ضفر المسامير -جذول ضفر المسامير الرقم تأمالث مقذمت مز 7 مز 2 مز 5 مز 5 مز 3 مز 0 مز 1 مز 9 مز 8 مز 70 مز 77 مز 72 مز 75 مز 75 مز 73 مز 70
الرقم مز 71 مز 79 مز 78 مز 20 مز 27 مز 22 مز 25 مز 25 مز 23 مز 20 مز 21 مز 29 مز 28 مز 50 مز 57 مز 52 مز 55 مز 55
الرقم مز 53 مز 50 مز 51 مز 59 مز 58 مز 50 مز 57 مز 52 مز 55 مز 55 مز 53 مز 50 مز 51 مز 59 مز 58 مز 30 مز 37 مز 32
الرقم مز 35 مز 35 مز 33 مز 30 مز 31 مز 39 مز 38 مز 00 مز 07 مز 02 مز 05 مز 05 مز 03 مز 00 مز 01 مز 09 مز 08 مز 10
الرقم مز 17 مز 12 مز 15 مز 15 مز 13 مز 10 مز 11 مز 19 مز 18 مز 90 مز 97 مز 92 مز 95 مز 95 مز 93 مز 90 مز 91 مز 99
الرقم مز 98 مز 80 مز 87 مز 82 مز 85 مز 85 مز 83 مز 80 مز 81 مز 89 مز 88 مز 700 مز 707 مز 702 مز 705 مز 705 مز 703 مز 700
الرقم مز 701 مز 709 مز 708 مز 770 مز 777 مز 772 مز 775 مز 775 مز 773 مز A 770 مز B 770 مز 771 مز 779 مز 07 -778 مز 02 -778 مز 05 -778 مز 05 -778 مز 03 -778
الرقم مز 00 -778 مز 01 -778 مز 09 -778 مز 08 -778 مز 70 -778 مز 77 -778 مز 72 -778 مز 75 -778 مز 75 -778 مز 73 -778 مز 70 -778 مز 71 -778 مز 79 -778 مز 78 -778 مز 20 -778 مز 27 -778 مز 22 -778 مز 720
الرقم مز 727 مز 722 مز 725 مز 725 مز 723 مز 720 مز 721 مز 729 مز 728 مز 750 مز 757 مز 752 مز 755 مز 755 مز 753 مز 750 مز 751 مز 759
الرقم مز 758 مز 750 مز 757 مز 752 مز 755 مز 755 مز 753 مز 750 مز A 751 مز B 751 مز 759 مز 758 مز 730 مز 737
1
ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )
تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج
عودة لمجدول
المزامير في الكنيسة القبطية المزامير ليا أىمية كبيرة في الكنيسة المقدسة .وكتاب المزامير ىو أشير كتب الصبلة .ىو شعر وموسيقى وعواطؼ وانفعاالت واشتياقات روحية وصموات وابتياالت .ىو نماذج حية عممية لمتخاطب مع اهلل .ومنذ زمف قديـ كانت المزامير تصمى بطريقة الغناء بنغمات موسيقية ،كؿ مزمور لو لحف خاص بو .ونجد مثؿ ىذا في
التسبحة ،فاليوس الثاني والثالث والرابع تقاؿ باأللحاف ،فيي مزامير ممحنة.
وكاف ىذا ىو ما يحدث في العيد القديـ أيضاً فنسمع في (ٔأيٖٕ )٘2أف ىناؾ ٓٓٓٗ مغني في الييكؿ يسبحوف اهلل بآالتيـ الموسيقية منيـ فرقة أساؼ .فكاف بيت اهلل ممموء غناء وتسابيح .وكثير مف اآلالت
الموسيقية مذكورة في المزامير مثؿ العود والقيثارة وذوات األوتار والمزمار( ...مزٓ٘ٔ) .وبيت اهلل نجده ممموء
فرحاً.
وىكذا سمعنا بعد الخ روج مريـ أخت موسى وىروف تمسؾ الدؼ وتغني ورائيا فرؽ مف الفتيات .وىذا ما كرره
بولس الرسوؿ "مكمميف بعضكـ بعضاً بمزامير وتسابيح( ..اؼ٘ٔ + ٜٔ2كوٗٔ + ٕٙ2كوٖ .)ٔٙ2فاستعماؿ
المزامير قديـ جداً منذ العيد القديـ واستعمموىا الرسؿ وواظبت الكنيسة عمى استخداميا،
ودائماً يسبؽ قراءة كؿ إنجيؿ قراءة مزمور ،بؿ في أسبوع اآلالـ ال نق أر مف العيد القديـ سوى المزامير فقط. وكثير مف األلحاف مأخوذة مف المزامير .وكاف المسيحي في ذىابو لمكنيسة يرتؿ مزمور "فرحت بالقائميف لي إلى
بيت الرب نذىب" بدالً مف أف يفكر في مشاكمو وفي الدنيويات .واذا دخؿ الكنيسة يقوؿ مساكنؾ محبوبة ..وأماـ
الييكؿ يقوؿ "أما أنا فبكثرة رحمتؾ أدخؿ بيتؾ " ..ىو يييئ نفسو وذىنو لمصبلة بدالً مف دوامة العالـ حتى ال يشرد ذىنو في مشاكؿ العالـ فبل يستطيع الصبلة .والكنيسة تصمي في شير كييؾ المزمور الكبير وىو تجميع
لغالبية اآليات ال تي تشير لمعذراء ولعيد الميبلد .وفي عيد الغطاس المزمور الكبير كمو يكوف عف الماء .وفي
صبلة األجبية نستعمؿ ٚٚمزمور منيـ المزمور الكبير الذي ىو عمى حسب الحروؼ األبجدية العبرية (ٕٕ
حرفاً) وكؿ مزمور أو قطعة منو عبارة عف ٛآيات ( وىـ ٘ ٚمزمور بحسب طبعة بيروت ) وبعض الطوائؼ البروتستانتية ال تصمي المزامير وبعضيـ يصموف بيا .وحتى مف ال يصمي بيا يستخدميا في التراتيؿ .فبل يوجد
مف يستغني عف المزامير.
وكنيستنا في نياية كؿ قداس تصمي المزمور اؿٓ٘ٔ أثناء التوزيع.
وألىمية المزامير وشيرتيا قسـ المسيح العيد القديـ وقاؿ "موسى والمزامير واألنبياء" (لوٕٗ .)ٗٗ2وكثي اًر ما
استعمؿ المسيح والرسؿ آيات مف المزامير .بؿ وىو عمى الصميب قاؿ إليي إليي لماذا تركتني وىي اآلية األولى مف مزمور ٕٕ.
2
ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )
المزامير تستخدم في إخراج الشياطين بدأ داود الشاعر بفطرتو والروحاني في طبيعتو يرتؿ مزاميره وىو راعي صغير وكاف موسيقار يضرب عمى العود والمزمار .وحيف كاف الممؾ شاوؿ تنتابو نوبات الجنوف بسبب الروح الشرير كانوا يقولوف إبحثوا عف رجؿ يحسف
الضرب عمى العود فقالوا داود بف يسى ،وأتوا بو فكاف يصمي مزاميره بترتيؿ فتخرج الشياطيف؟ ومازالت المزامير
مستخدمة حتى اآلف في إخراج الشياطيف.
فالشياطيف ال تحتمؿ المزامير .ونجد في بستاف الرىباف أف أحد الرىباف يقوؿ أنو ال يفيـ المزامير فرد عميو آخر وقاؿ لو ولكف الشياطيف تفيميا وتخاؼ منيا .وأحد األساقفة كاف يقوؿ لمشيطاف الذي يصعب عميو إخراجو "إذا
لـ تخرج سأصمي طوباىـ أي المزمور الطويؿ ( )ٜٔٔفكاف الشيطاف يخرج. المزامير كميا نبوات
لذلؾ تقرأىا الكنيسة في أسبوع اآلالـ فقط فيي ممموءة نبوات عف المسيح والكنيسة في أسبوع اآلالـ ال تصمي باألجبية ،بؿ تصمي مزامير ساعات البصخة فقط ألف كؿ مزمور يوافؽ اإلنجيؿ الذي نقرأه في تمؾ الساعة،
ويكوف المزمور كنبوة عما نقرأه في اإلنجيؿ .وال نق أر باقي المزامير ألنيا نبوات عف أشياء أخرى .ونحف نعيش أسبوع اآلالـ بحسب حوادثو. من الذي كتب المزامير؟ تنسب المزامير لداود دائماً أياً كاف المزمور .وىناؾ رأياف في ىذا الموضوع2
رأي يقوؿ أف كؿ المزامير لداود ورأي آخر يقوؿ أف داود وضع ٖ ٚمزمور وموسى وضع (ٓ /)ٜٔ،ٜوسميماف
( /)ٕٚ،ٕٔٚوقورح وبنوه (ٔٔ)مزمور /وأساؼ (ٕٔ) مزمور /وىيماف ( /)ٛٛوايثاف ( ./)ٜٛوىناؾ مزامير مجيوؿ اسـ واضعيا.
ومف يقوؿ أف داود ىو واضع كؿ المزامير يقوؿ أف المزامير المجيولة كميا لداود ( والكتاب المقدس فعؿ ىذا
وقارف مز ٕ مع اع ٗ ) ٕ٘ 2أما قورح وبنيو وأساؼ وىيماف وايثاف ما ىـ سوى مغنيف فقط وليس واضعوف. ومف يقوؿ العكس يتساءؿ وكيؼ يقوؿ داود "عمى أنيار بابؿ ..ثـ كيؼ يقوؿ رضيت يا رب عف أرضؾ ..وىما
يتكمماف عف الذىاب لمسبي والعودة مف السبي .ومف يقوؿ أف داود واضع كؿ الم ازمير يرد بأف داود يتنبأ كما في
(مزٕٕ) عموماً فكؿ المزامير تنسب لداود فيو واضع معظـ المزامير .ويسمى إماـ المغنيف .قد يكوف إماـ المغنيف ىو قائد فرقة اإلنشاد في الييكؿ ومف ضمف مف نسب كؿ المزامير لداود القديس أغسطينوس.
ونجد في المزامير مقدمات فييا اسـ كاتبيا والمناسبة التي قيمت فييا واآللة المستعممة. كيف كتبت المزامير؟
ىؿ المزامير كانت كبلـ داود هلل؟ ،أو كاف اهلل يكمـ داود؟ "الكتاب كمو موحي بو مف اهلل" .لقد كاف داود يكمـ اهلل بكبلـ وضعو اهلل عمى فـ داود .فيناؾ صموات ال توافؽ مشيئة اهلل "تصموف وال تستجابوف ألنكـ تصموف ردياً"
3
ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )
إذاً جماؿ صموات المزامير أنيا صموات توافؽ مشيئة اهلل .كاف داود يعزؼ عمى العود وكاف الروح القدس يعزؼ عمى داود وبيذا خرجت ىذه المزامير الجميمة .ولذلؾ قاؿ داود "لساني قمـ كاتب ماىر" ألف الروح كاف يممي
وداود كاف يكتب عمى المزمار والقيثار والعشرة األوتار .ولذلؾ سمى داود مرنـ إسرائيؿ الحمو (ٕصـٖٕ)ٔ2 والمزامير بدأ كصموات وتأمبلت بالنسبة لداود كفرد ثـ تطورت وأصبحت صموات عامة لمناس .وكوف داود فرقة
خورس (كوراؿ) مف موسيقييف ومغنيف بكؿ اآلالت ليصموا بيا في الييكؿ فصارت صموات عامة .وىذه المزامير ىي أعمؽ صموات وانتقمت مف جيؿ إلى جيؿ. المزامير تشمل كل عناصر الصبلة .1
المجوء إلى اهلل في الضيقة
داود في كؿ ضيقتو كانت تعزيتو في المزامير .وكممات اشتدت عميو الضيقة يحتمي في مزمور "كثي اًر ما عمي" ىـ لـ يقدروا عميو ألنو كاف يحتمي باهلل ويصمي مزاميره .وىو صمى حاربوني منذ صباي ولـ يقدروا ّ مزاميره ىذه في عمؽ أالمو .ومف ىو في ضيقة ويصمي هلل بنفس طريقة داود وبكممات داود فمف المؤكد سيجد
تعزية.
فالمزامير تعممنا أسموب الحب والشوؽ والعتاب مع اهلل ،تعممنا أسموب الكبلـ مع اهلل .وىي تعممنا كيؼ نصمي هلل
بكبلـ اهلل .وكيؼ نناؿ فضيمة الرجاء وسط الضيقة .فالمؤمف يشعر بوجود اهلل وسط الضيقة وغير المؤمف يشعر بتخمي اهلل عنو.
ومف يصمي بالمزامير يقوؿ مع داود في ضيقتو "يا رب لماذا كثر الذيف يحزنونني( "..األعداء قد يكونوا أشخاص يضطيدونني أو خطايا وشيوات تحاربني) ثـ يكمؿ مع داود نفس المزمور أنت يا رب ناصري مجدي ورافع رأسي .فيشعر بوجود اهلل .ومف ال يشعر بوجود اهلل في ضيقتو يسقط في التذمر والكآبة واليأس بؿ قد يشعر بأنو
ال فائدة مف الحياة مع اهلل ،بؿ يقود لمتجديؼ وأف اهلل غير متحنف وىو ليس ضابط لمكؿ .أما مف يصمي مع داود فيشعر أف الضيقة موجودة لكف ربنا موجود والخبلص موجود ولو تأخر .بؿ أف داود في ضيقتو كاف يرى
الخبلص قبؿ أف يأتي فيشكر ألف اهلل استجاب ولـ تكف االستجابة قد حدثت بعد ،ولكنو يراىا بعيف اإليماف
والرجاء وبخبرتو التي رأي فييا خبلص اهلل م ار اًر .بؿ في ثقتو في خبلص الرب يقوؿ "أنا أضطجعت ونمت" وىو
في وسط الضيقة .ولغة الرجاء تمؤل المزامير وأف اهلل لف يترؾ البائسيف وال المتضايقيف .بؿ نجد نصؼ المزمور األوؿ فيو يشكو داود ونجد النصؼ اآلخر ابتياج وتسبيح عمى خبلص اهلل "إلى متى يا رب تنساني ..أسبح
إلى " ىذه ىي لغة الرجاء التي نتعمميا مف المزامير فنتعزى في ضيقاتنا ،ومف يصمي مع داود ال الرب المحسف ّ تسيطر عميو الكآبة في الضيقات .ىناؾ مف يضع الضيقة بينو وبيف اهلل فيتزعزع ،وىناؾ مف يتعمـ مف داود أف يضع اهلل بينو وبيف الضيقة فيكوف لو رجاء وتختفي الضيقة.
مزامير داود لو ترجمت ألي لغة تظؿ محتفظة بجماليا ،فجماليا ليس في الشعر والقافية بؿ في المعاني والروح.
فالمزامير لحف جميؿ يقرأىا اإلنساف فينسى ضيقاتو.
4
ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )
ضع خط أسود عمى كممات الضيقة في األجبية وضع خط أحمر عمى كممات المعونة فتجد أف داود ال يسمح
لمضيقة بأف تنفرد بو بؿ يمسؾ دائماً برجائو باهلل. .2
المزامير فييا تعميم.
المزامير تعطي تعاليماً كثيرة لمف يصمييا فمثبلً2 أ-
يا رب بالغداة تسمع صوتي (أي في الصباح الباكر) ..يا اهلل إليي إليؾ أبكر ىذا التعميـ يعطي
روح التبكير في الصبلة ويوبخ مف يصمي متأخ اًر.
ب -أف يقوؿ داود أنو يسبح اهلل سبع مرات يومياً وأف يقوؿ كنت أذكرؾ عمى فراشي فيذا التعميـ يعممنا أف نذكر اهلل دائماً حتى عمى فراش نومنا .مثاؿ آخر محبوب يا رب ىو إسمؾ فيو طوؿ النيار تبلوتي .فيذا يعطي فكرة عف إلتصاؽ القمب باهلل طوؿ النيار .ىذه مثؿ صموا ببل
إنقطاع ..ىذا تعميـ العيد الجديد.
ت -عطشت نفسي إليؾ كما يشتاؽ األيؿ إلى جداوؿ المياه تعطي تعميماً عف وجوب اشتياؽ القمب لمصبلة وتبكيت لمقمب إذا كاف ىناؾ تراخي.
ث -داود الممؾ الذي يممؾ كؿ شئ ولو قصره يتكمـ عف بيت اهلل باشتياؽ ويقوؿ واحدة سألت مف الرب واياىا ألتمس أف أسكف في بيت الرب واتفرس في ىيكمو المقدس ويقوؿ مساكنؾ محبوبة
أييا الرب إلو القوات تشتاؽ وتذوب نفسي لمدخوؿ إلى ديار الرب .ىذا يعطينا تعميماً كيؼ يجب أف نشتاؽ ونحب الذىاب لبيت الرب ولؤلديرة .بؿ نسمع عف االحتراـ والخوؼ حيف يدخؿ
مساكف الرب فيقوؿ "بكثرة رحمتؾ أدخؿ بيتؾ ..أي أنا غير مستحؽ لمدخوؿ لوال رحمتؾ .ويقوؿ
أماـ المبلئكة أرتؿ لؾ وأسجد قداـ ىيكؿ قدسؾ ..ويقصد أنو يرى أف بيت اهلل ممموءاً بالمبلئكة وىو يدخؿ ليسجد في وسطيـ .ىو شاعر أف البيت ممموء مبلئكة .فيناؾ مبلئكة لمبيت
والمبلئكة الحالة حوؿ خائفي اهلل والمبلؾ الحارس لكؿ واحد وىذا يعطي ىيبة وخشوع .فيؿ
نقؼ بتراخي أماـ مف تخشع لو المبلئكة.
ج -حيف يقوؿ ل يكف رفع يدي كذبيحة مسائية أمامؾ يعممنا أف نرفع أيدينا في الصبلة .ويكوف ذلؾ عمى شكؿ الصميب ..في الميالي إرفعوا أيديكـ أييا القديسوف وباركوا الرب.
ح -أغسؿ يدي بالنقاوة وأطوؼ بمذبحؾ .تعممنا ضرورة التوبة والنقاوة قبؿ أف نأتي لمعبادة في بيت الرب.
خ -حيف يقوؿ ىوذا ما أحسف وما أحمى أف يسكف اإلخوة معاً يعممنا أف نجتمع في حب لنقدـ عبادة جماعية.
.3
المزامير تعممنا كيف نطمب اهلل.
حيف يقوؿ مف األعماؽ صرخت إليؾ يا رب ..نرى أنو يجب أف نطمب اهلل في عمؽ الضيقة ،عمؽ الخطية. والمزامير تعممنا كيؼ نطمب وماذا نطمب .وكيؼ نيتـ بالطمبات الروحية .وكيؼ نطمب مجد اهلل.
5
ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )
.4
المزامير تعمم حياة الشكر.
المزامير تعممنا االعتراؼ بجميؿ اهلل والتغني بإحسانات اهلل وجوده وكرمو. .5
المزامير تعممنا حياة التسبيح.
فيناؾ مزامير كثيرة كميا تسابيح ببل أي طمب .ىو يصمي ال ليطمب بؿ ليسبح .اهلل بالنسبة لو ىنا ليس وسيمة إن ما غاية .ىو يريد اهلل نفسو "أييا الرب ربنا ما أعجب اسمؾ في األرض كميا .ىو ال يطمب بؿ يتأمؿ في اهلل. وكأنو يقوؿ "أنت غايتي وأنت كفايتي وكفي .ونراه يقوؿ مستعد قمبي يا اهلل مستعد قمبي أسبح وأرتؿ في تمجيدي
استيقظ يا مجدي استيقظ يا مزمار ..ىو يطمب مف كؿ شئ أف يستيقظ لكي يقؼ أماـ اهلل ويعترؼ لو .ىو يريد أف يصحو باك اًر وتصحو معو كؿ الخميقة لتسبح ويصحو معو المزمار والعشرة األوتار ليعترؼ لمرب بجميمو عميو بؿ داود في جماؿ تسابيحو يرى الطبيعة كميا تسبح اهلل ..الفمؾ والسموات والشمس والقمر والنجوـ واألياـ
والجباؿ والزىور ..الخميقة كميا ىي سيمفونية رائعة ونراه يقوؿ أف الرياح صانعة كممتو .بؿ ىو يطمب مف
المبلئكة أف يسبحوا اهلل( .مزٖٓٔ) فيقوؿ باركوا الرب يا جميع مبلئكتو يا جميع جنوده .ىو في فرحو بالرب
يطمب أف يسبح كؿ أحد وكؿ شئ الرب .لـ يوجد في البشر مف أحسف تسبيح الرب مثؿ داود .بؿ ىو بعد أف
يشبع تسبيح يقوؿ سبحوا الرب تسبيحاً جديداً ..أي كؿ يوـ قولوا تسبحة جديدة .بؿ ىو يتغنى بناموس الرب وشريعتو وكيؼ ىو كامؿ .ىؿ بدوف المزامير ستكوف لنا ىذه اإلمكانية أف نسبح الرب ىكذا مثؿ داود. .6
المزامير تعمم حياة التسميم.
فيو ال يعتمد عمى فيمو وحكمتو بؿ يطمب مف اهلل أف يقوده ويرشده "عممني يا رب طرقؾ" "إىدني في سبيؿ
مستقيـ" ىو يطمب إرشاد روح اهلل القدوس أف يقوده ليكف طريقو مستقيماً ".فيناؾ طريؽ تبدو لئلنساف مستقيمة وأخرىا طرؽ الموت" (أـٗٔ .)ٕٔ2فالذيف ببل مرشد يسقطوف كورؽ الشجر .فالمزامير تعممنا كيؼ نصمي. .7
المزامير تعمم حياة االنسحاق
وألىمية حياة االنسحاؽ تعممنا الكنيسة أنو في بداية كؿ صبلة نصمى صبلة الشكر ثـ المزمور الخمسيف
"إرحمني يا اهلل كعظيـ رحمتؾ" ىنا يقؼ اإلنساف كمذنب أماـ اهلل يطمب الرحمة كمحكوـ عميو ..كثرة رأفاتؾ
تمحو إثمي ..لؾ وحدؾ أخطأت وأحزنت قمبؾ وتجاىمت إحساناتؾ ..فالخطية أي خطية ىي موجية هلل لذلؾ نخاؼ .وألف الخطية قذارة يقوؿ إغسمني فأبيض ..فيو يعترؼ بقذارتو وأنو محتاج لمغسيؿ .خطيتي أمامي في
كؿ حيف .ىذا ىو حاؿ النفس المنسحقة أما النفس المتكبرة فتنظر لخطايا الناس .وداود يقوؿ خطيتي أمامي في كؿ حيف بعد أف غفرت خطيتو ،فالصبلة بدوف إنسحاؽ ىي صبلة متكبرة "إف نسينا خطايانا يذكرىا اهلل لنا واف ذكرنا خطايانا ينساىا اهلل لنا" .وىذا التعميـ ضد الفرح الزائؼ الذي يبشر بو البعض بأف اهلل غفر كؿ خطايانا
وأننا خمصنا فيذا يقودنا لمكبرياء ،بؿ عمينا كؿ حيف أف نذكر خطايانا وننسحؽ ونبكي ونشعر بإحتياجنا هلل.
نجني مف الدماء يا اهلل ..ىذه تجعمني أحاسب نفسي عف كؿ واحد أكوف قد أعثرتو ربما في أياـ جيمي وأنسحؽ باألكثر حتى ال يطالبني اهلل بدمو فأنا تبت لكف ىـ ربما لـ يتوبوا بعد .أعوـ كؿ ليمة سريري وبدموعي أبؿ
فراشي ىذه صورة داود أماـ اهلل ،أما أماـ شعبو فيو داود القائد المنتصر الجبار الذي لو الحرير والثياب الموشاة
6
ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )
بالذىب والقوة والسمطة والسيؼ والدرع أما أماـ اهلل فيجمس عمى التراب والرماد وعيناه تقطراف دمعاً باستمرار.. دموعي في زؽ محفوظة عندؾ ..فالدموع ىي سبلح العاجز الذي ال يجد شيئاً يقولو هلل ،فأماـ اهلل يستد كؿ فـ.. في المساء يحؿ البكاء ..ىذا أماـ اهلل .وحيف يقوؿ "يا رب ال تبكتني بغضبؾ وال تؤدبني بسخطؾ تكوف عيناه عمى غضب اهلل يوـ الدينونة ،فينا عمى األرض ىناؾ مجاؿ لمرحمة لذلؾ يصرخ إرحمني يا رب .أدبني ىنا
عمى األرض حتى ال أضيع في يوـ الدينونة .ىؿ نصدؽ مف يقوؿ لنا إضحكوا وىمموا ،ىؿ نصدؽ ىذا الغش، ىؿ نفرح والشيطاف مازاؿ ينتصر عمينا وعمى إخوتنا .حقاً "أمينة ىي جراحات المحب وغاشة ىي قببلت العدو" عمينا أف نجاىد في حياة الروح بانسحاؽ حتى نكوف مف الفرحيف في اليوـ األخير .ال مانع مف مجاممة الناس
في أفراحيـ "فرحاً مع الفرحيف" ولكف إذا خمونا مع أنفسنا نتذكر خطايانا ونبكي عمييا بؿ نتذكر خطايا أخوتنا وسقوطيـ وخطايا الجيؿ الذي نعيش فيو ونبكي طالبيف رحمة اهلل .بؿ داود ال يذكر الخطايا الكبيرة فقط بؿ يقوؿ
اليفوات مف يشعر بيا والخطايا المستترة طيرني يا رب منيا .ومعنى قوؿ الكتاب بكآبة الوجو يصمح القمب أف نبكي في خموتنا ولكف أماـ الناس نبتسـ ونفرح ولكف ال نكوف ميذاريف.
إذا جمسنا مثؿ داود اآلف في الرماد نسمع أف اهلل ىو الذي يقيـ المسكيف مف التراب ويرفع البائس مف المزبمة. فمننسحؽ ألف داود يقوؿ قريب ىو الرب مف المنسحقي القمب ..إليؾ يا رب رفعت عيني يا ساكف السماء فيا ىما مثؿ عيوف العبيد .ىذا ىو اإلنسحاؽ عند داود الذي يقؼ أماـ اهلل يطمب المغفرة حتى ال يدخؿ اهلل في
المحاكمة مع عبده..أف كنت يا رب لؤلثاـ راصداً فمف يثبت.
7
ضفر المسامير ( المقذمت )
عودة لمجدول
مقدمة المزامير
.1سفر المزامير ىو سفر الصبلة ،مف يريد أف يتعمـ الصبلة فميتتممذ عمى داود أستاذ الصبلة .ومف يصمي
بالمزامير يكوف داود معمماً لو كيؼ يصمي كأب يمسؾ يد إبنو ليعممو كيؼ يكتب .وفي سفر المزامير نعرؼ أنفسنا والضعفات والعثرات التي فينا ونجد في ىذا السفر السقوط والنيوض وصموات التوبة والشكر
والتسبيح.
.2ىو سفر النبوات .فالمزامير ممموءة بالنبوات الكثيرة الخاصة بتجسد الرب وآالمو وقيامتو ،ىي أكبر شاىد لحياة الرب يسوع لذلؾ قاؿ بطرس أف داود نبي (أعٕ.)ٖٓ2
.3ىو سفر التسبيح .ويقوؿ القديس ذىبي الفـ ،إف اهلل لما عرؼ أف عدو الخير سينشر األغاني الخميعة أرسؿ لنا عف طريؽ داود ىذه التسبيحات الجممية في المزامير.
.4المزامير في الصبلة تحتاج إلى التأمؿ ومف الخطأ الذي نسقط فيو أننا نصمييا بسرعة. .5أرقاـ المزامير2
عدد المزامير في جميع طبعات الكتاب المقدس ٓ٘ٔ مزمو اًر .واالختبلؼ نِشأ مف الطبعة البيروتية عف جميع الطبعات القبطية واليونانية والكاثوليكية األخذة عف الطبعة السبعينية .أما الطبعة البيروتية فيي قد أخذت مف
النص العبري. في الطبعة القبطية (األجبية)
في الطبعة البيروتية (العبري)
.1رقـ المزمور ٜ
إنقسـ إلى مزموريف ٔٓ ،ٜ
.3المزموريف ٗٔٔٔٔ٘ ،
جمعوا إلى مزمور واحد رقـ ٔٔٙ
.2المزمور ٖٔٔ
.4المزموريف ٔٗٚ ،ٔٗٙ
إنقسـ إلى مزموريف ٗٔٔٔٔ٘ ، جمعوا إلى مزمور واحد رقـ ٔٗٚ
.5يوجد بيذه النسخة مزمور ٔ٘ٔ ال يوجد ىذا المزمور ىنا
وسبب ىذا االختبلؼ أف المزامير عبارة عف أناشيد فبعض النسخ تجمع أنشودتيف وتجعميـ نشيداً واحداً والنسخة
األخرى تفصؿ نشيد لتجعمو أنشودتيف.
.6ىذا السفر يقع في منتصؼ الكتاب المقدس تماماً .وىو يبدأ باهلل يبارؾ اإلنساف (مزمورٔ) وينتيي باإلنساف يبارؾ اهلل (مزٓ٘ٔ).
.7كممة مزمور عبرية وتعني صوت األصابع وىي تضرب عمى آلة موسيقية وترية وصارت فيما بعد تعني صوت القيثارة .وأخي اًر استخدمت لتعنى غناء نشيد عمى القيثارة .وباليونانية مزمور تعني "إبسالموس".
8
ضفر المسامير ( المقذمت )
.8االسـ العبري لكتاب المزامير ىو سفر تيميـ أي كتاب التيميبلت والتسابيح .فسواء كاف اإلنساف فرحاً أو حزيناً متحي اًر أو واثقاً عميو أف يسبح اهلل دائماً .ىذا السفر يعممنا كيؼ نعبد اهلل في عالـ شرير ،وكيؼ نقترب
إلى اهلل ونتعرؼ عميو ونمتصؽ بو.
.9الكممات التي تتكرر مئات المرات في ىذا السفر ىي (ثقة -تسبيح -فرح -رحمة) فالمزامير تعممنا كيؼ نفرح واثقيف في اهلل وكيؼ نسبحو بكممات أوحى بيا الروح القدس .وفي تسبيحنا هلل نشترؾ مع السمائييف
والمبلئكة.
.11يقوؿ القديس إمبروسيوس "أي كائف لو الخزي إف لـ يبدأ نياره بمزمور ،فأنو حتى أصغر الطيور تبدأ يوميا وتنييو بتراتيؿ عذبة .وكؿ مف اختبر المزامير شعر بالراحة وىو يصمييا ويسبح بيا.
.11تنسب المزامير كميا لداود حتى لو لـ يكف كاتب بعضيا فيو نموذج لمممؾ المثالي وىو المسيح الممسوح رمز المسيح الذي أتى لمعالـ ،ىو نموذج الممؾ الذي يحقؽ رجاء إسرائيؿ ،ىو مف جمع إسرائيؿ في مممكة
واحدة وجعؿ أورشميـ مركز العبادة.
.12نجد التوازف الروحي المطموب في المزامير فبينما نجد صموات التسبيح والتيميؿ والشكر نجد الدموع ،وطمب المراحـ .ىذا ما طبقتو الكنيسة ففي كؿ صبلة نبدأ بصبلة الشكر ثـ المزمور الخمسيف فبل ننجرؼ ال إلى
الثقة الخادعة بخبلص قد تـ وال ننجرؼ إلى اليأس أيضاً .وىذا ما نراه واضحاً خبلؿ سفر المزامير.
.13كانوا في العيد القديـ يستخدموف اآلالت الموسيقية (القيثارة والدفوؼ )..ولكف كنيستنا القبطية اقتصرت عمى استعماؿ الدؼ لضبط النغمات ألنيا ترى أف حنجرة اإلنساف ىي أعظـ آلة موسيقية .فاهلل يطمب اآلالت
الموسيقية التي لمقمب والعقؿ يعزؼ عمييا بروحو القدس .فالقيثارة تعزؼ لحناً جميبلً إذا عزؼ عمييا عازؼ. ىكذا عمينا أف نترؾ عقولنا وقموبنا لمروح القدس ليعزؼ عمييا .وبنفس المفيوـ نجد أنيـ في العيد القديـ كاف ليـ خورس يسبح في الييكؿ والشعب يرد بقولو آميف .أما في كنيستنا فالشعب كمو يرتؿ ويسبح( .يقؼ
الشعب قسميف ،قسـ عف شماؿ الييكؿ ويسمى (بحري أي جية الشماؿ) والقسـ اآلخر يسمى قبمي ويقؼ عف يميف الييكؿ وىذا القسـ يقوؿ جزء مف التسبحة ويرد عميو القسـ اآلخر وىكذا.
.14يرد في سفر المزامير بعض الكممات الغامضة مثبلً سبله .وىي تشير2 أ-
توجييات لمموسيقييف أف يرفعوا صوت الموسيقي أو لمشعب ليقؼ وأصحاب ىذا الرأي يقولوف أف
أصميا العبري SELAHمعناه "الذي يرفع".
ة -ىي وقفة تأمؿ فييا فاصؿ موسيقي صامت .ويقولوف إف معناىا كمف يقوؿ في العربية "يا سبلـ" عبلمة عمى إعجابو بما قيؿ .فيي تأمؿ فيما قيؿ ألف المزامير ال تعتمد عمى المقاطع المغوية
والسجع إنما عمى أفكار معينة.
.15المزامير المسيانية اليامة 2التي تتنبأ عف المسيح (مزٕ)2 (مز2)ٛ
الممؾ المرفوض يقيـ مممكتو ويممؾ
اإلنساف سيد الخميقة بالمسيح ابف اإلنساف
9
ضفر المسامير ( المقذمت )
(مز2)ٔٙ
قيامة المسيح مف األموات
(مزٖٕ)2
المسيح الراعي الصالح
(مزٓٗ)2
المسيح المطيع
(مز 2)ٕٕ،ٜٙأالـ المسيح وصمبو (مزٕٗ)2
رئيس الرعاة ممؾ المجد
(مز٘ٗ)2
المممكة عروس المسيح وعرشو األبدي
(مزٕ2)ٚ
ممؾ المسيح المجيد واألبدي
(مز2)ٜٛ
تأكيد ال نيائية أسرة داود الممكية
(مز2)ٜٚ
الممؾ يممؾ
(مز 2)ٙٛ2ٔٛصعود المسيح
(مزٓ 2)ٗٙ2ٜٛ،ٜٗ ،ٖ-ٔ2ٛالرجاء العظيـ واشتياء مجيء المسيا.
(مزٔٓٔ)2
المسيح يحكـ بالبر
(ٓٔٔ)2
المسيح يممؾ
(مز2)ٔٔٛ (ٕٖٔ)2
تمجيد الحجر المرذوؿ
الوارث األبدي لعرش داود
.16كما أف ىناؾ مزامير شكر وتسبيح وتضرع في الضيؽ ىناؾ مزامير تاريخية ،فييا يستعرض داود قصة اهلل
مع شعبو (مف التكويف إلى يشوع) ويضع ىذا كأساس لنعرؼ ويعرؼ الشعب عمؿ اهلل فيسبحو حيف يرى
عممو ومحبتو.
.17من ىو الممك الذي تتحدث عنو المزامير؟ أ-
يشير هلل ممؾ المسكونة وخالقيا .الذي يممؾ بالحب عمى شعبو ،السماء ىي قصره المموكي ومسكنو
في أورشميـ كما في قمب المؤمف وممكو يضـ كؿ المسكونة (.)ٛٚ+ٔٔٚ+ٔٓٓ+ٙٚ+ٗٚ
ة -يشير لممسيح ،الممؾ المحارب واىب النصرة الروحية لممؤمنيف بو ،يممؾ بصميبو محطماً مممكة
الظممة جاذباً البشرية لمسماء .وىو كممؾ المموؾ ييب مؤمنيو نعمة المموكية (رؤٔ )ٙ2واىباً إياىـ بره وقداستو وسماتو (ٕ.)ٔٗٗ+ٖٕٔ+ٔٔٓ+ٔٓٔ+ٜٛ+ٕٚ+ٗ٘+ٕٔ+ٕٓ+ٔٛ+
ث -داود الممؾ نفسو وكؿ نسمو الذيف جمسوا عمى العرش .وىـ يمثموا كؿ الجماعة المقدسة.
ث -المؤمنوف كأعضاء في جسد المسح ممؾ المموؾ (رؤٔ .)ٙ2فاهلل أعطى لممؤمنيف سمطاف في حياتيـ الداخمية ضد الخطية وقوات الشر ،ىـ مموؾ ليـ سمطاف داخمي.
.18باركوا 2تتكرر ىذه الكممة كثي اًر في سفر المزامير .باركوا الرب .باركي يا نفسي الرب .وكممة بركة ىي كممة
عبرية تعني نتكمـ حسناً .لذلؾ يقوؿ الكتاب باركوا وال تمعنوا أي عوضاً عف أف تشتموا أحد تكمموا عنو حسناً .باركوا العنيكـ أي تكمموا عنيـ حسناً .وبالتالي فقولنا باركوا الرب ىو مرادؼ لقولنا سبحوا واشكروا
10
ضفر المسامير ( المقذمت )
الرب .أما حينما يباركنا الرب فيذا يعني أنو ليس فقط يتكمـ عنا حسناً بؿ يفيض عمينا مف إحساناتو الروحية والمادية.
.19مزامير المصاعد ىي مجموعة مف المزامير (ٕٓٔ .)ٖٔٗ-كؿ مزمور منيـ يدعي ترنيمة المصاعد .ويبدو أنيا كانت تطبع في كتيب صغير يستخدمو الزائروف القادموف إلى أورشميـ في األعياد العظمي ،ليرتموىا وىـ صاعدوف درجات
الييكؿ.
.21أسماء اهلل في المزامير أ-
أل أو إلوىيم 2قادر وقوي وسائد فوؽ الكؿ وخالؽ ،قوتو ال نيائية.
ة -ييوه 2الكائف القائـ بنفسو ،الواجب الوجود .ويقاؿ إلوىيـ حيف يشير ألف اهلل إلو كؿ الخميقة .ويقاؿ ييوه حيف يشير لعبلقة اهلل بشعبو الخاص الذي يخمصيـ ويقدسيـ والبد أف يكونوا قديسيف.
ث -إل شاداي 2إؿ تشير لمقدرة وال قوة فيو اسـ مرتبط بالخمؽ وشاداي تشير لمصدر ،أي هلل الذي يغذي ويعوؿ ويشبع .ىو القادر الذي فيو كؿ الكفاية.
ث -أدوناي 2الممؾ الذي لو السيادة عمى كؿ الشعوب أرادوا أو لـ يريدوا. د -ونبلحظ في المزامير قوؿ داود الميـ بإسمؾ خمصني ..وتتكرر عبارة اسـ الرب ٓٓٔمرة في ٙٚ مزمور مختمؼ .فقديماً كاف االعتقاد بأف كياف اإلنساف يتمركز في اسمو .فاالسـ يعطي معنى ويضفي وجوداً كامبلً عمى حاممو.
.21المعنات في المزامير
ىناؾ مزامير كثيرة تستنزؿ المعنات عمى األشرار ونبلحظ2 أ-
أف داود لـ يطمب أف ينتقـ لنفسو بؿ لشعبو كمو ،فيو يطمب عقاب الذيف يحطموف شعب اهلل
وممكوت اهلل ،فيـ إذاً أعداء اهلل .فداود كاف يتسامح في حقوقو لكنو ال يتسامح في حقوؽ اهلل .وىو
ىنا يطمب العدالة اإلليية ضد الظالميف.
ة -لـ يكف في الفكر العبراني فصؿ بيف الخطية والخاطئ (فبابؿ ترمز لمكبرياء ومصر ترمز لمظمـ وأدوـ إلى سفؾ الدماء )..واآلف نفيـ أف اهلل يكره الخطية ولكنو يحب الخاطئ ويشفؽ عميو ويسعى
وراءه ليتوب.
ث -داود يتكمـ بروح النبوة عف مصير األشرار. ث -ونحف نصمي اآلف ىذه المزامير فمنفكر بأف أعداءنا ىي خطايانا وشيواتنا وابميس وجنوده .لكف ال نفكر في أنيـ بشر محيطيف بنا قد يكونوا مسيئيف إلينا.
.22اإلشارات الموسيقية
تفسيرىا ليس سيبلً .فنحف ال نعرؼ سوى النذر اليسير عف الموسيقي اإلسرائيمية القديمة .وتوجد اإلشارات
الموسيقية في رأس المزمور.
11
ضفر المسامير ( المقذمت )
فمثبلً قولو ضرب األوتار /مع آالت النفخ /عمى الجتية (قيثارة مف جت) تشير لنوع اآللة المستخدمة .وقولو عمى
الثمانية ربم ا تشير لقيثارة ذات ثمانية أوتار .وقولو "عمى أيمة الصبح" أو "ال تيمؾ" أو "عمى الحمامة البكماء" ربما تشير إلى أناشيد مشيورة يرتؿ عمى وزنيا المزمور.
.23ما ينسب صراحة لداود ىو ٖ ٚمزمو اًر .ولكف السفر كمو ينسب لو فيو مرنـ إسرائيؿ الحمو (ٕصـٖٕ.)ٔ2 والترتيب الحالي لسفرالمزامير ينسب لعزرا.
( .24مزٗٔ) ىو تقريباً نفس (مزٖ٘) مع فارؽ طفيؼ و(مزٓ )ٚىو جزء مف (مزٓٗ) وبعض المزامير موجودة
في أسفار الكتاب المقدس التاريخية .قابؿ (ٕصـٕٕ مع مزٔ ،ٔٛأي ٖٕ-ٕٖ2ٔٙمع مز،ٜٙ
ٔأي ٕٕ-ٛ2ٔٙمع مز٘ٓٔ.)ٔ٘-ٔ2
.25كممة مذىبة التي ترد في راس بعض المزامير تشير ألف القصيدة المعنونة بيا ثمينة جداً كالذىب وفائقة القيمة .وكممة شجوية منسوبة لمشجو والحزف أي ترنيمة حزينة( .راجع مز ) ٚوقولو عمى القرار وعمى الجواب ىي إصطبلحات موسيقية لمف يعزؼ .وقولو عمى الجتية قيؿ أنيا آلة موسيقية مف جت وقولو عمى
السوسف ،قيؿ أف السوس ف ىي آلة موسيقية وقاؿ البعض أنيا كممة تشير لمضموف المزمور .وقولو عمى موت االبف قيؿ أنو يشير لموضوع المزمور أو سبب نظمو واألغمب أنو يشير إلى المحف الذي كاف ينشد
عميو (مز .)ٜوقولو لمتذكير (مزٓ )ٖٛ2ٚقيؿ أف داود كاف يتموىما أماـ اهلل لكي يذكره بنفسو ويذكر أمامو أحزانو وضيقاتو ويذكر اهلل بمواعيده .وقولو عمى أيمة الصبح (مزٕٕ) ىي لقب لممسيح الذي دار المزمور
حولو .وقولو عمى الحمامة البكماء تشير لضعؼ داود وعدـ استطاعتو الدفاع عف نفسو ىو بيف أيدي
الغرباء في جت إذ كاف بأيدي الفمسطينييف كالحمامة المصادة بأيدي الناس.
.26قي ؿ أف سفر المزامير قادر أف يعممنا كؿ أمر روحي معرفتو ضرورية لنا .وفيو عبلج لكؿ حزف أو بموى أو مرض يعرض لنفس اإلنساف فيو كنز ثميف وعبلج نافع في كؿ األجياؿ.
.27نرى في المزامير أف داود يرمز لممسيح .وأورشميم وصييون وشعب الييود رمز لمكنيسة ،وأعداء الشعب رمز ألعداء الكنيسة وغمبة الشعب رمز لغمبة أبناء اهلل دائماً.
.28لفيـ المزامير ينبغي دراسة األسفار التاريخية أوالً لنفيـ الظروؼ التي كتبت فييا ومناسبة كؿ مزمور .وىناؾ مزامير وضعت لئلنشاد في الييكؿ أو لمترنيـ في المناسبات.
.29أوؿ مف ألؼ نشائد وترانيـ كاف موسى (خر٘ٔ) ثـ دبورة (قض٘) وعمى قياسيما ألؼ آخريف ومنيـ داود.
.31أطمؽ عمى سفر المزامير ممخص الكتاب المقدس فنجد فيو ممخص ألحداث العيد القديـ .ونبلحظ أف ىذا
السفر أتى بعد سفر أيوب حيث كاف أيوب يجادؿ اهلل قائبلً لماذا فعمت بي ىذا؟! ويأتي ىذا السفر فنجد أنو ال جداؿ مع اهلل ،بؿ يأخذنا ىذا السفر إلى األقداس ،حيث ال حوار مع إنساف وال خصاـ مع اهلل بؿ إلتصاؽ باهلل وشركة معو حيث نجد راحة لنفوسنا .يرفعنا ىذا السفر إلى جبؿ ٍ عاؿ إلى السماويات فنقوؿ مع بطرس "جيد يا رب أف نكوف ىينا" فسفر أيوب يقودنا لتثبيت المبادئ األساسية في قموبنا عف كماؿ قدرة اهلل وعف
12
ضفر المسامير ( المقذمت )
عنايتو اإلليية وفي ىذا السفر نجد أف مف يصمي مستخدماً ىذه المزامير يختبر ما فيمو في سفر أيوب، تتحوؿ عنده المبادئ اإليمانية إلى خبرات معاشة خبلؿ صمواتو وتسابيحو.
.31يقوؿ ىوشع في (ٗٔ" )ٕ2خذوا معكـ كبلماً وأرجعوا إلى الرب" وما أحمى أف يكوف ما نأخذه ىو مزامير داود
التي قاليا بالروح القدس ،وعمميا لو الروح القدس ليقوليا واذا كاف شعب العيد القديـ شعر بأىمية المزامير
وأتخذىا كممات مقدسة يصموف بيا ،فنحف باألولى في العيد الجديد بعد أف اتضحت معاني نبوات المزامير
في شخص المسيح واتضحت محبة اهلل العجيبة عمى الصميب ،وانكشؼ الحجاب عف كؿ ما كاف مخفي في
العيد القديـ.
.32مزامير داود استخدمت في كؿ كنائس العالـ فيي تدؿ عمى روحانية عميقة فقائميا كاف ينطؽ بالروح القدس. وكما أف إبراىيـ أبو اإليماف لـ يختمؼ فيو المسيحييف والييود والمسمميف ىكذا مزامير داود أحبتيا كؿ
الكنائس.
.33مزاميره متنوعة. ما قبؿ السقوط
(ٔ)ٖٙ/ٕٚ/ٔ٘ٓ/ٛ
تأمبلت
( )ٜٔالسموات تحدث بمجد اهلل والفمؾ يخبر بعمؿ يديو
ما بعد السقوط تسبيح
(ٔ٘)ٖٛ/ٖٕ/
رنموا هلل قوتنا اىتفوا إللو يعقوب.
ارحمني يا اهلل كعظيـ رحمتؾ
(ٓ٘ٔ) سبحوا اهلل
وسط اآلالـ
(ٖ )ٖٔ،يا رب ما أكثر مضايقي
توبة
( )ٙيا رب ال توبخني بغضبؾ
ذكر أعماؿ اهلل
()ٖٔٙ
تأمؿ في الكتاب المقدس ()ٖٔٙ
وصف ألعمال اهلل مع الشعب
سمات داود التي جعمتو مرنم إسرائيل الحمو (ٕصـٖٕ)ٔ2 .1يتكمم بالروح أ-
يقوؿ لساني قمـ كاتب ماىر (مز٘ٗ )ٕ2والكاتب الماىر ىو الروح القدس الذي يقوده ويضع الكممات في فمو وعمى لسانو "الروح يأخذ مما لي ويخبركـ" فالروح رسـ صورة لممسيح أماـ داود
فسبح وقاؿ إنؾ أبرع جماالً مف بني البشر (مز٘ٗ.)ٕ2
ة -والروح يذكر داود بأعماؿ اهلل فيسبح (ىناؾ مزامير كثيرة يذكر فييا داود أعماؿ اهلل مع شعبو).
ث -الروح يفتح عينيو عمى أعماؿ اهلل فيقوؿ كنت فتى واآلف شخت ولـ أر صديقاً تخمى عنو وال ذرية لو تمتمس خب اًز (مز + )ٕ٘2ٖٚيوـ جمياط قاؿ عبدؾ قتؿ أسد ودب ىذا عمؿ الروح الذي يذكرنا بأف يسوع المسيح ىو ىو أمس واليوـ والى األبد (عبٖٔ.)ٛ2
ث -مف ينطؽ بالروح ينطؽ بنبوات
13
ضفر المسامير ( المقذمت )
واالمتبلء من الروح يدفعنا لمتسبيح
والتسبيح يجعمنا نمتمئ بالروح
.1إذ سبؽ فعيننا لمتبني بيسوع المسيح ..امتمئوا بالروح مكمميف بعضكـ
لمدح مجد نعمتو لنكوف لمدح مجده نحف بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني الذيف قد سبؽ رجاؤنا في المسيح الذي ىو روحية مترنميف مرتميف في قموبكـ عربوف ميراثنا لفداء المقتني لمدح مجده لمرب (أؼ)ٔٛ2٘،ٜٔ
(أؼٔ)ٔٗ-ٖ2
.2المزامير كميا ثمرة لبلمتبلء مف الروح ألـ يقؿ لساني قمـ كاتب ماىر بؿ ىو سبح
قائبلً إنؾ أبرع جماالً مف بني البشر. وكيف نسبح نحن؟ البداية التغصب ثم نمتمئ بالروح فنسبح بفرح. .2الحرية
قد يكوف اإلنسا ف فيو الروح القدس ولكنو مستعبد لمخطية وىنا ال يستطيع أف يسبح "عمى أنيار بابؿ.. قالوا لنا سبحوا ..كيؼ نسبح الرب في أرض غريبة" .فمـ نسمع أف داود نزع منو الروح القدس حيف
أخطأ واستعبد لمخطية ،لكننا لـ نسمع أنو سبح في ىذه الفترة.
ولكف الروح كاف منطفئ وحزيف أما لو فرح الروح نفرح فنسبح.
سر فرح داود ومزاميره ىو أف اهلل مع داود وروحو القدوس يمؤله.
أما الذي يبتعد عف اهلل تصير حياتو رعباً (ىذا معنى الظممة الخارجية) كما لو رفعت الشمس عف
وقارف بيف داود الفرح المسبح وشاوؿ (ٔصـ" )٘2ٕٛقد ضاؽ بي األمر جداً ألف الرب فارقني ولـ يعد
المجموعة الشمسية لضمت الكواكب "وخرج ييوذا لموقت وكاف ليبلً" (يؤٖ)ٖٓ2
يجيبني ال باألنبياء وال باألحبلـ" فداود كاف يرى بقمبو النقي اهلل فيسبح بؿ أف مزامير داود كانت تريح
شاوؿ.
والروح القدس حيف يمؤل إنساف يحرره فيو يبكت ويعطي قوة ومف يتحرر يمتمئ فيسبح تسبحة موسى بعد الخروج مف عبودية مصر .والبداية التغصب عمى طاعة الوصية .ومف يغصب نفسو يمؤله الروح
فيتحرر فيسبح فيمتمئ ويزداد تحر اًر فيسبح أكثر فرحاً ..فالتسبيح ىو طريؽ اإلمتبلء بالروح .رقـ ٓ٘ ىو رقـ اليوبيؿ الحرية وىو رقـ حموؿ الروح القدس .ومف ثمار الروح التعفؼ أي االبتعاد عف الشيوات والفرح والشيوة المقدسة وأف يعود اإلنساف عمى صورة اهلل وتكوف لذتو في اهلل كما أف اهلل لذتو في بني
في يا اهلل" .ىنا نسأؿ مف قاؿ المزامير ىؿ داود أـ الروح آدـ فالروح يجدد الخميقة "قمباً نقياً إخمؽ ّ القدس؟! مف أجمؿ ما قيؿ ىؿ كاف داود يعزؼ عمى قيثارة الروح القدس أـ الروح القدس يعزؼ عمى
قيثارة داود.
14
ضفر المسامير ( المقذمت )
.3الشعور بحب اهلل
ىو نقؿ تابوت العيد كاف لو رغبة في بناء الييكؿ .نقؿ تابوت العيد أوؿ شئ عممو بعد أف استقر ممكو
وسبح (مزٕٖٔ) أذكر يا رب داود وكؿ ذلو ال أدخؿ خيمة بيتي ..إلى أف أجد مقاماً لمرب
وحينما
رفض اهلل أف يبنى داود البيت جيز كؿ شئ "وأنا بكؿ قوتي ىيأت" (ٔأي )ٕ2ٕٜىي محبة عاممة.
ىو رنـ مزموريف (ٗٔ )ٖ٘،يسبح فييما مرة اسـ اهلل ومرة الرب وىما مزموريف متطابقيف لكنو يحب اسـ اهلل (تدرب عمى صبلة يسوع) والحظ كمية المزامير التي فييا يسبح اسـ اهلل.
.4ىو لـ يطمب كثي اًر مف الدنيا ،نفس تحررت مف محبة الدنيويات حتى الممؾ الذي وعده بو اهلل وربما قاؿ ىذا المزمور يا رب لـ يرتفع قمبي ولـ تستعؿ عيناي بعد سكب الزيت .ومف تحرر يسبح (تسبحة موسى)
واالتضاع كاف مف سماتو فيو تعود أف يكوف مرفوضاً في الحقؿ صغي اًر .وفي آخر أيامو في عز ممكو حيف
رفض اهلل أف يبني داود لو بيتاً قاؿ مف أنا يا سيدي الرب (ٕصـ )ٔٛ2ٚوما ىو بيتي حتى أوصمتني إلى ىنا واسمعو يقوؿ لشاوؿ "ممؾ إسرائيؿ خرج ليفتش عف برغوت واحد كما يتبع الحجؿ في الجباؿ"
(ٔصـ )ٕٓ2ٕٙوفي (مزٕٕ) يقوؿ أما أنا فدودة ال إنساف (مزٕٕ )ٙ2وبسبب االتضاع يسكف اهلل عندنا "في الموضع المرتفع المقدس أسكف ومع المنسحؽ والمتواضع الروح ألحيي روح المتواضعيف وألحيي قمب
المنسحقيف" (أش )ٔ٘2٘ٚومف يسكف اهلل عنده يسكف الروح عنده ومف يسكف الروح عنده يرنـ.
.5طبيعة التأمل والعزلة واليدوء
بيا رأي أعماؿ اهلل ،أعطتو ىذه ىدوء النفس فسمع الصوت الخفيض كما سمعو إيميا .فنجد في مزاميره تأمبلت في الطبيعة التي عاش وسطيا (الجباؿ /الودياف /الرعاة /الرب يرعاني) فيقوؿ (الفخ انكسر ونحف نجونا) ىذه صورة لصياد أسود يسقط في فخ عممو ىو ،ىكذا ينقذه اهلل مف أعدائو (الرب صخرتي) يحتمي
في اهلل كما يحتمي في صخرة عند اشتداد العواصؼ وشمس النيار .يتذكر أعماؿ اهلل مع شعبو ويتأمؿ فييا فيثؽ أف اهلل لف يتركو "أنا اهلل إليؾ الذي أخرجؾ مف أرض مصر" وىكذا كاف السيد المسيح يعمؿ إذ يتأمؿ
في الصياديف والفبلحيف.
.6النقاوة
فبدونيا لف نرى الرب "طوبى ألنقياء القمب ألنيـ يعاينوف اهلل" وبدونيا لف يفيدنا التأمؿ .فيناؾ مف في كبريائيـ تأمموا في الطبيعة وقالوا الطبيعة خمقت نفسيا إذاً ال إلو .وداود قاؿ "مف يقوـ في موضع قدسو
الطاىر اليديف والنقي القمب" (مزٕٗ)ٙ-ٖ2
لذلؾ نجد داود يسبح قبؿ خطيتو وبعد توبتو (وجدت داود بف يسى رجبلً حسب قمبي) (أعٖٔ )ٕٕ2فتوبة
داود تفرح قمب اهلل وبيا يستعيد نقاوتو فيسبح أما أثناء عبوديتو لمخطية لـ نسمع أنو سبح.
.7التسامح وتحمل اإلىانات أ-
في يوـ جمياط أىانو أخوه األكبر قائبلً لمف تركت الغنيمات أنا عممت كبرياءؾ وشر قمبؾ
إلي بسيؼ ورمح وأنا أتيؾ بقوة رب (ٔصـ )ٕٛ2ٔٚوألنو لـ ييتاج فسبح وقاؿ لجمياط أنت تأتي ّ 15
ضفر المسامير ( المقذمت )
الجنود (جيش إسرائيؿ /المبلئكة /األفبلؾ) ىي تناظر ضابط الكؿ كما قاؿ قائد المئة أنا إنساف
تحت سمطاف أقوؿ ليذا أذىب فيذىب.
ة -اهلل قاؿ لشمعي بف جي ار اشتـ داود +لـ يقتؿ شاوؿ.
ث -ولذلؾ أنقذه اهلل حينما حمى غضبو عمى ناباؿ وأرسؿ لو أبيجايؿ حتى ال يخطئ أما لو انتقـ لنفسو فوخزات ضميره كانت ستحرمو مف الترنيـ فالنفس التي فقدت سبلميا تفقد اتصاليا باهلل أما النفس
الممموءة سبلماً ومغفرة قادرة عمى التسبيح .أما الخطية فتعطي طبعاً وحشياً فداود الزاني قتؿ وداس
.8الترانيم
موآب بالنوارج ىنا لـ يسبح داود أما داود المتسامح فضربو قمبو عمى قطع جبة شاوؿ.
صوت +كممات +لحف ولـ يذكر أف صوت داود كاف حمواً لكف كمماتو بالروح جبارة .والميـ أف يتغني كؿ
إنساف باسـ الرب وليس ميماً صوتو .فاإلنساف يطرب لصوت الموسيقي أو الصوت الحمو ،أما اهلل فيطرب
لمقمب الذي يحبو ويشعر بو .ىذه ىي لغة السماء.
.9سماع صوت اهلل
إليي أنت ممجأي /إليؾ ألتجئ
كممة التجئ في العبرية تستعمؿ لمراعي الجالس يراقب قطيعو فيؿ ننتظر سماع صوت اهلل أو نرمي كمماتنا ونمشي دوف سماع الرد ،ومف يسمع يرنـ عمينا أف نرقب اهلل
(حبقوؽ) حبقوؽ مثاؿ جميؿ ليذا فيو صمي وجمس ينتظر سماع صوت اهلل إذاً ىذا ىو االلتجاء هلل وانتظاره بأف نعمـ أف لنا الطمبات التي طمبناىا حتى لو لـ تكف في حوزتنا وىذا ما يحفظنا ثابتيف ىادئيف بؿ نرنـ.
كـ مرة سمعنا "ال تخؼ" ولكننا مازلنا نخاؼ ألننا لـ نسمعيا مف اهلل .ىي مازالت معمومات في العقؿ وليست
مشاعر وضعيا الروح القدس في القمب. عبارة انتظرت الرب
} (ٕ٘ ٘)ٖ,ٙ ,ٕٓ ٜٙ( + )ٔ ٗٓ( + )ٚ ٖٜ( + )٘ ٖٔٓ( + )ٕٔ ،
)ٔٗ ٕٚ( + )ٙ ٖٔٓ( + )ٕٕ ٖٖ( + )ٚٗ,ٔٔٗ,ٔٗٚ ,ٖٗ ٜٔٔ( +
)ٖ ٕ٘( + )ٜٗ ٜٔٔ( + )ٜ ٕ٘( + )ٖ ٘( + )ٖٗ ,ٚ ٖٚ( +
{)ٕٗ ٖٔ( +
ىو انتظار بثقة أف اهلل سيستجيب حتى لو تأخرت االستجابة .وعود اهلل البد وستنفذ في مؿء الزماف.
سمات صبلة داود .1ألنيا بالروح تبدأ بالشكوى (مزٖ ) يا رب ما أكثر مضايقي /يا رب لماذا تنساني وتنتيي بالتسبيح فيو في البداية يظف أف اهلل نسيو في آالمو .لكف مف ينصت ويسمع صوت الروح القدس .يسمعو يقوؿ لو كيؼ أنساؾ يا ابف اهلل الروح يشفع فينا فنجد داود يسبح عمى االستجابة حتى لو لـ تتـ
16
ضفر المسامير ( المقذمت )
شفاعة الروح [ٔ] سماع صوت االستجابة فنسمـ األمر لو ]ٕ[ .تسبيح اهلل إذ ندرؾ محبتو وصفاتو. .2المعنات ضد الخطاة وطمب االنتقام منيم أ-
ىو ممؾ لو أف يديف بؿ ىذا واجبو ،فيو ال يطمب االنتقاـ لنفسو بؿ لشعبو.
ة -األعداء ىـ أعداء شعب اهلل أي أعداء اهلل .فيو يطمب العدالة اإلليية لمظالميف. ث -في العيد القديـ لـ يفرقوا بيف الخاطئ والخطية. ث -يتكمـ بروح النبوة عف مصير األشرار.
أعداؤنا ىم الشيطان والخطية وشيوة الجسد وليس البشر.
.3حيف يتكمـ عف براءتو وأنو ببل خطية يقصد أنو برئ فيما اتيمو بو شاوؿ أو أبشالوـ. إلى وسمع صراخي وأصعدني مف جب اليبلؾ وأقاـ .4ينسب نجاتو هلل ال لذكائو إنتظا اًر انتظرت الرب فماؿ ّ رجمي .ثبت خطواتي (مزٓٗ + ٖ-ٔ2مز )ٜ2ٜ٘،ٔٚوىذا عكس ما نفعمو نحف إذ ننسب الشر عمى صخرة َّ هلل والخبلص لذكائنا أو لمصدفة .وحتى قوتو الشخصية ومميزاتو نسبيا هلل الذي أعطاىا لو وسبحو عمييا
رجمى كاأليؿ ..الذي يعمـ يدي القتاؿ فتحني بذراعو قوس مف نحاس" فيو يفتخر باهلل "الذي يجعؿ ّ (مز )ٖٗ2ٔٛفيؿ ننسب مواىبنا (وزناتنا) هلل ونسبحو عمييا أـ نفتخر بيا" .مف يفتخر فميفتخر بالرب" (ٔكؤ.)ٖٔ2
.5ما أروع ما نتعممو مف داود "تسابيح وسط أفراحو وسبلمو وتسابيح في ضيقاتو أعمى أحد بينكـ مشقات
فميصؿ .أمسرور أحد فميرتؿ" (يع٘ )ٖٔ2والعكس إما كآبة وتصادـ مع اهلل أو فجر واندفاع طائش خاطئ في المرح .كما سقط ىو نفسو في أياـ راحتو فالجيش يحارب وىو يتمشى .أما في أالمو مثؿ ىروبو مف شاوؿ نجده دائـ التسابيح "ارحمني بؾ احتمت نفسي" (مز 2٘ٚمزٕٗٔ) فوجد راحة في أالمو .وحيف نسى
التسابيح سقط واندفع وراء شيواتو فتزوج مف كثيرات ولـ يكتفي فزنى وقتؿ .ما أجمؿ ما قيؿ عف األفراح.
وكانت أـ يسوع ىناؾ ودعى أيضاً يسوع وتبلميذه إلى العرس (يوٕ )ٔ2ٕ،والسؤاؿ لنا االف ....ىؿ ىكذا
ىي أفراحنا؟
.6ضعفاتو أ-
قمة إيمانو وعدـ ثقتو في حماية اهلل وذىابو لمفمسطينييف وىذا ضد اإليماف!! ألـ يعده اهلل بالممؾ
فكيؼ يموت.
ة -خداعو لمفمسطينييف وخداع الكينة بأنو في ميمة رسمية والتجاؤه لمفمسطينييف .وخبلؿ ىذه المدة لـ نسمع تسابيح وال مزامير .لكف اهلل كانت عينو عمى حياتو الماضية وقاده لمتوبة والرجوع بسمسمة مف
الضيقات فرجع ورنـ ،وكانت اآلالـ خير لو .فاهلل يحوؿ كؿ األمور لمخير يخرج مف الجافي حبلوة فباآلالـ عاد داود ليمجأ هلل ويرنـ .فعندما امتنع عف الترنيـ والحرب أخطأ وحينما أتاه ناثاف رنـ
بمزامير التوبة ،أي أف اهلل أدخمو في طريؽ اآلالـ ليكمؿ وفي آالمو رنـ مزامير اآلالـ.
17
ضفر المسامير ( المقذمت )
ث -ىو في تأمبلتو أياـ نقاوتو تأمؿ في يد اهلل وفي خميقتو وسبح اهلل .واآلف اكتشؼ صفة جديدة في اهلل أنو غفور طوبى لمف غفرت لو أثامو وسترت خطيتو (مزٕٖ )ٔ2بؿ أف أحمى مزامير داود قيمت
وسط اآلالـ .فباآلالـ نعرؼ اهلل الذي يسندنا ويعزينا ونعرؼ اهلل القدير الذي ينقذنا منيا وىذه ال
نراىا في األوقات العادية.
خبلؿ مدة ترنيمو بكؿ ىذه الترانيـ صار مرنـ إسرائيؿ الحموٕ( .صـٖٕ.)ٔ2
18
ضفر المسامير ( المسمور األول )
المزمور األول
عودة لمجدول
ىذا المزمور يضع أمامنا طريؽ الموت وطريؽ الحياة ،البركة والمعنة ،ويتركنا أح ار اًر أف نختار .فيو يتحدث عف
سعادة الرجؿ الصالح وشقاوة الشرير وتعاستو.
ٔ طِ ِ ِ فَ ,وِفي َم ْجمِ ِ ش َر ِ ط ِري ِ س ق ا ْل ُخ َ ارَ ,وِفي َ ورِة األَ ْ اة لَ ْم َي ِق ْ سمُ ْك ِفي َم ُ آية (ٔ) " -طُ َ وبى ل َّمر ُج ِل الَّذي لَ ْم َي ْ ش َ ِ س" . ستَ ْي ِزِئ َ ين لَ ْم َي ْجم ْ ا ْل ُم ْ ِ ش َر ِ ار = أي ورِة األَ ْ سمُ ْك ِفي َم ُ طُ َ وبى ل َّمر ُج ِل = قاليا بالمفرد فميس صالحاُ سوى المسيح وحده .ونبلحظ التدرجبل َي ْ ش َ ق ا ْل ُخطَ ِ ف ِفي طَ ِري ِ اة = ىنا حدث استحساف يفكر في طريقيـ ويستحسنو ويعطي ظيره هلل وىذه مخاطرة .وال َي ِق ْ
لمشر ووجد اإلنساف لذة ،فبدأ يجاري األشرار ويخطئ .ونبلحظ قولو طريؽ الخطاة ،ونقارف ىذا بأف المسيح ىو ِ س ِفي الطريؽ والحياة فالمسيح طريؽ األبرار وأي طريؽ سواه فيو طريؽ الشيطاف طريؽ الموت والمعنة .ال َي ْجم ْ َم ْجمِ ِ ين = ىنا نجد االستسبلـ لطريؽ الشر ،وصار األشرار رفقاء ليذا اإلنساف ،والمستيزئيف ىـ مف ستَ ْي ِزِئ َ س ا ْل ُم ْ يستيزئوف باألمور المقدسة .ىنا استمرار إرادي في الشر.
ب مس َّرتُ ُو ,وِفي َنام ِ ِٕ ِ ام ِ ار َولَ ْيبلً" . وس ِو َي ْم َي ُج َن َي ًا وس َّ َ الر ٍّ َ َ ُ آية (ٕ) " -لك ْن في َن ُ قارف مع خبأت كبلمؾ في قمبي لكي ال أخطئ إليؾ ،فكممة اهلل تحصف المسيحي مف السقوط (يشٔ .)ٛ2وقولو
ار َولَ ْيبلً = يشير لكؿ فترات الحياة ،الميؿ والنيار أياـ الفرح وأياـ الحزف ،أياـ االنتصار عمى الخطية وأياـ َن َي ًا السقوط.
ٖ اري ا ْل ِمي ِ وس ٍة ِع ْن َد َم َج ِ اه ,الَِّتي تُ ْع ِطي ثَ َم َرَىا ِفي أ ََو ِان ِوَ ,و َو َرقُ َيا الَ َيذُْب ُلَ .و ُكل َما ون َك َ آية (ٖ) " -فَ َي ُك ُ َ ش َج َرٍة َم ْغ ُر َ ص َن ُع ُو َي ْن َج ُح". َي ْ اري ا ْل ِمي ِ وس ٍة عمى َم َج ِ اه =( راجع مت ٖٔ ٖٔ ) ٖٕ-مجاري المياه ىي الروح القدس (يو-ٖٚ2ٚ َك َ َ ش َج َرٍة َم ْغ ُر َ )ٖٜىذه المياه تجري كالعصارة وتصؿ إلى جميع األغصاف واألوراؽ .وقولو مجاري يشير إلى أنيا مياه حية
جارية تحمؿ معيا الحياة .والشجرة المثمرة ىي سبب بيجة لكؿ إنساف وحيواف ،ثمارىا تشبع ويستفاد مف ظميا. ونبلحظ أف المسيح ىو شجرة الحياة (رؤٕ )ٚ2تُ ْع ِطي ثَ َم َرَىا ِفي أ ََو ِان ِو = قارف مع ثمار الروح القدس (غؿ٘ .)ٕٕ2والمسيح لعف التينة غير المثمرةَ .و َو َرقُ َيا الَ ينتثر = ألف غذاءىا يأتييا في حينو .والمتعبيف يأتوف ص َن ُع ُو َي ْن َج ُح = قارف مع "أستطيع كؿ شئ في المسيح الذي يقويني .فمف يثبت ليستظموا بيذه الشجرةُ .كل َما َي ْ في المسيح يكوف لو نجاح في كؿ أموره مادية وروحية (فاهلل بارؾ ليوسؼ في كؿ ما عممو).
19
ضفر المسامير ( المسمور األول ) ٗ لك َّنيم َكا ْلع ِ ِ ِ يح". ييا ٍّ س َكذلِ َك األَ ْ الر ُ صافَة الَّتي تُ َذٍّر َ ش َرُارَ ُ ْ ُ , آية (ٗ) " -لَ ْي َ صافَ ِة = ىذا وصؼ األشرار ،فيـ عكس األبرار ،ال يستمتعوف بالمياه الجارية فورؽ الشجرة يذبؿ ويصير ا ْل ُع َ ِ يح .تصير ييا ٍّ الر ُ عصافة تحممو الريح الخفيفة أي التجارب البسيطة التي ينساؽ وراءىا الشرير= الَّتي تُ َذٍّر َ
حياتيـ ببل معني فيـ كعصافة حممتيا الريح.
ِ٘ ِ وم آية (٘) " -لذل َك ال تَقُ ُ ش َرُار ِفي الد ِ ٍّين وم األَ ْ ال تَقُ ُ
ِ اع ِة األ َْب َر ِ ش َرُار ِفي الد ِ ار". األَ ْ ٍّينَ ,والَ ا ْل ُخطَاةُ في َج َم َ = ال يستطيعوف أف يقوموا لمدفاع عف أنفسيـ ،وال يكوف ليـ قياـ الوجود الدائـ في
حضرة اهلل ،إذ يقولوف لمجباؿ غطينا ولؤلكاـ أسقطي عمينا مف وجو الجالس عمى العرش (رؤ.)ٔٙ2ٙ،ٔٚ
فالدينونة أكيدة ببل شؾ (يو٘.)ٕٜ2 ش َر ِ يق األ َْب َر ِ ار فَتَ ْيمِ ُك". آية (ٙ" - )ٙأل َّ الر َّ َن َّ ار ,أ َّ يق األَ ْ َما طَ ِر ُ ب َي ْعمَ ُم طَ ِر َ يق األ َْب َر ِ ار = العمـ والمعرفة ىنا ىما معرفة الفرح والسرور والموافقة. الر َّ َّ ب َي ْعمَ ُم طَ ِر َ ش َر ِ ار فَتَ ْيمِ ُك = أي يميميـ اهلل ويرذليـ ويطردىـ مف حضرتو. يق األَ ْ طَ ِر ُ ىذا المزمور نرنمو في صبلة باكر ونحف نذكر قيامة المسيح مف األموات لنسأؿ اهلل أف يعطينا الحياة المطوبة
كنعمة إليية قبؿ أف نبدأ حياتنا اليومية .ىذا المزمور يذكرنا بأف اهلل خمؽ آدـ أوالً في صورة الكماؿ ولما سقط
أتى المسيح آدـ االخيرالكامؿ ليكممنا.
20
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي)
المزمور الثاني
عودة لمجدول
مزمور عجيب يتنبأ فيو داود بدقة عف عمؿ المسيح .وكما بدأ المزمور األوؿ بالتطويب ينتيي ىذا المزمور الثاني بالتطويب .فالطبيعة المطوبة التي يترجاىا المرتؿ في المزمور األوؿ ال يمكف تحقيقيا إال خبلؿ المسيح الممؾ الذي يتكمـ عنو في المزمور الثاني .وكاف الييود يفيموف ىذا المزمور عمى أنو يتكمـ عف المسيا وبسبب أف المسيحييف فسروه عف المسيح بدأ الييود مف القرف العاشر تفسير المزمور أنو يتكمـ عف داود .ولكف المزمور
بصورة عامة يظير أف األرض ومموكيا في حالة تكتؿ وىياج ضد اهلل وشعبو وبالتالي مسيحو ووصاياه ونيره.
ورمزياً كاف ىناؾ ىياج ومؤامرات عمى داود فمقد قاـ ضده الفمسطينيوف والموآبيوف وبني عموف واألدوميوف واألراميوف فيو رمز لممسيح .واهلل لو وقت يتدخؿ فيو ويوقؼ مؤامرات ىؤالء األشرار ويثبت ممكو وتسود مممكة
المسيح أخي اًر .وىنا كممات ال يمكف أف تنطبؽ عمى داود مثؿ ىؿ كانت األمـ ميراثاً لداود ؟ ىذا لـ يتـ سوى
لممسيح (أعٗ + ٖٖ2ٖٔ + ٕٚ2عبٔ.)٘2
َّت األُمم ,وتَفَ َّكر الشعوب ِفي ا ْلب ِ آية (ٔ) ٔ" -لِما َذا ارتَج ِ اط ِل؟ " َ ُ ُ َ ْ َُ َ َ اليياج عمى داود كمسيح لمرب أو اليياج عمى الكنيسة ىو ىياج عمى اهلل نفسو .وىذا ما يستغرب منو داود ىنا. وىذا ما حدث فقد تآمر الجميع عمى المسيح .األمـ والشعوب ىـ الدولة الرومانية والييود .الذيف فَ َّكروا ِفي
ا ْلب ِ اط ِل = فكؿ تدبيراتيـ ضد المسيح ىي باطمة فيؿ ينجح أي تدبير ضد مشورة اهلل. َ آية
ب وعمَى م ِس ِ (ٕ) ٕ" -قَام ُممُو ُك األ َْر ِ ين " اء َم ًعا َعمَى َّ يح ِو ,قَ ِائمِ َ س ُ آم َر الر َؤ َ الر ٍّ َ َ َ ضَ ,وتَ َ َ اء = المموؾ ىـ بيبلطس وىيرودس ،بؿ ىـ طاردوه منذ والدتو .والرؤساء ىـ رؤساء س ُ آم َر الر َؤ َ ُممُو ُك ..تَ َ
ام قَ َ الكينة ،بؿ حتى الرعاع أيضاً صرخوا أصمبو أصمبو .وسؤاؿ داود يعني أنو يستغرب ما حدث فيو ببل سبب ب وعمَى م ِس ِ يح ِو ="أبغضوني أنا وأبي" (يوٕ٘.)ٕٗ2ٔ٘، (يوٕ٘" )ٕٗ2ٔ٘،فيـ أبغضوني ببل سبب" َعمَى َّ الر ٍّ َ َ َ فاألشرار لـ يقبموا نير المسيح وأغبللو أي وصاياه ومبادئو الكاممة بينما ىي ىينة (متٖٓ.)ٕٜ2ٔٔ، ٖ ط ُي َما»". ود ُى َماَ ,وْل َن ْط َر ْح َع َّنا ُرُب َ آية (ٖ) « " -لِ َن ْق َ ط ْع قُُي َ ود ُى َما = كما قاؿ الييود "ال نريد أف ىذا يممؾ عمينا (لو .)ٔٗ2ٜٔفيـ ىاجوا عمى الرب وعمى مسيحو لِ َن ْق َ ط ْع قُ ُي َ
(اآلب واالبف) .مسيحو= سمى مسيحاً ألنو مسيح الرب ،الذي حؿ عميو الروح القدس في شكؿ حمامة عند عماده ،ليس ألجؿ التطيير بؿ ألجؿ اإلعبلف ،ىو ُم ِس َح لينوب عني في المعركة ضد إبميس واىباً إياي نصرتو. (مز٘ٗ )ٚ2مسحو بزيت االبتياج.
21
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي)
السماو ِ آية (ٗ) ٗ" -اَ َّ ِ ِ ستَ ْي ِزئُ ِب ِي ْم" . ض َح ُكَّ . ات َي ْ الرب َي ْ لساك ُن في َّ َ َ السماو ِ اَ َّ ِ ِ ض َح ُك = اليياج عمى األرض يقابمو سبلـ فائؽ في السماء ،اهلل يضحؾ فيؿ يطولو ىؤالء ات َي ْ لساك ُن في َّ َ َ الرب "صعب عميؾ أف ترفس مناخس" فمف يرفس المناخس يصيبو ىو الضرر وأما المناخس فبل يصيبيا شئَّ . ستَ ْي ِزئُ ِب ِي ْم = بينما يظف العالـ في ثورتو أنو قد انتصر عمى الرب وعمى مسيحو ،إذ بيـ يجدوا أنفسيـ أنيـ قد َي ْ حققوا غرض اهلل ،فاهلل لـ يتركيـ ينفذوف ما أرادوا إال ألنو يريد ذلؾ ،فاهلل ضابط الكؿ .فيـ قاموا عمى المسيح
وصمبوه ولكف لـ يكف ىذا انتصا اًر ليـ بؿ انتصا اًر لممسيح .فيو قد أتـ رسالة الفداء وظيرت ىذه القوة بوضوح
بعد القيامة فالصياديف الضعفاء نشروا المسيحية في العالـ وتشتت الييود المتكبريف.
٘ ض ِب ِوَ ,وَي ْر ُجفُ ُي ْم ِب َغ ْي ِظ ِو" . آية (٘) ِ " -حي َن ِئ ٍذ َيتَ َكمَّ ُم َعمَ ْي ِي ْم ِب َغ َ ض ِب ِو = اهلل منزه عف االنفعاالت ،وىذه تعنى سقوطيـ تحت دينونة وعدؿ اهلل وىذا ما حدث لمييود فعبلً فقد ِب َغ َ
تشتتوا في العالـ كمو .وىذا نصيب كؿ مف يبتعد عف اهلل. ٙ ت ممِ ِكي عمَى ِ ص ْي َي ْو َن َج َب ِل قُ ْد ِسي»". آية (« " - )ٙأ َّ َ َما أََنا فَقَ ْد َم َ س ْح ُ َ ت ممِ ِكي عمَى ِ ص ْي َي ْو َن = المسيح في ميبلده قيؿ "أيف ممؾ الييود" وفي دخولو إلى أورشميـ قالوا "مبارؾ َ َم َ س ْح ُ َ
إلى الجميع" اآلتي باسـ الرب ممؾ إسرائيؿ" وبموتو ممؾ عمى قموب كؿ المؤمنيف بو "وأنا إف ارتفعت أجذب ّ وأحبو الجميع ألنو أحبنا أوالً وكؿ مف أحبو ممكو عمى قمبو وأطاع وصاياه ،والشيداء ماتوا عمى اسمو وعصوا أوامر القياصرة والمموؾ الوثنييف .ىو اآلف يممؾ في مجده ويممؾ عمى صييوف كنيستو َج َب ِل قُ ْد ِسي = ىي جبؿ ثابت سماوي بعد أف قدسيا بدمو. ٚ ض ِ ت ْاب ِني ,أََنا ا ْل َي ْوَم َولَ ْدتُ َك". الر ٍّ اء َّ آية ( " - )ٚإِ ٍّني أ ْ ب قَ َ ال لِي «أَ ْن َ ُخ ِب ُر ِم ْن ِج َي ِة قَ َ ض ِ ب = وفي السبعينية (األجبية) ألكرز بأمر الرب .فالمسيح جاء إلينا ليستعمف لنا الر ٍّ اء َّ إِ ٍّني أ ْ ُخ ِب ُر ِم ْن ِج َي ِة قَ َ
اآلب فاآلب اليمكننا اف نراه ونحف ما زلنا في الجسد .االبف تجسد ليعمف لنا مف ىو اهلل .أعمف لنا محبة اآلب
لنا ،راينا في صميبو المحبة والعدؿ وراينا في حياتو التواضع والوداعة ،وعرفنا ارادة اآلب بحياتو وتعاليمو .حينما اقاـ موتي كاف يعمف عف اف ارادة اآلب لنا ىي الحياة االبدية ،وحيف كاف يشفي االمراض كاف يعمف اف ارادة
اآلب مف نحونا ىى الشفاء الكامؿ نفسا وجسدا وروحا .....ولذلؾ قاؿ المسيح لفيمبس " مف رآني فقد رأي اآلب ت ْاب ِني ,أََنا ا ْل َي ْوَم َولَ ْدتُ َك = ىذه اآلية حيرت الييود في تفسيرىا ،فقد " واآلب كممنا فيو (عبٔ .)ٕ 2قَ َ ال لِي أَ ْن َ أعمنت لنا ميبلد الرب الجسدي .فيناؾ ميبلد أزلي لمرب يسوع مف اآلب ببلىوتو وميبلد زمني أي جسدي .فقولو ت ْاب ِني ىذه إشارة لبنوتو األزلية مف اآلب ببلىوتو وقولو أََنا ا ْل َي ْوَم َولَ ْدتُ َك يتكمـ عف الميبلد الزمني .ولذلؾ أَ ْن َ استخدـ بولس الرسوؿ ىذه اآلية (عب ٔ )٘ ، ٗ 2ليثبت أف لممسيح اسماً أعظـ مف المبلئكة بكونو ابف اهلل الوحيد ال بالتبني بؿ لو نفس طبيعة اآلب .وبتجسده حصمنا نحف عمى البنوة.
22
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي)
يرثًا لَ َك ,وأَقَ ِ ُع ِطي َك األُمم ِ آية (ٛ" - )ٛاسأَْل ِ اصي األ َْر ِ ض ُم ْم ًكا لَ َك". ا م أ ف ي ن َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ أقاصي األرض واألمـ صارت ممكاً لمرب يسوع بصميبو (قارف مع فيٕ.)ٔٔ-ٙ2 اء َخ َّز ٍ يدِ .م ْث َل إِ َن ِ يب ِم ْن ح ِد ٍ آية (ٜ" - )ٜتُحطٍّميم ِبقَ ِ ض ٍ س ُرُى ْم»". اف تُ َك ٍّ َ َ ُ ُْ يب ِم ْن ح ِد ٍ تُحطٍّميم ِبقَ ِ ض ٍ يد = وفي السبعينية ترعاىـ بقضيب مف حديد .وكبلً المعنييف يشيراف لسمطاف الرب َ َ ُ ُْ عندما يممؾ .وىو يؤدب ويرعى بالتجارب واآلالـ ومف يقبؿ ويخضع تكوف لو بركة ،ومف يتمرد سيتحطـ وينكسر مثؿ إناء خزفي.وتفيـ االمـ ايضا عمي انو الشيطاف الذي تسيد عمي االمـ مف خبلؿ عبادة االوثاف والخطية .
ٓٔ ضاةَ األ َْر ِ ض" . آية (ٓٔ) " -فَ َ َّبوا َيا قُ َ اآلن َيا أَي َيا ا ْل ُممُو ُك تَ َع َّقمُوا .تَأَد ُ َّبوا = عمى كؿ متكبر أف يخضع لتأديب اهلل ،وليفيـ كؿ متكبر أف اهلل ال يشمخ عميو. أَي َيا ا ْل ُممُو ُك تَ َع َّقمُوا .تَأَد ُ
داود ينيي مزموره بنصيحة لمفيـ والطاعة.
ٔٔ ب ِب َخو ٍ اى ِتفُوا ِب َر ْع َد ٍة". اع ُب ُدوا َّ فَ ,و ْ آية (ٔٔ) ْ " - الر َّ ْ ِب َخو ٍ ف = في عبادتنا هلل يجب أف تمتمئ قموبنا بمخافة إليية مقدسة ،واهلل حيف يريد يعطي الفرح في قموبنا. ْ ٕٔ يدوا ِم َن الطَّ ِري ِ ين وبى لِ َج ِم ِ ب فَتَِب ُ يع ا ْل ُمتَّ ِكمِ َ ق .ألَنَّ ُو َع ْن َقمِيل َيتَّ ِق ُد َغ َ االب َن لِ َئبلَّ َي ْغ َ آية (ٕٔ) " -قٍَّبمُوا ْ ض ُب ُو .طُ َ ضَ َعمَ ْي ِو".
االب َن = تقبيؿ قدمي المموؾ عادة شرقية عبلمة الطاعة والوالء. قٍَّبمُوا ْ
ونصمي ىذا المزمور في باكر ،فنذكر أف المسيح يممؾ عمينا ،وحتى إف قاـ عمينا العالـ كمو فاهلل يضحؾ بيـ. والمسيح ممؾ بصميبو وقيامتو فنذكر قوة قيامتو وانتصاره عمى الموت ،بؿ نذكر أنو بوالدتو وفدائو صرنا أبناء نتمتع بقوتو.
23
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج)
المزمور الثالث
عودة لمجدول
يرتؿ كؿ مف يصمي صبلة باكر ىذا المزمور ويبدأ بقولو "لماذا كثر الذيف يحزنونني" فيذكر مضايقيو مف أىؿ العالـ ويذكر الخطايا التي تضايقو وربما يسقط فييا ،ولكف سرعاف ما تتحوؿ الصبلة إلى إنشودة خبلص تمؤل
النفس سبلماً خبلؿ التمتع بروح النصرة وروح القيامة في صموات داود ،ونرى الرب منتص اًر عمى كؿ أعدائنا حتى أقوى األعداء وىو الموت .يبدأ المزمور بصيغة الفرد ثـ ينتيي بالبركة عمى كؿ شعوب الرب .ونبلحظ في عنواف المزمور أف داود وضع المزمور في ضيقتو وىو ىارب مف أماـ إبشالوـ ابنو .وىناؾ ممحوظة ىامة
جداً -2أنو بينما كانت المشكمة موجودة ومازاؿ داود مطروداً مف عرشو وابنو يقود ضده ثورة ويريد قتمو فيو وضع محزف مبكي ب بلشؾ حتى لمف يسمعو ولكننا نجد داود يسبح اهلل عمى خبلصو والخبلص لـ يتـ بعد ،وىذا
ما يحدث مع كؿ مف يصمي متعمماً مف المزامير ،فيصمي في ضيقتو فيجد المسيح يحمؿ آالمو ويشترؾ معو في
صميبو ويعزيو ومازالت المشكمة ببل حؿ ،لكف حدث تغيير واضح في قمب الذي يصمي فيو بدأ صبلتو حامبلً
ىمومو وأنياىا وىو في حالة سبلـ داخمي .بؿ شعر أنو في أماف طالما ىو تحت الحماية اإلليية.
ِ آية (ٔ) ٔ" -يا رب ,ما أَ ْكثَر م َ ِ ِ ون َعمَ َّي". ون قَ ِائ ُم َ ير َ ضايق َّي! َكث ُ َ َ َ َ ُ ِ ون َعمَ َّي = فداود قاـ عميو ابنو إبشالوـ ومشيره أخيتوفؿ والجيش بؿ ومعظـ الشعب (كاف ىذا نتيجة ون قَ ِائ ُم َ ير َ َكث ُ لخطية داود) .وبالمثؿ قاـ عمى المسيح الروماف ومموكيـ والييود ورؤساء كينتيـ بؿ والشعب وييوذا تمميذه (كانت نياية ييوذا كنياية أخيتوفؿ) فكبلىما كانا صاحب مشورة شريرة .لقد كتب داود ىذا المزمور لضيقو مما
حدث مف إبشالوـ وبروح النبوة انطبؽ المزمور باألكثر عمى المسيح وكأف المسيح أيضاً يتساءؿ لماذا كثر
مضايقو الكنيسة جسده. ون يقُولُ َ ِ ِ ٕ ِ ص ِبِإل ِي ِو»ِ .سبلَ ْه". ير َ َ س لَ ُو َخبلَ ٌ ون ل َن ْفسي «لَ ْي َ آية (ٕ) َ " -كث ُ ِ ص ِبِإل ِي ِو = صوت التشكيؾ ىذا كثي اًر ما نسمعو في ضيقاتنا فنتصور أف اهلل ون َيقُولُ َ ير َ س لَ ُو َخبلَ ٌ ون ..لَ ْي َ َكث ُ تخمى عنا .ومف اجتمع حوؿ الصميب قاؿ "قد إتكؿ عمى اهلل فمينقذه" (مت .)ٖٗ2ٕٚإف أخطر ضربة يوجييا إبميس لنا ىي ضربة اليأس وىي إنكار إمكانية عمؿ اهلل الخبلصي .وخبلؿ اليأس تتسمؿ كؿ خطية إلى حياتنا. ِسبلَ ْه = ىي أضيفت بعد ذلؾ لتسكت الموسيقى فترة ويسكت المرنميف وتستمر الموسيقي ليتأمؿ المرنميف والسامعيف في ىذا الكبلـ الخطر الذي قيؿ "ىؿ ليس خبلص باهلل؟!"
ٖ ت يا رب فَتُرس لِي .م ْج ِدي ور ِافع أر ِ ْسي". آية (ٖ) " -أ َّ ْ ٌ ََ ُ َ َما أَ ْن َ َ َ َ س لِي = باالختبار عرؼ داود أف اهلل كما أنقذه في حادثة الدب وفي حادثة األسد ثـ مع جميات أَ ْن َ ت َيا َرب فَتُْر ٌ سينقذه اآلف" ،كما كاف وىكذا يكوف مف جيؿ إلى جيؿ" وفي (عبٖٔ )ٛ2يسوع المسيح ىو ىو أمس واليوـ والى
24
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج)
األبد .ور ِافع أر ِ ْسي = ىكذا رفع اهلل راس داود وىزـ أعدائو ومع المسيح فمقد نزؿ المسيح بعد موتو إلى الجحيـ ََ ُ َ لينجي عبيده منو .ثـ قاـ مف األموات ظاف اًر وصار موضوع مجدنا وترتفع رؤوسنا بو .وحتى إف حممنا الصميب فترة مف الزمف سنشعر أننا في ىذا نشبو المسيح والبد مف أف نقوـ معو ظافريف .لقد كانت الجماىير والجيش
ىما قوة إبشالوـ ،ولكننا نسمع ىنا أف اهلل ىو ترس وقوة داود. َم ْج ِدي = داود في ممكو كاف في مجد عظيـ ،فيو الذي اسس المممكة وتوحدت االسباط تحت ممكو ،واخضع كؿ أعدائو .واالف لقد سقط تاجو وىرب أماـ أعداؤه وشتمو شمعي بف جي ار .واكتشؼ داود الحقيقة ...اف كؿ
ما في العالـ زائؿ وباطؿ .وتوصؿ ليذه الحقيقة اف العالـ اليوجد فيو مجد ،بؿ اف المجد الحقيقي ىو في وجوده
مع اهلل وعبادتو هلل ،مجده الحقيقي ىو اهلل ،وىو القادر أف يرفع رأسو ويرد لو كرامتو .واهلل سيعطينا مجداً في
السماء.وىذا ما سمعناه مف اهلل "...اكوف مجداً في وسطيا" ( زؾ ٕ ) ٘ 2
ٗ يب ِني ِم ْن َج َب ِل قُ ْد ِس ِوِ .سبلَ ْه". الر ٍّ ص ْوِتي إِلَى َّ َص ُر ُخ ,فَ ُي ِج ُ بأ ْ آية (ٗ) ِ " -ب َ ليس معنى الصراخ ىو ارتفاع الصوت ولكف معناه الصبلة مف القمب بعمؽَ .ج َب ِل قُ ْد ِس ِو = ىو ممكوت اهلل السماوي .مف ىناؾ نسمع استجابة اهلل نسمعيا في قوة ،فداود محروـ اآلف مف أورشميـ األرضية لكنو عمى
اتصاؿ بأورشميـ السماوية .والمسيح صرخ عمى صميبو لحسابنا فاستجاب لو اهلل ،ىو صرخ كممثؿ عف البشرية
فاستجاب لو اهلل وخمصنا (عب٘.)ٚ2 ٙ ٘ اف ِم ْن ِرْبو ِ ات الش ُعوب ت أل َّ الر َّ استَ ْيقَ ْ َن َّ ض ُد ِني .الَ أ َ َخ ُ ظُ ت َوِن ْم ُ اضطَ َج ْع ُ اآليات (٘ " - )ٙ-أََنا ْ ب َي ْع ُ تْ . َ ين َعمَ َّي ِم ْن َح ْولِي". صطَفٍّ َ ا ْل ُم ْ
ت = ىي نبوة عف موت المسيح وقيامتو بعد أف أحاط بو األعداء الذيف تكمـ عنيـ اض َ استَ ْيقَ ْظ ُ ت َوِن ْم ُ ط َج ْع ُ أََنا ْ تْ . في اآليات (ٔ .)ٕ،وقولو أنا تشير لموت المسيح بإرادتو (يو .)ٔٚ2ٔٓ،ٔٛوعف داود نقوؿ أنو بعد صبلتو زالت
عنو حالة االضطراب مف كثرة األعداء وناـ "فالرب يعطي ألحبائو نوماً" وعجيب أف نرى داود نائماً في ىدوء وأعدائو محيطيف بو ،ولكف ىذا ىو سبلـ اهلل الذي يفوؽ كؿ عقؿ (فيٗ .)ٚ2ويقوؿ داود في (مزٕٖٔ) ال
أعطى لعيني نوماً ..حتى أجد موضعاً لمرب .فيو حيف صمي وأعطى هلل موضعاً في قمبو ناؿ سبلماً عجيباً فناـ .ومع كؿ منا يمكف أف يحدث ىذا .بؿ في كؿ مرة نصاب بفتور روحي ونشابو النائميف روحياً عمينا أف
نستيقظ (اؼ٘ٔ + ٔٗ2تس )ٙ2٘،ٚفالنوـ أي الكسؿ يؤدي لمسقوط .فالسقوط موت والتوبة ىي قيامة مع اف ِم ْن ِرْبو ِ ات المسيح الذي انتصر عمى الخطية وعمى الموت .ولو أعطانا اهلل حالة السبلـ نقوؿ مع داود الَ أ َ َخ ُ َ ض ُد ِني .وبسبب ىذه اآليات الش ُعوب ..ولماذا ال يخاؼ فاهلل أعطاه ثقة بوجوده وحمايتو لو = أل َّ الر َّ َن َّ ب َي ْع ُ الواضحة عف المسيح نرتؿ ىذا المزمور في ختاـ صموات يوـ الجمعة العظيمة ولكننا نتوقؼ عند قولو "أنا
اضطجعت ونمت" وال نكمؿ فكممة استيقظت تشير لمقيامة التي حدثت فجر األحد .فيذا المزمور يعتبر. .1
نبوة عف المسيح.
25
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج)
.2
ما حدث حقيقة مع داود.
.3
صبلة المؤمف الذي في ضيقة ويحيط بو األعداء (سواء جسدييف أو روحييف).
.4
صبلة المؤمف وىو في حالة فتور ويشتاؽ أف يقوـ مف موت الخطية.
ٚ َع َد ِائي َعمَى ا ْلفَ ٍّكَ .ى َّ ش َر ِ ار. ان األَ ْ ش ْم َ ض َرْب َ َس َن َ ت ُك َّل أ ْ ص ِني َيا إِل ِيي! أل ََّن َك َ تأْ اآليات ( " - )ٛ-ٚقُ ْم َيا َرب! َخمٍّ ْ ٛ ش ْع ِب َك َب َرَكتُ َكِ .سبلَ ْه". لِ َّمر ٍّ ص َعمَى َ ب ا ْل َخبلَ ُ
ىي طمبة داود ومف يصمي مع داود قُ ْم َيا َرب = أيقظ جبروتؾ وىمـ لخبلصنا ،كما أيقظ التبلميذ الرب في السفينة .ىذه عبلمة القوة في الصبلة والمجاجة .وتؤكد عمؽ إيماف المرتؿ واختباراتو في الرب الذي يعطيو
ش ْع ِب َك = فيو الممؾ ولكنو ال يقوؿ شعبي فيو الخبلص ويعطي البركة لو ولكؿ شعبو .ونبلحظ قوؿ داود َعمَى َ يفيـ أف الشعب ىو شعب اهلل بينما ىو كممؾ يرعى شعب اهلل. ونبلحظ أف المزمور يبدأ بالصراخ وينتيي بالخبلص والبركة وىزيمة األعداء ،ىو صورة رائعة لصبلة اإلنساف
الساقط في ضيقة أو تجربة" ،وكيؼ يخرجو الرب بيذه القوة ىذه ىي نتيجة الصبلة القوية ،ىي تمؤل النفس تعزية ِ الخطاة = يشبو المتمردوف ضد داود بالحيوانات الضارية التي تريد أف ان َس َن َ وال تنتيي سوى بالبركة والخبلص .أ ْ ص = فبل فضؿ لئلنساف تمتيمو ولكف الرب ينزع أسمحتيـ ،فذراع اهلل ال تقصر عف أف تخمص .لِ َّمر ٍّ ب ا ْل َخبلَ ُ نفسو ،إنما الفضؿ لمرب الذي وحده يخمصنا مف موت الخطية ويتمجد فينا.
ونرتؿ ىذا المزمور في باكر كؿ يوـ لنذكر قيامة الرب وانتصاره عمى كؿ مف قاـ ضده .ونذكر بركة الرب
لشعبو ونتسمح في بداية يومنا بيذا اإليماف القوي.
26
ضفر المسامير ( المسمور الرابع)
المزمور الرابع
عودة لمجدول
إلمام المغنين عمى ذوات األوتار= داود كتب المزمور وأعطاه لقائد فريؽ اإلنشاد (الخورس أو الكوراؿ) ليرتموا بو مستخدميف اآلالت الوترية.يرى بعض المفسريف أف داود كتب ىذا المزمور أيضاً متأث اًر بموقؼ إبشالوـ ابنو ضده ويروف أف داود كتبو بعد أف أحبطت مشورة أخيتوفؿ وفييا كاف داود يدعو شعبو أف ال يسيروا وراء الباطؿ بؿ يقدموا توبة .فقد كاف ىناؾ مف يريد إعادة تنظيـ صفوؼ فريؽ إبشالوـ ضد داود .وداود يقوؿ ليـ حتى متى
تيينوا الكرامة الممكية التي أعطاىا اهلل لي وتسيروا وراء الكذب ،فخصومتكـ ضدي ىي خصومة ضد اهلل الذي
اختارني لمممؾ.
َّب َ ِ ِ ِٔ الضي ِ صبلَ ِتي". لو ِبٍّريِ .في ٍّ اء ْ استَ ِج ْب لِي َيا إِ َ ق َرح ْ ف َعمَ َّي َو ْ آية (ٔ) " -ع ْن َد ُد َعائ َي ْ اس َم ْع َ ت لي .تََر َ استَ ِج ْب لِيِ .في الضٍّي ِ ت لِي = في الشدة فرجت عني (سبعينية) .داود يصرخ إلى اهلل أف ينصره عمى َّب َ ق َرح ْ ْ
مضايقيو ويتذكر كؿ الشدائد التي سانده فييا اهلل ولـ يتخؿ عنو (جميات ) ..وعمينا أف نصمي دائماً ونذكر كؿ لو ِبٍّري = عبلمة اتضاع داود. أعماؿ اهلل السابقة معنا "نشكر صانع الخيرات ألنو سترنا وأعاننا وحفظناَ "..يا إِ َ فكؿ البر الذي يظير في حياة داود أو حياتنا ليس ىو استحقاؽ صبلتنا وجيادنا الشخصي لكف بر اهلل فبئس
اإلنساف الذي يكوف بره مف ذاتو .ىذا ىو السر أننا بعد أف نتقدـ روحياً نعثر إذ نظف أننا أبرار .ألف غاية الناموس ىو المسيح لمبر لكؿ مف يؤمف (روٓٔ )ٗ2فربنا ىو برنا .ونبلحظ أف داود لـ يقؿ رفعت عني الشدة بؿ في الشدة فرجت عني أو رحبت لي ،فيو مازاؿ في شدتو لكنو شعر براحة (ىذه ىي طريقة اهلل ،وىذا ما حدث مع الثبلثة فتية فاهلل لـ يرفعيـ مف األتوف بؿ جاء إلييـ وأعطاىـ راحة وسط النيراف) .وبعد أف حصؿ داود عمى
ف َعمَ َّي اء ْ ىذه الراحة لـ يكؼ عف الصبلة كما يفعؿ الكثيروف فيدخموا إلى الفتور بؿ استمر في صمواتو قائبلً= تََر َ صبلَ ِتي (مثاؿ 2بعد التناوؿ عمينا أف نستمر في جيادنا). َو ْ اس َم ْع َ اط َل وتَ ْبتَ ُغ َ ِ ون ا ْلب ِ ِ ش ِر ,حتَّى متَى ي ُك ُ ِ ٕ ِ ب؟ ِسبلَ ْه". ون ا ْل َكذ َ ون َم ْجدي َع ًارا؟ َحتَّى َمتَى تُحب َ َ آية (ٕ) َ " -يا َبني ا ْل َب َ َ َ َ َ ار = لماذا تثقؿ قموبكـ (سبعينية) لماذا تحبوف الباطؿ .اإلنساف بطبعو ون َم ْج ِدي َع ًا َيا َب ِني ا ْل َب َ ش ِرَ ,حتَّى َمتَى َي ُك ُ ترابي يميؿ لؤلرضيات (ثقؿ القمب) .وىذا يحدث لنا بالخطية واليموـ العالمية ومحبة الدنيويات واإلنشغاؿ بيا عوضاً عف االىتماـ بالسماويات التي ترفع القمب إلى فوؽ .ونفيـ اآلية عف داود ،بأنو يعاتب مقاوميو بأنيـ يسيروف وراء األكاذيب التي أطمقيا إبشالوـ وأخيتوفؿ وحولوا مجد داود إلى عار .وىـ بوقوفيـ ضد داود الممسوح مف اهلل يخطئوف إلى اهلل الذي اختاره وىذا راجع لثقؿ قموبيـ بسبب خطاياىـ .وبسبب خطاياىـ صدقوا األكاذيب
(فالشيطاف كذاب) .ولكف ىذه اآلية توجو لكؿ خاطئ أحب العالـ والخطية فثقؿ قمبو وسار وراء الباطؿ (العالـ
27
ضفر المسامير ( المسمور الرابع)
وأكاذيبو وخداعاتو) حقاً قاؿ سميماف عنو باطؿ األباطيؿ .مف إليو الماؿ يسعى وراء باطؿ .وىؤالء يحولوف مجد
اهلل في حياتيـ إلى عار في حياتيـ.
ٖ س َمعُ ِع ْن َد َما أ َْد ُعوهُ". اعمَ ُموا أ َّ الر َّ َّوَّ . َن َّ ب قَ ْد َمي ََّز تَ ِقي ُ آية (ٖ) " -فَ ْ الرب َي ْ َّو = قد جعؿ قدوسو عجباً (سبعينية) إف مف يحبو اهلل يحيطو بعنايتو ورعايتو بطريقة عجيبة، الر َّ َّ ب قَ ْد َمي ََّز تَ ِقي ُ حدث ىذا مع المسيح ومع داود ومع كؿ مف يطمب اهلل بأمانو ىي دعوة لكؿ متألـ أف يحوؿ أفكاره عف أحزانو
الداخمية إلى الرب السماوي غير المنظور .ونحف نتمجد في السيد المسيح إف قبمنا الحياة المقدسة بعمؿ روحو القدوس فينا. ِٗ ض ِِ اس ُكتُواِ .سبلَ ْه". آية (ٗ) " -ا ْرتَِع ُدوا َوالَ تُ ْخ ِط ُئوا .تَ َكمَّ ُموا ِفي ُقمُوِب ُك ْم َعمَى َم َ اجع ُك ْم َو ْ "اغضبوا وال تخطئوا"= ىذه بحسب الترجمة السبعينية واستشيد بولس الرسوؿ بيذه الترجمة في (اؼٗ )ٕٙ2وىي تعني أنو إف كاف ىناؾ مبرر لمغضب فبل يوجد مبرر لمخطأ .وعمى اإلنساف أف يتخمص مف حالة الغضب ىذه
بأسرع ما يمكف ،ويا حبذا لو كاف الغضب عمى أنفسنا بسبب خطايانا فنقدـ توبة ،ىذا أفضؿ مف أف نغضب ض ِ اج ِع ُك ْم = بحسب السبعينية ومعناه الذي أخطاتـ فيو عمى أحد .الذي تقولونو في قموبكـ إندموا عميو في َم َ وفكرتـ فيو بسبب أي إثارة مفاجئة ،قدموا عنو توبة وأنتـ عمى فراشكـ .داود ىنا يحوؿ الفراش إلى مذبح لمصبلة
فيبتعد عف الفكر عف أي أفكار شريرة أو تشتيت لمفكر ،فيظؿ الفكر مشغوؿ بحساب النفس وادانة النفس .وفي الترجمة العربية طبعة بيروت نجدىا اِ ْرتَِع ُدوا َوالَ تُ ْخ ِط ُئوا = فيي دعوة أف نخاؼ مف اهلل فبل نخطئ ،وىي دعوة داود لشعبو أف يرتعد مف التمرد عميو الذي ىو تمرد عمى اهلل وبيذا يخطئ. ٘ ب". الر ٍّ آية (٘) ِ " -اذ َْب ُحوا َذ َب ِائ َح ا ْل ِبٍّرَ ,وتََو َّكمُوا َعمَى َّ ِاذ َْب ُحوا َذ َب ِائ َح ا ْل ِبٍّر = بعد تبكيت النفس ،والتوبة ،إذا اتخذت النفس قرار باالمتناع عف الخطية المحببة فكأنيا
قدمت ذبيحة بر "قدموا أنفسكـ ذبائح حية" .ىذه النفس تقدـ نفسيا ذبيحة عمى مذبح اإليماف ،فيي تتوقؼ عف
ممارسة خطية محببة. ِ ٙ ون ون َيقُولُ َ ير َ آية (َ " - )ٙكث ُ ِ ون َم ْن ُي ِري َنا َخ ْي ًار ون َيقُولُ َ ير َ َكث ُ
ور َو ْج ِي َك َيا َرب". « َم ْن ُي ِري َنا َخ ْي ًرا؟ »ْ .ارفَ ْع َعمَ ْي َنا ُن َ = ىناؾ مسيحيوف شكميوف ،إذا طمبت منيـ أف يمتنعوا عف الخطية المحببة إلييـ
يقولوف ..مف يرينا الخيرات .أي ماذا يضمف لنا أننا لو توقفنا عف الخطية المحببة لنا اآلف أف اهلل سيجازينا خي اًر في األبدية .فيـ محبوف لخطاياىـ متذمروف عمى الرب ،ناكروف أعمالو الحسنة ،بدوف إيماف ،ناقديف لمرب واإلجابة التي يجيب بيا داود ،إف عربوف عطايا اهلل في األبدية لعبيده األتقياء يظير ىنا عمى وجوه عبيده "قد
أضاء عمينا نور وجيؾ يا رب" فاهلل وىو نور يضئ عمينا ونحف في ظممة ىذا العالـ ويمؤلىـ سبلماً يظير أماـ
28
ضفر المسامير ( المسمور الرابع)
اآلخريف كدليؿ عمى عممو الداخمي فييـ .وحسب الترجمة العبرية وضعت ىذه االية بروح الصبلةْ ..ارفَ ْع َعمَ ْي َنا ور َو ْج ِي َك َيا َرب = ليرى ىؤالء المتشككيف أي سبلـ نحف فيو ،وبنورؾ ىذا نضئ ليـ ولكؿ متشكؾ. ُن َ ٛ ِ س ُر ِ َض َ ورِى ْم إِ ْذ َكثَُر ْت ِح ْن َ سبلَ َم ٍة أ ْ طجعُ طتُ ُي ْم َو َخ ْم ُرُى ْمِ .ب َ م ْن ُ س ٍّك ُن ِني". تُ َ
ٚ ظ َم س ُر ًا َع َ ور ِفي َق ْم ِبي أ ْ اآليات (َ " - )ٛ-ٚج َع ْم َت ُ ت َيا َرب ُم ْنفَ ِرًدا ِفي طُ َمأ ِْني َن ٍة ام ,أل ََّن َك أَ ْن َ َب ْل أ َْي ً ضا أََن ُ ىي شيادة داود عف عمؿ اهلل معو ،فيو يشبعو ويقوده إلى ينابيع ماء حية وىكذا كؿ مسيحي مؤله اهلل بروحو
القدوس ،ويشبع مف ذبيحة القداس ،ويتغذى عمى كممة اهلل في كتابو المقدس وصار الرب يسوع موضوع شبعو،
يشبع أكثر ممف يشبعوف مف خيرات ىذا العالـ ،الحنطة والخمر ..الخ .بؿ ىو يحيا في سبلـ ويناـ في سبلـ. ونصمي ىذا المزمور في صبلة باكر لنطمب نور اهلل وسبلمو بالرغـ مف المضايقيف.
29
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص)
المزمور الخامس
عودة لمجدول
ىذا المزمور رتمو داود وىو ممتمئ م اررة مف أخيتوفؿ ومف شابيو ،الذيف كانوا أصدقاء ومخمصيف لو ثـ شعر بخيانتيـ لو .وىذا ما حدث لممسيح إذ خانو تمميذه ييوذا وقاـ عميو مف شفاىـ وكاف يجوؿ وسطيـ يصنع خي اًر، طالبيف صمبو ،وكانوا يستيزئوف بو .وىناؾ مف يروف أف الشخص الخائف ىنا القائـ ضد المسيح ىو رمز لضد
المسيح الذي سيأتي في نياية األياـ.
ونجد في ىذا المزمور تضاد بيف الخيرات التي يناليا ابف اهلل الذي يحتمي بييكؿ قدس اهلل وبيف األخطار التي
تحيؽ باألشرار .والمزمور يبدأ أيضاً بصورة المفرد وينتيي بصورة الجمع ،ففي عبادتنا ال يمكف الفصؿ بيف
العبادة الفردية والعبادة الجماعية.
َم ْل صر ِ ِٔ ِ ِ اخي". آية (ٔ) " -ل َكم َماتي أ ْ َص ِغ َيا َرب .تَأ َّ ُ َ ِِ ِ َص ِغ َيا َرب = ىي صرخة داود في ألمو ،وصرخة كؿ إنساف هلل الذي يثؽ في أف اهلل يسمع ويخمص، ل َكم َماتي أ ْ ص َار ِخي = ىو صراخ القمب .فاهلل قاؿ ىي صرخة الكنيسة عموماً التي تثؽ في عريسيا أنو يستجيب .أسمع ُ إلى ىكذا" وىـ لـ يصرخ عمى اإلطبلؽ (خرٗٔ .)ٔ٘2ولذلؾ جاءت كممة صراخي بمعنى لموسى مالؾ تصرخ ّ فكري (الكتاب بشواىد). ٕ استَ ِم ْع آية (ٕ) ْ " - في آية (ٔ) قاؿ يا
ِِ ِ لِ ِ ُصمٍّي". ص ْوت ُد َعائي َيا َممكي َوِال ِيي ,أل ٍَّني إِلَ ْي َك أ َ َ رب وىنا يقوؿ يا ممكي واليي .وىذا التكرار المثمث يشير لمثالوث .فنحف نصمي لآلب
وصبلتنا مشفوعة بشفاعة المسيح الكفارية وبأنات الروح القدس (الروح ال يئف بؿ بعممو فينا نحف نئف شاكريف
ومسبحيف) .ولذلؾ يقوؿ داود يا رب (وذلؾ ألف الييود يعرفونو) .داود ىنا يمثؿ الكنيسة التي تعرؼ االبف والروح القدس فتقوؿ ممكي واليي .ولـ تقؿ يا ربي فيي الوحيدة التي تعرفت عمى االبف وعمى الروح .والتكرار يشير
أيضاً إلى لجاجة داود في صبلتو.
ٖ ِ ِ صبلَ ِتي َن ْح َو َك َوأَ ْنتَ ِظ ُر". آية (ٖ) َ " -يا َربِ ,با ْل َغ َداة تَ ْ ص ْوِتيِ .با ْل َغ َداة أ َُو ٍّج ُو َ س َمعُ َ ِ ص ْوِتي = أي في الصباح فأوؿ عمؿ يعممو ىو الصبلة (لذلؾ نصمي ىذا المزمور في صبلة ِبا ْل َغ َداة تَ ْ س َمعُ َ
باكر) .والغد يشير لعيد النعمة المشرؽ الممموء فرحاً بخبلص الرب يسوع وأحضانو المفتوحة لنا .أما البارحة
فتشير لمعيد القديـ .والغد يشير لمحياة األبدية حياة التسبيح الدائـ .ونصمي دائماً كؿ صباح متوقعيف مراحـ الرب الجديدة كؿ صباح .والصباح يشير لمقيامة سبب كؿ بركة لنا .ويشير لمتبكير في الصبلة لتكريس اليوـ كمو هلل
وىذا يعطي سبلـ لنا وبركة لميوـ كمو.
