واإلنكسار والشقاء في سبميـ‪ ،‬وطريؽ السبلمة لـ يعرفوىا‪ .‬ليس خوؼ‬

‫اهلل أماـ أعينيـ‪ ،‬أليس يعمـ جميع عاممي اإلثـ" وىذا ما اقتبسو بولس الرسوؿ في (روٖ)‪ .‬فالعيد الجديد كاف‬

‫يقتبس مف النسخة السبعينية‪.‬‬

‫‪53‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع عشر)‬

‫آية (ٗ) ‪ٗ" -‬أَلَم يعمَم ُكل فَ ِ‬ ‫اعمِي ِ‬ ‫ب لَ ْم َي ْد ُعوا‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫ون ا ْل ُخ ْب َز‪َ ,‬و َّ‬ ‫ون َ‬ ‫ش ْع ِبي َك َما َيأْ ُكمُ َ‬ ‫ين َيأْ ُكمُ َ‬ ‫اإل ثِْم‪ ,‬الَِّذ َ‬ ‫ْ َْ ْ‬ ‫نرى ىنا نتيجة مف نتائج ترؾ اهلل باإلضافة لفساد طبعو وىي ظمـ المساكيف‪ .‬فمقد امتؤلت قموبيـ فساداً وظمماً‬

‫ون ا ْل ُخ ْب َز‪ .‬ونتيجة أخرى كانت االعتزاز بالنفس وعدـ االلتجاء هلل=‬ ‫وقسوة‪ .‬فكانوا يأكموف المساكيف َك َما َيأْ ُكمُ َ‬ ‫ب لَ ْم َي ْد ُعوا‪ .‬وىذا ناتج عف الكبرياء‪.‬‬ ‫الر َّ‬ ‫َو َّ‬

‫٘‬ ‫َن اهلل ِفي ا ْل ِج ِ‬ ‫يل ا ْل َب ٍّار‪".‬‬ ‫آية (٘) ‪ُ " -‬ى َن َ‬ ‫اك َخافُوا َخ ْوفًا‪ ,‬أل َّ َ‬ ‫اك َخافُوا‬ ‫نرى ىنا صورة فييا تناقض فاألشرار رغـ قسوتيـ وجبروتيـ نجدىـ خائفوف إذ ال سبلـ لؤلشرار= ُى َن َ‬ ‫َخ ْوفًا‪ .‬أما األبرار فاهلل في وسطيـ مصدر سبلميـ‪ .‬وقد ظير المسيح وسط شعب الييود فخافوا منو أف يأخذ‬

‫نصيبيـ حينما يمتؼ الشعب حولو فقاموا وقتموه‪ .‬األشرار في خوؼ حتى ال تضيع منيـ مممكتيـ األرضية‪ ،‬أي‬

‫ك رامتيـ وسمطانيـ وغناىـ‪ .‬ومع الكنيسة يحدث نفس الشئ فاألشرار يضطيدونيا فيـ يخافوف أف تسمبيـ مجدىـ‬ ‫َن اهلل ِفيْ ِج ِ‬ ‫يل‬ ‫الزمني‪ .‬ولكف اهلل يتجمي وسط أوالده ووسط كنيستو ويعمف عف حمولو وسكناه في وسطيـ= أل َّ َ‬ ‫األْ َبرٍّار‪.‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫س ِك ِ‬ ‫ب َم ْم َجأُهُ‪".‬‬ ‫ضتُ ْم‪ ,‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ين َناقَ ْ‬ ‫ْي ا ْلم ْ‬ ‫آية (‪َ " - )ٙ‬أر َ‬ ‫ِ‬ ‫س ِكين ىـ أوالد اهلل الذيف يقوـ ضدىـ األشرار ثائريف عمى أقواليـ‪ ،‬فإبميس يحرؾ ىؤالء األشرار‪ .‬وابميس ال‬ ‫ا ْلم ْ‬

‫يحتمؿ أوالد اهلل الذيف ليـ الرب ممجأ يحتموف بو‪ .‬ولكف قد يضحؾ األشرار عمى األبرار إلى حيف‪ .‬فاهلل ممجأىـ‬

‫لف يتخمى عنيـ‪.‬‬

‫آية (‪ٚ" - )ٚ‬لَ ْي َ ِ ِ‬ ‫س َرِائي ُل‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫يل‪ِ .‬ع ْن َد َرٍّد َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫س ْب َي َ‬ ‫ش ْع ِب ِو‪َ ,‬ي ْي ِت ُ‬ ‫ف َي ْعقُ ُ‬ ‫وب‪َ ,‬وَي ْف َر ُح إِ ْ‬ ‫ص إِ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ت م ْن ص ْي َي ْو َن َخبلَ َ‬ ‫تسبحة رجاء مف العيد القديـ أف المخمص سيأتي مف صييوف ليخمص إسرائيؿ‪ .‬ولقد تجسد المسيح مف وسط‬

‫الييود ليخمص كنيستو‪ .‬ويحررىا مف سبي إبميس والخطية‪ .‬فالنفس البعيدة عف اهلل تعتبر في سبي إبميس‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص عشر)‬

‫المزمور الخامس عشر‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور الخامس عشر (الرابع عشر في األجبية)‬ ‫ىذا المزمور يرسـ لنا ويظير لنا طريؽ السماء‪ .‬ولكي نحيا في فرح يجب أف نكوف في قداسة وأمانة‬

‫(مت‪ .)ٔٚ2ٜٔ‬فينا نرى شروط السكنى مع اهلل (يوٗٔ‪ .)ٕٖ2‬فالقداسة وحفظ الوصايا شرط أف نعايف اهلل‬ ‫(عبٕٔ‪ .)ٔٗ2‬وبيت الرب يميؽ بو القداسة‪ .‬وىنا نرى خصائص اإلنساف التقي الذي يسكف في مسكف الرب‪.‬‬ ‫وعمى كؿ مف يدخؿ بيت الرب ليصمي أف يسأؿ نفسو ويفحص ضميره بالمقارنة مع ىذا المزمور‪ .‬وربما كاف‬

‫داود وىو يكتب ىذا المزمور متأث اًر بموت ُعزة عندما لمس التابوت وىـ ينقمونو ثـ بركة اهلل لبيت عوبيد أدوـ‪.‬‬ ‫وكاف ىذا المزمور مف مزامير االحتفاؿ عند باب الييكؿ لتذكير كؿ مف يدخؿ بضرورة نقاوتو‪ .‬ىذه مثؿ صراخ‬

‫الكاىف اآلف "القدسات لمقديسيف" قبؿ التناوؿ‬

‫واذ يشعر الشعب كمو بالحاجة إلى عمؿ اهلل القدوس لتقديسيـ يجيبوف "واحد ىو اآلب القدوس‪" ..‬‬

‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬يا رب‪ ,‬م ْن ي ْن ِز ُل ِفي م ِ‬ ‫س ُك ُن ِفي َج َب ِل قُ ْد ِس َك؟ "‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫س َكن َك؟ َم ْن َي ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫س َك ِن َك = جاءت في أصميا خيمتؾ‪ ،‬فالييكؿ لـ يكف قد تـ بناؤه أياـ داود‪ .‬و َج َب ِل صييون = يشير لمكنيسة‬ ‫َم ْ‬ ‫ويشير لمسماء حيث نسكف أبدياً مع اهلل‪ .‬ومف ال يوجد مستحقاً أف يسكف في الكنيسة اآلف عمى األرض‬ ‫(الخيمة)‪ ،‬لف يكوف مستحقاً أف يكوف في السماء لؤلبد فالخيمة تشير لحياة غربتنا عمى األرض‪ .‬ومف يعيش في‬

‫العالـ بحسب المواصفات اآلتية‪ .‬في اآليات (ٕ‪ )٘-‬يكوف لو مسكف اهلل (الكنيسة) مكاف راحة وحماية مف‬ ‫تجارب العالـ‪ .‬ثـ يكوف لو نصيب في الحياة األبدية‪ .‬ومسكننا المؤقت ىو جسدنا ىيكؿ اهلل ومف يحيا في قداسة‬

‫ىنا فحينما تنتيي حياة غربتو ىنا عمى األرض يكوف لو مسكف أبدي في السماء (ٕكو٘‪)ٔ2‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ٖ ِ‬ ‫الص ْد ِ ِ‬ ‫ال‪ ,‬وا ْلع ِ‬ ‫اآليات (ٕ‪ِ َّ ٕ" - )٘-‬‬ ‫ام ُل ا ْل َحقَّ‪َ ,‬وا ْل ُمتَ َكمٍّ ُم ِب ٍّ‬ ‫س ِان ِو‪َ ,‬والَ‬ ‫ق في َق ْم ِبو‪ .‬الَّذي الَ َيشي ِبم َ‬ ‫السال ُك ِبا ْل َك َم ِ َ َ‬ ‫ٗ‬ ‫ش ًّار ِبص ِ‬ ‫ف‬ ‫اح ِب ِو‪َ ,‬والَ َي ْح ِم ُل تَ ْع ِي ًا‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الرِذي ُل ُم ْحتَقٌَر ِفي َع ْي َن ْي ِو‪َ ,‬وُي ْك ِرُم َخ ِائ ِفي َّ‬ ‫ير َعمَى قَ ِري ِب ِو‪َ .‬و َّ‬ ‫ص َنعُ َ‬ ‫ب‪َ .‬ي ْحمِ ُ‬ ‫َي ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ٘‬ ‫ِ‬ ‫ص َنعُ ى َذا الَ َيتَ​َز ْع َزعُ إِلَى‬ ‫الرَبا‪َ ,‬والَ َيأْ ُخ ُذ ٍّ‬ ‫ييا ِب ٍّ‬ ‫الر ْ‬ ‫ش َوةَ َعمَى ا ْل َب ِريء‪ .‬الَّذي َي ْ‬ ‫َّر ِر َوالَ ُي َغ ٍّي ُر‪ .‬فضَّتُ ُو الَ ُي ْعط َ‬ ‫لمض َ‬ ‫َّى ِر‪".‬‬ ‫الد ْ‬

‫نصمي ىذا المزمور في باكر لنقارف تصرفاتنا مع ىذه المثاليات‪ .‬ولكف مف يستطيع أف يحيا في ىذه المثاليات‬ ‫دوف عمؿ الرب يسوع فيو‪ ،‬فكأف مف يصمي ىذا المزمور في صبلة باكر يقوؿ هلل "ىبني يا رب أف أحيا ىكذا‬

‫كما يرضيؾ فيكوف لي نصيباً معؾ"‬

‫‪55‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص عشر)‬

‫السم ِو ُك ببلعيب = أعمالو أماـ الناس كاممة‪َ .‬وا ْل ُمتَ َكمٍّ ُم بالحق ِفي َق ْم ِب ِو = ىنا يدخؿ لمعمؽ ويطمب اف يكوف‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ير َعمَى‬ ‫س ِان ِو = ال كذب وال رياء وال وشاية الَ َي ْح ِم ُل تَ ْع ِي ًا‬ ‫القمب ممموء حقاً‪ ،‬تسكف فيو كممة اهلل‪ .‬الَ يغش ِبم َ‬ ‫الرِذي ُل ُم ْحتَقٌَر ِفي َع ْي َن ْي ِو = فاعؿ الشر مرذوؿ أمامو أي ال يشتيي‬ ‫قَ ِري ِب ِو= ال يقبل عا ارً عمى جيرانو (سبعينية)‪َّ .‬‬ ‫الشر الذي يصنعو الشرير بؿ يرفض ويكرىو يحمؼ لمضرر وال يغير= الذي يحمؼ لقريبو وال يغدر بو‬

‫َّى ِر = يصمد‬ ‫(سبعينية)‪ .‬ىو ذو قمب ممموء بالمحبة لكؿ إنساف كالسامري الصالح‪ .‬مثؿ ى َذا الَ َيتَ​َز ْع َزعُ إِلَى الد ْ‬ ‫كالجبؿ ىنا عمى األرض ولو حياة في السماء‪.‬‬ ‫وفي آية (ٗ) ي ْحمِ ُ ِ‬ ‫َّر ِر َوالَ ُي َغ ٍّي ُر = يحمؼ لقريبو أنو سيفعؿ كذا وكذا واذا إكتشؼ بعد ذلؾ أف ىذا يضره ال‬ ‫َ‬ ‫ف لمض َ‬ ‫يغير كبلمو بؿ ينفذ ألنو حمؼ‪ .‬وىكذا جاءت في اإلنجميزية ‪who swears to his own hurt and does‬‬

‫‪ .not change‬المقصود انو يعطي وعدا ويحمؼ انو ينفذ ‪ ،‬فإذا وجد بعد ذلؾ اف التنفيذ سيعود بالضرر عميو‪،‬‬ ‫ينفذ‬

‫وعده‬

‫ألنو‬

‫حمؼ‪.‬‬

‫‪56‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش عشر)‬

‫المزمور السادس عشر‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور السادس عشر (الخامس عشر في األجبية)‬ ‫ىذا المزمور ىو نبوة رائعة عف السيد المسيح الذي داس الموت بموتو وقاـ دوف أف يرى جسده فساداً‪ .‬ففي‬

‫المزمور (ٕ) رأينا والدة المسيح األزلية ووالدتو بالجسد وفي مزمور (‪ )ٛ‬رأينا المسيح بتأنسو يعيد المجد لئلنساف‪،‬‬

‫وىنا نرى كيؼ أعاد المسيح المجد لئلنساف‪ .‬وقد يحتوي المزمور شيئاً عف داود ولكنو مكتوب بروح النبوة عف‬

‫المسيح فداود مات وفسد جسده‪ ،‬أما المسيح فيو وحده الذي قاـ ولـ يرى جسده فساداً‪ .‬وىكذا شرح معممنا بطرس‬

‫المزمور في (أعٕ‪ .)ٕٚ-ٕٗ2‬وىكذا شرح بولس الرسوؿ المزمور (أع‪ )ٖٙ2ٖٔ،ٖٚ‬ولذلؾ أكمؿ داود تعرفني‬ ‫سبؿ الحياة‪ ،‬أمامؾ شبع سرور‪ ،‬فنحف بقيامة المسيح صار لنا فرح أبدي‪ .‬وكأف داود حيف يقوؿ "احفظني يا رب‬

‫فإني عميؾ توكمت يتحدث بمساف الكنيسة التي تطمب أف يحفظيا اهلل مف ىذا الموت الذي أصابيا‪ .‬فكاف أف‬

‫المسيح تجسد وأخمى ذاتو وشاركنا في طبعنا ليرفعنا معو لمجده‪ .‬ومازالت الكنيسة جسد المسيح تصمي احفظني‬ ‫يا رب فإني عميؾ توكمت حتى تحصؿ عمى الحياة األبدية‪ .‬ىذا المزمور ىو مزمور القيامة لذلؾ تصميو الكنيسة‬

‫في صبلة باكر‪ .‬مزمور يعطينا رجاء في ميراثنا األبدي‪ ،‬لذلؾ نجده معنوناً بالقوؿ مذىبة فيو كبلـ مف ذىب‪،‬‬ ‫ىو جوىرة مف جواىر الكتاب المقدس‪.‬‬

‫ِٔ ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬ا ْحفَ ْظني َيا اَهللُ‬ ‫الكنيسة تمقي إتكاليا الكامؿ‬

‫ت‪".‬‬ ‫أل ٍَّني َعمَ ْي َك تَ​َو َّك ْم ُ‬ ‫عمى الرب لذلؾ يحفظيا‪ .‬ويرى أباء الكنيسة أف المسيح ىو المتكمـ ىنا بمساف‬

‫الكنيسة جسده‪ ،‬يسأؿ اآلب قيامة جسده لتقوـ الكنيسة كميا معو وفيو‪( .‬عب٘‪( + )ٚ2‬أش‪ .)ٛ2ٜٗ‬وىذه اآلية‬

‫يجب أف يصمي بيا كؿ واحد هلل‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫ش ْي َء َغ ْي ُر َك»‪" .‬‬ ‫ت لِ َّمر ٍّ‬ ‫س ٍّي ِدي‪َ .‬خ ْي ِري الَ َ‬ ‫ب «أَ ْن َ‬ ‫آية (ٕ) ‪ُ " -‬ق ْم ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ش ْي َء َغ ْي ُر َك = ال تحتاج إلى صبلحي (سبعينية)‪ .‬الصبلح ىو عطية اهلل‪ ،‬واهلل ال يحتاج لصبلحنا‪ ،‬بؿ‬ ‫َخ ْي ِري الَ َ‬ ‫باتحادنا بالمسيح ييبنا اهلل الصبلح‪ .‬واذ تمتقي النفس باهلل مصدر حمايتيا وصبلحيا تجد فيو كؿ الكفاية فتقوؿ‬

‫لو أنت ربي وتس مـ الحياة كميا لو‪ .‬ليكوف ىو الرب وىو القائد‪ .‬ولو كاف المسيح ىو المتكمـ في ىذه اآلية فيو‬

‫حيف يقوؿ "ربي" يعمف عف كامؿ إنسانيتو واتحاده ببشريتنا‪ ،‬وكممثؿ عف الكنيسة جسده يقوؿ لآلب َخ ْي ِري الَ‬ ‫ش ْي َء َغ ْي ُر َك = "ال خير لي في‬ ‫ش ْي َء َغ ْي ُر َك فالكنيسة مصدر خيراتيا الوحيد ىو اهلل صانع الخيرات‪َ .‬خ ْي ِري الَ َ‬ ‫َ‬ ‫شئ بعيداً عنؾ أو باإلنفصاؿ عنؾ" وىكذا جاءت في اإلنجميزية‪ .‬والمعنى أنو ال خير لنا وال مصدر ألي خير‬

‫إالّ اهلل‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش عشر)‬

‫ِ‬ ‫ٖ ِ‬ ‫ين ِفي األ َْر ِ‬ ‫س َّرِتي ِب ِي ْم‪".‬‬ ‫ون الَِّذ َ‬ ‫ٍّيس َ‬ ‫ض َواألَفَاض ُل ُكل َم َ‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬ا ْلقد ُ‬ ‫مف ىـ قديسيو إال أعضاء جسده الذيف تقدسوا باالتحاد بو‪ ،‬ىؤالء ىـ الكنيسة وىؤالء قد صنع اهلل فييـ كؿ‬ ‫مشيئاتو الصالحة وكؿ أعاجيبو‪ ،‬لذلؾ نصمي سبحوا اهلل في جميع قديسيو فاهلل ممجد في قديسيو‪ ،‬وصنع فييـ‬

‫كؿ مشيئتو ألنيـ سمموا لو المشيئة بالكامؿ "لتكف مشيئتؾ"‪ .‬والحظ أنيـ صاروا قديسيف بالرغـ مف أنيـ مازالوا‬

‫وحوؿ شعبو إلى قديسيف في وسط عالـ شرير‪ .‬وىذه ىي مسرة اهلل أف‬ ‫عمى األرض‪ .‬فاهلل يفعؿ المستحيبلت ّ‬ ‫س َّرِتي ِب ِي ْم = صنع فييـ كؿ مشيئاتو ونبلحظ أف القيامة لـ يشاىدىا سوى‬ ‫يحوؿ شعبو إلى قديسيف= ُكل َم َ‬

‫المؤمنيف (ال يتعدوا ٓ​ٓ٘ شخص الذيف أروا المسيح بعد قيامتو)‪ .‬وحياة القداسة التي ننعـ فييا بالمسيح المقاـ‬ ‫الذي يخمصنا ىي لمف يؤمف ويأخذىا كيبة إليية‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫شفَتَ َّي‪".‬‬ ‫اء َ‬ ‫اء ُى ْم ِب َ‬ ‫اع ُي ُم الَِّذ َ‬ ‫َس ُك ُ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬تَ ْكثُ​ُر أ َْو َج ُ‬ ‫س َكائ َب ُي ْم م ْن َدم‪َ ,‬والَ أَ ْذ ُك ُر أ ْ‬ ‫آخ َر‪ .‬الَ أ ْ‬ ‫ين أ ْ‬ ‫َس َم َ‬ ‫ب َ‬ ‫َس َر ُعوا َو َر َ‬ ‫مف ساروا وراء آلية أخرى (شيوة‪ /‬ماؿ‪ /‬كرامة زمنية‪ )..‬تكثر أمراضيـ وأوجاعيـ فالمسيح وحده ىو الشافي‬ ‫س َك ِائ َب ُي ْم ِم ْن َدٍم = فقد كاف مف عادة الوثنييف أف يشربوا كأساً مف الدـ‬ ‫َس ُك ُ‬ ‫ألرواحنا وأجسادنا ونفوسنا‪ .‬الَ أ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫اء ُى ْم = أي أسماء اآللية الوثنية (خرٖٕ‪ .)ٖٔ2‬فالقديسيف الذيف عرفوا‬ ‫كتقدمة وكنوع مف العبادة َوالَ أَ ْذ ُك ُر أ ْ‬ ‫َس َم َ‬ ‫س َك ِائ َب ُي ْم ِم ْن َدٍم = جاءت في السبعينية "ال أجتمع‬ ‫َس ُك ُ‬ ‫الرب يقطعوف كؿ عبلقة ليـ بالخطية والخطاة‪ .‬الَ أ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫اء ُى ْم = ال أريد أف أعرفيـ‪.‬‬ ‫بمجامعيـ مف الدماء" أي ال أوجد في وسط ىؤالء الذيف يفعموف ىذا‪َ .‬والَ أَ ْذ ُك ُر أ ْ‬ ‫َس َم َ‬ ‫٘‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ‪ِٙ‬‬ ‫صيب ِقسم ِتي و َكأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اث‬ ‫آيات (٘‪َّ " - )ٙ-‬‬ ‫ير ُ‬ ‫ت قَا ِب ُ‬ ‫ْسي‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫الرب َن ُ ْ َ َ‬ ‫ض قُ ْر َعتي‪ .‬ح َبا ٌل َوقَ َع ْت لي في الن َع َماء‪ ,‬فَا ْلم َ‬ ‫س ٌن ِع ْن ِدي‪".‬‬ ‫َح َ‬

‫ىذا ىو صوت الكنيسة‪ ،‬اهلل ىو نصيبنا وميراثنا وكأسنا الذي نشربو مف األلـ والمجد‪ ،‬والمسيح أعاد لنا ميراثنا‪.‬‬ ‫ض قُ ْر َع ِتو = ىي‬ ‫وكاف تقسيـ األرض في الميراث يقاس بالحباؿ وبالقرعة (يشٖٔ‪ .)ٙ2‬وداود يشعر أف اهلل قَا ِب ُ‬ ‫ليست في يد إنساف أو بالحظ أو بالصدفة‪ ،‬اهلل ىو الذي يحددىا لو‪ ،‬وطالما أف اهلل يحددىا لو فقرعتو و ِح َبا ٌل‬ ‫التقسيم وقَع ْت ِفي النعم ِ‬ ‫اء ‪ .‬وكاف البلوييف ال نصيب ليـ في األرض وكاف اهلل نصيبيـ ليشرح اهلل أف مف يكوف‬ ‫َ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫اهلل نصيبو فقد فاز بالنعماء‪ .‬وقد فيـ داود ىذا ولـ يفرح بممكو ولكنو فرح بأف الرب نصيبو (مزٖ‪ .)ٕٙ2ٚ‬ىذه‬

‫ىي فرحة التمتع بالشركة مع اهلل‪ .‬ومف يرفض أف يقبؿ كأس لذات العالـ مف يد الشيطاف يصير الرب كأسو‬ ‫وقسمتو ويكوف ميراثو ثابت (ٔبطٔ‪ .)ٗ2‬ومف يكوف نصيبو اهلل يكوف ميراثو السماء والمجد في األبدية‪ ،‬ويضاؼ‬

‫ليذا بركات أرضية‪.‬‬

‫النعماء = مترجمة في السبعينية "ارض خصبة" وفي االنجميزية " مكاف مفرح" واهلل خمقنا ووضعنا في فردوس‬ ‫النعيـ‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش عشر)‬

‫ِ‬ ‫الر َّ ِ‬ ‫آية (‪ٚ" - )ٚ‬أ َُب ِ‬ ‫اي‪".‬‬ ‫ار ُك َّ‬ ‫ص َح ِني‪َ ,‬وأ َْي ً‬ ‫ضا ِبالمَّْي ِل تُْنذ ُرِني ُك ْم َيتَ َ‬ ‫ب الَّذي َن َ‬ ‫ِ‬ ‫الر َّ ِ‬ ‫أ َُب ِ‬ ‫اي = ىذا ىو عمؿ الروح القدس‬ ‫ار ُك َّ‬ ‫ص َح ِني (افيمني في السبعينية)‪َ .‬وأ َْي ً‬ ‫ضا ِبالمَّْي ِل تُْنذ ُرِني ُك ْم َيتَ َ‬ ‫ب الَّذي َن َ‬ ‫فيو يعممكـ كؿ شئ ويبكت عمى خطية‪ ..‬وىو روح النصح‬ ‫( يو‪ٕ + ٛ 2 ٔٙ‬تي ٔ ‪ ) ٚ 2‬ليضمف لنا ميراثنا إف لـ نقاومو وفي النيار (طريؽ التوبة) يعمـ ويكشؼ عف‬ ‫أسرار اهلل‪ .‬وفي الميؿ (وقت الخطية) يبكت وينذر‪ .‬والكمية ترمز لؤلعماؽ‪ ،‬لداخؿ النفس‪ ،‬مجاؿ عمؿ الروح‬

‫القدس‪ .‬والروح القدس يريد أف يعمف لنا أسرار الميراث‪ ،‬وىذا ما جعؿ المسيح يفرح (لوٓٔ‪ .)ٕٔ2‬ونبلحظ أف‬ ‫الكميتاف تنقياف الدـ‪ ،‬وىكذا عمؿ التوبة ينقي الحياة والنفس لتؤىؿ لمميراث األبدي‪ .‬ولكف التوبة ىي دعوة واقناع‬

‫مف الروح القدس الذي يبكت ويقنع ( ار ٕٓ ‪ )ٚ 2‬واستجابة منا ‪.‬وىذا ما قالو ارمياء النبي " توبني فأتوب ألنؾ‬

‫انت الرب اليي ( ار ٖٔ ‪.)ٔٛ 2‬‬

‫‪ٛ‬‬ ‫ين‪ ,‬أل ََّن ُو ع ْن ي ِم ِ‬ ‫ب أَم ِ‬ ‫امي ِفي ُك ٍّل ِح ٍ‬ ‫يني فَبلَ أَتَ​َز ْع َزعُ‪".‬‬ ‫ت َّ‬ ‫آية (‪َ " - )ٛ‬ج َع ْم ُ‬ ‫َ َ‬ ‫الر َّ َ‬ ‫مف لو اإليماف الحي‪ ،‬ىو مف يجد الرب أمامو في كؿ حيف‪ ،‬يشعر أنو في حضرتو فبل يخطئ (يوسؼ) وقولو‬ ‫ع ْن ي ِم ِ‬ ‫يني إشارة ألف مف لو ىذا اإليماف الحي يكوف اهلل قوتو‪ .‬فاليميف ال تعني مكاناً ما وانما ىي تشير لمقوة‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫ونبلحظ أنو حينما نقوؿ المسيح جمس عف يميف اآلب أنو صار بناسوتو لو نفس مجد اآلب ‪ ،‬والذي ىو نفس‬

‫مجد الىوت االبف (يو ‪ .)٘ 2 ٔٚ‬وألف اآلب واالبف واحد‪ ،‬واآلب في االبف واالبف في اآلب‪ ،‬نجد اآلية ىنا وىي‬ ‫ب‪ ..‬ع ْن ي ِم ِ‬ ‫يني ‪ ،‬فاآلب ىنا عف يميف االبف‪ .‬والمعني اف اآلب حفظ المسيح مف‬ ‫ت َّ‬ ‫بمساف المسيح تقوؿ َج َع ْم ُ‬ ‫الر َّ َ َ‬ ‫كؿ محاوالت قتمو (يو ‪ ،)ٜ٘ 2 ٛ‬حتي حاف وقت الصميب ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِٜ‬‬ ‫س ُك ُن ُم ْط َم ِئ ًّنا‪".‬‬ ‫س ِدي أ َْي ً‬ ‫ضا َي ْ‬ ‫آية (‪ " - )ٜ‬لذل َك فَ ِر َح َق ْم ِبي‪َ ,‬و ْابتَ َي َج ْت ُروحي‪َ .‬ج َ‬ ‫الذي وجد اهلل عف يمينو أي مصدر قوتو يتيمؿ ويفرح‪ ،‬فاهلل حي وبالتالي لف يترؾ عبيده يموتوف لؤلبد‪ ،‬لذلؾ‬ ‫س ُك ُن ُم ْط َم ِئ ًّنا = يسكف عمى الرجاء (سبعينية) أي رجاء القيامة‪ .‬وبمساف المسيح فتكوف ىذه‬ ‫س ِدي أ َْي ً‬ ‫ضا َي ْ‬ ‫يقوؿ َج َ‬ ‫اآلية تشير لفرح المسيح بأف عممو الكفاري وفداءه أعطيا حياة وقيامة لجسده أي كنيستو‪ .‬وقيامتو أعطتنا الرجاء‪.‬‬ ‫آية (ٓٔ) ‪ٔٓ" -‬أل ََّن َك لَ ْن تَتُْر َك َن ْف ِسي ِفي ا ْل َي ِ‬ ‫ادا‪".‬‬ ‫ع تَ ِقي َ‬ ‫سً‬ ‫اوَي ِة‪ .‬لَ ْن تَ َد َ‬ ‫َّك َي َرى فَ َ‬ ‫ىي نبوة واضحة عف قيامة المسيح‪ ،‬إذ لـ يكف الموت قاد اًر أف يمسكو لؤلبد‪.‬‬ ‫ور‪ِ .‬في ي ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٔ​ٔ ِ‬ ‫س ُر ٍ‬ ‫ين َك ِن َع ٌم إِلَى األ َ​َب ِد‪".‬‬ ‫س ِب َ‬ ‫َ‬ ‫ام َك ش َبعُ ُ‬ ‫آية (ٔ​ٔ) ‪ " -‬تُ َعٍّرفُني َ‬ ‫َم َ‬ ‫يل ا ْل َح َياة‪ .‬أ َ‬ ‫يل ا ْلحي ِ‬ ‫اة = طرؽ الحياة‪ .‬ىي الحياة المعاشة في شركة مع اهلل وىذه تستمر ىنا عمى األرض وفيما بعد‬ ‫س ِب َ َ َ‬ ‫َ‬

‫الموت‪ .‬والطريؽ ىو المسيح فمف يثبت فيو يقوـ معو ويصعد معو‪ .‬والمسيح بقيامتو اعطانا الحياة االبدية‪ .‬ولكنو‬

‫‪59‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش عشر)‬

‫لـ يتركنا بعد ذلؾ حتي ال نضؿ ويضيع منا الطريؽ‪ ،‬فارسؿ لنا الروح القدس‪ ،‬الذي سكف فينا في سر الميروف‬ ‫(سر التثبيت)‪ .‬والروح القدس يثبتنا في المسيح‪ ،‬والمسيح ىو الطريؽ‪.‬‬

‫‪60‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع عشر)‬

‫المزمور السابع عشر‬

‫عودة لمجدول‬

‫رنـ داود بيذه الصبلة الرائعة في فترة مف حياتو كاف فييا مضطيداً وىو برئ فكاف رم اًز لممسيح البرئ وقد أحاط‬ ‫بو أعداؤه مف كؿ جانب‪ .‬وحينما يتكمـ داود عف براءتو فالموضوع نسبي فيو برئ مف التيـ التي لفقيا لو أعداؤه‪،‬‬

‫أما في خطايا أخرى فيو بالتأكيد قد سقط‪ .‬أما المسيح فيو برئ براءة مطمقة مف كؿ خطية‪.‬‬

‫مف ىذا المزمور يتعمـ كؿ منا كيؼ يصمي وىو في ضيقة أو وىو شاعر بظمـ اآلخريف لو فنخرج مف الصبلة‬

‫شاعريف بأننا في حماية اهلل فنطمئف‪ ،‬بؿ نتحوؿ إلى صورة اهلل‪ ،‬نتشبو بالمسيح‪ ،‬ونتحوؿ إلى صورتو‪ ،‬فنحتمؿ‬

‫في تسميـ والقمب ممموء سبلماً‪.‬‬

‫ِٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شفَتَْي ِن ِببلَ ِغ ٍّ‬ ‫ش‪".‬‬ ‫صبلَ ِتي ِم ْن َ‬ ‫ص َراخي‪ .‬أ ْ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬ا ْ‬ ‫َص ِغ إِلَى َ‬ ‫س َم ْع َيا َرب ل ْم َحقٍّ‪ .‬أَ ْنص ْت إِلَى ُ‬ ‫شفَتَ ْي ِن ِببلَ ِغ ٍّ‬ ‫ش = ىذا شرط‬ ‫نرى فييا المجاجة‪ ،‬داود يصمي ويصرخ هلل بثقة فيو ال يجد سواه ممجأ يثؽ فيو ِم ْن َ‬

‫لمصبلة المقبولة‪ ،‬فكيؼ يقبؿ اهلل صمواتنا ونحف نصمي برياء‪ ،‬أو بقمب حاقد‪ ،‬أو قمب شيواني‪ .‬وداود كاف بريئاً‬ ‫مما يتيمونو بو‪ .‬ولكف الوحيد الذي ببل خطية ىو المسيح ولذلؾ فشفاعتو الكفارية ىي المقبولة ونحف إذا صمينا‬

‫بيذه الكممات فمنفيـ أف برنا الذاتي ال يبررنا بؿ نحف مبرريف في دـ المسيح‪.‬‬

‫ان ا ْلمستَ ِقيم ِ‬ ‫آية (ٕ) ‪ِ ٕ" -‬م ْن قُد ِ‬ ‫ات‪".‬‬ ‫ض ِائي‪َ .‬ع ْي َن َ‬ ‫َّام َك َي ْخ ُر ُج قَ َ‬ ‫اك تَ ْنظُ َر ِ ُ ْ َ‬ ‫ىو ال يريد أف الحكـ عميو يأتي مف ظالميف‪ ،‬ويترؾ الحكـ النيائي هلل العادؿ‪.‬‬ ‫ٖ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت َق ْم ِبي‪ .‬تَع َّي ْدتَ ُو لَ ْيبلً‪ .‬مح ِ‬ ‫وما‪ .‬الَ َيتَ َعدَّى فَ ِمي‪".‬‬ ‫آية (ٖ) ‪َ " -‬ج َّرْب َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّصتَني‪ .‬الَ تَج ُد ف َّي ُذ ُم ً‬ ‫ِ ِ‬ ‫وما = ربما قصد المرتؿ أف يقدـ قمبو أماـ اهلل ليكتشؼ اهلل نقاوتو وأنو‬ ‫َج َّرْب َ‬ ‫ت َق ْم ِبي‪ .‬تَ َع َّي ْدتَ ُو لَ ْيبلً‪ ..‬الَ تَج ُد ف َّي ُذ ُم ً‬

‫ال يحمؿ حقداً وال غشاً‪ .‬والميؿ وقت اليدوء‪ ،‬بعيداً عف االنشغاؿ بكبلـ الناس وعف االنشغاؿ بالعالـ‪ ،‬ىناؾ يرى‬ ‫ت تشير المتحاف الذىب بالنار فيتنقى‪ .‬وىذا ما يسمح بو اهلل ألوالده فيو‬ ‫اهلل اشتياقاتو المقدسة لو‪ .‬ولكف َج َّرْب َ‬ ‫يجربيـ ببعض التجارب لتنكشؼ أماـ أعينيـ حقيقة ما يدور في قموبيـ فيندموف ويبدأوا طريؽ التوبة‪ .‬والميؿ ىنا‬

‫يشير لوقت التجارب وحينما يتنقى اإلنساف ال يجد اهلل فيو ذموماً‪ .‬وىذه فائدة التجارب‪ .‬ونرى نتيجة التمحيص‬ ‫أي التنقية = الَ َيتَ َعدَّى فَ ِمي‪ .‬ىو يقتؿ كممات الشر فيتنقى قمبو بالتالي‪.‬‬ ‫ق ا ْلمعتَِن ِ‬ ‫شفَتَ ْي َك أَ​َنا تَحفَّ ْظ ُ ِ‬ ‫ِٗ ِ ِ‬ ‫َعم ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ف‪".‬‬ ‫اس فَ ِب َكبلَِم َ‬ ‫َ‬ ‫ت م ْن طُ​ُر ِ ُ ْ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬م ْن ج َية أ ْ َ‬ ‫كما تحفظ المرنـ عمى أقوالو‪ ،‬نجده ىنا يتحفظ في أعمالو‪ ،‬وال يعمؿ عمبلً إال لو كاف بحسب وصايا اهلل = َكبلَِم‬ ‫شفَتَ ْي َك‪ .‬فيو يريد أف يسمؾ في حياتو حسب مشيئة اهلل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪61‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع عشر)‬

‫٘‬ ‫س َك ْت ُخطُ َو ِاتي ِب ِ‬ ‫اي‪".‬‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬تَ َم َّ‬ ‫آثار َك فَ َما َزلَّ ْت قَ َد َم َ‬ ‫لقد سمؾ المرنـ الطريؽ الضيؽ‪ ،‬طريؽ الوصية‪ ،‬التي مف يسمؾ فييا ال تزؿ قدماه‪.‬‬

‫ِ‬ ‫آية (‪ٙ" - )ٙ‬أَ​َنا َدعوتُ َك ألَنَّ َك تَستَ ِج ِ‬ ‫اس َم ْع َكبلَ ِمي‪".‬‬ ‫ْ ُ‬ ‫يب لي َيا اَهللُ‪ .‬أَم ْل أُ ُذ َن ْي َك إِلَ َّي‪ْ .‬‬ ‫َْ‬ ‫نرى ىنا ثقة المرنـ في استجابة اهلل‪ .‬وىذا شرط لمصبلة المستجابة‪ ..‬الثقة في اهلل‪.‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ين عمَ ْي َك‪ِ ,‬بي ِم ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين َك ِم َن ا ْل ُمقَ ِ‬ ‫ين‪".‬‬ ‫او ِم َ‬ ‫َ‬ ‫ص ا ْل ُمتَّكم َ َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٚ‬م ٍّي ْز َم َراح َم َك‪َ ,‬يا ُم َخمٍّ َ‬ ‫مراحـ اهلل مميزة وخاصة لئلنساف المتكؿ عميو‪ .‬ويسيؿ تمييز أعماؿ رحمة اهلل‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪ِ ِ ْ ٛ" - )ٛ‬‬ ‫استُْرِني "‬ ‫احفَ ْظني م ْث َل َح َدقَة ا ْل َع ْي ِن‪ِ .‬بظ ٍّل َج َن َ‬ ‫اح ْي َك ْ‬ ‫اهلل يحفظنا كحدقة العيف (زؾٕ‪ .)ٛ2‬فالجفوف تحمي العيف عند أي خطر‪ .‬بؿ أف اهلل يحفظنا ألف مف يمس أوالده‬ ‫كمف يمس عينو‪ .‬وبظؿ جناحيو يسترنا (متٖٕ‪.)ٖٚ2‬‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫َع َد ِائي ِب َّ‬ ‫الن ْف ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ين َي ْكتَِنفُوَن ِني‪".‬‬ ‫آية (‪ِ " - )ٜ‬م ْن َو ْج ِو األَ ْ‬ ‫س الَِّذ َ‬ ‫ار الَِّذ َ‬ ‫ين ُي ْخ ِرُبوَن ِني‪ ,‬أ ْ‬ ‫َع َد ِائي ِب َّ‬ ‫الن ْف ِ‬ ‫س = أي الذيف يدفعونني لمخطية وألف أبتعد عف اهلل‪ .‬وكممة أعدائي بالنفس تترجـ أعدائي القتمة‬ ‫أْ‬

‫فيناؾ قتؿ روحي‪.‬‬

‫ٓٔ‬ ‫اى ِيم قَ ْد تَ َكمَّموا ِبا ْل ِك ْب ِري ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء‪".‬‬ ‫ين قَ ْد أ ْ‬ ‫آية (ٓٔ) ‪َ " -‬ق ْم َب ُي ُم َّ‬ ‫الس ِم َ‬ ‫َ‬ ‫َغمَقُوا‪ِ .‬بأَف َْو ْ‬ ‫ُ‬ ‫لقد أغمقوا قموبيـ لقساوتيا فما عادوا يسمعوف أي كممة أو فعؿ رحمة ومحبة‪ .‬وىـ ممموءوف كبرياء وغطرسة‪.‬‬

‫وىكذا أحاط األعداء بالمسيح ليفترسوه كاألسود‪.‬‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫َع ُي َن ُي ْم لِ ُي ْزلِقُوَنا إِلَى األ َْر ِ‬ ‫ض‪َ ٕٔ .‬مثَمُ ُو َمثَ ُل‬ ‫اآليات (ٔ​ٔ‪ِ " - )ٕٔ-‬في ُخطُ َو ِات َنا َ‬ ‫ص ُبوا أ ْ‬ ‫اآلن قَ ْد أ َ‬ ‫َحاطُوا ِب َنا‪َ .‬ن َ‬ ‫ام ِن ِفي ِعٍّر ِ‬ ‫الش ْب ِل ا ْل َك ِ‬ ‫َس ِد ا ْلقَ ِرِم إِلَى االف ِْت َر ِ‬ ‫اس‪َ ,‬و َك ٍّ‬ ‫يس ِو‪".‬‬ ‫األ َ‬

‫راجع (ٔبط٘‪.)ٛ2‬‬

‫آية (ٖٔ) ‪ٖٔ" -‬قُم يا رب‪ .‬تَقَد ِ‬ ‫الشٍّر ِ‬ ‫ص َر ْع ُو‪َ .‬ن ٍّج َن ْف ِسي ِم َن ٍّ‬ ‫س ْي ِف َك‪",‬‬ ‫َّم ُو‪ .‬ا ْ‬ ‫ير ِب َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫اهلل لو سيوؼ كثيرة يستخدميا ضد أعدائو وأعداء كنيستو‪ ،‬تبدأ بسيؼ كممتو لعميـ يتوبوف وتنتيي بالسيؼ‬ ‫الحقيقي أي نياية حياتيـ بالجسد عمى األرض لمف ال يتوب‪ .‬وىنا المرنـ يمجأ إلى اهلل ليعينو إذ أدرؾ بطبلف كؿ‬

‫معونة بشرية‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع عشر)‬

‫ِ‬ ‫آية (ٗٔ) ‪ِ ٔٗ" -‬م َن َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ون‬ ‫يب ُي ْم ِفي َح َي ِات ِي ْم‪ِ .‬ب َذ َخ ِائ ِر َك تَ ْمؤلُ ُبطُوَن ُي ْم‪َ .‬ي ْ‬ ‫اس ِب َي ِد َك َيا َرب‪ِ ,‬م ْن أ ْ‬ ‫ش َب ُع َ‬ ‫َى ِل الد ْن َيا‪َ .‬نص ُ‬ ‫طفَالِ ِي ْم‪".‬‬ ‫ضالَتَ ُي ْم ألَ ْ‬ ‫أ َْوالَ ًدا َوَيتُْرُك َ‬ ‫ون فُ َ‬ ‫عداوة األشرار وعنفيـ ليس عف احتياج‪ ،‬فاهلل لـ يحرميـ مف عطاياه األرضية "فيو يشرؽ بشمسو عمى األبرار‬

‫واألشرار"‪ .‬وى ـ يعيشوف في ترؼ وبطونيـ ممموءة مف خيرات اهلل ويتركوف فضبلتيـ ألطفاليـ‪ .‬وقد تعني يتركوف‬

‫فضبلتيـ ألطفاليـ أف شرورىـ تبقى ميراثاً ألطفاليـ "دمو عمينا وعمى أوالدنا"‪.‬‬

‫٘ٔ‬ ‫ش َب ِي َك‪".‬‬ ‫آية (٘ٔ) ‪ " -‬أ َّ‬ ‫َما أَ​َنا فَ ِبا ْل ِبٍّر أَ ْنظُ​ُر َو ْج َي َك‪ .‬أَ ْ‬ ‫ت ِب َ‬ ‫استَ ْيقَ ْظ ُ‬ ‫ش َبعُ إِ َذا ْ‬ ‫اإلنساف المتكؿ عمى اهلل ينجو مف بطش الشرير‪ ،‬فاألشرار ينتيوف‪ ،‬ولكف البار يستيقظ أي يقوـ بعد موتو ويعايف‬

‫وجو الرب (فيٖ‪ٔ + ٕٔ2‬يوٖ‪ .)ٕ2‬بؿ كؿ مف يصمي بإيماف لف يحرـ مف التمتع برؤية اهلل‪ ،‬إف كاف قمبو نقياً‬ ‫َما أَ​َنا فَ ِبا ْل ِبٍّر أَ ْنظُ​ُر َو ْج َي َك = وجو اآلب ىو اإلبف الذي َّ‬ ‫خبرنا عف اآلب وبو ندخؿ‬ ‫كما جاء في أوؿ المزمور‪ .‬أ َّ‬ ‫لؤلحضاف األبوية‪ .‬واألبرار أنقياء القمب يعاينوف اهلل‪ .‬فكؿ مف يحيا بالبر يرى اإلبف الذي ىو وجو اآلب‪ .‬ويرى‬

‫ش َبعُ إِ َذا‬ ‫ىنا ليست الرؤية السطحية بؿ معناىا يراه بقمبو رؤية المعرفة‪ ،‬وىذه المعرفة ىي التي تشبع = أَ ْ‬ ‫ش َب ِي َك وىذه األخيرة ليا ترجمتيف باإلنجميزية‪.‬‬ ‫ت ِب َ‬ ‫استَ ْيقَ ْظ ُ‬ ‫ْ‬ ‫)‪When I awake I shall be satisfied with beholding thy form. (Revised‬‬ ‫)‪I shall be satisfied when I awake in your likeness (Kjv‬‬ ‫وترجمة األولى حينما أستيقظ أشبع بالتأمؿ في شكمؾ وىيئتؾ وصورتؾ وترجمة الثانية أشبع حينما أستيقظ‬

‫بشبيؾ كما جاءت في ترجمة بيروت‪.‬‬

‫وكبل الترجمتيف يتكامبلف‪ .‬فاألولى تكممنا عف الشبع بالتأمؿ في المسيح الذي ىو صورة اآلب‪ ،‬فبلحظ أف داود‬

‫كاف يكمـ اهلل‪ ،‬الذي رأينا صورتو في المسيح (مف رآني فقد رأى اآلب)‪ .‬والثانية تشير لكؿ مف يقدـ توبة ويستيقظ‬

‫مف نوـ الغفمة‪ ،‬غفمة موت الخطية (أؼ٘‪ ،)ٔٗ2‬فيأخذ شكؿ المسيح (غؿٗ‪ .)ٜٔ2‬والحظ أف مف يستيقظ يستطيع‬ ‫أف يرى المسيح كممة اهلل بالتأمؿ في الكتاب المقدس كممة اهلل‪ ،‬والحظ قوؿ بولس الرسوؿ "أييا الغبلطيوف‪..‬‬ ‫الذيف أماـ عيونكـ قد ُرِسـ يسوع المسيح بينكـ مصموباً" (غؿٖ‪.)ٔ2‬‬

‫‪63‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر)‬

‫المزمور الثامن عشر‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىذا المزمور ىو مطابؽ تقريباً مع (ٕصـٕ​ٕ)‪ .‬ىي قصيدة انتصار‪ ،‬فييا يسبح داود الرب عمى كؿ أعماؿ‬ ‫مراحمو معو كؿ حياتو بعد أف استراح مف كؿ أعدائو‪ .‬والفروؽ بيف ىذا المزمور وبيف (ٕصـٕ​ٕ) ىي في بعض‬

‫كممات ليصير المزمور نشيداً يستخدـ في تسبيح الشعب هلل ويكوف مف ضمف تسابيح الييكؿ‪.‬‬

‫يمكف رؤية المزمور عمى أنو نبوة عف خبلص المسيح وىبلؾ إبميس (ورمزه شاوؿ وجنوده) فالمسيح أتي وحارب‬

‫وغمب‪ ،‬وىو يقيـ ممكوتو خبلؿ عالـ متمرد بأسمحة الحب واإليماف ويحوؿ مؤمنيو إلى مموؾ روحييف (رؤٔ‪.)ٙ2‬‬ ‫ونرى في المزمور مقاومة وىيجاف األعداء ثـ االستعانة باهلل ونزوؿ المسيح ليخمصنا ثـ صعوده‪ .‬ونرى اهلل ينقذ‬

‫اإلنساف ويقبؿ األمـ‪.‬‬

‫حيف نسبح بكممات ىذا المزمور نسبح اهلل الذي خمصنا بصميبو ويعيننا في حروبنا الروحية في رحمة حياتنا‬ ‫ويخمصنا مف كؿ ضيقة في ىذا العالـ‪ ،‬ىو مزمور القوة والرجاء الذي ال يخزى ونسمع في عنواف المزمور أف‬

‫داود كمـ الرب بكبلـ ىذا النشيد‪ .‬ففي يوـ خبلصنا وفرحنا ال نذىب سوى هلل نقدـ لو الشكر والتسبيح‪.‬‬

‫ِ​ِ‬ ‫ُحب َك يا رب‪ ,‬يا قَُّوِتي‪ٕ .‬ا َّلرب ص ْخرِتي و ِح ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪ٔ" - )ٙ-‬أ ِ‬ ‫َحتَ ِمي‪ .‬تُْر ِسي‬ ‫ص ْخ َرِتي ِب ِو أ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫صني َو ُم ْنقذي‪ .‬إِل ِيي َ‬ ‫ٖ‬ ‫يد‪ ,‬فَأَتَ َخمَّص ِم ْن أ ِ ِٗ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وقَر ُن َخبلَ ِ‬ ‫س ُيو ُل ا ْل َيبلَ ِك‬ ‫الر َّ‬ ‫صي َو َم ْم َجِإي‪ .‬أ َْد ُعو َّ‬ ‫ب ا ْل َح ِم َ‬ ‫ْ‬ ‫َع َدائي‪ .‬ا ْكتَ​َنفَتْني ح َبا ُل ا ْل َم ْوت‪َ ,‬و ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫٘‬ ‫ضِ‬ ‫شب ْت ِبي‪ِ .‬في ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَف َْز َعتْ ِني‪ِ .‬ح َبا ُل ا ْل َي ِ‬ ‫ت‪,‬‬ ‫الر َّ‬ ‫ت َّ‬ ‫اوَي ِة َحاقَ ْت ِبي‪ .‬أَ ْ‬ ‫ص َر ْخ ُ‬ ‫يقي َد َع ْو ُ‬ ‫ش َار ُك ا ْل َم ْوت ا ْنتَ َ َ‬ ‫ب‪َ ,‬وِالَى إِل ِيي َ‬ ‫فَس ِمع ِم ْن َى ْي َكمِ ِو صوِتي‪ ,‬و ِ‬ ‫َّام ُو َد َخ َل أُ ُذ َن ْي ِو‪".‬‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ص َراخي قُد َ‬ ‫ِ‬ ‫ب اهلل ألنو قُ َّوِتو وأف اهلل ىو الذي يسنده‪ .‬لذلؾ ىو في ضيقتو ال يمجأ سوى هلل‪.‬‬ ‫المرنـ يبدأ بأف يذكر بأنو يح ّ‬ ‫ولذلؾ نبلحظ تغير صفة األفعاؿ المستخدمة بيف الماضي والحاضر‪ ،‬فاهلل الذي خمَّص ىو الذي يخمص وسوؼ‬ ‫يخمص "يسوع المسيح ىو ىو أمساً واليوـ والى األبد"‪ِ .‬ا ْكتَ​َنفَتْ ِني ِح َبا ُل ا ْل َم ْو ِت = جميع مف ماتوا قبؿ مجيء‬ ‫المسيح ذىبوا لمجحيـ‪ ،‬فالموت كاف نصيب كؿ بني آدـ= ِح َبا ُل ا ْل َي ِ‬ ‫اوَي ِة َحاقَ ْت ِبي‪ .‬وبيذا نجد أف أعدائنا ىـ‬ ‫إبميس والموت والجحيـ‪ .‬ولكف إلينا قوي وقد خمصنا = قَر ُن َخبلَ ِ‬ ‫صي = فالقرف عبلمة القوة‪ .‬والحظ أنو يقوؿ اهلل‬ ‫ْ‬ ‫خبلصي ولـ يقؿ خمصني‪ ،‬فاهلل خبلصو دائـ وفي كؿ وقت‪ .‬وكاف نزوؿ المسيح وصمبو وقيامتو وصعوده ىو‬ ‫س ِم َع ِم ْن َى ْي َكمِ ِو = الييكؿ قد يكوف خيمة‬ ‫خبلصنا مف الموت والشيطاف والخطية فنحف أعضاء جسده‪ .‬فَ َ‬ ‫االجتماع أو السماء نفسيا فالييكؿ األرضي رمز لمييكؿ السماوي‪ .‬وقد يشير الييكؿ لتجسد المسيح (يوٕ‪.)ٕٔ2‬‬ ‫وقد تأتي االستجابة مف ىيكؿ اهلل أي مف مسكنو داخؿ قمبي‪ .‬فنحف ىياكؿ هلل والروح القدس يسكف فينا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪ٚ" - )ٚ‬فَارتَج ِ‬ ‫س ا ْل ِج َب ِ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫ض َو ْارتَ َع َ‬ ‫ال ْارتَ َع َد ْت َو ْارتَج ْ‬ ‫َّت األ َْر ُ‬ ‫َّت ألَنَّ ُو َغض َ‬ ‫ُس ُ‬ ‫ش ْت‪ ,‬أ ُ‬ ‫ْ‬

‫‪64‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر)‬

‫داود صرخ بسبب مشكمة البشر واف نيايتيـ ىي الموت ‪ .‬واهلل الذي يتضايؽ في كؿ ضيقتنا‪ ،‬وبكي عمي قبر‬ ‫لعازر تألـ بسبب االمنا ‪ .‬وبسبب االمنا كانت االمو في تجسده وصميبو ‪ .‬ويوـ الصميب كانت استجابة الرب‬

‫لصراخ داود‪ ،‬وكؿ األبرار الذيف صرخوا مثمو فكاف الموت يحجز كؿ مف يموت قبؿ المسيح‪ ،‬وبعد الصمب‬

‫تزلزلت األرض وتفتحت القبور وخرجت أجساد بعض الموتي عبلمة عمى االنتصار النيائي وقيامة الموتى في‬ ‫نياية األياـ‪ .‬وكؿ مف دخؿ في شركة مع اهلل تتزلزؿ أرضو (جسده) ويقوـ مف موت الخطية‪ .‬ونبلحظ فصراخ‬ ‫داود كاف مف ظمـ أعدائو‪ ،‬واألرض ترتج مف غضب اهلل عمى الظمـ الذي يقع عمى أوالده‪ ،‬ولكف اهلل يغضب‬

‫أيضاً مف الخطية ومف إبميس ومف يتبعو ومف أفعاليـ‪ .‬وكـ ىو مخيؼ الوقوع في يد اهلل الحي حينما يغضب‪.‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫شتَ َعمَ ْت ِم ْن ُو‪".‬‬ ‫ان ِم ْن أَ ْن ِف ِو‪َ ,‬وَن ٌار ِم ْن فَ ِم ِو أَ َكمَ ْت‪َ .‬ج ْمٌر ا ْ‬ ‫ص ِع َد ُد َخ ٌ‬ ‫آية (‪َ " - )ٛ‬‬

‫ىذه اآلية إشارة لغضب اهلل مما تسبب فيو خداع ابميس آلدـ وحواء ‪ .‬وكاف الصميب لدينونة إبميس والخطية ‪.‬‬

‫وكممة اهلل ايضاً نار تأكؿ الخطية داخؿ قموبنا وتميب قموبنا بنار الحب اإلليي‪ .‬ولذلؾ حؿ الروح القدس عمى‬ ‫شتَ َعمَ ْت ِم ْن ُو = مف امتؤل بالروح صار كجمر مشتعؿ‪ .‬وىنا أيضاً نرى صورة مخيفة‬ ‫ىيئة ألسنة نارية‪َ .‬ج ْمٌر ا ْ‬ ‫لغضب اهلل‪ ،‬ولكف شك اًر هلل الذي في غضبو كاف الفداء الذي اتي لنا بالسماء عمي االرض بؿ حولنا إلى سماء‬ ‫كما نرى في اآلية القادمة‪ ،‬لذلؾ نصمي كما في السماء كذلؾ عمى األرض‪ .‬لقد أكمؿ اهلل كؿ بر بصميبو‪ ،‬لكف‬

‫إذا إستمر اإلنساف غير خائؼ مف اهلل يقع عميو كؿ ىذا الغضب‪.‬‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫ت ِر ْجمَ ْي ِو‪".‬‬ ‫اب تَ ْح َ‬ ‫ات َوَن َز َل‪َ ,‬و َ‬ ‫ض َب ٌ‬ ‫آية (‪ " - )ٜ‬طَأْطَأَ َّ َ َ‬ ‫ىذه عف التجسد‪ ،‬فالمسيح تواضع‪ .‬وطأطأ السموات ليمصقيا باألرض (أؼٕ‪ )ٔٙ2‬وكاف نزولو مخفياً في تجسده‬

‫كالضباب‪ .‬طَأْطَأَ = أحنى‪ .‬فالمسيح اتي بالسماء عمي األرض‪ .‬وكيؼ قارب بينيما؟ كاف ذلؾ بأف نزؿ المسيح‬

‫السماوي إلى األرض‪ ،‬وىو ايضا بعد تجسده ظؿ بيننا والي انقضاء االياـ ( مت ‪ )ٕٓ 2 ٕٛ‬بؿ حياتو صارت‬

‫فينا ‪ ،‬واينما يوجد المسيح ‪ ،‬فالمكاف الذي فيو يتحوؿ الي سماء ‪ .‬والضباب يشير ألنو أخفى بياء الىوتو‪ .‬وقد‬

‫حدث شئ مف ىذا في ظيوره لموسى عمى الجبؿ ليخمص شعبو‪.‬‬ ‫ٓٔ ِ‬ ‫ب َعمَى َكر ٍ‬ ‫ط َار‪َ ,‬و َى َّ‬ ‫اح‪".‬‬ ‫الرَي ِ‬ ‫وب َو َ‬ ‫َج ِن َح ِة ٍّ‬ ‫ف َعمَى أ ْ‬ ‫آية (ٓٔ) ‪َ " -‬رك َ‬ ‫ُ‬ ‫َكر ٍ‬ ‫وب = (تؾٖ‪ + ٕٗ2‬خرٕ٘‪ + ٕٓ-ٔٛ2‬حزٓٔ‪ + ٔ،‬مزٖ​ٖ‪ )ٖ2ٔٓٗ + ٗ2ٙٛ،‬الكاروب رمز لممعرفة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فحيف نقوؿ أف اهلل يجمس عمى الكاروبيـ أي أنو يجد راحتو فييـ ألنيـ يعرفونو‪ ،‬وبالتالي يحبونو‪َ .‬وطَار= ىذه‬ ‫تشير لصعوده لمسماء‪َ .‬و َى َّ‬ ‫الرَيا ِح = أي ال عائؽ يمنعو مف أف يأتي لنجدة وخبلص المؤمنيف‪،‬‬ ‫َج ِن َح ِة ٍّ‬ ‫ف َعمَى أ ْ‬ ‫يأتي سريعاً‪ .‬المسيح قاـ ليقيمنا معو وصعد لنصعد نحف أيضاً معو (أؼٕ‪ .)ٙ2‬فما نحياه اآلف في السماويات‬ ‫ىو عربوف ما سنحيا فيو في السماء إلى األبد‪ .‬ولنراجع ( اش ‪ ) ٙ‬لنري المركبة الكاروبيمية كعرش لييوه ‪ ،‬فنفيـ‬

‫اف مف اتي وتجسد وصعد اي المسيح ىو نفسو ييوه ‪.‬‬

‫‪65‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر)‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ضباب ا ْل ِمي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اه َوظَبلَ َم ا ْل َغ َم ِام‪".‬‬ ‫آية (ٔ​ٔ) ‪َ " -‬ج َع َل الظ ْم َم َة ستْ َرهُ‪َ .‬ح ْولَ ُو مظَمَّتَ ُو َ َ َ َ‬ ‫ال نراه اآلف بالعياف‪ ،‬فمقد حجبتو سحابة عف أعيف تبلميذه بعد صعوده لمسماء‪َ .‬ح ْولَ ُو ِمظَمَّتَ ُو = أي كنيستو تحيط‬ ‫بو‪ ،‬وكما كاف تابوت العيد وسط شعبو في خيمة االجتماع او في الييكؿ ىكذا فالمسيح االف في وسط كنيستو (‬

‫رؤ ٕ ‪ )ٔ 2‬يسكف فييا ولكنو غير مرئي بالنسبة لمعالـ‪ .‬وكؿ مف يقترب مف المسيح يرتفع بأفكاره واشتياقاتو‬

‫لمسماء ويكوف ىذا غير مرئياً لمف ىـ في العالـ‪ .‬ىذا الغموض يشير ألننا مازلنا نحيا في عربوف السماويات‪،‬‬

‫فيناؾ سنراه كما ىو (ٔيوٖ‪)ٕ2‬‬

‫ٕٔ‬ ‫س ُح ُب ُو‪َ .‬ب َرٌد َو َج ْم ُر َن ٍ‬ ‫ار‪".‬‬ ‫آية (ٕٔ) ‪ِ " -‬م َن الش َع ِ‬ ‫َّام ُو َع َب َر ْت ُ‬ ‫اع قُد َ‬ ‫أرسؿ اهلل روحو القدوس عمى شكؿ ألسنة نار‪ .‬والسحب تشير لؤلنبياء والقديسيف (عبٕٔ‪ .)ٔ2‬وخرج مف األنبياء‬

‫نبوات عف المسيح أضاءت المسكونة كالبرؽ الخارج مف السحب‪ .‬ولمف يقبؿ تكوف ىذه نو اًر لو ومف يرفض اهلل‬

‫فاهلل لو وسائمو ليؤدبو‪ ،‬بؿ تكوف كمماتو ىذه سبب تأديب‪ ،‬والتأديب يكوف كما ببرد ونار (خرٕ٘‪+ )ٕٗ2ٜ،‬‬ ‫يشٓٔ‪ .)ٔ​ٔ2‬أما لمقديسيف فالبرد لتأديب وعقوبة أعدائيـ والنار لتحرقيـ (وىذا معنى آية ٗٔ أيضاً)‪ِ .‬م َن‬

‫اع = المسيح نور مف نور‪ .‬كما أف الشعاع يولد مف الشمس ىكذا اإلبف مولود مف اآلب‪ ،‬وجاء لنا كنور‬ ‫الش َع ِ‬ ‫ب فالسحاب يشير لمقديسيف الذيف صاروا‬ ‫س ُح ُ‬ ‫َّام ُو َع َب َر ْت ُ‬ ‫يضئ لنا‪ ،‬ومف رأي ىذا النور تحوؿ إلى القداسة = قُد َ‬ ‫في المسيح يعبروف مف الموت لمحياة‪.‬‬

‫ار‪ٔٗ .‬أَر ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫اآليات ( ٖٔ‪ٖٔ" - )ٔٗ-‬أَرع َد َّ ِ‬ ‫ص ْوتَ ُو‪َ ,‬ب َرًدا َو َج ْم َر َن ٍ‬ ‫ام ُو‬ ‫ات‪َ ,‬وا ْل َعمِي أ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َعطَى َ‬ ‫الرب م َن َّ َ َ‬ ‫س َل س َي َ‬ ‫ِ‬ ‫يرةً فَأ َْز َع َج ُي ْم‪",‬‬ ‫فَ َ‬ ‫شتَّتَ ُي ْم‪َ ,‬وُب ُروقًا َكث َ‬

‫ا هلل فعؿ كؿ شئ لنصير قديسيف ويكوف نصيبنا السماء‪ .‬لكف الذي يرفض فيذه اآليات ىي إعبلف عف غضب‬

‫وب َرْد ونار‬ ‫اهلل عمى الشيطاف ومف يترؾ المسيح تابعاً مشورات الشيطاف‪ .‬وغضب اهلل ىنا يمثؿ عمى أنو رعد َ‬ ‫وسياـ لتشتت أعداء اهلل‪ .‬أما مف يسير مع اهلل فيو يسمع الرعد (صوت اهلل) ويقدـ توبة والبرؽ يشير لوعود اهلل‬

‫لمتائب‪.‬‬ ‫٘ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اق ا ْل ِمي ِ‬ ‫يح أَ ْن ِف َك‪".‬‬ ‫س َم ِة ِر ِ‬ ‫آية (٘ٔ) ‪ " -‬فَ َ‬ ‫اه‪َ ,‬وا ْن َك َ‬ ‫ظ َي َر ْت أ ْ‬ ‫َع َم ُ َ‬ ‫س ُكوَنة م ْن َز ْج ِر َك َيا َرب‪ ,‬م ْن َن ْ‬ ‫س ا ْل َم ْ‬ ‫ُس ُ‬ ‫شفَ ْت أ ُ‬ ‫اق ا ْل ِمي ِ‬ ‫اه = ظيرت قوة الوالدة الثانية مف الماء والروح في المعمودية بعد حموؿ الروح عمى الكنيسة‬ ‫َ‬ ‫ظ َي َر ْت أ ْ‬ ‫َع َم ُ َ‬

‫يوـ الخمسيف‪ .‬وتشير اآلية لما حدث مع موسى عند شؽ البحر فمقد ظيرت األرض اليابسة بعد أف إنشؽ‬

‫البحر‪ .‬وىكذا في كؿ ضيقة‪ ،‬اهلل قادر أف يشقيا كما فعؿ مع موسى فعبلً بشؽ البحر أو مع داود حيف شؽ‬

‫تجاربو وأنياىا‪ .‬واكبر ضيقة تواجو البشر ىي الموت‪ ،‬والبحار بمياىيا تشير لمموت ‪ ،‬فنحف غير قادرىف اف نحيا‬ ‫وسط المياه ‪ ،‬فاهلل لكي ينقذ أوالده مستعد أف يشؽ المياه واألرض لتنكشؼ أساسات المسكونة ‪ ،‬ويشؽ بحر‬

‫الموت ليخرج حياة مف الموت ‪ .‬واذا فيمنا أف الكنيسة مبنية عمى أساس الك ارزة بواسطة الرسؿ‪ ،‬فنفيـ أف‬

‫‪66‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر)‬

‫خبلصنا كاف بك ارزة الرسؿ وكانت كمماتيـ ىي األساسات التي بنيت عمييا الكنيسة‪ .‬فيـ أعمنوا لنا أسس وأسرار‬

‫المسيح (اؼٕ‪ ،)ٕٓ2‬ومف االسرار التي اعمنيا المسيح ثـ الرسؿ اف اهلل لـ يخمقنا لنموت بؿ لنحيا حياة ابدية ‪.‬‬ ‫اهلل كشؼ اف االساس الذي تأسست عميو المسكونة ىو عمؽ محبتو لمبشر الذيف مف اجميـ خمؽ المسكونة ‪.‬‬

‫‪ٔٚ‬‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫َخ َذ ِني‪َ .‬ن َ ِ ِ ِ ٍ ِ‬ ‫ي‪َ ,‬و ِم ْن‬ ‫يرٍة‪ .‬أَ ْنقَ َذ ِني ِم ْن َع ُد ٍّوي ا ْلقَ ِو ٍّ‬ ‫س َل ِم َن ا ْل ُعمَى فَأ َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٛ -ٔٙ‬أ َْر َ‬ ‫شمَني م ْن م َياه َكث َ‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س َن ِدي‪".‬‬ ‫ان َّ‬ ‫َص ُابوِني ِفي َي ْوِم َبمِي َِّتي‪َ ,‬و َك َ‬ ‫الرب َ‬ ‫ُم ْبغض َّي أل ََّن ُي ْم أَق َْوى م ٍّني‪ .‬أ َ‬ ‫المياه كادت أف تبتمعو (أعداؤه ومؤامراتيـ)‪ .‬ولكف اهلل جاء وانتشمو ىذا ما قالو يوناف وىو في بطف الحوت‪.‬‬

‫(يوفٕ‪.) ٙ-ٖ2‬‬ ‫أصابنا ِفي َي ْوِم‬

‫ومياه العالـ التي ينتشمنا منيا اهلل ىي ضبلالتو وأثامو وأفكاره‪ .‬والعدو القوى ىو إبميس الذي‬ ‫َبمِي َِّتنا (‪.)ٔٛ‬ويوـ بميتنا ىو يوـ سقطنا بسبب خداع ابميس فمتنا ‪.‬‬

‫‪ٜٔ‬‬ ‫َخرج ِني إِلَى الر ْح ِب‪َ .‬خمَّص ِني أل ََّن ُو س َّر ِبي‪ٕٓ .‬ي َك ِ‬ ‫ط َي َارِة‬ ‫ب َ‬ ‫اف ُئ ِني َّ‬ ‫سَ‬ ‫سَ‬ ‫ُ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٕٗ-ٜٔ‬أ ْ َ َ‬ ‫ب ِبٍّري‪َ .‬ح َ‬ ‫الرب َح َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ام ِو أَم ِ‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ص إِل ِيي‪ٕ​ٕ .‬أل َّ ِ‬ ‫َع ِ‬ ‫ض ُو لَ ْم أ ُْب ِع ْد َىا‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َي َد َّ‬ ‫ي َي ُرد لِي‪ .‬أل ٍَّني َح ِف ْ‬ ‫ق َّ‬ ‫ت طُ​ُر َ‬ ‫ظُ‬ ‫امي‪َ ,‬وفَ َرِائ َ‬ ‫يع أ ْ‬ ‫ب‪َ ,‬ولَ ْم أ ْ‬ ‫َن َجم َ‬ ‫َ‬ ‫ٕٗ‬ ‫ٖٕ‬ ‫امبلً مع ُو وأَتَحفَّظُ ِم ْن إِثْ ِ‬ ‫ون َك ِ‬ ‫الرب لِي َك ِبٍّري‪َ ,‬و َكطَ َيارِ‬ ‫ام َع ْي َن ْي ِو‪".‬‬ ‫َم‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي‪.‬‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫َع ْن َن ْف ِسي‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َخمَّص ِني أل ََّن ُو س َّر ِبي = قالوا ىذا عف المسيح‪ ،‬ولـ ينزلو اهلل عف الصميب ليخمصنا فيو س َّر بنا وأحبنا‪ .‬ي َك ِ‬ ‫اف ُئ ِني‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ب ِبٍّري = برنا الحقيقي ىو المسيح‪ .‬ولكف عمينا نحف أف نسمؾ بحسب وصاياه فيكافئنا‪ .‬ومف ناحية‬ ‫َّ‬ ‫سَ‬ ‫الرب َح َ‬

‫داود خمصو اهلل فعبلً ونجاه‪ ،‬ذلؾ ألف داود سمؾ بحسب وصايا اهلل‪ .‬وبالنسبة لداود كاف كمالو وبره نسبياً‪ ،‬أما‬ ‫الكامؿ حقاً فيو المسيح وحده وفيو نوجد نحف كامميف إف ثبتنا فيو‪.‬‬

‫ٕ٘‬ ‫ون طَ ِ‬ ‫امبلً‪ٕٙ .‬مع الطَّ ِ‬ ‫ون َك ِ‬ ‫الرج ِل ا ْل َك ِ‬ ‫الر ِح ِيم تَ ُك ُ ِ‬ ‫اى ًرا‪,‬‬ ‫اآليات (ٕ٘‪َ " - )ٕٙ-‬م َع َّ‬ ‫اى ِر تَ ُك ُ‬ ‫ام ِل تَ ُك ُ‬ ‫يما‪َ .‬معَ َّ ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫ون َرح ً‬ ‫ون ُم ْمتَ ِوًيا‪".‬‬ ‫َع َو ِج تَ ُك ُ‬ ‫َو َم َع األ ْ‬ ‫الر ِح ِيم ينعـ برحمة اهلل‪ ،‬أما القاسي فيترؾ لتصرفاتو ويحرـ نفسو مف لطؼ اهلل (مثاؿ لذلؾ‪ ...‬فرعوف)‪ .‬وعوبديا‬ ‫َّ‬

‫النبي لخص ىذه االية بقولو "ما فعمتو يفعؿ بؾ" ( عو ٘ٔ)‪.‬‬

‫‪ٕٚ‬‬ ‫ضعيا‪ٕٛ .‬أل ََّن َك أَ ْن َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َّ‬ ‫يء‬ ‫اآليات (‪ " - )ٕٛ-ٕٚ‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬ ‫س‪َ ,‬واأل ْ‬ ‫الش ْع َ‬ ‫َع ُي ُن ا ْل ُم ْرتَف َع ُة تَ َ ُ َ‬ ‫ت تُض ُ‬ ‫ب ا ْل َبائ َ‬ ‫ت تُ َخمٍّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِسر ِ‬ ‫اجي‪ِ َّ .‬‬ ‫ير ظُ ْم َم ِتي‪".‬‬ ‫الرب إل ِيي ُين ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫يء ِس َار ِجي = أي أف اهلل ييبو الحياة الحقة‬ ‫مف يتضع يختبر اهلل كمعيف لو‪ ،‬والمتكبر يجعمو اهلل ينخفض‪ .‬تُض ُ‬ ‫(ٕصـٕ​ٕ‪ .)ٔٚ2‬نحف كسراج (مصباح) ال نضئ مف ذواتنا‪ .‬بؿ نحتاج لزيت النعمة اإلليية‪ ،‬بؿ نحف ظممة‬

‫بسبب خطيتنا ولكف اهلل يضئ ظممتنا‪.‬‬

‫‪67‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر)‬ ‫‪ٕٜ‬‬ ‫ت أَسوارا‪ٖٓ .‬اَهلل طَ ِريقُ ُو َك ِ‬ ‫ب َن ِق ٌّي‪.‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ام ٌل‪ .‬قَ ْو ُل َّ‬ ‫ت َج ْي ً‬ ‫اآليات (‪ " - )ٗٓ-ٕٜ‬أل ٍَّني ِب َك اقْتَ َح ْم ُ‬ ‫شا‪َ ,‬وِبِإل ِيي تَ َ‬ ‫ُ‬ ‫س َّو ْر ُ ْ َ ً‬ ‫ٖٔ‬ ‫ص ْخ َرةٌ ِس َوى إِل ِي َنا؟ ٕٖ ِ‬ ‫لو الَِّذي‬ ‫س ُى َو لِ َج ِم ِ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫لو َغ ْي ُر َّ‬ ‫اإل ُ‬ ‫ين ِب ِو‪ .‬أل ََّن ُو َم ْن ُى َو إِ ٌ‬ ‫يع ا ْل ُم ْحتَ ِم َ‬ ‫ب؟ َو َم ْن ُى َو َ‬ ‫تُْر ٌ‬ ‫ٖٗ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫يقي َك ِ‬ ‫يم ْن ِطقُِني ِبا ْلقُ َّوِة ويص ٍّير طَ ِر ِ‬ ‫امبلً‪ٖ​ٖ .‬الَِّذي َي ْج َع ُل ِر ْجمَ َّي َك ِ ِ‬ ‫ي‬ ‫يم ِني‪ .‬الَِّذي ُي َعمٍّ ُم َي َد َّ‬ ‫َُ َ ُ‬ ‫اإليَّل‪َ ,‬و َعمَى ُم ْرتَف َعاتي ُيق ُ‬ ‫َُ‬ ‫ٖ٘‬ ‫اس‪ .‬وتَ ْجع ُل لِي تُرس َخبلَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِم ْن ُن َح ٍ‬ ‫ض ُد ِني‪َ ,‬ولُ ْطفُ َك ُي َعظٍّ ُم ِني‪.‬‬ ‫ا ْل ِقتَ َ‬ ‫ص َك َوَي ِمي ُن َك تَ ْع ُ‬ ‫ال‪ ,‬فَتُ ْح َنى ِبذ َر َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫اع َّي قَ ْو ٌ‬ ‫‪ٖٛ‬‬ ‫‪ٖٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫سع ُخطُو ِاتي تَ ْح ِتي‪َ ,‬فمَم تَتَ َق ْم َق ْل ع ِقباي‪ٖٚ .‬أَتْبع أ ْ ِ‬ ‫َس َحقُ ُي ْم فَبلَ‬ ‫َُ‬ ‫تَُو ٍّ ُ‬ ‫َع َدائي فَأ ُْد ِرُك ُي ْم‪َ ,‬والَ أ َْرجعُ َحتَّى أُفْن َي ُي ْم‪ .‬أ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ين عمَ َّي‪ٗٓ .‬وتُع ِط ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫يستَ ِطيع َ ِ‬ ‫ت ِر ْجمَ َّي‪ٖٜ .‬تُم ْن ِطقُِني ِبقُ َّوٍة لِ ْم ِقتَ ِ‬ ‫يني‬ ‫ون تَ ْح َ‬ ‫سقُطُ َ‬ ‫ص َرعُ تَ ْحتي ا ْلقَائم َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ال‪ .‬تَ ْ‬ ‫ام‪َ .‬ي ْ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ون ا ْلق َي َ‬ ‫َع َد ِائي‪ ,‬وم ْب ِغ ِ‬ ‫ض َّي أُف ِْني ِي ْم‪".‬‬ ‫أَق ِْف َي َة أ ْ‬ ‫َُ‬ ‫المؤمف ضعيؼ بذاتو‪ ،‬ولكف بقوة اهلل ومعونتو يقدر أف يثب عمى أي أسوار يضعيا إبميس في طريقو إلى أورشميـ‬

‫السماوية‪ ،‬ىو يرفعنا فنتخطى ىذه األسوار‪ٕ( .‬كوٓٔ‪ .)٘-ٖ2‬وحينما يذكر المرنـ القوة التي يعطييا اهلل ألوالده‬

‫يحوؿ العاجز غير القادر عمى الحرب إلى إِي ِ‬ ‫َّل= سريع الحركة ييرب مف‬ ‫يسبحو" مف ىو إلو غير الرب‪ .‬فاهلل ِّ‬ ‫اإلي ِ‬ ‫أعدائو في الوقت المناسب ومقاتؿ مدىش في أوقات أخرى‪ ،‬فَ ِ‬ ‫َّل يستخدـ قدميو في دوس الحيات المعادية‪.‬‬

‫واليداف المرتعشتاف يعمميا اهلل القتاؿ‪ .‬ىذه ىي األيادي التي ترتفع في الصبلة‪ .‬وفي حرب المؤمف ضد إبميس‬ ‫سعُ ُخطُ َو ِاتي وىو ال يحارب وينتصر ضد خطية واحدة‪ ،‬بؿ يريد أف ييزـ كؿ الخطايا =‬ ‫يعطيو اهلل شجاعة= تَُو ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِم ْن‬ ‫الَ أ َْرجعُ َحتَّى أُفْن َي ُي ْم وىذا لـ يتحقؽ بداود بؿ في المسيح‪ .‬ونبلحظ قوة األسمحة = تُ ْح َنى ِبذ َر َ‬ ‫اع َّي قَ ْو ٌ‬ ‫ُن َح ٍ‬ ‫اس= والمعنى المباشر أنو يستطيع أف يحني ذراعو ليحمؿ قوس نحاس في الحرب‪ .‬واهلل أعطانا أسمحة‬

‫روحية في أيدينا قوية جداً (أؼ‪ .)ٔٛ-ٔ​ٔ2ٙ‬الحظ ىنا اف داود يفتخر بالرب " مف افتخر فميفتخر بالرب "(اكو‬

‫ٔ ‪ ) ٖٔ 2‬فاهلل ىو الذي اعطاه ىذه القوة ‪ ،‬مثبل اف يحني بيديو قوس مف نحاس او يكوف سريع الحركة كاأليؿ‬

‫‪ .‬وعمينا نحف اف نفتخر بالرب الذي اعطانا اي موىبة ‪ ،‬الاف ندخؿ في كبرياء بسببيا ‪ ،‬عالميف اف كؿ ما عندنا‬ ‫مف مواىب ىو وزنات سنحاسب عمييا اف لـ نأتي منيا بثمار تفرح وتمجد اهلل ‪ ،‬وتكوف وسيمة لبنياف جسده ‪.‬‬

‫ٔٗ‬ ‫يب لَ ُي ْم‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ص‪ .‬إِلَى َّ‬ ‫ص ُر ُخ َ‬ ‫ستَ ِج ُ‬ ‫ب فَبلَ َي ْ‬ ‫آية (ٔٗ) ‪َ " -‬ي ْ‬ ‫ون َوالَ ُم َخمٍّ َ‬ ‫وىؿ يستجيب اهلل لصراخ أعداء شعبو؟! وىذه اآلية اتخذت نبوة عف رفض الييود بعد صمبيـ لممسيح واضطياد‬

‫كنيستو ورفضيـ لممسيح حتى اآلف‪.‬‬ ‫ٕٗ‬ ‫يح‪ِ .‬م ْث َل ِط ِ‬ ‫َس َحقُ ُي ْم َكا ْل ُغ َب ِ‬ ‫َس َوا ِ‬ ‫ق أَ ْط َر ُح ُي ْم‪".‬‬ ‫الر ِ‬ ‫َّام ٍّ‬ ‫ين األ ْ‬ ‫آية (ٕٗ) ‪ " -‬فَأ ْ‬ ‫ار قُد َ‬ ‫كؿ مف يقؼ في وجو المسيح وكنيستو يتحوؿ ليباء تذريو الريح (دا ٕ‪ٕ + ٖ٘2‬تسٕ‪.)ٛ2‬‬

‫الشع ِب‪ .‬تَ ْجعمُِني أر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٖٗ ِ ِ ِ‬ ‫َّد لِي‪ِ ٗ​ٗ .‬م ْن‬ ‫ُمِم‪َ .‬‬ ‫ْو َيتَ َعب ُ‬ ‫َع ِرف ُ‬ ‫ب لَ ْم أ ْ‬ ‫ش ْع ٌ‬ ‫اص َمات َّ ْ‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫اآليات (ٖٗ‪ " - )ٗ٘-‬تُْنق ُذني م ْن ُم َخ َ‬ ‫ْسا لؤل َ‬ ‫٘ٗ‬ ‫اء ي ْبمَو َن وي ْزحفُ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء يتَ َذلَّمُ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اع األُ ُذ ِن يسمع َ ِ‬ ‫صوِن ِي ْم‪".‬‬ ‫س َم ِ‬ ‫ون لي‪َ .‬ب ُنو ا ْل ُغ َرَب َ ْ َ َ َ‬ ‫ون لي‪َ .‬ب ُنو ا ْل ُغ َرَب َ‬ ‫ون م ْن ُح ُ‬ ‫َ َُْ‬ ‫َ‬

‫ىذه اآليات ال يمكف أف تتحقؽ سوى في المسيح ممؾ المموؾ الذي نزؿ مف السماء وأتى إلى األرض لتتعبد لو‬ ‫ِ‬ ‫ون ِلي‪َ .‬ب ُنو‬ ‫س َم ِ‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫اع األُ ُذ ِن َي ْ‬ ‫كؿ األمـ‪ .‬وىؤالء بدوف أف يروا المسيح آمنوا بو لسماعيـ كممات الك ارزة = م ْن َ‬ ‫‪68‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر)‬

‫اء ي ْبمَو َن = أي يذبموف ويتبلشوف‪ .‬وي ْزحفُ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫صوِن ِي ْم = يخرجوف مف حصونيـ في خوؼ‪ .‬وىذه تشير‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ا ْل ُغ َرَب َ ْ‬ ‫ون م ْن ُح ُ‬ ‫لمييود الذيف طردوا مف ببلدىـ التي ظنوىا حصناً منيعاً ليـ‪ .‬وسماىـ المرنـ ىنا الغرباء إذ أصبحوا برفضيـ‬ ‫المسيح غرباء عف رعوية اهلل‪ .‬وجاءت اآلية في الترجمة السبعينية "تعرجوا في سبميـ" واألعرج يسير عمى قدـ‬

‫واحدة‪ ،‬وىـ قبموا العيد القديـ فقط‪.‬‬ ‫‪ٗٙ‬‬ ‫لو َخبلَ ِ‬ ‫صي‪ِ ٗٚ ,‬‬ ‫لو ا ْل ُم ْنتَ ِق ُم لِي‪َ ,‬والَِّذي‬ ‫اآليات (‪َ " - )٘ٓ-ٗٙ‬ح ٌّي ُى َو َّ‬ ‫اإل ُ‬ ‫ص ْخ َرِتي‪َ ,‬و ُم ْرتَ ِفعٌ إِ ُ‬ ‫الرب‪َ ,‬و ُم َب َار ٌك َ‬ ‫‪ٗٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫الر ُج ِل الظَّالِ​ِم تُْن ِق ُذ ِني‪.‬‬ ‫ين َعمَ َّي‪ِ .‬م َن َّ‬ ‫ضا فَ ْو َ‬ ‫ق ا ْلقَ ِائ ِم َ‬ ‫َع َد ِائي‪َ .‬ر ِاف ِعي أ َْي ً‬ ‫وب تَ ْح ِتي‪ُ .‬م َن ٍّج َّي ِم ْن أ ْ‬ ‫ُي ْخضعُ الش ُع َ‬ ‫ٓ٘‬ ‫ِ ِ ِ​ِ ِ‬ ‫ص لِممِ ِك ِو‪ ,‬و َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِ ٜٗ‬‬ ‫َحم ُد َك يا رب ِفي األ ِ‬ ‫سمِ ِو‬ ‫الصانعُ َر ْح َم ًة ل َمسيحو‪ ,‬ل َد ُاوَد َوَن ْ‬ ‫ُمم‪َ ,‬وأ َُرٍّن ُم ْ‬ ‫َ‬ ‫لذل َك أ ْ َ َ َ‬ ‫السم َك‪ُ .‬ب ْر ُج َخبلَ ٍ َ‬ ‫َ‬ ‫إِلَى األ َ​َب ِد‪".‬‬ ‫تسبحة شكر هلل الذي أمسؾ بيدنا لينصرنا في حروبنا‪ ،‬وأعطانا أسمحة روحية بيا نحارب‪ .‬وبعد االنتصار تتحوؿ‬ ‫الحياة إلى فرح وتيميؿ كثمرة لبلنتصار الروحي‪ُ .‬ب ْر ُج َخبلَ ٍ‬ ‫ص لِ َممِ ِك ِو = الممؾ ىو داود الذي أنقذه اهلل مف يد‬ ‫أعدائو‪ .‬والممؾ ىو كؿ مؤمف يحيا المسيح فيو (فنحف مموؾ وكينة) واسـ الرب برج حصيف يركض إليو الصديؽ‬

‫ويتمنع‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع عشر)‬

‫المزمور التاسع عشر‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور التاسع عشر (الثامن عشر في األجبية)‬ ‫بدأ داود ىذا المزمور بالتأمؿ في عظمة اهلل التي ظيرت في خميقتو‪ ،‬الشمس والنجوـ والفمؾ وخميقة اهلل تظير‬

‫عظمة اهلل كخالؽ‪ ،‬فييا نرى يد اهلل (رؤ‪ .)ٕٓ2‬ثـ رأي داود الشمس تنير العالـ كمو وح اررتيا تصؿ لكؿ شئ‪،‬‬ ‫فامتد بصره إلى ناموس الرب فوجد الخصائص متشابية‪ ،‬فناموس الرب عجيب وىو كامؿ وينير لنا الطريؽ‬ ‫ويشيد هلل وقادر أف ينشر المعرفة والدؼء في قموب البشر مف أقصى السموات إلى أقصائيا‪ ،‬وبعد أف وصؿ‬

‫داود إلى ىذا الحد نظر إلى نفسو ليقارف ما قالو مع حياتو‪ .‬فوجد أف ناموس الرب بالنسبة لو كنور شديد يكشؼ‬

‫في ثنايا قمبو عف الخطايا المستترة التي ربما ال يراىا اإلنساف العادي الذي لـ يتمتع بإشراؽ نور الشمس داخؿ‬

‫نفسو‪ ،‬فصمى ليب أر منيا‪ .‬إال أف ىذا المزمور أيضاً يفيـ بطريقة نبوية عف المسيح شمس البر ورسمو الذيف نشروا‬

‫اإليماف في كؿ العالـ‪ = ،‬في كؿ األرض خرج منطقيـ (وىكذا فيميا بولس الرسوؿ (روٓٔ‪.))ٔٛ2‬‬

‫ٔ‬ ‫ٍّث ِبم ْج ِد ِ‬ ‫اهلل‪َ ,‬وا ْل َفمَ ُك ُي ْخ ِب ُر ِب َع َم ِل َي َد ْي ِو‪َ ٕ .‬ي ْوٌم إِلَى َي ْوٍم ُي ِذيعُ َكبلَ ًما‪َ ,‬ولَ ْي ٌل إِ َلى‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٙ-‬اَ َّ‬ ‫لس َم َاو ُ‬ ‫ات تُ َحد ُ َ‬ ‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص ْوتُ ُي ْم‪ِ ٗ .‬في ُك ٍّل األ َْر ِ‬ ‫س ُكوَن ِة‬ ‫ْصى ا ْل َم ْ‬ ‫لَ ْيل ُي ْبدي ع ْم ًما‪ .‬الَ قَ ْو َل َوالَ َكبلَ َم‪ .‬الَ ُي ْ‬ ‫ض َخ َر َج َم ْنطقُ ُي ْم‪َ ,‬وِالَى أَق َ‬ ‫س َمعُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ييا‪َ ٘ ,‬و ِىي ِم ْث ُل ا ْل َع ُر ِ‬ ‫مش ْم ِ‬ ‫َكمِ َماتُ ُي ْم‪َ .‬ج َع َل لِ َّ‬ ‫ار ِج ِم ْن َح َجمَ ِت ِو‪َ .‬ي ْبتَ ِي ُج ِم ْث َل ا ْل َجب ِ‬ ‫وس ا ْل َخ ِ‬ ‫مس َبا ِ‬ ‫ق ِفي‬ ‫َّار لِ ٍّ‬ ‫س َم ْ‬ ‫س َك ًنا ف َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ق‪ِ ٙ .‬م ْن أَقْصى َّ ِ‬ ‫الطَّ ِري ِ‬ ‫ش ْي َء َي ْختَ ِفي ِم ْن َحٍّرَىا‪".‬‬ ‫ييا‪َ ,‬والَ َ‬ ‫الس َم َاوات ُخ ُر ُ‬ ‫وج َيا‪َ ,‬و َم َد ُارَىا إِلَى أَقَاص َ‬ ‫َ‬ ‫خميقة اهلل ىي إعبلف عف قدرة اهلل ومجده‪ ،‬وداود يسبح اهلل ىنا عمى قدرتو والخميقة كتاب نق أر فيو عف قدرة‬

‫الخالؽ والىوتو‪ ،‬كما أف الناموس كتاب يعرفنا إرادة اهلل‪ .‬ىناؾ كممة لمبابا أثناسيوس الرسولي "أف الفناف نعرفو‬

‫ص ْوتُ ُي ْم = فالنجوـ ال تتكمـ لتشيد أو تكرز باسـ‬ ‫مف خبلؿ لوحاتو حتى وأف لـ نراه الَ قَ ْو َل َوالَ َكبلَ َم الَ ُي ْ‬ ‫س َمعُ َ‬ ‫اهلل‪ ،‬ولكف التطمع إلييا يصدر صوتاً أعمى مف صوت البوؽ (فـ الذىب)‪ .‬وقديسي اهلل ليـ نفس الخاصية‬

‫فالتطم ع فييـ يكفي ألف نرى يد اهلل التي عممت فييـ‪ ،‬أجاب أحد تبلميذ األنبا أنطونيوس عميو حيف سألو لماذا ال‬

‫تسألني فأجيبؾ وقاؿ لو "يكفيني أف أتطمع إلى وجيؾ يا أبي"‪ .‬والطبيعة فييا شيادة لكؿ إنساف لذلؾ ىذه اآليات‬ ‫ٍّث ِبم ْج ِد ِ‬ ‫اهلل ‪ ،‬فيو الخالؽ القدير‪ .‬أما الناموس حيث يعمف اهلل ذاتو لشعبو‬ ‫استخدمت اسـ اهلل= اَ َّ‬ ‫لس َم َاو ُ‬ ‫ات تُ َحد ُ َ‬ ‫الخاص ومف خبلؿ الخبرات اليومية (اآليات ‪ )ٔٗ-ٚ‬ىذه اآليات تستخدـ اسـ الرب ييوه (الخاص بشعب اهلل‬ ‫فقط)‪ .‬وجماؿ السموات وخمقتيا تدفعنا لمتأمؿ أف جماؿ خالقيا ىو أروع بما ال يقاس‪َ .‬ي ْوٌم إِلَى َي ْوٍم ( ُي ِذيعُ) َكبلَ ًما‬ ‫َولَ ْي ٌل إِلَى لَ ْيل ( ُي ْب ِدي) ِع ْم ًما = توالي الميؿ والنيار أيضاً يكشفاف التناسؽ والنظاـ الدقيؽ الذي يتبعانو‪ ،‬بؿ ال يعبر‬ ‫ِ‬ ‫مش ْم ِ‬ ‫يوـ إال ونرى إعبلف جديد عف عظمة اهلل في خمقتو‪َ .‬ج َع َل لِ َّ‬ ‫ييا = أي في السموات‪ .‬والشمس في‬ ‫س َم ْ‬ ‫س َك ًنا ف َ‬

‫العبرية واآلرامية مذكر لذلؾ تشبو بالعريس (والمسيح دعي شمس البر مبلٗ‪ .)ٕ2‬وتبدو أنيا تشير ِم ْث َل‬

‫‪70‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع عشر)‬

‫ممكْ َجب ِ‬ ‫ق ِفي الطَّ ِري ِ‬ ‫مس َبا ِ‬ ‫ق الذي يسرع في طريقو (سبعينية) أي ىي تشؽ السماء في حركتيا مف الشروؽ‬ ‫َّار لِ ٍّ‬ ‫لمغروب بسرعة لتؤدي عمميا الذي حدده ليا الرب فتنير لمبشر وتوزع ح اررتيا عمييا وتعطي حياة‪ .‬ا ْل َخ ِ‬ ‫ار ِج ِم ْن‬

‫خدره = (حجمتو)‪ .‬جعؿ في الشمس مظمتو (سبعينية) التصوير ىنا أف الشمس كممؾ يضرب خيمتو (السماء ىي‬

‫خيمة الشمس لفترة ظيورىا) وسرعاف ما يخمع ىذه الخيمة ويرسؿ إلى موضع آخر بعد أف بعث الدؼء وحددت‬ ‫النيار والميؿ والصيؼ والشتاء‪ ..‬الخ‪ .‬أي عممت عمميا بدقة شديدة‪ .‬وكؿ ىذا يتـ ببل قوؿ وال كبلـ‪َ .‬و ِى َي ِم ْث ُل‬ ‫ا ْل َع ُر ِ‬ ‫وس ا ْل َخ ِ‬ ‫ار ِج ِم ْن َح َجمَ ِت ِو = ىو يمثؿ الشمس بعريس كاف نائماً في خدره في الميؿ‪ ،‬وحينما إستيقظ ظير=‬ ‫ظيرت الشمس صباحاً‪ .‬وبدأ العريس يشؽ السماء ويعمؿ عممو ثـ يعود لخدره في المساء‪.‬‬

‫ومن الناحية النبوية = فالشمس ىي المسيح العريس الذي أتى وحؿ في جسد (خيمة) أشرؽ فييا وأشرؽ عمى‬

‫العالـ لفترة وجوده بالجسد عمى األرض‪ ،‬ليتخذ لو عروساً بعممو الفدائي ويعطي حياة ودؼء ونور لمعالـ‪ ،‬المسيح‬ ‫الذي جعؿ مف جسده مظمتو (مقدسو) وخيـ بيننا (حؿ بيننا) (يؤ‪ .)ٔٗ2‬وصارت الكنيسة ىي السموات الحقيقية‬

‫يسكنيا المخمص السماوي‪ ،‬فيي تشترؾ في التسابيح مع السمائييف وليا حياة سمائية‪ .‬وكؿ مف سكف المسيح فيو‬

‫سماء تحدث بمجد اهلل وَي ْوٌم إِلَى َي ْوٍم‪َ ..‬ولَ ْي ٌل إِلَى لَ ْيل أي دائماً يظير اهلل ينابيع محبتو تجاه كنيستو‬ ‫صار‬ ‫ً‬ ‫ويعطييا عمماً ومعرفة فينطقوف شيادة هلل سواء بكمماتيـ أو بحياتيـ التي قدسيا اهلل وحوليـ أنوا اًر لمعالـ‪.‬‬ ‫واليوـ يشير لمنيار حيث العمؿ والخدمة‪ ،‬والميؿ يشير لممساء حيث التأمؿ واهلل يظير لنا ذاتو خبلليما‪ ،‬نراه‬

‫يعمؿ معنا ونراه يظير نفسو لنا في تأمبلتنا‪ .‬ليس أقَواْ َل َوالَ َكبلَ َم = فالكنيسة تشيد هلل بحياتيا أكثر مف كمماتيا‪.‬‬ ‫والرسؿ بمغ منطقيـ وك ارزتيـ إلى كؿ العالـ وآمف العالـ بالمسيح‪ .‬وظير نور المسيح لمعالـ كمو وتمتع العالـ‬

‫بحب اهلل مف أقصى األرض ألقصاىا‪ .‬وألف المسيح خطبنا عروساً لو قيؿ في المزمور عف الشمس كعريس‬

‫خارج من خدره ‪ .‬ومسيحنا ىو الشمس التي ترسؿ ح اررتيا فتذيب الثموج التي صنعتيا خطايانا ويرسؿ نوره يبدد‬

‫الظممة‪ .‬والحظ قولو َي ْبتَ ِي ُج = فالمسيح ابتيج بعروسو‪ ،‬وباتحادنا بعريسنا نحمؿ روح البيجة والحظ قولو أيضاً‬ ‫أف ىذا ا ا ْل َع ُري ِ‬ ‫س َجبَّار= فيو قوي وكنيستو كجيش مرىب بألوية (نش‪.)ٗ2ٙ‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ب َك ِ‬ ‫ام ٌل َيرد َّ‬ ‫ص َايا‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ات َّ‬ ‫وس َّ‬ ‫س‪َ .‬‬ ‫اد ُ‬ ‫ش َي َ‬ ‫يما‪َ .‬و َ‬ ‫صادقَ ٌة تُ َ‬ ‫الر ٍّ َ‬ ‫الن ْف َ‬ ‫ام ُ‬ ‫ُ‬ ‫ص ٍّي ُر ا ْل َجاى َل َحك ً‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٔ​ٔ-ٚ‬ن ُ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫الر ٍّ ِ ِ‬ ‫بم ِ‬ ‫ب َح ٌّ‬ ‫ق‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ام َّ‬ ‫ف َّ‬ ‫ب‪ .‬أ َْم ُر َّ‬ ‫َّ‬ ‫ير ا ْل َع ْي َن ْي ِن‪َ .‬خ ْو ُ‬ ‫ب َن ِق ٌّي ثَا ِب ٌ‬ ‫ت إِلَى األ َ​َب ِد‪ .‬أ ْ‬ ‫يم ٌة تُفٍَّر ُح ا ْل َق ْم َ‬ ‫الر ٍّ ُ ْ‬ ‫ب طَاىٌر ُين ُ‬ ‫ستَق َ‬ ‫َح َك ُ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ٓٔ‬ ‫ير‪ ,‬وأ ْ ِ‬ ‫اإل ْب ِر ِ ِ‬ ‫شيى ِم َن َّ‬ ‫ِ‬ ‫الذ َى ِب َو ِ‬ ‫س ِل َوقَ ْط ِر ٍّ‬ ‫ضا َع ْب ُد َك ُي َح َّذ ُر ِب َيا‪,‬‬ ‫الش َي ِاد‪ .‬أ َْي ً‬ ‫َعادلَ ٌة ُكم َيا‪ .‬أَ ْ َ‬ ‫َحمَى م َن ا ْل َع َ‬ ‫يز ا ْل َكث ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يم‪".‬‬ ‫َوِفي ح ْفظ َيا ثَ​َو ٌ‬ ‫اب َعظ ٌ‬

‫طالما رأى داود بعيني النبوة ك ارزة الرسؿ في العالـ‪ ،‬وقبوؿ المؤمنيف لناموس الرب‪ .‬يتأمؿ ىنا في ناموس الرب‬

‫وكمالو وىو َيرد َّ‬ ‫س = فناموس الرب يكشؼ لمنفس خطاياىا وييب لممؤمنيف حكمة‪ .‬ومف ينفذ الوصايا يمتقي‬ ‫الن ْف َ‬ ‫ُ‬ ‫ص ِادقَ ٌة = ألنيا تشيد عف‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ات َّ‬ ‫بالسيد المسيح نفسو كممة اهلل الذي يغير طبيعتو‪ .‬وكممة الرب صادقة= َ‬ ‫اد ُ‬ ‫ش َي َ‬ ‫ب َ‬ ‫ب‬ ‫م اررة الخطية وعف صدؽ وعود اهلل بالخبلص‪ .‬وأوامر الرب تنفيذىا ال يسبب كبت وضيؽ بؿ ىي تُفٍَّر ُح ا ْل َق ْم َ‬ ‫وجاء في الترجمة السبعينية أف وصية الرب مضيئة تنير العينيف عف بعد= أي تيبيما أبعاداً جديدة في النظر‪،‬‬

‫‪71‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع عشر)‬

‫ب َك ِ‬ ‫ام ٌل ال يضاؼ إليو شئ وال ينقص منو‬ ‫الر ٍّ‬ ‫وس َّ‬ ‫ام ُ‬ ‫ترفع النظر إلى السماء فنعايف األشياء غير المنظورة‪ .‬ن ُ‬ ‫شئ‪ .‬وىو يعمم ا ْلج ِ‬ ‫اى َل ال َح ِكمة = تعمـ األطفاؿ (السبعينية) ويكشؼ لنا طريؽ العثرات فنحذر منيا "سراج لرجمي‬ ‫ُ َ‬ ‫كبلمؾ ونور لسبيمي"‪.‬‬

‫ب = أو مخافتو‪ ،‬وخوؼ الرب ىنا ليس خوؼ العبيد بؿ روح التقوى‪ ،‬الخوؼ عمى جرح مشاعر مف‬ ‫الر ٍّ‬ ‫خشية َّ‬

‫ش َيى‬ ‫أحبنا والذي يترفؽ بأوالده‪ .‬وحتى ال يفيـ أحد أف وصايا اهلل تأتي بالخوؼ وتضيع البيجة قاؿ داود أنيا أَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫يم = فصارت لو الوصية شيوة قمبو وأنيا أثمف مف‬ ‫م َن الذ َى ِب وأنو يحذر بيا وحينما اختبر ىذا ناؿ ثَ​َو ٌ‬ ‫اب َعظ ٌ‬ ‫الذىب وأحمى مف العسؿ‪ .‬ألنو اختبر لذة تنفيذ الوصية‪ .‬وقاؿ عف كممة الرب أنيا زكية (سبعينية)= فيي تيب‬ ‫لمف يتبعيا رائحة المسيح الزكية‪ .‬حقاً أوالد اهلل ال يخافوا خوؼ العبيد لكف يقوؿ بولس الرسوؿ "تمموا خبلصكـ‬ ‫بخوؼ ورعدة" أفبل نخاؼ أف نغضب مف أحبنا كؿ ىذا الحب‪ ،‬وأال نخاؼ أف نخسر خبلصاً ىذا مقداره وبركات‬

‫سماوية وأرضية‪.‬‬

‫ٖٔ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ِ‬ ‫ظ‬ ‫اآليات (ٕٔ‪ " - )ٔٗ-‬اَ َّ‬ ‫احفَ ْ‬ ‫ات َم ْن َي ْ‬ ‫لس َي َو ُ‬ ‫ضا ِم َن ا ْل ُمتَ َك ٍّب ِر َ‬ ‫ين ْ‬ ‫ستَِت َرِة أ َْب ِرْئ ِني‪ .‬أ َْي ً‬ ‫ش ُع ُر ِب َيا؟ م َن ا ْل َخطَ َايا ا ْل ُم ْ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ٍ ٗٔ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع ْب َد َك فَبلَ يتَسمَّطُوا عمَ َّي‪ِ .‬حي َن ِئ ٍذ أَ ُك ُ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ام َك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ون َكامبلً َوأَتَ​َب َّأرُ م ْن َذ ْنب َعظيم‪ .‬لتَ ُك ْن أَق َْوا ُل فَمي َوف ْك ُر َق ْم ِبي َم ْرض َّي ًة أ َ‬

‫ص ْخ َرِتي َو َولِ ٍّيي‪".‬‬ ‫َيا َرب‪َ ,‬‬ ‫المرتؿ ىنا وصؿ لآلتي‪ ،‬أف المسيح ىو شمس البر‪ ،‬وكممة اهلل منيرة تضئ العينيف عف بعد‪ ،‬فيو يرى ما ال يراه‬

‫غيره‪ ،‬وحينما أشرقت الشمس أي نور ناموس الرب داخمو رأي خطايا لـ يكف رآىا مف قبؿ‪ ،‬إزدادت حدة بصره‬ ‫لس َي َو‪ ،‬لقد اكتشؼ ظممات نفسو‪ ،‬وحينما رأي ىذا قاؿ أ َْب ِرْئ ِني‪ .‬وقاؿ و ِم َن‬ ‫الداخمية فصار يرى حتى خطايا ا َّ‬

‫ص ْخ َرِتي َو َولِ ٍّيي‪ .‬فمنسرع إلى اهلل بالتوبة قبؿ‬ ‫ا ْل ُمتَ َك ٍّب ِر َ‬ ‫ين أي الشياطيف ْ‬ ‫احفَ ْظ َع ْب َد َك‪ .‬فيو ليس لو سوى اهلل فقاؿ لو َ‬ ‫أف يأتي لمدينونة فيو كشمس تكشؼ خطايانا وال يختفي مف ح اررتيا أحد وال مف ضوئيا أحد‪ ،‬واف لـ نستفد مف‬ ‫األياـ اآلف التي نحيا فييا‪ ،‬ستأتي أياـ يكوف فييا المسيح ىو الشمس الذي ستشرؽ في اليوـ األخير وال يختفي‬

‫مف دينونتو أحد‪.‬‬ ‫نصمي ىذا المزمور في صبلة باكر لنذكر المسيح شمس برنا ونرجوه أف يشرؽ فينا فنكوف لو رسبلً ننشر منطقو‬

‫في كؿ مكاف نذىب إليو‪ .‬ونكوف كواكب منيرة كما كاف الرسؿ‪.‬‬

‫‪72‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور العشرون)‬

‫المزمور العشرون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور العشرون (التاسع عشر في األجبية)‬ ‫نظـ داود ىذا المزمور عند حربو مع بني عموف وأراـ الذيف جاءوا بعدد عظيـ مف الخيؿ والمركبات لمحاربتو‬

‫(ٕصـ‪ٔ + ٙ2ٔٓ،ٛ‬أي‪ .)ٚ2ٜٔ‬ولقد نصر اهلل داود‪ ،‬ودائماً ينصر اهلل عبيده األمناء فيذا حدث مع حزقيا عند‬ ‫حصار أشور ألورشميـ‪ .‬فمف يتكؿ عمى اهلل ال يكوف لفرساف األعداء وقوتيـ أي قدرة عمى إلحاؽ األذى بو‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ويرى عدد مف آباء الييود أف ىذا المزمور خاص بالمسيا‪ .‬وىكذا رأى عدد مف أباء الكنيسة (أثناسيوس‬

‫‪‬‬

‫بؿ كؿ مؤمف يرتؿ ىذا المزمور عمى أنو الممؾ الذي سينصره اهلل "جعمنا مموكاً وكينة" (رؤٔ‪ )ٙ2‬فمف‬

‫وأغسطينوس) أنو نبوة عف آالـ المسيح وانتصاره وانتصار الكنيسة فيو‪.‬‬

‫يختار المسيح يختار الطريؽ الضيؽ‪ ،‬طريؽ الشدة ولكف اهلل ينصره ويستجيب لو‪.‬‬

‫ِ‬ ‫الضي ِ ِ‬ ‫ِٔ‬ ‫وب‪".‬‬ ‫الرب ِفي َي ْوِم ٍّ‬ ‫ستَ ِج ْب لَ َك َّ‬ ‫اس ُم إِلو َي ْعقُ َ‬ ‫ق‪ .‬ل َي ْرفَ ْع َك ْ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬ل َي ْ‬ ‫اهلل استجاب لداود في يوـ شدتو‪ ،‬وىكذا يستجيب لكؿ مف يصرخ إليو‪ .‬ولنفيـ أف حياتنا عمى األرض ىي حرب‬

‫الضي ِ‬ ‫ق بالنسبة لنا ىو حياتنا في ىذا العالـ‪ ،‬في‬ ‫متصمة‪ ،‬أعدائنا محيطيف بنا (الشياطيف) ولكف اهلل معنا‪ .‬وَي ْوِم ٍّ‬ ‫الضي ِ‬ ‫ق بالنسبة لممسيح كاف يوـ الصميب‪ .‬ونحف في حياتنا اآلف نشترؾ مع المسيح‬ ‫كؿ تجربة وكؿ شدة‪ .‬وَي ْوِم ٍّ‬ ‫في صميبو‪ .‬وذكره ليعقوب فيو أبو الشعب كمو والذي صارع مع اهلل‪ .‬واهلل استجاب ليعقوب يوـ شدتو ‪ .‬وبذلؾ‬

‫نذكر أىمية الجياد مع اهلل‪.‬‬

‫آية (ٕ) ‪ٕ" -‬لِير ِس ْل لَ َك عوًنا ِم ْن قُ ْد ِس ِو‪ ,‬و ِم ْن ِ‬ ‫ض ْد َك‪".‬‬ ‫ص ْي َي ْو َن لِ َي ْع ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ِم ْن قُ ْد ِس ِو = تابوت العيد أو الخيمة في العيد القديـ‪ .‬واآلف فالمسيح جالس عف يميف اآلب ليعيف كنيستو‪ ،‬بؿ‬ ‫ىو ساكف فينا ونحف ىيكمو يستجيب كؿ مف يدعوه‪ .‬وىو ساكف في كنيستو = ِ‬ ‫ص ْي َي ْو َن = وىنا نرى أىمية صبلة‬ ‫الكنيسة عف الفرد‪ ،‬الكنيسة صبلتيا فعالة (أعٕٔ‪.)٘2‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِٖ‬ ‫س ِم ْن ُم ْح َرقَ ِات َك‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ستَ ْ‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬ل َي ْذ ُك ْر ُك َّل تَ ْقد َمات َك‪َ ,‬وَي ْ‬ ‫جميع ذبائحك = المرتؿ يقصد بالمعني المباشر‪ ،‬الذبائح التي كانت تقدـ قبؿ المعركة لينصرىـ اهلل‪.‬‬ ‫َي ْذ ُك ْر‬ ‫َ‬

‫فالمصالحة مع اهلل غير ممكنة بدوف دـ‪ .‬وذبيحتنا المقبولة التي يذكرىا اهلل دائماً فنصير مقبوليف ىي ذبيحة‬ ‫س ِم ْن ُم ْح َرقَ ِات َك = فاهلل قبؿ ذبيحة المسيح‪ .‬وعمى كؿ منا أف يقدـ ذبائح ليقبميا اهلل (العبادة‬ ‫ستَ ْ‬ ‫المسيح‪َ .‬وَي ْ‬ ‫والتسبيح والنفس المنسحقة‪.)..،‬‬

‫‪73‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور العشرون)‬

‫وكؿ ما يقدمو يبارؾ اهلل فيو ويقبمو‪ .‬فإف صمَّى يبارؾ اهلل في صبلتو ويعممو كيؼ تكوف صبلتو مقبولة ثـ يقبؿ‬

‫ما سيقدمو وتكوف صبلتو محرقة ذات رائحة لذيذة‪ .‬ويعطيو اهلل قمباً نقياً يطمب طمبات نقية ثـ يستجيب اهلل‬ ‫ويعطيو حسب قمبو النقي‪.‬‬

‫ِٗ ِ‬ ‫ب َق ْم ِب َك‪َ ,‬وُيتَ ٍّم ْم ُك َّل َأْرِي َك‪".‬‬ ‫سَ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬ل ُي ْعط َك َح َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب َق ْم ِب َك = شيوة قمب المسيح كانت خبلص البشر‪ .‬وكانت إرادة قمب داود أف ينتصر وأعطاه اهلل‬ ‫سَ‬ ‫ل ُي ْعط َك َح َ‬ ‫سؤؿ قمبو‪ ،‬فإف كاف طمب كؿ منا الخبلص بقمبو لنمناه‪ .‬وكؿ مف يسمؾ حسب إرادة اهلل يعطيو اهلل طمبة قمبو‪.‬‬

‫ويستسمف محرقاتو‪.‬‬

‫أما ذوو القمب الشرير سيعطييـ اهلل أيضاً حسب قموبيـ‪ ،‬ولما اشتيى بنو إسرائيؿ أف يكوف ليـ ممكاً يفتخروف بو‬ ‫أماـ األمـ أعطاىـ اهلل شاوؿ أطوؿ وأعرض مف في الشعب‪ .‬وفي نياية األياـ سيسمح اهلل بظيور ضد المسيح‬

‫فيذا سيكوف بحسب قمب البشر‪.‬‬

‫٘‬ ‫ِ‬ ‫س ْؤلِ َك‪".‬‬ ‫اسِم إِل ِي َنا َن ْرفَعُ َر َايتَ​َنا‪ .‬لِ ُي َك ٍّم ِل َّ‬ ‫آية (٘) ‪َ " -‬نتَ​َرَّن ُم ِب َخبلَص َك‪َ ,‬وِب ْ‬ ‫الرب ُك َّل ُ‬ ‫ىنا اعتراؼ بخبلص اهلل ألنو خمَّص مسيحو داود وأقاـ المسيح ليقيمنا ويستجيب دائماً لطمباتنا‪ .‬فمف يسير وراء‬

‫المسيح دائماً يسبحو إذ يرى أعماؿ خبلصو‪ ،‬حقاً الطريؽ ضيؽ لكنو مفرح لذلؾ فعبيد اهلل يسبحونو عمى كؿ‬

‫الفرح الذي يعطيو ليـ‪ .‬ومف يثبت نظره عمى اهلل لف ينشغؿ بعطاياه بؿ ينشغؿ بو ىو فيسبحو ويعترؼ بعممو‬ ‫اسِم إِل ِي َنا َن ْرفَعُ َر َايتَ​َنا (ننمو سبعينية)‪ .‬الرايات ىي رايات النصرة بالمسيح الغالب‪ .‬وألف القيامة يتبعيا‬ ‫العجيب‪ِ .‬ب ْ‬ ‫نمو مستمر‪ ،‬فالمسيحي في طريؽ خبلصو يمارس التوبة وينمو كؿ يوـ ‪،‬نموا في محبة اهلل ومحبة اآلخريف‬ ‫والقداسة والصبلة‪ ..‬كؿ ىذا باسـ اهلل‪ .‬ورفع الراية ىو عبلمة النصرة عمي عدو الخير ‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫ص ي ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫يح ِو‪ ,‬يستَ ِج ِ‬ ‫ب م َخمٍّص م ِس ِ‬ ‫ين ِو‪".‬‬ ‫ْت أ َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫آلن َع َرف ُ‬ ‫آية (‪ " - )ٙ‬اَ َ‬ ‫س َماء قُ ْدسو‪ِ ,‬ب َج َب ُروت َخبلَ ِ َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫يب ُو م ْن َ‬ ‫الر َّ ُ ُ َ‬ ‫خبلص المسيح كاف بقيامتو وخبلصنا ىو بقيامتو وتوبتنا المستمرة لنثبت فيو‪.‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ىؤالَ ِء ِبا ْلمرَكب ِ‬ ‫َما‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اس َم َّ‬ ‫سقَطُوا‪ ,‬أ َّ‬ ‫ىؤالَ ِء ِبا ْل َخ ْي ِل‪ ,‬أ َّ‬ ‫ات َو ُ‬ ‫اآليات (‪ُ " - )ٜ-ٚ‬‬ ‫َْ َ‬ ‫َما َن ْح ُن فَ ْ‬ ‫ب إِل ِي َنا َن ْذ ُك ُر‪ُ .‬ى ْم َجثَْوا َو َ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ِ‬ ‫ستَ ِج ْب لَ َنا ا ْل َمِم ُك ِفي َي ْوِم ُد َع ِائ َنا!"‬ ‫ص! ل َي ْ‬ ‫ص ْب َنا‪َ .‬يا َرب َخمٍّ ْ‬ ‫َن ْح ُن فَقُ ْم َنا َوا ْنتَ َ‬ ‫سبلح األعداء قوي ولكف اهلل ىو سبلحنا بو نغمب وال نسقط أبداً‪ .‬وىنا نرى خبلص الكنيسة كميا ونصرتيا في‬

‫مسيحيا المنتصر‪.‬‬

‫وىذا المزمور نصميو في الساعة الثالثة فالمسيح كاف في ضيقتو قد تخمى عنو الجميع ولكنو انتصر‪.‬‬

‫‪74‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والعشرون)‬

‫المزمور الحادي والعشرون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىذا المزمور تسبحة لداود عمى الخبلص الذي أعطاه لو اهلل‪ ،‬وأنو جعمو ممكاً عمى أعدائو‪.‬‬

‫ىو نبوة عف المسيح ممؾ المموؾ‪ .‬وبعض اآليات في ىذا المزمور ال تنطبؽ سوى عميو مثؿ آية (ٗ) فداود لـ‬

‫يحيا إلى الدىر والى األبد‪ .‬بؿ المسيح ممؾ بعد صعوده لؤلبد‪.‬‬

‫كؿ مف يممؾ الرب عمى قمبو فيممؾ عمى أىوائو ويضبط جسده بمعونة اهلل يرنـ بيذا المزمور‪ .‬فقد صار‬

‫المؤمنيف مموكاً محاربيف منتصريف يتمقوف المعونة مف ممؾ المموؾ‪.‬‬

‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬يا رب‪ِ ,‬بقَُّوِت َك ي ْفرح ا ْلمِم ُك‪ ,‬وِب َخبلَ ِ‬ ‫ف الَ َي ْبتَ ِي ُج ِجدًّا!"‬ ‫ص َك َك ْي َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َُ َ‬ ‫داود لـ يفرح بعرشو بؿ بقوة اهلل‪ .‬والمسيح الممؾ يفرح بخبلص شعبو وأف اآلب استجاب لشفاعتو الكفارية بعد‬ ‫قيامتو‪ .‬ونحف نفرح بقوة اهلل التي تجعمنا غالبيف (ٕكوٕ‪.)ٔٗ2‬‬

‫ٕ‬ ‫شفَتَْي ِو لَ ْم تَ ْم َن ْع ُو‪ِ .‬سبلَهْ‪".‬‬ ‫س َ‬ ‫آية (ٕ) ‪َ " -‬‬ ‫ش ْي َوةَ َق ْم ِب ِو أ ْ‬ ‫َعطَ ْيتَ ُو‪َ ,‬و ُم ْمتَ َم َ‬ ‫لو كانت شيوة قمب إنساف ىي خبلص نفسو وانتصاره عمى شيواتو‪ ،‬وطمب ىذا أيضاً بشفتيو الستجاب اهلل قطعاً‬

‫طمباتو‪ .‬وىذا عكس (يعٗ‪( )ٖ2‬مز‪ + ٗ2ٕٚ‬فئ‪ٔ + ٕٖ2‬مؿٓٔ‪ٔ + ٜ2ٖ،‬تيٖ‪ + ٔ2‬لؤٕ‪ )ٖٗ2‬والقديسوف‬

‫اشتيوا االستشياد‪ .‬ىذه الشيوات يستجيب ليا اهلل‪.‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬أل ََّن َك تَتَقَدَّم ُو ِببرَك ِ‬ ‫اجا ِم ْن إِ ْب ِر ٍ‬ ‫يز‪".‬‬ ‫ض ْع َ‬ ‫ات َخ ْي ٍر‪َ .‬و َ‬ ‫ت َعمَى َأرْسو تَ ً‬ ‫ُ َ​َ‬ ‫اهلل يعطي أكثر مما نطمب‪ .‬واهلل أعطى داود الراعي الصغير ممكاً عمى كؿ إسرائيؿ‪ .‬وعمينا أف نطمب ممكوت‬ ‫اهلل وبره والباقي يعطي لنا ويزاد (مت‪ .)ٖ​ٖ2ٙ‬واهلل وضع عمى رأس داود إكميؿ الممؾ‪ .‬ولكف المسيح و ِ‬ ‫ض َع عمى‬ ‫ُ‬ ‫رأسو إكميؿ شوؾ مرئي لمناس ليفوز بإكميؿ إبريز أي إكميؿ سماوي (الذىب يرمز لمسماويات) بعد صعوده‬ ‫وجموسو عف يميف اآلب‪ .‬وكؿ مؤمف مجاىد يحصؿ عمى إكميؿ بر (ٕتيٗ‪ .)ٚ2‬وىناؾ إكميؿ االستشياد واكميؿ‬

‫الرسولية والبركات التي حصؿ عمييا داود كثيرة‪ .‬والتي يحصؿ عمييا المؤمف ال تعد خبلؿ حياتو‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫ول األَي ِ‬ ‫َّى ِر َواأل َ​َب ِد‪".‬‬ ‫َع َ‬ ‫ط ْيتَ ُو‪ .‬طُ َ‬ ‫َّام إِلَى الد ْ‬ ‫سأَلَ َك فَأ ْ‬ ‫آية (ٗ) ‪َ " -‬ح َياةً َ‬ ‫مف أىـ األسباب التي تجعمنا نشكر اهلل أننا تمتعنا بالحياة الجديدة‪ .‬وداود يشكر اهلل الذي أعطاه حياة بعد كؿ‬

‫محاولة مف األعداء لقتمو‪ .‬وىذه تشير لقيامة المسيح بعد موتو‪ ،‬وىي حياة أبدية لو ولكنيستو‪ ،‬أعطاىا لكنيستو إذ‬

‫غمب الموت بحياتو‪ .‬لذلؾ قاؿ المسيح أنا ىو القيامة والحياة (يو‪ )ٕ٘2ٔ​ٔ،ٕٙ‬وىو يقدـ لنا جسده ودمو لنحيا‪.‬‬

‫‪75‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والعشرون)‬

‫ِ‬ ‫٘ ِ‬ ‫ضعُ َعمَ ْي ِو‪".‬‬ ‫اء تَ َ‬ ‫يم َم ْج ُدهُ ِب َخبلَص َك‪َ ,‬جبلَالً َوَب َي ً‬ ‫آية (٘) ‪َ " -‬عظ ٌ‬ ‫ألجمنا أخمى المسيح ذاتو وألجمنا تمجد وناؿ مف اآلب كرامة ومجداً ليضع التيجاف المموكية عمى رؤوس مؤمنيو‬ ‫األتقياء بيده‪ .‬وفي استحقاقات الدـ الثميف وىبنا المسيح روحو القدوس‪ ،‬ليجدد صورتنا لنتغير إلى صورة المسيح‬

‫(غؿٗ‪.)ٜٔ2‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ام َك‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٙ‬أل ََّن َك َج َع ْمتَ ُو َب َرَكات إِلَى األ َ​َبد‪ .‬تُفٍَّر ُح ُو ْابت َي ً‬ ‫َم َ‬ ‫اجا أ َ‬ ‫المسيح المبارؾ مصدر كؿ بركة‪ ،‬وصار مصدر كؿ بيجة وفرح لحياتنا‪( .‬ثمار الروح)‪.‬‬

‫تُفٍَّر ُح ُو = المسيح يفرح بالخبلص الذي تـ لبني البشر ويشبع بكثرة المؤمنيف األتقياء (يوٗ‪ + ٖٗ2‬إشٖ٘‪)ٔ​ٔ2‬‬ ‫ب‪َ ,‬وِب ِن ْع َم ِة ا ْل َعمِ ٍّي الَ َيتَ​َز ْع َزعُ‪".‬‬ ‫آية (‪ٚ" - )ٚ‬أل َّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َن ا ْل َممِ َك َيتَ​َو َّك ُل َعمَى َّ‬ ‫اإلنساف الذي يتوكؿ عمى اهلل يضبط شيواتو ويممؾ عمييا‪ ،‬وىذا سيعظـ مجده جداً بخبلص الرب‪ ،‬وبعد جياده‬

‫سيضع عميو الرب إكميؿ مجد وجبلؿ (متٖٔ‪ .)ٖٗ2‬بؿ يصير جياد اإلنساف بركة لمف حولو (كما كاف يوسؼ‬

‫العفيؼ)‪ .‬الميـ أف ننسب نصرتنا هلل ال ألنفسنا‪.‬‬ ‫صيب ُك َّل م ْب ِغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صيب ي ُد َك ج ِميع أ ْ ِ‬ ‫‪ِ ٛ‬‬ ‫ار ِفي َزَم ِ‬ ‫ور َن ٍ‬ ‫يك‪ٜ .‬تَ ْج َعمُ ُي ْم ِم ْث َل تَن ِ‬ ‫ان‬ ‫ض َ‬ ‫َع َدائ َك‪َ .‬يمينُ َك تُ ُ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٖٔ-ٛ‬تُ ُ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ٓٔ‬ ‫س َخ ِط ِو َي ْبتَمِ ُع ُيم َوتَأْ ُكمُ ُيم َّ‬ ‫يد ثَ َم َرُى ْم ِم َن األ َْر ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫آد َم‪ٔ​ٔ .‬أل ََّن ُي ْم‬ ‫ض َوُذٍّريَّتَ ُي ْم ِم ْن َب ْي ِن َب ِني َ‬ ‫الن ُار‪ .‬تُِب ُ‬ ‫ُح ُ‬ ‫ور َك‪ .‬ا َّلرب ِب َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ٕٔ‬ ‫السيام عمَى أَوتَ ِ ِ‬ ‫يد ٍة‪ .‬لَم ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء‬ ‫ص ُبوا َعمَ ْي َك َ‬ ‫يع َ‬ ‫وىا‪ .‬أل ََّن َك تَ ْج َعمُ ُي ْم َيتَ​َولَّ ْو َن‪ .‬تُفَ ٍّو ُ‬ ‫ق ٍّ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ش ًّرا‪ .‬تَفَ َّك ُروا ِب َمك َ ْ َ ْ‬ ‫ار َك ت ْمقَ َ‬ ‫ستَط ُ‬ ‫َن َ‬ ‫ُو ُجو ِى ِي ْم‪ْ ٖٔ .‬ارتَ ِف ْع َيا َرب ِبقَُّوِت َك‪ُ .‬ن َرٍّن ْم َوُن َن ٍّغ ْم ِب َج َب ُروِت َك‪".‬‬ ‫ىنا نرى عقوبة اهلل لؤلشرار عند مجيئو الثاني‪ .‬فبالصميب مزؽ الرب صؾ خطايانا وشيَّر بعدو الخير‪ .‬وعند‬ ‫ض ِ‬ ‫مجيئو الثاني سيمقيو ومف تبعو في البحيرة المتقدة بالنار (رؤ‪ِ .)ٕٓ2ٜٔ‬في َزَم ِ‬ ‫يد‬ ‫ور َك = يوـ الدينونة‪ .‬تُِب ُ‬ ‫ان ُح ُ‬ ‫ثَ َم َرُى ْم ِم َن األ َْر ِ‬ ‫ض = الثمر ىو أوالدىـ وأعماليـ الشريرة المظممة‪ .‬والمسيح ىو الذي سيديف‪ .‬ويد الرب رمز‬ ‫لبلبف قوة اهلل‪ ،‬الذي سيديف وبقوة = َي ِمي ُن َك = تشير لقوة اهلل‪ .‬وسيكوف ىبلكيـ تاماً وخرابيـ تاماً‪ ،‬وىذا معنى‬ ‫كممة تُِبيد‪ ،‬فبل يعود ليـ سمطاف أو غواية أو قدرة عمى ظمـ أوالد اهلل‪ .‬وفي (ٔ​ٔ) ىذه ىي أعماؿ إبميس وأتباعو‬ ‫ام = أي يضع السيـ عمى القوس ويشد وتره ضد أعدائو‬ ‫ق ٍّ‬ ‫ضد المسيح وكنيستو لذلؾ يعاقبيـ‪ .‬تُفٍَّو ُ‬ ‫الس َي َ‬ ‫ليعاقبيـ‪ .‬وينيي المزمور بصبلة ليخمص بقوة حينئذ سيكوف تسبيحنا أبدياً عمى أعمالو‪.‬‬

‫‪76‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والعشرون)‬

‫المزمور الثاني والعشرون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىذا المزمور مف أشير المزامير التي تكممت بوضوح عف آالـ وصمب السيد المسيح‪ .‬والسيد استخدـ افتتاحية‬ ‫المزمور وىو عمى الصميب ليشير أنو ىو المقصود بكممات المزمور‪ .‬وكاف الييود يستعمموف أوؿ عبارة في‬ ‫المزمور كاسـ لممزمور‪ ،‬وىذا ما نفعمو اآلف‪ .‬لذلؾ فحيف قاؿ السيد عمى الصميب "إليي إليي لماذا تركتني" تذكر‬

‫الواقفوف حوؿ الصميب كؿ كممات المزمور ف أروا أماميـ صورة ناطقة حية وتحقيقاً لنبوات المزمور‪ .‬والعيد الجديد‬

‫اقتبس مف ىذا المزمور ٖٔ مرة منيا ‪ ٜ‬مرات في قصة اآلالـ وحدىا‪ .‬وقد اتخذ منو تبلميذ المسيح مادة لمك ارزة‬

‫بصمب المسيح وموتو وقيامتو‪.‬‬

‫المزمور يحدثنا عف آالـ المسيح ثـ قيامتو ثـ الك ارزة باإلنجيؿ وايماف األمـ‪ .‬فالروح القدس الذي عمؿ في األنبياء‬

‫ىو الذي شيد عمى لساف داود بكؿ عمؿ المسيح (ٔبطٔ​ٔ‪ )ٔٓ2ٔ،‬فواضح أف داود ىنا ال يتكمـ عف نفسو‪ .‬واف‬

‫إنطبقت بعض الصور عمى داود فيو كاف أبو المسيح بالجسد‪ ،‬وكاف رم اًز لممسيح‪ .‬ولكف في كثير مف اآليات‬ ‫نجد أنيا ال تنطبؽ سوى عمى المسيح فقط‪ .‬وداود نطؽ بيذا ألف الروح حممو بعيداً عف آالمو ىو ‪ ،‬فنطؽ بآالـ‬

‫المسيح‪ .‬ىو بدأ يشكو مف أالمو ولكننا نجد الروح ينطؽ عمى لسانو بآالـ المسيح‪.‬‬

‫عنواف المزمور عمى أيمة الصبح = في تفسير ىذا وضعت عدة احتماالت‪2‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬

‫أف نغمة المزمور عمى نفس نغمة لحف مشيور بيذا االسـ‪.‬‬

‫المسيح كاف في آالمو يتألـ كأيؿ جريح برئ حتى يأتي عميو وقت الصبح بالفرج‪ ،‬ونبلحظ أف قيامة‬ ‫المسيح كانت في الصبح‪( .‬نش‪.)ٔٗ2ٛ‬‬

‫‪.3‬‬

‫التقميد الييودي يقوؿ أف ىذا المفظ يعني الشكينة أي السحابة المجيدة التي كانت تظير وسط شعب‬

‫اهلل‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫يدا ع ْن َخبلَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صي‪َ ,‬ع ْن َكبلَِم َزِف ِ‬ ‫يري؟"‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬إِل ِيي‪ ,‬إِل ِيي‪ ,‬ل َما َذا تَ​َرْكتَني‪َ ,‬بع ً َ‬ ‫ِ‬ ‫ب ربنا كممثؿ لمبشرية‪ ،‬كأنو متروؾ مف اآلب إلى حيف‪ ،‬فيو صار لعنة ألجمنا‬ ‫ىنا نرى تكمفة فدائنا‪ ،‬فمقد ُحس َ‬ ‫(غؿٖ‪ٕ + ٖٔ2‬كو٘‪ .)ٕٔ2‬فيو في خضوع ترؾ نفسو تحت غضب اآلب‪ .‬حيف نسمع " إِل ِيي إِل ِيي لِ َما َذا‬ ‫تَ​َرْكتَِني " نفيـ أف ا لمسيح يسأؿ ىذا السؤاؿ لماذا تركتني أييا اآلب ليذه اآلالـ‪ ..‬لنجيب نحف " ألجؿ خطايانا‪..‬‬ ‫ولمحبتو لنا كاف ىذا" واذا فيمنا أف المسيح ىو رأس جسد الكنيسة نفيـ أف اهلل ترؾ العالـ آلالمو بسبب الخطية‪.‬‬

‫فيو القدوس (آيةٖ) وكأف سبب ترؾ اإلنساف في األلـ وسبب أالـ المسيح ىو قداسة اهلل التي ال تقبؿ الخطية‪،‬‬

‫ويجب أف يسدد بالكامؿ ثمف الخطية‪ .‬لذلؾ حمؿ ىو خطايانا‪ .‬وقولو إليي إليي يشير أنو يتكمـ نيابة عف‬

‫البشرية التي يعاقب بسببيا‪ .‬وىذا القوؿ يمكف أف يصرخ بو داود أو أي إنساف متألـ حيف يشعر بأف اهلل قد تخمى‬

‫‪77‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والعشرون)‬

‫يدا ع ْن َخبلَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫صي‪َ ,‬ع ْن َكبلَِم َزِف ِ‬ ‫يري = فيو ال يكؼ عف‬ ‫عنو‪ .‬وقد وقؼ اهلل بعيداً ال يخمصو مف ضيقتو = َبع ً َ‬ ‫الصراخ هلل في كؿ مرة يتنفس فييا ولكنو ال يرى أف اهلل يتدخؿ ليخمصو‪.‬‬ ‫آية (ٕ) ‪ٕ" -‬إِل ِيي‪ِ ,‬في َّ‬ ‫الن َي ِ‬ ‫يب‪ِ ,‬في المَّْي ِل أ َْد ُعو فَبلَ ُى ُد َّو لِي‪".‬‬ ‫ستَ ِج ُ‬ ‫ار أ َْد ُعو فَبلَ تَ ْ‬ ‫والمسيح صمى ليبلً في البستاف حتى تعبر عنو ىذه الكأس‪ .‬وصمي نيا اًر وىو عمى الصميب‪ .‬ولكف كانت إرادة‬ ‫اآلب أف يشرب الكأس حتى النياية‪ .‬وىناؾ مف فيـ أف قوؿ المرنـ ِفي المَّْي ِل = إشارة لمظممة التي حدثت عمى‬ ‫العالـ وقت الصميب‪ .‬وكؿ مف في ضيقة يقوؿ ىذا‪ ،‬أنا أصرخ الميؿ والنيار واهلل ال يستجيب‪ ،‬فيو يتميؿ لحكمتو‬

‫التي ال نفيميا‪.‬‬

‫ٖ‬ ‫ت ا ْلقُدوس ا ْلجالِس ب ْي َن تَس ِب ِ‬ ‫يل‪".‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫آية (ٖ) ‪َ " -‬وأَ ْن َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ َ ُ َ‬ ‫يحات إِ ْ‬ ‫اهلل مسبح في قديسيو ومبلئكتو‪ ،‬واهلل يفرح حيف يسبحو القديسيف بأفواه نقية ببل غش‪.‬‬ ‫٘‬ ‫ٗ‬ ‫ص َر ُخوا فَ َن َج ْوا‪َ .‬عمَ ْي َك اتَّ َكمُوا َفمَ ْم َي ْخ َز ْوا‪".‬‬ ‫آب ُ‬ ‫اؤَنا‪ .‬اتَّ َكمُوا فَ َنج ْ‬ ‫اآليات (ٗ‪َ " - )٘-‬عمَ ْي َك اتَّ َك َل َ‬ ‫َّيتَ ُي ْم‪ .‬إِلَ ْي َك َ‬ ‫ىكذا ينبغي أف نصمي‪ ،‬فالمرنـ ىنا يذكر إستجابة اهلل لآلباء‪ ،‬ويتكؿ عميو كمخمص لو‪.‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ش ِر َو ُم ْحتَقَُر َّ‬ ‫الش ْع ِب‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٙ‬أ َّ‬ ‫ان‪َ .‬ع ٌار ِع ْن َد ا ْل َب َ‬ ‫َما أَ​َنا فَ ُد َ‬ ‫سٌ‬ ‫ودةٌ الَ إِ ْن َ‬ ‫قارف مع (أشٔٗ‪ .)ٔٗ2‬فالدودة ىي أحقر المخموقات ويشعر أماميا اإلنساف أنو قوي جداً وقادر عمى سحقيا‪.‬‬

‫وفي اآليات (ٗ‪ ) ٘،‬نرى المرنـ يقوؿ في ثقة أف اآلباء حيف إتكموا عمى اهلل خمصيـ‪ ،‬أما ىو فدودة حقيرة‪ ،‬وحالتو‬

‫ميئوس منيا‪ ،‬وأف اهلل قد تركو‪ .‬وىنا فالمرنـ يتكمـ بمساف المسيح الذي صار مياناً ومحتقر الشعب‪ ،‬بؿ صار في‬

‫عيوف أعدائو مرذوالً مف اهلل كدودة مداسة باألقداـ‪ .‬ونبلحظ أف الصميب كاف موت العار‪( .‬تثٖٕ‪+ ٕ​ٕ2ٕٔ،‬‬

‫أشٖ٘‪ )ٖ-ٔ2‬والكممة العبرية المقابمة ؿ"دودة" تستخدـ لمحشرة الصغيرة التي يستخرج منيا الصبغة القرمزية‪،‬‬ ‫وىذه تنتج عف موت الحشرة‪ ،‬وفي ىذا إشارة لدـ المسيح وموتو‪ ،‬فدمو القرمزي الموف جعمني أنا أبيض الموف‬

‫(أشٔ‪ + ٔٛ2‬رؤ‪ .)ٔٗ2ٚ‬ىذا االتضاع اإلليي يخزي كؿ إنساف متكبر‪.‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫ون ٍّ‬ ‫ين ‪«ٛ‬اتَّ َك َل َعمَى‬ ‫ون َّأ‬ ‫ْس قَ ِائمِ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ون ِبي‪َ .‬ي ْف َغ ُر َ‬ ‫ستَ ْي ِزُئ َ‬ ‫اآليات (‪ُ " - )ٛ-ٚ‬كل الَِّذ َ‬ ‫الشفَاهَ‪َ ,‬وُي ْن ِغ ُ‬ ‫ين َي َر ْوَنني َي ْ‬ ‫الر َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫س َّر ِب ِو»‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َّ‬ ‫ب َف ْم ُي َن ٍّجو‪ ,‬ل ُي ْنقذْهُ ألَنَّ ُو ُ‬

‫ىذا ما حدث فعبلً مع المسيح عمى الصميب (مت‪ + ٖٗ-ٖٜ2ٕٚ‬مر٘ٔ‪.)ٖٕ-ٕٜ2‬‬

‫‪ٜ‬‬ ‫ُمي‪".‬‬ ‫ت َج َذ ْبتَِني ِم َن ا ْل َب ْط ِن‪َ .‬ج َع ْمتَِني ُم ْ‬ ‫ط َم ِئ ًّنا َعمَى ثَ ْد َي ْي أ ٍّ‬ ‫آية (‪ " - )ٜ‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬

‫‪78‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والعشرون)‬

‫إشارة ألنو ُولِ َد بغير زرع بشر‪ .‬فالروح القدس ىو الذي جذبو مف بطف العذراء أما بقية البشر فيجذبيـ البشر مف‬ ‫بطوف أمياتيـ‪ .‬وكذلؾ فالمسيح اجتذب مف بطف أمة الييود ىذه البطف المظممة التي عاشت في شرىا وكبريائيا‪.‬‬ ‫ُمي = المسيح صار مثمنا تماماً‪ ،‬إنساناً يرضع لبف أمو العذراء‪ .‬واآلية تشير‬ ‫َج َع ْمتَِني ُم ْ‬ ‫ط َم ِئ ًّنا َعمَى ثَ ْد َي ْي أ ٍّ‬ ‫لممعمودية فالروح القدس يجتذبنا مف الماء (رحـ الكنيسة) ونستريح عمى ثدي أمنا (تعاليـ الكنيسة)‪.‬‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ٓٔ‬ ‫يق‬ ‫اع ْد َع ٍّني‪ ,‬أل َّ‬ ‫َن ٍّ‬ ‫يت ِم َن َّ‬ ‫الر ِحِم‪ِ .‬م ْن َب ْط ِن أ ٍّ‬ ‫الض َ‬ ‫ُمي أَ ْن َ‬ ‫اآليات (ٓٔ‪َ " - )ٔ​ٔ-‬عمَ ْي َك أُْل ِق ُ‬ ‫ت إِل ِيي‪ .‬الَ تَتَ​َب َ‬ ‫ين‪".‬‬ ‫يب‪ ,‬ألَنَّ ُو الَ ُم ِع َ‬ ‫قَ ِر ٌ‬ ‫منذ والدتي ألقيت كؿ إتكالي عميؾ يا رب فبل تتباعد عني وتتخمي عني‪ .‬لقد تخمى عف المسيح كؿ تبلميذه وكؿ‬

‫مف شفاىـ‪ ،‬فيو داس المعصرة وحده‪.‬‬ ‫ٖٔ‬ ‫اآليات (ٕٔ‪ٕٔ" - )ٔٛ-‬أَحاطَ ْت ِبي ِثير ٌ ِ‬ ‫َس ٍد ُم ْفتَ ِر ٍ‬ ‫يرةٌ‪ .‬أَق ِ‬ ‫س‬ ‫اء َبا َ‬ ‫ان ا ْكتَ​َنفَتْ ِني‪ .‬فَ َغ ُروا َعمَ َّي أَف َْو َ‬ ‫ش َ‬ ‫َ‬ ‫اى ُي ْم َكأ َ‬ ‫ْوَي ُ‬ ‫ان َكث َ‬ ‫َ‬ ‫٘ٔ‬ ‫ٗٔ‬ ‫ِ‬ ‫الشم ِع‪ .‬قَ ْد َذاب ِفي و ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ْت ِمثْ َل‬ ‫س َك ْب ُ‬ ‫َ‬ ‫سط أ َْم َعائي‪َ .‬ي ِب َ‬ ‫َ َ‬ ‫صمَ ْت ُكل عظَامي‪َ .‬‬ ‫ت‪ .‬ا ْنفَ َ‬ ‫ُم َزْم ِج ٍر‪َ .‬كا ْل َماء ا ْن َ‬ ‫ص َار َق ْم ِبي َك َّ ْ‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫اب ا ْلمو ِت تَ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق لِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ٍ‬ ‫اع ٌة ِم َن‬ ‫ب‪َ .‬ج َم َ‬ ‫َحاطَ ْت ِبي كبلَ ٌ‬ ‫ض ُعني‪ .‬ألَنَّ ُو قَ ْد أ َ‬ ‫ساني ِب َح َنكي‪َ ,‬وِالَى تَُر ِ َ ْ‬ ‫ش ْقفَة قَُّوِتي‪َ ,‬ولَص َ َ‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫ظِ‬ ‫ُح ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ون ِث َيا ِبي‬ ‫ار ا ْكتَ​َنفَتْ ِني‪ .‬ثَقَ ُبوا َي َد َّ‬ ‫صي ُك َّل ِع َ‬ ‫األَ ْ‬ ‫ون ِف َّي‪َ .‬ي ْق ِس ُم َ‬ ‫س َ‬ ‫امي‪َ ,‬و ُى ْم َي ْنظُ​ُر َ‬ ‫ي َو ِر ْجمَ َّي‪ .‬أ ْ‬ ‫ون َوَيتَفَ​َّر ُ‬ ‫ب ْي َنيم‪ ,‬وعمَى لِب ِ‬ ‫ون‪".‬‬ ‫اسي َي ْقتَ ِر ُع َ‬ ‫َ ُْ َ َ َ‬ ‫نجد ىنا وصفاً لؤلعداء المحيطيف بالمسيح‪ ،‬وتصوير دقيؽ آلالمو‪ .‬ولقد استخدـ المرنـ حديثاً مجازياً لوصؼ‬ ‫ِ‬ ‫ان = ىـ قادة الييود وكينتيـ الذيف كانوا يقدموف الثيراف والذبائح‪ .‬أَق ِ‬ ‫ان = ىـ‬ ‫اء َبا َ‬ ‫ش َ‬ ‫ير ٌ‬ ‫ْوَي ُ‬ ‫أعداء المسيح‪ .‬الث َ‬ ‫الثيراف العنيفة التي مف باشاف حيث المراعي الخصبة المعروفة بسبللتيا القوية مف األغناـ‪ .‬واهلل بارؾ في خيرات‬ ‫َس ٍد ُم ْفتَ ِر ٍ‬ ‫س ُم َزْم ِج ٍر= ىـ في قوتيـ كانوا كأسد يريدوف أف‬ ‫شعبو إسرائيؿ فسمف جداً ورفس (تثٕٖ‪ .)ٔ٘-ٕٔ2‬أ َ‬ ‫ِ‬ ‫ب = إشارة لمف ىـ أقؿ‬ ‫يفترسوا المسيح‪ .‬ولكنيـ كانوا في شرىـ يتبعوف األسد الزائر وىو إبميس (ٔبط٘‪ .)ٛ2‬كبلَ ٌ‬

‫درجة مف الكينة والرؤساء‪ ،‬إشارة لمشعب الذي صرخ "اصمبو أصمبو"‪ ،‬واشارة لؤلمـ أي الروماف‪ .‬فالكبلب بحسب‬ ‫ِ‬ ‫ت = نجد ىنا‬ ‫س َك ْب ُ‬ ‫الشريعة دنسة‪ .‬وىـ كانوا كالكبلب الشرسة في قسوتيـ وجمدىـ وشتميـ لمرب يسوع‪َ .‬كا ْل َماء ا ْن َ‬ ‫َّ‬ ‫إنحؿ كؿ جسمو‪ ،‬وصار في ضعؼ شديد‪ ،‬كماء منسكب (اش ٖ٘ ‪ ) ٕٔ 2‬ال يمكف‬ ‫صورة لموت المسيح‪ ،‬فقد‬

‫جمعو ثانية‪ ،‬مستسمماً لمموت ببل أي تدعيـ وال معونة‪ .‬لكف نجد في ىذا نبوة عف الماء الذي انسكب مف جنبو‬ ‫ظِ‬ ‫امي = ىذه نبوة عف طريقة موت المسيح‪ ،‬وأنو سيعمؽ عمى الصميب‪ ،‬فعندما عمؽ‬ ‫صمَ ْت ُكل ِع َ‬ ‫المطعوف‪ .‬ا ْنفَ َ‬ ‫عمى الصميب ارىقت العضبلت وانفصمت المفاصؿ عف مكانيا‪ .‬إال أف ىناؾ تأمؿ في ىذه اآلية‪ ،‬أف التبلميذ‬ ‫عند صمب المسيح ىربوا وتشتتوا‪ .‬وألف ىناؾ نبوة أف عظماً منو ال ينكسر فيو حفظيـ وشددىـ حتى ال‬

‫يضيعوف‪ ( .‬اؼ ٘ ‪ ) ٖٓ 2‬نري ىنا مف قوؿ بولس الرسوؿ اننا صرنا عطـ مف عظامو فالتبلميذ النيـ عظـ‬ ‫ص َار َق ْم ِبي َك َّ‬ ‫الش ْم ِع = ذاب مف األلـ والحزف‪ ،‬وانطبع فيو كؿ حزف بسبب‬ ‫مف عظامو لـ يدعيـ يتشتتوف ‪َ .‬‬ ‫خيانة وغدر مف أحبيـ‪ ،‬وبسبب حممو الخطايا‪ .‬وبسبب إشتعاؿ نار العدؿ اإلليي فيو‪ .‬لقد انطبعت في قمبو‬

‫‪79‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والعشرون)‬

‫صورة غضب اهلل ضد الخطية‪ .‬وكمما نتأمؿ ىذه الصورة يجب أف تختفي قساوة قموبنا‪ .‬قَ ْد َذ ِ‬ ‫س ِط أ َْم َع ِائي‬ ‫َ‬ ‫اب في َو َ‬ ‫ش ْقفَ ٍة قُ َّوِتي = لـ يكف لو أي قوة‬ ‫س ْت ِمثْ َل َ‬ ‫= أي قمبو صار كالشمع المذاب في داخمو مف شدة الحزف‪َ .‬ي ِب َ‬ ‫صَ ِ‬ ‫لممقاومة كالدودة الضعيفة‪ .‬لَ ِ‬ ‫س ِاني ِب َح َن ِكي = مف ناحية لصمتو فيو لـ يدافع عف نفسو حتى بالكبلـ‪ .‬ومف‬ ‫قلَ‬ ‫ناحية أخرى بعطشو‪ .‬إِلَى تُر ِ‬ ‫ض ُع ِني= إشارة لنزولو القبر‪ .‬وباقي اآليات (‪ )ٔٚ،ٔٙ‬ىي نبوة واضحة‬ ‫اب ا ْل َم ْو ِت تَ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظامي = نبوة عف الصميب فالمصموب تصير عظامو بارزة مف الشد‬ ‫ُحصوا ُك َّل ع َ‬ ‫عما حدث عمى الصميب‪ .‬أ ْ‬ ‫الذي يتعرض لو جسده نتيجة تعميقو عمى الصميب‪.‬‬

‫ٕٓ‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ف َن ْف ِسي‪ِ .‬م ْن‬ ‫ص َرِتي‪ .‬أَ ْن ِق ْذ ِم َن َّ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٕٔ-ٜٔ‬أ َّ‬ ‫َس ِر ْ‬ ‫َما أَ ْن َ‬ ‫ع إِلَى ُن ْ‬ ‫ت َيا َرب‪ ,‬فَبلَ تَ ْب ُع ْد‪َ .‬يا قُ َّوِتي‪ ,‬أ ْ‬ ‫يد ِتي‪َ ٕٔ .‬خمٍّ ِ ِ ِ‬ ‫ون َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِ‬ ‫َس ِد‪َ ,‬و ِم ْن قُ​ُر ِ‬ ‫استَ ِج ْب لِي‪".‬‬ ‫َي ِد ا ْل َك ْم ِب َو ِح َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ْ‬ ‫صني م ْن فَم األ َ‬

‫نرى ىنا الصورة التي رسميا معممنا بولس الرسوؿ في (عب٘‪ )ٚ2‬فالمسيح يصرخ ليخمصو اآلب‪ .‬واآلب‬

‫يستجيب بأف يخمص كنيستو أي جسده‪ .‬وكانت االستجابة بقيامة المسيح مف بيف األموات لتقوـ كنيستو معو‪.‬‬ ‫يد ِتي = فوحيدتو ىي كنيستو الواحدة الوحيدة‪ ،‬ولكف كما اقتسـ العساكر ثيابو‬ ‫لذلؾ قيؿ أَ ْن ِق ْذ‪ِ ..‬م ْن َي ِد ا ْل َك ْم ِب َو ِح َ‬ ‫َس ِد =‬ ‫اقتسـ اليراطقة كنيستو وشقوىا بينيـ‪ .‬والحظ ىياج أعداء الكنيسة مف حوليا‪ .‬فيو اسماىـ ىنا األ َ‬

‫ون َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِ‬ ‫الشيطاف‪ .‬ا ْل َك ْم ِب = الذي يريد أف يمزؽ ما يطولو منيا‪ .‬وىـ أعداء أقوياء ليـ قروف قوية= قُ​ُر ِ‬ ‫ش‪.‬‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ف َن ْف ِسي = كما قيؿ لمعذراء وأنت‬ ‫والمسيح يصرخ لتخمص كنيستو مف اآلالـ التي تجوز فييا= أَ ْن ِق ْذ ِم َن َّ‬ ‫يجوز سيؼ في نفسؾ "ونبلحظ أنو قيؿ عف اهلل "في كؿ ضيقيـ تضايؽ" فاهلل يشعر بآالمنا النفسية الناشئة عف‬

‫ظمـ أعدائنا لنا‪ .‬ولقد تعرض المسيح لمسيؼ بمعنى تعرضو لمصمب والموت وبمعنى أالمو النفسية الرىيبة حينما‬ ‫يد ِتي إلى أف المسيح صرخ لآلب "أف تعبر عنو ىذه الكأس إف‬ ‫حمؿ إثـ جميعنا‪ .‬ويشير قولو أَ ْن ِق ْذ‪َ ..‬ن ْف ِسي‪َ ..‬و ِح َ‬ ‫أمكف" وأف ينجي اآلب نفسو مف الموت‪ .‬وأسمي نفسو وحيدة ألنيا وحيدة في طبيعتيا فيو ابف اآلب بالطبيعة ‪،‬‬ ‫ويقاؿ عف الكنيسة عروس المسيح " واحدة ىي حمامتي كاممتي الوحيدة الميا ىي " ( نش ‪. ) ٜ 2 ٙ‬وبالنسبة‬

‫لداود يفيـ ىذا عمى أف وحيد القرف ىو ابنو إبشالوـ أو أي مف أعدائو والكمب ىو أخيتوفؿ‪ ،‬ووحيدتو ىي نفسو‬

‫الطاىرة المسكينة المتواضعة‪.‬‬

‫ٖٕ‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫ُخ ِبر ِباس ِم َك إِ ْخوِتي‪ِ .‬في وس ِط ا ْلجم ِ‬ ‫س ٍّب ُحوهُ! َم ٍّج ُدوهُ َيا‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ُس ٍّب ُح َك‪َ .‬يا َخ ِائ ِفي َّ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫اآليات (ٕ​ٕ‪ " - )ٖٔ-‬أ ْ ْ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫اعة أ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ٕٗ‬ ‫ِ‬ ‫ع إِسرِائ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِك ِ‬ ‫ين‪َ ,‬ولَ ْم َي ْح ُج ْب‬ ‫وب‪َ ,‬و ْ‬ ‫اخ َ‬ ‫َم ْع َ‬ ‫ش َر ُذٍّريَّة َي ْعقُ َ‬ ‫س َك َن َة ا ْل َم ْ‬ ‫يعا! أل ََّن ُو لَ ْم َي ْحتَق ْر َولَ ْم ُي ْرِذ ْل َم ْ‬ ‫يل َجم ً‬ ‫ش ْوهُ َيا َزْر َ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫يحي ِفي ا ْلجم ِ‬ ‫اخ ِو إِلَ ْي ِو استَمع‪ِ ٕ٘ .‬م ْن ِقبمِ َك تَس ِب ِ‬ ‫و ْجي ُو ع ْن ُو‪ ,‬ب ْل ِع ْن َد صر ِ‬ ‫يم ِة‪ .‬أُوِفي ِب ُن ُذ ِ‬ ‫َّام‬ ‫َ​َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ َ​َ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬ ‫اعة ا ْل َعظ َ‬ ‫وري قُد َ‬ ‫ِ ‪ٕٚ‬‬ ‫‪ٕٙ‬‬ ‫الر َّ ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ب ُكل‬ ‫الر ٍّ‬ ‫وب ُك ْم إِلَى األ َ​َبد‪ .‬تَ ْذ ُك ُر َوتَْرجعُ إِلَى َّ‬ ‫س ٍّب ُح َّ‬ ‫اء َوَي ْ‬ ‫ش َب ُع َ‬ ‫ب طَال ُبوهُ‪ .‬تَ ْح َيا ُقمُ ُ‬ ‫ون‪ُ .‬ي َ‬ ‫َخائفيو‪َ .‬يأْ ُك ُل ا ْل ُوَد َع ُ‬ ‫ِ ‪ٕٜ‬‬ ‫ض‪ .‬وتَسج ُد قُدَّام َك ُكل قَب ِائ ِل األُمِم‪ٕٛ .‬أل َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ا ْلم ْم َك‪َ ,‬و ُى َو ا ْلمتَ َ ٍّ‬ ‫س َج َد ُكل‬ ‫َ‬ ‫أَقَاصي األ َْر ِ َ ْ ُ‬ ‫ُمم‪ .‬أَ َك َل َو َ‬ ‫سمطُ َعمَى األ َ‬ ‫ُ‬ ‫َن ل َّمر ٍّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٖٓ‬ ‫س ِم ِ‬ ‫ض‪ .‬قُدَّام ُو َي ْجثُو ُكل م ْن َي ْن َح ِدر إِلَى التر ِ‬ ‫يني األ َْر ِ‬ ‫ب‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َّد لَ ُو‪ُ .‬ي َخب َُّر َع ِن َّ‬ ‫س ُو‪ .‬الذٍّريَّ ُة تَتَ َعب ُ‬ ‫اب َو َم ْن لَ ْم ُي ْح ِي َن ْف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ا ْل ِجي ُل ِ‬ ‫س ُيولَ ُد ِبأَنَّ ُو قَ ْد فَ َع َل‪".‬‬ ‫ون ِب ِبرِه َ‬ ‫ون َوُي ْخ ِب ُر َ‬ ‫اآلتي‪َ .‬يأْتُ َ‬ ‫ش ْع ًبا َ‬

‫‪80‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والعشرون)‬

‫في الجزء األوؿ مف المزمور يتحدث المرنـ عف آالـ المسيح‪ .‬وفي ىذه اآليات يتحدث عف ميبلد الكنيسة =‬ ‫اع ِة ‪ ،‬إِ ْخ َوِتي فمقد صار بك اًر بيف إخوة كثيريف (عبٕٔ‪ + ٔ​ٔ2ٕ،‬رو‪ .)ٕٜ2ٛ‬والحظ اف كممة الجماعة‬ ‫ا ْل َج َم َ‬ ‫ت بقيامة المسيح مف األموات وحموؿ‬ ‫مترجمة في اليونانية الكنيسة ‪ ،‬فالمسيح وسط كنيستو ‪ .‬وىذه الجماعة ُولِ َد ْ‬

‫س ُيولَ ُد (أيةٖٔ)‪ .‬وىذه الكنيسة ستكوف كنيسة‬ ‫الروح القدس عمى الكنيسة يوـ الخمسيف ثـ بالمعمودية = َ‬ ‫ش ْع ًبا َ‬ ‫ون ِب ِبرِه = ستخبر كؿ مف يولد ِبأ ََّن ُو قَ ْد فَ َع َل = أي َّ‬ ‫قدـ الخبلص والتبرير‬ ‫ون َوُي ْخ ِب ُر َ‬ ‫كارزة ببر المسيح = َيأْتُ َ‬ ‫ِ‬ ‫وب‪.‬‬ ‫س ٍّب ُحوهُ والكنيسة تتكوف مف الييود َم ْع َ‬ ‫ش َر ُذٍّريَّة َي ْعقُ َ‬ ‫ألوالده‪ .‬وعمؿ الكنيسة أف تسبحو وتشكره عمى ما فعؿ= َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ُمِم واهلل يسمع لشعبو ولكف بشروط أف مف يصرخ يكوف متواضعاً= يسمع‬ ‫ومف األمـ= تَ ْ‬ ‫َّام َك ُكل قَ َبائل األ َ‬ ‫س ُج ُد قُد َ‬ ‫صراخ المسكين= أي المنسحؽ الذي يشعر بخطاياه ويتواضع بيف يدي اهلل‪ .‬وفي كنيستو يعطى الشبع ألوالده‬ ‫فيو أوالً يعطييـ جسده ودمو‪ .‬ويشبعيـ بتعاليمو وطوبى لمجياع والعطاش إلى البر ألنيـ يشبعوف‪ .‬ويزيد إيمانيـ‪.‬‬ ‫َّام ُو َي ْجثُو ُكل َم ْن‬ ‫ويممؾ اهلل عمى قموبيـ= أل َّ‬ ‫َن لِ َّمر ٍّ‬ ‫ب ا ْل ُم ْم َك‪ .‬ونرى مثاالً آخر لشرط االنسحاؽ أماـ اهلل= قُد َ‬ ‫َي ْن َح ِدر إِلَى التر ِ‬ ‫س ُو = أي مف لـ يطمب ممذات العالـ= مف أراد أف‬ ‫اب = كميـ قابميف الصميب َو َم ْن لَ ْم ُي ْح ِي َن ْف َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يخمص نفسو ييمكيا‪ .‬ونبلحظ أف المسيح استخدـ اآلية (ٔ) مف المزمور عمى الصميب‪ .‬وبولس الرسوؿ نسب‬

‫اآلية(ٕ​ٕ) لممسيح في (عبٕ‪ ( + )ٕٔ2‬مت ‪ ) ٖٓ 2 ٕٙ‬لقد رأينا المسيح وحيداً عمى الصميب ولكف بعد القيامة‬ ‫وب ُك ْم إِلَى‬ ‫نراه يظير وسط إخوتو ليؤمنوا بقيامتو (يوٕٓ‪ .)ٔٛ2‬ومف آمف وعرؼ المسيح تكوف لو حياة= تَ ْح َيا ُقمُ ُ‬ ‫األ َ​َب ِد (يو‪ .)ٖ2ٔٚ‬ونرى ىنا أنو حتى األغنياء واألقوياء ليـ نصيب في ىذا الشبع الروحي والخبلص= أَ َك َل‬ ‫وسج َد ُكل س ِم ِ‬ ‫يني األ َْر ِ‬ ‫َّام ُو َي ْجثُو ُكل َم ْن َي ْن َح ِد ُر إِلَى‬ ‫َ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ض = ولكف الشرط ليذا القبوؿ نجده في بقية اآلية‪ ..‬قُد َ‬ ‫التر ِ‬ ‫اب = أي المتواضعيف المنسحقيف وىناؾ شرط آخر أف يتمـ ىذا الشخص العظيـ غنياً كاف أو قوياً‪ ،‬خبلصو‬ ‫َ‬ ‫س ٍّب ُحوهُ‪ .‬واهلل ال يرفض أبداً مف يأتي إليو بيذه الشروط = لَ ْم َي ْحتَ ِق ْر َولَ ْم ُي ْرِذ ْل‬ ‫الر ٍّ‬ ‫بخوؼ ورعدة = َيا َخ ِائ ِفي َّ‬ ‫ب َ‬ ‫س ِك ِ‬ ‫ين (مت٘‪)ٖ2‬‬ ‫س َك َن َة ا ْل َم ْ‬ ‫َم ْ‬

‫‪81‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والعشرون)‬

‫المزمور الثالث والعشرون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور الثالث والعشرون (الثاني والعشرون في األجبية)‬ ‫كثير مف مزامير داود ممموءة بالشكوى‪ ،‬أما ىذا المزمور الرائع فممموء بالتعزيات وبكممات الفرح عف اهلل الراعي‬

‫الذي يقوده فبل يخاؼ‪ .‬وىذا المزمور مف أروع تأمبلت داود عف رعاية اهلل‪ .‬والمسيح ىو الراعي الصالح (يوٓٔ)‬ ‫ىو يبذؿ نفسو عف الخراؼ وفي المزمور السابؽ مباشرة (مزٕ​ٕ) رأينا كيؼ يبذؿ المسيح نفسو عف كنيستو‪ ،‬وىنا‬

‫اع خضراء باستحقاقات صميبو‪ ،‬ىو تسبحة ثقة في اهلل وداود كاف راعي غنـ‬ ‫نرى الراعي ُيدخؿ قطيعو إلى مر ٍ‬ ‫وغالباً قاؿ ىذا المزمور وىو يتأمؿ في عبلقتو بقطيعو وفي نفس الوقت يتأمؿ في عناية اهلل بو في كؿ مراحؿ‬

‫حياتو‪ ،‬فوجد أف اهلل ىو الراعي الحقيقي لو‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫ض ِني‪ .‬إِلَى ِمي ِ‬ ‫الرب ر ِ‬ ‫اح ِة ُي ِ‬ ‫ورُد ِني‪".‬‬ ‫ش ْي ٌء‪ِ .‬في َم َر ٍ‬ ‫اه َّ‬ ‫اع َّي فَبلَ ُي ْع ِوُزِني َ‬ ‫اع ُخ ْ‬ ‫ض ٍر ُي ْرِب ُ‬ ‫الر َ‬ ‫َ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ َّ " - )ٕ-‬‬ ‫ىنا نرى الرب الراعي‪ .‬ونبلحظ أف الراعي يمتصؽ اليوـ كمو برعيتو ويعيش معيا‪ ،‬يقوتيا ويغذييا ويقودىا‬

‫ويحمييا‪ .‬فحينما نسمع أف اهلل ربنا وممكنا نشعر بقوتو ومجده‪ .‬لكف حينما نسمع أنو راعينا نشعر بحبلوتو ورقتو‬

‫اعى فمف أعتاز شئ‪ ،‬بؿ ىو يرعى حتى شعور رؤوسنا‪ ،‬يسد احتياجاتنا الروحية‬ ‫وعنايتو‪ .‬واذا كاف الرب ر ّ‬ ‫والمادية ويحمي القطيع مف الذئاب (األعداء الروحييف والجسدييف)‪ .‬واهلل دبر لكنيستو رعاة يخدموف شعبو‬ ‫ويتشبيوف بالراعي األعظـ ولكنو ىو وحده الراعي الكامؿ الصبلح‪ .‬الذي يعرؼ خرافو بأسمائيا‪ .‬وميما كانت‬ ‫ض ِني = ىذه المراعي ىي كممة اهلل (الكتاب‬ ‫شدة الضيقة التي أجتازىا لف يعوزني شئ‪ِ .‬في َم َر ٍ‬ ‫اع ُخ ْ‬ ‫ض ٍر ُي ْرِب ُ‬ ‫المقدس)‪ .‬وىي الكنيسة نتعمـ فييا ونسكف فييا ونأخذ مف خيراتيا‪ .‬ونبلحظ أف أرميا وحزقياؿ ويوحنا الرائي أكموا‬ ‫كممة اهلل فيي مشبعة‪ ،‬واألكؿ معناه أف نيضـ الكممة ونختبرىا‪ ،‬اي ننفذىا‪ .‬والتعاليـ التي نحصؿ عمييا في‬

‫الكنيسة ىي طعاـ نقي‪ ،‬أما ما ىو خارج الكنيسة فطعاـ غير نقي والكنيسة نجد فييا أشيى مائدة (جسد الرب‬ ‫ودمو)‪ .‬إِلَى ِمي ِ‬ ‫اح ِة ُي ِ‬ ‫ورُد ِني = الراعي ىو الذي يقود القطيع ليشرب ويرتوي مف ينابيع الروح القدس‪ .‬وىذا ما‬ ‫اه َّ‬ ‫الر َ‬ ‫َ‬ ‫كنا نحصؿ عميو إال بعد أف َّ‬ ‫قدـ الراعي نفسو عنا عمى الصميب (مزٕ​ٕ) (يو‪ .)ٖٚ2ٚ،ٖٛ‬ىذا الماء يروي‬ ‫الشجرة المغروسة عمى مجاري المياه‪ .‬والروح القدس ىو معطي النعمة لكؿ مؤمف خبلؿ األسرار بدءاً بماء‬

‫المعمودية‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫ٖ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِفي َو ِادي ِظ ٍّل ا ْل َم ْو ِت الَ‬ ‫ضا إِ َذا ِس ْر ُ‬ ‫اس ِم ِو‪ .‬أ َْي ً‬ ‫س ُب ِل ا ْل ِبٍّر ِم ْن أ ْ‬ ‫َج ِل ْ‬ ‫اآليات (ٖ‪َ " - )ٗ-‬ي ُرد َن ْفسي‪َ .‬ي ْيديني إِلَى ُ‬ ‫ش ًّرا‪ ,‬أل ََّن َك أَ ْن َ ِ‬ ‫اك َو ُع َّك ُاز َك ُى َما ُي َعٍّزَي ِان ِني‪".‬‬ ‫أَ‬ ‫ص َ‬ ‫اف َ‬ ‫َخ ُ‬ ‫ت َمعي‪َ .‬ع َ‬

‫‪82‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والعشرون)‬

‫ىنا نجد المسيح ىو الطريؽ والقائد في ىذا الطريؽ‪ .‬ليرد النفوس التائية إلى الكنيسة (بيت اآلب)‪ ،‬كما عاد‬

‫االبف الضاؿ لبيت أبيو‪ ،‬وحينما نبتعد يدفعنا الروح القدس لنعود‪ .‬وىذه العطايا ليست مف أجؿ استحقاقنا لكف مف‬

‫أجؿ اسمو والرب رسـ لنا طريقاً ضيقاً‪ ،‬لكنو ىو الذي يقودنا‪ .‬بؿ يستخدـ اهلل بعض التجارب واآلالـ ليردنا‬

‫لمطريؽ أف لـ نسمع لصوت التعزيات‪ .‬وما ىي سبؿ البر إال بر المسيح فيو يقودني إلى ذاتو بكونو الطريؽ‬ ‫ِ‬ ‫اآلم ْف الذي يحممنا بروحو القدوس إلى حضف اآلب‪ .‬بؿ مف يثبت في المسيح الطريؽ ال يخاؼ الموت فيو ذاقو‬ ‫ألجمنا مف قبؿ ويعرؼ طريؽ الخروج منو بالقيامة‪ .‬ولف نخاؼ ماداـ معنا‪ ،‬ألنو سيأخذنا معو في طريؽ القيامة‪،‬‬ ‫ت ِفي َو ِادي‬ ‫بؿ لف نخاؼ مف أي ألـ فيو قد إجتاز أصعب آالـ وىي آالـ الصميب وخرج منيا منتص اًر‪ .‬إِ َذا ِس ْر ُ‬ ‫ِظ ٍّل ا ْل َم ْو ِت = وادي ظؿ الموت ىو ىذه الحياة بحروبيا وضيقاتيا‪ ،‬وآخر عدو لنا وأصعب ضيقة ىي الموت‪،‬‬

‫ولكنو يسميو ىنا ظؿ الموت‪ ،‬فمـ َي ُع ْد لمموت سمطاف عمينا لـ َي ُع ْد الموت موت أبدى‪ ،‬بؿ ىو انتقاؿ "مف آمف بي‬ ‫ِ​ِ‬ ‫صا في طرد الحيوانات المفترسة بعيداً‬ ‫ص َ‬ ‫اك َو ُع َّك ُاز َك ُى َما ُي َعٍّزَيانني = الراعي يستخدـ ال َع َ‬ ‫ولو مات فسيحيا"‪َ .‬ع َ‬ ‫عف قطيعو‪َ ،‬وال ُع َّك ُاز ليستند عميو وبو يضرب الخروؼ الجامح الذي يحاوؿ اليروب وىذا يشير لتأديب األبوة‬ ‫الحانية الحازمة‪ .‬وىذا ما يعزينا أنو ال يتركنا نبتعد فنتوه‪ .‬فعصاتو ىذه تحمينا مف الذئاب الخارجية والذئاب‬

‫الداخمية (ميولنا المنحرفة وراء شيوات الجسد)‪.‬‬ ‫ْسي‪َ .‬كأ ِ‬ ‫ت ِبالد ْى ِن أر ِ‬ ‫َّامي م ِائ َدةً تُجاه م َ ِ‬ ‫اآليات (٘‪٘" - )ٙ-‬تُرتٍّب قُد ِ‬ ‫ْسي َريَّا‪ٙ .‬إِ َّن َما َخ ْيٌر َو َر ْح َم ٌة‬ ‫س ْح َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ضا ِيق َّي‪َ .‬م َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ب إِلَى م َدى األَي ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّام‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َس ُك ُن ِفي َب ْي ِت َّ‬ ‫َيتْ َب َعانني ُك َّل أَيَّام َح َياتي‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ىنا نجد المسيح الصديؽ المضيؼ‪ ،‬الذي أعد وليمة بذبيحة نفسو ليشبعني وييبني فرحاً‪ .‬لقد وجد راعينا أف‬ ‫عدونا قائـ ض دنا فأعد ىو بنفسو المائدة لنجمس ونأكؿ دوف أف نخاؼ العدو الذي يطرؽ أبوابنا‪ .‬وكما أعد اهلل‬

‫المف لشعبو طعاماً في رحمة غربتيـ أعد لنا مائدة التناوؿ في رحمة غربتنا‪ .‬فاألعداء حاولوا إعاقة رحمتنا إلى‬

‫السماء مسكننا اإلليي‪ ،‬فأعطانا راعينا جسده نثبت فيو حتى نصؿ إلى مسكننا‪ .‬ونبلحظ أف اهلل أعطى المف‬ ‫ت ِبالد ْى ِن أر ِ‬ ‫ْسي =‬ ‫س ْح َ‬ ‫لشعبو بعد الخروج‪ ،‬والمسيح أعطانا جسده بعد أف حررنا بصميبو مف عبودية إبميس َم َ‬ ‫َ‬ ‫إشارة لسر الميروف وبو نصير مسكنا لمروح؟ ومف ثماره الفرح الذي مؤل كأسي فإرتويت مف محبة الرب (الخمر‬

‫رمز لمفرح)‪ .‬فقديماً كانوا في الحزف يمبسوف المسوح ويجمسوف في الرماد‪ .‬وفي الفرح يدىنوف بالزيت‪ .‬وكاف مسح‬ ‫الضيؼ بالزيت عبلمة تكريـ وكأف المسيح يستضيفنا عمى مائدة ويدىنا بزيت ليفرحنا ويخزي أعدائنا بمحبتو لنا‪.‬‬

‫ونبلحظ أف الراعي يحمؿ معو زيتاً لترطيب جراحات قطيعو‪ .‬وأما الكأس لمرعية فيي كتمة حجرية منحوتة‬

‫ومجوفة يمؤلىا الراعي بالمياه العذبة كؿ اليوـ ليشرب القطيع والراعي يمؤلىا دائماً حتى تفيض‪ ،‬فيبرد الماء‬ ‫المنسكب جدرانيا ‪ ،‬فيو كراعي صالح كمو حناف‪ ،‬ال يرضي اف يجد قطيعو ىذا الكاس الذي يشرب منو القطيع‬

‫وقد جعمتو ح اررة الشمس ساخنا‪ ،‬فيمتيب فـ الخروؼ الذي يأتي ليشرب فيذا الماء المنسكب عمي الحواؼ يبردىا‬ ‫= َكأ ِ‬ ‫ْسي َريَّا = أي مروية وفي ىذا إشارة لمبركات والتعزيات الدائمة‪ .‬وىذه التعزيات والبركات نأخذىا مف داخؿ‬ ‫ب م َدى األَي ِ‬ ‫َّام‪ .‬ونجد في مثؿ ناثاف النبي لداود أف الحمؿ ىنا سكف في بيت‬ ‫س ُك ُني ِفي َب ْي ِت َّ‬ ‫الكنيسة= م ْ‬ ‫الر ٍّ َ‬ ‫الراعي (ٕصـٖٔ‪ .)ٖ-ٔ2‬وقولو مدى األياـ يشير لسكنانا ىنا وفي األبدية في بيت الرب‪.‬‬

‫‪83‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والعشرون)‬

‫ونصمي ىذا المزمور في الساعة الثالثة‪ ،‬التي نذكر فييا صدور الحكـ عمى مخمصنا الراعي الصالح في وادي‬ ‫الموت‪ ،‬ويعطينا الروح القدس بمسحتو في مثؿ ىذه الساعة‪.‬‬

‫‪84‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والعشرون)‬

‫المزمور الرابع والعشرون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور الرابع والعشرون (الثالث والعشرون في األجبية)‬ ‫يرى بعض المفسريف أف داود رتؿ ىذا المزمور عند إصعاد تابوت العيد مف بيت عوبيد أدوـ إلى جبؿ صييوف‬

‫(ٕصـ‪ .)ٔٚ-ٕٔ2ٙ‬والتابوت يمثؿ الحضرة اإلليية في موكب يرتفع إلى مدينة اهلل المقدسة عمى قمـ الجباؿ‬ ‫العالية‪ .‬ويقوؿ يوسيفوس أف ‪ٚ‬فرؽ مرتميف وموسيقييف كانوا يتقدموف التابوت مرتميف ىذا المزمور في ىذه‬

‫المناسبة‪.‬‬

‫وبروح النبوة رأي داود السيد المسيح صاعداً إلى مقدسو السماوي‪.‬‬

‫والمسيح في صعوده أعطى لئلنساف أف يصعد معو إلى السماء التي فتحيا ىو‪ ،‬ولكف المرتؿ ىنا يذكر أف مف‬

‫سيصعد مع المسيح لو مواصفات معينة‪ ،‬أي مف لو أعماؿ صالحة‪.‬‬

‫(مزٕ​ٕ) حدثنا عف المسيح المصموب و(مزٖٕ) حدثنا عف الراعي الصالح الذي بصميبو يقودنا إلى مراعي‬ ‫خضراء و(مزٕٗ) نرى فيو موكب مقدس غالب خبلؿ أبواب السماء المفتوحة‪ ،‬والممؾ الممجد وسط شعبو يصعد‬ ‫بيـ إلى أمجاده السماوية‪ .‬ولذلؾ تنشد الكنيسة ىذا المزمور في عيدي القيامة والصعود ‪ .‬فيذا المزمور نقولو في‬

‫تمثيمية القيامة‪ .‬فالسيد المسيح نزؿ إلى عالمنا ليممؾ عمينا بصميبو‪ ،‬وىو يقدس حياتنا لييبنا االستحقاؽ لندخؿ‬

‫لموضع قدسو‪ .‬ونسمع ىنا عف ألقاب المسيح "ممؾ المجد‪ -‬الرب الجبار في الحروب‪ -‬رب الجنود" ألف دخولنا‬ ‫إلى السماء احتاج أف ييزـ ىو الشيطاف أوالً ومازاؿ يحاربو ويغمب فينا حتى اآلف‪ ،‬فالمعركة لـ تنتيي‪.‬‬ ‫ونرتؿ ىذا المزمور في الساعة الثالثة فيو مزمور الصعود‪ .‬والصعود أعقبو حموؿ الروح القدس‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫اك ِن َ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ييا‪ٕ .‬ألَنَّ ُو َعمَى ا ْل ِب َح ِ‬ ‫س َيا‪َ ,‬و َعمَى‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٕ-‬لِ َّمر ٍّ‬ ‫ار أ َّ‬ ‫س ُكوَن ُة‪َ ,‬و ُكل َّ‬ ‫ب األ َْر ُ‬ ‫ض َو ِم ْم ُؤ َىا‪ .‬ا ْل َم ْ‬ ‫ين ف َ‬ ‫َس َ‬ ‫األَ ْن َي ِ‬ ‫ار ثَبَّتَ َيا‪".‬‬

‫الرب خمؽ األرض كميا‪ .‬ونرى في خمقة األرض قدرة اهلل‪ .‬ولكف قبؿ المسيح لـ يعرؼ الرب سوى الييود‪ .‬وبعد‬ ‫المسيح عرفتو المسكونة كميا وآمنت بو‪ ،‬إذ ممؾ بالحب عمى كؿ المسكونة‪ .‬في فرح داود بصعود التابوت‬ ‫والشعب يسبح‪ ،‬رأى بروح النبوة المسكونة كميا ممثمة في كنيسة العيد الجديد مسبحة لممكيا المسيح وىو في‬

‫وسطيا‪ ،‬بؿ رأى ىذه الكنيسة صاعدة لمسموات مع عريسيا‪.‬‬

‫َعمَى ا ْل ِب َح ِ‬ ‫ويبدع مف أجؿ اإلنساف‬ ‫ار أ َّ‬ ‫س َيا = في بداية الخميقة كاف روح اهلل يرؼ عمى وجو المياه ليخمؽ ُ‬ ‫َس َ‬ ‫محبوبو‪ ،‬فيتمتع اإلنساف باألرض ‪ .‬العالـ الذي نعيش فيو يشار لو با ْل ِب َح ِر لتقمباتو ‪ .‬واالرض وكؿ إمكانياتيا‬

‫‪85‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والعشرون)‬

‫ار‪ .‬وروحياً فا ْل ِب َح ِ‬ ‫وخيراتيا= األَ ْن َي ِ‬ ‫ار تشير لمعالـ المتقمب ولكف المسيح ثبت كنيستو وسط ىذا العالـ عمى‬ ‫األنيارواألَ ْن َيارتشير لمروح القدس الذي يقود المؤمنيف وسط آالـ ىذا العالـ المتقمب ويعزييـ‪.‬‬ ‫ا ْل َي َد ْي ِن‪َ ,‬و َّ‬ ‫الن ِقي ا ْل َق ْم ِب‪,‬‬ ‫لو َخبلَ ِ‬ ‫إِ ِ‬ ‫ص ِو‪ٙ .‬ى َذا ُى َو‬

‫ٖ‬ ‫ض ِع قُ ْد ِس ِو؟ ٗاَلطَّ ِ‬ ‫ب؟ وم ْن يقُوم ِفي مو ِ‬ ‫اى ُر‬ ‫ص َع ُد إِلَى َج َب ِل َّ‬ ‫َْ‬ ‫اآليات (ٖ‪َ " - )ٙ-‬م ْن َي ْ‬ ‫الر ٍّ َ َ َ ُ‬ ‫٘‬ ‫الَِّذي لَم ي ْح ِم ْل َن ْفس ُو إِلَى ا ْلب ِ‬ ‫ب‪َ ,‬وِب ًّار ِم ْن‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ف َك ِذ ًبا‪َ .‬ي ْح ِم ُل َب َرَك ًة ِم ْن ِع ْن ِد َّ‬ ‫اط ِل‪َ ,‬والَ َحمَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫وب‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫س َ‬ ‫ون َو ْج َي َك َيا َي ْعقُ ُ‬ ‫ا ْل ِجي ُل الطال ُب ُو‪ ,‬ا ْل ُم ْمتَم ُ‬ ‫ب ىو مو ِ‬ ‫ض ِع قُ ْد ِس ِو وىو أورشميـ السمائية‪ .‬وىنا نرى أىمية األعماؿ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ص َع ُد مع المسيح؟ ونبلحظ أف َج َب ِل َّ‬ ‫َْ‬ ‫َم ْن َي ْ‬ ‫مثؿ نقاوة القمب وطيارة اليد والجياد عموماً‪ .‬وىذا ىو منيج الكنيسة األرثوذكسية‪ .‬ومف يجاىد لكي ينقي قمبو‬

‫يعايف اهلل (مت٘‪ .)ٛ2‬ومف يسير عمى نقاوة قمبو يصير قمبو سماء مقدسة يسكف فييا اهلل‪ .‬ونبلحظ أف حياة‬

‫المؤمف ىي صعود مستمر ونمو مستمر‪ ،‬فمف يتغذى ويرتوي بمياه األنيار (الروح القدس) ينمو ويكوف لو ثمار‪.‬‬ ‫الَِّذي لَم ي ْح ِم ْل َن ْفس ُو إِلَى ا ْلب ِ‬ ‫اط ِل = أي لـ ينشغؿ بتفاىة ىذا العالـ وممذاتو‪ .‬ومف يصنع ىذا يناؿ بركة مف‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫وب وليس العالـ‪.‬‬ ‫الرب‪ .‬ىؤالء الذيف يبتغون َو ْج َو إلو َي ْعقُ ُ‬ ‫‪ِٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫َّات‪ ,‬فَ َي ْد ُخ َل َمِم ُك ا ْل َم ْج ِد‪َ ٛ .‬م ْن‬ ‫اب الد ْ‬ ‫َّى ِري ُ‬ ‫وس ُك َّن‪َ ,‬و ْارتَف ْع َن أَيَّتُ َيا األ َْب َو ُ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٓ-ٚ‬ا ْرفَ ْع َن أَيَّتُ َيا األ َْرتَ ُ‬ ‫اج ُر ُؤ َ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ِ‬ ‫الرب ا ْل َجبَّار ِفي ا ْل ِقتَ ِ‬ ‫وس ُك َّن‪َ ,‬و ْارفَ ْع َن َيا‬ ‫َّار‪َّ ,‬‬ ‫ُى َو ى َذا َممِ ُك ا ْل َم ْج ِد؟ َّ‬ ‫ال‪ْ .‬ارفَ ْع َن أَيَّتُ َيا األ َْرتَ ُ‬ ‫اج ُر ُؤ َ‬ ‫ُ‬ ‫ير ا ْل َجب ُ‬ ‫الرب ا ْلقَد ُ‬ ‫َّات‪ ,‬فَ َي ْد ُخ َل َممِ ُك ا ْل َم ْج ِد‪َ ٔٓ .‬م ْن ُى َو ى َذا َممِ ُك ا ْل َم ْج ِد؟ َرب ا ْل ُج ُنوِد ُى َو َممِ ُك ا ْل َم ْج ِد‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫اب الد ْ‬ ‫َّى ِري ُ‬ ‫أَيَّتُ َيا األ َْب َو ُ‬ ‫في اآليات (ٔ‪ )ٕ،‬رأينا اهلل الممؾ الخالؽ وفي اآليات (ٖ‪ )ٙ-‬نرى اهلل الممؾ الذي يقدس شعبو وىنا نرى صورة‬ ‫الممؾ الغالب‪ ،‬المسيح الذي صار إنساناً ثـ صعد بجسد بشريتنا إلى السماء‪ .‬وكما أصعد شعبو مف مصر ىا‬

‫ىو يصعد شعبو مف العالـ لمسماء‪( .‬رؤ‪ )ٕ2ٙ‬نرى فيو صورة الغمبة‪ .‬فيو جاء ليدخؿ عالمنا كمحارب‪ ،‬يحارب‬ ‫باسمنا ولحسابنا‪ .‬وىنا نرى المبلئكة في موكب المسيح الصاعد ينادوف عمى المبلئكة حراس أبواب السماء‬

‫َّى ِرية‪ .‬وكممة دىرية ال تشير ألبواب الخيمة أو‬ ‫اب الد ْ‬ ‫ليفتحوا األبواب لممؾ المجد‪ .‬ليفتحوا أبواب السماء= األ َْب َو ُ‬ ‫حتى أبواب الييكؿ‪ .‬لقد عبر داود بفكره مف الرموز إلى الحقائؽ‪ ،‬ومف صعود تابوت العيد إلى جبؿ صييوف إلى‬

‫صعود المسيح بجسد بشريتنا لمسماء ما كاف ممكناً أف تغمؽ أبواب السماء أماـ رب السماء‪ .‬ولكف الغريب‬

‫بالنسبة لممبلئكة أف تجد رب السماء لو جسد بشري‪ ،‬وكأف المبلئكة تتساءؿ مف ىذا اإلنساف الذي يفتح لو أبواب‬

‫السماء‪ .‬فاإلنساف بسبب خطيتو أغمقت أمامو أبواب السماء‪ ،‬أبواب العدالة الدىرية‪ .‬وىا ىو رب ا ْل ُج ُن ِ‬ ‫ود يفتحيا‬ ‫َ‬ ‫لو وىذا ما سبب ذىوؿ المبلئكة فتساءلت‪ .‬بؿ نزؿ الرب أوالً إلى الجحيـ وفتح أبوابو الدىرية التي كانت قد‬ ‫أغمقت عمى اإلنساف لمدى الدىر وىنا‪....‬تأمؿ ‪-2‬‬

‫تأمل‪ 2‬فقموبنا مغمقة بسبب شيوات ىذا العالـ‪ ،‬والمسيح واقؼ عمى أبواب قموبنا يقرع ليدخؿ (رؤٖ‪ )ٕٓ2‬فيؿ‬

‫نفتح ونتخمى عف الخطايا المحبوبة‪.‬‬

‫‪86‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والعشرون)‬

‫المزمور الخامس والعشرون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور الخامس والعشرون (الرابع والعشرون في األجبية)‬ ‫ىذا المزمور ىو صبلة جميمة‪ ،‬نموذج نتعمـ منو الصبلة‪ ،‬فيو عناصر الصبلة المطموبة‪.‬‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ " -‬إِلَ ْي َك َيا َرب أ َْرفَعُ َن ْف ِسي‪".‬‬ ‫ٔإِلَ ْي َك َيا َرب أ َْرفَعُ َن ْف ِسي = الصبلة ليست مجرد وقوؼ أماـ اهلل‪ ،‬ولكنيا رفع لمنفس أي عدـ االنشغاؿ‬

‫باألرضيات وشيوات العالـ‪ ،‬فمثؿ ىذه الشيوات تربط النفس باألرض وتمنعيا عف اإلرتفاع إلى فوؽ (كوٖ‪-ٔ2‬‬

‫ٓٔ)‪ .‬وبعد أف يرتفع القمب عف األرضيات‪ ،‬يجب أف ينشغؿ الذىف بالتفكير في السماويات‪ ،‬بالمسيح الذي فدانا‬

‫(لذلؾ نضع دائماً صورة المسيح المصموب في كؿ كنيسة) (ٔكوٕ‪ + ٔ2ٕ،‬غؿٖ‪ .)ٔ2‬وحيف نرفع أيدينا في‬

‫الصبلة فمنفكر في أننا يجب أف نرفع عيوننا وأفكارنا وقموبنا لمسماء وبذلؾ ال نسمع ما قيؿ في (أش‪)ٖٔ2ٕٜ‬‬

‫وىذا ما نسمعو في القداس "إرفعوا قموبكـ" ونجيب "ىي عند الرب" وألف رفع القمب ىو ىبة إليية نسمع الكاىف‬

‫يقوؿ "فمنشكر الرب"الذى اعطانا ىذا ‪.‬‬

‫ٖ‬ ‫ٕ‬ ‫يك الَ‬ ‫ت‪ ,‬فَبلَ تَ َد ْع ِني أ ْ‬ ‫َخ َزى‪ .‬الَ تَ ْ‬ ‫ضا ُكل ُم ْنتَ ِظ ِر َ‬ ‫اآليات (ٕ‪َ " - )ٖ-‬يا إِل ِيي َعمَ ْي َك تَ​َو َّك ْم ُ‬ ‫َع َد ِائي‪ .‬أ َْي ً‬ ‫ش َم ْت ِبي أ ْ‬ ‫س َب ٍب‪".‬‬ ‫َي ْخ َز ْوا‪ .‬لِ َي ْخ َز ا ْل َغ ِاد ُر َ‬ ‫ون ِببلَ َ‬

‫نجد ىنا داود يشتكي مف األعداء‪ ،‬ربما إبشالوـ أو شاوؿ أو أي عدو آخر‪ ..‬وربما أعداء روحييف‪ ،‬ونحف لنا‬

‫أعداء كثيريف مثؿ الشيطاف‪ ،‬الموت‪ ،‬الذات وشيواتيا لمعالـ‪ .‬والنفس التي ارتفعت عف األرض إلى محبة اهلل‬ ‫ون ِببلَ‬ ‫تدرؾ قوتو فتتكؿ عميو لينجييا مف أعدائيا وىي لف تخزى أبداً أماـ أعدائيا األشداء‪ .‬ولنبلحظ قولو ا ْل َغ ِاد ُر َ‬ ‫س َب ٍب = فبل سبب لعداوة الشيطاف ضدنا‪ ،‬ولكف اهلل معنا‪ .‬ما أحمى أف نصمي هلل بثقة فيو واتكاؿ عميو‪.‬‬ ‫َ‬ ‫٘‬ ‫ٗ‬ ‫لو َخبلَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫صي‪.‬‬ ‫ت إِ ُ‬ ‫سُبمَ َك َعمٍّ ْم ِني‪َ .‬دٍّرْب ِني ِفي َحقٍّ َك َو َعمٍّ ْم ِني‪ ,‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )٘-‬طُ​ُرقَ َك َيا َرب َعٍّرفْني‪ُ .‬‬ ‫ت ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو‪".‬‬ ‫إِي َ‬ ‫َّاك ا ْنتَظَ ْر ُ‬ ‫ىنا يطمب داود اإلرشاد اإلليي‪ ،‬ىو يقؼ كتمميذ أماـ معممو ليتعمـ‪ ،‬يتعمـ كيؼ يصمي وكيؼ يتضع‪ ،‬وكيؼ‬

‫يحمؿ الصميب وكيؼ يخدـ‪ ،‬عممني يا رب كيؼ أسمؾ في طريقؾ ىنا نتعمـ مف داود أف الصبلة ليست كبلماً‬ ‫فقط بؿ نسمع صوت الروح القدس يعممنا‪ .‬وداود ال يتعجؿ أي شئ‪ ،‬بؿ ىو ي ْنتَظَ ْر الرب النيار ُكمَّ ُو = فاهلل‬ ‫يعطي التعميـ في الوقت المناسب‪ .‬ونبلحظ أف أىـ مصادر التعميـ ىو التأمؿ في الكتاب المقدس بروح الصبلة‪.‬‬ ‫َدٍّرْب ِني ِفي َحقٍّ َك = فاهلل المعمـ يدربنا ويروض أجسادنا لنخضع لو ويصير لنا طريقو ونتقدس‪ .‬والتعميـ ىو اعطاء‬ ‫‪87‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والعشرون)‬

‫الوصية ‪ ،‬اما التدريب لبلنساف فيو ترويض لبلنساف الذي يحمؿ طبيعة متمردة ورثيا مف ابيو آدـ ‪ .‬وكوف داود‬

‫ينتظر الرب النيار كمو فيذا يعني أنو يظؿ عمره كمو يتعمـ ويقبؿ التدريب وال يظف أنو صار كامبلً ال يحتاج‬

‫لتعميـ (فيٖ‪.)ٔٛ-ٕٔ2‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫سا َن ِات َك‪ ,‬أل ََّن َيا ُم ْن ُذ األ َ​َز ِل ِى َي‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٙ‬ا ْذ ُك ْر َم َراح َم َك َيا َرب َوِا ْح َ‬ ‫ا ْذ ُكر يارب مر ِ‬ ‫اح َم َك = اهلل ُيسَّر بأف يطالبو االبف بحقو في المراحـ والرأفات"‪ ،‬بكونو منبع الحب األزلي‪ ،‬ىذه‬ ‫ْ‬ ‫َ​َ‬

‫الطمبة تؤكد إيماف مف يصمي بيا وثقتو في وعود اهلل بمراحمو ألوالده‪.‬‬

‫‪ٚ‬‬ ‫صباي والَ مع ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج ِل ُجوِد َك َيا َرب‪".‬‬ ‫اص َّي‪َ .‬ك َر ْح َم ِت َك ا ْذ ُك ْرِني أَ ْن َ‬ ‫ت ِم ْن أ ْ‬ ‫آية (‪ " - )ٚ‬الَ تَ ْذ ُك ْر َخطَ َايا َ َ َ َ َ‬ ‫مف شروط الصبلة المستجابة‪ ،‬االعتراؼ بالخطية (أش‪ ،)٘2ٙ‬وىكذا قاؿ بطرس لمسيد المسيح أخرج يا رب مف‬

‫سفينتي ألنني رجؿ خاطئ (لو٘‪ .)ٛ2‬وداود ىنا يذكر خطايا صباه وال يتناساىا ولذلؾ عمينا أف نقؼ أماـ اهلل‬

‫ونذكر خطايانا شاكريف اهلل الذي غفرىا‪ ،‬لكف ال نقؼ كمبرريف ونظف في أنفسنا أننا أبرار‪ .‬وىو يعتمد فقط عمى‬ ‫رحمة اهلل= َك َر ْح َم ِت َك ا ْذ ُك ْرِني‪.‬‬ ‫آية (‪ٛ" - )ٛ‬اَ َّلرب صالِح وم ِ‬ ‫يق‪".‬‬ ‫يم‪ ,‬لِذلِ َك ُي َعمٍّ ُم ا ْل ُخ َ‬ ‫طاةَ الطَّ ِر َ‬ ‫َ ٌ َُ ْ‬ ‫ستَق ٌ‬ ‫ىذه أيضاً مف شروط الصبلة الصحيحة‪ ،‬أف ننسب كؿ الصبلح هلل‪ ،‬ورعايتو ألوالده‪.‬‬ ‫آية (‪ٜ" - )ٜ‬ي َدٍّرب ا ْلوَدع ِ‬ ‫اء طُ​ُرقَ ُو‪".‬‬ ‫اء في ا ْل َحقٍّ‪َ ,‬وُي َعمٍّ ُم ا ْل ُوَد َع َ‬ ‫ُ ُ ُ َ َ‬ ‫نرى ىنا مف الذي يقبؿ التعميـ والتدريب اإلليي ىـ الودعاء المتضعيف غير المتكبريف‪.‬‬ ‫ٓٔ‬ ‫ق لِح ِ‬ ‫اد ِات ِو‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫سُب ِل َّ‬ ‫اف ِظي َع ْي ِد ِه َو َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫ب َر ْح َم ٌة َو َح ٌّ َ‬ ‫آية (ٓٔ) ‪ُ " -‬كل ُ‬ ‫ب كميا َر ْح َم ٌة َو َح ٌّ‬ ‫ق ويكتشؼ ىذا مف يبتغي حقاً أف يعرؼ‪.‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫طرق َّ‬

‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫َج ِل ِ‬ ‫ٔ​ٔ ِ‬ ‫يم‪".‬‬ ‫آية (ٔ​ٔ) ‪ " -‬م ْن أ ْ ْ‬ ‫اسم َك َيا َرب ا ْغف ْر إثْمي ألَن ُو َعظ ٌ‬ ‫اعتراؼ آخر بالخطية‪ .‬وىو يطمب الغفراف ليس ألنو يستحؽ ولكف ألجؿ كرامة ومجد اسـ الرب الذي دعي‬ ‫عميو‪" ،‬لكي يرى الناس أعمالكـ الصالحة فيمجدوا أباكـ الذي في السموات"‪.‬‬ ‫ٖٔ‬ ‫اآليات (ٕٔ‪َ ٕٔ" - )ٖٔ-‬م ْن ُى َو ِ‬ ‫سمُ ُو‬ ‫الر َّ‬ ‫ب؟ ُي َعمٍّ ُم ُو َ‬ ‫ف َّ‬ ‫ان ا ْل َخ ِائ ُ‬ ‫س ُو ِفي ا ْل َخ ْي ِر تَِب ُ‬ ‫س ُ‬ ‫يت‪َ ,‬وَن ْ‬ ‫ط ِريقًا َي ْختَ ُارهُ‪َ .‬ن ْف ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫َي ِر ُ‬ ‫ث األ َْر َ‬

‫اإلنساف الخائؼ الرب‪ ،‬يرشده الرب لمطريؽ التي ارتضاىا لو وتثبت نفسو في خيرات الرب الروحية في ىذه‬

‫ض = بمفيوـ العيد القديـ تستمر األرض التي أعطاىا ليـ اهلل ليـ‬ ‫سمُ ُو َي ِر ُ‬ ‫ث األ َْر َ‬ ‫الحياة وفي الحياة األخرى‪َ .‬ن ْ‬ ‫ولنسميـ وال يأخذىا منيـ األعداء‪ .‬وروحياً اآلف ميراث األرض ىو ميراث نصيبنا السماوي والنسؿ ىـ كؿ مف‬ ‫عرؼ المسيح عف طريؽ شيادتنا وخدمتنا وحياتنا‪ ،‬فكؿ المؤمنيف ىـ نسؿ الرسؿ والتبلميذ‪.‬‬

‫‪88‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والعشرون)‬

‫ٗٔ‬ ‫يو‪ ,‬وعي ُده لِتَعمِ ِ‬ ‫الر ٍّ ِ ِ ِ ِ‬ ‫يم ِي ْم‪".‬‬ ‫آية (ٗٔ) ‪ِ " -‬سر َّ‬ ‫ب ل َخائف َ َ ْ ُ ْ‬

‫خائؼ الرب يتمتع بمجد الرب‪ ،‬الروح القدس يكشؼ لو أسرار السماء (ٔكوٕ‪.)ٖٔ-ٜ2‬‬

‫٘ٔ‬ ‫ب‪ ,‬أل ََّن ُو ُى َو ُي ْخ ِر ُج ِر ْجمَ َّي ِم َن َّ‬ ‫الش َب َك ِة‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اي َد ِائ ًما إِلَى َّ‬ ‫آية (٘ٔ) ‪َ " -‬ع ْي َن َ‬ ‫الذيف يثبتوف عيونيـ عمى الرب دائماً ينجوا مف الشباؾ المنصوبة ليـ‪ .‬فمنثبت عيوننا عمى اهلل وال ننشغؿ‬

‫باألرضيات فننجذب لخداعاتيا وممذاتيا فتكوف لنا شركاً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِٔٙ‬‬ ‫ين أَ​َنا‪.‬‬ ‫س ِك ٌ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٚ-ٔٙ‬ا ْلتَف ْت إِلَ َّي َو ْار َح ْمني‪ ,‬أل ٍَّني َو ْح ٌد َو ِم ْ‬ ‫أَ ْخ ِر ْج ِني‪".‬‬

‫ضيقَ ِ‬ ‫‪ٔٚ‬اُفْر ْج ِ‬ ‫ش َد ِائ ِدي‬ ‫ات َق ْم ِبي‪ِ .‬م ْن َ‬ ‫ُ‬

‫ىنا شرط آخر لمصبلة المقبولة وىو االنسحاؽ "القمب المنكسر والمتواضع ال يرذلو اهلل"‪ .‬فداود يقوؿ ىا أنا ابن‬

‫َو ْح ٌد َوفقير = أي منفرد ومعزوؿ أي ليس لي مف ألجأ إليو سواؾ لتخرجني مف ضيقتي‪ ،‬فأنا ضعيؼ جداً (يقوؿ‬ ‫ىذا وىو ممؾ لو جيوش)‪ .‬ولو مف االمواؿ الك ثير جدا وقادر اف يمتمؾ االكثر ‪ ،‬ولكنو شاعر بانو بدوف اهلل فيو‬ ‫ال شئ ‪ .‬وكؿ مف لـ يشعر بأف اهلل يمؤل حياتو يشعر بعزلة ميما كاف عدد الناس المحيطيف بو‪ .‬وبيذا فداود‬

‫كاف فاىما لمرسالة التى وجييا المسيح لمبلؾ كنيسة الودكية " انا مزمع اف اتقيأؾ‪....‬النؾ تقوؿ انى غني‪("....‬‬

‫رؤ ٖ ‪.)ٔٚ، ٔٙ 2‬‬

‫ممحوظة ‪ 2‬مف يأس ألنو سقط في خطية ليس لو فكر مسيحي‪ .‬فنحف نعمـ أننا قابميف لمخطية بسبب ضعؼ‬ ‫طبيعتنا والخطية الساكنة فينا‪ .‬ولكف فمنسرع كما فعؿ داود ونعترؼ بخطيتنا واثقيف في قوة دـ السيد المسيح الذي‬

‫يبررنا‪ .‬وأما اليأس فيترجـ أنو كبرياء‪.‬‬

‫‪ٜٔ‬‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َع َد ِائي أل ََّن ُي ْم قَ ْد َكثُ​ُروا‪,‬‬ ‫يع َخ َ‬ ‫اآليات (‪ - )ٕٔ-ٔٛ‬ا ْن ُ‬ ‫اي‪ .‬ا ْنظُ ْر إِ َلى أ ْ‬ ‫ظ ْر إِلَى ُذلٍّي َوتَ َع ِبي‪َ ,‬وا ْغف ْر َجم َ‬ ‫ط َاي َ‬ ‫ٕٓ‬ ‫ت‪ٕٔ .‬ي ْحفَظُ ِني ا ْل َكما ُل و ِ‬ ‫ام ُة‪,‬‬ ‫ضوِني‪.‬‬ ‫احفَ ْظ َن ْف ِسي َوأَ ْن ِقذ ِْني‪ .‬الَ أ ْ‬ ‫ُخ َزى أل ٍَّني َعمَ ْي َك تَ​َو َّك ْم ُ‬ ‫ْ‬ ‫ضا ظُ ْم ًما أ َْب َغ ُ‬ ‫َوُب ْغ ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫االستقَ َ‬ ‫أل ٍَّني ا ْنتَظَ ْرتُ َك‪.‬‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫يل ِم ْن ُك ٍّل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضيقَ ِات ِو‪".‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫آية (ٕ​ٕ) ‪َ " -‬يا اَهللُ‪ ,‬افْد إِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫يل = وىذاتـ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ىنا نصؿ لشرط آخر لمصبلة المقبولة وىو الصبلة مف أجؿ اآلخريف وكؿ الكنيسة‪ .‬افْد إِ ْ‬ ‫بالصميب‪.‬‬

‫ونصمي ىذا المزمور في باكر فنذكر المضايقيف الذيف اجتمعوا حوؿ المسيح والخبلص الذي صنعو المسيح‪.‬‬ ‫االبف الوحيد الفقير‪ ،‬الذي افتقر ليغنينا‪.‬‬

‫‪89‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والعشرون)‬

‫المزمور السادس والعشرون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور السادس والعشرون(الخامس والعشرون في األجبية)‬ ‫ربما قاؿ داود ىذا المزمور في فترة ىروبو مف شاوؿ أو مف ثورة إبشالوـ ضده حيف أثار أعداءه عدة أكاذيب‬

‫ضده وصوروه كإنساف شرير جداً‪ ،‬وكانت التيـ تتمخص في أنو خائف لوطنو إذ أنو إضطر أف يمجأ لمفمسطينييف‬ ‫وأنو اشترؾ مع الوثنييف في عبادتيـ تاركاً عبادة بيت الرب‪ .‬وداود ىنا شاع اًر بيذا الظمـ يدافع عف نفسو ضد‬

‫ىذه التيـ تاركاً الحكـ عمى قمبو هلل العادؿ ليصدر حكماً بالبراءة عميو‪.‬‬

‫يرمز داود ىنا في ىذا المزمور لممسيح الذي صار عا اًر عند البشر‪ .‬وكأف المسيح ىو الذي يقوؿ أحكـ لي يا‬ ‫رب فأني بكمالي سمكت= وبحسب السبعينية "بدعتى سمكت" والمسيح ىو الوحيد الذي يقاؿ عنو أنو كامؿ فيو‬

‫ببل خطية وكاف وديعاً كشاة تساؽ إلى الذبح دوف أف تفتح فاىا‪ .‬أما داود فحيف يقوؿ بكمالي سمكت ال يقصد‬

‫الكماؿ المطمؽ ولكف أنو برئ مف التيـ الموجية إليو ظمماً‪ .‬احكـ لي=تعني دافع عني‪.‬‬

‫والكنيسة المضطيدة ببل سبب يمكنيا أف ترتؿ ىذا المزمور مع مسيحيا ليدافع عنيا ضد مضطيدييا ويحكـ‬

‫ببراءتيا ويظيرىا عروساً لو‪.‬‬

‫نرتؿ ىذا المزمور في صبلة الساعة الثالثة فنذكر الساعة التي صدر الحكـ فييا عمى المسيح وشيود الزور‬

‫ضده وكيؼ أنو سمؾ بدعة وكاف كامبلً وكيؼ أنتصر‪.‬‬

‫ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪ِٔ" -‬اق ِ ِ‬ ‫ت ِببلَ تَ َق ْم ُقل "‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ت‪َ ,‬و َعمَى َّ‬ ‫ب تَ​َو َّك ْم ُ‬ ‫سمَ ْك ُ‬ ‫ْض لي َيا َرب أل ٍَّني ِب َك َمالي َ‬ ‫لـ يكف أماـ داود‪ ،‬وقد وجو لو أعداءه اتيامات ظالمة‪ ،‬إال أف يمجأ هلل ليشيد لو أنو لـ يفعؿ كؿ ما قيؿ عنو‪.‬‬ ‫واضعاً كؿ إتكالو عمى الرب وليس عمى إنساف‪.‬‬

‫آية (ٕ) ‪ٕ" -‬جٍّرْب ِني يا رب و ِ‬ ‫ص ٍّ‬ ‫ف ُك ْم َيتَ َّي َوَق ْم ِبي‪".‬‬ ‫َ‬ ‫امتَح ٍّني‪َ .‬‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ص ٍّ‬ ‫ف ُك ْم َيتَ َّي = جربني ىنا جاءت بمعنى فحص المعادف بالنار لتنقيتيا وداود ىنا غير أيوب‪.‬‬ ‫َجٍّرْبني َيا َرب‪َ ..‬‬

‫فأيوب حيف فاجأتو التجارب صرخ إلى اهلل متسائبلً لماذا سمحت بكؿ ىذا يا رب فأنا بار‪ ..‬أما داود فصرخ لتكف‬ ‫ىذه اآلال ـ والتجارب لتنقيتي‪ ،‬فمف يحبو الرب يؤدبو‪ ..‬ىو ىنا يريد أف تكشؼ التجارب لو حقيقة ضعفاتو ليكمؿ‪،‬‬

‫فقولو جربني ال يعني أف يعرؼ اهلل بعد التجربة حقيقة قمبو فاهلل عالـ بكؿ شئ‪ ،‬إنما لكي ينكشؼ أماـ داود نفسو‬

‫‪ ،‬أخطاءه الدفينة‪ .‬والكمية تشير لمداخؿ‪ ،‬ىي تنقي الدـ وداود يريد تنقية داخمو تماماً‪( .‬يعٖ‪ٔ + ٕ2ٔ،‬بطٔ‪+ ٛ2‬‬

‫ٕكؤٕ‪.)ٔٓ2‬‬

‫‪90‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والعشرون)‬

‫ِ‬ ‫ت ِب َحقٍّ َك‪".‬‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬أل َّ‬ ‫سمَ ْك ُ‬ ‫ام َع ْيني‪َ .‬وقَ ْد َ‬ ‫َن َر ْح َمتَ َك أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫األساس الذي نقبؿ بو أي تجربة ىو أف كؿ ما يمر بحياتنا مبنى عمى أساس رحمة اهلل‪ ،‬وأف كؿ شئ لمخير‬

‫ت ِب َحقٍّ َك‪ .‬فيو برئ مف التيـ التي وجيت إليو‪ ،‬وىو يحب اهلل لذلؾ يثؽ في استمرار‬ ‫سمَ ْك ُ‬ ‫لمذيف يحبوف اهلل= َوقَ ْد َ‬ ‫مراحـ اهلل كما أختبرىا مف قبؿ‪.‬‬ ‫٘‬ ‫اس السو ِء‪ ,‬ومع ا ْلم ِ‬ ‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )٘-‬لَم أ ْ ِ‬ ‫س َم َع أَُن ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ار‬ ‫اع َة األَثَ َم ِة‪َ ,‬و َم َع األَ ْ‬ ‫ضُ‬ ‫ين الَ أ َْد ُخ ُل‪ .‬أ َْب َغ ْ‬ ‫اك ِر َ‬ ‫ت َج َم َ‬ ‫َجم ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ​َ​َ َ‬ ‫الَ أ ْ ِ‬ ‫س‪".‬‬ ‫َجم ُ‬

‫نرى نموذج لكماؿ داود وتدقيقو في اختيار أصدقائو‪ .‬فالناس يعرفوف مف أصدقائيـ‪ .‬وىنا يدافع عف نفسو فيو‬

‫مع أنو إلتجأ لموثنييف إال أنو ال يشترؾ في أعماليـ‪ .‬ىو كاف محروماً بالجسد مف مشاركة شعبو عبادتيـ ولكف‬

‫قمبو كاف ىناؾ في أورشميـ‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫وف ِبمذْب ِح َك يا رب‪ٚ ,‬ألُس ٍّمع ِب ِ‬ ‫ي ِفي َّ‬ ‫ٍّث ِب َج ِمي ِع‬ ‫اآليات (‪ " - )ٛ-ٙ‬أَ ْغ ِس ُل َي َد َّ‬ ‫ُحد َ‬ ‫ص ْوت ا ْل َح ْمد‪َ ,‬وأ َ‬ ‫النقَ َاوِة‪ ,‬فَأَطُ ُ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َك ِن َم ْج ِد َك‪".‬‬ ‫َح َب ْب ُ‬ ‫َع َج ِائ ِب َك‪َ .‬يا َرب‪ ,‬أ ْ‬ ‫ت َم َح َّل َب ْيت َك َو َم ْوض َع َم ْ‬ ‫يعمف أنو ولو أنو ىارب مف أورشميـ إال أنو ىو معيـ‪ ،‬وكأنو ي ْغ ِس ُل َي َد َّيو ب َّ‬ ‫النقَ َاوِة‪ ،‬ال بماء المرحضة مع الكينة‬ ‫ولكف بنقاوة القمب الداخمي‪ ،‬ويطوؼ حوؿ المذبح ال بجسده وانما بشوقو الداخمي‪ ،‬يسمع التسبيح السماوي بأذنيو‬

‫الروحيتيف‪ .‬وغسؿ يديو يشير ألنو لـ يشترؾ في عبادة األوثاف كما اتيموه ظمماً‪ .‬ونحف نغسؿ أيادينا ونتطير مف‬ ‫الماء والدـ المذيف فاضا مف جنب المسيح (معمودية ‪ +‬توبة)‪ .‬والطواف حول المذبح= كاف الكينة يفعموف ذلؾ‬

‫بعد تقديـ الذبيحة‪ .‬وكاف الشعب يتابعيـ مسبحاً‪ .‬وىنا داود يشعر أنو بقمبو يتابع تقديـ الذبائح ويسبح اهلل مخب اًر‬

‫بجميع عجائبو ومراحمو‪.‬‬

‫ٓٔ‬ ‫ال الدٍّم ِ‬ ‫اآليات (‪ٜ" - )ٕٔ-ٜ‬الَ تَ ْجمع مع ا ْل ُخطَ ِ‬ ‫اة َن ْف ِسي‪َ ,‬والَ م َع ِر َج ِ‬ ‫ين ِفي أ َْي ِدي ِي ْم َرِذيمَ ٌة‪,‬‬ ‫اء َح َي ِاتي‪ .‬الَِّذ َ‬ ‫َْ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫َما أَ​َنا فَ ِب َكمالِي أَسمُ ُك‪ .‬اف ِْد ِني وارحم ِني‪ِ .‬ر ْجمِي و ِاقفَ ٌة عمَى سيل‪ِ .‬في ا ْلجماع ِ‬ ‫ات‬ ‫ش َوةً‪ .‬أ َّ‬ ‫َوَي ِمينُ ُي ْم َمآل َن ٌة ِر ْ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََْْ‬ ‫َ‬ ‫أ َُب ِ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫ار ُك َّ‬

‫صبلة يشتيي فييا داود أف يكوف اهلل نصيبو وأف ال ُيحرـ مف اهلل فيكوف نصيبو مع األشرار‪ ،‬ىو ال يتصور أف‬ ‫ِ‬ ‫سمُ ُكت = ىو تأكيد الوالء هلل‪ ،‬وليس فييا نوع مف‬ ‫يكوف محروماً مف اهلل ىنا أو ىناؾ فيو يحبو‪ .‬أ َّ‬ ‫َما أَ​َنا فَ ِب َك َمالي ْ‬ ‫الكبرياء‪ .‬والدليؿ قولو‪ .‬اف ِْد ِني َو ْار َح ْم ِني = فيو ال يقوؿ انو كامؿ كماال مطمقا بؿ ميما كانت أعمالي مستقيمة‬ ‫ِ ِ‬ ‫س ْيل = في السبعينية (تقؼ في االستقامة)‪.‬‬ ‫فبل خبلص لي سوى بفدائؾ العظيـ ورحمتؾ‪ِ .‬ر ْجمي َواقفَ ٌة َعمَى َ‬ ‫والسيؿ ىو طريؽ مستوي ببل منخفضات ( سقوط في خطايا او صغر نفس او يأس ) او مرتفعات (كبرياء )‬ ‫لذلؾ ترجمتيا السبعينية " اما انا فبدعتي سمكت " فبل تجعؿ نصيبي مع الشرير= الَ تَ ْجمع مع ا ْل ُخطَ ِ‬ ‫اة‬ ‫َْ َ​َ‬

‫‪91‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والعشرون)‬

‫َن ْف ِسي‪....‬ألنني ال أسمؾ في طريقيـ‪ .‬ىنا نرى أعمالو ولكنيا بدوف الفداء لف تجدي نفعاً‪ِ .‬في ا ْلجماع ِ‬ ‫ات أ َُب ِ‬ ‫ار ُك‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ب = نرى ىنا أىمية العبادة الجماعية في الكنيسة والقداسات واالجتماعات‪.‬‬ ‫الر َّ‬ ‫َّ‬

‫‪92‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والعشرون)‬

‫المزمور السابع والعشرون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور السابع والعشرون (السادس والعشرون في األجبية)‬ ‫ما أحمى أف نبدأ يومنا في صبلة باكر بيذا المزمور‪ ،‬فنشعر بثقة واطمئناف في حماية اهلل لنا وفيو أيضاً نرى‬

‫شيود الزور محيطيف بالمسيح (آيةٕٔ) والرجاء في القيامة (آيةٖٔ) وقيؿ عف مناسبة كتابة داود بيذا المزمور‬ ‫عدة أسباب‪ ،‬فقيؿ أنو كتبو في أثناء فترة اضطياد شاوؿ لو‪ ،‬وقيؿ أنو كتب في آخر معركة دخميا داود وىو شيخ‬

‫وكاد أف يقتؿ فييا لوال أف أنقذه أبيشاي (ٕصـ‪( )ٔٙ2ٕٔ،ٔٚ‬ىذا الرأى يقولو الييود)‪ .‬ولكف كممات ىذا المزمور‬

‫الرائع ىي تسبحة حب وثقة وايماف في اهلل ربما قاليا داود وىو في قمة مجده شاع اًر بحماية اهلل لو الدائمة (ٔ‪-‬‬ ‫‪ .)ٙ‬أما في باقي المزمور فنراه ال يكؼ عف الصبلة والتضرع فأف نكتشؼ معونة اهلل فيذا ليس مبر اًر لنا أف‬ ‫نكؼ عف الصبلة والتضرع‪.‬‬

‫ِ‬ ‫مسحو‪ .‬وداود ُم ِس َح ثبلث مرات (في بيتو عمى يد صموئيؿ ثـ عندما ممؾ عمى‬ ‫وعنواف المزمور أنو لداود قبؿ‬ ‫ييوذا ثـ عندما ممؾ عمى كؿ إسرائيؿ)‪( .‬قبؿ ِ‬ ‫مسحو وردت في السبعينية)‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اف؟ َّ ِ‬ ‫وري و َخبلَ ِ‬ ‫ب؟"‬ ‫صي‪ِ ,‬م َّم ْن أ َ‬ ‫َخ ُ‬ ‫ص ُن َح َياتي‪ ,‬م َّم ْن أ َْرتَع ُ‬ ‫الرب ح ْ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬اَ َّلرب ُن ِ َ‬ ‫اهلل نور (لؤ‪ + ٜٚ2‬يو‪ٔ + ٘2ٔ،٘2ٜ‬يوٕ‪ .)ٜ2‬ويقوؿ المزمور سراج لرجمي كبلمؾ ونور لسبيمي‪ .‬فالخاطئ‬

‫أعمى يتردد ويتخبط في الظممة وىكذا الميموـ بيموـ العالـ‪ .‬أما مف كاف الرب نو اًر لو يدرؾ قوة اهلل وأف اهلل‬ ‫قادر أف يخمصو مف أحزاف العالـ وىمومو وخطيتو‪ .‬والقديسيف ىزموا إبميس بعبلمة الصميب‪ .‬وعممنا اآلباء ترديد‬ ‫صبلة يسوع اليوـ كمو "فاسـ الرب برج حصيف يركض إليو الصديؽ ويتمنع"‪ .‬وال يستطيع أف يردد ىذه اآلية مف‬

‫كاف ال يزاؿ ممقياً إتكالو عمى إنساف أو مادة أو ذاتو‪ .‬فيجد في اهلل حمايتو مف األعداء الروحييف وخبلصاً‬ ‫وعاضداً لو في تجارب العالـ التي تعصؼ بحياتو‪ .‬والكتاب المقدس يقدـ لنا الرب بألقاب كثيرة (نور‪ /‬خبلص‪/‬‬

‫حصف) ليجد كؿ واحد حاجتو فيو‪.‬‬ ‫ٖ‬ ‫ضا ِي ِق َّي وأ ْ ِ‬ ‫ِٕ‬ ‫ي‬ ‫ب إِلَ َّي األَ ْ‬ ‫سقَطُوا‪ .‬إِ ْن َن َز َل َعمَ َّ‬ ‫ش َرُار لِ َيأْ ُكمُوا لَ ْح ِمي‪ُ ,‬م َ‬ ‫اآليات (ٕ‪ " - )ٖ-‬ع ْن َد َما اقْتَ​َر َ‬ ‫َع َدائي َعثَُروا َو َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ب فَ ِفي ذلِ َك أَ​َنا ُم ْط َم ِئ ٌّن‪".‬‬ ‫ش الَ َي َخ ُ‬ ‫َج ْي ٌ‬ ‫ام ْت َعمَ َّي َح ْر ٌ‬ ‫اف َق ْم ِبي‪ .‬إ ْن قَ َ‬ ‫األشرار لو أكموا لحمي فمف يقدروا أف ييمكوا روحي‪ ،‬فبل نخاؼ ممف يقتموف الجسد ولكف ليس ليـ سمطاف عمى‬

‫الروح‪ .‬ونحف في حروبنا الروحية تواجينا قوات شر روحية (اؼ‪ )ٕٔ2ٙ‬ولكف إف كاف المسيح في سفينتنا فبل‬

‫خوؼ مف أف تغرؽ‪( .‬دانياؿ في جب األسود) (اؿٖ فتية في النار)‪.‬‬

‫‪93‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والعشرون)‬

‫ب وِاي َ ِ‬ ‫ٗ ِ‬ ‫ب ُك َّل أَي ِ‬ ‫َّام َح َي ِاتي‪ ,‬لِ َك ْي‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َس ُك َن ِفي َب ْي ِت َّ‬ ‫ت ِم َن َّ‬ ‫س أْ‬ ‫سأَْل ُ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫َّاىا أَْلتَم ُ‬ ‫الر ٍّ َ‬ ‫اآليات (ٗ‪َ " - )٘-‬واح َدةً َ‬ ‫إِلَى َجم ِ‬ ‫س ِفي َى ْي َكمِ ِو‪٘ .‬أل ََّن ُو ُي َخ ٍّب ُئ ِني ِفي َمظَمَِّت ِو ِفي َي ْوِم َّ‬ ‫ستُ​ُرِني ِب ِستْ ِر َخ ْي َم ِت ِو‪.‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الشٍّر‪َ .‬ي ْ‬ ‫ب‪َ ,‬وأَتَفَ​َّر َ‬ ‫َ‬ ‫ص ْخ َرٍة َي ْرفَ ُع ِني‪".‬‬ ‫َ‬

‫أَ ْنظُ َر‬ ‫َعمَى‬

‫داود لـ ينشغؿ ف ي ضيقتو بالجيوش المحيطة بو‪ ،‬بؿ ارتفع فكره ونظره إلى بيت الرب‪ ،‬إلى صموات الكنيسة‬ ‫والشركة في التناوؿ‪ ،‬وشركة األمجاد األبدية عمينا أف ننظر وميما أحاطنا العدو بتجارب فعمينا أف نرفع أفكارنا‬

‫إلى بيت اهلل مشتاقيف لمسكنى معو كؿ أياـ حياتنا‪ ،‬فيو مصدر حمايتنا‪ ،‬ىو يرفعنا عمى صخرة‪ ،‬ىو يعطينا غمبة‬

‫عمى أعدائنا‪ .‬وىناؾ نفرح بتسبيح اهلل ونقدـ ذبائح الحمد‪ .‬ىنا نرى العبادة الجماعية بجانب العبلقة الفردية‪ .‬وىنا‬ ‫ب إشارة لسكنى اهلل وسط شعبو وسكنى المؤمف مع اهلل‪.‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫يطمؽ المرتؿ عمى الكنيسة أسماء متعددة فيي َب ْي ِت َّ‬ ‫وىي َى ْي َكمِو المقدس إشارة لمقداسة التي تكوف لمييكؿ حيف يحؿ اهلل فيو وىي َخ ْي َم ِت ِو إشارة أف اهلل يشترؾ معنا في‬ ‫ظمَِّت ِو حيث يستر عمينا مف حر التجارب وىي صخرة ترفعنا فوؽ الضيقات‪ .‬طمبة‬ ‫غربتنا في ىذا العالـ وىي َم َ‬ ‫داود ىنا ويجب أف تكوف طمبة كؿ منا أف نكوف دائماً في ىيكؿ اهلل‪ ،‬دائماً مع الرب‪ .‬وجسدنا ىو ىيكؿ اهلل‬ ‫س ِفي َى ْي َكمِ ِو = ىذا يعني‬ ‫والروح القدس ساكف فينا وطمبة المؤمف أف ال يفارقو اهلل بؿ يسكف فيو دائماً‪ .‬أَتَفَ​َّر َ‬ ‫الصبلة والتأمؿ في كؿ ما أعطاه اهلل لنا ونشكره‪ .‬وخيمة الرب ىي جسد المسيح الذي اختبأنا فيو‪ ،‬كما اختبأ‬

‫موسى في نقرة الصخرة (خرٖ​ٖ) وبذلؾ استطاع أف يرى مجد اهلل فيممع وجيو‪ .‬فنحف أف كنا ثابتيف في المسيح‬

‫نستطيع أف نتفرس ونتطمع إلى األمجاد السماوية‪ .‬والذي يعيش شاع اًر بستر اهلل يكوف ثابتاً عمى صخرة والصخرة‬

‫ىي المسيح (ٔكوٓٔ‪ )ٗ2‬وبيذا يرفع رأسو عمى أعدائو الشياطيف‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫َع َد ِائي حولِي‪ ,‬فَأَذْبح ِفي َخ ْيم ِت ِو َذب ِائح ا ْليتَ ِ‬ ‫اآلن يرتَ ِفع أر ِ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫اف‪ .‬أُ َغ ٍّني َوأ َُرٍّن ُم لِم َّر ٍّ‬ ‫ْسي َعمَى أ ْ‬ ‫َُ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫آية (‪َ " - )ٙ‬و َ َ ْ ُ َ‬ ‫مف اكتشؼ المسيح صخرة لو وتأمؿ في أمجاده ومحبتو يرتفع رأسو عمى أعدائو ويقدـ ذبائح التسبيح والشكر إذ‬

‫تيقف مف النصرة األكيدة تحت قيادة الرب‪.‬‬

‫‪ٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (‪ِٚ" - )ٕٔ-ٚ‬ا ِ‬ ‫ت ا ْطمُ ُبوا‬ ‫استَ ِج ْب لِي‪ .‬لَ َك قَ َ‬ ‫ال َق ْم ِبي « ُق ْم َ‬ ‫ص ْوِتي أ َْد ُعو فَ ْار َح ْمني َو ْ‬ ‫ْ‬ ‫ستَم ْع َيا َرب‪ِ .‬ب َ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ض ِني َوالَ‬ ‫ت َع ْوِني فَبلَ تَْرفُ ْ‬ ‫س ْخ ٍط َع ْب َد َك‪ .‬قَ ْد ُك ْن َ‬ ‫َو ْج ِيي»‪َ .‬و ْج َي َك َيا َرب أَ ْطمُ ُ‬ ‫ب‪ .‬الَ تَ ْح ُج ْب َو ْج َي َك َع ٍّني‪ .‬الَ تُ َخ ٍّي ْب ِب َ‬ ‫ٓٔ‬ ‫ضم ِني‪ٔ​ٔ .‬عمٍّم ِني يا رب طَ ِريقَ َك‪ ,‬و ْ ِ ِ ِ‬ ‫لو َخبلَ ِ‬ ‫س ِبيل‬ ‫ُمي قَ ْد تَ​َرَك ِاني َو َّ‬ ‫صي‪ .‬إِ َّن أَِبي َوأ ٍّ‬ ‫تَتُْرْك ِني َيا إِ َ‬ ‫الرب َي ُ‬ ‫اىدني في َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫ور وَن ِ‬ ‫َع َد ِائي‪ٕٔ .‬الَ تُسمٍّم ِني إِلَى مرِام م َ ِ ِ‬ ‫م ٍِ‬ ‫َّ‬ ‫ث ظُ ْمٍم‪".‬‬ ‫اف ُ‬ ‫ام َعمَ َّي ُ‬ ‫ش ُي ُ‬ ‫س َب ِب أ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ود ُز ٍ َ‬ ‫ستَقيم ِب َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫ضايق َّي‪ ,‬ألَن ُو قَ ْد قَ َ‬ ‫ت ا ْطمُ ُبوا َو ْج ِيي = لؾ قاؿ قمبي طمبت وجيؾ (سبعينية)‪ .‬ىنا داود ال يكؼ عف الصبلة ومف‬ ‫لَ َك قَ َ‬ ‫ال َق ْم ِبي ُق ْم َ‬

‫قمبو‪ ،‬ليس مف شفتيو فقط‪ ،‬وىو ال يطمب وال يمتمس سوى اهلل‪ .‬لو فقدت كؿ شئ في الدنيا فمف أخسر شيئاً‪،‬‬ ‫ُمي فأنت يا رب ال تتركني‪ ،‬و َعمٍّ ْم ِني‬ ‫ولكني إذا ْح ُج ْبت َو ْج َي َك َع ٍّني ‪ ،‬فيذه ال أحتمميا حتى إِ ّن تركني أَِبي َوأ ٍّ‬ ‫الطريق الم ِ ٍ‬ ‫َع َد ِائي = حتى ال يشمتوا بسقوطي‪ .‬ميما أحاط بي أعدائي وشيدوا زو اًر فبل تتركني يا‬ ‫س َب ِب أ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ستَقيم‪ِ .‬ب َ‬ ‫ال َق ْم ِبي أي أصمي لؾ بقمبي ولكف بماذا يصمي؟ بما قالو اهلل سابقاً في وعوده أطمبوا وجيي‪ .‬ىو‬ ‫رب‪ .‬وقولو لَ َك قَ َ‬

‫‪94‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والعشرون)‬

‫يتذكر وعود اهلل ويتمسؾ بيا في ضيقتو حيف أحاط بو األعداء‪ ،‬فيو يطمب مف اهلل أف ال يحجب وجيو عنو حيف‬

‫طمبو‪ .‬فيو عوض االنشغاؿ باألعداء وتيديداتيـ‪ ،‬ىا ىو ينشغؿ بوعود اهلل‪ .‬ونبلحظ أف اهلل ال يحجب وجيو إال‬ ‫بسبب الخطية ولكف مع ذلؾ فاهلل ال ييممنا بؿ يدبر أمورنا حتى لو أخطأنا‪ .‬ربما الناس يرفضوننا بسبب خطايانا‬

‫لكف اهلل ال يترؾ داود وىو ايضا ال يتركنا‪ ،‬حتى "أف نسيت األـ رضيعيا أنا ال أنساكـ"‪ .‬ولـ نسمع أف أبو داود‬ ‫أو أمو قد تركاه ولكف المعنى أنو في ضيقتو لف يستطيع أحد أف يدركو بالخبلص حتى أباه وأمو‪ ،‬ليس سوى اهلل‬

‫لقد جعؿ اهلل أبوه وأمو وكؿ شئ لو‪.‬‬ ‫ِ ٗٔ‬ ‫ٖٔ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ب ِفي أ َْر ِ‬ ‫َّد‬ ‫َح َي‬ ‫الر َّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اء‪ .‬ا ْنتَ ِظ ِر َّ‬ ‫ود َّ‬ ‫ب‪ .‬لِ َيتَ َ‬ ‫شد ْ‬ ‫ت ِبأ ْ‬ ‫َن أ َ​َرى ُج َ‬ ‫آم ْن ُ‬ ‫ض األ ْ‬ ‫اآليات (ٖٔ‪ " - )ٔٗ-‬لَ ْوالَ أَنني َ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫َّع َق ْم ُب َك‪َ ,‬وا ْنتَ ِظ ِر َّ‬ ‫َوْل َيتَ َ‬ ‫شج ْ‬ ‫َحي ِ‬ ‫أ َْر ِ‬ ‫اء = ىي ممكوت السموات فيناؾ حياة ال يعقبيا موت فالموت ناتج عف خطية ىذا العالـ‪ ،‬أما السماء‬ ‫ض األ ْ َ‬

‫فميس فييا خطية‪ ،‬لذلؾ فيي أرض األحياء الذي ليس لمموت سمطاف فييا "ليس لمموت الثاني سمطاف عمييـ"‪.‬‬

‫ب = ىي الوجود الدائـ في حضرة الرب ومعاينة وجو الرب‪ ،‬وىذا ال يتـ إال في الحياة األخرى‪ .‬وىذا‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ات َّ‬ ‫خير َ‬ ‫اإليماف بأف لنا نصيباً في أرض األحياء وبأننا سنعايف خيرات الرب‪ ،‬ىو الذي يعطينا أف نصمد أماـ تجارب‬ ‫وضيقات ىذا العالـ‪ ،‬والحروب الروحية التي تواجينا‪ .‬ولذلؾ يعممنا المرتؿ في نياية مزموره أف نصبر وننتظر‬ ‫الرب ونثؽ فيو وفي وعوده ونراقب عممو وتدبيره ونسبحو متأكديف مف أبوتو الحانية‪ .‬وألف التجارب قد تطوؿ‬ ‫ب (ٗٔ)‪.‬‬ ‫الر َّ‬ ‫مدتيا وبسبب ىذا تخور قوة الكثيريف عمى االحتماؿ يكرر المرتؿ عبارة ا ْنتَ ِظ ِر َّ‬

‫‪95‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والعشرون)‬

‫المزمور الثامن والعشرون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىذا المزمور ىو صرخة صادرة مف عمؽ الضغطة‪ ،‬تعكس خط ار ىائبلً محيقاً بداود جعمو يقترب مف الموت‪،‬‬

‫وكثرة األحزاف في حياة داود جعمتو يصرخ إلى اهلل كثي اًر ويتحوؿ إلى مرتؿ عذب‪ ،‬مرنـ إسرائيؿ الحمو‪ ،‬يصرخ في‬ ‫ضيقتو ثـ يشعر بثقة أف اهلل سيستجيب فيسبح اهلل عمى استجابتو‪ .‬والصبلة والتسبيح لـ تجعؿ األحزاف تدفع داود‬

‫لمكآبة‪ ،‬بؿ صارت سبباً في تعزيتو وفي اتساع قمبو‪ ،‬بؿ في انفتاح عينيو‪ ،‬إذ رأي بروح النبوة ما سيحدث لممسيح‬ ‫مف آالـ‪ ،‬لقد حولت الصبلة داود إلى رمز لمسيد المسيح ونبي يتنبأ عف ما حدث لممسيح‪.‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْخرِ‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬إِ‬ ‫ين ِفي‬ ‫ص‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ي‪,‬‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫خ‬ ‫ر‬ ‫َص‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ت َع ٍّني فَأُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫س ُك َ‬ ‫ش ِب َو ا ْل َيا ِب ِط َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ام ْم م ْن ِج َيتي‪ ,‬ل َئبلَّ تَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫ا ْل ُج ٍّ‬ ‫أحباء الرب يصرخوف هلل في ضيقاتيـ بح اررة مف قموبيـ‪ .‬أما البعيديف عف الرب فممف يصرخوف؟ لذلؾ فيـ‬ ‫ام ْم ِم ْن ِج َي ِتي = ىو يصرخ ليحقؽ اهلل طمبتو‬ ‫ص ْخ َرِتي الَ تَتَ َ‬ ‫يكتئبوف ويكونوف ببل تعزية في ضيقاتيـ‪َ .‬يا َ‬ ‫صَ‬ ‫ويخمصو مف أعدائو‪ ،‬واف لـ يخمصو فميسمعو صوتو المعزي‪ ،‬ويشعره بوجوده وقبولو فيفرح كما فرح الثبلثة فتية‬

‫في أتوف النار ومعيـ المسيح‪ .‬إف أقصى ما يؤلـ اإلنساف في ضيقتو عدـ سماعو لصوت تعزية الرب لو‪ ،‬بؿ أف‬ ‫ب‪ .‬والجب ىو إشارة‬ ‫ين ِفي ا ْل ُج ٍّ‬ ‫اإلنساف إذا شعر بأف اهلل ال يستجيب لو يحسب نفسو ميتاً = فَأُ ْ‬ ‫ش ِب َو ا ْل َيا ِب ِط َ‬ ‫لمجحيـ الذي كاف ينزؿ إليو كؿ مف يموت‪ ،‬ثـ نزؿ إليو المسيح ليخمص مف ماتوا عمى الرجاء مف قديسي العيد ا‬ ‫لقديـ‪ .‬وكؿ مف داخمو ىذا الشعور أف اهلل تركو ولـ يعد يستمع إليو وأنو صار كمف في جب‪ ،‬عميو أف ال يكؼ‬

‫عف الصبلة حتى يشعر باستجابة اهلل لو وأف اهلل أعاد لو تعزيتو‪ ،‬كمف يعيد لو حياتو ويصعده مف الجب‪.‬‬

‫فصمت اهلل ىو موت لنا‪ ،‬وحديثو معنا ىو متعة بالحياة الجديدة المقامة في كممة اهلل القائـ مف األموات‪ .‬وتؤخذ‬

‫ام ْم = ىو تصور أنو‬ ‫ىذه اآلية كنبوة عف أف المسيح‪ ،‬آالمو قد وصمت بو إلى الجب أي الجحيـ‪ .‬الَ تَتَ َ‬ ‫صَ‬ ‫طالما طمب مف اهلل‪ ،‬فاهلل البد وأف يستجيب فو اًر‪ ..‬لكف اهلل حقاً البد وأف يستجيب لكؿ صبلة‪ ،‬ولكف اهلل لو ثبلث‬

‫طرؽ لئلستجابة‪2‬‬

‫‪ .1‬يستجيب فو اًر‪.‬‬

‫‪ .2‬يستجيب في الوقت المناسب الذي يراه ىو‪.‬‬

‫‪ .3‬ال يستجيب إطبلقاً لو كانت الطمبة ضد خبلص النفس‪.‬‬

‫فبولس طمب مف اهلل ثبلث مرات أف يرفع الشوكة واهلل قاؿ ال‪ ،‬لصالح خبلص نفسو‪ .‬ومف يفيـ ىذا‪ ،‬ومف يدرؾ‬

‫محبة اهلل يطمب مف اهلل ويثؽ أف اهلل قد إستمع وأنو سيستجيب بحسب مشيئتو (ٔيو٘‪ )ٔٗ2‬التي ىي خبلص‬ ‫النفوس (ٔتيٕ‪.)ٗ2‬‬

‫‪96‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والعشرون)‬

‫آية (ٕ) ‪ِ ٕ" -‬‬ ‫ي إِلَى ِم ْحر ِ‬ ‫اب قُ ْد ِس َك‪".‬‬ ‫يث ِب َك َوأ َْرفَعُ َي َد َّ‬ ‫َستَِغ ُ‬ ‫ص ْو َ‬ ‫ت تَ َ‬ ‫ضرِعي إِ ْذ أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫استَم ْع َ‬ ‫َ‬ ‫نموذج لمصبلة [ٔ] توجيو القمب لمسماء= ِم ْحر ِ‬ ‫اب قُ ْد ِس َك [ٕ] رفع اليديف مثؿ موسى‪ .‬وىذه اآلية تعبر عف حاؿ‬ ‫َ‬ ‫المسيح في القبر‪ ،‬فالييود بعد أف صمبوه ظنوا أنو انتيي إلى الجحيـ‪.‬‬

‫ٖ‬ ‫اإل ثِْم ا ْلم َخ ِ‬ ‫ار‪َ ,‬و َم َع فَ َعمَ ِة ِ‬ ‫السبلَِم َو َّ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫الشر ِفي ُقمُوِب ِي ْم‪".‬‬ ‫َص َح َاب ُي ْم ِب َّ‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬الَ تَ ْج ِذ ْب ِني َمعَ األَ ْ‬ ‫اط ِب َ‬ ‫ين أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ال مرنـ يصرخ إلى اهلل حتى يعينو فبل ينجذب إلى طريؽ األشرار فيكوف نصيبو كنصيبيـ ‪ .‬والمسيح بعد نزولو‬

‫لمجحيـ لـ يستمر فيو مع األشرار بؿ أخذ األبرار معو وصعد إلى الفردوس‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫شٍّر أ ْ ِ‬ ‫َع ِط ِيم حس ِ ِ‬ ‫َع ِط ِي ْم‪ُ .‬رَّد َعمَ ْي ِي ْم‬ ‫ب َ‬ ‫ص ْن ِع أ َْي ِدي ِي ْم أ ْ‬ ‫سَ‬ ‫سَ‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )٘-‬أ ْ ْ َ َ َ‬ ‫ب ُ‬ ‫َع َمال ِي ْم‪َ .‬ح َ‬ ‫ب ف ْعم ِي ْم َو َح َ‬ ‫٘‬ ‫َعم ِ‬ ‫ْع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َي َد ْي ِو‪َ ,‬ي ْي ِد ُم ُي ْم َوالَ َي ْب ِني ِي ْم‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ال َّ‬ ‫اممَتَ ُي ْم‪ .‬ألَنَّ ُي ْم لَ ْم َي ْنتَِب ُيوا إِلَى أَف َ‬ ‫ب‪َ ,‬والَ إلَى أ ْ َ‬ ‫ُم َع َ‬ ‫ىذه نبوة عف نياية األشرار وعقوبتيـ وليست أمنية النبي أو دعاؤه عمييـ فالنبي يعرؼ أف كؿ إنساف سيحصد ما‬

‫قد زرع‪ ،‬واألشرار سيحصدوف نتيجة خبثيـ‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضرِعي‪ِ َّ ٚ .‬‬ ‫الرب‪ ,‬أل ََّن ُو ِ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫اآليات (‪ُ " - )ٚ-ٙ‬م َب َار ٌك َّ‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫ص ْو َ‬ ‫ت تَ َ‬ ‫الرب عٍّزي َوتُْرسي‪َ .‬عمَ ْيو اتَّ َك َل َق ْم ِبي‪ ,‬فَا ْنتَ َ‬ ‫سم َع َ‬ ‫َ‬ ‫َح َم ُدهُ‪".‬‬ ‫َوَي ْبتَ ِي ُج َق ْم ِبي َوِبأُ ْغ ِن َي ِتي أ ْ‬

‫ى ذه ىي نتيجة الصبلة والصراخ هلل‪ ،‬ىنا نجد المرنـ قد شعر باستجابة اهلل لو‪ .‬وىو لساف حاؿ المسيح وكنيستو‬ ‫التي تفرح وتغني بقيامتو وقيامتيا فتشكر الرب عمى خبلصيا‪.‬‬

‫‪ٜ‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫الرب ِعٌّز لَيم‪ ,‬و ِحص ُن َخبلَ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ش ْع َب َك ‪َ ,‬وَب ِ‬ ‫يرثَ َك‪َ ,‬و ْار َع ُيم‬ ‫ار ْك ِم َا‬ ‫اآليات (‪َّ " - )ٜ-ٛ‬‬ ‫ص َ‬ ‫ص َمسيحو ُى َو‪َ .‬خمٍّ ْ‬ ‫ُْ َ ْ‬ ‫اح ِم ْم ُيم إِلَى األ َ​َب ِد‪".‬‬ ‫َو ْ‬

‫ش ْع َب َك‪ .‬ينسى المؤمف ضيقتو وينشغؿ بكؿ‬ ‫ص َ‬ ‫النبي او كؿ منا يجب أف يصمي مف أجؿ الكنيسة كميا= َخمٍّ ْ‬ ‫الكنيسة‪ .‬ونرى ىنا صورة لشفاعة المسيح الكفارية بعد قيامتو عف كنيستو‪.‬‬

‫‪97‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والعشرون)‬

‫المزمور التاسع والعشرون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور التاسع والعشرون (الثامن والعشرون في األجبية)‬ ‫‪‬‬

‫العواصؼ الرعدية شئ مرعب يراىا كؿ إنساف فيخاؼ‪ ،‬ولكف داود المرتؿ الذي اعتاد التسبيح َح َّوؿ‬ ‫منظر عاصفة مرعبة إلى مصدر تسبيح هلل‪ ،‬إذ رأى فييا عبلمة مجد وعظمة اهلل‪ ،‬فإف كاف الرعد‬

‫والعاصفة مرىبيف ىكذا فكـ أنت رىيب وعظيـ يا اهلل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫داود كاف رقيؽ المشاعر ممموء حباً هلل‪ ،‬ويعزؼ أنشودة حب هلل تحت أي ظرؼ‪ ،‬إذا رأى السموات‬ ‫صافية قاؿ "السموات تحدث بمجد اهلل" واف رآىا عاصفة قاؿ ىذا عبلمة مجد وعظمة وقوة اهلل‪ .‬في‬

‫الضيؽ يسبح وفي انفراج الضيؽ يسبح‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ىنا نراه يصؼ عاصفة رعدية وأثارىا‪ ،‬وىذه العاصفة بدأت مف البحر الغربي قاطعة تبلؿ فمسطيف‬

‫المكسوة بالغابات حتى براري قادش في أقصى حدود آدوـ وىنا داود يدعو أبناء اهلل (المبلئكة في السماء‬

‫والمؤمنيف في األرض) أف يسبحوا اهلل عمى قوتو‪ ،‬فيذه الطبيعة الثائرة التي يقؼ أماميا اإلنساف عاج اًز‬ ‫ىي تحت سيطرة اهلل‪ .‬بؿ ىذا الرعد ىو صدى لصوت اهلل الذي كؿ األمور بيده وفي نياية المزمور‬

‫يعمف عدـ خوفو مف ىذه الظواىر الطبيعية إذ ىي في يد اهلل واهلل يعطي عزة لشعبو وقوة‪ ،‬وىو يسبحو‬

‫اآلف ليس فقط لقدرتو وقوتو بؿ محبتو وأنو قادر أف يحوؿ كؿ شئ لعز شعبو‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ولقد بدأت العاصفة تتكوف عمى البحر= صوت الرب عمى المياه‪ .‬وكانت ىناؾ سيوؿ كثيرة عمى التبلؿ‬ ‫الساحمية‪ .‬والعواصؼ كسرت أغصاف األشجار العظيمة وتترؾ الجذوع عارية وذروة العاصفة موصوفة‬

‫في صورة واضحة‪ ،‬أف جذوع األشجار التي أقتمعت فتقاوميا الرياح فتقفز كما يفعؿ العجؿ أو الثور‬ ‫البري حيف يتمرغ بشدة حمقاء‪ .‬ومظير آخر ربما نتيجة البروؽ تخرج نيراف في وسط ىذه الغابات‪.‬‬ ‫وبسبب الخوؼ تمد الوعوؿ قبؿ أوانيا‪ .‬ونتيجة كؿ ىذا تعرت الغابات مف أشجارىا‪ .‬ىنا نجد عمى‬

‫األرض ىذه القوة الصاخبة‪ ،‬وداود امتد بصره لمسماء فوجد ىناؾ المبلئكة تسبح‪ .‬وعمى األرض رأى اهلل‬

‫يريد البركة لشعبو‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫جاء في الترجمة السبعينية أف ىذا المزمور كاف يرتؿ في عيد المظاؿ‪ ،‬وفي عيد المظاؿ كانوا يبتيجوف‬

‫‪‬‬

‫تكرر في ىذا المزمور كممة صوت الرب ‪ ٚ‬مرات وكممة الرب ‪ ٔٛ‬مرة‪.‬‬

‫‪‬‬

‫صوت الرب ىو الروح القدس الذي يتكمـ في قموبنا‪ ،‬ويذكرنا ويعممنا‪ ،‬يأخذ مما لممسيح ويعطينا‪ ،‬يرشدنا‬

‫فيو بنياية الحصاد‪.‬‬

‫ويقودنا ويبكتنا لو أخطأنا‪ .‬وعمى كؿ منا أف يدرب نفسو أف يجمس في خموة ىادئة وبروح الصبلة يتسمع‬

‫لصوت اهلل اليادئ داخؿ النفس‪ ،‬فالصبلة حوار مع اهلل‪ ،‬ونسمع صوت اهلل في جمسات االعتراؼ‪ .‬وما‬