30
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص)
٘ ٗ الشٍّر ,الَ يس ِ سر ِب َّ اك ُن َك ٍّ َّام َع ْي َن ْي َك. ير .الَ َي ِق ُ سَ اآليات (ٗ " - )ٙ-أل ََّن َك أَ ْن َ ف ا ْل ُم ْفتَ ِخ ُر َ ت لَ ْ ت إِ ً َُ ليا ُي َ الشٍّر ُ ون قُد َ ٙ ين ِبا ْل َك ِذ ِب .رج ُل الدٍّم ِ ت ُك َّل فَ ِ اعمِي ِ اء َوا ْل ِغ ٍّ الرب". ش َي ْك َرُى ُو َّ ضَ أ َْب َغ ْ اإل ثِْم .تُ ْيمِ ُك ا ْل ُمتَ َكمٍّ ِم َ َُ َ
لنحرص قبؿ أف نقؼ أماـ اهلل أف نكوف في حالة استعداد وندـ عمى خطايانا ،وفي حالة توبة مف كؿ إثـ وشر ومخالفة لمناموس وكذب وسفؾ دـ وغش .ىكذا قاؿ المسيح "إذا قدمت قربانؾ( ....متٕٗ .)ٕٖ2٘،ورجؿ
الدماء والغش ىنا قد يشير لمشعب الييودي الذي صمب المسيح .وقد يشير لضد المسيح وأتباعو األشرار .ىنا
َّ إسود العالـ .وكأف داود في ىذا الوصؼ يصور نرى ليؿ وسواد الخطية ولذلؾ أتى المسيح نور العالـ بعدما نفسو يقؼ كؿ صباح ينتظر أف يشرؽ نور المسيح. ٚ ِ َس ُج ُد ِفي َى ْي َك ِل قُ ْد ِس َك ِب َخ ْوِف َك". آية ( " - )ٚأ َّ َما أََنا فَ ِب َكثَْرِة َر ْح َمت َك أ َْد ُخ ُل َب ْيتَ َك .أ ْ ىذه اآلية نقوليا دائماً عند دخولنا لمكنيسة .وداود ىنا يقوؿ أنو يدخؿ بيت اهلل عكس األشرار الذيف ذكرىـ سابقاً فيـ ال يدخمونو وأف دخموه فيـ ال يكونوف في شركة مع اهلل فبل شركة لمنور مع الظممة .فَ ِب َكثَْرِة َر ْح َم ِت َك أ َْد ُخ ُل َب ْيتَ َك = ليس مف حقي الدخوؿ إلى بيتؾ إال برحمتؾ .واذا قدسنا الييكؿ ىكذا ينبغي أيضاً أف نحافظ عمى
أجسادنا فيي ىيكؿ اهلل .وربما داود بيذه الكممات وىو منفي بعيداً عف أورشميـ يعبر عف ثقتو في أف اهلل سيعيده ألورشميـ ويدخؿ الييكؿ ثانية.
َع َد ِائي .س ٍّي ْل قُد ِ آية (ٛ" - )ٛيا ربِ ِ ْ , َّامي طَ ِريقَ َك". س َب ِب أ ْ َ اىدني إِلَى ِبٍّر َك ِب َ َ َ ىي صبلة لداود ليقوده الرب ،واف قاده الرب فسيكوف طريقو ىو طريؽ البر .ومف يسمؾ في ىذا الطريؽ سيكوف في مأمف مف أعدائو .ونحف نفيـ أف أعدائنا ىـ األعداء الروحييف الذيف يحمينا اهلل منيـ ،ويسيؿ لنا طريقنا في
العالـ .حقاً فالعالـ خاضع لمظمـ ،ولكف اهلل يعتني بأوالده ويظير ليـ رحمتو ويدافع عنيـ ويحفظيـ وىو الطريؽ، وطريؽ المسيح ىو الصميب ،وفي رحمة حياتنا سيكوف لنا آالـ لنقبميا كصميب والمسيح يعطينا أف يشترؾ معنا
معطياً لنا راحة وسبلـ. ِ اى ِيم ِ ِ اآليات (ٜ" - )ٔٓ-ٜألَنَّ ُو لَ ْي ِ وىاِ ٔٓ .د ْن ُي ْم ص َقمُ َ ص ْد ٌ قَ .ج ْوفُ ُي ْم ُى َّوةٌَ .ح ْمقُ ُي ْم قَ ْبٌر َم ْفتُ ٌ وح .أَْلس َنتُ ُي ْم َ َ س في أَف َْو ْ ِ ِ ط ٍّو ْح ِب ِي ْم ,أل ََّن ُي ْم تَ َم َّرُدوا َعمَ ْي َك". ام َرِات ِي ْمِ .ب َكثَْرِة ُذ ُنوِب ِي ْم َ َيا اَهللُ! ل َي ْ سقُطُوا م ْن ُم َؤ َ اهلل يديف الخطاة ألجؿ أوالده ،ويسقطيـ في مؤامراتيـ (ىاماف ومردخاي) ثـ يستأصميـ .والحظ مواصفاتيـ
وح = لسانيـ مميت كالسيؼ ،وضد المسيح ىذا سيضؿ كثيريف بأكاذيبو .وألنو قبر مفتوح فيو ال َح ْمقُ ُي ْم قَ ْبٌر َم ْفتُ ٌ ِ وىا = أما لنشر عدـ اإليماف ،أو األكاذيب أو ص َقمُ َ يشبع مف القتمي ،يضـ كؿ يوـ قتمى إنكار اإليماف .أَْلس َنتُ ُي ْم َ النميمة واإلشاعات الكاذبة أو التجديؼ والشتائـ والكبلـ البطاؿ والمعثر .وقابؿ ىذا بقوؿ داود عف نفسو أف لسانو قمـ كاتب ماىر أي يكتب ويرتؿ ما يعممو إياه الروح القدس .ليذا حسب كبلـ األشرار سيؼ فيو قاتؿ
31
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص)
ِ ِ ام َرِات ِي ْم = ىذه وحسب كبلـ داود قمـ فيو معمـ .وحمقيـ قبر فكبلميـ ميت ببل روح وببل حياة .ل َي ْ سقُطُوا م ْن ُم َؤ َ نبوة وليست لعنة ،اي لتفشؿ مؤمراتيـ. ٔٔ ِ اس ِم َك. ونَ ,وتُ َ ين َعمَ ْي َك .إِلَى األ ََب ِد َي ْي ِتفُ َ اآليات (َٔٔ " - )ٕٔ-وَي ْف َر ُح َج ِميعُ ا ْل ُمتَّ ِكِم َ ظمٍّمُ ُي ْمَ .وَي ْبتَ ِي ُج ِب َك ُمحبو ْ ٕٔ ٍّيق َيا َربَ .كأ ََّن ُو ِبتُْر ٍ ت تَُب ِ ضا". ار ُك ٍّ س تُ ِحيطُ ُو ِب ٍّ الصد َ أل ََّن َك أَ ْن َ الر َ ىي صورة عكسية لآليات ( )ٔٓ-ٜفينا نجد نصيب أوالد اهلل وفرحيـ وبركتيـ ونتيجة جيادىـ وسيرىـ يأخذوف
بركتيـ ونصيبيـ السماوي ميراثيـ .لذلؾ ففي الترجمة السبعينية نجد اسـ المزمور لمتماـ مف أجؿ الوراثةَ .كأ ََّن ُو ِبتُْر ٍ ضا = رضا اهلل عمى المؤمف البار ىو ترس لو ،فكأف ترسنا ىو مسرة اهلل ورضاه عمينا. س تُ ِحيطُ ُو ِب ٍّ الر َ نصمي ىذا المزمور في صبلة باكر لنذكر مقاومي الرب ونمتمئ رجاء في أف اهلل يسندنا وسط ضيقات وخيانات
األشرار في وسط ىذا العالـ.
32
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش)
المزمور السادس
عودة لمجدول
ىذا المزمور مف أروع مزامير التوبة ويجب عمى المؤمف أف يردده باستمرار .وداود كاف نبياً باكياً مثؿ أرمياء. وعمى كؿ متألـ أف يفعؿ مثمو .والمزامير الثبلثة السابقة كانت تتحدث عف أالـ األبرار بسبب مضايقيف خارجييف،
وفي ىذا المزمور وباقي مزامير التوبة نجد أف داود البار يعاني بسبب خطيتو ىو (مزامير التوبة ،ٖٛ ،ٖٕ ،ٙ
ٔ٘ .)ٖٔٗ ،ٖٔٓ ،ٕٔٓ ،وغالباً قاليا داود بسبب خطاياه وأشيرىا خطيتو مع امرأة أوريا.
وليجة المزمور تناسب اإلنساف التائب فيي تعبر عف شدة الحزف عمى إرتكاب الخطية ،وفييا بكاء وفييا كراىية
لمخطية وفييا أيضاً رجاء في مراحـ اهلل .ونرى ىنا داود يرى أثار الخطية وكيؼ أنيا أثرت عمى نفسو (حزف شديد) وعمى جسده (عظامي قد رجفت).
ٕ ٔ ش ِف ِني َيا يف .ا ْ ض ِع ٌ ض ِب َكَ ,والَ تُ َؤد ٍّْب ِني ِب َغ ْي ِظ َكْ .ار َح ْم ِني َيا َرب أل ٍَّني َ اآليات (َٔ " - )ٖ-يا َرب ,الَ تَُوٍّب ْخ ِني ِب َغ َ ٖ ِ ِ رب أل َّ ِ ِ ت َيا َرب ,فَ َحتَّى َمتَى؟" اع ْت ِجدًّاَ .وأَ ْن َ َن عظَامي قَ ْد َر َجفَ ْتَ ,وَن ْفسي قَد ْارتَ َ َ اعتراؼ بالخطايا بالرغـ مف كؿ إنذارات اهلل وسماع صوتو ،واذا وقفنا أماـ اهلل فبل نطمب إال الرحمة ،فنحف
دنسنا أجسادنا وأسأنا لربنا الذي قدـ لنا دمو وأسأنا لروحو القدوس الساكف فينا ،ليس لنا وجو أف نطمب سوى
الرحمة. ِ ِ ش ِف ِني = مف أمراضي الجسدية = ِع َ ِ اع ْت والمسيح ىو اْ ظامي قَ ْد َر َجفَ ْت ..وأمراضي النفسية= َن ْفسي قَد ْارتَ َ الطبيب الماىر الذي يقدـ الشفاء لؤلمراض المستعصية .وداود لـ يطمب أف ال يبكتو اهلل أو يوبخو "فالروح القدس
ىذا ىو عممو أف يبكت" (يو )ٛ2ٔٙولكف داود يطمب أف ال يكوف ىذا التبكيت يصاحبو سخط وغضب اهلل= الَ ض ِب َك بؿ بكتني كأب يبكت إبنو ،ال أريد أف أشعر أنني إنساف منبوذ ،وغضب اهلل ُيفنى أما حبو تَُوٍّب ْخ ِني بارب ِب َغ َ يف = وىكذا ينبغي أف نقؼ أماـ اهلل شاعريف ض ِع ٌ األبوي فيصمح ويجبر ويخمص .وىنا نجد اعتراؼ داود بأنو َ ت َيا َرب ,فَ َحتَّى َمتَى = ىنا شعر المرتؿ بعجزه ،وأف بأننا ال نقدر أف نخمص أنفسنا طالبيف مراحـ اهللَ .وأَ ْن َ خطيتو تستحؽ الغضب اإلليي وأف كيانو كمو (جسده ونفسو) أخذ في األنييار ،فصرخ ال تتركني إلى النياية، إلى متى تتركني أعاني ،إلى متى يا رب تنسانا نتيجة ألعمالنا الشريرة.
٘ ٗ ِ ِ س ِفي ا ْل َم ْو ِت ِذ ْك ُر َكِ .في ا ْل َي ِ اوَي ِة ص ِني ِم ْن أ ْ اآليات (ُٗ " - )٘-ع ْد َيا َربَ .ن ٍّج َن ْفسيَ .خمٍّ ْ َج ِل َر ْح َمت َك .أل ََّن ُو لَ ْي َ َم ْن َي ْح َم ُد َك؟ "
ال تتركني وال تيممني وال تنساني بسبب خطاياي بؿ قـ يا رب أيقظ جبروتؾ وىمـ لخبلصنا ،ألجؿ مراحمؾ س ِفي ا ْل َم ْو ِت ِذ ْك ُر َك .وقولو ُع ْد َيا َرب = اهلل موجود في نجني ،ألف العمر الحاضر فقط ىو زماف التوبة = لَ ْي َ كؿ زماف وفي كؿ مكاف .ولكف قولو ُع ْد إشارة لحضور النعمة حيث يسكف وسط شعبو ،في داخؿ قموبيـ ،معمناً
33
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش)
فأمر الضيقات عمى اإلنساف ىي التي فييا يشعر بغياب اهلل. إتحادىـ بو .واذ يشعروف بوجوده تكوف ليـ راحةَّ ،
إلى. إلى أرجع إليكـ (زؾٔ .)ٖ2فقولو عد تفيـ بأف إجعمني أعود يا رب إليؾ لتعود بحضورؾ َّ لذلؾ يقوؿ إرجعوا ّ َج ِل م َار ْح َم َك = أنا ال أستحؽ الخبلص ولكف خمصني مف أجؿ رحمتؾ. ص ِني ِم ْن أ ْ َخمٍّ ْ ٚ وعي .أُ َذ ٍّو ِ ِ ٍ ِ ِ اآليات (ٙ" - )ٚ-ٙتَِع ْب ُ ِ يري ِب ُدم ِ س ِر ِ اخ ْت ِم َن ا ْل َغ ٍّم س َ ُ ت في تََنيدي .أ َ ب ف َراشيَ . ُع ٍّوُم في ُك ٍّل لَْيمَة َ ُ ضا ِي ِق َّي". ش َ َع ْي ِنيَ . اخ ْت ِم ْن ُك ٍّل ُم َ اخ ْت ِم َن ا ْل َغ ٍّم َع ْي ِني = تعكرت مف س َ ىي آيات تظير أف المزمور مزمور توبة .ىنا يحقؽ ما قالو في (مزَٗ .)ٗ2
الغضب عيناي (سبعينية) .وغضبو ىنا موجو إلى أعدائو الروحييف الذيف أسقطوه في الخطية وىـ محبة العالـ
واغراءاتو وشيوات الجسد والشيطاف وحيمو (فحربنا ليست مع لحـ ودـ بؿ مع قوات شر روحية) .والحظ أنو يبكي في الميؿ ،حيث ال يراه إنساف فعبلقتنا مع اهلل عبلقة خاصة في المخدع وىو في الميؿ يبكي يشير لمخطية فالميؿ ٍ ِ س ِر ِ يري = التوبة ىي يشير لظممة الخطية (في المساء يحؿ البكاء وفي الصباح السرور) .أ َ ُع ٍّوُم في ُك ٍّل لَ ْيمَة َ معمودية ثانية .كؿ ىذا اإلنسحاؽ وىو الممؾ العظيـ ،لكف مركزه لـ يمنعو مف اإلنسحاؽ أماـ اهلل .ومف ال يخاؼ
ويبكي إذا تذكر دينونة اهلل الرىيبة.
اآليات (ٛ" - )ٔٓ-ٛاُْبع ُدوا ع ٍّني يا ج ِميع فَ ِ اعمِي َ َ َ َ ُ ٓٔ َع َد ِائي ُي ْخ َز ْو َن ضرِعيَّ . صبلَ ِتيَ .ج ِميعُ أ ْ تَ َ الرب َي ْق َب ُل َ
ٜ ِ ب قَ ْد ِ ِ الرب اإل ثِْم ,أل َّ الر َّ س ِم َع َّ َن َّ ص ْو َ ت ُب َكائيَ . سم َع َ َ ون َوُي ْخ َز ْو َن َب ْغتَ ًة". ون ِجدًّاَ .ي ُع ُ ود َ اع َ َوَي ْرتَ ُ
عبلمة التوبة الحقيقية ىي ترؾ كؿ أصدقاء السوء وكؿ عبلمات الخطية فمتى ترؾ مكاف الجباية ،وزكا ترؾ
أموالو وداود ىنا يقوؿ إبعدوا عني يا جميع فاعمي اإلثـ وتأمؿ إضطراب داود في أوؿ المزمور وثقتو في استجابة
اهلل وقبولو لتوبتو .ولنعمـ أف مف ضمف فاعمي اإلثـ ىـ الشياطيف الذيف يشككوف في قبوؿ التوبة .ولذلؾ يرد داود ضرِعي .وسبلح داود في محاربة ىؤالء األعداء ىو الصبلة ،وىو أحس وشعر بأف س ِم َع َّ الرب تَ َ عمييـ بثقة الرب َ اهلل استجاب لدموعو ،إذ مؤله قوة جديدة فتغيرت نغمة صبلتو واستعاد ىدوءه بؿ صار يتكمـ بفرح ،فالذيف يزرعوف بالدموع يحصدوف باالبتياج (مز .)٘2ٕٔٙونصمي المزمور في باكر لنذكر ىذه القوة والفرح وقبوؿ
التوبة.
34
ضفر المسامير ( المسمور الطببع)
المزمور السابع
عودة لمجدول
العنواف شجوية= ال يمكف تحديد المعنى تماماً ،وربما تعني مرثاة أو صراخ عالي حينما كاف المرنـ في حالة ارتباؾ مف االضطياد الواقع عميو .وقيؿ أنيا مشتقة مف كممة عبرية معناىا يتجوؿ تائياً بسبب ىروبو مف شاوؿ
وارتباكو بسبب ىذا.
كوش البنياميني= لـ يذكر الكتاب أف ىناؾ شخصاً بيذا االسـ قد تكمـ عمى داود ،لذلؾ وجدت عدة أراء لتفسير ىذا االسـ .فالبابا أثناسيوس الرسوؿ والقديس باسيميوس الكبير قاال أنو حوشاي األركي الذي أبطؿ بحكمتو
مشورة أخيتوفؿ وأسماه البنياميني أي ابف اليميف ألنو كاف أميناً مع داود .وقاؿ آخروف أف كوش ىو شمعي الذي شتـ داود .وربما ىو صديؽ لشاوؿ كاف يوقع بينو وبيف داود كمما ىدأ شاوؿ مف جية داود .أو ىو شاوؿ نفسو ِ ب ىذا المزمور أثناء اضطياد شاوؿ لداود ،أو أثناء خيانة واسماه كوش أي أسود بسبب أعمالو .وسواء ُكت َ إبشالوـ لو فاهلل أنقذه مف مؤامرات أعدائو .وفي ىذا ىو يرمز لممسيح المتألـ الذي استجاب لو اآلب.
ٔ ين ي ْ ِ ِ تَ .خمٍّ ِ ِ ِ ٕ ِ َّ َس ٍد اآليات (َٔ " - )ٕ-يا َرب إِل ِييَ ,عمَ ْي َك تََو َّك ْم ُ صني م ْن ُك ٍّل الَّذ َ َ ْ س َكأ َ ط ُرُدوَنني َوَن ٍّجني ,ل َئبل َي ْفتَ ِر َ َن ْف ِسي َى ِ َّاىا َوالَ ُم ْن ِق َذ".. اش ًما إِي َ ِ َس ٍد = بصيغة المفرد .فكاف كثيروف يضطيدوف داود .ولكف ُك ٍّل الَِّذ َ س َكأ َ ين َي ْط ُرُدوَنني = بصيغة الجمعَ ..ي ْفتَ ِر َ كاف واحداً وىو كأسد زائر وراء كؿ ىذا االضطياد وىو إبميس .ونرى ىنا إتكاؿ داود الكامؿ عمى اهلل ،وطمبو
الخبلص مف يده .والحظ قولو اييا ال َرب إِل ِيي = فأنت رب الخميقة كميا وضابط الكؿ ،وأنت إليي أنا بوجو خاص .ولقد أضطيد إبميس آدـ فطرد مف الجنة ،واضطيد المسيح .وىو استبعد آدـ وخطؼ نفسو ولكنو لـ
يستطع ىذا مع المسيح فالمسيح كاف ببل خطية.
ٗ ش ًّرا, ت ى َذا .إِ ْن ُو ِج َد ظُ ْم ٌم ِفي َي َد َّ سالِ ِمي َ ي .إِ ْن َكافَأ ُ ت قَ ْد فَ َع ْم ُ ُك ْن ُ ْت ُم َ ِ ض َح َي ِاتيَ ,وْل َي ُحطَّ إِلَى التر ِ س إِلَى األ َْر ِ اب َع ُد ٌّو َن ْفسي َوْل ُي ْد ِرْك َياَ ,وْل َي ُد ْ َ
اآليات (َٖ ٖ" - )٘-يا َرب إِل ِيي ,إِ ْن ت م َ ِ س َب ٍبَ ٘ ,ف ْم ُيطَ ِ ارْد ضا ِيقي ِببلَ َ َو َ سمَ ْب ُ ُ َم ْج ِديِ .سبلَ ْه". ربما ينطبؽ ىذا عمى داود ،وأنو كاف كممؾ عادؿ ،وكاف بقدر استطاعتو با اًر أماـ اهلل .ولكنو ىنا يتنبأ عف المسيح الكامؿ الذي ببل خطية .وبينما استعبد إبميس آدـ وبنيو بسبب سقوطيـ ،لـ يستطيع ىذا مع المسيح
لكمالو وبره .ونبلحظ أف اهلل قاؿ لمحية تأكميف تراباً ،فكؿ مف يعيش في تراب ىذا العالـ وتستيويو شيواتو يصبح
تراباً ومأكبلً إلبميس .لذلؾ عمينا أف نقارف حالنا مع ما قالو داود ىنا فيو لـ يوجد في يده ظمـ ولما يكافئ أحد
ش اًر حتى الذيف ضايقوه ،وفي ىذا طبؽ داود تعميـ العيد الجديد .فإف كنا ىكذا فعبلً ال يقوى عمينا إبميس وال يدوسنا والمسيح قَبِ َؿ أف يموت بعد أف أخمى ذاتو حتى ال نموت نحف ونداس مف إبميس.
35
ضفر المسامير ( المسمور الطببع)
وىناؾ مف يعترض عمى داود أنو يذكر بره وقداستو .ولكف األغمب أف ىذا لـ يكف في فكر داود فكؿ مزاميره
تنطؽ باالنسحاؽ .ولكنو يذكر أنو برئ مف التيـ المزورة التي الصقيا بيا أعداؤه .وبالنسبة لنا حيف نق أر ىذا ونصمي بو فعمينا أف نبكت أنفسنا .واف كانت نبوة عف المسيح فيو البار وحده.
ٚ ٙ ِ ضا ِي ِق َّي َوا ْنتَِب ْو لِيِ .با ْل َح ٍّ ص ْي َ س َخ ِط ُم َ اآليات ( " - )ٔٓ-ٙقُ ْم َيا َرب ِب َغ َ تَ .و َم ْج َمعُ ق أ َْو َ ض ِب َكْ .ارتَف ْع َعمَى َ ٛ وب .اق ِ ْض لِي َيا َرب َك َحقٍّي َو ِم ْث َل َك َمالِي الَِّذي ِف َّي. ا ْلقَ َب ِائ ِل ُي ِحيطُ ِب َك ,فَ ُع ْد فَ ْوقَ َيا إِلَى ا ْل ُعمَىَّ . الرب َي ِد ُ ين الش ُع َ ٜ ص مستَ ِق ِ ِ ٓٔ ِ ِ ِ ص ا ْل ُقمُ ِ ش َر ِ يمي ار َوثٍَّب ِت ٍّ شر األَ ْ لِ َي ْنتَ ِو َ الصد َ وب َوا ْل ُكمَى اهللُ ا ْل َبار .تُْرسي ع ْن َد اهلل ُم َخمٍّ ِ ُ ْ ٍّيق .فَِإ َّن فَاح َ ا ْل ُقمُ ِ وب".
داود يمجأ هلل ليكوف ترس لو أي يحميو مف مؤامرات األعداء .وبالمعنى النبوي نجده يتنبأ عف عمؿ المسيح في صمبو= ْارتَ ِف ْع .في قيامتو= قُ ْم .ثـ بصعوده= ُع ْد فَ ْوقَ َيا إِلَى ا ْل ُعمَى .فالمسيح بعد أف ارتفع عمى الصميب قاـ مف األموات .ولكنو في كؿ حيف ىو في وسط كنيستو= َو َم ْج َمعُ ا ْلقَ َب ِائ ِل ُي ِحيطُ ِب َك .وكاف نداء داود عد إلى العمي ىو وب = فالدينونة أعطيت لبلبف (يو٘ .)ٕٕ2فاهلل أداف إبميس لكي تصعد باكورتنا إلى السماء .و َّ الرب َي ِد ُ ين الش ُع َ وأتباعو ،وفي اليوـ األخير سيمقي في البحيرة المتقدة بالنار .ولقد بدأت الدينونة بالصميب .أما داود فيو يسمـ
قضيتو بيف يدي اهلل لكي يديف اهلل أعداؤه ويحكـ لو وينصفو ،فاهلل وحده ىو الذي يعرؼ براءتو فيو فاحص ش َر ِ ار شر األَ ْ القموب والكمي .ىو اهللُ ا ْل َبار = اهلل العادؿ .ونبلحظ أف داود ىنا ال يطمب فناء الشرير بؿ قاؿ لِ َي ْنتَ ِو َ = ىو يطمب ليـ التوبة .وىكذا ينبغي أف نصمي. ٍّيق = حتى ال يسقط في غوايات إبميس ،وحتى يحتمؿ آالـ األشرار كما ثبت اهلل الشيداء في إيمانيـ َوثٍَّب ِت ٍّ الصد َ إلى النفس األخير (متٕٗ .)ٖٔ2وقولو قُ ْم ىو صرخة كؿ متألـ حتى يرفع اهلل الظمـ عنو ،ففي وسط الضيؽ يظف اإلنساف أف الشر قد انتصر ،فيصرخ إلى اهلل ليقوـ ويحقؽ العدؿ .وقولو ُع ْد فوقيا إلى العمى و ْارتَ ِف ْع َعمَى ضا ِي ِق َّي = أي إظير أنؾ فوؽ ىؤالء األشرار وتمجد أماميـَ .م ْج َمعُ ا ْلقَ َب ِائ ِل = مجمع الشعوب أي كنيسة س َخ ِط ُم َ َ المسيح.
ٕٔ ِ اآليات (ٔٔٔٔ" - )ٖٔ-اَهللُ قَ ٍ س ُو جع ُي َحد ْ اض َع ِاد ٌلَ ,وِا ٌ س َخطُ في ُك ٍّل َي ْوٍم .إِ ْن لَ ْم َي ْر ْ لو َي ْ س ْيفَ ُوَ .م َّد قَ ْو َ ٍّد َ ٖٔ ِ ِ ام ُو ُم ْمتَ ِي َب ًة". َو َى َّيأ َ سد َ َّد َن َ َىاَ ,و َ حوهُ آل َة ا ْل َم ْوتَ .ي ْج َع ُل س َي َ
المرتؿ ينبو األشرار حتى يرجعوا بالتوبة ،فإف لـ يرجعوا سيضربيـ اهلل .إف لـ يرجع الشرير عف شره يحدد اهلل
ٍ وماض كالسيـ .واهلل قبؿ أف يقتؿ الجسد بسيامو ،يوجو سياماً معنوية لمضمير سيفو .فعدؿ اهلل حاد كالسيؼ لعمو يتحرؾ ويتوب .وىذه السياـ المعنوية ىي كممتو وك ارزتو .وضربات اهلل لمشرير تتدرج لتصؿ إلى الموت
فعبلً.
36
ضفر المسامير ( المسمور الطببع) ٘ٔ ٗٔ ِ ض ِب ِ ِ سقَطَ ِفي ا ْل ُي َّوِة الَِّتي اآليات (ُٗٔ " - )ٔٚ-ى َوَذا َي ْم َخ ُ اإل ثْمَ .ح َم َل تَ َع ًبا َو َولَ َد َكذ ًباَ .ك َار ُجبًّاَ .حفَ َرهُ ,فَ َ ٔٚ ٔٙ ِِ ب ا ْل َعمِ ٍّي". الر َّ الر ٍّ السِم َّ َح َم ُد َّ ام ِت ِو َي ْي ِبطُ ظُ ْم ُم ُو .أ ْ سَ ب ِبٍّرِهَ ,وأ َُرٍّن ُم ْ ب َح َ َ ص َن َعَ .ي ْرجعُ تَ َع ُب ُو َعمَى َأرْسوَ ,و َعمَى َى َ
آية (ٗٔ) ىي ما ردده يعقوب في (يع٘ٔ .)ٔٗ2ٔ،فمف يتحد بالمسيح يكوف لو ثمار الروح .ومف يتحد بإبميس
ينجب كذب وخداع وعنؼ وقمؽ وتعب .فالخطية يصحبيا فقداف السبلـ .وتنتيي بأف ما يزرعو اإلنساف فإياه يحصدَ .ك ار جبًّا = أي حفر حفرة فسقط فييا (أـ + ٕٚ2ٕٙجآٔ .)ٛ2يرجع تَعب ُو عمَى أر ِ ْس ِو = (حزٕٕ)ٖٔ2 َ ُ َْ ُ َُ َ َ وىذا يقولو داود عف كؿ مف دبَّر لو ش اًر ،فكؿ ما يدبره األعداء سيرتد عمى رؤوسيـ وىذا ما حدث مع ىاماف.
رم اًز لما حدث مع المسيح ،فقد تآمر ييوذا عميو وكاف في نيايتو درساً لكؿ مف يقؼ في وجو اهلل .وكاف أخيتوفؿ يرمز لييوذا .ثـ ينيي المرنـ مزموره بتسبيح اهلل العمي ،الذي يتعالى عمى كؿ أعدائو ويتمجد فييـ.
37
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه)
المزمور الثامن
عودة لمجدول
ىو مزمور تسبيح هلل عمى كؿ أعمالو التي تنطؽ بمجده .ويمخص داود أعماؿ اهلل في-2 .1
مجد اهلل ظاىر في السموات فيي عمؿ يديو ..القمر والنجوـ وكؿ ما فوقنا.
.2
التسبيح الذي يخرج مف فـ األطفاؿ .فالطفؿ بصعوبة يتعمـ ولكنو بسيولة يسبح اهلل ويحبو.
.3
اهلل الدياف بعدؿ يظير في دينونتو قداستو وفي دينونتو يسكت العدو والمنتقـ.
.4 .5
خمقة اهلل لئلنساف ،وكوف اإلنساف ينقص قميبلً عف المبلئكة ،وأف اهلل يعطي سمطاناً لئلنساف.
قد ينشأ في داخؿ اإلنساف شعور بتفاىتو وأنو ال يساوي شئ (ىذا شعور ىاـ مف الناحية الروحية
الكتساب فضيمة التواضع) ..ولكننا نرى الجانب اآلخر ليكوف مفيوـ التواضع صحيحاً أف اهلل يحب
اإلنساف وأعطاه سمطاناً ومف أجمو تجسد وافتدى اإلنساف .إذاً فاإلنساف ميـ جداً عند اهلل .وأف اهلل أعد
مجداً لئلنساف.
وىذا المزمور إتخذ رم اًز ونبوة صريحة عف المسيح في العيد الجديد ولنراجع-2 .1
(متٕٔ )ٔٙ2فتسبيح األطفاؿ حدث فعبلً في دخوؿ المسيح إلى أورشميـ .وكمما عدنا لمرحمة الطفولة
.2
(عبٕ )ٛ-ٙ2ونقارنو مع اآليات (ٗ )ٙ-مف المزمور .فبولس الرسوؿ رأى في ىذا نبوة عف المسيح
وبساطتيا يسيؿ أف نسبح اهلل "إف لـ ترجعوا وتصيروا مثؿ ىؤالء األطفاؿ( " ..مت.)ٖ2ٔٛ
الذي أنقص عف المبلئكة بكونو صار إنساناً ومات .ولكنو تكمؿ بالمجد والكرامة في قيامتو وصعوده وجموسو عف يميف اآلب.
.3
(ٔكو٘ٔ )ٕٚ2ونقارنيا مع آية ( )ٙتسمطو عمى أعماؿ يديؾ ،جعمت كؿ شئ تحت قدميو ونرى ىنا خضوع الخميقة كميا لممسيح .فاهلل خمؽ آدـ وأعطاه سمطاناً عمى جميع المخموقات وفقده بالخطية، وخسر كؿ المجد الذي كاف فيو .ولكف المسيح جاء ليعيد لئلنساف المجد الذي خسره "بمجد وبياء تكممو"،
فأي مجد صار لنا بالخبلص الذي قدمو المسيح .لقد صار لنا مجد أوالد اهلل ألننا سنصير مثمو تماماً.
(ٔيوٕ + ٔ2ٖ،فيٖ)ٕٔ2
فيذا المزمور الذي يتحدث عف مجد اهلل عف خمقتو لمطبيعة ولئلنساف يتحدث أيضاً عف عمؿ المسيح ليعيد المجد لئلنساف بعد أف فقده بخطيتو .فنرى في ىذا المزمور محبة اهلل لئلنساف وعنايتو بو ،والمجد الذي أعد لنا
وشركة الحياة األبدية مع الرب يسوع.
عمى الجتية = ربما ىي آلة موسيقية ،أو لحف موسيقي مشيور في جت (مدينة فمسطينية وكاف لداود عبلقة وثيقة بيا ،وكاف حرسو الخاص مف جت .وفي العبرية كممة جت تعني معصرة لذلؾ ترجمتيا السبعينية عمى
المعاصر .ولنقارف مع عنواف المزمور التاسع "عمى موت االبف" لنرى االرتباط ،فاالبف يسوع حيف مات داس
المعصرة وحده بصميبو (أشٖ)ٖ2ٙ
38
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه)
ٔ السماو ِ اس َم َك ِفي ُك ٍّل األ َْر ِ ات". آية (ٔ) " -أَي َيا َّ ض! َح ْي ُ ت َجبلَ لَ َك فَ ْو َ ث َج َع ْم َ س ٍّي ُد َناَ ,ما أ َْم َج َد ْ ق َّ َ َ الرب َ اس َم َك = فاسمو يدعي عجيباً (اش ،)ٙ2ٜباسـ يسوع الناصري قـ وامش (أعٖ + ٙ2أعٗ( .)ٕٔ2تدريب= أ َْم َج َد ْ السماو ِ ات = فالمبلئكة في ت َجبلَ لَ َك فَ ْو َ االلتزاـ بصبلة يسوع ) "يا ربي يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ" َج َع ْم َ ق َّ َ َ السموات عمميا تسبيح اهلل .والنفس التي تسبح اهلل تكوف في السموات وتشترؾ مع المبلئكة في تسابيحيا.
َض َد ِاد َك ,لِتَس ِك ِ آية (ٕ) ِ ٕ" -م ْن أَفْو ِ طفَ ِ يت َع ُد ٍّو َو ُم ْنتَ ِقٍم". ال َوالرض ِ َّع أ َّ اه األَ ْ س َب ِب أ ْ سَ ْ َس ْ ت َح ْم ًدا ِب َ َ ِم ْن أَفْو ِ اه األَ ْطفَ ِ ت َح ْم ًدا = األطفاؿ ىـ المولوديف جديداً في المعمودية وبالتوبة ،ىـ مف عادوا ال َوالرض ِ َّع أ َّ سَ َس ْ َ مف خطيتيـ بتوبتيـ ليشبيوا األطفاؿ في بساطتيـ وطيارتيـ والرضع ىـ مف يرضعوف تعاليـ الكتاب المقدس َض َد ِاد َك لِتَس ِك ِ يت َع ُد ٍّو َو ُم ْنتَ ِقٍم = إختار اهلل جياؿ العالـ ليخزي الحكماء ،واختار ضعفاء س َب ِب أ ْ ْ (ٔكوِٕ .)ٔ2ٖ،ب َ العالـ ليخزي األقوياءٔ( ..كو .)ٕٚ2ٔ،ٕٜفيؤالء األطفاؿ الروحييف ييزموف جبابرة العالـ (ٕكو٘.)ٗ2ٔٓ، آية (ٖ) ٖ" -إِ َذا أَرى سماو ِات َك عم َل أ ِ ِ وم الَِّتي َك َّوْنتَ َيا", َ َ ََ َ ََ َصابع َك ,ا ْلقَ َم َر َوالن ُج َ َصا ِب ِعك. وم يشيروف لمقديسيف .ما جعميـ نو اًر ىكذا ىو عمؿ الروح القدس = أ َ ا ْلقَ َمر يشير لمكنيسة َوالن ُج َ آية (ٗ) ٗ" -فَ َم ْن ُى َو ِ آد َم َحتَّى تَ ْفتَ ِق َدهُ؟" ان َحتَّى تَذ ُك َرهُ؟ َو ْاب ُن َ س ُ اإل ْن َ َم ْن ُى َو ِ آد َم َحتَّى تَ ْفتَ ِق َدهُ = اإلنساف عزيز جداً في عيني اهلل وىنا المرتؿ يتعجب ليذه ان َحتَّى تَذ ُك َرهُ؟ َو ْاب ُن َ س ُ اإل ْن َ
المحبة التي بسببيا افتقدنا اهلل بفدائو.
آية (٘) ٘" -وتَْنقُص ُو َقمِيبلً ع ِن ا ْلمبلَ ِئ َك ِة ,وِبم ْج ٍد وبي ٍ اء تُ َكمٍّمُ ُو". َ َ َ َََ َ َ َ ِ ِ ِ ص َقميبلً َع ِن ا ْل َمبلَ ئ َكة ألنو أخذ جسدنا ومات ثـ تمجد في قيامتو. ىي عف المسيح الذي بتجسده صار أ ْنقُ َ واإلنساف بوضع عاـ أقؿ قميبلً مف المبلئكة بسبب جسده الذي إتخذه المسيح فشابو اإلنساف تماماً ،وذلؾ ليعيد لئلنساف مجده = ِب َم ْج ٍد َوَب َيا ٍء تُ َكمٍّمُ ُو ىذه تقاؿ عف المسيح بعد صعوده ،وتقاؿ لئلنساف الذي آمف وثبت في المسيح فصار وارثاً. ِ ٚ ِ َعم ِ اآليات (ٙ" - )ٛ-ٙتُ َ ٍّ يعاَ ,وَب َي ِائ َم ا ْل َبٍّر ت ُك َّل َ ش ْي ٍء تَ ْح َ ال َي َد ْي َكَ .ج َع ْم َ ت قَ َد َم ْيو ا ْل َغ َن َم َوا ْل َبقَ َر َجم ً سمطُ ُو َعمَى أ ْ َ السالِ َك ِفي سب ِل ا ْل ِمي ِ ضاٛ ,وطُيور َّ ِ اه". س َم َك ا ْل َب ْح ِر َّ َ ُُ الس َماءَ ,و َ أ َْي ً َ ُ َ
ىذا السمطاف كاف لئلنساف قبؿ سقوطو (تؾٔ .)ٕٛ2ونرى صورة لمسمطاف الذي عاد لئلنساف عمى الخميقة بعد
الفداء في قصة مثؿ األنبا برسوـ العرياف والثعباف.
39
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه) ٜ اس َم َك ِفي ُك ٍّل األ َْر ِ ض!" اآلية ( " - )ٜأَي َيا َّ س ٍّي ُد َناَ ,ما أ َْم َج َد ْ الرب َ ال يختـ المرتؿ تأمبلتو في المزمور بسمطاف اإلنساف بؿ بمجد اهلل وىو نفس ما قالو في آية (ٔ) فالمجد في
البداية والنياية ىو هلل ،ومجد اإلنساف عطية منو.
نصمي ىذا المزمور في باكر ،فبعد ما صمينا (مز )ٙمزمور التوبة نرى ىنا أمجاد التوبة .ونرى المسيح الذي
توج بالمجد والكرامة بعد أف قاـ وصعد لمسموات.
40
ضفر المسامير ( المسمور التبضع)
عودة لمجدول
المزمور التاسع
في النسخة السبعينية نجد المزموراف ( )ٔٓ،ٜكبلىما عبارة عف مزمور واحد ىو رقـ ( )ٜوىناؾ أسباب كثيرة تؤكد وحدة المزموريف2 .1
ثمة نسؽ ىجائي عبراني ،أو تركيب لغوي (ألفا بيتا) ممتد في المزموريف.
.2
ال يوجد عنواف لممزمور العاشر ،وىذا يؤكد أنو امتداد لممزمور التاسع.
.3
استم اررية األفكار فمزمور ( )ٜيتكمـ عف األعداء الخارجيف ومزمور (ٓٔ) يتكمـ عف األعداء
الداخمييف الذيف يظمموف المساكيف .ولكف كبلىما يتكمـ عف أزمنة الضيؽ. غالباً فداود رنـ ىذا المزمور بعد انتصاره في إحدى معاركو ضد أعداء شعبو.
عمى موت االبن = قد تعني أف نغمة المزمور عمى لحف مشيور بيذا االسـ .وىناؾ مف قاؿ أنو قاليا بعد انتصاره عمى قوات إبشالوـ وموت إبشالوـ ابنو .إال أنو مف الناحية النبوية يشير لموت المسيح االبف الوحيد بالجسد ليعطينا الخبلص وىذا ىو سبب الفرح والتيميؿ والتسبيح في المزمور. ٕ ٔ ِ ب ِب ُك ٍّل َق ْم ِبي .أُحد ُ ِ الس ِم َك أَي َيا ا ْل َعمِي". الر َّ َح َم ُد َّ اآليات (ٔ " - )ٕ-أ ْ َ ٍّث ِب َجمي ِع َع َجائ ِب َك .أَف َْر ُح َوأ َْبتَ ِي ُج ِب َك .أ َُرٍّن ُم ْ صبلة شكر ألجؿ االنتصار عمى عدو ،وأوالد اهلل ال يكفوف عف شكره عف كؿ أعماؿ محبتو ،فيـ أدركوا محبتو
وعنايتو وحكمتو حتى في اآلالـ التي تحؿ بيـ لذلؾ تصمي الكنيسة شاكرة اهلل عمى كؿ حاؿِ ..ب ُك ٍّل َق ْم ِبي = فمف يحب اهلل مف كؿ قمبو سيشكره مف كؿ قمبو أي بكؿ ىمة ونشاط .ومف يتأمؿ في أعماؿ اهلل معو سيجد أعمالو
كميا عجيبة وكؿ اليوـ وكميا بحكمة تصنع .واذا فيمنا أف المزمور يتحدث عف الخبلص الذي تـ بالصميب.
أَف َْر ُح َوأ َْبتَ ِي ُج ِب َك = مف يفرح بالعالـ يفرح بشيء ٍ فاف سينتيي وربما يفرح اليوـ وينتيي الفرح في الغد ،أما مف يفرح باهلل ففرحو دائـ كامؿ أبدي. ٍ آية (ٖ) ِ ٖ" -ع ْن َد رجوِع أ ْ ِ ون ِم ْن قُد ِ َّام َو ْج ِي َك", ون َوَي ْيمِ ُك َ سقُطُ َ ُُ َع َدائي إِلَى َخ ْمفَ ,ي ْ رجوع األعداء لخمؼ حدث مع داود حينما سقط عدوه جميات .وحدثت حينما أتى الييود لمقبض عمى المسيح وقاؿ ليـ أنا ىو فسقطوا ،وحدثت في اندحار إبميس حينما حاوؿ أف يجرب المسيح عمى الجبؿ وحدثت في
معركة الصميب .وتحدث في حياة كؿ منا حيف يغمب المسيح إبميس فينا (رؤ .)ٕ2ٙفالمسيح ىو قائد مسيرتنا
(راجع.)ٙ-ٖ2ٔٛ
ٗ اي. اآليات (ٗ " - )ٜ-أل ََّن َك أَقَ ْم َ ت َحقٍّي َوَد ْع َو َ ٍّ َّى ِر َواأل ََب ِدٙ .اَْل َع ُدو اس َم ُي ْم إِلَى الد ْ يرَ .م َح ْو َ ت ْ الشٍّر َ
٘ ت عمَى ا ْل ُكر ِس ٍّي قَ ِ ت ُم َم .أ ْ َىمَ ْك َ اض ًيا َع ِادالً .ا ْنتَ َي ْر َ سَ َ َجمَ ْ ْ ت األ َ ٚ ت م ُد ًنا .ب َ ِ ِ ِ الرب َما َّ س ُو .أ َّ َ اد ذ ْك ُرهُ َن ْف ُ تَ َّم َخ َر ُاب ُو إلَى األ ََبدَ .و َى َد ْم َ ُ
41
ضفر المسامير ( المسمور التبضع) ٜ ٛ ين الشعوب ِب ِ ِ ِ ض ِ ِ ون فَِإلَى الد ْ اء ُك ْر ِسي ُ س .ثَب َ ام ِةَ .وَي ُك ُ س ُكوَن ِة ِبا ْل َع ْد ِلَ .ي ِد ُ َّت لِ ْمقَ َ ُ َ ْ َّوَ ,و ُى َو َي ْقضي ل ْم َم ْ َّى ِر َي ْجم ُ االستقَ َ ِ الضي ِ س ِح ِ ق". قَ .م ْم َجأً ِفي أ َْزِم َن ِة ٍّ َّ الرب َم ْم َجأً ل ْم ُم ْن َ اضيا ع ِادالً = بعد صعود المسيح جمس عف يميف اآلب واالبف أ ِ ِ ِ ُعط َى لو الدينونة سَ ت َعمَى ا ْل ُك ْرس ٍّي قَ ً َ َجمَ ْ (يو٘ .)ٕٕ2وحيف يأتي عمى السحاب سيديف األحياء واألموات .بؿ ىو يجمس أيضاً كممؾ في قموب محبيو
ويديف الخطية فييـ أي ينزعيا مف داخميـ إذ ممكوه عمييـ فينزع الكرسي الذي امتمكو إبميس في قموبيـ ويجمس
ُم َم = بالنسبة لداود فاألمـ ىي األمـ الوثنية التي حاربتو .ونفيـ األمـ بالنسبة لنا أنيا ىو عميو .ا ْنتَ َي ْر َ ت األ َ ت ٍّ ير الخطايا والشرور ،فحينما يممؾ المسيح ينتير خطايانا ويبكتنا عمييا فبل شركة لمنور مع الظممة .أ ْ َىمَ ْك َ الشٍّر َ ت اسميم إِلَى ِ األبد = بعد الصميب لـ يعد لمشيطاف قوة وال = طالما بصيغة المفرد فيذا يشير إلبميس َم َح ْو َ ْ َ ُ ْ
ت ُم ُد ًنيم= المدف عادة محصنة ،وىكذا كاف إبميس ولكف المسيح ىدـ كؿ قوتو سمطاف لمف يتبع المسيحَ .ى َد ْم َ وم َن َعتَوَ .فصار يسيؿ عمى كؿ المؤمنيف ىزيمتو باسـ المسيح واشارة الصميب .وصار اهلل ممجأ لناَ .م ْم َجأً َ ِ ِ سح ِ ق = كؿ متواضع يعرؼ ضعفو ويمجأ لممسيح يحتمي فيو ،يغمب إبميس. ل ْم ُم ْن َ آية (ٓٔ) َ ٔٓ" -وَيتَّ ِك ُل َعمَ ْي َك ا ْل َع ِ يك َيا َرب". اس َم َك ,أل ََّن َك لَ ْم تَتُْر ْك طَالِ ِب َ ارفُ َ ون ْ ا ْل َع ِ اس َم َك = اسـ اهلل يعني شخصيتو وقوتو ،ومف يختبرىا يمجأ إليو وحده. ارفُ َ ون ْ ٔٔ ب َّ ِ ِ ِ َخ ِبروا َب ْي َن الش ُع ِ ْعالِ ِو". آية (ٔٔ) َ " -رٍّن ُموا لِ َّمر ٍّ وب ِبأَف َ الساك ِن في ص ْي َي ْو َن ,أ ْ ُ مف يعرؼ أعماؿ الرب عميو أف يسبحو عمى محبتو ،وبتسبحتو يخبر اآلخريف ويكرز بيا.
اخ ا ْلمس ِ اآليات (ٕٕٔٔ" - )ٕٓ-أل ََّن ُو مطَالِب ِبالد ِ اك ِ ين. ُ ٌ ص َر َ َ َ س ُ ٍّماءَ .ذ َك َرُى ْم .لَ ْم َي ْن َ َ ٗٔ ٍّث ِب ُك ٍّل تَسا ِب ِ ِ ِ ِٖٔارحم ِني يا رب .ا ْنظُر م َذلَِّتي ِم ْن م ْب ِغ ِ يح َك ِفي أ َْب َو ِ ض َّيَ ,يا ر ِاف ِعي ِم ْن أ َْب َو ِ اب ُحد َ اب ا ْل َم ْوت ,ل َك ْي أ َ َ َ َْْ َ َ ُ ْ َ صييو َن ,م ْبتَ ِيجا ِب َخبلَ ِ ِ ِ ص َك. ُ ً ْاب َنة ْ َ ْ ٔٙ ٘ٔ ِ وىاِ .في َّ اء وف ُى َو َّ الش َب َك ِة الَِّتي أ ْ َخفَ ْو َىا ا ْنتَ َ ش َب ْت أ َْر ُجمُ ُي ْمَ .م ْع ُر ٌ ُم ُم ِفي ا ْل ُح ْف َرِة الَِّتي َع ِممُ َ الرب .قَ َ ض ً تََوَّرطَت األ َ ٔٚ الن ِ اوَي ِةُ ,كل األُمِم َّ ون إِلَى ا ْل َي ِ ب األ َْوتَ ِ ضىٍّ . ين اهللَ. ارِ .سبلَ ْه .اَألَ ْ ير َي ْعمَ ُ اس َ ش َرُار َي ْر ِج ُع َ ق ِب َع َم ِل َي َد ْي ِوَ . أ َْم َ ض ْر ُ الشٍّر ُ َ ٔٛ ِ ِ ِ َّى ِرٜٔ .قُ ْم َيا َرب .الَ َي ْعتََّز ِ ان .لِتُ َحا َكِم يب إِلَى الد ْ س ُ اء ا ْل َب ِائ ِس َ س ِك ُ ين الَ َيخ ُ سى ا ْلم ْ اإل ْن َ ين إِلَى األ ََبدَ .ر َج ُ أل ََّن ُو الَ ُي ْن َ ٕٓ ِ شٌرِ .سبلَ ْه". ُم ُم أ ََّن ُي ْم َب َ َّام َكَ .يا َرب ْ اج َع ْل َعمَ ْي ِي ْم ُر ْع ًبا ل َي ْعمَ َم األ َ ُم ُم قُد َ األ َ طالِب ِبالدٍّم ِ اء ربما تشير ألعداء داود القتمة نرى فييا انتقاـ اهلل مف األشرار ،ورحمتو وخبلصو لممساكيفُ .م َ ٌ َ ولكنيا تشير إلبميس الذي أىمؾ اإلنساف (يو .)ٗٗ2ٛواهلل سيطالب األشرار بكؿ دـ سفكوه لمشيداء (تؾٗ.)ٔٓ2 ا ْنظُر م َذلَِّتي ِم ْن م ْب ِغ ِ ض َّي = فإبميس يثيرنا بالشيوة واذ سقطنا يذلناَ .يا ر ِاف ِعي ِم ْن أ َْب َو ِ اب ا ْل َم ْو ِت = المسيح خمصنا َ ُ ْ َ اب ْاب َن ِة ِ ٍّث ِب ُك ٍّل تَسا ِب ِ ِ يح َك ِفي أ َْب َو ِ وف ُحد َ ص ْي َي ْو َن = الكنيسةَ .م ْع ُر ٌ مف موت الخطية .ومن تحرر يسبح = ل َك ْي أ َ َ
الرب = عدالتو معروفة وستظير حيف يديف األشرار ويكافئ األبرار .وعندما يصؿ المرتؿ في آية ()ٔٙ ُى َو َّ 42
ضفر المسامير ( المسمور التبضع)
ب األ َْوتَ ِ ار .وأصؿ الكممة ىيجايَّوف وقد تترجـ بوقفة موسيقية أو وقفة لعقاب اهلل لمشرير يقوؿ ممحوظةَ .. ض ْر ُ خشوعية لمتأمؿ فيما قيؿ. شٌر = أي يعمـ المؤمنيف أنيـ ضعفاء وأنؾ أنت اإللو القوي وحدؾ. وفي (ٕٓ) أ ََّن ُي ْم َب َ
43
ضفر المسامير ( المسمور العبشر)
المزمور العاشر
عودة لمجدول
ٔ الضي ِ ق؟" يدا؟ لِ َما َذا تَ ْختَ ِفي ِفي أ َْزِم َن ِة ٍّ آية (ٔ) َ " -يا َرب ,لِ َما َذا تَ ِق ُ ف َب ِع ً سؤاؿ يتساءلو األبرار دائماً .لماذا يترؾ اهلل الشرير دوف عقاب( .مزٖ + ٚأرٕٔ )ٔ2بؿ ىذا السؤاؿ ىو محور
سفر أيوب .بؿ الشرير ينمو ويزداد شره .لكف اهلل طويؿ األناة.
ير ي ْحتَ ِر ُ ِ آية (ٕ) ِ ٕ" -في ِك ْب ِري ِ اء ٍّ ام َرِة الَِّتي فَ َّك ُروا ِب َيا". ينُ .ي ْؤ َخ ُذ َ س ِك ُ الشٍّر ِ َ َ ق ا ْلم ْ ون ِبا ْل ُم َؤ َ ىنا نرى الب ار ينسحؽ مف ظمـ الشرير .وىذا التساؤؿ يدؿ عمى نفاذ صبر اإلنساف .ولكف السيد المسيح يقوؿ "مف يصبر إلى المنتيى فذاؾ يخمص" فكؿ تجربة لمبار ىي لمنفعتو فبيا يزداد إيمانو وصبره ورجاؤه .والحقيقة أف اهلل ال يبتعد عنا وقت الضيقة لكف ما يحدث أنو نتيجة لقمة إيماننا نشعر بيذا فنشكو .والعكس ىو الصحيح فاهلل يحيط بنا وقت ضيقتنا ونكتشؼ ىذا في خموة الصبلة ودراسة الكتاب (الثبلثة فتية في األتوف) وحينما تكتشؼ
النفس وجود اهلل تنتيي حالة القمؽ واالضطراب والشؾ.
ويرى كثيروف أف مواصفات الشرير ىنا تنطبؽ عمى ضد المسيح في آخر األزمنة .ونرى المبدأ أف مف حفر حفرة ام َرِة الَِّتي فَ َّك ُروا ِب َيا. ألخيو يسقط فييا = ُي ْؤ َخ ُذ َ ون ِبا ْل ُم َؤ َ ات َن ْف ِس ِو ,وا ْل َخ ِ شيو ِ ِ بٍّ ٗ . َن ٍّ ب اآليات (ٖٖ" - )ٔٔ-أل َّ الر َّ ين َّ ف ُي َجد ُ اط ُ ٍّفُ .ي ِي ُ سَ ير َح َ َ ير َي ْفتَخ ُر ِب َ َ َ الشٍّر ُ الشٍّر َ ٘ ِ ِِ س ْبمُ ُو ِفي ُك ٍّل ِح ٍ ب»ُ .كل أَ ْف َك ِ ام َك فَ ْوقَ ُوُ .كل تَ َ لو .تَثْ ُب ُ ارِه أَنَّ ُو الَ إِ َ ينَ .عالِ َي ٌة أ ْ ام ِخ أَ ْنفو َيقُو ُل «الَ ُيطَال ُ ت ُ َح َك ُ شُ ٚ ِ ِ ث ِفي ِيمٙ .قَ َ ِ وء لَ ْع َن ًة َو ِغ ًّ شا َوظُ ْم ًما. َع َد ِائ ِو َي ْنفُ ُ أْ سو ٍء» .فَ ُم ُو َم ْممُ ٌ ال في َق ْم ِبو «الَ أَتََز ْع َزعُ .م ْن َد ْو ٍر إِلَى َد ْو ٍر ِببلَ ُ ْ ي .ع ْي َناه تُر ِاقب ِ ِ ِ شقَّ ٌة وِاثْمٛ .ي ْجمِس ِفي م ْكم ِن الدٍّي ِ ِ ت لِ ِ ِ ينَ ٜ .ي ْك ُم ُن س ِك َ ار ,في ا ْل ُم ْختَفَ َيات َي ْقتُ ُل ا ْل َب ِر َّ َ ُ َ َ َ ان ا ْلم ْ سانو َم َ َ ٌ َ ُ تَ ْح َ َ َ َ ِ ِ ٓٔ طُ ِ طَ ِ ِفي ا ْلم ْختَفَى َكأَس ٍد ِفي ِعٍّر ِ ق ينَ .ي ْخ َ يس ِوَ .ي ْك ُم ُن ِل َي ْخ َ ين ِب َج ْذ ِب ِو ِفي َ س ِح ُ س ِك َ س ِك َ ف ا ْلم ْ ف ا ْلم ْ ش َب َكتو ,فَتَْن َ َ ُ ٔٔ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ب َو ْج َي ُو .الَ َي َرى إِلَى األ ََبد»". ين ِب َب َراثنو .قَ َ ساك ُ ال في َق ْم ِبو «إِ َّن اهللَ قَ ْد َنس َيَ .ح َج َ َوتَ ْن َحني َوتَ ْ سقُطُ ا ْل َم َ نرى فييا تصورات قمب األشرار أو إبميس أو ضد المسيح ،فيو متكبر ،يفتخر بصنع الشر والتجديؼ عمى اهلل ِ ب = أي ال يعاقب ،أو أنو ينسى شروره .وىو واثؽ في نفسو. واإللحاد فيو يقوؿ ال إلو ،واف وجد الو فيو الَ ُيطَال ُ س ْبمُ ُو ِفي ُك ٍّل ِح ٍ ام َك فَ ْوقَ ُو = في وعموماً فالكبرياء يؤدي لكؿ ىذا .تَثْ ُب ُ ين = اهلل ال يعاقب فو ار َ .عالِ َي ٌة أ ْ ت ُ َح َك ُ نظر المظموـ أف الشرير تثبت طرقو أي ال يجد مقاومة .ولكف المرنـ يضيؼ أف ىذا بسماح مف اهلل .واهلل ألنو فوؽ ىذا الشرير بقوتو وحكمتو يسمح بذلؾ إلى حيف وليس في كؿ حيف .تَ ْح َ ِ شقَّ ٌة = مشقة = اي س ِان ِو َم َ تلَ عناء ووجع فبل سبل ـ لبلشرار( سبعينية ) ،فكبلمو يسبب االما لمف يقبميا ولمف يقوليا ولمف يعمميا ،بؿ ولكؿ
شرير .
44
ضفر المسامير ( المسمور العبشر)
وابميس كاف يختفي وراء لساف اليراطقة .وىو يكمن في اليراطقة = المختفى ليخدع بيم البسطاء .وىو يحارب بقوة َكأَس ٍد ِفي ِعٍّر ِ يس ِو = عرينو .لقد قيؿ عف ضد المسيح أنو مرتفع عمى كؿ ما يدعي إلياً (ٕتسٕ.)ٗ2 َ فإبميس أعطاه كؿ قوتو وشره (رؤٖٔ.)ٕ2 ٖٔ اآليات (ٕٕٔٔ - )ٔٛ-قُم يا رب .يا اَهلل ارفَع ي َد َك .الَ تَ ْنس ا ْلمس ِ ان ٍّ ير اهللَ؟ لِ َما َذا قَا َل ين .لِ َما َذا أ َ َى َ اك َ ْ َ َ َ ُ ْ ْ َ َ َ َ الشٍّر ُ ٗٔ ِ از ِ ِ ت .أل ََّن َك تُْب ِ ِ ِ ِ ت ص ُر ا ْل َم َ ين أ َْم َرهُ .أَ ْن َ ب»؟ قَ ْد َأر َْي َ س ِك ُ في َق ْم ِبو «الَ تُطَال ُ سمٍّ ُم ا ْلم ْ ي ِب َيد َك .إِلَ ْي َك ُي َ شقَّ َة َوا ْل َغ َّم لتُ َج ِ َ ٔٙ ٘ٔ ِ اع ا ْلفَ ِ اج ِرَ .و ٍّ اد ِت ش َّرهُ َوالَ تَ ِج ُدهُ. َّ ب َ الرب َممِ ٌك إِلَى الد ْ َّى ِر َواأل ََب ِدَ .ب َ ين ا ْل َي ِت ِيمِ .ا ْح ِط ْم ِذ َر َ ص ْر َ ت ُم ِع َ ير تَ ْطمُ ُ الشٍّر ُ ِ ِ ٔٚ ِ األ ِ ت ُقمُوبيم .تُ ِمي ُل أُ ُذ َن َك ٔٛلِح ٍّ ِ ِ س ِح ِ ق ,لِ َك ْي الَ س ِم ْع َ َ ق ا ْل َيتيم َوا ْل ُم ْن َ ُم ُم م ْن أ َْرضو .تَأَوهَ ا ْل ُوَد َعاء قَ ْد َ ت َيا َرب .تُثٍَّب ُ َ ُ ْ َ ان ِم َن األ َْر ِ ض". َي ُع َ سٌ ود أ َْي ً ضا َي ْر َع ُب ُي ْم إِ ْن َ
ىي صرخة مف المرنـ ومف كؿ مظموـ ومف الكنيسة ليتدخؿ اهلل الذي يبدو كما لو كاف نائماً في السفينة
(مت .)ٕ٘2ٛفالكنيسة وىي تتألـ تشبو ىذه السفينة التي تبلطميا األمواج .قُ ْم = ىنا الكنيسة تطمب سرعة مجيء الرب الدياف .ونبلحظ تكرار كممات "المسكيف واليتيـ والمتواضع" وىي تشير لمكنيسة ككؿ أو لمنفس.
فالنفس التي تشعر بأنيا يتيمة تسمع اهلل يقوؿ ليا صموا ىكذا "يا أبانا الذي في السموات" والنفس التي تشعر
بأنيا مسكينة تسمع "طوبى لممساكيف" "لف أترككـ يتامي لكف أرسؿ لكـ الروح المعزي" .قُ ْم = الي يقوـ فيو يتييأ ليعمؿ والكنيسة تصمي هلل ليعمؿ عمي ابادة الشر.
45
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى عشر)
المزمور الحادي عشر
عودة لمجدول
كتب داود المزمور غالباً عندما بدأ شاوؿ يطارده ورماه بحربتو ،فنصحو مف حولو باليروب لحياتو مف وطنو فرفض .ونحف نعمـ أنو ىرب بعد ذلؾ .واليروب مف الشر في حد ذاتو ليس خطية بؿ ىو حكمة فالمسيح نفسو ىرب مف الييودية وأتى إلى مصر .ولكف المشكمة ىي في األفكار التي تدور في القمب .ىؿ نيرب ألننا غير واثقيف في قدرة اهلل عمى حمايتنا أو ىؿ نيرب لعدـ تبديد الوقت في مقاومة الشر .ويبدو أف ىذا الصراع دار
داخؿ قمب داود ،وتعرض لمغواية بأف ييرب ألف اهلل لف يحميو ونجده بروح الصبلة وقد تغمب عمى ىذا الفكر
فوأده داخؿ قمبو ،ولما ىرب بعد ذلؾ كاف في ذلؾ ال يخطئ إذ كانت أفكاره مقدسة وكاف ييرب شاع اًر أف اهلل
يحميو في ىربو.
يمكف تفسير المزمور بطريقتيف [ٔ] ما حدث لداود فعبلً ]ٕ[ .بطريقة نبوية عف الكنيسة المضطيدة.
ٔ ون الر ٍّ اآليات (َٔ " - )ٚ-عمَى َّ تَ .ك ْي َ ب تََو َّك ْم ُ ف تَقُولُ َ الس ْي َم ِفي ا ْل َوتَ ِر لِ َي ْرُموا س .فَ َّوقُوا َّ األَ ْ ش َرُار َي ُمد َ ون ا ْلقَ ْو َ ٍّيق َما َذا َي ْف َع ُل؟ » فَ ٍّ الصد ُ
ِ صفُ ٍ ور؟ ٕألَنَّ ُو ُى َوَذا لِ َن ْف ِسي « ْ اى ُرُبوا إِلَى ِج َبال ُك ْم َك ُع ْ ٖ ِفي الدجى مستَ ِق ِ يمي ا ْل ُقمُ ِ َع ِم َدةُ, وب .إِ َذا ا ْن َقمَ َب ِت األ ْ َ ُ ْ
٘ السم ِ ٗاَ َّلرب ِفي َى ْي َك ِل قُ ْد ِس ِوِ َّ . اء ُك ْر ِسي ُوَ .ع ْي َناهُ تَ ْنظُ َر ِ الرب َي ْمتَ ِح ُن آد َمَّ . َجفَا ُن ُو تَ ْمتَ ِح ُن َب ِني َ ان .أ ْ الرب في َّ َ ٙ اخاَ ,ن ا ِ السم ِ ش َر ِ َما ٍّ وم ا ْل ٍّ ٍّيق ,أ َّ ار ِف َخ ً س ُوُ .ي ْم ِط ُر َعمَى األَ ْ صد َ ير َو ُم ِحب الظ ْمِم فَتُْب ِغ ُ ار َوك ْب ِريتًاَ ,و ِر َ ض ُو َن ْف ُ ً الشٍّر ُ يح َّ ُ ب ع ِاد ٌل وي ِحب ا ْلع ْد َل .ا ْلمستَ ِقيم ي ْب ِ صيب َكأ ِ ِ ص ُر َو ْج َي ُو". ْس ِي ْمٚ .أل َّ َن َّ ُ ْ ُ ُ الر َّ َ َ ُ َن َ َ
في (ٔ) نجد داود يستنكر ،فيربو كعصفور أي مذعو اًر فيو تشكيؾ في قدرة اهلل وىو إتخذ ق ارره بأنو يتوكؿ عمى اهلل .واهلل صخرتو وحمايتو وليست الجباؿ المحيطة .وفي (ٕ) ربما محاوالت أصدقائو بإقناعو بفكرة اليرب أو
الس ْي َم = أي وضعو عمى وتر القوس وجذب الوتر. ق َّ أفكاره الداخمية التي تنازعو بأف شاوؿ مستعد لقتمو وىو فَ َّو ُ ويعدوف أنفسيـ ليرموا السيـ ليبلً أي بينما داود غير منتبو أو نائـ أو ال يرى كيؼ يدافع عف نفسو وفي (ٖ) إِ َذا ٍّيق َع ِم َدةُ في السبعينية ألف الذي أصمحت أنت ىـ ىدموه .وفي اإلنجميزية إذا إنقمبت األساسات فَ ٍّ الصد ُ ا ْن َقمَ َب ِت األ ْ َما َذا َي ْف َع ُل .فشاوؿ استياف بناموس الرب وقتؿ كينة نوب (أعمدة) أو األعمدة ىـ األشراؼ والنببلء الذيف اضطيدىـ شاوؿ في شره .واألساسات تفيـ بأنيا أسس العدؿ المؤسسة عمى ناموس اهلل والتي استياف بيا
شاوؿ .فإذا فعؿ شاوؿ ىذا فكيؼ يثبت أمامو صديؽ مسكيف مثؿ داود .وبعد صبلتو رفع داود رأسو ووجد اهللُ السم ِ ِ اء ُك ْر ِسي ُو (ٗ ) أي ىو فوؽ كؿ الظالميف وىو ىناؾ ليديف شرىـ ويحفظ أوالده فمماذا الخوؼ ،إذا كانت في َّ َ َع ْي َناهُ تَ ْنظُ َر ِ ان المسكيف= فيو يرى ظممو وسيتدخؿ إلنقاذه في الوقت المناسب .وفي (٘) نرى لماذا يتأخر في إنقاذ الصديؽ ....فيو َي ْمتَ ِح ُنو = بمعنى ينقيو ،ويكشفو لنفسو ثـ حيف ترى يد الرب التي تنقذه يزداد إيمانو.
46
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى عشر)
فالتجارب ىي لفائدة وخير المؤمنيف واهلل يعطي فرصة وراء فرصة لؤلشرار فيو يطيؿ بالو عمييـ لعميـ يتوبوف، صيب َكأ ِ ِ فإف لـ يتوبوا يمطر عمييـ َن ا ِ ْس ِي ْم. ار َوك ْب ِريتًا .ويكوف نصيبيـ عذابات ال ينطؽ بيا= َن َ ً ومن الناحية النبوية فإبميس وجنوده مف أعداء الكنيسة واليراطقة يحاولوف خداع أوالد اهلل بكمماتيـ التي ىي كالسياـ ،أو كما حدث أياـ االضطياد فعبلً فقد قتموا أجساد أوالد اهللِ .في د َجى الميل = الميؿ تصوير لفترة االضطيادات في الكنيسة أو فترة سيادة ىرطقات معينة كيرطقة آريوس .وىؿ نترؾ جبؿ الرب أي كنيستو ونمجأ ألي جبؿ آخر .والكنيسة تشبو بالقمر فيي تعكس نور شمس البر عريسيا .ولكف إذا سادت اليرطقات كاف َع ِم َدةُ ،فكثير مف المؤمنيف وكأنيـ في دجى الميؿ معرضيف لسياـ األعداء وفي فترة اليرطقات ا ْن َقمَ َب ِت بعض األ ْ اليراطقة كانوا بطاركة وأساقفة ،فإذا انقمب ىؤالء وانفصموا عف الكنيسة فالصديؽ أي المؤمف البسيط ماذا يفعؿ. ولكف عمينا أف ال نترؾ كنيستنا ألف الرب فييا = اَ َّلرب ِفي َى ْي َكِمو المقُ ْد ِ س .واهلل يسكف في ىيكمو أي النفس
البشرية (ٔكوٖ )ٔٚ2وفي الكنيسة التي ىي جسده (أؼٔ )ٖٓ2٘ + ٕٕ2واذا ثبتنا في جسده وكنيستو كيؼ آد َم = أي يعطييـ َجفَا ُن ُو تَ ْمتَ ِح ُن َب ِني َ نخاؼ ،ىو سيعطينا ىذا اإليماف أف عيناه تنظراف إلى المساكيف .وأ ْ المعرفة الحقيقية اإلليية فبل يضموا بسب اليرطقات ،أو يتشتتوا بسبب االضطيادات .وسيرى الصديؽ أف اهلل عادؿ .وأنقياء القمب سيعاينوف اهلل= ا ْلمستَ ِقيم ي ْب ِ ص ُر َو ْج َي ُو. ُ ْ ُ ُ
47
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي عشر)
المزمور الثاني عشر
عودة لمجدول
المزمور الثاني عشر (الحادي عشر في األجبية) يقوؿ البعض أف داود كتب ىذا المزمور في أثناء فترة حكـ شاوؿ وانتشار األكاذيب ضده في القصر الممكي، فالكؿ ي ِ داى ْف الممؾ شاوؿ وينشر إشاعات مغرضة ضد داود إلرضاء شاوؿ ،وداود يصرخ هلل واثقاً في كبلـ اهلل ُ ووعوده .ونحف ىنا أماـ ثبلث أنواع مف الكبلـ. .1 .2 .3
كبلم األشرار 2كذب ورياء وكبرياء ينطقوف بفـ أبييـ إبميس الكذاب وأبو الكذاب.
كبلم األبرار 2تنيدات المساكيف بسبب ما يعانوه مف ضيؽ ومتاعب ،واهلل يسمع ليـ. كبلم اهلل 2كبلـ نقي ،محؿ ثقة ،مصدر الخبلص .كفضة مصفاة ببل شوائب.
واف قيؿ ىذا المزمور في أياـ شاوؿ أو غيره ،فيذه حقيقة واقعة أف كبلـ األشرار المتكبريف وأكاذيبيـ تنتشر لفترة،
وربما يتعالوف وينتصروف لفترة ما بسماح مف اهلل وخبلؿ ىذه الفترة يكوف األبرار المساكيف يتنيدوف ويصرخوف هلل واضعيف وعوده بأنو يخمص نصب عيونيـ ،وتكوف فترة انتظار الرب ىي فترة طوؿ أناة عمى األشرار لعؿ طوؿ
أناتو تقتادىـ لمتوبة ،وتكوف فترة االنتظار ىذه لؤلبرار فرصة تنقية فيي فترة ص ارخ هلل وصبلة والتصاؽ باهلل، وفي ىذا يتنقوف كما تتنقى الفضة مف الشوائب في البوطة (فرف الصير) .ثـ يتدخؿ اهلل وينصؼ األبرار ويقطع
شفاه األشرار. َّ ِ آية (ٔ) َ ٔ" -خمٍّص يا رب ,أل ََّن ُو قَِد ا ْنقَر َ ِ ش ِر". اء ِم ْن َب ِني ا ْل َب َ ُم َن ُ َ ْ َ َ ض التَّقي ,ألَن ُو قَد ا ْنقَطَ َع األ َ قد إنقرض التقى = البار قد فني (سبعينية) = داود رأي أف الكذب قد انتشر ،والخيانة انتشرت ،لـ يرى واحد ص َيا َرب ،فمـ بار ،فشاوؿ يخونو ومعو رجالو وكذلؾ أىؿ زيؼ وقعيمة ،ورأى مذبحة الكينة بسببو فصرخ َخمٍّ ْ يبؽ وال بار .فمف كثرة االضطياد فنى األبرار .وألف الشر ساد العالـ كمو احتاج العالـ لمخمص ،وكأف صرخة داود خمص يا رب ىي بروح النبوة صرخة نداء هلل ليتجسد المسيح إذ زاغ الجميع وفسدوا .داود ىنا شابو إيميا
تصور أف األبرار انتيوا مف األرض ولـ يبؽ سواه (ٔمؿ.)ٔٓ2ٜٔ حيف َّ
ٖ ٕ اح ِب ِوِ ,ب ِشفَ ٍ اح ٍد مع ص ِ ِ ِ الرب ونَ .ي ْقطَعُ َّ اه َممِقَ ٍةِ ,ب َق ْم ٍب فَ َق ْم ٍب َيتَ َكمَّ ُم َ اآليات (َٕ " - )ٗ-يتَ َكمَّ ُم َ ون ِبا ْل َكذ ِب ُكل َو َ َ َ ٗ ج ِميع ٍّ ِ ِ ِ س ٍّي ٌد ين قَالُوا « ِبأَْل ِس َن ِت َنا َنتَ َجب َُّرِ .شفَ ُ ان ا ْل ُمتَ َكمٍّ َم ِبا ْل َعظَ ِائِم ,الَِّذ َ س َ َ َ اى َنا َم َع َناَ .م ْن ُى َو َ الشفَاه ا ْل َممقَة َوالمٍّ َ
َعمَ ْي َنا؟ »".
رأى داود قمة األمانة والكذب ينتشراف بيف الناس( .ونرى في يعٖ كيؼ أف المساف عطية اهلل لو استخدـ في
ون = ىـ غير الباطؿ يكوف كدفة سفينة تقودىا لميبلؾ) ومف عبلمات الرياء إزدواج القمب= ِب َق ْم ٍب فَ َق ْم ٍب َيتَ َكمَّ ُم َ
48
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي عشر)
أمناء وال يقولوف الحؽ واهلل سيقطع ىذه الشفاه ،كما قطع لساف فرعوف الذي قاؿ في تجبر "إني لست أعرؼ
الرب" وقطع شعب الييود ورؤسائيـ الذيف تجبروا عمى المسيح ،وقطع لساف كؿ مف تجبر عمى الكنيسة الذيف
س ٍّي ٌد َعمَ ْي َنا. قالوا َم ْن ُى َو َ ون = جاءت في اإلنجميزية اآلية ىكذا "يتكمموف بشفاه غاشة وقمب مزدوج" ويعني ىذا أف ِب َق ْم ٍب فَ َق ْم ٍب َيتَ َكمَّ ُم َ القمب زائغ منقسـ بيف الحؽ والباطؿ ،مرائي.
الرب ,أ ْ ِ اك ِ ِ اب ا ْلمس ِ ِ ٘ ِ س ٍع الَِّذي ومَ ,يقُو ُل َّ ينَ , ص ْر َخ ِة ا ْل َب ِائ ِس َ َج َع ُل في ُو ْ ين ,م ْن َ ص ِ َ َ آية (٘) « " -م ِن ا ْغت َ اآلن أَقُ ُ ث ِف ِ يو»". ُي ْنفَ ُ
اآلن ،وىذا ىنا نسمع صراخ األبرار في ظمميـ وألميـ .يتدخؿ اهلل في الوقت الذي يراه صالحاً= ىذا معني َ ث ِف ِ الوقت المناسب اطمؽ عميو بولس الرسوؿ (مؿء الزماف) وأ ْ ِ يو = وجاءت في الترجمة س ٍع الَِّذي ُي ْنفَ ُ َج َع ُل في ُو ْ السبعينية " اصنع الخبلص عبلنية "و جاءت في ترجمات عربية أخرى "ألفرج كربة المتضايقيف" .وفي المغة
ث= النفث شبيو بالنفخ وىو أقؿ مف التفؿ .ومنيا الطائرات النفاثة .والمعنى بيذا يكوف أف اهلل سيعطي العربية ْنفَ ُ راحة لمف مؤلىـ الناس ظمماً ،كما ينفث الثعباف السـ .وجاءت اآلية في اإلنجميزية "أضع المسكيف في أماف تطوؿ مدتو".
ٙ ض ,ممحوص ٍة س ْبع م َّر ٍ اة ِفي بو َ ٍ ِ َّة مصفَّ ٍ ِ ٍ ِ ات". الر ٍّ آية (َ " - )ٙكبلَ ُم َّ ُ ب َكبلَ ٌم َنق ٌّيَ ,كفض ُ َ طة في األ َْر ِ َ ْ ُ َ َ َ َ ىنا نسمع عف كممة اهلل التي ىي كفضة مصفاة نقية ،والكتاب المقدس كممة اهلل منزه عف كؿ خطأ وشبو خطأ أو
تضاد أو كممة بشرية ساقطة ،فالكتاب كمو موحى بو مف اهلل .واألبرار يثقوف في وعود اهلل التي ال تسقط أبداً، فميس في وعوده غش .ىنا نرى التناقض بيف غش ورياء البشر وصدؽ كممة اهلل النقية ووعوده التي ال تسقط.
بؿ كبلـ اهلل ينقي النفس "أنتـ أنقياء مف أجؿ الكبلـ الذي كممتكـ بو" فالرب حيف يعطينا مف مواىب الروح القدس تنقي حياتنا ٚأضعاؼ ورقـ ( )ٚرقـ كامؿ .وىناؾ مف رأى أف رقـ ٚيشير لقوؿ أشعياء روح الرب .وروح الحكمة والفيـ(....أشٔٔ .)ٕ2مصفَّ ٍ اة = الكتاب المقدس ىو كممة اهلل مكتوبة بمساف وحروؼ بشرية .والمغة ُ َ البشرية يشوبيا النقص .ولكف كممة اهلل غير خاضعة ليذا النقص االنساني .بؿ كاممة ال يشوبيا نقص. ٛ ٚ شو َن ِم ْن ُك ٍّل َن ِ س ُيم ِم ْن ى َذا ا ْل ِج ِ اح َي ٍة َّى ِر .األَ ْ يل إِلَى الد ْ اآليات ( " - )ٛ-ٚأَ ْن َ ش َرُار َيتَ َم َّ ْ ت َيا َرب تَ ْحفَظُ ُي ْم .تَ ْح ُر ُ ْ اع األ َْرَذ ِال َب ْي َن َّ الن ِ اس". ِع ْن َد ْارِتفَ ِ
نرى ىنا خبلص الرب لعبيده وأنو سينجييـ في ىذا الجيؿ وكؿ جيؿ والى نياية الدىر رغـ أف األشرار ينجحوف= شو َن ِم ْن ُك ٍّل َن ِ اح َي ٍة ويرتفعون = والمعنى أف األشرار منتشريف في كؿ مكاف عمى األرض بؿ إن األَ ْ ش َرُار َيتَ َم َّ ْ اع األ َْرَذ ِال َب ْي َن َّ الن ِ اس = تعني أقوياء مرتفعيف وبالرغـ مف أنيـ محيطيف بنا ،إالّ أنؾ تحفظ كؿ أوالدؾِ .ع ْن َد ْارِتفَ ِ اف ىؤالء االشرار بالرغـ مف شرىـ تجدىـ مرتفعيف وسط الناس ،واهلل يحمي اوالده منيـ.
49
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي عشر)
نصمي ىذا المزمور في باكر فنبدأ يومنا بالثقة في حماية اهلل رغماً عف كؿ المؤامرات حولنا .ونرى فيو أنو بالرغـ مف مؤامرات الييود عمى المسيح وصمبو إال أنو سيقوـ ويصنع الخبلص عبلنية فنذكر القيامة في بدء يومنا=
الرب= السيد المسيح قاـ ليعطينا حياة وخبلص. وم َيقُو ُل َّ َ اآلن أَقُ ُ
50
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج عشر)
المزمور الثالث عشر
عودة لمجدول
المزمور الثالث عشر (الثاني عشر في األجبية) يرى البعض أف ىذا المزمور قالو داود وىو ىارب مف وجو إبشالوـ ،وىذا سبب إحساسو بغضب اهلل وأف اهلل
نساه ،ىذا الحزف الواضح في بداية المزمور تعبير عف الحزف الداخمي إذ تذكر خطيتو وىا ىو يعاني مف
نتائجيا .ولكننا نرى في ىذا المزمور الطريؽ الصحيح الذي يجب أف يتبعو كؿ مف يشعر بخطيتو فيقدـ عنيا
توبة ويصرخ إلى اهلل وال يكؼ عف الصراخ إلى أف يشعر باالستجابة ،وىنا نرى داود يصرخ ٗ مرات إلى متى
طالباً العوف ثـ وكأنو يعاتب اهلل ،ىؿ تقبؿ يا رب أف يفرح أعدائي بحالتي ىذه .وال يتوقؼ في صبلتو عند ىذا الحد ،بؿ نجد إيمانو يتشدد ويقوؿ أما أنا فعمي رحمتؾ توكمت بؿ يتقدـ أكثر ويسبح بفرح" .الذيف يزرعوف
بالدموع يحصدوف باالبتياج" (مز )٘2ٕٔٙوىذا األسموب نجده دائماً في مزامير داود ،فيو يبدأ بالصراخ والدموع
وينتيي مسبحاً اهلل بفرح ونرى في ىذا المزمور صورتيف. .1
تعبير عف حالة نفس في فتورىا الروحي وشعورىا بأالـ نسياف اهلل.
.2
ربما يعبر ىذا المزمور عف قوؿ المسيح عمى الصميب "إليي إليي لماذا تركتني" ولكنو ينتيي بتسبيح اهلل
.3
ويقاؿ المزمور مف أي مظموـ ومتألـ مف أي ضيقة.
عمى خبلصو أي قيامة المسيح وانتصاره لذلؾ نصمي ىذا المزمور في باكر.
ٕ ٔ س ِاني ُك َّل ٍّ س َي ِ َج َع ُل ب َو ْج َي َك َع ٍّني؟ إِلَى َمتَى أ ْ ان؟ إِلَى َمتَى تَ ْح ُج ُ الن ْ اآليات (ٔ " - )ٕ-إِلَى َمتَى َيا َرب تَ ْن َ وما ِفي َن ْف ِسي َو ُح ْزًنا ِفي َق ْم ِبي ُك َّل َي ْوٍم؟ إِلَى َمتَى َي ْرتَ ِفعُ َع ُد ٍّوي َعمَ َّي؟" ُى ُم ً ىي صراخ الخاطئ في حالة فتوره محاوالً الرجوع هلل ،ولكنو يحس أف األمر ليس سيبلً وربما ظف أف اهلل سيتركو
إلى اإلنقضاء ،وربما أخذ يردد ىذه المشاعر الحزينة في قمبو كؿ يوـ ،وحزنو راجع إلى انتصار عدوه (الشيطاف تحوؿ وعبر ،ىذه ىي الفترة التي والجسد) عميو = َع ُد ٍّوي قد أ ْرتَ ِفعُ َعمَ َّي .وفي (نش٘ )ٙ2نرى ىنا أف الحبيب َّ تشعر فييا النفس بنسياف اهلل ليا .ولماذا يتركيا اهلل فترة في ىذا الشعور؟ حتى حينما تجده ال تعود لمتراخي بؿ تمسؾ بو وال ترِخ ِو (نشٖ .) ٗ2ونبلحظ ىنا أف داود لـ يشتكي مف مؤامرة ابنو وخيانة الناس ،بؿ ما يزعجو ىنا ىو نسياف اهلل لو ،فإف تمتعنا بحب اهلل وعدـ رضا العالـ فنحف لـ َن ْخ َس ْر شيئاً .أما لو كسبنا العالـ كمو وخسرنا اهلل فقد خسرنا كؿ شئ .وليس مف شئ يجعمنا نشعر بأف اهلل يحجب وجيو عنا سوى الخطية ويعزينا قوؿ أشعياء
لحيظة تركتؾ وبمراحـ عظيمة سأجمعؾ (أشٗ٘.)ٚ2 ِ آية (ٖ) ٖ" -ا ْنظُر و ِ ِ ِ َّ ِ ام َن ْوَم ا ْل َم ْو ِت", ْ َ ْ استَج ْب لي َيا َرب إل ِيي .أَن ْر َع ْي َن َّي ل َئبل أََن َ
51
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج عشر)
صراخ داود حتى ال يموت في خطيتو ،يموت دوف أف يشعر أف اهلل قد غفر .أو أف يستمر اإلنساف في حالة موت الخطية ،فالخاطئ يصرخ إلى اهلل ىؿ تتركني ىكذا كميت بسبب خطيتي .ويصمي أ َِن ْر َع ْي َن َّي = فنناؿ فيماً جديداً لمحبة اهلل ونعايف أمجاده السماوية فبل نعود نفرح بتفاىة العالـ وخطاياه .بيذه االستنارة ال يبقي لمظبلـ
موضعاً في اإلنساف .أو يعطينا اهلل تعزية وسط األلـ والشعور بوجوده معنا .وىذا ما أشار بو رب المجد عمي
مبلؾ كنيسة الودكية " أشير عميؾ أف تشتري مني ...وكحؿ عينيؾ بكحؿ لكي تبصر " ( رؤ ٖ .) ٔٛ 2اما مف ال تزاؿ عينو الداخمية مغمقة تائيا وراء ممذات الخطية ،فيو ما زاؿ في غيبوبة الموت ،غافبل أو نائما غير
فاىـ انو في طريقو لمموت. ٗ ف آية (ٗ) " -لِ َئبلَّ َيقُ َ يت َعمَ ْي ِو» .لِ َئبلَّ َي ْي ِت َ ول َع ُد ٍّوي «قَ ْد قَ ِو ُ العدو ىو إبميس (أو الخطية) وىو يفرح بسقوط اإلنساف قطعاً،
ت". ضا ِي ِق َّي ِبأ ٍَّني تََز ْع َز ْع ُ ُم َ ويشمت فيو ( مز ٕ٘ ) ٕ 2
٘ ت .ي ْبتَ ِيج َق ْم ِبي ِب َخبلَ ِ ِ ص َك". آية (٘) " -أ َّ َما أََنا فَ َعمَى َر ْح َمت َك تََو َّك ْم ُ َ ُ ىنا نرى اإل يماف المتزايد ،فيو يمقي بثقتو عمى اهلل أف ينجيو ،وما يبني عميو ثقتو ىو مراحـ اهلل ،ليس لبر في
نفسي يا رب ولكف مف أجؿ مراحمؾ لنا دالة أف نطمب ونثؽ فيؾ أنؾ تستجيب بسبب مراحمؾ .والحظ أنو ظؿ
يصمي ربما عدة أياـ حتى شعر بيذا .بؿ نتيجة الصبلة أيضاً سمع صوت الروح القدس داخمو قائبلً " ال تخؼ
أنا معؾ" فإبتيج قمبو .ومف يسمع صوت الروح القدس قائبلً ال تخؼ ال يعود يخاؼ أبداً مف شئ.
ٙ س َن إِلَ َّي". آية ( " - )ٙأُ َغ ٍّني لِ َّمر ٍّ ب ألَنَّ ُو أ ْ َح َ حصؿ داود ىنا عمى حالة السبلـ الداخمي نتيجة صمواتو وايمانو فبدأ التسبيح ولـ يتوقؼ .والتسبيح عبلمة عمى
اإلمتبلء مف الروح القدس الذي أعطاه الفرح .فأليصابات وزكريا حينما إمتمئا مف الروح القدس سبحا اهلل (لؤ).
52
ضفر المسامير ( المسمور الرابع عشر)
المزمور الرابع عشر
عودة لمجدول
ىو نفس كممات المزمور ٖ٘ والفرؽ اف اسـ ييوه ىنا تكرر ٗ مرات ،وقيؿ في مزمور ٖ٘ مرة واحدة فقط . قاؿ البعض أف داود كتب ىذا المزمور في فترة اضطياد شاوؿ لو وقاؿ البعض في فترة ثورة إبشالوـ .ولكف ِ ب بصورة عامة ليظير فكرة معينة .فالقديس بولس الرسوؿ اقتبس الكتاب لـ يوضح .ولكف غالباً فيذا المزمور ُكت َ مف ىذا المزمور في (روٖ) ليث بت أف الييود واألمـ كبلىما سقطا تحت الخطية ،وأف كؿ العالـ مذنب أماـ اهلل. وبيذا نفيـ أف العالـ كمو ناقص وغير كامؿ وكؿ بني آدـ مولوديف في الخطية "بالخطايا ولدتني أمي" فنحف نرث
خطية أبينا آدـ "الخطية الجدية أو األصمية" .ىنا نرى صورة لفساد الجنس البشري (ٔيو٘ .)ٜٔ2ولـ يكف ىناؾ عبلج سوى بالمسيح .فالخطية جرحت البشر وقتمتيـ وجاء المسيح ليجرحو الخطاة ويقتموه فيداوي جروحنا
صور نفسو عمى أنو البار الذي تعرض ليجمات وظمـ األشرار فيو رمز لممسيح البار في ويحيينا .وداود إذا َّ آالمو .وكؿ اآلالـ التى تعرض ليا داود سواء في الكممات الظالمة واإلشاعات الرديئة أو كؿ اآلالـ التي وقعت عميو مف األشرار .أو اآلالـ التي وقعت عمى المسيح وتقع عمى كنيستو راجعة إلى فساد الجنس البشري كمو.
لذلؾ يقسـ المرنـ البشر لقسميف [ٔ] الجيبلء وىـ عديمي القيـ ،الذيف يرفضوف اهلل ويرفضوف شريعتو [ٕ] األبرار أو شعب اهلل المتألـ. ٔ لو» .فَس ُدوا ور ِجسوا ِبأَف ِ ِ ِ ِ صبلَ ًحا. اآليات (ٔ " - )ٖ-قَ َ س إِ ٌ س َم ْن َي ْع َم ُل َ ْعال ِي ْم .لَ ْي َ َ َ ََ ُ ال ا ْل َجاى ُل في َق ْم ِبو «لَ ْي َ ِ ٖ ٕ ٍِ ِ ِ ف عمَى ب ِني ا ْلب َ ِ السم ِ ِ س اء أَ ْ َ ش َر َ َ َ س ُدوا .لَ ْي َ ش ِر ,ل َي ْنظَُر َى ْل م ْن فَاىم طَال ِب اهلل؟ ا ْل ُكل قَ ْد َاز ُغوا َم ًعا ,فَ َ اَ َّلرب م َن َّ َ م ْن يعم ُل صبلَحا ,لَ ْيس والَ و ِ اح ٌد". َ ََْ َ ً َ َ َ
في آية (ٔ) نرى سببيف لئللحاد
تصور اإلنساف أف ال إلو [ٔ] ا ْل َج ِي ُل = أي أف ّ [ٕ] الفَساَ ُد 2وجود شيوة في القمب .وفي معظـ األحياف تكوف الشيوة الفاسدة في القمب سبباً في إنكار وجود اهلل حتى ال يزعجوا ضمائرىـ ويتمادوف في شيواتيـ ،وبالتالي فيـ غير ممتزميف بوصايا اهلل ،وىذا ما قالو ال ا ْلج ِ عـ اى ُل ِفي َق ْم ِب ِو = فمف القمب تخرج الدوافع الشريرة (أر .)ٜ2ٔٚونرى أف ىذا الفساد قد َّ أغسطينوس .قَ َ َ السم ِ ِ ف = تشير ألف اهلل مطمع عمى كؿ شئ اء أَ ْ ش َر َ وسط كؿ بني آدـ .واحتاج البشر إلى تجديد .اَ َّلرب م َن َّ َ ويعرؼ خفايا القموب .فَ ِ اىٍم = حكيماً ومتعقؿ وقد وردت بعد ىذا في الترجمة السبعينية بعض آيات لـ ترد في الترجمة العبرية وىي" 2حنجرتيـ قبر مفتوح ،مكروا بمسانيـ .سـ األفاعي تحت شفاىيـ ،أفواىيـ ممموءة لعنة وم اررة ،أرجميـ سريعة إلى سفؾ الدماء .واإلنكسار والشقاء في سبميـ ،وطريؽ السبلمة لـ يعرفوىا .ليس خوؼ
اهلل أماـ أعينيـ ،أليس يعمـ جميع عاممي اإلثـ" وىذا ما اقتبسو بولس الرسوؿ في (روٖ) .فالعيد الجديد كاف
يقتبس مف النسخة السبعينية.
53
ضفر المسامير ( المسمور الرابع عشر)
آية (ٗ) ٗ" -أَلَم يعمَم ُكل فَ ِ اعمِي ِ ب لَ ْم َي ْد ُعوا". الر َّ ون ا ْل ُخ ْب َزَ ,و َّ ون َ ش ْع ِبي َك َما َيأْ ُكمُ َ ين َيأْ ُكمُ َ اإل ثِْم ,الَِّذ َ ْ َْ ْ نرى ىنا نتيجة مف نتائج ترؾ اهلل باإلضافة لفساد طبعو وىي ظمـ المساكيف .فمقد امتؤلت قموبيـ فساداً وظمماً
ون ا ْل ُخ ْب َز .ونتيجة أخرى كانت االعتزاز بالنفس وعدـ االلتجاء هلل= وقسوة .فكانوا يأكموف المساكيف َك َما َيأْ ُكمُ َ ب لَ ْم َي ْد ُعوا .وىذا ناتج عف الكبرياء. الر َّ َو َّ
٘ َن اهلل ِفي ا ْل ِج ِ يل ا ْل َب ٍّار". آية (٘) ُ " -ى َن َ اك َخافُوا َخ ْوفًا ,أل َّ َ اك َخافُوا نرى ىنا صورة فييا تناقض فاألشرار رغـ قسوتيـ وجبروتيـ نجدىـ خائفوف إذ ال سبلـ لؤلشرار= ُى َن َ َخ ْوفًا .أما األبرار فاهلل في وسطيـ مصدر سبلميـ .وقد ظير المسيح وسط شعب الييود فخافوا منو أف يأخذ
نصيبيـ حينما يمتؼ الشعب حولو فقاموا وقتموه .األشرار في خوؼ حتى ال تضيع منيـ مممكتيـ األرضية ،أي
ك رامتيـ وسمطانيـ وغناىـ .ومع الكنيسة يحدث نفس الشئ فاألشرار يضطيدونيا فيـ يخافوف أف تسمبيـ مجدىـ َن اهلل ِفيْ ِج ِ يل الزمني .ولكف اهلل يتجمي وسط أوالده ووسط كنيستو ويعمف عف حمولو وسكناه في وسطيـ= أل َّ َ األْ َبرٍّار. ٙ ِ س ِك ِ ب َم ْم َجأُهُ". ضتُ ْم ,أل َّ الر َّ َن َّ ين َناقَ ْ ْي ا ْلم ْ آية (َ " - )ٙأر َ ِ س ِكين ىـ أوالد اهلل الذيف يقوـ ضدىـ األشرار ثائريف عمى أقواليـ ،فإبميس يحرؾ ىؤالء األشرار .وابميس ال ا ْلم ْ
يحتمؿ أوالد اهلل الذيف ليـ الرب ممجأ يحتموف بو .ولكف قد يضحؾ األشرار عمى األبرار إلى حيف .فاهلل ممجأىـ
لف يتخمى عنيـ.
آية (ٚ" - )ٚلَ ْي َ ِ ِ س َرِائي ُل". الر ٍّ يلِ .ع ْن َد َرٍّد َّ س َرِائ َ س ْب َي َ ش ْع ِب ِوَ ,ي ْي ِت ُ ف َي ْعقُ ُ وبَ ,وَي ْف َر ُح إِ ْ ص إِ ْ ب َ ت م ْن ص ْي َي ْو َن َخبلَ َ تسبحة رجاء مف العيد القديـ أف المخمص سيأتي مف صييوف ليخمص إسرائيؿ .ولقد تجسد المسيح مف وسط
الييود ليخمص كنيستو .ويحررىا مف سبي إبميس والخطية .فالنفس البعيدة عف اهلل تعتبر في سبي إبميس.
54
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص عشر)
المزمور الخامس عشر
عودة لمجدول
المزمور الخامس عشر (الرابع عشر في األجبية) ىذا المزمور يرسـ لنا ويظير لنا طريؽ السماء .ولكي نحيا في فرح يجب أف نكوف في قداسة وأمانة
(مت .)ٔٚ2ٜٔفينا نرى شروط السكنى مع اهلل (يوٗٔ .)ٕٖ2فالقداسة وحفظ الوصايا شرط أف نعايف اهلل (عبٕٔ .)ٔٗ2وبيت الرب يميؽ بو القداسة .وىنا نرى خصائص اإلنساف التقي الذي يسكف في مسكف الرب. وعمى كؿ مف يدخؿ بيت الرب ليصمي أف يسأؿ نفسو ويفحص ضميره بالمقارنة مع ىذا المزمور .وربما كاف
داود وىو يكتب ىذا المزمور متأث اًر بموت ُعزة عندما لمس التابوت وىـ ينقمونو ثـ بركة اهلل لبيت عوبيد أدوـ. وكاف ىذا المزمور مف مزامير االحتفاؿ عند باب الييكؿ لتذكير كؿ مف يدخؿ بضرورة نقاوتو .ىذه مثؿ صراخ
الكاىف اآلف "القدسات لمقديسيف" قبؿ التناوؿ
واذ يشعر الشعب كمو بالحاجة إلى عمؿ اهلل القدوس لتقديسيـ يجيبوف "واحد ىو اآلب القدوس" ..
آية (ٔ) ٔ" -يا رب ,م ْن ي ْن ِز ُل ِفي م ِ س ُك ُن ِفي َج َب ِل قُ ْد ِس َك؟ " َ َ َ َ س َكن َك؟ َم ْن َي ْ َ ْ س َك ِن َك = جاءت في أصميا خيمتؾ ،فالييكؿ لـ يكف قد تـ بناؤه أياـ داود .و َج َب ِل صييون = يشير لمكنيسة َم ْ ويشير لمسماء حيث نسكف أبدياً مع اهلل .ومف ال يوجد مستحقاً أف يسكف في الكنيسة اآلف عمى األرض (الخيمة) ،لف يكوف مستحقاً أف يكوف في السماء لؤلبد فالخيمة تشير لحياة غربتنا عمى األرض .ومف يعيش في
العالـ بحسب المواصفات اآلتية .في اآليات (ٕ )٘-يكوف لو مسكف اهلل (الكنيسة) مكاف راحة وحماية مف تجارب العالـ .ثـ يكوف لو نصيب في الحياة األبدية .ومسكننا المؤقت ىو جسدنا ىيكؿ اهلل ومف يحيا في قداسة
ىنا فحينما تنتيي حياة غربتو ىنا عمى األرض يكوف لو مسكف أبدي في السماء (ٕكو٘)ٔ2 ِ ِ ِ ٖ ِ الص ْد ِ ِ ال ,وا ْلع ِ اآليات (ِٕ َّ ٕ" - )٘- ام ُل ا ْل َحقََّ ,وا ْل ُمتَ َكمٍّ ُم ِب ٍّ س ِان ِوَ ,والَ ق في َق ْم ِبو .الَّذي الَ َيشي ِبم َ السال ُك ِبا ْل َك َم ِ َ َ ٗ ش ًّار ِبص ِ ف اح ِب ِوَ ,والَ َي ْح ِم ُل تَ ْع ِي ًا الر ٍّ الرِذي ُل ُم ْحتَقٌَر ِفي َع ْي َن ْي ِوَ ,وُي ْك ِرُم َخ ِائ ِفي َّ ير َعمَى قَ ِري ِب ِوَ .و َّ ص َنعُ َ بَ .ي ْحمِ ُ َي ْ َ ِ ِ ِ ِ٘ ِ ص َنعُ ى َذا الَ َيتََز ْع َزعُ إِلَى الرَباَ ,والَ َيأْ ُخ ُذ ٍّ ييا ِب ٍّ الر ْ ش َوةَ َعمَى ا ْل َب ِريء .الَّذي َي ْ َّر ِر َوالَ ُي َغ ٍّي ُر .فضَّتُ ُو الَ ُي ْعط َ لمض َ َّى ِر". الد ْ
نصمي ىذا المزمور في باكر لنقارف تصرفاتنا مع ىذه المثاليات .ولكف مف يستطيع أف يحيا في ىذه المثاليات دوف عمؿ الرب يسوع فيو ،فكأف مف يصمي ىذا المزمور في صبلة باكر يقوؿ هلل "ىبني يا رب أف أحيا ىكذا
كما يرضيؾ فيكوف لي نصيباً معؾ"
55
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص عشر)
السم ِو ُك ببلعيب = أعمالو أماـ الناس كاممةَ .وا ْل ُمتَ َكمٍّ ُم بالحق ِفي َق ْم ِب ِو = ىنا يدخؿ لمعمؽ ويطمب اف يكوف َّ ِ ير َعمَى س ِان ِو = ال كذب وال رياء وال وشاية الَ َي ْح ِم ُل تَ ْع ِي ًا القمب ممموء حقاً ،تسكف فيو كممة اهلل .الَ يغش ِبم َ الرِذي ُل ُم ْحتَقٌَر ِفي َع ْي َن ْي ِو = فاعؿ الشر مرذوؿ أمامو أي ال يشتيي قَ ِري ِب ِو= ال يقبل عا ارً عمى جيرانو (سبعينية)َّ . الشر الذي يصنعو الشرير بؿ يرفض ويكرىو يحمؼ لمضرر وال يغير= الذي يحمؼ لقريبو وال يغدر بو
َّى ِر = يصمد (سبعينية) .ىو ذو قمب ممموء بالمحبة لكؿ إنساف كالسامري الصالح .مثؿ ى َذا الَ َيتََز ْع َزعُ إِلَى الد ْ كالجبؿ ىنا عمى األرض ولو حياة في السماء. وفي آية (ٗ) ي ْحمِ ُ ِ َّر ِر َوالَ ُي َغ ٍّي ُر = يحمؼ لقريبو أنو سيفعؿ كذا وكذا واذا إكتشؼ بعد ذلؾ أف ىذا يضره ال َ ف لمض َ يغير كبلمو بؿ ينفذ ألنو حمؼ .وىكذا جاءت في اإلنجميزية who swears to his own hurt and does
.not changeالمقصود انو يعطي وعدا ويحمؼ انو ينفذ ،فإذا وجد بعد ذلؾ اف التنفيذ سيعود بالضرر عميو، ينفذ
وعده
ألنو
حمؼ.
56
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش عشر)
المزمور السادس عشر
عودة لمجدول
المزمور السادس عشر (الخامس عشر في األجبية) ىذا المزمور ىو نبوة رائعة عف السيد المسيح الذي داس الموت بموتو وقاـ دوف أف يرى جسده فساداً .ففي
المزمور (ٕ) رأينا والدة المسيح األزلية ووالدتو بالجسد وفي مزمور ( )ٛرأينا المسيح بتأنسو يعيد المجد لئلنساف،
وىنا نرى كيؼ أعاد المسيح المجد لئلنساف .وقد يحتوي المزمور شيئاً عف داود ولكنو مكتوب بروح النبوة عف
المسيح فداود مات وفسد جسده ،أما المسيح فيو وحده الذي قاـ ولـ يرى جسده فساداً .وىكذا شرح معممنا بطرس
المزمور في (أعٕ .)ٕٚ-ٕٗ2وىكذا شرح بولس الرسوؿ المزمور (أع )ٖٙ2ٖٔ،ٖٚولذلؾ أكمؿ داود تعرفني سبؿ الحياة ،أمامؾ شبع سرور ،فنحف بقيامة المسيح صار لنا فرح أبدي .وكأف داود حيف يقوؿ "احفظني يا رب
فإني عميؾ توكمت يتحدث بمساف الكنيسة التي تطمب أف يحفظيا اهلل مف ىذا الموت الذي أصابيا .فكاف أف
المسيح تجسد وأخمى ذاتو وشاركنا في طبعنا ليرفعنا معو لمجده .ومازالت الكنيسة جسد المسيح تصمي احفظني يا رب فإني عميؾ توكمت حتى تحصؿ عمى الحياة األبدية .ىذا المزمور ىو مزمور القيامة لذلؾ تصميو الكنيسة
في صبلة باكر .مزمور يعطينا رجاء في ميراثنا األبدي ،لذلؾ نجده معنوناً بالقوؿ مذىبة فيو كبلـ مف ذىب، ىو جوىرة مف جواىر الكتاب المقدس.
ِٔ ِ آية (ٔ) " -ا ْحفَ ْظني َيا اَهللُ الكنيسة تمقي إتكاليا الكامؿ
ت". أل ٍَّني َعمَ ْي َك تََو َّك ْم ُ عمى الرب لذلؾ يحفظيا .ويرى أباء الكنيسة أف المسيح ىو المتكمـ ىنا بمساف
الكنيسة جسده ،يسأؿ اآلب قيامة جسده لتقوـ الكنيسة كميا معو وفيو( .عب٘( + )ٚ2أش .)ٛ2ٜٗوىذه اآلية
يجب أف يصمي بيا كؿ واحد هلل.
ٕ ش ْي َء َغ ْي ُر َك»" . ت لِ َّمر ٍّ س ٍّي ِديَ .خ ْي ِري الَ َ ب «أَ ْن َ آية (ٕ) ُ " -ق ْم ُ ت َ ش ْي َء َغ ْي ُر َك = ال تحتاج إلى صبلحي (سبعينية) .الصبلح ىو عطية اهلل ،واهلل ال يحتاج لصبلحنا ،بؿ َخ ْي ِري الَ َ باتحادنا بالمسيح ييبنا اهلل الصبلح .واذ تمتقي النفس باهلل مصدر حمايتيا وصبلحيا تجد فيو كؿ الكفاية فتقوؿ
لو أنت ربي وتس مـ الحياة كميا لو .ليكوف ىو الرب وىو القائد .ولو كاف المسيح ىو المتكمـ في ىذه اآلية فيو
حيف يقوؿ "ربي" يعمف عف كامؿ إنسانيتو واتحاده ببشريتنا ،وكممثؿ عف الكنيسة جسده يقوؿ لآلب َخ ْي ِري الَ ش ْي َء َغ ْي ُر َك = "ال خير لي في ش ْي َء َغ ْي ُر َك فالكنيسة مصدر خيراتيا الوحيد ىو اهلل صانع الخيراتَ .خ ْي ِري الَ َ َ شئ بعيداً عنؾ أو باإلنفصاؿ عنؾ" وىكذا جاءت في اإلنجميزية .والمعنى أنو ال خير لنا وال مصدر ألي خير
إالّ اهلل.
57
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش عشر)
ِ ٖ ِ ين ِفي األ َْر ِ س َّرِتي ِب ِي ْم". ون الَِّذ َ ٍّيس َ ض َواألَفَاض ُل ُكل َم َ آية (ٖ) " -ا ْلقد ُ مف ىـ قديسيو إال أعضاء جسده الذيف تقدسوا باالتحاد بو ،ىؤالء ىـ الكنيسة وىؤالء قد صنع اهلل فييـ كؿ مشيئاتو الصالحة وكؿ أعاجيبو ،لذلؾ نصمي سبحوا اهلل في جميع قديسيو فاهلل ممجد في قديسيو ،وصنع فييـ
كؿ مشيئتو ألنيـ سمموا لو المشيئة بالكامؿ "لتكف مشيئتؾ" .والحظ أنيـ صاروا قديسيف بالرغـ مف أنيـ مازالوا
وحوؿ شعبو إلى قديسيف في وسط عالـ شرير .وىذه ىي مسرة اهلل أف عمى األرض .فاهلل يفعؿ المستحيبلت ّ س َّرِتي ِب ِي ْم = صنع فييـ كؿ مشيئاتو ونبلحظ أف القيامة لـ يشاىدىا سوى يحوؿ شعبو إلى قديسيف= ُكل َم َ
المؤمنيف (ال يتعدوا ٓٓ٘ شخص الذيف أروا المسيح بعد قيامتو) .وحياة القداسة التي ننعـ فييا بالمسيح المقاـ الذي يخمصنا ىي لمف يؤمف ويأخذىا كيبة إليية.
ٗ ِ ِ ٍ شفَتَ َّي". اء َ اء ُى ْم ِب َ اع ُي ُم الَِّذ َ َس ُك ُ آية (ٗ) " -تَ ْكثُُر أ َْو َج ُ س َكائ َب ُي ْم م ْن َدمَ ,والَ أَ ْذ ُك ُر أ ْ آخ َر .الَ أ ْ ين أ ْ َس َم َ ب َ َس َر ُعوا َو َر َ مف ساروا وراء آلية أخرى (شيوة /ماؿ /كرامة زمنية )..تكثر أمراضيـ وأوجاعيـ فالمسيح وحده ىو الشافي س َك ِائ َب ُي ْم ِم ْن َدٍم = فقد كاف مف عادة الوثنييف أف يشربوا كأساً مف الدـ َس ُك ُ ألرواحنا وأجسادنا ونفوسنا .الَ أ ْ ب َ اء ُى ْم = أي أسماء اآللية الوثنية (خرٖٕ .)ٖٔ2فالقديسيف الذيف عرفوا كتقدمة وكنوع مف العبادة َوالَ أَ ْذ ُك ُر أ ْ َس َم َ س َك ِائ َب ُي ْم ِم ْن َدٍم = جاءت في السبعينية "ال أجتمع َس ُك ُ الرب يقطعوف كؿ عبلقة ليـ بالخطية والخطاة .الَ أ ْ ب َ اء ُى ْم = ال أريد أف أعرفيـ. بمجامعيـ مف الدماء" أي ال أوجد في وسط ىؤالء الذيف يفعموف ىذاَ .والَ أَ ْذ ُك ُر أ ْ َس َم َ ٘ ِ ِ ِ ِ ِ ِٙ صيب ِقسم ِتي و َكأ ِ ِ اث آيات (َّ٘ " - )ٙ- ير ُ ت قَا ِب ُ ْسي .أَ ْن َ الرب َن ُ ْ َ َ ض قُ ْر َعتي .ح َبا ٌل َوقَ َع ْت لي في الن َع َماء ,فَا ْلم َ س ٌن ِع ْن ِدي". َح َ
ىذا ىو صوت الكنيسة ،اهلل ىو نصيبنا وميراثنا وكأسنا الذي نشربو مف األلـ والمجد ،والمسيح أعاد لنا ميراثنا. ض قُ ْر َع ِتو = ىي وكاف تقسيـ األرض في الميراث يقاس بالحباؿ وبالقرعة (يشٖٔ .)ٙ2وداود يشعر أف اهلل قَا ِب ُ ليست في يد إنساف أو بالحظ أو بالصدفة ،اهلل ىو الذي يحددىا لو ،وطالما أف اهلل يحددىا لو فقرعتو و ِح َبا ٌل التقسيم وقَع ْت ِفي النعم ِ اء .وكاف البلوييف ال نصيب ليـ في األرض وكاف اهلل نصيبيـ ليشرح اهلل أف مف يكوف َ َ ََ اهلل نصيبو فقد فاز بالنعماء .وقد فيـ داود ىذا ولـ يفرح بممكو ولكنو فرح بأف الرب نصيبو (مزٖ .)ٕٙ2ٚىذه
ىي فرحة التمتع بالشركة مع اهلل .ومف يرفض أف يقبؿ كأس لذات العالـ مف يد الشيطاف يصير الرب كأسو وقسمتو ويكوف ميراثو ثابت (ٔبطٔ .)ٗ2ومف يكوف نصيبو اهلل يكوف ميراثو السماء والمجد في األبدية ،ويضاؼ
ليذا بركات أرضية.
النعماء = مترجمة في السبعينية "ارض خصبة" وفي االنجميزية " مكاف مفرح" واهلل خمقنا ووضعنا في فردوس النعيـ.
58
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش عشر)
ِ الر َّ ِ آية (ٚ" - )ٚأ َُب ِ اي". ار ُك َّ ص َح ِنيَ ,وأ َْي ً ضا ِبالمَّْي ِل تُْنذ ُرِني ُك ْم َيتَ َ ب الَّذي َن َ ِ الر َّ ِ أ َُب ِ اي = ىذا ىو عمؿ الروح القدس ار ُك َّ ص َح ِني (افيمني في السبعينية)َ .وأ َْي ً ضا ِبالمَّْي ِل تُْنذ ُرِني ُك ْم َيتَ َ ب الَّذي َن َ فيو يعممكـ كؿ شئ ويبكت عمى خطية ..وىو روح النصح ( يوٕ + ٛ 2 ٔٙتي ٔ ) ٚ 2ليضمف لنا ميراثنا إف لـ نقاومو وفي النيار (طريؽ التوبة) يعمـ ويكشؼ عف أسرار اهلل .وفي الميؿ (وقت الخطية) يبكت وينذر .والكمية ترمز لؤلعماؽ ،لداخؿ النفس ،مجاؿ عمؿ الروح
القدس .والروح القدس يريد أف يعمف لنا أسرار الميراث ،وىذا ما جعؿ المسيح يفرح (لوٓٔ .)ٕٔ2ونبلحظ أف الكميتاف تنقياف الدـ ،وىكذا عمؿ التوبة ينقي الحياة والنفس لتؤىؿ لمميراث األبدي .ولكف التوبة ىي دعوة واقناع
مف الروح القدس الذي يبكت ويقنع ( ار ٕٓ )ٚ 2واستجابة منا .وىذا ما قالو ارمياء النبي " توبني فأتوب ألنؾ
انت الرب اليي ( ار ٖٔ .)ٔٛ 2
ٛ ين ,أل ََّن ُو ع ْن ي ِم ِ ب أَم ِ امي ِفي ُك ٍّل ِح ٍ يني فَبلَ أَتََز ْع َزعُ". ت َّ آية (َ " - )ٛج َع ْم ُ َ َ الر َّ َ مف لو اإليماف الحي ،ىو مف يجد الرب أمامو في كؿ حيف ،يشعر أنو في حضرتو فبل يخطئ (يوسؼ) وقولو ع ْن ي ِم ِ يني إشارة ألف مف لو ىذا اإليماف الحي يكوف اهلل قوتو .فاليميف ال تعني مكاناً ما وانما ىي تشير لمقوة. َ َ ونبلحظ أنو حينما نقوؿ المسيح جمس عف يميف اآلب أنو صار بناسوتو لو نفس مجد اآلب ،والذي ىو نفس
مجد الىوت االبف (يو .)٘ 2 ٔٚوألف اآلب واالبف واحد ،واآلب في االبف واالبف في اآلب ،نجد اآلية ىنا وىي ب ..ع ْن ي ِم ِ يني ،فاآلب ىنا عف يميف االبف .والمعني اف اآلب حفظ المسيح مف ت َّ بمساف المسيح تقوؿ َج َع ْم ُ الر َّ َ َ كؿ محاوالت قتمو (يو ،)ٜ٘ 2 ٛحتي حاف وقت الصميب . ِ ِ ِٜ س ُك ُن ُم ْط َم ِئ ًّنا". س ِدي أ َْي ً ضا َي ْ آية ( " - )ٜلذل َك فَ ِر َح َق ْم ِبيَ ,و ْابتَ َي َج ْت ُروحيَ .ج َ الذي وجد اهلل عف يمينو أي مصدر قوتو يتيمؿ ويفرح ،فاهلل حي وبالتالي لف يترؾ عبيده يموتوف لؤلبد ،لذلؾ س ُك ُن ُم ْط َم ِئ ًّنا = يسكف عمى الرجاء (سبعينية) أي رجاء القيامة .وبمساف المسيح فتكوف ىذه س ِدي أ َْي ً ضا َي ْ يقوؿ َج َ اآلية تشير لفرح المسيح بأف عممو الكفاري وفداءه أعطيا حياة وقيامة لجسده أي كنيستو .وقيامتو أعطتنا الرجاء. آية (ٓٔ) ٔٓ" -أل ََّن َك لَ ْن تَتُْر َك َن ْف ِسي ِفي ا ْل َي ِ ادا". ع تَ ِقي َ سً اوَي ِة .لَ ْن تَ َد َ َّك َي َرى فَ َ ىي نبوة واضحة عف قيامة المسيح ،إذ لـ يكف الموت قاد اًر أف يمسكو لؤلبد. ورِ .في ي ِم ِ ِ ِ ٔٔ ِ س ُر ٍ ين َك ِن َع ٌم إِلَى األ ََب ِد". س ِب َ َ ام َك ش َبعُ ُ آية (ٔٔ) " -تُ َعٍّرفُني َ َم َ يل ا ْل َح َياة .أ َ يل ا ْلحي ِ اة = طرؽ الحياة .ىي الحياة المعاشة في شركة مع اهلل وىذه تستمر ىنا عمى األرض وفيما بعد س ِب َ َ َ َ
الموت .والطريؽ ىو المسيح فمف يثبت فيو يقوـ معو ويصعد معو .والمسيح بقيامتو اعطانا الحياة االبدية .ولكنو
59
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش عشر)
لـ يتركنا بعد ذلؾ حتي ال نضؿ ويضيع منا الطريؽ ،فارسؿ لنا الروح القدس ،الذي سكف فينا في سر الميروف (سر التثبيت) .والروح القدس يثبتنا في المسيح ،والمسيح ىو الطريؽ.
60
ضفر المسامير ( المسمور الطببع عشر)
المزمور السابع عشر
عودة لمجدول
رنـ داود بيذه الصبلة الرائعة في فترة مف حياتو كاف فييا مضطيداً وىو برئ فكاف رم اًز لممسيح البرئ وقد أحاط بو أعداؤه مف كؿ جانب .وحينما يتكمـ داود عف براءتو فالموضوع نسبي فيو برئ مف التيـ التي لفقيا لو أعداؤه،
أما في خطايا أخرى فيو بالتأكيد قد سقط .أما المسيح فيو برئ براءة مطمقة مف كؿ خطية.
مف ىذا المزمور يتعمـ كؿ منا كيؼ يصمي وىو في ضيقة أو وىو شاعر بظمـ اآلخريف لو فنخرج مف الصبلة
شاعريف بأننا في حماية اهلل فنطمئف ،بؿ نتحوؿ إلى صورة اهلل ،نتشبو بالمسيح ،ونتحوؿ إلى صورتو ،فنحتمؿ
في تسميـ والقمب ممموء سبلماً.
ِٔ ِ ِ ِ شفَتَْي ِن ِببلَ ِغ ٍّ ش". صبلَ ِتي ِم ْن َ ص َراخي .أ ْ آية (ٔ) " -ا ْ َص ِغ إِلَى َ س َم ْع َيا َرب ل ْم َحقٍّ .أَ ْنص ْت إِلَى ُ شفَتَ ْي ِن ِببلَ ِغ ٍّ ش = ىذا شرط نرى فييا المجاجة ،داود يصمي ويصرخ هلل بثقة فيو ال يجد سواه ممجأ يثؽ فيو ِم ْن َ
لمصبلة المقبولة ،فكيؼ يقبؿ اهلل صمواتنا ونحف نصمي برياء ،أو بقمب حاقد ،أو قمب شيواني .وداود كاف بريئاً مما يتيمونو بو .ولكف الوحيد الذي ببل خطية ىو المسيح ولذلؾ فشفاعتو الكفارية ىي المقبولة ونحف إذا صمينا
بيذه الكممات فمنفيـ أف برنا الذاتي ال يبررنا بؿ نحف مبرريف في دـ المسيح.
ان ا ْلمستَ ِقيم ِ آية (ٕ) ِ ٕ" -م ْن قُد ِ ات". ض ِائيَ .ع ْي َن َ َّام َك َي ْخ ُر ُج قَ َ اك تَ ْنظُ َر ِ ُ ْ َ ىو ال يريد أف الحكـ عميو يأتي مف ظالميف ،ويترؾ الحكـ النيائي هلل العادؿ. ٖ ِ ِ ت َق ْم ِبي .تَع َّي ْدتَ ُو لَ ْيبلً .مح ِ وما .الَ َيتَ َعدَّى فَ ِمي". آية (ٖ) َ " -ج َّرْب َ َ ْ َ َّصتَني .الَ تَج ُد ف َّي ُذ ُم ً ِ ِ وما = ربما قصد المرتؿ أف يقدـ قمبو أماـ اهلل ليكتشؼ اهلل نقاوتو وأنو َج َّرْب َ ت َق ْم ِبي .تَ َع َّي ْدتَ ُو لَ ْيبلً ..الَ تَج ُد ف َّي ُذ ُم ً
ال يحمؿ حقداً وال غشاً .والميؿ وقت اليدوء ،بعيداً عف االنشغاؿ بكبلـ الناس وعف االنشغاؿ بالعالـ ،ىناؾ يرى ت تشير المتحاف الذىب بالنار فيتنقى .وىذا ما يسمح بو اهلل ألوالده فيو اهلل اشتياقاتو المقدسة لو .ولكف َج َّرْب َ يجربيـ ببعض التجارب لتنكشؼ أماـ أعينيـ حقيقة ما يدور في قموبيـ فيندموف ويبدأوا طريؽ التوبة .والميؿ ىنا
يشير لوقت التجارب وحينما يتنقى اإلنساف ال يجد اهلل فيو ذموماً .وىذه فائدة التجارب .ونرى نتيجة التمحيص أي التنقية = الَ َيتَ َعدَّى فَ ِمي .ىو يقتؿ كممات الشر فيتنقى قمبو بالتالي. ق ا ْلمعتَِن ِ شفَتَ ْي َك أََنا تَحفَّ ْظ ُ ِ ِٗ ِ ِ َعم ِ ال َّ الن ِ ف". اس فَ ِب َكبلَِم َ َ ت م ْن طُُر ِ ُ ْ آية (ٗ) " -م ْن ج َية أ ْ َ كما تحفظ المرنـ عمى أقوالو ،نجده ىنا يتحفظ في أعمالو ،وال يعمؿ عمبلً إال لو كاف بحسب وصايا اهلل = َكبلَِم شفَتَ ْي َك .فيو يريد أف يسمؾ في حياتو حسب مشيئة اهلل. َ 61
ضفر المسامير ( المسمور الطببع عشر)
٘ س َك ْت ُخطُ َو ِاتي ِب ِ اي". آية (٘) " -تَ َم َّ آثار َك فَ َما َزلَّ ْت قَ َد َم َ لقد سمؾ المرنـ الطريؽ الضيؽ ،طريؽ الوصية ،التي مف يسمؾ فييا ال تزؿ قدماه.
ِ آية (ٙ" - )ٙأََنا َدعوتُ َك ألَنَّ َك تَستَ ِج ِ اس َم ْع َكبلَ ِمي". ْ ُ يب لي َيا اَهللُ .أَم ْل أُ ُذ َن ْي َك إِلَ َّيْ . َْ نرى ىنا ثقة المرنـ في استجابة اهلل .وىذا شرط لمصبلة المستجابة ..الثقة في اهلل. ٚ ين عمَ ْي َكِ ,بي ِم ِ ِِ ِ ين َك ِم َن ا ْل ُمقَ ِ ين". او ِم َ َ ص ا ْل ُمتَّكم َ َ آية (َ " - )ٚم ٍّي ْز َم َراح َم َكَ ,يا ُم َخمٍّ َ مراحـ اهلل مميزة وخاصة لئلنساف المتكؿ عميو .ويسيؿ تمييز أعماؿ رحمة اهلل.
ِ ِ آية (ِ ِ ْ ٛ" - )ٛ استُْرِني " احفَ ْظني م ْث َل َح َدقَة ا ْل َع ْي ِنِ .بظ ٍّل َج َن َ اح ْي َك ْ اهلل يحفظنا كحدقة العيف (زؾٕ .)ٛ2فالجفوف تحمي العيف عند أي خطر .بؿ أف اهلل يحفظنا ألف مف يمس أوالده كمف يمس عينو .وبظؿ جناحيو يسترنا (متٖٕ.)ٖٚ2 ٜ َع َد ِائي ِب َّ الن ْف ِ ش َر ِ ين َي ْكتَِنفُوَن ِني". آية (ِ " - )ٜم ْن َو ْج ِو األَ ْ س الَِّذ َ ار الَِّذ َ ين ُي ْخ ِرُبوَن ِني ,أ ْ َع َد ِائي ِب َّ الن ْف ِ س = أي الذيف يدفعونني لمخطية وألف أبتعد عف اهلل .وكممة أعدائي بالنفس تترجـ أعدائي القتمة أْ
فيناؾ قتؿ روحي.
ٓٔ اى ِيم قَ ْد تَ َكمَّموا ِبا ْل ِك ْب ِري ِ ِ اء". ين قَ ْد أ ْ آية (ٓٔ) َ " -ق ْم َب ُي ُم َّ الس ِم َ َ َغمَقُواِ .بأَف َْو ْ ُ لقد أغمقوا قموبيـ لقساوتيا فما عادوا يسمعوف أي كممة أو فعؿ رحمة ومحبة .وىـ ممموءوف كبرياء وغطرسة.
وىكذا أحاط األعداء بالمسيح ليفترسوه كاألسود. ٔٔ َع ُي َن ُي ْم لِ ُي ْزلِقُوَنا إِلَى األ َْر ِ ضَ ٕٔ .مثَمُ ُو َمثَ ُل اآليات (ِٔٔ " - )ٕٔ-في ُخطُ َو ِات َنا َ ص ُبوا أ ْ اآلن قَ ْد أ َ َحاطُوا ِب َناَ .ن َ ام ِن ِفي ِعٍّر ِ الش ْب ِل ا ْل َك ِ َس ِد ا ْلقَ ِرِم إِلَى االف ِْت َر ِ اسَ ,و َك ٍّ يس ِو". األ َ
راجع (ٔبط٘.)ٛ2
آية (ٖٔ) ٖٔ" -قُم يا رب .تَقَد ِ الشٍّر ِ ص َر ْع ُوَ .ن ٍّج َن ْف ِسي ِم َن ٍّ س ْي ِف َك", َّم ُو .ا ْ ير ِب َ ْ ْ َ َ اهلل لو سيوؼ كثيرة يستخدميا ضد أعدائو وأعداء كنيستو ،تبدأ بسيؼ كممتو لعميـ يتوبوف وتنتيي بالسيؼ الحقيقي أي نياية حياتيـ بالجسد عمى األرض لمف ال يتوب .وىنا المرنـ يمجأ إلى اهلل ليعينو إذ أدرؾ بطبلف كؿ
معونة بشرية.
62
ضفر المسامير ( المسمور الطببع عشر)
ِ آية (ٗٔ) ِ ٔٗ" -م َن َّ الن ِ ون يب ُي ْم ِفي َح َي ِات ِي ْمِ .ب َذ َخ ِائ ِر َك تَ ْمؤلُ ُبطُوَن ُي ْمَ .ي ْ اس ِب َي ِد َك َيا َربِ ,م ْن أ ْ ش َب ُع َ َى ِل الد ْن َياَ .نص ُ طفَالِ ِي ْم". ضالَتَ ُي ْم ألَ ْ أ َْوالَ ًدا َوَيتُْرُك َ ون فُ َ عداوة األشرار وعنفيـ ليس عف احتياج ،فاهلل لـ يحرميـ مف عطاياه األرضية "فيو يشرؽ بشمسو عمى األبرار
واألشرار" .وى ـ يعيشوف في ترؼ وبطونيـ ممموءة مف خيرات اهلل ويتركوف فضبلتيـ ألطفاليـ .وقد تعني يتركوف
فضبلتيـ ألطفاليـ أف شرورىـ تبقى ميراثاً ألطفاليـ "دمو عمينا وعمى أوالدنا".
٘ٔ ش َب ِي َك". آية (٘ٔ) " -أ َّ َما أََنا فَ ِبا ْل ِبٍّر أَ ْنظُُر َو ْج َي َك .أَ ْ ت ِب َ استَ ْيقَ ْظ ُ ش َبعُ إِ َذا ْ اإلنساف المتكؿ عمى اهلل ينجو مف بطش الشرير ،فاألشرار ينتيوف ،ولكف البار يستيقظ أي يقوـ بعد موتو ويعايف
وجو الرب (فئٖ + ٕٔ2يوٖ .)ٕ2بؿ كؿ مف يصمي بإيماف لف يحرـ مف التمتع برؤية اهلل ،إف كاف قمبو نقياً َما أََنا فَ ِبا ْل ِبٍّر أَ ْنظُُر َو ْج َي َك = وجو اآلب ىو اإلبف الذي َّ خبرنا عف اآلب وبو ندخؿ كما جاء في أوؿ المزمور .أ َّ لؤلحضاف األبوية .واألبرار أنقياء القمب يعاينوف اهلل .فكؿ مف يحيا بالبر يرى اإلبف الذي ىو وجو اآلب .ويرى
ش َبعُ إِ َذا ىنا ليست الرؤية السطحية بؿ معناىا يراه بقمبو رؤية المعرفة ،وىذه المعرفة ىي التي تشبع = أَ ْ ش َب ِي َك وىذه األخيرة ليا ترجمتيف باإلنجميزية. ت ِب َ استَ ْيقَ ْظ ُ ْ )When I awake I shall be satisfied with beholding thy form. (Revised )I shall be satisfied when I awake in your likeness (Kjv وترجمة األولى حينما أستيقظ أشبع بالتأمؿ في شكمؾ وىيئتؾ وصورتؾ وترجمة الثانية أشبع حينما أستيقظ
بشبيؾ كما جاءت في ترجمة بيروت.
وكبل الترجمتيف يتكامبلف .فاألولى تكممنا عف الشبع بالتأمؿ في المسيح الذي ىو صورة اآلب ،فبلحظ أف داود
كاف يكمـ اهلل ،الذي رأينا صورتو في المسيح (مف رآني فقد رأى اآلب) .والثانية تشير لكؿ مف يقدـ توبة ويستيقظ
مف نوـ الغفمة ،غفمة موت الخطية (أؼ٘ ،)ٔٗ2فيأخذ شكؿ المسيح (غؿٗ .)ٜٔ2والحظ أف مف يستيقظ يستطيع أف يرى المسيح كممة اهلل بالتأمؿ في الكتاب المقدس كممة اهلل ،والحظ قوؿ بولس الرسوؿ "أييا الغبلطيوف.. الذيف أماـ عيونكـ قد ُرِسـ يسوع المسيح بينكـ مصموباً" (غؿٖ.)ٔ2
63
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر)
المزمور الثامن عشر
عودة لمجدول
ىذا المزمور ىو مطابؽ تقريباً مع (ٕصـٕٕ) .ىي قصيدة انتصار ،فييا يسبح داود الرب عمى كؿ أعماؿ مراحمو معو كؿ حياتو بعد أف استراح مف كؿ أعدائو .والفروؽ بيف ىذا المزمور وبيف (ٕصـٕٕ) ىي في بعض
كممات ليصير المزمور نشيداً يستخدـ في تسبيح الشعب هلل ويكوف مف ضمف تسابيح الييكؿ.
يمكف رؤية المزمور عمى أنو نبوة عف خبلص المسيح وىبلؾ إبميس (ورمزه شاوؿ وجنوده) فالمسيح أتي وحارب
وغمب ،وىو يقيـ ممكوتو خبلؿ عالـ متمرد بأسمحة الحب واإليماف ويحوؿ مؤمنيو إلى مموؾ روحييف (رؤٔ.)ٙ2 ونرى في المزمور مقاومة وىيجاف األعداء ثـ االستعانة باهلل ونزوؿ المسيح ليخمصنا ثـ صعوده .ونرى اهلل ينقذ
اإلنساف ويقبؿ األمـ.
حيف نسبح بكممات ىذا المزمور نسبح اهلل الذي خمصنا بصميبو ويعيننا في حروبنا الروحية في رحمة حياتنا ويخمصنا مف كؿ ضيقة في ىذا العالـ ،ىو مزمور القوة والرجاء الذي ال يخزى ونسمع في عنواف المزمور أف
داود كمـ الرب بكبلـ ىذا النشيد .ففي يوـ خبلصنا وفرحنا ال نذىب سوى هلل نقدـ لو الشكر والتسبيح.
ِِ ُحب َك يا رب ,يا قَُّوِتيٕ .ا َّلرب ص ْخرِتي و ِح ِ اآليات (ٔٔ" - )ٙ-أ ِ َحتَ ِمي .تُْر ِسي ص ْخ َرِتي ِب ِو أ ْ َ َ َ َ َ َ ْ صني َو ُم ْنقذي .إِل ِيي َ ٖ يد ,فَأَتَ َخمَّص ِم ْن أ ِ ِٗ ِ ِ ِ وقَر ُن َخبلَ ِ س ُيو ُل ا ْل َيبلَ ِك الر َّ صي َو َم ْم َجِإي .أ َْد ُعو َّ ب ا ْل َح ِم َ ْ َع َدائي .ا ْكتََنفَتْني ح َبا ُل ا ْل َم ْوتَ ,و ُ ُ َ ْ ٙ ٘ ضِ شب ْت ِبيِ .في ِ ِ أَف َْز َعتْ ِنيِ .ح َبا ُل ا ْل َي ِ ت, الر َّ ت َّ اوَي ِة َحاقَ ْت ِبي .أَ ْ ص َر ْخ ُ يقي َد َع ْو ُ ش َار ُك ا ْل َم ْوت ا ْنتَ َ َ بَ ,وِالَى إِل ِيي َ فَس ِمع ِم ْن َى ْي َكمِ ِو صوِتي ,و ِ َّام ُو َد َخ َل أُ ُذ َن ْي ِو". َ َ َْ َ ُ ص َراخي قُد َ ِ ب اهلل ألنو قُ َّوِتو وأف اهلل ىو الذي يسنده .لذلؾ ىو في ضيقتو ال يمجأ سوى هلل. المرنـ يبدأ بأف يذكر بأنو يح ّ ولذلؾ نبلحظ تغير صفة األفعاؿ المستخدمة بيف الماضي والحاضر ،فاهلل الذي خمَّص ىو الذي يخمص وسوؼ يخمص "يسوع المسيح ىو ىو أمساً واليوـ والى األبد"ِ .ا ْكتََنفَتْ ِني ِح َبا ُل ا ْل َم ْو ِت = جميع مف ماتوا قبؿ مجيء المسيح ذىبوا لمجحيـ ،فالموت كاف نصيب كؿ بني آدـ= ِح َبا ُل ا ْل َي ِ اوَي ِة َحاقَ ْت ِبي .وبيذا نجد أف أعدائنا ىـ إبميس والموت والجحيـ .ولكف إلينا قوي وقد خمصنا = قَر ُن َخبلَ ِ صي = فالقرف عبلمة القوة .والحظ أنو يقوؿ اهلل ْ خبلصي ولـ يقؿ خمصني ،فاهلل خبلصو دائـ وفي كؿ وقت .وكاف نزوؿ المسيح وصمبو وقيامتو وصعوده ىو س ِم َع ِم ْن َى ْي َكمِ ِو = الييكؿ قد يكوف خيمة خبلصنا مف الموت والشيطاف والخطية فنحف أعضاء جسده .فَ َ االجتماع أو السماء نفسيا فالييكؿ األرضي رمز لمييكؿ السماوي .وقد يشير الييكؿ لتجسد المسيح (يوٕ.)ٕٔ2 وقد تأتي االستجابة مف ىيكؿ اهلل أي مف مسكنو داخؿ قمبي .فنحف ىياكؿ هلل والروح القدس يسكف فينا. ِ آية (ٚ" - )ٚفَارتَج ِ س ا ْل ِج َب ِ ب". ض َو ْارتَ َع َ ال ْارتَ َع َد ْت َو ْارتَج ْ َّت األ َْر ُ َّت ألَنَّ ُو َغض َ ُس ُ ش ْت ,أ ُ ْ
64
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر)
داود صرخ بسبب مشكمة البشر واف نيايتيـ ىي الموت .واهلل الذي يتضايؽ في كؿ ضيقتنا ،وبكي عمي قبر لعازر تألـ بسبب االمنا .وبسبب االمنا كانت االمو في تجسده وصميبو .ويوـ الصميب كانت استجابة الرب
لصراخ داود ،وكؿ األبرار الذيف صرخوا مثمو فكاف الموت يحجز كؿ مف يموت قبؿ المسيح ،وبعد الصمب
تزلزلت األرض وتفتحت القبور وخرجت أجساد بعض الموتي عبلمة عمى االنتصار النيائي وقيامة الموتى في نياية األياـ .وكؿ مف دخؿ في شركة مع اهلل تتزلزؿ أرضو (جسده) ويقوـ مف موت الخطية .ونبلحظ فصراخ داود كاف مف ظمـ أعدائو ،واألرض ترتج مف غضب اهلل عمى الظمـ الذي يقع عمى أوالده ،ولكف اهلل يغضب
أيضاً مف الخطية ومف إبميس ومف يتبعو ومف أفعاليـ .وكـ ىو مخيؼ الوقوع في يد اهلل الحي حينما يغضب. ٛ شتَ َعمَ ْت ِم ْن ُو". ان ِم ْن أَ ْن ِف ِوَ ,وَن ٌار ِم ْن فَ ِم ِو أَ َكمَ ْتَ .ج ْمٌر ا ْ ص ِع َد ُد َخ ٌ آية (َ " - )ٛ
ىذه اآلية إشارة لغضب اهلل مما تسبب فيو خداع ابميس آلدـ وحواء .وكاف الصميب لدينونة إبميس والخطية .
وكممة اهلل ايضاً نار تأكؿ الخطية داخؿ قموبنا وتميب قموبنا بنار الحب اإلليي .ولذلؾ حؿ الروح القدس عمى شتَ َعمَ ْت ِم ْن ُو = مف امتؤل بالروح صار كجمر مشتعؿ .وىنا أيضاً نرى صورة مخيفة ىيئة ألسنة ناريةَ .ج ْمٌر ا ْ لغضب اهلل ،ولكف شك اًر هلل الذي في غضبو كاف الفداء الذي اتي لنا بالسماء عمي االرض بؿ حولنا إلى سماء كما نرى في اآلية القادمة ،لذلؾ نصمي كما في السماء كذلؾ عمى األرض .لقد أكمؿ اهلل كؿ بر بصميبو ،لكف
إذا إستمر اإلنساف غير خائؼ مف اهلل يقع عميو كؿ ىذا الغضب. ٜ السماو ِ ت ِر ْجمَ ْي ِو". اب تَ ْح َ ات َوَن َز َلَ ,و َ ض َب ٌ آية ( " - )ٜطَأْطَأَ َّ َ َ ىذه عف التجسد ،فالمسيح تواضع .وطأطأ السموات ليمصقيا باألرض (أؼٕ )ٔٙ2وكاف نزولو مخفياً في تجسده
كالضباب .طَأْطَأَ = أحنى .فالمسيح اتي بالسماء عمي األرض .وكيؼ قارب بينيما؟ كاف ذلؾ بأف نزؿ المسيح
السماوي إلى األرض ،وىو ايضا بعد تجسده ظؿ بيننا والي انقضاء االياـ ( مت )ٕٓ 2 ٕٛبؿ حياتو صارت
فينا ،واينما يوجد المسيح ،فالمكاف الذي فيو يتحوؿ الي سماء .والضباب يشير ألنو أخفى بياء الىوتو .وقد
حدث شئ مف ىذا في ظيوره لموسى عمى الجبؿ ليخمص شعبو. ٓٔ ِ ب َعمَى َكر ٍ ط َارَ ,و َى َّ اح". الرَي ِ وب َو َ َج ِن َح ِة ٍّ ف َعمَى أ ْ آية (ٓٔ) َ " -رك َ ُ َكر ٍ وب = (تؾٖ + ٕٗ2خرٕ٘ + ٕٓ-ٔٛ2حزٓٔ + ٔ،مزٖٖ )ٖ2ٔٓٗ + ٗ2ٙٛ،الكاروب رمز لممعرفة. ُ فحيف نقوؿ أف اهلل يجمس عمى الكاروبيـ أي أنو يجد راحتو فييـ ألنيـ يعرفونو ،وبالتالي يحبونوَ .وطَار= ىذه تشير لصعوده لمسماءَ .و َى َّ الرَيا ِح = أي ال عائؽ يمنعو مف أف يأتي لنجدة وخبلص المؤمنيف، َج ِن َح ِة ٍّ ف َعمَى أ ْ يأتي سريعاً .المسيح قاـ ليقيمنا معو وصعد لنصعد نحف أيضاً معو (أؼٕ .)ٙ2فما نحياه اآلف في السماويات ىو عربوف ما سنحيا فيو في السماء إلى األبد .ولنراجع ( اش ) ٙلنري المركبة الكاروبيمية كعرش لييوه ،فنفيـ
اف مف اتي وتجسد وصعد اي المسيح ىو نفسو ييوه .
65
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر) ٔٔ ضباب ا ْل ِمي ِ ِ ِ اه َوظَبلَ َم ا ْل َغ َم ِام". آية (ٔٔ) َ " -ج َع َل الظ ْم َم َة ستْ َرهَُ .ح ْولَ ُو مظَمَّتَ ُو َ َ َ َ ال نراه اآلف بالعياف ،فمقد حجبتو سحابة عف أعيف تبلميذه بعد صعوده لمسماءَ .ح ْولَ ُو ِمظَمَّتَ ُو = أي كنيستو تحيط بو ،وكما كاف تابوت العيد وسط شعبو في خيمة االجتماع او في الييكؿ ىكذا فالمسيح االف في وسط كنيستو (
رؤ ٕ )ٔ 2يسكف فييا ولكنو غير مرئي بالنسبة لمعالـ .وكؿ مف يقترب مف المسيح يرتفع بأفكاره واشتياقاتو
لمسماء ويكوف ىذا غير مرئياً لمف ىـ في العالـ .ىذا الغموض يشير ألننا مازلنا نحيا في عربوف السماويات،
فيناؾ سنراه كما ىو (ٔيوٖ)ٕ2
ٕٔ س ُح ُب ُوَ .ب َرٌد َو َج ْم ُر َن ٍ ار". آية (ٕٔ) ِ " -م َن الش َع ِ َّام ُو َع َب َر ْت ُ اع قُد َ أرسؿ اهلل روحو القدوس عمى شكؿ ألسنة نار .والسحب تشير لؤلنبياء والقديسيف (عبٕٔ .)ٔ2وخرج مف األنبياء
نبوات عف المسيح أضاءت المسكونة كالبرؽ الخارج مف السحب .ولمف يقبؿ تكوف ىذه نو اًر لو ومف يرفض اهلل
فاهلل لو وسائمو ليؤدبو ،بؿ تكوف كمماتو ىذه سبب تأديب ،والتأديب يكوف كما ببرد ونار (خرٕ٘+ )ٕٗ2ٜ، يشٓٔ .)ٔٔ2أما لمقديسيف فالبرد لتأديب وعقوبة أعدائيـ والنار لتحرقيـ (وىذا معنى آية ٗٔ أيضاً)ِ .م َن
اع = المسيح نور مف نور .كما أف الشعاع يولد مف الشمس ىكذا اإلبف مولود مف اآلب ،وجاء لنا كنور الش َع ِ ب فالسحاب يشير لمقديسيف الذيف صاروا س ُح ُ َّام ُو َع َب َر ْت ُ يضئ لنا ،ومف رأي ىذا النور تحوؿ إلى القداسة = قُد َ في المسيح يعبروف مف الموت لمحياة.
ارٔٗ .أَر ِ السماو ِ اآليات ( ٖٖٔٔ" - )ٔٗ-أَرع َد َّ ِ ص ْوتَ ُوَ ,ب َرًدا َو َج ْم َر َن ٍ ام ُو اتَ ,وا ْل َعمِي أ ْ َْ ْ َ َعطَى َ الرب م َن َّ َ َ س َل س َي َ ِ يرةً فَأ َْز َع َج ُي ْم", فَ َ شتَّتَ ُي ْمَ ,وُب ُروقًا َكث َ
ا هلل فعؿ كؿ شئ لنصير قديسيف ويكوف نصيبنا السماء .لكف الذي يرفض فيذه اآليات ىي إعبلف عف غضب
وب َرْد ونار اهلل عمى الشيطاف ومف يترؾ المسيح تابعاً مشورات الشيطاف .وغضب اهلل ىنا يمثؿ عمى أنو رعد َ وسياـ لتشتت أعداء اهلل .أما مف يسير مع اهلل فيو يسمع الرعد (صوت اهلل) ويقدـ توبة والبرؽ يشير لوعود اهلل
لمتائب. ٘ٔ ِ ِ ِ اق ا ْل ِمي ِ يح أَ ْن ِف َك". س َم ِة ِر ِ آية (٘ٔ) " -فَ َ اهَ ,وا ْن َك َ ظ َي َر ْت أ ْ َع َم ُ َ س ُكوَنة م ْن َز ْج ِر َك َيا َرب ,م ْن َن ْ س ا ْل َم ْ ُس ُ شفَ ْت أ ُ اق ا ْل ِمي ِ اه = ظيرت قوة الوالدة الثانية مف الماء والروح في المعمودية بعد حموؿ الروح عمى الكنيسة َ ظ َي َر ْت أ ْ َع َم ُ َ
يوـ الخمسيف .وتشير اآلية لما حدث مع موسى عند شؽ البحر فمقد ظيرت األرض اليابسة بعد أف إنشؽ
البحر .وىكذا في كؿ ضيقة ،اهلل قادر أف يشقيا كما فعؿ مع موسى فعبلً بشؽ البحر أو مع داود حيف شؽ
تجاربو وأنياىا .واكبر ضيقة تواجو البشر ىي الموت ،والبحار بمياىيا تشير لمموت ،فنحف غير قادرىف اف نحيا وسط المياه ،فاهلل لكي ينقذ أوالده مستعد أف يشؽ المياه واألرض لتنكشؼ أساسات المسكونة ،ويشؽ بحر
الموت ليخرج حياة مف الموت .واذا فيمنا أف الكنيسة مبنية عمى أساس الك ارزة بواسطة الرسؿ ،فنفيـ أف
66
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر)
خبلصنا كاف بك ارزة الرسؿ وكانت كمماتيـ ىي األساسات التي بنيت عمييا الكنيسة .فيـ أعمنوا لنا أسس وأسرار
المسيح (اؼٕ ،)ٕٓ2ومف االسرار التي اعمنيا المسيح ثـ الرسؿ اف اهلل لـ يخمقنا لنموت بؿ لنحيا حياة ابدية . اهلل كشؼ اف االساس الذي تأسست عميو المسكونة ىو عمؽ محبتو لمبشر الذيف مف اجميـ خمؽ المسكونة .
ٔٚ ٔٙ َخ َذ ِنيَ .ن َ ِ ِ ِ ٍ ِ يَ ,و ِم ْن يرٍة .أَ ْنقَ َذ ِني ِم ْن َع ُد ٍّوي ا ْلقَ ِو ٍّ س َل ِم َن ا ْل ُعمَى فَأ َ اآليات ( " - )ٔٛ -ٔٙأ َْر َ شمَني م ْن م َياه َكث َ ٔٛ ِ ِ ِ س َن ِدي". ان َّ َص ُابوِني ِفي َي ْوِم َبمِي َِّتيَ ,و َك َ الرب َ ُم ْبغض َّي أل ََّن ُي ْم أَق َْوى م ٍّني .أ َ المياه كادت أف تبتمعو (أعداؤه ومؤامراتيـ) .ولكف اهلل جاء وانتشمو ىذا ما قالو يوناف وىو في بطف الحوت.
(يوفٕ.) ٙ-ٖ2 أصابنا ِفي َي ْوِم
ومياه العالـ التي ينتشمنا منيا اهلل ىي ضبلالتو وأثامو وأفكاره .والعدو القوى ىو إبميس الذي َبمِي َِّتنا (.)ٔٛويوـ بميتنا ىو يوـ سقطنا بسبب خداع ابميس فمتنا .
ٜٔ َخرج ِني إِلَى الر ْح ِبَ .خمَّص ِني أل ََّن ُو س َّر ِبيٕٓ .ي َك ِ ط َي َارِة ب َ اف ُئ ِني َّ سَ سَ ُ اآليات ( " - )ٕٗ-ٜٔأ ْ َ َ ب ِبٍّريَ .ح َ الرب َح َ ُ َ ٕٔ ام ِو أَم ِ َح َك ِ ص إِل ِييٕٕ .أل َّ ِ َع ِ ض ُو لَ ْم أ ُْب ِع ْد َىا الر ٍّ َي َد َّ ي َي ُرد لِي .أل ٍَّني َح ِف ْ ق َّ ت طُُر َ ظُ اميَ ,وفَ َرِائ َ يع أ ْ بَ ,ولَ ْم أ ْ َن َجم َ َ ٕٗ ٖٕ امبلً مع ُو وأَتَحفَّظُ ِم ْن إِثْ ِ ون َك ِ الرب لِي َك ِبٍّريَ ,و َكطَ َيارِ ام َع ْي َن ْي ِو". َم أ ي د ي ة د ر ي ف ي. م ك َ أ و َع ْن َن ْف ِسي. َ َّ َّ ُ َ ُ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ َخمَّص ِني أل ََّن ُو س َّر ِبي = قالوا ىذا عف المسيح ،ولـ ينزلو اهلل عف الصميب ليخمصنا فيو س َّر بنا وأحبنا .ي َك ِ اف ُئ ِني ُ ُ ُ َ ب ِبٍّري = برنا الحقيقي ىو المسيح .ولكف عمينا نحف أف نسمؾ بحسب وصاياه فيكافئنا .ومف ناحية َّ سَ الرب َح َ
داود خمصو اهلل فعبلً ونجاه ،ذلؾ ألف داود سمؾ بحسب وصايا اهلل .وبالنسبة لداود كاف كمالو وبره نسبياً ،أما الكامؿ حقاً فيو المسيح وحده وفيو نوجد نحف كامميف إف ثبتنا فيو.
ٕ٘ ون طَ ِ امبلًٕٙ .مع الطَّ ِ ون َك ِ الرج ِل ا ْل َك ِ الر ِح ِيم تَ ُك ُ ِ اى ًرا, اآليات (َٕ٘ " - )ٕٙ-م َع َّ اى ِر تَ ُك ُ ام ِل تَ ُك ُ يماَ .معَ َّ ُ ََ ون َرح ً ون ُم ْمتَ ِوًيا". َع َو ِج تَ ُك ُ َو َم َع األ ْ الر ِح ِيم ينعـ برحمة اهلل ،أما القاسي فيترؾ لتصرفاتو ويحرـ نفسو مف لطؼ اهلل (مثاؿ لذلؾ ...فرعوف) .وعوبديا َّ
النبي لخص ىذه االية بقولو "ما فعمتو يفعؿ بؾ" ( عو ٘ٔ).
ٕٚ ضعيإٛ .أل ََّن َك أَ ْن َ ِ ِ ِ ص َّ يء اآليات ( " - )ٕٛ-ٕٚأل ََّن َك أَ ْن َ سَ ,واأل ْ الش ْع َ َع ُي ُن ا ْل ُم ْرتَف َع ُة تَ َ ُ َ ت تُض ُ ب ا ْل َبائ َ ت تُ َخمٍّ ُ ِ ِسر ِ اجيِ َّ . ير ظُ ْم َم ِتي". الرب إل ِيي ُين ُ َ ِ يء ِس َار ِجي = أي أف اهلل ييبو الحياة الحقة مف يتضع يختبر اهلل كمعيف لو ،والمتكبر يجعمو اهلل ينخفض .تُض ُ (ٕصـٕٕ .)ٔٚ2نحف كسراج (مصباح) ال نضئ مف ذواتنا .بؿ نحتاج لزيت النعمة اإلليية ،بؿ نحف ظممة
بسبب خطيتنا ولكف اهلل يضئ ظممتنا.
67
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر) ٕٜ ت أَسوارآٖ .اَهلل طَ ِريقُ ُو َك ِ ب َن ِق ٌّي. الر ٍّ ام ٌل .قَ ْو ُل َّ ت َج ْي ً اآليات ( " - )ٗٓ-ٕٜأل ٍَّني ِب َك اقْتَ َح ْم ُ شاَ ,وِبِإل ِيي تَ َ ُ س َّو ْر ُ ْ َ ً ٖٔ ص ْخ َرةٌ ِس َوى إِل ِي َنا؟ ٕٖ ِ لو الَِّذي س ُى َو لِ َج ِم ِ الر ٍّ لو َغ ْي ُر َّ اإل ُ ين ِب ِو .أل ََّن ُو َم ْن ُى َو إِ ٌ يع ا ْل ُم ْحتَ ِم َ ب؟ َو َم ْن ُى َو َ تُْر ٌ ٖٗ ِ ِ ِ يقي َك ِ يم ْن ِطقُِني ِبا ْلقُ َّوِة ويص ٍّير طَ ِر ِ امبلًٖٖ .الَِّذي َي ْج َع ُل ِر ْجمَ َّي َك ِ ِ ي يم ِني .الَِّذي ُي َعمٍّ ُم َي َد َّ َُ َ ُ اإليَّلَ ,و َعمَى ُم ْرتَف َعاتي ُيق ُ َُ ٖ٘ اس .وتَ ْجع ُل لِي تُرس َخبلَ ِ ِ س ِم ْن ُن َح ٍ ض ُد ِنيَ ,ولُ ْطفُ َك ُي َعظٍّ ُم ِني. ا ْل ِقتَ َ ص َك َوَي ِمي ُن َك تَ ْع ُ ال ,فَتُ ْح َنى ِبذ َر َ ْ َ َ َ اع َّي قَ ْو ٌ ٖٛ ٖٙ ِ سع ُخطُو ِاتي تَ ْح ِتيَ ,فمَم تَتَ َق ْم َق ْل ع ِقبايٖٚ .أَتْبع أ ْ ِ َس َحقُ ُي ْم فَبلَ َُ تَُو ٍّ ُ َع َدائي فَأ ُْد ِرُك ُي ْمَ ,والَ أ َْرجعُ َحتَّى أُفْن َي ُي ْم .أ ْ َ َ َ َ ْ ين عمَ َّيٗٓ .وتُع ِط ِ ِِ ِ يستَ ِطيع َ ِ ت ِر ْجمَ َّيٖٜ .تُم ْن ِطقُِني ِبقُ َّوٍة لِ ْم ِقتَ ِ يني ون تَ ْح َ سقُطُ َ ص َرعُ تَ ْحتي ا ْلقَائم َ َ َ ْ ال .تَ ْ امَ .ي ْ َْ ُ َ ون ا ْلق َي َ َع َد ِائي ,وم ْب ِغ ِ ض َّي أُف ِْني ِي ْم". أَق ِْف َي َة أ ْ َُ المؤمف ضعيؼ بذاتو ،ولكف بقوة اهلل ومعونتو يقدر أف يثب عمى أي أسوار يضعيا إبميس في طريقو إلى أورشميـ
السماوية ،ىو يرفعنا فنتخطى ىذه األسوارٕ( .كوٓٔ .)٘-ٖ2وحينما يذكر المرنـ القوة التي يعطييا اهلل ألوالده
يحوؿ العاجز غير القادر عمى الحرب إلى إِي ِ َّل= سريع الحركة ييرب مف يسبحو" مف ىو إلو غير الرب .فاهلل ِّ اإلي ِ أعدائو في الوقت المناسب ومقاتؿ مدىش في أوقات أخرى ،فَ ِ َّل يستخدـ قدميو في دوس الحيات المعادية.
واليداف المرتعشتاف يعمميا اهلل القتاؿ .ىذه ىي األيادي التي ترتفع في الصبلة .وفي حرب المؤمف ضد إبميس سعُ ُخطُ َو ِاتي وىو ال يحارب وينتصر ضد خطية واحدة ،بؿ يريد أف ييزـ كؿ الخطايا = يعطيو اهلل شجاعة= تَُو ٍّ ِ ِ س ِم ْن الَ أ َْرجعُ َحتَّى أُفْن َي ُي ْم وىذا لـ يتحقؽ بداود بؿ في المسيح .ونبلحظ قوة األسمحة = تُ ْح َنى ِبذ َر َ اع َّي قَ ْو ٌ ُن َح ٍ اس= والمعنى المباشر أنو يستطيع أف يحني ذراعو ليحمؿ قوس نحاس في الحرب .واهلل أعطانا أسمحة
روحية في أيدينا قوية جداً (أؼ .)ٔٛ-ٔٔ2ٙالحظ ىنا اف داود يفتخر بالرب " مف افتخر فميفتخر بالرب "(اكو
ٔ ) ٖٔ 2فاهلل ىو الذي اعطاه ىذه القوة ،مثبل اف يحني بيديو قوس مف نحاس او يكوف سريع الحركة كاأليؿ
.وعمينا نحف اف نفتخر بالرب الذي اعطانا اي موىبة ،الاف ندخؿ في كبرياء بسببيا ،عالميف اف كؿ ما عندنا مف مواىب ىو وزنات سنحاسب عمييا اف لـ نأتي منيا بثمار تفرح وتمجد اهلل ،وتكوف وسيمة لبنياف جسده .
ٔٗ يب لَ ُي ْم". الر ٍّ ص .إِلَى َّ ص ُر ُخ َ ستَ ِج ُ ب فَبلَ َي ْ آية (ٔٗ) َ " -ي ْ ون َوالَ ُم َخمٍّ َ وىؿ يستجيب اهلل لصراخ أعداء شعبو؟! وىذه اآلية اتخذت نبوة عف رفض الييود بعد صمبيـ لممسيح واضطياد
كنيستو ورفضيـ لممسيح حتى اآلف. ٕٗ يحِ .م ْث َل ِط ِ َس َحقُ ُي ْم َكا ْل ُغ َب ِ َس َوا ِ ق أَ ْط َر ُح ُي ْم". الر ِ َّام ٍّ ين األ ْ آية (ٕٗ) " -فَأ ْ ار قُد َ كؿ مف يقؼ في وجو المسيح وكنيستو يتحوؿ ليباء تذريو الريح (دا ٕٕ + ٖ٘2تسٕ.)ٛ2
الشع ِب .تَ ْجعمُِني أر ِ ِ ٖٗ ِ ِ ِ َّد لِيِ ٗٗ .م ْن ُمِمَ . ْو َيتَ َعب ُ َع ِرف ُ ب لَ ْم أ ْ ش ْع ٌ اص َمات َّ ْ َ ً َ اآليات (ٖٗ " - )ٗ٘-تُْنق ُذني م ْن ُم َخ َ ْسا لؤل َ ٘ٗ اء ي ْبمَو َن وي ْزحفُ َ ِ ِ اء يتَ َذلَّمُ َ ِ ِ اع األُ ُذ ِن يسمع َ ِ صوِن ِي ْم". س َم ِ ون ليَ .ب ُنو ا ْل ُغ َرَب َ ْ َ َ َ ون ليَ .ب ُنو ا ْل ُغ َرَب َ ون م ْن ُح ُ َ َُْ َ
ىذه اآليات ال يمكف أف تتحقؽ سوى في المسيح ممؾ المموؾ الذي نزؿ مف السماء وأتى إلى األرض لتتعبد لو ِ ون ِليَ .ب ُنو س َم ِ س َم ُع َ اع األُ ُذ ِن َي ْ كؿ األمـ .وىؤالء بدوف أف يروا المسيح آمنوا بو لسماعيـ كممات الك ارزة = م ْن َ 68
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر)
اء ي ْبمَو َن = أي يذبموف ويتبلشوف .وي ْزحفُ َ ِ ِ صوِن ِي ْم = يخرجوف مف حصونيـ في خوؼ .وىذه تشير ََ َ ا ْل ُغ َرَب َ ْ ون م ْن ُح ُ لمييود الذيف طردوا مف ببلدىـ التي ظنوىا حصناً منيعاً ليـ .وسماىـ المرنـ ىنا الغرباء إذ أصبحوا برفضيـ المسيح غرباء عف رعوية اهلل .وجاءت اآلية في الترجمة السبعينية "تعرجوا في سبميـ" واألعرج يسير عمى قدـ
واحدة ،وىـ قبموا العيد القديـ فقط. ٗٙ لو َخبلَ ِ صيِ ٗٚ , لو ا ْل ُم ْنتَ ِق ُم لِيَ ,والَِّذي اآليات (َ " - )٘ٓ-ٗٙح ٌّي ُى َو َّ اإل ُ ص ْخ َرِتيَ ,و ُم ْرتَ ِفعٌ إِ ُ الربَ ,و ُم َب َار ٌك َ ٗٛ ِ الر ُج ِل الظَّالِِم تُْن ِق ُذ ِني. ين َعمَ َّيِ .م َن َّ ضا فَ ْو َ ق ا ْلقَ ِائ ِم َ َع َد ِائيَ .ر ِاف ِعي أ َْي ً وب تَ ْح ِتيُ .م َن ٍّج َّي ِم ْن أ ْ ُي ْخضعُ الش ُع َ ٓ٘ ِ ِ ِِ ِ ص لِممِ ِك ِو ,و َّ ِ ِ ِ ِ ٜٗ َحم ُد َك يا رب ِفي األ ِ سمِ ِو الصانعُ َر ْح َم ًة ل َمسيحو ,ل َد ُاوَد َوَن ْ ُممَ ,وأ َُرٍّن ُم ْ َ لذل َك أ ْ َ َ َ السم َكُ .ب ْر ُج َخبلَ ٍ َ َ إِلَى األ ََب ِد". تسبحة شكر هلل الذي أمسؾ بيدنا لينصرنا في حروبنا ،وأعطانا أسمحة روحية بيا نحارب .وبعد االنتصار تتحوؿ الحياة إلى فرح وتيميؿ كثمرة لبلنتصار الروحيُ .ب ْر ُج َخبلَ ٍ ص لِ َممِ ِك ِو = الممؾ ىو داود الذي أنقذه اهلل مف يد أعدائو .والممؾ ىو كؿ مؤمف يحيا المسيح فيو (فنحف مموؾ وكينة) واسـ الرب برج حصيف يركض إليو الصديؽ
ويتمنع.
69
ضفر المسامير ( المسمور التبضع عشر)
المزمور التاسع عشر
عودة لمجدول
المزمور التاسع عشر (الثامن عشر في األجبية) بدأ داود ىذا المزمور بالتأمؿ في عظمة اهلل التي ظيرت في خميقتو ،الشمس والنجوـ والفمؾ وخميقة اهلل تظير
عظمة اهلل كخالؽ ،فييا نرى يد اهلل (رؤ .)ٕٓ2ثـ رأي داود الشمس تنير العالـ كمو وح اررتيا تصؿ لكؿ شئ، فامتد بصره إلى ناموس الرب فوجد الخصائص متشابية ،فناموس الرب عجيب وىو كامؿ وينير لنا الطريؽ ويشيد هلل وقادر أف ينشر المعرفة والدؼء في قموب البشر مف أقصى السموات إلى أقصائيا ،وبعد أف وصؿ
داود إلى ىذا الحد نظر إلى نفسو ليقارف ما قالو مع حياتو .فوجد أف ناموس الرب بالنسبة لو كنور شديد يكشؼ
في ثنايا قمبو عف الخطايا المستترة التي ربما ال يراىا اإلنساف العادي الذي لـ يتمتع بإشراؽ نور الشمس داخؿ
نفسو ،فصمى ليب أر منيا .إال أف ىذا المزمور أيضاً يفيـ بطريقة نبوية عف المسيح شمس البر ورسمو الذيف نشروا
اإليماف في كؿ العالـ = ،في كؿ األرض خرج منطقيـ (وىكذا فيميا بولس الرسوؿ (روٓٔ.))ٔٛ2
ٔ ٍّث ِبم ْج ِد ِ اهللَ ,وا ْل َفمَ ُك ُي ْخ ِب ُر ِب َع َم ِل َي َد ْي ِوَ ٕ .ي ْوٌم إِلَى َي ْوٍم ُي ِذيعُ َكبلَ ًماَ ,ولَ ْي ٌل إِ َلى اآليات (ٔ " - )ٙ-اَ َّ لس َم َاو ُ ات تُ َحد ُ َ ٖ ِ ِ ِ ص ْوتُ ُي ْمِ ٗ .في ُك ٍّل األ َْر ِ س ُكوَن ِة ْصى ا ْل َم ْ لَ ْيل ُي ْبدي ع ْم ًما .الَ قَ ْو َل َوالَ َكبلَ َم .الَ ُي ْ ض َخ َر َج َم ْنطقُ ُي ْمَ ,وِالَى أَق َ س َمعُ َ ِ يياَ ٘ ,و ِىي ِم ْث ُل ا ْل َع ُر ِ مش ْم ِ َكمِ َماتُ ُي ْمَ .ج َع َل لِ َّ ار ِج ِم ْن َح َجمَ ِت ِوَ .ي ْبتَ ِي ُج ِم ْث َل ا ْل َجب ِ وس ا ْل َخ ِ مس َبا ِ ق ِفي َّار لِ ٍّ س َم ْ س َك ًنا ف َ َ ِ قِ ٙ .م ْن أَقْصى َّ ِ الطَّ ِري ِ ش ْي َء َي ْختَ ِفي ِم ْن َحٍّرَىا". يياَ ,والَ َ الس َم َاوات ُخ ُر ُ وج َياَ ,و َم َد ُارَىا إِلَى أَقَاص َ َ خميقة اهلل ىي إعبلف عف قدرة اهلل ومجده ،وداود يسبح اهلل ىنا عمى قدرتو والخميقة كتاب نق أر فيو عف قدرة
الخالؽ والىوتو ،كما أف الناموس كتاب يعرفنا إرادة اهلل .ىناؾ كممة لمبابا أثناسيوس الرسولي "أف الفناف نعرفو
ص ْوتُ ُي ْم = فالنجوـ ال تتكمـ لتشيد أو تكرز باسـ مف خبلؿ لوحاتو حتى وأف لـ نراه الَ قَ ْو َل َوالَ َكبلَ َم الَ ُي ْ س َمعُ َ اهلل ،ولكف التطمع إلييا يصدر صوتاً أعمى مف صوت البوؽ (فـ الذىب) .وقديسي اهلل ليـ نفس الخاصية
فالتطم ع فييـ يكفي ألف نرى يد اهلل التي عممت فييـ ،أجاب أحد تبلميذ األنبا أنطونيوس عميو حيف سألو لماذا ال
تسألني فأجيبؾ وقاؿ لو "يكفيني أف أتطمع إلى وجيؾ يا أبي" .والطبيعة فييا شيادة لكؿ إنساف لذلؾ ىذه اآليات ٍّث ِبم ْج ِد ِ اهلل ،فيو الخالؽ القدير .أما الناموس حيث يعمف اهلل ذاتو لشعبو استخدمت اسـ اهلل= اَ َّ لس َم َاو ُ ات تُ َحد ُ َ الخاص ومف خبلؿ الخبرات اليومية (اآليات )ٔٗ-ٚىذه اآليات تستخدـ اسـ الرب ييوه (الخاص بشعب اهلل فقط) .وجماؿ السموات وخمقتيا تدفعنا لمتأمؿ أف جماؿ خالقيا ىو أروع بما ال يقاسَ .ي ْوٌم إِلَى َي ْوٍم ( ُي ِذيعُ) َكبلَ ًما َولَ ْي ٌل إِلَى لَ ْيل ( ُي ْب ِدي) ِع ْم ًما = توالي الميؿ والنيار أيضاً يكشفاف التناسؽ والنظاـ الدقيؽ الذي يتبعانو ،بؿ ال يعبر ِ مش ْم ِ يوـ إال ونرى إعبلف جديد عف عظمة اهلل في خمقتوَ .ج َع َل لِ َّ ييا = أي في السموات .والشمس في س َم ْ س َك ًنا ف َ
العبرية واآلرامية مذكر لذلؾ تشبو بالعريس (والمسيح دعي شمس البر مبلٗ .)ٕ2وتبدو أنيا تشير ِم ْث َل
70
ضفر المسامير ( المسمور التبضع عشر)
ممكْ َجب ِ ق ِفي الطَّ ِري ِ مس َبا ِ ق الذي يسرع في طريقو (سبعينية) أي ىي تشؽ السماء في حركتيا مف الشروؽ َّار لِ ٍّ لمغروب بسرعة لتؤدي عمميا الذي حدده ليا الرب فتنير لمبشر وتوزع ح اررتيا عمييا وتعطي حياة .ا ْل َخ ِ ار ِج ِم ْن
خدره = (حجمتو) .جعؿ في الشمس مظمتو (سبعينية) التصوير ىنا أف الشمس كممؾ يضرب خيمتو (السماء ىي
خيمة الشمس لفترة ظيورىا) وسرعاف ما يخمع ىذه الخيمة ويرسؿ إلى موضع آخر بعد أف بعث الدؼء وحددت النيار والميؿ والصيؼ والشتاء ..الخ .أي عممت عمميا بدقة شديدة .وكؿ ىذا يتـ ببل قوؿ وال كبلـَ .و ِى َي ِم ْث ُل ا ْل َع ُر ِ وس ا ْل َخ ِ ار ِج ِم ْن َح َجمَ ِت ِو = ىو يمثؿ الشمس بعريس كاف نائماً في خدره في الميؿ ،وحينما إستيقظ ظير= ظيرت الشمس صباحاً .وبدأ العريس يشؽ السماء ويعمؿ عممو ثـ يعود لخدره في المساء.
ومن الناحية النبوية = فالشمس ىي المسيح العريس الذي أتى وحؿ في جسد (خيمة) أشرؽ فييا وأشرؽ عمى
العالـ لفترة وجوده بالجسد عمى األرض ،ليتخذ لو عروساً بعممو الفدائي ويعطي حياة ودؼء ونور لمعالـ ،المسيح الذي جعؿ مف جسده مظمتو (مقدسو) وخيـ بيننا (حؿ بيننا) (يؤ .)ٔٗ2وصارت الكنيسة ىي السموات الحقيقية
يسكنيا المخمص السماوي ،فيي تشترؾ في التسابيح مع السمائييف وليا حياة سمائية .وكؿ مف سكف المسيح فيو
سماء تحدث بمجد اهلل وَي ْوٌم إِلَى َي ْوٍمَ ..ولَ ْي ٌل إِلَى لَ ْيل أي دائماً يظير اهلل ينابيع محبتو تجاه كنيستو صار ً ويعطييا عمماً ومعرفة فينطقوف شيادة هلل سواء بكمماتيـ أو بحياتيـ التي قدسيا اهلل وحوليـ أنوا اًر لمعالـ. واليوـ يشير لمنيار حيث العمؿ والخدمة ،والميؿ يشير لممساء حيث التأمؿ واهلل يظير لنا ذاتو خبلليما ،نراه
يعمؿ معنا ونراه يظير نفسو لنا في تأمبلتنا .ليس أقَواْ َل َوالَ َكبلَ َم = فالكنيسة تشيد هلل بحياتيا أكثر مف كمماتيا. والرسؿ بمغ منطقيـ وك ارزتيـ إلى كؿ العالـ وآمف العالـ بالمسيح .وظير نور المسيح لمعالـ كمو وتمتع العالـ
بحب اهلل مف أقصى األرض ألقصاىا .وألف المسيح خطبنا عروساً لو قيؿ في المزمور عف الشمس كعريس
خارج من خدره .ومسيحنا ىو الشمس التي ترسؿ ح اررتيا فتذيب الثموج التي صنعتيا خطايانا ويرسؿ نوره يبدد
الظممة .والحظ قولو َي ْبتَ ِي ُج = فالمسيح ابتيج بعروسو ،وباتحادنا بعريسنا نحمؿ روح البيجة والحظ قولو أيضاً أف ىذا ا ا ْل َع ُري ِ س َجبَّار= فيو قوي وكنيستو كجيش مرىب بألوية (نش.)ٗ2ٙ ٛ ٚ ِ ِ ب ِ ب َك ِ ام ٌل َيرد َّ ص َايا الر ٍّ ات َّ وس َّ سَ . اد ُ ش َي َ يماَ .و َ صادقَ ٌة تُ َ الر ٍّ َ الن ْف َ ام ُ ُ ص ٍّي ُر ا ْل َجاى َل َحك ً اآليات (َ " - )ٔٔ-ٚن ُ ٜ الر ٍّ ِ ِ بم ِ ب َح ٌّ ق الر ٍّ الر ٍّ ام َّ ف َّ ب .أ َْم ُر َّ َّ ير ا ْل َع ْي َن ْي ِنَ .خ ْو ُ ب َن ِق ٌّي ثَا ِب ٌ ت إِلَى األ ََب ِد .أ ْ يم ٌة تُفٍَّر ُح ا ْل َق ْم َ الر ٍّ ُ ْ ب طَاىٌر ُين ُ ستَق َ َح َك ُ ٔٔ ٓٔ ير ,وأ ْ ِ اإل ْب ِر ِ ِ شيى ِم َن َّ ِ الذ َى ِب َو ِ س ِل َوقَ ْط ِر ٍّ ضا َع ْب ُد َك ُي َح َّذ ُر ِب َيا, الش َي ِاد .أ َْي ً َعادلَ ٌة ُكم َيا .أَ ْ َ َحمَى م َن ا ْل َع َ يز ا ْل َكث ِ َ ِ ِ ِ يم". َوِفي ح ْفظ َيا ثََو ٌ اب َعظ ٌ
طالما رأى داود بعيني النبوة ك ارزة الرسؿ في العالـ ،وقبوؿ المؤمنيف لناموس الرب .يتأمؿ ىنا في ناموس الرب
وكمالو وىو َيرد َّ س = فناموس الرب يكشؼ لمنفس خطاياىا وييب لممؤمنيف حكمة .ومف ينفذ الوصايا يمتقي الن ْف َ ُ ص ِادقَ ٌة = ألنيا تشيد عف الر ٍّ ات َّ بالسيد المسيح نفسو كممة اهلل الذي يغير طبيعتو .وكممة الرب صادقة= َ اد ُ ش َي َ ب َ ب م اررة الخطية وعف صدؽ وعود اهلل بالخبلص .وأوامر الرب تنفيذىا ال يسبب كبت وضيؽ بؿ ىي تُفٍَّر ُح ا ْل َق ْم َ وجاء في الترجمة السبعينية أف وصية الرب مضيئة تنير العينيف عف بعد= أي تيبيما أبعاداً جديدة في النظر،
71
ضفر المسامير ( المسمور التبضع عشر)
ب َك ِ ام ٌل ال يضاؼ إليو شئ وال ينقص منو الر ٍّ وس َّ ام ُ ترفع النظر إلى السماء فنعايف األشياء غير المنظورة .ن ُ شئ .وىو يعمم ا ْلج ِ اى َل ال َح ِكمة = تعمـ األطفاؿ (السبعينية) ويكشؼ لنا طريؽ العثرات فنحذر منيا "سراج لرجمي ُ َ كبلمؾ ونور لسبيمي".
ب = أو مخافتو ،وخوؼ الرب ىنا ليس خوؼ العبيد بؿ روح التقوى ،الخوؼ عمى جرح مشاعر مف الر ٍّ خشية َّ
ش َيى أحبنا والذي يترفؽ بأوالده .وحتى ال يفيـ أحد أف وصايا اهلل تأتي بالخوؼ وتضيع البيجة قاؿ داود أنيا أَ ْ ِ َّ ِ يم = فصارت لو الوصية شيوة قمبو وأنيا أثمف مف م َن الذ َى ِب وأنو يحذر بيا وحينما اختبر ىذا ناؿ ثََو ٌ اب َعظ ٌ الذىب وأحمى مف العسؿ .ألنو اختبر لذة تنفيذ الوصية .وقاؿ عف كممة الرب أنيا زكية (سبعينية)= فيي تيب لمف يتبعيا رائحة المسيح الزكية .حقاً أوالد اهلل ال يخافوا خوؼ العبيد لكف يقوؿ بولس الرسوؿ "تمموا خبلصكـ بخوؼ ورعدة" أفبل نخاؼ أف نغضب مف أحبنا كؿ ىذا الحب ،وأال نخاؼ أف نخسر خبلصاً ىذا مقداره وبركات
سماوية وأرضية.
ٖٔ ٕٔ ِ ظ اآليات (ٕٔ " - )ٔٗ-اَ َّ احفَ ْ ات َم ْن َي ْ لس َي َو ُ ضا ِم َن ا ْل ُمتَ َك ٍّب ِر َ ين ْ ستَِت َرِة أ َْب ِرْئ ِني .أ َْي ً ش ُع ُر ِب َيا؟ م َن ا ْل َخطَ َايا ا ْل ُم ْ ِ ٍ ِ ٍ ٗٔ ِ ِ ع ْب َد َك فَبلَ يتَسمَّطُوا عمَ َّيِ .حي َن ِئ ٍذ أَ ُك ُ ِ ِ ِ ام َك َ َ َ َ َم َ ون َكامبلً َوأَتََب َّأرُ م ْن َذ ْنب َعظيم .لتَ ُك ْن أَق َْوا ُل فَمي َوف ْك ُر َق ْم ِبي َم ْرض َّي ًة أ َ
ص ْخ َرِتي َو َولِ ٍّيي". َيا َربَ , المرتؿ ىنا وصؿ لآلتي ،أف المسيح ىو شمس البر ،وكممة اهلل منيرة تضئ العينيف عف بعد ،فيو يرى ما ال يراه
غيره ،وحينما أشرقت الشمس أي نور ناموس الرب داخمو رأي خطايا لـ يكف رآىا مف قبؿ ،إزدادت حدة بصره لس َي َو ،لقد اكتشؼ ظممات نفسو ،وحينما رأي ىذا قاؿ أ َْب ِرْئ ِني .وقاؿ و ِم َن الداخمية فصار يرى حتى خطايا ا َّ
ص ْخ َرِتي َو َولِ ٍّيي .فمنسرع إلى اهلل بالتوبة قبؿ ا ْل ُمتَ َك ٍّب ِر َ ين أي الشياطيف ْ احفَ ْظ َع ْب َد َك .فيو ليس لو سوى اهلل فقاؿ لو َ أف يأتي لمدينونة فيو كشمس تكشؼ خطايانا وال يختفي مف ح اررتيا أحد وال مف ضوئيا أحد ،واف لـ نستفد مف األياـ اآلف التي نحيا فييا ،ستأتي أياـ يكوف فييا المسيح ىو الشمس الذي ستشرؽ في اليوـ األخير وال يختفي
مف دينونتو أحد. نصمي ىذا المزمور في صبلة باكر لنذكر المسيح شمس برنا ونرجوه أف يشرؽ فينا فنكوف لو رسبلً ننشر منطقو
في كؿ مكاف نذىب إليو .ونكوف كواكب منيرة كما كاف الرسؿ.
72
ضفر المسامير ( المسمور العشرون)
المزمور العشرون
عودة لمجدول
المزمور العشرون (التاسع عشر في األجبية) نظـ داود ىذا المزمور عند حربو مع بني عموف وأراـ الذيف جاءوا بعدد عظيـ مف الخيؿ والمركبات لمحاربتو
(ٕصـٔ + ٙ2ٔٓ،ٛأي .)ٚ2ٜٔولقد نصر اهلل داود ،ودائماً ينصر اهلل عبيده األمناء فيذا حدث مع حزقيا عند حصار أشور ألورشميـ .فمف يتكؿ عمى اهلل ال يكوف لفرساف األعداء وقوتيـ أي قدرة عمى إلحاؽ األذى بو.
ويرى عدد مف آباء الييود أف ىذا المزمور خاص بالمسيا .وىكذا رأى عدد مف أباء الكنيسة (أثناسيوس
بؿ كؿ مؤمف يرتؿ ىذا المزمور عمى أنو الممؾ الذي سينصره اهلل "جعمنا مموكاً وكينة" (رؤٔ )ٙ2فمف
وأغسطينوس) أنو نبوة عف آالـ المسيح وانتصاره وانتصار الكنيسة فيو.
يختار المسيح يختار الطريؽ الضيؽ ،طريؽ الشدة ولكف اهلل ينصره ويستجيب لو.
ِ الضي ِ ِ ِٔ وب". الرب ِفي َي ْوِم ٍّ ستَ ِج ْب لَ َك َّ اس ُم إِلو َي ْعقُ َ ق .ل َي ْرفَ ْع َك ْ آية (ٔ) " -ل َي ْ اهلل استجاب لداود في يوـ شدتو ،وىكذا يستجيب لكؿ مف يصرخ إليو .ولنفيـ أف حياتنا عمى األرض ىي حرب
الضي ِ ق بالنسبة لنا ىو حياتنا في ىذا العالـ ،في متصمة ،أعدائنا محيطيف بنا (الشياطيف) ولكف اهلل معنا .وَي ْوِم ٍّ الضي ِ ق بالنسبة لممسيح كاف يوـ الصميب .ونحف في حياتنا اآلف نشترؾ مع المسيح كؿ تجربة وكؿ شدة .وَي ْوِم ٍّ في صميبو .وذكره ليعقوب فيو أبو الشعب كمو والذي صارع مع اهلل .واهلل استجاب ليعقوب يوـ شدتو .وبذلؾ
نذكر أىمية الجياد مع اهلل.
آية (ٕ) ٕ" -لِير ِس ْل لَ َك عوًنا ِم ْن قُ ْد ِس ِو ,و ِم ْن ِ ض ْد َك". ص ْي َي ْو َن لِ َي ْع ُ َْ َ ُْ ِم ْن قُ ْد ِس ِو = تابوت العيد أو الخيمة في العيد القديـ .واآلف فالمسيح جالس عف يميف اآلب ليعيف كنيستو ،بؿ ىو ساكف فينا ونحف ىيكمو يستجيب كؿ مف يدعوه .وىو ساكف في كنيستو = ِ ص ْي َي ْو َن = وىنا نرى أىمية صبلة الكنيسة عف الفرد ،الكنيسة صبلتيا فعالة (أعٕٔ.)٘2 ِ ِ ِٖ س ِم ْن ُم ْح َرقَ ِات َكِ .سبلَ ْه". ستَ ْ آية (ٖ) " -ل َي ْذ ُك ْر ُك َّل تَ ْقد َمات َكَ ,وَي ْ جميع ذبائحك = المرتؿ يقصد بالمعني المباشر ،الذبائح التي كانت تقدـ قبؿ المعركة لينصرىـ اهلل. َي ْذ ُك ْر َ
فالمصالحة مع اهلل غير ممكنة بدوف دـ .وذبيحتنا المقبولة التي يذكرىا اهلل دائماً فنصير مقبوليف ىي ذبيحة س ِم ْن ُم ْح َرقَ ِات َك = فاهلل قبؿ ذبيحة المسيح .وعمى كؿ منا أف يقدـ ذبائح ليقبميا اهلل (العبادة ستَ ْ المسيحَ .وَي ْ والتسبيح والنفس المنسحقة.)..،
73
ضفر المسامير ( المسمور العشرون)
وكؿ ما يقدمو يبارؾ اهلل فيو ويقبمو .فإف صمَّى يبارؾ اهلل في صبلتو ويعممو كيؼ تكوف صبلتو مقبولة ثـ يقبؿ
ما سيقدمو وتكوف صبلتو محرقة ذات رائحة لذيذة .ويعطيو اهلل قمباً نقياً يطمب طمبات نقية ثـ يستجيب اهلل ويعطيو حسب قمبو النقي.
ِٗ ِ ب َق ْم ِب َكَ ,وُيتَ ٍّم ْم ُك َّل َأْرِي َك". سَ آية (ٗ) " -ل ُي ْعط َك َح َ ِ ِ ب َق ْم ِب َك = شيوة قمب المسيح كانت خبلص البشر .وكانت إرادة قمب داود أف ينتصر وأعطاه اهلل سَ ل ُي ْعط َك َح َ سؤؿ قمبو ،فإف كاف طمب كؿ منا الخبلص بقمبو لنمناه .وكؿ مف يسمؾ حسب إرادة اهلل يعطيو اهلل طمبة قمبو.
ويستسمف محرقاتو.
أما ذوو القمب الشرير سيعطييـ اهلل أيضاً حسب قموبيـ ،ولما اشتيى بنو إسرائيؿ أف يكوف ليـ ممكاً يفتخروف بو أماـ األمـ أعطاىـ اهلل شاوؿ أطوؿ وأعرض مف في الشعب .وفي نياية األياـ سيسمح اهلل بظيور ضد المسيح
فيذا سيكوف بحسب قمب البشر.
٘ ِ س ْؤلِ َك". اسِم إِل ِي َنا َن ْرفَعُ َر َايتََنا .لِ ُي َك ٍّم ِل َّ آية (٘) َ " -نتََرَّن ُم ِب َخبلَص َكَ ,وِب ْ الرب ُك َّل ُ ىنا اعتراؼ بخبلص اهلل ألنو خمَّص مسيحو داود وأقاـ المسيح ليقيمنا ويستجيب دائماً لطمباتنا .فمف يسير وراء
المسيح دائماً يسبحو إذ يرى أعماؿ خبلصو ،حقاً الطريؽ ضيؽ لكنو مفرح لذلؾ فعبيد اهلل يسبحونو عمى كؿ
الفرح الذي يعطيو ليـ .ومف يثبت نظره عمى اهلل لف ينشغؿ بعطاياه بؿ ينشغؿ بو ىو فيسبحو ويعترؼ بعممو اسِم إِل ِي َنا َن ْرفَعُ َر َايتََنا (ننمو سبعينية) .الرايات ىي رايات النصرة بالمسيح الغالب .وألف القيامة يتبعيا العجيبِ .ب ْ نمو مستمر ،فالمسيحي في طريؽ خبلصو يمارس التوبة وينمو كؿ يوـ ،نموا في محبة اهلل ومحبة اآلخريف والقداسة والصبلة ..كؿ ىذا باسـ اهلل .ورفع الراية ىو عبلمة النصرة عمي عدو الخير .
ٙ ص ي ِم ِ ِ ِ ِِ يح ِو ,يستَ ِج ِ ب م َخمٍّص م ِس ِ ين ِو". ْت أ َّ َن َّ آلن َع َرف ُ آية ( " - )ٙاَ َ س َماء قُ ْدسوِ ,ب َج َب ُروت َخبلَ ِ َ َْ ُ يب ُو م ْن َ الر َّ ُ ُ َ خبلص المسيح كاف بقيامتو وخبلصنا ىو بقيامتو وتوبتنا المستمرة لنثبت فيو. ٛ ٚ ىؤالَ ِء ِبا ْلمرَكب ِ َما الر ٍّ اس َم َّ سقَطُوا ,أ َّ ىؤالَ ِء ِبا ْل َخ ْي ِل ,أ َّ ات َو ُ اآليات (ُ " - )ٜ-ٚ َْ َ َما َن ْح ُن فَ ْ ب إِل ِي َنا َن ْذ ُك ُرُ .ى ْم َجثَْوا َو َ ٜ ِ ستَ ِج ْب لَ َنا ا ْل َمِم ُك ِفي َي ْوِم ُد َع ِائ َنا!" ص! ل َي ْ ص ْب َناَ .يا َرب َخمٍّ ْ َن ْح ُن فَقُ ْم َنا َوا ْنتَ َ سبلح األعداء قوي ولكف اهلل ىو سبلحنا بو نغمب وال نسقط أبداً .وىنا نرى خبلص الكنيسة كميا ونصرتيا في
مسيحيا المنتصر.
وىذا المزمور نصميو في الساعة الثالثة فالمسيح كاف في ضيقتو قد تخمى عنو الجميع ولكنو انتصر.
74
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والعشرون)
المزمور الحادي والعشرون
عودة لمجدول
ىذا المزمور تسبحة لداود عمى الخبلص الذي أعطاه لو اهلل ،وأنو جعمو ممكاً عمى أعدائو.
ىو نبوة عف المسيح ممؾ المموؾ .وبعض اآليات في ىذا المزمور ال تنطبؽ سوى عميو مثؿ آية (ٗ) فداود لـ
يحيا إلى الدىر والى األبد .بؿ المسيح ممؾ بعد صعوده لؤلبد.
كؿ مف يممؾ الرب عمى قمبو فيممؾ عمى أىوائو ويضبط جسده بمعونة اهلل يرنـ بيذا المزمور .فقد صار
المؤمنيف مموكاً محاربيف منتصريف يتمقوف المعونة مف ممؾ المموؾ.
آية (ٔ) ٔ" -يا ربِ ,بقَُّوِت َك ي ْفرح ا ْلمِم ُك ,وِب َخبلَ ِ ف الَ َي ْبتَ ِي ُج ِجدًّا!" ص َك َك ْي َ َ َ َ َ َُ َ داود لـ يفرح بعرشو بؿ بقوة اهلل .والمسيح الممؾ يفرح بخبلص شعبو وأف اآلب استجاب لشفاعتو الكفارية بعد قيامتو .ونحف نفرح بقوة اهلل التي تجعمنا غالبيف (ٕكوٕ.)ٔٗ2
ٕ شفَتَْي ِو لَ ْم تَ ْم َن ْع ُوِ .سبلَهْ". س َ آية (ٕ) َ " - ش ْي َوةَ َق ْم ِب ِو أ ْ َعطَ ْيتَ ُوَ ,و ُم ْمتَ َم َ لو كانت شيوة قمب إنساف ىي خبلص نفسو وانتصاره عمى شيواتو ،وطمب ىذا أيضاً بشفتيو الستجاب اهلل قطعاً
طمباتو .وىذا عكس (يعٗ( )ٖ2مز + ٗ2ٕٚفئٔ + ٕٖ2مؿٓٔٔ + ٜ2ٖ،تيٖ + ٔ2لؤٕ )ٖٗ2والقديسوف
اشتيوا االستشياد .ىذه الشيوات يستجيب ليا اهلل. ِِ آية (ٖ) ٖ" -أل ََّن َك تَتَقَدَّم ُو ِببرَك ِ اجا ِم ْن إِ ْب ِر ٍ يز". ض ْع َ ات َخ ْي ٍرَ .و َ ت َعمَى َأرْسو تَ ً ُ ََ اهلل يعطي أكثر مما نطمب .واهلل أعطى داود الراعي الصغير ممكاً عمى كؿ إسرائيؿ .وعمينا أف نطمب ممكوت اهلل وبره والباقي يعطي لنا ويزاد (مت .)ٖٖ2ٙواهلل وضع عمى رأس داود إكميؿ الممؾ .ولكف المسيح و ِ ض َع عمى ُ رأسو إكميؿ شوؾ مرئي لمناس ليفوز بإكميؿ إبريز أي إكميؿ سماوي (الذىب يرمز لمسماويات) بعد صعوده وجموسو عف يميف اآلب .وكؿ مؤمف مجاىد يحصؿ عمى إكميؿ بر (ٕتيٗ .)ٚ2وىناؾ إكميؿ االستشياد واكميؿ
الرسولية والبركات التي حصؿ عمييا داود كثيرة .والتي يحصؿ عمييا المؤمف ال تعد خبلؿ حياتو.
ٗ ول األَي ِ َّى ِر َواأل ََب ِد". َع َ ط ْيتَ ُو .طُ َ َّام إِلَى الد ْ سأَلَ َك فَأ ْ آية (ٗ) َ " -ح َياةً َ مف أىـ األسباب التي تجعمنا نشكر اهلل أننا تمتعنا بالحياة الجديدة .وداود يشكر اهلل الذي أعطاه حياة بعد كؿ
محاولة مف األعداء لقتمو .وىذه تشير لقيامة المسيح بعد موتو ،وىي حياة أبدية لو ولكنيستو ،أعطاىا لكنيستو إذ
غمب الموت بحياتو .لذلؾ قاؿ المسيح أنا ىو القيامة والحياة (يو )ٕ٘2ٔٔ،ٕٙوىو يقدـ لنا جسده ودمو لنحيا.
75
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والعشرون)
ِ ٘ ِ ضعُ َعمَ ْي ِو". اء تَ َ يم َم ْج ُدهُ ِب َخبلَص َكَ ,جبلَالً َوَب َي ً آية (٘) َ " -عظ ٌ ألجمنا أخمى المسيح ذاتو وألجمنا تمجد وناؿ مف اآلب كرامة ومجداً ليضع التيجاف المموكية عمى رؤوس مؤمنيو األتقياء بيده .وفي استحقاقات الدـ الثميف وىبنا المسيح روحو القدوس ،ليجدد صورتنا لنتغير إلى صورة المسيح
(غؿٗ.)ٜٔ2 ٙ ِ ِ ٍ ام َك". آية ( " - )ٙأل ََّن َك َج َع ْمتَ ُو َب َرَكات إِلَى األ ََبد .تُفٍَّر ُح ُو ْابت َي ً َم َ اجا أ َ المسيح المبارؾ مصدر كؿ بركة ،وصار مصدر كؿ بيجة وفرح لحياتنا( .ثمار الروح).
تُفٍَّر ُح ُو = المسيح يفرح بالخبلص الذي تـ لبني البشر ويشبع بكثرة المؤمنيف األتقياء (يوٗ + ٖٗ2إشٖ٘)ٔٔ2 بَ ,وِب ِن ْع َم ِة ا ْل َعمِ ٍّي الَ َيتََز ْع َزعُ". آية (ٚ" - )ٚأل َّ الر ٍّ َن ا ْل َممِ َك َيتََو َّك ُل َعمَى َّ اإلنساف الذي يتوكؿ عمى اهلل يضبط شيواتو ويممؾ عمييا ،وىذا سيعظـ مجده جداً بخبلص الرب ،وبعد جياده
سيضع عميو الرب إكميؿ مجد وجبلؿ (متٖٔ .)ٖٗ2بؿ يصير جياد اإلنساف بركة لمف حولو (كما كاف يوسؼ
العفيؼ) .الميـ أف ننسب نصرتنا هلل ال ألنفسنا. صيب ُك َّل م ْب ِغ ِ ِ ِ صيب ي ُد َك ج ِميع أ ْ ِ ِ ٛ ار ِفي َزَم ِ ور َن ٍ يكٜ .تَ ْج َعمُ ُي ْم ِم ْث َل تَن ِ ان ض َ َع َدائ َكَ .يمينُ َك تُ ُ اآليات ( " - )ٖٔ-ٛتُ ُ َ َ َ ُ ٓٔ س َخ ِط ِو َي ْبتَمِ ُع ُيم َوتَأْ ُكمُ ُيم َّ يد ثَ َم َرُى ْم ِم َن األ َْر ِ ض ِ آد َمٔٔ .أل ََّن ُي ْم ض َوُذٍّريَّتَ ُي ْم ِم ْن َب ْي ِن َب ِني َ الن ُار .تُِب ُ ُح ُ ور َك .ا َّلرب ِب َ ْ ُ ٕٔ السيام عمَى أَوتَ ِ ِ يد ٍة .لَم ي ِ ِ اء ص ُبوا َعمَ ْي َك َ يع َ وىا .أل ََّن َك تَ ْج َعمُ ُي ْم َيتََولَّ ْو َن .تُفَ ٍّو ُ ق ٍّ َ َ َ ْ ش ًّرا .تَفَ َّك ُروا ِب َمك َ ْ َ ْ ار َك ت ْمقَ َ ستَط ُ َن َ ُو ُجو ِى ِي ْمْ ٖٔ .ارتَ ِف ْع َيا َرب ِبقَُّوِت َكُ .ن َرٍّن ْم َوُن َن ٍّغ ْم ِب َج َب ُروِت َك". ىنا نرى عقوبة اهلل لؤلشرار عند مجيئو الثاني .فبالصميب مزؽ الرب صؾ خطايانا وشيَّر بعدو الخير .وعند ض ِ مجيئو الثاني سيمقيو ومف تبعو في البحيرة المتقدة بالنار (رؤِ .)ٕٓ2ٜٔفي َزَم ِ يد ور َك = يوـ الدينونة .تُِب ُ ان ُح ُ ثَ َم َرُى ْم ِم َن األ َْر ِ ض = الثمر ىو أوالدىـ وأعماليـ الشريرة المظممة .والمسيح ىو الذي سيديف .ويد الرب رمز لبلبف قوة اهلل ،الذي سيديف وبقوة = َي ِمي ُن َك = تشير لقوة اهلل .وسيكوف ىبلكيـ تاماً وخرابيـ تاماً ،وىذا معنى كممة تُِبيد ،فبل يعود ليـ سمطاف أو غواية أو قدرة عمى ظمـ أوالد اهلل .وفي (ٔٔ) ىذه ىي أعماؿ إبميس وأتباعو ام = أي يضع السيـ عمى القوس ويشد وتره ضد أعدائو ق ٍّ ضد المسيح وكنيستو لذلؾ يعاقبيـ .تُفٍَّو ُ الس َي َ ليعاقبيـ .وينيي المزمور بصبلة ليخمص بقوة حينئذ سيكوف تسبيحنا أبدياً عمى أعمالو.
76
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والعشرون)
المزمور الثاني والعشرون
عودة لمجدول
ىذا المزمور مف أشير المزامير التي تكممت بوضوح عف آالـ وصمب السيد المسيح .والسيد استخدـ افتتاحية المزمور وىو عمى الصميب ليشير أنو ىو المقصود بكممات المزمور .وكاف الييود يستعمموف أوؿ عبارة في المزمور كاسـ لممزمور ،وىذا ما نفعمو اآلف .لذلؾ فحيف قاؿ السيد عمى الصميب "إليي إليي لماذا تركتني" تذكر
الواقفوف حوؿ الصميب كؿ كممات المزمور ف أروا أماميـ صورة ناطقة حية وتحقيقاً لنبوات المزمور .والعيد الجديد
اقتبس مف ىذا المزمور ٖٔ مرة منيا ٜمرات في قصة اآلالـ وحدىا .وقد اتخذ منو تبلميذ المسيح مادة لمك ارزة
بصمب المسيح وموتو وقيامتو.
المزمور يحدثنا عف آالـ المسيح ثـ قيامتو ثـ الك ارزة باإلنجيؿ وايماف األمـ .فالروح القدس الذي عمؿ في األنبياء
ىو الذي شيد عمى لساف داود بكؿ عمؿ المسيح (ٔبطٔٔ )ٔٓ2ٔ،فواضح أف داود ىنا ال يتكمـ عف نفسو .واف
إنطبقت بعض الصور عمى داود فيو كاف أبو المسيح بالجسد ،وكاف رم اًز لممسيح .ولكف في كثير مف اآليات نجد أنيا ال تنطبؽ سوى عمى المسيح فقط .وداود نطؽ بيذا ألف الروح حممو بعيداً عف آالمو ىو ،فنطؽ بآالـ
المسيح .ىو بدأ يشكو مف أالمو ولكننا نجد الروح ينطؽ عمى لسانو بآالـ المسيح.
عنواف المزمور عمى أيمة الصبح = في تفسير ىذا وضعت عدة احتماالت2 .1 .2
أف نغمة المزمور عمى نفس نغمة لحف مشيور بيذا االسـ.
المسيح كاف في آالمو يتألـ كأيؿ جريح برئ حتى يأتي عميو وقت الصبح بالفرج ،ونبلحظ أف قيامة المسيح كانت في الصبح( .نش.)ٔٗ2ٛ
.3
التقميد الييودي يقوؿ أف ىذا المفظ يعني الشكينة أي السحابة المجيدة التي كانت تظير وسط شعب
اهلل.
ٔ يدا ع ْن َخبلَ ِ ِ ِ ِ صيَ ,ع ْن َكبلَِم َزِف ِ يري؟" آية (ٔ) " -إِل ِيي ,إِل ِيي ,ل َما َذا تََرْكتَنيَ ,بع ً َ ِ ب ربنا كممثؿ لمبشرية ،كأنو متروؾ مف اآلب إلى حيف ،فيو صار لعنة ألجمنا ىنا نرى تكمفة فدائنا ،فمقد ُحس َ (غؿٖٕ + ٖٔ2كو٘ .)ٕٔ2فيو في خضوع ترؾ نفسو تحت غضب اآلب .حيف نسمع " إِل ِيي إِل ِيي لِ َما َذا تََرْكتَِني " نفيـ أف ا لمسيح يسأؿ ىذا السؤاؿ لماذا تركتني أييا اآلب ليذه اآلالـ ..لنجيب نحف " ألجؿ خطايانا.. ولمحبتو لنا كاف ىذا" واذا فيمنا أف المسيح ىو رأس جسد الكنيسة نفيـ أف اهلل ترؾ العالـ آلالمو بسبب الخطية.
فيو القدوس (آيةٖ) وكأف سبب ترؾ اإلنساف في األلـ وسبب أالـ المسيح ىو قداسة اهلل التي ال تقبؿ الخطية،
ويجب أف يسدد بالكامؿ ثمف الخطية .لذلؾ حمؿ ىو خطايانا .وقولو إليي إليي يشير أنو يتكمـ نيابة عف
البشرية التي يعاقب بسببيا .وىذا القوؿ يمكف أف يصرخ بو داود أو أي إنساف متألـ حيف يشعر بأف اهلل قد تخمى
77
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والعشرون)
يدا ع ْن َخبلَ ِ ِ صيَ ,ع ْن َكبلَِم َزِف ِ يري = فيو ال يكؼ عف عنو .وقد وقؼ اهلل بعيداً ال يخمصو مف ضيقتو = َبع ً َ الصراخ هلل في كؿ مرة يتنفس فييا ولكنو ال يرى أف اهلل يتدخؿ ليخمصو. آية (ٕ) ٕ" -إِل ِييِ ,في َّ الن َي ِ يبِ ,في المَّْي ِل أ َْد ُعو فَبلَ ُى ُد َّو لِي". ستَ ِج ُ ار أ َْد ُعو فَبلَ تَ ْ والمسيح صمى ليبلً في البستاف حتى تعبر عنو ىذه الكأس .وصمي نيا اًر وىو عمى الصميب .ولكف كانت إرادة اآلب أف يشرب الكأس حتى النياية .وىناؾ مف فيـ أف قوؿ المرنـ ِفي المَّْي ِل = إشارة لمظممة التي حدثت عمى العالـ وقت الصميب .وكؿ مف في ضيقة يقوؿ ىذا ،أنا أصرخ الميؿ والنيار واهلل ال يستجيب ،فيو يتميؿ لحكمتو
التي ال نفيميا.
ٖ ت ا ْلقُدوس ا ْلجالِس ب ْي َن تَس ِب ِ يل". س َرِائ َ آية (ٖ) َ " -وأَ ْن َ ْ َ ُ َ ُ َ يحات إِ ْ اهلل مسبح في قديسيو ومبلئكتو ،واهلل يفرح حيف يسبحو القديسيف بأفواه نقية ببل غش. ٘ ٗ ص َر ُخوا فَ َن َج ْواَ .عمَ ْي َك اتَّ َكمُوا َفمَ ْم َي ْخ َز ْوا". آب ُ اؤَنا .اتَّ َكمُوا فَ َنج ْ اآليات (َٗ " - )٘-عمَ ْي َك اتَّ َك َل َ َّيتَ ُي ْم .إِلَ ْي َك َ ىكذا ينبغي أف نصمي ،فالمرنـ ىنا يذكر إستجابة اهلل لآلباء ،ويتكؿ عميو كمخمص لو. ٙ ش ِر َو ُم ْحتَقَُر َّ الش ْع ِب". آية ( " - )ٙأ َّ انَ .ع ٌار ِع ْن َد ا ْل َب َ َما أََنا فَ ُد َ سٌ ودةٌ الَ إِ ْن َ قارف مع (أشٔٗ .)ٔٗ2فالدودة ىي أحقر المخموقات ويشعر أماميا اإلنساف أنو قوي جداً وقادر عمى سحقيا.
وفي اآليات (ٗ ) ٘،نرى المرنـ يقوؿ في ثقة أف اآلباء حيف إتكموا عمى اهلل خمصيـ ،أما ىو فدودة حقيرة ،وحالتو
ميئوس منيا ،وأف اهلل قد تركو .وىنا فالمرنـ يتكمـ بمساف المسيح الذي صار مياناً ومحتقر الشعب ،بؿ صار في
عيوف أعدائو مرذوالً مف اهلل كدودة مداسة باألقداـ .ونبلحظ أف الصميب كاف موت العار( .تثٖٕ+ ٕٕ2ٕٔ،
أشٖ٘ )ٖ-ٔ2والكممة العبرية المقابمة ؿ"دودة" تستخدـ لمحشرة الصغيرة التي يستخرج منيا الصبغة القرمزية، وىذه تنتج عف موت الحشرة ،وفي ىذا إشارة لدـ المسيح وموتو ،فدمو القرمزي الموف جعمني أنا أبيض الموف
(أشٔ + ٔٛ2رؤ .)ٔٗ2ٚىذا االتضاع اإلليي يخزي كؿ إنساف متكبر. ٚ ِ ون ٍّ ين «ٛاتَّ َك َل َعمَى ون َّأ ْس قَ ِائمِ َ ض َ ون ِبيَ .ي ْف َغ ُر َ ستَ ْي ِزُئ َ اآليات (ُ " - )ٛ-ٚكل الَِّذ َ الشفَاهََ ,وُي ْن ِغ ُ ين َي َر ْوَنني َي ْ الر َ ِ ِ ِ س َّر ِب ِو»". الر ٍّ َّ ب َف ْم ُي َن ٍّجو ,ل ُي ْنقذْهُ ألَنَّ ُو ُ
ىذا ما حدث فعبلً مع المسيح عمى الصميب (مت + ٖٗ-ٖٜ2ٕٚمر٘ٔ.)ٖٕ-ٕٜ2
ٜ ُمي". ت َج َذ ْبتَِني ِم َن ا ْل َب ْط ِنَ .ج َع ْمتَِني ُم ْ ط َم ِئ ًّنا َعمَى ثَ ْد َي ْي أ ٍّ آية ( " - )ٜأل ََّن َك أَ ْن َ
78
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والعشرون)
إشارة ألنو ُولِ َد بغير زرع بشر .فالروح القدس ىو الذي جذبو مف بطف العذراء أما بقية البشر فيجذبيـ البشر مف بطوف أمياتيـ .وكذلؾ فالمسيح اجتذب مف بطف أمة الييود ىذه البطف المظممة التي عاشت في شرىا وكبريائيا. ُمي = المسيح صار مثمنا تماماً ،إنساناً يرضع لبف أمو العذراء .واآلية تشير َج َع ْمتَِني ُم ْ ط َم ِئ ًّنا َعمَى ثَ ْد َي ْي أ ٍّ لممعمودية فالروح القدس يجتذبنا مف الماء (رحـ الكنيسة) ونستريح عمى ثدي أمنا (تعاليـ الكنيسة). ٔٔ ٓٔ يق اع ْد َع ٍّني ,أل َّ َن ٍّ يت ِم َن َّ الر ِحِمِ .م ْن َب ْط ِن أ ٍّ الض َ ُمي أَ ْن َ اآليات (َٓٔ " - )ٔٔ-عمَ ْي َك أُْل ِق ُ ت إِل ِيي .الَ تَتََب َ ين". يب ,ألَنَّ ُو الَ ُم ِع َ قَ ِر ٌ منذ والدتي ألقيت كؿ إتكالي عميؾ يا رب فبل تتباعد عني وتتخمي عني .لقد تخمى عف المسيح كؿ تبلميذه وكؿ
مف شفاىـ ،فيو داس المعصرة وحده. ٖٔ اآليات (ٕٕٔٔ" - )ٔٛ-أَحاطَ ْت ِبي ِثير ٌ ِ َس ٍد ُم ْفتَ ِر ٍ يرةٌ .أَق ِ س اء َبا َ ان ا ْكتََنفَتْ ِني .فَ َغ ُروا َعمَ َّي أَف َْو َ ش َ َ اى ُي ْم َكأ َ ْوَي ُ ان َكث َ َ ٘ٔ ٗٔ ِ الشم ِع .قَ ْد َذاب ِفي و ِ ِ ِ ِ س ْت ِمثْ َل س َك ْب ُ َ سط أ َْم َعائيَ .ي ِب َ َ َ صمَ ْت ُكل عظَاميَ . ت .ا ْنفَ َ ُم َزْم ِج ٍرَ .كا ْل َماء ا ْن َ ص َار َق ْم ِبي َك َّ ْ ٔٙ ِ اب ا ْلمو ِت تَ َ ِ ِ ق لِ ِ ِ َ ٍ اع ٌة ِم َن بَ .ج َم َ َحاطَ ْت ِبي كبلَ ٌ ض ُعني .ألَنَّ ُو قَ ْد أ َ ساني ِب َح َنكيَ ,وِالَى تَُر ِ َ ْ ش ْقفَة قَُّوِتيَ ,ولَص َ َ ٔٛ ٔٚ ظِ ُح ِ ش َر ِ ون ِث َيا ِبي ار ا ْكتََنفَتْ ِني .ثَقَ ُبوا َي َد َّ صي ُك َّل ِع َ األَ ْ ون ِف َّيَ .ي ْق ِس ُم َ س َ اميَ ,و ُى ْم َي ْنظُُر َ ي َو ِر ْجمَ َّي .أ ْ ون َوَيتَفََّر ُ ب ْي َنيم ,وعمَى لِب ِ ون". اسي َي ْقتَ ِر ُع َ َ ُْ َ َ َ نجد ىنا وصفاً لؤلعداء المحيطيف بالمسيح ،وتصوير دقيؽ آلالمو .ولقد استخدـ المرنـ حديثاً مجازياً لوصؼ ِ ان = ىـ قادة الييود وكينتيـ الذيف كانوا يقدموف الثيراف والذبائح .أَق ِ ان = ىـ اء َبا َ ش َ ير ٌ ْوَي ُ أعداء المسيح .الث َ الثيراف العنيفة التي مف باشاف حيث المراعي الخصبة المعروفة بسبللتيا القوية مف األغناـ .واهلل بارؾ في خيرات َس ٍد ُم ْفتَ ِر ٍ س ُم َزْم ِج ٍر= ىـ في قوتيـ كانوا كأسد يريدوف أف شعبو إسرائيؿ فسمف جداً ورفس (تثٕٖ .)ٔ٘-ٕٔ2أ َ ِ ب = إشارة لمف ىـ أقؿ يفترسوا المسيح .ولكنيـ كانوا في شرىـ يتبعوف األسد الزائر وىو إبميس (ٔبط٘ .)ٛ2كبلَ ٌ
درجة مف الكينة والرؤساء ،إشارة لمشعب الذي صرخ "اصمبو أصمبو" ،واشارة لؤلمـ أي الروماف .فالكبلب بحسب ِ ت = نجد ىنا س َك ْب ُ الشريعة دنسة .وىـ كانوا كالكبلب الشرسة في قسوتيـ وجمدىـ وشتميـ لمرب يسوعَ .كا ْل َماء ا ْن َ َّ إنحؿ كؿ جسمو ،وصار في ضعؼ شديد ،كماء منسكب (اش ٖ٘ ) ٕٔ 2ال يمكف صورة لموت المسيح ،فقد
جمعو ثانية ،مستسمماً لمموت ببل أي تدعيـ وال معونة .لكف نجد في ىذا نبوة عف الماء الذي انسكب مف جنبو ظِ امي = ىذه نبوة عف طريقة موت المسيح ،وأنو سيعمؽ عمى الصميب ،فعندما عمؽ صمَ ْت ُكل ِع َ المطعوف .ا ْنفَ َ عمى الصميب ارىقت العضبلت وانفصمت المفاصؿ عف مكانيا .إال أف ىناؾ تأمؿ في ىذه اآلية ،أف التبلميذ عند صمب المسيح ىربوا وتشتتوا .وألف ىناؾ نبوة أف عظماً منو ال ينكسر فيو حفظيـ وشددىـ حتى ال
يضيعوف ( .اؼ ٘ ) ٖٓ 2نري ىنا مف قوؿ بولس الرسوؿ اننا صرنا عطـ مف عظامو فالتبلميذ النيـ عظـ ص َار َق ْم ِبي َك َّ الش ْم ِع = ذاب مف األلـ والحزف ،وانطبع فيو كؿ حزف بسبب مف عظامو لـ يدعيـ يتشتتوف َ . خيانة وغدر مف أحبيـ ،وبسبب حممو الخطايا .وبسبب إشتعاؿ نار العدؿ اإلليي فيو .لقد انطبعت في قمبو
79
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والعشرون)
صورة غضب اهلل ضد الخطية .وكمما نتأمؿ ىذه الصورة يجب أف تختفي قساوة قموبنا .قَ ْد َذ ِ س ِط أ َْم َع ِائي َ اب في َو َ ش ْقفَ ٍة قُ َّوِتي = لـ يكف لو أي قوة س ْت ِمثْ َل َ = أي قمبو صار كالشمع المذاب في داخمو مف شدة الحزفَ .ي ِب َ صَ ِ لممقاومة كالدودة الضعيفة .لَ ِ س ِاني ِب َح َن ِكي = مف ناحية لصمتو فيو لـ يدافع عف نفسو حتى بالكبلـ .ومف قلَ ناحية أخرى بعطشو .إِلَى تُر ِ ض ُع ِني= إشارة لنزولو القبر .وباقي اآليات ( )ٔٚ،ٔٙىي نبوة واضحة اب ا ْل َم ْو ِت تَ َ َ ِ ِ ِ ظامي = نبوة عف الصميب فالمصموب تصير عظامو بارزة مف الشد ُحصوا ُك َّل ع َ عما حدث عمى الصميب .أ ْ الذي يتعرض لو جسده نتيجة تعميقو عمى الصميب.
ٕٓ ٜٔ الس ْي ِ ف َن ْف ِسيِ .م ْن ص َرِتي .أَ ْن ِق ْذ ِم َن َّ اآليات ( " - )ٕٔ-ٜٔأ َّ َس ِر ْ َما أَ ْن َ ع إِلَى ُن ْ ت َيا َرب ,فَبلَ تَ ْب ُع ْدَ .يا قُ َّوِتي ,أ ْ يد ِتيَ ٕٔ .خمٍّ ِ ِ ِ ون َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِ َس ِدَ ,و ِم ْن قُُر ِ استَ ِج ْب لِي". َي ِد ا ْل َك ْم ِب َو ِح َ ش ْ ْ صني م ْن فَم األ َ
نرى ىنا الصورة التي رسميا معممنا بولس الرسوؿ في (عب٘ )ٚ2فالمسيح يصرخ ليخمصو اآلب .واآلب
يستجيب بأف يخمص كنيستو أي جسده .وكانت االستجابة بقيامة المسيح مف بيف األموات لتقوـ كنيستو معو. يد ِتي = فوحيدتو ىي كنيستو الواحدة الوحيدة ،ولكف كما اقتسـ العساكر ثيابو لذلؾ قيؿ أَ ْن ِق ْذِ ..م ْن َي ِد ا ْل َك ْم ِب َو ِح َ َس ِد = اقتسـ اليراطقة كنيستو وشقوىا بينيـ .والحظ ىياج أعداء الكنيسة مف حوليا .فيو اسماىـ ىنا األ َ
ون َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِ الشيطاف .ا ْل َك ْم ِب = الذي يريد أف يمزؽ ما يطولو منيا .وىـ أعداء أقوياء ليـ قروف قوية= قُُر ِ ش. الس ْي ِ ف َن ْف ِسي = كما قيؿ لمعذراء وأنت والمسيح يصرخ لتخمص كنيستو مف اآلالـ التي تجوز فييا= أَ ْن ِق ْذ ِم َن َّ يجوز سيؼ في نفسؾ "ونبلحظ أنو قيؿ عف اهلل "في كؿ ضيقيـ تضايؽ" فاهلل يشعر بآالمنا النفسية الناشئة عف
ظمـ أعدائنا لنا .ولقد تعرض المسيح لمسيؼ بمعنى تعرضو لمصمب والموت وبمعنى أالمو النفسية الرىيبة حينما يد ِتي إلى أف المسيح صرخ لآلب "أف تعبر عنو ىذه الكأس إف حمؿ إثـ جميعنا .ويشير قولو أَ ْن ِق ْذَ ..ن ْف ِسيَ ..و ِح َ أمكف" وأف ينجي اآلب نفسو مف الموت .وأسمي نفسو وحيدة ألنيا وحيدة في طبيعتيا فيو ابف اآلب بالطبيعة ، ويقاؿ عف الكنيسة عروس المسيح " واحدة ىي حمامتي كاممتي الوحيدة الميا ىي " ( نش . ) ٜ 2 ٙوبالنسبة
لداود يفيـ ىذا عمى أف وحيد القرف ىو ابنو إبشالوـ أو أي مف أعدائو والكمب ىو أخيتوفؿ ،ووحيدتو ىي نفسو
الطاىرة المسكينة المتواضعة.
ٖٕ ٕٕ ُخ ِبر ِباس ِم َك إِ ْخوِتيِ .في وس ِط ا ْلجم ِ س ٍّب ُحوهُ! َم ٍّج ُدوهُ َيا الر ٍّ ُس ٍّب ُح َكَ .يا َخ ِائ ِفي َّ ََ َ اآليات (ٕٕ " - )ٖٔ-أ ْ ْ ْ ب َ اعة أ َ َ َ َ ٕٗ ِ ع إِسرِائ َ ِ ِ س ِك ِ ينَ ,ولَ ْم َي ْح ُج ْب وبَ ,و ْ اخ َ َم ْع َ ش َر ُذٍّريَّة َي ْعقُ َ س َك َن َة ا ْل َم ْ يعا! أل ََّن ُو لَ ْم َي ْحتَق ْر َولَ ْم ُي ْرِذ ْل َم ْ يل َجم ً ش ْوهُ َيا َزْر َ ْ َ ِ يحي ِفي ا ْلجم ِ اخ ِو إِلَ ْي ِو استَمعِ ٕ٘ .م ْن ِقبمِ َك تَس ِب ِ و ْجي ُو ع ْن ُو ,ب ْل ِع ْن َد صر ِ يم ِة .أُوِفي ِب ُن ُذ ِ َّام ََ َ َ َ َ َ َ ْ ََ ْ َُ اعة ا ْل َعظ َ وري قُد َ ِ ٕٚ ٕٙ الر َّ ِ ِِ ِ ب ُكل الر ٍّ وب ُك ْم إِلَى األ ََبد .تَ ْذ ُك ُر َوتَْرجعُ إِلَى َّ س ٍّب ُح َّ اء َوَي ْ ش َب ُع َ ب طَال ُبوهُ .تَ ْح َيا ُقمُ ُ ونُ .ي َ َخائفيوَ .يأْ ُك ُل ا ْل ُوَد َع ُ ِ ٕٜ ض .وتَسج ُد قُدَّام َك ُكل قَب ِائ ِل األُمِمٕٛ .أل َّ ِ ِ ب ا ْلم ْم َكَ ,و ُى َو ا ْلمتَ َ ٍّ س َج َد ُكل َ أَقَاصي األ َْر ِ َ ْ ُ ُمم .أَ َك َل َو َ سمطُ َعمَى األ َ ُ َن ل َّمر ٍّ ُ َ َ ٖٓ س ِم ِ ض .قُدَّام ُو َي ْجثُو ُكل م ْن َي ْن َح ِدر إِلَى التر ِ يني األ َْر ِ ب الر ٍّ َّد لَ ُوُ .ي َخب َُّر َع ِن َّ س ُو .الذٍّريَّ ُة تَتَ َعب ُ اب َو َم ْن لَ ْم ُي ْح ِي َن ْف َ َ َ ُ َ َ ٖٔ ا ْل ِجي ُل ِ س ُيولَ ُد ِبأَنَّ ُو قَ ْد فَ َع َل". ون ِب ِبرِه َ ون َوُي ْخ ِب ُر َ اآلتيَ .يأْتُ َ ش ْع ًبا َ
80
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والعشرون)
في الجزء األوؿ مف المزمور يتحدث المرنـ عف آالـ المسيح .وفي ىذه اآليات يتحدث عف ميبلد الكنيسة = اع ِة ،إِ ْخ َوِتي فمقد صار بك اًر بيف إخوة كثيريف (عبٕٔ + ٔٔ2ٕ،رو .)ٕٜ2ٛوالحظ اف كممة الجماعة ا ْل َج َم َ ت بقيامة المسيح مف األموات وحموؿ مترجمة في اليونانية الكنيسة ،فالمسيح وسط كنيستو .وىذه الجماعة ُولِ َد ْ
س ُيولَ ُد (أيةٖٔ) .وىذه الكنيسة ستكوف كنيسة الروح القدس عمى الكنيسة يوـ الخمسيف ثـ بالمعمودية = َ ش ْع ًبا َ ون ِب ِبرِه = ستخبر كؿ مف يولد ِبأ ََّن ُو قَ ْد فَ َع َل = أي َّ قدـ الخبلص والتبرير ون َوُي ْخ ِب ُر َ كارزة ببر المسيح = َيأْتُ َ ِ وب. س ٍّب ُحوهُ والكنيسة تتكوف مف الييود َم ْع َ ش َر ُذٍّريَّة َي ْعقُ َ ألوالده .وعمؿ الكنيسة أف تسبحو وتشكره عمى ما فعؿ= َ ِِ ُمِم واهلل يسمع لشعبو ولكف بشروط أف مف يصرخ يكوف متواضعاً= يسمع ومف األمـ= تَ ْ َّام َك ُكل قَ َبائل األ َ س ُج ُد قُد َ صراخ المسكين= أي المنسحؽ الذي يشعر بخطاياه ويتواضع بيف يدي اهلل .وفي كنيستو يعطى الشبع ألوالده فيو أوالً يعطييـ جسده ودمو .ويشبعيـ بتعاليمو وطوبى لمجياع والعطاش إلى البر ألنيـ يشبعوف .ويزيد إيمانيـ. َّام ُو َي ْجثُو ُكل َم ْن ويممؾ اهلل عمى قموبيـ= أل َّ َن لِ َّمر ٍّ ب ا ْل ُم ْم َك .ونرى مثاالً آخر لشرط االنسحاؽ أماـ اهلل= قُد َ َي ْن َح ِدر إِلَى التر ِ س ُو = أي مف لـ يطمب ممذات العالـ= مف أراد أف اب = كميـ قابميف الصميب َو َم ْن لَ ْم ُي ْح ِي َن ْف َ َ ُ يخمص نفسو ييمكيا .ونبلحظ أف المسيح استخدـ اآلية (ٔ) مف المزمور عمى الصميب .وبولس الرسوؿ نسب
اآلية(ٕٕ) لممسيح في (عبٕ ( + )ٕٔ2مت ) ٖٓ 2 ٕٙلقد رأينا المسيح وحيداً عمى الصميب ولكف بعد القيامة وب ُك ْم إِلَى نراه يظير وسط إخوتو ليؤمنوا بقيامتو (يوٕٓ .)ٔٛ2ومف آمف وعرؼ المسيح تكوف لو حياة= تَ ْح َيا ُقمُ ُ األ ََب ِد (يو .)ٖ2ٔٚونرى ىنا أنو حتى األغنياء واألقوياء ليـ نصيب في ىذا الشبع الروحي والخبلص= أَ َك َل وسج َد ُكل س ِم ِ يني األ َْر ِ َّام ُو َي ْجثُو ُكل َم ْن َي ْن َح ِد ُر إِلَى َ ََ َ ض = ولكف الشرط ليذا القبوؿ نجده في بقية اآلية ..قُد َ التر ِ اب = أي المتواضعيف المنسحقيف وىناؾ شرط آخر أف يتمـ ىذا الشخص العظيـ غنياً كاف أو قوياً ،خبلصو َ س ٍّب ُحوهُ .واهلل ال يرفض أبداً مف يأتي إليو بيذه الشروط = لَ ْم َي ْحتَ ِق ْر َولَ ْم ُي ْرِذ ْل الر ٍّ بخوؼ ورعدة = َيا َخ ِائ ِفي َّ ب َ س ِك ِ ين (مت٘)ٖ2 س َك َن َة ا ْل َم ْ َم ْ
81
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والعشرون)
المزمور الثالث والعشرون
عودة لمجدول
المزمور الثالث والعشرون (الثاني والعشرون في األجبية) كثير مف مزامير داود ممموءة بالشكوى ،أما ىذا المزمور الرائع فممموء بالتعزيات وبكممات الفرح عف اهلل الراعي
الذي يقوده فبل يخاؼ .وىذا المزمور مف أروع تأمبلت داود عف رعاية اهلل .والمسيح ىو الراعي الصالح (يوٓٔ) ىو يبذؿ نفسو عف الخراؼ وفي المزمور السابؽ مباشرة (مزٕٕ) رأينا كيؼ يبذؿ المسيح نفسو عف كنيستو ،وىنا
اع خضراء باستحقاقات صميبو ،ىو تسبحة ثقة في اهلل وداود كاف راعي غنـ نرى الراعي ُيدخؿ قطيعو إلى مر ٍ وغالباً قاؿ ىذا المزمور وىو يتأمؿ في عبلقتو بقطيعو وفي نفس الوقت يتأمؿ في عناية اهلل بو في كؿ مراحؿ
حياتو ،فوجد أف اهلل ىو الراعي الحقيقي لو.
ٕ ٔ ض ِني .إِلَى ِمي ِ الرب ر ِ اح ِة ُي ِ ورُد ِني". ش ْي ٌءِ .في َم َر ٍ اه َّ اع َّي فَبلَ ُي ْع ِوُزِني َ اع ُخ ْ ض ٍر ُي ْرِب ُ الر َ َ اآليات (َٔ َّ " - )ٕ- ىنا نرى الرب الراعي .ونبلحظ أف الراعي يمتصؽ اليوـ كمو برعيتو ويعيش معيا ،يقوتيا ويغذييا ويقودىا
ويحمييا .فحينما نسمع أف اهلل ربنا وممكنا نشعر بقوتو ومجده .لكف حينما نسمع أنو راعينا نشعر بحبلوتو ورقتو
اعى فمف أعتاز شئ ،بؿ ىو يرعى حتى شعور رؤوسنا ،يسد احتياجاتنا الروحية وعنايتو .واذا كاف الرب ر ّ والمادية ويحمي القطيع مف الذئاب (األعداء الروحييف والجسدييف) .واهلل دبر لكنيستو رعاة يخدموف شعبو ويتشبيوف بالراعي األعظـ ولكنو ىو وحده الراعي الكامؿ الصبلح .الذي يعرؼ خرافو بأسمائيا .وميما كانت ض ِني = ىذه المراعي ىي كممة اهلل (الكتاب شدة الضيقة التي أجتازىا لف يعوزني شئِ .في َم َر ٍ اع ُخ ْ ض ٍر ُي ْرِب ُ المقدس) .وىي الكنيسة نتعمـ فييا ونسكف فييا ونأخذ مف خيراتيا .ونبلحظ أف أرميا وحزقياؿ ويوحنا الرائي أكموا كممة اهلل فيي مشبعة ،واألكؿ معناه أف نيضـ الكممة ونختبرىا ،اي ننفذىا .والتعاليـ التي نحصؿ عمييا في
الكنيسة ىي طعاـ نقي ،أما ما ىو خارج الكنيسة فطعاـ غير نقي والكنيسة نجد فييا أشيى مائدة (جسد الرب ودمو) .إِلَى ِمي ِ اح ِة ُي ِ ورُد ِني = الراعي ىو الذي يقود القطيع ليشرب ويرتوي مف ينابيع الروح القدس .وىذا ما اه َّ الر َ َ كنا نحصؿ عميو إال بعد أف َّ قدـ الراعي نفسو عنا عمى الصميب (مزٕٕ) (يو .)ٖٚ2ٚ،ٖٛىذا الماء يروي الشجرة المغروسة عمى مجاري المياه .والروح القدس ىو معطي النعمة لكؿ مؤمف خبلؿ األسرار بدءاً بماء
المعمودية.