‫‪98‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والعشرون)‬

‫ي عطمنا عف سماع صوت اهلل ىو إنشغاؿ اإلنساف بأىداؼ أخرى غير خبلص نفسو‪ ،‬أما مف كاف قمبو‬

‫نقياً غير منقسـ االتجاه يكوف جياز استقبالو الداخمي مستعداً لسماع صوت الروح القدس‪ .‬ونبلحظ أف‬ ‫حموؿ الروح القدس يوـ الخمسيف عمى التبلميذ صاحبتو أصوات كأنيا ىبوب ريح عاصفة‪ ،‬ثـ ظيرت‬

‫ألسنة نار‪ .‬ثـ تعمد بالمياه ٓ​ٓ​ٖٓ نفس‪ .‬ىنا نرى الروح القدس صوت الرب الذي نخس قموبيـ فآمنوا‪،‬‬ ‫ونرى صوت الرب الروح القدس عمى المياه التي ولدوا منيا ثانية بالمعمودية‪ ،‬وصوت الرب كنار يحؿ‬

‫عمى التبلميذ‪ ،‬وصوت الرب كعاصفة تزلزؿ قموب غير المؤمنيف فيؤمنوا‪ .‬لذلؾ نصمي ىذا المزمور في‬

‫صبلة الساعة الثالثة‪.‬‬

‫ب م ْج َد ِ ِ‬ ‫ب م ْج ًدا و ِع ًّزا‪ٕ .‬قَد ِ‬ ‫اهلل‪ ,‬قَد ِ‬ ‫ب يا أ َْب َناء ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪ٔ" - )ٕ-‬قَد ِ‬ ‫ب‬ ‫اس ُج ُدوا لِ َّمر ٍّ‬ ‫ٍّموا ل َّمر ٍّ َ‬ ‫اسمو‪ْ .‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍّموا ل َّمر ٍّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍّموا ل َّمر ٍّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َّس ٍة‪".‬‬ ‫في ِزي َنة ُمقَد َ‬ ‫ىنا يطمب المرتؿ مف كؿ أبناء اهلل أف يسجدوا هلل ويمجدوا اسمو‪ .‬وفي السجود إنسحاؽ وشعور باالحتياج‪ .‬وكيؼ‬ ‫ب‬ ‫ٍّموا لِ َّمر ٍّ‬ ‫نمجد اسـ اهلل؟ بأعمالنا الصالحة ليراىا الناس ويمجدوه (مت٘‪ .)ٔٙ2‬وفي الترجمة السبعينية نجد قَد ُ‬ ‫َم ْج ًدا َو ِع ًّاز = قدموا أبناء الكباش‪ .‬بمعنى أف نقدـ أنفسنا ذبائح حية‪ .‬والكبش وظيفتو أف يتقدـ القطيع وىذا عمؿ‬ ‫ٍ‬ ‫الرؤساء كقدوة لكؿ مؤمف‪ .‬اسج ُدوا لِ َّمر ٍّ ِ‬ ‫َّس ٍة = اسجدوا لمرب في دار قدسو = أي الكنيسة الواحدة‬ ‫ُْ‬ ‫ب في ِزي َنة ُمقَد َ‬ ‫الوحيدة عمى األرض ليكوف لنا نصيب في ديار قدسو في السماء‪ ..‬إذا ما وقفنا في ىيكمؾ المقدس نحسب‬

‫كالقياـ في السماء "قطع الثالثة"‪.‬‬ ‫ٖ‬ ‫الرب فَو َ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب عمَى ا ْل ِمي ِ‬ ‫يرِة‪".‬‬ ‫ت َّ‬ ‫اه‪ .‬إِ ُ‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫َ‬ ‫الر ٍّ َ‬ ‫لو ا ْل َم ْجد أ َْر َع َد‪ْ َّ .‬‬ ‫آية (ٖ) ‪َ " -‬‬ ‫ق ا ْلم َياه ا ْل َكث َ‬ ‫ىذا ما حدث يوـ الخمسيف‪ .‬والمياه إشارة لممعمودية‪ .‬وصوت العاصفة‪ .‬ونرى في أوؿ أياـ الخميقة روح الرب‬

‫ب تكررت ‪ ٚ‬مرات‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ت َّ‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫يرؼ فوؽ المياه لتخرج حياة‪ .‬وىنا خرج مؤمنيف وخرجت الكنيسة‪ .‬وكوف أف كممة َ‬ ‫ففي ىذا إشارة لعمؿ الروح القدس الكامؿ في الكنيسة وفي السبع أسرار‪ .‬وفي (رؤٖ‪ )ٔ2‬نسمع عف سبع أرواح‬

‫اهلل‪ .‬كذلؾ نسمع عف أف اسـ الرب تكرر ‪ ٔٛ‬مرة ‪ ٙ × ٖ = ٔٛ‬و(ٖ) ىي إشارة لمثالوث أو األقنوـ الثالث‪،‬‬

‫(‪ )ٙ‬إشارة لئلنساف الذي صار ىيكبلً لمروح القدس‪ .‬وفي معمودية المسيح حؿ عميو الروح القدس وسمع صوت‬ ‫اآلب "ىذا ىو ابني الحبيب‪ " ..‬والمياه تشير لمروح القدس (يو‪ )ٖٚ2ٚ،ٖٛ‬لذلؾ صوت الرب عمى المياه‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫ب ِبا ْل َجبلَ ِل‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ت َّ‬ ‫ت َّ‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫ب ِبا ْلقُ َّوِة‪َ .‬‬ ‫آية (ٗ) ‪َ " -‬‬ ‫صوت الرب ليس ضعيفاً‪ ،‬فكممة بطرس في ىذا اليوـ آمف بسببيا ٓ​ٓ​ٖٓ نفس وفي العيد القديـ حينما تكمـ اهلل‬

‫أرعد الجبؿ وخرجت نار فخاؼ الجميع‪ ،‬وحينما تكمـ بولس إرتعب فيمكس الوالي‪ ،‬وحينما كمـ المسيح السامرية‬

‫ب ِبا ْل َجبلَ ِل = شعر موسى بجبلؿ الرب وىو أمامو في العميقة‪ ،‬وكاف المسيح‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ت َّ‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫تغيرت‪ ،‬وشاوؿ آمف‪ .‬و َ‬ ‫بالرغـ مف اتضاعو في جبلؿ عجيب فيو مولود في مزود ولكف مبلئكة السماء تزفو في جبلؿ‪ .‬ييرب إلى مصر‬

‫‪99‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والعشرون)‬

‫فتتحطـ أصناميا‪ ،‬يتجمي أماـ تبلميذه‪ ،‬يصمبونو فتظمـ الشمس ويقوـ األموات‪ ،‬ومف يقبؿ صوت اهلل يكوف لو‬

‫جبلؿ‪ ،‬فتبلميذ المسيح أحاطيـ ىذا الجبلؿ وصنعوا المعجزات‪ ،‬وىكذا كؿ القديسيف‪.‬‬

‫٘‬ ‫ان "‬ ‫الر ٍّ‬ ‫س ُر األ َْر ِز‪َ ,‬وُي َك ٍّ‬ ‫ب ُم َك ٍّ‬ ‫س ُر َّ‬ ‫ت َّ‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫الرب أ َْرَز لُ ْب َن َ‬ ‫آية (٘) ‪َ " -‬‬ ‫األرز المتشامخ رم اًز لمكبرياء وتشامخ الفكر‪ ،‬مثؿ مف يريد أف تكوف لو أفكاره الخاصة باالنفصاؿ عف اهلل‪ ،‬أو‬

‫ب أوؿ شئ يعممو يكسر‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ت َّ‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫معمر إشارة إلى أف خطية الكبرياء مزمنة‪ .‬و َ‬ ‫شاع اًر ببره الذاتي‪ .‬واألرز شجر ّ‬ ‫ىذا الكبرياء فتسقط معو باقي الخطايا ويبدأ اإلنساف في االستعداد لقبوؿ مشيئة اهلل‪ .‬اهلل ال يبدأ بأف يحارب‬ ‫الخطايا السيمة‪ ،‬بؿ يحارب الجبابرة ويخضعيـ فيو ممؾ قوي‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫ون ِمثْ َل فَ ِر ِ‬ ‫ير ا ْل َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِش ٍّي‪".‬‬ ‫ان َو ِس ْرُي َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٙ‬وُي ْم ِر ُح َيا ِمثْ َل ِع ْجل‪ .‬لُ ْب َن َ‬ ‫ون ِم ْث َل فَ ِر ِ‬ ‫ير‬ ‫ان = أشجار األرز الضخمة تتطاير أمامو كما يجري عجؿ لبناف‪َ .‬و ِس ْرُي َ‬ ‫ُي ْم ِر ُح َيا ِمثْ َل ِع ْجل لُ ْب َن َ‬ ‫ون جبؿ في لبناف‪ ..‬ال شئ يثبت أماـ صوت اهلل ميما كانت قوتو‪ .‬أيف كانت قوة موسى‬ ‫ا ْل َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِش ٍّي = ِس ْرُي َ‬ ‫األسود وكبريائو في مشيد استشياده النيائي‪ُ .‬ي ْم ِر ُح َيا ِم ْث َل ِع ْجل= يجعميا تتقافز في مرح‪ .‬فَ ِر ِ‬ ‫ير ا ْل َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِش ٍّي‬

‫= جاءت في اإلنجميزية "مثؿ صغير العجؿ الوحشي حينما يقفز" وفي السبعينية "إبف وحيد القرف المحبوب"‬ ‫والمعنى "العجؿ الصغير الوحشي" الذي يقفز في مرح أماـ والديو‪ ،‬ىكذا تتقافز أشجار األرز الضخمة‪.‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ب َن ٍ‬ ‫ار‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ت َّ‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫ب َي ْق َد ُح لُ ُي َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٚ‬‬ ‫ىذه ىي ألسنة النار التي حمَّت عمى التبلميذ فإلتيبوا حباً في اهلل‪ ،‬وغيرة عمى مجده‪ ،‬فتركوا كؿ شئ وجالوا‬

‫ب َن ٍ‬ ‫ار = ىنا نرى الروح القدس‬ ‫مبشريف غير خائفيف‪ .‬وفي بعض الترجمات جاءت عوضاً عف َي ْق َد ُح يقطع لُ ُيي َ‬ ‫يطفئ لييب الشيوة‪.‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ش‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ب ُي َزْل ِز ُل ا ْل َبٍّريَّ َة‪ُ .‬ي َزْل ِز ُل َّ‬ ‫ت َّ‬ ‫الرب َب ِريَّ َة قَ ِاد َ‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫آية (‪َ " - )ٛ‬‬ ‫البرية عادة تكوف قاحمة‪ ،‬ال حياة فييا‪ ،‬وىكذا اإلنساف بدوف الروح القدس يكوف ببل ثمار‪ ،‬قمبو كبرية قاحمة‪،‬‬

‫حوؿ الييود وغير المؤمنيف إلى مسيحييف‪ ،‬فتحولت القموب الحجرية‬ ‫وصوت الروح القدس يحولو لجنة مثمرة‪َّ ،‬‬

‫لقموب لحمية حية‪ ،‬إذ تغير الجحود والقساوة فييا إلى حب وتوبة واشتياؽ هلل‪.‬‬

‫‪ٜ‬‬ ‫ب ُي َولٍّ ُد ِ‬ ‫ور‪َ ,‬وِفي َى ْي َكمِ ِو ا ْل ُكل قَ ِائ ٌل « َم ْج ٌد»‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ت َّ‬ ‫اإلي َ‬ ‫َّل‪َ ,‬وَي ْك ِش ُ‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫آية (‪َ " - )ٜ‬‬ ‫ف ا ْل ُو ُع َ‬ ‫ُي َولٍّ ُد ِ‬ ‫َّل = األيؿ نوع مف الغزالف ليا غريزة طبيعية عجيبة ىي أنيا تضع أنفيا عند جحور الثعابيف فتسرع ىذه‬ ‫اإلي َ‬

‫لمخروج فتبطش بيا األيائؿ بحوافر أرجميا وتميتيا‪ ،‬وىي تبدو في فرح بعد االنتصار فتسير كأنيا ترقص وتتجمع‬ ‫بعد جياد الحرب حوؿ ينابيع المياه لتشرب‪ ،‬وصوت الرب ولَّ َد مؤمنيف ليـ سمطاف أف يدوسوا عمى الحيات‬

‫‪100‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والعشرون)‬

‫والعقارب‪ ،‬ويولد في نفس المؤمف الفرح والسبلـ واالشتياؽ إلى ينابيع المياه أي االمتبلء مف الروح القدس‪ .‬وىكذا‬

‫فرح وتيمؿ الوزير الحبشي بعد معموديتو وسجاف فيمبي‪ .‬يكشؼ الوعور أي الغابات الكثيفة‪ .‬وىذه الغابات بسبب‬ ‫كثافة أشجارىا يحجز عنيا نور الشمس فتكوف مظممة‪ ،‬وأرضيا موحمة تحيا فييا الثعابيف والزواحؼ السامة‪،‬‬

‫وداود رأى أف صوت اهلل يكشؼ ىذه الغابات فيشرؽ فييا نور الشمس والمسيح ىو شمس برنا‪ .‬فيربت الحيات‬

‫والعقارب وجفت المياه المتعفنة‪ ،‬وتحولت الطرؽ إلى طرؽ مستقيمة‪ .‬خبلؿ جمسات فحص النفس واالعتراؼ ‪،‬‬ ‫يستطيع صوت الرب أف يكشؼ الوعور ليصبح الداخؿ نقياً‪َ .‬وِفي َى ْي َكمِ ِو ا ْل ُكل قَ ِائ ٌل َم ْج ٌد = ىذه ىي ثمار عمؿ‬ ‫النعمة في الشعوب وفي األفراد حيف يشرؽ نور المسيح فييـ‪ .‬فنرى اآلف األرز قد تكسَّر= الكبرياء‪ .‬وفي القديـ‬ ‫نرى نتيجة الكبرياء بمبمة األلسف وفي يوـ الخمسيف حدث العكس إذ فيـ الكؿ ما قالو بطرس‪ ،‬لقد اجتمعت‬

‫الكنيسة كميا في لساف واحد يسبح اهلل وكؿ مف َّ‬ ‫قدـ توبة ينطمؽ لسانو مسبحاً‪.‬‬

‫ٓٔ‬ ‫ِ‬ ‫الرب ِبالطوفَ ِ‬ ‫الرب َممِ ًكا إِلَى األ َ​َب ِد‪".‬‬ ‫س َّ‬ ‫آية (ٓٔ) ‪َّ " -‬‬ ‫س‪َ ,‬وَي ْجم ُ‬ ‫ان َجمَ َ‬ ‫الرب ِبالطوفَ ِ‬ ‫س = نرى في الطوفاف ىبلؾ العالـ القديـ بسبب خطاياىـ وقيامة عالـ جديد ممثبلً في نوح‬ ‫َّ‬ ‫ان َجمَ َ‬ ‫عف طريؽ الفمؾ‪ .‬والفمؾ رمز لمكنيسة‪ ،‬وحادثة الطوفاف رمز لممعمودية (ٔبطٕٔ‪ ،)ٕٓ2ٖ،‬وىذا ما رأيناه في‬

‫كممات ىذا المزمور أف صوت الرب حطّـ اإلنساف العتيؽ بكبريائو وشيواتو ليقيـ إنساناً جديداً (روٗ‪ )ٖ2ٙ،‬وىذا‬

‫اإلنساف الجديد يممؾ اهلل عمي قمبو‪ ،‬ويعطي مجداً هلل مسبحاً اهلل عمى عممو‪.‬‬

‫ٔ​ٔ‬ ‫الرب ُي َب ِ‬ ‫السبلَِم‪".‬‬ ‫ش ْع َب ُو ِب َّ‬ ‫ش ْع ِب ِو‪َّ .‬‬ ‫آية (ٔ​ٔ) ‪َّ " -‬‬ ‫ار ُك َ‬ ‫الرب ُي ْع ِطي ِع ًّاز لِ َ‬ ‫صوت الرب جاء ليعمف فاعميتو في حياة البشر ويحوؿ قفر العالـ إلى فردوس ويعطي شعبو قوة ويمنحيـ سبلـ‬

‫"سبلمي أنا أعطيكـ سبلمي أترؾ لكـ"‪.‬‬

‫‪101‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخالحون)‬

‫المزمور الثبلثون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور الثبلثون (التاسع والعشرون في األجبية)‬ ‫‪‬‬

‫وىو مزمور شكر لداود‪ ،‬ويقوؿ البابا أثناسيوس الرسولي أنو قالو لما عرؼ أف الرب قد غفر إثمو‪،‬‬ ‫وتجددت بالتوبة نفسو الكائنة في بيت الرب والتي ىي ذاتيا بيت اهلل وبعد أف كاف نتيجة الخطية (امرأة‬

‫أوريا) مستوجباً الموت والجب‪ ،‬شفاه اهلل بتوبتو وقَبِمو ثانية‪ .‬وقد يكوف عنواف المزمور "تدشيف البيت" قد‬ ‫أضيؼ الحقاً بعد أف انتيى سميماف مف بناء الييكؿ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ىذا المزمور مناسب جداً وضعو ىنا بعد المزمور السابؽ‪ ،‬الذي يحدثنا عف عمؿ الروح القدس في تجديد‬

‫اإلنساف وبناء إنساناً جديداً كييكؿ هلل‪ ،‬يممؾ اهلل عميو فاإلنساف عموماً كاف بسبب خطيتو ىالكاً‪ ،‬وبعمؿ‬ ‫المسيح وتجديد الروح القدس صار لو خبلص‪ .‬فداود بسقوطو يرمز لسقوط اإلنساف وفي توبتو وقبوؿ اهلل‬

‫لو ثانية يرمز لعدـ ىبلؾ اإلنساف نيائياً بؿ ىناؾ رجاء في شفاء اإلنساف مف مرض الموت‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وترن ـ الكنيسة ىذا المزمور في صبلة الساعة الثالثة لتذكر األعداء الذيف كانوا محيطيف بالمسيح وحكموا‬ ‫عميو بالموت واهلل لـ يجعميـ يشمتوا فيو بؿ أقامو وأصعد نفسو مف الياوية‪ ،‬وأصعد معو نفوس البشر‬

‫الذيف فداىـ وأقاـ منيـ الروح القدس كنيسة مسبحة مرتمة تحيا في سبلـ‪ ،‬لقد شفاىا اهلل‪ .‬لقد فقدنا‬

‫صورتنا األولى‪ ،‬صورة اهلل‪ ،‬ولكف كاف عمؿ المخمص أف يقيـ منا مسكناً لو دشنو الروح القدس‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫ش ِم ْت ِبي أ ْ ِ‬ ‫شفَ ْيتَِني‪".‬‬ ‫ش ْمتَِني َولَ ْم تُ ْ‬ ‫ت ِب َك فَ َ‬ ‫ُعظٍّ ُم َك َيا َرب أل ََّن َك َن َ‬ ‫استَ َغثْ ُ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٕ-‬أ َ‬ ‫َع َدائي‪َ .‬يا َرب إِل ِيي‪ْ ,‬‬ ‫ىذه صبلة شكر مف داود هلل الذي قبؿ توبتو‪ .‬وصبلة شكر ترفعيا الكنيسة والطبيعة البشرية التي خمصت مف‬

‫الموت ولـ تعد الشياطيف تشمت فييا‪ .‬والشفاء ىنا ىو شفاء مف وباء يصعب وقفو (ٕصـٕٗ‪ ..)ٔٙ2‬إني أنا‬

‫الرب شافيؾ (خر٘ٔ‪ )ٕٙ2‬وكـ مف أمراض جسدية ونفسية بؿ الموت نفسو قد لحقت البشرية بسبب الخطية‪.‬‬ ‫الشفاء المقصود ىو شفاء كامؿ لمنفس والجسد والروح ‪ ،‬فيكوف لو حياة ابدية بجسد نوراني ممجد ‪.‬‬ ‫ٖ‬ ‫ت ِم َن‬ ‫َص َع ْد َ‬ ‫آية (ٖ) ‪َ " -‬يا َرب‪ ,‬أ ْ‬ ‫نزؿ المسيح إلى الجحيـ لينقذ مف‬

‫ا ْل َي ِ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫ين ِفي ا ْل ُج ٍّ‬ ‫َح َي ْيتَِني ِم ْن َب ْي ِن ا ْل َيا ِب ِط َ‬ ‫اوَي ِة َن ْف ِسي‪ .‬أ ْ‬ ‫كاف فيو ساكناً عمى الرجاء (أؼٕ‪ .)ٙ2‬واآلف فالفردوس مفتوح لكؿ مف ينتقؿ‬

‫ب‬ ‫مف اوالد اهلل ‪ .‬بؿ ليـ حياة ابدية ومجد ابدي عوضا عف الجحيـ = ا ْل ُج ٍّ‬

‫ٗ‬ ‫ِ‬ ‫ضاهُ‪ِ .‬ع ْن َد‬ ‫اح َم ُدوا ِذ ْك َر قُ ْد ِس ِو‪٘ .‬أل َّ‬ ‫اآليات (ٗ‪َ " - )٘-‬رٍّن ُموا لِ َّمر ٍّ‬ ‫َن لِمَ ْح َ‬ ‫ض َب ُو‪َ .‬ح َياةٌ ِفي ِر َ‬ ‫ظ ٍة َغ َ‬ ‫اءهُ‪َ ,‬و ْ‬ ‫ب َيا أَتْق َي َ‬ ‫ا ْلمس ِ‬ ‫اح تَ​َرن ٌم‪".‬‬ ‫الص َب ِ‬ ‫اء‪َ ,‬وِفي َّ‬ ‫اء َي ِب ُ‬ ‫يت ا ْل ُب َك ُ‬ ‫َ َ‬

‫‪102‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخالحون)‬

‫ىنا يسأؿ المرتؿ كؿ مف آمف بخبلص اهلل أف يسبح اهلل معو‪ ،‬ودعاىـ داود قديسيف أو أتقياء‪ ،‬فاهلل قدسيـ‪ ،‬ومف‬

‫تقدس يسبح اهلل فبل انفصاؿ بيف حياة القداسة وحياة التسبيح‪ ،‬فالروح القدس الذي حؿ عمينا ىو يقدس (اي‬ ‫يكرس قموبنا هلل) وىو ايضا مف ثماره الفرح (غؿ ٘ ‪ ،)ٕ​ٕ 2‬ونتيجة الفرح الطبيعية ىي اف نسبح (وىذا ما حدث‬ ‫ض َب ُو = فاهلل يغضب‬ ‫مع زكريا واليصابات لو ٔ)‪ .‬ونرى ىنا مراحـ اهلل‪ ،‬فغضبو ال يمتد طويبلً= أل َّ‬ ‫َن لِمَ ْح َ‬ ‫ظ ٍة َغ َ‬ ‫ليؤدب ال لينتقـ‪ .‬أما السبعينية فترجمتيا ألف سخطاً في غضبو وىما متكامبلف‪ .‬فاهلل في غضبو‪ ،‬سخط عمى‬

‫اإلنساف فمات ولكف في رحمتو لـ يتركو طويبلً بؿ دبر فداءه سريعاً‪ .‬وىذا ىو ما قالو اهلل (اش ٗ٘ ‪ )ٚ 2‬و َح َياةٌ‬ ‫ضاهُ = أعطانا قيامة مع المسيح‪ .‬فبموت المسيح عنا جمب عمينا رضا اهلل ووىبنا حياة أبدية برضاه وليس‬ ‫ِفي ِر َ‬ ‫باستحقاقنا‪.‬‬

‫وىذا المزمور ىو تسبحة البشرية التي كاف محكوما عمييا بالموت ‪ ،‬واحياىا المسيح بفدائو ‪،‬وتسبحة كؿ خاطئ‬ ‫تائب‬

‫قبولو‬

‫حتى اآلف فبخطيتنا نستحؽ اليبلؾ في الجب وبتوبتنا يرضى اهلل عمينا فننجو مف الجب‪ ،‬ونسبح اهلل عمى‬ ‫لنا‪ .‬والتسبيح ىو عمؿ الروح القدس فينا الذي يدفعنا لنسبح كما عمَّـ داود المرتؿ لغة التسبيح‪ِ .‬ع ْن َد ا ْلمس ِ‬ ‫اء‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫اح التَ​َرن ٌم = ففي المساء دفف المسيح وبكي أحباءه وفي باكر األحد قاـ فرنموا‪ .‬وفي مساء‬ ‫الص َب ِ‬ ‫اء َوِفي َّ‬ ‫ا ْل ُب َك ُ‬

‫يت‬ ‫َي ِب ُ‬ ‫ىذا العالـ يكوف لنا ضيؽ وحزف وفي فجر الحياة األبدية يحؿ السرور والترنـ‪ .‬فالعالـ مساء واألبدية صباح ألف‬ ‫شمس البر ضياؤىا‪ .‬وفي مساء المسيحي (سقوطو في الخطية) بكاء وحزف وفي صباح توبتو سرور وفرح‪.‬‬

‫‪ٚ‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫اك ثَب َّ‬ ‫ت‬ ‫ض َ‬ ‫َّت لِ َج َبمِي ِع ًّزا‪َ .‬ح َج ْب َ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٚ-ٙ‬وأَ​َنا ُق ْم ُ‬ ‫ت ِفي طُ َمأ ِْني َن ِتي «الَ أَتَ​َز ْع َزعُ إِلَى األ َ​َب ِد»‪َ .‬يا َرب‪ِ ,‬ب ِر َ‬ ‫و ْجي َك فَ ِ‬ ‫اعا‪".‬‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫ت ُم ْرتَ ً‬ ‫َ َ‬ ‫ىنا يحدثنا المرتؿ عف حالتو قبؿ الخطية إذ ظف نفسو انو لن يتَ​َز ْع َزعُ وكاف مطمئناً لذلؾ‪ ،‬واذ إتكؿ عمى ذاتو‬

‫أخطأ ف َح َج ْب اهلل َو ْج َيو عنو‪ ،‬فصار محروماً مف نعمة اهلل ورحمتو‪ .‬ولقد حدث مع داود ىذا فعبلً إذ في كبرياء‬ ‫قمبو أراد إحصاء الشعب فسقط سقطة عظيمة‪ .‬وىنا يعترؼ أف كؿ ما كاف جميبلً وعظيماً فيو إنما ىو برضاء‬ ‫اك ثَب َّ‬ ‫تحوؿ الجماؿ‬ ‫َّت لِ َج َبمِي ( لبيائي) ِع ًّاز والعكس حيف صرؼ اهلل وجيو عنو َّ‬ ‫ض َ‬ ‫اهلل وليس لبر فيو= َيا َرب‪ِ ,‬ب ِر َ‬ ‫والقوة إلى قمؽ واضطراب‪ .‬وىذا ما حدث لمبشرية إذ بسقوطيا فقدت سبلميا وقوتيا وسمطانيا‪َ .‬ج َبمِي = في‬ ‫المسيح صرنا جباال اي نحيا في السماويات وثابتيف في ايماننا وراسخيف فيو كالجباؿ الثابتة ‪ ،‬والمسيح جبؿ في‬

‫رأس الجباؿ (اش ٕ ‪ )ٕ2‬والروح القدس ىو يثبتنا في المسيح فنستمر جباال ( ٕكو ٔ ‪ )ٕ​ٕ-ٕٔ2‬وىذا الثبات‬ ‫في المسيح ىو ما يعطينا العز والمجد فالمسيح مجدنا ( زؾ ٕ ‪ )٘ 2‬والمسيح وسط كنيستو لبلبد يعطييا مجدا‬ ‫وع از وبياء‪ .‬واالية مترجمة وبنفس المفيوـ في السبعينية " يا رب بمسرتؾ اعطيت جمالي قوة " فجمالنا راجع‬

‫لثباتنا في المسيح‪.‬‬

‫‪ٜ‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ت إِلَى ا ْل ُح ْف َرِة؟ َى ْل‬ ‫َص ُر ُخ‪ ,‬وِالَى َّ‬ ‫ض َّرعُ َما ا ْلفَ ِائ َدةُ ِم ْن َد ِمي إِ َذا َن َزْل ُ‬ ‫الس ٍّي ِد أَتَ َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٜ-ٛ‬إِلَ ْي َك َيا َرب أ ْ‬ ‫اب؟ َى ْل ُي ْخ ِب ُر ِب َحقٍّ َك؟"‬ ‫َي ْح َم ُد َك الت َر ُ‬

‫‪103‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخالحون)‬

‫إذ شعر داود بحالة فقداف السبلـ والقمؽ لـ يكف أمامو سوى أف يصرخ إلى اهلل‪ .‬ىذا صراخ مف كاف قبؿ مجئ‬ ‫المسيح محكوما عميو بالموت ويتضرع هلل ‪ ،‬وىو صراخنا اآلف حتي يحفظنا اهلل ثابتيف في المسيح فتكوف لنا‬

‫حياة ‪.‬ونجد داود‬

‫في صراحة الحب يصرخ هلل‪ ،‬ما المنفعة في ىبلكي وفي أف تفقد يا رب أحد محبيؾ‪ .‬ىنا نجد عتاب الحب‪ ،‬فيو‬

‫يستجدي بدالة مراحـ اهلل ويطمب تحقيؽ مواعيده اإلليية‪.‬‬

‫ٓٔ‬ ‫استَ ِم ْع َيا َرب َو ْار َح ْم ِني‪َ .‬يا َرب‪ُ ,‬ك ْن ُم ِعي ًنا لِي‪".‬‬ ‫آية (ٓٔ) ‪ْ " -‬‬ ‫جاءت في السبعينية بمغة (صيغة) الماضي‪ .‬أي اهلل استجاب لتضرعاتو‪.‬‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ْص لِي‪ .‬حمَ ْم َ ِ‬ ‫ت َن ْو ِحي إِلَى َرق ٍ‬ ‫س ِحي َو َم ْنطَ ْقتَِني فَ​َر ًحا‪",‬‬ ‫آية (ٔ​ٔ) ‪َ " -‬ح َّوْل َ‬ ‫َ‬ ‫تمْ‬ ‫حوؿ اهلل حزنو إلى فرح [ٔ] حينما قبؿ توبتو شخصياً [ٕ] بفداء المسيح لمبشرية كميا‪ .‬لقد أبدؿ داود ثوب التوبة‬

‫الذي يحيط بجسده مثؿ مسوح‪ ،‬بثوب عرس يتمنطؽ بو‪ .‬صارت لو ثياب عيد ليشترؾ في احتفاؿ بييج ورقص‬

‫روحي‪ .‬فتغيير المبلبس يكشؼ عف تغيير داخمي في نفس المرتؿ حيث استجيبت صبلتو (لذلؾ في كنيستنا‬ ‫القبطية نرتؿ ىذا المزمور أثناء ارتداء مبلبس الخدمة البيضاء قبؿ صبلة القداس) والمسيح ارتدى جسدنا‬

‫الخاطئ ليكوف قاببلً لمموت عنا ليعطينا أف نرتدي بيائو‪ ،‬ألبسنا المسيح‪ ،‬فيو أخذ الذي لنا وأعطانا الذي لو‬

‫(تسبحة يوـ الجمعة)‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ٕٔ ِ‬ ‫َح َم ُد َك‪".‬‬ ‫س ُك َ‬ ‫ت‪َ .‬يا َرب إِل ِيي‪ ,‬إِلَى األ َ​َب ِد أ ْ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪ " -‬ل َك ْي تَتَ​َرَّن َم لَ َك ُروحي َوالَ تَ ْ‬ ‫التسبيح ىو النتيجة الطبيعية لنعمة اهلل التي شممتنا‪.‬وىذه جاءت في السبعينية ىكذا " لكي يرتل لك مجدي "‬ ‫ومجد داود ليس ىو ممكو وتاجو ‪.....‬الخ بؿ ىو اهلل قوتو وخبلصو‪ ،‬وىذا قد عبر عنو داود في معظـ مزاميره‪.‬‬ ‫ولخص بولس الرسوؿ الخبلص في المسيحية في قولو اننا في المسيح والسيد المسيح طمب منا اف نثبت‬

‫فيو " اثبتوا في وانا فيكـ" فنحف في المسيح نموت بحياتنا القديمة التي اخذناىا مف آدـ ونحيا بحياة المسيح‬

‫فينا حياة ابدية ‪ .‬فكؿ ما نعممو االف نعممو في المسيح ‪ ،‬وىذا تعممناه مف بولس الرسوؿ الذي كاف يحب االخوة‬ ‫والكنيسة في المسيح ويسمـ عمييـ في المسبح (ٔكو ‪ .)ٜٔ،ٕٗ 2 ٔٙ‬فاذا كاف اهلل ىو مجدنا ( زؾ ٕ ‪ )٘ 2‬وىو‬

‫مجد داود ‪ ،‬فتسبيح داود وتسبيحنا ىو في المسيح مجدنا‪ .‬وحيف يقوؿ داود يرتل لك مجدي= فيذا معناه انني في‬ ‫المسيح ثابتا وفي ثباتي ىذا لي المجد‪ .‬وفي ثباتي ىذا وفي المسيح اسبح وارتؿ ‪ .‬ولنفيـ اف كؿ سبلـ وكؿ محبة‬ ‫وكؿ تسبيح وكؿ مجد ليس في المسيح ىو باطؿ‪ .‬ويمكف فيميا أيضا فى ضوء قوؿ المرنـ " السموات تحدث‬

‫بمجد اهلل والفمؾ يخبر بعمؿ يديو " (مز ‪ )ٜٔ‬والمرنـ جعؿ الجباؿ ترنـ واألنيار تصفؽ (مز‪ )ٜٛ‬والمعنى أف‬

‫الجباؿ بعظمتيا وىكذا األنيار والسموات والفمؾ بخمقتيـ يشيدوف بدوف كممة عف عظمة خالقيـ وصانعيـ‪ .‬وىكذا‬

‫حيف يتمجد اإلنساف فيو سيكوف شيادة لعظمة عمؿ اهلل كأنيا ترتيؿ‪.‬‬

‫‪104‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخالحون)‬

‫المزمور الحادى والثبلثون‬

‫عودة لمجدول‬

‫رنـ داود ىذا المزمور وىو في ضيقة‪ ،‬ربما أثناء ىروبو مف شاوؿ‪ .‬ويصمي كؿ مؤمف في ضيقتو بكممات ليطمب‬ ‫الحماية مف اهلل مف أعدائو المتشامخيف‪.‬‬ ‫ٔ‬ ‫ِ ِٕ‬ ‫ِ‬ ‫يعا‬ ‫ت‪ .‬الَ تَ َد ْع ِني أ ْ‬ ‫َخ َزى َم َدى الد ْ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٛ-‬عمَ ْي َك َيا َرب تَ​َو َّك ْم ُ‬ ‫س ِر ً‬ ‫َّى ِر‪ِ .‬ب َع ْدل َك َن ٍّجني‪ .‬أَم ْل إِلَ َّي أُ ُذ َن َك‪َ .‬‬ ‫َج ِل اس ِم َك تَي ِد ِ‬ ‫ت م ْمجٍإ لِتَ ْخمِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يني‬ ‫يصي‪ٖ .‬أل َّ‬ ‫ص ْخ َرِتي َو َم ْع ِقمِي أَْن َ‬ ‫ت‪ِ .‬م ْن أ ْ‬ ‫ص ٍن‪َ ,‬ب ْي َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ص ْخ َرةَ ح ْ‬ ‫َن َ‬ ‫أَ ْنقذْني‪ُ .‬ك ْن لي َ‬ ‫ٗ‬ ‫ت ِحص ِني‪ِ ٘ .‬في ي ِد َك أَستَوِدعُ ر ِ‬ ‫َخ ِر ْج ِني ِم َن َّ‬ ‫وحي‪ .‬فَ َد ْيتَِني َيا َرب‬ ‫ود ِني‪ .‬أ ْ‬ ‫الش َب َك ِة الَِّتي َخ َّبأ َ‬ ‫ُوىا لِي‪ ,‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬ ‫َوتَقُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ ُ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ون أَب ِ‬ ‫ت‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ت‪ .‬أ َْبتَ ِي ُج َوأَف َْر ُح ِب َر ْح َم ِت َك‪ ,‬أل ََّن َك َن َ‬ ‫َما أَ​َنا فَ َعمَى َّ‬ ‫يل َك ِاذ َب ًة‪ .‬أ َّ‬ ‫اط َ‬ ‫ظ ْر َ‬ ‫ب تَ​َو َّك ْم ُ‬ ‫ضُ‬ ‫لو ا ْل َحقٍّ‪ .‬أ َْب َغ ْ‬ ‫إِ َ‬ ‫ت الَِّذ َ‬ ‫اع َ َ‬ ‫ين ُي َر ُ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ْت ِفي َّ ِ ِ ِ‬ ‫ت ِفي الر ْح ِب ِر ْجمِي‪".‬‬ ‫س ِني ِفي َي ِد ا ْل َع ُد ٍّو‪َ ,‬ب ْل أَقَ ْم َ‬ ‫إِلَى َم َذلَِّتي‪َ ,‬و َع َرف َ‬ ‫الش َدائد َن ْفسي‪َ ,‬ولَ ْم تَ ْح ِب ْ‬

‫نجد المرنـ وقد حاقت بو المخاطر حتى الموت يمقي كؿ إتكالو عمى اهلل‪ ،‬فاهلل عادؿ يرى ظمـ أعداؤه وسينجيو‬ ‫طالما وضع ثقتو فيو‪ .‬أ ِ‬ ‫َم ْل أُ ُذ َن َك = ميؿ األذف يشير لبلستعداد لسماع حتى اليمسة‪ ،‬واهلل يسمع حتى تنيدات‬

‫القمب الداخمية‪ .‬وىنا المرنـ يشعر باف عدوه نصب لو فخاً‪ ،‬ويطمب مف اهلل الحماية‪ .‬ويصؿ المرنـ إلى أقصى‬ ‫درجات االتكاؿ = ِفي ي ِد َك أَستَوِدعُ ر ِ‬ ‫ت بو‪ ،‬بؿ‬ ‫وحي = فيو ال يسمـ اموره فقط في يدي اهلل لينجيو مف ضيقة آَلَّ َم ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ ُ‬ ‫ىو يستودع روحو في يدي اهلل‪ .‬ولقد كانت ىذه آخر كممات الرب يسوع عمى الصميب وآخر كممات اسطفانوس‬ ‫(أع‪ .) ٜ٘2ٚ‬وحيف تصؿ النفس إلى ىذه الدرجة مف التسميـ تشعر بأقصى درجات األماف لذلؾ رأى اسطفانوس‬

‫السماء مفتوحة‪ ،‬بؿ صمي طالباً لمف يرجمونو غفراف خطيتيـ‪ .‬وما السبب الذي بو نشعر بكؿ ىذه الثقة في‬ ‫محبة اهلل؟ الفداء= لقد فَ َد ْيتَِني َيا َرب = فإف كاف قد بذؿ ابنو ألجمنا فيو لف يبخؿ عمينا بأي شئ (رو‪)ٖٕ2ٛ‬‬ ‫ونبلحظ االستجابة اإلليية ليذه النفس التي ألقت إتكاليا عمى اهلل‪ ،‬فنرى نغمة الفرح في كبلمو بعد ذلؾ ابتيج‬ ‫ون‬ ‫ضُ‬ ‫س ِني ِفي َي ِد ا ْل َع ُد ٍّو ونجد بغضو لمشر= أ َْب َغ ْ‬ ‫اع َ‬ ‫ت الَِّذ َ‬ ‫ين ُي َر ُ‬ ‫وأفرح‪ ..‬بؿ ثقتو في أف اهلل سيخمصو = َولَ ْم تَ ْح ِب ْ‬ ‫أَب ِ‬ ‫ت ِفي الر ْح ِب ِر ْجمِي‪ .‬فاهلل حررنا مف قيود إبميس‬ ‫اط َ‬ ‫يل َك ِاذ َب ًة‪ .‬ونبلحظ أيضاً شعوره بالحرية الحقيقية = أَقَ ْم َ‬ ‫َ‬ ‫لندخؿ إلى سعة الفردوس‪ .‬لقد اختبر المرنـ سعة طريؽ الرب وسعة قمب المؤمف‪ ،‬ولـ تعد اآلالـ تحطمو‪ ،‬ولـ‬ ‫يعد قمبو يحمؿ سوى الحب هلل ولمجميع حتى أعداؤه‪.‬‬

‫ِ ِ‬ ‫‪ِ ِٜ‬‬ ‫َن َح َي ِاتي قَ ْد‬ ‫سفَ ْت ِم َن ا ْل َغ ٍّم َع ْي ِني‪َ .‬ن ْف ِسي َوَب ْط ِني‪ٔٓ .‬أل َّ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٛ-ٜ‬ا ْر َح ْمني َيا َرب أل ٍَّني في ض ْيق‪َ .‬خ َ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫َع َد ِائي ِ‬ ‫ظِ‬ ‫فَ ِني ْت ِبا ْلح ْز ِن‪ ,‬و ِس ِن ِ‬ ‫ت َع ًارا‪َ ,‬و ِع ْن َد‬ ‫شقَ َاوِتي قَُّوِتي‪َ ,‬وَبمِ َي ْت ِع َ‬ ‫ض ُعفَ ْت ِب َ‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫امي‪ِ .‬ع ْن َد ُك ٍّل أ ْ‬ ‫يني ِبالتََّني ِد‪َ .‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٕٔ‬ ‫يت ِم َن ا ْل َق ْم ِب ِم ْث َل ا ْلم ْي ِت‪ِ .‬‬ ‫ِجيرِاني ِبا ْل ُكمٍّي ِ‬ ‫ين َأر َْوِني َخ ِ‬ ‫َّة‪َ ,‬وُر ْع ًبا لِ َم َع ِ‬ ‫ت ِم ْث َل‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫ار ًجا َى َرُبوا َع ٍّني‪ُ .‬ن ِس ُ‬ ‫ارِفي‪ .‬الَِّذ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٖٔ‬ ‫فم ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ت َم َذ َّم ًة ِم ْن َك ِث ِ‬ ‫َخ ِذ َن ْف ِسي‪.‬‬ ‫ام َرِت ِي ْم َم ًعا َعمَ َّي‪ .‬تَفَ َّك ُروا ِفي أ ْ‬ ‫س ِم ْع ُ‬ ‫ير َ‬ ‫ين‪ .‬ا ْل َخ ْو ُ ُ ْ‬ ‫إِ َناء ُم ْتمَف‪ .‬أل ٍَّني َ‬ ‫ستَد ٌ‬ ‫ير ِبي ِب ُم َؤ َ‬

‫‪105‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخالحون)‬ ‫ٗٔ‬ ‫ت «إِل ِيي أَ ْن َ ٘ٔ ِ ِ‬ ‫ين‬ ‫أ َّ‬ ‫ت َيا َرب‪ُ .‬ق ْم ُ‬ ‫َما أَ​َنا فَ َعمَ ْي َك تَ​َو َّك ْم ُ‬ ‫َع َد ِائي َو ِم َن الَِّذ َ‬ ‫آجالِي‪َ .‬ن ٍّج ِني ِم ْن َي ِد أ ْ‬ ‫ت»‪ .‬في َيد َك َ‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ‪ِ ٔٙ‬‬ ‫َخ َزى أل ٍَّني َد َع ْوتُ َك‪ .‬لِ َي ْخ َز‬ ‫ص ِني ِب َر ْح َم ِت َك‪َ .‬يا َرب‪ ,‬الَ تَ َد ْع ِني أ ْ‬ ‫ئ ِب َو ْج ِي َك َعمَى َع ْبد َك‪َ .‬خمٍّ ْ‬ ‫َي ْط ُرُدوَنني‪ .‬أَض ْ‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫ق ِبوقَ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ُكتُوا ِفي ا ْل َي ِ‬ ‫اس ِت َيا َن ٍة‪".‬‬ ‫اوَي ِة‪ .‬لِتُْب َك ْم ِشفَاهُ ا ْل َك ِذ ِب‪ ,‬ا ْل ُمتَ َكمٍّ َم ُة َعمَى ٍّ‬ ‫األَ ْ‬ ‫الصدٍّي ِ َ َ‬ ‫اء َو ْ‬ ‫ش َرُار‪ .‬ل َي ْ‬ ‫احة‪ِ ,‬بك ْب ِرَي َ‬

‫اآليات (ٔ‪ )ٛ-‬رأينا فييا مراحـ الرب السابقة‪ .‬وفي ىذه اآليات نجده يصرخ إلى اهلل لينعـ عميو بالرحمة‪ ،‬فيو في‬ ‫ضيؽ‪ ،‬وطالما نحف في العالـ سيكوف لنا ضيؽ مف حروب داخمية وحروب خارجية‪ ،‬ومف يستسمـ لمحزف والضيؽ‬ ‫سفَ ْت ِم َن ا ْل َغ ٍّم َع ْي ِني ‪ ،‬وفي نفسو وجسده‪ .‬وال أمؿ في االصبلح بدوف تدخؿ‬ ‫يصيبو الضرر في بصيرتو = َخ َ‬ ‫الخالؽ نفسو‪ .‬والحظ في آية (ٓٔ) ميؿ اإلنساف المتألـ أف يتصور أف عمره كمو كاف أحزاف‪ ،‬لـ يكف ىناؾ يوـ‬ ‫حمو وىذا االندفاع في الغـ يزيد الم اررة داخؿ النفس‪ ،‬ولكف ميزة داود والتي يجب أف نتعمميا منو أنو يحوؿ ىذه‬

‫المشاعر إلى صبلة فيتعزى‪ ،‬وعندما يتعزى يسبح‪ ،‬فنجد تضرعاتو ممزوجة بتسابيحو‪ .‬وفي (ٔ​ٔ) نراه مرفوضاً‬

‫بؿ عا اًر (ىو رمز لممسيح أشٖ٘‪ )ٖ2‬إذ حسبو معارفو مرفوضاً مف اهلل بسبب خطاياه‪ .‬ولقد تخمى عنو أصدقاؤه‬

‫رعباً مف شاوؿ‪ ،‬وحتى ال ينتقـ منيـ شاوؿ ألنيـ أعانوه حاسباً إياىـ خونة (ألـ يترؾ المسيح كؿ مف كانوا حولو‬ ‫اء م ْتمَ ٍ‬ ‫صر ُ ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حتى تبلميذه) ُن ِس ُ ِ‬ ‫ف = (أشٕ٘‪ٔٗ2‬‬ ‫يت م َن ا ْل َق ْم ِب م ْث َل ا ْل َم ْيت = ىو في عزلتو صار كميت‪ْ .‬‬ ‫ت مثْ َل إ َن ُ‬ ‫كاف منظره كذا مفسداً‪( + )..‬أشٖ٘‪ ٕ2‬ال صورة لو وال جماؿ‪ )..‬وفي (ٖٔ) نجد صراحةً مؤامرة األعداء ليقتموه‬ ‫واثارة اإلشاعات الرديئة ضده (الـ يحدث ىذا مع المسيح تماماً) ثـ نجد صراخو هلل‪ .‬ميما اشتدت العزلة‬

‫ومؤامرات األعداء المحيقة فنحف نجد في اهلل المعونة والعزاء‪ ،‬ميما اشتد ظبلـ اآلالـ وينعكس ىذا عمى النفس‬ ‫ِ‬ ‫ئ ِب َو ْج ِي َك َعمَى َع ْب ِد َك‪ .‬وىي صرخة العيد القديـ ليأتي‬ ‫بأحزاف مرة‪ ،‬فاهلل يضئ بوجيو عمينا فنتعزى= أَض ْ‬ ‫المسيح‪.‬‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫ش ِر!‬ ‫َع َ‬ ‫ين َعمَ ْي َك تُ َجاهَ َب ِني ا ْل َب َ‬ ‫ود َك الَِّذي َذ َخ ْرتَ ُو لِ َخ ِائ ِف َ‬ ‫ظ َم ُج َ‬ ‫يك‪َ ,‬وفَ َع ْمتَ ُو لِ ْم ُمتَّ ِكمِ َ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٕ​ٕ-ٜٔ‬ما أ ْ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ٕٓ‬ ‫ِ‬ ‫اس‪ .‬تُ ْخ ِفي ِيم ِفي م َ ٍ ِ‬ ‫ستُرُىم ِب ِستْ ِر َو ْج ِي َك ِم ْن م َكا ِي ِد َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫الرب ‪ ,‬ألَ َّن ُو قَ ْد‬ ‫س ِن‪ُ .‬م َب َار ٌك َّ‬ ‫اص َمة األَ ْل ُ‬ ‫ظمَّة م ْن ُم َخ َ‬ ‫ْ‬ ‫تَ ْ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫َّام ع ْي َن ْي َك»‪ .‬و ِ‬ ‫ت ِفي ح ْيرِتي «إِ ٍّني قَِد ا ْنقَطَع ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫لك َّن َك‬ ‫َج َع َل َع َج ًبا َر ْح َمتَ ُو لِي ِفي َم ِدي َن ٍة ُم َح َّ‬ ‫ص َن ٍة‪َ .‬وأَ​َنا ُق ْم ُ‬ ‫ت م ْن قُد َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ت إِلَ ْي َك‪".‬‬ ‫ص َر ْخ ُ‬ ‫ص ْو َ‬ ‫س ِم ْع َ‬ ‫ت تَ َ‬ ‫ضرِعي إِ ْذ َ‬ ‫ت َ‬ ‫َ‬ ‫نسمع ىنا نغمة التسبيح والشكر‪ .‬وما جعؿ داود ينتقؿ مف األلـ والصراخ إلى التعزية‪ ،‬ىو الثقة في مراحـ اهلل‬

‫وىذا ما يقودنا لمتمتع بالمراحـ اإلليية فنرتفع فوؽ األلـ وينفجر القمب شك اًر وتسبيحاً إذ شعر باالستجابة اإلليية‪.‬‬

‫ويساعدنا في ىذا أف نتذكر مراحـ الرب في الماضي معنا‪ .‬وحينما نشعر بأننا نرى المسيح وندخؿ إلى عذوبة‬ ‫ود َك‪ .‬تُ ْخ ِفي ِي ْم ِب ِستْ ِر َو ْج ِي َك =‬ ‫َع َ‬ ‫ظ َم ُج َ‬ ‫الحوار معو لف نمتفت إلى اآلالـ بؿ نمتفت لو ونرى جوده وعذوبتو = َما أ ْ‬ ‫اهلل بنفسو يخفي عبيده ويحمييـ‪ .‬تُ ْخ ِفي ِي ْم ِفي َمظَمَّ ٍة = المظمة ىي خيمة = إشارة لمكنيسة فيي موجودة اآلف عمى‬

‫األرض وسترحؿ لمسماء‪.‬‬

‫‪106‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخالحون)‬

‫ام َل ِبا ْل ِك ْب ِري ِ‬ ‫از ِبكثْرٍة ا ْلع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (ٖٕ‪ٕٖ " - )ٕٗ-‬أ ِ‬ ‫َما َن ِة‪َ ,‬و ُم َج ٍ‬ ‫اء‪.‬‬ ‫الر َّ‬ ‫يع أَتْ ِق َي ِائ ِو‪َّ .‬‬ ‫َحبوا َّ‬ ‫َ‬ ‫ب َيا َجم َ‬ ‫َ َ‬ ‫الرب َحافظُ األ َ‬ ‫ٕٗ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫ين َّ‬ ‫َّد َوْلتَتَ َ‬ ‫لِتَتَ َ‬ ‫شد ْ‬ ‫يع ا ْل ُم ْنتَ ِظ ِر َ‬ ‫شج ْ‬ ‫َّع ُقمُ ُ‬ ‫وب ُك ْم‪َ ,‬يا َجم َ‬ ‫ِ‬ ‫ب=‬ ‫الر َّ‬ ‫يعْ ُم ْنتَ ِظ ِري َّ‬ ‫ىنا دعوة لكؿ إنساف مؤمف أف يتمتع بالخبرات التي تمتع بيا ىو‪ْ .‬لتَتَ َ‬ ‫شج ْ‬ ‫َّع ُقمُ ُ‬ ‫وب ُك ْم‪َ ,‬يا َجم َ‬ ‫الشجاعة تأتي مف إنتظار الرب بثقة في أنو يوفي بوعوده وسيتدخؿ في الوقت المناسب‪ ،‬فيو قد سمع الصبلة‬ ‫وسيستجيب‪.‬‬

‫‪107‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخالحون)‬

‫المزمور الثاني والثبلثون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىذا المزمور يحدثنا عف غفراف الخطية‪ .‬وقاؿ بعضيـ أنو وضع ليصموا بو يوـ الكفارة والمزمور يحدثنا عف أف‬ ‫كتـ الخطية ال يفيد صاحبيا وأف االعتراؼ بيا يعطي راحة‪ .‬وفي ىذا يتفؽ مع (أـ‪" )ٖٔ2ٕٛ‬مف يكتـ خطاياه ال‬

‫(يقِّ ْر‬ ‫ينجح ومف يقر بيا ويتركيا يرحـ" "‪ .‬ىنا نرى شرطيف لغفراف الخطية [ٔ] التوبة (يتركيا) [ٕ] االعتراؼ ُ‬ ‫بيا)‪ .‬ولكف نبلحظ في اآلية األولى طوبى لمذي ُغ ِفر اثمو وسترت (تغطت) خطيتو‪ .‬وىذه اآلية استخدميا بولس‬

‫الرسوؿ في (روٗ‪ )ٛ-ٙ2‬ليشرح كيؼ أف اهلل يبرر الفاجر الذي يؤمف وبإيمانو يحسب لو اهلل ب اًر بدوف أعماؿ‪.‬‬ ‫وبولس ىنا يحدثنا في ىذا اإلصحاح عف عمؿ المسيح بنعمتو أي بعممو الخبلصي‪ .‬فالتوبة واالعتراؼ ما كاف‬

‫ليما أف يغف ار أي خطية بدوف دـ المسيح الذي يكفِّر أي يستر ويغطي الخاطئ‪( .‬رؤ‪ .)ٔٗ2ٚ‬ونبلحظ أىمية‬

‫اإلقرار بالخطية في قصة سقوط أبوينا آدـ وحواء‪ ،‬فبعد سقوطيـ نجد اهلل يسأليـ وكاف اهلل ينتظر منيـ أف‬

‫أصر يشوع أف يعترؼ لو عاخاف (‪)ٜٔ2ٚ‬‬ ‫يعترفوا بالخطية ولكنيـ لـ يفعموا بؿ برروا أنفسيـ فمـ ينجحوا وليذا ّ‬ ‫ويخبره عمناً بخطيتو ويعترؼ أماـ اهلل‪ .‬وكنيستنا تمتزـ بيذا فتعمـ أوالدىا أف [ٔ] يؤمنوا بأف دـ المسيح ىو الذي‬

‫يكفر عف خطايانا [ٕ] نعترؼ بخطيتنا لمكاىف (سر االعتراؼ) [ٖ] نقدـ توبة (ال نعود لمخطية)‪.‬‬

‫بالنسبة لداود فقد سقط في خطية أوريا ولـ يشعر بأنو أخطأ‪ .‬ولكف ىو الحظ أنو بعد الخطية فقد سبلمو‪ ،‬بؿ فقد‬

‫جاء ْه ناثاف‪ ،‬واعترؼ أمامو بخطيتو‬ ‫ترانيمو ولـ يعد يصمي‪ ،‬بؿ تألمت عظامو وتألـ ألماً شديداً وكؿ ذلؾ حتى َ‬ ‫وبدأ التحوؿ والرجوع لمحالة القديمة‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪ٔ" - )ٕ-‬طُوبى لِمَِّذي ُغ ِفر إِثْم ُو و ِ‬ ‫الرب َخ ِط َّي ًة‪َ ,‬والَ ِفي‬ ‫ب لَ ُو َّ‬ ‫وبى ل َر ُجل الَ َي ْحس ُ‬ ‫ست َر ْت َخطيَّتُ ُو‪ .‬طُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ُ‬ ‫ر ِ‬ ‫وح ِو ِغ ٌّ‬ ‫ش‪".‬‬ ‫ُ‬ ‫التطويب ىنا لئلنساف الذي يناؿ غفراف خطاياه (دـ المسيح ‪ +‬توبة ‪ +‬اعتراؼ) استخدمت ىنا عدة ألفاظ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫اإل ثْ ُم = تعنى تجاوز حد معيف أو فعؿ أمر ممنوع وتشير لمتمرد ضد رئيس شرعي أو ضد الضمير‪.‬‬ ‫ال َخ ِط َّية = تعنى الخطأ في إصابة اليدؼ أو االبتعاد عف سبؿ اهلل‪.‬‬

‫المعصية = االنحراؼ عف مسار محدد‪ ،‬أو إعوجاج يحدث لشجرة بسبب ريح عاصؼ‪ .‬ىي كممة تشير لحدوث‬

‫شئ ضد النمو الطبيعي‪.‬‬ ‫ال ِغ ٌّ‬ ‫ش = تدؿ الكممة عمى الزيؼ والخداع والمكر‪ .‬والخطية تسمى غش ألنيا مخادعة وكاذبة‪.‬‬ ‫الم ُغ ِفرة = الكممة األصمية تعني رفع‪ ،‬مثمما ُي ْرفَ ْع حمؿ ثقيؿ عف كاىؿ إنساف ينوء تحتو‪.‬‬ ‫س ِت َر = الس تر ال يعني أف اهلل يتجاىؿ الخطية‪ ،‬بؿ أننا بصميبو لبسنا بر المسيح‪ ،‬صار بره عوض خزي‬ ‫ال ُ‬ ‫خطايانا (كما كاف غطاء التابوت يغطي بدـ ذبيحة الكفارة‪ ).‬وكما قمنا في مزمور (ٔ) أنو لـ يوجد رجؿ كامؿ‬ ‫سوى المسيح وحده‪ ،‬ولكف إذ يسدد المسيح ثمف خطايانا نحسب نحف كامميف فيو‪ .‬لذلؾ لـ يقؿ المرنـ طوبى‬

‫‪108‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخالحون)‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرب َخ ِطيَّ ًة‪ .‬فاهلل كاف في المسيح مصالحاً‬ ‫ب لَ ُو َّ‬ ‫وبى ل َر ُجل الَ َي ْحس ُ‬ ‫لرجؿ ببل خطية = فيذا ال يوجد‪ ،‬بؿ قاؿ طُ َ‬ ‫العالـ لنفسو وغير حاسب ليـ خطاياىـ وواضعاً فينا كممة المصالحة (ٕكو٘‪ .)ٜٔ-ٔٗ2‬والخاطئ الذي يتمتع‬ ‫بغفراف خطاياه والستر عمييا يحسب كبرئ ال يحمؿ في قمبو وال فكره وال فمو غش= والَ ِفي ر ِ‬ ‫وح ِو ِغ ٌّ‬ ‫ش‪ .‬وفي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫(روٗ‪ ) ٛ-ٙ2‬نرى بولس الرسوؿ يستخدـ اآليتيف لشرح عمؿ النعمة‪ ،‬فالنعمة وعمؿ اهلل الداخمي ىي التي تصمح‬ ‫إنحراؼ اإلنساف الداخمي وليس أعماؿ الناموس‪ .‬ونحف نحصؿ عمى كؿ ىذه النعـ بواسطة المعمودية التي بيا‬

‫نستر عرينا‪ .‬ثـ إف فقدنا ىذه النعمة بخطايانا نستعيد ما فقدناه بالتوبة واالعتراؼ‪.‬‬

‫اآليات (ٖ‪ٖ" - )ٗ-‬لَ َّما س َكت بمِي ْت ِعظَ ِ‬ ‫امي ِم ْن َزِف ِ‬ ‫ار َولَ ْيبلً‪ .‬تَ َح َّولَ ْت‬ ‫َن َي َد َك ثَ ُقمَ ْت َعمَ َّي َن َي ًا‬ ‫يري ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو‪ٗ ,‬أل َّ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫رطُ ِ‬ ‫وس ِة ا ْلقَ ْي ِظ‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ُ َ‬ ‫وبتي إِلَى ُي ُب َ‬ ‫نرى فييما عقوبة كتـ الخطية وعدـ االعتراؼ‪ .‬ربما ظف داود أف الزمف كفيؿ بعبلج خطيتو وأف الصمت‬ ‫والكتماف في الخارج فييما عبلج لمموقؼ ولكنو الحظ أف كيانو الداخمي إىتز‪ ،‬وعظامو بدأت تشيخ وتبمى‪ .‬فكمما‬

‫طالت المدة بدوف اعتراؼ كمما زادت حالة اإلنساف سوءاً‪ .‬واألسوأ أف داود عوضاً عف أف يسمؾ في الطريؽ‬ ‫الصحيح ويعترؼ بخطيتو نجده يشتكي سوء حالو الذي وصؿ إليو = ِم ْن َزِف ِ‬ ‫يري ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو‪ .‬فيو كاف مع كؿ‬ ‫نفس لو يشتكي م اررة حالتو التي وصؿ إلييا‪ .‬وكانت حالتو الردية التي وصؿ ليا ىي نتيجة طبيعية لتأديب اهلل‬

‫َن َي َد َك ثَ ُقمَ ْت َعمَ َّي ال َن َيار َوالمَ ْيل = ليدفعو اهلل أف يشعر بخطيتو ويعترؼ بيا‪ .‬واهلل بتأديبو ألوالده يجعؿ‬ ‫لو = أل َّ‬ ‫الخطية تتمرر في أفواىيـ‪ ،‬بالتبكيت ثـ بالتأديب‪.‬‬ ‫٘‬ ‫ام َخ ِطي َِّتي‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ف لِ َّمر ٍّ‬ ‫َعتَ ِر ُ‬ ‫َعتَ ِر ُ‬ ‫ت َرفَ ْع َ‬ ‫ب ِب َذ ْن ِبي» َوأَْن َ‬ ‫ف لَ َك ِب َخ ِطي َِّتي َوالَ أَ ْكتُ ُم إِثْ ِمي‪ُ .‬ق ْم ُ‬ ‫ت «أ ْ‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬أ ْ‬ ‫ت أَثَ َ‬ ‫االعتراؼ بداية طريؽ اإلصبلح‪ .‬واالنسحاؽ أماـ اهلل وادانة النفس ىي طريؽ العودة‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ٍ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫آية (‪ٙ" - )ٙ‬لِي َذا ُي َ ٍّ‬ ‫يب‪".‬‬ ‫يرِة إِيَّاهُ الَ تُص ُ‬ ‫صمي لَ َك ُكل تَق ٍّي في َوقْت َيج ُد َك فيو‪ .‬ع ْن َد َغ َم َارة ا ْلم َياه ا ْل َكث َ‬ ‫مع العودة هلل بالتوبة يعود التائب لحياة الصبلة ليعطيو اهلل خبلصاً وسط ضيقاتو والضيقات مشبية ىنا بطوفاف‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يب‪.‬‬ ‫يرِة إِيَّاهُ (المصمي التائب) الَ تُص ُ‬ ‫= ع ْن َد َغ َم َارة ا ْلم َياه ا ْل َكث َ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫النج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الضي ِ‬ ‫اة تَ ْكتَِنفُِني‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ت ِستٌْر لِي‪ِ .‬م َن ٍّ‬ ‫آية (‪ " - )ٚ‬أَ ْن َ‬ ‫ق تَ ْحفَظُني‪ِ .‬بتَ​َرنم َّ َ‬ ‫ىنا نرى اهلل الغافر الذي يستر عمى الخاطئ‪ ،‬فنحتمي فيو فبل يدركنا طوفاف الدينونة‪.‬‬

‫اآليات (‪«ٛ" - )ٔ​ٔ-ٛ‬أُعمٍّم َك وأُر ِش ُد َك الطَّ ِر َ ِ‬ ‫ص ُح َك‪َ .‬ع ْي ِني َعمَ ْي َك‪ٜ .‬الَ تَ ُكوُنوا َكفَ َر ٍ‬ ‫س أ َْو َب ْغل‬ ‫يق الَّتي تَ ْ‬ ‫سمُ ُك َيا‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫َ ُ َْ‬ ‫ٓٔ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ​ِ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫الشٍّر ِ‬ ‫ات ٍّ‬ ‫الر ْح َم ُة‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ب فَ َّ‬ ‫َما ا ْل ُمتَ​َوٍّك ُل َعمَى َّ‬ ‫ير‪ ,‬أ َّ‬ ‫يرةٌ ِى َي َن َك َب ُ‬ ‫ِببلَ فَ ْيم‪ِ .‬بم َجام َو ِزَمام ِزي َنتو ُي َكم ل َئبل َي ْد ُن َو إلَ ْي َك»‪َ .‬كث َ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫اى ِتفُوا يا ج ِميع ا ْلمستَ ِق ِ‬ ‫يمي ا ْل ُقمُ ِ‬ ‫وب‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ب َو ْابتَ ِي ُجوا َيا أَي َيا ٍّ‬ ‫تُ ِحيطُ ِب ِو‪ .‬اف َْر ُحوا ِب َّ‬ ‫ون‪َ ,‬و ْ‬ ‫الصدٍّيقُ َ‬ ‫َ َ َ ُ ْ‬ ‫‪109‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخالحون)‬

‫نرى اهلل كمرشد ومعمـ ألوالده في الطريؽ المموكي‪ .‬وىو يعطي أوالده حكمة وفيماً فبل يكونوا كفرس‪ ..‬ببل فيـ‪.‬‬ ‫ولو كانت النفس متمردة جامحة يضع اهلل في أفواىيا لجاماً يقيدىا بو ليضبطيا= ِبمِ َج ٍام َو ِزَم ٍام ِزي َن ِت ِو = ىذه‬ ‫المجـ لمزينة ألنيا تقود النفس لمتوبة‪ .‬ىذه المجـ تشير لتأديب اهلل وبعض التجارب التي يسمح بيا‪ ،‬كما عوقب‬ ‫شمشوف بالعمى لتستنير بصيرتو الداخمية‪ُ .‬ي َكم ِل َئبلَّ َي ْد ُن َو إِلَ ْي َك = اهلل بتأديباتو كأنو يضع لجاماً في أفواىنا فبل‬ ‫ِ‬ ‫ات ٍّ‬ ‫الشٍّرير‪.‬‬ ‫يرةٌ ِى َي َن َك َب ُ‬ ‫نجمح وراء شيواتنا فيدنو إلينا غضبو ف َكث َ‬

‫‪110‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والخالحون)‬

‫المزمور الثالث والثبلثون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ِ‬ ‫ب كتكممة لمزمور السابؽ‪ .‬فالمزمور (ٕٖ) حدثنا عف بركات الغفراف وىنا نرى مف شعر بيذه‬ ‫ىذا المزمور ُكت َ‬ ‫البركات وبقبوؿ اهلل لو يسبح اهلل بفرح عمى عطاياه اإلليية‪ .‬ولقد انتيى (مزٕٖ) نبدأ لمتائبيف الذيف غفر ليـ اهلل‬ ‫بأف يسبحوا ونجد ىنا االستجابة‪.‬‬

‫ىنا يذكر المرنـ أعماؿ اهلل العجيبة مع شعبو (شؽ البحر وىبلؾ فرعوف وجنوده) كسبب لمتسبيح‪ .‬فاهلل الذي أنقذ‬

‫شعبو يوماً ىو ىو ال يتغير ومحبتو لنا دائماً كؿ يوـ‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫ب‪ِ .‬با ْلمستَ ِق ِ‬ ‫ب ِبا ْل ُع ِ‬ ‫ود‪ِ .‬ب َرَب َاب ٍة‬ ‫الر َّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِ " - )ٖ-‬ا ْى ِتفُوا أَي َيا ٍّ‬ ‫اح َم ُدوا َّ‬ ‫ون ِب َّ‬ ‫ين َيمِ ُ‬ ‫يم َ‬ ‫الصدٍّيقُ َ‬ ‫يح‪ْ .‬‬ ‫س ِب ُ‬ ‫يق التَّ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ٖ‬ ‫ف ِبيتَ ٍ‬ ‫يدةً‪ .‬أ ْ ِ‬ ‫َذ ِ‬ ‫ش َرِة أ َْوتَ ٍ‬ ‫اف‪".‬‬ ‫ات َع َ‬ ‫ار َرٍّن ُموا لَ ُو‪َ .‬غنوا لَ ُو أُ ْغ ِن َي ًة َج ِد َ‬ ‫َحس ُنوا ا ْل َع ْز َ ُ‬ ‫التسبيح ىو عمؿ المستقيميف أي التائبيف‪ ،‬أما النفوس المعوجة ال تستطيع أف تسبح‪ .‬وىنا يطمب المرنـ أف نسبح‬

‫بآالت موسيقية في آية (ٕ) وىي آالت كانت تستخدـ في العيد القديـ‪ .‬واهلل يفضؿ أف نسبحو بأجسادنا ونفوسنا‪،‬‬

‫أي بأعمالنا الصالحة (أجساد) وبمحبتنا (نفوس) وتواضعنا (الروح)‪ .‬وفي ىذه اآلالت أي (الجسد والنفس والروح)‬ ‫يدةً = ىي ثمر عمؿ الروح‬ ‫ينفخ الروح القدس‪ ،‬فمو تجاوبنا معو تصدر نغمات تفرح اهلل‪َ .‬غنوا لَ ُو أُ ْغ ِن َي ًة َج ِد َ‬ ‫القدس مع حواسنا الجديدة‪.‬‬ ‫ب مستَ ِقيم ٌة‪ ,‬و ُك َّل ص ْن ِع ِو ِباألَما َن ِة‪٘ .‬ي ِحب ا ْل ِب َّر وا ْلع ْد َل‪ .‬امتَؤل ِ‬ ‫ض ِم ْن‬ ‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )ٔٛ-‬أل َّ‬ ‫َن َكمِ َم َة َّ‬ ‫َت األ َْر ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫الر ٍّ ُ ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ات‪ ,‬وِب َنسم ِة ِف ِ‬ ‫يو ُكل ُج ُنوِد َىا‪َ ٚ .‬ي ْج َمعُ َك َن ٍّد أ َْم َواهَ ا ْل َي ٍّم‪َ .‬ي ْج َع ُل الم َج َج ِفي‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ص ِن َع ِت َّ‬ ‫ب‪ِ .‬ب َكمِ َم ِة َّ‬ ‫َر ْح َم ِة َّ‬ ‫ب ُ‬ ‫الس َم َاو ُ َ َ َ‬ ‫ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ٍ ‪ٛ‬‬ ‫ب ُكل األ َْر ِ‬ ‫س َّك ِ‬ ‫الرب‬ ‫ص َار‪.‬‬ ‫َى َر‬ ‫الر َّ‬ ‫َّ‬ ‫ش َّ‬ ‫س ُكوَن ِة‪ .‬ألَنَّ ُو قَ َ‬ ‫ض‪َ ,‬و ِم ْن ُو لِ َي َخ ْ‬ ‫اء‪ .‬لِتَ ْخ َ‬ ‫أْ‬ ‫ال فَ َك َ‬ ‫ان ا ْل َم ْ‬ ‫َم َر فَ َ‬ ‫ف ُكل ُ‬ ‫ان‪ُ .‬ى َو أ َ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫شى أَ ْف َكار الش ُع ِ‬ ‫ت‪ .‬أَ ْف َك ُار َق ْم ِب ِو إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر‪.‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫أ َْب َ‬ ‫ام َرةُ َّ‬ ‫وب‪ .‬أ َّ‬ ‫ُمِم‪ .‬الَ َ‬ ‫ب فَِإلَى األ َ​َب ِد تَثْ ُب ُ‬ ‫َ‬ ‫َما ُم َؤ َ‬ ‫ام َرةَ األ َ‬ ‫ط َل ُم َؤ َ‬ ‫ٕٔ‬ ‫السماو ِ‬ ‫اختَاره ِم ا ِ ِ ِ ٖٔ ِ‬ ‫الرب إِلييا‪َِّ ِ َّ ,‬‬ ‫الرب‪َ .‬أرَى َج ِميعَ َب ِني‬ ‫ات َنظَ َر َّ‬ ‫ُم ِة الَِّتي َّ‬ ‫وبى لِؤل َّ‬ ‫طُ َ‬ ‫َُ‬ ‫يرثًا ل َن ْفسو‪ .‬م َن َّ َ َ‬ ‫الش ْعب الذي ْ َ ُ َ‬ ‫٘ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ان األ َْر ِ‬ ‫س َّك ِ‬ ‫ش ِر‪ِ ٔٗ .‬م ْن َم َك ِ‬ ‫َع َمالِ ِي ْم‪.‬‬ ‫س ْك َناهُ تَطَمَّ َع إِلَى َج ِم ِ‬ ‫ا ْل َب َ‬ ‫يعا‪ ,‬ا ْل ُم ْنتَِب ُو إِلَى ُك ٍّل أ ْ‬ ‫ص ٍّوُر ُقمُ َ‬ ‫وب ُي ْم َجم ً‬ ‫ض‪ .‬ا ْل ُم َ‬ ‫يع ُ‬ ‫ان ُ‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫ص‪ ,‬وِب ِشد ِ‬ ‫‪ِ ٔٚ‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص ا ْل َممِ ُك ِب َكثَْرِة ا ْل َج ْي ِ‬ ‫َّة قُ َّوِت ِو‬ ‫س أل ْ‬ ‫َج ِل ا ْل َخبلَ ِ َ‬ ‫َّار الَ ُي ْنقَ ُذ ِبعظَم ا ْلقُ َّوِة‪َ .‬باط ٌل ُى َو ا ْلفَ َر ُ‬ ‫لَ ْن َي ْخمُ َ‬ ‫ش‪ .‬ا ْل َجب ُ‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫ب عمَى َخ ِائ ِف ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫ين َر ْح َمتَوُ‪",‬‬ ‫يو َّ‬ ‫الَ ُي َن ٍّجي‪ُ .‬ى َوَذا َع ْي ُن َّ‬ ‫اج َ‬ ‫الر ٍّ َ‬

‫لماذا نسبح الرب؟‬ ‫بم ِ‬ ‫يم ٌة = وصاياه صالحة أعطاىا لنا لكي نحيا في فرح‪ .‬ولما خالفناىا أرسؿ كممتو المتجسد‬ ‫[ٔ] َكمِ َم َة َّ‬ ‫الر ٍّ ُ ْ‬ ‫ستَق َ‬ ‫ليصمح إنحرافنا‪.‬‬ ‫ض امتَؤل ِ‬ ‫ب = مراحـ الرب ال تنتيي وأقصى ما وصمت إليو ىو صميب المسيح الذي بو‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َت ِم ْن َر ْح َم ِة َّ‬ ‫[ٕ] األ َْر ُ ْ‬ ‫ستر عمى خطايانا فاهلل ي ِحب ا ْل ِب َّر َوا ْل َع ْد َل = فيو بعدلو قَبِؿ الصميب ليبررنا‪.‬‬

‫‪111‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والخالحون)‬

‫ات = بو كاف كؿ شئ (يؤ‪ )ٖ2‬وِب َنسم ِة ِف ِ‬ ‫يو ُكل‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ص ِن َع ِت َّ‬ ‫[ٖ] ىو خمؽ العالـ كمو ألجمنا= ِب َكمِ َم ِة َّ‬ ‫الس َم َاو ُ‬ ‫ب ُ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ُج ُن ِ‬ ‫ود َىا = فروح اهلل كاف يرؼ عمى المياه فخرجت منيا الحياة‪ ]ٗ[ .‬اهلل يحفظ العالـ بقوتو‪ ،‬فالمياه مجتمعة في‬

‫أماكنيا في البحر وال تغرؽ األرض= َي ْج َمعُ َك َن ٍّد أ َْم َواهَ المياه‪ .‬أ َْم َواهَ = جمع مياه‪ .‬بؿ أف اهلل شؽ البحر األحمر‬ ‫َىر ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اء =‬ ‫أماـ موسى والشعب وجمع المياه كند أي كومة‪ ،‬وكما قيؿ في سفر الخروج‬ ‫كسور مف كؿ ناحية‪ .‬أ ْ َ‬ ‫صور المرنـ البحار والمحيطات أنيا مخازف تحفظ أكواـ المياه واهلل وضع ليا خطاً ال تتعداه‪.‬‬ ‫مخازف‪ .‬ىكذا ُي ِّ‬

‫[٘] اهلل يبطؿ مؤامرات األعداء ضد شعبو‬ ‫ت = خطة الرب‪ .‬وخطة الرب التي تثبت ىي خطة الخبلص بالصميب والقيامة‪،‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ام َرةُ َّ‬ ‫ب فَِإلَى األ َ​َب ِد تَثْ ُب ُ‬ ‫[‪ُ ]ٙ‬م َؤ َ‬ ‫وأبطؿ اهلل مؤامرات األعداء الذيف اضطيدوا الكنيسة كالروماف والييود‬ ‫[‪ ]ٚ‬الرب مف السموات ينظر برحمتو وانعاماتو عمى شعبو الذي فداه ويتعيدىـ بمراحمو [‪ ]ٛ‬بروحو القدوس يعيد‬ ‫صورتنا إلى صورة المسيح ويعطينا ثمار الروح (غؿٗ‪)ٕ​ٕ2٘،ٕٖ + ٜٔ2‬‬

‫[‪ ]ٜ‬اهلل ىو قوة شعبو (آية‪)ٔٛ‬‬

‫ُم ِة‬ ‫وبى لِؤل َّ‬ ‫[ٓٔ] كؿ قوات شر تحيط بالكنيسة ىي كبل شئ (آية‪ )ٔٚ‬ولنرى ماذا حدث لفرعوف وجنوده لذلؾ طُ َ‬ ‫ب ُكل األ َْر ِ‬ ‫ض‪.‬‬ ‫الر َّ‬ ‫ش َّ‬ ‫الَِّتي َّ‬ ‫لي َيا‪ .‬ولذلؾ لِتَ ْخ َ‬ ‫الرب إِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ٜٔ‬‬ ‫ستَ ْح ِي َي ُي ْم ِفي ا ْل ُجوِع‪.‬‬ ‫س ُي ْم‪َ ,‬ولِ َي ْ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٕ​ٕ-ٜٔ‬ل ُي َن ٍّج َي م َن ا ْل َم ْوت أَ ْنفُ َ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ٕٓ‬ ‫ِ‬ ‫اس ِم ِو ا ْلقُد ِ‬ ‫وس اتَّ َك ْم َنا‪ٕ​ٕ .‬لِتَ ُك ْن‬ ‫الر َّ‬ ‫س َنا ا ْنتَظَ َر ِت َّ‬ ‫س َنا ُى َو‪ .‬ألَنَّ ُو ِبو تَ ْف َر ُح ُقمُ ُ‬ ‫وب َنا‪ ,‬ألَنَّ َنا َعمَى ْ‬ ‫ب‪َ .‬م ُعوَنتَُنا َوتُْر ُ‬ ‫أَ ْنفُ ُ‬ ‫اك‪".‬‬ ‫س َب َما ا ْنتَظَ ْرَن َ‬ ‫َيا َرب َر ْح َمتُ َك َعمَ ْي َنا َح ْ‬ ‫ب = نحف نصبر في أي ضيقة ألننا نثؽ في مراحـ اهلل‪.‬‬ ‫س َنا ا ْنتَظَ َر ِت‬ ‫الر َّ‬ ‫َّ‬ ‫أَ ْنفُ ُ‬

‫‪112‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخالحون)‬

‫المزمور الرابع والثبلثون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور الرابع والثبلثون (الثالث والثبلثون في األجبية)‬ ‫كتب داود ىذا المزمور عندما تظاىر بالجنوف أماـ أبيمالؾ فطرده فإنطمؽ ونجا‪ .‬ويقاؿ ىنا أبيمالؾ‪ ،‬وفي أصؿ‬

‫القصة يقاؿ أخيش ممؾ جت (ٔصـٕٔ‪ )ٔ٘-ٔٓ2‬ألف أبيمالؾ ىو اسـ عاـ لمموؾ الفمسطينييف مثمما نقوؿ‬

‫فرعوف في مصر‪.‬‬

‫وكاف ىروب داود إلى جت مف أماـ وجو شاوؿ ىو خطأ غير مبرر‪ ،‬خطأ إيماني‪ ،‬فإف كاف اهلل يحميو في‬

‫ييوذا‪ ،‬وقد رأي عنايتو وحمايتو م ار اًر فمماذا اليرب وىذا أدى بو أف يتظاىر بالجنوف وىذا ضد الصراحة والحؽ‬

‫وىذا كمو ال يميؽ برجؿ اهلل‪ .‬وليس معنى أف داود أخطأ أف اهلل يتخمى عنو‪ ،‬أبداً فاهلل يعرؼ ضعؼ البشر‬

‫وينجييـ مف المؤامرات التي تحاؾ ضدىـ مف أشرار ىذا العالـ‪ ،‬وينجييـ أيضاً مف نتائج أخطائيـ الشخصية‪.‬‬ ‫وداود حيف نجا لـ ينسب نجاتو لمقدرتو في التظاىر بالجنوف أو لذكائو‪ ،‬إنما نسب نجاتو ليد اهلل التي أنقذتو حيف‬

‫أخطأ بذىابو إلى ىناؾ‪ .‬وىذا المزمور تسبحة هلل الذي أنقذه‪.‬‬ ‫ب ِفي ُك ٍّل ِح ٍ ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬أ َُب ِ‬ ‫يح ُو ِفي فَ ِمي‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫ار ُك َّ‬ ‫س ِب ُ‬ ‫ين‪َ .‬دائ ًما تَ ْ‬ ‫عمينا أف نسبح اهلل في كؿ حيف‪ ،‬سواء فيما نراه خي اًر أو فيما نراه ش اًر‪ ،‬فالكؿ يعمؿ معاً لمخير‪ ،‬أي فيما يساعدنا‬ ‫عمى خبلص نفوسنا‪ .‬أما الخيرات المادية فيي تأتي في يوـ وال تأتي في آخر‪ ،‬أما بالتسبيح فنحف نشترؾ مع‬

‫المبلئكة في عمميـ‪ .‬وعممنا بولس الرسوؿ"اف كؿ االشياء تعمؿ معا لمخير" ( رو ‪ )ٕٛ 2 ٛ‬حتي ما نعتبره ش ار ‪،‬‬ ‫ىو لمخير ‪ ،‬وعمينا اف نسمـ بيذا ثقة في اف اهلل صانع خي ارت ‪ ،‬حتي لو لـ نفيـ ( يو ٖٔ ‪.)ٚ 2‬‬ ‫ٕ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫آية (ٕ) ‪ِ " -‬ب َّ‬ ‫اء فَ َي ْف َر ُح َ‬ ‫ب تَ ْفتَخ ُر َن ْفسي‪َ .‬ي ْ‬ ‫س َمعُ ا ْل ُوَد َع ُ‬ ‫مف الذي يقدر أف يسبح الرب كؿ حيف إال الوديع المتواضع القمب‪ ،‬ومف ىو المتواضع إال الذي ال يفتخر وال‬

‫يمدح نفسو بؿ يفتخر بالرب (ىذا ىو لساف حاؿ داود اآلف)‪.‬‬ ‫ٖ‬ ‫الر َّ ِ‬ ‫اس َم ُو َم ًعا‪".‬‬ ‫آية (ٖ) ‪َ " -‬عظٍّ ُموا َّ‬ ‫ب َمعي‪َ ,‬وْل ُن َع ٍّل ْ‬ ‫اهلل غير محتاج لتسبيح البشر‪ ،‬بؿ نحف المحتاجيف أف نعظمو ونسبحو بألسنتنا وقموبنا فاهلل أعطانا كؿ ما لنا‪،‬‬ ‫فمنسبحو بما أعطاه لنا‪ ،‬وبكؿ ما لو عندنا‪ .‬وقولو َم ًعا إشارة إلى وحدانية الكنيسة‪ ،‬وحدانية الروح في الكنيسة‪.‬‬

‫٘‬ ‫ٗ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب لِي‪َ ,‬و ِم ْن ُك ٍّل َم َخ ِ‬ ‫استَ​َن ُاروا‪,‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ت إِلَى َّ‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )ٔٓ-‬طَمَ ْب ُ‬ ‫استَ َج َ‬ ‫اوِفي أَ ْنقَ َذني‪َ .‬نظَُروا إِلَ ْيو َو ْ‬ ‫ب فَ ْ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َح ٌّ‬ ‫ال َح ْو َل‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ص ُو‪َ .‬مبلَ ُك َّ‬ ‫ص َر َخ‪َ ,‬و َّ‬ ‫َوُو ُج ُ‬ ‫س ِك ُ‬ ‫الرب ْ‬ ‫وى ُي ْم لَ ْم تَ ْخ َج ْل‪ .‬ى َذا ا ْلم ْ‬ ‫استَ َم َع ُو‪َ ,‬و ِم ْن ُك ٍّل ضيقَاتو َخمَّ َ‬ ‫ين َ‬

‫‪113‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخالحون)‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ٍّيس ِ‬ ‫ب يا ِقد ِ‬ ‫يو‪ ,‬ألَنَّ ُو‬ ‫الر َّ‬ ‫وبى لِ َّمر ُج ِل ا ْل ُمتَ​َوٍّك ِل َعمَ ْي ِو‪ .‬اتَّقُوا َّ‬ ‫ب َّ‬ ‫الر َّ َ‬ ‫ب! طُ َ‬ ‫ُذوقُوا َوا ْنظُ​ُروا َما أَ ْط َي َ‬ ‫ٓٔ‬ ‫ش ْي ٌء ِم َن ا ْل َخ ْي ِر‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َما طَالِ ُبو َّ‬ ‫اع ْت‪َ ,‬وأ َّ‬ ‫األَ ْ‬ ‫ب فَبلَ ُي ْع ِوُزُى ْم َ‬ ‫ش َبا ُل ْ‬ ‫اج ْت َو َج َ‬ ‫احتَ َ‬

‫َخ ِائ ِف ِ‬ ‫يو‪َ ,‬وُي َن ٍّجي ِي ْم‪.‬‬ ‫لَ ْيس عوٌز لِمتَّ ِق ِ‬ ‫يو‪.‬‬ ‫َ َ​َ ُ‬ ‫يبدأ المرتؿ ىنا في سرد أسباب تسبيحو هلل‪.‬‬ ‫[ٔ] فاهلل منقذ مف الضيقات= ِم ْن ُك ٍّل َم َخ ِ‬ ‫اوِفي أَ ْنقَ َذ ِني‪ .‬ونبلحظ أنو ربما نصمي والضيقة ال تنتيي‪ ،‬لكف الميـ أف‬ ‫اهلل سيرفع مخاوفنا ويعطينا الثقة بأنو عف يميننا فبل نتزعزع‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫استَ​َني ُروا= اهلل نور وبالمعمودية نستنير وبالتناوؿ نستنير بؿ نصير نور‬ ‫[ٕ] اهلل ييب االستنارة= تقدموا إِلَ ْيو َو ْ‬ ‫لمعالـ نعكس نور المسيح الذي في داخمنا‪.‬‬ ‫[ٖ] مف يتكؿ عمى اهلل ال يخجؿ‪.‬‬

‫[ٗ] اهلل يحوطنا بمبلئكتو‪ ،‬وربما المبلؾ تعني مبلؾ مرسؿ مف اهلل فعبلً إلينا لحمايتنا‪ ،‬أو ىو الرب نفسو الذي‬ ‫أتى فادياً ومخمصاً‪ .‬واهلل يرسؿ مبلئكة كثي اًر لحماية أوالده‪ ،‬كما أنقذ بطرس مف السجف (عبٔ‪.)ٔٗ2‬‬

‫ش َبا ُل‬ ‫[٘] عذوبة اهلل‪ ،‬وعذوبة اهلل لمف اختبرىا تنعش النفس وتثير شيية قوية نحو اهلل‪ ]ٙ[ .‬اهلل ممجأ سائمو= األَ ْ‬ ‫اج ْت = األشباؿ احتاجت ألف اهلل أنقذ فريستيا مف بيف يدييا‪ .‬وىي بالرغـ مف قوتيا الطبيعية تحتاج‪ ،‬ولكف‬ ‫ْ‬ ‫احتَ َ‬ ‫المسكيف الضعيؼ إذا إتكؿ عمى اهلل لف يحتاج إلى شئ‪ .‬واذا عدنا إلى (مزٕ​ٕ‪ )ٖٔ2‬نجد أف أعداء المسيح‬ ‫أحاطوا بو كأسود واهلل ن جاه‪ .‬وىناؾ سؤاؿ لماذا قاؿ االشباؿ ولـ يقؿ االسود؟ واإلجابة اف األسد ىو الذي يعوؿ‬ ‫ابنو الشبؿ الضعيؼ الصغير‪ .‬ومع قوة األسد فمقد يحتاج ابنو ويجوع‪ .‬واالـ قد تنسي رضيعيا فيجوع ‪.‬لكف الذي‬

‫يعتمد عمي اهلل ال يمكف اف يعوزه شيء (مز ٖٕ ‪ .)ٔ 2‬والترجمة السبعينية قالت وبنفس المعني األغنياء افتقروا‬

‫وجاعوا ونبلحظ أف المزمور يصمي في الساعة الثالثة ساعة محاكمة السيد المسيح واصدار الحكـ عميو‪ .‬ولكف‬

‫ىناؾ شروط في ىذه اآليات لنفرح بعطايا الرب‪.‬‬ ‫اب ِلي = اسألوا تعطوا‬ ‫الر ٍّ‬ ‫[ٔ] أف نطمب َ‬ ‫ت إِلَى َّ‬ ‫طمَ ْب ُ‬ ‫استَ َج َ‬ ‫ب فَ ْ‬ ‫ظ ُروا إِلَ ْي ِو‬ ‫[ٕ] ننظر لو وحده كمعيف= ا َن َ‬ ‫ِ‬ ‫ص َر َخ‬ ‫س ِك ُ‬ ‫[ٖ] التواضع والشعور بالمسكنة= ى َذا ا ْلم ْ‬ ‫ين َ‬

‫[ٗ] ُذوقُوا = لـ يقؿ انظروا فقط فما الفائدة أف نصؼ لئلنساف حبلوة العسؿ بدوف أف يتذوقو‪ ،‬لذلؾ ال يكفي أف‬

‫نسمع عف الرب يسوع بؿ أف ندخؿ في شركة صبلة معو لنتذوؽ حبلوتو‬ ‫وبى لِ َّمر ُج ِل ا ْل ُمتَ​َوٍّك ِل َعمَ ْي ِو الذي ال يشعر بأف قوتو أو قوة أي إنساف قادرة أف‬ ‫[٘] االتكاؿ عمى الرب وحده= طُ َ‬ ‫تعينو فيمجأ إلى اهلل وحده‪.‬‬ ‫ٍّيس ِ‬ ‫ب يا جميع ِقد ِ‬ ‫يو = فخوؼ اهلل ينقي اإلنساف مف دنس الخطية‪ .‬ومف يسمؾ في‬ ‫[‪ ]ٙ‬السموؾ بتقوى= اتَّقُوا َّ‬ ‫الر َّ َ‬ ‫مخافة اهلل لف يعتاز إلى شئ وبداية مخافة اهلل دائماً ىي مخافة مف اليبلؾ ومف العقوبة‪ ،‬وكمما تقدـ اإلنساف‬ ‫يتحوؿ خوفو لخوؼ كامؿ‪ ،‬خوؼ المحبة‪ ،‬الخوؼ مف أف يحزف قمب اهلل الذي يحبو‪ ،‬ومثؿ ىذا اإلنساف ىو مف‬

‫يتذوؽ حبلوة اهلل‪.‬‬

‫‪114‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخالحون)‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪َ ٕٔ .‬م ْن ُى َو ِ‬ ‫ان الَِّذي َي ْي َوى‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ُعمٍّ َم ُك ْم َم َخافَ َة َّ‬ ‫س ُ‬ ‫اآليات (ٔ​ٔ‪َ " - )ٔٗ-‬ىمُ َّم أَي َيا ا ْل َب ُن َ‬ ‫استَم ُعوا إِلَ َّي فَأ َ‬ ‫ون ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْلحياةَ‪ ,‬وي ِحب َكثْرةَ األَي ِ‬ ‫ش‪ِ ٔٗ .‬ح ْد َع ِن َّ‬ ‫سا َن َك َع ِن َّ‬ ‫شفَتَ ْي َك َع ِن التَّ َكمِم ِبا ْل ِغ ٍّ‬ ‫الشٍّر‪,‬‬ ‫َّام لِ َي َرى َخ ْي ًرا؟‬ ‫الشٍّر‪َ ,‬و َ‬ ‫َ​َ َُ‬ ‫ص ْن ل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫اء َىا‪".‬‬ ‫اص َن ِع ا ْل َخ ْي َر‪ .‬ا ْطمُ ِب َّ‬ ‫السبلَ َم َة‪َ ,‬و ْ‬ ‫َو ْ‬ ‫اس َع َو َر َ‬ ‫المرتؿ ىنا يرسـ طريؽ السعادة في خطوات سمبية (االمتناع عف الشر) وايجابية (صنع الخير)‪ .‬وىو يركز عمى‬ ‫خطايا المساف (يعٔ‪ + ٕٙ2‬يعٖ)‪ .‬وفي فعؿ الخير يركز عمى أف نطمب السبلمة‪ ،‬والمسيح ىو سبلمنا فمنطمبو‪.‬‬

‫نجد ىنا داود المعمـ‪ ،‬يعمـ شعبو كيؼ يستفيدوف مف خيرات الرب‪( .‬يعٗ‪ ٔٚ2‬مف يعرؼ أف يعمؿ حسناً وال يعمؿ‬

‫فذلؾ خطية لو)‪.‬‬

‫‪ٔٙ‬‬ ‫٘ٔ‬ ‫ضد ع ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ين‪ ,‬وأُ ُذ َناه إِلَى صر ِ‬ ‫ب َن ْحو ٍّ ِ‬ ‫اممِي َّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الشٍّر لِ َي ْق َ‬ ‫اخ ِي ْم‪َ .‬و ْج ُو َّ‬ ‫اآليات (٘ٔ‪َ " - )ٕ​ٕ-‬ع ْي َنا َّ‬ ‫الصدٍّيق َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫طعَ‬ ‫الر ٍّ َ‬ ‫َُ‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫الرب س ِمع‪ ,‬و ِم ْن ُك ٍّل َ ِ ِ ِ‬ ‫‪ِ ٔٚ‬‬ ‫ِم َن األَر ِ ِ‬ ‫الرب ِم َن ا ْل ُم ْن َك ِس ِري‬ ‫يب ُى َو َّ‬ ‫ش َدائدى ْم أَ ْنقَ َذ ُى ْم‪ .‬قَ ِر ٌ‬ ‫ص َر ُخوا‪َ ,‬و َّ َ َ َ‬ ‫ض ذ ْك َرُى ْم‪ .‬أُولئ َك َ‬ ‫ْ‬ ‫ٕٓ‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫ِ‬ ‫يعيا ي َن ٍّج ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل ُقمُ ِ‬ ‫الصدٍّي ِ‬ ‫س ِح ِقي الر ِ‬ ‫يرةٌ ِى َي َببلَ َيا ٍّ‬ ‫يو َّ‬ ‫ق‪َ ,‬و ِم ْن َجم َ ُ‬ ‫الرب‪َ .‬ي ْحفَظُ َجميعَ‬ ‫ص ا ْل ُم ْن َ‬ ‫وب‪َ ,‬وُي َخمٍّ ُ‬ ‫وح‪َ .‬كث َ‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫وس ع ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام ِو‪ .‬و ِ‬ ‫ِعظَ ِ‬ ‫اح ٌد ِم ْن َيا الَ َي ْن َك ِس ُر‪َّ ٕٔ .‬‬ ‫يت ٍّ‬ ‫الصدٍّي ِ‬ ‫يد ِه‪,‬‬ ‫ون‪.‬‬ ‫ضو ٍّ‬ ‫َّ‬ ‫الشر ُي ِم ُ‬ ‫ق ُي َعاقَ ُب َ‬ ‫ير‪َ ,‬و ُم ْب ِغ ُ‬ ‫الرب فَادي ُنفُ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫الشٍّر َ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫َو ُكل َم ِن اتَّ َك َل َعمَ ْيو الَ ُي َعاقَ ُ‬ ‫الصد ِ‬ ‫ين = فكيؼ نخاؼ واهلل يسمع لتضرعاتنا‪ .‬واف لـ ينقذنا مف‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ب عمى ٍّ‬ ‫ىنا نرى األماف اإلليي= َع ْي َنا َّ‬ ‫ٍّيق َ‬

‫الضيقة المادية التي في العالـ‪ ،‬فيو سينقذنا روحياً ويخمص نفوسنا‪ ،‬وسماحو بالضيقة المادية سيكوف كسماح‬ ‫الصائغ الذي يسمح بنار الفرف ليخرج الذىب نقياً‪ .‬فمنتضع فالرب قريب مف م ْن َك ِس ِري ا ْل ُقمُ ِ‬ ‫وب ومنكسر القمب ال‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫يرةٌ ِى َي َببلَ َيا‬ ‫يخاصـ اهلل قائبلً لماذا سمحت بيذه الضيقة‪ ،‬بؿ يقوؿ أنا ال استحؽ سوى ىذا بسبب خطاياي‪َ .‬كث َ‬ ‫ق = فمف يحبو الرب يؤدبو بعصاه‪ ،‬ولكنو كأب ال يضرب حتى تنكسر عظامو= ي ْحفَظُ ج ِميع ِعظَ ِ‬ ‫الصدٍّي ِ‬ ‫ام ِو‪،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫َ َ‬ ‫واحد م نيا ال ينكسر‪ .‬المقصود أف اهلل لف يطيؿ التأديب حتى تنكسر عظاـ اإلنساف الروحية ويفشؿ‬

‫(مزٕ٘ٔ‪ .)ٖ2‬ولكف ليس المقصود العظاـ الجسدية‪ ،‬فالمص اليميف كسروا عظامو وكاف في الفردوس مع المسيح‬

‫في نفس اليوـ‪ .‬والشيداء كسروا عظاميـ وىـ اآلف في الفردوس‪ .‬ولكف ىذه اآلية نبوة عف عدـ كسر عظاـ‬

‫المسيح (يو‪ ) ٖ​ٖ2ٜٔ‬فالمسيح ىو البار الحقيقي والكامؿ وحده الذي يعنيو ىذا المزمور‪ .‬وما ىي نياية األشرار=‬ ‫َّ‬ ‫يت ٍّ‬ ‫ير = وىذه كانت عقوبة مف صمب الرب‪ .‬وعدـ كسر عظاـ المسيح كاف إشارة لعدـ إنكسار‬ ‫الشر ُي ِم ُ‬ ‫الشٍّر َ‬ ‫كنيستو أبداً‪ ،‬فنحف مف لحمو ومف عظامو أعضاء جسمو (أؼ٘‪.)ٖٓ2‬‬ ‫ونصمي ىذا المزمور في الساعة الثالثة فنذكر وقت محاكمة المسيح‪ ،‬ونياية األشرار الذيف أحاطوا بو بؿ أصدروا‬

‫حكـ‬

‫الصمب‬

‫عميو‬

‫ونيايتو‬

‫ىو‬

‫فمـ‬

‫ينكسر‬

‫منو‬

‫عظـ‪،‬‬

‫بؿ‬

‫قاـ‬

‫وصعد‪.‬‬

‫‪115‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخالحون)‬

‫المزمور الخامس والثبلثون‬

‫عودة لمجدول‬

‫نرى ىنا داود المتألـ مف اضطياد أعدائو‪ ،‬صارخاً إلى اهلل لينقذه‪ .‬وما نطؽ بو مف لعنات ضدىـ كاف نبوة عما‬ ‫حدث ليـ‪ .‬وداود يرمز لممسيح البار المتألِّـ ببل خطية الذي ىاج الكؿ ضده‪ .‬ولذلؾ اقتبس السيد المسيح‬

‫(آية‪ )ٜٔ‬أبغضوني ببل سبب وطبقيا عمى نفسو (يو٘ٔ‪ .)ٕ٘2‬وكما تألـ المسيح مف اضطياد األعداء لو تتألـ‬ ‫كنيستو‪ ،‬جسده‪ .‬لذلؾ يصمح تطبيؽ ىذا المزمور كنبوة عف آالـ المسيح وكنبوة عف آالـ كنيستو‪.‬‬

‫ٖ‬ ‫ِ​ِ ٕ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ٔ ِ‬ ‫ع‬ ‫ض إِلَى َم ُعوَن ِتي‪َ ,‬وأَ ْ‬ ‫ش ِر ْ‬ ‫سا َوا ْن َي ْ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٖ-‬خاص ْم َيا َرب ُم َخاصم َّي‪ .‬قَات ْل ُمقَاتم َّي‪ .‬أ َْمس ْك م َج ًّنا َوتُْر ً‬ ‫ِ ِ‬ ‫رمحا و ِ‬ ‫طِ‬ ‫ص ِك أَ​َنا»‪".‬‬ ‫ارِد َّ‬ ‫اء ُم َ‬ ‫ي‪ُ .‬ق ْل ل َن ْفسي « َخبلَ ُ‬ ‫ص َّد ت ْمقَ َ‬ ‫ُْ ً َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سا‪ ..‬فنحف في حرب روحية (أؼ‪ .)ٔٛ-ٔٓ2ٙ‬واهلل يعطي أوالده‬ ‫نرى ىنا اصطبلحات حربية قَات ْل‪ ..‬م َج ًّنا‪ ..‬تُْر ً‬

‫اصم يا رب م َخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اص ِم َّي = فاهلل ىو الذي ييزـ لنا إبميس (رؤ‪ .)ٕ2ٙ‬ولذلؾ‬ ‫أسمحة روحية ضد إبميس وحروبو‪َ .‬خ ْ َ َ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫كقاض ودياف‬ ‫نحف نرفع شكوانا هلل الذي يعطينا الغمبة والذي داف إبميس مف قبؿ عمى الصميب‪ .‬وننظر هلل ىنا‬ ‫وكقائد حرب‪ .‬وما يعطي لمنفس راحة في ىذه المعركة أف تسمع صوت اهلل= أني أنا ىو خبلصك‪ .‬فنحف ندخؿ‬

‫المعركة ليكوف اهلل نفسو إكميمنا‪.‬‬ ‫ٗ‬ ‫ون َن ْف ِسي‪ .‬لِيرتَ َّد إِلَىا ْلور ِ‬ ‫اء ِتي‪٘ .‬لِ َي ُكوُنوا‬ ‫اء َوَي ْخ َج ِل ا ْل ُمتَفَ ٍّك ُر َ‬ ‫ين َي ْطمُ ُب َ‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )ٙ-‬لِ َي ْخ َز َوْل َي ْخ َج ِل الَِّذ َ‬ ‫س َ‬ ‫ون ِبِإ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ​َ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ب َد ِ‬ ‫ِم ْث َل ا ْلع ِ‬ ‫ب طَ ِ‬ ‫ارُد ُى ْم‪".‬‬ ‫الر ِ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اح ُرُى ْم‪ .‬لِ َي ُك ْن طَ ِريقُ ُي ْم ظَبلَ ًما َو َزلَقًا‪َ ,‬و َمبلَ ُك َّ‬ ‫يح‪َ ,‬و َمبلَ ُك َّ‬ ‫َّام ٍّ‬ ‫ُ َ‬ ‫صافَة قُد َ‬

‫نرى فييا ما يصيب المضطيديف‪ .‬وكما سقطوا قداـ المسيح حيف قاؿ "أنا ىو" في البستاف‪ ،‬ىكذا سيسقطوف دائماً‬

‫ويسقطوف دائماً أماـ قوتو غير المحدودة‪.‬‬

‫‪ٚ‬‬ ‫س َب ٍب أ ْ‬ ‫َخفَ ْوا لِي ُى َّوةَ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٜ-ٚ‬أل ََّن ُي ْم ِببلَ َ‬ ‫ش ْب ِب ِو َّ‬ ‫اىا‪َ ,‬وِفي التَّ ْيمُ َك ِة‬ ‫الش َب َك ُة الَِّتي أ ْ‬ ‫َي ْعمَ ُم‪َ ,‬وْلتَ ْن َ‬ ‫َخفَ َ‬

‫‪ٛ‬‬ ‫َ ِ‬ ‫س َب ٍب َحفَُروا لِ َن ْف ِسي‪ .‬لِتَأ ِْت ِو التَّ ْيمُ َك ُة َو ُى َو الَ‬ ‫ش َب َكت ِي ْم‪ِ .‬ببلَ َ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ب وتَ ْبتَ ِيج ِب َخبلَ ِ‬ ‫ص ِو‪".‬‬ ‫َما َن ْف ِسي فَتَ ْف َر ُح ِب َّ‬ ‫َن ْف ِس َيا لِ َيقَ ْع‪ .‬أ َّ‬ ‫ُ‬ ‫الر ٍّ َ‬

‫نرى األعداء في ظممة قموبيـ وعداؤىـ وحقدىـ ضد أوالد اهلل ينصبوف شبكة (شرؾ خداعي) ليـ ليسقطوا فيو‪،‬‬

‫واهلل بحكمتو يجعميـ يسقطوف ىـ فيو‪ ،‬وىذا ما حدث عمى الصميب‪ ،‬وكاف رم اًز لو قصة ىاماف ومردخاي‬

‫(أـ‪.)ٕٚ2ٕٙ‬‬

‫ٓٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫امي تَقُو ُل «يا رب‪ ,‬م ْن ِم ْثمُ َك ا ْلم ْن ِق ُذ ا ْل ِمس ِك َ ِ‬ ‫ظِ‬ ‫س‬ ‫آية (ٓٔ) ‪َ " -‬ج ِميعُ ِع َ‬ ‫ْ‬ ‫ير َوا ْل َبائ َ‬ ‫ين م َّم ْن ُى َو أَق َْوى م ْن ُو‪َ ,‬وا ْلفَق َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫سالِ ِب ِو؟ »‪".‬‬ ‫م ْن َ‬ ‫حيف ترى النفس عمؿ المخمص تصرخ مف ىيكؿ كياف اإلنساف الداخمي َيا َرب َم ْن ِم ْثمُ َك‪.‬‬

‫‪116‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخالحون)‬

‫ٔ​ٔ‬ ‫ود ُز ٍ‬ ‫سأَلُوَن ِني‪ُ ٕٔ .‬ي َج ُازوَن ِني‬ ‫اآليات (ٔ​ٔ‪ُ " - )ٔٙ-‬‬ ‫ش ُي ُ‬ ‫وم َ‬ ‫ون‪َ ,‬و َع َّما لَ ْم أ ْ‬ ‫َعمَ ْم َي ْ‬ ‫ور َيقُ ُ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِيم َك َ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صبلَ ِتي إِلَى‬ ‫ت ِب َّ‬ ‫لِ َن ْف ِسي‪ .‬أ َّ‬ ‫س ًحا‪ .‬أَ ْذلَ ْم ُ‬ ‫ان ل َباسي م ْ‬ ‫الص ْوِم َن ْفسي‪َ ,‬و َ‬ ‫َما أَ​َنا فَفي َم َر ْ‬ ‫ت ح ِزي ًنا‪ٔ٘ .‬و ِ‬ ‫شى‪َ .‬كم ْن ي ُنوح عمَى أ ٍّ ِ‬ ‫قَ ِريب‪َ ,‬كأ ََّن ُو أ ِ‬ ‫ت أَتَ َم َّ‬ ‫اجتَ َم ُعوا‪.‬‬ ‫لكنَّ ُي ْم ِفي َ‬ ‫َخي ُك ْن ُ‬ ‫ظ ْم ِعي فَ ِر ُحوا َو ْ‬ ‫ُمو ا ْن َح َن ْي ُ َ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫ٍ‬ ‫َّار ا ْل ُمج ِ‬ ‫َعمَ ْم‪َ .‬م َّزقُوا َولَ ْم َي ُكفوا‪َ .‬ب ْي َن ا ْلفُج ِ‬ ‫َس َنا َن ُي ْم‪".‬‬ ‫اجتَ َم ُعوا َعمَ َّي َ‬ ‫ش ِات ِم َ‬ ‫َّان أل ْ‬ ‫ين َولَ ْم أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َج ِل َك ْع َكة َح َّرقُوا َعمَ َّي أ ْ‬

‫ش ًّرا‪ ,‬ثَ َكبلً‬ ‫َع ِن ا ْل َخ ْي ِر َ‬ ‫ض ِني تَْرجعُ‪َ ٔٗ .‬كأ ََّن ُو‬ ‫ِح ْ‬

‫نرى ىنا وصفاً آلالـ المرنـ (أو المسيح أو كنيستو)‪ .‬فاألعداء يقيموف شيود ظمـ ضده يشيدوف بأشياء خاطئة لـ‬ ‫سأَلُوَن ِني‪ .‬فيـ قالوا عف المسيح أنو ببعمزبوؿ يخرج الشياطيف‪ .‬وىـ ردوا عمى حبو‬ ‫يرتكبيا‪َ .‬ع َّما لَ ْم أ ْ‬ ‫َعمَ ْم َي ْ‬ ‫بالكراىية فيو كاف يصمي ألجميـ ويصوـ ويذلؿ نفسو في مرضيـ ليشفييـ اهلل‪ ،‬وأما ىـ في آالمو فرحوا‪ .‬وىذا ما‬

‫حدث مع المسيح الذي كاف يجوؿ يصنع خي اًر وقالوا أصمبو‪ .‬وعف داود فمقد قاؿ لو شاوؿ "ألنؾ جازيتني خي اًر‬ ‫صبلَ ِتي إِلَى‬ ‫وأنا أجازيؾ ش اًر" (ٔصـٕٗ‪ .)ٔٚ2‬ولقد بكي داود فعبلً عندما سمع خبر موت شاوؿ وابشالوـ‪َ .‬و َ‬ ‫ض ِني تَْرجعُ = كاف يصمي ليـ بالخير ليشفوا ولكنيـ بسبب شرورىـ لـ يستفيدوا منيا‪ ،‬وعادت صبلتو إلى‬ ‫ِح ْ‬ ‫حضنو أي أنو ىو تمتع ببركة صبلتو عف اآلخريف‪ ،‬إذ طمب الخير ليـ‪ .‬والحظ أف مشاعره نحوىـ كانت صادقة‬ ‫ُم ِو‪ .‬وىـ ردوا محبتو شرو اًر لكي يدمروا نفسو= ثَ َكبلً لِ َن ْف ِسي‪ .‬وفي‬ ‫وح َعمَى أ ٍّ‬ ‫فيو حزف عمييـ في ضيقتيـ َك َم ْن َي ُن ُ‬ ‫(٘ٔ ) نرى صورة لما حدث عمى المسيح نفسو إذ شتموه وى أزوا بو وىو عمى الصميب "ىو جاء إلى خاصتو‬ ‫َّار ا ْل ُمج ِ‬ ‫وخاصتو لـ تقبمو" وفي (‪َ )ٔٙ‬ب ْي َن ا ْلفُج ِ‬ ‫َج ِل‬ ‫َّان = مف ىـ يحتفموف احتفاالت وثنية في خبلعة ومجوف أل ْ‬ ‫ٍ‬ ‫َس َنا َن ُي ْم = يصروف عمى أسنانيـ في غيظ وحقد يودوف لو افترسوا ىذا‬ ‫َك ْع َكة = ألجؿ ثمف بخس= َح َّرقُوا َعمَ َّي أ ْ‬

‫البرئ‪.‬‬

‫‪ٔٛ‬‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫ش َب ِ‬ ‫َح َم ُد َك‬ ‫يد ِتي ِم َن األَ ْ‬ ‫استَ ِرَّد َن ْف ِسي ِم ْن تَ ْيمُ َك ِات ِي ْم‪َ ,‬و ِح َ‬ ‫ال‪ .‬أ ْ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٕٛ-ٔٚ‬يا َرب‪ ,‬إِلَى َمتَى تَ ْنظُ​ُر؟ ْ‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫ِ‬ ‫ين ُىم أ ْ ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِفي ا ْلجم ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ام ْز ِبا ْل َع ْي ِن‬ ‫ُس ٍّب ُح َك‪ .‬الَ َي ْ‬ ‫يرِة‪ِ .‬في َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ش ْع ٍب َعظيم أ َ‬ ‫ش َم ْت ِبي الذ َ ْ‬ ‫اعة ا ْل َكث َ‬ ‫َع َدائي َباطبلً‪َ ,‬والَ َيتَ َغ َ‬ ‫ٕٓ‬ ‫ين ي ْب ِغ ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين ِفي األ َْر ِ‬ ‫ون ِب َكبلَِم َم ْك ٍر‪.‬‬ ‫ون ِب َّ‬ ‫ض َيتَفَ َّك ُر َ‬ ‫السبلَِم‪َ ,‬و َعمَى ا ْل َي ِاد ِئ َ‬ ‫س َب ٍب‪ .‬أل ََّن ُي ْم الَ َيتَ َكمَّ ُم َ‬ ‫الَّذ َ ُ‬ ‫ضوَنني ِببلَ َ‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫ٕٔ‬ ‫س ٍّي ُد‪ ,‬الَ تَ ْبتَِع ْد َع ٍّني‪.‬‬ ‫اى ُي ْم‪ .‬قَالُوا « َى ْو! َى ْو! قَ ْد َأر ْ‬ ‫فَ َغ ُروا َعمَ َّي أَف َْو َ‬ ‫َع ُي ُن َنا»‪ .‬قَ ْد َأر َْي َ‬ ‫َت أ ْ‬ ‫ت َيا َرب‪ ,‬الَ تَ ْ‬ ‫س ُك ْت‪َ .‬يا َ‬ ‫ٖٕاستَ ْي ِق ْظ وا ْنتَِب ْو إِلَى ح ْك ِمي‪ ,‬يا إِل ِيي وس ٍّي ِدي إِلَى َد ْعواي‪ٕٗ .‬اق ِ ِ‬ ‫ش َمتُوا‬ ‫ب َع ْدِل َك َيا َرب إِل ِيي‪ ,‬فَبلَ َي ْ‬ ‫سَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْض لي َح َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪ٕٙ‬‬ ‫ٕ٘‬ ‫ون‬ ‫ِبي‪ .‬الَ َيقُولُوا ِفي ُقمُوِب ِي ْم « َى ْو! َ‬ ‫ش ْي َوتَُنا»‪ .‬الَ َيقُولُوا «قَِد ْابتَمَ ْع َناهُ!»‪ .‬لِ َي ْخ َز َوْل َي ْخ َج ْل َم ًعا ا ْلفَ ِر ُح َ‬ ‫‪ٕٚ‬‬ ‫صيب ِتي‪ِ .‬لي ْم ِب ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون َحقٍّي‪َ ,‬وْل َيقُولُوا َد ِائ ًما « ِل َيتَ َعظَِّم‬ ‫ون َعمَ َّي‪ِ .‬ل َي ْي ِت ْ‬ ‫ف َوَي ْف َر ِح ا ْل ُم ْبتَ ُغ َ‬ ‫ي َوا ْل َخ َج َل ا ْل ُمتَ َعظٍّ ُم َ‬ ‫َ‬ ‫ِب ُم َ‬ ‫س ا ْلخ ْز َ‬ ‫‪ٕٛ‬‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫س ِاني َي ْم َي ُج ِب َع ْدلِ َك‪ .‬ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو ِب َح ْم ِد َك‪".‬‬ ‫َّ‬ ‫الرب ا ْل َم ْ‬ ‫سبلَ َمة َع ْبده»‪َ .‬ولِ َ‬ ‫ور ِب َ‬ ‫س ُر ُ‬ ‫نرى ىنا تدخؿ اهلل وصبلة المرنـ ليرى خبلصو ويسبحو ِفي ا ْلجم ِ ِ‬ ‫يرِة أي الكنيسة‪ .‬ولساف الحاؿ لؤلشرار‬ ‫َ​َ َ‬ ‫اعة ا ْل َكث َ‬ ‫َع ُي ُن َنا = أي قد رأينا معجزات كثيرة لممسيح فمنرى اآلف معجزة‪ ،‬كيؼ ينقذ نفسو مف عمى‬ ‫يقوؿ َى ْو َى ْو قَ ْد َأر ْ‬ ‫َت أ ْ‬ ‫الصميب أو ينقذ كنيستو مف ضيقة شديدة دبرناىا ليا‪ .‬وقد يصمت اهلل تاركاً كنيستو لبعض الوقت في ألـ لكنو ال‬ ‫استَ ْي ِق ْظ َوا ْنتَِب ْو إِلَى‬ ‫يتركيا دائماً‪ .‬واألشرار إذ يجدونيا متألمة يتصوروف أف اهلل تركيا‪ .‬والمرنـ يقوؿ في (آيةٖٕ) ْ‬

‫‪117‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخالحون)‬

‫ش ْي َوتَُنا‬ ‫ُح ْك ِمي = أي ال تتركني طويبلً في ىذه التجربة التي سمحت بيا حتى ال يشمتوا بي (ٕٗ) قائمين َى ْو َ‬ ‫أي ىذه ىي شيواتنا ىبلكو‪.‬‬

‫‪118‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخالحون)‬

‫المزمور السادس والثبلثون‬

‫عودة لمجدول‬

‫غير واضح زمف ومناسبة كتابة ىذا المزمور‪ .‬ولكنو ىو مزمور يتأمؿ فيو داود في سبب أف األشرار (ربما الذيف‬ ‫اضطيدوه‪ ،‬أو األشرار عموماً) يرتكبوف شرورىـ وأنيـ بيذا يتغربوف عف الرب ونرى صورة لفساد األشرار‪ ،‬وفي‬ ‫المقابؿ نرى صورة لكماؿ اهلل المتعدد الجوانب‪.‬‬

‫َن لَ ْيس َخو ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪َ ٔ" -‬نأْم ُة مع ِ‬ ‫الشٍّر ِ‬ ‫ص َي ِة ٍّ‬ ‫ام َع ْي َن ْي ِو‪".‬‬ ‫يرِفي َداخ ِل َق ْم ِبي أ ْ َ ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫ف اهلل أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫يرِفي َد ِ‬ ‫َنأْم ُة مع ِ‬ ‫الشٍّر ِ‬ ‫ص َي ِة ٍّ‬ ‫اخ ِل َق ْم ِبي = قمبي يحدثني أف سبب معصية الشرير‪ .‬أف ليس خوؼ اهلل أماـ عينيو‬ ‫َ َْ‬

‫والنصؼ األوؿ مف اآلية مترجـ ىكذا في اإلنجميزية ‪THE TRANSGRESSION OF THE WICKED‬‬

‫‪ SAITH WITHIN MY HEART‬لذلؾ يقوؿ الحكيـ مخافة الرب رأس المعرفة (أـٔ‪.)ٚ2‬‬

‫ٕ‬ ‫ان إِثْ ِم ِو وب ْغ ِ‬ ‫س ُو لِ َن ْف ِس ِو ِم ْن ِج َي ِة ِو ْج َد ِ‬ ‫ض ِو‪".‬‬ ‫آية (ٕ) ‪ " -‬ألَنَّ ُو َممَّ َ‬ ‫َُ‬ ‫ق َن ْف َ‬ ‫س ُو = ىو خدع ذاتو وغشيا ليرضي ذاتو ‪ ،‬او خدع نفسو ليرضي نفسو ويعمؿ ما تشتييو نفسو مف‬ ‫أل ََّن ُو َممَّ َ‬ ‫ق َن ْف َ‬

‫اثاـ وخداع انساف شرير النساف اخر يتـ والضحية البرئ اليدري اما ىنا فنجد اف ىذا االنساف يخدع نفسو اماـ‬

‫عيني نفسو ‪ .‬فيو حيف يكتشؼ خطيتو يتعمؿ بعمؿ كقولو "أنا ال أعمـ أف ىذا الفعؿ خطية" أو "كؿ الناس يعمموف‬ ‫ىذا الشئ" أو "إف اهلل ىو الذي أوجدىا أمامي" أو "أنا ضعيؼ وظروفي كده"‪ .‬ىذا شئ يشبو مف يستعمؿ نوع‬

‫مف المسكنات ليسكف الـ جسدي ‪ ،‬وىنا ىو يجد مبررات ليسكف االـ ضميره ‪ .‬ومف يخاؼ الرب ال يقؿ مثؿ ىذا‬ ‫دمر نفسو حقيقة‪ .‬ولنبلحظ أف الشيطاف ال‬ ‫الكبلـ بؿ يعترؼ بخطيتو طالباً الرحمة‪ .‬ولكف مف يخدع نفسو ُي ِّ‬ ‫ان إِثْ ِم ِو وب ْغ ِ‬ ‫يستطيع أف يخدعنا إف كنا ال نخدع أنفسنا‪ِ .‬م ْن ِج َي ِة ِو ْج َد ِ‬ ‫ض ِو = حيف يكتشؼ خطيتو او يكتشفيا‬ ‫َُ‬ ‫الناس ‪ ،‬وىنا وحتي ال يكرىو احد او يمومو بؿ حتي ال يمومو ضميره يخترع المبررات‪.‬‬ ‫ف َع ِن التَّ َعق ِل‪َ ,‬ع ْن َع َم ِل ا ْل َخ ْي ِر‪َ ٗ .‬يتَفَ َّك ُر ِب ِ‬ ‫ش‪َ .‬ك َّ‬ ‫اآليات (ٖ‪َ ٖ" - )ٗ-‬كبلَ ُم فَ ِم ِو إِثْ ٌم َو ِغ ٌّ‬ ‫ف‬ ‫ض َج ِع ِو‪َ .‬ي ِق ُ‬ ‫اإل ثِْم َعمَى َم ْ‬ ‫ِ‬ ‫ض َّ‬ ‫الش َّر‪".‬‬ ‫صالِ ٍح‪ .‬الَ َي ْرفُ ُ‬ ‫في طَ ِريق َغ ْي ِر َ‬ ‫صالِ ٍح = أما العاقؿ فيعرؼ أنو ضعيؼ ويمكف ليذا الطريؽ أف يجذبو‪ ،‬ليذا ييرب‬ ‫ف ِفي َ‬ ‫الشرير َي ِق ُ‬ ‫ط ِريق َغ ْي ِر َ‬ ‫مف طريؽ الشر ويرفضيا‪.‬اما ىذا الشرير فكؿ كبلمو فاسد وافكاره فاسدة حتي وىو عمي مضجعو‪ .‬نيايتو رىيبة‪.‬‬ ‫واص ارره عمي ىذا الطريؽ ىو الجنوف بعينو = َك َّ‬ ‫ف َع ِن التَّ َعق ِل َع ْن َع َم ِل ا ْل َخ ْي ِر‪.‬‬

‫آية (٘) ‪٘" -‬يا رب‪ِ ,‬في َّ ِ‬ ‫َما َنتُ َك إِلَى ا ْل َغ َم ِام‪".‬‬ ‫َ َ‬ ‫الس َم َاوات َر ْح َمتُ َك‪ .‬أ َ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات َر ْح َمتُ َك = اهلل لو مراحـ أرضية مادية‪ .‬فيو يشرؽ شمسو عمى األبرار واألشرار وىناؾ بركات‬ ‫في َّ َ َ‬ ‫َما َنتُ َك إِلَى ا ْل َغ َم ِام = رحمة اهلل تنزؿ عمينا كما ينزؿ المطر مف السحاب‪ .‬والسحاب‬ ‫سماوية روحية يتذوقيا أوالده‪ .‬أ َ‬ ‫يشير لمقديسيف وبشفاعتيـ لنا بركات‪ .‬وتشير لؤلنبياء الذيف بنبواتيـ نشبع مف كممات الكتاب المقدس ويشير‬

‫‪119‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخالحون)‬

‫السحاب ألف مراحـ اهلل عالية جداً‪ ،‬فائقة ومرتفعة وعظيمة لمغاية‪ ،‬وميما كانت متاعبنا فمراحـ اهلل أعمى وأعظـ‪،‬‬ ‫وىو ييب رجاء ألوالده‪ ،‬بؿ يحوليـ إلى سماء ولسحاب مرتفع عف األرض‪.‬وتشير االية اف ارتفاع امانة اهلل تعني‬

‫انيا في حكمتيا غير مدركة لعقولنا ‪ ،‬ألف اهلل في محبتو يدبر لنا اعمى نصيب في السماويات ‪ ،‬اما نحف فكؿ‬

‫تفكيرنا محصور في اف محبة اهلل لنا برىانيا ىو في حصولنا عمي اكبر قدر مف االرضيات واقؿ قدر مف االالـ‬

‫‪ .‬فيؿ فكر احد يوما اف الموت واالـ ىذا العالـ ىي الطريؽ لمسماء ‪ .‬واليس ىذا ما نصميو في القداس " حولت‬ ‫لي العقوبة خبلصا "‬

‫‪ٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫َح َكام َك لُ َّج ٌة َع ِظيم ٌة‪َّ .‬‬ ‫ص َيا َرب‪".‬‬ ‫اس َوا ْل َب َيائ َم تُ َخمٍّ ُ‬ ‫الن َ‬ ‫َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٙ‬ع ْدلُ َك م ْث ُل ج َبال اهلل‪َ ,‬وأ ْ ُ‬ ‫تدابير اهلل ترفعنا مف عمؽ الخطية وتيبنا بر المسيح‪ .‬وتدابيره راسخة عالية كالجباؿ وعميقة جداً ال يمكف أف‬

‫نفيـ أعماقيا كما أنو ال يمكننا النزوؿ الكتشاؼ أعماؽ البحار‪ .‬ومراحمو تصؿ لكؿ البشر بؿ حتى إلى الخميقة‬ ‫ِ‬ ‫الحيوانية غير العاقمة= َّ‬ ‫ص َيا َرب = فيو يطعـ ويحفظ كؿ الخميقة ‪.‬‬ ‫اس َوا ْل َب َيائ َم تُ َخمٍّ ُ‬ ‫الن َ‬

‫‪ٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (‪ٚ" - )ٜ-ٚ‬ما أَ ْكرم ر ْحمتَ َك يااَهلل! فَب ُنو ا ْلب َ ِ ِ‬ ‫سِم َب ْي ِت َك‪َ ,‬و ِم ْن‬ ‫اح ْي َك َي ْحتَ ُم َ‬ ‫ش ِر في ظ ٍّل َج َن َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ​َ َ َ َ ُ َ‬ ‫ون‪َ .‬ي ْرَو ْو َن م ْن َد َ‬ ‫ع ا ْلحي ِ‬ ‫َني ِر ِنع ِم َك تَس ِقي ِيم‪ٜ .‬أل َّ ِ‬ ‫اة‪ِ .‬ب ُن ِ‬ ‫ورا‪".‬‬ ‫َن ع ْن َد َك َي ْن ُبو َ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ور َك َن َرى ُن ً‬ ‫ْ ْ‬

‫اهلل يحمي أوالده‪ ،‬ويشبعيـ مف خيراتو‪ ،‬يمؤلىـ فرحاً وبيجة فبل يحتاجوف إلى الممذات الزمنية‪ ،‬يجدوف في‬ ‫مخمصيـ سر فرحيـ الحقيقي‪ ،‬يمؤلىـ مف روحو القدوس ينبوع الحيوة فتكوف ليـ ثماره‪ .‬ويعطييـ الروح استنارة =‬

‫ِب ُن ِ‬ ‫ور‪ .‬وىو يكشؼ لنا حتى أعماؽ اهلل (ٔكوٕ‪ .)ٕٔ-ٜ2‬وبنورؾ (المسيح) نعايف النور (الروح‬ ‫ور َك نعاين ال ُن ً‬ ‫القدس) فبدوف عمؿ المسيح الفدائي ما كاف الروح القدس قد حؿ عمى الكنيسة‪ .‬وباالستنارة التي يعطييا الروح‬ ‫القدس لنا ( النور) نعرؼ المسيح ( النور )‪ ( " .‬يو ‪ ) ٔٙ – ٕٔ 2 ٔٙ‬والروح القدس ىو الذي يفتح ويدرب كؿ‬

‫حواسنا الروحية فنفيـ امور السمائيات ‪.‬‬

‫يمي ا ْل َق ْمب‪ٔ​ٔ .‬الَ تَأ ِْت ِني ِر ْج ُل ا ْل ِك ْب ِري ِ‬ ‫ين يع ِرفُوَن َك‪ ,‬وع ْدلَ َك لِ ْممستَ ِق ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اء‪َ ,‬وَي ُد‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َر ْح َمتَ َك لمَّذ َ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫اإل ثِْم‪ُ .‬د ِحروا َفمَم ي ِ‬ ‫سقَطَ فَ ِ‬ ‫اعمُو ِ‬ ‫ام‪".‬‬ ‫ْ َْ‬ ‫ستَط ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يعوا ا ْلق َي َ‬

‫اآليات (ٓٔ‪ٔٓ" - )ٕٔ-‬أ َِد ْم‬ ‫ٕٔ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫اك‬ ‫األَ ْ‬ ‫ار الَ تَُز ْح ِز ْح ِني‪ُ .‬ى َن َ‬ ‫كؿ نفس تذوقت عطايا اهلل‪ ،‬تصمي مع المرنـ ليديـ ليا اهلل ىذه المراحـ فبل تفقد سبلميا‪ .‬ويبعد عنيا الكبرياء‬

‫فيبتعد عنيا اهلل بسبب كبريائيا‪ .‬ويبعد عنيا األشرار حتى ال تغوى النفس وراء شرورىـ فيفقدوا طيارتيـ وبالتالي‬ ‫ِ‬ ‫سبلميـ ففي الكبرياء والشر سقط فاعمو اإلثـ َفمَم ي ِ‬ ‫ام = واألشرار الذيف يدبروف الشر ألوالد اهلل‬ ‫ْ َْ‬ ‫ستَط ُ‬ ‫يعوا ا ْلق َي َ‬ ‫يسقطوف في شرورىـ ىذه ويسقطوا تحت لعنتيا‪ .‬أما عدؿ اهلل فيستمتع بو المستقيمي القموب الذيف ال يخدعوا‬ ‫أنفسيـ ويتممقونيا‪ .‬الَ تَأ ِْت ِني ِر ْج ُل ا ْل ِك ْب ِري ِ‬ ‫اء = إبعد عني شر المتكبريف‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪120‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخالحون)‬

‫المزمور السابع والثبلثون‬

‫عودة لمجدول‬

‫يقاؿ أف داود كتب ىذا المزمور قبؿ نياحتو بثبلث سنوات وفيو يضع حصيمة خبراتو‪ ،‬وتتمخص في أنو ميما‬ ‫نجح األشرار فنجاحيـ وقتي‪ ،‬أما األبرار فبل يناليـ سوى الخيرات‪ ،‬واف لـ ينالوىا عمى األرض فيـ سينالونيا في‬ ‫السماء ويكفييـ عمى األرض أف اهلل يشعرىـ بعدـ التخمي عنيـ‪ .‬ومما يؤكد أف داود كتبو بعد أف شاخ اآلية‬

‫(ٕ٘ )‪ .‬ونبلحظ أف داود حيف يقوؿ أف البار يرث األرض فيذا بمفيوـ العيد القديـ وفي العيد الجديد فاألرض‬ ‫ىي رمز لمميراث السماوي‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫اإل ثِْم‪ٕ ,‬فَِإ َّن ُي ْم ِم ْث َل ا ْل َح ِش ِ‬ ‫ال ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ون‪َ ,‬و ِمثْ َل‬ ‫يعا ُي ْق َ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٔ​ٔ-‬الَ تَ َغ ْر ِم َن األَ ْ‬ ‫ار‪َ ,‬والَ تَ ْح ِس ْد ُع َّم َ‬ ‫ط ُع َ‬ ‫س ِر ً‬ ‫يش َ‬ ‫ٗ‬ ‫ٖ‬ ‫ب فَ ُي ْع ِط َي َك‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َما َن َة‪َ .‬وتَمَ َّذ ْذ ِب َّ‬ ‫ون‪ .‬اتَّ ِك ْل َعمَى َّ‬ ‫ش ِب األ ْ‬ ‫ا ْل ُع ْ‬ ‫ض َو ْار َ‬ ‫اس ُك ِن األ َْر َ‬ ‫ض ِر َيذُْبمُ َ‬ ‫َخ َ‬ ‫ب َواف َْع ِل ا ْل َخ ْي َر‪ْ .‬‬ ‫ع األ َ‬ ‫٘‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ب طَ ِريقَ َك َواتَّ ِك ْل َعمَ ْي ِو َو ُى َو ُي ْج ِري‪َ ٙ ,‬وُي ْخ ِر ُج ِم ْث َل الن ِ‬ ‫يرِة‪ٚ .‬ا ْنتَ ِظ ِر‬ ‫سمٍّ ْم ِل َّمر ٍّ‬ ‫س ْؤ َل َق ْم ِب َك‪َ .‬‬ ‫ُ‬ ‫ور ِب َّر َك‪َ ,‬و َحق َك مثْ َل الظ ِي َ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ب واص ِبر لَ ُو‪ ,‬والَ تَ َغر ِم َن الَِّذي ي ْنجح ِفي طَ ِر ِ‬ ‫الر ُج ِل ا ْل ُم ْج ِري َم َكا ِي َد‪ُ .‬ك َّ‬ ‫ض ِب‪َ ,‬واتُْرِك‬ ‫يق ِو‪ِ ,‬م َن َّ‬ ‫َّ‬ ‫ف َع ِن ا ْل َغ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الر َّ َ ْ ْ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫َن ع ِ‬ ‫اممِي َّ‬ ‫الس َخطَ‪َ ,‬والَ تَ َغ ْر لِ ِف ْع ِل َّ‬ ‫ض‪َ ٔٓ .‬ب ْع َد‬ ‫الر َّ‬ ‫َّ‬ ‫الشٍّر ُي ْق َ‬ ‫ون َّ‬ ‫ون األ َْر َ‬ ‫ب ُى ْم َي ِرثُ َ‬ ‫ين َي ْنتَ ِظ ُر َ‬ ‫ون‪َ ,‬والَِّذ َ‬ ‫ط ُع َ‬ ‫الشٍّر‪ ,‬أل َّ َ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ون ٍّ‬ ‫السبلَ َم ِة‪".‬‬ ‫ون ِفي َكثَْرِة َّ‬ ‫ون‪ .‬أ َّ‬ ‫ون األ َْر َ‬ ‫ض‪َ ,‬وَيتَمَ َّذ ُذ َ‬ ‫اء فَ َي ِرثُ َ‬ ‫ير‪ .‬تَطَّمِعُ ِفي َم َك ِان ِو فَبلَ َي ُك ُ‬ ‫َقمِيمٍبلَ َي ُك ُ‬ ‫َما ا ْل ُوَد َع ُ‬ ‫الشٍّر ُ‬ ‫داود يدعو كؿ واحد أف ال يتساءؿ لماذا تنجح طريؽ األشرار ويغار منيـ ألف نجاحيـ وقتي فيـ كا ْل َح ِش ِ‬ ‫يش =‬

‫يشغموف سطح األرض ببل قيمة وىـ ببل جذور عميقة تسندىـ‪ ،‬وعند ظيور الشمس الحارقة في الصيؼ (إشارة‬

‫لمدينونة األبدية) فإنيـ يذبموف‪ .‬أما المؤمف فمو جذوره التي تشرب مف مياه الروح القدس العميقة وحياتو مستترة‬

‫مع المسيح في اهلل (كوٖ‪ )ٖ2‬ومتى يأتي الربيع (عندما يأتي المسيح في مجده) سيكوف ىناؾ ثمار ونظير معو‬ ‫ض = الكنيسة‪َ .‬وتَمَ َّذ ْذ‬ ‫س ُكا ِنا األ َْر َ‬ ‫في مجده (كوٖ‪ )ٗ2‬وما عمى المؤمف إال أف يتكؿ عمى الرب ويسمؾ بأمانة‪ْ .‬‬ ‫ب = قد يكوف أوالد اهلل فقراء أو مضطيديف ولكنيـ فرحيف إذ يجدوا في عشرتيـ مع اهلل لذتيـ‪ .‬فيحسبوا العالـ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ِب َّ‬ ‫ِ‬ ‫س ْؤ َل َق ْم ِب َك = مف تمذذ بالرب يطمب أف تنفتح عيناه ويراه ويعاينو‪.‬‬ ‫كمو بكؿ خيراتو نفاية (فيٖ‪ .)ٜ-ٚ2‬فَ ُي ْعط َي َك ُ‬ ‫ب طَ ِريقَ َك = في ثقة سمِّـ لمرب تدبير كؿ أمورؾ َو ُى َو ُي ْج ِري = يدبر كؿ أمور حياتنا حسب مشورتو‬ ‫سمٍّ ْم لِ َّمر ٍّ‬ ‫وَ‬ ‫الرب ُي ْخ ِر ُج ِم ْث َل الن ِ‬ ‫ور ِب َّر َك = إشراؽ حياة المؤمنيف األبرار سيكوف واضحاً كالنور حتى لو شوه‬ ‫الصالحة‪ .‬و َ‬ ‫ب = اهلل طويؿ األناة وتأتي استجابتو في الزماف الذي يحدده ىو وعمى‬ ‫الر َّ‬ ‫األشرار سمعتيـ إلى حيف‪ .‬ا ْنتَ ِظ ِر َّ‬ ‫ط= كؼ عف التذمر ضد أحكاـ اهلل‪ ،‬فالتذمر يقسي القمب‪.‬‬ ‫المؤمف أف يصبر اتُْرِك َّ‬ ‫الس َخ َ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ِ‬ ‫الشٍّرير يتَفَ َّكر ِ‬ ‫الصدٍّي ِ‬ ‫َن‬ ‫ض َح ُك ِب ِو ألَنَّ ُو َأرَى أ َّ‬ ‫َس َنا َن ُو‪.‬‬ ‫اآليات (ٕٔ‪" - )ٕٗ-‬‬ ‫ض َّد ٍّ‬ ‫َّ‬ ‫الرب َي ْ‬ ‫ق َوُي َحٍّر ُ‬ ‫ق َعمَ ْيو أ ْ‬ ‫ٍّ ُ َ ُ‬ ‫٘ٔ‬ ‫ٍ ٗٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ير‪ ,‬لِقَ ْت ِل ا ْلم ِ ِ‬ ‫ين َوا ْلفَ ِق ِ‬ ‫س ِك ِ‬ ‫س ْيفُ ُي ْم‬ ‫َي ْو َم ُو‬ ‫سموا َّ‬ ‫آت! األَ ْ‬ ‫الس ْي َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫س ُي ْم ل َرْم ِي ا ْلم ْ‬ ‫ستَقيم طَ ِريقُ ُي ْم‪َ .‬‬ ‫ف َو َمدوا قَ ْو َ‬ ‫ش َرُار قَ ْد َ‬ ‫َي ْد ُخ ُل ِفي َق ْم ِب ِي ْم‪َ ,‬وِق ِسي ُي ْم تَْن َك ِس ُر‪.‬‬

‫‪121‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخالحون)‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫الصد ِ‬ ‫ار تَْن َك ِسر‪ ,‬وع ِ‬ ‫َن سو ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ار َك ِث ِ‬ ‫ش َر ٍ‬ ‫مصدٍّي ِ‬ ‫ين‬ ‫اض ُد ٍّ‬ ‫اَْل َقمِي ُل الَِّذي لِ ٍّ‬ ‫اع َد األَ ْ‬ ‫ق َخ ْيٌر ِم ْن ثَْرَوِة أَ ْ‬ ‫ٍّيق َ‬ ‫ير َ‬ ‫ُ َ​َ‬ ‫ين‪ .‬أل َّ َ َ‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫ون‪ٜٔ .‬الَ ي ْخ َزو َن ِفي َزم ِن السو ِء‪ ,‬وِفي أَي ِ‬ ‫الرب َع ِ‬ ‫َّام ا ْل ُجوِع‬ ‫َّام ا ْل َك َممَ ِة‪َ ,‬و ِم َا‬ ‫الرب‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ار ٌ‬ ‫يرثُ ُي ْم إِلَى األ َ​َب ِد َي ُك ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف أَي َ‬ ‫اء ا ْلمر ِ‬ ‫ب َكبي ِ‬ ‫اعي‪ .‬فَ ُنوا‪َ .‬كالد َخ ِ‬ ‫ان فَ ُنوا‪ٍّ ٕٔ .‬‬ ‫ون‪ٕٓ .‬أل َّ‬ ‫ض َوالَ‬ ‫اء َّ‬ ‫َن األَ ْ‬ ‫َي ْ‬ ‫ستَ ْق ِر ُ‬ ‫ش َرَار َي ْيمِ ُك َ‬ ‫ش َب ُع َ‬ ‫ون‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫ير َي ْ‬ ‫الر ٍّ َ َ‬ ‫َع َد ُ‬ ‫الشٍّر ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫ون‪.‬‬ ‫ف َوُي ْع ِطي‪ٕ​ٕ .‬أل َّ‬ ‫َما ٍّ‬ ‫ين ِم ْن ُو ُي ْق َ‬ ‫َي ِفي‪ ,‬أ َّ‬ ‫ٍّيق فَ َيتَ​َأرَّ ُ‬ ‫ون األ َْر َ‬ ‫الصد ُ‬ ‫ط ُع َ‬ ‫ض‪َ ,‬وا ْل َم ْم ُعوِن َ‬ ‫ين ِم ْن ُو َي ِرثُ َ‬ ‫َن ا ْل ُم َب َارِك َ‬ ‫ٕٗ‬ ‫ٖٕ‬ ‫ان وِفي َ ِ ِ‬ ‫ات ِ‬ ‫س ِن ٌد َي َدهُ‪".‬‬ ‫ط ِر ُح‪ ,‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ط الَ َي ْن َ‬ ‫سقَ َ‬ ‫َّت َخ َ‬ ‫َن َّ‬ ‫ِم ْن ِق َب ِل َّ‬ ‫ط َو ُ‬ ‫بَ تَثَب ُ‬ ‫ب ُم ْ‬ ‫سر‪ .‬إِ َذا َ‬ ‫ط ِريقو ُي َ‬ ‫سِ َ‬ ‫اإل ْن َ‬

‫إبميس ومف يتبعو مف األشرار يظنوف أنيـ أقوياء‪ ،‬قادريف عمى إلحاؽ األذى بشعب اهلل= يتَفَ َّكر ِ‬ ‫الصدٍّي ِ‬ ‫ق‪.‬‬ ‫ض َّد ٍّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ض َح ُك ِب ِو = لماذا؟‬ ‫و َّ‬ ‫الرب َي ْ‬ ‫َن يوم ُو ٍ‬ ‫آت = يرى الرب يوـ دينونتيـ‬ ‫[ٔ] َأرَى أ َّ َ ْ َ‬ ‫[ٕ ] السيؼ الذي اعدوه ضد المسكيف يرتد ويدخؿ في قموبيـ‪ .‬وسيؼ األشرار ال يمتد سوى ألجساد القديسيف وال‬ ‫ينالوف مف أرواحيـ‬

‫[ٖ] اآلالـ تتحوؿ لخير القديسيف فكؿ األمور تعمؿ معاً لمخير لمذيف يحبوف اهلل‪ .‬واهلل يستخدـ ىذه اآلالـ لتكميؿ‬ ‫الرب َع ِ‬ ‫َّام ا ْل َك َممَ ِة‬ ‫القديسيف= َّ‬ ‫ار ٌ‬ ‫ف أَي َ‬ ‫الرب َع ِ‬ ‫َّام ا ْل َك َممَ ِة =‬ ‫[ٗ] فشؿ خطط األشرار= ِق ِسي ُي ْم تَ ْن َك ِس ُر‪ ،‬كما قاؿ يوسؼ الخوتو (تؾٓ٘‪ )ٕٓ2‬وقولو َّ‬ ‫ار ٌ‬ ‫ف أَي َ‬ ‫أف اهلل يعرؼ متى سيكمموف بيذه اآلالـ ليكوف ليـ نصيب في المجد السماوي‪ ،‬حينئذ يسمح بموتيـ بعد أف‬

‫يكمموا‪ .‬فاألشرار ليسوا أح ار اًر في أف يقتموا أوالد اهلل‪ .‬لـ يكف لؾ سمطاف البتة إف لـ تكف قد أعطيت مف فوؽ‬ ‫(يو‪ .)ٔ​ٔ2ٜٔ‬الَ ُي ْخ َز ْو َن ِفي َزَم ِن السو ِء = ال يخزى إال مف ال يثؽ في اهلل وال رجاء لو‪ ،‬أما أوالده اهلل فيفتخروف‬ ‫اء ا ْلمر ِ‬ ‫في الضيقات (روٗ‪ .)ٖ2٘،‬واألشرار َكبي ِ‬ ‫اعي = أي الخراؼ السماف مف غناىـ وخيراتيـ ولكنيم َكالد َخ ِ‬ ‫ان‬ ‫َ​َ‬ ‫َ​َ‬ ‫فَ ُنوا = الخروؼ حينما يصير سميناً يقترب ذبحو‪ ،‬والشرير كمما صار في بياء يقترب موعد دينونتو‪ ،‬وىو‬ ‫كالدخاف كمما ارتفع إلى فوؽ كبر حجمو ولكنو يبدأ ينتشر ويكبر حجمو ولكنو يتبلشى رويداً رويداً‪ .‬أما البار‬

‫فيثبت الرب طريقو (ٖٕ) واف لـ يثبت الرب طريقنا سنسمؾ في طرؽ ممتوية‪ .‬ونبلحظ أف الرب يسوع ىو‬

‫الطريؽ‪.‬‬

‫ٕ٘‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ُخ ْب ًزا‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫ض‬ ‫َي‬ ‫أ‬ ‫اآليات (ٕ٘‪" - )ٗٓ-‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫تى َوقَ ْد ِش ْخ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ت‪َ ,‬ولَ ْم أ َ​َر صدٍّيقًا تُ ُخمٍّ َي َع ْن ُو‪َ ,‬والَ ُذٍّرَّي ًة لَ ُو تَ ْمتَم ُ‬ ‫ً‬ ‫‪ٕٙ‬‬ ‫سمُ ُو لِ ْم َب َرَك ِة‪.‬‬ ‫ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو َيتَ​َأرَّ ُ‬ ‫ف َوُي ْق ِر ُ‬ ‫ض‪َ ,‬وَن ْ‬ ‫‪ِ ٕٚ‬ح ْد َع ِن َّ‬ ‫ب ُي ِحب ا ْل َحقَّ‪َ ,‬والَ َيتَ َخمَّى َع ْن أَتْ ِق َي ِائ ِو‪ .‬إِلَى األ َ​َب ِد‬ ‫اس ُك ْن إِلَى األ َ​َب ِد‪ٕٛ .‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫الشٍّر َواف َْع ِل ا ْل َخ ْي َر‪َ ,‬و ْ‬ ‫ٖٓ‬ ‫‪ٕٜ‬‬ ‫ش َر ِ‬ ‫الصدٍّي ِ‬ ‫ق َي ْم َي ُج‬ ‫ار فَ َي ْنقَ ِطعُ‪.‬‬ ‫س ُك ُنوَن َيا إِلَى األ َ​َب ِد‪ .‬فَ ُم ٍّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ون‪ .‬أ َّ‬ ‫س ُل األَ ْ‬ ‫ون األ َْر َ‬ ‫ون َي ِرثُ َ‬ ‫الصدٍّيقُ َ‬ ‫ُي ْحفَظُ َ‬ ‫ض َوَي ْ‬ ‫َما َن ْ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍّيق ُم َح ِ‬ ‫يع ُة إِل ِي ِو ِفي َق ْم ِب ِو‪ .‬الَ تَتَ َق ْم َق ُل َخطَ َواتُ ُو‪ٍّ ٖٕ .‬‬ ‫ب ٍّ‬ ‫اوالً‬ ‫ق ِبا ْل َحقٍّ‪َ .‬‬ ‫الصد َ‬ ‫سا ُن ُو َي ْن ِط ُ‬ ‫ير ُي َراق ُ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫ِبا ْلح ْك َمة‪َ ,‬ولِ َ‬ ‫الشٍّر ُ‬ ‫ٖٗ‬ ‫ٖ​ٖ‬ ‫ث‬ ‫َن ُي ِميتَ ُو‪.‬‬ ‫الر َّ‬ ‫الرب الَ َيتُْرُك ُو ِفي َي ِد ِه‪َ ,‬والَ َي ْح ُك ُم َعمَ ْي ِو ِع ْن َد ُم َحا َك َم ِت ِو‪ .‬ا ْنتَ ِظ ِر َّ‬ ‫َّ‬ ‫احفَ ْظ طَ ِريقَ ُو‪ ,‬فَ َي ْرفَ َع َك لِتَ ِر َ‬ ‫أْ‬ ‫ب َو ْ‬ ‫ض‪ .‬إِلَى ا ْن ِق َر ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ار تَ ْنظُ​ُر‪.‬‬ ‫اض األَ ْ‬ ‫األ َْر َ‬

‫‪122‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخالحون)‬ ‫‪ٖٙ‬‬ ‫ٖ٘‬ ‫س ِبم ْو ُج ٍ‬ ‫شِ ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ير َع ِات ًيا‪َ ,‬و ِ‬ ‫ت ٍّ‬ ‫وج ْد‪.‬‬ ‫ش َج َرٍة َ‬ ‫ارفًا ِم ْث َل َ‬ ‫قَ ْد َأر َْي ُ‬ ‫ستُ ُو َفمَ ْم ُي َ‬ ‫ود‪َ ,‬وا ْلتَ َم ْ‬ ‫الشٍّر َ‬ ‫ارقَة َناض َرة‪َ .‬ع َب َر فَإ َذا ُى َو لَ ْي َ َ‬ ‫‪ٖٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫اد َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام َل وا ْنظُ ِر ا ْلم ِ‬ ‫‪ٖٚ‬الَ ِح ِظ ا ْل َك ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫سِ‬ ‫ار‬ ‫ان َّ‬ ‫السبلَ َم ِة‪ .‬أ َّ‬ ‫ب األَ ْ‬ ‫َما األَ ْ‬ ‫ش َرُار فَ ُي َب ُ‬ ‫يعا‪َ .‬عق ُ‬ ‫يم‪ ,‬فَِإ َّن ا ْل َعق َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ون َجم ً‬ ‫ب ِإل ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ستَق َ‬ ‫ٓٗ‬ ‫‪ٖٜ‬‬ ‫ب‪ِ ,‬ح ِ‬ ‫الصد ِ‬ ‫يم ِفي َزَم ِ‬ ‫الضي ِ‬ ‫الرب َوُي َن ٍّجي ِي ْم‪ُ .‬ي ْن ِق ُذ ُى ْم‬ ‫ان ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ص ٍّ‬ ‫ق‪َ .‬وُي ِعي ُن ُي ُم َّ‬ ‫ين فَ ِم ْن ِق َب ِل َّ‬ ‫َي ْنقَ ِطعُ‪ .‬أ َّ‬ ‫ٍّيق َ‬ ‫ْ‬ ‫َما َخبلَ ُ‬ ‫صن ْ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫احتَ َم ْوا ِب ِو‪".‬‬ ‫ِم َن األَ ْ‬ ‫ص ُي ْم‪ ,‬أل ََّن ُي ُم ْ‬ ‫ار َوُي َخمٍّ ُ‬ ‫في (ٕ٘) اهلل ال يتخمى عف أوالده أبداً‪ .‬وداود ىنا يقوليا عف خبرة رآىا في حياتو‪ .‬بؿ البار في تشبيو بإليو‬

‫نجده رحيماً بالمحتاج‪ ،‬ونسمو أيضاً يكوف في بركة‪ .‬وفي (‪ )ٕٚ‬دعوة لكي نسمؾ في فعؿ الخير لكي يكوف لنا‬ ‫اس ُك ْن إِلَى األ َ​َب ِد‪ .‬وفي (ٖٓ‪ )ٖٔ،‬نرى الصديؽ يميج بالحكمة ونفيـ أنو حكيـ ألنو يحفظ وصايا‬ ‫ميراث أبدي= ْ‬ ‫ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان‬ ‫اهلل‪ .‬وفي (ٖ٘‪ )ٖٙ،‬يكرر أف نجاح الشرير نجاح وقتي‪ .‬وبعدىا يبادوف (‪ .)ٖٛ‬وفي (‪ )ٖٚ‬فَِإ َّن ا ْل َعق َ‬ ‫ب ِإل ْن َ‬ ‫ِ‬ ‫ا َّ ِ‬ ‫ب = ‪Future‬‬ ‫لسبلَ َمة = نياية اإلنساف البار السبلمة والعكس لمشرير (‪ .)ٖٜ‬ا ْل َعق َ‬

‫‪123‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخالحون)‬

‫المزمور الثامن والثبلثون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىذا المزمور ىو أحد مزامير التوبة لداود‪ ،‬ممموء أحزاناً وشكوى‪ ،‬فالخطية تأتي معيا بثمارىا مف اآلالـ واألحزاف‪،‬‬

‫بؿ يبدو أيضاً أف بعض األمراض قد أصابتو‪ .‬واهلل يسمح بيذه اآلالـ لمخاطئ ليتواضع وينسحؽ أمامو‪ .‬ومف‬

‫اآلالـ التي أوجعتو جداً ىجر أصحابو لو واضطياد أعداؤه لو‪ .‬لقد تمذذ بالخطية لحظات وجنى ثمارىا المرة‬ ‫سنوات‪ .‬كؿ ىذه اآلالـ مع إحساسو بالندـ عمى خطيتو كاف ممكناً أف يدفعو لميأس‪ ،‬ولكننا نراه يمجأ إلى اهلل‬

‫بالصبلة ليناؿ عوناً‪.‬‬

‫عنواف المزمور لمتذكير = ليذكر خطيتو وتكوف أمامو كؿ حيف‪ ،‬ويذكر تأديب الرب فبل يعود ليا‪ .‬وفي السبعينية‬ ‫تذكر ألجؿ السبت= والسبب ىو الراحة‪ .‬وفي اعترافنا وتوبتنا نجد راحة‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫ِ‬ ‫س َخ ِط َك‪َ ,‬والَ تُ َؤد ٍّْب ِني ِب َغ ْي ِظ َك‪",‬‬ ‫آية (ٔ) ‪َ " -‬يا َرب‪ ,‬الَ تَُوٍّب ْخني ِب َ‬ ‫ىي نفسيا (مز‪ .)ٔ2ٙ‬ىو ال يرفض التوبيخ‪ ،‬لكنو يرفض غضب اهلل عميو‪.‬‬

‫آية (ٕ) ‪ٕ" -‬أل َّ ِ‬ ‫ش َب ْت ِف َّي‪َ ,‬وَن َزلَ ْت َعمَ َّي َي ُد َك‪".‬‬ ‫ام َك قَِد ا ْنتَ َ‬ ‫َن س َي َ‬ ‫سياـ اهلل ىي تأديباتو‪ .‬وقبؿ أف تجرحنا سياـ تأديباتو‪ ،‬تجرح ضميرنا سياـ كمماتو فإف لـ نتحرؾ ونتوب مف‬ ‫توبيخ الضمير تأتي عمينا السياـ الخارجية‪.‬‬

‫ِ ِ ِ‬ ‫اآليات (ٖ‪ٖ" - )ٛ-‬لَ ْيس ْت ِفي جس ِدي ِ‬ ‫سبلَ َم ٌة ِم ْن ِج َي ِة َخ ِطي َِّتي‪.‬‬ ‫ص َّح ٌة ِم ْن ِج َي ِة َغ َ‬ ‫س ْت في عظَامي َ‬ ‫ض ِب َك‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫٘‬ ‫ْسي‪َ .‬ك ِحمل ثَ ِقيل أَثْ َق َل ِم َّما أ ْ ِ‬ ‫ق أر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ْرِبي ِم ْن ِج َي ِة‬ ‫ٗأل َّ‬ ‫اح ْت ُح ُب ُر َ‬ ‫َحتَم ُل‪ .‬قَ ْد أَ ْنتَ​َن ْت‪ ,‬قَ َ‬ ‫ْ‬ ‫َن آثامي قَ ْد طَ َم ْت فَ ْو َ َ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫اصرتَ َّي قَِد امتَؤلَتَا ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ْت ِفي‬ ‫ت َح ِزي ًنا‪ٚ .‬أل َّ‬ ‫ت إِلَى ا ْل َغ َاي ِة‪ .‬ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو َذ َى ْب ُ‬ ‫يت‪ .‬ا ْن َح َن ْي ُ‬ ‫َح َماقَ ِتي‪ .‬لَ ِو ُ‬ ‫احت َارقًا‪َ ,‬ولَ ْي َ‬ ‫ْ‬ ‫َن َخ َ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫جس ِدي ِ‬ ‫ت أ َِئن ِم ْن َزِف ِ‬ ‫ير َق ْم ِبي‪".‬‬ ‫ت إِلَى ا ْل َغ َاي ِة‪ُ .‬ك ْن ُ‬ ‫س َح ْق ُ‬ ‫ص َّح ٌة‪َ .‬خ ِد ْر ُ‬ ‫ت َوا ْن َ‬ ‫َ َ‬ ‫داود الذي لـ ينحني أماـ جميات وال األسد والدب‪ ،‬داود الجبار نجده بسبب الخطية متألماً‪ ،‬مريضاً منحنياً تحت‬

‫اح ْت جراحاتي = ىذه لمتعبير عف نتانة الخطية ورائحتيا النتنة‪ .‬والمرنـ يعتبر الخاطئ‬ ‫ثقؿ الخطية‪ .‬أَ ْنتَ​َن ْت‪ ,‬قَ َ‬ ‫جاىبلً أحمؽ= ِم ْن ِج َي ِة َح َماقَ ِتي والعكس نسمع رأس الحكمة مخافة الرب (أـٔ‪ .)ٚ2‬والعجيب أف المسيح ليشفينا‬ ‫قَبِؿ أف يحمؿ ىو ثفؿ خطايانا وينحني تحت الصميب ليرفع رأسي المنحني‪ .‬وعمى كؿ منا أف ينسحؽ أماـ اهلل‪،‬‬ ‫ت إِلَى ا ْل َغ َاي ِة‪.‬‬ ‫س َح ْق ُ‬ ‫خافضاً رأسو معترفاً بخطاياه ليحمميا ىو عنو = ا ْن َ‬

‫‪124‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخالحون)‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ور ع ْن َك‪َ ٔٓ .‬ق ْم ِبي َخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق‪ .‬قَُّوِتي فَ َارقَتِْني‪,‬‬ ‫اف ٌ‬ ‫ستُ ٍ َ‬ ‫س ِب َم ْ‬ ‫ام َك ُكل تَأَو ِىي‪َ ,‬وتَ​َنيدي لَ ْي َ‬ ‫َم َ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٔ٘-ٜ‬يا َرب‪ ,‬أ َ‬ ‫ِ ٔ​ٔ ِ ِ‬ ‫ض ْرَب ِتي‪َ ,‬وأَقَ ِ‬ ‫يدا‪َ ٕٔ .‬وطَالِ ُبو َن ْف ِسي‬ ‫ارِبي َوقَفُوا َب ِع ً‬ ‫َص َحا ِبي َي ِقفُ َ‬ ‫ون تُ َجاهَ َ‬ ‫ور َع ْي ِني أ َْي ً‬ ‫س َمعي‪ .‬أَحبَّائي َوأ ْ‬ ‫ضا لَ ْي َ‬ ‫َونُ ُ‬ ‫الش َّر تَ َكمَّموا ِبا ْلمفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون لِي َّ‬ ‫ون ِبا ْل ِغ ٍّ‬ ‫ش‪.‬‬ ‫ص ُبوا َ‬ ‫اس ِد‪َ ,‬وا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو َي ْم َي ُج َ‬ ‫ش َرًكا‪َ ,‬وا ْل ُم ْمتَم ُ‬ ‫َن َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫س َ َ‬ ‫ٖٔ‬ ‫َما أَ​َنا فَ َكأَص َّم الَ أَسمع‪ .‬و َكأ َْب َكم الَ ي ْفتَح فَاه‪ٔٗ .‬وأَ ُك ُ ِ‬ ‫سٍ‬ ‫س ِفي فَ ِم ِو ُح َّج ٌة‪ٔ٘ .‬أل ٍَّني‬ ‫َوأ َّ‬ ‫ان الَ َي ْ‬ ‫س َمعُ‪َ ,‬ولَ ْي َ‬ ‫ون م ْث َل إِ ْن َ‬ ‫َْ ُ َ َ َ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫يب َيا َرب إِل ِيي‪".‬‬ ‫ت‪ ,‬أَ ْن َ‬ ‫ص َب ْر ُ‬ ‫ستَ ِج ُ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫لَ َك َيا َرب َ‬

‫نرى ىنا الرجوع إلى اهلل‪ .‬والمرنـ يمجأ هلل الذي يسمع تنيدات قمبو وأنينو وىو القادر أف يشفيو ويرفع عنو آالمو‬ ‫الداخمية والخارجية‪ .‬وىو يصؼ حالتو بصدؽ أماـ اهلل ٓ َق ْم ِبي َخ ِ‬ ‫ق = أي مضطرب‪ .‬وفَ َارقَتْو قُ َّوِتو ‪ ,‬فيو في‬ ‫اف ٌ‬ ‫حالة خوؼ‪ ،‬وفقد استنارتو وأصدقاؤه أروا آالمو ووقفوا بعيداً كمف ال ييميـ أمره‪ .‬ولـ يساندوه في ضيقتو ويواسوه‪،‬‬

‫َس َمعُ َو َكأ َْب َك َم‪ =..‬داود‬ ‫ولـ يقفوا معو ضد أعدائو الخارجييف (ألـ يتحمؿ المسيح عنا كؿ ذلؾ) أ َّ‬ ‫َص َّم الَ أ ْ‬ ‫َما أَ​َنا فَ َكأ َ‬ ‫قرر أف ال يجيب عمى شاتميو تاركاً األمر كمو هلل‪ ،‬فطالماً أف التأديب مف اهلل‪ ،‬فيو يترؾ لو تدبير كؿ شئ ورد‬ ‫َّ‬ ‫حقو منيـ‪ .‬ولكف ىذه اآلية تنطؽ بما فعمو المسيح‪ ،‬إذا وقؼ صامتاً أماـ كؿ مف حاكموه ولـ يدافع عف نفسو‪.‬‬

‫شمتُوا ِبي»‪ِ .‬ع ْن َدما َزلَّ ْت قَ َد ِمي تَعظَّموا عمَ َّي‪ٔٚ .‬أل ٍَّني م ِ‬ ‫اآليات (‪ٔٙ" - )ٕ​ٕ-ٔٙ‬أل ٍَّني ُق ْم ُ ِ َّ‬ ‫َن‬ ‫وش ٌك أ ْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ت «ل َئبل َي ْ َ‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫ين‬ ‫ُخ ِب ُر ِبِإثْ ِمي‪َ ,‬وأَ ْغتَم ِم ْن َخ ِطي َِّتي‪َ .‬وأ َّ‬ ‫أَ ْظمَ َع‪َ ,‬و َو َج ِعي ُمقَا ِبمِي َد ِائ ًما‪ .‬أل ََّن ِني أ ْ‬ ‫اء‪َ .‬عظُ ُموا‪َ .‬والَِّذ َ‬ ‫َع َد ِائي فَأ ْ‬ ‫َما أ ْ‬ ‫َح َي ٌ‬ ‫ٕٓ‬ ‫َج ِل اتٍّب ِ‬ ‫شر‪ ,‬يقَ ِ ِ‬ ‫الصبلَ َح‪ٕٔ .‬الَ تَتُْرْك ِني َيا َرب‪.‬‬ ‫اعي َّ‬ ‫ضوَن ِني ظُ ْم ًما َكثُ​ُروا‪َ .‬وا ْل ُم َج ُاز َ‬ ‫ُي ْب ِغ ُ‬ ‫او ُموَنني أل ْ َ‬ ‫ون َع ِن ا ْل َخ ْي ِر ِب َ ّ ُ‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫ع إِلَى معوَن ِتي يا رب يا َخبلَ ِ‬ ‫صي‪".‬‬ ‫َس ِر ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َيا إِل ِيي‪ ,‬الَ تَ ْب ُع ْد َع ٍّني‪ .‬أ ْ‬ ‫َُ‬ ‫ىو سكت أماـ أعدائو‪ ،‬لكنو لـ يسكت أماـ اهلل‪ ،‬بؿ كاف يصرخ إليو في ثقة أنو سيستجيب‪ .‬فبل يشمت بو أعدائو‬ ‫(‪ )ٔٙ‬ويتيمموف لسقوطو‪ .‬أل ٍَّني م ِ‬ ‫َن أَ ْظمَ َع = أي أعرج‪ .‬وترجمت في السبعينية "أما أنا لمسياط فمستعد" أي‬ ‫وش ٌك أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫المرنـ مستعد لآلالـ التي يسمح بيا الرب حتى إف وصمت ألف يعرج‪ .‬ولكف جاءت السبعينية لتتنبأ في روعة عف‬ ‫آالـ المسيح‪ .‬وفي (‪ )ٔٛ‬نرى ضرورة االعتراؼ بالخطية‪ .‬وفي (‪ )ٜٔ‬نرى قوة األعداء ولذلؾ ال نمجأ سوى هلل‬

‫األقوى منيـ‪ .‬وفي (ٕٓ) نرى صورة لتخمي الجميع عف الرب يسوع وصورة لما يحدث لكؿ خاطئ‪ ،‬والمسيح‬ ‫صار خطية ألجمنا وتحمؿ كؿ ىذه اآلالـ كحامؿ خطية‪ .‬وىو الذي عظموا عميو اتياماتيـ= َعظَّ ُموا‪ .‬ومف الذي‬ ‫فعؿ ىذا أصدقاؤه وأقاربو بالجسد وىو لـ يفتح فاه‪ .‬وينيي المزمور بصراخو هلل لكي ال يبعد عنو‪ ،‬ويعينو‪ .‬وتفيـ‬ ‫عظموا أف الذيف ظمموه إنتفخوا وكبروا وىـ المخطئيف‪.‬‬

‫‪125‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخالحون)‬

‫المزمور التاسع والثبلثون‬

‫عودة لمجدول‬

‫يقوؿ القديس أثناسيوس وغريغوريوس الناطؽ باإللييات أف داود ألؼ ىذا المزمور بإلياـ الروح القدس وأعطاه‬ ‫ليدوثوف الذي انتخبو داود لمتسبيح‪.‬‬

‫قرر أف يضبط عواطفو ويبقييا داخمو‪ ،‬ال يتذمر وال‬ ‫غالباً كاف داود في ألـ عظيـ وىو يكتب ىذا المزمور‪ ،‬ولكنو َّ‬ ‫يشتكي أماـ أعدائو‪ ،‬ولكف يتكمـ ويفضي بما في داخمو أماـ اهلل فقط‪ .‬ونجد داود ىنا يشعر أف اإلنساف كبخار‬

‫يظير قميبلً ثـ يضمحؿ‪ ،‬فتساءؿ‪ ،‬ولماذا كؿ ىذا الصراع عمى الدنيا والكؿ سينتيي سريعاً‪ .‬وفي ألمو يردد ما‬

‫قالو أيوب مف قبؿ‪ ..‬إذا كانت أيامي ستنتيي سريعاً فيؿ أحيا ىذه الحياة القصيرة وأنا متألـ بكؿ ىذه التأديبات‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫َحفَظُ لِفَ ِمي ِكمام ًة ِ‬ ‫طِإ ِبمِس ِ‬ ‫ت « أَتَحفَّظُ لِس ِبيمِي ِ‬ ‫يما ٍّ‬ ‫ير ُمقَا ِبمِي»‪".‬‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫ي‪.‬‬ ‫ان‬ ‫خ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ق‬ ‫آية (ٔ) ‪" -‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الشٍّر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫نرى قرار داود بأنو لف يتكمـ‪ ،‬فيو لف يتيـ أعداؤه‪ ،‬ولف يبرئ نفسو أماـ األشرار‪ ،‬ومف يحفظ لسانو يحفظ نفسو‬

‫(يعٖ)‪ .‬ولكنو لف ولـ يصمت أماـ اهلل‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫س َكت َع ِن ا ْل َخ ْي ِر‪ ,‬فَتَ َح َّر َك َو َج ِعي‪".‬‬ ‫ص ْمتًا‪َ ,‬‬ ‫ص َمت َ‬ ‫آية (ٕ) ‪َ " -‬‬ ‫ىنا تصوير آخر‪ ،‬أنو امتنع عف كممات الخير أماـ األشرار إذ ىـ يسخروف مما يقوؿ‪ ،‬فقرر أف ال يمقي درره‬

‫قداـ الخنازير (مت‪ .)ٙ2ٚ‬ولكف عدـ شيادتو هلل أوجعتو‪.‬‬ ‫النار‪ .‬تَ َكمَّم ُ ِ‬ ‫آية (ٖ) ‪َ ٖ" -‬ح ِمي َق ْم ِبي ِفي َج ْوِفي‪ِ .‬ع ْن َد لَ َي ِجي ا ْ ِ َّ‬ ‫س ِاني "‬ ‫ت ِبم َ‬ ‫ْ‬ ‫شتَ َعمَت ُ‬ ‫َ‬ ‫نرى المرنـ ىنا في صراع بيف أف يتكمـ وأف يسكت‪ ،‬لو حنيف أف يشيد هلل‪ ،‬ولكنو مقتنع أف كبلمو سيزيد الشرير‬ ‫ىياجاً وسخرية‪ .‬فمجأ هلل ليرشده = تَ َكمَّم ُ ِ‬ ‫س ِاني‪.‬‬ ‫ت ِبم َ‬ ‫ْ‬ ‫٘‬ ‫ٗ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت أَيَّامي‬ ‫َعمَ َم َك ْي َ‬ ‫ف أَ​َنا َزائ ٌل‪ُ .‬ى َوَذا َج َع ْم َ‬ ‫اآليات (ٗ‪َ « " - )ٙ-‬عٍّرف ِْني َيا َرب ن َي َايتي َو ِم ْق َد َار أَيَّامي َك ْم ى َي‪ ,‬فَأ ْ‬ ‫شى ِ‬ ‫ان قَ ْد ُج ِع َل‪ِ .‬سبلَ ْه‪ٙ .‬إِ َّن َما َك َخ َيال َيتَ َم َّ‬ ‫سٍ‬ ‫ان‪ .‬إِ َّن َما‬ ‫أَ ْ‬ ‫ش َب ًارا‪َ ,‬و ُع ْم ِري َكبلَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َّام َك‪ .‬إِ َّن َما َن ْف َخ ًة ُكل إِ ْن َ‬ ‫ش ْي َء قُد َ‬ ‫اطبلً ي ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ضم َيا‪".‬‬ ‫ون‪َ .‬يذ َ‬ ‫ضج َ‬ ‫ْخ ُر َذ َخ ِائ َر َوالَ َي ْد ِري َم ْن َي ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫إذ دخؿ المرنـ في حوار مع اهلل اكتشؼ تفاىة الحياة البشرية وقصرىا‪َ .‬عٍّرف ِْني َيا َرب ِن َي َاي ِتي = عرفني أنني لف‬ ‫أبقي ىنا كثي اًر في ىذه الشدائد والضيقات وسخرية مف يسمع (ما قالو في آيةٕ)‪ .‬ومف يدرؾ ما أعده اهلل لو في‬ ‫األبدية يدرؾ تفاىة ىذه األياـ األرضية‪ِ .‬‬ ‫سٍ‬ ‫ان إِ َّن َما َك َخ َيال = ىؿ يستطيع أحد أف يمسؾ ظؿ األشياء‪ ،‬ىكذا‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫اطبلً ي ِ‬ ‫كؿ مف يحاوؿ أف يتمسؾ بأمور ىذا العالـ= ب ِ‬ ‫ون = باطبلً يتعبوف ليكنزوا الماديات‪.‬‬ ‫ضج َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫‪126‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخالحون)‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫يك ُىو‪ِ ٛ .‬م ْن ُك ٍّل مع ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ار‬ ‫اص َّي َن ٍّج ِني‪ .‬الَ تَ ْج َع ْم ِني َع ًا‬ ‫اآلن‪َ ,‬ما َذا ا ْنتَظَ ْر ُ‬ ‫اآليات (‪َ « " - )ٖٔ-ٚ‬و َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ت َيا َرب؟ َر َجائي ف َ َ‬ ‫ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يت‪.‬‬ ‫اج َم ِة َي ِد َك أَ​َنا قَ ْد فَ ِن ُ‬ ‫ت فَ َع ْم َ‬ ‫ص َمت‪ .‬الَ أَفْتَ ُح فَ ِمي‪ ,‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬ ‫ت‪ْ .‬ارفَ ْع َع ٍّني َ‬ ‫ض ْرَب َك‪ .‬م ْن ُم َي َ‬ ‫ع ْن َد ا ْل َجاى ِل‪َ .‬‬ ‫ِٕٔ‬ ‫ِ‬ ‫ٔ​ٔ ِبتَأ ِْديب ٍ‬ ‫ت ِمثْ َل ا ْل ُع ٍّ‬ ‫ت ِ‬ ‫سٍ‬ ‫ستَ ِم ْع‬ ‫ث ُم ْ‬ ‫َج ِل إِثْ ِم ِو‪ ,‬أَ ْف َن ْي َ‬ ‫ات إِ ْن أَد َّْب َ‬ ‫س َ‬ ‫ان ِم ْن أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ان َن ْف َخ ٌة‪ .‬سبلَهْ‪ .‬ا ْ‬ ‫شتَ َياهُ‪ .‬إِ َّن َما ُكل إِ ْن َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ُك ْت َع ْن ُدم ِ‬ ‫آب ِائي‪.‬‬ ‫يب ِع ْن َد َك‪َ .‬ن ِزي ٌل ِم ْث ُل َج ِم ِ‬ ‫يع َ‬ ‫وعي‪ .‬أل ٍَّني أَ​َنا َغ ِر ٌ‬ ‫ص َراخي‪ .‬الَ تَ ْ‬ ‫صبلَ تي َيا َرب‪َ ,‬و ْ‬ ‫اص َغ إِلَى ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ِ‬ ‫ُوج َد»‪".‬‬ ‫َن أَذ َ‬ ‫اقْتَص ْر َع ٍّني فَأَتَ​َبمَّ َج قَْب َل أ ْ‬ ‫ب فَبلَ أ َ‬ ‫ْى َ‬

‫المرنـ إذ أدرؾ تفاىة ىذا العالـ‪ ،‬وضع رجاؤه كمو في اهلل‪ ،‬وليضمف نصيبو األبدي صمي= ِم ْن ُك ٍّل مع ِ‬ ‫اص َّي‬ ‫َ​َ‬ ‫َن ٍّج ِني ‪ ,‬ويعترؼ أف الخطية تجعمو عا اًر عند الجاىؿ‪ .‬وفي (‪ )ٜ‬نجده ُيسَّمـ نفسو تماماً بيف يدي اهلل‪ ،‬ويقبؿ منو‬

‫كؿ تأديب حتى يخمصو مف خطاياه‪ .‬ولكنو في ضعؼ وانسحاؽ يرفع عينيو إلى اهلل ليرفع عنو تأديباتو = ْارفَ ْع‬ ‫ض ْرَب َك‪ .‬ونبلحظ أف اهلل يسمح بيذه الضربات والتأديبات حتى يقتنع أوالده بتفاىة األرضيات وأنيا زائمة‪.‬‬ ‫َع ٍّني َ‬

‫فاهلل بتأديباتو يفني شيواتيـ مثؿ العث‪ .‬ويقتنع اإلنساف أنو َن ْف َخ ٌة أي ىو زائؿ سريعاً فمماذا التمسؾ باألرضيات‪.‬‬ ‫فآية (ٔ​ٔ) تشير لفائدة اآلالـ‪ .‬وفي (ٕٔ) صبلة هلل حتى يقبمو ويسمع صراخو ودموعو ويكتفي بيذه التأديبات‪،‬‬ ‫ويكوف توقؼ التأديبات عبلمة عمى قبوؿ اهلل ورضاه عميو‪ ،‬وىو يطمب ىذا في (ٖٔ) أف يكؼ اهلل عف تأديباتو‬ ‫ويعمف قبولو قبؿ أف يموت‪ ،‬فبعد الموت ال توجد فرصة لمتوبة‪ .‬والحظ شعوره بالغربة في ىذا العالـ‪ .‬أَتَ​َبمَّ َج=‬

‫أفرح‪.‬‬

‫‪127‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور األربعون)‬

‫المزمور األربعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫كتب داود ىذا المزمور بعد خبلصو مف شدة عظيمة‪ ،‬وىو يسبح اهلل عمى النجاة‪ .‬ونجد أنو يقؼ أماـ اهلل شاع اًر‬

‫بأنو أخطأ إليو‪ ،‬وربما شعر أف أالمو كا نت نتيجة لغضب اهلل عميو بسبب أثامو‪ .‬وبروح النبوة تحولت تسبحتو‬ ‫ىذه لتصبح نبوة عف المسيح وخبلص المسيح لمبشرية بعد أف تألَّـ ألجميا ثـ قاـ‪ .‬فكممات داود عف أالمو‬ ‫وخبلصو ىنا ال تنطبؽ سوى عمى المسيح‪ .‬ولقد طبؽ بولس كممات ىذا المزمور عمى‬

‫المسيح (عبٓٔ‪.)ٔ٘-٘2‬‬

‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ ,‬فَما َل إِلَ َّي و ِ‬ ‫ب ا ْل َيبلَ ِك‪ِ ,‬م ْن ِط ِ‬ ‫ين‬ ‫ظ ًا‬ ‫َص َع َد ِني ِم ْن ُج ٍّ‬ ‫ار ا ْنتَ َ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِ " - )٘-‬ا ْن ِت َ‬ ‫ت َّ‬ ‫ظ ْر ُ‬ ‫ص َراخي‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫سم َع ُ‬ ‫َ َ‬ ‫الر َّ َ‬ ‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون َي َر ْو َن‬ ‫يم ًة َج ِد َ‬ ‫ص ْخ َرٍة ِر ْجمَ َّي‪ .‬ثَب َ‬ ‫ير َ‬ ‫س ِب َ‬ ‫يدةً‪ ,‬تَ ْ‬ ‫ام َعمَى َ‬ ‫يح ًة ِإل ل ِي َنا‪َ .‬كث ُ‬ ‫َّت ُخطُ َواتي‪َ ,‬و َج َع َل في فَمي تَْرن َ‬ ‫ا ْل َح ْمأَة‪َ ,‬وأَقَ َ‬

‫ب‪.‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ون َعمَى َّ‬ ‫ون َوَيتَ​َو َّكمُ َ‬ ‫َوَي َخافُ َ‬

‫ٗ‬ ‫ار ِ‬ ‫طِ‬ ‫ت‬ ‫ين إِلَى ا ْل َك ِذب‪َ ٘ .‬ك ِث ًا‬ ‫الر َّ‬ ‫ب ُمتَّ َكمَ ُو‪َ ,‬ولَ ْم َي ْمتَ ِف ْت إِلَى ا ْل َغ َ‬ ‫وبى لِ َّمر ُج ِل الَِّذي َج َع َل َّ‬ ‫ت أَ ْن َ‬ ‫ير َما َج َع ْم َ‬ ‫يس َوا ْل ُم ْن َح ِرِف َ‬ ‫طُ َ‬ ‫َن تُ َعدَّ‪".‬‬ ‫أَي َيا َّ‬ ‫الرب إِل ِيي َع َج ِائ َب َك َوأَ ْف َك َار َك ِم ْن ِج َي ِت َنا‪ .‬الَ تُقَ َّوُم لَ َد ْي َك‪ .‬أل ْ‬ ‫اد ْت َع ْن أ ْ‬ ‫ُخ ِب َر َّن َوأَتَ َكمَّ َم َّن ِب َيا‪َ .‬ز َ‬ ‫ىنا نرى تسبيح داود هلل الذي أنقذه مف ضيقتو‪ .‬فيو كاف في ضيقتو قريباً جداً مف الموت (حدث ىذا أياـ شاوؿ‬ ‫ب ا ْل َيبلَ ِك‪ ,‬و ِط ِ‬ ‫ين ا ْل َح ْمأ َِة إشارة إلى أنو لو مات لكاف قد‬ ‫وأياـ إبشالوـ) وأنقذه اهلل مف موت محقؽ‪ ،‬أسماه ىنا ُج ٍّ‬ ‫دفف في قبر وىمؾ‪ .‬ولكف إذا فيمنا أف المزمور نبوة عف المسيح فالمسيح فعبلً قد مات ودفف وذىب إلى الجحيـ‬ ‫ب=‬ ‫ظ ًا‬ ‫الر َّ‬ ‫ار ا ْنتَ َ‬ ‫لينقذ مف مات عمى الرجاء‪ .‬ويكوف خبلص اهلل لممسيح ىو قيامتو وقيامة كنيستو معو‪ِ .‬ا ْن ِت َ‬ ‫ت َّ‬ ‫ظ ْر ُ‬ ‫ب ا ْل َيبلَ ِك= الجب بئر‬ ‫َص َع َد ِني ِم ْن ُج ٍّ‬ ‫دليؿ المثابرة والصبر في الضيقة‪ .‬ىكذا صمت المسيح أثناء محاكمتو أ ْ‬

‫عميؽ موحؿ (أر‪ .) ٖٛ‬ونحف بخطيتنا سقطنا في جب الموت واليبلؾ واحتجنا ليد الرب (المسيح) ليخمصنا‪ .‬بؿ‬

‫ىو أخرجنا وأقامنا عمى صخرة ىي الرب يسوع نفسو‪ ،‬وما عادت أقدامنا تغوص في وحؿ الجب (شيواتنا‬

‫وخطايانا) بؿ ثبت المسيح أقدامنا في طريؽ النصرة عمى الخطية‪ ،‬طريؽ اإليماف‪ .‬ومف شعر بخبلص المسيح‬ ‫ِ‬ ‫ون = يروف خبلص الرب ويتمموا خبلصيـ بخوؼ ورعدة‪ ،‬حيف يدركوا سر‬ ‫ون َي َر ْو َن َوَي َخافُ َ‬ ‫ير َ‬ ‫يسبح (ٖ) َكث ُ‬ ‫الصميب‪ ،‬فإف كاف اهلل لـ يشفؽ عمى ابنو‪ ،‬فإنو لف يشفؽ عمى كؿ خاطئ ال يريد أف يتوب‪ .‬وكؿ مف يفعؿ‬ ‫ار ِ‬ ‫طِ‬ ‫يس = المتكبريف‬ ‫وبى لِ َّمر ُج ِل الَِّذي‪َ ..‬ولَ ْم ينظر إِلَى ا ْل َغ َ‬ ‫ويتوب يثبت في المسيح فيقوـ معو‪ ،‬وىذا طوبى لو= طُ َ‬ ‫وىـ الشياطيف الذيف يغووف أوالد اهلل باألباطيؿ‪ ،‬لذلؾ ترجمت اآلية في السبعينية ولـ ينظر إلى األباطيؿ وفي‬

‫(٘) نرى أف أفكار اهلل عجيبة ال يتصورىا العقؿ البشري‪ ،‬فمف كاف يفيـ سر الصميب قبؿ حدوثو‪ ،‬وىؿ كاف‬ ‫ب = تفيـ أيضاً أنيا دليؿ‬ ‫ظ ًا‬ ‫الر َّ‬ ‫ار ا ْنتَ َ‬ ‫يتصور إنساف أف يكوف ىذا سبباً لخبلص البشر وحبلً لمشكبلتيـ‪ِ .‬ا ْن ِت َ‬ ‫ت َّ‬ ‫ظ ْر ُ‬ ‫المثابرة والصبر والثقة في مواعيد اهلل‪ .‬الَ تُقَ َّوُم = عطايا اهلل لنا عجيبة وتتضاعؼ دائماً‪ .‬ومف يعرؼ ىذه المحبة‬ ‫ينتظر الرب بثقة‪.‬‬

‫‪128‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور األربعون)‬

‫‪ٚ‬‬ ‫ت‪ .‬م ْحرقَ ًة وَذ ِبيح َة َخ ِطي ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫اآليات (‪ِ ٙ" - )ٖٔ-ٙ‬ب َذ ِب ٍ‬ ‫ت‬ ‫َّة لَ ْم تَ ْطمُ ْب‪ِ .‬حي َن ِئ ٍذ ُق ْم ُ‬ ‫س َّر‪ .‬أُ ُذ َن َّي فَتَ ْح َ ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫يحة َوتَ ْقد َمة لَ ْم تُ َ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ت‪ِ .‬ب َد ْر ِج ا ْل ِكتَ ِ‬ ‫ش ِائي»‪.‬‬ ‫َح َ‬ ‫ت‪َ ,‬و َ‬ ‫َن أَف َْع َل َم ِش َ‬ ‫وب َع ٍّنى أ ْ‬ ‫س ِرْر ُ‬ ‫«ىأَ​َن َذا ِج ْئ ُ‬ ‫س ِط أ ْ‬ ‫اب َم ْكتُ ٌ‬ ‫يعتُ َك في َو َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫يئتَ َك َيا إِل ِيي ُ‬ ‫ٓٔ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِب ِبر ِفي جم ٍ ِ‬ ‫‪َ ٜ‬ب َّ‬ ‫س ِط َق ْم ِبي‪.‬‬ ‫يم ٍة‪ُ .‬ى َوَذا َ‬ ‫ت َيا َرب َعمِ ْم َ‬ ‫اي لَ ْم أ َْم َن ْع ُي َما‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ت‪ .‬لَ ْم أَ ْكتُ ْم َع ْدلَ َك في َو َ‬ ‫شفَتَ َ‬ ‫ش ْر ُ ّ‬ ‫اعة َعظ َ‬ ‫ف ر ْحمتَ َك وحقَّ َك ع ِن ا ْلجم ِ ِ‬ ‫ص َك‪ .‬لَم أ ْ ِ‬ ‫ت ِبأَما َن ِت َك و َخبلَ ِ‬ ‫َّ‬ ‫يم ِة‪.‬‬ ‫َ​َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُخ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اعة ا ْل َعظ َ‬ ‫تَ َكم ْم ُ َ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫صى قَِد ا ْكتَ​َنفَتْ ِني‪.‬‬ ‫ش ُر ًا‬ ‫ص ُرِني َر ْح َمتُ َك َو َحق َك َد ِائ ًما‪ٕٔ .‬أل َّ‬ ‫أ َّ‬ ‫َن ُ‬ ‫َما أَ ْن َ‬ ‫ور الَ تُ ْح َ‬ ‫ت َيا َرب فَبلَ تَ ْم َن ْع َأْرفَتَ َك َع ٍّني‪ .‬تَ ْن ُ‬ ‫شع ِر أر ِ‬ ‫ِ‬ ‫آثامي‪ ,‬والَ أَستَ ِطيع أ ْ ِ‬ ‫حاقَ ْت ِبي ِ‬ ‫ْسي‪َ ,‬وَق ْم ِبي قَ ْد تَ​َرَك ِني‪ِٖٔ .‬ا ْرتَ ِ‬ ‫َن‬ ‫ض َيا َرب ِبأ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َن أ ُْبص َر‪َ .‬كثَُر ْت أَ ْكثَ​َر م ْن َ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع‪".‬‬ ‫َس ِر ْ‬ ‫تَُن ٍّج َيني‪َ .‬يا َرب‪ ,‬إِلَى َم ُعوَنتي أ ْ‬ ‫ىنا نرى صورة المسيح الذي أخمى ذاتو أخذاً صورة عبد (فيٕ‪ .)ٚ2‬وكاف العبد يتـ منحو الحرية في السنة‬

‫السابعة لعبوديتو‪ ،‬فإف أحب سيده وأراد أف يستمر عبداً لو كؿ أياـ حياتو يفتح سيده أذنو بالمثقب عند باب البيت‬ ‫عبلمة أنو بإرادتو قبؿ أف يستعبد لسيده كؿ عمره (خرٕٔ‪ .)ٙ-ٔ2‬وىذا ما صنعو المسيح أف يصير عبداً ليصنع‬

‫مشيئة اآلب‪ .‬ولقد ترجمت السبعينية أذني فتحت ىكذا ىيأت لي جسداً (عبٓٔ‪ .)٘2‬ألف السبعينية لـ تترجـ‬ ‫الكتاب ترجمة حرفية‪ ،‬فيي تكتب لمعالـ كمو‪ .‬ومف مف الناس سيفيـ النظاـ العبراني في ثقب األذف‪ .‬وحينما‬

‫اقتبس كتاب العيد الجديد مف العيد القديـ اقتبسوا مف السبعينية‪ .‬والترجمتيف متكاممتيف‪ ،‬فالمسيح أخذ لو جسداً‬

‫ليكوف عبداً بإرادتو لآلب لينفذ كؿ مشيئتو‪ ،‬وليقدـ نفسو ذبيحة فاآلب لـ ُيس َّْر بالذبائح الحيوانية‪ ،‬ولكنيا كانت‬ ‫رم اًز لممسيح المصموب= ِب َذ ِب ٍ ِ ٍ‬ ‫س َّر = فاآلب كانت عينيو عمى مسيحو الذي سيقدـ نفسو ذبيحة‬ ‫َ‬ ‫يحة َوتَ ْقد َمة لَ ْم تُ َ‬

‫بإرادتو‪ .‬فما كاف ممكنا اف ذبائح حيوانية تغفر خطايا وبالتالي فاهلل لف يسر بيا ‪ ،‬فاهلل يسر بالفداء الذي اعاد‬ ‫يئتَ َك َيا‬ ‫َن أَف َْع َل َم ِش َ‬ ‫اوالده اليو ‪ ،‬لذلؾ قاؿ اآلب يوـ معموية المسيح " ىذا ىو ابني الحبيب الذي بو سررت " = أ ْ‬ ‫ت‪ .‬ونرى في ىذه اآليات أف المسيح أتي تحقيقاً لمنبوات‪ .‬وأتى ليبشر ويعمـ‪ِ .‬ب َد ْر ِج ا ْل ِكتَ ِ‬ ‫ب َع ٍّنى‬ ‫س ِرْر ُ‬ ‫اب َم ْكتُو ٌ‬ ‫إِل ِيي ُ‬ ‫= العيد القديـ ممموء نبوات عف كؿ ما عممو المسيح ‪.‬‬ ‫ويصنع مشيئة الذي أرسمو أي اآلب ( يوٗ ‪ .) ٖٗ 2‬إذاً مجيء المسيح كاف وفؽ خطة إليية لخبلص البشر‬ ‫ت ِب ِب ّر = الكممة العبرية َب َّ‬ ‫سبؽ اهلل وأنبأ بيا بواسطة أنبيائو‪َ .‬ب َّ‬ ‫ت تحمؿ معنى أخبار مفرحة أي إنجيؿ‪.‬‬ ‫ش ْر ُ‬ ‫ش ْر ُ‬ ‫واألخبار المفرحة التي بشرنا بيا المسيح ىي عودتنا لحضف اآلب بفدائو الذي يبررنا بدمو فنكوف مقبوليف اماـ‬ ‫اآلب فيو‪ .‬جم ٍ ِ‬ ‫يم ٍة = ىي الكنيسة جسد المسيح ‪ ،‬التي مؤلت كؿ االرض‪.‬والمسيح لـ يتوقؼ عممو ابدا‬ ‫َ​َ َ‬ ‫اعة َعظ َ‬ ‫اي لَ ْم أ َْم َن ْع ُي َما‪ ...‬لَ ْم أَ ْكتُ ْم َع ْدلَ َك‪ ...‬الَ تَ ْم َن ْع َأْرفَتَ َك َع ٍّني= اهلل حماه مف كؿ‬ ‫بسبب مقاومة الييود = َ‬ ‫شفَتَ َ‬ ‫محاوالتيـ لقتمو ليتمـ بشارتو وتعاليمو (يو ‪)ٜ٘2 ٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ش ِائي‪-2‬‬ ‫َح َ‬ ‫َ‬ ‫س ِط أ ْ‬ ‫يعتُ َك في َو َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫ٔ) المسيح كاف يرد عمي ابميس يوـ التجربة بايات مف الكتاب ‪.‬‬

‫ٕ) المسيح ىو االنساف الكامؿ المولود تحت الناموس والتزـ بكؿ وصايا الناموس كالختاف والتطييرات وغيرىا ‪.‬‬

‫ولـ يخالؼ وصية واحدة لذلؾ قاؿ " مف منكـ يبكتني عمي خطية ‪.‬‬

‫‪129‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور األربعون)‬

‫ٖ) اهلل كممنا فيو ( عب ٔ ‪ ) ٕ 2‬وىذا ما قالو اهلل لموسي عف المسيح (تث ‪) ٜٔ – ٔ٘ 2 ٔٛ‬‬

‫وفي (ٕٔ) نرى الشرور التي أحاطت بالمسيح كؿ حياتو‪ ،‬بؿ مف لحظة والدتو واضطياد ىيرودس لو حتى‬ ‫الصميب‪ .‬حاقَ ْت ِبي ِ‬ ‫آثامي = ىذه يقوليا داود أو أي إنساف‪ ،‬أما المسيح فاألثاـ التي صنعيا البشر حمميا ىو‬ ‫َ‬ ‫َن أ ُْب ِ‬ ‫ص َر = فأنقياء القمب‬ ‫َستَ ِطيعُ أ ْ‬ ‫ولكنو لـ يصنع إثماً‪ .‬ويستمر داود في شرح موقؼ اإلنساف الخاطئ فيقوؿ َوالَ أ ْ‬

‫ىـ الذيف يعاينوف اهلل‪ .‬وىذه بفـ داود فييا يعترؼ بمساف اإلنساف عموماً بأف خطاياه الكثيرة حرمتو مف أف يرى‬

‫اهلل بؿ دفعتو لميأس مف الخبلص‪ ،‬فيو لـ يعد قاد اًر أف يرى طريؽ لمنجاة مف الموت ومف الجحيـ‪ .‬وفي يأسو‬ ‫قاؿ= َوَق ْم ِبي قَ ْد تَ​َرَك ِني = فقمبو الجريح صار غير قاد اًر أف يرفع هلل‪ .‬وربما تشبو مز(ٕ​ٕ) قمبي صار كالشمع‬ ‫ذاب وسط أحشائي‪.‬‬ ‫ٗٔ‬ ‫ون َن ْف ِسي ِإل ْىبلَ ِكيا‪ .‬لِيرتَ َّد إِلَى ا ْلور ِ‬ ‫اء‪َ ,‬وْل َي ْخ َز‬ ‫ين َي ْطمُ ُب َ‬ ‫اآليات (ٗٔ‪ " - )ٔٚ-‬لِ َي ْخ َز َوْل َي ْخ َج ْل َم ًعا الَِّذ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ​َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ٔٙ‬‬ ‫َج ِل ِخ ْزِي ِيِم ا ْلقَ ِائمُ َ ِ‬ ‫ا ْلمسرور َ ِ ِ ِ٘ٔ‬ ‫ستَ ْو ِح ْ‬ ‫ش ِم ْن أ ْ‬ ‫ون لي « َى ْو! َى ْو!»‪ .‬ل َي ْبتَ ِي ْج َوَي ْف َر ْح ِب َك َجميعُ‬ ‫ون ِبأَذيَّتي‪ .‬ل َي ْ‬ ‫َ ُْ ُ‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫َما أَ​َنا فَ ِمس ِك ٌ ِ‬ ‫يك‪ .‬لِي ُق ْل أَب ًدا م ِحبو َخبلَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرب َي ْيتَم ِبي‪َ .‬ع ْوِني َو ُم ْن ِق ِذي‬ ‫س‪َّ .‬‬ ‫ص َك « َيتَ َعظَّ ُم َّ‬ ‫الرب»‪ .‬أ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ين َوَبائ ٌ‬ ‫طَال ِب َ َ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ئ‪".‬‬ ‫أَ ْن َ‬ ‫ت‪َ .‬يا إِل ِيي الَ تُْبط ْ‬

‫ىنا نرى صراخ المرنـ هلل لينجيو مف أعدائو‪ .‬وىي نفس آيات المزمور السبعوف لداود (ورد تفسيره في صبلة‬

‫باكر)‪ .‬فالمرنـ ىنا يمجأ هلل ليخمصو حينما وصؿ ىو إلى حالة اليأس‪ .‬ولقد استجاب اهلل لصرختو بالمسيح‬ ‫ِ‬ ‫ش = ليتوحشوا ويحاولوا ترويعي كما يريدوف‪ ،‬ليسخروا قائميف َى ْو َى ْو وكؿ ذلؾ‬ ‫ستَ ْو ِح ْ‬ ‫المصموب المخمص‪ .‬ل َي ْ‬ ‫سيكوف لخزييم فيو واثؽ في تدخؿ اهلل الذي سيخزييـ‪.‬‬

‫‪130‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى واألربعون)‬

‫المزمور الحادي واألربعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور الحادي واألربعون (األربعون في األجبية)‬ ‫ىو مزمور نبوي يتحدث فيو داود عف مقاومة األشرار لمسيد المسيح وأالمو ونصرتو ولقد أشار لو السيد المسيح‬ ‫بكونو نبوة عف خيانة ييوذا لو (يؤٖ‪ + ٔٛ2‬أعٔ‪ )ٔٙ2‬ولذلؾ تصمي الكنيسة ىذا المزمور في صموات الساعة‬

‫الثالثة‪.‬‬

‫نفيـ المزمور بطريقتيف‬ ‫‪.1‬‬

‫تعميمية فنرى فيو مكافأة مف ييتـ بأخوة الرب‪.‬‬

‫‪.2‬‬

‫نبوية‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫الرب ي ْحفَظُ ُو وي ْح ِي ِ‬ ‫الشٍّر ي َن ٍّج ِ‬ ‫ا ْلمس ِك ِ ِ‬ ‫يو‪َ .‬ي ْغتَِبطُ‬ ‫يو َّ‬ ‫َُ‬ ‫الرب‪َ َّ .‬‬ ‫ين‪ .‬في َي ْوِم َّ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ٖ‬ ‫اش الضع ِ‬ ‫ض ُدهُ َو ُى َو َعمَى ِف َر ِ‬ ‫ض َج َع ُو ُكمَّ ُو ِفي‬ ‫َّ‬ ‫ت َم ْ‬ ‫ف‪َ .‬م َّي ْد َ‬ ‫الرب َي ْع ُ‬ ‫ْ‬

‫ٔ‬ ‫وبى لِمَِّذي َي ْنظُ​ُر إِلَى‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٖ-‬طُ َ‬ ‫ِفي األ َْر ِ‬ ‫َع َد ِائ ِو‪.‬‬ ‫سمٍّ ُم ُو إِلَى َم َرِام أ ْ‬ ‫ض‪َ ,‬والَ ُي َ‬ ‫مر ِ‬ ‫ض ِو‪".‬‬ ‫َ​َ‬ ‫س ِك ِ‬ ‫ين ىو المحتاج مادياً‪ ،‬المريض‪ ،‬الخاطئ الذي ال يعرؼ طريؽ اهلل‪ ..‬الخ‪ .‬واهلل يعطينا أف نيتـ بكؿ مف ال‬ ‫ا ْل َم ْ‬ ‫معيف لو بشرط أف تكوف لنا ىذه الرغبة أف نخدميـ‪ ،‬فنخدـ ربنا يسوع فييـ‪ ،‬فيـ إخوتو األصاغر (متٕ٘‪.)ٗٓ2‬‬

‫واف لـ تكف لنا ىذه الرغبة عمينا اف نغصب انفسنا فممكوت السماوات يغصب ( مت ٔ​ٔ ‪ )ٕٔ 2‬وىذا ما نسميو‬ ‫الجياد‪ .‬ومع الجياد سنختب فرحة المقاء مع الرب يسوع ‪ .‬والمسيح في تواضع عجيب يقوؿ أنا محتاج لخدماتكـ‬

‫كما قاؿ لمسامرية إعطيني ألشرب‪ ،‬ويقوؿ "أنا عطشاف" فيو عطشاف لكؿ نفس لتخمص‪ .‬ومف ينظر لكؿ محتاج‬ ‫وصمِب‬ ‫ويقدـ لو خدمة ينقذه اهلل في يوـ الشر‪ .‬ولكف المسكيف ىنا إشارة ونبوة عف المسيح‪ ،‬الذي إفتقر ليغنينا ُ‬ ‫في ضعؼ لتكوف لنا نحف الضعفاء قوة‪ ،‬ومف ينظر إليو يستمد منو المعونة ينجيو (ٕكو‪( )ٜ2ٛ‬متٕٓ‪ٜٔ2ٙ،‬‬

‫‪ +‬لوٖ​ٖ‪ .)ٖٕ2ٕٔ،‬ومف يقدـ خدمة روحية (ٕكو‪ )ٔٓ2ٙ‬فاهلل ىو الذي يعطيو ليعطي لمف ليس لو‪ ،‬وَي ْوِم َّ‬ ‫الشٍّر‬ ‫ىو اليوـ الذي يياجمنا فيو إبميس (ٔبط٘‪ )ٛ2‬وىجوـ ابميس شير لسقطنا في خطية او تجربة مؤلمة‪ .‬وىنا يرحـ‬

‫اهلل مف رحـ إخوتو (يعٕ‪ + ٖٔ2‬مت٘‪ .)ٚ2‬وَي ْوِم َّ‬ ‫الشٍّر أيضاً يشير إلى يوـ الدينونة‪ ،‬فيو يرحـ اهلل مف رحـ‬ ‫إخوتو‪ ،‬وال يسممو ليد أعدائو الشياطيف‪ .‬والرب يعضد الرحيـ في ىذه الحياة وفي الدىر اآلتي (ٔتيٗ‪ .)ٛ2‬وفي‬ ‫ىذه األرض يحوؿ لو الرب األرض سماء = يجعمو ِفي األ َْر ِ‬ ‫ض مغبوطا‪ .‬ويقيـ داخمو ممكوتو كممكوت تسبيح‬ ‫وتيميؿ وشكر عمى غنى نعمة اهلل المجانية‪ .‬بؿ ييب اهلل لو الصحة = الرب يعضده وىو عمى فراش الضعف=‬ ‫يعينو عمى سرير وجعو (سبعينية) وقد ال يتـ الشفاء النيائي ولكف يشعر المريض بأف اهلل معو يقويو ويسنده وأنو‬

‫ليس وحيداً كما كاف المسيح مع الفتية الثبلثة في األتوف‪ .‬وربما يشير السرير لفراش المرض الروحي والفتور‪،‬‬

‫‪131‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى واألربعون)‬

‫وىنا نجد المسيح المعيف الذي ينتشمنا مف ىذا الفتور‪ .‬ومف سرير الشيوة الزمنية ويعطينا حرية مف العدو‬

‫الشرير‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫شِ‬ ‫ْت إِلَ ْي َك»‪".‬‬ ‫َخ َ‬ ‫ف َن ْف ِسي أل ٍَّني قَ ْد أ ْ‬ ‫ت « َيا َرب ْار َح ْم ِني‪ .‬ا ْ‬ ‫طأ ُ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬أَ​َنا ُق ْم ُ‬ ‫ما أعذب أف يعترؼ الخاطئ بخطيتو ويرجع إلى اهلل فيرجع اهلل إليو‪ ،‬فكثير مف أمراضنا الروحية بؿ والجسدية‬

‫سببيا الخطية‪ .‬واهلل قد يؤدب باألمراض (عبٕٔ‪ .)ٙ2‬والمرتؿ ذكر سابقاً أف اهلل يعيف مف عمى سرير وجعو إف‬

‫كاف رحيماً‪ ،‬لذلؾ يعترؼ بتقصيره ويطمب الرحمة‪.‬‬

‫٘‬ ‫اس ُم ُو؟ »"‬ ‫ون َعمَ َّي ِب َ‬ ‫وت َوَي ِب ُ‬ ‫ش ّر « َمتَى َي ُم ُ‬ ‫َع َد ِائي َيتَقَ َاولُ َ‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬أ ْ‬ ‫يد ْ‬ ‫في آية (ٗ ) سبؽ واعترؼ بخطيتو وىنا يشتكي المقاوميف الذي يطمبوف إبادتو‪ .‬والشيطاف يود لو أباد كؿ أوالد‬

‫اهلل وكنيستو‪ .‬ولكف ىذه اآلية ىي صوت المسيح الذي إتيمو أعداؤه زو اًر ورتبوا في ىذه الساعة حكـ الموت‬

‫ضده حتى يباد إسمو (أعٗ‪ .)ٔٛ2‬ولكف المسيح مات ولـ يباد إسمو وال باد اسـ كنيستو‪.‬‬

‫اآليات (‪َ ٙ" - )ٜ-ٙ‬وِا ْن َد َخ َل لِ َي َرِاني َيتَ َكمَّ ُم ِبا ْل َك ِذ ِب‪َ .‬ق ْم ُب ُو َي ْج َمعُ لِ َن ْف ِس ِو إِثْ ًما‪َ .‬ي ْخ ُر ُج‪ِ .‬في ا ْل َخ ِ‬ ‫ار ِج‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ث‬ ‫ب َعمَ ْي ِو‪َ .‬ح ْي ُ‬ ‫اج ْو َن َم ًعا َعمَ َّي‪َ .‬عمَ َّي تَفَ َّك ُروا ِبأ َِذي َِّتي‪َ .‬يقُولُ َ‬ ‫س َك َ‬ ‫ُم ْبغض َّي َيتَ​َن َ‬ ‫يء قَد ا ْن َ‬ ‫ون «أ َْمٌر َرِد ٌ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ت ِب ِو‪ِ ,‬‬ ‫آك ُل ُخ ْب ِزي‪َ ,‬رفَ َع َعمَ َّي َع ِق َب ُو!"‬ ‫سبلَ َم ِتي‪ ,‬الَِّذي َوِث ْق ُ‬ ‫َي ُع ُ‬ ‫وم»‪ .‬أ َْي ً‬ ‫ضا َر ُج ُل َ‬ ‫ود َيقُ ُ‬

‫َيتَ َكمَّ ُم‪ُ ٚ .‬كل‬ ‫ط َج َع الَ‬ ‫اض َ‬ ‫ْ‬

‫ىذا ما حدث مف أخيتوفؿ ضد داود الذي صار رم اًز لييوذا‪ .‬وىنا نرى مؤامرات تحاؾ ضد المسيح مف األشرار‪.‬‬ ‫ومف الشيطاف ضد الكنيسة‪ .‬ىذه اآليات تنطؽ بما حدث لممسيح حيف إجتمع الييود برؤساء كينتيـ‪ ،‬وكينتيـ‬

‫والفريسييف والناموسييف بؿ وبيبلطس وىيرودس بؿ الشعب كمو ضده‪ ،‬وتشاوروا عميو ليصمبوه ظناً منيـ أنو إف‬

‫وم‪.‬‬ ‫اض َ‬ ‫مات ال يعود يقوـ = َح ْي ُ‬ ‫ط َج َع الَ َي ُع ُ‬ ‫ث ْ‬ ‫ود َيقُ ُ‬ ‫سبلَ َم ِتي = ييوذا الذي كاف تمميذا لمرب مف رجالو الذيف وثؽ بيـ‪ ،‬وأكؿ معو (يؤٖ‪.)ٙ2‬‬ ‫إنسان َ‬

‫ٔ​ٔ‬ ‫ٓٔ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُج ِ‬ ‫ت ِبي‪ ,‬أ ََّن ُو لَ ْم‬ ‫اآليات (ٓٔ‪ " - )ٖٔ-‬أ َّ‬ ‫س ِرْر َ‬ ‫ازَي ُي ْم‪ِ .‬بي َذا َعمِ ْم ُ‬ ‫َما أَ ْن َ‬ ‫ت َيا َرب فَ ْار َح ْمني َوأَق ْمني‪ ,‬فَأ َ‬ ‫ت أ ََّن َك ُ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل‪ِ ,‬م َن‬ ‫َّام َك إِلَى األ َ​َب ِد‪ُ .‬م َب َار ٌك َّ‬ ‫ف َعمَ َّي َع ُد ٍّوي‪ .‬أ َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َي ْي ِت ْ‬ ‫الرب إِ ُ‬ ‫لو إِ ْ‬ ‫َما أَ​َنا فَ ِب َك َمالي َد َع ْمتَني‪َ ,‬وأَقَ ْمتَني قُد َ‬ ‫ين فَ ِ‬ ‫األ َ​َز ِل وِالَى األَب ِد‪ِ .‬‬ ‫ين‪".‬‬ ‫آم َ‬ ‫آم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫المسيح مات ودفف وىنا كأنو يصرخ أَق ْمني= وىو قاـ وصار لو سمطاناً ليديف كؿ األشرار‪ .‬وفيو صرنا محؿ‬ ‫ت ِبي ‪ ،‬لقد ُس َّر اآلب بطاعتو وفيو ُس َّر بنا إذ بدمو تبررنا‪ .‬فينا نرى نبوة عف القيامة‪ ،‬قيامتو‪،‬‬ ‫س ِرْر َ‬ ‫رضا اآلب‪ُ .‬‬

‫وقيامة الكنيسة وتبريرىا‪ .‬وأف المسيح سيديف العالـ (يو٘‪ .)ٕ​ٕ2‬والكنيسة موضع سرور اآلب ألف المسيح يشفع‬ ‫ِ‬ ‫َّام َك إِلَى األ َ​َب ِد‪ ....‬فيؿ قاـ داود أماـ اهلل لؤلبد؟‬ ‫س ِرْر َ‬ ‫فييا لؤلبد أماـ اآلب= ُ‬ ‫ت ِبي‪ ...‬أَقَ ْمتَني قُد َ‬

‫‪132‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي واألربعون)‬

‫المزمور الثاني واألربعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫يتفؽ كثير مف الدارسيف أف داود ىو كاتب المزمور حيف كاف منفياً عف الييكؿ في فترة شاوؿ أو إبشالوـ‪ ،‬وكاف‬ ‫يعبر في المزمور عف اشتياقاتو لمعودة‪ .‬وبعد عودتو سمَّـ المزمور إلى بني قورح لتمحينو وانشاده‪ .‬وأصحاب ىذا‬

‫الرأي يدلموف بأف المتكمـ ىنا بصيغة المفرد ولو كاف بنو قورح ىـ الذيف الفوه الستخدموا صيغة الجمع‪ .‬والمزمور‬ ‫أتخذ كنبوة عف حاؿ المسبييف في بابؿ واشتياقيـ لمرجوع‪ .‬واألىـ ىو نبوة عف اشتياؽ البشرية المسبية تحت‬

‫عبودية إبميس لمخبلص والرجوع لموطف الجديد (الكنيسة) مجتازة مياه المعمودية= جداول المياه‪ .‬مشتاقة أيضاً‬

‫لئلمتبلء مف الروح القدس المعزي (يو‪ )ٖٛ2ٚ،ٖٜ‬وأيضاً المزمور ىو صرخة مف شعب العيد القديـ فييا تعبير‬

‫في" فإف‬ ‫عف عطشيـ لرؤية المخمص‪ .‬عموماً كؿ نفس مازالت مستعبدة لمخطية تقوؿ مع المرنـ "نفسي منحنية ّ‬ ‫قدمت توبة بدموع صارت لي دموعي خب ازً= يعود ليا االشتياؽ إلى اهلل‪ .‬وتقوؿ عطشت نفسي إلى اهلل‪ .‬والمسيح‬

‫إلى ويشرب" (يو‪ )ٖٚ2ٚ‬ويقوؿ طوبى لمجياع والعطاش إلى البر ألنيـ يشبعوف‬ ‫يجيب "إف عطش أحد فميقبؿ ّ‬ ‫(مت٘‪)ٙ2‬‬

‫رجاء ونجد فيو مخاوؼ‪ ،‬نجد فيو نغمة‬ ‫ىذا المزمور بكمماتو الرقيقة يشعؿ اشتياقات المؤمف إلى اهلل‪ ،‬نجد فيو‬ ‫ً‬ ‫فرح ونغمة حزف وأسى‪ .‬ىنا صراع بيف نوعيف مف المشاعر‪ ،‬مشاعر اإليماف والرجاء واالشتياؽ إلى اهلل‪،‬‬ ‫والمشاعر اإلنسانية المتألمة مف واقعيا الخاطئ الذي دنستو شيواتيا وتقصيراتيا‪ .‬وكأف كممات المزمور نجد فييا‬

‫حوا اًر بيف النوعيف مف المشاعر‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫او ِل ا ْل ِمي ِ‬ ‫اإلَّي ُل إِلَى َج َد ِ‬ ‫اق ِ‬ ‫ش ْت َن ْف ِسي إِلَى‬ ‫اه‪ ,‬ى َك َذا تَ ْ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬ك َما َي ْ‬ ‫اق َن ْف ِسي إِلَ ْي َك َيا اهللُ‪َ .‬ع ِط َ‬ ‫شتَ ُ‬ ‫شتَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َجيء وأَتَراءى قُدَّام ِ‬ ‫اهلل‪ ,‬إِلَى ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ؟"‬ ‫اإل لو ا ْل َح ٍّي‪َ .‬متَى أ ِ ُ َ َ َ‬ ‫َ‬

‫ىنا صوت الرجاء واإليماف واالشتياؽ هلل‪ .‬فكما تشتاؽ األيؿ في براري فمسطيف الجافة الحارة لموسـ امتبلء‬

‫الجداوؿ بالماء في فصوؿ المطر‪ ،‬ىكذا يشتاؽ المؤمف في برية ىذا العالـ لعطايا وتعزيات الروح القدس (كممة‬ ‫اهلل واألسرار المقدسة)‪ .‬والحظ أف األيؿ سريعة العدو وىكذا ينبغي أف يسرع المؤمف في طريؽ اهلل‪ .‬ومف طبيعة‬

‫األيؿ أنيا تجتذب الحيات لتخرج مف جحورىا عف طريؽ أنفاسيا الخارجة مف منخارىا‪ ،‬واذا خرجت تقتميا‬

‫وتمزقيا إرباً ومع ذلؾ فإذا ما سرى السـ الخارج مف الحيات في األيائؿ يميب جوفيا فإنو وأف لـ يقتميا لكنو‬

‫يجعميا في حالة ظمأ محرؽ فتشتاؽ إلى جداوؿ مياه صافية لتطفئ نيراف السـ الذي سبب ليا عطشاً‪( .‬الحيات‬ ‫رمز لمشياطيف) وعمينا أف ندمر وندوس خطايانا لنرتوي مف أبار مياه الروح القدس بعد أف نشعر بالعطش‬

‫(أرٕ‪ .)ٖٔ2‬عطشت نفسي إلى اهلل‪ .‬النفس التائبة تدرؾ أنو ال حياة ليا وال تعزية إال باف تتقابؿ مع اهلل الحي‬ ‫فتشتاؽ ليذا المقاء‪ .‬وىو اشتياؽ النفوس اآلف لمجيء المسيح الثاني لنراه وجياً لوجو‪.‬‬

‫‪133‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي واألربعون)‬

‫إِلي َك؟ »‪ِ ٗ .‬‬ ‫ىذ ِه أَ ْذ ُك ُرَىا‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ور ُم َع ٍّي ٌد‪".‬‬ ‫َو َح ْمد‪ُ ,‬ج ْم ُي ٌ‬

‫ٖ‬ ‫صار ْت لِي ُدم ِ‬ ‫يل لِي ُك َّل َي ْوٍم «أ َْي َن‬ ‫وعي ُخ ْب ًاز َن َي ًا‬ ‫ار َولَ ْيبلً إِ ْذ ِق َ‬ ‫اآليات (ٖ‪َ َ " - )ٗ-‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص ْو ِت تَ​َرنٍم‬ ‫َمر َم َع ا ْل ُج َّم ِ‬ ‫ب َن ْف ِسي َعمَ َّي أل ٍَّني ُك ْن ُ‬ ‫َس ُك ُ‬ ‫فَأ ْ‬ ‫اع‪ ,‬أَتَ َد َّر ُج َم َع ُي ْم إِلَى َب ْيت اهلل ِب َ‬ ‫ت أُ‬ ‫ىنا صوت األلـ مف الوضع الحالي‪ ،‬وبالذات حيف تقارف النفس حالتيا وىي في العبودية وحالتيا السابقة حينما‬

‫كانت تتمتع مع اهلل‪ ،‬تقؼ أمامو في الييكؿ‪ .‬فاآلف بسبب خطاياىا صارت دموعيا خبز النيار والميؿ‪ .‬ولماذا قاؿ‬ ‫ُدم ِ‬ ‫ص َار ْت لِي ُخ ْب ًاز ولـ يقؿ صارت لي شراب‪ .‬ألف الخبز بدوف شراب يزيد مف حالة العطش‪ .‬ونجد المرنـ‬ ‫وعي َ‬ ‫ُ‬ ‫يبكي الميؿ والنيار ليعود إلى اهلل‪ .‬والنيار يشير ألياـ الفرج والميؿ يشير ألياـ التجارب‪ .‬وما زاد مف أالـ المرنـ‬ ‫سخرية األعداء منو قائميف " أ َْي َن ىو إِلي َك " فيـ يحاولوف تحطيـ رجاؤه في اهلل كأف اهلل تركو وتخمي عنو ‪ِ .‬‬ ‫ىذ ِه‬ ‫ُ‬ ‫ب َن ْف ِسي َعمَ َّي = ما ىذا الذي يذكره؟ بقية اآلية تشرح أنو يتذكر أياـ ظيوره وسط الجماعة في‬ ‫َس ُك ُ‬ ‫أَ ْذ ُك ُرَىا فَأ ْ‬ ‫العبادة واحسانات اهلل عميو فينسكب أماـ اهلل طالباً أف يعيد عميو ىذه اإلحسانات‪ ،‬ىو ال يشغؿ نفسو بإىانات‬ ‫ور ُم َع ٍّي ٌد = فما‬ ‫العدو‪ ،‬بؿ ينشغؿ بذكريات وخبرات اهلل معو في أيامو السابقة ليجدد رجاؤه‪ .‬والحظ قولو ُج ْم ُي ٌ‬ ‫يجدد الرجاء أياـ األفراح (األعياد) السابقة‪ .‬أياـ الفرح السابقة ىي سند لنا في الوقت الحاضر المؤلـ‪.‬‬

‫٘‬ ‫َج ِل َخبلَ ِ‬ ‫ص‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬لِ َما َذا أَ ْن ِت ُم ْن َح ِن َي ٌة َيا َن ْف ِسي؟ َولِ َما َذا تَِئ ٍّن َ‬ ‫َح َم ُدهُ‪ ,‬أل ْ‬ ‫ين ِف َّي؟ ْارتَ ِجي اهللَ‪ ,‬أل ٍَّني َب ْع ُد أ ْ‬ ‫َو ْج ِي ِو‪".‬‬ ‫حيف ذكر إحسانات اهلل‪ ،‬عادت نغمة الرجاء واإليماف فتساءؿ لِ َما َذا أَ ْن ِت ُم ْن َح ِن َي ٌة‬ ‫َيا َن ْف ِسي ؟‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض األُرُد ٍّن َو ِج َب ِ‬ ‫ون‪ِ ,‬م ْن َج َب ِل‬ ‫ال َح ْرُم َ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٚ-ٙ‬يا إِل ِيي‪َ ,‬ن ْفسي ُم ْن َحن َي ٌة ف َّي‪ ,‬لذل َك أَ ْذ ُك ُر َك م ْن أ َْر ِ ْ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْو ِت َم َي ِ‬ ‫ط َم ْت َعمَ َّي‪".‬‬ ‫َّارِات َك َولُ َج ِج َك َ‬ ‫م ْ‬ ‫ص َع َر‪َ .‬غ ْمٌر ُي َنادي َغ ْم ًار ع ْن َد َ‬ ‫ازي ِب َك‪ُ .‬كل تَي َ‬ ‫يعود ىنا لمشكوى مف آالمو الحاضرة والتجارب المحيطة بو‪ .‬فيو قد طرد مف أورشميـ واضطيدوه فيرب إلى‬ ‫ِ‬ ‫ال حرم َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص َع َر = وىذه تعني التؿ المنخفض‪.‬‬ ‫ون= م ْن َج َب ِل م ْ‬ ‫األردن األ ُْرُد ٍّن (وادي األردف المنخفض) ومنطقة ج َب َ ْ ُ‬ ‫ومف أماكف تغربو كانت عينيو دائماً تنظراف ألورشميـ العالية = أَ ْذ ُك ُر َك ِم ْن أ َْر ِ‬ ‫ض األ ُْرُد ٍّن‪ .‬ونحف يمكننا مف أي‬ ‫مكاف وفي كؿ زماف أف تتجو عيوننا إلى اهلل‪ ،‬إلى أورشميـ السماوية‪ .‬في كؿ ذلنا وتواضعنا وانخفاض مستوانا‬

‫(وادي األردف وجبؿ مصعر) يمكننا أف ننظر لمسماء (أورشميـ السماوية) وشكواه ىنا مف اف نفسو منحنية راجع‬ ‫تعرض آلالـ وتجارب فاضت عميو َغ ْمٌر ُي َن ِادي َغ ْم ًار = أي تجربة‬ ‫لتغربو بعيداً عف اهلل‪ .‬وفي بعده عف اهلل َّ‬ ‫عمى لتغرقني وراءىا تجربة أخرى وىكذا‪ .‬وعموماً فمف حكمة اهلل يسمح لنا بأف نجتاز ىذه التجارب‬ ‫تفيض ّ‬ ‫فتنخفض كبرياؤنا ونصير كمف ىـ في وادي منخفض (األردف) أو تؿ منخفض (يصعر)‪ .‬واذا تواضعنا نرفع‬ ‫ِ‬ ‫ون جبؿ ٍ‬ ‫ص َع َر جبؿ منخفض‪.‬‬ ‫عيوننا ألورشميـ السماوية إلى اهلل فنجد االستجابة‪ِ .‬ج َب ِل َح ْرُم َ‬ ‫عاؿ جداً و َج َب ِل م ْ‬ ‫فجبؿ حرموف جبؿ ٍ‬ ‫عاؿ‪ ،‬فيو في آالمو تنخفض كبرياؤه‪ ،‬ولكف ما يعزيو أنو يعود ويذكر عبلقتو الحموة السابقة‬ ‫مع اهلل التي جعمتو يتذوؽ السماويات التي يشير ليا عمو جبؿ حرموف‪ ،‬وقمة ىذا الجبؿ ثمجية تشير لبره السابؽ‪.‬‬

‫‪134‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي واألربعون)‬

‫وىذا ىو مفيوـ التواضع الصحيح إنسحاؽ مع رجاء في مراحـ اهلل أف يعيده ليذه العشرة السماوية‪ .‬ولكف الحظ‬

‫أنو يذكر جبؿ حرموف أوالً ويعود ويذكر جبؿ مصعر المنخفض في تواضع والمعنى أنو يقوؿ لقد إنخفض‬

‫مستواي‪.‬‬

‫‪ٛ‬‬ ‫الرب ر ْحمتَ ُو‪ ,‬وِبالمَّْي ِل تَس ِبيح ُو ِع ْن ِدي صبلَةٌ ِإل ِ‬ ‫الني ِ ِ‬ ‫لو َح َي ِاتي‪".‬‬ ‫ْ ُ‬ ‫آية (‪ِ " - )ٛ‬ب َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ار ُيوصي َّ َ َ َ‬ ‫صوت اإليماف والرجاء نتيجة رفع القمب هلل‪ .‬فنجد ىنا رجاء ينير قمبو بأف نيار الخبلص البد وسيشرؽ ويأتي‬

‫معو ليؿ الراحة والتسبيح‬ ‫ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ْىب ح ِزي ًنا ِم ْن م َ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ْحق‬ ‫ص ْخ َرِتي «ل َما َذا َنسيتَني؟ ل َما َذا أَذ َ ُ َ‬ ‫ض َايقَة ا ْل َع ُد ٍّو؟ »‪ِ .‬ب َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٓ-ٜ‬أَقُو ُلِ هلل َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫امي عيَّرِني م َ ِ‬ ‫ظِ‬ ‫لي َك؟ »‪".‬‬ ‫ِفي ِع َ‬ ‫ضا ِيق َّي‪ِ ,‬بقَ ْولِ ِي ْم لي ُك َّل َي ْوٍم «أ َْي َن إِ ُ‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫طالما اإلنساف عمى األرض‪ ،‬فاآلالـ لف تنتيي‪ ،‬والصراخ لف يبطؿ‪ .‬واإلنساف في حزنو يتصور أف اهلل قد نسيو‪.‬‬

‫لي َك = ىذا ىو صوت اليأس الذي يضعو إبميس في أذاننا أف اهلل تخمى عنا‪،‬‬ ‫وىنا نعود لصوت الشكوى‪ .‬أ َْي َن إِ ُ‬ ‫ضا ِي ِق َّي ‪ .‬وىذا سبب لداود سحؽ في عظامو‪.‬‬ ‫وىنا فداود يسمع ىذا الصوت مف الذيف يستخدميـ ابميس = ُم َ‬

‫ٔ​ٔ‬ ‫ص َو ْج ِيي‬ ‫ين ِف َّي؟ تَ​َرج ِ‬ ‫آية (ٔ​ٔ) ‪ " -‬لِ َما َذا أَ ْن ِت ُم ْن َح ِن َي ٌة َيا َن ْف ِسي؟ َولِ َما َذا تَِئ ٍّن َ‬ ‫َّي اهللَ‪ ,‬أل ٍَّني َب ْع ُد أ ْ‬ ‫َح َم ُدهُ‪َ ,‬خبلَ َ‬ ‫َوِال ِيي‪".‬‬

‫المزمور ينتيي بالرجاء ونغمة الرجاء تعود ثانية‪.‬‬

‫ممحوظة‪ 2‬مز(ٖٗ) يعتبر تكممة ليذا المزمور لذلؾ ينتيي بنفس الشكوى "لماذا أنت منحنية يا نفسي"‪.‬‬

‫‪135‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج واألربعون)‬

‫المزمور الثالث واألربعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور الثالث واألربعون (الثاني واألربعون في األجبية)‬ ‫يعتقد البعض أف (مزٕٗ‪ ،‬مزٖٗ) يمثبلف وحدة واحدة‪ .‬فييما يصرخ المرتؿ وغالباً ىو داود في حزنو هلل مشتاقاً‬ ‫لمرجوع لمعبادة في ىيكؿ اهلل لينعـ بالحضرة اإلليية‪ .‬ولذلؾ اقترح البعض أف يكوف داود قد كتب ىذا المزمور‬

‫(ٕٗ‪ )ٖٗ،‬في فترات ىروبو مف أماـ شاوؿ أو أبشالوـ يعبر عف إشتياقو لمعودة إلى الييكؿ‪ .‬وفي (مزٕٗ) نراه‬ ‫بعنواف قصيدة لبني قورح‪ ،‬ويغمب أف داود كتبو وأعطاه لبني قورح لترنيمو‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫جاء المزمور نبوة عف كؿ مف أرغمتو الظروؼ أف يبتعد عف أورشميـ وعف الييكؿ لذلؾ قيؿ أنو نبوة عف‬

‫السبي‪( .‬المقصود ٕٗ‪ ٖٗ،‬كبلىما كوحدة واحدة)‪ .‬ولذلؾ وبنفس المفيوـ فكؿ مف استعبد لمخطية تحت‬

‫يد العدو القاسي يمكنو أف يرنـ بيذه الكممات تعبي اًر عف إشتياقو لمعودة مف السبي‪ ،‬والسبي ىنا يشير إلى‬

‫الخطية الداخمية والى األعداء الخارجييف (إبميس ومف يتبعو)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يتخذ المزمور كنبوة عف المسيح المتألـ مف األمة الييودية غير الراحمة ومف ييوذا رجؿ الغش (آيةٔ)‬

‫‪‬‬

‫الترجمة السبعينية تشير صراحة أف كاتب المزمور ىو داود‪.‬‬

‫لذلؾ نصمي ىذا المزمور في صبلة الساعة الثالثة‪.‬‬

‫ِ ٍ‬ ‫اصم م َخاصم ِتي مع أ َّ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪ِٔ" -‬اق ِ ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان ِغ ٍّ‬ ‫ش َوظُ ْمٍم َن ٍّج ِني‪".‬‬ ‫ْض لي َيا اَهللُ‪َ ,‬و َخ ْ ُ َ َ َ َ‬ ‫ُمة َغ ْي ِر َراح َمة‪َ ,‬و ِم ْن إِ ْن َ‬ ‫قد يكوف القائؿ ىو المسيح‪ ،‬أو داود‪ ،‬أو الشعب في بابؿ يشتكوف مف البابمييف أو أي مسيحي يشعر بأالـ‬ ‫االستعباد لخطية ما‪ .‬ولمف نمجأ سوى هلل ليخمصنا ويقضي لنا‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫ت إِ ُ ِ‬ ‫ضتَِني؟ لِ َما َذا أَتَ َم َّ‬ ‫ض َايقَ ِة ا ْل َع ُد ٍّو؟"‬ ‫ص ِني‪ .‬لِ َما َذا َرفَ ْ‬ ‫آية (ٕ) ‪ " -‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬ ‫شى َح ِزي ًنا ِم ْن ُم َ‬ ‫لو ح ْ‬ ‫المرتؿ يصرخ هلل فيو وحده قوتو‪ .‬وقد يشعر الخاطئ أف اهلل رفضو إذ يفقد التعزيات وقد يشعر المريض أو‬ ‫ضتَِني‪ .‬وكاف ىذا ىو ما قالو المسيح إليي إليي لماذا تركتني‪ .‬فيي‬ ‫المتألـ أو المضطيد أف اهلل تركو = لِ َما َذا َرفَ ْ‬ ‫صرخة المتألـ في ألمو‪ .‬ولكف يحسب لممرتؿ قولو أَتَ َم َّ‬ ‫شى‪ .‬فالضيقة لـ تصبو بالشمؿ ولـ يتوقؼ ولـ يتراخ عف‬ ‫جياده بالرغـ مف حزنو‪ .‬والمسيح استمر في طريؽ الصميب ولـ يتراجع بالرغـ مف أنو قاؿ "نفسي حزينة جداً‬

‫في أو ىو إبميس بمؤامراتو فالخطية تسبب الحزف بينما‬ ‫حتى الموت"‪ .‬ومضايقة العدو ىنا ىي الخطية الساكنة ّ‬ ‫البر سبب فرح‪.‬‬ ‫ان ِبي إِلَى جب ِل قُ ْد ِس َك وِالَى مس ِ‬ ‫ٖ ِ‬ ‫ور َك َو َحقَّ َك‪ُ ,‬ى َما َي ْي ِد َي ِان ِني َوَيأ ِْت َي ِ‬ ‫اك ِن َك‪".‬‬ ‫َ​َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬أ َْرس ْل نُ َ‬

‫‪136‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج واألربعون)‬

‫المرتؿ يطمب عوف اهلل لكي يرجع مف سبيو "(الخطية أو مف بابؿ) إِلَى َج َب ِل قُ ْد ِ‬ ‫س اهلل أي ألورشميـ أو لعودة‬ ‫الخاطئ لحياة الشركة المفرحة في الكنيسة بيت الخبلص‪ .‬الكنيسة ىي الجبؿ الذي رآه دانياؿ حج اًر صغي اًر ثـ‬ ‫ِ‬ ‫ور َك َو َحقَّ َك ُى َما‬ ‫نما وكبر وصار جببلً كبي اًر مؤل وجو األرض وطمبة ىذه الكنيسة لرأسيا الرب يسوع ىي أ َْرس ْل ُن َ‬ ‫َي ْي ِد َي ِان ِني = ىي طمبة كؿ نفس حتى ال تخسر الشركة في جبؿ قدس اهلل‪ .‬فالرب يسوع ىو نور اآلب وحقو فيو‬ ‫الذي قاؿ أنا ىو نور العالـ‪ .‬والطريؽ الوحيد لمخبلص ىو الطمب والمجاجة‪.‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َحم ُد َك ِبا ْل ُع ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٗ ِ ِ‬ ‫ود َيا اَهللُ إِل ِيي‪".‬‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬فَآتي إلَى َمذ َْب ِح اهلل‪ ,‬إلَى اهلل َب ْي َجة فَ َرحي‪َ ,‬وأ ْ َ‬ ‫يقوؿ ىذا المسبييف ليرجعوا إلى مذبح اهلل في أورشميـ‪ .‬وتقوليا كؿ نفس إنفصمت عف شركة التناوؿ بسبب‬ ‫خطاياىا‪ ،‬تعود لمشركة فتعود ليا أفراحيا وتسابيحيا فيي في فترة سبييا تركت التسبيح والقيثارة (مز‪.)ٖٔٚ‬‬ ‫وذبيحة التناوؿ تعطي لمغفرة الخطايا‪ ،‬وفييا حياة أبدية لمف يتناوؿ منيا‪ .‬إف الفرح ىو سمة مبلزمة لممسيحي‬

‫الذي يتذوؽ دائماً بركات المذبح والغفراف‪.‬‬

‫٘‬ ‫ص َو ْج ِيي‬ ‫ين ِف َّي؟ تَ​َرج ِ‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬لِ َما َذا أَ ْن ِت ُم ْن َح ِن َي ٌة َيا َن ْف ِسي؟ َولِ َما َذا تَِئ ٍّن َ‬ ‫َّي اهللَ‪ ,‬أل ٍَّني َب ْع ُد أ ْ‬ ‫َح َم ُدهُ‪َ ,‬خبلَ َ‬ ‫َوِال ِيي‪".‬‬ ‫ىنا نصيحة المرتؿ لكؿ ُم ْن َح ِني ال َن ْف ِ‬ ‫س = لكؿ مف يحمؿ اثقاؿ الخطية او اليموـ أف يترجوا اهلل‪ ،‬يطمبوه ويثقوا‬ ‫َ‬ ‫في استجابتو‪ .‬والمسيح يستجيب ويعطي راحة‪ .‬وبعد أف يستجيب يتحوؿ ىذا لتسبيح وحمد وشكر = أل ٍَّني َب ْع ُد‬

‫َح َم ُدهُ‪.‬‬ ‫أْ‬ ‫والقيثارة والعود يرمزاف لحواس المؤمف وقواه العقمية التي يحركيا الروح القدس فتعطي أنغاـ التسبيح مف قمب‬ ‫محب هلل طاىر وىذا يتـ بطاعة الوصية‪.‬‬ ‫ين؟ فبل معني لميأس بعد أف عرفت طريؽ فرحؾ وسبلمؾ فقدمي‬ ‫واآلف لِ َما َذا أَ ْن ِت ُم ْن َح ِن َي ٌة َيا َن ْف ِسي َولِ َما َذا تَِئ ٍّن َ‬ ‫توبة وارجعي إلى اهلل فيرجع إليؾ فتتحرؾ أوتار قيثاراتؾ بالتسبيح‪.‬‬

‫‪137‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرايع واألربعون)‬

‫المزمور الرابع واألربعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫غير مؤكد مف ىو كاتب ىذا المزمور‪ ،‬واف كاف داود فيو قد كتبو بروح النبوة ليعبر عف حاؿ الشعب في السبي‪.‬‬ ‫ولكنو ىو تعبير عف حاؿ شعب اهلل المتألِّـ دائماً في برية ىذا العالـ‪ .‬واف كاف ىناؾ مزامير كثيرة تترنـ‬ ‫بالخبلص فبلبد أف تكوف ىناؾ مزامير تتكمـ عف حاؿ الكنيسة المتألمة في ىذا العالـ‪ ،‬لذلؾ استخدـ بولس‬

‫الرسوؿ اآلية (ٕ​ٕ) في (رو‪ )ٖٙ2ٛ‬ليعبر عف حالو وحاؿ كؿ الكنيسة المتألمة حتى الموت في عصور‬

‫االستشياد‪ .‬لقد بدأت الكنيسة عصر االستشياد بقتؿ ىابيؿ واستمر مسمسؿ اضطياد الكنيسة وسيستمر ليصؿ‬

‫إلى ذروتو عند مجيء ضد المسيح‪ .‬ونسمع صدى ىذه اآلالـ في السماء (رؤ‪ .)ٔ​ٔ-ٜ2ٙ‬فالكنيسة دخمت في‬ ‫شركة الصميب مع مسيحيا‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪ٔ " - )ٖ-‬اَلمَّي َّم‪ِ ,‬بآ َذ ِان َنا قَ ْد ِ‬ ‫َّام ِيم‪ِ ,‬في أَي ِ‬ ‫ت‬ ‫اؤَنا أ ْ‬ ‫آب ُ‬ ‫َّام ا ْل ِق َدِم‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫سم ْع َنا‪َ .‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َخ َب ُروَنا ِب َع َمل َعم ْمتَ ُو في أَي ْ‬ ‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫شعوبا وم َد ْدتَيم‪ .‬أل ََّن ُو لَ ْيس ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫اع ُي ْم‬ ‫امتَمَ ُكوا األ َْر َ‬ ‫ستَ ُي ْم‪َ .‬حطَّ ْم َ‬ ‫ْص ْم َ‬ ‫ض‪َ ,‬والَ ذ َر ُ‬ ‫ُم َم َو َغ َر ْ‬ ‫ِب َيد َك ْ‬ ‫َ َ‬ ‫استَأ َ‬ ‫س ْيف ِي ُم ْ‬ ‫ت ُ ُ ً َ َ ُْ‬ ‫ت األ َ‬ ‫لك ْن ي ِمي ُن َك وِذراع َك ونُور و ْج ِي َك‪ ,‬أل ََّن َك ر ِ‬ ‫َخمَّصتْيم‪ِ ,‬‬ ‫يت َع ْن ُي ْم‪".‬‬ ‫ض َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ىذه خبرات سمع عنيا المرنـ مف الكتاب المقدس عف أعماؿ اهلل مع الشعب سابقاً ومف الميـ دائماً أف نسبح اهلل‬

‫ونذكر أعمالو السابقة إلحياء روح الرجاء فينا وسط أالمنا‪ .‬وكما أعاف اهلل موسى ويشوع لدخوؿ األرض وىزيمة‬ ‫األعداء‪ .‬ىكذا كاف بالصميب ىزيمة إبميس والمسيح ىنا ىو يميف الرب وذراعو ونور وجيو فيو النور الذي رأيناه‬

‫وفيو رأينا اآلب ‪ .‬اهلل لـ يره احد قط االبف الوحيد الذي ىو في حضف اآلب ىو خبر (يو ا ‪)ٔٛ 2‬‬

‫َم َد ْدتَ ُي ْم= أي وسعت تخوميـ وأخذوا األرض كميا‪.‬‬

‫٘‬ ‫ٗ‬ ‫ضا ِي ِقي َنا‪ِ .‬ب ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ْم ْر ِب َخبلَ ِ‬ ‫وس‬ ‫وب‪ِ .‬ب َك َن ْنطَ ُح ُم َ‬ ‫ص َي ْعقُ َ‬ ‫ْ‬ ‫اسم َك َن ُد ُ‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )ٛ-‬أَ ْن َت ُى َو َممكي َيا اَهللُ‪ ,‬فَأ ُ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ين عمَ ْي َنا‪ٙ .‬أل ٍَّني عمَى قَو ِسي الَ أَتَّ ِك ُل‪ ,‬و ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ت‬ ‫ضا ِي ِقي َنا‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫َخ َزْي َ‬ ‫ص ِني‪ .‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬ ‫صتَ​َنا ِم ْن ُم َ‬ ‫َ‬ ‫ا ْلقَائم َ َ‬ ‫ت َخمَّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫س ْيفي الَ ُي َخمٍّ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫‪ِ ِ ٛ‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّى ِر‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫اس َم َك َن ْح َم ُد إِلَى الد ْ‬ ‫ُم ْبغضي َنا‪ِ .‬باهلل َن ْفتَخ ُر ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو‪َ ,‬و ْ‬

‫ىذه صبلة ليخمص اهلل شعبو اآلف كما خمَّص سابقاً فيسوع المسيح ىو ىو أمس واليوـ والى األبد (عبٖٔ‪.)ٛ2‬‬ ‫ْم ْر ِب َخبلَ ِ‬ ‫وب = ما أجمؿ أف يستغؿ المؤمف دالتو لدى اهلل‪ ،‬ويصمي طالباً‬ ‫ص َي ْعقُ َ‬ ‫أنت ىو ممكي يا اهلل‪ .‬فَأ ُ‬

‫ضا ِي ِقي َنا = أي خطايانا وشيواتنا وابميس نفسو‪ .‬فأنت قوتنا= و َعمَى قَ ْو ِسي‬ ‫الخبلص لكؿ الكنيسة‪ِ .‬ب َك َن ْن َ‬ ‫ط ُح ُم َ‬ ‫(قوتي) الَ أَتَّ ِك ُل‪.‬‬ ‫َخج ْمتَ​َنا‪ ,‬والَ تَ ْخرج مع ج ُنوِد َنا‪ٔٓ .‬تُرجع َنا إِلَى ا ْلور ِ‬ ‫اآليات (‪ِ ٜ " - )ٔٙ-ٜ‬‬ ‫اء َع ِن ا ْل َع ُد ٍّو‪,‬‬ ‫لك َّن َك قَ ْد َرفَ ْ‬ ‫ُ​ُ َ​َ ُ‬ ‫ضتَ​َنا َوأ ْ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ٕٔ‬ ‫الضأ ِ‬ ‫ت‬ ‫ضوَنا َن َي ُبوا ألَ ْنفُ ِس ِي ْم‪َ ٔ​ٔ .‬ج َع ْمتَ​َنا َك َّ‬ ‫ت َ‬ ‫ش ْع َب َك ِب َغ ْي ِر َمال‪َ ,‬و َما َرِب ْح َ‬ ‫ُمِم‪ِ .‬ب ْع َ‬ ‫َو ُم ْب ِغ ُ‬ ‫ْن أُ ْكبلً‪َ .‬ذ َّرْيتَ​َنا َب ْي َن األ َ‬

‫‪138‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرايع واألربعون)‬

‫ِج ِ‬ ‫ين َح ْولَ َنا‪ٔٗ .‬تَ ْج َعمُ َنا مثَبلً َب ْي َن الش ُع ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫وب‪ِ .‬إل ْن َغ ِ‬ ‫ْس َب ْي َن‬ ‫اض َّأ‬ ‫س ْخ َرةً لِمَِّذ َ‬ ‫يران َنا‪ُ ,‬ى ْأزَةً َو ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ ِ‬ ‫ص ْو ِت ا ْل ُم َع ٍّي ِر َو َّ‬ ‫الش ِاتِم‪ِ .‬م ْن َو ْج ِو َع ُد ٍّو‬ ‫ي َو ْج ِيي قَ ْد َغطاني‪ .‬م ْن َ‬ ‫َمامي‪َ ,‬وخ ْز ُ‬ ‫َ‬

‫ار ِع ْن َد‬ ‫ِبثَ َم ِن ِي ْم‪ٖٔ .‬تَ ْج َعمُ َنا َع ًا‬ ‫ُمِم‪ٔ٘ .‬ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو َخ َجمِي‬ ‫األ َ‬ ‫َو ُم ْنتَ ِقٍم‪".‬‬ ‫ىنا وصؼ لمحالة المؤلمة الحالية‪ ،‬فاهلل حيف رفض شعبو بسبب خطاياىـ صاروا عا اًر وىزءاً بيف أعدائيـ‪ .‬وىذا‬ ‫تعبير عف حاؿ الشعب في السبي‪ ،‬وحاؿ بنى آدـ حيف استعبدىـ إبميس وحاؿ كؿ خاطئ يتخمى اهلل عنو‪.‬‬ ‫ولنبلحظ أف ما َّ‬ ‫حؿ بالشعب أو ببني آدـ ليس بسبب قوة العدو بؿ بسبب تخمي اهلل عنيـ لخطاياىـ‪ ،‬واهلل سمح‬

‫بيذا لمتأديب‪ .‬فمثبلً مف ظف نفسو قوى حيف يرى نفسو مثؿ شاة تساؽ لمذبح يعرؼ ضعفو ويتضع فيخمص‪.‬‬ ‫ت ِبثَ َم ِن ِي ْم = حيف سمميـ اهلل لمعار وسط أعدائيـ‬ ‫ت َ‬ ‫ش ْع َب َك ِب ِبل ثمن‪َ ,‬و َما َرِب ْح َ‬ ‫ونجد المرنـ ىنا يعاتب اهلل= ِب ْع َ‬ ‫الذيف ييينونيـ وييينوف اسـ اهلل‪ .‬ىو عتاب ودي ليرفع اهلل الضيقة عف شعبو‪ ،‬وىو تعميـ لمشعب فاهلل ال يطمب‬

‫نفعاً لنفسو مف وراء ضيقتيـ فيو لـ يبعيـ منتظ اًر ربحاً‪ .‬بؿ سمميـ وباعيـ ليؤدبيـ فيخمصوا‪ .‬بؿ صار تأديبنا‬ ‫صورة آلالـ المسيح فاآليات (ٗٔ‪ )ٔٙ-‬تتمكـ عف أالـ المسيح فنحف نشترؾ معو في صميبو لنشترؾ معو في‬ ‫قيامتو‪( .‬وىذه السخرية ىي سخرية االدومييف ضد شعب اهلل و حدثت عند سبي بابؿ)‬

‫‪ٔٚ‬‬ ‫اك والَ ُخ َّنا ِفي عي ِد َك‪ٔٛ .‬لَم يرتَ َّد َق ْمب َنا إِلَى ور ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اء‪َ ,‬والَ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫اء َعمَ ْي َنا‪َ ,‬و َما َنسي َن َ َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٕ​ٕ-ٔٚ‬ى َذا ُكم ُو َج َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ​َ‬ ‫ِ ٕٓ‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مالَ ْت َخ ْطوتَُنا ع ْن َ ِ‬ ‫ان التََّن ِان ِ‬ ‫س َح ْقتَ​َنا ِفي َم َك ِ‬ ‫اس َم إِل ِي َنا أ َْو‬ ‫َ‬ ‫ين‪َ ,‬و َغطَّ ْيتَ​َنا ِبظ ٍّل ا ْل َم ْوت‪ .‬إِ ْن َنسي َنا ْ‬ ‫ط ِريق َك‪َ ,‬حتَّى َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫س ْط َنا أ َْيد َي َنا إِلَى إِلو َغ ِر ٍ‬ ‫َجم َك‬ ‫ص اهللُ َع ْن ى َذا؟ أل ََّن ُو ُى َو َي ْع ِر ُ‬ ‫ف َخفيَّات ا ْل َق ْم ِب‪ .‬أل ََّن َنا م ْن أ ْ‬ ‫يب‪ ,‬أَفَبلَ َي ْف َح ُ‬ ‫َب َ‬ ‫ات ا ْليوم ُكمَّ ُو‪ .‬قَ ْد ح ِس ْب َنا ِم ْث َل َغ َنٍم لِ َّ‬ ‫مذ ْب ِح‪".‬‬ ‫ُ‬ ‫ُن َم ُ َ ْ َ‬

‫ىنا المرنـ ما ازؿ يعاتب اهلل الذي تركو بالرغـ مف أنو متمسؾ باإليماف بو‪ .‬ىذا مثؿ صوت بطرس "يا رب أنت‬

‫تعمـ أني أحبؾ" لذلؾ اقتبس بولس اآلية (ٕ​ٕ) لئلعبلف عف حبو لممسيح‪ ،‬ىنا إعبلف عف حب اهلل رغماً عف‬ ‫العقاب الصادر ضد اإلنساف بالموت= َغطَّ ْيتَ​َنا ِب ِظ ٍّل ا ْل َم ْو ِت = فموتنا اآلف ىو ظؿ الموت‪ ،‬أما الموت الحقيقي‬ ‫فيو االنفصاؿ عف اهلل‪ .‬وتعني أف حياتنا قصيرة نسير فييا نحو ىدؼ واحد ىو الموت‪ .‬بؿ نحف معرضيف‬ ‫لمموت كؿ حيف‪ ،‬وأوالد اهلل يسيروف في ىذا الطريؽ الضيؽ ببل تذمر كما فعؿ الشيداء فيـ يعرفوف أنيـ في‬

‫طريؽ المسيح وكما احتمؿ ىو األلـ والموت ثـ قاـ وصعد‪ ،‬سيقوموف معو إف كانوا ثابتيف فيو فيو الطريؽ‪.‬‬ ‫ان التََّن ِان ِ‬ ‫س َح ْقتَ​َنا ِفي َم َك ِ‬ ‫ين = التنانيف ىي مخموقات جبارة تشير لممتكبريف والعتاة‬ ‫ويكمؿ عتابو الرقيؽ هلل= َحتَّى َ‬ ‫مف البشر الذيف سحقيـ اهلل‪ ،‬والعتاب معناه لقد قبمنا منؾ يا رب أف تحكـ عمينا بالموت مثميـ ‪ ،‬مع أننا نحبؾ‬ ‫ولـ نترؾ طريؽ اإليماف بؾ‪ .‬ثـ يترؾ األمر كمو بيف يدي اهلل الذي يعرؼ خفايا القموب ويعمـ إيمانو ومحبتو‪.‬‬ ‫ِٖٕ‬ ‫ِ ِٕٗ‬ ‫ب َو ْج َي َك‬ ‫ستَ ْي ِق ْظ! لِ َما َذا تَتَ َغافَى َيا َرب؟ ا ْنتَِب ْو! الَ تَْرفُ ْ‬ ‫ض إِلَى األ َ​َبد‪ .‬ل َما َذا تَ ْح ُج ُ‬ ‫اآليات (ٖٕ‪ " - )ٕٙ-‬ا ْ‬ ‫اب‪ .‬لَ ِ‬ ‫وتَ ْنسى م َذلَّتَ​َنا و ِ‬ ‫س َنا م ْن َح ِن َي ٌة إِلَى التر ِ‬ ‫صقَ ْت ِفي األ َْر ِ‬ ‫ض ُبطُونُ َنا‪ٕٙ .‬قُ ْم َع ْوًنا لَ َنا َواف ِْد َنا ِم ْن‬ ‫ضيقَ َنا؟ ٕ٘أل َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َن أَ ْنفُ َ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َج ِل َر ْح َم ِت َك‪".‬‬ ‫أْ‬ ‫‪139‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرايع واألربعون)‬

‫ِ‬ ‫ستَْي ِق ْظ َيا َرب لِ َما َذا تنام = تَتَ َغافَى‪ ..‬ا ْنتَِب ْو =‬ ‫ىي صرخة مف أجؿ الخبلص‪ ،‬مبنية عمى القيامة مع المسيح= ا ْ‬ ‫قـ فنحف نقبؿ أف نموت ألف لنا رجاء في القيامة والصراخ لممسيح ليستيقظ ىو صراخنا نحف بالتوبة والصبر‬

‫واالحتماؿ‪.‬‬

‫ا ْنتَِب ْو = المعني انظر الي حالنا البائس وال تتركنا ىكذا‪.‬‬

‫‪140‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص واألربعون)‬

‫المزمور الخامس واألربعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور الخامس واألربعون (الرابع واألربعون في األجبية)‬ ‫العرس بيف المسيح العر ِ‬ ‫يس وكنيستو‪.‬‬ ‫ىو مزمور تسبحة العرس لممسيح الممؾ المحارب‪ ،‬و ُ‬ ‫المزامير السابقة كممتنا عف األلـ سواء لمفرد أو لمجماعة أو لممسيح‪ ،‬وىنا نرى أفراح العرس فاأللـ ىو طريؽ‬ ‫العرس والمجد األبدي‪ .‬ىنا نرى الشعب وقد اتحد بالمسيح الممؾ يدخؿ إلى مجد داخمي كعروس سماوية مزينة‪،‬‬ ‫يشتيي الممؾ جماليا الروحي‪ ،‬تدخؿ إلى قصره وتنعـ بو كممكة في بيت عريسيا الممؾ‪ ،‬بؿ ونبوة عف دخوؿ‬

‫األمـ نسمع عف عذارى يأتيف في إثرىا‪.‬‬

‫والعريس لـ يقتنييا مجاناً بؿ حارب جبابرة ليقتنييا‪ .‬وبعد أف إقتناىا يسمعيا صوتو إنس شعبؾ وبيت أبيؾ (العالـ‬ ‫الذي و ِ‬ ‫لدت فيو) فيشتيي الممؾ حسنؾ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫المزمور أنشودة حب بيف الكنيسة والمسيح‪ ،‬فالكنيسة تقوؿ لو "أنت أبرع جماالً مف بني البشر"‪.‬‬ ‫نرى ىنا المسيح ُيمسح بالروح القدس لحساب كنيستو وشعبو (ىو بكر بيف إخوة كثيريف) "مسحؾ اهلل بزيت‬ ‫البيجة أفضؿ مف رفقائؾ" لذلؾ نصمي ىذا المزمور في صبلة الساعة الثالثة فنذكر أف آالـ المسيح إنتيت‬ ‫بقيامتو وحموؿ الروح القدس في ىذه الساعة عمى الكنيسة‪ .‬والروح القدس ىو الذي يقدس النفس لتصير عمى‬

‫صورة عريسيا يأخذ مما لو ويعطييا‪.‬‬

‫تستعمؿ الكنيسة صموات وآيات مف ىذا المزمور في طقس الزواج بكوف سر الزواج ىو ظبلً لمعرس األبدي بيف‬ ‫اهلل الكممة والكنيسة‪ ،‬والعروساف يستمداف حبيما ووحدتيما مف حب المسيح لكنيستو وحب الكنيسة لعريسيا‬

‫المسيح‪ .‬ولذلؾ نجد عنواف المزمور ترنيمة محبة‪ .‬ولذلؾ شبو السيد المسيح عبلقتو بالكنيسة بعرس (متٕ​ٕ‪ٕ2‬‬ ‫‪.)ٔ2ٕ٘ +‬‬

‫يقوؿ بعض الكتاب والمفسريف أف ىذا المزمور يشير لعرس سميماف وىذا خطأ كبير ألف ىذا المزمور يتكمـ عف‬

‫رجؿ قتاؿ وسميماف لـ يكف رجؿ قتاؿ أبداً‪ .‬وربما كتبو داود النبي كنبوة عف المسيح ولذلؾ أخذ منو بولس الرسوؿ‬

‫(عب‪.)ٛ2ٔ،ٜ‬‬

‫وفي أعياد القديسة العذراء مريـ نرنـ بآيات ىذا المزمور التي تتكمـ عف العروس‪ ،‬فالعذراء ىي أـ الكنيسة‬

‫وشفيعتيا وطيارة العذراء جعمت المسيح يشتيي حسنيا‪ ،‬وىي مشتممة بثوب ذىب رمز طيارتيا‪ ،‬وكؿ مجدىا مف‬

‫داخؿ فيي يتيمة بسيطة فقيرة لكف قمبيا كاف سماء‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫ش ِائي لِ ْمممِ ِك‪ .‬لِس ِاني َقمَم َك ِات ٍب م ِ‬ ‫اض َق ْم ِبي ِب َكبلٍَ‬ ‫صالِ ٍح‪ .‬متَ َكمٍّم أَ​َنا ِبِ‬ ‫اى ٍر‪".‬‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫آية (ٔ) ‪" -‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬

‫‪141‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص واألربعون)‬

‫المرتؿ وقد رأى خبلص المسيح وحبو كعريس لعروسو‪ ،‬فاض قمبو بالحب لو‪ ،‬بؿ فاض لسانو بكممات حب‪،‬‬ ‫أعطاىا لو الروح القدس وكاف ىو مجرد كاتب لما أمبله عميو الروح القدس= لِس ِاني َقمَم َك ِات ٍب م ِ‬ ‫اىر‪ .‬وىو وجد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أف كمماتو كفيض‪ ،‬يريد أف يعبر بو عف محبتو وحينما لـ يسعفو لسانو‪ ،‬أعطاه الروح القدس أف يفيض‬ ‫(يو‪ .) ٖٚ2ٚ،ٖٛ‬وىو كاتب ماىر ال يحتاج لمتفكير وال يتوقؼ فالروح يممي ما يقولو‪ .‬وفي السبعينية= إني أخبر‬

‫الممؾ بأفعالي= فالحب لـ يجعؿ لسانو فقط يتكمـ بؿ كؿ أفعالو صارت تنطؽ بيذا الحب‪ ،‬لقد صارت أعضاؤه‬

‫آالت بر‪ .‬وعموماً فيذه طريقة كتابة المزامير وىناؾ مف قاؿ عف المزامير ‪ ..‬ىؿ كاف الروح القدس يعزؼ عمى‬ ‫ٍ‬ ‫صالِ ٍح =‬ ‫قيثارة داود أـ كاف داود يعزؼ عمى قيثارة الروح القدس‪ .‬ويرى بعض اآلباء أف عبارة فَ َ‬ ‫اض َق ْم ِبي ِب َكبلَم َ‬ ‫ىي تعبير عف والدة المسيح (كممة اهلل) مف اآلب‪ .‬فيو الكممة الذي يفيض مف قمب اآلب‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫س َك َب ِت ٍّ‬ ‫شفَتَ ْي َك‪ ,‬لِذلِ َك َب َارَك َك اهللُ إِلَى األ َ​َب ِد‪".‬‬ ‫الن ْع َم ُة َعمَى َ‬ ‫ت أ َْب َرعُ َج َماالً ِم ْن َب ِني ا ْل َب َ‬ ‫آية (ٕ) ‪ " -‬أَ ْن َ‬ ‫ش ِر‪ .‬ا ْن َ‬ ‫ش ِر‪ .‬ليس المقصود ىو جماؿ الجسد بؿ ألنو‬ ‫ىذا المولود مف اآلب أزلياً صار بش اًر ولكنو أ َْب َرعُ َج َماالً ِم ْن َب ِني ا ْل َب َ‬ ‫س َك َب ِت ٍّ‬ ‫شفَتَ ْي َك لـ يقؿ أنو أبرع جماالً مف المبلئكة فيو أخذ طبيعتنا‬ ‫الن ْع َم ُة َعمَى َ‬ ‫كاف ببل خطية لذلؾ أضاؼ ا ْن َ‬ ‫وليس طبيعة المبلئكة‪ .‬ولنبلحظ أف الخطية في القمب تترؾ بصماتيا عمى شكؿ الوجو‪ ،‬فالغضوب والحاسد‬ ‫والشيواني والخبيث‪ ..‬ىؤالء يظير عمى وجوىيـ ما في قموبيـ‪ ،‬فتصير وجوىيـ ببل جماؿ‪ِ .‬ل ِ‬ ‫ذل َك َب َارَك َك اهللُ إِلَى‬ ‫الدىر = المسيح بحسب الناسوت كاف يتقدـ في الحكمة والقامة والنعمة (لوٕ‪ )ٕ٘2‬فيو كاف يمارس ىذا بكونو‬

‫إنساناً حقيقياً وكاف ىذا يظير فيو تدريجياً‪ .‬ويقاؿ أف اهلل باركو بمعنى أف ما تنالو الكنيسة مف بركات إليية يكوف‬ ‫ىذا خبلؿ الرأس وباسمو‪ .‬والنعمة التي انسكبت عمى شفتيو ىي تعاليمو‪ ،‬وكممات الغفراف لمخطاة‪ ،‬والحب والشفقة‬

‫لمف يحتاج‪ .‬والبركة التي سمعيا يوـ العماد "ىذا ىو ابني الحبيب‪ " ..‬كانت لحساب كنيستو‪.‬‬ ‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫اء َك‪".‬‬ ‫َّار‪َ ,‬جبلَ َل َك َوَب َي َ‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬تَ َقمَّ ْد َ‬ ‫س ْيفَ َك َعمَى فَ ْخذ َك أَي َيا ا ْل َجب ُ‬ ‫ف ىو صميبو الذي حممو ليحارب بو أعداء‬ ‫س ْي َ‬ ‫الفَ ْخذ إشارة إلى جسد الرب يسوع (تؾٕٗ‪ .)ٔٓ2ٜٗ ،ٕ2‬وال َ‬ ‫س ْيفَ َك َعمَى فَ ْخ ِذ َك فالسيؼ يعمؽ عمى الفخذ فعبلً ويشيره المحارب لمقتاؿ‪ .‬والمسيح‬ ‫عروستو (الشياطيف)‪ ..‬تَ َقمَّ ْد َ‬

‫حمؿ صميبو عمى ظيره وكاف ىذا كسيؼ لمقتاؿ‪ ،‬بؿ ُس ِّم َر عميو وكأنو متمسؾ بو وىذه تساوي "أوثقوا الذبيحة‬ ‫بربط إلى قروف المذبح" (مز‪ .)ٕٚ2ٔ​ٔٛ‬وبنفس ىذا المعنى وجدنا الكبش الذي قدمو إبراىيـ عوضاً عف إسحؽ‬

‫إبنو "ممسكاً في الغابة بقرنيو" (تؾٕ​ٕ‪ .)ٖٔ2‬والقروف إشارة لمقوة‪ ،‬فالمسيح كاف مرتبطاً بالصميب بقوة لييزـ‬ ‫إبميس ويحررنا‪ .‬وك ٌؿ منا حيف يحمؿ صميبو تابعاً المسيح دوف تذمر فيو يحارب إبميس بنفس طريقة المسيح‬

‫فيصير تمميذاً لممسيح‪ .‬ومعركة الصميب أثبتت أنو جبار فقد سحؽ الشيطاف وكسر شوكة الموت وفتح الجحيـ‬

‫(ٔكؤ‪ ،)ٔٛ2‬بؿ الك ارزة بالصميب صارت كسيؼ (متٓٔ‪ .)ٖٗ2‬وكممة اهلل صارت سيؼ ذو حديف (عبٗ‪ٕٔ2‬‬ ‫‪ +‬أؼ‪ )ٔٚ2ٙ‬فيي سيؼ يقطع حركات الشيوة وأىواء النفس التي يثيرىا فينا عدو الخير حتى اآلف‪ .‬والمسيح في‬

‫‪142‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص واألربعون)‬

‫معركتو كاف يبدو أماـ الناس كضعيؼ ولكنو كاف جبا اًر وفي جبلؿ‪ ،‬فمقد إظممت الشمس والقبور تفتحت فآمف‬

‫الجندي الوثني مف جبلؿ المصموب‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫َّع ِة َوا ْل ِبٍّر‪ ,‬فَتُ ِرَي َك َي ِمي ُن َك َم َخ ِ‬ ‫ف‪".‬‬ ‫َج ِل ا ْل َح ٍّ‬ ‫او َ‬ ‫آية (ٗ) ‪َ " -‬وِب َجبلَ لِ َك اقْتَ ِحِم‪ْ .‬ارَك ْب‪ِ .‬م ْن أ ْ‬ ‫ق َوالد َ‬ ‫َّع ِة والعدؿ= ا ْل ِبٍّر‪ .‬وىذا عكس مممكة إبميس القائمة عمى‬ ‫بعد معركتو أقاـ الرب مممكتو المؤسسة عمى ا ْل َح ٍّ‬ ‫ق َوالد َ‬

‫الباطؿ وشيوة ىذا العالـ الزائفة‪ .‬وحينما نقبمو فينا بكونو الحؽ ال يجد الباطؿ مكاناً فينا‪ .‬وحينما نقتنيو وىو‬

‫الوديع ييرب منا الكبرياء‪ .‬وحيف نتقمد ىذه األسمحة الحؽ والدعة والعدؿ نصير أقوياء كما تقمدىا فصنع أعماالً‬ ‫عجيبة ب َي ِمينُو = قوتو‪ .‬أعماالً عجيبة أخافت الشياطيف‪ ،‬وسقطت ممالؾ‪ .‬اقْتَ ِحِم = مممكة الموت مممكة إبميس‪،‬‬ ‫ليؤسس الرب مممكتو ‪.‬‬ ‫٘‬ ‫َع َد ِ‬ ‫ون‪".‬‬ ‫اء ا ْل َممِ ِك‪ُ .‬‬ ‫سقُطُ َ‬ ‫س ُنوَن ُة ِفي َق ْم ِب أ ْ‬ ‫ش ُع ٌ‬ ‫وب تَ ْحتَ َك َي ْ‬ ‫آية (٘) ‪َ " -‬ن ْبمُ َك ا ْل َم ْ‬ ‫نبؿ السيد المسيح ىي كممات الك ارزة بواسطة الرسؿ‪ .‬والشعوب ىي الشياطيف التي انيزمت أو األمـ التي آمنت‬

‫بالسيد المسيح كالدولة الرومانية التي تحولت لممسيحية‪ ،‬بعد اف كانت مستعبدة البميس ‪.‬‬ ‫ضيب اس ِتقَ ٍ ِ‬ ‫آية (‪ُ ٙ" - )ٙ‬كر ِسي َك يا اَهلل إِلَى َد ْى ِر الد ُى ِ ِ‬ ‫يب ُم ْم ِك َك‪".‬‬ ‫امة قَض ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ور‪ .‬قَ ُ ْ َ‬ ‫ترتؿ ىذه اآلية كنيستنا القبطية في الساعة الثانية عشرة مف يوـ الجمعة العظيمة في لحف طويؿ "بيؾ إثرونوس"‬ ‫لتقوؿ لممسيح ولو أنؾ صمبت ومت ودفنت إال أنؾ عمى عرشؾ إلى دىر الدىور‪ .‬وواضح أف ىذه الكممات ال‬

‫توجو إلى ممؾ أرضي سواء داود أو سميماف‪ ،‬بؿ ىي لممسيح ممكنا السماوي‪ ،‬فيو قبؿ أف يتأنس كاف ممكاً ورباً‬ ‫ِ‬ ‫يب‬ ‫منذ األزؿ وبصميبو صار ممكاً ورباً عمى الكؿ وبعد صعوده جمس عف يميف اآلب إلى دىر الدىور‪ .‬قَض ُ‬ ‫اس ِتقَ ٍ ِ‬ ‫يب ُم ْم ِك َك = القضيب ىو صولجاف الممؾ‪ ،‬وىو يممؾ بالعدؿ‪ ،‬تارة يترفؽ وتارة يؤدب‪ ،‬ىو محب‬ ‫امة قَض ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫يب ُم ْم ِك َك = ىو صولجاف الممؾ الذي ىو الصميب وىو‬ ‫لمبر ومبغض لئلثـ‪ ،‬فبل شركة لمنور مع الظممة‪ .‬قَض ُ‬ ‫طريؽ البر واإلستقامة‪.‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫اإل ثْم‪ِ ,‬م ْن أ ْ ِ‬ ‫ضَ ِ‬ ‫اج أَ ْكثَ​َر ِم ْن ُرفَقَ ِائ َك‪".‬‬ ‫االب ِت َي ِ‬ ‫ت ا ْل ِب َّر َوأ َْب َغ ْ‬ ‫َح َب ْب َ‬ ‫لي َك ِب ُد ْى ِن ْ‬ ‫آية (‪ " - )ٚ‬أ ْ‬ ‫س َح َك اهللُ إِ ُ‬ ‫َج ِل ذل َك َم َ‬ ‫ت َ‬ ‫اج = إشارة لحموؿ الروح القدس عمى المسيح لحساب الكنيسة‪ .‬ويسمى دىف االبتياج فيو قبؿ أف‬ ‫االب ِت َي ِ‬ ‫ُد ْى ِن ْ‬ ‫يمسح بابتياج‪ ،‬يمسح ليكوف الممؾ والكاىف والذبيحة (عبٕٔ‪ )ٕ2‬ونحف رفقائو وبسبب أنو ىو ُم ِس َح صرنا‬ ‫مسيحييف ألننا بو ُنمسح هلل وتُفرز قموبنا لحساب ممكوتو‪ ،‬ويسكف فينا الروح القدس (راجع أعٓٔ‪ )ٖٛ ،ٖٚ2‬ومف‬

‫ثماره الفرح فنبتيج حيف يسكف في أعماقنا‪ .‬وتنزع عنا روح الغـ‪ ،‬ولكف ىذا لمف يحب البر ويبغض اإلثـ‪ .‬أَ ْكثَ​َر =‬ ‫فالمسيح َّ‬ ‫حؿ عميو الروح القدس كامبلً بأقنومو (حمامة كاممة) أما عمى التبلميذ حؿ الروح القدس عمى شكؿ‬ ‫ألسنة نار منقسمة عمى كؿ واحد منيـ فنحف البشر لسنا آلية حتى يسكف فينا الروح بكاممو كالمسيح‪ .‬حقاً نحف‬

‫‪143‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص واألربعون)‬

‫مسكف لمروح القدس ولكف نحف نأخذ منو ما نحتاج إليو فقط‪ .‬وحينما حؿ الروح القدس عمى شكؿ حمامة فؤلف‬

‫الحماـ يرجع دائماً إلى بيتو (مثؿ حمامة نوح والحماـ الزاجؿ)‪ .‬والروح حؿ عمى جسد المسيح الذي ىو كنيستو‬

‫ليقود الكنيسة دائماً إلى المسيح‪ ،‬فعممو ىو أف يثبتنا في المسيح‪.‬‬

‫ود وسمِ َ ِ‬ ‫‪ِ ٛ‬‬ ‫ص ِ‬ ‫س َّرتْ َك األ َْوتَ ُار‪".‬‬ ‫ور ا ْل َع ِ‬ ‫اج َ‬ ‫يخ ٌة‪ .‬م ْن قُ ُ‬ ‫آية (‪ُ " - )ٛ‬كل ث َيا ِب َك ُمٌّر َو ُع ٌ َ َ‬ ‫ال ُمٌّر = مر الطعـ جداً (إشارة آلالـ الصميب) ولكف رائحتو زكية (إشارة لمطاعة) وكانوا يكفنوف الموتي بالمر‬ ‫والصبر وىكذا َع ِم َؿ يوسؼ الرامي مع جسد المسيح‪.‬‬ ‫يخ ٌة = أنواع مف األطياب تشير آلالـ المسيح فيي مرة (الميعة) أوىي تسمخ مف شجرتيا فتموت‬ ‫سمِ َ‬ ‫الميعة َوال َ‬ ‫الشجرة (السميخة)‪ ،‬والمر والميعة يسيبلف مف بعض االشجار‪ .‬ولقد فاحت رائحة أالـ المسيح وطاعتو فيو أطاع‬ ‫حتى الموت موت الصميب‪ ،‬وفاحت الرائحة في جميع القصور= والقصور ىي بيوت اهلل وىياكمو‪ ،‬وقموب قديسيو‬

‫التي ىي ىياكؿ لمروح القدس‪ .‬وثوب المسيح ىو كنيستو وحيف يسكنيا الروح القدس تصير ليا رائحة حموة‪،‬‬ ‫رائحة قبوليا األلـ مع مسيحيا‪ .‬وذكر عدة أنواع مف العطور فمكؿ منا فضيمة معينة تختمؼ عف اآلخر‪.‬‬

‫اج والعاج لونو أبيض فالكنيسة تبررت بموت عريسيا‪ .‬ونبلحظ أف العاج يأخذونو مف‬ ‫ص ِر ا ْل َع ِ‬ ‫وكنيستو= ىي قُ ُ‬ ‫األفياؿ بعد موتيا‪ ،‬فالكنيسة قبمت الموت مع عريسيا لذلؾ فاحت رائحتيا العطرة لقبوليا الصميب‪ ،‬وىكذا كؿ‬ ‫س َّرتْ َك األ َْوتَ ُار = تسبحتيا تفرحؾ‪.‬‬ ‫نفس تقبؿ الصميب‪َ .‬‬

‫‪ٜ‬‬ ‫وك ب ْي َن ح ِظي ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َّات َك‪ُ .‬ج ِعمَ ِت ا ْل َممِ َك ُة َع ْن‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٔٚ-ٜ‬ب َن ُ‬ ‫َ‬ ‫ات ُممُ َ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ت أَِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫شتَ ِي َي ا ْل َممِ ُك‬ ‫يك‪ ,‬فَ َي ْ‬ ‫س ْي َ‬ ‫ش ْع َب ِك َوَب ْي َ‬ ‫َوا ْنظُ ِري‪َ ,‬وأَميمي أُ ُذ َنك‪َ ,‬وا ْن َ‬ ‫ٕٔ‬ ‫وب تَتَرضَّى و ْجي ِك ِبي ِدي ٍ‬ ‫ور أَ ْغ َنى الش ُع ِ‬ ‫ص ٍ‬ ‫َّة‪.‬‬ ‫َوِب ْن ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ت ُ‬ ‫َ‬

‫ي ِم ِ‬ ‫ين َك ِب َذ َى ِب‬ ‫َ‬ ‫س َن ِك‪ ,‬أل ََّن ُو‬ ‫ُح ْ‬

‫أُوِف ٍ ِٓٔ‬ ‫ت‬ ‫س َم ِعي َيا ِب ْن ُ‬ ‫ير‪ .‬ا ْ‬ ‫ِ‬ ‫اس ُج ِدي لَ ُو‪.‬‬ ‫س ٍّي ُدك فَ ْ‬ ‫ُى َو َ‬

‫ٗٔ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ِ​ِ ِ ِ‬ ‫ض ُر إِلَى ا ْل َممِ ِك‪ .‬في إِثْ ِرَىا‬ ‫س ُمطَ​َّرَزٍة تُ ْح َ‬ ‫س َ‬ ‫س َيا‪ِ .‬ب َمبلَ ِب َ‬ ‫وج ٌة ِب َذ َى ٍب َمبلَ ِب ُ‬ ‫ُكم َيا َم ْج ٌد ْاب َن ُة ا ْل َممك في خ ْد ِرَىا‪َ .‬م ْن ُ‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫٘ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫ض ْر َن ِبفَ​َر ٍح َو ْاب ِت َي ٍ‬ ‫َّم ٌ‬ ‫آب ِائ َك َي ُك ُ‬ ‫ص ِر ا ْل َممِ ِك‪ِ .‬ع َو ً‬ ‫ات إِلَ ْي َك‪ُ .‬ي ْح َ‬ ‫ضا َع ْن َ‬ ‫اج‪َ .‬ي ْد ُخ ْم َن إِلَى قَ ْ‬ ‫َع َذ َارى َ‬ ‫صاح َباتُ َيا‪ُ .‬مقَد َ‬ ‫ض‪ٔٚ .‬أَ ْذ ُكر اسم َك ِفي ُك ٍّل َدو ٍر فَ َدو ٍر‪ِ .‬م ْن أ ْ ِ‬ ‫ب ُن َ ِ‬ ‫اء ِفي ُك ٍّل األ َْر ِ‬ ‫وب إِلَى‬ ‫َج ِل ذل َك تَ ْح َم ُد َك الش ُع ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫س َ‬ ‫يم ُي ْم ُر َؤ َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫وك‪ ,‬تُق ُ‬ ‫َّى ِر َواأل َ​َب ِد‪".‬‬ ‫الد ْ‬ ‫يحدثنا المرتؿ ىنا عف العروس‪ .‬ىي ممكة‪ .‬ع ْن ي ِم ِ‬ ‫ين َك‪ .‬فيي عروس الممؾ‪ .‬واليميف ىو مكاف الكرامة المعد‬ ‫َ َ‬

‫لمخراؼ ال لمجداء‪ .‬وىي في مكاف الشفاعة فالكنيسة تصمي عف شعبيا‪ .‬وىي ليا ثوب من َذ َى ِب أُوِفير= والذىب‬ ‫رمز لمسماويات سمة العروس‪ .‬بنات مموؾ في تكريمؾ= ب ْي َن ح ِظي ِ‬ ‫َّات َك (نسائؾ المكرميف)= ىـ المؤمنيف الذيف‬ ‫َ َ‬ ‫صاروا أبناء الممؾ والممكة يكرمونو يومياً بتسابيحيـ وأعماليـ‪ .‬مزينة بأنواع كثيرة (بحسب السبعينية) والمقصود‬

‫حياتيا المقدسة وفضائميا وقديسييا وشيدائيا وأالميا وأسرارىا‪ .‬وبعد أف تمتعت العروس بيذا الشرؼ عمييا أف‬ ‫ِ‬ ‫س َم ِعي َيا أ ِب ْنتُي = اهلل يشتاؽ ليا لتمتصؽ‬ ‫تنسى ماضييا (وثنيتيا وخطاياىا) والحظ أنيا عروس وممكة وابنة= ا ْ‬ ‫بو وتترؾ أىميا (العالـ) وعاداتيا السابقة كما ترؾ إبراىيـ أور‪ ،‬وتنسي خطاياىا‪ ،‬وكؿ ما كانت متعمقة بو سابقاً‬ ‫‪144‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص واألربعون)‬

‫اس ُج ِدي لَ ُو‪ .‬ونرى ىنا أف‬ ‫كما ترؾ الرسؿ شباكيـ وتركت السامرية جرتيا‪ .‬وعمييا كعروس أف تقدـ العبادة هلل= فَ ْ‬ ‫ص ٍ‬ ‫ور ىي نموذج لموثنييف وكانت أغنى أمـ العالـ وأكثرىا خطية‪ .‬سيقدموف ىدية لمعريس‪ ،‬وما‬ ‫األمـ الوثنييف= ُ‬ ‫ىي اليدية المقبولة عنده سوى إيمانيـ بو‪ .‬والحظ نصيحة المرتؿ أو العريس لعروسو الجديدة= أ ِ‬ ‫َميمِي أُ ُذ َن ِك= أي‬ ‫تنفذي الوصايا‪ .‬وتسمعي كؿ كبلمو وتؤمني بقدرتو‪( .‬مت٘ٔ‪ )ٕٛ-ٕٔ2‬لقد خرجت المرأة الكنعانية إلى المسيح‬ ‫وقدمت لو ىدية ىي إيمانيا والحظ أنيا مف نواحي صور وصيدا)‪ .‬والعروس كؿ مجدىا مف داخؿ= ىذا يذكرنا‬

‫بخيمة االجتماع مف داخؿ ذىب وشقؽ موشاة ومف خارج كباش محمرة وتخس‪ .‬والكنيسة مجدىا في مسيحيا‬

‫داخميا ومف خارج يوجد أالـ واضطياد‪ .‬وكؿ نفس مسيحي مجده مف داخؿ‪ ،‬في قمبو الذي تقدس وفرح بعريسو‪.‬‬

‫فعبلقة العروس بعريسيا ىي في صبلة سرية في المخدع (نشٗ‪.)ٕٔ2‬‬

‫س َيا = مشتممة بأطراؼ موشاة بالذىب (سبعينية) األطراؼ كانت رمانات وأجراس تعمؽ‬ ‫س َ‬ ‫وج ٌة ِب َذ َى ٍب َمبلَ ِب ُ‬ ‫َم ْن ُ‬ ‫بأىداب رئيس الكينة إشارة لتعميـ العروس السماوي وك ارزتيا‪ .‬في إِثْ ِرَىا َع َذ َارى = تجذب النفس المؤمنة غيرىا‬

‫لممسيح‪ .‬والكؿ في فرح بسبب وجودىـ في قصر العريس السماوي‪ .‬وىي كنيسة ولود‪ ،‬فعوض اآلباء يكوف دائماً‬ ‫ىناؾ أبناء‪ .‬المؤمف الحقيقي ال ييتـ بالخارج ولكنو ييتـ بالداخؿ‪ ،‬فالعروس ال تكشؼ جماليا إال لعريسيا الذي‬

‫أحبتو‪ ،‬أما كشؼ فضائمنا لمف ىـ في الخارج فيوقعنا في الكبرياء‪ .‬ولقد قدمت كنيستنا رؤساء كثيريف ولدتيـ في‬ ‫معمودية (اثناسيوس‪ /‬كيرلس‪ /‬أوريجانوس‪ )..‬وأنطونيوس مؤسس الرىبنة‪.‬‬

‫‪145‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش واألربعون)‬

‫المزمور السادس واألربعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور السادس واألربعون (الخامس واألربعون في األجبية)‬ ‫وِ‬ ‫ض َع ىذا المزمور بسبب الخبلص الذي أعطاه اهلل لشعبو إثر أزمة عسكرية مع عدو‪ .‬ربما خبلص أورشميـ مف‬ ‫ُ‬ ‫حصار أشور أو خبلصيا مف أي عدو آخر‪ ،‬وربما كتبو داود إثر انتصاره في معركة مف المعارؾ إذ شاىد عمؿ‬

‫اهلل العجيب معو‪.‬‬

‫المزمور يعمف عف سكنى اهلل وسط شعبو‪ ،‬سر قوتيـ واحساسيـ باألماف وممجأىـ‪.‬‬

‫والروح القدس ح ّؿ عمى الكنيسة‪ ،‬وىو اآلف ساكف فييا وفي أفرادىا‪ ،‬يقودىا ويعطييا روح القوة‪ .‬ولذلؾ تصمي‬ ‫الكنيسة ىذا المزمور في صبلة الساعة الثالثة إذ يحدثنا عف الروح القدس‪ ".‬نير سواقيو تفرح مدينة اهلل مقدس‬

‫مساكف العمي"‪.‬‬

‫الض ْيقَ ِ‬ ‫يدا‪".‬‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬اَهللُ لَ َنا َم ْم َجأٌ َوقُ َّوةٌ‪َ .‬ع ْوًنا ِفي ٍّ‬ ‫ات ُو ِج َد َ‬ ‫ش ِد ً‬ ‫حيف تشتد اآلالـ‪ ،‬نجد في اهلل ممجأ لنا وقوة ومعيناً‪ ،‬إف كنا مقدسيف لو‪ ،‬ننعـ بالشركة معو‪ 2‬أستطيع كؿ شئ في‬ ‫المسيح الذي يقويني"‪ .‬واألعداء محيطيف دائماً بالكنيسة ولكف وجود اهلل فييا يعطييا قوة وىو حصف ليا‪ .‬وعمينا‬

‫أف ال نمجأ لسواه‪.‬‬

‫ٖ‬ ‫ٕ‬ ‫ض‪َ ,‬ولَ ِو ا ْن َقمَ َب ِت ا ْل ِج َبا ُل إِلَى َق ْم ِب ا ْل ِب َح ِ‬ ‫يش‬ ‫اآليات (ٕ‪ " - )ٖ-‬لِذلِ َك الَ َن ْخ َ‬ ‫ار‪ .‬تَِعج َوتَ ِج ُ‬ ‫شى َولَ ْو تَ​َز ْح َز َح ِت األ َْر ُ‬ ‫اى َيا‪ .‬تَتَ​َز ْع َزعُ ا ْل ِج َبا ُل ِبطُ ُم ٍّو َىا‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ِم َي ُ‬

‫تصور اإلنساف كأف األرض تتزلزؿ تحت قدميو وحتى ما ىو راسخ كالجباؿ لو‬ ‫ميما اشتدت الضيقة‪ ،‬حتى لو‬ ‫َّ‬ ‫سقط في المحيطات‪ ،‬عمينا أف ال نخاؼ‪ .‬البحار ىنا إشارة لمعالـ‪ ،‬والجباؿ ىنا ىـ الجبابرة العالمييف‪ ،‬حتى لو‬

‫نزؿ ىؤالء إلى العالـ ليحاربوا الكنيسة فبل نخاؼ ألف اهلل وسطيا‪ .‬فيؤالء الجباؿ غير ثابتيف أما المسيح فثابت‬

‫(إشٕ‪ )ٕ2‬وكؿ ما ىو خارج المسيح يعج ويجيش ويضطرب ويتزعزع بسبب كبريائو= ِبطُ ُم ٍّو َىا‪ .‬وفي السبعينية‬ ‫تتزعزع الجباؿ بعزتو= أي مف تراىـ جباؿ‪ ،‬إذا أظير اهلل عزتو وقوتو تجدىـ يتزعزعوف‪ .‬وال ننسى أنو طالما إلينا‬ ‫يسوع نائماً في سفينتا (الكنيسة) ال نخاؼ ميما اضطرب البحر (العالـ) الييجاف ضد الكنيسة بدأ مف بداية‬

‫الكنيسة ولكننا مازلنا نرى الكنيسة قائمة والمسيح في وسطيا‪.‬‬

‫اهلل‪ ,‬م ْق َدس مس ِ‬ ‫يو تُفٍَّرح م ِدي َن َة ِ‬ ‫آية (ٗ) ‪َ ٗ" -‬نير سو ِاق ِ‬ ‫اك ِن ا ْل َعمِ ٍّي‪".‬‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ٌْ َ َ‬ ‫َ‬

‫‪146‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش واألربعون)‬

‫ىذه نبوة عف عمؿ الروح القدس المعزي (يو‪ )ٖٜ-ٖٚ2ٚ‬الذي يعطي سبلماً لكنيستو = م ِدي َن َة ِ‬ ‫اهلل‪ .‬تروى ىذه‬ ‫َ‬ ‫المياه مدينة اهلل فتعطييا ثمار‪ ...‬محبة فرح سبلـ‪( + ..‬يؤٖ‪ )ٔٛ2‬ىذا الروح القدس يعممو باإلضافة ليدـ إنساننا‬

‫العتيؽ واقامة الجديد‪ .‬ولنبلحظ أف العالـ مشبو ببحار صاخبة متقمبة مياىيا مالحة ال تروي‪ ،‬أما الروح القدس‬ ‫فمشبو بالنير الذي مياىو مروية وىادئ (يعطي سبلماً ال قمؽ واضطراب)‪ .‬لقد قدس الروح القدس الكنيسة‬ ‫فصارت مقدس مساكف العمي‪ .‬والروح القدس عامؿ في أسرار الكنيسة‪.‬‬

‫٘ ِ‬ ‫ع‪ُ .‬ي ِعي ُن َيا اهلل ِع ْن َد إِق َْب ِ‬ ‫ال الص ْب ِح‪".‬‬ ‫س ِط َيا َفمَ ْن تَتَ​َز ْع َز َ‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬اهللُ في َو َ‬ ‫ُ‬ ‫اهلل يعيف كنيستو وينتشميا عند إقباؿ الصبح (شمس البر) بعد نياية ىذا العالـ الذي ىو كميؿ يمر بنا‪ .‬ولكف‬

‫اآلف ىو يسندنا ويعزينا إلى أف ينتشمنا نيائياً إلى السماء‪.‬‬

‫‪ِ ٙ‬‬ ‫ض‪".‬‬ ‫ص ْوتَ ُو‪َ ,‬ذ َاب ِت األ َْر ُ‬ ‫ُم ُم‪ .‬تَ​َز ْع َز َع ِت ا ْل َم َمالِ ُك‪ .‬أ ْ‬ ‫َعطَى َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٙ‬عجَّت األ َ‬ ‫ميما اشتد صوت المقاوميف‪ ،‬اهلل قادر أف يسكتيـ‪ ،‬ولقد ىاجت الدولة الرومانية ضد المسيحية‪ ،‬ولكف صوت اهلل‬

‫(الك ارزة) أسكتيا حتى ذابت في المسيحية‪.‬‬

‫آية (‪ٚ" - )ٚ‬رب ا ْل ُج ُن ِ‬ ‫وب‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ود َم َع َنا‪َ .‬م ْم َجأَُنا إِل ُو َي ْعقُ َ‬ ‫َ‬ ‫اهلل بنفسو في وسطنا ولـ يرسؿ إلينا ال مبلؾ وال رئيس مبلئكة‪.‬‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ال ِ‬ ‫س ٍّك ُن ا ْل ُحر ِ‬ ‫ف َج َع َل ِخ َرًبا ِفي األ َْر ِ‬ ‫ْصى‬ ‫َع َم َ‬ ‫اهلل‪َ ,‬ك ْي َ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٜ-ٛ‬ىمُموا ا ْنظُ​ُروا أ ْ‬ ‫وب إِلَى أَق َ‬ ‫ض‪ُ .‬م َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ات ُي ْح ِرقُ َيا ِب َّ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ار‪".‬‬ ‫س َوَي ْقطَعُ الرْم َح‪ .‬ا ْل َم ْرَك َب ُ‬ ‫ض‪َ .‬ي ْكس ُر ا ْلقَ ْو َ‬

‫الحروب التي قامت ضد الكنيسة انتيت غالباً بإيماف األعداء (شاوؿ الطرسوسي بؿ الدولة الرومانية) واهلل‬ ‫ِ‬ ‫سيم = أي قوتيـ وترتيباتيـ ضد الكنيسة‪ .‬ومف لـ يؤمف أباده الرب‪ .‬وال ننسى ىبلؾ ٓ​ٓ​ٓ‪ٔٛ٘.‬مف‬ ‫ْكس ُرْ قَ ْو َ‬ ‫رجاؿ أشور عند أسوار أورشميـ‪ .‬فاهلل بطريقة أو بأخرى ييب كنيستو نصرة‪.‬‬ ‫ونفسر اآليات السابقة أيضاً بأف ثورة الجسد عمينا وىياجو في شيوة ليذا العالـ‪ ،‬يكسر اهلل ىذه الشيوات وىذه‬

‫األسمحة الروحية سواء خارجية أـ داخمية‪ ،‬مف إبميس المحارب ضدنا أو شيواتنا المحاربة فينا‪ ،‬ويجعؿ كؿ ىذا‬

‫خرباً ليقيـ اإلنساف الجديد‪ .‬وىذا ىو عمؿ الروح القدس في المعمودية ( التى ىي موت ودفف ثـ قيامة مع‬ ‫المسيح ) ‪ .‬ثـ بقرار حر مف االنساف اف يستمر في حالة الموت عف الخطية ‪ .‬راجع ( رو ‪.)ٙ‬‬

‫ٓٔ‬ ‫ُمِم‪ ,‬أَتَ َعالَى ِفي األ َْر ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫آية (ٓٔ) ‪ُ " -‬كفوا َو ْ‬ ‫اعمَ ُموا أ ٍَّني أَ​َنا اهللُ‪ .‬أَتَ َعالَى َب ْي َن األ َ‬ ‫اعمَ ُموا أ ٍَّني أَ​َنا اهللُ = مف يريد أف يختبر سبلـ اهلل‪ ،‬عميو أف يكؼ عمى أف يتكؿ عمى ذراع بشر‪ .‬فيو‬ ‫ُكفوا َو ْ‬

‫يتعالي بيف األمـ يحممنا إلى السمويات‪ ،‬ويتعالى بنا عمى األرضيات‪ .‬وعمى المؤمنيف أف يكفوا عف محبة العالـ‪.‬‬

‫‪147‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش واألربعون)‬

‫اعمَ ُموا أ ٍَّني أَ​َنا اهللُ= ىذه تعني ‪-2‬‬ ‫ُكفوا = ىذا ىو القرار االختياري بالتوبة واف نحيا كأموات اماـ الخطية ‪ْ .‬‬ ‫ٔ‪ -‬انا الذي اديف عمي الخطية فخافوا‪.‬‬ ‫ٕ‪-‬انا الي اعطيكـ نعمة فبل تسود الخطية عميكـ (رو ‪.)ٔٗ 2 ٙ‬‬ ‫آية (ٔ​ٔ) ‪ٔ​ٔ" -‬رب ا ْل ُج ُن ِ‬ ‫وب‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ود َم َع َنا‪َ .‬م ْم َجأَُنا إِ ُ‬ ‫لو َي ْعقُ َ‬ ‫َ‬

‫‪148‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع واألربعون)‬

‫المزمور السابع واألربعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور السابع واألربعون (السادس واألربعون في األجبية)‬ ‫ِ‬ ‫ب بمناسبة صعود التابوت مف بيت عوبيد أدوـ إلى أورشميـ‪ ،‬والبعض يقوؿ‬ ‫يقوؿ بعض الدارسيف أف المزمور ُكت َ‬ ‫ِ‬ ‫ب بمناسبة عمؿ إليي فائؽ مع الشعب‪.‬‬ ‫أنو ُكت َ‬ ‫ىذا المزمور دعوة لكؿ إنساف أف يسبح اهلل كممؾ يممؾ عميو شخصياً وعمى الكؿ‪.‬‬

‫ىذا المزمور فيو نبوة عف أف المسيح ىو الممؾ عمى األرض كميا (‪ )ٚ‬بعد أف صعد إلى السموات (أية٘) وقد‬

‫ممؾ عمى كؿ األمـ (‪ .)ٜ،ٛ‬وكاف الييود ىـ الوسطاء لذلؾ العمؿ العجيب (ٗ) فالمسيح أتى مف الييود بحسب‬ ‫الجسد وصالح الشعوب كميا مع اهلل‪.‬‬

‫نرتؿ ىذا المزمور في صبلة الساعة الثالثة فيو مزمور الصعود‪.‬‬

‫انتيى المزمور السابؽ بقولو "أنا اهلل أتعالى بيف األمـ" وىنا نرى كيؼ تـ ىذا؟ بالصعود فالمسيح بعد أف ظير‬

‫في الجسد ليخ مص شعبو صعد بيذا الجسد وجمس عف يميف اآلب‪ .‬والقوؿ جمس عف يميف اآلب ىو الرد عمى‬ ‫أخمى ذاتو‪ .‬والسبب أف المسيح أراد أف ىذا الجسد يتمجد ليتمجد إبف اإلنساف ونحصؿ نحف عمى المجد‪ .‬مجدني‬

‫أنت أييا اآلب ( بالجسد) بالمجد الذي كاف لي عندؾ قبؿ كوف العالـ (الذي ىو مجد الىوت اإلبف األزلي)‬

‫(يو‪ .)٘2ٔٚ‬وأنا قد أعطيتيـ المجد الذي أعطيتني (يو‪ .)ٕ​ٕ2ٔٚ‬وحينما نرى ما عممو المسيح لنا والمجد الذي‬ ‫أعده لنا نفيـ "أف اهلل يتعالى بيف األمـ" ليس ألنو يستحؽ كؿ المجد فقط ولكف ألنو أعطانا نحف أيضاً المجد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬يا ج ِميع األُمِم صفٍّقُوا ِباألَي ِادي‪ِ ْ .‬‬ ‫اج‪".‬‬ ‫االب ِت َي ِ‬ ‫ص ْو ِت ْ‬ ‫َ‬ ‫اىتفُواِ هلل ِب َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫ىي دعوة لكؿ الشعوب أف يسبحوا اهلل لعممو العجيب الفدائي‪ .‬والتصوير ىنا أف المسيح ممؾ عظيـ أتى وىزـ‬ ‫المموؾ اآلخريف (الشيطاف‪ /‬الخطية‪ /‬الموت‪ )..‬ليقيـ مممكتو ىو‪ .‬واالبتياج والتسبيح يكوف باليتاؼ والتسبيح‪.‬‬ ‫وتصفيق األ َ​َي ِادي = األيادي رمز لؤلعماؿ الصالحة‪ .‬اهلل ال يفرح باأليادي المسترخية‪ ،‬وال باأليادي التي تشترؾ‬ ‫في اآلثاـ‪.‬‬ ‫ب عمِ ٌّي م ُخ ٌ ِ‬ ‫ير َعمَى ُك ٍّل األ َْر ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫آية (ٕ) ‪ٕ" -‬أل َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫وف‪َ ,‬مم ٌك َك ِب ٌ‬ ‫الر َّ َ َ‬ ‫مف الذي ممؾ عمى كافة األرض سوى المسيح وبصميب محبتو‪.‬‬ ‫ت أَق َْد ِ‬ ‫ٖ ِ‬ ‫ام َنا‪".‬‬ ‫ُم َم تَ ْح َ‬ ‫آية (ٖ) ‪ُ " -‬ي ْخضعُ الش ُع َ‬ ‫وب تَ ْحتَ​َنا‪َ ,‬واأل َ‬ ‫ِ‬ ‫وب الوثنية لئليماف بالمسيح‪ ،‬فتركوا خطاياىـ وكبريائيـ وانحنوا لمصميب‪ .‬وايضا فاهلل اعطي‬ ‫أ ْخضعُ اهلل الش ُع َ‬

‫‪149‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع واألربعون)‬

‫لممؤمنيف سمطانا اف يدوسوا الحيات والعقارب ‪ (...‬لو ٓٔ ‪ )ٜٔ 2‬اي الشيطاف الذي كاف متسمطا عمي االمـ قبؿ‬

‫المسيح ‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّو‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫َحب ُ‬ ‫وب الَّذي أ َ‬ ‫يب َنا‪ ,‬فَ ْخ َر َي ْعقُ َ‬ ‫آية (ٗ) ‪َ " -‬ي ْختَ ُار لَ َنا َنص َ‬ ‫ِ‬ ‫يب َنا = اهلل يختار عبيده وميراثيـ‪ .‬بؿ ىو أعطانا نفسو ميراثاً‪ .‬وفي السبعينية‬ ‫في النص العبري= َي ْختَ ُار لَ َنا َنص َ‬ ‫ِ‬ ‫َّو = ألف يعقوب أحب‬ ‫َحب ُ‬ ‫وب الَّذي أ َ‬ ‫يقوؿ اختارنا ميراثاً لو= أي ال فضؿ لنا في شئ‪ ،‬بؿ ىو اختارنا‪َ .‬ي ْعقُ َ‬ ‫البكورية (السمويات) وعيسو أحب العدس (األرضيات)‪.‬والحظ اف يعقوب ىو ابو المؤمنيف ( الكنيسة ) التي‬

‫احبيا المسيح‪.‬‬

‫آية (٘) ‪٘" -‬ص ِع َد اهلل ِبيتَ ٍ‬ ‫ص ْو ِت الص ِ‬ ‫ور‪".‬‬ ‫اف‪َّ ,‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫الرب ِب َ‬ ‫َ‬ ‫الصور = بوؽ القرف‪ .‬ونجد أف التبلميذ بعد صعود المخمص عادوا ألورشميـ بفرح عظيـ‪ .‬وكانوا كؿ حيف‬ ‫يسبحوف (لوٕٗ‪ .)ٖ٘-٘ٔ2‬فيـ أروا في صعود المخمص صعوداً ليـ‪ .‬ألـ يقؿ ليـ "حيث أكوف أنا تكونوف أنتـ‬

‫أيضاَ"‪ .‬لذلؾ فعمينا أف ال نكؼ عف التسبيح‪.‬‬

‫‪ٛ‬‬ ‫ض ُكمٍّيا‪ ,‬رٍّنموا قَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (‪ٙ" - )ٛ-ٙ‬رٍّنمواِ ِ‬ ‫هلل‪َ ,‬رٍّن ُموا‪َ .‬رٍّن ُموا لِ َممِ ِك َنا‪َ ,‬رٍّن ُموا‪ٚ .‬أل َّ‬ ‫صَ‬ ‫يدةً‪َ .‬ممَ َك اهللُ‬ ‫َن اهللَ َمم ُك األ َْر ِ َ َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عمَى األ ِ‬ ‫س َعمَى ُك ْرس ٍّي قُ ْدسو‪".‬‬ ‫َ‬ ‫ُمم‪ .‬اهللُ َجمَ َ‬ ‫َ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫َنِ ِ‬ ‫شع ِ ِ ِ ِ‬ ‫اء الش ُع ِ‬ ‫ان األ َْر ِ‬ ‫ض‪ُ .‬ى َو ُمتَ َعال ِجدًّا‪".‬‬ ‫هلل َم َج َّ‬ ‫يم‪ .‬أل َّ‬ ‫آية (‪ُ " - )ٜ‬‬ ‫وب ْ‬ ‫اجتَ َم ُعوا‪ُ ْ َ .‬‬ ‫ش َرفَ ُ‬ ‫ب إلو إ ْبراى َ‬ ‫يممؾ اهلل عمى جميع األمـ حيث تتحقؽ وعود اهلل إلبراىيـ "بنسمؾ تتبارؾ جميع األمـ" وذكر إبراىيـ ىنا ألف كؿ‬

‫مف ترؾ ؟آليتو وآمف بالمسيح اجتمع مع إبراىيـ‪ .‬كؿ مف عمؿ أعماؿ إبراىيـ سيكوف مع إبراىيـ (يو‪.)ٖٜ2ٛ‬‬ ‫َنِ ا ِ‬ ‫ان األ َْر ِ‬ ‫مجف وىو درع الحرب أي ىو الذي يدافع عف كؿ األرض ويحمييا‪.‬‬ ‫هلل َم َج َّ‬ ‫أل َّ‬ ‫مجاف جمع ّ‬ ‫ض= ّ‬

‫‪150‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه واألربعون)‬

‫المزمور الثامن واألربعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫قد يكوف كاتب المزمور ىو داود المبتيج بعمؿ اهلل وحمايتو لمدينتو المقدسة أورشميـ‪ .‬وقد يكوف كاتب المزمور‬ ‫ىو شخص عاش في أياـ ييوشافاط أو حزقيا مسبحاً اهلل عمى خبلص ونجاة أورشميـ فيو يتأمؿ الكاتب المرنـ‪،‬‬ ‫كـ مف أعداء دحرىـ الرب عمى أبواب أورشميـ وبقيت ىي سالمة‪ .‬وباألحرى ىو صوت تسبيح شعب اهلل عمى‬

‫حمايتو لمكنيسة عبر عصور االستشياد وفي كؿ العالـ‪ .‬فمف يقؼ ليتأمؿ التاريخ سيرى كـ مف عصور‬ ‫االستشياد قد مرت عمى الكنيسة‪ ،‬كانت كفيمة بتدميرىا‪ ،‬ولكف اهلل كاف معيا‪ ،‬بؿ فييا سر مجدىا وقوتيا‪.‬‬

‫يسمى المزمور بأنو أحد مزامير صييوف أو الكنيسة‪ ،‬يسبح بو لتمجيد اهلل الممجد في كنيستو التي يسمييا المرنـ‬

‫مدينة الممؾ العظيـ‪ .‬والمسيح أشار ليذا االسـ في (مت٘‪ )ٖ٘2‬فحضور المسيح فييا ىو سر مجدىا (ٔ‪)ٕ،‬‬ ‫وأمانيا (ٖ‪ )ٛ-‬وفرحيا وتسبيحيا وبرىا (‪.)ٔٗ-ٜ‬‬

‫ِ ِ​ِ ٕ ِ‬ ‫الرب وح ِم ٌ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ٔ ِ‬ ‫اع‪ ,‬فَ​َر ُح ُك ٍّل األ َْر ِ‬ ‫ض‪,‬‬ ‫االرِتفَ ِ‬ ‫يم ُى َو َّ َ َ‬ ‫يد جدًّا في َمدي َنة إِل ِي َنا‪َ ,‬ج َبل قُ ْدسو‪َ .‬جمي ُل ْ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬عظ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ال‪َ ,‬م ِدي َن ُة ا ْل َممِ ِك ا ْل َع ِظ ِيم‪" .‬‬ ‫َج َب ُل ص ْي َي ْو َن‪ .‬فَ َر ُح أَقَاصي ٍّ َ‬ ‫اهلل وسط كنيستو سر مجدىا‪ .‬والحظ تسميات الكنيسة ىنا فيي م ِدي َن ِة إِل ِي َنا وىي جب ِل قُ ْد ِس ِو وىي جب ُل ِ‬ ‫ص ْي َي ْو َن‬ ‫َ​َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫وىي َم ِدي َن ُة ا ْل َممِ ِك ا ْل َع ِظ ِيم‪ .‬وقولو َج َب ِل إشارة ألنيا سماوية وأنيا ثابتة راسخة‪ .‬وىي مدينة اهلل فييا نمتقي مع اهلل‬ ‫في حب وفي عيد وفي عبلقة شخصية وىي َج َب ِل قُ ْد ِس ِو فيي تشيد لقداستو خبلؿ ممارستيا الحياة المقدسة‬ ‫وشركتيا معو‪ .‬وىي ثابتة كالجبؿ رغماً عف التجارب التي تحيط بيا‪ .‬وصييوف تعني حصناً فييا نحتمي باهلل‬ ‫كسور لنا‪ .‬وفييا يممؾ الممؾ العظيـ عمى قموب شعبو‪ .‬ويشعر شعبو بعظمتو فيعظموه ويحمدوه‪ .‬ىي جبؿ ٍ‬ ‫عاؿ‬

‫في معتقداتيا وايمانيا المسمَّـ مرة لمقديسيف واحتفظت ىي بو سميماً‪ .‬ودعيت َم ِدي َن ُة فيي تضـ كثيريف مف كؿ‬

‫مسورة بأسوار واهلل‬ ‫أنحاء العالـ‪ ،‬اهلل حوؿ قفرىا إلى عمار وخرابيا إلى مكاف يسكف فيو شعبو في أماف والمدف َّ‬ ‫ِ‬ ‫اع =‬ ‫االرِتفَ ِ‬ ‫ىو سور مدينتو‪ .‬وىي جبؿ مؤل األرض كميا (حمـ الممؾ نبوخذ نصَّر‪ ..‬راجع سفر دانياؿ)‪َ .‬جمي ُل ْ‬ ‫المرنـ يعمف عف جماؿ الكنيسة وبيائيا وعف دورىا كبيجة كؿ األرض‪ ،‬ىي متعالية عمى األرضيات ولكف في‬

‫تواضع ومحبة لمف ال يزاؿ يعيش في األرضيات‪ ،‬ىي تعمف حبيا لكؿ العالـ وتخدـ الجميع وكمسيحيا تبذؿ‬

‫نفسيا عف الجميع وتكرز بمسيحيا في كؿ مكاف‪ .‬وألف ك ارزتيا وصمت لكؿ األرض صارت فرح كؿ األرض‪ .‬بؿ‬ ‫ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ال = فالك ارزة وصمت لكؿ المسكونة‪ .‬والحظ أف الشماؿ بالنسبة لمييود كاف يعني أشور وبابؿ‬ ‫فَ َر ُح أَقَاصي ٍّ َ‬ ‫واليوناف والروماف الذيف كانوا أعداءىـ الذيف أذلوىـ‪ .‬واآلف حتى األعداء صرنا معيـ واحداً في الكنيسة‪ .‬في‬

‫المسيح صار األمـ والييود شعباً واحداً‪.‬‬

‫‪151‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه واألربعون)‬ ‫ٗ‬ ‫ِ‬ ‫ٖ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫يعا‪٘ .‬لَ َّما َأر َْوا ُب ِيتُوا‪,‬‬ ‫ورَىا ُي ْع َر ُ‬ ‫اجتَ َم ُعوا‪َ .‬م َ‬ ‫ف َم ْم َجأً‪ .‬أل ََّن ُو ُى َوَذا ا ْل ُممُو ُك ْ‬ ‫ض ْوا َجم ً‬ ‫اآليات (ٖ‪ " - )ٛ-‬اَهللُ في قُ ُ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫يح َ ٍ ِ‬ ‫س ِم ْع َنا ى َك َذا‬ ‫اض َك َوالِ َد ٍة‪ِ .‬ب ِر ٍ‬ ‫َخ َذتْ ُي ُم ٍّ‬ ‫اعوا‪ ,‬فَروا‪ .‬أ َ‬ ‫الر ْع َدةُ ُى َن َ‬ ‫سفُ َن تَْر ِش َ‬ ‫اك‪َ ,‬وا ْل َم َخ ُ‬ ‫ْارتَ ُ‬ ‫يش‪َ .‬ك َما َ‬ ‫ش ْرِقيَّة تَ ْكس ُر ُ‬ ‫ب ا ْل ُج ُن ِ‬ ‫ود‪ِ ,‬في َم ِدي َن ِة إِل ِي َنا‪ .‬اهللُ ُيثٍَّبتُ َيا إِلَى األ َ​َب ِد‪ِ .‬سبلَهْ‪".‬‬ ‫َأر َْي َنا في َم ِدي َن ِة َر ٍّ‬

‫ِ‬ ‫يعا = "شاوؿ شاوؿ لماذا‬ ‫المسيح وسط كنيستو أماناً ليا = ىو َم ْم َجأً‪ ..‬وحينما اجتمع عمييا أعدائيا َم َ‬ ‫ض ْوا َجم ً‬ ‫ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ورَىا = حيث يسكف الممؾ يكوف ىذا المكاف قص اًر‪ .‬واهلل يسكف في أوالده (يوٗٔ‪+ ٕٖ2‬‬ ‫تضطيدني"‪ .‬اَهللُ في قُ ُ‬ ‫ٔكوٖ‪ ) ٔٙ2‬ىو يسكف فينا فنكوف قصر الممؾ الذي يحميو الممؾ‪ ،‬ويكوف ىو ممجأ لنا‪ .‬والسبعينية ترجمت اآلية‬ ‫اهلل ُيعرؼ في شرفاتيا‪ .‬فمف خبلؿ حياة أوالده المقدسة يعرؼ العالـ المسيح‪ .‬وكؿ قوات الشر تقوـ ضد الكنيسة‪.‬‬ ‫يش = أي السفف العظيمة القوية ولكف اهلل بريحو الجبارة يكسر‬ ‫سفُ َن تَْر ِش َ‬ ‫ويذكر المرنـ أف معدات ىجوميـ ُ‬ ‫اض َك َوالِ َد ٍة= ىـ اجتمعوا ليتشاوروا ضد الكنيسة ولكف‬ ‫معداتيـ‪ .‬ترشيش أغنى سواحؿ البحر‪ .‬وىناؾ فاجأىـ ا ْل َم َخ ُ‬ ‫حؿ عمييـ رعب اهلل فجأة‪ .‬ولكف بعد المخاض يولد طفؿ جديد‪ .‬فمف ىؤالء األمـ يخرج أوالد هلل‪ ،‬كما حدث مع‬

‫الدولة الرومانية فمقد ىاجمت بكؿ قوتيا المسيحية‪ ،‬وفاجأىا اهلل بضرباتو ليخرج الوليد الجديد‪ ،‬أي الدولة‬ ‫س ِم ْع َنا ى َك َذا َأر َْي َنا =‬ ‫الرومانية المسيحية فمف يقبؿ تأديب اهلل بخوؼ يتحوؿ البف هلل ولكف بآالـ كالمخاض َك َما َ‬ ‫لقد سمعنا عف أ عماؿ اهلل العجيبة مع شعبو في خروجو مف مصر ودخولو كنعاف‪ .‬ويسوع المسيح ىو ىو أمس‬ ‫واليوـ والى األبد‪ .‬وىو يحمي شعبو دائماً‪.‬‬ ‫اآليات (‪َ ٜ" - )ٔٗ-ٜ‬ذ َكرَنا يا اَهلل ر ْحمتَ َك ِفي وس ِط َى ْي َكمِ َك‪َ ٔٓ .‬ن ِظير اس ِم َك يا اَهلل تَس ِبيح َك إِلَى أَقَ ِ‬ ‫اصي األ َْر ِ‬ ‫ض‪.‬‬ ‫ُ ْ َ ُ ْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ َُ َ‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ي ِمي ُن َك مآل َن ٌة ِب ًّرا‪ٔ​ٔ .‬ي ْفرح جب ُل ِ‬ ‫ام َك‪.‬‬ ‫ص ْي َي ْو َن‪ ,‬تَْبتَ ِي ُج َب َن ُ‬ ‫َج ِل أ ْ‬ ‫ات َي ُيوَذا ِم ْن أ ْ‬ ‫َ َ ُ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ِ‬ ‫وب ُك ْم َعمَى َمتَ ِ‬ ‫ورَىا لِ َك ْي تُ َح ٍّدثُوا‬ ‫اج َيا‪.‬‬ ‫ار ِس َيا‪ .‬تَأ َّ‬ ‫َ‬ ‫ض ُعوا ُقمُ َ‬ ‫وروا َح ْولَ َيا‪ُ .‬عدوا أ َْب َر َ‬ ‫َممُوا قُ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫طُوفُوا ِبص ْي َي ْو َن‪َ ,‬وُد ُ‬ ‫َّى ِر َواأل َ​َب ِد‪ُ .‬ى َو َي ْي ِدي َنا َحتَّى إِلَى ا ْل َم ْو ِت‪".‬‬ ‫آخ َر‪ٔٗ .‬أل َّ‬ ‫ِب َيا ِجيبلً َ‬ ‫لي َنا إِلَى الد ْ‬ ‫َن اهللَ ى َذا ُى َو إِ ُ‬

‫ىنا نرى الكنيسة الفرحة بعريسيا تسبحو وتعظمو وتذكر أعمالو بالتيميؿ ألنو حفظيا وحماىا‪ .‬ونبلحظ أف الضيؽ‬ ‫ال يفقدىا سبلميا‪َ .‬ن ِظير ِ‬ ‫يح َك‪ .‬االسـ يشير لجوىر اإلنساف وطبعو‪ .‬واسـ اهلل يشير لقوتو‬ ‫س ِب ُ‬ ‫اسم َك َيا اَهللُ تَ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫وجبروتو وعظمتو ومحبتو وحمايتو لكنيستو‪ .‬فصبلحؾ يا رب ىو مف جوىرؾ‪ .‬وأعمالؾ يا رب وكميا صبلح ىي‬ ‫ِ‬ ‫اس ِم َك =‬ ‫ير ْ‬ ‫طبيعتؾ‪ .‬فأنت يا رب صانع خيرات وىذا طبعؾ وليذا نسبحؾ‪" ..‬فمنشكر صانع الخيرات" اذاً نظ ُ‬ ‫في مقابؿ كؿ اعماؿ مراحمؾ لكؿ الشعوب وبقوة وقدرة تَس ِبيح َك إِلَى أَقَ ِ‬ ‫اصي األ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫ْ ُ‬ ‫اج َيا = األبراج العالية التي يقيميا روح اهلل لكي يختفي فييا المؤمنوف ويتحصنوف مف ضربات العدو‪.‬‬ ‫ُعدوا أ َْب َر َ‬ ‫أي إحصوا معامبلت اهلل العجيبة في حماية أوالده وخبروا بيا‪.‬‬

‫‪152‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع واألربعون)‬

‫المزمور التاسع واألربعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىذا المزمور والمزمور التالي ليسا مف مزامير التسابيح والصموات‪ ،‬ولكنيما عبارة عف عظة فالمرنـ ىنا ال يرنـ‬ ‫وي َّعمِ ْـ‪ ،‬أف الخطية ومحبة العالـ ال تفيد‪ ،‬بؿ عمى‬ ‫وال يسبح وال يصمي بؿ يرد عمى تساؤالت تجوؿ بأفكار الناس ُ‬ ‫كؿ واحد أف يبحث عف العالـ اآلخر وىو األفضؿ‪ .‬وبكمماتو في ىذا المزمور يعزي شعب اهلل المتألـ مف‬ ‫اضطياد األشرار‪ .‬ىو عظة بميغة في فمسفة الحياة والموت يرد بيا المرنـ عمى كؿ ما يجوؿ بخاطر اإلنساف مف‬

‫ناحية وجوده وحياتو وموتو‪2‬‬ ‫‪.1‬‬

‫اإلنساف حياتو ميددة باليوـ الشرير الذي يتعقبو‪.‬‬

‫‪.2‬‬

‫لميروب مف ضيؽ العالـ ومفاجاتو‪ ،‬يتكؿ اإلنساف عمى أموالو ولكف خبلص اإلنساف ال يتـ إال‬

‫باإلتكاؿ عمى اهلل‪.‬‬

‫ِٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يع الش ُع ِ‬ ‫س َّك ِ‬ ‫ان الد ْن َيا‪",‬‬ ‫َص ُغوا َيا َجم َ‬ ‫س َم ُعوا ى َذا َيا َجم َ‬ ‫وب‪ .‬أ ْ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬ا ْ‬ ‫يع ُ‬ ‫ىي دعوة لكؿ سكاف األرض ليسمعوا كممة اهلل "ومف لو أذناف لسمع فميسمع"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٕ) ‪َ ٕ" -‬ع ٍ‬ ‫ال َوُد ٍ‬ ‫اء‪".‬‬ ‫س َو ً‬ ‫اء‪َ ,‬‬ ‫اء َوفُقَ َر َ‬ ‫ون‪ ,‬أَ ْغن َي َ‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬فَ ِمي َيتَ َكمَّ ُم ِبا ْل ِح َكِم‪َ ,‬ولَ َي ُج َق ْم ِبي فَ ْي ٌم‪".‬‬ ‫ىو سمع صوت اهلل (الحكمة) ويردده ليسمعو كؿ واحد فيحيا‪ .‬فحكمة المرنـ ىنا ليست خبرة إنسانية مجردة وانما‬ ‫ىبة اهلل اآلب القادر أف يمؤل العقؿ والقمب بالحكمة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِٗ‬ ‫ٍّح ِب ُع ٍ‬ ‫ود لُ ْغ ِزي‪".‬‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬أُمي ُل أُ ُذني إِلَى َمثَل‪َ ,‬وأُوض ُ‬ ‫ىنا نجد المرنـ جالساً عند قدمي المخمص مثؿ مريـ أخت لعازر يسمع األمثاؿ التي يستخدميا ليشرح بيا‪،‬‬ ‫فتتيمؿ أعماقو بيا فينشدىا بفرح كما بمزمار وعود‪ .‬لُ ْغ ِزي = فإننا ننظر اآلف في مرآة في لغز (ٔكؤٖ‪.)ٕٔ2‬‬ ‫وألننا ال نستطيع أف ندرؾ السمائيات فيي لـ ترىا عيف ولـ تسمع بيا أذف يستخدـ اهلل األمثاؿ لمشرح‪.‬‬

‫٘‬ ‫اف ِفي أَي ِ‬ ‫َّام َّ‬ ‫الشٍّر ِع ْن َد َما ُي ِحيطُ ِبي إِثْ ُم ُمتَ َعقٍّ ِب َّي؟"‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬لِ َما َذا أ َ‬ ‫َخ ُ‬ ‫النفس البشرية تميؿ إلى الخوؼ مف يوـ الشر الذي فيو تحؿ كارثة مف تدبير األشرار‪ ،‬األقوياء المتكميف عمى‬

‫قوتيـ وثروتيـ‪ .‬ولكف المرنـ يريد أف يعطي نصيحة‪ ،‬أف ال نخاؼ مف تدبير إنساف‪ ،‬ولكف نخاؼ مف وجود‬

‫خطية في حياتنا (روٕ‪.)٘2‬‬

‫‪153‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع واألربعون)‬

‫‪ٙ‬‬ ‫ون‪".‬‬ ‫ون َعمَى ثَْرَوِت ِي ْم‪َ ,‬وِب َكثَْرِة ِغ َن ُ‬ ‫اى ْم َي ْفتَ ِخ ُر َ‬ ‫ين َيتَّ ِكمُ َ‬ ‫آية (‪ " - )ٙ‬الَِّذ َ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ان ِف َداء‪ ,‬والَ يع ِطي اهلل َكفَّارةً ع ْن ُو‪ٛ .‬و َك ِريم ٌة ِىي ِف ْدي ُة ُنفُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي ِ‬ ‫وس ِي ْم‪,‬‬ ‫س َ‬ ‫َ َ‬ ‫ً َ ُْ َ َ َ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٛ-ٚ‬األَ ُخ لَ ْن َي ْفد َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّى ِر‪".‬‬ ‫فَ َغمِقَ ْت إِلَى الد ْ‬

‫المرنـ يرى عبث األتكاؿ عمى الماؿ والثروة في الحياة اليومية‪ ،‬وىنا نراه يقوؿ وباألولى فإف الماؿ وغيره مف‬ ‫األمور الزمنية ال يمكف أف يفدينا مف الموت أو يبررنا أماـ اهلل‪ ،‬أو يدخؿ بنا لشركة الميراث األبدي‪ .‬أما مف‬

‫فدانا فيو حمؿ اهلل‪ .‬وبدمو وليس بذىب وال فضة‪ .‬والتوبة فقط ىي ما تجعمنا نستفيد مف ىذا الدـ‪ ،‬وبأعمالنا‬ ‫الصالحة نكوف كالعذارى الحكيمات‪ ،‬فمف يممؾ ماالً ال يظف أف مالو سيخمصو بؿ يستخدمو في عمؿ الصبلح‪.‬‬ ‫ف َك ِريم ٌة ِىي ِف ْدي ُة ُنفُ ِ‬ ‫وس ِي ْم = نفس اإلنساف عزيزة جداً وكريمة وال يساوييا اي امواؿ وىي باالكثر عزيزة عند اهلل‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫الذى يحبو و كؿ إنساف يتمني أف يجد مف يفدي نفسو إذا أتت ساعة الموت حتى ال يموت فمف يموت ال يرجع‬ ‫َّى ِر = أي مف يموت يغمؽ عمى نفسو لؤلبد‪ .‬ولكف كؿ أمواؿ األصحاب لف يفدي نفس مف‬ ‫ثانية = فَ َغمِقَ ْت إِلَى الد ْ‬ ‫الموت‪ .‬لف يفدي نفس أحد سوى دـ المسيح الذي كانت عيوف أنبياء العيد القديـ عميو كفادي لمنفوس‪.‬‬

‫فداء أبدياً لمنفوس (عب‪ ،)ٕٔ2ٔٓ + ٕ٘2ٜ،ٕٙ‬فكانت فدية نفوس‬ ‫وكاف الحؿ في المسيح الذي مات مرة ليقدـ ً‬ ‫البشر ىي نفسو وىي كريمة جداً‪ .‬وىذا الفداء عمؿ مرة واحدة ولف يتكرر وبو انتيت مشكمة موت اإلنساف‬

‫وانفصالو عف اهلل‪ ،‬لقد أغمؽ المسيح بفدائو ىذه المشكمة لؤلبد‪.‬‬

‫آية (‪َ ٜ" - )ٜ‬حتَّى َي ْح َيا إِلَى األ َ​َب ِد فَبلَ َي َرى ا ْلقَ ْب َر‪".‬‬ ‫المسيح الفادي سيحيا إلى األبد‪ ،‬وىو جالس اآلف بعد أف تمـ فدائو لمبشر عف يميف اهلل‪ .‬ولذلؾ فكؿ مف يثبت‬ ‫فيو لف يرى الموت‪.....‬‬

‫ولكف ما الذي يراه االنساف االف ويعانى منو ؟‬

‫ٓٔ‬ ‫ون‪َ .‬كذلِ َك ا ْلج ِ‬ ‫ان‪َ ,‬وَيتُْرَك ِ‬ ‫يد َي ْيمِ َك ِ‬ ‫ين‪".‬‬ ‫ان ثَْرَوتَ ُي َما َ‬ ‫اى ُل َوا ْل َبمِ ُ‬ ‫آلخ ِر َ‬ ‫اء َي ُموتُ َ‬ ‫َ‬ ‫آية (ٓٔ) ‪َ " -‬ب ْل َي َراهُ! ا ْل ُح َك َم ُ‬ ‫ىذا ما يراه االنساف االف ‪...‬الكؿ يموت ‪ .‬وىذا ما يسبب الما لمجميع‬ ‫يد = المتكاسؿ في عبادتو‬ ‫ىنا نرى أف الحكماء والجيبلء‪ ..‬الخ الكؿ يموت‪ ،‬ال تنفع أحد ثروتو أو حكمتو‪ .‬ا ْل َبِم ُ‬ ‫وفي فعؿ الخير‪ .‬ا ْلج ِ‬ ‫اى ُل = الذي ال يفيـ ما ىو لمنفعتو‪.‬‬ ‫َ‬

‫ون ِبأَسم ِائ ِيم ِفي األَر ِ‬ ‫َن بيوتَيم إِلَى األَب ِد‪ ,‬مس ِ‬ ‫ٔ​ٔ ِ‬ ‫اضي‪".‬‬ ‫اك َن ُي ْم إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر‪ُ .‬ي َن ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫اد َ ْ َ ْ‬ ‫آية (ٔ​ٔ) ‪َ " -‬باط ُن ُي ْم أ َّ ُ ُ ُ ْ‬ ‫يتمني الناس أنيـ يعيشوف لؤلبد في بيوتيـ‪ ،‬لذلؾ يبنوف بيوتيـ ويبحثوف عف المجد العالمي ليكوف ليـ صيت=‬ ‫ون ِبأَسم ِائ ِيم ِفي األَر ِ‬ ‫اضي = ىـ يتناسوف حقيقة الموت‪.‬‬ ‫ُي َن ُ‬ ‫َ‬ ‫اد َ ْ َ ْ‬

‫‪154‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع واألربعون)‬ ‫ٕٔ‬ ‫اإل ْنس ُ ِ‬ ‫اد‪".‬‬ ‫يت‪ُ .‬ي ْ‬ ‫ش ِب ُو ا ْل َب َي ِائ َم الَِّتي تَُب ُ‬ ‫ام ٍة الَ َي ِب ُ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪َ " -‬و ِ َ‬ ‫ان في َك َر َ‬ ‫ما يجب أف يبلحظو كؿ واحد أف كرامة اإلنساف لف تدوـ‪ ،‬بؿ يموت ويدفف كالبيائـ‪.‬‬ ‫ٖٔ‬ ‫ون ِبأَق َْوالِ ِي ْم‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ " -‬ى َذا َ‬ ‫اد ُى ْم‪َ ,‬و ُخمَفَ ُ‬ ‫اع ِت َم ُ‬ ‫ض َ‬ ‫اؤ ُى ْم َي ْرتَ ُ‬ ‫ط ِريقُ ُي ُم ْ‬ ‫بالرغـ مف وضوح ىذه الحقيقة‪ ،‬فإف البشر ال يفيمونيا‪ .‬فالجيؿ السابؽ يبني مجداً وثروة ويموت وينتيي‪ ،‬ويأتي‬

‫الجيؿ الجديد ليعمؿ نفس الشيء وكاف الجيؿ الجديد لـ يري اف الموت كاف نياية السابقيف ‪ .‬ولنبلحظ أف الكتاب‬

‫ال يعترض عمى أف يكوف لئلنساف ثروة ومجد‪ .‬ولكف ال يكوف ىذا عمى حساب خبلص نفسو‪ .‬عمينا اف نضع‬

‫حقيقة الموت في اي لحظة لنستعد ‪.‬‬ ‫ود ُىم ا ْلم ِ‬ ‫آية (ٗٔ) ‪ِ ٔٗ" -‬م ْث َل ا ْل َغ َنِم لِ ْمي ِ ِ‬ ‫ورتُ ُي ْم تَْبمَى‪.‬‬ ‫ت َي ْر َع ُ‬ ‫ون‪ .‬ا ْل َم ْو ُ‬ ‫يم َ‬ ‫ساقُ َ‬ ‫س ُ ُ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ون‪َ .‬غ َداةً َو ُ‬ ‫اى ْم‪َ ,‬وَي ُ‬ ‫اوَية ُي َ‬ ‫ص َ‬ ‫ستَق ُ‬ ‫ا ْل َي ِ‬ ‫س َك ٌن لَ ُي ْم‪".‬‬ ‫اوَي ُة َم ْ‬ ‫ِم ْث َل ا ْل َغ َنِم لِ ْمي ِ ِ‬ ‫ون = ىـ يكنزوف أمواالً ومقتنيات وفي النياية يموتوف وبيذا ىـ يشبيوف الغنـ التي‬ ‫ساقُ َ‬ ‫َ‬ ‫اوَية ُي َ‬ ‫اى ْم‪ .‬ىذه مترجمة في االنجميزية الموت يتغذي عمييـ اي يمتيميـ ‪.‬‬ ‫ت َي ْر َع ُ‬ ‫يطعمونيا لتسمف ثـ يذبحونيا= ا ْل َم ْو ُ‬ ‫ود ُىم ا ْلم ِ‬ ‫ون َغ َداةً = في فجر يوـ القيامة يظير المستقيموف في مجد وىـ يسودوف االشرار‪ .‬بينما‬ ‫يم َ‬ ‫س ُ ُ ُ ْ‬ ‫َوَي ُ‬ ‫ستَق ُ‬ ‫الشرير تكوف ا ْل َي ِ‬ ‫س َك ٌن لَ ُي ْم = ولف ينفعو مجده أو ثروتو األرضية‪.‬‬ ‫اوَي ُة َم ْ‬ ‫آية (٘ٔ) ‪ٔ٘" -‬إِ َّن َما اهللُ َي ْف ِدي َن ْف ِسي ِم ْن َي ِد ا ْل َي ِ‬ ‫اوَي ِة أل ََّن ُو َيأْ ُخ ُذ ِني‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫نجد فييا خبلصة ىذا المزمور‪ .‬المسيح الذي يفدي نفسي مف الجحيـ‪ .‬فالمسيح نزؿ إلى الجحيـ وأخذ نفس‬

‫المرنـ ومعو أنفس كؿ الصديقيف الذيف كانوا فيو‪ .‬ىنا بروح النبوة رأي المرنـ عمؿ المسيح الذي نزؿ الي الجحيـ‬ ‫ليفتحو ويخرج نفوس االبرار مف ىذه الياوية وينطمؽ بيا لمفردوس ‪ .‬وىذا ىو الفداء = اهللُ َي ْف ِدي َن ْف ِسي ِم ْن َي ِد‬ ‫ا ْل َي ِ‬ ‫اوَي ِة‪.‬‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫اد َم ْج ُد َب ْي ِت ِو‪ٔٚ .‬أل ََّن ُو ِع ْن َد َم ْوِت ِو ُكمَّ ُو الَ َيأْ ُخ ُذ‪ .‬الَ َي ْن ِز ُل‬ ‫اآليات (‪ " - )ٕٓ-ٔٙ‬الَ تَ ْخ َ‬ ‫ان‪ ,‬إِ َذا َز َ‬ ‫سٌ‬ ‫ش إِ َذا ْ‬ ‫استَ ْغ َنى إِ ْن َ‬ ‫ت إِلَى َن ْف ِس َك‪ٜٔ .‬تَ ْد ُخ ُل إِلَى ِج ِ‬ ‫اءهُ َم ْج ُدهُ‪ٔٛ .‬أل ََّن ُو ِفي َح َي ِات ِو ُي َب ِ‬ ‫ين‬ ‫س ْن َ‬ ‫آب ِائ ِو‪ ,‬الَِّذ َ‬ ‫س ُو‪َ ,‬وَي ْح َم ُدوَن َك إِ َذا أ ْ‬ ‫يل َ‬ ‫َح َ‬ ‫ار ُك َن ْف َ‬ ‫َو َر َ‬ ‫ون النور إِلَى األَب ِد‪ٕٓ .‬إِ ْنس ٌ ِ‬ ‫اد‪".‬‬ ‫ام ٍة َوالَ َي ْف َي ُم ُي ْ‬ ‫ش ِب ُو ا ْل َب َي ِائ َم الَِّتي تَُب ُ‬ ‫الَ ُي َعا ِي ُن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ان في َك َر َ‬ ‫ان‬ ‫يعود النبي ويذكر المتكميف عمى أمواليـ بحقائؽ النياية‪ .‬ويعطي نصيحة ألوالد اهلل= الَ تَ ْخ َ‬ ‫سٌ‬ ‫ش إِ َذا ْ‬ ‫استَ ْغ َنى إِ ْن َ‬ ‫اءهُ َم ْج ُدهُ‪ .‬أل ََّن ُو ِفي‬ ‫= ال تخؼ مف أصحاب السمطة والغنى وال تتممقيـ‪ .‬فعند موت ىذا الغني= الَ َي ْن ِز ُل َو َر َ‬

‫َح َي ِات ِو ُي َب ِ‬ ‫س ُو‪ .‬ىذا الغني مثؿ كؿ أوالد العالـ يفرح ويمجد نفسو إذا امتمؾ كثي اًر مف حطاـ ىذه الدنيا بؿ ىو‬ ‫ار ُك َن ْف َ‬ ‫ت إِلَى َن ْف ِس َك بأف تمتمؾ كثي اًر‪.‬‬ ‫س ْن َ‬ ‫ينصح اآلخريف بأف يتممكوا ليكونوا أقوياء‪ ،‬ويمدح مف يفعؿ= َوَي ْح َم ُدوَن َك إِ َذا أ ْ‬ ‫َح َ‬ ‫ولكف مف يفعؿ مثمو سيموت ويفني مثؿ مف سبقو ‪ .‬ونكرر ليس عيباً أف نكوف أغنياء في الماؿ وفي الكرامة‬

‫‪155‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع واألربعون)‬

‫الزمنية وفي العمـ‪ ..‬الخ‪ .‬ولكف عمى كؿ إنساف أف يسأؿ نفسو وماذا امتمكت وماذا كنزت لمعالـ اآلخر‪ .‬فمف ال‬ ‫اد‪ .‬وكؿ و ٍ‬ ‫يكنز في السماء يقاؿ عنو= إ ْنس ٌ ِ‬ ‫احد بحسب ما أكتنز‬ ‫ام ٍة َوالَ َي ْف َي ُم ُي ْ‬ ‫ش ِب ُو ا ْل َب َي ِائ َم الَِّتي تَُب ُ‬ ‫َ‬ ‫ان في َك َر َ‬ ‫يدخؿ إلى جيؿ أبائو‪ .‬فمف كانت كؿ كنوزه أرضية ال يعاينوف النور إلى األبد‪ .‬الَ َي ْف َي ُم = انو لف يأخذ معو سوي‬

‫اعمالو التي تتبعو ( رؤ ٗٔ ‪.)ٖٔ 2‬‬

‫‪156‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخمطون)‬

‫المزمور الخمسون‬

‫عودة لمجدول‬

‫أساؼ كاف رئيس فرقة الموسيقييف في الخيمة (ٔأي‪.)ٗ2ٔٙ،٘،ٚ‬‬ ‫ىذا المزمور نبوة تعمف عف الدينونة العامة‪ ،‬وتكشؼ عف إدانة اهلل لمرياء في العبادة حيث تمارس في شكميات ببل‬

‫روح‪ ،‬وادانة الحياة الشريرة‪ ،‬ويحذر مف االستخداـ الخاطئ لمطقس‪ ،‬خاصة تقديـ الذبائح‪ ،‬كقناع يخفي وراءه‬ ‫العابدوف شرورىـ‪ .‬ىنا ينبو أساؼ إلى أف اهلل ليس في حاجة إلى ذبائح وعطايا الناس بؿ إلى القمب النقي‬

‫الشاكر هلل‪ .‬وىناؾ مجموعة مف المزامير تنسب ألساؼ‪ ،‬وغالباً فمف ألؼ وكتب ىذه المزامير قد كتبيا عمى‬ ‫طريقة أساؼ أو مف مجموعة أساؼ خرج كتاب ىذه المزامير‪ .‬فبعض المزامير المنسوبة ألساؼ يتضح أنيا‬

‫كتبت بعد السبي‪.‬‬ ‫ٔ‬ ‫س إِلَى م ْغ ِرِبيا‪ِ ٕ .‬م ْن ِ‬ ‫ص ْي َي ْو َن‪َ ,‬كم ِ‬ ‫الش ْم ِ‬ ‫ق َّ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫ال‬ ‫لو اآللِ َي ِة َّ‬ ‫ض ِم ْن َم ْ‬ ‫الرب تَ َكمَّ َم‪َ ,‬وَد َعا األ َْر َ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٖ-‬إِ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ت‪َ .‬نار قُدَّام ُو تَأْ ُك ُل‪ ,‬وحولَ ُو ع ِ‬ ‫شر َ ٖ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِجدًّا‪".‬‬ ‫اص ٌ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫لي َنا َوالَ َي ْ‬ ‫ق‪َ .‬يأْتي إِ ُ‬ ‫ص ُم ُ ٌ‬ ‫ا ْل َج َمال‪ ,‬اهللُ أَ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫يمكف تطبيقيا عمى المجيء األوؿ لممسيح وعمى مجيئو الثاني‪.‬‬

‫التطبيق عمى المجيء األول‪ 2‬في (ٔ) نرى تجسد المسيح (عبٕ‪ )ٔ2ٔ،‬فاآلب كممنا في ابنو ليدعو األرض‬ ‫كميا أمماً وييود لكنيستو وفي (ٕ) نرى سر جماؿ الكنيسة= ِ‬ ‫ق فييا‪ .‬وفي (ٖ) نرى تعاليـ‬ ‫ص ْي َي ْون أف اهللُ أَ ْ‬ ‫ش َر َ‬ ‫ت‪ .‬ونرى إرسالو لمروح القدس= َنار قُدَّام ُو وحولَ ُو ع ِ‬ ‫ف ِجدًّا‪ .‬ىذا ما حدث يوـ‬ ‫اص ٌ‬ ‫ص ُم ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫لي َنا الَ َي ْ‬ ‫المسيح= إِ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫الخمسيف فقد حؿ الروح القدس عمى ىيئة ألسنة نار مع ىبوب ريح عاصؼ لتطير الرسؿ القديسيف مف كؿ‬

‫ضعؼ‪ ،‬فالنار تحرؽ الخطايا وتشعؿ القمب بالحب‪.‬‬

‫التطبيق الثاني‪ ,‬عمى مجيئو الثاني‪ 2‬اهلل سيتكمـ في مجيئو الثاني‪ ،‬حيف يدعو كؿ إنساف لمدينونة‪ ،‬ليس كبلـ‬

‫تعميـ وك ارزة بؿ كممات دينونة لؤلشرار‪ .‬وأما كنيستو فيكمؿ جماليا في ىذا اليوـ ‪ ،‬فالمسيح صار يسكف وسط‬ ‫صييو َن ‪ .‬ويستعمف= ِم ْن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ا ْل َجم ِ‬ ‫ص ْي َي ْو َن َكم ِ‬ ‫ال‪ .‬لقد كاف جماليا‬ ‫كنيستو الممجدة في اورشميـ السمائية =جبؿ ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عمى األرض أف المسيح في وسطيا يعطييا جماالً وقوة‪ ،‬كاف يعينيا في جيادىا لتحفظ وصاياه‪ ،‬وتكوف‬

‫بطيارتيا جماالً لمعالـ‪ .‬وفي اليوـ األخير ستستعمف كعروس لممسيح وجمالو ومجده ينعكس عمييا (ٔيوٕ‪.)ٔ2ٖ،‬‬ ‫لو ِ‬ ‫اآلل َي ِة = اآللية ىـ أوالد اهلل الذيف ىـ عمى صورتو‪ ،‬فاهلل أقاـ موسى‬ ‫والنار ىنا ىي نار الدينونة لؤلشرار‪ .‬إِ ُ‬ ‫إلياً لفرعوف وراجع (مز‪ + ٔ2ٕٛ،ٙ،ٚ‬يؤ‪ .)ٕٔ2‬أما آلية الشعوب فيي أصناميـ وشياطينيـ‪ .‬والمسيح إلو‬ ‫اآللية حيف جاء في مجيئة األوؿ وصمت ك ارزتو لكؿ أرجاء المسكونة‪ .‬ولذلؾ ففي مجيئو الثاني سيديف كؿ واحد‬

‫بحسب قبولو أو رفضو لئليماف وبحسب قبولو ورفضو لتنفيذ وصاياه‪ .‬لقد أتى بناره لينقي ويمحص في مجيئو‬

‫األوؿ‪ ،‬وفي مجيئو الثاني سوؼ يحرؽ مف يجده قشاً وينقي ويقبؿ الذىب والفضة المذاف نقاىما‪.‬‬

‫‪157‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخمطون)‬ ‫ِ ٘‬ ‫ٗ‬ ‫اجمعوا إِلَ َّي أَتْ ِقي ِائي‪ ,‬ا ْلقَ ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ين‬ ‫ض إِلَى ُم َد َاي َن ِة َ‬ ‫ق‪َ ,‬واأل َْر َ‬ ‫ات ِم ْن فَ ْو ُ‬ ‫اط ِع َ‬ ‫َ‬ ‫ش ْع ِبو « ْ َ ُ‬ ‫اآليات (ٗ‪َ " - )ٙ-‬ي ْد ُعو َّ َ َ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫َّان‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ات ِب َع ْدلِ ِو‪ ,‬أل َّ‬ ‫يح ٍة»‪َ .‬وتُ ْخ ِب ُر َّ‬ ‫الس َم َاو ُ‬ ‫َن اهللَ ُى َو الدَّي ُ‬ ‫َع ْيدي َعمَى َذ ِب َ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ض = القديسين والرسل (مت‪ .)ٕٛ2ٜٔ‬إِلَى‬ ‫ات = المبلئكة َواأل َْر َ‬ ‫نرى ىنا صورة المحاكمة حيف َي ْد ُعو اهلل َّ َ َ‬ ‫ش ْع ِب ِو = محاكمتيـ‪ .‬وسيجمع اهلل مختاريو األبرار الذيف كانوا في عيد معو بتقديـ ذبائح [ٔ] قدموا‬ ‫ُم َد َاي َن ِة َ‬

‫أجسادىـ ذبيحة حية (رؤٕ‪ ]ٕ[ )ٔ2‬قدموا ذبائح التسبيح والرحمة بالفقراء (عب‪ ]ٖ[ )ٔ٘2ٖٔ،ٔٙ‬قدموا ذبائح‬

‫االنسحاؽ (مز‪ .)ٔٙ2٘ٔ،ٔٚ‬فكؿ مف دخؿ مع اهلل في عيد يقدـ ذبائح كيذه‪ .‬في ىذا اليوـ يظير عدؿ اهلل‬

‫الدياف‪.‬‬

‫‪ِ ٚ‬‬ ‫لي َك أَ​َنا‪ٛ .‬الَ َعمَى َذ َب ِائ ِح َك‬ ‫س َرِائي ُل فَأَ ْ‬ ‫س َم ْع َيا َ‬ ‫ش ْع ِبي فَأَتَ َكمَّ َم‪َ .‬يا إِ ْ‬ ‫اآليات (‪« " - )ٔ٘-ٚ‬ا ْ‬ ‫ش َي َد َعمَ ْي َك اَهللُ إِ ُ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫أُوٍّب ُخ َك‪ ,‬فَِإ َّن م ْحرقَ ِات َك ِىي َد ِائما قُد ِ‬ ‫ان‬ ‫َع ِت َدةً‪ٔٓ .‬أل َّ‬ ‫َّامي‪ .‬الَ آ ُخ ُذ ِم ْن َب ْي ِت َك ثَْوًرا‪َ ,‬والَ ِم ْن َح َ‬ ‫َن لِي َح َي َو َ‬ ‫ظ ِائ ِر َك أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫وش ا ْلبٍّري ِ‬ ‫ال األُلُ ِ‬ ‫ور ا ْل ِج َب ِ‬ ‫ا ْل َو ْع ِر َوا ْل َب َي ِائم َعمَى ا ْل ِج َب ِ‬ ‫ت ُك َّل طُ ُي ِ‬ ‫ت فَبلَ‬ ‫َّة ِع ْن ِدي‪ .‬إِ ْن ُج ْع ُ‬ ‫وف‪ .‬قَ ْد َعمِ ْم ُ‬ ‫ال‪َ ,‬وُو ُح ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ٗٔ‬ ‫ٖٔ‬ ‫هلل حم ًدا‪ ,‬وأَو ِ‬ ‫وس؟ ِاذْب ْح ِ‬ ‫أَقُو ُل لَ َك‪ ,‬أل َّ ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ب َدم الت ُي ِ‬ ‫ير ِ‬ ‫ف‬ ‫ان‪ ,‬أ َْو أَ ْ‬ ‫س ُكوَن َة َو ِمؤل َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َْ‬ ‫َن لي ا ْل َم ْ‬ ‫َىا‪َ .‬ى ْل آ ُك ُل لَ ْح َم الث َ‬ ‫ش َر ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫الضي ِ‬ ‫ْك فَتُ َم ٍّج َد ِني»‪".‬‬ ‫ور َك‪َ ٔ٘ ,‬و ْاد ُع ِني ِفي َي ْوِم ٍّ‬ ‫ق أُْن ِقذ َ‬ ‫ا ْل َعم َّي ُن ُذ َ‬

‫لي َك أَ​َنا = يكفي ىذا فخ اًر ألي إنساف أف يكوف اهلل إليو‪ .‬وقد‬ ‫نرى ىنا صورة لدينونة الشكمييف في العبادة‪ .‬اَهللُ إِ ُ‬ ‫اختار اهلل إسرائيؿ شعباً لو في العيد القديـ‪ .‬وكانت الكنيسة عروسو في العيد الجديد‪ ،‬أعطاىا جسده ودمو حياةً‬ ‫ليا وأعطاىا روحو القدوس يسكف فييا‪ .‬لقد أعطانا اهلل الكثير وسنحاسب عمى ما أخذناه‪ .‬ونرى اهلل ىنا ال يطمب‬ ‫ذبائح ولكف يطمب القمب‪ .‬والحظ عتاب اهلل الرقيؽ= الَ آ ُخ ُذ ِم ْن َب ْي ِت َك ثَْوًار = فنحف يجب أف نفيـ أف األرض وما‬ ‫عمييا كميا هلل‪ .‬وما لدينا فيو عطية منو‪ ،‬وما نقدمو لو فيو سبؽ وأعطاه لنا‪ ،‬ومف يده نعطيو‪ .‬فنحف ال نتفضؿ‬ ‫ت فَبلَ أَقُو ُل لَ َك أل َّ ِ‬ ‫س ُكوَن َة = اهلل ال يجوع ولكنو ىنا يعاتب الييود‬ ‫عميو بشئ (ٔأي‪ .)ٔٗ2ٕٜ‬إِ ْن ُج ْع ُ‬ ‫َن لي ا ْل َم ْ‬ ‫الذيف كانوا يشعروف أنيـ يتفضموف عمى اهلل بذبائحيـ‪ .‬واهلل ال يحتاج لشئ بؿ ىو يريد أف نقدـ لمفقراء في محبة‬

‫لو ىو‪.‬‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫ٍّث ِبفَرِائ ِ‬ ‫مشٍّر ِ‬ ‫اآليات (‪َ ٔٙ" - )ٕٖ-ٔٙ‬ولِ ٍّ‬ ‫ت قَ ْد‬ ‫ير قَ َ‬ ‫ضي َوتَ ْح ِم ُل َع ْي ِدي َعمَى فَ ِم َك؟ َوأَ ْن َ‬ ‫ال اهللُ « َما لَ َك تُ َحد ُ َ‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت فَ َم َك ِب َّ‬ ‫سِ‬ ‫الشٍّر‪,‬‬ ‫يب َك‪ .‬أَ ْطمَ ْق َ‬ ‫ت َكبلَ ِمي َخ ْمفَ َك‪ .‬إِ َذا َأر َْي َ‬ ‫يب َوأَْلقَ ْي َ‬ ‫ضَ‬ ‫أ َْب َغ ْ‬ ‫ارقًا َوافَ ْقتَ ُو‪َ ,‬و َم َع الزَناة َنص ُ‬ ‫ت التَّأْد َ‬ ‫ت َ‬ ‫ٕٔ ِ ِ‬ ‫شا‪ٕٓ .‬تَ ْجمِس تَتَ َكمَّم عمَى أ ِ‬ ‫سا ُن َك َي ْختَ ِرعُ ِغ ًّ‬ ‫ت أَنٍّي‬ ‫س َكت‪َ .‬‬ ‫الب ِن أ ٍّ‬ ‫َخ َ‬ ‫ظ َن ْن َ‬ ‫ص َن ْع َ‬ ‫ُم َك تَ َ‬ ‫يك‪ْ .‬‬ ‫ُ َ‬ ‫ت َو َ‬ ‫ضعُ َم ْعثَ​َرةً‪ .‬ىذه َ‬ ‫ُ‬ ‫َولِ َ‬ ‫ٖٕ‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ْيموا ى َذا َيا أَي َيا َّ‬ ‫ابح‬ ‫َصف َخ َ‬ ‫ط َاي َ‬ ‫اس َ‬ ‫س ُك ْم َوالَ ُم ْنق َذ‪َ .‬ذ ُ‬ ‫ون اهللَ‪ ,‬ل َئبل أَفْتَ ِر َ‬ ‫الن ُ‬ ‫م ْثمُ َك‪ .‬أ َُوٍّب ُخ َك‪َ ,‬وأ ُ‬ ‫ام َع ْي َن ْي َك‪ .‬اف َ ُ‬ ‫اك أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫يو َخبلَص ِ‬ ‫ا ْلحم ِد يم ٍّج ُد ِني‪ ,‬وا ْلمقٍَّوم طَ ِريقَ ُو أ ُِر ِ‬ ‫اهلل»‪".‬‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َُ‬ ‫َ ُ ُ‬

‫نرى ىنا محاكمة األشرار المرائيف‪ .‬ففي (‪ )ٔٙ‬نرى ىذا المرائي يتكمـ بفمو بكبلـ اهلل‪ .‬وفي (‪ )ٔٚ‬نجده رافضاً‬ ‫ابح ا ْل َح ْم ِد = مف يشكر اهلل فكمف يقدـ‬ ‫تأديب اهلل (عبٕٔ‪ )ٚ2‬أما أوالد اهلل فيشكرونو عمى كؿ حاؿ (ٖٕ) َذ ُ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ت‬ ‫ص َن ْع َ‬ ‫ذبيحة مقبولة‪ .‬ا ْل ُمقَ ٍّوُم طَ ِريقَ ُو = مف يتوب ويتضع كالعشار (لو‪ .)ٖٔ2ٔٛ‬ونرى طوؿ أناة اهلل (ٕ) ىذه َ‬

‫‪158‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخمطون)‬

‫ام َع ْي َن ْي َك‪ .‬فبل ينطؽ الشرير ونبلحظ‬ ‫َصف َخطَ َاي َ‬ ‫س َكت‪ .‬ولكف في يوـ الدينونة لف يسكت بؿ يظيرىا= أ ُ‬ ‫َو َ‬ ‫اك أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫يتصور أف اهلل قد قبؿ شروره طالما ىو ساكت ال يعاقب‪ .‬ولكف اهلل‬ ‫ت أ ٍَّني ِم ْثمُ َك = فاإلنساف في شره‬ ‫َّ‬ ‫قولو ظَ َن ْن َ‬ ‫يطيؿ أناتو ويذخر غضباً ليوـ الدينونة (روٕ‪.)ٔٓ-ٕ2‬‬

‫‪159‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمطون)‬

‫المزمور الحادي والخمسون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور الحادي والخمسون (الخمسون) حسب األجبية‬ ‫ىو أشير مزامير التوبة‪ .‬وىو مبلزـ في الكنيسة القبطية لصبلة الشكر فيعطي حياة روحية متوازنة‪ .‬ففي صبلة‬

‫الشكر نسبح ونشكر اهلل عمى عطاياه ثـ نصمي ىذا المزمور فنذكر كؿ خطايانا ونطمب الرحمة‪ .‬وبذلؾ ال نندفع‬

‫في اتجاه دوف اآلخر‪.‬‬

‫وقد رتؿ داود ىذا المزمور بعد إف اكتشؼ عمى يد ناثاف النبي بشاعة خطيتو مع بثشبع‪ .‬وحقاً فاهلل رحيـ لكنو‬

‫يرحـ مف ىو مستعد لقبوؿ الرحمة بأعمالو وتوبتو مثمماً فعؿ داود‪ .‬إف داود حيف اقتنع بأنو أخطأ لـ يقدـ تبريرات‬ ‫لما صدر منو ولكنو انسحؽ وتاب‪ .‬ومف يندـ عمى خطيتو ندامة حقيقية ال يخجؿ مف أف يعترؼ بيا‪ .‬وصبلة‬

‫ىذا المزمور تشبو صبلة العشار الخاطئ التي عمميا لنا السيد المسيح "الميـ ارحمني أنا الخاطئ" (لو‪)ٖٔ2ٔٛ‬‬

‫ىذا المزمور نصميو في بداية كؿ صبلة باألجبية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫مع صبلة الشكر نصمي ىذا المزمور دائماً فيعطي توازناً في المشاعر الروحية‪ .‬وال يمكف لمف يصمي أف‬

‫‪.2‬‬

‫بيذا المزمور تقدـ لنا الكنيسة منيجاً صادقاً لمتوبة‪.‬‬

‫يبدأ صبلتو دوف أف يشكر اهلل عمى عطاياه ويعترؼ بحاجتو لممراحـ اإلليية‪.‬‬

‫‪.3‬‬

‫حينما نصمي بو م ار اًر نتحذر لئبل نتياوف مع الخطية‪ .‬فداود لـ يسقط في خطيتو وىو يحارب بؿ وىو‬

‫متياوف‪ ،‬جالساً فوؽ سطح قصره متأمبلً في العالـ ناسياً مزاميره‪ .‬بينما حيف كاف ىارباً مف شاوؿ‪ ،‬أو بينما‬ ‫ىو يحارب مدافعاً ضد أعداء وطنو لـ نسمع عف أي خطية في حياتو‪.‬‬

‫ونرى في ىذا المزمور توبة وانسحاؽ ثـ تسبيح وتمتع بأورشميـ العميا حيث يشتـ اهلل حياتنا كرائحة بخور زكية‬ ‫وكمحرقا ت مبيجة تكوف موضع سروره‪ ،‬ىنا يشعر الخاطئ بأف اهلل قبؿ توبتو فيتعزى‪ .‬فاهلل ال يترؾ الخاطئ‬ ‫حتى ييأس‪ ،‬فاليأس يعني موت أكيد‪.‬‬

‫اآليات (ٔ‪ِٔ" - )ٕ-‬ارحم ِني يا اَهلل حسب ر ْحم ِت َك‪ .‬حسب َكثْرِة أْرفَ ِت َك امح مع ِ‬ ‫ير ِم ْن إِثْ ِمي‪,‬‬ ‫اص َّي‪ٕ .‬ا ْغ ِس ْم ِني َك ِث ًا‬ ‫ْ ُ َ​َ‬ ‫َ َ​َ َ َ‬ ‫َْْ َ ُ َ َ َ َ َ‬ ‫َو ِم ْن َخ ِطي َِّتي طَ ٍّي ْرِني‪".‬‬ ‫ِا ْر َح ْم ِني = ال توجد كممة نرددىا بكثرة في صمواتنا في الكنيسة قدر ىذه الكممة‪ .‬فطمب مراحـ اهلل ىو المدخؿ‬ ‫الوحيد الذي ندخؿ بو في صمواتنا أماـ اهلل‪ .‬وتعني ىذه الكممة أنني خاطئ ومعترؼ بخطيتي وليس لي يا رب‬ ‫سوى باب واحد أدخؿ بو إليؾ وىو مراحمؾ‪ .‬وىو قبؿ أف يذكر خطاياه يطمب المراحـ "كرحمتؾ يا رب وليس‬ ‫كخطايانا" ويذكر اهلل بعظيـ رحمتو‪ .‬التي تقبؿ أف تغفر كؿ الخطايا لكؿ الناس في كؿ العصور‪ .‬ويطمب أف‬ ‫يمحو اهلل إثمو مثؿ كثرة رأفتو وتحننو وعطفو وطيبة قمبو‪ .‬فإف لـ يمح الرب إثـ إنساف سيمحي اسمو مف سفر‬

‫‪160‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمطون)‬

‫الحياة‪ .‬ولنبلحظ أف ىناؾ عقوبتاف فاهلل سامح داود عمى خطيتو وبذلؾ لف تكوف ىناؾ عقوبة أبدية وىبلؾ‪ .‬ولكف‬

‫ىناؾ عقوبة أرضية "ال يفارؽ السيؼ بيتؾ"‬ ‫ا ْغ ِس ْم ِني = فالخطية قذارة تحتاج إلى غسيؿ (رؤ‪ )ٔٗ2ٚ‬وتطيير‪ .‬وحتى ابسط خطية نرتكبيا بالمساف تنجس‬ ‫اإلنساف (مت٘ٔ‪ .)ٔ​ٔ2‬ونبلحظ أف البار يشعر بثقؿ خطيتو أما الشيطاف فيقمؿ مف قدر الخطية‪ .‬وكانت ىناؾ‬ ‫غسبلت وتطييرات في العيد القديـ مبنية عمى دـ الذبائح لكؿ خطية وكؿ نجاسة‪.‬أما في العيد الجديد فنحف‬

‫نتطير بدـ المسيح عف طريؽ غسؿ المعمودية والتوبة واالعتراؼ ونبلحظ أنو حيف طمب الرحمة لـ يشير‬ ‫ألعمالو العظيمة ألجؿ اهلل سابقاً بؿ إلى رحمة اهلل العظيمة‪.‬‬ ‫اص َّي‪ ,‬و َخ ِطي َِّتي أَم ِ‬ ‫ف ِبمع ِ‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬أل ٍَّني َع ِ‬ ‫امي َد ِائ ًما‪".‬‬ ‫َ‬ ‫ار ٌ َ َ‬ ‫َ‬ ‫اعتراؼ بالخطية والضعؼ‪ ،‬واهلل يطمب ىذا االعتراؼ‪َ .‬خ ِطي َِّتي أَم ِ‬ ‫امي َد ِائ ًما= مف يتذكر خطاياه دائماً يخجؿ‬ ‫َ‬ ‫وبخجمو يندـ وبندمو يحترس مف السقوط ثانية وباحتراسو يأخذ مغفرة‪ .‬يقوؿ القديس األنبا أنطونيوس" إف ذكرنا‬

‫خطايانا ينساىا لنا اهلل‪ ،‬واف نسينا خطايانا يذكرىا لنا اهلل‪ .‬وحينما نقوؿ في القداس "ومف تذكار الشر الممبس‬ ‫الموت" أي ال نذكر شيوات الخطايا السابقة فنشتاؽ إلييا ثانية كما اشتيى الشعب الكرات والبصؿ في سيناء بؿ‬ ‫نذكر أننا أحزننا قمب اهلل وننسحؽ‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫ْت‪َ ,‬و َّ‬ ‫ض ِائ َك‪".‬‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬إِلَ ْي َك َو ْح َد َك أ ْ‬ ‫ص َن ْع ُ‬ ‫َخطَأ ُ‬ ‫ت‪ ,‬لِ َك ْي تَتَ​َب َّرَر ِفي أَق َْوالِ َك‪َ ,‬وتَْزُك َو ِفي قَ َ‬ ‫َّام َع ْي َن ْي َك َ‬ ‫الش َّر قُد َ‬ ‫كؿ خطية ىي موجية ضد اهلل‪ .‬فجسدنا ىو ممؾ لمرب وىكذا جسد مف أخطأنا إليو‪ .‬بؿ كؿ منا عمى صورة اهلل‬

‫فكيؼ نييف صورة اهلل‪ .‬واهلل وىبنا الكثير فنذكر ىنا أننا أخطأنا ضد مف أحبنا ووىبنا الكثير‪ .‬لقد وىبنا اهلل كؿ‬

‫وسائط النعمة التي بيا نغمب ومع ىذا سقطنا وخالفنا شريعة اهلل‪ .‬وأخطأنا إليو‪ ،‬ربما لـ يعرؼ أحد خطيتنا ولكف‬ ‫اهلل رآىا فيو فاحص القموب والكمي‪ .‬وحيف رأي اهلل ِحزف وىذا ما أحزف داود‪ .‬وقولو متى حوكمت أي متى‬

‫ناقشتؾ مف جية أحكامؾ (أرٕٔ‪ ،)ٔ2‬وكيؼ أتبرر وأنت فاحص القموب ولقد ضبطتني ورأيت خطيتي‪.‬‬ ‫ض ِائ َك = كؿ أحكاـ اهلل ىي بر‪ ،‬وقد نرفض تنفيذ وصاياه ولكف سيتبيف لنا بعد‬ ‫لِ َك ْي تَتَ​َب َّرَر ِفي أَق َْوالِ َك َوتَْزُك َو ِفي قَ َ‬ ‫ذلؾ أف كؿ أقواؿ اهلل صادقة وحؽ وىي لصالحنا‪ ،‬ومف ينفذىا يستريح ويحيا في سبلـ ىنا عمى األرض ولو‬ ‫راحة أيضاً ومجد في األبدية‪ ،‬أما مف يرفض في كبرياء سماع وصايا اهلل فمف يجد راحة عمى األرض ولف يقدر‬ ‫ض ِائ َك جاءت في اإلنجميزية ‪ blameless in thy judgment‬وفي‬ ‫عمى مواجية اهلل في الدينونة‪ .‬تَْزُك َو ِفي قَ َ‬ ‫ترجمة أخرى جاءت ‪ .blameless when you judge‬فمف يقدر أحد أف يوجو لوـ إلى اهلل في أي حكـ مف‬ ‫أحكامو‪ .‬فعقوباتو عمى األرض كانت لمتنقية وإلعدادنا لمسماء‪ ،‬وفي الدينونة سنجد أف اهلل قد عمؿ معنا كؿ شئ‬ ‫يقودنا لمخبلص‪ ،‬ونحف الذيف رفضنا مشيئاتو وتذمرنا عميو‪ ،‬ولف يستطيع أحد أف يمومو عمى أحكامو سواء ىنا‬

‫عمى األرض وما حدث لحياتنا عمى األرض أو يمومو عمى دينونتنا وأننا لـ نأخذ فرصتنا‪ ،‬فمسوؼ نكتشؼ أف اهلل‬ ‫قد عمؿ كؿ شئ ممكف لخبلصنا ونحف بحريتنا قد رفضنا‪.‬‬

‫‪161‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمطون)‬

‫ت‪ ,‬وِبا ْل َخ ِطي ِ‬ ‫آية (٘) ‪٘" -‬ىأَ​َن َذا ِب ِ ِ‬ ‫ُمي‪".‬‬ ‫َّة َح ِبمَ ْت ِبي أ ٍّ‬ ‫ص ٍّو ْر ُ َ‬ ‫اإل ثْم ُ‬ ‫الخطية ليا جذورىا في طبيعتي البشرية‪ ،‬فأنا ذو طبيعة فاسدة (الخطية األصمية) ىذا تقرير لمحالة وليس تبرير‬

‫لمخطية‪ .‬وليذا نحتاج كمنا لغسؿ المعمودية‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫ق ِفي ا ْلب ِ‬ ‫يرِة تُ َعٍّرفُِني ِح ْك َم ًة‪".‬‬ ‫ت ِبا ْل َح ٍّ‬ ‫اط ِن‪ ,‬فَ ِفي َّ‬ ‫س ِرْر َ‬ ‫َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٙ‬ىا قَ ْد ُ‬ ‫الس ِر َ‬ ‫ق ِفي ا ْلب ِ‬ ‫اط ِن = حيث انؾ يا رب تحب اف تكوف قموبنا يمؤلىا البحث عف الحؽ بامانة‪ .‬فَ ِفي‬ ‫ت ِبا ْل َح ٍّ‬ ‫س ِرْر َ‬ ‫َ‬ ‫َىا قَ ْد ُ‬ ‫يرِة تُ َعٍّرفُِني ِح ْك َم ًة = عممني يا رب اسرار حكمتؾ‬ ‫َّ‬ ‫الس ِر َ‬ ‫فأنا لـ أخطئ عف جيؿ‪ ،‬ألنؾ كشفت لي كؿ شئ في شريعتؾ وفي الضمير الذي وىبتني إياه‪ ،‬لـ يعد شيئاً‬

‫مخفياً أمامي عما تريده فماذا أقوؿ اآلف؟! وحينما تناسيت وصاياؾ وسقطت جاء ناثاف وذكرني‪ ،‬فأنت ال تتركني‬

‫أبداً‪ ،‬فيا رب عممني وعرفني دائما حتي ارضيؾ‪.‬‬

‫آية (‪ٚ" - )ٚ‬طَ ٍّي ْرِني ِبالزوفَا فَأَ ْط ُي َر‪ .‬ا ْغ ِس ْم ِني فَأ َْب َي َّ‬ ‫ض أَ ْكثَ​َر ِم َن الثَّْم ِج‪".‬‬ ‫ولكف اف عممتني وعرفتني اسرار حكمتؾ ‪ ،‬فساظؿ عاج از عف تطيير نفسي فطيرني ولكف ال تطيير سوي بدـ‬ ‫المسيح ‪.‬والزوفا نبات كانوا يغمسونو في دـ الذبيحة ويرشوف بيا لمتطيير فبدوف سفؾ دـ ال تحدث مغفرة‬

‫(عب‪ ..)ٕ​ٕ2ٜ‬وال غفراف سوى بدـ المسيح (ٔيؤ‪ )ٚ2‬وىذا الدـ يبيض (رؤ‪ .)ٔٚ2ٚ‬أي يمحو الخطية تماماً‪.‬‬ ‫والزوفا نبات صغير وضعيؼ جداً فيو يشير لممسيح في اتضاعو‪ .‬ونحف نغتسؿ بالمعمودية لمخبلص‪ .‬وحيف‬

‫صارت ثياب المسيح كالثمج في التجمي كاف ىذا إعبلناً عف الكنيسة المتطيرة بدمو (اؼ٘‪.)ٕٚ2‬‬

‫آية (‪ٛ" - )ٛ‬أ ِ ِ‬ ‫س َح ْقتَ َيا‪".‬‬ ‫س ُر ًا‬ ‫ور َوفَ َر ًحا‪ ,‬فَتَْبتَ ِي َج ِع َ‬ ‫ْ‬ ‫ام َ‬ ‫َسم ْعني ُ‬ ‫ظٌ‬ ‫الخطية عقوبتيا فييا بمعني اف اي خطية ليا اثارىا المدمرة لبلنساف نفسا وجسدا وروحا ‪ .‬واهلل حيف منعنا عف‬ ‫اي خطية فيو منعنا ليحمينا مف ىذه االثار المدمرة ‪ .‬واهلل اليحمينا مف اثار الخطية ىذه ‪ ،‬حتي نشعر بيا‬ ‫وننسحؽ فبل نعود لمخطية ثانية ‪.‬ويصاحب ىذه االثار عدـ رضا اهلل ‪ ،‬وعدـ الرضا ىذا ينعكس عمي الخاطئ‬

‫فيفقد سبلمو وفرحو‪ .‬وداود خبلؿ إنسحاقو واالمو ارتجفت عظامو‪ ،‬وفقد سروره وفرحو‪ .‬وىو ىنا يطمب مف اهلل‬

‫اف يغفر ويرضي عميو فيعود لو السرور والبيجة‪ ،‬وبقدر اإلنسحاؽ يكوف السرور ‪ .‬فاهلل يسكف عند المتواضع‬ ‫س َح ْقتَ َيا =‬ ‫القمب والمنسحؽ ( اش ‪ )ٔ٘ 2 ٘ٚ‬فالخطية تبمي العظاـ والتوبة تقيـ اإلنساف الجديد‪ .‬فَتَ ْبتَ ِي َج ِع َ‬ ‫ام َ‬ ‫ظٌ‬ ‫أما الترجمة "فتبتيج عظامي المتواضعة" فترجمة غير دقيقة‪ .‬وفي العظاـ المنسحقة نرى توبة وحزف عمى الخطية‬ ‫وانسحاؽ‪ .‬وقد ال يعطي اهلل ىذا الشعور بسرعة ألف ما ننالو سريعاً نفقده سريعاً‪ .‬وذلؾ ألننا لـ نتعب فيو‪ .‬ولذلؾ‬ ‫فقد يترؾ اهلل الخاطئ التائب في أحزانو فترة‪ .‬وقولو عظامي المنسحقة‪ ،‬ال يقصد عظاـ الجسد بؿ إنسحاؽ‬

‫النفس‪.‬وبقدر ما تكوف التوبة صادقة ‪ ،‬فسريعا ما يعود السرور والفرح لبلنساف ‪.‬‬

‫‪162‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمطون)‬

‫آية (‪ٜ" - )ٜ‬استُر و ْجي َك ع ْن َخطَاياي‪ ,‬وامح ُك َّل ِ‬ ‫آثامي‪".‬‬ ‫َ َ َ ُْ‬ ‫ْ​ْ َ َ َ‬ ‫ىنا يذكر الوسيمة التي تبتيج بيا عظامو (وتستمر الوسيمة حتى اآليةٔ​ٔ) وحتى ال يصرؼ اهلل وجيو عف‬

‫اإلنساف فميصمي اإلنساف أف يصرؼ اهلل وجيو عف خطاياه‪ .‬كؿ خطاياه‪ ،‬فمو بقيت خطية لما صرت مقبوالً‪.‬‬ ‫والتوبة ىي الطريؽ الوحيد الذي بو ينسى اهلل خطايانا‪.‬‬

‫ٓٔ‬ ‫ٍّد ِفي َد ِ‬ ‫ق ِف َّي يا اَهلل‪ ,‬وروحا م ِ‬ ‫اخمِي‪".‬‬ ‫آية (ٓٔ) ‪َ " -‬ق ْم ًبا َن ِقيًّا ْ‬ ‫يما َجد ْ‬ ‫اخمُ ْ‬ ‫َ ُ َُ ً ُ ْ‬ ‫ستَق ً‬ ‫َق ْم ًبا َن ِقيًّا = ىي طمبة لكي يطيره اهلل مف كؿ فكر نجس‪ .‬ونحف بدوف معونة مف اهلل لف نقدر أف نحيا في نقاوة‪.‬‬

‫وبدوف نقاوة ستظؿ خطايانا أماـ اهلل‪ .‬وقولو اخمؽ ىذا يعني أنو يطمب قمب جديد ال عبلقة لو بالماضي ويطمب‬ ‫روح م ِ‬ ‫ٍّد =‬ ‫يم = أي إصبلح كؿ الداخؿ وليس مجرد التصرفات الخارجية‪ ،‬ىو يطمب عمؿ روح اهلل فيو‪َ .‬جد ْ‬ ‫ُ ً ُ ْ‬ ‫ستَق ً‬ ‫الييود كانوا يسموف المياه اما‬ ‫ٔ ) مياىا حية=وىي المياه الجارية كالنير ‪ ،‬وىذه تأخذ معيا في جريانيا اي قاذورات في مجري الماء ‪.‬‬

‫ٕ) مياه ميتة= وىي المياه الراكدة والممموءة قاذورات ‪ ،‬وىذه مف يشرب منيا فبالتاكيد سوؼ يموت ‪.‬‬

‫والمياه الحية التي نشرب منيا ‪ ،‬كما فيمنا مف حديث السيد المسيح مع السامرية (يوٗ )‪ ( +‬يو ‪ٖٜ – ٖٚ 2 ٚ‬‬

‫) ىي الروح القدس الي ارسمو السيد المسيح لنتوب وتتجدد طبيعتنا‪ ،‬ويثبتنا في المسيح فنصير خميقة جديدة‬ ‫فنحيا (ٕكو٘ ‪)ٔٚ2‬‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وس الَ تَْن ِز ْع ُو ِم ٍّني‪".‬‬ ‫آية (ٔ​ٔ) ‪ " -‬الَ تَ ْط َر ْحني م ْن قُدَّام َو ْج ِي َك‪َ ,‬وُر َ‬ ‫وح َك ا ْلقُد َ‬ ‫ىو يعترؼ أنو بخطيتو قاوـ روح اهلل الذي يدعو لمتوبة ولكنو يصمي حتى ال ينزع اهلل الروح القدس منو‪ ،‬فالروح‬

‫القدس ىو الذي ينقي القمب ‪ .‬ونزع الروح معناه قطع الصمة مع اهلل (ربما يذكر ما حدث لشاوؿ الممؾ)‪.‬‬ ‫آية (ٕٔ) ‪ٕٔ" -‬رَّد لِي بيج َة َخبلَ ِ‬ ‫ض ْد ِني‪".‬‬ ‫ص َك‪َ ,‬وِب ُر ٍ‬ ‫اع ُ‬ ‫وح ُم ْنتَِد َب ٍة ْ‬ ‫ََْ‬ ‫ُ‬ ‫وح ُم ْنتَِد َب ٍة = اي‬ ‫الخطية أفقدت المرتؿ التمتع بوجو اهلل واىب البيجة بالخبلص‪ .‬ويصمي ليعيدىا اهلل لو‪َ .‬وِب ُر ٍ‬ ‫انؾ تعطي عطايؾ يا رب بالكرـ وبسخاء وال تعير ‪ ،‬بؿ انت تسر باف تعطي مف تمقاء ذاتؾ وحتي دوف اف‬ ‫نساؿ = وىذا معني كممة ُم ْنتَِد َبة ‪.‬وفي الترجمة السبعينية ترجمت " وبروح رئاسي اعضدني " اي فميسود روحؾ‬ ‫القدوس عمي مشاعري وعمى النفس والجسد بكؿ طاقاتيما ويرأس ويقود فبل انحرؼ ثانية‪ .‬بؿ يقود ويعيف =‬ ‫ض ْد ِني‬ ‫اع ُ‬ ‫ْ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ون‪".‬‬ ‫ُعمٍّ َم األَثَ َم َة طُ​ُرقَ َك‪َ ,‬وا ْل ُخطَاةُ إِلَ ْي َك َي ْر ِج ُع َ‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ " -‬فَأ َ‬ ‫ىنا يربط المرتؿ بيف عودتو بالتوبة والشيادة لممخمص (لوٕ​ٕ‪ .)ٖٕ2‬والشيادة ىنا ىي رجوعو هلل وامتناعو عف‬

‫الخطية وتسبيحو هلل دائماً عمى قبولو ثانية‪.‬‬

‫‪163‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمطون)‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٗٔ) ‪َ ٔٗ" -‬ن ٍّج ِني ِم َن الدٍّم ِ‬ ‫س ِاني ِب َّر َك‪".‬‬ ‫اء َيا اَهللُ‪ ,‬إِ َ‬ ‫س ٍّب َح ل َ‬ ‫لو َخبلَصي‪ ,‬فَ ُي َ‬ ‫َ‬ ‫الدٍّم ِ‬ ‫اء = تشير لكؿ نفس كنا سبباً في عثرتيا وسقوطيا‪ .‬وربما بالنسبة لداود فيو يذكر خطيتو تجاه أوريا‪ .‬وداود‬ ‫َ‬ ‫يعد اهلل أنو حينما يخمص مف ىذه الخطية لف يكؼ عف تسبيحو‪ .‬واهلل خمصنا بعدلو الذي ظير في موت المسيح‬

‫عمى الصميب‪ .‬لذلؾ يقوؿ فيبتيج لساني بعدلؾ‪ .‬أي صميبؾ الذي نجاني مف خطاياي‪ .‬عدؿ اهلل رحيـ‪.‬‬

‫٘ٔ‬ ‫شفَتَ َّي‪ ,‬فَي ْخ ِبر فَ ِمي ِبتَس ِب ِ‬ ‫يح َك‪".‬‬ ‫آية (٘ٔ) ‪َ " -‬يا َرب افْتَ ْح َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫حينما يفتح اهلل فمنا سيخرج منو كبلـ طيب‪ ،‬كبلـ تسبيح‪ .‬أما لو كاف المتكمـ ىو الذات سيخرج كبلـ كبرياء ال‬

‫يخمو مف معصية (أـٓٔ‪ .)ٜٔ2‬ولنبلحظ أف اإلنساف المستعبد لخطية ال يستطيع أف يسبح (مز ‪.)ٗ-ٔ 2 ٖٔٚ‬‬ ‫والشعب سبح تسبحة موسى بعد أف حرره موسى وخرجوا مف عبودية فرعوف‪ .‬وىكذا نسبح في السماء‬

‫(رؤٗٔ‪.)ٖ2‬‬

‫‪ٔٙ‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت أُقَدٍّميا‪ِ .‬بم ْحرقَ ٍة الَ تَر َ ‪ِ ٔٚ‬‬ ‫وح‬ ‫يح ٍة َوِاالَّ فَ ُك ْن ُ‬ ‫ضى‪َ .‬ذ َبائ ُح اهلل ى َي ُر ٌ‬ ‫سر ِب َذ ِب َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٚ-ٔٙ‬أل ََّن َك الَ تُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َُ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق َيا اَهللُ الَ تَ ْحتَ ِق ُرهُ‪".‬‬ ‫س ِح ُ‬ ‫ُم ْن َكس َرةٌ‪ .‬ا ْل َق ْم ُ‬ ‫ب ا ْل ُم ْن َكس ُر َوا ْل ُم ْن َ‬ ‫اهلل ال يسر بالمحرقات إف لـ يشترؾ فييا القمب (أشٕٔ‪ ،)ٔ​ٔ2ٔ،‬واهلل ال يسر بمظاىر العبادة الخارجية والقمب‬

‫مبتعد بعيداً‪ ،‬فاهلل يقوؿ إعطني قمبؾ (راجع اش‪ .)ٖٔ2ٕٜ‬اهلل يطمب القمب المنسحؽ والمتواضع والتائب عف‬

‫خطيتو (اش‪.)ٔ٘2٘ٚ‬‬

‫‪ٔٛ‬‬ ‫شمِ ‪ٍ ِ ِ ٜٔ‬‬ ‫ِ‬ ‫سر ِب َذ َب ِائ ِح ا ْل ِبٍّر‪ُ ,‬م ْح َرقَ ٍة‬ ‫ض َ‬ ‫َح ِس ْن ِب ِر َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٜٔ-ٔٛ‬أ ْ‬ ‫اك إِلَى ص ْي َي ْو َن‪ْ .‬اب ِن أ ْ‬ ‫يم‪ .‬حي َنئذ تُ َ‬ ‫َس َو َار أ ُ‬ ‫ُور َ َ‬ ‫وتَ ْق ِدم ٍة تَ َّ ٍ ِ ِ ٍ‬ ‫ون َعمَى َمذ َْب ِح َك ُع ُجوالً‪".‬‬ ‫ص ِع ُد َ‬ ‫امة‪ .‬حي َنئذ ُي ْ‬ ‫َ َ‬

‫لقد بدأ داود مزموره باالعتراؼ بخطاياه وينييو بالتمتع بحياة شركة كنسية قوية فبنزع خطايانا نعود لمشركة مع‬

‫الكنيسة مقدماً ذبائح عجوؿ شفاه أي تسابيح (ىوٗٔ‪ )ٕ2‬وصييوف وأورشميـ رمز لمكنيسة أو النفس‪ .‬وما ىي‬ ‫أَسوار أُور َ ِ‬ ‫يم = ىي العودة لحماية اهلل والدخوؿ في حمايتو فيكوف سو اًر لنا (زؾٕ‪.)٘2‬‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫شم َ‬

‫‪164‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخمطون)‬

‫المزمور الثاني والخمسون‬

‫عودة لمجدول‬

‫قصة دواغ األدومي وقتمو لكينة نوب موجودة في (ٔصـٕٔ‪ .)ٕ​ٕ-‬وحينما سمع داود بشرور دواغ وقتمو لمكينة‬ ‫عزى نفسو في ضيقتيا بترتيمو بكممات ىذا المزمور‪.‬‬ ‫الشٍّر أَييا ا ْلجبَّار؟ ر ْحم ُة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِٔ‬ ‫اهلل ِى َي ُك َّل َي ْوٍم!"‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬ل َما َذا تَ ْفتَخ ُر ِب َّ َ َ ُ َ َ‬ ‫كثيروف يفتخروف بالشر مثؿ دواغ وربشاقي ناظريف لقوتيـ‪ ،‬أو قوة مف يعتمدوف عمييـ كشاوؿ الممؾ أو ممؾ‬ ‫أشور‪ .‬ولكنيـ ينسوف رحمة اهلل التي تحيط شعبو‪.‬‬

‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫ِٕ‬ ‫ت َّ‬ ‫س ُنوَن ٍة َي ْع َم ُل ِبا ْل ِغ ٍّ‬ ‫الش َّر أَ ْكثَ​َر ِم َن ا ْل َخ ْي ِر‪,‬‬ ‫َح َب ْب َ‬ ‫ش‪ .‬أ ْ‬ ‫وسى َم ْ‬ ‫سا ُن َك َي ْختَ ِرعُ َمفَاس َد‪َ .‬ك ُم َ‬ ‫اآليات (ٕ‪ " - )ٗ-‬ل َ‬ ‫ٗ‬ ‫ٍ ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫سِ‬ ‫الص ْد ِ‬ ‫ان ِغ ٍّ‬ ‫ش‪".‬‬ ‫ب أَ ْكثَ​َر ِم َن التَّ َكمِم ِب ٍّ‬ ‫َح َب ْب َ‬ ‫ق‪ِ .‬سبلَ ْه‪ .‬أ ْ‬ ‫ا ْل َكذ َ‬ ‫ت ُك َّل َكبلَم ُم ْيمك‪َ ,‬ولِ َ‬

‫راجع (يعٖ) لترى عمؿ المساف‪ .‬فدواغ أحب الشر‪ ،‬وأف ينـ عمى داود وعمى الكينة وىذا بدالً مف أف يمتمس ليـ‬ ‫العذر‪ .‬وكاف السبب في قتميـ‪ ،‬كاف كموسى يحمؽ كؿ الشعر ويرميو‪ .‬فتنتو كانت ىكذا سبباً في ىبلؾ كؿ‬

‫الكينة‪.‬‬

‫٘‬ ‫َحي ِ‬ ‫ضا يي ِدم َك اهلل إِلَى األَب ِد‪ .‬ي ْخطَفُ َك وي ْقمَع َك ِم ْن مس َك ِن َك‪ ,‬ويستَأ ِ‬ ‫ْصمُ َك ِم ْن أ َْر ِ‬ ‫اء‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ض األ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ​َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬أ َْي ً َ ْ ُ‬ ‫ىنا داود يتكمـ بمساف النبوة عما سيحدث لؤلشرار (عو٘ٔ)‪.‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ون "‬ ‫آية (‪ " - )ٙ‬فَ َي َرى ٍّ‬ ‫ون‪َ ,‬و َعمَ ْي ِو َي ْ‬ ‫ض َح ُك َ‬ ‫ون َوَي َخافُ َ‬ ‫الصدٍّيقُ َ‬ ‫قد يحسد الصديقيف األشرار إذ يروف نجاحيـ الوقتي‪ .‬ولكنيـ حيف يروف نيايتيـ المؤلمة يخافوف‪ .‬ويضحكوف‬

‫عمى يوـ حسدوىـ فيو‪ ،‬وعمى تفاىة ىذا العالـ‪.‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫اإل ْنس ُ ِ‬ ‫س ِاد ِه»‪".‬‬ ‫ص َن ُو‪َ ,‬ب ِل اتَّ َك َل َعمَى َكثَْرِة ِغ َناهُ َو ْ‬ ‫ان الَّذي لَ ْم َي ْج َع ِل اهللَ ح ْ‬ ‫اعتَ​َّز ِبفَ َ‬ ‫آية (‪ُ « " - )ٚ‬ى َوَذا ِ َ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ت عمَى ر ْحم ِة ِ‬ ‫ضر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫َّى ِر َواأل َ​َب ِد‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٛ‬أ َّ‬ ‫اهلل إِلَى الد ْ‬ ‫َما أَ​َنا فَم ْث ُل َزْيتُوَنة َخ ْ َ َ‬ ‫اء في َب ْيت اهلل‪ .‬تَ​َوك ْم ُ َ َ َ‬ ‫أوالد اهلل كزيتونة ممموءة بزيت النعمة الداخمي فيـ ممموءوف مف الروح القدس‪.‬‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ت‪ ,‬وأَ ْنتَ ِظر اسم َك فَِإ َّن ُو ِ‬ ‫َحم ُد َك إِلَى الد ْ َّ‬ ‫َّام أَتْ ِق َي ِائ َك‪".‬‬ ‫َ‬ ‫َّى ِر ألَن َك فَ َع ْم َ َ ُ ْ َ‬ ‫آية (‪ " - )ٜ‬أ ْ َ‬ ‫صال ٌح قُد َ‬ ‫ىنا المرنـ يسبح اهلل ويحمده عمى ىذه النعمة التي أعطاىا لو فاهلل صانع خيرات‪.‬‬

‫‪165‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والخمطون)‬

‫المزمور الثالث والخمسون‬

‫عودة لمجدول‬

‫راجع تفسير (مزٗٔ)‬ ‫ىذا المزمور تقريباً ىو نفس المزمور (ٗٔ) مع فارؽ طفيؼ في الكممات‪ .‬وحيف يكرر الوحي نفس الكممات‬ ‫مرتيف فذلؾ حتى يكوف ىناؾ شاىديف عمينا أف اهلل قد َّ‬ ‫حذر وأنذر مف عقوبات الخاطئ الجاىؿ‪ ،‬الذي يتمادى‬ ‫في خطاياه مبر اًر ذلؾ بأف اهلل ال يرى ولف يعاقب‪ .‬اهلل يكرر لعمنا نخجؿ‪ ،‬فالجاىؿ يقوؿ ال إلو ويخطئ‪ ،‬أما نحف‬ ‫فنؤمف باهلل ومع ىذا نخطئ‪ .‬والفارؽ بيف المزموريف نجده في (‪ ٘2ٔٗ،ٙ‬مع ٖ٘‪.)٘2‬‬

‫ٔ‬ ‫ال ا ْلج ِ‬ ‫اى ُل ِفي‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٗ-‬قَ َ َ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِر‬ ‫اء أَ ْ‬ ‫ف َعمَى َب ِني ا ْل َب َ‬ ‫ش َر َ‬ ‫م َن َّ َ‬ ‫يعم ُل صبلَحا‪ ,‬لَ ْيس والَ و ِ‬ ‫اح ٌد‪".‬‬ ‫ََْ َ ً‬ ‫َ َ َ‬

‫ٕ‬ ‫ِ‬ ‫س إِ ٌ‬ ‫س َم ْن َي ْع َم ُل َ‬ ‫اس ًة‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫سوا َر َج َ‬ ‫س ُدوا َو َر ِج ُ‬ ‫لو»‪ .‬فَ َ‬ ‫َق ْم ِبو «لَ ْي َ‬ ‫صبلَ ًحا‪ .‬اَهللُ‬ ‫ِ ٖ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َم ْن‬ ‫س ُدوا‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫ل َي ْنظُ َر َى ْل م ْن فَاىم طَال ِب اهلل؟ ُكم ُي ْم قَد ْارتَدوا َم ًعا‪ ,‬فَ َ‬

‫ٗأَلَم يعمَم فَ ِ‬ ‫اعمُو ِ‬ ‫ون ا ْل ُخ ْب َز‪َ ,‬واهللَ لَ ْم َي ْد ُعوا؟"‬ ‫ون َ‬ ‫ش ْع ِبي َك َما َيأْ ُكمُ َ‬ ‫ين َيأْ ُكمُ َ‬ ‫اإل ثِْم‪ ,‬الَِّذ َ‬ ‫ْ َْ ْ‬ ‫٘‬ ‫ظام مح ِ‬ ‫َن اهلل قَ ْد بد َ ِ‬ ‫َن اهللَ قَ ْد‬ ‫َخ َزْيتَ ُي ْم أل َّ‬ ‫اص ِر َك‪ .‬أ ْ‬ ‫آية (٘) ‪ُ " -‬ى َن َ‬ ‫اك َخافُوا َخ ْوفًا‪َ ,‬ولَ ْم َي ُك ْن َخ ْو ٌ‬ ‫َّد ع َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ف‪ ,‬أل َّ َ‬ ‫ض ُي ْم‪".‬‬ ‫َرفَ َ‬

‫ف‪.‬‬ ‫أعداء اهلل يمقي عمييـ اهلل خوفاً ورعباً في قموبيـ‪ ،‬ربما ال يكوف ظاى اًر ليـ سبباً ليذا الخوؼ= َولَ ْم َي ُك ْن َخ ْو ٌ‬ ‫ولكف تجدىـ في رعب كما حدث مع المصرييف وىـ يطاردوف الشعب مع موسى‪ .‬ودائماً فيناؾ خوؼ في قمب‬ ‫َن اهلل قَ ْد بد َ ِ‬ ‫ام‬ ‫الخاطئ‪ ،‬ىناؾ خوؼ لكؿ مف يقؼ ضد اهلل وشعبو‪ ،‬الخوؼ ناشئ عف ضمائرىـ المذنبة‪ .‬أل َّ َ َ‬ ‫َّد عظَ َ‬ ‫مح ِ‬ ‫اص ِر َك = اهلل سمح بضربة لجيش أشور الذي حاصر شعبو في أورشميـ وأىمؾ ٓ​ٓ​ٓ‪ٔٛ٘.‬مف ىذا الجيش‬ ‫َُ‬ ‫تبعثرت عظاميـ حوؿ المدينة‪ .‬وبعد أف كاف ربشاقي يسخر مف اهلل ومف شعب اهلل صار سخرية لشعب اهلل=‬

‫ض ُي ْم = فيؿ نخاؼ ممف سيخزيو اهلل ومف ألقي اهلل رعباً في قمبو‪ .‬ونرى في ىذه اآلية‬ ‫َخ َزْيتَ ُي ْم أل َّ‬ ‫أْ‬ ‫َن اهللَ قَ ْد َرفَ َ‬ ‫سبباً لرعب األعداء أف اهلل يعرض أماـ قموبيـ صورة لضرباتو المرعبة ضد شعبو فيرتعبوف‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫صييو َن َخبلَص إِسرِائ َ ِ‬ ‫آية (‪ٙ" - )ٙ‬لَ ْي َ ِ ِ‬ ‫س َرِائي ُل‪".‬‬ ‫س ْب َي َ‬ ‫ش ْع ِب ِو‪َ ,‬ي ْي ِت ُ‬ ‫ف َي ْعقُ ُ‬ ‫وب‪َ ,‬وَي ْف َر ُح إِ ْ‬ ‫ت م ْن ْ َ ْ‬ ‫يل‪ .‬ع ْن َد َرٍّد اهلل َ‬ ‫َ َْ‬

‫‪166‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخمطون)‬

‫المزمور الرابع والخمسون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور الرابع والخمسون (الثالث والخمسون في األجبية)‬ ‫مف عنواف المزمور نفيـ أف داود كتبو عندما ىرب مف شاوؿ‪ ،‬فتآمر عميو الزيفيوف ووشوا بو إلى شاوؿ‬

‫(ٔصـٖٕ‪ .)ٜٔ2‬فكانوا مثاالً لييوذا الخائف‪ .‬بؿ كاف الزيفيوف مف سبط ييوذا‪.‬‬

‫نصمى ىذا المزمور في الساعة السادسة لنذكر السيد المسيح محاطاً بأعدائو وىو عمى الصميب‪ ،‬وما لحقو مف‬

‫الخزي والعار‪ ،‬ولكف كاف انتصاره محققاً "يرد الشرور عمى أعدائي"‪.‬‬

‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬اَلمَّي َّم‪ِ ,‬ب ِ‬ ‫اح ُك ْم لِي‪".‬‬ ‫ص ِني‪َ ,‬وِبقَُّوِت َك ْ‬ ‫اسم َك َخمٍّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫اسـ اهلل (تعبير عف قدرات اهلل وقوتو وشخصيتو) يكوف لممؤمنيف نصرة ولممضاديف إبادة‪( .‬أىمية صبلة يسوع‪،‬‬ ‫وتسبيح اسـ يسوع دائماً)‪ .‬وباسمو أقاـ بطرس المقعد‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫ِ‬ ‫اصغَ إِلَى َكبلَِم فَ ِمي‪".‬‬ ‫صبلَ تي‪ْ .‬‬ ‫آية (ٕ) ‪ْ " -‬‬ ‫اس َم ْع َيا اَهللُ َ‬ ‫نرى ىنا اإللحاح والمجاجة في الصبلة‪ ،‬وىنا ىو يمتجئ هلل في ضيقتو الشديدة‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ام ُي ْم‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬أل َّ‬ ‫اموا َعمَ َّي‪َ ,‬و ُعتَاةً َ‬ ‫َن ُغ َرَب َ‬ ‫َم َ‬ ‫طمَ ُبوا َن ْفسي‪ .‬لَ ْم َي ْج َعمُوا اهللَ أ َ‬ ‫اء قَ ْد قَ ُ‬ ‫اء ىـ كؿ مف كاف عمى شاكمة الزيفيوف في الخيانة‬ ‫اء = ىـ الزيفيوف واألقوياء= ُعتَاةً= شاوؿ وجنوده‪ .‬وال ُغ َرَب َ‬ ‫ُغ َرَب َ‬ ‫والغش ميما كاف اعتقادىـ‪.‬‬

‫الرب ب ْي َن ع ِ‬ ‫اآليات (ٗ‪ُ ٗ" - )٘-‬ىوَذا اهلل م ِع ٌ ِ‬ ‫اض ِدي َن ْف ِسي‪َ ٘ .‬ي ْرجعُ َّ‬ ‫َع َد ِائي‪ِ .‬ب َحقٍّ َك أَف ِْن ِي ْم‪".‬‬ ‫الشر َعمَى أ ْ‬ ‫ين لي‪َ َ َّ .‬‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ىنا يصؿ المرتؿ في صبل تو لدرجة الثقة في معونة اهلل‪ ،‬وىذه ظاىرة في مزامير داود أنو يبدأ بالسؤاؿ والشكوى‬ ‫الرب ب ْي َن ع ِ‬ ‫اض ِدي َن ْف ِسي = داود ىنا ال يضع اهلل في نفس مستوى مؤيديو‬ ‫وينتيي بالثقة والتسبيح والشكر هلل‪َ َ َّ .‬‬ ‫ولكنو يفتخر بأف الرب معو واذا كاف الرب في جانبو فيو لف ييتـ بمف ىـ ضده ميما كانت قوتيـ‪ .‬وىؤالء الذيف‬ ‫ىـ بجانبي‪ ،‬ىـ ال شئ إذا لـ يكف اهلل معيـ‪ ،‬بؿ ىو الذي جعميـ يعضدونني‪ .‬ثـ يتنبأ عمى أعدائو بأنيـ‬

‫سيتعرضوف لعقوبة اهلل وسوؼ يرجع الشر عمييـ‪ .‬ولنبلحظ أنو في العيد القديـ لـ يكف ىناؾ تمييز بيف الخاطئ‬ ‫والخطية‪ ،‬فاهلل القدوس البار العادؿ البد أف يجازي الخاطئ ليعمف قداستو وحقو = ِب َحقٍّ َك أَف ِْن ِي ْم = إظير عدلؾ‬ ‫وأنؾ تحكـ بالحؽ في فنائيـ‪.‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫صالِ ٌح‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٙ‬أَذ َْب ُح لَ َك ُم ْنتَِد ًبا‪ .‬أ ْ‬ ‫َح َم ُد ْ‬ ‫اس َم َك َيا َرب ألَنَّ ُو َ‬

‫‪167‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخمطون)‬

‫ُم ْنتَِد ًبا = طائعاً (سبعينية) أي بإرادتي ومف قمبي وبسرور وليس كفرض‪.‬‬ ‫ض ْيق َنج ِ‬ ‫آية (‪ٚ" - )ٚ‬أل ََّن ُو ِم ْن ُك ٍّل ِ‬ ‫َت َع ْي ِني‪".‬‬ ‫َع َد ِائي َأر ْ‬ ‫َّاني‪َ ,‬وِبأ ْ‬ ‫َت َع ْي ِني = ىو يقدـ ذبائحو بسرور حيف رأى عمؿ اهلل ضد أعدائو‪ .‬ونحف حيف نصمي ىذا الكبلـ‬ ‫َع َد ِائي َأر ْ‬ ‫َوِبأ ْ‬ ‫نضع في قموبنا أف أعدائنا ىـ الشياطيف والخطية والذات‪.‬‬

‫‪168‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمطون)‬

‫المزمور الخامس والخمسون‬

‫عودة لمجدول‬

‫يتفؽ معظـ المفسريف أف داود كتب ىذا المزمور أثناء ثورة إبشالوـ‪ .‬وىنا نراه في غاية االسي مف خيانة‬ ‫أخيتوفؿ‪ .‬ونرى ىنا داود رم اًز لممسيح المتألِّـ مف ثورة شعبو ضده‪ ،‬وخيانة أخيتوفؿ صورة لخيانة ييوذا وكبلىما‬ ‫مضى وخنؽ نفسو‪ .‬واآلية (ٕٔ) مف ىذا المزمور ترتميا الكنيسة في مزمور يوـ الخميس الكبير (خميس العيد)‬ ‫مف أياـ البصخة وكذلؾ يوـ الثبلثاء وتذكر بيا خيانة ييوذا وقبمتو الغاشة لسيده‪.‬‬ ‫ِٔ‬ ‫ضرِعي‪ِ ِ ٕ .‬‬ ‫استَ ِج ْب لِي‪ .‬أَتَ َحي َُّر ِفي‬ ‫صبلَ ِتي‪َ ,‬والَ تَتَ َغ َ‬ ‫اض َع ْن تَ َ‬ ‫استَم ْع لي َو ْ‬ ‫ْ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٛ-‬ا ْ‬ ‫صغَ َيا اَهللُ إِلَى َ‬ ‫ط ِر ٖ ِ‬ ‫الشٍّر ِ‬ ‫ص ْو ِت ا ْل َع ُد ٍّو‪ِ ,‬م ْن ِق َب ِل ظُ ْمِم ٍّ‬ ‫ط ِي ُدوَن ِني‪.‬‬ ‫ضَ‬ ‫ض ٍب َي ْ‬ ‫ُك ْرَب ِتي َوأ ْ‬ ‫ير‪ .‬ألَنَّ ُي ْم ُي ِحيمُ َ‬ ‫ون َعمَ َّي إِثْ ًما‪َ ,‬وِب َغ َ‬ ‫َض َ ُ‬ ‫ب م ْن َ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫٘‬ ‫ٗ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َق ْم ِبي ِفي َد ِ‬ ‫ت‬ ‫سقَطَ ْت َعمَ َّي‪َ .‬خ ْو ٌ‬ ‫اخمِي‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫ت «لَ ْي َ‬ ‫ب‪ .‬فَ ُق ْم ُ‬ ‫َي ْم َخ ُ‬ ‫ف َو َر ْع َدةٌ أَتَ​َيا َعمَ َّي‪َ ,‬و َغش َيني ُر ْع ٌ‬ ‫َى َوا ُل ا ْل َم ْوت َ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫يت ِفي ا ْلبٍّري ِ‬ ‫لِي ج َناحا َكا ْلحم ِ ِ‬ ‫ت أ َْب ُع ُد َى ِ‬ ‫ُس ِرعُ ِفي َن َج ِاتي‬ ‫َّة‪ِ .‬سبلَ ْه‪ُ .‬ك ْن ُ‬ ‫ارًبا‪َ ,‬وأَِب ُ‬ ‫يح! ىأَ​َن َذا ُك ْن ُ‬ ‫َ‬ ‫َستَ ِر َ‬ ‫َ ً‬ ‫تأْ‬ ‫ير َوأ ْ‬ ‫امة‪ ,‬فَأَط َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫يح ا ْلع ِ‬ ‫اصفَ ِة‪َ ,‬و ِم َن َّ‬ ‫الن ْو ِء»‪".‬‬ ‫ِم َن ٍّ‬ ‫الر ِ َ‬ ‫ىي صبلة داود في كربتو التي حيرتو‪ ،‬ولـ يجد طريقاً لميرب بعد أف حاصره أعداؤه تماماً‪ ،‬وقارب الموت فإرتعب‬ ‫ِ ِ‬ ‫عمى‬ ‫وتمنى لو أف لو جناحيف فييرب بيما مف ىذا الحصار وىذه الضيقة‪ .‬وفي قولو َغش َيني ُر ْع ٌ‬ ‫ب= أي التؼ ّ‬ ‫ام ِة تشير لمروح القدس‪ ،‬والقديسوف ليـ جناحي ىذه الحمامة‪ ،‬ىو لـ يقؿ جناحي نسر وال‬ ‫مف كؿ جانب‪ .‬وا ْل َح َم َ‬ ‫صقر فيي طيور نجسة‪ ،‬ولكف جناحي الحمامة يشيراف لطيارتيا‪ .‬ومف يقبؿ أف يحيا في طيارة يمتمئ مف‬ ‫تعزيات الروح القدس ويحمؽ في السماويات بجناحيو‪ .‬لَ ْي َ ِ‬ ‫ام ِة = الحمامة تطير راجعة إلى بيتيا‬ ‫ت لي َج َن ً‬ ‫احا َكا ْل َح َم َ‬ ‫ىي (فمؾ نوح‪ /‬الحماـ الزاجؿ)‪ .‬والروح القدس (الذي أخذ شكؿ الحمامة يوجينا دائماً لممسيح الذي لو إلتجأنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ير‪ .‬ثـ نجده يشتاؽ لمخموة‬ ‫َستَ ِر َ‬ ‫ير َوأ ْ‬ ‫يح‪.‬اذاً ىو يشير الشتياقو لبيت اهلل ‪ ،‬ليمتقي بو سريعا = أَط َ‬ ‫إليو نستريح= فَأَط َ‬ ‫يت ِفي ا ْلبٍّري ِ‬ ‫َّة= ىكذا إختمى الرىباف في بريتيـ بعيداً عف العالـ‪ ،‬إذ شعروا بمذة‬ ‫مع اهلل بعيدا عف الناس= أَِب ُ‬ ‫َ‬ ‫عشرة اهلل وتعزياتو وبعيداً عف خيانة البشر وشرورىـ‪ .‬وىكذا كاف المسيح ينفرد في الجبؿ ليصمي‪ .‬اف أرواح‬

‫القديسيف تشتاؽ لميروب مف ىذا العالـ‬

‫‪ٜ‬‬ ‫ِ‬ ‫اما ِفي ا ْل َم ِدي َن ِة‪َ ٔٓ .‬ن َي ًا‬ ‫ار َولَ ْيبلً‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔ٘-ٜ‬أ ْ‬ ‫َىمِ ْك َيا َرب‪ ,‬فٍَّر ْ‬ ‫ق أَْل ِس َنتَ ُي ْم‪ ,‬أل ٍَّني قَ ْد َأر َْي ُ‬ ‫ت ظُ ْم ًما َوخ َ‬ ‫صً‬ ‫ِ‬ ‫اس ُد ِفي و ِ‬ ‫شقَّ ٌة ِفي وس ِطيا‪ٔ​ٔ .‬مفَ ِ‬ ‫َس َو ِ‬ ‫اح ِت َيا ظُ ْم ٌم َو ِغ ٌّ‬ ‫ش‪.‬‬ ‫ارَىا‪َ ,‬وِاثْ ٌم َو َم َ‬ ‫ُي ِحيطُ َ‬ ‫س َ‬ ‫ون ِب َيا َعمَى أ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫سط َيا‪َ ,‬والَ َي ْب َر ُح م ْن َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ٕٔ‬ ‫َحتَ ِم َل‪ .‬لَ ْيس م ْب ِغ ِ‬ ‫ان َع ِديمِي‪ ,‬إِ ْل ِفي‬ ‫ضي تَ َعظَّ َم َعمَ َّي فَأ ْ‬ ‫ئ ِم ْن ُو‪َ .‬ب ْل أَ ْن َ‬ ‫سٌ‬ ‫س َع ُد ٌّو ُي َع ٍّي ُرِني فَأ ْ‬ ‫ت إِ ْن َ‬ ‫أل ََّن ُو لَ ْي َ‬ ‫َختَِب َ‬ ‫َ ُ‬ ‫٘ٔ‬ ‫شرةُ‪ .‬إِلَى ب ْي ِت ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ِ ِ ٗٔ َِّ‬ ‫ب ِفي ا ْل ُج ْم ُي ِ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫اهلل ُك َّنا َنذ َ‬ ‫ور‪ .‬لِ َي ْب َغتْ ُي ُم ا ْل َم ْو ُ‬ ‫ْى ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫صديقي‪ ,‬الذي َم َع ُو َكا َن ْت تَ ْحمُو لَ َنا ا ْلع ْ َ‬

‫ِ‬ ‫َن ِفي م ِ ِ‬ ‫لِ َي ْن َح ِد ُروا إِلَى ا ْل َي ِ‬ ‫ورا‪".‬‬ ‫اء‪ ,‬أل َّ‬ ‫س ِط ِي ْم ُ‬ ‫اوَي ِة أ ْ‬ ‫ساكن ِي ْم‪ ,‬في َو ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َح َي ً‬ ‫ش ُر ً‬

‫‪169‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمطون)‬

‫ىنا نجد الصورة العكسية ‪ ،‬فالخموة مع اهلل فرح وسبلـ ‪....‬لكف ماذا في العالـ غير خيانة وغدر وكراىية‬ ‫األشرار‪.‬لذا نجد ىنا صبلة فييا رجاء أف يتدخؿ اهلل ضد األشرار ويعاقبيـ‪ ،‬فاهلل القدوس ال يقبؿ الشر وال يقبؿ‬

‫صور داود حاؿ المدينة والشر الذي يسودىا‪ .‬وما يؤلمو‬ ‫ظمـ أوالده‪ .‬وىذه الصبلة قاليا داود بروح النبوة‪ .‬وىنا ُي ِّ‬ ‫ان ع ِديمِي إِ ْل ِفي وص ِد ِ‬ ‫يقي‪ .‬ىنا داود يوجو عتاب مباشر لمف‬ ‫باألكثر خيانة صديقو ومشيره أخيتوفؿ= َب ْل أَ ْن َ‬ ‫سٌ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ت إِ ْن َ‬ ‫ق أَْل ِس َنتَ ُي ْم = ابطؿ يا رب مشورة ىؤالء االشرار‪ ،‬كما بمبمت يا اهلل‬ ‫كاف يوما صديقا لو ‪.‬وماذا يطمب داود ؟ فٍَّر ْ‬ ‫ألسنة األشرار في بابؿ فمـ يستطيعوا االتفاؽ في الشر‪ ،‬وبطؿ عمميـ (وقد حدث اختبلؼ في أقواؿ الشيود ضد‬

‫المسيح يو‪ + ٔٙ2ٜ‬مرٗٔ‪ .)٘ٙ2‬وفي (ٓٔ) نجد جواسيس إبشالوـ يترصدوف خطواتو لييمكوه‪ .‬ومع المسيح فقد‬ ‫ان َع ِديمِي‬ ‫سٌ‬ ‫أمسكوا بو ليبلً وحاكموه ليبلً وأسمموه لبيبلطس ثـ ليصمب نيا اًر‪ .‬وفي (ٖٔ) نرى خيانة ييوذا‪ .‬إِ ْن َ‬ ‫إِ ْل ِفي وص ِد ِ‬ ‫يقي = انساف مثمي‪ ،‬زميؿ وصديؽ عاشرتني ‪ ،‬اكمنا وشربنا معا ‪ ،‬ولـ تري مني سوي الحب‪ .‬ولكف‬ ‫َ َ‬

‫الخيانة لـ تصدر عف ييوذا فقط‪ ،‬بؿ مف شعب الييود الذي أخذ المسيح جسده منيـ وصار إنساناً وجاؿ يصنع‬ ‫وسطيـ خي اًر ثـ قاموا عميو وصمبوه‪ .‬وفي (ٗٔ) نرى صورة الصداقة والحب التي أظيرىا المسيح لتبلميذه‬ ‫ولييوذا‪ ،‬فكاف يذىب معيـ لمييكؿ ولكؿ مكاف‪ .‬ونرى في (٘ٔ) عقوبة ىذه الخيانة‪ ،‬فنصيب مف رفض رب‬ ‫الحياة‪ ،‬اليبلؾ في الجحيـ‪ .‬وىبلؾ ييوذا المنتحر أوصمو لمجحيـ‪ .‬وىكذا كؿ مف في مساكنيـ في وسطيـ‬

‫شرو اًر‪.‬‬

‫‪ٔٚ‬‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫الرب ي َخمٍّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وح‪,‬‬ ‫اآليات (‪ " - )ٜٔ-ٔٙ‬أ َّ‬ ‫احا َوظُ ْي ًار أَ ْ‬ ‫ش ُكو َوأَُن ُ‬ ‫ص َب ً‬ ‫َما أَ​َنا فَِإلَى اهلل أ ْ‬ ‫اء َو َ‬ ‫س ً‬ ‫صني‪َ .‬م َ‬ ‫َص ُر ُخ‪َ ,‬و َّ ُ ُ‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فَيسمع صوِتي‪ٔٛ .‬فَ َدى ِب ٍ ِ ِ ِ‬ ‫س‬ ‫سبلَم َن ْفسي م ْن قتَال َعمَ َّي‪ ,‬أل ََّن ُي ْم ِب َكثَْرٍة َكا ُنوا َح ْولِي‪َ .‬ي ْ‬ ‫َ ْ َ ُ َْ‬ ‫س َمعُ اهللُ فَ ُيذل ُي ْم‪َ ,‬وا ْل َجال ُ‬ ‫َ‬ ‫ون اهللَ‪".‬‬ ‫س لَ ُي ْم تَ َغيٌر‪َ ,‬والَ َي َخافُ َ‬ ‫ُم ْن ُذ ا ْل ِق َدِم‪ِ .‬سبلَ ْه‪ .‬الَِّذ َ‬ ‫ين لَ ْي َ‬ ‫الرب ي َخمٍّ ِ‬ ‫احا َوظُ ْي ًار = أي‬ ‫ص َب ً‬ ‫اء َو َ‬ ‫س ً‬ ‫صني‪َ .‬م َ‬ ‫نجد ىنا صراخ داود هلل‪ .‬ونجده يصرخ بثقة في استجابة اهلل= َو َّ ُ ُ‬ ‫ىو يصمي ببل انقطاع‪ .‬وىناؾ مف رأي أف المساء يشير ليذا العالـ في ضيقاتو‪ .‬والصبح يشير ليوـ القيامة‪.‬‬

‫ص ْوِتي وبالنسبة لممسيح‬ ‫والظير يشير بشمسو الحارقة لوقت الدينونة التي ينقذه منيا اهلل أَ ْ‬ ‫ش ُكو َوأَُن ُ‬ ‫وح فَ َي ْ‬ ‫س َمعُ َ‬ ‫فمساء تشير لوقت القبض عميو ومحاكمتو وصباحاً تشير لمحاكمتو أماـ بيبلطس وظي اًر تشير لصمبو وموتو‬ ‫ً‬ ‫سبلٍَم َن ْف ِسي‪ .‬وفدى اآلب جنس البشر بموت ابنو‪ ،‬وأنقذ‬ ‫ودفنو‪ .‬وفي (‪ )ٔٛ‬نرى اهلل ينقذ داود مف أعدائو= فَ َدى ِب َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ُم ْن ُذ ا ْل ِق َدِم ىو جالس عمى‬ ‫بعد الموت نفس ابنو منو بأف أقامو ليقيـ معو كنيستو‪ .‬وأما أعداؤه فَ ُيذل ُي ْم ا ْل َجال ُ‬ ‫عرشو كدياف‪ .‬وقد َّ‬ ‫س لَ ُي ْم تَ َغيٌر = أي الذيف ظموا مصريف عمى رفض‬ ‫أذؿ الييود بعد صمبيـ لممسيح‪ .‬الَِّذ َ‬ ‫ين لَ ْي َ‬ ‫المسيح‪ ،‬ولـ يعتمدوا‪ ،‬ولـ يحؿ عمييـ الروح القدس‪.‬‬

‫اآليات (ٕٓ‪ٕٓ" - )ٕٔ-‬أَْلقَى ي َد ْي ِو عمَى مسالِ ِم ِ‬ ‫ض َع ْي َدهُ‪ٕٔ .‬أَ ْن َع ُم ِم َن الزْب َد ِة فَ ُم ُو‪َ ,‬وَق ْم ُب ُو ِقتَا ٌل‪ .‬أَْل َي ُن ِم َن‬ ‫يو‪َ .‬نقَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫سمُولَ ٌة‪".‬‬ ‫س ُي ٌ‬ ‫وف َم ْ‬ ‫الزْيت َكم َماتُ ُو‪َ ,‬و ِى َي ُ‬

‫‪170‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمطون)‬

‫يعود المرنـ لوصؼ الخائف الشرير‪ ،‬فبعد أف ذكر شرور الييود‪ ،‬عاد بم اررة ليذكر خيانة ييوذا فيو كاف لو وضع‬ ‫خاص= أ ْلقَى ي َد ْي ِو عمَى مسالِ ِم ِ‬ ‫يو = فالمسيح لـ يقدـ لو سوى الخير لكنو نقض عيده وألقي يديو عميو‪ .‬وكمماتو‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫وقبمتو كانت غاشة أَ ْن َع ُم ِم َن الزْب َد ِة ببل قسوة ظاىرة (ٕصـ٘ٔ‪.)ٙ-ٕ2‬‬ ‫آية (ٕ​ٕ) ‪ٕ​ٕ" -‬أَْل ِ‬ ‫ٍّيق َيتَ​َز ْع َزعُ إِلَى األ َ​َب ِد‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ب َى َّم َك فَ ُي َو َي ُعولُ َك‪ .‬الَ َي َدعُ ٍّ‬ ‫ق َعمَى َّ‬ ‫الصد َ‬ ‫األعداء يشيروف سيوفيـ لقتاؿ البار‪ ،‬والبار يمقي عمى الرب ىمو وىو يعولو‪ .‬قاؿ أحدىـ أف ىذه اآلية وجيت‬

‫لبطرس حتى ال يفشؿ المخطئ إذا َّ‬ ‫قدـ توبة‪.‬‬

‫ٖٕ‬ ‫ب ا ْليبلَ ِك‪ِ .‬رجا ُل الدٍّم ِ‬ ‫اء َوا ْل ِغ ٍّ‬ ‫َما أَ​َنا فَأَتَّ ِك ُل‬ ‫َّام ُي ْم‪ .‬أ َّ‬ ‫آية (ٖٕ) ‪َ " -‬وأَ ْن َ‬ ‫صفُ َ‬ ‫َ‬ ‫ٍّرُى ْم إِلَى ُج ٍّ َ‬ ‫ش الَ َي ْن ُ‬ ‫ت َيا اَهللُ تُ َحد ُ‬ ‫ون أَي َ‬ ‫َ‬ ‫َعمَ ْي َك‪".‬‬

‫َّام ُي ْم = أي لـ يكمموا نصؼ مدة أياميـ‪ .‬سيأخذ اهلل حياتيـ مبك اًر‪.‬‬ ‫صفُ َ‬ ‫الَ َي ْن ُ‬ ‫ون أَي َ‬

‫‪171‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخمطون)‬

‫المزمور السادس والخمسون‬

‫عودة لمجدول‬

‫داود لـ يترؾ قيثارتو أبداً‪ ،‬بؿ ظؿ وىو في شدة ضيقو مسبحاً اهلل صارخاً لو‪ .‬وىو ىنا يصرخ هلل بينما كاف ىارباً‬ ‫إلى ممؾ جت‪ .‬وىو ذىب إلى جت مرتيف‪ .‬في األولى تظاىر بالجنوف (ٔصـٕٔ‪ .)ٔٗ2‬وفي الثانية إلتجأ إلى‬

‫ممؾ جت ومعو ٓ​ٓ‪ٙ‬رجؿ فقبمو وىذا المزمور غالباً كاف في الزيارة األولى أو اليروب األوؿ لجت‪.‬‬

‫عنواف المزمور عمى الحمامة البكماء بين الغرباء= قد يكوف إشارة إلى لحف حزيف يرتؿ عمى نفس لحف ىذا‬

‫المزمور‪ .‬وقد يكوف المعني فيو إشارة لداود نفسو اليادئ الوديع الذي مثؿ الحمامة وقد طردوه وىو لـ يؤذي‬ ‫ٍ‬ ‫كشاة‬ ‫أحداً‪ ،‬ولـ يرد عمى أحد بشر‪ ،‬بؿ أقصوه بعيداً عف الييكؿ‪ .‬وقطعاً في كؿ ىذا ىو رمز لممسيح الذي كاف‬

‫أماـ جازييا ال يفتح فاه‪.‬‬

‫َن ِ‬ ‫ان َيتَ َي َّم ُم ِني‪َ ,‬وا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو ُم َح ِ‬ ‫ضا ِيقُِني‪".‬‬ ‫آية (ٔ) ‪ِٔ" -‬ا ْر َح ْم ِني َيا اَهللُ أل َّ‬ ‫س َ‬ ‫ارًبا ُي َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َيتَ َي َّم ُم ِني = يضايقني ويدفعني ويدوسني بكبرياء‪ .‬ونبلحظ أنو بينما ىو ىارب إلى ممؾ جت لكنو في قمبو ىو‬ ‫ممتجئ إلى اهلل‪ ،‬طالباً الحماية منو‪ .‬ويشير قولو ِ‬ ‫ان َيتَ َي َّم ُم ِني = أنو بالرغـ مف أف شاوؿ الممؾ ىو الذي‬ ‫س َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫يضطيدني إال أنو إنساف زائؿ‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫ين يقَ ِ ِ ِ‬ ‫َن َك ِث ِ‬ ‫اء‪".‬‬ ‫َع َد ِائي ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو‪ ,‬أل َّ‬ ‫آية (ٕ) ‪ " -‬تَ َي َّم َم ِني أ ْ‬ ‫ير َ ُ‬ ‫او ُموَنني ِبك ْب ِرَي َ‬ ‫ىذه تشير لحالة الحرب ضد داود وتشير لحالة حروب إبميس ضدنا اليوـ كمو‪.‬‬

‫آية (ٖ) ‪ِ ٖ" -‬في َي ْوِم َخ ْوِفي‪ ,‬أَ​َنا َعمَ ْي َك أَتَّ ِك ُل‪".‬‬ ‫ميما كاف مضايقي بشر (زائموف) أو شياطيف‪ ،‬فأنت اهلل الذي فوؽ الكؿ لذلؾ ألجأ إليؾ‪.‬‬ ‫آية (ٗ) ‪ٗ" -‬اَهلل أَفْتَ ِخر ِب َكبلَ ِم ِو‪ .‬عمَى ِ‬ ‫ش ُر؟"‬ ‫ت فَبلَ أ َ‬ ‫ص َن ُع ُو ِبي ا ْل َب َ‬ ‫َخ ُ‬ ‫اهلل تَ​َو َّك ْم ُ‬ ‫َ‬ ‫اف‪َ .‬ما َذا َي ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أَفْتَ ِخ ُر = أسبح بكبلـ اهلل‪ .‬ىنا يرى المرنـ اهلل كضابط الكؿ فبل يخاؼ مؤامرات البشر‪.‬‬ ‫٘‬ ‫ارِى ْم ِب َّ‬ ‫ون َكبلَ ِمي‪َ .‬عمَ َّي ُكل أَ ْف َك ِ‬ ‫الشٍّر‪".‬‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو ُي َحٍّرفُ َ‬ ‫رجاؿ شاوؿ حرفوا كبلـ داود ليثيروا شاوؿ ضده‪ ،‬وىكذا فعؿ الييود مع المسيح‪.‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ص ُدوا َن ْف ِسي‪".‬‬ ‫ون ُخطُو ِاتي ِع ْن َد َما تَ​َر َّ‬ ‫ون‪ُ ,‬يبلَ ِحظُ َ‬ ‫ون‪َ ,‬ي ْختَفُ َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٙ‬ي ْجتَ ِم ُع َ‬ ‫ىـ يجتمعوف خفية ويتآمروف ضدي‪ ،‬يترصدوف خطواتي لييمكوا نفسي‪.‬‬

‫‪172‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخمطون)‬

‫ض ٍب أ ْ ِ‬ ‫آية (‪َ ٚ" - )ٚ‬عمَى إِثْ ِم ِي ْم َج ِ‬ ‫وب َيا اَهللُ‪" .‬‬ ‫ازِى ْم‪ِ .‬ب َغ َ‬ ‫َخض ِع الش ُع َ‬ ‫ىذه بروح النبوة‪ ،‬فاهلل يخضع كؿ األشرار‪ .‬وخاصة الييود الذيف صمبوا المسيح‪.‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ِ ِ ٍّ‬ ‫َما ِى َي ِفي ِس ْف ِر َك؟"‬ ‫اج َع ْل أَ ْن َ‬ ‫آية (‪ " - )ٛ‬تَ​َي َي ِاني َارقَ ْب َ‬ ‫ت‪ْ .‬‬ ‫ت ُد ُموعي في ِزق َك‪ .‬أ َ‬ ‫ت = ىو يشعر أنو حتى في توىانو في جت‪ ،‬وفي ىروبو مف شاوؿ‪ ،‬أف عيف اهلل عميو ويحفظو‪ .‬وىو‬ ‫تَ​َي َي ِاني َارقَ ْب َ‬

‫يشعر أف اهلل في كؿ ضيقتو تضايؽ وأف اهلل رأي دموعو وىو يذكر كؿ اآلالـ التي وقعت عميو‪ ،‬وسيعوضو خي اًر‬ ‫ت ُدم ِ‬ ‫وعي ِفي ِزقٍّ َك‪ .‬اهلل كتب آالمو في ِس ْفر ال يصؿ إليو أحد أي أف اهلل لف ينسى لو كؿ‬ ‫لذلؾ يقوؿ= ْ‬ ‫اج َع ْل أَ ْن َ ُ‬ ‫ىذه اآلالـ‪ .‬ومتى يحفظ اهلل دموعنا في زؽ عنده؟ حينما نبكي أمامو في صمواتنا‪ ،‬وال نبكي أماـ الناس ونشتكي‬ ‫ليـ‪ ،‬أو نبكي عمى ضياع شئ جسداني تافو في روح تذمر عمى اهلل‪ .‬ولقد كاف لممصرييف والروماف آنية صغيرة‬ ‫يحفظوف فييا دموعيـ كتذكار محبة لمف بكوا مف أجمو‪ .‬وداود لـ يمجأ لحفظ دموعو في إناء ينكسر بؿ أراد أف‬

‫يحفظيا عند اهلل‪ .‬والزؽ إناء جمدي يحفظوف فيو الخمور‪ .‬وداود ربما أراد في تسابيحو وصراخو هلل أف يفرح قمبو‬

‫بأنو لو وىو ال يمجأ إلى سواه‪ .‬لقد حفظ اهلل في زؽ عنده دموع المرأة الخاطئة‪ ،‬وكانت أمامو أثمف مف أي طيب‪.‬‬

‫والدموع تغمب اهلل (نش‪.)٘2ٙ‬‬

‫‪ٜ‬‬ ‫َع َد ِائي إِلَى ا ْلور ِ‬ ‫اء‬ ‫آية (‪ِ " - )ٜ‬حي َن ِئ ٍذ تَْرتَد أ ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫طالما أف عينا اهلل تراقبو وعنايتو تحيطو فمف‬

‫وك ِف ِ‬ ‫َن اهللَ لِي‪".‬‬ ‫يو‪ .‬ى َذا قَ ْد َعمِ ْمتُ ُو أل َّ‬ ‫ِفي َي ْوٍم أ َْد ُع َ‬ ‫يتمكف أعداؤه منو‪.‬‬

‫ٓٔ‬ ‫الرب أَفْتَ ِخر ِب َكبلَ ِم ِو‪ٔ​ٔ .‬عمَى ِ‬ ‫ص َن ُع ُو ِبي‬ ‫اآليات (ٓٔ‪ " - )ٔ​ٔ-‬اَهللُ أَفْتَ ِخ ُر ِب َكبلَ ِم ِو‪َّ .‬‬ ‫ت فَبلَ أ َ‬ ‫َخ ُ‬ ‫اهلل تَ​َو َّك ْم ُ‬ ‫َ‬ ‫اف‪َ .‬ما َذا َي ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ان؟"‬ ‫س ُ‬ ‫اإل ْن َ‬

‫ٕٔ َّ‬ ‫ش ْك ٍر لَ َك‪".‬‬ ‫ور َك‪ .‬أُوِفي َذ َب ِائ َح ُ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪ " -‬اَلم ُي َّم‪َ ,‬عمَ َّي ُن ُذ ُ‬ ‫وصؿ ىنا إيماف النبي إلى الذروة‪ ،‬لقد رأى أف اهلل سيعيده ألورشميـ منتص اًر عمى أعدائو فيوفي نذوره ويقدـ ذبائح‬

‫شكر هلل‪.‬‬

‫َحي ِ‬ ‫َسير قُدَّام ِ‬ ‫ق‪ ,‬لِ َكي أ ِ‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ٖٔ" -‬أل َّ‬ ‫ت َن ْف ِسي ِم َن ا ْل َم ْو ِت‪َ .‬ن َع ْم‪َ ,‬و ِر ْجمَ َّي ِم َن َّ‬ ‫اهلل ِفي ُن ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء‪".‬‬ ‫ل‬ ‫الز‬ ‫َّي‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫َن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ور األ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل نجاه مف الموت‪ .‬وأنقذَ ِر ْجمَ َّيو ِم َن َّ‬ ‫َّام اهلل في ُن ِ‬ ‫الزلَ ِ‬ ‫َح َياء =‬ ‫ور األ ْ‬ ‫ق = انحرافو لعبادة آلية جت ‪ .‬أَس َ‬ ‫ير قُد َ‬ ‫المرنـ يقصد المعنى المباشر أنو سيعود حياً إلى أورشميـ‪ .‬ولكف اآلية تشير لما ىو أبعد مف ىذا‪ .‬فيي تشير‬ ‫لمخبلص الذي قدمو لنا المسيح الذي نجى نفوسنا مف الموت فيو بموتو داس الموت‪ .‬وىو أعطانا أف نغمب‬

‫‪173‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخمطون)‬

‫الخطية وال ننزلؽ فييا وفي طرقيا‪ .‬وأعطانا حياة أبدية في نور األحياء حيث يكوف المسيح ىو نور أورشميـ‬

‫السماوية‪.‬‬

‫‪174‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمطون)‬

‫المزمور السابع والخمسون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور السابع والخمسون(السادس والخمسون في األجبية)‬ ‫في أشد أوقات داود لـ يترؾ قيثارتو وال صمواتو‪ ،‬وىا ىو ىارب مف شاوؿ ولكنو ال يكؼ عف التسبيح والتضرع‬

‫إلى اهلل بثقة (قارف ىذا المزمور مع ٕكوٗ‪.)ٔ​ٔ-ٚ2‬‬

‫عمى ال تيمك= نشيد معروؼ يشير إليو‪ ،‬ربما ليرتمونو بنفس النغمة‪ .‬ومعنى ال تيمؾ أف ال تقابؿ الشر بالشر‪.‬‬ ‫كما عفا داود عف شاوؿ في المغارة ولـ يقتمو‪.‬‬

‫نصمي ىذا المزمور في الساعة السادسة‪ ،‬فداود كاف في اضطياد األقوياء لو رم اًز لممسيح‪ .‬حفروا قدامي حفرة=‬ ‫ىذه مؤامرة الييود‪ .‬سقطوا في وسطيا= ىذه نيايتيـ استيقظ يا مجدي= استيقظي يا نفسي (سبعينية) ىذه نصرة‬

‫المسيح بالقيامة‪.‬‬ ‫َن تَعبر ا ْلم ِ‬ ‫احتَم ْت َن ْف ِسي‪ ,‬وِب ِظ ٍّل ج َناح ْي َك أ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِٔ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫صائ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َحتَمي إِلَى أ ْ ْ ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬ا ْر َح ْمني َيا اَهللُ ْار َح ْمني‪ ,‬ألَن ُو ِب َك ْ َ‬ ‫تكرار ْار َح ْم ِني = يدؿ عمى أننا محتاجوف إلى رحمة اهلل في الدىر الحاضر وفي الدىر اآلتي‪ .‬والى المجاجة في‬ ‫الطمب‪ .‬ا ْلم ِ‬ ‫اح ْي َك = إشارة لعناية اهلل بنا‬ ‫ب = اإلثـ في السبعينية إشارة لمتجارب التي يثيرىا الشيطاف‪َ .‬ج َن َ‬ ‫صائ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫(متٖٕ‪ )ٖٚ2‬والدجاجة إذا ىاجميا صقر ترفرؼ بجناحييا وتضـ فراخيا تحتيا‪.‬‬ ‫اهلل ا ْلمح ِ‬ ‫اهلل ا ْلعمِ ٍّي‪ ,‬إِلَى ِ‬ ‫آية (ٕ) ‪ٕ" -‬أَصر ُخ إِلَى ِ‬ ‫امي َع ٍّني‪".‬‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫الصراخ ال يعني الصوت العالي بؿ ح اررة القمب واإلرادة األكيدة في الطمب‪.‬‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬ير ِس ُل ِم َن َّ ِ‬ ‫ص ِني‪َ .‬عي َ​َّر الَِّذي َيتَ َي َّم ُم ِني‪ِ .‬سبلَ ْه‪ُ .‬ي ْر ِس ُل اهللُ َر ْح َمتَ ُو َو َحقَّ ُو‪".‬‬ ‫الس َماء َوُي َخمٍّ ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ير ِس ُل ِم َن َّ ِ‬ ‫ص ِني = ألـ يرسؿ اآلب ابنو الوحيد مف السماء ليخمصنا (يوٖ‪َ )ٖٔ2‬يتَ َي َّم ُم ِني =‬ ‫الس َماء َوُي َخمٍّ ُ‬ ‫ُْ‬ ‫يطأونني أو يضطيدونني (سبعينية)‪ .‬وىـ الشياطيف‪َ .‬ر ْح َمتَ ُو َو َحقَّ ُو = فعمي الصميب ظيرت رحمة اهلل وحقو‬ ‫(عدلو)‪ ،‬ىذه ىي طريقة الخبلص‪ ،‬فالذي استوفى مطاليب الحؽ اإلليي ىو المسيح المصموب برحمتو‪ .‬فداس لنا‬

‫أعدائنا‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫ِ‬ ‫ش َب ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ف‬ ‫آية (ٗ) ‪َ " -‬ن ْف ِسي َب ْي َن األَ ْ‬ ‫س ْي ٌ‬ ‫ين َب ِني َ‬ ‫ال‪ .‬أ ْ‬ ‫َضطَجعُ َب ْي َن ا ْل ُمتَّ ِق ِد َ‬ ‫آد َم‪ .‬أ ْ‬ ‫سا ُن ُي ْم َ‬ ‫ام‪َ ,‬ولِ َ‬ ‫َس َنا ُن ُي ْم أَسن ٌة َوس َي ٌ‬ ‫َم ٍ‬ ‫اض‪".‬‬

‫ش َب ِ‬ ‫ال = ىـ االعداء األقوياء الذيف أحاطوا بداود (شاوؿ ورجالو) أو ىـ كؿ مف اجتمع حوؿ المسيح (الروماف‬ ‫األَ ْ‬ ‫والييود) (مزٕ​ٕ‪ .)ٖٔ2‬ولـ يقؿ االسود ‪ ،‬فيؤالء المحيطيف بو يعتمدوف عمي الممؾ شاوؿ ‪ ،‬كما تعتمد االشباؿ‬

‫‪175‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمطون)‬

‫ين = يشبو نفسو بالتبف وأعدائو‬ ‫عمي ابوىا االسد ‪ .‬أ ْ‬ ‫َضطَجعُ = إشارة إلى موت المسيح بالجسد‪َ .‬ب ْي َن ا ْل ُمتَّ ِق ِد َ‬ ‫بنيراف حارقة‪.‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫٘ ِ‬ ‫ات‪ .‬لِ َي ْرتَ ِف ْع َعمَى ُك ٍّل األَ ْر ِ‬ ‫ض َم ْج ُد َك‪".‬‬ ‫آية (٘) ‪ْ " -‬ارتَف ِع المَّ ُي َّم َعمَى َّ َ َ‬ ‫في ىذه اإلشارة نرى اهلل يقيـ المظموـ ويرفعو‪ ،‬وىي نبوة عف قياـ وصعود المسيح بالجسد‪ .‬وفي نصرة المظموـ‬ ‫يرتفع مجد اهلل أماـ أنظار الشعوب‪ .‬حينما نضع ىذه اآلية مع آية (‪ )ٛ‬إستيقظ يا مجدي نفيـ أف اهلل يتمجد‬ ‫ويرتفع حينما يقيـ المسيح‪ .‬واآلية وحدىا تشير ألف اهلل يقيـ المظموـ ويرفعو‪ ،‬وفي ىذا يرتفع مجد اهلل ‪ .‬مجد داود‬ ‫ليس في ممكو او جيشو او غناه ‪ ،‬انما مجده ىو اهلل " اكوف مجدا في وسطيا "( زؾ ٕ ‪ .)٘ 2‬اذاً استيقظ يا‬

‫مجدي ىي نداء ورجاء لممسيح ابف اهلل ليقوـ مف االموات ويقيمو ىو ايضا‪ ،‬وبصعوده يصعد لممجد ويتمجد‬ ‫مجدا ابديا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪َ ٙ" - )ٙ‬ى َّيأُوا َ ِ‬ ‫س ِط َيا‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫سقَطُوا في َو َ‬ ‫ش َب َك ًة ل َخطَ َواتي‪ .‬ا ْن َح َن ْت َن ْفسي‪َ .‬حفَُروا قُدَّامي ُح ْف َرةً‪َ .‬‬ ‫ش َب َك ًة ‪ُ /‬ح ْف َرةً وا ْن َح َن ْت َن ْف ِسو مف أحزانو (حفرة مخفية كشرؾ‬ ‫حيف رأى المرتؿ مؤامرات األعداء إلصطياده = َ‬

‫ليوقعوه فييا)‪ .‬ولكنيـ سقطوا ىـ فييا (ىاماف)‪.‬‬

‫وىذا ما حدث مع المسيح في ىذه الساعة‪ ،‬إذ نجحت وقتياً خطة األشرار وصمبوه‪ .‬وكاف في حزف عظيـ "نفسي‬ ‫ِ‬ ‫س ِط َيا = وىذا ما حدث مع المسيح حيف أتى إبميس وجنوده ليقبضوا عمي روح‬ ‫سقَطُوا في َو َ‬ ‫حزينة إلى الموت"‪َ .‬‬ ‫المسيح فإذ بو يقبض ىو عمييـ‪ .‬ويقيدىـ ألؼ سنة‪ .‬وىذا ما حدث مع داود وشاوؿ‪ ،‬فسقط شاوؿ في يد داود‪.‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ت َق ْم ِبي‪ .‬أُ َغ ٍّني َوأ َُرٍّن ُم‪".‬‬ ‫ت َق ْم ِبي َيا اَهللُ‪ ,‬ثَا ِب ٌ‬ ‫آية (‪ " - )ٚ‬ثَا ِب ٌ‬ ‫ت َق ْم ِبي = قمبي لـ يتزعزع أثناء مقاومة األعداء لي‪ ،‬بؿ كنت أغني وأرنـ‪ .‬والقديس أثناسيوس الرسولي يفسر‬ ‫ثَا ِب ٌ‬

‫ثابت قمبي (مستعد حسب السبعينية) أف قمبو مستعد لحموؿ الروح القدس الذي يعممو الترنيـ والتسبيح‪ .‬والروح‬

‫القدس ح ّؿ عمينا بعد أف تـ عمؿ المسيح الفدائي‪.‬‬

‫ود! أَ​َنا أ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪ِ ٛ" - )ٛ‬‬ ‫س َح ًرا‪".‬‬ ‫اب َوَيا ُع ُ‬ ‫استَ ْيقظي َيا َرَب ُ‬ ‫ْ‬ ‫استَ ْيق ْظ َيا َم ْجدي! ْ‬ ‫ْ‬ ‫َستَ ْيقظُ َ‬ ‫استَ ْي ِق ْظ َيا َم ْج ِدي = استيقظي يا نفسي (سبعينية) إشارة لمجد اهلل الذي ظير في إقامة المسيح‪ ،‬وفي معونة مف‬ ‫ْ‬

‫ألتجأ إليو‪ .‬وفي حموؿ الروح الذي أعطانا حياة التسبيح‪ .‬أنا أستيقظ سح اًر (مبك اًر) سبعينية‪ .‬فالمسيح قاـ فجر‬

‫األحد‪ .‬وكؿ مف حؿ عميو روح اهلل وامتؤل بو يستيقظ مبك اًر وال يتغافؿ ويقوـ ليرنـ‪.‬‬

‫‪ٜ‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات‪,‬‬ ‫ُمِم‪ٔٓ .‬أل َّ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔ​ٔ-ٜ‬أ ْ‬ ‫َن َر ْح َمتَ َك قَ ْد َعظُ َم ْت إِلَى َّ َ َ‬ ‫َح َم ُد َك َب ْي َن الش ُعوب َيا َرب‪ .‬أ َُرٍّن ُم لَ َك َب ْي َن األ َ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ٔ​ٔ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات‪ .‬لِ َي ْرتَ ِف ْع َعمَى ُك ٍّل األ َْر ِ‬ ‫ض َم ْج ُد َك‪".‬‬ ‫َوِالَى ا ْل َغ َمام َحق َك‪ْ .‬ارتَف ِع المَّ ُي َّم َعمَى َّ َ َ‬

‫‪176‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمطون)‬

‫السماو ِ‬ ‫أُرٍّنم لَ َك ب ْي َن األ ِ‬ ‫ات =‬ ‫َ‬ ‫ُمم = ىذه بروح النبوة‪ ،‬فمزامير داود ترتؿ بيا كؿ األمـ اآلف‪َ .‬ر ْح َمتَ َك َعظُ َم ْت إِلَى َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫رحمة اهلل رفعت اإلنساف الترابي إلى السماء فسبحت المبلئكة السمائييف اهلل عمى عممو العجيب‪َ .‬وِالَى ا ْل َغ َم ِام‬

‫َحق َك = طمب داود ىنا اف يرتفع اهلل ويتعالي اعمي مف السموات والسحاب ‪ ،‬اي عاليا جدا ويري مجده كؿ‬ ‫الشعوب ‪.‬والغماـ أو السحاب يشير لمقديسيف (أش‪ ٔ2ٜٔ‬إشارة لمعذراء ‪ +‬عبٕٔ‪ )ٔ2‬فكؿ مف عاش حياة مقدسة‬ ‫يشبو بالسحاب ألنو أرتفع عف األرضيات‪ .‬ومراحـ اهلل تشبو بالمطر المتساقط عمى البشر يعطييـ الخير‪ .‬لِ َي ْرتَ ِف ْع‬ ‫َعمَى ُك ٍّل األ َْر ِ‬ ‫ض َم ْج ُد َك = إيماف كؿ األرض‪.‬‬

‫‪177‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخمطون)‬

‫المزمور الثامن والخمسون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىناؾ عدة أراء عف المناسبة التي قيؿ فييا ىذا المزمور‪-2‬‬ ‫‪.1‬‬

‫قبؿ أف يبدأ شاوؿ مبلحقتو لداود مع جنوده ليقتمو‪ ،‬استخدـ القضاة المرتشيف ليصدروا حكماً ضد‬

‫‪.2‬‬

‫قيؿ بمناسبة الحكـ الظالـ الذي أصدره شاوؿ ضد كينة نوب األبرياء‪.‬‬

‫داود بأنو خارج عف القانوف وعمى مف يجده أف يقتمو‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫عف طريقة قضاء إبشالوـ وأتباعو‪ ،‬إذ عوجوا القضاء ليجذبوا قموب الشعب‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫ون‪ِ ,‬با ْلمستَ ِقيم ِ‬ ‫َخ َر ِ‬ ‫آد َم؟ "‬ ‫َحقًّا ِبا ْل َح ٍّ‬ ‫ق األ ْ‬ ‫ون َيا َب ِني َ‬ ‫ض َ‬ ‫س تَتَ َكمَّ ُم َ‬ ‫ات تَ ْق ُ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬أ َ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ىنا نجد داود في م اررة يوبخ القضاة أو الحكاـ الذيف يمزجوف الكذب بالحؽ فيعوجوا القضاء حسب أىوائيـ‪.‬‬

‫َخ َر ِ‬ ‫س = مف يعرؼ الحقيقة وال يتكمـ‪ .‬ونجد في ىذا نبوة عما فعمو الييود بالمسيح‪ ،‬تمفيؽ تيـ‪ ،‬واخفاء‬ ‫ا ْل َح ٍّ‬ ‫ق األ ْ‬ ‫حقائؽ وحكـ ظالـ ضده‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫ور ِفي األ َْر ِ‬ ‫ون‪".‬‬ ‫ش ُر ًا‬ ‫ون ُ‬ ‫ض ظُ ْم َم أ َْي ِدي ُك ْم تَ ِزُن َ‬ ‫آية (ٕ) ‪َ " -‬ب ْل ِبا ْل َق ْم ِب تَ ْع َممُ َ‬ ‫ا ْل َق ْم ِب = أي أفكارىـ وشيواتيـ وارادتيـ خاطئة‪ ،‬والنتيجة ظُ ْم َم أ َْي ِدي ُك ْم = أعمالكـ‪ .‬فيـ في كمماتيـ تجدىـ يتكمموف‬ ‫ون = كأف القاضي لو ميزاف ليزف الحؽ‬ ‫بالحؽ ولكف أفكارىـ ونياتيـ وأعماليـ كميا ظمـ‪ .‬ظُ ْم َم أ َْي ِدي ُك ْم تَ ِزُن َ‬ ‫والباطؿ‪ ،‬وميزاف ىؤالء غش‪.‬‬ ‫ٖ‬ ‫ين َك ِذ ًبا‪".‬‬ ‫آية (ٖ) ‪َ " -‬از َ‬ ‫ش َرُار ِم َن َّ‬ ‫غ األَ ْ‬ ‫ضموا ِم َن ا ْل َب ْط ِن‪ُ ,‬متَ َكمٍّ ِم َ‬ ‫الر ِحِم‪َ .‬‬ ‫سبؽ داود وقاؿ" بالخطية حبمت بي أمي" وىذا عف أف كؿ مولود يرث خطية آدـ ولكف المقصود ىنا بقولو َازغَ‬ ‫الر ِحِم = أف ىؤالء القضاة الظالميف ولدوا مف أباء عمى شكميـ‪ ،‬فالخطية تفشت وسط المجتمع‪.‬‬ ‫ش َرُار ِم َن َّ‬ ‫األَ ْ‬ ‫فالمبادئ الفاسدة التي سادت المجتمع الفاسد ىي الرحـ الذي نشأوا فيو‪.‬‬ ‫الص ٍّل األَص ٍّم يسد أُ ُذ َن ُو‪٘ ,‬الَِّذي الَ يستَ ِمع إِلَى صو ِت ا ْلحو ِ‬ ‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )٘-‬لَيم حم ٌة ِم ْث ُل حم ِة ا ْلحي ِ‬ ‫اة‬ ‫َّة‪ِ .‬مثْ ُل ٍّ‬ ‫َُ َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُْ ُ َ‬ ‫ين ُرقَى َح ِك ٍيم‪".‬‬ ‫َّ‬ ‫الر ِاق َ‬

‫داود ىنا يشبو ىؤالء األشرار بالحية التي تسد أذنييا حتى ال تسمع صوت المزمار الذي يطمقو الراقي ليخرجيا‬ ‫ويمنعيا أف تطمؽ سموميا عمى الناس‪( .‬ىذه قد تكوف أسطورة أو فكرة عند الناس أف الحيات تستجيب لمزمار‬

‫الحواة الراقيف) والميـ المعنى أف ىؤالء األشرار يطمقوف سموميـ وكبلميـ الردئ المسموـ ضد الناس غير‬

‫سامعيف لمشورات األب ارر بأف يكفوا عف ىذا‪.‬‬

‫‪178‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخمطون)‬

‫سر أَس َنا َنيم ِفي أَفْو ِ‬ ‫ش َب ِ‬ ‫‪َّ ٙ‬‬ ‫ال َيا َرب‪".‬‬ ‫اس األَ ْ‬ ‫اى ِيِم‪ْ .‬‬ ‫اى ِش ْم أ ْ‬ ‫َض َر َ‬ ‫َ‬ ‫آية (‪ " - )ٙ‬اَلم ُي َّم‪َ ,‬ك ٍّ ْ ْ ُ ْ‬ ‫طالما ال أمؿ في إصبلحيـ فالمرنـ يطمب عقابيـ حتى ال يستمروا في أذيتيـ لؤلبرياء وأسنانيـ وأضراسيـ إشارة‬

‫لفميـ الذي يطمؽ األكاذيب ويأكموا بيا سمعة األبرياء فيحطمونيـ‪ ،‬فاألشباؿ تطحف الفريسة بأضراسيا‪.‬‬

‫ْىبوا‪ .‬إِ َذا فَ َّو َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ِٚ‬‬ ‫ب‪".‬‬ ‫ام ُو َف ْمتَ ْن ُ‬ ‫وبوا َكا ْل َماء‪ ,‬ل َيذ َ ُ‬ ‫آية (‪ " - )ٚ‬ل َي ُذ ُ‬ ‫ق س َي َ‬ ‫الماء إذا انسكب عمى األرض ال يمكف جمعو ثانية‪ .‬والمرنـ يطمب أف تذىب عنيـ قوتيـ حتى ال يتسببوا في‬ ‫اذية أحد‪ .‬وِا َذا فَ َّو َ ِ‬ ‫ب‬ ‫ام ُو = َّ‬ ‫فوؽ أي وضع السيـ عمى وتر القوس‪ ،‬أي مستعد إلطبلقو عمى األبرياء‪َ .‬ف ْمتَ ْن ُ‬ ‫ق س َي َ‬ ‫= أي تتكسر وال تصيب أحد‪.‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ون م ِ‬ ‫اش ًيا‪ِ .‬م ْث َل ِس ْق ِط‬ ‫آية (‪َ " - )ٛ‬ك َما َي ُذ ُ‬ ‫وب ا ْل َحمَُز ُ َ‬ ‫ون م ِ‬ ‫اش ًيا = الحمزوف ىو القوقع‪.‬‬ ‫َك َما َي ُذ ُ‬ ‫وب ا ْل َحمَُز ُ َ‬

‫ا ْل َم ْأر َِة الَ ُي َعا ِي ُنوا َّ‬ ‫س‪".‬‬ ‫الش ْم َ‬ ‫وىذا يفرز مادة لزجة‪ ،‬وبينما ىو يسير تستيمؾ تمؾ المادة‬

‫المزجة ويتركيا وراءه‪ ،‬وبالطبع مع الوقت ستستيمؾ تمؾ المادة ويستيمؾ القوقع بالتالي (أصؿ كممة القوقع‬

‫المستخدمة ىنا فقط في الكتاب المقدس تشير لفتاة تجرجر ذيؿ فستانيا وراءىا‪ .‬فيذا القوقع يترؾ عمى األرض‬ ‫في سيره مادتو المزجة حتى يجؼ وينتيي ويموت)‪ .‬وصبلة المرنـ أف يضمحؿ ىؤالء األشرار ىكذا‪ .‬بؿ ليتيـ ال‬ ‫يولدوف ‪ .‬او يكونوف ِم ْث َل ِس ْق ِط ا ْل َم ْأر َِة الذي يموت قبؿ أف يولد‪ .‬أو يا ليت خططيـ ومؤامراتيـ ال تولد‪.‬‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ورُك ْم ِب َّ‬ ‫يئا أ َْو َم ْح ُروقًا‪َ ,‬ي ْج ُرفُ ُي ْم‪".‬‬ ‫َن تَ ْ‬ ‫الش ْو ِك‪ِ ,‬ن ً‬ ‫آية (‪ " - )ٜ‬قَ ْب َل أ ْ‬ ‫ش ُع َر قُ ُد ُ‬ ‫الشوؾ سريع االشتعاؿ وال يبقي كثي اًر أماـ النار‪ .‬وىؤالء األشرار يا رب فمتجعميـ ك َّ‬ ‫الش ْو ِك ‪ ،‬ينتيوف قبؿ أف تشعر‬ ‫يئا أ َْو َم ْح ُروقًا = الشوؾ أماـ النار يشتعؿ سواء كاف جافاً أو مازاؿ في خضرتو‪ .‬والمعنى فمتبيدىـ‬ ‫القدر بنارىـ‪ِ .‬ن ً‬ ‫يا رب سواء كانوا في بداية مؤامراتيـ أو إذا كانت مؤامراتيـ وشرورىـ قد نضجت‪.‬‬ ‫ٓٔ‬ ‫ٍّيق إِ َذا أرَى َّ‬ ‫الشٍّر ِ‬ ‫الن ْق َم َة‪َ .‬ي ْغ ِس ُل ُخطُو ِات ِو ِب َدِم ٍّ‬ ‫ير‪".‬‬ ‫آية (ٓٔ) ‪َ " -‬ي ْف َر ُح ٍّ‬ ‫الصد ُ‬ ‫َ‬ ‫فرح الصديؽ بيبلؾ األشرار راجع ألن و رأى قداسة اهلل وعدـ رضاه عمى الشر فيتشجع ألنو يسير في طريؽ اهلل‪،‬‬

‫وألف اهلل يحب طريؽ الحؽ‪ .‬فنجاح طريؽ الشرير يدفع البار لمحزف ويضعؼ قمبو‪ ،‬وحيف يرى عدؿ هلل يزداد ثقة‬ ‫الشٍّر ِ‬ ‫في أف اهلل ال يرضى بالظمـ‪َ .‬ي ْغ ِس ُل ُخطُو ِات ِو ِب َدِم ٍّ‬ ‫ير = الصديؽ حيف يرى عقوبة الشرير أف اهلل انتقـ منو‬ ‫يخاؼ باألكثر فيطير أعمالو خوفاً مف أف تكوف لو نفس عقوبتو‪.‬‬ ‫اض ِفي األ َْر ِ‬ ‫لو قَ ٍ‬ ‫آية (ٔ​ٔ) ‪َ ٔ​ٔ" -‬وَيقُو ُل ِ‬ ‫مصدٍّي ِ‬ ‫ض»"‬ ‫ان «إِ َّن ِل ٍّ‬ ‫وج ُد إِ ٌ‬ ‫س ُ‬ ‫ق ثَ َم ًرا‪ .‬إِنَّ ُو ُي َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫مف ظف أنو ليس ىناؾ مكافأة لمف يعمؿ أعماالً صالحة‪ ،‬أو ظف أنو ال عقاب لمشرير‪ ،‬اآلف بعد عقاب الشرير‬ ‫سيعرؼ أف اهلل يكافئ البار ويعاقب الشرير‪.‬‬

‫‪179‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمطون)‬

‫المزمور التاسع والخمسون‬

‫عودة لمجدول‬

‫نرى في ىذا المزمور رجاؿ شاوؿ يحاصروف داود وزوجتو ميكاؿ تخدعيـ وتنزلو مف الكوة وداود كاف في ىذا‬ ‫رم اًز لممسيح ا لذي نجاه اهلل بقيامتو‪ .‬وما نالو أعداء داود مف عقاب مثاؿ لما حدث لمييود وسيحدث ليـ في يوـ‬ ‫القضاء‪ .‬ونحف حيف نرتؿ ىذه المزامير نذكر إبميس عدونا ونيايتو المنتظرة‪ .‬ومف أعدائنا األقوياء الشيوة‬

‫والخطية‪.‬‬ ‫ٔ‬ ‫اح ِم ِني‪َ ٕ .‬ن ٍّج ِني ِم ْن فَ ِ‬ ‫اإل ثِْم‪َ ,‬و ِم ْن ِر َج ِ‬ ‫اعمِي ِ‬ ‫َع َد ِائي َيا إِل ِيي‪ِ .‬م ْن ُمقَ ِ‬ ‫ال‬ ‫او ِم َّي ْ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )٘-‬أَ ْن ِقذ ِْني ِم ْن أ ْ‬ ‫اء َخمٍّص ِني‪ٖ ,‬أل ََّنيم ي ْك ِم ُن َ ِ ِ‬ ‫الدٍّم ِ‬ ‫ون َعمَ َّي‪ ,‬الَ ِإل ثْ ِمي َوالَ لِ َخ ِطي َِّتي َيا َرب‪ِ ٗ .‬ببلَ إِثٍْم ِم ٍّني‬ ‫اء َي ْجتَ ِم ُع َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ون ل َن ْفسي‪ .‬األَق ِْوَي ُ‬ ‫َ‬ ‫٘‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لو ا ْل ُج ُن ِ‬ ‫ب ُك َّل‬ ‫يل ا ْنتَِب ْو لتُ َ‬ ‫س َرائ َ‬ ‫ود‪ ,‬إِ َ‬ ‫ت َيا َرب إِ َ‬ ‫استَ ْيق ْظ إِلَى لقَائي َوا ْنظُ ْر! َوأَ ْن َ‬ ‫ون َوُيعد َ‬ ‫َي ْج ُر َ‬ ‫طال َ‬ ‫لو إِ ْ‬ ‫س ُي ُم‪ْ .‬‬ ‫ون أَ ْنفُ َ‬ ‫ُمِم‪ُ .‬ك َّل َغ ِاد ٍر أ َِث ٍيم الَ تَْر َح ْم‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫األ َ‬

‫صبلة لمخبلص مف األعداء األقوياء‪ .‬وىذا ما فعمو ويفعمو المسيح لنا‪ ،‬فيو يحمينا مف األعداء األقوياء=‬ ‫(شاوؿ‪ /‬إبميس‪ ) ..‬وقولو الَ ِإل ثْ ِمي = يشير إلى أنو لـ يخطئ إلييـ‪ ،‬لكنيـ يياجمونو ببل سبب‪ .‬ويعدوف أنفسيـ‬ ‫ِ‬ ‫ُمِم =‬ ‫لمفتؾ بي‪ْ .‬‬ ‫استَ ْيق ْظ = ىذا ما قالو التبلميذ لممسيح إذ ظنوه نائماً في السفينة ال ييمو أمر غرقيـ‪ .‬األ َ‬ ‫المقصود ب يـ األمـ الوثنية أي مف يعبدوف الشياطيف‪ .‬وىو ضـ شاوؿ ورجالو ليؤالء فإبميس ىو أبوىـ وقائدىـ‪.‬‬

‫ا ْنتَِب ْو = أي دع اإلمياؿ وطوؿ األناة‪.‬‬

‫ِ ِ ‪ٚ‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ون ِبأَفْو ِ‬ ‫ون ِمثْ َل ا ْل َك ْم ِب‪ ,‬وي ُدور َ ِ‬ ‫ون ِع ْن َد ا ْلمس ِ‬ ‫اى ِي ْم‪.‬‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٚ-ٙ‬ي ُع ُ‬ ‫اء‪َ ,‬ي ِير َ‬ ‫ود َ‬ ‫ون في ا ْل َمدي َنة‪ُ .‬ى َوَذا ُي ِبق َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫ون «م ْن س ِ‬ ‫سي ٌ ِ ِ ِ‬ ‫امعٌ؟ »‪".‬‬ ‫ُ​ُ‬ ‫وف في شفَاى ِي ْم‪ .‬أل ََّن ُي ْم َيقُولُ َ َ َ‬ ‫ون أي‬ ‫ون ِمثْ َل ا ْل َك ْم ِب = التشبيو ىنا بصياد يرسؿ كبلبو وراء الفريسة‪ .‬والصياد ىو شاوؿ الممؾ‪ .‬وقولو َي ِير َ‬ ‫َي ِير َ‬ ‫يصدروف أصوات خافتة كما ينبح الكمب بصوت خافت‪ ،‬وذلؾ ألنيـ يخافوف أف ييرب منيـ داود‪ .‬وتشبيو‬ ‫ون ِبأَفْو ِ‬ ‫ون ِع ْن َد ا ْلم ِ‬ ‫اى ِي ْم‬ ‫األعداء بالكبلب (راجع مزٕ​ٕ) ي ُع ُ‬ ‫ود َ‬ ‫ساء= الميؿ يشير لمخطية التي ىـ فييا‪ُ .‬ى َوَذا ُي ِبق َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ون = يممئوف فميـ ىواء ويفرغونو بقوة) ‪ .‬والمعنى أنيـ يخرجوف مف أفواىيـ فيض‬ ‫= أي يتجشأوف بأفواىيـ ( ُي ِبق َ‬ ‫مف الشر الذي كالسيوؼ ألنيـ يقولوف م ْن س ِ‬ ‫امعٌ = ىـ في جبروتيـ يقولوف لف يسمع أحد صراخ المظموـ‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ُمِم‪".‬‬ ‫ستَ ْي ِزئُ ِب َج ِم ِ‬ ‫آية (‪ " - )ٛ‬أ َّ‬ ‫ت َيا َرب فَتَ ْ‬ ‫َما أَ ْن َ‬ ‫ض َح ُك ِب ِي ْم‪ .‬تَ ْ‬ ‫يع األ َ‬ ‫ستَ ْي ِزئُ = راجع مزمور (ٕ) (صبلة باكر)‪.‬‬ ‫تَ ْ‬ ‫ض َح ُك‪ ..‬تَ ْ‬

‫َن اهللَ َم ْم َجِإي‪".‬‬ ‫آية (‪ِ ٜ" - )ٜ‬م ْن قَُّوِت ِو‪ ,‬إِلَ ْي َك أَْلتَ ِجئُ‪ ,‬أل َّ‬

‫‪180‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمطون)‬

‫قُ َّوِت ِو = قوة العدو‪.‬‬ ‫آية (ٓٔ) ‪ٔٓ" -‬إِل ِيي ر ْحمتُ ُو تَتَقَدَّم ِني‪ .‬اهلل ي ِر ِ‬ ‫َع َد ِائي‪.‬‬ ‫يني ِبأ ْ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ىذه خبرات داود السابقة التي تسنده في ضيقتو الحالية (األسد‪ -‬الدب‪ -‬جميات)‪.‬‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ِ َّ‬ ‫س َنا‪".‬‬ ‫سى َ‬ ‫ش ْع ِبي‪ .‬تٍَّي ْي ُي ْم ِبقُ َّوِت َك َوأ ْ‬ ‫َى ِب ْط ُي ْم َيا َرب تُْر َ‬ ‫آية (ٔ​ٔ) ‪ " -‬الَ تَ ْقتُ ْم ُي ْم ل َئبل َي ْن َ‬ ‫المرنـ يطمب أف يتشتت أعداؤه ليكونوا عبرة لكؿ شرير‪ .‬فمو ماتوا لنسى الناس شرىـ‪ .‬وكانت ىذه نبوة عف تشتت‬

‫الييود بعد صمبيـ لممسيح‪ ،‬وأىانتيـ ٓ​ٓ​ٕٓسنة في كؿ مكاف‪ .‬وكؿ ما نرى ما حدث لمييود نتأكد أنيا عقوبة‬

‫إليية ألنيـ مازالوا غير مؤمنيف‪.‬‬ ‫اى ِيم ِىي َكبلَم ِشفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٕٔ ِ‬ ‫ون‬ ‫اى ِي ْم‪َ .‬وْل ُي ْؤ َخ ُذوا ِب ِك ْب ِرَي ِائ ِي ْم‪َ ,‬و ِم َن المَّ ْع َن ِة َو ِم َن ا ْل َك ِذبِ الَِّذي ُي َح ٍّدثُ َ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪َ " -‬خط َّي ُة أَف َْو ْ َ ُ‬ ‫ِب ِو‪".‬‬ ‫مازالت خطية الييود ىي رفضيـ واىاناتيـ لممسيح وكذبيـ وتحريفيـ لآليات والنبوات التي بيف أيدييـ والتي‬ ‫تنطؽ بما حدث لممسيح‪.‬‬

‫َن اهلل متَسمٍّطٌ ِفي يعقُوب إِلَى أَقَ ِ‬ ‫اصي األ َْر ِ‬ ‫ْن‪ِ ,‬ب َح َنق أَف ِ‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ٖٔ" -‬أَف ِ‬ ‫ض‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫َْ َ‬ ‫ْن‪َ ,‬والَ َي ُكوُنوا‪َ ,‬وْل َي ْعمَ ُموا أ َّ َ ُ َ‬ ‫ىنا يزداد المرنـ غيظاً عمى ىؤالء الكذابيف ويطمب فنائيـ‪ ،‬وىذا ما حدث لمييود عمى يد تيطس سنة ٓ‪ٚ‬ـ‪.‬‬ ‫والحظ تكرار كممة أَف ِ‬ ‫ْن لمتأكيد‪ .‬لعدـ إيمانيـ أف المسيح ممؾ متسمط عمى يعقوب وعمى كنيستو إلى أقاصي‬ ‫األرض‪( .‬يعقوب ىو أبو الكنيسة بالجسد)‪.‬‬ ‫ِ ِ ٘ٔ‬ ‫ٗٔ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِم ْث َل ا ْل َك ْم ِب‪ ,‬وي ُدور َ ِ‬ ‫ون ِع ْن َد ا ْلمس ِ‬ ‫ون‬ ‫اآليات (ٗٔ‪َ " - )ٔ٘-‬وَي ُع ُ‬ ‫يي َ‬ ‫اء‪َ .‬ي ِير َ‬ ‫ود َ‬ ‫ون في ا ْل َمدي َنة‪ُ .‬ى ْم َيت ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫ش َب ُعوا َوَي ِبيتُوا‪".‬‬ ‫لِؤلَ ْك ِل‪ .‬إِ ْن لَ ْم َي ْ‬ ‫اآلية (ٗٔ) ىي تكرار لآلية (‪ )ٙ‬ولكف آية (٘ٔ) تختمؼ عف آية (‪ .)ٚ‬والفارؽ بيف الحالتيف‪ ،‬ىو الفارؽ بيف‬

‫الييود وىـ يدبروف مؤامرتيـ ضد المسيح وىـ في قوتيـ شاعريف أنيـ قادريف أف يفعموا بو ما يريدوف‪ ،‬وبيف‬

‫الييود حيف تشتتوا وفارقيـ اهلل ففارقتيـ قوتيـ و أروا الكنيسة التي يشبعيا اهلل وىـ في حالة جوع‪ .‬في األوؿ كاف‬ ‫ِ‬ ‫ش َب ُعوا َوَي ِبيتُوا = تترجـ ويحسدوف‬ ‫ون ِلؤلَ ْك ِل إِ ْن لَ ْم َي ْ‬ ‫يي َ‬ ‫ليـ سيوؼ ويبقوف بأفواىيـ‪ .‬وفي الثاني مشتتيف= ُى ْم َيت ُ‬ ‫ويتذمروف إذ ال يجدوف شبعيـ‪.‬‬

‫‪ٔٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫َما أَ​َنا فَأُ َغ ٍّني ِبقَُّوِت َك‪ ,‬وأُرٍّنم ِبا ْل َغ َد ِ‬ ‫اصا ِفي َي ْوِم‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٚ-ٔٙ‬أ َّ‬ ‫اة ِب َر ْح َم ِت َك‪ ,‬أل ََّن َك ُك ْن َ‬ ‫ت َم ْم َجأً لي‪َ ,‬و َم َن ً‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫ضِ‬ ‫ِ‬ ‫لو َر ْح َم ِتي‪".‬‬ ‫يقي‪َ ٔٚ .‬يا قَُّوِتي لَ َك أ َُرٍّن ُم‪ ,‬أل َّ‬ ‫َن اهللَ َم ْم َجِإي‪ ,‬إِ ُ‬

‫‪181‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمطون)‬

‫وأُرٍّنم ِبا ْل َغ َد ِ‬ ‫اة = أي في الصباح وقارف مع األعداء الذيف يعودوف عند المساء (آية‪ .)ٙ‬ونصيب أوالد اهلل ىو‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫المسيح شمس البر نورىـ‪ .‬ونصيب األشرار سمطاف الظممة أي إبميس‪ .‬ومف ىـ في نور المسيح ال يكفوا عف‬

‫التسبيح‪.‬‬

‫‪182‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطتون)‬

‫المزمور الستون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىناؾ مزامير كثيرة تتكمـ عف داود المتألـ الذي يصرخ إلى اهلل ليخمصو‪ .‬ولكف ىذا المزمور كتبو داود في يوـ‬ ‫انتصاره‪ ،‬يوـ استقر عمى عرشو‪ ،‬بعد أف أعطاه اهلل نصرة عمى األرامييف ثـ األدومييف (يبدو أف األدومييف‬ ‫استغموا حرب داود مع أراـ وضربوا إسرائيؿ مف الجنوب‪ ،‬فعاد يوآب وضرب أدوـ)‪ .‬ورنـ داود ىذا المزمور‬

‫ص ِّو اًر أف اهلل تخمى عنيـ فوقع الشعب في ضيؽ‪ ،‬ثـ نظر إلييـ معطياً قوة فصار أعدائيـ في خزي‪ .‬وكاف ىذا‬ ‫ُم َ‬

‫مثاالً لما حدث مع المسيح‪ ،‬إذ ظف كؿ واحد أف اهلل قد تخمى عنو وىو معمؽ عمى الصميب‪ ،‬ثـ بعد القيامة صار‬ ‫أعداؤه في خزي تحت قدميو‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫س َرَىا ألَنَّ َيا‬ ‫ت األ َْر َ‬ ‫ت‪ .‬أ َْر ِج ْع َنا‪َ .‬زْل َزْل َ‬ ‫س ِخ ْط َ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٖ-‬يا اَهللُ َرفَ ْ‬ ‫ص ْمتَ َيا‪ْ .‬‬ ‫اج ُب ْر َك ْ‬ ‫ض‪ ,‬فَ َ‬ ‫ضتَ​َنا‪ .‬اقْتَ َح ْمتَ​َنا‪َ .‬‬ ‫ٖ‬ ‫سقَ ْيتَ​َنا َخ ْم َر التََّرن ِح‪".‬‬ ‫ت َ‬ ‫ُمتَ​َز ْع ِز َع ٌة! أ َ​َرْي َ‬ ‫ش ْع َب َك ُع ْ‬ ‫س ًرا‪َ .‬‬ ‫ىنا تصور لحالة الشعب في إنكساره‪ ،‬في بداية المعركة وكأف األرض فُ ِ‬ ‫ص َم ْت أي إنشقت ما بيف أراـ مف الشماؿ‬ ‫وأدوـ مف الجنوب‪ ،‬وىو ُيص ِ‬ ‫َّوْر أي إنكسار لمشعب عمى أنو تخمى مف اهلل عنيـ‪ ،‬وىذا صحيح فكؿ مف يتخمى‬

‫عف اهلل يتخمى اهلل عنو فينكسر ‪ .‬ولكف بالنسبة ألوالده‪ ،‬فقد يكوف التخمي لفترة قصيرة يعقبيا مجد ‪ ،‬فداود عاد‬ ‫وانتصر مع شعب إسرائيؿ ىنا عمي اعدائيـ ‪ .‬وكاف ىذا رم اًز لما حدث مع المسيح نفسو بعد ذلؾ‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ق‪ِ .‬سبلَ ْه‪٘ .‬لِ َكي ي ْنجو أ ِ‬ ‫استَ ِج ْب‬ ‫َج ِل ا ْل َح ٍّ‬ ‫ت َخ ِائ ِف َ‬ ‫َحب ُ‬ ‫َعطَ ْي َ‬ ‫يك َر َاي ًة تُْرفَعُ أل ْ‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )٘-‬أ ْ‬ ‫ص ِب َيمين َك َو ْ‬ ‫َّاؤ َك‪َ .‬خمٍّ ْ‬ ‫ْ َ َُ‬ ‫لِي!"‬ ‫يك َر َاي ًة = المحاربوف يميزوف بعضيـ بعبلمات فكؿ جيش لو راية أو عبلمة‪ ،‬حتى ال يقتؿ الزميؿ‬ ‫َع َ‬ ‫ت َخ ِائ ِف َ‬ ‫ط ْي َ‬ ‫أْ‬ ‫زميمو‪ .‬وىنا نجد أف اهلل ىو الذي أعطاىـ الراية فيو الذي يحمييـ‪ ،‬وىذه الراية ىي اإليماف باسمو‪ ،‬واسـ اهلل ىو‬

‫الذي يحمييـ‪ .‬وىـ اآلف يروف ىذه الراية مرفوعة‪ ،‬في صموات الكينة في الييكؿ وصموات الجنود في المعركة‪،‬‬ ‫في اسـ اهلل الذي يتردد عمى شفاىيـ‪ .‬والراية التي ترفعيا الكنيسة اآلف ىي عبلمة الصميب‪ ،‬وبيا ننجو مف سياـ‬

‫إبميس‪ ،‬واسـ يسوع المرعب لجنود إبميس‪.‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْسم َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ ِ‬ ‫سى‪,‬‬ ‫اد َوِلي َم َن َّ‬ ‫وت‪ .‬لِي ِج ْم َع ُ‬ ‫سك َ‬ ‫ي ُ‬ ‫يس َواد َ‬ ‫يم‪َ ,‬وأَق ُ‬ ‫شك َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٕٔ-ٙ‬اَهللُ قَ ْد تَ َكم َم بقُ ْدسو «أ َْبتَ ِي ُج‪ ,‬أَق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ضِ‬ ‫ْسي‪ ,‬ييوَذا صولَج ِاني‪ٛ .‬موآب ِ‬ ‫ْرِيم ُخوَذةُ أر ِ‬ ‫اى ِت ِفي َعمَ َّي»‪.‬‬ ‫َد‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ي‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ين ْ‬ ‫ُ‬ ‫س ِط ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫وم أَ ْط َر ُح َن ْعمي‪َ .‬يا َفمَ ْ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َوأَف َا ُ‬ ‫ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ود ِني إِلَى ا ْلم ِدي َن ِة ا ْلمح َّ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ت َيا اَهللُ الَِّذي َرفَ ْ‬ ‫س أَ ْن َ‬ ‫َم ْن َيقُ ُ‬ ‫َُ‬ ‫وم؟ أَلَ ْي َ‬ ‫ضتَ​َنا‪َ ,‬والَ تَ ْخ ُر ُج َيا اَهللُ‬ ‫َ‬ ‫ص َنة؟ َم ْن َي ْيديني إلَى أ َُد َ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫اإل ْنس ِ ٕٔ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مع ج ي ِ‬ ‫ص َنعُ ِب َبأ ٍ‬ ‫الضي ِ‬ ‫وس‬ ‫َع ِط َنا َع ْوًنا ِفي ٍّ‬ ‫وش َنا؟ أ ْ‬ ‫َ َ ُ​ُ‬ ‫ان‪ِ .‬باهلل َن ْ‬ ‫ْس‪َ ,‬و ُى َو َي ُد ُ‬ ‫ص ِ َ‬ ‫ق‪ ,‬فَ َباط ٌل ُى َو َخبلَ ُ‬

‫اء َنا‪".‬‬ ‫أْ‬ ‫َع َد َ‬

‫‪183‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطتون)‬

‫ىنا داود يتكمـ عف النصرة التي أعطاىا اهلل‪ .‬فاَهللُ قَ ْد تَ َكمَّ َم ِبقُ ْد ِس ِو = أي أعطانا وعده المقدس‪ .‬وطالما أنو وعد‬ ‫فؤلَ ْبتَ ِي ُج‪ .‬واهلل وعد داود بأف يممؾ عمى كؿ إسرائيؿ وطالما أف اهلل وعد فيو سيعطي داود أف تكوف لو إسرائيؿ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْسم َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْولَ َج ِاني = األسباط كميا صارت‬ ‫وت‪ .‬لِي ِج ْم َع ُ‬ ‫سك َ‬ ‫اد‪َ ....‬ي ُيوَذا َ‬ ‫ي ُ‬ ‫يس َواد َ‬ ‫يم َوأَق ُ‬ ‫شك َ‬ ‫كميا نصيباً وممكاً لو‪ .‬أَق ُ‬ ‫لو ولف يغتصب أراـ أو أدوـ شيئاً‪ .‬لف يقتسـ أراـ وأدوـ األرض‪ ،‬ولكف كميا لداود وأما أعدائو فمقد أخضعيـ اهلل‬

‫تحت قدميو (موآب وأدوـ) فمؤاب تصير ميانة كمرحضة وأدوـ موطئاً لرجميو‪ .‬وأنت يا فمسطيف أف كاف لؾ جرأة‬ ‫إىتفي عمى وسيكوف مصيرؾ كيؤالء‪ .‬ثـ يترنـ المرنـ ويسبح اهلل الذي أعاده إلى أورشميـ المدينة المحصنة بؿ‬

‫أعطاه أف ييزـ أدوـ ويدوسيا ويضرب منيا ٓ​ٓ​ٓ‪ ٕٔ.‬في وادي الممح (العنواف)‪ .‬نجد داود ىنا يسبح اهلل وحده‬ ‫ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان‪ .‬ومف الناحية الرمزية‪ .‬اَهللُ قَ ْد‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫الذي يخمص‪ ،‬أما اإلنساف فبل يستطيع أن يخمص= َباط ٌل ُى َو َخبلَ ُ‬ ‫تَ َكمَّ َم ِبقُ ْد ِس ِو = اهلل قد تجسد بالروح القدس مف مريـ العذراء (عبٕ‪ .)ٔ2ٔ،‬وبفدائو اشترى كؿ عبيده وشعبو‬

‫واقتسميـ أي صاروا نصيبو (أشٖ٘‪ .)ٕٔ2‬وصار الشيطاف تحت أقدامو وأقداـ كنيستو (لوٓٔ‪ .)ٜٔ2‬وفي (‪)ٜ‬‬ ‫نرى صورة لوحدة الكنيسة بيف الييود واألمـ‪ .‬الييود ىي ا ْلم ِدي َن ِة ا ْلمح َّ ِ‬ ‫وم‪ .‬الكنيسة‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ص َنة أورشميـ‪ ،‬واألمـ ىي أ َُد َ‬ ‫ِ‬ ‫ص‬ ‫ت َيا اَهللُ الَِّذي َرفَ ْ‬ ‫س أَ ْن َ‬ ‫ضتَ​َنا وىو الذي يخمص= فَ َباط ٌل ُى َو َخبلَ ُ‬ ‫التي كانت قبؿ المسيح مرفوضة= أَلَ ْي َ‬ ‫ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان‪.‬‬ ‫اإل ْن َ‬

‫‪184‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والطتون)‬

‫المزمور الحادي والستون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور الحادي والستون (الستون في األجبية)‬ ‫نجد ىنا مثؿ كثير مف مزامير داود‪ ،‬نجده يبدأ بقمب حزيف يشتكي باكياً أعدائو المتربصيف بو‪ ،‬ولكنو ينتيي‬ ‫بأغاني التسبيح‪ ،‬ألف اهلل رفع نفسو وأعطاه الثقة في حمايتو بالرغـ مف قوة األعداء حولو‪ ،‬وحيف شعر باستجابة‬

‫اهلل لو فرح وشكر إذ رأى نصرتو قادمة‪.‬‬

‫ربما كاف داود حيف رنـ ىذا المزمور ىارباً مف شاوؿ أو إبشالوـ واألغمب إبشالوـ فيو يسمى نفسو ممكاً‪ .‬ولكف‬ ‫ىذا المزمور بشكؿ نبوي يحدثنا عف المسيح‪.‬‬

‫يرى القديس أثناسيوس الرسولي أف في ىذا المزمور شكر هلل عمى عودة المسبييف‪.‬‬

‫نصمى ىذا المزمور في الساعة السادسة فنذكر صراخ المسيح وىو عمى الصميب وأف اآلب استجاب لو وأقامو=‬

‫تزيد الممك أياماً‪ .‬واهلل استجاب لو بأف أعطى ميراثاً لخائفي إسمو= كؿ مف آمف بالمسيح صار لو نصيباً في‬

‫ميراثو‪.‬‬

‫ِٔ‬ ‫ِ ِٕ‬ ‫ِ‬ ‫ْصى األ َْر ِ‬ ‫وك إِ َذا ُغ ِش َي َعمَى‬ ‫ض أ َْد ُع َ‬ ‫ص َراخي‪َ ,‬و ْ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٕ-‬ا ْ‬ ‫صبلَ تي‪ .‬م ْن أَق َ‬ ‫اص َغ إِلَى َ‬ ‫س َم ْع َيا اَهللُ ُ‬ ‫َق ْم ِبي‪ .‬إِلَى ص ْخرٍة أَرفَع ِم ٍّني تَي ِد ِ‬ ‫يني‪".‬‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ْصى األ َْر ِ‬ ‫وك = قد تشير ىذه لممسبييف في بابؿ (قاليا بروح النبوة) وقد تشير أنو اآلف بعيداً عف‬ ‫ض أ َْد ُع َ‬ ‫م ْن أَق َ‬ ‫المقادس‪ ،‬ولكنو حتى لو ابتعد إلى أقصى األرض فسيظؿ يصرخ إلى اهلل‪ ،‬ولف تكوف المسافات عائقاً‪ ،‬فيـ‬ ‫طردوه وحرموه مف المقادس لكنيـ لف يستطيعوا أف يحرموه مف الممجأ الوحيد الذي لو وىو اهلل‪ .‬وقد تعني أقصى‬

‫األرض‪ ،‬أنو في أىواؿ شديدة وشاع اًر بالوحدة والعزلة‪ ،‬وال يجد سوى اهلل بجانبو وكؿ مف ىو شاعر بأنو عبد‬ ‫لخطية ما‪ ،‬أبعدتو عف اهلل يصرخ ىكذا وىو بعيداً ُغ ِش َي َعمَى َق ْم ِبي = المعنى الحرفي "طفح مف اليـ" أو ىو‬ ‫يتموى مف األلـ‪ .‬إِلَى ص ْخرٍة أَرفَع ِم ٍّني تَي ِد ِ‬ ‫يني = الصخرة ىو ربنا يسوع المسيح (ٔكوٓٔ‪ .)ٗ2‬وقولو أرفع منى‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫يعني أنو يتوؽ إلى حماية أكبر مف طاقاتو ىو‪ ،‬ىو شاعر أنو أضعؼ مف األعداء المحيطيف بو عاجز أف ينقذ‬ ‫نفسو ‪ ،‬ويطمب أف يتحقؽ لو األماف والحماية‪ ،‬غير القادر ىو أف يتوصؿ إلييما‪ .‬أما السبعينية فترجمتيا "عمى‬ ‫الصخرة رفعتني أرشدتني" بصيغة الماضي وصيغة الماضي تفيد الثقة في األمر كأنو قد تحقؽ‪.‬‬

‫ٖ‬ ‫ت َم ْم َجأً لِي‪ُ ,‬ب ْر َج قُ َّوٍة ِم ْن َو ْج ِو ا ْل َع ُد ٍّو‪".‬‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬أل ََّن َك ُك ْن َ‬ ‫ىنا نسمع أف اهلل َم ْم َجأً وُب ْر َج حصين = برج قوة لمف يمجأ إليو‪.‬‬

‫‪185‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والطتون)‬ ‫ٗ‬ ‫ور‪ .‬أ ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َك ِن َك إِلَى الد ُى ِ‬ ‫اح ْي َك‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫َحتَمي ِبستْ ِر َج َن َ‬ ‫َس ُك َن َّن في َم ْ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬أل ْ‬ ‫اشتياقو لمعودة إلى أورشميـ والى األقداس‪ .‬الجناحيف ىما عنايتو وحمايتو‪.‬‬ ‫٘‬ ‫ت ِمير َ ِ ِ‬ ‫ت ُن ُذ ِ‬ ‫اس ِم َك‪".‬‬ ‫َع َ‬ ‫استَ َم ْع َ‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬ألَ َّن َك أَ ْن َ‬ ‫وري‪ .‬أ ْ‬ ‫اث َخائفي ْ‬ ‫ت َيا اَهللُ ْ‬ ‫ط ْي َ َ‬ ‫ت ِمير َ ِ ِ‬ ‫ت ُن ُذ ِ‬ ‫اس ِم َك اهلل أعطى الييود ميراث‪ ،‬أرض‬ ‫َع َ‬ ‫استَ َم ْع َ‬ ‫وري = استمعت صمواتي (سبعينية)‪ .‬أ ْ‬ ‫اث َخائفي ْ‬ ‫ْ‬ ‫ط ْي َ َ‬ ‫كنعاف‪ .‬وأعطى لممؤمنيف بالمسيح ميراثاً سماوياً‪ .‬بالنسبة لداود‪ ،‬تفيـ ىذه اآلية أنو نذر أف يكوف كمو هلل إذا‬

‫أعاده اهلل لميراثو (أورشميـ) وبالنسبة لممسيح فمقد قدس نفسو (خصص نفسو لعمؿ الفداء) (يو‪ .)ٜٔ2ٔٚ‬ليعطي‬

‫لمف يؤمف بو ميراث الحياة األبدية‪.‬‬

‫َّام ا ْلممِ ِك تُ ِ‬ ‫آية (‪ٙ" - )ٙ‬إِلَى أَي ِ‬ ‫َّاما‪ِ .‬س ِني ُن ُو َك َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر‪".‬‬ ‫ض ُ‬ ‫يف أَي ً‬ ‫َ‬ ‫بالنسبة إلى داود تفيـ ىذه اآلية أف إبشالوـ ورجالو لف ينالوا منو ويقتموه بؿ سيحيا‪ .‬ىذه تمت حرفياً مع حزقيا‬

‫الممؾ مف نسؿ داود إذ أطاؿ اهلل عمره ٘ٔ سنة‪ .‬وكاف ىذا يرمز لقيامة المسيح وأف الموت لف يسود عميو‪.‬‬ ‫ِس ِنينُ ُو َك َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر = أي يزيد اهلل سنيو مف جيؿ إلى جيؿ (سبعينية) وألجياؿ عديدة (إنجميزية)‪.‬‬ ‫آية (‪ٚ" )ٚ‬ي ْجمِس قُدَّام ِ‬ ‫ظ ِان ِو‪".‬‬ ‫اج َع ْل َر ْح َم ًة َو َحقًّا َي ْحفَ َ‬ ‫اهلل إِلَى الد ْ‬ ‫َّى ِر‪ْ .‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ي ْجمِس قُدَّام ِ‬ ‫َّى ِر = عف داود تفيـ ىذه أف يعود إلى كرسيو كممؾ‪ .‬ولكف كيؼ نفسر أف داود سيجمس‬ ‫اهلل إِلَى الد ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬

‫إلى األبد عمى كرسيو؟ قاؿ البعض دواـ مزاميره كصموات لمكنيسة حتى نياية األياـ‪ .‬ولكف ىذه تفيـ أيضاً عف‬

‫جموس المسيح بعد قيامتو عف يميف اآلب‪.‬‬ ‫ظ ِان ِو = مف أجؿ طاعة المسيح حتى الموت (وفييا رحمة ‪ +‬عدؿ) رفعو اهلل وجعؿ لو‬ ‫اج َع ْل َر ْح َم ًة َو َحقًّا َي ْحفَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ظ ِان ِو = حاوؿ الييود قتؿ المسيح مرات عديدة‪ ،‬واهلل حفظو حتى يتـ‬ ‫اسماً فوؽ كؿ اسـ (فيٕ‪َ .)ٔ​ٔ-ٛ2‬ي ْحفَ َ‬ ‫رسالتو وتعاليمو ثـ سمح بصمبو (ليستوفي رحمة وحؽ اهلل)‪ .‬ولكنو لـ يرى فساداً فيو قد قاـ‪.‬‬

‫آية (‪ٛ" - )ٛ‬ى َك َذا أُرٍّنم الس ِم َك إِلَى األَب ِد‪ ,‬لِوفَ ِ‬ ‫اء ُن ُذ ِ‬ ‫وري َي ْو ًما فَ َي ْو ًما‪".‬‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫إذ رأي المرتؿ خبلص اهلل سبح ورتؿ‪ .‬ونفيـ أف التسبيح القمبي ىو مف ثمار عمؿ الروح القدس في النفس‪.‬‬ ‫والروح القدس حؿ عمى الكنيسة بعد صعود المسيح‪ ،‬فصارت الكنيسة كنيسة مسبحة إلى دىر الدىور‪ .‬ونذر‬

‫الكنيسة ىي أف تعبد اهلل دائماً‪.‬‬

‫‪186‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطتون)‬

‫المزمور الثاني والستون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ال يتضح مف عنواف المزمور وال مف كمماتو‪ ،‬في أي مناسبة قد كتبو داود‪ ،‬إنما ىو لمتعبير عف الثقة في اهلل‪،‬‬ ‫فالمرنـ يقوؿ أنو يثؽ فيو وينتظره‪ .‬ويدعو كؿ مف يسمعو أف يفعؿ مثمو‪.‬‬ ‫صي‪ٕ .‬إِ َّنما ُىو ص ْخرِتي و َخبلَ ِ‬ ‫هلل ا ْنتَظَر ْت َن ْف ِسي‪ِ .‬م ْن ِقبمِ ِو َخبلَ ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪ٔ" - )ٕ-‬إِ َّنماِ ِ‬ ‫صي‪َ ,‬م ْم َجِإي‪ ,‬الَ أَتَ​َز ْع َزعُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫يرا‪".‬‬ ‫َكث ً‬ ‫ِ‬ ‫ير = مف غير‬ ‫ص ْخ َرِتي = ىي أسماء لممسيح المخمص (لوٕ‪ٔ + ٖٓ2‬كوٓٔ‪ .)ٗ2‬الَ أَتَ​َز ْع َزعُ َك ِث ًا‬ ‫َخبلَصي‪َ ..‬‬

‫الممكف أف ال يتزعزع اإلنساف‪ .‬لكف كمما أقترب اإلنساف مف اهلل وقمت خطاياه‪ .‬قؿ تزعزعو‪ .‬وحتى القديس إف‬

‫تزعزع فيو سريعاً ما يعود لسبلمو وثقتو في اهلل‪.‬‬

‫ٖ‬ ‫ون َعمَى ِ‬ ‫ض‪َ ,‬ك ِج َد ٍ‬ ‫سِ‬ ‫ار َو ِاق ٍع!"‬ ‫ان؟ تَ ْي ِد ُموَن ُو ُكم ُك ْم َك َح ِائ ٍط ُم ْنقَ ٍّ‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬إِلَى َمتَى تَ ْي ِج ُم َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ض واألعداء مجتمعيف عميو ليسقطوه‪ .‬وىذا ىو حاؿ الطبيعة البشرية الساقطة‪ ،‬ىي‬ ‫ىنا يشبو اإلنساف ب َح ِائ ٍط ُم ْنقَ ٍّ‬ ‫مثاؿ حائط ىزتو صدمة الخطية فماؿ إلى السقوط‪ ،‬وال يمكف إعادة بنائو وقيامو إال باليدـ ثـ إعادة البناء (ىذا‬

‫يتـ بالمعمودية اآلف فنحف نموت وندفف مع المسيح لنقوـ ثانية معو في جدة الحياة (رو‪ )ٙ‬وفيما بعد الموت نقوـ‬

‫بجسد نوراني‪.‬‬

‫ضو َن ِبا ْل َك ِذ ِب‪ِ .‬بأَفْو ِ‬ ‫ون لِي ْدفَعوه ع ْن َ ِ‬ ‫ِٗ َّ‬ ‫اى ِي ْم ُي َب ِ‬ ‫ون‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ون َوِب ُقمُوِب ِي ْم َي ْم َعنُ َ‬ ‫ارُك َ‬ ‫آم ُر َ َ ُ ُ َ‬ ‫ش َرِفو‪َ .‬ي ْر َ ْ‬ ‫َ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬إن َما َيتَ َ‬ ‫ش َرِف ِو = أي يدفعوه ليسقط‬ ‫ون لِ َي ْدفَ ُعوهُ َع ْن َ‬ ‫آم ُر َ‬ ‫نرى ىنا صورة لمحاوالت األعداء ضد ىذا الجدار ليوقعوه‪ .‬فيم َيتَ َ‬ ‫ضو َن ِبا ْل َك ِذ ِب = ىـ يغشوف ويكذبوف كما خدعت الحية حواء بخمطيا الكذب بالحقيقة‪ِ .‬بأَفْو ِ‬ ‫اى ِي ْم‬ ‫في الخطية‪َ .‬ي ْر َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُي َب ِ‬ ‫ون =‬ ‫ون = يظيروف لئلنساف أنيـ أصدقاء محبيف ويدعونو لمخطية كأنيا لمترفيو عنو‪َ .‬وِب ُقمُوِب ِي ْم َي ْم َع ُن َ‬ ‫ارُك َ‬ ‫قموبيـ ممموءة كراىية لو‪.‬‬

‫َن ِم ْن ِقبمِ ِو رج ِائي‪ٙ .‬إِ َّنما ُىو ص ْخرِتي و َخبلَ ِ‬ ‫اآليات (٘‪٘" - )ٔٓ-‬إِ َّنماِ ِ‬ ‫هلل ا ْنتَ ِظ ِري َيا َن ْف ِسي‪ ,‬أل َّ‬ ‫صي‪َ ,‬م ْم َجِإي فَبلَ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫صي وم ْج ِدي‪ ,‬ص ْخرةُ قُ َّوِتي م ْحتَماي ِفي ِ‬ ‫اهلل َخبلَ ِ‬ ‫أَتَ​َز ْع َزعُ‪ٚ .‬عمَى ِ‬ ‫اهلل‪ .‬تَ​َو َّكمُوا َعمَ ْي ِو ِفي ُك ٍّل ِح ٍ‬ ‫اس ُك ُبوا‬ ‫َ‬ ‫ين َيا قَ ْوُم‪ْ .‬‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫وب ُك ْم‪ .‬اَهللُ َم ْم َجأٌ لَ َنا‪ِ .‬سبلَ ْه‪.‬‬ ‫َّام ُو ُقمُ َ‬ ‫قُد َ‬ ‫ق‪ُ .‬ىم ِم ْن ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ٜ‬إِ َّنما ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫از ِ‬ ‫ش ِر‪ِ .‬في ا ْل َم َو ِ‬ ‫ون‪ٔٓ .‬الَ تَتَّ ِكمُوا َعمَى‬ ‫ب َب ُنو ا ْل َب َ‬ ‫اط ٌل َب ُنو َ‬ ‫اطل أَ ْج َم ُع َ‬ ‫َ‬ ‫آد َم‪َ .‬كذ ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫ين ُى ْم إلَى فَ ْو ُ ْ‬ ‫اطبلً ِفي ا ْل َخ ْط ِ‬ ‫صيروا ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ُعوا َعمَ ْي ِو َق ْم ًبا‪".‬‬ ‫ف‪ .‬إِ ْن َز َ‬ ‫اد ا ْل ِغ َنى فَبلَ تَ َ‬ ‫الظ ْمم َوالَ تَ ُ َ‬

‫‪187‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطتون)‬

‫أوالد اهلل ال يضعوا ثقتيـ ورجائيـ سوى في اهلل وحده‪ .‬أما اإلنساف في نظرىـ فيو باطؿ= ب ِ‬ ‫آد َم =‬ ‫اط ٌل َب ُنو َ‬ ‫َ‬ ‫وباطؿ ىنا كما في سفر الجامعة أنو شئ مثؿ السراب ال يمكف أف تثؽ فيو‪ ،‬فيو اليوـ موجود‪ ،‬وغداً ال تجده‪،‬‬ ‫ض ُعوا َعمَ ْي ِو َق ْم ًبا‪ .‬فكؿ‬ ‫ووعود اإلنساف باطمة فكيؼ نثؽ في إنساف ميما زاد غناه ومركزه = إِ ْن َز َ‬ ‫اد ا ْل ِغ َنى فَبلَ تَ َ‬ ‫ما يفتخر بو اإلنساف مف غنى وكرامة ومجد وقوة‪ ..‬كمو ٍ‬ ‫فاف زائؿ‪ .‬ثـ يوجو المرنـ نصيحة لمف يسمع أف ال يظف‬ ‫اطبلً ِفي ا ْل َخ ْط ِ‬ ‫صيروا ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‪.‬‬ ‫أف في الغنى قوة فيسعى لمماؿ بطريؽ الظمـ= الَ تَ ُ َ‬ ‫ِ ٕٔ‬ ‫اآليات (ٔ​ٔ‪ٔ​ٔ" - )ٕٔ-‬م َّرةً و ِ‬ ‫الر ْح َم ُة‪,‬‬ ‫َن ا ْل ِع َّزةَِ‬ ‫ت أ َّ‬ ‫هلل‪َ ,‬ولَ َك َيا َرب َّ‬ ‫اح َدةً تَ َكمَّ َم َّ‬ ‫س ِم ْع ُ‬ ‫الرب‪َ ,‬و َىاتَْي ِن اال ثْ َنتَ ْي ِن َ‬ ‫َ َ‬ ‫ازي ِ‬ ‫ت تُ َج ِ‬ ‫ان َك َع َممِ ِو‪".‬‬ ‫أل ََّن َك أَ ْن َ‬ ‫س َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ِ‬ ‫ت = سبؽ‬ ‫س ِم ْع ُ‬ ‫َم َّرةً َواح َدةً تَ َكمَّ َم = أي أف اهلل كبلمو كبلـ واحد‪ ،‬ال يزيد عميو وال ينقص منو‪َ .‬و َىاتَْي ِن اال ثْ َنتَ ْي ِن َ‬ ‫وقاؿ أف اهلل قد تكمـ وقضاءه واحد‪ ،‬والمرنـ سمع ما قضى بو اهلل وىو أمريف‬ ‫َن ا ْل ِع َّزةَِ ِ‬ ‫هلل = ىو وحده لو القوة وىو وحده يؤدب الخاطئ‬ ‫[ٔ] أ َّ‬

‫الر ْح َم ُة وقوتو تتكامؿ مع رحمتو‪ ،‬وعدلو ومحبتو ظي ار معاً عمى الصميب‪.‬‬ ‫[ٕ] َولَ َك َيا َرب َّ‬

‫‪188‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطتون)‬

‫المزمور الثالث والستون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور الثالث والستون (الثاني والستون في األجبية)‬ ‫رتؿ داود ىذا المزمور وىو ىارب مف شاوؿ الممؾ في برية ييوذا بجانب نير األردف‪ .‬ويعبر فيو عف اشتياقو هلل‬

‫الذي ىو اآلف محروـ مف ىيكمو وعبادتو أثناء ىروبو‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫اق إِلَ ْي َك جس ِدي ِفي أَر ٍ ِ ٍ‬ ‫س ٍة‬ ‫ش ْت إِلَ ْي َك َن ْف ِسي‪َ ,‬ي ْ‬ ‫ت‪ .‬إِلَ ْي َك أ َُب ٍّك ُر‪َ .‬ع ِط َ‬ ‫شتَ ُ‬ ‫آية (ٔ) ‪َ " -‬يا اَهللُ‪ ,‬إِل ِيي أَ ْن َ‬ ‫ض َناشفَة َوَيا ِب َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ِببلَ م ٍ‬ ‫اء‪" ,‬‬ ‫َ‬

‫َيا اَهللُ إِل ِيي = التكرار يعبر عف االشتياؽ وقولو إليي تعبر عف الحب (نش‪ ..)ٖ2ٙ‬اَهللُ =ىو الو الكوف كمو ‪..‬‬ ‫ش ْت إِلَ ْي َك‬ ‫إِل ِيي = ىذه عف العبلقة الخاصة بيف داود واهلل‪ .‬إِلَ ْي َك أ َُب ٍّك ُر = اشتياقو هلل يجعمو يبكر ليصمي‪َ .‬ع ِط َ‬ ‫س ِدي داود ىنا أمامو برية قاحمة ال ماء فييا‪ ،‬فتأمؿ في ىذا المنظر ورآىا برية بدوف ثمار‬ ‫َن ْف ِسي‪َ .‬ي ْ‬ ‫شتَ ُ‬ ‫اق إِلَ ْي َك َج َ‬ ‫وال حياة‪ .‬فقاؿ وأنا ىكذا بدونؾ يا رب ببل حياة وببل ثمار‪ .‬وىكذا كؿ إنساف بدوف الروح القدس الماء المحيي‬

‫يكوف ببل ثمار (يوٗ‪ + ٔٗ2‬غؿ٘‪ + ٕ​ٕ2‬يو‪ )ٖٜ-ٖٚ2ٚ‬وىنا داود يشعر بيذا العطش فيصمي ليرويو اهلل‪ .‬ىو‬

‫شعر أنو بدوف اهلل مثؿ ىذه البرية‪.‬وراجع (لؤ​ٔ‪ .)ٕٙ-ٕٗ2‬فالروح النجس يسكف في أماكف ليس فييا ماء‪ .‬وىذا‬

‫ما حدث مع شاوؿ الممؾ فحينما فارقو روح الرب دخؿ فيو روح رديء (ٔصـ‪ .)ٔٗ2ٔٙ‬ونصمي ىذا المزمور في‬ ‫باكر‪ ،‬ألننا في باكر نبكر لمصبلة طالبيف اهلل مشتاقيف وعطشانيف‪.‬‬

‫آية (ٕ) ‪ٕ" -‬لِ َكي أ ُْب ِ‬ ‫ص َر قَُّوتَ َك َو َم ْج َد َك‪َ .‬ك َما قَ ْد َأر َْيتُ َك ِفي قُ ْد ِس َك‪".‬‬ ‫ْ‬ ‫ىو اشتياؽ داود أف يعايف مجد اهلل في البرية كما عاينو سابقاً في الييكؿ‪ .‬أو ىو اشتياقو أف يعود لييكؿ اهلل‬

‫(الخيمة)‪ .‬لقد كاف اشتياؽ داود دائماً أف يسكف في ىيكؿ اهلل ويتفرس في ىيكمو المقدس (مز‪.)ٗ2ٕٚ‬‬ ‫ِل َكي أ ُْب ِ‬ ‫ص َر قَُّوتَ َك = المسيح ىو قوة اهلل (ٔكؤ‪ )ٕٗ2‬فتكوف ىذه نبوة واشتياؽ ألف يرى المسيح‪ .‬وكاف المسيح‬ ‫ْ‬ ‫في ضعفو أثناء أحداث الصمب كبرية قاحمة ولكف ظيرت فيو قوة اهلل (أشٖ٘‪ .)ٖ-ٔ2‬بيذا نفيـ مف اآليات (ٔ‪،‬‬ ‫ٕ ) أف المرنـ يشتاؽ لعمؿ المسيح الفدائي الذي بو يتحوؿ جسدنا المائت والذي ىو كأرض ناشفة ببل ماء إلى‬ ‫ىيكؿ لمروح القدس لو ثماره‪.‬‬