ٗ ٖ ِ ِ ِ ت ِفي َو ِادي ِظ ٍّل ا ْل َم ْو ِت الَ ضا إِ َذا ِس ْر ُ اس ِم ِو .أ َْي ً س ُب ِل ا ْل ِبٍّر ِم ْن أ ْ َج ِل ْ اآليات (َٖ " - )ٗ-ي ُرد َن ْفسيَ .ي ْيديني إِلَى ُ ش ًّرا ,أل ََّن َك أَ ْن َ ِ اك َو ُع َّك ُاز َك ُى َما ُي َعٍّزَي ِان ِني". أَ ص َ اف َ َخ ُ ت َمعيَ .ع َ
82
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والعشرون)
ىنا نجد المسيح ىو الطريؽ والقائد في ىذا الطريؽ .ليرد النفوس التائية إلى الكنيسة (بيت اآلب) ،كما عاد
االبف الضاؿ لبيت أبيو ،وحينما نبتعد يدفعنا الروح القدس لنعود .وىذه العطايا ليست مف أجؿ استحقاقنا لكف مف
أجؿ اسمو والرب رسـ لنا طريقاً ضيقاً ،لكنو ىو الذي يقودنا .بؿ يستخدـ اهلل بعض التجارب واآلالـ ليردنا
لمطريؽ أف لـ نسمع لصوت التعزيات .وما ىي سبؿ البر إال بر المسيح فيو يقودني إلى ذاتو بكونو الطريؽ ِ اآلم ْف الذي يحممنا بروحو القدوس إلى حضف اآلب .بؿ مف يثبت في المسيح الطريؽ ال يخاؼ الموت فيو ذاقو ألجمنا مف قبؿ ويعرؼ طريؽ الخروج منو بالقيامة .ولف نخاؼ ماداـ معنا ،ألنو سيأخذنا معو في طريؽ القيامة، ت ِفي َو ِادي بؿ لف نخاؼ مف أي ألـ فيو قد إجتاز أصعب آالـ وىي آالـ الصميب وخرج منيا منتص اًر .إِ َذا ِس ْر ُ ِظ ٍّل ا ْل َم ْو ِت = وادي ظؿ الموت ىو ىذه الحياة بحروبيا وضيقاتيا ،وآخر عدو لنا وأصعب ضيقة ىي الموت،
ولكنو يسميو ىنا ظؿ الموت ،فمـ َي ُع ْد لمموت سمطاف عمينا لـ َي ُع ْد الموت موت أبدى ،بؿ ىو انتقاؿ "مف آمف بي ِِ صا في طرد الحيوانات المفترسة بعيداً ص َ اك َو ُع َّك ُاز َك ُى َما ُي َعٍّزَيانني = الراعي يستخدـ ال َع َ ولو مات فسيحيا"َ .ع َ عف قطيعوَ ،وال ُع َّك ُاز ليستند عميو وبو يضرب الخروؼ الجامح الذي يحاوؿ اليروب وىذا يشير لتأديب األبوة الحانية الحازمة .وىذا ما يعزينا أنو ال يتركنا نبتعد فنتوه .فعصاتو ىذه تحمينا مف الذئاب الخارجية والذئاب
الداخمية (ميولنا المنحرفة وراء شيوات الجسد). ْسيَ .كأ ِ ت ِبالد ْى ِن أر ِ َّامي م ِائ َدةً تُجاه م َ ِ اآليات (٘٘" - )ٙ-تُرتٍّب قُد ِ ْسي َريَّاٙ .إِ َّن َما َخ ْيٌر َو َر ْح َم ٌة س ْح َ َ ُ ضا ِيق َّيَ .م َ َ َ َ ُ َ ِ ِِ ب إِلَى م َدى األَي ِ ِ َّام". الر ٍّ َس ُك ُن ِفي َب ْي ِت َّ َيتْ َب َعانني ُك َّل أَيَّام َح َياتيَ ,وأ ْ َ ىنا نجد المسيح الصديؽ المضيؼ ،الذي أعد وليمة بذبيحة نفسو ليشبعني وييبني فرحاً .لقد وجد راعينا أف عدونا قائـ ض دنا فأعد ىو بنفسو المائدة لنجمس ونأكؿ دوف أف نخاؼ العدو الذي يطرؽ أبوابنا .وكما أعد اهلل
المف لشعبو طعاماً في رحمة غربتيـ أعد لنا مائدة التناوؿ في رحمة غربتنا .فاألعداء حاولوا إعاقة رحمتنا إلى
السماء مسكننا اإلليي ،فأعطانا راعينا جسده نثبت فيو حتى نصؿ إلى مسكننا .ونبلحظ أف اهلل أعطى المف ت ِبالد ْى ِن أر ِ ْسي = س ْح َ لشعبو بعد الخروج ،والمسيح أعطانا جسده بعد أف حررنا بصميبو مف عبودية إبميس َم َ َ إشارة لسر الميروف وبو نصير مسكنا لمروح؟ ومف ثماره الفرح الذي مؤل كأسي فإرتويت مف محبة الرب (الخمر
رمز لمفرح) .فقديماً كانوا في الحزف يمبسوف المسوح ويجمسوف في الرماد .وفي الفرح يدىنوف بالزيت .وكاف مسح الضيؼ بالزيت عبلمة تكريـ وكأف المسيح يستضيفنا عمى مائدة ويدىنا بزيت ليفرحنا ويخزي أعدائنا بمحبتو لنا.
ونبلحظ أف الراعي يحمؿ معو زيتاً لترطيب جراحات قطيعو .وأما الكأس لمرعية فيي كتمة حجرية منحوتة
ومجوفة يمؤلىا الراعي بالمياه العذبة كؿ اليوـ ليشرب القطيع والراعي يمؤلىا دائماً حتى تفيض ،فيبرد الماء المنسكب جدرانيا ،فيو كراعي صالح كمو حناف ،ال يرضي اف يجد قطيعو ىذا الكاس الذي يشرب منو القطيع
وقد جعمتو ح اررة الشمس ساخنا ،فيمتيب فـ الخروؼ الذي يأتي ليشرب فيذا الماء المنسكب عمي الحواؼ يبردىا = َكأ ِ ْسي َريَّا = أي مروية وفي ىذا إشارة لمبركات والتعزيات الدائمة .وىذه التعزيات والبركات نأخذىا مف داخؿ ب م َدى األَي ِ َّام .ونجد في مثؿ ناثاف النبي لداود أف الحمؿ ىنا سكف في بيت س ُك ُني ِفي َب ْي ِت َّ الكنيسة= م ْ الر ٍّ َ الراعي (ٕصـٖٔ .)ٖ-ٔ2وقولو مدى األياـ يشير لسكنانا ىنا وفي األبدية في بيت الرب.
83
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والعشرون)
ونصمي ىذا المزمور في الساعة الثالثة ،التي نذكر فييا صدور الحكـ عمى مخمصنا الراعي الصالح في وادي الموت ،ويعطينا الروح القدس بمسحتو في مثؿ ىذه الساعة.
84
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والعشرون)
المزمور الرابع والعشرون
عودة لمجدول
المزمور الرابع والعشرون (الثالث والعشرون في األجبية) يرى بعض المفسريف أف داود رتؿ ىذا المزمور عند إصعاد تابوت العيد مف بيت عوبيد أدوـ إلى جبؿ صييوف
(ٕصـ .)ٔٚ-ٕٔ2ٙوالتابوت يمثؿ الحضرة اإلليية في موكب يرتفع إلى مدينة اهلل المقدسة عمى قمـ الجباؿ العالية .ويقوؿ يوسيفوس أف ٚفرؽ مرتميف وموسيقييف كانوا يتقدموف التابوت مرتميف ىذا المزمور في ىذه
المناسبة.
وبروح النبوة رأي داود السيد المسيح صاعداً إلى مقدسو السماوي.
والمسيح في صعوده أعطى لئلنساف أف يصعد معو إلى السماء التي فتحيا ىو ،ولكف المرتؿ ىنا يذكر أف مف
سيصعد مع المسيح لو مواصفات معينة ،أي مف لو أعماؿ صالحة.
(مزٕٕ) حدثنا عف المسيح المصموب و(مزٖٕ) حدثنا عف الراعي الصالح الذي بصميبو يقودنا إلى مراعي خضراء و(مزٕٗ) نرى فيو موكب مقدس غالب خبلؿ أبواب السماء المفتوحة ،والممؾ الممجد وسط شعبو يصعد بيـ إلى أمجاده السماوية .ولذلؾ تنشد الكنيسة ىذا المزمور في عيدي القيامة والصعود .فيذا المزمور نقولو في
تمثيمية القيامة .فالسيد المسيح نزؿ إلى عالمنا ليممؾ عمينا بصميبو ،وىو يقدس حياتنا لييبنا االستحقاؽ لندخؿ
لموضع قدسو .ونسمع ىنا عف ألقاب المسيح "ممؾ المجد -الرب الجبار في الحروب -رب الجنود" ألف دخولنا إلى السماء احتاج أف ييزـ ىو الشيطاف أوالً ومازاؿ يحاربو ويغمب فينا حتى اآلف ،فالمعركة لـ تنتيي. ونرتؿ ىذا المزمور في الساعة الثالثة فيو مزمور الصعود .والصعود أعقبو حموؿ الروح القدس.
ٔ اك ِن َ ِ الس ِ ييإ .ألَنَّ ُو َعمَى ا ْل ِب َح ِ س َياَ ,و َعمَى اآليات (ٔ " - )ٕ-لِ َّمر ٍّ ار أ َّ س ُكوَن ُةَ ,و ُكل َّ ب األ َْر ُ ض َو ِم ْم ُؤ َىا .ا ْل َم ْ ين ف َ َس َ األَ ْن َي ِ ار ثَبَّتَ َيا".
الرب خمؽ األرض كميا .ونرى في خمقة األرض قدرة اهلل .ولكف قبؿ المسيح لـ يعرؼ الرب سوى الييود .وبعد المسيح عرفتو المسكونة كميا وآمنت بو ،إذ ممؾ بالحب عمى كؿ المسكونة .في فرح داود بصعود التابوت والشعب يسبح ،رأى بروح النبوة المسكونة كميا ممثمة في كنيسة العيد الجديد مسبحة لممكيا المسيح وىو في
وسطيا ،بؿ رأى ىذه الكنيسة صاعدة لمسموات مع عريسيا.
َعمَى ا ْل ِب َح ِ ويبدع مف أجؿ اإلنساف ار أ َّ س َيا = في بداية الخميقة كاف روح اهلل يرؼ عمى وجو المياه ليخمؽ ُ َس َ محبوبو ،فيتمتع اإلنساف باألرض .العالـ الذي نعيش فيو يشار لو با ْل ِب َح ِر لتقمباتو .واالرض وكؿ إمكانياتيا
85
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والعشرون)
ار .وروحياً فا ْل ِب َح ِ وخيراتيا= األَ ْن َي ِ ار تشير لمعالـ المتقمب ولكف المسيح ثبت كنيستو وسط ىذا العالـ عمى األنيارواألَ ْن َيارتشير لمروح القدس الذي يقود المؤمنيف وسط آالـ ىذا العالـ المتقمب ويعزييـ. ا ْل َي َد ْي ِنَ ,و َّ الن ِقي ا ْل َق ْم ِب, لو َخبلَ ِ إِ ِ ص ِوٙ .ى َذا ُى َو
ٖ ض ِع قُ ْد ِس ِو؟ ٗاَلطَّ ِ ب؟ وم ْن يقُوم ِفي مو ِ اى ُر ص َع ُد إِلَى َج َب ِل َّ َْ اآليات (َٖ " - )ٙ-م ْن َي ْ الر ٍّ َ َ َ ُ ٘ الَِّذي لَم ي ْح ِم ْل َن ْفس ُو إِلَى ا ْلب ِ بَ ,وِب ًّار ِم ْن الر ٍّ ف َك ِذ ًباَ .ي ْح ِم ُل َب َرَك ًة ِم ْن ِع ْن ِد َّ اط ِلَ ,والَ َحمَ َ َ ْ َ َ ِ َّ ِ وبِ .سبلَ ْه". س َ ون َو ْج َي َك َيا َي ْعقُ ُ ا ْل ِجي ُل الطال ُب ُو ,ا ْل ُم ْمتَم ُ ب ىو مو ِ ض ِع قُ ْد ِس ِو وىو أورشميـ السمائية .وىنا نرى أىمية األعماؿ الر ٍّ ص َع ُد مع المسيح؟ ونبلحظ أف َج َب ِل َّ َْ َم ْن َي ْ مثؿ نقاوة القمب وطيارة اليد والجياد عموماً .وىذا ىو منيج الكنيسة األرثوذكسية .ومف يجاىد لكي ينقي قمبو
يعايف اهلل (مت٘ .)ٛ2ومف يسير عمى نقاوة قمبو يصير قمبو سماء مقدسة يسكف فييا اهلل .ونبلحظ أف حياة
المؤمف ىي صعود مستمر ونمو مستمر ،فمف يتغذى ويرتوي بمياه األنيار (الروح القدس) ينمو ويكوف لو ثمار. الَِّذي لَم ي ْح ِم ْل َن ْفس ُو إِلَى ا ْلب ِ اط ِل = أي لـ ينشغؿ بتفاىة ىذا العالـ وممذاتو .ومف يصنع ىذا يناؿ بركة مف َ ْ َ َ وب وليس العالـ. الرب .ىؤالء الذيف يبتغون َو ْج َو إلو َي ْعقُ ُ ِٚ ِ َّات ,فَ َي ْد ُخ َل َمِم ُك ا ْل َم ْج ِدَ ٛ .م ْن اب الد ْ َّى ِري ُ وس ُك َّنَ ,و ْارتَف ْع َن أَيَّتُ َيا األ َْب َو ُ اآليات ( " - )ٔٓ-ٚا ْرفَ ْع َن أَيَّتُ َيا األ َْرتَ ُ اج ُر ُؤ َ ٜ ِ الرب ا ْل َجبَّار ِفي ا ْل ِقتَ ِ وس ُك َّنَ ,و ْارفَ ْع َن َيا َّارَّ , ُى َو ى َذا َممِ ُك ا ْل َم ْج ِد؟ َّ الْ .ارفَ ْع َن أَيَّتُ َيا األ َْرتَ ُ اج ُر ُؤ َ ُ ير ا ْل َجب ُ الرب ا ْلقَد ُ َّات ,فَ َي ْد ُخ َل َممِ ُك ا ْل َم ْج ِدَ ٔٓ .م ْن ُى َو ى َذا َممِ ُك ا ْل َم ْج ِد؟ َرب ا ْل ُج ُنوِد ُى َو َممِ ُك ا ْل َم ْج ِدِ .سبلَ ْه". اب الد ْ َّى ِري ُ أَيَّتُ َيا األ َْب َو ُ في اآليات (ٔ )ٕ،رأينا اهلل الممؾ الخالؽ وفي اآليات (ٖ )ٙ-نرى اهلل الممؾ الذي يقدس شعبو وىنا نرى صورة الممؾ الغالب ،المسيح الذي صار إنساناً ثـ صعد بجسد بشريتنا إلى السماء .وكما أصعد شعبو مف مصر ىا
ىو يصعد شعبو مف العالـ لمسماء( .رؤ )ٕ2ٙنرى فيو صورة الغمبة .فيو جاء ليدخؿ عالمنا كمحارب ،يحارب باسمنا ولحسابنا .وىنا نرى المبلئكة في موكب المسيح الصاعد ينادوف عمى المبلئكة حراس أبواب السماء
َّى ِرية .وكممة دىرية ال تشير ألبواب الخيمة أو اب الد ْ ليفتحوا األبواب لممؾ المجد .ليفتحوا أبواب السماء= األ َْب َو ُ حتى أبواب الييكؿ .لقد عبر داود بفكره مف الرموز إلى الحقائؽ ،ومف صعود تابوت العيد إلى جبؿ صييوف إلى
صعود المسيح بجسد بشريتنا لمسماء ما كاف ممكناً أف تغمؽ أبواب السماء أماـ رب السماء .ولكف الغريب
بالنسبة لممبلئكة أف تجد رب السماء لو جسد بشري ،وكأف المبلئكة تتساءؿ مف ىذا اإلنساف الذي يفتح لو أبواب
السماء .فاإلنساف بسبب خطيتو أغمقت أمامو أبواب السماء ،أبواب العدالة الدىرية .وىا ىو رب ا ْل ُج ُن ِ ود يفتحيا َ لو وىذا ما سبب ذىوؿ المبلئكة فتساءلت .بؿ نزؿ الرب أوالً إلى الجحيـ وفتح أبوابو الدىرية التي كانت قد أغمقت عمى اإلنساف لمدى الدىر وىنا....تأمؿ -2
تأمل 2فقموبنا مغمقة بسبب شيوات ىذا العالـ ،والمسيح واقؼ عمى أبواب قموبنا يقرع ليدخؿ (رؤٖ )ٕٓ2فيؿ
نفتح ونتخمى عف الخطايا المحبوبة.
86
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والعشرون)
المزمور الخامس والعشرون
عودة لمجدول
المزمور الخامس والعشرون (الرابع والعشرون في األجبية) ىذا المزمور ىو صبلة جميمة ،نموذج نتعمـ منو الصبلة ،فيو عناصر الصبلة المطموبة. آية (ٔ) ٔ " -إِلَ ْي َك َيا َرب أ َْرفَعُ َن ْف ِسي". ٔإِلَ ْي َك َيا َرب أ َْرفَعُ َن ْف ِسي = الصبلة ليست مجرد وقوؼ أماـ اهلل ،ولكنيا رفع لمنفس أي عدـ االنشغاؿ
باألرضيات وشيوات العالـ ،فمثؿ ىذه الشيوات تربط النفس باألرض وتمنعيا عف اإلرتفاع إلى فوؽ (كوٖ-ٔ2
ٓٔ) .وبعد أف يرتفع القمب عف األرضيات ،يجب أف ينشغؿ الذىف بالتفكير في السماويات ،بالمسيح الذي فدانا
(لذلؾ نضع دائماً صورة المسيح المصموب في كؿ كنيسة) (ٔكوٕ + ٔ2ٕ،غؿٖ .)ٔ2وحيف نرفع أيدينا في
الصبلة فمنفكر في أننا يجب أف نرفع عيوننا وأفكارنا وقموبنا لمسماء وبذلؾ ال نسمع ما قيؿ في (أش)ٖٔ2ٕٜ
وىذا ما نسمعو في القداس "إرفعوا قموبكـ" ونجيب "ىي عند الرب" وألف رفع القمب ىو ىبة إليية نسمع الكاىف
يقوؿ "فمنشكر الرب"الذى اعطانا ىذا .
ٖ ٕ يك الَ ت ,فَبلَ تَ َد ْع ِني أ ْ َخ َزى .الَ تَ ْ ضا ُكل ُم ْنتَ ِظ ِر َ اآليات (َٕ " - )ٖ-يا إِل ِيي َعمَ ْي َك تََو َّك ْم ُ َع َد ِائي .أ َْي ً ش َم ْت ِبي أ ْ س َب ٍب". َي ْخ َز ْوا .لِ َي ْخ َز ا ْل َغ ِاد ُر َ ون ِببلَ َ
نجد ىنا داود يشتكي مف األعداء ،ربما إبشالوـ أو شاوؿ أو أي عدو آخر ..وربما أعداء روحييف ،ونحف لنا
أعداء كثيريف مثؿ الشيطاف ،الموت ،الذات وشيواتيا لمعالـ .والنفس التي ارتفعت عف األرض إلى محبة اهلل ون ِببلَ تدرؾ قوتو فتتكؿ عميو لينجييا مف أعدائيا وىي لف تخزى أبداً أماـ أعدائيا األشداء .ولنبلحظ قولو ا ْل َغ ِاد ُر َ س َب ٍب = فبل سبب لعداوة الشيطاف ضدنا ،ولكف اهلل معنا .ما أحمى أف نصمي هلل بثقة فيو واتكاؿ عميو. َ ٘ ٗ لو َخبلَ ِ ِ صي. ت إِ ُ سُبمَ َك َعمٍّ ْم ِنيَ .دٍّرْب ِني ِفي َحقٍّ َك َو َعمٍّ ْم ِني ,أل ََّن َك أَ ْن َ اآليات (ٗ " - )٘-طُُرقَ َك َيا َرب َعٍّرفْنيُ . ت ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو". إِي َ َّاك ا ْنتَظَ ْر ُ ىنا يطمب داود اإلرشاد اإلليي ،ىو يقؼ كتمميذ أماـ معممو ليتعمـ ،يتعمـ كيؼ يصمي وكيؼ يتضع ،وكيؼ
يحمؿ الصميب وكيؼ يخدـ ،عممني يا رب كيؼ أسمؾ في طريقؾ ىنا نتعمـ مف داود أف الصبلة ليست كبلماً فقط بؿ نسمع صوت الروح القدس يعممنا .وداود ال يتعجؿ أي شئ ،بؿ ىو ي ْنتَظَ ْر الرب النيار ُكمَّ ُو = فاهلل يعطي التعميـ في الوقت المناسب .ونبلحظ أف أىـ مصادر التعميـ ىو التأمؿ في الكتاب المقدس بروح الصبلة. َدٍّرْب ِني ِفي َحقٍّ َك = فاهلل المعمـ يدربنا ويروض أجسادنا لنخضع لو ويصير لنا طريقو ونتقدس .والتعميـ ىو اعطاء 87
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والعشرون)
الوصية ،اما التدريب لبلنساف فيو ترويض لبلنساف الذي يحمؿ طبيعة متمردة ورثيا مف ابيو آدـ .وكوف داود
ينتظر الرب النيار كمو فيذا يعني أنو يظؿ عمره كمو يتعمـ ويقبؿ التدريب وال يظف أنو صار كامبلً ال يحتاج
لتعميـ (فيٖ.)ٔٛ-ٕٔ2
ٙ ِ سا َن ِات َك ,أل ََّن َيا ُم ْن ُذ األ ََز ِل ِى َي". آية ( " - )ٙا ْذ ُك ْر َم َراح َم َك َيا َرب َوِا ْح َ ا ْذ ُكر يارب مر ِ اح َم َك = اهلل ُيسَّر بأف يطالبو االبف بحقو في المراحـ والرأفات" ،بكونو منبع الحب األزلي ،ىذه ْ ََ
الطمبة تؤكد إيماف مف يصمي بيا وثقتو في وعود اهلل بمراحمو ألوالده.
ٚ صباي والَ مع ِ ِ َج ِل ُجوِد َك َيا َرب". اص َّيَ .ك َر ْح َم ِت َك ا ْذ ُك ْرِني أَ ْن َ ت ِم ْن أ ْ آية ( " - )ٚالَ تَ ْذ ُك ْر َخطَ َايا َ َ َ َ َ مف شروط الصبلة المستجابة ،االعتراؼ بالخطية (أش ،)٘2ٙوىكذا قاؿ بطرس لمسيد المسيح أخرج يا رب مف
سفينتي ألنني رجؿ خاطئ (لو٘ .)ٛ2وداود ىنا يذكر خطايا صباه وال يتناساىا ولذلؾ عمينا أف نقؼ أماـ اهلل
ونذكر خطايانا شاكريف اهلل الذي غفرىا ،لكف ال نقؼ كمبرريف ونظف في أنفسنا أننا أبرار .وىو يعتمد فقط عمى رحمة اهلل= َك َر ْح َم ِت َك ا ْذ ُك ْرِني. آية (ٛ" - )ٛاَ َّلرب صالِح وم ِ يق". يم ,لِذلِ َك ُي َعمٍّ ُم ا ْل ُخ َ طاةَ الطَّ ِر َ َ ٌ َُ ْ ستَق ٌ ىذه أيضاً مف شروط الصبلة الصحيحة ،أف ننسب كؿ الصبلح هلل ،ورعايتو ألوالده. آية (ٜ" - )ٜي َدٍّرب ا ْلوَدع ِ اء طُُرقَ ُو". اء في ا ْل َحقٍَّ ,وُي َعمٍّ ُم ا ْل ُوَد َع َ ُ ُ ُ َ َ نرى ىنا مف الذي يقبؿ التعميـ والتدريب اإلليي ىـ الودعاء المتضعيف غير المتكبريف. ٓٔ ق لِح ِ اد ِات ِو". الر ٍّ سُب ِل َّ اف ِظي َع ْي ِد ِه َو َ ش َي َ ب َر ْح َم ٌة َو َح ٌّ َ آية (ٓٔ) ُ " -كل ُ ب كميا َر ْح َم ٌة َو َح ٌّ ق ويكتشؼ ىذا مف يبتغي حقاً أف يعرؼ. الر ٍّ طرق َّ
َّ ِ ِ ِِ َج ِل ِ ٔٔ ِ يم". آية (ٔٔ) " -م ْن أ ْ ْ اسم َك َيا َرب ا ْغف ْر إثْمي ألَن ُو َعظ ٌ اعتراؼ آخر بالخطية .وىو يطمب الغفراف ليس ألنو يستحؽ ولكف ألجؿ كرامة ومجد اسـ الرب الذي دعي عميو" ،لكي يرى الناس أعمالكـ الصالحة فيمجدوا أباكـ الذي في السموات". ٖٔ اآليات (َٕٔ ٕٔ" - )ٖٔ-م ْن ُى َو ِ سمُ ُو الر َّ ب؟ ُي َعمٍّ ُم ُو َ ف َّ ان ا ْل َخ ِائ ُ س ُو ِفي ا ْل َخ ْي ِر تَِب ُ س ُ يتَ ,وَن ْ ط ِريقًا َي ْختَ ُارهَُ .ن ْف ُ اإل ْن َ ض". َي ِر ُ ث األ َْر َ
اإلنساف الخائؼ الرب ،يرشده الرب لمطريؽ التي ارتضاىا لو وتثبت نفسو في خيرات الرب الروحية في ىذه
ض = بمفيوـ العيد القديـ تستمر األرض التي أعطاىا ليـ اهلل ليـ سمُ ُو َي ِر ُ ث األ َْر َ الحياة وفي الحياة األخرىَ .ن ْ ولنسميـ وال يأخذىا منيـ األعداء .وروحياً اآلف ميراث األرض ىو ميراث نصيبنا السماوي والنسؿ ىـ كؿ مف عرؼ المسيح عف طريؽ شيادتنا وخدمتنا وحياتنا ،فكؿ المؤمنيف ىـ نسؿ الرسؿ والتبلميذ.
88
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والعشرون)
ٗٔ يو ,وعي ُده لِتَعمِ ِ الر ٍّ ِ ِ ِ ِ يم ِي ْم". آية (ٗٔ) ِ " -سر َّ ب ل َخائف َ َ ْ ُ ْ
خائؼ الرب يتمتع بمجد الرب ،الروح القدس يكشؼ لو أسرار السماء (ٔكوٕ.)ٖٔ-ٜ2
٘ٔ ب ,أل ََّن ُو ُى َو ُي ْخ ِر ُج ِر ْجمَ َّي ِم َن َّ الش َب َك ِة". الر ٍّ اي َد ِائ ًما إِلَى َّ آية (٘ٔ) َ " -ع ْي َن َ الذيف يثبتوف عيونيـ عمى الرب دائماً ينجوا مف الشباؾ المنصوبة ليـ .فمنثبت عيوننا عمى اهلل وال ننشغؿ
باألرضيات فننجذب لخداعاتيا وممذاتيا فتكوف لنا شركاً. ِ ِ ِٔٙ ين أََنا. س ِك ٌ اآليات ( " - )ٔٚ-ٔٙا ْلتَف ْت إِلَ َّي َو ْار َح ْمني ,أل ٍَّني َو ْح ٌد َو ِم ْ أَ ْخ ِر ْج ِني".
ضيقَ ِ ٔٚاُفْر ْج ِ ش َد ِائ ِدي ات َق ْم ِبيِ .م ْن َ ُ
ىنا شرط آخر لمصبلة المقبولة وىو االنسحاؽ "القمب المنكسر والمتواضع ال يرذلو اهلل" .فداود يقوؿ ىا أنا ابن
َو ْح ٌد َوفقير = أي منفرد ومعزوؿ أي ليس لي مف ألجأ إليو سواؾ لتخرجني مف ضيقتي ،فأنا ضعيؼ جداً (يقوؿ ىذا وىو ممؾ لو جيوش) .ولو مف االمواؿ الك ثير جدا وقادر اف يمتمؾ االكثر ،ولكنو شاعر بانو بدوف اهلل فيو ال شئ .وكؿ مف لـ يشعر بأف اهلل يمؤل حياتو يشعر بعزلة ميما كاف عدد الناس المحيطيف بو .وبيذا فداود
كاف فاىما لمرسالة التى وجييا المسيح لمبلؾ كنيسة الودكية " انا مزمع اف اتقيأؾ....النؾ تقوؿ انى غني("....
رؤ ٖ .)ٔٚ، ٔٙ 2
ممحوظة 2مف يأس ألنو سقط في خطية ليس لو فكر مسيحي .فنحف نعمـ أننا قابميف لمخطية بسبب ضعؼ طبيعتنا والخطية الساكنة فينا .ولكف فمنسرع كما فعؿ داود ونعترؼ بخطيتنا واثقيف في قوة دـ السيد المسيح الذي
يبررنا .وأما اليأس فيترجـ أنو كبرياء.
ٜٔ ٔٛ ِ ِ َع َد ِائي أل ََّن ُي ْم قَ ْد َكثُُروا, يع َخ َ اآليات ( - )ٕٔ-ٔٛا ْن ُ اي .ا ْنظُ ْر إِ َلى أ ْ ظ ْر إِلَى ُذلٍّي َوتَ َع ِبيَ ,وا ْغف ْر َجم َ ط َاي َ ٕٓ تٕٔ .ي ْحفَظُ ِني ا ْل َكما ُل و ِ ام ُة, ضوِني. احفَ ْظ َن ْف ِسي َوأَ ْن ِقذ ِْني .الَ أ ْ ُخ َزى أل ٍَّني َعمَ ْي َك تََو َّك ْم ُ ْ ضا ظُ ْم ًما أ َْب َغ ُ َوُب ْغ ً َ َ َ ْ االستقَ َ أل ٍَّني ا ْنتَظَ ْرتُ َك. ٕٕ يل ِم ْن ُك ٍّل ِ ِ ضيقَ ِات ِو". س َرِائ َ آية (ٕٕ) َ " -يا اَهللُ ,افْد إِ ْ ِ يل = وىذاتـ س َرِائ َ ىنا نصؿ لشرط آخر لمصبلة المقبولة وىو الصبلة مف أجؿ اآلخريف وكؿ الكنيسة .افْد إِ ْ بالصميب.
ونصمي ىذا المزمور في باكر فنذكر المضايقيف الذيف اجتمعوا حوؿ المسيح والخبلص الذي صنعو المسيح. االبف الوحيد الفقير ،الذي افتقر ليغنينا.
89
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والعشرون)
المزمور السادس والعشرون
عودة لمجدول
المزمور السادس والعشرون(الخامس والعشرون في األجبية) ربما قاؿ داود ىذا المزمور في فترة ىروبو مف شاوؿ أو مف ثورة إبشالوـ ضده حيف أثار أعداءه عدة أكاذيب
ضده وصوروه كإنساف شرير جداً ،وكانت التيـ تتمخص في أنو خائف لوطنو إذ أنو إضطر أف يمجأ لمفمسطينييف وأنو اشترؾ مع الوثنييف في عبادتيـ تاركاً عبادة بيت الرب .وداود ىنا شاع اًر بيذا الظمـ يدافع عف نفسو ضد
ىذه التيـ تاركاً الحكـ عمى قمبو هلل العادؿ ليصدر حكماً بالبراءة عميو.
يرمز داود ىنا في ىذا المزمور لممسيح الذي صار عا اًر عند البشر .وكأف المسيح ىو الذي يقوؿ أحكـ لي يا رب فأني بكمالي سمكت= وبحسب السبعينية "بدعتى سمكت" والمسيح ىو الوحيد الذي يقاؿ عنو أنو كامؿ فيو
ببل خطية وكاف وديعاً كشاة تساؽ إلى الذبح دوف أف تفتح فاىا .أما داود فحيف يقوؿ بكمالي سمكت ال يقصد
الكماؿ المطمؽ ولكف أنو برئ مف التيـ الموجية إليو ظمماً .احكـ لي=تعني دافع عني.
والكنيسة المضطيدة ببل سبب يمكنيا أف ترتؿ ىذا المزمور مع مسيحيا ليدافع عنيا ضد مضطيدييا ويحكـ
ببراءتيا ويظيرىا عروساً لو.
نرتؿ ىذا المزمور في صبلة الساعة الثالثة فنذكر الساعة التي صدر الحكـ فييا عمى المسيح وشيود الزور
ضده وكيؼ أنو سمؾ بدعة وكاف كامبلً وكيؼ أنتصر.
ِ آية (ٔ) ِٔ" -اق ِ ِ ت ِببلَ تَ َق ْم ُقل " الر ٍّ تَ ,و َعمَى َّ ب تََو َّك ْم ُ سمَ ْك ُ ْض لي َيا َرب أل ٍَّني ِب َك َمالي َ لـ يكف أماـ داود ،وقد وجو لو أعداءه اتيامات ظالمة ،إال أف يمجأ هلل ليشيد لو أنو لـ يفعؿ كؿ ما قيؿ عنو. واضعاً كؿ إتكالو عمى الرب وليس عمى إنساف.
آية (ٕ) ٕ" -جٍّرْب ِني يا رب و ِ ص ٍّ ف ُك ْم َيتَ َّي َوَق ْم ِبي". َ امتَح ٍّنيَ . َ َ َ ْ ِ ص ٍّ ف ُك ْم َيتَ َّي = جربني ىنا جاءت بمعنى فحص المعادف بالنار لتنقيتيا وداود ىنا غير أيوب. َجٍّرْبني َيا َربَ ..
فأيوب حيف فاجأتو التجارب صرخ إلى اهلل متسائبلً لماذا سمحت بكؿ ىذا يا رب فأنا بار ..أما داود فصرخ لتكف ىذه اآلال ـ والتجارب لتنقيتي ،فمف يحبو الرب يؤدبو ..ىو ىنا يريد أف تكشؼ التجارب لو حقيقة ضعفاتو ليكمؿ،
فقولو جربني ال يعني أف يعرؼ اهلل بعد التجربة حقيقة قمبو فاهلل عالـ بكؿ شئ ،إنما لكي ينكشؼ أماـ داود نفسو
،أخطاءه الدفينة .والكمية تشير لمداخؿ ،ىي تنقي الدـ وداود يريد تنقية داخمو تماماً( .يعٖٔ + ٕ2ٔ،بطٔ+ ٛ2
ٕكؤٕ.)ٔٓ2
90
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والعشرون)
ِ ت ِب َحقٍّ َك". آية (ٖ) ٖ" -أل َّ سمَ ْك ُ ام َع ْينيَ .وقَ ْد َ َن َر ْح َمتَ َك أ َ َم َ األساس الذي نقبؿ بو أي تجربة ىو أف كؿ ما يمر بحياتنا مبنى عمى أساس رحمة اهلل ،وأف كؿ شئ لمخير
ت ِب َحقٍّ َك .فيو برئ مف التيـ التي وجيت إليو ،وىو يحب اهلل لذلؾ يثؽ في استمرار سمَ ْك ُ لمذيف يحبوف اهلل= َوقَ ْد َ مراحـ اهلل كما أختبرىا مف قبؿ. ٘ اس السو ِء ,ومع ا ْلم ِ اآليات (ٗٗ" - )٘-لَم أ ْ ِ س َم َع أَُن ِ ش َر ِ ار اع َة األَثَ َم ِةَ ,و َم َع األَ ْ ضُ ين الَ أ َْد ُخ ُل .أ َْب َغ ْ اك ِر َ ت َج َم َ َجم ْ ْ َََ َ الَ أ ْ ِ س". َجم ُ
نرى نموذج لكماؿ داود وتدقيقو في اختيار أصدقائو .فالناس يعرفوف مف أصدقائيـ .وىنا يدافع عف نفسو فيو
مع أنو إلتجأ لموثنييف إال أنو ال يشترؾ في أعماليـ .ىو كاف محروماً بالجسد مف مشاركة شعبو عبادتيـ ولكف
قمبو كاف ىناؾ في أورشميـ.
ٙ ِ وف ِبمذْب ِح َك يا ربٚ ,ألُس ٍّمع ِب ِ ي ِفي َّ ٍّث ِب َج ِمي ِع اآليات ( " - )ٛ-ٙأَ ْغ ِس ُل َي َد َّ ُحد َ ص ْوت ا ْل َح ْمدَ ,وأ َ النقَ َاوِة ,فَأَطُ ُ َ َ َ َ َ َ َ ٛ ِ ِ س َك ِن َم ْج ِد َك". َح َب ْب ُ َع َج ِائ ِب َكَ .يا َرب ,أ ْ ت َم َح َّل َب ْيت َك َو َم ْوض َع َم ْ يعمف أنو ولو أنو ىارب مف أورشميـ إال أنو ىو معيـ ،وكأنو ي ْغ ِس ُل َي َد َّيو ب َّ النقَ َاوِة ،ال بماء المرحضة مع الكينة ولكف بنقاوة القمب الداخمي ،ويطوؼ حوؿ المذبح ال بجسده وانما بشوقو الداخمي ،يسمع التسبيح السماوي بأذنيو
الروحيتيف .وغسؿ يديو يشير ألنو لـ يشترؾ في عبادة األوثاف كما اتيموه ظمماً .ونحف نغسؿ أيادينا ونتطير مف الماء والدـ المذيف فاضا مف جنب المسيح (معمودية +توبة) .والطواف حول المذبح= كاف الكينة يفعموف ذلؾ
بعد تقديـ الذبيحة .وكاف الشعب يتابعيـ مسبحاً .وىنا داود يشعر أنو بقمبو يتابع تقديـ الذبائح ويسبح اهلل مخب اًر
بجميع عجائبو ومراحمو.
ٓٔ ال الدٍّم ِ اآليات (ٜ" - )ٕٔ-ٜالَ تَ ْجمع مع ا ْل ُخطَ ِ اة َن ْف ِسيَ ,والَ م َع ِر َج ِ ين ِفي أ َْي ِدي ِي ْم َرِذيمَ ٌة, اء َح َي ِاتي .الَِّذ َ َْ ََ َ َ ٕٔ ٔٔ َما أََنا فَ ِب َكمالِي أَسمُ ُك .اف ِْد ِني وارحم ِنيِ .ر ْجمِي و ِاقفَ ٌة عمَى سيلِ .في ا ْلجماع ِ ات ش َوةً .أ َّ َوَي ِمينُ ُي ْم َمآل َن ٌة ِر ْ ََ َ َ َْ ْ َ ََْْ َ أ َُب ِ ب". الر َّ ار ُك َّ
صبلة يشتيي فييا داود أف يكوف اهلل نصيبو وأف ال ُيحرـ مف اهلل فيكوف نصيبو مع األشرار ،ىو ال يتصور أف ِ سمُ ُكت = ىو تأكيد الوالء هلل ،وليس فييا نوع مف يكوف محروماً مف اهلل ىنا أو ىناؾ فيو يحبو .أ َّ َما أََنا فَ ِب َك َمالي ْ الكبرياء .والدليؿ قولو .اف ِْد ِني َو ْار َح ْم ِني = فيو ال يقوؿ انو كامؿ كماال مطمقا بؿ ميما كانت أعمالي مستقيمة ِ ِ س ْيل = في السبعينية (تقؼ في االستقامة). فبل خبلص لي سوى بفدائؾ العظيـ ورحمتؾِ .ر ْجمي َواقفَ ٌة َعمَى َ والسيؿ ىو طريؽ مستوي ببل منخفضات ( سقوط في خطايا او صغر نفس او يأس ) او مرتفعات (كبرياء ) لذلؾ ترجمتيا السبعينية " اما انا فبدعتي سمكت " فبل تجعؿ نصيبي مع الشرير= الَ تَ ْجمع مع ا ْل ُخطَ ِ اة َْ ََ
91
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والعشرون)
َن ْف ِسي....ألنني ال أسمؾ في طريقيـ .ىنا نرى أعمالو ولكنيا بدوف الفداء لف تجدي نفعاًِ .في ا ْلجماع ِ ات أ َُب ِ ار ُك ََ َ ب = نرى ىنا أىمية العبادة الجماعية في الكنيسة والقداسات واالجتماعات. الر َّ َّ
92
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والعشرون)
المزمور السابع والعشرون
عودة لمجدول
المزمور السابع والعشرون (السادس والعشرون في األجبية) ما أحمى أف نبدأ يومنا في صبلة باكر بيذا المزمور ،فنشعر بثقة واطمئناف في حماية اهلل لنا وفيو أيضاً نرى
شيود الزور محيطيف بالمسيح (آيةٕٔ) والرجاء في القيامة (آيةٖٔ) وقيؿ عف مناسبة كتابة داود بيذا المزمور عدة أسباب ،فقيؿ أنو كتبو في أثناء فترة اضطياد شاوؿ لو ،وقيؿ أنو كتب في آخر معركة دخميا داود وىو شيخ
وكاد أف يقتؿ فييا لوال أف أنقذه أبيشاي (ٕصـ( )ٔٙ2ٕٔ،ٔٚىذا الرأى يقولو الييود) .ولكف كممات ىذا المزمور
الرائع ىي تسبحة حب وثقة وايماف في اهلل ربما قاليا داود وىو في قمة مجده شاع اًر بحماية اهلل لو الدائمة (ٔ- .)ٙأما في باقي المزمور فنراه ال يكؼ عف الصبلة والتضرع فأف نكتشؼ معونة اهلل فيذا ليس مبر اًر لنا أف نكؼ عف الصبلة والتضرع.
ِ مسحو .وداود ُم ِس َح ثبلث مرات (في بيتو عمى يد صموئيؿ ثـ عندما ممؾ عمى وعنواف المزمور أنو لداود قبؿ ييوذا ثـ عندما ممؾ عمى كؿ إسرائيؿ)( .قبؿ ِ مسحو وردت في السبعينية).
ٔ ِ ِ ِ اف؟ َّ ِ وري و َخبلَ ِ ب؟" صيِ ,م َّم ْن أ َ َخ ُ ص ُن َح َياتي ,م َّم ْن أ َْرتَع ُ الرب ح ْ آية (ٔ) " -اَ َّلرب ُن ِ َ اهلل نور (لؤ + ٜٚ2يؤ + ٘2ٔ،٘2ٜيوٕ .)ٜ2ويقوؿ المزمور سراج لرجمي كبلمؾ ونور لسبيمي .فالخاطئ
أعمى يتردد ويتخبط في الظممة وىكذا الميموـ بيموـ العالـ .أما مف كاف الرب نو اًر لو يدرؾ قوة اهلل وأف اهلل قادر أف يخمصو مف أحزاف العالـ وىمومو وخطيتو .والقديسيف ىزموا إبميس بعبلمة الصميب .وعممنا اآلباء ترديد صبلة يسوع اليوـ كمو "فاسـ الرب برج حصيف يركض إليو الصديؽ ويتمنع" .وال يستطيع أف يردد ىذه اآلية مف
كاف ال يزاؿ ممقياً إتكالو عمى إنساف أو مادة أو ذاتو .فيجد في اهلل حمايتو مف األعداء الروحييف وخبلصاً وعاضداً لو في تجارب العالـ التي تعصؼ بحياتو .والكتاب المقدس يقدـ لنا الرب بألقاب كثيرة (نور /خبلص/
حصف) ليجد كؿ واحد حاجتو فيو. ٖ ضا ِي ِق َّي وأ ْ ِ ِٕ ي ب إِلَ َّي األَ ْ سقَطُوا .إِ ْن َن َز َل َعمَ َّ ش َرُار لِ َيأْ ُكمُوا لَ ْح ِميُ ,م َ اآليات (ٕ " - )ٖ-ع ْن َد َما اقْتََر َ َع َدائي َعثَُروا َو َ َ ِ ب فَ ِفي ذلِ َك أََنا ُم ْط َم ِئ ٌّن". ش الَ َي َخ ُ َج ْي ٌ ام ْت َعمَ َّي َح ْر ٌ اف َق ْم ِبي .إ ْن قَ َ األشرار لو أكموا لحمي فمف يقدروا أف ييمكوا روحي ،فبل نخاؼ ممف يقتموف الجسد ولكف ليس ليـ سمطاف عمى
الروح .ونحف في حروبنا الروحية تواجينا قوات شر روحية (اؼ )ٕٔ2ٙولكف إف كاف المسيح في سفينتنا فبل
خوؼ مف أف تغرؽ( .دانياؿ في جب األسود) (اؿٖ فتية في النار).
93
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والعشرون)
ب وِاي َ ِ ٗ ِ ب ُك َّل أَي ِ َّام َح َي ِاتي ,لِ َك ْي الر ٍّ َس ُك َن ِفي َب ْي ِت َّ ت ِم َن َّ س أْ سأَْل ُ َن أ ْ َّاىا أَْلتَم ُ الر ٍّ َ اآليات (َٗ " - )٘-واح َدةً َ إِلَى َجم ِ س ِفي َى ْي َكمِ ِو٘ .أل ََّن ُو ُي َخ ٍّب ُئ ِني ِفي َمظَمَِّت ِو ِفي َي ْوِم َّ ستُُرِني ِب ِستْ ِر َخ ْي َم ِت ِو. الر ٍّ ال َّ الشٍّرَ .ي ْ بَ ,وأَتَفََّر َ َ ص ْخ َرٍة َي ْرفَ ُع ِني". َ
أَ ْنظُ َر َعمَى
داود لـ ينشغؿ ف ي ضيقتو بالجيوش المحيطة بو ،بؿ ارتفع فكره ونظره إلى بيت الرب ،إلى صموات الكنيسة والشركة في التناوؿ ،وشركة األمجاد األبدية عمينا أف ننظر وميما أحاطنا العدو بتجارب فعمينا أف نرفع أفكارنا
إلى بيت اهلل مشتاقيف لمسكنى معو كؿ أياـ حياتنا ،فيو مصدر حمايتنا ،ىو يرفعنا عمى صخرة ،ىو يعطينا غمبة
عمى أعدائنا .وىناؾ نفرح بتسبيح اهلل ونقدـ ذبائح الحمد .ىنا نرى العبادة الجماعية بجانب العبلقة الفردية .وىنا ب إشارة لسكنى اهلل وسط شعبو وسكنى المؤمف مع اهلل. الر ٍّ يطمؽ المرتؿ عمى الكنيسة أسماء متعددة فيي َب ْي ِت َّ وىي َى ْي َكمِو المقدس إشارة لمقداسة التي تكوف لمييكؿ حيف يحؿ اهلل فيو وىي َخ ْي َم ِت ِو إشارة أف اهلل يشترؾ معنا في ظمَِّت ِو حيث يستر عمينا مف حر التجارب وىي صخرة ترفعنا فوؽ الضيقات .طمبة غربتنا في ىذا العالـ وىي َم َ داود ىنا ويجب أف تكوف طمبة كؿ منا أف نكوف دائماً في ىيكؿ اهلل ،دائماً مع الرب .وجسدنا ىو ىيكؿ اهلل س ِفي َى ْي َكمِ ِو = ىذا يعني والروح القدس ساكف فينا وطمبة المؤمف أف ال يفارقو اهلل بؿ يسكف فيو دائماً .أَتَفََّر َ الصبلة والتأمؿ في كؿ ما أعطاه اهلل لنا ونشكره .وخيمة الرب ىي جسد المسيح الذي اختبأنا فيو ،كما اختبأ
موسى في نقرة الصخرة (خرٖٖ) وبذلؾ استطاع أف يرى مجد اهلل فيممع وجيو .فنحف أف كنا ثابتيف في المسيح
نستطيع أف نتفرس ونتطمع إلى األمجاد السماوية .والذي يعيش شاع اًر بستر اهلل يكوف ثابتاً عمى صخرة والصخرة
ىي المسيح (ٔكوٓٔ )ٗ2وبيذا يرفع رأسو عمى أعدائو الشياطيف.
ٙ َع َد ِائي حولِي ,فَأَذْبح ِفي َخ ْيم ِت ِو َذب ِائح ا ْليتَ ِ اآلن يرتَ ِفع أر ِ ب". اف .أُ َغ ٍّني َوأ َُرٍّن ُم لِم َّر ٍّ ْسي َعمَى أ ْ َُ َْ َ َ َ ُ آية (َ " - )ٙو َ َ ْ ُ َ مف اكتشؼ المسيح صخرة لو وتأمؿ في أمجاده ومحبتو يرتفع رأسو عمى أعدائو ويقدـ ذبائح التسبيح والشكر إذ
تيقف مف النصرة األكيدة تحت قيادة الرب.
ٛ ِ اآليات (ِٚ" - )ٕٔ-ٚا ِ ت ا ْطمُ ُبوا استَ ِج ْب لِي .لَ َك قَ َ ال َق ْم ِبي « ُق ْم َ ص ْوِتي أ َْد ُعو فَ ْار َح ْمني َو ْ ْ ستَم ْع َيا َربِ .ب َ ٜ ض ِني َوالَ ت َع ْوِني فَبلَ تَْرفُ ْ س ْخ ٍط َع ْب َد َك .قَ ْد ُك ْن َ َو ْج ِيي»َ .و ْج َي َك َيا َرب أَ ْطمُ ُ ب .الَ تَ ْح ُج ْب َو ْج َي َك َع ٍّني .الَ تُ َخ ٍّي ْب ِب َ ٓٔ ضم ِنئٔ .عمٍّم ِني يا رب طَ ِريقَ َك ,و ْ ِ ِ ِ لو َخبلَ ِ س ِبيل ُمي قَ ْد تََرَك ِاني َو َّ صي .إِ َّن أَِبي َوأ ٍّ تَتُْرْك ِني َيا إِ َ الرب َي ُ اىدني في َ َ َ ْ َ َ ور وَن ِ َع َد ِائئٕ .الَ تُسمٍّم ِني إِلَى مرِام م َ ِ ِ م ٍِ َّ ث ظُ ْمٍم". اف ُ ام َعمَ َّي ُ ش ُي ُ س َب ِب أ ْ ُ ْ ود ُز ٍ َ ستَقيم ِب َ َ ْ ََ ُ ضايق َّي ,ألَن ُو قَ ْد قَ َ ت ا ْطمُ ُبوا َو ْج ِيي = لؾ قاؿ قمبي طمبت وجيؾ (سبعينية) .ىنا داود ال يكؼ عف الصبلة ومف لَ َك قَ َ ال َق ْم ِبي ُق ْم َ
قمبو ،ليس مف شفتيو فقط ،وىو ال يطمب وال يمتمس سوى اهلل .لو فقدت كؿ شئ في الدنيا فمف أخسر شيئاً، ُمي فأنت يا رب ال تتركني ،و َعمٍّ ْم ِني ولكني إذا ْح ُج ْبت َو ْج َي َك َع ٍّني ،فيذه ال أحتمميا حتى إِ ّن تركني أَِبي َوأ ٍّ الطريق الم ِ ٍ َع َد ِائي = حتى ال يشمتوا بسقوطي .ميما أحاط بي أعدائي وشيدوا زو اًر فبل تتركني يا س َب ِب أ ْ ُ ْ ستَقيمِ .ب َ ال َق ْم ِبي أي أصمي لؾ بقمبي ولكف بماذا يصمي؟ بما قالو اهلل سابقاً في وعوده أطمبوا وجيي .ىو رب .وقولو لَ َك قَ َ
94
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والعشرون)
يتذكر وعود اهلل ويتمسؾ بيا في ضيقتو حيف أحاط بو األعداء ،فيو يطمب مف اهلل أف ال يحجب وجيو عنو حيف
طمبو .فيو عوض االنشغاؿ باألعداء وتيديداتيـ ،ىا ىو ينشغؿ بوعود اهلل .ونبلحظ أف اهلل ال يحجب وجيو إال بسبب الخطية ولكف مع ذلؾ فاهلل ال ييممنا بؿ يدبر أمورنا حتى لو أخطأنا .ربما الناس يرفضوننا بسبب خطايانا
لكف اهلل ال يترؾ داود وىو ايضا ال يتركنا ،حتى "أف نسيت األـ رضيعيا أنا ال أنساكـ" .ولـ نسمع أف أبو داود أو أمو قد تركاه ولكف المعنى أنو في ضيقتو لف يستطيع أحد أف يدركو بالخبلص حتى أباه وأمو ،ليس سوى اهلل
لقد جعؿ اهلل أبوه وأمو وكؿ شئ لو. ِ ٗٔ ٖٔ َّ ِ ب ِفي أ َْر ِ َّد َح َي الر َّ الر ٍّ اء .ا ْنتَ ِظ ِر َّ ود َّ ب .لِ َيتَ َ شد ْ ت ِبأ ْ َن أ ََرى ُج َ آم ْن ُ ض األ ْ اآليات (ٖٔ " - )ٔٗ-لَ ْوالَ أَنني َ ب". الر َّ َّع َق ْم ُب َكَ ,وا ْنتَ ِظ ِر َّ َوْل َيتَ َ شج ْ َحي ِ أ َْر ِ اء = ىي ممكوت السموات فيناؾ حياة ال يعقبيا موت فالموت ناتج عف خطية ىذا العالـ ،أما السماء ض األ ْ َ
فميس فييا خطية ،لذلؾ فيي أرض األحياء الذي ليس لمموت سمطاف فييا "ليس لمموت الثاني سمطاف عمييـ".
ب = ىي الوجود الدائـ في حضرة الرب ومعاينة وجو الرب ،وىذا ال يتـ إال في الحياة األخرى .وىذا الر ٍّ ات َّ خير َ اإليماف بأف لنا نصيباً في أرض األحياء وبأننا سنعايف خيرات الرب ،ىو الذي يعطينا أف نصمد أماـ تجارب وضيقات ىذا العالـ ،والحروب الروحية التي تواجينا .ولذلؾ يعممنا المرتؿ في نياية مزموره أف نصبر وننتظر الرب ونثؽ فيو وفي وعوده ونراقب عممو وتدبيره ونسبحو متأكديف مف أبوتو الحانية .وألف التجارب قد تطوؿ ب (ٗٔ). الر َّ مدتيا وبسبب ىذا تخور قوة الكثيريف عمى االحتماؿ يكرر المرتؿ عبارة ا ْنتَ ِظ ِر َّ
95
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والعشرون)
المزمور الثامن والعشرون
عودة لمجدول
ىذا المزمور ىو صرخة صادرة مف عمؽ الضغطة ،تعكس خط ار ىائبلً محيقاً بداود جعمو يقترب مف الموت،
وكثرة األحزاف في حياة داود جعمتو يصرخ إلى اهلل كثي اًر ويتحوؿ إلى مرتؿ عذب ،مرنـ إسرائيؿ الحمو ،يصرخ في ضيقتو ثـ يشعر بثقة أف اهلل سيستجيب فيسبح اهلل عمى استجابتو .والصبلة والتسبيح لـ تجعؿ األحزاف تدفع داود
لمكآبة ،بؿ صارت سبباً في تعزيتو وفي اتساع قمبو ،بؿ في انفتاح عينيو ،إذ رأي بروح النبوة ما سيحدث لممسيح مف آالـ ،لقد حولت الصبلة داود إلى رمز لمسيد المسيح ونبي يتنبأ عف ما حدث لممسيح.
ِ ِ ِ ص ْخرِ آية (ٔ) ٔ" -إِ ين ِفي ص ت ت ال ي, ت ا ي . خ ر َص أ ب ر ا ي ك ي ل َ َ ُ ت َع ٍّني فَأُ ْ َ َ َ س ُك َ ش ِب َو ا ْل َيا ِب ِط َ ْ َ َ ام ْم م ْن ِج َيتي ,ل َئبلَّ تَ ْ ْ َ َ َ ُ َ َ ب". ا ْل ُج ٍّ أحباء الرب يصرخوف هلل في ضيقاتيـ بح اررة مف قموبيـ .أما البعيديف عف الرب فممف يصرخوف؟ لذلؾ فيـ ام ْم ِم ْن ِج َي ِتي = ىو يصرخ ليحقؽ اهلل طمبتو ص ْخ َرِتي الَ تَتَ َ يكتئبوف ويكونوف ببل تعزية في ضيقاتيـَ .يا َ صَ ويخمصو مف أعدائو ،واف لـ يخمصو فميسمعو صوتو المعزي ،ويشعره بوجوده وقبولو فيفرح كما فرح الثبلثة فتية
في أتوف النار ومعيـ المسيح .إف أقصى ما يؤلـ اإلنساف في ضيقتو عدـ سماعو لصوت تعزية الرب لو ،بؿ أف ب .والجب ىو إشارة ين ِفي ا ْل ُج ٍّ اإلنساف إذا شعر بأف اهلل ال يستجيب لو يحسب نفسو ميتاً = فَأُ ْ ش ِب َو ا ْل َيا ِب ِط َ لمجحيـ الذي كاف ينزؿ إليو كؿ مف يموت ،ثـ نزؿ إليو المسيح ليخمص مف ماتوا عمى الرجاء مف قديسي العيد ا لقديـ .وكؿ مف داخمو ىذا الشعور أف اهلل تركو ولـ يعد يستمع إليو وأنو صار كمف في جب ،عميو أف ال يكؼ
عف الصبلة حتى يشعر باستجابة اهلل لو وأف اهلل أعاد لو تعزيتو ،كمف يعيد لو حياتو ويصعده مف الجب.
فصمت اهلل ىو موت لنا ،وحديثو معنا ىو متعة بالحياة الجديدة المقامة في كممة اهلل القائـ مف األموات .وتؤخذ
ام ْم = ىو تصور أنو ىذه اآلية كنبوة عف أف المسيح ،آالمو قد وصمت بو إلى الجب أي الجحيـ .الَ تَتَ َ صَ طالما طمب مف اهلل ،فاهلل البد وأف يستجيب فو اًر ..لكف اهلل حقاً البد وأف يستجيب لكؿ صبلة ،ولكف اهلل لو ثبلث
طرؽ لئلستجابة2
.1يستجيب فو اًر.
.2يستجيب في الوقت المناسب الذي يراه ىو.
.3ال يستجيب إطبلقاً لو كانت الطمبة ضد خبلص النفس.
فبولس طمب مف اهلل ثبلث مرات أف يرفع الشوكة واهلل قاؿ ال ،لصالح خبلص نفسو .ومف يفيـ ىذا ،ومف يدرؾ
محبة اهلل يطمب مف اهلل ويثؽ أف اهلل قد إستمع وأنو سيستجيب بحسب مشيئتو (ٔيو٘ )ٔٗ2التي ىي خبلص النفوس (ٔتيٕ.)ٗ2
96
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والعشرون)
آية (ٕ) ِ ٕ" - ي إِلَى ِم ْحر ِ اب قُ ْد ِس َك". يث ِب َك َوأ َْرفَعُ َي َد َّ َستَِغ ُ ص ْو َ ت تَ َ ضرِعي إِ ْذ أ ْ ْ استَم ْع َ َ نموذج لمصبلة [ٔ] توجيو القمب لمسماء= ِم ْحر ِ اب قُ ْد ِس َك [ٕ] رفع اليديف مثؿ موسى .وىذه اآلية تعبر عف حاؿ َ المسيح في القبر ،فالييود بعد أف صمبوه ظنوا أنو انتيي إلى الجحيـ.
ٖ اإل ثِْم ا ْلم َخ ِ ارَ ,و َم َع فَ َعمَ ِة ِ السبلَِم َو َّ ش َر ِ الشر ِفي ُقمُوِب ِي ْم". َص َح َاب ُي ْم ِب َّ آية (ٖ) " -الَ تَ ْج ِذ ْب ِني َمعَ األَ ْ اط ِب َ ين أ ْ ُ ال مرنـ يصرخ إلى اهلل حتى يعينو فبل ينجذب إلى طريؽ األشرار فيكوف نصيبو كنصيبيـ .والمسيح بعد نزولو
لمجحيـ لـ يستمر فيو مع األشرار بؿ أخذ األبرار معو وصعد إلى الفردوس.
ٗ شٍّر أ ْ ِ َع ِط ِيم حس ِ ِ َع ِط ِي ْمُ .رَّد َعمَ ْي ِي ْم ب َ ص ْن ِع أ َْي ِدي ِي ْم أ ْ سَ سَ اآليات (ٗ " - )٘-أ ْ ْ َ َ َ ب ُ َع َمال ِي ْمَ .ح َ ب ف ْعم ِي ْم َو َح َ ٘ َعم ِ ْع ِ ِ ال َي َد ْي ِوَ ,ي ْي ِد ُم ُي ْم َوالَ َي ْب ِني ِي ْم". الر ٍّ ال َّ اممَتَ ُي ْم .ألَنَّ ُي ْم لَ ْم َي ْنتَِب ُيوا إِلَى أَف َ بَ ,والَ إلَى أ ْ َ ُم َع َ ىذه نبوة عف نياية األشرار وعقوبتيـ وليست أمنية النبي أو دعاؤه عمييـ فالنبي يعرؼ أف كؿ إنساف سيحصد ما
قد زرع ،واألشرار سيحصدوف نتيجة خبثيـ.
ٙ ِ ِ ضرِعيِ َّ ٚ . الرب ,أل ََّن ُو ِ ت. اآليات (ُ " - )ٚ-ٙم َب َار ٌك َّ ص ْر ُ ص ْو َ ت تَ َ الرب عٍّزي َوتُْرسيَ .عمَ ْيو اتَّ َك َل َق ْم ِبي ,فَا ْنتَ َ سم َع َ َ َح َم ُدهُ". َوَي ْبتَ ِي ُج َق ْم ِبي َوِبأُ ْغ ِن َي ِتي أ ْ
ى ذه ىي نتيجة الصبلة والصراخ هلل ،ىنا نجد المرنـ قد شعر باستجابة اهلل لو .وىو لساف حاؿ المسيح وكنيستو التي تفرح وتغني بقيامتو وقيامتيا فتشكر الرب عمى خبلصيا.
ٜ ٛ الرب ِعٌّز لَيم ,و ِحص ُن َخبلَ ِ ِ ِ ِ ش ْع َب َك َ ,وَب ِ يرثَ َكَ ,و ْار َع ُيم ار ْك ِم َا اآليات (َّ " - )ٜ-ٛ ص َ ص َمسيحو ُى َوَ .خمٍّ ْ ُْ َ ْ اح ِم ْم ُيم إِلَى األ ََب ِد". َو ْ
ش ْع َب َك .ينسى المؤمف ضيقتو وينشغؿ بكؿ ص َ النبي او كؿ منا يجب أف يصمي مف أجؿ الكنيسة كميا= َخمٍّ ْ الكنيسة .ونرى ىنا صورة لشفاعة المسيح الكفارية بعد قيامتو عف كنيستو.
97
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والعشرون)
المزمور التاسع والعشرون
عودة لمجدول
المزمور التاسع والعشرون (الثامن والعشرون في األجبية)
العواصؼ الرعدية شئ مرعب يراىا كؿ إنساف فيخاؼ ،ولكف داود المرتؿ الذي اعتاد التسبيح َح َّوؿ منظر عاصفة مرعبة إلى مصدر تسبيح هلل ،إذ رأى فييا عبلمة مجد وعظمة اهلل ،فإف كاف الرعد
والعاصفة مرىبيف ىكذا فكـ أنت رىيب وعظيـ يا اهلل.
داود كاف رقيؽ المشاعر ممموء حباً هلل ،ويعزؼ أنشودة حب هلل تحت أي ظرؼ ،إذا رأى السموات صافية قاؿ "السموات تحدث بمجد اهلل" واف رآىا عاصفة قاؿ ىذا عبلمة مجد وعظمة وقوة اهلل .في
الضيؽ يسبح وفي انفراج الضيؽ يسبح.
ىنا نراه يصؼ عاصفة رعدية وأثارىا ،وىذه العاصفة بدأت مف البحر الغربي قاطعة تبلؿ فمسطيف
المكسوة بالغابات حتى براري قادش في أقصى حدود آدوـ وىنا داود يدعو أبناء اهلل (المبلئكة في السماء
والمؤمنيف في األرض) أف يسبحوا اهلل عمى قوتو ،فيذه الطبيعة الثائرة التي يقؼ أماميا اإلنساف عاج اًز ىي تحت سيطرة اهلل .بؿ ىذا الرعد ىو صدى لصوت اهلل الذي كؿ األمور بيده وفي نياية المزمور
يعمف عدـ خوفو مف ىذه الظواىر الطبيعية إذ ىي في يد اهلل واهلل يعطي عزة لشعبو وقوة ،وىو يسبحو
اآلف ليس فقط لقدرتو وقوتو بؿ محبتو وأنو قادر أف يحوؿ كؿ شئ لعز شعبو.
ولقد بدأت العاصفة تتكوف عمى البحر= صوت الرب عمى المياه .وكانت ىناؾ سيوؿ كثيرة عمى التبلؿ الساحمية .والعواصؼ كسرت أغصاف األشجار العظيمة وتترؾ الجذوع عارية وذروة العاصفة موصوفة
في صورة واضحة ،أف جذوع األشجار التي أقتمعت فتقاوميا الرياح فتقفز كما يفعؿ العجؿ أو الثور البري حيف يتمرغ بشدة حمقاء .ومظير آخر ربما نتيجة البروؽ تخرج نيراف في وسط ىذه الغابات. وبسبب الخوؼ تمد الوعوؿ قبؿ أوانيا .ونتيجة كؿ ىذا تعرت الغابات مف أشجارىا .ىنا نجد عمى
األرض ىذه القوة الصاخبة ،وداود امتد بصره لمسماء فوجد ىناؾ المبلئكة تسبح .وعمى األرض رأى اهلل
يريد البركة لشعبو.
جاء في الترجمة السبعينية أف ىذا المزمور كاف يرتؿ في عيد المظاؿ ،وفي عيد المظاؿ كانوا يبتيجوف
تكرر في ىذا المزمور كممة صوت الرب ٚمرات وكممة الرب ٔٛمرة.
صوت الرب ىو الروح القدس الذي يتكمـ في قموبنا ،ويذكرنا ويعممنا ،يأخذ مما لممسيح ويعطينا ،يرشدنا
فيو بنياية الحصاد.
ويقودنا ويبكتنا لو أخطأنا .وعمى كؿ منا أف يدرب نفسو أف يجمس في خموة ىادئة وبروح الصبلة يتسمع
لصوت اهلل اليادئ داخؿ النفس ،فالصبلة حوار مع اهلل ،ونسمع صوت اهلل في جمسات االعتراؼ .وما
98
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والعشرون)
ي عطمنا عف سماع صوت اهلل ىو إنشغاؿ اإلنساف بأىداؼ أخرى غير خبلص نفسو ،أما مف كاف قمبو
نقياً غير منقسـ االتجاه يكوف جياز استقبالو الداخمي مستعداً لسماع صوت الروح القدس .ونبلحظ أف حموؿ الروح القدس يوـ الخمسيف عمى التبلميذ صاحبتو أصوات كأنيا ىبوب ريح عاصفة ،ثـ ظيرت
ألسنة نار .ثـ تعمد بالمياه ٖٓٓٓ نفس .ىنا نرى الروح القدس صوت الرب الذي نخس قموبيـ فآمنوا، ونرى صوت الرب الروح القدس عمى المياه التي ولدوا منيا ثانية بالمعمودية ،وصوت الرب كنار يحؿ
عمى التبلميذ ،وصوت الرب كعاصفة تزلزؿ قموب غير المؤمنيف فيؤمنوا .لذلؾ نصمي ىذا المزمور في
صبلة الساعة الثالثة.
ب م ْج َد ِ ِ ب م ْج ًدا و ِع ًّزإ .قَد ِ اهلل ,قَد ِ ب يا أ َْب َناء ِ اآليات (ٔٔ" - )ٕ-قَد ِ ب اس ُج ُدوا لِ َّمر ٍّ ٍّموا ل َّمر ٍّ َ اسموْ . ْ َ َ ٍّموا ل َّمر ٍّ َ ُ ٍّموا ل َّمر ٍّ َ ُ ُ ٍ ِ َّس ٍة". في ِزي َنة ُمقَد َ ىنا يطمب المرتؿ مف كؿ أبناء اهلل أف يسجدوا هلل ويمجدوا اسمو .وفي السجود إنسحاؽ وشعور باالحتياج .وكيؼ ب ٍّموا لِ َّمر ٍّ نمجد اسـ اهلل؟ بأعمالنا الصالحة ليراىا الناس ويمجدوه (مت٘ .)ٔٙ2وفي الترجمة السبعينية نجد قَد ُ َم ْج ًدا َو ِع ًّاز = قدموا أبناء الكباش .بمعنى أف نقدـ أنفسنا ذبائح حية .والكبش وظيفتو أف يتقدـ القطيع وىذا عمؿ ٍ الرؤساء كقدوة لكؿ مؤمف .اسج ُدوا لِ َّمر ٍّ ِ َّس ٍة = اسجدوا لمرب في دار قدسو = أي الكنيسة الواحدة ُْ ب في ِزي َنة ُمقَد َ الوحيدة عمى األرض ليكوف لنا نصيب في ديار قدسو في السماء ..إذا ما وقفنا في ىيكمؾ المقدس نحسب
كالقياـ في السماء "قطع الثالثة". ٖ الرب فَو َ ِ ِ ِ ِ ب عمَى ا ْل ِمي ِ يرِة". ت َّ اه .إِ ُ ص ْو ُ َ الر ٍّ َ لو ا ْل َم ْجد أ َْر َع َدْ َّ . آية (ٖ) َ " - ق ا ْلم َياه ا ْل َكث َ ىذا ما حدث يوـ الخمسيف .والمياه إشارة لممعمودية .وصوت العاصفة .ونرى في أوؿ أياـ الخميقة روح الرب
ب تكررت ٚمرات الر ٍّ ت َّ ص ْو ُ يرؼ فوؽ المياه لتخرج حياة .وىنا خرج مؤمنيف وخرجت الكنيسة .وكوف أف كممة َ ففي ىذا إشارة لعمؿ الروح القدس الكامؿ في الكنيسة وفي السبع أسرار .وفي (رؤٖ )ٔ2نسمع عف سبع أرواح
اهلل .كذلؾ نسمع عف أف اسـ الرب تكرر ٔٛمرة ٙ × ٖ = ٔٛو(ٖ) ىي إشارة لمثالوث أو األقنوـ الثالث،
( )ٙإشارة لئلنساف الذي صار ىيكبلً لمروح القدس .وفي معمودية المسيح حؿ عميو الروح القدس وسمع صوت اآلب "ىذا ىو ابني الحبيب " ..والمياه تشير لمروح القدس (يو )ٖٚ2ٚ،ٖٛلذلؾ صوت الرب عمى المياه.
ٗ ب ِبا ْل َجبلَ ِل". الر ٍّ الر ٍّ ت َّ ت َّ ص ْو ُ ص ْو ُ ب ِبا ْلقُ َّوِةَ . آية (ٗ) َ " - صوت الرب ليس ضعيفاً ،فكممة بطرس في ىذا اليوـ آمف بسببيا ٖٓٓٓ نفس وفي العيد القديـ حينما تكمـ اهلل
أرعد الجبؿ وخرجت نار فخاؼ الجميع ،وحينما تكمـ بولس إرتعب فيمكس الوالي ،وحينما كمـ المسيح السامرية
ب ِبا ْل َجبلَ ِل = شعر موسى بجبلؿ الرب وىو أمامو في العميقة ،وكاف المسيح الر ٍّ ت َّ ص ْو ُ تغيرت ،وشاوؿ آمف .و َ بالرغـ مف اتضاعو في جبلؿ عجيب فيو مولود في مزود ولكف مبلئكة السماء تزفو في جبلؿ .ييرب إلى مصر
99
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والعشرون)
فتتحطـ أصناميا ،يتجمي أماـ تبلميذه ،يصمبونو فتظمـ الشمس ويقوـ األموات ،ومف يقبؿ صوت اهلل يكوف لو
جبلؿ ،فتبلميذ المسيح أحاطيـ ىذا الجبلؿ وصنعوا المعجزات ،وىكذا كؿ القديسيف.
٘ ان " الر ٍّ س ُر األ َْر ِزَ ,وُي َك ٍّ ب ُم َك ٍّ س ُر َّ ت َّ ص ْو ُ الرب أ َْرَز لُ ْب َن َ آية (٘) َ " - األرز المتشامخ رم اًز لمكبرياء وتشامخ الفكر ،مثؿ مف يريد أف تكوف لو أفكاره الخاصة باالنفصاؿ عف اهلل ،أو
ب أوؿ شئ يعممو يكسر الر ٍّ ت َّ ص ْو ُ معمر إشارة إلى أف خطية الكبرياء مزمنة .و َ شاع اًر ببره الذاتي .واألرز شجر ّ ىذا الكبرياء فتسقط معو باقي الخطايا ويبدأ اإلنساف في االستعداد لقبوؿ مشيئة اهلل .اهلل ال يبدأ بأف يحارب الخطايا السيمة ،بؿ يحارب الجبابرة ويخضعيـ فيو ممؾ قوي.
ٙ ون ِمثْ َل فَ ِر ِ ير ا ْل َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِش ٍّي". ان َو ِس ْرُي َ آية (َ " - )ٙوُي ْم ِر ُح َيا ِمثْ َل ِع ْجل .لُ ْب َن َ ون ِم ْث َل فَ ِر ِ ير ان = أشجار األرز الضخمة تتطاير أمامو كما يجري عجؿ لبنافَ .و ِس ْرُي َ ُي ْم ِر ُح َيا ِمثْ َل ِع ْجل لُ ْب َن َ ون جبؿ في لبناف ..ال شئ يثبت أماـ صوت اهلل ميما كانت قوتو .أيف كانت قوة موسى ا ْل َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِش ٍّي = ِس ْرُي َ األسود وكبريائو في مشيد استشياده النيائيُ .ي ْم ِر ُح َيا ِم ْث َل ِع ْجل= يجعميا تتقافز في مرح .فَ ِر ِ ير ا ْل َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِش ٍّي
= جاءت في اإلنجميزية "مثؿ صغير العجؿ الوحشي حينما يقفز" وفي السبعينية "إبف وحيد القرف المحبوب" والمعنى "العجؿ الصغير الوحشي" الذي يقفز في مرح أماـ والديو ،ىكذا تتقافز أشجار األرز الضخمة. ٚ ب َن ٍ ار". الر ٍّ ت َّ ص ْو ُ ب َي ْق َد ُح لُ ُي َ آية (َ " - )ٚ ىذه ىي ألسنة النار التي حمَّت عمى التبلميذ فإلتيبوا حباً في اهلل ،وغيرة عمى مجده ،فتركوا كؿ شئ وجالوا
ب َن ٍ ار = ىنا نرى الروح القدس مبشريف غير خائفيف .وفي بعض الترجمات جاءت عوضاً عف َي ْق َد ُح يقطع لُ ُيي َ يطفئ لييب الشيوة. ٛ ش". الر ٍّ ب ُي َزْل ِز ُل ا ْل َبٍّريَّ َةُ .ي َزْل ِز ُل َّ ت َّ الرب َب ِريَّ َة قَ ِاد َ ص ْو ُ آية (َ " - )ٛ البرية عادة تكوف قاحمة ،ال حياة فييا ،وىكذا اإلنساف بدوف الروح القدس يكوف ببل ثمار ،قمبو كبرية قاحمة،
حوؿ الييود وغير المؤمنيف إلى مسيحييف ،فتحولت القموب الحجرية وصوت الروح القدس يحولو لجنة مثمرةَّ ،
لقموب لحمية حية ،إذ تغير الجحود والقساوة فييا إلى حب وتوبة واشتياؽ هلل.
ٜ ب ُي َولٍّ ُد ِ ورَ ,وِفي َى ْي َكمِ ِو ا ْل ُكل قَ ِائ ٌل « َم ْج ٌد»". الر ٍّ ت َّ اإلي َ َّلَ ,وَي ْك ِش ُ ص ْو ُ آية (َ " - )ٜ ف ا ْل ُو ُع َ ُي َولٍّ ُد ِ َّل = األيؿ نوع مف الغزالف ليا غريزة طبيعية عجيبة ىي أنيا تضع أنفيا عند جحور الثعابيف فتسرع ىذه اإلي َ
لمخروج فتبطش بيا األيائؿ بحوافر أرجميا وتميتيا ،وىي تبدو في فرح بعد االنتصار فتسير كأنيا ترقص وتتجمع بعد جياد الحرب حوؿ ينابيع المياه لتشرب ،وصوت الرب ولَّ َد مؤمنيف ليـ سمطاف أف يدوسوا عمى الحيات
100
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والعشرون)
والعقارب ،ويولد في نفس المؤمف الفرح والسبلـ واالشتياؽ إلى ينابيع المياه أي االمتبلء مف الروح القدس .وىكذا
فرح وتيمؿ الوزير الحبشي بعد معموديتو وسجاف فيمبي .يكشؼ الوعور أي الغابات الكثيفة .وىذه الغابات بسبب كثافة أشجارىا يحجز عنيا نور الشمس فتكوف مظممة ،وأرضيا موحمة تحيا فييا الثعابيف والزواحؼ السامة،
وداود رأى أف صوت اهلل يكشؼ ىذه الغابات فيشرؽ فييا نور الشمس والمسيح ىو شمس برنا .فيربت الحيات
والعقارب وجفت المياه المتعفنة ،وتحولت الطرؽ إلى طرؽ مستقيمة .خبلؿ جمسات فحص النفس واالعتراؼ ، يستطيع صوت الرب أف يكشؼ الوعور ليصبح الداخؿ نقياًَ .وِفي َى ْي َكمِ ِو ا ْل ُكل قَ ِائ ٌل َم ْج ٌد = ىذه ىي ثمار عمؿ النعمة في الشعوب وفي األفراد حيف يشرؽ نور المسيح فييـ .فنرى اآلف األرز قد تكسَّر= الكبرياء .وفي القديـ نرى نتيجة الكبرياء بمبمة األلسف وفي يوـ الخمسيف حدث العكس إذ فيـ الكؿ ما قالو بطرس ،لقد اجتمعت
الكنيسة كميا في لساف واحد يسبح اهلل وكؿ مف َّ قدـ توبة ينطمؽ لسانو مسبحاً.
ٓٔ ِ الرب ِبالطوفَ ِ الرب َممِ ًكا إِلَى األ ََب ِد". س َّ آية (ٓٔ) َّ " - سَ ,وَي ْجم ُ ان َجمَ َ الرب ِبالطوفَ ِ س = نرى في الطوفاف ىبلؾ العالـ القديـ بسبب خطاياىـ وقيامة عالـ جديد ممثبلً في نوح َّ ان َجمَ َ عف طريؽ الفمؾ .والفمؾ رمز لمكنيسة ،وحادثة الطوفاف رمز لممعمودية (ٔبطٕٔ ،)ٕٓ2ٖ،وىذا ما رأيناه في
كممات ىذا المزمور أف صوت الرب حطّـ اإلنساف العتيؽ بكبريائو وشيواتو ليقيـ إنساناً جديداً (روٗ )ٖ2ٙ،وىذا
اإلنساف الجديد يممؾ اهلل عمي قمبو ،ويعطي مجداً هلل مسبحاً اهلل عمى عممو.
ٔٔ الرب ُي َب ِ السبلَِم". ش ْع َب ُو ِب َّ ش ْع ِب ِوَّ . آية (ٔٔ) َّ " - ار ُك َ الرب ُي ْع ِطي ِع ًّاز لِ َ صوت الرب جاء ليعمف فاعميتو في حياة البشر ويحوؿ قفر العالـ إلى فردوس ويعطي شعبو قوة ويمنحيـ سبلـ
"سبلمي أنا أعطيكـ سبلمي أترؾ لكـ".
101
ضفر المسامير ( المسمور الخالحون)
المزمور الثبلثون
عودة لمجدول
المزمور الثبلثون (التاسع والعشرون في األجبية)
وىو مزمور شكر لداود ،ويقوؿ البابا أثناسيوس الرسولي أنو قالو لما عرؼ أف الرب قد غفر إثمو، وتجددت بالتوبة نفسو الكائنة في بيت الرب والتي ىي ذاتيا بيت اهلل وبعد أف كاف نتيجة الخطية (امرأة
أوريا) مستوجباً الموت والجب ،شفاه اهلل بتوبتو وقَبِمو ثانية .وقد يكوف عنواف المزمور "تدشيف البيت" قد أضيؼ الحقاً بعد أف انتيى سميماف مف بناء الييكؿ.
ىذا المزمور مناسب جداً وضعو ىنا بعد المزمور السابؽ ،الذي يحدثنا عف عمؿ الروح القدس في تجديد
اإلنساف وبناء إنساناً جديداً كييكؿ هلل ،يممؾ اهلل عميو فاإلنساف عموماً كاف بسبب خطيتو ىالكاً ،وبعمؿ المسيح وتجديد الروح القدس صار لو خبلص .فداود بسقوطو يرمز لسقوط اإلنساف وفي توبتو وقبوؿ اهلل
لو ثانية يرمز لعدـ ىبلؾ اإلنساف نيائياً بؿ ىناؾ رجاء في شفاء اإلنساف مف مرض الموت.
وترن ـ الكنيسة ىذا المزمور في صبلة الساعة الثالثة لتذكر األعداء الذيف كانوا محيطيف بالمسيح وحكموا عميو بالموت واهلل لـ يجعميـ يشمتوا فيو بؿ أقامو وأصعد نفسو مف الياوية ،وأصعد معو نفوس البشر
الذيف فداىـ وأقاـ منيـ الروح القدس كنيسة مسبحة مرتمة تحيا في سبلـ ،لقد شفاىا اهلل .لقد فقدنا
صورتنا األولى ،صورة اهلل ،ولكف كاف عمؿ المخمص أف يقيـ منا مسكناً لو دشنو الروح القدس.
ٕ ٔ ش ِم ْت ِبي أ ْ ِ شفَ ْيتَِني". ش ْمتَِني َولَ ْم تُ ْ ت ِب َك فَ َ ُعظٍّ ُم َك َيا َرب أل ََّن َك َن َ استَ َغثْ ُ اآليات (ٔ " - )ٕ-أ َ َع َدائيَ .يا َرب إِل ِييْ , ىذه صبلة شكر مف داود هلل الذي قبؿ توبتو .وصبلة شكر ترفعيا الكنيسة والطبيعة البشرية التي خمصت مف
الموت ولـ تعد الشياطيف تشمت فييا .والشفاء ىنا ىو شفاء مف وباء يصعب وقفو (ٕصـٕٗ ..)ٔٙ2إني أنا
الرب شافيؾ (خر٘ٔ )ٕٙ2وكـ مف أمراض جسدية ونفسية بؿ الموت نفسو قد لحقت البشرية بسبب الخطية. الشفاء المقصود ىو شفاء كامؿ لمنفس والجسد والروح ،فيكوف لو حياة ابدية بجسد نوراني ممجد . ٖ ت ِم َن َص َع ْد َ آية (ٖ) َ " -يا َرب ,أ ْ نزؿ المسيح إلى الجحيـ لينقذ مف
ا ْل َي ِ ب". ين ِفي ا ْل ُج ٍّ َح َي ْيتَِني ِم ْن َب ْي ِن ا ْل َيا ِب ِط َ اوَي ِة َن ْف ِسي .أ ْ كاف فيو ساكناً عمى الرجاء (أؼٕ .)ٙ2واآلف فالفردوس مفتوح لكؿ مف ينتقؿ
ب مف اوالد اهلل .بؿ ليـ حياة ابدية ومجد ابدي عوضا عف الجحيـ = ا ْل ُج ٍّ
ٗ ِ ضاهُِ .ع ْن َد اح َم ُدوا ِذ ْك َر قُ ْد ِس ِو٘ .أل َّ اآليات (َٗ " - )٘-رٍّن ُموا لِ َّمر ٍّ َن لِمَ ْح َ ض َب ُوَ .ح َياةٌ ِفي ِر َ ظ ٍة َغ َ اءهَُ ,و ْ ب َيا أَتْق َي َ ا ْلمس ِ اح تََرن ٌم". الص َب ِ اءَ ,وِفي َّ اء َي ِب ُ يت ا ْل ُب َك ُ َ َ
102
ضفر المسامير ( المسمور الخالحون)
ىنا يسأؿ المرتؿ كؿ مف آمف بخبلص اهلل أف يسبح اهلل معو ،ودعاىـ داود قديسيف أو أتقياء ،فاهلل قدسيـ ،ومف
تقدس يسبح اهلل فبل انفصاؿ بيف حياة القداسة وحياة التسبيح ،فالروح القدس الذي حؿ عمينا ىو يقدس (اي يكرس قموبنا هلل) وىو ايضا مف ثماره الفرح (غؿ ٘ ،)ٕٕ 2ونتيجة الفرح الطبيعية ىي اف نسبح (وىذا ما حدث ض َب ُو = فاهلل يغضب مع زكريا واليصابات لو ٔ) .ونرى ىنا مراحـ اهلل ،فغضبو ال يمتد طويبلً= أل َّ َن لِمَ ْح َ ظ ٍة َغ َ ليؤدب ال لينتقـ .أما السبعينية فترجمتيا ألف سخطاً في غضبو وىما متكامبلف .فاهلل في غضبو ،سخط عمى
اإلنساف فمات ولكف في رحمتو لـ يتركو طويبلً بؿ دبر فداءه سريعاً .وىذا ىو ما قالو اهلل (اش ٗ٘ )ٚ 2و َح َياةٌ ضاهُ = أعطانا قيامة مع المسيح .فبموت المسيح عنا جمب عمينا رضا اهلل ووىبنا حياة أبدية برضاه وليس ِفي ِر َ باستحقاقنا.
وىذا المزمور ىو تسبحة البشرية التي كاف محكوما عمييا بالموت ،واحياىا المسيح بفدائو ،وتسبحة كؿ خاطئ تائب
قبولو
حتى اآلف فبخطيتنا نستحؽ اليبلؾ في الجب وبتوبتنا يرضى اهلل عمينا فننجو مف الجب ،ونسبح اهلل عمى لنا .والتسبيح ىو عمؿ الروح القدس فينا الذي يدفعنا لنسبح كما عمَّـ داود المرتؿ لغة التسبيحِ .ع ْن َد ا ْلمس ِ اء َ َ َ اح التََرن ٌم = ففي المساء دفف المسيح وبكي أحباءه وفي باكر األحد قاـ فرنموا .وفي مساء الص َب ِ اء َوِفي َّ ا ْل ُب َك ُ
يت َي ِب ُ ىذا العالـ يكوف لنا ضيؽ وحزف وفي فجر الحياة األبدية يحؿ السرور والترنـ .فالعالـ مساء واألبدية صباح ألف شمس البر ضياؤىا .وفي مساء المسيحي (سقوطو في الخطية) بكاء وحزف وفي صباح توبتو سرور وفرح.
ٚ ٙ اك ثَب َّ ت ض َ َّت لِ َج َبمِي ِع ًّزاَ .ح َج ْب َ اآليات (َ " - )ٚ-ٙوأََنا ُق ْم ُ ت ِفي طُ َمأ ِْني َن ِتي «الَ أَتََز ْع َزعُ إِلَى األ ََب ِد»َ .يا َربِ ,ب ِر َ و ْجي َك فَ ِ اعا". ص ْر ُ ت ُم ْرتَ ً َ َ ىنا يحدثنا المرتؿ عف حالتو قبؿ الخطية إذ ظف نفسو انو لن يتََز ْع َزعُ وكاف مطمئناً لذلؾ ،واذ إتكؿ عمى ذاتو
أخطأ ف َح َج ْب اهلل َو ْج َيو عنو ،فصار محروماً مف نعمة اهلل ورحمتو .ولقد حدث مع داود ىذا فعبلً إذ في كبرياء قمبو أراد إحصاء الشعب فسقط سقطة عظيمة .وىنا يعترؼ أف كؿ ما كاف جميبلً وعظيماً فيو إنما ىو برضاء اك ثَب َّ تحوؿ الجماؿ َّت لِ َج َبمِي ( لبيائي) ِع ًّاز والعكس حيف صرؼ اهلل وجيو عنو َّ ض َ اهلل وليس لبر فيو= َيا َربِ ,ب ِر َ والقوة إلى قمؽ واضطراب .وىذا ما حدث لمبشرية إذ بسقوطيا فقدت سبلميا وقوتيا وسمطانياَ .ج َبمِي = في المسيح صرنا جباال اي نحيا في السماويات وثابتيف في ايماننا وراسخيف فيو كالجباؿ الثابتة ،والمسيح جبؿ في
رأس الجباؿ (اش ٕ )ٕ2والروح القدس ىو يثبتنا في المسيح فنستمر جباال ( ٕكو ٔ )ٕٕ-ٕٔ2وىذا الثبات في المسيح ىو ما يعطينا العز والمجد فالمسيح مجدنا ( زؾ ٕ )٘ 2والمسيح وسط كنيستو لبلبد يعطييا مجدا وع از وبياء .واالية مترجمة وبنفس المفيوـ في السبعينية " يا رب بمسرتؾ اعطيت جمالي قوة " فجمالنا راجع
لثباتنا في المسيح.
ٜ ٛ ت إِلَى ا ْل ُح ْف َرِة؟ َى ْل َص ُر ُخ ,وِالَى َّ ض َّرعُ َما ا ْلفَ ِائ َدةُ ِم ْن َد ِمي إِ َذا َن َزْل ُ الس ٍّي ِد أَتَ َ اآليات ( " - )ٜ-ٛإِلَ ْي َك َيا َرب أ ْ اب؟ َى ْل ُي ْخ ِب ُر ِب َحقٍّ َك؟" َي ْح َم ُد َك الت َر ُ
103
ضفر المسامير ( المسمور الخالحون)
إذ شعر داود بحالة فقداف السبلـ والقمؽ لـ يكف أمامو سوى أف يصرخ إلى اهلل .ىذا صراخ مف كاف قبؿ مجئ المسيح محكوما عميو بالموت ويتضرع هلل ،وىو صراخنا اآلف حتي يحفظنا اهلل ثابتيف في المسيح فتكوف لنا
حياة .ونجد داود
في صراحة الحب يصرخ هلل ،ما المنفعة في ىبلكي وفي أف تفقد يا رب أحد محبيؾ .ىنا نجد عتاب الحب ،فيو
يستجدي بدالة مراحـ اهلل ويطمب تحقيؽ مواعيده اإلليية.
ٓٔ استَ ِم ْع َيا َرب َو ْار َح ْم ِنيَ .يا َربُ ,ك ْن ُم ِعي ًنا لِي". آية (ٓٔ) ْ " - جاءت في السبعينية بمغة (صيغة) الماضي .أي اهلل استجاب لتضرعاتو. ٔٔ ْص لِي .حمَ ْم َ ِ ت َن ْو ِحي إِلَى َرق ٍ س ِحي َو َم ْنطَ ْقتَِني فََر ًحا", آية (ٔٔ) َ " -ح َّوْل َ َ تمْ حوؿ اهلل حزنو إلى فرح [ٔ] حينما قبؿ توبتو شخصياً [ٕ] بفداء المسيح لمبشرية كميا .لقد أبدؿ داود ثوب التوبة
الذي يحيط بجسده مثؿ مسوح ،بثوب عرس يتمنطؽ بو .صارت لو ثياب عيد ليشترؾ في احتفاؿ بييج ورقص
روحي .فتغيير المبلبس يكشؼ عف تغيير داخمي في نفس المرتؿ حيث استجيبت صبلتو (لذلؾ في كنيستنا القبطية نرتؿ ىذا المزمور أثناء ارتداء مبلبس الخدمة البيضاء قبؿ صبلة القداس) والمسيح ارتدى جسدنا
الخاطئ ليكوف قاببلً لمموت عنا ليعطينا أف نرتدي بيائو ،ألبسنا المسيح ،فيو أخذ الذي لنا وأعطانا الذي لو
(تسبحة يوـ الجمعة).
ِ ٕٔ ِ َح َم ُد َك". س ُك َ تَ .يا َرب إِل ِيي ,إِلَى األ ََب ِد أ ْ آية (ٕٔ) " -ل َك ْي تَتََرَّن َم لَ َك ُروحي َوالَ تَ ْ التسبيح ىو النتيجة الطبيعية لنعمة اهلل التي شممتنا.وىذه جاءت في السبعينية ىكذا " لكي يرتل لك مجدي " ومجد داود ليس ىو ممكو وتاجو .....الخ بؿ ىو اهلل قوتو وخبلصو ،وىذا قد عبر عنو داود في معظـ مزاميره. ولخص بولس الرسوؿ الخبلص في المسيحية في قولو اننا في المسيح والسيد المسيح طمب منا اف نثبت
فيو " اثبتوا في وانا فيكـ" فنحف في المسيح نموت بحياتنا القديمة التي اخذناىا مف آدـ ونحيا بحياة المسيح
فينا حياة ابدية .فكؿ ما نعممو االف نعممو في المسيح ،وىذا تعممناه مف بولس الرسوؿ الذي كاف يحب االخوة والكنيسة في المسيح ويسمـ عمييـ في المسبح (ٔكو .)ٜٔ،ٕٗ 2 ٔٙفاذا كاف اهلل ىو مجدنا ( زؾ ٕ )٘ 2وىو
مجد داود ،فتسبيح داود وتسبيحنا ىو في المسيح مجدنا .وحيف يقوؿ داود يرتل لك مجدي= فيذا معناه انني في المسيح ثابتا وفي ثباتي ىذا لي المجد .وفي ثباتي ىذا وفي المسيح اسبح وارتؿ .ولنفيـ اف كؿ سبلـ وكؿ محبة وكؿ تسبيح وكؿ مجد ليس في المسيح ىو باطؿ .ويمكف فيميا أيضا فى ضوء قوؿ المرنـ " السموات تحدث
بمجد اهلل والفمؾ يخبر بعمؿ يديو " (مز )ٜٔوالمرنـ جعؿ الجباؿ ترنـ واألنيار تصفؽ (مز )ٜٛوالمعنى أف
الجباؿ بعظمتيا وىكذا األنيار والسموات والفمؾ بخمقتيـ يشيدوف بدوف كممة عف عظمة خالقيـ وصانعيـ .وىكذا
حيف يتمجد اإلنساف فيو سيكوف شيادة لعظمة عمؿ اهلل كأنيا ترتيؿ.
104
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخالحون)
المزمور الحادى والثبلثون
عودة لمجدول
رنـ داود ىذا المزمور وىو في ضيقة ،ربما أثناء ىروبو مف شاوؿ .ويصمي كؿ مؤمف في ضيقتو بكممات ليطمب الحماية مف اهلل مف أعدائو المتشامخيف. ٔ ِ ِٕ ِ يعا ت .الَ تَ َد ْع ِني أ ْ َخ َزى َم َدى الد ْ اآليات (َٔ " - )ٛ-عمَ ْي َك َيا َرب تََو َّك ْم ُ س ِر ً َّى ِرِ .ب َع ْدل َك َن ٍّجني .أَم ْل إِلَ َّي أُ ُذ َن َكَ . َج ِل اس ِم َك تَي ِد ِ ت م ْمجٍإ لِتَ ْخمِ ِ ِ ِ ِ ِ يني يصيٖ .أل َّ ص ْخ َرِتي َو َم ْع ِقمِي أَْن َ تِ .م ْن أ ْ ص ٍنَ ,ب ْي َ َ َ ْ ْ ص ْخ َرةَ ح ْ َن َ أَ ْنقذْنيُ .ك ْن لي َ ٗ ت ِحص ِنيِ ٘ .في ي ِد َك أَستَوِدعُ ر ِ َخ ِر ْج ِني ِم َن َّ وحي .فَ َد ْيتَِني َيا َرب ود ِني .أ ْ الش َب َك ِة الَِّتي َخ َّبأ َ ُوىا لِي ,أل ََّن َك أَ ْن َ َوتَقُ ُ َ ْ ْ ْ ُ ٚ ٙ ون أَب ِ ت الر ٍّ ت .أ َْبتَ ِي ُج َوأَف َْر ُح ِب َر ْح َم ِت َك ,أل ََّن َك َن َ َما أََنا فَ َعمَى َّ يل َك ِاذ َب ًة .أ َّ اط َ ظ ْر َ ب تََو َّك ْم ُ ضُ لو ا ْل َحقٍّ .أ َْب َغ ْ إِ َ ت الَِّذ َ اع َ َ ين ُي َر ُ ٛ ْت ِفي َّ ِ ِ ِ ت ِفي الر ْح ِب ِر ْجمِي". س ِني ِفي َي ِد ا ْل َع ُد ٍّوَ ,ب ْل أَقَ ْم َ إِلَى َم َذلَِّتيَ ,و َع َرف َ الش َدائد َن ْفسيَ ,ولَ ْم تَ ْح ِب ْ
نجد المرنـ وقد حاقت بو المخاطر حتى الموت يمقي كؿ إتكالو عمى اهلل ،فاهلل عادؿ يرى ظمـ أعداؤه وسينجيو طالما وضع ثقتو فيو .أ ِ َم ْل أُ ُذ َن َك = ميؿ األذف يشير لبلستعداد لسماع حتى اليمسة ،واهلل يسمع حتى تنيدات
القمب الداخمية .وىنا المرنـ يشعر باف عدوه نصب لو فخاً ،ويطمب مف اهلل الحماية .ويصؿ المرنـ إلى أقصى درجات االتكاؿ = ِفي ي ِد َك أَستَوِدعُ ر ِ ت بو ،بؿ وحي = فيو ال يسمـ اموره فقط في يدي اهلل لينجيو مف ضيقة آَلَّ َم ْ َ ْ ْ ُ ىو يستودع روحو في يدي اهلل .ولقد كانت ىذه آخر كممات الرب يسوع عمى الصميب وآخر كممات اسطفانوس (أع .) ٜ٘2ٚوحيف تصؿ النفس إلى ىذه الدرجة مف التسميـ تشعر بأقصى درجات األماف لذلؾ رأى اسطفانوس
السماء مفتوحة ،بؿ صمي طالباً لمف يرجمونو غفراف خطيتيـ .وما السبب الذي بو نشعر بكؿ ىذه الثقة في محبة اهلل؟ الفداء= لقد فَ َد ْيتَِني َيا َرب = فإف كاف قد بذؿ ابنو ألجمنا فيو لف يبخؿ عمينا بأي شئ (رو)ٖٕ2ٛ ونبلحظ االستجابة اإلليية ليذه النفس التي ألقت إتكاليا عمى اهلل ،فنرى نغمة الفرح في كبلمو بعد ذلؾ ابتيج ون ضُ س ِني ِفي َي ِد ا ْل َع ُد ٍّو ونجد بغضو لمشر= أ َْب َغ ْ اع َ ت الَِّذ َ ين ُي َر ُ وأفرح ..بؿ ثقتو في أف اهلل سيخمصو = َولَ ْم تَ ْح ِب ْ أَب ِ ت ِفي الر ْح ِب ِر ْجمِي .فاهلل حررنا مف قيود إبميس اط َ يل َك ِاذ َب ًة .ونبلحظ أيضاً شعوره بالحرية الحقيقية = أَقَ ْم َ َ لندخؿ إلى سعة الفردوس .لقد اختبر المرنـ سعة طريؽ الرب وسعة قمب المؤمف ،ولـ تعد اآلالـ تحطمو ،ولـ يعد قمبو يحمؿ سوى الحب هلل ولمجميع حتى أعداؤه.
ِ ِ ِ ِٜ َن َح َي ِاتي قَ ْد سفَ ْت ِم َن ا ْل َغ ٍّم َع ْي ِنيَ .ن ْف ِسي َوَب ْط ِنئٓ .أل َّ اآليات ( " - )ٔٛ-ٜا ْر َح ْمني َيا َرب أل ٍَّني في ض ْيقَ .خ َ ٔٔ َع َد ِائي ِ ظِ فَ ِني ْت ِبا ْلح ْز ِن ,و ِس ِن ِ ت َع ًاراَ ,و ِع ْن َد شقَ َاوِتي قَُّوِتيَ ,وَبمِ َي ْت ِع َ ض ُعفَ ْت ِب َ ص ْر ُ اميِ .ع ْن َد ُك ٍّل أ ْ يني ِبالتََّني ِدَ . ُ َ َ ٕٔ يت ِم َن ا ْل َق ْم ِب ِم ْث َل ا ْلم ْي ِتِ . ِجيرِاني ِبا ْل ُكمٍّي ِ ين َأر َْوِني َخ ِ َّةَ ,وُر ْع ًبا لِ َم َع ِ ت ِم ْث َل ص ْر ُ ار ًجا َى َرُبوا َع ٍّنيُ .ن ِس ُ ارِفي .الَِّذ َ َ َ ٖٔ فم ِ ٍ ٍ ت َم َذ َّم ًة ِم ْن َك ِث ِ َخ ِذ َن ْف ِسي. ام َرِت ِي ْم َم ًعا َعمَ َّي .تَفَ َّك ُروا ِفي أ ْ س ِم ْع ُ ير َ ين .ا ْل َخ ْو ُ ُ ْ إِ َناء ُم ْتمَف .أل ٍَّني َ ستَد ٌ ير ِبي ِب ُم َؤ َ
105
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخالحون) ٗٔ ت «إِل ِيي أَ ْن َ ٘ٔ ِ ِ ين أ َّ ت َيا َربُ .ق ْم ُ َما أََنا فَ َعمَ ْي َك تََو َّك ْم ُ َع َد ِائي َو ِم َن الَِّذ َ آجالِيَ .ن ٍّج ِني ِم ْن َي ِد أ ْ ت» .في َيد َك َ ٔٚ ِ ِ ِ ٔٙ َخ َزى أل ٍَّني َد َع ْوتُ َك .لِ َي ْخ َز ص ِني ِب َر ْح َم ِت َكَ .يا َرب ,الَ تَ َد ْع ِني أ ْ ئ ِب َو ْج ِي َك َعمَى َع ْبد َكَ .خمٍّ ْ َي ْط ُرُدوَنني .أَض ْ ٔٛ ق ِبوقَ ٍ ِ ِ س ُكتُوا ِفي ا ْل َي ِ اس ِت َيا َن ٍة". اوَي ِة .لِتُْب َك ْم ِشفَاهُ ا ْل َك ِذ ِب ,ا ْل ُمتَ َكمٍّ َم ُة َعمَى ٍّ األَ ْ الصدٍّي ِ َ َ اء َو ْ ش َرُار .ل َي ْ احةِ ,بك ْب ِرَي َ
اآليات (ٔ )ٛ-رأينا فييا مراحـ الرب السابقة .وفي ىذه اآليات نجده يصرخ إلى اهلل لينعـ عميو بالرحمة ،فيو في ضيؽ ،وطالما نحف في العالـ سيكوف لنا ضيؽ مف حروب داخمية وحروب خارجية ،ومف يستسمـ لمحزف والضيؽ سفَ ْت ِم َن ا ْل َغ ٍّم َع ْي ِني ،وفي نفسو وجسده .وال أمؿ في االصبلح بدوف تدخؿ يصيبو الضرر في بصيرتو = َخ َ الخالؽ نفسو .والحظ في آية (ٓٔ) ميؿ اإلنساف المتألـ أف يتصور أف عمره كمو كاف أحزاف ،لـ يكف ىناؾ يوـ حمو وىذا االندفاع في الغـ يزيد الم اررة داخؿ النفس ،ولكف ميزة داود والتي يجب أف نتعمميا منو أنو يحوؿ ىذه
المشاعر إلى صبلة فيتعزى ،وعندما يتعزى يسبح ،فنجد تضرعاتو ممزوجة بتسابيحو .وفي (ٔٔ) نراه مرفوضاً
بؿ عا اًر (ىو رمز لممسيح أشٖ٘ )ٖ2إذ حسبو معارفو مرفوضاً مف اهلل بسبب خطاياه .ولقد تخمى عنو أصدقاؤه
رعباً مف شاوؿ ،وحتى ال ينتقـ منيـ شاوؿ ألنيـ أعانوه حاسباً إياىـ خونة (ألـ يترؾ المسيح كؿ مف كانوا حولو اء م ْتمَ ٍ صر ُ ِ ِ ٍ ِ ِ ِ حتى تبلميذه) ُن ِس ُ ِ ف = (أشٕ٘ٔٗ2 يت م َن ا ْل َق ْم ِب م ْث َل ا ْل َم ْيت = ىو في عزلتو صار كميتْ . ت مثْ َل إ َن ُ كاف منظره كذا مفسداً( + )..أشٖ٘ ٕ2ال صورة لو وال جماؿ )..وفي (ٖٔ) نجد صراحةً مؤامرة األعداء ليقتموه واثارة اإلشاعات الرديئة ضده (الـ يحدث ىذا مع المسيح تماماً) ثـ نجد صراخو هلل .ميما اشتدت العزلة
ومؤامرات األعداء المحيقة فنحف نجد في اهلل المعونة والعزاء ،ميما اشتد ظبلـ اآلالـ وينعكس ىذا عمى النفس ِ ئ ِب َو ْج ِي َك َعمَى َع ْب ِد َك .وىي صرخة العيد القديـ ليأتي بأحزاف مرة ،فاهلل يضئ بوجيو عمينا فنتعزى= أَض ْ المسيح. ٜٔ ش ِر! َع َ ين َعمَ ْي َك تُ َجاهَ َب ِني ا ْل َب َ ود َك الَِّذي َذ َخ ْرتَ ُو لِ َخ ِائ ِف َ ظ َم ُج َ يكَ ,وفَ َع ْمتَ ُو لِ ْم ُمتَّ ِكمِ َ اآليات (َ " - )ٕٕ-ٜٔما أ ْ ٕٔ ٕٓ ِ اس .تُ ْخ ِفي ِيم ِفي م َ ٍ ِ ستُرُىم ِب ِستْ ِر َو ْج ِي َك ِم ْن م َكا ِي ِد َّ الن ِ الرب ,ألَ َّن ُو قَ ْد س ِنُ .م َب َار ٌك َّ اص َمة األَ ْل ُ ظمَّة م ْن ُم َخ َ ْ تَ ْ ُ ْ َ َ ٕٕ َّام ع ْي َن ْي َك» .و ِ ت ِفي ح ْيرِتي «إِ ٍّني قَِد ا ْنقَطَع ُ ِ ِ لك َّن َك َج َع َل َع َج ًبا َر ْح َمتَ ُو لِي ِفي َم ِدي َن ٍة ُم َح َّ ص َن ٍةَ .وأََنا ُق ْم ُ ت م ْن قُد َ ْ َ َ َ ت إِلَ ْي َك". ص َر ْخ ُ ص ْو َ س ِم ْع َ ت تَ َ ضرِعي إِ ْذ َ ت َ َ نسمع ىنا نغمة التسبيح والشكر .وما جعؿ داود ينتقؿ مف األلـ والصراخ إلى التعزية ،ىو الثقة في مراحـ اهلل
وىذا ما يقودنا لمتمتع بالمراحـ اإلليية فنرتفع فوؽ األلـ وينفجر القمب شك اًر وتسبيحاً إذ شعر باالستجابة اإلليية.
ويساعدنا في ىذا أف نتذكر مراحـ الرب في الماضي معنا .وحينما نشعر بأننا نرى المسيح وندخؿ إلى عذوبة ود َك .تُ ْخ ِفي ِي ْم ِب ِستْ ِر َو ْج ِي َك = َع َ ظ َم ُج َ الحوار معو لف نمتفت إلى اآلالـ بؿ نمتفت لو ونرى جوده وعذوبتو = َما أ ْ اهلل بنفسو يخفي عبيده ويحمييـ .تُ ْخ ِفي ِي ْم ِفي َمظَمَّ ٍة = المظمة ىي خيمة = إشارة لمكنيسة فيي موجودة اآلف عمى
األرض وسترحؿ لمسماء.
106
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخالحون)
ام َل ِبا ْل ِك ْب ِري ِ از ِبكثْرٍة ا ْلع ِ ِ ِ اآليات (ٖٕٕٖ " - )ٕٗ-أ ِ َما َن ِةَ ,و ُم َج ٍ اء. الر َّ يع أَتْ ِق َي ِائ ِوَّ . َحبوا َّ َ ب َيا َجم َ َ َ الرب َحافظُ األ َ ٕٗ ِ ب". الر َّ ين َّ َّد َوْلتَتَ َ لِتَتَ َ شد ْ يع ا ْل ُم ْنتَ ِظ ِر َ شج ْ َّع ُقمُ ُ وب ُك ْمَ ,يا َجم َ ِ ب= الر َّ يعْ ُم ْنتَ ِظ ِري َّ ىنا دعوة لكؿ إنساف مؤمف أف يتمتع بالخبرات التي تمتع بيا ىوْ .لتَتَ َ شج ْ َّع ُقمُ ُ وب ُك ْمَ ,يا َجم َ الشجاعة تأتي مف إنتظار الرب بثقة في أنو يوفي بوعوده وسيتدخؿ في الوقت المناسب ،فيو قد سمع الصبلة وسيستجيب.
107
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخالحون)
المزمور الثاني والثبلثون
عودة لمجدول
ىذا المزمور يحدثنا عف غفراف الخطية .وقاؿ بعضيـ أنو وضع ليصموا بو يوـ الكفارة والمزمور يحدثنا عف أف كتـ الخطية ال يفيد صاحبيا وأف االعتراؼ بيا يعطي راحة .وفي ىذا يتفؽ مع (أـ" )ٖٔ2ٕٛمف يكتـ خطاياه ال
(يقِّ ْر ينجح ومف يقر بيا ويتركيا يرحـ" " .ىنا نرى شرطيف لغفراف الخطية [ٔ] التوبة (يتركيا) [ٕ] االعتراؼ ُ بيا) .ولكف نبلحظ في اآلية األولى طوبى لمذي ُغ ِفر اثمو وسترت (تغطت) خطيتو .وىذه اآلية استخدميا بولس
الرسوؿ في (روٗ )ٛ-ٙ2ليشرح كيؼ أف اهلل يبرر الفاجر الذي يؤمف وبإيمانو يحسب لو اهلل ب اًر بدوف أعماؿ. وبولس ىنا يحدثنا في ىذا اإلصحاح عف عمؿ المسيح بنعمتو أي بعممو الخبلصي .فالتوبة واالعتراؼ ما كاف
ليما أف يغف ار أي خطية بدوف دـ المسيح الذي يكفِّر أي يستر ويغطي الخاطئ( .رؤ .)ٔٗ2ٚونبلحظ أىمية
اإلقرار بالخطية في قصة سقوط أبوينا آدـ وحواء ،فبعد سقوطيـ نجد اهلل يسأليـ وكاف اهلل ينتظر منيـ أف
أصر يشوع أف يعترؼ لو عاخاف ()ٜٔ2ٚ يعترفوا بالخطية ولكنيـ لـ يفعموا بؿ برروا أنفسيـ فمـ ينجحوا وليذا ّ ويخبره عمناً بخطيتو ويعترؼ أماـ اهلل .وكنيستنا تمتزـ بيذا فتعمـ أوالدىا أف [ٔ] يؤمنوا بأف دـ المسيح ىو الذي
يكفر عف خطايانا [ٕ] نعترؼ بخطيتنا لمكاىف (سر االعتراؼ) [ٖ] نقدـ توبة (ال نعود لمخطية).
بالنسبة لداود فقد سقط في خطية أوريا ولـ يشعر بأنو أخطأ .ولكف ىو الحظ أنو بعد الخطية فقد سبلمو ،بؿ فقد
جاء ْه ناثاف ،واعترؼ أمامو بخطيتو ترانيمو ولـ يعد يصمي ،بؿ تألمت عظامو وتألـ ألماً شديداً وكؿ ذلؾ حتى َ وبدأ التحوؿ والرجوع لمحالة القديمة. ٕ ِ ِ ِ اآليات (ٔٔ" - )ٕ-طُوبى لِمَِّذي ُغ ِفر إِثْم ُو و ِ الرب َخ ِط َّي ًةَ ,والَ ِفي ب لَ ُو َّ وبى ل َر ُجل الَ َي ْحس ُ ست َر ْت َخطيَّتُ ُو .طُ َ َ َ ُ َ ُ ر ِ وح ِو ِغ ٌّ ش". ُ التطويب ىنا لئلنساف الذي يناؿ غفراف خطاياه (دـ المسيح +توبة +اعتراؼ) استخدمت ىنا عدة ألفاظ.
ِ اإل ثْ ُم = تعنى تجاوز حد معيف أو فعؿ أمر ممنوع وتشير لمتمرد ضد رئيس شرعي أو ضد الضمير. ال َخ ِط َّية = تعنى الخطأ في إصابة اليدؼ أو االبتعاد عف سبؿ اهلل.
المعصية = االنحراؼ عف مسار محدد ،أو إعوجاج يحدث لشجرة بسبب ريح عاصؼ .ىي كممة تشير لحدوث
شئ ضد النمو الطبيعي. ال ِغ ٌّ ش = تدؿ الكممة عمى الزيؼ والخداع والمكر .والخطية تسمى غش ألنيا مخادعة وكاذبة. الم ُغ ِفرة = الكممة األصمية تعني رفع ،مثمما ُي ْرفَ ْع حمؿ ثقيؿ عف كاىؿ إنساف ينوء تحتو. س ِت َر = الس تر ال يعني أف اهلل يتجاىؿ الخطية ،بؿ أننا بصميبو لبسنا بر المسيح ،صار بره عوض خزي ال ُ خطايانا (كما كاف غطاء التابوت يغطي بدـ ذبيحة الكفارة ).وكما قمنا في مزمور (ٔ) أنو لـ يوجد رجؿ كامؿ سوى المسيح وحده ،ولكف إذ يسدد المسيح ثمف خطايانا نحسب نحف كامميف فيو .لذلؾ لـ يقؿ المرنـ طوبى
108
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخالحون)
ِ ِ الرب َخ ِطيَّ ًة .فاهلل كاف في المسيح مصالحاً ب لَ ُو َّ وبى ل َر ُجل الَ َي ْحس ُ لرجؿ ببل خطية = فيذا ال يوجد ،بؿ قاؿ طُ َ العالـ لنفسو وغير حاسب ليـ خطاياىـ وواضعاً فينا كممة المصالحة (ٕكو٘ .)ٜٔ-ٔٗ2والخاطئ الذي يتمتع بغفراف خطاياه والستر عمييا يحسب كبرئ ال يحمؿ في قمبو وال فكره وال فمو غش= والَ ِفي ر ِ وح ِو ِغ ٌّ ش .وفي ُ َ ُ (روٗ ) ٛ-ٙ2نرى بولس الرسوؿ يستخدـ اآليتيف لشرح عمؿ النعمة ،فالنعمة وعمؿ اهلل الداخمي ىي التي تصمح إنحراؼ اإلنساف الداخمي وليس أعماؿ الناموس .ونحف نحصؿ عمى كؿ ىذه النعـ بواسطة المعمودية التي بيا
نستر عرينا .ثـ إف فقدنا ىذه النعمة بخطايانا نستعيد ما فقدناه بالتوبة واالعتراؼ.