‫ْض ُل ِم َن ا ْلحي ِ‬ ‫س ٍّب َح ِان َك‪".‬‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬أل َّ‬ ‫اة‪َ .‬‬ ‫َن َر ْح َمتَ َك أَف َ‬ ‫َ​َ‬ ‫اي تُ َ‬ ‫شفَتَ َ‬ ‫رحمة اهلل أفضؿ مف الحياة بكؿ ممذاتيا وغناىا‪.‬‬

‫‪189‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطتون)‬

‫ِ‬ ‫آية (ٗ) ‪ٗ" -‬ى َك َذا أُب ِ ِ‬ ‫ي‪".‬‬ ‫اس ِم َك أ َْرفَعُ َي َد َّ‬ ‫َ‬ ‫ارُك َك في َح َياتي‪ِ .‬ب ْ‬ ‫حينما تأمؿ في مراحـ اهلل سبح اهلل وباركو ورفع يديو (كما رفع موسى يديو فغمبوا)‪.‬‬ ‫آية (٘) ‪َ ٘" -‬كما ِم ْن َ ٍ‬ ‫س ٍّب ُح َك فَ ِمي‪".‬‬ ‫االب ِت َي ِ‬ ‫سٍم تَ ْ‬ ‫ش َبعُ َن ْف ِسي‪َ ,‬وِب َ‬ ‫شفَتَ ْي ْ‬ ‫اج ُي َ‬ ‫ش ْحم َوَد َ‬ ‫َ‬ ‫الشحـ والدسـ يشبعاف الجسد والتسبيح يشبع النفس ويمذذىا (أشٕ٘‪.)ٙ2‬والشبع معناه انعداـ االحتياج لغير اهلل‪.‬‬ ‫آية (‪ٙ" - )ٙ‬إِ َذا َذ َكرتُ َك عمَى ِفر ِ‬ ‫اشي‪ِ ,‬في الس ْي ِد أَْل َي ُج ِب َك‪" ,‬‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫نجد داود يسبح اهلل ‪ِ .‬في الس ْي ِد = السيد ىو األرؽ ‪ .‬األسحار (السبعينية) األسحار ىي االوقات ما قبؿ الفجر‪.‬‬

‫والمعني انو لو شعر بأرؽ واستيقظ قبؿ الفجر فيو يسبح ويردد اسـ اهلل ‪ .‬إذاً ىو ال يسبح اهلل باكر فقط بؿ كؿ‬

‫اليوـ (صموا ببل انقطاع ٔتي٘‪ . )ٔٚ2‬وىو ال يستطيع أف يضع رأسو عمى سريره إف لـ يجد موضعاً لمرب (مز‬

‫ٕٖٔ ‪2‬‬

‫ٖ‪ . )٘-‬فيو في حالة اتصاؿ وحديث مع اهلل باستمرار‪.‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح ْي َك أ َْبتَ ِي ُج‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٚ‬أل ََّن َك ُك ْن َ‬ ‫ت َع ْوًنا لي‪َ ,‬وِبظ ٍّل َج َن َ‬ ‫الحظ أنو يشكر اهلل عمى معونتو‪ ،‬وبأنو يستظؿ بستر جناحي الرب أي رحمتو وعنايتو بينما ىو ىارب في البرية‬

‫مف وجو شاوؿ‪ .‬مف الواضح أف اهلل لـ يتركو بؿ أظير لو قوتو وعزاه في ضيقتو‪ ،‬كما ظير مع الثبلث فتية في‬

‫أتوف النار وكما ظيرت الرؤيا ليوحنا وىو منفي في بطمس (متٖٕ‪.)ٖٚ2‬‬

‫‪ِٛ‬‬ ‫ض ُد ِني‪".‬‬ ‫صقَ ْت َن ْف ِسي ِب َك‪َ .‬ي ِمي ُن َك تَ ْع ُ‬ ‫آية (‪ " - )ٛ‬ا ْلتَ َ‬ ‫ىو ال يصمي ببل انقطاع فقط بؿ يمتصؽ باهلل‪ ،‬فيو ال يجد سبلماً إال في ذلؾ‪.‬‬ ‫ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ون ِفي أَس ِ‬ ‫اف ِل األ َْر ِ‬ ‫ون إِلَى َي َد ِي‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٓ-ٜ‬أ َّ‬ ‫ض‪ُ .‬ي ْدفَ ُع َ‬ ‫ون َن ْف ِسي‪ ,‬فَ َي ْد ُخمُ َ‬ ‫ين ُى ْم لِمتَّ ْيمُ َك ِة َي ْطمُ ُب َ‬ ‫َما الَِّذ َ‬ ‫َ‬ ‫ف‪ .‬ي ُكونُ َ ِ ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫آوى‪".‬‬ ‫الس ْي َ‬ ‫ون َنصي ًبا ل َب َنات َ‬ ‫ين ُى ْم لِمتَّ ْيمُ َك ِة = أعداء داود وأعداء اهلل والكنيسة وكؿ مقاوـ هلل عوضاً عف أف يتمتع بجناحي اهلل يحتمي‬ ‫أ َّ‬ ‫َما الَِّذ َ‬ ‫ون َن ْف ِسي‪ .‬مف‬ ‫تحتيما‪ ،‬يكوف بيتو خراباً (متٖٕ‪ .)ٖٛ2‬والحظ أف ىؤالء األعداء يريدوف قتؿ داود = َي ْطمُ ُب َ‬ ‫ون إِلَى َي َد ِي‬ ‫المؤكد إف كاف داود تحت ظؿ جناحي اهلل فمف تنجح مؤامراتيـ‪ ،‬بؿ ىـ الذيف سوؼ ييمكوف = ُي ْدفَ ُع َ‬

‫ون ِفي أَس ِ‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫اف ِل األ َْر ِ‬ ‫ض‪( .‬ىاماف ومردخاي)‬ ‫َّ‬ ‫ف ىنا عمى األرض وسييمكوف في أبديتيـ= َي ْد ُخمُ َ‬ ‫َ‬ ‫ص ِ ِ‬ ‫وي ُكوُن َ ِ‬ ‫آوى = ىـ تركوا أنفسيـ لؤلسد الزائر يفترسيـ (ٔبط٘‪ )ٛ2‬واألسد بعد أف يصطاد فريستو‬ ‫ون َن ً‬ ‫َ‬ ‫يبا ل َب َنات َ‬

‫ويأكؿ منيا ما يريده يترؾ بقية الفريسة لمثعالب تأكؿ الفضبلت‪ .‬لقد صاروا خراباً تاماً‪ .‬ومف يسقط في أيدي‬ ‫الشياطيف يسيؿ إصطياده عف طريؽ الثعالب العديدة الخبيثة (شياطيف ‪ /‬بشر أشرار)‪.‬‬

‫‪190‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطتون)‬

‫ٔ​ٔ‬ ‫ِ‬ ‫َما ا ْلممِ ُك فَي ْفرح ِب ِ‬ ‫سد‪".‬‬ ‫ف ِب ِو‪ ,‬أل َّ‬ ‫اهلل‪َ .‬ي ْفتَ ِخ ُر ُكل َم ْن َي ْحمِ ُ‬ ‫َن أَف َْواهَ ا ْل ُمتَ َكمٍّ ِم َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ين ِبا ْل َكذ ِب تُ َ‬ ‫آية (ٔ​ٔ) ‪ " -‬أ َّ َ‬ ‫الممؾ ىو داود‪ .‬نصيبو الفرح بسبب إتكالو عمى اهلل‪ .‬وسينصره اهلل فيفتخر بو‪.‬‬

‫‪191‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والطتون)‬

‫المزمور الرابع والستون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىذا المزمور ىو تعبير عف العداوة المستمرة بيف نسؿ المرأة ونسؿ الحية‪ .‬فيناؾ قتاؿ ثائر دائماً ضد القديسيف‬

‫مف إبميس وجنوده‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫ِ‬ ‫ش ْكواي‪ِ .‬م ْن َخو ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِٔ" - )ٙ-‬ا ِ‬ ‫استُْرِني ِم ْن‬ ‫ف ا ْل َع ُد ٍّو ْ‬ ‫احفَ ْظ َح َياتي‪ْ .‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ص ْوِتي في َ َ َ‬ ‫ستَم ْع َيا اَهللُ َ‬ ‫ٗ‬ ‫ٖ‬ ‫ين ص َقمُوا أَْل ِس َنتَيم َك َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ور فَ ِ‬ ‫اعمِي ِ ِ‬ ‫ار‪ِ ,‬م ْن ُج ْم ُي ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫س ْي َم ُي ْم َكبلَ ًما ُم ًّرا‪ ,‬لِ َي ْرُموا‬ ‫األَ ْ‬ ‫الس ْيف‪ .‬فَ َّوقُوا َ‬ ‫اإل ثْم‪ ,‬الَّذ َ َ‬ ‫ُْ‬ ‫٘‬ ‫ون أَ ْنفُسيم ألَم ٍر رِد ٍ‬ ‫اخ‪ .‬قَالُوا « َم ْن‬ ‫ون ِبطَ ْم ِر ِف َخ ٍ‬ ‫ش ْو َن‪ُ .‬ي َ‬ ‫ِفي ا ْل ُم ْختَفَى َب ْغتَ ًة‪َ .‬ي ْرُموَن ُو َوالَ َي ْخ َ‬ ‫يء‪َ .‬يتَ َح َ‬ ‫شد ُ‬ ‫ادثُ َ‬ ‫ٍّد َ‬ ‫َ ُْ ْ َ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫اخ ِتراعا م ْح َكما‪ .‬وَد ِ‬ ‫اخ ُل ِ‬ ‫سِ‬ ‫يق‪".‬‬ ‫َي َر ُ‬ ‫ان َوَق ْم ُب ُو َع ِم ٌ‬ ‫اى ْم؟»‪َ .‬ي ْختَ ِر ُع َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ون إِثْ ًما‪ ,‬تَ َّم ُموا ْ َ ً ُ ً َ‬ ‫ىي صرخة المرنـ يشكو هلل ليحفظ حياتو ببل عثرة‪ ،‬فيو خائؼ مف مؤامرات األعداء األشرار‪ .‬الذيف يشتكوف‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ف‪ .‬ويرموف سياميـ عمى اإلنساف الكامؿ وىو ال يراىـ إذ ىـ ِفي ا ْل ُم ْختَفَى‬ ‫ص َقمُوا أَْل ِس َنتَ ُي ْم َك َّ‬ ‫عميو ظمماً = َ‬ ‫اى ْم = فيـ ال يشعروف أف اهلل يرى‬ ‫= أي يكمنوف لمنفس البريئة‪ .‬وال يخشوف إنتقاـ عدؿ اهلل منيـ‪ .‬وقَالُوا َم ْن َي َر ُ‬ ‫يق = شرورىـ عميقة في قموبيـ وتدبيراتيـ في الخفاء داخؿ قموبيـ‪.‬‬ ‫كؿ شئ وسيعاقب‪ .‬داخؿ اإلنساف َوَق ْم ُب ُو َع ِم ٌ‬ ‫ونبلحظ أنو كمما أزدادت الخطية يزداد عمي اإلنساف داخؿ قمبو فبل يعود يرى أف اهلل غاضب وأنو سينتقـ مف‬

‫ام َرِة‬ ‫ُم َؤ َ‬ ‫ا ْل َك ِ‬ ‫ام َل‬

‫الشر والشرير‪.‬‬

‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫ْس‬ ‫ض َّأ‬ ‫ون أَْل ِس َنتَ ُي ْم َعمَى أَ ْنفُ ِس ِي ْم‪ُ .‬ي ْن ِغ ُ‬ ‫ض ْرَبتُ ُي ْم‪َ .‬وُيوِق ُع َ‬ ‫س ْيٍم‪َ .‬ب ْغتَ ًة َكا َن ْت َ‬ ‫الر َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٓ-ٚ‬فَ َي ْرِمي ِيم اهللُ ِب َ‬ ‫ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ان‪ ,‬وي ْخ ِبر ِب ِفع ِل ِ‬ ‫ب َوَي ْحتَ ِمي‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ون‪َ .‬ي ْف َر ُح ٍّ‬ ‫ٍّيق ِب َّ‬ ‫ُكل َم ْن َي ْنظُ​ُر إِلَ ْي ِي ْم‪َ .‬وَي ْخ َ‬ ‫الصد ُ‬ ‫اهلل‪َ ,‬وِب َع َممِ ِو َي ْفطَ ُن َ‬ ‫س ٍ َُ ُ ْ‬ ‫شى ُكل إِ ْن َ‬ ‫ِب ِو‪ ,‬وي ْبتَ ِيج ُكل ا ْلمستَ ِق ِ‬ ‫يمي ا ْل ُقمُ ِ‬ ‫وب‪".‬‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫ُ ْ‬

‫ىنا نرى اهلل المنتقـ العادؿ القدوس‪ ،‬الذي ال يقبؿ الشر وال يسكت عميو والضربة تأتي فجأة عمييـ بينما ىـ‬ ‫ون أَْل ِس َنتَ ُي ْم َعمَى أَ ْنفُ ِس ِي ْم = ترتد‬ ‫يشعروف أنيـ في قوتيـ قادريف عمى حماية أنفسيـ (أعٖٕ‪َ .)ٕ​ٕ2ٕٔ،‬وُيوِق ُع َ‬ ‫مؤامراتيـ عمييـ (ىاماف كمثؿ) وسيتعجب كؿ مف يراىـ كيؼ تحولت قوتيـ وكبريائيـ إلى ال شئ‪.‬‬

‫‪192‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والطتون)‬

‫المزمور الخامس والستون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىذا المزمور فيو يعطي المرنـ مجداً هلل عمى أعمالو ‪ ،‬و قوتو ومحبتو ويدعونا لنفعؿ نفس الشيء‪.‬‬ ‫ٔ‬ ‫النذْر‪ٕ .‬يا س ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصبلَ ِة‪ ,‬إِلَ ْي َك َيأ ِْتي ُكل‬ ‫ام َع َّ‬ ‫س ِب ُ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٕ-‬لَ َك َي ْن َبغي التَّ ْ‬ ‫يح َيا اَهللُ في ص ْي َي ْو َن‪َ ,‬ولَ َك ُيوفَى َّ ُ َ َ‬ ‫ش ٍر‪".‬‬ ‫َب َ‬

‫في المزمور السابؽ رأينا اهلل ينتقـ مف األعداء (الشياطيف)‪ .‬وىنا النفس التي فرحت بيذا الخبلص تسبح مسيحيا‬ ‫عمى عممو‪ .‬وتسبحو في الكنيسة= صييوف التي فداىا واشتراىا بدمو‪ .‬ومازاؿ يستجيب لصمواتيا= يا ِ‬ ‫سامعَ‬ ‫َ َ‬ ‫الصبلَ ِة‪ .‬بؿ ىو يفرح بصوتيا (نشٕ‪ .)ٔٗ2‬فالمسيح يفرح بصوت كنيستو‪ .‬وىي تسبحو عمى استجابتو لصمواتيا‪.‬‬ ‫َّ‬

‫ٗ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اآليات (ٖ‪ٖ" - )ٗ-‬آثام قَ ْد قَ ِوي ْت عمَ َّي‪ .‬مع ِ‬ ‫س ُك َن ِفي‬ ‫اصي َنا أَ ْن َ‬ ‫ت تُ َكفٍُّر َع ْن َيا‪ .‬طُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫وبى لمَّذي تَ ْختَ ُارهُ َوتُقٍَّرُب ُو ل َي ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫ٌ‬ ‫ش َب َع َّن ِم ْن َخ ْي ِر َب ْي ِت َك‪ ,‬قُ ْد ِ‬ ‫ِد َي ِ‬ ‫س َى ْي َكمِ َك‪".‬‬ ‫ار َك‪ .‬لَ َن ْ‬ ‫آثام قَ ْد قَ ِوَي ْت َعمَ َّي ولكنو بروح النبوة رأي عمؿ المسيح الكفاري=‬ ‫يتذكر النبي األثاـ التي سقط فييا فيصرخ = ٌ‬

‫ت تُ َكفٍُّر أي تغطييا بدمك‪ .‬وبعمؿ المسيح اختار المؤمنيف ليسكنوا في كنيستو‪ ،‬وطوبى لمف اختاره الرب‬ ‫أَ ْن َ‬ ‫ويشبعو مف خيراتو في كنيستو‪( .‬موضوع االختيار شرحو القديس بولس في رو‪ .)ٖٓ-ٕٛ2ٛ‬وىؤالء يسكنوف في‬ ‫بيت اهلل اآلف ثـ في أورشميـ السماوية لؤلبد‪ .‬والموت كاف عقوبة وانفصاؿ عف اهلل قبؿ المسيح‪ .‬واآلف نصمي‬ ‫بيذه اآلية في الصموات التي تتموىا الكنيسة عند انتقاؿ أحد المؤمنيف ألننا نعتبر أف اهلل اختاره ليبدأ الحياة في‬

‫راحة مع القديسيف‪ ،‬وىناؾ يكوف الشبع بشخص المسيح ‪.‬‬

‫يع أَقَ ِ‬ ‫لو َخبلَ ِ‬ ‫او َ ِ‬ ‫اصي األ َْر ِ‬ ‫آية (٘) ‪ِ ٘" -‬ب َم َخ ِ‬ ‫يد ِة‪".‬‬ ‫ص َنا‪َ ,‬يا ُمتَّ َك َل َج ِم ِ‬ ‫ض َوا ْل َب ْح ِر ا ْل َب ِع َ‬ ‫يب َنا َيا إِ َ‬ ‫ستَ ِج ُ‬ ‫ف في ا ْل َع ْد ِل تَ ْ‬ ‫او َ ِ‬ ‫ِب َم َخ ِ‬ ‫يب َنا = اهلل في عدلو يضرب أعداء كنيستو ضربات مخيفة‪ .‬وىو أيضاً في قداستو ال‬ ‫ستَ ِج ُ‬ ‫ف في ا ْل َع ْد ِل تَ ْ‬

‫يقبؿ أف شعبو يخطئ لذلؾ يضرب شعبو ويؤدبيـ بضربات مخيفة لتأديبيـ حتى ال ييمكوا أبدياً‪ ،‬لذلؾ يكمؿ بقولو‬ ‫يع أَقَ ِ‬ ‫لو َخبلَ ِ‬ ‫اصي األ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫ص َنا = فكؿ تأديباتو ىي لمخبلص واهلل يستجيب لشعبو في كؿ مكاف وىو ُمتَّ َك َل َج ِم ِ‬ ‫َيا إِ َ‬ ‫يد ِة = تفيـ أيضاً أف اهلل ييتـ بمف ىـ مازالوا بعيداً عنو‪ ،‬فالبحر بمموحتو يشير لمعالـ المضطرب‪.‬‬ ‫َوا ْل َب ْح ِر ا ْل َب ِع َ‬ ‫او َ ِ‬ ‫وجاءت عبارة ِب َم َخ ِ‬ ‫يب َنا في اإلنجميزية بأعماؿ مخيفة تستجيبنا لخبلصنا‪ ،‬ونفيـ منيا أف اهلل‬ ‫ستَ ِج ُ‬ ‫ف في ا ْل َع ْد ِل تَ ْ‬ ‫في بعض األحياف يسمح بأحداث مخيفة في حياتنا لنعرؼ يده كما سمح لشعبو عند خروجيـ مف مصر بتجارب‬ ‫أروا فييا أعماؿ عنايتو ولكف ألعدا ئيـ كانت يده ثقيمة عمى المصرييف لينقذ أوالده‪ .‬وىذه طرؽ اهلل لكي يجعؿ‬

‫إيماننا يزداد‪ ،‬فبدوف إيماف ال يمكف إرضاءه (عبٔ​ٔ‪ .)ٙ2‬ولكف حتى يزداد إيماننا وينمو عمينا إذا واجينا ىذه‬

‫المخاوؼ أف ال نتذمر بؿ نشكر اهلل‪ ،‬فالشكر يجعؿ اإليماف يزداد (كوٕ‪.)ٚ2‬‬

‫‪193‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والطتون)‬

‫‪ٚ‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫يج أَم َو ِ‬ ‫ِ‬ ‫يج ا ْل ِب َح ِ‬ ‫يج‬ ‫ت ا ْل ِج َب َ‬ ‫ال ِبقَُّوِت ِو‪ ,‬ا ْل ُمتَ​َنطٍّ ُ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٚ-ٙ‬ا ْل ُمثِْب ُ‬ ‫اج َيا‪َ ,‬و َ‬ ‫ض ِج َ‬ ‫ق ِبا ْلقُ ْد َرِة‪ ,‬ا ْل ُم ْيدٍّئُ َع ِج َ‬ ‫ار‪َ ,‬عج َ ْ‬ ‫ُمِم‪".‬‬ ‫األ َ‬

‫ىو يسبح اهلل المتنطؽ قدرة أي القدير‪ .‬وبقدرتو يثبت الجباؿ وييدئ البحار والمسيح أسكت أمواج البحر‪ .‬وتفيـ‬

‫أف األمـ الذيف يشبيوف البحر في ىيجانيـ ومتكبروف مثؿ الجباؿ في عزتيا‪ ،‬ىؤالء بإيمانيـ ثبتيـ اهلل في كنيستو‬ ‫وأعطاىـ سبلماً‪.‬‬

‫‪ٛ‬‬ ‫اح وا ْلمس ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اء تَ ْبتَ ِي ُج‪".‬‬ ‫آي ِات َك‪ .‬تَ ْج َع ُل َمطَالِ َع َّ‬ ‫آية (‪َ " - )ٛ‬وتَ َخ ُ‬ ‫س َّك ُ‬ ‫ان األَقَاصي م ْن َ‬ ‫الص َب ِ َ َ َ‬ ‫اف ُ‬ ‫توالي الميؿ والنيار‪ ،‬إشراؽ الشمس بنورىا صباحاً‪ ،‬وقدوـ الميؿ بيدوئو ىي أسباب نسبح اهلل عمييا ونفرح بيا‬

‫كعبلمات عنايتو بالبشر وعبلمات لقوتو ونبلحظ أف اهلل جعؿ الشمس والقمر آليات وأوقات وأياـ وسنيف‬

‫(تؾٔ‪ .)ٔٗ2‬وىذه في انتظاـ دوراتيا تعطينا أف نرى يد اهلل ونسبحو‪ .‬ولكف اهلل بقدرتو يجعميا تخرج مف القوانيف‬ ‫العادية ليا وىذا يجعؿ اإلنساف في خوؼ (كما وقفت الشمس أياـ يشوع ورجعت أياـ حزقيا واختفت يوـ صمب‬

‫المسيح)‪ .‬ومعنى اآلية أف اهلل جعؿ سكاف أقاصي األرض يخافوف مف آياتؾ (اآلية ىي عمؿ قوي يدؿ عمى‬ ‫قدرات الشخص)‪ .‬وىكذا خاؼ البابميوف الذيف يعبدوف الشمس إذ رجعت إلى خمؼ أياـ حزقيا فأتوا لحزقيا‪،‬‬

‫وكانت فرصة ألف يشيد حزقيا هلل‪ ،‬ولكنو فضؿ عمى ذلؾ أف يظير قوتو ليحميو البابميوف يوماً ما‪ .‬فحزف اهلل مف‬

‫تصرفو‪ .‬وأيضاً تفيـ اآلية بأف سكاف األرض كميا يفرحوف بأعماؿ اهلل التي تدؿ عمى قدراتو والتي تظير في‬

‫شروؽ الشمس فيذىبوف ألعماليـ وفي غروبيا يذىبوف ليستريحوا‪.‬‬

‫‪ٜ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام ُي ْم أل ََّن َك‬ ‫اء‪ .‬تُ َي ٍّيئُ َ‬ ‫ض َو َج َع ْمتَ َيا تَ ِف ُ‬ ‫ت األ َْر َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٖٔ-ٜ‬تَ َع َّي ْد َ‬ ‫يض‪ .‬تُ ْغن َ‬ ‫س َواقي اهلل َمآل َن ٌة َم ً‬ ‫ييا ِجدًّا‪َ .‬‬ ‫ط َع َ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ٓٔ‬ ‫يد َىا‪ِ .‬با ْل ُغي ِ‬ ‫ِ‬ ‫وث تُ َحمٍّمُ َيا‪ .‬تَُب ِ‬ ‫آثار َك تَ ْقطُ​ُر‬ ‫ت َّ‬ ‫ى َك َذا تُِعد َىا‪ .‬أ َْر ِو أَتْبلَ َم َيا‪َ .‬م ٍّي ْد أ َ‬ ‫ار ُك َغمَّتَ َيا‪َ .‬كمَّ ْم َ‬ ‫َخ ِاد َ‬ ‫ُ‬ ‫الس َن َة ِب ُجود َك‪َ ,‬و ُ‬ ‫ق اآل َكام ِبا ْلبيج ِة‪ٖٔ .‬ا ْكتَ ِ‬ ‫اعي ا ْلبٍّري ِ‬ ‫َدسما‪ٕٔ .‬تَ ْقطُر مر ِ‬ ‫ف‬ ‫ف ُب ًّرا‪ .‬تَ ْي ِت ُ‬ ‫وج َغ َن ًما‪َ ,‬واأل َْوِد َي ُة تَتَ َعطَّ ُ‬ ‫َّة‪َ ,‬وتَتَ​َنطَّ ُ‬ ‫ست ا ْل ُم ُر ُ‬ ‫ُ ََْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ​َ‬ ‫ًَ‬ ‫ضا تُ َغ ٍّني‪".‬‬ ‫َوأ َْي ً‬

‫نرى ىنا إحسانات اهلل عمى اإلنساف‪ ،‬إذ ىو يعطي المطر ليروي األرض فتفيض مف خيراتيا وذلؾ طواؿ السنة‪.‬‬

‫وروحياً فاألنيار والسواقي تشير لمروح القدس الذي يروي أجسادنا (األرض فاألجساد مف تراب األرض) فيكوف لنا‬

‫ثمار (غؿٖٕ‪ )ٕ​ٕ2٘،‬واهلل يشبعنا روحياً بكبلمو المقدس‪ ،‬وبجسده ودمو في التناوؿ‪ .‬أَتْبلَ َم َيا = األرض‬ ‫المحروثة‪ .‬ا ْل ُغي ِ‬ ‫الس َن َة ِب ُج ِ‬ ‫ود َك = اآلف سنة مقبولة (لوٗ‪ + ٜٔ2‬أشٔ‪ .)ٕ2ٙ‬ىذه السنة التي‬ ‫ت َّ‬ ‫وث= الندى‪َ .‬كمَّ ْم َ‬ ‫ُ‬

‫باركيا الرب ىي مدة عمرنا‪ ،‬فمننتيز الفرصة ونقدـ توبة فيبارؾ لنا الرب‪ ،‬كما بارؾ في كؿ مف أطاع مف قبؿ=‬

‫س ًما = كؿ القديسيف السابقيف ىـ ببركات حياتيـ شيود عمى بركات الرب‪ ،‬ىـ أثار عمؿ نعمة‬ ‫آثار َك تَ ْقطُ​ُر َد َ‬ ‫ُ‬ ‫اعي ا ْلبٍّري ِ‬ ‫الرب فييـ‪ .‬وكؿ أثارىـ فييا دسامة عممو‪ .‬مر ِ‬ ‫َّة = إشارة لؤلمـ الذيف كانوا قببلً برية‪ ،‬وجعميا اهلل مراعي‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫خضراء ممموءة بالمؤمنيف = ا ْكتَ ِ‬ ‫ام ىي القديسيف‪ .‬في‬ ‫ست ا ْل ُم ُر ُ‬ ‫َ‬ ‫وج َغ َن ًما‪ .‬وىو في وسطيا الراعي الصالح‪ .‬واآل َك ُ‬ ‫‪194‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والطتون)‬

‫ف ُب ًّار = وىذه في‬ ‫ام ُي ْم = في أصميا العبري تعد ليـ القمح‪ .‬وفي اآلية (ٖٔ) األ َْوِد َي ُة تَتَ َعطَّ ُ‬ ‫اآلية (‪ )ٜ‬تُ َي ٍّيئُ طَ َع َ‬ ‫أصميا أف األودية قد تغطت بالقمح‪ُ .‬ب ًّر= قمح ولكف في آية (‪ ،)ٜ‬آية (ٖٔ) كممتي القمح مختمفتاف فبينما تعني‬

‫في آية (‪ )ٜ‬القمح فعبلً تشير الكممة في آية (ٖٔ) إلى إبيضاض الحقوؿ وأنيا قد ابيضت مف نضوج الثمر‪.‬‬

‫(يوٗ‪ .)ٖ٘2‬والترجمة العربية تشير ألف المسيح برر شعبو‪ .‬ألف كممة قمح المستخدمة في آية (ٖٔ) ليا معاني‬ ‫أخرى تشمؿ "االختيار‪ُ ،‬يمَّ ِم ْع الشئ‪ ،‬ينقيو‪ ،‬يطيره‪."..‬‬

‫‪195‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والطتون)‬

‫المزمور السادس والستون‬

‫عودة لمجدول‬

‫مزمور شكر وتسبيح‪ ،‬وىكذا تعممنا الكنيسة أف نشكر دائماً وفي كؿ المناسبات‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫َّدا‪ٖ .‬قُولُواِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِٔ" - )ٚ-‬ا ْى ِت ِفيِ ِ‬ ‫هلل َيا ُك َّل األ َْر ِ‬ ‫هلل « َما‬ ‫يح ُو ُم َمج ً‬ ‫اس ِم ِو‪ْ .‬‬ ‫س ِب َ‬ ‫اج َعمُوا تَ ْ‬ ‫ض! َرٍّن ُموا ِب َم ْجد ْ‬ ‫اؤ َك‪ُ ٗ .‬كل األ َْر ِ‬ ‫الس ِم َك»‪ِ .‬سبلَ ْه‪.‬‬ ‫َع َد ُ‬ ‫أْ‬ ‫َع َمالَ َك! ِم ْن ِعظَِم قُ َّوِت َك تَتَ َممَّ ُ‬ ‫ق لَ َك أ ْ‬ ‫بأْ‬ ‫َى َي َ‬ ‫س ُج ُد لَ َك َوتَُرٍّن ُم لَ َك‪ .‬تَُرٍّن ُم ْ‬ ‫ض تَ ْ‬ ‫٘‬ ‫ِ‬ ‫َعم َ ِ ِ‬ ‫س‪َ ,‬وِفي َّ‬ ‫آدم! ‪َ ٙ‬ح َّو َل ا ْل َب ْح َر إِلَى َي َب ٍ‬ ‫الر ْج ِل‪ُ .‬ى َنا َك‬ ‫الن ْي ِر َع َب ُروا ِب ٍّ‬ ‫ال اهلل‪ .‬ف ْعمَ ُو ا ْل ُم ْرِى َ‬ ‫َىمُ َّم ا ْنظُ​ُروا أ ْ َ‬ ‫ب َن ْح َو َبني َ َ‬ ‫ِ ‪ٚ‬‬ ‫َّى ِر‪َ .‬ع ْي َناهُ تَُر ِاق َب ِ‬ ‫س ُي ْم‪ِ .‬سبلَهْ‪"..‬‬ ‫سمٍّطٌ ِبقَُّوِت ِو إِلَى الد ْ‬ ‫ون الَ َي ْرفَ ُع َ‬ ‫ُم َم‪ .‬ا ْل ُمتَ َمٍّرُد َ‬ ‫ون أَ ْنفُ َ‬ ‫فَ ِر ْح َنا ِبو‪ُ .‬متَ َ‬ ‫ان األ َ‬ ‫ب‬ ‫المرنـ يسبح اهلل بسبب أعمالو العجيبة وسمطانو عمى كؿ الطبيعة‪ِ .‬ا ْى ِت ِفي = ىو صوت فرح الغمبة‪َ .‬ما أ ْ‬ ‫َى َي َ‬ ‫َع َمالَ َك = أعماؿ اهلل في خمقتو عجيبة‪ ،‬ولكف أعجب أعمالو التي نمجده ونسبحو عمييا‪ ،‬تجسده وفداؤه لمبشر‪.‬‬ ‫أْ‬

‫اؤ َك = فاليراطقة مثؿ األريوسييف وخبلفيـ أنكروا الىوت المسيح ومثميـ اآلف شيود ييوه وخبلفيـ‬ ‫َع َد ُ‬ ‫تَتَ َممَّ ُ‬ ‫ق لَ َك أ ْ‬ ‫لكنيـ مازالوا يتممقوف اهلل ويدعوف اسميـ مسيحييف‪ .‬بؿ الشياطيف صرخوا أمامو "أنا أعرفؾ مف أنت‪ ،‬قدوس اهلل"‬ ‫(لوٗ‪ .)ٖٗ2‬وفي (‪ )ٙ‬يشير لشؽ البحر األحمر أماـ موسى ونير األردف أماـ يشوع‪َ .‬ع ْي َناهُ تَُر ِاق َب ِ‬ ‫ُم َم =‬ ‫ان األ َ‬ ‫يشتيي خبلصيـ ودخوليـ إلى االيماف‪.‬ولو فيمنا قولو االمـ عمي انيا اشارة ألعداء شعب اهلل ‪ ،‬فاهلل يراقبيـ‬ ‫ويمنعيـ مف اف يمحقوا ش ار بشعبو ‪ .‬ولو فعموا فيو بسماح منو لتأديب شعبو ‪ .‬ثـ يضرب ىؤالء الذيف كانوا اداة‬

‫س ُي ْم‪ .‬كما حدث في سبي بابؿ وتأديب أشور إلسرائيؿ اوال ثـ لييوذا ‪ .‬ولما اتمت‬ ‫تأديب لشعبو = فبلَ َي ْرفَ ُع َن أَْنفُ َ‬ ‫اشور تأديب شعب ييوذا ‪ ،‬ضرب المبلؾ منيـ ٓ​ٓ​ٓ٘‪ ٔٛ‬رجؿ في ليمة واحدة ‪ .‬وماعادت اشور ترفع نفسيا‬ ‫عمي اهلل ( راجع اقواؿ ربشاقي ضد اهلل )‬ ‫اع َل أَ ْنفُس َنا ِفي ا ْلحي ِ‬ ‫يح ِو‪ٜ .‬ا ْلج ِ‬ ‫ت تَس ِب ِ‬ ‫اآليات (‪َ ٛ" - )ٕٔ-ٛ‬ب ِ‬ ‫اة‪َ ,‬ولَ ْم‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫لي َنا َيا أَي َيا الش ُع ُ‬ ‫ص ْو َ ْ‬ ‫ارُكوا إِ َ‬ ‫َ‬ ‫س ٍّم ُعوا َ‬ ‫وب‪َ ,‬و َ‬ ‫ٓٔ‬ ‫ص ا ْل ِفض ِ‬ ‫صتَ​َنا َك َم ْح ِ‬ ‫سمٍّ ْم أ َْر ُجمَ َنا إِلَى َّ‬ ‫َّة‪ٔ​ٔ .‬أ َْد َخ ْمتَ​َنا إِلَى َّ‬ ‫طا‬ ‫ض ْغ ً‬ ‫الش َب َك ِة‪َ .‬ج َع ْم َ‬ ‫ت َ‬ ‫الزلَ ِل‪ .‬أل ََّن َك َج َّرْبتَ​َنا َيا اَهللُ‪َ .‬م َح ْ‬ ‫ُي َ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ِ‬ ‫ار وا ْلم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ص ِب‪".‬‬ ‫اء‪ ,‬ثُ َّم أ ْ‬ ‫َعمَى ُمتُوِن َنا‪َ .‬رَّك ْب َ‬ ‫َخ َر ْجتَ​َنا إِلَى ا ْلخ ْ‬ ‫ت أَُن ً‬ ‫اسا َعمَى ُر ُؤوس َنا‪َ .‬د َخ ْم َنا في الن ِ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سمٍّ ْم أ َْر ُجمَو من ال َّزلَ ِل‪ .‬وفي‬ ‫س َنا في ا ْل َح َياة = فيو بموتو أعطانا حياة‪ .‬ومف يثبت فيو ُي َ‬ ‫نسبح الرب ا ْل َجاع َل أَ ْنفُ َ‬ ‫(ٓٔ ) نجد اهلل يسمح بالتجارب لينقي أوالده‪ .‬وىكذا كاف اهلل مع شعبو إسرائيؿ‪ ،‬فمقد سمح بأف يذليـ بعض األمـ‬ ‫ليتركوا وثنيتيـ = أ َْد َخ ْمتَ​َنا إِلَى َّ‬ ‫طا‬ ‫ض ْغو ً‬ ‫الش َب َك ِة = سمحت لمعدو أف يسبينا‪ .‬بؿ كانت يد العدو ثقيمة = َج َع ْم َ‬ ‫ت َ‬ ‫ت أَُناسا عمَى ر ُؤ ِ‬ ‫وس َنا‬ ‫َعمَى ُمتُوِن َنا‪ .‬فالعدو وضع عمييـ أثقاؿ حيف سخروىـ‪ ،‬والضغوط تشير أيضاً ألحزانيـ َرَّك ْب َ‬ ‫ً َ ُ‬ ‫= أي سمطتيـ عمينا‪ .‬لقد كنا في أيدييـ كمف دخؿ لمنار وكاد يحترؽ‪ ،‬أو دخؿ لمماء وكاد يغرؽ‪ .‬ولكنؾ يا رب‬ ‫ِ‬ ‫ص ِب ‪.‬وكاف ىذا لتأديبيـ مثؿ دخوؿ الذىب ِفي َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ار لتنقيتو مف الشوائب ‪.‬‬ ‫أدركتنا وخمصتنا= أ ْ‬ ‫َخ َر ْجتَ​َنا إِلَى ا ْلخ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِب‬ ‫والماء يستخدـ ايضا في التطيير ‪ .‬وبعد تنقيتيـ وتطييرىـ اصبحت ليـ حياة واثمروا = أ ْ‬ ‫َخ َر ْجتَ​َنا إِلَى ا ْلخ ْ‬

‫‪196‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والطتون)‬

‫ٗٔ‬ ‫اآليات (ٖٔ‪ٖٔ" - )ٔ٘-‬أ َْد ُخ ُل إِلَى ب ْي ِت َك ِبم ْحرقَ ٍ‬ ‫يك ُن ُذ ِ‬ ‫اي‪َ ,‬وتَ َكمَّ َم ِب َيا فَ ِمي ِفي‬ ‫وري الَِّتي َنطَقَ ْت ِب َيا َ‬ ‫ات‪ ,‬أُوِف َ‬ ‫َ‬ ‫شفَتَ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ٍ‬ ‫يقي‪ٔ٘ .‬أ ِ‬ ‫ضِ‬ ‫ِ‬ ‫اش‪ .‬أُقَدٍّم َبقًَار َم َع تُ​ُي ٍ‬ ‫ور ِك َب ٍ‬ ‫س ِمي َن ًة َم َع ْب ُخ ِ‬ ‫وس‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ْ‬ ‫ُصع ُد لَ َك ُم ْح َرقَات َ‬ ‫ُ‬

‫وىو في سبيو نذر أف يقدـ نذو اًر لمرب‪ ،‬وىا ىو يوفي‪ ،‬ولكف بمفيوـ العيد الجديد فالذبائح التي يطمبيا اهلل ىي‬

‫اإلنسحاؽ والتسبيح واالىتماـ بالفقراء وأف نقدـ اجسادنا ذبيحة حية بطاعة الوصية ال الشيوة (عب‪ٔ٘2ٖٔ،ٔٙ‬‬ ‫ٍ‬ ‫ور ِك َب ٍ‬ ‫س ِمي َن ًة = أي نقدـ مف أفخر ما عندنا‪َ .‬م َع ْب ُخ ِ‬ ‫اش = ىذه تعنى أما‬ ‫‪ +‬رؤٕ‪ + ٔ2‬مزٔ٘‪ُ )ٔٚ2‬م ْح َرقَات َ‬ ‫[ٔ] شحوـ ىذه الذبائح حيف يحترؽ يكوف كرائحة بخور ويتنسـ اهلل رائحة الرضا (الٖٔ‪ ..ٜ2ٔ،‬أو‬ ‫[ٕ ] البخور يشير لشفاعة المسيح الكفارية التي بدونيا ال تقبؿ كؿ ذبائحنا وعطايانا‪ .‬أُقَدٍّم َبقًَار َم َع تُ​ُي ٍ‬ ‫وس = يقدـ‬ ‫ُ‬ ‫أغمى شئ‪ .‬ىو مستعد ألي تكمفة‪.‬وىذه الذبائح والتسابيح ىي ما أشار اليو سابقا بقولو اخرجتنا الي الخصب ‪.‬‬ ‫ىذه ىي ثمار التطيير ‪.‬‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫ين‬ ‫اس َم ُعوا فَأ ْ‬ ‫ُخ ِب َرُك ْم َيا ُك َّل ا ْل َخ ِائ ِف َ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٕٓ-ٔٙ‬ىمُ َّم ْ‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫وتَ ْب ِجي ٌل عمَى لِ ِ‬ ‫ستَ ِمعُ لِ َي‬ ‫اع ْي ُ‬ ‫ساني‪ .‬إِ ْن َر َ‬ ‫َ‬ ‫ت إِثْ ًما في َق ْم ِبي الَ َي ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٕٓ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صبلَ ِتي َوالَ َر ْح َمتَ ُو َع ٍّني‪".‬‬ ‫صبلَ تي‪ُ .‬م َب َار ٌك اهللُ‪ ,‬الَّذي لَ ْم ُي ْبع ْد َ‬ ‫َ‬

‫‪ٔٚ‬‬ ‫ت إِلَ ْي ِو ِبفَ ِمي‪,‬‬ ‫ص َن َع لِ َن ْف ِسي‪.‬‬ ‫ص َر ْخ ُ‬ ‫َ‬ ‫اهللَ ِب َما َ‬ ‫لك ْن قَ ْد ِ‬ ‫الرب‪ِ ٜٔ .‬‬ ‫ص ْو ِت‬ ‫َّ‬ ‫سم َع اهللُ‪ .‬أ ْ‬ ‫َص َغى إِلَى َ‬ ‫َ‬

‫المرنـ يريد أف يشرح أعماؿ اهلل العجيبة لكؿ الناس ليسبحوا اهلل معو‪ .‬لكنو ال يود أف يمقي درره أماـ الخنازير‪،‬‬ ‫ين اهللَ = وىؤالء حيف يسمعوف بما عمؿ اهلل سيمجدونو‪ ،‬أما اليراطقة وغير‬ ‫لذلؾ يوجو كبلمو إلى ُك َّل ا ْل َخ ِائ ِف َ‬ ‫اع ْي إِثْ ًما ِفي َق ْموبنا = أي أف‬ ‫الخائفيف فسييزأوف بعممو ونرى ىنا شرطاً الستماع الرب لطمباتنا وىو أ ْن ال ن َر َ‬ ‫يسير اإلنساف ويخطط إلتماـ شيوة ما‪.‬‬

‫‪197‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والطتون)‬

‫المزمور السابع والستون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور السابع والستون (السادس والستون في األجبية)‬ ‫قاؿ بعض المفسريف أف ىذا المزمور كانوا يستخدمونو في وقت الحصاد بسبب آية (‪" )ٙ‬األرض أعطت غمتيا"‬

‫وكأنيـ يرتموف ىذا المزمور ليسبحوا اهلل الذي أعطاىـ ىذا الحصاد‪ .‬ولكننا نرى أف المزمور يستخدـ كممات‬

‫البركة التي أمر اهلل ىاروف وبنيو أف يستخدموىا في بركتيـ لمشعب (عدٕ٘‪ .)ٕٗ2ٙ،‬نجد الكاىف القبطي‬ ‫يستخدـ نفس بداية المزمور في البركة الختامية لكؿ قداس وكؿ عشية‪ .‬لذلؾ ننظر لممزمور نظرة عامة فاهلل ىو‬

‫سبب ومعطي كؿ بركة لك نيستو في العيد القديـ والعيد الجديد ( بركات مادية وبركات روحية ) ولذلؾ تسبحو‬ ‫الكنيسة دائماً عمى كؿ عطاياه‪ .‬ونرى أف األرض أعطت غمتيا أنيا نبوة عف دخوؿ األمـ لئليماف (يؤٕ‪+ٕٗ2‬‬ ‫يوٗ‪ .)ٖ٘2‬وىذه اآلية األخيرة قاليا السيد في أعقاب إيماف أىؿ السامرة‪.‬‬

‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬لِ َيتَ َح َّن ِن اهللُ َعمَ ْي َنا َوْل ُي َب ِ‬ ‫ارْك َنا‪ .‬لِ ُي ِن ْر ِب َو ْج ِي ِو َعمَ ْي َنا‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ْل ُي َب ِ‬ ‫ارْك َنا = تتكرر الكممة ثبلث مرات في المزمور‪ .‬وقد يشير ىذا لبركة اإللو المثمث األقانيـ لشعبو‪ ،‬كما يصرؼ‬ ‫الكاىف القبطي الشعب بكممات بركة مأخوذة مف (ٕكؤٖ‪ )ٔٗ2‬محبة اهلل اآلب‪ .‬نعمة االبف الوحيد‪ ..‬شركة‬ ‫وموىبة وعطية الروح‪ ..‬تكوف معكـ‪ .‬لِ ُي ِن ْر ِب َو ْج ِي ِو = وجو اهلل ىو ابنو الوحيد فيو صورتو ورسـ جوىره‬ ‫(عبٔ‪ )ٖ2‬والسيد المسيح قاؿ لفيمبس مف رآني فقد رأى اآلب (يوٓٔ‪ .)ٜ2ٔٗ،‬وقد ظير لنا االبف كنور لمعالـ‪.‬‬ ‫ونصمي ىذا المزمور في باكر ليباركنا اهلل ويشرؽ بنوره عمينا كؿ اليوـ‪ .‬ولقد نطؽ داود بيذه الكممات بروح النبوة‬ ‫يشتيي ميعاد مجيء المسيح نور العالـ ليؤمف العالـ كمو‪ .‬إذاً اآلية تعني إشتياؽ المرنـ لتجسد المسيح الذي ىو‬

‫نور وجو اآلب‪ ،‬ويشتيي أف سبلـ اهلل يمؤله فينير وجيو أماـ الناس‪ .‬والبساطة تجعؿ الجسد كمو ني اًر (مت‪)ٕ​ٕ2ٙ‬‬ ‫والبساطة ىي إتجاه القمب بالكامؿ إلى اهلل‪ ،‬بقمب غير منقسـ بيف اهلل والعالـ‪ .‬وتعني االف اشتياقنا لمجئ المسيح‬

‫الثاني " آميف تعاؿ اييا الرب يسوع "‬

‫ٕ‬ ‫ض طَ ِريقُ َك‪ ,‬وِفي ُك ٍّل األ ِ‬ ‫ف ِفي األ َْر ِ‬ ‫ص َك‪".‬‬ ‫آية (ٕ) ‪ " -‬لِ َك ْي ُي ْع َر َ‬ ‫ُمم َخبلَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حيف يظير المسيح تؤمف بو األمـ كميا‪ ،‬ويعرفوه ىو الطريؽ ويعرفوا وصاياه‪ .‬والمسيحيوف الذيف ىـ نور العالـ‬

‫حيف يرى الناس النور في وجوىيـ يؤمنوف بالمسيح‪.‬‬

‫ٖ‬ ‫وب ُكم ُي ْم‪".‬‬ ‫وب َيا اَهللُ‪َ .‬ي ْح َم ُد َك الش ُع ُ‬ ‫آية (ٖ) ‪َ " -‬ي ْح َم ُد َك الش ُع ُ‬

‫‪198‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والطتون)‬

‫وب ىو نبوة‬ ‫يكرر المرتؿ كممة َي ْح َم ُد َك ليذكرنا بأف نشكر اهلل عمى إحساناتو دائماً (صبلة الشكر) وقولو الش ُع ُ‬ ‫بإيماف كؿ األمـ وايضا الييود ‪.‬‬ ‫ٗ‬ ‫ين الشعوب ِباالس ِتقَ ِ‬ ‫ُمم األ َْر ِ‬ ‫ض تَ ْي ِدي ِي ْم‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ُم ُم أل ََّن َك تَِد ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬تَ ْف َر ُح َوتَ ْبتَ ِي ُج األ َ‬ ‫امة‪َ ,‬وأ َ َ‬ ‫ىنا نرى عدة صور لممسيح اآلتي فيو سيأتي في المجيء األوؿ لييدي األمـ فيفرحوا ويبتيجوا بخبلصو ويأتي‬

‫وب‪ .‬وسر االبتياج ىو اف الكنيسة ستبدأ طريؽ الفرح الدائـ‬ ‫في مجيئو الثاني ليديف غير المؤمنيف األشرار= الش ُع َ‬ ‫والمجد االبدي في اورشميـ السماوية‪ .‬وعدلو في دينونة ابميس وتابعيو‪ ،‬ورحمتو مع كنيستو سيكوناف أيضاً سبب‬

‫فرح وابتياج لممؤمنيف‪.‬‬

‫٘‬ ‫وب ُكم ُي ْم‪".‬‬ ‫وب َيا اَهللُ‪َ .‬ي ْح َم ُد َك الش ُع ُ‬ ‫آية (٘) ‪َ " -‬ي ْح َم ُد َك الش ُع ُ‬ ‫ىي تكرار آلية (ٖ)‪ .‬وربما تكوف آية(ٖ) تشير لتيميؿ األمـ بعد المجيء األوؿ‪ .‬وىذه اآلية ىي عف التسبيح‬

‫األبدي بعد المجيء الثاني في األرض الجديدة والسماء الجديدة‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫ط ْت َغمَّتَ َيا‪ُ .‬ي َب ِ‬ ‫لي َنا‪".‬‬ ‫َع َ‬ ‫آية (‪ " - )ٙ‬األ َْر ُ‬ ‫ضأْ‬ ‫ارُك َنا اهللُ إِ ُ‬ ‫ط ْت َغمَّتَ َيا = إيماف الشعوب‪ .‬واألرض تشير لئلنساف فيو مأخوذ مف األرض وحينما يحؿ الروح‬ ‫َع َ‬ ‫األ َْر ُ‬ ‫ض أْ‬

‫القدس عميو (ماء) يعطى ثما اًر نتيجة إليمانو الحي العامؿ بالمحبة‪ .‬وحيف رأى المرتؿ إيماف األمـ‪ ،‬غار عمى‬ ‫شعب إسرائيؿ وطمب ليـ اإليماف فقاؿ يباركنا اهلل إلينا وىذه نبوة عف إيماف إسرائيؿ في نياية األياـ‪.‬‬

‫شاه ُكل أَقَ ِ‬ ‫اصي األ َْر ِ‬ ‫آية (‪ُ ٚ" - )ٚ‬ي َب ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫ارُك َنا اهللُ‪َ ,‬وتَ ْخ َ ُ‬ ‫شاه ُكل أَقَ ِ‬ ‫اصي األ َْر ِ‬ ‫ُي َب ِ‬ ‫ض =حيف‬ ‫ارُك َنا اهللُ = حيف يبارؾ الرب شعب إسرائيؿ بسبب إيمانيـ في نياية األياـ‪ .‬تَ ْخ َ ُ‬ ‫يأتي لمدينونة‪.‬‬

‫‪199‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)‬

‫المزمور الثامن والستون‬

‫عودة لمجدول‬

‫غالباً كتب داود ىذا المزمور حيف أعطاه اهلل راحة مف كؿ أعدائو فأصعد تابوت العيد مف بيت عوبيد أدوـ إلى‬

‫الخيمة‪ .‬وكاف التابوت رم اًز لحضور اهلل‪ ،‬وأيضاً فالتابوت رمز لمكفارة التي قدميا المسيح‪ .‬وما يؤكد أف داود كتب‬ ‫ىذا المزمور بمناسبة نقؿ تابوت العيد أف اآلية األولى مف المزمور‪ ،‬ىي نفسيا الصبلة التي كاف يرددىا موسى‬

‫عند نقؿ التابوت (عدٓٔ‪ )ٖ٘2‬وما أف بدأ داود في تسبيحو ىنا قاده الروح فقاؿ أشياء مجيدة عف عمؿ المسيح‬

‫خصوصاً صعوده إلى السموات وتأسيس كنيستو‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫اؤه وييرب م ْب ِغ ُ ِ‬ ‫َم ِام َو ْج ِي ِو‪َ ٕ .‬ك َما‬ ‫وم اهللُ‪َ .‬يتَ​َبد ُ‬ ‫َّد أ ْ‬ ‫ضوهُ م ْن أ َ‬ ‫َع َد ُ ُ َ َ ْ ُ ُ ُ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٖ-‬يقُ ُ‬ ‫ِ ٖ‬ ‫الشمعُ قُدَّام َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ام‬ ‫َّام‬ ‫اهلل‪َ .‬و ٍّ‬ ‫يد األَ ْ‬ ‫ار َي ِب ُ‬ ‫ون‪َ .‬ي ْبتَ ِي ُج َ‬ ‫ون َي ْف َر ُح َ‬ ‫الصدٍّيقُ َ‬ ‫َي ُذ ُ‬ ‫ون أ َ‬ ‫وب َّ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ش َرُار قُد َ‬ ‫َ‬

‫ان تُذ ِ‬ ‫ْري ِي ْم‪َ .‬ك َما‬ ‫ُيذ َْرى الد َخ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ون فَ​َر ًحا‪".‬‬ ‫اهلل َوَي ْط ِف ُر َ‬

‫وم اهللُ = ىذه نبوة‬ ‫ىذه صبلة ضد األعداء‪ ،‬وصبلة ألجؿ شعب اهلل الصديقيف ليعطييـ اهلل فرحاً بخبلصو‪َ .‬يقُ ُ‬ ‫عف قيامة المسيح بالجسد‪ .‬فيذه ال تقاؿ لبلىوت أبداً ( فالبلىوت ال ينعس وال يناـ واليرقد وال يجمس ثـ يقوـ )‬ ‫وقيامة المسيح جعمت األبالسة أمامو يبيدوف‪ .‬وكانت فرح وتسبيح األبرار الصديقيف‪.‬‬

‫اه‪ ,‬و ْ ِ‬ ‫ار ِب ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫هلل‪ .‬رٍّنموا الس ِم ِو‪ .‬أ ِ‬ ‫آية (ٗ) ‪َ ٗ" -‬غنواِ ِ‬ ‫ام ُو‪".‬‬ ‫َعدوا َ‬ ‫ط ِريقًا ل َّمراك ِب في ا ْلقفَ ِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫اسمو َي ْ َ‬ ‫َم َ‬ ‫اىتفُوا أ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َعدوا طَ ِريقًا لِ َّمر ِ‬ ‫أِ‬ ‫اك ِب ِفي ا ْل ِقفَ ِ‬ ‫ار = بالنسبة لتابوت العيد‪ ،‬فالتصوير ىنا‪ ،‬أف الرب راكب تابوت العيد‪ ،‬والمرنـ‬

‫يطمب إعداد طريقاً لو وسط األمـ حتى يأتي ويدخؿ أورشميـ‪ .‬وتابوت العيد عموماً يرمز لممسيح الذي تجسد‪،‬‬ ‫اه = ىي اختصار ييوه ومعناه "أنا ىو" كما كاف المسيح يقوؿ أنا ىو الطريؽ و‪ ..‬وىو أتي بالجسد‬ ‫اس ِم ِو َي ْ‬ ‫و ْ‬ ‫وعاش في قفار العالـ وعاش وسط الشعوب الخاطئة وذلؾ ليأتي بيا لآلب‪ .‬وىو لآلف راكب عمى القفار‪ .‬لقد رأي‬ ‫يوحنا المسيح راكباً عمى فرس أبيض (رؤ‪ .)ٕ2ٙ‬والفرس يشير لكؿ فرد مف المؤمنيف ترؾ قيادة حياتو لممسيح‬

‫الممؾ‪ ،‬يقوده في قفار وبرية ىذا العالـ‪.‬‬

‫٘‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِك ِن قُ ْد ِس ِو‪".‬‬ ‫امى َوقَاضي األ َ​َرام ِل‪ ,‬اَهللُ في َم ْ‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬أ َُبو ا ْل َيتَ َ‬ ‫حقاً اهلل راكباً القفار ولكنو في سمائو أيضاً مسكف قدسو‪ ،‬عمى عرشو (يوٖ‪ )ٖٔ2‬وىو حيف رأي اإلنساف كاليتيـ‬

‫ببل أب يخمصو وكأرممة ال زوج يعوليا جاء ىو ليخمص‪.‬‬

‫ٍ‬ ‫آية (‪ٙ" - )ٙ‬اَهلل مس ِك ُن ا ْلمتَو ٍّح ِد َ ِ‬ ‫اء‪".‬‬ ‫ون َّ‬ ‫س ُك ُن َ‬ ‫َس َرى إِلَى فَبلَ ٍح‪ .‬إِ َّن َما ا ْل ُمتَ َمٍّرُد َ‬ ‫الرْم َ‬ ‫ون َي ْ‬ ‫ين في َب ْيت‪ُ .‬م ْخ ِر ُج األ ْ‬ ‫ُ ُ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫َُ‬

‫‪200‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)‬

‫ين = ا لذيف اعتزلوا خطايا العالـ‪ .‬وتشير لمييود الذيف كانوا منعزليف عف العالـ ىؤالء أسكنيـ اهلل في بيتو‬ ‫ا ْل ُمتَ​َو ٍّح ِد َ‬ ‫أي كنيستو‪ .‬وحرر أسرى عبودية إبميس ومف يسكف الكنيسة اآلف فمو نصيب في أورشميـ السماوية‪ .‬ومف يتمرد‬ ‫اء‪.‬‬ ‫ون َّ‬ ‫س ُك ُن َ‬ ‫الرْم َ‬ ‫عمى اهلل فنصيبو جينـ= َي ْ‬ ‫ض َ‬

‫‪ٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫مي َّم‪ِ ,‬ع ْن َد ُخر ِ‬ ‫اآليات (‪ٚ" - )ٔٗ-ٚ‬اَلَّ‬ ‫ص ُع ِ‬ ‫ض ْارتَ َع َد ِت‪.‬‬ ‫َم‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫وج‬ ‫ام َ‬ ‫َ‬ ‫ود َك ِفي ا ْلقَ ْف ِر‪ِ .‬سبلَ ْه‪ .‬األ َْر ُ‬ ‫ُ‬ ‫ش ْع ِب َك‪ ,‬ع ْن َد ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫يرثُ َك‬ ‫ت َيا اَهللُ‪ .‬م َا‬ ‫يل‪َ .‬مطَ ًار َغ ِز ًا‬ ‫َّ‬ ‫س َرائ َ‬ ‫ض ْح َ‬ ‫الس َم َاو ُ‬ ‫ير َن َ‬ ‫ات أ َْي ً‬ ‫س ُو م ْن َو ْجو اهلل إِلو إِ ْ‬ ‫ام َو ْجو اهلل‪ .‬سي َنا َن ْف ُ‬ ‫ضا قَطَ َر ْت أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ود َك لِ ْممس ِ‬ ‫ت أَصمَ ْحتَ ُو‪ٔٓ .‬قَ ِطيع َك س َك َن ِف ِ‬ ‫ْت ِب ُج ِ‬ ‫اك ِ‬ ‫الرب ُي ْع ِطي َكمِ َم ًة‪ .‬ا ْل ُم َب ٍّ‬ ‫ات‬ ‫ين َيا اَهللُ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ش َر ُ‬ ‫يو‪َ .‬ى َّيأ َ‬ ‫َو ُى َو ُم ْع ٍي أَ ْن َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ِ‬ ‫ير ٕٔ« ُممُو ُك ُج ُي ٍ‬ ‫اضطَ َج ْعتُ ْم َب ْي َن ا ْل َحظَ ِائ ِر‬ ‫ت تَ ْق ِس ُم ا ْل َغ َن ِائ َم‪ .‬إِ َذا ْ‬ ‫ون‪ ,‬ا ْل ُمبلَ ِزَم ُة ا ْل َب ْي َ‬ ‫ون َي ْي ُرُب َ‬ ‫وش َي ْي ُرُب َ‬ ‫ِب َيا ُج ْن ٌد َكث ٌ‬ ‫ٗٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شتَّ َ ِ‬ ‫شيا ِبص ْفرِة َّ‬ ‫َج ِنح ُة حمام ٍة م َغ َّ ِ ٍ‬ ‫ون‪".‬‬ ‫الذ َى ِب»‪ِ .‬ع ْن َد َما َ‬ ‫ص ْم ُم َ‬ ‫ير ُممُو ًكا ف َ‬ ‫ييا‪ ,‬أَ ْثمَ َج ْت في َ‬ ‫ت ا ْلقَد ُ‬ ‫شاةٌ ِبفضَّة َو ِري ُ َ ُ َ‬ ‫فَأ ْ َ َ َ َ ُ‬

‫المرنـ ىنا يسبح اهلل عمى إحساناتو لشعبو عند خروجيـ مف مصر ودخوليـ كنعاف وىو يذكر هلل أنو ىو الذي‬ ‫قاد شعبو لذلؾ لـ ييمكوا في البرية الواسعة القفر‪ ،‬ولـ يتمكف منيـ فرعوف وجيوشو‪ ،‬وىزـ مموؾ أماميـ سواء‬ ‫عماليؽ أو كؿ مموؾ كنعاف عند دخوليـ بقيادة يشوع‪ .‬وكانت غنائميـ كثيرة حتى أف السيدات في البيوت كاف‬

‫ليف نصيبيف‪ .‬وكاف أعظـ ما نالو شعب إسرائيؿ في ىذه المرحمة ظيور مجد اهلل ليـ مف عمى جبؿ سيناء‪ ،‬فمـ‬

‫يحدث ىذا ألي شعب أف رأي مجد اهلل أو سمع صوتو كما حدث ليـ‪( .‬تثٖ​ٖ‪ .)ٖٕ2ٗ،‬وأعطاىـ اهلل ناموسو‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫س ُو‬ ‫وتزلزلت األرض وارتعبت الشعوب منيـ‪( .‬قض٘‪ )ٗ2٘،‬بؿ تزلزلت االرض والجبؿ نفسو إىتز= سي َنا َن ْف ُ‬ ‫بسبب حضور اهلل‪ .‬وربما ىذه الزالزؿ والصواعؽ امتد تأثيرىا لمشعوب المجاورة فكانت سبباً ايضاً لرعبيـ مف‬

‫ات قَطَ َر ْت = ربما أمطار رعدية صاحبت ىذه الظيورات وربما ىي إشارة لموصايا اإلليية‬ ‫شعب اهلل‪َّ .‬‬ ‫الس َم َاو ُ‬ ‫ود َك لِ ْممس ِ‬ ‫ْت ِب ُج ِ‬ ‫اك ِ‬ ‫ين‬ ‫(تثٕٖ‪ )ٕ2‬أو يكوف ىذا إشارة لممف الذي كاف ينزؿ مف السماء يومياً وىذا أيضاً معنى َى َّيأ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َيا اَهللُ‪ .‬واحسانات اهلل عمى شعبو المرىؽ= ُم ْع ٍي مف عبودية فرعوف واليروب مف وجيو ظيرت في أنو ىيأ ليـ‬ ‫َصمَ ْحتَ ُو‪ .‬وأعطاىـ أرضاً تفيض لبناً وعسبلً‪ .‬وحينما عطشوا‬ ‫إقامة ىادئة وسط البرية = ِم َا‬ ‫يرثُ َك َو ُى َو ُم ْع ٍي أَ ْن َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫الرب ُي ْع ِطي َكمِ َم ًة‪ .‬ا ْل ُم َب ٍّ‬ ‫ات ِب َيا‬ ‫أرسؿ ليـ مط اًر غزي اًر‪ .‬ولـ يتركيـ اهلل بؿ أرسؿ ليـ أنبياء يحمموف كممتو = َّ‬ ‫ش َر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ير‪ .‬وربما يشير ىذا لتسميـ الناموس بيد مبلئكة‪ .‬فالوصايا والشريعة كانت بيد مبلئكة (عبٕ‪+ ٕ2‬‬ ‫ُج ْن ٌد َكث ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ون بعد أف شتت القدير‬ ‫ص ْم ُم َ‬ ‫أع‪ )ٖ٘2ٚ‬واهلل جعؿ مف شعبو شعباً نقياً مثؿ ثموج جباؿ صمموف= أَ ْثمَ َج ْت في َ‬ ‫مموؾ كنعاف أماميـ‪ .‬وبعد أف كاف الشعب في عبودية في مصر غارقيف في الطيف‪ ،‬صاروا شعباً لو جماؿ‬

‫ويعيشوف في حرية‪ .‬واتخذ المرنـ صورة لحمامة تعيش في سوريا ترمز لمجماؿ لوف جناحيو كالذىب‪ ،‬والحماـ‬ ‫يشير لمطيارة وىو مف الطيور الطاىرة‪ ،‬فالتصوير ىنا يشير ألف اهلل طير شعبو وقدسو بكممتو = أ ْ ِ‬ ‫ام ٍة‬ ‫َجن َح ُة َح َم َ‬ ‫شيا ِبص ْفرِة َّ‬ ‫م َغ َّ ِ ٍ‬ ‫الذ َى ِب‪.‬‬ ‫شاةٌ ِبفضَّة‪ .‬وجعمو سماوياً = ِري ُ َ ُ َ‬ ‫ُ‬

‫وكؿ ما سبؽ يشير لعمؿ المس يح الذي خرج بتجسده وصميبو أماـ شعبو وجاء إلى قفر ىذا العالـ وفي صمبو‬ ‫يرثُو ال ُم ْع ٍي = وميراثو ىو‬ ‫ير ليصمح ِم َا‬ ‫ارتعدت األرض وتزلزلت‪ .‬وبعد صعوده أرسؿ الروح القدس= َمطَ ًار َغ ِز ًا‬ ‫ِ‬ ‫ير‪.‬والشياطيف انسحقوا= ُممُو ُك ُج ُي ٍ‬ ‫كنيستو‪ .‬الرب يعطي كممة اإلنجيؿ بواسطة رسمو= ا ْل ُم َب ٍّ‬ ‫وش‬ ‫ش َر ُ‬ ‫ات ِب َيا ُج ْن ٌد َكث ٌ‬ ‫‪201‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)‬

‫ت تَ ْق ِس ُم ا ْل َغ َن ِائ َم وبنفس المعنى= إِ َذا‬ ‫ون‪ .‬ومف يحصؿ عمى الغنائـ؟ المبلزـ لمكنيسة = ا ْل ُمبلَ ِزَم ُة ا ْل َب ْي َ‬ ‫َي ْي ُرُب َ‬ ‫شاةٌ ِب ِفض ٍ‬ ‫اضطَجعتُم ب ْي َن ا ْلح َ ِ‬ ‫ام ٍة ُم َغ َّ‬ ‫َّة‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ ْ َ‬ ‫ظائ ِر = إذا لـ تفارقوا الكنيسة تمتمئوف مف الروح القدس فتصيروف ك َح َم َ‬ ‫شيا ِبص ْفرِة َّ‬ ‫الذ َى ِب‪ .‬ودـ المسيح يطيرنا مف كؿ خطية = فالكنيسة أَ ْثمَ َج ْت‬ ‫(كممة اهلل) تعيشوف في السماويات= ِري ُ َ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ون = صارت في بياض الثمج (مزٔ٘‪ + ٚ2‬أشٔ‪ + ٔٛ2‬رؤ‪ .)ٔٗ2ٚ‬والحماـ لو إتجاه واحد أنو دائماً‬ ‫ص ْم ُم َ‬ ‫في َ‬ ‫يعود إلى بيتو (فمؾ نوح‪ +‬الحماـ الزاجؿ)‪ .‬والذىب يشير لمسماويات والفضة تشير لكممة اهلل (مزمورٕٔ) وتشير‬

‫أيضاً لمفداء (راجع تفسير نصؼ شاقؿ فضة في سفر الخروج)‪ .‬وبيذا فما يجعؿ شعب اهلل سماوياً ىو الفداء‪+‬‬ ‫اضطَ َج ْعتُ ْم َب ْي َن ا ْل َحظَ ِائ ِر (رجعتـ دائماً إلى حضف الكنيسة)‬ ‫دراسة كممة اهلل‪ +‬الرجوع المستمر إلى اهلل= إِ َذا ْ‬ ‫شيا ِبص ْفرِة َّ‬ ‫َج ِنح ُة حمام ٍة (تطيروف دائماً إلى المسيح) م َغ َّ ِ ٍ‬ ‫الذ َى ِب‬ ‫شاةٌ ِبفضَّة (يغطيكـ دـ كفارة المسيح)‪َ .‬و ِري ُ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫فَأ ْ َ َ َ َ‬ ‫(أي تحيوف حياة سماوية)‪.‬‬

‫ش َ ‪ِ ٔٙ‬‬ ‫س َّن َم ُة‬ ‫َس ِن َم ٍة‪َ ,‬ج َب ُل َبا َ‬ ‫َبا َ‬ ‫ش َ‬ ‫ان‪َ .‬ج َب ُل أ ْ‬ ‫ان‪ .‬ل َما َذا أَيَّتُ َيا ا ْل ِج َبا ُل ا ْل ُم َ‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫ات ِ‬ ‫الرب يس ُك ُن ِف ِ‬ ‫وف ُم َك َّرَرةٌ‪.‬‬ ‫ات‪ ,‬أُلُ ٌ‬ ‫اهلل ِرْب َو ٌ‬ ‫يو إِلَى األ َ​َب ِد‪َ .‬م ْرَك َب ُ‬ ‫َب ِل َّ َ ْ‬

‫اآليات (٘ٔ‪ٔ٘" - )ٔٚ-‬جب ُل ِ‬ ‫اهلل‪َ ,‬ج َب ُل‬ ‫َ​َ‬ ‫ِ‬ ‫س َك ِن ِو؟‬ ‫ص ْد َن ا ْل َج َب َل الَِّذي ا ْ‬ ‫شتَ َياهُ اهللُ ل َ‬ ‫تَْر ُ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ييا‪ِ .‬سي َنا ِفي ا ْلقُ ْد ِ‬ ‫س‪".‬‬ ‫الرب ف َ‬ ‫داود كتب ىذه الكممات عف إسرائيؿ‪ ،‬وىو يسبح اهلل الذي ارتضى أف يسكف فييا‪ .‬وحيثما يسكف اهلل يبارؾ المكاف‬

‫ويجعمو سماوياً وثابتاً ولذلؾ شبو إسرائيؿ مكاف سكف الرب (أو صييوف مكاف الييكؿ) بأنو جبؿ (عالي سماوي‬ ‫س َّن َم ُة = مجبنة‪ ،‬لوفرة المبف والخيرات‪ .‬ثـ يتوجو بالسؤاؿ لممتكبريف‬ ‫ثابت) وبالذات َج َب ُل َبا َ‬ ‫ش َ‬ ‫ان (مراعي دسمة)‪ُ .‬م َ‬ ‫ِ‬ ‫سنَّ َم ُة = فيـ ليـ أمواؿ وقوة وخيرات (لنبلحظ أف اهلل يفيض بخيراتو‬ ‫في ىذا العالـ (‪ )ٔٙ‬ل َما َذا أَيَّتُ َيا ا ْل ِج َبا ُل ا ْل ُم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َك ِن ِو = وفي اإلنجميزية لماذا‬ ‫ص ْد َن ا ْل َج َب َل الَِّذي ا ْ‬ ‫شتَ َياهُ اهللُ ل َ‬ ‫عمى األبرار واألشرار)‪ .‬والسؤاؿ ليـ ل َما َذا تَْر ُ‬ ‫تتقافذف‪ ،‬في كبرياء وتعالى عمى جبؿ اهلل؟ ربما أنتـ أقوى وأغنى‪ .‬ولكف ما يميز جبؿ صييوف أف اهلل يسكف فيو‪.‬‬

‫ولكف داود بروح النبوة رأى أف اهلل يسكف في كنيستو فيذه اآليات ال تصمح أف تطبؽ تماماً عمى شعب إسرائيؿ‬ ‫بسبب قولو يس ُك ُن ِف ِ‬ ‫يو إِلَى األ َ​َب ِد = وبيذا فيي ال تنطبؽ سوى عمى الكنيسة‪ .‬وىي الجبؿ المسنـ فيي تسقي‬ ‫َْ‬ ‫أوالدىا لبناً (ٔكوٖ‪ )ٖ2‬وىي التي قاليا عنيا النبي أف جبؿ بيت الرب يكوف ثابتاً في رأس الجباؿ (أشٕ‪.)ٕ2‬‬ ‫ات ِ‬ ‫وف ُم َك َّرَرةٌ قيؿ عف الشاروبيـ أنيـ مركبة اهلل‪ ،‬فاهلل جالس عمى الشاروبيـ (حزٔ)‪ .‬واهلل‬ ‫ات أُلُ ٌ‬ ‫اهلل ِرْب َو ٌ‬ ‫َم ْرَك َب ُ‬ ‫ركب عمى شعبو في البرية أي استراح فييـ وقادىـ وحارب بيـ أعداء شعبو‪ .‬واهلل جمس عمى رسمو لينشر ك ارزتو‬

‫في العالـ كمو‪ ،‬وىذه الصورة مكررة‪ ،‬فكؿ مف يقدـ نفسو هلل كمركبة يستخدمو اهلل كمركبة حربية يحارب بيا‬ ‫الشياطيف وينتصر‪ .‬وكما حؿ اهلل قديماً عمى جبؿ سيناء يحؿ اآلف في كنيستو وفي كؿ نفس تقبمو = ِسي َنا ِفي‬ ‫ا ْلقُ ْد ِ‬ ‫س‪.‬‬

‫‪ٔٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ت َعطَ َايا َب ْي َن َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫الرب‬ ‫ين لِ َّ‬ ‫مس َك ِن أَي َيا َّ‬ ‫س ْب ًيا‪ .‬قَ ِب ْم َ‬ ‫س َب ْي َ‬ ‫ص ِع ْد َ‬ ‫ضا ا ْل ُمتَ َمٍّرِد َ‬ ‫اس‪َ ,‬وأ َْي ً‬ ‫ت َ‬ ‫ت إِلَى ا ْل َعبلَء‪َ .‬‬ ‫آية (‪َ " - )ٔٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫لو‪".‬‬ ‫اإل ُ‬

‫‪202‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)‬

‫ىي نبوة عف الصعود ونرتميا في مزمور إنجيؿ قداس عيد الصعود‪ .‬ولقد سبؽ المرتؿ وقاؿ في بداية المزمور‬ ‫يقوـ اهلل كنبوة عف قيامة الرب وىا ىو يتنبأ عف صعوده ولقد استخدـ بولس الرسوؿ اآلية في (أؼٗ‪( )ٛ2‬راجع‬

‫س ْب ًيا = بعد أف كنا مسبييف في يد إبميس‪ ،‬أمسؾ بنا مف يد العدو‪ ،‬وجعمنا مسبييف لو‬ ‫س َب ْي َ‬ ‫ت َ‬ ‫أؼٗ‪َ .)ٕٔ-ٜ2‬‬ ‫ط َايا َب ْي َن َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫اس = لقد حؿ الروح القدس يوـ العماد عمى المسيح لحساب‬ ‫ت َع َ‬ ‫بغمبتو صرنا سبايا حبو‪ .‬قَ ِب ْم َ‬

‫الكنيسة‪ .‬وقيؿ أنو صار وارثاً لكؿ شيء وكاف ىذا لحساب الكنيسة ومف ىي الكنيسة التي صارت وارثة أو‬ ‫ت َعطَ َايا َب ْي َن‬ ‫ين لِ َّ‬ ‫مس َك ِن‪ .‬قَ ِب ْم َ‬ ‫ضا ا ْل ُمتَ َمٍّرِد َ‬ ‫باألحرى ماذا كاف حاليا قبؿ خبلص المسيح‪ ،‬كانت شعباً متمرداً= َوأ َْي ً‬ ‫َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫اس = تعني أف إبف اهلل صار بش اًر بيف الناس وقَبِ َؿ حموؿ الروح القدس عميو‪.‬‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫لو َخبلَ ِ‬ ‫ص َنا‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫آية (‪ُ " - )ٜٔ‬م َب َار ٌك َّ‬ ‫الرب‪َ ,‬ي ْو ًما فَ َي ْو ًما ُي َح ٍّممُ َنا إِ ُ‬

‫لو َخبلَ ِ‬ ‫ص َنا بالمواىب والعطايا بوفرة‪.‬‬ ‫لقد قيؿ مف قبؿ أعطى لمناس عطايا‪ ،‬وىنا يقوؿ المرنـ= ُي َح ٍّممُ َنا إِ ُ‬ ‫ٕٓ‬ ‫لو َخبلَ ٍ‬ ‫الس ٍّي ِد لِ ْم َم ْو ِت َم َخ ِ‬ ‫ار ُج‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ب َّ‬ ‫ص‪َ ,‬و ِع ْن َد َّ‬ ‫آية (ٕٓ) ‪ " -‬اَهللُ لَ َنا إِ ُ‬ ‫بركات القيامة والصعود نجدىا ىنا في حؿ مشكمة الموت التي يعاني منيا البشر‪.‬‬

‫ق ر ُؤوس أ ْ ِ ِ‬ ‫ٕٔ ِ‬ ‫ام َة َّ‬ ‫مس ِال ِك ِفي ُذ ُنوِب ِو‪".‬‬ ‫اء لِ َّ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪َ " -‬ولك َّن اهللَ َي ْ‬ ‫الش ْع َر َ‬ ‫س َح ُ ُ َ‬ ‫َع َدائو‪ ,‬ا ْل َي َ‬ ‫أما مف يقاوـ اهلل فمف المؤكد أنو سوؼ ُي َّد َم ْر‪ ،‬وىؤالء ىـ الشيطاف وأتباعو‪ .‬وىذه اآلية فييا تحقيؽ لوعد اهلل في‬

‫ام َة َّ‬ ‫اء = ىذه ليا عدة تفسيرات‪-2‬‬ ‫الش ْع َر َ‬ ‫(تؾٖ‪ .)ٔ٘2‬ا ْل َي َ‬ ‫‪ .1‬قالوا ىي إشارة لمعادة القديمة أف يبقي الرأس مكشوفاً حتى يتـ العمؿ المنوى القياـ بو‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫أف اهلل سيحاسب ىؤالء الرافضوف لو عمى أدؽ شئ مف ذنوبيـ الذي يكوف بمقدار شعرة ال أرس‪.‬‬

‫‪.3‬‬

‫إشارة لكؿ معجب بذاتو كما كاف إبشالوـ معجب بشعره‪ ،‬وبسببو ىمؾ‪.‬‬

‫‪.4‬‬

‫كاف النذير متى تتـ أياـ انتذاره يحمؽ رأسو إشارة لكماؿ التطيير‪ ،‬فالشعر ألنو ناتج طبيعي لمجسـ‪ ،‬فيو‬

‫معبر عف فساد الطبيعة البشرية‪ .‬فمف يجده اهلل عمى فساده‪ ،‬ولـ يتغير إلى صورة أوالد اهلل سيعاقب عمى‬ ‫كؿ خطية إرتكبيا‪.‬‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫ٖٕ ِ‬ ‫َع َما ِ‬ ‫صبغَ ِر ْجمَ َك ِبالدَِّم‪.‬‬ ‫ال َّ‬ ‫اآليات (ٕ​ٕ‪ " - )ٖٔ-‬قَ َ‬ ‫الرب « ِم ْن َبا َ‬ ‫ش َ‬ ‫ان أ ُْرجعُ‪ .‬أ ُْرجعُ ِم ْن أ ْ‬ ‫ق ا ْل َب ْح ِر‪ ,‬ل َك ْي تَ ْ‬ ‫ٕٗ‬ ‫أَْلس ُن ِكبلَ ِب َك ِم َن األ ْ ِ ِ‬ ‫س‪ِ ٕ٘ .‬م ْن قُد ٍ‬ ‫ق إِل ِيي َممِ ِكي ِفي ا ْلقُ ْد ِ‬ ‫ون‪.‬‬ ‫يب ُي ْم»‪َ .‬أر َْوا طُ​ُرقَ َك َيا اَهللُ‪ ,‬طُ​ُر َ‬ ‫َّام ا ْل ُم َغن َ‬ ‫َع َداء َنص ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ‪ٕٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ب‪ ,‬أَي َيا ا ْل َخ ِ‬ ‫اعات َب ِ‬ ‫ضِ‬ ‫ارُبو األ َْوتَ ِ‬ ‫ضِ‬ ‫ون‬ ‫الر َّ‬ ‫ارُكوا اهللَ َّ‬ ‫ارَب ُ‬ ‫سط فَتَ​َي ٌ‬ ‫ار ُج َ‬ ‫ات َ‬ ‫ِم ْن َو َراء َ‬ ‫ات الدفُوف‪ .‬في ا ْل َج َم َ‬ ‫ار‪ .‬في ا ْل َو َ‬ ‫‪ٕٚ‬‬ ‫ين َّ ِ‬ ‫اك ِب ْني ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء َن ْفتَالِي‪.‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اء َزُبولُ َ‬ ‫ام ُ‬ ‫يل‪ُ .‬ى َن َ َ‬ ‫م ْن َع ْي ِن إِ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ون‪ُ ,‬ر َؤ َ‬ ‫س ُ‬ ‫اء َي ُيوَذا ُجم ُي ْم‪ُ ,‬ر َؤ َ‬ ‫س ُ‬ ‫سمٍّطُ ُي ْم‪ُ ,‬ر َؤ َ‬ ‫ير ُمتَ َ‬ ‫الصغ ُ‬ ‫‪ٕٛ‬‬ ‫ق أُور َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ٕٜ‬‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍّم ُممُو ٌك َى َد َايا‪.‬‬ ‫َم َر إِ ُ‬ ‫لي َك ِبعٍّز َك‪ .‬أ ٍَّي ْد َيا اَهللُ ى َذا الذي فَ َع ْمتَ ُو لَ َنا‪ .‬م ْن َى ْي َكم َك فَ ْو َ ُ‬ ‫قَ ْد أ َ‬ ‫يم‪ ,‬لَ َك تُقَد ُ‬ ‫شم َ‬

‫‪203‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)‬ ‫ٖٓ‬ ‫َّة‪ِ َ .‬‬ ‫ين ِب ِقطَ ِع ِفض ٍ‬ ‫وب ا ْلمتَر ِ‬ ‫ش ا ْلقَ ِ ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ان م َع ُع ُج ِ‬ ‫ول الش ُع ِ‬ ‫ون‬ ‫ا ْنتَ ِي ْر َو ْح َ‬ ‫سر َ‬ ‫وب الَِّذ َ‬ ‫ام َ‬ ‫شتٍّت الش ُع َ‬ ‫ين ُي َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫صب‪ ,‬ص َو َار الث َ‬ ‫ير ِ َ‬ ‫وش تُس ِرعُ ِبي َد ْييا إِلَى ِ‬ ‫شرفَ ِ ِ‬ ‫ِبا ْل ِقتَ ِ ٖٔ ِ‬ ‫اهلل‪".‬‬ ‫اء م ْن م ْ‬ ‫ص َر‪ُ .‬ك ُ ْ َ َ‬ ‫ال‪َ .‬يأْتي ُ َ ُ‬

‫ان = حيث كانوا تائييف يحاربيـ‬ ‫في (ٕٓ) "قاؿ اهلل لنا إلو خبلص" وىنا نرى خبلص اهلل فيو أ ُْرجعُ شعبو َبا َ‬ ‫ش َ‬ ‫عوج ممؾ باشاف‪ ،‬وأتى بيـ إلى كنعاف‪ .‬وكاف سكاف باشاف أقوياء مختبريف القتاؿ‪ .‬وىذا إشارة ألف اهلل لـ يتركنا‬ ‫تائييف في العالـ تحت عبودية إبميس القوي‪ ،‬بؿ ىزمو وأعطانا أف نعود لكنيستو‪ .‬وىو أُْرجعُ شعبو ِم ْن ْع َم ِ‬ ‫ق‬ ‫ا ْل َب ْح ِر األحمر= والبحر يشير لمعالـ بأمواجو ومموحتو‪ .‬واهلل أقامنا مف موت العالـ وأجمسنا في السماويات‬ ‫صبغَ ِر ْجمَ َك ِبالدَِّم = نرى صورة‬ ‫(أؼٕ‪ .)ٙ2‬وقد يشير البحر لمجحيـ الذي أخرج اهلل منو قديسيو‪ .‬وفي (ٖٕ) تَ ْ‬ ‫النتصار المسيح عمى الشياطي ف مأخوذة مف صورة معركة حربية سالت فييا دماء األعداء وداسيا الرب‬ ‫المنتصر بقدميو‪ ،‬وأعداؤه ىـ الشياطيف (أشٖ‪ + ٙ2ٖٗ،ٚ + ٕ2ٖٙ،‬رؤٗٔ‪ .)ٕٓ2‬وكما لعقت الكبلب دـ آخاب‬

‫وايزابؿ ىكذا تمعؽ دماء أعداء المسيح‪ .‬ىذا تعبي اًر عف انتصار المسيح عمى إبميس وعمى الخطية وعمى الموت‪.‬‬ ‫والقديس غريغوريوس الكبير فسر ىذه اآلية بأف الكبلب تشير لمكارزيف الذي يمعقوف جراحات شعب اهلل كما‬

‫فعمت الكبلب مع لعازر المسكيف‪ ،‬وىـ ككبلب صيد يرسميـ المسيح ليصطادوا لو المؤمنيف ويياجموف الذئاب‬

‫ويحرسوف قطيعو‪َ .‬أر َْوا طُ​ُرقَ َك = ىنا نرى أف الكارزيف أروا طرؽ الرب وأعمالو وذىبوا يخبروف بيا العالـ‪ .‬واف‬ ‫كانت عمى األعداء فيـ أروا في طرؽ اهلل قوة اهلل ضدىـ و أروا فييا حماية اهلل لشعبو‪ .‬وفي (ٕ٘‪ )ٕٙ،‬كما سبح‬ ‫الشعب اهلل بعد خروجيـ مف البحر األحمر‪ ،‬ىكذا كؿ مف حرره المسيح يسبح اهلل بفرح‪ ..‬أَي َيا ا ْل َخ ِ‬ ‫ون ِم ْن‬ ‫ار ُج َ‬ ‫يل = المولوديف مف الماء والروح‪ .‬وفي (‪ )ٕٚ‬نرى كتاب اإلنجيؿ فبولس مف سبط بنياميف وباقي‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َع ْي ِن إِ ْ‬ ‫الرسؿ مف زبولوف ونفتالي التي ىي في الجميؿ (أشٕ‪ + ٔ2ٜ،‬متٗ‪ .)ٔ٘2‬وكؿ ىؤالء صاروا إخوة بالجسد‬ ‫لممسيح الذي أتى مف سبط ييوذا‪ .‬ىؤالء صاروا عظماء ومعممي المسكونة وأساس الكنيسة‪ .‬كانوا بسطاء‬

‫وصياديف والمسيح جعميـ عظماء ومعممي المسكونة ببشارة اإلنجيؿ‪ .‬ثـ يطمب المرنـ أف يؤيد اهلل ك ارزتيـ= أ ٍَّي ْد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ٍّم ُممُو ٌك َى َد َايا = مف كنيستؾ ىيكمؾ يقدـ المؤمنيف الذيف جعمتيـ‬ ‫َيا اَهللُ ى َذا الذي فَ َع ْمتَ ُو لَ َنا‪ .‬م ْن َى ْي َكم َك‪ ..‬لَ َك تُقَد ُ‬ ‫مموكاً ىدايا لؾ‪ ،‬إيمانيـ العامؿ بمحبة وقد تفيـ ىكذا "مف أجؿ تجسدؾ (ىيكؿ جسدؾ) تقدـ لؾ مموؾ األرض‬ ‫ىدايا لكنيستؾ‪ .‬وىذه تشير لدخوؿ األمـ ومحبتيـ لممسيح وكنيستو‪ .‬وفي (ٖٓ) نرى صورتاف متناقضتاف‪-2‬‬ ‫‪.1‬‬

‫ص ِب = أي السباع التي‬ ‫األولى‪ 2‬نرى فييا المسيح ينتير األمـ الوثنية المتوحشة ويشبييا ىنا ب َو ْح َ‬ ‫ش ا ْلقَ َ‬ ‫ٍّ‬ ‫ان‪ .‬وشعب الييود ويشبييـ بال ُع ُج ِ‬ ‫ير ِ‬ ‫ول‬ ‫تسكف غابات القصب‪ .‬وينتير الييود ورؤساؤىـ ويشبييـ بالث َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ير ِ‬ ‫ان =‬ ‫(مزٕ​ٕ‪ )ٕٔ2‬وىؤالء المسيح انتير الروح النجس الذي فييـ الذي جعميـ كالوحوش‪ .‬ص َو َار الث َ‬ ‫تجمع الثيراف في حظائرىا‪ .‬وىؤالء حيف عادوا لممسيح باإليماف قدموا لو ِفض ٍ‬ ‫َّة ‪ ،‬قدموا في خضوع وفي‬ ‫محبة عطاياىـ‪.‬‬

‫‪.2‬‬

‫شت ٍِّتيم‪ .‬وعبلمة دخوؿ األمـ لئليماف‪،‬‬ ‫أما المتمرديف‪ ،‬الذيف أحبوا حرب الكنيسة وحرب المسيح ىؤالء سي َ‬ ‫ِ‬ ‫صر لئليماف ويخرج منيا قديسوف عظماء‪ ،‬مصر تشير لمكبرياء واهلل حطـ كبرياء الوثنييف‬ ‫تدخؿ م ْ‬

‫‪204‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)‬

‫وش السوداء رمز الخطية إلى مؤمنيف‪ .‬فاإليماف بالمسيح يحطـ‬ ‫وبإيمانيـ صاروا متواضعيف وحوؿ ُك ُ‬ ‫الكبرياء والشر‪.‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٖ​ٖ ِ ِ‬ ‫مو‪ .‬رٍّنموا لِ َّ ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اآليات (ٕٖ‪َ ٖٕ " - )ٖ٘-‬يا َم َمالِ َك األ َْر ِ‬ ‫ات‬ ‫س َماء َّ َ َ‬ ‫مس ٍّيد‪ .‬سبلَ ْه‪ .‬ل َّمراك ِب َعمَى َ‬ ‫ض َغنوا ل َ ُ‬ ‫ٖ٘‬ ‫ٖٗ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْلقَِد ِ‬ ‫وف‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يل َجبلَ لُ ُو‪َ ,‬وقُ َّوتُ ُو ِفي ا ْل َغ َم ِام‪َ .‬م ُخ ٌ‬ ‫ص ْو َ‬ ‫ت قُ َّوٍة‪ .‬أ ْ‬ ‫َعطُوا ع ًّازِ هلل‪َ .‬عمَى إِ ْ‬ ‫ص ْوتَ ُو َ‬ ‫يمة‪ُ .‬ى َوَذا ُي ْعطي َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل ُى َو ا ْل ُم ْعطي قُ َّوةً َوش َّدةً ل َّ‬ ‫مش ْع ِب‪ُ .‬م َب َار ٌك اهللُ!"‬ ‫س َرائ َ‬ ‫ت َيا اَهللُ م ْن َمقَادس َك‪ .‬إِ ُ‬ ‫أَ ْن َ‬ ‫لو إِ ْ‬ ‫اء َّ ِ ِ‬ ‫اك ِب عمَى سم ِ‬ ‫دعوة لكؿ األمـ ليؤمنوا ويسبحوا اهلل القدير ا َّلر ِ‬ ‫يم ِة = إشارة لسمطاف اهلل الذي منذ‬ ‫َ‬ ‫الس َم َاوات ا ْلقَد َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْوتَ ُو = صوت اهلل يشير لمرعد الذي‬ ‫األزؿ عمى السموات واألرض وممالكيا والسموات بأفبلكيا‪ُ .‬ى َوَذا ُي ْعطي َ‬ ‫يمقي رعباً في النفوس‪ .‬وأيضاً لصوت الك ارزة‪ ،‬ونبلحظ ارتعاب فيمكس الوالي مف كبلـ بولس الرسوؿ‬ ‫يل َجبلَ لُ ُو = جبلؿ اهلل ظير في حمايتو إلسرائيؿ وعقوباتو ضدىا حيف تخطئ فيو إلو‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫(أعٕٗ‪َ )ٕ٘2‬عمَى إِ ْ‬ ‫قدوس‪ .‬وىكذا مع كنيستو‪ .‬قَُّوتُ ُو ِفي ا ْل َغ َم ِام= الغماـ يشير لمقديسيف (عبٕٔ‪ )ٔ2‬واهلل أعطى لمتبلميذ قوات‬ ‫عجيبة وصمت إلقامة األموات‪ ،‬كما تظير قوة اهلل في إعطائو المطر لؤلرض وحرمانيا منو إف أخطأ الشعب‪.‬‬ ‫وتظير عظمة اهلل في أنو يعطي قوة وشدة لشعبو فيدوسوا الحيات والعقارب وينتصروا عمى الخطايا والموت‬

‫والعالـ‪.‬‬

‫‪205‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطتون)‬

‫المزمور التاسع والستون‬

‫عودة لمجدول‬

‫كتب داود ىذا المزمور وىو في ضيقة عظيمة‪ ،‬فكاف كمف يصرخ مف األلـ‪ ،‬بؿ كاف يشعر أنو في طريقو لمموت‬ ‫المؤكد‪ ،‬ويصرخ هلل ليخمصو‪.‬‬

‫وكاف داود في ىذا رم اًز لممسيح‪ ،‬وىناؾ آيات كثيرة مف ىذا المزمور طبقيا العيد الجديد عمى المسيح‪(.‬االية ٗ‬

‫وردت في يو ٘ٔ‪ ()ٕ٘ 2‬االية ‪ ٜ‬وردت في يو ٕ ‪ + ٔٚ 2‬رو ٘ٔ ‪ ()ٖ 2‬االية ٕٔ وردت في مت ‪ٖٗ 2 ٕٚ‬‬

‫وااليات ٕ​ٕ‪ ٕٖ-‬وردوا في رو ٔ​ٔ‪ )ٔٓ-ٜ 2‬وىو رفيؽ لممزمور ٕ​ٕ‪ .‬وكبلىما يبدأ بآالـ المسيح وينتيي‬ ‫بمجده‪ .‬ويضاؼ ليذا النبوات الخاصة بخراب إسرائيؿ لصمبيا المسيح‪.‬‬

‫ونرى في ىذا المزمور أيضاً صورة آلالـ الكنيسة جسد المسيح‪ ،‬التي أوصميا مضطيدوىا إلى حافة الموت لكف‬

‫اهلل خمصيا وأنقذىا وخرب أعداؤىا‪ .‬والمجد الذي صار ليا‪.‬‬

‫وتستخدـ الكنيسة في صموات التجنيز لممنتقميف مف أبنائيا آيات كثيرة مف ىذا المزمور وكأنيا ترى أنيـ ماتوا مع‬

‫المسيح ليكوف ليـ قيامة مع المسيح في مجده‪.‬‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫َن ا ْل ِمياه قَ ْد َد َخمَ ْت إِلَى َن ْف ِسي‪َ ٕ .‬غ ِرق ُ ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ ٔ" - )ٖ-‬خمٍّ ِ‬ ‫س َمقٌَّر‪.‬‬ ‫صني َيا اَهللُ‪ ,‬أل َّ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْت في َح ْمأَة َعميقَة‪َ ,‬ولَ ْي َ‬ ‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق ا ْل ِمي ِ‬ ‫ظِ‬ ‫ار إِل ِيي‪".‬‬ ‫اه‪َ ,‬و َّ‬ ‫اي م ِن ا ْنت َ‬ ‫الس ْي ُل َغ َم َرِني‪ .‬تَع ْب ُ‬ ‫َد َخ ْم ُ‬ ‫ت إِلَى أ ْ‬ ‫َع َما ِ َ‬ ‫س َح ْمقي‪َ .‬كمَّ ْت َع ْي َن َ‬ ‫ص َراخي‪َ .‬ي ِب َ‬ ‫ت م ْن ُ‬ ‫ْت ِفي َح ْمأ ٍَة َع ِميقَ ٍة = داود ميما‬ ‫األحزاف والببليا يصورىا داود بمياه أحاطت بو وستغرقو (يوفٕ‪ )٘2‬فيموت َغ ِرق ُ‬ ‫زادت آالمو فمـ يحدث لو أف غرؽ فعبلً‪ .‬ولكنو بروح النبوة يتكمـ عف المسيح الذي مات فعبلً‪ .‬وصراخ المسيح‬ ‫تكمـ عنو الرسوؿ في (عب٘‪ .)ٚ2‬أما بالنسبة لداود فنفيـ أف األحزاف والحيرة أغرقتو في ىمومو‪ .‬ولنبلحظ أف‬

‫س‪َ ..‬مقٌَّر = كأنو في مياه عميقة ال يجد أرضاً يستقر عمييا = أي ىو ببل أي‬ ‫األحزاف دخمت لمعالـ بالخطية‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫شئ يسنده ولقد قاؿ المسيح في آالمو "اآلف نفسي قد اضطربت"‪.‬‬ ‫ٗ‬ ‫ين ي ْب ِغ ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬أَ ْكثَُر ِم ْن َ‬ ‫َع َد ِائي ظُ ْم ًما‪ِ .‬حي َن ِئ ٍذ َرَد ْد ُ‬ ‫ستَ ْيمِ ِك َّي أ ْ‬ ‫س َب ٍب‪ْ .‬‬ ‫ش ْع ِر َأرْسي الَّذ َ ُ‬ ‫اعتَ​َّز ُم ْ‬ ‫ضوَنني ِببلَ َ‬ ‫َخطَ ْف ُو‪".‬‬ ‫الَِّذي لَ ْم أ ْ‬ ‫طبقيا المسيح عمى نفسو "(يو٘ٔ‪ .)ٕ٘2‬وأعداء المسيح كانوا مف الييود والروماف والشياطيف‪ .‬وىكذا أعداء‬ ‫شع ِر أر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ستَ ْيمِ ِك َّي = مف يريدوف تدميري‬ ‫ْسي‪ .‬وأقوياء= ْ‬ ‫اعتَ​َّز ُم ْ‬ ‫الكنيسة جسد المسيح‪ .‬واألعداء كثيريف = أَ ْكثَُر م ْن َ ْ َ‬ ‫س َب ٍب وظُ ْم ًما = وىذا ما فعمو إبميس بآدـ وحواء‪ ،‬ثـ بداود وبالمسيح وبالتالي‬ ‫ىـ أقوياء معتزوف‪ .‬وىـ يظممونو ِببلَ َ‬ ‫ط ْف ُو = فيو لـ يخطؼ مف أعدائو شئ‪ ،‬وىو لـ‬ ‫َخ َ‬ ‫ت الَِّذي لَ ْم أ ْ‬ ‫كنيستو‪ .‬ومف قوة األعداء يقوؿ داود ِحي َن ِئ ٍذ َرَد ْد ُ‬ ‫يظمميـ‪ ،‬ولكنيـ جعموه يعاني كؿ ىذه المعاناة ببل سبب جناه‪ ،‬وربما ىو أعطاىـ ما ييدئ مف غيظيـ لييدأوا‪.‬‬

‫وىكذا المسيح تحمؿ عقوبة كاف يجب أف أتحمميا أنا‪ ،‬ىو دفع ديوننا‪ ،‬عانى بسبب تعدياتنا‪ .‬وتعني ايضا اف‬

‫ف مني سبلمنا وفرحنا ومجدنا فمقد ضاع مف اإلنساف سبلمو ومجده وفرحو‪ ،‬ولـ يكف المسيح ىو‬ ‫المسيح لَ ْم ي ْخطَ ْ‬

‫‪206‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطتون)‬

‫الذي أخذىـ‪ ،‬بؿ كاف ذلؾ نتيجة الخطية ‪ .‬ولـ يحجب اهلل نفسو عف آدـ بعد اف اخطأ ‪ ،‬بؿ آدـ ىو الذي اختبأ‬

‫مف اهلل ‪...‬والمسيح رد آلدـ ولنا اكثر مما فقدناه‪.‬‬

‫٘‬ ‫ف‪".‬‬ ‫ْت َح َماقَِتي‪َ ,‬وُذ ُنوِبي َع ْن َك لَ ْم تَ ْخ َ‬ ‫ت َع َرف َ‬ ‫آية (٘) ‪َ " -‬يا اَهللُ أَ ْن َ‬ ‫ْت َح َماقَ ِتي = أنت تعمـ يا رب كؿ ذنوبي‪ ،‬وتعمـ أف ما ظمموني بو أنا برئ منو وبمساف المسيح‪،‬‬ ‫ت َع َرف َ‬ ‫َيا اَهللُ أَ ْن َ‬

‫فاآلب يعمـ أنو ببل خطية لكنو صار خطية ألجمنا وحمؿ خطايانا‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫ب ا ْل ُج ُن ِ‬ ‫يل‪".‬‬ ‫س ٍّي ُد َر َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫س َ‬ ‫آية (‪ " - )ٙ‬الَ َي ْخ َز ِبي ُم ْنتَ ِظ ُر َ‬ ‫وك َيا إِ َ‬ ‫لو إِ ْ‬ ‫ود‪ .‬الَ َي ْخ َج ْل ِبي ُم ْمتَم ُ‬ ‫وك َيا َ‬ ‫داود يطمب أف يخمصو اهلل حتى ال يرى اصدقاؤه مف القديسيف أف اهلل لـ يتدخؿ لينقذه ويكوف ىذا سبباً في يأسيـ‬

‫واحباطيـ‪ ،‬ويكوف ىذا سبباً في أف أعداء القديسيف يشمخوف عمى اهلل وعمييـ‪ .‬وكؿ مف كاف ينتظر المسيح‪ ،‬لو‬

‫لـ يقـ المسيح لكانوا في خزي وخجؿ‪.‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ت ا ْل َع َار‪َ .‬غطَّى ا ْل َخ َج ُل َو ْج ِيي‪".‬‬ ‫احتَ َم ْم ُ‬ ‫َجمِ َك ْ‬ ‫آية (‪ " - )ٚ‬أل ٍَّني ِم ْن أ ْ‬ ‫ت ا ْل َع َار (عار الصميب)‪ .‬وىذه االية تفيـ ايضا‬ ‫احتَ َم ْم ُ‬ ‫َجمِ َك ْ‬ ‫ىذه بمساف المسيح ويوجو كبلمو آلدـ= أل ٍَّني ِم ْن أ ْ‬ ‫انيا موجية لآلب ‪ ،‬فالمسيح االبف لمحبتو لآلب قبؿ كؿ ىذه االالـ واالحتقار‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪ِ ٛ" - )ٛ‬‬ ‫يبا ِع ْن َد َب ِني أُ ٍّمي‪".‬‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫ت أْ‬ ‫َج َن ِبيًّا ع ْن َد إِ ْخ َوِتي‪َ ,‬و َغ ِر ً‬ ‫ألجؿ آدـ طرد المسيح مف أىؿ بيتو وأخوتو‪ .‬وحتى اآلف فالمسيح مرفوض مف الييود‪.‬‬ ‫( يو ٔ‪) ٔ​ٔ 2‬‬

‫ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ِ‬ ‫َن َغ ْيرةَ ب ْي ِت َك أَ َكمَتْ ِني‪ ,‬وتَع ِيير ِ‬ ‫ص َار‬ ‫ات ُم َع ٍّي ِر َ‬ ‫يك َوقَ َع ْت َعمَ َّي‪َ .‬وأ َْب َك ْي ُ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔ​ٔ-ٜ‬أل َّ َ َ‬ ‫ص ْوٍم َن ْفسي‪ ,‬فَ َ‬ ‫ت ِب َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫اسي ِمسحا‪ ,‬و ِ‬ ‫ت لِب ِ‬ ‫ت لَ ُي ْم َمثَبلً‪".‬‬ ‫ذلِ َك َع ًا‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫ار َعمَ َّي‪َ .‬ج َع ْم ُ َ‬ ‫ًْ َ‬ ‫َغ ْيرةَ ب ْي ِت َك أَ َكمَتْ ِني وتَع ِيير ِ‬ ‫يك َوقَ َع ْت َعمَ َّي = ىنا نرى داود الذي يتقد قمبو بحب اهلل يغير عمى بيت اهلل‪،‬‬ ‫ات ُم َع ٍّي ِر َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ َ‬

‫وىؤالء األشرار الموجوديف اآلف في بيت اهلل بحكـ مراكزىـ وبخطاياىـ صاروا سببا في اف االخريف مف االغراب‬

‫يعيروف اهلل بسبب ما يحدث مف شعبو وما يحدث داخؿ بيتو ‪ ،‬مف فساد سببو شعب اهلل ‪ .‬وىؤالء سببوا لداود‬

‫أالماً شديدة وكأف كؿ تعييراتيـ هلل قد وقعت عمى داود‪ .‬لقد كانت التعييرات ضد اهلل أشد قسوة عمى داود مف‬

‫اآلالـ الشخصية التي ألحقوىا بو‪ .‬ولذلؾ اوصانا المسيح قائبل " لكي يري الناس اعمالكـ الحسنة فيمجدوا اباكـ‬

‫الذي في السموات "‪.‬‬

‫ولقد طبقت اآلية عمى المسيح حيف طرد الباعة مف الييكؿ (يوٕ‪ )ٔٚ2‬وطبقت عميو في (رو٘ٔ‪ )ٖ2‬لمتدليؿ‬

‫عمى أف المسيح كاف ينكر ذاتو‪ ،‬إذ حسب أف أي تعيير لآلب يقع عميو ىو‪ ،‬فقاـ بطرد الباعة مف الييكؿ مما‬ ‫أىاج الجماىير ضده‪ ،‬واحتمؿ ىذا لمحبتو لآلب‪ .‬وارتد ىذا عميو فقد أىانوه بسبب ذلؾ‪ ،‬فكانت شيادة المسيح‬

‫‪207‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطتون)‬

‫عف اآلب ال ترضى الييود وييينونو بسببيا فغيرة المسيح عمى مجد اآلب أكمت ما تبقي مف حب ىؤالء الييود‬

‫لو‪.‬‬

‫عيره ىؤالء األشرار لثقتو في اهلل وأنو مازاؿ مؤمناً بو‪ .‬وىو لبس المسوح ليرييـ كيؼ أنو‬ ‫وداود حيف صاـ وصمى ّ‬ ‫يمجأ هلل فزادوا مف سخريتيـ‪ .‬لقد أخمى داود ذاتو بيذا ليصير رم اًز لممسيح الذي أخمى ذاتو فعبلً وصار إنساناً‬ ‫فسخر منو الجميع‪ ،‬وحيف صاـ جربو إبميس (رو‪ِ .)ٖ2ٛ‬‬ ‫ت لَ ُي ْم َمثَبلً= صار داود رم اًز لممسيح‪ .‬وتفيـ انو‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫صار لشعبو مثبل في انسحاقو اماـ اهلل وفي طيارتو لكي يتمثموا بو فيرضي اهلل عنيـ ‪.‬‬ ‫ٕٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِفي ا ْل َب ِ‬ ‫س ِك ِر‪".‬‬ ‫اب‪َ ,‬وأَ َغ ِاني َ‬ ‫س َ‬ ‫ش َّارِبي ا ْل ُم ْ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪َ " -‬يتَ َكمَّ ُم ف َّي ا ْل َجال ُ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِفي ْاألب َو ِ‬ ‫اب = القضاة والحكاـ ورؤساء الكينة ىؤالء سخروا منو = َيتَ َكمَّ ُم ِف َّي بؿ حتى السكيريف‬ ‫س َ‬ ‫ا ْل َجال ُ‬ ‫س ِك ِر = فرحوا بآالمو وجعموىا أغنيتيـ (مت‪-ٗٓ2ٕٚ‬‬ ‫وأسافؿ الناس صرت سخرية ليـ = َوأَ َغ ِاني َ‬ ‫ش َّارِبي ا ْل ُم ْ‬ ‫ٖٗ)‪.‬ىنا نفيـ كيؼ صار داود مثبل لممسيح ‪ 2‬فالييود كما سخروا مف داود حينما لبس المسوح سخروا مف‬

‫المسيح ابف اهلل المتجسد‬

‫ٖٔ‬ ‫ق َخبلَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َما أَ​َنا َفمَ َك صبلَ ِتي يا رب ِفي وق ِ‬ ‫ص َك‪".‬‬ ‫استَ ِج ْب لِي‪ِ ,‬ب َح ٍّ‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ " -‬أ َّ‬ ‫ْت ِر ً‬ ‫ضى‪َ .‬يا اَهللُ‪ِ ,‬ب َكثَْرِة َر ْح َمت َك ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِفي وق ِ‬ ‫ضى = ىو وقت الصميب الذي قبؿ فيو اآلب شفاعة المسيح الكفارية عنا‪.‬‬ ‫ْت ِر ً‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ ٘ٔ‬ ‫ق‪َ .‬ن ٍّج ِني ِم ْن م ْب ِغ ِ‬ ‫اآليات (ٗٔ‪َ ٔٗ" - )ٕٓ-‬ن ٍّج ِني ِم َن الطٍّ ِ‬ ‫َع َما ِ‬ ‫س ْي ُل‬ ‫ين فَبلَ أَ ْغ َر َ‬ ‫ض َّي َو ِم ْن أ ْ‬ ‫ق ا ْلم َياه‪ .‬الَ َي ْغ ُم َرٍّني َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫ا ْل ِمي ِ‬ ‫ق ا ْل َي ِ‬ ‫ق‪َ ,‬والَ تُ ْط ِب ِ‬ ‫صالِ َح ٌة‪َ .‬ك َكثَْرِة‬ ‫استَ ِج ْب لِي َيا َرب أل َّ‬ ‫اىا‪.‬‬ ‫اوَي ُة َعمَ َّي فَ َ‬ ‫اه‪َ ,‬والَ َي ْبتَمِ َع ٍّني ا ْل ُع ْم ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َن َر ْح َمتَ َك َ‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫اح ِم َك ا ْلتَ ِف ْت إِلَ َّي‪ .‬والَ تَ ْحج ْب و ْجي َك ع ْن ع ْب ِد َك‪ ,‬أل َّ ِ ِ‬ ‫مر ِ‬ ‫يعا‪ .‬اقْتَ ِر ْب إِلَى َن ْف ِسي‪.‬‬ ‫ُ َ َ َ َ‬ ‫َن لي ض ْيقًا‪ْ .‬‬ ‫س ِر ً‬ ‫استَ ِج ْب لي َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ٕٓ‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫اري و ِخ ْزِيي و َخجمِي‪ .‬قُدَّام َك ج ِميع م َ ِ‬ ‫س َر َق ْم ِبي‬ ‫ت َع َرف َ‬ ‫َع َد ِائي اف ِْد ِني‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫س َب ِب أ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ضا ِيق َّي‪ .‬ا ْل َع ُار قَ ْد َك َ‬ ‫ْت َع ِ َ‬ ‫فُ َّك َيا‪ِ .‬ب َ‬ ‫َ َ ُ ُ‬ ‫ت‪ .‬ا ْنتَظَر ُ َّ‬ ‫ين َفمَم أ ِ‬ ‫َج ْد‪".‬‬ ‫ضُ‬ ‫فَ َم ِر ْ‬ ‫ْ‬ ‫ت ِرق ًة َفمَ ْم تَ ُك ْن‪َ ,‬و ُم َعٍّز َ ْ‬

‫اآليات (ٗٔ‪ )ٔ٘-‬يصمييا داود لينقذه اهلل مف آالمو‪ .‬وبمساف المسيح ليقيمو اهلل مف األموات‪ ،‬وبالتالي يخمص‬ ‫كنيستو‪ .‬وبالنسبة لداود فقد كاف عاره بسبب خطيتو (زنا وقتؿ في بيتو)‪ ،‬أما بالنسبة لممسيح فقبؿ العار عنا‪.‬‬ ‫ٕٔ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِفي َ ِ‬ ‫سقُوَن ِني َخبلُ‪".‬‬ ‫آية (ٕٔ) ‪َ " -‬وَي ْج َعمُ َ‬ ‫ط َعامي َع ْمقَ ًما‪َ ,‬وِفي َعطَشي َي ْ‬ ‫ىي نبوة واضحة عف المسيح‪ .‬وبالنسبة لداود فأعداؤه مرروا حياتو‪.‬‬

‫‪208‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطتون)‬

‫صر م ِائ َدتُيم قُدَّاميم فَ ًّخا‪ ,‬ولِ ِ‬ ‫ٕ​ٕ ِ ِ‬ ‫ش َرًكا‪ٕٖ .‬لِتُ ْظمِ ْم‬ ‫ين َ‬ ‫آلم ِن َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫اآليات (ٕ​ٕ‪ " - )ٕ٘-‬لتَ ْ َ ُ ْ‬ ‫ٕٗ‬ ‫ض ِب َك‪ٕ٘ .‬لِتَ ِ‬ ‫ص ْر َد ُارُى ْم‬ ‫ُمتُوَن ُي ْم َد ِائ ًما‪.‬‬ ‫ص َّ‬ ‫س َخطَ َك‪َ ,‬وْل ُي ْد ِرْك ُي ْم ُح ُمو َغ َ‬ ‫ب َعمَ ْي ِي ْم َ‬ ‫ُ‬ ‫سِ‬ ‫اك ٌن‪".‬‬ ‫َ‬

‫ص ِر‪َ ,‬وَق ْم ِق ْل‬ ‫ُع ُيونُ ُي ْم َع ِن ا ْل َب َ‬ ‫َخرابا‪ ,‬وِفي ِخي ِ‬ ‫ام ِي ْم الَ َي ُك ْن‬ ‫َ‬ ‫ًَ َ‬

‫نبوة بالنكبات التي وقعت عمى الييود لصمبيـ المسيح واآليات (ٕ​ٕ‪ )ٕٖ،‬طبقيا الرسوؿ عمى الييود‬

‫(رؤ​ٔ‪ )ٔٓ,ٜ2‬ولذلؾ تفيـ كؿ اآليات عمى الييود مف (ٕ​ٕإلى ٕ٘)‬ ‫في (ٕٔ) ىـ قدموا لو عمقـ وخبلً‪ ..‬عقابيـ لِتَ ِ‬ ‫ص ْر َم ِائ َدتُ ُي ْم (خيراتيـ) ليم فَ ًّخا (ٕ​ٕ)‬ ‫في (ٖ) جعموه يتعب وتكؿ عيناه‪ ..‬عقابيـ لِتُ ْظمِ ْم ُع ُيونُ ُي ْم‪َ ..‬وَق ْم ِق ْل ُمتُوَن ُي ْم (ٖٕ)‬ ‫س َخطَ َك (ٕٗ)‬ ‫ص َّ‬ ‫ب َعمَ ْي ِي ْم َ‬ ‫في (ٗ) أبغضوه ببل سبب‪ ..‬عقابيـ ُ‬ ‫في (‪ )ٛ‬صار بسببيـ مرفوضاً مف أىمو‪ ..‬عقابيـ ِلتَ ِ‬ ‫ص ْر َد ُارُى ْم َخ َر ًابا (ٕ٘)‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّام ُي ْم فَ ًّخا = تفيـ بعدة تفسيرات‬ ‫لتَص ْر َمائ َدتُ ُي ْم قُد َ‬

‫[ٔ] الكتاب المقدس بعيده القديـ الذي كاف بيف أيدييـ ممموءاً نبوات عف المسيح‪ ،‬وىـ لـ يفيموىا‪ ،‬فصارت‬ ‫شاىداً عمييـ= فَ ًّخا ليم‬ ‫[ٕ ] ىـ قدموا المسيح كذبيحة وفرحوا بأف قدموه كما يقدموف ذبيحة عمى مائدتيـ وابتيجوا بقوتيـ وحكمة تدبيرىـ‬

‫وصار ىذا ليـ فخاً‪ ،‬فيـ‬ ‫َّ‬ ‫تصوروا في نشوة قوتيـ أنيـ قادريف أيضاً عمى الروماف فثاروا عمييـ وكاف ىذا سبباً‬

‫ألف يحطـ الروماف أورشميـ تماماً‪.‬‬

‫[ٖ ] بعد مجيء المسيح انعدمت قيمة محرقاتيـ وذبائحيـ فمقد جاء المسيح المرموز إليو بيذه الذبائح وكاف‬

‫استمرارىـ في تقديميا فخاً ليـ‪ ،‬فممف يقدموىا واهلل قد رفضيا‪.‬‬ ‫لِتُ ْظمِ ْم ُع ُيوُن ُي ْم = لـ يعد بينيـ مف يفيـ النبوات بسبب عنادىـ‪ ،‬فيـ لـ يفيموا معنى ظممة يوـ الصميب‪َ .‬وَق ْم ِق ْل‬ ‫صارت َدارُىم َخرابا وتشتتوا في كؿ العالـ= ِفي ِخي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام ِي ْم‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ ًَ‬ ‫اهلل ُمتُوَن ُي ْم = مف ثقؿ الشدائد التي حمموىا ٓ​ٓ​ٕٓسنة‪ .‬و ْ‬ ‫الَ ي ُك ْن س ِ‬ ‫اك ٌن‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ون‪".‬‬ ‫آية (‪ٕٙ" - )ٕٙ‬أل َّ‬ ‫ض َرْبتَ ُو أَ ْن َ‬ ‫ين َج َر ْحتَ ُي ْم َيتَ َح َّدثُ َ‬ ‫ت ُى ْم طَ َرُدوهُ‪َ ,‬وِب َو َج ِع الَِّذ َ‬ ‫َن الَِّذي َ‬ ‫كاف المسيح ىو الذي ضربو اآلب‪ ،‬ولكنيـ ىـ الذيف طردوه‪ .‬فاآلب كاف يريد ىذا الفداء ليخمص شعبو‪ ،‬وىـ لـ‬ ‫يكف ليـ اي سمطاف عمي المسيح اف لـ يكف اهلل قد اعطاىـ ىذا السمطاف(يو ‪ .)ٔ​ٔ 2 ٜٔ‬وىـ الحقوا المؤمنيف‬ ‫ون ويتآمروف عمي المسيحييف اللحاؽ االذي بيـ فيتوجعوا = ِب َو َج ِعيم‪ .‬وىـ‬ ‫بالمسيح باالضطياد‪ .‬وكانوا َيتَ َح َّدثُ َ‬ ‫ين َج َر ْحتَ ُي ْم = مرة ثانية نري اف اآلب ىوالذي سمح لممسيحييف اف يتالموا ويجرحوا‬ ‫جرحى إيمانيـ بالمسيح‪ .‬الَِّذ َ‬ ‫ألجؿ المسيح فيذه االالـ بعد ايمانيـ تعمؿ عمي تنقيتيـ فيممع اكميميـ‪ .‬وشركاء صميب المسيح ىـ شركاء مجده‬

‫‪.‬ولكف يجب اف نفيـ حكمة االلـ‪ ،‬فبو نكمؿ (عب ٕ ‪ )ٔٓ 2‬ولكف الييود تكمموا عمييـ بشر كراىيتيـ ليـ‬ ‫ليحزنوىـ ويوجعونيـ وظف الييود اف ىذا بسمطانيـ ‪ ،‬ولـ يفيموا انيـ اداة تطيير لشعب اهلل‪.‬‬

‫‪209‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطتون)‬

‫اآليات (‪ِٕٚ" - )ٕٛ-ٕٚ‬ا ْجع ْل إِثْما عمَى إِثْ ِم ِيم‪ ,‬والَ ي ْد ُخمُوا ِفي ِبٍّر َك‪ٕٛ .‬لِيمحوا ِم ْن ِس ْف ِر األ ْ ِ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ً َ‬ ‫َح َياء‪َ ,‬و َمعَ‬ ‫ُْ َْ‬ ‫َ‬ ‫الصد ِ‬ ‫ين الَ ُي ْكتَُبوا‪".‬‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍّيق َ‬ ‫كانت خطاياىـ كثيرة وزادت بؿ كممت بصمبيـ لممسيح= ِا ْج َع ْل إِثْ ًما َعمَى إِثْ ِم ِي ْم وزادت باضطياد شعبو‪ .‬وىذا‬ ‫ايضا االـ يضعونيا عمي جسد المسيح (كو ٔ ‪ .)ٕٗ 2‬ومف يرفض المسيح اإللو يعدـ الحياة التي ىي ىبة‬ ‫لممؤمنيف‪ .‬وقطعاً لف يتبرروا= الَ َي ْد ُخمُوا ِبٍّر َك ‪.‬‬

‫‪ٕٜ‬‬ ‫َما أَ​َنا فَ ِمس ِك ٌ ِ‬ ‫ص َك َيا اَهللُ َف ْم ُي َرفٍّ ْع ِني‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٕٜ‬أ َّ‬ ‫ين َو َكئ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫يب‪َ .‬خبلَ ُ‬ ‫فييا مقابمة لطيفة بيف ضعؼ اإلنساف مع نعمة اهلل التي تخمص وترفع‪.‬‬ ‫ٍ ٖٔ‬ ‫ٖٓ‬ ‫ِ‬ ‫ب أَ ْكثَ​َر ِم ْن ثَْو ِر َبقَ ٍر ِذي‬ ‫س ِب ٍ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ستَ َ‬ ‫اب ِع ْن َد َّ‬ ‫ط ُ‬ ‫يح‪َ ,‬وأ َ‬ ‫ُعظٍّ ُم ُو ِب َح ْمد‪ .‬فَ ُي ْ‬ ‫اس َم اهلل ِبتَ ْ‬ ‫ُس ٍّب ُح ْ‬ ‫اآليات (ٖٓ‪ " - )ٖٔ-‬أ َ‬ ‫ون وأَ ْظبلَ ٍ‬ ‫ف‪".‬‬ ‫قُ​ُر ٍ َ‬ ‫ون وأَ ْظبلَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ف‪ .‬أي عجوؿ كاممة السف سمينة معموفة‬ ‫اهلل يفرح بالتسبيح أكثر مف الذبائح العظيمة ثَْو ِر َبقَ ٍر ذي قُ​ُر ٍ َ‬

‫ذات قيمة مادية كبيرة‪ .‬وتسبيح المتالـ ىو اعظـ مف اي محرقات (ىو ٗٔ ‪ )ٕ 2‬وقطعا لف يستطيع المتالـ اف‬

‫يسبح اف لـ يدرؾ محبة اهلل وحكمتو في االلـ الذي يسمح بو‪.‬‬

‫ٕٖ‬ ‫طالِ ِبي ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل‪".‬‬ ‫وب ُك ْم َيا َ‬ ‫اء فَ َي ْف َر ُح َ‬ ‫ون‪َ ,‬وتَ ْح َيا ُقمُ ُ‬ ‫آية (ٕٖ) ‪َ " -‬ي َرى ذل َك ا ْل ُوَد َع ُ‬ ‫كؿ مف صار وديعاً عمى صورة مسيحو يفرح بالخبلص أكثر مف كؿ كنوز الدنيا‪ .‬االلـ يكمؿ المسيح (عب ٕ ‪2‬‬

‫ٓٔ) وذلؾ ليشابينا في كؿ شئ‪ ،‬ونحف نكمؿ بااللـ لنشبو المسيح حينما نتنقي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫امع لِ ْممس ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫اك ِ‬ ‫َس َراهُ‪".‬‬ ‫آية (ٖ​ٖ) ‪ٖ​ٖ" -‬أل َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ين َوالَ َي ْحتَق ُر أ ْ‬ ‫س ٌ َ َ‬ ‫الر َّ َ‬ ‫لقد خمص اهلل كؿ األسرى القديسيف مف الجحيـ‪.‬‬ ‫ض‪ ,‬ا ْل ِب َح ُار َو ُكل َما‬ ‫َواأل َْر ُ‬ ‫‪ٖٙ‬وَنس ُل ع ِب ِ‬ ‫يد ِه َي ْممِ ُكوَن َيا‪,‬‬ ‫َ ْ َ‬

‫ِ ِ‬ ‫ييا‪ٖ٘ .‬أل َّ‬ ‫َيدب ف َ‬ ‫َن اهللَ‬ ‫وم ِحبو ِ ِ‬ ‫ون‬ ‫س ُك ُن َ‬ ‫اسمو َي ْ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬

‫ي َخمٍّص ِ‬ ‫ص ْي َي ْو َن‬ ‫ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ييا‪".‬‬ ‫ف َ‬

‫ٖٗ‬ ‫ات‬ ‫س ٍّب ُح ُو َّ‬ ‫الس َما َو ُ‬ ‫اآليات (ٖٗ ‪ " - )ٖٙ-‬تُ َ‬ ‫ِ‬ ‫اك َوَي ِرثُوَن َيا‪.‬‬ ‫ون ُى َن َ‬ ‫س ُك ُن َ‬ ‫َوَي ْبني ُم ُد َن َي ُيوَذا‪ ,‬فَ َي ْ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْي َي ْو َن ىي جماعة المؤمنيف‪َ .‬وَي ْب ِني ُم ُد َن َي ُيوَذا = كثرة الكنائس في أقطار األرض كعربوف لسكنى المؤمنيف‬ ‫الدائـ في أورشميـ السماوية‪.‬‬

‫‪210‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبعون)‬

‫المزمور السبعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور السبعون (التاسع والستون في األجبية)‬ ‫ىذه األعداد الخمسة في ىذا المزمور ىي اآليات الختامية لمزمور (ٓٗ‪ .)ٔٚ-ٖٔ2‬وأخذت ىنا الستعماليا‬

‫لمتسبيح في خدمات الييكؿ تذكا اًر لخبلص الرب لداود‪ .‬ونجد فيو إلحاح عمى دينونة أعداء اهلل‪ .‬وااللتجاء هلل‬ ‫واالحتماء بو في الضيقات‪ .‬وربما قولو لمتذكير في بداية المزمور أنو يذكر ما صمي بو قببلً‪ .‬ونحف نصمي بيذا‬

‫المزمور في صبلة باكر طالبيف معونة اهلل ومساندتو لنا في كؿ ضيقة تواجينا‪ .‬ويا حبذا لو نردده دائماً فيناؾ‬ ‫أعداء غير منظوريف باإلضافة إلى المنظوريف منيـ (ونفيـ بقولنا األعداء الشياطيف والخطايا)‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع‪".‬‬ ‫َس ِر ْ‬ ‫مي َّم‪ ,‬إِلَى تَ ْن ِج َيتي‪َ .‬يا َرب‪ ,‬إِلَى َم ُعوَنتي أ ْ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬اَلَّ ُ‬ ‫وىؿ لنا أف نمجأ لسواه في كؿ ضيقة فيعطينا عزاء وثبات عمى احتماليا عوضاً عف أف نرتعب‪ .‬بؿ يتحوؿ‬

‫اإلتكاؿ عمى اهلل إلى رجاء يحيي النفس‪.‬‬

‫ون لِي َ ٖ ِ‬ ‫اآليات (ٕ‪ٕ" - )ٖ-‬لِي ْخ َز وي ْخج ْل طَالِبو َن ْف ِسي‪ .‬لِيرتَ َّد إِلَى َخ ْم ٍ‬ ‫َج ِل‬ ‫ف َوَي ْخ َج ِل ا ْل ُم ْ‬ ‫شتَ ُي َ‬ ‫جع ِم ْن أ ْ‬ ‫ش ًّرا‪ .‬ل َي ْر ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ​َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ون « َى ْو! َى ْو!»‪".‬‬ ‫ِخ ْزِي ِي ُم ا ْلقَ ِائمُ َ‬ ‫الشياطيف يثيروا ضدنا حروب كثيرة عندما نريد أف نسير في طريؽ اهلل‪ .‬وىـ يسخروف منا في ضيقتنا قائميف َى ْو‬ ‫َى ْو = نعماً نعماً (سبعينية)‪ .‬ىـ يقفوا في سخرية منتظريف سقوطنا ليشمتوا فينا‪ .‬وىناؾ كثيريف حينما تواجييـ‬ ‫بعض الضيقات يخاصموف اهلل قائميف لماذا سمحت بيذا وىنا يسخر الشياطيف منيـ‪ .‬وداود ىنا يصمي حتى ال‬

‫يسقط ىذه السقطة بؿ تكوف مؤامرة أعدائو لخزييـ إذ ينصره عمييـ اهلل المتكؿ عميو‪.‬‬

‫يك‪ ,‬وْلي ُق ْل َد ِائما م ِحبو َخبلَ ِ‬ ‫آية (ٗ) ‪ٗ" -‬وْلي ْبتَ ِي ْج وي ْفر ْح ِب َك ُكل َ ِ‬ ‫الرب»‪".‬‬ ‫ص َك «لِ َيتَ َعظَِّم َّ‬ ‫طال ِب َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ً ُ‬ ‫الذيف يطمبوف اهلل عوضاً عف مخاصمتو ال يخزييـ بؿ يعطييـ رجاء ويعطييـ نصرة في الوقت الذي يحدده ىو‪.‬‬ ‫وىؤالء يعظموف الرب عمى خبلصو‪ .‬وىكذا عمى كؿ منا حيف يتأمؿ في الخبلص الذي صنعو المسيح بصميبو‬

‫أف يعظمو ويسبحو‪.‬‬

‫٘‬ ‫ع إِلَ َّي‪ .‬م ِع ِ‬ ‫َما أَ​َنا فَ ِمس ِك ٌ ِ‬ ‫ت‪َ .‬يا َرب‪ ,‬الَ تَ ْبطُ ْؤ‪".‬‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬أ َّ‬ ‫َس ِر ْ‬ ‫يني َو ُم ْن ِق ِذي أَ ْن َ‬ ‫ير‪ .‬اَلمَّ ُي َّم‪ ,‬أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ين َوفَق ٌ‬ ‫ُ‬ ‫مف يقوؿ ىذا؟ داود الممؾ العظيـ!! ولكنو يتضع أماـ اهلل‪ .‬فماذا يجب أف نفعؿ نحف؟‬

‫‪211‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والطبعون)‬

‫المزمور الحادي والسبعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫كثيريف ينسبوف المزمور لداود ويقولوف أنو قالو في أواخر أيامو في فترة آالـ مثؿ فترة أالمو بسبب إبشالوـ‬ ‫(آية‪ .)ٔٛ‬وفي ىذا المزمور اقتباسات مف مزامير كثيرة سابقة‪.‬‬ ‫ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخ َزى إِلَى الد ْ ٕ ِ‬ ‫ص ِني‪.‬‬ ‫ت‪ ,‬فَبلَ أ ْ‬ ‫احتَ َم ْي ُ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِ " - )ٛ-‬ب َك َيا َرب ْ‬ ‫َّى ِر‪ِ .‬ب َع ْدل َك َن ٍّجني َوأَ ْنقذْني‪ .‬أَم ْل إِلَ َّي أُ ْذ َن َك َو َخمٍّ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٖ ِ‬ ‫ص ِني‪َ ٗ .‬يا إِل ِيي‪َ ,‬ن ٍّج ِني ِم ْن َي ِد ٍّ‬ ‫الشٍّري ِر‪ِ ,‬م ْن‬ ‫َم ْر َ‬ ‫ص ْخ َرِتي َوح ْ‬ ‫ت ِب َخبلَصي أل ََّن َك َ‬ ‫ُك ْن لي َ‬ ‫ص ْخ َرةَ َم ْم َجأ أ َْد ُخمُ ُو َدائ ًما‪ .‬أ َ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫٘‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف فَ ِ‬ ‫اع ِل َّ‬ ‫َك ٍّ‬ ‫ت ِم َن ا ْل َب ْط ِن‪,‬‬ ‫الر َّ‬ ‫س ٍّي ِدي َّ‬ ‫استَ​َن ْد ُ‬ ‫الشٍّر َوالظَّالِ​ِم‪ .‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬ ‫اي‪َ .‬عمَ ْي َك ْ‬ ‫ب‪ُ ,‬متَّ َكمي ُم ْن ُذ ص َب َ‬ ‫ت َر َجائي َيا َ‬ ‫يحي َد ِائما‪ِ ٚ .‬‬ ‫ُمي‪ِ .‬ب َك تَس ِب ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫آي ٍة لِ َك ِث ِ‬ ‫ت فَ َم ْم َجِإي ا ْلقَ ِوي‪َ ٛ .‬ي ْمتَِمئُ فَ ِمي‬ ‫ين‪ .‬أ َّ‬ ‫اء أ ٍّ‬ ‫َح َ‬ ‫َما أَ ْن َ‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫َوأَ ْن َ‬ ‫ير َ‬ ‫ت ُم ْخ ِر ِجي ِم ْن أ ْ‬ ‫ت َك َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ِم ْن تَس ِب ِ‬ ‫يح َك‪ ,‬ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو ِم ْن َم ْج ِد َك‪".‬‬ ‫ْ‬ ‫ىي صرخة لمرب لينقذه مف أعدائو‪ ،‬فيو يتكؿ عمى اهلل‪ ،‬والكتاب يمعف مف يتكؿ عمى ذراع بشر (أر‪.)ٚ-٘2ٔٚ‬‬ ‫ت ِم َن ا ْل َب ْط ِن = الطفؿ ال يعرؼ أف يمقي استناده عمى اهلل وىو بعد في بطف أمو‪ ،‬إنما المعنى أف‬ ‫استَ​َن ْد ُ‬ ‫و َعمَ ْي َك ْ‬ ‫أنت يا رب حافظ األطفاؿ الصغار وأنت الذي حفظتني حتى خرجت إلى ىذه الدنيا‪ .‬ثـ حفظتني حتى اآلف‪.‬‬ ‫واكماالً ليذا المعنى‪ ،‬أنني منذ بدأت أفيـ معنى اإلتكاؿ عميؾ يا رب فمـ ألجأ لسواؾ‪ِ .‬‬ ‫آي ٍة ِل َك ِث ِ‬ ‫ين =‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫ير َ‬ ‫ت َك َ‬ ‫كثيريف صاروا ينظروف لي وينتظروا أف يروا ماذا سوؼ تكوف نياية ىذه اآلالـ العجيبة التي أصابت ىذا‬

‫الشخص‪ ،‬وما ىي نياية ثقتو في اهلل‪ ،‬ىؿ سينصره اهلل عمييا أـ يتخمى عنو فييمؾ‪ .‬أو تعنى أنني صرت في‬

‫نظر الكثيريف عجباً مف شدة وىوؿ ما حدث لي‪ .‬وبيذا المعنى قاؿ بولس الرسوؿ صرنا منظ اًر لمناس والمبلئكة‬

‫(ٔكوٗ‪ .)ٖٔ-ٜ2‬ومع كؿ آالمو ففمو ممموء تسابيح هلل عف احساناتو القديمة وعما ينتظره مف أحسانات جديدة‪.‬‬

‫‪ٜ‬‬ ‫الش ْي ُخو َخ ِة‪ .‬الَ تَتْرْك ِني ِع ْن َد فَ َن ِ‬ ‫ض ِني ِفي َزَم ِن َّ‬ ‫َع َد ِائي تَقَ َاولُوا َعمَ َّي‪,‬‬ ‫اء قَُّوِتي‪ٔٓ .‬أل َّ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٙ-ٜ‬الَ تَْرفُ ْ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ين يرص ُد َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين «إِ َّن اهللَ قَ ْد تَ​َرَك ُو‪ .‬ا ْل َحقُوهُ َوأ َْم ِس ُكوهُ أل ََّن ُو الَ ُم ْن ِق َذ لَ ُو»‪َ ٕٔ .‬يا اَهللُ‪,‬‬ ‫آم ُروا َم ًعا‪ .‬قَ ِائمِ َ‬ ‫َوالَّذ َ َ ْ ُ‬ ‫ون َن ْفسي تَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ع‪ٖٔ .‬لِي ْخ َز وي ْف َن م َخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اص ُمو َن ْف ِسي‪ .‬لِ َي ْم َب ِ‬ ‫ون‬ ‫َس ِر ْ‬ ‫س َ‬ ‫الَ تَ ْب ُع ْد َع ٍّني‪َ .‬يا إِل ِيي‪ ,‬إِلَى َم ُعوَنتي أ ْ‬ ‫س ا ْل َع َار َوا ْل َخ َج َل ا ْل ُم ْمتَم ُ‬ ‫َ َ​َ ُ‬ ‫ٗٔ‬ ‫ٍّث ِبع ْدلِ َك‪ ,‬ا ْليوم ُكمَّ ُو ِب َخبلَ ِ‬ ‫يد عمَى ُك ٍّل تَ ِ ٘ٔ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َك‪ ,‬أل ٍَّني الَ‬ ‫ش ًّرا‪ .‬أ َّ‬ ‫لِي َ‬ ‫َما أَ​َنا فَأ َْر ُجو َدائ ًما‪َ ,‬وأ َِز ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫س ِبيح َك‪ .‬فَمي ُي َحد ُ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫آتي ِبجبر ِ‬ ‫ادا‪ِ ٔٙ .‬‬ ‫ب‪ .‬أَ ْذ ُك ُر ِب َّر َك َو ْح َد َك‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫وت َّ‬ ‫الس ٍّي ِد َّ‬ ‫َع ِر ُ‬ ‫َع َد ً‬ ‫ف لَ َيا أ ْ‬ ‫أْ‬ ‫َ َُ‬ ‫آية (‪ )ٜ‬تشير أف المرنـ كتب ىذا المزمور وىو كبير سناً‪ .‬ونبلحظ في (ٓٔ‪ )ٔ​ٔ،‬فييا نبوة عما حدث لممسيح‬ ‫حيف ظف صالبوه أف اهلل تخمى عنو‪ .‬يا اهلل ال تبعد عني‪ .‬لِي ْخ َز وي ْف َن م َخ ِ‬ ‫اص ُمو َن ْف ِسي = إذا رأى أعدائي أنؾ لـ‬ ‫َ َ​َ ُ‬ ‫تتركني وأنؾ كذبت قوليـ حينئذ سيخجموف‪ .‬وفي تأمؿ روحي في ىذه اآليات‪ ،‬نرى أف الشيخوخة تشير لمشيخوخة‬ ‫الروحية والضعؼ= فَ َن ِ‬ ‫اء قَُّوِتي يشير لفترات الفتور الروحي‪ .‬وعمينا فييما أف نمجأ إلى اهلل فبل يتركنا‪ ،‬بؿ أف اهلل‬

‫يعيد مثؿ النسر شبابنا فيخزى أعدائنا الشياطيف‪.‬‬

‫‪212‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والطبعون)‬

‫‪ٔٛ‬‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضا إِلَى َّ‬ ‫الش ْي ُخو َخ ِة‬ ‫اآلن أ ْ‬ ‫اي‪َ ,‬وِالَى َ‬ ‫ُخ ِب ُر ِب َع َج ِائ ِب َك‪َ .‬وأ َْي ً‬ ‫اآليات (‪ " - )ٕٗ-ٔٚ‬اَلَّ ُ‬ ‫مي َّم‪ ,‬قَ ْد َعمَّ ْمتَني ُم ْن ُذ ص َب َ‬ ‫آت‪ٜٔ .‬وِبر َك إِلَى ا ْلع ْمي ِ‬ ‫يل ا ْلم ْق ِب َل‪ ,‬وِبقَُّوِت َك ُك َّل ٍ‬ ‫الش ْي ِب يا اَهلل الَ تَتْرْك ِني‪ ,‬حتَّى أ ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء َيا اَهللُ‪ ,‬الَِّذي‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو َّ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُخ ِب َر ِبذ َراع َك ا ْلج َ ُ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ظ ِائم‪ .‬يا اَهلل‪ ,‬م ْن ِم ْثمُ َك؟ ٕٓأَ ْن َ َِّ‬ ‫ق األ َْر ِ‬ ‫َع َما ِ‬ ‫ض‬ ‫يرةً َو َرِد َ‬ ‫يئ ًة‪ ,‬تَ ُع ُ‬ ‫ص َن ْع َ‬ ‫ود فَتُ ْح ِيي َنا‪َ ,‬و ِم ْن أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ت الذي أ َ​َرْيتَ​َنا ضيقَات َكث َ‬ ‫ت ا ْل َع َ َ َ ُ َ‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب‪َ ,‬حقَّ َك َيا إِل ِيي‪ .‬أُرٍّنم لَ َك ِبا ْل ُع ِ‬ ‫َحم ُد َك ِبرَب ٍ‬ ‫ود َيا‬ ‫يد َع َ‬ ‫صع ُد َنا‪ .‬تَ ِز ُ‬ ‫تَ ُع ُ‬ ‫ظ َمتي َوتَْرجعُ فَتُ َعٍّزيني‪ .‬فَأَ​َنا أ َْي ً‬ ‫ود فَتُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ضا أ ْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ٕٗ‬ ‫ٖٕ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضا ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو َي ْم َي ُج ِب ِبٍّر َك‪ .‬أل ََّن ُو‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يل‪ .‬تَ ْبتَ ِي ُج َ‬ ‫س ِاني أ َْي ً‬ ‫وس إِ ْ‬ ‫اي إِ ْذ أ َُرٍّن ُم لَ َك‪َ ,‬وَن ْفسي الَّتي فَ َد ْيتَ َيا‪َ .‬ولِ َ‬ ‫شفَتَ َ‬ ‫قُد َ‬ ‫ِ‬ ‫ش ًّرا‪".‬‬ ‫ون لِي َ‬ ‫س َ‬ ‫ي‪ ,‬أل ََّن ُو قَ ْد َخ ِج َل ا ْل ُم ْمتَم ُ‬ ‫قَ ْد َخ ِز َ‬ ‫مي َّم‪ ,‬قَ ْد َعمَّ ْمتَِني‬ ‫مف الذي عمـ داود الراعي الصغير كؿ ىذه الحكمة والمزامير‪ ،‬ومف الذي عمـ يديو القتاؿ= اَلَّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ضا إِلَى َّ‬ ‫ُخ ِب ُر‬ ‫اآلن أ ْ‬ ‫الش ْي ُخو َخ ِة‪ .‬فاهلل يعممنا ويفيض مف أحساناتو عمينا‪ .‬وماذا يفعؿ داود إلَى َ‬ ‫اي‪َ ..‬وأ َْي ً‬ ‫ُم ْن ُذ ص َب َ‬ ‫ُخ ِبر ِب ِذر ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل ا ْل ُم ْق ِب َل = أي يخبر الكؿ بقوة اهلل الذي كاف‬ ‫اع َك ا ْل ِج َ‬ ‫ِب َع َجائ ِب َك‪..‬ويريد أف يستمر في شيادتو هلل= َحتَّى أ ْ َ َ‬

‫ِ ٍ ِ‬ ‫يخمصو في كؿ شدة‪ .‬واهلل لو وسائمو في التعميـ والتيذيب= أَ ْن َ َِّ‬ ‫يرةً‪ .‬فالذي يحبو الرب‬ ‫ت الذي أ َ​َرْيتَ​َنا ضيقَات َكث َ‬ ‫يؤدبو (عب‪ .)ٙ2ٕٔ،ٚ‬بؿ بعد سقوط آدـ تركو اهلل في يد إبميس يستعبده ويستعبد كؿ بنيو ليعرفوا نتائج الخطية‪،‬‬

‫ود فَتُ ْح ِيي َنا = يشير لممعمودية التي بيا نقوـ مع‬ ‫ويكوف ىذا سبب تأديب ليـ وبالتالي سبب خبلص‪ .‬وقولو تَ ُع ُ‬ ‫ق األ َْر ِ‬ ‫َع َما ِ‬ ‫ص ِع ُد َنا = تشير لمتوبة التي بيا نترؾ الخطايا‬ ‫ض تَ ُع ُ‬ ‫المسيح ونولد والدة ثانية‪ .‬وقولو َو ِم ْن أ ْ‬ ‫ود فَتُ ْ‬ ‫والشيوات األرضية لنحيا في السماويات‪ .‬وكثير مف األحياف تكوف الضيقات التي يسمح بيا اهلل سبب توبة لنا‪.‬‬ ‫ص ِع ُد َنا (أؼٕ‪ .)ٙ2‬وبعد أف أنحط‬ ‫ويشير ىذا لعمؿ المسيح الذي أنقذ الجنس البشري مف أعماؽ الجحيـ= تَ ُع ُ‬ ‫ود فَتُ ْ‬ ‫يد‬ ‫الجنس البشري بسبب الخطية‪ ،‬كاف خبلص المسيح سبباً أف يعود اإلنساف لمركزه السابؽ كابف هلل= تَ ِز ُ‬ ‫ِ‬ ‫َعظَ َمتي‪ .‬وبعد أف كانت الخطية سبب حزنو صار الفداء وحموؿ الروح القدس عميو سبباً في تعزيتو = َوتَْرجعُ‬ ‫فَتُعٍّز ِ‬ ‫يني‪ .‬وقد تفيـ اآليات بالنسبة لمييود عف خروجيـ مف أرض مصر ودخوليـ إلى أرض الميعاد‪ ،‬أو رجوعيـ‬ ‫َ‬ ‫َح َم ُد َك‪ .‬والحظ سبب التسبيح= َوَن ْف ِسي الَِّتي فَ َد ْيتَ َيا‪.‬‬ ‫ضا أ ْ‬ ‫مف السبي‪ .‬ومف حؿ الروح القدس عميو يسبح = فَأَ​َنا أ َْي ً‬

‫‪213‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطبعون)‬

‫المزمور الثاني والسبعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىو مزمور لسميماف يرتؿ فيو سميماف بروح النبوة عف عمؿ المسيح ابف داود الحقيقي وسميماف الممؾ ابف داود‬ ‫كاف رم اًز لممسيح فيو [ٔ] ابف داود [ٕ] عيده عيد سبلـ‪ ،‬ومعني اسـ سميماف السبلـ‪ .‬والمسيح ممؾ السبلـ [ٖ]‬ ‫باني الييكؿ (يوٕ‪ ]ٗ[ )ٕٔ2‬رمز الحكمة والمسيح حكمة اهلل (ٔكؤ‪ ]٘[ )ٕٗ2‬مموؾ األمـ أتوا لسميماف وأحبوه‬ ‫وقدموا لو ىدايا‪ .‬واألمـ آمنوا بالمسيح‪ ،‬وكانت أعظـ ىدايا قدمت لممسيح ىي إيماف الوثنييف بو‪.‬‬

‫وبعض آيات المزمور تشير لسميماف فعبلً ولكف بعضيا ال يمكف أف يشير لسميماف فمثبلً سميماف لـ يممؾ إلى‬

‫أقاصي األرض (‪ .)ٛ‬ولـ يسجد لو كؿ المموؾ ولـ تتعبد لو كؿ األمـ (ٔ​ٔ)‪ .‬ولـ يكف اسـ سميماف إلى الدىر‬

‫(‪ .) ٔٚ‬بؿ سميماف في نياية أيامو بخر لؤلوثاف لذلؾ ال يمكف أف ينطبؽ كبلـ ىذا المزمور سوى عمى المسيح‬ ‫وحده‪ .‬وبالذات المسيح كممؾ‪ ،‬فيذا المزمور يتحدث عف الممؾ المثالي‪ ،‬وليس ىذا سوى المسيح‪.‬‬

‫المزمور السابؽ حدثنا فيو داود عف أياـ شيخوختو‪ ،‬وىذا المزمور ربما كتبو داود البنو سميماف في بداية حياتو‬

‫كنبوة عف المسيح الذي سيأتي مف نسمو‪ ،‬ويكوف سميماف رم اًز لو‪ ،‬وفي نياية عمر داود كاف سميماف يقؼ مستعداً‬ ‫لمتاج‪ .‬ولذلؾ نجد في نياية المزمور القوؿ "تمت صموات داود بف يسي" مع أننا سنجد بعد ىذا مزامير لداود مثؿ‬

‫(‪ .... ٔٓٔ،ٛٙ‬الخ)‪ .‬كأف داود أوحى لو الروح القدس بكممات ىذا المزمور أف مف نسمو سيأتي المسيح‪ ،‬كاف‬ ‫ىذا ختاماً لكؿ ما يتمناه وختاماً لنب واتو‪ .‬ويكوف عنواف المزمور لسميماف أي كممات كتبيا داود لسميماف ابنو ليفيـ‬

‫منيا كيؼ يكوف الممؾ ممكاً مثالياً‪ ،‬وكيؼ يقضي بالحؽ لشعبو‪ .‬ويكوف المعنى الرمزي أف المزمور كتب لممسيح‬

‫الذي مف نسؿ داود‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫الب ِن ا ْل َممِ ِك‪".‬‬ ‫ام َك لِ ْم َممِ ِك‪َ ,‬وِب َّر َك ْ‬ ‫َع ِط أ ْ‬ ‫مي َّم‪ ,‬أ ْ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬اَلَّ ُ‬ ‫َح َك َ‬ ‫ام َك تعني إعطو حكمة ليقود شعبؾ‪َ .‬وِب َّر َك = ليحكـ بالعدؿ‪.‬‬ ‫َع ِط أ ْ‬ ‫سميماف ىو الممؾ وىو ابف الممؾ‪ .‬وقولو أ ْ‬ ‫َح َك َ‬ ‫ام َك لِ ْم َممِ ِك = ىذه تفيـ عف المسيح بأنيا صبلة داود‬ ‫َع ِط أ ْ‬ ‫وىذه تقاؿ لممسيح ممؾ السبلـ وابف داود الممؾ‪ .‬أ ْ‬ ‫َح َك َ‬ ‫حيف كشؼ اهلل لو أف مف نسمو سيأتي المسيح‪ ،‬فقاؿ ىذا بمعنى أرسمو يا رب سريعاً ليخمص ويممؾ عمى الكنيسة‬

‫وبنفس المفيوـ قاؿ يوحنا في رؤياه "أميف تعاؿ أييا الرب يسوع" ىو اشتياؽ كؿ نفس في العيد القديـ أو الجديد‬

‫ألف يممؾ المسيح بالعدؿ والبر في كنيستو "ليأت ممكوتؾ" ىي صبلة تعبر عف الثقة في أنو متى خضع الكؿ‬

‫لممسيح الذي أخذ كؿ السمطاف مف اآلب (مت‪ )ٔٛ2ٕٛ‬سيعطينا حياة (يو‪ .)ٕ2ٔٚ‬وىو سيممؾ عمينا بسمطانو‬

‫فيسود البر مممكتو‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫شعب َك ِبا ْلع ْد ِل‪ ,‬ومس ِ‬ ‫اكي َن َك ِبا ْل َحقٍّ‪".‬‬ ‫آية (ٕ) ‪َ " -‬ي ِد ُ‬ ‫ين َ ْ َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫َ‬ ‫شعب َك = تشير لمييود‪ .‬ومس ِ‬ ‫اكي َن َك تشير لؤلمـ‪ .‬والمسيح جعؿ االثنيف واحداً‪ .‬لقد كاف سميماف العادؿ ظبلً لحكـ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ​َ َ‬

‫‪214‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطبعون)‬

‫المسيح العادؿ الحقيقي‪ .‬وتفيـ اآلية أف المسيح يحكـ شعبو المساكيف بالروح وىؤالء ليـ الطوبى‪ .‬وممكنا ييزـ‬

‫أعدائنا الحقيقييف (الشياطيف)‪.‬‬

‫ٖ ِ‬ ‫ِ‬ ‫سبلَما لِ َّ ِ‬ ‫ام ِبا ْل ِبٍّر‪".‬‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬تَ ْحم ُل ا ْلج َبا ُل َ ً‬ ‫مش ْعب‪َ ,‬واآل َك ُ‬ ‫ِ‬ ‫ام = إشارة لمحكاـ والقضاة العظماء (الجباؿ) والرؤساء الذيف يمونيـ أو أقؿ درجة منيـ (األكاـ)=‬ ‫ا ْلج َبا ُل َواآل َك ُ‬ ‫كؿ مف لو منصب سيحكـ بالعدؿ‪ .‬العدؿ شعار المممكة‪ .‬وىكذا سيكوف السبلـ ىو شعار ومجد مممكة المسيح‪.‬‬

‫السبلـ بيف السمائييف (الجباؿ) واآلكاـ (كنيسة اهلل عمى األرض)‪ .‬لقد صار االثنيف واحداً‪.‬‬ ‫ضي لِمس ِ‬ ‫آية (ٗ) ‪ٗ" -‬ي ْق ِ‬ ‫ين َّ‬ ‫اك ِ‬ ‫ق الظَّالِ َم‪".‬‬ ‫س َح ُ‬ ‫ص َب ِني ا ْل َب ِائ ِس َ‬ ‫َ‬ ‫ين‪َ ,‬وَي ْ‬ ‫الش ْع ِب‪ُ .‬ي َخمٍّ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫مس ِ‬ ‫ين َّ‬ ‫اك ِ‬ ‫ين = ىـ أوالد اهلل الذيف سحقيـ الظالـ (الشيطاف)‪.‬‬ ‫الش ْع ِب‪ ..‬ا ْل َب ِائ ِس َ‬ ‫َ َ‬

‫٘‬ ‫ام ِت َّ‬ ‫َّام ا ْلقَ َم ِر إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر‪".‬‬ ‫آية (٘) ‪َ " -‬ي ْخ َ‬ ‫الش ْم ُ‬ ‫ش ْوَن َك َما َد َ‬ ‫س‪َ ,‬وقُد َ‬ ‫ام ِت َّ‬ ‫س‪ ..‬إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر = ىؿ ىذا حدث لسميماف؟ بؿ وفي أياـ سميماف قاـ ضده مقاوموف‬ ‫َي ْخ َ‬ ‫الش ْم ُ‬ ‫ش ْوَن َك َما َد َ‬

‫لممكو (يربعاـ‪ ..‬الخ) وىؿ حكـ سميماف وقضائو استمر طالما الشمس والقمر موجوداف والى دور فدور أي إلى‬ ‫األبد‪ .‬ىذا ال يقاؿ سوى عف المسيح‪ .‬والشمس تشير لممسيح شمس البر الذي يشرؽ عمى كنيستو التي تشبو‬

‫بالقمر‪ .‬فشعب الكنيسة يخشى المسيح ويطيع وصاياه داخؿ الكنيسة‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫وث َّ‬ ‫از‪ ,‬و ِم ْث َل ا ْل ُغي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ارفَ ِة َعمَى األ َْر ِ‬ ‫الذ ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫ُ‬ ‫آية (‪َ " - )ٙ‬ي ْن ِز ُل م ْث َل ا ْل َمطَ ِر َعمَى ا ْل ُج َز ِ َ‬ ‫أحكاـ المسيح وعممو في كنيستو سيكوف معزياً ليـ ومرطباً آلالميـ‪ ،‬فنعمتو وتعزياتو ستكوف كالمطر الذي ينزؿ‬

‫عمى العشب المجزوز حتى ينمو وال يحترؽ مف الشمس‪.‬‬

‫‪ٚ‬‬ ‫ق ِفي أَي ِ‬ ‫ض َم ِح َّل ا ْلقَ َم ُر‪َ ٛ .‬وَي ْممِ ُك ِم َن ا ْل َب ْح ِر إِ َلى‬ ‫ٍّيق‪َ ,‬و َكثَْرةُ َّ‬ ‫َّام ِو ٍّ‬ ‫اآليات (‪ُ " - )ٛ-ٚ‬ي ْ‬ ‫السبلَِم إِلَى أ ْ‬ ‫َن َي ْ‬ ‫الصد ُ‬ ‫ش ِر ُ‬ ‫الني ِر إِلَى أَقَ ِ‬ ‫اصي األ َْر ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫ا ْل َب ْح ِر‪َ ,‬و ِم َن َّ ْ‬ ‫ض َم ِح َّل‬ ‫ق ٍّ‬ ‫تحت ممؾ المسيح ُي ْ‬ ‫ٍّيق = يظير عمؿ نعمة اهلل فيو‪ .‬وسيستمر ىذا إلى نياية العالـ حيف َي ْ‬ ‫الصد ُ‬ ‫ش ِر ُ‬ ‫ا ْلقَ َم ُر‪ .‬وسيمتد ممؾ المسيح إلى كؿ العالـ (مت‪.)ٕٓ2ٕٛ‬‬ ‫ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫َى ُل ا ْلبٍّري ِ‬ ‫ون‬ ‫َع َد ُ‬ ‫اب‪ُ .‬ممُو ُك تَْر ِش َ‬ ‫يش َوا ْل َج َزِائ ِر ُي ْر ِسمُ َ‬ ‫س َ‬ ‫َّة‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫ون الت َر َ‬ ‫ام ُو تَ ْجثُو أ ْ َ‬ ‫اؤهُ َي ْم َح ُ‬ ‫َم َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٓ-ٜ‬أ َ‬ ‫شبا و ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ون َى ِديَّ ًة‪".‬‬ ‫ٍّم َ‬ ‫تَ ْقد َم ًة‪ُ .‬ممُو ُك َ َ َ َ‬ ‫س َبأ ُيقَد ُ‬

‫ربما حدث ىذا جزئياً مع سميماف حيث أتت لو ممكة سبأ‪ .‬ولكنو لـ يحدث حقيقة سوى مع المسيح‬

‫اب = ىذه عقوبة كؿ معاند لممسيح‬ ‫س َ‬ ‫ون الت َر َ‬ ‫(فئ​ٔ‪ .)ٔٓ2ٕ،‬والمجوس أتوا وسجدوا لو رم اًز لكؿ األمـ‪َ .‬ي ْم َح ُ‬ ‫‪215‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطبعون)‬

‫الممؾ وىي عقوبة إبميس (تؾٖ‪.)ٔٗ2‬‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٕٔ َّ‬ ‫ين‬ ‫ستَِغ َ‬ ‫ُمِم تَتَ َعب ُ‬ ‫س ِك َ‬ ‫يث‪َ ,‬وا ْلم ْ‬ ‫ير ا ْل ُم ْ‬ ‫اآليات (ٔ​ٔ‪َ " - )ٖٔ-‬وَي ْ‬ ‫َّد لَ ُو‪ .‬ألَن ُو ُي َن ٍّجي ا ْلفَق َ‬ ‫س ُج ُد لَ ُو ُكل ا ْل ُممُوك‪ُ .‬كل األ َ‬ ‫ٖٔ‬ ‫س‪ ,‬وي َخمٍّص أَ ْنفُس ا ْلفُقَر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِك ِ‬ ‫اء‪".‬‬ ‫ين لَ ُو‪ُ .‬ي ْ‬ ‫ش ِف ُ‬ ‫إِ ْذ الَ ُم ِع َ‬ ‫ق َعمَى ا ْلم ْ‬ ‫َ‬ ‫ين َوا ْل َبائ ِ َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫لماذا يسجد لو األمـ؟ ىو نجاىـ كمساكيف مف يد إبميس الذي ظمميـ‪ .‬ا ْلفُقَر ِ‬ ‫اء = ىـ الذيف افتقروا إلى معرفة اهلل‬ ‫َ‬ ‫إذ أعمى إبميس الظالـ عيونيـ عف معرفتو‪.‬‬

‫يش ويع ِط ِ‬ ‫ِ ٘ٔ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٗٔ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يو ِم ْن‬ ‫س ُي ْم‪َ ,‬وُي ْك َرُم َد ُم ُي ْم في َع ْي َن ْيو‪َ .‬وَيع ُ َ ُ ْ‬ ‫اآليات (ٗٔ‪ " - )ٔ٘-‬م َن الظ ْمم َوا ْل َخ ْطف َي ْفدي أَ ْنفُ َ‬ ‫َجمِ ِو َد ِائ ًما‪ .‬ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو ُي َب ِ‬ ‫ارُك ُو‪".‬‬ ‫َذ َى ِب َ‬ ‫صمٍّي أل ْ‬ ‫ش َبا‪َ .‬وُي َ‬ ‫ىنا نجد صورة كاممة لعمؿ المسيح الفدائي‪ .‬فيو مات ليفدي اإلنساف مف ظمـ إبميس الذي خطفو‪ ،‬وينقذنا مف يده‬ ‫القوية‪ .‬وىو عمؿ ىذا ألف اإلنساف عزيز لديو = َوُي ْك َرُم َد ُم ُي ْم ِفي َع ْي َن ْي ِو‪ .‬فيو لـ يقبؿ أف يسفؾ دـ اإلنساف‬ ‫يش‪ .‬ليعطي حياة لشعبو‪ .‬ولذلؾ حيف شعر‬ ‫وييمؾ أبدياً لذلؾ مات عنا‪ .‬ولكنو لـ يستمر ميتاً بؿ قاـ= َوَي ِع ُ‬

‫ش َبا =‬ ‫اإلنساف أف المسيح فداه أكرـ اإلنساف المسيح بعطاياىـ‪ ،‬ولـ يبخموا عميو بأغمى ما عندىـ وىو َذ َى ِب َ‬ ‫ولكف ىؿ المسيح ينقصو الماؿ ليفرح بالذىب‪ .‬ىذا الذىب يرمز لمحياة السمائية التي يحياىا المؤمنوف وىذه ىي‬ ‫َجمِ ِو َد ِائ ًما = يتشفعوف بدمو كؿ حياتيـ‪.‬‬ ‫صمٍّون أل ْ‬ ‫العطايا التي تفرح قمب المسيح‪ .‬وىؤالء المؤمنيف السماوييف ُي َ‬ ‫أما ىذه بالنسبة لسميماف فتفيـ أف شعبو كاف يصمي ألجمو ليعطيو اهلل حكمة‪ .‬وبالنسبة لممسيح فصمواتنا لآلب ال‬ ‫تقبؿ سوى باسـ المسيح "تختـ الصبلة الربية بيذا بالمسيح يسوع ربنا"‪.‬‬

‫‪ٔٙ‬‬ ‫وس ا ْل ِج َب ِ‬ ‫ض ِفي ُر ُؤ ِ‬ ‫ون ُح ْف َن ُة ُب ّر ِفي األ َْر ِ‬ ‫ون ِم َن ا ْل َم ِدي َن ِة‬ ‫ان ثَ َم َرتُ َيا‪َ ,‬وُي ْزِى ُر َ‬ ‫ال‪ .‬تَتَ َم َاي ُل ِم ْث َل لُ ْب َن َ‬ ‫آية (‪ " - )ٔٙ‬تَ ُك ُ‬ ‫ش ِب األ َْر ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫ِم ْث َل ُع ْ‬

‫ىنا تصوير رائع لنمو الكنيسة جسد المسيح‪ ،‬صوره المرنـ بزيادة الثمار والقمح‪ُ .‬ح ْف َن ُة ُب ّر = كممة ُبر معناىا قمح‬ ‫وىكذا ترجمت في اإلنجميزية (راجع شرح مز٘‪ .)ٖٔ2ٙ‬فحينما تزرع حفنة قمح في األرض في رؤوس الجباؿ‬ ‫ون ِم َن ا ْل َم ِدي َن ِة‪ .‬فالتصوير‬ ‫ان ثَ َم َرتُ َيا‪ .‬بؿ أف الشعب أيضاً سيزداد= َوُي ْزِى ُر َ‬ ‫تكوف ثمارىا بوفرة = تَتَ َم َاي ُل ِمثْ َل لُ ْب َن َ‬ ‫ىنا أف مممكة سميماف ستنمو وتزدىر بالسكاف وبالشبع‪ .‬فالذي تزرعو عمى رؤوس الجباؿ ال يتوقع أف يأتي‬ ‫بالكثير لكننا نجده ىنا يثمر بكثرة‪ ،‬بؿ سيكوف كغابة في لبناف بكثافتيا وطوؿ أشجارىا وكؿ ىذا مف حفنة قمح‪.‬‬

‫وفي ىذا إشارة لنمو كنيسة المسيح التي بدأت بدفف حبة الحنطة (المسيح نفسو) (يؤٕ‪ .)ٕٗ2‬ثـ حفنة القمح أي‬ ‫الرسؿ وحاالً إبيضت الحقوؿ ودخؿ المؤمنيف مف كؿ العالـ إلى جباؿ الكنيسة العالية التي كانت قف اًر فامتؤلت‬ ‫ش ِب األ َْر ِ‬ ‫ض وشبييـ بالعشب‬ ‫ون ِم َن ا ْل َم ِدي َن ِة ِمثْ َل ُع ْ‬ ‫ثما اًر‪( .‬يوٗ‪ + ٖ٘2‬مت‪ )ٖٚ2ٜ‬وعدد المؤمنيف يزداد= َوُي ْزِى ُر َ‬

‫لخضرتيـ أي حيويتيـ ونضارتيـ‪.‬‬

‫‪216‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطبعون)‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫س يمتَد اسم ُو‪ ,‬ويتَبارُك َ ِ‬ ‫ُمِم األ َْر ِ‬ ‫َّام َّ‬ ‫ض ُيطَ ٍّوُبوَن ُو‪".‬‬ ‫اس ُم ُو إِلَى الد ْ‬ ‫آية (‪َ " - )ٔٚ‬ي ُك ُ‬ ‫ون ْ‬ ‫الش ْم ِ َ ْ‬ ‫ُْ َ​َ َ َ‬ ‫ون ِبو‪ُ .‬كل أ َ‬ ‫َّى ِر‪ .‬قُد َ‬ ‫كنيستو ستستمر لؤلبد طالما كانت الشمس موجودة‪ ،‬وفي كنيستو يتمجد اسمو‪.‬‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫يل‪ِ َّ ,‬‬ ‫َّى ِر‪,‬‬ ‫اآليات (‪ُ " - )ٜٔ-ٔٛ‬م َب َار ٌك َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اس ُم َم ْج ِد ِه إِلَى الد ْ‬ ‫الرب اهللُ إِ ُ‬ ‫الصانعُ ا ْل َع َجائ َ‬ ‫ب َو ْح َدهُ‪َ .‬و ُم َب َار ٌك ْ‬ ‫لو إِ ْ‬ ‫آمي َن ثُ َّم ِ‬ ‫ض ُكميا ِم ْن م ْج ِد ِه‪ِ .‬‬ ‫ِ‬ ‫ين‪".‬‬ ‫آم َ‬ ‫َوْلتَ ْمتَم ِئ األ َْر ُ َ‬ ‫َ‬

‫الكنيسة مع المرنـ تعطي المجد لفادييا إلى األبد‪.‬‬

‫‪217‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطبعون)‬

‫المزمور الثالث والسبعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫في (ٕأي‪ ) ٖٓ2ٕٜ‬نسمع عف أنيـ يسبحوف بكبلـ داود وأساؼ الرائي‪ .‬وأساؼ ىو واضع كممات ىذا المزمور‬ ‫والعشرة مزامير التالية‪.‬‬

‫موضوع المزمور ىو المشكمة أو السؤاؿ الذي يواجو كثيريف (ار ٕٔ ‪ + ٖ-ٔ 2‬سفر ايوب كمو) مف أوالد اهلل‬ ‫"لماذا تنجح وتزدىر حياة األشرار" والمقصود طبعاً نجاحيـ المادي بينما ىـ متكبروف‪ .‬وعمى الصعيد اآلخر نجد‬ ‫أف أوالد اهلل يتألموف‪ .‬والمزمور يضع النقاط التالية كحؿ‪2‬‬ ‫‪.1‬‬

‫نجاح األشرار ىو نجاح وقتي‪ .‬فالشرير المتكبر البد وسيدركو سخط اهلل‪.‬‬

‫‪.2‬‬

‫قد يكوف نجاحيـ مستم اًر حتى موتيـ ولكف ىناؾ دينونة أبدية تنتظرىـ‪.‬‬

‫‪.3‬‬

‫اإلنساف البار سيكتشؼ أف فرحو الحقيقي ليس في النجاح الزمني‪ ،‬بؿ في أف لو شركة شخصية مع اهلل‪.‬‬

‫لذلؾ ال ينبغي أف يغار أحد مف نجاح األشرار‪.‬‬ ‫اآليات (ٔ‪ٔ" - )ٖ-‬إِ َّنما ِ‬ ‫َ َ‬ ‫صال ٌح اهللُ‬ ‫ٖ‬ ‫ين‪,‬‬ ‫َخ َ‬ ‫ط َو ِاتي‪ .‬أل ٍَّني ِغ ْر ُ‬ ‫ت ِم َن ا ْل ُمتَ َك ٍّب ِر َ‬

‫ٕ‬ ‫يل‪ ,‬ألَ ْن ِقي ِ‬ ‫اي‪ .‬لَ ْوالَ َقمِي ٌل لَ​َزلِقَ ْت‬ ‫اء ا ْل َق ْم ِب‪ .‬أ َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َما أَ​َنا فَ َك َ‬ ‫َ‬ ‫ِإل ْ‬ ‫اد ْت تَ ِزل قَ َد َم َ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ار‪".‬‬ ‫سبلَ َم َة األَ ْ‬ ‫إِ ْذ َأر َْي ُ‬ ‫ت َ‬

‫اد ْت تَ ِزل‬ ‫صالِ ٌح اهللُ = ىذه العبارة اإليجابية تدؿ عمى عدـ وجود شؾ في ذىف المرنـ اآلف‪ .‬أ َّ‬ ‫َما أَ​َنا فَ َك َ‬ ‫إِ َّن َما َ‬ ‫اي = ىذه تدؿ عمى وقت سابؽ أوشؾ فيو أف ينحرؼ عف طريؽ الثقة المتجية هلل‪ .‬وذلؾ بسبب نجاح‬ ‫قَ َد َم َ‬ ‫يل ألَ ْن ِقي ِ‬ ‫المتكبريف وسبلمة األشرار وربما تعني ىذه البداية إِنَّما ِ‬ ‫اء ا ْل َق ْم ِب = سبب تجربتو التي‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َ‬ ‫صال ٌح اهللُ ِإل ْ‬ ‫َ َ‬ ‫كاف سيسقط فييا‪ ،‬فيو يؤمف أف اهلل صالح‪ ،‬وخيراتو إلسرائيؿ ال يشكؾ فييا أحد‪ ،‬وكوف أف اهلل يكافئ أنقياء‬ ‫القمب فيذا مؤكد‪ .‬ولكف المرنـ ينظر إلى حالو‪ ،‬فيجد أنو يعاني مف مشاكؿ كثيرة‪ .‬بينما األشرار في سبلـ‪ .‬وىنا‬

‫حارب بيا معظـ أوالد اهلل وىي أف اهلل فعبلً صالح لكؿ الكنيسة فيـ أنقياء أتقياء إنما‬ ‫تثور تجربة مشيورة جداً ُي َ‬ ‫اهلل ال يحبني أنا بالذات لذلؾ فيو ال يعطيني النجاح‪ ،‬ومثؿ ىذه المشاعر ما ىي سوى أفكار خاطئة يستغميا‬ ‫إبميس دائماً في حربو ضد اإلنساف ليشعر بم اررة تجاه اهلل الذي يحب كؿ إسرائيؿ (الكنيسة) وال يحبو ىو‬ ‫اي = األفكار ىاجمتو بشدة حتى كاد يسقط ويصدؽ ما ال يميؽ عف اهلل‪.‬‬ ‫شخصياً‪ .‬أ َّ‬ ‫َما أَ​َنا فَ َك َ‬ ‫اد ْت تَ ِزل قَ َد َم َ‬ ‫٘‬ ‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )٘-‬ألَنَّ ُو لَ ْيس ْت ِفي موِت ِيم َ ِ‬ ‫سوا ِفي تَ َع ِب َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ش ِر الَ‬ ‫اس‪َ ,‬و َمعَ ا ْل َب َ‬ ‫س ِم ٌ‬ ‫ش َدائ ُد‪َ ,‬و ِج ْ‬ ‫ين‪ .‬لَ ْي ُ‬ ‫س ُم ُي ْم َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ون‪".‬‬ ‫ص ُاب َ‬ ‫ُي َ‬

‫ما جعؿ المرنـ يغار مف األشرار أنيـ غارقوف في الخيرات حتى ساعة موتيـ‪.‬‬

‫‪218‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطبعون)‬

‫الش ْحِم‪ .‬جاوُزوا تَصور ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِٙ‬‬ ‫سوا َكثَْو ٍب ظُ ْم َم ُي ْم‪َ ٚ .‬ج َحظَ ْت ُع ُيوُن ُي ْم ِم َن َّ‬ ‫ات‬ ‫َ​َ‬ ‫اء‪ .‬لَ ِب ُ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٚ-ٙ‬لذل َك تَ َقمَّ ُدوا ا ْلك ْب ِرَي َ‬ ‫َ َ‬ ‫ا ْل َق ْم ِب‪".‬‬ ‫طوؿ أناة اهلل عمييـ كانت لكي يتوبوا‪ ،‬ولكنيـ استيتروا وتكبروا وظمموا الناس‪.‬‬

‫‪ٜ‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫السم ِ‬ ‫اىيم ِ‬ ‫الشٍّر ظُ ْمما‪ِ .‬م َن ا ْل َعبلَ ِء َيتَ َكمَّ‬ ‫ون َوَيتَ َكمَّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫اء‪,‬‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ْو‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫‪.‬‬ ‫ون‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ون‬ ‫م‬ ‫ئ‬ ‫ز‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫اآليات (‪" - )ٜ-ٛ‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫شى ِفي األ َْر ِ‬ ‫َوأَْل ِس َنتُ ُي ْم تَتَ َم َّ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫ون = كأنيـ في تعاليميـ يتكمموف مف العبلء‪،‬‬ ‫في كبريائيـ استيزئوا بكؿ شئ‪ ،‬وظمموا األبرياء‪ِ .‬م َن ا ْل َعبلَ ِء َيتَ َكمَّ ُم َ‬ ‫السم ِ‬ ‫أو ىـ تصوروا أف ليـ سمطاف سمائي‪ ،‬بؿ ىـ أعمى مف اآلخريف‪ .‬جعمُوا أَفْو َ ِ‬ ‫اء = بؿ ىـ تكمموا‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫اى ُي ْم في َّ َ‬ ‫شى ِفي األ َْر ِ‬ ‫عمى اهلل نفسو‪ .‬أَْل ِس َنتُ ُي ْم تَتَ َم َّ‬ ‫ض= كبلميـ الظالـ عف الناس واشاعاتيـ المغرضة وافتراءاتيـ انتشرت‬ ‫فموثوا سمعة األبرياء‪.‬‬

‫شعب ُو إِلَى ُى َنا‪ ,‬و َك ِمي ٍ‬ ‫ٓٔ ِ ِ‬ ‫ون ِم ْن ُي ْم‪".‬‬ ‫اه ُم ْر ِوَي ٍة ُي ْمتَص َ‬ ‫َ َ‬ ‫آية (ٓٔ) ‪ " -‬لذل َك َي ْرجعُ َ ْ ُ‬ ‫ىو ال حظ نجاح األشرار بالرغـ مف كبريائيـ‪ ،‬وقارف ىذا مع حالتو التعيسة‪ ،‬بؿ حالة كثير مف األبرار فيـ‬ ‫متألموف بالرغـ مف قداستيـ‪ِ .‬ل ِ‬ ‫ش ْع ُب ُو إِلَى ُى َنا = بسبب ىذه المقارنة يرجع األبرار إلى طريؽ الشر‪،‬‬ ‫ذل َك َي ْرجعُ َ‬ ‫يغوييـ إبميس أف طريؽ االشرار ىو طريؽ النجاح‪ .‬أو تفيـ اآلية أنيـ يرجعوف إلى نفس ما وصمت إليو وىو‬

‫الخصومة مع أحكاـ اهلل والشكوى مف أنيا غير عادلة‪ .‬والسبب اآلالـ التي تصيبيـ وكانت ليـ مثؿ كأس مروية‬ ‫ون ِم ْن ُي ْم = منيـ عائدة عمى األبرار المتألميف الذي عمييـ أف يمتصوا‬ ‫عمييـ أف يتجرعوىا إلى نيايتيا وُي ْمتَص َ‬ ‫مياه اآلالـ حتى آخرىا‪ ،‬حتى آخر نقطة ‪ .‬او اف االبرار الذيف انخدعوا سيمتصوف الشرور َك ِمي ٍ‬ ‫اه ُم ْر ِوَي ٍة ‪ ،‬وفي‬ ‫َ‬ ‫ون عائدة عمي المياه و ِم ْن ُي ْم عائدة عمي االبرار الذيف انخدعوا وتصوروا اف الشرور‬ ‫ىذا التفسير تصير ُي ْمتَص َ‬ ‫سوؼ تروييـ ‪.‬‬

‫ٔ​ٔ‬ ‫ف َي ْعمَ ُم اهللُ؟ َو َى ْل ِع ْن َد ا ْل َعمِ ٍّي َم ْع ِرفَ ٌة؟ »"‬ ‫آية (ٔ​ٔ) ‪َ " -‬وقَالُوا « َك ْي َ‬ ‫ف َي ْعمَ ُم اهللُ = اهلل لف يعمـ بما نفعمو‪ .‬وقد يكوف ىذا تساؤؿ األبرار وىـ في آالميـ َو َى ْل ِع ْن َد‬ ‫األشرار قَالُوا َك ْي َ‬ ‫ا ْل َعمِ ٍّي َم ْع ِرفَ ٌة = ىؿ يعرؼ اهلل حقاً اآلالـ التي نعاني منيا‪.‬‬ ‫ٖٔ‬ ‫شرار‪ ,‬ومستَ ِر ِ‬ ‫اآليات (ٕٔ‪ُ ٕٔ" - )ٔ٘-‬ىوَذا ُ ِ‬ ‫ت َق ْم ِبي‬ ‫ين إِلَى الد ْ‬ ‫ون ثَْرَوةً‪َ .‬حقًّا قَ ْد َزَّك ْي ُ‬ ‫َّى ِر ُي ْك ِث ُر َ‬ ‫يح َ‬ ‫ىؤالَء ُى ُم األَ ْ َ ُ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫٘ٔ‬ ‫ٗٔ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِب َّ‬ ‫ت‬ ‫ص َب ٍ‬ ‫النقَ َاوِة َي َد َّ‬ ‫ُحد ُ‬ ‫ٍّث ى َك َذا‪ ,‬لَ َغ َد ْر ُ‬ ‫اح‪ .‬لَ ْو ُق ْم ُ‬ ‫ص ًابا ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو‪َ ,‬وتَأَد َّْب ُ‬ ‫ي‪َ .‬و ُك ْن ُ‬ ‫س ْم ُ‬ ‫ت أَ‬ ‫ت ُك َّل َ‬ ‫ت ُم َ‬ ‫َباطبلً َو َغ َ‬ ‫ِب ِج ِ‬ ‫يك‪".‬‬ ‫يل َب ِن َ‬

‫ت َق ْم ِبي ب ِ‬ ‫اطبلً = إف كاف األمر ىكذا واألشرار في راحة فباطبلً كاف تعبي‬ ‫ىو رأى راحة األشرار فقاؿ َحقًّا قَ ْد َزَّك ْي ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ص ًابا ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو = حيف فكرت في ىذا‪ ،‬كاف ضميري يجمدني اليوـ كمو‪َ .‬وتَأَد َّْب ُ‬ ‫في طاعة وصية اهلل‪َ .‬و ُك ْن ُ‬ ‫ت ُم َ‬ ‫‪219‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطبعون)‬

‫اح = الصباح يعني شروؽ الشمس‪ ،‬فاهلل لـ يكف يتركو ألفكاره السوداء حتى ال ييمؾ‪ ،‬بؿ كاف يشرؽ‬ ‫ص َب ٍ‬ ‫ُك َّل َ‬ ‫ت‬ ‫عميو بإجابات عف تساؤالتو‪ ،‬وىذه اإلجابات كانت تؤدبو كؿ صباح‪ .‬أو أف اآلية (ٗٔ) تفيـ ىكذا " لقَ ْد َزَّك ْي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِب َّ‬ ‫ي ومع ىذا لـ يتركني اهلل بؿ ظؿ يؤدبني كؿ صباح وظؿ اهلل سامحاً باآلالـ تقع‬ ‫النقَ َاوِة َي َد َّ‬ ‫س ْم ُ‬ ‫َق ْم ِبي َباطبلً َو َغ َ‬ ‫ص ًابا ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو‪ .‬وبالرغـ مف ىذه األفكار السوداوية عف حكمة اهلل وأنو سمح لو بأف‬ ‫عمى اليوـ كمو= َو ُك ْن ُ‬ ‫ت ُم َ‬ ‫ّ‬ ‫ت ِب ِج ِ‬ ‫يل‬ ‫ُحد ُ‬ ‫ٍّث ى َك َذا لَ َغ َد ْر ُ‬ ‫ُيظمـ‪ ،‬لـ يفتح فاه أماـ أحد بما كاف يجوؿ في خاطره حتى ال يشكؾ أحد= لَ ْو ُق ْم ُ‬ ‫ت أَ‬ ‫يك = وىذه نقطة إيجابية تحسب لممرنـ‪ ،‬أنو ال يريد أف يكوف سبب عثرة ألحد‪.‬‬ ‫َب ِن َ‬

‫‪ٔٙ‬‬ ‫ب ِفي َع ْي َن َّي‪".‬‬ ‫ص ْد ُ‬ ‫ت َم ْع ِرفَ َة ى َذا‪ ,‬إِ َذا ُى َو تَ َع ٌ‬ ‫آية (‪َ " - )ٔٙ‬فمَ َّما قَ َ‬ ‫ب ِفي َع ْي َن َّي = أي لـ يستطع أف يرى‪ ،‬فيي حكمة‬ ‫المرنـ حاوؿ أف يفيـ أسرار حكمة اهلل وتدابيره فقاؿ إِ َذا ُى َو تَ َع ٌ‬ ‫عميقة ال يمكف أف ندركيا في ضوء المنطؽ اإلنساني الخافت‪ .‬واف لـ يكف ىناؾ حقاً عالـ آخر يشتد فيو الضوء‬

‫فنفيـ‪ ،‬لكاف تفسير كثير مف األحداث حقاً مؤلـ‪ .‬فوجود عالـ آخر يذىب إليو أوالد اهلل لمراحة يعطينا عزاء في‬ ‫آالمنا‪ .‬وفي ىذا العالـ االخر سنفيـ ما لـ نستطع فيمو ىنا وسنرى ما صعب عمينا رؤيتو ىنا ونفيـ لماذا سمح‬

‫اهلل بيذا أو بذاؾ مف األحداث التي تحيط بنا (أشٗٔ‪ + ٖٔ2ٗٓ،‬رؤ​ٔ‪.)ٖٙ-ٖ​ٖ2‬‬

‫‪ٔٚ‬‬ ‫ت إِلَى ِ‬ ‫ت مقَ ِادس ِ‬ ‫آخ َرِت ِي ْم‪".‬‬ ‫اهلل‪َ ,‬وا ْنتَ​َب ْي ُ‬ ‫آية (‪َ " - )ٔٚ‬حتَّى َد َخ ْم ُ َ َ‬ ‫مقَ ِادس ِ‬ ‫نتصور أنو‬ ‫اهلل = يمكف فيميا أنيا السماء‪ ،‬فيناؾ سنرى نياية األشرار وأنيـ لـ يستفيدوا مف كؿ ما كنا‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬

‫سبب سعادة ليـ‪ .‬وقد تكوف ىيكؿ اهلل عمي االرض وقد يكوف المقاء مع اهلل في اي مكاف بؿ االقرب اف ىذا‬

‫المكاف ىو قمبي وفي ىذا المقاء سنممس محبة اهلل العجيبة لنا و سنفيـ أف آالمنا التي سمح بيا اهلل ىي التي‬ ‫أدبتنا كؿ صباح حتى تكوف نيايتنا ىنا في السماء‪ .‬ولنسأؿ أيوب اآلف‪ ،‬ىؿ لو عادت األياـ لموراء‪ ،‬أكنت ترفض‬ ‫ىذه اآلالـ التي أتت بؾ لمسماء؟! ومقادس اهلل ال تعني فقط السماء بؿ عمى كؿ متسائؿ عف الحكمة اإلليية‬

‫عميو أف يطمع عمى الكتاب المقدس‪ ،‬عميو أف يصمي ويدخؿ إلى العمؽ وسيكتشؼ أف ممكوت اهلل ليس بعيداً‬ ‫عنو‪ ،‬بؿ ىو في داخمو والكتاب المقدس سيؤكد لو نياية األشرار األليمة والروح القدس في داخمو سيؤكد لو نفس‬

‫الشئ فبدالً مف غيرتو مف األشرار سيشفؽ عمييـ‪.‬‬

‫‪ٜٔ‬‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫صاروا لِ ْم َخر ِ‬ ‫َسقَ ْطتَ ُي ْم إِلَى ا ْل َب َو ِ‬ ‫اض َم َحموا‪,‬‬ ‫ار‪َ .‬ك ْي َ‬ ‫اب َب ْغتَ ًة! ْ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٕٓ-ٔٛ‬حقًّا ِفي َم َزالِ َ‬ ‫ق َج َع ْمتَ ُي ْم‪ .‬أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ف َُ‬ ‫فَ ُنوا ِم َن الدَّو ِ‬ ‫اىي‪َ ٕٓ .‬ك ُح ْمٍم ِع ْن َد التََّيق ِظ َيا َرب‪ِ ,‬ع ْن َد التََّيق ِظ تَ ْحتَ ِق ُر َخ َيالَ ُي ْم‪".‬‬ ‫َ‬ ‫ق ل ُي ْم = لقد انزلقوا فييا إلى دمارىـ (مثاؿ‪ 2‬الشواذ جنسياً كانوا يظنوف أنيـ يرضوف‬ ‫طرقيـ الشريرة كانت َم َزالِ َ‬ ‫َسقَ ْطتَ ُي ْم إِلَى ا ْل َب َو ِ‬ ‫ار = قد يحدث ىذا ىنا عمى األرض‬ ‫شيواتيـ ولكنيـ إنزلقوا إلى مرض خطير وىو اإليدز)‪ .‬أ ْ‬ ‫وتكوف نياية الشرير رىيبة (أعٕٔ‪ )ٔ​ٔ2ٖٔ + ٕٖ-ٕٔ2‬وتكوف سريعة بغتة (أعٓٔ‪ )٘2٘،‬فَ ُنوا ِم َن الدَّو ِ‬ ‫اىي =‬ ‫َ‬

‫لقد سمح اهلل لشعب بابؿ أف ينقض عمى إسرائيؿ الخاطئة كالدواىي وسمح ألىؿ فارس أف ينقضوا عمى بابؿ أياـ‬

‫‪220‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطبعون)‬

‫بيمشاصر المستبيح آلنية ىيكؿ الرب وكانوا كالدواىي أي المصائب‪َ .‬ك ُح ْمٍم ِع ْن َد التََّيق ِظ = حيف تنياؿ المصائب‬ ‫عمى الشرير تكوف خيراتو السابقة كأنيا حمـ استيقظ منو‪ ،‬لقد مرت أيامو السعيدة سريعاً‪.‬‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ف‪ِ .‬‬ ‫ت َك َب ِي ٍيم ِع ْن َد َك‪".‬‬ ‫َع ِر ُ‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫ت ِفي ُك ْم َيتَ َّي‪َ .‬وأَ​َنا َبِم ٌ‬ ‫سُ‬ ‫يد َوالَ أ ْ‬ ‫اآليات (ٕٔ‪ " - )ٕ​ٕ-‬أل ََّن ُو تَ َم ْرَم َر َق ْم ِبي‪َ ,‬وا ْنتَ َخ ْ‬ ‫نرى ال مرنـ بعد أف أقنعو الروح القدس ببطبلف طريؽ الشر يعترؼ بغبائو حيف خاصـ اهلل بسبب نجاح األشرار‪.‬‬ ‫يد‪ ..‬وَب ِي ٍيم‪ .‬ألنو لـ يستطع أف يفيـ أف أحكاـ اهلل ىي لخير أوالده وتذمر عمى اهلل=‬ ‫بؿ قاؿ عف نفسو أنو َبمِ ٌ‬ ‫تَ َم ْرَم َر َق ْم ِبي = تمرد عمى أحكاـ اهلل وتذمر عمييا‪ .‬وما أجمؿ ىذه الصورة أف نفيـ أننا لف نفيـ أحكاـ اهلل ونترؾ‬

‫لو قيادة أمور حياتنا كما تترؾ البييمة نفسيا لقيادة قائد العربة وىي واثقة في حسف قيادتو‪ .‬بؿ انو في تمردنا‬

‫عمي اهلل نكوف كبييمة تعاند صاحبيا الذي يريد اف ياخذىا الي مرعي خصيب‪.‬‬

‫ت ِبي ِدي ا ْليم َنى‪ِ ٕٗ .‬ب أْرِي َك تَي ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٖٕ ِ‬ ‫يني‪َ ,‬وَب ْع ُد إِلَى َم ْج ٍد تَأْ ُخ ُذ ِني‪".‬‬ ‫س ْك َ َ‬ ‫ْ‬ ‫اآليات (ٖٕ‪َ " - )ٕٗ-‬ولك ٍّني َدائ ًما َم َع َك‪ .‬أ َْم َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫ما أنار لو الطريؽ انو لـ ينفصؿ عف اهلل= و ِ‬ ‫لك ٍّني َد ِائ ًما َم َع َك = ىو كاف لو تساؤالت وصمت لحالة التمرد‬ ‫َ‬ ‫ت ِب َي ِدي ا ْل ُي ْم َنى‪..‬‬ ‫س ْك َ‬ ‫والتذمر ولكنو لـ يشتكي إلنساف‪ ،‬بؿ اشتكى هلل في صمواتو‪ ،‬لذلؾ استجاب اهلل صمواتو= أ َْم َ‬ ‫ِب أْرِي َك تَي ِد ِ‬ ‫يني أي ىداه اهلل إلى الرأي واإلجابة التي مؤلت قمبو سبلماً وثقة في أحكاـ اهلل وعدلو‪َ .‬وَب ْع ُد إِلَى َم ْج ٍد‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫تَأْ ُخ ُذني = ىذه تشير لمحياة في السماء بعد الموت في مجد‪ .‬وتشير إلى أف المرنـ بعد أف رأي عمؿ اهلل واقتنع‪،‬‬ ‫شعر بالحضور اإلليي والتصالح مع اهلل‪ .‬فنحف حينما نصطدـ باهلل ونتخاصـ معو نفقد الشعور بوجوده وسطنا‪.‬‬

‫ولكننا اآلف نراه باإليماف وسطنا ووسط كنيستو مجداً ليا‪ .‬وبعد ذلؾ في السماء سنكوف في مجده عياناً‪.‬‬

‫السم ِ‬ ‫ٕ٘ ِ ِ‬ ‫ش ْي ًئا ِفي األ َْر ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫يد َ‬ ‫اء؟ َو َم َع َك الَ أ ُِر ُ‬ ‫آية (ٕ٘) ‪َ " -‬م ْن لي في َّ َ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ش ْي ًئا ِفي األ َْر ِ‬ ‫ض حيف شعر المرنـ باف الحضور‬ ‫يد َ‬ ‫اء إال أنت (حسب اإلنجميزية) َو َم َع َك الَ أ ُِر ُ‬ ‫َم ْن لي في َّ َ‬ ‫اإلليي عاد لو فعاد لو مجده وفرحو نطؽ بيذه اآلية الرائعة بأنو ال يريد شيئاً ال في السماء وال في األرض سوى‬ ‫اهلل‪ ،‬اهلل وحده ىو الذي يشبعو‪.‬‬

‫آية (‪ٕٙ" - )ٕٙ‬قَ ْد فَ ِني لَ ْح ِمي وَق ْم ِبي‪ .‬ص ْخرةُ َق ْم ِبي وَن ِ‬ ‫َّى ِر‪".‬‬ ‫صي ِبي اهللُ إِلَى الد ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ىنا يتكمـ المرنـ كمف ال ييتـ حتى بنفسو‪ ،‬سبؽ ىو وقاؿ ال أريد شيئاً ما مما في السماء أو ما في األرض‪ .‬ال‬ ‫أريد شيئاً سوى اهلل وحده‪ .‬واآلف نراه ال ييتـ بصحتو فيو واثؽ أنو حتى لو فَِن َي لَ ْح ِمو (جسده) َوَق ْم ِبو (مشاعره‬ ‫ص ْخ َرةُ َق ْم ِبو ‪ ،‬وىو يسنده ميما كانت اآلالـ الجسدية أو النفسية‪.‬‬ ‫وحالتو النفسية وعواطفو) فاهلل سيشدده‪ .‬اهلل َ‬ ‫‪ٕٛ‬‬ ‫‪ٕٚ‬‬ ‫َما أَ​َنا فَاالق ِْتراب إِلَى ِ‬ ‫اهلل‬ ‫ون‪ .‬تُ ْيمِ ُك ُك َّل َم ْن َي ْزِني َع ْن َك‪ .‬أ َّ‬ ‫اء َع ْن َك َي ِب ُ‬ ‫يد َ‬ ‫َ ُ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٕٛ-ٕٚ‬أل ََّن ُو ُى َوَذا ا ْل ُب َع َد ُ‬ ‫ص َن ِائ ِع َك‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ت ِب َّ‬ ‫الس ٍّي ِد َّ‬ ‫ب َم ْم َجِإي‪ ,‬أل ْ‬ ‫س ٌن لِي‪َ .‬ج َع ْم ُ‬ ‫ُخ ِب َر ِب ُك ٍّل َ‬ ‫َح َ‬

‫‪221‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطبعون)‬

‫إف كاف اهلل ىو صخرة تسند مف يقترب منو‪ ،‬فماذا يكوف حاؿ البعداء‪ .‬بالتأكيد ىـ يبيدوف إذ ال أحد يسندىـ حيف‬ ‫تياجميـ الضيقات الجسدية أو النفسية بؿ أف اهلل يكوف ضدىـ= تُ ْيمِ ُك ُك َّل َم ْن َي ْزِني َع ْن َك = الزنا ىنا ىو‬ ‫االلتصاؽ بآخر واالنفصاؿ عف اهلل‪ .‬وىذا سوؼ ييمكو اهلل فيو إلو غيور‪ .‬لذلؾ كاف قرار المرنـ النيائي=‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُخ ِب َر ِب ُك ٍّل‬ ‫س ٌن ِلي= لقد بدأ مزموره بالتساؤؿ واآلف وصؿ لمقرار الصحيح‪ .‬بؿ في ثقة يقوؿ أل ْ‬ ‫االقْت َر ُ‬ ‫اب إِلَى اهلل َح َ‬ ‫ص َن ِائ ِع َك = سيكوف شاىداً هلل عمى إحساناتو‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪222‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والطبعون)‬

‫المزمور الرابع والسبعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىو صرخة المرنـ يستنجد باهلل مف عدو دنس مقادس اهلل وىدـ معابده‪ .‬وىذا قد حدث حرفياً حيف دمرت بابؿ‬

‫دمر الشيطاف جسد اإلنساف‪.‬‬ ‫ىيكؿ الرب في أورشميـ‪ ،‬ومعنوياً حيف َّ‬

‫عنواف المزمور قصيدة ألساؼ‪ ،‬قد تعني [ٔ] أف أساؼ كتبو أياـ داود بروح النبوة عما سيحدث في سبي بابؿ‬

‫[ٕ] أف أحد أوالد أساؼ مف فرقتو قد كتبو بعد سبي بابؿ‪ ]ٖ[ .‬أف أحد األنبياء مثؿ أرمياء قد كتبو وسممو إلى‬

‫فرقة أساؼ إلنشاده‪.‬‬

‫ونحف نصمي بكممات ىذا المزمور نذكر كؿ كنيسة في محنة وكؿ نفس بشرية دمرىا إبميس‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫اك؟"‬ ‫ض ُب َك َعمَى َغ َنِم َم ْر َع َ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬لِ َما َذا َرفَ ْ‬ ‫ضتَ​َنا َيا اَهللُ إِلَى األ َ​َب ِد؟ لِ َما َذا ُي َد ٍّخ ُن َغ َ‬ ‫ض‬ ‫اهلل ال يرفض إال لو كانت ىناؾ خطية‪ ،‬ولكف حيف نرجع إليو يرجع إلينا بإحساناتو‪ .‬وقد يظير أف اهلل ي َرفَ ْ‬ ‫لؤل َ​َب ِد = ولكف اهلل يؤدب حتى نتوب فيعود لنا بمراحمو‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ت‬ ‫س َك ْن َ‬ ‫آية (ٕ) ‪ " -‬ا ْذ ُك ْر َج َم َ‬ ‫يراث َك‪َ ,‬ج َب َل ص ْي َي ْو َن ى َذا الَّذي َ‬ ‫اعتَ َك التي اقْتَ​َن ْيتَ َيا ُم ْن ُذ ا ْلق َدم‪َ ,‬وفَ َد ْيتَ َيا س ْب َ َ‬ ‫ِف ِ‬ ‫يو‪".‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫يرِاث َك = يقصد ييوذا‬ ‫اهلل بعد أف أخرج شعبو مف مصر صاروا خاصتو وشعبو الذي فداه وسكف وسطيـ‪ .‬س ْبطَ م َ‬ ‫التي ميزىا اهلل بوجود الييكؿ وسط ىذا السبط‪.‬‬

‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬ارفَع َخطَو ِات َك إِلَى ا ْل ِخر ِب األَب ِدي ِ‬ ‫َّة‪ .‬ا ْل ُك َّل قَ ْد َحطَّم ا ْل َع ُدو ِفي ا ْل َم ْق ِد ِ‬ ‫س‪".‬‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫طو ِات َك = تعاؿ سريعاً لترى كيؼ حوؿ األعداء ىيكمؾ المقدس إِلَى ِخر ِب أَب ِدي ِ‬ ‫َّة ا ْل ُك َّل قَ ْد َحطَّ َم = لقد حطَّـ‬ ‫َ َ‬ ‫ْارفَ ْع َخ َ َ‬ ‫العدو كؿ شئ‪ .‬ولقد دخؿ العدو لمم قادس التي ال يدخميا سوى رئيس الكينة وىذا ينطبؽ كما قمنا عمى النفس‬ ‫البشرية التي بدالً مف أف يسكنيا اهلل دخميا إبميس وخربيا‪.‬‬ ‫وك ِفي وس ِط معي ِد َك‪ ,‬جعمُوا آي ِات ِيم آي ٍ‬ ‫آية (ٗ) ‪ٗ" -‬قَ ْد َزْم َج َر ُمقَ ِ‬ ‫ات‪".‬‬ ‫او ُم َ‬ ‫َ​َ َ ْ َ‬ ‫َ َ ََْ‬ ‫قَ ْد َزْم َج َر ُمقَ ِ‬ ‫وك = دخؿ األعداء مقادسؾ بصيحات اليتاؼ كأنيـ قد انتصروا عميؾ ولـ يعمموا أف ىذا راجع‬ ‫او ُم َ‬ ‫ِ‬ ‫س ِط‬ ‫ألنؾ تخميت عف المكاف‪ ،‬وألنؾ قدوس ال تقبؿ الخطية خاصة لو صدرت ىذه الخطية مف شعبؾ‪ .‬في َو َ‬ ‫َم ْع َي ِد َك = كممة معيد ىي مكاف اجتماع شعبؾ في أصميا المغوي أو عمى الناس المجتمعيف أنفسيـ‪َ .‬ج َعمُوا‬ ‫آي ِات ِيم = رموزىـ وراياتيـ ورموز أليتيـ في المكاف المقدس جعمُوىا آي ِ‬ ‫ات = عبلمات في وسط المكاف المقدس‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ ْ‬ ‫(دا ٔ​ٔ‪.)ٖٔ2‬‬

‫‪223‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والطبعون)‬

‫‪ٙ‬‬ ‫٘‬ ‫وس َوا ْل َم َع ِ‬ ‫ش ِات ِو َم ًعا ِبا ْلفُ ُؤ ِ‬ ‫ان َكأ ََّن ُو َر ِافعُ فُ ُؤ ٍ‬ ‫ش َج ِ‬ ‫او ِل‬ ‫ار ا ْل ُم ْ‬ ‫وس َعمَى األَ ْ‬ ‫اآلن َم ْنقُو َ‬ ‫شتَِب َك ِة‪َ .‬و َ‬ ‫اآليات (٘‪َ " - )ٙ-‬ي َب ُ‬ ‫ون‪".‬‬ ‫َي ْك ِس ُر َ‬

‫ان = لقد كاف جنود بابؿ وىو يحطموف الييكؿ يظيروف أنفسيـ بكبرياء وفخر بما يعممونو‪ .‬لقد حطموا الخشب‬ ‫َي َب ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫ات‬ ‫المنقوش والمطعـ وكاف آيةً في الجماؿ‪ ،‬كما يقطع قاطع األشجار بفأسو أشجار الغابة‪ ،‬لـ يرحموا َم ْنقُو َ‬ ‫الييكل = الخشب المنقوش وىذا ما فعمتو الخطية باإلنساف الذي خمقو اهلل فكاف حسف جداً‪ ،‬وعمى صورة اهلل‪.‬‬

‫‪ٚ‬‬ ‫اس ِم َك‪ٛ .‬قَالُوا ِفي ُقمُوِب ِيم «لِ ُن ْف ِن َّ‬ ‫النار ِفي م ْق ِد ِس َك‪َّ .‬‬ ‫َّ‬ ‫سوا لِؤل َْر ِ‬ ‫ين ُي ْم‬ ‫س َك َن ْ‬ ‫ض َم ْ‬ ‫دن ُ‬ ‫ْ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٛ-ٚ‬أَ ْطمَقُوا َ‬ ‫َ‬ ‫اى ِد ِ‬ ‫َحرقُوا ُك َّل مع ِ‬ ‫اهلل ِفي األ َْر ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫َ​َ‬ ‫َم ًعا!»‪ .‬أ ْ َ‬

‫أحرقوا الييكؿ بعد أف دمروه‪ .‬وكاف ىدفيـ اإلفناء التاـ لمبشر والييكؿ‪.‬‬

‫‪ٜ‬‬ ‫ف َحتَّى َمتَى‪".‬‬ ‫آي ِات َنا الَ َن َرى‪ .‬الَ َن ِب َّي َب ْع ُد‪َ ,‬والَ َب ْي َن َنا َم ْن َي ْع ِر ُ‬ ‫آية (‪َ " - )ٜ‬‬ ‫كانوا في ضيقاتيـ في القديـ يرسؿ اهلل ليـ نبياً يعزييـ‪ ،‬أما اآلف فبسبب خطاياىـ تركيـ اهلل ببل نبي وال رؤية وال‬

‫كممة تعزية‪.‬‬

‫اآليات السابقة أيضاً تشير لما فعمو الروماف بالييكؿ وبشعب الييود‪ ،‬وىـ اآلف ببل رؤية وال نبي‪ ،‬أي ىـ ال‬ ‫يستطيعوف فيـ أف نبواتيـ وكتابيـ يشير لممسيح‪ ،‬ىـ في ظممة‪.‬‬

‫اآليات (ٓٔ‪َ ٔٓ" - )ٕٖ-‬حتَّى َمتَى َيا اَهللُ ُي َع ٍّي ُر ا ْل ُمقَ ِ‬ ‫اس َم َك إِلَى ا ْل َغ َاي ِة؟ ٔ​ٔلِ َما َذا تَُرد َي َد َك‬ ‫اوُم؟ َوُي ِي ُ‬ ‫ين ا ْل َع ُدو ْ‬ ‫ٖٔ‬ ‫اع ُل ا ْل َخبلَ ِ ِ‬ ‫ْن‪ٕٔ .‬واهلل ممِ ِكي م ْن ُذ ا ْل ِق َدِم‪ ,‬فَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِط األ َْر ِ‬ ‫ض ِن َك‪ .‬أَف ِ‬ ‫ت‬ ‫َوَي ِمي َن َك؟ أ ْ‬ ‫ض‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫س ِط ِح ْ‬ ‫ص في َو َ‬ ‫َخ ِر ْج َيا م ْن َو َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ِ ِ ٗٔ‬ ‫وس التََّن ِان ِ‬ ‫اما‬ ‫ين َعمَى ا ْلم َي‬ ‫ان‪َ .‬ج َع ْمتَ ُو َ‬ ‫َ‬ ‫ضَ‬ ‫ض ْ‬ ‫اه‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫س ْر َ‬ ‫شقَ ْق َ‬ ‫وس ِل ِوَياثَ َ‬ ‫ت َر َ‬ ‫ت ُر ُؤ َ‬ ‫ت ُر ُؤ َ‬ ‫ت ا ْل َب ْح َر ِبقَُّوِت َك‪َ .‬ك َ‬ ‫ط َع ً‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫٘ٔ‬ ‫َى ِل ا ْلبٍّري ِ‬ ‫ان‪ .‬لَ َك َّ‬ ‫لِ َّ‬ ‫ار َد ِائ َم َة ا ْل َج َرَي ِ‬ ‫ضا‬ ‫ت أَْن َي ًا‬ ‫َّس َ‬ ‫س ْيبلً‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫َّر َ‬ ‫َّة‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫الن َي ُار‪َ ,‬ولَ َك أ َْي ً‬ ‫مش ْع ِب‪ ,‬أل ْ َ‬ ‫ت َيب ْ‬ ‫ت َع ْي ًنا َو َ‬ ‫ت فَج ْ‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫ت ُك َّل تُ ُخ ِ‬ ‫وم األ َْر ِ‬ ‫ور َو َّ‬ ‫ف َو ٍّ‬ ‫ت َخمَ ْقتَ ُي َما‪ٔٛ .‬اُ ْذ ُك ْر ى َذا‬ ‫ض‪َّ .‬‬ ‫الص ْي َ‬ ‫اء أَ ْن َ‬ ‫ص ْب َ‬ ‫س‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫ت َى َّيأ َ‬ ‫المَّْي ُل‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫الشتَ َ‬ ‫ت َن َ‬ ‫الش ْم َ‬ ‫ْت الن َ‬ ‫ِ‬ ‫ش َن ْفس يم ِ‬ ‫ان اسم َك‪ٜٔ .‬الَ تُ ٍّ ِ‬ ‫شعبا ج ِ‬ ‫س‬ ‫أ َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن ا ْل َع ُد َّو قَ ْد َعي َ​َّر َّ‬ ‫يع َب ِائ ِس َ‬ ‫اىبلً قَ ْد أ َ‬ ‫ب‪َ ,‬و َ ْ ً َ‬ ‫امت َك‪ .‬قَط َ‬ ‫يك الَ تَ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫سم ْم ل ْم َو ْح ِ َ َ َ َ‬ ‫َى َ ْ َ‬ ‫ِ ٕٔ‬ ‫ِ ٕٓ‬ ‫َت ِم ْن م ِ‬ ‫َن م ْظمِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات األ َْر ِ‬ ‫ق َخ ِ‬ ‫ازًيا‪.‬‬ ‫امتَؤل ْ‬ ‫س ِح ُ‬ ‫ساك ِن الظ ْمم‪ .‬الَ َي ْر ِج َع َّن ا ْل ُم ْن َ‬ ‫َ َ‬ ‫ض ْ‬ ‫إلَى األ َ​َبد‪ .‬ا ْنظُ ْر إلَى ا ْل َع ْيد‪ ,‬أل َّ ُ َ‬ ‫ا ْلفَ ِقير وا ْلب ِائ ِ‬ ‫اس َم َك‪.‬‬ ‫س ٍّب َحا ْ‬ ‫س ل ُي َ‬ ‫ُ َ َ ُ‬ ‫ٖٕ‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫اك‪ .‬ا ْذ ُكر تَع ِيير ا ْلج ِ‬ ‫يج ُمقَ ِ‬ ‫يك‬ ‫او ِم َ‬ ‫اى ِل إِي َ‬ ‫قُ ْم َيا اَهللُ‪ .‬أ َِق ْم َد ْع َو َ‬ ‫ت أ ْ‬ ‫ص ْو َ‬ ‫َض َد ِاد َك‪َ ,‬‬ ‫ض ِج َ‬ ‫ْ ْ َ َ‬ ‫س َ‬ ‫َّاك ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو‪ .‬الَ تَ ْن َ‬ ‫الص ِ‬ ‫اع َد َد ِائ ًما‪".‬‬ ‫َّ‬ ‫ىي صرخة المرنـ حتى يقوـ اهلل ويخمص شعبو‪ .‬لِ َما َذا تَُرد َي َد َك و ِعي َن َك = لماذا ال تظير قوتؾ ضد أعدائؾ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ض ِن َك = ىي صرخة العيد القديـ لتجسد المسيح يد اهلل وقوتو ليفني أعداء اإلنساف أي‬ ‫أْ‬ ‫س ِط ِح ْ‬ ‫َخ ِر ْج َو م ْن َو َ‬ ‫الشيطاف‪ .‬وىذا ما قالو القديس يوحنا " االبف الوحيد الذي ىو في حضف اآلب ىو خبر " ولقد انفتحت عينا‬

‫‪224‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والطبعون)‬

‫ِ‬ ‫س ِط األ َْر ِ‬ ‫ت ا ْل َب ْح َر =‬ ‫ض َ‬ ‫شقَ ْق َ‬ ‫المرنـ ليرى خبلص المسيح‪ .‬فيو الممؾ منذ القدـ‪ ،‬ولكنو أتى ليفعؿ الخبلص في َو َ‬ ‫ين عمَى ا ْل ِمي ِ‬ ‫ِ‬ ‫اه = تشير ليبلؾ جيش فرعوف‪ .‬ولكف المسيح‬ ‫س ْر َ‬ ‫َ‬ ‫وس التََّنان ِ َ‬ ‫ت ُر ُؤ َ‬ ‫تشير لشؽ البحر األحمر‪َ .‬ك َ‬ ‫اما لِ َّ‬ ‫مش ْع ِب =‬ ‫بتجسده شؽ بحر الموت لنعبره آمنيف وكسر رؤوس إبميس لِ ِوَياثَ َ‬ ‫ان = الحية المتحوية‪َ .‬ج َع ْمتَ ُو طَ َع ً‬ ‫س ْيبلً = يمكف فيميا عف خروج الماء مف الصخرة‪ ،‬أو عف حموؿ‬ ‫َّر َ‬ ‫ت َع ْي ًنا َو َ‬ ‫أي ىزمتو فصار طعاماً سيبلً فَج ْ‬ ‫ار َد ِائ َم َة ا ْل َج َرَي ِ‬ ‫ان = إشارة لشؽ األردف واشارة النتياء سطوة أعداء أوالد اهلل واصعب‬ ‫ت أَ ْن َي ًا‬ ‫َّس َ‬ ‫الروح القدس‪َ .‬يب ْ‬ ‫االعداء ىو الموت‪ .‬لَ َك َّ‬ ‫ف َو ٍّ‬ ‫اء = فاهلل ىو إلو الطبيعة‪ ،‬الكوف كمو تحت أمره‪ ،‬ىو‬ ‫الن َي ُار‪ ..‬والمَّْي ُل‪َّ ..‬‬ ‫الص ْي َ‬ ‫الشتَ َ‬ ‫خمقو وأعطاه دورتو‪ ،‬وىو يحكـ تعاقب الميؿ والنيار والصيؼ والشتاء‪ ،‬والمقصود أنت يا رب قوتؾ ظاىرة دائماً‪،‬‬ ‫كؿ شئ تحت سمطانؾ فإسمح وتدخؿ وال تتركنا‪ ،‬وكما أنؾ أميف في وعودؾ في تتالي الميؿ والنيار‪ ،‬وطموع‬

‫وشتاء‬ ‫الشمس عمينا كؿ يوـ‪ ،‬فبل تتركنا في يد أعدائنا‪ .‬إال أف ىذه ليا تفسير رمزي فما قبؿ المسيح كاف ليبلً‬ ‫ً‬ ‫ور َو َّ‬ ‫س ‪ ،‬وتحولت البرودة الروحية إلى ح اررة‬ ‫ت َى َّيأ َ‬ ‫بارداً‪ .‬وبعد المسيح أشرؽ نور شمس البر= أَ ْن َ‬ ‫الش ْم َ‬ ‫ْت الن َ‬ ‫ِ‬ ‫صيؼ روحي‪ .‬وفي (‪ )ٔٛ‬ا ْلع ُدو= إبميس وىو نفسو الوحش في (‪َ )ٜٔ‬ن ْفس يم ِ‬ ‫يك =‬ ‫يع َب ِائ ِس َ‬ ‫امت َك = الكنيسة قَط َ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ َ​َ َ‬ ‫َن م ْظمِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات‬ ‫فيـ قطيع يساؽ لمذبح دائماً‪ ،‬مساكيف بالروح ا ْنظُ ْر إلَى ا ْل َع ْيد = الذي تعيدت بو ألبائنا وأنقذ شعبؾ أل َّ ُ َ‬

‫األ َْر ِ‬ ‫ض = األماكف المظممة في األرض‪ ،‬أماكف الشر وىي كثيرة قد امتؤلت مف مساكف الظمـ أي الظالميف‬ ‫المتوحشيف إبميس ومف يتبعو واهلل ال يترؾ المنسحؽ أبداً‪.‬‬

‫‪225‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والطبعون)‬

‫المزمور الخامس والسبعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىو مزمور تسبحة هلل العادؿ القدوس‪ ،‬ونجد فيو إيماناً بالحياة األبدية لمصديؽ (‪ )ٔٓ-ٜ‬ونرى فيو عقوبة األشرار‬ ‫وأنيـ لـ يستفيدوا مف شرورىـ (‪.)ٛ‬‬

‫يقوؿ بعض المفسريف أف مرتؿ المزمور ىو داود حيف اعتمى العرش بعد موت شاوؿ‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫ون ِب َع َج ِائ ِب َك‪".‬‬ ‫يب‪ُ .‬ي َح ٍّدثُ َ‬ ‫اس ُم َك قَ ِر ٌ‬ ‫آية (ٔ) ‪َ " -‬ن ْح َم ُد َك‪َ ,‬يا اَهللُ َن ْح َم ُد َك‪َ ,‬و ْ‬ ‫يب = االسـ يعبر عف الشخص‪ ،‬واهلل‬ ‫اس ُم َك قَ ِر ٌ‬ ‫تكرار كممة َن ْح َم ُد َك تعبر عف قمب يشعر بإحسانات اهلل بعمؽ‪َ .‬و ْ‬ ‫ون ِب َع َج ِائ ِب َك‪.‬‬ ‫قريب جداً لكؿ الذيف يدعونو وأعمالو ظاىرة= ُي َح ٍّدثُ َ‬ ‫ٕ‬ ‫ات أَق ِ‬ ‫ادا‪ .‬أَ​َنا ِبا ْلمستَ ِقيم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْضي‪".‬‬ ‫يع ً‬ ‫آية (ٕ) ‪« " -‬أل ٍَّني أ َ‬ ‫ُع ٍّي ُن م َ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ادا = ىنا اهلل ىو المتكمـ وىو الذي حدد ميعاد لنياية آالـ داود ثـ ارتقائو العرش‪ ،‬وحدد ميعاداً‬ ‫يع ً‬ ‫أل ٍَّني أ َ‬ ‫ُع ٍّي ُن م َ‬ ‫ات أَق ِ‬ ‫لدينونة شاوؿ وحدد ميعاد الدينونة األبدية‪ .‬أَ​َنا ِبا ْلمستَ ِقيم ِ‬ ‫ْضي = اهلل المتكمـ أيضاً فميس غيره يقضي‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫بالعدؿ‪ .‬ولكف أحكامو تأتي في مؿء الزماف‪.‬‬ ‫ٖ‬ ‫َع ِم َدتَ َيا‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫س َّك ِان َيا‪ .‬أَ​َنا َو َزْن ُ‬ ‫آية (ٖ) ‪َ " -‬ذ َاب ِت األ َْر ُ‬ ‫تأْ‬ ‫ض َو ُكل ُ‬ ‫س َّك ِان َيا = فاألرض‬ ‫حينما يقوؿ اهلل أنا أقضي بالمستقيمات‪ .‬يذوب األشرار في األرض خوفاً= َذ َاب ِت األ َْر ُ‬ ‫ض َو ُكل ُ‬ ‫َع ِم َدتَ َيا = في السبعينية شددت أعمدتيا‪ .‬فاهلل‬ ‫ستزوؿ ىي ومف عمييا في ىذا اليوـ (رؤ‪ .)ٔٚ-ٔٗ2ٙ‬أَ​َنا َو َزْن ُ‬ ‫تأْ‬ ‫ضابط الكؿ يثبت األرض حينما يشاء ويجعميا تذوب أماـ جبروتو حينما يشاء‪.‬‬ ‫٘‬ ‫ٗ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ار‪ ,‬الَ تَْرفَ ُعوا قَ ْرًنا‪ .‬الَ تَْرفَ ُعوا إِلَى ا ْل ُعمَى قَ ْرَن ُك ْم‪ .‬الَ‬ ‫ين الَ تَ ْفتَ ِخ ُروا‪َ .‬ولِؤلَ ْ‬ ‫اآليات (ٗ‪ُ " - )٘-‬ق ْم ُ‬ ‫ت لِ ْم ُم ْفتَ ِخ ِر َ‬ ‫صمٍّ ٍب»‪".‬‬ ‫تَتَ َكمَّ ُموا ِب ُع ُنق ُمتَ َ‬

‫صمٍّ ٍب‪ .‬فتصمب الرقبة‬ ‫نصيحة مف اهلل عمى فـ داود لكؿ متكبر حتى ال يفتخر بقوتو= قَ ْرًنو وال يعاند= ُعنُق ُمتَ َ‬ ‫دليؿ عمى الجبروت‪ .‬ورفع القرف عند الحيواف إشارة لمقتاؿ‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫لك َّن اهلل ُىو ا ْلقَ ِ‬ ‫ال‪ٚ .‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫اضي‪ .‬ى َذا‬ ‫اآليات (‪ " - )ٚ-ٙ‬أل ََّن ُو الَ ِم َن ا ْل َم ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ق َوالَ م َن ا ْل َم ْغ ِر ِب َوالَ م ْن َبٍّريَّة ا ْل ِج َب ِ َ‬ ‫ض ُع ُو َوى َذا َي ْرفَ ُع ُو‪".‬‬ ‫َي َ‬ ‫لك َّن اهلل ُىو ا ْلقَ ِ‬ ‫ق والَ ِم َن ا ْلم ْغ ِر ِب‪ ..‬و ِ‬ ‫اضي‪ .‬ى َذا‬ ‫القضاء ومصير اإلنساف ال يحدده أحد في األرض الَ ِم َن ا ْل َم ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ش ِر ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ض ُع ُو َوى َذا َي ْرفَ ُع ُو (لؤ‪ .)ٖ٘-٘ٔ2‬واهلل ألنو عادؿ فيو يضع الظالـ ويرفع المظموـ (مز‪.)ٚ2ٔ​ٖٔ،ٛ‬‬ ‫َي َ‬

‫‪226‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والطبعون)‬

‫شرابا مم ُزوجا‪ .‬و ُىو يس ُكب ِم ْنيا‪ِ .‬‬ ‫ِ‬ ‫لك ْن َع َك ُرَىا‬ ‫آية (‪ٛ" - )ٛ‬أل َّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َن ِفي َي ِد َّ‬ ‫ْسا َو َخ ْم ُرَىا ُم ْختَم َرةٌ‪َ .‬مآلن ٌة َ َ ً َ ْ ً َ َ َ ْ ُ َ‬ ‫ب َكأ ً‬ ‫ار األ َْر ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫ش َرُب ُو ُكل أَ ْ‬ ‫َي َمص ُو‪َ ,‬ي ْ‬ ‫كاف األنبياء العبرانيوف‪ ،‬عندما يصفوف اإلجراء العادؿ هلل ضد األشرار‪ ،‬غالباً يستخدموف استعارة مفادىا أف اهلل‬

‫يقدـ لمشعوب واألمـ ولؤلشرار كأس خمر كميا م اررة والبد سيشربونيا حتى الثمالة (مزٓ‪ + ،ٖ2ٙ‬أرٕ٘‪+ ٔ٘2‬‬

‫أشٔ٘‪ + ٔٚ2‬حزٖٕ‪ )ٖٗ-ٖٕ2‬بؿ اآلالـ عموماً تشبو بكأس (مزٖ‪ + ٔٓ2ٚ‬لوٕ​ٕ‪ .)ٕٗ2‬والفرح أيضاً يشار‬ ‫إليو أيضاً بكأس (مز‪ + ٘2ٔٙ‬مز‪َ .)ٖٔ2ٔ​ٔٙ‬و َخ ْم ُرَىا ُم ْختَ ِم َرةٌ = إشارة لحدة وقسوة العقوبات التي مف نتيجتيا‬ ‫تكوف كخمر مسكرة جداً تسقط شاربيا‪َ .‬ع َك ُرَىا = كمما شرب منيا الشرير إزدادت آالمو‪.‬‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ار أ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫وب‪َ ٔٓ .‬و ُك َّل قُ​ُر ِ‬ ‫ون‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٓ-ٜ‬أ َّ‬ ‫َما أَ​َنا فَأ ْ‬ ‫ون األَ ْ‬ ‫ُخ ِب ُر إِلَى الد ْ‬ ‫ب‪ .‬قُ​ُر ُ‬ ‫َعض ُ‬ ‫َّى ِر‪ .‬أ َُرٍّن ُم ِإل لو َي ْعقُ َ‬ ‫ِ‬ ‫الصدٍّي ِ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫ٍّ‬ ‫ق تَ ْنتَص ُ‬ ‫ِ‬ ‫الصدٍّي ِ‬ ‫ق = الصديؽ‬ ‫ون ٍّ‬ ‫ب قُ​ُر ُ‬ ‫الصديؽ في الممكوت يسبح اهلل إلى الدىر عمى إحساناتو وخبلصو‪ .‬ىناؾ تَ ْنتَص ُ‬ ‫ار أ ْ ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫بمغة المفرد فيناؾ وحدة بيف األبرار في السماء وىناؾ تظير قوتيـ بالمسيح رأسيـ‪ .‬أما قُ​ُر ِ‬ ‫ب=‬ ‫ون األَ ْ‬ ‫َعض ُ‬

‫ىنا األشرار بالجمع فيـ متفككيف ببل رأس تجمعيـ وببل قوة‪ ،‬فاهلل سيكسر كبريائيـ‪ .‬ولكف مف الذي يقوؿ ىذا‬

‫الكبلـ قروف األشرار أعضب؟ قد يكوف داود حيف امتمؾ العرش يتوعد األشرار بالعقوبة‪ .‬ولكف داود يرمز لممسيح‬ ‫الذي سيكوف دياناً في ذلؾ اليوـ ويعاقب األشرار‪.‬‬

‫‪227‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والطبعون)‬

‫المزمور السادس والسبعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىذا المزمور استمرار لنفس الفكر في المزمور السابؽ وىو دينونة اهلل لكؿ األرض والترجمة السبعينية تعنوف‬ ‫المزمور بأنو قيؿ بعد االنتصار عمى أشور يوـ ضرب مبلؾ الرب ٓ​ٓ​ٓ‪ ٔٛ٘.‬مف جيش أشور‪ .‬وعموماً في‬

‫ترتيؿ ىذا المزمور نذكر أعماؿ اهلل المجيدة مع كنيستو دائماً‪ .‬وأىـ عمؿ ىو الفداء واالنتصار عمى الشيطاف‪،‬‬

‫الذي كانت كؿ االنتصارات في العيد القديـ رم اًز لئلنتصار عميو‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫يل‪َ ٕ .‬كا َن ْت ِفي سالِ ِ‬ ‫وف ِفي ييوَذا‪ .‬اسم ُو ع ِظ ِ‬ ‫س َكنُ ُو ِفي‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٖ-‬اَهللُ َم ْع ُر ٌ‬ ‫يم مظَمَّتُ ُو‪َ ,‬و َم ْ‬ ‫يم في إِ ْ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُْ َ ٌ‬ ‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫ق ا ْل ِق ِس َّي ا ْل َب ِ‬ ‫ال‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ارقَ َة‪ .‬ا ْل ِم َج َّن َو َّ‬ ‫ف َوا ْل ِقتَ َ‬ ‫ص ْي َي ْو َن‪ُ .‬ى َن َ‬ ‫الس ْي َ‬ ‫س َح َ‬ ‫اك َ‬ ‫وف ِفي ييوَذا بعجائبو حيث أسكنيـ في ديارىـ وىزـ ليـ كؿ أعدائيـ واسم ُو ع ِظ ِ‬ ‫يل (بعد‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اَهللُ َم ْع ُر ٌ‬ ‫يم في إِ ْ‬ ‫َُ‬ ‫ُْ َ ٌ‬ ‫سبي أشور لمممكة إسرائيؿ تحولت لشعب عبادتو ىي خميط مف الييودية والوثنية فصارت إسرائيؿ رم اًز لؤلمـ ) ‪.‬‬

‫والمسيح جمع الييود واألمـ= وىذا يظير مف جمع اسرائيؿ مع ييوذا في االية االولي ‪ .‬أو تفيـ اآلية عمى أف‬

‫في أياـ داود كانت ييوذا واسرائيؿ أمة واحدة فيعتبر أف ييوذا ىو اسـ مرادؼ إلسرائيؿ‪ .‬واهلل عممو معروؼ مع‬ ‫أبناء إسرائيؿ‪َ .‬كا َن ْت ِفي ِ‬ ‫ظمَّتُ ُو = أي خيمة االجتماع حيث سكف اهلل وسط شعبو‪ ،‬ثـ الييكؿ فيما بعد‪.‬‬ ‫يم ِم َ‬ ‫َ‬ ‫سال َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق ا ْلقس َّي ا ْل َب ِ‬ ‫ارقَ َة‪ .‬وما قالو المرنـ ىنا ىو نبوة‬ ‫وحوؿ أسوار أورشميـ سقط أعداءىا مف جيش أشور= ُى َن َ‬ ‫س َح َ‬ ‫اك َ‬ ‫عف عمؿ المسيح عمى صميبو‪ ،‬فقد صمب في أورشميـ‪ .‬وىو صمب بجسده أي ِمظَمَّتُ ُو أو خيمتو‪ ،‬فالخيمة تشير‬

‫لمجسد (ٕكو٘‪ .)ٔ2‬وبصميبو سحؽ إبميس وصار اسمو عظيماً في كنيستو لؤلبد عمى ما عممو ليا مف خبلص‬ ‫عجيب‪ .‬وابميس رمزه ىنا اشور ‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫السمَ ِب‪٘ .‬سمِ ِ‬ ‫َّاء ا ْل َق ْم ِب‪َ .‬ناموا ِس َنتَ ُيم‪ُ .‬كل ِر َج ِ‬ ‫ت‪ ,‬أَم َج ُد ِم ْن ِج َب ِ‬ ‫ال ا ْل َبأ ِ‬ ‫ْس لَ ْم‬ ‫ال َّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ب أَشد ُ‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )٘-‬أ َْب َيى أَ ْن َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َي ِج ُدوا أ َْي ِد َي ُي ْم‪".‬‬

‫ِج َب ِ‬ ‫السمَ ِب = ىـ جيش أشور وشبييـ بالجباؿ لقوتيـ وكبريائيـ ولكنيـ أقوياء في السمب والنيب‪ .‬واهلل أقوى‬ ‫ال َّ‬ ‫السمَ ِب فيـ أتوا ليسمبوا شعب اهلل‪ ،‬ولكنيـ تحولوا إلى غنيمة = ِ‬ ‫مف أقوى ممالؾ األرض= أَم َج ُد ِم ْن ِج َب ِ‬ ‫ب‬ ‫ال َّ‬ ‫سم َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اموا ِس َنتَ ُي ْم = لقد ناموا ليبلً وكانوا ينتظروف أنو حيف‬ ‫أَشد ُ‬ ‫َّاء ا ْل َق ْمب‪ .‬لقد ضربيـ مبلؾ اهلل‪ ،‬فمـ يقوموا= َن ُ‬ ‫يستيقظوف صباحاً يفترسوا أورشميـ‪ .‬فصاروا مائتيف‪ ،‬بؿ سمبيـ شعب إسرائيؿ في الصباح وحمموا مما معيـ‬ ‫غنيمة وافرة‪ .‬وىذا ما حدث مع الشياطيف‪ .‬لَ ْم َي ِج ُدوا أ َْي ِد َي ُي ْم = إنحمت قوتيـ إذ ربطيـ المسيح بسمسمة لمدة‬ ‫ٓ​ٓ​ٓٔعاـ‪.‬‬

‫س َّب ُخ فَ ِ‬ ‫آية (‪ِ ٙ" - )ٙ‬م ِن ا ْن ِت َي ِ‬ ‫س َو َخ ْي ٌل‪".‬‬ ‫ار َك َيا إِ َ‬ ‫لو َي ْعقُ َ‬ ‫ار ٌ‬ ‫وب ُي َ‬

‫‪228‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والطبعون)‬

‫سبَّ ُخ = ُيصرع‪.‬‬ ‫حيف انتيرىـ اهلل صار موت فرسانيـ وخيوليـ‪ .‬كما حدث مع فرعوف مف قبؿ‪ُ .‬ي َ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ض ِب َك؟ ‪ِ ٛ‬م َن َّ ِ‬ ‫ض‬ ‫َّام َك َح َ‬ ‫ت‪ .‬فَ َم ْن َي ِق ُ‬ ‫ت ُح ْك ًما‪ .‬األ َْر ُ‬ ‫َس َم ْع َ‬ ‫وب أَ ْن َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٜ-ٚ‬أَ ْن َ‬ ‫ال َغ َ‬ ‫ت َم ُي ٌ‬ ‫الس َماء أ ْ‬ ‫ف قُد َ‬ ‫يص ُك ٍّل وَدع ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫فَ ِزع ْت وس َكتَ ْت ‪ِ ٜ‬ع ْن َد ِقي ِام ِ‬ ‫اء األ َْر ِ‬ ‫اء‪ ,‬لِتَ ْخمِ ِ‬ ‫ض‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫اهلل لِ ْمقَ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬

‫أحكاـ اهلل ضد األشرار معروفة منذ القديـ‪ ،‬وأحكامو مخيفة‪ ،‬تصدر مف السماء فبل يقؼ أحد في وجو أحكامو‬

‫(الطوفاف‪ ،‬حريؽ سدوـ‪ ،‬ضربات مصر‪ ) ..‬وكانت كؿ ضربات األشرار في العيد القديـ رم اًز لضربة الشيطاف‬ ‫بالصميب ليخمص اهلل شعبو‪.‬‬

‫ب ِ‬ ‫سِ‬ ‫ق ِب َيا‪".‬‬ ‫آية (ٓٔ) ‪ٔٓ" -‬أل َّ‬ ‫ض ِب تَتَ َم ْن َ‬ ‫طُ‬ ‫ان َي ْح َم ُد َك‪َ .‬ب ِقيَّ ُة ا ْل َغ َ‬ ‫َن َغ َ‬ ‫ضَ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ب ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان َي ْح َم ُد َك = غضب اإلنساف يسبب مجداً لمرب‪ .‬فجيش أشور غضب عمى شعب اهلل فتحوؿ‬ ‫أل َّ‬ ‫َن َغ َ‬ ‫ضَ‬ ‫اإل ْن َ‬

‫غضبيـ إلى مجد اسـ اهلل حيف تمجد بيـ (وتفيـ أف غضب اإلنساف المقدس ضد الخطية يسبب حمداً وتسبيحاً‬

‫لمرب عد‪ .)ٚ2ٕ٘،ٛ‬وغضب اإلنساف ضد اهلل ىو غضب عاجز‪ ،‬فمف يستطيع إنساف أف يناؿ مف اهلل شيئاً‪ ،‬بؿ‬ ‫ق ِب َيا = وفي اإلنجميزية "بقية الغضب‬ ‫ض ِب تَتَ َم ْنطَ ُ‬ ‫اهلل يطيؿ أناتو عمى ىذا الغضوب ثـ يتمجد فيو‪َ .‬ب ِق َّي ُة ا ْل َغ َ‬

‫سوؼ تكبح بيا" ما لـ يتحوؿ لمجده وتسبيحو مف غضب الشرير حيف يتمجد اهلل فيو سوؼ يتمنطؽ اهلل بو‪ ،‬أي‬ ‫يقوـ ليعمؿ‪ ،‬ويستعد لكبح جماح الشرير‪ ،‬وىذا قد فعمو مع بقية جيش أشور الذيف ىربوا وصاروا سخرية لمجميع‪.‬‬

‫والمسيح بصميبو تمجد وسط كنيستو‪ ،‬ولكف مازالت بقية لمغضب ىو يتمنطؽ بيا حتى يمقيو نيائياً في البحيرة‬

‫المتقدة بالنار ولؤلبد‪ .‬واآلف ىو يكبح جماحو ويبعده عف كنيستو‪.‬‬

‫ٕٔ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ين َح ْولَ ُو‪ .‬لِ ُيقَدٍّموا َى ِد َّي ًة لِ ْمم ُي ِ‬ ‫وح‬ ‫اآليات (ٔ​ٔ‪ " - )ٕٔ-‬اُْن ُذ ُروا َوأ َْوفُوا لِ َّمر ٍّ‬ ‫وب‪َ .‬ي ْق ِط ُ‬ ‫يع الَِّذ َ‬ ‫ف ُر َ‬ ‫ب إِل ِي ُك ْم َيا َجم َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اء‪ُ .‬ىو ميوب لِممُ ِ‬ ‫الر َؤس ِ‬ ‫وك األ َْر ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ٌ ُ‬ ‫ف روح الر َؤس ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء = أي ينزع شجاعتيـ وكبريائيـ‪ .‬وفي اليوـ األخير يوـ‬ ‫دعوة لنوفي نذورنا فيو قد نجانا‪َ .‬ي ْقط ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫الدينونة يمقييـ في عذاب أبدي (رؤ‪ )ٔٛ2ٔٗ،ٜٔ‬لِ ُيقَدٍّموا َى ِد َّي ًة لِ ْمم ُي ِ‬ ‫وب = الرب يفرح بيدايا مثؿ التوبة والصبلة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫والتسبيح واإليماف‪.‬‬

‫‪229‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والطبعون)‬

‫المزمور السابع والسبعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىنا يشكو المرنـ مف آالـ محيطة بو‪ ،‬قد تكوف آالمو شخصياً أو آالـ عامة لكؿ الشعب وال يرى ليا حبلً في‬ ‫المستقبؿ القريب‪ ،‬لذلؾ يصرخ لمرب حتى ال يرفض إلى النياية‪ .‬وىو يعزي نفسو بأعماؿ اهلل السابقة مع شعبو‪،‬‬

‫وأعماؿ اهلل السابقة دائماً مصدر عزاء‪.‬‬

‫ىناؾ مف يرى أف ىذا المزمور كتب إباف فترة السبي‪ ،‬وىناؾ مف يرى أنو كتب في فترة ما قبؿ يوشيا‪ .‬والمرنـ‬ ‫رأي اآلالـ التي ستحدث لمشعب بسبب خطاياىـ فتوجع‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِٕ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪َ .‬ي ِدي‬ ‫الر َّ‬ ‫ت َّ‬ ‫سُ‬ ‫َص َغى إِلَ َّي‪ .‬في َي ْوِم ضي ْق ِي ا ْلتَ َم ْ‬ ‫ص ْوِتي إِلَى اهلل فَأ ْ‬ ‫ص ْوِتي إِلَى اهلل فَأ ْ‬ ‫َص ُر ُخ‪َ .‬‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٖ-‬‬ ‫ٖ‬ ‫شى عمَى ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وحي‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫سَ‬ ‫في المَّْي ِل ا ْن َب َ‬ ‫ط ْت َولَ ْم تَ ْخ َد ْر‪ .‬أ َ​َب ْت َن ْفسي التَّ ْع ِزَي َة‪ .‬أَ ْذ ُك ُر اهللَ فَأَئن‪ .‬أَُناجي َن ْفسي فَ ُي ْغ َ َ ُ‬ ‫المرنـ يستخدـ صوتو ليصرخ إلى اهلل فيشترؾ جسده (صوتو) مع روحو في الصراخ هلل‪ ،‬وىو شعر أف اهلل‬ ‫ِ ِ‬ ‫سطَ ْت فيو منع نفسو مف‬ ‫أصغى لصوتو‪ .‬ونموذج آخر الشتراؾ الجسد مع الروح في الصبلة= َيدي في المَّْي ِل ا ْن َب َ‬ ‫النوـ ليصمي رافعاً يديو‪ .‬والميؿ أيضاً يشير لوقت التجربة التي يمر بيا شعبو‪َ .‬ولَ ْم تَ ْخ َد ْر = لـ ترتخ‪ .‬أ َ​َب ْت َن ْف ِسي‬

‫التَّ ْع ِزَي َة = رفض أف يعطي أذ نو لمف يعزيو بأي كبلـ مطمئف‪ ،‬بؿ ىو في آالمو إلتجأ لمرب مباشرة‪ ،‬ورفض أي‬ ‫تعزية خارجية‪ .‬أَ ْذ ُك ُر اهللَ فَأ َِئن = فيو وحده القادر أف يحوؿ حزني إلى تعزية‪ ،‬ويحوؿ الحالة المحزنة الراىنة إلى‬ ‫شى عمَى ر ِ‬ ‫وحي = حينما أفكر في المصائب الحالية أو اآلتية أكوف كالسكراف أو كمف يغرؽ‬ ‫حالة مفرحة‪ .‬فَ ُي ْغ َ َ ُ‬ ‫تحت أحمالو الثقيمة مف اليموـ‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫ت َفمَ ْم أَتَ َكمَّ ْم‪".‬‬ ‫ان َع ْي َن َّي‪ .‬ا ْن َز َع ْج ُ‬ ‫س ْك َ‬ ‫َجفَ َ‬ ‫ت أْ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬أ َْم َ‬ ‫مف آالمو لـ يعد قاد اًر عمى النوـ‪ ،‬ومف إنزعاجو لـ يعد قاد اًر حتى عمى الكبلـ‪.‬‬ ‫٘‬ ‫اجي‪ ,‬ور ِ‬ ‫َّى ِري ِ‬ ‫َّة‪ٙ .‬أَ ْذ ُكر تَرن ِمي ِفي المَّْي ِل‪ .‬م َع َق ْم ِبي أَُن ِ‬ ‫وحي‬ ‫ت ِفي أَيَّاِم ا ْل ِق َدِم‪ٍّ ,‬‬ ‫ين الد ْ‬ ‫اآليات (٘‪ " - )ٚ-‬تَفَ َّك ْر ُ‬ ‫الس ِن َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ث ‪َ «ٚ‬ى ْل إِلَى الد ُى ِ‬ ‫ضا َب ْع ُد؟"‬ ‫ض َّ‬ ‫تَ ْب َح ُ‬ ‫الرب‪َ ,‬والَ َي ُع ُ‬ ‫ور َي ْرفُ ُ‬ ‫ود لِ ٍّمر َ‬ ‫ىو يقارف بيف الحالة الحاضرة وعمؿ اهلل العجيب مع شعبو في القديـ‪ .‬أَ ْذ ُك ُر تَ​َرن ِمي ِفي المَّْي ِل = لقد جعؿ‬ ‫معامبلت اهلل مع شعبو السابقة محو اًر لترنيمو في ضيقتو ليبلً وظؿ يناجي نفسو ويعزي نفسو بأف اهلل قادر أف‬ ‫يخرج مف الجافي حبلوة‪ .‬ور ِ‬ ‫ث‪ .‬ىو يتساءؿ مع نفسو "حقاً فاهلل قادر أف يخرجني مف ضيقتي ويخرج‬ ‫وحي تَ ْب َح ُ‬ ‫َُ‬ ‫شعبنا مف ضيقتو ولكنو حتى اآلف لـ يفعؿ‪ ..‬فماذا‪َ ..‬ى ْل إِلَى الد ُى ِ‬ ‫الرب‪.‬‬ ‫ض َّ‬ ‫ور َي ْرفُ ُ‬

‫‪230‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والطبعون)‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٜ-ٛ‬ى ِل ا ْنتَ َي ْت إِلَى األ َ​َبد َر ْح َمتُ ُو؟ ا ْنقَطَ َع ْت َكم َمتُ ُو إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر؟ َى ْل َنس َي اهللُ َأْرفَ ًة؟ أ َْو قَفَ َ‬ ‫ِب ِر ْج ِزِه مر ِ‬ ‫اح َم ُو؟»‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫َ​َ‬ ‫ا ْنقَطَع ْت َكمِمتُ ُو = ىؿ لف يعود اهلل يرسؿ كممتو عمى فـ أنبيائو ثانية‪ .‬قَفَص ِب ِر ْج ِزِه مر ِ‬ ‫اح َم ُو = ىؿ اهلل بسبب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬

‫غضبو أغمؽ باب مراحمو عمينا‪.‬‬

‫ٓٔ‬ ‫ت «ى َذا َما ُي ِعم ِني تَ َغي ُر َي ِم ِ‬ ‫ين ا ْل َعمِ ٍّي»‪".‬‬ ‫آية (ٓٔ) ‪ " -‬فَ ُق ْم ُ‬ ‫َما ُي ِعم ِني = ما يتعبني ويؤلمني‪ .‬تَ َغي ُر َي ِم ِ‬ ‫ين ا ْل َعمِ ٍّي = ترؾ اهلل معاممتو الحسنة وأتي باآلالـ‪.‬‬ ‫ِ ِ ٕٔ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫يع أَف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َن ِائ ِع َك‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ال َّ‬ ‫َع َم َ‬ ‫اآليات (ٔ​ٔ‪ " - )ٕٔ-‬أَ ْذ ُك ُر أ ْ‬ ‫ْعال َك‪َ ,‬وِب َ‬ ‫ب‪ .‬إِ ْذ أَتَ َذ َّك ُر َع َجائ َب َك ُم ْن ُذ ا ْلق َدم‪َ ,‬وأَْل َي ُج ِب َجم ِ َ‬ ‫أَُن ِ‬ ‫اجي‪".‬‬

‫يعود في حيرتو وأحساسو بتخمي اهلل في الوقت الحاضر ليذكر أعمالو القديمة‪.‬‬

‫ٖٔ‬ ‫لو ع ِظيم ِم ْث ُل ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل؟"‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ " -‬اَلَّ ُ‬ ‫مي َّم‪ ,‬في ا ْلقُ ْدس طَ ِريقُ َك‪ .‬أَي إ َ ٌ‬ ‫مي َّم ِفي ا ْلقُ ْد ِ‬ ‫ط ِريقُ َك = تفيـ أف اهلل أعطاىـ شريعتو في جبؿ سيناء ومف عند تابوت العيد في قدس‬ ‫س َ‬ ‫اَلَّ ُ‬ ‫األقداس‪ .‬وتفيـ أنو طالما كاف الشعب ممتزماً بقداستو يمتزـ اهلل برحمتو‪.‬‬ ‫٘ٔ‬ ‫ٗٔ‬ ‫ت ِب ِذر ِ‬ ‫ِ‬ ‫لو َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫ش ْع َب َك‪َ ,‬ب ِني‬ ‫اع َك َ‬ ‫ب‪َ .‬ع َّرف َ‬ ‫اإل ُ‬ ‫اآليات (ٗٔ‪ " - )ٕٓ-‬أَ ْن َ‬ ‫الصانعُ ا ْل َع َجائ َ‬ ‫ْت َب ْي َن الش ُعوب قُ َّوتَ َك‪ .‬فَ َك ْك َ َ‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫ضا المجج‪ِ ٔٚ .‬‬ ‫ِ‬ ‫يعقُوب ويوس َ ِ‬ ‫وم‬ ‫ص َرتْ َك ا ْل ِم َياهُ فَفَ ِز َع ْت‪ ,‬ا ْرتَ َع َد ْت أ َْي ً‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ص َرتْ َك ا ْلم َياهُ َيا اَهللُ‪ ,‬أ َْب َ‬ ‫ف‪ .‬سبلَ ْه‪ .‬أ َْب َ‬ ‫َْ َ َُ ُ‬ ‫س َك َبت ا ْل ُغ ُي ُ‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫َض ِ‬ ‫َعطَ ِت السحب صوتًا‪ .‬أ َْي ً ِ‬ ‫ت َر ْع ِد َك ِفي َّ‬ ‫س ُكوَن َة‪.‬‬ ‫ام َك طَ َار ْت‪.‬‬ ‫ِم َي ً‬ ‫الز ْوَب َع ِة‪ .‬ا ْل ُب ُر ُ‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫اىا‪ ,‬أ ْ‬ ‫اءت ا ْل َم ْ‬ ‫ُ ُ َْ‬ ‫وق أ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ضا س َي ُ‬ ‫ٕٓ‬ ‫ض‪ِ ٜٔ .‬في ا ْلب ْح ِر طَ ِريقُ َك‪ ,‬وسبمُ َك ِفي ا ْل ِمي ِ‬ ‫اه ا ْل َك ِث ِ‬ ‫ش ْع َب َك‬ ‫آثار َك لَ ْم تُ ْع َر ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ف‪َ .‬ى َد ْي َ‬ ‫ْارتَ َع َد ْت َو َر َجفَ ِت األ َْر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ​ُ‬ ‫َ‬ ‫يرة‪َ ,‬و ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ون‪".‬‬ ‫ىار َ‬ ‫َكا ْل َغ َنم ِب َيد ُم َ‬ ‫وسى َو ُ‬ ‫يذكر ىنا أعماؿ مراحـ اهلل السابقة‪ .‬فيو حرر شعبو مف عبودية فرعوف (وىذا عممو المسيح ذراع الرب إذ حررنا‬ ‫ِ‬ ‫ف = مع أنو كاف لو منصباً رفيعاً في مصر إال أنو‬ ‫وس َ‬ ‫مف إبميس)‪َ .‬بني َي ْعقُ َ‬ ‫وب = الذيف استعبدىـ فرعوف‪َ .‬وُي ُ‬ ‫طمب مف الشعب أنيـ في صعودىـ يأخذوف جسده عبلمة إيمانو في وعد اهلل ليـ بالرجوع إلى أرض الميعاد‪.‬‬

‫وىذا يشير الشتيائو ألرض الميعاد بالرغـ مما وصؿ إليو مف مركز في مصر‪ .‬وربما أشار بقولو بنى يعقوب‬

‫(إلسرائيؿ أي الييود) وبقولو ويوسؼ (لؤلمـ فيوسؼ تعنى أف اهلل يزيد) ثـ في (٘ٔ) يذكر شؽ البحر أماـ‬ ‫ِ‬ ‫اىا = نرى ىنا صورة إلزعاج مبلؾ الرب لمعسكر المصرييف‪،‬‬ ‫وم ِم َي ً‬ ‫الشعب (إشارة لممعمودية)‪ .‬ثـ َ‬ ‫س َك َبت ا ْل ُغ ُي ُ‬ ‫فالمطر إنياؿ عمييـ وصوت الرعد أرعبيـ والبروؽ أصابتيـ= وأ َْي ً ِ‬ ‫ام َك طَ َار ْت لقد كاف اهلل يستخدـ أسمحة‬ ‫ضا س َي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ام ىي الصواعؽ التي انقضت عمييـ‪ .‬وىذه اآليات تشير‬ ‫الطبيعة ليحارب مع شعبو (خرٕ٘‪ )ٕٗ2ٔٗ،‬والس َي ُ‬ ‫أيضاً إلنسكاب الروح القدس عمى الكنيسة (المطر) وكرازة الرسؿ (السياـ) وكممات الك ارزة كانت كالبرؽ والرعد‬ ‫آثار َك لَ ْم‬ ‫تنير وتيز القموب فتؤمف‪ِ .‬في ا ْل َب ْح ِر َ‬ ‫ط ِريقُ َك = لقد كنت أنت قائد الشعب في طريقيـ في البحر‪َ .‬و ُ‬ ‫‪231‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والطبعون)‬

‫ش ْع َب َك َكا ْل َغ َنِم = فالمسيح ىو‬ ‫تُ ْع َر ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ف = لـ يراؾ أحد بعينيو ولكف أعمالؾ كانت ظاىرة في قيادة شعبؾ‪َ .‬ى َد ْي َ‬ ‫ِ‬ ‫ون = رمز لممسيح كرئيس كينة‪.‬‬ ‫ىار َ‬ ‫الراعي الصالح‪ِ .‬ب َيد ُم َ‬ ‫وسى = موسى يرمز لممسيح كممؾ َو ُ‬

‫‪232‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطبعون)‬

‫المزمور الثامن والسبعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىذا المزمور يحكي قصة تاريخ شعب إسرائيؿ منذ أياـ موسى إلى أياـ داود‪ .‬والعجائب واآليات التي صنعيا‬ ‫معيـ‪ .‬وخطايا الشعب خبلؿ ىذه الرحمة التي أغاظت اهلل‪ ،‬وتأديب اهلل ليـ خبلؿ ىذه الرحمة‪ .‬لقد انتيى المزمور‬

‫السابؽ بأف موسى وىروف يقوداف الشعب وىنا استفاضة لرحمة الشعب تحت قيادتيما‪ ..‬ثـ يسترسؿ إلى فترة‬

‫داود‪ .‬واليدؼ مف ترتيؿ ىذا المزمور أف تتحذر األجياؿ الحديثة مف إغاظة الرب كما فعؿ اآلباء‪.‬‬ ‫ِٔ‬ ‫ش ِريع ِتي‪ .‬أ ِ‬ ‫َميمُوا آ َذا َن ُك ْم إِلَى َكبلَِم فَ ِمي‪".‬‬ ‫صغَ َيا َ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬ا ْ‬ ‫ش ْع ِبي إِلَى َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ش ْع ِبي = ربما داود ىو قائؿ ىذه العبارة كممؾ ور ٍ‬ ‫اع لمشعب‪ .‬ولكف ىذا صوت اهلل عمى لساف المرنـ أياً‬ ‫ص َغ َيا َ‬ ‫ا ْ‬ ‫كاف ىذا المرنـ‪ ،‬ليسمعوا شريعة الرب‪.‬‬

‫از ُم ْن ُذ ا ْل ِق َدِم‪".‬‬ ‫آية (ٕ) ‪ٕ" -‬أَفْتَ ُح ِب َمثَل فَ ِمي‪ .‬أ ُِذيعُ أَْل َغ ًا‬ ‫َمثَل‪ ..‬أَْل َغاز= أي ليفكروا فيما سيسمعوه ويفكروا بعمؽ ليفيموا ويستوعبوا‪.‬‬ ‫يل ِ‬ ‫َب ِني ِيم إِلَى ا ْل ِج ِ‬ ‫ين‬ ‫اآلخ ِر‪ُ ,‬م ْخ ِب ِر َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صى‬ ‫س َرائ َ‬ ‫َ‬ ‫يع ًة في إِ ْ‬ ‫يل‪ ,‬الَّتي أ َْو َ‬ ‫ش ِر َ‬

‫ٖ ِ‬ ‫َخ َب ُروَنا‪ٗ .‬الَ ُن ْخ ِفي َع ْن‬ ‫اؤَنا أ ْ‬ ‫آب ُ‬ ‫اىا َو َع َرْف َن َ‬ ‫س ِم ْع َن َ‬ ‫اىا َو َ‬ ‫اآليات (ٖ‪ " - )ٙ-‬الَّتي َ‬ ‫٘‬ ‫شي َ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َع‬ ‫سا ِب ِ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫يح َّ‬ ‫وب‪َ ,‬و َو َ‬ ‫ادةً في َي ْعقُ َ‬ ‫ام َ َ‬ ‫ب َوقُ َّوِتو َو َع َجائ ِبو الَّتي َ‬ ‫ِبتَ َ‬ ‫ص َن َع‪ .‬أَقَ َ‬ ‫َن يعٍّرفُوا ِبيا أ َْب َناء ُىم‪ٙ ,‬لِ َكي يعمَم ا ْل ِجي ُل ِ‬ ‫اء ُى ْم‪",‬‬ ‫ون َوُي ْخ ِب ُر َ‬ ‫وم َ‬ ‫ون ُيولَ ُد َ‬ ‫اآلخ ُر‪َ .‬ب ُن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ون أ َْب َن َ‬ ‫اء َنا أ ْ ُ َ‬ ‫آب َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ون فَ َيقُ ُ‬ ‫ْ َْ َ‬ ‫كؿ جيؿ يسمـ الجيؿ التالي خبراتو‪ ،‬وىذا أمرىـ بو الرب‪ .‬وليس الخيرات فقط بؿ ىـ يسمموف لؤلبناء اإليماف‬ ‫والشريعة بحسب ما تسمموىا دوف تعديؿ (ٕتيٕ‪.)ٕ2‬‬

‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ال ِ‬ ‫ون عمَى ِ‬ ‫ون‬ ‫َع َم َ‬ ‫اع ِت َم َ‬ ‫ص َاياهُ‪َ .‬والَ َي ُكوُن َ‬ ‫اهلل‪َ ,‬ب ْل َي ْحفَظُ َ‬ ‫س ْو َن أ ْ‬ ‫اهلل ْ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٛ-ٚ‬فَ َي ْج َعمُ َ َ‬ ‫ون َو َ‬ ‫اد ُى ْم‪َ ,‬والَ َي ْن َ‬ ‫َمي َن ًة لِ ِ‬ ‫ارًدا‪ِ ,‬جيبلً لَم يثٍَّب ْت َق ْمب ُو ولَم تَ ُك ْن روح ُو أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫آب ِائ ِي ْم‪ِ ,‬جيبلً َزِائ ًغا َو َم ِ‬ ‫مو‪".‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫م ْث َل َ‬ ‫َ َ ْ‬

‫ىدؼ التعميـ أف نستفيد مما حدث لآلباء فبل نخطئ مثميـ فيسخط اهلل عمينا‪.‬‬

‫‪ٜ‬‬ ‫ْرِيم َّ‬ ‫ون ِفي ا ْلقَ ْو ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ون‪ ,‬ا ْن َقمَ ُبوا ِفي َي ْوِم ا ْل َح ْر ِب‪".‬‬ ‫س‪َّ ,‬‬ ‫ام َ‬ ‫از ُع َ‬ ‫الر ُ‬ ‫آية (‪َ " - )ٜ‬ب ُنو أَف َا َ‬ ‫ْرِيم‪ .‬فيؤالء كانوا أشداء في الحرب = َّ‬ ‫ون ِفي ا ْلقَ ْو ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫س ولكف بسبب ارتدادىـ عف اهلل‪،‬‬ ‫از ُع َ‬ ‫مثاؿ لسخط اهلل َب ُنو أَف َا َ‬

‫ون ا ْن َقمَ ُبوا (انيزموا) في يوـ الحرب‪.‬‬ ‫تخمى عنيـ‪َّ .‬‬ ‫ام َ‬ ‫الر ُ‬

‫ِ ِ ٔ​ٔ‬ ‫اآليات (ٓٔ‪ٔٓ" - )ٔ​ٔ-‬لَم ي ْحفَظُوا عي َد ِ‬ ‫اى ْم‪".‬‬ ‫وك ِفي َ‬ ‫اهلل‪َ ,‬وأ َ​َب ْوا السمُ َ‬ ‫ْعالَ ُو َو َع َج ِائ َب ُو الَِّتي أ َ​َر ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫سوا أَف َ‬ ‫يعتو‪َ ,‬وَن ُ‬ ‫ش ِر َ‬

‫‪233‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطبعون)‬

‫ىذه ىي خطايا إفرايـ التي بسببيا تخمى اهلل عنيـ‪.‬‬ ‫ٖٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِفي أَر ِ ِ‬ ‫ش َّ‬ ‫ق ا ْل َب ْح َر فَ َعب َ​َّرُى ْم‪,‬‬ ‫وع َن‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ص َ‬ ‫ض م ْ‬ ‫ص َر ‪ِ ,‬ببلَد ُ‬ ‫ْ‬ ‫٘ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ق ص ُخ ا ِ‬ ‫ور َن ٍ‬ ‫ُكمَّ ُو ِب ُن ِ‬ ‫اى ْم َكأَنَّ ُو‬ ‫ار‪َ .‬‬ ‫سقَ ُ‬ ‫ور في ا ْل َبٍّريَّة‪َ ,‬و َ‬ ‫ش َّ ُ ً‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ادوا أ َْي ً ِ ِ‬ ‫ص َي ِ‬ ‫اىا َكاألَ ْن َي ِ‬ ‫ان‬ ‫ِم َي ً‬ ‫ار‪ .‬ثُ َّم َع ُ‬ ‫ضا ل ُي ْخط ُئوا إِلَ ْيو‪ ,‬لع ْ‬

‫اآليات (ٕٔ‪ٕٔ" - )ٖٕ-‬قُدَّام ِ‬ ‫وب ًة‬ ‫ص َن َع أ ْ‬ ‫ُع ُج َ‬ ‫َ َ‬ ‫آبائ ِي ْم َ‬ ‫ٗٔ‬ ‫الس َح ِ‬ ‫اب َن َي ًارا‪َ ,‬والمَّْي َل‬ ‫اى ْم ِب َّ‬ ‫ب ا ْل ِم َياهَ َك َندٍّ‪َ .‬و َى َد ُ‬ ‫صَ‬ ‫َوَن َ‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫ار ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج َرى‬ ‫يم ٍة‪ .‬أ ْ‬ ‫ص ْخ َرٍة‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫ي م ْن َ‬ ‫َخ َر َج َم َج ِ َ‬ ‫م ْن لُ َج ٍج َعظ َ‬ ‫شيوِت ِيم‪ٜٔ .‬فَوقَعوا ِفي ِ‬ ‫اشفَ ِة‪ٔٛ .‬وج َّربوا اهلل ِفي ُقمُوِب ِيم‪ِ ,‬بس َؤالِ ِيم طَع ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ض َّ‬ ‫ا ْل َعمِ ٍّي ِفي األ َْر ِ‬ ‫اهلل‪ .‬قَالُوا « َى ْل‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫اما ل َ ْ َ ْ‬ ‫ْ ُ ْ َ ً‬ ‫ِ ٕٓ‬ ‫َن‬ ‫ٍّب َم ِائ َدةً ِفي ا ْل َبٍّري‬ ‫ب َّ‬ ‫ضا أ ْ‬ ‫َي ْق ِد ُر اهللُ أ ْ‬ ‫اض ِت األ َْوِد َي ُة‪َ .‬ى ْل َي ْق ِد ُر أ َْي ً‬ ‫الص ْخ َرةَ فَ َج َر ِت ا ْل ِم َياهُ َوفَ َ‬ ‫َّة؟ ُى َوَذا َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫َن ُي َرت َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٕٔ ِ ِ‬ ‫يع ِطي ُخ ْب ًزا‪ ,‬أَو يي ٍّيئ لَ ْحما لِ َ ِ‬ ‫ص ِع َد‬ ‫س ِم َع َّ‬ ‫ب‪َ ,‬وا ْ‬ ‫س َخطٌ أ َْي ً‬ ‫شتَ َعمَ ْت َن ٌار في َي ْعقُ َ‬ ‫الرب فَ َغض َ‬ ‫ضا َ‬ ‫وب‪َ ,‬و َ‬ ‫ش ْع ِبو؟»‪ .‬لذل َك َ‬ ‫ْ َُ َ ً‬ ‫ُْ َ‬ ‫ٖٕ‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫صِ‬ ‫يع‬ ‫َم َر َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اب ِم ْن فَ ْو ُ‬ ‫الس َح َ‬ ‫ار َ‬ ‫َعمَى إِ ْ‬ ‫ق‪َ ,‬وفَتَ َح َم َ‬ ‫يل‪ ,‬ألَن ُي ْم لَ ْم ُي ْؤم ُنوا ِباهلل َولَ ْم َيتَّكمُوا َعمَى َخبلَصو‪ .‬فَأ َ‬ ‫ِ ٕٗ‬ ‫ِ ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫ًّ ِ ِ‬ ‫اى ْم‪ٕ٘ .‬أَ َك َل ِ‬ ‫ادا‬ ‫الس َم َاو‬ ‫َّ‬ ‫َع َ‬ ‫ات‪َ .‬وأ َْم َ‬ ‫ط ُ‬ ‫س َل َعمَ ْي ِي ْم َز ً‬ ‫س ُ‬ ‫اء أ ْ‬ ‫ان ُخ ْب َز ا ْل َمبلَ ئ َكة‪ .‬أ َْر َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ط َر َعمَ ْي ِي ْم َمنا لؤلَ ْكل‪َ ,‬وُب َّر َّ َ‬ ‫‪ٕٙ‬‬ ‫شرِق َّي ًة ِفي َّ ِ‬ ‫اق ِبقُ َّوِت ِو َج ُنوِبيَّ ًة‪َ ٕٚ .‬وأ َْمطَر َعمَ ْي ِيم لَ ْحما ِم ْث َل التر ِ‬ ‫لِ ٍّ‬ ‫اب‪َ ,‬و َك َرْم ِل ا ْل َب ْح ِر‬ ‫مش َب ِع‪ .‬أ َ‬ ‫س َ‬ ‫َى َ‬ ‫الس َماء‪َ ,‬و َ‬ ‫اج َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ً‬ ‫‪ٕٜ‬‬ ‫َج ِنح ٍة‪ٕٛ .‬وأَسقَطَيا ِفي وس ِط محمَِّت ِيم حوالَي مس ِ‬ ‫طُي ا ِ‬ ‫ش ْي َوِت ِي ْم‪.‬‬ ‫اى ْم ِب َ‬ ‫اك ِن ِي ْم‪ .‬فَأَ َكمُوا َو َ‬ ‫ش ِب ُعوا ِجدًّا‪َ ,‬وأَتَ ُ‬ ‫ور َذ َوات أ ْ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ​َ ْ َ َ‬ ‫ُ ً‬ ‫ٖٔ‬ ‫اهلل‪ ,‬وقَتَ َل ِم ْن أ ِ‬ ‫ضب ِ‬ ‫اى ِيم‪ ,‬فَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٖٓلَم َي ُزو ُغوا َع ْن َ ِ‬ ‫ع‬ ‫ص َر َ‬ ‫صع َد َعمَ ْي ِي ْم َغ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َس َمن ِي ْم‪َ ,‬و َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ام ُي ْم َب ْع ُد في أَف َْو ْ‬ ‫ْ‬ ‫ش ْي َوت ِي ْم‪ .‬طَ َع ُ‬ ‫ٕٖ‬ ‫ُم ْختَ ِ‬ ‫طأُوا َب ْع ُد‪َ ,‬ولَ ْم ُي ْؤ ِم ُنوا ِب َع َج ِائ ِب ِو‪".‬‬ ‫َخ َ‬ ‫يل‪ِ .‬في ى َذا ُكمٍّ ِو أ ْ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اري إِ ْ‬ ‫الن ِ‬ ‫ض َّ‬ ‫ممخص ألعماؿ اهلل واحساناتو عمى شعبو وتمرد الشعب عميو‪ .‬وفي (‪ِ )ٔٚ‬في األ َْر ِ‬ ‫اشفَ ِة = أي برية سيناء‬ ‫ماء مف الصخور كانوا ىـ دائمي التذمر عمى اهلل وفي (‪ )ٜٔ‬فَ َوقَ ُعوا ِفي‬ ‫فبينما ىـ أروا عمؿ اهلل وكيؼ أخرج ليـ ً‬ ‫ِ‬ ‫اهلل = تكمموا بالردئ عف اهلل وشككوا في قوتو متسائميف ىؿ يقدر أف يرتب مائدة في البرية القاحمة‪ .‬وفي (ٕٗ)‬ ‫السم ِ‬ ‫اء= أي القمح (راجع مز٘‪ .)ٖٔ2ٙ‬وأسماه ُبر السماء ألف المف نزؿ مف السماء‪ .‬وفي (‪ )ٕٙ‬لَ ْح ًما ِم ْث َل‬ ‫ُب َّر َّ َ‬ ‫التر ِ‬ ‫اب = أي كثي اًر جداً‪ .‬ولقد أعطى اهلل ليـ شيوتيـ فمـ يشكروا‪ ،‬بؿ استمروا في شيوتيـ وتذمرىـ= لَ ْم َي ُزو ُغوا‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َس َم ِن ِي ْم = يبدو أف مف مات‪ ،‬مات مف كثرة األكؿ‪ ،‬كأف اهلل لف يعود‬ ‫َع ْن َ‬ ‫ش ْي َوِت ِي ْم لذلؾ ضربيـ اهلل َوقَتَ َل م ْن أ ْ‬ ‫فيعطييـ ثانية‪.‬‬ ‫اط ِل و ِس ِني ِيم ِبالر ْع ِب‪ٖٗ .‬إِ ْذ قَتَمَيم طَمَبوه‪ ,‬ورجعوا وب َّكروا إِلَى ِ‬ ‫ِبا ْلب ِ‬ ‫اهلل‪,‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ُ ُ َ َ َ ُ َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪ٖٚ‬‬ ‫‪ٖٙ‬‬ ‫ادعوه ِبأَفْو ِ‬ ‫وب ُي ْم َفمَ ْم‬ ‫اى ِي ْم‪َ ,‬و َك َذ ُبوا َعمَ ْي ِو ِبأَْل ِس َن ِت ِي ْم‪ .‬أ َّ‬ ‫َما ُقمُ ُ‬ ‫َولِي ُي ْم‪ .‬فَ َخ َ ُ ُ َ‬

‫ٖ​ٖ‬ ‫َّام ُي ْم‬ ‫اآليات (ٖ​ٖ‪ " - )ٗٔ-‬فَأَ ْف َنى أَي َ‬ ‫ص ْخ َرتُ ُي ْم‪َ ,‬واهللَ ا ْل َعمِ َّي‬ ‫ٖ٘ َوَذ َك ُروا أ َّ‬ ‫َن اهللَ َ‬ ‫اء ِفي َع ْي ِد ِه‪.‬‬ ‫تُثَب ْ‬ ‫ُم َن َ‬ ‫َّت َم َع ُو‪َ ,‬ولَ ْم َي ُكوُنوا أ َ‬ ‫‪ٖٜ‬‬ ‫‪ٖٛ‬‬ ‫ضب ُو‪ ,‬ولَم ي ْ ِ‬ ‫وف‪َ ,‬ي ْغ ِف ُر ِ‬ ‫يح‬ ‫اإل ثْ َم َوالَ ُي ْيمِ ُك‪َ .‬و َك ِث ًا‬ ‫أ َّ‬ ‫س َخ ِط ِو‪َ .‬ذ َك َر أ ََّن ُي ْم َب َ‬ ‫َما ُى َو فَ َر ُؤ ٌ‬ ‫شٌر‪ِ .‬ر ٌ‬ ‫ير َما َرَّد َغ َ َ َ ْ ُ‬ ‫شع ْل ُك َّل َ‬ ‫ٔٗ‬ ‫ِ‬ ‫ود‪َ ٗٓ .‬كم عصوه ِفي ا ْلبٍّري ِ‬ ‫يل‪".‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫تَذ َ‬ ‫ب َوالَ تَ ُع ُ‬ ‫َّة َوأ ْ‬ ‫ْ َ َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْى ُ‬ ‫وس إِ ْ‬ ‫َح َزُنوهُ في ا ْلقَ ْف ِر! َر َج ُعوا َو َج َّرُبوا اهللَ َو َع َّن ْوا قُد َ‬ ‫حينما ضربيـ اهلل قدموا توبة‪ ،‬ولكنيا لؤلسؼ لـ تكف مف القمب بؿ مف الفـ كانت ناتجة عف الخوؼ وليس عف‬

‫اقتناع وتوبة قمبية‪ .‬لذلؾ تكرر سقوطيـ‪ .‬ولكف اهلل لـ يكف يعاقبيـ في كؿ مرة فيو يعرؼ أنيـ بشر سريعي‬

‫الزيغاف‪َ .‬ع َّن ْوا= جعموا اهلل يعاني منيـ ويغتاظ منيـ‪.‬‬

‫‪234‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطبعون)‬ ‫ٖٗ‬ ‫ٕٗ‬ ‫ِ ِ‬ ‫آي ِات ِو‪َ ,‬و َع َج ِائ َب ُو ِفي ِببلَِد‬ ‫اى ْم ِم َن ا ْل َع ُد ٍّو‪َ ,‬ح ْي ُ‬ ‫اآليات (ٕٗ‪ " - )ٖ٘-‬لَ ْم َي ْذ ُك ُروا َي َدهُ َي ْوَم فَ َد ُ‬ ‫ص َر َ‬ ‫ث َج َع َل في م ْ‬ ‫٘ٗ‬ ‫وع َن‪ٗ​ٗ .‬إِ ْذ َح َّو َل ُخ ْم َجا َن ُي ْم إِلَى َدٍم‪َ ,‬و َم َج ِ‬ ‫ارَي ُي ْم لِ َك ْي الَ َي ْ‬ ‫ضفَ ِادعَ‬ ‫وضا فَأَ َكمَ ُي ْم‪َ ,‬و َ‬ ‫س َل َعمَ ْي ِي ْم َب ُع ً‬ ‫ص َ‬ ‫ش َرُبوا‪ .‬أ َْر َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ٗٛ‬‬ ‫‪ٗٚ‬‬ ‫‪ٗٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫يع‪َ .‬وَدفَ َع إِلَى ا ْل َب َرِد‬ ‫الص ِق ِ‬ ‫وم ُي ْم‪َ ,‬و ُج َّم ْي َزُى ْم ِب َّ‬ ‫َسمَ َم لِ ْم َج ْرَدِم َغمَّتَ ُي ْم‪َ ,‬وتَ َع َب ُي ْم لِ ْم َج َرِاد‪ .‬أ ْ‬ ‫ْس َدتْ ُي ْم‪ .‬أ ْ‬ ‫فَأَف َ‬ ‫َىمَ َك ِبا ْل َب َرد ُك ُر َ‬ ‫طا و ِر ْج ًاز و ِ‬ ‫ق‪ٜٗ .‬أَرس َل عمَ ْي ِيم حم َّو َغ َ ِ‬ ‫بي ِائميم‪ ,‬ومو ِ‬ ‫ش َر ٍ‬ ‫اش َي ُي ْم لِ ْم ُب ُرو ِ‬ ‫ار‪َ ٘ٓ .‬م َّي َد‬ ‫ش َمبلَ ِئ َك ٍة أَ ْ‬ ‫ض ْيقًا‪َ ,‬ج ْي َ‬ ‫َ‬ ‫س َخ ً َ‬ ‫ض ِبو‪َ ,‬‬ ‫َ َ َ ُْ َ َ​َ‬ ‫ْ َ َ ْ ُ​ُ‬ ‫ٔ٘‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِبيبلً لِ َغ َ ِ‬ ‫ص َر‪ .‬أ َ​َو ِائ َل ا ْلقُ ْد َرِة ِفي‬ ‫س ُي ْم‪َ ,‬ب ْل َدفَ َع َح َياتَ ُي ْم لِ ْم َوَبِإ‪َ .‬و َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫ب ُك َّل ِب ْك ٍر في م ْ‬ ‫ض ِبو‪ .‬لَ ْم َي ْم َن ْع م َن ا ْل َم ْوت أَ ْنفُ َ‬ ‫َ‬ ‫ٖ٘‬ ‫ٕ٘‬ ‫اىم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫شعب ُو‪ ,‬وقَ َ ِ‬ ‫ِخي ِام ح ٍام‪ .‬وس َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اؤ ُى ْم‬ ‫ين َفمَ ْم َي ْج َز ُعوا‪ .‬أ َّ‬ ‫َع َد ُ‬ ‫آم ِن َ‬ ‫َما أ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫اق مثْ َل ا ْل َغ َنم َ ْ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫اد ُى ْم م ْث َل قَطي ٍع في ا ْل َبٍّريَّة‪َ .‬و َى َد ُ ْ‬ ‫فَ َغ َم َرُى ُم ا ْل َب ْح ُر‪".‬‬

‫المرنـ ىنا يذكر ضربات الرب ضد المصرييف‪ .‬ويعاتب الشعب أنيـ أروا كؿ ىذه الضربات ولكنيـ لـ يؤمنوا بؿ‬ ‫كانوا يرتدوف عف اهلل فشابيوا المصرييف واستحقوا أف يضربيـ اهلل كما ضرب المصرييف‪ .‬في (‪َ )ٜٗ‬مبلَ ِئ َك ٍة‬ ‫ش َر ٍ‬ ‫س ِبيبلً‬ ‫أَ ْ‬ ‫ار = أي مبلئكة يأتوف عمى الشعب بضربات شريرة مؤلمة وترجمت "مبلئكة مؤدبيف" وفي (ٓ٘) َم َّي َد َ‬ ‫ض ِب ِو = ضربات اهلل تأتي بالتدريج‪ ،‬وقبؿ أف يضرب بالموت يؤدب بالوبأ لعميـ يتوبوف‪.‬‬ ‫لِ َغ َ‬

‫وم قُ ْد ِس ِو‪ ,‬ى َذا ا ْلجب ِل الَِّذي اقْتَ​َنتْ ُو ي ِمينُ ُو‪٘​٘ .‬وطَرَد األُمم ِم ْن قُد ِ‬ ‫اآليات (ٗ٘‪َ ٘ٗ" - )٘​٘-‬وأ َْد َخمَ ُي ْم ِفي تُ ُخ ِ‬ ‫َّام ِي ْم‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫يل‪".‬‬ ‫س َم ُي ْم ِبا ْل َح ْب ِل ِم َا‬ ‫َس َبا َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ط إِ ْ‬ ‫َس َك َن في خ َيام ِي ْم أ ْ‬ ‫يرثًا‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫َوقَ َ‬ ‫ا ْل َج َب ِل = إشارة ألرض إسرائيؿ التي دخميا يشوع مع الشعب وقسميا ليـ‪.‬‬ ‫‪٘ٚ‬‬ ‫‪٘ٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫شي َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫آب ِائ ِي ْم‪.‬‬ ‫اداتو لَ ْم َي ْحفَظُوا‪َ ,‬ب ِل ْارتَدوا َو َغ َد ُروا م ْث َل َ‬ ‫ص ْوا اهللَ ا ْل َعم َّي‪َ ,‬و َ َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٙٗ-٘ٙ‬فَ َج َّرُبوا َو َع َ‬ ‫ِ‬ ‫س م ْخ ِط َئ ٍة‪٘ٛ .‬أَ َغاظُوه ِبمرتَفَع ِات ِيم‪ ,‬وأَ َغاروه ِبتَم ِاثيمِ ِيم‪ِ ٜ٘ .‬‬ ‫يل ِجدًّا‪,‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫سم َع اهللُ فَ َغض َ‬ ‫ب‪َ ,‬و َرَذ َل إِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُْ َ ْ َ ُ ُ َ‬ ‫ا ْن َح َرفُوا َكقَ ْو ٍ ُ‬ ‫ٔ‪ٙ‬‬ ‫ٓ‪ٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫ضم ِ ِ‬ ‫ص َب َيا َب ْي َن َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫مس ْب ِي ِع َّزهُ‪َ ,‬و َجبلَ لَ ُو لِ َي ِد ا ْل َع ُد ٍّو‪َ ٕٙ .‬وَدفَ َع إِلَى‬ ‫سمَّ َم لِ َّ‬ ‫َو َرفَ َ َ ْ‬ ‫اس‪َ .‬و َ‬ ‫سك َن شيمُ ِو‪ ,‬ا ْل َخ ْي َم َة الَّتي َن َ‬ ‫ٗ‪ٙ‬‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ب َعمَى ِميرِاث ِو‪ٖٙ .‬م ْختَاروهُ أَ َكمَتْ ُيم َّ‬ ‫ف‪,‬‬ ‫سقَطُوا ِب َّ‬ ‫َّ‬ ‫ف َ‬ ‫ش ْع َب ُو‪َ ,‬و َغض َ‬ ‫الن ُار‪َ ,‬و َع َذ َاراهُ لَ ْم ُي ْح َم ْد َن‪َ .‬ك َي َنتُ ُو َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وأَر ِ‬ ‫ين‪".‬‬ ‫اممُ ُو لَ ْم َي ْب ِك َ‬ ‫َ​َ‬

‫لقد رأى الجيؿ الذي دخؿ أرض الميعاد أعماؿ اهلل اإلعجازية مع يشوع وىزيمة مموؾ كثيريف أماميـ‪ .‬ولكنيـ‬ ‫ضم ِ ِ‬ ‫مس ْب ِي ِع َّزهُ = إشارة‬ ‫سمَّ َم لِ َّ‬ ‫عوضاً أف يشكروا اهلل ارتدوا وعبدوا األوثاف فعاد اهلل وضربيـ‪َ .‬و َرفَ َ َ ْ‬ ‫سك َن شيمُ ِو‪َ ..‬و َ‬ ‫لحادثة سبي تابوت العيد بواسطة الفمسطينييف‪ .‬وتابوت العيد كاف في شيموه‪ .‬وكاف ىذا في أياـ عالي الكاىف‪.‬‬

‫ومات أوالد عالي الكينة وىمؾ عدد كبير مف جيش إسرائيؿ= م ْختَاروهُ أَ َكمَتْ ُيم َّ‬ ‫الن ُار‪َ .‬و َع َذ َاراهُ لَ ْم ُي ْح َم ْد َن = أي لـ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫يجدف مف يتزوجيف فالرجاؿ ماتوا في الحرب‪ .‬وكممة ُيحمدف أي كما ىي عادة األفراح يغنوف لمعروس ليستحسنوا‬ ‫جماليا معجبيف بو وبأخبلقيا‪ .‬ىؤالء لـ يسمعف ىذه األغاني التي تقاؿ في األفراح‪ ،‬إذ ال أفراح‪.‬‬

‫٘‪ٙ‬‬ ‫الرب‬ ‫استَ ْيقَ َ‬ ‫ظ َّ‬ ‫اآليات (٘‪ " - )ٕٚ-ٙ‬فَ ْ‬ ‫‪ٙٚ‬‬ ‫ف‪َ ,‬ولَ ْم‬ ‫َع ًا‬ ‫وس َ‬ ‫ار أ َ​َب ِديًّا‪َ .‬و َرفَ َ‬ ‫ض َخ ْي َم َة ُي ُ‬

‫َك َن ِائٍم‪َ ,‬ك َجب ٍ‬ ‫َّار ُم َع ٍّي ٍط ِم َن‬ ‫ْرِي َم‪َ ٙٛ .‬ب ِل‬ ‫ط أَف َا‬ ‫َي ْختَْر ِس ْب َ‬

‫‪ٙ​ٙ‬‬ ‫َع َداءه إِلَى ا ْلور ِ‬ ‫اء‪َ .‬ج َعمَ ُي ْم‬ ‫ا ْل َخ ْم ِر‪ .‬فَ َ‬ ‫ب أ ْ َُ‬ ‫ض َر َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّو‪.‬‬ ‫اختَ َار ِس ْب َ‬ ‫ْ‬ ‫َحب ُ‬ ‫ط َي ُيوَذا‪َ ,‬ج َب َل ص ْي َي ْو َن الَّذي أ َ‬

‫‪235‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطبعون)‬ ‫ٓ‪ٚ‬‬ ‫‪ٜٙ‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ُو‪َ ,‬كاأل َْر ِ‬ ‫ظ ِائ ِر ا ْل َغ َنِم‪.‬‬ ‫ض الَِّتي أ َّ‬ ‫َخ َذهُ ِم ْن َح َ‬ ‫س َيا إِلَى األ َ​َب ِد‪َ .‬و ْ‬ ‫اختَ َار َد ُاوَد َع ْب َدهُ‪َ ,‬وأ َ‬ ‫َس َ‬ ‫َوَب َنى مثْ َل ُم ْرتَفَ َعات َم ْقد َ‬ ‫ٕ‪ٚ‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٔ‪ِ ٚ‬‬ ‫ب َكم ِ‬ ‫ال َق ْم ِب ِو‪َ ,‬وِب َم َي َارِة‬ ‫يل ِم َا‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫وب َ‬ ‫يرثَ ُو‪ .‬فَ​َر َع ُ‬ ‫م ْن َخ ْمف ا ْل ُم ْرض َعات أَتَى ِبو‪ ,‬ل َي ْر َعى َي ْعقُ َ‬ ‫ش ْع َب ُو‪َ ,‬وِا ْ‬ ‫اى ْم َح َ‬ ‫سَ َ‬ ‫اى ْم‪".‬‬ ‫َي َد ْي ِو َى َد ُ‬ ‫ظ َك َن ِائٍم= ونومو ىنا كناية عف أنو ترؾ شعبو لمتأديب وضرب أعداؤه‬ ‫استَْيقَ َ‬ ‫لـ يستمر غضب اهلل عمى شعبو بؿ ْ‬ ‫الرب َك َن ِائٍم َك َجب ٍ‬ ‫َّار ُم َع ٍّي ٍط ِم َن ا ْل َخ ْم ِر‪ .‬رأت كنيستنا في ىذه االية نبوة عف‬ ‫استَ ْيقَ َ‬ ‫ظ َّ‬ ‫الذيف أذلوا شعبو واستعبدوىـ ‪ .‬فَ ْ‬ ‫قيامة المسيح ووضعتيا في تسابيح عيد القيامة ‪ُ .‬م َع ٍّي ٍط = ثمؿ ‪ .‬فالمسيح لـ يكف موتو كموت االنساف العادي ‪،‬‬ ‫فنحف حيف نموت تنفصؿ الروح عف الجسد فيموت الجسد ويتحمؿ ويتعفف ‪ ،‬اما جسد المسيح المتحد ببلىوتو فمـ‬

‫يفقد حيويتو ‪ ،‬لذلؾ ما كاف ممكنا اف يتحمؿ او يتعفف (مز‪ .)ٔٓ 2 ٔٙ‬ورفض كؿ شعب إسرائيؿ (يوسؼ وافرايـ)‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫سو = الييكؿ في‬ ‫س ُو = َم ْقد َ‬ ‫وأختار سبط ييوذا ليخرج منو داود الممؾ الذي اختاره اهلل‪َ .‬وَب َنى م ْث َل ُم ْرتَفَ َعات َم ْقد َ‬ ‫أورشميـ‪ ،‬ولكف ىذه اآليات تشير لممسيح الذي إذ وجد شعبو مستعبداً لمشيطاف‪ ،‬جاء وتجسد مف سبط ييوذا ومف‬ ‫نسؿ داود‪ .‬ومات‪ .‬ولكنو لـ يستمر ميتاً بؿ كاف في موتو كجبار معيط مف الخمر‪ .‬وكاف كنائـ ثـ استيقظ‬

‫بقيامتو‪ .‬وضرب أعدائو إلى الوراء وىـ الشياطيف وجعميـ عا اًر أبدياً‪ .‬وألف الييود ىـ الذيف صمبوه ثـ رفضوا‬ ‫اختَار ِس ْبطَ ييوَذا‪ ,‬جب َل ِ‬ ‫ص ْي َي ْو َن‬ ‫سَ‬ ‫اإليماف بو‪ ،‬رفضيـ ىو= َرفَ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َُ‬ ‫ض َخ ْي َم َة ُيو ُ‬ ‫ف واختار كنيستو عروساً لو= ْ َ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ُو = أي بنى كنيستو مثؿ مرتفعات مقدسة‬ ‫َحب ُ‬ ‫الَّذي أ َ‬ ‫َّو‪ .‬وأسس كنيستو السماوية = َوَب َنى م ْث َل ُم ْرتَفَ َعات َم ْقد َ‬

‫ب َكم ِ‬ ‫ال‬ ‫وثبتيا لؤلبد كاألرض التي أسسيا إلى األبد‪ .‬وكاف المسيح وسط كنيستو الراعي الصالح= فَ َر َع ُ‬ ‫اى ْم َح َ‬ ‫سَ َ‬ ‫َخ َذهُ ِم ْن َحظَ ِائ ِر ا ْل َغ َنِم = أي تجسد المسيح ابف داود مف البشر‬ ‫اى ْم‪ .‬أ َ‬ ‫َق ْم ِب ِو‪ .‬وبقوتو قاد كنيستو= ِب َم َي َارِة َي َد ْي ِو َى َد ُ‬ ‫وىـ الغنـ الذيف رعاىـ بعد ىذا‪.‬اما داود فاهلل اخذه ليممؾ فعبل وىو راع لمغنـ‪.‬‬

‫‪236‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطبعون)‬

‫المزمور التاسع والسبعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىو نفس موضوع مزمور (ٗ‪ )ٚ‬عف تدنيس وخراب الييكؿ بواسطة بابؿ أو تدمير اإلنساف بإبميس وعبودية‬ ‫اإلنساف لو بعد أف سقط في الخطية‪ .‬والمرنـ يصرخ هلل لكي يخمص شعبو‪.‬‬ ‫يرثَ َك‪َ .‬نجَّسوا َى ْي َك َل قُ ْد ِس َك‪ .‬جعمُوا أُور َ ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬اَلَّ ُ ِ‬ ‫اما‪".‬‬ ‫ُم َم قَ ْد َد َخمُوا ِم َا‬ ‫َ​َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يم أَ ْك َو ً‬ ‫مي َّم‪ ,‬إ َّن األ َ‬ ‫شم َ‬ ‫ُم َم = بابؿ أو إبميس‪ .‬والييكؿ يشير لييكؿ أورشميـ‬ ‫ميراث اهلل ىو أرض الميعاد وبالذات أورشميـ والييكؿ‪ .‬واأل َ‬

‫فعبلً وقد دمره البابميوف‪ .‬وأف اإلنساف ىو ىيكؿ الروح القدس‪.‬‬

‫ٖ‬ ‫السم ِ‬ ‫ع ِب ِ‬ ‫وش األ َْر ِ‬ ‫اء‪ ,‬لَ ْحم أَتْ ِق َي ِائ َك لِ ُو ُح ِ‬ ‫اما لِطُ ُي ِ‬ ‫سفَ ُكوا َد َم ُي ْم‬ ‫يد َك َ‬ ‫َ‬ ‫ض‪َ .‬‬ ‫ور َّ َ‬ ‫ط َع ً‬ ‫َ‬ ‫ٗ‬ ‫ار ِع ْن َد ِج ِ‬ ‫ي ْد ِف ُن‪ِ .‬‬ ‫س ْخ َرةً لِمَِّذي َن َح ْولَ َنا‪".‬‬ ‫ص ْرَنا َع ًا‬ ‫َ‬ ‫يران َنا‪ُ ,‬ى ْزًءا َو ُ‬ ‫َ‬

‫ٕ‬ ‫ث‬ ‫اآليات (ٕ‪َ " - )ٗ-‬دفَ ُعوا ُجثَ َ‬ ‫اء حو َل أُور َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َم ْن‬ ‫َكا ْل َم َ ْ‬ ‫يم‪َ ,‬ولَ ْي َ‬ ‫ُ‬ ‫شم َ‬ ‫كانت ضربة بابؿ ألورشميـ رىيبة‪ .‬وكانت الخطية سبباً في موت البشر (يو‪)ٗ​ٗ2ٛ‬وكما استعبد البابميوف شعب‬

‫الرب‪ .‬ىكذا استعبد إبميس اإلنساف فصار اإلنساف عا اًر‪.‬‬

‫اآليات (٘‪٘" - )ٜ-‬إِلَى َمتَى‬ ‫َي ْع ِرفُوَن َك‪َ ,‬و َعمَى ا ْل َم َمالِ ِك الَِّتي‬

‫‪ٙ‬‬ ‫ض ِب‪َ ,‬وتَتَّ ِق ُد َك َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ين الَ‬ ‫ار َغ ْي َرتُ َك؟ أ َِف ْ‬ ‫ُمِم الَِّذ َ‬ ‫ب ُك َّل ا ْل َغ َ‬ ‫َيا َرب تَ ْغ َ‬ ‫ضُ‬ ‫ض ِر ْج َز َك َعمَى األ َ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫لَم تَ ْدعُ ِب ِ‬ ‫س َك َن ُو‪.‬‬ ‫وب َوأ ْ‬ ‫اسم َك‪ ,‬ألَنَّ ُي ْم قَ ْد أَ َكمُوا َي ْعقُ َ‬ ‫َخ َرُبوا َم ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬

‫لو َخبلَ ِ‬ ‫احم َك س ِريعا‪ ,‬أل ََّن َنا قَ ْد تَ َذلَّ ْم َنا ِجدًّا‪ٜ .‬أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ٛ‬الَ تَ ْذ ُكر عمَ ْي َنا ُذ ُنوب األ ََّولِ َ ِ‬ ‫َج ِل َم ْج ِد‬ ‫َع َّنا َيا إِ َ‬ ‫ص َنا ِم ْن أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّم َنا َم َر ُ َ ً‬ ‫ين‪ .‬لتَتَقَد ْ‬ ‫اس ِم َك‪".‬‬ ‫اس ِم َك‪َ ,‬وَن ٍّج َنا َوا ْغ ِف ْر َخ َ‬ ‫ط َايا َنا ِم ْن أ ْ‬ ‫َج ِل ْ‬ ‫ْ‬ ‫ىي صرخة هلل لكي يخمص شعبو‪ .‬وليؤدب األمـ (إبميس) الذي خربوا الييكؿ وقتموا الشعب‪ .‬واهلل ال يذكر ذنوب‬ ‫ين الَ َي ْع ِرفُوَن َك = أي يا رب أنت تؤدبنا‬ ‫األوليف إف لـ نكف نحف أيضاً مذنبيف‪ .‬أ َِف ْ‬ ‫ُمِم الَِّذ َ‬ ‫ض ِر ْج َز َك َعمَى األ َ‬ ‫بواسطتيـ ونحف نستحؽ كؿ تأديب ولكف بالحؽ ىـ أسوأ حاالً فيـ متوحشيف وال يعرفونؾ فأدبيـ ىـ أيضاً‪ .‬واهلل‬ ‫استخدميـ فعبلً كأداة لمتأديب‪ ،‬وبعد أف أنيوا ميمتيـ ضربيـ اهلل ضربة شديدة‪.‬‬

‫َعي ِن َنا َن ْقم ُة َدِم ع ِب ِ‬ ‫ٓٔ ِ‬ ‫ف ِع ْن َد األ ِ‬ ‫يد َك‬ ‫لي ُي ْم؟ »‪ .‬لِتُ ْع َر ْ‬ ‫َ‬ ‫َّام أ ْ ُ‬ ‫ُم ُم «أ َْي َن ُى َو إِ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫آية (ٓٔ) ‪ " -‬ل َما َذا َيقُو ُل األ َ‬ ‫ُمم قُد َ‬ ‫ا ْل ُم ْي َار ِ‬ ‫ق‪".‬‬ ‫َعي ِن َنا َن ْقم ُة َدِم ع ِب ِ‬ ‫ف ِع ْن َد األ ِ‬ ‫يد َك‬ ‫لي ُي ْم‪ .» .‬لِتُ ْع َر ْ‬ ‫َ‬ ‫َّام أ ْ ُ‬ ‫عاقبيـ يا رب بسبب استيانتيـ بؾ وقوليـ= أ َْي َن ُى َو إِ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُمم قُد َ‬ ‫ا ْل ُم ْي َار ِ‬ ‫ق = عاقبيـ يا رب بسبب دمنا الذي سفكوه ولنرى ذلؾ‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ين األ ِ‬ ‫آية (ٔ​ٔ) ‪ٔ​ٔ" -‬لِ‬ ‫َس ِ‬ ‫استَ ْب ِ‬ ‫ق َب ِني ا ْل َم ْو ِت‪".‬‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّام َك أ َِن ُ‬ ‫َ‬ ‫ير‪َ .‬ك َعظَ َمة ذ َراع َك ْ‬ ‫َ‬ ‫‪237‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطبعون)‬

‫ير = ىو الشعب المسبي في بابؿ أو ىو اإلنساف المسبي مف إبميس‪َ .‬كعظَم ِة ِذر ِ‬ ‫األ ِ‬ ‫َس ِ‬ ‫اع َك = ذراع اهلل ىو المسيح‬ ‫َ َ َ‬ ‫استَ ْب ِ‬ ‫ق َب ِني ا ْل َم ْو ِت = أحيييـ‪.‬‬ ‫الذي بفدائو أنقذنا مف الموت= ْ‬ ‫َضع ٍ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪ٕٔ" -‬ورَّد عمَى ِج ِ‬ ‫وك ِب ِو َيا َرب‪".‬‬ ‫ض ِان ِيِم ا ْل َع َار الَِّذي َعي َُّر َ‬ ‫َح َ‬ ‫اف ِفي أ ْ‬ ‫َُ َ‬ ‫س ْب َع َة أ ْ َ‬ ‫يران َنا َ‬ ‫َ‬ ‫َضع ٍ‬ ‫اف عمى كؿ ما فعمو ضد اهلل وضد شعبو‪.‬‬ ‫المرنـ يطمب عقوبة كاممة= ‪ ٚ‬أ ْ َ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ٍّث ِبتَس ِب ِ‬ ‫يحك‪".‬‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ " -‬أ َّ‬ ‫َما َن ْح ُن َ‬ ‫ش ْع ُب َك َو َغ َن ُم ِر َع َاي ِت َك َن ْح َم ُد َك إِلَى الد ْ‬ ‫َّى ِر‪ .‬إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر ُن َحد ُ ْ‬

‫‪238‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخمبحون)‬

‫المزمور الثمانون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىذا المزمور ىو استمرار لممزمور السابؽ وفيو المرنـ يشكو لراعي إسرائيؿ مف سوء حالة القطيع والمشقات التي‬ ‫يتحمميا ويطمب العطؼ والشفقة عمى الرعية‪ .‬والكرمة ىنا ىي شعب إسرائيؿ (اش٘‪ )ٚ-ٔ2‬أو ىي الكنيسة أو‬

‫ىي النفس البشري ة التي كانت مثؿ كرمة في فردوس اهلل وحينما أخطأت قطعيا اهلل بفأس عدالتو وطرحيا خارج‬

‫الفردوس فيبست وصارت كرمة كاذبة‪ .‬واسرائيؿ كانت كرمة غرسيا اهلل في أرض الميعاد ثـ أخطأت وصارت‬ ‫تعطى عنباً م اًر‪ .‬والمرنـ يستغيث إلى سيد الكرـ لكي ينزؿ ىو ويصير كرمة حقيقية‪ ،‬ويطعـ نفسو في الكرمة‬

‫التي فسدت بأنياب خنزير بري أو وحش بري (إبميس) لتنبت أغصاناً تجدد الكرمة‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٔ ِ‬ ‫الضأ ِ‬ ‫ق‪".‬‬ ‫ف َك َّ‬ ‫سا َع َمى ا ْل َك ُروِب ِيم أَ ْ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫وس َ‬ ‫ش ِر ْ‬ ‫يل‪ْ ,‬‬ ‫آية (ٔ) ‪َ " -‬يا َراع َي إِ ْ‬ ‫ْن‪َ ,‬يا َجال ً‬ ‫اص َغ‪َ ,‬يا قَائ َد ُي ُ‬ ‫المسيح ىو راعي إسرائيؿ وىو الذي يقود يوسؼ كالضأف أي كر ٍ‬ ‫اع يقود خرافو وىذا الراعي الذي أتى متجسداً‬ ‫ىو ىو نفسو اهلل ييوه الجالس عمى الكروبيـ وأشرؽ بتجسده‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫سى أ َْي ِق ْظ جبروتَ َك‪ ,‬و َىمُ َّم لِ َخبلَ ِ‬ ‫ْرِيم وِب ْني ِ‬ ‫ص َنا‪".‬‬ ‫ين َو َم َن َّ‬ ‫ام َ‬ ‫َّام أَف َا َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫آية (ٕ) ‪ " -‬قُد َ‬ ‫لماذا ذكر أفرايـ وبنياميف ومنسى بالذات؟ لقد سقطت مممكة إسرائيؿ أي العشرة أسباط أوالً بيد أشور وأقوى‬

‫أسباطيا أفرايـ ومنسى‪ .‬وبنياميف ىو اآلخر ذىب لمسبي مع سبي بابؿ‪ .‬وكاف ىؤالء الثبلثة أسباط يتقدموف‬

‫ْرِي َم = الثمر‬ ‫المسيرة قبؿ تابوت العيد‪ .‬واآلف ىـ في السبي‪ .‬فالنبي يطمب عودتيـ لسابؽ مجدىـ‪ .‬ونبلحظ أف أَف َا‬ ‫المتكاثر‪ .‬وِب ْني ِ‬ ‫سى = ينسي‪ .‬وىنا نرى صفات مف يعود هلل فيعود لو اهلل‪ ،‬فيو ينسي‬ ‫ين ابف اليميف َو َم َن َّ‬ ‫ام َ‬ ‫َ َ‬

‫الزمنيات ويكوف ابف اليميف ولو ثمر متكاثر‪.‬‬ ‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫ص‪".‬‬ ‫آية (ٖ) ‪َ " -‬يا اَهللُ أ َْر ِج ْع َنا‪َ ,‬وأَن ْر ِب َو ْج ِي َك فَ َن ْخمُ َ‬ ‫أ َْر ِج ْع َنا = ردنا إلى ما كنا فيو مف حرية وراحة‪ .‬أ َِن ْر ِب َو ْج ِي َك = إشارة لتجسد المسيح‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫لو ا ْل ُج ُن ِ‬ ‫ش ْع ِب َك؟"‬ ‫صبلَ ِة َ‬ ‫آية (ٗ) ‪َ " -‬يا َرب إِ َ‬ ‫ود‪ ,‬إِلَى َمتَى تُ َد ٍّخ ُن َعمَى َ‬ ‫ش ْع ِب َك = إلى متى تظؿ غاضباً عمى صبلة شعبؾ وال تقبميا‪.‬‬ ‫صبلَ ِة َ‬ ‫إِلَى َمتَى تُ َد ٍّخ ُن َعمَى َ‬ ‫٘‬ ‫سقَ ْيتَ ُي ُم الد ُموعَ ِبا ْل َك ْي ِل‪".‬‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬قَ ْد أَ ْط َع ْمتَ ُي ْم ُخ ْب َز الد ُموِع‪َ ,‬و َ‬ ‫خبزىـ يأكمونو بالبكاء‪ .‬وكأسيـ تمتمئ بالدموع‪ .‬فرحنا يا رب ىو بظيورؾ وسطنا‪.‬‬

‫آية (‪َ ٙ" - )ٙ‬ج َع ْمتَ​َنا ِن َز ً ِ ِ‬ ‫ون َب ْي َن أَ ْنفُ ِس ِي ْم‪".‬‬ ‫َع َد ُ‬ ‫ستَ ْي ِزُئ َ‬ ‫يرِان َنا‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫اؤَنا َي ْ‬ ‫اعا ع ْن َد ج َ‬

‫‪239‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخمبحون)‬

‫بسبب غضبؾ صار جيراننا يتنازعوف عمينا‪ ،‬مف يأكؿ منا نصيب أكبر مف اآلخر‪.‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫لو ا ْل ُج ُن ِ‬ ‫ص‪".‬‬ ‫آية (‪َ " - )ٚ‬يا إِ َ‬ ‫ود أ َْر ِج ْع َنا‪َ ,‬وأَن ْر ِب َو ْج ِي َك فَ َن ْخمُ َ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫صمَ ْت أُصولَيا فَمؤل ِ‬ ‫اآليات (‪َ ٛ" - )ٔ​ٔ-ٛ‬كرم ًة ِم ْن ِ‬ ‫َت‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫َّام‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ْت‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫غ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ُم‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ط‬ ‫‪.‬‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ًَ‬ ‫َْ‬ ‫ِ ٔ​ٔ‬ ‫ض‪َ ٔٓ .‬غطَّى ا ْل ِجب َ ِ‬ ‫ض َبا َن َيا إِلَى ا ْل َب ْح ِر‪َ ,‬وِالَى َّ‬ ‫وع َيا‪".‬‬ ‫صا ُن َيا أ َْرَز اهلل‪َ .‬مد ْ‬ ‫َّت قُ ْ‬ ‫األ َْر َ‬ ‫الن ْي ِر فُ​ُر َ‬ ‫َ‬ ‫ال ظم َيا‪َ ,‬وأَ ْغ َ‬ ‫ال ِظم َيا = أي‬ ‫إسرائيؿ ىي الكرمة التي نقميا الرب مف مصر وغرسيا في مكانيا وأعطت ثمرىا‪َ .‬غطَّى ا ْل ِج َب َ‬ ‫ض َبا َن َيا = القضباف اي االغصاف‬ ‫صا ُن َيا = مموكيا وأنبيائيا قُ ْ‬ ‫سمطانيا ساد عمى األمـ القوية التي حوليا‪ .‬أَ ْغ َ‬

‫تشير لممموؾ أو األنبياء‪ .‬لكف القضباف تشير لسمطانيـ مف البحر إلى النير‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ت ج ْد ار َنيا فَي ْق ِطفَيا ُكل عا ِب ِري الطَّ ِري ِ ٖٔ ِ‬ ‫ٕٔ ِ‬ ‫ير ِم َن ا ْل َو ْع ِر‪,‬‬ ‫َ‬ ‫اآليات (ٕٔ‪َ " - )ٖٔ-‬فم َما َذا َى َد ْم َ ُ َ َ َ َ‬ ‫ق؟ ُي ْفس ُد َىا ا ْلخ ْن ِز ُ‬ ‫ش ا ْلبٍّري ِ‬ ‫َّة‪".‬‬ ‫َوَي ْر َع َ‬ ‫اىا َو ْح ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ير = إشارة لمشيطاف النجس فالخنزير حيواف نجس‪ .‬والشيطاف عمـ الشعب‬ ‫ال ُج ْد َر َ‬ ‫ان ىـ الشعب‪ .‬أفْس ُد َىا ا ْلخ ْن ِز ُ‬ ‫النجاسة‪ .‬وبسبب الخطية صار اإلنساف مأكبلً إلبميس= َي ْق ِطفَ َيا ُكل َعا ِب ِري الطَّ ِري ِ‬ ‫ق‪ .‬وكرمز لذلؾ كانت األمـ‬ ‫الوثنية المحيطة بالشعب تذليـ إف أخطأوا وكؿ مؤمف يغرسو اهلل ككرمة‪ ،‬تمتد مف البحر (العالـ) لمنير (عمؿ‬

‫الروح القدس) ولكف أف عاد وسقط يصير مأكبلً لكؿ عابري الطرؽ أي ألعوبة في يد الشياطيف‪.‬‬ ‫ٗٔ‬ ‫اء وا ْنظُر وتَع َّي ْد ِ‬ ‫ود‪ ,‬ار ِجع َّن‪ .‬اطَّمِع ِم َن َّ ِ‬ ‫ىذ ِه ا ْل َك ْرَم َة‪",‬‬ ‫آية (ٗٔ) ‪َ " -‬يا إِ َ‬ ‫ْ‬ ‫الس َم َ ْ َ َ‬ ‫لو ا ْل ُج ُن ِ ْ َ‬ ‫ىي صبلة المرنـ ليرعي اهلل كؿ كرمة (كؿ نفس) حتى ال تصير ألعوبة في يد الشيطاف‪.‬‬ ‫٘ٔ‬ ‫ِ‬ ‫اختَْرتَ ُو لِ َن ْف ِس َك‪".‬‬ ‫ستْ ُو َي ِمي ُن َك‪َ ,‬واال ْب َن الَِّذي ْ‬ ‫س الَّذي َغ َر َ‬ ‫آية (٘ٔ) ‪َ " -‬وا ْل َغ ْر َ‬ ‫ِ‬ ‫ستْ ُو َي ِمي ُن َك‪ .‬ومف ىو يميف اهلل سوى المسيح االبف الذي اخترتو لنفسؾ‪.‬‬ ‫س الَّذي َغ َر َ‬ ‫ا ْل َغ ْر َ‬

‫وع ٌة‪ِ .‬م ِن ا ْن ِت َي ِ‬ ‫آية (‪ِ ٔٙ" - )ٔٙ‬ىي َم ْح ُروقَ ٌة ِب َن ٍ‬ ‫ون‪".‬‬ ‫ار َو ْج ِي َك َي ِب ُ‬ ‫يد َ‬ ‫ار‪َ ,‬م ْقطُ َ‬ ‫َ‬ ‫الكرمة اآلف محروقة بنار كما أحرؽ نبوخذ نصر الييكؿ‪ .‬ولكف اهلل سينتير أعدائو‪.‬‬ ‫آية (‪ٔٚ" - )ٔٚ‬لِتَ ُك ْن ي ُد َك عمَى رج ِل ي ِم ِ‬ ‫اختَْرتَ ُو لِ َن ْف ِس َك‪",‬‬ ‫آد َم الَِّذي ْ‬ ‫ين َك‪َ ,‬و َعمَى ْاب ِن َ‬ ‫َ َ َُ َ‬ ‫لِتَ ُك ْن ي ُد َك عمَى رج ِل ي ِم ِ‬ ‫ين َك = لتكف معونتؾ لنا بواسطة ابنؾ الذي ىو يمينؾ‪ .‬والمسيح سماه المرنـ ىنا رجؿ‬ ‫َ َ َُ َ‬ ‫يمينؾ‪2‬‬

‫[ٔ] ىو قوة اهلل وذراع اهلل الذي تجسد وأعطاه اآلب كؿ قوة وكؿ سمطاف ثـ رفعو وجمس عف يمينو‬

‫‪240‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخمبحون)‬

‫[ٕ] اهلل أعطاه ىذه القوة ليمجد اسـ اهلل وينتصر بقوة عمى أعدائو "أنا مجدتؾ عمى األرض" (يو٘‪ )ٗ2ٔٚ،‬وعمؿ‬ ‫المسيح كاف نشر ممكوت اهلل بقوة عمى األرض‬

‫[ٖ] يد اهلل اآلب كانت عميو أي كانت تحفظو ليتـ عممو أوالً ثـ يصمب ويقوـ‪ ،‬فبل يقتمونو قبؿ الميعاد‪ ،‬لذلؾ في‬ ‫مرات كثيرة إذ أرادوا قتمو كاف يمر مف وسطيـ دوف أف يشعروا (يو‪ .)ٜ٘2ٛ‬ثـ كانت يد اهلل عميو ليقوـ مف‬

‫األموات بقوة (رؤ‪)ٗ2‬‬

‫[ٗ] قوة وثبات الكنيسة والمؤمنيف راجع لنعمة المسيح أو النعمة التي تحصؿ عمييا الكنيسة في المسيح‪.‬‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫لو ا ْل ُج ُن ِ‬ ‫ود‪ ,‬أ َْر ِج ْع َنا‪ .‬أ َِن ْر ِب َو ْج ِي َك‬ ‫اس ِم َك‪َ .‬يا َرب إِ َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٜٔ-ٔٛ‬فَبلَ َن ْرتَ َّد َع ْن َك‪ .‬أ ْ‬ ‫َح ِي َنا فَ َن ْد ُع َو ِب ْ‬ ‫ص‪".‬‬ ‫فَ َن ْخمُ َ‬

‫‪241‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمبحون)‬

‫المزمور الحادي والثمانون‬

‫عودة لمجدول‬

‫كتب ىذا المزمور ليس بمناسبة انتصار عمى عدو ما بؿ بمناسبة عيد‪ ،‬ليرتموا بو في الييكؿ‪ .‬إما لعيد ظيور‬ ‫القمر أي في بدء الشير أو عيد األبواؽ في الشير السابع (الٖٕ‪ + ٕٗ2‬عد‪ .)ٔ2ٕٜ‬أو لعيد الفصح = اليبلؿ‬

‫(أيةٖ)‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫ِ‬ ‫هلل قُ َّوِت َنا‪ِ ْ .‬‬ ‫اآليات (ٔ‪ٔ" - )ٗ-‬رٍّنمواِ ِ‬ ‫ودا ُح ْم ًوا م َع رَب ٍ‬ ‫اب‪ٖ .‬ا ْنفُ ُخوا‬ ‫وب‪ْ .‬ارفَ ُعوا َن ْغ َم ًة َو َىاتُوا ُدفًّا‪ُ ,‬ع ً‬ ‫اىتفُوا ِإل لو َي ْعقُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ٗ‬ ‫ِ‬ ‫ق‪ِ ,‬ع ْن َد ا ْل ِيبلَ ِل لِيوِم ِع ِ‬ ‫ِفي َأر ِ‬ ‫ْس َّ‬ ‫الش ْي ِر ِبا ْل ُبو ِ‬ ‫وب‪".‬‬ ‫يد َنا‪ .‬أل َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َن ى َذا فَ ِر َ‬ ‫يل‪ُ ,‬ح ْك ٌم ِإل لو َي ْعقُ َ‬ ‫يض ٌة ِإل ْ‬ ‫َْ‬

‫المرنـ يدعو الشعب ليسبحوا وييتفوا (يزعقوا) هلل سرقوتيـ‪ .‬ويستخدموا كؿ اآلالت الموسيقية رم اًز الستخداـ كؿ‬ ‫طاقاتنا ومشاعرنا وأصواتنا وأعمالنا وقموبنا في تسبيح الرب‪ .‬واهلل طمب منيـ النفخ باألبواؽ في رأس الشير إشارة‬

‫لبوؽ الك ارزة في بداية المسيحية واشارة لكممة اهلل التي تبعث في اإلنساف اليقظة والرىبة ليبدأ بداية جديدة بالتوبة‬ ‫لسنة مقبولة‪ .‬واهلل ىو الذي أمرىـ بيذا ليتذكروا إحساناتو ليـ‪.‬‬

‫٘‬ ‫ض ِمصر‪ .‬س ِمع ُ ِ‬ ‫ف ِع ْن َد ُخر ِ ِ‬ ‫شي َ ِ‬ ‫ْو "‬ ‫وس َ‬ ‫َع ِرف ُ‬ ‫سا ًنا لَ ْم أ ْ‬ ‫وجو َعمَى أ َْر ِ ْ َ َ ْ‬ ‫آية (٘) ‪َ " -‬ج َعمَ ُو َ َ‬ ‫تلَ‬ ‫ادةً في ُي ُ‬ ‫ُ‬ ‫اهلل يريد أف يذكروا إحساناتو ويكوف ىذا االحتقاؿ شيادة في وسطيـ حتى ال ينسوا محبتو وأبوتو التي أخرجتيـ‬ ‫مف نير العبودية في مصر (ونحف عمينا أف نذكر لو فدائو لنا دائماً)‪ .‬وىو شبو العبودية ىنا بأنيـ ِ ِ‬ ‫سا ًنا‬ ‫سم ْعوا ل َ‬ ‫َ‬ ‫ال ي ْع ِرْفوهُ أي لغة مصر‪ .‬وفي خروجيـ أيضاً سمعوا لساناً ال يعرفوه وىو صوت الرب‪ .‬ولماذا أشار إلى يوسؼ‬

‫بالذات‪ ،‬ألف بسبب يوسؼ نزلوا جميعيـ إلى مصر‪ .‬ويوسؼ أيضاً صار رم اًز لممسيح‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫الس ٍّل‪".‬‬ ‫ت ِم َن ا ْل ِح ْم ِل َك ِتفَ ُو‪َ .‬ي َداهُ تَ َح َّولَتَا َع ِن َّ‬ ‫آية (‪« " - )ٙ‬أ َْب َع ْد ُ‬ ‫الشعب في مصر حمموا سبلؿ الطيف عمى أكتافيـ في عبوديتيـ‪ .‬واهلل رفع عنيـ أحماليـ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫َّيتُ َك‪ .‬استَج ْبتُ َك ِفي ِستْ ِر َّ ِ‬ ‫آية (‪ِ ٚ" - )ٚ‬في الضٍّي ِ‬ ‫يب َة‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ق َد َع ْو َ‬ ‫ت فَ َنج ْ‬ ‫الر ْعد‪َ .‬ج َّرْبتُ َك َعمَى َماء َم ِر َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ىنا اهلل يعاتب شعبو فيو استجاب ليـ حينما دعوه‪ .‬واستجاب ليـ في الرياح القوية التي شقت البحر‪ ،‬بؿ تكمـ‬ ‫معيـ مستت اًر في أصوات الرعد مف عمى جبؿ سيناء‪ .‬لقد أظير ليـ قوتو م ار اًر ولكنيـ خانوه وشككوا فيو عند م ِ‬ ‫اء‬ ‫َ‬ ‫يب َة‪.‬‬ ‫َم ِر َ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫‪ِ ٛ‬‬ ‫شع ِبي فَأُح ٍّذر َك‪ .‬يا إِ ِ‬ ‫س ُج ْد‬ ‫ت لِي! الَ َي ُك ْن ِف َ‬ ‫يك إِ ٌ‬ ‫س ِم ْع َ‬ ‫لو َغ ِر ٌ‬ ‫يب‪َ ,‬والَ تَ ْ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫س َم ْع َيا َ ْ‬ ‫اآليات (‪« " - )ٜ-ٛ‬ا ْ‬ ‫س َرائي ُل‪ ,‬إِ ْن َ‬ ‫ِإل ٍ‬ ‫َج َن ِب ٍّي‪".‬‬ ‫لو أ ْ‬

‫‪242‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمبحون)‬

‫ىنا اهلل يقوؿ ليـ ال تخونونني كأبائكـ‪ .‬ويعمميـ حتى ال ينحرفوا مف ورائو‪.‬‬ ‫ٓٔ‬ ‫الرب إِلي َك‪ ,‬الَِّذي أَصع َد َك ِم ْن أَر ِ ِ‬ ‫اك فَأ َْمؤلَهُ‪".‬‬ ‫آية (ٓٔ) ‪ " -‬أَ​َنا َّ‬ ‫ص َر‪ .‬أَف ِْغ ْر فَ َ‬ ‫ضم ْ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫اك فَأ َْمؤلَهُ = أطمب‬ ‫الرب يعمـ الشعب‪ ،‬أنو ليس مثمو إلياً يخمص شعبو‪ ،‬بؿ يجيبيـ في كؿ ما يطمبونو‪ .‬أَف ِْغ ْر فَ َ‬ ‫ما شئت فأعطيؾ ويمتمئ فاؾ بالتسبيح والشكر‪.‬‬ ‫ٕٔ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ِ‬ ‫س َاوِة ُقمُوِب ِي ْم‪,‬‬ ‫س َم ْع َ‬ ‫س َرِائي ُل لَ ْم َي ْر َ‬ ‫ص ْوِتي‪َ ,‬وِا ْ‬ ‫اآليات (ٔ​ٔ‪َ " - )ٕٔ-‬فمَ ْم َي ْ‬ ‫سمَّ ْمتُ ُي ْم إِلَى قَ َ‬ ‫ض ِبي‪ .‬فَ َ‬ ‫ش ْع ِبي ل َ‬ ‫لِيسمُ ُكوا ِفي م َؤامر ِ‬ ‫ات أَ ْنفُ ِس ِي ْم‪".‬‬ ‫َْ‬ ‫ُ َ​َ‬

‫ىذا قوؿ عاـ‪ .‬فالشعب حيف لـ يسمع صوت اهلل وتمردوا مات منيـ كثيريف بؿ ىمؾ كؿ الجيؿ الذي خرج مف‬

‫مصر‪ .‬ولما رفضوا المسيح وصمبوه خربت أورشميـ وىـ تشتتوا‪ .‬وىكذا كؿ نفس تتمرد عمى وصايا اهلل يسمميا اهلل‬

‫لذىف مرفوض (رؤ‪ )ٕٛ2‬وكؿ مف يتجبر ليدبر مؤامرات يسقط ىو في شباؾ مؤامراتو (رؤ‪.)ٕ٘2‬‬

‫ٗٔ‬ ‫ُخ ِ‬ ‫شع ِبي‪ ,‬وسمَ َك إِ ِ ِ‬ ‫اآليات (ٖٔ‪ٖٔ" - )ٔٗ-‬لَو ِ ِ‬ ‫اء ُى ْم‪َ ,‬و َعمَى‬ ‫ت أْ‬ ‫يعا ُك ْن ُ‬ ‫ضعُ أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫سم َع لي َ ْ‬ ‫َع َد َ‬ ‫س ِر ً‬ ‫س َرائي ُل في طُ​ُرِقي‪َ ,‬‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ت أ َُرد َي ِدي‪".‬‬ ‫ضا ِي ِقي ِي ْم ُك ْن ُ‬ ‫ُم َ‬

‫ىنا عتاب مف اهلل لشعبو المتألـ فيـ لو سمعوا لوصاياه ما كانوا قد تألموا‪.‬‬

‫٘ٔ‬ ‫َّى ِر‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ضو َّ‬ ‫ون َوقْتُ ُي ْم إِلَى الد ْ‬ ‫ون لَ ُو‪َ ,‬وَي ُك ُ‬ ‫ب َيتَ َذلَّمُ َ‬ ‫آية (٘ٔ) ‪ُ " -‬م ْب ِغ ُ‬ ‫ب ومبغضو شعبو ولكف اهلل قادر أف يذلميـ أمامو وأماـ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ضو َّ‬ ‫لقد عاني إسرائيؿ كثي اًر مف أعدائو الذيف ىـ ُم ْب ِغ ُ‬

‫شعبو ويظموا ىكذا إلى أف يذىبوا إلى مصيرىـ النيائي ولكف اهلل لـ يفعؿ ألف شعبو لـ يسمع لوصيتو‪.‬‬

‫‪ٔٙ‬‬ ‫سبلً»‪".‬‬ ‫ش ْحِم ا ْل ِح ْنطَ ِة‪َ ,‬و ِم َن َّ‬ ‫ت أُ ْ‬ ‫ان أَ ْط َع َم ُو ِم ْن َ‬ ‫الص ْخ َرِة ُك ْن ُ‬ ‫آية (‪َ " - )ٔٙ‬و َك َ‬ ‫ش ِب ُع َك َع َ‬ ‫لو أطاع الشعب وصايا اهلل لكاف اهلل قد أشبعيـ حنطة وعسبلً‪ .‬واآلف فاهلل يشبع شعبو مف جسده (شحـ الحنطة)‪.‬‬

‫ومف أقوالو اإلليية (عسؿ) (حزٖ‪ + ٖ2‬مز‪ .)ٖٔٓ2ٔ​ٜٔ‬وكاف المف رمز المسيح طعمو كطعـ رقاؽ بعسؿ‬

‫(خر‪.)ٖٔ2ٔٙ‬‬

‫‪243‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخمبحون)‬

‫المزمور الثاني والثمانون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىو مزمور لمقضاة والحكاـ ليذكروا أنيـ يجب أف يحكموا بالعدؿ‪ .‬وحينما نرنـ بو نذكر إلينا العادؿ الذي يقتص‬ ‫مف األشرار الظالميف‪ ،‬ونشتاؽ لؤلبدية حيث نرى العدؿ دائماً‪.‬‬ ‫اهلل‪ِ .‬في وس ِط اآللِي ِة ي ْق ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬اَهلل قَ ِائم ِفي م ْجم ِع ِ‬ ‫ضي "‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫اهلل خمؽ اإلنساف عمى صورتو‪ ،‬وبالخطية سقط ولـ يعد بعد عمى صورة اهلل‪ .‬ولما أخرج اهلل إسرائيؿ مف عبودية‬

‫فرعوف قاؿ عنيـ "إسرائيؿ ابني البكر" رم از ألننا سنستعيد بنوتنا هلل بفداء المسيح‪ .‬وفي (مؿٕ‪ )ٚ2‬قيؿ عف‬ ‫الكاىف رسوؿ رب الجنود أي مبلؾ رب الجنود‪ .‬بؿ نجده ىنا يسمى القضاة والرؤساء آلية أي سادة عظماء‪،‬‬

‫وىـ ىكذا بسبب سمطانيـ‪ ،‬فاهلل أعطى لمحاكـ والقضاة سمطة لمصالح العاـ بيا يحكموف عمى المخطئ حتى‬

‫بالقتؿ‪ .‬وىـ يكافئوف الذي يتصرؼ حسناً‪ .‬واهلل وضع جزء مف كرامتو عمى الحكاـ والقضاة (أـ‪ .)ٔٓ2ٔٙ‬فإذا‬

‫فسدوا قيؿ "عنيـ اسد زائر ودب ثائر المتسمط الشرير" (أـ‪ .)ٔ٘2ٕٛ‬ومجمع القضاة يسميو المرنـ ىنا َم ْج َم ِع‬ ‫ِ‬ ‫اهلل‪ .‬وأف اهلل في وسطيـ فيو يحكـ بواسطتيـ ويعطييـ حكمة ليقودوا شعبو (أـٕٔ‪ .)ٔ2‬واهلل يفعؿ بيـ ما يريده‬ ‫حينما يرشدىـ فيستجيبوف‪ .‬ونرى في قولو اَهلل قَ ِائم ِفي م ْجم ِع ِ‬ ‫اهلل‪ .‬صورة لممسيح إلينا في وسط مجمع الكتبة‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫والكينة يحاكمونو ظمماً‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ار؟ ِسبلَ ْه‪".‬‬ ‫ون ُو ُجوهَ األَ ْ‬ ‫ون َج ْوًار َوتَْرفَ ُع َ‬ ‫ض َ‬ ‫آية (ٕ) ‪َ « " -‬حتَّى َمتَى تَ ْق ُ‬ ‫حتى نتأكد أف اآللية في أية (ٔ) ىـ القضاة نسمع ىنا اهلل يوبخيـ عمى قضائيـ الظالـ وتـ ىذا حرفياً مع‬

‫المسيح حيف حاكموه بتيـ ممفقة‪.‬‬

‫ِٖ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْضوا لِ َّ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫مذلِ ِ‬ ‫س‪".‬‬ ‫س ِك َ‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬اق ُ‬ ‫يل َولِ ْم َيتيم‪ .‬أَ ْنصفُوا ا ْلم ْ‬ ‫ين َوا ْل َبائ َ‬ ‫اهلل يطمب مف القضاة أف ينصفوا الضعفاء والبائسيف‪.‬‬ ‫ٗ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ار أَ ْن ِق ُذوا‪".‬‬ ‫ير‪ِ .‬م ْن َي ِد األَ ْ‬ ‫س ِك َ‬ ‫آية (ٗ) ‪َ " -‬نجوا ا ْلم ْ‬ ‫ين َوا ْلفَق َ‬ ‫٘‬ ‫س األ َْر ِ‬ ‫ُس ِ‬ ‫ون‪ِ .‬في الظ ْم َم ِة َيتَ َم َّ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫ون َوالَ َي ْف َي ُم َ‬ ‫آية (٘) ‪« " -‬الَ َي ْعمَ ُم َ‬ ‫ش ْو َن‪ .‬تَتَ​َز ْع َزعُ ُكل أ ُ‬ ‫بسبب أغراضيـ الشخصية حابوا األشرار األقوياء وظمموا الفقير‪ .‬وبسبب ىذا فقدوا استنارتيـ وما عادوا يروف‬ ‫س األ َْر ِ‬ ‫ُس ِ‬ ‫ون وِفي الظ ْم َم ِة َيتَ َم َّ‬ ‫ض‬ ‫ون َوالَ َي ْف َي ُم َ‬ ‫إرشاد اهلل الذي يعطيو لمقضاة وصاروا الَ َي ْعمَ ُم َ‬ ‫ش ْو َن‪ .‬وتَتَ​َز ْع َزعُ ُكل أ ُ‬

‫‪244‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخمبحون)‬

‫= بسبب حكميـ الظالـ‪ .‬وىذا ما حدث يوـ الصميب‪ ،‬يوـ حكميـ الظالـ‪ ،‬فمقد إظممت الدنيا وتزلزلت األرض وىـ‬

‫في عماىـ ما عمموا وما فيموا أنيـ صمبوا رب المجد‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫ت إِ َّن ُك ْم آلِ َي ٌة َوَب ُنو ا ْل َعِم ٍّي ُكم ُك ْم‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٙ‬أَ​َنا ُق ْم ُ‬ ‫قاؿ اهلل لموسى "ىا أنا أقمتؾ إلياً عمى فرعوف" (خر‪ .)ٔ2ٚ‬والسيد المسيح استعمؿ ىذه اآلية مع الييود‬ ‫(يوٓٔ‪ .)ٖٗ2‬وىي كنبوة عف أف المسيحييف سيصيروف أبناء اهلل= َوَب ُنو ا ْل َعمِ ٍّي ُكم ُك ْم (يؤ‪ .)ٕٔ2‬وىنا نرى اهلل‬ ‫يرفع اإلنساف جداً‪.‬‬

‫ون و َكأَح ِد الر َؤ ِ‬ ‫آية (‪ِ ٚ" - )ٚ‬‬ ‫لك ْن ِم ْث َل َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ون»‪".‬‬ ‫سقُطُ َ‬ ‫اس تَ ُموتُ َ َ َ‬ ‫ساء تَ ْ‬ ‫َ‬ ‫حتى ال ينتفخ اإلنساف بما أخذه بؿ يتضع أماـ اهلل يذكره اهلل بحقيقة موتو‪.‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ض‪ ,‬أل ََّن َك أَ ْن َ ِ‬ ‫ُمِم‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٛ‬قُ ْم َيا اَهللُ‪ِ .‬د ِن األ َْر َ‬ ‫ت تَ ْمتَم ُك ُك َّل األ َ‬ ‫ىي طمب هلل أف يقوـ المسيح ليديف الخطية ويديف إبميس ويديف الشر ويخمص البشر مف حكـ الموت إذ يمتمؾ‬

‫اهلل الجميع‪.‬‬

‫‪245‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والخمبحون)‬

‫المزمور الثالث والثمانون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىذا المزمور يتكمـ عف قياـ بعض األمـ ضد شعب اهلل‪ ،‬ربما في أياـ داود أو غيره‪ .‬ومف ناحية رمزية يشير لقياـ‬ ‫الشياطيف بحرب ضد أوالد اهلل القديسيف‪.‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ض‪ ,‬أل ََّن َك أَ ْن َ ِ‬ ‫ُمِم‪".‬‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬قُ ْم َيا اَهللُ‪ِ .‬د ِن األ َْر َ‬ ‫ت تَ ْمتَم ُك ُك َّل األ َ‬ ‫ىي صرخة هلل ليخمص شعبو مف أعدائيـ‪.‬‬ ‫ٖ‬ ‫ٕ‬ ‫ش َاوُروا‬ ‫وك قَ ْد َرفَ ُعوا َّأ‬ ‫ام َرةً‪َ ,‬وتَ َ‬ ‫ْس‪َ .‬عمَى َ‬ ‫ض َ‬ ‫َع َد ُ‬ ‫اؤ َك َي ِعج َ‬ ‫ون‪َ ,‬و ُم ْب ِغ ُ‬ ‫اآليات (ٕ‪ " - )ٗ-‬فَ ُي َوَذا أ ْ‬ ‫الر َ‬ ‫ش ْع ِب َك َم َك ُروا ُم َؤ َ‬ ‫َح ِم َي ِائ َك‪ٗ .‬قَالُوا « َىمُ َّم ُن ِب ْد ُىم ِم ْن َب ْي ِن الش ُع ِ‬ ‫يل َب ْع ُد»‪".‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َعمَى أ ْ‬ ‫اس ُم إِ ْ‬ ‫وب‪َ ,‬والَ ُي ْذ َك ُر ْ‬ ‫ْ‬ ‫ون يشير لكثرتيـ وشدتيـ فييجانيـ شبيو‬ ‫ىنا نجد األعداء يحيكوف مؤامرة ضد شعب اهلل بمكر وحيمة وقولو َي ِعج َ‬ ‫َح ِم َي ِائ َك‬ ‫بعجيج البحر الكثير الماء‪ .‬وىدفيـ إفناء شعب اهلل‪ .‬وىدؼ الشياطيف أف يفقد أوالد اهلل ميراثيـ السماوي‪ .‬أ ْ‬

‫= مف تحمييـ أنت يا اهلل‪.‬‬

‫اآليات (٘‪٘" - )ٛ-‬أل ََّن ُي ْم‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ون‬ ‫ون‪ِ .‬ج َبا ُل َو َعم ُ‬ ‫اج ِري َ‬ ‫َوا ْل َي َ‬ ‫لُ ٍ‬ ‫وط‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬

‫اى ُدوا َع ْي ًدا‪.‬‬ ‫آم ُروا ِبا ْل َق ْم ِب َم ًعا‪َ .‬عمَ ْي َك تَ َع َ‬ ‫تَ َ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ص ٍ‬ ‫س َّك ِ‬ ‫ور‬ ‫َو َع َمالِ ُ‬ ‫س ِط ُ‬ ‫يق‪َ ,‬فمَ ْ‬ ‫ان ُ‬ ‫ين َم َع ُ‬ ‫ور‪ .‬أَش ُ‬

‫اإلسم ِ‬ ‫‪ِٙ‬‬ ‫وآب‬ ‫اعيمِ ٍّي َ‬ ‫ين‪ُ ,‬م ُ‬ ‫وم َو ِ ْ َ‬ ‫ام أ َُد َ‬ ‫خ َي ُ‬ ‫ِ‬ ‫اعا لِ َب ِني‬ ‫ضا اتَّفَ َ‬ ‫أ َْي ً‬ ‫ص ُاروا ذ َر ً‬ ‫ق َم َع ُي ْم‪َ .‬‬

‫نرى ىنا تعدد األمـ التي تحارب إسرائيؿ‪ .‬وكؿ منيا ليا سمة مميزة في شرورىا‪ ،‬وىذه السمات تشير لشرور‬

‫الشيطاف‪ .‬ونبلحظ أف عدد األمـ المقاومة ىنا (ٔ​ٔ) ورقـ (ٔ​ٔ) رقـ لمخطية فيو لـ يكمؿ ليصير (ٕٔ) رقـ‬

‫شعب اهلل‪.‬‬

‫ٓٔ‬ ‫‪ِٜ‬‬ ‫ِ‬ ‫ادوا ِفي َع ْي ِن ُد ٍ‬ ‫ور‪.‬‬ ‫ين ِفي َو ِادي ِقي ُ‬ ‫ون‪َ .‬ب ُ‬ ‫ش َ‬ ‫يس َرا‪َ ,‬ك َما ِب َيا ِب َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٛ-ٜ‬اف َْع ْل ِب ِي ْم َك َما ِب ِم ْد َي َ‬ ‫ان‪َ ,‬ك َما ِبس َ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ِ‬ ‫اء ُىم ِم ْث َل ُغر ٍ‬ ‫ص ُاروا ِد َم ًنا لِؤل َْر ِ‬ ‫ُم َرِائ ِيِم‪.‬‬ ‫ض‪.‬‬ ‫اج َع ْم ُي ْم‪ُ ,‬‬ ‫ص ْم ُم َّن َ‬ ‫ْ‬ ‫اب‪َ ,‬و ِم ْث َل ذ ْئ ٍب‪َ .‬و ِمثْ َل َزَب َح‪َ ,‬و ِم ْث َل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ش َرفَ َ ْ‬ ‫اع ُك َّل أ َ‬ ‫ٕٔ‬ ‫اك َن ِ‬ ‫ين قَالُوا «لِ َنمتَمِ ْك ألَ ْنفُ ِس َنا مس ِ‬ ‫اهلل»‪.‬‬ ‫الَِّذ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ق ا ْل َو ْعر‪َ ,‬كمَ ِي ٍ‬ ‫يح‪َ ٔٗ .‬ك َن ٍ‬ ‫اج َع ْم ُي ْم ِم ْث َل ا ْل ُج ٍّل‪ِ ,‬م ْث َل ا ْلقَ ٍّ‬ ‫ال‪ٔ٘ .‬ى َك َذا‬ ‫الر ِ‬ ‫ام ٍّ‬ ‫يب ُي ْ‬ ‫ش ِع ُل ا ْل ِج َب َ‬ ‫ار تَ ْح ِر ُ‬ ‫َيا إِل ِيي‪ْ ,‬‬ ‫َ‬ ‫ش أَ‬ ‫َم َ‬ ‫‪ِ ٔٚ‬‬ ‫اصفَ ِت َك‪ ,‬وِب َزوبع ِت َك رٍّو ْعيم‪ٔٙ .‬امؤلْ وج َ ِ‬ ‫ا ْطرْد ُىم ِبع ِ‬ ‫اعوا إِلَى‬ ‫اس َم َك َيا َرب‪ .‬ل َي ْخ َز ْوا َوَي ْرتَ ُ‬ ‫ْ ُ​ُ‬ ‫وى ُي ْم خ ْزًيا‪ ,‬فَ َي ْطمُ ُبوا ْ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫َ ْ َ​َ َ ُ​ُ‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫اس ُم َك َي ْي َوهُ َو ْح َد َك‪ ,‬ا ْل َعمِي َعمَى ُك ٍّل األ َْر ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫األ َ​َب ِد‪َ ,‬وْل َي ْخ َجمُوا َوَي ِب ُ‬ ‫يدوا‪َ ,‬وَي ْعمَ ُموا أ ََّن َك ْ‬

‫ىنا المرنـ يطمب أف اهلل الذي أظير قوتو مف قبؿ وأىمؾ أعداء شعبو مثؿ مدياف وسيس ار (ىمؾ المديانيوف في‬

‫أرض عيف دور‪ .‬وفي عيف دور كانت ىناؾ المرأة العرافة التي قابميا شاوؿ‪ .‬فيي رمز ألرض الخطية) وىناؾ‬

‫‪246‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والخمبحون)‬

‫سمع شاوؿ حكـ اهلل ضده وانو سوؼ يموت في اليوـ التالي ىو وبنوه (ٔ صـ ‪ .)ٜٔ ، ٔٛ 2 ٕٛ‬وكما أىمؾ‬ ‫اك َن ِ‬ ‫غراب وذئب وغيرىـ‪ ،‬فمييمؾ أعداء شعبو اآلف‪ .‬ألنيـ يتآمروف ليستعبدوا شعب اهلل لِ َنمتَمِ ْك ألَ ْنفُ ِس َنا مس ِ‬ ‫اهلل‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫يا رب إجعميـ يتشتتوا مثؿ القش أماـ الريح حتى ال تنجح مؤامراتيـ ضد شعبؾ‪ .‬ا ْل ُج ٍّل = الزىرة التي تكوف في‬ ‫رأس الشوؾ وعندما ينضج الشوؾ يرفعيا الريح وال يتركيا في مكاف‪ .‬وىؤالء نيايتيـ الحريؽ وفي (‪ )ٔٙ‬نتعمـ‬

‫كيؼ تكوف الصبلة ألعداء الكنيسة‪ ،‬فالكنيسة ال تطمب ىبلكيـ إنتقاماً منيـ ‪ ،‬بؿ لعميـ يتوبوا فيطمبوا اسـ الرب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اعوا = ىـ بذلؾ اختاروا نصيبيـ‪ .‬وسيعرفوا أنيـ تركوا عبادة اإللو الحقيقي ييوه‪.‬‬ ‫وأما لو رفضوا فم َي ْخ َز ْوا َوَي ْرتَ ُ‬

‫‪247‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخمبحون)‬

‫المزمور الرابع والثمانون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور الرابع والثمانون (الثالث والثمانون في األجبية)‬ ‫ِ‬ ‫ب أثناء فترة السبي أو بعدىا تعبي اًر عف اشتياؽ المسبييف لمعودة‪ ،‬أو فرحتيـ‬ ‫تقوؿ بعض اآلراء أف ىذا المزمور ُكت َ‬ ‫بالعودة إلى بيت الرب‪ .‬ولكف رأى آخريف أف ىذا المزمور ىو بمساف داود إذ يحمؿ أنفاسو واشتياقاتو لبيت الرب‬

‫وقيؿ في ىذا أنو كتبو وىو ىارب مف إبشالوـ وقيؿ أيضاً أنو كتبو حيف رفض الرب أف يبني ىو الييكؿ تاركاً‬ ‫ىذا العمؿ إلبنو سميماف‪.‬‬

‫روحياً نرتؿ ىذا المزمور ونتعمـ منو االشتياؽ لبيت الرب والسعادة بالسكنى فيو‪ .‬وأف في العبادة شبع لمروح كما‬

‫يشبع الجسد بالغذاء‪.‬‬

‫ونصمي ىذا المزمور في الساعة السادسة لنذكر أالـ الرب يسوع وأنو انتصر بأالمو عمى أعدائو "طوبى لمرجؿ‬

‫الذي نصرتو مف عندؾ يا رب"‪ .‬ونرتؿ نحف ىذا المزمور ألننا صرنا كالعصفور الذي وجد لو بيتاً‪ ،‬مساكيف‬ ‫بالروح ولكننا وجدنا في الكنيسة جسد المسيح حماية وسبلـ دبرىـ لنا بصميبو‪ .‬ولكف عمى شعبو أف يعمـ أنو‬

‫خبلؿ فترة غربتو عمى األرض فيو يعبر في وادي البكاء‪ .‬ولكف مف قوة إلى قوة‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫َح َمى مس ِ‬ ‫ب ا ْل ُج ُن ِ‬ ‫وق َن ْف ِسي إِ َلى ِد َي ِ‬ ‫ب‪َ .‬ق ْم ِبي َولَ ْح ِمي‬ ‫اك َن َك َيا َر َّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ار َّ‬ ‫ود! تَ ْ‬ ‫اق َب ْل تَتُ ُ‬ ‫شتَ ُ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬ما أ ْ َ َ‬ ‫اإل ِ‬ ‫ان ِب ِ‬ ‫َي ْي ِتفَ ِ‬ ‫لو ا ْل َح ٍّي‪".‬‬ ‫مس ِ‬ ‫اك َن َك = ىذه نبوة عف الكنيسة التي تسجد هلل في كؿ مكاف (يوٗ‪ )ٕٗ-ٕٓ2‬لكف بالروح والحؽ‪ ،‬أما الييود فمـ‬ ‫َ َ‬ ‫يكف ليـ سوى مسكف واحد أياـ داود (الخيمة) ومسكف واحد أياـ سميماف ومف بعده حتى المسيح (وىو الييكؿ)‪.‬‬ ‫أما وجود كنيسة في كؿ مكاف فمـ يحدث سوى مع المسيحية‪َ .‬ق ْم ِبي َولَ ْح ِمي = قمبي وجسدي (سبعينية) فأنا‬ ‫أشتاؽ بكؿ كياني لموجود في مسكف اهلل‪ ،‬وىذا اشتياؽ كؿ مؤمف اآلف أف ينطمؽ ليسكف مع اهلل في الحياة األبدية‬

‫"لي اشتياء أف أنطمؽ وأكوف مع المسيح‪ " ..‬فمعرفة اهلل ىي الحياة األبدية (يو‪.)ٖ2ٔٚ‬‬ ‫ٖ‬ ‫ب ا ْل ُج ُن ِ‬ ‫ضا َو َج َد َب ْيتًا‪َ ,‬والس ُنوَن ُة ُع ًّ‬ ‫ود‪,‬‬ ‫اخ َيا‪َ ,‬م َذا ِب َح َك َيا َر َّ‬ ‫شا لِ َن ْف ِس َيا َح ْي ُ‬ ‫ضعُ أَف َْر َ‬ ‫ث تَ َ‬ ‫ور أ َْي ً‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬ا ْل ُع ْ‬ ‫صفُ ُ‬ ‫َممِ ِكي َوِال ِيي‪".‬‬

‫األممي (الوثني) كاف ضاالً مثؿ عصفور ببل عش‪ ،‬وبإيمانو صار بيت اهلل مسكناً لو‪ .‬بؿ صار لممؤمنيف أوالداً‬ ‫ب ا ْل ُج ُن ِ‬ ‫ود = ىي لي مثؿ عش العصفور والسنونة‬ ‫ضعُ أَف َا‬ ‫ْر َخ َيا (غؿٗ‪َ .)ٜٔ2‬م َذا ِب َح َك َيا َر َّ‬ ‫روحييف= َح ْي ُ‬ ‫ث تَ َ‬ ‫(اليمامة في السبعينية) والمؤمنيف وأوالدىـ الروحييف يجدوف غذاءىـ مف عمى مذابح رب الجنود (التناوؿ)‪ .‬وفي‬ ‫اإلشارة لمطيور‪ ،‬ربما وجد داود أف في طيرانيا فوؽ وحوؿ مسكف اهلل ميزة ليا عنو‪ ،‬وىو اآلف بعيداً عف مسكف‬

‫‪248‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخمبحون)‬

‫اهلل‪ .‬وربما رأى فييا ضعفاً متناىياً مثؿ ضعفو وىو عاجز عف الدفاع عف نفسو‪ ،‬وبالرغـ مف ضعفيا فاهلل‬

‫رجاء لو أف يكوف لو ىو أيضاً مسكف اهلل ممجأ وحصناً لو‪ .‬وربما رأى المرتؿ أف‬ ‫أعطاىا مسكناً‪ ،‬ورأى في ىذا‬ ‫ً‬ ‫العصفورة واليمامة وىي طيور طاىرة إشارة إلى أف مف يسكف بيت اهلل الطاىريف‪.‬‬ ‫ٗ‬ ‫ِ‬ ‫اك ِن َ ِ‬ ‫مس ِ‬ ‫س ٍّب ُحوَن َك‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫وبى لِ َّ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬طُ َ‬ ‫ين في َب ْيت َك‪ ,‬أ َ​َب ًدا ُي َ‬ ‫طوبى لمف ولد في الكنيسة (المعمودية) ويعيش فييا (يتغذى مف مذبحيا)‪ ،‬يحيا في طيارة فيمتمئ مف الروح‬

‫ويعيش مسبحاً اهلل كؿ عمره‪ ،‬مبتعداً عف األرضيات‪.‬‬ ‫٘‬ ‫وبى ألُ َن ٍ‬ ‫ق َب ْي ِت َك ِفي ُقمُوِب ِي ْم‪".‬‬ ‫اس ِعزُى ْم ِب َك‪ .‬طُ​ُر ُ‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬طُ َ‬ ‫ق َب ْي ِت َك ِفي ُقمُوِب ِي ْم =‬ ‫مثؿ مف ُذ ِك َر في (آيةٗ) طوباه مف ىومثؿ ىؤالء ‪ِ .‬عزُى ْم ِب َك = اهلل ىو مصدر قوتيـ طُ​ُر ُ‬ ‫ما ىي الطرؽ التي نعرفيا مف الكتاب المقدس التي توصمنا إلى السكني في بيت اهلل؟ (مف يحب اهلل يحفظ‬

‫وصاياه‪ ،‬ومف يحب اهلل يحب قريبو) وفي السبعينية ترجمت رتب في قمبو أف يصعد = فطرؽ اهلل تصعد بنا دائماً‬

‫مف األرضيات إلى السمائيات‪.‬‬

‫ضا ِببرَك ٍ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪ٙ" - )ٙ‬عا ِب ِر َ ِ ِ‬ ‫ورةَ‪".‬‬ ‫ات ُي َغط َ‬ ‫ص ٍّي ُروَن ُو َي ْن ُب ً‬ ‫َ‬ ‫ين في َوادي ا ْل ُب َكاء‪ُ ,‬ي َ‬ ‫ون ُم َ‬ ‫وعا‪ .‬أ َْي ً َ َ‬ ‫عابريف في وادي البكاء‪ .‬وادي البكاء ىو طريؽ مؤدي ألورشميـ‪ .‬ولـ يكف فيو آبار أوالً‪ .‬فكاف المسافر إلى‬

‫أورشميـ أثناء عبوره في ىذا الوادي معرضاً لميبلؾ‪ ،‬إال إذا حفر بئ اًر ليشرب‪ ،‬أو يحفروف حف اًر لتستقبؿ مياه‬ ‫األمطار‪ ،‬ويبدو أنيـ حفروا ىذه الحفر وتركوىا تمتمئ بمياه األمطار لمساعدة المسافريف‪ .‬والكممة األصمية َو ِادي‬ ‫ا ْل ُب َكا = تشير كممة البكا إلى البكاء فعبلً وقد تعني شجرة البمساف وىذا البمساف يستعمؿ كدواء لؤلمراض والجروح‬

‫(أر‪ .)ٕ​ٕ2ٛ‬وىذا البمساف يحصموف عميو بجرح الشجرة بفأس فيخرج العصير مف قشرتيا فيتمقونو في أو ٍ‬ ‫اف خزفية‪.‬‬ ‫وكبل المعنييف لو تأمؿ رائع‪ .‬فنحف في رحمتنا ألورشميـ السماوية نعبر في ىذا العالـ‪ ،‬وادي البكاء الجاؼ‬

‫معرضيف لميبلؾ‪ ،‬ولكننا بجيادنا (حفر اآلبار) نمتمئ مف الروح القدس‪ ،‬الماء المنسكب مف أعمى فبل نيمؾ‪ ،‬بؿ‬ ‫ىو يشفي (البمساف)‪ .‬ويشير البكاء لمتوبة والجياد‪ .‬والذيف يزرعوف بالدموع يحصدوف باالبتياج(مز‪.)٘2ٕٔٙ‬‬

‫فعمينا أف نقضي أياـ غربتنا في بكاء عمى خطايانا‪ ،‬واهلل ىو الذي يمؤلنا بفرح حقيقي مف عنده‪ .‬ومف يبكي ىكذا‬ ‫عمى خطاياه يحوؿ الوادي إلى ينبوع تعزيات‪ِ .‬ببرَك ٍ‬ ‫ورةَ = راجع الكتاب المقدس بشواىد فيذه اآلية‬ ‫ات ُي َغط َ‬ ‫ون ُم َ‬ ‫َ​َ‬ ‫(الحفَ ْر)‪ .‬وغالباً‬ ‫مترجمة ترجمة أخرى "أيضاً ببركات يكسبو المطر المبكر" وفي اإلنجميزية" األمطار تمؤل البرؾ ُ‬ ‫مورة كاف وادي جاؼ والمعنى أنو حيف يبارؾ اهلل يتحوؿ الجفاؼ إلى بركة ونعمة مف الروح القدس‪.‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫اهلل ِفي ِ‬ ‫ون ِم ْن قَُّوٍة إِلَى قُ َّوٍة‪ .‬يرو َن قُدَّام ِ‬ ‫ص ْي َي ْو َن‪".‬‬ ‫آية (‪َ " - )ٚ‬يذ َ‬ ‫ْى ُب َ‬ ‫َُ ْ‬ ‫َ‬

‫‪249‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخمبحون)‬

‫ون ِم ْن قُ َّوٍة إِلَى قُ َّوٍة‪ .‬أي مف فضيمة إلى فضيمة‪ ،‬ومف خطية‬ ‫ىؤالء الذيف ينموف سائريف في طريؽ أورشميـ َيذ َ‬ ‫ْى ُب َ‬ ‫إلى بر‪ .‬ومف ىذا العالـ إلى الحياة األبدية‪.‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫لو ا ْل ُج ُن ِ‬ ‫وب‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫اص َغ َيا إِ َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٛ‬يا َرب إِ َ‬ ‫لو َي ْعقُ َ‬ ‫صبلَ تي‪َ ,‬و ْ‬ ‫ود‪ْ ,‬‬ ‫اس َم ْع َ‬ ‫وب = المسيحية ىي عبادة إلو يعقوب وليس إلياً آخر‪.‬‬ ‫َيا إِ َ‬ ‫لو َي ْعقُ َ‬

‫آية (‪ٜ" - )ٜ‬يا ِمج َّن َنا ا ْنظُر يا اَهلل‪ ,‬وا ْلتَ ِف ْت إِلَى و ْج ِو م ِس ِ‬ ‫يح َك‪".‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ِمج َّن َنا = اهلل لنا كمجف أي ترس حماية‪ .‬ا ْلتَ ِف ْت إِلَى و ْج ِو م ِس ِ‬ ‫يح َك = نحف بدوف شفاعة المسيح عنا نكوف غير‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مقبوليف أماـ اآلب‪ ،‬وال يستجاب لنا إال إف طمبنا باسمو ويصير معنى اآلية استجب لنا مف أجؿ مسيحؾ‪.‬‬ ‫ِم ْن أَْل ٍ‬ ‫وف َعمَى ا ْل َعتَ​َب ِة ِفي َب ْي ِت إِل ِيي‬ ‫ف‪ْ .‬‬ ‫ت ا ْل ُوقُ َ‬ ‫اختَْر ُ‬ ‫الرب ُي ْع ِطي َر ْح َم ًة َو َم ْج ًدا‪ .‬الَ َي ْم َنعُ َخ ْي ًار َع ِن‬ ‫َو ِم َج ٌّن‪َّ .‬‬

‫ٓٔ‬ ‫َن يوما و ِ‬ ‫اح ًدا ِفي ِد َي ِ‬ ‫ار َك َخ ْيٌر‬ ‫اآليات (ٓٔ‪ " - )ٕٔ-‬أل َّ َ ْ ً َ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫س‬ ‫ار‪ٔ​ٔ .‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َعمَى َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫الس َك ِن ِفي ِخ َي ِام األَ ْ‬ ‫ب‪ ,‬اهللَ‪َ ,‬‬ ‫ش ْم ٌ‬ ‫ين ِبا ْل َكم ِ‬ ‫ب ا ْل ُج ُن ِ‬ ‫وبى لِ ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان ا ْل ُمتَّ ِك ِل َعمَ ْي َك‪".‬‬ ‫ال‪َ ٕٔ .‬يا َر َّ‬ ‫َّ‬ ‫السالِ ِك َ‬ ‫ود‪ ,‬طُ َ‬ ‫ئل ْن َ‬ ‫َ‬ ‫يوـ واحد في مسكنؾ يا رب خير مف ألؼ في مساكف األشرار بعيداً عنؾ‪.‬‬

‫‪250‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمبحون)‬

‫المزمور الخامس والثمانون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور الخامس والثمانون (الرابع والثمانون في األجبية)‬ ‫ىذا المزمور يكممنا عف عودة الشعب مف السبي‪ .‬وألف عودة الشعب مف سبي بابؿ ىي رمز لعودة اإلنساف مف‬ ‫سبي إبميس بعد أف حرره المسيح بصميبو نصمي ىذا المزمور في صبلة الساعة السادسة وفي الساعة السادسة‬ ‫صمِب المسيح عمى الصميب‪ .‬وعمى الصميب تحققت ىذه اآلية "الرحمة والحق إلتقيا" وبالصميب رضى اهلل عف‬ ‫ُ‬ ‫شعبو وغفر إثميـ‪ ،‬وتكمـ عنيـ بالسبلـ‪.‬‬

‫يت يا رب عمَى أَر ِ‬ ‫ٔ ِ‬ ‫وب‪".‬‬ ‫ض َك‪ .‬أ َْر َج ْع َ‬ ‫س ْب َي َي ْعقُ َ‬ ‫ت َ‬ ‫آية (ٔ) ‪َ " -‬رض َ َ َ َ ْ‬ ‫ود ِّم َر‬ ‫وح ِرؽ الييكؿ ُ‬ ‫اهلل بسبب أثاـ الييود غضب عمييـ وعمى أرض مسكنيـ (ىوٗ‪ .)ٖ-ٔ2‬ولقد خربت أرضيـ ُ‬ ‫تماماً‪ ،‬وذىب الشعب لمسبي‪ .‬ولما رجعوا سبحوا اهلل‪ .‬وكؿ خاطئ يعرض نفسو لمخراب وحينما يتوب يرضى اهلل‬ ‫عنو فتثمر أرضو (جسده)‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫ت ُك َّل َخ ِطي َِّت ِي ْم‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ت إِثْ َم َ‬ ‫ستَْر َ‬ ‫آية (ٕ) ‪َ " -‬غفَ ْر َ‬ ‫ش ْع ِب َك‪َ .‬‬ ‫ىذه اآلية لـ تتحقؽ إال بشفاعة المسيح الكفارية (ٔيؤ‪ .)ٛ2‬و َغفَ ْران ال َخ ِط َّية= لـ يحدث لمشعب حيف خرجوا مف‬ ‫مصر فمقد ماتوا في البرية‪ ،‬ولـ يحدث في رجوعيـ مف بابؿ‪.‬‬ ‫ٖ‬ ‫ض ِب َك‪".‬‬ ‫ت ُك َّل ِر ْج ِز َك‪َ .‬ر َج ْع َ‬ ‫آية (ٖ) ‪َ " -‬ح َج ْز َ‬ ‫ت َع ْن ُح ُم ٍّو َغ َ‬ ‫حيف غفرت خطايانا بدـ المسيح سكف غضب اهلل‪.‬‬ ‫٘‬ ‫ٗ‬ ‫ص َنا‪ ,‬وا ْن ِ‬ ‫لو َخبلَ ِ‬ ‫ض َب َك‬ ‫ض َب َك َع َّنا‪َ .‬ى ْل إِلَى الد ْ‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )ٚ-‬أ َْر ِج ْع َنا َيا إِ َ‬ ‫س َخطُ َعمَ ْي َنا؟ َى ْل تُ ِطي ُل َغ َ‬ ‫ف َغ َ‬ ‫َّى ِر تَ ْ‬ ‫َ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫شعب َك؟ ‪ٚ‬أ َِرَنا يا رب ر ْحمتَ َك‪ ,‬وأ ْ ِ‬ ‫ص َك‪".‬‬ ‫ود أَ ْن َ‬ ‫إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر؟ أَالَ تَ ُع ُ‬ ‫ت فَتُ ْح ِيي َنا‪ ,‬فَ َي ْف َر ُح ِب َك َ ْ ُ‬ ‫َعط َنا َخبلَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫قد تكوف ىذه اآليات طمب مزيد مف الرحمة‪ ،‬ألننا نجد في ىذه اآليات أنيا تتغير مف صيغة الماضي (رضيت‪/‬‬ ‫أرجعت‪ )..‬إلى صيغة الرجاء ليعطيو اهلل لو في المستقبؿ (أَر ِجع َنا ‪ /‬ا ْن ِ‬ ‫ض َب َك‪ )..‬ويكوف المرتؿ بيذا كأنو‬ ‫ف َغ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫يطمب مف شعبو أال يكفوا عف التضرعات‪ .‬فأورشميـ مازالت ميدومة والييكؿ ميدوـ واألعداء مازالوا محيطيف‬

‫بأورشميـ (راجع نحميا)‪ .‬وكؿ مف عاد بالتوبة إلى اهلل عميو حتى واف شعر بأف اهلل قد رضى عنو‪ ،‬أال يكؼ عف‬

‫التضرع أف تستمر مراحـ اهلل‪ ،‬فاألعداء (إبميس والجسد والذات والموت‪ )..‬مازالوا موجوديف‪ .‬والمسيح بصميبو‬ ‫َّ‬ ‫سكف غضب اآلب ولكننا مازاؿ عمينا أف ال نكؼ عف التضرع فيؤالء األعداء مازالوا محيطيف بنا‪ .‬إال أف اآلباء‬ ‫أروا أف المرتؿ كتب ىذا بروح النبوة إذ رأى أف ىذا الصمح وىذا الرضا مف اهلل عمى كؿ العالـ تـ بواسطة شر‬ ‫‪251‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمبحون)‬

‫الييود الذي اكتمؿ في الصميب فصرخ إلى اهلل أف يقبؿ الييود وال يرذليـ لؤلبد فيـ شعبو‪ .‬أي يطمب إيمانيـ‬

‫بالمسيح‪.‬‬

‫‪ٛ‬‬ ‫الرب‪ ,‬ألَنَّ ُو َيتَ َكمَّ ُم‬ ‫َس َمعُ َما َيتَ َكمَّ ُم ِب ِو اهللُ َّ‬ ‫آية (‪ " - )ٛ‬إِ ٍّني أ ْ‬ ‫ىكذا قاؿ المسيح "سبلمي أترؾ لكـ‪ " ..‬فيو ممؾ السبلـ‪.‬‬

‫ش ْع ِب ِو َوألَتْ ِق َي ِائ ِو‪ ,‬فَبلَ َي ْر ِج ُع َّن إِلَى ا ْل َح َماقَ ِة‪".‬‬ ‫ِب َّ‬ ‫السبلَِم لِ َ‬ ‫أتي بالسبلـ بيف اهلل واإلنساف وبيف اإلنساف واإلنساف‬

‫َس َمعُ = اهلل أخبره‬ ‫وبيف اإلنساف ونفسو‪ .‬وىذا السبلـ مشروط بأف ال يرجع اإلنساف إلى الحماقة (الخطية)‪ .‬إِ ٍّني أ ْ‬ ‫بخطتو لمخبلص‪ .‬بؿ كؿ إنساف عمى عبلقة وثيقة باهلل يعرؼ إرادتو وخططو مع األبرار واألشرار‪ .‬ويعرؼ أف اهلل‬ ‫يؤدب الشرير ليقود ه لمتوبة (اإلبف الضاؿ)‪ .‬فمف يدرس الكتاب المقدس بعمؽ يستطيع أف يعرؼ خطة اهلل‬

‫ويسمعيا‪.‬‬ ‫يو‪ ,‬لِيس ُك َن ا ْلم ْج ُد ِفي أَر ِ‬ ‫َن َخبلَص ُو قَ ِريب ِم ْن َخ ِائ ِف ِ‬ ‫ض َنا‪".‬‬ ‫آية (‪ٜ" - )ٜ‬أل َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َخبلَص ُو قَ ِريب = لقد عرفو اهلل بأف المسيح سيأتي قريباً لمعالـ‪ .‬لِيس ُك َن ا ْلم ْج ُد ِفي أَر ِ‬ ‫ض َنا =‬ ‫ٌ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫المسيح أتي وسكف في إسرائيؿ‪ .‬وىو يسكف اآلف فينا وفي كنيستنا‪ .‬وىذا ىو مجد الكنيسة ومجد كؿ منا ‪ ،‬واف لـ‬ ‫يكف ىذا المجد غير معمف االف (‪.)ٔٛ 2 ٛ‬‬

‫ٓٔ‬ ‫السبلَ ُم تَبلَ ثَ َما‪".‬‬ ‫الر ْح َم ُة َوا ْل َحق ا ْلتَقَ َيا‪ .‬ا ْل ِبر َو َّ‬ ‫آية (ٓٔ) ‪َّ " -‬‬ ‫اهلل عادؿ ويحكـ بالحؽ‪ .‬والحكـ الحؽ ىو الموت عمى الخاطئ‪ .‬واهلل رحيـ لذلؾ جاء المسيح ليصمب بدالً منَّا‪.‬‬ ‫السبلَ ُم تَبلَ ثَ َما = البر يعني العدؿ‪ .‬وكيؼ يتبلقي العدؿ أو البر‬ ‫الر ْح َم ُة َوا ْل َحق ا ْلتَقَ َيا عمى الصميب‪ .‬ا ْل ِبر َو َّ‬ ‫لذلؾ َّ‬ ‫(وىذا يطمب الموت لمخاطئ) مع السبل ـ (وىؿ مف ىو محكوـ عميو بالموت يكوف لو سبلـ؟! ىذا لـ يحدث إال‬

‫بالصميب‪ .‬وكؿ مف يريد أف يحيا في سبلـ فميحيا في بر وحؽ‪.‬‬

‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٔ​ٔ) ‪ٔ​ٔ" -‬ا ْل َحق ِم َن األ َْر ِ‬ ‫اء َيطَّمِعُ‪".‬‬ ‫ض َي ْن ُب ُ‬ ‫ت‪َ ,‬وا ْل ِبر م َن َّ َ‬ ‫ا ْل َحق ِم َن األ َْر ِ‬ ‫ت = ىذا ىو جسد المسيح الذي أخذ جسدنا مف العذراء مريـ‪ .‬ويسميو ىنا الحؽ‪ ،‬فكؿ نسؿ‬ ‫ض َي ْن ُب ُ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء َيطَّمِعُ= فيو‬ ‫المرأة كاف باطبلً فنحف بالخطية نولد‪ ،‬إال المسيح فيو لـ يكف مف زرع بشر بؿ ىو ا ْل ِبر م َن َّ َ‬ ‫البر والعدؿ الذي طأطأ السموات ونزؿ ليأخذ جسداً بشرياً‪" .‬أما النعمة والحؽ فبيسوع المسيح صارا" (يؤ‪.)ٔٚ2‬‬

‫ٕٔ‬ ‫ض َنا تُ ْع ِطي َغمَّتَ َيا‪".‬‬ ‫ضا َّ‬ ‫الرب ُي ْع ِطي ا ْل َخ ْي َر‪َ ,‬وأ َْر ُ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪ " -‬أ َْي ً‬ ‫المسيح ىو حبة الحنطة التي دفنت في األرض (يؤٕ‪ )ٕٗ2‬فأعطت األرض غمتيا أي خرجت الكنيسة كميا مف‬

‫ذلؾ الجنب المطعوف الذي أخرج دـ وماء‪.‬‬

‫ٖٔ‬ ‫طأُ ِفي طَ ِري ِ‬ ‫ط َو ِات ِو‪".‬‬ ‫ق َخ َ‬ ‫سمُ ُك‪َ ,‬وَي َ‬ ‫َّام ُو َي ْ‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ " -‬ا ْل ِبر قُد َ‬

‫‪252‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمبحون)‬

‫المسيح شمس يرنا سيقودنا وىو يقودنا لآلب‪ ،‬ويضعنا عمى الطريؽ إلى اآلب َوَيطَأُ ِفي طَ ِري ِ‬ ‫ق َخطَ َو ِات ِو = ىو‬ ‫يقودنا في الطريؽ‪ .‬ونسير في طريؽ خطواتو‪ ،‬نحتمؿ أالـ العالـ‪ ،‬يثبتنا فيو فنكوف أبرار أماـ اآلب ويكوف لنا‬

‫ميراثاً معو‪.‬‬

‫‪253‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخمبحون)‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور السادس والثمانون‬

‫المزمور السادس والثمانون (الخامس والثمانون في األجبية)‬ ‫ىو صبلة لداود‪ ،‬وىي صبلة نموذجية نتعمـ منيا االتضاع‪ ،‬فيو يقوؿ أنو مسكيف وبائس بينما ىو الممؾ العظيـ‪.‬‬

‫نشعر في صبلتو بأنو في ضيقة‪ ،‬وعمى كؿ مف في ضيقة أف يمجأ هلل ىكذا وبتواضع‪ .‬وداود ىنا في ضيقتو ىو‬ ‫رمز لممسيح الذي في أياـ جسده صرخ (عب٘‪ )ٚ2‬فاستجابو الرب‪ .‬وىنا نرى استجابة الرب "وقد نجيت نفسي‬

‫ظافر عمى الشيطاف والموت‪.‬‬ ‫مف الجحيـ السفمي‪ .‬فالمسيح نزؿ إلى الجحيـ مف قبؿ الصميب‪ .‬وبعد ىذا قاـ‬ ‫اً‬

‫ولذلؾ نصمي ىذا المزمور في الساعة السادسة لنذكر آالـ المسيح ونصرتو‪.‬‬

‫َم ْل يا رب أُ ُذ َن َك‪ .‬استَ ِج ْب لِي‪ ,‬أل ٍَّني مس ِك ٌ ِ‬ ‫ِٔ‬ ‫س أَ​َنا‪".‬‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ين َوَبائ ٌ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬أ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ين‬ ‫س ِك ٌ‬ ‫أَم ْل َيا َرب أُ ُذ َن َك = تواضع يا رب وأنظر لي أنا الخاطئ‪ ،‬واقبؿ صبلتي‪ .‬أنت يا رب عظيـ وجبار‪ ،‬وأنا َم ْ‬ ‫ِ‬ ‫س (بسبب خطيتي) فتواضع واقبؿ أف تسمعني‪.‬‬ ‫َوَبائ ٌ‬ ‫ٕ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت َع ْب َد َك ا ْل ُمتَّ ِك َل َعمَ ْي َك‪".‬‬ ‫ص أَ ْن َ‬ ‫آية (ٕ) ‪ْ " -‬‬ ‫احفَ ْظ َن ْفسي أل ٍَّني تَق ٌّي‪َ .‬يا إِل ِيي‪َ ,‬خمٍّ ْ‬ ‫أل ٍَّني تَ ِق ٌّي = المقصود أنني عبدؾ المتكؿ عميؾ (ىذا ىو سبب أنني بار) ولست مثؿ األشرار الذيف يضطيدونني‬

‫ببل سبب‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٖ ِ‬ ‫س َع ْبد َك‪ ,‬أل ََّنني إِلَ ْي َك َيا َرب أ َْرفَعُ‬ ‫اآليات (ٖ‪ْ " - )ٗ-‬ار َح ْمني َيا َرب‪ ,‬أل ََّنني إِلَ ْي َك أ ْ‬ ‫َص ُر ُخ ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو‪ .‬فٍَّر ْح َن ْف َ‬ ‫َن ْف ِسي‪".‬‬

‫َص ُر ُخ ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو = ىذه مثؿ صموا ببل انقطاع (ٔتس٘‪ .)ٔٚ2‬فاألعداء لف يكفوا عف الحرب ليبلً أو نيا اًر‪.‬‬ ‫إِلَ ْي َك أ ْ‬ ‫س َع ْب ِد َك أل ََّن ِني إِلَ ْي َك َيا َرب أ َْرفَعُ َن ْف ِسي = كؿ مف يرفع نفسو عف ممذات الدنيا يحصؿ عمى فرح روحي‪.‬‬ ‫فٍَّر ْح َن ْف َ‬

‫٘‬ ‫ِ‬ ‫ور‪,‬‬ ‫اآليات (٘‪ " - )ٚ-‬أل ََّن َك أَْن َ‬ ‫ت َيا َرب َ‬ ‫صال ٌح َو َغفُ ٌ‬ ‫ضِ‬ ‫ضرع ِاتي‪ِ ٚ .‬في يوِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يق ْي‬ ‫ص ْوت تَ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫صبلَ تي‪َ ,‬وأَ ْنص ْت إِلَى َ‬ ‫َ‬

‫‪ِٙ‬‬ ‫الر ْحم ِة ِل ُك ٍّل الد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َغ َيا َرب إِلَى‬ ‫َّاع َ‬ ‫ين إِلَ ْي َك‪ .‬ا ْ‬ ‫َو َكث ُ‬ ‫ير َّ َ‬ ‫يب لِي‪".‬‬ ‫أ َْد ُع َ‬ ‫ستَ ِج ُ‬ ‫وك‪ ,‬أل ََّن َك تَ ْ‬

‫‪ٛ‬‬ ‫َع َمالِ َك‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٛ‬الَ ِم ْث َل لَ َك َب ْي َن اآللِ َي ِة َيا َرب‪َ ,‬والَ ِم ْث َل أ ْ‬ ‫جدؼ ربشاقي عمى اهلل قائبلً "آلية األمـ لـ تقدر أف تخمص شعوبيا فكيؼ يقدر إليكـ أف يخمصكـ مف ممؾ‬

‫أشور" وفي ىذه الميمة أىمؾ مبلؾ الرب ٓ​ٓ​ٓ‪ ٔٛ٘.‬مف جيش أشور وظير أف الرب ليس لو مثيل في العالـ‬

‫‪254‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخمبحون)‬

‫وآليتو‪ .‬داود ىنا ال يعترؼ بأف ىناؾ آلية أخرى ولكنو يستعمؿ اسـ آلية كما تسمييا شعوبيا‪ .‬واآلف ىناؾ آلية‬

‫كثيرة يعبدىا الناس‪ ،‬ويظنوف أف فييا شبعيـ (الماؿ‪ /‬الجنس‪ )..‬ولكف ال مثيؿ لمشبع مف شخص المسيح الذي‬

‫يعطي الماء الحي‪ ،‬أما ىذه اآللية فيي كالماء المالح ال تشبع‪ ،‬بؿ مف يشرب منو يعطش‪.‬‬ ‫ون اسم َك‪ٔٓ .‬أل ََّن َك ع ِ‬ ‫اآليات(‪ُ ٜ" - )ٔٓ-ٜ‬كل األُمِم الَِّ‬ ‫يم‬ ‫ظ‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫‪,‬‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫ام‬ ‫َم‬ ‫أ‬ ‫ون‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ون‬ ‫ْت‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ٍّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫تو ِ‬ ‫ت اهللُ َو ْح َد َك‪".‬‬ ‫ب‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫صانعٌ َع َجائ َ‬ ‫أَ ْن َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ون = باقتراب قمبيـ لئليماف‪ِ .‬‬ ‫ب = العجائب ىي تجسد المسيح‬ ‫نبوة عف دخوؿ األمـ إلى اإليماف‪َ .‬يأْتُ َ‬ ‫صانعٌ َع َجائ َ‬ ‫َ‬ ‫ومعجزاتو وقيامتو وصعوده ومحبتو العجيبة‪.‬‬

‫ٔ​ٔ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس ِم َك‪".‬‬ ‫آية (ٔ​ٔ) ‪َ " -‬عمٍّ ْم ِني َيا َرب َ‬ ‫َسمُ ْك في َحقٍّ َك‪َ .‬و ٍّح ْد َق ْم ِبي ل َخ ْوف ْ‬ ‫ط ِريقَ َك‪ .‬أ ْ‬ ‫َعمٍّ ْم ِني َيا َرب طَ ِريقَ َك = طريؽ اهلل ىو ترؾ وتجنب كؿ المعاصي ومبلزمة الفضائؿ ولف نستطيع السموؾ في‬

‫ىذا الطريؽ بدوف معونة اهلل "بدوني ال تقدروف أف تفعموا شيئاً" (راجع أيضاً يوٗٔ‪َ .)ٙ2‬و ٍّح ْد َق ْم ِبي = ليصير قمبي‬ ‫بسيطاً غير منقسـ بيف محبة اهلل ومحبة العالـ‪ .‬ورأس الحكمة مخافة اهلل‪ .‬فبداية أي طريؽ يكوف بخوؼ اهلل‪.‬‬

‫ٕٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّى ِر‪".‬‬ ‫اس َم َك إِلَى الد ْ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪ " -‬أ ْ‬ ‫ُم ٍّج ُد ْ‬ ‫َح َم ُد َك َيا َرب إل ِيي م ْن ُك ٍّل َق ْم ِبي‪َ ,‬وأ َ‬ ‫حيف يتوحد القمب في مخافة اهلل يصير كمو هلل فيقدـ لو الحمد والتمجيد إلى الدىر‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ت َن ْف ِسي ِم َن ا ْل َي ِ‬ ‫اوَي ِة الس ْفمَى‪".‬‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ٖٔ" -‬أل َّ‬ ‫َّي َ‬ ‫يم ٌة َن ْح ِوي‪َ ,‬وقَ ْد َنج ْ‬ ‫َن َر ْح َمتَ َك َعظ َ‬ ‫قارف مع (ٔبطٕٓ‪ .)ٜٔ2ٖ،‬فالمسيح نزؿ إلى الجحيـ ليخمص مف كاف فيو موجوداً عمى الرجاء‪.‬‬ ‫ام ُي ْم‪.‬‬ ‫طَمَ ُبوا َن ْف ِسي‪َ ,‬ولَ ْم َي ْج َعمُ َ‬ ‫َم َ‬ ‫وك أ َ‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫َع ِط َع ْب َد َك‬ ‫ا ْلتَ ِف ْت إِلَ َّي َو ْار َح ْم ِني‪ .‬أ ْ‬ ‫َع ْنتَِني‬ ‫فَ َي ْخ َز ْوا‪ ,‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬ ‫ت َيا َرب أ َ‬

‫ٗٔ‬ ‫ون قَ ْد قَاموا عمَ َّي‪ ,‬وجماع ُة ا ْلعتَ ِ‬ ‫اة‬ ‫مي َّم‪ ,‬ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ‬ ‫ُ َ‬ ‫اآليات (ٗٔ‪ " - )ٔٚ-‬اَلَّ ُ‬ ‫َ​َ​َ َ ُ‬ ‫٘ٔ‬ ‫وف‪ ,‬طَ ِوي ُل الر ِ ِ‬ ‫ت يا رب فَِإ ٌ ِ‬ ‫الر ْح َم ِة َوا ْل َحقٍّ‪.‬‬ ‫ير َّ‬ ‫أ َّ‬ ‫يم َو َر ُؤ ٌ‬ ‫وح َو َكث ُ‬ ‫َما أَ ْن َ َ َ‬ ‫لو َرح ٌ‬ ‫ذل َك م ْب ِغ ِ‬ ‫ص ْاب َن أَم ِت َك‪ٔٚ .‬اص َنع م ِعي آي ًة لِ ْم َخ ْي ِر‪ ,‬فَيرى ِ‬ ‫قُ َّوتَ َك‪َ ,‬و َخمٍّ ِ‬ ‫ض َّي‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َو َع َّزْيتَِني‪".‬‬ ‫قد تكوف تصوي اًر لؤلعداء المحيطيف بداود‪ ،‬أو األشرار المحيطيف بالمسيح يوـ الصميب‪ .‬أو ىو إبميس وجنوده‬ ‫ون وجماع ُة ا ْلعتَ ِ‬ ‫اة طَمَ ُبوا َن ْف ِسي‪ .‬ولـ يقدروا بؿ‬ ‫حيف حاولوا أف يقبضوا عمى روح المسيح‪ ،‬ىؤالء ىـ = ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ َ َ َ َ ُ‬ ‫ص ْاب َن أ ِ‬ ‫قبض ىو عمييـ َخمٍّ ِ‬ ‫اص َن ْع‬ ‫َمت َك= تقاؿ عف المسيح ابف العذراء مريـ بالجسد‪ ،‬إذ لـ يكف لو أب بالجسد‪ْ .‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫آي ًة ِل ْم َخ ْي ِر = لقد ظيرت آيات كثيرة مع المسيح منذ والدتو مف عذراء ثـ معجزات وحتى يوـ الصميب‪،‬‬ ‫َمعي َ‬ ‫إظممت الشمس وقاـ األموات‪ .‬ثـ بعد الموت ظيرت قوتو حقيقة وأمسؾ بإبميس‪ ،‬إذ كاف قد دفع الديف وافتدانا مف‬

‫يده‪.‬‬

‫‪255‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمبحون)‬

‫المزمور السابع والثمانون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور السابع والثمانون (السادس والثمانون في األجبية)‬ ‫ىذا المزمور ىو مديح لصييوف كرمز لمكنيسة‪ .‬بؿ ما ُذ ِك َر في ىذا المزمور ال ينطبؽ بالكامؿ إال عمى كنيسة‬ ‫المسيح‪ .‬ونجد في المزمور أف صييوف مفضمة عف باقي أرض إسرائيؿ‪ .‬ألف الييكؿ مؤسس ىناؾ‪ ،‬وىناؾ‬

‫العبادة هلل‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ب في فترة إزدىار أورشميـ‪ ،‬أياـ داود أو سميماف ويقوؿ أصحاب ىذا الرأي أنو ُكت َ‬ ‫يرى البعض أف المزمور ُكت َ‬ ‫ِ‬ ‫ب بعد‬ ‫أثناء نقؿ التابوت مف بيت عوبيد أدوـ إلى صييوف‪ ،‬أو أثناء تدشيف ىيكؿ سميماف‪ .‬وىناؾ مف قاؿ أنو ُكت َ‬ ‫ناء عمى الوعود التي قيمت عنيا‬ ‫السبي أثناء خراب أورشميـ لتشجيع المسبييف عمى العودة إلى أورشميـ لتعميرىا‪ ،‬ب ً‬ ‫ومحبة اهلل ليا‪ .‬فبالرغـ مف أف أورشميـ خربة وال أحد ييتـ بيا‪ ،‬لكف اهلل قاؿ عنيا أشياء مجيدة‪ .‬وىذا ينطبؽ عمى‬

‫كنيسة المسيح التي صار ليا األمجاد تحت راية المسيح‪( .‬سواء الكنيسة عمى األرض أو في السماء)‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫اس ُو ِفي ا ْل ِج َب ِ‬ ‫َّس ِة‪".‬‬ ‫ال ا ْل ُمقَد َ‬ ‫َس ُ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬أ َ‬ ‫اسو = يتكمـ المرتؿ ىنا عف ىيكؿ تأسس عمى الجباؿ المقدسة‪ .‬وىو مؤسس بقوة وىذا ما تشير إليو كممة‬ ‫َس ُ‬ ‫أَ‬ ‫ا ْل ِج َب ِ‬ ‫َّس ِة‪ .‬وألف الييكؿ مؤسس عمى الجباؿ فيو ثابت‪ ،‬عكس المسكونة المؤسسة عمى البحار‪ ،‬إذاً ىي‬ ‫ال ا ْل ُمقَد َ‬ ‫متقمبة (مزٕٗ‪ )ٕ2‬والييكؿ قد يكوف ىيكؿ سميماف‪ ،‬أو الكنيسة ىيكؿ المسيح (يوٕ‪ .)ٕٔ2‬والكنيسة مؤسسة عمى‬

‫الرسؿ واألنبياء والمسيح ىو حجر الزاوية (اؼٕ‪ .)ٕٓ2‬والييكؿ كاف مبنياً عمى جبؿ المريا في صييوف‪ .‬وطالما‬ ‫الكنيسة مؤسسة عمى المسيح (جبؿ بيت الرب) الثابت في رأس الجباؿ (الرسؿ واألنبياء) (أشٕ‪ )ٕ2‬فيي لف‬

‫تسقط أبداً‪ ،‬وىي عالية شامخة‪ .‬وىي جباؿ مقدسة‪ ،‬فالقداسة ىي التي أعطت قوة لمبناء‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫يع م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب أ َْبو ِ‬ ‫وب‪".‬‬ ‫آية (ٕ) ‪َّ " -‬‬ ‫ساك ِن َي ْعقُ َ‬ ‫َح َّ َ َ‬ ‫الرب أ َ‬ ‫اب ص ْي َي ْو َن أَ ْكثَ​َر م ْن َجم ِ َ َ‬ ‫صييو َن = ىي أورشميـ عاصمة إسرائيؿ‪ ،‬وىناؾ كاف الييكؿ لذلؾ تعظمت عمى باقي مدف إسرائيؿ= مس ِ‬ ‫ِ‬ ‫اك ِن‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ َ‬ ‫وب‪ .‬خصوصاً بعد إنفصاؿ العشرة أسباط عف ييوذا وعبادتيـ لمبعؿ‪ .‬وصييوف كممة عبرية معناىا حصف‪.‬‬ ‫َي ْعقُ َ‬

‫وكاف ىذا الحصف قائماً عمى جبؿ إسمو صييوف‪ .‬وأورشميـ ضمت ىذا الجبؿ مع الجباؿ المحيطة وىـ ثبلثة‬

‫آخريف (المريا واك ار والبيزيتا)‪ .‬وكانت أ ورشميـ عاصمة أعظـ مموؾ إسرائيؿ وىـ داود وسميماف‪ .‬وكاف الييكؿ‬

‫فييا‪ ،‬وفي الييكؿ تابوت العيد‪ .‬بؿ كاف ممكي صادؽ رمز المسيح الكاىف والممؾ حاكماً عمى أورشميـ‪ .‬وعمى‬ ‫ب أ َْبواب ِ‬ ‫ص ْي َي ْو َن = اهلل‬ ‫جبؿ المريا قدـ إبراىيـ ابنو اسحؽ ذبيحة وعاد حياً رم اًز لما حدث مع المسيح‪َّ .‬‬ ‫َح َّ َ َ‬ ‫الرب أ َ‬ ‫أحَّب صييوف ففييا الييكؿ والعبادة وفييا كرسي داود الذي أحبو اهلل‪ .‬واهلل أحب أبواب صييوف ألف مف ىذه‬

‫‪256‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمبحون)‬

‫األبواب يدخؿ المؤمنيف ليعبدوا في الييكؿ‪ .‬وبالنسبة لمكنيسة فأبوابيا اآلف ىي اإليماف المسمـ مرة لمقديسيف‬

‫(يوٖ) والمعمودية والتوبة‪.‬‬

‫اد يا م ِدي َن َة ِ‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬قَ ْد ِق َ ِ‬ ‫اهلل ِسبلَ ْه‪".‬‬ ‫يل ِبك أ َْم َج ٌ َ َ‬ ‫اد كثيرة ونبوات مجيدة عف أورشميـ ألف اهلل ساكف فييا (مر‪ )ٔ​ٔ2ٜ‬وكما سكف اهلل في أورشميـ سكف‬ ‫ىناؾ أ َْم َج ٌ‬ ‫في بطف العذراء مريـ‪ .‬لذلؾ ترتؿ الكنيسة ىذه اآلية عشية عيد ميبلد السيدة العذراء ومع ىذه اآلية أجزاء أخرى‬

‫"أعماؿ مجيدة قد قيمت ألجمؾ يا مدينة اهلل وىو العمي الذي أسسيا إلى األبد ألف سكنى الفرحيف جميعيـ فيؾ"‬ ‫فالمزمور يشيد بصييوف األـ والذي ولد فييا ىو اإلنساف وىو نفسو العمي الذي أسسيا‪ .‬وأورشميـ أيضاً ىي‬ ‫الكنيسة جسد المسيح (سواء عمى األرض أو في السماء) (عبٕٔ‪ + ٕ​ٕ2‬رؤٕٔ‪ )ٗ-ٕ2‬وما ىي األشياء‬

‫المجيدة التي قيمت عف كنيسة المسيح؟ أنيا عروس المسيح وأف أبواب الجحيـ لف تقوى عمييا وأنو اشتراىا بدمو‬

‫وأنيا كنيسة مموؾ وكينة‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫ب َوَبا ِب َل َع ِ‬ ‫اك»‪".‬‬ ‫وش‪ .‬ى َذا ُولِ َد ُى َن َ‬ ‫ور َم َع ُك َ‬ ‫س ِط ُ‬ ‫آية (ٗ) ‪« " -‬أَ ْذ ُك ُر َرَى َ‬ ‫ارفَتَ َّي‪ُ .‬ى َوَذا َفمَ ْ‬ ‫ين َو ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫صور= حيث الغني والماؿ والخطايا‬ ‫َرَى َ‬ ‫ب = ىي مصر ومعنى الكممة كبرياء‪َ .‬با ِب َل= مركز عبادة األصناـ‪ُ .‬‬

‫وش = الموف األسود رمز الخطية (أرٖٔ‪ .)ٕٖ2‬والموف األسود يشير لظبلـ النفس والقمب‪ .‬ىؤالء كانوا‬ ‫البشعة ُك َ‬ ‫عابدي أوثاف مع فمسطيف‪ .‬وبعد مجيء المسيح دخؿ األمـ لئليماف لذلؾ قيؿ عف مصر َوَبا ِب َل َع ِ‬ ‫ارفَتَ َّي وبعد أف‬

‫كانت مصر رمز لمكبرياء صارت بعد المسيح مف المؤمنيف وقيؿ عنيا مبارؾ شعبي مصر (أش‪ .)ٕ٘2ٜٔ‬ى َذا‬

‫اك = ىؤالء ولدوا ىناؾ (سبعينية) فيذه الشعوب بالمعمودية ولدت ىناؾ‪ ،‬أي في صييوف أي الكنيسة‪.‬‬ ‫ُولِ َد ُى َن َ‬

‫ِ‬ ‫آية (٘) ‪٘" -‬ولِ ِ‬ ‫ان‪َ ,‬وى َذا ِ‬ ‫ص ْي َي ْو َن ُيقَا ُل «ى َذا ِ‬ ‫ييا‪َ ,‬و ِى َي ا ْل َعمِي ُيثٍَّبتُ َيا»‪".‬‬ ‫س ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ان ُولِ َد ف َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ان الذي ُولِ َد ِفي صييون ىو المسيح الذي بصميبو صار لنا والدة ثانية بالمعمودية فتصير صييوف‬ ‫س ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫العمي الذي يثبت‬ ‫الكنيسة أمنا حينما نولد مف الماء والروح‪َ .‬و ِى َي ا ْل َعمِي ُيثٍَّبتُ َيا = المسيح المولود في صييوف ىو‬ ‫ُّ‬ ‫كنيستو‪.‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫الرب َي ُعد ِفي ِكتَ َاب ِة الش ُع ِ‬ ‫اك»‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫وب «أ َّ‬ ‫آية (‪َّ " - )ٙ‬‬ ‫َن ى َذا ُولِ َد ُى َن َ‬ ‫كؿ مف ولد بالمعمودية يعده اهلل مف المكتوبيف في السماوات (لوٓٔ‪.)ٕٓ2‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ان ِف ِ‬ ‫ين « ُكل الس َّك ِ‬ ‫ون َك َع ِ‬ ‫يك»‪".‬‬ ‫ازِف َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٚ‬و ُم َغن َ‬ ‫ىذا حاؿ المؤمنيف في الكنيسة‪ ،‬التسبيح والفرح بسبب ما ىـ فيو مف سبلـ‪.‬‬

‫‪257‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمبحون)‬

‫‪‬‬

‫والكنيسة تصمي ىذا المزمور طواؿ الصوـ األربعيني المقدس بعد أف يفرغ الكاىف مف انتقاء الحمؿ ووضعو‬

‫في الصينية وبعد أف يصب الخمر في الكأس‪ ،‬إشارة لمكنيسة التي تأسست بذبيحة المسيح (التي يقدميا عمى‬ ‫المذبح)‪ ،‬والكنيسة التي صار يسوع المسيح ساكناً فييا‪ ،‬وىو معنا عمى المذبح‪ ،‬فبعد أف سكف في بطف‬

‫العذراء‪ ،‬ىو اآلف ساكف وسط كنيستو يثبتيا‪ .‬كنيستو المولودة في المعمودية‪ .‬ونصمي بالمزمور في أثناء فترة‬ ‫صمِب رب المجد ومات وقاـ‪ ،‬ىذه األمور التي قامت‬ ‫األربعيف المقدسة ألنيا تنتيي بأسبوع اآلالـ الذي فيو ُ‬ ‫عمييا الكنيسة الجديدة‪.‬‬ ‫صمِب رب المجد ليجمع كؿ الشعوب المتفرقة إلى‬ ‫ونصمي بيذا المزمور في الساعة السادسة‪ ،‬ففي ىذه الساعة ُ‬ ‫واحد‪ .‬ولف يكتب في سفر الحياة إال الذيف ُولِدوا في الكنيسة المقدسة‪ ،‬ىؤالء ىـ الفرحوف الذيف يسكنوف فييا إلى‬

‫األبد‪.‬‬

‫‪258‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخمبحون)‬

‫المزمور الثامن والثمانون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىذا المزمور ىو شكوى هلل مف آالـ وضيقات أحاطت بالمرنـ‪ .‬ولـ ينتيي كالعادة باف يتعزى باستجابة اهلل لو‪،‬‬ ‫ولكف المرنـ لـ يكؼ عف الصبلة وااللتجاء إلى اهلل بالرغـ مف أنو ال يشعر بأي تعزية‪ .‬وىذا درس لكؿ متألِّـ أف‬ ‫ال يكؼ عف الصبلة حتى ولو لـ يشعر بتعزية‪ .‬فكثيريف نسمع منيـ أنيـ كفوا عف الصبلة ألنيـ صموا واهلل لـ‬

‫يستجب‪.‬‬ ‫ْت قُدَّام َك صبلَ ِتي‪ .‬أ ِ‬ ‫ت أَمام َك‪َ ٕ ,‬ف ْمتَأ ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪ٔ" - )ٕ-‬يا رب إِل َو َخبلَ ِ‬ ‫صي‪ِ ,‬ب َّ‬ ‫الن َي ِ‬ ‫َم ْل أُ ُذ َن َك إِلَى‬ ‫َ َ‬ ‫ار َوالمَّْي ِل َ‬ ‫َ َ‬ ‫ص َر ْخ ُ َ َ‬ ‫صر ِ‬ ‫اخي‪",‬‬ ‫َُ‬ ‫الحظ أنو يصمي ببل انقطاع الميؿ والنيار‪ .‬وبصراخ مف القمب في ضيقتو‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِائ ِب َن ْف ِسي‪َ ,‬و َح َي ِاتي إِلَى ا ْل َي ِ‬ ‫ين‬ ‫اآليات (ٖ‪ " - )ٗ-‬ألَنَّ ُو قَ ْد َ‬ ‫اوَي ِة َد َن ْت‪ُ .‬ح ِس ْب ُ‬ ‫ت ِم ْث َل ا ْل ُم ْن َح ِد ِر َ‬ ‫ش ِب َع ْت م َن ا ْل َم َ‬ ‫ب‪ِ .‬‬ ‫ت َك َر ُجل الَ قَُّوةَ لَ ُو‪".‬‬ ‫إِلَى ا ْل ُج ٍّ‬ ‫ص ْر ُ‬

‫ىو وصؿ إلى غاية األحزاف والى درجة الشبع‪ .‬بؿ مثؿ ميت ببل قوة‪.‬‬

‫٘‬ ‫ات ِفر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين الَ تَ ْذ ُك ُرُى ْم َب ْع ُد‪َ ,‬و ُى ْم ِم ْن َي ِد َك‬ ‫اشي ِم ْث ُل ا ْلقَ ْتمَى ا ْل ُم ْ‬ ‫ين ِفي ا ْلقَ ْب ِر‪ ,‬الَِّذ َ‬ ‫ضطَ ِج ِع َ‬ ‫اآليات (٘‪َ " - )ٙ-‬ب ْي َن األ َْم َو َ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ب األَس َف ِل‪ِ ,‬في ظُمُم ٍ‬ ‫َع َماق‪".‬‬ ‫ض ْعتَِني ِفي ا ْل ُج ٍّ‬ ‫ات‪ِ ,‬في أ ْ‬ ‫ا ْنقَطَ ُعوا‪َ .‬و َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫تصوير بائس لحالتو فيو كميت قد نسيو اهلل في قبره‪ ،‬وال يمد اهلل لو يده بأي مساعدة‪ ،‬بؿ ىو في ظممات‪ .‬إف‬

‫اآلالـ النفسية العميقة تكوف شديدة جداً‪.‬‬

‫‪ٚ‬‬ ‫َّارِات َك َذلَّ ْمتَِني‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫استَقَ​َّر َغ َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٚ‬عمَ َّي ْ‬ ‫ض ُب َك‪َ ,‬وِب ُك ٍّل تَي َ‬ ‫غضب اهلل عمى اإلنساف ال يكوف إال بسبب خطيتو‪ .‬وىو يذلؿ اإلنساف حتى تنتيي كبرياؤه ويتوب ويرجع‬

‫فيخمص‪ .‬والعجيب أف ما قيؿ في اآل يات السابقة وىذه اآلية بالذات قد احتممو المسيح ألجمنا‪ .‬فيو الذي احتمؿ‬

‫آالماً جسدية واىانات وآالماً نفسية‪ ،‬بؿ وضع في قبر فعبلً‪ ،‬وتحمؿ غضب اآلب بؿ نزؿ إلى الجحيـ ليخرج منو‬

‫مف مات عمى الرجاء‪ .‬ىو صار خطية وصار لعنة ألجمنا‪.‬‬

‫‪ٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ت َع ٍّني َم َع ِ‬ ‫َخ ُر ُج‪َ ٜ .‬ع ْي ِني َذ َاب ْت ِم َن الذ ٍّل‪.‬‬ ‫سا لَ ُي ْم‪ .‬أ ْ‬ ‫ق َعمَ َّي فَ َما أ ْ‬ ‫ُغمِ َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٜ-ٛ‬أ َْب َع ْد َ‬ ‫ارِفي‪َ .‬ج َع ْمتَني ِر ْج ً‬ ‫ي‪".‬‬ ‫ت إِلَ ْي َك َي َد َّ‬ ‫سْ‬ ‫طُ‬ ‫َد َع ْوتُ َك َيا َرب ُك َّل َي ْوٍم‪َ .‬ب َ‬

‫‪259‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخمبحون)‬

‫ِ‬ ‫سا لَ ُي ْم =‬ ‫شعور مؤلـ أف يتخمى األصدقاء عف صديقيـ وىو في ضيقتو‪ ،‬وىذا ما حدث مع أيوب= َج َع ْمتَني ِر ْج ً‬ ‫إذ ظنوه مضروباً بسبب خطاياه وأف اهلل ينتقـ منو وبالنسبة لممسيح فقد تخمى عنو الجميع‪ .‬ولكف يحسب لممرنـ‬

‫ي‪.‬‬ ‫ت َي َد َّ‬ ‫س ْط ُ‬ ‫أنو لـ يكؼ عف الصبلة = َب َ‬

‫ٔ​ٔ‬ ‫ات تَص َنع عج ِائب؟ أَِم األ ِ‬ ‫اآليات (ٓٔ‪ٔٓ" - )ٕٔ-‬أَ َفمَعمَّ َك لِؤلَمو ِ‬ ‫َّث ِفي ا ْلقَ ْب ِر‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫َخ‬ ‫ُ‬ ‫وم تُ َم ٍّج ُد َك؟ ِسبلَ ْه‪َ .‬ى ْل ُي َحد ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ض ٍّ‬ ‫ف ِفي الظ ْم َم ِة َع َج ِائ ُب َك‪َ ,‬وِبر َك ِفي أ َْر ِ‬ ‫س َي ِ‬ ‫ان؟"‬ ‫ِب َر ْح َم ِت َك‪ ,‬أ َْو ِب َحقٍّ َك ِفي ا ْل َيبلَ ِك؟ َى ْل تُ ْع َر ُ‬ ‫الن ْ‬

‫ىو صور نفسو كميت‪ ،‬وفي يأسو يقوؿ‪ ،‬كيؼ يتدخؿ اهلل اآلف ليغير مف حالي ىؿ يقيـ اهلل أموات‪ ،‬ىؿ يصنع‬ ‫معجزة مع ميت‪ ،‬أنا حالتي ميئوس منيا‪ .‬األ ِ‬ ‫َخيمَ ُة ىي نفوس الموتى في الياوية‪ .‬ىؿ تصنع مع الموتى عجائب‬

‫فيسبحونؾ عمييا‪ ،‬اـ ىؿ ليـ لساف ليسبحونؾ ‪ .‬قطعاً في ذىف مرنـ العيد القديـ أف بركات اهلل ىي بركات مادية‬

‫وىذه يسبح البشر عمييا اهلل الذي أعطاىا ليـ وىو كميت ماذا سيعطيو اهلل ليسبحو عميو‪ .‬وروحياً نفيـ ىذا أف‬

‫مف انغمس في الخطية لدرجة الموت ال يعود يشعر بعمؿ اهلل وبالتالي ال يعود يسبح اهلل عمى إحساناتو‪.‬‬ ‫ٖٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّم َك‪".‬‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ " -‬أ َّ‬ ‫ص َر ْخ ُ‬ ‫ت‪َ ,‬وِفي ا ْل َغ َداة َ‬ ‫َما أَ​َنا فَِإلَ ْي َك َيا َرب َ‬ ‫صبلَ تي تَتَقَد ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّم َك = كأنو يجري أماـ موكب اهلل الممؾ صارخاً أف يرحمو‪.‬‬ ‫َ‬ ‫صبلَ تي تَتَقَد ُ‬

‫آية (ٗٔ) ‪ٔٗ" -‬لِما َذا يا رب تَرفُ ُ ِ ِ‬ ‫ب َو ْج َي َك َع ٍّني؟"‬ ‫ض َن ْفسي؟ ل َما َذا تَ ْح ُج ُ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫٘ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ت‪".‬‬ ‫سمٍّ ُم الر ِ‬ ‫تأْ‬ ‫َى َوالَ َك‪ .‬تَ َحي َّْر ُ‬ ‫احتَ َم ْم ُ‬ ‫س ِك ٌ‬ ‫اي‪ْ .‬‬ ‫آية (٘ٔ) ‪ " -‬أَ​َنا َم ْ‬ ‫وح ُم ْن ُذ ص َب َ‬ ‫ين َو ُم َ‬ ‫وح‪.‬‬ ‫سمٍّ ُم الر ِ‬ ‫ىنا يذكر آالمو منذ صباه‪ .‬وكأنو عاش كؿ أيامو قريباً مف الموت = ُم َ‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫َى َم َكتْ ِني‪ٔٚ .‬أَحاطَ ْت ِبي َكا ْل ِمي ِ‬ ‫اه ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو‪ .‬ا ْكتَ​َنفَتْ ِني َم ًعا‪.‬‬ ‫َى َوالُ َك أ ْ‬ ‫س َخطُ َك‪ .‬أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٔٛ-ٔٙ‬ع َم َّي َع َب َر َ‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫ت ع ٍّني م ِحبًّا وص ِ‬ ‫اح ًبا‪َ .‬م َع ِ‬ ‫ارِفي ِفي الظ ْم َم ِة‪".‬‬ ‫أ َْب َع ْد َ َ ُ َ َ‬ ‫الظ ْم َم ِة = ىي ضيقتو التي ىو فييا‪ .‬وضيقتو كانت ضيقات متعددة وغزيرة أحاطت بو اليوـ كمو‪ .‬بؿ ىي أىواؿ‬ ‫َم َع ِ‬ ‫اراىـ‪.‬‬ ‫عدت‬ ‫وما‬ ‫اختفوا‬ ‫اي‬ ‫=‬ ‫الظ ْم َم ِة‬ ‫ِفي‬ ‫ارِفي‬ ‫ميمكة‪.‬‬

‫‪260‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمبحون)‬

‫المزمور التاسع والثمانون‬

‫عودة لمجدول‬

‫عادة تبدأ المزامير بالشكوى‪ ،‬وتنتيي بالتسبيح عمى التعزيات واالستجابة اإلليية ولكف ىذا المزمور لو إتجاه‬ ‫عكسي‪ ،‬فيو يبدأ بتسبيح اهلل عمى إحساناتو القديمة ومعامبلتو مع شعبو واختياره ووعوده لداود بتثبيت مممكتو‪.‬‬ ‫ثـ يبدأ الشكوى أف حاؿ شعب اهلل اآلف مؤلِّـ بعد أف اختفى كرسي داود‪ .‬لذلؾ نحدد ميعاد كتابة المزمور بأنو‬ ‫بعد السبي‪ .‬ثـ يصرخ المرنـ هلل باف يذكر وعوده لداود ويعيد أمجاده لشعبو‪.‬‬

‫والكنيسة في أي محنة عمييا أف تصمي بنفس األسموب‪ ،‬لقد أعطى اهلل لكنيستو أمجاداً كثيرة ولكف حاؿ الكنيسة‬

‫ا آلف يختمؼ عف حاؿ كنيسة اآلباء بسبب خطايانا لذلؾ فمنصرخ ونصمي هلل ببل يأس ليعيد مراحمو لنا‪ ،‬ولنؤسس‬ ‫صمواتنا عمى عيد المسيح وعمى استحقاقات دـ المسيح‪ ،‬كما اسس المرنـ صراخو عمى وعود اهلل لداود أبو‬

‫المسيح بالجسد‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِ ٔ" - )ٚ-‬بمر ِ‬ ‫الر ْح َم َة‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ت «إِ َّن َّ‬ ‫احِم َّ‬ ‫َّى ِر‪ .‬لِ َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر أ ْ‬ ‫ب أُ َغ ٍّني إِلَى الد ْ‬ ‫ُخ ِب ُر َع ْن َحقٍّ َك ِبفَ ِمي‪ .‬أل ٍَّني ُق ْم ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫ٗ‬ ‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت َع ْي ًدا َم َع ُم ْختَ ِ‬ ‫َّى ِر‬ ‫َّى ِر تُْب َنى‪َّ .‬‬ ‫ت ل َد ُاوَد َع ْبدي إِلَى الد ْ‬ ‫إِلَى الد ْ‬ ‫اري‪َ ,‬حمَ ْف ُ‬ ‫ييا َحقَّ َك»‪« .‬قَطَ ْع ُ‬ ‫ات تُثِْب ُ‬ ‫الس َم َاو ُ‬ ‫ت ف َ‬ ‫٘‬ ‫ات تَ ْحم ُد عج ِائب َك يا رب‪ ,‬وحقَّ َك أ َْي ً ِ‬ ‫اع ِة‬ ‫َّك»‪ِ .‬سبلَ ْه‪َ .‬و َّ‬ ‫سمَ َك‪َ ,‬وأ َْب ِني إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر ُك ْر ِسي َ‬ ‫أُثٍَّب ُ‬ ‫ضا في َج َم َ‬ ‫الس َم َاو ُ َ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ت َن ْ‬ ‫ِ ‪ٚ‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب ب ْي َن أ َْب َن ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل ِقد ِ‬ ‫ٍّيس َ ‪َّ ٙ‬‬ ‫ام َرِة‬ ‫اء‬ ‫الر َّ‬ ‫ش ِب ُو َّ‬ ‫اء ُي َع ِاد ُل َّ‬ ‫ب‪َ .‬م ْن ُي ْ‬ ‫اهلل؟ إِ ٌ‬ ‫لو َم ُي ٌ‬ ‫الر َّ َ‬ ‫وب جدًّا في ُم َؤ َ‬ ‫ين‪ .‬ألَن ُو َم ْن في َّ َ‬ ‫ا ْل ِقد ِ‬ ‫ين َح ْولَ ُو‪".‬‬ ‫وف ِع ْن َد َج ِم ِ‬ ‫ين‪َ ,‬و َم ُخ ٌ‬ ‫يع الَِّذ َ‬ ‫ٍّيس َ‬ ‫َّى ِر تُْب َنى = المرنـ يرى اآلف أف الصورة سوداء وكرسي داود قد‬ ‫المرنـ يسبح اهلل عمى مراحمو‪َّ ،‬‬ ‫الر ْح َم َة إِلَى الد ْ‬ ‫ت = ىو في إيمانو بمحبة اهلل رأى أف ىذا الوضع ال‬ ‫سقط‪ .‬ولكنو بإيماف يرى مراحـ اهلل أنيا إلى األبد= أل ٍَّني ُق ْم ُ‬

‫يمكف لو أف يستمر‪ ،‬فمقد وعد اهلل داود‪ .‬ووعده ومراحمو ثابتة ال تسقط‪ ،‬بؿ ىي تزداد مف يوـ إلى يوـ كأنيا بناء‬

‫يبنى‪ ،‬بؿ سيستمر ىذا البناء إلى األبد في أورشميـ السماوية‪ .‬واآلف حتى وأف كانت مظمة داود ساقطة لكف اهلل‬ ‫ات تُثِْب ُ ِ‬ ‫ييا َحقَّ َك = أي حتى لو كنا نرى ىنا اآلف بعض الظمـ واآلالـ تقع‬ ‫سيعود ويبنييا (عا‪ .)ٔ​ٔ2ٜ‬و َّ‬ ‫الس َم َاو ُ‬ ‫تف َ‬ ‫ت‬ ‫عمى القديسيف‪ ،‬وىذا يسبب لنا بعض اإلحباط‪ ،‬ولكف وعود اهلل لف تسقط وسنرى تحقيقيا في السماء‪ .‬قَ َ‬ ‫ط ْع ُ‬

‫َع ْي ًدا َم َع ُم ْختَ ِ‬ ‫سمَ َك= ىذا الكبلـ قيؿ لداود فعبلً (ٕصـٕ‪ )ٔٗ-ٕٔ2‬والمرنـ يعتمد عميو‬ ‫اري‪ ..‬إلَى الد ْ‬ ‫َّى ِر أُثٍَّب ُ‬ ‫ت َن ْ‬ ‫ليستعيد شعب الرب أمجاده‪ .‬ولكف مختار الرب حقيقة ىو المسيح ابف داود‪ .‬وىذا ىو مف يقاؿ عنو أف نسمو أي‬ ‫ات تَ ْح َم ُد َع َج ِائ َب َك فنحف األرضيوف ال نستوعب كؿ أعمالؾ العجيبة‬ ‫مؤمنيو وكنيستو تثبت إلى الدىر‪َّ .‬‬ ‫الس َم َاو ُ‬ ‫بسبب أف عيوننا طمستيا محبة العالـ‪ .‬م َؤامرِة ا ْل ِقد ِ‬ ‫ين‪ = ,‬أي جماعاتيـ يمجدوف اهلل‪ ،‬جماعات القديسيف أو‬ ‫ٍّيس َ‬ ‫ُ َ​َ‬ ‫المبلئكة‪.‬‬

‫‪ٜ‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ت متَسمٍّطٌ عمَى ِك ْب ِري ِ‬ ‫ِ‬ ‫لو ا ْل ُج ُن ِ‬ ‫اء‬ ‫ي‪َ ,‬ر ٌّ‬ ‫ود‪َ ,‬م ْن ِم ْثمُ َك ؟ قَ ِو ٌّ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٔٗ-ٛ‬يا َرب إِ َ‬ ‫َ‬ ‫ب‪َ ,‬و َحق َك م ْن َح ْولِ َك‪ .‬أَ ْن َ ُ َ َ‬ ‫ٓٔ‬ ‫ب ِم ْث َل ا ْلقَ ِت ِ‬ ‫اء َك‪ٔ​ٔ .‬لَ َك‬ ‫يل‪ِ .‬ب ِذ َر ِ‬ ‫ا ْل َب ْح ِر‪ِ .‬ع ْن َد ْارِتفَ ِ‬ ‫اع قُ َّوِت َك َبد ْ‬ ‫َّد َ‬ ‫س َح ْق َ‬ ‫س ٍّك ُن َيا‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫اع لُ َج ِج ِو أَ ْن َ‬ ‫ت أْ‬ ‫ت َرَى َ‬ ‫َع َد َ‬ ‫ت َ‬ ‫ت تُ َ‬

‫‪261‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمبحون)‬

‫ستَ ُي َما‪ٍّ ٕٔ .‬‬ ‫ور‬ ‫ت أ َّ‬ ‫َّ‬ ‫وب أَ ْن َ‬ ‫س ُكوَن ُة َو ِم ْم ُؤ َىا أَ ْن َ‬ ‫ضا األ َْر ُ‬ ‫الس َم َاو ُ‬ ‫ات‪ .‬لَ َك أ َْي ً‬ ‫الش َما ُل َوا ْل َج ُن ُ‬ ‫َس ْ‬ ‫ض‪ .‬ا ْل َم ْ‬ ‫ت َخمَ ْقتَ ُي َما‪ .‬تَ ُاب ُ‬ ‫ٖٔ‬ ‫اع ا ْلقُ ْدرِة‪ .‬قَ ِوَّي ٌة ي ُد َك‪ .‬مرتَ ِفع ٌة ي ِمي ُن َك‪ٔٗ .‬ا ْلع ْد ُل وا ْلحق قَ ِ‬ ‫اس ِم َك َي ْي ِتفَ ِ‬ ‫الر ْح َم ُة‬ ‫اع َدةُ ُك ْر ِس ٍّي َك‪َّ .‬‬ ‫ان‪ .‬لَ َك ِذ َر ُ‬ ‫َو َح ْرُم ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ون ِب ْ‬ ‫َ‬ ‫َّم ِ‬ ‫ام َو ْج ِي َك‪".‬‬ ‫ان أ َ‬ ‫َما َن ُة تَتَقَد َ‬ ‫َواأل َ‬ ‫َم َ‬ ‫ت‬ ‫س َح ْق َ‬ ‫المرنـ يسبح اهلل عمى قدرتو وأعمالو‪ .‬فيو قادر أف يسكف أمواج البحر اليائج وىذا صنعو المسيح‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫ت َ‬ ‫ب = رىب تعني متكبر‪ ،‬وىي تشير إلى مصر‪ .‬واهلل سحؽ مصر بضربات عشر وسحؽ جيشيا تحت مياه‬ ‫َرَى َ‬ ‫اء َك‪ .‬واهلل خمؽ‬ ‫البحر األحمر‪ .‬وكاف ىذا رم اًز لسحؽ الشيطاف المتكبر بواسطة المسيح = ِب ِذ َر ِ‬ ‫اع قُ َّوِت َك َبد ْ‬ ‫َّد َ‬ ‫تأْ‬ ‫َع َد َ‬ ‫كؿ ما في السماء واألرض‪ ،‬الكؿ لو‪ .‬وأعمى ما في األرض مف جباؿ يعجز أماميا اإلنساف فيي صنعة يدي‬

‫ون‪ .‬وأحد الجبميف يقع في الشرؽ والجبؿ اآلخر‬ ‫ور َو َح ْرُم ُ‬ ‫اهلل‪ ،‬وذكر المرنـ قمتيف مف أعمى قمـ كنعاف وىما تَ ُاب ُ‬ ‫في الغرب‪ .‬والحظ قولو مف قبؿ ٍّ‬ ‫وب‪ .‬أي الكؿ هلل‪ .‬وجبؿ تابور ىو جبؿ التجمي‪ .‬وىنا نرى الجبؿ‬ ‫الش َما ُل َوا ْل َج ُن ُ‬ ‫ييتؼ ألنو سمع صوت اآلب يشيد لبلبف‪.‬‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫٘ٔ‬ ‫وبى لِ َّ‬ ‫اف‪َ .‬يا َرب‪ِ ,‬ب ُن ِ‬ ‫مش ْع ِب ا ْل َع ِ‬ ‫ون‬ ‫ين ا ْل ُيتَ َ‬ ‫اس ِم َك َي ْبتَ ِي ُج َ‬ ‫سمُ ُك َ‬ ‫ارِف َ‬ ‫اآليات (٘ٔ‪ " - )ٔٛ-‬طُ َ‬ ‫ون‪ِ .‬ب ْ‬ ‫ور َو ْج ِي َك َي ْ‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫الر َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وس‬ ‫ب قَ ْرنُ َنا‪ٔٛ .‬أل َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ض َ‬ ‫ون‪ .‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬ ‫ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو‪َ ,‬وِب َع ْدلِ َك َي ْرتَ ِف ُع َ‬ ‫ت فَ ْخ ُر قُ َّوِت ِي ْم‪َ ,‬وِب ِر َ‬ ‫اك َي ْنتَص ُ‬ ‫ب م َجن َنا‪َ ,‬وقُد َ‬ ‫يل َممِ ُك َنا‪".‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫إِ ْ‬ ‫الم رنـ يطوب الشعب الذي عرؼ الرب وفيـ مراحمو وصار يسبحو‪ ،‬ألنيـ أروا أف اهلل بقوتو ىذه غير المتناىية‬ ‫ىو سندىـ وقوتيـ وحمايتيـ ألنو ممكيـ وىـ رعيتو‪.‬‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫ار ِم ْن َب ْي ِن‬ ‫ت ُم ْختَ ًا‬ ‫ت َع ْوًنا َعمَى قَ ِو ٍّ‬ ‫ت ِب ُر ْؤَيا تَ ِقي َ‬ ‫ي‪َ .‬رفَ ْع ُ‬ ‫ت « َج َع ْم ُ‬ ‫َّك َوُق ْم َ‬ ‫اآليات (‪ِ " - )ٖٚ-ٜٔ‬حي َن ِئ ٍذ َكمَّ ْم َ‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫ٕٓ‬ ‫ضا ِذر ِ‬ ‫ت َداوَد ع ْب ِدي‪ِ .‬ب ُد ْى ِن قُ ْد ِسي مس ْحتُ ُو‪ٕٔ .‬الَِّذي تَثْب ُ ِ‬ ‫َّ‬ ‫اعي تُ َ‬ ‫ٍّدهُ‪ .‬الَ ُي ْرِغ ُموُ‬ ‫شد ُ‬ ‫ُ‬ ‫الش ْع ِب‪َ .‬و َج ْد ُ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ت َيدي َم َع ُو‪ .‬أ َْي ً َ‬ ‫ِ ِ ِ ٕٗ‬ ‫ٖٕ‬ ‫ع ُد ٌّو‪ ,‬و ْاب ُن ِ ِ‬ ‫َما َن ِتي َو َر ْح َم ِتي فَ َم َعوُ‪,‬‬ ‫ب ُم ْبغض‬ ‫يو‪ .‬أ َّ‬ ‫ام َو ْج ِي ِو‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫َس َح ُ‬ ‫ق أْ‬ ‫َض ِر ُ‬ ‫َ‬ ‫اإل ثْم الَ ُي َذلٍّمُ ُو‪َ .‬وأ ْ‬ ‫َع َد َ‬ ‫َ‬ ‫َما أ َ‬ ‫اءهُ أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫‪ٕٙ‬‬ ‫ٕ٘‬ ‫ِ‬ ‫وِب ِ‬ ‫َج َع ُل َعمَى ا ْل َب ْح ِر َي َدهُ‪َ ,‬و َعمَى األَ ْن َي ِ‬ ‫ص ْخ َرةُ‬ ‫ار َي ِمي َن ُو‪ُ .‬ى َو َي ْد ُعوِني أَِبي أَ ْن َ‬ ‫ب قَ ْرُن ُو‪َ .‬وأ ْ‬ ‫اسمي َي ْنتَص ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ت‪ ,‬إِل ِيي َو َ‬ ‫‪ٕٛ‬‬ ‫‪ٕٚ‬‬ ‫َعمَى ِم ْن ممُ ِ‬ ‫َخبلَ ِ‬ ‫وك األ َْر ِ‬ ‫َّت لَ ُو‪.‬‬ ‫ض‪ .‬إِلَى الد ْ‬ ‫َحفَظُ لَ ُو َر ْح َم ِتي‪َ .‬و َع ْي ِدي ُيثَب ُ‬ ‫َّى ِر أ ْ‬ ‫َج َعمُ ُو ِب ْك ًرا‪ ,‬أ ْ‬ ‫ضا أ ْ‬ ‫صي‪ .‬أَ​َنا أ َْي ً‬ ‫ُ‬ ‫ٖٓ‬ ‫‪ٕٜ‬‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫َّام َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّو ِم ْث َل أَي ِ‬ ‫امي‪ٖٔ ,‬إِ ْن‬ ‫سمَ ُو‪َ ,‬و ُك ْر ِسي ُ‬ ‫سمُ ُكوا ِبأ ْ‬ ‫َوأ ْ‬ ‫يعتي َولَ ْم َي ْ‬ ‫َج َع ُل إِلَى األ َ​َبد َن ْ‬ ‫الس َم َاوات‪ .‬إِ ْن تَ​َر َك َب ُنوهُ َ َ‬ ‫ٖ​ٖ‬ ‫ضرب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٕٖ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َما َر ْح َم ِتي فَبلَ أَ ْن ِز ُع َيا‬ ‫ات إِثْ َم ُي ْم‪ .‬أ َّ‬ ‫َنقَ ُ‬ ‫صا َم ْعص َيتَ ُي ْم‪َ ,‬وِب َ َ َ‬ ‫اي‪ ,‬أَفْتَق ُد ِب َع ً‬ ‫ص َاي َ‬ ‫ضوا فَ َرائضي َولَ ْم َي ْحفَظُوا َو َ‬ ‫ٖ٘‬ ‫ٖٗ‬ ‫ع ْن ُو‪ ,‬والَ أَ ْك ِذ ِ ِ ِ‬ ‫ت ِبقُ ْد ِسي‪ ,‬أ ٍَّني‬ ‫ض َع ْي ِدي‪َ ,‬والَ أُ َغ ٍّي ُر َما َخ َر َج ِم ْن َ‬ ‫شفَتَ َّي‪َ .‬م َّرةً َحمَ ْف ُ‬ ‫َما َن ِتي‪ .‬الَ أَ ْنقُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ب م ْن ج َية أ َ‬ ‫‪ٖٚ‬‬ ‫‪ٖٙ‬‬ ‫الش ِ‬ ‫س أَم ِ‬ ‫الَ أَ ْك ِذ ِ‬ ‫َّى ِر‪َ .‬و َّ‬ ‫ون‪َ ,‬و ُك ْر ِسي ُو َك َّ‬ ‫اى ُد ِفي‬ ‫َّت إِلَى الد ْ‬ ‫سمُ ُو إِ َلى الد ْ‬ ‫امي‪ِ .‬م ْث َل ا ْلقَ َم ِر ُيثَب ُ‬ ‫َّى ِر َي ُك ُ‬ ‫ُ‬ ‫ب ل َد ُاوَد َن ْ‬ ‫الش ْم ِ َ‬ ‫اء أ ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫ين»‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫َم ٌ‬ ‫َّ َ‬ ‫المرنـ ىنا يشي ر لمرؤيا التي رآىا ناثاف النبي بخصوص داود ووالدتو لسميماف وذكرت كمماتيا في (ٕصـ‪-ٕٔ2ٚ‬‬

‫‪ .) ٔٚ‬ولكف ىذه الكممات المذكورة ىنا مخصصة لممسيح ففييا كثير ال يمكف أف يقاؿ عف داود أو سميماف بؿ‬ ‫ي = اختار اهلل داود الذي رآه‬ ‫ت َع ْوًنا َعمَى قَ ِو ٍّ‬ ‫ت ِب ُر ْؤَيا تَ ِقي َ‬ ‫َّك = يشير لرؤيا ناثاف َج َع ْم ُ‬ ‫عف المسيح فقط‪ِ .‬حي َن ِئ ٍذ َكمَّ ْم َ‬ ‫قوياً ودعمو ليصير ممكاً عمى شعبو وىذه تقاؿ عف المسيح اإللو القدير القوي‪ .‬وبعد تجسده خضع لضعؼ‬

‫‪262‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمبحون)‬

‫بشريتنا فجاع وعطش وتألـ‪ ،‬بؿ جاءتو مبلئكة تقويو (لوٕ​ٕ‪ .)ٖٗ2‬فاهلل أعانو ليتـ عمؿ الخبلص‪ .‬والمسيح كاف‬ ‫ار ِم ْن َب ْي ِن َّ‬ ‫الش ْع ِب‪ .‬وفي (ٕٓ) داود ُم ِس َح والمسيح ُم ِس َح بحموؿ الروح القدس عميو‪َ .‬ع ْب ِدي‬ ‫إنساناً كامبلً = ُم ْختَ ًا‬ ‫= أخمى ذاتو أخذاً صورة عبد (فيٕ‪ِ .)ٚ2‬ذر ِ‬ ‫ٍّدهُ = اهلل أعطى لداود قوة ضد أعدائو‪ .‬وقيؿ ىذا عف‬ ‫اعي تُ َ‬ ‫شد ُ‬ ‫َ‬ ‫َج َع ُل َعمَى ا ْل َب ْح ِر‬ ‫المسيح (يوٗٔ‪ .)ٔٓ2‬ولـ يوجد عدو أذؿ داود (ٕ​ٕ) والشيطاف َج َّرب المسيح وغمبو المسيح‪ .‬أ ْ‬ ‫َي َدهُ = سمطاف المسيح عمى العالـ‪َ .‬و َعمَى األَ ْن َي ِ‬ ‫ار َي ِمي َن ُو = ىـ الرسؿ الذيف نشروا الك ارزة بقوة‪ُ .‬ى َو َي ْد ُعوِني أَِبي‬

‫َج َعمُ ُو ِب ْك ًار = ىذه ال‬ ‫= ىذه عف المسيح االبف بالطبيعة‪ .‬إِل ِيي = بحسب الجسد يدعو اآلب إليو (يوٕٓ‪ .)ٔٚ2‬أ ْ‬ ‫تقاؿ عف داود وىو الصغير بيف أخوتو‪ ،‬إنما عف المسيح (رو‪ .)ٕٜ2ٛ‬وصارت كنيستو أخوة لو بؿ جعميـ‬ ‫َعمَى ِم ْن ممُ ِ‬ ‫وك األ َْر ِ‬ ‫َحفَظُ لَ ُو َر ْح َم ِتي = رحمة اهلل لكنيسة المسيح ىي إلى‬ ‫ض (رؤ‪ .)٘2ٔ،ٙ‬إِلَى الد ْ‬ ‫َّى ِر أ ْ‬ ‫مموكاً= أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّى ِر فيو إشارة لمكنيسة وليس لمممكة داود التي‬ ‫الدىر‪ ،‬وىي تعطي لمكنيسة كعطية باسـ المسيح‪ .‬وقولو إِلَى الد ْ‬ ‫ِ‬ ‫سمَ ُو = نسؿ داود انتيى بموت صدقيا آخر مموؾ ييوذا‪ .‬ونسؿ المسيح‬ ‫انتيت سنة ‪٘ٛٙ‬ؽ‪.‬ـ‪َ .‬وأ ْ‬ ‫َج َع ُل إِلَى األ َ​َبد َن ْ‬ ‫ىـ المؤمنيف نسمو الروحي (عبٕ‪ .)ٖٔ2‬وعرش المسيح في قموبيـ فيحوليا إلى سماء وعرشو وسط كنيستو ال‬

‫نياية لو ألف كنيستو تنتقؿ مف األرض إلى السموات‪ .‬وابتداء مف آية (ٖٓ) نسمع عف اآلب الذي يؤدب أبناءه‬ ‫الش ْم ِ‬ ‫إف أخطأوا وتعوجوا‪ .‬وىذا ما حدث مع نسؿ داود وما يحدث مع المؤمنيف اآلف‪ُ .‬ك ْر ِسي ُو َك َّ‬ ‫س = داود بدأ‬ ‫حكمو بحوالي ٓٔ قروف قبؿ الميبلد تقريباً‪ ،‬والشمس كانت قبمو بآالؼ مبلييف السنيف‪ ،‬أما كرسي المسيح‬

‫النوراني فيو أزلى وقبؿ الشمس نفسيا‪ .‬والمسيح مشبو بشمس البر (مبلخي) وكنيستو التي تستمد ضوءىا منو‬ ‫َّى ِر = وكنيسة المسيح ىي أيضاً ثابتة طالما األرض والقمر موجوداف‪.‬‬ ‫َّت إِلَى الد ْ‬ ‫مشبية بالقمر= ِمثْ َل ا ْلقَ َم ِر ُيثَب ُ‬

‫‪ٖٜ‬‬ ‫ِ‬ ‫ت عمَى م ِس ِ‬ ‫ت ورَذ ْل َ ِ‬ ‫اآليات (‪ِ ٖٛ" - )ٗ٘-ٖٛ‬‬ ‫اج ُو ِفي‬ ‫َّس َ‬ ‫ضَ‬ ‫يح َك‪َ .‬نقَ ْ‬ ‫لك َّن َك َرفَ ْ‬ ‫ت تَ َ‬ ‫ت َع ْي َد َع ْبد َك َنج ْ‬ ‫ض َ َ​َ‬ ‫ت َغض ْب َ َ َ‬ ‫ٕٗ‬ ‫ٔٗ‬ ‫ٓٗ‬ ‫صار َع ا ِ ِ‬ ‫التر ِ‬ ‫ْس َدهُ ُكل َعا ِب ِري الطَّ ِري ِ‬ ‫ت‬ ‫يرِان ِو‪َ .‬رفَ ْع َ‬ ‫ت ُك َّل ُج ْد َرِان ِو َج َع ْم َ‬ ‫اب‪َ .‬ى َد ْم َ‬ ‫صوَن ُو َخ َر ًابا‪ .‬أَف َ‬ ‫ت ُح ُ‬ ‫ار ع ْن َد ج َ‬ ‫ق َ​َ ً‬ ‫َ‬ ‫ٗ​ٗ‬ ‫ٖٗ‬ ‫ت ح َّد ِ ِ‬ ‫يو‪ ,‬فَ​َّر ْح َ ِ‬ ‫ضا ِي ِق ِ‬ ‫صرهُ ِفي ا ْل ِقتَ ِ‬ ‫ت‬ ‫ال‪ .‬أ َْب َ‬ ‫اءهُ‪َ ,‬وأَْلقَ ْي َ‬ ‫ط ْم َ‬ ‫َي ِم َ‬ ‫َع َد ِائ ِو‪ .‬أ َْي ً‬ ‫يع أ ْ‬ ‫ين ُم َ‬ ‫ت َجم َ‬ ‫ت َب َي َ‬ ‫ضا َرَد ْد َ َ َ‬ ‫س ْيفو‪َ ,‬ولَ ْم تَْن ُ ْ‬ ‫٘ٗ‬ ‫َّو إِلَى األ َْر ِ‬ ‫ش َبا ِب ِو َغطَّ ْيتَ ُو ِبا ْل ِخ ْزِي‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ض‪ .‬قَ َّ‬ ‫َّام َ‬ ‫ص ْر َ‬ ‫ُك ْر ِسي ُ‬ ‫ت أَي َ‬

‫وصؼ لمحالة المحزنة التي صار عمييا كرسي داود بالذات بعد سقوط أورشميـ وأسر مموكيا بواسطة مموؾ بابؿ‪،‬‬

‫وحرؽ وتدمير الييكؿ وأورشميـ كميا‪ .‬ولذلؾ نفيـ أف الوعود التي قيمت لداود باستمرار كرسيو لؤلبد كانت لممسيح‬

‫وكنيستو‪.‬‬

‫‪ٗٚ‬‬ ‫‪ٗٙ‬‬ ‫االخ ِتب ِ‬ ‫اء؟ َحتَّى متَى َيتَّ ِق ُد َك َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ف أَ​َنا‬ ‫ض ُب َك؟ ا ْذ ُك ْر َك ْي َ‬ ‫ار َغ َ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٕ٘-ٗٙ‬حتَّى َمتَى َيا َرب تَ ْختَِبئُ ُك َّل ْ َ‬ ‫َ‬ ‫‪ٗٛ‬‬ ‫َي ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ُو ِم ْن َي ِد ا ْل َي ِ‬ ‫سٍ‬ ‫اوَي ِة؟‬ ‫ت؟ أ ٌّ‬ ‫ان َي ْح َيا َوالَ َي َرى ا ْل َم ْو َ‬ ‫ت َج ِميعَ َب ِني َ‬ ‫اطل َخمَ ْق َ‬ ‫َزائ ٌل‪ ,‬إِلَى أ ٍّ َ‬ ‫َي ُي َن ٍّجي َن ْف َ‬ ‫آد َم! أَي إِ ْن َ‬ ‫‪ٜٗ‬‬ ‫ت ِبيا لِ َداوَد ِبأَما َن ِت َك؟ ٓ٘ا ْذ ُكر يا رب عار ع ِب ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َحتَ ِممُ ُو ِفي‬ ‫يد َك الَِّذي أ ْ‬ ‫ْ َ َ َ​َ َ‬ ‫سبلَ ْه‪ .‬أ َْي َن َم َراح ُم َك األ َُو ُل َيا َرب‪ ,‬التي َحمَ ْف َ َ ُ َ‬ ‫ٕ٘‬ ‫ٔ٘‬ ‫ين عيَّروا آثَار م ِس ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِح ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرب إِلَى‬ ‫يح َك‪ُ .‬م َب َار ٌك َّ‬ ‫َع َد ُ‬ ‫ُمِم ُكمٍّ َيا‪ ,‬الَِّذي ِب ِو َعي َ​َّر أ ْ‬ ‫اؤ َك َيا َرب‪ ,‬الذ َ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ضني م ْن َكثَْرة األ َ‬ ‫ين فَ ِ‬ ‫َّى ِر‪ِ .‬‬ ‫ين‪".‬‬ ‫الد ْ‬ ‫آم َ‬ ‫آم َ‬

‫‪263‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمبحون)‬

‫اطل َخمَ ْق َ ِ‬ ‫َي ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫يع‬ ‫ىي صرخة المرنـ ليعيد اهلل مراحمو لشعبو‪ ،‬ويوقؼ غضبو عمييـ‪ .‬وقولو أَ​َنا َزائ ٌل‪ .‬إِلَى أ ٍّ َ‬ ‫ت َجم َ‬ ‫آد َم = أي عمرنا قصير يا رب‪ ،‬فإذا لـ تعؼ عف ذنوبنا في فترة حياتنا فسنيمؾ وتكوف يا رب قد خمقتنا‬ ‫َب ِني َ‬ ‫باطبلً‪ .‬فمو خمؽ البشر لكي يكوف مصيرىـ الجحيـ فباطؿ كانت خمقتيـ‪ .‬وفي (‪ )ٗٛ‬امتدت نظرة النبي مف‬

‫عقوبة اهلل لبيت داود إلى عقوبة اهلل لئلنساف ككؿ‪ .‬ولقد رأى أف البشر كميـ ليـ نفس المصير وىو الموت‪ .‬وال‬ ‫ض ِني‬ ‫َحتَ ِممُ ُو ِفي ِح ْ‬ ‫يستطيع أحد أف ينجي نفسو مف الياوية‪ .‬والمرنـ يصرخ لمرب ليرفع عار البشر عنيـ‪ .‬الَِّذي أ ْ‬

‫= العار الذي لحقو ولحؽ كؿ البشر ىو مؤلـ لمغاية‪ ،‬فيو ليس ضد البشر فقط‪ ،‬بؿ ضد اهلل وىذا ما يؤلـ المرنـ‪.‬‬

‫كأف اهلل ال يجد طريقة ينقذ بيا عبيده‪ .‬ىذا العار يحممو المرنـ في حضنو كمف يحمؿ ثقبلً رىيباً وىؤالء األعداء‬ ‫عيَّروا آثَار م ِس ِ‬ ‫يح َك = أي المؤمنيف بكبلمؾ (آثارؾ) وىـ يسيروف عمى أثارؾ‪ .‬واألعداء مازالوا يعيروننا أيف‬ ‫َُ‬ ‫َ َ‬ ‫الرب‪.‬‬ ‫مسيحكـ فيخمصكـ‪ .‬ويختـ بقولو ُم َب َار ٌك َّ‬

‫‪264‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التطعون)‬

‫المزمور التسعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫كاتب المزمور ىو موسى‪ ،‬وكتبو غالباً بعد الخروج مف مصر‪ .‬وىو صبلة لموسى غالباً قد كتبيا بعد أف عاقب‬ ‫اهلل الشعب عمى تذمرىـ وعدـ إيمانيـ وتمردىـ عميو‪ .‬واهلل عاقب الشعب بأف ماتوا كميـ في البرية ما عدا يشوع‬ ‫وكالب فقد دخموا أرض الميعاد‪ .‬ولقد رأى موسى ضربات اهلل ضد الشعب بسبب التذمر ورأى كيؼ أف غضبو‬

‫رىيب‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫ض‬ ‫ت لَ َنا ِفي َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر‪ِ .‬م ْن قَ ْب ِل أ ْ‬ ‫ْت األ َْر َ‬ ‫َن تُولَ َد ا ْل ِج َبا ُل‪ ,‬أ َْو أ َْب َدأ َ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬يا َرب‪َ ,‬م ْم َجأً ُك ْن َ‬ ‫ت اهللُ‪".‬‬ ‫س ُكوَن َة‪ُ ,‬م ْن ُذ األ َ​َز ِل إِلَى األ َ​َب ِد أَ ْن َ‬ ‫َوا ْل َم ْ‬

‫قبؿ أف يبدأ موسى صبلتو‪ ،‬يعترؼ أوالً هلل بقوتو وقدرتو وحمايتو لشعبو‪.‬‬

‫اآليات (ٖ‪ٖ" - )ٙ-‬تُْرجعُ ِ‬ ‫ان إِلَى ا ْل ُغ َب ِ‬ ‫س َن ٍة ِفي َع ْي َن ْي َك ِم ْث ُل‬ ‫آد َم»‪ٗ .‬أل َّ‬ ‫َن أَْل َ‬ ‫ار َوتَقُو ُل « ْار ِج ُعوا َيا َب ِني َ‬ ‫س َ‬ ‫ف َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫٘‬ ‫ش ٍب ي ُزو ُل‪ِ ٙ .‬با ْل َغ َد ِ‬ ‫ِ‬ ‫َي ْوِم أ َْم ِ‬ ‫اة ُي ْزِى ُر‬ ‫س َب ْع َد َما َع َب َر‪َ ,‬و َك َي ِز ٍ‬ ‫يع ِم َن المَّْي ِل‪َ .‬ج َرفْتَ ُي ْم‪َ .‬ك ِس َن ٍة َي ُكونُ َ‬ ‫ون‪ِ .‬با ْل َغ َداة َك ُع ْ َ‬ ‫فَي ُزو ُل‪ِ .‬ع ْن َد ا ْلم ِ‬ ‫س‪".‬‬ ‫َ‬ ‫ساء ُي َجز فَ َي ْي َب ُ‬ ‫َ َ‬ ‫نجد موسى ىنا يتواضع أماـ اهلل ويعترؼ بضعؼ البشر‪ ،‬وانما ىـ تراب ويرجعوف إلى التراب بسبب خطيتيـ‬ ‫آد َم وتفيـ أف اهلل يقوؿ أرجعوا أي توبوا فبل يكوف‬ ‫وذلؾ بسبب عقوبة اهلل آلدـ (تؾٖ‪ْ .)ٜٔ2‬ار ِج ُعوا َيا َب ِني َ‬ ‫مصيركـ التراب‪ .‬وحتى لو عاش اإلنساف ألؼ سنة فيي في عيني اهلل األزلى األبدي كبل شئ = ِم ْث ُل َي ْوِم أ َْم ِ‬ ‫س‬

‫َب ْع َد َما َع َب َر‪ .‬ولقد عاش آدـ حوالي ٓ​ٓ​ٓٔسنة فأيف ىو اآلف‪ .‬ولو عاش اإلنساف ٓ​ٓ​ٓٔسنة في الخطية ثـ تاب‬ ‫ون = الموت يأتي كطوفاف‬ ‫يغفرىا اهلل‪ ،‬بؿ ينساىا اهلل ‪ ،‬كأنيا ىزيع مف الميؿ قد مر وانتيى َج َرفْتَ ُي ْم‪َ .‬ك ِس َن ٍة َي ُكوُن َ‬ ‫يجرفيـ (ىكذا جاءت الترجمة في اإلنجميزية) والطوفاف ال يبقى شيئاً أمامو‪ .‬ومع أف الكؿ يعرؼ أنو سيموت إال‬ ‫نتصور أنو ال ينتيي‪ ،‬ونحمـ بأشياء كثيرة عظيمة كأننا سنعيش إلى األبد‪ ،‬ويأتي‬ ‫أننا نعيش كما لو كنا في حمـ‬ ‫َّ‬ ‫الموت ليوقظنا مف ىذا الحمـ‪ .‬فالوقت يمر باإلنساف دوف أف يشعر اإلنساف بو‪ ،‬كما يمر الوقت عمى اإلنساف‬

‫النائـ دوف أف يشعر بو‪ .‬وحياة اإلنساف قصيرة مثؿ عشب يزىر في الصباح ولكف سريعاً ما يأتي مف يقطعو‬ ‫وسريعاً ما يجؼ ويموت ويفقد كؿ جمالو‪ .‬واإلنساف حتى في نياية حياتو نجده ضعيفاً مثؿ العشب‪.‬‬

‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ت آثام َنا أَمام َك‪َ ,‬خ ِفي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ْو ِء‬ ‫ض ِب َك ْارتَ َع ْب َنا‪ .‬قَ ْد َج َع ْم َ‬ ‫َّات َنا ِفي َ‬ ‫س َخ ِط َك َوِب َغ َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔ​ٔ-ٚ‬أل ََّن َنا قَ ْد فَني َنا ِب َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ص ٍة‪ٔٓ .‬أَي ِ ِ ِ‬ ‫َن ُك َّل أَي ِ‬ ‫َو ْج ِي َك‪ٜ .‬أل َّ‬ ‫ض ْت ِب ِر ْج ِز َك‪ .‬أَ ْف َن ْي َنا ِس ِني َنا َك ِق َّ‬ ‫س ْب ُع َ‬ ‫َّام َنا قَِد ا ْنقَ َ‬ ‫س َن ًة‪َ ,‬وِا ْن َكا َن ْت َمعَ‬ ‫ون َ‬ ‫َّام سني َنا ى َي َ‬ ‫ُ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ف قَُّوةَ َغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َب َك؟ َو َك َخ ْوِف َك‬ ‫ير‪َ .‬م ْن َي ْع ِر ُ‬ ‫ب َوَبمِ َّي ٌة‪ ,‬أل ََّن َيا تُ ْق َر ُ‬ ‫ا ْلقُ َّوِة فَثَ َما ُن َ‬ ‫س َن ًة‪َ ,‬وأَ ْف َخ ُرَىا تَ َع ٌ‬ ‫س ِر ً‬ ‫ض َ‬ ‫ون َ‬ ‫يعا فَ َنط ُ‬ ‫س َخطُ َك‪".‬‬ ‫َ‬

‫‪265‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التطعون)‬

‫النبي ىنا يعترؼ اماـ اهلل بخطايا الشعب وأنيـ يستحقوف اآلالـ التي وضعت عمييـ‪ .‬وأف أياميـ انقضت في‬ ‫أحزاف بسبب خطاياىـ‪ ،‬ولتعرضيـ لغضب وسخط اهلل َخ ِفي ِ‬ ‫ض ْو ِء َو ْج ِي َك = عمى كؿ إنساف أف يعمـ أنو‬ ‫َّات َنا ِفي َ‬ ‫ص ٍة = أي تنتيي سريعاً‪ .‬ولؤلسؼ فيي قصة‬ ‫في كؿ ما يعممو ويفكر فيو‪ ،‬ىو مكشوؼ أماـ اهلل‪ .‬أَ ْف َن ْي َنا ِس ِني َنا َك ِق َّ‬

‫محزنة مؤلمة‪.‬‬

‫ٕٔ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِح ْك َم ٍة‪.‬‬ ‫اء أَيَّام َنا ى َك َذا َعمٍّ ْم َنا فَنُ ْؤتَى َق ْم َ‬ ‫ص َ‬ ‫اآليات (ٕٔ‪ " - )ٔٚ-‬إِ ْح َ‬ ‫ٗٔ‬ ‫ِٖٔ‬ ‫اة ِم ْن ر ْحم ِت َك‪ ,‬فَ َن ْبتَ ِيج وَن ْفرح ُك َّل أَي ِ‬ ‫ش ِبع َنا ِبا ْل َغ َد ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّام َنا‪.‬‬ ‫جع َيا َرب‪َ ,‬حتَّى َمتَى؟ َوتَ​َأرَّ ْ‬ ‫ا ْر ْ‬ ‫َ َ َ​َ‬ ‫ف َعمَى َع ِبيد َك‪ .‬أَ ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ش ًّرا‪ٔٙ .‬لِي ْظير ِفعمُ َك لِع ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّام الَِّتي ِفييا أَ ْذلَ ْمتَ​َنا‪َ ,‬ك ٍّ ِ‬ ‫٘ٔفٍَّر ْح َنا َكاألَي ِ‬ ‫يد َك‪َ ,‬و َجبلَ لُ َك لِ َب ِني ِي ْم‪.‬‬ ‫ييا َ‬ ‫َ َْ ْ‬ ‫السني ِن الَّتي َأر َْي َنا ف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫ب إِل ِي َنا َعمَ ْي َنا‪َ ,‬و َع َم َل أ َْي ِدي َنا ثٍَّب ْت َعمَ ْي َنا‪َ ,‬و َع َم َل أ َْي ِدي َنا ثٍَّبتْ ُو‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َوْلتَ ُك ْن ِن ْع َم ُة َّ‬

‫صبلة موسى في الختاـ ليتراءؼ الرب ويرفع غضبو عف شعبو‪ .‬ومعنى آية (ٕٔ) إعطنا يا رب أف نفيـ أف‬

‫حياتنا قصيرة فنكؼ عف عمؿ الشر‪ .‬والقمب الذي يكؼ عف الشر ىو قمب حكمة‪ ،‬القمب المستعد دائماً ليذا اليوـ‬ ‫الذي يقابؿ فيو اهلل ىو َق ْمب ِح ْكم ٍة وَن ْفرح ُك َّل أَي ِ‬ ‫َّام َنا = مف يحيا في التوبة ال يضمف حياتو األبدية فقط بؿ يحيا‬ ‫َ َ َ َ​َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ييا أَ ْذلَ ْمتَ​َنا‬ ‫فرحاً كؿ أيامو‪ .‬بؿ أفراحو بعد التوبة ستجعمو ينسى أياـ أحزانو بسبب الخطية = فٍَّر ْح َنا َكاألَيَّام الَّتي ف َ‬ ‫= حيف نخطئ فاهلل يؤدب لنعود بالتوبة‪ ،‬واذا عدنا يعطينا فرحاً‪ِ .‬لي ْظير ِفعمُ َك ِلع ِب ِ‬ ‫يد َك = اهلل يتوبنا ويغير صورتنا‬ ‫َ َْ ْ‬ ‫َ‬ ‫فنصبح عمى صورة المسيح‪ ،‬وىذه الصورة تظير قوة عممو في التغيير والتجديد وليس ىذا فقط‪ ،‬بؿ ىو يبارؾ‬ ‫فيما نعممو بأيدينا= َع َم َل أ َْي ِدي َنا ثٍَّب ْت َعمَ ْي َنا‪ .‬ولكف عمينا أف نصمي ليبارؾ اهلل في أعمالنا وجيادنا‪ .‬فاهلل يعمؿ فينا‬ ‫لنتوب ونتغير إلى صورتو ولكف ىو يطمب الجياد= َع َم َل أ َْي ِدي َنا = عمينا أف نعمؿ مف أجؿ خبلص نفوسنا‬ ‫فتنسكب عمينا نعمة اهلل‪ ،‬فبل نعمة بدوف جياد‪ .‬ونحف نجاىد ونصمي لينجح العمؿ‪ .‬والنبي يكرر ىذه الصبلة‬ ‫عمؿ أيدينا يثبت عمينا َو َع َم َل أ َْي ِدي َنا ثٍَّبتْ ُو = ألننا ال نستحؽ لذلؾ نطمب بمجاجة أف ينظر اهلل إلينا نحف الغير‬ ‫مستحقيف لمراحمو‪.‬‬

‫‪266‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والتطعون)‬

‫المزمور الحادي والتسعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور الحادي والتسعون (التسعون في األجبية)‬ ‫المزمور السابؽ ليذا المزمور مكتوب عنو أنو لموسى النبي‪ ،‬لذلؾ قاؿ كثير مف الدارسيف أف ىذا المزمور أيضاً‬

‫لموسى النبي‪ .‬وقاؿ اآلخريف بؿ ىو لداود‪.‬‬

‫ىذا المزمور نرى فيو عناية اهلل وحمايتو ألوالده المؤمنيف بو‪ .‬وقيؿ أف كممات ىذا المزمور موجية لمسيد المسيح‬

‫نفسو في آالمو‪ ،‬خصوصاً أف إبميس في تجربتو لمسيد استخدـ آية مف ىذا المزمور "ألنو يوصي مبلئكتو بك‪"..‬‬

‫وابميس لـ يكمؿ المزمور ألف فيو نبوة ضده وىذا ما صنعو السيد المسيح إذ داسو فعبلً بقدميو "تطأ األفعى وممؾ‬ ‫الحيات‪ ،‬وتسحؽ األسد والتنيف"‪ .‬ونصمي ىذا المزمور في الساعة السادسة لنذكر أنو مع أف السيد معمقاً عمى‬ ‫الصميب إال أنو سينتصر ويدوس إبميس الحية القديمة‪.‬‬

‫عموماً نرى في ىذا المزمور انتصار المسيح عمى إبميس ومؤامراتو‪ ،‬وابميس ُكِّن َي عنو ىنا بعدة أسماء‪ ،‬فيو‬ ‫الصياد الذي يضع فخاً في طريؽ المؤمنيف‪ ،‬ويأتي بالوبأ الخطر بؿ ىو نفسو الوبأ الخطر (ىو نوع مف الموت‬ ‫المبيد) وىو سيـ يطير في النيار وىو خوؼ الميؿ وىبلؾ يفسد في الظييرة وىو األسد والصؿ والشبؿ والثعباف‬ ‫ولكنو مع كؿ ىذا قد داسو السيد لحساب شعبو فقيؿ ىنا يسقط عف جانبؾ ألوؼ وربوات (لوٓٔ‪ .)ٜٔ2‬ىو‬

‫مزمور يعطي لكؿ منا إطمئناف وينزع كؿ خوؼ مف أي مؤامرة شيطانية‪ ،‬أف اهلل سيعطي نصرة لنا ولكنيستو‪..‬‬ ‫كثيريف يصموف ىذا المزمور دائماً وليس في الساعة السادسة فقط‪.‬‬ ‫ٔ‬ ‫لس ِ‬ ‫اك ُن ِفي ِستْ ِر ا ْل َعمِ ٍّي‪ِ ,‬في ِظ ٍّل ا ْلقَِد ِ‬ ‫يت‪".‬‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬اَ َّ‬ ‫ير َي ِب ُ‬ ‫مف يسمـ نفسو هلل يحفظو مف كؿ ضرر‪ ،‬ومف كؿ مؤامرة شيطانية‪ ،‬أو ىجوـ ألي عدو‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِني‪ .‬إِل ِيي فَأَتَّ ِك ُل َعمَ ْي ِو»‪".‬‬ ‫آية (ٕ) ‪ " -‬أَقُو ُل لِ َّمر ٍّ‬ ‫ب « َم ْم َجِإي َوح ْ‬ ‫اهلل لنا سور مف نار (زؾٕ‪ .)٘2‬ىو لنا مدينة ممجأ‪ .‬فبل نثؽ في قوتنا بؿ فيو‪.‬‬ ‫ٖ‬ ‫الصي ِ‬ ‫َّاد َو ِم َن ا ْل َوَبِإ ا ْل َخ ِط ِر‪".‬‬ ‫يك ِم ْن فَ ٍّخ َّ‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬ألَنَّ ُو ُي َن ٍّج َ‬ ‫ا ْل َوَبِإ ا ْل َخ ِط ِر = مترجمة كبلـ باطؿ‪ .‬فإبميس أوقع أبائنا آدـ وحواء بكبلمو المميت فأالعيب إبميس وكبلمو المضؿ‬ ‫صي ِ‬ ‫َّاد ونوع مف الموت المبيد‪.‬‬ ‫يسقطنا في االنفصاؿ عف اهلل وىذا ىو الموت‪ .‬وىكذا كؿ تعاليـ اليراطقة‪ ،‬ىي فَ ٍّخ َّ‬

‫الفخ عادة يوضع بحيث يكوف مخفياً عف عيف الفريسة ولكف لنثؽ فاهلل ال يخفي عميو شئ‪ .‬ولكف لنثبت في اهلل‬ ‫واهلل فينا فيكشؼ لنا عف الفخاخ المنصوبة (ىرطقات‪ ،‬تشويو لتعميـ اهلل‪ /‬خطايا وشيوات‪ /‬شكوؾ)‪.‬‬

‫‪267‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والتطعون)‬

‫ِ‬ ‫ت أ ِْ ِ​ِ‬ ‫آية (ٗ) ‪ِ ٗ" -‬ب َخو ِاف ِ‬ ‫س َو ِم َج ٌّن َحق ُو‪".‬‬ ‫يو ُيظَمٍّمُ َك‪َ ,‬وتَ ْح َ‬ ‫َجن َحتو تَ ْحتَمي‪ .‬تُْر ٌ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س َو ِم َج ٌّن َحق ُو = عدلو يحيط بؾ‬ ‫ىذا ما قالو موسى النبي في (تثٕٖ‪َ .)ٔ​ٔ2‬خ َوافيو= ريش األجنحة‪ .‬تُْر ٌ‬ ‫كالسبلح (سبعينية)‪ .‬ىذا ىو الصميب الذي يحمينا‪ .‬وىذه تعني ايضا انو اف التزمنا باف نسمؾ في وصاياه فيو‬

‫س َو ِم َج ٌّن = وىو يعطي المعونة لكي نسمؾ في طريؽ الحؽ ‪ ،‬لذلؾ قاؿ السيد المسيح في صبلتو‬ ‫يحمينا= كتُْر ٌ‬ ‫الشفاعية لآلب ( يو‪ " )ٔٚ 2ٔٚ‬قدسيـ في حقؾ كبلمؾ ىو حؽ" وقدسيـ اي خصصيـ ليسمكوا في الحؽ ‪،‬‬ ‫واحميـ مف حرب ابميس فبل يضموا‪.‬‬

‫٘‬ ‫الني ِ ‪ِ ٙ‬‬ ‫ف المَّْي ِل‪ ,‬والَ ِم ْن سيٍم ي ِط ِ‬ ‫شى ِم ْن َخو ِ‬ ‫سمُ ُك ِفي الد َجى‪,‬‬ ‫اآليات (٘‪ " - )ٛ-‬الَ تَ ْخ َ‬ ‫ار‪َ ,‬والَ م ْن َوَبٍإ َي ْ‬ ‫ْ‬ ‫ير في َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ب‪ٛ .‬إِ َّن َما ِب َع ْي َن ْي َك‬ ‫سقُطُ َع ْن َج ِان ِب َك أَْل ٌ‬ ‫ف‪َ ,‬و ِرْب َو ٌ‬ ‫ات َع ْن َيمين َك‪ .‬إِلَ ْي َك الَ َي ْق ُر ُ‬ ‫يرِة‪َ .‬ي ْ‬ ‫َوالَ م ْن َىبلَ ك ُي ْفس ُد في الظ ِي َ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ار‪".‬‬ ‫تَ ْنظُ​ُر َوتَ​َرى ُم َج َا‬ ‫ازةَ األَ ْ‬ ‫ىنا نرى المناعة ضد األخطار المذكورة‪ .‬وىنا يذكر المرتؿ عناية اهلل بشعبو في مصر ونجاتيـ مف كؿ مؤامرات‬ ‫واضطيادات فرعوف (رمز إلبميس) ونجاتيـ مف الضربات التي لحقت بالمصرييف‪َ .‬خو ِ‬ ‫ف المَّْي ِل = الخيانة‬ ‫ْ‬ ‫س ْيٍم َي ِطير ِفي َّ‬ ‫الن َي ِ‬ ‫سمُ ُك ِفي الد َجى = القوات الشريرة المضادة‪َ .‬ىبلَ ٍك‬ ‫ار = المقاومة الظاىرة‪َ .‬وَبٍإ َي ْ‬ ‫المجيولة‪َ .‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫يرِة = تراخي اإلنساف واستبلمو لمشبع والمذات وشيوة الجسد‪ .‬ومف يحتمي باهلل يسقط كؿ مقاوميو‬ ‫ُي ْفس ُد في الظ ِي َ‬ ‫عف يساره وعف يمينو‪ ،‬فيناؾ ضربات يسارية (شيوات وخطايا) وىناؾ ضربات يمينية (بر ذاتي)‪.‬‬ ‫ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ت يا رب م ْمجِإي»‪ .‬جع ْم َ ِ‬ ‫ض ْرَب ٌة‬ ‫يك َ‬ ‫س َك َن َك‪ ,‬الَ ُيبلَ ِق َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٓ-ٜ‬أل ََّن َك ُق ْم َ‬ ‫شٌّر‪َ ,‬والَ تَ ْدنُو َ‬ ‫ت «أَ ْن َ َ َ َ َ‬ ‫ت ا ْل َعم َّي َم ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫ِم ْن َخ ْي َم ِت َك‪".‬‬ ‫جع ْم َ ِ‬ ‫شٌّر = قد‬ ‫يك َ‬ ‫س َك َن َك = إف مف يسكف حصناً يكوف مطمئناً فكـ وكـ مف يجعؿ العمي مسكنو‪ .‬الَ ُيبلَ ِق َ‬ ‫ت ا ْل َعم َّي َم ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫تصادفنا تجارب (أيوب مثبلً) ولكنيا لمخير وليست الشر‪.‬‬

‫اآليات (ٔ​ٔ‪ٔ​ٔ" - )ٕٔ-‬أل ََّن ُو ي ِ‬ ‫وك ِفي ُك ٍّل طُرِق َك‪َ ٕٔ .‬عمَى األ َْي ِدي َي ْح ِممُوَن َك لِ َئبلَّ‬ ‫وصي َمبلَ ِئ َكتَ ُو ِب َك لِ َك ْي َي ْحفَظُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ص ِد َم ِب َح َج ٍر ِر ْجمَ َك‪".‬‬ ‫تَ ْ‬ ‫نرى ىنا حراسة المبلئكة لنا (عبٔ‪ .)ٔٗ2‬وحاوؿ إبميس بيذه اآلية أف يستدرج مخمصنا لفخ الكبرياء فيطرح ذاتو‬ ‫مف جناح الييكؿ إلى أسفؿ‪ .‬ورد عميو المخمص "ال تجرب الرب إليؾ"‪ .‬وعموماً فالمسيح ال يحتاج لمعونة‬ ‫المبلئكة فيو ربيـ‪ ،‬ولكف ىذه اآلية مفيدة لمقديسيف‪ ،‬ىؤالء يحتاجوف لحماية المبلئكة‪.‬‬

‫ٖٔ‬ ‫الص ٍّل تَطَأُ‪ٍّ .‬‬ ‫وس‪".‬‬ ‫َس ِد َو ٍّ‬ ‫الش ْب َل َوالث ْع َب َ‬ ‫ان تَ ُد ُ‬ ‫آية (ٖٔ) ‪َ " -‬عمَى األ َ‬

‫‪268‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والتطعون)‬

‫ان ىو الشيطاف في مكره وخبثو‪ .‬وراجع (أؼ‪.)ٕٔ2ٙ‬‬ ‫َس ِد ىو الشيطاف في قوتو َوالث ْع َب َ‬ ‫ىي (لوٓٔ‪ .)ٜٔ2‬فاأل َ‬ ‫وكيؼ ندوسو [ٔ] بالتواضع [ٕ] ضبط النفس [ٖ] التعفؼ‪ ..‬ىذا ىو جيادنا‪ .‬ولكننا ندوسو بقوة المسيح ونعمتو‬ ‫حينما يكوف لنا جياد (عبٕٔ‪.)ٗ2‬‬

‫٘ٔ‬ ‫ٗٔ‬ ‫ف ِ‬ ‫ِ ٍّ‬ ‫يب لَ ُو‪َ ,‬م َع ُو أَ​َنا ِفي‬ ‫اآليات (ٗٔ‪« " - )ٔٙ-‬أل ََّن ُو تَ َعمَّ َ‬ ‫َستَ ِج ُ‬ ‫اسمي‪َ .‬ي ْد ُعوِني فَأ ْ‬ ‫ق ِبي أَُن ٍّجيو‪ .‬أ َُرف ُع ُو أل ََّن ُو َع َر َ ْ‬ ‫يو َخبلَ ِ‬ ‫ش ِبع ُو‪ ,‬وأ ُِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫يق‪ ,‬أُْن ِق ُذهُ َوأُم ٍّج ُدهُ‪ِ ٔٙ .‬م ْن طُ ِ‬ ‫صي»‪".‬‬ ‫ٍّ‬ ‫الض ْ‬ ‫ول األَيَّام أُ ْ ُ َ‬ ‫َ‬

‫‪269‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والتطعون)‬

‫المزمور الثاني والتسعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫عنواف المزمور انو تسبحة ليوـ السبت‪ ،‬جعؿ بعض الدارسيف يقولوف اف داود ىو الذي كتبو ليستعمؿ في أياـ‬ ‫السبوت في التسابيح في الييكؿ‪.‬‬

‫يوـ السبت ىو راحة مف العمؿ وتزداد فيو الصموات والذبائح والتسابيح ولنبلحظ‪2‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أياـ العمر عمى األرض ىي أياـ عمؿ (ستة أياـ) يعقبيا الراحة في الفردوس‪ .‬ويوـ السبت ىو إشارة‬

‫‪.2‬‬

‫تزداد التسابيح يوـ السبت إشارة ألبديتنا التي ستكوف كميا أفراح وتسابيح‪.‬‬

‫‪.3‬‬

‫السبت رمز لؤلحد الذي حصمنا فيو عمى الراحة الحقيقية مف عبودية إبميس والخطية‪.‬‬

‫ليذه الراحة مف أتعاب األرض (عبٗ‪.)ٔٓ2‬‬

‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َما َن ِت َك‬ ‫س ٌن ُى َو ا ْل َح ْم ُد لِ َّمر ٍّ‬ ‫الس ِم َك أَي َيا ا ْل َعمِي‪ .‬أ ْ‬ ‫ب َوالتََّرن ُم ْ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٖ-‬ح َ‬ ‫َن ُي ْخ َب َر ِب َر ْح َمت َك في ا ْل َغ َداة‪َ ,‬وأ َ‬ ‫اب‪ ,‬عمَى ع ْز ِ‬ ‫ُك َّل لَ ْيمَ ٍة‪ٖ ,‬عمَى َذ ِ‬ ‫ف ا ْل ُع ِ‬ ‫ش َرِة أ َْوتَ ٍ‬ ‫ود‪".‬‬ ‫ار َو َعمَى َّ‬ ‫ات َع َ‬ ‫الرَب ِ َ َ‬ ‫َ‬ ‫الس ِم َك وأف‬ ‫س ٌن ُى َو ا ْل َح ْم ُد لِ َّمر ٍّ‬ ‫ب‪ .‬وأف نسبحو = التََّرن ُم ْ‬ ‫حينما نفيـ عمؿ اهلل الخبلصي لنا عمينا أف نشكره = َح َ‬ ‫ش َرِة أ َْوتَ ٍ‬ ‫ار‪ .‬وبكؿ قوة النفس‬ ‫َن ُي ْخ َب َر ِب َر ْح َم ِت َك‪ .‬أف نسحبو بحواسنا الداخمية والخارجية= َع َ‬ ‫نخبر الناس بمراحمو = أ ْ‬

‫اب وا ْل ُع ِ‬ ‫الرَب ِ‬ ‫ود‪.‬‬ ‫والجسد والروح= َّ‬

‫٘‬ ‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )ٙ-‬أل ََّن َك فَ​َّر ْحتَِني يا رب ِب ِ ِ‬ ‫َعم ِ‬ ‫ق ِجدًّا‬ ‫َع َم َ‬ ‫َع َمالَ َك َيا َرب! َوأ ْ‬ ‫َعظَ َم أ ْ‬ ‫ال َي َد ْي َك أ َْبتَ ِي ُج‪َ .‬ما أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ص َنائع َك‪ِ .‬بأ ْ َ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ف‪ ,‬وا ْلج ِ‬ ‫اى ُل الَ َي ْف َي ُم ى َذا‪".‬‬ ‫أَ ْف َك َار َك! َّ‬ ‫الر ُج ُل ا ْل َبمِ ُ‬ ‫يد الَ َي ْع ِر ُ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ص َن ِائ ِع َك = بتجسده وفدائو لنا فأعطانا راحة حقيقية (سبت) وأعطانا‬ ‫ماذا قدـ اهلل لنا لنسبحو؟ فَ​َّر ْحتَني َيا َرب ِب َ‬ ‫خمقة جديدة‪ .‬ومف أعطاه اهلل بصيرة سيدرؾ عظـ عممو‪ .‬أما الذي إنشغؿ بالعالـ يفقد إستنارتو ويصير بميداً‬ ‫يد ‪,‬‬ ‫جاىبلً‪ ،‬ال يرى فيما عممو اهلل لو شئ عجيب يستحؽ التسبيح‪ ،‬فيو ال يشبع سوى بالماديات = ا َّلر ُج ُل ا ْل َبمِ ُ‬ ‫ا ْلج ِ‬ ‫ف والَ َي ْف َي ُم = ىذا ىو الفاقد حواسو الداخمية‪ .‬ىذا ال يدرؾ حكمة اهلل التي أعدت لنا راحة أبدية‪،‬‬ ‫اى ُل‪ ,‬الَ َي ْع ِر ُ‬ ‫َ‬

‫بؿ يعيش يطمب ماديات فانية ويحسد األشرار الذي حصموا عمى ىذه الماديات أو الممذات األرضية‪.‬‬

‫‪ٚ‬‬ ‫ش ِب‪ ,‬وأ َْزَىر ُكل فَ ِ‬ ‫اعمِي ِ‬ ‫َّى ِر‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٚ‬إِ َذا َزَىا األَ ْ‬ ‫ادوا إِلَى الد ْ‬ ‫اإل ثِْم‪َ ,‬فِم َك ْي ُي َب ُ‬ ‫ش َرُار َكا ْل ُع ْ َ َ‬ ‫ىنا المرنـ يوجو رسالة لمجاىؿ‪ ،‬أف ال يحسد األشرار عمى ما حصموا عميو مف ماديات وحسيات‪ ،‬فكؿ ما في‬

‫العالـ إلى زواؿ‪ .‬ثـ يطمب منو أف يوجو نظره هلل األبدي‪.‬‬

‫‪ٛ‬‬ ‫ت َيا َرب فَ ُمتَ َعال إِلَى األ َ​َب ِد‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٛ‬أ َّ‬ ‫َما أَ ْن َ‬

‫‪270‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والتطعون)‬

‫مف يعطي حياتو لمماديات الفانية يصير فانياً مثميا‪ ،‬أما مف يتحد باهلل المتعالى األبدي فيرفعو لمسماويات ويحيا‬

‫معو في الراحة إلى األبد‪.‬‬

‫‪ٜ‬‬ ‫َّد‬ ‫َع َد ُ‬ ‫َع َد ُ‬ ‫ون‪َ .‬يتَ​َبد ُ‬ ‫اؤ َك َي ِب ُ‬ ‫يد َ‬ ‫اؤ َك َيا َرب‪ ,‬أل ََّن ُو ُى َوَذا أ ْ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔ​ٔ-ٜ‬أل ََّن ُو ُى َوَذا أ ْ‬ ‫ي‪ٔ​ٔ .‬وتُْب ِ‬ ‫ين‬ ‫ت ِب َزْي ٍت طَ ِر ٍّ‬ ‫ِم ْث َل ا ْل َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِش ٍّي قَ ْرِني‪ .‬تَ َد َّى ْن ُ‬ ‫ص ُر َع ْي ِني ِب ُم َر ِاق ِب َّي‪َ ,‬وِبا ْلقَ ِائ ِم َ‬ ‫َ‬

‫اعِمي ِ ِ ٓٔ ِ‬ ‫ُكل فَ ِ‬ ‫ب‬ ‫اإل ثْم‪َ .‬وتَ ْنص ُ‬ ‫َعمَ َّي ِب َّ‬ ‫اي‪".‬‬ ‫الشٍّر تَ ْ‬ ‫س َمعُ أُ ُذ َن َ‬

‫مرة ثانية ال مرنـ يكرر وبعبارات أخرى أف مف يختار طريؽ الرب ينجح‪ ،‬أما مف يختار طريؽ الشر البد‬ ‫ون = ألنيـ اختاروا العالـ البائد‪ .‬أما أوالد اهلل فسيعطييـ قوة = ِم ْث َل ا ْل َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِش ٍّي‪.‬‬ ‫َع َداء اهلل َي ِب ُ‬ ‫يد َ‬ ‫وسينكسر‪ .‬فأ ْ‬ ‫ي‪ .‬نجد ىنا أف أوالد اهلل الذيف اختاروا اهلل نصيباً ليـ‪ ،‬ليـ قوة ونشاط عمى‬ ‫ت ِب َزْي ٍت طَ ِر ٍّ‬ ‫وشباب وحيوية = تَ َد َّى ْن ُ‬ ‫مقاومة أعدائيـ وغمبتيـ‪ .‬وتُْب ِ‬ ‫ص ُر َع ْي ِني ِب ُم َر ِاق ِب َّي = يعطيو اهلل عيناف تبصراف كؿ مف يراقبو ليؤذيو‪ .‬ويعطيو‬ ‫َ‬ ‫أذناف ليسمع ويعرؼ القائميف عميو بالشر‪ .‬أي أف ىناؾ مف األشرار مف يقاوـ الصديقيف‪ ،‬ولكف ىذا ال يزعجيـ‪،‬‬ ‫فيـ ليـ قوة ضدىـ‪ ،‬وىـ سوؼ يعطييـ اهلل الحواس التي يدركوف بيا كؿ مؤامرات األشرار ضدىـ‪ ،‬بؿ سيدخموف‬

‫في معارؾ ضد األشرار يخرجوف منيا وقد تجددت حيويتيـ ونشاطيـ‪ ،‬حيف يروف كيؼ أف اهلل سيتمجد في ىؤالء‬ ‫األعداء وتُْب ِ‬ ‫ص ُر َع ْي ِني ِب ُم َر ِاق ِب َّي = سوؼ أرى كيؼ أف اهلل سوؼ يعاقبيـ وسوؼ أسمع بأعمالو العجيبة وذراعو‬ ‫َ‬ ‫القوية ضدىـ وىذا يجدد حيويتي‪.‬‬

‫ٕٔ‬ ‫ان ي ْنمو‪ٖٔ .‬م ْغر ِ‬ ‫ِ‬ ‫لصد ُ َّ ِ‬ ‫ب‪ِ ,‬في ِد َي ِ‬ ‫ار‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اآليات (ٕٔ‪ " - )ٔ٘-‬اَ ٍّ‬ ‫ين ِفي َب ْي ِت َّ‬ ‫وس َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ٍّيق َكالن ْخمَة َي ْزُىو‪َ ,‬كاأل َْر ِز في لُ ْب َن َ َ ُ‬ ‫ٗٔ‬ ‫بم ِ‬ ‫الش ْيب ِة‪ .‬ي ُكوُن َ ِ‬ ‫ضا يثْ ِمر َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْخ َرِتي ُى َو‬ ‫ض ًرا‪ٔ٘ ,‬لِ ُي ْخ ِب ُروا ِبأ َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫اما َو ُخ ْ‬ ‫ون في َّ َ َ‬ ‫الر َّ ُ ْ‬ ‫يم‪َ .‬‬ ‫ون د َ‬ ‫إل ِي َنا ُي ْزى ُرو َن‪ .‬أ َْي ً ُ ُ‬ ‫سً‬ ‫ستَق ٌ‬ ‫والَ ظُ ْمم ِف ِ‬ ‫يو‪".‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍّيق َك َّ‬ ‫الن ْخمَ ِة َي ْزُىو = النخمة أطوؿ‬ ‫نرى ىنا كيؼ أف أوالد اهلل يكونوف مثمريف فرحيف مزدىريف‪ ،‬ناميف اَ ٍّ‬ ‫لصد ُ‬

‫األشجار‪ .‬إشارة لمحياة السمائية التي يحيا فييا أوالد اهلل‪ ،‬وحيف قاؿ كالنخمة إمتد بصره لما ىو أطوؿ مف النخمة‬ ‫ان َي ْن ُمو = فأوالد اهلل في نمو دائـ وفي ارتفاع مستمر في اتجاه السماويات‪ .‬يرفعوف أفكارىـ‬ ‫وقاؿ َكاأل َْر ِز ِفي لُ ْب َن َ‬ ‫عف األرضيات‪ .‬واأل َْر ِز ىو أطوؿ األشجار وأكثرىا عم اًر‪ .‬وحياة األبرار ىي حياة ممتدة إلى األبدية‪ .‬واألرز‬ ‫شجر قوي جداً إشارة لقوة األبرار‪ .‬و َّ‬ ‫الن ْخمَ ِة شجرة مثمرة وخضراء دائماً وىكذا أوالد اهلل‪ ،‬وثمار النخمة ثمار حموة‬ ‫الطعـ‪ .‬ونقارف مع األشرار الذيف يزىروف كالعشب (آية‪ )ٚ‬سريعاً ما يقطع ويجؼ‪ .‬أما النخؿ فيعيش طويبلً‬

‫والشتاء ال يجعمو يفقد خضرتو‪ .‬والنخؿ ينمو ببطء وىكذا أوالد اهلل ينموف تدريجياً بؿ قيؿ عف المسيح أنو كاف‬

‫ينمو‪ .‬وألف ثمار النخيؿ عالية يصعب عمى الوحوش أف يصموا ليا ويصعب عمى إبميس أف يصؿ إلى أوالد اهلل‪.‬‬

‫ولكف المسيح يحب أف يطمع عمى نخيؿ أوالده ليفرخ بثمارىـ (نش‪ .)ٚ2ٚ،ٛ‬ويقاؿ أف نواة البمح صمبة إشارة‬

‫لصبلبة إيماف المؤمف‪ .‬والبمح لو ألواف كثيرة إشارة لتعدد ثمار ومواىب المؤمنيف‪ ،‬لكف داخؿ البمحة دائماً أبيض‬ ‫إشارة لنقاوتيـ‪ .‬وأغصاف النخيؿ تستعمؿ كعمـ لمذيف يغمبوف في جيادىـ (يؤٕ‪ + ٖٔ2‬رؤ‪ .)ٜ2ٚ‬واألبرار‬

‫‪271‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والتطعون)‬

‫م ْغر ِ‬ ‫ون ِفي َّ‬ ‫الش ْي َب ِة ‪ ،‬فاهلل يجدد مثؿ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ين ِفي َب ْي ِت َّ‬ ‫ب = ال يتركوف كنيستو والحظ سمات أوالد اهلل فيـ ُيثْ ِم ُر َ‬ ‫وس َ‬ ‫َ ُ‬ ‫النسر شبابيـ‪ .‬ي ُكوُن َ ِ‬ ‫اما = ممموئيف ويشبعوف غيرىـ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ون د َ‬ ‫سً‬

‫‪272‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والتطعون)‬

‫المزمور الثالث والتسعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور الثالث والتسعون (الثاني والتسعون في األجبية)‬ ‫الترجمة السبعينية تشير أف داود ىو كاتب ىذا المزمور‪.‬‬

‫ىذا المزمور يضع أمامنا كرامة وعظمة مممكة اهلل‪ ،‬ورعب أعدائو وتعزية المؤمنيف بو‪ .‬واهلل ىو ممؾ العالـ كمو‪،‬‬

‫سواء المؤمنيف أو غير المؤمنيف‪ ،‬مف يعرفوه أو مف ينكروا وجوده أو حتى الوثنيف‪ ،‬ىو يشرؽ شمسو عمى األبرار‬

‫واألشرار‪ ،‬اهلل ىو الذي خمؽ المسكونة وثبتيا‪ .‬ولكننا نسمع ىنا الرب قد ممك= وحرفياً قد صار ممكاً وفي ىذا‬

‫إشارة ألف المسيح ممؾ عمى كنيستو وعمى قموب شعبو بصميبو‪ .‬لذلؾ فيذا المزمور يحدثنا عف ممؾ اهلل عمى‬ ‫العالـ كمو‪ ،‬ثـ ممكو عمى كنيستو‪ ،‬يقدسيا ويحفظيا وممؾ المممكتيف ُد ِف َع إلى المسيح‪.‬‬ ‫ونصمي ىذا المزمور في الساعة السادسة التي ِ‬ ‫ب فييا المسيح فبصميبو ممؾ عمينا‪ .‬ولبس الجبلؿ وسحؽ‬ ‫صم َ‬ ‫ُ‬

‫الشيطاف وكؿ جنوده‪ .‬ىذا المزمور ال يتكمـ عف اآلالـ التي لحقت برب المجد ولكنو يتكمـ عف األمجاد خصوصاً‬

‫بعد القيامة‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫ِ‬ ‫س ُكوَن ُة‪ .‬الَ تَتَ​َز ْع َزعُ‪".‬‬ ‫س َّ‬ ‫الرب ا ْلقُ ْد َرةَ‪ ,‬ا ْئتَ​َزَر ِب َيا‪ .‬أ َْي ً‬ ‫ضا تَثَبَّتَت ا ْل َم ْ‬ ‫س ا ْل َجبلَ َل‪ .‬لَ ِب َ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬اَ َّلرب قَ ْد َممَ َك‪ .‬لَ ِب َ‬ ‫اَ َّلرب قَ ْد َممَ َك = قبؿ الصميب كاف الشيطاف قد استعبد البشر‪ ،‬وبعد الصميب استرد المسيح شعبو واشتراه بدمو‬

‫الرب ا ْلقُ ْد َرةَ =‬ ‫س َّ‬ ‫س ا ْل َجبلَ َل‪ .‬لَ ِب َ‬ ‫ليحررىـ مف إبميس ويممؾ ىو عمييـ‪ .‬وىذا غير ممكو األزلى عمى كؿ العالـ‪ .‬لَ ِب َ‬ ‫حيف أظير قوتو في خبلص أتباعو‪ ،‬تحقؽ الكؿ أنو ممؾ‪ .‬والجبلؿ الذؿ لبسو ىو جسده الممجد الذي قاـ بو مف‬

‫األموات ثـ صعد بو إلى السموات ليجمس بو عف يميف اآلب‪ .‬لقد ظير اآلف قوة الىوتو في جسده بعد أف كاف‬ ‫ِ‬ ‫س ُكوَن ُة = بعد أف انتشرت الكنيسة في‬ ‫قد أخمى ذاتو أخذاً صورة عبد‪ .‬وثبت كنيستو حتى ال تتزعزع= تَثَبَّتَت ا ْل َم ْ‬ ‫كؿ المسكونة‪ .‬وكاف المسكونة أي كؿ بنى آدـ مضطربيف كالعمياف يتخبطوف في الضبلؿ الذي زرعو إبميس‬

‫فثبت المسيح كنيستو عمى صخرة اإليماف بو‪ ،‬ولف تقدر أبواب الجحيـ أف تزعزعيا‪ .‬اهلل أعطى آدـ جسدًا لو‬ ‫جبلؿ وبياء‪ ،‬ولكنو بالخطية تعرى وفقد جبللو‪ ،‬فجاء المسيح وأخذ جسده مف آدـ ليتعرى ىو ثـ يمبس الجبلؿ‪،‬‬

‫ليمبسنا نحف إياه بعد أف فقدناه‪ .‬ولـ يمبس فقط جسداً ممجداً بؿ قدير قاد اًر عمى أف يرعب أعدائو‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫ت‪".‬‬ ‫آية (ٕ) ‪ُ " -‬ك ْر ِسي َك ُمثْ َبتَ ٌة ُم ْن ُذ ا ْل ِق َدِم‪ُ .‬م ْن ُذ األ َ​َز ِل أَ ْن َ‬ ‫ٕ‬ ‫ت‪ =.‬ىذا الكبلـ موجو لمف قيؿ لو في آية (ٔ) أنو صار ممكاً‪ ،‬فمع أنو‬ ‫ُك ْر ِسي َك ُمثْ َبتَ ٌة ُم ْن ُذ ا ْل ِق َدِم‪ُ .‬م ْن ُذ األ َ​َز ِل أَ ْن َ‬ ‫تنازؿ وأخمى ذاتو أخذاً صورة عبد‪ ،‬لكنو ىو ييوه‪ ،‬اهلل الذي ُك ْر ِسيو = عرشو ثابت مف قبؿ تجسده وىو أزلي ال‬ ‫بداية لو‪ ،‬وأيضاً أبدي‪ .‬وىذه اآلية نفسيا تقريباً في (مز٘ٗ‪ + ٙ2‬عبٔ‪ ٛ2‬وبنفس المفيوـ ٔيوٕ‪ )ٔ2ٔ،‬ونصمي‬

‫‪273‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والتطعون)‬

‫بيذه اآلية في الساعة الث انية عشرة مف يوـ الجمعة العظيمة‪ ،‬ساعة دفف المسيح لنذكر أنو ىو اهلل األزلي األبدي‬

‫الجالس عمى عرشو‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ٖ ِ‬ ‫يج َيا‪".‬‬ ‫ص ْوتَ َيا‪ .‬تَْرفَعُ األَ ْن َي ُار َع ِج َ‬ ‫آية (ٖ) ‪َ " -‬رفَ َعت األَ ْن َي ُار َيا َرب‪َ ,‬رفَ َعت األَ ْن َي ُار َ‬ ‫ِ‬ ‫األَ ْن َيار= تشير لمروح القدس (يو‪ .)ٖٜ-ٖٚ2ٚ‬الذي َعم َؿ في الرسؿ فارتفعت أصواتيـ في كؿ المسكونة= تَْرفَعُ‬ ‫يج َيا ‪ .‬لتنتشر مممكة المسيح لقد انتشر تبلميذ المسيح في كؿ المسكونة‪ ،‬وكؿ منيـ يفيض مف بطنو‬ ‫األَ ْن َي ُار َع ِج َ‬ ‫نير ماء ليحيي المائتيف مف غير المؤمنيف الوثنييف‪.‬‬

‫آية (ٗ) ‪ِ ٗ" -‬م ْن أ ِ ِ ٍ ِ‬ ‫يرٍة‪ِ ,‬م ْن ِغ َم ِ‬ ‫الرب ِفي ا ْل ُعمَى أَق َْد ُر‪".‬‬ ‫ار أ َْم َو ِ‬ ‫اج ا ْل َب ْح ِر‪َّ ,‬‬ ‫ْ‬ ‫َص َوات م َياه َكث َ‬ ‫لـ يسكت إبميس أماـ انتشار ممكوت اهلل‪ ،‬بؿ ىاج وأىاج العالـ ضد الكنيسة‪ ،‬وثار االضطياد ضد الكنيسة=‬ ‫ِغ َم ِ‬ ‫اج ا ْل َب ْح ِر‪ .‬ولكف ىنا آية تعطي إطمئناف= ِفي ا ْل ُعمَى أَق َْد ُر‪ .‬أي اهلل في العمى ىو أقدر وأعظـ مف‬ ‫ار أ َْم َو ِ‬ ‫مؤامرات إبميس وحروبو‪ .‬والدليؿ استمرار الكنيسة بعد كؿ ىذه المؤامرات الشيطانية‪ .‬ا ْل َب ْح ِر ىو إشارة لمعالـ‬ ‫باضطرابو وشدائده ومحنو وشيواتو (الماء المالح)‪.‬‬

‫٘‬ ‫ول األَي ِ‬ ‫اس ُة َيا رب إِلَى طُ ِ‬ ‫َّام‪".‬‬ ‫آية (٘) ‪َ " -‬‬ ‫اداتُ َك ثَا ِبتَ ٌة ِجدًّا‪ِ .‬ب َب ْي ِت َك تَمِ ُ‬ ‫ش َي َ‬ ‫يق ا ْلقَ َد َ‬ ‫َ‬ ‫اس ُة = لقد حررنا‬ ‫َ‬ ‫اداتُ َك ثَا ِبتَ ٌة ِجدًّا = كؿ النبوات التي قيمت عف المسيح تحققت تماماً‪ِ .‬ب َب ْي ِت َك تَمِ ُ‬ ‫ش َي َ‬ ‫يق ا ْلقَ َد َ‬ ‫المسيح واشترانا وممؾ عمينا وصرنا شعبو فما ىو واجبنا؟ أف نسمؾ بقداسة وطيارة كؿ أيامنا‪ .‬حتى يستمر عمينا‬

‫ذلؾ الثوب الذي أخذناه في المعمودية وال نوجد عراة فنطرد إلى خارج (راجع مثؿ عرس ابف الممؾ) فمف لـ يوجد‬ ‫عميو ثوب العرس طردوه (متٕ​ٕ‪.)ٔٗ-ٔ2‬‬ ‫ونصمي بيذا المزمور أثناء ارتداء المبلبس البيضاء (مبلبس الخدمة في الييكؿ) لنذكر أف المسيح بفدائو سترنا‬ ‫وألبسنا ثوب بره‪.‬‬

‫‪274‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والتطعون)‬

‫المزمور الرابع والتسعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىذا المزمور تنسبو الترجمة السبعينية لداود‪ .‬ومرنـ المزمور يعبر عف حالة مف األسى واأللـ ألف األشرار قد‬ ‫تعالوا بوقاحة عمى األبرار‪ ،‬ويطمب مف اهلل أف ينتقـ وسريعاً‪.‬‬

‫ىو صوت شعب العيد القديـ يصرخ لممسيح ليأتي وينتقـ مف إبميس الذي أذؿ بنى آدـ‪.‬‬

‫ىو صوت الكنيسة المتألمة في العالـ تصرخ لممسيح ليتدخؿ وينقذىا وينتقـ ليا (رؤ‪ )ٔٓ2ٙ‬ونفيـ أف اهلل يسمح‬

‫بيذه الضيقات ولكنو ال يترؾ أوالده ببل تعزيات (‪ )ٜٔ‬وحيف يأتي مؿء الزماف سيأتي ليخمص عبيده خبلصاً‬

‫أبدياً‪ ،‬كما جاء في مجيئو األوؿ في مؿء الزماف ليخمص عبيده بفدائو‪ ..‬كؿ شئ تحت السموات لو وقت‬ ‫(جاٖ‪.)ٔ2‬‬

‫ٔ‬ ‫النقَم ِ‬ ‫النقَم ِ‬ ‫لو َّ‬ ‫لو َّ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫ق‪".‬‬ ‫ات‪ ,‬أَ ْ‬ ‫ات َيا َرب‪َ ,‬يا إِ َ‬ ‫آية (ٔ) ‪َ " -‬يا إِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫النقَم ِ‬ ‫لو َّ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫ق = ىو شمس البر الذي اشتيى شعب العيد القديـ أف يتجسد ليخمصو‪ ،‬ونشتيى اآلف‬ ‫ات أَ ْ‬ ‫َيا إِ َ‬ ‫َ‬

‫ظيوره الثاني لنحيا في األبدية (رؤٕ​ٕ‪ .)ٕٓ2‬وىو إلو النقمات والحظ تكرارىا‪ .‬فمجيئو األوؿ داف فيو إبميس‬ ‫وضربو وقيده‪ .‬وفي مجيئو الثاني يمقيو في البحيرة المتقدة بالنار ىو ومف يتبعو (رؤٕٓ‪ )ٔٓ2‬لينتقـ لكؿ‬

‫المظموميف‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫از ِ‬ ‫ان األ َْر ِ‬ ‫ين‪".‬‬ ‫ستَ ْك ِب ِر َ‬ ‫آية (ٕ) ‪ْ " -‬ارتَ ِف ْع َيا َد َّي َ‬ ‫صن َ‬ ‫يع ا ْل ُم ْ‬ ‫ض‪َ .‬ج ِ َ‬ ‫ْارتَ ِف ْع = اظير يا رب سيادتؾ ليعرؼ الظالميف األقوياء أنؾ فوؽ الجميع‪ ،‬ولكف ىي نبوة عف صمبو الذي بدأ بو‬ ‫دينونة إبميس (يؤٕ‪ + ٖٕ2‬كوٕ‪.)ٔ٘2‬‬ ‫ٗ‬ ‫ٖ‬ ‫اح ٍة‪ُ .‬كل‬ ‫اآليات (ٖ‪َ " - )ٚ-‬حتَّى َمتَى ا ْل ُخطَاةُ َيا َرب‪َ ,‬حتَّى َمتَى ا ْل ُخطَاةُ َي ْ‬ ‫ون‪َ ,‬يتَ َكمَّ ُم َ‬ ‫ون؟ ُي ِبق َ‬ ‫ش َمتُ َ‬ ‫ون ِب َوقَ َ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫٘‬ ‫ون األَرممَ َة وا ْل َغ ِريب‪ ,‬وي ِميتُ َ ِ‬ ‫فَ ِ‬ ‫اعمِي ِ‬ ‫يم‪.‬‬ ‫ون ِم َا‬ ‫ون َ‬ ‫ش ْع َب َك َي َارب‪َ ,‬وُي ِذل َ‬ ‫س َحقُ َ‬ ‫اإل ثِْم َي ْفتَ ِخ ُر َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ون‪َ .‬ي ْ‬ ‫يرثَ َك‪َ .‬ي ْقتُمُ َ ْ َ َ‬ ‫ون ا ْل َيت َ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫الرب الَ ي ْب ِ‬ ‫وب الَ ُيبلَ ِحظُ»‪".‬‬ ‫ون « َّ‬ ‫ص ُر‪َ ,‬وِا ُ‬ ‫َوَيقُولُ َ‬ ‫لو َي ْعقُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ون = يتكمموف بوقاحة كبلماً كثي اًر‪.‬‬ ‫وصؼ لشر األشرار وكبريائيـ‪ُ .‬ي ِبق َ‬

‫‪ِٛ‬‬ ‫اء ِفي َّ‬ ‫ون؟ ‪ٜ‬ا ْل َغ ِ‬ ‫س َمعُ؟‬ ‫الش ْع ِب‪َ ,‬وَيا ُج َيبلَ ُء َمتَى تَ ْع ِقمُ َ‬ ‫س األُ ُذ َن أَالَ َي ْ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔ​ٔ-ٛ‬اف َ‬ ‫ار ُ‬ ‫ْي ُموا أَي َيا ا ْلُبمَ َد ُ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ٓٔ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ف أَ ْف َك َار ِ‬ ‫ت؟ ا ْل ُم َعمٍّم ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان أ ََّن َيا‬ ‫ان َم ْع ِرفَ ًة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الرب َي ْع ِر ُ‬ ‫ُم َم أَالَ ُي َب ٍّك ُ‬ ‫س َ‬ ‫الصانعُ ا ْل َع ْي َن أَالَ ُي ْبص ُر؟ ا ْل ُم َؤد ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ٍّب األ َ‬ ‫ُ‬ ‫ب ِ‬ ‫اطمَ ٌة‪".‬‬ ‫َ‬ ‫المرنـ يعطي نصيحة لؤلشرار أف يفيموا أف اهلل يعمـ بكؿ ما يفعموه‪ .‬ولكنو يطيؿ أناتو عمييـ لعميـ يتوبوف وىو‬

‫يتركيـ كعصا تأديب لينقي أوالده‪.‬‬

‫‪275‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والتطعون)‬

‫ِ‬ ‫ش ِريع ِت َك ٖٔلِتُ ِريح ُو ِم ْن أَي ِ‬ ‫َّام َّ‬ ‫الشٍّر‪َ ,‬حتَّى‬ ‫َ‬ ‫َرب‪َ ,‬وتُ َعمٍّ ُم ُو م ْن َ َ‬ ‫٘ٔ‬ ‫اء‪َ ,‬و َعمَى أَثَ ِرِه‬ ‫َيتُْر ُك ِم َا‬ ‫يرثَ ُو‪ .‬ألَنَّ ُو إِلَى ا ْل َع ْد ِل َي ْرجعُ ا ْلقَ َ‬ ‫ض ُ‬

‫ٕٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍّب ُو َيا‬ ‫وبى ل َّمر ُج ِل الَّذي تُ َؤد ُ‬ ‫اآليات (ٕٔ‪ " - )ٔ٘-‬طُ َ‬ ‫مشٍّر ِ‬ ‫تُ ْحفَ َر لِ ٍّ‬ ‫ير ُح ْف َرةٌ‪ٔٗ .‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫ش ْع َب ُو‪َ ,‬والَ‬ ‫َن َّ‬ ‫ض َ‬ ‫ب الَ َي ْرفُ ُ‬ ‫ُكل مستَ ِق ِ‬ ‫يمي ا ْل ُقمُ ِ‬ ‫وب‪".‬‬ ‫ُ ْ‬ ‫ىناؾ مف يحسد األشرار عمى قوتيـ‪ ،‬ويرثى لممساكيف المظموميف‪ .‬لكف المرنـ ىنا يطوب المسكيف المتألـ‪ ،‬ألف‬ ‫الرب يؤدبو ويعممو لي ِريح ُو ِم ْن أَي ِ‬ ‫َّام َّ‬ ‫الشٍّر يمقي األشرار في ُح ْف َرةٌ = بحيرة النار (رؤٕٓ‪ )ٔٓ2‬فآالـ البار ليست‬ ‫َ‬ ‫ش ْع َب ُو‪ .‬بؿ ىو يؤدب فقط‪ .‬وفي الزماف المحدد يأتي العدؿ ويتحقؽ‪،‬‬ ‫عبلمة أف الرب تركو = أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ض َ‬ ‫ب الَ َي ْرفُ ُ‬ ‫ضاء‪ ,‬وعمَى أَثَ ِرِه ُكل مستَ ِق ِ‬ ‫يمي ا ْل ُقمُ ِ‬ ‫وب = كؿ مف‬ ‫ويصير القضاء بحسب عدؿ اهلل= أل ََّن ُو إِلَى ا ْل َع ْد ِل َي ْرجعُ ا ْلقَ َ ُ َ َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫كاف مستقيـ القمب سيسبح اهلل عمى أحكاـ عدلو‪ ،‬وسيرضى الجميع باقتناع بأحكاـ اهلل‪ .‬اآلف قد يبدو أف أحكاـ‬

‫اهلل وقضائو ليسا بحسب العدؿ‪ ،‬وذلؾ راجع لقصر نظرنا‪ ،‬ولكف في اليوـ األخير سنرى أف اهلل قد صنع كؿ شئ‬

‫بحكمة‪.‬‬

‫ب م ِع ِ‬ ‫ف لِي ِ‬ ‫اآليات (‪ٔٙ" - )ٔٚ-ٔٙ‬م ْن يقُوم لِي عمَى ا ْلم ِس ِ‬ ‫ض َّد فَ َعمَ ِة ِ‬ ‫يني‪,‬‬ ‫اإل ثِْم؟ ‪ٔٚ‬لَ ْوالَ أ َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ين؟ َم ْن َي ِق ُ‬ ‫يئ َ‬ ‫َ‬ ‫الر َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ض الس ُك ِ‬ ‫ِ‬ ‫وت‪".‬‬ ‫يعا أ َْر َ‬ ‫س ِر ً‬ ‫س َك َن ْت َن ْفسي َ‬ ‫لَ َ‬ ‫ىنا تصوير لقوة األعداء‪ ،‬ولكف اهلل معنا ينصرنا‪ .‬ولذلؾ تجسد المسيح ليخمصنا فنحف كنا أضعؼ جداً جداً بؿ‬ ‫كنا في حالة عجز كامؿ عف أف نخمص أنفسنا‪.‬‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫ض ُد ِني‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٔٛ‬إِ ْذ ُق ْم ُ‬ ‫ت «قَ ْد َزلَّ ْت قَ َد ِمي» فَ​َر ْح َمتُ َك َيا َرب تَ ْع ُ‬ ‫َزلَّ ْت قَ َد ِمي = بالخطايا والميوؿ المنحرفة‪ .‬ولكف كؿ مف يتوب ويعترؼ تدركو مراحـ اهلل‪.‬‬

‫آية (‪ِ ٜٔ" - )ٜٔ‬ع ْن َد َكثْرِة ُىمو ِمي ِفي َد ِ‬ ‫اخمِي‪ ,‬تَ ْع ِزَياتُ َك تُمَ ٍّذ ُذ َن ْف ِسي‪".‬‬ ‫َ ُ‬ ‫في وسط التجارب واألحزاف ال تتركنا تعزيات اهلل (المسيح صاحب الثبلثة فتية في األتوف)‪.‬‬ ‫اى ُد َك ُكر ِسي ا ْلمفَ ِ‬ ‫آية (ٕٓ) ‪َ ٕٓ" -‬ى ْل يع ِ‬ ‫يض ٍة؟"‬ ‫اس ِد‪ ,‬ا ْل ُم ْختَمِ ُ‬ ‫ق إِثْ ًما َعمَى فَ ِر َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫األشرار يظمموف األبرياء‪ ،‬وىـ ليـ قوة وسمطاف= ُكر ِسي‪ .‬ولكنو بسبب شرورىـ يسمى ُكر ِسي ا ْلمفَ ِ‬ ‫اس ِد‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وبسمطانيـ يحموف أحكاميـ الظالمة ويسندونيا‪ ،‬ويسببوف رعباً ألوالد اهلل‪ .‬بؿ ىـ يصوروف بقوانينيـ الظالمة أف‬ ‫يض ٍة = يضعوف قوانيف ليا‬ ‫مظالميـ ليا صورة القانوف‪ ،‬ىـ غشاشوف‪ ،‬وقحوف‪ ،‬أقوياء‪ .‬ا ْل ُم ْختَمِ ُ‬ ‫ق إِثْ ًما َعمَى فَ ِر َ‬ ‫صورة الفريضة والقانوف وفي داخميا حماية لشرورىـ‪ ،‬بؿ ىي تقنيف لشرورىـ‪ .‬كما حدث مع المسيح فيـ حاكموه‬ ‫كمخالؼ لمناموس‪ ،‬وىكذا حاكموا كؿ الرسؿ‪ .‬وىناؾ في أياـ دانياؿ لفؽ اعداؤه قانوناً ليمسكوا بو ويرموه في جب‬ ‫اى ُد َك ُكر ِسي ا ْلمفَ ِ‬ ‫األسود‪َ .‬ى ْل يع ِ‬ ‫اس ِد = ىؿ يدخؿ اهلل في معاىدة مع ىؤالء األشرار اي ىؿ ىومتفؽ معيـ فيما‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫يعممونو أو ىو يحمييـ؟ قطعاً لف يحدث‪ ،‬وطالما لف يحدث فيـ محكوـ عمييـ بالنياية األليمة ميما كانت قوتيـ‪.‬‬

‫‪276‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والتطعون)‬

‫ٕٔ‬ ‫ون َعمَى َن ْف ِ‬ ‫الصدٍّي ِ‬ ‫ون َعمَى َدٍم َزِك ٍّي‪".‬‬ ‫س ٍّ‬ ‫ق‪َ ,‬وَي ْح ُك ُم َ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪َ " -‬ي ْزَد ِح ُم َ‬ ‫تحدث مع الشيداء والقديسيف وأوضح صورة ليذا حدثت لممسيح نفسو‪.‬‬ ‫ٖٕ‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫ان َّ ِ‬ ‫شٍّرِى ْم ُي ْف ِني ِي ْم‪.‬‬ ‫ص ْخ َرةَ َم ْم َجِإي‪َ .‬وَي ُرد َعمَ ْي ِي ْم إِثْ َم ُي ْم‪َ ,‬وِب َ‬ ‫اآليات (ٕ​ٕ‪ " - )ٕٖ-‬فَ َك َ‬ ‫ص ْر ًحا‪َ ,‬وِال ِيي َ‬ ‫الرب لي َ‬ ‫لي َنا‪".‬‬ ‫ُي ْف ِني ِي ُم َّ‬ ‫الرب إِ ُ‬

‫‪277‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والتطعون)‬

‫المزمور الخامس والتسعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزامير ٘‪ ٔٓ​ٓ-ٜ‬ىي مزامير تسبيح هلل ألنو قد ممؾ‪ .‬وتستخدـ ىذه المزامير في العبادة‪.‬‬ ‫اقتبس بولس الرسوؿ في (عبٖ‪ )ٗ،‬مف ىذا المزمور‪ ،‬لذلؾ نفيـ أف الراحة المشار إلييا ىنا‪ ،‬المراد بيا ىو‬ ‫الخبلص الذي قدمو المسيح لمكنيسة وفي (عبٗ‪ )ٚ2‬ينسب بولس الرسوؿ المزمور لداود وىكذا فعمت الترجمة‬

‫السبعينية في عنواف المزمور‪.‬‬ ‫ٔ‬ ‫ص َنا‪َ ٕ .‬نتَقَدَّم أَمام ُو ِبحم ٍد‪ ,‬وِبتَرِنيم ٍ‬ ‫ف لِص ْخرِة َخبلَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف لَ ُو‪".‬‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬ىمُ َّم ُن َرٍّن ُم لِ َّمر ٍّ‬ ‫ات َن ْي ِت ُ‬ ‫ب‪َ ,‬ن ْيت ُ َ َ‬ ‫ُ َ َ َْ َ ْ َ‬ ‫دعوة لنا جميعاً لنرنـ ونسبح اهلل عمى الخبلص الذي صنعو والراحة التي أعدىا لنا‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ ٗ َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ب إِ ٌ ِ‬ ‫ير األ َْر ِ‬ ‫ض‪َ ,‬و َخ َزِائ ُن‬ ‫اآليات (ٖ‪ٖ" - )٘-‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ير َعمَى ُك ٍّل اآلل َية‪ .‬الذي ِب َيده َمقَاص ُ‬ ‫يم‪َ ,‬مم ٌك َك ِب ٌ‬ ‫لو َعظ ٌ‬ ‫٘ ِ‬ ‫ا ْل ِج َب ِ‬ ‫س َة‪".‬‬ ‫س َب َكتَا ا ْل َيا ِب َ‬ ‫ص َن َع ُو‪َ ,‬وَي َداهُ َ‬ ‫ال لَ ُو‪ .‬الَّذي لَ ُو ا ْل َب ْح ُر َو ُى َو َ‬ ‫نرتؿ هلل ألنو عظيـ وفوؽ الجميع حتى آلية األمـ (الشياطيف) او األلية ىـ الرؤساء والقضاة عمى األرض‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ير األ َْر ِ‬ ‫ض = أي األماكف العميقة في األرض‪ ،‬وأصؿ الكممة يشير‬ ‫(مزٕ‪ )ٛ‬أو المبلئكة‪ .‬الذي ِب َيده َمقَاص ُ‬ ‫(لبلختراؽ واختبار حقيقة الشئ) َو َخ َزِائ ُن ا ْل ِج َب ِ‬ ‫ال لَ ُو = أصؿ الكممة يشير لمف يتعب ويكد ليستخرج كن اًز مف‬ ‫الجباؿ‪ .‬ويصير معنى اآلية‪ ،‬أف اهلل بقوتو فتش عف اإلنساف (الذي في نظر اهلل مثؿ كنز يفرح بو) حتى يأتي بو‬ ‫مف أعمؽ نقطة في األرض‪ ،‬يطيره مف عمؽ خطاياه ويجعمو سماوياً كالجباؿ‪.‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫الر ٍّ ِ ِ‬ ‫ب َم ْر َعاهُ َو َغ َن ُم‬ ‫ام َّ‬ ‫لي َنا‪َ ,‬وَن ْح ُن َ‬ ‫ش ْع ُ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٔ​ٔ-ٙ‬ىمُ َّم َن ْ‬ ‫ب َخالق َنا‪ ,‬أل ََّن ُو ُى َو إِ ُ‬ ‫س ُج ُد َوَن ْرَكعُ َوَن ْجثُو أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ِ ‪ٜ‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ي ِد ِه‪ .‬ا ْليوم إِ ْن ِ‬ ‫ث َج َّرَب ِني‬ ‫س َة ِفي ا ْل َبٍّري‬ ‫يب َة‪ِ ,‬م ْث َل َي ْوِم َم َّ‬ ‫َّة‪َ ,‬ح ْي ُ‬ ‫وب ُك ْم‪َ ,‬ك َما في َم ِر َ‬ ‫ص ْوتَ ُو‪ ,‬فَبلَ تُقَسوا ُقمُ َ‬ ‫َ‬ ‫سم ْعتُ ْم َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ٓٔ‬ ‫ض ٌّ‬ ‫ال َق ْم ُب ُي ْم‪َ ,‬و ُى ْم‬ ‫اؤ ُك ُم‪ْ .‬‬ ‫س َن ًة َمقَت ذلِ َك ا ْل ِج َ‬ ‫ت « ُى ْم َ‬ ‫آب ُ‬ ‫يل‪َ ,‬وُق ْم ُ‬ ‫ضا ِف ْعمِي‪ .‬أ َْرَب ِع َ‬ ‫ب َ‬ ‫ص ُروا أ َْي ً‬ ‫ش ْع ٌ‬ ‫َ‬ ‫ين َ‬ ‫اختَ​َب ُروِني‪ .‬أ َْب َ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫لَم يع ِرفُوا ِ‬ ‫اح ِتي»‪".‬‬ ‫ْس ْم ُ‬ ‫ض ِبي «الَ َي ْد ُخمُ َ‬ ‫ت ِفي َغ َ‬ ‫ون َر َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫سُبمي»‪ .‬فَأَق َ‬ ‫ُ‬ ‫ىي دعوة لمف بحث عنيـ اهلل وىيأ ليـ راحة أف يأتوا ويسجدوا لو وال يقسوا قموبيـ كما فعؿ الشعب في البرية‬ ‫س ِم ْعتُ ْم = ىو الزماف الحاضر‪.‬‬ ‫فيمكوا ولـ يدخموا أرض الميعاد‪ ،‬أرض راحتيـ‪ .‬ا ْل َي ْوَم إِ ْن َ‬