اآليات (ٖٖ" - )ٗ-لَ َّما س َكت بمِي ْت ِعظَ ِ امي ِم ْن َزِف ِ ار َولَ ْيبلً .تَ َح َّولَ ْت َن َي َد َك ثَ ُقمَ ْت َعمَ َّي َن َي ًا يري ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُوٗ ,أل َّ َ ََ رطُ ِ وس ِة ا ْلقَ ْي ِظِ .سبلَ ْه". ُ َ وبتي إِلَى ُي ُب َ نرى فييما عقوبة كتـ الخطية وعدـ االعتراؼ .ربما ظف داود أف الزمف كفيؿ بعبلج خطيتو وأف الصمت والكتماف في الخارج فييما عبلج لمموقؼ ولكنو الحظ أف كيانو الداخمي إىتز ،وعظامو بدأت تشيخ وتبمى .فكمما
طالت المدة بدوف اعتراؼ كمما زادت حالة اإلنساف سوءاً .واألسوأ أف داود عوضاً عف أف يسمؾ في الطريؽ الصحيح ويعترؼ بخطيتو نجده يشتكي سوء حالو الذي وصؿ إليو = ِم ْن َزِف ِ يري ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو .فيو كاف مع كؿ نفس لو يشتكي م اررة حالتو التي وصؿ إلييا .وكانت حالتو الردية التي وصؿ ليا ىي نتيجة طبيعية لتأديب اهلل
َن َي َد َك ثَ ُقمَ ْت َعمَ َّي ال َن َيار َوالمَ ْيل = ليدفعو اهلل أف يشعر بخطيتو ويعترؼ بيا .واهلل بتأديبو ألوالده يجعؿ لو = أل َّ الخطية تتمرر في أفواىيـ ،بالتبكيت ثـ بالتأديب. ٘ ام َخ ِطي َِّتيِ .سبلَ ْه". ف لِ َّمر ٍّ َعتَ ِر ُ َعتَ ِر ُ ت َرفَ ْع َ ب ِب َذ ْن ِبي» َوأَْن َ ف لَ َك ِب َخ ِطي َِّتي َوالَ أَ ْكتُ ُم إِثْ ِميُ .ق ْم ُ ت «أ ْ آية (٘) " -أ ْ ت أَثَ َ االعتراؼ بداية طريؽ اإلصبلح .واالنسحاؽ أماـ اهلل وادانة النفس ىي طريؽ العودة.
ِ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ آية (ٙ" - )ٙلِي َذا ُي َ ٍّ يب". يرِة إِيَّاهُ الَ تُص ُ صمي لَ َك ُكل تَق ٍّي في َوقْت َيج ُد َك فيو .ع ْن َد َغ َم َارة ا ْلم َياه ا ْل َكث َ مع العودة هلل بالتوبة يعود التائب لحياة الصبلة ليعطيو اهلل خبلصاً وسط ضيقاتو والضيقات مشبية ىنا بطوفاف ِ ِ ِ ِ ِ ِ يب. يرِة إِيَّاهُ (المصمي التائب) الَ تُص ُ = ع ْن َد َغ َم َارة ا ْلم َياه ا ْل َكث َ ٚ النج ِ ِ ِ الضي ِ اة تَ ْكتَِنفُِنيِ .سبلَ ْه". ت ِستٌْر لِيِ .م َن ٍّ آية ( " - )ٚأَ ْن َ ق تَ ْحفَظُنيِ .بتََرنم َّ َ ىنا نرى اهلل الغافر الذي يستر عمى الخاطئ ،فنحتمي فيو فبل يدركنا طوفاف الدينونة.
اآليات («ٛ" - )ٔٔ-ٛأُعمٍّم َك وأُر ِش ُد َك الطَّ ِر َ ِ ص ُح َكَ .ع ْي ِني َعمَ ْي َكٜ .الَ تَ ُكوُنوا َكفَ َر ٍ س أ َْو َب ْغل يق الَّتي تَ ْ سمُ ُك َيا .أَ ْن َ َ ُ َْ ٓٔ ِ ٍ ِِ ٍ ِ ٍ ِ َّ ِ الشٍّر ِ ات ٍّ الر ْح َم ُة الر ٍّ ب فَ َّ َما ا ْل ُمتََوٍّك ُل َعمَى َّ ير ,أ َّ يرةٌ ِى َي َن َك َب ُ ِببلَ فَ ْيمِ .بم َجام َو ِزَمام ِزي َنتو ُي َكم ل َئبل َي ْد ُن َو إلَ ْي َك»َ .كث َ ٔٔ اى ِتفُوا يا ج ِميع ا ْلمستَ ِق ِ يمي ا ْل ُقمُ ِ وب". الر ٍّ ب َو ْابتَ ِي ُجوا َيا أَي َيا ٍّ تُ ِحيطُ ِب ِو .اف َْر ُحوا ِب َّ ونَ ,و ْ الصدٍّيقُ َ َ َ َ ُ ْ 109
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخالحون)
نرى اهلل كمرشد ومعمـ ألوالده في الطريؽ المموكي .وىو يعطي أوالده حكمة وفيماً فبل يكونوا كفرس ..ببل فيـ. ولو كانت النفس متمردة جامحة يضع اهلل في أفواىيا لجاماً يقيدىا بو ليضبطيا= ِبمِ َج ٍام َو ِزَم ٍام ِزي َن ِت ِو = ىذه المجـ لمزينة ألنيا تقود النفس لمتوبة .ىذه المجـ تشير لتأديب اهلل وبعض التجارب التي يسمح بيا ،كما عوقب شمشوف بالعمى لتستنير بصيرتو الداخميةُ .ي َكم ِل َئبلَّ َي ْد ُن َو إِلَ ْي َك = اهلل بتأديباتو كأنو يضع لجاماً في أفواىنا فبل ِ ات ٍّ الشٍّرير. يرةٌ ِى َي َن َك َب ُ نجمح وراء شيواتنا فيدنو إلينا غضبو ف َكث َ
110
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والخالحون)
المزمور الثالث والثبلثون
عودة لمجدول
ِ ب كتكممة لمزمور السابؽ .فالمزمور (ٕٖ) حدثنا عف بركات الغفراف وىنا نرى مف شعر بيذه ىذا المزمور ُكت َ البركات وبقبوؿ اهلل لو يسبح اهلل بفرح عمى عطاياه اإلليية .ولقد انتيى (مزٕٖ) نبدأ لمتائبيف الذيف غفر ليـ اهلل بأف يسبحوا ونجد ىنا االستجابة.
ىنا يذكر المرنـ أعماؿ اهلل العجيبة مع شعبو (شؽ البحر وىبلؾ فرعوف وجنوده) كسبب لمتسبيح .فاهلل الذي أنقذ
شعبو يوماً ىو ىو ال يتغير ومحبتو لنا دائماً كؿ يوـ.
ٕ ٔ بِ .با ْلمستَ ِق ِ ب ِبا ْل ُع ِ ودِ .ب َرَب َاب ٍة الر َّ الر ٍّ اآليات (ِٔ " - )ٖ-ا ْى ِتفُوا أَي َيا ٍّ اح َم ُدوا َّ ون ِب َّ ين َيمِ ُ يم َ الصدٍّيقُ َ يحْ . س ِب ُ يق التَّ ْ ُ ْ ٖ ف ِبيتَ ٍ يدةً .أ ْ ِ َذ ِ ش َرِة أ َْوتَ ٍ اف". ات َع َ ار َرٍّن ُموا لَ ُوَ .غنوا لَ ُو أُ ْغ ِن َي ًة َج ِد َ َحس ُنوا ا ْل َع ْز َ ُ التسبيح ىو عمؿ المستقيميف أي التائبيف ،أما النفوس المعوجة ال تستطيع أف تسبح .وىنا يطمب المرنـ أف نسبح
بآالت موسيقية في آية (ٕ) وىي آالت كانت تستخدـ في العيد القديـ .واهلل يفضؿ أف نسبحو بأجسادنا ونفوسنا،
أي بأعمالنا الصالحة (أجساد) وبمحبتنا (نفوس) وتواضعنا (الروح) .وفي ىذه اآلالت أي (الجسد والنفس والروح) يدةً = ىي ثمر عمؿ الروح ينفخ الروح القدس ،فمو تجاوبنا معو تصدر نغمات تفرح اهللَ .غنوا لَ ُو أُ ْغ ِن َي ًة َج ِد َ القدس مع حواسنا الجديدة. ب مستَ ِقيم ٌة ,و ُك َّل ص ْن ِع ِو ِباألَما َن ِة٘ .ي ِحب ا ْل ِب َّر وا ْلع ْد َل .امتَؤل ِ ض ِم ْن اآليات (ٗٗ" - )ٔٛ-أل َّ َن َكمِ َم َة َّ َت األ َْر ُ ُ َ َ ُ الر ٍّ ُ ْ َ َ ْ َ ٙ ات ,وِب َنسم ِة ِف ِ يو ُكل ُج ُنوِد َىاَ ٚ .ي ْج َمعُ َك َن ٍّد أ َْم َواهَ ا ْل َي ٍّمَ .ي ْج َع ُل الم َج َج ِفي الر ٍّ الر ٍّ ص ِن َع ِت َّ بِ .ب َكمِ َم ِة َّ َر ْح َم ِة َّ ب ُ الس َم َاو ُ َ َ َ ٓٔ ٜ ٍ ٛ ب ُكل األ َْر ِ س َّك ِ الرب ص َار. َى َر الر َّ َّ ش َّ س ُكوَن ِة .ألَنَّ ُو قَ َ ضَ ,و ِم ْن ُو لِ َي َخ ْ اء .لِتَ ْخ َ أْ ال فَ َك َ ان ا ْل َم ْ َم َر فَ َ ف ُكل ُ انُ .ى َو أ َ ٔٔ شى أَ ْف َكار الش ُع ِ ت .أَ ْف َك ُار َق ْم ِب ِو إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر. الر ٍّ أ َْب َ ام َرةُ َّ وب .أ َّ ُمِم .الَ َ ب فَِإلَى األ ََب ِد تَثْ ُب ُ َ َما ُم َؤ َ ام َرةَ األ َ ط َل ُم َؤ َ ٕٔ السماو ِ اختَاره ِم ا ِ ِ ِ ٖٔ ِ الرب إِليياَِّ ِ َّ , الربَ .أرَى َج ِميعَ َب ِني ات َنظَ َر َّ ُم ِة الَِّتي َّ وبى لِؤل َّ طُ َ َُ يرثًا ل َن ْفسو .م َن َّ َ َ الش ْعب الذي ْ َ ُ َ ٘ٔ ِ ان األ َْر ِ س َّك ِ ش ِرِ ٔٗ .م ْن َم َك ِ َع َمالِ ِي ْم. س ْك َناهُ تَطَمَّ َع إِلَى َج ِم ِ ا ْل َب َ يعا ,ا ْل ُم ْنتَِب ُو إِلَى ُك ٍّل أ ْ ص ٍّوُر ُقمُ َ وب ُي ْم َجم ً ض .ا ْل ُم َ يع ُ ان ُ ٔٙ ص ,وِب ِشد ِ ِ ٔٚ ِ ِ ص ا ْل َممِ ُك ِب َكثَْرِة ا ْل َج ْي ِ َّة قُ َّوِت ِو س أل ْ َج ِل ا ْل َخبلَ ِ َ َّار الَ ُي ْنقَ ُذ ِبعظَم ا ْلقُ َّوِةَ .باط ٌل ُى َو ا ْلفَ َر ُ لَ ْن َي ْخمُ َ ش .ا ْل َجب ُ ٔٛ ب عمَى َخ ِائ ِف ِ الر ِ ين َر ْح َمتَوُ", يو َّ الَ ُي َن ٍّجيُ .ى َوَذا َع ْي ُن َّ اج َ الر ٍّ َ
لماذا نسبح الرب؟ بم ِ يم ٌة = وصاياه صالحة أعطاىا لنا لكي نحيا في فرح .ولما خالفناىا أرسؿ كممتو المتجسد [ٔ] َكمِ َم َة َّ الر ٍّ ُ ْ ستَق َ ليصمح إنحرافنا. ض امتَؤل ِ ب = مراحـ الرب ال تنتيي وأقصى ما وصمت إليو ىو صميب المسيح الذي بو الر ٍّ َت ِم ْن َر ْح َم ِة َّ [ٕ] األ َْر ُ ْ ستر عمى خطايانا فاهلل ي ِحب ا ْل ِب َّر َوا ْل َع ْد َل = فيو بعدلو قَبِؿ الصميب ليبررنا.
111
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والخالحون)
ات = بو كاف كؿ شئ (يؤ )ٖ2وِب َنسم ِة ِف ِ يو ُكل الر ٍّ ص ِن َع ِت َّ [ٖ] ىو خمؽ العالـ كمو ألجمنا= ِب َكمِ َم ِة َّ الس َم َاو ُ ب ُ َ ََ ُج ُن ِ ود َىا = فروح اهلل كاف يرؼ عمى المياه فخرجت منيا الحياة ]ٗ[ .اهلل يحفظ العالـ بقوتو ،فالمياه مجتمعة في
أماكنيا في البحر وال تغرؽ األرض= َي ْج َمعُ َك َن ٍّد أ َْم َواهَ المياه .أ َْم َواهَ = جمع مياه .بؿ أف اهلل شؽ البحر األحمر َىر ٍ ٍ اء = أماـ موسى والشعب وجمع المياه كند أي كومة ،وكما قيؿ في سفر الخروج كسور مف كؿ ناحية .أ ْ َ صور المرنـ البحار والمحيطات أنيا مخازف تحفظ أكواـ المياه واهلل وضع ليا خطاً ال تتعداه. مخازف .ىكذا ُي ِّ
[٘] اهلل يبطؿ مؤامرات األعداء ضد شعبو ت = خطة الرب .وخطة الرب التي تثبت ىي خطة الخبلص بالصميب والقيامة، الر ٍّ ام َرةُ َّ ب فَِإلَى األ ََب ِد تَثْ ُب ُ [ُ ]ٙم َؤ َ وأبطؿ اهلل مؤامرات األعداء الذيف اضطيدوا الكنيسة كالروماف والييود [ ]ٚالرب مف السموات ينظر برحمتو وانعاماتو عمى شعبو الذي فداه ويتعيدىـ بمراحمو [ ]ٛبروحو القدوس يعيد صورتنا إلى صورة المسيح ويعطينا ثمار الروح (غؿٗ)ٕٕ2٘،ٕٖ + ٜٔ2
[ ]ٜاهلل ىو قوة شعبو (آية)ٔٛ
ُم ِة وبى لِؤل َّ [ٓٔ] كؿ قوات شر تحيط بالكنيسة ىي كبل شئ (آية )ٔٚولنرى ماذا حدث لفرعوف وجنوده لذلؾ طُ َ ب ُكل األ َْر ِ ض. الر َّ ش َّ الَِّتي َّ لي َيا .ولذلؾ لِتَ ْخ َ الرب إِ ُ ِ ِ ِ ٜٔ ستَ ْح ِي َي ُي ْم ِفي ا ْل ُجوِع. س ُي ْمَ ,ولِ َي ْ اآليات ( " - )ٕٕ-ٜٔل ُي َن ٍّج َي م َن ا ْل َم ْوت أَ ْنفُ َ ٕٔ ٕٓ ِ اس ِم ِو ا ْلقُد ِ وس اتَّ َك ْم َنإٕ .لِتَ ُك ْن الر َّ س َنا ا ْنتَظَ َر ِت َّ س َنا ُى َو .ألَنَّ ُو ِبو تَ ْف َر ُح ُقمُ ُ وب َنا ,ألَنَّ َنا َعمَى ْ بَ .م ُعوَنتَُنا َوتُْر ُ أَ ْنفُ ُ اك". س َب َما ا ْنتَظَ ْرَن َ َيا َرب َر ْح َمتُ َك َعمَ ْي َنا َح ْ ب = نحف نصبر في أي ضيقة ألننا نثؽ في مراحـ اهلل. س َنا ا ْنتَظَ َر ِت الر َّ َّ أَ ْنفُ ُ
112
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخالحون)
المزمور الرابع والثبلثون
عودة لمجدول
المزمور الرابع والثبلثون (الثالث والثبلثون في األجبية) كتب داود ىذا المزمور عندما تظاىر بالجنوف أماـ أبيمالؾ فطرده فإنطمؽ ونجا .ويقاؿ ىنا أبيمالؾ ،وفي أصؿ
القصة يقاؿ أخيش ممؾ جت (ٔصـٕٔ )ٔ٘-ٔٓ2ألف أبيمالؾ ىو اسـ عاـ لمموؾ الفمسطينييف مثمما نقوؿ
فرعوف في مصر.
وكاف ىروب داود إلى جت مف أماـ وجو شاوؿ ىو خطأ غير مبرر ،خطأ إيماني ،فإف كاف اهلل يحميو في
ييوذا ،وقد رأي عنايتو وحمايتو م ار اًر فمماذا اليرب وىذا أدى بو أف يتظاىر بالجنوف وىذا ضد الصراحة والحؽ
وىذا كمو ال يميؽ برجؿ اهلل .وليس معنى أف داود أخطأ أف اهلل يتخمى عنو ،أبداً فاهلل يعرؼ ضعؼ البشر
وينجييـ مف المؤامرات التي تحاؾ ضدىـ مف أشرار ىذا العالـ ،وينجييـ أيضاً مف نتائج أخطائيـ الشخصية. وداود حيف نجا لـ ينسب نجاتو لمقدرتو في التظاىر بالجنوف أو لذكائو ،إنما نسب نجاتو ليد اهلل التي أنقذتو حيف
أخطأ بذىابو إلى ىناؾ .وىذا المزمور تسبحة هلل الذي أنقذه. ب ِفي ُك ٍّل ِح ٍ ِ آية (ٔ) ٔ" -أ َُب ِ يح ُو ِفي فَ ِمي". الر َّ ار ُك َّ س ِب ُ ينَ .دائ ًما تَ ْ عمينا أف نسبح اهلل في كؿ حيف ،سواء فيما نراه خي اًر أو فيما نراه ش اًر ،فالكؿ يعمؿ معاً لمخير ،أي فيما يساعدنا عمى خبلص نفوسنا .أما الخيرات المادية فيي تأتي في يوـ وال تأتي في آخر ،أما بالتسبيح فنحف نشترؾ مع
المبلئكة في عمميـ .وعممنا بولس الرسوؿ"اف كؿ االشياء تعمؿ معا لمخير" ( رو )ٕٛ 2 ٛحتي ما نعتبره ش ار ، ىو لمخير ،وعمينا اف نسمـ بيذا ثقة في اف اهلل صانع خي ارت ،حتي لو لـ نفيـ ( يو ٖٔ .)ٚ 2 ٕ ِ ِ ون". الر ٍّ آية (ٕ) ِ " -ب َّ اء فَ َي ْف َر ُح َ ب تَ ْفتَخ ُر َن ْفسيَ .ي ْ س َمعُ ا ْل ُوَد َع ُ مف الذي يقدر أف يسبح الرب كؿ حيف إال الوديع المتواضع القمب ،ومف ىو المتواضع إال الذي ال يفتخر وال
يمدح نفسو بؿ يفتخر بالرب (ىذا ىو لساف حاؿ داود اآلف). ٖ الر َّ ِ اس َم ُو َم ًعا". آية (ٖ) َ " -عظٍّ ُموا َّ ب َمعيَ ,وْل ُن َع ٍّل ْ اهلل غير محتاج لتسبيح البشر ،بؿ نحف المحتاجيف أف نعظمو ونسبحو بألسنتنا وقموبنا فاهلل أعطانا كؿ ما لنا، فمنسبحو بما أعطاه لنا ،وبكؿ ما لو عندنا .وقولو َم ًعا إشارة إلى وحدانية الكنيسة ،وحدانية الروح في الكنيسة.
٘ ٗ ِ ِ اب لِيَ ,و ِم ْن ُك ٍّل َم َخ ِ استََن ُاروا, الر ٍّ ت إِلَى َّ اآليات (ٗ " - )ٔٓ-طَمَ ْب ُ استَ َج َ اوِفي أَ ْنقَ َذنيَ .نظَُروا إِلَ ْيو َو ْ ب فَ ْ ٚ ٙ ِ ِِ ِ ب َح ٌّ ال َح ْو َل الر ٍّ ص ُوَ .مبلَ ُك َّ ص َر َخَ ,و َّ َوُو ُج ُ س ِك ُ الرب ْ وى ُي ْم لَ ْم تَ ْخ َج ْل .ى َذا ا ْلم ْ استَ َم َع ُوَ ,و ِم ْن ُك ٍّل ضيقَاتو َخمَّ َ ين َ
113
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخالحون) ٜ ٛ ٍّيس ِ ب يا ِقد ِ يو ,ألَنَّ ُو الر َّ وبى لِ َّمر ُج ِل ا ْل ُمتََوٍّك ِل َعمَ ْي ِو .اتَّقُوا َّ ب َّ الر َّ َ ب! طُ َ ُذوقُوا َوا ْنظُُروا َما أَ ْط َي َ ٓٔ ش ْي ٌء ِم َن ا ْل َخ ْي ِر". الر ٍّ َما طَالِ ُبو َّ اع ْتَ ,وأ َّ األَ ْ ب فَبلَ ُي ْع ِوُزُى ْم َ ش َبا ُل ْ اج ْت َو َج َ احتَ َ
َخ ِائ ِف ِ يوَ ,وُي َن ٍّجي ِي ْم. لَ ْيس عوٌز لِمتَّ ِق ِ يو. َ ََ ُ يبدأ المرتؿ ىنا في سرد أسباب تسبيحو هلل. [ٔ] فاهلل منقذ مف الضيقات= ِم ْن ُك ٍّل َم َخ ِ اوِفي أَ ْنقَ َذ ِني .ونبلحظ أنو ربما نصمي والضيقة ال تنتيي ،لكف الميـ أف اهلل سيرفع مخاوفنا ويعطينا الثقة بأنو عف يميننا فبل نتزعزع. ِ استََني ُروا= اهلل نور وبالمعمودية نستنير وبالتناوؿ نستنير بؿ نصير نور [ٕ] اهلل ييب االستنارة= تقدموا إِلَ ْيو َو ْ لمعالـ نعكس نور المسيح الذي في داخمنا. [ٖ] مف يتكؿ عمى اهلل ال يخجؿ.
[ٗ] اهلل يحوطنا بمبلئكتو ،وربما المبلؾ تعني مبلؾ مرسؿ مف اهلل فعبلً إلينا لحمايتنا ،أو ىو الرب نفسو الذي أتى فادياً ومخمصاً .واهلل يرسؿ مبلئكة كثي اًر لحماية أوالده ،كما أنقذ بطرس مف السجف (عبٔ.)ٔٗ2
ش َبا ُل [٘] عذوبة اهلل ،وعذوبة اهلل لمف اختبرىا تنعش النفس وتثير شيية قوية نحو اهلل ]ٙ[ .اهلل ممجأ سائمو= األَ ْ اج ْت = األشباؿ احتاجت ألف اهلل أنقذ فريستيا مف بيف يدييا .وىي بالرغـ مف قوتيا الطبيعية تحتاج ،ولكف ْ احتَ َ المسكيف الضعيؼ إذا إتكؿ عمى اهلل لف يحتاج إلى شئ .واذا عدنا إلى (مزٕٕ )ٖٔ2نجد أف أعداء المسيح أحاطوا بو كأسود واهلل ن جاه .وىناؾ سؤاؿ لماذا قاؿ االشباؿ ولـ يقؿ االسود؟ واإلجابة اف األسد ىو الذي يعوؿ ابنو الشبؿ الضعيؼ الصغير .ومع قوة األسد فمقد يحتاج ابنو ويجوع .واالـ قد تنسي رضيعيا فيجوع .لكف الذي
يعتمد عمي اهلل ال يمكف اف يعوزه شيء (مز ٖٕ .)ٔ 2والترجمة السبعينية قالت وبنفس المعني األغنياء افتقروا
وجاعوا ونبلحظ أف المزمور يصمي في الساعة الثالثة ساعة محاكمة السيد المسيح واصدار الحكـ عميو .ولكف
ىناؾ شروط في ىذه اآليات لنفرح بعطايا الرب. اب ِلي = اسألوا تعطوا الر ٍّ [ٔ] أف نطمب َ ت إِلَى َّ طمَ ْب ُ استَ َج َ ب فَ ْ ظ ُروا إِلَ ْي ِو [ٕ] ننظر لو وحده كمعيف= ا َن َ ِ ص َر َخ س ِك ُ [ٖ] التواضع والشعور بالمسكنة= ى َذا ا ْلم ْ ين َ
[ٗ] ُذوقُوا = لـ يقؿ انظروا فقط فما الفائدة أف نصؼ لئلنساف حبلوة العسؿ بدوف أف يتذوقو ،لذلؾ ال يكفي أف
نسمع عف الرب يسوع بؿ أف ندخؿ في شركة صبلة معو لنتذوؽ حبلوتو وبى لِ َّمر ُج ِل ا ْل ُمتََوٍّك ِل َعمَ ْي ِو الذي ال يشعر بأف قوتو أو قوة أي إنساف قادرة أف [٘] االتكاؿ عمى الرب وحده= طُ َ تعينو فيمجأ إلى اهلل وحده. ٍّيس ِ ب يا جميع ِقد ِ يو = فخوؼ اهلل ينقي اإلنساف مف دنس الخطية .ومف يسمؾ في [ ]ٙالسموؾ بتقوى= اتَّقُوا َّ الر َّ َ مخافة اهلل لف يعتاز إلى شئ وبداية مخافة اهلل دائماً ىي مخافة مف اليبلؾ ومف العقوبة ،وكمما تقدـ اإلنساف يتحوؿ خوفو لخوؼ كامؿ ،خوؼ المحبة ،الخوؼ مف أف يحزف قمب اهلل الذي يحبو ،ومثؿ ىذا اإلنساف ىو مف
يتذوؽ حبلوة اهلل.
114
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخالحون) ٔٔ ِ بَ ٕٔ .م ْن ُى َو ِ ان الَِّذي َي ْي َوى الر ٍّ ُعمٍّ َم ُك ْم َم َخافَ َة َّ س ُ اآليات (َٔٔ " - )ٔٗ-ىمُ َّم أَي َيا ا ْل َب ُن َ استَم ُعوا إِلَ َّي فَأ َ ون ْ اإل ْن َ ٖٔ ِ ا ْلحياةَ ,وي ِحب َكثْرةَ األَي ِ شِ ٔٗ .ح ْد َع ِن َّ سا َن َك َع ِن َّ شفَتَ ْي َك َع ِن التَّ َكمِم ِبا ْل ِغ ٍّ الشٍّر, َّام لِ َي َرى َخ ْي ًرا؟ الشٍّرَ ,و َ ََ َُ ص ْن ل َ ُ َ
اء َىا". اص َن ِع ا ْل َخ ْي َر .ا ْطمُ ِب َّ السبلَ َم َةَ ,و ْ َو ْ اس َع َو َر َ المرتؿ ىنا يرسـ طريؽ السعادة في خطوات سمبية (االمتناع عف الشر) وايجابية (صنع الخير) .وىو يركز عمى خطايا المساف (يعٔ + ٕٙ2يعٖ) .وفي فعؿ الخير يركز عمى أف نطمب السبلمة ،والمسيح ىو سبلمنا فمنطمبو.
نجد ىنا داود المعمـ ،يعمـ شعبو كيؼ يستفيدوف مف خيرات الرب( .يعٗ ٔٚ2مف يعرؼ أف يعمؿ حسناً وال يعمؿ
فذلؾ خطية لو).
ٔٙ ٘ٔ ضد ع ِ ب ِ ين ,وأُ ُذ َناه إِلَى صر ِ ب َن ْحو ٍّ ِ اممِي َّ الر ٍّ الشٍّر لِ َي ْق َ اخ ِي ْمَ .و ْج ُو َّ اآليات (َ٘ٔ " - )ٕٕ-ع ْي َنا َّ الصدٍّيق َ َ ُ َ طعَ الر ٍّ َ َُ ٔٛ الرب س ِمع ,و ِم ْن ُك ٍّل َ ِ ِ ِ ِ ٔٚ ِم َن األَر ِ ِ الرب ِم َن ا ْل ُم ْن َك ِس ِري يب ُى َو َّ ش َدائدى ْم أَ ْنقَ َذ ُى ْم .قَ ِر ٌ ص َر ُخواَ ,و َّ َ َ َ ض ذ ْك َرُى ْم .أُولئ َك َ ْ ٕٓ ٜٔ ِ يعيا ي َن ٍّج ِ ِ ِ ِ ا ْل ُقمُ ِ الصدٍّي ِ س ِح ِقي الر ِ يرةٌ ِى َي َببلَ َيا ٍّ يو َّ قَ ,و ِم ْن َجم َ ُ الربَ .ي ْحفَظُ َجميعَ ص ا ْل ُم ْن َ وبَ ,وُي َخمٍّ ُ وحَ .كث َ ٕٕ وس ع ِب ِ ِ ام ِو .و ِ ِعظَ ِ اح ٌد ِم ْن َيا الَ َي ْن َك ِس ُرَّ ٕٔ . يت ٍّ الصدٍّي ِ يد ِه, ون. ضو ٍّ َّ الشر ُي ِم ُ ق ُي َعاقَ ُب َ يرَ ,و ُم ْب ِغ ُ الرب فَادي ُنفُ ِ َ َ الشٍّر َ ِ ب". َو ُكل َم ِن اتَّ َك َل َعمَ ْيو الَ ُي َعاقَ ُ الصد ِ ين = فكيؼ نخاؼ واهلل يسمع لتضرعاتنا .واف لـ ينقذنا مف الر ٍّ ب عمى ٍّ ىنا نرى األماف اإلليي= َع ْي َنا َّ ٍّيق َ
الضيقة المادية التي في العالـ ،فيو سينقذنا روحياً ويخمص نفوسنا ،وسماحو بالضيقة المادية سيكوف كسماح الصائغ الذي يسمح بنار الفرف ليخرج الذىب نقياً .فمنتضع فالرب قريب مف م ْن َك ِس ِري ا ْل ُقمُ ِ وب ومنكسر القمب ال ُ ِ يرةٌ ِى َي َببلَ َيا يخاصـ اهلل قائبلً لماذا سمحت بيذه الضيقة ،بؿ يقوؿ أنا ال استحؽ سوى ىذا بسبب خطايايَ .كث َ ق = فمف يحبو الرب يؤدبو بعصاه ،ولكنو كأب ال يضرب حتى تنكسر عظامو= ي ْحفَظُ ج ِميع ِعظَ ِ الصدٍّي ِ ام ِو، ٍّ َ َ واحد م نيا ال ينكسر .المقصود أف اهلل لف يطيؿ التأديب حتى تنكسر عظاـ اإلنساف الروحية ويفشؿ
(مزٕ٘ٔ .)ٖ2ولكف ليس المقصود العظاـ الجسدية ،فالمص اليميف كسروا عظامو وكاف في الفردوس مع المسيح
في نفس اليوـ .والشيداء كسروا عظاميـ وىـ اآلف في الفردوس .ولكف ىذه اآلية نبوة عف عدـ كسر عظاـ
المسيح (يو ) ٖٖ2ٜٔفالمسيح ىو البار الحقيقي والكامؿ وحده الذي يعنيو ىذا المزمور .وما ىي نياية األشرار= َّ يت ٍّ ير = وىذه كانت عقوبة مف صمب الرب .وعدـ كسر عظاـ المسيح كاف إشارة لعدـ إنكسار الشر ُي ِم ُ الشٍّر َ كنيستو أبداً ،فنحف مف لحمو ومف عظامو أعضاء جسمو (أؼ٘.)ٖٓ2 ونصمي ىذا المزمور في الساعة الثالثة فنذكر وقت محاكمة المسيح ،ونياية األشرار الذيف أحاطوا بو بؿ أصدروا
حكـ
الصمب
عميو
ونيايتو
ىو
فمـ
ينكسر
منو
عظـ،
بؿ
قاـ
وصعد.
115
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخالحون)
المزمور الخامس والثبلثون
عودة لمجدول
نرى ىنا داود المتألـ مف اضطياد أعدائو ،صارخاً إلى اهلل لينقذه .وما نطؽ بو مف لعنات ضدىـ كاف نبوة عما حدث ليـ .وداود يرمز لممسيح البار المتألِّـ ببل خطية الذي ىاج الكؿ ضده .ولذلؾ اقتبس السيد المسيح
(آية )ٜٔأبغضوني ببل سبب وطبقيا عمى نفسو (يو٘ٔ .)ٕ٘2وكما تألـ المسيح مف اضطياد األعداء لو تتألـ كنيستو ،جسده .لذلؾ يصمح تطبيؽ ىذا المزمور كنبوة عف آالـ المسيح وكنبوة عف آالـ كنيستو.
ٖ ِِ ٕ ِ ِ ِ ِِ ٔ ِ ع ض إِلَى َم ُعوَن ِتيَ ,وأَ ْ ش ِر ْ سا َوا ْن َي ْ اآليات (َٔ " - )ٖ-خاص ْم َيا َرب ُم َخاصم َّي .قَات ْل ُمقَاتم َّي .أ َْمس ْك م َج ًّنا َوتُْر ً ِ ِ رمحا و ِ طِ ص ِك أََنا»". ارِد َّ اء ُم َ يُ .ق ْل ل َن ْفسي « َخبلَ ُ ص َّد ت ْمقَ َ ُْ ً َ ُ ِ ِ سا ..فنحف في حرب روحية (أؼ .)ٔٛ-ٔٓ2ٙواهلل يعطي أوالده نرى ىنا اصطبلحات حربية قَات ْل ..م َج ًّنا ..تُْر ً
اصم يا رب م َخ ِ ِ اص ِم َّي = فاهلل ىو الذي ييزـ لنا إبميس (رؤ .)ٕ2ٙولذلؾ أسمحة روحية ضد إبميس وحروبوَ .خ ْ َ َ ُ ٍ كقاض ودياف نحف نرفع شكوانا هلل الذي يعطينا الغمبة والذي داف إبميس مف قبؿ عمى الصميب .وننظر هلل ىنا وكقائد حرب .وما يعطي لمنفس راحة في ىذه المعركة أف تسمع صوت اهلل= أني أنا ىو خبلصك .فنحف ندخؿ
المعركة ليكوف اهلل نفسو إكميمنا. ٗ ون َن ْف ِسي .لِيرتَ َّد إِلَىا ْلور ِ اء ِتي٘ .لِ َي ُكوُنوا اء َوَي ْخ َج ِل ا ْل ُمتَفَ ٍّك ُر َ ين َي ْطمُ ُب َ اآليات (ٗ " - )ٙ-لِ َي ْخ َز َوْل َي ْخ َج ِل الَِّذ َ س َ ون ِبِإ َ َْ ََ ٙ ب َد ِ ِم ْث َل ا ْلع ِ ب طَ ِ ارُد ُى ْم". الر ِ الر ٍّ الر ٍّ اح ُرُى ْم .لِ َي ُك ْن طَ ِريقُ ُي ْم ظَبلَ ًما َو َزلَقًاَ ,و َمبلَ ُك َّ يحَ ,و َمبلَ ُك َّ َّام ٍّ ُ َ صافَة قُد َ
نرى فييا ما يصيب المضطيديف .وكما سقطوا قداـ المسيح حيف قاؿ "أنا ىو" في البستاف ،ىكذا سيسقطوف دائماً
ويسقطوف دائماً أماـ قوتو غير المحدودة.
ٚ س َب ٍب أ ْ َخفَ ْوا لِي ُى َّوةَ اآليات ( " - )ٜ-ٚأل ََّن ُي ْم ِببلَ َ ش ْب ِب ِو َّ اىاَ ,وِفي التَّ ْيمُ َك ِة الش َب َك ُة الَِّتي أ ْ َي ْعمَ ُمَ ,وْلتَ ْن َ َخفَ َ
ٛ َ ِ س َب ٍب َحفَُروا لِ َن ْف ِسي .لِتَأ ِْت ِو التَّ ْيمُ َك ُة َو ُى َو الَ ش َب َكت ِي ْمِ .ببلَ َ ٜ ب وتَ ْبتَ ِيج ِب َخبلَ ِ ص ِو". َما َن ْف ِسي فَتَ ْف َر ُح ِب َّ َن ْف ِس َيا لِ َيقَ ْع .أ َّ ُ الر ٍّ َ
نرى األعداء في ظممة قموبيـ وعداؤىـ وحقدىـ ضد أوالد اهلل ينصبوف شبكة (شرؾ خداعي) ليـ ليسقطوا فيو،
واهلل بحكمتو يجعميـ يسقطوف ىـ فيو ،وىذا ما حدث عمى الصميب ،وكاف رم اًز لو قصة ىاماف ومردخاي
(أـ.)ٕٚ2ٕٙ
ٓٔ ِ ِ ِ امي تَقُو ُل «يا رب ,م ْن ِم ْثمُ َك ا ْلم ْن ِق ُذ ا ْل ِمس ِك َ ِ ظِ س آية (ٓٔ) َ " -ج ِميعُ ِع َ ْ ير َوا ْل َبائ َ ين م َّم ْن ُى َو أَق َْوى م ْن ُوَ ,وا ْلفَق َ ُ َ َ َ ِ سالِ ِب ِو؟ »". م ْن َ حيف ترى النفس عمؿ المخمص تصرخ مف ىيكؿ كياف اإلنساف الداخمي َيا َرب َم ْن ِم ْثمُ َك.
116
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخالحون)
ٔٔ ود ُز ٍ سأَلُوَن ِنيُ ٕٔ .ي َج ُازوَن ِني اآليات (ُٔٔ " - )ٔٙ- ش ُي ُ وم َ ونَ ,و َع َّما لَ ْم أ ْ َعمَ ْم َي ْ ور َيقُ ُ ٖٔ ِ ض ِيم َك َ ِ ِ ِ ِ ِ صبلَ ِتي إِلَى ت ِب َّ لِ َن ْف ِسي .أ َّ س ًحا .أَ ْذلَ ْم ُ ان ل َباسي م ْ الص ْوِم َن ْفسيَ ,و َ َما أََنا فَفي َم َر ْ ت ح ِزي ًنأ٘ .و ِ شىَ .كم ْن ي ُنوح عمَى أ ٍّ ِ قَ ِريبَ ,كأ ََّن ُو أ ِ ت أَتَ َم َّ اجتَ َم ُعوا. لكنَّ ُي ْم ِفي َ َخي ُك ْن ُ ظ ْم ِعي فَ ِر ُحوا َو ْ ُمو ا ْن َح َن ْي ُ َ َ َ ُ َ ٌ َ ٔٙ ٍ َّار ا ْل ُمج ِ َعمَ ْمَ .م َّزقُوا َولَ ْم َي ُكفواَ .ب ْي َن ا ْلفُج ِ َس َنا َن ُي ْم". اجتَ َم ُعوا َعمَ َّي َ ش ِات ِم َ َّان أل ْ ين َولَ ْم أ ْ ْ َج ِل َك ْع َكة َح َّرقُوا َعمَ َّي أ ْ
ش ًّرا ,ثَ َكبلً َع ِن ا ْل َخ ْي ِر َ ض ِني تَْرجعَُ ٔٗ .كأ ََّن ُو ِح ْ
نرى ىنا وصفاً آلالـ المرنـ (أو المسيح أو كنيستو) .فاألعداء يقيموف شيود ظمـ ضده يشيدوف بأشياء خاطئة لـ سأَلُوَن ِني .فيـ قالوا عف المسيح أنو ببعمزبوؿ يخرج الشياطيف .وىـ ردوا عمى حبو يرتكبياَ .ع َّما لَ ْم أ ْ َعمَ ْم َي ْ بالكراىية فيو كاف يصمي ألجميـ ويصوـ ويذلؿ نفسو في مرضيـ ليشفييـ اهلل ،وأما ىـ في آالمو فرحوا .وىذا ما
حدث مع المسيح الذي كاف يجوؿ يصنع خي اًر وقالوا أصمبو .وعف داود فمقد قاؿ لو شاوؿ "ألنؾ جازيتني خي اًر صبلَ ِتي إِلَى وأنا أجازيؾ ش اًر" (ٔصـٕٗ .)ٔٚ2ولقد بكي داود فعبلً عندما سمع خبر موت شاوؿ وابشالوـَ .و َ ض ِني تَْرجعُ = كاف يصمي ليـ بالخير ليشفوا ولكنيـ بسبب شرورىـ لـ يستفيدوا منيا ،وعادت صبلتو إلى ِح ْ حضنو أي أنو ىو تمتع ببركة صبلتو عف اآلخريف ،إذ طمب الخير ليـ .والحظ أف مشاعره نحوىـ كانت صادقة ُم ِو .وىـ ردوا محبتو شرو اًر لكي يدمروا نفسو= ثَ َكبلً لِ َن ْف ِسي .وفي وح َعمَى أ ٍّ فيو حزف عمييـ في ضيقتيـ َك َم ْن َي ُن ُ (٘ٔ ) نرى صورة لما حدث عمى المسيح نفسو إذ شتموه وى أزوا بو وىو عمى الصميب "ىو جاء إلى خاصتو َّار ا ْل ُمج ِ وخاصتو لـ تقبمو" وفي (َ )ٔٙب ْي َن ا ْلفُج ِ َج ِل َّان = مف ىـ يحتفموف احتفاالت وثنية في خبلعة ومجوف أل ْ ٍ َس َنا َن ُي ْم = يصروف عمى أسنانيـ في غيظ وحقد يودوف لو افترسوا ىذا َك ْع َكة = ألجؿ ثمف بخس= َح َّرقُوا َعمَ َّي أ ْ
البرئ.
ٔٛ ٔٚ ش َب ِ َح َم ُد َك يد ِتي ِم َن األَ ْ استَ ِرَّد َن ْف ِسي ِم ْن تَ ْيمُ َك ِات ِي ْمَ ,و ِح َ ال .أ ْ اآليات (َ " - )ٕٛ-ٔٚيا َرب ,إِلَى َمتَى تَ ْنظُُر؟ ْ ٜٔ ِ ين ُىم أ ْ ِ َِّ ِفي ا ْلجم ِ ِ ِ ٍ ام ْز ِبا ْل َع ْي ِن ُس ٍّب ُح َك .الَ َي ْ يرِةِ .في َ ََ َ ش ْع ٍب َعظيم أ َ ش َم ْت ِبي الذ َ ْ اعة ا ْل َكث َ َع َدائي َباطبلًَ ,والَ َيتَ َغ َ ٕٓ ين ي ْب ِغ ُ ِ ِ ين ِفي األ َْر ِ ون ِب َكبلَِم َم ْك ٍر. ون ِب َّ ض َيتَفَ َّك ُر َ السبلَِمَ ,و َعمَى ا ْل َي ِاد ِئ َ س َب ٍب .أل ََّن ُي ْم الَ َيتَ َكمَّ ُم َ الَّذ َ ُ ضوَنني ِببلَ َ ٕٕ ٕٔ س ٍّي ُد ,الَ تَ ْبتَِع ْد َع ٍّني. اى ُي ْم .قَالُوا « َى ْو! َى ْو! قَ ْد َأر ْ فَ َغ ُروا َعمَ َّي أَف َْو َ َع ُي ُن َنا» .قَ ْد َأر َْي َ َت أ ْ ت َيا َرب ,الَ تَ ْ س ُك ْتَ .يا َ ٖٕاستَ ْي ِق ْظ وا ْنتَِب ْو إِلَى ح ْك ِمي ,يا إِل ِيي وس ٍّي ِدي إِلَى َد ْعوايٕٗ .اق ِ ِ ش َمتُوا ب َع ْدِل َك َيا َرب إِل ِيي ,فَبلَ َي ْ سَ َ ُ ْ ْض لي َح َ َ َ َ َ َ ٕٙ ٕ٘ ون ِبي .الَ َيقُولُوا ِفي ُقمُوِب ِي ْم « َى ْو! َ ش ْي َوتَُنا» .الَ َيقُولُوا «قَِد ْابتَمَ ْع َناهُ!» .لِ َي ْخ َز َوْل َي ْخ َج ْل َم ًعا ا ْلفَ ِر ُح َ ٕٚ صيب ِتيِ .لي ْم ِب ِ ِ ِ ون َحقٍّيَ ,وْل َيقُولُوا َد ِائ ًما « ِل َيتَ َعظَِّم ون َعمَ َّيِ .ل َي ْي ِت ْ ف َوَي ْف َر ِح ا ْل ُم ْبتَ ُغ َ ي َوا ْل َخ َج َل ا ْل ُمتَ َعظٍّ ُم َ َ ِب ُم َ س ا ْلخ ْز َ ٕٛ ِ ِِ س ِاني َي ْم َي ُج ِب َع ْدلِ َك .ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو ِب َح ْم ِد َك". َّ الرب ا ْل َم ْ سبلَ َمة َع ْبده»َ .ولِ َ ور ِب َ س ُر ُ نرى ىنا تدخؿ اهلل وصبلة المرنـ ليرى خبلصو ويسبحو ِفي ا ْلجم ِ ِ يرِة أي الكنيسة .ولساف الحاؿ لؤلشرار ََ َ اعة ا ْل َكث َ َع ُي ُن َنا = أي قد رأينا معجزات كثيرة لممسيح فمنرى اآلف معجزة ،كيؼ ينقذ نفسو مف عمى يقوؿ َى ْو َى ْو قَ ْد َأر ْ َت أ ْ الصميب أو ينقذ كنيستو مف ضيقة شديدة دبرناىا ليا .وقد يصمت اهلل تاركاً كنيستو لبعض الوقت في ألـ لكنو ال استَ ْي ِق ْظ َوا ْنتَِب ْو إِلَى يتركيا دائماً .واألشرار إذ يجدونيا متألمة يتصوروف أف اهلل تركيا .والمرنـ يقوؿ في (آيةٖٕ) ْ
117
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخالحون)
ش ْي َوتَُنا ُح ْك ِمي = أي ال تتركني طويبلً في ىذه التجربة التي سمحت بيا حتى ال يشمتوا بي (ٕٗ) قائمين َى ْو َ أي ىذه ىي شيواتنا ىبلكو.
118
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخالحون)
المزمور السادس والثبلثون
عودة لمجدول
غير واضح زمف ومناسبة كتابة ىذا المزمور .ولكنو ىو مزمور يتأمؿ فيو داود في سبب أف األشرار (ربما الذيف اضطيدوه ،أو األشرار عموماً) يرتكبوف شرورىـ وأنيـ بيذا يتغربوف عف الرب ونرى صورة لفساد األشرار ،وفي المقابؿ نرى صورة لكماؿ اهلل المتعدد الجوانب.
َن لَ ْيس َخو ُ ِ ِ آية (ٔ) َ ٔ" -نأْم ُة مع ِ الشٍّر ِ ص َي ِة ٍّ ام َع ْي َن ْي ِو". يرِفي َداخ ِل َق ْم ِبي أ ْ َ ْ َ َْ ف اهلل أ َ َم َ يرِفي َد ِ َنأْم ُة مع ِ الشٍّر ِ ص َي ِة ٍّ اخ ِل َق ْم ِبي = قمبي يحدثني أف سبب معصية الشرير .أف ليس خوؼ اهلل أماـ عينيو َ َْ
والنصؼ األوؿ مف اآلية مترجـ ىكذا في اإلنجميزية THE TRANSGRESSION OF THE WICKED
SAITH WITHIN MY HEARTلذلؾ يقوؿ الحكيـ مخافة الرب رأس المعرفة (أـٔ.)ٚ2
ٕ ان إِثْ ِم ِو وب ْغ ِ س ُو لِ َن ْف ِس ِو ِم ْن ِج َي ِة ِو ْج َد ِ ض ِو". آية (ٕ) " -ألَنَّ ُو َممَّ َ َُ ق َن ْف َ س ُو = ىو خدع ذاتو وغشيا ليرضي ذاتو ،او خدع نفسو ليرضي نفسو ويعمؿ ما تشتييو نفسو مف أل ََّن ُو َممَّ َ ق َن ْف َ
اثاـ وخداع انساف شرير النساف اخر يتـ والضحية البرئ اليدري اما ىنا فنجد اف ىذا االنساف يخدع نفسو اماـ
عيني نفسو .فيو حيف يكتشؼ خطيتو يتعمؿ بعمؿ كقولو "أنا ال أعمـ أف ىذا الفعؿ خطية" أو "كؿ الناس يعمموف ىذا الشئ" أو "إف اهلل ىو الذي أوجدىا أمامي" أو "أنا ضعيؼ وظروفي كده" .ىذا شئ يشبو مف يستعمؿ نوع
مف المسكنات ليسكف الـ جسدي ،وىنا ىو يجد مبررات ليسكف االـ ضميره .ومف يخاؼ الرب ال يقؿ مثؿ ىذا دمر نفسو حقيقة .ولنبلحظ أف الشيطاف ال الكبلـ بؿ يعترؼ بخطيتو طالباً الرحمة .ولكف مف يخدع نفسو ُي ِّ ان إِثْ ِم ِو وب ْغ ِ يستطيع أف يخدعنا إف كنا ال نخدع أنفسناِ .م ْن ِج َي ِة ِو ْج َد ِ ض ِو = حيف يكتشؼ خطيتو او يكتشفيا َُ الناس ،وىنا وحتي ال يكرىو احد او يمومو بؿ حتي ال يمومو ضميره يخترع المبررات. ف َع ِن التَّ َعق ِلَ ,ع ْن َع َم ِل ا ْل َخ ْي ِرَ ٗ .يتَفَ َّك ُر ِب ِ شَ .ك َّ اآليات (َٖ ٖ" - )ٗ-كبلَ ُم فَ ِم ِو إِثْ ٌم َو ِغ ٌّ ف ض َج ِع ِوَ .ي ِق ُ اإل ثِْم َعمَى َم ْ ِ ض َّ الش َّر". صالِ ٍح .الَ َي ْرفُ ُ في طَ ِريق َغ ْي ِر َ صالِ ٍح = أما العاقؿ فيعرؼ أنو ضعيؼ ويمكف ليذا الطريؽ أف يجذبو ،ليذا ييرب ف ِفي َ الشرير َي ِق ُ ط ِريق َغ ْي ِر َ مف طريؽ الشر ويرفضيا.اما ىذا الشرير فكؿ كبلمو فاسد وافكاره فاسدة حتي وىو عمي مضجعو .نيايتو رىيبة. واص ارره عمي ىذا الطريؽ ىو الجنوف بعينو = َك َّ ف َع ِن التَّ َعق ِل َع ْن َع َم ِل ا ْل َخ ْي ِر.
آية (٘) ٘" -يا ربِ ,في َّ ِ َما َنتُ َك إِلَى ا ْل َغ َم ِام". َ َ الس َم َاوات َر ْح َمتُ َك .أ َ السماو ِ ِ ات َر ْح َمتُ َك = اهلل لو مراحـ أرضية مادية .فيو يشرؽ شمسو عمى األبرار واألشرار وىناؾ بركات في َّ َ َ َما َنتُ َك إِلَى ا ْل َغ َم ِام = رحمة اهلل تنزؿ عمينا كما ينزؿ المطر مف السحاب .والسحاب سماوية روحية يتذوقيا أوالده .أ َ يشير لمقديسيف وبشفاعتيـ لنا بركات .وتشير لؤلنبياء الذيف بنبواتيـ نشبع مف كممات الكتاب المقدس ويشير
119
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخالحون)
السحاب ألف مراحـ اهلل عالية جداً ،فائقة ومرتفعة وعظيمة لمغاية ،وميما كانت متاعبنا فمراحـ اهلل أعمى وأعظـ، وىو ييب رجاء ألوالده ،بؿ يحوليـ إلى سماء ولسحاب مرتفع عف األرض.وتشير االية اف ارتفاع امانة اهلل تعني
انيا في حكمتيا غير مدركة لعقولنا ،ألف اهلل في محبتو يدبر لنا اعمى نصيب في السماويات ،اما نحف فكؿ
تفكيرنا محصور في اف محبة اهلل لنا برىانيا ىو في حصولنا عمي اكبر قدر مف االرضيات واقؿ قدر مف االالـ
.فيؿ فكر احد يوما اف الموت واالـ ىذا العالـ ىي الطريؽ لمسماء .واليس ىذا ما نصميو في القداس " حولت لي العقوبة خبلصا "
ٙ ِ ِ ِ ِ ِ َح َكام َك لُ َّج ٌة َع ِظيم ٌةَّ . ص َيا َرب". اس َوا ْل َب َيائ َم تُ َخمٍّ ُ الن َ َ آية (َ " - )ٙع ْدلُ َك م ْث ُل ج َبال اهللَ ,وأ ْ ُ تدابير اهلل ترفعنا مف عمؽ الخطية وتيبنا بر المسيح .وتدابيره راسخة عالية كالجباؿ وعميقة جداً ال يمكف أف
نفيـ أعماقيا كما أنو ال يمكننا النزوؿ الكتشاؼ أعماؽ البحار .ومراحمو تصؿ لكؿ البشر بؿ حتى إلى الخميقة ِ الحيوانية غير العاقمة= َّ ص َيا َرب = فيو يطعـ ويحفظ كؿ الخميقة . اس َوا ْل َب َيائ َم تُ َخمٍّ ُ الن َ
ٛ ِ اآليات (ٚ" - )ٜ-ٚما أَ ْكرم ر ْحمتَ َك يااَهلل! فَب ُنو ا ْلب َ ِ ِ سِم َب ْي ِت َكَ ,و ِم ْن اح ْي َك َي ْحتَ ُم َ ش ِر في ظ ٍّل َج َن َ َ َ ََ َ َ َ ُ َ ونَ .ي ْرَو ْو َن م ْن َد َ ع ا ْلحي ِ َني ِر ِنع ِم َك تَس ِقي ِيمٜ .أل َّ ِ اةِ .ب ُن ِ ورا". َن ع ْن َد َك َي ْن ُبو َ َ َ ْ َ ور َك َن َرى ُن ً ْ ْ
اهلل يحمي أوالده ،ويشبعيـ مف خيراتو ،يمؤلىـ فرحاً وبيجة فبل يحتاجوف إلى الممذات الزمنية ،يجدوف في مخمصيـ سر فرحيـ الحقيقي ،يمؤلىـ مف روحو القدوس ينبوع الحيوة فتكوف ليـ ثماره .ويعطييـ الروح استنارة =
ِب ُن ِ ور .وىو يكشؼ لنا حتى أعماؽ اهلل (ٔكوٕ .)ٕٔ-ٜ2وبنورؾ (المسيح) نعايف النور (الروح ور َك نعاين ال ُن ً القدس) فبدوف عمؿ المسيح الفدائي ما كاف الروح القدس قد حؿ عمى الكنيسة .وباالستنارة التي يعطييا الروح القدس لنا ( النور) نعرؼ المسيح ( النور ) ( " .يو ) ٔٙ – ٕٔ 2 ٔٙوالروح القدس ىو الذي يفتح ويدرب كؿ
حواسنا الروحية فنفيـ امور السمائيات .
يمي ا ْل َق ْمبٔٔ .الَ تَأ ِْت ِني ِر ْج ُل ا ْل ِك ْب ِري ِ ين يع ِرفُوَن َك ,وع ْدلَ َك لِ ْممستَ ِق ِ ِِ اءَ ,وَي ُد َ ََ ُ ْ َر ْح َمتَ َك لمَّذ َ َ ْ ِ اإل ثِْمُ .د ِحروا َفمَم ي ِ سقَطَ فَ ِ اعمُو ِ ام". ْ َْ ستَط ُ َ ُ يعوا ا ْلق َي َ
اآليات (ٓٔٔٓ" - )ٕٔ-أ َِد ْم ٕٔ ش َر ِ اك األَ ْ ار الَ تَُز ْح ِز ْح ِنيُ .ى َن َ كؿ نفس تذوقت عطايا اهلل ،تصمي مع المرنـ ليديـ ليا اهلل ىذه المراحـ فبل تفقد سبلميا .ويبعد عنيا الكبرياء
فيبتعد عنيا اهلل بسبب كبريائيا .ويبعد عنيا األشرار حتى ال تغوى النفس وراء شرورىـ فيفقدوا طيارتيـ وبالتالي ِ سبلميـ ففي الكبرياء والشر سقط فاعمو اإلثـ َفمَم ي ِ ام = واألشرار الذيف يدبروف الشر ألوالد اهلل ْ َْ ستَط ُ يعوا ا ْلق َي َ يسقطوف في شرورىـ ىذه ويسقطوا تحت لعنتيا .أما عدؿ اهلل فيستمتع بو المستقيمي القموب الذيف ال يخدعوا أنفسيـ ويتممقونيا .الَ تَأ ِْت ِني ِر ْج ُل ا ْل ِك ْب ِري ِ اء = إبعد عني شر المتكبريف. َ
120
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخالحون)
المزمور السابع والثبلثون
عودة لمجدول
يقاؿ أف داود كتب ىذا المزمور قبؿ نياحتو بثبلث سنوات وفيو يضع حصيمة خبراتو ،وتتمخص في أنو ميما نجح األشرار فنجاحيـ وقتي ،أما األبرار فبل يناليـ سوى الخيرات ،واف لـ ينالوىا عمى األرض فيـ سينالونيا في السماء ويكفييـ عمى األرض أف اهلل يشعرىـ بعدـ التخمي عنيـ .ومما يؤكد أف داود كتبو بعد أف شاخ اآلية
(ٕ٘ ) .ونبلحظ أف داود حيف يقوؿ أف البار يرث األرض فيذا بمفيوـ العيد القديـ وفي العيد الجديد فاألرض ىي رمز لمميراث السماوي.
ٔ اإل ثِْمٕ ,فَِإ َّن ُي ْم ِم ْث َل ا ْل َح ِش ِ ال ِ ش َر ِ ونَ ,و ِمثْ َل يعا ُي ْق َ اآليات (ٔ " - )ٔٔ-الَ تَ َغ ْر ِم َن األَ ْ ارَ ,والَ تَ ْح ِس ْد ُع َّم َ ط ُع َ س ِر ً يش َ ٗ ٖ ب فَ ُي ْع ِط َي َك الر ٍّ الر ٍّ َما َن َةَ .وتَمَ َّذ ْذ ِب َّ ون .اتَّ ِك ْل َعمَى َّ ش ِب األ ْ ا ْل ُع ْ ض َو ْار َ اس ُك ِن األ َْر َ ض ِر َيذُْبمُ َ َخ َ ب َواف َْع ِل ا ْل َخ ْي َرْ . ع األ َ ٘ َّ ِ َّ ب طَ ِريقَ َك َواتَّ ِك ْل َعمَ ْي ِو َو ُى َو ُي ْج ِريَ ٙ ,وُي ْخ ِر ُج ِم ْث َل الن ِ يرِةٚ .ا ْنتَ ِظ ِر سمٍّ ْم ِل َّمر ٍّ س ْؤ َل َق ْم ِب َكَ . ُ ور ِب َّر َكَ ,و َحق َك مثْ َل الظ ِي َ ٛ ب واص ِبر لَ ُو ,والَ تَ َغر ِم َن الَِّذي ي ْنجح ِفي طَ ِر ِ الر ُج ِل ا ْل ُم ْج ِري َم َكا ِي َدُ .ك َّ ض ِبَ ,واتُْرِك يق ِوِ ,م َن َّ َّ ف َع ِن ا ْل َغ َ َ َُ َ ْ الر َّ َ ْ ْ ٜ َن ع ِ اممِي َّ الس َخطََ ,والَ تَ َغ ْر لِ ِف ْع ِل َّ ضَ ٔٓ .ب ْع َد الر َّ َّ الشٍّر ُي ْق َ ون َّ ون األ َْر َ ب ُى ْم َي ِرثُ َ ين َي ْنتَ ِظ ُر َ ونَ ,والَِّذ َ ط ُع َ الشٍّر ,أل َّ َ ٔٔ ون ٍّ السبلَ َم ِة". ون ِفي َكثَْرِة َّ ون .أ َّ ون األ َْر َ ضَ ,وَيتَمَ َّذ ُذ َ اء فَ َي ِرثُ َ ير .تَطَّمِعُ ِفي َم َك ِان ِو فَبلَ َي ُك ُ َقمِيمٍبلَ َي ُك ُ َما ا ْل ُوَد َع ُ الشٍّر ُ داود يدعو كؿ واحد أف ال يتساءؿ لماذا تنجح طريؽ األشرار ويغار منيـ ألف نجاحيـ وقتي فيـ كا ْل َح ِش ِ يش =
يشغموف سطح األرض ببل قيمة وىـ ببل جذور عميقة تسندىـ ،وعند ظيور الشمس الحارقة في الصيؼ (إشارة
لمدينونة األبدية) فإنيـ يذبموف .أما المؤمف فمو جذوره التي تشرب مف مياه الروح القدس العميقة وحياتو مستترة
مع المسيح في اهلل (كوٖ )ٖ2ومتى يأتي الربيع (عندما يأتي المسيح في مجده) سيكوف ىناؾ ثمار ونظير معو ض = الكنيسةَ .وتَمَ َّذ ْذ س ُكا ِنا األ َْر َ في مجده (كوٖ )ٗ2وما عمى المؤمف إال أف يتكؿ عمى الرب ويسمؾ بأمانةْ . ب = قد يكوف أوالد اهلل فقراء أو مضطيديف ولكنيـ فرحيف إذ يجدوا في عشرتيـ مع اهلل لذتيـ .فيحسبوا العالـ الر ٍّ ِب َّ ِ س ْؤ َل َق ْم ِب َك = مف تمذذ بالرب يطمب أف تنفتح عيناه ويراه ويعاينو. كمو بكؿ خيراتو نفاية (فيٖ .)ٜ-ٚ2فَ ُي ْعط َي َك ُ ب طَ ِريقَ َك = في ثقة سمِّـ لمرب تدبير كؿ أمورؾ َو ُى َو ُي ْج ِري = يدبر كؿ أمور حياتنا حسب مشورتو سمٍّ ْم لِ َّمر ٍّ وَ الرب ُي ْخ ِر ُج ِم ْث َل الن ِ ور ِب َّر َك = إشراؽ حياة المؤمنيف األبرار سيكوف واضحاً كالنور حتى لو شوه الصالحة .و َ ب = اهلل طويؿ األناة وتأتي استجابتو في الزماف الذي يحدده ىو وعمى الر َّ األشرار سمعتيـ إلى حيف .ا ْنتَ ِظ ِر َّ ط= كؼ عف التذمر ضد أحكاـ اهلل ،فالتذمر يقسي القمب. المؤمف أف يصبر اتُْرِك َّ الس َخ َ ٖٔ ٕٔ ِ الشٍّرير يتَفَ َّكر ِ الصدٍّي ِ َن ض َح ُك ِب ِو ألَنَّ ُو َأرَى أ َّ َس َنا َن ُو. اآليات (ٕٔ" - )ٕٗ- ض َّد ٍّ َّ الرب َي ْ ق َوُي َحٍّر ُ ق َعمَ ْيو أ ْ ٍّ ُ َ ُ ٘ٔ ٍ ٗٔ ِ ِ ير ,لِقَ ْت ِل ا ْلم ِ ِ ين َوا ْلفَ ِق ِ س ِك ِ س ْيفُ ُي ْم َي ْو َم ُو سموا َّ آت! األَ ْ الس ْي َ ُ ْ س ُي ْم ل َرْم ِي ا ْلم ْ ستَقيم طَ ِريقُ ُي ْمَ . ف َو َمدوا قَ ْو َ ش َرُار قَ ْد َ َي ْد ُخ ُل ِفي َق ْم ِب ِي ْمَ ,وِق ِسي ُي ْم تَْن َك ِس ُر.
121
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخالحون) ٔٚ ٔٙ الصد ِ ار تَْن َك ِسر ,وع ِ َن سو ِ ش َر ِ ار َك ِث ِ ش َر ٍ مصدٍّي ِ ين اض ُد ٍّ اَْل َقمِي ُل الَِّذي لِ ٍّ اع َد األَ ْ ق َخ ْيٌر ِم ْن ثَْرَوِة أَ ْ ٍّيق َ ير َ ُ ََ ين .أل َّ َ َ ٔٛ ونٜٔ .الَ ي ْخ َزو َن ِفي َزم ِن السو ِء ,وِفي أَي ِ الرب َع ِ َّام ا ْل ُجوِع َّام ا ْل َك َممَ ِةَ ,و ِم َا الرب. َّ َّ ار ٌ يرثُ ُي ْم إِلَى األ ََب ِد َي ُك ُ ُ ْ َ َ ف أَي َ اء ا ْلمر ِ ب َكبي ِ اعي .فَ ُنواَ .كالد َخ ِ ان فَ ُنواٍّ ٕٔ . ونٕٓ .أل َّ ض َوالَ اء َّ َن األَ ْ َي ْ ستَ ْق ِر ُ ش َرَار َي ْيمِ ُك َ ش َب ُع َ ونَ ,وأ ْ ير َي ْ الر ٍّ َ َ َع َد ُ الشٍّر ُ ََ ون. ف َوُي ْع ِطيٕٕ .أل َّ َما ٍّ ين ِم ْن ُو ُي ْق َ َي ِفي ,أ َّ ٍّيق فَ َيتََأرَّ ُ ون األ َْر َ الصد ُ ط ُع َ ضَ ,وا ْل َم ْم ُعوِن َ ين ِم ْن ُو َي ِرثُ َ َن ا ْل ُم َب َارِك َ ٕٗ ٖٕ ان وِفي َ ِ ِ ات ِ س ِن ٌد َي َدهُ". ط ِر ُح ,أل َّ الر َّ الر ٍّ ط الَ َي ْن َ سقَ َ َّت َخ َ َن َّ ِم ْن ِق َب ِل َّ ط َو ُ بَ تَثَب ُ ب ُم ْ سر .إِ َذا َ ط ِريقو ُي َ سِ َ اإل ْن َ
إبميس ومف يتبعو مف األشرار يظنوف أنيـ أقوياء ،قادريف عمى إلحاؽ األذى بشعب اهلل= يتَفَ َّكر ِ الصدٍّي ِ ق. ض َّد ٍّ َ ُ ض َح ُك ِب ِو = لماذا؟ و َّ الرب َي ْ َن يوم ُو ٍ آت = يرى الرب يوـ دينونتيـ [ٔ] َأرَى أ َّ َ ْ َ [ٕ ] السيؼ الذي اعدوه ضد المسكيف يرتد ويدخؿ في قموبيـ .وسيؼ األشرار ال يمتد سوى ألجساد القديسيف وال ينالوف مف أرواحيـ
[ٖ] اآلالـ تتحوؿ لخير القديسيف فكؿ األمور تعمؿ معاً لمخير لمذيف يحبوف اهلل .واهلل يستخدـ ىذه اآلالـ لتكميؿ الرب َع ِ َّام ا ْل َك َممَ ِة القديسيف= َّ ار ٌ ف أَي َ الرب َع ِ َّام ا ْل َك َممَ ِة = [ٗ] فشؿ خطط األشرار= ِق ِسي ُي ْم تَ ْن َك ِس ُر ،كما قاؿ يوسؼ الخوتو (تؾٓ٘ )ٕٓ2وقولو َّ ار ٌ ف أَي َ أف اهلل يعرؼ متى سيكمموف بيذه اآلالـ ليكوف ليـ نصيب في المجد السماوي ،حينئذ يسمح بموتيـ بعد أف
يكمموا .فاألشرار ليسوا أح ار اًر في أف يقتموا أوالد اهلل .لـ يكف لؾ سمطاف البتة إف لـ تكف قد أعطيت مف فوؽ (يو .)ٔٔ2ٜٔالَ ُي ْخ َز ْو َن ِفي َزَم ِن السو ِء = ال يخزى إال مف ال يثؽ في اهلل وال رجاء لو ،أما أوالده اهلل فيفتخروف اء ا ْلمر ِ في الضيقات (روٗ .)ٖ2٘،واألشرار َكبي ِ اعي = أي الخراؼ السماف مف غناىـ وخيراتيـ ولكنيم َكالد َخ ِ ان ََ ََ فَ ُنوا = الخروؼ حينما يصير سميناً يقترب ذبحو ،والشرير كمما صار في بياء يقترب موعد دينونتو ،وىو كالدخاف كمما ارتفع إلى فوؽ كبر حجمو ولكنو يبدأ ينتشر ويكبر حجمو ولكنو يتبلشى رويداً رويداً .أما البار
فيثبت الرب طريقو (ٖٕ) واف لـ يثبت الرب طريقنا سنسمؾ في طرؽ ممتوية .ونبلحظ أف الرب يسوع ىو
الطريؽ.
ٕ٘ ِ ِ س ُخ ْب ًزا. ف ت ن ك ا ض َي أ اآليات (ٕ٘" - )ٗٓ- َ ْ ُ تى َوقَ ْد ِش ْخ ُ ُ ً ْ تَ ,ولَ ْم أ ََر صدٍّيقًا تُ ُخمٍّ َي َع ْن ُوَ ,والَ ُذٍّرَّي ًة لَ ُو تَ ْمتَم ُ ً ٕٙ سمُ ُو لِ ْم َب َرَك ِة. ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو َيتََأرَّ ُ ف َوُي ْق ِر ُ ضَ ,وَن ْ ِ ٕٚح ْد َع ِن َّ ب ُي ِحب ا ْل َحقََّ ,والَ َيتَ َخمَّى َع ْن أَتْ ِق َي ِائ ِو .إِلَى األ ََب ِد اس ُك ْن إِلَى األ ََب ِدٕٛ .أل َّ الر َّ َن َّ الشٍّر َواف َْع ِل ا ْل َخ ْي َرَ ,و ْ ٖٓ ٕٜ ش َر ِ الصدٍّي ِ ق َي ْم َي ُج ار فَ َي ْنقَ ِطعُ. س ُك ُنوَن َيا إِلَى األ ََب ِد .فَ ُم ٍّ ٍّ ون .أ َّ س ُل األَ ْ ون األ َْر َ ون َي ِرثُ َ الصدٍّيقُ َ ُي ْحفَظُ َ ض َوَي ْ َما َن ْ ٖٔ ِ ِ ِ ٍّيق ُم َح ِ يع ُة إِل ِي ِو ِفي َق ْم ِب ِو .الَ تَتَ َق ْم َق ُل َخطَ َواتُ ُوٍّ ٖٕ . ب ٍّ اوالً ق ِبا ْل َحقٍَّ . الصد َ سا ُن ُو َي ْن ِط ُ ير ُي َراق ُ ش ِر َ ِبا ْلح ْك َمةَ ,ولِ َ الشٍّر ُ ٖٗ ٖٖ ث َن ُي ِميتَ ُو. الر َّ الرب الَ َيتُْرُك ُو ِفي َي ِد ِهَ ,والَ َي ْح ُك ُم َعمَ ْي ِو ِع ْن َد ُم َحا َك َم ِت ِو .ا ْنتَ ِظ ِر َّ َّ احفَ ْظ طَ ِريقَ ُو ,فَ َي ْرفَ َع َك لِتَ ِر َ أْ ب َو ْ ض .إِلَى ا ْن ِق َر ِ ش َر ِ ار تَ ْنظُُر. اض األَ ْ األ َْر َ
122
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخالحون) ٖٙ ٖ٘ س ِبم ْو ُج ٍ شِ ٍ ِ ٍ ِ ير َع ِات ًياَ ,و ِ ت ٍّ وج ْد. ش َج َرٍة َ ارفًا ِم ْث َل َ قَ ْد َأر َْي ُ ستُ ُو َفمَ ْم ُي َ ودَ ,وا ْلتَ َم ْ الشٍّر َ ارقَة َناض َرةَ .ع َب َر فَإ َذا ُى َو لَ ْي َ َ ٖٛ ِ اد َ ِ ِ ام َل وا ْنظُ ِر ا ْلم ِ ٖٚالَ ِح ِظ ا ْل َك ِ ش َر ِ سِ ار ان َّ السبلَ َم ِة .أ َّ ب األَ ْ َما األَ ْ ش َرُار فَ ُي َب ُ يعاَ .عق ُ يم ,فَِإ َّن ا ْل َعق َ ُ ْ ون َجم ً ب ِإل ْن َ َ ستَق َ ٓٗ ٖٜ بِ ,ح ِ الصد ِ يم ِفي َزَم ِ الضي ِ الرب َوُي َن ٍّجي ِي ْمُ .ي ْن ِق ُذ ُى ْم ان ٍّ الر ٍّ ص ٍّ قَ .وُي ِعي ُن ُي ُم َّ ين فَ ِم ْن ِق َب ِل َّ َي ْنقَ ِطعُ .أ َّ ٍّيق َ ْ َما َخبلَ ُ صن ْ ش َر ِ احتَ َم ْوا ِب ِو". ِم َن األَ ْ ص ُي ْم ,أل ََّن ُي ُم ْ ار َوُي َخمٍّ ُ في (ٕ٘) اهلل ال يتخمى عف أوالده أبداً .وداود ىنا يقوليا عف خبرة رآىا في حياتو .بؿ البار في تشبيو بإليو
نجده رحيماً بالمحتاج ،ونسمو أيضاً يكوف في بركة .وفي ( )ٕٚدعوة لكي نسمؾ في فعؿ الخير لكي يكوف لنا اس ُك ْن إِلَى األ ََب ِد .وفي (ٖٓ )ٖٔ،نرى الصديؽ يميج بالحكمة ونفيـ أنو حكيـ ألنو يحفظ وصايا ميراث أبدي= ْ ِ سِ ان اهلل .وفي (ٖ٘ )ٖٙ،يكرر أف نجاح الشرير نجاح وقتي .وبعدىا يبادوف ( .)ٖٛوفي ( )ٖٚفَِإ َّن ا ْل َعق َ ب ِإل ْن َ ِ ا َّ ِ ب = Future لسبلَ َمة = نياية اإلنساف البار السبلمة والعكس لمشرير ( .)ٖٜا ْل َعق َ
123
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخالحون)
المزمور الثامن والثبلثون
عودة لمجدول
ىذا المزمور ىو أحد مزامير التوبة لداود ،ممموء أحزاناً وشكوى ،فالخطية تأتي معيا بثمارىا مف اآلالـ واألحزاف،
بؿ يبدو أيضاً أف بعض األمراض قد أصابتو .واهلل يسمح بيذه اآلالـ لمخاطئ ليتواضع وينسحؽ أمامو .ومف
اآلالـ التي أوجعتو جداً ىجر أصحابو لو واضطياد أعداؤه لو .لقد تمذذ بالخطية لحظات وجنى ثمارىا المرة سنوات .كؿ ىذه اآلالـ مع إحساسو بالندـ عمى خطيتو كاف ممكناً أف يدفعو لميأس ،ولكننا نراه يمجأ إلى اهلل
بالصبلة ليناؿ عوناً.
عنواف المزمور لمتذكير = ليذكر خطيتو وتكوف أمامو كؿ حيف ،ويذكر تأديب الرب فبل يعود ليا .وفي السبعينية تذكر ألجؿ السبت= والسبب ىو الراحة .وفي اعترافنا وتوبتنا نجد راحة.
ٔ ِ س َخ ِط َكَ ,والَ تُ َؤد ٍّْب ِني ِب َغ ْي ِظ َك", آية (ٔ) َ " -يا َرب ,الَ تَُوٍّب ْخني ِب َ ىي نفسيا (مز .)ٔ2ٙىو ال يرفض التوبيخ ،لكنو يرفض غضب اهلل عميو.
آية (ٕ) ٕ" -أل َّ ِ ش َب ْت ِف َّيَ ,وَن َزلَ ْت َعمَ َّي َي ُد َك". ام َك قَِد ا ْنتَ َ َن س َي َ سياـ اهلل ىي تأديباتو .وقبؿ أف تجرحنا سياـ تأديباتو ،تجرح ضميرنا سياـ كمماتو فإف لـ نتحرؾ ونتوب مف توبيخ الضمير تأتي عمينا السياـ الخارجية.
ِ ِ ِ اآليات (ٖٖ" - )ٛ-لَ ْيس ْت ِفي جس ِدي ِ سبلَ َم ٌة ِم ْن ِج َي ِة َخ ِطي َِّتي. ص َّح ٌة ِم ْن ِج َي ِة َغ َ س ْت في عظَامي َ ض ِب َك .لَ ْي َ َ َ َ ٘ ْسيَ .ك ِحمل ثَ ِقيل أَثْ َق َل ِم َّما أ ْ ِ ق أر ِ ِ ض ْرِبي ِم ْن ِج َي ِة ٗأل َّ اح ْت ُح ُب ُر َ َحتَم ُل .قَ ْد أَ ْنتََن ْت ,قَ َ ْ َن آثامي قَ ْد طَ َم ْت فَ ْو َ َ ٙ اصرتَ َّي قَِد امتَؤلَتَا ْ ِ ِ س ْت ِفي ت َح ِزي ًناٚ .أل َّ ت إِلَى ا ْل َغ َاي ِة .ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو َذ َى ْب ُ يت .ا ْن َح َن ْي ُ َح َماقَ ِتي .لَ ِو ُ احت َارقًاَ ,ولَ ْي َ ْ َن َخ َ ٛ جس ِدي ِ ت أ َِئن ِم ْن َزِف ِ ير َق ْم ِبي". ت إِلَى ا ْل َغ َاي ِةُ .ك ْن ُ س َح ْق ُ ص َّح ٌةَ .خ ِد ْر ُ ت َوا ْن َ َ َ داود الذي لـ ينحني أماـ جميات وال األسد والدب ،داود الجبار نجده بسبب الخطية متألماً ،مريضاً منحنياً تحت
اح ْت جراحاتي = ىذه لمتعبير عف نتانة الخطية ورائحتيا النتنة .والمرنـ يعتبر الخاطئ ثقؿ الخطية .أَ ْنتََن ْت ,قَ َ جاىبلً أحمؽ= ِم ْن ِج َي ِة َح َماقَ ِتي والعكس نسمع رأس الحكمة مخافة الرب (أـٔ .)ٚ2والعجيب أف المسيح ليشفينا قَبِؿ أف يحمؿ ىو ثفؿ خطايانا وينحني تحت الصميب ليرفع رأسي المنحني .وعمى كؿ منا أف ينسحؽ أماـ اهلل، ت إِلَى ا ْل َغ َاي ِة. س َح ْق ُ خافضاً رأسو معترفاً بخطاياه ليحمميا ىو عنو = ا ْن َ
124
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخالحون) ٜ ور ع ْن َكَ ٔٓ .ق ْم ِبي َخ ِ ِ ق .قَُّوِتي فَ َارقَتِْني, اف ٌ ستُ ٍ َ س ِب َم ْ ام َك ُكل تَأَو ِىيَ ,وتََنيدي لَ ْي َ َم َ اآليات (َ " - )ٔ٘-ٜيا َرب ,أ َ ِ ٔٔ ِ ِ ض ْرَب ِتيَ ,وأَقَ ِ يداَ ٕٔ .وطَالِ ُبو َن ْف ِسي ارِبي َوقَفُوا َب ِع ً َص َحا ِبي َي ِقفُ َ ون تُ َجاهَ َ ور َع ْي ِني أ َْي ً س َمعي .أَحبَّائي َوأ ْ ضا لَ ْي َ َونُ ُ الش َّر تَ َكمَّموا ِبا ْلمفَ ِ ِ ون لِي َّ ون ِبا ْل ِغ ٍّ ش. ص ُبوا َ اس ِدَ ,وا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو َي ْم َي ُج َ ش َرًكاَ ,وا ْل ُم ْمتَم ُ َن َ َ ُ س َ َ ٖٔ َما أََنا فَ َكأَص َّم الَ أَسمع .و َكأ َْب َكم الَ ي ْفتَح فَاهٔٗ .وأَ ُك ُ ِ سٍ س ِفي فَ ِم ِو ُح َّج ٌةٔ٘ .أل ٍَّني َوأ َّ ان الَ َي ْ س َمعَُ ,ولَ ْي َ ون م ْث َل إِ ْن َ َْ ُ َ َ َ ُ ُ َ َ يب َيا َرب إِل ِيي". ت ,أَ ْن َ ص َب ْر ُ ستَ ِج ُ ت تَ ْ لَ َك َيا َرب َ
نرى ىنا الرجوع إلى اهلل .والمرنـ يمجأ هلل الذي يسمع تنيدات قمبو وأنينو وىو القادر أف يشفيو ويرفع عنو آالمو الداخمية والخارجية .وىو يصؼ حالتو بصدؽ أماـ اهلل ٓ َق ْم ِبي َخ ِ ق = أي مضطرب .وفَ َارقَتْو قُ َّوِتو ,فيو في اف ٌ حالة خوؼ ،وفقد استنارتو وأصدقاؤه أروا آالمو ووقفوا بعيداً كمف ال ييميـ أمره .ولـ يساندوه في ضيقتو ويواسوه،
َس َمعُ َو َكأ َْب َك َم =..داود ولـ يقفوا معو ضد أعدائو الخارجييف (ألـ يتحمؿ المسيح عنا كؿ ذلؾ) أ َّ َص َّم الَ أ ْ َما أََنا فَ َكأ َ قرر أف ال يجيب عمى شاتميو تاركاً األمر كمو هلل ،فطالماً أف التأديب مف اهلل ،فيو يترؾ لو تدبير كؿ شئ ورد َّ حقو منيـ .ولكف ىذه اآلية تنطؽ بما فعمو المسيح ،إذا وقؼ صامتاً أماـ كؿ مف حاكموه ولـ يدافع عف نفسو.
شمتُوا ِبي»ِ .ع ْن َدما َزلَّ ْت قَ َد ِمي تَعظَّموا عمَ َّئٚ .أل ٍَّني م ِ اآليات (ٔٙ" - )ٕٕ-ٔٙأل ٍَّني ُق ْم ُ ِ َّ َن وش ٌك أ ْ َ ُ َ ُ َ ت «ل َئبل َي ْ َ ٜٔ ٔٛ ين ُخ ِب ُر ِبِإثْ ِميَ ,وأَ ْغتَم ِم ْن َخ ِطي َِّتيَ .وأ َّ أَ ْظمَ َعَ ,و َو َج ِعي ُمقَا ِبمِي َد ِائ ًما .أل ََّن ِني أ ْ اءَ .عظُ ُمواَ .والَِّذ َ َع َد ِائي فَأ ْ َما أ ْ َح َي ٌ ٕٓ َج ِل اتٍّب ِ شر ,يقَ ِ ِ الصبلَ َحٕٔ .الَ تَتُْرْك ِني َيا َرب. اعي َّ ضوَن ِني ظُ ْم ًما َكثُُرواَ .وا ْل ُم َج ُاز َ ُي ْب ِغ ُ او ُموَنني أل ْ َ ون َع ِن ا ْل َخ ْي ِر ِب َ ّ ُ ٕٕ ع إِلَى معوَن ِتي يا رب يا َخبلَ ِ صي". َس ِر ْ َ َ َ َيا إِل ِيي ,الَ تَ ْب ُع ْد َع ٍّني .أ ْ َُ ىو سكت أماـ أعدائو ،لكنو لـ يسكت أماـ اهلل ،بؿ كاف يصرخ إليو في ثقة أنو سيستجيب .فبل يشمت بو أعدائو ( )ٔٙويتيمموف لسقوطو .أل ٍَّني م ِ َن أَ ْظمَ َع = أي أعرج .وترجمت في السبعينية "أما أنا لمسياط فمستعد" أي وش ٌك أ ْ ُ المرنـ مستعد لآلالـ التي يسمح بيا الرب حتى إف وصمت ألف يعرج .ولكف جاءت السبعينية لتتنبأ في روعة عف آالـ المسيح .وفي ( )ٔٛنرى ضرورة االعتراؼ بالخطية .وفي ( )ٜٔنرى قوة األعداء ولذلؾ ال نمجأ سوى هلل
األقوى منيـ .وفي (ٕٓ) نرى صورة لتخمي الجميع عف الرب يسوع وصورة لما يحدث لكؿ خاطئ ،والمسيح صار خطية ألجمنا وتحمؿ كؿ ىذه اآلالـ كحامؿ خطية .وىو الذي عظموا عميو اتياماتيـ= َعظَّ ُموا .ومف الذي فعؿ ىذا أصدقاؤه وأقاربو بالجسد وىو لـ يفتح فاه .وينيي المزمور بصراخو هلل لكي ال يبعد عنو ،ويعينو .وتفيـ عظموا أف الذيف ظمموه إنتفخوا وكبروا وىـ المخطئيف.
125
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخالحون)
المزمور التاسع والثبلثون
عودة لمجدول
يقوؿ القديس أثناسيوس وغريغوريوس الناطؽ باإللييات أف داود ألؼ ىذا المزمور بإلياـ الروح القدس وأعطاه ليدوثوف الذي انتخبو داود لمتسبيح.
قرر أف يضبط عواطفو ويبقييا داخمو ،ال يتذمر وال غالباً كاف داود في ألـ عظيـ وىو يكتب ىذا المزمور ،ولكنو َّ يشتكي أماـ أعدائو ،ولكف يتكمـ ويفضي بما في داخمو أماـ اهلل فقط .ونجد داود ىنا يشعر أف اإلنساف كبخار
يظير قميبلً ثـ يضمحؿ ،فتساءؿ ،ولماذا كؿ ىذا الصراع عمى الدنيا والكؿ سينتيي سريعاً .وفي ألمو يردد ما
قالو أيوب مف قبؿ ..إذا كانت أيامي ستنتيي سريعاً فيؿ أحيا ىذه الحياة القصيرة وأنا متألـ بكؿ ىذه التأديبات.
ٔ َحفَظُ لِفَ ِمي ِكمام ًة ِ طِإ ِبمِس ِ ت « أَتَحفَّظُ لِس ِبيمِي ِ يما ٍّ ير ُمقَا ِبمِي»". ف أ ي. ان خ ل ا ن م م ق آية (ٔ) " - ُ َ ْ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ الشٍّر ُ َ َ َ نرى قرار داود بأنو لف يتكمـ ،فيو لف يتيـ أعداؤه ،ولف يبرئ نفسو أماـ األشرار ،ومف يحفظ لسانو يحفظ نفسو
(يعٖ) .ولكنو لف ولـ يصمت أماـ اهلل. ٕ س َكت َع ِن ا ْل َخ ْي ِر ,فَتَ َح َّر َك َو َج ِعي". ص ْمتًاَ , ص َمت َ آية (ٕ) َ " - ىنا تصوير آخر ،أنو امتنع عف كممات الخير أماـ األشرار إذ ىـ يسخروف مما يقوؿ ،فقرر أف ال يمقي درره
قداـ الخنازير (مت .)ٙ2ٚولكف عدـ شيادتو هلل أوجعتو. النار .تَ َكمَّم ُ ِ آية (ٖ) َ ٖ" -ح ِمي َق ْم ِبي ِفي َج ْوِفيِ .ع ْن َد لَ َي ِجي ا ْ ِ َّ س ِاني " ت ِبم َ ْ شتَ َعمَت ُ َ نرى المرنـ ىنا في صراع بيف أف يتكمـ وأف يسكت ،لو حنيف أف يشيد هلل ،ولكنو مقتنع أف كبلمو سيزيد الشرير ىياجاً وسخرية .فمجأ هلل ليرشده = تَ َكمَّم ُ ِ س ِاني. ت ِبم َ ْ ٘ ٗ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ت أَيَّامي َعمَ َم َك ْي َ ف أََنا َزائ ٌلُ .ى َوَذا َج َع ْم َ اآليات (َٗ « " - )ٙ-عٍّرف ِْني َيا َرب ن َي َايتي َو ِم ْق َد َار أَيَّامي َك ْم ى َي ,فَأ ْ شى ِ ان قَ ْد ُج ِع َلِ .سبلَ ْهٙ .إِ َّن َما َك َخ َيال َيتَ َم َّ سٍ ان .إِ َّن َما أَ ْ ش َب ًاراَ ,و ُع ْم ِري َكبلَ َ س ُ اإل ْن َ َّام َك .إِ َّن َما َن ْف َخ ًة ُكل إِ ْن َ ش ْي َء قُد َ اطبلً ي ِ ب ِ ضم َيا". ونَ .يذ َ ضج َ ْخ ُر َذ َخ ِائ َر َوالَ َي ْد ِري َم ْن َي ُ َ َ إذ دخؿ المرنـ في حوار مع اهلل اكتشؼ تفاىة الحياة البشرية وقصرىاَ .عٍّرف ِْني َيا َرب ِن َي َاي ِتي = عرفني أنني لف أبقي ىنا كثي اًر في ىذه الشدائد والضيقات وسخرية مف يسمع (ما قالو في آيةٕ) .ومف يدرؾ ما أعده اهلل لو في األبدية يدرؾ تفاىة ىذه األياـ األرضيةِ . سٍ ان إِ َّن َما َك َخ َيال = ىؿ يستطيع أحد أف يمسؾ ظؿ األشياء ،ىكذا اإل ْن َ اطبلً ي ِ كؿ مف يحاوؿ أف يتمسؾ بأمور ىذا العالـ= ب ِ ون = باطبلً يتعبوف ليكنزوا الماديات. ضج َ َ َ
126
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخالحون) ٚ يك ُىوِ ٛ .م ْن ُك ٍّل مع ِ ِ ِ ار اص َّي َن ٍّج ِني .الَ تَ ْج َع ْم ِني َع ًا اآلنَ ,ما َذا ا ْنتَظَ ْر ُ اآليات (َ « " - )ٖٔ-ٚو َ ََ ت َيا َرب؟ َر َجائي ف َ َ ٓٔ ٜ ِ ِ ِ يت. اج َم ِة َي ِد َك أََنا قَ ْد فَ ِن ُ ت فَ َع ْم َ ص َمت .الَ أَفْتَ ُح فَ ِمي ,أل ََّن َك أَ ْن َ تْ .ارفَ ْع َع ٍّني َ ض ْرَب َك .م ْن ُم َي َ ع ْن َد ا ْل َجاى ِلَ . ِٕٔ ِ ٔٔ ِبتَأ ِْديب ٍ ت ِمثْ َل ا ْل ُع ٍّ ت ِ سٍ ستَ ِم ْع ث ُم ْ َج ِل إِثْ ِم ِو ,أَ ْف َن ْي َ ات إِ ْن أَد َّْب َ س َ ان ِم ْن أ ْ َ ان َن ْف َخ ٌة .سبلَهْ .ا ْ شتَ َياهُ .إِ َّن َما ُكل إِ ْن َ اإل ْن َ ِ ِ س ُك ْت َع ْن ُدم ِ آب ِائي. يب ِع ْن َد َكَ .ن ِزي ٌل ِم ْث ُل َج ِم ِ يع َ وعي .أل ٍَّني أََنا َغ ِر ٌ ص َراخي .الَ تَ ْ صبلَ تي َيا َربَ ,و ْ اص َغ إِلَى ُ َ ُ ٖٔ ِ ُوج َد»". َن أَذ َ اقْتَص ْر َع ٍّني فَأَتََبمَّ َج قَْب َل أ ْ ب فَبلَ أ َ ْى َ
المرنـ إذ أدرؾ تفاىة ىذا العالـ ،وضع رجاؤه كمو في اهلل ،وليضمف نصيبو األبدي صمي= ِم ْن ُك ٍّل مع ِ اص َّي ََ َن ٍّج ِني ,ويعترؼ أف الخطية تجعمو عا اًر عند الجاىؿ .وفي ( )ٜنجده ُيسَّمـ نفسو تماماً بيف يدي اهلل ،ويقبؿ منو
كؿ تأديب حتى يخمصو مف خطاياه .ولكنو في ضعؼ وانسحاؽ يرفع عينيو إلى اهلل ليرفع عنو تأديباتو = ْارفَ ْع ض ْرَب َك .ونبلحظ أف اهلل يسمح بيذه الضربات والتأديبات حتى يقتنع أوالده بتفاىة األرضيات وأنيا زائمة. َع ٍّني َ
فاهلل بتأديباتو يفني شيواتيـ مثؿ العث .ويقتنع اإلنساف أنو َن ْف َخ ٌة أي ىو زائؿ سريعاً فمماذا التمسؾ باألرضيات. فآية (ٔٔ) تشير لفائدة اآلالـ .وفي (ٕٔ) صبلة هلل حتى يقبمو ويسمع صراخو ودموعو ويكتفي بيذه التأديبات، ويكوف توقؼ التأديبات عبلمة عمى قبوؿ اهلل ورضاه عميو ،وىو يطمب ىذا في (ٖٔ) أف يكؼ اهلل عف تأديباتو ويعمف قبولو قبؿ أف يموت ،فبعد الموت ال توجد فرصة لمتوبة .والحظ شعوره بالغربة في ىذا العالـ .أَتََبمَّ َج=
أفرح.
127
ضفر المسامير ( المسمور األربعون)
المزمور األربعون
عودة لمجدول
كتب داود ىذا المزمور بعد خبلصو مف شدة عظيمة ،وىو يسبح اهلل عمى النجاة .ونجد أنو يقؼ أماـ اهلل شاع اًر
بأنو أخطأ إليو ،وربما شعر أف أالمو كا نت نتيجة لغضب اهلل عميو بسبب أثامو .وبروح النبوة تحولت تسبحتو ىذه لتصبح نبوة عف المسيح وخبلص المسيح لمبشرية بعد أف تألَّـ ألجميا ثـ قاـ .فكممات داود عف أالمو وخبلصو ىنا ال تنطبؽ سوى عمى المسيح .ولقد طبؽ بولس كممات ىذا المزمور عمى
المسيح (عبٓٔ.)ٔ٘-٘2
ٕ ٔ ِ ب ,فَما َل إِلَ َّي و ِ ب ا ْل َيبلَ ِكِ ,م ْن ِط ِ ين ظ ًا َص َع َد ِني ِم ْن ُج ٍّ ار ا ْنتَ َ اآليات (ِٔ " - )٘-ا ْن ِت َ ت َّ ظ ْر ُ ص َراخيَ ,وأ ْ سم َع ُ َ َ الر َّ َ ٖ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ون َي َر ْو َن يم ًة َج ِد َ ص ْخ َرٍة ِر ْجمَ َّي .ثَب َ ير َ س ِب َ يدةً ,تَ ْ ام َعمَى َ يح ًة ِإل ل ِي َناَ .كث ُ َّت ُخطُ َواتيَ ,و َج َع َل في فَمي تَْرن َ ا ْل َح ْمأَةَ ,وأَقَ َ
ب. الر ٍّ ون َعمَى َّ ون َوَيتََو َّكمُ َ َوَي َخافُ َ
ٗ ار ِ طِ ت ين إِلَى ا ْل َك ِذبَ ٘ .ك ِث ًا الر َّ ب ُمتَّ َكمَ ُوَ ,ولَ ْم َي ْمتَ ِف ْت إِلَى ا ْل َغ َ وبى لِ َّمر ُج ِل الَِّذي َج َع َل َّ ت أَ ْن َ ير َما َج َع ْم َ يس َوا ْل ُم ْن َح ِرِف َ طُ َ َن تُ َعدَّ". أَي َيا َّ الرب إِل ِيي َع َج ِائ َب َك َوأَ ْف َك َار َك ِم ْن ِج َي ِت َنا .الَ تُقَ َّوُم لَ َد ْي َك .أل ْ اد ْت َع ْن أ ْ ُخ ِب َر َّن َوأَتَ َكمَّ َم َّن ِب َياَ .ز َ ىنا نرى تسبيح داود هلل الذي أنقذه مف ضيقتو .فيو كاف في ضيقتو قريباً جداً مف الموت (حدث ىذا أياـ شاوؿ ب ا ْل َيبلَ ِك ,و ِط ِ ين ا ْل َح ْمأ َِة إشارة إلى أنو لو مات لكاف قد وأياـ إبشالوـ) وأنقذه اهلل مف موت محقؽ ،أسماه ىنا ُج ٍّ دفف في قبر وىمؾ .ولكف إذا فيمنا أف المزمور نبوة عف المسيح فالمسيح فعبلً قد مات ودفف وذىب إلى الجحيـ ب= ظ ًا الر َّ ار ا ْنتَ َ لينقذ مف مات عمى الرجاء .ويكوف خبلص اهلل لممسيح ىو قيامتو وقيامة كنيستو معوِ .ا ْن ِت َ ت َّ ظ ْر ُ ب ا ْل َيبلَ ِك= الجب بئر َص َع َد ِني ِم ْن ُج ٍّ دليؿ المثابرة والصبر في الضيقة .ىكذا صمت المسيح أثناء محاكمتو أ ْ
عميؽ موحؿ (أر .) ٖٛونحف بخطيتنا سقطنا في جب الموت واليبلؾ واحتجنا ليد الرب (المسيح) ليخمصنا .بؿ
ىو أخرجنا وأقامنا عمى صخرة ىي الرب يسوع نفسو ،وما عادت أقدامنا تغوص في وحؿ الجب (شيواتنا
وخطايانا) بؿ ثبت المسيح أقدامنا في طريؽ النصرة عمى الخطية ،طريؽ اإليماف .ومف شعر بخبلص المسيح ِ ون = يروف خبلص الرب ويتمموا خبلصيـ بخوؼ ورعدة ،حيف يدركوا سر ون َي َر ْو َن َوَي َخافُ َ ير َ يسبح (ٖ) َكث ُ الصميب ،فإف كاف اهلل لـ يشفؽ عمى ابنو ،فإنو لف يشفؽ عمى كؿ خاطئ ال يريد أف يتوب .وكؿ مف يفعؿ ار ِ طِ يس = المتكبريف وبى لِ َّمر ُج ِل الَِّذيَ ..ولَ ْم ينظر إِلَى ا ْل َغ َ ويتوب يثبت في المسيح فيقوـ معو ،وىذا طوبى لو= طُ َ وىـ الشياطيف الذيف يغووف أوالد اهلل باألباطيؿ ،لذلؾ ترجمت اآلية في السبعينية ولـ ينظر إلى األباطيؿ وفي
(٘) نرى أف أفكار اهلل عجيبة ال يتصورىا العقؿ البشري ،فمف كاف يفيـ سر الصميب قبؿ حدوثو ،وىؿ كاف ب = تفيـ أيضاً أنيا دليؿ ظ ًا الر َّ ار ا ْنتَ َ يتصور إنساف أف يكوف ىذا سبباً لخبلص البشر وحبلً لمشكبلتيـِ .ا ْن ِت َ ت َّ ظ ْر ُ المثابرة والصبر والثقة في مواعيد اهلل .الَ تُقَ َّوُم = عطايا اهلل لنا عجيبة وتتضاعؼ دائماً .ومف يعرؼ ىذه المحبة ينتظر الرب بثقة.
128
ضفر المسامير ( المسمور األربعون)
ٚ ت .م ْحرقَ ًة وَذ ِبيح َة َخ ِطي ٍ ِ ٍ اآليات (ِ ٙ" - )ٖٔ-ٙب َذ ِب ٍ ت َّة لَ ْم تَ ْطمُ ْبِ .حي َن ِئ ٍذ ُق ْم ُ س َّر .أُ ُذ َن َّي فَتَ ْح َ ُ َ َ َ َ يحة َوتَ ْقد َمة لَ ْم تُ َ ٛ ِ تِ .ب َد ْر ِج ا ْل ِكتَ ِ ش ِائي». َح َ تَ ,و َ َن أَف َْع َل َم ِش َ وب َع ٍّنى أ ْ س ِرْر ُ «ىأََن َذا ِج ْئ ُ س ِط أ ْ اب َم ْكتُ ٌ يعتُ َك في َو َ ش ِر َ يئتَ َك َيا إِل ِيي ُ ٓٔ ِ ت ِب ِبر ِفي جم ٍ ِ َ ٜب َّ س ِط َق ْم ِبي. يم ٍةُ .ى َوَذا َ ت َيا َرب َعمِ ْم َ اي لَ ْم أ َْم َن ْع ُي َما .أَ ْن َ ََ َ ت .لَ ْم أَ ْكتُ ْم َع ْدلَ َك في َو َ شفَتَ َ ش ْر ُ ّ اعة َعظ َ ف ر ْحمتَ َك وحقَّ َك ع ِن ا ْلجم ِ ِ ص َك .لَم أ ْ ِ ت ِبأَما َن ِت َك و َخبلَ ِ َّ يم ِة. ََ َ َ ُخ َ َ َ َ َ ْ اعة ا ْل َعظ َ تَ َكم ْم ُ َ ٔٔ صى قَِد ا ْكتََنفَتْ ِني. ش ُر ًا ص ُرِني َر ْح َمتُ َك َو َحق َك َد ِائ ًمإٔ .أل َّ أ َّ َن ُ َما أَ ْن َ ور الَ تُ ْح َ ت َيا َرب فَبلَ تَ ْم َن ْع َأْرفَتَ َك َع ٍّني .تَ ْن ُ شع ِر أر ِ ِ آثامي ,والَ أَستَ ِطيع أ ْ ِ حاقَ ْت ِبي ِ ْسيَ ,وَق ْم ِبي قَ ْد تََرَك ِنئِٖ .ا ْرتَ ِ َن ض َيا َرب ِبأ ْ َ َ ْ ُ َن أ ُْبص َرَ .كثَُر ْت أَ ْكثََر م ْن َ ْ َ ِ ِ ع". َس ِر ْ تَُن ٍّج َينيَ .يا َرب ,إِلَى َم ُعوَنتي أ ْ ىنا نرى صورة المسيح الذي أخمى ذاتو أخذاً صورة عبد (فيٕ .)ٚ2وكاف العبد يتـ منحو الحرية في السنة
السابعة لعبوديتو ،فإف أحب سيده وأراد أف يستمر عبداً لو كؿ أياـ حياتو يفتح سيده أذنو بالمثقب عند باب البيت عبلمة أنو بإرادتو قبؿ أف يستعبد لسيده كؿ عمره (خرٕٔ .)ٙ-ٔ2وىذا ما صنعو المسيح أف يصير عبداً ليصنع
مشيئة اآلب .ولقد ترجمت السبعينية أذني فتحت ىكذا ىيأت لي جسداً (عبٓٔ .)٘2ألف السبعينية لـ تترجـ الكتاب ترجمة حرفية ،فيي تكتب لمعالـ كمو .ومف مف الناس سيفيـ النظاـ العبراني في ثقب األذف .وحينما
اقتبس كتاب العيد الجديد مف العيد القديـ اقتبسوا مف السبعينية .والترجمتيف متكاممتيف ،فالمسيح أخذ لو جسداً
ليكوف عبداً بإرادتو لآلب لينفذ كؿ مشيئتو ،وليقدـ نفسو ذبيحة فاآلب لـ ُيس َّْر بالذبائح الحيوانية ،ولكنيا كانت رم اًز لممسيح المصموب= ِب َذ ِب ٍ ِ ٍ س َّر = فاآلب كانت عينيو عمى مسيحو الذي سيقدـ نفسو ذبيحة َ يحة َوتَ ْقد َمة لَ ْم تُ َ
بإرادتو .فما كاف ممكنا اف ذبائح حيوانية تغفر خطايا وبالتالي فاهلل لف يسر بيا ،فاهلل يسر بالفداء الذي اعاد يئتَ َك َيا َن أَف َْع َل َم ِش َ اوالده اليو ،لذلؾ قاؿ اآلب يوـ معموية المسيح " ىذا ىو ابني الحبيب الذي بو سررت " = أ ْ ت .ونرى في ىذه اآليات أف المسيح أتي تحقيقاً لمنبوات .وأتى ليبشر ويعمـِ .ب َد ْر ِج ا ْل ِكتَ ِ ب َع ٍّنى س ِرْر ُ اب َم ْكتُو ٌ إِل ِيي ُ = العيد القديـ ممموء نبوات عف كؿ ما عممو المسيح . ويصنع مشيئة الذي أرسمو أي اآلب ( يوٗ .) ٖٗ 2إذاً مجيء المسيح كاف وفؽ خطة إليية لخبلص البشر ت ِب ِب ّر = الكممة العبرية َب َّ سبؽ اهلل وأنبأ بيا بواسطة أنبيائوَ .ب َّ ت تحمؿ معنى أخبار مفرحة أي إنجيؿ. ش ْر ُ ش ْر ُ واألخبار المفرحة التي بشرنا بيا المسيح ىي عودتنا لحضف اآلب بفدائو الذي يبررنا بدمو فنكوف مقبوليف اماـ اآلب فيو .جم ٍ ِ يم ٍة = ىي الكنيسة جسد المسيح ،التي مؤلت كؿ االرض.والمسيح لـ يتوقؼ عممو ابدا ََ َ اعة َعظ َ اي لَ ْم أ َْم َن ْع ُي َما ...لَ ْم أَ ْكتُ ْم َع ْدلَ َك ...الَ تَ ْم َن ْع َأْرفَتَ َك َع ٍّني= اهلل حماه مف كؿ بسبب مقاومة الييود = َ شفَتَ َ محاوالتيـ لقتمو ليتمـ بشارتو وتعاليمو (يو )ٜ٘2 ٛ ِ ش ِائي-2 َح َ َ س ِط أ ْ يعتُ َك في َو َ ش ِر َ ٔ) المسيح كاف يرد عمي ابميس يوـ التجربة بايات مف الكتاب .
ٕ) المسيح ىو االنساف الكامؿ المولود تحت الناموس والتزـ بكؿ وصايا الناموس كالختاف والتطييرات وغيرىا .
ولـ يخالؼ وصية واحدة لذلؾ قاؿ " مف منكـ يبكتني عمي خطية .
129
ضفر المسامير ( المسمور األربعون)
ٖ) اهلل كممنا فيو ( عب ٔ ) ٕ 2وىذا ما قالو اهلل لموسي عف المسيح (تث ) ٜٔ – ٔ٘ 2 ٔٛ
وفي (ٕٔ) نرى الشرور التي أحاطت بالمسيح كؿ حياتو ،بؿ مف لحظة والدتو واضطياد ىيرودس لو حتى الصميب .حاقَ ْت ِبي ِ آثامي = ىذه يقوليا داود أو أي إنساف ،أما المسيح فاألثاـ التي صنعيا البشر حمميا ىو َ َن أ ُْب ِ ص َر = فأنقياء القمب َستَ ِطيعُ أ ْ ولكنو لـ يصنع إثماً .ويستمر داود في شرح موقؼ اإلنساف الخاطئ فيقوؿ َوالَ أ ْ
ىـ الذيف يعاينوف اهلل .وىذه بفـ داود فييا يعترؼ بمساف اإلنساف عموماً بأف خطاياه الكثيرة حرمتو مف أف يرى
اهلل بؿ دفعتو لميأس مف الخبلص ،فيو لـ يعد قاد اًر أف يرى طريؽ لمنجاة مف الموت ومف الجحيـ .وفي يأسو قاؿ= َوَق ْم ِبي قَ ْد تََرَك ِني = فقمبو الجريح صار غير قاد اًر أف يرفع هلل .وربما تشبو مز(ٕٕ) قمبي صار كالشمع ذاب وسط أحشائي. ٗٔ ون َن ْف ِسي ِإل ْىبلَ ِكيا .لِيرتَ َّد إِلَى ا ْلور ِ اءَ ,وْل َي ْخ َز ين َي ْطمُ ُب َ اآليات (ٗٔ " - )ٔٚ-لِ َي ْخ َز َوْل َي ْخ َج ْل َم ًعا الَِّذ َ َ َْ ََ ِ ِ ٔٙ َج ِل ِخ ْزِي ِيِم ا ْلقَ ِائمُ َ ِ ا ْلمسرور َ ِ ِ ِ٘ٔ ستَ ْو ِح ْ ش ِم ْن أ ْ ون لي « َى ْو! َى ْو!» .ل َي ْبتَ ِي ْج َوَي ْف َر ْح ِب َك َجميعُ ون ِبأَذيَّتي .ل َي ْ َ ُْ ُ ٔٚ َما أََنا فَ ِمس ِك ٌ ِ يك .لِي ُق ْل أَب ًدا م ِحبو َخبلَ ِ ِ الرب َي ْيتَم ِبيَ .ع ْوِني َو ُم ْن ِق ِذي سَّ . ص َك « َيتَ َعظَّ ُم َّ الرب» .أ َّ ْ ين َوَبائ ٌ طَال ِب َ َ َ ُ ِ ئ". أَ ْن َ تَ .يا إِل ِيي الَ تُْبط ْ
ىنا نرى صراخ المرنـ هلل لينجيو مف أعدائو .وىي نفس آيات المزمور السبعوف لداود (ورد تفسيره في صبلة
باكر) .فالمرنـ ىنا يمجأ هلل ليخمصو حينما وصؿ ىو إلى حالة اليأس .ولقد استجاب اهلل لصرختو بالمسيح ِ ش = ليتوحشوا ويحاولوا ترويعي كما يريدوف ،ليسخروا قائميف َى ْو َى ْو وكؿ ذلؾ ستَ ْو ِح ْ المصموب المخمص .ل َي ْ سيكوف لخزييم فيو واثؽ في تدخؿ اهلل الذي سيخزييـ.
130
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى واألربعون)
المزمور الحادي واألربعون
عودة لمجدول
المزمور الحادي واألربعون (األربعون في األجبية) ىو مزمور نبوي يتحدث فيو داود عف مقاومة األشرار لمسيد المسيح وأالمو ونصرتو ولقد أشار لو السيد المسيح بكونو نبوة عف خيانة ييوذا لو (يؤٖ + ٔٛ2أعٔ )ٔٙ2ولذلؾ تصمي الكنيسة ىذا المزمور في صموات الساعة
الثالثة.
نفيـ المزمور بطريقتيف .1
تعميمية فنرى فيو مكافأة مف ييتـ بأخوة الرب.
.2
نبوية. ٕ الرب ي ْحفَظُ ُو وي ْح ِي ِ الشٍّر ي َن ٍّج ِ ا ْلمس ِك ِ ِ يوَ .ي ْغتَِبطُ يو َّ َُ الربَ َّ . ين .في َي ْوِم َّ ُ َ ْ ٖ اش الضع ِ ض ُدهُ َو ُى َو َعمَى ِف َر ِ ض َج َع ُو ُكمَّ ُو ِفي َّ ت َم ْ فَ .م َّي ْد َ الرب َي ْع ُ ْ
ٔ وبى لِمَِّذي َي ْنظُُر إِلَى اآليات (ٔ " - )ٖ-طُ َ ِفي األ َْر ِ َع َد ِائ ِو. سمٍّ ُم ُو إِلَى َم َرِام أ ْ ضَ ,والَ ُي َ مر ِ ض ِو". ََ س ِك ِ ين ىو المحتاج مادياً ،المريض ،الخاطئ الذي ال يعرؼ طريؽ اهلل ..الخ .واهلل يعطينا أف نيتـ بكؿ مف ال ا ْل َم ْ معيف لو بشرط أف تكوف لنا ىذه الرغبة أف نخدميـ ،فنخدـ ربنا يسوع فييـ ،فيـ إخوتو األصاغر (متٕ٘.)ٗٓ2
واف لـ تكف لنا ىذه الرغبة عمينا اف نغصب انفسنا فممكوت السماوات يغصب ( مت ٔٔ )ٕٔ 2وىذا ما نسميو الجياد .ومع الجياد سنختب فرحة المقاء مع الرب يسوع .والمسيح في تواضع عجيب يقوؿ أنا محتاج لخدماتكـ
كما قاؿ لمسامرية إعطيني ألشرب ،ويقوؿ "أنا عطشاف" فيو عطشاف لكؿ نفس لتخمص .ومف ينظر لكؿ محتاج وصمِب ويقدـ لو خدمة ينقذه اهلل في يوـ الشر .ولكف المسكيف ىنا إشارة ونبوة عف المسيح ،الذي إفتقر ليغنينا ُ في ضعؼ لتكوف لنا نحف الضعفاء قوة ،ومف ينظر إليو يستمد منو المعونة ينجيو (ٕكو( )ٜ2ٛمتٕٜٓٔ2ٙ،
+لوٖٖ .)ٖٕ2ٕٔ،ومف يقدـ خدمة روحية (ٕكو )ٔٓ2ٙفاهلل ىو الذي يعطيو ليعطي لمف ليس لو ،وَي ْوِم َّ الشٍّر ىو اليوـ الذي يياجمنا فيو إبميس (ٔبط٘ )ٛ2وىجوـ ابميس شير لسقطنا في خطية او تجربة مؤلمة .وىنا يرحـ
اهلل مف رحـ إخوتو (يعٕ + ٖٔ2مت٘ .)ٚ2وَي ْوِم َّ الشٍّر أيضاً يشير إلى يوـ الدينونة ،فيو يرحـ اهلل مف رحـ إخوتو ،وال يسممو ليد أعدائو الشياطيف .والرب يعضد الرحيـ في ىذه الحياة وفي الدىر اآلتي (ٔتيٗ .)ٛ2وفي ىذه األرض يحوؿ لو الرب األرض سماء = يجعمو ِفي األ َْر ِ ض مغبوطا .ويقيـ داخمو ممكوتو كممكوت تسبيح وتيميؿ وشكر عمى غنى نعمة اهلل المجانية .بؿ ييب اهلل لو الصحة = الرب يعضده وىو عمى فراش الضعف= يعينو عمى سرير وجعو (سبعينية) وقد ال يتـ الشفاء النيائي ولكف يشعر المريض بأف اهلل معو يقويو ويسنده وأنو
ليس وحيداً كما كاف المسيح مع الفتية الثبلثة في األتوف .وربما يشير السرير لفراش المرض الروحي والفتور،
131
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى واألربعون)
وىنا نجد المسيح المعيف الذي ينتشمنا مف ىذا الفتور .ومف سرير الشيوة الزمنية ويعطينا حرية مف العدو
الشرير.