‫‪278‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والتطعون)‬

‫المزمور السادس والتسعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور السادس والتسعون (الخامس والتسعون في األجبية)‬ ‫كممات ىذا المزمور تتشابو جداً مع تسبحة داود بمناسبة صعود التابوت إلى أورشميـ (ٔأي‪ .)ٖٙ-ٚ2ٔٙ‬وربما‬ ‫كانت تسبحة داود ىذه ىي األساس وبعد ذلؾ تـ بعض التعديبلت فييا‪ .‬فنجد أف (أشٕٗ‪ )ٔٓ2‬ىي نفس اآلية‬

‫األولى مف ىذا المزمور‪ .‬واآليات في (ٔأي‪ )ٖ​ٖ-ٕٖ2ٔٙ‬ىي نفسيا تقريباً كممات ىذا المزمور‪ ،‬لذلؾ نقوؿ أف‬

‫كاتب ىذا المزمور ىو داود‪ ،‬ثـ أحدثوا بعض تعديبلت طفيفة عميو مأخوذة أيضاً مف أقواؿ أنبياء مثؿ إشعياء‬

‫ليرنموا بو‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫اآليات (ٔ‪ٔ" - )ٖ-‬رٍّنموا لِ َّمر ٍّ ِ‬ ‫ب َيا ُك َّل األ َْر ِ‬ ‫ب‪َ ,‬ب ِ‬ ‫اس َم ُو‪َ ,‬ب ٍّ‬ ‫ش ُروا‬ ‫ض‪َ .‬رٍّن ُموا لِ َّمر ٍّ‬ ‫يدةً‪َ .‬رٍّن ِمي لِ َّمر ٍّ‬ ‫يم ًة َج ِد َ‬ ‫ارُكوا ْ‬ ‫ب تَْرن َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يع الش ُع ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وب ِب َع َجائ ِبو‪".‬‬ ‫ُمِم ِب َم ْجده‪َ ,‬ب ْي َن َجم ِ‬ ‫م ْن َي ْوم إلَى َي ْوم ِب َخبلَصو‪َ .‬ح ٍّدثُوا َب ْي َن األ َ‬

‫أماـ عمؿ المسيح الخبلصي عمينا أف نشكر ونسبح‪ .‬فالمسيح حيف شفى العشرة البرص وعاد واحد منيـ ليشكره‬ ‫سأؿ عف التسعة الباقيف‪ .‬والييود سبحوا اهلل بسبب كؿ العجائب التي صنعيا معيـ‪ .‬ونحف نسبحو بسبب‬

‫ا لخبلص الذي أكممو لنا عمى الصميب‪ .‬ويود كؿ مرنـ أف يصؿ تسبيحو لكؿ األرض وكؿ الشعوب ليعرؼ الكؿ‬ ‫شروا ِم ْن يوٍم إِلَى يوٍم ِب َخبلَ ِ‬ ‫ص ِو ‪ ،‬وحدثوا بيف األمـ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫عمؿ اهلل معو‪ .‬وىذا ما صنعو الرسؿ والكنيسة بعدىـ أنيـ َب ٍّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ب ثبلث مرات‪ ،‬نبوة واشارة عف الثالوث الذي لـ يعرؼ عنو إال في العيد الجديد‪.‬‬ ‫بمجده‪ .‬ونبلحظ تكرار اسـ ا َّلر ّ‬ ‫يدةً = ترنيمة جديدة أيضاً ألنيا تخص العيد الجديد‪ ،‬الذي فيو آمنت األرض كميا باهلل ولـ يعد‬ ‫وىي تسبحة َج ِد َ‬ ‫اإليماف قاص اًر عمى الشعب الييودي فقط‪.‬‬ ‫الر َّ ِ‬ ‫َن ُك َّل آلِ َي ِة الش ُع ِ‬ ‫ام‪,‬‬ ‫وب ُى َو َعمَى ُك ٍّل اآللِ َي ِة‪٘ .‬أل َّ‬ ‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )٘-‬أل َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫يم َو َح ِم ٌ‬ ‫يد ِجدًّا‪َ ,‬م ُي ٌ‬ ‫وب أ ْ‬ ‫َص َن ٌ‬ ‫ب َعظ ٌ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ات‪".‬‬ ‫َما َّ‬ ‫أ َّ‬ ‫ص َن َع َّ َ َ‬ ‫الرب فَقَ ْد َ‬ ‫وب َعمَى ُك ٍّل اآللِ َي ِة (مف تسمييـ‬ ‫ىذا التسبيح موجو لمرب المصموب‪ ،‬إذ تؤمف أنو ولو أنو مصموب إال أنو َم ُي ٌ‬ ‫شعوبيـ آلية)‪.‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫َّام ُو‪ .‬ا ْل ِعز َوا ْل َج َما ُل ِفي َم ْق ِد ِس ِو‪".‬‬ ‫آية (‪َ " - )ٙ‬م ْج ٌد َو َجبلَ ٌل قُد َ‬ ‫لذلؾ ال يقؼ الخطاة أماـ اهلل ولكف يقؼ أمامو مف تبرر بدـ المسيح وامتمؾ فضيمة‪.‬‬

‫‪279‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والتطعون)‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس ِم ِو‪َ .‬ىاتُوا‬ ‫ٍّموا لِ َّمر ٍّ‬ ‫ٍّموا لِ َّمر ٍّ‬ ‫ٍّموا لِ َّمر ٍّ‬ ‫ب َم ْج َد ْ‬ ‫ب َم ْج ًدا َوقُ َّوةً‪ .‬قَد ُ‬ ‫ب َيا قَ َبائ َل الش ُعوب‪ ,‬قَد ُ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٛ-ٚ‬قَد ُ‬ ‫تَ ْق ِد َم ًة َو ْاد ُخمُوا ِد َي َارهُ‪".‬‬

‫ىذه الكممات ال تقاؿ إال عف كنيسة العيد الجديد‪ ،‬ففي أياـ الييود‪ ،‬كانوا ممزميف بتقديـ الذبائح في ىيكؿ أورشميـ‬ ‫فقط‪ ،‬ويقوؿ ىنا= َىاتُوا تَ ْق ِد َم ًة َو ْاد ُخمُوا ِد َي َارهُ‪ .‬وتقدمة مترجمة في السبعينية ذبائح‪ .‬وقولو ِد َي َارهُ دؿ عمى الكنائس‬ ‫العديدة في كؿ العالـ‪ ،‬وليس ىيكؿ أورشميـ‪ .‬وفي كؿ قداس تقدـ ذبيحة‪ .‬واذا فيمناىا تقدمة‪ ،‬يكوف المقصود‬ ‫أعمالنا الحسنة نمجد بيا أبونا السماوي‪.‬‬

‫‪ٜ‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ب ِفي ِزي َن ٍة مقَد ٍ‬ ‫َّام ُو َيا ُك َّل األ َْر ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫اس ُج ُدوا لِ َّمر ٍّ‬ ‫آية (‪ْ " - )ٜ‬‬ ‫ُ َ‬ ‫َّسة‪ْ .‬ارتَعدي قُد َ‬ ‫ٍ‬ ‫َّس ٍة = ىي الفضائؿ= ىي أف نمبس الرب يسوع‪ .‬ونسجد بخشوع‪.‬‬ ‫ال ِزي َنة ال ُمقَد َ‬ ‫ٓٔ‬ ‫ِ‬ ‫وب‬ ‫ُمِم « َّ‬ ‫س ُكوَن ُة فَبلَ تَتَ​َز ْع َزعُ‪َ .‬ي ِد ُ‬ ‫الرب قَ ْد َممَ َك‪ .‬أ َْي ً‬ ‫ين الش ُع َ‬ ‫ضا تَثَبَّتَت ا ْل َم ْ‬ ‫آية (ٓٔ) ‪ " -‬قُولُوا َب ْي َن األ َ‬ ‫ِب ِ‬ ‫ام ِة»‪".‬‬ ‫ْ‬ ‫االستقَ َ‬ ‫الرب قَ ْد َممَ َك = وفي الترجمة السبعينية الرب قد ممؾ عمى‬ ‫ُمِم)؟ أن َّ‬ ‫ما ىي البشرى التي نبشر بيا الشعوب (األ َ‬ ‫خشبة‪ .‬فالرب ممؾ بصميبو‪.‬وىذه االية والتي تعتبر نبوة عجيبة عف عمؿ المسيح بصميبو‪ ،‬وكما وردت في ىذه‬ ‫ِ‬ ‫س ُكوَن ُة‪ .‬فبعد أف‬ ‫الترجمة السبعينية تثبت اف ىذه الترجمة ىي بوحي مف الروح القدس‪ .‬وثبت كنيستو= تَثَبَّتَت ا ْل َم ْ‬ ‫ين الشعوب ِب ِ‬ ‫ام ِة = ىذا عمؿ المسيح في‬ ‫كاف الناس في اضطراب أعطاىـ سبلـ وثبتيـ عمى صخرة‪َ .‬ي ِد ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫االستقَ َ‬

‫المجيء الثاني‪ ،‬سيكوف المسيح ىو الدياف‪.‬‬

‫ٔ​ٔ‬ ‫ض‪ ,‬لِ َي ِع َّج ا ْل َب ْح ُر َو ِم ْم ُؤهُ‪".‬‬ ‫آية (ٔ​ٔ) ‪ " -‬لِتَ ْف َر ِح َّ‬ ‫ات َوْلتَ ْبتَ ِي ِج األ َْر ُ‬ ‫الس َم َاو ُ‬ ‫خبلص البشر صار موضوع تسبيح المبلئكة (سفر الرؤيا)‪ .‬وبو صارت السماء واألرض مممكة واحدة‪ .‬وجاءت‬ ‫المبلئكة عمى األرض (يؤ‪ .)٘ٔ2‬والبحر يشير لمعالـ وبعد أف آمف العالـ سبحوا هلل = لِ َي ِع َّج ا ْل َب ْح ُر َو ِم ْم ُؤهُ‪.‬‬

‫آية (ٕٔ) ‪ٕٔ" -‬لِي ْج َذ ِل ا ْلح ْق ُل و ُكل ما ِف ِ‬ ‫ش َج ِ‬ ‫ار ا ْل َو ْع ِر "‬ ‫يو‪ ,‬لِتَتَ​َرَّن ْم ِحي َن ِئ ٍذ ُكل أَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ش َج ِ‬ ‫ار ا ْل َو ْع ِر والتي ىي ببل ثمر‪ ،‬ىذه‬ ‫لِ َي ْج َذ ِل ا ْل َح ْق ُل = صرنا أرضاً بذر فييا المسيح كممتو لنعطي ثما اًر‪ُ .‬كل أَ ْ‬ ‫تحولت ألشجار مثمرة (األمـ الوثنييف صاروا مؤمنيف)‪.‬‬ ‫ٖٔ‬ ‫َما َن ِت ِو‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ام َّ‬ ‫ين األ َْر َ‬ ‫ض‪َ .‬ي ِد ُ‬ ‫اء لِ َي ِد َ‬ ‫س ُكوَن َة ِبا ْل َع ْد ِل َوالش ُع َ‬ ‫ين ا ْل َم ْ‬ ‫اء‪َ .‬ج َ‬ ‫ب‪ ,‬أل ََّن ُو َج َ‬ ‫وب ِبأ َ‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ " -‬أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ض = المسيح في مجيئو األوؿ جاء ليعطينا معرفة الحؽ‪ .‬وسيأتي ثانية في المجيء الثاني ليديف‬ ‫ين األ َْر َ‬ ‫لِ َي ِد َ‬

‫اء مرتيف لتشير لممجيء األوؿ والثاني‪.‬فاالولي نري فييا عمؿ المسيح مع شعبو فصار ليـ‬ ‫العالـ‪ .‬وتكرار كممة َج َ‬

‫‪280‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والتطعون)‬

‫ب = االمسيح الذي جاء فاثمروا وىو فرح بنتيجة عممو ‪ ،‬وكؿ مف ياتي بثمار‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ام َّ‬ ‫ثمار وصاروا في فرح = أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ينقيو لياتي بثمر اكثر ‪،‬‬ ‫س ُكوَن َة ِبا ْل َع ْد ِل ( يو ٘ٔ‪.)٘ –ٔ 2‬‬ ‫وكؿ مف ىو ببل ثمر يقطعو في المجئ الثاني = َي ِد ُ‬ ‫ين ا ْل َم ْ‬

‫‪281‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والتطعون)‬

‫المزمور السابع والتسعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور السابع والتسعون (السادس والتسعون في األجبية)‬ ‫بحسب السبعينية‪ ،‬عنواف المزمور "لداود لما ارتدت لو األرض" أي بعد أف ارتاح مف الحروب ومقاومة األعداء‪،‬‬

‫وصارت لو المممكة‪.‬‬

‫والمسيح بصميبو إمتمؾ أرضنا أي جسدنا‪ ،‬فبعد أف كنا متمرديف عمى اهلل‪ ،‬خضعنا لو‪ ،‬وصارت أرضنا ممكو‪،‬‬

‫وأرسؿ روح قدسو عمى أرضنا فأثمرت (ثمار الروح) ولذلؾ نجد ىذا المزمور ينقسـ إلى قسميف‪-2‬‬ ‫‪o‬‬

‫األوؿ‪ 2‬اآليات (ٔ‪ )ٙ-‬يصور ىياج العالـ الطبيعي ولكنو تحت سيطرة اهلل‪.‬‬

‫‪o‬‬

‫الثاني‪ 2‬اآليات (‪ )ٕٔ-ٚ‬يصور النتائج الروحية لمجيء المسيح وعممو الخبلصي وخضوع الكؿ لو‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يرةُ‪".‬‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬اَ َّلرب قَ ْد َممَ َك‪َ ,‬ف ْمتَ ْبتَ ِي ِج األ َْر ُ‬ ‫ض‪َ ,‬وْلتَ ْف َر ِح ا ْل َج َزائ ُر ا ْل َكث َ‬ ‫اهلل ىو خالؽ وممؾ األرض كميا‪ .‬فقولو اَ َّلرب قَ ْد َممَ َك = يشير لممكو الجديد بصميبو‪ .‬وكؿ خاطئ يتوب ويرجع‬ ‫ض= أي اإلنساف الذي حرره الرب والفرح مف ثمار الروح‪َ .‬وتَ ْف َر ِح ا ْل َج َزِائ ُر =‬ ‫إلى اهلل يممؾ عميو‪ْ .‬لتَ ْبتَ ِي ِج األ َْر ُ‬ ‫إشارة لؤلمـ (تؾٓٔ‪ )٘2‬الساكنيف في الجزائر البعيدة‪ .‬وروحياً فالجزيرة تشير لممؤمف الثابت الذي تحيط بو‬

‫األمواج مف كؿ ناحية‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫الضباب حولَ ُو‪ .‬ا ْلع ْد ُل وا ْلحق قَ ِ‬ ‫اع َدةُ ُك ْر ِس ٍّي ِو‪".‬‬ ‫آية (ٕ) ‪َّ " -‬‬ ‫َ َ َ‬ ‫الس َح ُ‬ ‫اب َو َّ َ ُ َ ْ‬ ‫اب = إشارة ألف‬ ‫اب = إشارة ألف اهلل يحجب نفسو فنحف ال نستطيع أف نعايف مجده (أعٔ‪َ .)ٜ2‬و َّ‬ ‫َّ‬ ‫الض َب ُ‬ ‫الس َح ُ‬ ‫معموماتنا عف اهلل ضئيمة جداً‪ .‬ولكف نعمـ أف ا ْلع ْد ُل قَ ِ‬ ‫اع َدةُ ُك ْر ِس ٍّي ِو‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ٖ‬ ‫اءهُ َح ْولَ ُو‪".‬‬ ‫َّام ُو تَذ َ‬ ‫ب َن ٌار َوتُ ْح ِر ُ‬ ‫قأْ‬ ‫ْى ُ‬ ‫َع َد َ‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬قُد َ‬ ‫ام ُو‬ ‫اهلل في عدلو ىو نار آكمة تحرؽ أعداءه المتمردوف عميو (الٕ‪+ ٔ2ٔٓ،‬عد‪ + ٖ٘2ٔٙ‬تؾ‪ .)ٕٗ2ٜٔ‬وقُ َّد َ‬ ‫ب َن ٌار = فإلينا نار آكمة‪ .‬والروح القدس حؿ عمى التبلميذ عمى ىيئة ألسنة نار‪ .‬والينا سور مف نار حولنا‬ ‫تَذ َ‬ ‫ْى ُ‬ ‫يحفظنا (زؾٕ‪ .)٘2‬والروح القدس يشعؿ نار المحبة في قموبنا هلل (رؤ​ٔ‪ + ٕٔ2‬رو٘‪ + ٘2‬متٕٗ‪+ ٔٗ2‬‬

‫لوٕٗ‪ + ٖٕ2‬تثٗ‪ + ٕٗ2‬عبٕٔ‪ .)ٕٜ2‬وىي نار إحراؽ وروح إحراؽ (أشٗ‪ )ٗ2‬يحرؽ خطايانا‪.‬‬ ‫ٗ‬ ‫َضاء ْت بروقُ ُو ا ْلمس ُكوَن َة‪ .‬أر ِ‬ ‫ض َو ْارتَ َع َد ْت‪".‬‬ ‫َت األ َْر ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬أ َ َ ُ ُ‬

‫‪282‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والتطعون)‬

‫س ُكوَن َة = تفيـ بمعنييف مثؿ النار‪ 2‬فتفيـ أوالً بأف اهلل يخيؼ أعداؤه بالبروؽ التي تحرؽ‬ ‫أ َ‬ ‫اء ْت ُب ُروقُ ُو ا ْل َم ْ‬ ‫َض َ‬ ‫وتدمر‪ .‬وتفيـ أف نور الك ارزة شمؿ العالـ كمو وأناره‪ .‬وتفيـ البروؽ أيضاً عمى أنيا وعود اهلل التي يأتي بعدىا‬ ‫تحقيؽ ىذه الوعود‪ ،‬كما يأتي المطر بعد البروؽ‪.‬‬

‫آية (٘) ‪َ ٘" -‬ذاب ِت ا ْل ِجبا ُل ِ‬ ‫س ٍّي ِد األ َْر ِ‬ ‫َّ‬ ‫ض ُكمٍّ َيا‪".‬‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫‪,‬‬ ‫ب‬ ‫الر‬ ‫َّام‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫الش‬ ‫ل‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّام َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذابت الجبال = أمام اهلل تذوب الجبال‪ .‬فالشعوب الوثنية (الروماف) ذابت في الكنيسة‪.‬والجباؿ اتخذت رم اًز لبلمـ‬ ‫التي قاومت المسيح وكنيستو ( رؤ ‪ )ٜ 2ٔٚ‬وكميا زالت وسيزوؿ الباقي‪ ،‬ولكف كنيسة المسيح ستبقي لبلبد‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫ات ِب َع ْدلِ ِو‪َ ,‬و أرَى َج ِميعُ الش ُع ِ‬ ‫وب َم ْج َدهُ‪".‬‬ ‫َخ َب َر ِت َّ‬ ‫آية (‪ " - )ٙ‬أ ْ‬ ‫الس َم َاو ُ‬ ‫َ‬ ‫يوـ عماد ال مسيح انفتحت السموات وشيد اآلب لو‪ .‬ويوـ ميبلده سبحت المبلئكة ولقد ذاع خبره بالك ارزة‪َ ،‬و َأرَى‬ ‫َج ِميعُ الش ُع ِ‬ ‫وب َم ْج َدهُ = باإليماف الذي انتشر في كؿ العالـ‪ ،‬والمؤمنيف الذيف مجدوا اهلل باعماليـ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫اآليات (‪ٚ" - )ٛ-ٚ‬ي ْخ َزى ُكل عا ِب ِدي ِتمثَال م ْنح ٍ‬ ‫ين ِباأل ِ‬ ‫يع اآللِ َي ِة‪.‬‬ ‫وت‪ ,‬ا ْل ُم ْفتَ ِخ ِر َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اس ُج ُدوا لَ ُو َيا َجم َ‬ ‫َص َنام‪ْ .‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َح َك ِ‬ ‫‪ٛ‬س ِمع ْت ِ‬ ‫ام َك َيا َرب‪".‬‬ ‫ص ْي َي ْو ُن فَفَ ِر َح ْت‪َ ,‬و ْابتَ َي َج ْت َب َن ُ‬ ‫َج ِل أ ْ‬ ‫ات َي ُيوَذا ِم ْن أ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سم َع ْت ص ْي َي ْو ُن فَفَ ِر َح ْت‪ .‬لقد جمع المسيح‬ ‫ىنا نرى إيماف األمـ = َي ْخ َزى ُكل َعا ِبدي ت ْمثَال‪ ..‬وايماف الييود= َ‬ ‫كرأس لمزاوية األمـ والييود في جسده الواحد‪.‬‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ت َيا َرب َعمِ ٌّي َعمَى ُك ٍّل األ َْر ِ‬ ‫ت ِجدًّا َعمَى ُك ٍّل اآللِ َي ِة‪".‬‬ ‫ض‪َ .‬عمَ ْو َ‬ ‫آية (‪ " - )ٜ‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬ ‫ت ِجدًّا = اهلل عالي دائماً‪ .‬ولكنو حينما ارتفع عمى الصميب مجدتو كؿ األرض‪ .‬والمسيح الذي جاء الينا‬ ‫َعمَ ْو َ‬ ‫متواضعا ظير انو ىو ييوه العظيـ ‪ ،‬وصعد المسيح وجمس عف يميف اآلب‪.‬‬ ‫ٓٔ‬ ‫ِ‬ ‫ضوا َّ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ار ُي ْن ِق ُذ ُى ْم‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫آية (ٓٔ) ‪َ " -‬يا ُم ِح ٍّبي َّ‬ ‫وس أَتْ ِق َي ِائ ِو‪ِ .‬م ْن َي ِد األَ ْ‬ ‫ب‪ ,‬أ َْب ِغ ُ‬ ‫الش َّر‪ُ .‬ى َو َحافظٌ ُنفُ َ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ق‪ ,‬وفَرح لِ ْممستَ ِق ِ‬ ‫يمي ا ْل َق ْم ِب‪".‬‬ ‫ور قَ ْد ُز ِرعَ لِ ٍّ‬ ‫مصدٍّي ِ َ َ ٌ ُ ْ‬ ‫آية (ٔ​ٔ) ‪ُ " -‬ن ٌ‬ ‫مصدٍّي ِ‬ ‫ق = المسيح نور مف نور‪ .‬ىو ظير‬ ‫ع لِ ٍّ‬ ‫ور قَ ْد ُز ِر َ‬ ‫ور قَ ْد ُز ِر َ‬ ‫ع = نور قد أشرؽ‪ ..‬ىو المسيح نور العالـ‪ُ .‬ن ٌ‬ ‫ُن ٌ‬

‫كنور في العالـ حيف تجسد وبدوف زرع بشر ‪ ،‬انما بالروح القدس‪ .‬ولـ يعرفو إالّ الصديقيف‪ .‬وبعد أف صعد زرع‬

‫حياتو في كؿ معمد مؤمف‪ ،‬فبولس يقوؿ "لي الحياة ىي المسيح" (أؼٔ‪ )ٕٔ2‬ويقوؿ "مع المسيح صمبت فأحيا ال‬

‫في" (غؿٕ‪ .)ٕٓ2‬وحسب وعده فيو وسط كنيستو كؿ األياـ‪ ،‬بؿ وسط أي إثنيف يجتمعاف‬ ‫أنا بؿ المسيح يحيا َّ‬ ‫بإسمو‪.‬‬

‫‪283‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والتطعون)‬ ‫ٕٔ‬ ‫اح َم ُدوا ِذ ْك َر قُ ْد ِس ِو‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪ " -‬اف َْر ُحوا أَي َيا ٍّ‬ ‫ون ِب َّ‬ ‫الصدٍّيقُ َ‬ ‫ب‪َ ,‬و ْ‬

‫‪284‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والتطعون)‬

‫المزمور الثامن والتسعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور الثامن والتسعون (السابع والتسعون في األجبية)‬ ‫ىذا المزمور يفتتح ويختـ بنفس العبارات التي يفتتح بيا ويختـ (مز‪ .)ٜٙ‬ويشابيو مشابية كبرى عمى طوؿ‬

‫الخط‪ .‬ولو نفس ىدؼ المزموريف السابقيف‪ ،‬فيو نبوة عف مممكة المسيح وأنيا أقيمت في العالـ ودخوؿ األمـ‬

‫فييا‪ .‬ودعوة الجميع لتسبيح الرب عمى عممو واقامة مممكتو‪ .‬فإف كاف مف لـ يعرفوا المسيح وعاشوا في العيد‬ ‫القديـ مدعويف لمتسبيح فنحف باألولى عمينا أف نسبح بعد أف خمصنا المسيح بصميبو فعبلً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬رٍّنموا لِ َّمر ٍّ ِ‬ ‫صتْ ُو َي ِمينُ ُو َوِذ َراعُ قُ ْد ِس ِو‪".‬‬ ‫يم ًة َج ِد َ‬ ‫ص َن َع َع َجائ َ‬ ‫ب‪َ .‬خمَّ َ‬ ‫يدةً‪ ,‬ألَنَّ ُو َ‬ ‫ب تَْرن َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِذ َراعُ قُ ْد ِس ِو = إشارة لممسيح قوة اهلل التي عممت الخبلص (أشٔ​ٔ‪ + ٜ2٘ٔ +ٔٓ2ٗٓ،‬أشٖ٘‪+ ٔ2‬‬

‫ِ‬ ‫يم ًة‬ ‫يؤٕ‪ .)ٖٛ2‬والرب صنع عجائب كثيرة لشعب إسرائيؿ خصوصاً في خروجيـ مف مصر‪ .‬ولكف قولو تَْرن َ‬ ‫يدةً = فيذا يعبر عف عممو الجديد الذي لـ يكف قد قاـ بو بعد وىو فداء الصميب‪ .‬وجديدة اي لف نمؿ مف‬ ‫َج ِد َ‬ ‫صتْ ُو َي ِمينُ ُو = اليميف ىي القوة‪ .‬والمسيح صار‬ ‫تكرار تسبيح المسيح بسبب الخبلص الذي تـ بالصميب ‪َ .‬خمَّ َ‬ ‫ضعيفاً‪ ،‬جسداً بشرياً‪ ،‬ومات‪ ،‬لكف َي ِمينُ ُو أي قوة الىوتو المتحد بناسوتو أقامتو ولـ يستطع الموت أف يمسكو‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ب = إذ بقيامتو أقاـ معو كنيستو في كؿ العالـ‪.‬‬ ‫ص َن َع َع َجائ َ‬ ‫َ‬

‫ٕ‬ ‫ص ُو‪ .‬لِ ُع ُي ِ‬ ‫ف ِب َّرهُ‪".‬‬ ‫َعمَ َن َّ‬ ‫ُمِم َك َ‬ ‫شَ‬ ‫آية (ٕ) ‪ " -‬أ ْ‬ ‫الرب َخبلَ َ‬ ‫ون األ َ‬ ‫ص ُو = خبلص لكؿ البشرية مف يد إبميس‪ .‬لِ ُع ُي ِ‬ ‫ف ِب َّرهُ = لقد ظير عمى الصميب أف‬ ‫َعمَ َن َّ‬ ‫ُمِم َك َ‬ ‫شَ‬ ‫أْ‬ ‫الرب َخبلَ َ‬ ‫ون األ َ‬ ‫صمِب بسبب عدؿ اهلل الذي استوجب أف يموت ىو عوضاً‬ ‫المسيح لـ يصمب لخطية فعميا‪ ،‬بؿ كاف با اًر‪ .‬لكنو ُ‬ ‫عف اإلنساف الخاطئ‪.‬‬ ‫ٖ‬ ‫َت ُكل أَقَ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اصي األ َْر ِ‬ ‫ص إِل ِي َنا‪".‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يل‪َ .‬أر ْ‬ ‫َما َنتَ ُو ل َب ْيت إِ ْ‬ ‫ض َخبلَ َ‬ ‫آية (ٖ) ‪َ " -‬ذ َك َر َر ْح َمتَ ُو َوأ َ‬ ‫ىذا الخبلص المقدـ كاف لبيت إسرائيؿ ولؤلمـ حتى ُكل أَقَ ِ‬ ‫اصي األ َْر ِ‬ ‫ض‪.‬‬ ‫٘‬ ‫ٗ‬ ‫ود وصو ِت َن ِش ٍ‬ ‫ب ِب ُع ٍ‬ ‫ب َيا ُك َّل األ َْر ِ‬ ‫يد‪.‬‬ ‫اى ِتفُوا َو َرٍّن ُموا َو َغنوا‪َ .‬رٍّن ُموا لِ َّمر ٍّ‬ ‫اآليات (ٗ‪ِ " - )ٜ-‬ا ْى ِت ِفي لِ َّمر ٍّ‬ ‫ض‪ْ .‬‬ ‫ود‪ِ .‬ب ُع ٍ َ َ ْ‬ ‫اك ُن َ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫الر ٍّ ‪ِ ِ ٚ‬‬ ‫ور ْ ِ‬ ‫ص ْو ِت الص ِ‬ ‫‪ِ ٙ‬باأل َْب َوا ِ‬ ‫ييا‪ٛ .‬األَ ْن َي ُار‬ ‫س ُكوَن ُة َو َّ‬ ‫َّام ا ْل َممِ ِك َّ‬ ‫ب! ل َيع َّج ا ْل َب ْح ُر َو ِم ْم ُؤهُ‪ ,‬ا ْل َم ْ‬ ‫ون ف َ‬ ‫ق َو َ‬ ‫اىتفُوا قُد َ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ام َّ‬ ‫صفٍّ ْ‬ ‫ين األ َْر َ‬ ‫ض‪َ .‬ي ِد ُ‬ ‫اء لِ َي ِد َ‬ ‫س ُكوَن َة ِبا ْل َع ْد ِل َوالش ُع َ‬ ‫ين ا ْل َم ْ‬ ‫ب‪ ,‬ألَنَّ ُو َج َ‬ ‫لتُ َ‬ ‫ق ِباأل َ​َيادي‪ ,‬ا ْلج َبا ُل لتَُرٍّن ْم َم ًعا أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ِب ِ‬ ‫ام ِة‪".‬‬ ‫ْ‬ ‫االستقَ َ‬

‫‪285‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والتطعون)‬

‫بعد الخبلص الذي رأيناه‪ ،‬ماذا نقدـ هلل سوى الشكر والتسبيح‪ .‬وكانوا في العيد القديـ يستخدموف آالت كثيرة‬

‫موسيقية‪ ،‬ولكف كنيستنا تفضؿ الحنجرة البشرية عمى كؿ اآلالت الموسيقية‪ .‬ومع التأمؿ في ىذه اآلالت نفيـ‬

‫كيؼ نرتؿ‪ .‬األ َْب َوا ِ‬ ‫ق= إشارة لمك ارزة بالكتاب المقدس ونحف نرتؿ مستخدميف كممات الكتاب المقدس‪( .‬أش‪.)ٔ2٘ٛ‬‬ ‫وال ُع ٍ‬ ‫ود= لو أوتار مشدودة‪ .‬إشارة ألف مف يسبح عميو أف يكوف مستعداً‪ ،‬فالوتر المرتخي ال يعطي صوتاً‪ .‬الص ِ‬ ‫ور‬ ‫= ىو نوع مف األبواؽ أشبو ما يمكف بالمزمار‪ .‬ثـ ينتقؿ لمخميقة المادية‪ ،‬فيو يطمب مف ا ْل َب ْح ُر واألَ ْن َيار وا ْل ِج َبا ُل‬ ‫أف تسبح= فيذه بعظمتيا وروعة خمقتيا تشيد لمف خمقيا‪ ،‬ولو استطاعت لتكممت وسبحت‪ .‬وروحياً ا ْل َب ْح ُر =‬ ‫يشير لشعوب العالـ الذيف كانوا متقمقميف بسبب شرورىـ فكانوا يعجوف ويصدروف أصوات الخبلعة‪ ،‬واآلف بعد‬ ‫اك ُن َ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ييا = كؿ الشعوب المؤمنة‪ .‬األَ ْن َيار= ىـ‬ ‫س ُكوَن ُة َو َّ‬ ‫إيمانيـ ليعجوا بأصوات التسبيح لمف خمصيـ‪ .‬ا ْل َم ْ‬ ‫ون ف َ‬ ‫ق األ َ​َي ِادي= ىو عبلمة‬ ‫صفٍّي ْ‬ ‫الممموئيف بالروح القدس ويفيضوا بتعاليميـ عمى كؿ المسكونة كالرسؿ والمبشريف وتُ َ‬

‫فرح ىؤالء بإيماف تبلميذىـ‪ .‬اا ْل ِج َبا ُل= المؤمنيف ذوي اإليماف العالي‪ ،‬القديسيف‪ .‬وقد تشير لممبلئكة‪.‬‬

‫‪286‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والتطعون)‬

‫المزمور التاسع والتسعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور التاسع والتسعون (الثامن والتسعون في األجبية)‬ ‫ىذا المزمور مثؿ ما سبقو‪ ،‬تسبيح هلل الذي أقاـ مممكتو بصميبو عمى األرض‪ .‬وىذا المزمور يشير ألف عمؿ اهلل‬

‫الذي كمؿ عمى الصميب بدأ منذ زماف طويؿ في العيد القديـ‪ .‬وأف اهلل الذي أظير مراحمو عمى الصميب أظيرىا‬

‫بصور أخرى مع شعب العيد القديـ‪ ،‬فاهلل لـ يترؾ شعبو بؿ تعيدىـ بأنبيائو وأخي اًر أرسؿ ابنو "يسوع المسيح ىو‬

‫ىو أمس واليوـ والى األبد" (عبٖٔ‪ )ٛ2‬مراحـ اهلل ثابتة ال تتغير ولكنيا تجمت بصورة عجيبة عمى الصميب‪.‬‬

‫ىذا المزمور ىو واحد مف ٖ مزامير تبدأ بأف الرب قد ممؾ‪ ،‬والمرنـ يتيمؿ كنبوة بالمسيح الذي سيممؾ بصميبو‪.‬‬ ‫ولكف المسيح منذ األزؿ ىو ممؾ بدليؿ أنو جالس عمى الكروبيـ وأنو يثبت االستقامة والحؽ ومنو ترتعد الشعوب‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫س َعمَى ا ْل َك ُروِب ِيم‪ .‬تَتَ​َزْل َز ُل األ َْر ُ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬اَ َّلرب قَ ْد َممَ َك‪ .‬تَْرتَع ُد الش ُع ُ‬ ‫وب‪ُ .‬ى َو َجال ٌ‬ ‫ِ‬ ‫وب = فالمسيح ىو الدياف الذي داف إبميس عمى الصميب وبعدلو سيديف كؿ مف يتبعو‪ .‬بؿ بعمؿ‬ ‫تَْرتَع ُد الش ُع ُ‬

‫روحو القدوس في الك ارزة‪ ،‬كاف مف يسمع يرتعد (أعٕٗ‪ + ٕ٘2‬أع٘‪ .)ٔ​ٔ2‬فعمؿ اهلل بقوة‪ ،‬والكبلـ الذي مف الروح‬ ‫ِ‬ ‫س َعمَى ا ْل َك ُروِب ِيم = ممكو أزلى‪ ،‬ىو أعمى مف المبلئكة وكاروب تعني‬ ‫القدس لو قوة ترىب مف يسمع‪ .‬واهلل َجال ٌ‬ ‫معرفة‪ ،‬فيـ ممموئيف أعيناً‪ ،‬أي ممموئيف حكمة ومعرفة هلل وأموره‪ .‬وقولو جالس تفيد سموه عنيـ‪ ،‬وتشير لراحة اهلل‬

‫فييـ‪ ،‬إذ ىـ يعرفونو كممؾ السماء واألرض‪ .‬ومف يعرؼ اهلل يحبو ومف يرفض اهلل سيرتعد مف أحكامو‪ .‬تَتَ​َزْل َز ُل‬ ‫ض = األرض الجماد‪ ،‬ال تحتمؿ مجد اهلل فتتزلزؿ (خر‪ٔ + ٔٛ2ٜٔ‬مؿ‪ .)ٔ​ٔ2ٜٔ‬وىكذا كؿ نفس حيف تسمع‬ ‫األ َْر ُ‬ ‫صوت الروح القدس تتزلزؿ‪ ،‬ومف يستجيب تتغير حياتو بالتوبة‪ ،‬ومف ال يستجيب سيجد رعباً‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫الرب ع ِظيم ِفي ِ‬ ‫ص ْي َي ْو َن‪َ ,‬و َعال ُى َو َعمَى ُك ٍّل الش ُع ِ‬ ‫وب‪".‬‬ ‫آية (ٕ) ‪ٌ َ َّ " -‬‬ ‫ىذا ألف معرفة اهلل وناموسو وشرائعو بدأت مع شعب الييود‪ .‬وبالمسيح اجتمع الييود مع األمـ وصار اهلل َعال‬ ‫َعمَى ُك ٍّل الش ُع ِ‬ ‫وب= الكؿ آمنوا باهلل‪.‬‬ ‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫وس ُى َو‪".‬‬ ‫آية (ٖ) ‪َ " -‬ي ْح َم ُد َ‬ ‫يم َوا ْل َم ُي َ‬ ‫ون ْ‬ ‫وب‪ ,‬قُد ٌ‬ ‫اس َم َك ا ْل َعظ َ‬ ‫ٗ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ثَب َّ‬ ‫وب‪".‬‬ ‫َن ُي ِح َّ‬ ‫آية (ٗ) ‪َ " -‬و ِعز ا ْل َممِ ِك أ ْ‬ ‫َج َرْي َ‬ ‫ام َة‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫ب ا ْل َحقَّ‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫ت أْ‬ ‫ت َحقًّا َو َع ْدالً في َي ْعقُ َ‬ ‫َّت ْ‬ ‫االستقَ َ‬ ‫ب ا ْل َح َّ‬ ‫ق = كرامة الممؾ أف يحب العدؿ (سبعينية)‪ .‬والعدؿ يقوؿ أف الخاطئ يموت‪ ،‬وىذا صنعو‬ ‫َن ُي ِح َّ‬ ‫ِعز ا ْل َممِ ِك أ ْ‬

‫المسيح بدالً عنا وسط يعقوب أي في أورشميـ‪.‬‬

‫‪287‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والتطعون)‬

‫٘‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وس ُى َو‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫آية (٘) ‪َ " -‬عموا َّ‬ ‫لي َنا‪َ ,‬و ْ‬ ‫ب إِ َ‬ ‫اس ُج ُدوا ع ْن َد َم ْوط ِئ قَ َد َم ْيو‪ .‬قُد ٌ‬ ‫لي َنا = عموه ومجده بالرغـ مف أنكـ ترونو اآلف متواضعاً عمى الصميب‪ .‬لذلؾ فتسبحة البصخة "لؾ‬ ‫الر َّ‬ ‫َعموا َّ‬ ‫ب إِ َ‬ ‫اس ُج ُدوا ِع ْن َد َم ْو ِط ِئ قَ َد َم ْي ِو= يفيـ الييود أف موطئ قدمي اهلل ىو ىيكؿ‬ ‫القوة والمجد والبركة والعزة إلى األبد‪ْ "..‬‬ ‫سميماف (م ار ٕ‪ )ٔ2‬وفي العيد الجديد نفيـ أف ىيكؿ سميماف يشير لجسد المسيح (يوٕ‪ .)ٕٔ2‬فموطئ قدمي اهلل‬

‫ىو جسد المسيح‪ ،‬فرأس المسيح ىو الىوتو الرتفاع عموه وسيادتو‪ ،‬وأما قدميو فيو الجسد الذي لبسو ليسير بو‬ ‫عمى األرض‪ .‬وصار مكاف صميبو ىو َم ْو ِط ِئ قَ َد َم ْي ِو‪ .‬وميما حاولنا أف نرفع عقولنا لندرؾ عمو إرتفاعو سنفشؿ‪،‬‬ ‫ولعمنا نتواضع ونسجد أمامو‪ ،‬أماـ سر تجسده ومحبتو التي بيما كاف يسير عمى األرض حباً لنا‪.‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اب‬ ‫الر َّ‬ ‫اس ِم ِو‪َ .‬د َع ْوا َّ‬ ‫ين َي ْد ُع َ‬ ‫ص ُموِئي ُل َب ْي َن الَِّذ َ‬ ‫وسى َو َى ُار ُ‬ ‫استَ َج َ‬ ‫ب َو ُى َو ْ‬ ‫ون ِب ْ‬ ‫ون َب ْي َن َك َي َنتو‪َ ,‬و َ‬ ‫اآليات (‪ُ " - )ٚ-ٙ‬م َ‬ ‫لَ ُيم‪ِ ٚ .‬ب َعم ِ‬ ‫الس َح ِ‬ ‫اى ْم‪".‬‬ ‫ود َّ‬ ‫اب َكمَّ َم ُي ْم‪َ .‬ح ِفظُوا َ‬ ‫َعطَ ُ‬ ‫ش َي َ‬ ‫يض َة الَِّتي أ ْ‬ ‫اد ِات ِو َوا ْلفَ ِر َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬

‫يسوع ىذا الذي نراه مصموباً‪ ،‬ىو مف تنبأ عنو األنبياء‪ ،‬بؿ ىو الذي أرسميـ حباً لشعبو‪ ،‬ليعمموا شعبو الوصايا‪،‬‬ ‫فبل ييمؾ الشعب‪ ،‬بؿ ىـ كانوا رجاؿ صبلة يتشفعوف عف الشعب‪ ،‬وكانوا يصموف لو‪ ،‬فيو ييوه ‪ ،‬وىو يستجيب‪.‬‬

‫ىـ كانوا كينة يقدموف ذبائح رم اًز لمذبيح األعظـ الذي استجاب أخي اًر لصمواتيـ وقدـ نفسو‪.‬‬

‫‪ٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ْعالِ ِي ْم‪".‬‬ ‫ليا َغفُ ًا‬ ‫آية (‪ " - )ٛ‬أَي َيا َّ‬ ‫ور ُك ْن َ‬ ‫استَ َج ْب َ‬ ‫لي َنا‪ ,‬أَ ْن َ‬ ‫ت ْ‬ ‫ت لَ ُي ْم‪ .‬إِ ً‬ ‫الرب إِ ُ‬ ‫ت لَ ُي ْم‪َ ,‬و ُم ْنتَق ًما َعمَى أَف َ‬ ‫كاف اهلل يستجيب ليـ في شفاعاتيـ عف الشعب‪ ،‬وينتقـ مف أعداء الشعب وكؿ مف قاوميـ (قورح‪/‬داثاف‪..‬‬

‫العماليؽ‪ .)..‬وقد استجاب أخي اًر بصميبو الذي بو غفر فعبلً كؿ خطايا المؤمنيف‪ ،‬وبو انتقـ مف إبميس وأتباعو‪.‬‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫وس‪".‬‬ ‫اس ُج ُدوا ِفي َج َب ِل قُ ْد ِس ِو‪ ,‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫آية (‪َ " - )ٜ‬عموا َّ‬ ‫لي َنا‪َ ,‬و ْ‬ ‫ب إِ َ‬ ‫ب إِ َ‬ ‫لي َنا قُد ٌ‬

‫‪288‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت)‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة‬

‫المزمور المئة (التاسع والتسعون في األجبية)‬ ‫ىو مزمور حمد وشكر عمى مراحـ اهلل المستمرة منذ البدء وحتى اآلف والى األبد‪ .‬فيو صنعنا‪ ،‬وجعمنا قطيعو‪،‬‬ ‫اع صالح‪ .‬لذلؾ نجد نغمة الفرح في ىذا المزمور فنحف عبيد اهلل الواحد القدير وحده‪ ،‬وىو يعتبرنا‬ ‫واىتـ بنا كر ٍ‬

‫خاصتو لذلؾ نفرح ونشكر‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫ب َيا‬ ‫اآليات (ٔ‪ِ " - )٘-‬ا ْى ِت ِفي لِ َّمر ٍّ‬ ‫ص َن َع َنا‪َ ,‬ولَ ُو َن ْح ُن‬ ‫الر َّ‬ ‫َّ‬ ‫ب ُى َو اهللُ‪ُ .‬ى َو َ‬ ‫ِ‬ ‫ب َِ ِ‬ ‫َما َنتُ ُو‪".‬‬ ‫اس َم ُو‪٘ .‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ْ‬ ‫صال ٌح‪ ,‬إ َلى األ َ​َبد َر ْح َمتُ ُو‪َ ,‬وِالَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر أ َ‬ ‫عمؿ القديسيف ىو التسبيح‪ .‬وعمى كؿ األرض أف تسبح ألف اهلل غمب لنا عدو كؿ البشر‪ ،‬إي إبميس‪ .‬وصيرنا‬

‫ٖ‬ ‫ٕ‬ ‫ُك َّل األ َْر ِ‬ ‫َن‬ ‫اعمَ ُموا أ َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫اع ُب ُدوا َّ‬ ‫ب ِبفَ​َر ٍح‪ْ .‬اد ُخمُوا إِلَى َح ْ‬ ‫ض َرِت ِو ِبتَ​َرنٍم‪ْ .‬‬ ‫ض‪ْ .‬‬ ‫ٗ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫اح َم ُدوهُ‪َ ,‬ب ِ‬ ‫ارُكوا‬ ‫س ِب ِ‬ ‫َ‬ ‫يح‪ْ .‬‬ ‫ش ْع ُب ُو َو َغ َن ُم َم ْر َعاهُ‪ْ .‬اد ُخمُوا أ َْب َو َاب ُو ِب َح ْمد‪ ,‬د َي َارهُ ِبالتَّ ْ‬

‫أبناء هلل‪ ،‬فميذا نفرح ونسبح‪ْ .‬اد ُخمُوا أ َْب َو َاب ُو = األبواب التي تدخمنا هلل ىي اإليماف ثـ المعمودية ثـ التوبة ثـ‬ ‫الدخوؿ لمكنيسة لمصبلة والتناوؿ لنثبت فيو‪ ،‬ثـ بأعمالنا الصالحة التي تمجده وتشيد لو أماـ العالـ‪ .‬ورحمة اهلل‬ ‫ثابتة إلى األبد لكؿ قديسيو المؤمنيف بو الذيف دخموا مف أبوابو‪.‬‬

‫‪289‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والواحذ)‬

‫المزمور المئة والواحد‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والواحد (المئة في األجبية)‬ ‫نسمع ىنا مف داود عف المبادئ التي كاف مزمعاً أف يتمميا في مممكتو‪ ،‬لتكوف مممكة طاىرة‪.‬‬

‫وداود الممؾ كرمز لممسيح الممؾ‪ ،‬والمسيح بعد أف أسس مممكتو وكنيستو يريدىا طاىرة ببل عيب وال غضف وال‬ ‫دنس‪ ،‬ىو طيرىا (اؼ٘‪ )ٕٚ-ٕ٘2‬ويريدىا أف تجاىد لتستمر طاىرة‪ .‬وىذه الفكرة ِ‬ ‫شرحت في العيد القديـ‪ ،‬إذ‬ ‫كانوا بعد الفصح يأكموف الفطير أسبوعاً كامبلً‪ ،‬والمسيح فصحنا قد ذبح لنقضي عمرنا في غربتنا ببل خطية‬

‫(األسبوع يرمز لكؿ حياتنا عمى األرض) (والخمير رمز لمشر) (ٔكو‪)ٚ2٘،ٛ‬‬

‫نصمي ىذا المزمور في الساعة التاسعة لنرى مفاعيؿ الصميب في تنقية الكنيسة ولنعرؼ واجبنا‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َسمُ ُك ِفي‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬ر ْح َم ًة َو ُح ْك ًما أُ َغ ٍّني‪ .‬لَ َك َيا َرب أ َُرٍّن ُم‪ .‬أَتَ َع َّق ُل ِفي َ‬ ‫ط ِريق َكامل‪َ .‬متَى تَأْتي إِلَ َّي؟ أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َكم ِ‬ ‫س ِط َب ْي ِتي‪".‬‬ ‫ال َق ْم ِبي في َو َ‬ ‫َ‬

‫َر ْح َم ًة َو ُح ْك ًما أُ َغ ٍّني = الحظ أف الرحمة تسبؽ الحكـ‪ ،‬وىذا ما يجعمني اسبح أف رحمتؾ شممتني‪ .‬وأما الحكـ‬ ‫فكاف عمى أعدائي (إبميس وأتباعو) لرحمتؾ وحكمؾ اسبحؾ يا رب (سبعينية)‪ .‬وقد يسمح اهلل ألوالده ببعض‬ ‫األحكاـ والتجارب في ىذا العالـ ليرح ميـ في اليوـ األخير‪ ،‬فيو يؤدب أوالده الذيف يحبيـ في ىذا العالـ‪ .‬ونحف‬

‫نسبح اهلل أف رحمنا إذ نفذ حكمو في ابنو ليخمصنا نحف‪ .‬والرحمة تعطينا رجاء وفرح والحكـ يعطينا خوؼ مقدس‬ ‫فبل نتيور في طريؽ الخطية وىذا التوازف يساعدنا في طريقنا‪ .‬أَتَع َّق ُل ِفي طَ ِريق َك ِ‬ ‫امل = أسمؾ في وصايا اهلل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َمتَى تَأ ِْتي إِلَ َّي = حيف قاؿ داود أنو يسمؾ في طريؽ كامؿ ذكر خطاياه وضعفو فقاؿ متى تعينني يا رب‪ ،‬وبروح‬

‫إلى‪ .‬ونحف في العيد الجديد‪ ،‬لنا نفس‬ ‫النبوة رأي المسيح الكامؿ الذي سيعطي الكماؿ لكنيستو فقاؿ متى تأتي ّ‬ ‫ِ‬ ‫س ِط َب ْي ِتي ( اية ‪ ) ٚ‬المرائي يسمؾ‬ ‫المنطؽ‪ ،‬متى نخمع ىذا الجسد الذي تسكف فيو الخطية (روٕٗ‪ .)ٕٖ2ٚ،‬في َو َ‬ ‫بكماؿ أماـ الناس‪ ،‬أما داود فيسمؾ بكماؿ حتى وىو في بيتو‪ ،‬ألنو يشعر دائماً حتى وىو وحده أنو أماـ اهلل‬

‫فيخشى أف يغضبو‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫ٖ‬ ‫يئا‪َ .‬ع َم َل َّ‬ ‫الزَي َغ ِ‬ ‫ب ُم ْع َو ٌّج َي ْب ُع ُد‬ ‫َّام َع ْي َن َّي أ َْم ًار َرِد ً‬ ‫صُ‬ ‫ضُ‬ ‫ان أ َْب َغ ْ‬ ‫اآليات (ٖ‪ " - )ٛ-‬الَ أ َ‬ ‫ق ِبي‪َ .‬ق ْم ٌ‬ ‫ت‪ .‬الَ َي ْم َ‬ ‫َضعُ قُد َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫٘ ِ‬ ‫َع ٍّني‪ٍّ .‬‬ ‫َحتَ ِممُ ُو‪.‬‬ ‫ستَ ْك ِب ُر ا ْل َع ْي ِن َو ُم ْنتَ ِف ُخ ا ْل َق ْم ِب الَ أ ْ‬ ‫ير الَ أ ْ‬ ‫َع ِرفُ ُو‪ .‬الَّذي َي ْغتَ ُ‬ ‫صاح َب ُو س ًّار ى َذا أَ ْقطَ ُع ُو‪ُ .‬م ْ‬ ‫اب َ‬ ‫الشٍّر ُ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ط ب ْي ِتي ع ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض لِ َكي أ ْ ِ‬ ‫‪ٙ‬ع ْي َناي عمَى أُم َن ِ‬ ‫اء األ َْر ِ‬ ‫ام ُل‬ ‫س ُي ْم َم ِعي‪َّ .‬‬ ‫السالِ ُك َ‬ ‫َ‬ ‫سَ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ط ِريقًا َكامبلً ُى َو َي ْخد ُمني‪ .‬الَ َي ْ‬ ‫س ُك ُن َو َ‬ ‫ُجم َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ب ُك َّل فَ ِ‬ ‫اك ار أُِب ُ ِ‬ ‫‪ِ ٛ‬‬ ‫ار األ َْر ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ِغ ٍّ‬ ‫اعمِي‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ض‪ ,‬ألَ ْقطَعَ ِم ْن َم ِدي َن ِة َّ‬ ‫يع أَ ْ‬ ‫ش‪ .‬ا ْل ُمتَ َكمٍّ ُم ِبا ْل َك ِذ ِب الَ َيثْ ُب ُ‬ ‫يد َجم َ‬ ‫ام َع ْي َن َّي‪َ .‬ب ً‬ ‫ت أَ‬ ‫َم َ‬ ‫ِ‬ ‫اإل ثِْم‪".‬‬

‫‪290‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والواحذ)‬

‫يئا = أي قد أخطئ سيواً أو ضعفاً ولكنني ال أخطط لمشر‪ ،‬وال أصنعو بتعمد‪ .‬وكاف‬ ‫َّام َع ْي َن َّي أ َْم ًار َرِد ً‬ ‫الَ أ َ‬ ‫َضعُ قُد َ‬ ‫ال يريد أف يعرؼ ويمتصؽ باألشرار (مز ٔ) فبل شركة لمنور مع الظممة‪ .‬وتاريخ داود في الكتاب المقدس يشيد‬ ‫بيذا فيو كاف يرفض األشرار‪ ،‬بؿ كاف يحب أف يحيط نفسو باألمناء مع اهلل= أُم َن ِ‬ ‫اء األ َْر ِ‬ ‫ض‪ .‬ونجد أف صديؽ‬ ‫َ‬ ‫اك ار أُِب ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ار األ َْر ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ض = أي سريعاً وعاجبلً‪ .‬وعمى كؿ منا أف يفعؿ ىذا‬ ‫يع أَ ْ‬ ‫يد َجم َ‬ ‫داود كاف يوناثاف القديس الحمو‪َ .‬ب ً‬ ‫في أرضو أي جسده فنبيد كؿ أفكار الشر وكؿ خطايانا وشيواتنا وأعمالنا الشريرة‪.‬‬

‫‪291‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي)‬

‫المزمور المئة والثاني‬

‫عودة لمجدول‬

‫يرى بعض الدارسيف أف داود كتب ىذا المزمور عند ىروبو أماـ إبشالوـ‪ .‬والمرنـ يعبر فيو عف حالة محزنة‬ ‫وصؿ إلييا‪ ،‬ثـ نجد نغمة تعزية وكممات إيماف وثقة باهلل الذي لف يترؾ شعبو في محنتيـ‪ .‬واآليات (ٕ٘‪)ٕٙ-‬‬

‫مف المزمور طبقيا بولس الرسوؿ عمى المسيح (عبٔ‪ )ٕٔ-ٔ2‬ولذلؾ نفيـ أف المزمور يتنبأ عف آالـ المسيح‪،‬‬ ‫أو آالـ كنيسة المسيح ألجؿ اسمو‪ .‬وألف المزمور يتكمـ عف آالـ المؤمف في العالـ بصورة عامة نجد المزمور‬

‫معنوف باسـ صبلة المسكيف‪ ،‬يصمي بو كؿ مسكيف بالروح‪ ،‬وأيضاً نبوة عف المسيح الذي صار مسكيناً وأخمى‬

‫ذاتو أخذاً صورة عبد ألجمنا‪ .‬وىكذا صمى المسيح ليمة القبض عميو‪.‬‬

‫ضِ‬ ‫اخي‪ٕ .‬الَ تَ ْحج ْب و ْجي َك ع ٍّني ِفي يوِم ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪ٔ" - )ٕ-‬يا رب‪ ,‬استَ ِمع صبلَ ِتي‪ ,‬وْلي ْد ُخ ْل إِلَ ْي َك صر ِ‬ ‫يقي‪.‬‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫أِ‬ ‫يعا‪".‬‬ ‫َم ْل إِلَ َّي أُ ُذ َن َك ِفي َي ْوِم أ َْد ُع َ‬ ‫وك‪ْ .‬‬ ‫س ِر ً‬ ‫استَ ِج ْب لي َ‬ ‫ىي صرخة هلل‪ ،‬ولمف غيره نصرخ في ضيقتنا‪ .‬قارف الَ تَ ْح ُج ْب َو ْج َي َك َع ٍّني بقوؿ السيد المسيح إليي إليي لماذا‬ ‫تركتني‪ .‬أ ِ‬ ‫َم ْل أُ ُذ َن َك = تواضع يا رب واسمعنى أنا الذليؿ‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫ٍ‬ ‫ان‪ ,‬و ِع َ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اآليات (ٖ‪ٖ" - )ٔ​ٔ-‬أل َّ ِ‬ ‫س‬ ‫وح َكا ْل ُع ْ‬ ‫س ْت‪َ .‬م ْمفُ ٌ‬ ‫ش ِب َوَيا ِب ٌ‬ ‫ظامي م ْث ُل َوِقيد قَ ْد َي ِب َ‬ ‫َن أَيَّامي قَ ْد فَن َي ْت في ُد َخ ٍ َ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫َّة‪ِ .‬‬ ‫وق ا ْلبٍّري ِ‬ ‫ت ع ْن أَ ْك ِل ُخ ْب ِزي‪ِ ٘ .‬م ْن صو ِت تَ​َني ِدي لَ ِ‬ ‫ت ِمثْ َل‬ ‫ق َع ْظ ِمي ِبمَ ْح ِمي‪ .‬أَ ْ‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫ش َب ْي ُ‬ ‫صَ‬ ‫ت قُ َ َ‬ ‫س َي ْو ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫َق ْم ِبي‪َ ,‬حتَّى َ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫توِ‬ ‫ب ِ ِ‬ ‫صفُ ٍ‬ ‫ون َعمَ َّي َحمَفُوا‬ ‫ور ُم ْنفَ ِرٍد َعمَى َّ‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫َع َد ِائ َي‪ .‬ا ْل َح ِنقُ َ‬ ‫الس ْط ِح‪ .‬ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو َعي َ​َّرِني أ ْ‬ ‫ت َك ُع ْ‬ ‫س ِي ْد ُ َ‬ ‫ومة ا ْلخ َر ِب‪َ .‬‬ ‫ُ َ‬ ‫ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫س َخ ِط َك‪ ,‬أل ََّن َك َح َم ْمتَِني‬ ‫ت َّ‬ ‫ت َ‬ ‫اد ِم ْث َل ا ْل ُخ ْب ِز‪َ ,‬و َم َز ْج ُ‬ ‫الرَم َ‬ ‫َعمَ َّي‪ .‬إِ ٍّني قَ ْد أَ َك ْم ُ‬ ‫س َب ِب َغ َ‬ ‫ض ِب َك َو َ‬ ‫ش َارِبي ِب ُد ُموٍع‪ِ ,‬ب َ‬ ‫طر ْحتَِني‪ٔ​ٔ .‬أَي ِ‬ ‫ت‪".‬‬ ‫َّامي َك ِظ ّل َم ِائل‪َ ,‬وأَ​َنا ِم ْث ُل ا ْل ُع ْ‬ ‫سُ‬ ‫ش ِب َي ِب ْ‬ ‫َو َ َ‬ ‫وصؼ مؤلـ لمحالة التي وصؿ ليا المرنـ وبكائو المستمر‪ .‬أَي ِ‬ ‫َّامي قَ ْد فَِن َي ْت ِفي ُد َخ ٍ‬ ‫ان = فنيت سريعاً كما يفنى‬ ‫ٍ‬ ‫الدخاف ويتبلشى سريعاً في الجو‪ .‬وعف ضعفو العاـ يقوؿ ِع َ ِ ِ‬ ‫س ْت= فالعظاـ ىي التي تشدد‬ ‫ظامي م ْث ُل َوِقيد قَ ْد َي ِب َ‬

‫الجسد وصارت كحطب محروؽ‪ .‬وصار كعشب ممفوح بريح ساخنة جففتو ففقد خضرتو وحيويتو‪ .‬وصار دائـ‬

‫وم‪ .‬وكيؼ تكوف ىذه نبوة عف المسيح والقوؽ والبوـ مف الطيور النجسة؟! المسيح الذي ببل‬ ‫البكاء مثؿ القُ َ‬ ‫وق وال ُب َ‬ ‫خطية صار خطية ألجمنا‪ .‬وكاف يبكي عمى حالنا‪ ،‬فيو بكى عمى أورشميـ وبكي عمى قبر لعازر‪ِ .‬‬ ‫ت‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫صفُ ٍ‬ ‫ور ُم ْنفَ ِرٍد = حيف يعتدي أحد عمى عش العصفور ويقتموا صغاره يطير وحده باكياً ومصد اًر أصوات‬ ‫َك ُع ْ‬ ‫مؤلمة‪ .‬وىكذا قاؿ المسيح "تأتي ساعة تتركوني وحدي" وقد تركو الكؿ وقت الصميب‪ ،‬وكاف ىو يبكي عمى ىبلؾ‬ ‫اد ِم ْث َل ا ْل ُخ ْب ِز = ىذه يقوليا داود في محنتو‪ ،‬إذ يقدـ توبة عف خطية أوريا الحثي فيو يشعر‬ ‫ت َّ‬ ‫الرَم َ‬ ‫صالبيو‪ .‬أَ َك ْم ُ‬ ‫أف كؿ مصائبو سببيا خطيتو‪ .‬لذلؾ يكمؿ أل ََّن َك َح َم ْمتَِني َوطَ َر ْحتَِني = فاهلل بعد أف حممو إلى كرسي المممكة‪ ،‬عاد‬

‫‪292‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي)‬

‫وطرحو مف عمى كرسيو بسبب الخطية‪ .‬أَي ِ‬ ‫َّامي َك ِظ ّل َم ِائل ىنا نرى المسيح الذي مات عنا وكانت حياتو بالجسد‬ ‫عمى األرض قصيرة ثـ يكمؿ في (ٕٔ)‪.‬‬ ‫ٕٔ‬ ‫ِ‬ ‫س‪َ ,‬وِذ ْك ُر َك إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر‪".‬‬ ‫آية (ٕٔ) ‪ " -‬أ َّ‬ ‫ت َيا َرب فَِإلَى الد ْ‬ ‫َما أَ ْن َ‬ ‫َّى ِر َجال ٌ‬ ‫بالرغـ مف موتؾ يا رب فأنت إلى الدىر جالس عمى عرشؾ‪.‬‬ ‫ٖٔ‬ ‫ِ‬ ‫ْت َّأْ ِ‬ ‫ت تَقُوم وتَرحم ِ‬ ‫اد‪".‬‬ ‫يع ُ‬ ‫ص ْي َي ْو َن‪ ,‬ألَنَّ ُو َوق ُ‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ " -‬أَ ْن َ‬ ‫اء ا ْلم َ‬ ‫الرفَة‪ ,‬ألَنَّ ُو َج َ‬ ‫ُ َ ْ َُ‬ ‫والموت لف يسود عميؾ يا رب بؿ أنت تقوـ وترحـ صييوف‪ .‬وىذه نبوة عف القيامة‪.‬‬

‫سروا ِب ِح َج َارِت َيا‪َ ,‬و َحنوا إِلَى تَُارِب َيا‪".‬‬ ‫آية (ٗٔ) ‪ٔٗ" -‬أل َّ‬ ‫َن َع ِب َ‬ ‫يد َك قَ ْد ُ‬ ‫سروا ِب ِح َج َارِت َيا = المؤمنيف ىـ الحجارة الحية في ىيكؿ اهلل‬ ‫َع ِب َ‬ ‫يد َك = رسمؾ الذي أرسمتيـ لمك ارزة‪ .‬قَ ْد ُ‬ ‫(ٔبطٕ‪َ )٘2‬و َحنوا إِلَى تَُارِب َيا = ليـ اشتياؽ في توبة مف ليـ حياة أرضية‪.‬‬ ‫٘ٔ‬ ‫ب‪ ,‬و ُكل ممُ ِ‬ ‫وك األ َْر ِ‬ ‫ض َم ْج َد َك‪".‬‬ ‫اس َم َّ‬ ‫آية (٘ٔ) ‪ " -‬فَتَ ْخ َ‬ ‫ُم ُم ْ‬ ‫الر ٍّ َ ُ‬ ‫شى األ َ‬ ‫األمـ الذيف لـ يعرفوا اهلل آمنوا وصاروا يخشونو‪ .‬ويعرفوف مجده ويخشوف غضبو‪.‬‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫الرب ِ‬ ‫ص ْي َي ْو َن ُي َرى ِب َم ْج ِد ِه‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٔٙ‬إِ َذا َب َنى َّ‬ ‫ى ويعرؼ عممو حينما نرى مجده في كنيستو‪.‬‬ ‫الرب بنى كنيستو بعد أف كانت قد خربت‪ ،‬والرب ُير ُ‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫اء ُى ْم‪".‬‬ ‫ضَ‬ ‫صبلَ ِة ا ْل ُم ْ‬ ‫آية (‪ " - )ٔٚ‬ا ْلتَفَ َ‬ ‫طٍّر‪َ ,‬ولَ ْم َي ْرُذ ْل ُد َع َ‬ ‫ت إِلَى َ‬ ‫طٍّر = المسكيف المتواضع الذي يمجأ هلل‪ .‬واهلل ال يرذؿ مف يمتجئ إليو‪.‬‬ ‫ضَ‬ ‫ا ْل ُم ْ‬

‫آية (‪ٔٛ" - )ٔٛ‬ي ْكتَب ى َذا لِمدَّو ِر ِ‬ ‫ب"‬ ‫الر َّ‬ ‫س ٍّب ُح َّ‬ ‫اآلخ ِر‪ ,‬و َ‬ ‫س ْو َ‬ ‫ف ُي ْخمَ ُ‬ ‫ش ْع ٌ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ق ُي َ‬ ‫ب َ‬ ‫المرنـ بروح النبوة قد رأى الكنيسة التي خمقيا‪ ،‬وجدد خمقتيا المسيح‪ ،‬ويقوؿ أنو يكتب ىذا شيادة منو قبؿ أف‬

‫يصنع المسيح ىذا‪ ،‬لنعرؼ أف ىذا كاف في فكر اهلل وتحقؽ في مؿء الزماف‪ .‬وأف شعوب األرض الغارقة في‬

‫وثنيتيا ستخمؽ منيا كنيسة تسبح اسـ الرب‪.‬‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫السم ِ‬ ‫ف ِم ْن ع ْم ِو قُ ْد ِس ِو‪ِ َّ .‬‬ ‫اء ِإلَى األ َْر ِ‬ ‫ض َنظَ َر‪,‬‬ ‫اآليات (‪ " - )ٕ​ٕ-ٜٔ‬أل ََّن ُو أَ ْ‬ ‫ش َر َ‬ ‫ُ‬ ‫الرب م َن َّ َ‬ ‫يح ِو ِفي أُور َ ِ‬ ‫ب‪ ,‬وِبتَس ِب ِ‬ ‫ق ب ِني ا ْلمو ِت‪ٕٔ ,‬لِ َكي يحد َ ِ ِ‬ ‫َس ِ ِ ِ‬ ‫األ ِ‬ ‫يم‪,‬‬ ‫اسِم َّ‬ ‫ْ َُ‬ ‫ير‪ ,‬ل ُي ْطم َ َ‬ ‫الر ٍّ َ ْ‬ ‫َّث في ص ْي َي ْو َن ِب ْ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫شم َ‬ ‫الش ُع ِ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اد ِة َّ‬ ‫وب َم ًعا َوا ْل َم َمالِ ِك لِ ِع َب َ‬

‫ٕٓ ِ‬ ‫ين‬ ‫س َم َع أ َِن َ‬ ‫ل َي ْ‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫اج ِت َما ِع‬ ‫ِع ْن َد ْ‬

‫‪293‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي)‬

‫ف ِم ْن ُع ْم ِو قُ ْد ِس ِو‪ ..‬إِلَى األ َْر ِ‬ ‫ض َنظَ َر = قد تعني أف اهلل نظر لصبلة المساكيف‪ ،‬وقد تشير لتجسد‬ ‫أل ََّن ُو أَ ْ‬ ‫ش َر َ‬ ‫المسيح الذي مف السماء ونزولو إلى األرض‪ .‬وجاء المسيح ليحيي مف كانوا قد ماتوا وصاروا أسرى إبميس‪،‬‬ ‫اد ِة‬ ‫وليعيدىـ لمحيا ة= يسبحوا الرب في الكنيسة= أورشميـ والكنيسة ستكوف اجتماع كؿ الشعوب َوا ْل َم َم ِال ِك ِل ِع َب َ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َّ‬ ‫ٕٗ‬ ‫ٖٕ‬ ‫ض ِني ِفي ِنص ِ‬ ‫صر أَي ِ‬ ‫ف ِفي الطَّ ِري ِ ِ‬ ‫ف‬ ‫ض َّع َ‬ ‫َّامي‪ .‬أَقُو ُل « َيا إِل ِيي‪ ,‬الَ تَ ْق ِب ْ‬ ‫اآليات (ٖٕ‪َ " - )ٕٗ-‬‬ ‫ْ‬ ‫ق قُ َّوتي‪ ,‬قَ َّ َ‬ ‫أَي ِ‬ ‫َّامي‪ .‬إِلَى َد ْى ِر الد ُى ِ‬ ‫وك‪".‬‬ ‫ور ِسنُ َ‬ ‫بالرغـ مف الخبلص الذي َّ‬ ‫قدمو المسيح لكنيستو‪ ،‬إال أف المؤمنيف مازالوا يموتوف ويمرضوف وتضعؼ قوتيـ‬ ‫ف أَي ِ‬ ‫ض ِني ِفي ِنص ِ‬ ‫َّامي = أي ال تجعمني أموت في‬ ‫باألمراض‪ .‬واإلنساف يخاؼ الموت‪ ،‬لذلؾ يصرخ هلل الَ تَ ْق ِب ْ‬ ‫ْ‬ ‫شبابي‪ ،‬بؿ أريد أف أعيش فترة طويمة والمرنـ يبني رجاؤه في حياة طويمة عمى أف اهلل حي وىو حي إلى دىر‬

‫الدىور‪ .‬وىذا ما عممو المسيح لنا‪ ،‬فيو أعطانا حياتو حتى ال نموت أبدياً‪ .‬بؿ لقد صار موتنا بالجسد اآلف ىو‬

‫بداية حياتنا األبدية‪ .‬وصار المرض تأديباً لنا حتى ال نرتد عف اهلل‪ ،‬بؿ في ضعؼ جسدنا أثناء المرض ينكسر‬

‫كبريائنا‪ ..‬حقاً كما نقوؿ في القداس "حولت لي العقوبة خبلصاً"‪.‬‬

‫‪ٕٙ‬‬ ‫ٕ٘‬ ‫ت تَ ْبقَى‪َ ,‬و ُكم َيا‬ ‫ض‪َ ,‬و َّ‬ ‫اآليات (ٕ٘‪ِ " - )ٕٛ-‬م ْن ِق َدٍم أ َّ‬ ‫يد َوأَ ْن َ‬ ‫ات ِى َي َع َم ُل َي َد ْي َك‪ِ .‬ى َي تَِب ُ‬ ‫الس َم َاو ُ‬ ‫ت األ َْر َ‬ ‫سَ‬ ‫َس ْ‬ ‫‪ٕٛ‬‬ ‫‪ٕٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫َكثَو ٍب تَْبمَى‪َ ,‬ك ِرَد ٍ‬ ‫َّت‬ ‫ت ُى َو َو ِس ُن َ‬ ‫ون‪َ ,‬وُذٍّريَّتُ ُي ْم تُثَب ُ‬ ‫اء تُ َغ ٍّي ُرُى َّن فَتَتَ َغي َُّر‪َ .‬وأَ ْن َ‬ ‫س ُك ُن َ‬ ‫اء َع ِبيد َك َي ْ‬ ‫ْ‬ ‫وك لَ ْن تَ ْنتَ ِي َي‪ .‬أ َْب َن ُ‬

‫ام َك»‪".‬‬ ‫َم َ‬ ‫أَ‬

‫اهلل األزلى األبدي‪ ،‬في مقارنة مع العالـ البالي‪ ،‬الذي ستنتيي صورتو الحالية‪ .‬السماء واألرض تزوالف‪ ،‬ليأتي‬

‫مكانيما سماء جديدة وأرض جديدة‪ .‬وصورة جسدنا الحالي ستزوؿ ونأخذ عوضاً عنيا الجسد الممجد‪ ،‬بعد أف‬ ‫يؤدي الجسد وظيفتو الحالية يصير َكثَو ٍب ي ْبمَى ويدفف ونأخذ أو نمبس ثوباً جديداً = َك ِرَد ٍ‬ ‫اء تُ َغ ٍّي ُرُى َّن فَتَتَ َغي َُّر‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫فاألرض الحالية والسماء الحالية أيضاً ليا دور كثوب مؤقت حينما يبمى نطويو ونرميو لنمبس ثوباً جديداً‪ .‬وصورة‬

‫الحياة الجديدة‪ .‬أجسادنا النورانية التي سنحصؿ عمييا ونعيش بيا في األرض الجديدة والسماء الجديدة ىذه‬ ‫ِ‬ ‫ام َك‪ .‬راجع اآليات (رؤٕٔ‪ٔ + ٔ2‬يوٖ‪+ ٕ2‬‬ ‫ون َوُذٍّريَّتُ ُي ْم تُثَب ُ‬ ‫س ُكنُ َ‬ ‫اء َع ِبيد َك َي ْ‬ ‫الصورة ستكوف أبدية = أ َْب َن ُ‬ ‫َم َ‬ ‫َّت أ َ‬ ‫فيٖ‪ٔ + ٕٔ2‬كو٘ٔ‪.)٘ٛ-ٖ٘2‬‬

‫‪294‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج)‬

‫المزمور المئة والثالث‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىذا المزمور والمزمور الذي يميو يكوناف ترنيمة مزدوجة لمحمد والتسبيح‪ .‬ويبدأ كؿ منيما وينتيي بعبارة "باركي يا‬ ‫نفسي الرب" واذا كاف ىذا المزمور قد نسب لداود فاألغمب أف المزمور التالي أيضاً قد كتبو داود‪ .‬ولكف ىناؾ‬

‫فرؽ بيف المزموريف‪ .‬فمزمور(ٖٓٔ) فيو يسبح المرنـ اهلل عمى إحساناتو الخاصة لممرنـ وبالتالي ىو مزمور‬

‫يتحدث عف خبرات شخصية أما المزمور (ٗٓٔ) فيسبح المرنـ اهلل عمى أعمالو في الخميقة عموماً‪ .‬في مزمور‬

‫(ٖٓٔ) نسمع عف إلو النعمة وفي مزمور (ٗٓٔ) عف إلو الطبيعة خالؽ الكؿ‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫اط ِني لِيب ِ ِ‬ ‫ب‪ ,‬و ُكل ما ِفي ب ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ ٔ" - )ٕ-‬ب ِ‬ ‫ب‪,‬‬ ‫الر َّ‬ ‫وس‪َ .‬با ِرِكي َيا َن ْف ِسي َّ‬ ‫ارِكي َيا َن ْف ِسي َّ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ارك ْ‬ ‫اس َم ُو ا ْلقُد َ‬ ‫الر َّ َ َ‬ ‫س َن ِات ِو‪".‬‬ ‫س ْي ُك َّل َح َ‬ ‫َوالَ تَ ْن َ‬ ‫َب ِ‬ ‫ب = اإلنساف ىو عبارة عف جسد ونفس وروح‪ .‬والنفس ىي عواطؼ اإلنساف وغرائزه‪ ،‬بينما‬ ‫الر َّ‬ ‫ارِكي َيا َن ْف ِسي َّ‬ ‫الجسد ىو المأخوذ مف تراب‪ .‬أما الروح فيي نفخة اهلل‪ .‬والمقصود ىنا كما قاؿ بولس الرسوؿ في (رؤ‪" )ٜ2‬اهلل‬

‫الذي أعبده بروحي" أف نخضع بأرواحنا لنداء الروح القدس فينا وال نقاومو‪ ،‬وىو يقود عبادتنا وتسبيحنا هلل فنكوف‬

‫أناس روحييف‪ .‬أما مف يقاوـ صوت الروح القدس يصير إنساف جسداني فيو سيكوف خاضعاً لشيواتو وغرائزه‬

‫الجسدانية‪( .‬غؿ٘‪ .)ٕٙ-ٔٙ2‬ومف يسمؾ بالروح فيو يبارؾ الرب أي تمجده نفسو بفضائميا وفي ثمارىا الروحية‪،‬‬

‫ويرى الناس ىذه الثمار ويمجدوا أبانا الذي في السموات‪ .‬واذا أردنا أف نشكر الرب ويكوف لنا روح التسبيح‪ ،‬عمينا‬ ‫س َن ِات ِو‪ .‬وكؿ ما في باطني ليبارؾ اسمو القدوس ىذه مثؿ تحب‬ ‫س ْي ُك َّل َح َ‬ ‫أف نذكر جميع حسناتو عمينا= َوالَ تَ ْن َ‬ ‫الرب إليؾ مف كؿ نفسؾ ومف كؿ قمبؾ ومف كؿ قوتؾ ومف كؿ إرادتؾ ومف كؿ نفسؾ (راجع متٕ​ٕ‪.)ٖٚ2‬‬

‫ٖ‬ ‫ش ِفي ُك َّل أَمر ِ‬ ‫اض ِك‪ٗ .‬الَِّذي َي ْف ِدي ِم َن ا ْل ُح ْف َرِة َح َياتَ ِك‪ .‬الَِّذي‬ ‫اآليات (ٖ‪ " - )٘-‬الَِّذي َي ْغ ِف ُر َج ِميعَ ُذ ُنوِب ِك‪ .‬الَِّذي َي ْ‬ ‫َْ‬ ‫٘‬ ‫َّد ِم ْث َل َّ‬ ‫الر ْح َم ِة َو َّأْ‬ ‫ش َب ُاب ِك‪".‬‬ ‫ُي َكمٍّمُ ِك ِب َّ‬ ‫الرفَ ِة‪ .‬الَِّذي ُي ْ‬ ‫س ِر َ‬ ‫شبعُ ِبا ْل َخ ْي ِر ُع ْم َرِك‪ ,‬فَ َيتَ َجد ُ‬ ‫الن ْ‬

‫نجد ىنا بعض األسباب التي نشكر عمييا الرب ونباركو‪ .‬فاهلل أعطانا بفدائو قوة لممعمودية بيا نولد جديداً وتغفر‬

‫كؿ خطايانا السابقة‪ .‬وأعطى قوة لسر االعت ارؼ وبو يمسح اهلل كؿ ذنوبنا‪ .‬دمو أعطى القوة والسمطاف لؤلسرار‬ ‫ش ِفي ُك َّل أَمر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اض ِك فاألمراض التي كانت بسبب الخطية تشفي حيف يتوب اإلنساف وتغفر‬ ‫يع ُذ ُنوِب ِك‪َ ..‬ي ْ‬ ‫ل َي ْغف ُر َجم َ‬ ‫َْ‬ ‫خطاياه (يع٘‪ .)ٔ٘2‬الَِّذي َي ْف ِدي ِم َن ا ْل ُح ْف َرِة َح َياتَ ِك = ىذا ما قدمو المسيح لنا‪ ،‬أعطانا حياة عوضاً عف الموت‬ ‫شبعُ ِبا ْل َخ ْي ِر ُع ْم َرِك = ولذلؾ نحف نشكر اهلل دائماً فيو صانع خيرات‪ .‬والخطية تسبب الشيخوخة الروحية‬ ‫بؿ ىو ُي ْ‬ ‫َّد ِم ْث َل َّ‬ ‫اب النفس= وتطير وتحمؽ في السماويات مثؿ النسر‪ .‬واآلالـ‬ ‫س ِر َ‬ ‫لئلنساف‪ ،‬وحيف يغفر اهلل َيتَ َجد ُ‬ ‫ش َب ُ‬ ‫الن ْ‬ ‫وىم وـ العالـ تحنى ظير اإلنساف فيصير كالشيخ‪ ،‬والمسيح يقوؿ "تعالوا يا جميع المتعبيف والثقيمي األحماؿ وأنا‬ ‫أريحكـ‪ ،‬ىو يحمؿ عنا فنعود بأكتاؼ غير منحنية كالشيوخ‪ ،‬نعود بأكتاؼ مرفوعة كالشباب‪.‬‬

‫‪295‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج)‬

‫‪ٚ‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫س َرِائي َل‬ ‫اء لِ َج ِم ِ‬ ‫ين‪َ .‬ع َّر َ‬ ‫يع ا ْل َم ْظمُو ِم َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٛ-ٙ‬اَ َّلرب ُم ْج ِري ا ْل َع ْد ِل َوا ْلقَ َ‬ ‫وسى طُ​ُرقَ ُو‪َ ,‬وَبني إِ ْ‬ ‫ف ُم َ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫الر ْحم ِة‪ٜ .‬الَ يح ِ‬ ‫ط ِوي ُل الر ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّى ِر‪َ ٔٓ .‬ل ْم‬ ‫وف‪َ ,‬‬ ‫ْعالَ ُو‪َّ .‬‬ ‫يم َو َر ُؤ ٌ‬ ‫اك ُم إِلَى األ َ​َب ِد‪َ ,‬والَ َي ْح ِق ُد إِلَى الد ْ‬ ‫َُ‬ ‫أَف َ‬ ‫وح َو َكث ُ‬ ‫ير َّ َ‬ ‫الرب َرح ٌ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ازَنا حسب ِ‬ ‫ق األ َْر ِ‬ ‫ض قَ ِوَي ْت َر ْح َمتُ ُو‬ ‫آثام َنا‪ .‬أل ََّن ُو ِم ْث ُل ْارِتفَ ِ‬ ‫ب َخ َ‬ ‫ات فَ ْو َ‬ ‫ط َايا َنا‪َ ,‬ولَ ْم ُي َج ِ َ َ َ‬ ‫سَ‬ ‫َي ْ‬ ‫اع َّ َ َ‬ ‫ص َن ْع َم َع َنا َح َ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ق ِم َن ا ْلم ْغ ِر ِب أ َْبع َد ع َّنا مع ِ‬ ‫يو‪َ ٕٔ .‬كبع ِ‬ ‫عمَى َخ ِائ ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرب َعمَى‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ْ‬ ‫َف َّ‬ ‫ْ‬ ‫ين َيتَ​َأر ُ‬ ‫اص َي َنا‪َ .‬ك َما َيتَ​َأر ُ‬ ‫َب َعمَى ا ْل َب ِن َ‬ ‫َف األ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫٘ٔ‬ ‫ٗٔ‬ ‫َخ ِائ ِف ِ‬ ‫ان ِم ْث ُل ا ْل ُع ْ ِ‬ ‫اب َن ْح ُن‪ِ .‬‬ ‫َّام ُو‪َ .‬ك َزَى ِر ا ْل َح ْق ِل َكذلِ َك ُي ْزِى ُر‪.‬‬ ‫يو‪ .‬ألَنَّ ُو َي ْع ِر ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ِج ْبمَتَ​َنا‪َ .‬ي ْذ ُك ُر أ ََّن َنا تَُر ٌ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫شب أَي ُ‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫َّى ِر واألَب ِد عمَى َخ ِائ ِف ِ‬ ‫ون‪ ,‬والَ يع ِرفُ ُو مو ِ‬ ‫ِ‬ ‫يو‪,‬‬ ‫‪ٔٙ‬أل َّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ض ُع ُو َب ْع ُد‪ .‬أَ َّما َر ْح َم ُة َّ‬ ‫ب فَِإلَى الد ْ َ َ َ‬ ‫َن ِر ً‬ ‫َْ‬ ‫يحا تَ ْع ُب ُر َعمَ ْيو فَبلَ َي ُك ُ َ َ ْ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫وع ْدلُ ُو عمَى ب ِني ا ْلب ِن َ ‪ِ ِ ِ ٔٛ‬‬ ‫وىا‪".‬‬ ‫ص َاياهُ لِ َي ْع َممُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ين‪ ,‬ل َحافظي َع ْيده َوَذاك ِري َو َ‬ ‫نرى صورة لعمؿ المسيح الكفاري الذي بو رفع ذنوبنا "فدـ يسوع المسيح ابنو يطيرنا مف كؿ خطية (ٔيؤ‪.)ٚ2‬‬

‫وسى طُ​ُرقَ ُو = كما أرسؿ موسى‬ ‫اَ َّلرب ُم ْج ِري ا ْل َع ْد ِل = لقد نفذ القضاء والعدؿ في المسيح نفسو بدالً منا‪َ .‬ع َّر َ‬ ‫ف ُم َ‬ ‫ليخمص الشعب ىكذا جاء المسيح ليحررنا مف إبميس ومف الموت‪ .‬وكما تعمد الشعب مع موسى في البحر‪،‬‬ ‫ىكذا نموت مع المسيح ونقوـ في المعمودية (قصة الخروج مف مصر ودخوؿ كنعاف ىي نفسيا قصة الخبلص)‬

‫وآية (‪ )ٛ‬ىي نفسيا ما سمعو موسى في (خر‪ .)ٙ2ٖٗ،ٚ‬واهلل أعمف عف نفسو لموسى بأنو كثير الرحمة‪ ،‬ورحمتو‬ ‫تجمت في أنو لـ يذكر لئلنساف خطأه لؤلبد وتركو يموت وييمؾ‪ ،‬فيو يعرؼ ضعؼ طبيعتنا‪ ،‬وضعفنا‪ .‬ولذلؾ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫وىا‪.‬‬ ‫ص َاياهُ لِ َي ْع َممُ َ‬ ‫أتى وفدى اإلنساف‪ .‬ولكف مف الذي سيستفيد مف ىذا الدـ المسفوؾ= ل َحافظي َع ْيده َوَذاك ِري َو َ‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ود‪َ ٕٓ .‬ب ِ‬ ‫ب َيا َمبلَ ِئ َكتَ ُو‬ ‫الر َّ‬ ‫ارُكوا َّ‬ ‫س ُ‬ ‫َّت ُك ْر ِسي ُ‬ ‫ات ثَب َ‬ ‫َّو‪َ ,‬و َم ْممَ َكتُ ُو َعمَى ا ْل ُك ٍّل تَ ُ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٕ​ٕ-ٜٔ‬اَ َّلرب في َّ َ َ‬ ‫ود ِه‪ُ ,‬خدَّام ُو ا ْلع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين قَُّوةً‪ ,‬ا ْلفَ ِ‬ ‫يع ُج ُن ِ‬ ‫ص ْو ِت َكبلَ ِم ِو‪َ ٕٔ .‬ب ِ‬ ‫ين‬ ‫الر َّ‬ ‫س َم ِ‬ ‫ارُكوا َّ‬ ‫اممِ َ‬ ‫اعمِ َ‬ ‫ا ْل ُم ْقتَِد ِر َ‬ ‫ب َيا َجم َ‬ ‫َ‬ ‫اع َ‬ ‫ين أ َْم َرهُ ع ْن َد َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ب يا ج ِميع أ ْ ِ ِ ِ‬ ‫س ْمطَ ِان ِو‪َ .‬ب ِ‬ ‫ضاتَ ُو‪َ ٕ​ٕ .‬ب ِ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫ارِكي َيا َن ْف ِس َي َّ‬ ‫ارُكوا َّ‬ ‫َم ْر َ‬ ‫الر َّ َ َ َ‬ ‫َع َمالو‪ ,‬في ُك ٍّل َم َواض ِع ُ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّو = إشارة لممكو وعرشو الطاىر المنزه عف‬ ‫َّت ُك ْر ِسي ُ‬ ‫ات ثَب َ‬ ‫اهلل القدوس المتعالى عف األرضيات = في َّ َ َ‬ ‫ود‪ .‬وألف المسيح وحَّد السمائييف‬ ‫س ُ‬ ‫األرضيات والنجاسات‪ .‬ولكنو يحكـ كضابط لمكؿ= َم ْممَ َكتُ ُو َعمَى ا ْل ُك ٍّل تَ ُ‬

‫واألرضييف‪ .‬يطمب المرتؿ مف الكؿ مبلئكة وبشر أف يباركوا الرب‪ .‬فمقد أصبحنا جميعاً جنوده الواقفيف أمامو‪،‬‬ ‫الكؿ واقؼ أماـ كرسيو السمائي معترفاً بحسناتو وجوده وقدرتو‪ .‬نحف في تسبيحنا نشارؾ المبلئكة عمميـ‪َ .‬ب ِ‬ ‫ارُكوا‬ ‫ِ‬ ‫َع َمالِ ِو = كؿ أعماؿ اهلل‪ ،‬خميقتو وتدبيراتو‪ ،‬ىي عجيبة يجب أف نسبحو عمييا‪.‬‬ ‫الر َّ‬ ‫َّ‬ ‫يع أ ْ‬ ‫ب َيا َجم َ‬

‫‪296‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع)‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والرابع‬

‫سبؽ موسى وقاؿ في خمقة العالـ أف اهلل وجد كؿ شئ أنو حسف جداً‪ .‬وداود ىنا يترنـ ويسبح اهلل عمى خميقتو‬

‫التي أبدعيا وكانت حسنة جداً‪.‬‬

‫آية (ٔ) ‪َ ٔ" -‬ب ِ‬ ‫ت‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫ارِكي َيا َن ْف ِسي َّ‬ ‫سَ‬ ‫ب‪َ .‬يا َرب إِل ِيي‪ ,‬قَ ْد َعظُ ْم َ‬ ‫ت ِجدًّا‪َ .‬م ْج ًدا َو َجبلَالً لَ ِب ْ‬ ‫ت ِجدًّا = ليس معناىا أف اهلل قد زادت عظمتو‪ ،‬بؿ معناىا أف المرنـ شعر بعظمتو إذ استنارت عينيو‬ ‫قَ ْد َعظُ ْم َ‬ ‫ورأى عظمة اهلل فنطؽ بيا‪ .‬واهلل يتعظـ بإيماف وتوبة الناس‪ ،‬فمف يتوب يتنقي قمبو فيعايف الرب ‪ ،‬وحينئذ تنكشؼ‬

‫لو عظمتو‪.‬‬

‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٕ َّ‬ ‫شقَّ ٍة‪".‬‬ ‫ات َك ُ‬ ‫ور َكثَْو ٍب‪ ,‬ا ْل َباسطُ َّ َ َ‬ ‫آية (ٕ) ‪ " -‬البل ِب ُ‬ ‫س الن َ‬ ‫اهلل ساكف في نور ال يدني منو (ٔتي‪ + ٔٙ2ٔٙ‬يعٔ‪ .)ٔٚ2‬واهلل نور (يؤ‪ )ٜ2‬وأوؿ خمقة اهلل في اليوـ األوؿ‬

‫كانت النور‪ .‬والنور يشير لمعرفة اهلل فبل شئ يستتر أمامو‪ .‬والسموات بسطيا اهلل كشقة (خيمة أو ستارة) حتى ال‬ ‫شقَّ ٍة ( ستارة ) جميمة ‪.‬‬ ‫نرى نوره فنموت‪.‬ىذا فضبل عف اف اهلل خمؽ السموات وزينيا بالكواكب فصارت َك ُ‬

‫ٖ‬ ‫اه‪ .‬ا ْلج ِ‬ ‫ف عبلَ لِي ُو ِبا ْل ِمي ِ‬ ‫اع ُل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سقٍّ ُ َ َ‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬ا ْل ُم َ‬ ‫ىنا نرى أف اهلل يدبر السحاب والمطر والرياح‬

‫السحاب مرَكبتَ ُو‪ ,‬ا ْلم ِ‬ ‫يح‪".‬‬ ‫الر ِ‬ ‫َج ِن َح ِة ٍّ‬ ‫اشي َعمَى أ ْ‬ ‫َّ َ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫لخدمة البشر؟ ا ْلج ِ‬ ‫اب َم ْرَك َبتَ ُو = كما يحجب السحاب‬ ‫اع ُل َّ‬ ‫الس َح َ‬ ‫َ‬

‫نور الشمس‪ ،‬نفيـ أف نور اهلل ومجده محتجبيف عنا‪ .‬فاهلل قاؿ لموسى ال يراني اإلنساف ويعيش‪ ،‬إذ ال يحتمؿ‬

‫اإلنساف بجسده الحالي أف يرى اهلل‪ .‬لذلؾ كاف السحاب يظير دائماً مع ظيورات اهلل "سواء في خيمة االجتماع‬ ‫ف عبلَ لِي ُو ِبا ْل ِمي ِ‬ ‫اه = إشارة لوجود مياه المطر في‬ ‫َ‬ ‫سقٍّ ُ َ َ‬ ‫أو في الييكؿ‪ ،‬وقد حجبت سحابة المسيح عند صعوده‪ .‬ا ْل ُم َ‬ ‫السحاب‪ .‬فالجمد يفصؿ بيف مياه ومياه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٗ) ‪ِ َّ ٗ" -‬‬ ‫ار ُم ْمتَ ِي َب ًة‪".‬‬ ‫َّام ُو َن ًا‬ ‫الصانعُ َمبلَ ئ َكتَ ُو ِرَي ً‬ ‫احا‪َ ,‬و ُخد َ‬ ‫ِ‬ ‫ار‬ ‫َّام ُو َن ًا‬ ‫َمبلَ ئ َكتَ ُو ِرَي ً‬ ‫احا = نشعر بعمميـ دوف أف نراىـ‪ ،‬وىـ في تنفيذ أوامر اهلل في منتيى السرعة كالريح‪َ .‬و ُخد َ‬ ‫ُم ْمتَ ِي َب ًة = ليـ طبيعة روحية‪ ،‬وكما أف اهلل نار آكمة ىكذا مبلئكتو‪ ،‬قمبيـ ممتيب فييـ كنار حباً هلل‪.‬‬ ‫٘‬ ‫ض عمَى قَو ِ‬ ‫َّى ِر َواأل َ​َب ِد‪".‬‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬ا ْل ُم َؤ ٍّ‬ ‫اع ِد َىا فَبلَ تَتَ​َز ْع َزعُ إِلَى الد ْ‬ ‫س األ َْر َ َ‬ ‫َ‬ ‫سُ‬ ‫أي أف اهلل ثبت األرض فبل تتزعزع‪.‬‬

‫‪297‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع)‬

‫تَير ِ‬ ‫ص ْو ِت َر ْع ِد َك تَ ِفر‪.‬‬ ‫ُْ ُ‬ ‫ب‪ ,‬م ْن َ‬ ‫لَ َيا تَ ْخ ًما الَ تَتَ َعدَّاهُ‪ .‬الَ تَْرجعُ‬

‫‪ٙ‬‬ ‫ق ا ْل ِج َب ِ‬ ‫ف ا ْل ِم َياهُ‪ِ ٚ .‬م ِن ا ْن ِت َي ِ‬ ‫ار َك‬ ‫ال تَ ِق ُ‬ ‫س ْوتَ َيا ا ْل َغ ْم َر َكثَْو ٍب‪ .‬فَ ْو َ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٜ-ٙ‬ك َ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫اع‪ ,‬إِلَى ا ْلمو ِ‬ ‫ص َع ُد إِلَى ا ْل ِج َب ِ‬ ‫ت‬ ‫ال‪ .‬تَ ْن ِز ُل إِلَى ا ْل ِبقَ ِ‬ ‫ض ِع الَِّذي أ َّ‬ ‫ض ْع َ‬ ‫ستَ ُو لَ َيا‪َ .‬و َ‬ ‫َس ْ‬ ‫َْ‬ ‫تَ ْ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫لِتُ َغطٍّ َي األ َْر َ‬ ‫في بداية الخميقة كانت المياه تغمر كؿ األرض بؿ تغمر الجباؿ حتى حدد اهلل مكاناً لممياه ومكاناً لميابسة في‬

‫اليوـ الثالث (تؾٔ‪ .) ٜ2‬ولـ تتعدى المياه الموضع الذي حدده اهلل إال مرة واحدة حيف غضب اهلل عمى العالـ‬ ‫ار َك تَير ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْو ِت َر ْع ِد َك تَ ِفر = مف صوت غضب اهلل غيرت المياه أماكنيا مف‬ ‫فأغرقو بالطوفاف‪ .‬م ِن ا ْنت َي ِ ْ ُ ُ‬ ‫ب م ْن َ‬ ‫ص َع ُدت لتغطي ا ْل ِج َب ِ‬ ‫ال = تصعد إلى الجباؿ لتفنى النسؿ الخاطئ ثـ تعود إلى المكاف الذي حدده اهلل‬ ‫قاع البحار و ْ‬ ‫اع ‪.‬وبحسب وعدؾ يا رب انؾ ال تعود تغرؽ العالـ بالطوفاف = الَ تَْرجعُ المياه لِتُ َغطٍّ َي‬ ‫ليا= تَ ْن ِز ُل إِلَى ا ْل ِبقَ ِ‬ ‫ض‪.‬‬ ‫األ َْر َ‬

‫ٔ​ٔ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اآليات (ٓٔ‪ٔٓ" - )ٕٔ-‬اَْلمفَ ٍّجر ُع ُيوًنا ِفي األ َْوِد َي ِة‪َ .‬ب ْي َن ا ْل ِج َب ِ‬ ‫س ِقي ُك َّل َح َي َو ِ‬ ‫اء‬ ‫ال تَ ْج ِري‪ .‬تَ ْ‬ ‫ان ا ْل َبٍّر‪ .‬تَ ْكس ُر ا ْلف َر ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َىا‪ٕٔ .‬فَوقَيا طُيور َّ ِ‬ ‫صِ‬ ‫ص ْوتًا‪".‬‬ ‫ظَ ْمأ َ‬ ‫الس َماء تَ ْ‬ ‫س ٍّمعُ َ‬ ‫ان تُ َ‬ ‫س ُك ُن‪ .‬م ْن َب ْي ِن األَ ْغ َ‬ ‫ْ َ ُ ُ‬ ‫نرى اهلل الميتـ بكؿ خميقتو‪ ،‬فاهلل يفجر المياه في كؿ مكاف ليروي كؿ خميقتو‪.‬‬ ‫ٖٔ‬ ‫ال ِم ْن عبلَ لِ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫آية (ٖٔ) ‪" -‬‬ ‫َّ‬ ‫َع َم ِال َك تَ ْ‬ ‫اقي ا ْل ِج َب َ‬ ‫ش َبعُ األ َْر ُ‬ ‫يو‪ِ .‬م ْن ثَ َم ِر أ ْ‬ ‫َ‬ ‫الجباؿ العالية تستقي مف عبللي اهلل أي مف مطر الغيـ‪ .‬ونفيـ أف الجباؿ تشير إلى القديسيف وىؤالء يروييـ اهلل‬

‫ويمؤلىـ مف الروح القدس‪.‬‬

‫ٗٔ‬ ‫اج ُخ ْب ٍز ِم َن األ َْر ِ‬ ‫ض َرةً لِ ِخ ْد َم ِة ِ‬ ‫سِ‬ ‫ض‪",‬‬ ‫ان‪ِ ,‬إل ْخ َر ِ‬ ‫ت ُع ْ‬ ‫ش ًبا لِ ْم َب َي ِائِم‪َ ,‬و ُخ ْ‬ ‫آية (ٗٔ) ‪ " -‬ا ْل ُم ْن ِب ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ىنا نجد اهلل يعطي العشب لمحيواف‪ .‬والخبز لئلنساف‪ .‬واإلنساف ال يحيا فقط بالخبز بؿ بكؿ كممة تخرج مف فـ‬

‫اهلل‪ .‬والكممة صار جسداً وصار خب اًز ليعطي لمف يأكمو حياة‪.‬‬

‫٘ٔ‬ ‫الزْي ِت‪ ,‬و ُخ ْب ٍز ي ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫اع َو ْج ِي ِو أَ ْكثَ​َر ِم َن َّ‬ ‫ب ِ‬ ‫سِ‬ ‫سِ‬ ‫ان‪".‬‬ ‫ان‪ِ ,‬إل ْل َم ِ‬ ‫سن ُد َق ْم َ‬ ‫آية (٘ٔ) ‪َ " -‬و َخ ْم ٍر تُفٍَّر ُح َق ْم َ‬ ‫ُْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ىنا نجد الخبز والخمر إشارة لجسد المسيح ودمو‪ .‬والخمر إشارة لمفرح‪ .‬فاهلل يعطي فرحاً لعبيده يممع وجوىيـ‬ ‫أَ ْكثَ​َر ِم َن َّ‬ ‫الزْي ِت = الزيت إشارة لعطور العالـ‪.‬‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫ب‪ ,‬أَرُز لُ ْب َن َ ِ‬ ‫ص َب ُو‪".‬‬ ‫ش َج ُار َّ‬ ‫ش َبعُ أَ ْ‬ ‫آية (‪ " - )ٔٙ‬تَ ْ‬ ‫ان الَّذي َن َ‬ ‫الر ٍّ ْ‬ ‫أشجار الرب واألرز إشارة لشعب اهلل المثمر الذي كالنخمة يزىو وكاألرز (مزٕ‪.)ٕٔ2ٜ‬‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫اك ا ْلع ِ‬ ‫ث تُ َع ٍّ‬ ‫الس ْرُو َب ْيتُ ُو‪".‬‬ ‫ق فَ َّ‬ ‫ير‪ .‬أ َّ‬ ‫آية (‪َ " - )ٔٚ‬ح ْي ُ‬ ‫شُ‬ ‫َما المَّ ْقمَ ُ‬ ‫ش ُى َن َ َ َ‬ ‫صاف ُ‬

‫‪298‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع)‬

‫المؤمنيف الذيف صاروا كاألرز في قامتيـ الروحية تأتي ليـ العصافير أي صغار المؤمنيف (المؤمنيف حديثاً)‬ ‫ق‬ ‫ويتتممذوف عندىـ‪ ،‬ويسمعوف منيـ كممة اهلل لتعزييـ كما يستظؿ إنساف بظؿ شجرة مف ح اررة الشمس‪ .‬أ َّ‬ ‫َما المَّ ْقمَ ُ‬

‫الس ْرُو َب ْيتُ ُو = اهلل يعوؿ كؿ الطيور والحيوانات ويجد ليا مأوى‪ .‬والمقمؽ طائر نجس رائحتو كريية ويشير‬ ‫فَ َّ‬ ‫لئلنساف قبؿ المسيح‪ ،‬ولكف حتى اإلنساف النجس وجد لو مكاناً في المسيح ليستريح‪ .‬والسرو يشير لممسيح‬ ‫بالجسد فيو مف نبت األرض‪ ،‬طيب الرائحة‪ ،‬ال يأكمو السوس‪.‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ٔٛ‬‬ ‫ور َم ْم َجأٌ لِ ْم ِوَب ِ‬ ‫ار‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٔٛ‬ا ْلج َبا ُل ا ْل َعال َي ُة ل ْم ُو ُعول‪ ,‬الص ُخ ُ‬ ‫ا ْل ُو ُع ِ‬ ‫ول (األيائؿ) تدوس الحيات‪ .‬ىذه تسكف الجباؿ‪ .‬إشارة لمقديسيف الذيف ييزموف الشياطيف‪ .‬وا ْل ِوَبار ىو حيواف‬ ‫ضعيؼ ونجس (في العيد القديـ) وىو غير قادر أف يحفر لو جح اًر لذلؾ يحتمي بالص ُخور‪ .‬ففي المسيح حتى‬ ‫أضعؼ الخطاة يجدوا ليـ ممجأ‪.‬‬

‫آية (‪ٜٔ" - )ٜٔ‬ص َنع ا ْلقَمر لِ ْممو ِاق ِ‬ ‫يت‪َّ .‬‬ ‫ف َم ْغ ِرَب َيا‪".‬‬ ‫س تَ ْع ِر ُ‬ ‫الش ْم ُ‬ ‫َ َ َ​َ َ​َ‬ ‫اهلل خمؽ الكواكب ويضبطيا ويحكـ مواعيدىا‪.‬‬ ‫ٕٓ‬ ‫صير لَ ْي ٌل‪ِ .‬ف ِ‬ ‫ِ‬ ‫يو َي ِدب ُكل َح َي َوان ا ْل َو ْع ِر‪".‬‬ ‫آية (ٕٓ) ‪ " -‬تَ ْج َع ُل ظُ ْم َم ًة فَ َي ُ‬ ‫تفيـ أف اهلل جعؿ الظممة لراحة اإلنساف‪ .‬ولخروج الوحوش تبحث عف طعاميا‪ .‬وىناؾ مف تأمؿ في اآلية ورأي‬

‫فييا إشارة لمظممة التي حدثت وقت الصميب‪ .‬وكاف الييود ىـ حيواف الوعر الذي خرج يدب ويا لآلسى فمقد‬

‫افترسوا المسيح‪ ،‬وىكذا كؿ شرير ينتظر الميؿ ليخرج ويمتيـ األبرياء‪.‬‬

‫ٕٔ‬ ‫ف‪ ,‬ولِتَ ْمتَ ِمس ِم َن ِ‬ ‫ام َيا‪".‬‬ ‫اهلل َ‬ ‫ش َبا ُل تَُزْم ِج ُر لِتَ ْخ َ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪ " -‬األَ ْ‬ ‫َ‬ ‫طَ َ‬ ‫ط َع َ‬ ‫اهلل يرزؽ حتى الحيوانات المتوحشة‪ .‬وروحياً فاألسد يرمز إلبميس ومعنى أنو يمتمس مف اهلل طعامو‪ ،‬أنو يشتكي‬

‫القديسيف كما عمؿ في حالة أيوب ليؤذييـ بسماح مف اهلل‪.‬‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫س فَتَ ْجتَ ِمعُ‪َ ,‬وِفي َم ِ‬ ‫ق َّ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫آية (ٕ​ٕ) ‪ " -‬تُ ْ‬ ‫ييا تَْرِب ُ‬ ‫ش ِر ُ‬ ‫آو َ‬ ‫الش ْم ُ‬ ‫حيف أشرؽ المسيح شمس البر رجعت الشياطيف إلى مرابضيا ألف المسيح قيدىا‪.‬‬ ‫ش ْغمِ ِو إِلَى ا ْلمس ِ‬ ‫آية (ٖٕ) ‪ِ ٕٖ" -‬‬ ‫اء‪".‬‬ ‫ان َي ْخ ُر ُج إِلَى َع َممِ ِو‪َ ,‬وِالَى ُ‬ ‫س ُ‬ ‫َ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫حيف قيد المسيح الشياطيف‪ ،‬صارت ىناؾ فرصة لمعمؿ فانتشرت الك ارزة‪.‬‬

‫ٕٗ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫اك‪ٕ٘ .‬ى َذا ا ْل َب ْح ُر‬ ‫ض ِم ْن ِغ َن َ‬ ‫ت‪َ .‬مآلن ٌة األ َْر ُ‬ ‫ص َن ْع َ‬ ‫َعظَ َم أ ْ‬ ‫اآليات (ٕٗ‪َ " - )ٖٓ-‬ما أ ْ‬ ‫َع َمالَ َك َيا َرب! ُكمَّ َيا ِبح ْك َمة َ‬ ‫‪ٕٙ‬‬ ‫ات ِببلَ ع َد ٍد‪ِ .‬‬ ‫اسع األَ ْطر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان َم َع ِك َب ٍ‬ ‫ص َغ ُار َح َي َو ٍ‬ ‫ان ى َذا‬ ‫ار‪ُ .‬ى َن َ‬ ‫اف‪ُ .‬ى َن َ‬ ‫َّاب ٌ‬ ‫اك تَ ْج ِري السفُ ُن‪ .‬لِ ِوَياثَ ُ‬ ‫َ‬ ‫اك َدب َ‬ ‫ير ا ْل َو ُ‬ ‫َ‬ ‫ا ْل َك ِب ُ‬

‫‪299‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع)‬ ‫ِ ِ ‪ٕٚ‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ ‪ِ ٕٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش َبعُ َخ ْي ًرا‪.‬‬ ‫ب ف‬ ‫ييا فَتَ ْمتَ ِقطُ‪ .‬تَ ْفتَ ُح َي َد َك فَتَ ْ‬ ‫يو‪ُ .‬كم َيا إِي َ‬ ‫َخمَ ْقتَ ُو ل َي ْم َع َ‬ ‫َّاك تَتَ​َرجَّى لتَْرُزقَ َيا قُوتَ َيا في حينو‪ .‬تُ ْعط َ‬ ‫‪ٕٜ‬‬ ‫وت‪ ,‬وِالَى تُ ارِبيا تَع ُ ٖٓ ِ‬ ‫ٍّد َو ْج َو األ َْر ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫ق‪َ ,‬وتُ َجد ُ‬ ‫وح َك فَتُ ْخمَ ُ‬ ‫ود‪ .‬تُْرس ُل ُر َ‬ ‫ب َو ْج َي َك فَتَْرتَاعُ‪ .‬تَ ْن ِزعُ أ َْرَو َ‬ ‫تَ ْح ُج ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫اح َيا فَتَ ُم ُ َ‬

‫اك تَ ْج ِري السفُ ُن = مراكب التجار‬ ‫ات تشير لئلنساف الغارؽ في خطايا العالـ ُى َن َ‬ ‫َّاب ٌ‬ ‫ير يشير لمعالـ‪ .‬وال َدب َ‬ ‫ا ْل َب ْح ُر ا ْل َك ِب ُ‬ ‫ان = قد يشير لممخموقات البحرية الضخمة‬ ‫السالكيف في البحر إشارة لحياة الناس في العالـ‪ .‬لكف ىناؾ لِ ِوَياثَ ُ‬

‫كالتمساح والحوت‪ .‬ولكنو ىو مف اسمو‪ ،‬ومعناه الحية إشارة لمشيطاف الذي ىو في العالـ ويسبب بمعبو أي‬

‫بخداعاتو سقوط الناس في الشر‪ .‬وكاف لوياثاف قبؿ المسيح طميقاً يمعب كما يشاء وبعد المسيح قيدت حركتو‪.‬‬ ‫والمخموقات كميا تترجي اهلل ويرزقيا أب ار اًر وأشرار‪ .‬وحيف تخطئ يحجب وجيو فترتاع‪ .‬في يد اهلل أرواح كؿ‬

‫الخميقة ينزعيا حيف يريد‪ .‬وكما كاف روح اهلل قديماً يرؼ عمى المياه فخرجت الخميقة‪ .‬ىكذا مازاؿ روح اهلل يعمؿ‬ ‫في المعمودية ليعطي خميقة جديدة ليجدد وجو األرض‪ .‬ويخرج مف الفساد عدـ فساد‪.‬‬

‫ٖٔ‬ ‫َع َمالِ ِو‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َّى ِر‪َ .‬ي ْف َر ُح َّ‬ ‫ون َم ْج ُد َّ‬ ‫ب إِلَى الد ْ‬ ‫آية (ٖٔ) ‪َ " -‬ي ُك ُ‬ ‫الرب ِبأ ْ‬ ‫َع َمالِ ِو‪ .‬وكما وجد الخميقة حسنة جداً عند خمقتيا‪ ،‬فيو بعد الفداء وتجديد الخمقة فرح جداً بفدائو‬ ‫َي ْف َر ُح َّ‬ ‫الرب ِبأ ْ‬

‫وتجديد أوالده وأنيـ سيمجدونو إلى الدىر‪.‬‬

‫الن ِ‬ ‫آية (ٕٖ) ‪َّ ٖٕ" -‬‬ ‫اظ ُر إِلَى األ َْر ِ‬ ‫ال فَتُ َد ٍّخ ُن‪".‬‬ ‫ض فَتَْرتَِع ُد‪َ .‬ي َمس ا ْل ِج َب َ‬ ‫ماذا كاف مصير اإلنساف بدوف الفداء؟ نرى اإلجابة في ىذه اآلية‪ .‬فإف كانت األرض ترتعد بنظرة مف اهلل‪،‬‬

‫والجباؿ تدخف بممسة منو‪ ،‬فماذا لو غضب اهلل عمى اإلنساف الضعيؼ‪ .‬وىذا ما سيكوف عميو األشرار يوـ‬

‫الدينونة‪.‬‬ ‫ٖ​ٖ‬ ‫ودا‪".‬‬ ‫آية (ٖ​ٖ) ‪ " -‬أُ َغ ٍّني لِ َّمر ٍّ‬ ‫ت َم ْو ُج ً‬ ‫ب ِفي َح َي ِاتي‪ .‬أ َُرٍّن ُم ِإل ل ِيي َما ُد ْم ُ‬ ‫بعد أف تأمؿ المرنـ في عطايا اهلل وقدرتو أخذ يسبحو‪ ،‬كما سنفعؿ حيف نراه في السماء‪.‬‬

‫اآليات (ٖٗ‪ٖٗ" - )ٖ٘-‬فَيمَذ لَ ُو َن ِش ِ‬ ‫ب‪ٖ٘ .‬لِتَُب ِد ا ْل ُخطَاةُ ِم َن األ َْر ِ‬ ‫ش َرُار الَ َي ُكوُنوا َب ْع ُد‪.‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫يدي ‪َ ,‬وأَ​َنا أَف َْر ُح ِب َّ‬ ‫ض َواألَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َب ِ‬ ‫ويا‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫ارِكي َيا َن ْف ِسي َّ‬ ‫ب‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬ ‫ويا = سبحاً هلل‪.‬‬ ‫بينما يسبح األبرار في السماء سيكوف نصيب األشرار محزناً‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬

‫‪300‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص)‬

‫المزمور المئة والخامس‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىو مزمور تسبيح هلل‪ .‬ولكف الموضوع ىنا حوؿ العجائب التي صنعيا اهلل مع شعبو في دخوليـ مصر وخروجيـ‬ ‫منيا‪ ،‬وكيؼ كاف في كؿ ىذا أميناً في وعوده آلبائيـ إبراىيـ واسحؽ ويعقوب‪.‬‬ ‫ٔ‬ ‫ب‪ْ .‬اد ُعوا‬ ‫الر َّ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِ " - )ٚ-‬ا ْح َم ُدوا َّ‬ ‫ِ ِ ٖ ِ‬ ‫اس ِم ِو ا ْلقُد ِ‬ ‫وس‪ .‬لِتَ ْف َر ْح‬ ‫َع َجائ ِبو‪ .‬افْتَخ ُروا ِب ْ‬ ‫ٗ‬ ‫يو‪ٙ ,‬يا ُذٍّريَّ َة إِ ْبر ِ‬ ‫َح َكام ِف ِ‬ ‫ب وقُ ْدرتَ ُو‪ .‬ا ْلتَ ِمسوا و ْجي ُو َد ِائما‪٘ .‬ا ْذ ُكروا عج ِائب ُو الَِّتي ص َنع‪ ,‬آي ِات ِ‬ ‫يم‬ ‫اى‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫الر‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ط‬ ‫ا‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ‪ٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫لي َنا ِفي ُك ٍّل األ َْر ِ‬ ‫وب ُم ْختَ ِ‬ ‫ام ُو‪".‬‬ ‫ار‬ ‫يو‪ُ .‬ى َو َّ‬ ‫ض أْ‬ ‫َع ْبده‪َ ,‬يا َبني َي ْعقُ َ‬ ‫الرب إِ ُ‬ ‫َح َك ُ‬

‫ِب ِ ِ‬ ‫َع َمالِ ِو‪َ ٕ .‬غنوا لَ ُو‪َ .‬رٍّن ُموا لَ ُو‪ .‬أَ ْن ِش ُدوا ِب ُك ٍّل‬ ‫ُمِم ِبأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫اسمو‪َ .‬عٍّرفُوا َب ْي َن األ َ‬ ‫ُقمُوب الَِّذ َ ِ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫الر َّ‬ ‫ون َّ‬ ‫س َ‬ ‫ُ‬ ‫ين َي ْمتَم ُ‬

‫دعوة لمتسبيح والشكر‪ .‬ودعوة لنشيد لعمؿ اهلل وسط كؿ الناس‪ .‬ودعوة لكي نفتخر بالرب ونفرح بو‪ .‬وأف نطمبو‬

‫وحده ففيو كؿ الكفاية‪ .‬فقط نذكر عجائبو السابقة وكيؼ أنو كاف أميناً في وعوده لشعبو‪ ،‬ونطمب منو دائماً واثقيف‬

‫أنو لف يخذؿ عبيده‪ .‬أوالده اهلل ال يفتخروف بذىب أو مجد أرضي‪ ،‬بؿ يفتخروف بأف اهلل إلييـ‪ ،‬إذا طمبوه‬ ‫ار ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب ُم ْختَ ِ‬ ‫يو = فاهلل ترؾ نسؿ عيسو والسيد المسيح‬ ‫يستجيب‪ .‬وىذا ما قالو بطرس لممقعد (أعٖ‪َ .)ٙ2‬بني َي ْعقُ َ‬ ‫يقوؿ لتبلميذه "أنا اخترتكـ مف العالـ" (يو٘ٔ‪.)ٜٔ2‬‬

‫‪ٛ‬‬ ‫ف َدو ٍر‪ٜ ,‬الَِّذي ع َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫َّى ِر عي َده‪َ ,‬كبلَما أَوصى ِب ِو إِلَى أَْل ِ‬ ‫س َموُ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٕٔ-ٛ‬ذ َك َر إِلَى الد ْ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫يم‪َ ,‬وقَ َ‬ ‫ً ْ َ‬ ‫اى َد بو إ ْبراى َ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ٓٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يرِاث ُك ْم»‪ٕٔ .‬إِ ْذ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ُع ِطي أ َْر َ‬ ‫س َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫يل َع ْي ًدا أ َ​َب ِديًّا‪ ,‬قَ ِائبلً «لَ َك أ ْ‬ ‫وب فَ ِر َ‬ ‫حاق‪ ,‬فَثَبَّتَ ُو ل َي ْعقُ َ‬ ‫يض ًة‪َ ,‬وِإل ْ‬ ‫ِإل ْ‬ ‫ان َح ْب َل م َ‬ ‫ين و ُغرب ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ييا‪".‬‬ ‫اء ف َ‬ ‫صى‪َ ,‬قميم َ َ َ َ َ‬ ‫َكا ُنوا َع َد ًدا ُي ْح َ‬

‫اهلل وعد اآلباء بأف تكوف أرض كنعاف ميراثاً ليـ وقد فعؿ‪ .‬وبينما كاف يعقوب وأوالده عدد قميؿ (ٓ‪ٚ‬نفس) إال أف‬ ‫اهلل نفذ وعده بطريقة عجيبة‪ .‬وبعد أف كانوا غرباء في أرض كنعاف صاروا سادة فييا وباركيـ وقسموىا بالحبؿ‬

‫بيشوع‪.‬‬

‫ٗٔ‬ ‫ٖٔ‬ ‫سا ًنا َي ْظمِ ُم ُي ْم‪َ ,‬ب ْل‬ ‫ُم ٍة إِلَى أ َّ‬ ‫اآليات (ٖٔ‪َ " - )ٔ٘-‬ذ َى ُبوا ِم ْن أ َّ‬ ‫ش ْع ٍب َ‬ ‫ُم ٍة‪ِ ,‬م ْن َم ْممَ َك ٍة إِلَى َ‬ ‫آخ َر‪َ .‬فمَ ْم َي َد ْ‬ ‫ع إِ ْن َ‬ ‫َّخ ممُو ًكا ِم ْن أ ْ ِ ٘ٔ ِ‬ ‫يئوا إِلَى أَ ْن ِب َي ِائي»‪".‬‬ ‫س َح ِائي‪َ ,‬والَ تُ ِس ُ‬ ‫َجم ِي ْم‪ ,‬قَائبلً «الَ تَ َمسوا ُم َ‬ ‫َوب َ ُ‬

‫إبراىيـ أنتقؿ مف أرض الكمدانييف إلى كنعاف‪ .‬ونزؿ إلى مصر‪ .‬واهلل حافظ عميو وعمى سارة امرأتو‪ .‬ووبخ فرعوف‬

‫وأبيمالؾ ألجميما‪.‬‬

‫‪ٔٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (‪َ ٔٙ" - )ٕ​ٕ-ٔٙ‬د َعا ِبا ْل ُجوِع َعمَى األ َْر ِ‬ ‫ف‬ ‫وس ُ‬ ‫ام ُي ْم َر ُجبلً‪ِ .‬ب َ‬ ‫يع ُي ُ‬ ‫ام ا ْل ُخ ْب ِز ُكمَّ ُو‪ .‬أ َْر َ‬ ‫ض‪َ .‬ك َ‬ ‫َم َ‬ ‫س َل أ َ‬ ‫س َر ق َو َ‬ ‫ٕٓ‬ ‫ْت م ِج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع ْب ًدا‪ٔٛ .‬آ َذوا ِبا ْلقَ ْي ِد ِر ْجمَ ْي ِو‪ِ .‬في ا ْلح ِد ِ‬ ‫يد َد َخمَ ْت َن ْف ُ ‪ِٜٔ‬‬ ‫س َل‬ ‫الر ٍّ‬ ‫يء َكمِ َم ِت ِو‪ .‬قَ ْو ُل َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫امتَ َح َن ُو‪ .‬أ َْر َ‬ ‫ب ْ‬ ‫س ُو‪ ,‬إلَى َوق َ‬

‫‪301‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص)‬

‫ا ْل َممِ ُك فَ َحمَّ ُو‪.‬‬ ‫اد ِت ِو‬ ‫ب إِ َر َ‬ ‫سَ‬ ‫َح َ‬ ‫اهلل يبدأ خطتو في عزؿ نسؿ يعقوب في مصر ليؤسس منيـ شعباً مختا اًر وكاف ىذا بواسطة المجاعة وبيا ارتفع‬ ‫ْت م ِج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نجـ يوسؼ لحكمتو= َوُي َعمٍّم م َ ِ‬ ‫يء َكمِ َم ِت ِو = اهلل حدد ميعاداً‬ ‫شاي َخ ُو ح ْك َم ًة = أي يعمـ مشايخ فرعوف‪ .‬إلَى َوق َ‬ ‫َ َ‬ ‫امتَ َح َن ُو = وضع اهلل يوسؼ في تجربة شديدة بيا‬ ‫الر ٍّ‬ ‫لنزوؿ يعقوب وبنيو إلى مصر‪ .‬وحتى ىذا الوقت قَ ْو ُل َّ‬ ‫ب ْ‬ ‫س َل ا ْل َممِ ُك فَ َحمَّ ُو‪ .‬ويقيـ منو رئيساً عظيماً‪.‬‬ ‫أعده لممنصب العالي الذي صار فيو‪ .‬وفي الوقت المحدد مف اهلل‪ .‬أ َْر َ‬ ‫وبعدىا تمت خطة اهلل في نزوؿ الشعب إلى مصر‪.‬‬ ‫س َل‬ ‫أ َْر َ‬ ‫َوُي َعمٍّ َم‬

‫ٕٔ‬ ‫ِ ِ ٕ​ٕ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ان َّ ِ‬ ‫س ْمطَ ُ‬ ‫اءهُ‬ ‫س َ‬ ‫ْس َر ُر َؤ َ‬ ‫سمَّطًا َعمَى ُك ٍّل ُم ْمكو‪ ,‬ل َيأ ُ‬ ‫س ٍّي ًدا َعمَى َب ْيتو‪َ ,‬و ُم َ‬ ‫ام ُو َ‬ ‫ُ‬ ‫الش ْعب فَأَ ْطمَقَ ُو‪ .‬أَقَ َ‬ ‫شا ِي َخ ُو ِح ْك َم ًة‪".‬‬ ‫َم َ‬

‫ِ‬ ‫اآليات (ٖٕ‪ٕٖ" - )ٕ٘-‬فَجاء إِ ِ‬ ‫ب ِفي أ َْر ِ‬ ‫ض َح ٍام‪.‬‬ ‫وب تَ َغ َّر َ‬ ‫ص َر‪َ ,‬وَي ْعقُ ُ‬ ‫س َرائي ُل إِلَى م ْ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ِ ِ ٕ٘‬ ‫ٕٗ‬ ‫شعب ُو‪ ,‬لِي ْحتَالُوا عمَى ع ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫يد ِه‪".‬‬ ‫َج َع َل َ‬ ‫وب ُي ْم لِ ُي ْب ِغ ُ‬ ‫َع َّزهُ َعمَى أ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ضوا َ ْ َ َ‬ ‫َع َدائو‪َ .‬ح َّو َل ُقمُ َ‬ ‫ش ْع َب ُو ُمثْم ًار ِجدًّا‪َ ,‬وأ َ‬ ‫بالرغـ مف بغضة المصرييف جعؿ اهلل شعبو ينمو‪ .‬حوؿ قموبيـ ليبغضوا شعبو كانت كراىية المصرييف لمييود‬ ‫سبباً في عزلة الشعب فمـ يندمجوا في العبادة الوثنية‪.‬‬

‫ِ‬ ‫اختَاره‪ٕٚ .‬أَقَاما ب ْي َنيم َكبلَم ِ ِ‬ ‫اآليات (‪ٕٙ" - )ٖٛ-ٕٙ‬أَرس َل موسى ع ْب َده وىار َ ِ‬ ‫ب ِفي أ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫ون الَّذي ْ َ ُ‬ ‫آياتو‪َ ,‬و َع َجائ َ‬ ‫َ َ ُْ َ َ‬ ‫ْ َ ُ َ َ َُ ُ‬ ‫ٖٓ‬ ‫‪ٕٜ‬‬ ‫ٍ ‪ٕٛ‬‬ ‫ٍ‬ ‫ض ُي ْم‬ ‫صوا َكبلَ َم ُو‪َ .‬ح َّو َل ِم َي َ‬ ‫اض ْت أ َْر ُ‬ ‫َس َما َك ُي ْم‪ .‬أَفَ َ‬ ‫اى ُي ْم إِلَى َدم َوقَتَ َل أ ْ‬ ‫س َل ظُ ْم َم ًة فَأَ ْظمَ َم ْت‪َ ,‬ولَ ْم َي ْع ُ‬ ‫َحام‪ .‬أ َْر َ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ار‬ ‫وض ِفي ُك ٍّل تُ ُخو ِم ِي ْم‪َ ٖٕ .‬ج َع َل أ َْمطَ َارُى ْم َب َرًدا َوَن ًا‬ ‫َّان َوا ْل َب ُع ُ‬ ‫اء الذب ُ‬ ‫َم َر فَ َج َ‬ ‫ضفَادعَ َحتَّى في َم َخاد ِع ُممُوك ِي ْم‪ .‬أ َ‬ ‫ٖٗ‬ ‫ٖ​ٖ‬ ‫م ْمتَ ِيب ًة ِفي أَر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش َج ِ‬ ‫اء ِببلَ َع َد ٍد‪,‬‬ ‫ض ِي ْم‪.‬‬ ‫وم ُي ْم َوِتي َن ُي ْم‪َ ,‬و َك َّ‬ ‫س َر ُك َّل أَ ْ‬ ‫اء ا ْل َج َر ُ‬ ‫َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫ُ َ‬ ‫اد َو َغ ْو َغ ُ‬ ‫َم َر فَ َج َ‬ ‫ْ‬ ‫ار تُ ُخوم ِي ْم‪ .‬أ َ‬ ‫ب ُك ُر َ‬ ‫‪ٖٚ‬‬ ‫ض ِيم‪ٖٙ .‬قَتَ َل ُك َّل ِب ْك ٍر ِفي أَر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ٖ٘فَأَ َك َل ُك َّل ع ْ ٍ ِ‬ ‫َخ َر َج ُي ْم‬ ‫ض ِي ْم‪ ,‬أ َ​َو ِائ َل ُك ٍّل قُ َّوِت ِي ْم‪ .‬فَأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫شب في ِببلَدى ْم‪َ ,‬وأَ َك َل أَثْ َم َار أ َْر ْ‬ ‫‪ٖٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّة وَذ َى ٍب‪ ,‬ولَم ي ُك ْن ِفي أ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ط َعمَ ْي ِي ْم‪".‬‬ ‫ص ُر ِب ُخ ُرو ِج ِي ْم‪ ,‬أل َّ‬ ‫سقَ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َس َباط ِي ْم َعاثٌر‪ .‬فَ ِر َح ْت م ْ‬ ‫ْ‬ ‫َن ُر ْع َب ُي ْم َ‬ ‫ِبفض َ‬ ‫صوا َكبلَ َم ُو = أطاع موسى وىروف اهلل في كؿ ما أمر‬ ‫نجد ىنا ضربات اهلل بيد موسى وىروف ضد مصر‪َ .‬ولَ ْم َي ْع ُ‬

‫اء= جراد‬ ‫ولـ يفعبل مثؿ يوناف‪ .‬والطبيعة كميا أطاعت اهلل في ضرباتو ضد مصر ولـ تعصي كبلمو‪َ .‬غ ْو َغ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ص ُر ِب ُخ ُرو ِج ِي ْم = فيـ استراحوا مف الضربات‪.‬‬ ‫صغير‪ .‬فَ ِر َح ْت م ْ‬ ‫ٓٗ‬ ‫‪ٖٜ‬‬ ‫السم ِ‬ ‫ار لِتُ ِ‬ ‫يء المَّ‬ ‫ِ‬ ‫اء‬ ‫ز‬ ‫ب‬ ‫خ‬ ‫و‬ ‫ى‪,‬‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫الس‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫اى‬ ‫َت‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫س‬ ‫‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ا‪,‬‬ ‫ف‬ ‫ج‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫اب‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫ط‬ ‫س‬ ‫ب‬ ‫اآليات (‪" - )ٗ٘-ٖٜ‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ٔٗ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص ْخرةَ فَا ْنفَجر ِت ا ْل ِمياه‪ .‬جر ْت ِفي ا ْليا ِب ِ‬ ‫ٕٗ َّ‬ ‫ش َّ‬ ‫يم َع ْب ِد ِه‪,‬‬ ‫أَ ْ‬ ‫ش َب َع ُي ْم‪َ .‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ َ​َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ق َّ َ‬ ‫سة َن ْي ًرا‪ .‬ألَن ُو َذ َك َر َكم َم َة قُ ْدسو َم َع إ ْبراى َ‬ ‫ٗ​ٗ‬ ‫ٖٗ‬ ‫ِ‬ ‫ار ِ‬ ‫اضي األ ِ‬ ‫ب الش ُع ِ‬ ‫اج‪َ ,‬و ُم ْختَ ِ‬ ‫وب َو ِرثُوهُ‪ٗ٘ ,‬لِ َك ْي َي ْحفَظُوا‬ ‫ش ْع َب ُو ِب ْاب ِت َي ٍ‬ ‫فَأ ْ‬ ‫َخ َر َج َ‬ ‫َعطَ ُ‬ ‫يو ِبتَ​َرنٍم‪َ .‬وأ ْ‬ ‫ُمم‪َ ,‬وتَ َع َ‬ ‫اى ْم أ َ​َر َ َ‬ ‫ض ُو وي ِطيعوا َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويا‪".‬‬ ‫ش َرائ َع ُو‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬ ‫فَ َرائ َ َ ُ ُ‬ ‫نرى ىنا قيادة اهلل لشعبو في البرية بعمود سحاب وعمود نار وكيؼ أطعميـ المف والسموى‪ ،‬وكيؼ حفظيـ حتى‬

‫ممكيـ أرضيـ ولـ يطمب في مقابؿ ىذا كمو سوى شيئاً واحداً‪ .‬أف يحفظوا فرائضو ويطيعوا شرائعو‪ .‬وكاف ىذا‬

‫أيضاً لمصمحتيـ حتى ال يستعبدىـ إبميس بعد أف خمصيـ اهلل مف فرعوف‪.‬‬

‫‪302‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش)‬

‫المزمور المئة والسادس‬

‫عودة لمجدول‬

‫في المزامير السابقة تعممنا تسبيح اهلل بسبب الفداء الذي قدمو والغفراف الذي حصمنا عميو ثـ تسبيحو مف أجؿ‬ ‫أعمالو في الطبيعة والخميقة‪ .‬ثـ تسبيحو ألجؿ أعمالو العجيبة في خروج شعبو مف مصر‪ .‬وىنا نجد تسبيح مف‬

‫نوع آخر فالمرنـ يعترؼ بخطايا شعبو وتمردىـ وتذمرىـ‪ .‬ىو يعطي المجد هلل ليس فقط بسب صبلحو ولكف‬ ‫أيضاً باالعتراؼ بسوء حالة الشعب واالعتراؼ بفسادنا يجعؿ قداسة اهلل تزداد ظيو اًر واشراقاً‪ .‬والعكس فنحف حيف‬ ‫نتأمؿ في قداسة اهلل تظير بشاعة خطايانا‪ .‬ومع أف ىذا المزمور فيو اعتراؼ بخطايا الشعب إال أنو يبدأ وينتيي‬

‫بكممة ىممويا‪ .‬فالخطية يجب أال تمنعنا عف تسبيح اهلل‪ .‬ومف المعتقد أنو كتب في فترة السبي بسبب آية (‪)ٗٚ‬‬ ‫إجمعنا مف بيف األمـ‪ .‬ولكف ىناؾ مف ينسبو أيضاً لداود فاآلية األولى واآليتيف األخيرتيف نجدىما في المزمور‬ ‫الذي كتبو داود وسممو إلى أساؼ (ٔأي‪ .)ٖٙ-ٖٗ2ٔٙ‬وبالتالي يكوف قولو اجمعنا مف بيف األمـ إشارة لفترة‬

‫ىروب داود لجت‪ .‬وبالطبع كاف ىناؾ كثير مف األتقياء قد ىربوا إلى األمـ أيضاً ونتعمـ مف ىذا المزمور كيؼ‬ ‫نقؼ أماـ اهلل معترفيف بخطايانا الشخصية وخطايا األقرباء‪ ..‬نقؼ لنعترؼ بخطايانا دوف أف نمقي الموـ عمى أحد‬

‫بؿ نعطي المجد والقداسة هلل‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫َن إِلَى األَ​َب ِد َر ْح َمتَ ُو‪".‬‬ ‫صالِ ٌح‪ ,‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫ويا‪ِ .‬ا ْح َم ُدوا َّ‬ ‫آية (ٔ) ‪َ " -‬ىمٍّمُ َ‬ ‫ب أل ََّن ُو َ‬ ‫َن إِلَى األ َ​َب ِد َر ْح َمتَ ُو = إذا تذكرنا خطايانا واعترفنا بيا يرحمنا اهلل "ومف يقر بخطاياه يرحـ" وىنا فمنسبح اهلل‬ ‫أل َّ‬

‫الذي مازاؿ يقبمنا برحمتو ولـ يرفضنا حتى اآلف‪.‬‬

‫يح ِو؟ ٖطُوبى لِ ْمح ِ‬ ‫ب؟ م ْن ي ْخ ِبر ِب ُك ٍّل تَسا ِب ِ‬ ‫اآليات (ٕ‪ٕ" - )ٖ-‬م ْن يتَ َكمَّم ِبجبر ِ‬ ‫ين ا ْل َح َّ‬ ‫مص ِان ِع ا ْل ِب َّر‬ ‫ق َولِ َّ‬ ‫وت َّ‬ ‫اف ِظ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الر ٍّ َ ُ ُ‬ ‫َ َ ُ َ َُ‬ ‫ِفي ُك ٍّل ِح ٍ‬ ‫ين‪".‬‬ ‫في (ٕ) يتساءؿ مف يستطيع أف يسبح الرب ويتكمـ عف جبروتو واقتداره وفي (ٖ) يجيب بأنو ىو الحافظ الحؽ‬ ‫والصانع البر‪ .‬فطوبى لمثؿ ىذا اإلنساف الذي يسبح اهلل‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫شع ِب َك‪ .‬تَع َّي ْد ِني ِب َخبلَ ِ‬ ‫ص َك‪٘ ,‬أل َ​َرى َخ ْي َر ُم ْختَ ِ‬ ‫ُم ِت َك‪.‬‬ ‫يك‪ .‬ألَف َْر َح ِبفَ َر ِح أ َّ‬ ‫ار َ‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )٘-‬ا ْذ ُك ْرِني َيا َرب ِب ِر َ‬ ‫ضا َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يرِاث َك‪".‬‬ ‫ألَفْتَخ َر َم َع م َ‬ ‫حيف قاؿ المرنـ أف الحافظ الحؽ في كؿ حيف ىو الذي يستطيع أف يسبح اهلل‪ ،‬شعر بأنو غير قادر عمى حفظ‬

‫ش ْع ِب َك = أي اذكرني بحسب‬ ‫ضا َ‬ ‫الحؽ دائماً فيو ضعيؼ ومتقمب والعدو يحاربو دائماً فصرخ هلل ا ْذ ُك ْرِني َيا َرب ِب ِر َ‬ ‫المحبة والرضا المذاف في قمبؾ نحو شعبؾ‪ .‬تَع َّي ْد ِني ِب َخبلَ ِ‬ ‫ص َك = أنا وحدي ال أستطيع دوف معونة منؾ أل َ​َرى‬ ‫َ‬ ‫َخ ْي َر ُم ْختَ ِ‬ ‫يك = لكي يكوف لي نصيب في الخير الذي سيكوف ليـ‪ .‬ولكف ىذه اآليات ىي صرخة العيد القديـ‬ ‫ار َ‬

‫‪303‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش)‬

‫لتجسد المسيح ليأتي بالخبلص‪ ،‬وكأف المرنـ يشتيي أف يرى ىذه األياـ ويرى خير مختاري اهلل المؤمنيف بالمسيح‬

‫ويفتخر مع ميراث اهلل أي المؤمنيف‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫طأْ َنا مع آب ِائ َنا‪ .‬أَسأْ َنا وأَ ْذ َن ْب َنا‪ٚ .‬آب ُ ِ ِ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٖٛ-ٙ‬أ ْ‬ ‫ص َر لَ ْم َي ْف َي ُموا َع َج ِائ َب َك‪ .‬لَ ْم َي ْذ ُك ُروا َكثَْرةَ‬ ‫َ‬ ‫َخ َ َ َ َ‬ ‫اؤَنا في م ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ٍ ‪ٛ‬‬ ‫ف ِبجبروِت ِو‪ٜ .‬وا ْنتَير ب ْحر س ٍ‬ ‫َج ِل ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫وف‬ ‫ص ُي ْم م ْن أ ْ ْ‬ ‫َ َ​َ َ َ ُ‬ ‫سوف‪ .‬فَ َخمَّ َ‬ ‫َم َراحم َك‪ ,‬فَتَ َم َّرُدوا ع ْن َد ا ْل َب ْح ِر‪ ,‬ع ْن َد َب ْح ِر ُ‬ ‫اسمو‪ ,‬ل ُي َعٍّر َ َ َ ُ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ِ ٓٔ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض‪ ,‬وفَ َد ُ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اى ْم م ْن َيد ا ْل َع ُد ٍّو‪َ .‬و َغطَّت ا ْلم َياهُ‬ ‫ص ُي ْم م ْن َيد ا ْل ُم ْبغ ِ َ‬ ‫سي َ​َّرُى ْم في الم َج ِج َكا ْل َبٍّريَّة‪َ .‬و َخمَّ َ‬ ‫س‪َ ,‬و َ‬ ‫فَ َي ِب َ‬ ‫ِ ِ ٖٔ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ضا ِي ِقي ِيم‪ .‬و ِ‬ ‫َع َمالَ ُو‪ .‬لَ ْم َي ْنتَ ِظ ُروا‬ ‫اح ٌد ِم ْن ُي ْم لَ ْم َي ْب َ‬ ‫سوا أ ْ‬ ‫ُم َ‬ ‫س ِبيحو‪ .‬أ ْ‬ ‫آم ُنوا ِب َكبلَمو‪َ .‬غ َّن ْوا ِبتَ ْ‬ ‫َس َر ُعوا فَ َن ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ق‪ .‬فَ َ‬ ‫٘ٔ‬ ‫ٗٔ‬ ‫شيوةً ِفي ا ْلبٍّري ِ‬ ‫س َل ُى َازالً ِفي أَ ْنفُ ِس ِي ْم‪.‬‬ ‫ورتَ ُو‪َ .‬ب ِل ا ْ‬ ‫َم ُ‬ ‫َعطَ ُ‬ ‫َّة‪َ ,‬و َج َّرُبوا اهللَ ِفي ا ْلقَ ْف ِر‪ .‬فَأ ْ‬ ‫َ‬ ‫س ْؤلَ ُي ْم‪َ ,‬وأ َْر َ‬ ‫اى ْم ُ‬ ‫شتَ َي ْوا َ ْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اع ِة‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ان‪َ ,‬و َ‬ ‫وس َّ‬ ‫ب‪ .‬فَتَ َح ِت األ َْر ُ‬ ‫ض َو ْابتَمَ َع ْت َداثَ َ‬ ‫ىار َ‬ ‫ط َبقَ ْت َعمَى َج َم َ‬ ‫ون قُد َ‬ ‫س ُدوا ُم َ‬ ‫َو َح َ‬ ‫وسى في ا ْل َم َحمة‪َ ,‬و ُ‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫شتَعمَ ْت َنار ِفي جم ِ‬ ‫ش َرَار‪.‬‬ ‫ق األَ ْ‬ ‫َح َر َ‬ ‫يب أ ْ‬ ‫اعت ِي ْم‪ .‬المَّ ِي ُ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ام‪َ ,‬وا ْ َ‬ ‫ٌ‬ ‫أَِب َ‬ ‫ير َ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ٍ ٕٓ‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫ال ثَو ٍر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ص َن ُعوا ِع ْجبلً ِفي ُح ِ‬ ‫آك ِل ُع ْ‬ ‫ور َ‬ ‫س ُبوك‪َ ,‬وأ َْب َدلُوا َم ْج َد ُى ْم ِبمثَ ِ ْ‬ ‫س َج ُدوا لت ْمثَال َم ْ‬ ‫ش ٍب‪َ .‬ن ُ‬ ‫يب‪َ ,‬و َ‬ ‫َ‬ ‫سوا اهللَ‬ ‫ٍ ٖٕ‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫ِ‬ ‫الص ِانع ع َ ِ ِ ِ‬ ‫ض َح ٍام‪َ ,‬و َم َخ ِ‬ ‫ب ِفي أ َْر ِ‬ ‫ال ِبِإ ْىبلَ ِك ِي ْم‪.‬‬ ‫س‬ ‫وف‪ ,‬فَقَ َ‬ ‫او َ‬ ‫ص َر‪َ ,‬و َع َجائ َ‬ ‫ص ُي ُم‪َ َ َّ ,‬‬ ‫ظائ َم في م ْ‬ ‫ف َعمَى َب ْح ِر ُ‬ ‫ُم َخمٍّ َ‬

‫ٕٗ‬ ‫ف ِفي الثَّ ْغ ِر قُد ِ‬ ‫ض َّ‬ ‫الش ِي َّي َة‪ .‬لَ ْم ُي ْؤ ِم ُنوا‬ ‫ص ِر َ‬ ‫وسى ُم ْختَ ُارهُ َوقَ َ‬ ‫ض َب ُو َع ْن إِتْبلَ ِف ِي ْم‪َ .‬و َرَذلُوا األ َْر َ‬ ‫ف َغ َ‬ ‫َّام ُو ل َي ْ‬ ‫لَ ْوالَ ُم َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ ِ ٕ٘‬ ‫ب‪ٕٙ ,‬فَرفَع ي َده عمَ ْي ِيم لِيس ِقطَيم ِفي ا ْلبٍّري ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َّة‪,‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ص ْو ِت َّ‬ ‫َ‬ ‫ِب َكم َمتو‪َ .‬ب ْل تَ َم ْرَم ُروا في خ َيام ِي ْم‪ .‬لَ ْم َي ْ‬ ‫س َم ُعوا ل َ‬ ‫َ َ َ ُ َ ْ ُ ْ ُْ‬ ‫‪ٕٜ‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ٕٚ‬ولِيس ِقطَ َنسمَيم ب ْي َن األُمِم‪ ,‬ولِيبد َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ‪َّ ٕٛ‬‬ ‫ور‪َ ,‬وأَ َكمُوا َذ َبائ َح ا ْل َم ْوتَى‪َ .‬وأَ َغاظُوهُ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫ْ ُْ َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ٍّد ُى ْم في األ َ​َراضي‪َ .‬وتَ َعمقُوا ِب َب ْعل فَ ُغ َ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ٖٓ‬ ‫ِ‬ ‫َعمالِ ِيم فَاقْتَحميم ا ْلوبأُ‪ .‬فَوقَ َ ِ‬ ‫ب لَ ُو ذلِ َك ِب ًّار إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر‪ ,‬إِلَى‬ ‫اس َوَد َ‬ ‫امتَ​َن َع ا ْل َوَبأُ‪ .‬فَ ُحس َ‬ ‫َ َ ُ​ُ َ َ‬ ‫ف في َن َح ُ‬ ‫َ‬ ‫ان‪ ,‬فَ ْ‬ ‫ِبأ ْ َ ْ‬ ‫األ َ​َب ِد‪.‬‬ ‫ٕٖ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٖ​ٖ َّ‬ ‫شفَتَْي ِو‪ٖٗ .‬لَ ْم‬ ‫وح ُو َحتَّى فَ َرطَ ِب َ‬ ‫َمروا ُر َ‬ ‫َس َخطُوهُ َعمَى َماء َم ِر َ‬ ‫َوأ ْ‬ ‫وسى ِب َ‬ ‫يب َة َحتَّى تَأَذى ُم َ‬ ‫س َب ِب ِي ْم‪ .‬ألَن ُي ْم أ َ‬ ‫‪ٖٙ‬‬ ‫ٖ٘‬ ‫ي ِ‬ ‫ص َار ْت‬ ‫ال لَ ُي ُم َّ‬ ‫الرب َع ْن ُي ْم‪َ ,‬ب ِل ْ‬ ‫ين قَ َ‬ ‫ُم َم الَِّذ َ‬ ‫ُمِم َوتَ َعمَّ ُموا أ ْ‬ ‫َع َمالَ ُي ْم‪َ .‬و َع َب ُدوا أ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ام ُي ْم‪ ,‬فَ َ‬ ‫َص َن َ‬ ‫اختَمَطُوا ِباأل َ‬ ‫ستَأْصمُوا األ َ‬ ‫‪ٖٛ‬‬ ‫‪ٖٚ‬‬ ‫ش َرًكا‪َ .‬وَذ َب ُحوا َب ِني ِي ْم َوَب َن ِات ِي ْم لِؤل َْوثَ ِ‬ ‫َص َن ِام‬ ‫لَ ُي ْم َ‬ ‫ان‪َ .‬وأ ْ‬ ‫ين َذ َب ُح ُ‬ ‫َى َرقُوا َد ًما َزِكيًّا‪َ ,‬د َم َب ِني ِي ْم َوَب َن ِات ِيِم الَِّذ َ‬ ‫وى ْم أل ْ‬ ‫ض ِبالدٍّم ِ‬ ‫اء‪".‬‬ ‫س ِت األ َْر ُ‬ ‫َك ْن َع َ‬ ‫ان‪َ ,‬وتَ َد َّن َ‬ ‫َ‬

‫ىنا يبدأ المرنـ في ذكر خطايا الشعب وتمرده‪ .‬وىنا يذكر تمردىـ ويذكر خبلص الرب ليـ مع أنيـ تمردوا عند‬

‫كؿ ضيقة تواجييـ‪ .‬وأنو في بعض األحياف كاف الرب مضط اًر كأب حكيـ أف يؤدبيـ كأوالده‪ .‬ومف أمثمة التأديب‬ ‫حيف اشتيى الشعب أف يأكؿ لحماً وتذمروا أعطاىـ اهلل فأكموا‪ ،‬وحينما أكموا بوحشية وبشيوة‪ ،‬لـ ينفعيـ ما أكموه‬ ‫بؿ صار نقمة عمييـ وقبموا جزاء شيوتيـ الرديئة ُى َازالً ِفي أَ ْنفُ ِس ِي ْم‪ .‬وحينما تمردوا عمى موسى وىروف فتحت‬ ‫األرض وابتمعت داثاف‪ ..‬ومع ازدياد تذمرىـ وبالذات حيف أرسموا الجواسيس ألرض الميعاد‪ ،‬وصدقوا كبلـ‬

‫الجواسيس ورذلوا األرض الشيية كاف قرار الرب أف ال يدخؿ ىذا الشعب أرض الميعاد= فَ َرفَ َع َي َدهُ َعمَ ْي ِي ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِي ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ور‪َ ,‬وأَ َكمُوا َذ َب ِائ َح ا ْل َم ْوتَى = بعؿ فغور أي سيد الفجور والذبائح‪ .‬وبنات‬ ‫ُْ‬ ‫سقطَ ُي ْم في ا ْل َبٍّريَّة‪َ .‬وتَ َعمقُوا ِب َب ْعل فَ ُغ َ‬ ‫موآب ذىبف لمشعب وأسقطوىف في الزنى معيف ثـ في تقديـ الذبائح إللييف بعؿ فغور‪ .‬وكاف الشعب لحبو في‬ ‫خطية الزنى‪ ،‬يزنوف مع بنات موآب ثـ يقدمف الذبائح لآللية الميتة ويأكموا مف ىذه الذبائح‪ ،‬ليشتركوا في مائدة‬

‫‪304‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش)‬

‫الشياطيف (ٔكوٓٔ‪ ،)ٕ​ٕ-ٔ٘2‬ومف يفعؿ ىذا فيو يتحد بالشياطيف الميتة ويحكـ عمى نفسو بالموت‪ ،‬أما مف‬ ‫يشترؾ في مائدة الرب فتكوف لو حياة‪ .‬وأية (ٖٓ) بسبب الخطية ضرب اهلل الشعب بالوبأ‪ .‬حتىَ وقَ َ ِ‬ ‫اس‬ ‫ف في َن َح ُ‬ ‫َ‬ ‫وَد َ ِ‬ ‫ان ِف ْع ْؿ وليس اسـ شخص ومعناه قضى وحكـ عمى المذنب‪ .‬ال عف‬ ‫اس وىو مف سبط الوي‪َ .‬وَد َ‬ ‫ان = في َن َح ُ‬ ‫َ‬

‫كراىية لو بؿ غيرة عمى مقدس الرب قتؿ المذنب فامتنع الوبأ‪.‬وجاءت الكممة دان في االنجميزية بمعني يتدخؿ‬ ‫بالقوة لتسوية نزاع‪.‬‬

‫ٓٗ‬ ‫اآليات (‪ٖٜ" - )ٗٙ-ٖٜ‬وتَ​َنجَّسوا ِبأ ْ ِ‬ ‫يرثَ ُو‪.‬‬ ‫ش ْع ِب ِو‪َ ,‬و َك ِرهَ ِم َا‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ب َّ‬ ‫ب َعمَى َ‬ ‫ْعالِ ِي ْم‪ .‬فَ َح ِم َي َغ َ‬ ‫ضُ‬ ‫َع َمال ِي ْم َو َزَن ْوا ِبأَف َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٖٗ‬ ‫ٕٗ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫اؤ ُىم‪ ,‬فَ َذلوا تَ ْح َ ِ ِ‬ ‫ٔٗوأَسمَميم لِي ِد األ ِ‬ ‫يرةً أَ ْنقَ َذ ُى ْم‪,‬‬ ‫ض ُ‬ ‫ض َغطَ ُي ْم أ ْ‬ ‫وى ْم‪َ .‬و َ‬ ‫سمَّطَ َعمَ ْي ِي ْم ُم ْب ِغ ُ‬ ‫َ ْ َ ُْ َ‬ ‫ُمم‪َ ,‬وتَ َ‬ ‫ت َيدى ْم‪َ .‬م َّرات َكث َ‬ ‫َع َد ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫٘ٗ‬ ‫ٗ​ٗ‬ ‫يق ِيم إِ ْذ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخ ُي ْم‪َ .‬وَذ َك َر لَ ُي ْم َع ْي َدهُ‪َ ,‬وَن ِد َم‬ ‫أ َّ‬ ‫ص َر َ‬ ‫سمعَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َما ُى ْم فَ َع َ‬ ‫ورت ِي ْم َوا ْن َحطوا ِبإثْم ِي ْم‪ .‬فَ َنظَ َر إلَى ض ْ‬ ‫ص ْوهُ ِب َم ُ َ‬ ‫‪ٗٙ‬‬ ‫ط ُ ِ‬ ‫س َب ْو ُى ْم‪".‬‬ ‫َع َ‬ ‫َّام ُك ٍّل الَِّذ َ‬ ‫ب َكثَْرِة َر ْح َم ِت ِو‪َ .‬وأ ْ‬ ‫سَ‬ ‫ين َ‬ ‫َح َ‬ ‫اى ْم ن ْع َم ًة قُد َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َعمالِ ِيم و َزَنوا ِبأَف ِ‬ ‫ُمِم‪.‬‬ ‫ْعال ِي ْم‪ .‬ونرى أيضاً تأديب الرب َوأ ْ‬ ‫َّسوا ِبأ ْ َ ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫نرى صورة الشعب ممخصة في تَ​َنج ُ‬ ‫َسمَ َم ُي ْم ل َيد األ َ‬ ‫يق ِيم إِ ْذ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخ ُي ْم ونرى صورة حية هلل الرحوـ الذي بحسب كثرة رحمتو كاف يغفر‬ ‫ص َر َ‬ ‫سمعَ ُ‬ ‫َ‬ ‫فصرخوا‪ .‬فَ َنظَ َر إلَى ض ْ‬

‫لشعبو‪ .‬بؿ كاف يعطييـ نعمة قداـ كؿ الذيف سبوىـ (كما حدث مع دانياؿ) حتى ال يفنييـ أعداؤىـ‪.‬‬

‫‪ٗٚ‬‬ ‫اجمع َنا ِم ْن ب ْي ِن األ ِ ِ‬ ‫اس َم قُ ْد ِس َك‪َ ,‬وَنتَفَا َخ َر‬ ‫ص َنا أَي َيا َّ‬ ‫َ‬ ‫ُمم‪ ,‬ل َن ْح َم َد ْ‬ ‫لي َنا‪َ ,‬و ْ َ ْ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٗٛ-ٗٚ‬خمٍّ ْ‬ ‫الرب إِ ُ‬ ‫َ‬ ‫الشع ِب « ِ‬ ‫ِ‬ ‫لو إِسرِائ َ ِ‬ ‫ِبتَس ِب ِ‬ ‫يح َك‪ٗٛ .‬م َبار ٌك َّ ِ‬ ‫ويا‪".‬‬ ‫آم َ‬ ‫ين»‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬ ‫يل م َن األ َ​َز ِل َوِالَى األ َ​َبد‪َ .‬وَيقُو ُل ُكل َّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫الرب إ ُ ْ َ‬ ‫ُ َ‬

‫ىي صرخة الشعب المسبي في آالمو ليردىـ مف السبي سواء سبي بابؿ أو غيره‪ .‬وىي صرخة العيد القديـ ليأتي‬ ‫المسيح ويخمص‪ .‬وصرختنا نحف ليظير المسيح في مجيئو الثاني‪.‬‬

‫‪305‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع)‬

‫المزمور المئة والسابع‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىذا المزمور يشير لمعامبلت اهلل مع البشر عموماً‪ .‬وممخص المزمور أف اهلل قد يسمح بالضيقات تحيط بالبشر‬ ‫في حالة عصيانيـ وتمردىـ عمى اهلل مثؿ (توىانيـ في برية وجوعيـ وعطشيـ‪ ،‬الجموس في الظممة وظبلؿ‬ ‫الموت في ذؿ القيود‪ /‬المرض وكراىية الطعاـ‪ /‬في ركوب البحر يييج البحر عمييـ كما حدث مع يوناف‪ /‬األنيار‬

‫تجؼ وتصبح قفا اًر وبالتالي ال يجدوف أكبلً وال شرباً وال رزقاً)‪ .‬ونغمة المزمور التي يرددىا دائماً أف الذي يقع‬ ‫تحت تأديب الرب حيف يصرخ إلى الرب يرفع عنو ضيقتو فمثبلً مف تاه في البرية يرده ويشبعو ويرويو‪ ..‬الخ‪.‬‬ ‫وطالما كانت اآلالـ ىي طريقة لمتأديب لنرجع لمرب‪ ،‬وطالما كانت الخيرات عبلمة عمى بركات الرب فمنسبح‬

‫الرب دائماً وليسبحو شعبو في كؿ حيف‪ .‬فكؿ األمور تعمؿ معاً لمخير‪ .‬وىناؾ معنى رمزي يمكف مبلحظتو في‬ ‫المزمور‪ .‬فاآلالـ التي نقع تحتيا مف سبي وذؿ تشير لمحالة قبؿ المسيح والخبلص يشير لما بعد المسيح‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫ب‬ ‫الر َّ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِ " - )ٖ-‬ا ْح َم ُدوا َّ‬ ‫ا ْل َع ُد ٍّو‪َ ٖ ,‬و ِم َن ا ْلُب ْم َد ِ‬ ‫ان َج َم َع ُي ْم‪ِ ,‬م َن‬ ‫يبدأ بط مب أف نسبح الرب الذي أنقذنا مف ضيقاتنا السابقة‪ ،‬كما أرجع الشعب مف مصر أو مف سبي بابؿ‪ ،‬أو‬

‫ٕ‬ ‫اى ْم ِم ْن َي ِد‬ ‫صالِ ٌح‪ ,‬أل َّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َن إِلَى األ َ​َب ِد َر ْح َمتَ ُو‪ .‬لِ َي ُق ْل َم ْف ِديو َّ‬ ‫ين فَ َد ُ‬ ‫ب‪ ,‬الَِّذ َ‬ ‫أل ََّن ُو َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ش ِر ِ ِ‬ ‫ال َو ِم َن ا ْل َب ْح ِر‪".‬‬ ‫ا ْل َم ْ‬ ‫ق َوم َن ا ْل َم ْغ ِرب‪ ,‬م َن ٍّ َ‬

‫بالمسيح تحررنا مف سبي إبميس حيف فدانا‪.‬‬

‫٘‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )٘-‬تَ ُ ِ‬ ‫ضا أَ ْع َي ْت‬ ‫س َك ٍن‪ِ .‬ج َياعٌ ِع َ‬ ‫ط ٌ‬ ‫اش أ َْي ً‬ ‫اىوا في ا ْل َبٍّريَّة في قَ ْف ٍر ِببلَ طَ ِريق‪ .‬لَ ْم َي ِج ُدوا َمدي َن َة َ‬ ‫س ُي ْم ِفي ِي ْم‪".‬‬ ‫أَ ْنفُ ُ‬

‫ىذا حاؿ كؿ مف كاف بعيداً عف الرب‪ .‬ولكف ما الذي عمؿ فييـ ىذا؟ الخطية سببت توىانيـ في برية ىذا العالـ‬ ‫فجاعوا وعطشوا ولـ يجدوا مدينة سكف‪ .‬أي كانوا ببل راحة‪ ،‬ببل سبلـ‪ ،‬ببل اطمئناف‪ ،‬كما تاه قاييف حيف ترؾ‬

‫الرب‪.‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫اىم طَ ِريقًا م ِ‬ ‫يق ِيم‪ ,‬فَأَ ْنقَ َذ ُىم ِم ْن َ ِ ِ ِ‬ ‫الر ٍّ ِ ِ ِ‬ ‫ْى ُبوا إِلَى‬ ‫ص َر ُخوا إِلَى َّ‬ ‫يما لِ َيذ َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٜ-ٙ‬فَ َ‬ ‫ش َدائدى ْم‪َ ,‬و َى َد ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ب في ض ْ‬ ‫ستَق ً‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫سا َج ِائ َع ًة‬ ‫الر َّ‬ ‫س َك ٍن‪َ .‬ف ْم َي ْح َم ُدوا َّ‬ ‫سا ُم ْ‬ ‫آد َم‪ .‬ألَنَّ ُو أَ ْ‬ ‫ب َعمَى َر ْح َم ِت ِو َو َع َج ِائ ِب ِو لِ َب ِني َ‬ ‫شتَ ِي َي ًة َو َمؤلَ َن ْف ً‬ ‫ش َب َع َن ْف ً‬ ‫َمدي َنة َ‬ ‫ُخ ْب ًزا‪",‬‬

‫طريؽ العودة مف آالميـ كاف عندما صرخوا هلل فأنقذىـ‪ .‬ىذه ىي نفس نغمة وطريقة سفر القضاة‪ .‬ثـ يدعوىـ‬

‫المرنـ لتسبيح اهلل الذي خمصيـ وشكره عمى خيراتو‪" .‬كؿ عطية ببل شكر ىي ببل زيادة"‪ .‬بؿ التسبيح والصبلة‬

‫يعطياننا أف نمتصؽ باهلل فبل نعود نرتد لمخطية فنتعرض لمزيد مف التأديبات والضربات‪.‬‬

‫‪306‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع)‬ ‫ٓٔ‬ ‫يد‪ٔ​ٔ .‬أل ََّنيم عصوا َكبلَم ِ‬ ‫ين ِبالذ ٍّل وا ْلح ِد ِ‬ ‫اهلل‪,‬‬ ‫وس ِفي الظ ْم َم ِة َو ِظبلَ ِل ا ْل َم ْو ِت‪ُ ,‬موثَ ِق َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُْ َ َْ‬ ‫اآليات (ٓٔ‪ " - )ٔٙ-‬ا ْل ُجمُ َ‬ ‫َ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ٕٔ‬ ‫الر ٍّ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ُي ْم ِم ْن‬ ‫ص َر ُخوا إِلَى َّ‬ ‫َىا ُنوا َم ُ‬ ‫َوأ َ‬ ‫وب ُي ْم ِبتَ َع ٍب‪َ .‬عثَُروا َوالَ َم ِع َ‬ ‫ورةَ ا ْل َعم ٍّي‪ .‬فَأَ َذ َّل ُقمُ َ‬ ‫ب في ضيق ِي ْم‪ ,‬فَ َخمَّ َ‬ ‫ين‪ .‬ثُ َّم َ‬ ‫ش َ‬ ‫٘ٔ‬ ‫ٗٔ‬ ‫ب َعمَى َر ْح َم ِت ِو َو َع َج ِائ ِب ِو لِ َب ِني‬ ‫الر َّ‬ ‫ود ُى ْم‪َ .‬ف ْم َي ْح َم ُدوا َّ‬ ‫ش َد ِائ ِد ِى ْم‪ .‬أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َخ َر َج ُي ْم ِم َن الظ ْم َم ِة َو ِظبلَ ِل ا ْل َم ْو ِت‪َ ,‬وقَطَّعَ قُ ُي َ‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫ض ح ِد ٍ‬ ‫يع ُن َح ٍ‬ ‫اس‪َ ,‬وقَطَّ َع َع َو ِ‬ ‫صِ‬ ‫يد‪".‬‬ ‫آد َم‪ .‬أل ََّن ُو َك َّ‬ ‫َ‬ ‫ار َ َ‬ ‫ار َ‬ ‫س َر َم َ‬ ‫ِ‬ ‫وس ِفي الظ ْم َم ِة َو ِظبلَ ِل ا ْل َم ْو ِت = كما ظؿ اإلنساف قبؿ‬ ‫ص ْوا َكبلَ َم اهلل في سبي محزف‪ .‬ا ْل ُجمُ َ‬ ‫عادوا لمخطية و َع َ‬ ‫س َر‬ ‫المسيح تحت عبودية إبميس‪ ،‬يموت منفصبلً عف اهلل ويذىب لمجحيـ الذي ال خروج منو حتى أتى المسيح و َك َّ‬ ‫ض ح ِد ٍ‬ ‫يع ُن َح ٍ‬ ‫اس ( اشارة لمجحيـ ) َوقَطَّ َع َع َو ِ‬ ‫صِ‬ ‫يد والظممة أيضاً تشير لمظممة العقمية الداخمية وحالة اليأس‬ ‫ار َ َ‬ ‫ار َ‬ ‫َم َ‬ ‫والتخبط ببل استنارة‪ .‬وحيف خمص اهلل ىؤالء المتألميف يدعوىـ المرنـ ليسبحوه‪.‬‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫صي ِت ِيم‪ ,‬و ِم ْن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط ِري ِ‬ ‫ط َع ٍام‪,‬‬ ‫س ُي ْم ُك َّل َ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٕ​ٕ-ٔٚ‬وا ْل ُج َّيا ُل ِم ْن َ‬ ‫آثام ِي ْم ُي َذل َ‬ ‫ون‪َ .‬ك ِرَى ْت أَ ْنفُ ُ‬ ‫ق َم ْع َ ْ َ‬ ‫ٕٓ‬ ‫ِ ‪ٜٔ‬‬ ‫يق ِيم‪ ,‬فَ َخمَّصيم ِم ْن َ ِ ِ ِ‬ ‫الر ٍّ ِ ِ ِ‬ ‫َواقْتَرُبوا إِلَى أ َْب َو ِ‬ ‫اى ْم‪,‬‬ ‫ص َر ُخوا إِلَى َّ‬ ‫س َل َكمِ َمتَ ُو فَ َ‬ ‫شفَ ُ‬ ‫ش َدائدى ْم‪ .‬أ َْر َ‬ ‫اب ا ْل َم ْوت‪ .‬فَ َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ب في ض ْ‬ ‫َ‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫ٕٔ‬ ‫آد َم‪َ .‬وْل َيذ َْب ُحوا لَ ُو َذ َب ِائ َح ا ْل َح ْم ِد‪َ ,‬وْل َي ُعدوا‬ ‫الر َّ‬ ‫َّاى ْم ِم ْن تَ ْيمُ َك ِات ِي ْم‪َ .‬ف ْم َي ْح َم ُدوا َّ‬ ‫َوَنج ُ‬ ‫ب َعمَى َر ْح َم ِت ِو َو َع َج ِائ ِب ِو لِ َب ِني َ‬ ‫َع َمالَ ُو ِبتَ​َرنٍم‪".‬‬ ‫أْ‬ ‫ا ْل ُج َّيا ُل = الذيف ال يدركوف أف طريؽ المعصية نتيجتو مؤلمة فيؤالء يخطئوف فيذلوف‪ .‬وتصيبيـ األمراض=‬ ‫ط َع ٍام‪َ ..‬واقْتَرُبوا إِلَى أ َْب َو ِ‬ ‫اب ا ْل َم ْو ِت‪ .‬وحيف يصرخوف هلل يشفييـ‪ .‬والمرنـ يدعوىـ ليسبحوا اهلل‬ ‫س ُي ْم ُك َّل َ‬ ‫َك ِرَى ْت أَ ْنفُ ُ‬ ‫َ‬

‫وقتيا‪.‬‬

‫ٕٗ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون إِلَى ا ْلب ْح ِر ِفي السفُ ِن‪ ,‬ا ْلع ِ‬ ‫اآليات (ٖٕ‪ٕٖ" - )ٖٕ-‬اَ َّلن ِ‬ ‫َع َما َل‬ ‫اممُ َ‬ ‫ازلُ َ‬ ‫يرِة‪ُ ,‬ى ْم َأر َْوا أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ون َع َمبلً في ا ْلم َياه ا ْل َكث َ‬ ‫‪ٕٙ‬‬ ‫ٕ٘‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َو َع َج ِائ َب ُو ِفي ا ْل ُع ْم ِ‬ ‫ون إِلَى‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َّ‬ ‫َم َر فَأ َ‬ ‫ات‪َ ,‬ي ْي ِبطُ َ‬ ‫ص َع ُد َ‬ ‫يحا َعاصفَ ًة فَ​َرفَ َع ْت أ َْم َو َ‬ ‫اج ِر ً‬ ‫َى َ‬ ‫اج ُو‪َ .‬ي ْ‬ ‫ون إِلَى َّ َ َ‬ ‫ق‪ .‬أ َ‬ ‫‪ٕٛ‬‬ ‫ِ ‪ٕٚ‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫س ُي ْم ِب َّ‬ ‫الس ْك َر ِ‬ ‫َع َما ِ‬ ‫ون إِلَى‬ ‫ون ِم ْث َل َّ‬ ‫الشقَ‬ ‫ص ُر ُخ َ‬ ‫ون َوَيتَ​َرَّن ُح َ‬ ‫اء‪َ .‬يتَ َم َايمُ َ‬ ‫األ ْ‬ ‫ان‪َ ,‬و ُكل ح ْك َمت ِيم ْابتُم َع ْت‪ .‬فَ َي ْ‬ ‫ق‪َ .‬ذ َاب ْت أَ ْنفُ ُ‬ ‫ٖٓ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ٕٜ‬‬ ‫يق ِيم‪ ,‬و ِم ْن َ ِ ِ ِ‬ ‫الر ٍّ ِ ِ ِ‬ ‫ون أل ََّن ُي ْم‬ ‫َّ‬ ‫س ُك ُ‬ ‫اج َيا‪ .‬فَ َي ْف َر ُح َ‬ ‫ت أ َْم َو ُ‬ ‫س ُك ُن‪َ ,‬وتَ ْ‬ ‫ص ُي ْم‪ُ .‬ي ْيدئُ ا ْل َعاصفَ َة فَتَ ْ‬ ‫ش َدائدى ْم ُي َخمٍّ ُ‬ ‫ب في ض ْ َ‬ ‫ٕٖ‬ ‫ٖٔ‬ ‫آد َم‪َ .‬وْل َي ْرفَ ُعوهُ ِفي‬ ‫الر َّ‬ ‫يدوَن ُو‪َ .‬ف ْم َي ْح َم ُدوا َّ‬ ‫ب َعمَى َر ْح َم ِت ِو َو َع َج ِائ ِب ِو لِ َب ِني َ‬ ‫َى َدأُوا‪ ,‬فَ َي ْي ِدي ِي ْم إِلَى ا ْل َم ْرفَِإ الَِّذي ُي ِر ُ‬ ‫س ٍّب ُحوهُ ِفي َم ْجمِ ِ‬ ‫َم ْج َم ِع َّ‬ ‫شا ِي ِخ‪".‬‬ ‫س ا ْل َم َ‬ ‫الش ْع ِب‪َ ,‬وْل ُي َ‬ ‫ربما تشير ىذه اآليات لمف يعمؿ في البحر ويركب السفف ويذىب ليتاجر‪ ،‬مثؿ ىؤالء يروف ىيجاف البحر وأنيـ‬

‫في أحياف كثيرة يكادوا أف يغرقوا وينقذىـ اهلل‪ .‬ولكف إذا فيمنا أف البحر يشير لمعالـ‪ .‬ومف يركب السفينة ىو كؿ‬

‫منا في عممنا وفي رحمة حياتنا‪ .‬وخبلؿ رحمة حياتنا ىناؾ أحداث كثيرة منيا ما ىو مؤلـ ومنيا ما ىو مفرح‬

‫والمرنـ يشير ألف أحداث حياتنا في يد اهلل‪ ،‬إف حفظنا وصاياه يكوف البحر ىادئاً أمامنا وأف عصينا أوامره تييج‬ ‫أمواج البحر أمامنا (حدث ىذا مع يوناف) فإذا ما صرخوا هلل تيدأ العاصفة وييدأ البحر‪ .‬ويفرحوف وعمييـ أف‬

‫يسبحوا اهلل‪.‬‬

‫‪307‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع)‬ ‫ٖٗ‬ ‫ٖ​ٖ‬ ‫ِ‬ ‫اري ا ْل ِمي ِ‬ ‫ِ‬ ‫شٍّر‬ ‫س ِب َخ ًة ِم ْن َ‬ ‫اه َم ْعطَ َ‬ ‫ش ًة‪َ ,‬واأل َْر َ‬ ‫َ‬ ‫ض ا ْل ُمثْم َرةَ َ‬ ‫اآليات (ٖ​ٖ‪َ " - )ٖٗ-‬ي ْج َع ُل األَ ْن َي َار قفَ ًارا‪َ ,‬و َم َج ِ َ‬ ‫ِ ٍ ‪ٖٙ‬‬ ‫ين ِفييا‪ٖ٘ .‬ي ْجع ُل ا ْلقَ ْفر َغ ِدير ِمي ٍ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ون َم ِدي َن َة‬ ‫س ِك ُن ُى َن َ‬ ‫اك ا ْل ِج َي َ‬ ‫اع فَ ُي َي ٍّيئُ َ‬ ‫اه‪َ ,‬وأ َْر ً‬ ‫َ َ‬ ‫سا َي َنا ِب َ‬ ‫يع م َياه‪َ .‬وُي ْ‬ ‫الساكن َ َ‬ ‫ضا َي َب ً‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪ٖٚ‬‬ ‫ص َنعُ ثَ َم َر َغمَّ ٍة‪َ ٖٛ .‬وُي َب ِ‬ ‫ون ِجدًّا‪َ ,‬والَ ُي َقمٍّ ُل َب َي ِائ َم ُي ْم‪.‬‬ ‫ارُك ُي ْم فَ َي ْكثُ​ُر َ‬ ‫س َ‬ ‫س َك ٍن‪َ .‬وَي ْزَر ُع َ‬ ‫وما‪ ,‬فَتَ ْ‬ ‫ون ُحقُوالً َوَي ْغ ِر ُ‬ ‫َ‬ ‫ون ُك ُر ً‬ ‫ٓٗ‬ ‫‪ٖٜ‬‬ ‫ضميم ِفي ِت ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ض ْغ ِط َّ‬ ‫ط ِريق‪,‬‬ ‫يو ِببلَ َ‬ ‫ون َوَي ْن َح ُن َ‬ ‫ثُ َّم َي ِقم َ‬ ‫ون ِم ْن َ‬ ‫س ُك ُ‬ ‫الشٍّر َوا ْل ُح ْز ِن‪َ .‬ي ْ‬ ‫س َ‬ ‫ب َى َوا ًنا َعمَى ُر َؤ َ‬ ‫اء‪َ ,‬وُي ُ ْ‬ ‫ٔٗ‬ ‫ان ا ْل َغ َنِم‪ٕٗ .‬يرى ذلِ َك ا ْلم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ين ِم َن الذ ٍّل‪َ ,‬وَي ْج َع ُل ا ْلقَ َب ِائ َل ِم ْث َل قُ ْط َع ِ‬ ‫سد‬ ‫ون فَ َي ْف َر ُح َ‬ ‫يم َ‬ ‫س ِك َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َوُي َعمٍّي ا ْلم ْ‬ ‫ون‪َ ,‬و ُكل إِثْم َي ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫ستَق ُ‬ ‫ٖٗ‬ ‫ان ح ِكيما ي ْحفَظُ ى َذا‪ ,‬ويتَعقَّ ُل مر ِ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اح َم َّ‬ ‫فَاهُ‪َ .‬م ْن َك َ َ ً َ‬ ‫َ َ َ َ​َ‬

‫األنيار تحمؿ معيا مصادر الخير والرزؽ والحياة‪ ،‬فإف أخطأ اإلنساف فاهلل قادر أف يجفؼ أنيار حياتو فيضيؽ‬

‫رزقو وتقفر األرض التي يزرعيا‪ .‬والعكس حيف يرجع اإلنساف هلل‪ ،‬يرجع اهلل لو ويحوؿ لو القفر غدير مياه‪ .‬واذا‬ ‫ض ْغ ِط َّ‬ ‫الشٍّر َوا ْل ُح ْز ِن = والحظ ارتباط الشر بالحزف‪ .‬ثـ يختـ مزموره‬ ‫ون َوَي ْن َح ُن َ‬ ‫عاد اإلنساف لخطيتو = َي ِقم َ‬ ‫ون ِم ْن َ‬ ‫بيذا م ْن َك َ ِ‬ ‫يما َي ْحفَظُ ى َذا = الحكيـ يفيـ أف البركة ىي لمف يحفظ وصايا الرب‪ .‬والبركة تشمؿ (الصحة‪،‬‬ ‫ان َحك ً‬ ‫َ‬ ‫الرزؽ‪ ،‬أحداث الحياة تصير في سبلـ‪ ) ..‬والعكس فاليواف لمخاطئ‪.‬‬

‫‪308‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه)‬

‫المزمور المئة والثامن‬

‫عودة لمجدول‬

‫رتؿ داود بيذا المزمور عندما قامت أدوـ وموآب بغزو جنوب ييوذا‪ ،‬حينما كاف يحارب ىو أراـ‪ ،‬فأرسؿ ليـ‬ ‫يوآب وىزميـ‪ .‬فسبح داود بيذه الكممات‪ .‬وكممات المزمور مأخوذة مف (مز‪ + ٔ​ٔ-ٚ2٘ٚ‬مزٓ‪.)ٕٔ-٘2ٙ‬‬ ‫والمزمور يبدأ بالتسبيح وينتيي بالصبلة عمى النصرة التي أعطاىا اهلل لشعبو‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َستَ ْي ِقظُ‬ ‫استَ ْي ِق ِظي أَيَّتُ َيا َّ‬ ‫اب َوا ْل ُع ُ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٖٔ-‬ثَا ِب ٌ‬ ‫الرَب ُ‬ ‫ود‪ .‬أَ​َنا أ ْ‬ ‫ت َق ْم ِبي َيا اَهللُ‪ .‬أُ َغ ٍّني َوأ َُرٍّن ُم‪َ .‬كذل َك َم ْجدي‪ْ .‬‬ ‫ٖ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات‪َ ,‬وِالَى ا ْل َغ َم ِام‬ ‫ُمِم‪ٗ .‬أل َّ‬ ‫َن َر ْح َمتَ َك قَ ْد َعظُ َم ْت فَ ْو َ‬ ‫ق َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫س َح ًرا‪ .‬أَ ْح َم ُد َك َب ْي َن الش ُعوب َيا َرب‪َ ,‬وأ َُرٍّن ُم لَ َك َب ْي َن األ َ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫٘‬ ‫َّاؤ َك‪َ .‬خمٍّص ِبي ِم ِ‬ ‫ض م ْج ُد َك‪ .‬لِ َكي ي ْنجو أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫حق َك‪ .‬ارتَ ِف ِع الَّمي َّم عمَى َّ ِ‬ ‫ين َك‬ ‫َحب ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َُ‬ ‫ْ‬ ‫الس َم َاوات‪َ ,‬وْل َي ْرتَف ْع َعمَى ُك ٍّل األ َْر ِ َ‬ ‫استَ ِج ْب لِي‪.‬‬ ‫َو ْ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْسم َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ ِ‬ ‫سى‪ .‬إِف َا‬ ‫اد‪ ,‬لِي َم َن َّ‬ ‫ْرِي ُم ُخوَذةُ‬ ‫وت‪ .‬لِي ِج ْم َع ُ‬ ‫سك َ‬ ‫ي ُ‬ ‫يس َواد َ‬ ‫يم‪َ ,‬وأَق ُ‬ ‫شك َ‬ ‫اَهللُ قَ ْد تَ َكم َم بقُ ْدسو «أ َْبتَ ِي ُج‪ ,‬أَق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْسي‪ .‬ييوَذا صولَج ِاني‪ٜ .‬موآب ِمرح َ ِ‬ ‫أر ِ‬ ‫اى ِت ِفي َعمَ َّي»‪.‬‬ ‫ين ْ‬ ‫س ِط ُ‬ ‫ُ ُ َْ‬ ‫َْ َ‬ ‫وم أَ ْط َر ُح َن ْعمي‪َ .‬يا َفمَ ْ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ضت ْي‪َ .‬عمَى أ َُد َ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ٓٔ‬ ‫ود ِني إِلَى ا ْلم ِدي َن ِة ا ْلمح َّ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ت َيا اَهللُ الَِّذي َرفَ ْ‬ ‫س أَ ْن َ‬ ‫َم ْن َيقُ ُ‬ ‫َُ‬ ‫وم؟ أَلَ ْي َ‬ ‫ضتَ​َنا‪َ ,‬والَ تَ ْخ ُر ُج َيا اَهللُ‬ ‫َ‬ ‫ص َنة؟ َم ْن َي ْيديني إلَى أ َُد َ‬ ‫ٕٔ‬ ‫اإل ْنس ِ ٖٔ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مع جي ِ‬ ‫ص َنعُ ِب َبأ ٍ‬ ‫الضي ِ‬ ‫وس‬ ‫َع ِط َنا َع ْوًنا ِفي ٍّ‬ ‫وش َنا؟ أ ْ‬ ‫َ َ ُ​ُ‬ ‫ان‪ِ .‬باهلل َن ْ‬ ‫ْس‪َ ,‬و ُى َو َي ُد ُ‬ ‫ص ِ َ‬ ‫ق‪ ,‬فَ َباط ٌل ُى َو َخبلَ ُ‬ ‫اء َنا‪".‬‬ ‫أْ‬ ‫َع َد َ‬

‫‪309‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع)‬

‫المزمور المئة والتاسع‬

‫عودة لمجدول‬

‫ربما كتب داود ىذا المزمور وىو متألـ مف خيانة شاوؿ أو أحد رجاؿ شاوؿ (دواغ) أو بسبب خيانة أخيتوفؿ‪،‬‬ ‫ىذا غير واضح‪ ،‬إنما الواضح أنو بروح النبوة كتبو وعينو عمى خيانة ييوذا واألمة الييودية كميا لممسيح‪ ،‬ونبوتو‬

‫عف الخراب الذي سيمحقيـ بعد ىذه الخيانة‪ .‬ونفيـ أف المزمور عف المسيح‪ ،‬فيكذا طبؽ بطرس آية (‪ )ٛ‬مف‬ ‫المزمور في (أعٔ‪ )ٕٓ2‬وكؿ المصير الصعب الذي قيؿ عف الخائف كاف نبوة ضد ييوذا والييود كشعب‪.‬‬ ‫ٔ‬ ‫ِ ِ‬ ‫لو تَ ِ‬ ‫سِ‬ ‫الشٍّر ِ‬ ‫س ُك ْت‪ٕ ,‬ألَنَّ ُو قَِد ا ْنفَتَ َح َعمَ َّي فَ ُم ٍّ‬ ‫ير َوفَ ُم ا ْل ِغ ٍّ‬ ‫ان‬ ‫س ِبيحي الَ تَ ْ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )٘-‬يا إِ َ ْ‬ ‫ش‪ .‬تَ َكمَّ ُموا َمعي ِبم َ‬ ‫٘‬ ‫ض أَحاطُوا ِبي‪ ,‬وقَاتَمُوِني ِببلَ سب ٍب‪ٗ .‬ب َد َل محب َِّتي ي َخ ِ‬ ‫ِكذ ٍ ٖ ِ‬ ‫ض ُعوا َعمَ َّي‬ ‫اص ُموَن ِني‪ .‬أ َّ‬ ‫صبلَةٌ‪َ .‬و َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ْب‪ِ ,‬ب َكبلَم ُب ْغ ٍ َ‬ ‫َما أَ​َنا فَ َ‬ ‫َ‬ ‫ضا َب َد َل ُح ٍّبي‪".‬‬ ‫َ‬ ‫ش ًّار َب َد َل َخ ْي ٍر‪َ ,‬وُب ْغ ً‬

‫يظير ىنا داود المحب كرمز لممسيح الذي كاف يجوؿ يصنع خي اًر‪ .‬وأعداء داود تأمروا عميو ولفقوا ضده التيـ‪،‬‬ ‫الشٍّر ِ‬ ‫وىكذا حدث مع المسيح‪ .‬فَ ُم ٍّ‬ ‫ير َوفَ ُم ا ْل ِغ ٍّ‬ ‫ش = إبميس الذي تكمـ عمى فـ ييوذا وعمى فـ الفريسييف والكينة‪..‬‬ ‫صبلَةٌ = ماذا يفعؿ اإلنساف أماـ مؤامرات األعداء الغاشة‪ ،‬كيؼ يتعزى‬ ‫أو كرمز لذلؾ دواغ أو أخيتوفؿ‪ .‬أ َّ‬ ‫َما أَ​َنا فَ َ‬ ‫أو يشعر بإطمئناف إف لـ يمتصؽ باهلل في صبلة ببل انقطاع‪ .‬واذا استجاب اهلل وأنقذه ماذا يفعؿ إال أف يسبحو‬ ‫ويشكره ويستمر في صبلتو حتى ال ينجح األشرار في إيذائو‪ .‬وىكذا نبلحظ فالتبلميذ كانوا ال يكفوف عف الصبلة‬

‫(أع‪ ) ٗ2ٙ‬وكانوا حيف يصموف بنفس واحدة يمتمئوا مف الروح القدس‪ .‬وصموئيؿ النبي اعتبر أنو لو كؼ عف‬ ‫الصبلة ألجؿ الشعب فيذه خطية (ٔصـٕٔ‪ .)ٕٖ2‬أما أنا فصبلة‪ ،‬تشير ألف الفكر والقمب في صمة مع اهلل ببل‬ ‫انقطاع خبلؿ العمؿ وخبلؿ الفراغ‪ ،‬خبلؿ اليقظة وخبلؿ النوـ‪.‬‬

‫ِ ِ​ِ ‪ٚ‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫صبلَ تُ ُو‬ ‫ش ْي َ‬ ‫يرا‪َ ,‬وْل َي ِق ْ‬ ‫ف َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔ٘-ٙ‬فَأ َِق ْم أَ ْن َ‬ ‫طٌ‬ ‫ان َع ْن َيمينو‪ .‬إِ َذا ُحوك َم َف ْم َي ْخ ُر ْج ُمذْن ًبا‪َ ,‬و َ‬ ‫ت َعمَ ْيو شٍّر ً‬ ‫‪ِٜ‬‬ ‫‪ِٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ام َأرَتُ ُو أ َْرَممَ ًة‪ٔٓ .‬لِ َي ِت ْو َب ُنوهُ تَ​َي َيا ًنا‬ ‫َّام ُو َقمِيمَ ًة‪َ ,‬و َو ِظيفَتُ ُو لِ َيأْ ُخذ َ‬ ‫اما َو ْ‬ ‫ْىا آ َخ ُر‪ .‬ل َي ُك ْن َب ُنوهُ أ َْيتَ ً‬ ‫َف ْمتَ ُك ْن َخط َّي ًة‪ .‬لتَ ُك ْن أَي ُ‬ ‫ويستَعطُوا‪ ,‬وي ْمتَ ِمسوا ُخ ْب ًاز ِم ْن ِخرِب ِيم‪ٔ​ٔ .‬لِيصطَ ِد ا ْلم ارِبي ُك َّل ما لَ ُو‪ ,‬وْلي ْني ِب ا ْل ُغرباء تَعب ُو‪ٕٔ .‬الَ ي ُك ْن لَ ُو ب ِ‬ ‫اسطٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ​َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ​َ ْ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ٗٔ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ض ُذٍّريَّتُ ُو‪ِ .‬في ا ْل ِج ِ‬ ‫آب ِائ ِو لَ َدى‬ ‫َر ْح َم ًة‪َ ,‬والَ َي ُك ْن ُمتَ​َأِر ٌ‬ ‫اماهُ‪ .‬لِتَ ْنقَ ِر ْ‬ ‫اس ُم ُي ْم‪ .‬ل ُي ْذ َك ْر إِثْ ُم َ‬ ‫يل ا ْلقَادم ل ُي ْم َح ْ‬ ‫ف َعمَى َيتَ َ‬ ‫ب‪ ,‬والَ تُمح َخ ِطيَّ ُة أ ٍّ ِ ٘ٔ ِ‬ ‫ض ِم َن األ َْر ِ‬ ‫ض ِذ ْك َرُى ْم‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ام َّ‬ ‫َّ‬ ‫ب َد ِائ ًما‪َ ,‬وْل َي ْق ِر ْ‬ ‫الر ٍّ َ ْ َ‬ ‫ُمو‪ .‬لتَ ُك ْن أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ىي نبوة ضد مف خاف داود أو ضد ييوذا الخائف أو ضد شعب الييود‪ .‬وىذه اآليات ال تحسب دعاء عمى‬ ‫ْىا‬ ‫شخص‪ ،‬بؿ ىي بوحي مف الروح القدس قاليا داود كنبوة‪ ،‬والرسؿ فيموىا ىكذا وطبقوا اآلية َو َو ِظيفَتُ ُو لِ َيأْ ُخذ َ‬ ‫َّام ُو َقمِيمَ ًة‪ .‬وىكذا بعد أف صمب الييود‬ ‫َ‬ ‫آخ ُر حرفياً فانتخبوا متياس عوضاً عف ييوذا‪ .‬ألف ييوذا انتحر= و ُكان ْت أَي ُ‬ ‫الرب‪ ،‬قمت أياـ دولتيـ‪ ،‬بؿ انتيت‪ ،‬ووظيفتيـ كشعب هلل أخذىا المسيحييف وفي خراب دولتيـ عمى يد تيطس‬

‫ترممت نساؤىـ وصار أوالدىـ يتامي (‪ )ٜ‬وتشتتوا بعد ذلؾ في كؿ األرض (ٓٔ)‪ .‬كؿ ىذا الخراب ألنيـ أسمموا‬

‫‪310‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع)‬

‫ان ع ْن ي ِم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ين ِو =‬ ‫يرا‪َ ,‬وْل َي ِق ْ‬ ‫ف َ‬ ‫أنفسيـ لمشيطاف (الييود أو ييوذا) فتركيـ اهلل في يده = فَأ َِق ْم أَ ْن َ‬ ‫ش ْيطَ ٌ َ َ‬ ‫ت َعمَ ْيو شٍّر ً‬ ‫وىذا معناه تسميميـ في يد الشيطاف‪ .‬فإف كاف أيوب بكؿ محبتو هلل‪ ،‬حينما أراد اهلل أف يؤدبو سمح لمشيطاف أف‬

‫يؤذيو ففعؿ بو ما كاف مضرباً لؤلمثاؿ‪ .‬فماذا يحدث لشعب الييود ولييوذا الخائف فاقدي القداسة والحب حيف‬

‫يسمميـ اهلل ليد إبميس‪ .‬يقاؿ أف تيطس الروماني في سنة ٓ‪ٚ‬ـ حيف أحرؽ أورشميـ قتؿ ٘‪ ٔ.‬مميوف وصمب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صبلَ تُ ُو‬ ‫ٓ​ٓ​ٓ‪ ٕٔٓ.‬وأشعؿ فييـ النيراف‪ .‬وِا َذا ُحوك َم َف ْم َي ْخ ُر ْج ُمذْن ًبا = إذا حوكـ يوـ الدينونة دنو يا اهلل وال تبرره‪َ .‬و َ‬ ‫َف ْمتَ ُك ْن َخ ِط َّي ًة = وىؿ يقبؿ اهلل صبلة مف إنساف إمتؤل قمبو ش اًر وخبثاً‪ .‬مثؿ ىذا صبلتو تعتبر خطية‪ .‬واهلل ذكر‬ ‫ليـ خطايا وتمرد أبائيـ في مصر وفي البرية وفي أرض الميعاد‪ ،‬فاهلل يذكر خطايا اآلباء في حالة عدـ توبة‬

‫األبناء‪ .‬وعوضاً عف أف يكونوا مثمريف يقرض الرب مف األرض ذكرىـ‪.‬‬

‫‪ٔٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫ق ا ْل َق ْم ِب‬ ‫س ِكي ًنا َوفَ ِق ًا‬ ‫ص َن َع َر ْح َم ًة‪َ ,‬ب ْل َ‬ ‫َج ِل أ ََّن ُو لَ ْم َي ْذ ُك ْر أ ْ‬ ‫س ِح َ‬ ‫اآليات (‪ِ " - )ٕٓ-ٔٙ‬م ْن أ ْ‬ ‫سا ًنا م ْ‬ ‫َن َي ْ‬ ‫ير َوا ْل ُم ْن َ‬ ‫ط َرَد إِ ْن َ‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫ب المَّع َن َة فَأَتَتْ ُو‪ ,‬ولَم يس َّر ِبا ْلبرَك ِة فَتَباع َد ْت ع ْن ُو‪ٔٛ .‬ولَ ِبس المَّع َن َة ِمثْ َل ثَوِب ِو‪ ,‬فَ َد َخمَ ْت َك ِمي ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اه ِفي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ل ُيميتَ ُو‪َ .‬وأ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َح َّ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ َُ‬ ‫َ​َ‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫ُجرةُ م ْب ِغ ِ‬ ‫ِ ٕٓ ِ ِ‬ ‫شاه و َك َزْي ٍت ِفي ِعظَ ِ‬ ‫ض َّي ِم ْن‬ ‫ام ِو‪ .‬لِتَ ُك ْن لَ ُو َكثَْو ٍب َيتَ َعطَّ ُ‬ ‫ف ِب ِو‪َ ,‬و َك ِم ْنطَقَ ٍة َيتَ​َنطَّ ُ‬ ‫َح َ ُ َ‬ ‫ق ِب َيا َدائ ًما‪ .‬ىذه أ ْ َ ُ‬ ‫ش ًّار َعمَى َن ْف ِسي‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ِع ْن ِد َّ‬ ‫ين َ‬ ‫ُج َرةُ ا ْل ُمتَ َكمٍّ ِم َ‬ ‫ب‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ق ا ْل َق ْم ِب ِوأُماتَوه = ىو‬ ‫س ِكي ًنا َوفَ ِق ًا‬ ‫ص َن َعوا َر ْح َم ًة َب ْل َ‬ ‫س ِح َ‬ ‫سا ًنا م ْ‬ ‫سبب ىذه الضربات أنيـ لم َي ْ‬ ‫ير َو ُم ْن َ‬ ‫ط َرَدوا إِ ْن َ‬

‫المسيح الوديع والمتواضع القمب‪ ،‬الذي ليس لو أيف يسند رأسو الذي افتقر ألجمنا وىو غني (ٕكو‪+ ٜ2ٛ‬‬

‫ب المَّ ْع َن َة = مف يختار طريؽ الخطية والمعصية فيو‬ ‫َح َّ‬ ‫لو‪ + ٘ٛ2ٜ‬متٔ​ٔ‪ + ٕٜ2‬مت‪ٔ + ٖٛ2ٕٙ‬بطٕ‪َ )ٕٖ2‬وأ َ‬ ‫س المَّ ْع َن َة ِم ْث َل ثَْوِب ِو‪ .‬كؿ ما تمتد إليو يده فيو‬ ‫اختار وأحب طريؽ المعنة‪ .‬ومثؿ ىذا تحيط بو المعنات= لَ ِب َ‬ ‫ممعوف‪ .‬وتتسمؿ المعنة إلى حياتو الداخمية فيشعر بأنو ممعوف= َد َخمَ ْت َك ِمي ٍ‬ ‫شاهُ = يشعر بيا في نفسو‬ ‫اه ِفي َح َ‬ ‫َ‬ ‫ظِ‬ ‫ام ِو = حتى في صحتو تجد المعنة قد تسممت كما يتسمؿ الزيت مف‬ ‫داخمياً وفي أفكاره ومشاعره‪َ .‬و َك َزْي ٍت ِفي ِع َ‬ ‫ق ِب َيا = اإلنساف يتمنطؽ حينما يقوـ ليعمؿ‪ .‬ولنتصور أنو في كؿ‬ ‫خبلؿ ثقوب القماش لمداخؿ‪َ .‬و َك ِم ْن َ‬ ‫طقَ ٍة َيتَ​َنطَّ ُ‬ ‫عممو يتمنطؽ بالمعنة‪ .‬والمعنة تكوف في كؿ ما تمتد يده إليو‪.‬‬

‫ٕٔ‬ ‫َن َر ْح َمتَ َك طَ ٍّي َب ٌة َن ٍّج ِني‪ٕ​ٕ .‬فَِإ ٍّني‬ ‫اس ِم َك‪ .‬أل َّ‬ ‫ت َيا َرب َّ‬ ‫اآليات (ٕٔ‪ " - )ٖٔ-‬أ َّ‬ ‫َما أَ ْن َ‬ ‫اص َن ْع َم ِعي ِم ْن أ ْ‬ ‫َج ِل ْ‬ ‫الس ٍّي ُد فَ ْ‬ ‫ٍ ٕٗ‬ ‫ٖٕ‬ ‫ين أَ​َنا‪ ,‬وَق ْم ِبي م ْجروح ِفي َد ِ‬ ‫ِ‬ ‫شتَا ِم َن‬ ‫اي ْارتَ َع َ‬ ‫ت َك َج َر َ‬ ‫ضُ‬ ‫ت‪ .‬ا ْنتَفَ ْ‬ ‫اخمِي‪َ .‬ك ِظ ّل ِع ْن َد َم ْيمِ ِو َذ َى ْب ُ‬ ‫س ِك ٌ‬ ‫َ ُ ٌ‬ ‫ير َو ِم ْ‬ ‫ادة‪ُ .‬رْك َبتَ َ‬ ‫َ‬ ‫فَق ٌ‬ ‫الصوِم‪ ,‬ولَ ْح ِمي ُى ِز َل ع ْن ِسم ٍن‪ٕ٘ .‬وأَ​َنا ِ‬ ‫وس ُي ْم‪.‬‬ ‫ت َع ًا‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ار ِع ْن َد ُى ْم‪َ .‬ي ْنظُ​ُر َ‬ ‫ون إِلَ َّي َوُي ْن ِغ ُ‬ ‫َ‬ ‫ون ُر ُؤ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫‪ٕٛ‬‬ ‫َن ِ‬ ‫َع ٍّني يا رب إِل ِيي‪َ .‬خمٍّ ِ‬ ‫‪ٕٙ‬أ ِ‬ ‫َما ُى ْم‬ ‫ب َر ْح َم ِت َك‪َ ٕٚ .‬وْل َي ْعمَ ُموا أ َّ‬ ‫ت ى َذا‪ .‬أ َّ‬ ‫ت َيا َرب فَ َع ْم َ‬ ‫ىذ ِه ِى َي َي ُد َك‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫سَ‬ ‫ْ‬ ‫صني َح َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪ِ ٕٜ‬‬ ‫ت فَتَُب ِ‬ ‫ص َم ِائي َخ َجبلً‪َ ,‬وْل َيتَ َعطَّفُوا ِب ِخ ْزِي ِي ْم‬ ‫اموا َو َخ ُزوا‪ ,‬أ َّ‬ ‫ون‪َ ,‬وأ َّ‬ ‫َما أَ ْن َ‬ ‫فَ​َي ْم َع ُن َ‬ ‫َما َع ْب ُد َك فَ َي ْف َر ُح‪ .‬ل َي ْم ِب ْ‬ ‫س ُخ َ‬ ‫ار ُك‪ .‬قَ ُ‬ ‫ِ ٖٓ‬ ‫ين ا ْلمس ِك ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٖٔ َّ‬ ‫س ِط َك ِث ِ‬ ‫ص ُو ِم َن‬ ‫الرَد‬ ‫الر َّ‬ ‫َح َم ُد َّ‬ ‫َك ٍّ‬ ‫ير َ‬ ‫اء‪ .‬أ ْ‬ ‫وم َع ْن َيم ِ َ ْ‬ ‫ين‪ ,‬ل ُي َخمٍّ َ‬ ‫ين أ َ‬ ‫ب ِجدًّا ِبفَمي‪َ ,‬وِفي َو َ‬ ‫ُس ٍّب ُح ُو‪ .‬ألَن ُو َيقُ ُ‬ ‫ا ْلقَ ِ‬ ‫ين َعمَى َن ْف ِس ِو‪".‬‬ ‫اض َ‬

‫‪311‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع)‬

‫وح مف الخيانة‪ .‬وداود اقترب مف الموت ونجاه اهلل‪ ،‬أما‬ ‫ىنا تعبير عف آالـ داود رمز آلالـ المسيح= َق ْم ِبي َم ْج ُر ٌ‬ ‫ت َكجر َ ٍ‬ ‫الص ْوِم‬ ‫شتَا ِم َن َّ‬ ‫اي ْارتَ َع َ‬ ‫ت‪ .‬ا ْنتَفَ ْ‬ ‫المسيح فمات فعبلً= َك ِظ ّل ِع ْن َد َم ْيمِ ِو َذ َى ْب ُ‬ ‫ادة = مف اآلالـ النفسية‪ُ .‬رْك َبتَ َ‬ ‫ض ُ َ​َ‬ ‫= داود صاـ فعبلً في حزنو‪ .‬أما المسيح فعاش فترة قصيرة عمى األرض ولـ يعشيا ليأكؿ ويشرب‪ .‬وأَ​َنا ِ‬ ‫ت‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫َ‬ ‫ون‪ .‬فالكتاب يقوؿ ممعوف كؿ مف عمؽ عمى خشبة‬ ‫َع ًا‬ ‫ار ِع ْن َد ُى ْم وىذه نبوة عف الصمب ‪ +‬أ َّ‬ ‫َما ُى ْم فَ​َي ْم َع ُن َ‬ ‫َن ِ‬ ‫ىذ ِه ِى َي َي ُد َك =‬ ‫وس ُي ْم = تحققت في (مت‪ + ٗٓ2ٕٚ‬مر٘ٔ‪َ .)ٕٜ2‬وْل َي ْعمَ ُموا أ َّ‬ ‫ض َ‬ ‫(تثٕٔ‪َ .)ٕٖ2‬وُي ْن ِغ ُ‬ ‫ون ُر ُؤ َ‬ ‫ليعمـ الناس يا رب أنؾ أنت دبرت كؿ ىذا ألجؿ خبلصيـ‪ .‬ىذه تتفؽ مع قوؿ يوسؼ إلخوتو "أنتـ قصدتـ لي‬

‫ش اًر‪ .‬أما اهلل قصد بو خي اًر" (تؾٓ٘‪ )ٕٓ2‬ىـ قصدوا أف يمحقوا المعنة بالمسيح‪ ،‬والرب قصد بيذا بركة لمعالـ كمو‬ ‫الر َّ ِ ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫وم َع ْن َي ِم ِ‬ ‫ين‬ ‫َح َم ُد َّ‬ ‫(آية‪ .)ٕٛ‬أ ْ‬ ‫ب جدًّا بفَمي = فـ المسيح ىو المؤمنيف الذي يسبحوف اهلل عمى خبلصو‪ .‬أَن ُو َيقُ ُ‬ ‫ا ْلمس ِك ِ ِ‬ ‫ص ُو = واآلب كاف عف يميف المسكيف حتى أقامو مف الموت‪ .‬والمسيح يكوف عف يميف كؿ مسكيف‬ ‫َ ْ‬ ‫ين ل ُي َخمٍّ َ‬ ‫في شعبو ليعطيو الخبلص‪.‬‬

‫‪312‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والعبشر)‬

‫المزمور المئة والعاشر‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والعاشر (المئة والتاسع في األجبية)‬ ‫ىذا المزمور إنجيمي بحت‪ ،‬قد يكوف داود كتبو بعد انتصاره عمى بعض األعداء ومف ثـ استتباب األمف والسبلـ‬ ‫في مممكتو‪ ،‬ولكف بروح النبوة‪ ،‬نطؽ الروح القدس عمى لساف داود فأخرج نبوة رائعة عف عمؿ المسيح العجيب‪،‬‬

‫بؿ ىذا المزمور كمو عف المسيح الذي انتظره اآلباء ووعدىـ اهلل بو‪ .‬والييود دائماً اعتبروا ىذا المزمور أنو عف‬

‫المسيح المنتظر‪ .‬ولذلؾ حيَّر المسيح الفريسييف في (متٕ​ٕ‪ ،)ٗٙ-ٗٔ2‬فيـ يعرفوف أف المسيح سيكوف ابف‬

‫داود‪ ،‬والمسيح سأليـ وكيؼ يكوف ابف داود ويدعوه داود رباً فتحيروا فيـ يعمموف أف ىذا المزمور يتكمـ عف‬

‫المسيح (مرٕٔ‪ + ٖٚ-ٖ٘2‬لوٕٓ‪.)ٗ​ٗ-ٗٔ2‬‬

‫وا لمزمور يتكمـ عف انتصار المسيح النيائي عمى أعدائو حينما يجمس عف يميف العظمة في األعالي (أعٕ‪ٖٗ2‬‬

‫‪ٔ +‬كو٘‪ + ٕ٘2‬عبٔ‪ + ٖٔ2‬عبٓٔ‪ .)ٖٔ2‬وقد يقوؿ الييود أف اليميف إشارة لمقوة‪ ،‬وأف اهلل أقاـ مف داود ممكاً‬ ‫وأعطاه قوة‪ ،‬ولكف كيؼ ُيسَّمي داود رباً‪ .‬لذلؾ فيذا المزمور يتكمـ عف المسيح وليس سواه‪ .‬الذي صار الشيطاف‬ ‫تحت قدميو (ٔكو٘ٔ‪.)ٕٙ-ٕٗ2‬‬ ‫ىنا المزمور يتنبأ عف أف المسيح سيكوف ممكاً وكاىناً (عمى رتبة ممكي صادؽ)‪( .‬عب٘‪.)ٔٚ2ٚ،ٕٔ + ٙ2‬‬

‫ونفيـ مف ىذا انتياء الكينوت الييودي ليبدأ الكينوت المسيحي وتبطؿ الذبائح الدموية ليبدأ الكينوت المسيحي‬

‫وتقديـ ذبيحة االفخارستيا مف خبز وخمر‪ .‬وانتياء الكينوت الييودي أعمف عنو في شؽ حجاب الييكؿ‪ .‬ولكؿ‬ ‫ىذه المفاىيـ النبوية‪.‬‬

‫نصمي ىذا المزمور في الساعة التاسعة‪ ،‬ففيو انتصر المسيح عمى الشيطاف نيائياً‪.‬‬

‫نرى في ىذا المزمور المسيح متجسداً وفي ىيئة متواضعة بالجسد‪ ،‬ونرى ممكو ونرى امتداد كنيستو وىو يحكـ‬

‫فييا كممؾ وىو رئيس كينتيا‪ .‬ونراه وقد صعد ليجمس عف يميف اآلب‪.‬‬ ‫ٔ‬ ‫اجمِس ع ْن ي ِم ِ‬ ‫ال َّ ِ‬ ‫اء َك َم ْو ِط ًئا لِقَ َد َم ْي َك»‪".‬‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬قَ َ‬ ‫َض َع أ ْ‬ ‫يني َحتَّى أ َ‬ ‫الرب ل َرٍّبي « ْ ْ َ َ‬ ‫َع َد َ‬ ‫الفكر البشري ال يمكنو أف يعرؼ مساواة اآلب لبلبف إف لـ يعمف الروح القدس لنا ىذه الحقيقة‪ .‬والسيد المسيح‬

‫الرب‬ ‫ال = تشير لمسرة اآلب بعمؿ االبف‪َّ .‬‬ ‫كشؼ ىذا أف الروح القدس ىو الذي أعمف ذلؾ لداود (متٕ​ٕ‪ .)ٖٗ2‬قَ َ‬ ‫لِ َرٍّبي = تشير لمساواة اآلب لبلبف‪ ،‬فاالبف سيجمس عمى نفس المستوى مع اآلب‪ .‬واالبف ببلىوتو ُممكو أزلى‬ ‫أ بدي‪ .‬ولكننا ىنا نفيـ أف الكبلـ عف الناسوت‪ ،‬فبعد أف أكمؿ تدبير تجسده الخبلصي وقاـ وصعد لمسموات‬ ‫جمس عف يميف العظمة (عبٔ‪ .)ٖ2‬وكممة ال َي ِم ِ‬ ‫ين= تشير لمقوة والكرامة والمجد الذي حصؿ عمييما المسيح‬ ‫بجسده‪ .‬فالناسوت المتحد بالبلىوت صار في كرامة فنسجد لو ببلىوتو غير المنفصؿ عف ناسوتو‪.‬أما المسيح‬ ‫ببلىوتو فمجده ازلي ابدي ‪ .‬راجع تفسير( يو ‪)٘ 2 ٔٚ‬‬

‫‪313‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والعبشر)‬

‫ٕ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َع َد ِائ َك‪".‬‬ ‫آية (ٕ) ‪ُ " -‬ي ْر ِس ُل َّ‬ ‫س ِط أ ْ‬ ‫الرب قَ َ‬ ‫سمَّ ْط في َو َ‬ ‫يب عٍّز َك م ْن ص ْي َي ْو َن‪ .‬تَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َع َد ِائ َك = لقد ممؾ المسيح ابتداء مف صييوف ثـ تسمط عمى العالـ‪،‬‬ ‫س ِط أ ْ‬ ‫قَ َ‬ ‫سمَّ ْط في َو َ‬ ‫يب عٍّز َك م ْن ص ْي َي ْو َن‪ .‬تَ َ‬ ‫ِ‬ ‫يب يشير لمممؾ‪ ،‬يعني صولجاف الممؾ‪ .‬والممؾ‬ ‫الذيف كانوا أعداء فآمنوا وجعموا المسيح ممكاً عمييـ‪ .‬والقَض َ‬ ‫المسيح ممؾ بعز بصميبو (قضيبو) وكاف انتشار ممكوت المسيح بالك ارزة وسط الشعوب وليس بالقوة والسيؼ‪.‬‬ ‫ٖ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫شعب َك م ْنتَ َد ِ‬ ‫َّس ٍة ِم ْن َر ِحِم ا ْلفَ ْج ِر‪ ,‬لَ َك طَل َح َداثَِت َك‪".‬‬ ‫آية (ٖ) ‪ٌ ُ ُ ْ َ " -‬‬ ‫ب في َي ْوِم قَُّوِت َك‪ ,‬في ِزي َنة ُمقَد َ‬ ‫ب = شعب المسيح الممؾ سيكونوف لو شعباً‪ ،‬فيو اشتراىـ بدمو وىو سيخدموه ويسبحوه بإرادتيـ الحرة‬ ‫َ‬ ‫ش ْع ُب َك ُم ْنتَ َد ٌ‬

‫ب) فيـ أحبوه ألنو أحبيـ أوالً‪ .‬وىـ صاروا لو جنوداً يحاربوف مممكة الشيطاف بقوة‪ ،‬وستظير‬ ‫واختيارىـ (= ُم ْنتَ َد ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َّس ٍة فالمسيح ىو رأس لكنيستو‬ ‫فييـ قوة المسيح= في َي ْوِم قُ َّوِت َك‪ .‬وسيكوف شعبو مقدساً في فضائؿ= ِزي َنة ُمقَد َ‬ ‫المقدسة = "معؾ الرياسة في يوـ قوتؾ في بياء القديسيف" بحسب الترجمة السبعينية‪ .‬ىو رب الجنود‪ ،‬ىو الذي‬ ‫غمب ويغمب فينا‪ِ .‬م ْن َر ِحِم ا ْلفَ ْج ِر لَ َك طَل َح َداثَِت َك = الفجر عبلمة إشراؽ نور الشمس‪ ،‬والمسيح ىو شمس برنا‪.‬‬ ‫حيف أشرؽ بنوره كاف المؤمنيف في بداية الكنيسة مف الكثرة كأنيـ الطؿ مف السماء‪ .‬ىذه الكنيسة التي آمنت ىي‬ ‫ط ّل)‪ ،‬محاربة بقوة‪ ،‬تحمؿ صميبيا كما حمؿ‬ ‫كنيسة قوية ( َح َداثَِت َك) كأنيا في عنفواف الشباب‪ ،‬وىي سماوية ( َ‬ ‫رأسيا صميبو في يوـ قوتو (يوـ الصميب) يوـ فتح أبواب الجحيـ وأبواب الفردوس‪ .‬وقوتو ستظير تماماً يوـ‬ ‫الدينونة‪ .‬والجزء األخير مف اآلية تترجمو السبعينية "مف البطف قبؿ كوكب الصبح ولدتؾ= ىنا يتكمـ عف ميبلد‬ ‫المسيح األزلي مف اآلب "نور مف نور" وحينما ننسب هلل أعضاء بشرية فيكوف ذلؾ لشرح معنى ما‪ .‬فاليد تشير‬

‫لقوتو وىكذا‪ .‬واالبف يولد مف بطف اآلب فيذا يعني مساواتو لو في الجوىر‪ ،‬وتميي اًز لبلبف الوحيد عف الكنيسة‬ ‫التي تبناىا اهلل‪ .‬وقاؿ أحد اآلباء أف قولو مف البطف يشير لوالدتو مف العذراء بالجسد‪ .‬وقولو قبؿ كوكب الصبح‬

‫يشير لوالدتو أزلياً مف اآلب‪.‬‬ ‫ٗ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرب ولَ ْن ي ْن َدم «أَ ْن َ ِ‬ ‫ق»‪".‬‬ ‫اد َ‬ ‫صَ‬ ‫ت َكاى ٌن إِلَى األ َ​َبد َعمَى ُرتْ َبة َم ْمكي َ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬أَق َ‬ ‫ْس َم َّ َ َ َ‬ ‫لـ يجتمع الممؾ والكينوت عند الييود أبداً"‪ ،‬فالممؾ مف ييوذا والكينوت مف الوي أما طقس ممكي صادؽ فيشير‬

‫لممكي صادؽ الممؾ والكاىف‪ ،‬والمسيح ىو الذي جمع كبل الوظيفتيف‪ .‬وأعطى لكنيستو الكينوت عمى طقس‬

‫ممكي صادؽ (ذبيحة الخبز والخمر) فممكي صادؽ كاف رم اًز لممسيح‪ .‬واهلل أقسـ‪ ،‬أي ليظير لمبشر اىتمامو‬

‫وجديتو في أمر الخبلص (عب‪ )ٔٙ2ٙ‬فالقسـ ىو الطريقة التي يفيميا البشر إلظيار الجدية‪.‬‬

‫٘‬ ‫ضا و ِ‬ ‫‪ِٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ين ب ْي َن األ ِ‬ ‫اس َع ًة‪.‬‬ ‫اآليات (٘‪َّ " - )ٙ-‬‬ ‫الرب َع ْن َيمين َك ُي َحطٍّ ُم في َي ْوِم ِر ْج ِزِه ُممُو ًكا‪َ .‬يد ُ َ‬ ‫ُمم‪َ .‬مؤلَ ُجثَثًا أ َْر ً َ‬ ‫َ‬ ‫وس َيا‪".‬‬ ‫س َح َ‬ ‫ق ُر ُؤ َ‬ ‫َ‬

‫‪314‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والعبشر)‬

‫الرب ع ْن ي ِم ِ‬ ‫ين َك = لنفيـ أف اليميف ليس مكاف‬ ‫قاؿ في آية (ٔ) أف الرب قاؿ لربي إجمس عف يميني‪ .‬وىنا يقوؿ َّ َ َ‬ ‫بؿ يشير لمقوة والكرامة‪ .‬وفي يوـ الدينونة سيحطـ كؿ القوات المقاومة (تمثاؿ نبوخذ نصر)‪ .‬والمسيح بصميبو‬

‫ث‪ .‬وىو قد تموثت ثيابو‬ ‫داف إبميس وجنوده في ىذه المعركة‪ ،‬وانتصاره كاف كإنتصار ممؾ حوؿ جيش أعدائو ل ُجثَ ً‬ ‫مف دـ أعدائو (أشٖ‪ .)ٖ2ٙ‬وىذا ما سيتكرر في اليوـ األخير‪ .‬وبالنسبة لفترة وجود المسيح بجسده عمي االرض‬ ‫الرب ع ْن ي ِم ِ‬ ‫ين َك = اف اهلل حفظ المسيح مف كؿ محاوالت قتمو حتي حانت ساعة الصميب ( يو ‪2 ٛ‬‬ ‫‪ ،‬فالقوؿ َّ َ َ‬ ‫‪.)ٜ٘‬‬ ‫آية (‪ِ ٚ" - )ٚ‬م َن َّ‬ ‫ب ِفي الطَّ ِري ِ‬ ‫ْس‪".‬‬ ‫ق‪ ,‬لِذلِ َك َي ْرفَعُ َّأ‬ ‫الن ْي ِر َي ْ‬ ‫ش َر ُ‬ ‫الر َ‬ ‫ىنا نرى المسيح في أياـ جسده وأالمو‪ ،‬واحتياجو ألف يشرب مف النير كما حدث لداود حيف عطش في معركتو‬ ‫(ٔصـٓٔ‪ٔ + ٜ2ٖٓ،‬أئ​ٔ‪ .)ٔٚ2‬والمسيح عطش عمى الصميب وقاؿ أنا عطشاف‪ .‬وشمشوف عطش وأرسؿ لو‬ ‫ماء ليشرب (قض‪ )ٔٛ2ٔ٘،ٜٔ‬والمسيح حيف صمي في بستاف جثسيماني ليمة صمبو أرسؿ لو اهلل مبلكاً‬ ‫اهلل ً‬ ‫ليقويو (لوٕ​ٕ‪ )ٖٗ2‬فنفسو كانت حزينة جداً حتى الموت (مرٗٔ‪ ،)ٖٗ2‬بؿ في ضعفو الجسدي جاع وعطش‬

‫واضطربت نفسو وطمب أف يجيز اآلب عنو ىذه الكأس‪ ،‬واحتاج ألف يأتي لو مبلؾ ليقويو ويعزيو‪ .‬وكؿ منا في‬

‫أالمو يحتاج أف يشرب مف نير تعزيات الروح القدس لكي يرفع رأسو وال تنحني نفسو فيو‪ .‬لقد اختبر المسيح‬

‫أالمنا واذ تألـ مجرباً يقدر أف يعيف المجربيف (عبٕ‪ .)ٔٛ2‬ولكف بعد انتياء تجربتو رفع رأسو ووطأ أعداءه‪ ،‬إذ‬ ‫قاـ وداس الموت والشيطاف‪.‬‬

‫‪315‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى عشر)‬

‫المزمور المئة والحادي عشر‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والحادي عشر (المئة والعاشر في األجبية)‬ ‫ىذا المزمور والذي يميو زوجاف يتألؼ كؿ منيما مف ٓٔ أعداد ويحتوي كؿ منيما عمى ٕ​ٕ عبارة رتبت كقصيدة‬

‫إذا جمعت أوائؿ حروؼ أبياتيا كونت حروؼ األبجدية العبرية‪ .‬وتبدأ كؿ عبارة بحرؼ مف األحرؼ العبرية‬

‫األبجدية‪ .‬فضبلً عف ذلؾ‪ ،‬فكؿ عبارة تتألؼ في صورتيا االصمية عمى األغمب مف ثبلث كممات عبرية وفي كمتا‬ ‫القصيدتيف يحتوي العدداف األخيراف عمى ثبلث عبارات وليس عمى عبارتيف‪ ،‬كما في سائر األعداد‪ .‬والمزموراف‬

‫يعالجاف موضوعيف توأميف (مزٔ​ٔ​ٔ) فرح وتسبيح لمرب و(مزٕٔ​ٔ) مدح وثناء الرجؿ التقي (الثابت في المسيح‬ ‫الذي يأكؿ جسده ويشرب دمو)‪.‬‬

‫تصمي الكنيسة ىذيف المزموريف المتتالييف في صبلة الساعة التاسعة‪ .‬ففي (مزٔ​ٔ​ٔ) تسبح الرب عمى عممو‬

‫فداء لشعبو‪ .‬وما ىو‬ ‫الخبلصي العجيب‪ ،‬وأف جبلؿ عممو قائـ إلى األبد‪ .‬وأنو أعطى خائفيو طعاماً‪ .‬وأنو أرسؿ ً‬ ‫الطعاـ الذي أرسمو لشعبو؟ "خذوا كموا ىذا ىو جسدي‪ ..،‬ىذا ىو دمي" لذلؾ نصمى إنجيؿ إشباع الجموع في‬ ‫ىذه الساعة‪ ،‬فالمسيح جاع وعطش ليشبعنا‪ .‬وينيي المرتؿ مزموره بدعوة لكؿ إنساف أف يخاؼ الرب‪ .‬فالمسيح‬

‫فداء أبدياً لشعبو ولكف عمينا أف نتمـ خبلصنا بخوؼ ورعدة‪ ،‬ىو أعطانا سمطاناً أف ندوس عمى الخطية‬ ‫صنع ً‬ ‫فعمينا أف نستخدـ ىذا السمطاف ونعيش في بر‪ .‬ولذلؾ يأتي المزمور (ٕٔ​ٔ) ليثني عمى الرجؿ التقي‪ .‬مرة أخرى‬ ‫نرى صورة لضرورة أف يأتي عيد الفطير وراء عيد الفصح‪.‬‬

‫ينسب بعض الدارسيف ىذا المزمور والمزمور (ٕٔ​ٔ) لداود‪ ،‬عمى أنو كتبيـ لمتسبيح في الصموات‪ ،‬ولـ يكف ليما‬

‫مناسبة معينة‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫ٕ ِ‬ ‫ين وجم ِ‬ ‫س ا ْلم ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َع َما ُل‬ ‫الر َّ‬ ‫َح َم ُد َّ‬ ‫يم ٌة ِى َي أ ْ‬ ‫ويا‪ .‬أ ْ‬ ‫ستَقيم َ َ َ َ َ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٖ-‬ىمٍّمُ َ‬ ‫ب ِب ُك ٍّل َق ْم ِبي في َم ْجم ِ ُ ْ‬ ‫اعت ِي ْم‪َ .‬عظ َ‬ ‫ٖ‬ ‫ب‪ .‬م ْطمُ ِ‬ ‫اء َع َممُ ُو‪َ ,‬و َع ْدلُ ُو قَ ِائ ٌم إِلَى األ َ​َب ِد‪".‬‬ ‫َّ‬ ‫س ُرو ِر َ‬ ‫الر ٍّ َ َ‬ ‫وب ٌة ل ُك ٍّل ا ْل َم ْ‬ ‫ين ِب َيا‪َ .‬جبلَ ٌل َوَب َي ٌ‬ ‫س ا ْلمستَ ِق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين = يسيؿ في مجمس المستقيميف أف نسبح اهلل‬ ‫الر َّ‬ ‫َح َم ُد َّ‬ ‫يم َ‬ ‫أْ‬ ‫ب = اعترؼ لمرب (سبعينية)‪ .‬في َم ْجم ِ ُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫يم ٌة ِى َي‬ ‫ونذكر عجائبو ونفرح بو‪ ،‬لذلؾ يوصينا المرتؿ في المزمور األوؿ أف نتجنب مجمس المستيزئيف‪َ .‬عظ َ‬ ‫اء َع َممُ ُو َو َع ْدلُ ُو قَ ِائ ٌم إِلَى األ َ​َب ِد = طالما قاؿ إلى األبد فالمقصود عممو‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َع َما ُل َّ‬ ‫أْ‬ ‫ب = في خمقة العالـ َجبلَ ٌل َوَب َي ٌ‬ ‫الفدائي ألف السماء واألرض تزوالف‪ .‬وعدلو اآلف ربما يبطئ ألنو طويؿ األناة لكف عدلو سيظير في دينونة‬

‫األشرار والى األبد‪.‬‬

‫٘‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )٘-‬ص َنع ِذ ْك ار لِعج ِائ ِب ِو‪ .‬ح َّن ٌ ِ‬ ‫اما‪َ .‬ي ْذ ُك ُر إِلَى األ َ​َب ِد َع ْي َدهُ‪".‬‬ ‫يم ُى َو َّ‬ ‫الرب‪ .‬أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ً َ​َ‬ ‫َعطَى َخائفيو طَ َع ً‬ ‫ان َو َرح ٌ‬

‫‪316‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى عشر)‬

‫ص َن َع ِذ ْك ًار لِ َع َج ِائ ِب ِو = رتب اهلل عيد الفصح ليذكر شعبو خروجيـ مف مصر بيد رفيعة‪ .‬وكؿ أعيادنا نذكر فييا‬ ‫َ‬ ‫أعمالو العجيبة معنا (والدتو‪ ،‬صميبو‪ ،‬قيامتو‪ )....‬ففي كؿ مناسبة نذكر عممو ونسبحو‪ .‬بؿ مع اشراقة كؿ صباح‬ ‫طى َخ ِائ ِف ِ‬ ‫اما = والسيد المسيح‬ ‫يو َ‬ ‫َع َ‬ ‫نذكر قيامتو فج اًر‪ .‬ومع كؿ توبة نطمب أف تكوف قموبنا مذوداً يولد فيو‪ .‬أ ْ‬ ‫ط َع ً‬ ‫أعطى لشعبو طعاماً في البرية ىو المف وحفظوا قسط ذىب فيو بعض المف في قدس األقداس ليذكروا بو‬

‫عجائب الرب في البرية (عب‪ .)ٗ2ٜ‬والمسيح قدـ لنا جسده ودمو طالباً أف نصنع ىذا لذكره‪ ،‬فذبيحة الصميب في‬ ‫كؿ قداس تكوف أمامنا‪ ،‬ونذكر بيا صميبو وفدائو ونأكؿ جسده ونشرب دمو لنثبت فيو‪ .‬واهلل ال ييتـ فقط بغذائنا‬

‫الروحي بؿ بالغذاء الجسدي‪ ،‬فالمسيح أشبع الجموع بخمس خبرات وسمكتيف (إنجيؿ التاسعة) واف كاف اهلل ييتـ‬ ‫بالغذاء المادي فباألولى ييتـ بالغذاء الروحي لنثبت فيو ويمكننا أف نقاوـ محاربات إبميس وننتصر عميو بنعمة‬

‫ربنا يسوع لو المجد‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫شعب ُو ِبقَُّوِة أ ْ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ُمِم‪".‬‬ ‫ير َ‬ ‫آية (‪ " - )ٙ‬أَ ْخ َب َر َ ْ َ‬ ‫َع َمالو‪ ,‬ل ُي ْعط َي ُي ْم م َ‬ ‫اث األ َ‬ ‫لقد رأى الشعب في خروجيـ مف مصر قوة يد اهلل‪ .‬ليرثوا كنعاف‪ .‬ونحف رأينا في الصميب قوة ذراع اهلل (المسيح)‬

‫الذي أعطانا السماء ميراثاً‪.‬‬

‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫ق‪ُ .‬كل وصاياه أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َما َن ٌة َو َح ٌّ‬ ‫ق‬ ‫وع ٌة ِبا ْل َح ٍّ‬ ‫َمي َن ٌة‪ .‬ثَا ِبتَ ٌة َم َدى الد ْ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٛ-ٚ‬أ ْ‬ ‫َ َ​َ ُ‬ ‫ص ُن َ‬ ‫َّى ِر َواأل َ​َبد‪َ ,‬م ْ‬ ‫َع َما ُل َي َد ْيو أ َ‬ ‫و ِ‬ ‫ام ِة‪".‬‬ ‫َ ْ‬ ‫االستقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫َما َن ٌة = اهلل ليس عنده تغيير وال ظؿ دوراف (يعٔ‪ .)ٔٛ2‬فاهلل ال يعمؿ عمبلً إال ويكوف لمخير‪ .‬وكؿ‬ ‫أْ‬ ‫َع َما ُل َي َد ْيو أ َ‬ ‫مف يتبع وصايا اهلل‪ ،‬ال يجد سوى الخير فوصاياه أ ِ‬ ‫َمي َن ٌة = ىذه الوصايا لـ تكف لجيؿ معيف بؿ لؤلبد‪ .‬وما ال‬ ‫َ َ​َ ُ‬

‫نفيمو اآلف مف أعماؿ وأحكاـ وقضاء اهلل سنفيمو بعدئذ‪ .‬ولكف عمينا أف نسمـ بحكمتو وبأنو صانع خيرات‪.‬‬

‫ِ‬ ‫شع ِب ِ‬ ‫آية (‪ٜ" - )ٜ‬أَرس َل ِف َداء لِ‬ ‫اس ُم ُو‪".‬‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫‪.‬‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫س َو َم ُي ٌ‬ ‫وب ْ‬ ‫ْ‬ ‫ام إِلَى األ َ​َبد َع ْي َدهُ‪ .‬قُدو ٌ‬ ‫ً‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫اء ىو الذي تـ بالصميب‪ ،‬أما فداء الشعب وخروجيـ مف مصر فكاف رم اًز لو‪.‬‬ ‫الف َد ً‬ ‫ٓٔ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ٍّ ِ‬ ‫يح ُو قَ ِائ ٌم إِلَى األ َ​َب ِد‪".‬‬ ‫ْس ا ْل ِح ْك َم ِة َم َخافَ ُة َّ‬ ‫س ِب ُ‬ ‫ييا‪ .‬تَ ْ‬ ‫ب‪ .‬ف ْط َن ٌة َج ٍّي َدةٌ ل ُك ٍّل َعامم َ‬ ‫آية (ٓٔ) ‪َ " -‬أر ُ‬ ‫ىذه نصيحة المرتؿ لكؿ مف يسمع‪ ،‬وىي مدخؿ لممزمور التالي‪.‬‬

‫‪317‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي عشر)‬

‫المزمور المئة والثاني عشر‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والثاني عشر(المئة والحادي عشر في األجبية)‬ ‫ٔ‬ ‫س ُر ِ‬ ‫ص َاياهُ‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫وبى لِ َّمر ُج ِل ا ْل ُمتَّ ِقي َّ‬ ‫ويا‪ .‬طُ َ‬ ‫آية (ٔ) ‪َ " -‬ىمٍّمُ َ‬ ‫ب‪ ,‬ا ْل َم ْ‬ ‫ور ِجدًّا ِب َو َ‬ ‫س ُر ِ‬ ‫ص َاياهُ = ال يمكف‬ ‫ا َّلر ُج ِل ا ْل ُمتَّ ِقي َّ‬ ‫الر ّ‬ ‫ب يباركو الرب عمى األرض وسيكوف لو نصيباً في السماء‪ .‬ا ْل َم ْ‬ ‫ور ِجدًّا ِب َو َ‬ ‫أف نسر بوصايا الرب إف لـ نحب الرب أوالً الذي أوصى بيا‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫ض‪ِ .‬جي ُل ا ْلمستَ ِق ِ‬ ‫ون قَ ِويًّا ِفي األ َْر ِ‬ ‫ين ُي َب َار ُك‪".‬‬ ‫يم َ‬ ‫سمُ ُو َي ُك ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫آية (ٕ) ‪َ " -‬ن ْ‬ ‫ون قَ ِويًّا = الرىباف ليس ليـ نسؿ وكثير مف قديسي‬ ‫سمُ ُو َي ُك ُ‬ ‫نرى ىنا بعض صور البركة لمرجؿ المتقي الرب‪َ .‬ن ْ‬

‫الكتاب ىـ ببل نسؿ (إيميا‪ /‬أرمياء‪ .)..‬ولكف كـ مف النسؿ الروحي (تابوا عمى أيدييـ ورجعوا إلى اهلل) كاف‬

‫ليؤالء‪ .‬بره قائـ إلى األبد ( اية ٖ )‬

‫آية (ٖ) ‪َ ٖ" -‬ر ْغ ٌد َو ِغ ًنى ِفي َب ْي ِت ِو‪َ ,‬وِبرهُ قَ ِائ ٌم إِلَى األ َ​َب ِد‪".‬‬ ‫َر ْغ ٌد َو ِغ ًنى ِفي َب ْي ِت ِو (ىذه عف البركات في ىذه الحياة) ِبرهُ قَ ِائ ٌم إِلَى األ َ​َب ِد (نصيبو السماوي)‪.‬‬ ‫ٗ‬ ‫ان ور ِحيم و ِ‬ ‫ق ِفي الظ ْمم ِة لِ ْممستَ ِق ِ‬ ‫ٍّيق‪".‬‬ ‫ور أَ ْ‬ ‫صد ٌ‬ ‫ش َر َ‬ ‫يم َ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ين‪ُ .‬ى َو َح َّن ٌ َ َ ٌ َ‬ ‫آية (ٗ) ‪ُ " -‬ن ٌ‬ ‫العالـ قبؿ المسيح كاف في ظممة‪ ،‬واشرؽ المسيح فيو ليدعوىـ لمممكوت‪ .‬وكؿ مف ىو في الخطية ىو في ظممة‪،‬‬

‫والتوبة تنير لو الطريؽ‪ ،‬وينتقؿ مف الظممة إلى النور‪.‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫٘‬ ‫َّى ِر‪.‬‬ ‫يد ُى َو َّ‬ ‫الر ُج ُل الَِّذي َيتَ​َأرَّ ُ‬ ‫ورهُ ِبا ْل َحقٍّ‪ .‬أل ََّن ُو الَ َيتَ​َز ْع َزعُ إِلَى الد ْ‬ ‫ف َوُي ْق ِر ُ‬ ‫س ِع ٌ‬ ‫اآليات (٘‪َ " - )ٔٓ-‬‬ ‫ُم َ‬ ‫ض‪ُ .‬ي َد ٍّب ُر أ ُ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ي‪ٚ .‬الَ ي ْخ َ ِ‬ ‫اف َحتَّى‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ون لِ ِذ ْك ٍر أ َ​َب ِد ٍّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ت ُمتَّ ِكبلً َعمَى َّ‬ ‫ب‪َ .‬ق ْم ُب ُو ُم َم َّك ٌن فَبلَ َي َخ ُ‬ ‫سو ٍء‪َ .‬ق ْم ُب ُو ثَا ِب ٌ‬ ‫الصد ُ‬ ‫ٍّيق َي ُك ُ‬ ‫َ‬ ‫شى م ْن َخ َب ِر ُ‬ ‫ِ ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعطَى ا ْلمس ِ‬ ‫ضا ِي ِق ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫ب ِبا ْل َم ْجد‪.‬‬ ‫يو‪ .‬فَ َّر َ‬ ‫اك َ‬ ‫ير َي َرى فَ َي ْغ َ‬ ‫ق أْ‬ ‫َي َرى ِب ُم َ‬ ‫ضُ‬ ‫ين‪ِ .‬برهُ قَائ ٌم إِلَى األ َ​َبد‪ .‬قَ ْرُن ُو َي ْنتَص ُ‬ ‫َ َ‬ ‫الشٍّر ُ‬ ‫الشٍّر ِ‬ ‫ش ْي َوةُ ٍّ‬ ‫يد‪".‬‬ ‫وب‪َ .‬‬ ‫ير تَِب ُ‬ ‫ُي َحٍّر ُ‬ ‫َس َنا َن ُو َوَي ُذ ُ‬ ‫قأْ‬

‫ق=‬ ‫ورهُ ِبا ْل َح ٍّ‬ ‫مف صفات الرجؿ الصالح الذي أخذ صورة المسيح أف يكوف رحيماً بأخوتو ُي ْق ِر ُ‬ ‫ُم َ‬ ‫ض مف يحتاج‪ .‬أ ُ‬ ‫َعطَى ا ْلمس ِ‬ ‫ين "(متٕ٘‪.)ٖٗ2‬‬ ‫فبل خبث وال رياء في تصرفاتو‪ .‬بؿ ىناؾ سخاء في عطائو لممحتاج= فَ​َّر َ‬ ‫اك َ‬ ‫قأْ‬ ‫َ َ‬ ‫والشرير حيف يرى البركة في حياة الصديقيف يغضب‪ ،‬كما رأى الييود ما لممسيحييف فإىتاجوا‪.‬‬

‫‪318‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج عشر)‬

‫المزمور المئة والثالث عشر‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والثالث عشر (المائة والثاني عشر في األجبية)‬ ‫المزامير (ٖٔ​ٔ‪ )ٔ​ٔٛ-‬تسمى مزامير التيميؿ وكانوا يرنموف بيا في األعياد الثبلثة الكبرى (الفصح‪ /‬الخمسيف‪/‬‬ ‫المظاؿ)‪ .‬ثـ ارتبطت بعد ذلؾ بعيد التجديد (نشأ سنة ٘‪ ٔٙ‬ؽ‪.‬ـ‪ .‬قارف مع (يوٓٔ‪ )ٕ​ٕ2‬وىذا العيد مذكور في‬

‫األسفار القانونية الثانية)‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫الر ٍّ ٕ ِ‬ ‫اآلن َوِالَى‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اس ُم َّ‬ ‫اس َم َّ‬ ‫يد َّ‬ ‫س ٍّب ُحوا َيا َع ِب َ‬ ‫ب ُم َب َارًكا ِم َن َ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬ىمٍّمُ َ‬ ‫ب‪ .‬ل َي ُك ِن ْ‬ ‫س ٍّب ُحوا ْ‬ ‫ب‪َ .‬‬ ‫ويا‪َ .‬‬ ‫األ َ​َب ِد‪".‬‬

‫ب = كاف الرسؿ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫يد َّ‬ ‫عمى كؿ عبيد الرب أف يتقدموا هلل ذبيحة التسبيح (عبٖٔ‪ + ٔ٘2‬مزٖٔ‪َ .)ٖٓ2ٜٙ،‬يا َع ِب َ‬ ‫حتى مف ىو قريب بالجسد لمسيد المسيح يمذ ليـ أف يسموا أنفسيـ عبيد لو (يؤ ‪ +‬يعٔ‪ )ٔ2‬فيـ يعرفوف أف‬

‫العبودية هلل تحرر أما العبودية ألي شئ آخر تستعبد اإلنساف وتذلو‪ .‬ومف صار عبداً هلل فيو قد تحرر‪ ،‬ومف‬ ‫ِ‬ ‫ب ُم َب َارًكا = اسـ الرب مبارؾ بدوننا‪ ،‬ولكف بأفواىنا‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اس ُم َّ‬ ‫تحرر فيذا يمكنو أف يسبح (مز‪ .)ٗ2ٖٔٚ‬ل َي ُك ِن ْ‬ ‫وبنعمتو عمينا يباركو معنا مف يسمع‪ .‬ىذا يعني أنو لو رأى الناس أعمالنا الصالحة يمجدوا إلينا الذي في‬

‫السموات إذا شيدنا هلل‪ .‬وفي السبعينية يقوؿ سبحو الرب أييا الفتياف= الفتياف إشارة لؤلقوياء (ٔيوٕ‪ )ٔٗ2‬وليس‬

‫الذيف شاخوا روحياً‪.‬‬

‫ٖ‬ ‫الش ْم ِ‬ ‫ق َّ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫َّح‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اس ُم َّ‬ ‫آية (ٖ) ‪ِ " -‬م ْن َم ْ‬ ‫سب ٌ‬ ‫س إِلَى َم ْغ ِرِب َيا ْ‬ ‫ب ُم َ‬ ‫الش ْم ِ‬ ‫ق َّ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫س إِلَى‬ ‫قاؿ سابقاً في آية (ٕ) مف اآلف والى األبد (في كؿ زماف) وىنا يقوؿ ِم ْن َم ْ‬ ‫كؿ مكاف ليكف اسـ الرب مباركاً مسبحاً‪ .‬ولكف قولو مف مشرؽ الشمس إلى مغربيا قد أدخؿ‬

‫َم ْغ ِرِب َيا = أي في‬ ‫األمـ في التسبيح‬

‫وىذا لـ يحدث قبؿ تجسد المسيح‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ات َم ْج ُدهُ‪".‬‬ ‫آية (ٗ) ‪َّ " -‬‬ ‫ُمِم‪ .‬فَ ْو َ‬ ‫الرب َعال فَ ْو َ‬ ‫ق َّ َ َ‬ ‫ق ُك ٍّل األ َ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ات َم ْج ُدهُ = أي مجده فوؽ إدراؾ البشر‪.‬‬ ‫فَ ْو َ‬ ‫ق َّ َ َ‬ ‫٘‬ ‫السماو ِ‬ ‫اظ ِر األ ِ ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ب إِل ِي َنا َّ ِ ِ‬ ‫َعالِي ؟ ‪َّ ٙ‬‬ ‫ات َوِفي األ َْر ِ‬ ‫ض‪,‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اآليات (٘‪َ " - )ٜ-‬م ْن ِم ْث ُل َّ‬ ‫الساك ِن في األ َ‬ ‫َساف َل في َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ‪ٜ‬‬ ‫شر ِ‬ ‫الر ِاف ِع ا ْلب ِائس ِم َن ا ْلم ْزبمَ ِة ‪ٛ‬لِي ْجمِس ُو مع أَ ْ ٍ‬ ‫‪ِ​ِ ٚ‬‬ ‫ين ِم َن التر ِ‬ ‫س ِك ِن‬ ‫اب‪َّ ,‬‬ ‫اف َ‬ ‫س ِك َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ َ​َ‬ ‫ش ْع ِبو‪ .‬ا ْل ُم ْ‬ ‫ا ْل ُمقيم ا ْل َم ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ش َراف‪َ ,‬م َع أَ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ويا‪".‬‬ ‫ا ْل َعاق َر في َب ْيت‪ ,‬أ َُّم أ َْوالَد فَ ْر َحا َن ًة‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬ ‫الن ِ‬ ‫الرب ٍ‬ ‫عاؿ فوؽ كؿ األمـ‪ .‬وىو ليس مثمو= من مثل الرب إلينا‪ .‬ليس مثمو في محبتو وتواضعو‪ .‬فيو َّ‬ ‫اظ ِر‬ ‫األَس ِ‬ ‫اف َل = فيو رأي البشر في ذليـ بعد سقوطيـ وحاليـ الذليؿ في األرض‪ .‬فجاء وتجسد ليفدي البشر‪ .‬فيو‬ ‫َ‬

‫‪319‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج عشر)‬

‫ِ​ِ‬ ‫ين ِم َن‬ ‫س ِك َ‬ ‫بذلؾ صار ا ْل ُمقيم ا ْل َم ْ‬ ‫(رؤٖ‪ )ٕٔ2‬وجعؿ األمـ‪ ،‬كنيسة‬

‫ِ‬ ‫اب و َّ ِ‬ ‫التر ِ‬ ‫س ِم َن ا ْل َم ْزَبمَ ِة‪ .‬بؿ صار لمف يغمب أف يجمس في عرشو‬ ‫الراف ِع ا ْل َبائ َ‬ ‫َ‬ ‫األمـ التي كانت ع ِ‬ ‫اق ارَ أ َُّم أ َْوالٍَد فَ ْر َحا َن ًة‪ .‬لقد انتشؿ المسيح آدـ وبنيو مف ذليـ‬ ‫َ‬

‫ولذلؾ سبحت العذراء مريـ بيذه الكممات (لؤ‪ )٘​٘-ٗٙ2‬إشارة لبركات التجسد‪ ،‬وعمؿ المتجسد الذي كاف في‬

‫بطنيا‪ ،‬عممو الفدائي والخبلصي‪ .‬ومازاؿ إلينا بعد صعوده وجموسو عف يميف اآلب ينظر لممتواضعيف‬

‫والصديقيف وكؿ شعبو لينجييـ حتى تكمؿ كنيستو وتنتيي صورة ىذا العالـ الحاضر‪ ،‬فيذا ىو موضوع تسبيحنا‬ ‫أف اهلل ٍ‬ ‫عاؿ ال ُيدرؾ وأنو دبَّر لنا الخبلص ومازاؿ يعتني بنا ناظ اًر إلى آالمنا‪ .‬وفي الترجمة السبعينية يترجـ‬

‫السماو ِ‬ ‫اظ ِر األ ِ ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫َّ‬ ‫ات َوِفي األ َْر ِ‬ ‫ض = الناظر إلى المتواضعيف في السماء وعمى األرض‪ .‬والحظ الصفة‬ ‫َساف َل في َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫التي تبيج قمب اهلل فينظر لصاحبيا وىي صفة التواضع التي نسبيا المرتؿ ىنا لمسمائييف‪ ،‬بؿ المسيح نسبيا‬

‫لنفسو إذ قاؿ عف نفسو "وديع ومتواضع القمب"‪ .‬ولقد رفع المسيح العالـ الوثني مف دنس خطاياه ووثنيتو وجعؿ‬

‫لو مكاناً في السماء‪( .‬أؼٕ‪ )ٙ2‬أقامنا معو وأجمسنا معو في السماويات‪( .‬راجع مت‪ .)ٕٛ2ٜٔ‬واألمـ الذيف كانوا‬

‫بسبب وثنيتيـ عاق اًر بدوف أعماؿ صالحة وال ثمر‪ .‬صار ليـ ثمار وأوالد روحييف وكؿ نفس كانت ببل ثمر عاق اًر‬ ‫يقبميا المسيح بالتوبة فتسكف في كنيستو فرحانة‪.‬‬

‫ونصمي بو في باكر لنذكر بركات القيامة‪ ،‬فبعد أف كنا بائسيف رفعنا المسيح وصرنا في فرح‪.‬‬

‫‪320‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع عشر)‬

‫المزمور المئة والرابع عشر‬

‫عودة لمجدول‬

‫كاف خروج شعب إسرائيؿ مف مصر ىو ميبلد لشعب الرب وكنيسة العيد القديـ وكاف ىذا الخروج قد صاحبو‬ ‫عجائب اهلل‪ .‬وكانوا يذكرونيا دائماً ليذكروا كـ صنع الرب بيـ‪ .‬وىذا المزمور فيو يسبحوف اهلل عمى ىذه العجائب‬ ‫وكانوا يصموف بو في اليوـ الثامف لمفصح الييودي وىو أعظـ أعيادىـ‪ .‬ونحف نرتؿ ىذا المزمور لنذكر أف‬

‫المسيح ىو فصحنا ذبح ألجمنا (ٔكو٘‪ )ٚ2‬ليحررنا مف عبودية إبميس‪ ،‬ويؤسس كنيستو‪ ،‬جسده الذي ىو نحف‪،‬‬

‫ونسبحو عمى عممو الفدائي‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وج إِسرِائ َ ِ ِ‬ ‫ِٔ‬ ‫س ُو‪,‬‬ ‫وب ِم ْن َ‬ ‫َع َج َم‪َ ,‬ك َ‬ ‫ش ْع ٍب أ ْ‬ ‫ص َر‪َ ,‬وَب ْيت َي ْعقُ َ‬ ‫يل م ْن م ْ‬ ‫ان َي ُيوَذا َم ْقد َ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٕ-‬ع ْن َد ُخ ُر ِ ْ َ‬ ‫وِا ِ‬ ‫ط ِان ِو‪".‬‬ ‫س ْم َ‬ ‫َ ْ‬ ‫س َرائي ُل َم َح َّل ُ‬

‫اهلل أخرج الشعب مف مصر‪ .‬وأقاـ وسطيـ‪ ،‬وكاف يجب عمييـ كشعب هلل‪ ،‬واهلل في وسطيـ أف يمتزموا بحفظ‬ ‫ان إِ ِ‬ ‫وصاياه‪ .‬ىو َّ‬ ‫س ْمطَ ِان ِو= وكؿ ممؾ أو‬ ‫قدسيـ بالدـ (دـ الذبائح) وقدسيـ بحمولو وسطيـ‪ .‬و َك َ ْ‬ ‫س َرائي ُل َم َح َّل ُ‬ ‫سمطاف يحكـ شعبو بوصايا وقوانيف‪ .‬وكانت قوانيف اهلل ىي وصاياه إف التزموا بيا يتقدسوف‪ .‬ويقوؿ ي ُيوَذا أوالً‪،‬‬ ‫ألف الييكؿ أقيـ في ييوذا‪ .‬وكؿ مف يسكف اهلل فيو يتقدس‪.‬‬

‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬ا ْلب ْحر رآه فَيرب‪ .‬األُرُدن رجع إِلَى َخ ْم ٍ‬ ‫ف‪".‬‬ ‫َ ُ َ ُ َ​َ َ‬ ‫ْ َ​َ َ‬ ‫ب = والبحر يشير لمعالـ‪ .‬ولقد كانت الشياطيف تيرب مف أماـ المسيح (مت‪ )ٖٕ-ٕٜ2ٛ‬والبحر األحمر‬ ‫ا ْل َب ْح ُر َى َر َ‬ ‫إنشؽ أماميـ رم اًز ليذا‪ .‬أما رجوع األردف فيشير لكسر شوكة الموت‪ .‬لذلؾ صارت المعمودية وىي موت مع‬ ‫المسيح وقيامة معو مرمو اًز ليا بعبور البحر وعبور األردف‪.‬‬

‫٘‬ ‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )ٛ-‬ا ْل ِج َبا ُل قَفَ َز ْت ِم ْث َل ا ْل ِك َب ِ‬ ‫ت ؟ َو َما‬ ‫و‬ ‫‪,‬‬ ‫اش‬ ‫اآلكام ِم ْث َل ُح ْمبلَ ِن ا ْل َغ َنِم‪َ .‬ما لَ َك أَي َيا ا ْل َب ْح ُر قَ ْد َى َرْب َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت إِلَى َخ ْم ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ف ؟ ‪َ ٙ‬و َما لَ ُك َّن أَيَّتُ َيا ا ْلج َبا ُل قَ ْد قَفَ ْزتُ َّن م ْث َل ا ْلك َب ِ‬ ‫اش‪َ ,‬وأَيَّتُ َيا التٍّبلَ ُل مثْ َل ُح ْمبلَ ِن‬ ‫لَ َك أَي َيا األ ُْرُدن قَ ْد َر َج ْع َ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ان ِمي ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الر ٍّ ِ‬ ‫ض تَ​َزْل َزلِي ِم ْن قُد ِ‬ ‫ان‬ ‫اه‪َّ ,‬‬ ‫وب! ا ْل ُم َح ٍّو ِل َّ‬ ‫َّام َّ‬ ‫ا ْل َغ َنِم؟ أَيَّتُ َيا األ َْر ُ‬ ‫الص َّو َ‬ ‫الص ْخ َرةَ إِلَى ُغ ْد َر ِ َ‬ ‫ب‪ ,‬م ْن قُدَّام إِلو َي ْعقُ َ‬ ‫يع ِمي ٍ‬ ‫اه‪".‬‬ ‫إِلَى َي َنا ِب ِ َ‬

‫ت = يشير أف ما حدث لـ يكف شيئاً طبيعياً بؿ ناتج عف الحضور اإلليي‬ ‫سؤاؿ المرنـ َما لَ َك أَي َيا ا ْل َب ْح ُر قَ ْد َى َرْب َ‬ ‫الذي تتزعزع امامو قوات الطبيعة‪ .‬فالبحر ينشؽ‪ .‬والجباؿ تقفز‪ .‬ولقد تزلزت األرض فعبلً حينما تكمـ اهلل مع‬ ‫الشعب لدرجة أف موسى نفسو إرتعب "ارتجؼ كؿ الجبؿ جداً" (خر‪ + ٔٛ2ٜٔ‬عبٕٔ‪ .)ٕٔ-ٔٛ2‬والمرنـ ىنا‬

‫صور الجباؿ الشاىقة بأنيا كحمبلف وكباش تقفز أماـ اهلل‪.‬وىذا قد يكوف تصوير شعرى إما اعبلنا عف حالة فرح‬ ‫ُي َّ‬ ‫او حالة رعب وفزع مف مجد اهلل‪ .‬ولكف الـ يحدث ىذا فعبل في نقؿ جبؿ المقطـ‪ ،‬واألرض تتزلزؿ فعبل بزالزؿ‬

‫‪321‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع عشر)‬

‫مدمرة ‪ ،‬فماذا يمكف اف يحدث فعبل قداـ مجده وحضوره‪ .‬وتفيـ بطريقة رمزية فالمموؾ الجبابرة المتكبريف قد‬

‫ارتاعوا أماـ شعب اهلل (يشٕ‪ )ٔ​ٔ-ٜ2‬وتفيـ أنو أماـ الحضور اإلليي فالقديسيف بقاماتيـ العالية كالجباؿ يكونوف‬ ‫في فرح كمف يقفز‪ .‬وزلزلة األرض تفيـ بأف مف يسمع كبلـ الرب وىو في خطاياه يتزلزؿ ويرتعب (أعٕٗ‪)ٕ٘2‬‬

‫بؿ نفيـ أنو أماـ إيماف شعب اهلل تنتقؿ الجباؿ (متٕٔ‪ .)ٕٔ2‬فميما كانت المشاكؿ أماـ شعب اهلل فيي كبل شئ‬

‫يتصور في بداية‬ ‫(زؾٗ‪ .)ٚ2‬لذلؾ قاؿ بولس الرسوؿ "استطيع كؿ شئ في المسيح الذي يقويني" وىؿ كاف أحد‬ ‫َّ‬

‫المسيحية عمى يد ٕٔ تمميذ خائفيف أف تنتشر المسيحية في كؿ العالـ‪ ،‬وكيؼ اندحرت قوة الشياطيف ومقاومتيـ‬

‫لمكنيسة وكانت كبل شئ‪ .‬وبنفس المفيوـ كيؼ تنيار جباؿ الشكوؾ وتيارات الشيوة في داخؿ نفس اإلنساف بعمؿ‬ ‫ان ِمي ٍ‬ ‫اه = إشارة لمروح القدس الذي انسكب بعد عمؿ‬ ‫الروح القدس‪ٕ( .‬كوٓٔ‪ .)٘2‬ا ْل ُم َح ٍّو ِل َّ‬ ‫الص ْخ َرةَ إِلَى ُغ ْد َر ِ َ‬ ‫المسيح‪.‬‬

‫‪322‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص عشر)‬

‫المزمور المئة والخامس عشر‬

‫عودة لمجدول‬

‫الترجمة السبعينية تض ـ ىذا المزمور عمى المزمور السابؽ‪ .‬وفيو نتعمـ أف نعطي المجد هلل ال ألنفسنا‪ ،‬هلل ال‬ ‫لؤلوثاف‪ .‬ونعطى المجد هلل بأف نثؽ فيو ونتكؿ عميو وليس عمى مخموؽ سواه‪ ،‬وبأف نباركو أي نسبحو ونشيد لو‬

‫أماـ كؿ إنساف‪ .‬وعمينا أف نصمي بيذا المزمور دائماً خاصة لو أحاطت بنا الضيقات‪.‬‬

‫ِ‬ ‫لك ْن الس ِم َك أ ْ ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪ٔ" - )ٖ-‬لَ ْيس لَ َنا يا رب لَ ْيس لَ َنا‪ِ ,‬‬ ‫َج ِل ر ْحم ِت َك ِم ْن أ ْ ِ‬ ‫َما َن ِت َك‪ٕ .‬لِ َما َذا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َجل أ َ‬ ‫َعط َم ْج ًدا‪ ,‬م ْن أ ْ َ َ‬ ‫ٖ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َن َع‪".‬‬ ‫اء‪ُ .‬كمَّ َما َ‬ ‫لي ُي ْم؟ »‪ .‬إِ َّن إِ َ‬ ‫ُم ُم «أ َْي َن ُى َو إِ ُ‬ ‫اء َ‬ ‫ش َ‬ ‫لي َنا في َّ َ‬ ‫َيقُو ُل األ َ‬ ‫حينما َّ‬ ‫عي ر ربشاقي إلو إسرائيؿ حينما حاصر أورشميـ أياـ حزقيا الممؾ‪ .‬صمي حزقيا هلل حتى يتمجد أماـ األعداء‬

‫الذيف عيَّروا اإللو الحي (أش‪ )ٕٓ-ٔٗ2ٖٚ ،ٕٓ-ٔٛ2ٖٙ‬والمرنـ ىنا كأنو يعترؼ قائبلً "نحف يا رب ال نستحؽ‬ ‫لي ُي ْم ‪ ،‬بؿ إنقذنا فتتمجد‬ ‫مراحمؾ‪ ،‬ولكننا محسوبيف عميؾ والعالـ يعرؼ أننا شعبؾ‪ ،‬فبل تجعميـ يقولوف أ َْي َن ُى َو إِ ُ‬ ‫ص َن َع‪.‬‬ ‫أنت ويعرؼ الجميع أف إلينا في السماء‪ ،‬عالياً ممجداً‪ ،‬عظيماً ُكمَّ َما َ‬ ‫اء َ‬ ‫ش َ‬

‫ٗ‬ ‫ب‪,‬‬ ‫ام ُي ْم ِف َّ‬ ‫ض ٌة َوَذ َى ٌ‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )ٛ-‬أ ْ‬ ‫َص َن ُ‬ ‫ان والَ تَسمع‪ .‬لَيا م َن ِ‬ ‫شم‪ٚ .‬لَ َيا‬ ‫اخ ُر َوالَ تَ ُ‬ ‫آ َذ ٌ َ‬ ‫َْ ُ َ َ‬ ‫وىا‪َ ,‬ب ْل ُكل َم ْن َيتَّ ِك ُل َعمَ ْي َيا‪".‬‬ ‫ص ِان ُع َ‬ ‫َي ُك ُ‬ ‫ون َ‬

‫٘‬ ‫َعي ٌن والَ تُْب ِ‬ ‫َعم ُل أ َْي ِدي َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ص ُر‪ٙ .‬لَ َيا‬ ‫اس‪ .‬لَ َيا أَف َْواهٌ َوالَ تَتَ َكمَّ ُم‪ .‬لَ َيا أ ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ق ِب َح َن ِ‬ ‫اج ِرَىا‪ .‬م ْثمَ َيا‬ ‫س‪ .‬لَ َيا أ َْر ُج ٌل َوالَ تَ ْمشي‪َ ,‬والَ تَ ْنط ُ‬ ‫أ َْيد َوالَ تَ ْمم ُ‬

‫ليس فينا اآلف مف يعبد أصناماً‪ .‬ولكف أصناـ العصر الحالي ىي‪ ،‬الماؿ‪ ،‬والشيوة‪ ،‬والمراكز العالية‪ .‬ىناؾ مف‬ ‫يعتمد عمى إنساف بسبب مركزه‪ ،‬وىناؾ مف يجري وراء الماؿ حاسباً أنو يحميو مف إضطرابات الزمف‪ .‬وىناؾ مف‬ ‫وىا = كؿ ىذا سواء ماؿ أو مراكز أو شيوة ىي أشياء باطمة‪،‬‬ ‫ص ِان ُع َ‬ ‫يسعى ألف يشبع شيوتو‪ِ .‬م ْثمَ َيا َي ُك ُ‬ ‫ون َ‬ ‫موجودة اليوـ‪ ،‬أما غداً فيي تزوؿ‪ .‬فمف يتكؿ عمييا يصير مثميا باطؿ زائؿ‪ .‬وأما مف يتكؿ عمى الرب يتحوؿ‬

‫ليصير عمى صورتو كشبيو‪.‬‬

‫ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ب‪.‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ون‪ ,‬اتَّ ِكمُوا َعمَى َّ‬ ‫س َرِائي ُل‪ ,‬اتَّ ِك ْل َعمَى َّ‬ ‫ب‪ُ .‬ى َو ُم ِعينُ ُي ْم َو ِم َجن ُي ْم‪َ .‬يا َب ْي َ‬ ‫ت َى ُار َ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٔ​ٔ-ٜ‬يا إِ ْ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ب‪ُ .‬ى َو ُم ِعي ُن ُي ْم َو ِم َجن ُي ْم‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ب‪ ,‬اتَّ ِكمُوا َعمَى َّ‬ ‫ُى َو ُم ِعي ُن ُي ْم َو ِم َجن ُي ْم‪َ .‬يا ُمتَّ ِقي َّ‬ ‫ب‪ .‬فيو الذي‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ون واألمـ= ُمتَّ ِقي َّ‬ ‫س َرِائيل وشعبيا‪ .‬والكينة بني َى ُار َ‬ ‫ىي دعوة لكؿ شعب الرب أف يباركوه‪ .‬إ ْ‬ ‫يحمييـ= ُم ِعي ُن ُي ْم َو ِم َجن ُي ْم‪ .‬وىذا مقابؿ األوثاف التي ال تستطيع أف تحمي عابدييا‪.‬‬ ‫ٕٔ‬ ‫ون‪ُ ٖٔ .‬ي َب ِ‬ ‫يل‪ُ .‬ي َب ِ‬ ‫ار ُك‪ُ .‬ي َب ِ‬ ‫الرب قَ ْد َذ َك َرَنا فَ ُي َب ِ‬ ‫ب‪,‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ار ُك ُمتَّ ِقي َّ‬ ‫اآليات (ٕٔ‪َّ " - )ٔٛ-‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ار ُك َب ْي َ‬ ‫ار ُك َب ْي َ‬ ‫ت َى ُار َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫٘ٔ‬ ‫ٗٔ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ب َّ ِ‬ ‫ات َواأل َْر ِ‬ ‫الص َغ َار َم َع ا ْل ِك َب ِ‬ ‫ض‪.‬‬ ‫ون لِ َّمر ٍّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ار‪ .‬لِ َي ِزِد َّ‬ ‫الرب َعمَ ْي ُك ْم‪َ ,‬عمَ ْي ُك ْم َو َعمَى أ َْب َن ِائ ُك ْم‪ .‬أَ ْنتُ ْم ُم َب َارُك َ‬ ‫الصان ِع َّ َ َ‬

‫‪323‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص عشر)‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫ب‪َ ,‬والَ َم ْن َي ْن َح ِد ُر إِلَى‬ ‫الر َّ‬ ‫ات لِ َّمر ٍّ‬ ‫َّ‬ ‫ون َّ‬ ‫ب‪ ,‬أ َّ‬ ‫َعطَ َ‬ ‫س األ َْم َو ُ‬ ‫اىا لِ َب ِني َ‬ ‫َما األ َْر ُ‬ ‫س َم َاو ٌ‬ ‫الس َم َاو ُ‬ ‫س ٍّب ُح َ‬ ‫ض فَأ ْ‬ ‫ات ُي َ‬ ‫آد َم‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫ات َ‬ ‫ِ ‪ٔٛ‬‬ ‫أ َْر ِ‬ ‫َما َن ْح ُن فَ ُن َب ِ‬ ‫ويا‪".‬‬ ‫ض الس ُك‬ ‫الر َّ‬ ‫ار ُك َّ‬ ‫وت‪ .‬أ َّ‬ ‫اآلن َوِالَى الد ْ‬ ‫ب ِم َن َ‬ ‫َّى ِر‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬ ‫الرب ىو الذي يبارؾ شعبو‪ ،‬ويزيد بركتو عمييـ‪ ،‬وعمى أبنائيـ‪ .‬والرب صنع السموات واألرض‪ .‬وىو جالس عمى‬ ‫آد َم = ىو صاحب الكرـ أي األرض‬ ‫ات ِل َّمر ٍّ‬ ‫عرشو في السموات= َّ‬ ‫َع َ‬ ‫ب‪ .‬أ َّ‬ ‫ط َ‬ ‫اىا ِل َب ِني َ‬ ‫َما األ َْر ُ‬ ‫س َم َاو ٌ‬ ‫الس َم َاو ُ‬ ‫ض فَأ ْ‬ ‫ات َ‬ ‫فيو خالقيا ولكنو استأمف البشر عمييا وينتظر منيـ كصاحب أرض أف يقدموا ثما اًر صالحة‪ .‬وما ىي الثمار‬

‫ون‬ ‫س األ َْم َو ُ‬ ‫س ٍّب ُح َ‬ ‫ات ُي َ‬ ‫الصالحة التي يطمبيا الرب ويفرح بيا؟ التسبيح‪ .‬والتسبيح عبلمة أف اإلنساف حي= لَ ْي َ‬ ‫ب‪ .‬ومف ىـ األموات؟ ىـ األموات بالخطايا وىؤالء ال يستطيعوف أف يسبحوا اهلل (مز‪+ ٗ2ٖٔٚ‬رؤٖ‪.)ٔ2‬‬ ‫الر َّ‬ ‫َّ‬

‫َما َن ْح ُن‬ ‫وبالتوبة نسمع عف االبف الضاؿ "ابني ىذا كاف ميتاً فعاش‪ .‬ومف بتوبتو يعود لمحياة يعود ليسبح الرب= أ َّ‬ ‫األحياء فَ ُن َب ِ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫الر َّ‬ ‫ار ُك َّ‬

‫‪324‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش عشر أ )‬

‫المزمور المئة والسادس عشر(الجزء األول)‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والسادس عشر(الجزء األول)‬ ‫(المئة والخامس عشر في األجبية)‬

‫قسمت الترجمة السبعينية ىذا المزمور إلى قسميف‪ .‬األوؿ (اآليات ٔ‪ )ٜ-‬الثاني (اآليات ٓٔ‪ .)ٜٔ-‬وىذا‬ ‫المزمور يشير لمضيقات التي ألمت بداود‪ ،‬مف شاوؿ غالباً‪ .‬وكيؼ أف اهلل لـ يتركو بؿ خمصو؟‪ ،‬بعد أف كاف قاب‬

‫قوسيف أو أدنى مف الموت‪ .‬وفي ىذا يصير داود رم اًز لممسيح الذي مات فعبلً ثـ أقامو اهلل‪ .‬وىو مزمور شكر‬ ‫ألجؿ الخبلص بعد ضيقة الموت لذلؾ نصمي ىذا المزمور في الساعة التاسعة‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫ضر َع ِاتي‪".‬‬ ‫ت أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫َح َب ْب ُ‬ ‫ص ْوِتي‪ ,‬تَ َ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬أ ْ‬ ‫ب َي ْ‬ ‫س َمعُ َ‬ ‫ت = ‪ I love the LORD‬في اإلنجميزية‪ .‬فيو أحب اهلل ألنو إلو محب حنوف يسمع تضرعاتو‪ ،‬يشعر‬ ‫َح َب ْب ُ‬ ‫أْ‬

‫بأالمو‪ ،‬ويستجيب لو حيف يطمب‪.‬‬

‫ٕ َّ‬ ‫ال أُ ْذ َن ُو إِلَ َّي فَأ َْد ُعوهُ ُم َّدةَ َح َي ِاتي‪".‬‬ ‫َم َ‬ ‫آية (ٕ) " ألَن ُو أ َ‬ ‫َّ‬ ‫ال أُ ْذ َن ُو إِلَ َّي = ىذه كناية عف سماحة اهلل واستجابتو‪ .‬وكانت أعظـ استجابة ىي تجسد المسيح لخبلصنا‪.‬‬ ‫َم َ‬ ‫ألَن ُو أ َ‬

‫ال أُ ْذ َن ُو قد تشير لمتجسد‪ ،‬فاألذف قد ترمز لمجسد (راجع عبٓٔ‪ + ٙ2‬مزٓٗ‪.)ٙ2‬‬ ‫َم َ‬ ‫أَ‬

‫ٗ‬ ‫اوي ِة‪َ .‬كاب ْد ُ ِ‬ ‫اآليات (ٖ‪ٖ" - )٘-‬ا ْكتَ​َنفَتْ ِني ِحبا ُل ا ْلمو ِت‪ .‬أَصابتْ ِني َ ِ‬ ‫ت‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اسِم َّ‬ ‫ب َد َع ْو ُ‬ ‫َ‬ ‫ش َدائ ُد ا ْل َي ِ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ت ضيقًا َو ُح ْزًنا‪َ .‬وِب ْ‬ ‫َْ‬ ‫٘‬ ‫ِ‬ ‫ان و ِ‬ ‫« ِ‬ ‫يم‪".‬‬ ‫آه َيا َرب‪َ ,‬ن ٍّج َن ْف ِسي!»‪َّ .‬‬ ‫صد ٌ‬ ‫ٍّيق‪َ ,‬وِا ُ‬ ‫الرب َح َّن ٌ َ‬ ‫لي َنا َرح ٌ‬

‫كانت الضيقات حوؿ داود شديدة وخطيرة‪ ،‬بؿ اقترب مف الموت‪ .‬والحباؿ تشير لتقسيـ الميراث‪ ،‬أي أف ميراثو‬ ‫ب‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اسِم َّ‬ ‫ونصيبو وما كاف مقر اًر عميو ىو الموت‪ .‬وبالنسبة لكؿ منا فالخطية تقودنا لمموت‪ .‬وماذا فعؿ داود؟ ِب ْ‬ ‫ت = ىذا تعميـ لكؿ منا أف نصرخ هلل إذا اجتذبتنا حباؿ الشيوة لتقودنا في طريؽ الخطية‪ ،‬طريؽ الموت‪.‬‬ ‫َد َع ْو ُ‬ ‫ِ‬ ‫ان و ِ‬ ‫يم‪ = .‬صديؽ بمعنى عادؿ‪ ،‬ولكف نبلحظ أنو يسبؽ قولو صديؽ أف الرب حناف‬ ‫َّ‬ ‫صد ٌ‬ ‫ٍّيق َوِا ُ‬ ‫الرب َح َّن ٌ َ‬ ‫لي َنا َرح ٌ‬ ‫ويتبعو أنو رحيـ‪ .‬فعدؿ اهلل مغمؼ بالرحمة‪ .‬وىذا ما ظير عمى الصميب‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫افظُ ا ْلبسطَ ِ‬ ‫الرب ح ِ‬ ‫ص ِني‪".‬‬ ‫اء‪ .‬تَ َذلَّ ْم ُ‬ ‫آية (‪َ َّ " - )ٙ‬‬ ‫ت فَ َخمَّ َ‬ ‫َُ‬ ‫ط ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء = األطفاؿ في السبعينية‪ .‬الطفؿ حيف يصيبو أذى يصرخ ولكنو ال يفكر في االنتقاـ‪ .‬ولذلؾ‬ ‫سَ‬ ‫َّ‬ ‫الرب َحافظُ ا ْل ُب َ‬

‫ت = اتضعت (السبعينية)‪ .‬فاالتضاع أماـ اهلل ىو مقدمة‬ ‫إذا تركنا األمر هلل دوف تفكير في االنتقاـ يحفظنا‪ .‬تَ َذلَّ ْم ُ‬ ‫لمخبلص‪.‬‬ ‫‪325‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش عشر أ )‬

‫‪ٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ٚ‬‬ ‫ْت َن ْف ِسي ِم َن ا ْل َم ْو ِت‪,‬‬ ‫اح ِت ِك‪ ,‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫س َن إِلَ ْي ِك‪ .‬أل ََّن َك أَ ْنقَذ َ‬ ‫ب قَ ْد أ ْ‬ ‫اآليات (‪ْ " - )ٜ-ٚ‬ار ِجعي َيا َن ْفسي إِلَى َر َ‬ ‫َح َ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫َحي ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الر ٍّب ِفي أ َْر ِ‬ ‫َّم َع ِة‪َ ,‬و ِر ْجمَ َّي ِم َن َّ‬ ‫الزلَ ِ‬ ‫اء‪".‬‬ ‫َّام َّ‬ ‫ض األ ْ َ‬ ‫ق‪ .‬أ ْ‬ ‫َو َع ْيني م َن الد ْ‬ ‫َسمُ ُك قُد َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح ِت ِك‪ .‬لقد خمصو اهلل مف آالمو وأنقذ‬ ‫ىنا نجد داود وقد أنقذه اهلل مف ضيقتو وعاد لوطنو= ْار ِجعي َيا َن ْفسي إِلَى َر َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫بدؿ اهلل حزنو إلى فرح ومسح دموعو‪َ .‬و ِر ْجمَ َّي ِم َن َّ‬ ‫َّم َع ِة لقد َّ‬ ‫الزلَ ِ‬ ‫ق = داود في‬ ‫نفسو مف الموت‪َ .‬و َع ْيني م َن الد ْ‬

‫ىروبو مف شاوؿ أضطر مرتيف أف يمجأ إلى الفمسطينييف وكاف ىذا انزالقاً لو‪ ،‬فقد يضطر أف يشترؾ معيـ في‬ ‫عبادتيـ الوثنية‪ ،‬بؿ اضطر مرة أف يذىب ىو ورجالو ليحارب شعبو إسرائيؿ لوال تدخؿ اهلل‪ .‬وحيف عاد لراحتو‬

‫شكر اهلل أف ىذه الغمطة لف تتكرر بؿ َو َع َد اهلل أف يسمؾ أمامو في أرض األحياء (أورشميـ)‪.‬‬ ‫والك نيسة تق أر ىذه اآليات في صموات الجنازات‪ ،‬فالكنيسة ترى أف كؿ منتقؿ قد انتقؿ مف أرض األموات إلى‬ ‫أرض األحياء‪ ،‬مكاف الراحة‪ ،‬حيث ال سقوط ثانية وال زلؽ وال تجارب‪ ،‬حيث يمسح اهلل كؿ دمعة مف العيوف‬

‫(رؤٕٔ‪.)ٗ2‬‬

‫وكؿ خاطئ ىو ميت‪ ،‬أما التائب فيقاؿ عنو ابني ىذا كاف ميتاً فعاش‪ .‬وبالتوبة يعود الخاطئ لمحياة‪ ،‬ويعطيو اهلل‬

‫فرحاً عوضاً عف أحزانو ويحفظو مف الزلؽ في طريؽ األشرار ثانية‪ .‬والتوبة ىي وعد مف الخاطئ أف ال يعود‬ ‫َحي ِ‬ ‫ب ِفي أ َْر ِ‬ ‫اء القديسيف التائبيف"‪.‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َّام َّ‬ ‫ض األ ْ َ‬ ‫لطريؽ الشر ويقوؿ مع داود " أ ْ‬ ‫َسمُ ُك قُد َ‬

‫‪326‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش عشر ة)‬

‫المزمور المئة والسادس عشر(الجزء الثاني)‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والسادس عشر(الجزء الثاني)‬ ‫(المئة والخامس عشر في األجبية)‬

‫ٓٔ‬ ‫ت ِجدًّا»‪".‬‬ ‫ت «أَ​َنا تَ َذلَّ ْم ُ‬ ‫ت لِذلِ َك تَ َكمَّ ْم ُ‬ ‫آم ْن ُ‬ ‫آية (ٓٔ) ‪َ " -‬‬ ‫لقد وعد صموئيؿ داود بأنو سيصير ممكاً‪ ،‬وداود آمف‪ ،‬وطالما َو ْع ْد اهلل صادؽ فكؿ مؤامرات ضده لف تنجح‪.‬‬ ‫ت لِذلِ َك‬ ‫آم ْن ُ‬ ‫وألنو آمف تكمـ‪ ،‬وتضرع‪ ،‬وسبح‪ .‬ألنو وثؽ أف الموت لف يناؿ منو‪ .‬وبولس الرسوؿ إقتبس ىذه اآلية َ‬

‫ت ‪ ،‬ليشير أنو مؤمف بأف اهلل يعطيو قيامة‪ ،‬فمماذا الخوؼ مف الموت‪ ،‬فميقتموا الجسد‪ ..‬لكف اهلل سيقيمو‬ ‫تَ َكمَّ ْم ُ‬ ‫(ٕكوٗ‪ .) ٖٔ2‬فبولس بالرغـ مف ضيقاتو لـ يكف ييتـ فمو وعد بالحياة األبدية بؿ ىو استمر في ك ارزتو‪ ،‬فاإليماف‬ ‫القوي البد أف يصاحبو اعتراؼ باإليماف الذي نؤمف بو‪ .‬وكؿ مف يؤمف باهلل‪ ،‬ويرى عظمة اهلل وضعفو ىو‬

‫ت (إتضعت)‪.‬‬ ‫البشري يقوؿ وأَ​َنا تَ َذلَّ ْم ُ‬

‫ٔ​ٔ‬ ‫ت ِفي ح ْيرِتي « ُكل إِ ْنس ٍ ِ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫آية (ٔ​ٔ) ‪ " -‬أَ​َنا ُق ْم ُ‬ ‫ان َكاذ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ت ِفي ح ْيرِتي = في ضيقتي ويأسي مف الخبلص= ُكل إِ ْنس ٍ ِ‬ ‫ب = أي باطؿ‪ ،‬أي ال يوجد إنساف قادر‬ ‫أَ​َنا ُق ْم ُ‬ ‫ان َكاذ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫أف يعطيني الخبلص‪ ،‬ال يوجد سوى اهلل‪.‬‬ ‫ٕٔ‬ ‫س َن ِات ِو لِي؟"‬ ‫آية (ٕٔ) ‪َ " -‬ما َذا أ َُرد لِ َّمر ٍّ‬ ‫ب ِم ْن أ ْ‬ ‫َج ِل ُك ٍّل َح َ‬ ‫س َن ِات ِو لِي = الرب وحده مصدر خبلصي ورب نعمتي‪ .‬وماذا يطمب الرب منا "يا‬ ‫َما َذا أ َُرد لِ َّمر ٍّ‬ ‫ب ِم ْن أ ْ‬ ‫َج ِل ُك ٍّل َح َ‬

‫ابني إعطني قمبؾ" (أـٖٕ‪ .)ٕٙ2‬أي تعطيني نفسؾ بإرادتؾ‪.‬‬

‫ٖٔ‬ ‫ْس ا ْل َخبلَ ِ‬ ‫ب أ َْد ُعو‪ٔٗ .‬أُوِفي ُن ُذ ِ‬ ‫ش ْع ِب ِو‪".‬‬ ‫وري لِ َّمر ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اسِم َّ‬ ‫ب ُمقَا ِب َل ُك ٍّل َ‬ ‫ص أَتَ​َن َاو ُل‪َ ,‬وِب ْ‬ ‫اآليات (ٖٔ‪َ " - )ٔٗ-‬كأ َ‬ ‫ْس ا ْل َخبلَ ِ‬ ‫ص أَتَ​َن َاو ُل = قاؿ السيد المسيح عف آالـ الصميب التي كاف بيا الخبلص الكأس التي أعطاني اآلب‬ ‫َكأ َ‬

‫أال أشربيا (يو‪( )ٔ​ٔ2ٔٛ‬مت‪ + ٕٜ2ٕٙ‬مرٗٔ‪ + ٖٙ2‬لوٕ​ٕ‪ + ٕٗ2‬متٕٓ‪ + ٕ​ٕ2‬مرٓٔ‪ + ٖٛ2‬مت‪)ٕٗ2ٕٙ‬‬ ‫مف كؿ ىذا نفيـ أف الكأس ىي كأس اآلالـ التي يسمح بيا اهلل‪ .‬وكؿ ما يسمح بو اهلل فيو لمخبلص وعمينا أف‬

‫نقبمو بشكر‪ .‬لقد كانت تعييرات واىانات شمعي لداود كأساً مري اًر‪ ،‬ولكف داود قبميا إذ وجدىا كأساً لمخبلص‪ .‬مف‬ ‫يد الرب قبميا "اهلل قاؿ لشمعي إشتـ داود"‪ .‬وليذا فرح بولس الرسوؿ بآالمو إذ ستكوف سبب خبلص أوالده‬

‫(فئ‪.)ٜٔ2‬‬

‫‪327‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش عشر ة)‬

‫والكأس تشير لمتناوؿ مف دـ المسيح‪ .‬وكؿ مف يتناوؿ باسـ الرب يدعو ويعترؼ بما قدمو لو المسيح‪ .‬ونوع آخر‬ ‫مف االعتراؼ ىو أنو يوِفي ُن ُذ ِ‬ ‫ب = صمواتو بؿ تقديـ حياتو كميا هلل‪ .‬فيو نذر أف يقدـ حياتو كميا هلل‪،‬‬ ‫وره لِ َّمر ٍّ‬ ‫وسيفعؿ ىذا أمام ُك ٍّل الناس‪ .‬ىو ال يخجؿ مف عبلقتو باهلل بؿ يوفي نذوره قداـ الناس ‪ ،‬وىو مستعد حتى لمموت‬ ‫ليفي نذره هلل‪،‬كما فعؿ دانياؿ وصمي ‪،‬وتعرض لمموت بسبب ذلؾ‪ ،‬وال يفعؿ ذلؾ ليمفت نظر الناس بؿ ليعترؼ‬ ‫بفضؿ اهلل عميو اماـ الكؿ وعمينا أف كؿ مف يتناوؿ يفي نذره هلل بأف يموت عف شيواتو الجسدية‪ .‬وفي اعترافو‬

‫بالرب يكوف مستعداً لمموت تماماً‪.‬‬

‫٘ٔ‬ ‫ت أَتْ ِق َي ِائ ِو‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫يز ِفي َع ْي َن ِي َّ‬ ‫آية (٘ٔ) ‪َ " -‬ع ِز ٌ‬ ‫ب َم ْو ُ‬ ‫مف يموت ويسكب نفسو في اعترافو بالرب يكرمو اهلل "أنا أكرـ الذيف يكرمونني" فاهلل يفرح بموتيـ ويضميـ مع‬ ‫ت أَتْ ِق َي ِائ ِو ولنرى المعجزات التي تتـ يومياً باسـ الشيداء لنرى كيؼ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫يز ِفي َع ْي َن ِي َّ‬ ‫قديسيو وشيدائو= َع ِز ٌ‬ ‫ب‪َ .‬م ْو ُ‬ ‫كرميـ اهلل‪.‬‬

‫وأال نرى في ىذه اآلية تطبيقاً ليا عف موت المسيح وطاعتو لذلؾ رفعو اهلل وأعطاه اسماً فوؽ كؿ اسـ (فيٕ‪-ٚ2‬‬

‫ٔ​ٔ) لذلؾ نصمي ىذا المزمور في الساعة التاسعة‪ .‬إال أف ىذه اآلية تفيـ أيضاً أف اهلل يحفظ نفس قديسيو مف‬ ‫أيدي أعدائيـ‪ ،‬فنفس اإلنساف ليست ممؾ إنساف آخر‪ ،‬وحيف يريد اهلل ينقذ نفس عبيده‪ ،‬فاهلل أرسؿ مبلؾ لينقذ‬

‫بطرس‪ ،‬وأرسؿ زلزلة فتحت أبواب السجف لبولس‪ ،‬والسيد المسيح أجاب بيبلطس لـ يكف لؾ عمى سمطاف البتة‬ ‫إف لـ تكف قد أعطيت مف فوؽ ‪ ،‬ولكف متي تنجح مؤامرة االعداء ويتمكنوا مف قتؿ اوالد اهلل ؟ ىذا اف كاف اهلل‬

‫يريد ذلؾ ‪ ،‬حينئذ تنتيي الحياة بأي اسموب يراه اهلل‪.‬‬

‫‪ِ ٔٙ‬‬ ‫ت قُ ُي ِ‬ ‫ودي‪".‬‬ ‫َم ِت َك‪َ .‬حمَ ْم َ‬ ‫آية (‪ " - )ٔٙ‬آه َيا َرب‪ ,‬أل ٍَّني َع ْب ُد َك! أَ​َنا َع ْب ُد َك ْاب ُن أ َ‬ ‫أل ٍَّني َع ْب ُد َك = أف نتعبد هلل أي نصير لو عبيداً فيذا يحررنا حرية حقيقية لذلؾ فالرسؿ كانوا يفضموف أف يقوؿ‪..‬‬

‫فبلف عبد يسوع المسيح حتى مف كاف منيـ قريباً لو بالجسد (يعٔ‪ + ٔ2‬يؤ)‪ .‬نحف نتعبد لو بحريتنا وليس إجبا اًر‬ ‫منو‪ ،‬وبينما ىو الخالؽ والسيد الرب وىذا حقو إال أنو ال يجبر أحداً عمى أف يعبده‪ ،‬ألف اهلل يفضؿ أف نعبده‬ ‫باختيارنا وليس إجبا اًر‪ .‬وىنا داود شعر بحب شديد هلل‪ ،‬دفعو أف يقوؿ ىذا‪ .‬واذا فيمنا أف داود يشير لممسيح‬ ‫َم ِت َك = أف في ىذا إشارة لممسيح أنو ابف العذراء مريـ وليس منسوباً لرجؿ‪ .‬ونبلحظ أف‬ ‫ويرمز لو نفيـ قولو ْاب ُن أ َ‬ ‫داود إطمأف لحماية اهلل لو وأنو لف يموت فيو قاؿ أنو عزيز في عيني الرب موت أتقيائو‪ .‬ولكنو لـ يقؿ أنا‬ ‫قديسؾ يا رب بؿ قاؿ أنا عبدؾ‪ .‬بالرغـ مف أنو ممؾ‪ ،‬ونبي وقديس ولكننا أماـ اهلل نكتشؼ أننا ال شئ وبحب‬

‫نعبده‪.‬‬

‫ت قُ ُيوِدي = المسيح حؿ قيودنا بصميبو‪ .‬وحؿ قيود الموت واالضطياد عف داود‪ .‬ومف حؿ قيودنا عمينا أف‬ ‫َحمَ ْم َ‬ ‫نرتبط معو بقيود الحب والعبودية‪ ،‬فيذا يحررنا حقيقة‪.‬‬

‫‪328‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش عشر ة)‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫ٍ‬ ‫ب أ َْد ُعو‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اسِم َّ‬ ‫آية (‪َ " - )ٔٚ‬فمَ َك أَذ َْب ُح َذ ِب َ‬ ‫يح َة َح ْمد‪َ ,‬وِب ْ‬ ‫نقدـ لمرب ذبائح التسبيح والشكر واالعت ارؼ‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫آية (‪ٔٛ" - )ٔٛ‬أُوِفي ُن ُذ ِ‬ ‫ش ْع ِب ِو‪",‬‬ ‫وري لِ َّمر ٍّ‬ ‫ب ُمقَا ِب َل َ‬ ‫ب‪ِ ,‬في وس ِط ِك يا أُور َ ِ‬ ‫آية (‪ِ ٜٔ" - )ٜٔ‬في ِد َي ِ‬ ‫ويا‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ار َب ْي ِت َّ‬ ‫يم‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫شم ُ‬ ‫كؿ عبلقة لنا باهلل يجب أف تكوف في الكنيسة= ِفي ِد َي ِ‬ ‫ب‪ .‬وال عبلقة صحيحة مع اهلل خارجاً عف‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ار َب ْي ِت َّ‬

‫الكنيسة‪ .‬ولقد قاؿ االباء مف ليست الكنيسة امو فاهلل ليس ابوه‪.‬‬

‫‪329‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع عشر)‬

‫المزمور المئة والسابع عشر‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والسابع عشر (المئة والسادس عشر في األجبية)‬ ‫في المزمور السابؽ (‪ ،)ٔ​ٔٙ‬كاف المرنـ يرنـ هلل عمى عممو معو‪ ،‬وىنا يدعو كؿ الشعوب أف تؤمف باهلل وتسبحو‬ ‫عمى أعمالو العجيبة‪ .‬وىو أقصر المزامير كميا‪ .‬ونصمي بو في مزامير الساعة الحادية عشر بعد أف أنزلوا جسد‬

‫المخمص مف عمى الصميب‪ .‬ونطمب فيو أف يصمي الجميع لمرب الذي مات عنا مسبحيف شاكريف عممو‪ ،‬فيو‬ ‫ذاؽ الموت لكي يبيد إبميس الذي لو سمطاف الموت (عبٕ‪ .)ٔٗ2‬ونصمي المزمور أيضاً في القداس بعد تقديـ‬

‫الحمؿ‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫ب َيا ُك َّل األُمِم‪َ .‬ح ٍّم ُدوهُ َيا ُك َّل الش ُع ِ‬ ‫ب‬ ‫وب‪ٕ .‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َما َن ُة َّ‬ ‫س ٍّب ُحوا َّ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬‬ ‫َن َر ْح َمتَ ُو قَ ْد قَ ِوَي ْت َعمَ ْي َنا‪َ ,‬وأ َ‬ ‫َ‬ ‫ويا‪".‬‬ ‫إِلَى الد ْ‬ ‫َّى ِر‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬

‫لقد تنبأ داود ىنا بدخوؿ األمـ لئليماف‪ ،‬وقد تـ ىذا عمى يد الرسؿ (زؾٔ​ٔ‪ .)ٔٓ2ٕ،‬ولكنو سيتـ بصورة أوضح‬

‫في السماء‪ ،‬إذ اآلف ليس الكؿ مخضعاً لو بعد (ٔكو٘ٔ‪ .)ٕٛ-ٕٖ2‬فيناؾ في السماء سنصير واحداً فعبلً‬ ‫وتبطؿ الخطية‪.‬‬

‫‪330‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه عشر)‬

‫المزمور المئة والثامن عشر‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والثامن عشر(المئة والسابع عشر في األجبية)‬ ‫ينسب بعض الدارسيف ىذا المزمور لداود وأنو في فرحة إمتبلكو كؿ المممكة دعا الشعب ليفرح معو ولكف ليس‬

‫لبلحتفاؿ بداود نفسو كممؾ ولكف بالمسيح المنتظر‪.‬‬

‫وبعض الدارسيف ينسبوف المزمور لداود في فرحتو بصعود التابوت ألورشميـ‪.‬‬ ‫وبعض الدارسيف ينسبوف المزمور لوقت الحؽ‪ ،‬لبلحتفاؿ بو في تدشيف الييكؿ‪ .‬وقيؿ أنو يستخدـ في االحتفاؿ‬

‫بعيد المظاؿ‪.‬‬

‫وكانوا يستخدموف ىذا المزمور بطريقة التسبحة في الكنيسة اآلف‪ .‬ففريؽ منيـ ينشد آية ويرد عمييـ الفريؽ اآلخر‬

‫بأية كقرار‪ .‬وصار الييود يصموف بو وىـ أتوف لمييكؿ ليذكروا أف مف يدخؿ الييكؿ يجب أف يكوف با اًر " افتحوا‬ ‫لي أبواب البر" ويذكروا في تسبيحيـ الضيقات التي صادفتيـ وعمؿ اهلل اإلعجازي في كؿ ضيقاتيـ وكيؼ‬

‫خمصيـ‪ ،‬وينظروف لممستقبؿ بثقة‪ ،‬فإذا كاف اهلل قد خمصيـ فيو سوؼ يخمصيـ مف كؿ ضيقة في المستقبؿ‪ .‬وأف‬

‫أي ضيقة يسمح بيا ىي لمتأديب‪.‬‬

‫والمزمور يرى أف الصديؽ الذي يسمؾ بكماؿ مضطيداً ومرذوالً مف الجميع‪ ،‬قد صار رأساً لمزاوية‪ ،‬أي رفعو اهلل‬ ‫وعظمو بالرغـ مف احتقار الناس لو‪ .‬وىي تنطبؽ عمى الشعب الذي احتقره واضطيده المصرييف ولكف اهلل اختاره‬

‫شعباً لو يقيـ في وسطيـ‪ .‬والتممود يقوؿ أف الشعب كاف يرتؿ المزمور في عيد المظاؿ وىـ ييزوف األغصاف في‬

‫أيدييـ أثناء العيد‪.‬‬

‫ونرى في ىذا المزمور نبوات متعددة عف عمؿ المسيح الخبلصي‪ ،‬بؿ أف المسيح طبقو عمى نفسو صراحة‬

‫(متٕٔ‪ .)ٕٗ2‬واعتبر نفسو أنو الحجر الذي رذلو البنائيف فصار رأساً لمزاوية‪ .‬والحجر يرمز لممسيح‪ ،‬وقصة ىذا‬ ‫الحجر أنو أثناء بناء ىيكؿ سميماف كانوا يأتوف بالحجارة منحوتة جاىزة مف الجبؿ إلى مكاف البناء في الييكؿ‪.‬‬

‫ووجد البناؤوف حج اًر كبي اًر ال ينطبؽ عمى المقاسات المطموبة فرذلوه‪ .‬واذ أتوا لمكاف ربط الحائطيف األساسييف‬

‫وجدوا أف ىذا الحجر المرذوؿ ينطبؽ تماماً عمى المكاف المطموب‪ ،‬فوضعوه ليربط الحائطيف‪ .‬وصار ىذا مثبلً‪،‬‬

‫ولكنو صار نبوة عف المسيح الذي جعؿ االثنيف واحداً (أؼٕ‪ )ٔٙ-ٖٔ2‬فيو وحد السمائييف مع األرضييف‬ ‫والييود مع األمـ‪ .‬وقيؿ أف المسيح سبح ىذا المزمور مع تبلميذه ليمة العشاء السري‪ ،‬فكاف المسيح يقوؿ مقطع‬

‫والتبلميذ يردوف عميو بالمقطع اآلخر‪.‬‬

‫والكنيسة تصمي اآليات (ٕٗ‪ )ٕٙ-‬في مزمور قداس عيد القيامة‪ ،‬بؿ تصمي ىذه اآليات بمحنيا المعروؼ كؿ‬ ‫يوـ أحد لنذكر الخبلص الذي صنعو المسيح بقيامتو وانتصاره عمى الموت‪ .‬بؿ فيو تبررنا وصار لنا الدخوؿ مف‬

‫أبواب البر‪.‬‬

‫‪331‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه عشر)‬

‫وتصمي الكنيسة ىذا المزمور في صبلة الحادية عشرة‪ ،‬أثناء إنزاؿ جسد المسيح مف عمى الصميب‪ ،‬لتذكر أحداث‬

‫ذلؾ اليوـ الرىيب الذي اجتمع الكؿ فيو ضد المسيح وصمبوه (اآليات ٓٔ‪ .)ٔٗ-‬ولكف الرب عضد المسيح‬ ‫(ٖٔ‪ )ٔٗ،‬إذ استمع إلى صراخو أية(٘)‪ .‬وأقامو منتص اًر عمى الموت (‪ .)ٔٛ-ٔٙ‬بعد أف كانوا قد صمبوه إذ‬ ‫أوثقوا الذبيحة بربط إلى قروف المذبح‪ .‬والمذبح ىو الصميب والذبيحة ىي المسيح‪ .‬ونرى في ىذا صورة لمكبش‬

‫الذي وجده إبراىيـ موثقاً بقرنيو إلى الغابة‪ .‬والقروف رمز لمقوة‪ ،‬فالمسيح استسمـ تماماً دوف إبداء أية مقاومة كمف‬ ‫ىو ببل قوة واذ ترى الكنيسة عمؿ المسيح الخبلصي تطمب مف الجميع أف يسبحوا اهلل عمى عممو‪ .‬إذا أروا‬ ‫وأدركوا قوة الخبلص وقوة دـ المسيح‪ .‬وكوف الذبيحة موثقة بقوة بقروف المذبح فيذا يعني‪2‬‬ ‫قوة الخبلص (القروف رمز القوة في المجتمعات الرعوية)‪.‬‬

‫إشتياؽ المسيح ليذا الخبلص (إش‪)٘-ٕ2ٕٚ‬‬

‫ٔ‬ ‫ِٕ‬ ‫ِ‬ ‫س َرِائي ُل «إِ َّن إِلَى األ َ​َب ِد َر ْح َمتَ ُو»‪.‬‬ ‫صالِ ٌح‪ ,‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِ " - )ٗ-‬ا ْح َم ُدوا َّ‬ ‫َن إِلَى األ َ​َبد َر ْح َمتَ ُو‪ .‬ل َي ُق ْل إِ ْ‬ ‫ب أل ََّن ُو َ‬ ‫ٗ‬ ‫ٖ‬ ‫ب «إِ َّن إِلَى األ َ​َب ِد َر ْح َمتَ ُو»‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ون «إِ َّن إِلَى األ َ​َب ِد َر ْح َمتَ ُو»‪ .‬لِ َيقُ ْل ُمتَّقُو َّ‬ ‫لِ َي ُق ْل َب ْي ُ‬ ‫ت َى ُار َ‬

‫تتكرر عبارة إِ َّن إِلَى األ َ​َب ِد‬ ‫صالِ ٌح = صانع الخيرات‪.‬‬ ‫َ‬ ‫إذ أعطاىـ أف يكونوا كينة لو فنالوا كرامة أكثر مف باقي الشعب خصوصاً إذ أزىرت عصا ىروف وحينما اقتربوا‬ ‫ب = الذيف يستجيبوف لو ولعممو‪ ،‬وأما المعاندوف فيـ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫لممذبح يشفعوف في الشعب‪ .‬ورحمة اهلل تشمؿ كؿ ُمتَّقُو َّ‬

‫َر ْح َمتَ ُو أربع مرات‪ ،‬ورقـ ٗ يشير لمعالـ وذلؾ ألف رحمة الرب شممت العالـ كمو‪ ،‬فيو‬ ‫ون =‬ ‫ورحمتو شممت الجميع ييوداً (فيو خمصيـ مف كؿ ضيقاتيـ) وكينة= َب ْي ُ‬ ‫ت َى ُار َ‬

‫يرفضوف رحمتو‪.‬‬

‫الضي ِ‬ ‫َج َاب ِني ِم َن الر ْح ِب‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫آية (٘) ‪ِ ٘" -‬م َن ٍّ‬ ‫ت َّ‬ ‫ق َد َع ْو ُ‬ ‫ب فَأ َ‬ ‫ىذه يقوليا الشعب في ضيقتو‪ ،‬وداود في اضطياد شاوؿ لو وغيره‪ ،‬ويقوليا ربنا عمى الصميب‪ ،‬ويقوليا اآلف كؿ‬

‫متألـ واثقاً في استجابة الرب لو‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ان؟ ‪ِ َّ ٚ‬‬ ‫ص َنعُ ِبي ِ‬ ‫َع َد ِائي‪".‬‬ ‫اآليات (‪َّ " - )ٚ-ٙ‬‬ ‫الرب لِي فَبلَ أ َ‬ ‫َخ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫سأ َ​َرى ِبأ ْ‬ ‫اف‪َ .‬ما َذا َي ْ‬ ‫الرب لي َب ْي َن ُمعين َّي‪َ ,‬وأَ​َنا َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫خافوا ليس مف الذي يقتؿ الجسد ولكف ليس لو سمطاف عمى النفس‪ .‬قد نضطيد اآلف ولكف لنا نصيباً سماوياً‪.‬‬

‫ووقتيا سيكوف نصيب إبميس وتابعيو بحيرة النار وكؿ ما يصيبنا فيو بسماح مف اهلل ضابط الكؿ فمماذا نخاؼ‬ ‫(يو‪ .)ٔ​ٔ2ٜٔ‬ب ْي َن م ِع ِ‬ ‫ين َّي = ىناؾ كثيريف حولي يعينونني ولكف ما أفخر بو وأعتمد عميو ليس قوة ىؤالء األبطاؿ‬ ‫َ ُ‬ ‫بؿ اهلل الذي لو قوة غير محدودة وأنو يحبني‪ ،‬بينما ىؤالء األبطاؿ قد يحبونني اليوـ وغداً ال‪ .‬وقوتيـ محدودة‪ ،‬بؿ‬ ‫اهلل ىو الذي ارسميـ لي ليعينوني‪.‬‬

‫‪332‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه عشر)‬

‫ان‪ِ ْ ٜ .‬‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (‪ِ ْ ٛ" - )ٜ-ٛ‬‬ ‫سٍ‬ ‫ب َخ ْيٌر ِم َن التََّوك ِل َعمَى‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اء ِب َّ‬ ‫اء ِب َّ‬ ‫االحت َم ُ‬ ‫ب َخ ْيٌر م َن التََّوك ِل َعمَى إِ ْن َ‬ ‫االحت َم ُ‬ ‫الر َؤس ِ‬ ‫اء‪".‬‬ ‫َ‬ ‫واهلل ال يحب مف يحتمي بغيره (أر‪ + ٘2ٔٚ‬أشٖٔ‪.)ٔ2‬‬

‫اآليات (ٓٔ‪ُ ٔٓ" - )ٖٔ-‬كل األ ِ‬ ‫َحاطُوا‬ ‫ُمم أ َ‬ ‫َ‬ ‫ٕٔ‬ ‫َحاطُوا ِبي ِم ْث َل َّ‬ ‫الن ْح ِل‪ .‬ا ْنطَفَأُوا َك َن ِ‬ ‫ار‬ ‫أَ‬ ‫ض َد ِني‪".‬‬ ‫فَ َع َ‬

‫ب‬ ‫الر ٍّ‬ ‫سِم َّ‬ ‫ِبي‪ِ .‬با ْ‬ ‫َّ ِ‬ ‫اسِم‬ ‫الش ْوك‪ِ .‬ب ْ‬

‫ٔ​ٔ‬ ‫يد ُى ْم‪.‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اسِم َّ‬ ‫ب أُِب ُ‬ ‫أُِب ُ‬ ‫يد ُى ْم‪ .‬أ َ‬ ‫َحاطُوا ِبي َوا ْكتَ​َنفُوِني‪ِ .‬ب ْ‬ ‫الرب‬ ‫يد ُى ْم‪َ ٖٔ .‬د َح ْرتَِني ُد ُح ًا‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َما َّ‬ ‫َّ‬ ‫َسقُطَ‪ ,‬أ َّ‬ ‫ب أُِب ُ‬ ‫ور أل ْ‬

‫لقد أحاط األعداء بالمسيح ثـ بكنيستو‪ ،‬وعمى كؿ صديؽ ليسقطوه في خطية‪ .‬وباسـ الرب دائماً يندحر إبميس‬ ‫وجنوده وأتباعو‪ ،‬وكما انتصر داود عمى جميات باسـ الرب‪ ،‬انتصر المسيح عمى الشيطاف بالصميب‪ ،‬وانتصر‬ ‫ب ي ِبيد أعدائو ٖ مرات‪ ،‬وىذا إشارة لمثالوث لذلؾ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اسِم َّ‬ ‫اسِم َّ‬ ‫ب‪ .‬والحظ تكرار أنو ِب ْ‬ ‫وينتصر كؿ مؤمف ِب ْ‬ ‫ار َّ‬ ‫نعمد باسـ اآلب واالبف والروح القدس (مت‪َ .)ٜٔ2ٕٛ‬ن ِ‬ ‫الش ْو ِك= تنطفئ سريعاً مصدرة أصواتاً عالية ولكف ببل‬ ‫َسقُطَ = دفعت ألسقط (سبعينية)‪ .‬ويشير المدفوع ليسقط إلى آدـ‬ ‫استم اررية‪ ،‬وىكذا حرب إبميس‪َ .‬د َح ْرتَِني ُد ُح ًا‬ ‫ور أل ْ‬ ‫ويشير لكؿ مف يجربو إبميس ليسقطو ولكف الرب يعينو‪.‬‬

‫٘ٔ‬ ‫ٗٔ‬ ‫ِ‬ ‫ت تَ​َرنٍم َو َخبلَ ٍ‬ ‫ص ِفي ِخ َي ِام‬ ‫صا‪.‬‬ ‫اآليات (ٗٔ‪ " - )ٔٚ-‬قُ َّوِتي َوتَ​َرن ِمي َّ‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫َ‬ ‫ص َار لي َخبلَ ً‬ ‫الرب‪َ ,‬وقَ ْد َ‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫الصد ِ‬ ‫ص ِان َع ٌة ِب َبأ ٍ‬ ‫ص ِان َع ٌة ِب َبأ ٍ‬ ‫َح َيا‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ين َّ‬ ‫ين َّ‬ ‫ين َّ‬ ‫َم ُ‬ ‫ب ُم ْرتَ ِف َع ٌة‪َ .‬ي ِم ُ‬ ‫ْس‪َ .‬ي ِم ُ‬ ‫ين « َي ِم ُ‬ ‫ٍّيق َ‬ ‫وت َب ْل أ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ب َ‬ ‫ْس»‪ .‬الَ أ ُ‬ ‫َعم ِ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ال َّ‬ ‫ُحد ُ‬ ‫َوأ َ‬ ‫ٍّث ِبأ ْ َ‬ ‫ب ىو ابف اهلل الذي تجسد لخبلصنا وتكرار القوؿ ٖ مرات إشارة إلى أف عمؿ الخبلص ىو عمؿ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ين َّ‬ ‫َي ِم ُ‬ ‫الثالوث‪ .‬وىذا موضوع تسبيح المفدييف‪.‬‬

‫ِ‬ ‫‪ِ ٔٛ‬‬ ‫سمِ ْم ِني‪".‬‬ ‫َّب ِني َّ‬ ‫يبا أَد َ‬ ‫آية (‪ " - )ٔٛ‬تَأْد ً‬ ‫الرب‪َ ,‬وِالَى ا ْل َم ْوت لَ ْم ُي ْ‬ ‫اهلل يؤدب أوالده لكي يكمميـ (عبٕٔ‪.)ٔ​ٔ-٘2‬‬ ‫ٕٓ‬ ‫‪ِٜٔ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫الر َّ‬ ‫اب لِ َّمر ٍّ‬ ‫ب‪ٍّ .‬‬ ‫َح َم ِد َّ‬ ‫ون َي ْد ُخمُ َ‬ ‫الصدٍّيقُ َ‬ ‫ييا َوأ ْ‬ ‫ب‪ .‬ى َذا ا ْل َب ُ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٕٔ-ٜٔ‬افْتَ ُحوا لي أ َْب َو َ‬ ‫اب ا ْل ِبٍّر‪ .‬أ َْد ُخ ْل ف َ‬ ‫ِ ِ ٕٔ‬ ‫صر َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َحم ُد َك أل ََّن َك استَج ْب َ ِ‬ ‫صا‪".‬‬ ‫ْ َ‬ ‫ت لي َخبلَ ً‬ ‫ت لي َو ْ‬ ‫فيو‪ .‬أ ْ َ‬

‫اآليات (ٕ​ٕ‪ ) ٕٛ-‬نرى فييا عمؿ المسيح الخبلصي فنرى فييا تجسده وصمبو وكمدخؿ ليذه اآليات نسمع ىنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب ا ْل ِبٍّر لتعبر عف اشتياقو ليذا العمؿ الفدائي الذي سيبرره وسيبرر كؿ مؤمف‪.‬‬ ‫طمبة المرتؿ افْتَ ُحوا لي أ َْب َو َ‬ ‫وبالمعمودية ندخؿ الكنيسة جسد المسيح الذي إف ثبتنا فيو نثبت في البر‪ ،‬ويأتي الرد عمى المرتؿ كاستجابة لو‬ ‫ت ِلي‪.‬‬ ‫اب ِل َّمر ٍّ‬ ‫استَ َج ْب َ‬ ‫ب = والباب ىو المسيح فميس بسواه نتبرر‪ .‬فيسبح أ ْ‬ ‫ى َذا ا ْل َب ُ‬ ‫َح َم ُد َك أل ََّن َك ْ‬ ‫‪333‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه عشر)‬

‫ٖٕ‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫الز ِ‬ ‫ْس َّ‬ ‫ان ى َذا‪َ ,‬و ُى َو‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اوَي ِة‪ِ .‬م ْن ِق َب ِل َّ‬ ‫ض ُو ا ْل َب َّن ُ‬ ‫ب َك َ‬ ‫اؤ َ‬ ‫اآليات (ٕ​ٕ‪ " - )ٕٖ-‬ا ْل َح َج ُر الَِّذي َرفَ َ‬ ‫ص َار َأر َ‬ ‫ون قَ ْد َ‬ ‫َع ُي ِن َنا‪".‬‬ ‫يب ِفي أ ْ‬ ‫َع ِج ٌ‬ ‫ون = ىو المسيح الذي رفضو الييود وأىانوه‪ .‬ىو الحجر الذي قطع بغير يديف فصار‬ ‫ض ُو ا ْل َب َّن ُ‬ ‫اؤ َ‬ ‫ا ْل َح َج ُر الَِّذي َرفَ َ‬

‫جببلً كبي اًر (دا ٕ‪ + ٕٗ2‬أعٗ‪.)ٔ​ٔ2‬‬

‫ٕٗ‬ ‫الرب‪َ ,‬ن ْبتَ ِيج وَن ْفرح ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫يو‪".‬‬ ‫ص َن ُع ُو َّ‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫آية (ٕٗ) ‪ " -‬ى َذا ُى َو ا ْل َي ْوُم الَّذي َ‬ ‫يوـ خبلصنا‪ ،‬ىو اليوـ الذي صنعو الرب‪ ،‬وىو بدأ بميبلد المسيح ثـ صمبو ثـ قيامتو ثـ صعوده‪ .‬لذلؾ نرتؿ ىذه‬

‫اآلية في أياـ األحاد وليمة عيد القيامة‪.‬‬

‫آه يا رب َخمٍّص! ِ‬ ‫آية (ٕ٘) ‪ِ ٕ٘" -‬‬ ‫آه َيا َرب أَ ْن ِقذْ! "‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫بعد أف َّ‬ ‫قدـ اهلل عممو الخبلصي‪ ،‬عمينا أف نستمر في الصراخ يا رب خمص‪ ،‬يا رب إنقذ‪ ،‬حتى تنتيي أياـ‬ ‫غربتنا‪ ،‬وحتى ال نصير مرفوضيف بعد أف دخمنا مف باب البر‪.‬‬

‫‪ٕٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ب‪َ .‬ب َارْك َنا ُك ْم ِم ْن َب ْي ِت َّ‬ ‫اسِم َّ‬ ‫آية (‪ُ " - )ٕٙ‬م َب َار ٌك اآلتي ِب ْ‬ ‫ِ‬ ‫ب = لقد قابؿ الشعب‪ ،‬السيد المسيح وىو داخبلً أورشميـ قائميف أوصنا يا ابف داود‪ .‬مبارؾ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اسِم َّ‬ ‫ُم َب َار ٌك اآلتي ِب ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ص‪ .‬وبذلؾ يكونوف قد كرروا ىذه اآليات‪ .‬وتكوف ىذه‬ ‫اآلتي باسـ الرب‪ .‬وكممة أوصنا= ىوشعنا بمعنى َخم ْ‬ ‫اآليات (ٕ٘‪ .)ٕٙ،‬ىي نبوة عف دخوؿ السيد المسيح ألورشميـ ليبدأ عمؿ الخبلص‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ب = ىي عف المسيح الذي سيأتي ليخمص (ىذه قيمت في العيد القديـ) وسيأتي في اليوـ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اسِم َّ‬ ‫ُم َب َار ٌك اآلتي ِب ْ‬ ‫األخير‪ .‬ىو أتي باسـ الرب ليعمؿ عمؿ الخبلص وليمجد اسـ اهلل‪ .‬وعمينا أف نطمب منو دائماً أف يأتي ليسكف‬ ‫ب مف الكنيسة بيت الرب تعمف بركة الرب لشعبو‪ ،‬لذلؾ تبارؾ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫في قموبنا ويممؾ عمييا‪َ .‬ب َارْك َنا ُك ْم ِم ْن َب ْي ِت َّ‬ ‫الكنيسة شعبيا باسـ الرب‪ .‬والكنيسة تعطي لشعبيا بركة األسرار‪ .‬فالكنيسة ىي األـ الشرعية لكؿ مؤمف‪.‬‬ ‫‪ٕٚ‬‬ ‫َّ‬ ‫يح َة ِب ُرُب ٍط إِلَى قُ​ُر ِ‬ ‫ون ا ْل َمذ َْب ِح‪".‬‬ ‫آية (‪َّ " - )ٕٚ‬‬ ‫الرب ُى َو اهللُ َوقَ ْد أَ​َن َار لَ َنا‪ .‬أ َْوِثقُوا الذ ِب َ‬ ‫َّ‬ ‫يح َة ِب ُرُب ٍط إِلَى قُ​ُر ِ‬ ‫ون ا ْل َمذ َْب ِح = رتبوا‬ ‫َّ‬ ‫الرب ُى َو اهللُ َوقَ ْد أَ​َن َار لَ َنا = حيف تجسد وقاؿ أنا نور العالـ‪ .‬أ َْوِثقُوا الذ ِب َ‬ ‫عيداً بموكب حتى قروف المذبح (سبعينية) أي لنفرح ونسبح لربنا الذي أتى كذبيحة ليخمصنا‪.‬‬ ‫‪ٕٜ‬‬ ‫‪ٕٛ‬‬ ‫َن إِلَى األ َ​َب ِد َر ْح َمتَ ُو‪".‬‬ ‫صالِ ٌح‪ ,‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫اح َم ُدوا َّ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٕٜ-ٕٛ‬إِل ِيي أَ ْن َ‬ ‫َح َم ُد َك‪ ,‬إِل ِيي فَأ َْرفَ ُع َك‪ْ .‬‬ ‫ت فَأ ْ‬ ‫ب أل ََّن ُو َ‬

‫‪334‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (أ))‬

‫قطعة (أ) الطوباوية في حفظ الوصية‬

‫عودة لمجدول‬

‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬طُوبى لِ ْم َك ِ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ط ِريقًا‪َّ ,‬‬ ‫ين َ‬ ‫يع ِة َّ‬ ‫ين ِفي َ‬ ‫السالِ ِك َ‬ ‫اممِ َ‬ ‫َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫وبى = كما بدأ الرب يسوع موعظتو المشيورة عمى الجبؿ بالتطوبيات بدأ المرتؿ مزموره ىذا بالتطويبات أيضاً‪.‬‬ ‫طُ َ‬ ‫والتطويب ىنا لِ ْم َك ِ‬ ‫ب=‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ين = الذيف ببل عيب (سبعينية) ومف ىـ الذيف ببل عيب= َّ‬ ‫يع ِة َّ‬ ‫ين ِفي َ‬ ‫السالِ ِك َ‬ ‫اممِ َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫فالطوبى أي البركة والسعادة في األرض والحياة األبدية لمف يجاىد أف يسمؾ بحسب شريعة الرب‪ .‬وألنو الرب‬ ‫فيو لو الحؽ أف يعاقب أيضاً مف ال يسمؾ في شريعتو‪ .‬وىذه البداية نجدىا أيضاً في المزمور األوؿ‪.‬‬ ‫آية‬ ‫ِم ْن‬

‫(ٕ) ‪ٕ" -‬طُوبى لِح ِ‬ ‫اد ِات ِو‪ِ .‬م ْن ُك ٍّل ُقمُوِب ِي ْم َي ْطمُ ُبوَن ُو‪".‬‬ ‫اف ِظي َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُك ٍّل ُقمُوِب ِي ْم = أي يحفظ الوصية ال بالقوؿ فقط بؿ بتنفيذىا‪( .‬يؤٖ‪ .)ٔٚ2‬وىنا يطمب المرنـ القمب الذي‬

‫يطمب اهلل تماماً‪ ،‬القمب غير المنقسـ بيف محبة اهلل ومحبة العالـ (متٕ​ٕ‪.)ٖٚ2‬‬

‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‪".‬‬ ‫سمُ ُك َ‬ ‫ضا الَ َي ْرتَ ِك ُب َ‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬أ َْي ً‬ ‫ون إِثْ ًما‪ .‬في طُ​ُرِقو َي ْ‬ ‫السبعينية تترجـ اآلية "ألف صانعي اإلثـ لـ ييووا أف يسمكوا في سبمو"‪ .‬والمعني واحد فطرؽ الرب كميا نور‪.‬‬

‫والشرير ال ييوي أف يسمؾ فييا فنور الطريؽ يبكت طرقو الشريرة‪ .‬وىنا يقوؿ طرؽ بينما في (آيةٔ) نسمع عف‬

‫طريؽ واحد‪ .‬فالطريؽ الواحد ىو المسيح "أنا ىو الطريؽ"‪ .‬والطرؽ أي أعماؿ اإلنساف وايمانو‪ ،‬محبتو والتزامو‬ ‫باألسرار‪....‬‬

‫ٗ‬ ‫اما‪".‬‬ ‫َن تُ ْحفَ َ‬ ‫ص َاي َ‬ ‫اك أ ْ‬ ‫ص ْي َ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬أَ ْن َ‬ ‫ت ِب َو َ‬ ‫ت أ َْو َ‬ ‫ظ تَ َم ً‬ ‫اما = طمب اهلل أف نحفظ الوصايا تماماً‪ ،‬أي إىماؿ لوصية ميما كانت صغيرة يسبب لئلنساف ألـ‪،‬‬ ‫تُ ْحفَ َ‬ ‫ظ تَ َم ً‬

‫وفقداف السبلـ‪( .‬تث‪ .)ٜ-ٙ2ٙ‬واإلنساف إما يستجيب لوصايا اهلل أو لصوت قمبو‪ .‬والقمب أخدع مف كؿ شئ وىو‬

‫نجيس (أر‪ .)ٜ2ٔٚ‬والوصية تحمينا مف أنفسنا‪.‬‬ ‫٘‬ ‫َّت ِفي ِح ْف ِظ فَ ارِئ ِ‬ ‫ض َك‪".‬‬ ‫ت طُ​ُرِقي تُثَب ُ‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬لَ ْي َ‬ ‫َ‬ ‫ليتؾ تعينني يا رب حتى أحقؽ ىذا‪ ،‬وأحفظ وصاياؾ جداً‪.‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫اك‪".‬‬ ‫آية (‪ِ " - )ٙ‬حي َن ِئ ٍذ الَ أ ْ‬ ‫ص َاي َ‬ ‫َخ َزى إِ َذا َنظَ ْر ُ‬ ‫ت إِلَى ُك ٍّل َو َ‬ ‫كاف اهلل يعد مف يحفظ الوصية ببركات كثيرة (تث‪ .)ٔٗ-ٔ2ٕٛ‬والمرنـ ىنا يتأمؿ فيما يعطيو اهلل مف بركات‪.‬‬

‫اك = ىذه مثؿ تحفظ تماماً‬ ‫ص َاي َ‬ ‫فيصرخ ليعينو اهلل عمى حفظ الوصايا فبل يحرـ مف البركات والحظ قولو ُك ٍّل َو َ‬

‫‪335‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (أ))‬

‫(آيةٗ)‪( .‬مت‪ .)ٕٓ2ٕٛ‬ونبلحظ أف ال ْخ َزى مصاحب لمخطية (كما حدث مع آدـ وحواء) (دا‪ .)ٛ2ٜ‬ومف يتوب‬ ‫إذا خجؿ فيذا يفرح بو اهلل‪ ،‬أما مف يتمادى يتقسى قمبو لدرجة أف يخطئ وال يخجؿ‪.‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫َحم ُد َك ِب ِ‬ ‫ام َع ْدلِ َك‪".‬‬ ‫ام ِة َق ْم ٍب ِع ْن َد تَ َعم ِمي أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫استقَ َ‬ ‫آية (‪ "- )ٚ‬أ ْ َ‬ ‫َح َك َ‬ ‫إذ عرؼ المرنـ قيمة الوصية وبركات مف يطيعيا يشكر اهلل الذي أعطانا شريعتو وكتابو‪.‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫َحفَظُ‪ .‬الَ تَتُْرْك ِني إِلَى ا ْل َغ َاي ِة‪".‬‬ ‫ص َاي َ‬ ‫اك أ ْ‬ ‫آية (‪َ " - )ٛ‬و َ‬ ‫أكثر ما يخافو المؤمف تخمي اهلل عنو‪ ،‬حينئذ تيزمو الشياطيف ويقوى عميو أضعؼ إنساف واهلل يتخمى عنا إذا‬

‫تقست قموبنا ولـ نحفظ الوصايا‪ .‬والمرتؿ ىنا يقوؿ أنا أحفظ حقوقؾ وألنو ال يوجد إنساف كامؿ يا رب‪ ،‬فارحمني‬

‫أف أخطأت‪ ،‬وحتى لو وجدتني أستحؽ العقاب وتخميت عني فبل تتركني إلى الغاية= ‪" UTTERLY‬تماماً‪ ،‬بكؿ‬

‫ما في الكممة مف معني" واهلل إذا تخمى عف أبنائو ليؤدبيـ‪ ،‬يكوف كاألـ التي تعمـ أوالدىا الصغار أف يمشوا‪ ،‬فيي‬

‫تتركيـ وقد يسقطوف ولكف عينيا عمييـ‪.‬‬

‫‪336‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ة))‬

‫قطعة (ب) نصيحة لمشباب‬

‫عودة لمجدول‬

‫في القطعة األولى وضع المرنـ القاعدة وىي الطوبى لمف يحفظ الوصية‪ .‬وىنا كمجرب يعطي المرنـ نصيحة‬ ‫لمشباب أف يحفظوا الوصية فتكوف ليـ بركة في حياتيـ‪.‬‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫آية (‪ِ ٜ" - )ٜ‬ب َم ُي َزٍّكي َّ‬ ‫ب َكبلَ ِم َك‪".‬‬ ‫سَ‬ ‫الشاب طَ ِريقَ ُو؟ ِبح ْفظو إِيَّاهُ َح َ‬ ‫ِب َم ُي َزٍّكي َّ‬ ‫الشاب طَ ِريقَ ُو = بـ يقوـ الشاب طريقو (سبعينية)‪ .‬أي كيؼ يسيروف في طريؽ مضموف يؤدي لمحياة‬ ‫األبدية باإلضافة ىنا عمى األرض‪ .‬ما الذي يزكيو ليحصؿ عمى ىذا‪ ،‬ىو أمامو طرؽ كثيرة‪ ،‬فالعالـ يجذبو‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ب َكبلَ ِم َك = أي إذا‬ ‫سَ‬ ‫بمغرياتو‪ ،‬والمرنـ يشفؽ عمى الشاب فيعطيو نصيحة ثمينة‪ِ .‬بح ْفظو إِيَّاهُ =(أي نفسو) َح َ‬ ‫حفظ الوصية يحفظ نفسو والمرنـ يوجو النصيحة لمشباب‪ ،‬فالشاب بطبيعتو مندفع‪ .‬أما الشيخ فيو إما نضج أو‬ ‫ضعؼ‪ .‬ولذلؾ فالجامعة يقوؿ نفس النصيحة "أذكر خالقؾ أياـ شبابؾ" (جإٔ‪.)ٔ2‬‬

‫ٓٔ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اك‪".‬‬ ‫ص َاي َ‬ ‫آية (ٓٔ) ‪ِ " -‬ب ُك ٍّل َق ْم ِبي طَمَ ْبتُ َك‪ .‬الَ تُضمَّني َع ْن َو َ‬ ‫من ُك ٍّل َق ْم ِبي = اهلل يعمف ذاتو لمف يطمبو بكؿ صدؽ‪ ،‬وال يطمب سواه‪ .‬وىنا المرنـ يطمب مف اهلل أف يعينو أف‬

‫يستمر طواؿ حياتو يدرس كممة اهلل ويحاوؿ أف ينفذىا وال يضؿ عف ىذا‪.‬‬

‫ٔ​ٔ‬ ‫ْت َكبلَم َك ِفي َق ْم ِبي لِ َك ْيبلَ أ ْ ِ‬ ‫ئ إِلَ ْي َك‪".‬‬ ‫آية (ٔ​ٔ) ‪َ " -‬خ َبأ ُ‬ ‫ُخط َ‬ ‫َ‬ ‫نجد المرنـ ىنا قد حفظ كبلـ اهلل ووصاياه‪ ،‬فيستطيع أف يرددىا في كؿ مكاف وزماف ويستطيع أف يقارف كؿ‬

‫تصرؼ لو عمى ما يحفظو مف كبلـ اهلل‪ .‬واإلنساف ال يخبئ إال كؿ ما ىو ثميف‪ ،‬فيـ اكتشؼ أف كممة اهلل كنز‪،‬‬

‫وسبلح خطير ضد حروب إبميس (ىكذا فعؿ المسيح) ولذلؾ قيؿ "مف يحفظ المزامير تحفظو المزامير" فيو‬

‫يرددىا وسط أعمالو أو سيره فبل تياجمو األفكار الخاطئة‪.‬‬

‫ٕٔ‬ ‫ض َك‪".‬‬ ‫آية (ٕٔ) ‪ُ " -‬م َب َار ٌك أَ ْن َ‬ ‫ت َيا َرب‪َ .‬عمٍّ ْم ِني فَ َرِائ َ‬ ‫إذ تأمؿ المرنـ في كيؼ تحفظ الوصية قمبو‪ ،‬طمب مف اهلل أف يعممو ىذه الوصايا والحظ األسموب الرائع فيو قبؿ‬

‫ت َيا َرب = اي تستحؽ كؿ تسبيح وحمد ‪.‬‬ ‫أف يطمب يعطي المجد هلل الذي يعطي وقد أعطى‪ُ .‬م َب َار ٌك أَ ْن َ‬

‫ٖٔ‬ ‫َح َك ِام فَ ِم َك‪".‬‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ِ " -‬ب َ‬ ‫س ْب ُ‬ ‫ت ُك َّل أ ْ‬ ‫شفَتَ َّي َح َ‬ ‫مف اختبر عمؿ اهلل ال يطيؽ السكوت‪ ،‬بؿ يشيد هلل عمى عطاياه وأعمالو العجيبة‪.‬وىكذا فعمت السامرية "ىمموا‬

‫ت = أظيرت ( سبعينية ) وفي ( االنجميزية ) =اوضحت ‪.‬‬ ‫س ْب ُ‬ ‫انظروا إنساناً قاؿ لي كؿ ما فعمت" (يوٗ‪َ .)ٕٜ2‬ح َ‬

‫‪337‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ة))‬

‫آية (ٗٔ) ‪ِ ٔٗ" -‬بطَ ِري ِ‬ ‫ت َك َما َعمَى ُك ٍّل ا ْل ِغ َنى‪".‬‬ ‫ق َ‬ ‫اد ِات َك فَ ِر ْح ُ‬ ‫ش َي َ‬ ‫ىذه قامة روحية عالية أف يفرح اإلنساف بكبلـ اهلل أكثر مف كؿ غني‪ .‬ىنا أصبحت الوصية ليست ثقبلً بؿ‬

‫مصدر فرح‪ .‬مف قاؿ ىذا قاؿ "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (في‪ + ٚ2ٖ،ٛ‬متٖٔ‪.)ٗٚ-ٗ​ٗ2‬‬ ‫٘ٔ‬ ‫َّ‬ ‫‪ِ ِ ٔٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫سى َكبلَ َم َك‪".‬‬ ‫ص َاي َ‬ ‫سُبمَ َك‪ِ .‬بفَ َرائض َك أَتَمَذ ُذ‪ .‬الَ أَ ْن َ‬ ‫اك أَْل َي ُج‪َ ,‬وأُالَحظُ ُ‬ ‫اآليات (٘ٔ‪ِ " - )ٔٙ-‬ب َو َ‬ ‫المرنـ الذي إكتشؼ الفرح في كبلـ اهلل‪ ،‬نجده ىنا دائـ التأمؿ فيو وفي طرقو‪.‬‬

‫‪338‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (د))‬

‫قطعة (ج) االشتياق لكممة اهلل في غربتنا‬

‫عودة لمجدول‬

‫‪ٔٛ‬‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫ب ِم ْن‬ ‫َحفَ َ‬ ‫ظ أ َْم َر َك‪ .‬ا ْك ِش ْ‬ ‫َح َيا َوأ ْ‬ ‫َح ِس ْن إِلَى َع ْب ِد َك‪ ,‬فَأ ْ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٛ-ٔٚ‬أ ْ‬ ‫ف َع ْن َع ْي َن َّي فَأ َ​َرى َع َجائ َ‬ ‫يع ِت َك‪".‬‬ ‫َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫َح ِس ْن إِلَى َع ْب ِد َك = طالما أحسف اهلل إلى داود وأنقذه مف أعدائو‪ ،‬بؿ أعطاه أف يممؾ‪ .‬ولكنو يطمب ىنا أف‬ ‫أْ‬ ‫ِ‬ ‫يع ِت َك‪ .‬والكاىف القبطي‬ ‫ب ِم ْن َ‬ ‫يعطيو اهلل مكافأة ىي أف يحفظ وصايا اهلل‪ .‬وأف يكشؼ عف عينيو فيبصر َع َجائ َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫في أثناء قراءة البولس واإلبركسيس والكاثوليكوف يصمي صموات سرية في الييكؿ ليفتح اهلل أذىاف الشعب ويفيموا‬

‫الكنوز المختبأة في أقواؿ اهلل‪ .‬وعمينا قبؿ أف نق أر في الكتاب المقدس أف نصمي حتى يعطينا اهلل فيماً‪ .‬ولذلؾ‬ ‫تصمي أيضاً الكنيسة أوشية اإلنجيؿ قبؿ قراءة اإلنجيؿ‪ .‬المرنـ ىنا يطمب حياة تقضييا في السير لدراسة الكتاب‬

‫وفيمو وتنفيذ م ا فيو والفرح بوصاياه‪ .‬ومف اكتشؼ لذة الكتاب المقدس يعرؼ أنو في دراستو لمكتاب المقدس‬

‫يتقابؿ مع اهلل وجياً لوجو‪ ،‬ونسمع صوتو‪ ،‬وىكذا نقضي أياـ غربتنا في ىذه الحياة إلى أف نمتقي يوماً باهلل ونراه‬

‫بعيوننا والى األبد‪ .‬وحينما نق أر الكتاب بروح الصبلة يزيؿ اهلل الغشاوة التي عمى عيوننا فنرى ونشبع ونتقوى‪ ،‬كما‬ ‫زالت الغشاوة مف عمى عيني شاوؿ الطرسوسي‪.‬‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫ِ‬ ‫يب أَ​َنا ِفي األ َْر ِ‬ ‫اك‪".‬‬ ‫ص َاي َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٜٔ‬غ ِر ٌ‬ ‫ض‪ .‬الَ تُ ْخف َع ٍّني َو َ‬ ‫نحف غرباء ىنا‪ ،‬وطننا في السماء‪ ،‬وميمتنا أف نعبر أرض غربتنا بأسرع ما يمكف ونحرص أف ال نضؿ الطريؽ‬

‫إلى وطننا‪ .‬وما يسندنا في رحمة غربتنا كممة اهلل‪ ،‬ووصيتو تكشؼ لنا أسرار وطننا الذي نحف متغربيف عنو‬ ‫ونشتييو وال نراه‪ .‬بؿ وصايا اهلل ىي التي تضمف لنا انو حيف تنقضي اياـ غربتنا ‪ ،‬نصؿ لمسماء وطننا ‪.‬‬

‫ٕٓ‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ام َك ِفي ُك ٍّل ِح ٍ‬ ‫ين‪".‬‬ ‫س َحقَ ْت َن ْف ِسي َ‬ ‫ش ْوقًا إِلَى أ ْ‬ ‫آية (ٕٓ) ‪ " -‬ا ْن َ‬ ‫ىنا نرى االشتياؽ الممتيب لمتعرؼ أكثر فأكثر عمى الوصية وعمى فكر اهلل مف خبلؿ كممتو‪ .‬ىو اشتياؽ لمعرفة‬

‫المسيح الذي نراه في مطالعتنا لمكتاب المقدس‪ .‬اإلنساف جسد وروح‪ .‬والجسد يتغذى بالطعاـ‪ ،‬أما الروح فتتغذى‬

‫بمعرفة اهلل‪ ،‬ومعرفة اهلل تعطينا حياة "ىذه ىي الحياة األبدية أف يعرفوؾ أنت اإللو الحقيقي ويسوع المسيح الذي‬

‫أرسمتو (يو‪ .) ٖ2ٔٚ‬ودراسة كممة اهلل ىنا تعطينا ىذه المعرفة‪ .‬لذلؾ قاؿ الكتاب ليس بالخبز وحده يحيا اإلنساف‬ ‫بؿ بكؿ كممة تخرج مف فـ اهلل (متٗ‪ .)ٗ2‬واالشتياؽ لكممة اهلل ىو عبلمة حياة‪ .‬المبتدئ في الحياة الروحية ينفر‬ ‫مف كممة اهلل ألنيا تكشؼ خبايا قمبو‪ ،‬وكمما نما اإلنساف في معرفة اهلل ومحبتو يزوؿ ىذا النفور بؿ يفرح بيا‪.‬‬

‫ش ْوقًا = أي يطمب ىذا بتذلؿ‪ .‬داود قاؿ قببل في اية ( ‪ ) ٔٙ‬انو يتمذذ بالوصية ‪ ،‬لذلؾ‬ ‫ق َ‬ ‫س َح َ‬ ‫وىنا نرى المرنـ ي ْن َ‬ ‫ىو يبحث عنيا باشتياؽ ‪.‬‬

‫‪339‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (د))‬ ‫ٕٔ‬ ‫اك‪".‬‬ ‫ص َاي َ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪ " -‬ا ْنتَ َي ْر َ‬ ‫ين الضَّالٍّ َ‬ ‫ين ا ْل َمبلَ ِع َ‬ ‫ت ا ْل ُمتَ َك ٍّب ِر َ‬ ‫ين َع ْن َو َ‬ ‫المعنة ىي نصيب مف يترؾ وصايا اهلل ويتبع وصايا الناس أو فمسفاتيـ‪ ،‬فيناؾ مف في كبرياء ينكر وجود اهلل‬

‫(الوجودية وغيرىا)‪ .‬راجع (تث‪ . ) ٙٛ -ٔ٘2ٕٛ‬وىؤالء ا ْل ُمتَ َك ٍّب ِرو َن ىـ تبلميذ إبميس المتكبر (أشٗٔ‪.)ٖٔ2ٔٗ،‬‬ ‫ين = أي اهلل انتيرىـ‪ ،‬وداود كممؾ لو اف ينتير االشرار ‪.‬‬ ‫ا ْنتَ َي ْر َ‬ ‫ت ا ْل ُمتَ َك ٍّب ِر َ‬ ‫آية (ٕ​ٕ) ‪َ ٕ​ٕ" -‬د ْح ِر ْج َع ٍّني ا ْل َع َار َو ِ‬ ‫اد ِات َك‪".‬‬ ‫اإل َىا َن َة‪ ,‬أل ٍَّني َح ِف ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫ظُ‬ ‫ىنا نرى كيؼ ينظر العالـ ألوالد اهلل‪ .‬فالعالـ يكرىيـ ويضطيدىـ ويثير الحروب ضدىـ بؿ والشائعات المغرضة‬ ‫التي تسبب ليـ العار‪ .‬والمرتؿ يصرخ ىنا هلل حتى يزيح عنو ىذا العار ويظير الحؽ‪ ،‬واف لـ يكف ىنا عمى‬ ‫األرض فميكف في السماء‪ .‬وىناؾ نظرة اخري ليذه االية ‪ ،‬انو بالخطية صرنا في عار وشمتت فينا الشياطيف ‪.‬‬

‫واالف يا رب لقد حفظت وصاياؾ فابعد عني ىذا العار ‪ .‬وىذا ىو ما عممو المسيح بصميبو ‪.‬‬ ‫ٕٗ‬ ‫ٖٕ‬ ‫َما ع ْب ُد َك فَي َنا ِجي ِبفَرِائ ِ‬ ‫اداتُ َك ِى َي‬ ‫ضا َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫ض َك‪ .‬أ َْي ً‬ ‫س أ َْي ً‬ ‫ُ‬ ‫اء‪ ,‬تَقَ َاولُوا َعمَ َّي‪ .‬أ َّ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ضا ُر َؤ َ‬ ‫اآليات (ٖٕ‪َ " - )ٕٗ-‬جمَ َ‬ ‫َ‬ ‫ورِتي‪".‬‬ ‫َى ُل َم ُ‬ ‫لَ َّذ ِتي‪ ,‬أ ْ‬ ‫ش َ‬

‫أقوياء األرض والرؤساء اضطيدوا المرتؿ وتقاولوا عميو وكاف ىذا سبب ألـ لو‪ .‬فكيؼ يتعزى؟ ىو يمجأ لكممة اهلل‬ ‫يميج فييا ويتمذذ بيا‪ .‬وقد يعني بالرؤساء الشياطيف الشامتيف فيو اذ اخطأ ‪ .‬لذلؾ يعود ويميج بفرائض اهلل‪.‬‬

‫‪340‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (د))‬

‫قطعة (د) الوصية حياة لمنفس المتضعة‬

‫عودة لمجدول‬

‫اب َن ْف ِسي‪ ,‬فَأ ْ ِ‬ ‫آية (ٕ٘) ‪ٕ٘" -‬لَ ِ‬ ‫صقَ ْت ِبالتر ِ‬ ‫ب َكمِ َم ِت َك‪".‬‬ ‫سَ‬ ‫َح ِيني َح َ‬ ‫َ‬ ‫ىو سابقا تكمـ عف العار الذي يمحؽ بالخاطئ ‪ .‬وىنا رأي ماذا كانت نتيجة الخطية النيائية ووجد انيا الموت‬ ‫ووجد اف في تنفيذ الوصية حياة (تث‪ + ٗٙ2ٖٕ،ٗٚ‬تثٓٔ‪ + ٕٓ-ٕٔ2‬يؤ​ٔ‪ .)ٕ٘2‬فمف يمتصؽ بالرب يحيا‪.‬‬ ‫ومف يخالؼ الوصية ينفصؿ عف اهلل فيموت "لؾ اسـ أنؾ حي وأنت ميت" (رؤٖ‪ .)ٔ2‬ومف يقدـ توبة يقاؿ عنو‬

‫"ابني ىذا كاف ميتاً فعاش"‪ .‬ومف أحب الخطية تمتصؽ نفسو بتراب ىذا العالـ وشيواتو الشريرة‪ ،‬وحتى يقترب مف‬ ‫اهلل ثانية عميو أف ينسحؽ ويتواضع وتمتصؽ نفسو بالتراب كما فعؿ أىؿ نينوى فيقبمو اهلل ويعود لمحياة ثانية‪.‬‬

‫(يساعد عمى ىذا المطانيات في خشوع)‪ .‬وكؿ مف يشعر بالخطية في داخمو‪ ،‬يشعر أنيا تقوده لمموت فيصرخ‬ ‫إلى اهلل "أ ْ ِ‬ ‫ب َكمِ َم ِت َك" (رو‪ .)ٕٗ2ٚ‬واذ يرى الرب إنسحاؽ ىذا اإلنساف يرفعو مف المزبمة ويأخذ الرب‬ ‫سَ‬ ‫َح ِيني َح َ‬ ‫ىذا التراب وينفخ فيو نسمة حياة وتكوف لو ىذه الحياة قيامة أولى‪ .‬وكبلـ اهلل حي ويحيي النفس (عبٗ‪.)ٕٔ2‬‬ ‫ووعوده محيية لمف يستجيب لعمؿ الكممة فيو فتكوف لو أيضاً قيامة ثانية‪(.‬رؤٕٓ‪ .)ٙ2‬ولذلؾ نصمي ىذه اآلية‬ ‫في تجنيز الموتي‪ ،‬فالميت سيوضع في القبر ويمتصؽ بالتراب بؿ ويصير تراباً فينطبؽ عميو "لَ ِ‬ ‫صقَ ْت ِبالتر ِ‬ ‫اب‬ ‫َ‬ ‫َن ْف ِسي "‪ .‬والكنيسة تصمي برجاء أف يعطيو اهلل حياة‪ .‬والمسيح أعطانا جسده لتكوف لنا حياة‪ .‬فمنتب وننسحؽ‬

‫ونتناوؿ فيكوف لنا حياة‪.‬‬ ‫أْ ِ‬ ‫ب َكمِ َم ِت َك = ارجع لي الحياة حسب ارادتؾ ‪ ،‬ونجد اشتياؽ بروح النبوة لفداء المسيح الذي اعاد لنا‬ ‫سَ‬ ‫َح ِيني َح َ‬ ‫الحياة‬ ‫‪ٕٙ‬‬ ‫ض َك‪".‬‬ ‫استَ َج ْب َ‬ ‫ص َّر ْح ُ‬ ‫ت لِي‪َ .‬عمٍّ ْم ِني فَ َرِائ َ‬ ‫ت ِبطُ​ُرِقي فَ ْ‬ ‫آية (‪ " - )ٕٙ‬قَ ْد َ‬ ‫ت لِي = قد أخبرتؾ بطرقي (في ترجمات أخرى)‪ .‬ىنا المرتؿ يعترؼ أماـ اهلل بطرقو‬ ‫استَ َج ْب َ‬ ‫ص َّر ْح ُ‬ ‫ت ِبطُ​ُرِقي فَ ْ‬ ‫قَ ْد َ‬

‫غير المستقيمة ويطمب الغفراف‪ .‬ويطمب أف اهلل يعرفو وصاياه فيسمؾ فييا‪.‬‬

‫‪ٕٚ‬‬ ‫اك فَ ٍّي ْم ِني‪ ,‬فَأَُنا ِج َي ِب َع َج ِائ ِب َك‪".‬‬ ‫ص َاي َ‬ ‫آية (‪ " - )ٕٚ‬طَ ِر َ‬ ‫يق َو َ‬ ‫مف الميـ جداً بؿ وحيوي أف نردد كبلـ اهلل المقدس كؿ اليوـ فيولد فينا ح اررة روحية‪.‬‬ ‫‪ٕٛ‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب َكبلَ ِم َك‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٕٛ‬قَ َ‬ ‫سَ‬ ‫ط َر ْت َن ْفسي م َن ا ْل ُح ْز ِن‪ .‬أَق ْمني َح َ‬ ‫أحزاف المرنـ ناتجة عف تقصيره في تنفيذ الوصية‪ .‬قَطَ َر ْت َن ْف ِسي ِم َن ا ْل ُح ْز ِن = صار مثؿ شمعة مشتعمة تقطر‬ ‫قطرة تمو قطرة إلى أف تذوب‪ .‬وىذه حقيقة فنحف في خبلؿ فترة حياتنا عمي االرض نذوب يوما وراء يوـ الي اف‬

‫رجاء‪ .‬فالحزف اليائس ىو عمؿ شيطاني‪ ،‬أما الحزف‬ ‫نموت وىناؾ فرؽ كبير بيف الحزف اليائس والحزف الممموء‬ ‫ً‬

‫‪341‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (د))‬

‫الذي يصاحبو رجاء في قبوؿ اهلل لمتائب يدفع النفس أف تبتيج بقبوؿ اهلل ليا كنفس تائبة فتسبح اهلل لذلؾ نجد‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب َكبلَ ِم َك = إعطني قيامة مف موت الخطية‪ ،‬فأسمؾ في كبلمؾ ووصاياؾ‪ .‬ىنا المرنـ‬ ‫سَ‬ ‫المرنـ يضيؼ أَق ْمني َح َ‬ ‫يشعر أف اهلل لف يقبمو فقط كتائب بؿ سيعينو في طريقو‪ .‬وايضا بروح النبوة نجد في ىذه االية اشتياؽ لقيامتو‬ ‫التي ستكوف في المسيح ‪.‬‬ ‫‪ٕٜ‬‬ ‫يع ِت َك ْار َح ْم ِني‪".‬‬ ‫يق ا ْل َك ِذ ِب أ َْب ِع ْد َع ٍّني‪َ ,‬وِب َ‬ ‫آية (‪ " - )ٕٜ‬طَ ِر َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫المرنـ يشعر بأف الخطية ساكنة فيو‪ ،‬وأنو غير قادر أف يسمؾ في طريؽ وصايا اهلل مف نفسو‪ ،‬وأنو يحتاج لمعونة‬ ‫يق ا ْل َك ِذ ِب = عادة الكذب ىي عادة رديئة‪ ،‬ىي ضد اهلل‪ ،‬فاهلل ىو حؽ مطمؽ وال يقبؿ أي كذب أو‬ ‫إليية‪ .‬طَ ِر َ‬

‫يع ِت َك ْار َح ْم ِني= واف كانت شريعتؾ تحكـ عمي‬ ‫غش أو إعوجاج‪ .‬طريؽ الظمـ (سبعينية)‪ .‬واف اخطأت يارب ِب َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫الخاطئ بالموت‪ ،‬لكننى يا رب اف االساس في شريعتؾ ىو الرحمة فانت ال تريد موت االنساف وىبلكو ‪.‬‬

‫ٖٓ‬ ‫َح َكام َك قُد ِ‬ ‫َّامي‪".‬‬ ‫آية (ٖٓ) ‪ْ " -‬‬ ‫يق ا ْل َحقٍّ‪َ .‬ج َع ْم ُ‬ ‫ت طَ ِر َ‬ ‫اختَْر ُ‬ ‫ت أْ َ‬ ‫ق = طريؽ اهلل‪ .‬والحظ قولو اخترت فاهلل ال يعيف إال مف يختار‬ ‫يق ا ْل َح ٍّ‬ ‫الطريؽ المضاد لطريؽ الكذب ىو طَ ِر َ‬

‫طريقو بإرادتو الحرة‪ .‬ىو سبؽ وطمب الرحمة حتى اليموت ‪ ،‬لكنو يعمـ انو ال رحمة اال لمتائب الذي يختار طريؽ‬

‫الحؽ ‪.‬‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ٖٔ" -‬لَ ِ‬ ‫اد ِات َك‪َ .‬يا َرب‪ ,‬الَ تُ ْخ ِزِني‪".‬‬ ‫ت ِب َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫ص ْق ُ‬ ‫بدأ المرنـ بقولو لصقت بالتراب نفسي‪ .‬وىنا يقوؿ لَ ِ‬ ‫اد ِات َك = فيو حينما اتضع وأنسحؽ وعاد هلل‪ ،‬عاد‬ ‫ت ِب َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫ص ْق ُ‬ ‫اهلل إليو واختبر لذة العشرة مع اهلل فاختار طريؽ الحؽ ولمس معونة اهلل وشركتو فقرر أف يمتصؽ بشياداتو‬

‫فيخمص مف حياة الحزف‪.‬‬

‫آية (ٕٖ) ‪ِ ٖٕ" -‬في طَ ِري ِ‬ ‫ب َق ْم ِبي‪".‬‬ ‫ص َاي َ‬ ‫اك أ ْ‬ ‫َج ِري‪ ,‬أل ََّن َك تَُر ٍّح ُ‬ ‫ق َو َ‬ ‫مف يحفظ الوصية يسكف عنده اهلل (يوٗٔ‪ .)ٕٖ2‬ومف صار مسكناً هلل يصبح قمبو متسعاً يتحمؿ أخطاء الناس‬ ‫وضعفاتيـ في شفقة ومحبة (ٕكو‪ .)ٖٔ-ٔ​ٔ2ٙ‬واهلل يعمؿ فينا بروحو القدوس عندما تنسكب محبة اهلل في قموبنا‬

‫فيصبح قمب اإلنساف متسع بالمحبة لمجميع‪ .‬والعكس فمف يسمؾ في طريؽ الخطية يتحوؿ قمبو لقمب أناني‬

‫شيواني منغمؽ عمى ذاتو‪ ،‬متذم اًر ميموماً‪.‬‬

‫والحظ التقدـ والنمو في طريؽ عبلقتو بالوصية طريؽ الكذب ابعد عني (‪....)ٕٜ‬اخترت طريؽ الحؽ‬

‫(ٖٓ)‪....‬لصقت بشيادتؾ (ٖٔ)‪....‬في طريؽ وصاياؾ اجري (ٕٖ) ىنا اندفع في طريؽ السماء‪.‬‬

‫‪342‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (هـ))‬

‫قطعة (ه) ترتيب الحياة طبقاً لموصية‪.‬‬

‫عودة لمجدول‬

‫ٖ​ٖ‬ ‫يق فَرِائ ِ‬ ‫ظ َيا إِلَى ٍّ‬ ‫الن َي َاي ِة‪".‬‬ ‫َحفَ َ‬ ‫آية (ٖ​ٖ) ‪َ " -‬عمٍّ ْم ِني َيا َرب َ‬ ‫ض َك‪ ,‬فَأ ْ‬ ‫ط ِر َ َ‬ ‫حينما سار وجري في الطريؽ ‪ ،‬خاؼ اف يرتد لضعفو وىنا يطمب مف اهلل اف يثبتو في الطريؽ لمنياية‪.‬والطريؽ‬

‫الروحي يحتاج أف نتعمـ فيو مف اهلل‪ ،‬ونكوف كتبلميذ أماـ معمميـ حتى ال يحدث إنحراؼ‪" .‬ولكف مف الميـ أيضاً‬ ‫أف يكوف لنا مرشد وأب اعتراؼ"‪.‬‬

‫ٖٗ‬ ‫ظ َيا ِب ُك ٍّل َق ْم ِبي‪".‬‬ ‫َحفَ َ‬ ‫آية (ٖٗ) ‪ " -‬فَ ٍّي ْم ِني فَأُالَ ِح َ‬ ‫ظ َ‬ ‫يعتَ َك‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫المرنـ يحب أف يفيـ الناموس‪ ،‬ويصمي ليعطيو اهلل فيماً‪ .‬وحينما نفيـ فائدة الوصية وأنيا أعطيت ليكوف في‬

‫تنفيذىا حياة‪ .‬نحفظيا مف كؿ القمب‪ ،‬أي برغبة وحب واصرار‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ٖ٘ ِ ِ‬ ‫س ِب ِ‬ ‫ت‪".‬‬ ‫ص َاي َ‬ ‫س ِرْر ُ‬ ‫اك‪ ,‬أل ٍَّني ِبو ُ‬ ‫يل َو َ‬ ‫آية (ٖ٘) ‪َ " -‬دٍّرْبني في َ‬ ‫َدٍّرْب ِني = إىدني في السبعينية‪ .‬فاإلنساف متمرد بطبيعتو ويحتاج إلى ترويض وىذا يعممو اهلل مع كؿ نفس تريده‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ت = ىنا نرى االختيار بحرية لطريؽ اهلل ونرى‬ ‫س ِرْر ُ‬ ‫وىذا الترويض قد يشمؿ بعض التجارب واالالـ ‪ .‬أل ٍَّني ِبو ُ‬ ‫أنو غير قادر وحده أف يسمؾ فيو ويحتاج لتدريب وفيـ مف اهلل حتى ال ينحرؼ‪.‬‬ ‫شي َ ِ‬ ‫‪ِ ٖٙ‬‬ ‫س ِب‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٖٙ‬أَم ْل َق ْم ِبي إِلَى َ َ‬ ‫ادات َك‪ ,‬الَ إِلَى ا ْل َم ْك َ‬

‫س ِب = الظمـ‬ ‫نرى ىنا طريؽ االنحراؼ الذي يغوى كؿ نفس تسير في طريؽ اهلل وىو أنيا تميؿ إِلَى ا ْل َم ْك َ‬ ‫(سبعينية) أي يظمـ المساكيف ويغش ليزداد مكسبو‪ .‬المكسب في حد ذاتو ليس خطية‪ .‬والخطية ىي في ظمـ‬

‫اآلخريف أو أف يصير المكسب في حد ذاتو ىدفاً لمنفس وليس وسيمة يعيش بيا اإلنساف‪ .‬واإلنساف يجب أف‬ ‫اد ِ‬ ‫ات اهلل= أي ينفذىا بحب ومف‬ ‫يكوف لو ىدؼ واحد وىنا يطمب المرنـ أف يكوف ىدفو‪ ،‬أف ي ِمي ْل َق ْم ِبو إِلَى َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫يميؿ قمبو لشيادات اهلل يكره الظمـ والطمع ومحبة العالـ التي ىي عداوة هلل (يعٗ‪ .)ٗ2‬والعكس فمف يحب الطمع‬ ‫ويمؤل قمبو مف الشيوات العالمية يختفي مف قمبو محبة اهلل (مت‪ .)ٕٗ2ٙ‬داود ىنا بعد اف سار في طريؽ اهلل‬

‫يعمـ انو ال بد مف وجود عثرات ويطمب المعونة‬ ‫اط ِل‪ِ .‬في طَ ِر ِ‬ ‫النظَ ِر إِلَى ا ْلب ِ‬ ‫آية (‪َ ٖٚ" - )ٖٚ‬ح ٍّو ْل َع ْي َن َّي َع ِن َّ‬ ‫َح ِي ِني‪".‬‬ ‫يق َك أ ْ‬ ‫َ‬ ‫متفقة مع آية (‪ .)ٖٙ‬فأباطيؿ العالـ كثيرة وقد تغرى اإلنساف أف ينساؽ وراءىا تاركاً وصايا اهلل (غني‪ /‬جماؿ‪/‬‬ ‫قوة‪ /‬سمطة‪ /‬شيوة‪ /‬رئاسة‪ /‬صيت‪ /‬مديح‪ ) ..‬فالسعي وراء ىذا ىو باطؿ األباطيؿ (جأ‪ )ٕ2‬والسبب أف كؿ ىذا‬

‫طريقو إلى زواؿ‪ .‬ولذلؾ عمينا أف نركز أنظارنا إلى السماء حيث المسيح جالس ينتظرنا أف نغمب‪.‬‬

‫‪343‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (هـ))‬

‫‪ٖٛ‬‬ ‫يك‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٖٛ‬أ َِق ْم لِ َع ْب ِد َك قَ ْولَ َك الَِّذي لِ ُمتَّ ِق َ‬ ‫أي تمـ يا رب وعودؾ الصادقة معي ألنني اتقيتؾ‪ .‬ىذه جسارة البنيف مع أبييـ السماوي‪ ،‬أف يجعميـ آنية كرامة‬

‫إذ اختاروه بحريتيـ‪.‬‬ ‫آية (‪ٖٜ" - )ٖٜ‬أ َِز ْل َع ِ‬ ‫ام َك طَ ٍّي َب ٌة‪".‬‬ ‫اري الَِّذي َح ِذ ْر ُ‬ ‫ت ِم ْن ُو‪ ,‬ألَ َّن أ ْ‬ ‫َح َك َ‬ ‫العار الذي نرفضو ىو أف نسقط في خطية فيعيرنا إبميس بيا ويذلنا بسببيا‪ .‬ومف يريد أف يخمص مف عار كيذا‬

‫ام َك طَ ٍّي َب ٌة = وال يمحقو عار‪.‬‬ ‫فميسمؾ بوصايا اهلل فإنيا حموة = أ ْ‬ ‫َح َك َ‬

‫ٓٗ‬ ‫َح ِي ِني‪".‬‬ ‫آية (ٓٗ) ‪ " -‬ىأَ​َن َذا قَِد ا ْ‬ ‫ص َاي َ‬ ‫شتَ َي ْي ُ‬ ‫اك‪ِ .‬ب َع ْدلِ َك أ ْ‬ ‫ت َو َ‬ ‫حينما تذوؽ المرنـ حبلوة الوصية اشتياىا‪ .‬وعدؿ اهلل المحيي ظير عمى الصميب‪.‬‬

‫الحظ التسمسل الرائع فيما يطمبو المرنم ‪-‬‬

‫عممنى ‪ -2‬ىذه ىى البداية إلنساف كاف ال يعرؼ شيئا عف طريؽ اهلل (موسى األسود مثبل)‪.‬‬

‫فيمنى ‪ -2‬ىو سمع وصايا واآلف يريد أف يفيـ ما فائدة ىذه الوصايا‪( .‬فترة المناقشات والجداؿ لممبتدئيف)‬

‫دربنى ‪ -2‬ىنا بدأ الجسد يتمرد والمرنـ يطمب ترويضو‪ .‬ىذه تشبو التداريب العممية بعد المحاضرات النظرىة‪.‬‬

‫أمل قمبى إلى شياداتك ‪ -2‬ىو يمارس وينفذ الوصايا بالتغصب واآلف يريد أف تنفتح عينيو ويكتشؼ لذتيا‪.‬‬

‫حول عينى عن النظر إلى الباطل ‪ -2‬ىذه تشبو المثؿ الذى قالو الرب عمف وجد لؤلؤة كثيػرة الػثمف فمضػى وبػاع‬ ‫ٍّ‬ ‫ما عنده مف آللئ ليشترييا‪ .‬كاف العالـ بممذاتو يجذبو فى الماضى واآلف صار يجده نفاية‪.‬‬

‫وىذا التمذذ بالوصػية واكتشػاؼ بطػبلف الممػذات العالميػة َّ‬ ‫عبػر عنػو المػرنـ فػى اآليػات ٖٓٔ ‪ ٔٓٗ ،‬قطعػة (ـ)‪.‬‬

‫‪344‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (و))‬

‫قطعة (و) الشيادة لكممة اهلل‬

‫عودة لمجدول‬

‫ٕٗ‬ ‫ٔٗ ِ ِ ِ‬ ‫ُج ِ‬ ‫ت َعمَى‬ ‫ب ُم َع ٍّي ِري َكمِ َم ًة‪ ,‬أل ٍَّني اتَّ َك ْم ُ‬ ‫او َ‬ ‫ب قَ ْوِل َك‪ ,‬فَأ َ‬ ‫سَ‬ ‫ص َك َح َ‬ ‫اآليات (ٔٗ‪ " - )ٕٗ-‬لتَأْتني َر ْح َمتُ َك َيا َرب‪َ ,‬خبلَ ُ‬ ‫َكبلَ ِم َك‪".‬‬

‫ىنا المرنـ يطمب الرحمة والخبلص األبدي وىذاف كانا بالمسيح‪ .‬فيو ىنا يتمسؾ بوعود اهلل بيذا المخمص الذي‬

‫وعد بو اهلل‪ ،‬وىذا الوعد ال يخمو منو سفر في العيد القديـ‪ ،‬ابتداء مف (تؾٖ‪ + ٔ٘2‬تث‪ + ٔ٘2ٔٛ‬تؾٕ​ٕ‪،ٔٛ2‬‬

‫‪ .)ٔٓ2ٜٗ‬وال ُم َع ٍّي ِرين ىنا ىـ مف يشككوف المرنـ في فائدة انتظاره لمخبلص ويدفعونو لميأس‪ ،‬وكاف ىذا صوت‬ ‫إبميس دائماً وال يزاؿ‪ .‬فالمرنـ يريد أف يعطيو اهلل براىيف واضحة لخبلصو العجيب ليجيب الذيف يعيرونو بأنو‬ ‫ىالؾ ومرفوض‪ .‬والرب يسوع نفسو لـ يسمـ مف تعييرات الخطاة‪.‬‬

‫ٗ​ٗ‬ ‫ٖٗ‬ ‫ق ُك َّل َّ‬ ‫يعتَ َك‬ ‫ع ِم ْن فَ ِمي َكبلَ َم ا ْل َح ٍّ‬ ‫َحفَ َ‬ ‫ظ َ‬ ‫اآليات (ٖٗ‪َ " - )ٗ​ٗ-‬والَ تَ ْن ِز ْ‬ ‫الن ْز ِع‪ ,‬أل ٍَّني ا ْنتَظَ ْر ُ‬ ‫ام َك‪ .‬فَأ ْ‬ ‫ت أْ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫َح َك َ‬ ‫َّى ِر َواأل َ​َب ِد‪" ,‬‬ ‫َد ِائ ًما‪ ,‬إِلَى الد ْ‬

‫يطمب المرنـ أف ال ينزع اهلل مف فمو كممة الحؽ‪ .‬ونطمب أف ال ينزع اهلل مف فمنا قوؿ اإليماف حتى النفس‬

‫األخير‪ ،‬نقوليا بشجاعة (الشيداء أمثمة) كؿ حيف‪ .‬في الضيؽ والرحب‪ ،‬في المرض وفي الصحة‪ .‬في الغنى وفي‬

‫الرحب وأيضاً في الفقر والعوز‪.‬‬

‫آية (٘ٗ) ‪َ ٗ٘" -‬وأَتَ َم َّ‬ ‫اك‪".‬‬ ‫ص َاي َ‬ ‫شى ِفي َر ْح ٍب‪ ,‬أل ٍَّني طَمَ ْب ُ‬ ‫ت َو َ‬ ‫مف يسمؾ في وصايا اهلل يخرج مف األنانية واإلنغبلقية إلى الرحب والسعة ومف التعصب إلى سعة القمب ‪،‬‬

‫فيحوي الجميع حباً وبذالً‪ .‬بؿ إذا اضطيد يفرح (أع٘‪.)ٗٔ2‬‬

‫‪ٗٙ‬‬ ‫اد ِات َك قُدَّام ممُ ٍ‬ ‫َخ َزى‪",‬‬ ‫وك َوالَ أ ْ‬ ‫آية (‪َ " - )ٗٙ‬وأَتَ َكمَّ ُم ِب َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫َ ُ‬ ‫الممؾ يستطيع ولو السمطة أف يقتؿ‪ ،‬والمرنـ بغير خوؼ يقوؿ "شيدت لؾ يا رب أماـ مموؾ وكنت غير ميتـ‬

‫بمف يقتؿ الجسد وليس لو سمطاف عمى الروح" (متٓٔ‪ + ٕٛ2‬أع٘‪ + ٕٜ2‬دا ‪ + ٔٚ2ٖ،ٔٛ‬أعٕٓ‪ .)ٜٔ2ٗ،‬لكف‬ ‫ىذا يجب أف يسبقو إيماف قوي‪.‬‬

‫‪َّ ٗٚ‬‬ ‫ت‪".‬‬ ‫ص َاي َ‬ ‫َح َب ْب ُ‬ ‫اك الَِّتي أ ْ‬ ‫آية (‪َ " - )ٗٚ‬وأَتَمَذ ُذ ِب َو َ‬ ‫مف يحب شئ يميج فيو دائماً‪ ،‬لقد صارت الوصية لذتو‪.‬‬ ‫‪ٗٛ‬‬ ‫اجي ِبفَرِائ ِ‬ ‫ت‪َ ,‬وأَُن ِ‬ ‫ض َك‪".‬‬ ‫آية (‪َ " - )ٗٛ‬وأ َْرفَعُ َي َد َّ‬ ‫ص َاي َ‬ ‫اك الَِّتي َوِد ْد ُ‬ ‫ي إِلَى َو َ‬ ‫َ‬

‫‪345‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (و))‬

‫اك = رفع اليديف يشير إلى تمسكو الشديد بيا واشتيائو أف ينفذىا‪،‬‬ ‫يكرر آية (‪ )ٗٚ‬لمتثبيت‪ْ .‬رفَ ُعت َي َد َّ‬ ‫ص َاي َ‬ ‫ي إِلَى َو َ‬ ‫واليديف أداة التنفيذ‪ ،‬فكأنو يرفع يديو إلى اهلل ليعطيو القوة أف ينفذ كؿ الوصايا تماماً‪.‬‬

‫‪346‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ز))‬

‫قطعة (ز) كبلم اهلل ىو تعزيتنا في وسط الضيقة‬

‫عودة لمجدول‬

‫آية (‪ٜٗ" - )ٜٗ‬اُ ْذ ُك ْر لِ َع ْب ِد َك ا ْلقَ ْو َل الَِّذي َج َع ْمتَِني أَ ْنتَ ِظ ُرهُ‪".‬‬ ‫أ ْذ ُك ْر = ىذه ال تعني أف اهلل قد نسى وعوده ونحف نذكره بيا‪ .‬ولكف تعني أننا نؤمف بصدؽ وعوده‪ ،‬ونطالبو بأف‬

‫ينفذىا‪ .‬ودائماً تستخدـ الكنيسة ىذه الكممة في صمواتيا‪ .‬ووعود اهلل لداود مثؿ أنو يثبت مممكتو (ٔأي‪-ٚ2ٔٚ‬‬

‫ٖٔ) وغيرىا‪ .‬ووعوده لكؿ مؤمف كثيرة (مت٘‪ + ٕٔ-ٖ2‬مت‪ + ٚ2ٚ،ٛ‬لؤ​ٔ‪ + ٖٔ-ٔٓ2‬يوٗٔ‪+ ٖٔ2ٔٗ،‬‬ ‫يوٖٕ‪ + ٕٔ2ٔٗ،‬أشٔ‪ + ٔٛ2‬مزٓ٘‪ + ٔ٘2‬يو‪ + ٖ٘2ٙ‬أش‪ + ٔ٘2ٜٗ،ٔٙ‬زؾٕ‪ )ٙ2‬وغيرىا كثير‪ .‬نحف نعتمد‬ ‫في صمواتنا عمى الوعود اإلليية ونطمب بإيماف‪ ،‬وننتظر اهلل بصبر‪.‬‬

‫آية (ٓ٘) ‪ِ ٘ٓ" -‬‬ ‫َح َي ِاني‪".‬‬ ‫ىذ ِه ِى َي تَ ْع ِزَي ِتي ِفي َم َذلَِّتي‪ ,‬أل َّ‬ ‫َن قَ ْولَ َك أ ْ‬ ‫َح َي ِاني = كبلـ اهلل‬ ‫وعود اهلل أعطتو حياة وتعزية وبدونيا كاف قد ىمؾ (مز‪ )ٜٕ2ٔ​ٜٔ‬وسط ضيقاتو‪ .‬أل َّ‬ ‫َن قَ ْولَ َك أ ْ‬ ‫يعطي رجاء فيحيي النفوس المائتة باليأس أو بالخطية أو بالحزف‪ .‬فكبلـ اهلل روح وحياة (يو‪.)ٖ2ٔ٘ + ٖٙ2ٙ‬‬ ‫فالطعاـ يشبع الجسد وكبلـ اهلل يشبع الروح‪ .‬ليس بالخبز وحده يحيا اإلنساف بؿ بكؿ كممة تخرج مف فـ اهلل‬

‫(متٗ‪.)ٗ2‬‬

‫ٔ٘‬ ‫ش ِريع ِت َك لَم أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َم ْل‪".‬‬ ‫آية (ٔ٘) ‪ " -‬ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ‬ ‫ون ْ‬ ‫استَ ْي َأزُوا ِبي إلَى ا ْل َغ َاية‪َ .‬ع ْن َ َ ْ‬ ‫استَ ْي َأزُوا ِبي = تجاوزوا الناموس‪ .‬فيـ استي أزوا بو ألنو ينفذ ناموس اهلل‪ ،‬وىذا أسموب إبميس‪ .‬فمف‬ ‫ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ‬ ‫ون ْ‬

‫يجده متمسكاً بالوصية يسمى ىذا وسوسة وضيؽ أفؽ ومف يتمسؾ بعقيدتو يسمى ىذا تعصب‪ ،‬ومف يحزف عمى‬

‫خطيتو يسمى ىذا اكتئاب‪ ،‬ولو صمي وصاـ يسمى ىذا رياء وحب ظيور‪ ،‬ولو سمـ حياتو هلل قاؿ ىذا استسبلـ‪.‬‬ ‫ولكنو لـ َي ِم ْؿ عف شريعة اهلل وتمسؾ بيا مثؿ كؿ الشيداء (ٕتيٖ‪.)ٔٗ-ٕٔ2‬‬ ‫ٕ٘‬ ‫ت‪".‬‬ ‫ام َك ُم ْن ُذ الد ْ‬ ‫َّى ِر َيا َرب‪ ,‬فَتَ َع َّزْي ُ‬ ‫آية (ٕ٘) ‪ " -‬تَ َذ َّك ْر ُ‬ ‫ت أْ‬ ‫َح َك َ‬ ‫الشييد كاف يذكر "كف أميناً إلى الموت فسأعطيؾ إكميؿ الحياة" (رؤٕ‪ )ٔٓ2‬فيتشدد ويتعزى‪ .‬ولنراجع مراحـ اهلل‬

‫عبر تاريخ الكتاب المقدس ‪ ،‬وىذا ما يعطي تعزية‪.‬‬

‫آية (ٖ٘) ‪ٖ٘" -‬ا ْلح ِم َّي ُة أ َ ِ‬ ‫ار تَ ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫يع ِت َك‪".‬‬ ‫س َب ِب األَ ْ‬ ‫ارِكي َ‬ ‫َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫َخ َذتْني ِب َ‬ ‫َخ َذتْ ِني = الكآبة ممكتني(سبعينية) = البار يحزف حيف يرى إنساناً يسمؾ في الشر فيو يعرؼ مصيره‬ ‫ا ْل َح ِم َّي ُة أ َ‬ ‫وأنو سوؼ ييمؾ (أع‪ٔ + ٖٓ-ٔٙ2ٔٚ‬كو‪ٕ + ٕ٘2ٕٔ،ٕٙ‬كؤ​ٔ‪.)ٕٜ2‬‬

‫‪347‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ز))‬

‫آية (ٗ٘) ‪٘ٗ" -‬تَرِن ٍ‬ ‫ض َك ِفي َب ْي ِت ُغ ْرَب ِتي‪".‬‬ ‫ص َار ْت لِي فَ َرِائ ُ‬ ‫يمات َ‬ ‫ْ َ‬ ‫كأف المرنـ ىنا يعتذر هلل عف ىؤالء األشرار الذيف استيانوا بناموسو ويقوؿ ولكف أنا أعمـ حبلوة ناموسؾ وأليج‬ ‫فيو وصار ترنيمتي (الكتاب المقدس كمو)‪.‬‬

‫‪٘ٙ‬‬ ‫اآليات (٘​٘‪َ ٘​٘" - )٘ٙ-‬ذ َكر ُ ِ‬ ‫ت‬ ‫ت َ‬ ‫ص َار لِي‪ ,‬أل ٍَّني َح ِف ْظ ُ‬ ‫اس َم َك َيا َرب‪َ ,‬و َح ِف ْظ ُ‬ ‫ت في المَّْي ِل ْ‬ ‫يعتَ َك‪ .‬ى َذا َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫ْ‬ ‫اك‪".‬‬ ‫ص َاي َ‬ ‫َو َ‬ ‫كاف المرنـ يستغؿ ىدوء الميؿ في التأمؿ‪ ،‬ويفرح بيذه الخموة مع اهلل‪ .‬والميؿ يشير ليذا العالـ‪ ،‬فنحف اآلف ننتظر‬

‫مجيء المسيح الثاني وىو شمس البر‪ .‬أي أننا في فترة غربتنا ننتظر المسيح‪ ،‬عمينا أف نذكر إسمو فنتعزى في‬ ‫ص َار ِلي‪.‬‬ ‫ضيقتنا ونتشدد في ضعفنا‪ .‬لقد صارت لو ىذه التعزية وسط الميؿ ألنو حفظ الوصايا= ى َذا َ‬

‫‪348‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ح))‬

‫قطعة (ح) النفس تسعى لكي يرضى الرب عمييا ويكون ىو نصيبيا‬

‫عودة لمجدول‬

‫آية (‪َ ٘ٚ" - )٘ٚ‬ن ِ‬ ‫ت لِ ِح ْف ِظ َكبلَ ِم َك‪".‬‬ ‫صي ِبي َّ‬ ‫الرب‪ُ ,‬ق ْم ُ‬ ‫يشوع وزع األرض كأنصبة عمى كؿ األسباط ما عدا البلوييف فقد كاف الرب ىو نصيبيـ (عد‪ .)ٕٓ2ٔٛ‬وكؿ مف‬ ‫ترؾ العالميات يكوف الرب نصيبو‪ ،‬ويكوف الرب ىو كؿ شئ لو‪ .‬يعطيو بركة عمى األرض ونصيباً في الميراث‬ ‫السماوي‪ .‬لِ ِح ْف ِظ َكبلَ ِم َك = مف ىو الذي يكوف نصيبو ىو الرب؟ ىو مف يحفظ وصاياه‪ ،‬لذلؾ حفظيا المرنـ‪.‬‬ ‫‪٘ٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ب قَ ْولِ َك‪".‬‬ ‫َّي ُ‬ ‫آية (‪ " - )٘ٛ‬تَ​َرض ْ‬ ‫سَ‬ ‫ت َو ْج َي َك ِب ُك ٍّل َق ْم ِبي‪ْ .‬ار َح ْمني َح َ‬ ‫ت َو ْج َي َك = فيو يحاوؿ حفظ الوصايا ويسير الميؿ ليتأمؿ شريعة اهلل وكبلمو المقدس‪.‬‬ ‫َّي ُ‬ ‫ىنا نرى الجياد= تَ​َرض ْ‬ ‫ولكنو ال يعتمد عمى جياده بؿ يقوؿ ارحمني‪ .‬فنحف ال نعتمد عمى جيادنا‪ ،‬بؿ عمينا أف نجاىد ولكف خبلصنا‬

‫ىو بنعمة اهلل ورحمتو‪ .‬لذلؾ ال تكؼ كنيستنا عف ترديد صبلة "يا رب إرحـ"‪ .‬وكؿ مف يشعر بخطيتو فميصمي‬

‫ىكذا‪.‬‬

‫ٓ‪ٙ‬‬ ‫‪ٜ٘‬‬ ‫ت ولَم أَتَو َ ِ ِ ِ‬ ‫شي َ ِ‬ ‫اك‪".‬‬ ‫ص َاي َ‬ ‫ت ِفي طُ​ُرِقي‪َ ,‬و َرَد ْد ُ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٙٓ-ٜ٘‬تَفَ َّك ْر ُ‬ ‫ادات َك‪ .‬أ ْ‬ ‫ت قَ َد َم َّي إِلَى َ َ‬ ‫ان لح ْفظ َو َ‬ ‫َس َر ْع ُ َ ْ َ‬ ‫ىناؾ طرؽ كثيرة أماـ اإلنساف‪ ،‬وعمينا أف نختبر كؿ طريؽ في ضوء وصايا اهلل‪ .‬وعندما نكتشؼ أف طريقنا غير‬

‫ت قَ َد َم َّي إِلَى‬ ‫متفؽ مع وصاياه عمينا أف نعود سريعاً لمطريؽ الصحيح‪ ،‬فتكوف خطواتنا بحسب وصايا اهلل= َرَد ْد ُ‬ ‫اد ِات َك ويكوف ىذا بسرعة وبدوف تو ٍ‬ ‫اف‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ش َي َ‬

‫ٔ‪ٙ‬‬ ‫ش َر ِ‬ ‫س َيا‪".‬‬ ‫ار ا ْلتَفَّ ْت َعمَ َّي‪ .‬أ َّ‬ ‫آية (ٔ‪ِ " - )ٙ‬ح َبا ُل األَ ْ‬ ‫َما َ‬ ‫يعتُ َك َفمَ ْم أَ ْن َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ار = قد تكوف اضطياداتيـ والضيقات التي يثيرىا األشرار ضد األبرار‪ ،‬وقد تكوف حيؿ إبميس وغوايتو‬ ‫ِح َبا ُل األَ ْ‬

‫لمبار ليسقط في ممذات العالـ تاركاً طريؽ اهلل‪ .‬والمرنـ ىنا يقوؿ أنو وسط ىذه المضايقات لـ ينس شريعة اهلل‬

‫فكانت تعزيو وتشدده‪.‬‬

‫آية (ٕ‪ِ ٕٙ" - )ٙ‬في م ْنتَ َ ِ َّ ِ‬ ‫َح َك ِام ِبٍّر َك‪".‬‬ ‫َح َم َد َك َعمَى أ ْ‬ ‫وم أل ْ‬ ‫ُ‬ ‫صف الم ْيل أَقُ ُ‬ ‫الميؿ يشير لضيقات وآالـ وتجارب ىذا العالـ‪ .‬وعمينا في ىذا الميؿ أف نصمي‪ .‬فممف نذىب لغير اهلل !!‬ ‫ٖ‪ٙ‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اك‪".‬‬ ‫ص َاي َ‬ ‫آية (ٖ‪َ " - )ٙ‬رِف ٌ‬ ‫يق أَ​َنا لِ ُك ٍّل الَِّذ َ‬ ‫ين َيتَّقُوَن َك َولِ َحافظي َو َ‬ ‫البار يحب صحبة األبرار‪ .‬فيو ال يجمس وسط المستيزئيف حتى ال يعثرونو‪.‬‬

‫آية (ٗ‪ٙٗ" - )ٙ‬ر ْحمتُ َك يا رب قَ ْد مؤل ِ‬ ‫ض َك‪".‬‬ ‫َت األ َْر َ‬ ‫ض‪َ .‬عمٍّ ْم ِني فَ َرِائ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪349‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ح))‬

‫رحمة اهلل واحساناتو تغمر العالـ كمو‪ ،‬األبرار واألشرار يستمتعوف بخيراتو‪.‬‬

‫‪350‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ط))‬

‫قطعة (ط) النفس الضالة يؤدبيا اهلل كأب حنون ليعيدىا‬

‫عودة لمجدول‬

‫٘‪ٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫ب َكبلَ ِم َك‪".‬‬ ‫ص َن ْع َ‬ ‫سَ‬ ‫ت َم َع َع ْبد َك َيا َرب َح َ‬ ‫آية (٘‪َ " - )ٙ‬خ ْي ًار َ‬ ‫كؿ األشياء تعمؿ معاً لمخير لمذيف يحبوف اهلل (رو‪ .)ٕٛ2ٛ‬ونجد ىنا المرنـ يتأمؿ في معامبلت اهلل معو طوؿ‬ ‫تعوج أدبو ببعض الضيقات و َّأذلو حتى ال ينتفخ‬ ‫حياتو‪ ،‬فوجد أف اهلل أحسف إليو كثي اًر وغمره بمحبتو ولكف حيف َّ‬

‫ويتكبر فييمؾ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫آية (‪َ ٙ​ٙ" - )ٙ​ٙ‬ذوقًا ِ‬ ‫ت‪".‬‬ ‫ص َاي َ‬ ‫آم ْن ُ‬ ‫صال ًحا َو َم ْع ِرفَ ًة َعمٍّ ْمني‪ ,‬أل ٍَّني ِب َو َ‬ ‫ْ َ‬ ‫اك َ‬ ‫صالِ ًحا = صبلحاً وأدباً ومعرفة عممني (سبعينية)‪ .‬ىنا المرنـ يستسمـ تماماً بيف يدي اهلل‪ ،‬واثقاً أف كؿ ما‬ ‫َذ ْوقًا َ‬ ‫ص ِال ًحا = ىذه عف األعماؿ الصالحة‪ .‬وىذه اهلل‬ ‫يسمح بو مف ألـ‪ ،‬إنما ىو ليدربو ويعممو ويرده إذا تعوج‪َ .‬ذ ْوقًا َ‬ ‫اعانو فعمميا َم ْع ِرفَ ًة = ىذه عف األقتناع الداخمي‪.‬‬ ‫‪ٙٚ‬‬ ‫ت قَ ْولَ َك‪".‬‬ ‫ت‪ ,‬أ َّ‬ ‫آية (‪ " - )ٙٚ‬قَ ْب َل أ ْ‬ ‫اآلن فَ َح ِف ْظ ُ‬ ‫ضمَ ْم ُ‬ ‫َما َ‬ ‫َن أُ َذلَّ َل أَ​َنا َ‬ ‫اهلل يسمح لنا باف نذؿ بسبب خطية ضممنا فييا‪ ،‬ليؤدبنا فنرجع إليو‪ .‬ونرى أف وسائؿ اهلل في تأديبنا وسائؿ ناجحة‬ ‫ت قَ ْولَ َك‪ .‬واهلل سمح بأف يذىب شعبو إلى سبي بابؿ بسبب وثنيتيـ‪ ،‬فمما عادوا‬ ‫فنرى المرنـ يقوؿ " أ َّ‬ ‫اآلن فَ َح ِف ْظ ُ‬ ‫َما َ‬ ‫وجدناىـ تابوا عنيا تماماً‪.‬‬ ‫‪ٜٙ‬‬ ‫‪ٙٛ‬‬ ‫َما أَ​َنا فَ ِب ُك ٍّل‬ ‫ون قَ ْد لَفَّقُوا َعمَ َّي َك ِذ ًبا‪ ,‬أ َّ‬ ‫صالِ ٌح أَ ْن َ‬ ‫ض َك‪ .‬ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ‬ ‫ت َو ُم ْح ِس ٌن‪َ .‬عمٍّ ْم ِني فَ​َرِائ َ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٜٙ-ٙٛ‬‬ ‫اك‪".‬‬ ‫ص َاي َ‬ ‫َق ْم ِبي أ ْ‬ ‫َحفَظُ َو َ‬

‫لنفيـ ىذه اآلية نذكر قصة أيوب‪ ،‬فإبميس المتكبر لفُّؽ كذباً ضد أيوب‪ ،‬ولكف اهلل الصالح سمح إلبميس أف‬ ‫يجربو‪ ،‬لكي يؤدب أيوب عمى خطية لـ يكف شاع اًر بيا وكاف يمكف أف تيمكو‪ ،‬وبيذا عممو فرائضو‪ .‬وأيوب كاف‬

‫با اًر باعتراؼ الكتاب المقدس وكاف يحفظ وصايا اهلل‪ .‬ولكف اهلل أراد لعبده البار أف َي ْكمؿ وبيذا أحسف إليو‪.‬‬

‫ٓ‪ٚ‬‬ ‫س ِم َن ِم ْث َل َّ‬ ‫يع ِت َك أَتَمَ َّذ ُذ‪".‬‬ ‫الش ْحِم َق ْم ُب ُي ْم‪ ,‬أ َّ‬ ‫َما أَ​َنا فَ ِب َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫آية (ٓ‪َ " - )ٚ‬‬ ‫َّ‬ ‫س ِم َن ِم ْث َل َّ‬ ‫الش ْحِم َق ْم ُب ُي ْم وبسبب ىذا‬ ‫النفس البارة وىي تتألـ مف مؤامرات األشرار تنظر ليـ واذا ىـ في تنعـ َ‬ ‫التنعـ وشعورىـ بقوتيـ تقست قموبيـ وتصوروا أنيـ في إمكانيـ أف يذلوا أوالد اهلل‪ ،‬ولـ يفيموا أف اهلل يستخدميـ‬ ‫يع ِت َك أَتَمَ َّذ ُذ‪.‬‬ ‫كأداة ليصمح بيا أوالده ويردىـ إليو‪ .‬ومف يفيـ طرؽ اهلل يتمذذ بيا= أ َّ‬ ‫َما أَ​َنا فَ ِب َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫ٔ‪ٚ‬‬ ‫ض َك‪".‬‬ ‫آية (ٔ‪َ " - )ٚ‬خ ْيٌر لِي أ ٍَّني تَ َذلَّ ْم ُ‬ ‫ت لِ َك ْي أَتَ َعمَّ َم فَ َرِائ َ‬

‫‪351‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ط))‬

‫ىنا توصَّؿ المرنـ إلى أف آالمو كانت لمخير‪ .‬ىؿ لو سألنا أيوب اآلف في مجده ماذا كنت تفضؿ؟ ىؿ يجيب أنو‬

‫كاف يود لو رفع اهلل عنو كأس آالمو!! قطعاً ال فآالمو كانت سبباً في مجده وفرحو أبدياً أما آالمو فكانت لمحظة‬

‫(رو‪.)ٔٚ2ٛ،ٔٛ‬‬

‫ٕ‪ٚ‬‬ ‫وف َذ َى ٍب وِفض ٍ‬ ‫ش ِريع ُة فَ ِم َك َخ ْير لِي ِم ْن أُلُ ِ‬ ‫َّة‪".‬‬ ‫َ‬ ‫آية (ٕ‪َ َ " - )ٚ‬‬ ‫ٌ‬ ‫ناموس اهلل ووصايا المسيح تقود لحياة أبدية أما الذىب والفضة فزائبلف‪.‬‬

‫‪352‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ى))‬

‫قطعة (ى) استسبلم كامل لمنفس بين يدي اهلل صانعيا‬

‫عودة لمجدول‬

‫ٖ‪ٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫اك ص َنعتَ ِاني وأَ ْن َ ِ‬ ‫اك‪".‬‬ ‫ص َاي َ‬ ‫شأَتَاني‪ .‬فَ ٍّي ْمني فَأَتَ َعمَّ َم َو َ‬ ‫َ‬ ‫آية (ٖ‪َ " - )ٚ‬ي َد َ َ َ‬ ‫المرنـ يطمب مف اهلل أف يعممو وصاياه فيو صنعة يديو‪ .‬واهلل خمقنا عمى صورتو وعندما خالفنا وصيتو خسرنا‬

‫صورة المجد التي كاف عمييا اإلنساف‪ .‬والمرنـ يطمب أف يعطيو اهلل فيماً لموصية لينفذىا ويقترب مف الصورة‬ ‫التي ترضى اهلل صانعو‪ .‬واآلف بعد حموؿ الروح القدس عمى المؤمنيف‪ ،‬يعمؿ روح اهلل فينا ليتصور المسيح فينا‬

‫(غؿٗ‪ ) ٜٔ2‬وىذا لكؿ مف ال يقاوـ عمؿ الروح القدس‪ .‬وكؿ مف يخضع بيف يدي اهلل وال يقاوـ عمؿ الروح وينفذ‬

‫الوصايا يأخذ صورة المسيح "يمبس المسيح" ويكوف لو صورة محبتو ووداعتو وتواضعو‪ .‬وبعد في السماء نكوف‬

‫اك = اليد تشمؿ الذراع واألصابع‪ .‬والذراع تشير لمقوة أي يد اهلل تشير لممسيح قوة اهلل‪،‬‬ ‫مثمو أيضاً (ٔيوٖ‪َ .)ٕ2‬ي َد َ‬ ‫الذي كاف فداؤه وعممو الخبلصي بقوة (أش٘ٗ‪ )ٕٔ2‬منيا تفيـ أف يد اهلل ىي التي صنعت كؿ الخميقة‪(+ .‬‬ ‫يؤ‪ )ٖ2‬منيا نفيـ أنو بدوف الكممة (المسيح) لـ يكف شئ مما كاف‪ ،‬فيو الذي خمؽ كؿ شئ ‪( +‬أش‬ ‫ٔ​ٔ‪ )ٔٓ2ٗٓ،‬نرى فييا صورة ذراع الرب (المسيح) تجمع الحمبلف فيو الراعي الصالح‪ .‬وعف التجسد يقوؿ‬

‫أشعياء( ٔ٘‪ )ٜ2‬واألصابع تشير لمروح القدس ونفيـ ىذا بمقارنة اآليتيف (متٕٔ‪ + ٕٛ2‬لؤ​ٔ‪ )ٕٓ2‬فالمسيح‬ ‫صنع الخبلص بقوة‪ .‬ولكف مف يعيد تشكيؿ اإلنساف وخمقتو خمقة جديدة ىو الروح‪ ،‬أصابع اهلل التي تشكؿ‬

‫اإلنساف‪ ،‬كأصابع الخزاؼ التي تشكؿ اإلناء ونبلحظ أف اليد واألصابع تخرجاف مف جسد اإلنساف‪ .‬وىكذا االبف‬ ‫يولد مف اآلب والروح القدس ينبثؽ منو أيضاً‪.‬‬ ‫صنعتاني‬ ‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫تشير لخمقة النفس بنفخة من اهلل‪.‬‬

‫تشير لخمقة آدم أوالً‬

‫جبمتاني‬ ‫‬‫‪-‬‬

‫تشير لخمقة اإلنسان كأي خميقة أخرى ‪-‬‬

‫تشير لخمقة الجسد إذ جبل اهلل تراباً من األرض‪.‬‬

‫تشير إلى إعادة والدتو بالمعمودية‪.‬‬

‫تشير لخصوصية وضع اإلنسان لدى اهلل فيو جبمو‬

‫بيديو من تراب األرض كخميقة عاقمة‪.‬‬

‫وألف ا إلنساف العاقؿ لو وضع خاص لدى اهلل‪ ،‬فعميو أف يمتزـ بوصاياه‪.‬والوضع المثالي اف عبلمة محبة اهلل آلدـ‬ ‫اف يفيض عميو اهلل مف عطايا محبتو ‪ .‬وعبلمة محبة آدـ هلل اف يطيع وصاياه ‪ .‬والمرنـ ىنا يصمي لكي يكمؿ‬

‫اهلل ما نقص مف فيمو‪ ،‬فيعقؿ ويفيـ كيؼ يسمؾ في وصايا اهلل‪.‬‬ ‫ٗ‪ٚ‬‬ ‫ت َكبلَ َم َك‪".‬‬ ‫آية (ٗ‪ُ " - )ٚ‬متَّقُ َ‬ ‫ون‪ ,‬أل ٍَّني ا ْنتَظَ ْر ُ‬ ‫وك َي َر ْوَن ِني فَ َي ْف َر ُح َ‬ ‫قارف مع "السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب" وكؿ مف يحب اهلل يفرح بعودة التائب‪.‬‬

‫‪353‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ى))‬

‫٘‪ٚ‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ‪ِ ٚٙ‬‬ ‫ب‬ ‫ت َيا َرب أ َّ‬ ‫ام َك َع ْد ٌل‪َ ,‬وِبا ْل َح ٍّ‬ ‫اآليات (٘‪ " - )ٚ​ٚ-ٚ‬قَ ْد َعمِ ْم ُ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫سَ‬ ‫ق أَ ْذلَ ْمتَني‪َ .‬ف ْمتَص ْر َر ْح َمتُ َك لتَ ْع ِزَيتي‪َ ,‬ح َ‬ ‫َح َك َ‬ ‫قَولِ َك لِع ْب ِد َك‪ٚ​ٚ .‬لِتَأ ِْت ِني مر ِ‬ ‫يعتَ َك ِى َي لَ َّذ ِتي‪".‬‬ ‫َح َيا‪ ,‬أل َّ‬ ‫َن َ‬ ‫اح ُم َك فَأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬

‫إعادة تشكيؿ اإلنساف ليتجدد بحسب صورة خالقو‪ ،‬يستمزـ في بعض األحياف أف يؤدب اهلل النفس ببعض‬

‫التجارب‪ ،‬ليذليا وينزع منيا كبريائيا‪ ،‬والمرنـ المستسمـ لعمؿ اهلل فيو‪ ،‬ال يقاوـ ىذا بؿ يطمب تعزيتو وسط‬

‫التجربة‪.‬‬

‫اجي ِبوصاي َ ‪ِ ٜٚ‬‬ ‫جع إِلَ َّي‬ ‫َعمَ َّي‪ .‬أ َّ‬ ‫اك‪ .‬ل َي ْر ْ‬ ‫َما أَ​َنا فَأَُن ِ َ َ َ‬ ‫َخ َزى‪".‬‬ ‫أْ‬

‫‪ٚٛ‬‬ ‫ور افْتَ​َر ْوا‬ ‫ون أل ََّن ُي ْم ُز ًا‬ ‫اآليات (‪ " - )ٛٓ-ٚٛ‬لِ َي ْخ َز ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ‬ ‫امبلً ِفي فَرِائ ِ‬ ‫اد ِات َك‪ٛٓ .‬لِي ُك ْن َق ْم ِبي َك ِ‬ ‫وك َو َع ِ‬ ‫ض َك ِل َك ْيبلَ‬ ‫ارفُو َ‬ ‫ُمتَّقُ َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ون = إبميس ومف يتبعو‪ ،‬ىؤالء يشتكوف عمى البار إف أخطأ والمرنـ يصمي حتى يكوف قمبو كامبلً فبل‬ ‫ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ‬

‫تكوف ىناؾ فرصة لممتكبريف أف يخزوه ويشتكوا عميو‪ .‬وقد يزوروا التيـ وفي ىذا يمجأ المرنـ هلل ويتمسؾ بو=‬

‫أَُن ِ‬ ‫اك = وىذا نتعممو مف السيد المسيح الذي كاف يرد عمي خداعات ابميس بوصايا الكتاب ‪ .‬ويفيـ‬ ‫ص َاي َ‬ ‫اجي ِب َو َ‬ ‫التزوير أيضاً بأنو يشير لخداعات إبميس لؤلبرار مثمما فعؿ مع آدـ وحواء ليسقط األبرار‪ .‬ولكف مف يتمسؾ‬

‫بالوصية ينجو‪ .‬ومف يتمسؾ بالوصية يخزى إبميس‪ .‬والعكس فمف يقبؿ خدات ابميس ويسقط يخزي وذلو ابميس‪.‬‬

‫‪354‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ك))‬

‫قطعة (ك) النفس التي اختبرت اهلل تشتاق لخبلصو‬

‫عودة لمجدول‬

‫ٕ‪ٛ‬‬ ‫اآليات (ٔ‪ٛٔ" - )ٕٛ-ٛ‬تَاقَ ْت َن ْف ِسي إِلَى َخبلَ ِ‬ ‫اي ِم َن َّ‬ ‫ظ ِر إِلَى قَ ْوِل َك‪ ,‬فَأَقُو ُل‬ ‫الن َ‬ ‫ص َك‪َ .‬كبلَ َم َك ا ْنتَ َ‬ ‫ظ ْر ُ‬ ‫ت‪َ .‬كمَّ ْت َع ْي َن َ‬ ‫«متَى تُعٍّز ِ‬ ‫يني؟ »‪".‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ىذه صرخة شعب العيد القديـ الذي انتظر مجيء المسيح المخمص‪ .‬وىي صرخة المسيحي الذي ينتظر مجيء‬

‫المسيح الثاني قائبلً مع يوحنا "آميف تعاؿ أييا الرب يسوع" (رؤٕ​ٕ‪ .)ٕٓ2‬ومع بولس الذي يشتيي أف ينطمؽ‬ ‫وي ْنقَّ ْذ مف جسد ىذا الموت (فئ‪ + ٕٖ2‬رو‪ .)ٕٗ2ٚ‬والى مجيء المسيح تنظر عيني كؿ‬ ‫ليكوف مع المسيح ُ‬ ‫اي تفيد استمرار‬ ‫مؤمف وتنتظر بثقة وايماف‪ ،‬فطالما وعد اهلل بأنو سيأتي ليخمص‪ ،‬فيو سيأتي أكيداً‪َ .‬كمَّ ْت َع ْي َن َ‬ ‫النظر‪ ،‬وعدـ تحوؿ النظر ألي شئ آخر‪ٔ( .‬تسٔ‪ .)ٔٓ2‬وىذه أيضاً صرخة كؿ مظموـ أو متألـ ينتظر خبلص‬

‫الرب بثقة‪.‬‬

‫آية (ٖ‪ٖٛ" - )ٛ‬أل ٍَّني قَ ْد ِ‬ ‫ق ِفي الد َخ ِ‬ ‫س َيا‪".‬‬ ‫ان‪ ,‬أ َّ‬ ‫ت َك ِز ّ‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫َما فَ َرِائ ُ‬ ‫ض َك َفمَ ْم أَ ْن َ‬ ‫ِ‬ ‫ق ِفي الد َخ ِ‬ ‫ق=‬ ‫ان = زؽ في الجميد (سبعينية)‪ .‬داود ىنا يستدر عطؼ اهلل ومراحمو‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ويصور نفسو َك ِز ّ‬ ‫ت َك ِز ّ‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫(قربة مف الجمد تستعمؿ لحفظ الخمر أو الماء) ولكنيا أىممت فترة (سواء بوضعيا في مكاف بجانب حريؽ أو في‬ ‫جميد) فكبلىما سيتسبب في أف الجمد سيتشقؽ ويتغضف وال يعود يصمح بعد ألف يضع فيو أحد خمر أو ماء‪.‬‬

‫والماء يشير لمروح القدس والخمر يشير لمفرح‪ .‬واإلنساف بخطيتو خسر الفرح واإلمتبلء مف الروح‪ ،‬بؿ حتى جسده‬ ‫(جمده) تغضف إذ شاخ‪ .‬ىذه صورة لئلنساف الذي ينتظر خبلص الرب فيعيد تجديد خميقتو‪ .‬والصورة ىنا أف‬

‫بعض الناس ليتعجموا اختمار عصير العنب يضعوا الزؽ قرب النار‪ ،‬فيختمر بسرعة لكف الزؽ يفسد‪ .‬ومع ىذا‬

‫فيو في انتظاره لخبلص الرب يتمسؾ بفرائضو وذلؾ لثقتو في الخبلص اآلتي‪.‬‬ ‫ٗ‪ِ ٛ‬‬ ‫ي؟"‬ ‫ضطَ ِي ِد َّ‬ ‫َّام َع ْب ِد َك؟ َمتَى تُ ْج ِري ُح ْك ًما َعمَى ُم ْ‬ ‫آية (ٗ‪َ " - )ٛ‬ك ْم ى َي أَي ُ‬ ‫إف أيامي قميمة‪ ،‬فخمصني يا رب مف م ْ ِ‬ ‫ي = الشياطيف ومف يتبعونيـ حتى ال أقضي بقية عمري في مرار‬ ‫ضطَ ِيد ّ‬ ‫ُ‬ ‫وآالـ‪ .‬متى سيأتي اليوـ الذي تمسح فيو كؿ دمعة مف عيني‪.‬‬

‫٘‪ٛ‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يع ِت َك‪".‬‬ ‫ب َ‬ ‫آية (٘‪ " - )ٛ‬ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ‬ ‫سَ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫س َح َ‬ ‫ون قَ ْد َك َر ْوا لي َحفَائ َر‪ .‬ذل َك لَ ْي َ‬ ‫َك َر ْوا لِي َحفَ ِائ َر = حفروا لي حفرة‪ .‬وابميس يخدعنا بشراكو المخادعة لنسقط‪.‬‬ ‫‪ٛٙ‬‬ ‫ضطَ ِي ُدوَن ِني‪ .‬أ ِ‬ ‫َع ٍّني‪".‬‬ ‫َما َن ٌة‪ُ .‬ز ًا‬ ‫ص َاي َ‬ ‫ور َي ْ‬ ‫آية (‪ُ " - )ٛٙ‬كل َو َ‬ ‫اك أ َ‬

‫‪355‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ك))‬

‫ضطَ ِي ُدوَن ِني = كراىية الشيطاف‪ ،‬ومحاوالتو إلسقاطنا بمخالفة الوصية وتصوير الوصية عمي انيا حرماف‬ ‫ُز ًا‬ ‫ور َي ْ‬ ‫ص َايا َك‬ ‫مف الفرح والممذات واف ىذا حرماف لي مف حقوقي ‪ .‬وداود يقوؿ ابدا فكؿ ىذا خداع اما انت يا اهلل ف ُكل َو َ‬ ‫َما َن ٌة = الف اهلل مف محبتو اعطي الوصية لتكوف فرحا لي ىنا عمي ارض ‪ ،‬وخبلصا ابديا ‪ .‬وابميس ال يكؼ‬ ‫أَ‬ ‫عف محاوالت الخداع ابدا‪.‬‬ ‫آية (‪ٛٚ" - )ٛٚ‬لَ ْوالَ َقمِي ٌل ألَ ْف َن ْوِني ِم َن األ َْر ِ‬ ‫اك‪".‬‬ ‫ض‪ .‬أ َّ‬ ‫ص َاي َ‬ ‫َما أَ​َنا َفمَ ْم أَتُْر ْك َو َ‬ ‫لوال معونة اهلل لسقطت في شراكيـ وانشغمت بالعالميات الزائمة فأىمؾ‪.‬‬ ‫‪ٛ​ٛ‬‬ ‫اد ِ‬ ‫ات فَ ِم َك‪".‬‬ ‫َحفَ َ‬ ‫ظ َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫َح ِي ِني‪ ,‬فَأ ْ‬ ‫ب َر ْح َم ِت َك أ ْ‬ ‫سَ‬ ‫آية (‪َ " - )ٛ​ٛ‬ح َ‬

‫‪356‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ل))‬

‫قطعة (ل) النفس التي اختبرت اهلل تثق في صدق وعوده‬

‫عودة لمجدول‬

‫‪ٜٛ‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٜٛ‬إِلَى األ َ​َبد َيا َرب َكم َمتُ َك ُمثَبَّتَ ٌة في َّ َ َ‬ ‫المرنـ يضع ىنا اختباره‪ ،‬إف كممة اهلل ثابتة غير متغيرة (يعٔ‪ ")ٔٚ2‬اهلل ليس عنده تغيير وال ظؿ دوراف" وىكذا‬

‫كؿ مشوراتو وتدبيراتو‪.‬ولذلؾ وصاياه ال ولـ ولف تتغير ‪ ،‬وىي لخيرنا دائما ‪ .‬وىذا ظاىر في خمقة السموات التي‬

‫نراىا ثابتة ال تتغير فأنت تحفظيا بكممتؾ‪ .‬ومف ىـ في السماء أي المبلئكة يحفظوف كممتؾ وىي ثابتة فييـ‬ ‫بالمقارنة معنا نحف يا مف في األرض‪ ،‬فاالنساف لـ يستطع اف يحفظ وصايا اهلل ‪ .‬وأحكاـ اهلل بحكمة عالية ال‬ ‫نفيميا نحف وىي تعمو عنا وعف إدراكنا‪ ،‬كما تعمو السموات عف األرض‪ .‬وميما كانت وعود اهلل بعيدة كبعد‬

‫السماء‪ ،‬فيي ستتحقؽ في مؿء الزماف‪ .‬وكؿ مف تثبت كممة اهلل فيو يصير سماوياً‪ .‬وتفيـ اآلية عف االبف كممة‬

‫اهلل األزلي الذي خمؽ كؿ شئ‪.‬‬

‫ٔ‪ٜ‬‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ٓ‪ِٜ‬‬ ‫َن ا ْل ُك َّل‬ ‫ام َك ثَ​َبتَ ِت ا ْل َي ْوَم‪ ,‬أل َّ‬ ‫َما َنتُ َك‪ .‬أ َّ‬ ‫ت األ َْر َ‬ ‫سَ‬ ‫ض فَثَ​َبتَ ْت‪َ .‬عمَى أ ْ‬ ‫َس ْ‬ ‫اآليات (ٓ‪ " - )ٜٔ-ٜ‬إلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر أ َ‬ ‫يد َك‪".‬‬ ‫َع ِب ُ‬ ‫دليؿ آخر عمى ثبات كممة اهلل ىو ثبات األرض التي نحيا عمييا‪ .‬واألرض ببحارىا وتوالي فصوليا ىي ىي كما‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام َك ثَ​َبتَ ِت‬ ‫َما َنتُ َك اهلل بأمانتو حفظ األرض لكؿ األجياؿ‪َ .‬عمَى أ ْ‬ ‫تركتيا كؿ األجياؿ السابقة= إلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر أ َ‬ ‫ا ْل َي ْوَم = بأحكاـ اهلل ورعايتو ثبتت السموات واألرض إلى ىذا اليوـ‪ .‬العجيب أف كؿ الخميقة تأتمر بأمر اهلل وتثبت‬ ‫يد َك = الكؿ خاضع الوامر مشيئتؾ كعبد اماـ سيده ‪ ،‬حتي الخميقة الجامدة كاالرض بماعمييا‬ ‫بكممتو‪ .‬ا ْل ُك َّل َع ِب ُ‬

‫مف بحار وجباؿ‪....‬الخ والكواكب ‪.‬وال يوجد مف يتمرد عمى كممة اهلل سوى اإلنساف‪.‬‬

‫وىذه اآلية تفيـ أف اهلل بأمانتو‪ ،‬كاف أميناً مع جيؿ الييود‪ ،‬ولما رفضو الييود كاف أميناً مع الكنيسة وفي نياية‬

‫األياـ سيرجع الييود وسيكوف أميناً معيـ ألجؿ وعوده الثابتة مع أبائيـ (رؤ​ٔ‪ .)ٜ،ٔٓ،‬وفي السبعينية يقوؿ‬

‫"أسست األرض فيي ثابتة بأمرؾ والنيار أيضاً ثابت" ومف ىذا نفيـ أف األرض ىي الكنيسة التي عمى األرض‬

‫التي آمنت بالمسيح السماوي‪ ،‬شمس البر‪ ،‬فصار ليا أف تعيش في نور نياره‪.‬‬

‫ٖ‪ٜ‬‬ ‫ٕ‪ٜ‬‬ ‫اك‪,‬‬ ‫ص َاي َ‬ ‫اآليات (ٕ‪ " - )ٜٖ-ٜ‬لَ ْو لَ ْم تَ ُك ْن َ‬ ‫ت ِحي َن ِئ ٍذ ِفي َم َذلَِّتي‪ .‬إِلَى الد ْ‬ ‫يعتُ َك لَ َّذ ِتي‪ ,‬لَ َيمَ ْك ُ‬ ‫سى َو َ‬ ‫َّى ِر الَ أَ ْن َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫َح َي ْيتَِني‪".‬‬ ‫أل ََّن َك ِب َيا أ ْ‬

‫الخطية تذؿ االنساف ‪ ،‬وحينما فقد االنساف حساسية قمبو الذي كاف مكتوبا عميو وصية اهلل ‪ ،‬اعطانا الناموس‬

‫سى‬ ‫عونا ‪ .‬ومف اتبع الوصايا التى جاءت في الناموس تخمص مف الذؿ ‪.‬ومف اختبر ىذا يردد = إِ َلى الد ْ‬ ‫َّى ِر الَ أَ ْن َ‬ ‫اك‬ ‫ص َاي َ‬ ‫َو َ‬ ‫َح َي ْيتَِني‪ .‬ولننظر‬ ‫وأوالد اهلل يضطيدوف مف العالـ‪ ،‬وما يعزييـ ىو الميج في كبلـ اهلل المحيي وتنفيذه = أل ََّن َك ِب َيا أ ْ‬ ‫الشيداء مساقيف لمموت وىـ يسبحوف بكممة اهلل‪ ،‬لذلؾ لـ ينكروا إيمانيـ إذ عزاىـ اهلل وثبتيـ فكانت ليـ حياة‪.‬‬ ‫‪357‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ل))‬

‫ٗ‪ٜ‬‬ ‫اك‪".‬‬ ‫ص َاي َ‬ ‫ص ِني‪ ,‬أل ٍَّني طَمَ ْب ُ‬ ‫آية (ٗ‪ " - )ٜ‬لَ َك أَ​َنا فَ َخمٍّ ْ‬ ‫ت َو َ‬ ‫لَ َك أَ​َنا = رائع أف يصؿ اإلنساف أف يعطي نفسو بالكامؿ هلل ويشعر أيضاً أف اهلل لو "أنا لحبيبي وحبيبي لي"‬ ‫اك =اذاً حتى نكوف هلل نحفظ الوصية‪.‬‬ ‫(نشٕ‪.)ٔٙ2‬ولكي نصؿ ليذا فمنري الطريقة= أل ٍَّني َ‬ ‫ص َاي َ‬ ‫طمَ ْب ُ‬ ‫ت َو َ‬ ‫٘‪ٜ‬‬ ‫اد ِات َك أَ ْفطُ ُن‪".‬‬ ‫َّاي ا ْنتَظَ َر األَ ْ‬ ‫ش َرُار لِ ُي ْيمِ ُكوِني‪ِ .‬ب َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫آية (٘‪ " - )ٜ‬إِي َ‬ ‫األشرار بقيادة إبميس يضعوف لي شراكاً لِ ُي ْيمِ ُكوِني ‪ ،‬ووصيتؾ تنير لي الطريؽ‪ .‬أَ ْفطُ ُن = ادرؾ ايف الشرؾ‬ ‫واعرؼ كيفية التصرؼ الصحيح فبل اىمؾ ‪.‬‬ ‫‪ٜٙ‬‬ ‫صيَّتُ َك فَو ِ‬ ‫َما و ِ‬ ‫اس َع ٌة ِجدًّا‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٜٙ‬لِ ُك ٍّل َك َمال َأر َْي ُ‬ ‫َ‬ ‫ت َحدًّا‪ ,‬أ َّ َ‬ ‫صيَّتُ َك فَو ِ‬ ‫وِ‬ ‫اس َع ٌة ِجدًّا = في اآلية السابقة نجد المرنـ قد اكتشؼ أف الوصية تكشؼ لو خداعات الشياطيف فينجو‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫لقد اكتشؼ في كبلـ اهلل كن اًز ثميناً‪ ،‬فيو يعزيو ويشدده ويكشؼ لو خداعات إبميس‪ .‬وىذه طبيعة كممة اهلل‪ ،‬فكؿ‬ ‫يوـ نجد فييا غذاء جديد وشفاء جديد‪ .‬ربما نفس اآلية نقرأىا عمى فترات وفي كؿ مرة نجد فييا معنى جديد‬

‫مشبع ومعزي‪ ،‬ونجد أنيا تكشؼ لنا معنى جديد لحب اهلل بؿ تكشؼ لنا عف المسيح نفسو ويكوف ىذا سر تعزيتنا‬

‫وفرحنا الحقيقي أننا نعرفو‪ .‬أما أي كماؿ آخر في العالـ فميما كاف فيو محدود‪.‬وىذا ما عمـ بو المسيح اف نبني‬ ‫بيتنا عمي الصخر وليس عمي الرماؿ ( مت ‪.)ٕٚ – ٕٗ 2 ٚ‬‬

‫‪358‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (م))‬

‫قطعة (م) الوصية لذيذة وتعطي لئلنسان حكمة‬ ‫آية‬

‫عودة لمجدول‬

‫‪ٜٚ‬‬ ‫يعتَ َك! ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو ِى َي لَ َي ِجي‪".‬‬ ‫ت َ‬ ‫َح َب ْب ُ‬ ‫(‪َ " - )ٜٚ‬ك ْم أ ْ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫يعتَ َك = محبوب ىو اسمؾ يا رب (سبعينية)‪ .‬بولس الرسوؿ يعممنا "صموا ببل إنقطاع"‬ ‫ت َ‬ ‫َح َب ْب ُ‬ ‫أْ‬ ‫ش ِر َ‬

‫َك ْم‬ ‫(ٔتي٘‪ )ٔٚ2‬ويعممنا اآلباء أف نردد صبلة يسوع "يا ربي يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ" طوؿ النيار أو‬ ‫نميج في آيات مف الكتاب المقدس نتأمؿ فييا ونرددىا كؿ اليوـ‪ .‬وىذا يميب القمب بحب اهلل‪ .‬عمى أف اكتشاؼ‬

‫لذة شريعة اهلل ال يأتي فقط مف ترديدىا‪ ،‬بؿ حينما ينفذىا اإلنساف فيكتشؼ قوتيا وحبلوتيا‪.‬‬

‫آية (‪ٜٛ" - )ٜٛ‬و ِ‬ ‫َّى ِر ِى َي لِي‪".‬‬ ‫َع َد ِائي‪ ,‬ألَنَّ َيا إِلَى الد ْ‬ ‫َح َك َم ِم ْن أ ْ‬ ‫صيَّتُ َك َج َعمَتْ ِني أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َع َدائي = أي أعداء اهلل الذيف‬ ‫كؿ مف يحفظ الوصية يصير حكيماً‪ .‬يعطيو اهلل حكمة في كؿ تصرفاتو‪ .‬وقولو أ ْ‬ ‫يرفضونو ويرفضوف وصاياه ويعادوف أوالده‪.‬‬ ‫‪ٜ​ٜ‬‬ ‫اد ِات َك ِى َي لَ َي ِجي‪".‬‬ ‫ت‪ ,‬أل َّ‬ ‫َن َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫آية (‪ " - )ٜ​ٜ‬أَ ْكثَ​َر ِم ْن ُك ٍّل ُم َعمٍّ ِم َّي تَ َع َّق ْم ُ‬ ‫ىنا يقارف المرنـ بيف مف تعمَّـ عمى يد معمـ‪ ،‬ومف يتعمـ عمى يد اهلل‪ .‬فشاوؿ الطرسوسي تعمَّـ عمى يد غماالئيؿ‬

‫وكاف أصغر منو‪ ،‬ولكف حيف ظير اهلل لو وتعمـ مف اهلل‪ ،‬صار بولس معمماً لكؿ العالـ‪.‬‬

‫ٓ​ٓٔ‬ ‫اك‪".‬‬ ‫آية (ٓ​ٓٔ) ‪ " -‬أَ ْكثَ​َر ِم َن الش ُي ِ‬ ‫ت‪ ,‬أل ٍَّني َح ِف ْ‬ ‫ص َاي َ‬ ‫ظُ‬ ‫وخ فَ ِط ْن ُ‬ ‫ت َو َ‬ ‫مف يتعمـ مف اهلل ووصاياه تصير لو حكمة الشيوخ بؿ أكثر‪ .‬فوصايا اهلل تحوي في داخميا حكمة‪ ،‬يحتاج الشيخ‬

‫عشرات السنيف ليكتشفيا‪ ،‬بؿ ىو اكتشفيا بعد عدة آالـ مرت في حياتو‪ .‬فمف اختبر أف النار تحرؽ‪ ،‬ىو سبؽ‬

‫وتألـ مف عذابات ىذه النار‪ .‬ولكف مف ينفذ الوصية سيسمع قوؿ اهلل ال تقرب مف النار (الخطية) حتى ال تحترؽ‬ ‫َّ‬

‫فمو نفذ لحصؿ عمى الحكمة التي وصؿ ليا الشيوخ بعد آالـ عديدة‪.‬‬

‫ٕٓٔ‬ ‫ام َك لَم أ ِ‬ ‫َح َك ِ‬ ‫اآليات (ٔٓٔ‪ِ ٔٓٔ" - )ٕٔٓ-‬م ْن ُك ٍّل طَ ِري ِ‬ ‫َم ْل‪ ,‬أل ََّن َك‬ ‫ظ َكبلَ َم َك‪.‬‬ ‫َحفَ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ش ّر َم َن ْع ُ‬ ‫َع ْن أ ْ‬ ‫ت ِر ْجمَ َّي‪ ,‬لِ َك ْي أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ت َعمَّ ْمتَِني‪".‬‬ ‫أَ ْن َ‬ ‫ىنا نرى المرنـ يختبر حبلوة الوصية بأنو ينفذىا عممياً‪" ،‬اإلنجيؿ المعاش"‪.‬‬ ‫ٖٓٔ‬ ‫َحمَى ِم َن ا ْلعس ِل لِفَ ِمي‪ِ ٔٓٗ .‬‬ ‫اك أَتَفَطَّ ُن‪ ,‬لِذلِ َك‬ ‫ص َاي َ‬ ‫َحمَى قَ ْولَ َك لِ َح َن ِكي! أ ْ‬ ‫اآليات (ٖٓٔ‪َ " - )ٔٓٗ-‬ما أ ْ‬ ‫م ْن َو َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ت ُك َّل طَ ِري ِ‬ ‫ق َك ِذ ٍب‪".‬‬ ‫ضُ‬ ‫أ َْب َغ ْ‬

‫‪359‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (م))‬

‫مف تتحوؿ الوصية عنده لحياة معاشة يختبر حبلوتيا وىكذا قاؿ كثيريف (رؤٓٔ‪ + ٜ2ٔٓ،‬حزٖ‪+ ٖ2‬‬

‫أر٘ٔ‪ .)ٔٙ2‬ومعنى األكؿ‪ ،‬أف الوصية ال تكوف لمكبلـ والمناقشات والتعميـ‪ ،‬بؿ لمحياة بيا كما يتحوؿ الطعاـ‬ ‫ِ‬ ‫اك أَتَفَطَّ ُن = بيا ندرؾ مقاصد اهلل مف نحونا ومحبتو لنا‪ ،‬وأنو حيف يمنع‬ ‫ص َاي َ‬ ‫لطاقة نحيا بيا ونسير بيا‪ .‬م ْن َو َ‬ ‫خطية ما عنا قائبلً ال تفعؿ ىذا أو ذاؾ‪ ،‬فإف ىذا يكوف لفائدتنا‪ ،‬وحينما انفتحت عينا المرنـ وعرؼ مقاصد اهلل‬ ‫ت ُك َّل طَ ِري ِ‬ ‫ق َك ِذ ٍب‪.‬‬ ‫ضُ‬ ‫قاؿ= لِذلِ َك أ َْب َغ ْ‬

‫‪360‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ن))‬

‫قطعة (ن) النفس التي تمذذت بالوصية تتعيد بحفظيا‬

‫عودة لمجدول‬

‫آية (٘ٓٔ) ‪ِ ٔٓ٘" -‬سراج لِ ِر ْجمِي َكبلَم َك ونُ ِ‬ ‫س ِبيمِي‪".‬‬ ‫َ ٌ‬ ‫ور ل َ‬ ‫ُ َ ٌ‬ ‫المسيح ىو نور العالـ‪ ،‬وىو كممة اهلل األزلي‪ .‬والمسيح نكتشفو ونراه ونعرفو مف خبلؿ كممة اهلل المكتوبة في‬ ‫الكتاب المقدس‪ ،‬الذي صارت كمماتو لنا نور لسبيمنا‪ .‬وكممة اهلل تكشؼ لنا كؿ ما ىو خطأ في حياتنا‪ ،‬بؿ كؿ‬

‫حفرة وشرؾ يضعو العدو لنا‪ .‬فالعالـ ظممة ورئيس ىذا العالـ يسمى سمطاف الظممة‪ ،‬وبدوف المسيح سنتعثر في‬ ‫ىذا الظبلـ (يؤ‪ .)ٜ2‬والكتاب كمو موحى بو مف الروح القدس‪ ،‬وىو الزيت الذي يمؤل السراج‪ .‬فالوصية ىي‬

‫السراج الذي يظؿ مشتعبلً بزيت الروح القدس‪.‬‬

‫‪ٔٓٙ‬‬ ‫ام ِبٍّر َك‪".‬‬ ‫ت فَأَِبرهُ‪ ,‬أ ْ‬ ‫آية (‪َ " - )ٔٓٙ‬حمَ ْف ُ‬ ‫َحفَظَ أ ْ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫َح َك َ‬ ‫ت فَأَِبرهُ = حمفت فأقمت أو حمفت وعقدت عزمي عمى حفظ أحكاـ برؾ (فأقمت بحسب السبعينية)‪ .‬وكاف اهلل‬ ‫َحمَ ْف ُ‬

‫قد طمب مف الشعب أف يحمفوا باسمو في العيد القديـ عبلمة التصاقيـ بو ال باألوثاف (تثٓٔ‪ .)ٕٓ2‬وحتى ال‬

‫يتشبيوا باألمـ الوثنية ويحمفوا بأليتيـ‪ .‬والمعنى أنني قد عقدت عزمي يا رب أف أظؿ ممتصقاً بؾ وأحفظ‬ ‫وصاياؾ ألنني أكتشفت حبلوة تنفيذىا‪.‬‬

‫‪ٔٓٚ‬‬ ‫ت إِ َلى ا ْل َغاي ِة‪ .‬يا رب‪ ,‬أ ْ ِ‬ ‫ب َكبلَ ِم َك‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٔٓٚ‬تَ َذلَّ ْم ُ‬ ‫سَ‬ ‫َح ِيني َح َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ت = تشير لآلالـ المحيطة باألبرار ف ي ىذا العالـ‪ ،‬وربما تشير ألنو لـ يستطع أف يحفظ الوصية بالكامؿ إذ‬ ‫تَ َذلَّ ْم ُ‬

‫ىو بعد في الجسد‪ ،‬وربما تشير ألنو يتواضع وينسحؽ أماـ اهلل في توبة حقيقية‪ .‬وعموماً فاهلل يسمح لنا ببعض‬ ‫اآلالـ حتى نتضع ونطمبو بانسحاؽ ونقدـ توبة عف خطايانا‪ .‬ومف يفعؿ ىذا‪ ،‬أي مف يتوب يحييو اهلل‪.‬‬

‫‪ٔٓٛ‬‬ ‫ض ِبم ْن ُدوب ِ‬ ‫ام َك َعمٍّ ْم ِني‪".‬‬ ‫ات فَ ِمي َيا َرب‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫آية (‪ْ " - )ٔٓٛ‬ارتَ ِ َ َ‬ ‫َح َك َ‬ ‫ض ِبم ْن ُدوب ِ‬ ‫ات فَ ِمي = تعيدات فمي باركيا يا رب (سبعينية)‪ .‬والمعنى أف المرنـ تعيد أماـ اهلل أف يسمؾ‬ ‫ْارتَ ِ َ َ‬ ‫بحسب الوصية ويصمي ليبارؾ اهلل ىذا الوعد ويعينو‪ .‬م ْن ُدوب ِ‬ ‫ات = ىي الشئ الذي اتبرع بو عف طيب خاطر‬ ‫َ َ‬ ‫‪ٜٔٓ‬‬ ‫س َيا‪".‬‬ ‫آية (‪َ " - )ٜٔٓ‬ن ْف ِسي َد ِائ ًما ِفي َكفٍّي‪ ,‬أ َّ‬ ‫َما َ‬ ‫يعتُ َك َفمَ ْم أَ ْن َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫كانت المخاطر التي تعرض ليا داود كافية ألف يموت عدة مرات‪ ،‬وبالرغـ مف ىذا فيو لـ يترؾ وصية اهلل‪ ،‬إذ‬ ‫فيـ أف اهلل ىو الذي كاف يحميو‪َ .‬ن ْف ِسي َد ِائ ًما ِفي َكفٍّي = أي أنني ألجؿ محبتؾ يا رب وضعت حياتي في‬ ‫كفي‪ ،‬أي أنا مستعد أف أموت في كؿ وقت‪ ،‬وىذا نفس ما قالو بولس الرسوؿ (أعٕٓ‪ + ٕٗ2‬أعٕٔ‪+ ٖٔ2‬‬

‫رو‪ .)ٖ٘2ٛ،ٖٙ‬لذلؾ حسناً ترجمتيا السبعينية "نفسي في يديؾ كؿ حيف"‪.‬‬

‫‪361‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ن))‬

‫ٓٔ​ٔ‬ ‫اك َفمَم أ ِ‬ ‫َض َّل َع ْن َيا‪".‬‬ ‫ض ُعوا لِي فَ ًّخا‪ ,‬أ َّ‬ ‫آية (ٓٔ​ٔ) ‪ " -‬األَ ْ‬ ‫ش َرُار َو َ‬ ‫َما َو َ‬ ‫ص َاي َ ْ‬ ‫مف كؿ كبلـ اهلل سراجاً لو ييدي خطوات رجمو لف يعثر في شراؾ إبميس‪.‬‬ ‫ٕٔ​ٔ‬ ‫ٔ​ٔ​ٔ‬ ‫َّى ِر‪ ,‬ألَنَّ َيا ِى َي َب ْي َج ُة َق ْم ِبي‪.‬‬ ‫ت َ‬ ‫اد ِات َك إِلَى الد ْ‬ ‫َعطَ ْف ُ‬ ‫ش َي َ‬ ‫اآليات (ٔ​ٔ​ٔ‪َ " - )ٔ​ٕٔ-‬و ِرثْ ُ‬ ‫َص َنعَ‬ ‫ت َق ْم ِبي أل ْ‬ ‫َّى ِر إِلَى ٍّ‬ ‫الن َي َاي ِة‪".‬‬ ‫ض َك إِلَى الد ْ‬ ‫فَ َرِائ َ‬

‫اإلسرائيمي الحقيقي يرث أرض آبائو كثروة تنتقؿ مف األب البنو وبحسب الشريعة ال يفرط فييا وال يبيعيا‪ .‬وىنا‬

‫داود يعتبر أف الشريعة ىي ميراثو العظيـ والكنز الحقيقي الذي تركو آبائو‪ .‬وكما كانت األرض ال يحؽ بيعيا إذ‬ ‫ىي األرض التي أعطاىـ إياىا اهلل‪ ،‬ىكذا الوصية ىي مف اهلل لذلؾ ال ينبغي أف نفرط فييا‪ .‬وىكذا اإليماف‬

‫ت َق ْم ِبي = أي أممت قمبي‪ ،‬بنعمتؾ يا‬ ‫والعقيدة التي تسممناىا مف اآلباء واستشيد المبلييف في سبيميا (يوٖ)‪َ .‬ع َ‬ ‫ط ْف ُ‬ ‫رب ماؿ قمبي وتضيؼ السبعينية "مف أجؿ المكافأة" أي كنت أقنع نفسي أنني لو أطعت سيكوف لي مكافأة‬ ‫وكانت نعمتؾ تقنعني ألميؿ قمبي لحفظ وصاياؾ‪.‬‬

‫‪362‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ش))‬

‫عودة لمجدول‬

‫قطعة (س) طمب السند اإلليي‬

‫ٖٔ​ٔ‬ ‫ت‪".‬‬ ‫ت‪َ ,‬و َ‬ ‫َح َب ْب ُ‬ ‫ضُ‬ ‫ين أ َْب َغ ْ‬ ‫آية (ٖٔ​ٔ) ‪ " -‬ا ْل ُمتَ َقمٍّ ِب َ‬ ‫يعتَ َك أ ْ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫ت = لمتجاوزي الناموس أبغضت (سبعينية) فيو لـ يبغض أعداؤه كشاوؿ وغيره‪ ،‬ولكف أبغض‬ ‫ضُ‬ ‫ين أ َْب َغ ْ‬ ‫ا ْل ُمتَ َقمٍّ ِب َ‬

‫ت بمعنى رفضت طرقيـ‪ .‬والسيد المسيح طمب‬ ‫ضُ‬ ‫مف ىو ضد اهلل‪ ،‬ويسبب عثرات لؤلبرياء‪ .‬ويمكف فيـ كممة أ َْب َغ ْ‬ ‫أف نبغض أقرباؤنا بالجسد لكي نحب اهلل‪ ،‬ومفيوـ ذلؾ أف ال يعطموننا عف محبتنا هلل‪ ،‬وأف نحب اهلل أكثر منيـ‬

‫ت‪ .‬أما الترجمة اإلنجميزية فأوردت اآلية أبغضت األفكار الباطمة "أي كؿ فكر‬ ‫لذلؾ يقوؿ المرنـ َو َ‬ ‫َح َب ْب ُ‬ ‫يعتَ َك أ ْ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫وكؿ شيوة تعطمني عف حب اهلل فأنا أبغضيا‪ .‬ونبلحظ أف األفكار الباطمة ىي أوؿ خطوة في طرؽ الخطية‬ ‫واالنفصاؿ عف اهلل لذلؾ ىو يبغضيا فالخطية ستسبب فقدانو لحالة الفرح وتفصمو عف اهلل‪.‬‬

‫ٗٔ​ٔ‬ ‫ت‪".‬‬ ‫ت‪َ .‬كبلَ َم َك ا ْنتَظَ ْر ُ‬ ‫آية (ٗٔ​ٔ) ‪ِ " -‬ستْ ِري َو ِم َج ٍّني أَ ْن َ‬ ‫كما احتمى باهلل مف شاوؿ وابشالوـ‪ ،‬ىو يحتمي بو مف أفكاره وشيواتو‪.‬‬ ‫٘ٔ​ٔ‬ ‫ص ِرفُوا َع ٍّني أَي َيا‬ ‫اآليات (٘ٔ​ٔ‪ " - )ٔ​ٔٚ-‬ا ْن َ‬ ‫‪ٔ​ٔٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص‪,‬‬ ‫َس ِن ْد ِني فَأ ْ‬ ‫فَأ ْ‬ ‫َح َيا‪َ ,‬والَ تُ ْخ ِزِني م ْن َر َجائي‪ .‬أ ْ‬ ‫َخمُ َ‬

‫‪ٔ​ٔٙ‬‬ ‫اع ُ ِ‬ ‫ب قَ ْوِل َك‬ ‫صا َيا إِل ِيي‪.‬‬ ‫َحفَ َ‬ ‫األَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ش َرُار‪ ,‬فَأ ْ‬ ‫سَ‬ ‫ض ْدني َح َ‬ ‫ظ َو َ‬ ‫وأُر ِ‬ ‫ض َك َد ِائ ًما‪".‬‬ ‫اع َي فَ َرِائ َ‬ ‫َ​َ‬

‫طمب السند اإلليي في جياده الروحي ضد خطاياه وشيواتو فرجاؤه ىو اهلل‪.‬‬

‫‪ٔ​ٜٔ‬‬ ‫‪ٔ​ٔٛ‬‬ ‫َن م ْكرُىم ب ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ار‬ ‫اط ٌل‪.‬‬ ‫اآليات (‪" - )ٔ​ٜٔ-ٔ​ٔٛ‬‬ ‫ت ُك َّل أَ ْ‬ ‫َك َزَغل َع َزْل َ‬ ‫احتَقَ ْر َ‬ ‫ت ُك َّل الضَّالٍّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ين َع ْن فَ َرائض َك‪ ,‬أل َّ َ َ ْ َ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫اد ِات َك‪".‬‬ ‫ت َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫َح َب ْب ُ‬ ‫ض‪ ,‬لِذلِ َك أ ْ‬ ‫المعاشرات الردية تفسد األخبلؽ الحسنة‪ ،‬فالمرنـ يرفض صحبة األشرار حتى ال يتأثر بأفكارىـ الباطمة‪ ،‬وعوضاً‬

‫عف الصحبة الرديئة إلتصؽ بشيادات اهلل‪ .‬وحسب األشرار كزغل= ىو الناشئ عف صير المعادف‪ ،‬والزغؿ ىو‬ ‫الصدأ والخبث والشوائب التي ترمى كشئ ال قيمة لو‪ ،‬بعد أف يتـ تصفية المعدف نفسو‪.‬وألنو ابتعد عف األشرار‬ ‫اد ِات َك‪.‬‬ ‫ت َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫َح َب ْب ُ‬ ‫وانفصؿ عنيـ اكتشؼ لذة الوصية = لِذلِ َك أ ْ‬

‫ٕٓٔ‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ت‪".‬‬ ‫آية (ٕٓٔ) ‪ " -‬قَِد ا ْق َ‬ ‫ام َك َج ِز ْع ُ‬ ‫ش َع َّر لَ ْح ِمي ِم ْن ُر ْع ِب َك‪َ ,‬و ِم ْن أ ْ‬ ‫في السبعينية " سمر خوفؾ في لحمي" فما يساعد عمى حفظ الوصايا أف نذكر يوـ الدينونة وعقاب األشرار‪.‬‬

‫‪363‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ع))‬

‫قطعة (ع) صبلة لمثبات في طريق اهلل وحفظ الوصية‬

‫عودة لمجدول‬

‫ٕٔٔ‬ ‫ظالِ ِم َّي‪".‬‬ ‫سمِ ْم ِني إِلَى َ‬ ‫َج َرْي ُ‬ ‫آية (ٕٔٔ) ‪ " -‬أ ْ‬ ‫ت ُح ْك ًما َو َع ْدالً‪ .‬الَ تُ ْ‬ ‫ت ُح ْك ًما َو َع ْدالً = داود ىنا كممؾ يقوؿ أنو قد حكـ بالعدؿ ولـ يظمـ أحد ويصمي أف ينظر اهلل لجياده فبل‬ ‫َج َرْي ُ‬ ‫أْ‬

‫يسممو لظالميو‪ .‬وبينما نصمي بيذا فمنذكر تعدياتنا وأخطائنا فنطمب مراحـ اهلل إذ لـ نكف أمناء‪.‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫آية (ٕ​ٕٔ) ‪ُ ٕٔ​ٕ" -‬ك ْن َ ِ‬ ‫ون‪".‬‬ ‫ستَ ْك ِب ُر َ‬ ‫ضام َن َع ْبد َك ل ْم َخ ْي ِر‪ ,‬ل َك ْيبلَ َي ْظم َمني ا ْل ُم ْ‬ ‫كف ضامف (كفيؿ)‪ .‬والمسيح ىو الذي يضمننا عند اآلب‪ ،‬وىو الذي دفع الفدية ليحررنا‪ ،‬وىو الذي يحمينا حتى‬ ‫ال نسقط ثانية في أيدي الظالميف (الشياطيف وأتباعيـ) المرنـ ىنا يعمف أنو ال يستطيع أف يحمي نفسو فيمجأ هلل‬ ‫ليحميو مف العالـ ويضمنو عند اآلب‪ .‬والمرنـ إذ لـ يعمـ ماذا يطمب‪ ،‬لـ يصؼ هلل كيؼ يضمنو فقاؿ لمخير فاهلل‬

‫صانع خيرات‪.‬‬

‫ٕٗٔ‬ ‫ٖٕٔ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِتياقًا إِلَى َخبلَ ِ‬ ‫ب‬ ‫ص َك َوِالَى َكمِ َم ِة ِبٍّر َك‪.‬‬ ‫سَ‬ ‫اي ا ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫اص َن ْع َم َع َع ْبد َك َح َ‬ ‫اآليات (ٖٕٔ‪َ " - )ٕٔ٘-‬كمَّ ْت َع ْي َن َ‬ ‫ٕ٘ٔ‬ ‫اد ِات َك‪".‬‬ ‫ض َك َعمٍّ ْم ِني‪.‬‬ ‫ف َ‬ ‫َع ِر َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫َع ْب ُد َك أَ​َنا‪ .‬فَ ٍّي ْم ِني فَأ ْ‬ ‫َر ْح َم ِت َك‪َ ,‬وفَ َرِائ َ‬ ‫ىو ينتظر خبلص اهلل بثقة وليفة‪ .‬واليست ىي شيوة انبياء العيد القديـ "ليتؾ تشؽ السموات وتنزؿ"‬

‫(اشٗ‪.)ٔ 2 ٙ‬‬

‫‪ٕٔٙ‬‬ ‫يعتَ َك‪".‬‬ ‫ْت َع َمل لِ َّمر ٍّ‬ ‫ضوا َ‬ ‫آية (‪ " - )ٕٔٙ‬إِ َّن ُو َوق ُ‬ ‫ب‪ .‬قَ ْد َنقَ ُ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫لقد انتشر الشر في العالـ وأىمؿ الناس شريعتؾ واحتقروىا‪ .‬وىذا ىو الوقت الذي ينبغي أف نشيد لؾ يا رب‬

‫بحفظنا وصاياؾ أماـ الناس‪ .‬لقد انتشرت الخطية‪ ،‬وىذا ىو الوقت الذي نبحث فيو عف أوالدؾ الذيف ضموا‪ .‬في‬

‫األوقات الشريرة يجب أف نشيد أننا لمرب‪ ،‬نعبده ونمتزـ بما أوصى بو ‪ ،‬واليس ىذا تعميـ المسيح " انتـ نور العالـ‬

‫"‬

‫‪ٕٔٛ‬‬ ‫‪ٕٔٚ‬‬ ‫اك أَ ْكثَر ِم َن َّ‬ ‫الذ َى ِب َو ِ‬ ‫اإل ْب ِر ِ‬ ‫ت ُك َّل‬ ‫َج ِل ذلِ َك َح ِس ْب ُ‬ ‫َح َب ْب ُ‬ ‫يز‪ .‬أل ْ‬ ‫َج ِل ذلِ َك أ ْ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٕٔٛ-ٕٔٚ‬أل ْ‬ ‫ت َو َ‬ ‫ص َاي َ َ‬ ‫شي ٍء م ِ‬ ‫وصاي َ ِ‬ ‫ط ِري ِ‬ ‫ت‪".‬‬ ‫يم ًة‪ُ .‬ك َّل َ‬ ‫ضُ‬ ‫ق َك ِذ ٍب أ َْب َغ ْ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫اك في ُك ٍّل َ ْ ُ ْ‬ ‫ستَق َ‬ ‫المرنـ يعبر عف حبو لوصايا اهلل فيي مستقيمة وأغمى مف الذىب واإلبريز‪ .‬واالخبلؽ الفاسدة اضاعت ثروات‬

‫كثيرة‪.‬‬

‫‪364‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ف))‬

‫قطعة (ف) مفاعيل كممة اهلل في النفس‬

‫عودة لمجدول‬

‫‪ٕٜٔ‬‬ ‫ظتْ َيا َن ْف ِسي‪".‬‬ ‫اداتُ َك‪ ,‬لِذلِ َك َح ِف َ‬ ‫يب ٌة ِى َي َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٕٜٔ‬ع ِج َ‬ ‫كممة اهلل الواسعة جداً تكشؼ لنا كؿ يوـ عف محبة اهلل وأعمالو العجيبة‪ .‬ففي كؿ مرة نتأمؿ فييا نكتشؼ شيئاً‬

‫جديداً عف المسيح كممة اهلل‪ .‬ونكتشؼ أف كممة اهلل تتوافؽ وتتكامؿ عبر الكتاب المقدس بعيديو في تناغـ‬ ‫عجيب‪.‬‬

‫ٖٓٔ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ال‪".‬‬ ‫ير‪ُ ,‬ي َع ٍّق ُل ا ْل ُج َّي َ‬ ‫آية (ٖٓٔ) ‪ " -‬فَتْ ُح َكبلَم َك ُين ُ‬ ‫ال = األطفاؿ الصغار في السبعينية‪ .‬وفي اإلنجميزية‬ ‫فَتْ ُح َكبلَ ِم َك = إعبلن أقوالك (سبعينية)‪ُ ..‬ي َع ٍّق ُل ا ْل ُج َّي َ‬ ‫المدخؿ لكمماتؾ يعطي نو اًر ويعطي فيماً لمبسطاء‪ .‬وىذه تعني أننا حيف نبدأ في دراسة الكتاب‪ ،‬فمجرد البداية‬

‫تعطينا استنارة وعقبلً راجحاً‪ .‬فكـ وكـ إذا تعمقنا‪ .‬ولكف مف يفيـ ويستنير ىو البسيط أي مف لو ىدؼ واحد فقط‬

‫أال وىو أف يبحث عف إرادة اهلل‪ .‬وىناؾ مف فسَّر اآلية بأف فتح كبلـ اهلل ىو العيد الجديد الذي فيو إنكشفت‬ ‫أسرار العيد القديـ واستنارت عيوننا بو‪.‬‬

‫ٖٔٔ‬ ‫ت‪".‬‬ ‫اك ا ْ‬ ‫ص َاي َ‬ ‫شتَ ْق ُ‬ ‫ت فَ ِمي َولَ َيثْ ُ‬ ‫آية (ٖٔٔ) ‪ " -‬فَ َغ ْر ُ‬ ‫ت‪ ,‬أل ٍَّني إِلَى َو َ‬ ‫ت = كطفؿ يفتح فمو مشتاقاً إلى المبف‪ .‬والميث ىو وسيمة الحصوؿ عمى األكسجيف لمتنفس‬ ‫ت فَ ِمي َولَ َيثْ ُ‬ ‫فَ َغ ْر ُ‬

‫والحياة‪ .‬فالمرنـ ىنا ُيص ِّور اشتياقو لكممة اهلل كاشتياؽ الطفؿ لطعامو واشتياؽ اإلنساف لمتنفس‪ ،‬وليس تنفساً‬ ‫طبيعياً بؿ ليث كمف يجري ويميث‪ ،‬فيو يجاىد ليحصؿ عمى ىذه المعرفة‪ .‬وفي السبعينية "فتحت فمي واجتذبت‬

‫لي روحاً" بمعنى أف اليواء الذي استنشقو أعطاه حياة‪ .‬وىكذا المعرفة التي يعطينا إياىا اهلل لنعرفو تعطينا وتكوف‬

‫لنا حياة (يو‪ .)ٖ2ٔٚ‬ولكف في ىذا إشارة ألف الفيـ والمعرفة يكوناف بعمؿ الروح القدس فينا الذي يعممنا كؿ شئ‪.‬‬ ‫ٖ​ٖٔ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ق م ِح ٍّبي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٕٖٔ ِ ِ‬ ‫ط‬ ‫سمَّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫اسم َك‪ .‬ثٍَّب ْت ُخطُ َواتي في َكم َمت َك‪َ ,‬والَ َيتَ َ‬ ‫اآليات (ٕٖٔ‪ " - )ٖٔ​ٖ-‬ا ْلتَف ْت إلَ َّي َو ْار َح ْمني‪َ ,‬ك َح ٍّ ُ‬ ‫َعمَ َّي إِثْ ٌم‪".‬‬ ‫صبلة ليرحمو اهلل ويثبتو في طريقو وال يتسمط عميو إثـ فتضيع معرفتو‪.‬‬

‫آية (ٖٗٔ) ‪ٖٔٗ " -‬اف ِْد ِني ِم ْن ظُ ْمِم ِ‬ ‫سِ‬ ‫اك‪".‬‬ ‫َحفَ َ‬ ‫ص َاي َ‬ ‫ان‪ ,‬فَأ ْ‬ ‫ظ َو َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫إفدنى من ظمم اإلنسان = إنقذني من ظمم أعدائي (سبعينية)= واألعداء الحقيقييف ىـ إبميس والبشر الذيف‬ ‫يحركيـ إبميس‪ .‬ومف يسقط في خطية يستعبده إبميس‪ ،‬أما المسيح فاشترانا بدمو‪ .‬وكأف المرنـ يشتاؽ لفداء‬

‫اك‪.‬‬ ‫َحفَ َ‬ ‫ص َاي َ‬ ‫المسيح فيتحرر‪ ،‬وحينئذ ال يكوف إلبميس سمطاف عميو فَأ ْ‬ ‫ظ َو َ‬

‫‪365‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ف))‬

‫ٖ٘ٔ ِ‬ ‫ض َك‪".‬‬ ‫ئ ِب َو ْج ِي َك َعمَى َع ْب ِد َك‪َ ,‬و َعمٍّ ْم ِني فَ َرِائ َ‬ ‫آية (ٖ٘ٔ) ‪ " -‬أَض ْ‬ ‫قاؿ القديس أثناسيوس أف المسيح ىو وجو اآلب الذي ظير في العالـ ليعممنا العدؿ والحؽ‪ .‬وتفيـ اآلية أنو في‬

‫عمى‪ ،‬واعطني أف أشعر بوجودؾ وحنانؾ‬ ‫وسط الضيقات وضباب ىذا العالـ إظير يا رب نورؾ‪ ،‬أي رضاؾ ّ‬ ‫ورحمتؾ‪ .‬واذا حجب اهلل وجيو عنا فمـ نعد نشعر بسبلـ أو فرح أو تعزية فيذا راجع ألننا أىممنا وصاياه‪.‬‬

‫‪ٖٔٙ‬‬ ‫او ُل ِمي ٍ‬ ‫يعتَ َك‪".‬‬ ‫آية (‪" - )ٖٔٙ‬‬ ‫اه َج َر ْت ِم ْن َع ْي َن َّي‪ ,‬ألَنَّ ُي ْم لَ ْم َي ْحفَظُوا َ‬ ‫َج َد ِ َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫ليس معنى الفرح والتعزية أننا نفرح كما يقوؿ البعض بطريقة مفتعمة ألننا قد خمصنا‪ .‬ولكف نضع أماـ عيوننا ىذه‬

‫اآلية‪ ،‬إننا البد أف نبكي عمى إخوتنا الذيف مازالوا يتخبطوف في خطاياىـ‪ ،‬بؿ األولى أيضاً أف نبكي عمى‬ ‫خطايانا‪ ،‬ومف يفعؿ يعطيو اهلل تعزية حقيقية وفرح حقيقي‪.‬‬

‫‪366‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ص))‬

‫قطعة (ص) غيرة حسنة عمى كممة اهلل‬

‫عودة لمجدول‬

‫‪ٖٔٛ‬‬ ‫‪ٖٔٚ‬‬ ‫َح َكام َك م ِ‬ ‫اد ِات َك‪َ ,‬و َحقًّا إِلَى ا ْل َغ َاي ِة‪".‬‬ ‫يم ٌة‪.‬‬ ‫ت ِب َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫َم ْر َ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٖٔٛ-ٖٔٚ‬ب ٌّار أَ ْن َ‬ ‫ت َيا َرب‪َ ,‬وأ ْ ُ ُ ْ‬ ‫َع ْدالً أ َ‬ ‫ستَق َ‬ ‫ت = عادل أنت (سبعينية)‪ .‬األشرار دائماً يعترضوف عمى أحكاـ اهلل قائميف لماذا سمح بيذا أو ذاؾ‪ .‬ولكف‬ ‫َب ٌّار أَ ْن َ‬ ‫اد ِات َك‪َ ,‬و َحقًّا إِلَى ا ْل َغ َاي ِة = (في‬ ‫ت ِب َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫َم ْر َ‬ ‫المرنـ الذي أحب اهلل اكتشؼ أف كؿ أحكامو ىي بعدؿ وأنو بار‪َ .‬ع ْدالً أ َ‬ ‫السبعينية) تترجـ أوصيت كثي اًر بالعدؿ والحؽ المذيف ىما شياداتؾ‪ .‬فيناؾ مف يرفض الوصية بحجة أنيا صعبة‬

‫وغير عممية‪ .‬والمرنـ الغيور يشيد ىنا أنيا عدؿ وحؽ‪.‬‬

‫‪ٖٜٔ‬‬ ‫َن أ ْ ِ‬ ‫سوا َكبلَ َم َك‪".‬‬ ‫َىمَ َكتْ ِني َغ ْي َرِتي‪ ,‬أل َّ‬ ‫آية (‪ " - )ٖٜٔ‬أ ْ‬ ‫َع َدائي َن ُ‬ ‫َىمَ َكتْ ِني َغ ْي َرِتي = غيرة بيتك أكمتني (سبعينية) وىكذا اقتبس العيد الجديد النص مف السبعينية (يوٕ‪ .)ٔٚ2‬ىذه‬ ‫أْ‬

‫غيرة مقدسة لكبلـ اهلل الذي يحتقره األشرار‪.‬‬

‫آية (ٓٗٔ) ‪ِ ٔٗٓ " -‬‬ ‫َّيا‪".‬‬ ‫َّص ٌة ِجدًّا‪َ ,‬و َع ْب ُد َك أ َ‬ ‫َحب َ‬ ‫َكم َمتُ َك ُم َمح َ‬ ‫في مقابؿ احتقار األشرار لكممة اهلل ووصيتو نجد المرنـ ىنا يشيد لكماليا وأنيا نقية مف كؿ شائبة‪.‬‬

‫َّص = نقي مف كؿ خداع أو تممؽ‪ ،‬فاهلل ال يتممؽ اإلنساف فيعطيو ما يتمذذ بو فيموت (ىذا ما يفعمو إبميس)‪.‬‬ ‫ُم َمح َ‬ ‫أما وصايا اهلل فحتى واف كانت ضد رغبة الجسد إال أننا لو إلتزمنا بيا يكوف لنا حياة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٔٗٔ) ‪ِ ٔٗٔ " -‬‬ ‫س َيا‪".‬‬ ‫ير‪ ,‬أ َّ‬ ‫ص َاي َ‬ ‫اك َفمَ ْم أَ ْن َ‬ ‫َما َو َ‬ ‫َ‬ ‫ير أَ​َنا َو َحق ٌ‬ ‫صغ ٌ‬ ‫كاف داود ىو األصغر في إخوتو‪ ،‬ولكف اهلل نظر لقمبو الحافظ لموصية‪ .‬وىكذا كؿ مف ينسحؽ ويتذلؿ أماـ اهلل‬ ‫يفرح بو اهلل ويسكف عنده (أش‪.)ٔ٘2٘ٚ‬‬ ‫ٕٗٔ‬ ‫ض ْي ٌ ِ‬ ‫ش ِريعتُ َك حقٌّ‪ِ ٖٔٗ .‬‬ ‫ص َايا َك‬ ‫َص َاب ِاني‪ ,‬أ َّ‬ ‫اآليات (ٕٗٔ‪َ " - )ٔٗ​ٗ-‬ع ْدلُ َك َع ْد ٌل إِلَى الد ْ‬ ‫َّى ِر‪َ ,‬و َ َ َ‬ ‫َما َو َ‬ ‫ق َوش َّدةٌ أ َ‬ ‫ٗ​ٗٔ‬ ‫َح َيا‪".‬‬ ‫فَ ِي َي لَ َّذ ِاتي‪.‬‬ ‫َع ِادلَ ٌة َ‬ ‫اداتُ َك إِلَى الد ْ‬ ‫ش َي َ‬ ‫َّى ِر‪ .‬فَ ٍّي ْم ِني فَأ ْ‬

‫شيادات اهلل صادقة‪ ،‬ومحبتو مؤكدة‪ ،‬بالرغـ مف الشدة واآلالـ التي يجتاز فييا األبرار‪ .‬والبار بالرغـ مف شدتو‬ ‫يحفظ الوصية وال يترؾ شريعة اهلل‪.‬‬

‫‪367‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ق))‬

‫قطعة (ق) صراخ إلى اهلل‬

‫عودة لمجدول‬

‫‪ٔٗٙ‬‬ ‫اآليات (٘ٗٔ‪ٔٗ٘" - )ٔٗٙ-‬صر ْخ ُ ِ‬ ‫ص ِني‪,‬‬ ‫َحفَظُ‪.‬‬ ‫ض َك أ ْ‬ ‫استَ ِج ْب لِي َيا َرب‪ .‬فَ َرِائ َ‬ ‫َد َع ْوتُ َك‪َ .‬خمٍّ ْ‬ ‫ت م ْن ُك ٍّل َق ْم ِبي‪ْ .‬‬ ‫َ​َ‬ ‫اد ِات َك‪".‬‬ ‫َحفَ َ‬ ‫ظ َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫فَأ ْ‬ ‫النفس التي عرفت اهلل ال تكؼ عف أف تصرخ إليو مف أجؿ الخبلص والصراخ ال يعني الصوت المرتفع ولكف‬

‫مف عمؽ القمب يمجأ اإلنساف هلل وربما دوف أف يتكمـ (خرٗٔ‪ ٔ٘2‬موسى لـ يتكمـ واهلل يقوؿ لو لماذا تصرخ) ودـ‬

‫ىابيؿ صرخ‪.‬‬

‫‪ٔٗٛ‬‬ ‫اآليات (‪ٔٗٚ" - )ٜٔٗ-ٔٗٚ‬تَقَدَّم ُ ِ‬ ‫ع‪ ,‬لِ َك ْي‬ ‫ت‪.‬‬ ‫ت‪َ .‬كبلَ َم َك ا ْنتَ َ‬ ‫اي ا ْل ُي ُز َ‬ ‫ظ ْر ُ‬ ‫ص َر ْخ ُ‬ ‫َّم ْت َع ْي َن َ‬ ‫ت في الص ْب ِح َو َ‬ ‫ْ‬ ‫تَقَد َ‬ ‫‪ٜٔٗ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َح ِيني‪".‬‬ ‫أَْل َي َج ِبأَق َْوالِ َك‪.‬‬ ‫َح َكام َك أ ْ‬ ‫ب أْ‬ ‫سَ‬ ‫سَ‬ ‫ص ْوِت َي ْ‬ ‫ب َر ْح َمت َك‪َ .‬يا َرب‪َ ,‬ح َ‬ ‫استَم ْع َح َ‬ ‫َ‬ ‫في السبعينية "تقدمت قبؿ الصبح وصرخت‪ ..‬سبقت عيناي وقت السحر‪ ..‬فيو ال يكؼ عف الصراخ إلى اهلل في‬

‫كؿ وقت حتى في منتصؼ الميالي‪.‬‬

‫ع = جمع ىزيع وىي أقساـ الميؿ‪ .‬ورمزياً فالميؿ يشير لوقت اآلالـ أما الصبح فيشير لوقت الفرج‪ .‬وعمى كؿ‬ ‫ا ْل ُي ُز َ‬ ‫األحواؿ ىو يصرخ هلل وال يسكت‪.‬‬ ‫ٔ٘ٔ‬ ‫ٓ٘ٔ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫ص َايا َك‬ ‫ون َّ‬ ‫يب أَ ْن َ‬ ‫ب التَّا ِب ُع َ‬ ‫يعت َك َب ُع ُدوا‪ .‬قَ ِر ٌ‬ ‫اآليات (ٓ٘ٔ‪ " - )ٔ٘ٔ-‬اقْتَ​َر َ‬ ‫ت َيا َرب‪َ ,‬و ُكل َو َ‬ ‫الرِذيمَ َة‪َ .‬ع ْن َ َ‬ ‫َحقٌّ‪"..‬‬

‫الحظ أف األشرار يقتربوف إلى الرذيمة‪ ،‬ولكف بقدر ما يقتربوا منيا بقدر ما يبتعدوا عف ناموس اهلل وبالتالي فيـ‬

‫يبتعدوف عف اهلل‪ .‬أما األبرار فيـ قريبوف مف اهلل وىو قريب منيـ يعرفيـ ويحمييـ مف مضايقات األشرار‪.‬‬ ‫آية (ٕ٘ٔ) ‪ُ ٕٔ٘ " -‬م ْن ُذ َزَم ٍ‬ ‫ستَ َيا‪".‬‬ ‫َّى ِر أ َّ‬ ‫ْت ِم ْن َ‬ ‫اد ِات َك أ ََّن َك إِلَى الد ْ‬ ‫ش َي َ‬ ‫ان َع َرف ُ‬ ‫َس ْ‬ ‫"السماء واألرض تزوالف ولكف كبلمي ال يزوؿ" ىذا بنفس المعنى تماماً‪ .‬فكبلـ اهلل ال يتغير ومقاصده ال تتغير‪،‬‬

‫أما الناس فمف طبيعتيـ أنيـ يتغيروف دائماً‪.‬‬

‫‪368‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ر))‬

‫قطعة (ر) رثاء عمى األشرار فيم لن يخمصوا‬

‫عودة لمجدول‬

‫ٖ٘ٔ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يعتَ َك‪".‬‬ ‫س َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫آية (ٖ٘ٔ) ‪ " -‬اُْنظُ ْر إِلَى ُذلٍّي َوأَ ْنقذْني‪ ,‬أل ٍَّني لَ ْم أَ ْن َ‬ ‫الطريؽ الوحيد لنحصؿ عمى مراحـ اهلل ىو اإلنسحاؽ والتذلؿ والمسكنة‪.‬‬

‫ِ‬ ‫آية (ٗ٘ٔ) ‪ٔ٘ٗ " -‬أ ْ ِ‬ ‫َح ِي ِني‪".‬‬ ‫ب َكمِ َم ِت َك أ ْ‬ ‫سَ‬ ‫اي َوفُ َّكني‪َ .‬ح َ‬ ‫َحس ْن َد ْع َو َ‬ ‫أْ ِ‬ ‫اي َوفُ َّك ِني = أحكـ لي في دعواي ونجني (سبعينية)‪ .‬ىي صبلة لمخبلص‪.‬‬ ‫َحس ْن َد ْع َو َ‬ ‫٘​٘ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ض َك‪".‬‬ ‫آية (٘​٘ٔ) ‪ " -‬ا ْل َخ َ‬ ‫يد َع ِن األَ ْ‬ ‫ص َب ِع ٌ‬ ‫سوا فَ َرِائ َ‬ ‫ار‪ ,‬أل ََّن ُي ْم لَ ْم َي ْمتَم ُ‬ ‫بل ُ‬ ‫األشرار سوؼ يسمعوف القوؿ المرعب لست أعرفكـ‪ ،‬امضوا عني يا‪( ....‬مت‪.)ٕٖ2ٚ‬‬

‫َح ِي ِني‪ِ ٔ٘ٚ .‬‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ٔ٘ٙ‬‬ ‫ي‬ ‫ضطَ ِي ِد َّ‬ ‫ون ُم ْ‬ ‫ير َ‬ ‫ام َك أ ْ‬ ‫ب أْ‬ ‫سَ‬ ‫يرةٌ ى َي َم َراح ُم َك َيا َرب‪َ .‬ح َ‬ ‫َكث ُ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٔ٘ٚ-ٔ٘ٙ‬كث َ‬ ‫اداتُ َك َفمَم أ ِ‬ ‫َم ْل َع ْن َيا‪".‬‬ ‫ضا ِي ِق َّي‪ .‬أ َّ‬ ‫َما َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫َو ُم َ‬ ‫ْ‬ ‫المرنـ قد اختبر مراحـ الرب بالرغـ مف اضطياد األشرار لو‪ .‬وكاف في شدة ضيقتو ال يترؾ وصايا اهلل فيو يجد‬

‫فييا تعزيتو وسبلمو ويجد فييا قوة تعينو‪.‬‬ ‫‪ٜٔ٘‬‬ ‫‪ٔ٘ٛ‬‬ ‫اك‪َ .‬يا‬ ‫ص َاي َ‬ ‫َح َب ْب ُ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٔٙٓ-ٔ٘ٛ‬أر َْي ُ‬ ‫ت ا ْل َغ ِاد ِر َ‬ ‫ين َو َمقَت‪ ,‬ألَنَّ ُي ْم لَ ْم َي ْحفَظُوا َكمِ َمتَ َك‪ .‬ا ْنظُ ْر أ ٍَّني أ ْ‬ ‫ت َو َ‬ ‫ٓ‪ٔٙ‬‬ ‫رب‪ ,‬حسب ر ْحم ِت َك أ ْ ِ‬ ‫َح َك ِام َع ْدلِ َك‪".‬‬ ‫ْس َكبلَ ِم َك َحقٌّ‪َ ,‬وِالَى الد ْ‬ ‫َّى ِر ُكل أ ْ‬ ‫َح ِيني‪َ .‬أر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ​َ َ َ‬

‫لقد رأي األشرار يخطئوف فمـ يشتيي أف يصنع مثميـ بؿ ىو كره طرقيـ فيو يعرؼ أف الحياة األبدية وبركة‬ ‫ْس َكبلَ ِم َك َح ٌّ‬ ‫ق = بدء‬ ‫الحياة الزمنية ىي في حفظ وصايا الرب‪ .‬والمرنـ يثؽ في وعود اهلل لمف يحفظ وصاياه‪َ .‬أر ُ‬ ‫كبلمؾ حؽ (سبعينية) أو أف كبلمؾ منذ األزؿ ىو حؽ‪ ،‬فأنت يا رب ىو أنت ال تتغير أو أف مف البدء تعني‪،‬‬

‫منذ أعمنت ذاتؾ وشرائعؾ لآلباء فيي لـ تتغير‪.‬‬

‫‪369‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ظ))‬

‫قطعة (ش) سبلم القمب في حفظ الوصية‬

‫عودة لمجدول‬

‫ٔ‪ٔٙ‬‬ ‫ع َق ْم ِبي‪".‬‬ ‫اض َ‬ ‫س َب ٍب‪َ ,‬و ِم ْن َكبلَ ِم َك َج ِز َ‬ ‫اء ْ‬ ‫ط َي ُدوِني ِببلَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫آية (ٔ‪ُ " - )ٔٙ‬ر َؤ َ‬ ‫اء = ىناؾ رؤساء اضطيدوا داود مثؿ شاوؿ مثبلً‪ .‬ونحف نواجو باضطياد إبميس ومف يتبعو‪ .‬ولكف المرنـ‬ ‫س ُ‬ ‫ُر َؤ َ‬

‫لـ يجزع مف اضطياد ىؤالء بؿ مف كبلـ اهلل‪ .‬وىكذا نجد الشيداء لـ يرىبوا اضطياد المموؾ ألف قمبيـ جزع مف‬

‫أف يخالفوا كبلـ اهلل‪.‬‬ ‫ٕ‪ٔٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم ًة َو ِاف َرةً‪".‬‬ ‫آية (ٕ‪ " - )ٔٙ‬أ َْبتَ ِي ُج أَ​َنا ِب َكبلَم َك َك َم ْن َو َج َد َغن َ‬ ‫ىنا نفيـ أف المرنـ لـ يجزع مف كبلـ اهلل بمعنى الخوؼ مف ضربات اهلل بؿ نجده يفرح ويبتيج بكبلـ اهلل وأنو‬

‫يعتبره مثؿ كنز‪ .‬وكونو يترؾ وصايا اهلل خوفاً مف اضطياد الرؤساء سيجد نفسو وقد خسر ىذا الكنز وفقد سبلمو‬

‫وابتياجو‪.‬‬

‫ٖ‪ٔٙ‬‬ ‫ضُ ِ‬ ‫َح َب ْبتُ َيا‪".‬‬ ‫ب َو َك ِرْىتُ ُو‪ ,‬أ َّ‬ ‫َما َ‬ ‫آية (ٖ‪ " - )ٔٙ‬أ َْب َغ ْ‬ ‫يعتُ َك فَأ ْ‬ ‫ت ا ْل َكذ َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫نرى ىنا أنو يحب لشريعة اهلل ويبغض أكاذيب إبميس وخداعاتو‪.‬‬

‫آية (ٗ‪ٔٙٗ " - )ٔٙ‬س ْبع م َّر ٍ‬ ‫ات ِفي َّ‬ ‫الن َي ِ‬ ‫َح َك ِام َع ْدلِ َك‪".‬‬ ‫َّحتُ َك َعمَى أ ْ‬ ‫سب ْ‬ ‫ار َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫س ْبع م َّر ٍ‬ ‫ات = ‪ ٚ‬رقـ كامؿ بمعنى أف كبلـ اهلل وتسبحتو ال تفارؽ فمو كؿ النيار وتصير ىذه اآلية مثؿ صموا ببل‬ ‫َ َ َ‬ ‫انقطاع (ٔتي٘‪ .)ٔٚ2‬ولكف الكنيسة رتبت عمى أساس ىذه اآلية ‪ ٚ‬صموات فعبلً كؿ يوـ ىي صموات األجبية‪.‬‬

‫٘‪ٔٙ‬‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س لَ ُي ْم َم ْعثَ​َرةٌ‪".‬‬ ‫آية (٘‪" - )ٔٙ‬‬ ‫يعت َك‪َ ,‬ولَ ْي َ‬ ‫سبلَ َم ٌة َج ِزيمَ ٌة ل ُمح ٍّبي َ َ‬ ‫َ‬ ‫س لَ ُي ْم َم ْعثَ​َرةٌ = ليس‬ ‫المرنـ اختبر أف في حفظو وصايا اهلل وفي تأممو في كبلـ اهلل يكوف لو سبلـ يمؤل قمبو‪َ .‬ولَ ْي َ‬ ‫ليـ شؾ (سبعينية)‪ .‬فكمما قمت العثرات زاد السبلـ‪.‬‬ ‫‪ٔٙٚ‬‬ ‫‪ٔٙ​ٙ‬‬ ‫اد ِات َك‪ ,‬وأ ِ‬ ‫ُحب َيا‬ ‫ت‪.‬‬ ‫َح ِفظَ ْت َن ْف ِسي َ‬ ‫ص َاي َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫اك َع ِم ْم ُ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٔٙٛ-ٔٙ​ٙ‬ر َج ْو ُ‬ ‫َ‬ ‫ص َك َيا َرب‪َ ,‬و َو َ‬ ‫ت َخبلَ َ‬ ‫‪ٔٙٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ام َك‪".‬‬ ‫اد ِات َك‪ ,‬أل َّ‬ ‫ِجدًّا‪.‬‬ ‫اك َو َ‬ ‫ص َاي َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫َح ِف ْظ ُ‬ ‫ت َو َ‬ ‫َم َ‬ ‫َن ُك َّل طُ​ُرقي أ َ‬

‫حينما اختبر المرنـ أف حفظ الوصية يعطيو سبلماً لذيذاً في قمبو وأف طريؽ العثرات والخطايا يبعد عنو سبلمو‪،‬‬

‫قرر أف ال يحيد عف وصايا اهلل‪ .‬بؿ ىو ينتظر خبلصو النيائي‪ ،‬أي أف يترؾ كؿ عثرة فيكوف سبلمو وفرحو ببل‬ ‫حدود‪ ،‬وىذا لف يحدث إال في السماء بعد أف نحصؿ عمى الجسد الممجد‪.‬‬

‫‪370‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ث))‬

‫قطعة (ت) التوسل لنوال الخبلص‬

‫عودة لمجدول‬

‫ٓ‪ٔٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ٜٔٙ‬‬ ‫ض َرِت َك‪.‬‬ ‫ب َكبلَ ِم َك فَ ٍّي ْم ِني‪ .‬لِتَ ْد ُخ ْل ِط ْم َب ِتي إِلَى َح ْ‬ ‫سَ‬ ‫ص َراخي إِلَ ْي َك َيا َرب‪َ .‬ح َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٚٓ-ٜٔٙ‬ل َي ْبمُ ْغ ُ‬ ‫َك َكمِ َم ِت َك َن ٍّج ِني‪".‬‬

‫ىناؾ قصة تشرح المقصود‪ ،‬وىي المرأة أصيبت بمرض خطير جداً فإلتجأت إلى اهلل في صموات طويمة‪ .‬وذات‬

‫يوـ قالت ألب اعترافيا "يا أبي سوؼ أموت يوـ كذا‪ ..‬فقاؿ ليا كيؼ عممت بيذا فأجابت السماء أخبرتني أنني‬ ‫ِ‬ ‫شفاءؾ‪ ..‬أجابت أنا لست خائفة مف الموت‪ ،‬فإف كنت ىنا‬ ‫سوؼ أرتاح في ىذا اليوـ‪ .‬فقاؿ ليا ربما يعني ىذا‬ ‫أفرح بيذا المقدار فكـ وكـ سيكوف الفرح في األبدية‪ ،‬معنى الراحة يا أبي أنني سأذىب لمسماء‪ ،‬لذلؾ لست في‬

‫خوؼ مف الموت‪ ،‬بؿ أنا أشتييو‪ .‬وىذا لساف حاؿ بولس الرسوؿ (رو‪ + ٕٗ2ٚ‬فئ‪ .)ٕٖ2‬وىذا ما يعبر عنو‬

‫المرنـ ىنا‪ ،‬أنو يشتاؽ ليذا الخبلص النيائي في السماء حيث ال يعود الجسد يتعبو بشيواتو وعثراتو‪ ،‬فيكوف‬

‫سبلمو ببل حدود‪ .‬وىو يصرخ ليناؿ ىذا‪.‬‬ ‫ٕ‪ٔٚ‬‬ ‫ٔ‪ٔٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫َن ُك َّل‬ ‫س ِاني ِبأَق َْوالِ َك‪ ,‬أل َّ‬ ‫ض َك‪.‬‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٕٔٚ-ٔٚ‬تَُن ٍّبعُ َ‬ ‫يحا إِ َذا َعمَّ ْمتَِني فَ َرِائ َ‬ ‫س ِب ً‬ ‫اي تَ ْ‬ ‫ُي َغ ٍّني ل َ‬ ‫شفَتَ َ‬ ‫اك َع ْد ٌل‪".‬‬ ‫ص َاي َ‬ ‫َو َ‬ ‫تَُن ٍّبعُ = تفيض‪ .‬ىنا نرى أنو كمما إلتزـ اإلنساف بوصايا اهلل كمما امتؤل القمب سبلـ‪ ،‬وعبلمة ىذا أف تفيض الشفاه‬

‫بالتسبحة عبلمة الفرح والشكر‪ .‬لذلؾ يصمي المرنـ هلل حتى يعممو الوصايا فيفرح ويسبح‪ ،‬وىكذا ينبغي أف نقضي‬ ‫حياتنا بالجسد اآلف‪ ،‬نصرخ هلل ليعيننا عمى حفظ الوصية وعمى أف نسبحو كؿ اليوـ وكؿ العمر في انتظار يوـ‬

‫الخبلص األبدي‪.‬‬

‫ٗ‪ٔٚ‬‬ ‫ٖ‪ٔٚ‬‬ ‫ت إِلَى َخبلَ ِ‬ ‫ص َك َيا َرب‪,‬‬ ‫اك‪.‬‬ ‫اآليات (ٖ‪ " - )ٔٚٗ-ٔٚ‬لِتَ ُك ْن َي ُد َك لِ َم ُعوَن ِتي‪ ,‬ألَنَّ ِني ْ‬ ‫اْ‬ ‫ص َاي َ‬ ‫شتَ ْق ُ‬ ‫اختَْر ُ‬ ‫ت َو َ‬ ‫يعتُ َك ِى َي لَ َّذ ِتي‪".‬‬ ‫َو َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫طمب المعونة اإلليية‪ ،‬وىكذا ينبغي أف ال نكؼ عف الطمب حتى يعيننا اهلل عمى أف نحفظ الوصايا‪ .‬ونرى شيوة‬

‫المرنـ لمخبلص األبدي‪.‬‬

‫‪ٔٚٙ‬‬ ‫شٍ‬ ‫ِ‬ ‫٘‪ِ ٔٚ‬‬ ‫ضالَّ ٍة‪ .‬ا ْطمُ ْب َع ْب َد َك‪,‬‬ ‫ام َك لِتُِع ٍّني‪.‬‬ ‫ت ‪َ ,‬ك َ‬ ‫ضمَ ْم ُ‬ ‫اة َ‬ ‫َ‬ ‫س ٍّب َح َك‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫اآليات (٘‪ " - )ٔٚٙ-ٔٚ‬لتَ ْح َي َن ْفسي َوتُ َ‬ ‫َح َك ُ‬ ‫اك‪".‬‬ ‫ص َاي َ‬ ‫س َو َ‬ ‫أل ٍَّني لَ ْم أَ ْن َ‬ ‫كؿ منا ىو الخروؼ الضاؿ‪ ،‬والمسيح ىو الراعي الصالح الذي أتى ليفتش عمى الخروؼ الضاؿ ويعينو حتى‬

‫يعود لمحظيرة ثانية‪.‬‬

‫‪371‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والعشرون)‬

‫المزمور المئة والعشرون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والعشرون (المئة والتاسع عشر في األجبية)‬ ‫ٔ‬ ‫الر ٍّ ِ ِ ِ‬ ‫اب لِي‪".‬‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬إِلَى َّ‬ ‫ص َر ْخ ُ‬ ‫استَ َج َ‬ ‫ت فَ ْ‬ ‫ب في ض ْيقي َ‬ ‫ىذه اآلية نبوة عف آالـ المسيح (عب٘‪ .)ٚ2‬ىذه اآلية ىي بمساف المسيح في محنتو وأف اآلب استجاب لو‬

‫فأقامو‪ ،‬إذ لـ يكف مف الممكف أف يحجزه الموت‪ .‬وىذه اآلية ىي صرخة إنساف شعر بأنو في خطيتو ىو في ألـ‬

‫وفي لعنة‪ ،‬فيصرخ هلل برجاء‪.‬‬ ‫ٖ‬ ‫ٕ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان ِغ ٍّ‬ ‫ان‬ ‫ش‪َ .‬ما َذا ُي ْع ِط َ‬ ‫يك َو َما َذا َي ِز ُ‬ ‫س ُ‬ ‫يد لَ َك ل َ‬ ‫اآليات (ٕ‪َ " - )ٖ-‬يا َرب‪َ ,‬ن ٍّج َن ْفسي م ْن شفَاه ا ْل َكذ ِب‪ ,‬م ْن ل َ‬ ‫ا ْل ِغ ٍّ‬ ‫ش؟"‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫سا ِن ال ِغ ٍّ‬ ‫ش = صاحب لساف الغش ىو إبميس الذي خدع آدـ وحواء فأسقطيما‪ ،‬ومازاؿ يخدعنا‬ ‫شفَاه ا ْل َكذ ِب‪ ..,‬ل َ‬ ‫إذ يصور لنا أف خطايانا ىي ببل عقوبة ولساف الغش ىو مف يمدحنا بما ليس فينا وبرياء‪ ،‬وقد نكوف سالكيف في‬

‫طريؽ الموت ونسمع مف صاحب لساف غش ما يشجع عمى االستمرار‪ .‬ولساف الغش ىو لساف اليراطقة‪ .‬ولساف‬

‫الغش ىو لساف النماـ وشاىد الزور والمفتري ظمماً (كما حدث مع المسيح) وقد يكوف لساني أنا حيف أنافؽ وال‬ ‫أقوؿ الحؽ‪ .‬وىنا يتساءؿ المرنـ ما الذي يستفيده صاحب ىذا المساف الغاش‪ ،‬بؿ كؿ غش سيكوف مصيره نار‬

‫تحرؽ قمب الغشاش‪.‬‬

‫ِٗ‬ ‫ام َجب ٍ‬ ‫الرتَِم‪".‬‬ ‫س ُنوَن ًة َم َع َج ْم ِر َّ‬ ‫َّار َم ْ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬س َي َ‬ ‫ِ‬ ‫ام َجب ٍ‬ ‫الرتَِم = نوع مف شجر الشيح ينمو في الصحاري وقد تؤكؿ‬ ‫س ُنوَن ًة = ىي سياـ إبميس ضدنا‪َّ .‬‬ ‫َّار َم ْ‬ ‫س َي َ‬

‫جذوره‪ ،‬ويصنع منو أحياناً الفحـ‪ .‬فحروب إبميس ضدنا ىي كسياـ جبار مسنونة محماة‪ .‬ولكف اهلل لـ يتركنا ببل‬

‫أسمحة (أؼ‪ٕ + ٔٛ-ٔ​ٔ2ٙ‬كو٘‪ + ٗ2ٔٓ،‬مز٘ٗ‪.)٘2‬‬

‫ِ ِ‬ ‫٘ ِ ِ ِ ِ‬ ‫يد َار!"‬ ‫س َك ِني ِفي ِخ َي ِام ِق َ‬ ‫آية (٘) ‪َ " -‬وْيمي ل ُغ ْرَبتي في َماش َك‪ ,‬ل َ‬ ‫م ِ‬ ‫اش َك = قبيمة مف نسؿ يافث (تؾٓٔ‪ )ٕ2‬يقطنوف بجانب البحر األسود ويمثموف روحياً مف ىـ في غربة وفي‬ ‫َ‬

‫بعد عف أورشميـ‪ ،‬أو بعيديف عف عشرة الرب ويذكر في (حز‪ )ٖٔ2ٕٚ‬أنيـ يتاجروف في نفوس الناس‪ .‬وىكذا كؿ‬ ‫يد َار = أحد أحفاد إسماعيؿ‪ ،‬وكانت خياميـ سوداء مف شعر الماعز (نشٔ‪.)٘2‬‬ ‫مف يبتعد عف الرب يستعبد‪ِ .‬ق َ‬ ‫يتأوه مف حالو وىو مستعبد في خطيتو‪ ،‬متغرباً عف‬ ‫والموف األسود يشير لمخطية (أرٖٔ‪ .)ٕٖ2‬فينا نجد الخاطئ َّ‬

‫الرب‪ .‬بؿ ىو حالنا جميعاً طالما نحف في ىذا الجسد (روٕٗ‪.)ٕٖ2ٚ،‬‬

‫‪372‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والعشرون)‬

‫‪ٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫س َك ُن َيا َم َع ُم ْب ِغ ِ‬ ‫السبلَِم‪".‬‬ ‫ض َّ‬ ‫أية (‪ " - )ٙ‬طَ َ‬ ‫ال َعمَى َن ْفسي َ‬ ‫ىنا يشعر بالغربة في العالـ (عبٖٔ‪ + ٔٗ2‬فئ‪.)ٕٖ2‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫سبلَ ٌم‪َ ,‬و ِحي َن َما أَتَ َكمَّ ُم فَ ُي ْم لِ ْم َح ْر ِب‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٚ‬أَ​َنا َ‬ ‫ىذه اآلية نبوة عف المسيح ممؾ السبلـ‪ ،‬واىب السبلـ‪ ،‬أما أىؿ العالـ فيبغضوف السبلـ ال سبلـ قاؿ إليي‬

‫لؤلشرار (أش‪.)ٕ​ٕ2ٗٛ‬‬

‫‪373‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى والعشرون)‬

‫المزمور المئة والحادي والعشرون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والحادي والعشرون (المئة والعشرون في األجبية)‬ ‫في المزمور السابؽ شعر المرنـ أنو بعيد عف اهلل‪ ،‬فما ىي الخطوة األولى التي سيتبعيا؟‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬أَرفَعُ َع ْي َن َّي إِلَى ا ْل ِج َب ِ‬ ‫ث َيأ ِْتي َع ْوِني!"‬ ‫ال‪ِ ,‬م ْن َح ْي ُ‬ ‫ْ‬ ‫أَرفَعُ َع ْي َن َّي إِلَى ا ْل ِج َب ِ‬ ‫ال = المسافر إلى أورشميـ ال يرى جبؿ صييوف مباشرة‪ ،‬بؿ يرى عدة جباؿ حوليا‪ .‬و ِم ْن‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ىناك َيأْتي َع ْوِني ‪ .‬ما ىي ىذه الجباؿ التي تعطي معونة؟ ىناؾ جباؿ جرزيـ (حيث تتمي البركة)‪ ،‬وجبؿ الزيتوف‬ ‫(جبؿ الصبلة والتأمؿ) جبؿ الجمجثة (التأمؿ في حب اهلل العجيب)‪ ،‬جبؿ التجمي (حيث نرى المسيح في بيائو)‬

‫جبؿ الصعود (حيث نرى المسيح ذاىباً ليعد لنا مكاناً)‪ ،‬جبؿ حوريب (حيث رأي موسى اهلل فممع وجيو)‪ ،‬جبؿ‬

‫التجربة (حيث انتصر المسيح عمى إبميس)‪ .‬جبؿ أ ارراط (حيث استقر فمؾ نوح رم اًز لمسبلـ واالستقرار)‪ .‬والعكس‬

‫فيناؾ مف الزاؿ ينظر لطيف أودية ىذا العالـ‪ ،‬الىياً عف ىذه الجباؿ المقدسة‪ .‬ومف يتسمؽ ىذه الجباؿ (أي‬ ‫يجاىد في حياتو الروحي ة) يصؿ إلى جبؿ صييوف‪ ،‬رمز لممسيح الذي ىو جبؿ بيت الرب الثابت في رأس‬

‫الجباؿ (أشٕ‪ .)ٕ2‬والجباؿ أيضاً يشيروا لمصديقيف والقديسيف واألنبياء واآلباء (مزٕ٘ٔ‪ .)ٔ2‬ونحف ننظر‬ ‫لحياتيـ لنتمثؿ بيـ (عبٖٔ‪ )ٚ2‬ونتشفع بيـ‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ب‪ِ ,‬‬ ‫ات َواأل َْر ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫آية (ٕ) ‪َ " -‬م ُعوَن ِتي ِم ْن ِع ْن ِد َّ‬ ‫صان ِع َّ َ َ‬ ‫الر ٍّ َ‬ ‫العالـ بكؿ قوتو ال يستطيع أف يعيف إنساف‪ ،‬اهلل وحده يستطيع‪ .‬فمماذا نخاؼ؟‬

‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬الَ ي َدعُ ِر ْجمَ َك تَ ِزل‪ .‬الَ ي ْنعس ح ِ‬ ‫افظُ َك‪".‬‬ ‫َ َُ َ‬ ‫َ‬ ‫الَ َي َدعُ ِر ْجمَ َك تَ ِزل = ولكف عمينا أف نطمب‪ ،‬وأف ال نيأس حينئذ ال نسقط‪.‬‬ ‫الَ ي ْنعس ح ِ‬ ‫افظُ َك = لقد ناـ المسيح في السفينة ليناديو التبلميذ فيسكت البحر ويزداد إيمانيـ‪.‬‬ ‫َ َُ َ‬ ‫ٗ‬ ‫ِ‬ ‫يل‪".‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ام َحافظُ إِ ْ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬إِ َّن ُو الَ َي ْن َع ُ‬ ‫س َوالَ َي َن ُ‬ ‫يل = ىي الكنيسة أو النفس البشرية‪.‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫س كناية عف الترؾ واإلىماؿ‪ .‬إِ ْ‬ ‫ال ْن َعا ُ‬ ‫٘‬ ‫الرب ح ِ‬ ‫الرب ِظ ٌّل لَ َك َع ْن َي ِد َك ا ْل ُي ْم َنى‪".‬‬ ‫افظُ َك‪َّ .‬‬ ‫آية (٘) ‪َ َّ " -‬‬ ‫الرب ِظ ٌّل لَ َك = الظؿ يعني الرعاية‪ ،‬والحماية مف ضربات الشمس والحر‪ ،‬واهلل شبو نفسو بالدجاجة التي تظمؿ‬ ‫َّ‬ ‫أفراخيا بجناحييا‪ .‬اهلل ىنا مثاؿ لمشفقة والرعاية َي ِد َك ا ْل ُي ْم َنى = ىي رمز القوة والبر‪ .‬فاهلل أعطانا قوة لننتصر‬

‫‪374‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى والعشرون)‬

‫ونحيا في بر وىو قادر أف يحفظنا في ىذه القوة‪ ،‬اهلل أعطانا قوة أف ندوس الحيات والعقارب ولكننا نحتاج ظمو‬

‫ليحفظ ىذه القوة‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫س ِفي َّ‬ ‫ض ِرُب َك َّ‬ ‫الن َي ِ‬ ‫ار‪َ ,‬والَ ا ْلقَ َم ُر ِفي المَّْي ِل‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٙ‬الَ تَ ْ‬ ‫الش ْم ُ‬ ‫ض ِرُبة َّ‬ ‫س تشير لح اررة التجارب واآلالـ‪ .‬وضربات الشمس تأتي بالنيار وتصيب الجسد‪ .‬وضربات القمر‬ ‫ْ‬ ‫الش ْم ُ‬

‫قاؿ عنيا العمماء أف ليا تأثير عمى الحاالت النفسية وىي تأتي بالميؿ‪ .‬واهلل قادر أف يحمينا عموماً مف كؿ ما‬ ‫يصيب الجسد أو النفس وأف يحمينا مف ضربات النيار وضربات الميؿ‪ ،‬حروب النيار وحروب الميؿ‪ .‬وقد تشير‬

‫ضربات الشمس لمتجارب الشديدة المؤلمة لشدة ح اررة الشمس ‪ ،‬اما القمر فربما يشير الي تجربة بسيطة ‪ .‬فاهلل‬

‫يحفظنا في كؿ حاؿ ‪.‬‬

‫‪ٚ‬‬ ‫س َك‪".‬‬ ‫آية (‪َّ " - )ٚ‬‬ ‫الرب َي ْحفَظُ َك ِم ْن ُك ٍّل َ‬ ‫ش ّر‪َ .‬ي ْحفَظُ َن ْف َ‬ ‫ش ّر = الشيوات الجسدية والتجارب الخارجية‪.‬‬ ‫َي ْحفَظُ َك ِم ْن ُك ٍّل َ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫َّى ِر‪".‬‬ ‫آية (‪َّ " - )ٛ‬‬ ‫اآلن َوِالَى الد ْ‬ ‫وج َك َوُد ُخولَ َك ِم َن َ‬ ‫الرب َي ْحفَظُ ُخ ُر َ‬ ‫وج َك َوُد ُخولَ َك = دخولنا إلى العالـ وخروجنا منو‪ ،‬فيو الطريؽ‪ ،‬بالمعمودية ندخؿ لمكنيسة جسده‪ ،‬واف ثبتنا فيو‬ ‫ُخ ُر َ‬

‫يحفظ خروجنا مف ىذا العالـ والى الدىر كما حفظ المسيح نفسو في دخولو وفي خروجو (فيذه اآلية نبوة عف‬

‫المسيح)‪.‬‬

‫‪375‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والعشرون)‬

‫المزمور المئة والثاني والعشرون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والثاني والعشرون (المئة والحادي والعشرون في األجبية)‬ ‫ٔ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ين لِي «إِلَى َب ْي ِت َّ‬ ‫ب َنذ َ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬فَ ِر ْح ُ‬ ‫ت ِبا ْلقَ ِائمِ َ‬ ‫ْى ُ‬ ‫كؿ تائب حقيقي يفرح بالذىاب إلى الكنيسة بيت الرب‪ .‬ورجوعنا لمكنيسة ىو عربوف وبداية لوصولنا ألورشميـ‬

‫السماوية‪ .‬ىو صوت المسبييف في بابؿ فرحاً بعودتيـ إلى أورشميـ والعتؽ مف العبودية‪ ،‬وىو صوت كؿ خاطئ‬ ‫تحرر مف عبودية الخطية‪.‬‬

‫ف أَرجمُ َنا ِفي أ َْبوا ِب ِك يا أُور َ ِ‬ ‫ِٕ‬ ‫يم‪".‬‬ ‫آية (ٕ) ‪ " -‬تَق ُ ْ ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫شم ُ‬ ‫ىنا يتأمؿ أورشميـ بعد أف وصؿ إلى أبوابيا‪ ،‬ىي وقفة توبة وشعور بعدـ االستحقاؽ لمدخوؿ‪ ،‬ولكنيا أيضاً فرحة‬ ‫الوصوؿ‪ .‬الوقوؼ في الكنيسة عمى األرض اآلف ىي لمتوبة والتعزية والتزود بالقوة والحماية في طريقنا إلى‬

‫أورشميـ السماوية‪.‬‬

‫ٖ‬ ‫شمِيم ا ْلم ْب ِنيَّ ُة َكم ِدي َن ٍة متَّ ِ‬ ‫صمَ ٍة ُكمٍّ َيا‪",‬‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬أ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُور َ ُ َ‬ ‫ماذا رأي في الكنيسة؟ المؤمنيف يحيوف في محبة مبنييف كحجارة حية (ٔبطٕ‪ )٘2‬ومما يؤكد أف داود لـ يكف‬

‫يقصد أورشميـ فعبلً‪ ،‬أف أورشميـ كانت مازالت تبنى وما سر اتصاؿ أعضاء الكنيسة ليكونوا في وحدة واحدة‬

‫ىكذا؟‪ ..‬التناوؿ‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫ادةً ِإلسرِائ َ ِ‬ ‫ث ِ ِ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اس َم َّ‬ ‫َس َباطُ َّ‬ ‫ب‪َ ,‬‬ ‫ش َي َ‬ ‫يل‪ ,‬ل َي ْح َم ُدوا ْ‬ ‫َس َباطُ‪ ,‬أ ْ‬ ‫صع َدت األ ْ‬ ‫آية (ٗ) ‪َ " -‬ح ْي ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫كاف الييود يصعدوف ألورشميـ ٖ مرات في السنة في أعيادىـ الكبيرة الثبلث (المظاؿ والفطير واألسابيع) وكاف‬

‫ىذا ليشيدوا إللييـ في ىيكمو وال يذبحوف إللو غريب بعيداً عف أورشميـ‪ .‬وىكذا نذىب ونصمي في الكنيسة‬

‫ونشيد لمرب وفدائو في كؿ قداس نصنعو لنذكر عممو ونحمده بتقديـ ذبيحة الشكر (االفخارستيا)‪.‬‬ ‫٘‬ ‫اء‪َ ,‬كر ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫اك استَو ِت ا ْل َكر ِ‬ ‫اسي َب ْي ِت َد ُاوَد‪".‬‬ ‫اسي لِ ْمقَ َ‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬ألَنَّ ُو ُى َن َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أورشميـ كانت مقر الممؾ والقضاء‪ ،‬وكاف الشعب يأتي ليقضي الممؾ في مظالميـ ففي أورشميـ يحكـ الممؾ‬ ‫بالعدؿ‪ .‬ولكف ىناؾ معنى آخر لمكراسي‪ ،‬فالكتاب يقوؿ استَو ِت ا ْل َكر ِ‬ ‫اسي = نصبت الكراسي ‪ .‬والمسيح الممؾ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫الحقيقي لمكنيسة يجمس في كنيستو ليحكـ بالعدؿ ‪ .‬والجموس ىو وضع الراحة فاهلل يرتاح في كنيستو لو ساد‬ ‫فييا المحبة والعدؿ‪ ،‬فكما يجمس عمى الشاروبيـ يجمس في قموب القديسيف ويرتاح‪ .‬فالعذراء والرسؿ والقديسيف‬

‫وكؿ متواضع القمب يسكف فييـ اهلل (أش‪ + ٔ٘2٘ٚ‬يوٗٔ‪.)ٕٖ2‬‬

‫‪376‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والعشرون)‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫شمِيم «لِيستَ ِر ْح م ِحب ِ‬ ‫وك‪".‬‬ ‫ُور َ َ َ ْ‬ ‫آية (‪ْ " - )ٙ‬‬ ‫اسأَلُوا َ‬ ‫سبلَ َم َة أ ُ‬ ‫ُ‬ ‫نصمي دائماً أوشية السبلمة وفييا نطمب السبلـ لمكنيسة وشعبيا مف ممؾ السبلـ‪.‬وصحيح اف المسيح يجمس في‬

‫كنيستو ويحكـ بالعدؿ ‪ ،‬وبيذا يسود السبلـ ‪ .‬لكننا ىنا نرى انو يجب عمينا اف نطمب ذلؾ ‪.‬‬

‫اج ِك‪ ,‬ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِٚ‬‬ ‫ص ِ‬ ‫ورِك»‪".‬‬ ‫سبلَ ٌم في أ َْب َر ِ َ َ‬ ‫اح ٌة في قُ ُ‬ ‫آية (‪ " - )ٚ‬ل َي ُك ْن َ‬ ‫صور ىـ المؤمنيف القديسيف‪ ،‬فحيثما يسكف الممؾ‪،‬‬ ‫األَ ْب َر ِ‬ ‫اج ىـ الرسؿ وخمفائيـ ومعممو المعتقدات المستقيمة‪ .‬والقُ ُ‬ ‫يكوف ىذا المكاف قص اًر‪.‬‬

‫‪ٛ‬‬ ‫سبلَ ٌم ِب ِك»‪".‬‬ ‫آية (‪ِ " - )ٛ‬م ْن أ ْ‬ ‫َج ِل إِ ْخ َوِتي َوأ ْ‬ ‫َص َحا ِبي ألَقُولَ َّن « َ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ِ‬ ‫س لَ ِك َخ ْي ًرا‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َج ِل َب ْي ِت َّ‬ ‫آية (‪ِ " - )ٜ‬م ْن أ ْ‬ ‫ب إِل ِي َنا أَْلتَم ُ‬ ‫ب = بيت الرب إشارة لممسيح‪ ،‬الذي بو يستجيب اآلب طمباتنا‪.‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َج ِل َب ْي ِت َّ‬ ‫ِم ْن أ ْ‬

‫‪377‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج والعشرون)‬

‫المزمور المئة والثالث والعشرون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والثالث والعشرون (المئة والثاني والعشرون في األجبية)‬ ‫ٔ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ت ع ْي َن َّي يا ِ ِ‬ ‫ات‪".‬‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬إِلَ ْي َك َرفَ ْع ُ َ‬ ‫ساك ًنا في َّ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫كؿ مف اقترب مف اهلل وعرفو يتواضع أماـ عظمتو ومحبتو وقداستو‪ ،‬ويشعر أنو ال شئ‪ ،‬وىنا نرى المرتؿ يرفع‬

‫عينيو ولكف في انسحاؽ فيو عمى األرض حيث الخطية واهلل في السماوات ساكناً في النور والقداسة والمجد‪ .‬اهلل‬

‫في السموات ىو اهلل القدير الذي ال يستحيؿ عميو شئ فممف يمجأ المؤمف إالّ إلى ىذا اإللو القوي طالباً المعونة‪.‬‬

‫حقاً اهلل قدير لكف اهلل يعطي حيف يشاء (آيةٕ)‪ ،‬وفي الوقت المناسب بحسب مراحمو وليس إلستحقاقنا‪.‬‬

‫ِ‬ ‫َن ع ْي َن ِي ا ْلج ِ ِ‬ ‫يد َن ْحو أ َْي ِدي س َ ِ‬ ‫ون ا ْلع ِب ِ‬ ‫س ٍّي َد ِت َيا‪ ,‬ى َك َذا‬ ‫آية (ٕ) ‪ُ ٕ" -‬ى َوَذا َك َما أ َّ‬ ‫َ‬ ‫ادت ِي ْم‪َ ,‬ك َما أ َّ َ‬ ‫ارَية َن ْح َو َيد َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َن ُع ُي َ َ‬ ‫ف َعمَ ْي َنا‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ُع ُيوُن َنا َن ْح َو َّ‬ ‫ب إِل ِي َنا َحتَّى َيتَ​َأرَّ َ‬ ‫العبد ينظر لسيده وىكذا األمة لسيدتيا‪ ،‬ويشعر أنو ِمْم ْؾ لسيده‪ ،‬وسيده لو الحؽ أف يمنحو أو يعاقبو‪ ،‬فيو ال‬ ‫ينتظر سوى رحمة سيده‪ .‬وأف نكوف عبيداً هلل فيي عبودية تحرر‪ .‬بؿ أف االبف الضاؿ كاف مستعداً أف يقوؿ ألبيو‬ ‫إجعمني كأحد أجرائؾ ولكف أماـ محبة أبيو الفياضة لـ يقؿ ىذا الجزء الذي كاف قد أعده‪ .‬عمينا وأف فعمنا كؿ‬ ‫البر أف نقوؿ أننا عبيد بطالوف‪ ،‬وننظر هلل كغير مستحقيف واهلل حينما يريد أف يعطي فميعطي‪ ،‬وحينما يريد أف‬

‫يؤدب‪ ،‬فنحف عبيده‪.‬‬ ‫س َنا ِم ْن ُى ْزِء‬ ‫امتَؤلْ َنا َى َوا ًنا‪َ ٗ .‬ك ِث ًا‬ ‫اآليات (ٖ‪ْ ٖ" - )ٗ-‬ار َح ْم َنا َيا َرب ْار َح ْم َنا‪ ,‬أل ََّن َنا َك ِث ًا‬ ‫ير َما َ‬ ‫ش ِب َع ْت أَ ْنفُ ُ‬ ‫ير َما ْ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْلمستَ ِر ِ‬ ‫ين‪".‬‬ ‫ستَ ْك ِب ِر َ‬ ‫يح َ‬ ‫ين َوِا َىا َنة ا ْل ُم ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ىذه يقوليا المسبييف العائديف الذيف شبعوا ىواناً مف البابمييف ويقوليا كؿ خاطئ تائب شبع سخرية مف إبميس‬

‫أثناء فترة خطيتو‪.‬‬

‫وىذه اآلية نبوة عما حدث لممسيح وىو عمى الصميب مف ىزء وسخرية‪.‬‬

‫‪378‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والرايع والعشرون)‬

‫المزمور المئة والرابع والعشرون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والرابع والعشرون(المئة والثالث والعشرون في األجبية)‬ ‫نحف أماـ نفس تتقدـ في الروحيات ووصمت لدرجة اإلنسحاؽ والتواضع والتذلؿ أماـ اهلل فيؿ تتركيا الشياطيف؟‬

‫قطعاً ال فنحف في حرب روحية مستمرة‪ ،‬ولوال معونة اهلل ليمكنا‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ان لَ َنا ِع ْن َد ما قَام َّ‬ ‫اس‬ ‫س َرِائي ُل «لَ ْوالَ َّ‬ ‫اآليات (ٔ‪« " - )ٕ-‬لَ ْوالَ َّ‬ ‫الرب الَِّذي َك َ‬ ‫الرب الَِّذي َك َ‬ ‫ان لَ َنا»‪ .‬ل َي ُق ْل إِ ْ‬ ‫الن ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َعمَ ْي َنا‪",‬‬

‫عند عودة المسبييف مف بابؿ كانوا ضعفاء جداً‪ ،‬وكاف األعداء حوليـ يضايقونيـ بشدة‪ .‬وىكذا كؿ تائب في بداية‬

‫طريقو يكوف ضعيفاً جداً ومعرض لئلرتداد سريعاً‪ .‬ولوال معونة اهلل إلرتد وىمؾ‪ .‬إبميس عدونا كأسد زائر‬

‫(ٔبط٘‪.)ٛ2‬‬

‫ٖ‬ ‫اح ِتم ِ‬ ‫َحي ِ‬ ‫ض ِب ِي ْم َعمَ ْي َنا‪",‬‬ ‫اء َغ َ‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬إِ ًذا الَ ْبتَمَ ُعوَنا أ ْ َ ً‬ ‫اء ع ْن َد ْ َ‬ ‫اء = التائب كاف ميتاً فعاش‪ ،‬وابميس ال يحارب سوى األحياء‪.‬‬ ‫إِ ًذا الَ ْبتَمَ ُعوَنا أ ْ‬ ‫َح َي ً‬ ‫ٗ‬ ‫الس ْي ُل عمَى أَ ْنفُ ِس َنا‪٘ .‬إِ ًذا لَعبر ْت عمَى أَ ْنفُ ِس َنا ا ْل ِمياه الطَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام َي ُة»‪".‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ​َ َ‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )٘-‬إِ ًذا لَ َج َرفَتْ َنا ا ْلم َياهُ‪ ,‬لَ َع َب َر َّ َ‬ ‫ىنا تصوير لؤلعداء بأنيـ كالسيؿ الطامي‪ ،‬الذي يجرؼ أمامو كؿ شئ‪ .‬ولقد أنقذ اهلل شعبو عند الخروج مف‬

‫مصر مف جيش فرعوف الذي كاف كالسيؿ ومف مياه البحر األحمر‪ .‬وأنقذ نوح وبنيو مف مياه الطوفاف‪ ،‬ويوناف‬

‫مف بطف الحوت‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫الرب الَِّذي لَم ي ِ‬ ‫َس َن ِان ِي ْم‪".‬‬ ‫آية (‪ُ " - )ٙ‬م َب َار ٌك َّ‬ ‫يس ًة أل ْ‬ ‫ْ ُْ‬ ‫سم ْم َنا فَ ِر َ‬ ‫الرب = نحف نبارؾ الرب بأف نظير بركتو لنا وذلؾ بالشكر والتسبيح‪.‬‬ ‫ُم َب َار ٌك َّ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫الصي ِ‬ ‫ِ‬ ‫صفُ ِ‬ ‫س َر‪َ ,‬وَن ْح ُن ا ْن َفمَتْ َنا‪".‬‬ ‫ور ِم ْن فَ ٍّخ َّ‬ ‫َّاد َ‬ ‫س َنا م ْث َل ا ْل ُع ْ‬ ‫ين‪ .‬ا ْلفَخ ا ْن َك َ‬ ‫آية (‪ " - )ٚ‬ا ْن َفمَتَ ْت أَ ْنفُ ُ‬ ‫ىنا نجد الشيطاف في حربو ضدنا مثؿ الصياد الذي يضع فخاً ويضع فيو حبوب ليجذب العصفور فيمسؾ الفخ‬