ٗ شِ ْت إِلَ ْي َك»". َخ َ ف َن ْف ِسي أل ٍَّني قَ ْد أ ْ ت « َيا َرب ْار َح ْم ِني .ا ْ طأ ُ آية (ٗ) " -أََنا ُق ْم ُ ما أعذب أف يعترؼ الخاطئ بخطيتو ويرجع إلى اهلل فيرجع اهلل إليو ،فكثير مف أمراضنا الروحية بؿ والجسدية
سببيا الخطية .واهلل قد يؤدب باألمراض (عبٕٔ .)ٙ2والمرتؿ ذكر سابقاً أف اهلل يعيف مف عمى سرير وجعو إف
كاف رحيماً ،لذلؾ يعترؼ بتقصيره ويطمب الرحمة.
٘ اس ُم ُو؟ »" ون َعمَ َّي ِب َ وت َوَي ِب ُ ش ّر « َمتَى َي ُم ُ َع َد ِائي َيتَقَ َاولُ َ آية (٘) " -أ ْ يد ْ في آية (ٗ ) سبؽ واعترؼ بخطيتو وىنا يشتكي المقاوميف الذي يطمبوف إبادتو .والشيطاف يود لو أباد كؿ أوالد
اهلل وكنيستو .ولكف ىذه اآلية ىي صوت المسيح الذي إتيمو أعداؤه زو اًر ورتبوا في ىذه الساعة حكـ الموت
ضده حتى يباد إسمو (أعٗ .)ٔٛ2ولكف المسيح مات ولـ يباد إسمو وال باد اسـ كنيستو.
اآليات (َ ٙ" - )ٜ-ٙوِا ْن َد َخ َل لِ َي َرِاني َيتَ َكمَّ ُم ِبا ْل َك ِذ ِبَ .ق ْم ُب ُو َي ْج َمعُ لِ َن ْف ِس ِو إِثْ ًماَ .ي ْخ ُر ُجِ .في ا ْل َخ ِ ار ِج ٛ ِ ِ ِ ث ب َعمَ ْي ِوَ .ح ْي ُ اج ْو َن َم ًعا َعمَ َّيَ .عمَ َّي تَفَ َّك ُروا ِبأ َِذي َِّتيَ .يقُولُ َ س َك َ ُم ْبغض َّي َيتََن َ يء قَد ا ْن َ ون «أ َْمٌر َرِد ٌ ٜ ت ِب ِوِ , آك ُل ُخ ْب ِزيَ ,رفَ َع َعمَ َّي َع ِق َب ُو!" سبلَ َم ِتي ,الَِّذي َوِث ْق ُ َي ُع ُ وم» .أ َْي ً ضا َر ُج ُل َ ود َيقُ ُ
َيتَ َكمَّ ُمُ ٚ .كل ط َج َع الَ اض َ ْ
ىذا ما حدث مف أخيتوفؿ ضد داود الذي صار رم اًز لييوذا .وىنا نرى مؤامرات تحاؾ ضد المسيح مف األشرار. ومف الشيطاف ضد الكنيسة .ىذه اآليات تنطؽ بما حدث لممسيح حيف إجتمع الييود برؤساء كينتيـ ،وكينتيـ
والفريسييف والناموسييف بؿ وبيبلطس وىيرودس بؿ الشعب كمو ضده ،وتشاوروا عميو ليصمبوه ظناً منيـ أنو إف
وم. اض َ مات ال يعود يقوـ = َح ْي ُ ط َج َع الَ َي ُع ُ ث ْ ود َيقُ ُ سبلَ َم ِتي = ييوذا الذي كاف تمميذا لمرب مف رجالو الذيف وثؽ بيـ ،وأكؿ معو (يؤٖ.)ٙ2 إنسان َ
ٔٔ ٓٔ ِ ِ ِ ُج ِ ت ِبي ,أ ََّن ُو لَ ْم اآليات (ٓٔ " - )ٖٔ-أ َّ س ِرْر َ ازَي ُي ْمِ .بي َذا َعمِ ْم ُ َما أَ ْن َ ت َيا َرب فَ ْار َح ْمني َوأَق ْمني ,فَأ َ ت أ ََّن َك ُ ٖٔ ٕٔ ِ ِ ِ يلِ ,م َن َّام َك إِلَى األ ََب ِدُ .م َب َار ٌك َّ ف َعمَ َّي َع ُد ٍّوي .أ َّ س َرِائ َ َي ْي ِت ْ الرب إِ ُ لو إِ ْ َما أََنا فَ ِب َك َمالي َد َع ْمتَنيَ ,وأَقَ ْمتَني قُد َ ين فَ ِ األ ََز ِل وِالَى األَب ِدِ . ين". آم َ آم َ َ َ ِ ِ المسيح مات ودفف وىنا كأنو يصرخ أَق ْمني= وىو قاـ وصار لو سمطاناً ليديف كؿ األشرار .وفيو صرنا محؿ ت ِبي ،لقد ُس َّر اآلب بطاعتو وفيو ُس َّر بنا إذ بدمو تبررنا .فينا نرى نبوة عف القيامة ،قيامتو، س ِرْر َ رضا اآلبُ .
وقيامة الكنيسة وتبريرىا .وأف المسيح سيديف العالـ (يو٘ .)ٕٕ2والكنيسة موضع سرور اآلب ألف المسيح يشفع ِ َّام َك إِلَى األ ََب ِد ....فيؿ قاـ داود أماـ اهلل لؤلبد؟ س ِرْر َ فييا لؤلبد أماـ اآلب= ُ ت ِبي ...أَقَ ْمتَني قُد َ
132
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي واألربعون)
المزمور الثاني واألربعون
عودة لمجدول
يتفؽ كثير مف الدارسيف أف داود ىو كاتب المزمور حيف كاف منفياً عف الييكؿ في فترة شاوؿ أو إبشالوـ ،وكاف يعبر في المزمور عف اشتياقاتو لمعودة .وبعد عودتو سمَّـ المزمور إلى بني قورح لتمحينو وانشاده .وأصحاب ىذا
الرأي يدلموف بأف المتكمـ ىنا بصيغة المفرد ولو كاف بنو قورح ىـ الذيف الفوه الستخدموا صيغة الجمع .والمزمور أتخذ كنبوة عف حاؿ المسبييف في بابؿ واشتياقيـ لمرجوع .واألىـ ىو نبوة عف اشتياؽ البشرية المسبية تحت
عبودية إبميس لمخبلص والرجوع لموطف الجديد (الكنيسة) مجتازة مياه المعمودية= جداول المياه .مشتاقة أيضاً
لئلمتبلء مف الروح القدس المعزي (يو )ٖٛ2ٚ،ٖٜوأيضاً المزمور ىو صرخة مف شعب العيد القديـ فييا تعبير
في" فإف عف عطشيـ لرؤية المخمص .عموماً كؿ نفس مازالت مستعبدة لمخطية تقوؿ مع المرنـ "نفسي منحنية ّ قدمت توبة بدموع صارت لي دموعي خب ازً= يعود ليا االشتياؽ إلى اهلل .وتقوؿ عطشت نفسي إلى اهلل .والمسيح
إلى ويشرب" (يو )ٖٚ2ٚويقوؿ طوبى لمجياع والعطاش إلى البر ألنيـ يشبعوف يجيب "إف عطش أحد فميقبؿ ّ (مت٘)ٙ2
رجاء ونجد فيو مخاوؼ ،نجد فيو نغمة ىذا المزمور بكمماتو الرقيقة يشعؿ اشتياقات المؤمف إلى اهلل ،نجد فيو ً فرح ونغمة حزف وأسى .ىنا صراع بيف نوعيف مف المشاعر ،مشاعر اإليماف والرجاء واالشتياؽ إلى اهلل، والمشاعر اإلنسانية المتألمة مف واقعيا الخاطئ الذي دنستو شيواتيا وتقصيراتيا .وكأف كممات المزمور نجد فييا
حوا اًر بيف النوعيف مف المشاعر. ٕ ٔ او ِل ا ْل ِمي ِ اإلَّي ُل إِلَى َج َد ِ اق ِ ش ْت َن ْف ِسي إِلَى اه ,ى َك َذا تَ ْ اآليات (َٔ " - )ٕ-ك َما َي ْ اق َن ْف ِسي إِلَ ْي َك َيا اهللَُ .ع ِط َ شتَ ُ شتَ ُ َ َجيء وأَتَراءى قُدَّام ِ اهلل ,إِلَى ِ ِ ِ اهلل ؟" اإل لو ا ْل َح ٍّيَ .متَى أ ِ ُ َ َ َ َ
ىنا صوت الرجاء واإليماف واالشتياؽ هلل .فكما تشتاؽ األيؿ في براري فمسطيف الجافة الحارة لموسـ امتبلء
الجداوؿ بالماء في فصوؿ المطر ،ىكذا يشتاؽ المؤمف في برية ىذا العالـ لعطايا وتعزيات الروح القدس (كممة اهلل واألسرار المقدسة) .والحظ أف األيؿ سريعة العدو وىكذا ينبغي أف يسرع المؤمف في طريؽ اهلل .ومف طبيعة
األيؿ أنيا تجتذب الحيات لتخرج مف جحورىا عف طريؽ أنفاسيا الخارجة مف منخارىا ،واذا خرجت تقتميا
وتمزقيا إرباً ومع ذلؾ فإذا ما سرى السـ الخارج مف الحيات في األيائؿ يميب جوفيا فإنو وأف لـ يقتميا لكنو
يجعميا في حالة ظمأ محرؽ فتشتاؽ إلى جداوؿ مياه صافية لتطفئ نيراف السـ الذي سبب ليا عطشاً( .الحيات رمز لمشياطيف) وعمينا أف ندمر وندوس خطايانا لنرتوي مف أبار مياه الروح القدس بعد أف نشعر بالعطش
(أرٕ .)ٖٔ2عطشت نفسي إلى اهلل .النفس التائبة تدرؾ أنو ال حياة ليا وال تعزية إال باف تتقابؿ مع اهلل الحي فتشتاؽ ليذا المقاء .وىو اشتياؽ النفوس اآلف لمجيء المسيح الثاني لنراه وجياً لوجو.
133
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي واألربعون)
إِلي َك؟ »ِ ٗ . ىذ ِه أَ ْذ ُك ُرَىا ُ ٍ ور ُم َع ٍّي ٌد". َو َح ْمدُ ,ج ْم ُي ٌ
ٖ صار ْت لِي ُدم ِ يل لِي ُك َّل َي ْوٍم «أ َْي َن وعي ُخ ْب ًاز َن َي ًا ار َولَ ْيبلً إِ ْذ ِق َ اآليات (َٖ َ " - )ٗ- ُ ِ ِ ص ْو ِت تََرنٍم َمر َم َع ا ْل ُج َّم ِ ب َن ْف ِسي َعمَ َّي أل ٍَّني ُك ْن ُ َس ُك ُ فَأ ْ اع ,أَتَ َد َّر ُج َم َع ُي ْم إِلَى َب ْيت اهلل ِب َ ت أُ ىنا صوت األلـ مف الوضع الحالي ،وبالذات حيف تقارف النفس حالتيا وىي في العبودية وحالتيا السابقة حينما
كانت تتمتع مع اهلل ،تقؼ أمامو في الييكؿ .فاآلف بسبب خطاياىا صارت دموعيا خبز النيار والميؿ .ولماذا قاؿ ُدم ِ ص َار ْت لِي ُخ ْب ًاز ولـ يقؿ صارت لي شراب .ألف الخبز بدوف شراب يزيد مف حالة العطش .ونجد المرنـ وعي َ ُ يبكي الميؿ والنيار ليعود إلى اهلل .والنيار يشير ألياـ الفرج والميؿ يشير ألياـ التجارب .وما زاد مف أالـ المرنـ سخرية األعداء منو قائميف " أ َْي َن ىو إِلي َك " فيـ يحاولوف تحطيـ رجاؤه في اهلل كأف اهلل تركو وتخمي عنو ِ . ىذ ِه ُ ب َن ْف ِسي َعمَ َّي = ما ىذا الذي يذكره؟ بقية اآلية تشرح أنو يتذكر أياـ ظيوره وسط الجماعة في َس ُك ُ أَ ْذ ُك ُرَىا فَأ ْ العبادة واحسانات اهلل عميو فينسكب أماـ اهلل طالباً أف يعيد عميو ىذه اإلحسانات ،ىو ال يشغؿ نفسو بإىانات ور ُم َع ٍّي ٌد = فما العدو ،بؿ ينشغؿ بذكريات وخبرات اهلل معو في أيامو السابقة ليجدد رجاؤه .والحظ قولو ُج ْم ُي ٌ يجدد الرجاء أياـ األفراح (األعياد) السابقة .أياـ الفرح السابقة ىي سند لنا في الوقت الحاضر المؤلـ.
٘ َج ِل َخبلَ ِ ص آية (٘) " -لِ َما َذا أَ ْن ِت ُم ْن َح ِن َي ٌة َيا َن ْف ِسي؟ َولِ َما َذا تَِئ ٍّن َ َح َم ُدهُ ,أل ْ ين ِف َّي؟ ْارتَ ِجي اهللَ ,أل ٍَّني َب ْع ُد أ ْ َو ْج ِي ِو". حيف ذكر إحسانات اهلل ،عادت نغمة الرجاء واإليماف فتساءؿ لِ َما َذا أَ ْن ِت ُم ْن َح ِن َي ٌة َيا َن ْف ِسي ؟ ٙ ِ ِ ِ ِِ ِ ض األُرُد ٍّن َو ِج َب ِ ونِ ,م ْن َج َب ِل ال َح ْرُم َ اآليات (َ " - )ٚ-ٙيا إِل ِييَ ,ن ْفسي ُم ْن َحن َي ٌة ف َّي ,لذل َك أَ ْذ ُك ُر َك م ْن أ َْر ِ ْ ٚ ِ ِ ِ ص ْو ِت َم َي ِ ط َم ْت َعمَ َّي". َّارِات َك َولُ َج ِج َك َ م ْ ص َع َرَ .غ ْمٌر ُي َنادي َغ ْم ًار ع ْن َد َ ازي ِب َكُ .كل تَي َ يعود ىنا لمشكوى مف آالمو الحاضرة والتجارب المحيطة بو .فيو قد طرد مف أورشميـ واضطيدوه فيرب إلى ِ ال حرم َ ِ ِ ِ ص َع َر = وىذه تعني التؿ المنخفض. ون= م ْن َج َب ِل م ْ األردن األ ُْرُد ٍّن (وادي األردف المنخفض) ومنطقة ج َب َ ْ ُ ومف أماكف تغربو كانت عينيو دائماً تنظراف ألورشميـ العالية = أَ ْذ ُك ُر َك ِم ْن أ َْر ِ ض األ ُْرُد ٍّن .ونحف يمكننا مف أي مكاف وفي كؿ زماف أف تتجو عيوننا إلى اهلل ،إلى أورشميـ السماوية .في كؿ ذلنا وتواضعنا وانخفاض مستوانا
(وادي األردف وجبؿ مصعر) يمكننا أف ننظر لمسماء (أورشميـ السماوية) وشكواه ىنا مف اف نفسو منحنية راجع تعرض آلالـ وتجارب فاضت عميو َغ ْمٌر ُي َن ِادي َغ ْم ًار = أي تجربة لتغربو بعيداً عف اهلل .وفي بعده عف اهلل َّ عمى لتغرقني وراءىا تجربة أخرى وىكذا .وعموماً فمف حكمة اهلل يسمح لنا بأف نجتاز ىذه التجارب تفيض ّ فتنخفض كبرياؤنا ونصير كمف ىـ في وادي منخفض (األردف) أو تؿ منخفض (يصعر) .واذا تواضعنا نرفع ِ ون جبؿ ٍ ص َع َر جبؿ منخفض. عيوننا ألورشميـ السماوية إلى اهلل فنجد االستجابةِ .ج َب ِل َح ْرُم َ عاؿ جداً و َج َب ِل م ْ فجبؿ حرموف جبؿ ٍ عاؿ ،فيو في آالمو تنخفض كبرياؤه ،ولكف ما يعزيو أنو يعود ويذكر عبلقتو الحموة السابقة مع اهلل التي جعمتو يتذوؽ السماويات التي يشير ليا عمو جبؿ حرموف ،وقمة ىذا الجبؿ ثمجية تشير لبره السابؽ.
134
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي واألربعون)
وىذا ىو مفيوـ التواضع الصحيح إنسحاؽ مع رجاء في مراحـ اهلل أف يعيده ليذه العشرة السماوية .ولكف الحظ
أنو يذكر جبؿ حرموف أوالً ويعود ويذكر جبؿ مصعر المنخفض في تواضع والمعنى أنو يقوؿ لقد إنخفض
مستواي.
ٛ الرب ر ْحمتَ ُو ,وِبالمَّْي ِل تَس ِبيح ُو ِع ْن ِدي صبلَةٌ ِإل ِ الني ِ ِ لو َح َي ِاتي". ْ ُ آية (ِ " - )ٛب َّ َ َ ار ُيوصي َّ َ َ َ صوت اإليماف والرجاء نتيجة رفع القمب هلل .فنجد ىنا رجاء ينير قمبو بأف نيار الخبلص البد وسيشرؽ ويأتي
معو ليؿ الراحة والتسبيح ٓٔ ٜ ْىب ح ِزي ًنا ِم ْن م َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ س ْحق ص ْخ َرِتي «ل َما َذا َنسيتَني؟ ل َما َذا أَذ َ ُ َ ض َايقَة ا ْل َع ُد ٍّو؟ »ِ .ب َ اآليات ( " - )ٔٓ-ٜأَقُو ُلِ هلل َ ُ ِ امي عيَّرِني م َ ِ ظِ لي َك؟ »". ِفي ِع َ ضا ِيق َّيِ ,بقَ ْولِ ِي ْم لي ُك َّل َي ْوٍم «أ َْي َن إِ ُ ََ ُ طالما اإلنساف عمى األرض ،فاآلالـ لف تنتيي ،والصراخ لف يبطؿ .واإلنساف في حزنو يتصور أف اهلل قد نسيو.
لي َك = ىذا ىو صوت اليأس الذي يضعو إبميس في أذاننا أف اهلل تخمى عنا، وىنا نعود لصوت الشكوى .أ َْي َن إِ ُ ضا ِي ِق َّي .وىذا سبب لداود سحؽ في عظامو. وىنا فداود يسمع ىذا الصوت مف الذيف يستخدميـ ابميس = ُم َ
ٔٔ ص َو ْج ِيي ين ِف َّي؟ تََرج ِ آية (ٔٔ) " -لِ َما َذا أَ ْن ِت ُم ْن َح ِن َي ٌة َيا َن ْف ِسي؟ َولِ َما َذا تَِئ ٍّن َ َّي اهللَ ,أل ٍَّني َب ْع ُد أ ْ َح َم ُدهَُ ,خبلَ َ َوِال ِيي".
المزمور ينتيي بالرجاء ونغمة الرجاء تعود ثانية.
ممحوظة 2مز(ٖٗ) يعتبر تكممة ليذا المزمور لذلؾ ينتيي بنفس الشكوى "لماذا أنت منحنية يا نفسي".
135
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج واألربعون)
المزمور الثالث واألربعون
عودة لمجدول
المزمور الثالث واألربعون (الثاني واألربعون في األجبية) يعتقد البعض أف (مزٕٗ ،مزٖٗ) يمثبلف وحدة واحدة .فييما يصرخ المرتؿ وغالباً ىو داود في حزنو هلل مشتاقاً لمرجوع لمعبادة في ىيكؿ اهلل لينعـ بالحضرة اإلليية .ولذلؾ اقترح البعض أف يكوف داود قد كتب ىذا المزمور
(ٕٗ )ٖٗ،في فترات ىروبو مف أماـ شاوؿ أو أبشالوـ يعبر عف إشتياقو لمعودة إلى الييكؿ .وفي (مزٕٗ) نراه بعنواف قصيدة لبني قورح ،ويغمب أف داود كتبو وأعطاه لبني قورح لترنيمو.
جاء المزمور نبوة عف كؿ مف أرغمتو الظروؼ أف يبتعد عف أورشميـ وعف الييكؿ لذلؾ قيؿ أنو نبوة عف
السبي( .المقصود ٕٗ ٖٗ،كبلىما كوحدة واحدة) .ولذلؾ وبنفس المفيوـ فكؿ مف استعبد لمخطية تحت
يد العدو القاسي يمكنو أف يرنـ بيذه الكممات تعبي اًر عف إشتياقو لمعودة مف السبي ،والسبي ىنا يشير إلى
الخطية الداخمية والى األعداء الخارجييف (إبميس ومف يتبعو).
يتخذ المزمور كنبوة عف المسيح المتألـ مف األمة الييودية غير الراحمة ومف ييوذا رجؿ الغش (آيةٔ)
الترجمة السبعينية تشير صراحة أف كاتب المزمور ىو داود.
لذلؾ نصمي ىذا المزمور في صبلة الساعة الثالثة.
ِ ٍ اصم م َخاصم ِتي مع أ َّ ٍ ِ آية (ٔ) ِٔ" -اق ِ ِ سِ ان ِغ ٍّ ش َوظُ ْمٍم َن ٍّج ِني". ْض لي َيا اَهللَُ ,و َخ ْ ُ َ َ َ َ ُمة َغ ْي ِر َراح َمةَ ,و ِم ْن إِ ْن َ قد يكوف القائؿ ىو المسيح ،أو داود ،أو الشعب في بابؿ يشتكوف مف البابمييف أو أي مسيحي يشعر بأالـ االستعباد لخطية ما .ولمف نمجأ سوى هلل ليخمصنا ويقضي لنا. ٕ ت إِ ُ ِ ضتَِني؟ لِ َما َذا أَتَ َم َّ ض َايقَ ِة ا ْل َع ُد ٍّو؟" ص ِني .لِ َما َذا َرفَ ْ آية (ٕ) " -أل ََّن َك أَ ْن َ شى َح ِزي ًنا ِم ْن ُم َ لو ح ْ المرتؿ يصرخ هلل فيو وحده قوتو .وقد يشعر الخاطئ أف اهلل رفضو إذ يفقد التعزيات وقد يشعر المريض أو ضتَِني .وكاف ىذا ىو ما قالو المسيح إليي إليي لماذا تركتني .فيي المتألـ أو المضطيد أف اهلل تركو = لِ َما َذا َرفَ ْ صرخة المتألـ في ألمو .ولكف يحسب لممرتؿ قولو أَتَ َم َّ شى .فالضيقة لـ تصبو بالشمؿ ولـ يتوقؼ ولـ يتراخ عف جياده بالرغـ مف حزنو .والمسيح استمر في طريؽ الصميب ولـ يتراجع بالرغـ مف أنو قاؿ "نفسي حزينة جداً
في أو ىو إبميس بمؤامراتو فالخطية تسبب الحزف بينما حتى الموت" .ومضايقة العدو ىنا ىي الخطية الساكنة ّ البر سبب فرح. ان ِبي إِلَى جب ِل قُ ْد ِس َك وِالَى مس ِ ٖ ِ ور َك َو َحقَّ َكُ ,ى َما َي ْي ِد َي ِان ِني َوَيأ ِْت َي ِ اك ِن َك". ََ َ َ َ آية (ٖ) " -أ َْرس ْل نُ َ
136
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج واألربعون)
المرتؿ يطمب عوف اهلل لكي يرجع مف سبيو "(الخطية أو مف بابؿ) إِلَى َج َب ِل قُ ْد ِ س اهلل أي ألورشميـ أو لعودة الخاطئ لحياة الشركة المفرحة في الكنيسة بيت الخبلص .الكنيسة ىي الجبؿ الذي رآه دانياؿ حج اًر صغي اًر ثـ ِ ور َك َو َحقَّ َك ُى َما نما وكبر وصار جببلً كبي اًر مؤل وجو األرض وطمبة ىذه الكنيسة لرأسيا الرب يسوع ىي أ َْرس ْل ُن َ َي ْي ِد َي ِان ِني = ىي طمبة كؿ نفس حتى ال تخسر الشركة في جبؿ قدس اهلل .فالرب يسوع ىو نور اآلب وحقو فيو الذي قاؿ أنا ىو نور العالـ .والطريؽ الوحيد لمخبلص ىو الطمب والمجاجة.
ِ ِ ِ َحم ُد َك ِبا ْل ُع ِ ِ ِ ٗ ِ ِ ود َيا اَهللُ إِل ِيي". آية (ٗ) " -فَآتي إلَى َمذ َْب ِح اهلل ,إلَى اهلل َب ْي َجة فَ َرحيَ ,وأ ْ َ يقوؿ ىذا المسبييف ليرجعوا إلى مذبح اهلل في أورشميـ .وتقوليا كؿ نفس إنفصمت عف شركة التناوؿ بسبب خطاياىا ،تعود لمشركة فتعود ليا أفراحيا وتسابيحيا فيي في فترة سبييا تركت التسبيح والقيثارة (مز.)ٖٔٚ وذبيحة التناوؿ تعطي لمغفرة الخطايا ،وفييا حياة أبدية لمف يتناوؿ منيا .إف الفرح ىو سمة مبلزمة لممسيحي
الذي يتذوؽ دائماً بركات المذبح والغفراف.
٘ ص َو ْج ِيي ين ِف َّي؟ تََرج ِ آية (٘) " -لِ َما َذا أَ ْن ِت ُم ْن َح ِن َي ٌة َيا َن ْف ِسي؟ َولِ َما َذا تَِئ ٍّن َ َّي اهللَ ,أل ٍَّني َب ْع ُد أ ْ َح َم ُدهَُ ,خبلَ َ َوِال ِيي". ىنا نصيحة المرتؿ لكؿ ُم ْن َح ِني ال َن ْف ِ س = لكؿ مف يحمؿ اثقاؿ الخطية او اليموـ أف يترجوا اهلل ،يطمبوه ويثقوا َ في استجابتو .والمسيح يستجيب ويعطي راحة .وبعد أف يستجيب يتحوؿ ىذا لتسبيح وحمد وشكر = أل ٍَّني َب ْع ُد
َح َم ُدهُ. أْ والقيثارة والعود يرمزاف لحواس المؤمف وقواه العقمية التي يحركيا الروح القدس فتعطي أنغاـ التسبيح مف قمب محب هلل طاىر وىذا يتـ بطاعة الوصية. ين؟ فبل معني لميأس بعد أف عرفت طريؽ فرحؾ وسبلمؾ فقدمي واآلف لِ َما َذا أَ ْن ِت ُم ْن َح ِن َي ٌة َيا َن ْف ِسي َولِ َما َذا تَِئ ٍّن َ توبة وارجعي إلى اهلل فيرجع إليؾ فتتحرؾ أوتار قيثاراتؾ بالتسبيح.
137
ضفر المسامير ( المسمور الرايع واألربعون)
المزمور الرابع واألربعون
عودة لمجدول
غير مؤكد مف ىو كاتب ىذا المزمور ،واف كاف داود فيو قد كتبو بروح النبوة ليعبر عف حاؿ الشعب في السبي. ولكنو ىو تعبير عف حاؿ شعب اهلل المتألِّـ دائماً في برية ىذا العالـ .واف كاف ىناؾ مزامير كثيرة تترنـ بالخبلص فبلبد أف تكوف ىناؾ مزامير تتكمـ عف حاؿ الكنيسة المتألمة في ىذا العالـ ،لذلؾ استخدـ بولس
الرسوؿ اآلية (ٕٕ) في (رو )ٖٙ2ٛليعبر عف حالو وحاؿ كؿ الكنيسة المتألمة حتى الموت في عصور
االستشياد .لقد بدأت الكنيسة عصر االستشياد بقتؿ ىابيؿ واستمر مسمسؿ اضطياد الكنيسة وسيستمر ليصؿ
إلى ذروتو عند مجيء ضد المسيح .ونسمع صدى ىذه اآلالـ في السماء (رؤ .)ٔٔ-ٜ2ٙفالكنيسة دخمت في شركة الصميب مع مسيحيا.
ٕ ِ ِ ِ اآليات (ٔٔ " - )ٖ-اَلمَّي َّمِ ,بآ َذ ِان َنا قَ ْد ِ َّام ِيمِ ,في أَي ِ ت اؤَنا أ ْ آب ُ َّام ا ْل ِق َدِم .أَ ْن َ سم ْع َناَ . ُ َ َخ َب ُروَنا ِب َع َمل َعم ْمتَ ُو في أَي ْ ٖ ِ شعوبا وم َد ْدتَيم .أل ََّن ُو لَ ْيس ِب ِ ِ اع ُي ْم امتَمَ ُكوا األ َْر َ ستَ ُي ْمَ .حطَّ ْم َ ْص ْم َ ضَ ,والَ ذ َر ُ ُم َم َو َغ َر ْ ِب َيد َك ْ َ َ استَأ َ س ْيف ِي ُم ْ ت ُ ُ ً َ َ ُْ ت األ َ لك ْن ي ِمي ُن َك وِذراع َك ونُور و ْج ِي َك ,أل ََّن َك ر ِ َخمَّصتْيمِ , يت َع ْن ُي ْم". ض َ َ َ َ ُ َ ُ َ َ َ ُْ ىذه خبرات سمع عنيا المرنـ مف الكتاب المقدس عف أعماؿ اهلل مع الشعب سابقاً ومف الميـ دائماً أف نسبح اهلل
ونذكر أعمالو السابقة إلحياء روح الرجاء فينا وسط أالمنا .وكما أعاف اهلل موسى ويشوع لدخوؿ األرض وىزيمة األعداء .ىكذا كاف بالصميب ىزيمة إبميس والمسيح ىنا ىو يميف الرب وذراعو ونور وجيو فيو النور الذي رأيناه
وفيو رأينا اآلب .اهلل لـ يره احد قط االبف الوحيد الذي ىو في حضف اآلب ىو خبر (يو ا )ٔٛ 2
َم َد ْدتَ ُي ْم= أي وسعت تخوميـ وأخذوا األرض كميا.
٘ ٗ ضا ِي ِقي َناِ .ب ِ ِِ ْم ْر ِب َخبلَ ِ وس وبِ .ب َك َن ْنطَ ُح ُم َ ص َي ْعقُ َ ْ اسم َك َن ُد ُ اآليات (ٗ " - )ٛ-أَ ْن َت ُى َو َممكي َيا اَهللُ ,فَأ ُ ٚ ين عمَ ْي َناٙ .أل ٍَّني عمَى قَو ِسي الَ أَتَّ ِك ُل ,و ِ ِِ ت ضا ِي ِقي َناَ ,وأ ْ َخ َزْي َ ص ِني .أل ََّن َك أَ ْن َ صتََنا ِم ْن ُم َ َ ا ْلقَائم َ َ ت َخمَّ ْ ْ س ْيفي الَ ُي َخمٍّ ُ َ َ ِ ِ ٛ ِ ِ َّى ِرِ .سبلَ ْه". اس َم َك َن ْح َم ُد إِلَى الد ْ ُم ْبغضي َناِ .باهلل َن ْفتَخ ُر ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُوَ ,و ْ
ىذه صبلة ليخمص اهلل شعبو اآلف كما خمَّص سابقاً فيسوع المسيح ىو ىو أمس واليوـ والى األبد (عبٖٔ.)ٛ2 ْم ْر ِب َخبلَ ِ وب = ما أجمؿ أف يستغؿ المؤمف دالتو لدى اهلل ،ويصمي طالباً ص َي ْعقُ َ أنت ىو ممكي يا اهلل .فَأ ُ
ضا ِي ِقي َنا = أي خطايانا وشيواتنا وابميس نفسو .فأنت قوتنا= و َعمَى قَ ْو ِسي الخبلص لكؿ الكنيسةِ .ب َك َن ْن َ ط ُح ُم َ (قوتي) الَ أَتَّ ِك ُل. َخج ْمتََنا ,والَ تَ ْخرج مع ج ُنوِد َنأٓ .تُرجع َنا إِلَى ا ْلور ِ اآليات (ِ ٜ " - )ٔٙ-ٜ اء َع ِن ا ْل َع ُد ٍّو, لك َّن َك قَ ْد َرفَ ْ ُُ ََ ُ ضتََنا َوأ ْ َ ْ ُ َ ََ ٕٔ الضأ ِ ت ضوَنا َن َي ُبوا ألَ ْنفُ ِس ِي ْمَ ٔٔ .ج َع ْمتََنا َك َّ ت َ ش ْع َب َك ِب َغ ْي ِر َمالَ ,و َما َرِب ْح َ ُمِمِ .ب ْع َ َو ُم ْب ِغ ُ ْن أُ ْكبلًَ .ذ َّرْيتََنا َب ْي َن األ َ
138
ضفر المسامير ( المسمور الرايع واألربعون)
ِج ِ ين َح ْولَ َنأٗ .تَ ْج َعمُ َنا مثَبلً َب ْي َن الش ُع ِ الر ِ وبِ .إل ْن َغ ِ ْس َب ْي َن اض َّأ س ْخ َرةً لِمَِّذ َ يران َناُ ,ى ْأزَةً َو ُ َ َ ٔٙ ِ َّ ِ ِ أ ِ ص ْو ِت ا ْل ُم َع ٍّي ِر َو َّ الش ِاتِمِ .م ْن َو ْج ِو َع ُد ٍّو ي َو ْج ِيي قَ ْد َغطاني .م ْن َ َماميَ ,وخ ْز ُ َ
ار ِع ْن َد ِبثَ َم ِن ِي ْمٖٔ .تَ ْج َعمُ َنا َع ًا ُمِمٔ٘ .ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو َخ َجمِي األ َ َو ُم ْنتَ ِقٍم". ىنا وصؼ لمحالة المؤلمة الحالية ،فاهلل حيف رفض شعبو بسبب خطاياىـ صاروا عا اًر وىزءاً بيف أعدائيـ .وىذا تعبير عف حاؿ الشعب في السبي ،وحاؿ بنى آدـ حيف استعبدىـ إبميس وحاؿ كؿ خاطئ يتخمى اهلل عنو. ولنبلحظ أف ما َّ حؿ بالشعب أو ببني آدـ ليس بسبب قوة العدو بؿ بسبب تخمي اهلل عنيـ لخطاياىـ ،واهلل سمح
بيذا لمتأديب .فمثبلً مف ظف نفسو قوى حيف يرى نفسو مثؿ شاة تساؽ لمذبح يعرؼ ضعفو ويتضع فيخمص. ت ِبثَ َم ِن ِي ْم = حيف سمميـ اهلل لمعار وسط أعدائيـ ت َ ش ْع َب َك ِب ِبل ثمنَ ,و َما َرِب ْح َ ونجد المرنـ ىنا يعاتب اهلل= ِب ْع َ الذيف ييينونيـ وييينوف اسـ اهلل .ىو عتاب ودي ليرفع اهلل الضيقة عف شعبو ،وىو تعميـ لمشعب فاهلل ال يطمب
نفعاً لنفسو مف وراء ضيقتيـ فيو لـ يبعيـ منتظ اًر ربحاً .بؿ سمميـ وباعيـ ليؤدبيـ فيخمصوا .بؿ صار تأديبنا صورة آلالـ المسيح فاآليات (ٗٔ )ٔٙ-تتمكـ عف أالـ المسيح فنحف نشترؾ معو في صميبو لنشترؾ معو في قيامتو( .وىذه السخرية ىي سخرية االدومييف ضد شعب اهلل و حدثت عند سبي بابؿ)
ٔٚ اك والَ ُخ َّنا ِفي عي ِد َكٔٛ .لَم يرتَ َّد َق ْمب َنا إِلَى ور ٍ ِ اءَ ,والَ ُ َْ اء َعمَ ْي َناَ ,و َما َنسي َن َ َ اآليات ( " - )ٕٕ-ٔٚى َذا ُكم ُو َج َ ْ َْ ََ ِ ٕٓ ٜٔ ِ ِ مالَ ْت َخ ْطوتَُنا ع ْن َ ِ ان التََّن ِان ِ س َح ْقتََنا ِفي َم َك ِ اس َم إِل ِي َنا أ َْو َ ينَ ,و َغطَّ ْيتََنا ِبظ ٍّل ا ْل َم ْوت .إِ ْن َنسي َنا ْ ط ِريق َكَ ,حتَّى َ َ َ ٕٕ ٕٔ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ س ْط َنا أ َْيد َي َنا إِلَى إِلو َغ ِر ٍ َجم َك ص اهللُ َع ْن ى َذا؟ أل ََّن ُو ُى َو َي ْع ِر ُ ف َخفيَّات ا ْل َق ْم ِب .أل ََّن َنا م ْن أ ْ يب ,أَفَبلَ َي ْف َح ُ َب َ ات ا ْليوم ُكمَّ ُو .قَ ْد ح ِس ْب َنا ِم ْث َل َغ َنٍم لِ َّ مذ ْب ِح". ُ ُن َم ُ َ ْ َ
ىنا المرنـ ما ازؿ يعاتب اهلل الذي تركو بالرغـ مف أنو متمسؾ باإليماف بو .ىذا مثؿ صوت بطرس "يا رب أنت
تعمـ أني أحبؾ" لذلؾ اقتبس بولس اآلية (ٕٕ) لئلعبلف عف حبو لممسيح ،ىنا إعبلف عف حب اهلل رغماً عف العقاب الصادر ضد اإلنساف بالموت= َغطَّ ْيتََنا ِب ِظ ٍّل ا ْل َم ْو ِت = فموتنا اآلف ىو ظؿ الموت ،أما الموت الحقيقي فيو االنفصاؿ عف اهلل .وتعني أف حياتنا قصيرة نسير فييا نحو ىدؼ واحد ىو الموت .بؿ نحف معرضيف لمموت كؿ حيف ،وأوالد اهلل يسيروف في ىذا الطريؽ الضيؽ ببل تذمر كما فعؿ الشيداء فيـ يعرفوف أنيـ في
طريؽ المسيح وكما احتمؿ ىو األلـ والموت ثـ قاـ وصعد ،سيقوموف معو إف كانوا ثابتيف فيو فيو الطريؽ. ان التََّن ِان ِ س َح ْقتََنا ِفي َم َك ِ ين = التنانيف ىي مخموقات جبارة تشير لممتكبريف والعتاة ويكمؿ عتابو الرقيؽ هلل= َحتَّى َ مف البشر الذيف سحقيـ اهلل ،والعتاب معناه لقد قبمنا منؾ يا رب أف تحكـ عمينا بالموت مثميـ ،مع أننا نحبؾ ولـ نترؾ طريؽ اإليماف بؾ .ثـ يترؾ األمر كمو بيف يدي اهلل الذي يعرؼ خفايا القموب ويعمـ إيمانو ومحبتو. ِٖٕ ِ ِٕٗ ب َو ْج َي َك ستَ ْي ِق ْظ! لِ َما َذا تَتَ َغافَى َيا َرب؟ ا ْنتَِب ْو! الَ تَْرفُ ْ ض إِلَى األ ََبد .ل َما َذا تَ ْح ُج ُ اآليات (ٖٕ " - )ٕٙ-ا ْ اب .لَ ِ وتَ ْنسى م َذلَّتََنا و ِ س َنا م ْن َح ِن َي ٌة إِلَى التر ِ صقَ ْت ِفي األ َْر ِ ض ُبطُونُ َنإٙ .قُ ْم َع ْوًنا لَ َنا َواف ِْد َنا ِم ْن ضيقَ َنا؟ ٕ٘أل َّ َ َ َن أَ ْنفُ َ ُ َ َ َ َج ِل َر ْح َم ِت َك". أْ 139
ضفر المسامير ( المسمور الرايع واألربعون)
ِ ستَْي ِق ْظ َيا َرب لِ َما َذا تنام = تَتَ َغافَى ..ا ْنتَِب ْو = ىي صرخة مف أجؿ الخبلص ،مبنية عمى القيامة مع المسيح= ا ْ قـ فنحف نقبؿ أف نموت ألف لنا رجاء في القيامة والصراخ لممسيح ليستيقظ ىو صراخنا نحف بالتوبة والصبر
واالحتماؿ.
ا ْنتَِب ْو = المعني انظر الي حالنا البائس وال تتركنا ىكذا.
140
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص واألربعون)
المزمور الخامس واألربعون
عودة لمجدول
المزمور الخامس واألربعون (الرابع واألربعون في األجبية) العرس بيف المسيح العر ِ يس وكنيستو. ىو مزمور تسبحة العرس لممسيح الممؾ المحارب ،و ُ المزامير السابقة كممتنا عف األلـ سواء لمفرد أو لمجماعة أو لممسيح ،وىنا نرى أفراح العرس فاأللـ ىو طريؽ العرس والمجد األبدي .ىنا نرى الشعب وقد اتحد بالمسيح الممؾ يدخؿ إلى مجد داخمي كعروس سماوية مزينة، يشتيي الممؾ جماليا الروحي ،تدخؿ إلى قصره وتنعـ بو كممكة في بيت عريسيا الممؾ ،بؿ ونبوة عف دخوؿ
األمـ نسمع عف عذارى يأتيف في إثرىا.
والعريس لـ يقتنييا مجاناً بؿ حارب جبابرة ليقتنييا .وبعد أف إقتناىا يسمعيا صوتو إنس شعبؾ وبيت أبيؾ (العالـ الذي و ِ لدت فيو) فيشتيي الممؾ حسنؾ. ُ المزمور أنشودة حب بيف الكنيسة والمسيح ،فالكنيسة تقوؿ لو "أنت أبرع جماالً مف بني البشر". نرى ىنا المسيح ُيمسح بالروح القدس لحساب كنيستو وشعبو (ىو بكر بيف إخوة كثيريف) "مسحؾ اهلل بزيت البيجة أفضؿ مف رفقائؾ" لذلؾ نصمي ىذا المزمور في صبلة الساعة الثالثة فنذكر أف آالـ المسيح إنتيت بقيامتو وحموؿ الروح القدس في ىذه الساعة عمى الكنيسة .والروح القدس ىو الذي يقدس النفس لتصير عمى
صورة عريسيا يأخذ مما لو ويعطييا.
تستعمؿ الكنيسة صموات وآيات مف ىذا المزمور في طقس الزواج بكوف سر الزواج ىو ظبلً لمعرس األبدي بيف اهلل الكممة والكنيسة ،والعروساف يستمداف حبيما ووحدتيما مف حب المسيح لكنيستو وحب الكنيسة لعريسيا
المسيح .ولذلؾ نجد عنواف المزمور ترنيمة محبة .ولذلؾ شبو السيد المسيح عبلقتو بالكنيسة بعرس (متٕٕٕ2 .)ٔ2ٕ٘ +
يقوؿ بعض الكتاب والمفسريف أف ىذا المزمور يشير لعرس سميماف وىذا خطأ كبير ألف ىذا المزمور يتكمـ عف
رجؿ قتاؿ وسميماف لـ يكف رجؿ قتاؿ أبداً .وربما كتبو داود النبي كنبوة عف المسيح ولذلؾ أخذ منو بولس الرسوؿ
(عب.)ٛ2ٔ،ٜ
وفي أعياد القديسة العذراء مريـ نرنـ بآيات ىذا المزمور التي تتكمـ عف العروس ،فالعذراء ىي أـ الكنيسة
وشفيعتيا وطيارة العذراء جعمت المسيح يشتيي حسنيا ،وىي مشتممة بثوب ذىب رمز طيارتيا ،وكؿ مجدىا مف
داخؿ فيي يتيمة بسيطة فقيرة لكف قمبيا كاف سماء.
ٔ ش ِائي لِ ْمممِ ِك .لِس ِاني َقمَم َك ِات ٍب م ِ اض َق ْم ِبي ِب َكبلٍَ صالِ ٍح .متَ َكمٍّم أََنا ِبِ اى ٍر". ن إ م ف آية (ٔ) " - َ ْ َ َ َ َ َ َ ُ ُ ٌ
141
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص واألربعون)
المرتؿ وقد رأى خبلص المسيح وحبو كعريس لعروسو ،فاض قمبو بالحب لو ،بؿ فاض لسانو بكممات حب، أعطاىا لو الروح القدس وكاف ىو مجرد كاتب لما أمبله عميو الروح القدس= لِس ِاني َقمَم َك ِات ٍب م ِ اىر .وىو وجد َ َ ُ أف كمماتو كفيض ،يريد أف يعبر بو عف محبتو وحينما لـ يسعفو لسانو ،أعطاه الروح القدس أف يفيض (يو .) ٖٚ2ٚ،ٖٛوىو كاتب ماىر ال يحتاج لمتفكير وال يتوقؼ فالروح يممي ما يقولو .وفي السبعينية= إني أخبر
الممؾ بأفعالي= فالحب لـ يجعؿ لسانو فقط يتكمـ بؿ كؿ أفعالو صارت تنطؽ بيذا الحب ،لقد صارت أعضاؤه
آالت بر .وعموماً فيذه طريقة كتابة المزامير وىناؾ مف قاؿ عف المزامير ..ىؿ كاف الروح القدس يعزؼ عمى ٍ صالِ ٍح = قيثارة داود أـ كاف داود يعزؼ عمى قيثارة الروح القدس .ويرى بعض اآلباء أف عبارة فَ َ اض َق ْم ِبي ِب َكبلَم َ ىي تعبير عف والدة المسيح (كممة اهلل) مف اآلب .فيو الكممة الذي يفيض مف قمب اآلب.
ٕ س َك َب ِت ٍّ شفَتَ ْي َك ,لِذلِ َك َب َارَك َك اهللُ إِلَى األ ََب ِد". الن ْع َم ُة َعمَى َ ت أ َْب َرعُ َج َماالً ِم ْن َب ِني ا ْل َب َ آية (ٕ) " -أَ ْن َ ش ِر .ا ْن َ ش ِر .ليس المقصود ىو جماؿ الجسد بؿ ألنو ىذا المولود مف اآلب أزلياً صار بش اًر ولكنو أ َْب َرعُ َج َماالً ِم ْن َب ِني ا ْل َب َ س َك َب ِت ٍّ شفَتَ ْي َك لـ يقؿ أنو أبرع جماالً مف المبلئكة فيو أخذ طبيعتنا الن ْع َم ُة َعمَى َ كاف ببل خطية لذلؾ أضاؼ ا ْن َ وليس طبيعة المبلئكة .ولنبلحظ أف الخطية في القمب تترؾ بصماتيا عمى شكؿ الوجو ،فالغضوب والحاسد والشيواني والخبيث ..ىؤالء يظير عمى وجوىيـ ما في قموبيـ ،فتصير وجوىيـ ببل جماؿِ .ل ِ ذل َك َب َارَك َك اهللُ إِلَى الدىر = المسيح بحسب الناسوت كاف يتقدـ في الحكمة والقامة والنعمة (لوٕ )ٕ٘2فيو كاف يمارس ىذا بكونو
إنساناً حقيقياً وكاف ىذا يظير فيو تدريجياً .ويقاؿ أف اهلل باركو بمعنى أف ما تنالو الكنيسة مف بركات إليية يكوف ىذا خبلؿ الرأس وباسمو .والنعمة التي انسكبت عمى شفتيو ىي تعاليمو ،وكممات الغفراف لمخطاة ،والحب والشفقة
لمف يحتاج .والبركة التي سمعيا يوـ العماد "ىذا ىو ابني الحبيب " ..كانت لحساب كنيستو. ٖ ِ اء َك". َّارَ ,جبلَ َل َك َوَب َي َ آية (ٖ) " -تَ َقمَّ ْد َ س ْيفَ َك َعمَى فَ ْخذ َك أَي َيا ا ْل َجب ُ ف ىو صميبو الذي حممو ليحارب بو أعداء س ْي َ الفَ ْخذ إشارة إلى جسد الرب يسوع (تؾٕٗ .)ٔٓ2ٜٗ ،ٕ2وال َ س ْيفَ َك َعمَى فَ ْخ ِذ َك فالسيؼ يعمؽ عمى الفخذ فعبلً ويشيره المحارب لمقتاؿ .والمسيح عروستو (الشياطيف) ..تَ َقمَّ ْد َ
حمؿ صميبو عمى ظيره وكاف ىذا كسيؼ لمقتاؿ ،بؿ ُس ِّم َر عميو وكأنو متمسؾ بو وىذه تساوي "أوثقوا الذبيحة بربط إلى قروف المذبح" (مز .)ٕٚ2ٔٔٛوبنفس ىذا المعنى وجدنا الكبش الذي قدمو إبراىيـ عوضاً عف إسحؽ
إبنو "ممسكاً في الغابة بقرنيو" (تؾٕٕ .)ٖٔ2والقروف إشارة لمقوة ،فالمسيح كاف مرتبطاً بالصميب بقوة لييزـ إبميس ويحررنا .وك ٌؿ منا حيف يحمؿ صميبو تابعاً المسيح دوف تذمر فيو يحارب إبميس بنفس طريقة المسيح
فيصير تمميذاً لممسيح .ومعركة الصميب أثبتت أنو جبار فقد سحؽ الشيطاف وكسر شوكة الموت وفتح الجحيـ
(ٔكؤ ،)ٔٛ2بؿ الك ارزة بالصميب صارت كسيؼ (متٓٔ .)ٖٗ2وكممة اهلل صارت سيؼ ذو حديف (عبٕٗٔ2 +أؼ )ٔٚ2ٙفيي سيؼ يقطع حركات الشيوة وأىواء النفس التي يثيرىا فينا عدو الخير حتى اآلف .والمسيح في
142
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص واألربعون)
معركتو كاف يبدو أماـ الناس كضعيؼ ولكنو كاف جبا اًر وفي جبلؿ ،فمقد إظممت الشمس والقبور تفتحت فآمف
الجندي الوثني مف جبلؿ المصموب.
ٗ َّع ِة َوا ْل ِبٍّر ,فَتُ ِرَي َك َي ِمي ُن َك َم َخ ِ ف". َج ِل ا ْل َح ٍّ او َ آية (ٗ) َ " -وِب َجبلَ لِ َك اقْتَ ِحِمْ .ارَك ْبِ .م ْن أ ْ ق َوالد َ َّع ِة والعدؿ= ا ْل ِبٍّر .وىذا عكس مممكة إبميس القائمة عمى بعد معركتو أقاـ الرب مممكتو المؤسسة عمى ا ْل َح ٍّ ق َوالد َ
الباطؿ وشيوة ىذا العالـ الزائفة .وحينما نقبمو فينا بكونو الحؽ ال يجد الباطؿ مكاناً فينا .وحينما نقتنيو وىو
الوديع ييرب منا الكبرياء .وحيف نتقمد ىذه األسمحة الحؽ والدعة والعدؿ نصير أقوياء كما تقمدىا فصنع أعماالً عجيبة ب َي ِمينُو = قوتو .أعماالً عجيبة أخافت الشياطيف ،وسقطت ممالؾ .اقْتَ ِحِم = مممكة الموت مممكة إبميس، ليؤسس الرب مممكتو . ٘ َع َد ِ ون". اء ا ْل َممِ ِكُ . سقُطُ َ س ُنوَن ُة ِفي َق ْم ِب أ ْ ش ُع ٌ وب تَ ْحتَ َك َي ْ آية (٘) َ " -ن ْبمُ َك ا ْل َم ْ نبؿ السيد المسيح ىي كممات الك ارزة بواسطة الرسؿ .والشعوب ىي الشياطيف التي انيزمت أو األمـ التي آمنت
بالسيد المسيح كالدولة الرومانية التي تحولت لممسيحية ،بعد اف كانت مستعبدة البميس . ضيب اس ِتقَ ٍ ِ آية (ُ ٙ" - )ٙكر ِسي َك يا اَهلل إِلَى َد ْى ِر الد ُى ِ ِ يب ُم ْم ِك َك". امة قَض ُ ْ َ ُ ور .قَ ُ ْ َ ترتؿ ىذه اآلية كنيستنا القبطية في الساعة الثانية عشرة مف يوـ الجمعة العظيمة في لحف طويؿ "بيؾ إثرونوس" لتقوؿ لممسيح ولو أنؾ صمبت ومت ودفنت إال أنؾ عمى عرشؾ إلى دىر الدىور .وواضح أف ىذه الكممات ال
توجو إلى ممؾ أرضي سواء داود أو سميماف ،بؿ ىي لممسيح ممكنا السماوي ،فيو قبؿ أف يتأنس كاف ممكاً ورباً ِ يب منذ األزؿ وبصميبو صار ممكاً ورباً عمى الكؿ وبعد صعوده جمس عف يميف اآلب إلى دىر الدىور .قَض ُ اس ِتقَ ٍ ِ يب ُم ْم ِك َك = القضيب ىو صولجاف الممؾ ،وىو يممؾ بالعدؿ ،تارة يترفؽ وتارة يؤدب ،ىو محب امة قَض ُ ْ َ ِ يب ُم ْم ِك َك = ىو صولجاف الممؾ الذي ىو الصميب وىو لمبر ومبغض لئلثـ ،فبل شركة لمنور مع الظممة .قَض ُ طريؽ البر واإلستقامة. ٚ اإل ثْمِ ,م ْن أ ْ ِ ضَ ِ اج أَ ْكثََر ِم ْن ُرفَقَ ِائ َك". االب ِت َي ِ ت ا ْل ِب َّر َوأ َْب َغ ْ َح َب ْب َ لي َك ِب ُد ْى ِن ْ آية ( " - )ٚأ ْ س َح َك اهللُ إِ ُ َج ِل ذل َك َم َ ت َ اج = إشارة لحموؿ الروح القدس عمى المسيح لحساب الكنيسة .ويسمى دىف االبتياج فيو قبؿ أف االب ِت َي ِ ُد ْى ِن ْ يمسح بابتياج ،يمسح ليكوف الممؾ والكاىف والذبيحة (عبٕٔ )ٕ2ونحف رفقائو وبسبب أنو ىو ُم ِس َح صرنا مسيحييف ألننا بو ُنمسح هلل وتُفرز قموبنا لحساب ممكوتو ،ويسكف فينا الروح القدس (راجع أعٓٔ )ٖٛ ،ٖٚ2ومف
ثماره الفرح فنبتيج حيف يسكف في أعماقنا .وتنزع عنا روح الغـ ،ولكف ىذا لمف يحب البر ويبغض اإلثـ .أَ ْكثََر = فالمسيح َّ حؿ عميو الروح القدس كامبلً بأقنومو (حمامة كاممة) أما عمى التبلميذ حؿ الروح القدس عمى شكؿ ألسنة نار منقسمة عمى كؿ واحد منيـ فنحف البشر لسنا آلية حتى يسكف فينا الروح بكاممو كالمسيح .حقاً نحف
143
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص واألربعون)
مسكف لمروح القدس ولكف نحف نأخذ منو ما نحتاج إليو فقط .وحينما حؿ الروح القدس عمى شكؿ حمامة فؤلف
الحماـ يرجع دائماً إلى بيتو (مثؿ حمامة نوح والحماـ الزاجؿ) .والروح حؿ عمى جسد المسيح الذي ىو كنيستو
ليقود الكنيسة دائماً إلى المسيح ،فعممو ىو أف يثبتنا في المسيح.
ود وسمِ َ ِ ِ ٛ ص ِ س َّرتْ َك األ َْوتَ ُار". ور ا ْل َع ِ اج َ يخ ٌة .م ْن قُ ُ آية (ُ " - )ٛكل ث َيا ِب َك ُمٌّر َو ُع ٌ َ َ ال ُمٌّر = مر الطعـ جداً (إشارة آلالـ الصميب) ولكف رائحتو زكية (إشارة لمطاعة) وكانوا يكفنوف الموتي بالمر والصبر وىكذا َع ِم َؿ يوسؼ الرامي مع جسد المسيح. يخ ٌة = أنواع مف األطياب تشير آلالـ المسيح فيي مرة (الميعة) أوىي تسمخ مف شجرتيا فتموت سمِ َ الميعة َوال َ الشجرة (السميخة) ،والمر والميعة يسيبلف مف بعض االشجار .ولقد فاحت رائحة أالـ المسيح وطاعتو فيو أطاع حتى الموت موت الصميب ،وفاحت الرائحة في جميع القصور= والقصور ىي بيوت اهلل وىياكمو ،وقموب قديسيو
التي ىي ىياكؿ لمروح القدس .وثوب المسيح ىو كنيستو وحيف يسكنيا الروح القدس تصير ليا رائحة حموة، رائحة قبوليا األلـ مع مسيحيا .وذكر عدة أنواع مف العطور فمكؿ منا فضيمة معينة تختمؼ عف اآلخر.
اج والعاج لونو أبيض فالكنيسة تبررت بموت عريسيا .ونبلحظ أف العاج يأخذونو مف ص ِر ا ْل َع ِ وكنيستو= ىي قُ ُ األفياؿ بعد موتيا ،فالكنيسة قبمت الموت مع عريسيا لذلؾ فاحت رائحتيا العطرة لقبوليا الصميب ،وىكذا كؿ س َّرتْ َك األ َْوتَ ُار = تسبحتيا تفرحؾ. نفس تقبؿ الصميبَ .
ٜ وك ب ْي َن ح ِظي ِ ٍ َّات َكُ .ج ِعمَ ِت ا ْل َممِ َك ُة َع ْن اآليات (َ " - )ٔٚ-ٜب َن ُ َ ات ُممُ َ ٔٔ ت أَِب ِ ِ ِِ شتَ ِي َي ا ْل َممِ ُك يك ,فَ َي ْ س ْي َ ش ْع َب ِك َوَب ْي َ َوا ْنظُ ِريَ ,وأَميمي أُ ُذ َنكَ ,وا ْن َ ٕٔ وب تَتَرضَّى و ْجي ِك ِبي ِدي ٍ ور أَ ْغ َنى الش ُع ِ ص ٍ َّة. َوِب ْن ُ َ َ َ ت ُ َ
ي ِم ِ ين َك ِب َذ َى ِب َ س َن ِك ,أل ََّن ُو ُح ْ
أُوِف ٍ ِٓٔ ت س َم ِعي َيا ِب ْن ُ ير .ا ْ ِ اس ُج ِدي لَ ُو. س ٍّي ُدك فَ ْ ُى َو َ
ٗٔ ٖٔ ِِ ِ ِ ض ُر إِلَى ا ْل َممِ ِك .في إِثْ ِرَىا س ُمطََّرَزٍة تُ ْح َ س َ س َياِ .ب َمبلَ ِب َ وج ٌة ِب َذ َى ٍب َمبلَ ِب ُ ُكم َيا َم ْج ٌد ْاب َن ُة ا ْل َممك في خ ْد ِرَىاَ .م ْن ُ ٔٙ ٘ٔ ِ ون ض ْر َن ِبفََر ٍح َو ْاب ِت َي ٍ َّم ٌ آب ِائ َك َي ُك ُ ص ِر ا ْل َممِ ِكِ .ع َو ً ات إِلَ ْي َكُ .ي ْح َ ضا َع ْن َ اجَ .ي ْد ُخ ْم َن إِلَى قَ ْ َع َذ َارى َ صاح َباتُ َياُ .مقَد َ ضٔٚ .أَ ْذ ُكر اسم َك ِفي ُك ٍّل َدو ٍر فَ َدو ٍرِ .م ْن أ ْ ِ ب ُن َ ِ اء ِفي ُك ٍّل األ َْر ِ وب إِلَى َج ِل ذل َك تَ ْح َم ُد َك الش ُع ُ َ ْ ْ س َ يم ُي ْم ُر َؤ َ ُ َْ وك ,تُق ُ َّى ِر َواأل ََب ِد". الد ْ يحدثنا المرتؿ ىنا عف العروس .ىي ممكة .ع ْن ي ِم ِ ين َك .فيي عروس الممؾ .واليميف ىو مكاف الكرامة المعد َ َ
لمخراؼ ال لمجداء .وىي في مكاف الشفاعة فالكنيسة تصمي عف شعبيا .وىي ليا ثوب من َذ َى ِب أُوِفير= والذىب رمز لمسماويات سمة العروس .بنات مموؾ في تكريمؾ= ب ْي َن ح ِظي ِ َّات َك (نسائؾ المكرميف)= ىـ المؤمنيف الذيف َ َ صاروا أبناء الممؾ والممكة يكرمونو يومياً بتسابيحيـ وأعماليـ .مزينة بأنواع كثيرة (بحسب السبعينية) والمقصود
حياتيا المقدسة وفضائميا وقديسييا وشيدائيا وأالميا وأسرارىا .وبعد أف تمتعت العروس بيذا الشرؼ عمييا أف ِ س َم ِعي َيا أ ِب ْنتُي = اهلل يشتاؽ ليا لتمتصؽ تنسى ماضييا (وثنيتيا وخطاياىا) والحظ أنيا عروس وممكة وابنة= ا ْ بو وتترؾ أىميا (العالـ) وعاداتيا السابقة كما ترؾ إبراىيـ أور ،وتنسي خطاياىا ،وكؿ ما كانت متعمقة بو سابقاً 144
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص واألربعون)
اس ُج ِدي لَ ُو .ونرى ىنا أف كما ترؾ الرسؿ شباكيـ وتركت السامرية جرتيا .وعمييا كعروس أف تقدـ العبادة هلل= فَ ْ ص ٍ ور ىي نموذج لموثنييف وكانت أغنى أمـ العالـ وأكثرىا خطية .سيقدموف ىدية لمعريس ،وما األمـ الوثنييف= ُ ىي اليدية المقبولة عنده سوى إيمانيـ بو .والحظ نصيحة المرتؿ أو العريس لعروسو الجديدة= أ ِ َميمِي أُ ُذ َن ِك= أي تنفذي الوصايا .وتسمعي كؿ كبلمو وتؤمني بقدرتو( .مت٘ٔ )ٕٛ-ٕٔ2لقد خرجت المرأة الكنعانية إلى المسيح وقدمت لو ىدية ىي إيمانيا والحظ أنيا مف نواحي صور وصيدا) .والعروس كؿ مجدىا مف داخؿ= ىذا يذكرنا
بخيمة االجتماع مف داخؿ ذىب وشقؽ موشاة ومف خارج كباش محمرة وتخس .والكنيسة مجدىا في مسيحيا
داخميا ومف خارج يوجد أالـ واضطياد .وكؿ نفس مسيحي مجده مف داخؿ ،في قمبو الذي تقدس وفرح بعريسو.
فعبلقة العروس بعريسيا ىي في صبلة سرية في المخدع (نشٗ.)ٕٔ2
س َيا = مشتممة بأطراؼ موشاة بالذىب (سبعينية) األطراؼ كانت رمانات وأجراس تعمؽ س َ وج ٌة ِب َذ َى ٍب َمبلَ ِب ُ َم ْن ُ بأىداب رئيس الكينة إشارة لتعميـ العروس السماوي وك ارزتيا .في إِثْ ِرَىا َع َذ َارى = تجذب النفس المؤمنة غيرىا
لممسيح .والكؿ في فرح بسبب وجودىـ في قصر العريس السماوي .وىي كنيسة ولود ،فعوض اآلباء يكوف دائماً ىناؾ أبناء .المؤمف الحقيقي ال ييتـ بالخارج ولكنو ييتـ بالداخؿ ،فالعروس ال تكشؼ جماليا إال لعريسيا الذي
أحبتو ،أما كشؼ فضائمنا لمف ىـ في الخارج فيوقعنا في الكبرياء .ولقد قدمت كنيستنا رؤساء كثيريف ولدتيـ في معمودية (اثناسيوس /كيرلس /أوريجانوس )..وأنطونيوس مؤسس الرىبنة.
145
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش واألربعون)
المزمور السادس واألربعون
عودة لمجدول
المزمور السادس واألربعون (الخامس واألربعون في األجبية) وِ ض َع ىذا المزمور بسبب الخبلص الذي أعطاه اهلل لشعبو إثر أزمة عسكرية مع عدو .ربما خبلص أورشميـ مف ُ حصار أشور أو خبلصيا مف أي عدو آخر ،وربما كتبو داود إثر انتصاره في معركة مف المعارؾ إذ شاىد عمؿ
اهلل العجيب معو.
المزمور يعمف عف سكنى اهلل وسط شعبو ،سر قوتيـ واحساسيـ باألماف وممجأىـ.
والروح القدس ح ّؿ عمى الكنيسة ،وىو اآلف ساكف فييا وفي أفرادىا ،يقودىا ويعطييا روح القوة .ولذلؾ تصمي الكنيسة ىذا المزمور في صبلة الساعة الثالثة إذ يحدثنا عف الروح القدس ".نير سواقيو تفرح مدينة اهلل مقدس
مساكف العمي".
الض ْيقَ ِ يدا". آية (ٔ) ٔ" -اَهللُ لَ َنا َم ْم َجأٌ َوقُ َّوةٌَ .ع ْوًنا ِفي ٍّ ات ُو ِج َد َ ش ِد ً حيف تشتد اآلالـ ،نجد في اهلل ممجأ لنا وقوة ومعيناً ،إف كنا مقدسيف لو ،ننعـ بالشركة معو 2أستطيع كؿ شئ في المسيح الذي يقويني" .واألعداء محيطيف دائماً بالكنيسة ولكف وجود اهلل فييا يعطييا قوة وىو حصف ليا .وعمينا
أف ال نمجأ لسواه.
ٖ ٕ ضَ ,ولَ ِو ا ْن َقمَ َب ِت ا ْل ِج َبا ُل إِلَى َق ْم ِب ا ْل ِب َح ِ يش اآليات (ٕ " - )ٖ-لِذلِ َك الَ َن ْخ َ ار .تَِعج َوتَ ِج ُ شى َولَ ْو تََز ْح َز َح ِت األ َْر ُ اى َيا .تَتََز ْع َزعُ ا ْل ِج َبا ُل ِبطُ ُم ٍّو َىاِ .سبلَ ْه". ِم َي ُ
تصور اإلنساف كأف األرض تتزلزؿ تحت قدميو وحتى ما ىو راسخ كالجباؿ لو ميما اشتدت الضيقة ،حتى لو َّ سقط في المحيطات ،عمينا أف ال نخاؼ .البحار ىنا إشارة لمعالـ ،والجباؿ ىنا ىـ الجبابرة العالمييف ،حتى لو
نزؿ ىؤالء إلى العالـ ليحاربوا الكنيسة فبل نخاؼ ألف اهلل وسطيا .فيؤالء الجباؿ غير ثابتيف أما المسيح فثابت
(إشٕ )ٕ2وكؿ ما ىو خارج المسيح يعج ويجيش ويضطرب ويتزعزع بسبب كبريائو= ِبطُ ُم ٍّو َىا .وفي السبعينية تتزعزع الجباؿ بعزتو= أي مف تراىـ جباؿ ،إذا أظير اهلل عزتو وقوتو تجدىـ يتزعزعوف .وال ننسى أنو طالما إلينا يسوع نائماً في سفينتا (الكنيسة) ال نخاؼ ميما اضطرب البحر (العالـ) الييجاف ضد الكنيسة بدأ مف بداية
الكنيسة ولكننا مازلنا نرى الكنيسة قائمة والمسيح في وسطيا.
اهلل ,م ْق َدس مس ِ يو تُفٍَّرح م ِدي َن َة ِ آية (ٗ) َ ٗ" -نير سو ِاق ِ اك ِن ا ْل َعمِ ٍّي". ُ َ َ َ َ ٌْ َ َ َ
146
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش واألربعون)
ىذه نبوة عف عمؿ الروح القدس المعزي (يو )ٖٜ-ٖٚ2ٚالذي يعطي سبلماً لكنيستو = م ِدي َن َة ِ اهلل .تروى ىذه َ المياه مدينة اهلل فتعطييا ثمار ...محبة فرح سبلـ( + ..يؤٖ )ٔٛ2ىذا الروح القدس يعممو باإلضافة ليدـ إنساننا
العتيؽ واقامة الجديد .ولنبلحظ أف العالـ مشبو ببحار صاخبة متقمبة مياىيا مالحة ال تروي ،أما الروح القدس فمشبو بالنير الذي مياىو مروية وىادئ (يعطي سبلماً ال قمؽ واضطراب) .لقد قدس الروح القدس الكنيسة فصارت مقدس مساكف العمي .والروح القدس عامؿ في أسرار الكنيسة.
٘ ِ عُ .ي ِعي ُن َيا اهلل ِع ْن َد إِق َْب ِ ال الص ْب ِح". س ِط َيا َفمَ ْن تَتََز ْع َز َ آية (٘) " -اهللُ في َو َ ُ اهلل يعيف كنيستو وينتشميا عند إقباؿ الصبح (شمس البر) بعد نياية ىذا العالـ الذي ىو كميؿ يمر بنا .ولكف
اآلف ىو يسندنا ويعزينا إلى أف ينتشمنا نيائياً إلى السماء.
ِ ٙ ض". ص ْوتَ ُوَ ,ذ َاب ِت األ َْر ُ ُم ُم .تََز ْع َز َع ِت ا ْل َم َمالِ ُك .أ ْ َعطَى َ آية (َ " - )ٙعجَّت األ َ ميما اشتد صوت المقاوميف ،اهلل قادر أف يسكتيـ ،ولقد ىاجت الدولة الرومانية ضد المسيحية ،ولكف صوت اهلل
(الك ارزة) أسكتيا حتى ذابت في المسيحية.
آية (ٚ" - )ٚرب ا ْل ُج ُن ِ وبِ .سبلَ ْه". ود َم َع َناَ .م ْم َجأَُنا إِل ُو َي ْعقُ َ َ اهلل بنفسو في وسطنا ولـ يرسؿ إلينا ال مبلؾ وال رئيس مبلئكة. ٜ ٛ ال ِ س ٍّك ُن ا ْل ُحر ِ ف َج َع َل ِخ َرًبا ِفي األ َْر ِ ْصى َع َم َ اهللَ ,ك ْي َ اآليات (َ " - )ٜ-ٛىمُموا ا ْنظُُروا أ ْ وب إِلَى أَق َ ضُ .م َ ُ ِ ات ُي ْح ِرقُ َيا ِب َّ األ َْر ِ الن ِ ار". س َوَي ْقطَعُ الرْم َح .ا ْل َم ْرَك َب ُ ضَ .ي ْكس ُر ا ْلقَ ْو َ
الحروب التي قامت ضد الكنيسة انتيت غالباً بإيماف األعداء (شاوؿ الطرسوسي بؿ الدولة الرومانية) واهلل ِ سيم = أي قوتيـ وترتيباتيـ ضد الكنيسة .ومف لـ يؤمف أباده الرب .وال ننسى ىبلؾ ٓٓٓٔٛ٘.مف ْكس ُرْ قَ ْو َ رجاؿ أشور عند أسوار أورشميـ .فاهلل بطريقة أو بأخرى ييب كنيستو نصرة. ونفسر اآليات السابقة أيضاً بأف ثورة الجسد عمينا وىياجو في شيوة ليذا العالـ ،يكسر اهلل ىذه الشيوات وىذه
األسمحة الروحية سواء خارجية أـ داخمية ،مف إبميس المحارب ضدنا أو شيواتنا المحاربة فينا ،ويجعؿ كؿ ىذا
خرباً ليقيـ اإلنساف الجديد .وىذا ىو عمؿ الروح القدس في المعمودية ( التى ىي موت ودفف ثـ قيامة مع المسيح ) .ثـ بقرار حر مف االنساف اف يستمر في حالة الموت عف الخطية .راجع ( رو .)ٙ
ٓٔ ُمِم ,أَتَ َعالَى ِفي األ َْر ِ ض". آية (ٓٔ) ُ " -كفوا َو ْ اعمَ ُموا أ ٍَّني أََنا اهللُ .أَتَ َعالَى َب ْي َن األ َ اعمَ ُموا أ ٍَّني أََنا اهللُ = مف يريد أف يختبر سبلـ اهلل ،عميو أف يكؼ عمى أف يتكؿ عمى ذراع بشر .فيو ُكفوا َو ْ
يتعالي بيف األمـ يحممنا إلى السمويات ،ويتعالى بنا عمى األرضيات .وعمى المؤمنيف أف يكفوا عف محبة العالـ.
147
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش واألربعون)
اعمَ ُموا أ ٍَّني أََنا اهللُ= ىذه تعني -2 ُكفوا = ىذا ىو القرار االختياري بالتوبة واف نحيا كأموات اماـ الخطية ْ . ٔ -انا الذي اديف عمي الخطية فخافوا. ٕ-انا الي اعطيكـ نعمة فبل تسود الخطية عميكـ (رو .)ٔٗ 2 ٙ آية (ٔٔ) ٔٔ" -رب ا ْل ُج ُن ِ وبِ .سبلَ ْه". ود َم َع َناَ .م ْم َجأَُنا إِ ُ لو َي ْعقُ َ َ
148
ضفر المسامير ( المسمور الطببع واألربعون)
المزمور السابع واألربعون
عودة لمجدول
المزمور السابع واألربعون (السادس واألربعون في األجبية) ِ ب بمناسبة صعود التابوت مف بيت عوبيد أدوـ إلى أورشميـ ،والبعض يقوؿ يقوؿ بعض الدارسيف أف المزمور ُكت َ ِ ب بمناسبة عمؿ إليي فائؽ مع الشعب. أنو ُكت َ ىذا المزمور دعوة لكؿ إنساف أف يسبح اهلل كممؾ يممؾ عميو شخصياً وعمى الكؿ.
ىذا المزمور فيو نبوة عف أف المسيح ىو الممؾ عمى األرض كميا ( )ٚبعد أف صعد إلى السموات (أية٘) وقد
ممؾ عمى كؿ األمـ ( .)ٜ،ٛوكاف الييود ىـ الوسطاء لذلؾ العمؿ العجيب (ٗ) فالمسيح أتى مف الييود بحسب الجسد وصالح الشعوب كميا مع اهلل.
نرتؿ ىذا المزمور في صبلة الساعة الثالثة فيو مزمور الصعود.
انتيى المزمور السابؽ بقولو "أنا اهلل أتعالى بيف األمـ" وىنا نرى كيؼ تـ ىذا؟ بالصعود فالمسيح بعد أف ظير
في الجسد ليخ مص شعبو صعد بيذا الجسد وجمس عف يميف اآلب .والقوؿ جمس عف يميف اآلب ىو الرد عمى أخمى ذاتو .والسبب أف المسيح أراد أف ىذا الجسد يتمجد ليتمجد إبف اإلنساف ونحصؿ نحف عمى المجد .مجدني
أنت أييا اآلب ( بالجسد) بالمجد الذي كاف لي عندؾ قبؿ كوف العالـ (الذي ىو مجد الىوت اإلبف األزلي)
(يو .)٘2ٔٚوأنا قد أعطيتيـ المجد الذي أعطيتني (يو .)ٕٕ2ٔٚوحينما نرى ما عممو المسيح لنا والمجد الذي أعده لنا نفيـ "أف اهلل يتعالى بيف األمـ" ليس ألنو يستحؽ كؿ المجد فقط ولكف ألنو أعطانا نحف أيضاً المجد. ِ آية (ٔ) ٔ" -يا ج ِميع األُمِم صفٍّقُوا ِباألَي ِاديِ ْ . اج". االب ِت َي ِ ص ْو ِت ْ َ اىتفُواِ هلل ِب َ َ َ َ َ َ ىي دعوة لكؿ الشعوب أف يسبحوا اهلل لعممو العجيب الفدائي .والتصوير ىنا أف المسيح ممؾ عظيـ أتى وىزـ المموؾ اآلخريف (الشيطاف /الخطية /الموت )..ليقيـ مممكتو ىو .واالبتياج والتسبيح يكوف باليتاؼ والتسبيح. وتصفيق األ ََي ِادي = األيادي رمز لؤلعماؿ الصالحة .اهلل ال يفرح باأليادي المسترخية ،وال باأليادي التي تشترؾ في اآلثاـ. ب عمِ ٌّي م ُخ ٌ ِ ير َعمَى ُك ٍّل األ َْر ِ ض". آية (ٕ) ٕ" -أل َّ َن َّ وفَ ,مم ٌك َك ِب ٌ الر َّ َ َ مف الذي ممؾ عمى كافة األرض سوى المسيح وبصميب محبتو. ت أَق َْد ِ ٖ ِ ام َنا". ُم َم تَ ْح َ آية (ٖ) ُ " -ي ْخضعُ الش ُع َ وب تَ ْحتََناَ ,واأل َ ِ وب الوثنية لئليماف بالمسيح ،فتركوا خطاياىـ وكبريائيـ وانحنوا لمصميب .وايضا فاهلل اعطي أ ْخضعُ اهلل الش ُع َ
149
ضفر المسامير ( المسمور الطببع واألربعون)
لممؤمنيف سمطانا اف يدوسوا الحيات والعقارب (...لو ٓٔ )ٜٔ 2اي الشيطاف الذي كاف متسمطا عمي االمـ قبؿ
المسيح .
ٗ ِ ِ َّوِ .سبلَ ْه". َحب ُ وب الَّذي أ َ يب َنا ,فَ ْخ َر َي ْعقُ َ آية (ٗ) َ " -ي ْختَ ُار لَ َنا َنص َ ِ يب َنا = اهلل يختار عبيده وميراثيـ .بؿ ىو أعطانا نفسو ميراثاً .وفي السبعينية في النص العبري= َي ْختَ ُار لَ َنا َنص َ ِ َّو = ألف يعقوب أحب َحب ُ وب الَّذي أ َ يقوؿ اختارنا ميراثاً لو= أي ال فضؿ لنا في شئ ،بؿ ىو اختارناَ .ي ْعقُ َ البكورية (السمويات) وعيسو أحب العدس (األرضيات).والحظ اف يعقوب ىو ابو المؤمنيف ( الكنيسة ) التي
احبيا المسيح.
آية (٘) ٘" -ص ِع َد اهلل ِبيتَ ٍ ص ْو ِت الص ِ ور". افَّ , ُ ُ الرب ِب َ َ الصور = بوؽ القرف .ونجد أف التبلميذ بعد صعود المخمص عادوا ألورشميـ بفرح عظيـ .وكانوا كؿ حيف يسبحوف (لوٕٗ .)ٖ٘-٘ٔ2فيـ أروا في صعود المخمص صعوداً ليـ .ألـ يقؿ ليـ "حيث أكوف أنا تكونوف أنتـ
أيضاَ" .لذلؾ فعمينا أف ال نكؼ عف التسبيح.
ٛ ض ُكمٍّيا ,رٍّنموا قَ ِ ِ اآليات (ٙ" - )ٛ-ٙرٍّنمواِ ِ هللَ ,رٍّن ُمواَ .رٍّن ُموا لِ َممِ ِك َناَ ,رٍّن ُمواٚ .أل َّ صَ يدةًَ .ممَ َك اهللُ َن اهللَ َمم ُك األ َْر ِ َ َ ُ َ ُ ِ ِ ِ عمَى األ ِ س َعمَى ُك ْرس ٍّي قُ ْدسو". َ ُمم .اهللُ َجمَ َ َ ٜ َنِ ِ شع ِ ِ ِ ِ اء الش ُع ِ ان األ َْر ِ ضُ .ى َو ُمتَ َعال ِجدًّا". هلل َم َج َّ يم .أل َّ آية (ُ " - )ٜ وب ْ اجتَ َم ُعواُ ْ َ . ش َرفَ ُ ب إلو إ ْبراى َ يممؾ اهلل عمى جميع األمـ حيث تتحقؽ وعود اهلل إلبراىيـ "بنسمؾ تتبارؾ جميع األمـ" وذكر إبراىيـ ىنا ألف كؿ
مف ترؾ ؟آليتو وآمف بالمسيح اجتمع مع إبراىيـ .كؿ مف عمؿ أعماؿ إبراىيـ سيكوف مع إبراىيـ (يو.)ٖٜ2ٛ َنِ ا ِ ان األ َْر ِ مجف وىو درع الحرب أي ىو الذي يدافع عف كؿ األرض ويحمييا. هلل َم َج َّ أل َّ مجاف جمع ّ ض= ّ
150
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه واألربعون)
المزمور الثامن واألربعون
عودة لمجدول
قد يكوف كاتب المزمور ىو داود المبتيج بعمؿ اهلل وحمايتو لمدينتو المقدسة أورشميـ .وقد يكوف كاتب المزمور ىو شخص عاش في أياـ ييوشافاط أو حزقيا مسبحاً اهلل عمى خبلص ونجاة أورشميـ فيو يتأمؿ الكاتب المرنـ، كـ مف أعداء دحرىـ الرب عمى أبواب أورشميـ وبقيت ىي سالمة .وباألحرى ىو صوت تسبيح شعب اهلل عمى
حمايتو لمكنيسة عبر عصور االستشياد وفي كؿ العالـ .فمف يقؼ ليتأمؿ التاريخ سيرى كـ مف عصور االستشياد قد مرت عمى الكنيسة ،كانت كفيمة بتدميرىا ،ولكف اهلل كاف معيا ،بؿ فييا سر مجدىا وقوتيا.
يسمى المزمور بأنو أحد مزامير صييوف أو الكنيسة ،يسبح بو لتمجيد اهلل الممجد في كنيستو التي يسمييا المرنـ
مدينة الممؾ العظيـ .والمسيح أشار ليذا االسـ في (مت٘ )ٖ٘2فحضور المسيح فييا ىو سر مجدىا (ٔ)ٕ، وأمانيا (ٖ )ٛ-وفرحيا وتسبيحيا وبرىا (.)ٔٗ-ٜ
ِ ِِ ٕ ِ الرب وح ِم ٌ ِ ِ ِ ِ ٔ ِ اع ,فََر ُح ُك ٍّل األ َْر ِ ض, االرِتفَ ِ يم ُى َو َّ َ َ يد جدًّا في َمدي َنة إِل ِي َناَ ,ج َبل قُ ْدسوَ .جمي ُل ْ اآليات (َٔ " - )ٕ-عظ ٌ ِ ِ الشم ِ الَ ,م ِدي َن ُة ا ْل َممِ ِك ا ْل َع ِظ ِيم" . َج َب ُل ص ْي َي ْو َن .فَ َر ُح أَقَاصي ٍّ َ اهلل وسط كنيستو سر مجدىا .والحظ تسميات الكنيسة ىنا فيي م ِدي َن ِة إِل ِي َنا وىي جب ِل قُ ْد ِس ِو وىي جب ُل ِ ص ْي َي ْو َن ََ ََ َ وىي َم ِدي َن ُة ا ْل َممِ ِك ا ْل َع ِظ ِيم .وقولو َج َب ِل إشارة ألنيا سماوية وأنيا ثابتة راسخة .وىي مدينة اهلل فييا نمتقي مع اهلل في حب وفي عيد وفي عبلقة شخصية وىي َج َب ِل قُ ْد ِس ِو فيي تشيد لقداستو خبلؿ ممارستيا الحياة المقدسة وشركتيا معو .وىي ثابتة كالجبؿ رغماً عف التجارب التي تحيط بيا .وصييوف تعني حصناً فييا نحتمي باهلل كسور لنا .وفييا يممؾ الممؾ العظيـ عمى قموب شعبو .ويشعر شعبو بعظمتو فيعظموه ويحمدوه .ىي جبؿ ٍ عاؿ
في معتقداتيا وايمانيا المسمَّـ مرة لمقديسيف واحتفظت ىي بو سميماً .ودعيت َم ِدي َن ُة فيي تضـ كثيريف مف كؿ
مسورة بأسوار واهلل أنحاء العالـ ،اهلل حوؿ قفرىا إلى عمار وخرابيا إلى مكاف يسكف فيو شعبو في أماف والمدف َّ ِ اع = االرِتفَ ِ ىو سور مدينتو .وىي جبؿ مؤل األرض كميا (حمـ الممؾ نبوخذ نصَّر ..راجع سفر دانياؿ)َ .جمي ُل ْ المرنـ يعمف عف جماؿ الكنيسة وبيائيا وعف دورىا كبيجة كؿ األرض ،ىي متعالية عمى األرضيات ولكف في
تواضع ومحبة لمف ال يزاؿ يعيش في األرضيات ،ىي تعمف حبيا لكؿ العالـ وتخدـ الجميع وكمسيحيا تبذؿ
نفسيا عف الجميع وتكرز بمسيحيا في كؿ مكاف .وألف ك ارزتيا وصمت لكؿ األرض صارت فرح كؿ األرض .بؿ ِ الشم ِ ال = فالك ارزة وصمت لكؿ المسكونة .والحظ أف الشماؿ بالنسبة لمييود كاف يعني أشور وبابؿ فَ َر ُح أَقَاصي ٍّ َ واليوناف والروماف الذيف كانوا أعداءىـ الذيف أذلوىـ .واآلف حتى األعداء صرنا معيـ واحداً في الكنيسة .في
المسيح صار األمـ والييود شعباً واحداً.
151
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه واألربعون) ٗ ِ ٖ ِ ص ِ يعا٘ .لَ َّما َأر َْوا ُب ِيتُوا, ورَىا ُي ْع َر ُ اجتَ َم ُعواَ .م َ ف َم ْم َجأً .أل ََّن ُو ُى َوَذا ا ْل ُممُو ُك ْ ض ْوا َجم ً اآليات (ٖ " - )ٛ-اَهللُ في قُ ُ ٛ ٚ ٙ يح َ ٍ ِ س ِم ْع َنا ى َك َذا اض َك َوالِ َد ٍةِ .ب ِر ٍ َخ َذتْ ُي ُم ٍّ اعوا ,فَروا .أ َ الر ْع َدةُ ُى َن َ سفُ َن تَْر ِش َ اكَ ,وا ْل َم َخ ُ ْارتَ ُ يشَ .ك َما َ ش ْرِقيَّة تَ ْكس ُر ُ ب ا ْل ُج ُن ِ ودِ ,في َم ِدي َن ِة إِل ِي َنا .اهللُ ُيثٍَّبتُ َيا إِلَى األ ََب ِدِ .سبلَهْ". َأر َْي َنا في َم ِدي َن ِة َر ٍّ
ِ يعا = "شاوؿ شاوؿ لماذا المسيح وسط كنيستو أماناً ليا = ىو َم ْم َجأً ..وحينما اجتمع عمييا أعدائيا َم َ ض ْوا َجم ً ِ ص ِ ورَىا = حيث يسكف الممؾ يكوف ىذا المكاف قص اًر .واهلل يسكف في أوالده (يوٗٔ+ ٕٖ2 تضطيدني" .اَهللُ في قُ ُ ٔكوٖ ) ٔٙ2ىو يسكف فينا فنكوف قصر الممؾ الذي يحميو الممؾ ،ويكوف ىو ممجأ لنا .والسبعينية ترجمت اآلية اهلل ُيعرؼ في شرفاتيا .فمف خبلؿ حياة أوالده المقدسة يعرؼ العالـ المسيح .وكؿ قوات الشر تقوـ ضد الكنيسة. يش = أي السفف العظيمة القوية ولكف اهلل بريحو الجبارة يكسر سفُ َن تَْر ِش َ ويذكر المرنـ أف معدات ىجوميـ ُ اض َك َوالِ َد ٍة= ىـ اجتمعوا ليتشاوروا ضد الكنيسة ولكف معداتيـ .ترشيش أغنى سواحؿ البحر .وىناؾ فاجأىـ ا ْل َم َخ ُ حؿ عمييـ رعب اهلل فجأة .ولكف بعد المخاض يولد طفؿ جديد .فمف ىؤالء األمـ يخرج أوالد هلل ،كما حدث مع
الدولة الرومانية فمقد ىاجمت بكؿ قوتيا المسيحية ،وفاجأىا اهلل بضرباتو ليخرج الوليد الجديد ،أي الدولة س ِم ْع َنا ى َك َذا َأر َْي َنا = الرومانية المسيحية فمف يقبؿ تأديب اهلل بخوؼ يتحوؿ البف هلل ولكف بآالـ كالمخاض َك َما َ لقد سمعنا عف أ عماؿ اهلل العجيبة مع شعبو في خروجو مف مصر ودخولو كنعاف .ويسوع المسيح ىو ىو أمس واليوـ والى األبد .وىو يحمي شعبو دائماً. اآليات (َ ٜ" - )ٔٗ-ٜذ َكرَنا يا اَهلل ر ْحمتَ َك ِفي وس ِط َى ْي َكمِ َكَ ٔٓ .ن ِظير اس ِم َك يا اَهلل تَس ِبيح َك إِلَى أَقَ ِ اصي األ َْر ِ ض. ُ ْ َ ُ ْ ُ َ َ ْ َ َُ َ َح َك ِ ي ِمي ُن َك مآل َن ٌة ِب ًّرأٔ .ي ْفرح جب ُل ِ ام َك. ص ْي َي ْو َن ,تَْبتَ ِي ُج َب َن ُ َج ِل أ ْ ات َي ُيوَذا ِم ْن أ ْ َ َ ُ ََ َ َ ٖٔ ٕٔ ِ وب ُك ْم َعمَى َمتَ ِ ورَىا لِ َك ْي تُ َح ٍّدثُوا اج َيا. ار ِس َيا .تَأ َّ َ ض ُعوا ُقمُ َ وروا َح ْولَ َياُ .عدوا أ َْب َر َ َممُوا قُ ُ ص َ طُوفُوا ِبص ْي َي ْو َنَ ,وُد ُ َّى ِر َواأل ََب ِدُ .ى َو َي ْي ِدي َنا َحتَّى إِلَى ا ْل َم ْو ِت". آخ َرٔٗ .أل َّ ِب َيا ِجيبلً َ لي َنا إِلَى الد ْ َن اهللَ ى َذا ُى َو إِ ُ
ىنا نرى الكنيسة الفرحة بعريسيا تسبحو وتعظمو وتذكر أعمالو بالتيميؿ ألنو حفظيا وحماىا .ونبلحظ أف الضيؽ ال يفقدىا سبلمياَ .ن ِظير ِ يح َك .االسـ يشير لجوىر اإلنساف وطبعو .واسـ اهلل يشير لقوتو س ِب ُ اسم َك َيا اَهللُ تَ ْ ُ ْ وجبروتو وعظمتو ومحبتو وحمايتو لكنيستو .فصبلحؾ يا رب ىو مف جوىرؾ .وأعمالؾ يا رب وكميا صبلح ىي ِ اس ِم َك = ير ْ طبيعتؾ .فأنت يا رب صانع خيرات وىذا طبعؾ وليذا نسبحؾ" ..فمنشكر صانع الخيرات" اذاً نظ ُ في مقابؿ كؿ اعماؿ مراحمؾ لكؿ الشعوب وبقوة وقدرة تَس ِبيح َك إِلَى أَقَ ِ اصي األ َْر ِ ض ْ ُ اج َيا = األبراج العالية التي يقيميا روح اهلل لكي يختفي فييا المؤمنوف ويتحصنوف مف ضربات العدو. ُعدوا أ َْب َر َ أي إحصوا معامبلت اهلل العجيبة في حماية أوالده وخبروا بيا.
152
ضفر المسامير ( المسمور التبضع واألربعون)
المزمور التاسع واألربعون
عودة لمجدول
ىذا المزمور والمزمور التالي ليسا مف مزامير التسابيح والصموات ،ولكنيما عبارة عف عظة فالمرنـ ىنا ال يرنـ وي َّعمِ ْـ ،أف الخطية ومحبة العالـ ال تفيد ،بؿ عمى وال يسبح وال يصمي بؿ يرد عمى تساؤالت تجوؿ بأفكار الناس ُ كؿ واحد أف يبحث عف العالـ اآلخر وىو األفضؿ .وبكمماتو في ىذا المزمور يعزي شعب اهلل المتألـ مف اضطياد األشرار .ىو عظة بميغة في فمسفة الحياة والموت يرد بيا المرنـ عمى كؿ ما يجوؿ بخاطر اإلنساف مف
ناحية وجوده وحياتو وموتو2 .1
اإلنساف حياتو ميددة باليوـ الشرير الذي يتعقبو.
.2
لميروب مف ضيؽ العالـ ومفاجاتو ،يتكؿ اإلنساف عمى أموالو ولكف خبلص اإلنساف ال يتـ إال
باإلتكاؿ عمى اهلل.
ِٔ ِ ِ يع الش ُع ِ س َّك ِ ان الد ْن َيا", َص ُغوا َيا َجم َ س َم ُعوا ى َذا َيا َجم َ وب .أ ْ آية (ٔ) " -ا ْ يع ُ ىي دعوة لكؿ سكاف األرض ليسمعوا كممة اهلل "ومف لو أذناف لسمع فميسمع". ِ آية (ٕ) َ ٕ" -ع ٍ ال َوُد ٍ اء". س َو ً اءَ , اء َوفُقَ َر َ ون ,أَ ْغن َي َ آية (ٖ) ٖ" -فَ ِمي َيتَ َكمَّ ُم ِبا ْل ِح َكِمَ ,ولَ َي ُج َق ْم ِبي فَ ْي ٌم". ىو سمع صوت اهلل (الحكمة) ويردده ليسمعو كؿ واحد فيحيا .فحكمة المرنـ ىنا ليست خبرة إنسانية مجردة وانما ىبة اهلل اآلب القادر أف يمؤل العقؿ والقمب بالحكمة. ِ ِٗ ٍّح ِب ُع ٍ ود لُ ْغ ِزي". آية (ٗ) " -أُمي ُل أُ ُذني إِلَى َمثَلَ ,وأُوض ُ ىنا نجد المرنـ جالساً عند قدمي المخمص مثؿ مريـ أخت لعازر يسمع األمثاؿ التي يستخدميا ليشرح بيا، فتتيمؿ أعماقو بيا فينشدىا بفرح كما بمزمار وعود .لُ ْغ ِزي = فإننا ننظر اآلف في مرآة في لغز (ٔكؤٖ.)ٕٔ2 وألننا ال نستطيع أف ندرؾ السمائيات فيي لـ ترىا عيف ولـ تسمع بيا أذف يستخدـ اهلل األمثاؿ لمشرح.
٘ اف ِفي أَي ِ َّام َّ الشٍّر ِع ْن َد َما ُي ِحيطُ ِبي إِثْ ُم ُمتَ َعقٍّ ِب َّي؟" آية (٘) " -لِ َما َذا أ َ َخ ُ النفس البشرية تميؿ إلى الخوؼ مف يوـ الشر الذي فيو تحؿ كارثة مف تدبير األشرار ،األقوياء المتكميف عمى
قوتيـ وثروتيـ .ولكف المرنـ يريد أف يعطي نصيحة ،أف ال نخاؼ مف تدبير إنساف ،ولكف نخاؼ مف وجود
خطية في حياتنا (روٕ.)٘2
153
ضفر المسامير ( المسمور التبضع واألربعون)
ٙ ون". ون َعمَى ثَْرَوِت ِي ْمَ ,وِب َكثَْرِة ِغ َن ُ اى ْم َي ْفتَ ِخ ُر َ ين َيتَّ ِكمُ َ آية ( " - )ٙالَِّذ َ ٚ ان ِف َداء ,والَ يع ِطي اهلل َكفَّارةً ع ْن ُوٛ .و َك ِريم ٌة ِىي ِف ْدي ُة ُنفُ ِ ِ ي ِ وس ِي ْم, س َ َ َ ً َ ُْ َ َ َ َ اإل ْن َ اآليات ( " - )ٛ-ٚاألَ ُخ لَ ْن َي ْفد َ َ َ َّى ِر". فَ َغمِقَ ْت إِلَى الد ْ
المرنـ يرى عبث األتكاؿ عمى الماؿ والثروة في الحياة اليومية ،وىنا نراه يقوؿ وباألولى فإف الماؿ وغيره مف األمور الزمنية ال يمكف أف يفدينا مف الموت أو يبررنا أماـ اهلل ،أو يدخؿ بنا لشركة الميراث األبدي .أما مف
فدانا فيو حمؿ اهلل .وبدمو وليس بذىب وال فضة .والتوبة فقط ىي ما تجعمنا نستفيد مف ىذا الدـ ،وبأعمالنا الصالحة نكوف كالعذارى الحكيمات ،فمف يممؾ ماالً ال يظف أف مالو سيخمصو بؿ يستخدمو في عمؿ الصبلح. ف َك ِريم ٌة ِىي ِف ْدي ُة ُنفُ ِ وس ِي ْم = نفس اإلنساف عزيزة جداً وكريمة وال يساوييا اي امواؿ وىي باالكثر عزيزة عند اهلل َ َ َ الذى يحبو و كؿ إنساف يتمني أف يجد مف يفدي نفسو إذا أتت ساعة الموت حتى ال يموت فمف يموت ال يرجع َّى ِر = أي مف يموت يغمؽ عمى نفسو لؤلبد .ولكف كؿ أمواؿ األصحاب لف يفدي نفس مف ثانية = فَ َغمِقَ ْت إِلَى الد ْ الموت .لف يفدي نفس أحد سوى دـ المسيح الذي كانت عيوف أنبياء العيد القديـ عميو كفادي لمنفوس.
فداء أبدياً لمنفوس (عب ،)ٕٔ2ٔٓ + ٕ٘2ٜ،ٕٙفكانت فدية نفوس وكاف الحؿ في المسيح الذي مات مرة ليقدـ ً البشر ىي نفسو وىي كريمة جداً .وىذا الفداء عمؿ مرة واحدة ولف يتكرر وبو انتيت مشكمة موت اإلنساف
وانفصالو عف اهلل ،لقد أغمؽ المسيح بفدائو ىذه المشكمة لؤلبد.
آية (َ ٜ" - )ٜحتَّى َي ْح َيا إِلَى األ ََب ِد فَبلَ َي َرى ا ْلقَ ْب َر". المسيح الفادي سيحيا إلى األبد ،وىو جالس اآلف بعد أف تمـ فدائو لمبشر عف يميف اهلل .ولذلؾ فكؿ مف يثبت فيو لف يرى الموت.....
ولكف ما الذي يراه االنساف االف ويعانى منو ؟
ٓٔ ونَ .كذلِ َك ا ْلج ِ انَ ,وَيتُْرَك ِ يد َي ْيمِ َك ِ ين". ان ثَْرَوتَ ُي َما َ اى ُل َوا ْل َبمِ ُ آلخ ِر َ اء َي ُموتُ َ َ آية (ٓٔ) َ " -ب ْل َي َراهُ! ا ْل ُح َك َم ُ ىذا ما يراه االنساف االف ...الكؿ يموت .وىذا ما يسبب الما لمجميع يد = المتكاسؿ في عبادتو ىنا نرى أف الحكماء والجيبلء ..الخ الكؿ يموت ،ال تنفع أحد ثروتو أو حكمتو .ا ْل َبِم ُ وفي فعؿ الخير .ا ْلج ِ اى ُل = الذي ال يفيـ ما ىو لمنفعتو. َ
ون ِبأَسم ِائ ِيم ِفي األَر ِ َن بيوتَيم إِلَى األَب ِد ,مس ِ ٔٔ ِ اضي". اك َن ُي ْم إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍرُ .ي َن ُ َ َ َ َ اد َ ْ َ ْ آية (ٔٔ) َ " -باط ُن ُي ْم أ َّ ُ ُ ُ ْ يتمني الناس أنيـ يعيشوف لؤلبد في بيوتيـ ،لذلؾ يبنوف بيوتيـ ويبحثوف عف المجد العالمي ليكوف ليـ صيت= ون ِبأَسم ِائ ِيم ِفي األَر ِ اضي = ىـ يتناسوف حقيقة الموت. ُي َن ُ َ اد َ ْ َ ْ
154
ضفر المسامير ( المسمور التبضع واألربعون) ٕٔ اإل ْنس ُ ِ اد". يتُ .ي ْ ش ِب ُو ا ْل َب َي ِائ َم الَِّتي تَُب ُ ام ٍة الَ َي ِب ُ آية (ٕٔ) َ " -و ِ َ ان في َك َر َ ما يجب أف يبلحظو كؿ واحد أف كرامة اإلنساف لف تدوـ ،بؿ يموت ويدفف كالبيائـ. ٖٔ ون ِبأَق َْوالِ ِي ْمِ .سبلَ ْه". آية (ٖٔ) " -ى َذا َ اد ُى ْمَ ,و ُخمَفَ ُ اع ِت َم ُ ض َ اؤ ُى ْم َي ْرتَ ُ ط ِريقُ ُي ُم ْ بالرغـ مف وضوح ىذه الحقيقة ،فإف البشر ال يفيمونيا .فالجيؿ السابؽ يبني مجداً وثروة ويموت وينتيي ،ويأتي
الجيؿ الجديد ليعمؿ نفس الشيء وكاف الجيؿ الجديد لـ يري اف الموت كاف نياية السابقيف .ولنبلحظ أف الكتاب
ال يعترض عمى أف يكوف لئلنساف ثروة ومجد .ولكف ال يكوف ىذا عمى حساب خبلص نفسو .عمينا اف نضع
حقيقة الموت في اي لحظة لنستعد . ود ُىم ا ْلم ِ آية (ٗٔ) ِ ٔٗ" -م ْث َل ا ْل َغ َنِم لِ ْمي ِ ِ ورتُ ُي ْم تَْبمَى. ت َي ْر َع ُ ون .ا ْل َم ْو ُ يم َ ساقُ َ س ُ ُ ُ ْ َ ونَ .غ َداةً َو ُ اى ْمَ ,وَي ُ اوَية ُي َ ص َ ستَق ُ ا ْل َي ِ س َك ٌن لَ ُي ْم". اوَي ُة َم ْ ِم ْث َل ا ْل َغ َنِم لِ ْمي ِ ِ ون = ىـ يكنزوف أمواالً ومقتنيات وفي النياية يموتوف وبيذا ىـ يشبيوف الغنـ التي ساقُ َ َ اوَية ُي َ اى ْم .ىذه مترجمة في االنجميزية الموت يتغذي عمييـ اي يمتيميـ . ت َي ْر َع ُ يطعمونيا لتسمف ثـ يذبحونيا= ا ْل َم ْو ُ ود ُىم ا ْلم ِ ون َغ َداةً = في فجر يوـ القيامة يظير المستقيموف في مجد وىـ يسودوف االشرار .بينما يم َ س ُ ُ ُ ْ َوَي ُ ستَق ُ الشرير تكوف ا ْل َي ِ س َك ٌن لَ ُي ْم = ولف ينفعو مجده أو ثروتو األرضية. اوَي ُة َم ْ آية (٘ٔ) ٔ٘" -إِ َّن َما اهللُ َي ْف ِدي َن ْف ِسي ِم ْن َي ِد ا ْل َي ِ اوَي ِة أل ََّن ُو َيأْ ُخ ُذ ِنيِ .سبلَ ْه". نجد فييا خبلصة ىذا المزمور .المسيح الذي يفدي نفسي مف الجحيـ .فالمسيح نزؿ إلى الجحيـ وأخذ نفس
المرنـ ومعو أنفس كؿ الصديقيف الذيف كانوا فيو .ىنا بروح النبوة رأي المرنـ عمؿ المسيح الذي نزؿ الي الجحيـ ليفتحو ويخرج نفوس االبرار مف ىذه الياوية وينطمؽ بيا لمفردوس .وىذا ىو الفداء = اهللُ َي ْف ِدي َن ْف ِسي ِم ْن َي ِد ا ْل َي ِ اوَي ِة. ٔٙ اد َم ْج ُد َب ْي ِت ِؤٚ .أل ََّن ُو ِع ْن َد َم ْوِت ِو ُكمَّ ُو الَ َيأْ ُخ ُذ .الَ َي ْن ِز ُل اآليات ( " - )ٕٓ-ٔٙالَ تَ ْخ َ ان ,إِ َذا َز َ سٌ ش إِ َذا ْ استَ ْغ َنى إِ ْن َ ت إِلَى َن ْف ِس َكٜٔ .تَ ْد ُخ ُل إِلَى ِج ِ اءهُ َم ْج ُدهُٔٛ .أل ََّن ُو ِفي َح َي ِات ِو ُي َب ِ ين س ْن َ آب ِائ ِو ,الَِّذ َ س ُوَ ,وَي ْح َم ُدوَن َك إِ َذا أ ْ يل َ َح َ ار ُك َن ْف َ َو َر َ ون النور إِلَى األَب ِدٕٓ .إِ ْنس ٌ ِ اد". ام ٍة َوالَ َي ْف َي ُم ُي ْ ش ِب ُو ا ْل َب َي ِائ َم الَِّتي تَُب ُ الَ ُي َعا ِي ُن َ َ َ َ ان في َك َر َ ان يعود النبي ويذكر المتكميف عمى أمواليـ بحقائؽ النياية .ويعطي نصيحة ألوالد اهلل= الَ تَ ْخ َ سٌ ش إِ َذا ْ استَ ْغ َنى إِ ْن َ اءهُ َم ْج ُدهُ .أل ََّن ُو ِفي = ال تخؼ مف أصحاب السمطة والغنى وال تتممقيـ .فعند موت ىذا الغني= الَ َي ْن ِز ُل َو َر َ
َح َي ِات ِو ُي َب ِ س ُو .ىذا الغني مثؿ كؿ أوالد العالـ يفرح ويمجد نفسو إذا امتمؾ كثي اًر مف حطاـ ىذه الدنيا بؿ ىو ار ُك َن ْف َ ت إِلَى َن ْف ِس َك بأف تمتمؾ كثي اًر. س ْن َ ينصح اآلخريف بأف يتممكوا ليكونوا أقوياء ،ويمدح مف يفعؿ= َوَي ْح َم ُدوَن َك إِ َذا أ ْ َح َ ولكف مف يفعؿ مثمو سيموت ويفني مثؿ مف سبقو .ونكرر ليس عيباً أف نكوف أغنياء في الماؿ وفي الكرامة
155
ضفر المسامير ( المسمور التبضع واألربعون)
الزمنية وفي العمـ ..الخ .ولكف عمى كؿ إنساف أف يسأؿ نفسو وماذا امتمكت وماذا كنزت لمعالـ اآلخر .فمف ال اد .وكؿ و ٍ يكنز في السماء يقاؿ عنو= إ ْنس ٌ ِ احد بحسب ما أكتنز ام ٍة َوالَ َي ْف َي ُم ُي ْ ش ِب ُو ا ْل َب َي ِائ َم الَِّتي تَُب ُ َ ان في َك َر َ يدخؿ إلى جيؿ أبائو .فمف كانت كؿ كنوزه أرضية ال يعاينوف النور إلى األبد .الَ َي ْف َي ُم = انو لف يأخذ معو سوي
اعمالو التي تتبعو ( رؤ ٗٔ .)ٖٔ 2
156
ضفر المسامير ( المسمور الخمطون)
المزمور الخمسون
عودة لمجدول
أساؼ كاف رئيس فرقة الموسيقييف في الخيمة (ٔأي.)ٗ2ٔٙ،٘،ٚ ىذا المزمور نبوة تعمف عف الدينونة العامة ،وتكشؼ عف إدانة اهلل لمرياء في العبادة حيث تمارس في شكميات ببل
روح ،وادانة الحياة الشريرة ،ويحذر مف االستخداـ الخاطئ لمطقس ،خاصة تقديـ الذبائح ،كقناع يخفي وراءه العابدوف شرورىـ .ىنا ينبو أساؼ إلى أف اهلل ليس في حاجة إلى ذبائح وعطايا الناس بؿ إلى القمب النقي
الشاكر هلل .وىناؾ مجموعة مف المزامير تنسب ألساؼ ،وغالباً فمف ألؼ وكتب ىذه المزامير قد كتبيا عمى طريقة أساؼ أو مف مجموعة أساؼ خرج كتاب ىذه المزامير .فبعض المزامير المنسوبة ألساؼ يتضح أنيا
كتبت بعد السبي. ٔ س إِلَى م ْغ ِرِبياِ ٕ .م ْن ِ ص ْي َي ْو َنَ ,كم ِ الش ْم ِ ق َّ ش ِر ِ ال لو اآللِ َي ِة َّ ض ِم ْن َم ْ الرب تَ َكمَّ َمَ ,وَد َعا األ َْر َ اآليات (ٔ " - )ٖ-إِ ُ َ َ َ تَ .نار قُدَّام ُو تَأْ ُك ُل ,وحولَ ُو ع ِ شر َ ٖ ِ ِ ف ِجدًّا". اص ٌ َ َْ َ لي َنا َوالَ َي ْ قَ .يأْتي إِ ُ ص ُم ُ ٌ ا ْل َج َمال ,اهللُ أَ ْ َ َ يمكف تطبيقيا عمى المجيء األوؿ لممسيح وعمى مجيئو الثاني.
التطبيق عمى المجيء األول 2في (ٔ) نرى تجسد المسيح (عبٕ )ٔ2ٔ،فاآلب كممنا في ابنو ليدعو األرض كميا أمماً وييود لكنيستو وفي (ٕ) نرى سر جماؿ الكنيسة= ِ ق فييا .وفي (ٖ) نرى تعاليـ ص ْي َي ْون أف اهللُ أَ ْ ش َر َ ت .ونرى إرسالو لمروح القدس= َنار قُدَّام ُو وحولَ ُو ع ِ ف ِجدًّا .ىذا ما حدث يوـ اص ٌ ص ُم ُ َ َ َ َْ لي َنا الَ َي ْ المسيح= إِ ُ ٌ الخمسيف فقد حؿ الروح القدس عمى ىيئة ألسنة نار مع ىبوب ريح عاصؼ لتطير الرسؿ القديسيف مف كؿ
ضعؼ ،فالنار تحرؽ الخطايا وتشعؿ القمب بالحب.
التطبيق الثاني ,عمى مجيئو الثاني 2اهلل سيتكمـ في مجيئو الثاني ،حيف يدعو كؿ إنساف لمدينونة ،ليس كبلـ
تعميـ وك ارزة بؿ كممات دينونة لؤلشرار .وأما كنيستو فيكمؿ جماليا في ىذا اليوـ ،فالمسيح صار يسكف وسط صييو َن .ويستعمف= ِم ْن ِ ِ ال ا ْل َجم ِ ص ْي َي ْو َن َكم ِ ال .لقد كاف جماليا كنيستو الممجدة في اورشميـ السمائية =جبؿ ْ َ ْ َ َ عمى األرض أف المسيح في وسطيا يعطييا جماالً وقوة ،كاف يعينيا في جيادىا لتحفظ وصاياه ،وتكوف
بطيارتيا جماالً لمعالـ .وفي اليوـ األخير ستستعمف كعروس لممسيح وجمالو ومجده ينعكس عمييا (ٔيوٕ.)ٔ2ٖ، لو ِ اآلل َي ِة = اآللية ىـ أوالد اهلل الذيف ىـ عمى صورتو ،فاهلل أقاـ موسى والنار ىنا ىي نار الدينونة لؤلشرار .إِ ُ إلياً لفرعوف وراجع (مز + ٔ2ٕٛ،ٙ،ٚيؤ .)ٕٔ2أما آلية الشعوب فيي أصناميـ وشياطينيـ .والمسيح إلو اآللية حيف جاء في مجيئة األوؿ وصمت ك ارزتو لكؿ أرجاء المسكونة .ولذلؾ ففي مجيئو الثاني سيديف كؿ واحد
بحسب قبولو أو رفضو لئليماف وبحسب قبولو ورفضو لتنفيذ وصاياه .لقد أتى بناره لينقي ويمحص في مجيئو
األوؿ ،وفي مجيئو الثاني سوؼ يحرؽ مف يجده قشاً وينقي ويقبؿ الذىب والفضة المذاف نقاىما.
157
ضفر المسامير ( المسمور الخمطون) ِ ٘ ٗ اجمعوا إِلَ َّي أَتْ ِقي ِائي ,ا ْلقَ ِ السماو ِ ين ض إِلَى ُم َد َاي َن ِة َ قَ ,واأل َْر َ ات ِم ْن فَ ْو ُ اط ِع َ َ ش ْع ِبو « ْ َ ُ اآليات (َٗ " - )ٙ-ي ْد ُعو َّ َ َ ٙ ِ َّانِ .سبلَ ْه". ات ِب َع ْدلِ ِو ,أل َّ يح ٍة»َ .وتُ ْخ ِب ُر َّ الس َم َاو ُ َن اهللَ ُى َو الدَّي ُ َع ْيدي َعمَى َذ ِب َ السماو ِ ض = القديسين والرسل (مت .)ٕٛ2ٜٔإِلَى ات = المبلئكة َواأل َْر َ نرى ىنا صورة المحاكمة حيف َي ْد ُعو اهلل َّ َ َ ش ْع ِب ِو = محاكمتيـ .وسيجمع اهلل مختاريو األبرار الذيف كانوا في عيد معو بتقديـ ذبائح [ٔ] قدموا ُم َد َاي َن ِة َ
أجسادىـ ذبيحة حية (رؤٕ ]ٕ[ )ٔ2قدموا ذبائح التسبيح والرحمة بالفقراء (عب ]ٖ[ )ٔ٘2ٖٔ،ٔٙقدموا ذبائح
االنسحاؽ (مز .)ٔٙ2٘ٔ،ٔٚفكؿ مف دخؿ مع اهلل في عيد يقدـ ذبائح كيذه .في ىذا اليوـ يظير عدؿ اهلل
الدياف.