‫برجمو‪ .‬والعصفور ىنا ىو كؿ منا‪ ،‬فإف قبمنا الخطايا والممذات التي يضعيا الشيطاف في طريقنا يمسؾ بنا‪.‬‬

‫وعمينا أف نرفض والرب يكسر الفخ المنصوب لنا وجناحي العصفور ىما اإليماف في مساندة اهلل واآلخر ىو إرادة‬

‫رفض الخطية والجياد‪.‬‬

‫‪ٛ‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫ب‪ِ َّ ,‬‬ ‫ض‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اسِم َّ‬ ‫ات َواأل َْر َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٛ‬ع ْوُن َنا ِب ْ‬ ‫الصان ِع َّ َ َ‬ ‫كـ مف فخاخ حولنا ال ندري عنيا شئ‪ ،‬ولكف عوننا باسـ الرب فيو الذي يقودنا‪.‬‬

‫‪379‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص والعشرون)‬

‫المزمور المئة والخامس والعشرون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والخامس والعشرون(المئة والرابع والعشرون في األجبية)‬ ‫ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ٍّ ِ‬ ‫َّى ِر‪".‬‬ ‫ون َعمَى َّ‬ ‫س ُك ُن إِلَى الد ْ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬اَْل ُمتَ​َوٍّكمُ َ‬ ‫ب م ْث ُل َج َب ِل ص ْي َي ْو َن‪ ,‬الَّذي الَ َيتَ​َز ْع َزعُ‪َ ,‬ب ْل َي ْ‬ ‫قارف مع الذيف إتكموا عمى مصر (حز‪ + ٙ2ٕٜ،ٚ‬أشٖٔ‪ + ٖ-ٔ2‬أشٕٓ‪ )ٙ-ٔ2‬وقولو إلى الدىر يشير لمي ارثنا‬

‫السماوي الذي لف‬

‫ىنا مشبييف ب َج َب ِل‬

‫يتزعزع‪ .‬وأما أي شئ مادي نتكؿ عميو (ماؿ‪ ،‬أشخاص‪ ) ....‬فالكؿ زائؿ متزعزع‪ .‬الصديقيف‬ ‫ِ‬ ‫ص ْي َي ْو َن ألف الجبؿ ال يتزعزع ويشير لمسمائيات في عموه‪.‬‬

‫آية (ٕ) ‪ٕ" -‬أُور َ ِ‬ ‫َّى ِر‪".‬‬ ‫يم ا ْل ِج َبا ُل َح ْولَ َيا‪َ ,‬و َّ‬ ‫الرب َح ْو َل َ‬ ‫آلن َوِالَى الد ْ‬ ‫ش ْع ِب ِو ِم َن ا َ‬ ‫ُ‬ ‫شم ُ‬ ‫ما أروع ىذا المشيد فالكنيسة حوليا جباؿ تحيطيا (مبلئكة وقديسيف‪ )....‬والرب يحيط شعبو كمو‪.‬‬

‫(عبٕٔ‪.)ٔ2‬الرب يحيط بالكنيستيف المنتصرة في السماء ‪ ،‬والمجاىدة التي ما زالت عمي االرض‪ .‬وكانت‬ ‫أورشميـ فعبلً محاطة بالجباؿ مف كؿ ناحية‪.‬‬ ‫الصد ِ‬ ‫ار عمَى َن ِ‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬ألَنَّ ُو الَ تَ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ون أ َْي ِد َي ُي ْم إِلَى ِ‬ ‫اإل ثِْم‪".‬‬ ‫ين‪ ,‬لِ َك ْيبلَ َي ُم َّد ٍّ‬ ‫يب ٍّ‬ ‫صا األَ ْ‬ ‫الصدٍّيقُ َ‬ ‫ٍّيق َ‬ ‫ش َر ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ستَقر َع َ‬ ‫اهلل يسمح بالتجارب لشعبو لتأديبيـ‪ ،‬ولكف في حدود إمكانياتيـ حتى ال يفشموا‪ ،‬وعصا الخطاة أي قوتيـ‬ ‫وسيادتيـ (كما استعبد ال بابميوف الشعب حتى تخصموا مف وثنيتيـ) فنبوخذ نصر كاف العصا التي استخدميا اهلل‬

‫لمتأديب (ٔكوٓٔ‪.)ٖٔ2‬‬

‫٘‬ ‫ٗ‬ ‫ون إِلَى طُرق معوج ٍ‬ ‫ين وِالَى ا ْلمستَ ِق ِ‬ ‫َح ِس ْن يا رب إِلَى َّ ِ ِ‬ ‫يمي ا ْل ُقمُ ِ‬ ‫َّة‬ ‫وب‪ .‬أ َّ‬ ‫َما ا ْل َع ِادلُ َ‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )٘-‬أ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ ُ َْ‬ ‫الصالح َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫الرب مع فَعمَ ِة ِ ِ‬ ‫يل‪".‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫سبلَ ٌم َعمَى إِ ْ‬ ‫اإل ثْم‪َ .‬‬ ‫فَ ُيذْى ُب ُي ُم َّ َ َ َ‬ ‫ون إِلَى طُرق معوج ٍ‬ ‫َّة = يميموف إلى العثرات (بحسب السبعينية)‬ ‫اهلل سيحسف لمصديقيف في األبدية أ َّ‬ ‫َما ا ْل َع ِادلُ َ‬ ‫ُ ُ َْ‬ ‫يل = شعب اهلل سيبقي في سبلـ إلى األبد‪.‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫سبلَ ٌم َعمَى إِ ْ‬ ‫فيؤالء نصيبيـ البحيرة المتقدة بالنار (رؤٕٔ‪َ .)ٛ2‬‬ ‫والعادلوف ىـ الذيف يرتدوا أو يعدلوا عف الطريؽ الصحيح‪ ،‬طريؽ اإلستقامة‪.‬‬

‫‪380‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش والعشرون)‬

‫المزمور المئة والسادس والعشرون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والسادس والعشرون (المئة والخامس والعشرون في األجبية)‬ ‫ىي ترنيمة المسبييف العائديف إلى أورشميـ في فرح بعودتيـ‪ ،‬أو عودة الخاطئ المستعبد لممسيح‪.‬‬ ‫ٔ‬ ‫صييو َن‪ِ ,‬‬ ‫ِ‬ ‫ين‪".‬‬ ‫آية (ٔ) ‪ِ " -‬ع ْن َد َما َرَّد َّ‬ ‫ص ْرَنا ِم ْث َل ا ْل َحالِ ِم َ‬ ‫س ْب َي ْ َ ْ‬ ‫الرب َ‬ ‫ين = صرنا في ذىوؿ غير مصدقيف أنفسنا مف الفرح‪ ،‬وكأننا في حمـ‪ .‬وقوليـ ىذا يعني بالضرورة‬ ‫ِم ْث َل ا ْل َحالِ ِم َ‬

‫أنيـ كانوا في حزف وىـ في خطيتيـ فالتعزية ال تكوف إال لمحزاني‪.‬‬

‫ِ ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ب قَ ْد َعظَّ َم‬ ‫الر َّ‬ ‫ُمِم «إِ َّن َّ‬ ‫َوأَْلس َنتَُنا تَ​َرن ًما‪ .‬حي َنئذ قَالُوا َب ْي َن األ َ‬ ‫ين‪".‬‬ ‫فَ ِر ِح َ‬

‫اى َنا ِ‬ ‫ٕ ِ ٍِ‬ ‫ض ْح ًكا‪,‬‬ ‫امتَؤل ْ‬ ‫َت أَف َْو ُ‬ ‫اآليات (ٕ‪ " - )ٖ-‬حي َنئذ ْ‬ ‫ٖ‬ ‫الرب ا ْلعم َل مع َنا‪ ,‬و ِ‬ ‫ص ْرَنا‬ ‫ىؤالَ ِء»‪َ .‬عظَّ َم َّ‬ ‫ا ْل َع َم َل َم َع ُ‬ ‫َ​َ َ​َ َ‬ ‫فرحيـ وتسبيحيـ ظي ار أماـ األمـ‪ ،‬فيـ شيدوا وسطيـ بعمؿ اهلل‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫الس َو ِاقي ِفي ا ْل َج ُن ِ‬ ‫وب‪".‬‬ ‫س ْب َي َنا‪ِ ,‬م ْث َل َّ‬ ‫آية (ٗ) ‪ْ " -‬ارُد ْد َيا َرب َ‬ ‫الس َو ِاقي‪ 2‬ىي مجاري المياه التي تمتمئ بمياه السيوؿ‪ ،‬حيف تذوب الثموج عمى الجباؿ‪ .‬والجنوب يشير ألورشميـ‬ ‫َّ‬

‫فيي جنوب بابؿ‪ ،‬والجنوب مشيور بالح اررة والشمس الساطعة‪ .‬وكنيسة القديسيف يسطع فييا شمس البر‪ ،‬ويذيب‬

‫ثموج فتورىا الروحي ويمؤلىا مياه أنيار تفيض منيا ىي الروح القدس (يو‪ .)ٖٜ-ٖٚ2ٚ‬ومف الذي يصمي ىذه‬ ‫اآلية؟ تصمييا الكنيسة كميا مف أجؿ مف ال يزالوا في بابؿ الخطية‪ ،‬ويصمييا العائديف إلى أورشميـ حتى يعود‬ ‫باقي الشعب الذي لـ يقبؿ العودة ألورشميـ واستمروا في بابؿ‪.‬‬

‫٘‬ ‫اء ح ِ‬ ‫ِ‬ ‫االب ِتي ِ ‪ِ َّ ٙ‬‬ ‫امبلً ِم ْب َذ َر َّ‬ ‫الزْر ِع‪,‬‬ ‫ص ُد َ‬ ‫ين َي ْزَر ُع َ‬ ‫اآليات (٘‪ " - )ٙ-‬الَِّذ َ‬ ‫ب َذ َى ًابا ِبا ْل ُب َك َ‬ ‫اج‪ .‬الذاى ُ‬ ‫ون ِب ْ َ‬ ‫ون ِبالد ُموِع َي ْح ُ‬ ‫يئا ي ِجيء ِبالتَّرنِم ح ِ‬ ‫امبلً ُح َزَم ُو‪".‬‬ ‫َم ِج ً َ ُ َ َ‬

‫من َي ْزَرعُ‬ ‫كاف داود‬

‫ِبالد ُموِع = ىو مف يقدـ توبة‪ .‬وىذا يمتمئ بالروح القدس فيكوف لو ثمار‪ ،‬ومف ثمار الروح الفرح‪ .‬ىكذا‬ ‫في توبتو يبمؿ فراشو بدموعو (مز‪ .)ٙ2ٙ‬والبد مف الجياد في الزرع لكي يكوف ىناؾ ثمار‪ ،‬نزرع أعماالً‬

‫صالحة وجياد‪.‬‬

‫‪381‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع والعشرون)‬

‫المزمور المئة والسابع والعشرون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والسابع والعشرون(المئة والسادس والعشرون في األجبية)‬ ‫كاتب المزمور ىو سميماف باني الييكؿ‪ .‬والييكؿ يرمز لجسد المسيح (كنيستو) (يوٕ‪ .)ٕٔ2‬واهلل ىو الذي كوف‬

‫جسد المسيح في بطف العذراء‪ ،‬وىو الذي يعطينا ميبلداً ثانياً مف المعمودية اآلف لنكوف حجارة حية في بيت‬ ‫الرب‪ .‬ونبلحظ أنو في بناء الييكؿ الثاني بعد السبي كانت ىناؾ مقاومة شديدة مف األعداء المحيطيف‪ ،‬وىكذا‬

‫في بناء الكنيسة جسد المسيح حالياً يقاوـ عدو الخير كؿ عمؿ‪ ،‬والمزمور يقوؿ لكؿ مف يعمؿ عمؿ الرب ‪ ،‬اف‬

‫اهلل ىو الذي يعمؿ فبل تخؼ‬

‫ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َي ُر‬ ‫ون‪ .‬إِ ْن لَ ْم َي ْحفَ ِظ َّ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬إِ ْن لَ ْم َي ْب ِن َّ‬ ‫ب ا ْل َب َّن ُ‬ ‫الرب ا ْل َب ْي َ‬ ‫اؤ َ‬ ‫ت‪ ,‬فَ َباطبلً َيتْ َع ُ‬ ‫الرب ا ْل َمدي َن َة‪ ,‬فَ َباطبلً َي ْ‬ ‫ا ْل َح ِ‬ ‫س‪".‬‬ ‫ار ُ‬

‫ال نخاؼ مف أي مقاومة وال نخاؼ الفشؿ‪ ،‬فاهلل ىو الذي يبني البيت ويحرس المدينة‪ .‬وكما فعؿ نحميا‪ ،‬عمينا أف‬ ‫نجاىد ونبني واهلل يقود العمؿ ويحرسو‪ .‬وعمينا أف نعرؼ أف جيادنا كمو ىو كبل شئ بدوف المعونة اإلليية‪ .‬ومف‬

‫يعتمد عمى ذاتو إلكتساب أي فضيمة تفشؿ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ين ُخ ْب َز األَتْع ِ ِ‬ ‫ين ا ْلجمُوس‪ِ ,‬‬ ‫آية (ٕ) ‪ٕ" -‬ب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يب ُو‬ ‫اط ٌل ُى َو لَ ُك ْم أ ْ‬ ‫آكمِ َ‬ ‫اب‪ .‬لك َّن ُو ُي ْعطي َح ِب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َن تَُب ٍّك ُروا إِلَى ا ْلق َيام‪ُ ,‬م َؤ ٍّخ ِر َ ُ َ‬ ‫َن ْو ًما‪".‬‬

‫ىذه موجية لكؿ مف يظف أنو قادر أف يفعؿ شيئاً بذراعو‪" ،‬بدوني ال تقدروف أف تفعموا شيئا" ( يو ٘ٔ ‪) ٘ 2‬‬

‫ىكذا قاؿ ا لسيد المسيح‪ .‬فمماذا اليـ واهلل ىو الذي يفعؿ كؿ شئ‪ ،‬عمينا أف نعمؿ دوف حمؿ أي ىـ‪ ،‬بؿ نحيا في‬ ‫ِ‬ ‫يب ُو َن ْو ًما = فحبيب الرب وسط ىموـ العالـ يناـ ألنو واثؽ أف اهلل ىو ضابط الكؿ‪ .‬ومف ىو‬ ‫سبلـ= ُي ْعطي َح ِب َ‬ ‫حبيب الرب؟ اإلجابة في (يوٗٔ‪ )ٔ٘2‬ونبلحظ أف المرتؿ لـ يمنع العمؿ‪ ،‬بؿ اليـ والضيؽ‪ .‬ولنذكر انو في بناء‬ ‫الييكؿ الثاني اف اهلل وبخيـ عف طريؽ النبييف حجي وزكريا انيـ متكاسميف عف البناء ‪ .‬والمعني عمينا اف نعمؿ‬

‫وبكؿ جيد ولكف بكؿ ثقة اف اهلل ىو شريؾ في العمؿ ‪ ،‬فالعمؿ عممو ‪.‬‬

‫آية (ٖ) ‪ُ ٖ" -‬ىوَذا ا ْلب ُن َ ِ‬ ‫ُج َرةٌ‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اث ِم ْن ِع ْن ِد َّ‬ ‫ير ٌ‬ ‫ب‪ ,‬ثَ َم َرةُ ا ْل َب ْط ِن أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ون م َ‬ ‫كاف العبرانيوف يعتبروف أف كثرة البنوف بركة مف عند الرب= ا ْلب ُن َ ِ‬ ‫ب (تثٔ​ٔ‪.)ٗ2ٕٛ،‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اث ِم ْن ِع ْن ِد َّ‬ ‫ير ٌ‬ ‫َ‬ ‫ون م َ‬ ‫والمعني انو عمينا اف ال نحمؿ اي ىـ ‪ ،‬فكؿ بركة مصدرىا الرب ‪ ،‬ومثاؿ لذلؾ البنوف ‪.‬اذاً البركة ونجاح العمؿ‬

‫ىو مف اهلل ‪.‬‬

‫‪382‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع والعشرون)‬

‫وتفيـ اآلية عمى كؿ أبناء الكنيسة التي تمدىـ في المعمودية‪ .‬ىـ ولدوا هلل بالمعمودية وليس مف زرع بشر‪ .‬وىـ‬

‫أجرة المسيح وميراثو ألجؿ تعبو في الخبلص (أشٖ٘‪.)ٔ​ٔ2‬‬

‫اء َّ‬ ‫آية (ٗ) ‪َ ٗ" -‬ك ِس َي ٍام ِب َي ِد َجب ٍ‬ ‫يب ِة‪".‬‬ ‫الش ِب َ‬ ‫َّار‪ ,‬ى َك َذا أ َْب َن ُ‬ ‫في َي ِد‬ ‫اذا اعطي اهلل انساف ابناء اقوياء يشعر بالقوة اذ ىو محاط بشباب قوي ‪ .‬يكونوف َك ِس َي ٍام ِ‬ ‫َّ‬ ‫يب ِة = ىـ الذيف ينجبوف في فترة الصبا‪ ،‬أياـ القوة‪ .‬فاف كاف شعور االطمئناف ىذا يشعر بو‬ ‫الش ِب َ‬ ‫وجود اوالد اقوياء ‪ ،‬فكـ وكـ عمينا اف نشعر بإطمناف حيف يكوف اهلل معنا ‪.‬‬ ‫في َي ِد َجب ٍ‬ ‫َّارىو اهلل‪ .‬فاهلل أرسؿ تبلميذه وبشروا بكممتو فكانوا كسياـ وصمت‬ ‫والمؤمنوف ىـ ِس َي ٍام ِ‬ ‫األرض (روٓٔ‪ .)ٔٛ2‬والمسيح ولدنا حينما عمؿ عممو الخبلصي بقوة‪.‬‬

‫َجب ٍ‬ ‫اء‬ ‫َّار‪ .‬أ َْب َن ُ‬ ‫االنساف مف‬ ‫إلى أقاصي‬

‫٘‬ ‫اء ِفي ا ْل َب ِ‬ ‫اب‪".‬‬ ‫وبى لِمَِّذي َمؤلَ َج ْع َبتَ ُو ِم ْن ُي ْم‪ .‬الَ َي ْخ َز ْو َن َب ْل ُي َكمٍّ ُم َ‬ ‫ون األ ْ‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬طُ َ‬ ‫َع َد َ‬ ‫طوبى لمف حصؿ مف اهلل عمى السبلـ الداخمي فيناـ ىادئاً ويكوف لو األماف‪ ،‬كمف لو كثرة البنيف ويكوف بنوه‬ ‫اء ِفي ا ْل َب ِ‬ ‫اب = كاف لمقدماء عادة‬ ‫مرىبيف ألعدائيـ مثؿ السياـ في يد الجبار‪ .‬مثؿ ىذا ال يخزى‪ُ .‬ي َكمٍّ ُم َ‬ ‫ون األ ْ‬ ‫َع َد َ‬ ‫أنو إذا جاء ليـ سفير مف األعداء ال يسمحوف لو بالدخوؿ لممدينة‪ ،‬بؿ يوقفونو عمى الباب ويردوف لو جواب‬

‫كبلمو‪ .‬وحيف يكوف لئلنساف أوالد أقوياء‪ ،‬ال يخزوف إذا أتي عمييـ األعداء بؿ يكممونيـ في قوة ‪ .‬وال يستطيع‬

‫األعداء أف يعيرونيـ بأف اهلل غير قادر عمى خبلصيـ كما فعؿ ربشاقي أياـ حزقيا‪ .‬وكؿ نفس تخزف كممات اهلل‬ ‫كسياـ ضد أفكار إبميس التي تقؼ عمى أبواب قموبنا (حبٖ‪ .)ٜ2‬وىكذا حارب السيد المسيح إبميس بآيات‬

‫الكتاب المقدس‪.‬‬

‫‪383‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه والعشرون)‬

‫المزمور المئة والثامن والعشرون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والثامن والعشرون(المئة والسابع والعشرون في األجبية)‬ ‫ويص ِ‬ ‫َّوْر البركة التي تشمؿ اإلنساف‪ ،‬بأف ىذا اإلنساف التقي‬ ‫ىنا نرى البركة تشمؿ حياة كؿ مف يتقي الرب‪ُ .‬‬ ‫يعيش في بيتو سعيداً وسط امرأتو وأوالده‪ .‬وسبب البركة مخافة الرب‪.‬ولذلؾ نصمي ىذا المزمور في صموات‬

‫االكاليؿ ‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫سمُ ُك ِفي طُ​ُرِق ِو‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫وبى لِ ُك ٍّل َم ْن َيتَّ ِقي َّ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬طُ َ‬ ‫ب‪َ ,‬وَي ْ‬ ‫العالـ قد يعطي غني أو جاه‪ ،‬أما اهلل فيسكف وسط بيت الصديؽ‪ ،‬بؿ يسكف فيو فيكوف ىذا سبب بركة مادية لو‬

‫وأيضاً سبب سبلـ وفرح في حياتو‪ .‬واجمؿ ما في البيوت التي يسكف فييا اهلل انيا ممموءة محبة وفرح ‪.‬‬ ‫ومف ىو الرجؿ التقي الذي لـ يصنع خطية فعبلً إال المسيح‪ .‬لذلؾ فيذا المزمور نبوة عف المسيح‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫اك َو َخ ْيٌر لَ َك‪".‬‬ ‫وب َ‬ ‫ب َي َد ْي َك‪ ,‬طُ َ‬ ‫آية (ٕ) ‪ " -‬أل ََّن َك تَأْ ُك ُل تَ َع َ‬ ‫المسيح حيف يجوع ويريد أف يأكؿ‪ ،‬فيو يطمب إيماف المؤمنيف‪ ،‬وىو يشبع إذا رأى المؤمنيف يدخموف لئليماف‬

‫(يوٕٖ‪ .)ٖٔ2ٗ،‬وحيف لعف المسيح التينة إذ كاف جائعاً ولـ يجد ثم اًر لعنيا ألنو كاف يريد أف يشير لؤلمة‬ ‫الييودية التي ال يجد فييا ثمر‪ ،‬بؿ سوؼ تصمبو وترفضو‪ .‬وراجع (أشٖ٘‪ .)ٔ​ٔ2‬ولكؿ مؤمف يتعب ويزرع‬

‫بالدموع يحصد باالبتياج ويأكؿ ويشبع‪.‬‬ ‫ٖ‬ ‫وس َّ‬ ‫وك ِم ْث ُل ُغ ُر ِ‬ ‫الزْيتُ ِ‬ ‫ون َح ْو َل َم ِائ َد ِت َك‪".‬‬ ‫ام َأرَتُ َك ِمثْ ُل َك ْرَم ٍة ُمثْ ِم َرٍة ِفي َج َو ِان ِب َب ْي ِت َك‪َ .‬ب ُن َ‬ ‫آية (ٖ) ‪ْ " -‬‬ ‫إذا فيمنا أف الرجؿ ىو المسيح‪ ،‬فالمرأة ىي كنيستو‪ ،‬والبنوف ىـ المؤمنوف‪ .‬والمسيح شبو نفسو بالكرمة حيف قاؿ‬

‫"أنا الكرمة وأنتـ األغصاف‪ ،‬فالكنيسة ىي الكرمة أي جسد المسيح ولماذا الكرمة بالذات‪ ،‬فكؿ عضو في الكنيسة‬ ‫يتغذى عمى جسد المسيح ودمو‪ .‬وىنا نفيـ المائدة أنيا مائدة التناوؿ‪َ .‬ج َو ِان ِب َب ْي ِت َك = البيت ىو الكنيسة‪ُ .‬غ ُر ِ‬ ‫وس‬ ‫َّ‬ ‫الزْيتُ ِ‬ ‫ون = زيت الزيتوف رمز لمروح القدس الذي حؿ عمى الكنيسة‪ ،‬وأبناء الكنيسة يولدوف مف الماء والروح‪.‬‬ ‫وشجر الزيتوف ينمو في البرية‪ .‬ونحف كأوالد اهلل نحيا اآلف في برية ىذا العالـ‪ .‬إال أف ىذا المعنى الرمزي ال‬

‫يمغي أف البيت الذي يتقي اهلل يسكف فيو اهلل ويباركو فعبلً‪ ،‬ومثاؿ لمبركة ‪ ،‬الزوجة تثمر اوالدا صالحيف ممموئيف‬ ‫وس َّ‬ ‫مف الروح القدس= ُغ ُر ِ‬ ‫الزْيتُ ِ‬ ‫ون‪.‬‬ ‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )ٙ-‬ى َك َذا‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫يك‪.‬‬ ‫َح َي ِات َك‪َ ,‬وتَ​َرى َب ِني َب ِن َ‬

‫ِ‬ ‫ارُك َك َّ ِ ِ‬ ‫شمِيم ُك َّل أَي ِ‬ ‫ب‪ُ ٘ .‬ي َب ِ‬ ‫َّام‬ ‫الر َّ‬ ‫الر ُج ُل ا ْل ُمتَّ ِقي َّ‬ ‫ُي َب َار ُك َّ‬ ‫الرب م ْن ص ْي َي ْو َن‪َ ,‬وتُْبص ُر َخ ْي َر أ ُ‬ ‫ُور َ َ‬ ‫يل‪".‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫سبلَ ٌم َعمَى إِ ْ‬ ‫َ‬ ‫‪384‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه والعشرون)‬

‫ب‪ .‬ويريو خيراتو وبركاتو كؿ أياـ حياتو عمى األرض‪ ،‬بؿ وفي السماء‪ ،‬وفي السماء‬ ‫الر َّ‬ ‫الر ُج ُل ا ْل ُمتَّ ِقي َّ‬ ‫اهلل ُي َب َار ُك َّ‬ ‫سيرى بني بنيو وأبناء أبنائيـ‪ ،‬فبل موت لمف يذىب لمسماء‪ .‬بؿ سنرى السابقيف والبلحقيف‪ .‬ونعيش في سبلـ‬

‫لؤلبد‪.‬‬

‫‪385‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع والعشرون)‬

‫المزمور المئة والتاسع والعشرون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والتاسع والعشرون(المئة والثامن والعشرون في األجبية)‬ ‫في المزمور السابؽ سمعنا أف الرب يبارؾ المتقي اهلل‪ ،‬ىؿ معنى ىذا أنو يحيا ببل ألـ؟ ىنا يكمؿ المرتؿ الصورة‪،‬‬

‫فطالما نحف عمى األرض سنضطيد مف إبميس ومف األشرار‪.‬‬

‫شبا ِبي‪ِ ,‬‬ ‫ِ‬ ‫لك ْن لَ ْم‬ ‫س َرِائي ُل ٕ« َك ِث ًا‬ ‫اآليات (ٔ‪َ «ٔ" - )ٕ-‬ك ِث ًا‬ ‫ض َايقُوِني ُم ْن ُذ َ‬ ‫ير َما َ‬ ‫ير َما َ‬ ‫ض َايقُوِني ُم ْن ُذ َ َ‬ ‫ش َبا ِبي»‪ .‬ل َي ُق ْل إِ ْ‬ ‫َي ْق ِد ُروا َعمَ َّي‪".‬‬ ‫ش َبا ِبي‪ .‬بؿ يقاؿ ىذا أيضاً عف شعب إسرائيؿ الذي‬ ‫ىنا صورة لمكنيسة التي اضطيدىا األشرار منذ بدايتيا= ُم ْن ُذ َ‬

‫اضطيده المصريوف في مصر وعماليؽ في سيناء‪ .‬فعموماً شعب اهلل يثير ضده الشيطاف زوابع االضطياد دائماً‬ ‫وألف اهلل وسطيا= ِ‬ ‫لك ْن لَ ْم َي ْق ِد ُروا عمييا‪ .‬فالكنيسة صعب أف ييزميا أحد فيي عروس المسيح (ٕتيٖ‪+ ٕٔ2‬‬ ‫أع‪.)٘2ٜ‬‬ ‫ٖ‬ ‫اث‪ .‬طَ َّولُوا أَتْبلَ َم ُي ْم»‪".‬‬ ‫ث ا ْل ُح َّر ُ‬ ‫آية (ٖ) ‪َ " -‬عمَى ظَ ْي ِري َح َر َ‬ ‫اث‪ .‬طَ َّولُوا أَتْبلَ َم ُي ْم = عمى ظيري جمدني الخطاة وأطالوا إثميـ (سبعينية) فيذه نبوة عما‬ ‫ث ا ْل ُح َّر ُ‬ ‫َعمَى ظَ ْي ِري َح َر َ‬

‫حدث لممسيح‪ .‬أَتْبلَ َم ُي ْم = ىي األخاديد الباقية بعد مرور المحراث في األرض إشارة ألثار الجروح الناشئة مف‬ ‫ضرب السياط عمى جسد المخمص‪ .‬واهلل يسمح باف األشرار يحرثوف عمى ظير البار (أي يضطيدونو) لينقي‬

‫البار ويكوف أرضاً صالحة لنمو كممتو‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫الرب ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ار‪".‬‬ ‫ٍّيق‪ .‬قَطَ َع ُرُب َ‬ ‫آية (ٗ) ‪َّ " -‬‬ ‫ط األَ ْ‬ ‫صد ٌ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ار إشارة إلى حيميـ ومكائدىـ واضطياداتيـ‬ ‫ار = يقطع أعناؽ الخطاة (سبعينية)‪ .‬وُرُبطَ األَ ْ‬ ‫قَطَ َع ُرُبطَ األَ ْ‬ ‫التي يشدونيا عمى أعناؽ المؤمنيف لكف الرب يقطعيا وقطع أعناؽ الخطاة يشير لكسر كبريائيـ وعقوبتيـ بسيؼ‬

‫العدؿ اإلليي‪.‬‬

‫ضي ِ‬ ‫اء ُكل م ْب ِغ ِ‬ ‫آية (٘) ‪َ ٘" -‬ف ْمي ْخ َز وْليرتَ َّد إِلَى ا ْلور ِ‬ ‫ص ْي َي ْو َن‪".‬‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َ​َ‬ ‫ُ‬ ‫ىي صبلة تشبو (رؤ‪ .)ٔٓ2ٙ‬ونحف نصمي ليبعد عنا اهلل تجارب إبميس الشريرة‪.‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫َن ي ْقمَع‪ٚ ,‬الَِّذي َال يمؤلُ ا ْلح ِ‬ ‫ش ِب السطُ ِ ِ‬ ‫اص ُد َكفَّ ُو ِم ْن ُو َوالَ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٚ-ٙ‬لِ َي ُكوُنوا َك ُع ْ‬ ‫َ‬ ‫س قَ ْب َل أ ْ ُ َ‬ ‫وح الَّذي َي ْي َب ُ‬ ‫َْ‬ ‫ض َن ُو‪".‬‬ ‫ا ْل ُم َحٍّزُم ِح ْ‬

‫‪386‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع والعشرون)‬

‫ش ِب السطُو ِح ‪ ،‬إذ ليس لو جذور فييبس سريعاً‪ ،‬فبل شركة ليـ مع الرب‪ ،‬بؿ خطاياىـ وشيواتيـ‬ ‫شبو األشرار ب ُع ْ‬ ‫تحرقيـ‪ ،‬إذ ال تعزية مف اهلل ليـ‪ .‬بؿ عدلو أيضاً يحرقيـ‪ .‬الَِّذي الَ يمؤلُ ا ْلح ِ‬ ‫اص ُد َكفَّ ُو ِم ْن ُو = إذ ليس ليـ ثمر‪َ .‬والَ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ض َن ُو = ىؤالء ال يحتضنيـ الرب أبداً‪.‬وعمميا فعشب السطوح يخرج بكميات قميمة وببل فائدة فبل يجمعو‬ ‫ا ْل ُم َحٍّزُم ِح ْ‬ ‫احد ‪.‬‬

‫‪ٛ‬‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اسِم َّ‬ ‫ون « َب َرَك ُة َّ‬ ‫آية (‪َ " - )ٛ‬والَ َيقُو ُل ا ْل َعا ِب ُر َ‬ ‫ب َعمَ ْي ُك ْم‪َ .‬ب َارْك َنا ُك ْم ِب ْ‬ ‫ب = البركة ىي ألوالد‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اسِم َّ‬ ‫كؿ مف يراىـ يدرؾ أف ال بركة ليم من الرب‪ .‬اما اوالد اهلل فميـ بركة= َب َارْك َنا ُك ْم ِب ْ‬ ‫اهلل وشعبو فقط‪ ،‬ولذلؾ عمييـ أف ال يخافوا مف األعداء األشرار‪.‬‬

‫‪387‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخالحون)‬

‫المزمور المئة والثبلثون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والثبلثون(المئة والتاسع والعشرون في األجبية)‬ ‫في ىذه الساعة نذكر دفف الرب يسوع ونزولو إلى الجحيـ ليخمص قديسيو مف ىناؾ‪ .‬والنوـ يسميو البعض‬ ‫الموت الصغير‪ ،‬فالمسيح قاؿ عف لعازر حيف مات "حبيبنا لعازر قد ناـ" ونحف في صبلة النوـ نذكر أننا سنناـ‬

‫أي سنموت يوماً ما‪ ،‬فنقدـ توبة قبؿ أف تأتي تمؾ الساعة‪ ،‬وكما نرجو أف نقوـ في الصباح التالي بعد نومنا‪،‬‬

‫نرجو أف تكوف لنا أبدية سعيدة مع اهلل في القيامة حيف نقوـ في اليوـ األخير‪.‬‬

‫وىذا المزمور ىو مف ضمف ترانيـ المصاعد‪ .‬وكنا قد توقفنا في المزمور السابؽ مباشرة عند االضطيادات‬ ‫واآلالـ التي تعاني منيا الكنيسة في ىذا العالـ‪ ،‬أو اآلالـ ومكائد إبميس ضد النفس طالما كنا متغربيف عف‬

‫السماء‪ ،‬وماذا تفعؿ النفس المتألمة؟‬ ‫آية‬ ‫ِم َن‬

‫ٔ‬ ‫َع َما ِ‬ ‫ت إِلَ ْي َك َيا َرب‪".‬‬ ‫ص َر ْخ ُ‬ ‫(ٔ) ‪ِ " -‬م َن األ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫َع َما ِ‬ ‫ت إِلَ ْي َك َيا َرب = مف عمؽ األحزاف أو عمؽ اآلالـ أو عمؽ الخطية (إذ تقدـ النفس توبة‬ ‫ص َر ْخ ُ‬ ‫األ ْ‬ ‫ق َ‬

‫ترجو معونة اهلل)‪ .‬ومف أعماؽ القمب وليس مف الشفتيف فقط‪ .‬وبالنسبة لممسيح فاالعماؽ تشير لمجحيـ الذي‬ ‫ت = ليس المعنى‬ ‫ص َر ْخ ُ‬ ‫ذىب اليو بعد موتو عمي الصميب ليخمص مف فيو ‪ .‬ولمف نصرخ ونمجأ إال هلل وحده‪َ .‬‬ ‫تعمية الصوت‪ ،‬إنما رفع القمب هلل‪ ،‬والصبلة بإرادة عقمية وبكؿ الحواس‪ .‬والمسيح صرخ واهلل استجاب لو وخمص‬

‫الكنيسة ‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫اك م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضر َع ِاتي‪".‬‬ ‫ص ْو ِت تَ َ‬ ‫ص ْوِتي‪ .‬لتَ ُك ْن أُ ُذ َن َ ُ ْ‬ ‫آية (ٕ) ‪َ " -‬يا َرب‪ْ ,‬‬ ‫صغ َيتَ ْي ِن إِلَى َ‬ ‫اس َم ْع َ‬ ‫يجب أف يكوف لنا إيماف بأف اهلل يستجيب إف طمبنا بإيماف‪( .‬عبٗ‪.)ٔٙ2‬‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬إِ ْن ُك ْن َ ِ‬ ‫ف؟"‬ ‫س ٍّي ُد‪ ,‬فَ َم ْن َي ِق ُ‬ ‫ت تَُراق ُ‬ ‫ام َي َارب‪َ ,‬يا َ‬ ‫ب اآلثَ َ‬ ‫لو عاممنا ا هلل بعدلو كما نستحؽ ليمكنا‪ ،‬وال أمؿ لنا سوى مراحمو لذلؾ ال تكؼ الكنيسة عف ترديد صبلة "يا رب‬

‫إرحـ"‬

‫اف ِم ْن َك‪".‬‬ ‫آية (ٗ) ‪ٗ" -‬أل َّ‬ ‫َن ِع ْن َد َك ا ْل َم ْغ ِف َرةَ‪ .‬لِ َك ْي ُي َخ َ‬ ‫اف ِم ْن َك = ليس معنى‬ ‫أل َّ‬ ‫َن ِع ْن َد َك ا ْل َم ْغ ِف َرةَ = المسيح الذي صار بو غفراف خطايانا جاء مف عند اآلب‪ .‬لِ َك ْي ُي َخ َ‬ ‫مراحـ اهلل وغفرانو أف نقوؿ‪ ،‬قد ضمنا الخبلص فمنفعؿ كما نريد‪ ،‬بؿ لنتمـ خبلصنا بخوؼ ورعدة‪ ،‬فاهلل في عدلو‬

‫سمح أف إبنو يصمب‪ ،‬فإف أىممنا خبلصاً ىذا مقداره‪ ،‬ولـ نقدـ توبة ونمتنع عف خطايانا فكـ تكوف عقوبتنا‬

‫(عبٕ‪.)ٖ2‬‬

‫‪388‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخالحون)‬ ‫٘‬ ‫ت‪".‬‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬ا ْنتَظَ ْرتُ َك َيا َرب‪ .‬ا ْنتَظَ َر ْت َن ْف ِسي‪َ ,‬وِب َكبلَ ِم ِو َر َج ْو ُ‬ ‫عمينا أف ننتظر الرب بثقة في وعوده فيو يحققيا في الوقت الذي يراه مناسباً‪ .‬فيو في أالمو‪ ،‬ونحف في أالـ ىذا‬

‫العالـ عمينا أف نثؽ في الخبلص وفي وعود الرب لنا‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫ين الص ْب َح‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫آية (‪َ " - )ٙ‬ن ْف ِسي تَ ْنتَ ِظ ُر َّ‬ ‫ين الص ْب َح‪ .‬أَ ْكثَ​َر ِم َن ا ْل ُم َر ِاق ِب َ‬ ‫ب أَ ْكثَ​َر ِم َن ا ْل ُم َر ِاق ِب َ‬ ‫الحارس عمى األسوار ينتظر الصبح بفارغ صبر ليذىب ليستريح‪ ،‬ىكذا عمينا أف ننتظر مجيء الرب شمس البر‪،‬‬ ‫ين الص ْب َح = مف‬ ‫فنستريح مف أالـ ىذا العالـ "ىنا رجاء في القيامة" وفي السبعينية ترجمت اآلية أَ ْكثَ​َر ِم َن ا ْل ُم َر ِاق ِب َ‬ ‫محرس الصبح إلى الميؿ‪ .‬بمعنى أف الحراسات في الميؿ تنقسـ إلى ٗ نوبات مف الساعة ‪ ٙ‬إلى الساعة ‪ٜ‬‬

‫والثانية مف الساعة ‪ ٜ‬إلى الساعة ٕٔ والثالثة مف الساعة ٕٔ إلى الساعة الثالثة والرابعة وتسمى محرس الصبح‬

‫تبدأ مف الساعة ٖ صباحاً حتى الساعة ‪ ٙ‬صباحاً‪ .‬ويكوف المعنى أننا ننتظر الرب منذ الصباح وحتى المساء‬

‫أي دائماً نحف متكميف عميو‪ ،‬نظرنا عميو دائما متوقعيف منو خبلصا‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ِٚ‬‬ ‫ير‪",‬‬ ‫ب‪ ,‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ب َّ‬ ‫َن ِع ْن َد َّ‬ ‫س َرِائي ُل َّ‬ ‫آية (‪ " - )ٚ‬ل َي ْر ُج إِ ْ‬ ‫الر ْح َم َة َوع ْن َدهُ ف ًدى َكث ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ير = عنده خبلص لكؿ أالمنا‪.‬‬ ‫المرتؿ ينصح كؿ إنساف أف يترجي الرب فَع ْن َدهُ ف ًدى َكث ٌ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫يل ِم ْن ُك ٍّل آثَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام ِو‪".‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٛ‬و ُى َو َي ْفدي إِ ْ‬ ‫نبوة واضحة عف عمؿ المسيح الكفاري الفدائي‪.‬‬

‫‪389‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى والخالحون)‬

‫المزمور المئة والحادي والثبلثون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والحادي والثبلثون(المئة والثبلثون في األجبية)‬ ‫مزمور يشير لتواضع داود النبي والممؾ‪ ،‬رم اًز لتواضع المسيح الذي أخذ صورة عبد ثـ مات‪ .‬ويقوؿ معظـ‬

‫المفسريف أف داود قاؿ ىذا المزمور رداً عمى إفتراءات شاوؿ وعبيده إذ أتيموه بأنو في كبرياء يفكر في اغتصاب‬ ‫الممؾ‪ .‬ومف ناحية أخرى فيذا المزمور يأتي بعد المزمور السابؽ فيو يشير لدرجة أعمى في المصاعد‪ .‬فكمما‬

‫نرتفع روحياً نتضع وكمما نتضع نرتفع‪.‬‬ ‫ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ب فَ ْوِقي‪".‬‬ ‫َسمُ ْك في ا ْل َعظَائم‪َ ,‬والَ في َع َجائ َ‬ ‫اي‪َ ,‬ولَ ْم أ ْ‬ ‫آية (ٔ) ‪َ " -‬يا َرب‪ ,‬لَ ْم َي ْرتَف ْع َق ْم ِبي‪َ ,‬ولَ ْم تَ ْ‬ ‫ستَ ْع ِل َع ْي َن َ‬ ‫مف يتفاخر بفضائمو مستجمباً لمديح الناس فيو مذموـ‪ ،‬ويضيع أجر فضائمو‪ .‬والعظمة ىي رأس كؿ الخطايا‪،‬‬

‫فييا سقط المبلؾ مف السماء‪ .‬وداود ىنا يقوؿ أنو ال ينظر إلى عرش شاوؿ‪ .‬وروحياً عمينا أف نفعؿ نفس الشيء‬

‫(رؤٕ‪ )ٙ-ٖ2‬وداود لو الحؽ في أف يفكر في عرش شاوؿ فاهلل سبؽ واختاره وصموئيؿ مسحو‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫ُم ِو‪َ .‬ن ْف ِسي َن ْح ِوي َكفَ ِط ٍيم‪".‬‬ ‫س َّكت َن ْف ِسي َكفَ ِط ٍيم َن ْح َو أ ٍّ‬ ‫آية (ٕ) ‪َ " -‬ب ْل َى َّدأ ُ‬ ‫ْت َو َ‬ ‫رائع مف داود أف يعترؼ بالحقيقة التي في داخؿ قمبو‪ ،‬فالقمب يشتيي فعبلً الممؾ كما يشتيي كؿ منا الدنيويات‪،‬‬ ‫س َّكت َن ْف ِسي‪ .‬والنفس ىنا يقصد بيا رغائبو العاطفية وشيوتو‬ ‫ىذه حقيقة‪ .‬ولكنو قاوـ ىذه الشيوات= َى َّدأ ُ‬ ‫ْت َو َ‬ ‫ُم ِو = الفطيـ‬ ‫لبلرتفاع والممؾ‪ ،‬فالنفس دائماً صاخبة تشتيي‪ .‬ولكنو جاىد ضد نفسو لييدئ شيوتو‪َ .‬كفَ ِط ٍيم َن ْح َو أ ٍّ‬

‫ىو مف ُح ِرَـ مف ثدي أمو‪ ،‬فيظؿ يصرخ ولكنو مع امتناع أمو عف إرضاعو ييدئ نفسو ويقبؿ األمر الواقع‬ ‫مكتفياً بصدر أمو يناـ عميو في راحة‪ .‬ىنا يمثؿ داود مف كاف يشتيي العالـ (لبف أمو) وحرمو اهلل مف بعض‬ ‫شيوات العالـ (فطاـ) فثارت نفسو فيو‪ ،‬وظؿ يجاىد ليستريح‪ ،‬وصبر هلل فأعطاه ثقة مطمئنة في اهلل (الراحة عمى‬

‫صدر أمو) عوضاً عف الطمع القمؽ (اشتياء الرضاعة مف صدر أمو)‪ .‬بؿ أف اهلل في بعض األحياف يفعؿ كما‬ ‫تفعؿ األـ حينما تريد أف تفطـ أبنيا‪ .‬فبعض األميات يضعف سائؿ لو طعـ مر عمى ثدييف ليكره األطفاؿ‬

‫الرضاعة‪ ،‬واهلل يسمح ببعض اآلالـ وسط شيوات العالـ وببعض الضيقات تمتزج بممذاتو فنكرىو طالبيف أف نفطـ‬ ‫منيا‪.‬‬ ‫ِٖ‬ ‫َّى ِر‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫س َرِائي ُل َّ‬ ‫اآلن َوِالَى الد ْ‬ ‫ب ِم َن َ‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬ل َي ْر ُج إِ ْ‬ ‫إذا كاف اهلل يعاممنا كما تعامؿ األـ ابنيا فمف نرجو سواه في كؿ ضيقاتنا‪.‬‬

‫‪390‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والخالحون)‬

‫المزمور المئة والثاني والثبلثون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والثاني والثبلثون(المئة والحادي والثبلثون في األجبية)‬ ‫ىذا المزمور يتكمـ عف إقامة المسيح ممكاً‪ ،‬فبعد أف رأيناه في المزمور السابؽ متضعاً نراه يجمس ممكاً عمى‬

‫كرسي داود (آية ٔ​ٔ) وأعداؤه يمبسوف الخزي (آية ‪.)ٔٛ‬‬

‫مف ناحية المصاعد‪ ،‬فيذا المزمور يرتفع درجة عف المزمور السابؽ‪ ،‬الذي إتضعت فيو النفس تماماً فسكف الرب‬

‫فييا وعندىا (أش‪ )ٔ٘2٘ٚ‬الرب اختار صييوف‪ ،‬اشتياىا مسكناً لو‪.‬‬

‫ونصمي ىذا المزمور في النوـ لنذكر أننا يجب أف نجد مكاناً لمرب في قموبنا قبؿ أف نناـ‪.‬‬

‫يقاؿ أف داود ىو الذي كتب المزمور معب اًر عف اشتيائو أف يبني بيتا لمرب‪ .‬أو حيف نقؿ تابوت العيد في حفؿ‬

‫ورقص‪ .‬ويقاؿ أيضاً أف الذي أنشده سميماف حيف نقؿ التابوت إلى الييكؿ‪ ،‬وربما ىذا ىو األدؽ‪ ،‬إذ نجد بعض‬

‫آيات ىذا المزمور في صبلة سميماف (ٕأيٕٗ‪.)ٗٔ2ٙ،‬‬

‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫ب‪َ ,‬ن َذ َر لِ َع ِز ِ‬ ‫وب ٖ«الَ أ َْد ُخ ُل َخ ْي َم َة َب ْي ِتي‪.‬‬ ‫ف لِ َّمر ٍّ‬ ‫ف َحمَ َ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )٘-‬اُ ْذ ُك ْر َيا َرب َد ُاوَد‪ُ ,‬ك َّل ُذلٍّ ِو‪َ .‬ك ْي َ‬ ‫يز َي ْعقُ َ‬ ‫٘‬ ‫ٗ‬ ‫ُع ِطي وس ًنا لِع ْي َن َّي‪ ,‬والَ َنوما أل ْ ِ‬ ‫ير ِفر ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َك ًنا لِ َع ِز ِ‬ ‫يز‬ ‫اما لِ َّمر ٍّ‬ ‫اشي‪ .‬الَ أ ْ‬ ‫ب‪َ ,‬م ْ‬ ‫الَ أ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َص َع ُد َعمَى َ‬ ‫س ِر ِ َ‬ ‫َجفَاني‪ ,‬أ َْو أَج َد َمقَ ً‬ ‫َ ًْ‬ ‫وب»‪".‬‬ ‫َي ْعقُ َ‬

‫لـ يجد المرتؿ فضيمة في داود أثمف مف ذلو ووداعتو وتواضعو‪ .‬فحيثما يوجد التواضع نجد اهلل ساكناً‪ .‬وكؿ نفس‬ ‫مؤمنة ال تستريح وال تيدأ‪ ،‬إال إذا صارت ىيكبلً هلل‪ ،‬واهلل يرتاح فييا كمسكف لو‪ .‬والمرتؿ يذكر أف داود حينما‬ ‫ِ‬ ‫ب = أي أنو لف يستطيع أف‬ ‫اما لِ َّمر ٍّ‬ ‫بنى بيتو لـ ييدأ ألنو لـ يكف قد بنى بيتاً لمرب يستريح فيو الرب‪ .‬أ َْو أَج َد َمقَ ً‬ ‫يناـ في قصره إف لـ يجد مسكناً يقيـ فيو إلو يعقوب‪ ،‬ىكذا نذر داود لمرب ولكف الرب طمب مف داود أف يبني‬ ‫سميماف البيت‪ ،‬فابف داود أي سميماف الممؾ يرمز لممسيح ابف داود الذي سيبني الييكؿ أي جسده (يوٕ‪.)ٕٔ2‬‬

‫وسميماف ىنا لو كاف ىو مرتؿ ىذا المزمور‪ ،‬نجده بعد أف أتـ بناء الييكؿ يرتؿ بيذه الكممات بمعنى أنو وفى‬ ‫نذر أبيو‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫س ِم ْع َنا ِب ِو ِفي أَفْراتَ َة‪َ .‬و َج ْد َناهُ ِفي ُحقُ ِ‬ ‫ول ا ْل َو ْع ِر‪".‬‬ ‫آية (‪ُ " - )ٙ‬ى َوَذا قَ ْد َ‬ ‫َ‬ ‫س ِم ْع َنا ِب ِو ِفي أَف َْراتَ َة = عندما ع زـ داود أف ينقؿ تابوت الرب إلى أورشميـ أخذ يسأؿ عف مكانو فقيؿ لو‬ ‫ُى َوَذا قَ ْد َ‬ ‫أنو في أفراتو وىي بيت لحـ (تؾٖ٘‪َ )ٜٔ2‬و َج ْد َناهُ ِفي ُحقُ ِ‬ ‫ول ا ْل َو ْعر= وىـ وجدوا تابوت العيد في قرية يعاريـ‬ ‫(ٔأئٖ‪ )٘2‬وىي تبعد عف أورشميـ ٔ​ٔ ميؿ مف جية جنوب الغرب‪ .‬وسميت موضع الغابة ألف المنطقة‬

‫مقاطعة ممموءة باألشجار‪ .‬وكممة يعاريـ تعني لغوياً غابات أو وعر (قاموس الكتاب) والكنيسة تفسر ىذه اآلية‬ ‫عف اجتياد داود في البحث عف التابوت في بيت لحـ وتعبو في إعداد مكاف مناسب لو يضعو فيو عمى تجسد‬

‫‪391‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والخالحون)‬

‫ربنا يسوع المسيح مف القديسة العذراء حيث ولدتو في بيت لحـ‪ .‬ونبلحظ معاني الكممات‪ .‬بيت لحـ= بيت‬

‫الخبز‪ ،‬أَف َْراتَ َة = مثمر‪ .‬فالمسيح قدـ جسده لنا خب اًز نأكمو‪ ،‬وبعد أف كنا غير مثمريف كشجر الوعر صرنا‬ ‫مثمريف‪.‬‬ ‫آية (‪«ٚ" - )ٚ‬لِ َن ْد ُخ ْل إِلَى م ِ ِ ِ ِ‬ ‫س ُج ْد ِع ْن َد َم ْو ِط ِئ قَ َد َم ْي ِو»‪".‬‬ ‫ساكنو‪ .‬ل َن ْ‬ ‫َ َ‬ ‫المعنى المباشر‪ ،‬لندخؿ إلى الييكؿ مسكف اهلل و َم ْو ِط ِئ قَ َد َم ْي ِو لندخؿ‪ .‬وىذه كانت نبوة فالرعاة ذىبوا وسبحوا‬ ‫لمولود بيت لحـ‪ .‬والمجوس سمعوا عنو وأتوا ليسجدوا لو‪.‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫وت ِعٍّز َك‪".‬‬ ‫ت َوتَ ُاب ُ‬ ‫اح ِت َك‪ ,‬أَ ْن َ‬ ‫آية (‪ " - )ٛ‬قُ ْم َيا َرب إِلَى َر َ‬ ‫ىذه قيمت غالباً عند نقؿ التابوت إلى الييكؿ‪ ،‬عوضاً عف التنقؿ مع الخيمة‪ ،‬فصار الييكؿ مكاف راحة واستقرار‪.‬‬

‫ولقد وجد السيد المسيح راحتو في بطف العذراء مريـ لذلؾ شبيت الكنيسة في تسابيحيا العذراء مريـ بالتابوت‪.‬‬

‫وتعتبر اآلية نبوة عف قيامة الرب يسوع بجسده الممجد (كاف التابوت مف خشب مغشى بذىب رمز التحاد‬ ‫البلىوت بالناسوت) ثـ صعوده بيذا الجسد إلى السموات وجموسو وراحتو عف يميف أبيو‪ .‬والكنيسة المقدسة ىي‬ ‫مكاف راحتو‪ .‬وبيذا نصمي قـ واظير أف الكنيسة ىي مكاف راحتؾ واظير مجدؾ فييا‪.‬‬

‫‪ٜ‬‬ ‫ون‪".‬‬ ‫ون ا ْل ِب َّر‪َ ,‬وأَتْ ِق َي ُ‬ ‫اؤ َك َي ْي ِتفُ َ‬ ‫س َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٜ‬ك َي َنتُ َك َي ْم َب ُ‬ ‫ىنا المرنـ يتطمع إلى وا جب الكينة إذ حؿ اهلل بمجده وسط ىيكمو بدخوؿ تابوت عيد اهلل‪ ،‬ويوصي الكينة بأف‬

‫يمبسوا البر‪ .‬والشعب األتقياء ييتفوف ويسبحوف لوجود اهلل وسطيـ‪ .‬وىذه الصورة يجب أف تكوف في الكنيسة‪،‬‬

‫ون ا ْل ِب َّر = البر الذي بالمسيح‪ ،‬وليس البر الشخصي‪ .‬فنحف تبررنا بدمو‪.‬‬ ‫س َ‬ ‫كينة قديسيف وشعب مسبح َ‬ ‫ولكن َي ْم َب ُ‬ ‫والكنيسة كميا تبررت بدـ المسيح‪ ،‬وعمييا أف تحيا حياة الشكر والتسبيح‪.‬‬ ‫ٓٔ‬ ‫َج ِل َداوَد ع ْب ِد َك الَ تَرَّد و ْج َو م ِس ِ‬ ‫يح َك‪".‬‬ ‫آية (ٓٔ) ‪ِ " -‬م ْن أ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫سميماف ىنا يتشفع بأبيو داود المحبوب جداً عند اهلل (عقيدة الشفاعة) أف يرضى عميو ويسمع لو ويبارؾ الييكؿ‬

‫الذي بناه ويسكف فيو ويتقبؿ صمواتيـ فيو‪ ،‬ولقد استجاب اهلل بنزوؿ نار مف السماء وأكمت المحرقة (ٕأي‪)ٔ2ٚ‬‬

‫ويصمي سميماف أيضاً أف يستجيب اهلل لو بشفاعة داود أبيو أف يجمس عمى كرسي داود أبناء سميماف دائماً‪ ،‬كما‬

‫وعد اهلل داود بذلؾ‪.‬‬

‫ٔ​ٔ‬ ‫ق الَ َي ْرجعُ َع ْن ُو‬ ‫الرب لِ َد ُاوَد ِبا ْل َح ٍّ‬ ‫ْس َم َّ‬ ‫اآليات (ٔ​ٔ‪ " - )ٕٔ-‬أَق َ‬ ‫شي َ ِ ِ‬ ‫ظ ب ُن َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضا إِلَى‬ ‫َّاىا‪ ,‬فَ َب ُن ُ‬ ‫ُعمٍّ ُم ُي ْم إِي َ‬ ‫وى ْم أ َْي ً‬ ‫اداتي الَّتي أ َ‬ ‫َحف َ َ‬ ‫وك َع ْيدي َو َ َ‬

‫َج َع ُل َعمَى ُك ْر ِس ٍّي َك‪ٕٔ .‬إِ ْن‬ ‫« ِم ْن ثَ َم َرِة َب ْط ِن َك أ ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ون َعمَى ُك ْر ِس ٍّي َك»‪".‬‬ ‫س َ‬ ‫األ َ​َبد َي ْجم ُ‬

‫‪392‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والخالحون)‬

‫راجع وعد اهلل لداود في (ٕصـ‪ .)ٔٙ-ٕٔ2ٚ‬وتحقؽ وعد اهلل جزئياً في ممؾ سميماف وابف سميماف ونسمو لفترة‬ ‫طويمة حتى سبي بابؿ‪ .‬وتحققت ىذه النبوة في المسيح فعبلً الذي سيممؾ عمى كنيستو إلى األبد‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ىذ ِه ِىي ر ِ‬ ‫اىا مس َك ًنا لَ ُو ٗٔ« ِ‬ ‫اختَار ِ‬ ‫الر َّ ِ‬ ‫ىي َنا‬ ‫اآليات (ٖٔ‪ٖٔ" - )ٔٗ-‬أل َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ص ْي َي ْو َن‪ .‬ا ْ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫شتَ َي َ َ ْ‬ ‫احتي إِلَى األ َ​َبد‪ُ .‬‬ ‫ب قَد ْ َ‬ ‫شتَ َي ْيتُ َيا‪".‬‬ ‫َس ُك ُن أل ٍَّني ا ْ‬ ‫أْ‬ ‫اهلل أحب صييوف أي أورشميـ ألف عبادتو في الييكؿ كانت فييا‪ ،‬وىناؾ يذكر إسمو بالتسبيح وبالحب‪ .‬ولكف‬ ‫قولو إِلَى األ َ​َب ِد = يجعمنا نفيـ أف المقصود ليس أورشميـ نفسيا فأورشميـ خربت أثناء سبي بابؿ‪ ،‬ثـ عادوا وبنوىا‪.‬‬ ‫وخربت نيائياً بعد سنة ٓ‪ٚ‬ـ عمى يد تيطس‪ .‬أما صييوف الذي أحبيا اهلل ويرتاح فييا لؤلبد ىي الكنيسة‪.‬‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫٘ٔ‬ ‫ار ُك برَك ًة‪ .‬مس ِ‬ ‫ون‬ ‫اآليات (٘ٔ‪َ " - )ٔٙ-‬‬ ‫اكي َن َيا أُ ْ‬ ‫صا‪َ ,‬وأَتْ ِق َي ُ‬ ‫اؤ َىا َي ْي ِتفُ َ‬ ‫س َخبلَ ً‬ ‫شبعُ ُخ ْب ًزا‪َ .‬ك َي َنتَ َيا أُْل ِب ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ام َيا أ َُب ِ َ َ‬ ‫ط َع َ‬ ‫ُىتَافًا‪".‬‬ ‫ار ُك برَك ًة‪ .‬ومس ِ‬ ‫شبعُ ُخ ْب ًاز =‬ ‫اكي َن َيا أُ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ام َيا أ َُب ِ َ َ‬ ‫حيف يسكف اهلل وسط جماعة أو كنيسة يباركيا (تث‪ =)ٙ-ٕ2ٕٛ‬طَ َع َ‬

‫ىنا يتكمـ عف الخبز الروحي أي التناوؿ مف جسد المسيح ودمو‪ ،‬فنجد في ىذه اآلية أف اهلل يبارؾ بركة مادية‬ ‫وبركة روحية لمف يسكف عنده‪ .‬ومف يشبع ىـ المس ِ‬ ‫ين اي المتضعيف ‪ ،‬فيؤالء يسكف اهلل عندىـ ( اش ‪2 ٘ٚ‬‬ ‫اك َ‬ ‫َ َ‬ ‫٘ٔ )‪.‬‬

‫صا = ىذا رد عمى آية (‪ )ٜ‬لمتأكيد‪ .‬فاهلل سينفذ وعده ويخمص ويبرر‪.‬‬ ‫س َخبلَ ً‬ ‫َك َي َنتَ َيا أُْل ِب ُ‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫ت ِسراجا لِم ِس ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِخ ْزًيا‪َ ,‬و َعمَ ْي ِو ُي ْزِى ُر‬ ‫اآليات (‪ُ " - )ٔٛ-ٔٚ‬ى َن َ‬ ‫اك أُْن ِب ُ‬ ‫يحي‪ .‬أ ْ‬ ‫اءهُ أُْل ِب ُ‬ ‫َع َد َ‬ ‫ت قَ ْرًنا ل َد ُاوَد‪َ .‬رتَّْب ُ َ ً َ‬ ‫إِ ْكمِيمُ ُو»‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫اج فيو نور العالـ‪.‬‬ ‫ىذه نبوة صريحة عف المسيح (لؤ‪ )ٕٚ-ٙٛ2‬فالمسيح ىو القَ ْرن إشارة لقوة عممو‪ .‬وىو الس َر ً‬ ‫ت ِسراجا لِم ِس ِ‬ ‫يحي = وىذا الجسد كاف سراجاً‪ ،‬ينير لمعالـ بؿ يضئ‬ ‫واهلل ىيأ جسداً لمسيحو مف بطف العذراء= َرتَّْب ُ َ ً َ‬

‫لكؿ مف يقترب منو فيصير أيضاً نو اًر لمعالـ‪ .‬وألبس المسيح أعداءه الخزي‪ .‬فإبميس إندحر والييود قد تشتتوا في‬ ‫العالـ كمو‪ .‬وممؾ ىو عمى كنيستو= َعمَ ْي ِو ُي ْزِى ُر إِ ْكمِيمُ ُو‪ .‬وجاءت العبارة في السبعينية "عميو يزىر قدسي" وفي‬ ‫اإلنجميزية "لكف عميو ىو نفسو تاج يشع منو بريؽ مجده" وبيذا نفيـ المعنى أف جسد المسيح صار يشع منو‬ ‫مجده وقداستو التي إزدادت إزدىا اًر أو وضوحاً وأصبحنا ندركيا بعد قيامتو وصعوده وجموسو عف يميف اآلب‪،‬‬ ‫وانتصاره القوى عمى إبميس وعمى الموت وعمى الخطية‪ .‬وىذه العبارة جاءت بعدما تكمـ عف جسد المسيح الذي‬

‫ظير في إتضاع أوالً‪ ،‬ثـ ظير أنو ييوه نفسو‪ ،‬خاصة بعد قيامتو‪ .‬وىذا ما كاف يعنيو بولس الرسوؿ بقولو "تعيف‬

‫إبف اهلل بقوة مف جية روح القداسة بالقيامة مف األموات" (رؤ‪ .)ٗ2‬وىذا ما رأي التبلميذ الثبلثة قبساً منو في‬ ‫التجمي‪ ،‬وىذا ما رآه يوحنا مف صورة المسيح في (رؤٔ)‪ .‬إِ ْكمِيمُ ُو = فيو ممؾ المموؾ قداستي فيو القدوس‬

‫وحده‪.‬‬

‫‪393‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والخالحون)‬

‫وكمما تأممنا في عمؿ المسيح وتجسده وفداءه وعظـ محبتو يزداد اكميمو لمعانا واشراقا وبياءاً ‪ ،‬اكميمو الذي عمي‬

‫راسو الذي ىو عبلمة ممكو عمينا ‪ .‬ونحف نممكو عمينا ليس باالجبار ولكف بيذا الحب الذي مؤل قموبنا‪.‬‬

‫‪394‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج والخالحون)‬

‫المزمور المئة والثالث والثبلثون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والثالث والثبلثون(المئة والثاني والثبلثون في األجبية)‬ ‫في المزمور السابؽ رأينا عمؿ المسيح الخبلصي لكنيستو‪ ،‬وىنا نرى الكنيسة كشعب يحيا في حب فينسكب‬ ‫الروح القدس عمى ىذه الكنيسة‪ .‬رأينا في المزمور السابؽ المسيح يرتاح في كنيستو لذلؾ فالروح القدس الذي‬

‫إنسكب عميو وىو رأس الكنيسة‪ ،‬ينسكب عمى كؿ الكنيسة‪ .‬ولكف الروح القدس ينسكب إذا توافر شرط المحبة‪،‬‬ ‫فيذا المزمور دعوة لممحبة بيننا جميعاً‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ىناؾ رأياف في المناسبة التي كتب فييا ىذا المزمور‪2‬‬ ‫األوؿ‪ 2‬أنو ُكتب ليصموا بو في األعياد السنوية التي يجتمع فييا كؿ الشعب (ٖ مرات سنوياً) في األعياد‬

‫الكبيرة في أورشميـ‪.‬‬

‫الثاني‪ 2‬أنو كتب لتشجيع العائديف مف السبي‪ .‬ليسكنوا في أورشميـ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫مسح بسكب زيت المسحة عمى رأسو وكاف ىذا‬ ‫كاف رئيس الكينة ُي َ‬ ‫الزيت مف زيت الزيتوف (رمز لمروح القدس) مخموطاً ببعض العطور‪.‬‬ ‫وكؿ ىذه العطور تشير لشخص السيد المسيح‪ .‬وحيف ينسكب الزيت‬

‫عمى رأس ىروف رئيس الكينة (رمز لممسيح رئيس كينتنا) ينسكب‬

‫الزيث المنسكب‬ ‫قنينة‬ ‫الدهن‬

‫عمى لحيتو (المحية ترمز بشعرىا الكثيؼ حوؿ الرأس لمكنيسة الممتفة‬ ‫حوؿ المسيح رأسيا) فيفيح مف المحية (الكنيسة) رائحة المسيح الزكية‪.‬‬

‫فالكنيسة رائحة المسيح الزكية (ٕكوٕ‪ .)ٔ٘2‬والروح القدس حيف يمؤل‬ ‫شخص مؤمف يحولو إلى صورة المسيح (غؿٗ‪ .)ٜٔ2‬وبشرط أف نسكف‬

‫في محبة‪.‬‬

‫الرائحة‬

‫ٔ‬ ‫س ُك َن ِ‬ ‫اإل ْخ َوةُ َم ًعا!"‬ ‫س َن َو َما أَ ْج َم َل أ ْ‬ ‫آية (ٔ) ‪ُ " -‬ى َوَذا َما أ ْ‬ ‫َن َي ْ‬ ‫َح َ‬ ‫اإلخوة حيف يسكنوف في محبة يشبيوف بثمرة التيف‪ .‬ففييا بذور كثيرة تسكف متآلفة بجانب بعضيا داخؿ غبلؼ‬

‫واحد‪ .‬وطعميا حمو‪ .‬فاهلل يحب أف نسكف في محبة في الكنيسة‪.‬‬

‫طر ِ‬ ‫الن ِ ِ ِ‬ ‫ون‪َّ ,‬‬ ‫ْس‪َّ ,‬‬ ‫الر ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ف ِث َيا ِب ِو‪".‬‬ ‫آية (ٕ) ‪ِ ٕ" -‬م ْث ُل الد ْى ِن الطَّ ٍّي ِب َعمَى َّأ‬ ‫از ِل َع َمى المٍّ ْح َي ِة‪ ,‬لِ ْح َي ِة َى ُار َ‬ ‫ازل إلَى َ َ‬ ‫إنسكاب الدىف رمز لمروح القدس (ٔصـ‪ .)ٖٔ2ٔٙ‬وقد حؿ الروح القدس عمى المسيح يوـ عماده‪ ،‬وكاف ذلؾ‬ ‫لحساب الكنيسة (المٍّ ْح َية= الشعر الكثير يشير لممؤمنيف) الد ْى ِن الطَّ ٍّي ِب = الزيت ‪ +‬العطور‪ .‬وىذه المحية نازلة‬

‫‪395‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج والخالحون)‬

‫عمى طَر ِ‬ ‫ف ِث َيا ِب ِو ‪ .‬وثياب المسيح ىي كنيستو‪ .‬فبل انفصاؿ بيف جماعة المؤمنيف والكنيسة‪ .‬وال معنى لوجود‬ ‫َ‬ ‫جماعة منشقة عمى الكنيسة‪.‬‬ ‫ٖ‬ ‫الرب ِبا ْلبرَك ِة‪ ,‬حي ٍ‬ ‫از ِل عمَى جب ِل ِ‬ ‫ون َّ‬ ‫اة إِلَى األ َ​َب ِد‪".‬‬ ‫َم َر َّ‬ ‫ص ْي َي ْو َن‪ .‬أل ََّن ُو ُى َن َ‬ ‫آية (ٖ) ‪ِ " -‬م ْث ُل َن َدى َح ْرُم َ‬ ‫َ​َ‬ ‫الن ِ َ َ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫اك أ َ‬ ‫از ِل عمَى جب ِل ِ‬ ‫ون َّ‬ ‫ص ْي َي ْو َن = والندى‬ ‫ىذه الجماعة التي إنسكب عمييا الروح القدس تغمرىا البركات‪َ .‬ن َدى َح ْرُم َ‬ ‫الن ِ َ َ َ‬ ‫ينعش النبات ويحافظ عميو مف ح اررة الشمس (التجارب)‪ .‬وىذا عمؿ الروح القدس المعزي لمنفس المتألمة‪.‬‬ ‫ون الشاىؽ العمو وينزؿ عمى التبلؿ المجاورة مثؿ جب ِل ِ‬ ‫ص ْي َي ْو َن (أو‬ ‫ونبلحظ أف الندى يأتي مف عمى جبؿ َح ْرُم َ‬ ‫َ​َ‬ ‫سيئوف وىو جبؿ منخفض بجانب جبؿ حرموف حسب الترجمة الدقيقة) وىكذا تنيمر البركات مف السماء عمى‬

‫الكنيسة التي تسكف في محبة‪ .‬فحيثما كانت المحبة تنزؿ بركات اهلل ويكوف ىناؾ حياة‪.‬‬

‫‪396‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع والخالحون)‬

‫المزمور المئة والرابع والثبلثون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والرابع والثبلثون(المئة والثالث والثبلثون في األجبية)‬ ‫ىذا المزمور ىو آخر مزامير المصاعد‪ .‬وما ىي آخر درجة إلنساف إمتؤل في محبة مع إخوتو مف الروح القدس؟‬

‫ال يوجد سوى أف ىذا اإلنساف يحيا مسبحاً مباركاً الرب كؿ أياـ حياتو‪ .‬ونصمي ىذا المزمور في صبلة النوـ‬ ‫ونقوؿ باركوا الرب‪ ..‬بالميالي‪ .‬فنذكر أف ىذا ىو عممنا الروحي‪ .‬فبالنيار نعمؿ لحاجة الجسد والميالي ىي هلل‬

‫لنسبحو ونخمو معو في ىدوء الميؿ‪ .‬المزمور السابؽ حدثنا عف إمتبلء شعب اهلل مف الروح القدس‪ .‬وعبلمة‬ ‫اإلمتبلء مف الروح ىو التسبيح وىذا ما نراه في ىذا المزمور الذي يأتي بعد (مزٖ​ٖٔ) مباشرة‪ .‬وىذا رأيناه مع‬

‫زكريا وأليصابات فيما سبحا اهلل حينما إمتؤل كبلىما مف الروح (لؤ)‪ .‬والتسبيح ناشئ عف الفرح الداخمي‪ .‬والفرح‬

‫الداخمي مف ثمار الروح (غؿ٘‪ )ٕ​ٕ2‬ومف ىـ في حالة فرح روحي باهلل نجده يسبح اهلل العمر كمو‪.‬‬ ‫ب يا ج ِميع ع ِب ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪ُ ٔ" -‬ى َوَذا َب ِ‬ ‫ب ِبالمَّ َيالِي‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ين ِفي َب ْي ِت َّ‬ ‫يد َّ‬ ‫ارُكوا َّ‬ ‫ب‪ ,‬ا ْل َو ِاق ِف َ‬ ‫الر َّ َ َ َ َ‬ ‫ع ِب ِ‬ ‫ب = أي خدامو الحقيقييف‪ ،‬الذيف يعبدونو بأمانو‪ ،‬وممكوا الرب عمييـ‪.‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫يد َّ‬ ‫َ‬

‫آية (ٕ) ‪ْ ٕ" -‬ارفَ ُعوا أ َْي ِد َي ُك ْم َن ْح َو ا ْلقُ ْد ِ‬ ‫س‪َ ,‬وَب ِ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫ارُكوا َّ‬ ‫ْارفَ ُعوا أ َْي ِد َي ُك ْم = كما فعؿ موسى في أثناء حرب يشوع مع عماليؽ‪ ،‬ورفع أيدينا يجعمنا في ىيئة الصميب فترتاع‬ ‫الشياطيف مف عبلمة الصميب التي كسرت شوكتيـ‪.‬‬

‫السماو ِ‬ ‫صييو َن‪ِ َّ ,‬‬ ‫ارُك َك َّ ِ ِ‬ ‫آية (ٖ) ‪ُ ٖ" -‬ي َب ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫ات َواأل َْر َ‬ ‫الرب م ْن ْ َ ْ‬ ‫الصانعُ َّ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْي َي ْو َن = ىي السماء حيث صعد المسيح‪ ،‬وىي الكنيسة بيت المسيح عمى األرض‪.‬‬

‫‪397‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص والخالحون)‬

‫المزمور المئة والخامس والثبلثون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىو مزمور تسبيح هلل‪ .‬يبدأ وينتيي بيممويا‪ .‬فذبيحة التسبيح ىي التي يسر بيا الرب (يع٘‪.)ٖٔ2‬‬

‫ٔ‬ ‫ب‪",‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫يد َّ‬ ‫اس َم َّ‬ ‫س ٍّب ُحوا َيا َع ِب َ‬ ‫آية (ٔ) ‪َ " -‬ىمٍّمُ َ‬ ‫س ٍّب ُحوا ْ‬ ‫ب‪َ .‬‬ ‫ويا‪َ .‬‬

‫ٕ‬ ‫ب‪ِ ,‬في ِد َي ِ‬ ‫ار َب ْي ِت إِل ِي َنا‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ين ِفي َب ْي ِت َّ‬ ‫آية (ٕ) ‪ " -‬ا ْل َو ِاق ِف َ‬ ‫ين = ا لمنتصبيف‪ ،‬المستقيمي اإليماف‪ ،‬المعترفيف هلل بأعماؿ رحمتو‪ .‬في بيت الرب في العيد القديـ كاف اهلل‬ ‫ا ْل َو ِاق ِف َ‬

‫يطمب أف تكوف الصموات في الييكؿ في أورشميـ‪ ،‬حتى ال يقدموا ذبائح في أي مكاف فينحرفوا إلى العبادة‬

‫الوثنية‪ ،‬وحتى يجتمعوا في وحدة ومحبة وعبادة أمامو‪،‬‬

‫ٖ‬ ‫ب ِ‬ ‫اك ُح ْمٌو‪".‬‬ ‫الس ِم ِو أل َّ‬ ‫ب أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫س ٍّب ُحوا َّ‬ ‫َن َذ َ‬ ‫صال ٌح‪َ .‬رٍّن ُموا ْ‬ ‫الر َّ َ‬ ‫آية (ٖ) ‪َ " -‬‬

‫اختَار يعقُ ِ ِ ِ‬ ‫الر َّ ِ‬ ‫اص ِت ِو‪".‬‬ ‫آية (ٗ) ‪ٗ" -‬أل َّ‬ ‫س َرِائي َل لِ َخ َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ب قَد ْ َ َ ْ َ‬ ‫وب ل َذاتو‪َ ,‬وِا ْ‬ ‫فمنسبح الرب الذي جعمنا نعرؼ اإليماف المسيحي‪ ،‬ونفيـ أسرار الخبلص‪.‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ب عِ‬ ‫اآليات (٘‪٘" - )ٕٔ-‬أل ٍّ‬ ‫ص َن َع ِفي‬ ‫ظ‬ ‫الر‬ ‫َن‬ ‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ْت‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫َن‬ ‫َّ‬ ‫ق َج ِم ِ‬ ‫َ‬ ‫اء َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫يع اآللِ َي ِة‪ُ .‬ك َّل َما َ‬ ‫ْ‬ ‫يم‪َ ,‬و َربَّ َنا فَ ْو َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الرب َ‬ ‫ش َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫اب م ْن أَقَاصي األ َْر ِ‬ ‫ات َوِفي األ َْر ِ‬ ‫ض‪ِ ,‬في ا ْل ِب َح ِ‬ ‫الصانعُ ُب ُروقًا‬ ‫ض‪َّ .‬‬ ‫صع ُد َّ‬ ‫الس َح َ‬ ‫ار َوِفي ُك ٍّل الم َج ِج‪ .‬ا ْل ُم ْ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫اس إِلَى ا ْلبي ِائِم‪ٜ .‬أَرس َل ٍ‬ ‫ِ‬ ‫صر ِم َن َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ب ِفي‬ ‫الر ِ‬ ‫لِ ْم َمطَ ِر‪ .‬ا ْل ُم ْخ ِر ُج ٍّ‬ ‫يح ِم ْن َخ َزِائ ِن ِو‪ .‬الَِّذي َ‬ ‫آيات َو َع َجائ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ب أ َْب َك َار م ْ َ‬ ‫ٓٔ‬ ‫َع َّز ٔ​ٔ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وس ِط ِك يا ِمصر‪ ,‬عمَى ِفرعو َن وعمَى ُك ٍّل ع ِب ِ‬ ‫ون َممِ َك‬ ‫يح َ‬ ‫يد ِه‪ .‬الَِّذي َ‬ ‫اء س ُ‬ ‫ض َر َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ َ َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫يرةً‪َ ,‬وقَتَ َل ُممُو ًكا أ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُم ًما َكث َ‬ ‫ب أَ‬ ‫ٕٔ‬ ‫َم ِ‬ ‫ش ْع ِب ِو‪".‬‬ ‫يرثًا‪ِ ,‬م َا‬ ‫ض ُي ْم ِم َا‬ ‫َع َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يل َ‬ ‫وج َممِ َك َبا َ‬ ‫ان‪َ ,‬و ُك َّل َم َمالِ ِك َك ْن َع َ‬ ‫ش َ‬ ‫ورٍّي َ‬ ‫طى أ َْر َ‬ ‫ان‪َ .‬وأ ْ‬ ‫ين‪َ ,‬و ُع َ‬ ‫يرثًا ِإل ْ‬ ‫األ ُ‬ ‫نسبح الرب القادر عمى كؿ شئ‪ ،‬والمسيطر عمى كؿ شئ‪ .‬وىو يضرب أعداء شعبو ويخمصيـ‪ ،‬فيو المدافع عف‬

‫شعبو‪ .‬وىو الذي أسكف شعبو في أرضيـ في سبلـ‪.‬‬

‫ٖٔ‬ ‫ش ْع َب ُو‪,‬‬ ‫َّى ِر‪َ .‬يا َرب‪ِ ,‬ذ ْك ُر َك إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر‪ٔٗ .‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ين َ‬ ‫اس ُم َك إِلَى الد ْ‬ ‫ب َي ِد ُ‬ ‫اآليات (ٖٔ‪َ " - )ٕٔ-‬يا َرب‪ْ ,‬‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫٘ٔ‬ ‫وعمَى ع ِب ِ‬ ‫ب‪َ ,‬عم ُل أ َْي ِدي َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ُمِم ِف َّ‬ ‫َع ُي ٌن َوالَ‬ ‫يد ِه ُي ْ‬ ‫ش ِف ُ‬ ‫اس‪ .‬لَ َيا أَف َْواهٌ َوالَ تَتَ َكمَّ ُم‪ .‬لَ َيا أ ْ‬ ‫ض ٌة َوَذ َى ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ق‪ .‬أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ام األ َ‬ ‫َص َن ُ‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫ان والَ تَسمع‪َ .‬كذلِ َك لَ ْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫وىا‪َ ,‬و ُكل َم ْن َيتَّ ِك ُل َعمَ ْي َيا‪.‬‬ ‫ص ِان ُع َ‬ ‫س! ِم ْثمَ َيا َي ُك ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ون َ‬ ‫س في أَف َْواى َيا َنفَ ٌ‬ ‫َ‬ ‫تُْبص ُر‪ .‬لَ َيا آ َذ ٌ َ‬ ‫ٕٓ‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫ت الَ ِوي‪َ ,‬ب ِ‬ ‫ون‪َ ,‬ب ِ‬ ‫يل‪َ ,‬ب ِ‬ ‫ب‪,‬‬ ‫الر َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ب‪َ .‬يا َخ ِائ ِفي َّ‬ ‫ارُكوا َّ‬ ‫ارُكوا َّ‬ ‫ارُكوا َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ب‪َ .‬يا َب ْي َ‬ ‫ب‪َ .‬يا َب ْي َ‬ ‫َيا َب ْي َ‬ ‫ت َى ُار َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫ٕٔ‬ ‫اك ُن ِفي أُور َ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫الرب ِم ْن ِ‬ ‫َب ِ‬ ‫ويا‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫ص ْي َي ْو َن‪َّ ,‬‬ ‫ب‪ُ .‬م َب َار ٌك َّ‬ ‫ارُكوا َّ‬ ‫يم‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬ ‫ُ‬ ‫شم َ‬

‫آلية األمـ ىي ال شئ‪ ،‬أما إلينا فيو إلو قادر فميسبحو كؿ واحد‪.‬‬

‫‪398‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش والخالحون)‬

‫المزمور المئة والسادس والثبلثون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىو مزمور حمد تتكرر فيو عبارة ألن إلى األبد رحمتو (‪ )ٕٙ‬مرة‪ .‬بحسب عدد آياتو‪ .‬فكؿ آية تذكر سبباً لمحمد‬

‫ثـ نقوؿ المقطع المتكرر "ألف إلى األبد رحمتو" وىو مف مزامير التسبحة اليومية‪ .‬وتكرار ىذا المقطع يشير ألف‬ ‫اهلل يكرر لنا أعماؿ رحمتو لؤلبد‪ .‬ومف أعماؿ رحمتو التي يذكرىا المرنـ أف إلينا عظيـ (ٔ‪ )ٖ-‬وصالح‪ .‬وىو‬

‫خالؽ العالـ (ٗ‪ .)ٜ-‬وألنو مخمص إسرائيؿ (ٓٔ‪ .)ٕ​ٕ-‬وىو فادينا كمنا (ٖٕ‪ .)ٕٗ-‬وىو الميتـ بكؿ إنساف‪،‬‬ ‫المحسف لكؿ البشر (ٕ٘‪.)ٕٙ-‬‬

‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫َن إِلَى األ َ​َب ِد‬ ‫لو اآللِ َي ِة‪ ,‬أل َّ‬ ‫صالِ ٌح‪ ,‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِ " - )ٕٙ-‬ا ْح َم ُدوا َّ‬ ‫اح َم ُدوا إِ َ‬ ‫َن إِلَى األ َ​َب ِد َر ْح َمتَ ُو‪ْ .‬‬ ‫ب أل ََّن ُو َ‬ ‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫َن إِلَى األَب ِد ر ْحمتَ ُو‪ِ َّ ٗ .‬‬ ‫ب األ َْرَب ِ‬ ‫َن إِلَى األ َ​َب ِد َر ْح َمتَ ُو‪.‬‬ ‫ام َو ْح َدهُ‪ ,‬أل َّ‬ ‫اب‪ ,‬أل َّ‬ ‫اح َم ُدوا َر َّ‬ ‫ب ا ْل ِع َ‬ ‫َر ْحمتَ ُو‪ْ .‬‬ ‫الصان َع ا ْل َع َجائ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ظَ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ض عمَى ا ْل ِمي ِ‬ ‫‪ِ ٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫٘ َّ ِ‬ ‫الص ِان َع‬ ‫َن إِلَى األ َ​َب ِد َر ْح َمتَ ُو‪.‬‬ ‫اه‪ ,‬أل َّ‬ ‫ات ِبفَ ْيٍم‪ ,‬أل َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َن إِلَى األ َ​َبد َر ْح َمتَ ُو‪ .‬ا ْل َباسطَ األ َْر َ َ‬ ‫الصان َع َّ َ َ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَ ْنو ا ِ‬ ‫س لِ ُح ْكِم َّ‬ ‫َن إِلَى األ َ​َب ِد َر ْح َمتَ ُو‪َّ ٛ .‬‬ ‫الن َي ِ‬ ‫ب لِ ُح ْكِم المَّْي ِل‪,‬‬ ‫ار‪ ,‬أل َّ‬ ‫يم ًة‪ ,‬أل َّ‬ ‫َن إِلَى األ َ​َبد َر ْح َمتَ ُو‪ .‬ا ْلقَ َم َر َوا ْل َك َواك َ‬ ‫الش ْم َ‬ ‫ًَ‬ ‫ار َعظ َ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ٓٔ‬ ‫َخرج إِسرِائ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ارَىا‪ ,‬أل َّ ِ‬ ‫ص َر َم َع أ َْب َك ِ‬ ‫س ِط ِي ْم‪,‬‬ ‫أل َّ‬ ‫َن إِلَى األ َ​َبد َر ْح َمتَ ُو‪ .‬الَّذي َ َ َ‬ ‫بم ْ‬ ‫يل م ْن َو َ‬ ‫َن إلَى األ َ​َبد َر ْح َمتَ ُو‪َ .‬وأ ْ َ َ ْ َ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ق ب ْحر س ٍ‬ ‫شقَق‪,‬‬ ‫ود ٍة‪ ,‬أل َّ‬ ‫أل َّ‬ ‫يد ٍة َوِذ َر ٍ‬ ‫وف إِلَى ُ‬ ‫َن إِلَى األ َ​َب ِد َر ْح َمتَ ُو‪ .‬الَِّذي َ‬ ‫َن إِلَى األ َ​َب ِد َر ْح َمتَ ُو‪ِ .‬ب َي ٍد َ‬ ‫اع َم ْم ُد َ‬ ‫ش ِد َ‬ ‫ش َّ َ َ ُ‬ ‫َن إِلَى األَب ِد ر ْحمتَ ُو‪ٔٗ .‬وعبَّر إِ ِ ِ‬ ‫َن إِلَى األ َ​َب ِد َر ْح َمتَ ُو‪َ ٔ٘ .‬وَدفَ َع ِف ْر َع ْو َن َوقَُّوتَ ُو ِفي َب ْح ِر‬ ‫س ِط ِو‪ ,‬أل َّ‬ ‫أل َّ‬ ‫َ​َ​َ ْ‬ ‫س َرائي َل في َو َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫شع ِب ِو ِفي ا ْلبٍّري ِ‬ ‫‪ِ ٔٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫س ٍ‬ ‫ب ُممُو ًكا‬ ‫َّة‪ ,‬أل َّ‬ ‫وف‪ ,‬أل َّ‬ ‫َن إِلَى األ َ​َب ِد َر ْح َمتَ ُو‪ .‬الَِّذي َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫َ‬ ‫س َار ِب َ ْ‬ ‫َن إِلَى األ َ​َبد َر ْح َمتَ ُو‪ .‬الَّذي َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫َن إِلَى األَب ِد ر ْحمتَ ُو‪ِ .‬سيح َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َم ِ‬ ‫َن إِلَى‬ ‫ين‪ ,‬أل َّ‬ ‫اء‪ ,‬أل َّ‬ ‫ورٍّي َ‬ ‫ُ‬ ‫اء‪ ,‬ألَ َّن إِلَى األ َ​َبد َر ْح َمتَ ُو‪َ .‬وقَتَ َل ُممُو ًكا أَع َّز َ‬ ‫ُعظَ َم َ‬ ‫ون َمم َك األ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ٕٓ‬ ‫ِ‬ ‫َن إِلَى األ َ​َب ِد َر ْح َمتَ ُو‪.‬‬ ‫يرثًا‪ ,‬أل َّ‬ ‫ض ُي ْم ِم َا‬ ‫ان‪ ,‬أل َّ‬ ‫وج َممِ َك َبا َ‬ ‫ش َ‬ ‫َعطَى أ َْر َ‬ ‫َن إِلَى األ َ​َب ِد َر ْح َمتَ ُو‪َ .‬وأ ْ‬ ‫األ َ​َبد َر ْح َمتَ ُو‪َ .‬و ُع َ‬ ‫َن إِلَى األ َ​َب ِد َر ْح َمتَ ُو‪َ ٕٗ .‬وَنجَّا َنا ِم ْن‬ ‫َن إِلَى األ َ​َب ِد َر ْح َمتَ ُو‪ٕٖ .‬الَِّذي ِفي َم َذلَِّت َنا َذ َك َرَنا‪ ,‬أل َّ‬ ‫يل َع ْب ِد ِه‪ ,‬أل َّ‬ ‫ٕ​ٕ ِم َا‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يرثًا ِإل ْ‬ ‫‪ٕٙ‬‬ ‫ٕ٘‬ ‫السماو ِ‬ ‫ات‪,‬‬ ‫ش ٍر‪ ,‬أل َّ‬ ‫َع َد ِائ َنا‪ ,‬أل َّ‬ ‫َن إِلَى األ َ​َب ِد َر ْح َمتَ ُو‪ .‬الَِّذي ُي ْع ِطي ُخ ْب ًاز لِ ُك ٍّل َب َ‬ ‫اح َم ُدوا إِ َ‬ ‫َن إِلَى األ َ​َب ِد َر ْح َمتَ ُو‪ْ .‬‬ ‫أْ‬ ‫لو َّ َ َ‬ ‫َن إِلَى األ َ​َب ِد َر ْح َمتَ ُو‪".‬‬ ‫أل َّ‬

‫‪399‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع والخالحون)‬

‫المزمور المئة والسابع والثبلثون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والسابع والثبلثون(المئة والسادس والثبلثون في األجبية)‬ ‫ىذا المزمور كتب في بابؿ أثناء فترة السبي‪ ،‬والشعب في ذؿ‪ ،‬والبابمييف ييزأوف بيـ في صمؼ وكبرياء السادة‬ ‫الذيف يذلوف عبيدىـ‪ .‬وربما قيؿ ىذا المزمور بعد سقوط بابؿ بيد كورش‪ ،‬ألف المرنـ ىنا يقوؿ يا بنت بابؿ‬

‫المخربة (آية ‪ ،)ٛ‬أو ربما دعاىا كذلؾ بسبب خطاياىا ونجاساتيا‪ ،‬فتوقع خرابيا كما خربت أورشميـ بسبب‬ ‫خطاياىا والسبعينية تنسب ىذا المزمور ألرمياء‪.‬‬

‫وىذا المزمور يعبر عف حاؿ كؿ خاطئ مستعبد لخطيتو‪ ،‬فيو غير قادر عمى التسبيح طالما ىو مستعبد‪ .‬ومف‬

‫تحرر مف خطيتو يسبح‪ ،‬فالشعب حيف خرجوا مف عبودية فرعوف‪ ،‬كاف أوؿ ما عمموه ىو أنيـ سبحوا (خروج‬

‫٘ٔ)‪ .‬ويعبر ىذا أيضاً عف أننا في السماء سيكوف فرحنا فرحاً حقيقياً كامبلً‪ ،‬حيف نخرج مف ىذا العالـ ونخمع‬ ‫ىذا الجسد‪ .‬لذلؾ نجد في السماء الػٓ​ٓ​ٓٗ​ٗٔ (الذيف خمصوا مف العيد القديـ والعيد الجديد) يرنموف‬

‫(رؤٗٔ‪ .)٘-ٔ2‬ولذلؾ في ترنيمنا ليذا المزمور نذكر كؿ إخوتنا الذيف مازالوا مستعبديف لمخطية ونطمب ألجميـ‬ ‫أف يتحرروا‪ .‬ونذكر أنفسنا وأننا مازلنا في أالـ ىذا العالـ معرضيف لتجارب وخداعات إبميس ومعرضيف‬

‫إلضطياد أتباعو ونشتاؽ لمجيء المسيح الثاني لنسبح لؤلبد‪.‬‬

‫لذلؾ نرنـ ىذا المزمور في صبلة النوـ لمتعبير عف أننا نشتاؽ لمسماء بعد نياية عمرنا‪ .‬قمة الحياة الروحية‬

‫ظيرت في المزمور السابؽ‪ ،‬وىو اإلمتبلء مف الروح والتسبيح‪ .‬وىنا العكس تماماً فمف ىو مازاؿ في عبودية‬

‫الخطية نجده عاج اًز عف التسبيح‪.‬‬

‫ضا ِع ْن َدما تَ َذ َّكرَنا ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪َ ٔ" -‬عمَى أَ ْن َي ِ‬ ‫ص ْي َي ْو َن‪".‬‬ ‫ار َبا ِب َل ُى َن َ‬ ‫س َنا‪َ ,‬ب َك ْي َنا أ َْي ً‬ ‫اك َجمَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ناح الييود المسبييف عند أنيار دجمة والفرات في بابؿ‪ .‬وأنيار بابؿ ترمز ألمور ىذا العالـ إذا شغمتنا عف اهلل‪،‬‬ ‫فننجرؼ لمفتور ثـ لمخطية وبالتالي العبودية‪ .‬وكؿ مؤمف حقيقي حيف يذكر إخوتو الذيف مازالوا في ىذه العبودية‬

‫يبكي مصمياً ليعودوا لمكنيسة (أورشميـ)‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫الص ْف ِ ِ‬ ‫اد َنا‪".‬‬ ‫َع َو َ‬ ‫س ِط َيا َعمَّ ْق َنا أ ْ‬ ‫صاف في َو َ‬ ‫آية (ٕ) ‪َ " -‬عمَى َّ َ‬ ‫الص ْفص ِ‬ ‫اف = شجرة تنبت عمى مجاري المياه وىي شجرة عديمة الثمر‪ ،‬شأف كؿ مف ينغمس في ممذات العالـ‬ ‫َّ َ‬ ‫(أنيار بابؿ)‪ .‬وىناؾ عمقوا قيثاراتيـ (أعواد بحسب النص العبري) والعود أو القيثارة ىي لعزؼ أنغاـ الفرح‪،‬‬

‫وكيؼ يفرحوف وىـ مستعبديف‪ .‬ويذكر أنيـ لـ يكسروا أعوادىـ كرمز لميأس‪ ،‬بؿ عمقوىا عمى رجاء استخداميا في‬

‫المستقبؿ حيف يعودوف إلى أورشميـ‪ ،‬حيث الثمار واألرض التي تفيض لبناً وعسبلً‪.‬‬

‫‪400‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع والخالحون)‬

‫ممحوظة‪ 2‬بابؿ في الكتاب المقدس ترمز لمممكة الشر مف بداية الكتاب المقدس حتى نيايتو ففييا تمرد الناس‬

‫عمى اهلل فبمبؿ ألسنتيـ (تؾٔ​ٔ‪ .)ٜ2‬ومنيا خرج نمرود الذي تجبر أماـ اهلل (تؾٓٔ‪ .)ٜ2ٔٓ،‬وىي الزانية العظيمة‬

‫في (رؤ‪.)ٙ-ٔ2ٔٚ‬‬ ‫ٖ‬ ‫ين «رٍّنموا لَ َنا ِم ْن تَرِنيم ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ين سبوَنا َكبلَم تَرِن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ات‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬أل ََّن ُو ُى َن َ‬ ‫سأَلَ َنا الَّذ َ َ َ ْ‬ ‫يمة‪َ ,‬و ُم َعذ ُبوَنا َ‬ ‫اك َ‬ ‫ْ َ‬ ‫سأَلُوَنا فَ َر ًحا قَائم َ َ ُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْي َي ْو َن»‪".‬‬

‫حيف رأوىـ البابمييف عمى األنيار سألوىـ في سخرية أف يغنوا ليـ أغنية عمى أعوادىـ‪ ،‬وىؿ يمكف أف يشيد أحد‬

‫نتصور أف خاطئ في وسط مجمس مستيزئيف يستطيع او يقدر اف‬ ‫هلل أو يسبحو وىو في أرض عبوديتو؟! ىؿ‬ ‫َّ‬ ‫يفتح فمو بالشيادة هلل أو تسبيح اهلل؟!‬

‫ٗ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِفي أ َْر ٍ‬ ‫يب ٍة؟"‬ ‫الر ٍّ‬ ‫يم َة َّ‬ ‫آية (ٗ) ‪َ " -‬ك ْي َ‬ ‫ض َغ ِر َ‬ ‫ف ُن َرٍّن ُم تَْرن َ‬ ‫ىـ رفضوا إذ تذكروا أف ىذه الترانيـ كانوا ينشدونيا وىـ في الييكؿ في قداسة فيؿ تستخدـ اآلف لتسمية البابمييف‪،‬‬

‫في ىذا إىانة لتمؾ التسابيح "ال تعطوا القدس لمكبلب"‪ .‬وبنفس المفيوـ نجد اف المستعبد لمخطية ىو في ارض‬

‫غريبة عف مكاف اوالد اهلل ‪ ،‬فبل يقدر اف يسبح ‪.‬‬

‫صْ ِ‬ ‫يني! ‪ٙ‬لِي ْمتَ ِ‬ ‫شمِيم‪ ,‬تَْنسى ي ِم ِ‬ ‫ِ٘ ِ ِ‬ ‫ٍّل‬ ‫س ِاني ِب َح َن ِكي إِ ْن لَ ْم أَ ْذ ُك ْرِك‪ ,‬إِ ْن لَ ْم أُفَض ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫قلَ‬ ‫اآليات (٘‪ " - )ٙ-‬إ ْن َنسيتُك َيا أ ُ‬ ‫ُور َ ُ‬ ‫أُور َ ِ‬ ‫ظِم فَ َر ِحي!"‬ ‫َع َ‬ ‫يم َعمَى أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫شم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ساني ِب َح َنكي‬ ‫سى َيميني = أي ُيشؿ ذراعي وتنتيي قوتي‪ .‬لو أنساني العالـ بأنياره ولذاتو أورشميـ‪ِ .‬وَي ْمتَص ْ‬ ‫قلَ‬ ‫تَ ْن َ‬ ‫= ليخرس لساني إف مدحت غيرؾ يا أورشميـ‪ .‬وىكذا ينبغي أف يكوف والؤنا لكنيستنا واشتياقنا لوطننا السمائي‪،‬‬ ‫فبل نفضؿ أي شئ عمييما‪ .‬وىكذا ينبغي أف ننظر لخبلص نفوسنا أف لو األولوية عمى أي شئ‪.‬‬

‫اآليات (‪ٚ" - )ٜ-ٚ‬اُ ْذ ُك ْر‬ ‫وبى لِ َم ْن‬ ‫َبا ِب َل ا ْل ُم ْخ َرَب َة‪ ,‬طُ َ‬

‫‪ٛ‬‬ ‫ين « ُىدوا‪ُ ,‬ىدوا حتَّى إِلَى أَس ِ‬ ‫يا رب لِب ِني أ َُدوم يوم أُور َ ِ‬ ‫ت‬ ‫اس َيا»‪َ .‬يا ِب ْن َ‬ ‫يم‪ ,‬ا ْلقَ ِائمِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ ُ‬ ‫شم َ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ِ‬ ‫يك ج َز ِ ِ‬ ‫يج ِ ِ‬ ‫الص ْخ َرةَ!"‬ ‫ب ِب ِي ُم َّ‬ ‫وبى لِ َم ْن ُي ْم ِس ُك أَ ْطفَالَ ِك َوَي ْ‬ ‫ض ِر ُ‬ ‫اءك الَّذي َج َازْيت َنا! طُ َ‬ ‫َُ‬ ‫از َ َ‬

‫بابؿ استعبدت ييوذا‪ ،‬شعب الرب وسبتيـ إلى ىناؾ‪ ،‬أما أدوـ فقد كاف ليا موقفاً شامتاً لكؿ اآلالـ التي وقعت‬

‫لمشعب‪ ،‬حقاً كاف اهلل يؤدب شعبو بعصا تأديب ىي بابؿ‪ ،‬لكف اهلل ال يحب شماتة أحد في الشرور التي تصيب‬

‫أوالده‪ .‬بؿ إف أدوـ كاف ليا موقفاً معادياً باألكثر فقد كانوا ينتظروف الياربيف مف ييوذا أثناء ضرب البابمييف ليـ‬

‫ويمسكونيـ ويقتمونيـ ىـ أو يبيعونيـ عبيداً (نبوة عوبديا) وأدوـ لو عداوة تقميدية بينو وبيف يعقوب مف البطف‪.‬‬

‫فأدوـ ىو عيسو‪.‬‬

‫ومف ىنا نفيـ أف بابؿ تمثؿ إبميس الذي يسقطنا في الخطية فنسقط‪ ،‬واذا سقطنا يؤدبنا اهلل‪ ،‬ونفيـ أف أدوـ ىي‬

‫الشياطيف التي تشمت في بميتنا‪ .‬وكممة أدوـ تعني أحمر‪ ،‬والشيطاف كاف قتاالً لمناس منذ البدء (يو‪.)ٗ​ٗ2ٛ‬‬

‫‪401‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع والخالحون)‬

‫وفي (‪ ) ٚ‬يذكر المرنـ أف أدوـ يوـ كانت بابؿ تمزؽ أورشميـ ‪،‬أف أدوـ ىذه كانت تشجع في شماتة البابمييف عمى‬

‫أفعاليـ‪ ،‬بؿ كانوا يطمبوف ىدـ أورشميـ حتى األساس‪ .‬وىنا المرتؿ يطمب اإلنتقاـ مف أدوـ عمى ما فعمتو‪ ،‬فشريعة‬

‫العيد القديـ عيف بعيف وسف بسف وأما في العيد الجديد فنفيـ ىذا عف إبميس عدونا الذي يريد ىبلكنا‪ .‬والمرتؿ‬ ‫يسمى أدوـ ىنا بنت بابؿ ألنيا شابيت بابؿ في تخريبيا وشرىا‪ .‬وفي (‪ )ٜ‬يشير لحادثتيف سابقتيف‪ ،‬قتؿ فييما‬

‫المموؾ المنتصروف شباف أدوـ وأبطاليا بأف يمقييـ المموؾ مف فوؽ الصخور العالية فينزلوف ميشميف‬

‫(ٔأي‪ ) ٕٔ2ٔٛ‬ويقوؿ المفسروف أف أبيشاي قائد الجيش كاف يسوؽ بني أدوـ إلى صخرة عالية في وادي الممح‪،‬‬ ‫ومف ىناؾ يطرحيـ إلى أسفؿ‪ .‬وىناؾ حادثة أخرى أياـ أمصيا الممؾ‪ ،‬إذ ذىب إلى وادي الممح وضرب مف أدوـ‬

‫ٓ​ٓ​ٓ‪ ،ٔٓ.‬وسبا ٓ​ٓ​ٓ‪ٔٓ.‬‬ ‫وبى لِ َم ْن ُي ْم ِس ُك‬ ‫الروحي لطُ َ‬ ‫(ٔكوٓٔ‪ .)ٗ2‬فطوبى لمف‬

‫وأتى بيـ إلى رأس سالع وطرحيـ مف عمييا فتكسروا (ٕأئٕ‪ )ٔ​ٔ2ٕ٘،‬والمعنى‬ ‫الص ْخ َرةَ = ممكف أف نفيمو إذ فيمنا أف الصخرة ىي المسيح‬ ‫ب ِب ِي ُم َّ‬ ‫أَ ْطفَالَ ِك َوَي ْ‬ ‫ض ِر ُ‬ ‫يضرب بنات بابؿ (الزانية العظيمة) وىف الخطايا والشيوات(*) في ىذه الصخرة‬

‫األبدية (رؤ‪ .) ٘2ٔٚ‬طوبى لمف يدفف شيواتو أي أطفاؿ بابؿ تحت الصخرة الثابتة أي يسوع المسيح‪ ،‬وذلؾ‬ ‫بالتوبة الدائمة واالعتراؼ والتناوؿ‪ .‬وحيف تدفف النفس ىذه البنات سيكوف ليا بنوف صالحيف ىـ الفضائؿ‬

‫المكتسبة‪ .‬ومف لو ىؤالء األوالد (الفضائؿ) ال يخزى إذا كمّـ أعداءه في األبواب)‪.‬‬ ‫وقد تكوف بنات بابؿ ىي الخطايا الصغيرة = الثعالب الصغيرة (نش ٕ ‪.)ٔ٘ 2‬‬

‫‪402‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه والخالحون)‬

‫المزمور المئة والثامن والثبلثون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والثامن والثبلثون(المئة والسابع والثبلثون في األجبية)‬ ‫داود شعر بعمؿ اهلل معو خبلؿ حياتو إذ اختاره ولداً صغي اًر وراعياً فقي اًر لؤلغناـ وأجمسو عمى كرسي مممكة‬ ‫إسرائيؿ ونصره عمى كؿ أعدائو‪ ،‬وربما رتؿ داود ىذا المزمور في أواخر حياتو إذ كاف يتأمؿ في عطايا اهلل معو‬

‫خبلؿ رحمة عمره‪ ،‬فمـ يجد ما يقولو سوى كممات الحمد والشكر‪ .‬وعبر ىنا عف اشتياقو الدائـ لمسجود واالعتراؼ‬ ‫هلل في ىيكؿ قدسو‪.‬‬

‫وما أجمؿ أف نصمي ىذا المزمور في صبلة النوـ‪ ،‬إذ نتأمؿ في عطايا اهلل وأحساناتو عمينا طوؿ اليوـ بؿ فيما‬

‫مضى مف عمرنا ونحمده ونشكره‪ ،‬مشتاقيف أف يخرج عمينا الصبح بنوره لنذىب إلى بيت اهلل ونسجد أماـ‬

‫المبلئكة‪ ،‬عربوناً لذلؾ اليوـ الذي سيأتي فيو المسيح عمى السحاب ليأخذنا إلى السماء مع المبلئكة‪ ،‬وىناؾ‬ ‫نعترؼ لو ونسبحو لؤلبد في صحبة المبلئكة‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫َح َم ُد َك ِم ْن ُك ٍّل َق ْم ِ‬ ‫َّام اآللِ َي ِة أ َُرٍّن ُم لَ َك‪".‬‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ي‪.‬‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫آية (ٔ) ‪" -‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّام اآللِ َي ِة أ َُرٍّن ُم لَ َك = ىذه يمكف فيميا أنني أعترؼ لؾ يا‬ ‫أْ‬ ‫َح َم ُد َك م ْن ُك ٍّل َق ْمبي = نرى ىنا أىمية حياة الشكر‪ .‬قُد َ‬ ‫رب قداـ كؿ الشعوب الوثنية بآليتيا‪ ،‬ولف أخشى أف أعترؼ لؾ أماميـ‪ ،‬بؿ سأفتخر بؾ أماميـ‪ .‬وقد تفيـ اآللية‬

‫أنيا تشير لمقضاة والمموؾ والرؤساء ولكف الترجمة السبعينية ترجمتيا المبلئكة‪ .‬بمعنى االشتراؾ مع المبلئكة في‬ ‫تسبيح اهلل وعبادتو‪ .‬ونحف نعترؼ لو ونسجد لو وىـ يروننا فيفرحوف بعبادتنا وشركتنا معيـ في عبادة اهلل‬

‫وتسبيحو فيـ يعرفوف اهلل ويحبونو ويفرحوف بمف يحب اهلل مثميـ‪ .‬والكنيسة تسمى بيت المبلئكة‪ ،‬فنحف نصمي في‬ ‫الكنيسة والمبلئكة حولنا‪ ،‬ىي شركة السمائييف مع األرضييف‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫ت َكِم َمتَ َك َعمَى ُك ٍّل‬ ‫اس َم َك َعمَى َر ْح َم ِت َك َو َحقٍّ َك‪ ,‬أل ََّن َك قَ ْد َعظَّ ْم َ‬ ‫َس ُج ُد ِفي َى ْي َك ِل قُ ْد ِس َك‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫َح َم ُد ْ‬ ‫آية (ٕ) ‪ " -‬أ ْ‬ ‫اس ِم َك‪".‬‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َس ُج ُد ِفي َى ْي َك ِل قُ ْد ِس َك = أنا‬ ‫أْ‬ ‫اس َم َك َعمَى َر ْح َمت َك = أنا مستحؽ كؿ عقوبة‪ ،‬ولكنؾ رحمتني ولذلؾ أشكرؾ‪ .‬أ ْ‬ ‫َح َم ُد ْ‬

‫َح َم ُدك‬ ‫مستحؽ أف ال تقبمني في بيتؾ‪ ،‬ولكنؾ بمراحمؾ سمحت لي أف أدخؿ وأسجد أنا الغير المستحؽ لذلؾ أ ْ‬ ‫َعمَى َر ْح َم ِت َك َو َحقٍّ َك = قد يقصد بالحؽ أف اهلل نصره عمى أعدائو فأظير الحؽ‪ .‬ولكننا نرى الرحمة والحؽ قد‬ ‫ظي ار عمى الصميب‪ .‬عظَّم َ ِ‬ ‫اس ِم َك = االسـ يشير لمشخص بصفاتو وامكانياتو‪ ،‬واهلل أعمف لنا‬ ‫ت َكم َمتَ َك َعمَى ُك ٍّل ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫عف نفسو بأشياء متعددة‪ ،‬مثبلً بالخميقة‪ ،‬وبتدبيراتو‪ ،‬ثـ بكممتو وناموسو‪ .‬وداود يرى أف كممة اهلل وناموسو‬

‫وشريعتو أعظـ مف كؿ ما استخدمو اهلل سابقاً في اإلعبلف عف نفسو‪ .‬واذا فيمنا أف كممة اهلل ىو المسيح‪ ،‬فيذه‬

‫نبوة عف المسيح الذي عظمو اآلب‪ ،‬وأعطاه اسماً فوؽ كؿ اسـ (فيٕ‪ .)ٜ2‬فمقد صار المسيح بعممو الفدائي ىو‬ ‫‪403‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه والخالحون)‬

‫أعظـ ما عرفناه مف اهلل في كؿ أعماؿ عنايتو السابقة ومراحمو السابقة‪ .‬فميس حب أعظـ مف ىذا الذي صنعو‬

‫المسيح عمى الصميب‪ .‬والسبعينية ترجمت ىذه اآلية عظمت اسمؾ عمى الكؿ‪.‬‬

‫ِٖ‬ ‫َّعتَِني قُ َّوةً ِفي َن ْف ِسي‪".‬‬ ‫َج ْبتَِني‪َ .‬‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬في َي ْوَم َد َع ْوتُ َك أ َ‬ ‫شج ْ‬ ‫داود يذكر هلل أف اهلل استجاب لو في كؿ مرة دعاه‪ ،‬بؿ أعطاه قوة خاصة تشجعو داخؿ نفسو‪.‬‬ ‫٘‬ ‫ض‪ ,‬إِ َذا س ِمعوا َكمِم ِ‬ ‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )٘-‬ي ْحم ُد َك يا رب ُكل ممُ ِ‬ ‫وك األ َْر ِ‬ ‫ون ِفي طُ​ُر ِ‬ ‫َن‬ ‫ب‪ ,‬أل َّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ق َّ‬ ‫ات فَ ِم َك‪َ .‬وُي َرٍّن ُم َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الر ٍّ ِ‬ ‫يم‪".‬‬ ‫َم ْج َد َّ‬ ‫ب َعظ ٌ‬

‫نبوة عف إيماف مموؾ األمـ الوثنية‪.‬‬

‫َما ا ْلمتَ َك ٍّبر فَيع ِرفُ ُو ِم ْن ب ِع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يد‪".‬‬ ‫آية (‪ٙ" - )ٙ‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫َ‬ ‫ب َعال َوَي َرى ا ْل ُمتَ​َواض َع‪ ,‬أ َّ ُ ُ َ ْ‬ ‫َما ا ْلمتَ َك ٍّبر فَيع ِرفُ ُو ِم ْن ب ِع ٍ‬ ‫يد = أي ال يسانده وال يعضده‪.‬‬ ‫َ‬ ‫(مزٖٗ‪ + ٔٛ2‬أش‪ .)ٔ٘2٘ٚ‬أ َّ ُ ُ َ ْ‬ ‫ض ِب أ ْ ِ‬ ‫اآليات (‪ٚ" - )ٛ-ٚ‬إِ ْن سمَ ْك ُ ِ‬ ‫الض ْي ِ‬ ‫ص ِني َي ِمي ُن َك‪.‬‬ ‫س ِط ٍّ‬ ‫ق تُ ْح ِي ِني‪َ .‬عمَى َغ َ‬ ‫َع َدائي تَ ُمد َي َد َك‪َ ,‬وتُ َخمٍّ ُ‬ ‫ت في َو َ‬ ‫َ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َي َد ْي َك الَ تَتَ َخ َّل‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الرب ُي َحامي َع ٍّني‪َ .‬يا َرب‪َ ,‬ر ْح َمتُ َك إلَى األ َ​َبد‪َ .‬ع ْن أ ْ َ‬

‫‪404‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع والخالحون)‬

‫المزمور المئة والتاسع والثبلثون‬

‫عودة لمجدول‬

‫داود ىنا يحدثنا مرنماً عف اهلل البلمتناىي في المعرفة‪ ،‬الذي ال يحده زماف وال مكاف‪ .‬فيو موجود في كؿ زماف‪،‬‬

‫موجود ف ي كؿ مكاف‪ ،‬يعرؼ كؿ شئ‪ ،‬ىو الذي خمقني‪ ،‬فيو يعرؼ أعماقي‪ .‬كؿ شئ مكشوؼ أمامو‪ .‬داود أماـ‬

‫اكتشافو ىذا يقؼ مبيو اًر (‪ )ٔٛ،ٔٚ‬ويجد نفسو غير مستطيع أف يحصي أعماؿ اهلل العجيبة واحساناتو التي ال‬ ‫نياية ليا‪ .‬وفي دىشة بجماؿ وجبلؿ اهلل يتعجب مف الذيف ال يخضعوف لو بؿ يتمردوف عميو‪ ،‬فيتكمـ عنيـ‬

‫باحتقار شاع اًر أنو ال يستطيع أف يتعامؿ مع ىؤالء‪ .‬وينطؽ بروح النبوة بحكـ عمييـ‪ ،‬فالموت ينتظر مثؿ ىؤالء‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫ت ِف ْك ِري ِم ْن ب ِع ٍ‬ ‫وسي وِقي ِ‬ ‫ْت جمُ ِ‬ ‫يد‪.‬‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٖ-‬يا َرب‪ ,‬قَِد ْ‬ ‫امي‪ .‬فَ ِي ْم َ‬ ‫اختَ​َب ْرتَِني َو َع َرفْتَِني‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ت َع َرف َ ُ‬ ‫ٖمسمَ ِكي ومرب ِ‬ ‫ْت‪".‬‬ ‫ت‪َ ,‬و ُك َّل طُ​ُرِقي َع َرف َ‬ ‫ضي َذ َّرْي َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ت ِف ْك ِري ِم ْن ب ِع ٍ‬ ‫يد = معرفة اهلل‬ ‫اهلل فاحص القموب والكمى كؿ شئ مكشوؼ أمامو‪ ،‬حتى أعماؽ فكر اإلنساف فَ ِي ْم َ‬ ‫َ‬ ‫ليست كالبشر مبنية عمى االختبار والمعاشرة‪ .‬وألف اهلل يعرؼ كؿ شئ فيو سيديف بالعدؿ‪ .‬واهلل يعرؼ كؿ‬ ‫وسي وِقي ِ‬ ‫ْت جمُ ِ‬ ‫امي بؿ تعرؼ ما أنوي فعمو قبؿ أف أقوـ وأعممو‪ ،‬فأنت تعرؼ فكري مف‬ ‫َ َ‬ ‫حركاتنا وسكناتنا = َع َرف َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫سمَ ِكي = أنت تعرؼ تماماً وتحيط بكؿ شئ ميما كاف صغي اًر في مسمكي وفي مكاف‬ ‫بعيد‪َ .‬ذ َّرْي َ‬ ‫ت َم ْرَبضي و َم ْ‬

‫نومي‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ٘‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اص ْرتَِني‪,‬‬ ‫س ِاني‪ ,‬إِالَّ َوأَ ْن َ‬ ‫ت َيا َرب َع َرفْتَ َيا ُكمَّ َيا‪ .‬م ْن َخ ْمف َو ِم ْن قُدَّام َح َ‬ ‫س َكم َم ٌة في ل َ‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )ٙ-‬أل ََّن ُو لَ ْي َ‬ ‫ىذ ِه ا ْلمع ِرفَ ُة‪ ,‬فَوِقي ارتَفَع ْت‪ ,‬الَ أ ِ‬ ‫ت عمَ َّي ي َد َك‪ٙ .‬ع ِجيب ٌة ِ‬ ‫يع َيا‪".‬‬ ‫َ َ‬ ‫َو َج َع ْم َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َستَط ُ‬ ‫ْ َ‬

‫معرفة اهلل كأف اهلل يحاصر اإلنساف مف كؿ جية‪ ،‬ويعرؼ عنو كؿ شئ‪ ،‬وكؿ كممة ومعرفة اهلل ىذه عجيبة‪ ،‬ال‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ف و ِم ْن قُد ٍ‬ ‫َّام = إف ذىبت لموراء أو تقدمت لؤلماـ فأنت ىناؾ‬ ‫يستطيع إنساف أف يدركيا= فَ ْوِقي ْارتَفَ َع ْت‪ .‬م ْن َخ ْم َ‬ ‫ت َي َد َك َعمَ َّي = لتمنعني مف قرار خاطئ يضرني‪،‬‬ ‫عمى بؿ ويدؾ‬ ‫تعرؼ كؿ إتجاىاتي‪ ،‬عينؾ‬ ‫عمى= َج َع ْم َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ولتؤدبني إف تعوجت‪.‬‬

‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫ْىب ِم ْن ر ِ‬ ‫اك‪َ ,‬وِا ْن‬ ‫ت ُى َن َ‬ ‫وح َك؟ َو ِم ْن َو ْج ِي َك أ َْي َن أ ْ‬ ‫ات فَأَ ْن َ‬ ‫ص ِع ْد ُ‬ ‫َى ُر ُ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٛ-ٚ‬أ َْي َن أَذ َ ُ‬ ‫ت إِلَى َّ َ َ‬ ‫ب؟ إِ ْن َ‬ ‫ُ‬ ‫ت ِفي ا ْل َي ِ‬ ‫ت‪".‬‬ ‫فَ َر ْ‬ ‫اوَي ِة فَ َيا أَ ْن َ‬ ‫شُ‬ ‫اهلل موجود في كؿ مكاف وبالتالي فيو يعرؼ كؿ شئ‪ ،‬ال يخفي عنو شئ‪ .‬وفي آية (‪ )ٚ‬نرى الثالوث‪ .‬ر ِ‬ ‫وح َك =‬ ‫ُ‬ ‫ىو الروح القدس‪َ .‬و ْج ِي َك = المسيح بياء مجد اهلل ورسـ جوىره‪ .‬وألف اهلل غير محدود فيو موجود في السماء‪ ،‬بؿ‬ ‫ت ِفي ا ْل َي ِ‬ ‫اوَي ِة = رقدت في الياوية‪ .‬فيي إشارة لنوـ القبر األبدي وكانوا يذىبوف‬ ‫وموجود في الياوية‪ .‬فَ​َر ْ‬ ‫شُ‬

‫لمياوية‪ .‬فإف قمنا أنو ال يوجد في الياوية (الجحيـ مكاف الموتي) فيو محدود‪ .‬ىو في السماء حيث عرش مجده‪،‬‬

‫‪405‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع والخالحون)‬

‫حيث األفراح الدائمة والمجد المستعمف‪ .‬وىو في الياوية حيث قداسة اهلل وعدلو قد استعمنا في دينونة األشرار‪ .‬إِ ْن‬ ‫الس َماء = ىذا فعمو المرنـ عقمياً وليس جسدياً‪ ،‬فيو فكر في السماء وكيؼ أف اهلل ىناؾ مسبح مف‬ ‫ت إِلَى َّ‬ ‫ص ِع ْد ُ‬ ‫َ‬ ‫المبلئكة‪ .‬ولعمو اشتياؽ المرنـ لذلؾ‪ .‬ولكنو بروح النبوة رأي نصيب المؤمنيف بعد فداء المسيح ونصيبنا السماوي‪.‬‬

‫ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ضا تَي ِد ِ‬ ‫ت ِفي أَقَ ِ‬ ‫يني َي ُد َك‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٓ-ٜ‬إِ ْن أ َ‬ ‫اصي ا ْل َب ْح ِر‪ ,‬فَ ُي َن َ‬ ‫س َك ْن ُ‬ ‫َخذ ُ‬ ‫ْت َج َن َ‬ ‫اك أ َْي ً ْ‬ ‫اح ِي الص ْب ِح‪َ ,‬و َ‬ ‫َوتُ ْم ِس ُك ِني َي ِمي ُن َك‪"..‬‬

‫اح ِي الص ْب ِح (المذاف يفرشاف نور الصبح عمى كؿ األرض) إلى أقاصي‬ ‫إف توجيت وبأقصى سرعة عمى َج َن َ‬ ‫األرض‪ ،‬فمف أىرب منؾ‪ .‬بؿ سأجدؾ ىناؾ راعياً لي تمسؾ بيدي لتردني‪ .‬ونبلحظ في قولو السماء واألرض أي‬

‫الياوية العميقة (‪ ) ٛ،ٚ‬أنو نظر لمبعد الرأسي‪ .‬وبقولو ىنا أقاصي األرض فيو نظر لمبعد الطولي‪ .‬والمسيح جمع‬

‫بصميبو (خشبة طولية وخشبة عرضية) الكؿ سمائييف وأرضييف‪ .‬جعؿ الكؿ واحداً‪ .‬لقد حدث ىذا مع يوناف‪ ،‬فيو‬

‫ظف أنو ىرب مف اهلل‪ ،‬ولكف اهلل رده بيمينو وىداه‪.‬‬

‫ٕٔ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ت «إِ َّنما الظ ْمم ُة تَ ْغ َ ِ‬ ‫ضا الَ تُ ْظمِ ُم لَ َد ْي َك‪,‬‬ ‫اآليات (ٔ​ٔ‪ " - )ٕٔ-‬فَ ُق ْم ُ‬ ‫يء َح ْولِي! الظ ْم َم ُة أ َْي ً‬ ‫شاني»‪ .‬فَالمَّْي ُل ُيض ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الني ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ور‪".‬‬ ‫َوالمَّْي ُل م ْث َل َّ َ‬ ‫ار ُيض ُ‬ ‫يء‪َ .‬كالظ ْم َمة ى َك َذا الن ُ‬

‫واذا فكرت أف الظممة ىي ساتر لي‪ ،‬يمكنني أف أختبأ بالظممة منؾ‪ .‬فيذا أيضاً غير ممكف فالظممة بالنسبة لؾ‬ ‫نور‪ ،‬فأنت يمكنؾ يا رب أف ترى كؿ شئ في الظممة‪.‬‬

‫وفي تأمؿ في ىذه اآلية‪ ،‬إف أحاطت بي التجارب واآلالـ كظممة‪ ،‬فتعزياتؾ تضئ لي طريقي‪.‬‬

‫ٗٔ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ِ‬ ‫َحم ُد َك ِم ْن أ ْ ِ‬ ‫ت‬ ‫س ْجتَِني ِفي َب ْط ِن أ ٍّ‬ ‫امتَْز ُ‬ ‫ت اقْتَ​َن ْي َ‬ ‫اآليات (ٖٔ‪ " - )ٔٗ-‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬ ‫ت ُك ْم َيتَ َّي‪َ .‬ن َ‬ ‫َجل أ ٍَّني قَد ْ‬ ‫ُمي‪ .‬أ ْ َ‬ ‫ف ذلِ َك َي ِقي ًنا‪".‬‬ ‫َع َمالُ َك‪َ ,‬وَن ْف ِسي تَ ْع ِر ُ‬ ‫يب ٌة ِى َي أ ْ‬ ‫َع َج ًبا‪َ .‬ع ِج َ‬ ‫ُمي‪ .‬وحينما تأمؿ في خمقة اهلل‬ ‫س ْجتَِني ِفي َب ْط ِن أ ٍّ‬ ‫اقْتَ​َن ْي َ‬ ‫ت ُك ْم َيتَ َّي = أي تعرؼ أعماقي‪ ،‬فأنت خمقتني بالكامؿ= َن َ‬

‫لئلنساف‪ ،‬رأي أف اإلنساف إمتاز بخمقتو عجباً‪ .‬فاإلنساف بروحو‪ ،‬نفخة اهلل‪ ،‬وعقمو‪ ،‬وامكانياتو يفوؽ أي خميقة وىو‬ ‫تاج المخموقات‪ ،‬بؿ أف اهلل خمؽ العالـ ألجؿ اإلنساف "السبت جعؿ لئلنساف وليس اإلنساف ألجؿ السبت"‪.‬‬

‫‪ٔٙ‬‬ ‫٘ٔ‬ ‫ت ِفي ا ْل َخفَ ِ‬ ‫ف ع ْن َك ِع َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق األ َْر ِ‬ ‫َع َما ِ‬ ‫َت‬ ‫ض‪َ .‬أر ْ‬ ‫اء‪َ ,‬وُرِق ْم ُ‬ ‫ص ِن ْع ُ‬ ‫ت ِفي أ ْ‬ ‫اآليات (٘ٔ‪ " - )ٔٙ-‬لَ ْم تَ ْختَ َ‬ ‫ظامي حي َن َما ُ‬ ‫ض ِائي‪ ,‬وِفي ِس ْف ِر َك ُكميا ُك ِتب ْت يوم تَص َّور ْت‪ ,‬إِ ْذ لَم ي ُك ْن و ِ‬ ‫اح ٌد ِم ْن َيا‪".‬‬ ‫َع ْي َن َ‬ ‫َع َ‬ ‫اك أ ْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ َ َ َ‬ ‫ف ع ْن َك ِعظَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صورني في فكره أوالً‪ ،‬ثـ نسجني في رحـ أمي= ص ِنع ُ ِ‬ ‫ت ِفي‬ ‫اهلل َّ‬ ‫امي‪َ ..‬وُرِق ْم ُ‬ ‫ت في ا ْل َخفَاء‪ .‬لَ ْم تَ ْختَ َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ض = اهلل صمـ ىذه العظاـ في فكره ورقميا أي كأنو َّ‬ ‫ق األ َْر ِ‬ ‫َع َما ِ‬ ‫عدىا ورسميا‪ ،‬كما رسـ الميندس منزالً عمى‬ ‫أْ‬

‫الورؽ قبؿ أف ينفذ‪ .‬واهلل أخذ عظامي ىذه وكؿ جسمي مف أعماؽ األرض‪ ،‬فأنا مف تراب مأخوذ‪ ،‬ولكنني كنت‬

‫في فك ر اهلل‪ .‬وىكذا أعد اهلل كؿ أعضائي وصورني قبؿ أف أتكوف في الرحـ‪ .‬وطالما أف اهلل ىو الذي خمؽ كؿ‬

‫‪406‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع والخالحون)‬

‫في وصوره فيو يعرؼ دقائؽ أموري‪ ،‬وىو الذي يحييني متى يشاء ويميتني متى يشاء‪ .‬ىو يعرؼ كؿ شئ‬ ‫جزء ّ‬ ‫عني‪.‬‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫ُح ِ‬ ‫الرْم ِل‪.‬‬ ‫ص َيا فَ ِي َي أَ ْكثَُر ِم َن َّ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٔٛ-ٔٚ‬ما أَ ْك َرَم أَ ْف َك َار َك َيا اَهللُ ِع ْن ِدي! َما أَ ْكثَ​َر ُج ْممَتَ َيا! إِ ْن أ ْ‬ ‫ت َوأَ​َنا َب ْع ُد َم َع َك‪".‬‬ ‫استَ ْيقَ ْظ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ىنا يقؼ المرنـ مبيو اًر بأحسانات اهلل عميو‪ .‬يقدـ لو الشكر عمى أىتمامو بو في خمقتو وتصويره‪ ،‬ثـ عنايتو بو في‬

‫بطف أمو‪ ،‬وحمايتو لو‪ .‬فكؿ أفكار اهلل تجاىو ىي أفكار حب‪ ،‬وأحساف‪ ،‬بؿ حتى ما نظنو ش اًر فاهلل يسمح بو‬

‫لخيرنا‪َ .‬ما أَ ْك َرَم أَ ْف َك َار َك كـ ىي عميقة ال أستطيع فيميا‪ ،‬ولكف كميا محبة‪ ،‬لذلؾ نقؼ أماـ تدبيرؾ بمنتيى الحمد‬ ‫ت َوأَ​َنا َب ْع ُد َم َع َك = حينما استيقظ فأنا تحت بصرؾ ورعايتؾ مف أوؿ‬ ‫استَ ْيقَ ْ‬ ‫ظُ‬ ‫والوقار والتسبيح حتى أف لـ نفيمو‪ْ .‬‬ ‫لحظة في النيار‪ ،‬فأنا في أماف في نومي ألني مسمـ كؿ األمر لؾ‪ .‬ولكف متى أستيقظ يكوف قراري في يدي ومع‬

‫عمى وستنقذني حتى مف ق ارراتي الخاطئة‪ .‬ولذلؾ ينصح كثير مف األباء أنو بمجرد‬ ‫عمى ويدؾ ّ‬ ‫ىذا فأنت عينؾ ّ‬ ‫أف نفتح عيوننا صباحاً أف نصمي مزمور أو اثنيف‪ ،‬لنبدأ مف أوؿ لحظات النيار االعتماد عمى اهلل‪ ،‬وىكذا نحيا‬ ‫اليوـ كمو في خوؼ اهلل‪ ،‬نضعو دائماً أماـ أعيننا‪.‬‬

‫‪ٜٔ‬‬ ‫ش َرَار َيا اَهللُ‪.‬‬ ‫اآليات (‪ " - )ٕ​ٕ-ٜٔ‬لَ ْيتَ َك تَ ْقتُ ُل األَ ْ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ض م ْب ِغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن ِ‬ ‫يك‬ ‫ض َ‬ ‫َع َد ُ‬ ‫اط ِق َ‬ ‫ين ِبا ْل َك ِذ ِب‪ُ ,‬ى ْم أ ْ‬ ‫اؤ َك‪ .‬أَالَ أ ُْبغ ُ ُ‬ ‫اء‪".‬‬ ‫لِي أ ْ‬ ‫َع َد ً‬

‫ٕٓ‬ ‫ال الدٍّم ِ‬ ‫ين ُي َكمٍّ ُموَن َك ِبا ْل َم ْك ِر‬ ‫اء‪ْ ,‬اب ُع ُدوا َع ٍّني‪ .‬الَِّذ َ‬ ‫فَ َيا ِر َج َ َ‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫ت ُمقَ ِ‬ ‫ص ُاروا‬ ‫ضا تَ ًّ‬ ‫او ِم َ‬ ‫اما أ َْب َغ ْ‬ ‫َيا َرب‪َ ,‬وأ َْمقُ ُ‬ ‫يك؟ ُب ْغ ً‬ ‫ضتُ ُي ْم‪َ .‬‬

‫بعد أف اشتعؿ قمب المرنـ حباً هلل عمى كؿ تدبيراتو وعنايتو‪ .‬يتعجب أنو مازاؿ ىناؾ أشرار عمياف يكرىوف اهلل‪.‬‬

‫ولقد اعتبر أف أعداء اهلل ىـ أعداؤه فيو أحب اهلل بكؿ قمبو‪ .‬ونحف ال نكره البشر بؿ نصمي ليـ لكي يتوبوا فبل‬ ‫ييمكوا‪ .‬لكف نبغض الشياطيف‪ .‬أما داود ىنا فيو ينطؽ بروح النبوة ضد مف يستمر في عدائو هلل‪ .‬وىو كممؾ ال‬

‫يحمؿ السيؼ عبثاً عميو أف يضرب ويؤدب مف يخالؼ (رؤٖ‪.)ٗ2‬‬

‫ٕٗ‬ ‫ٖٕ‬ ‫ف أَ ْف َك ِ‬ ‫يق‬ ‫اآليات (ٖٕ‪ْ " - )ٕٗ-‬‬ ‫اع ِر ْ‬ ‫اع ِر ْ‬ ‫ان ِف َّي طَ ِر ٌ‬ ‫اري‪َ .‬وا ْنظُ ْر إِ ْن َك َ‬ ‫امتَ ِح ٍّني َو ْ‬ ‫اختَِب ْرِني َيا اَهللُ َو ْ‬ ‫ف َق ْم ِبي‪ْ .‬‬ ‫ب ِ‬ ‫اى ِد ِني طَ ِريقًا أ َ​َب ِديًّا‪".‬‬ ‫اط ٌل‪َ ,‬و ْ‬ ‫َ‬

‫المرنـ ىنا يمجأ هلل فيو اكتشؼ أف اهلل يعرؼ كؿ شئ عنو‪ ،‬وىو ال يعرؼ شئ عف نفسو‪ ،‬فيناؾ خطايا دفينة‬ ‫وميوؿ رديئة فيو ال يراىا وال يعرفيا سوى اهلل‪ .‬وىو يمجأ هلل ليؤدبو بالتجارب والتأديبات المتعددة‪ ،‬لييديو ويرده‬

‫مف كؿ طريؽ باطؿ‪ ،‬فبل ييمؾ‪ .‬وبنفس المفيوـ عمينا أف نسمـ هلل في كؿ ما يسمح بو فيو الطبيب الذي عرؼ‬

‫دواء وعبلج نفوسنا وأرواحنا‪ ،‬ىو وحده الذي يعرؼ ويداوي بمحبة عجيبة‪.‬‬

‫‪407‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت واألربعون)‬

‫المزمور المئة واألربعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫ىو مزمور إستغاثة لداود مف األعداء الذيف يشبيوف الحيات في مكرىـ ولدغاتيـ السامة‪ .‬ىو فيو كاف في حالة‬ ‫مؤلمة ربما مف اضطياد شاوؿ‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫َى ِل َّ‬ ‫ش ُر ٍ‬ ‫ور ِفي‬ ‫ون ِب ُ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٚ-‬أَ ْن ِقذ ِْني َيا َرب ِم ْن أ ْ‬ ‫ين َيتَفَ َّك ُر َ‬ ‫احفَ ْظ ِني‪ .‬الَِّذ َ‬ ‫الشٍّر‪ِ .‬م ْن َر ُج ِل الظ ْمِم ْ‬ ‫ٗ‬ ‫ٖ‬ ‫ت ِشفَ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ون لِ ْم ِقتَ ِ‬ ‫ْع َو ِ‬ ‫احفَ ْظ ِني َيا‬ ‫ان تَ ْح َ‬ ‫ُقمُوِب ِي ْم‪ .‬ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو َي ْجتَ ِم ُع َ‬ ‫اى ِي ْم‪ِ .‬سبلَ ْه‪ْ .‬‬ ‫سنوا أَْلس َنتَ ُي ْم َك َحيَّة‪ُ .‬ح َم ُة األُف ُ‬ ‫ال‪َ .‬‬ ‫ير ُخطُو ِاتي‪٘ .‬أ ْ ِ‬ ‫ين تَفَ َّك ُروا ِفي تَ ْع ِث ِ‬ ‫الشٍّر ِ‬ ‫َرب ِم ْن َي َد ِي ٍّ‬ ‫ون فَ ًّخا‬ ‫ستَ ْك ِب ُر َ‬ ‫ير‪ِ .‬م ْن َر ُج ِل الظ ْمِم أَ ْن ِقذ ِْني‪ .‬الَِّذ َ‬ ‫َخفَى لي ا ْل ُم ْ‬ ‫َ‬ ‫ش َب َك ًة ِب َج ِان ِب الطَّ ِري ِ‬ ‫ش َار ًكا‪ِ .‬سبلَ ْه‪.‬‬ ‫ض ُعوا لِي أَ ْ‬ ‫َو ِح َباالً‪َ .‬مدوا َ‬ ‫ق‪َ .‬و َ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ت أر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ْسي ِفي َي ْوِم‬ ‫ت لِ َّمر ٍّ‬ ‫ضر َع ِاتي‪َ .‬يا َرب َّ‬ ‫ب «أَ ْن َ‬ ‫ُق ْم ُ‬ ‫ص ْو ِت تَ َ‬ ‫ت إِل ِيي»‪ .‬أ ْ‬ ‫َص ِغ َيا َرب إِلَى َ‬ ‫الس ٍّي ُد‪ ,‬قُ َّوةَ َخبلَصي‪ ,‬ظَم ْم َ َ‬ ‫ا ْل ِقتَ ِ‬ ‫ال‪".‬‬ ‫المرنـ يمجأ هلل لينقذه مف األشرار المحيطيف بو‪ ،‬وليحفظو مف مؤامراتيـ‪ .‬وىو يذكر هلل إحساناتو السابقة‪ ،‬فاهلل‬ ‫ظمَّ ْل أر ِ‬ ‫ْسو ِفي َي ْوِم ا ْل ِقتَ ِ‬ ‫ال ‪ ،‬فإذا كاف قد حفظو مف قبؿ فسوؼ يحفظو اليوـ‪ .‬ونبلحظ أف أعداؤه غير واضحيف‬ ‫َ َ‬ ‫فيـ يتفكروف بشرور في قموبيـ وداود ال يرى ما في قموبيـ‪ .‬وىـ كالحيات مخادعيف ويحمموف سماً تحت‬

‫شفاىيـ‪ .‬وىـ أعدوا فخاخاً ليسقط فييا وشراكاً وشبكة‪ .‬ولذلؾ ىو يمجأ هلل كمي المعرفة والرؤية لينقذه مف‬ ‫مؤامراتيـ التي ال يراىا وال يعرفيا‪.‬‬

‫‪ٜ‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ير‪ .‬الَ تَُن ٍّج ْح مقَ ِ‬ ‫شيو ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشٍّر ِ‬ ‫ات ٍّ‬ ‫وس‬ ‫ون‪ِ .‬سبلَ ْه‪ .‬أ َّ‬ ‫اص َدهُ‪َ .‬يتَ​َرفَّ ُع َ‬ ‫َما ُر ُؤ ُ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٖٔ-ٛ‬الَ تُ ْعط َيا َرب َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٓٔ ِ‬ ‫شقَ ِ ِ‬ ‫الن ِ ِ‬ ‫سقَطُوا ِفي َّ‬ ‫وموا‪.‬‬ ‫ا ْل ُم ِحي ِط َ‬ ‫سقُ ْط َعمَ ْي ِي ْم َج ْمٌر‪ .‬ل ُي ْ‬ ‫اء شفَاى ِي ْم ُي َغطٍّي ِي ْم‪ .‬ل َي ْ‬ ‫ين ِبي فَ َ ُ‬ ‫ار‪َ ,‬وفي َغ َم َرات فَبلَ َيقُ ُ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ض‪ .‬رج ُل الظ ْمِم ي ِ‬ ‫ان الَ يثْب ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يدهُ َّ‬ ‫سٍ‬ ‫ب ُي ْج ِري ُح ْك ًما‬ ‫ت أ َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫الشر إِلَى َىبلَ ِك ِو‪ .‬قَ ْد َعمِ ْم ُ‬ ‫صُ‬ ‫َ‬ ‫ت في األ َْر ِ َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َر ُج ُل ل َ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ون اسم َك‪ .‬ا ْلمستَ ِقيم َ ِ‬ ‫لِ ْممس ِ‬ ‫اك ِ‬ ‫ض َرِت َك‪".‬‬ ‫ين‪ .‬إِ َّن َما ٍّ‬ ‫ون ِفي َح ْ‬ ‫س َ‬ ‫الصدٍّيقُ َ‬ ‫ين َو َحقًّا لِ ْم َب ِائ ِس َ‬ ‫ون َي ْجم ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫ون َي ْح َم ُد َ ْ َ‬ ‫ىنا نسمع المرنـ يخبرنا بمصير األشرار‪ .‬وفي المقابؿ فأوالد اهلل المساكيف فاهلل ىو الذي يجري ليم حكماً= أي‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫س َ‬ ‫ينقذىـ مف يد األشرار وينجييـ‪ .‬ويحكـ ضد ظالمييـ ويرى الصديقوف ىذا وَي ْح َم ُد َ‬ ‫ون ْ‬ ‫اس َم َك يا رب‪ ..‬وَي ْجم ُ‬ ‫ون= أي‬ ‫ِفي َح ْ‬ ‫ض َرِت َك فرحيف بؾ‪ ،‬ال يجدوف ليـ فرحاً بعيداً عنؾ‪ .‬أما األشرار فاهلل ال ينجح مقاصدىـ‪ .‬ىـ يتَ​َرفَّ ُع َ‬ ‫ينتفخوف بقوتيـ‪ ،‬متكبريف يظنوف أنيـ قادريف أف يفعموا ما يشاءوف‪ .‬ولكف اهلل لف يسمح بأف يحققوا شيواتيـ ضد‬ ‫شقَاء ِشفَ ِ‬ ‫المساكيف البائسيف‪ .‬بؿ يصير ىؤالء األشرار في شقاء= ر ُؤوس ا ْلم ِح ِ‬ ‫اى ِي ْم ُي َغطٍّي ِي ْم = ىـ‬ ‫يط َ‬ ‫ين ِبي فَ َ ُ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫سقُ ْط‬ ‫دبروا مؤامرات بشفاىيـ ضد األبرياء‪ .‬لكف اهلل حوؿ مؤامراتيـ إلى شقاء يغطي رؤوسيـ‪ .‬وغضب اهلل ِ​ِ َي ْ‬ ‫ار = وىذا عقابيـ األبدي (رؤٕٓ‪ .)ٔٓ2‬لذلؾ يكمؿ‪ .‬وِفي َغمر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫سقَطُوا ِفي َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ات فَبلَ‬ ‫َعمَ ْي ِي ْم مثل َج ْمٌرمشتعؿ ل ُي ْ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫وموا = أي في حفر عميقة‪ ،‬فييا نار أبدية‪ .‬ولعؿ قولو ليسقطوا في النار وليسقط عمييـ جمر يشير إلى سقوط‬ ‫َيقُ ُ‬

‫‪408‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت واألربعون)‬

‫نار مف السماء عمى سدوـ عمورة‪ .‬وقولو وفي غمرات يشير لميبلؾ بالطوفاف‪ .‬وكبلىما كاف بسبب غضب اهلل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ت ِفي األ َْر ِ‬ ‫سٍ‬ ‫ض = أي رجؿ يغش ويدبر مؤامرات بمسانو‪ ،‬ىذا قد ينجح إلى حيف ولكف اهلل ال‬ ‫ان الَ َيثْ ُب ُ‬ ‫َر ُج ُل ل َ‬ ‫يدعو يثبت‪ ،‬بؿ يفسد اهلل مؤامراتو وال يدعيا تنجح‪.‬‬

‫‪409‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى واألربعون)‬

‫المزمور المئة والحادي واألربعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والحادي واألربعون(المئة واألربعون في األجبية)‬ ‫كتب داود ىذا المزمور في أثناء فترة ضيقو وأالمو‪ ،‬ربما حيف كاف شاوؿ يريد قتمو فنجده ىنا يصمي ويتوسؿ إلى‬

‫اهلل ليعطيو عزاء ويرفع عنو ضيقتو‪.‬‬

‫نصمي ىذا المزمور في صبلة النوـ‪ ،‬ليقبؿ اهلل صمواتنا كذبيحة مسائية مقبولة وتكوف صمواتنا كرفع بخور أماـ‬

‫اهلل‪ ،‬ليا رائحة مقبولة‪ .‬باإلضافة إلى أننا نذكر المسيح الذي قُ ِّد َـ ذبيحة مسائية عنا ورفع يديو عمى الصميب‬ ‫لنصير نحف مقبوليف لدى اآلب‪.‬‬ ‫ٔ‬ ‫ِ‬ ‫َص ُر ُخ إِلَ ْي َك‪".‬‬ ‫َس ِر ْ‬ ‫ص َر ْخ ُ‬ ‫ص ْوِتي ع ْن َد َما أ ْ‬ ‫ع إِلَ َّي‪ .‬أ ْ‬ ‫ت‪ .‬أ ْ‬ ‫َص ِغ إِلَى َ‬ ‫آية (ٔ) ‪َ " -‬يا َرب‪ ,‬إِلَ ْي َك َ‬ ‫الصراخ في الصبلة ىو الصبلة مف القمب بحماس‪ ،‬ولكف ليس بصوت ٍ‬ ‫عاؿ‪.‬‬

‫ي َك َذ ِبيح ٍة مس ِائي ٍ‬ ‫آية (ٕ) ‪ٕ" -‬لِتَ ِ‬ ‫صبلَ ِتي َكا ْل َب ُخ ِ‬ ‫َّة‪".‬‬ ‫َّام َك‪ .‬لِ َي ُك ْن َرفْعُ َي َد َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ستَق ْم َ‬ ‫ور قُد َ‬ ‫المؤمنيف كميـ كينة بمفيوـ الكينوت العاـ‪ ،‬فالمؤمف يقدـ ذبائح التسبيح وذبائح العطاء والتوزيع‬

‫(عب‪ )ٔ٘2ٖٔ،ٔٙ‬ويقدـ نفسو ذبيحة حية (رؤٕ‪ )ٔ2‬والروح المنكسرة (مزٔ٘‪ ...... )ٔٚ2‬أما الكينوت‬ ‫الخاص في الكنيسة فيو سر مف األسرار السبعة‪ ،‬والكاىف ُيساـ ليخدـ خدمة األسرار‪( ،‬عب٘‪ .)ٗ2‬فخدمة‬ ‫األسرار يقوـ بيا كاىف شرعي وليست لكؿ مؤمف‪ .‬وفي ىذه اآلية نرى صورة ليذا الكينوت العاـ‪ .‬ونرى داود ىنا‬

‫يرفع يديو‪ ،‬وىكذا نرى أف رفع اليديف ميـ في الصبلة لنشبو وضع الصميب‪ .‬واهلل يشتـ صمواتنا كرائحة بخور لو‬ ‫كانت مف قمب نقي وبإيماف قوي (ىذا معنى الصراخ)‪َ .‬ذ ِبيح ٍة مس ِائي ٍ‬ ‫َّة= فكانت الشريعة تحتـ تقديـ ذبيحة‬ ‫َ َ َ‬ ‫صباحية وذبيحة مسائية‪ .‬والمسيح قٌ ِّدـ عمى الصميب كذبيحة مسائية (فيو مات عمى الصميب وقت تقديـ الذبيحة‬ ‫المسائية)‪ .‬والعجيب في ىذه النبوة اإلشارة لرفع اليد فيكذا صمب المسيح فالنبوة إذاً قدمت لنا الطريقة التي سيقدـ‬

‫بيا المسيح ذبيحة ووقت تقديميا في المساء‪.‬‬

‫وفي رفع يدينا عند الصبلة نذكر ىذه النبوة وكأننا نذكر أنو حتى تكوف صمواتنا مقبولة كما قبمت ذبيحة المسيح‬

‫عمينا أف نقدـ أنفسنا ذبائح حية فنصمب أىوائنا مع شيواتنا حينئذ تكوف صمواتنا كرائحة بخور صاعدة إلى فوؽ‪،‬‬ ‫أما صموات الخطاة فيي ال تصعد إلى فوؽ‪.‬‬ ‫ٖ‬ ‫شفَتَ َّي‪ٗ .‬الَ تُ ِم ْل َق ْم ِبي إِلَى أَم ٍر رِد ٍ‬ ‫اج َع ْل َيا َرب َح ِ‬ ‫يء‪ ,‬ألَتَ َعمَّ َل ِب ِعمَ ِل‬ ‫اب َ‬ ‫سا لِفَ ِمي‪ْ .‬‬ ‫اآليات (ٖ‪ْ " - )ٗ-‬‬ ‫احفَ ْظ َب َ‬ ‫ار ً‬ ‫ْ َ‬ ‫اس فَ ِ‬ ‫الشٍّر َم َع أَُن ٍ‬ ‫َّ‬ ‫اعمِي إِثٍْم‪َ ,‬والَ آ ُك ْل ِم ْن َنفَ ِائ ِس ِي ْم‪".‬‬

‫‪410‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى واألربعون)‬

‫ىنا داود يصمي ليحفظ اهلل شفتيو‪ ،‬وفي ىذا يتفؽ مع (يعٖ) أف المساف يقود الجسـ كمو‪ ،‬فمو تقدس المساف يقود‬

‫الحياة كميا لمقداسة‪ ،‬ويصمي حتى ال يميؿ إلى األشرار ويشترؾ في والئميـ الممموءة فساداً‪ ،‬وحينما يتنقى يقبؿ‬ ‫اهلل صمواتو كرائحة بخور‪ .‬الَ تُ ِم ْل َق ْم ِبي إِلَى أَم ٍر رِد ٍ‬ ‫يء = فالقمب أخدع مف كؿ شئ (أر‪ .)ٜ2ٔٚ‬وىو منبع‬ ‫ْ َ‬ ‫الشر‪ .‬فيا رب ال تجعؿ قمبي يميؿ وراء نداء األشرار‪ .‬ألَتَ َعمَّ َل ِب ِعمَ ِل َّ‬ ‫الشٍّر = الشرير دائماً يعطي لنفسو أعذا اًر في‬ ‫شروره‪ .‬وىكذا فعؿ آدـ وحواء ولـ يعترفا مباشرة بخطيتيما‪.‬‬ ‫٘‬ ‫ْس‪ .‬الَ يأْبى أر ِ‬ ‫مر ِ‬ ‫صبلَ ِتي َب ْع ُد ِفي‬ ‫ْسي‪ .‬أل َّ‬ ‫ت لِ َّأ‬ ‫ض ِرْب ِني ٍّ‬ ‫ٍّيق فَ َر ْح َم ٌة‪َ ,‬وْل ُي َوٍّب ْخ ِني فَ َزْي ٌ‬ ‫الصد ُ‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬لِ َي ْ‬ ‫َن َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ص ِائ ِب ِي ْم‪".‬‬ ‫َم َ‬

‫القمب دائماً معرض لمخداع‪ .‬ومف خداعات إبميس أنو يجعمنا نرفض نصائح األصدقاء المخمصيف‪ ،‬ونفرح برياء‬

‫األشرار‪ .‬وداود ىنا يصمي حتى يحفظو اهلل مف ىذا الخداع فيستمع لمشورات األصدقاء المخمصيف‪ ،‬إف أخطأ‬

‫يرجع وأف أصاب يتشجع‪ .‬أما المنافقيف األشرار الذيف ريائيـ مثؿ الزيت فعميو أف ال يقبؿ ريائيـ (وكاف القدماء‬ ‫ٍّيق فَ​َر ْح َم ٌة = المرتؿ ال يقبؿ التأديب مف يد اهلل فقط‪ ،‬بؿ ىو‬ ‫ض ِرْب ِني ٍّ‬ ‫الصد ُ‬ ‫يدىنوف بزيت معطَّر في أفراحيـ)‪ .‬لِ َي ْ‬ ‫يقبؿ التأديب مف يد كؿ صديؽ مخمص تقي‪ ،‬ويعتبر توبيخو لو رحمة‪ .‬وسفر األمثاؿ ممموء مف اآليات التي‬ ‫تشرح ىذه الفكرة وما ينطبؽ عمي ىذه اآلية تماماً (أـ‪ .)ٙ2ٕٚ‬ولقد طبؽ داود ىذه الفكرة تماماً حيف قاؿ "اهلل قاؿ‬

‫ل شمعي بف جي ار اشتـ داود" فيو قبؿ التأديب عمى أنو مف اهلل‪ ،‬واعتبر أف اهلل يؤدبو بواسطة شمعي الشرير‪ ،‬فإف‬ ‫ْس‪ .‬الَ يأْبى أر ِ‬ ‫مر ِ‬ ‫ْسي = أي أنو اعتبر أف توبيخات‬ ‫ت لِ َّأ‬ ‫كاف قد قبؿ توبيخ الشرير‪ ،‬أفبل يقبؿ توبيخ الصديؽ‪ .‬فَ​َزْي ٌ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫الصديؽ ىي كزيت يشفي جروحو الناشئة عف خطاياه‪ ،‬وأنو سيقبؿ ىذه التوبيخات ولف يرفضيا رأسو‪ ،‬بؿ‬ ‫ستصير لو كزيت لمرأس‪ .‬أما السبعينية فترجمت اآلية أما زيت الخاطئ فبل يدىف رأسي‪ .‬وىذا تـ شرحو بأف داود‬

‫يرفض الكممات المينة مف األشرار المخادعيف الذيف يشجعونو عمى ممارسة الخطأ‪ .‬والترجمة السبعينية أقرب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِائ ِب ِي ْم = ألف صبلتي أيضاً ضد رغباتيـ الشريرة=‬ ‫لمصحة فيي متمشية مع باقي اآلية أل َّ‬ ‫صبلَ تي َب ْع ُد في َم َ‬ ‫َن َ‬ ‫أي ىو يصمي حتى يعينو اهلل في مكائد وخداعات المرائيف األشرار ورغبتيـ أف يسقطوه في الشر ويسمى ىذا‬ ‫مصائبيـ‪ .‬وبصبلتو يحفظو اهلل مف ىذه المصائب‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫س ِم ُعوا َكمِ َم ِاتي أل ََّن َيا لَِذي َذةٌ‪".‬‬ ‫ضاتُ ُي ْم ِم ْن َعمَى َّ‬ ‫آية (‪ " - )ٙ‬قَِد ا ْن َ‬ ‫ط َر َح قُ َ‬ ‫الص ْخ َرِة‪َ ,‬و َ‬ ‫ىذه قد تنطبؽ عمى شاوؿ الذي اضطيد داود جداً‪ .‬وحيف أتت الفرصة لداود أف ينتقـ لـ يمد يده إلى مسيح الرب‬

‫بؿ عفا عنو وعاتبو عتاباً رقيقاً (كمماتي لذيذة) جعمتو يبكي‪ .‬وقد انتيت حياة شاوؿ بمأساة ىو وكؿ قادتو=‬ ‫الص ْخ َرِة = وىذه نياية كؿ مف يقؼ موقؼ عداء مع اهلل صخرتنا‪ ،‬أو مع شعب اهلل‪.‬‬ ‫ضاتُ ُي ْم ِم ْن َعمَى َّ‬ ‫ا ْنطَ َر َح قُ َ‬ ‫وقد تشير اآلية لعدو الكنيسة‪ ،‬إبميس‪ ،‬الذي إنطرح أماـ المسيح صخرتنا (لو‪ )ٔٛ2ٔٓ،ٜٔ‬وكؿ الييود والوثنييف‬ ‫الذيف أ قاموا مف أنفسيـ قضاة لمكنيسة إنطرحوا مف عمى الصخرة بينما استمرت الكنيسة تردد كمماتيا المذيذة‬

‫(ك ارزة وتسابيح وايماف)‪.‬‬

‫‪411‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى واألربعون)‬

‫‪ٚ‬‬ ‫ض‪ ,‬تَبد َ ِ‬ ‫ام َنا ِع ْن َد فَِم ا ْل َي ِ‬ ‫اوَي ِة‪".‬‬ ‫آية (‪َ " - )ٚ‬ك َم ْن َي ْفمَ ُح َوَي ُ‬ ‫شق األ َْر َ َ‬ ‫َّد ْت عظَ ُ‬ ‫قد تشير اآلية إلى التجارب األليمة التي وقعت لداود ورجالو أثناء ىروبيـ وأف بعضاً منيـ مات وتناثرت‬

‫عظاميـ‪ ،‬وكانت الضربة شديدة‪ .‬كمثؿ الفبلح حيف يحرث األرض ىكذا إنشقوا‪ ،‬فمنيـ مف مات فعبلً ومنيـ مف‬ ‫كاف قاب قوسيف أو أدنى مف فـ الياوية أو القبر‪ .‬وقد تشير إلى أف النياية المؤكدة لكؿ منا أف سيدفف وتتناثر‬

‫عظامو كنتيجة لنجاح مؤامرة إبميس ضد آدـ أبينا والحكـ الصادر ضده بالموت (ونجد الرجاء في آية‪ )ٛ‬عمى أف‬ ‫الترجمة السبعينية ترجمت ىذه اآلية تبددت عظاميـ عند الجحيـ= أي عظاـ األشرار والترجمة السبعينية ىي‬

‫األكثر إتساقاً مع بقية كممات المزمور‪ .‬وىذه ىي نفس كممات الترجمة اإلنجميزية التي ترجمت اآلية ىكذا "مثؿ‬ ‫مف يتسمؽ صخرة فيقع وتنتثر عظامو عمى األرض‪ ،‬فإف ىؤالء األشرار تتبدد عظاميـ عند الجحيـ"‪.‬‬

‫‪ٛ‬‬ ‫س ٍّي ُد‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٓ-ٛ‬أل ََّن ُو إِلَ ْي َك َيا َ‬ ‫اك فَ ِ‬ ‫شر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اعمِي ِ‬ ‫اإل ثِْم‪.‬‬ ‫قَ ْد َن َ‬ ‫ص ُبوهُ لي‪َ ,‬وم ْن أَ ْ َ‬

‫‪ٜ‬‬ ‫احفَ ْظ ِني ِم َن ا ْلفَ ٍّخ الَِّذي‬ ‫ت‪ .‬الَ تُ ْف ِر ْ‬ ‫احتَ َم ْي ُ‬ ‫غ َن ْف ِسي‪ْ .‬‬ ‫اي‪ِ .‬ب َك ْ‬ ‫َيا َرب َع ْي َن َ‬ ‫اك ِيم حتَّى أَ ْنجو أَ​َنا ِبا ْل ُكمٍّي ِ‬ ‫ٓٔلِيسقُ ِط األَ ْ ِ ِ ِ‬ ‫َّة‪".‬‬ ‫ش َرُار في ش َب ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َُ‬

‫مف يرفع عينيو إلى اهلل يحفظو مف األشراؾ المنصوبة لو‪ ،‬بؿ يقع األشرار فييا‪.‬‬

‫‪412‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي واألربعون)‬

‫المزمور المئة والثاني واألربعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والثاني واألربعون(المئة والحادي واألربعون في األجبية)‬ ‫صمى داود ىذا المزمور وىو مختبئ في مغارة ىارباً مف وجو شاوؿ‪ .‬ىو مزمور صبلة لنفس متألمة‪ ،‬لـ تجد‬

‫معونة مف البشر وكاف ممجأىا الوحيد ىو اهلل فصرخت إليو لينقذىا‪.‬‬ ‫في الساعة الثانية عشرة (وقت صبلة النوـ) كاف المسيح قد ِ‬ ‫دف َف‪ .‬ونزؿ إلى الجحيـ ليخرج كؿ أسرى الرجاء‪.‬‬ ‫وكأنو وىو رأس الذيف خرجوا مف الجحيـ إلى الفردوس يقوؿ "إخرج مف الحبس نفسي"‪ .‬ولذلؾ نصمى ىذا‬ ‫المزمور في صبلة النوـ‪ ،‬لنذكر أننا بعد موتنا تخرج أرواحنا مف حبس الجسد وحبس العالـ إلى الراحة إذ فتح لنا‬

‫المسيح الباب (رو‪.)ٕٗ2ٚ‬‬ ‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّام ُو‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ص ْوِتي إِلَى َّ‬ ‫ص ْوِتي إِلَى َّ‬ ‫ام ُو َ‬ ‫ب أَتَ َ‬ ‫َس ُك ُ‬ ‫ض َّرعُ‪ .‬أ ْ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ش ْك َو َ‬ ‫َص ُر ُخ‪ِ .‬ب َ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِ " - )ٕ-‬ب َ‬ ‫اي‪ِ .‬بضيق ْي قُد َ‬ ‫َم َ‬ ‫ب أَ‬ ‫ُخ ِب ُر‪".‬‬ ‫أْ‬

‫عمينا أف نتعمـ أف ال نشتكي سوى هلل فيو القادر وحده عمى خبلصنا وليس غيره‪.‬‬

‫َعي ْت ر ِ‬ ‫ِٖ‬ ‫وحي ِف َّي‪,‬‬ ‫اآليات (ٖ‪ " - )ٗ-‬ع ْن َد َما أ ْ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫س لِي َع ِ‬ ‫ٗا ْنظُ ْر إِلَى ا ْل َي ِم ِ‬ ‫اد‬ ‫ار ٌ‬ ‫ف‪َ .‬ب َ‬ ‫ين َوأ َْبص ْر‪َ ,‬فمَ ْي َ‬

‫ْت مسمَ ِكي‪ِ .‬في الطَّ ِري ِ ِ‬ ‫َخفَ ْوا لِي فَ ًّخا‪.‬‬ ‫َسمُ ُك أ ْ‬ ‫َوأَ ْن َ‬ ‫ق الَّتي أ ْ‬ ‫ت َع َرف َ َ ْ‬ ‫سأَ ُل َع ْن َن ْف ِسي‪".‬‬ ‫س َم ْن َي ْ‬ ‫اص‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫َع ٍّني ا ْل َم َن ُ‬

‫في بعض األحياف مف شدة الضيؽ وكثرة المؤامرات الشريرة ضد اإلنساف يشعر أنو غير قادر عمى االحتماؿ=‬ ‫ِ ِ‬ ‫إلى يا جميع المتعبيف‬ ‫أْ‬ ‫َع َي ْت ُروحي ف َّي = أصبح الحمؿ أعظـ مف أف يبقى عمى كتفي‪ .‬ولذلؾ قاؿ المسيح تعالوا ّ‬ ‫ين وأ َْب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْر = إشارة لمقوة البشرية‪ ،‬فاإلنساف يمسؾ سبلحو بيده‬ ‫والثقيمي األحماؿ وأنا أريحكـ"‪ .‬ا ْنظُ ْر إِلَى ا ْل َيم ِ َ‬ ‫اليميف‪ ،‬وقد تعني أي قوة بشرية مثؿ األصدقاء األقوياء‪ .‬وىذا حدث مع المسيح في ىذا الموقؼ إذ تخمى عنو‬ ‫الجميع‪ .‬لكف عموما فكؿ مف وضع رجاءه في البشر لينقذوه فيو يجري وراء سراب ‪ ،‬ويقبض عمي ىواء ‪.‬‬

‫٘‬ ‫ت‬ ‫ت «أَ ْن َ‬ ‫ت إِلَ ْي َك َيا َرب‪ُ .‬ق ْم ُ‬ ‫ص َر ْخ ُ‬ ‫اآليات (٘‪َ " - )ٚ-‬‬ ‫ي‪ ,‬أل ََّن ُي ْم‬ ‫ضطَ ِي ِد َّ‬ ‫ت ِجدًّا‪َ .‬ن ٍّج ِني ِم ْن ُم ْ‬ ‫أل ٍَّني قَ ْد تَ َذلَّ ْم ُ‬ ‫ون َي ْكتَِنفُوَن ِني‪ ,‬أل ََّن َك تُ ْح ِس ُن إِلَ َّي‪".‬‬ ‫ٍّ‬ ‫الصدٍّيقُ َ‬

‫اء»‪ٙ .‬أَص ِغ إِلَى صر ِ‬ ‫َحي ِ‬ ‫م ْمجِإي‪َ ,‬ن ِ‬ ‫صي ِبي ِفي أ َْر ِ‬ ‫اخي‪,‬‬ ‫ض األ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫َخ ِر ْج ِم َن ا ْلح ْب ِ ِ‬ ‫اس ِم َك‪.‬‬ ‫شد ِم ٍّني‪ .‬أ ْ‬ ‫أَ َ‬ ‫َ‬ ‫س َن ْفسي‪ ,‬لتَ ْحميد ْ‬

‫ا ْل َح ْب ِ‬ ‫ون َي ْكتَِنفُوَن ِني‪ ,‬أل ََّن َك تُ ْح ِس ُن‬ ‫س = قد يشير لكثرة األحزاف‪ ،‬إذ حاصره األعداء فصار كأنو في حبس‪ٍّ .‬‬ ‫الصدٍّيقُ َ‬ ‫إِلَ َّي = أي يحيطوف بي‪ ،‬يفرحوف لخبلصي‪ ،‬يسبحونؾ معي عمى كؿ أعمالؾ العجيبة معي‪ .‬قد يعني الخروج مف‬ ‫الحبس‪ ،‬الخروج مف الجسد حينما نناـ نوماً نيائياً بالموت حينئذ يحيط بنا كؿ الصديقيف والمبلئكة في فرح أبدي‬

‫لذلؾ اشتيى الرسوؿ أف ينطمؽ ليحاط بكؿ ىؤالء الصديقيف (فئ‪ .)ٕٖ2‬ىناؾ يكوف نصيبي في أرض األحياء‪.‬‬ ‫‪413‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج واألربعون)‬

‫المزمور المائة والثالث واألربعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المائة والثالث واألربعون(المائة والثاني واألربعون في األجبية)‬ ‫ص ِّور المرتؿ نفسو وقد جمس في الظممات وكاد يفنى ويموت مف كثرة الضيقات‬ ‫ىنا صبلة استغاثة بالرب‪ .‬فينا ُي َ‬ ‫حولو‪ ،‬واألعداء المحيطيف بو‪ ،‬ال قدرة لو عمى المقاومة أو حتى العمؿ‪ ،‬ولقد أوشؾ أف يدخؿ إلى القبر‪ ،‬ولقد‬

‫ٍ‬ ‫كأرض ناشفة‪ .‬وىو يمجأ هلل لكي ينقذه‪ .‬ونبلحظ أننا نصمي ىذا المزمور في صبلة باكر فيو ُيعبِّر عف‬ ‫صار‬ ‫األحداث التي حدثت ليمة القبض عمى المسيح والمحيطيف بو مف األعداء وأنو قريب جداً مف الموت‬

‫( ولكننا نجد في اية ٔ​ٔ صورة واضحة عف القيامة ) وأنو يصرخ ويصمي لنجاتو أي خبلص كنيستو وشعبو‪.‬‬

‫أما داود فغالباً صمى ىذا المزمور وىو ىارب مف شاوؿ‪ ،‬ولكنو بروح النبوة أشار لممسيح‪ .‬ونحف نصمي بكممات‬

‫ىذا المزمور الرائعة ننظر في طمباتنا إلى عطايا اهلل الروحية لخبلصنا حتى ال نيمؾ في خطايانا‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫ضرع ِاتي‪ِ .‬بأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫استَ ِج ْب لِي‪ِ ,‬ب َع ْدلِ َك‪َ ٕ .‬والَ تَ ْد ُخ ْل ِفي‬ ‫َص ِغ إِلَى تَ َ َ‬ ‫َما َنت َك ْ‬ ‫صبلَ تي‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬يا َرب‪ْ ,‬‬ ‫اس َم ْع َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫َّام َك َح ٌّي‪".‬‬ ‫ا ْل ُم َحا َك َمة َم َع َع ْبد َك‪ ,‬فَإن ُو لَ ْن َيتَ​َب َّرَر قُد َ‬ ‫المرتؿ ىنا يعترؼ بأنو ال يمكف أف يتبرر أماـ اهلل‪ ،‬لذلؾ يطمب أف ال يدخؿ اهلل معو في المحاكمة‪ .‬والعجيب‬ ‫بعد ىذا أننا نجده يقوؿ ِبأ ِ‬ ‫استَ ِج ْب لِي ِب َع ْدلِ َك فإذا استجاب اهلل بعدلو فسوؼ ييمؾ داود ألنو يعترؼ بأنو لف‬ ‫َما َنت َك ْ‬ ‫َ‬ ‫يتبرر‪ .‬ولكف حؿ ىذا السؤاؿ كامف في الصميب الذي ظير فيو عدؿ اهلل ورحمتو‪ .‬عدؿ اهلل الذي ظير في عقوبة‬

‫الخطية التي تحمميا المسيح‪ ،‬ورحمتو التي ظيرت في غفراف خطايانا بموتو عنا‪ .‬وكأف المرتؿ ىنا بروح النبوة‬

‫يطمب رحمة الصميب‪.‬‬ ‫َجمَس ِني ِفي الظمُم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق إِلَى األ َْر ِ‬ ‫ات ِم ْث َل ا ْل َم ْوتَى ُم ْن ُذ‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬أل َّ‬ ‫س َح َ‬ ‫َن ا ْل َع ُد َّو قَِد ْ‬ ‫ض َح َياتي‪ .‬أ ْ َ‬ ‫اضطَ َي َد َن ْفسي‪َ .‬‬ ‫َ‬ ‫َّى ِر‪".‬‬ ‫الد ْ‬ ‫قد يكوف العدو ىذا ىو شاوؿ أو إبشالوـ‪ ،‬ولكف العدو الحقيقي لكؿ البشر ىو إبميس الذي استعبدنا كمنا وأجمسنا‬

‫اء عف الخطية‪.‬‬ ‫في الظممات محروميف مف نور اهلل بعد سقوطنا‪ .‬بؿ كاف نصيبنا الموت جز ً‬ ‫ٗ‬ ‫وحي‪ .‬تَحيَّر ِفي َد ِ‬ ‫َعي ْت ِف َّي ر ِ‬ ‫اخمِي َق ْم ِبي‪".‬‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬أ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َعي ْت ِف َّي ر ِ‬ ‫وحي = كنا ببل أمؿ‪ ،‬وكنا في حيرة قمب ال ندري طريؽ الخبلص‪.‬‬ ‫أ َْ‬ ‫ُ‬ ‫٘‬ ‫ت ِب ُك ٍّل أ ْ ِ‬ ‫َم ُل‪".‬‬ ‫ص َن ِائ ِع َي َد ْي َك أَتَأ َّ‬ ‫َّام ا ْل ِق َدِم‪ .‬لَ ِي ْج ُ‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬تَ َذ َّك ْر ُ‬ ‫َع َمال َك‪ِ .‬ب َ‬ ‫ت أَي َ‬

‫‪414‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج واألربعون)‬

‫ىنا يتذكر كيؼ أخرج اهلل شعبو مف أرض مصر وكانوا في حالة مماثمة‪ .‬إذاً ىو قادر أف يجد حؿ‪ .‬وفي كؿ‬ ‫ضيقة تعصؼ بحياتنا عمينا أف نذكر خبلص اهلل السابؽ فيكوف لنا رجاء‪.‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫ي‪َ ,‬ن ْف ِسي َن ْح َو َك َكأ َْر ٍ‬ ‫س ٍة‪ِ .‬سبلَ ْه‪.‬‬ ‫ت إِلَ ْي َك َي َد َّ‬ ‫س ْط ُ‬ ‫ض َيا ِب َ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٚ-ٙ‬ب َ‬

‫‪ٚ‬‬ ‫َج ْب ِني يا رب‪ .‬فَ ِني ْت ر ِ‬ ‫ع أِ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫ين ِفي ا ْل ُج ٍّ‬ ‫وحي‪ .‬الَ تَ ْح ُج ْب َو ْج َي َك َع ٍّني‪ ,‬فَأُ ْ‬ ‫َس ِر ْ‬ ‫ش ِب َو ا ْل َيا ِب ِط َ‬ ‫أْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫المرتؿ يصرخ ويعممنا أف نصرخ هلل وحده في كؿ ضيقة‪ .‬فنحف بدوف اهلل كأرض يابسة تحتاج لمماء‪ .‬وبسط‬

‫اليديف إ عبلف عف التسميـ الكامؿ لممشيئة اإلليية والعجز الكامؿ عف أف نجد الحؿ بأنفسنا‪ .‬ومف يفقد صمتو باهلل‬ ‫ب = لو اسـ أنو حي وىو ميت‪( .‬رؤٖ‪ .)ٔ2‬فمف يفقد نور وجو اهلل فيو في‬ ‫ين ِفي ا ْل ُج ٍّ‬ ‫وي ْ‬ ‫ش ِب َو ا ْل َيا ِب ِط َ‬ ‫يموت‪ُ ..‬‬ ‫الظممة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ت‪ .‬عٍّرف ِْني الطَّ ِر َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (‪ٛ" - )ٕٔ-ٛ‬أ ِ ِ‬ ‫ييا‪ ,‬أل ٍَّني‬ ‫َسم ْعني َر ْح َمتَ َك في ا ْل َغ َداة‪ ,‬أل ٍَّني َعمَ ْي َك تَ​َو َّك ْم ُ َ‬ ‫يق الَّتي أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َسمُ ُك ف َ‬ ‫ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت إِل ِيي‪.‬‬ ‫ض َ‬ ‫ْت‪َ .‬عمٍّ ْمني أ ْ‬ ‫اك‪ ,‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬ ‫َع َدائي َيا َرب‪ .‬إِلَ ْي َك ا ْلتَ َجأ ُ‬ ‫إِلَ ْي َك َرفَ ْع ُ‬ ‫َع َم َل ِر َ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫ت َن ْف ِسي‪ .‬أَ ْن ِقذْني م ْن أ ْ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫َج ِل اس ِم َك يا رب تُ ْح ِي ِ‬ ‫الصالِح يي ِد ِ‬ ‫يني ِفي أ َْر ٍ‬ ‫يق َن ْف ِسي‪,‬‬ ‫يني‪ِ .‬ب َع ْدلِ َك تُ ْخ ِر ُج ِم َن ٍّ‬ ‫الض ْ‬ ‫ستَ ِوَي ٍة‪ِ .‬م ْن أ ْ‬ ‫ُر ُ‬ ‫وح َك َّ ُ َ ْ‬ ‫ض ُم ْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ٕٔوِبر ْحم ِت َك تَستَأ ِ‬ ‫ضا ِي ِقي َن ْف ِسي‪ ,‬أل ٍَّني أَ​َنا َع ْب ُد َك‪".‬‬ ‫َع َد ِائي‪َ ,‬وتُِب ُ‬ ‫يد ُك َّل ُم َ‬ ‫ْص ُل أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫با ْل َغ َد ِ‬ ‫يق = ىو المسيح‬ ‫اة = ىو ينتظر مراحـ جديدة هلل في كؿ صباح ولينقذه اهلل مف أعدائو َعٍّرف ِْني الطَّ ِر َ‬ ‫الصالِح‪ .‬ليرشدنا فبل نيمؾ= يي ِد ِ‬ ‫يني ِفي أ َْر ٍ‬ ‫ستَ ِوَي ٍة =‬ ‫وح َك َّ ُ‬ ‫(يوٗٔ‪ .)ٙ2‬والمسيح أرسؿ الروح القدس= ُر ُ‬ ‫َْ‬ ‫ض ُم ْ‬ ‫َج ِل‬ ‫يبكت عمى خطية فنتوب وال نفقد نصيبنا األبدي‪ .‬وىنا المرتؿ ال ينظر إلى بره الذاتي بؿ لمراحـ اهلل= ِم ْن أ ْ‬ ‫يني‪ِ .‬بر ْحم ِت َك تَستَأ ِ‬ ‫اس ِم َك يا رب تُ ْح ِي ِ‬ ‫َع َد ِائي= أي بمجيء المسيح الثاني سيمقي إبميس في بحيرة النار‬ ‫ْص ُل أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫(رؤٕٓ‪.)ٔٓ2‬‬

‫‪415‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع واألربعون)‬

‫المزمور المئة والرابع واألربعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزامير األربعة السابقة كانت لداود حيف كاف ىارباً مف شاوؿ‪ .‬أما ىذا المزمور فيبدو أف داود كتبو بعد أف‬ ‫ممؾ‪ .‬ولكننا نسمع فيو أنو مازاؿ يحارب وأف ىناؾ أعداء‪ .‬فمتى كاف ىناؾ سبلـ نيائي ببل حروب في ىذا‬

‫العالـ‪ .‬فمقد قاـ عميو الفمسطينييف والعمونييف‪ ..‬الخ‪ .‬وداود ىنا يقدـ الشكر هلل الذي أجمسو عمى العرش‪ .‬ويصمي‬ ‫هلل حتى ينصره عمى أعدائو وىو واثؽ أنو سينتصر فيو اختبر ىذا م ار اًر مف قبؿ‪ ،‬أف اهلل ال يتركو‪ .‬ويصمي‬

‫ألجؿ إزدىار مممكتو وشعبو‪ .‬وروحياً فنحف نمر كؿ يوـ في حروب روحية جديدة ولكننا نجتاز مف نصرة إلى‬

‫نصرة بمعونة اهلل‪ .‬وحقاً لقد أقامنا اهلل مموكاً (رؤٔ‪ )ٙ2‬ولكف مازاؿ ىناؾ قتاؿ كثير وحروب كثيرة‪ .‬واهلل يعيننا‬

‫فيو خرج غالباً ولكي يغمب (رؤ‪ )ٕ2ٙ‬وكما فعؿ داود وصمى لشعبو‪ ،‬ىكذا فمنصمي لكؿ الكنيسة ليعطيا الرب‬ ‫بركة ونعمة وانتصا اًر ضد أعدائنا الحقيقييف أي الشيطاف وجنوده‪( .‬راجع اؼ‪.)ٙ‬‬

‫ٔ‬ ‫ال وأَصا ِب ِعي ا ْلحر ٕ ِ‬ ‫الرب ص ْخرِتي‪ ,‬الَِّذي يعمٍّم ي َد َّ ِ‬ ‫ص ْر ِحي‬ ‫اآليات (ٔ‪ُ " - )ٕ-‬م َب َار ٌك َّ‬ ‫َْ َ‬ ‫َُ ُ َ‬ ‫ب‪َ .‬ر ْح َمتي َو َم ْم َجِإي‪َ ,‬‬ ‫ي ا ْلقتَ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ت‪ ,‬ا ْلم ْخ ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ش ْع ِبي تَ ْح ِتي‪".‬‬ ‫ضعُ َ‬ ‫َو ُم ْنقذي‪ ,‬م َج ٍّني َوالذي َعمَ ْيو تَ​َوك ْم ُ ُ‬

‫اهلل عمـ داود القتاؿ ضد أسد ثـ ضد دب ثـ ضد جميات حتى ال يرىب الحروب اآلتية ضده‪ .‬فاهلل دربو ويدربنا‬ ‫كيؼ نغمب أعدائنا‪ ،‬بأف يسمح ببعض التجارب‪ ،‬وحينما نستعيف بو نغمب‪ ،‬نستعيف بالصبلة والصراخ لو‪،‬‬

‫باإليماف‪( ،‬باقي األسمحة في اؼ‪ )ٙ‬وحينما نغمب تكوف يدانا قد تعممت القتاؿ‪ .‬ونحف نقاتؿ ببل خوؼ فمنا ثقة في‬

‫اهلل ممجأنا‪.‬‬

‫اآليات (ٖ‪- )ٗ-‬‬

‫ٖ‬ ‫ان َحتَّى تَ ْفتَ ِك َر ِب ِو؟ ٗ ِ‬ ‫ان َحتَّى تَ ْع ِرفَ ُو‪ ,‬أ َِو ْاب ُن ِ‬ ‫شي ٍء ُى َو ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان‬ ‫س ُ‬ ‫س ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫" َيا َرب‪ ,‬أَي َ ْ‬ ‫ِم ْث ُل ِظ ّل َعا ِب ٍر‪".‬‬

‫َّام ُو‬ ‫أَ ْ‬ ‫ش َب َو َن ْف َخ ًة‪ .‬أَي ُ‬ ‫يقؼ داود مندىشاً مف محبة اهلل وعممو مف أجؿ اإلنساف الترابي الحقير‪.‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫٘‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َم َاو ِات َك َوا ْن ِز ِل‪ .‬ا ْل ِم ِ‬ ‫ام َك‬ ‫س ا ْل ِج َب َ‬ ‫ق ُب ُروقًا َوَبد ْ‬ ‫ال فَتُ َد ٍّخ َن‪ .‬أ َْب ِر ْ‬ ‫اآليات (٘‪َ " - )ٛ-‬يا َرب‪ ,‬طَأْط ْ‬ ‫ئ َ‬ ‫ٍّد ُى ْم‪ .‬أ َْرس ْل س َي َ‬ ‫ِ ‪ٛ‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫اى ُي ْم‬ ‫يرِة‪ِ ,‬م ْن أ َْي ِدي ا ْل ُغ َرَب‬ ‫ين تَ َكمَّ َم ْت أَف َْو ُ‬ ‫اء الَِّذ َ‬ ‫َوأ َْزع ْج ُي ْم‪ .‬أ َْرس ْل َي َد َك م َن ا ْل َعبلَء‪ .‬أَ ْنقذْني َوَن ٍّجني م َن ا ْلم َياه ا ْل َكث َ‬ ‫ِبا ْلب ِ‬ ‫ين َك ِذ ٍب‪".‬‬ ‫اط ِل‪َ ,‬وَي ِمي ُن ُي ْم َي ِم ُ‬ ‫َ‬ ‫المرنـ يصرخ هلل لكي يعينو وينصره ضد أعدائو‪ ،‬ويظير قوتو فيرعبيـ يرسؿ بروقاً وسياماً فيزعجيـ‪ .‬ولكف النبي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام نشرت الك ارزة فأزعجت‬ ‫بروح النبوة كاف يتكمـ عف المسيح الذي طأطأ السموات ونزؿ وتجسد وأ َْرس ْل رسمو كس َي َ‬ ‫ين َك ِذ ٍب = اليميف إشارة لمقوة‪ ،‬والشيطاف يوىمنا بقوتو ولكف‬ ‫الشياطيف الذيف تكممت أفواىيـ بالباطؿ‪َ .‬وَي ِمي ُن ُي ْم َي ِم ُ‬ ‫ِ‬ ‫س َم َاو ِات َك َوا ْن ِز ِل‪.‬‬ ‫قوتو باطمة مخادعة‪ ،‬وأي مؤمف بعبلمة الصميب بإيماف وباسـ يسوع يغمبيـ وقوؿ النبي طَأْط ْ‬ ‫ئ َ‬ ‫ال تعني أف اهلل سيترؾ السماء وينزؿ عمى األرض فيو في كؿ مكاف حتى في الياوية (‪ )ٛ2ٖٜٔ‬ولكف معناىا‬

‫‪416‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع واألربعون)‬

‫أظير قوتؾ فتدخف الجباؿ فيرتعب األعداء‪ .‬وىذا حدث فعبلً عمى جبؿ سيناء‪ .‬ولكف المعنى النبوي لآلية ىو‬

‫تجسد المسيح ونزولو عمى األرض‪ .‬والنبي كاف يتكمـ عف القتاؿ‪ .‬والمسيح جاء لمقتاؿ فعبلً ضد إبميس الذي في‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يرِة = أي‬ ‫كبريائو كالجبؿ وبصميبو لمسو فدخف‪ .‬وبصميبو أنقذنا مف الموت= أَ ْنقذْني َوَن ٍّجني م َن ا ْلم َياه ا ْل َكث َ‬ ‫الموت‪ِ .‬م ْن ا ْل ُغرب ِ‬ ‫اء = الشياطيف‪ .‬أ َْر ِس ْل َي َد َك ِم َن ا ْل َعبلَ ِء = ىي مرة أخرى نبوة عف تجسد المسيح قوة اهلل ويد اهلل‬ ‫َ​َ‬ ‫التي ىزمت أعدائنا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫س َم َاو ِات َك = طأطئ = ‪ = bow down‬إحني ‪ .‬والحظ الدقة في النبوة ‪ ،‬فالمسيح لـ يترؾ السماء حيف‬ ‫طَأْط ْ‬ ‫ئ َ‬ ‫تجسد (يو ٖ ‪ )ٖٔ 2‬بؿ ىو اتي بالحياة السماوية الينا عمي االرض لنحيا في السماء (اؼ ٕ ‪.)ٙ 2‬‬

‫‪ٜ‬‬ ‫ٓٔ ِ‬ ‫اب َذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يدةً‪ِ .‬برَب ٍ‬ ‫ش َرِة أ َْوتَ ٍ‬ ‫صا‬ ‫ات َع َ‬ ‫ار أ َُرٍّن ُم لَ َك‪ .‬ا ْل ُم ْعطي َخبلَ ً‬ ‫يم ًة َجد َ َ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٔ​ٔ-ٜ‬يا اَهللُ‪ ,‬أ َُرٍّن ُم لَ َك تَْرن َ‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫لِ ْمممُ ِ‬ ‫ف السو ِء‪.‬‬ ‫وك‪ .‬ا ْل ُم ْن ِق ُذ َد ُاوَد َع ْب َدهُ ِم َن َّ‬ ‫ُ‬

‫اىيم ِبا ْلب ِ‬ ‫ٔ​ٔأَ ْن ِقذ ِْني وَن ٍّج ِني ِم ْن أ َْي ِدي ا ْل ُغرب ِ‬ ‫ين َك ِذ ٍب‪".‬‬ ‫اط ِل‪َ ,‬وَي ِمي ُن ُي ْم َي ِم ُ‬ ‫اء‪ ,‬الَِّذ َ‬ ‫ين تَ َكمَّ َم ْت أَف َْو ُ ُ ْ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ماذا يفعؿ مف شعر بخبلص المسيح وامتؤل بالروح إال أف يشكر اهلل ويسبحو‪ .‬ويعود ويصرخ لينقذه اهلل‪ .‬فالحرب‬

‫ال تيدأ وال تتوقؼ طالما نحف أحياء‪.‬‬ ‫ٕٔ‬ ‫الزوايا م ْنحوتَ ٍ‬ ‫ش ِبيب ِتيا‪ .‬ب َناتَُنا َكأ ْ ِ ِ‬ ‫وس َّ ِ ِ ِ‬ ‫ون َبنُوَنا ِم ْث َل ا ْل ُغ ُر ِ‬ ‫ات‬ ‫اآليات (ٕٔ‪ " - )ٔ٘-‬لِ َك ْي َي ُك َ‬ ‫َعم َدة َّ َ َ َ ُ‬ ‫النام َية في َ َ َ َ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ف‪ .‬أَ ْغ َنام َنا تُْن ِتج أُلُوفًا و ِرْبو ٍ‬ ‫ص ْن ٍ‬ ‫ف فَ ِ‬ ‫ص ْن ٍ‬ ‫يض ِم ْن ِ‬ ‫حسب ِب َن ِ‬ ‫ش َو ِ‬ ‫ارِع َنا‪َ ٔٗ .‬بقَُرَنا‬ ‫ات ِفي َ‬ ‫َى َر ُ‬ ‫اء َى ْي َكل‪ .‬أ ْ‬ ‫اؤَنا َمآل َن ًة تَ ِف ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫٘ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وبى لِ َّ‬ ‫وبى لِ َّ‬ ‫ش َو ِ‬ ‫الرب‬ ‫مش ْع ِب الَِّذي َّ‬ ‫ش ْك َوى ِفي َ‬ ‫وم‪َ ,‬والَ َ‬ ‫مش ْع ِب الَّذي لَ ُو َكي َذا‪ .‬طُ َ‬ ‫ارِع َنا‪ .‬طُ َ‬ ‫ام َوالَ ُى ُج َ‬ ‫ُم َح َّممَ ًة‪ .‬الَ اقْت َح َ‬ ‫لي ُو‪".‬‬ ‫إِ ُ‬ ‫صبلتو ألجؿ شعبو ليحيوا في سبلـ‪ .‬فالبنوف في صحة‪ .‬والبنات في قداسة و أ ْى َار ُؤَنا= اي مخازننا ممموءة والبقر‬ ‫ممموء لبف ليشبع الجميع‪ .‬واألعداء خاضعيف ال يقتحموا أسوارنا‪ .‬ىذه ىي صورة الكنيسة والمسيح في وسطيا‪.‬‬

‫ممموءة وقادرة أف تشبع الجميع‪ .‬ومعممييا قادريف أف يرضعوا أوالدىـ لبناً‪ .‬واألوالد ممموئيف صحة وحيوية ونشاط‬ ‫َع ِم َد ِة َّ‬ ‫الزَو َايا = تبني بيتيا وىي بأخبلقيا قادرة أف تربط عائمتيا بعائمة زوجيا‬ ‫قادريف عمى الخدمة‪ .‬وال َب َن ُ‬ ‫ات َكأ ْ‬ ‫ات حسب ِب َن ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اء ال َي ْي َكل كانت الحجارة تنحت وتيذب ليؤتي بيا إلى مكاف‬ ‫برباط محبة فتترابط العائمتيف‪َ .‬م ْن ُحوتَ َ َ َ‬ ‫الييكؿ وتوضع في مكانيا‪ .‬والمعنى لتكف بناتنا ىكذا قد تـ تيذيبيـ وىف عمى جماؿ خمقي ويؤتي بيف ليسكنوا‬

‫مع أزواجيف في فرح‪ .‬وعموماً فبيوت أوالد اهلل ىي كنائس صغيرة أو ىياكؿ صغيرة‪ٔ( .‬كو‪.)ٜٔ2ٔٙ‬‬

‫‪417‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص واألربعون)‬

‫المزمور المئة والخامس واألربعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫اشتعؿ قمب داود حباً هلل فبدأ يسبحو‪ ،‬عينيو انفتحتا فرأى كؿ أعماؿ محبة اهلل فمـ تستطع شفتيو أف تسكتا‪ .‬وىذا‬ ‫المزمور وكؿ ما يميو ىي مزامير تسبيح‪ .‬وىذا المزمور معنوف باسـ داود‪ .‬ولكف يرى معظـ الدارسيف أف بقية‬

‫المزامير (‪ )ٔ٘ٓ-ٔٗٙ‬ىي لو أيضاً‪.‬‬

‫كانت المزامير السابقة (الخمسة السابقيف) ىي مزامير صبلة وصراخ إلى اهلل ليستجيب ويرفع الضيقة‪ .‬وكاف‬

‫داود قد وعد أنو يسبح (ٗ​ٗٔ‪ )ٜ2‬وىا ىو يفعؿ‪ .‬ونحف عمينا أف نتعمـ لغة التسبيح‪ ،‬فيذه ىي المغة التي سوؼ‬ ‫نستخدميا في األبدية‪ ،‬فيؿ نذىب إلى ىناؾ ونحف نجيؿ لغتيـ السمائية‪.‬‬

‫َّى ِر َواأل َ​َب ِد‪ِ ٕ .‬في ُك ٍّل َي ْوٍم أ َُب ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪ٔ" - )ٕٔ-‬أ َْرفَ ُع َك َيا إِل ِيي ا ْل َممِ َك‪َ ,‬وأَُب ِ‬ ‫اس َم َك‬ ‫اس َم َك إِلَى الد ْ‬ ‫ُس ٍّب ُح ْ‬ ‫ار ُك ْ‬ ‫ارُك َك‪َ ,‬وأ َ‬ ‫ٗ‬ ‫يد ِجدًّا‪ ,‬ولَ ْيس لِعظَم ِت ِو ِ‬ ‫ِ ٖ ِ‬ ‫َع َمالَ َك‪,‬‬ ‫يم ُى َو َّ‬ ‫إِلَى الد ْ‬ ‫الرب َو َح ِم ٌ‬ ‫س ٍّب ُح أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫اء‪َ .‬د ْوٌر إِلَى َد ْو ٍر ُي َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫است ْق َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َّى ِر َواأل َ​َبد‪َ .‬عظ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫وِبجبروِت َك ي ْخ ِبر َ ٘ ِ ِ ِ‬ ‫ور َع َج ِائ ِب َك أَْل َي ُج‪ِ ٙ .‬بقُ َّوِة َم َخ ِ‬ ‫ُم ِ‬ ‫ٍّث‪ِ ٚ .‬ذ ْك َر‬ ‫ُحد ُ‬ ‫اوِف َك َي ْن ِطقُ َ‬ ‫ون‪َ ,‬وِب َعظَ َمت َك أ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫ون‪ِ .‬ب َجبلَ ل َم ْجد َح ْمد َك َوأ ُ‬ ‫ون‪.‬‬ ‫ون‪َ ,‬وِب َع ْدلِ َك ُي َرٍّن ُم َ‬ ‫صبلَ ِح َك ُي ْب ُد َ‬ ‫َكثَْرِة َ‬ ‫ِ ‪ٜ‬‬ ‫الرب صالِح لِ ْم ُك ٍّل‪ ,‬ومر ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ٛ‬اَ َّلرب ح َّن ٌ ِ‬ ‫َع َمالِ ِو‪َ ٔٓ .‬ي ْح َم ُد َك َيا‬ ‫ير َّ‬ ‫اح ُم ُو َعمَى ُك ٍّل أ ْ‬ ‫الر ْح َمة‪ٌ َ َّ .‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫يم‪ ,‬طَ ِوي ُل الرو ِح َو َكث ُ‬ ‫ان َو َرح ٌ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫َع َمالِ َك‪َ ,‬وُي َب ِ‬ ‫آد َم قُ ْد َرتَ َك َو َم ْج َد‬ ‫ارُك َك أَتْ ِق َي ُ‬ ‫ون‪ ,‬لِ ُي َعٍّرفُوا َب ِني َ‬ ‫ون‪َ ,‬وِب َج َب ُروِت َك َيتَ َكمَّ ُم َ‬ ‫اؤ َك‪ِ .‬ب َم ْج ِد ُم ْم ِك َك َي ْن ِطقُ َ‬ ‫َرب ُكل أ ْ‬ ‫َجبلَ ِل ُم ْم ِك َك‪ُ ٖٔ .‬م ْم ُك َك ُم ْم ُك ُك ٍّل الد ُى ِ‬ ‫س ْمطَا ُن َك ِفي ُك ٍّل َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر‪.‬‬ ‫ور‪َ ,‬و ُ‬ ‫٘ٔ‬ ‫ت تُع ِطي ِيم طَعاميم ِفي ِح ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ٗٔاَ َّلرب ع ِ‬ ‫ين ِو‪.‬‬ ‫اض ٌد ُك َّل َّ‬ ‫َع ُي ُن ا ْل ُك ٍّل إِي َ‬ ‫ين‪َ ,‬و ُمقٍَّوٌم ُك َّل ا ْل ُم ْن َح ِن َ‬ ‫اق ِط َ‬ ‫ين‪ .‬أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّاك تَتَ​َرجَّى‪َ ,‬وأَ ْن َ ْ ْ َ َ ُ ْ‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‬ ‫َع َمالِ ِو‪.‬‬ ‫ضى‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫تَ ْفتَ ُح َي َد َك فَتُ ْ‬ ‫يب لِ ُك ٍّل الَِّذ َ‬ ‫يم ِفي ُك ٍّل أ ْ‬ ‫شبعُ ُك َّل َح ٍّي ِر ً‬ ‫الرب قَ ِر ٌ‬ ‫الرب َب ٌّار في ُك ٍّل طُ​ُرقو‪َ ,‬و َرح ٌ‬ ‫ٕٓ‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫الرب ُك َّل م ِح ٍّب ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫يو‪,‬‬ ‫ص ُي ْم‪َ .‬ي ْحفَظُ َّ‬ ‫َي ْد ُعوَن ُو‪ ,‬الَِّذ َ‬ ‫س َمعُ تَ َ‬ ‫ين َي ْد ُعوَن ُو ِبا ْل َحقٍّ‪َ .‬ي ْع َم ُل ِر َ‬ ‫ضى َخائفيو‪َ ,‬وَي ْ‬ ‫ضر َع ُي ْم‪ ,‬فَ ُي َخمٍّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق فَ ِمي‪َ ,‬وْل ُي َب ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫َّى ِر َواأل َ​َب ِد‪".‬‬ ‫س ِب ِ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫يح َّ‬ ‫يع األَ ْ‬ ‫ار ْك ُكل َب َ‬ ‫وس إِلَى الد ْ‬ ‫ب َي ْن ِط ُ‬ ‫َوُي ْيم ُك َجم َ‬ ‫ش ٍر ْ‬ ‫ار‪ِ .‬بتَ ْ‬ ‫اس َم ُو ا ْلقُد َ‬

‫المرنـ يرى أف عظمة اهلل طبيعية‪ ،‬وأعمالو عجيبة‪ ،‬ومراحمو كثيرة‪ ،‬فيو ينبغي لو التسبيح دائماً‪ .‬فكؿ الطبيعة‬

‫التي خمقيا تنطؽ بمجده وتسبيحو فكـ بالحرى اإلنساف الذي يستطيع التعبير‪ .‬وقولو نبارك الرب كل حين= أي‬

‫إلى األبد‪ .‬في حزننا وفي أفراحنا فنحف نثؽ في أف كؿ مايعممو اهلل ىو لخيرنا‪ .‬دور إلى دور= مف جيؿ إلى‬

‫شبعُ ُك َّل‬ ‫َّاك تَتَ​َرجَّى = أنت مصدر كؿ خير‪ .‬تَ ْفتَ ُح َي َد َك فَتُ ْ‬ ‫َع ُي ُن ا ْل ُك ٍّل إِي َ‬ ‫جيؿ‪ .‬فعممو العجيب دائـ عبر العصور‪ .‬أ ْ‬ ‫ضى = أي تعطيو طعاماً وتعطيو معو رضى وسرور فأنت تعطي بسخاء وال تعير‪.‬‬ ‫َح ٍّي ِر ً‬

‫‪418‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش واألربعون)‬

‫المزمور المئة والسادس واألربعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والسادس واألربعون(المئة والخامس واألربعون في األجبية)‬ ‫المزامير الثبلثة األخيرة في صبلة النوـ ىي مزامير تسبيح‪ ،‬نسبح فييا اهلل عمى خبلصو العجيب‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫ودا‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫ُس ٍّب ُح َّ‬ ‫س ٍّب ِحي َيا َن ْف ِسي َّ‬ ‫ت َم ْو ُج ً‬ ‫ب ِفي َح َي ِاتي‪َ ,‬وأ َُرٍّن ُم ِإل ل ِيي َما ُد ْم ُ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬ىمٍّمُ َ‬ ‫ب‪ .‬أ َ‬ ‫ويا‪َ .‬‬ ‫كؿ مؤمف ممتمئ بالروح القدس المحيي يكوف حياً‪ ،‬وعبلمة حياتو ىو أف يسبح اهلل‪ .‬لذلؾ لف نكؼ عف التسبيح‬

‫بعد الموت‪ ،‬فالنفس تظؿ حية‪ ،‬واإلنساف الممموء بالروح عند موتو بالجسد ينتقؿ مف حياة إلى حياة‪ .‬أما مف يرتد‬

‫لمخطية يموت‪ ،‬ومف يتوب يحيا "إبني ىذا كاف ميتاً فعاش"‪.‬‬

‫ٗ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (ٖ‪ٖ" - )ٗ-‬الَ تَتَّ ِكمُوا عمَى الر َؤس ِ‬ ‫ود إِلَى‬ ‫آد َم َح ْي ُ‬ ‫وح ُو فَ َي ُع ُ‬ ‫اء‪َ ,‬والَ َعمَى ْاب ِن َ‬ ‫ص ع ْن َدهُ‪ .‬تَ ْخ ُر ُج ُر ُ‬ ‫َ‬ ‫ث الَ َخبلَ َ‬ ‫َ‬ ‫تَُارِب ِو‪ِ .‬في ذلِ َك ا ْل َي ْوِم َن ْف ِس ِو تَ ْيمِ ُك أَ ْف َك ُارهُ‪".‬‬ ‫قارف مع (أر‪ + ٘2ٔٚ‬أشٖٔ‪ + ٖ-ٔ2‬أشٕٓ‪.)ٙ-ٔ2‬‬ ‫٘‬ ‫السماو ِ‬ ‫ب إِل ِي ِو‪ِ َّ ٙ ,‬‬ ‫ض‪ ,‬ا ْل َب ْح َر‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اؤهُ َعمَى َّ‬ ‫وب ُم ِعي ُن ُو‪َ ,‬و َر َج ُ‬ ‫ات َواأل َْر َ‬ ‫وبى لِ َم ْن إِ ُ‬ ‫لو َي ْعقُ َ‬ ‫اآليات (٘‪ " - )ٙ-‬طُ َ‬ ‫الصان ِع َّ َ َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫َما َن َة إِلَى األ َ​َب ِد‪".‬‬ ‫َو ُك َّل َما ف َ‬ ‫ييا‪ .‬ا ْل َحافظ األ َ‬

‫إلو يعقوب ىو الذي خمؽ السماء واألرض والبحر فطوبى لمف يجعؿ إتكالو عمى إلو قوي‪.‬‬

‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫َع ُي َن‬ ‫ين‪ ,‬ا ْل ُم ْع ِطي ُخ ْب ًاز لِ ْم ِج َي ِ‬ ‫َس َرى‪َّ .‬‬ ‫اع‪َّ .‬‬ ‫الرب ُي ْطمِ ُ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٛ-ٚ‬ا ْل ُم ْج ِري ُح ْك ًما لِ ْم َم ْظمُو ِم َ‬ ‫الرب َي ْفتَ ُح أ ْ‬ ‫ق األ ْ‬ ‫الصد ِ‬ ‫ين‪".‬‬ ‫الرب ُي ِحب ٍّ‬ ‫ين‪َّ .‬‬ ‫ا ْل ُع ْم ِي‪َّ .‬‬ ‫ٍّيق َ‬ ‫الرب ُيقَ ٍّوُم ا ْل ُم ْن َح ِن َ‬

‫المسيح في حياتو فتح أعيف العمياف وصنع كثير مف المعجزات‪ .‬وبفدائو أطمؽ األسرى مف الجحيـ‪ ،‬وأسرى‬

‫الخطية‪ .‬وأعطانا جسده خب اًز وفتح أعيننا عمى طريؽ السماء بالمعمودية (اإلستنارة)‪ .‬وجاءت عبارة يفتح أعين‬ ‫العمى فى السبعينية ُي َح ٍّك ْم العميان = والمعنى أف الرب قادر أف يجعؿ األعمى قاد ار أف يحكـ فى األمور‬ ‫بحكمة أكثر مف المبصر‪.‬‬

‫ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫الرب إِلَى‬ ‫ار فَ ُي َع ٍّو ُج ُو‪َ .‬ي ْممِ ُك َّ‬ ‫اآليات (‪َّ " - )ٔٓ-ٜ‬‬ ‫يم َواأل َْرَممَ َة‪ ,‬أ َّ‬ ‫يق األَ ْ‬ ‫َما طَ ِر ُ‬ ‫اء‪َ .‬ي ْع ُ‬ ‫الرب َي ْحفَظُ ا ْل ُغ َرَب َ‬ ‫ض ُد ا ْل َيت َ‬ ‫ِ‬ ‫األَب ِد‪ ,‬إِ ِ‬ ‫ويا‪".‬‬ ‫ليك َيا ص ْي َي ْو ُن إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫‪419‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش واألربعون)‬

‫بؿ ىو احتضف كؿ غريب أممي وثني عاد باإليماف هلل‪ ،‬وبعد أف كنا يتامى صار اهلل أباً لنا‪ .‬وصار عريساً لنا‬ ‫ش َرار‪ .‬يعوج ترجمت يبيد في السبعينية‪.‬‬ ‫يق األَ ْ‬ ‫نحف كنيستو‪ ،‬فيو يسند المؤمنيف‪ ،‬أما األشرار فيبيدىـ= ُي َع ٍّو ُج طَ ِر ُ‬

‫لكف نفيـ كممة يعوج أف كؿ طرؽ األشرار ال بركة فييا‪.‬‬

‫‪420‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع واألربعون(أ))‬

‫المزمور المئة والسابع واألربعون(أ)‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والسابع واألربعون(أ)(المئة والسادس واألربعون في األجبية)‬ ‫ىذا المزمور في النسخة العبرية ينقسـ إلى مزموريف في النسخة السبعينية (األجبية)‪.‬‬

‫والمزمور بشقيو أي اآليات (ٔ‪ )ٕٓ-‬يدور حوؿ تسبيح اهلل عمى عودة الشعب مف السبي واعادة بناء أورشميـ‪.‬‬ ‫ونحف نفيـ أورشميـ عمى أنيا رمز لمكنيسة‪ ،‬والمسيح بعممو الخبلصي أعادنا مف سبي إبميس وأعاد بناء كنيستو‬

‫حوؿ الخراب الذي فييا مسكناً لو‪.‬‬ ‫أي ىيكمو‪ .‬وكؿ نفس تجددت بالتوبة عمييا أف تسبح الرب الذي َّ‬

‫(ٔكوٖ‪.)ٔٓ2‬‬

‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫الرب ي ْب ِني أُور َ ِ‬ ‫ِ ٌّ‬ ‫َن التَّرنم ِإل ل ِي َنا ِ‬ ‫يم‪.‬‬ ‫الر َّ‬ ‫س ٍّب ُحوا َّ‬ ‫يح الَ ِئ ٌ‬ ‫ق‪َ َّ .‬‬ ‫س ِب ُ‬ ‫صال ٌح‪ .‬أل ََّن ُو ُممذ‪ .‬التَّ ْ‬ ‫َ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٖ-‬‬ ‫ُ‬ ‫شم َ‬ ‫ب‪ ,‬أل َّ َ َ‬ ‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِفي ا ْلم ْن َك ِس ِري ا ْل ُقمُ ِ‬ ‫س َرُى ْم‪".‬‬ ‫يل‪َ .‬ي ْ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫وب‪َ ,‬وَي ْج ُب ُر َك ْ‬ ‫َي ْج َمعُ َم ْنف ٍّيي إِ ْ‬ ‫ُ‬

‫اهلل جمع المنفييف والمسبييف في بابؿ وأعادىـ إلى أورشميـ‪ .‬والمسيح بعممو الخبلصي شفى المنكسري القموب‬

‫وجبر كسرىـ‪ ،‬فقد كنا مذلوليف إلبميس في حزف دائـ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اك ِب‪ .‬ي ْدعو ُكمَّيا ِبأ ٍ ٘ ِ‬ ‫صي ع َد َد ا ْل َكو ِ‬ ‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )٘-‬ي ْح ِ‬ ‫يم ا ْلقُ َّوِة‪ .‬لِفَ ْي ِم ِو الَ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يم ُى َو َرب َنا‪َ ,‬و َعظ ُ‬ ‫َس َماء‪َ .‬عظ ٌ‬ ‫اء‪".‬‬ ‫ص َ‬ ‫إِ ْح َ‬ ‫قد يتساءؿ البعض وىـ في عمؽ عبوديتيـ لمخطية‪ ،‬ىؿ اهلل قادر أف يشفيني مف خطيتي ويردني؟ وقد يتساءؿ‬

‫المسبييف في بابؿ تحت سمطة ممؾ بابؿ أعظـ مموؾ األرض وأقواىـ في ىذا الوقت‪ ،‬ىؿ يستطيع اهلل أف‬ ‫يخمصنا؟ ونفس السؤاؿ يسألو العالـ قبؿ مجيء المسيح‪ .‬واإلجابة لف يستطيع أحد سوى اهلل أف يخمص‪ ،‬وميما‬ ‫اء لِفَ ْي ِم ِو‪.‬‬ ‫ص َ‬ ‫بدت المشكمة معقدة فاهلل الَ إِ ْح َ‬

‫‪ٙ‬‬ ‫ض‪ٚ .‬أ ِ‬ ‫ش َرَار إِلَى األ َْر ِ‬ ‫ب ِب َح ْم ٍد‪َ .‬رٍّن ُموا ِإل ل ِي َنا ِب ُعوٍد‪.‬‬ ‫الر َّ‬ ‫يبوا َّ‬ ‫اآليات (‪َّ " - )ٜ-ٙ‬‬ ‫ضعُ األَ ْ‬ ‫اء‪َ ,‬وَي َ‬ ‫َج ُ‬ ‫الرب َي ْرفَعُ ا ْل ُوَد َع َ‬ ‫اسي َّ ِ‬ ‫‪ٛ‬ا ْل َك ِ‬ ‫س َح ًابا‪ ,‬ا ْل ُم َي ٍّي ِئ لِؤل َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫الس َم َاوات َ‬

‫اخ ا ْل ِغرب ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ع ْ ‪ِ ِ ِ ِ ٜ‬‬ ‫ص ُر ُخ‪".‬‬ ‫ام َيا‪ ,‬لف َر ِ ْ َ‬ ‫َمطَ ًرا‪ ,‬ا ْل ُم ْن ِبت ا ْل ِج َب َ ُ‬ ‫ان الَّتي تَ ْ‬ ‫ش ًبا‪ ,‬ا ْل ُم ْعطي ل ْم َب َيائم طَ َع َ‬ ‫ش ًبا‪ .‬يحب‬ ‫ال (القفر) ُع ْ‬ ‫اهلل القوي يعطي رزقاً لكؿ الخميقة فيو الذي يييئ المطر لؤلرض‪ ،‬بؿ ا ْل ُم ْن ِب ِت ا ْل ِج َب َ‬ ‫الودعاء البسطاء غير المتكبريف‪ ،‬غير المعتمديف عمى ذواتيـ‪ .‬وليس ما يشير ألف اهلل ىو الذي يتحكـ في رزؽ‬ ‫اخ ا ْل ِغ ْرَب ِ‬ ‫ان الَِّتي تدعوه = لماذا اختار فراخ الغرباف بالذات؟! يقولوف إف الغراب‬ ‫البشر قدر األمطار فيي بيده‪ .‬لِ ِف َر ِ‬ ‫حينما يخرج فرخو الصغير مف البيضة يخاؼ منيا ألف لونيا يكوف أبيضاً‪ ،‬وييجر أفراخو فترة بدوف أف يعوليا‪،‬‬ ‫ولكف الفراخ تفتح مناقيرىا وتنعب مف شدة الجوع كأنيا تطمب طعاماً مف الرب الذي خمقيا‪ ،‬وفعبلً يييئ اهلل‬

‫‪421‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع واألربعون(أ))‬

‫بحكمتو العجيبة أسراباً مف الحشرات الصغيرة تأتي عمى رائحة فميا المفتوح فتبتمعيا تمؾ األفراخ وتتغذى بيا‪.‬‬ ‫وتظؿ ىكذا إلى أف تكبر ويتغير لوف ريشيا إلى السواد فيأنس بيا أبوىا ويرعاىا‪ .‬ولكف نبلحظ أيضاً أف الغراب‬

‫كاف طائ اًر نجساً في العيد القديـ‪ .‬والسحاب الذي يكسي السماء إشارة لمقديسيف‪ .‬واهلل قادر أف يحوؿ النجس إلى‬ ‫قديس (عبٕٔ‪ + ٔ2‬أش‪.)ٔ2ٜٔ‬‬

‫ٔ​ٔ‬ ‫ٓٔ‬ ‫الر ِ‬ ‫ين‬ ‫الرب ِبأَتْ ِق َي ِائ ِو‪ِ ,‬ب َّ‬ ‫ضى َّ‬ ‫ساقَ ِي َّ‬ ‫اج َ‬ ‫الر ُج ِل‪َ .‬ي ْر َ‬ ‫سر ِبقَُّوِة ا ْل َخ ْي ِل‪ .‬الَ َي ْر َ‬ ‫ضى ِب َ‬ ‫اآليات (ٓٔ‪ " - )ٔ​ٔ-‬الَ ُي َ‬ ‫َر ْح َمتَ ُو‪".‬‬

‫الر ُج ِل رمز لقوتو الجسدية‪ .‬واهلل طمب أف ال يمتمؾ شعبو‬ ‫ساقَ ِي َّ‬ ‫ا ْل َخ ْي ِل = كانت أقوى سبلح في العيد القديـ‪ .‬و َ‬ ‫خيبلً كثي اًر فيشعروف بقوتيـ وال يعودوا يعتمدوف عميو‪ ،‬بؿ يعتمدوف عمى قوتيـ (تث‪ .)ٔٙ2ٔٚ،ٔٚ‬واالعتماد عمى‬ ‫الذات دوف النظر إلى اهلل يجعؿ النفس تتكبر وتسقط في خطية إبميس وىي الكبرياء وبالتالي اإلنفصاؿ عف اهلل‪.‬‬ ‫ولقد خالؼ سميماف الممؾ ىذه الوصية وامتمؾ الخيؿ بكثرة والماؿ بكثرة وماذا كانت النتيجة؟ لقد انشقت المممكة‬ ‫الر ِ‬ ‫ين‬ ‫القوية بعده‪ .‬والعكس فجدعوف ومعو ٓ​ٖٓ رجؿ ىزـ مئات األلوؼ ألف اهلل معو‪ .‬واهلل يكون مع أَتْ ِق َي ِائ ِو َّ‬ ‫اج َ‬ ‫َر ْح َمتَ ُو = نفس ما قيؿ عف الخيؿ وقوة الجسد نقولو عف الفضائؿ‪ ،‬فعمينا إف امتمكنا فضيمة أف ال نظف أنيا‬ ‫تخمصنا‪ ،‬بؿ نظؿ نطمب رحمة اهلل كأننا ال نممؾ شئ‪.‬‬

‫‪422‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع واألربعون(ة))‬

‫المزمور المئة والسابع واألربعون(ب)‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والسابع واألربعون(ب) (المئة والسابع واألربعون في األجبية)‬ ‫ٖٔ‬ ‫ب‪ ,‬س ٍّب ِحي إِلي ِك يا ِ‬ ‫اآليات (ٕٔ‪ٕٔ" - )ٖٔ-‬س ٍّب ِحي يا أُور َ ِ‬ ‫َّد َع َو ِ‬ ‫ض أ َْب َوا ِب ِك‪.‬‬ ‫يم َّ‬ ‫ص ْي َي ْو ُن‪ .‬أل ََّن ُو قَ ْد َ‬ ‫ار َ‬ ‫شد َ‬ ‫َ َ‬ ‫الر َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫شم ُ‬ ‫بار َك أ َْب َناء ِك َد ِ‬ ‫اخمَ ِك‪".‬‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫صييوف وأورشميـ ترمزاف لمكنيسة ككؿ ولمنفس أيضاً‪ .‬واهلل سور لكنيستو‪ ،‬ىو يشدد عوارض أبوابيا‪.‬‬

‫(أع٘‪ .)ٗ2ٜ،‬وتشير عوارض األبواب إلى عقيدة الكنيسة الثابتة التي يحمييا الرب لتظؿ نقية‪ .‬وقد تشير عوارض‬

‫األبواب إلى حواس اإلنساف التي يحفظيا اهلل فبل يتسمؿ إلى قمبو ما يفسد نقاءه‪ .‬وحينئذ تستمر فضائؿ اإلنساف‬ ‫فيو نقية= بار َك أ َْب َناء ِك َد ِ‬ ‫اخمَ ِك‪ .‬ىنا تشير األبناء لفضائؿ النفس وقد تشير ألبناء الكنيسة الذيف يحفظيـ اهلل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫اآليات (ٗٔ‪ٔٗ" - )ٔ٘-‬الَِّذي ي ْجع ُل تُ ُخ ِ‬ ‫ط ِة‪ُ ٔ٘ .‬ي ْر ِس ُل َكمِ َمتَ ُو ِفي األ َْر ِ‬ ‫ض‪.‬‬ ‫ش ْحِم ا ْل ِح ْن َ‬ ‫سبلَ ًما‪َ ,‬وُي ْ‬ ‫ش ِب ُع ِك ِم ْن َ‬ ‫ومك َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫يعا ِج ًدا ُي ْج ِري قَ ْولَ ُو‪".‬‬ ‫س ِر ً‬ ‫َ‬

‫أعاد اهلل شعبو إلى أورشميـ مف السبي ولـ يتركيـ عرضة ليجمات األعداء بؿ كاف ليـ سو اًر مف نار (زؾٕ‪)٘2‬‬ ‫وم ِك = اي حدودؾ ‪ ،‬ومف الحدود يأتي األعداء والمعني اف‬ ‫ليحمييـ مف ىجمات العدو‪ ،‬فيعيشوا في سبلـ‪ .‬تُ ُخ َ‬ ‫اهلل ي ْجع ُل تُ ُخ ِ‬ ‫سبلَ ًما انو يحفظ كنيستو مف اي ىجوـ لؤلعداء ‪ .‬وىـ زرعوا أرضيـ فبارؾ الرب غمتيـ‬ ‫ومك َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫وأشبعيـ‪ .‬ي ْر ِس ُل َكمِ َمتَ ُو = كؿ ما يحدث عمى األرض ىو تنفيذ لمشيئة اهلل‪ .‬وأعماؿ عنايتو اإلليية‪ .‬وما يتكمـ بو‬ ‫يحدث سريعاً‪.‬‬ ‫وبالنسبة لمكنيسة فالمسيح ممؾ السبلـ أتى لييب كنيستو سبلماً فيو قاؿ "سبلمي أترؾ لكـ‪ ..‬واهلل أرسؿ كممتو‬

‫(األقنوـ الثاني) وعف طريؽ رسمو انتشر اإليماف سريعاً جداً في كؿ األرض‪ .‬وأشبع كنيستو مف سر التناوؿ=‬ ‫ط ِة‪.‬‬ ‫ش ْحِم ا ْل ِح ْن َ‬ ‫ُي ْ‬ ‫ش ِب ُع ِك ِم ْن َ‬ ‫ٍ‬ ‫الص ِقيع َك َّ ِ ‪ِ ٔٚ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ٔٙ‬‬ ‫َّ‬ ‫َّام َب ْرِد ِه‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٛ-ٔٙ‬الَّذي ُيعطي الث ْم َج َكالصوف‪َ ,‬وُي َذٍّري َّ َ‬ ‫الرَماد‪ُ .‬ي ْمقي َج ْم َدهُ َكفُتَات‪ .‬قُد َ‬ ‫ف؟ ‪ٔٛ‬ير ِس ُل َكمِمتَ ُو فَي ِذيبيا‪ .‬ييب ِب ِر ِ‬ ‫يح ِو فَتَ ِسي ُل ا ْل ِم َياهُ‪".‬‬ ‫َم ْن َي ِق ُ‬ ‫َ ُ َُ َُ‬ ‫ُْ‬ ‫نرى ىنا سمطاف اهلل عمى الطبيعة‪ ،‬واهلل قادر أف يغير طبيعة األشياء مف طبيعة إلى طبيعة أخرى‪ .‬وىكذا كاف‬ ‫المسيح لو سمطاف عمى الطبيعة (تيدئة البحر) وتغيير طبيعة األشياء (الماء إلى خمر)‪ .‬الثَّ ْمج بارد الص ِ‬ ‫وف‬ ‫َ‬ ‫يشير لمح اررة‪ .‬والضباب أو َّ ِ‬ ‫يع بارد والرماد ناشئ عف نار مشتعمة‪ .‬وال َج ْم َدهُ الجميد صعب تكسيره ولكف اهلل‬ ‫الصق َ‬

‫قادر أف يفتتو‪ .‬بؿ إذا أ ارد اهلل أف يؤدب فيو يستخدـ ىذه الطبيعة في تأديب البشر‪ .‬فاهلل يرسؿ َب َرده ليؤدب‬ ‫ف = قداـ ضرباتو مف يستطيع أف يقؼ‪ .‬وحيف يريد‬ ‫َّام َب ْرِد ِه َم ْن َي ِق ُ‬ ‫(خر‪ + ٔٛ2ٜ‬يشٓٔ‪ + ٔ​ٔ2‬رؤ‪ .)ٕٔ2ٔٙ‬قُد َ‬ ‫يرفع اهلل ىذه الضربات= ييب ِب ِر ِ‬ ‫يح ِو وقبؿ المسيح كاف العالـ في برودة روحية‪ ،‬كاف في الشتاء‪ .‬وبعد المسيح‬ ‫َُ‬ ‫‪423‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع واألربعون(ة))‬

‫"الشتاء قد مضى" (نشٕ‪ .)ٔ​ٔ2‬وتحولت برودة العالـ الروحية إلى ح اررة روحية‪ .‬فالثمج يشير لشدة البرودة‬

‫الروحية (متٕٗ‪ .)ٕٔ2‬وبعد عمؿ المسيح تحوؿ ىذا إلى صوؼ إشارة لمح اررة الروحية‪ .‬والضباب (الصقيع)‬ ‫عبلمة عمى إنعداـ الرؤية (لؤ‪ٔ + ٜٚ2‬بطٕ‪ )ٜ2‬ومف كانوا في ظممة بعد المسيح قدموا توبة‪ ،‬فالرماد يرمز‬ ‫لمتوبة‪ ،‬بؿ حينما حؿ الروح عمى المؤمنيف أحرؽ فييـ كؿ شيوة وخطية وحوليا إلى رماد‪ .‬والجميد يشير لمقسوة‪،‬‬

‫وكاف شاوؿ الطرسوسي ىكذا‪ ،‬وكاف الروماف في اضطيادىـ لممسيحييف ىكذا‪ ،‬بؿ في حياتيـ اليومية أيضاً‪ ،‬فيـ‬

‫كانوا يفرحوف ويتسموف بيبلؾ وموت البشر مف العبيد‪ .‬وىؤالء فتت المسيح قموبيـ الحجرية بؿ صاروا فتاتاً أي‬

‫خب اًز (ٔكوٓٔ‪ .) ٔٚ2‬أي أعضاء في جسد المسيح‪ .‬وتحوؿ غضب اهلل (البرد) النازؿ مف السماء‪ ،‬إلى مياه نازلة‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يب َيا‪.‬‬ ‫مف السماء (الروح القدس)‪ .‬فقد أذاب كممة اهلل العداوة بيف اآلب والبشر= ُي ْرس ُل َكم َمتَ ُو فَ ُيذ ُ‬

‫ِ ِ ٕٓ‬ ‫ضِ‬ ‫يل ِبفَرِائ ِ‬ ‫اآليات (‪ٜٔ" - )ٕٓ-ٜٔ‬ي ْخ ِبر يعقُوب ِب َكمِم ِت ِو‪ ,‬وِاسرِ‬ ‫ص َن ْع ى َك َذا ِبِ‬ ‫ُمِم‪,‬‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫‪.‬‬ ‫و‬ ‫ام‬ ‫ك‬ ‫َح‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ائ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ويا‪".‬‬ ‫ام ُو لَ ْم َي ْع ِرفُ َ‬ ‫َوأ ْ‬ ‫وىا‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬ ‫َح َك ُ‬

‫ىذه اآليات تشير ألف اهلل أرسؿ األنبياء ولشعبو إسرائيؿ حامميف كممتو وشرائعو بينما كاف العالـ غارقاً في‬

‫وثنيتو‪ .‬واآلف أسرار اهلل لدى الكنيسة عوضاً عف الشعب الييودي‪ .‬وكؿ مف أنعـ عميو بأف يفيـ أسرار ممكوت‬

‫اهلل فميسبح اهلل بيذه اآلية‪.‬‬

‫‪424‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه واألربعون)‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور المئة والثامن واألربعون‬ ‫المزامير (‪ )ٔ٘ٓ ،ٜٔٗ ،ٔٗٛ‬ىي اليوس الرابع مف التسبحة اليومية‪.‬‬

‫المرنـ ىنا يطمب مف كؿ الخميقة اف تسبح اهلل‪ .‬فباألولى يسبحو اإلنساف الذي لو ىبة النطؽ‪.‬‬

‫كيؼ تسبح الخميقة غير الناطقة إلييا؟ أي أنيا في دقة خمقتيا وروعة تكوينيا وانتظاميا تظير روعة عمؿ‬

‫الخالؽ‪ .‬فتوالي ظيور الشمس والقمر والنجوـ يظير مقدرة اهلل الخالؽ في ضبط الكوف‪ .‬وىذا ما عناه بولس‬

‫الرسوؿ في (رؤ‪ .)ٕٖ-ٜٔ2‬وكأف بولس يفسر المعنى في تسبيح الخميقة هلل وأف ىذا يعني انيا تشيد لو‪ .‬وكـ‬ ‫يجب عمى اإلنساف أف يفيـ أف وراء ىذه الخميقة إلياً جبا اًر قاد اًر قدي اًر استطاع خمقة وضبط كؿ الخميقة‪ .‬فكاف‬

‫عميو أف يسبحو ويؤمف بو‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ات‪ .‬س ٍّبحوه ِفي األ ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫الر َّ ِ‬ ‫يع َمبلَ ِئ َك ِت ِو‪.‬‬ ‫س ٍّب ُحوا َّ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬ىمٍّمُ َ‬ ‫س ٍّب ُحوهُ َيا َجم َ‬ ‫َعالي‪َ .‬‬ ‫ب م َن َّ َ َ‬ ‫ويا‪َ .‬‬ ‫س ٍّب ُحوهُ َيا ُك َّل ُجنُ ِ‬ ‫ود ِه‪".‬‬ ‫َ‬

‫دعوة لممبلئكة وكؿ السماوييف أف يسبحوا اهلل‪ .‬وليس معنى ىذا أنيـ ال يفعموف ولكف المرنـ يقصد أنت يا رب‬

‫تستحؽ كؿ ىذا الحب وىذا التسبيح منيـ‪.‬‬

‫الشمس وا ْلقَمر‪ .‬س ٍّب ِح ِ‬ ‫اآليات (ٖ‪ِ ِ ٖ" - )ٙ-‬‬ ‫يو‬ ‫س ٍّبحيو َيا أَيَّتُ َيا َّ ْ ُ َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫٘‬ ‫ق َّ ِ ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫اس َم‬ ‫ات‪َ ,‬وَيا أَيَّتُ َيا ا ْل ِم َياهُ الَِّتي فَ ْو َ‬ ‫س ٍّب ِح ْ‬ ‫الس َم َاوات‪ .‬لتُ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ض َع لَ َيا َحدًّا َفمَ ْن تَتَ َعدَّاهُ‪".‬‬ ‫َواأل َ​َب ِد‪َ ,‬و َ‬

‫ور‪ِ ِ ٗ .‬‬ ‫يا ج ِميع َكو ِ‬ ‫اك ِب الن ِ‬ ‫اء‬ ‫س َم َ‬ ‫س ٍّبحيو َيا َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫الر ٍّ َّ‬ ‫َّى ِر‬ ‫َّ‬ ‫َم َر فَ ُخمِقَ ْت‪َ ,‬وثَبَّتَ َيا إِلَى الد ْ‬ ‫ب ألَن ُو أ َ‬

‫المرنـ يطمب أف يسبح اهلل خميقتو السماوية الجامدة كاألفبلؾ والشمس‪ ..‬وىذا يعني أنيا في انتظاميا وجماليا‬

‫تشيد هلل العظيـ الذي خمقيا ويضبطيا في حدود‪.‬‬

‫‪ٚ‬‬ ‫ب ِم َن األ َْر ِ‬ ‫ين َو ُك َّل‬ ‫الر َّ‬ ‫س ٍّب ِحي َّ‬ ‫ض‪َ ,‬يا أَيَّتُ َيا التََّن ِان ُ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٔٓ-ٚ‬‬ ‫الريح ا ْلع ِ‬ ‫الص ِان َع ُة َكِم َمتَ ُو‪ٜ ,‬ا ْل ِج َبا ُل َو ُكل اآل َك ِام‪َّ ,‬‬ ‫الش َج ُر ا ْل ُمثْ ِم ُر‬ ‫اصفَ ُة َّ‬ ‫ٍّ ُ َ‬ ‫َج ِن َح ِة‪",‬‬ ‫ور َذ َو ُ‬ ‫َّاب ُ‬ ‫ات األ ْ‬ ‫الدَّب َ‬ ‫ات َوالط ُي ُ‬

‫الم َج ِج‪َّ ٛ .‬‬ ‫اب‪,‬‬ ‫َّب ُ‬ ‫الن ُار َوا ْل َب َرُد‪ ,‬الثَّْم ُج َوالض َ‬ ‫ٓٔ‬ ‫وش َو ُكل ا ْل َب َي ِائِم‪,‬‬ ‫َو ُكل األ َْر ِز‪ ,‬ا ْل ُو ُح ُ‬

‫المرنـ يطمب لمخميقة الحيوانية اف تسبحو‪ ،‬فيو يعتني بيا ويعوليا‪ .‬ومجرد بقائيا شاىد عمى قدرة اهلل في عنايتو‬ ‫ين = الحيتاف العظيمة والتماسيح‪ .‬والم َج ِج =ىي‬ ‫بكؿ جنس حيواني في السماء أو البحر أو عمى األرض التََّن ِان ُ‬ ‫البحار وكؿ ما يعيش فييا اي المخموقات البحرية والمخموقات التي تعيش في أعماؽ البحار‪.‬‬

‫‪425‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه واألربعون)‬ ‫ٕٔ‬ ‫ضِ‬ ‫ض َو ُكل الش ُع ِ‬ ‫اة األ َْر ِ‬ ‫اآليات (ٔ​ٔ‪ُ ٔ​ٔ" - )ٔٗ-‬ممُو ُك األ َْر ِ‬ ‫ضا‪,‬‬ ‫َح َد ُ‬ ‫اث َوا ْل َع َذ َارى أ َْي ً‬ ‫ض‪ ,‬األ ْ‬ ‫اء َو ُكل قُ َ‬ ‫س ُ‬ ‫وب‪ ,‬الر َؤ َ‬ ‫السماو ِ‬ ‫الشيو ُخ مع ا ْل ِفتْي ِ ٖٔ ِ‬ ‫ق األ َْر ِ‬ ‫ات‪.‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اس َم َّ‬ ‫اس ُم ُو َو ْح َدهُ‪َ .‬م ْج ُدهُ فَ ْو َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫ب‪ ,‬أل ََّن ُو قَ ْد تَ َعالَى ْ‬ ‫س ٍّب ُحوا ْ‬ ‫ض َو َّ َ َ‬ ‫ان‪ ,‬ل ُي َ‬ ‫الشع ِب ا ْلقَ ِر ِ ِ‬ ‫شع ِب ِو‪ ,‬فَ ْخ ار لِج ِم ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٗٔ ِ‬ ‫ويا‪".‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يب إِلَ ْيو‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬ ‫ً َ‬ ‫َوَي ْنص ُ‬ ‫يل َّ ْ‬ ‫يع أَتْق َيائو‪ ,‬ل َبني إِ ْ‬ ‫ب قَ ْرًنا ل َ ْ‬

‫ىنا يطمب المرنـ مف الخميقة الناطقة أف تسبح اهلل‪ ،‬مموؾ وعامة الشعب‪.‬‬

‫‪426‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع واألربعون)‬

‫المزمور المئة والتاسع واألربعون‬

‫عودة لمجدول‬

‫المزمور السابؽ تسبيح لمخالؽ وىنا نجد تسبيح هلل كفادي‪ .‬ىو مزمور تسبيح لمنصرة التي أعطاىا اهلل لشعبو عمى‬ ‫أعدائيـ‪ .‬ربما كتبو داود بعد انتصاره عمى بعض أعدائو‪ .‬ولكنو كاف ينظر بعيف النبوة عمى انتصار المسيح عمى‬

‫إبميس ونصرة الكنيسة عمى أعدائيا‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫ِ ِ ِٕ‬ ‫يدةً‪ ,‬تَس ِبيحتَ ُو ِفي جم ِ‬ ‫ويا‪َ .‬غنوا لِ َّمر ٍّ ِ‬ ‫س َرِائي ُل ِب َخالِ ِق ِو‪.‬‬ ‫يم ًة َج ِد َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٖ-‬ىمٍّمُ َ‬ ‫اعة األَتْق َياء‪ .‬ل َي ْف َر ْح إِ ْ‬ ‫ب تَْرن َ‬ ‫ِ ِ ِٖ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف َو ُع ٍ‬ ‫اس َم ُو ِب َرق ٍ‬ ‫ود لِ ُي َرٍّن ُموا لَ ُو‪".‬‬ ‫ْص‪ِ .‬ب ُد ّ‬ ‫س ٍّب ُحوا ْ‬ ‫ل َي ْبتَ ِي ْج َبنُو ص ْي َي ْو َن ِب َممك ِي ْم‪ .‬ل ُي َ‬ ‫َغنوا لِ َّمر ٍّ ِ‬ ‫يدةً = ىي جديدة ألف عممو الفدائي لخبلص اإلنساف كاف عمبلً جديداً يستحؽ نوع جديد‬ ‫يم ًة َج ِد َ‬ ‫ب تَْرن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫مف التسبيح ِفي جم ِ‬ ‫س َرِائي ُل ِب َخالِ ِق ِو = فالمسيح أعطانا أف‬ ‫َ​َ َ‬ ‫اعة األَتْق َياء = الذيف بررىـ المسيح بدمو‪ .‬ل َي ْف َر ْح إِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ٍّب ُحو‬ ‫نكوف خميقة جديدة (ٕكو٘‪ )ٔٚ2‬ل َي ْبتَ ِي ْج َب ُنو ص ْي َي ْو َن ِب َممك ِي ْم = المسيح ممؾ عمينا بصميبو ومحبتو‪ .‬لن َ‬

‫ِب َرق ٍ‬ ‫ْص = ليس المقصود رقص الخبلعة الجسدية = بؿ بأف تكوف أعضاء جسدنا آالت بر‪ ،‬تشيد لو‪ ،‬وتخدمو‬ ‫وتتقدس لو‪ ،‬أما في العيد القديـ فكانوا يفيموف أف الرقص عبلمة جسدية لبلبتياج لذلؾ رقص داود أماـ تابوت‬ ‫العيد‪ .‬واآلف مف يصمب األىواء مع الشيوات يفرح جسده باهلل‪.‬‬

‫ِ‬ ‫شع ِب ِو‪ .‬يج ٍّم ُل ا ْلوَدعاء ِبا ْل َخبلَ ِ ٘ ِ‬ ‫ب َر ٍ‬ ‫اء ِب َم ْج ٍد‪ .‬لِ ُي َرٍّن ُموا َع َمى‬ ‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )ٚ-‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫اض َع ْن َ ْ ُ َ‬ ‫ص‪ .‬ل َي ْبتَ ِي ِج األَتْق َي ُ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ف ُذو حد َّْي ِن ِفي ي ِد ِىم‪ٚ .‬لِيص َنعوا َن ْقم ًة ِفي األُمِم‪ ,‬وتَأ ِْديب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اج ِع ِيم‪ٙ .‬تَ ْن ِويي ُ ِ ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ات ِفي‬ ‫س ْي ٌ‬ ‫َم َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ ُ‬ ‫ات اهلل في أَف َْواى ِي ْم‪َ ,‬و َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الش ُع ِ‬ ‫وب‪".‬‬ ‫بعد خبلص المسيح أصبح الرب ر ٍ‬ ‫اض عف شعبو‪ .‬وكؿ مف يطيع وصاياه ويتشبو بو ‪ ،‬ىؤالء يصيروف ُي َج ٍّم ُل‬ ‫ض ِ‬ ‫اء ِبا ْل َخبلَ ِ‬ ‫اج ِع ِي ْم = لقد صارت حياتيـ تسبيحة دائمة الميؿ‬ ‫ص‪ .‬ويجعميـ يبتيجوف بمجد‪ .‬لِ ُي َرٍّن ُموا َعمَى َم َ‬ ‫ا ْل ُوَد َع َ‬

‫والنيار‪ .‬بؿ قد ولى ليؿ التكاسؿ والنوـ والخطية‪ .‬وىـ يستمروف في تسبيحيـ بعد أف يضطجعوا في قبورىـ ألف‬ ‫اهلل ِفي أَفْو ِ‬ ‫ات ِ‬ ‫اى ِي ْم = تنوييات مف َن َوهَ التي تعنى رفع ذكر انساف ويصير‬ ‫يي ُ‬ ‫أرواحيـ أنطمقت لمسماء مسبحة تَ ْن ِو َ‬ ‫َ‬ ‫المعني ىو اعطاء المجد هلل الذي يستحقو عف طريؽ تسابيح النصر والتيميؿ فيو الذي اعطاىـ النصر عمى‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ص َن ُعوا َن ْق َم ًة = انتقموا‬ ‫س ْي ٌ‬ ‫ف ُذو َحد َّْي ِن في َيدى ْم بو يغمبوف (اؼ‪ )ٙ‬ل َي ْ‬ ‫أعدائيـ الذيف حاربوىـ ولكف اهلل أعطاىـ َ‬ ‫مف إبميس‪ .‬فإبميس يغتاظ ويندحر حيف يجد المؤمنيف فرحيف يسبحوف اهلل و يختاروف طريؽ اهلل ويتركوه في‬ ‫احتقار‪.‬‬

‫‪ٛ‬‬ ‫ِ ٍ ‪ِٜ‬‬ ‫ِ‬ ‫ود‪ ,‬و ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام ٌة ى َذا‬ ‫ش َرفَائ ِي ْم ِب ُك ُبول م ْن َحديد‪ .‬ل ُي ْج ُروا ِب ِيم ا ْل ُح ْك َم ا ْل َم ْكتُ َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٜ-ٛ‬أل ْ‬ ‫َس ِر ُممُوك ِي ْم ِبقُ ُي ٍ َ‬ ‫وب‪َ .‬ك َر َ‬ ‫لِج ِم ِ ِ ِ ِ‬ ‫ويا‪".‬‬ ‫يع أَتْق َيائو‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬ ‫َ‬

‫‪427‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع واألربعون)‬

‫الممؾ المأسور ىو الممؾ السابؽ‪ ،‬إبميس الذي قيده اهلل بسمسمة لمدة ٓ​ٓ​ٓٔسنة أي حتى مجيئو الثاني‪.‬‬

‫(رؤٕٓ‪ .)ٖ-ٔ2‬ولقد أعطى اهلل كنيستو سمطاناً أف تدوس الحيات والعقارب وكؿ قوة العدو إبميس (لوٓٔ‪=)ٜٔ2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب‪ .‬وكما داسوا إبميس داسوا أعمالو ورفضوا شيواتو‪ ،‬وىزموا أفكاره الميرطقة‪ .‬وكانت‬ ‫ل ُي ْج ُروا ِب ِيم ا ْل ُح ْك َم ا ْل َم ْكتُ َ‬ ‫تعاليـ أثناسيوس كقيود مف حديد عمى ىرطقات آريوس‪.‬‬

‫‪428‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخمطون)‬

‫المزمور المئة والخمسون‬

‫عودة لمجدول‬

‫كؿ المزامير السابقة ىي مزامير تسبيح ألجؿ خبلص صنعو اهلل‪ ،‬ومازاؿ يصنعو ألجؿ أتقيائو مدة حياتيـ عمى‬ ‫األرض‪ .‬أما ىذا المزمور فيو مزمور ترتيؿ وتسبيح لنفس أحبت اهلل ألجؿ نفسو‪ ،‬ال لخبلص قدمو‪ ،‬وال لبركة‬

‫حصمت عمييا‪ ،‬بؿ ىي تسبح اهلل الذي اكتشفت محبتو وروعتو‪ ،‬والمرنـ يطمب أف نسبح اهلل بكؿ آلة يمكف أف‬ ‫نصؿ إلييا رم اًز لكؿ عضو في جسدنا‪ ،‬بؿ كؿ خمجة في مشاعرنا‪ .‬وىكذا سيكوف حالنا في السماء إذ نرى اهلل‬

‫في مجده(ٔكؤٖ‪ٕ+ ٕٔ2‬كوٖ‪ .)ٔٛ2‬وحيف نرى مجده وما أعده لنا لف نكؼ عف التسابيح‪ .‬وأحمى اآلالت التي‬ ‫يحبيا اهلل ىي حناجرنا‪ ،‬وىناؾ ما ىو أحمى‪ ،‬حتى إف لـ ننطؽ بحناجرنا فيو يشعر بخفقات قموبنا وخمجات‬ ‫مشاعرنا التي تنطؽ بالتسبيح لو في حب‪ .‬وىذا المزمور تسبح بو الكنيسة في التوزيع (التناوؿ) لتسبح اهلل عمى‬

‫نعمتو العظيمة التي أعطانا بيا حياة‪.‬‬

‫ٔ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ٍّب ُحوهُ ِفي َفمَ ِك قُ َّوِت ِو‪".‬‬ ‫آية (ٔ) ‪َ " -‬ىمٍّمُ َ‬ ‫س ٍّب ُحوا اهللَ في قُ ْدسو‪َ .‬‬ ‫ويا‪َ .‬‬ ‫س ٍّب ُحوا اهللَ ِفي قُ ْد ِس ِو = وفي ترجمات كثيرة ومنيا القبطية في جميع قديسيو‪ .‬أي سبحوا اهلل الذي جعؿ ىؤالء‬ ‫َ‬

‫القديسيف ليـ نفس صورتو وانعكست عمييـ أنوار بيائو ىنا نرى أنفسنا ونحف نسبح‪ ،‬وقد وقفنا في صفوؼ‬

‫المبلئكة والقديسي ف أماـ عرش اهلل أي قدسو‪ ،‬والكؿ يسبحو‪ .‬لذلؾ نرتؿ ىذا المزمور أثناء التوزيع‪ .‬والمسيح‬ ‫س ٍّب ُحوهُ ِفي َفمَ ِك قَُّوِت ِو = أو في جمد قوتو= الجمد ىو السماء وىناؾ نوعيف مف الجمد جمد السماء أي‬ ‫وسطنا‪َ .‬‬ ‫الطبقة التي تحمؿ السحاب‪ .‬وجمد الكواكب والمقصود بيا قبة السماء المرصعة بالنجوـ‪ .‬ونرى في كمييما قدرة‬ ‫اهلل عمى الخميقة‪ .‬وجمد الكواكب يشير لمكنيسة السماوية والنجوـ يشيروا لمقديسيف فييا‪.‬‬

‫ٕ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ظ َم ِت ِو‪".‬‬ ‫ب َكثَْرِة َع َ‬ ‫سَ‬ ‫س ٍّب ُحوهُ َح َ‬ ‫س ٍّب ُحوهُ َعمَى قَُّواتو‪َ .‬‬ ‫آية (ٕ) ‪َ " -‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ب َكثَْرِة َعظَ َم ِت ِو = عظمتو التي ظيرت في‬ ‫سَ‬ ‫س ٍّب ُحوهُ َح َ‬ ‫س ٍّب ُحوهُ َعمَى قُ َّواتو = ومقدرتو في الخمؽ وضبط الكوف‪َ .‬‬ ‫َ‬ ‫الخمقة وفي تجديدىا بالتجسد والفداء‪.‬‬ ‫ٗ‬ ‫ٖ‬ ‫اب َو ُع ٍ‬ ‫س ٍّب ُحوهُ ِبرَب ٍ‬ ‫ف َو َرق ٍ‬ ‫س ٍّب ُحوهُ ِبأ َْوتَ ٍ‬ ‫ص ْو ِت الص ِ‬ ‫ار‬ ‫س ٍّب ُحوهُ ِب ُد ّ‬ ‫ْص‪َ .‬‬ ‫ود‪َ .‬‬ ‫ور‪َ .‬‬ ‫س ٍّب ُحوهُ ِب َ‬ ‫اآليات (ٖ‪َ " - )ٗ-‬‬ ‫َ‬ ‫َو ِم ْزَم ٍ‬ ‫ار‪".‬‬

‫ىي دعوة لمتسبيح بكؿ اآلالت المعروفة‪ .‬والمطموب أف نسبح اهلل بكؿ قوتنا وبأعضائنا التي نجعميا آالت بر‪.‬‬ ‫وبحناجرنا وقموبنا‪ .‬وكؿ مف يكرز بكبلـ الرب فيو يسبح بصوت بوؽ‪ .‬والقديسيف سمموا أجسادىـ وأرواحيـ لمروح‬

‫القدس فعزؼ الروح عمييـ أعذب ألحاف القداسة‪ .‬الص ِ‬ ‫ور = بوؽ مف قرف الكبش أو الفضة (رمز لكممة اهلل)‬

‫‪429‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخمطون)‬

‫ف َو َرق ٍ‬ ‫ْص = الدؼ ىو (الرؽ)‪ .‬والرقص ىو كنارة بحسب الترجمة السبعينية وترجمت في القبطية‬ ‫س ٍّب ُحوهُ ِب ُد ّ‬ ‫َ‬ ‫صفوؼ‪ .‬وما أحمى أف تفيـ صفوؼ المسبحيف المنشديف هلل‪.‬‬ ‫٘‬ ‫ف‪ُ .‬كل َن ٍ‬ ‫وج ا ْليتَا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويا‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫ص ُن ِ‬ ‫س ٍّب ِح َّ‬ ‫ب‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬ ‫وج التَّ ْ‬ ‫ص ُن ِ ُ‬ ‫س َمة َف ْمتُ َ‬ ‫َ‬ ‫س ٍّب ُحوهُ ِب ُ‬ ‫ص ِويت‪َ .‬‬ ‫س ٍّب ُحوهُ ِب ُ‬ ‫آية (٘) ‪َ " -‬‬ ‫وج ا ْليتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اف= ىو الدؼ‬ ‫ص ُن ِ‬ ‫وج التَّ ْ‬ ‫ص ُن ِ ُ‬ ‫ص ِويت = ىي قطع مستديرة نحاسية توضع في األصابع‪ُ .‬‬ ‫س ٍّب ُحوهُ ِب ُ‬ ‫َ‬ ‫المستخدـ في الكنيسة القبطية‪( .‬ويسمى ناقوس) ُكل َن ٍ‬ ‫ب = ىنا وصؿ المرنـ إلى الذروة‪ ،‬فيو‬ ‫الر َّ‬ ‫س ٍّب ِح َّ‬ ‫س َمة َف ْمتُ َ‬ ‫َ‬

‫يريد مف كؿ إنساف أف يسبح ويسبح بكؿ حواسو وبكؿ أعضائو ومف قمبو‪.‬‬

‫‪430‬‬


‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى والخمطون)‬

‫المزمور المئة والحادي والخمسون‬

‫عودة لمجدول‬

‫يوجد في الترجمات السبعينية والقبطية والفاتيكانية‪.‬‬ ‫اآليات(ٔ‪ ٔ" - )ٛ-‬أنا صغير كنت في إخوتي‪ ,‬وحدثاً في بيت أبي‪ .‬راعياً غنم أبي‪ ٕ .‬يداي صنعتا األرغن وأصابعي‬

‫ألفت المزمار ٖ من ىو الذي يخبر سيدي ىو الرب الذي يستجيب لمذين يصرخون إليو ٗ ىو أرسل مبلكو وأخذني‬ ‫من غنم أبي ومسحني بدىن مسحتو ٘ أخوتي حسان وىم أكبر مني والرب لم يسر بيم ‪ ٙ‬خرجت لمقاء الفمسطيني‬

‫فمعنني بأوثانو ‪ ٚ‬ولكن أنا سممت سيفو الذي كان بيده وقطعت رأسو ‪ ٛ‬ونزعت العار عن إسرائيل ىممويا‪" .‬‬

‫ىذا المزمور كتبو داود عف نفسو‪ .‬وبروح النبوة تنبأ عف المسيح الراعي الصالح‪ .‬وكما احتقر يسي وأوالده الكبار داود‬ ‫لصغره‪ ،‬ىكذا احتقر رؤساء الييود وكينتيـ المسيح‪ .‬فيسى لـ يدع ابنو الصغير إلى وليمة صموئيؿ‪ .‬والمسيح أخذ مف‬

‫وسط البشر= أخذني من غنم أبي ومسح يوـ عماده‪ .‬واألخوة الكبار يرمزوف لمييود الذيف لـ يسر الرب بيـ وقبؿ بدالً‬ ‫منيـ األمـ في شخص المسيح‪ .‬وقصة انتصار داود عمى جميات ىي رمز النتصار المسيح عمى الشيطاف لنزع عار‬

‫البشر إذ كاف قد استعبدىـ‪ .‬ولذلؾ تق أر الكنيسة ىذا المزمور ليمة أبو غممسيس أي ليمة سبت النور بعد أف كاف المسيح‬ ‫قد ىزـ إبميس بالصميب أي سيفو الذي كاف قد أعده إبميس لضرب المسيح فضرب المسيح بو إبميس‪.‬‬ ‫آية (ٕ) ‪" -‬يداي صنعتا األرغن وأصابعي ألفت المزمار‪".‬‬

‫األرغن = قطع ب وص مفرغة صنعيا داود وفرح ألنو وجد وصنع آلة يسبح بيا الرب ولقد صنع المسيح بفدائو كنيسة‬ ‫مرنمة مسبحة‪.‬‬ ‫آية (ٖ) ‪" -‬من ىو الذي يخبر سيدي ىو الرب الذي يستجيب لمذين يصرخون إليو‪".‬‬ ‫تعنى اهلل يعرؼ ما في قمبي ويستجيب‪.‬‬

‫‪431‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.