ِ ٚ لي َك أََناٛ .الَ َعمَى َذ َب ِائ ِح َك س َرِائي ُل فَأَ ْ س َم ْع َيا َ ش ْع ِبي فَأَتَ َكمَّ َمَ .يا إِ ْ اآليات (« " - )ٔ٘-ٚا ْ ش َي َد َعمَ ْي َك اَهللُ إِ ُ ٜ أُوٍّب ُخ َك ,فَِإ َّن م ْحرقَ ِات َك ِىي َد ِائما قُد ِ ان َع ِت َدةًٔٓ .أل َّ َّامي .الَ آ ُخ ُذ ِم ْن َب ْي ِت َك ثَْوًراَ ,والَ ِم ْن َح َ َن لِي َح َي َو َ ظ ِائ ِر َك أ ْ َ ُ َ ً َ ٕٔ ٔٔ وش ا ْلبٍّري ِ ال األُلُ ِ ور ا ْل ِج َب ِ ا ْل َو ْع ِر َوا ْل َب َي ِائم َعمَى ا ْل ِج َب ِ ت ُك َّل طُ ُي ِ ت فَبلَ َّة ِع ْن ِدي .إِ ْن ُج ْع ُ وف .قَ ْد َعمِ ْم ُ الَ ,وُو ُح ُ َ َ ٗٔ ٖٔ هلل حم ًدا ,وأَو ِ وس؟ ِاذْب ْح ِ أَقُو ُل لَ َك ,أل َّ ِ ٍّ ب َدم الت ُي ِ ير ِ ف ان ,أ َْو أَ ْ س ُكوَن َة َو ِمؤل َ َ َْ َْ َن لي ا ْل َم ْ َىاَ .ى ْل آ ُك ُل لَ ْح َم الث َ ش َر ُ َ ِ الضي ِ ْك فَتُ َم ٍّج َد ِني»". ور َكَ ٔ٘ ,و ْاد ُع ِني ِفي َي ْوِم ٍّ ق أُْن ِقذ َ ا ْل َعم َّي ُن ُذ َ
لي َك أََنا = يكفي ىذا فخ اًر ألي إنساف أف يكوف اهلل إليو .وقد نرى ىنا صورة لدينونة الشكمييف في العبادة .اَهللُ إِ ُ اختار اهلل إسرائيؿ شعباً لو في العيد القديـ .وكانت الكنيسة عروسو في العيد الجديد ،أعطاىا جسده ودمو حياةً ليا وأعطاىا روحو القدوس يسكف فييا .لقد أعطانا اهلل الكثير وسنحاسب عمى ما أخذناه .ونرى اهلل ىنا ال يطمب ذبائح ولكف يطمب القمب .والحظ عتاب اهلل الرقيؽ= الَ آ ُخ ُذ ِم ْن َب ْي ِت َك ثَْوًار = فنحف يجب أف نفيـ أف األرض وما عمييا كميا هلل .وما لدينا فيو عطية منو ،وما نقدمو لو فيو سبؽ وأعطاه لنا ،ومف يده نعطيو .فنحف ال نتفضؿ ت فَبلَ أَقُو ُل لَ َك أل َّ ِ س ُكوَن َة = اهلل ال يجوع ولكنو ىنا يعاتب الييود عميو بشئ (ٔأي .)ٔٗ2ٕٜإِ ْن ُج ْع ُ َن لي ا ْل َم ْ الذيف كانوا يشعروف أنيـ يتفضموف عمى اهلل بذبائحيـ .واهلل ال يحتاج لشئ بؿ ىو يريد أف نقدـ لمفقراء في محبة
لو ىو. ٔٚ ٍّث ِبفَرِائ ِ مشٍّر ِ اآليات (َ ٔٙ" - )ٕٖ-ٔٙولِ ٍّ ت قَ ْد ير قَ َ ضي َوتَ ْح ِم ُل َع ْي ِدي َعمَى فَ ِم َك؟ َوأَ ْن َ ال اهللُ « َما لَ َك تُ َحد ُ َ ٜٔ ٔٛ ِ ِ ِ ت فَ َم َك ِب َّ سِ الشٍّر, يب َك .أَ ْطمَ ْق َ ت َكبلَ ِمي َخ ْمفَ َك .إِ َذا َأر َْي َ يب َوأَْلقَ ْي َ ضَ أ َْب َغ ْ ارقًا َوافَ ْقتَ ُوَ ,و َم َع الزَناة َنص ُ ت التَّأْد َ ت َ ٕٔ ِ ِ شإٓ .تَ ْجمِس تَتَ َكمَّم عمَى أ ِ سا ُن َك َي ْختَ ِرعُ ِغ ًّ ت أَنٍّي س َكتَ . الب ِن أ ٍّ َخ َ ظ َن ْن َ ص َن ْع َ ُم َك تَ َ يكْ . ُ َ ت َو َ ضعُ َم ْعثََرةً .ىذه َ ُ َولِ َ ٖٕ ٕٕ ِ ِ ِ َّ ْيموا ى َذا َيا أَي َيا َّ ابح َصف َخ َ ط َاي َ اس َ س ُك ْم َوالَ ُم ْنق َذَ .ذ ُ ون اهللَ ,ل َئبل أَفْتَ ِر َ الن ُ م ْثمُ َك .أ َُوٍّب ُخ َكَ ,وأ ُ ام َع ْي َن ْي َك .اف َ ُ اك أ َ َم َ يو َخبلَص ِ ا ْلحم ِد يم ٍّج ُد ِني ,وا ْلمقٍَّوم طَ ِريقَ ُو أ ُِر ِ اهلل»". َ َ ْ َُ َ ُ ُ
نرى ىنا محاكمة األشرار المرائيف .ففي ( )ٔٙنرى ىذا المرائي يتكمـ بفمو بكبلـ اهلل .وفي ( )ٔٚنجده رافضاً ابح ا ْل َح ْم ِد = مف يشكر اهلل فكمف يقدـ تأديب اهلل (عبٕٔ )ٚ2أما أوالد اهلل فيشكرونو عمى كؿ حاؿ (ٖٕ) َذ ُ ِِ ت ص َن ْع َ ذبيحة مقبولة .ا ْل ُمقَ ٍّوُم طَ ِريقَ ُو = مف يتوب ويتضع كالعشار (لو .)ٖٔ2ٔٛونرى طوؿ أناة اهلل (ٕ) ىذه َ
158
ضفر المسامير ( المسمور الخمطون)
ام َع ْي َن ْي َك .فبل ينطؽ الشرير ونبلحظ َصف َخطَ َاي َ س َكت .ولكف في يوـ الدينونة لف يسكت بؿ يظيرىا= أ ُ َو َ اك أ َ َم َ يتصور أف اهلل قد قبؿ شروره طالما ىو ساكت ال يعاقب .ولكف اهلل ت أ ٍَّني ِم ْثمُ َك = فاإلنساف في شره َّ قولو ظَ َن ْن َ يطيؿ أناتو ويذخر غضباً ليوـ الدينونة (روٕ.)ٔٓ-ٕ2
159
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمطون)
المزمور الحادي والخمسون
عودة لمجدول
المزمور الحادي والخمسون (الخمسون) حسب األجبية ىو أشير مزامير التوبة .وىو مبلزـ في الكنيسة القبطية لصبلة الشكر فيعطي حياة روحية متوازنة .ففي صبلة
الشكر نسبح ونشكر اهلل عمى عطاياه ثـ نصمي ىذا المزمور فنذكر كؿ خطايانا ونطمب الرحمة .وبذلؾ ال نندفع
في اتجاه دوف اآلخر.
وقد رتؿ داود ىذا المزمور بعد إف اكتشؼ عمى يد ناثاف النبي بشاعة خطيتو مع بثشبع .وحقاً فاهلل رحيـ لكنو
يرحـ مف ىو مستعد لقبوؿ الرحمة بأعمالو وتوبتو مثمماً فعؿ داود .إف داود حيف اقتنع بأنو أخطأ لـ يقدـ تبريرات لما صدر منو ولكنو انسحؽ وتاب .ومف يندـ عمى خطيتو ندامة حقيقية ال يخجؿ مف أف يعترؼ بيا .وصبلة
ىذا المزمور تشبو صبلة العشار الخاطئ التي عمميا لنا السيد المسيح "الميـ ارحمني أنا الخاطئ" (لو)ٖٔ2ٔٛ
ىذا المزمور نصميو في بداية كؿ صبلة باألجبية. .1
مع صبلة الشكر نصمي ىذا المزمور دائماً فيعطي توازناً في المشاعر الروحية .وال يمكف لمف يصمي أف
.2
بيذا المزمور تقدـ لنا الكنيسة منيجاً صادقاً لمتوبة.
يبدأ صبلتو دوف أف يشكر اهلل عمى عطاياه ويعترؼ بحاجتو لممراحـ اإلليية.
.3
حينما نصمي بو م ار اًر نتحذر لئبل نتياوف مع الخطية .فداود لـ يسقط في خطيتو وىو يحارب بؿ وىو
متياوف ،جالساً فوؽ سطح قصره متأمبلً في العالـ ناسياً مزاميره .بينما حيف كاف ىارباً مف شاوؿ ،أو بينما ىو يحارب مدافعاً ضد أعداء وطنو لـ نسمع عف أي خطية في حياتو.
ونرى في ىذا المزمور توبة وانسحاؽ ثـ تسبيح وتمتع بأورشميـ العميا حيث يشتـ اهلل حياتنا كرائحة بخور زكية وكمحرقا ت مبيجة تكوف موضع سروره ،ىنا يشعر الخاطئ بأف اهلل قبؿ توبتو فيتعزى .فاهلل ال يترؾ الخاطئ حتى ييأس ،فاليأس يعني موت أكيد.
اآليات (ِٔٔ" - )ٕ-ارحم ِني يا اَهلل حسب ر ْحم ِت َك .حسب َكثْرِة أْرفَ ِت َك امح مع ِ ير ِم ْن إِثْ ِمي, اص َّيٕ .ا ْغ ِس ْم ِني َك ِث ًا ْ ُ ََ َ ََ َ َ َْْ َ ُ َ َ َ َ َ َو ِم ْن َخ ِطي َِّتي طَ ٍّي ْرِني". ِا ْر َح ْم ِني = ال توجد كممة نرددىا بكثرة في صمواتنا في الكنيسة قدر ىذه الكممة .فطمب مراحـ اهلل ىو المدخؿ الوحيد الذي ندخؿ بو في صمواتنا أماـ اهلل .وتعني ىذه الكممة أنني خاطئ ومعترؼ بخطيتي وليس لي يا رب سوى باب واحد أدخؿ بو إليؾ وىو مراحمؾ .وىو قبؿ أف يذكر خطاياه يطمب المراحـ "كرحمتؾ يا رب وليس كخطايانا" ويذكر اهلل بعظيـ رحمتو .التي تقبؿ أف تغفر كؿ الخطايا لكؿ الناس في كؿ العصور .ويطمب أف يمحو اهلل إثمو مثؿ كثرة رأفتو وتحننو وعطفو وطيبة قمبو .فإف لـ يمح الرب إثـ إنساف سيمحي اسمو مف سفر
160
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمطون)
الحياة .ولنبلحظ أف ىناؾ عقوبتاف فاهلل سامح داود عمى خطيتو وبذلؾ لف تكوف ىناؾ عقوبة أبدية وىبلؾ .ولكف
ىناؾ عقوبة أرضية "ال يفارؽ السيؼ بيتؾ" ا ْغ ِس ْم ِني = فالخطية قذارة تحتاج إلى غسيؿ (رؤ )ٔٗ2ٚوتطيير .وحتى ابسط خطية نرتكبيا بالمساف تنجس اإلنساف (مت٘ٔ .)ٔٔ2ونبلحظ أف البار يشعر بثقؿ خطيتو أما الشيطاف فيقمؿ مف قدر الخطية .وكانت ىناؾ غسبلت وتطييرات في العيد القديـ مبنية عمى دـ الذبائح لكؿ خطية وكؿ نجاسة.أما في العيد الجديد فنحف
نتطير بدـ المسيح عف طريؽ غسؿ المعمودية والتوبة واالعتراؼ ونبلحظ أنو حيف طمب الرحمة لـ يشير ألعمالو العظيمة ألجؿ اهلل سابقاً بؿ إلى رحمة اهلل العظيمة. اص َّي ,و َخ ِطي َِّتي أَم ِ ف ِبمع ِ آية (ٖ) ٖ" -أل ٍَّني َع ِ امي َد ِائ ًما". َ ار ٌ َ َ َ اعتراؼ بالخطية والضعؼ ،واهلل يطمب ىذا االعتراؼَ .خ ِطي َِّتي أَم ِ امي َد ِائ ًما= مف يتذكر خطاياه دائماً يخجؿ َ وبخجمو يندـ وبندمو يحترس مف السقوط ثانية وباحتراسو يأخذ مغفرة .يقوؿ القديس األنبا أنطونيوس" إف ذكرنا
خطايانا ينساىا لنا اهلل ،واف نسينا خطايانا يذكرىا لنا اهلل .وحينما نقوؿ في القداس "ومف تذكار الشر الممبس الموت" أي ال نذكر شيوات الخطايا السابقة فنشتاؽ إلييا ثانية كما اشتيى الشعب الكرات والبصؿ في سيناء بؿ نذكر أننا أحزننا قمب اهلل وننسحؽ.
ٗ ْتَ ,و َّ ض ِائ َك". آية (ٗ) " -إِلَ ْي َك َو ْح َد َك أ ْ ص َن ْع ُ َخطَأ ُ ت ,لِ َك ْي تَتََب َّرَر ِفي أَق َْوالِ َكَ ,وتَْزُك َو ِفي قَ َ َّام َع ْي َن ْي َك َ الش َّر قُد َ كؿ خطية ىي موجية ضد اهلل .فجسدنا ىو ممؾ لمرب وىكذا جسد مف أخطأنا إليو .بؿ كؿ منا عمى صورة اهلل
فكيؼ نييف صورة اهلل .واهلل وىبنا الكثير فنذكر ىنا أننا أخطأنا ضد مف أحبنا ووىبنا الكثير .لقد وىبنا اهلل كؿ
وسائط النعمة التي بيا نغمب ومع ىذا سقطنا وخالفنا شريعة اهلل .وأخطأنا إليو ،ربما لـ يعرؼ أحد خطيتنا ولكف اهلل رآىا فيو فاحص القموب والكمي .وحيف رأي اهلل ِحزف وىذا ما أحزف داود .وقولو متى حوكمت أي متى
ناقشتؾ مف جية أحكامؾ (أرٕٔ ،)ٔ2وكيؼ أتبرر وأنت فاحص القموب ولقد ضبطتني ورأيت خطيتي. ض ِائ َك = كؿ أحكاـ اهلل ىي بر ،وقد نرفض تنفيذ وصاياه ولكف سيتبيف لنا بعد لِ َك ْي تَتََب َّرَر ِفي أَق َْوالِ َك َوتَْزُك َو ِفي قَ َ ذلؾ أف كؿ أقواؿ اهلل صادقة وحؽ وىي لصالحنا ،ومف ينفذىا يستريح ويحيا في سبلـ ىنا عمى األرض ولو راحة أيضاً ومجد في األبدية ،أما مف يرفض في كبرياء سماع وصايا اهلل فمف يجد راحة عمى األرض ولف يقدر ض ِائ َك جاءت في اإلنجميزية blameless in thy judgmentوفي عمى مواجية اهلل في الدينونة .تَْزُك َو ِفي قَ َ ترجمة أخرى جاءت .blameless when you judgeفمف يقدر أحد أف يوجو لوـ إلى اهلل في أي حكـ مف أحكامو .فعقوباتو عمى األرض كانت لمتنقية وإلعدادنا لمسماء ،وفي الدينونة سنجد أف اهلل قد عمؿ معنا كؿ شئ يقودنا لمخبلص ،ونحف الذيف رفضنا مشيئاتو وتذمرنا عميو ،ولف يستطيع أحد أف يمومو عمى أحكامو سواء ىنا
عمى األرض وما حدث لحياتنا عمى األرض أو يمومو عمى دينونتنا وأننا لـ نأخذ فرصتنا ،فمسوؼ نكتشؼ أف اهلل قد عمؿ كؿ شئ ممكف لخبلصنا ونحف بحريتنا قد رفضنا.
161
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمطون)
ت ,وِبا ْل َخ ِطي ِ آية (٘) ٘" -ىأََن َذا ِب ِ ِ ُمي". َّة َح ِبمَ ْت ِبي أ ٍّ ص ٍّو ْر ُ َ اإل ثْم ُ الخطية ليا جذورىا في طبيعتي البشرية ،فأنا ذو طبيعة فاسدة (الخطية األصمية) ىذا تقرير لمحالة وليس تبرير
لمخطية .وليذا نحتاج كمنا لغسؿ المعمودية.
ٙ ق ِفي ا ْلب ِ يرِة تُ َعٍّرفُِني ِح ْك َم ًة". ت ِبا ْل َح ٍّ اط ِن ,فَ ِفي َّ س ِرْر َ َ آية (َ " - )ٙىا قَ ْد ُ الس ِر َ ق ِفي ا ْلب ِ اط ِن = حيث انؾ يا رب تحب اف تكوف قموبنا يمؤلىا البحث عف الحؽ بامانة .فَ ِفي ت ِبا ْل َح ٍّ س ِرْر َ َ َىا قَ ْد ُ يرِة تُ َعٍّرفُِني ِح ْك َم ًة = عممني يا رب اسرار حكمتؾ َّ الس ِر َ فأنا لـ أخطئ عف جيؿ ،ألنؾ كشفت لي كؿ شئ في شريعتؾ وفي الضمير الذي وىبتني إياه ،لـ يعد شيئاً
مخفياً أمامي عما تريده فماذا أقوؿ اآلف؟! وحينما تناسيت وصاياؾ وسقطت جاء ناثاف وذكرني ،فأنت ال تتركني
أبداً ،فيا رب عممني وعرفني دائما حتي ارضيؾ.
آية (ٚ" - )ٚطَ ٍّي ْرِني ِبالزوفَا فَأَ ْط ُي َر .ا ْغ ِس ْم ِني فَأ َْب َي َّ ض أَ ْكثََر ِم َن الثَّْم ِج". ولكف اف عممتني وعرفتني اسرار حكمتؾ ،فساظؿ عاج از عف تطيير نفسي فطيرني ولكف ال تطيير سوي بدـ المسيح .والزوفا نبات كانوا يغمسونو في دـ الذبيحة ويرشوف بيا لمتطيير فبدوف سفؾ دـ ال تحدث مغفرة
(عب ..)ٕٕ2ٜوال غفراف سوى بدـ المسيح (ٔيؤ )ٚ2وىذا الدـ يبيض (رؤ .)ٔٚ2ٚأي يمحو الخطية تماماً. والزوفا نبات صغير وضعيؼ جداً فيو يشير لممسيح في اتضاعو .ونحف نغتسؿ بالمعمودية لمخبلص .وحيف
صارت ثياب المسيح كالثمج في التجمي كاف ىذا إعبلناً عف الكنيسة المتطيرة بدمو (اؼ٘.)ٕٚ2
آية (ٛ" - )ٛأ ِ ِ س َح ْقتَ َيا". س ُر ًا ور َوفَ َر ًحا ,فَتَْبتَ ِي َج ِع َ ْ ام َ َسم ْعني ُ ظٌ الخطية عقوبتيا فييا بمعني اف اي خطية ليا اثارىا المدمرة لبلنساف نفسا وجسدا وروحا .واهلل حيف منعنا عف اي خطية فيو منعنا ليحمينا مف ىذه االثار المدمرة .واهلل اليحمينا مف اثار الخطية ىذه ،حتي نشعر بيا وننسحؽ فبل نعود لمخطية ثانية .ويصاحب ىذه االثار عدـ رضا اهلل ،وعدـ الرضا ىذا ينعكس عمي الخاطئ
فيفقد سبلمو وفرحو .وداود خبلؿ إنسحاقو واالمو ارتجفت عظامو ،وفقد سروره وفرحو .وىو ىنا يطمب مف اهلل
اف يغفر ويرضي عميو فيعود لو السرور والبيجة ،وبقدر اإلنسحاؽ يكوف السرور .فاهلل يسكف عند المتواضع س َح ْقتَ َيا = القمب والمنسحؽ ( اش )ٔ٘ 2 ٘ٚفالخطية تبمي العظاـ والتوبة تقيـ اإلنساف الجديد .فَتَ ْبتَ ِي َج ِع َ ام َ ظٌ أما الترجمة "فتبتيج عظامي المتواضعة" فترجمة غير دقيقة .وفي العظاـ المنسحقة نرى توبة وحزف عمى الخطية وانسحاؽ .وقد ال يعطي اهلل ىذا الشعور بسرعة ألف ما ننالو سريعاً نفقده سريعاً .وذلؾ ألننا لـ نتعب فيو .ولذلؾ فقد يترؾ اهلل الخاطئ التائب في أحزانو فترة .وقولو عظامي المنسحقة ،ال يقصد عظاـ الجسد بؿ إنسحاؽ
النفس.وبقدر ما تكوف التوبة صادقة ،فسريعا ما يعود السرور والفرح لبلنساف .
162
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمطون)
آية (ٜ" - )ٜاستُر و ْجي َك ع ْن َخطَاياي ,وامح ُك َّل ِ آثامي". َ َ َ ُْ ْْ َ َ َ ىنا يذكر الوسيمة التي تبتيج بيا عظامو (وتستمر الوسيمة حتى اآليةٔٔ) وحتى ال يصرؼ اهلل وجيو عف
اإلنساف فميصمي اإلنساف أف يصرؼ اهلل وجيو عف خطاياه .كؿ خطاياه ،فمو بقيت خطية لما صرت مقبوالً. والتوبة ىي الطريؽ الوحيد الذي بو ينسى اهلل خطايانا.
ٓٔ ٍّد ِفي َد ِ ق ِف َّي يا اَهلل ,وروحا م ِ اخمِي". آية (ٓٔ) َ " -ق ْم ًبا َن ِقيًّا ْ يما َجد ْ اخمُ ْ َ ُ َُ ً ُ ْ ستَق ً َق ْم ًبا َن ِقيًّا = ىي طمبة لكي يطيره اهلل مف كؿ فكر نجس .ونحف بدوف معونة مف اهلل لف نقدر أف نحيا في نقاوة.
وبدوف نقاوة ستظؿ خطايانا أماـ اهلل .وقولو اخمؽ ىذا يعني أنو يطمب قمب جديد ال عبلقة لو بالماضي ويطمب روح م ِ ٍّد = يم = أي إصبلح كؿ الداخؿ وليس مجرد التصرفات الخارجية ،ىو يطمب عمؿ روح اهلل فيوَ .جد ْ ُ ً ُ ْ ستَق ً الييود كانوا يسموف المياه اما ٔ ) مياىا حية=وىي المياه الجارية كالنير ،وىذه تأخذ معيا في جريانيا اي قاذورات في مجري الماء .
ٕ) مياه ميتة= وىي المياه الراكدة والممموءة قاذورات ،وىذه مف يشرب منيا فبالتاكيد سوؼ يموت .
والمياه الحية التي نشرب منيا ،كما فيمنا مف حديث السيد المسيح مع السامرية (يوٗ ) ( +يو ٖٜ – ٖٚ 2 ٚ
) ىي الروح القدس الي ارسمو السيد المسيح لنتوب وتتجدد طبيعتنا ،ويثبتنا في المسيح فنصير خميقة جديدة فنحيا (ٕكو٘ )ٔٚ2 ٔٔ ِ ِ ِ وس الَ تَْن ِز ْع ُو ِم ٍّني". آية (ٔٔ) " -الَ تَ ْط َر ْحني م ْن قُدَّام َو ْج ِي َكَ ,وُر َ وح َك ا ْلقُد َ ىو يعترؼ أنو بخطيتو قاوـ روح اهلل الذي يدعو لمتوبة ولكنو يصمي حتى ال ينزع اهلل الروح القدس منو ،فالروح
القدس ىو الذي ينقي القمب .ونزع الروح معناه قطع الصمة مع اهلل (ربما يذكر ما حدث لشاوؿ الممؾ). آية (ٕٔ) ٕٔ" -رَّد لِي بيج َة َخبلَ ِ ض ْد ِني". ص َكَ ,وِب ُر ٍ اع ُ وح ُم ْنتَِد َب ٍة ْ ََْ ُ وح ُم ْنتَِد َب ٍة = اي الخطية أفقدت المرتؿ التمتع بوجو اهلل واىب البيجة بالخبلص .ويصمي ليعيدىا اهلل لوَ .وِب ُر ٍ انؾ تعطي عطايؾ يا رب بالكرـ وبسخاء وال تعير ،بؿ انت تسر باف تعطي مف تمقاء ذاتؾ وحتي دوف اف نساؿ = وىذا معني كممة ُم ْنتَِد َبة .وفي الترجمة السبعينية ترجمت " وبروح رئاسي اعضدني " اي فميسود روحؾ القدوس عمي مشاعري وعمى النفس والجسد بكؿ طاقاتيما ويرأس ويقود فبل انحرؼ ثانية .بؿ يقود ويعيف = ض ْد ِني اع ُ ْ ٖٔ ون". ُعمٍّ َم األَثَ َم َة طُُرقَ َكَ ,وا ْل ُخطَاةُ إِلَ ْي َك َي ْر ِج ُع َ آية (ٖٔ) " -فَأ َ ىنا يربط المرتؿ بيف عودتو بالتوبة والشيادة لممخمص (لوٕٕ .)ٖٕ2والشيادة ىنا ىي رجوعو هلل وامتناعو عف
الخطية وتسبيحو هلل دائماً عمى قبولو ثانية.
163
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمطون)
ِ ِ آية (ٗٔ) َ ٔٗ" -ن ٍّج ِني ِم َن الدٍّم ِ س ِاني ِب َّر َك". اء َيا اَهللُ ,إِ َ س ٍّب َح ل َ لو َخبلَصي ,فَ ُي َ َ الدٍّم ِ اء = تشير لكؿ نفس كنا سبباً في عثرتيا وسقوطيا .وربما بالنسبة لداود فيو يذكر خطيتو تجاه أوريا .وداود َ يعد اهلل أنو حينما يخمص مف ىذه الخطية لف يكؼ عف تسبيحو .واهلل خمصنا بعدلو الذي ظير في موت المسيح
عمى الصميب .لذلؾ يقوؿ فيبتيج لساني بعدلؾ .أي صميبؾ الذي نجاني مف خطاياي .عدؿ اهلل رحيـ.
٘ٔ شفَتَ َّي ,فَي ْخ ِبر فَ ِمي ِبتَس ِب ِ يح َك". آية (٘ٔ) َ " -يا َرب افْتَ ْح َ ْ ُ َ حينما يفتح اهلل فمنا سيخرج منو كبلـ طيب ،كبلـ تسبيح .أما لو كاف المتكمـ ىو الذات سيخرج كبلـ كبرياء ال
يخمو مف معصية (أـٓٔ .)ٜٔ2ولنبلحظ أف اإلنساف المستعبد لخطية ال يستطيع أف يسبح (مز .)ٗ-ٔ 2 ٖٔٚ والشعب سبح تسبحة موسى بعد أف حرره موسى وخرجوا مف عبودية فرعوف .وىكذا نسبح في السماء
(رؤٗٔ.)ٖ2
ٔٙ ِ ِ ت أُقَدٍّمياِ .بم ْحرقَ ٍة الَ تَر َ ِ ٔٚ وح يح ٍة َوِاالَّ فَ ُك ْن ُ ضىَ .ذ َبائ ُح اهلل ى َي ُر ٌ سر ِب َذ ِب َ اآليات ( " - )ٔٚ-ٔٙأل ََّن َك الَ تُ َ ْ َُ ُ َ ِ ِ ق َيا اَهللُ الَ تَ ْحتَ ِق ُرهُ". س ِح ُ ُم ْن َكس َرةٌ .ا ْل َق ْم ُ ب ا ْل ُم ْن َكس ُر َوا ْل ُم ْن َ اهلل ال يسر بالمحرقات إف لـ يشترؾ فييا القمب (أشٕٔ ،)ٔٔ2ٔ،واهلل ال يسر بمظاىر العبادة الخارجية والقمب
مبتعد بعيداً ،فاهلل يقوؿ إعطني قمبؾ (راجع اش .)ٖٔ2ٕٜاهلل يطمب القمب المنسحؽ والمتواضع والتائب عف
خطيتو (اش.)ٔ٘2٘ٚ
ٔٛ شمِ ٍ ِ ِ ٜٔ ِ سر ِب َذ َب ِائ ِح ا ْل ِبٍّرُ ,م ْح َرقَ ٍة ض َ َح ِس ْن ِب ِر َ اآليات ( " - )ٜٔ-ٔٛأ ْ اك إِلَى ص ْي َي ْو َنْ .اب ِن أ ْ يم .حي َنئذ تُ َ َس َو َار أ ُ ُور َ َ وتَ ْق ِدم ٍة تَ َّ ٍ ِ ِ ٍ ون َعمَى َمذ َْب ِح َك ُع ُجوالً". ص ِع ُد َ امة .حي َنئذ ُي ْ َ َ
لقد بدأ داود مزموره باالعتراؼ بخطاياه وينييو بالتمتع بحياة شركة كنسية قوية فبنزع خطايانا نعود لمشركة مع
الكنيسة مقدماً ذبائح عجوؿ شفاه أي تسابيح (ىوٗٔ )ٕ2وصييوف وأورشميـ رمز لمكنيسة أو النفس .وما ىي أَسوار أُور َ ِ يم = ىي العودة لحماية اهلل والدخوؿ في حمايتو فيكوف سو اًر لنا (زؾٕ.)٘2 َْ َ ُ شم َ
164
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخمطون)
المزمور الثاني والخمسون
عودة لمجدول
قصة دواغ األدومي وقتمو لكينة نوب موجودة في (ٔصـٕٔ .)ٕٕ-وحينما سمع داود بشرور دواغ وقتمو لمكينة عزى نفسو في ضيقتيا بترتيمو بكممات ىذا المزمور. الشٍّر أَييا ا ْلجبَّار؟ ر ْحم ُة ِ ِ ِٔ اهلل ِى َي ُك َّل َي ْوٍم!" آية (ٔ) " -ل َما َذا تَ ْفتَخ ُر ِب َّ َ َ ُ َ َ كثيروف يفتخروف بالشر مثؿ دواغ وربشاقي ناظريف لقوتيـ ،أو قوة مف يعتمدوف عمييـ كشاوؿ الممؾ أو ممؾ أشور .ولكنيـ ينسوف رحمة اهلل التي تحيط شعبو.
ٖ ِ ِٕ ت َّ س ُنوَن ٍة َي ْع َم ُل ِبا ْل ِغ ٍّ الش َّر أَ ْكثََر ِم َن ا ْل َخ ْي ِر, َح َب ْب َ ش .أ ْ وسى َم ْ سا ُن َك َي ْختَ ِرعُ َمفَاس َدَ .ك ُم َ اآليات (ٕ " - )ٗ-ل َ ٗ ٍ ٍِ ِ سِ الص ْد ِ ان ِغ ٍّ ش". ب أَ ْكثََر ِم َن التَّ َكمِم ِب ٍّ َح َب ْب َ قِ .سبلَ ْه .أ ْ ا ْل َكذ َ ت ُك َّل َكبلَم ُم ْيمكَ ,ولِ َ
راجع (يعٖ) لترى عمؿ المساف .فدواغ أحب الشر ،وأف ينـ عمى داود وعمى الكينة وىذا بدالً مف أف يمتمس ليـ العذر .وكاف السبب في قتميـ ،كاف كموسى يحمؽ كؿ الشعر ويرميو .فتنتو كانت ىكذا سبباً في ىبلؾ كؿ
الكينة.
٘ َحي ِ ضا يي ِدم َك اهلل إِلَى األَب ِد .ي ْخطَفُ َك وي ْقمَع َك ِم ْن مس َك ِن َك ,ويستَأ ِ ْصمُ َك ِم ْن أ َْر ِ اءِ .سبلَ ْه". ض األ ْ َ َ َ ََ ْ َ ْ ََ ُ ُ آية (٘) " -أ َْي ً َ ْ ُ ىنا داود يتكمـ بمساف النبوة عما سيحدث لؤلشرار (عو٘ٔ). ٙ ون " آية ( " - )ٙفَ َي َرى ٍّ ونَ ,و َعمَ ْي ِو َي ْ ض َح ُك َ ون َوَي َخافُ َ الصدٍّيقُ َ قد يحسد الصديقيف األشرار إذ يروف نجاحيـ الوقتي .ولكنيـ حيف يروف نيايتيـ المؤلمة يخافوف .ويضحكوف
عمى يوـ حسدوىـ فيو ،وعمى تفاىة ىذا العالـ. ٚ ِ اإل ْنس ُ ِ س ِاد ِه»". ص َن ُوَ ,ب ِل اتَّ َك َل َعمَى َكثَْرِة ِغ َناهُ َو ْ ان الَّذي لَ ْم َي ْج َع ِل اهللَ ح ْ اعتََّز ِبفَ َ آية (ُ « " - )ٚى َوَذا ِ َ ٛ ت عمَى ر ْحم ِة ِ ضر ِ ٍ ِ ِ ِ َّ َّى ِر َواأل ََب ِد". آية ( " - )ٛأ َّ اهلل إِلَى الد ْ َما أََنا فَم ْث ُل َزْيتُوَنة َخ ْ َ َ اء في َب ْيت اهلل .تََوك ْم ُ َ َ َ أوالد اهلل كزيتونة ممموءة بزيت النعمة الداخمي فيـ ممموءوف مف الروح القدس. ٜ ت ,وأَ ْنتَ ِظر اسم َك فَِإ َّن ُو ِ َحم ُد َك إِلَى الد ْ َّ َّام أَتْ ِق َي ِائ َك". َ َّى ِر ألَن َك فَ َع ْم َ َ ُ ْ َ آية ( " - )ٜأ ْ َ صال ٌح قُد َ ىنا المرنـ يسبح اهلل ويحمده عمى ىذه النعمة التي أعطاىا لو فاهلل صانع خيرات.
165
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والخمطون)
المزمور الثالث والخمسون
عودة لمجدول
راجع تفسير (مزٗٔ) ىذا المزمور تقريباً ىو نفس المزمور (ٗٔ) مع فارؽ طفيؼ في الكممات .وحيف يكرر الوحي نفس الكممات مرتيف فذلؾ حتى يكوف ىناؾ شاىديف عمينا أف اهلل قد َّ حذر وأنذر مف عقوبات الخاطئ الجاىؿ ،الذي يتمادى في خطاياه مبر اًر ذلؾ بأف اهلل ال يرى ولف يعاقب .اهلل يكرر لعمنا نخجؿ ،فالجاىؿ يقوؿ ال إلو ويخطئ ،أما نحف فنؤمف باهلل ومع ىذا نخطئ .والفارؽ بيف المزموريف نجده في ( ٘2ٔٗ،ٙمع ٖ٘.)٘2
ٔ ال ا ْلج ِ اى ُل ِفي اآليات (ٔ " - )ٗ-قَ َ َ السم ِ ِ ش ِر اء أَ ْ ف َعمَى َب ِني ا ْل َب َ ش َر َ م َن َّ َ يعم ُل صبلَحا ,لَ ْيس والَ و ِ اح ٌد". ََْ َ ً َ َ َ
ٕ ِ س إِ ٌ س َم ْن َي ْع َم ُل َ اس ًة .لَ ْي َ سوا َر َج َ س ُدوا َو َر ِج ُ لو» .فَ َ َق ْم ِبو «لَ ْي َ صبلَ ًحا .اَهللُ ِ ٖ ِ ٍِ ِ ِ ِ س َم ْن س ُدوا .لَ ْي َ ل َي ْنظُ َر َى ْل م ْن فَاىم طَال ِب اهلل؟ ُكم ُي ْم قَد ْارتَدوا َم ًعا ,فَ َ
ٗأَلَم يعمَم فَ ِ اعمُو ِ ون ا ْل ُخ ْب َزَ ,واهللَ لَ ْم َي ْد ُعوا؟" ون َ ش ْع ِبي َك َما َيأْ ُكمُ َ ين َيأْ ُكمُ َ اإل ثِْم ,الَِّذ َ ْ َْ ْ ٘ ظام مح ِ َن اهلل قَ ْد بد َ ِ َن اهللَ قَ ْد َخ َزْيتَ ُي ْم أل َّ اص ِر َك .أ ْ آية (٘) ُ " -ى َن َ اك َخافُوا َخ ْوفًاَ ,ولَ ْم َي ُك ْن َخ ْو ٌ َّد ع َ َ ُ َ َ ف ,أل َّ َ ض ُي ْم". َرفَ َ
ف. أعداء اهلل يمقي عمييـ اهلل خوفاً ورعباً في قموبيـ ،ربما ال يكوف ظاى اًر ليـ سبباً ليذا الخوؼ= َولَ ْم َي ُك ْن َخ ْو ٌ ولكف تجدىـ في رعب كما حدث مع المصرييف وىـ يطاردوف الشعب مع موسى .ودائماً فيناؾ خوؼ في قمب َن اهلل قَ ْد بد َ ِ ام الخاطئ ،ىناؾ خوؼ لكؿ مف يقؼ ضد اهلل وشعبو ،الخوؼ ناشئ عف ضمائرىـ المذنبة .أل َّ َ َ َّد عظَ َ مح ِ اص ِر َك = اهلل سمح بضربة لجيش أشور الذي حاصر شعبو في أورشميـ وأىمؾ ٓٓٓٔٛ٘.مف ىذا الجيش َُ تبعثرت عظاميـ حوؿ المدينة .وبعد أف كاف ربشاقي يسخر مف اهلل ومف شعب اهلل صار سخرية لشعب اهلل=
ض ُي ْم = فيؿ نخاؼ ممف سيخزيو اهلل ومف ألقي اهلل رعباً في قمبو .ونرى في ىذه اآلية َخ َزْيتَ ُي ْم أل َّ أْ َن اهللَ قَ ْد َرفَ َ سبباً لرعب األعداء أف اهلل يعرض أماـ قموبيـ صورة لضرباتو المرعبة ضد شعبو فيرتعبوف. ِ صييو َن َخبلَص إِسرِائ َ ِ آية (ٙ" - )ٙلَ ْي َ ِ ِ س َرِائي ُل". س ْب َي َ ش ْع ِب ِوَ ,ي ْي ِت ُ ف َي ْعقُ ُ وبَ ,وَي ْف َر ُح إِ ْ ت م ْن ْ َ ْ يل .ع ْن َد َرٍّد اهلل َ َ َْ
166
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخمطون)
المزمور الرابع والخمسون
عودة لمجدول
المزمور الرابع والخمسون (الثالث والخمسون في األجبية) مف عنواف المزمور نفيـ أف داود كتبو عندما ىرب مف شاوؿ ،فتآمر عميو الزيفيوف ووشوا بو إلى شاوؿ
(ٔصـٖٕ .)ٜٔ2فكانوا مثاالً لييوذا الخائف .بؿ كاف الزيفيوف مف سبط ييوذا.
نصمى ىذا المزمور في الساعة السادسة لنذكر السيد المسيح محاطاً بأعدائو وىو عمى الصميب ،وما لحقو مف
الخزي والعار ،ولكف كاف انتصاره محققاً "يرد الشرور عمى أعدائي".
آية (ٔ) ٔ" -اَلمَّي َّمِ ,ب ِ اح ُك ْم لِي". ص ِنيَ ,وِبقَُّوِت َك ْ اسم َك َخمٍّ ْ ْ ُ اسـ اهلل (تعبير عف قدرات اهلل وقوتو وشخصيتو) يكوف لممؤمنيف نصرة ولممضاديف إبادة( .أىمية صبلة يسوع، وتسبيح اسـ يسوع دائماً) .وباسمو أقاـ بطرس المقعد. ٕ ِ اصغَ إِلَى َكبلَِم فَ ِمي". صبلَ تيْ . آية (ٕ) ْ " - اس َم ْع َيا اَهللُ َ نرى ىنا اإللحاح والمجاجة في الصبلة ،وىنا ىو يمتجئ هلل في ضيقتو الشديدة.
ِ ام ُي ْمِ .سبلَ ْه". آية (ٖ) ٖ" -أل َّ اموا َعمَ َّيَ ,و ُعتَاةً َ َن ُغ َرَب َ َم َ طمَ ُبوا َن ْفسي .لَ ْم َي ْج َعمُوا اهللَ أ َ اء قَ ْد قَ ُ اء ىـ كؿ مف كاف عمى شاكمة الزيفيوف في الخيانة اء = ىـ الزيفيوف واألقوياء= ُعتَاةً= شاوؿ وجنوده .وال ُغ َرَب َ ُغ َرَب َ والغش ميما كاف اعتقادىـ.
الرب ب ْي َن ع ِ اآليات (ُٗ ٗ" - )٘-ىوَذا اهلل م ِع ٌ ِ اض ِدي َن ْف ِسيَ ٘ .ي ْرجعُ َّ َع َد ِائيِ .ب َحقٍّ َك أَف ِْن ِي ْم". الشر َعمَى أ ْ ين ليَ َ َّ . َ ُ ُ ىنا يصؿ المرتؿ في صبل تو لدرجة الثقة في معونة اهلل ،وىذه ظاىرة في مزامير داود أنو يبدأ بالسؤاؿ والشكوى الرب ب ْي َن ع ِ اض ِدي َن ْف ِسي = داود ىنا ال يضع اهلل في نفس مستوى مؤيديو وينتيي بالثقة والتسبيح والشكر هللَ َ َّ . ولكنو يفتخر بأف الرب معو واذا كاف الرب في جانبو فيو لف ييتـ بمف ىـ ضده ميما كانت قوتيـ .وىؤالء الذيف ىـ بجانبي ،ىـ ال شئ إذا لـ يكف اهلل معيـ ،بؿ ىو الذي جعميـ يعضدونني .ثـ يتنبأ عمى أعدائو بأنيـ
سيتعرضوف لعقوبة اهلل وسوؼ يرجع الشر عمييـ .ولنبلحظ أنو في العيد القديـ لـ يكف ىناؾ تمييز بيف الخاطئ والخطية ،فاهلل القدوس البار العادؿ البد أف يجازي الخاطئ ليعمف قداستو وحقو = ِب َحقٍّ َك أَف ِْن ِي ْم = إظير عدلؾ وأنؾ تحكـ بالحؽ في فنائيـ. ٙ صالِ ٌح". آية ( " - )ٙأَذ َْب ُح لَ َك ُم ْنتَِد ًبا .أ ْ َح َم ُد ْ اس َم َك َيا َرب ألَنَّ ُو َ
167
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخمطون)
ُم ْنتَِد ًبا = طائعاً (سبعينية) أي بإرادتي ومف قمبي وبسرور وليس كفرض. ض ْيق َنج ِ آية (ٚ" - )ٚأل ََّن ُو ِم ْن ُك ٍّل ِ َت َع ْي ِني". َع َد ِائي َأر ْ َّانيَ ,وِبأ ْ َت َع ْي ِني = ىو يقدـ ذبائحو بسرور حيف رأى عمؿ اهلل ضد أعدائو .ونحف حيف نصمي ىذا الكبلـ َع َد ِائي َأر ْ َوِبأ ْ نضع في قموبنا أف أعدائنا ىـ الشياطيف والخطية والذات.
168
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمطون)
المزمور الخامس والخمسون
عودة لمجدول
يتفؽ معظـ المفسريف أف داود كتب ىذا المزمور أثناء ثورة إبشالوـ .وىنا نراه في غاية االسي مف خيانة أخيتوفؿ .ونرى ىنا داود رم اًز لممسيح المتألِّـ مف ثورة شعبو ضده ،وخيانة أخيتوفؿ صورة لخيانة ييوذا وكبلىما مضى وخنؽ نفسو .واآلية (ٕٔ) مف ىذا المزمور ترتميا الكنيسة في مزمور يوـ الخميس الكبير (خميس العيد) مف أياـ البصخة وكذلؾ يوـ الثبلثاء وتذكر بيا خيانة ييوذا وقبمتو الغاشة لسيده. ِٔ ضرِعيِ ِ ٕ . استَ ِج ْب لِي .أَتَ َحي َُّر ِفي صبلَ ِتيَ ,والَ تَتَ َغ َ اض َع ْن تَ َ استَم ْع لي َو ْ ْ اآليات (ٔ " - )ٛ-ا ْ صغَ َيا اَهللُ إِلَى َ ط ِر ٖ ِ الشٍّر ِ ص ْو ِت ا ْل َع ُد ٍّوِ ,م ْن ِق َب ِل ظُ ْمِم ٍّ ط ِي ُدوَن ِني. ضَ ض ٍب َي ْ ُك ْرَب ِتي َوأ ْ ير .ألَنَّ ُي ْم ُي ِحيمُ َ ون َعمَ َّي إِثْ ًماَ ,وِب َغ َ َض َ ُ ب م ْن َ ٙ ٘ ٗ ِ ِ ِ ض َق ْم ِبي ِفي َد ِ ت سقَطَ ْت َعمَ َّيَ .خ ْو ٌ اخمِيَ ,وأ ْ ت «لَ ْي َ ب .فَ ُق ْم ُ َي ْم َخ ُ ف َو َر ْع َدةٌ أَتََيا َعمَ َّيَ ,و َغش َيني ُر ْع ٌ َى َوا ُل ا ْل َم ْوت َ ٛ ٚ يت ِفي ا ْلبٍّري ِ لِي ج َناحا َكا ْلحم ِ ِ ت أ َْب ُع ُد َى ِ ُس ِرعُ ِفي َن َج ِاتي َّةِ .سبلَ ْهُ .ك ْن ُ ارًباَ ,وأَِب ُ يح! ىأََن َذا ُك ْن ُ َ َستَ ِر َ َ ً تأْ ير َوأ ْ امة ,فَأَط َ ََ َ يح ا ْلع ِ اصفَ ِةَ ,و ِم َن َّ الن ْو ِء»". ِم َن ٍّ الر ِ َ ىي صبلة داود في كربتو التي حيرتو ،ولـ يجد طريقاً لميرب بعد أف حاصره أعداؤه تماماً ،وقارب الموت فإرتعب ِ ِ عمى وتمنى لو أف لو جناحيف فييرب بيما مف ىذا الحصار وىذه الضيقة .وفي قولو َغش َيني ُر ْع ٌ ب= أي التؼ ّ ام ِة تشير لمروح القدس ،والقديسوف ليـ جناحي ىذه الحمامة ،ىو لـ يقؿ جناحي نسر وال مف كؿ جانب .وا ْل َح َم َ صقر فيي طيور نجسة ،ولكف جناحي الحمامة يشيراف لطيارتيا .ومف يقبؿ أف يحيا في طيارة يمتمئ مف تعزيات الروح القدس ويحمؽ في السماويات بجناحيو .لَ ْي َ ِ ام ِة = الحمامة تطير راجعة إلى بيتيا ت لي َج َن ً احا َكا ْل َح َم َ ىي (فمؾ نوح /الحماـ الزاجؿ) .والروح القدس (الذي أخذ شكؿ الحمامة يوجينا دائماً لممسيح الذي لو إلتجأنا ِ ِ ير .ثـ نجده يشتاؽ لمخموة َستَ ِر َ ير َوأ ْ يح.اذاً ىو يشير الشتياقو لبيت اهلل ،ليمتقي بو سريعا = أَط َ إليو نستريح= فَأَط َ يت ِفي ا ْلبٍّري ِ َّة= ىكذا إختمى الرىباف في بريتيـ بعيداً عف العالـ ،إذ شعروا بمذة مع اهلل بعيدا عف الناس= أَِب ُ َ عشرة اهلل وتعزياتو وبعيداً عف خيانة البشر وشرورىـ .وىكذا كاف المسيح ينفرد في الجبؿ ليصمي .اف أرواح
القديسيف تشتاؽ لميروب مف ىذا العالـ
ٜ ِ اما ِفي ا ْل َم ِدي َن ِةَ ٔٓ .ن َي ًا ار َولَ ْيبلً اآليات ( " - )ٔ٘-ٜأ ْ َىمِ ْك َيا َرب ,فٍَّر ْ ق أَْل ِس َنتَ ُي ْم ,أل ٍَّني قَ ْد َأر َْي ُ ت ظُ ْم ًما َوخ َ صً ِ اس ُد ِفي و ِ شقَّ ٌة ِفي وس ِطيأٔ .مفَ ِ َس َو ِ اح ِت َيا ظُ ْم ٌم َو ِغ ٌّ ش. ارَىاَ ,وِاثْ ٌم َو َم َ ُي ِحيطُ َ س َ ون ِب َيا َعمَى أ ْ َ َ َ سط َياَ ,والَ َي ْب َر ُح م ْن َ َ َ َ ٖٔ ٕٔ َحتَ ِم َل .لَ ْيس م ْب ِغ ِ ان َع ِديمِي ,إِ ْل ِفي ضي تَ َعظَّ َم َعمَ َّي فَأ ْ ئ ِم ْن ُوَ .ب ْل أَ ْن َ سٌ س َع ُد ٌّو ُي َع ٍّي ُرِني فَأ ْ ت إِ ْن َ أل ََّن ُو لَ ْي َ َختَِب َ َ ُ ٘ٔ شرةُ .إِلَى ب ْي ِت ِ ِ و ِ ِ ٗٔ َِّ ب ِفي ا ْل ُج ْم ُي ِ ت. اهلل ُك َّنا َنذ َ ور .لِ َي ْب َغتْ ُي ُم ا ْل َم ْو ُ ْى ُ َ َ َ صديقي ,الذي َم َع ُو َكا َن ْت تَ ْحمُو لَ َنا ا ْلع ْ َ
ِ َن ِفي م ِ ِ لِ َي ْن َح ِد ُروا إِلَى ا ْل َي ِ ورا". اء ,أل َّ س ِط ِي ْم ُ اوَي ِة أ ْ ساكن ِي ْم ,في َو ْ َ َ َح َي ً ش ُر ً
169
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمطون)
ىنا نجد الصورة العكسية ،فالخموة مع اهلل فرح وسبلـ ....لكف ماذا في العالـ غير خيانة وغدر وكراىية األشرار.لذا نجد ىنا صبلة فييا رجاء أف يتدخؿ اهلل ضد األشرار ويعاقبيـ ،فاهلل القدوس ال يقبؿ الشر وال يقبؿ
صور داود حاؿ المدينة والشر الذي يسودىا .وما يؤلمو ظمـ أوالده .وىذه الصبلة قاليا داود بروح النبوة .وىنا ُي ِّ ان ع ِديمِي إِ ْل ِفي وص ِد ِ يقي .ىنا داود يوجو عتاب مباشر لمف باألكثر خيانة صديقو ومشيره أخيتوفؿ= َب ْل أَ ْن َ سٌ َ َ َ ت إِ ْن َ ق أَْل ِس َنتَ ُي ْم = ابطؿ يا رب مشورة ىؤالء االشرار ،كما بمبمت يا اهلل كاف يوما صديقا لو .وماذا يطمب داود ؟ فٍَّر ْ ألسنة األشرار في بابؿ فمـ يستطيعوا االتفاؽ في الشر ،وبطؿ عمميـ (وقد حدث اختبلؼ في أقواؿ الشيود ضد
المسيح يو + ٔٙ2ٜمرٗٔ .)٘ٙ2وفي (ٓٔ) نجد جواسيس إبشالوـ يترصدوف خطواتو لييمكوه .ومع المسيح فقد ان َع ِديمِي سٌ أمسكوا بو ليبلً وحاكموه ليبلً وأسمموه لبيبلطس ثـ ليصمب نيا اًر .وفي (ٖٔ) نرى خيانة ييوذا .إِ ْن َ إِ ْل ِفي وص ِد ِ يقي = انساف مثمي ،زميؿ وصديؽ عاشرتني ،اكمنا وشربنا معا ،ولـ تري مني سوي الحب .ولكف َ َ
الخيانة لـ تصدر عف ييوذا فقط ،بؿ مف شعب الييود الذي أخذ المسيح جسده منيـ وصار إنساناً وجاؿ يصنع وسطيـ خي اًر ثـ قاموا عميو وصمبوه .وفي (ٗٔ) نرى صورة الصداقة والحب التي أظيرىا المسيح لتبلميذه ولييوذا ،فكاف يذىب معيـ لمييكؿ ولكؿ مكاف .ونرى في (٘ٔ) عقوبة ىذه الخيانة ،فنصيب مف رفض رب الحياة ،اليبلؾ في الجحيـ .وىبلؾ ييوذا المنتحر أوصمو لمجحيـ .وىكذا كؿ مف في مساكنيـ في وسطيـ
شرو اًر.
ٔٚ ٔٙ الرب ي َخمٍّ ِ ِ وح, اآليات ( " - )ٜٔ-ٔٙأ َّ احا َوظُ ْي ًار أَ ْ ش ُكو َوأَُن ُ ص َب ً َما أََنا فَِإلَى اهلل أ ْ اء َو َ س ً صنيَ .م َ َص ُر ُخَ ,و َّ ُ ُ ٜٔ ِ ِ فَيسمع صوِتئٛ .فَ َدى ِب ٍ ِ ِ ِ س سبلَم َن ْفسي م ْن قتَال َعمَ َّي ,أل ََّن ُي ْم ِب َكثَْرٍة َكا ُنوا َح ْولِيَ .ي ْ َ ْ َ ُ َْ س َمعُ اهللُ فَ ُيذل ُي ْمَ ,وا ْل َجال ُ َ ون اهللَ". س لَ ُي ْم تَ َغيٌرَ ,والَ َي َخافُ َ ُم ْن ُذ ا ْل ِق َدِمِ .سبلَ ْه .الَِّذ َ ين لَ ْي َ الرب ي َخمٍّ ِ احا َوظُ ْي ًار = أي ص َب ً اء َو َ س ً صنيَ .م َ نجد ىنا صراخ داود هلل .ونجده يصرخ بثقة في استجابة اهلل= َو َّ ُ ُ ىو يصمي ببل انقطاع .وىناؾ مف رأي أف المساء يشير ليذا العالـ في ضيقاتو .والصبح يشير ليوـ القيامة.
ص ْوِتي وبالنسبة لممسيح والظير يشير بشمسو الحارقة لوقت الدينونة التي ينقذه منيا اهلل أَ ْ ش ُكو َوأَُن ُ وح فَ َي ْ س َمعُ َ فمساء تشير لوقت القبض عميو ومحاكمتو وصباحاً تشير لمحاكمتو أماـ بيبلطس وظي اًر تشير لصمبو وموتو ً سبلٍَم َن ْف ِسي .وفدى اآلب جنس البشر بموت ابنو ،وأنقذ ودفنو .وفي ( )ٔٛنرى اهلل ينقذ داود مف أعدائو= فَ َدى ِب َ ِ ِ س ُم ْن ُذ ا ْل ِق َدِم ىو جالس عمى بعد الموت نفس ابنو منو بأف أقامو ليقيـ معو كنيستو .وأما أعداؤه فَ ُيذل ُي ْم ا ْل َجال ُ عرشو كدياف .وقد َّ س لَ ُي ْم تَ َغيٌر = أي الذيف ظموا مصريف عمى رفض أذؿ الييود بعد صمبيـ لممسيح .الَِّذ َ ين لَ ْي َ المسيح ،ولـ يعتمدوا ،ولـ يحؿ عمييـ الروح القدس.
اآليات (ٕٕٓٓ" - )ٕٔ-أَْلقَى ي َد ْي ِو عمَى مسالِ ِم ِ ض َع ْي َدهُٕٔ .أَ ْن َع ُم ِم َن الزْب َد ِة فَ ُم ُوَ ,وَق ْم ُب ُو ِقتَا ٌل .أَْل َي ُن ِم َن يوَ .نقَ َ َ َ ُ َ َّ ِ ِ سمُولَ ٌة". س ُي ٌ وف َم ْ الزْيت َكم َماتُ ُوَ ,و ِى َي ُ
170
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمطون)
يعود المرنـ لوصؼ الخائف الشرير ،فبعد أف ذكر شرور الييود ،عاد بم اررة ليذكر خيانة ييوذا فيو كاف لو وضع خاص= أ ْلقَى ي َد ْي ِو عمَى مسالِ ِم ِ يو = فالمسيح لـ يقدـ لو سوى الخير لكنو نقض عيده وألقي يديو عميو .وكمماتو َ َ ُ َ وقبمتو كانت غاشة أَ ْن َع ُم ِم َن الزْب َد ِة ببل قسوة ظاىرة (ٕصـ٘ٔ.)ٙ-ٕ2 آية (ٕٕ) ٕٕ" -أَْل ِ ٍّيق َيتََز ْع َزعُ إِلَى األ ََب ِد". الر ٍّ ب َى َّم َك فَ ُي َو َي ُعولُ َك .الَ َي َدعُ ٍّ ق َعمَى َّ الصد َ األعداء يشيروف سيوفيـ لقتاؿ البار ،والبار يمقي عمى الرب ىمو وىو يعولو .قاؿ أحدىـ أف ىذه اآلية وجيت
لبطرس حتى ال يفشؿ المخطئ إذا َّ قدـ توبة.
ٖٕ ب ا ْليبلَ ِكِ .رجا ُل الدٍّم ِ اء َوا ْل ِغ ٍّ َما أََنا فَأَتَّ ِك ُل َّام ُي ْم .أ َّ آية (ٖٕ) َ " -وأَ ْن َ صفُ َ َ ٍّرُى ْم إِلَى ُج ٍّ َ ش الَ َي ْن ُ ت َيا اَهللُ تُ َحد ُ ون أَي َ َ َعمَ ْي َك".
َّام ُي ْم = أي لـ يكمموا نصؼ مدة أياميـ .سيأخذ اهلل حياتيـ مبك اًر. صفُ َ الَ َي ْن ُ ون أَي َ
171
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخمطون)
المزمور السادس والخمسون
عودة لمجدول
داود لـ يترؾ قيثارتو أبداً ،بؿ ظؿ وىو في شدة ضيقو مسبحاً اهلل صارخاً لو .وىو ىنا يصرخ هلل بينما كاف ىارباً إلى ممؾ جت .وىو ذىب إلى جت مرتيف .في األولى تظاىر بالجنوف (ٔصـٕٔ .)ٔٗ2وفي الثانية إلتجأ إلى
ممؾ جت ومعو ٓٓٙرجؿ فقبمو وىذا المزمور غالباً كاف في الزيارة األولى أو اليروب األوؿ لجت.
عنواف المزمور عمى الحمامة البكماء بين الغرباء= قد يكوف إشارة إلى لحف حزيف يرتؿ عمى نفس لحف ىذا
المزمور .وقد يكوف المعني فيو إشارة لداود نفسو اليادئ الوديع الذي مثؿ الحمامة وقد طردوه وىو لـ يؤذي ٍ كشاة أحداً ،ولـ يرد عمى أحد بشر ،بؿ أقصوه بعيداً عف الييكؿ .وقطعاً في كؿ ىذا ىو رمز لممسيح الذي كاف
أماـ جازييا ال يفتح فاه.
َن ِ ان َيتَ َي َّم ُم ِنيَ ,وا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو ُم َح ِ ضا ِيقُِني". آية (ٔ) ِٔ" -ا ْر َح ْم ِني َيا اَهللُ أل َّ س َ ارًبا ُي َ اإل ْن َ َيتَ َي َّم ُم ِني = يضايقني ويدفعني ويدوسني بكبرياء .ونبلحظ أنو بينما ىو ىارب إلى ممؾ جت لكنو في قمبو ىو ممتجئ إلى اهلل ،طالباً الحماية منو .ويشير قولو ِ ان َيتَ َي َّم ُم ِني = أنو بالرغـ مف أف شاوؿ الممؾ ىو الذي س َ اإل ْن َ يضطيدني إال أنو إنساف زائؿ. ٕ ين يقَ ِ ِ ِ َن َك ِث ِ اء". َع َد ِائي ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو ,أل َّ آية (ٕ) " -تَ َي َّم َم ِني أ ْ ير َ ُ او ُموَنني ِبك ْب ِرَي َ ىذه تشير لحالة الحرب ضد داود وتشير لحالة حروب إبميس ضدنا اليوـ كمو.
آية (ٖ) ِ ٖ" -في َي ْوِم َخ ْوِفي ,أََنا َعمَ ْي َك أَتَّ ِك ُل". ميما كاف مضايقي بشر (زائموف) أو شياطيف ،فأنت اهلل الذي فوؽ الكؿ لذلؾ ألجأ إليؾ. آية (ٗ) ٗ" -اَهلل أَفْتَ ِخر ِب َكبلَ ِم ِو .عمَى ِ ش ُر؟" ت فَبلَ أ َ ص َن ُع ُو ِبي ا ْل َب َ َخ ُ اهلل تََو َّك ْم ُ َ افَ .ما َذا َي ْ ُ ُ أَفْتَ ِخ ُر = أسبح بكبلـ اهلل .ىنا يرى المرنـ اهلل كضابط الكؿ فبل يخاؼ مؤامرات البشر. ٘ ارِى ْم ِب َّ ون َكبلَ ِميَ .عمَ َّي ُكل أَ ْف َك ِ الشٍّر". آية (٘) " -ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو ُي َحٍّرفُ َ رجاؿ شاوؿ حرفوا كبلـ داود ليثيروا شاوؿ ضده ،وىكذا فعؿ الييود مع المسيح. ٙ ص ُدوا َن ْف ِسي". ون ُخطُو ِاتي ِع ْن َد َما تََر َّ ونُ ,يبلَ ِحظُ َ ونَ ,ي ْختَفُ َ آية (َ " - )ٙي ْجتَ ِم ُع َ ىـ يجتمعوف خفية ويتآمروف ضدي ،يترصدوف خطواتي لييمكوا نفسي.
172
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخمطون)
ض ٍب أ ْ ِ آية (َ ٚ" - )ٚعمَى إِثْ ِم ِي ْم َج ِ وب َيا اَهللُ" . ازِى ْمِ .ب َغ َ َخض ِع الش ُع َ ىذه بروح النبوة ،فاهلل يخضع كؿ األشرار .وخاصة الييود الذيف صمبوا المسيح. ٛ ِ ِ ٍّ َما ِى َي ِفي ِس ْف ِر َك؟" اج َع ْل أَ ْن َ آية ( " - )ٛتََي َي ِاني َارقَ ْب َ تْ . ت ُد ُموعي في ِزق َك .أ َ ت = ىو يشعر أنو حتى في توىانو في جت ،وفي ىروبو مف شاوؿ ،أف عيف اهلل عميو ويحفظو .وىو تََي َي ِاني َارقَ ْب َ
يشعر أف اهلل في كؿ ضيقتو تضايؽ وأف اهلل رأي دموعو وىو يذكر كؿ اآلالـ التي وقعت عميو ،وسيعوضو خي اًر ت ُدم ِ وعي ِفي ِزقٍّ َك .اهلل كتب آالمو في ِس ْفر ال يصؿ إليو أحد أي أف اهلل لف ينسى لو كؿ لذلؾ يقوؿ= ْ اج َع ْل أَ ْن َ ُ ىذه اآلالـ .ومتى يحفظ اهلل دموعنا في زؽ عنده؟ حينما نبكي أمامو في صمواتنا ،وال نبكي أماـ الناس ونشتكي ليـ ،أو نبكي عمى ضياع شئ جسداني تافو في روح تذمر عمى اهلل .ولقد كاف لممصرييف والروماف آنية صغيرة يحفظوف فييا دموعيـ كتذكار محبة لمف بكوا مف أجمو .وداود لـ يمجأ لحفظ دموعو في إناء ينكسر بؿ أراد أف
يحفظيا عند اهلل .والزؽ إناء جمدي يحفظوف فيو الخمور .وداود ربما أراد في تسابيحو وصراخو هلل أف يفرح قمبو
بأنو لو وىو ال يمجأ إلى سواه .لقد حفظ اهلل في زؽ عنده دموع المرأة الخاطئة ،وكانت أمامو أثمف مف أي طيب.
والدموع تغمب اهلل (نش.)٘2ٙ
ٜ َع َد ِائي إِلَى ا ْلور ِ اء آية (ِ " - )ٜحي َن ِئ ٍذ تَْرتَد أ ْ ََ طالما أف عينا اهلل تراقبو وعنايتو تحيطو فمف
وك ِف ِ َن اهللَ لِي". يو .ى َذا قَ ْد َعمِ ْمتُ ُو أل َّ ِفي َي ْوٍم أ َْد ُع َ يتمكف أعداؤه منو.
ٓٔ الرب أَفْتَ ِخر ِب َكبلَ ِم ِؤٔ .عمَى ِ ص َن ُع ُو ِبي اآليات (ٓٔ " - )ٔٔ-اَهللُ أَفْتَ ِخ ُر ِب َكبلَ ِم ِوَّ . ت فَبلَ أ َ َخ ُ اهلل تََو َّك ْم ُ َ افَ .ما َذا َي ْ ُ ِ ان؟" س ُ اإل ْن َ
ٕٔ َّ ش ْك ٍر لَ َك". ور َك .أُوِفي َذ َب ِائ َح ُ آية (ٕٔ) " -اَلم ُي َّمَ ,عمَ َّي ُن ُذ ُ وصؿ ىنا إيماف النبي إلى الذروة ،لقد رأى أف اهلل سيعيده ألورشميـ منتص اًر عمى أعدائو فيوفي نذوره ويقدـ ذبائح
شكر هلل.
َحي ِ َسير قُدَّام ِ ق ,لِ َكي أ ِ آية (ٖٔ) ٖٔ" -أل َّ ت َن ْف ِسي ِم َن ا ْل َم ْو ِتَ .ن َع ْمَ ,و ِر ْجمَ َّي ِم َن َّ اهلل ِفي ُن ِ ِ اء". ل الز َّي ج ن ك َن َ َ َ َ ْ ور األ ْ َ َ َ ْ ِ ِ ِ ِ اهلل نجاه مف الموت .وأنقذَ ِر ْجمَ َّيو ِم َن َّ َّام اهلل في ُن ِ الزلَ ِ َح َياء = ور األ ْ ق = انحرافو لعبادة آلية جت .أَس َ ير قُد َ المرنـ يقصد المعنى المباشر أنو سيعود حياً إلى أورشميـ .ولكف اآلية تشير لما ىو أبعد مف ىذا .فيي تشير لمخبلص الذي قدمو لنا المسيح الذي نجى نفوسنا مف الموت فيو بموتو داس الموت .وىو أعطانا أف نغمب
173
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخمطون)
الخطية وال ننزلؽ فييا وفي طرقيا .وأعطانا حياة أبدية في نور األحياء حيث يكوف المسيح ىو نور أورشميـ
السماوية.
174
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمطون)
المزمور السابع والخمسون
عودة لمجدول
المزمور السابع والخمسون(السادس والخمسون في األجبية) في أشد أوقات داود لـ يترؾ قيثارتو وال صمواتو ،وىا ىو ىارب مف شاوؿ ولكنو ال يكؼ عف التسبيح والتضرع
إلى اهلل بثقة (قارف ىذا المزمور مع ٕكوٗ.)ٔٔ-ٚ2
عمى ال تيمك= نشيد معروؼ يشير إليو ،ربما ليرتمونو بنفس النغمة .ومعنى ال تيمؾ أف ال تقابؿ الشر بالشر. كما عفا داود عف شاوؿ في المغارة ولـ يقتمو.
نصمي ىذا المزمور في الساعة السادسة ،فداود كاف في اضطياد األقوياء لو رم اًز لممسيح .حفروا قدامي حفرة= ىذه مؤامرة الييود .سقطوا في وسطيا= ىذه نيايتيـ استيقظ يا مجدي= استيقظي يا نفسي (سبعينية) ىذه نصرة
المسيح بالقيامة. َن تَعبر ا ْلم ِ احتَم ْت َن ْف ِسي ,وِب ِظ ٍّل ج َناح ْي َك أ ْ ِ ِ ِٔ ِ َّ ب". صائ ُ َ َ َحتَمي إِلَى أ ْ ْ ُ َ َ َ َ آية (ٔ) " -ا ْر َح ْمني َيا اَهللُ ْار َح ْمني ,ألَن ُو ِب َك ْ َ تكرار ْار َح ْم ِني = يدؿ عمى أننا محتاجوف إلى رحمة اهلل في الدىر الحاضر وفي الدىر اآلتي .والى المجاجة في الطمب .ا ْلم ِ اح ْي َك = إشارة لعناية اهلل بنا ب = اإلثـ في السبعينية إشارة لمتجارب التي يثيرىا الشيطافَ .ج َن َ صائ ُ َ َ (متٖٕ )ٖٚ2والدجاجة إذا ىاجميا صقر ترفرؼ بجناحييا وتضـ فراخيا تحتيا. اهلل ا ْلمح ِ اهلل ا ْلعمِ ٍّي ,إِلَى ِ آية (ٕ) ٕ" -أَصر ُخ إِلَى ِ امي َع ٍّني". َُ َ ُْ الصراخ ال يعني الصوت العالي بؿ ح اررة القمب واإلرادة األكيدة في الطمب. آية (ٖ) ٖ" -ير ِس ُل ِم َن َّ ِ ص ِنيَ .عي ََّر الَِّذي َيتَ َي َّم ُم ِنيِ .سبلَ ْهُ .ي ْر ِس ُل اهللُ َر ْح َمتَ ُو َو َحقَّ ُو". الس َماء َوُي َخمٍّ ُ ُْ ير ِس ُل ِم َن َّ ِ ص ِني = ألـ يرسؿ اآلب ابنو الوحيد مف السماء ليخمصنا (يوَٖ )ٖٔ2يتَ َي َّم ُم ِني = الس َماء َوُي َخمٍّ ُ ُْ يطأونني أو يضطيدونني (سبعينية) .وىـ الشياطيفَ .ر ْح َمتَ ُو َو َحقَّ ُو = فعمي الصميب ظيرت رحمة اهلل وحقو (عدلو) ،ىذه ىي طريقة الخبلص ،فالذي استوفى مطاليب الحؽ اإلليي ىو المسيح المصموب برحمتو .فداس لنا
أعدائنا.
ٗ ِ ش َب ِ ِ َّ ف آية (ٗ) َ " -ن ْف ِسي َب ْي َن األَ ْ س ْي ٌ ين َب ِني َ ال .أ ْ َضطَجعُ َب ْي َن ا ْل ُمتَّ ِق ِد َ آد َم .أ ْ سا ُن ُي ْم َ امَ ,ولِ َ َس َنا ُن ُي ْم أَسن ٌة َوس َي ٌ َم ٍ اض".
ش َب ِ ال = ىـ االعداء األقوياء الذيف أحاطوا بداود (شاوؿ ورجالو) أو ىـ كؿ مف اجتمع حوؿ المسيح (الروماف األَ ْ والييود) (مزٕٕ .)ٖٔ2ولـ يقؿ االسود ،فيؤالء المحيطيف بو يعتمدوف عمي الممؾ شاوؿ ،كما تعتمد االشباؿ
175
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمطون)
ين = يشبو نفسو بالتبف وأعدائو عمي ابوىا االسد .أ ْ َضطَجعُ = إشارة إلى موت المسيح بالجسدَ .ب ْي َن ا ْل ُمتَّ ِق ِد َ بنيراف حارقة. السماو ِ ٘ ِ ات .لِ َي ْرتَ ِف ْع َعمَى ُك ٍّل األَ ْر ِ ض َم ْج ُد َك". آية (٘) ْ " -ارتَف ِع المَّ ُي َّم َعمَى َّ َ َ في ىذه اإلشارة نرى اهلل يقيـ المظموـ ويرفعو ،وىي نبوة عف قياـ وصعود المسيح بالجسد .وفي نصرة المظموـ يرتفع مجد اهلل أماـ أنظار الشعوب .حينما نضع ىذه اآلية مع آية ( )ٛإستيقظ يا مجدي نفيـ أف اهلل يتمجد ويرتفع حينما يقيـ المسيح .واآلية وحدىا تشير ألف اهلل يقيـ المظموـ ويرفعو ،وفي ىذا يرتفع مجد اهلل .مجد داود ليس في ممكو او جيشو او غناه ،انما مجده ىو اهلل " اكوف مجدا في وسطيا "( زؾ ٕ .)٘ 2اذاً استيقظ يا
مجدي ىي نداء ورجاء لممسيح ابف اهلل ليقوـ مف االموات ويقيمو ىو ايضا ،وبصعوده يصعد لممجد ويتمجد مجدا ابديا. ِ ِ ِ ِ آية (َ ٙ" - )ٙى َّيأُوا َ ِ س ِط َياِ .سبلَ ْه". سقَطُوا في َو َ ش َب َك ًة ل َخطَ َواتي .ا ْن َح َن ْت َن ْفسيَ .حفَُروا قُدَّامي ُح ْف َرةًَ . ش َب َك ًة ُ /ح ْف َرةً وا ْن َح َن ْت َن ْف ِسو مف أحزانو (حفرة مخفية كشرؾ حيف رأى المرتؿ مؤامرات األعداء إلصطياده = َ
ليوقعوه فييا) .ولكنيـ سقطوا ىـ فييا (ىاماف).
وىذا ما حدث مع المسيح في ىذه الساعة ،إذ نجحت وقتياً خطة األشرار وصمبوه .وكاف في حزف عظيـ "نفسي ِ س ِط َيا = وىذا ما حدث مع المسيح حيف أتى إبميس وجنوده ليقبضوا عمي روح سقَطُوا في َو َ حزينة إلى الموت"َ . المسيح فإذ بو يقبض ىو عمييـ .ويقيدىـ ألؼ سنة .وىذا ما حدث مع داود وشاوؿ ،فسقط شاوؿ في يد داود. ٚ ت َق ْم ِبي .أُ َغ ٍّني َوأ َُرٍّن ُم". ت َق ْم ِبي َيا اَهللُ ,ثَا ِب ٌ آية ( " - )ٚثَا ِب ٌ ت َق ْم ِبي = قمبي لـ يتزعزع أثناء مقاومة األعداء لي ،بؿ كنت أغني وأرنـ .والقديس أثناسيوس الرسولي يفسر ثَا ِب ٌ
ثابت قمبي (مستعد حسب السبعينية) أف قمبو مستعد لحموؿ الروح القدس الذي يعممو الترنيـ والتسبيح .والروح
القدس ح ّؿ عمينا بعد أف تـ عمؿ المسيح الفدائي.
ود! أََنا أ ِ ِِ ِ آية (ِ ٛ" - )ٛ س َح ًرا". اب َوَيا ُع ُ استَ ْيقظي َيا َرَب ُ ْ استَ ْيق ْظ َيا َم ْجدي! ْ ْ َستَ ْيقظُ َ استَ ْي ِق ْظ َيا َم ْج ِدي = استيقظي يا نفسي (سبعينية) إشارة لمجد اهلل الذي ظير في إقامة المسيح ،وفي معونة مف ْ
ألتجأ إليو .وفي حموؿ الروح الذي أعطانا حياة التسبيح .أنا أستيقظ سح اًر (مبك اًر) سبعينية .فالمسيح قاـ فجر
األحد .وكؿ مف حؿ عميو روح اهلل وامتؤل بو يستيقظ مبك اًر وال يتغافؿ ويقوـ ليرنـ.
ٜ السماو ِ ِ ات, ُمِمٔٓ .أل َّ اآليات ( " - )ٔٔ-ٜأ ْ َن َر ْح َمتَ َك قَ ْد َعظُ َم ْت إِلَى َّ َ َ َح َم ُد َك َب ْي َن الش ُعوب َيا َرب .أ َُرٍّن ُم لَ َك َب ْي َن األ َ السماو ِ ٔٔ ِ ِ ات .لِ َي ْرتَ ِف ْع َعمَى ُك ٍّل األ َْر ِ ض َم ْج ُد َك". َوِالَى ا ْل َغ َمام َحق َكْ .ارتَف ِع المَّ ُي َّم َعمَى َّ َ َ
176
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمطون)
السماو ِ أُرٍّنم لَ َك ب ْي َن األ ِ ات = َ ُمم = ىذه بروح النبوة ،فمزامير داود ترتؿ بيا كؿ األمـ اآلفَ .ر ْح َمتَ َك َعظُ َم ْت إِلَى َّ َ َ َ َ ُ رحمة اهلل رفعت اإلنساف الترابي إلى السماء فسبحت المبلئكة السمائييف اهلل عمى عممو العجيبَ .وِالَى ا ْل َغ َم ِام
َحق َك = طمب داود ىنا اف يرتفع اهلل ويتعالي اعمي مف السموات والسحاب ،اي عاليا جدا ويري مجده كؿ الشعوب .والغماـ أو السحاب يشير لمقديسيف (أش ٔ2ٜٔإشارة لمعذراء +عبٕٔ )ٔ2فكؿ مف عاش حياة مقدسة يشبو بالسحاب ألنو أرتفع عف األرضيات .ومراحـ اهلل تشبو بالمطر المتساقط عمى البشر يعطييـ الخير .لِ َي ْرتَ ِف ْع َعمَى ُك ٍّل األ َْر ِ ض َم ْج ُد َك = إيماف كؿ األرض.
177
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخمطون)
المزمور الثامن والخمسون
عودة لمجدول
ىناؾ عدة أراء عف المناسبة التي قيؿ فييا ىذا المزمور-2 .1
قبؿ أف يبدأ شاوؿ مبلحقتو لداود مع جنوده ليقتمو ،استخدـ القضاة المرتشيف ليصدروا حكماً ضد
.2
قيؿ بمناسبة الحكـ الظالـ الذي أصدره شاوؿ ضد كينة نوب األبرياء.
داود بأنو خارج عف القانوف وعمى مف يجده أف يقتمو. .3
عف طريقة قضاء إبشالوـ وأتباعو ،إذ عوجوا القضاء ليجذبوا قموب الشعب.
ٔ ونِ ,با ْلمستَ ِقيم ِ َخ َر ِ آد َم؟ " َحقًّا ِبا ْل َح ٍّ ق األ ْ ون َيا َب ِني َ ض َ س تَتَ َكمَّ ُم َ ات تَ ْق ُ آية (ٔ) " -أ َ ُ ْ َ ىنا نجد داود في م اررة يوبخ القضاة أو الحكاـ الذيف يمزجوف الكذب بالحؽ فيعوجوا القضاء حسب أىوائيـ.
َخ َر ِ س = مف يعرؼ الحقيقة وال يتكمـ .ونجد في ىذا نبوة عما فعمو الييود بالمسيح ،تمفيؽ تيـ ،واخفاء ا ْل َح ٍّ ق األ ْ حقائؽ وحكـ ظالـ ضده. ٕ ور ِفي األ َْر ِ ون". ش ُر ًا ون ُ ض ظُ ْم َم أ َْي ِدي ُك ْم تَ ِزُن َ آية (ٕ) َ " -ب ْل ِبا ْل َق ْم ِب تَ ْع َممُ َ ا ْل َق ْم ِب = أي أفكارىـ وشيواتيـ وارادتيـ خاطئة ،والنتيجة ظُ ْم َم أ َْي ِدي ُك ْم = أعمالكـ .فيـ في كمماتيـ تجدىـ يتكمموف ون = كأف القاضي لو ميزاف ليزف الحؽ بالحؽ ولكف أفكارىـ ونياتيـ وأعماليـ كميا ظمـ .ظُ ْم َم أ َْي ِدي ُك ْم تَ ِزُن َ والباطؿ ،وميزاف ىؤالء غش. ٖ ين َك ِذ ًبا". آية (ٖ) َ " -از َ ش َرُار ِم َن َّ غ األَ ْ ضموا ِم َن ا ْل َب ْط ِنُ ,متَ َكمٍّ ِم َ الر ِحِمَ . سبؽ داود وقاؿ" بالخطية حبمت بي أمي" وىذا عف أف كؿ مولود يرث خطية آدـ ولكف المقصود ىنا بقولو َازغَ الر ِحِم = أف ىؤالء القضاة الظالميف ولدوا مف أباء عمى شكميـ ،فالخطية تفشت وسط المجتمع. ش َرُار ِم َن َّ األَ ْ فالمبادئ الفاسدة التي سادت المجتمع الفاسد ىي الرحـ الذي نشأوا فيو. الص ٍّل األَص ٍّم يسد أُ ُذ َن ُو٘ ,الَِّذي الَ يستَ ِمع إِلَى صو ِت ا ْلحو ِ اآليات (ٗٗ" - )٘-لَيم حم ٌة ِم ْث ُل حم ِة ا ْلحي ِ اة َّةِ .مثْ ُل ٍّ َُ َ َْ ُ َْ َُ َ َُ ُْ ُ َ ين ُرقَى َح ِك ٍيم". َّ الر ِاق َ
داود ىنا يشبو ىؤالء األشرار بالحية التي تسد أذنييا حتى ال تسمع صوت المزمار الذي يطمقو الراقي ليخرجيا ويمنعيا أف تطمؽ سموميا عمى الناس( .ىذه قد تكوف أسطورة أو فكرة عند الناس أف الحيات تستجيب لمزمار
الحواة الراقيف) والميـ المعنى أف ىؤالء األشرار يطمقوف سموميـ وكبلميـ الردئ المسموـ ضد الناس غير
سامعيف لمشورات األب ارر بأف يكفوا عف ىذا.
178
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخمطون)
سر أَس َنا َنيم ِفي أَفْو ِ ش َب ِ َّ ٙ ال َيا َرب". اس األَ ْ اى ِيِمْ . اى ِش ْم أ ْ َض َر َ َ آية ( " - )ٙاَلم ُي َّمَ ,ك ٍّ ْ ْ ُ ْ طالما ال أمؿ في إصبلحيـ فالمرنـ يطمب عقابيـ حتى ال يستمروا في أذيتيـ لؤلبرياء وأسنانيـ وأضراسيـ إشارة
لفميـ الذي يطمؽ األكاذيب ويأكموا بيا سمعة األبرياء فيحطمونيـ ،فاألشباؿ تطحف الفريسة بأضراسيا.
ْىبوا .إِ َذا فَ َّو َ ِ ِ ِ ِٚ ب". ام ُو َف ْمتَ ْن ُ وبوا َكا ْل َماء ,ل َيذ َ ُ آية ( " - )ٚل َي ُذ ُ ق س َي َ الماء إذا انسكب عمى األرض ال يمكف جمعو ثانية .والمرنـ يطمب أف تذىب عنيـ قوتيـ حتى ال يتسببوا في اذية أحد .وِا َذا فَ َّو َ ِ ب ام ُو = َّ فوؽ أي وضع السيـ عمى وتر القوس ،أي مستعد إلطبلقو عمى األبرياءَ .ف ْمتَ ْن ُ ق س َي َ = أي تتكسر وال تصيب أحد. ٛ ون م ِ اش ًياِ .م ْث َل ِس ْق ِط آية (َ " - )ٛك َما َي ُذ ُ وب ا ْل َحمَُز ُ َ ون م ِ اش ًيا = الحمزوف ىو القوقع. َك َما َي ُذ ُ وب ا ْل َحمَُز ُ َ
ا ْل َم ْأر َِة الَ ُي َعا ِي ُنوا َّ س". الش ْم َ وىذا يفرز مادة لزجة ،وبينما ىو يسير تستيمؾ تمؾ المادة
المزجة ويتركيا وراءه ،وبالطبع مع الوقت ستستيمؾ تمؾ المادة ويستيمؾ القوقع بالتالي (أصؿ كممة القوقع
المستخدمة ىنا فقط في الكتاب المقدس تشير لفتاة تجرجر ذيؿ فستانيا وراءىا .فيذا القوقع يترؾ عمى األرض في سيره مادتو المزجة حتى يجؼ وينتيي ويموت) .وصبلة المرنـ أف يضمحؿ ىؤالء األشرار ىكذا .بؿ ليتيـ ال يولدوف .او يكونوف ِم ْث َل ِس ْق ِط ا ْل َم ْأر َِة الذي يموت قبؿ أف يولد .أو يا ليت خططيـ ومؤامراتيـ ال تولد. ٜ ورُك ْم ِب َّ يئا أ َْو َم ْح ُروقًاَ ,ي ْج ُرفُ ُي ْم". َن تَ ْ الش ْو ِكِ ,ن ً آية ( " - )ٜقَ ْب َل أ ْ ش ُع َر قُ ُد ُ الشوؾ سريع االشتعاؿ وال يبقي كثي اًر أماـ النار .وىؤالء األشرار يا رب فمتجعميـ ك َّ الش ْو ِك ،ينتيوف قبؿ أف تشعر يئا أ َْو َم ْح ُروقًا = الشوؾ أماـ النار يشتعؿ سواء كاف جافاً أو مازاؿ في خضرتو .والمعنى فمتبيدىـ القدر بنارىـِ .ن ً يا رب سواء كانوا في بداية مؤامراتيـ أو إذا كانت مؤامراتيـ وشرورىـ قد نضجت. ٓٔ ٍّيق إِ َذا أرَى َّ الشٍّر ِ الن ْق َم َةَ .ي ْغ ِس ُل ُخطُو ِات ِو ِب َدِم ٍّ ير". آية (ٓٔ) َ " -ي ْف َر ُح ٍّ الصد ُ َ فرح الصديؽ بيبلؾ األشرار راجع ألن و رأى قداسة اهلل وعدـ رضاه عمى الشر فيتشجع ألنو يسير في طريؽ اهلل،
وألف اهلل يحب طريؽ الحؽ .فنجاح طريؽ الشرير يدفع البار لمحزف ويضعؼ قمبو ،وحيف يرى عدؿ هلل يزداد ثقة الشٍّر ِ في أف اهلل ال يرضى بالظمـَ .ي ْغ ِس ُل ُخطُو ِات ِو ِب َدِم ٍّ ير = الصديؽ حيف يرى عقوبة الشرير أف اهلل انتقـ منو يخاؼ باألكثر فيطير أعمالو خوفاً مف أف تكوف لو نفس عقوبتو. اض ِفي األ َْر ِ لو قَ ٍ آية (ٔٔ) َ ٔٔ" -وَيقُو ُل ِ مصدٍّي ِ ض»" ان «إِ َّن ِل ٍّ وج ُد إِ ٌ س ُ ق ثَ َم ًرا .إِنَّ ُو ُي َ اإل ْن َ مف ظف أنو ليس ىناؾ مكافأة لمف يعمؿ أعماالً صالحة ،أو ظف أنو ال عقاب لمشرير ،اآلف بعد عقاب الشرير سيعرؼ أف اهلل يكافئ البار ويعاقب الشرير.
179
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمطون)
المزمور التاسع والخمسون
عودة لمجدول
نرى في ىذا المزمور رجاؿ شاوؿ يحاصروف داود وزوجتو ميكاؿ تخدعيـ وتنزلو مف الكوة وداود كاف في ىذا رم اًز لممسيح ا لذي نجاه اهلل بقيامتو .وما نالو أعداء داود مف عقاب مثاؿ لما حدث لمييود وسيحدث ليـ في يوـ القضاء .ونحف حيف نرتؿ ىذه المزامير نذكر إبميس عدونا ونيايتو المنتظرة .ومف أعدائنا األقوياء الشيوة
والخطية. ٔ اح ِم ِنيَ ٕ .ن ٍّج ِني ِم ْن فَ ِ اإل ثِْمَ ,و ِم ْن ِر َج ِ اعمِي ِ َع َد ِائي َيا إِل ِييِ .م ْن ُمقَ ِ ال او ِم َّي ْ اآليات (ٔ " - )٘-أَ ْن ِقذ ِْني ِم ْن أ ْ اء َخمٍّص ِنيٖ ,أل ََّنيم ي ْك ِم ُن َ ِ ِ الدٍّم ِ ون َعمَ َّي ,الَ ِإل ثْ ِمي َوالَ لِ َخ ِطي َِّتي َيا َربِ ٗ .ببلَ إِثٍْم ِم ٍّني اء َي ْجتَ ِم ُع َ ُْ َ ْ ون ل َن ْفسي .األَق ِْوَي ُ َ ٘ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ لو ا ْل ُج ُن ِ ب ُك َّل يل ا ْنتَِب ْو لتُ َ س َرائ َ ود ,إِ َ ت َيا َرب إِ َ استَ ْيق ْظ إِلَى لقَائي َوا ْنظُ ْر! َوأَ ْن َ ون َوُيعد َ َي ْج ُر َ طال َ لو إِ ْ س ُي ُمْ . ون أَ ْنفُ َ ُمِمُ .ك َّل َغ ِاد ٍر أ َِث ٍيم الَ تَْر َح ْمِ .سبلَ ْه". األ َ
صبلة لمخبلص مف األعداء األقوياء .وىذا ما فعمو ويفعمو المسيح لنا ،فيو يحمينا مف األعداء األقوياء= (شاوؿ /إبميس ) ..وقولو الَ ِإل ثْ ِمي = يشير إلى أنو لـ يخطئ إلييـ ،لكنيـ يياجمونو ببل سبب .ويعدوف أنفسيـ ِ ُمِم = لمفتؾ بيْ . استَ ْيق ْظ = ىذا ما قالو التبلميذ لممسيح إذ ظنوه نائماً في السفينة ال ييمو أمر غرقيـ .األ َ المقصود ب يـ األمـ الوثنية أي مف يعبدوف الشياطيف .وىو ضـ شاوؿ ورجالو ليؤالء فإبميس ىو أبوىـ وقائدىـ.
ا ْنتَِب ْو = أي دع اإلمياؿ وطوؿ األناة.
ِ ِ ٚ ٙ ون ِبأَفْو ِ ون ِمثْ َل ا ْل َك ْم ِب ,وي ُدور َ ِ ون ِع ْن َد ا ْلمس ِ اى ِي ْم. اآليات (َ " - )ٚ-ٙي ُع ُ اءَ ,ي ِير َ ود َ ون في ا ْل َمدي َنةُ .ى َوَذا ُي ِبق َ َ َ َ ََ ُ ون «م ْن س ِ سي ٌ ِ ِ ِ امعٌ؟ »". ُُ وف في شفَاى ِي ْم .أل ََّن ُي ْم َيقُولُ َ َ َ ون أي ون ِمثْ َل ا ْل َك ْم ِب = التشبيو ىنا بصياد يرسؿ كبلبو وراء الفريسة .والصياد ىو شاوؿ الممؾ .وقولو َي ِير َ َي ِير َ يصدروف أصوات خافتة كما ينبح الكمب بصوت خافت ،وذلؾ ألنيـ يخافوف أف ييرب منيـ داود .وتشبيو ون ِبأَفْو ِ ون ِع ْن َد ا ْلم ِ اى ِي ْم األعداء بالكبلب (راجع مزٕٕ) ي ُع ُ ود َ ساء= الميؿ يشير لمخطية التي ىـ فيياُ .ى َوَذا ُي ِبق َ َ َ َ ون = يممئوف فميـ ىواء ويفرغونو بقوة) .والمعنى أنيـ يخرجوف مف أفواىيـ فيض = أي يتجشأوف بأفواىيـ ( ُي ِبق َ مف الشر الذي كالسيوؼ ألنيـ يقولوف م ْن س ِ امعٌ = ىـ في جبروتيـ يقولوف لف يسمع أحد صراخ المظموـ. َ َ ٛ ُمِم". ستَ ْي ِزئُ ِب َج ِم ِ آية ( " - )ٛأ َّ ت َيا َرب فَتَ ْ َما أَ ْن َ ض َح ُك ِب ِي ْم .تَ ْ يع األ َ ستَ ْي ِزئُ = راجع مزمور (ٕ) (صبلة باكر). تَ ْ ض َح ُك ..تَ ْ
َن اهللَ َم ْم َجِإي". آية (ِ ٜ" - )ٜم ْن قَُّوِت ِو ,إِلَ ْي َك أَْلتَ ِجئُ ,أل َّ
180
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمطون)
قُ َّوِت ِو = قوة العدو. آية (ٓٔ) ٔٓ" -إِل ِيي ر ْحمتُ ُو تَتَقَدَّم ِني .اهلل ي ِر ِ َع َد ِائي. يني ِبأ ْ ُُ ُ َ َ ىذه خبرات داود السابقة التي تسنده في ضيقتو الحالية (األسد -الدب -جميات). ٔٔ ِ َّ س َنا". سى َ ش ْع ِبي .تٍَّي ْي ُي ْم ِبقُ َّوِت َك َوأ ْ َى ِب ْط ُي ْم َيا َرب تُْر َ آية (ٔٔ) " -الَ تَ ْقتُ ْم ُي ْم ل َئبل َي ْن َ المرنـ يطمب أف يتشتت أعداؤه ليكونوا عبرة لكؿ شرير .فمو ماتوا لنسى الناس شرىـ .وكانت ىذه نبوة عف تشتت
الييود بعد صمبيـ لممسيح ،وأىانتيـ ٕٓٓٓسنة في كؿ مكاف .وكؿ ما نرى ما حدث لمييود نتأكد أنيا عقوبة
إليية ألنيـ مازالوا غير مؤمنيف. اى ِيم ِىي َكبلَم ِشفَ ِ ِ ٕٔ ِ ون اى ِي ْمَ .وْل ُي ْؤ َخ ُذوا ِب ِك ْب ِرَي ِائ ِي ْمَ ,و ِم َن المَّ ْع َن ِة َو ِم َن ا ْل َك ِذبِ الَِّذي ُي َح ٍّدثُ َ آية (ٕٔ) َ " -خط َّي ُة أَف َْو ْ َ ُ ِب ِو". مازالت خطية الييود ىي رفضيـ واىاناتيـ لممسيح وكذبيـ وتحريفيـ لآليات والنبوات التي بيف أيدييـ والتي تنطؽ بما حدث لممسيح.
َن اهلل متَسمٍّطٌ ِفي يعقُوب إِلَى أَقَ ِ اصي األ َْر ِ ْنِ ,ب َح َنق أَف ِ آية (ٖٔ) ٖٔ" -أَف ِ ضِ .سبلَ ْه". َْ َ ْنَ ,والَ َي ُكوُنواَ ,وْل َي ْعمَ ُموا أ َّ َ ُ َ ىنا يزداد المرنـ غيظاً عمى ىؤالء الكذابيف ويطمب فنائيـ ،وىذا ما حدث لمييود عمى يد تيطس سنة ٓٚـ. والحظ تكرار كممة أَف ِ ْن لمتأكيد .لعدـ إيمانيـ أف المسيح ممؾ متسمط عمى يعقوب وعمى كنيستو إلى أقاصي األرض( .يعقوب ىو أبو الكنيسة بالجسد). ِ ِ ٘ٔ ٗٔ ِ ون ِم ْث َل ا ْل َك ْم ِب ,وي ُدور َ ِ ون ِع ْن َد ا ْلمس ِ ون اآليات (َٗٔ " - )ٔ٘-وَي ُع ُ يي َ اءَ .ي ِير َ ود َ ون في ا ْل َمدي َنةُ .ى ْم َيت ُ َ َ ََ ُ ش َب ُعوا َوَي ِبيتُوا". لِؤلَ ْك ِل .إِ ْن لَ ْم َي ْ اآلية (ٗٔ) ىي تكرار لآلية ( )ٙولكف آية (٘ٔ) تختمؼ عف آية ( .)ٚوالفارؽ بيف الحالتيف ،ىو الفارؽ بيف
الييود وىـ يدبروف مؤامرتيـ ضد المسيح وىـ في قوتيـ شاعريف أنيـ قادريف أف يفعموا بو ما يريدوف ،وبيف
الييود حيف تشتتوا وفارقيـ اهلل ففارقتيـ قوتيـ و أروا الكنيسة التي يشبعيا اهلل وىـ في حالة جوع .في األوؿ كاف ِ ش َب ُعوا َوَي ِبيتُوا = تترجـ ويحسدوف ون ِلؤلَ ْك ِل إِ ْن لَ ْم َي ْ يي َ ليـ سيوؼ ويبقوف بأفواىيـ .وفي الثاني مشتتيف= ُى ْم َيت ُ ويتذمروف إذ ال يجدوف شبعيـ.
ٔٙ ِ َما أََنا فَأُ َغ ٍّني ِبقَُّوِت َك ,وأُرٍّنم ِبا ْل َغ َد ِ اصا ِفي َي ْوِم اآليات ( " - )ٔٚ-ٔٙأ َّ اة ِب َر ْح َم ِت َك ,أل ََّن َك ُك ْن َ ت َم ْم َجأً ليَ ,و َم َن ً ََ ُ ضِ ِ لو َر ْح َم ِتي". يقيَ ٔٚ .يا قَُّوِتي لَ َك أ َُرٍّن ُم ,أل َّ َن اهللَ َم ْم َجِإي ,إِ ُ
181
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمطون)
وأُرٍّنم ِبا ْل َغ َد ِ اة = أي في الصباح وقارف مع األعداء الذيف يعودوف عند المساء (آية .)ٙونصيب أوالد اهلل ىو ََ ُ المسيح شمس البر نورىـ .ونصيب األشرار سمطاف الظممة أي إبميس .ومف ىـ في نور المسيح ال يكفوا عف
التسبيح.
182
ضفر المسامير ( المسمور الطتون)
المزمور الستون
عودة لمجدول
ىناؾ مزامير كثيرة تتكمـ عف داود المتألـ الذي يصرخ إلى اهلل ليخمصو .ولكف ىذا المزمور كتبو داود في يوـ انتصاره ،يوـ استقر عمى عرشو ،بعد أف أعطاه اهلل نصرة عمى األرامييف ثـ األدومييف (يبدو أف األدومييف استغموا حرب داود مع أراـ وضربوا إسرائيؿ مف الجنوب ،فعاد يوآب وضرب أدوـ) .ورنـ داود ىذا المزمور
ص ِّو اًر أف اهلل تخمى عنيـ فوقع الشعب في ضيؽ ،ثـ نظر إلييـ معطياً قوة فصار أعدائيـ في خزي .وكاف ىذا ُم َ
مثاالً لما حدث مع المسيح ،إذ ظف كؿ واحد أف اهلل قد تخمى عنو وىو معمؽ عمى الصميب ،ثـ بعد القيامة صار أعداؤه في خزي تحت قدميو.
ٕ ٔ س َرَىا ألَنَّ َيا ت األ َْر َ ت .أ َْر ِج ْع َناَ .زْل َزْل َ س ِخ ْط َ اآليات (َٔ " - )ٖ-يا اَهللُ َرفَ ْ ص ْمتَ َياْ . اج ُب ْر َك ْ ض ,فَ َ ضتََنا .اقْتَ َح ْمتََناَ . ٖ سقَ ْيتََنا َخ ْم َر التََّرن ِح". ت َ ُمتََز ْع ِز َع ٌة! أ ََرْي َ ش ْع َب َك ُع ْ س ًراَ . ىنا تصور لحالة الشعب في إنكساره ،في بداية المعركة وكأف األرض فُ ِ ص َم ْت أي إنشقت ما بيف أراـ مف الشماؿ وأدوـ مف الجنوب ،وىو ُيص ِ َّوْر أي إنكسار لمشعب عمى أنو تخمى مف اهلل عنيـ ،وىذا صحيح فكؿ مف يتخمى
عف اهلل يتخمى اهلل عنو فينكسر .ولكف بالنسبة ألوالده ،فقد يكوف التخمي لفترة قصيرة يعقبيا مجد ،فداود عاد وانتصر مع شعب إسرائيؿ ىنا عمي اعدائيـ .وكاف ىذا رم اًز لما حدث مع المسيح نفسو بعد ذلؾ.
ٗ ِِ قِ .سبلَ ْه٘ .لِ َكي ي ْنجو أ ِ استَ ِج ْب َج ِل ا ْل َح ٍّ ت َخ ِائ ِف َ َحب ُ َعطَ ْي َ يك َر َاي ًة تُْرفَعُ أل ْ اآليات (ٗ " - )٘-أ ْ ص ِب َيمين َك َو ْ َّاؤ َكَ .خمٍّ ْ ْ َ َُ لِي!" يك َر َاي ًة = المحاربوف يميزوف بعضيـ بعبلمات فكؿ جيش لو راية أو عبلمة ،حتى ال يقتؿ الزميؿ َع َ ت َخ ِائ ِف َ ط ْي َ أْ زميمو .وىنا نجد أف اهلل ىو الذي أعطاىـ الراية فيو الذي يحمييـ ،وىذه الراية ىي اإليماف باسمو ،واسـ اهلل ىو
الذي يحمييـ .وىـ اآلف يروف ىذه الراية مرفوعة ،في صموات الكينة في الييكؿ وصموات الجنود في المعركة، في اسـ اهلل الذي يتردد عمى شفاىيـ .والراية التي ترفعيا الكنيسة اآلف ىي عبلمة الصميب ،وبيا ننجو مف سياـ
إبميس ،واسـ يسوع المرعب لجنود إبميس. ٚ ٙ ِ ِ ْسم َ ِ ِ َّ ِ ِ ِ سى, اد َوِلي َم َن َّ وت .لِي ِج ْم َع ُ سك َ ي ُ يس َواد َ يمَ ,وأَق ُ شك َ اآليات ( " - )ٕٔ-ٙاَهللُ قَ ْد تَ َكم َم بقُ ْدسو «أ َْبتَ ِي ُج ,أَق ُ ِ ضِ ْسي ,ييوَذا صولَج ِانيٛ .موآب ِ ْرِيم ُخوَذةُ أر ِ اى ِت ِفي َعمَ َّي». َد أ ى م ع ي. ت ح ر م َ ين ْ ُ س ِط ُ َ َ َ ُ ُ َْ َ وم أَ ْط َر ُح َن ْعميَ .يا َفمَ ْ َُ ْ َ َ َوأَف َا ُ ٓٔ ٜ ود ِني إِلَى ا ْلم ِدي َن ِة ا ْلمح َّ ِ ِ ِ ِ ت َيا اَهللُ الَِّذي َرفَ ْ س أَ ْن َ َم ْن َيقُ ُ َُ وم؟ أَلَ ْي َ ضتََناَ ,والَ تَ ْخ ُر ُج َيا اَهللُ َ ص َنة؟ َم ْن َي ْيديني إلَى أ َُد َ ٔٔ اإل ْنس ِ ٕٔ ِ ِ مع ج ي ِ ص َنعُ ِب َبأ ٍ الضي ِ وس َع ِط َنا َع ْوًنا ِفي ٍّ وش َنا؟ أ ْ َ َ ُُ انِ .باهلل َن ْ ْسَ ,و ُى َو َي ُد ُ ص ِ َ ق ,فَ َباط ٌل ُى َو َخبلَ ُ
اء َنا". أْ َع َد َ
183
ضفر المسامير ( المسمور الطتون)
ىنا داود يتكمـ عف النصرة التي أعطاىا اهلل .فاَهللُ قَ ْد تَ َكمَّ َم ِبقُ ْد ِس ِو = أي أعطانا وعده المقدس .وطالما أنو وعد فؤلَ ْبتَ ِي ُج .واهلل وعد داود بأف يممؾ عمى كؿ إسرائيؿ وطالما أف اهلل وعد فيو سيعطي داود أف تكوف لو إسرائيؿ ِ ِ ْسم َ ِ ِ ص ْولَ َج ِاني = األسباط كميا صارت وت .لِي ِج ْم َع ُ سك َ ادَ ....ي ُيوَذا َ ي ُ يس َواد َ يم َوأَق ُ شك َ كميا نصيباً وممكاً لو .أَق ُ لو ولف يغتصب أراـ أو أدوـ شيئاً .لف يقتسـ أراـ وأدوـ األرض ،ولكف كميا لداود وأما أعدائو فمقد أخضعيـ اهلل
تحت قدميو (موآب وأدوـ) فمؤاب تصير ميانة كمرحضة وأدوـ موطئاً لرجميو .وأنت يا فمسطيف أف كاف لؾ جرأة إىتفي عمى وسيكوف مصيرؾ كيؤالء .ثـ يترنـ المرنـ ويسبح اهلل الذي أعاده إلى أورشميـ المدينة المحصنة بؿ
أعطاه أف ييزـ أدوـ ويدوسيا ويضرب منيا ٓٓٓ ٕٔ.في وادي الممح (العنواف) .نجد داود ىنا يسبح اهلل وحده ِ ص ِ سِ ان .ومف الناحية الرمزية .اَهللُ قَ ْد اإل ْن َ الذي يخمص ،أما اإلنساف فبل يستطيع أن يخمص= َباط ٌل ُى َو َخبلَ ُ تَ َكمَّ َم ِبقُ ْد ِس ِو = اهلل قد تجسد بالروح القدس مف مريـ العذراء (عبٕ .)ٔ2ٔ،وبفدائو اشترى كؿ عبيده وشعبو
واقتسميـ أي صاروا نصيبو (أشٖ٘ .)ٕٔ2وصار الشيطاف تحت أقدامو وأقداـ كنيستو (لوٓٔ .)ٜٔ2وفي ()ٜ نرى صورة لوحدة الكنيسة بيف الييود واألمـ .الييود ىي ا ْلم ِدي َن ِة ا ْلمح َّ ِ وم .الكنيسة َُ َ ص َنة أورشميـ ،واألمـ ىي أ َُد َ ِ ص ت َيا اَهللُ الَِّذي َرفَ ْ س أَ ْن َ ضتََنا وىو الذي يخمص= فَ َباط ٌل ُى َو َخبلَ ُ التي كانت قبؿ المسيح مرفوضة= أَلَ ْي َ ِ سِ ان. اإل ْن َ
184
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والطتون)
المزمور الحادي والستون
عودة لمجدول
المزمور الحادي والستون (الستون في األجبية) نجد ىنا مثؿ كثير مف مزامير داود ،نجده يبدأ بقمب حزيف يشتكي باكياً أعدائو المتربصيف بو ،ولكنو ينتيي بأغاني التسبيح ،ألف اهلل رفع نفسو وأعطاه الثقة في حمايتو بالرغـ مف قوة األعداء حولو ،وحيف شعر باستجابة
اهلل لو فرح وشكر إذ رأى نصرتو قادمة.
ربما كاف داود حيف رنـ ىذا المزمور ىارباً مف شاوؿ أو إبشالوـ واألغمب إبشالوـ فيو يسمى نفسو ممكاً .ولكف ىذا المزمور بشكؿ نبوي يحدثنا عف المسيح.
يرى القديس أثناسيوس الرسولي أف في ىذا المزمور شكر هلل عمى عودة المسبييف.
نصمى ىذا المزمور في الساعة السادسة فنذكر صراخ المسيح وىو عمى الصميب وأف اآلب استجاب لو وأقامو=
تزيد الممك أياماً .واهلل استجاب لو بأف أعطى ميراثاً لخائفي إسمو= كؿ مف آمف بالمسيح صار لو نصيباً في
ميراثو.
ِٔ ِ ِٕ ِ ْصى األ َْر ِ وك إِ َذا ُغ ِش َي َعمَى ض أ َْد ُع َ ص َراخيَ ,و ْ اآليات (ٔ " - )ٕ-ا ْ صبلَ تي .م ْن أَق َ اص َغ إِلَى َ س َم ْع َيا اَهللُ ُ َق ْم ِبي .إِلَى ص ْخرٍة أَرفَع ِم ٍّني تَي ِد ِ يني". ْ َ َ ْ َ ِ ْصى األ َْر ِ وك = قد تشير ىذه لممسبييف في بابؿ (قاليا بروح النبوة) وقد تشير أنو اآلف بعيداً عف ض أ َْد ُع َ م ْن أَق َ المقادس ،ولكنو حتى لو ابتعد إلى أقصى األرض فسيظؿ يصرخ إلى اهلل ،ولف تكوف المسافات عائقاً ،فيـ طردوه وحرموه مف المقادس لكنيـ لف يستطيعوا أف يحرموه مف الممجأ الوحيد الذي لو وىو اهلل .وقد تعني أقصى
األرض ،أنو في أىواؿ شديدة وشاع اًر بالوحدة والعزلة ،وال يجد سوى اهلل بجانبو وكؿ مف ىو شاعر بأنو عبد لخطية ما ،أبعدتو عف اهلل يصرخ ىكذا وىو بعيداً ُغ ِش َي َعمَى َق ْم ِبي = المعنى الحرفي "طفح مف اليـ" أو ىو يتموى مف األلـ .إِلَى ص ْخرٍة أَرفَع ِم ٍّني تَي ِد ِ يني = الصخرة ىو ربنا يسوع المسيح (ٔكوٓٔ .)ٗ2وقولو أرفع منى ْ َ َ ْ َ يعني أنو يتوؽ إلى حماية أكبر مف طاقاتو ىو ،ىو شاعر أنو أضعؼ مف األعداء المحيطيف بو عاجز أف ينقذ نفسو ،ويطمب أف يتحقؽ لو األماف والحماية ،غير القادر ىو أف يتوصؿ إلييما .أما السبعينية فترجمتيا "عمى الصخرة رفعتني أرشدتني" بصيغة الماضي وصيغة الماضي تفيد الثقة في األمر كأنو قد تحقؽ.
ٖ ت َم ْم َجأً لِيُ ,ب ْر َج قُ َّوٍة ِم ْن َو ْج ِو ا ْل َع ُد ٍّو". آية (ٖ) " -أل ََّن َك ُك ْن َ ىنا نسمع أف اهلل َم ْم َجأً وُب ْر َج حصين = برج قوة لمف يمجأ إليو.
185
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والطتون) ٗ ور .أ ْ ِ ِ ِ س َك ِن َك إِلَى الد ُى ِ اح ْي َكِ .سبلَ ْه". َحتَمي ِبستْ ِر َج َن َ َس ُك َن َّن في َم ْ آية (ٗ) " -أل ْ اشتياقو لمعودة إلى أورشميـ والى األقداس .الجناحيف ىما عنايتو وحمايتو. ٘ ت ِمير َ ِ ِ ت ُن ُذ ِ اس ِم َك". َع َ استَ َم ْع َ آية (٘) " -ألَ َّن َك أَ ْن َ وري .أ ْ اث َخائفي ْ ت َيا اَهللُ ْ ط ْي َ َ ت ِمير َ ِ ِ ت ُن ُذ ِ اس ِم َك اهلل أعطى الييود ميراث ،أرض َع َ استَ َم ْع َ وري = استمعت صمواتي (سبعينية) .أ ْ اث َخائفي ْ ْ ط ْي َ َ كنعاف .وأعطى لممؤمنيف بالمسيح ميراثاً سماوياً .بالنسبة لداود ،تفيـ ىذه اآلية أنو نذر أف يكوف كمو هلل إذا
أعاده اهلل لميراثو (أورشميـ) وبالنسبة لممسيح فمقد قدس نفسو (خصص نفسو لعمؿ الفداء) (يو .)ٜٔ2ٔٚليعطي
لمف يؤمف بو ميراث الحياة األبدية.
َّام ا ْلممِ ِك تُ ِ آية (ٙ" - )ٙإِلَى أَي ِ َّاماِ .س ِني ُن ُو َك َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر". ض ُ يف أَي ً َ بالنسبة إلى داود تفيـ ىذه اآلية أف إبشالوـ ورجالو لف ينالوا منو ويقتموه بؿ سيحيا .ىذه تمت حرفياً مع حزقيا
الممؾ مف نسؿ داود إذ أطاؿ اهلل عمره ٘ٔ سنة .وكاف ىذا يرمز لقيامة المسيح وأف الموت لف يسود عميو. ِس ِنينُ ُو َك َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر = أي يزيد اهلل سنيو مف جيؿ إلى جيؿ (سبعينية) وألجياؿ عديدة (إنجميزية). آية (ٚ" )ٚي ْجمِس قُدَّام ِ ظ ِان ِو". اج َع ْل َر ْح َم ًة َو َحقًّا َي ْحفَ َ اهلل إِلَى الد ْ َّى ِرْ . َ ُ َ ي ْجمِس قُدَّام ِ َّى ِر = عف داود تفيـ ىذه أف يعود إلى كرسيو كممؾ .ولكف كيؼ نفسر أف داود سيجمس اهلل إِلَى الد ْ َ ُ َ
إلى األبد عمى كرسيو؟ قاؿ البعض دواـ مزاميره كصموات لمكنيسة حتى نياية األياـ .ولكف ىذه تفيـ أيضاً عف
جموس المسيح بعد قيامتو عف يميف اآلب. ظ ِان ِو = مف أجؿ طاعة المسيح حتى الموت (وفييا رحمة +عدؿ) رفعو اهلل وجعؿ لو اج َع ْل َر ْح َم ًة َو َحقًّا َي ْحفَ َ ْ ظ ِان ِو = حاوؿ الييود قتؿ المسيح مرات عديدة ،واهلل حفظو حتى يتـ اسماً فوؽ كؿ اسـ (فيَٕ .)ٔٔ-ٛ2ي ْحفَ َ رسالتو وتعاليمو ثـ سمح بصمبو (ليستوفي رحمة وحؽ اهلل) .ولكنو لـ يرى فساداً فيو قد قاـ.
آية (ٛ" - )ٛى َك َذا أُرٍّنم الس ِم َك إِلَى األَب ِد ,لِوفَ ِ اء ُن ُذ ِ وري َي ْو ًما فَ َي ْو ًما". َ ُ ْ َ َ إذ رأي المرتؿ خبلص اهلل سبح ورتؿ .ونفيـ أف التسبيح القمبي ىو مف ثمار عمؿ الروح القدس في النفس. والروح القدس حؿ عمى الكنيسة بعد صعود المسيح ،فصارت الكنيسة كنيسة مسبحة إلى دىر الدىور .ونذر
الكنيسة ىي أف تعبد اهلل دائماً.
186
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطتون)
المزمور الثاني والستون
عودة لمجدول
ال يتضح مف عنواف المزمور وال مف كمماتو ،في أي مناسبة قد كتبو داود ،إنما ىو لمتعبير عف الثقة في اهلل، فالمرنـ يقوؿ أنو يثؽ فيو وينتظره .ويدعو كؿ مف يسمعو أف يفعؿ مثمو. صيٕ .إِ َّنما ُىو ص ْخرِتي و َخبلَ ِ هلل ا ْنتَظَر ْت َن ْف ِسيِ .م ْن ِقبمِ ِو َخبلَ ِ اآليات (ٔٔ" - )ٕ-إِ َّنماِ ِ صيَ ,م ْم َجِإي ,الَ أَتََز ْع َزعُ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ يرا". َكث ً ِ ير = مف غير ص ْخ َرِتي = ىي أسماء لممسيح المخمص (لؤٕ + ٖٓ2كوٓٔ .)ٗ2الَ أَتََز ْع َزعُ َك ِث ًا َخبلَصيَ ..
الممكف أف ال يتزعزع اإلنساف .لكف كمما أقترب اإلنساف مف اهلل وقمت خطاياه .قؿ تزعزعو .وحتى القديس إف
تزعزع فيو سريعاً ما يعود لسبلمو وثقتو في اهلل.
ٖ ون َعمَى ِ ضَ ,ك ِج َد ٍ سِ ار َو ِاق ٍع!" ان؟ تَ ْي ِد ُموَن ُو ُكم ُك ْم َك َح ِائ ٍط ُم ْنقَ ٍّ آية (ٖ) " -إِلَى َمتَى تَ ْي ِج ُم َ اإل ْن َ ض واألعداء مجتمعيف عميو ليسقطوه .وىذا ىو حاؿ الطبيعة البشرية الساقطة ،ىي ىنا يشبو اإلنساف ب َح ِائ ٍط ُم ْنقَ ٍّ مثاؿ حائط ىزتو صدمة الخطية فماؿ إلى السقوط ،وال يمكف إعادة بنائو وقيامو إال باليدـ ثـ إعادة البناء (ىذا
يتـ بالمعمودية اآلف فنحف نموت وندفف مع المسيح لنقوـ ثانية معو في جدة الحياة (رو )ٙوفيما بعد الموت نقوـ
بجسد نوراني.
ضو َن ِبا ْل َك ِذ ِبِ .بأَفْو ِ ون لِي ْدفَعوه ع ْن َ ِ ِٗ َّ اى ِي ْم ُي َب ِ ونِ .سبلَ ْه". ون َوِب ُقمُوِب ِي ْم َي ْم َعنُ َ ارُك َ آم ُر َ َ ُ ُ َ ش َرِفوَ .ي ْر َ ْ َ آية (ٗ) " -إن َما َيتَ َ ش َرِف ِو = أي يدفعوه ليسقط ون لِ َي ْدفَ ُعوهُ َع ْن َ آم ُر َ نرى ىنا صورة لمحاوالت األعداء ضد ىذا الجدار ليوقعوه .فيم َيتَ َ ضو َن ِبا ْل َك ِذ ِب = ىـ يغشوف ويكذبوف كما خدعت الحية حواء بخمطيا الكذب بالحقيقةِ .بأَفْو ِ اى ِي ْم في الخطيةَ .ي ْر َ ْ َ ُي َب ِ ون = ون = يظيروف لئلنساف أنيـ أصدقاء محبيف ويدعونو لمخطية كأنيا لمترفيو عنوَ .وِب ُقمُوِب ِي ْم َي ْم َع ُن َ ارُك َ قموبيـ ممموءة كراىية لو.
َن ِم ْن ِقبمِ ِو رج ِائيٙ .إِ َّنما ُىو ص ْخرِتي و َخبلَ ِ اآليات (٘٘" - )ٔٓ-إِ َّنماِ ِ هلل ا ْنتَ ِظ ِري َيا َن ْف ِسي ,أل َّ صيَ ,م ْم َجِإي فَبلَ َ ََ َ َ َ َ َ َ ٛ صي وم ْج ِدي ,ص ْخرةُ قُ َّوِتي م ْحتَماي ِفي ِ اهلل َخبلَ ِ أَتََز ْع َزعُٚ .عمَى ِ اهلل .تََو َّكمُوا َعمَ ْي ِو ِفي ُك ٍّل ِح ٍ اس ُك ُبوا َ ين َيا قَ ْوُمْ . ُ َ َ َ َ ََ وب ُك ْم .اَهللُ َم ْم َجأٌ لَ َناِ .سبلَ ْه. َّام ُو ُقمُ َ قُد َ قُ .ىم ِم ْن ب ِ ِ ٜإِ َّنما ب ِ ِ از ِ ش ِرِ .في ا ْل َم َو ِ ونٔٓ .الَ تَتَّ ِكمُوا َعمَى ب َب ُنو ا ْل َب َ اط ٌل َب ُنو َ اطل أَ ْج َم ُع َ َ آد َمَ .كذ ٌ َ َ ين ُى ْم إلَى فَ ْو ُ ْ اطبلً ِفي ا ْل َخ ْط ِ صيروا ب ِ ِ ِ ض ُعوا َعمَ ْي ِو َق ْم ًبا". ف .إِ ْن َز َ اد ا ْل ِغ َنى فَبلَ تَ َ الظ ْمم َوالَ تَ ُ َ
187
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطتون)
أوالد اهلل ال يضعوا ثقتيـ ورجائيـ سوى في اهلل وحده .أما اإلنساف في نظرىـ فيو باطؿ= ب ِ آد َم = اط ٌل َب ُنو َ َ وباطؿ ىنا كما في سفر الجامعة أنو شئ مثؿ السراب ال يمكف أف تثؽ فيو ،فيو اليوـ موجود ،وغداً ال تجده، ض ُعوا َعمَ ْي ِو َق ْم ًبا .فكؿ ووعود اإلنساف باطمة فكيؼ نثؽ في إنساف ميما زاد غناه ومركزه = إِ ْن َز َ اد ا ْل ِغ َنى فَبلَ تَ َ ما يفتخر بو اإلنساف مف غنى وكرامة ومجد وقوة ..كمو ٍ فاف زائؿ .ثـ يوجو المرنـ نصيحة لمف يسمع أف ال يظف اطبلً ِفي ا ْل َخ ْط ِ صيروا ب ِ ِ ف. أف في الغنى قوة فيسعى لمماؿ بطريؽ الظمـ= الَ تَ ُ َ ِ ٕٔ اآليات (ٔٔٔٔ" - )ٕٔ-م َّرةً و ِ الر ْح َم ُة, َن ا ْل ِع َّزةَِ ت أ َّ هللَ ,ولَ َك َيا َرب َّ اح َدةً تَ َكمَّ َم َّ س ِم ْع ُ الربَ ,و َىاتَْي ِن اال ثْ َنتَ ْي ِن َ َ َ ازي ِ ت تُ َج ِ ان َك َع َممِ ِو". أل ََّن َك أَ ْن َ س َ اإل ْن َ ِ ت = سبؽ س ِم ْع ُ َم َّرةً َواح َدةً تَ َكمَّ َم = أي أف اهلل كبلمو كبلـ واحد ،ال يزيد عميو وال ينقص منوَ .و َىاتَْي ِن اال ثْ َنتَ ْي ِن َ وقاؿ أف اهلل قد تكمـ وقضاءه واحد ،والمرنـ سمع ما قضى بو اهلل وىو أمريف َن ا ْل ِع َّزةَِ ِ هلل = ىو وحده لو القوة وىو وحده يؤدب الخاطئ [ٔ] أ َّ
الر ْح َم ُة وقوتو تتكامؿ مع رحمتو ،وعدلو ومحبتو ظي ار معاً عمى الصميب. [ٕ] َولَ َك َيا َرب َّ
188
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطتون)
المزمور الثالث والستون
عودة لمجدول
المزمور الثالث والستون (الثاني والستون في األجبية) رتؿ داود ىذا المزمور وىو ىارب مف شاوؿ الممؾ في برية ييوذا بجانب نير األردف .ويعبر فيو عف اشتياقو هلل
الذي ىو اآلف محروـ مف ىيكمو وعبادتو أثناء ىروبو.
ٔ اق إِلَ ْي َك جس ِدي ِفي أَر ٍ ِ ٍ س ٍة ش ْت إِلَ ْي َك َن ْف ِسيَ ,ي ْ ت .إِلَ ْي َك أ َُب ٍّك ُرَ .ع ِط َ شتَ ُ آية (ٔ) َ " -يا اَهللُ ,إِل ِيي أَ ْن َ ض َناشفَة َوَيا ِب َ َ َ ْ ِببلَ م ٍ اء" , َ
َيا اَهللُ إِل ِيي = التكرار يعبر عف االشتياؽ وقولو إليي تعبر عف الحب (نش ..)ٖ2ٙاَهللُ =ىو الو الكوف كمو .. ش ْت إِلَ ْي َك إِل ِيي = ىذه عف العبلقة الخاصة بيف داود واهلل .إِلَ ْي َك أ َُب ٍّك ُر = اشتياقو هلل يجعمو يبكر ليصميَ .ع ِط َ س ِدي داود ىنا أمامو برية قاحمة ال ماء فييا ،فتأمؿ في ىذا المنظر ورآىا برية بدوف ثمار َن ْف ِسيَ .ي ْ شتَ ُ اق إِلَ ْي َك َج َ وال حياة .فقاؿ وأنا ىكذا بدونؾ يا رب ببل حياة وببل ثمار .وىكذا كؿ إنساف بدوف الروح القدس الماء المحيي
يكوف ببل ثمار (يوٗ + ٔٗ2غؿ٘ + ٕٕ2يو )ٖٜ-ٖٚ2ٚوىنا داود يشعر بيذا العطش فيصمي ليرويو اهلل .ىو
شعر أنو بدوف اهلل مثؿ ىذه البرية.وراجع (لؤٔ .)ٕٙ-ٕٗ2فالروح النجس يسكف في أماكف ليس فييا ماء .وىذا
ما حدث مع شاوؿ الممؾ فحينما فارقو روح الرب دخؿ فيو روح رديء (ٔصـ .)ٔٗ2ٔٙونصمي ىذا المزمور في باكر ،ألننا في باكر نبكر لمصبلة طالبيف اهلل مشتاقيف وعطشانيف.
آية (ٕ) ٕ" -لِ َكي أ ُْب ِ ص َر قَُّوتَ َك َو َم ْج َد َكَ .ك َما قَ ْد َأر َْيتُ َك ِفي قُ ْد ِس َك". ْ ىو اشتياؽ داود أف يعايف مجد اهلل في البرية كما عاينو سابقاً في الييكؿ .أو ىو اشتياقو أف يعود لييكؿ اهلل
(الخيمة) .لقد كاف اشتياؽ داود دائماً أف يسكف في ىيكؿ اهلل ويتفرس في ىيكمو المقدس (مز.)ٗ2ٕٚ ِل َكي أ ُْب ِ ص َر قَُّوتَ َك = المسيح ىو قوة اهلل (ٔكؤ )ٕٗ2فتكوف ىذه نبوة واشتياؽ ألف يرى المسيح .وكاف المسيح ْ في ضعفو أثناء أحداث الصمب كبرية قاحمة ولكف ظيرت فيو قوة اهلل (أشٖ٘ .)ٖ-ٔ2بيذا نفيـ مف اآليات (ٔ، ٕ ) أف المرنـ يشتاؽ لعمؿ المسيح الفدائي الذي بو يتحوؿ جسدنا المائت والذي ىو كأرض ناشفة ببل ماء إلى ىيكؿ لمروح القدس لو ثماره.
ْض ُل ِم َن ا ْلحي ِ س ٍّب َح ِان َك". آية (ٖ) ٖ" -أل َّ اةَ . َن َر ْح َمتَ َك أَف َ ََ اي تُ َ شفَتَ َ رحمة اهلل أفضؿ مف الحياة بكؿ ممذاتيا وغناىا.
189
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطتون)
ِ آية (ٗ) ٗ" -ى َك َذا أُب ِ ِ ي". اس ِم َك أ َْرفَعُ َي َد َّ َ ارُك َك في َح َياتيِ .ب ْ حينما تأمؿ في مراحـ اهلل سبح اهلل وباركو ورفع يديو (كما رفع موسى يديو فغمبوا). آية (٘) َ ٘" -كما ِم ْن َ ٍ س ٍّب ُح َك فَ ِمي". االب ِت َي ِ سٍم تَ ْ ش َبعُ َن ْف ِسيَ ,وِب َ شفَتَ ْي ْ اج ُي َ ش ْحم َوَد َ َ الشحـ والدسـ يشبعاف الجسد والتسبيح يشبع النفس ويمذذىا (أشٕ٘.)ٙ2والشبع معناه انعداـ االحتياج لغير اهلل. آية (ٙ" - )ٙإِ َذا َذ َكرتُ َك عمَى ِفر ِ اشيِ ,في الس ْي ِد أَْل َي ُج ِب َك" , ْ َ َ نجد داود يسبح اهلل ِ .في الس ْي ِد = السيد ىو األرؽ .األسحار (السبعينية) األسحار ىي االوقات ما قبؿ الفجر.
والمعني انو لو شعر بأرؽ واستيقظ قبؿ الفجر فيو يسبح ويردد اسـ اهلل .إذاً ىو ال يسبح اهلل باكر فقط بؿ كؿ
اليوـ (صموا ببل انقطاع ٔتي٘ . )ٔٚ2وىو ال يستطيع أف يضع رأسو عمى سريره إف لـ يجد موضعاً لمرب (مز
ٕٖٔ 2
ٖ . )٘-فيو في حالة اتصاؿ وحديث مع اهلل باستمرار. ٚ ِ ِ اح ْي َك أ َْبتَ ِي ُج". آية ( " - )ٚأل ََّن َك ُك ْن َ ت َع ْوًنا ليَ ,وِبظ ٍّل َج َن َ الحظ أنو يشكر اهلل عمى معونتو ،وبأنو يستظؿ بستر جناحي الرب أي رحمتو وعنايتو بينما ىو ىارب في البرية
مف وجو شاوؿ .مف الواضح أف اهلل لـ يتركو بؿ أظير لو قوتو وعزاه في ضيقتو ،كما ظير مع الثبلث فتية في
أتوف النار وكما ظيرت الرؤيا ليوحنا وىو منفي في بطمس (متٖٕ.)ٖٚ2
ِٛ ض ُد ِني". صقَ ْت َن ْف ِسي ِب َكَ .ي ِمي ُن َك تَ ْع ُ آية ( " - )ٛا ْلتَ َ ىو ال يصمي ببل انقطاع فقط بؿ يمتصؽ باهلل ،فيو ال يجد سبلماً إال في ذلؾ. ٓٔ ٜ ون ِفي أَس ِ اف ِل األ َْر ِ ون إِلَى َي َد ِي اآليات ( " - )ٔٓ-ٜأ َّ ضُ .ي ْدفَ ُع َ ون َن ْف ِسي ,فَ َي ْد ُخمُ َ ين ُى ْم لِمتَّ ْيمُ َك ِة َي ْطمُ ُب َ َما الَِّذ َ َ ف .ي ُكونُ َ ِ ِ ِ َّ ِ آوى". الس ْي َ ون َنصي ًبا ل َب َنات َ ين ُى ْم لِمتَّ ْيمُ َك ِة = أعداء داود وأعداء اهلل والكنيسة وكؿ مقاوـ هلل عوضاً عف أف يتمتع بجناحي اهلل يحتمي أ َّ َما الَِّذ َ ون َن ْف ِسي .مف تحتيما ،يكوف بيتو خراباً (متٖٕ .)ٖٛ2والحظ أف ىؤالء األعداء يريدوف قتؿ داود = َي ْطمُ ُب َ ون إِلَى َي َد ِي المؤكد إف كاف داود تحت ظؿ جناحي اهلل فمف تنجح مؤامراتيـ ،بؿ ىـ الذيف سوؼ ييمكوف = ُي ْدفَ ُع َ
ون ِفي أَس ِ الس ْي ِ اف ِل األ َْر ِ ض( .ىاماف ومردخاي) َّ ف ىنا عمى األرض وسييمكوف في أبديتيـ= َي ْد ُخمُ َ َ ص ِ ِ وي ُكوُن َ ِ آوى = ىـ تركوا أنفسيـ لؤلسد الزائر يفترسيـ (ٔبط٘ )ٛ2واألسد بعد أف يصطاد فريستو ون َن ً َ يبا ل َب َنات َ
ويأكؿ منيا ما يريده يترؾ بقية الفريسة لمثعالب تأكؿ الفضبلت .لقد صاروا خراباً تاماً .ومف يسقط في أيدي الشياطيف يسيؿ إصطياده عف طريؽ الثعالب العديدة الخبيثة (شياطيف /بشر أشرار).
190
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطتون)
ٔٔ ِ َما ا ْلممِ ُك فَي ْفرح ِب ِ سد". ف ِب ِو ,أل َّ اهللَ .ي ْفتَ ِخ ُر ُكل َم ْن َي ْحمِ ُ َن أَف َْواهَ ا ْل ُمتَ َكمٍّ ِم َ َ َُ ين ِبا ْل َكذ ِب تُ َ آية (ٔٔ) " -أ َّ َ الممؾ ىو داود .نصيبو الفرح بسبب إتكالو عمى اهلل .وسينصره اهلل فيفتخر بو.
191
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والطتون)
المزمور الرابع والستون
عودة لمجدول
ىذا المزمور ىو تعبير عف العداوة المستمرة بيف نسؿ المرأة ونسؿ الحية .فيناؾ قتاؿ ثائر دائماً ضد القديسيف
مف إبميس وجنوده.
ٕ ِ ش ْكوايِ .م ْن َخو ِ ِ اآليات (ِٔٔ" - )ٙ-ا ِ استُْرِني ِم ْن ف ا ْل َع ُد ٍّو ْ احفَ ْظ َح َياتيْ . ْ ْ ص ْوِتي في َ َ َ ستَم ْع َيا اَهللُ َ ٗ ٖ ين ص َقمُوا أَْل ِس َنتَيم َك َّ ِ ِ ور فَ ِ اعمِي ِ ِ ارِ ,م ْن ُج ْم ُي ِ ش َر ِ س ْي َم ُي ْم َكبلَ ًما ُم ًّرا ,لِ َي ْرُموا األَ ْ الس ْيف .فَ َّوقُوا َ اإل ثْم ,الَّذ َ َ ُْ ٘ ون أَ ْنفُسيم ألَم ٍر رِد ٍ اخ .قَالُوا « َم ْن ون ِبطَ ْم ِر ِف َخ ٍ ش ْو َنُ .ي َ ِفي ا ْل ُم ْختَفَى َب ْغتَ ًةَ .ي ْرُموَن ُو َوالَ َي ْخ َ يءَ .يتَ َح َ شد ُ ادثُ َ ٍّد َ َ ُْ ْ َ ٙ اخ ِتراعا م ْح َكما .وَد ِ اخ ُل ِ سِ يق". َي َر ُ ان َوَق ْم ُب ُو َع ِم ٌ اى ْم؟»َ .ي ْختَ ِر ُع َ اإل ْن َ ون إِثْ ًما ,تَ َّم ُموا ْ َ ً ُ ً َ ىي صرخة المرنـ يشكو هلل ليحفظ حياتو ببل عثرة ،فيو خائؼ مف مؤامرات األعداء األشرار .الذيف يشتكوف الس ْي ِ ف .ويرموف سياميـ عمى اإلنساف الكامؿ وىو ال يراىـ إذ ىـ ِفي ا ْل ُم ْختَفَى ص َقمُوا أَْل ِس َنتَ ُي ْم َك َّ عميو ظمماً = َ اى ْم = فيـ ال يشعروف أف اهلل يرى = أي يكمنوف لمنفس البريئة .وال يخشوف إنتقاـ عدؿ اهلل منيـ .وقَالُوا َم ْن َي َر ُ يق = شرورىـ عميقة في قموبيـ وتدبيراتيـ في الخفاء داخؿ قموبيـ. كؿ شئ وسيعاقب .داخؿ اإلنساف َوَق ْم ُب ُو َع ِم ٌ ونبلحظ أنو كمما أزدادت الخطية يزداد عمي اإلنساف داخؿ قمبو فبل يعود يرى أف اهلل غاضب وأنو سينتقـ مف
ام َرِة ُم َؤ َ ا ْل َك ِ ام َل
الشر والشرير.
ٛ ٚ ِ ْس ض َّأ ون أَْل ِس َنتَ ُي ْم َعمَى أَ ْنفُ ِس ِي ْمُ .ي ْن ِغ ُ ض ْرَبتُ ُي ْمَ .وُيوِق ُع َ س ْيٍمَ .ب ْغتَ ًة َكا َن ْت َ الر َ اآليات ( " - )ٔٓ-ٚفَ َي ْرِمي ِيم اهللُ ِب َ ٓٔ ٜ ان ,وي ْخ ِبر ِب ِفع ِل ِ ب َوَي ْحتَ ِمي الر ٍّ ونَ .ي ْف َر ُح ٍّ ٍّيق ِب َّ ُكل َم ْن َي ْنظُُر إِلَ ْي ِي ْمَ .وَي ْخ َ الصد ُ اهللَ ,وِب َع َممِ ِو َي ْفطَ ُن َ س ٍ َُ ُ ْ شى ُكل إِ ْن َ ِب ِو ,وي ْبتَ ِيج ُكل ا ْلمستَ ِق ِ يمي ا ْل ُقمُ ِ وب". ََ ُ ُ ْ
ىنا نرى اهلل المنتقـ العادؿ القدوس ،الذي ال يقبؿ الشر وال يسكت عميو والضربة تأتي فجأة عمييـ بينما ىـ ون أَْل ِس َنتَ ُي ْم َعمَى أَ ْنفُ ِس ِي ْم = ترتد يشعروف أنيـ في قوتيـ قادريف عمى حماية أنفسيـ (أعَٖٕ .)ٕٕ2ٕٔ،وُيوِق ُع َ مؤامراتيـ عمييـ (ىاماف كمثؿ) وسيتعجب كؿ مف يراىـ كيؼ تحولت قوتيـ وكبريائيـ إلى ال شئ.
192
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والطتون)
المزمور الخامس والستون
عودة لمجدول
ىذا المزمور فيو يعطي المرنـ مجداً هلل عمى أعمالو ،و قوتو ومحبتو ويدعونا لنفعؿ نفس الشيء. ٔ النذْرٕ .يا س ِ ِ ِ ِ الصبلَ ِة ,إِلَ ْي َك َيأ ِْتي ُكل ام َع َّ س ِب ُ اآليات (ٔ " - )ٕ-لَ َك َي ْن َبغي التَّ ْ يح َيا اَهللُ في ص ْي َي ْو َنَ ,ولَ َك ُيوفَى َّ ُ َ َ ش ٍر". َب َ
في المزمور السابؽ رأينا اهلل ينتقـ مف األعداء (الشياطيف) .وىنا النفس التي فرحت بيذا الخبلص تسبح مسيحيا عمى عممو .وتسبحو في الكنيسة= صييوف التي فداىا واشتراىا بدمو .ومازاؿ يستجيب لصمواتيا= يا ِ سامعَ َ َ الصبلَ ِة .بؿ ىو يفرح بصوتيا (نشٕ .)ٔٗ2فالمسيح يفرح بصوت كنيستو .وىي تسبحو عمى استجابتو لصمواتيا. َّ
ٗ ِ ِِ اآليات (ٖٖ" - )ٗ-آثام قَ ْد قَ ِوي ْت عمَ َّي .مع ِ س ُك َن ِفي اصي َنا أَ ْن َ ت تُ َكفٍُّر َع ْن َيا .طُ َ َ َ وبى لمَّذي تَ ْختَ ُارهُ َوتُقٍَّرُب ُو ل َي ْ ََ ٌ ش َب َع َّن ِم ْن َخ ْي ِر َب ْي ِت َك ,قُ ْد ِ ِد َي ِ س َى ْي َكمِ َك". ار َك .لَ َن ْ آثام قَ ْد قَ ِوَي ْت َعمَ َّي ولكنو بروح النبوة رأي عمؿ المسيح الكفاري= يتذكر النبي األثاـ التي سقط فييا فيصرخ = ٌ
ت تُ َكفٍُّر أي تغطييا بدمك .وبعمؿ المسيح اختار المؤمنيف ليسكنوا في كنيستو ،وطوبى لمف اختاره الرب أَ ْن َ ويشبعو مف خيراتو في كنيستو( .موضوع االختيار شرحو القديس بولس في رو .)ٖٓ-ٕٛ2ٛوىؤالء يسكنوف في بيت اهلل اآلف ثـ في أورشميـ السماوية لؤلبد .والموت كاف عقوبة وانفصاؿ عف اهلل قبؿ المسيح .واآلف نصمي بيذه اآلية في الصموات التي تتموىا الكنيسة عند انتقاؿ أحد المؤمنيف ألننا نعتبر أف اهلل اختاره ليبدأ الحياة في
راحة مع القديسيف ،وىناؾ يكوف الشبع بشخص المسيح .
يع أَقَ ِ لو َخبلَ ِ او َ ِ اصي األ َْر ِ آية (٘) ِ ٘" -ب َم َخ ِ يد ِة". ص َناَ ,يا ُمتَّ َك َل َج ِم ِ ض َوا ْل َب ْح ِر ا ْل َب ِع َ يب َنا َيا إِ َ ستَ ِج ُ ف في ا ْل َع ْد ِل تَ ْ او َ ِ ِب َم َخ ِ يب َنا = اهلل في عدلو يضرب أعداء كنيستو ضربات مخيفة .وىو أيضاً في قداستو ال ستَ ِج ُ ف في ا ْل َع ْد ِل تَ ْ
يقبؿ أف شعبو يخطئ لذلؾ يضرب شعبو ويؤدبيـ بضربات مخيفة لتأديبيـ حتى ال ييمكوا أبدياً ،لذلؾ يكمؿ بقولو يع أَقَ ِ لو َخبلَ ِ اصي األ َْر ِ ض ص َنا = فكؿ تأديباتو ىي لمخبلص واهلل يستجيب لشعبو في كؿ مكاف وىو ُمتَّ َك َل َج ِم ِ َيا إِ َ يد ِة = تفيـ أيضاً أف اهلل ييتـ بمف ىـ مازالوا بعيداً عنو ،فالبحر بمموحتو يشير لمعالـ المضطرب. َوا ْل َب ْح ِر ا ْل َب ِع َ او َ ِ وجاءت عبارة ِب َم َخ ِ يب َنا في اإلنجميزية بأعماؿ مخيفة تستجيبنا لخبلصنا ،ونفيـ منيا أف اهلل ستَ ِج ُ ف في ا ْل َع ْد ِل تَ ْ في بعض األحياف يسمح بأحداث مخيفة في حياتنا لنعرؼ يده كما سمح لشعبو عند خروجيـ مف مصر بتجارب أروا فييا أعماؿ عنايتو ولكف ألعدا ئيـ كانت يده ثقيمة عمى المصرييف لينقذ أوالده .وىذه طرؽ اهلل لكي يجعؿ
إيماننا يزداد ،فبدوف إيماف ال يمكف إرضاءه (عبٔٔ .)ٙ2ولكف حتى يزداد إيماننا وينمو عمينا إذا واجينا ىذه
المخاوؼ أف ال نتذمر بؿ نشكر اهلل ،فالشكر يجعؿ اإليماف يزداد (كوٕ.)ٚ2
193
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والطتون)
ٚ ٙ يج أَم َو ِ ِ يج ا ْل ِب َح ِ يج ت ا ْل ِج َب َ ال ِبقَُّوِت ِو ,ا ْل ُمتََنطٍّ ُ اآليات ( " - )ٚ-ٙا ْل ُمثِْب ُ اج َياَ ,و َ ض ِج َ ق ِبا ْلقُ ْد َرِة ,ا ْل ُم ْيدٍّئُ َع ِج َ ارَ ,عج َ ْ ُمِم". األ َ
ىو يسبح اهلل المتنطؽ قدرة أي القدير .وبقدرتو يثبت الجباؿ وييدئ البحار والمسيح أسكت أمواج البحر .وتفيـ
أف األمـ الذيف يشبيوف البحر في ىيجانيـ ومتكبروف مثؿ الجباؿ في عزتيا ،ىؤالء بإيمانيـ ثبتيـ اهلل في كنيستو وأعطاىـ سبلماً.
ٛ اح وا ْلمس ِ ِ ِ اء تَ ْبتَ ِي ُج". آي ِات َك .تَ ْج َع ُل َمطَالِ َع َّ آية (َ " - )ٛوتَ َخ ُ س َّك ُ ان األَقَاصي م ْن َ الص َب ِ َ َ َ اف ُ توالي الميؿ والنيار ،إشراؽ الشمس بنورىا صباحاً ،وقدوـ الميؿ بيدوئو ىي أسباب نسبح اهلل عمييا ونفرح بيا
كعبلمات عنايتو بالبشر وعبلمات لقوتو ونبلحظ أف اهلل جعؿ الشمس والقمر آليات وأوقات وأياـ وسنيف
(تؾٔ .)ٔٗ2وىذه في انتظاـ دوراتيا تعطينا أف نرى يد اهلل ونسبحو .ولكف اهلل بقدرتو يجعميا تخرج مف القوانيف العادية ليا وىذا يجعؿ اإلنساف في خوؼ (كما وقفت الشمس أياـ يشوع ورجعت أياـ حزقيا واختفت يوـ صمب
المسيح) .ومعنى اآلية أف اهلل جعؿ سكاف أقاصي األرض يخافوف مف آياتؾ (اآلية ىي عمؿ قوي يدؿ عمى قدرات الشخص) .وىكذا خاؼ البابميوف الذيف يعبدوف الشمس إذ رجعت إلى خمؼ أياـ حزقيا فأتوا لحزقيا،
وكانت فرصة ألف يشيد حزقيا هلل ،ولكنو فضؿ عمى ذلؾ أف يظير قوتو ليحميو البابميوف يوماً ما .فحزف اهلل مف
تصرفو .وأيضاً تفيـ اآلية بأف سكاف األرض كميا يفرحوف بأعماؿ اهلل التي تدؿ عمى قدراتو والتي تظير في
شروؽ الشمس فيذىبوف ألعماليـ وفي غروبيا يذىبوف ليستريحوا.
ٜ ِ ِ ِ ام ُي ْم أل ََّن َك اء .تُ َي ٍّيئُ َ ض َو َج َع ْمتَ َيا تَ ِف ُ ت األ َْر َ اآليات ( " - )ٖٔ-ٜتَ َع َّي ْد َ يض .تُ ْغن َ س َواقي اهلل َمآل َن ٌة َم ً ييا ِجدًّاَ . ط َع َ ٔٔ ٓٔ يد َىاِ .با ْل ُغي ِ ِ وث تُ َحمٍّمُ َيا .تَُب ِ آثار َك تَ ْقطُُر ت َّ ى َك َذا تُِعد َىا .أ َْر ِو أَتْبلَ َم َياَ .م ٍّي ْد أ َ ار ُك َغمَّتَ َياَ .كمَّ ْم َ َخ ِاد َ ُ الس َن َة ِب ُجود َكَ ,و ُ ق اآل َكام ِبا ْلبيج ِةٖٔ .ا ْكتَ ِ اعي ا ْلبٍّري ِ َدسمإٔ .تَ ْقطُر مر ِ ف ف ُب ًّرا .تَ ْي ِت ُ وج َغ َن ًماَ ,واأل َْوِد َي ُة تَتَ َعطَّ ُ َّةَ ,وتَتََنطَّ ُ ست ا ْل ُم ُر ُ ُ ََْ َ َ ُ ََ ًَ ضا تُ َغ ٍّني". َوأ َْي ً
نرى ىنا إحسانات اهلل عمى اإلنساف ،إذ ىو يعطي المطر ليروي األرض فتفيض مف خيراتيا وذلؾ طواؿ السنة.
وروحياً فاألنيار والسواقي تشير لمروح القدس الذي يروي أجسادنا (األرض فاألجساد مف تراب األرض) فيكوف لنا
ثمار (غؿٖٕ )ٕٕ2٘،واهلل يشبعنا روحياً بكبلمو المقدس ،وبجسده ودمو في التناوؿ .أَتْبلَ َم َيا = األرض المحروثة .ا ْل ُغي ِ الس َن َة ِب ُج ِ ود َك = اآلف سنة مقبولة (لوٗ + ٜٔ2أشٔ .)ٕ2ٙىذه السنة التي ت َّ وث= الندىَ .كمَّ ْم َ ُ
باركيا الرب ىي مدة عمرنا ،فمننتيز الفرصة ونقدـ توبة فيبارؾ لنا الرب ،كما بارؾ في كؿ مف أطاع مف قبؿ=
س ًما = كؿ القديسيف السابقيف ىـ ببركات حياتيـ شيود عمى بركات الرب ،ىـ أثار عمؿ نعمة آثار َك تَ ْقطُُر َد َ ُ اعي ا ْلبٍّري ِ الرب فييـ .وكؿ أثارىـ فييا دسامة عممو .مر ِ َّة = إشارة لؤلمـ الذيف كانوا قببلً برية ،وجعميا اهلل مراعي َ ََ خضراء ممموءة بالمؤمنيف = ا ْكتَ ِ ام ىي القديسيف .في ست ا ْل ُم ُر ُ َ وج َغ َن ًما .وىو في وسطيا الراعي الصالح .واآل َك ُ 194
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والطتون)
ف ُب ًّار = وىذه في ام ُي ْم = في أصميا العبري تعد ليـ القمح .وفي اآلية (ٖٔ) األ َْوِد َي ُة تَتَ َعطَّ ُ اآلية ( )ٜتُ َي ٍّيئُ طَ َع َ أصميا أف األودية قد تغطت بالقمحُ .ب ًّر= قمح ولكف في آية ( ،)ٜآية (ٖٔ) كممتي القمح مختمفتاف فبينما تعني
في آية ( )ٜالقمح فعبلً تشير الكممة في آية (ٖٔ) إلى إبيضاض الحقوؿ وأنيا قد ابيضت مف نضوج الثمر.
(يوٗ .)ٖ٘2والترجمة العربية تشير ألف المسيح برر شعبو .ألف كممة قمح المستخدمة في آية (ٖٔ) ليا معاني أخرى تشمؿ "االختيارُ ،يمَّ ِم ْع الشئ ،ينقيو ،يطيره."..
195
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والطتون)
المزمور السادس والستون
عودة لمجدول
مزمور شكر وتسبيح ،وىكذا تعممنا الكنيسة أف نشكر دائماً وفي كؿ المناسبات. ٕ َّداٖ .قُولُواِ ِ ِ اآليات (ِٔٔ" - )ٚ-ا ْى ِت ِفيِ ِ هلل َيا ُك َّل األ َْر ِ هلل « َما يح ُو ُم َمج ً اس ِم ِوْ . س ِب َ اج َعمُوا تَ ْ ض! َرٍّن ُموا ِب َم ْجد ْ اؤ َكُ ٗ .كل األ َْر ِ الس ِم َك»ِ .سبلَ ْه. َع َد ُ أْ َع َمالَ َك! ِم ْن ِعظَِم قُ َّوِت َك تَتَ َممَّ ُ ق لَ َك أ ْ بأْ َى َي َ س ُج ُد لَ َك َوتَُرٍّن ُم لَ َك .تَُرٍّن ُم ْ ض تَ ْ ٘ ِ َعم َ ِ ِ سَ ,وِفي َّ آدم! َ ٙح َّو َل ا ْل َب ْح َر إِلَى َي َب ٍ الر ْج ِلُ .ى َنا َك الن ْي ِر َع َب ُروا ِب ٍّ ال اهلل .ف ْعمَ ُو ا ْل ُم ْرِى َ َىمُ َّم ا ْنظُُروا أ ْ َ ب َن ْح َو َبني َ َ ِ ٚ َّى ِرَ .ع ْي َناهُ تَُر ِاق َب ِ س ُي ْمِ .سبلَهْ".. سمٍّطٌ ِبقَُّوِت ِو إِلَى الد ْ ون الَ َي ْرفَ ُع َ ُم َم .ا ْل ُمتَ َمٍّرُد َ ون أَ ْنفُ َ فَ ِر ْح َنا ِبوُ .متَ َ ان األ َ ب المرنـ يسبح اهلل بسبب أعمالو العجيبة وسمطانو عمى كؿ الطبيعةِ .ا ْى ِت ِفي = ىو صوت فرح الغمبةَ .ما أ ْ َى َي َ َع َمالَ َك = أعماؿ اهلل في خمقتو عجيبة ،ولكف أعجب أعمالو التي نمجده ونسبحو عمييا ،تجسده وفداؤه لمبشر. أْ
اؤ َك = فاليراطقة مثؿ األريوسييف وخبلفيـ أنكروا الىوت المسيح ومثميـ اآلف شيود ييوه وخبلفيـ َع َد ُ تَتَ َممَّ ُ ق لَ َك أ ْ لكنيـ مازالوا يتممقوف اهلل ويدعوف اسميـ مسيحييف .بؿ الشياطيف صرخوا أمامو "أنا أعرفؾ مف أنت ،قدوس اهلل" (لوٗ .)ٖٗ2وفي ( )ٙيشير لشؽ البحر األحمر أماـ موسى ونير األردف أماـ يشوعَ .ع ْي َناهُ تَُر ِاق َب ِ ُم َم = ان األ َ يشتيي خبلصيـ ودخوليـ إلى االيماف.ولو فيمنا قولو االمـ عمي انيا اشارة ألعداء شعب اهلل ،فاهلل يراقبيـ ويمنعيـ مف اف يمحقوا ش ار بشعبو .ولو فعموا فيو بسماح منو لتأديب شعبو .ثـ يضرب ىؤالء الذيف كانوا اداة
س ُي ْم .كما حدث في سبي بابؿ وتأديب أشور إلسرائيؿ اوال ثـ لييوذا .ولما اتمت تأديب لشعبو = فبلَ َي ْرفَ ُع َن أَْنفُ َ اشور تأديب شعب ييوذا ،ضرب المبلؾ منيـ ٓٓٓ٘ ٔٛرجؿ في ليمة واحدة .وماعادت اشور ترفع نفسيا عمي اهلل ( راجع اقواؿ ربشاقي ضد اهلل ) اع َل أَ ْنفُس َنا ِفي ا ْلحي ِ يح ِوٜ .ا ْلج ِ ت تَس ِب ِ اآليات (َ ٛ" - )ٕٔ-ٛب ِ اةَ ,ولَ ْم ََ َ لي َنا َيا أَي َيا الش ُع ُ ص ْو َ ْ ارُكوا إِ َ َ س ٍّم ُعوا َ وبَ ,و َ ٓٔ ص ا ْل ِفض ِ صتََنا َك َم ْح ِ سمٍّ ْم أ َْر ُجمَ َنا إِلَى َّ َّةٔٔ .أ َْد َخ ْمتََنا إِلَى َّ طا ض ْغ ً الش َب َك ِةَ .ج َع ْم َ ت َ الزلَ ِل .أل ََّن َك َج َّرْبتََنا َيا اَهللَُ .م َح ْ ُي َ ٕٔ ِ ار وا ْلم ِ ِ ِ َّ ص ِب". اء ,ثُ َّم أ ْ َعمَى ُمتُوِن َناَ .رَّك ْب َ َخ َر ْجتََنا إِلَى ا ْلخ ْ ت أَُن ً اسا َعمَى ُر ُؤوس َناَ .د َخ ْم َنا في الن ِ َ َ ِ ِ ِ سمٍّ ْم أ َْر ُجمَو من ال َّزلَ ِل .وفي س َنا في ا ْل َح َياة = فيو بموتو أعطانا حياة .ومف يثبت فيو ُي َ نسبح الرب ا ْل َجاع َل أَ ْنفُ َ (ٓٔ ) نجد اهلل يسمح بالتجارب لينقي أوالده .وىكذا كاف اهلل مع شعبو إسرائيؿ ،فمقد سمح بأف يذليـ بعض األمـ ليتركوا وثنيتيـ = أ َْد َخ ْمتََنا إِلَى َّ طا ض ْغو ً الش َب َك ِة = سمحت لمعدو أف يسبينا .بؿ كانت يد العدو ثقيمة = َج َع ْم َ ت َ ت أَُناسا عمَى ر ُؤ ِ وس َنا َعمَى ُمتُوِن َنا .فالعدو وضع عمييـ أثقاؿ حيف سخروىـ ،والضغوط تشير أيضاً ألحزانيـ َرَّك ْب َ ً َ ُ = أي سمطتيـ عمينا .لقد كنا في أيدييـ كمف دخؿ لمنار وكاد يحترؽ ،أو دخؿ لمماء وكاد يغرؽ .ولكنؾ يا رب ِ ص ِب .وكاف ىذا لتأديبيـ مثؿ دخوؿ الذىب ِفي َّ الن ِ ار لتنقيتو مف الشوائب . أدركتنا وخمصتنا= أ ْ َخ َر ْجتََنا إِلَى ا ْلخ ْ ِ ص ِب والماء يستخدـ ايضا في التطيير .وبعد تنقيتيـ وتطييرىـ اصبحت ليـ حياة واثمروا = أ ْ َخ َر ْجتََنا إِلَى ا ْلخ ْ
196
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والطتون)
ٗٔ اآليات (ٖٖٔٔ" - )ٔ٘-أ َْد ُخ ُل إِلَى ب ْي ِت َك ِبم ْحرقَ ٍ يك ُن ُذ ِ ايَ ,وتَ َكمَّ َم ِب َيا فَ ِمي ِفي وري الَِّتي َنطَقَ ْت ِب َيا َ ات ,أُوِف َ َ شفَتَ َ ُ َ ٍ يقئ٘ .أ ِ ضِ ِ اش .أُقَدٍّم َبقًَار َم َع تُُي ٍ ور ِك َب ٍ س ِمي َن ًة َم َع ْب ُخ ِ وسِ .سبلَ ْه". ْ ُصع ُد لَ َك ُم ْح َرقَات َ ُ
وىو في سبيو نذر أف يقدـ نذو اًر لمرب ،وىا ىو يوفي ،ولكف بمفيوـ العيد الجديد فالذبائح التي يطمبيا اهلل ىي
اإلنسحاؽ والتسبيح واالىتماـ بالفقراء وأف نقدـ اجسادنا ذبيحة حية بطاعة الوصية ال الشيوة (عبٔ٘2ٖٔ،ٔٙ ٍ ور ِك َب ٍ س ِمي َن ًة = أي نقدـ مف أفخر ما عندناَ .م َع ْب ُخ ِ اش = ىذه تعنى أما +رؤٕ + ٔ2مزُٔ٘ )ٔٚ2م ْح َرقَات َ [ٔ] شحوـ ىذه الذبائح حيف يحترؽ يكوف كرائحة بخور ويتنسـ اهلل رائحة الرضا (الٖٔ ..ٜ2ٔ،أو [ٕ ] البخور يشير لشفاعة المسيح الكفارية التي بدونيا ال تقبؿ كؿ ذبائحنا وعطايانا .أُقَدٍّم َبقًَار َم َع تُُي ٍ وس = يقدـ ُ أغمى شئ .ىو مستعد ألي تكمفة.وىذه الذبائح والتسابيح ىي ما أشار اليو سابقا بقولو اخرجتنا الي الخصب . ىذه ىي ثمار التطيير . ٔٙ ين اس َم ُعوا فَأ ْ ُخ ِب َرُك ْم َيا ُك َّل ا ْل َخ ِائ ِف َ اآليات (َ " - )ٕٓ-ٔٙىمُ َّم ْ ٔٛ ِ وتَ ْب ِجي ٌل عمَى لِ ِ ستَ ِمعُ لِ َي اع ْي ُ ساني .إِ ْن َر َ َ ت إِثْ ًما في َق ْم ِبي الَ َي ْ َ َ ٕٓ ِ ِ ِ صبلَ ِتي َوالَ َر ْح َمتَ ُو َع ٍّني". صبلَ تيُ .م َب َار ٌك اهللُ ,الَّذي لَ ْم ُي ْبع ْد َ َ
ٔٚ ت إِلَ ْي ِو ِبفَ ِمي, ص َن َع لِ َن ْف ِسي. ص َر ْخ ُ َ اهللَ ِب َما َ لك ْن قَ ْد ِ الربِ ٜٔ . ص ْو ِت َّ سم َع اهللُ .أ ْ َص َغى إِلَى َ َ
المرنـ يريد أف يشرح أعماؿ اهلل العجيبة لكؿ الناس ليسبحوا اهلل معو .لكنو ال يود أف يمقي درره أماـ الخنازير، ين اهللَ = وىؤالء حيف يسمعوف بما عمؿ اهلل سيمجدونو ،أما اليراطقة وغير لذلؾ يوجو كبلمو إلى ُك َّل ا ْل َخ ِائ ِف َ اع ْي إِثْ ًما ِفي َق ْموبنا = أي أف الخائفيف فسييزأوف بعممو ونرى ىنا شرطاً الستماع الرب لطمباتنا وىو أ ْن ال ن َر َ يسير اإلنساف ويخطط إلتماـ شيوة ما.
197
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والطتون)
المزمور السابع والستون
عودة لمجدول
المزمور السابع والستون (السادس والستون في األجبية) قاؿ بعض المفسريف أف ىذا المزمور كانوا يستخدمونو في وقت الحصاد بسبب آية (" )ٙاألرض أعطت غمتيا"
وكأنيـ يرتموف ىذا المزمور ليسبحوا اهلل الذي أعطاىـ ىذا الحصاد .ولكننا نرى أف المزمور يستخدـ كممات
البركة التي أمر اهلل ىاروف وبنيو أف يستخدموىا في بركتيـ لمشعب (عدٕ٘ .)ٕٗ2ٙ،نجد الكاىف القبطي يستخدـ نفس بداية المزمور في البركة الختامية لكؿ قداس وكؿ عشية .لذلؾ ننظر لممزمور نظرة عامة فاهلل ىو
سبب ومعطي كؿ بركة لك نيستو في العيد القديـ والعيد الجديد ( بركات مادية وبركات روحية ) ولذلؾ تسبحو الكنيسة دائماً عمى كؿ عطاياه .ونرى أف األرض أعطت غمتيا أنيا نبوة عف دخوؿ األمـ لئليماف (يؤٕ+ٕٗ2 يوٗ .)ٖ٘2وىذه اآلية األخيرة قاليا السيد في أعقاب إيماف أىؿ السامرة.
آية (ٔ) ٔ" -لِ َيتَ َح َّن ِن اهللُ َعمَ ْي َنا َوْل ُي َب ِ ارْك َنا .لِ ُي ِن ْر ِب َو ْج ِي ِو َعمَ ْي َناِ .سبلَ ْه". ْل ُي َب ِ ارْك َنا = تتكرر الكممة ثبلث مرات في المزمور .وقد يشير ىذا لبركة اإللو المثمث األقانيـ لشعبو ،كما يصرؼ الكاىف القبطي الشعب بكممات بركة مأخوذة مف (ٕكؤٖ )ٔٗ2محبة اهلل اآلب .نعمة االبف الوحيد ..شركة وموىبة وعطية الروح ..تكوف معكـ .لِ ُي ِن ْر ِب َو ْج ِي ِو = وجو اهلل ىو ابنو الوحيد فيو صورتو ورسـ جوىره (عبٔ )ٖ2والسيد المسيح قاؿ لفيمبس مف رآني فقد رأى اآلب (يوٓٔ .)ٜ2ٔٗ،وقد ظير لنا االبف كنور لمعالـ. ونصمي ىذا المزمور في باكر ليباركنا اهلل ويشرؽ بنوره عمينا كؿ اليوـ .ولقد نطؽ داود بيذه الكممات بروح النبوة يشتيي ميعاد مجيء المسيح نور العالـ ليؤمف العالـ كمو .إذاً اآلية تعني إشتياؽ المرنـ لتجسد المسيح الذي ىو
نور وجو اآلب ،ويشتيي أف سبلـ اهلل يمؤله فينير وجيو أماـ الناس .والبساطة تجعؿ الجسد كمو ني اًر (مت)ٕٕ2ٙ والبساطة ىي إتجاه القمب بالكامؿ إلى اهلل ،بقمب غير منقسـ بيف اهلل والعالـ .وتعني االف اشتياقنا لمجئ المسيح
الثاني " آميف تعاؿ اييا الرب يسوع "
ٕ ض طَ ِريقُ َك ,وِفي ُك ٍّل األ ِ ف ِفي األ َْر ِ ص َك". آية (ٕ) " -لِ َك ْي ُي ْع َر َ ُمم َخبلَ ُ َ َ حيف يظير المسيح تؤمف بو األمـ كميا ،ويعرفوه ىو الطريؽ ويعرفوا وصاياه .والمسيحيوف الذيف ىـ نور العالـ
حيف يرى الناس النور في وجوىيـ يؤمنوف بالمسيح.
ٖ وب ُكم ُي ْم". وب َيا اَهللَُ .ي ْح َم ُد َك الش ُع ُ آية (ٖ) َ " -ي ْح َم ُد َك الش ُع ُ
198
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والطتون)
وب ىو نبوة يكرر المرتؿ كممة َي ْح َم ُد َك ليذكرنا بأف نشكر اهلل عمى إحساناتو دائماً (صبلة الشكر) وقولو الش ُع ُ بإيماف كؿ األمـ وايضا الييود . ٗ ين الشعوب ِباالس ِتقَ ِ ُمم األ َْر ِ ض تَ ْي ِدي ِي ْمِ .سبلَ ْه". ُم ُم أل ََّن َك تَِد ُ ُ َ ْ َ آية (ٗ) " -تَ ْف َر ُح َوتَ ْبتَ ِي ُج األ َ امةَ ,وأ َ َ ىنا نرى عدة صور لممسيح اآلتي فيو سيأتي في المجيء األوؿ لييدي األمـ فيفرحوا ويبتيجوا بخبلصو ويأتي
وب .وسر االبتياج ىو اف الكنيسة ستبدأ طريؽ الفرح الدائـ في مجيئو الثاني ليديف غير المؤمنيف األشرار= الش ُع َ والمجد االبدي في اورشميـ السماوية .وعدلو في دينونة ابميس وتابعيو ،ورحمتو مع كنيستو سيكوناف أيضاً سبب
فرح وابتياج لممؤمنيف.
٘ وب ُكم ُي ْم". وب َيا اَهللَُ .ي ْح َم ُد َك الش ُع ُ آية (٘) َ " -ي ْح َم ُد َك الش ُع ُ ىي تكرار آلية (ٖ) .وربما تكوف آية(ٖ) تشير لتيميؿ األمـ بعد المجيء األوؿ .وىذه اآلية ىي عف التسبيح
األبدي بعد المجيء الثاني في األرض الجديدة والسماء الجديدة.
ٙ ط ْت َغمَّتَ َياُ .ي َب ِ لي َنا". َع َ آية ( " - )ٙاأل َْر ُ ضأْ ارُك َنا اهللُ إِ ُ ط ْت َغمَّتَ َيا = إيماف الشعوب .واألرض تشير لئلنساف فيو مأخوذ مف األرض وحينما يحؿ الروح َع َ األ َْر ُ ض أْ
القدس عميو (ماء) يعطى ثما اًر نتيجة إليمانو الحي العامؿ بالمحبة .وحيف رأى المرتؿ إيماف األمـ ،غار عمى شعب إسرائيؿ وطمب ليـ اإليماف فقاؿ يباركنا اهلل إلينا وىذه نبوة عف إيماف إسرائيؿ في نياية األياـ.
شاه ُكل أَقَ ِ اصي األ َْر ِ آية (ُ ٚ" - )ٚي َب ِ ض". ارُك َنا اهللَُ ,وتَ ْخ َ ُ شاه ُكل أَقَ ِ اصي األ َْر ِ ُي َب ِ ض =حيف ارُك َنا اهللُ = حيف يبارؾ الرب شعب إسرائيؿ بسبب إيمانيـ في نياية األياـ .تَ ْخ َ ُ يأتي لمدينونة.
199
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)
المزمور الثامن والستون
عودة لمجدول
غالباً كتب داود ىذا المزمور حيف أعطاه اهلل راحة مف كؿ أعدائو فأصعد تابوت العيد مف بيت عوبيد أدوـ إلى
الخيمة .وكاف التابوت رم اًز لحضور اهلل ،وأيضاً فالتابوت رمز لمكفارة التي قدميا المسيح .وما يؤكد أف داود كتب ىذا المزمور بمناسبة نقؿ تابوت العيد أف اآلية األولى مف المزمور ،ىي نفسيا الصبلة التي كاف يرددىا موسى
عند نقؿ التابوت (عدٓٔ )ٖ٘2وما أف بدأ داود في تسبيحو ىنا قاده الروح فقاؿ أشياء مجيدة عف عمؿ المسيح
خصوصاً صعوده إلى السموات وتأسيس كنيستو.
ٔ اؤه وييرب م ْب ِغ ُ ِ َم ِام َو ْج ِي ِوَ ٕ .ك َما وم اهللَُ .يتََبد ُ َّد أ ْ ضوهُ م ْن أ َ َع َد ُ ُ َ َ ْ ُ ُ ُ اآليات (َٔ " - )ٖ-يقُ ُ ِ ٖ الشمعُ قُدَّام َّ الن ِ ام َّام اهللَ .و ٍّ يد األَ ْ ار َي ِب ُ ونَ .ي ْبتَ ِي ُج َ ون َي ْف َر ُح َ الصدٍّيقُ َ َي ُذ ُ ون أ َ وب َّ َ َم َ ش َرُار قُد َ َ
ان تُذ ِ ْري ِي ْمَ .ك َما ُيذ َْرى الد َخ ُ ِ ون فََر ًحا". اهلل َوَي ْط ِف ُر َ
وم اهللُ = ىذه نبوة ىذه صبلة ضد األعداء ،وصبلة ألجؿ شعب اهلل الصديقيف ليعطييـ اهلل فرحاً بخبلصوَ .يقُ ُ عف قيامة المسيح بالجسد .فيذه ال تقاؿ لبلىوت أبداً ( فالبلىوت ال ينعس وال يناـ واليرقد وال يجمس ثـ يقوـ ) وقيامة المسيح جعمت األبالسة أمامو يبيدوف .وكانت فرح وتسبيح األبرار الصديقيف.
اه ,و ْ ِ ار ِب ِ ِ ِ ِ ِ ِ هلل .رٍّنموا الس ِم ِو .أ ِ آية (ٗ) َ ٗ" -غنواِ ِ ام ُو". َعدوا َ ط ِريقًا ل َّمراك ِب في ا ْلقفَ ِ ْ ْ اسمو َي ْ َ َم َ اىتفُوا أ َ َ ُ َعدوا طَ ِريقًا لِ َّمر ِ أِ اك ِب ِفي ا ْل ِقفَ ِ ار = بالنسبة لتابوت العيد ،فالتصوير ىنا ،أف الرب راكب تابوت العيد ،والمرنـ
يطمب إعداد طريقاً لو وسط األمـ حتى يأتي ويدخؿ أورشميـ .وتابوت العيد عموماً يرمز لممسيح الذي تجسد، اه = ىي اختصار ييوه ومعناه "أنا ىو" كما كاف المسيح يقوؿ أنا ىو الطريؽ و ..وىو أتي بالجسد اس ِم ِو َي ْ و ْ وعاش في قفار العالـ وعاش وسط الشعوب الخاطئة وذلؾ ليأتي بيا لآلب .وىو لآلف راكب عمى القفار .لقد رأي يوحنا المسيح راكباً عمى فرس أبيض (رؤ .)ٕ2ٙوالفرس يشير لكؿ فرد مف المؤمنيف ترؾ قيادة حياتو لممسيح
الممؾ ،يقوده في قفار وبرية ىذا العالـ.
٘ ِ ِ ِ س ِك ِن قُ ْد ِس ِو". امى َوقَاضي األ ََرام ِل ,اَهللُ في َم ْ آية (٘) " -أ َُبو ا ْل َيتَ َ حقاً اهلل راكباً القفار ولكنو في سمائو أيضاً مسكف قدسو ،عمى عرشو (يوٖ )ٖٔ2وىو حيف رأي اإلنساف كاليتيـ
ببل أب يخمصو وكأرممة ال زوج يعوليا جاء ىو ليخمص.
ٍ آية (ٙ" - )ٙاَهلل مس ِك ُن ا ْلمتَو ٍّح ِد َ ِ اء". ون َّ س ُك ُن َ َس َرى إِلَى فَبلَ ٍح .إِ َّن َما ا ْل ُمتَ َمٍّرُد َ الرْم َ ون َي ْ ين في َب ْيتُ .م ْخ ِر ُج األ ْ ُ ُ ْ ض َ َُ
200
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)
ين = ا لذيف اعتزلوا خطايا العالـ .وتشير لمييود الذيف كانوا منعزليف عف العالـ ىؤالء أسكنيـ اهلل في بيتو ا ْل ُمتََو ٍّح ِد َ أي كنيستو .وحرر أسرى عبودية إبميس ومف يسكف الكنيسة اآلف فمو نصيب في أورشميـ السماوية .ومف يتمرد اء. ون َّ س ُك ُن َ الرْم َ عمى اهلل فنصيبو جينـ= َي ْ ض َ
ٛ ِ مي َّمِ ,ع ْن َد ُخر ِ اآليات (ٚ" - )ٔٗ-ٚاَلَّ ص ُع ِ ض ْارتَ َع َد ِت. َم أ ك وج ام َ َ ود َك ِفي ا ْلقَ ْف ِرِ .سبلَ ْه .األ َْر ُ ُ ش ْع ِب َك ,ع ْن َد ُ ُ ََ ٜ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ يرثُ َك ت َيا اَهللُ .م َا يلَ .مطَ ًار َغ ِز ًا َّ س َرائ َ ض ْح َ الس َم َاو ُ ير َن َ ات أ َْي ً س ُو م ْن َو ْجو اهلل إِلو إِ ْ ام َو ْجو اهلل .سي َنا َن ْف ُ ضا قَطَ َر ْت أ َ َم َ ٔٔ ود َك لِ ْممس ِ ت أَصمَ ْحتَ ُؤٓ .قَ ِطيع َك س َك َن ِف ِ ْت ِب ُج ِ اك ِ الرب ُي ْع ِطي َكمِ َم ًة .ا ْل ُم َب ٍّ ات ين َيا اَهللُ. َّ ش َر ُ يوَ .ى َّيأ َ َو ُى َو ُم ْع ٍي أَ ْن َ ْ َ َ ُ َ ٖٔ ِ ير ٕٔ« ُممُو ُك ُج ُي ٍ اضطَ َج ْعتُ ْم َب ْي َن ا ْل َحظَ ِائ ِر ت تَ ْق ِس ُم ا ْل َغ َن ِائ َم .إِ َذا ْ ون ,ا ْل ُمبلَ ِزَم ُة ا ْل َب ْي َ ون َي ْي ُرُب َ وش َي ْي ُرُب َ ِب َيا ُج ْن ٌد َكث ٌ ٗٔ ِ ِ شتَّ َ ِ شيا ِبص ْفرِة َّ َج ِنح ُة حمام ٍة م َغ َّ ِ ٍ ون". الذ َى ِب»ِ .ع ْن َد َما َ ص ْم ُم َ ير ُممُو ًكا ف َ ييا ,أَ ْثمَ َج ْت في َ ت ا ْلقَد ُ شاةٌ ِبفضَّة َو ِري ُ َ ُ َ فَأ ْ َ َ َ َ ُ
المرنـ ىنا يسبح اهلل عمى إحساناتو لشعبو عند خروجيـ مف مصر ودخوليـ كنعاف وىو يذكر هلل أنو ىو الذي قاد شعبو لذلؾ لـ ييمكوا في البرية الواسعة القفر ،ولـ يتمكف منيـ فرعوف وجيوشو ،وىزـ مموؾ أماميـ سواء عماليؽ أو كؿ مموؾ كنعاف عند دخوليـ بقيادة يشوع .وكانت غنائميـ كثيرة حتى أف السيدات في البيوت كاف
ليف نصيبيف .وكاف أعظـ ما نالو شعب إسرائيؿ في ىذه المرحمة ظيور مجد اهلل ليـ مف عمى جبؿ سيناء ،فمـ
يحدث ىذا ألي شعب أف رأي مجد اهلل أو سمع صوتو كما حدث ليـ( .تثٖٖ .)ٖٕ2ٗ،وأعطاىـ اهلل ناموسو. ِ س ُو وتزلزلت األرض وارتعبت الشعوب منيـ( .قض٘ )ٗ2٘،بؿ تزلزلت االرض والجبؿ نفسو إىتز= سي َنا َن ْف ُ بسبب حضور اهلل .وربما ىذه الزالزؿ والصواعؽ امتد تأثيرىا لمشعوب المجاورة فكانت سبباً ايضاً لرعبيـ مف
ات قَطَ َر ْت = ربما أمطار رعدية صاحبت ىذه الظيورات وربما ىي إشارة لموصايا اإلليية شعب اهللَّ . الس َم َاو ُ ود َك لِ ْممس ِ ْت ِب ُج ِ اك ِ ين (تثٕٖ )ٕ2أو يكوف ىذا إشارة لممف الذي كاف ينزؿ مف السماء يومياً وىذا أيضاً معنى َى َّيأ َ َ َ َيا اَهللُ .واحسانات اهلل عمى شعبو المرىؽ= ُم ْع ٍي مف عبودية فرعوف واليروب مف وجيو ظيرت في أنو ىيأ ليـ َصمَ ْحتَ ُو .وأعطاىـ أرضاً تفيض لبناً وعسبلً .وحينما عطشوا إقامة ىادئة وسط البرية = ِم َا يرثُ َك َو ُى َو ُم ْع ٍي أَ ْن َ تأ ْ الرب ُي ْع ِطي َكمِ َم ًة .ا ْل ُم َب ٍّ ات ِب َيا أرسؿ ليـ مط اًر غزي اًر .ولـ يتركيـ اهلل بؿ أرسؿ ليـ أنبياء يحمموف كممتو = َّ ش َر ُ ِ ير .وربما يشير ىذا لتسميـ الناموس بيد مبلئكة .فالوصايا والشريعة كانت بيد مبلئكة (عبٕ+ ٕ2 ُج ْن ٌد َكث ٌ ِ ون بعد أف شتت القدير ص ْم ُم َ أع )ٖ٘2ٚواهلل جعؿ مف شعبو شعباً نقياً مثؿ ثموج جباؿ صمموف= أَ ْثمَ َج ْت في َ مموؾ كنعاف أماميـ .وبعد أف كاف الشعب في عبودية في مصر غارقيف في الطيف ،صاروا شعباً لو جماؿ
ويعيشوف في حرية .واتخذ المرنـ صورة لحمامة تعيش في سوريا ترمز لمجماؿ لوف جناحيو كالذىب ،والحماـ يشير لمطيارة وىو مف الطيور الطاىرة ،فالتصوير ىنا يشير ألف اهلل طير شعبو وقدسو بكممتو = أ ْ ِ ام ٍة َجن َح ُة َح َم َ شيا ِبص ْفرِة َّ م َغ َّ ِ ٍ الذ َى ِب. شاةٌ ِبفضَّة .وجعمو سماوياً = ِري ُ َ ُ َ ُ
وكؿ ما سبؽ يشير لعمؿ المس يح الذي خرج بتجسده وصميبو أماـ شعبو وجاء إلى قفر ىذا العالـ وفي صمبو يرثُو ال ُم ْع ٍي = وميراثو ىو ير ليصمح ِم َا ارتعدت األرض وتزلزلت .وبعد صعوده أرسؿ الروح القدس= َمطَ ًار َغ ِز ًا ِ ير.والشياطيف انسحقوا= ُممُو ُك ُج ُي ٍ كنيستو .الرب يعطي كممة اإلنجيؿ بواسطة رسمو= ا ْل ُم َب ٍّ وش ش َر ُ ات ِب َيا ُج ْن ٌد َكث ٌ 201
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)
ت تَ ْق ِس ُم ا ْل َغ َن ِائ َم وبنفس المعنى= إِ َذا ون .ومف يحصؿ عمى الغنائـ؟ المبلزـ لمكنيسة = ا ْل ُمبلَ ِزَم ُة ا ْل َب ْي َ َي ْي ُرُب َ شاةٌ ِب ِفض ٍ اضطَجعتُم ب ْي َن ا ْلح َ ِ ام ٍة ُم َغ َّ َّة َ ْ َْ ْ َ ظائ ِر = إذا لـ تفارقوا الكنيسة تمتمئوف مف الروح القدس فتصيروف ك َح َم َ شيا ِبص ْفرِة َّ الذ َى ِب .ودـ المسيح يطيرنا مف كؿ خطية = فالكنيسة أَ ْثمَ َج ْت (كممة اهلل) تعيشوف في السماويات= ِري ُ َ ُ َ ِ ون = صارت في بياض الثمج (مزٔ٘ + ٚ2أشٔ + ٔٛ2رؤ .)ٔٗ2ٚوالحماـ لو إتجاه واحد أنو دائماً ص ْم ُم َ في َ يعود إلى بيتو (فمؾ نوح +الحماـ الزاجؿ) .والذىب يشير لمسماويات والفضة تشير لكممة اهلل (مزمورٕٔ) وتشير
أيضاً لمفداء (راجع تفسير نصؼ شاقؿ فضة في سفر الخروج) .وبيذا فما يجعؿ شعب اهلل سماوياً ىو الفداء+ اضطَ َج ْعتُ ْم َب ْي َن ا ْل َحظَ ِائ ِر (رجعتـ دائماً إلى حضف الكنيسة) دراسة كممة اهلل +الرجوع المستمر إلى اهلل= إِ َذا ْ شيا ِبص ْفرِة َّ َج ِنح ُة حمام ٍة (تطيروف دائماً إلى المسيح) م َغ َّ ِ ٍ الذ َى ِب شاةٌ ِبفضَّة (يغطيكـ دـ كفارة المسيح)َ .و ِري ُ َ ُ َ ُ فَأ ْ َ َ َ َ (أي تحيوف حياة سماوية).
ش َ ِ ٔٙ س َّن َم ُة َس ِن َم ٍةَ ,ج َب ُل َبا َ َبا َ ش َ انَ .ج َب ُل أ ْ ان .ل َما َذا أَيَّتُ َيا ا ْل ِج َبا ُل ا ْل ُم َ ٔٚ ات ِ الرب يس ُك ُن ِف ِ وف ُم َك َّرَرةٌ. ات ,أُلُ ٌ اهلل ِرْب َو ٌ يو إِلَى األ ََب ِدَ .م ْرَك َب ُ َب ِل َّ َ ْ
اآليات (٘ٔٔ٘" - )ٔٚ-جب ُل ِ اهللَ ,ج َب ُل ََ ِ س َك ِن ِو؟ ص ْد َن ا ْل َج َب َل الَِّذي ا ْ شتَ َياهُ اهللُ ل َ تَْر ُ َّ ِ يياِ .سي َنا ِفي ا ْلقُ ْد ِ س". الرب ف َ داود كتب ىذه الكممات عف إسرائيؿ ،وىو يسبح اهلل الذي ارتضى أف يسكف فييا .وحيثما يسكف اهلل يبارؾ المكاف
ويجعمو سماوياً وثابتاً ولذلؾ شبو إسرائيؿ مكاف سكف الرب (أو صييوف مكاف الييكؿ) بأنو جبؿ (عالي سماوي س َّن َم ُة = مجبنة ،لوفرة المبف والخيرات .ثـ يتوجو بالسؤاؿ لممتكبريف ثابت) وبالذات َج َب ُل َبا َ ش َ ان (مراعي دسمة)ُ .م َ ِ سنَّ َم ُة = فيـ ليـ أمواؿ وقوة وخيرات (لنبلحظ أف اهلل يفيض بخيراتو في ىذا العالـ ( )ٔٙل َما َذا أَيَّتُ َيا ا ْل ِج َبا ُل ا ْل ُم َ ِ ِ س َك ِن ِو = وفي اإلنجميزية لماذا ص ْد َن ا ْل َج َب َل الَِّذي ا ْ شتَ َياهُ اهللُ ل َ عمى األبرار واألشرار) .والسؤاؿ ليـ ل َما َذا تَْر ُ تتقافذف ،في كبرياء وتعالى عمى جبؿ اهلل؟ ربما أنتـ أقوى وأغنى .ولكف ما يميز جبؿ صييوف أف اهلل يسكف فيو.
ولكف داود بروح النبوة رأى أف اهلل يسكف في كنيستو فيذه اآليات ال تصمح أف تطبؽ تماماً عمى شعب إسرائيؿ بسبب قولو يس ُك ُن ِف ِ يو إِلَى األ ََب ِد = وبيذا فيي ال تنطبؽ سوى عمى الكنيسة .وىي الجبؿ المسنـ فيي تسقي َْ أوالدىا لبناً (ٔكوٖ )ٖ2وىي التي قاليا عنيا النبي أف جبؿ بيت الرب يكوف ثابتاً في رأس الجباؿ (أشٕ.)ٕ2 ات ِ وف ُم َك َّرَرةٌ قيؿ عف الشاروبيـ أنيـ مركبة اهلل ،فاهلل جالس عمى الشاروبيـ (حزٔ) .واهلل ات أُلُ ٌ اهلل ِرْب َو ٌ َم ْرَك َب ُ ركب عمى شعبو في البرية أي استراح فييـ وقادىـ وحارب بيـ أعداء شعبو .واهلل جمس عمى رسمو لينشر ك ارزتو
في العالـ كمو ،وىذه الصورة مكررة ،فكؿ مف يقدـ نفسو هلل كمركبة يستخدمو اهلل كمركبة حربية يحارب بيا الشياطيف وينتصر .وكما حؿ اهلل قديماً عمى جبؿ سيناء يحؿ اآلف في كنيستو وفي كؿ نفس تقبمو = ِسي َنا ِفي ا ْلقُ ْد ِ س.
ٔٛ ِ ت َعطَ َايا َب ْي َن َّ الن ِ الرب ين لِ َّ مس َك ِن أَي َيا َّ س ْب ًيا .قَ ِب ْم َ س َب ْي َ ص ِع ْد َ ضا ا ْل ُمتَ َمٍّرِد َ اسَ ,وأ َْي ً ت َ ت إِلَى ا ْل َعبلَءَ . آية (َ " - )ٔٛ ِ لو". اإل ُ
202
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)
ىي نبوة عف الصعود ونرتميا في مزمور إنجيؿ قداس عيد الصعود .ولقد سبؽ المرتؿ وقاؿ في بداية المزمور يقوـ اهلل كنبوة عف قيامة الرب وىا ىو يتنبأ عف صعوده ولقد استخدـ بولس الرسوؿ اآلية في (أؼٗ( )ٛ2راجع
س ْب ًيا = بعد أف كنا مسبييف في يد إبميس ،أمسؾ بنا مف يد العدو ،وجعمنا مسبييف لو س َب ْي َ ت َ أؼَٗ .)ٕٔ-ٜ2 ط َايا َب ْي َن َّ الن ِ اس = لقد حؿ الروح القدس يوـ العماد عمى المسيح لحساب ت َع َ بغمبتو صرنا سبايا حبو .قَ ِب ْم َ
الكنيسة .وقيؿ أنو صار وارثاً لكؿ شيء وكاف ىذا لحساب الكنيسة ومف ىي الكنيسة التي صارت وارثة أو ت َعطَ َايا َب ْي َن ين لِ َّ مس َك ِن .قَ ِب ْم َ ضا ا ْل ُمتَ َمٍّرِد َ باألحرى ماذا كاف حاليا قبؿ خبلص المسيح ،كانت شعباً متمرداً= َوأ َْي ً َّ الن ِ اس = تعني أف إبف اهلل صار بش اًر بيف الناس وقَبِ َؿ حموؿ الروح القدس عميو. ٜٔ لو َخبلَ ِ ص َناِ .سبلَ ْه". آية (ُ " - )ٜٔم َب َار ٌك َّ الربَ ,ي ْو ًما فَ َي ْو ًما ُي َح ٍّممُ َنا إِ ُ
لو َخبلَ ِ ص َنا بالمواىب والعطايا بوفرة. لقد قيؿ مف قبؿ أعطى لمناس عطايا ،وىنا يقوؿ المرنـ= ُي َح ٍّممُ َنا إِ ُ ٕٓ لو َخبلَ ٍ الس ٍّي ِد لِ ْم َم ْو ِت َم َخ ِ ار ُج". الر ٍّ ب َّ صَ ,و ِع ْن َد َّ آية (ٕٓ) " -اَهللُ لَ َنا إِ ُ بركات القيامة والصعود نجدىا ىنا في حؿ مشكمة الموت التي يعاني منيا البشر.
ق ر ُؤوس أ ْ ِ ِ ٕٔ ِ ام َة َّ مس ِال ِك ِفي ُذ ُنوِب ِو". اء لِ َّ آية (ٕٔ) َ " -ولك َّن اهللَ َي ْ الش ْع َر َ س َح ُ ُ َ َع َدائو ,ا ْل َي َ أما مف يقاوـ اهلل فمف المؤكد أنو سوؼ ُي َّد َم ْر ،وىؤالء ىـ الشيطاف وأتباعو .وىذه اآلية فييا تحقيؽ لوعد اهلل في
ام َة َّ اء = ىذه ليا عدة تفسيرات-2 الش ْع َر َ (تؾٖ .)ٔ٘2ا ْل َي َ .1قالوا ىي إشارة لمعادة القديمة أف يبقي الرأس مكشوفاً حتى يتـ العمؿ المنوى القياـ بو. .2
أف اهلل سيحاسب ىؤالء الرافضوف لو عمى أدؽ شئ مف ذنوبيـ الذي يكوف بمقدار شعرة ال أرس.
.3
إشارة لكؿ معجب بذاتو كما كاف إبشالوـ معجب بشعره ،وبسببو ىمؾ.
.4
كاف النذير متى تتـ أياـ انتذاره يحمؽ رأسو إشارة لكماؿ التطيير ،فالشعر ألنو ناتج طبيعي لمجسـ ،فيو
معبر عف فساد الطبيعة البشرية .فمف يجده اهلل عمى فساده ،ولـ يتغير إلى صورة أوالد اهلل سيعاقب عمى كؿ خطية إرتكبيا. ٕٕ ٖٕ ِ َع َما ِ صبغَ ِر ْجمَ َك ِبالدَِّم. ال َّ اآليات (ٕٕ " - )ٖٔ-قَ َ الرب « ِم ْن َبا َ ش َ ان أ ُْرجعُ .أ ُْرجعُ ِم ْن أ ْ ق ا ْل َب ْح ِر ,ل َك ْي تَ ْ ٕٗ أَْلس ُن ِكبلَ ِب َك ِم َن األ ْ ِ ِ سِ ٕ٘ .م ْن قُد ٍ ق إِل ِيي َممِ ِكي ِفي ا ْلقُ ْد ِ ون. يب ُي ْم»َ .أر َْوا طُُرقَ َك َيا اَهللُ ,طُُر َ َّام ا ْل ُم َغن َ َع َداء َنص ُ ُ ِ ٕٙ ِ ِ ِ ِ ٍ ب ,أَي َيا ا ْل َخ ِ اعات َب ِ ضِ ارُبو األ َْوتَ ِ ضِ ون الر َّ ارُكوا اهللَ َّ ارَب ُ سط فَتََي ٌ ار ُج َ ات َ ِم ْن َو َراء َ ات الدفُوف .في ا ْل َج َم َ ار .في ا ْل َو َ ٕٚ ين َّ ِ اك ِب ْني ِ ِ اء َن ْفتَالِي. س َرِائ َ اء َزُبولُ َ ام ُ يلُ .ى َن َ َ م ْن َع ْي ِن إِ ْ س ُ ونُ ,ر َؤ َ س ُ اء َي ُيوَذا ُجم ُي ْمُ ,ر َؤ َ س ُ سمٍّطُ ُي ْمُ ,ر َؤ َ ير ُمتَ َ الصغ ُ ٕٛ ق أُور َ ِ ِ ِ ٕٜ َِّ ِ ٍّم ُممُو ٌك َى َد َايا. َم َر إِ ُ لي َك ِبعٍّز َك .أ ٍَّي ْد َيا اَهللُ ى َذا الذي فَ َع ْمتَ ُو لَ َنا .م ْن َى ْي َكم َك فَ ْو َ ُ قَ ْد أ َ يم ,لَ َك تُقَد ُ شم َ
203
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون) ٖٓ َّةِ َ . ين ِب ِقطَ ِع ِفض ٍ وب ا ْلمتَر ِ ش ا ْلقَ ِ ِ ٍّ ان م َع ُع ُج ِ ول الش ُع ِ ون ا ْنتَ ِي ْر َو ْح َ سر َ وب الَِّذ َ ام َ شتٍّت الش ُع َ ين ُي َ َ َُ صب ,ص َو َار الث َ ير ِ َ وش تُس ِرعُ ِبي َد ْييا إِلَى ِ شرفَ ِ ِ ِبا ْل ِقتَ ِ ٖٔ ِ اهلل". اء م ْن م ْ ص َرُ .ك ُ ْ َ َ الَ .يأْتي ُ َ ُ
ان = حيث كانوا تائييف يحاربيـ في (ٕٓ) "قاؿ اهلل لنا إلو خبلص" وىنا نرى خبلص اهلل فيو أ ُْرجعُ شعبو َبا َ ش َ عوج ممؾ باشاف ،وأتى بيـ إلى كنعاف .وكاف سكاف باشاف أقوياء مختبريف القتاؿ .وىذا إشارة ألف اهلل لـ يتركنا تائييف في العالـ تحت عبودية إبميس القوي ،بؿ ىزمو وأعطانا أف نعود لكنيستو .وىو أُْرجعُ شعبو ِم ْن ْع َم ِ ق ا ْل َب ْح ِر األحمر= والبحر يشير لمعالـ بأمواجو ومموحتو .واهلل أقامنا مف موت العالـ وأجمسنا في السماويات صبغَ ِر ْجمَ َك ِبالدَِّم = نرى صورة (أؼٕ .)ٙ2وقد يشير البحر لمجحيـ الذي أخرج اهلل منو قديسيو .وفي (ٖٕ) تَ ْ النتصار المسيح عمى الشياطي ف مأخوذة مف صورة معركة حربية سالت فييا دماء األعداء وداسيا الرب المنتصر بقدميو ،وأعداؤه ىـ الشياطيف (أشٖ + ٙ2ٖٗ،ٚ + ٕ2ٖٙ،رؤٗٔ .)ٕٓ2وكما لعقت الكبلب دـ آخاب
وايزابؿ ىكذا تمعؽ دماء أعداء المسيح .ىذا تعبي اًر عف انتصار المسيح عمى إبميس وعمى الخطية وعمى الموت. والقديس غريغوريوس الكبير فسر ىذه اآلية بأف الكبلب تشير لمكارزيف الذي يمعقوف جراحات شعب اهلل كما
فعمت الكبلب مع لعازر المسكيف ،وىـ ككبلب صيد يرسميـ المسيح ليصطادوا لو المؤمنيف ويياجموف الذئاب
ويحرسوف قطيعوَ .أر َْوا طُُرقَ َك = ىنا نرى أف الكارزيف أروا طرؽ الرب وأعمالو وذىبوا يخبروف بيا العالـ .واف كانت عمى األعداء فيـ أروا في طرؽ اهلل قوة اهلل ضدىـ و أروا فييا حماية اهلل لشعبو .وفي (ٕ٘ )ٕٙ،كما سبح الشعب اهلل بعد خروجيـ مف البحر األحمر ،ىكذا كؿ مف حرره المسيح يسبح اهلل بفرح ..أَي َيا ا ْل َخ ِ ون ِم ْن ار ُج َ يل = المولوديف مف الماء والروح .وفي ( )ٕٚنرى كتاب اإلنجيؿ فبولس مف سبط بنياميف وباقي س َرِائ َ َع ْي ِن إِ ْ الرسؿ مف زبولوف ونفتالي التي ىي في الجميؿ (أشٕ + ٔ2ٜ،متٗ .)ٔ٘2وكؿ ىؤالء صاروا إخوة بالجسد لممسيح الذي أتى مف سبط ييوذا .ىؤالء صاروا عظماء ومعممي المسكونة وأساس الكنيسة .كانوا بسطاء
وصياديف والمسيح جعميـ عظماء ومعممي المسكونة ببشارة اإلنجيؿ .ثـ يطمب المرنـ أف يؤيد اهلل ك ارزتيـ= أ ٍَّي ْد ِ ِ َِّ ٍّم ُممُو ٌك َى َد َايا = مف كنيستؾ ىيكمؾ يقدـ المؤمنيف الذيف جعمتيـ َيا اَهللُ ى َذا الذي فَ َع ْمتَ ُو لَ َنا .م ْن َى ْي َكم َك ..لَ َك تُقَد ُ مموكاً ىدايا لؾ ،إيمانيـ العامؿ بمحبة وقد تفيـ ىكذا "مف أجؿ تجسدؾ (ىيكؿ جسدؾ) تقدـ لؾ مموؾ األرض ىدايا لكنيستؾ .وىذه تشير لدخوؿ األمـ ومحبتيـ لممسيح وكنيستو .وفي (ٖٓ) نرى صورتاف متناقضتاف-2 .1
ص ِب = أي السباع التي األولى 2نرى فييا المسيح ينتير األمـ الوثنية المتوحشة ويشبييا ىنا ب َو ْح َ ش ا ْلقَ َ ٍّ ان .وشعب الييود ويشبييـ بال ُع ُج ِ ير ِ ول تسكف غابات القصب .وينتير الييود ورؤساؤىـ ويشبييـ بالث َ ِ ٍّ ير ِ ان = (مزٕٕ )ٕٔ2وىؤالء المسيح انتير الروح النجس الذي فييـ الذي جعميـ كالوحوش .ص َو َار الث َ تجمع الثيراف في حظائرىا .وىؤالء حيف عادوا لممسيح باإليماف قدموا لو ِفض ٍ َّة ،قدموا في خضوع وفي محبة عطاياىـ.
.2
شت ٍِّتيم .وعبلمة دخوؿ األمـ لئليماف، أما المتمرديف ،الذيف أحبوا حرب الكنيسة وحرب المسيح ىؤالء سي َ ِ صر لئليماف ويخرج منيا قديسوف عظماء ،مصر تشير لمكبرياء واهلل حطـ كبرياء الوثنييف تدخؿ م ْ
204
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)
وش السوداء رمز الخطية إلى مؤمنيف .فاإليماف بالمسيح يحطـ وبإيمانيـ صاروا متواضعيف وحوؿ ُك ُ الكبرياء والشر. السماو ِ ِ ٖٖ ِ ِ مو .رٍّنموا لِ َّ ِ ِ ِِ اآليات (َٕٖ ٖٕ " - )ٖ٘-يا َم َمالِ َك األ َْر ِ ات س َماء َّ َ َ مس ٍّيد .سبلَ ْه .ل َّمراك ِب َعمَى َ ض َغنوا ل َ ُ ٖ٘ ٖٗ ِ ِ ِ ا ْلقَِد ِ وف س َرِائ َ يل َجبلَ لُ ُوَ ,وقُ َّوتُ ُو ِفي ا ْل َغ َم ِامَ .م ُخ ٌ ص ْو َ ت قُ َّوٍة .أ ْ َعطُوا ع ًّازِ هللَ .عمَى إِ ْ ص ْوتَ ُو َ يمةُ .ى َوَذا ُي ْعطي َ َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ يل ُى َو ا ْل ُم ْعطي قُ َّوةً َوش َّدةً ل َّ مش ْع ِبُ .م َب َار ٌك اهللُ!" س َرائ َ ت َيا اَهللُ م ْن َمقَادس َك .إِ ُ أَ ْن َ لو إِ ْ اء َّ ِ ِ اك ِب عمَى سم ِ دعوة لكؿ األمـ ليؤمنوا ويسبحوا اهلل القدير ا َّلر ِ يم ِة = إشارة لسمطاف اهلل الذي منذ َ الس َم َاوات ا ْلقَد َ ََ ِ ص ْوتَ ُو = صوت اهلل يشير لمرعد الذي األزؿ عمى السموات واألرض وممالكيا والسموات بأفبلكياُ .ى َوَذا ُي ْعطي َ يمقي رعباً في النفوس .وأيضاً لصوت الك ارزة ،ونبلحظ ارتعاب فيمكس الوالي مف كبلـ بولس الرسوؿ يل َجبلَ لُ ُو = جبلؿ اهلل ظير في حمايتو إلسرائيؿ وعقوباتو ضدىا حيف تخطئ فيو إلو س َرِائ َ (أعَٕٗ )ٕ٘2عمَى إِ ْ قدوس .وىكذا مع كنيستو .قَُّوتُ ُو ِفي ا ْل َغ َم ِام= الغماـ يشير لمقديسيف (عبٕٔ )ٔ2واهلل أعطى لمتبلميذ قوات عجيبة وصمت إلقامة األموات ،كما تظير قوة اهلل في إعطائو المطر لؤلرض وحرمانيا منو إف أخطأ الشعب. وتظير عظمة اهلل في أنو يعطي قوة وشدة لشعبو فيدوسوا الحيات والعقارب وينتصروا عمى الخطايا والموت
والعالـ.
205
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطتون)
المزمور التاسع والستون
عودة لمجدول
كتب داود ىذا المزمور وىو في ضيقة عظيمة ،فكاف كمف يصرخ مف األلـ ،بؿ كاف يشعر أنو في طريقو لمموت المؤكد ،ويصرخ هلل ليخمصو.
وكاف داود في ىذا رم اًز لممسيح ،وىناؾ آيات كثيرة مف ىذا المزمور طبقيا العيد الجديد عمى المسيح(.االية ٗ
وردت في يو ٘ٔ ()ٕ٘ 2االية ٜوردت في يو ٕ + ٔٚ 2رو ٘ٔ ()ٖ 2االية ٕٔ وردت في مت ٖٗ 2 ٕٚ
وااليات ٕٕ ٕٖ-وردوا في رو ٔٔ )ٔٓ-ٜ 2وىو رفيؽ لممزمور ٕٕ .وكبلىما يبدأ بآالـ المسيح وينتيي بمجده .ويضاؼ ليذا النبوات الخاصة بخراب إسرائيؿ لصمبيا المسيح.
ونرى في ىذا المزمور أيضاً صورة آلالـ الكنيسة جسد المسيح ،التي أوصميا مضطيدوىا إلى حافة الموت لكف
اهلل خمصيا وأنقذىا وخرب أعداؤىا .والمجد الذي صار ليا.
وتستخدـ الكنيسة في صموات التجنيز لممنتقميف مف أبنائيا آيات كثيرة مف ىذا المزمور وكأنيا ترى أنيـ ماتوا مع
المسيح ليكوف ليـ قيامة مع المسيح في مجده. ٍ ِ ٍ َن ا ْل ِمياه قَ ْد َد َخمَ ْت إِلَى َن ْف ِسيَ ٕ .غ ِرق ُ ِ اآليات (َٔ ٔ" - )ٖ-خمٍّ ِ س َمقٌَّر. صني َيا اَهللُ ,أل َّ َ َ ْ ْت في َح ْمأَة َعميقَةَ ,ولَ ْي َ ٖ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ق ا ْل ِمي ِ ظِ ار إِل ِيي". اهَ ,و َّ اي م ِن ا ْنت َ الس ْي ُل َغ َم َرِني .تَع ْب ُ َد َخ ْم ُ ت إِلَى أ ْ َع َما ِ َ س َح ْمقيَ .كمَّ ْت َع ْي َن َ ص َراخيَ .ي ِب َ ت م ْن ُ ْت ِفي َح ْمأ ٍَة َع ِميقَ ٍة = داود ميما األحزاف والببليا يصورىا داود بمياه أحاطت بو وستغرقو (يوفٕ )٘2فيموت َغ ِرق ُ زادت آالمو فمـ يحدث لو أف غرؽ فعبلً .ولكنو بروح النبوة يتكمـ عف المسيح الذي مات فعبلً .وصراخ المسيح تكمـ عنو الرسوؿ في (عب٘ .)ٚ2أما بالنسبة لداود فنفيـ أف األحزاف والحيرة أغرقتو في ىمومو .ولنبلحظ أف
سَ ..مقٌَّر = كأنو في مياه عميقة ال يجد أرضاً يستقر عمييا = أي ىو ببل أي األحزاف دخمت لمعالـ بالخطية .لَ ْي َ شئ يسنده ولقد قاؿ المسيح في آالمو "اآلف نفسي قد اضطربت". ٗ ين ي ْب ِغ ُ ِ ِ ِ ت آية (ٗ) " -أَ ْكثَُر ِم ْن َ َع َد ِائي ظُ ْم ًماِ .حي َن ِئ ٍذ َرَد ْد ُ ستَ ْيمِ ِك َّي أ ْ س َب ٍبْ . ش ْع ِر َأرْسي الَّذ َ ُ اعتََّز ُم ْ ضوَنني ِببلَ َ َخطَ ْف ُو". الَِّذي لَ ْم أ ْ طبقيا المسيح عمى نفسو "(يو٘ٔ .)ٕ٘2وأعداء المسيح كانوا مف الييود والروماف والشياطيف .وىكذا أعداء شع ِر أر ِ ِ ستَ ْيمِ ِك َّي = مف يريدوف تدميري ْسي .وأقوياء= ْ اعتََّز ُم ْ الكنيسة جسد المسيح .واألعداء كثيريف = أَ ْكثَُر م ْن َ ْ َ س َب ٍب وظُ ْم ًما = وىذا ما فعمو إبميس بآدـ وحواء ،ثـ بداود وبالمسيح وبالتالي ىـ أقوياء معتزوف .وىـ يظممونو ِببلَ َ ط ْف ُو = فيو لـ يخطؼ مف أعدائو شئ ،وىو لـ َخ َ ت الَِّذي لَ ْم أ ْ كنيستو .ومف قوة األعداء يقوؿ داود ِحي َن ِئ ٍذ َرَد ْد ُ يظمميـ ،ولكنيـ جعموه يعاني كؿ ىذه المعاناة ببل سبب جناه ،وربما ىو أعطاىـ ما ييدئ مف غيظيـ لييدأوا.
وىكذا المسيح تحمؿ عقوبة كاف يجب أف أتحمميا أنا ،ىو دفع ديوننا ،عانى بسبب تعدياتنا .وتعني ايضا اف
ف مني سبلمنا وفرحنا ومجدنا فمقد ضاع مف اإلنساف سبلمو ومجده وفرحو ،ولـ يكف المسيح ىو المسيح لَ ْم ي ْخطَ ْ
206
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطتون)
الذي أخذىـ ،بؿ كاف ذلؾ نتيجة الخطية .ولـ يحجب اهلل نفسو عف آدـ بعد اف اخطأ ،بؿ آدـ ىو الذي اختبأ
مف اهلل ...والمسيح رد آلدـ ولنا اكثر مما فقدناه.
٘ ف". ْت َح َماقَِتيَ ,وُذ ُنوِبي َع ْن َك لَ ْم تَ ْخ َ ت َع َرف َ آية (٘) َ " -يا اَهللُ أَ ْن َ ْت َح َماقَ ِتي = أنت تعمـ يا رب كؿ ذنوبي ،وتعمـ أف ما ظمموني بو أنا برئ منو وبمساف المسيح، ت َع َرف َ َيا اَهللُ أَ ْن َ
فاآلب يعمـ أنو ببل خطية لكنو صار خطية ألجمنا وحمؿ خطايانا.
ٙ ِ ب ا ْل ُج ُن ِ يل". س ٍّي ُد َر َّ س َرِائ َ س َ آية ( " - )ٙالَ َي ْخ َز ِبي ُم ْنتَ ِظ ُر َ وك َيا إِ َ لو إِ ْ ود .الَ َي ْخ َج ْل ِبي ُم ْمتَم ُ وك َيا َ داود يطمب أف يخمصو اهلل حتى ال يرى اصدقاؤه مف القديسيف أف اهلل لـ يتدخؿ لينقذه ويكوف ىذا سبباً في يأسيـ
واحباطيـ ،ويكوف ىذا سبباً في أف أعداء القديسيف يشمخوف عمى اهلل وعمييـ .وكؿ مف كاف ينتظر المسيح ،لو
لـ يقـ المسيح لكانوا في خزي وخجؿ. ٚ ت ا ْل َع َارَ .غطَّى ا ْل َخ َج ُل َو ْج ِيي". احتَ َم ْم ُ َجمِ َك ْ آية ( " - )ٚأل ٍَّني ِم ْن أ ْ ت ا ْل َع َار (عار الصميب) .وىذه االية تفيـ ايضا احتَ َم ْم ُ َجمِ َك ْ ىذه بمساف المسيح ويوجو كبلمو آلدـ= أل ٍَّني ِم ْن أ ْ انيا موجية لآلب ،فالمسيح االبف لمحبتو لآلب قبؿ كؿ ىذه االالـ واالحتقار. ِ آية (ِ ٛ" - )ٛ يبا ِع ْن َد َب ِني أُ ٍّمي". ص ْر ُ ت أْ َج َن ِبيًّا ع ْن َد إِ ْخ َوِتيَ ,و َغ ِر ً ألجؿ آدـ طرد المسيح مف أىؿ بيتو وأخوتو .وحتى اآلف فالمسيح مرفوض مف الييود. ( يو ٔ) ٔٔ 2
ٓٔ ٜ ِ َن َغ ْيرةَ ب ْي ِت َك أَ َكمَتْ ِني ,وتَع ِيير ِ ص َار ات ُم َع ٍّي ِر َ يك َوقَ َع ْت َعمَ َّيَ .وأ َْب َك ْي ُ اآليات ( " - )ٔٔ-ٜأل َّ َ َ ص ْوٍم َن ْفسي ,فَ َ ت ِب َ َ ْ َ ٔٔ اسي ِمسحا ,و ِ ت لِب ِ ت لَ ُي ْم َمثَبلً". ذلِ َك َع ًا ص ْر ُ ار َعمَ َّيَ .ج َع ْم ُ َ ًْ َ َغ ْيرةَ ب ْي ِت َك أَ َكمَتْ ِني وتَع ِيير ِ يك َوقَ َع ْت َعمَ َّي = ىنا نرى داود الذي يتقد قمبو بحب اهلل يغير عمى بيت اهلل، ات ُم َع ٍّي ِر َ َ َ َ ْ َ
وىؤالء األشرار الموجوديف اآلف في بيت اهلل بحكـ مراكزىـ وبخطاياىـ صاروا سببا في اف االخريف مف االغراب
يعيروف اهلل بسبب ما يحدث مف شعبو وما يحدث داخؿ بيتو ،مف فساد سببو شعب اهلل .وىؤالء سببوا لداود
أالماً شديدة وكأف كؿ تعييراتيـ هلل قد وقعت عمى داود .لقد كانت التعييرات ضد اهلل أشد قسوة عمى داود مف
اآلالـ الشخصية التي ألحقوىا بو .ولذلؾ اوصانا المسيح قائبل " لكي يري الناس اعمالكـ الحسنة فيمجدوا اباكـ
الذي في السموات ".
ولقد طبقت اآلية عمى المسيح حيف طرد الباعة مف الييكؿ (يوٕ )ٔٚ2وطبقت عميو في (رو٘ٔ )ٖ2لمتدليؿ
عمى أف المسيح كاف ينكر ذاتو ،إذ حسب أف أي تعيير لآلب يقع عميو ىو ،فقاـ بطرد الباعة مف الييكؿ مما أىاج الجماىير ضده ،واحتمؿ ىذا لمحبتو لآلب .وارتد ىذا عميو فقد أىانوه بسبب ذلؾ ،فكانت شيادة المسيح
207
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطتون)
عف اآلب ال ترضى الييود وييينونو بسببيا فغيرة المسيح عمى مجد اآلب أكمت ما تبقي مف حب ىؤالء الييود
لو.
عيره ىؤالء األشرار لثقتو في اهلل وأنو مازاؿ مؤمناً بو .وىو لبس المسوح ليرييـ كيؼ أنو وداود حيف صاـ وصمى ّ يمجأ هلل فزادوا مف سخريتيـ .لقد أخمى داود ذاتو بيذا ليصير رم اًز لممسيح الذي أخمى ذاتو فعبلً وصار إنساناً فسخر منو الجميع ،وحيف صاـ جربو إبميس (روِ .)ٖ2ٛ ت لَ ُي ْم َمثَبلً= صار داود رم اًز لممسيح .وتفيـ انو ص ْر ُ صار لشعبو مثبل في انسحاقو اماـ اهلل وفي طيارتو لكي يتمثموا بو فيرضي اهلل عنيـ . ٕٔ ِ ِ ون ِفي ا ْل َب ِ س ِك ِر". ابَ ,وأَ َغ ِاني َ س َ ش َّارِبي ا ْل ُم ْ آية (ٕٔ) َ " -يتَ َكمَّ ُم ف َّي ا ْل َجال ُ ِ ون ِفي ْاألب َو ِ اب = القضاة والحكاـ ورؤساء الكينة ىؤالء سخروا منو = َيتَ َكمَّ ُم ِف َّي بؿ حتى السكيريف س َ ا ْل َجال ُ س ِك ِر = فرحوا بآالمو وجعموىا أغنيتيـ (مت-ٗٓ2ٕٚ وأسافؿ الناس صرت سخرية ليـ = َوأَ َغ ِاني َ ش َّارِبي ا ْل ُم ْ ٖٗ).ىنا نفيـ كيؼ صار داود مثبل لممسيح 2فالييود كما سخروا مف داود حينما لبس المسوح سخروا مف
المسيح ابف اهلل المتجسد
ٖٔ ق َخبلَ ِ ِ َما أََنا َفمَ َك صبلَ ِتي يا رب ِفي وق ِ ص َك". استَ ِج ْب لِيِ ,ب َح ٍّ آية (ٖٔ) " -أ َّ ْت ِر ً ضىَ .يا اَهللُِ ,ب َكثَْرِة َر ْح َمت َك ْ َ َ َ َ ِفي وق ِ ضى = ىو وقت الصميب الذي قبؿ فيو اآلب شفاعة المسيح الكفارية عنا. ْت ِر ً َ ِ ِ ٘ٔ قَ .ن ٍّج ِني ِم ْن م ْب ِغ ِ اآليات (َٗٔ ٔٗ" - )ٕٓ-ن ٍّج ِني ِم َن الطٍّ ِ َع َما ِ س ْي ُل ين فَبلَ أَ ْغ َر َ ض َّي َو ِم ْن أ ْ ق ا ْلم َياه .الَ َي ْغ ُم َرٍّني َ ُ ٔٙ ا ْل ِمي ِ ق ا ْل َي ِ قَ ,والَ تُ ْط ِب ِ صالِ َح ٌةَ .ك َكثَْرِة استَ ِج ْب لِي َيا َرب أل َّ اىا. اوَي ُة َعمَ َّي فَ َ اهَ ,والَ َي ْبتَمِ َع ٍّني ا ْل ُع ْم ُ َ ْ َن َر ْح َمتَ َك َ ٔٛ ٔٚ ِ اح ِم َك ا ْلتَ ِف ْت إِلَ َّي .والَ تَ ْحج ْب و ْجي َك ع ْن ع ْب ِد َك ,أل َّ ِ ِ مر ِ يعا .اقْتَ ِر ْب إِلَى َن ْف ِسي. ُ َ َ َ َ َن لي ض ْيقًاْ . س ِر ً استَ ِج ْب لي َ َ ََ ٕٓ ٜٔ اري و ِخ ْزِيي و َخجمِي .قُدَّام َك ج ِميع م َ ِ س َر َق ْم ِبي ت َع َرف َ َع َد ِائي اف ِْد ِني .أَ ْن َ س َب ِب أ ْ َ َ ضا ِيق َّي .ا ْل َع ُار قَ ْد َك َ ْت َع ِ َ فُ َّك َياِ .ب َ َ َ ُ ُ ت .ا ْنتَظَر ُ َّ ين َفمَم أ ِ َج ْد". ضُ فَ َم ِر ْ ْ ت ِرق ًة َفمَ ْم تَ ُك ْنَ ,و ُم َعٍّز َ ْ
اآليات (ٗٔ )ٔ٘-يصمييا داود لينقذه اهلل مف آالمو .وبمساف المسيح ليقيمو اهلل مف األموات ،وبالتالي يخمص كنيستو .وبالنسبة لداود فقد كاف عاره بسبب خطيتو (زنا وقتؿ في بيتو) ،أما بالنسبة لممسيح فقبؿ العار عنا. ٕٔ ِ ون ِفي َ ِ سقُوَن ِني َخبلُ". آية (ٕٔ) َ " -وَي ْج َعمُ َ ط َعامي َع ْمقَ ًماَ ,وِفي َعطَشي َي ْ ىي نبوة واضحة عف المسيح .وبالنسبة لداود فأعداؤه مرروا حياتو.
208
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطتون)
صر م ِائ َدتُيم قُدَّاميم فَ ًّخا ,ولِ ِ ٕٕ ِ ِ ش َرًكإٖ .لِتُ ْظمِ ْم ين َ آلم ِن َ َ َ ُْ اآليات (ٕٕ " - )ٕ٘-لتَ ْ َ ُ ْ ٕٗ ض ِب َكٕ٘ .لِتَ ِ ص ْر َد ُارُى ْم ُمتُوَن ُي ْم َد ِائ ًما. ص َّ س َخطَ َكَ ,وْل ُي ْد ِرْك ُي ْم ُح ُمو َغ َ ب َعمَ ْي ِي ْم َ ُ سِ اك ٌن". َ
ص ِرَ ,وَق ْم ِق ْل ُع ُيونُ ُي ْم َع ِن ا ْل َب َ َخرابا ,وِفي ِخي ِ ام ِي ْم الَ َي ُك ْن َ ًَ َ
نبوة بالنكبات التي وقعت عمى الييود لصمبيـ المسيح واآليات (ٕٕ )ٕٖ،طبقيا الرسوؿ عمى الييود
(رؤٔ )ٔٓ,ٜ2ولذلؾ تفيـ كؿ اآليات عمى الييود مف (ٕٕإلى ٕ٘) في (ٕٔ) ىـ قدموا لو عمقـ وخبلً ..عقابيـ لِتَ ِ ص ْر َم ِائ َدتُ ُي ْم (خيراتيـ) ليم فَ ًّخا (ٕٕ) في (ٖ) جعموه يتعب وتكؿ عيناه ..عقابيـ لِتُ ْظمِ ْم ُع ُيونُ ُي ْمَ ..وَق ْم ِق ْل ُمتُوَن ُي ْم (ٖٕ) س َخطَ َك (ٕٗ) ص َّ ب َعمَ ْي ِي ْم َ في (ٗ) أبغضوه ببل سبب ..عقابيـ ُ في ( )ٛصار بسببيـ مرفوضاً مف أىمو ..عقابيـ ِلتَ ِ ص ْر َد ُارُى ْم َخ َر ًابا (ٕ٘) ِ ِ ِ َّام ُي ْم فَ ًّخا = تفيـ بعدة تفسيرات لتَص ْر َمائ َدتُ ُي ْم قُد َ
[ٔ] الكتاب المقدس بعيده القديـ الذي كاف بيف أيدييـ ممموءاً نبوات عف المسيح ،وىـ لـ يفيموىا ،فصارت شاىداً عمييـ= فَ ًّخا ليم [ٕ ] ىـ قدموا المسيح كذبيحة وفرحوا بأف قدموه كما يقدموف ذبيحة عمى مائدتيـ وابتيجوا بقوتيـ وحكمة تدبيرىـ
وصار ىذا ليـ فخاً ،فيـ َّ تصوروا في نشوة قوتيـ أنيـ قادريف أيضاً عمى الروماف فثاروا عمييـ وكاف ىذا سبباً
ألف يحطـ الروماف أورشميـ تماماً.
[ٖ ] بعد مجيء المسيح انعدمت قيمة محرقاتيـ وذبائحيـ فمقد جاء المسيح المرموز إليو بيذه الذبائح وكاف
استمرارىـ في تقديميا فخاً ليـ ،فممف يقدموىا واهلل قد رفضيا. لِتُ ْظمِ ْم ُع ُيوُن ُي ْم = لـ يعد بينيـ مف يفيـ النبوات بسبب عنادىـ ،فيـ لـ يفيموا معنى ظممة يوـ الصميبَ .وَق ْم ِق ْل صارت َدارُىم َخرابا وتشتتوا في كؿ العالـ= ِفي ِخي ِ ِ ام ِي ْم َ ُ ْ ًَ اهلل ُمتُوَن ُي ْم = مف ثقؿ الشدائد التي حمموىا ٕٓٓٓسنة .و ْ الَ ي ُك ْن س ِ اك ٌن. َ َ ون". آية (ٕٙ" - )ٕٙأل َّ ض َرْبتَ ُو أَ ْن َ ين َج َر ْحتَ ُي ْم َيتَ َح َّدثُ َ ت ُى ْم طَ َرُدوهَُ ,وِب َو َج ِع الَِّذ َ َن الَِّذي َ كاف المسيح ىو الذي ضربو اآلب ،ولكنيـ ىـ الذيف طردوه .فاآلب كاف يريد ىذا الفداء ليخمص شعبو ،وىـ لـ يكف ليـ اي سمطاف عمي المسيح اف لـ يكف اهلل قد اعطاىـ ىذا السمطاف(يو .)ٔٔ 2 ٜٔوىـ الحقوا المؤمنيف ون ويتآمروف عمي المسيحييف اللحاؽ االذي بيـ فيتوجعوا = ِب َو َج ِعيم .وىـ بالمسيح باالضطياد .وكانوا َيتَ َح َّدثُ َ ين َج َر ْحتَ ُي ْم = مرة ثانية نري اف اآلب ىوالذي سمح لممسيحييف اف يتالموا ويجرحوا جرحى إيمانيـ بالمسيح .الَِّذ َ ألجؿ المسيح فيذه االالـ بعد ايمانيـ تعمؿ عمي تنقيتيـ فيممع اكميميـ .وشركاء صميب المسيح ىـ شركاء مجده
.ولكف يجب اف نفيـ حكمة االلـ ،فبو نكمؿ (عب ٕ )ٔٓ 2ولكف الييود تكمموا عمييـ بشر كراىيتيـ ليـ ليحزنوىـ ويوجعونيـ وظف الييود اف ىذا بسمطانيـ ،ولـ يفيموا انيـ اداة تطيير لشعب اهلل.
209
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطتون)
اآليات (ِٕٚ" - )ٕٛ-ٕٚا ْجع ْل إِثْما عمَى إِثْ ِم ِيم ,والَ ي ْد ُخمُوا ِفي ِبٍّر َكٕٛ .لِيمحوا ِم ْن ِس ْف ِر األ ْ ِ ْ َ َ ً َ َح َياءَ ,و َمعَ ُْ َْ َ الصد ِ ين الَ ُي ْكتَُبوا". ٍّ ٍّيق َ كانت خطاياىـ كثيرة وزادت بؿ كممت بصمبيـ لممسيح= ِا ْج َع ْل إِثْ ًما َعمَى إِثْ ِم ِي ْم وزادت باضطياد شعبو .وىذا ايضا االـ يضعونيا عمي جسد المسيح (كو ٔ .)ٕٗ 2ومف يرفض المسيح اإللو يعدـ الحياة التي ىي ىبة لممؤمنيف .وقطعاً لف يتبرروا= الَ َي ْد ُخمُوا ِبٍّر َك .
ٕٜ َما أََنا فَ ِمس ِك ٌ ِ ص َك َيا اَهللُ َف ْم ُي َرفٍّ ْع ِني". آية ( " - )ٕٜأ َّ ين َو َكئ ٌ ْ يبَ .خبلَ ُ فييا مقابمة لطيفة بيف ضعؼ اإلنساف مع نعمة اهلل التي تخمص وترفع. ٍ ٖٔ ٖٓ ِ ب أَ ْكثََر ِم ْن ثَْو ِر َبقَ ٍر ِذي س ِب ٍ الر ٍّ ستَ َ اب ِع ْن َد َّ ط ُ يحَ ,وأ َ ُعظٍّ ُم ُو ِب َح ْمد .فَ ُي ْ اس َم اهلل ِبتَ ْ ُس ٍّب ُح ْ اآليات (ٖٓ " - )ٖٔ-أ َ ون وأَ ْظبلَ ٍ ف". قُُر ٍ َ ون وأَ ْظبلَ ٍ ِ ف .أي عجوؿ كاممة السف سمينة معموفة اهلل يفرح بالتسبيح أكثر مف الذبائح العظيمة ثَْو ِر َبقَ ٍر ذي قُُر ٍ َ
ذات قيمة مادية كبيرة .وتسبيح المتالـ ىو اعظـ مف اي محرقات (ىو ٗٔ )ٕ 2وقطعا لف يستطيع المتالـ اف
يسبح اف لـ يدرؾ محبة اهلل وحكمتو في االلـ الذي يسمح بو.
ٕٖ طالِ ِبي ِ ِ اهلل". وب ُك ْم َيا َ اء فَ َي ْف َر ُح َ ونَ ,وتَ ْح َيا ُقمُ ُ آية (ٕٖ) َ " -ي َرى ذل َك ا ْل ُوَد َع ُ كؿ مف صار وديعاً عمى صورة مسيحو يفرح بالخبلص أكثر مف كؿ كنوز الدنيا .االلـ يكمؿ المسيح (عب ٕ 2
ٓٔ) وذلؾ ليشابينا في كؿ شئ ،ونحف نكمؿ بااللـ لنشبو المسيح حينما نتنقي. ِ امع لِ ْممس ِ ب ِ اك ِ َس َراهُ". آية (ٖٖ) ٖٖ" -أل َّ َن َّ ين َوالَ َي ْحتَق ُر أ ْ س ٌ َ َ الر َّ َ لقد خمص اهلل كؿ األسرى القديسيف مف الجحيـ. ض ,ا ْل ِب َح ُار َو ُكل َما َواأل َْر ُ ٖٙوَنس ُل ع ِب ِ يد ِه َي ْممِ ُكوَن َيا, َ ْ َ
ِ ِ يياٖ٘ .أل َّ َيدب ف َ َن اهللَ وم ِحبو ِ ِ ون س ُك ُن َ اسمو َي ْ ْ َُ
ي َخمٍّص ِ ص ْي َي ْو َن ُ ُ ِ ييا". ف َ
ٖٗ ات س ٍّب ُح ُو َّ الس َما َو ُ اآليات (ٖٗ " - )ٖٙ-تُ َ ِ اك َوَي ِرثُوَن َيا. ون ُى َن َ س ُك ُن َ َوَي ْبني ُم ُد َن َي ُيوَذا ,فَ َي ْ ِ ص ْي َي ْو َن ىي جماعة المؤمنيفَ .وَي ْب ِني ُم ُد َن َي ُيوَذا = كثرة الكنائس في أقطار األرض كعربوف لسكنى المؤمنيف الدائـ في أورشميـ السماوية.
210
ضفر المسامير ( المسمور الطبعون)
المزمور السبعون
عودة لمجدول
المزمور السبعون (التاسع والستون في األجبية) ىذه األعداد الخمسة في ىذا المزمور ىي اآليات الختامية لمزمور (ٓٗ .)ٔٚ-ٖٔ2وأخذت ىنا الستعماليا
لمتسبيح في خدمات الييكؿ تذكا اًر لخبلص الرب لداود .ونجد فيو إلحاح عمى دينونة أعداء اهلل .وااللتجاء هلل واالحتماء بو في الضيقات .وربما قولو لمتذكير في بداية المزمور أنو يذكر ما صمي بو قببلً .ونحف نصمي بيذا
المزمور في صبلة باكر طالبيف معونة اهلل ومساندتو لنا في كؿ ضيقة تواجينا .ويا حبذا لو نردده دائماً فيناؾ أعداء غير منظوريف باإلضافة إلى المنظوريف منيـ (ونفيـ بقولنا األعداء الشياطيف والخطايا).
ٔ ِ ِ ع". َس ِر ْ مي َّم ,إِلَى تَ ْن ِج َيتيَ .يا َرب ,إِلَى َم ُعوَنتي أ ْ آية (ٔ) " -اَلَّ ُ وىؿ لنا أف نمجأ لسواه في كؿ ضيقة فيعطينا عزاء وثبات عمى احتماليا عوضاً عف أف نرتعب .بؿ يتحوؿ
اإلتكاؿ عمى اهلل إلى رجاء يحيي النفس.
ون لِي َ ٖ ِ اآليات (ٕٕ" - )ٖ-لِي ْخ َز وي ْخج ْل طَالِبو َن ْف ِسي .لِيرتَ َّد إِلَى َخ ْم ٍ َج ِل ف َوَي ْخ َج ِل ا ْل ُم ْ شتَ ُي َ جع ِم ْن أ ْ ش ًّرا .ل َي ْر ْ ُ َ ََ َ َْ ون « َى ْو! َى ْو!»". ِخ ْزِي ِي ُم ا ْلقَ ِائمُ َ الشياطيف يثيروا ضدنا حروب كثيرة عندما نريد أف نسير في طريؽ اهلل .وىـ يسخروف منا في ضيقتنا قائميف َى ْو َى ْو = نعماً نعماً (سبعينية) .ىـ يقفوا في سخرية منتظريف سقوطنا ليشمتوا فينا .وىناؾ كثيريف حينما تواجييـ بعض الضيقات يخاصموف اهلل قائميف لماذا سمحت بيذا وىنا يسخر الشياطيف منيـ .وداود ىنا يصمي حتى ال
يسقط ىذه السقطة بؿ تكوف مؤامرة أعدائو لخزييـ إذ ينصره عمييـ اهلل المتكؿ عميو.
يك ,وْلي ُق ْل َد ِائما م ِحبو َخبلَ ِ آية (ٗ) ٗ" -وْلي ْبتَ ِي ْج وي ْفر ْح ِب َك ُكل َ ِ الرب»". ص َك «لِ َيتَ َعظَِّم َّ طال ِب َ َ َ َ َ ََ َ ً ُ الذيف يطمبوف اهلل عوضاً عف مخاصمتو ال يخزييـ بؿ يعطييـ رجاء ويعطييـ نصرة في الوقت الذي يحدده ىو. وىؤالء يعظموف الرب عمى خبلصو .وىكذا عمى كؿ منا حيف يتأمؿ في الخبلص الذي صنعو المسيح بصميبو
أف يعظمو ويسبحو.
٘ ع إِلَ َّي .م ِع ِ َما أََنا فَ ِمس ِك ٌ ِ تَ .يا َرب ,الَ تَ ْبطُ ْؤ". آية (٘) " -أ َّ َس ِر ْ يني َو ُم ْن ِق ِذي أَ ْن َ ير .اَلمَّ ُي َّم ,أ ْ ْ ين َوفَق ٌ ُ مف يقوؿ ىذا؟ داود الممؾ العظيـ!! ولكنو يتضع أماـ اهلل .فماذا يجب أف نفعؿ نحف؟
211
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والطبعون)
المزمور الحادي والسبعون
عودة لمجدول
كثيريف ينسبوف المزمور لداود ويقولوف أنو قالو في أواخر أيامو في فترة آالـ مثؿ فترة أالمو بسبب إبشالوـ (آية .)ٔٛوفي ىذا المزمور اقتباسات مف مزامير كثيرة سابقة. ٔ ِ ِ ِ ِ َخ َزى إِلَى الد ْ ٕ ِ ص ِني. ت ,فَبلَ أ ْ احتَ َم ْي ُ اآليات (ِٔ " - )ٛ-ب َك َيا َرب ْ َّى ِرِ .ب َع ْدل َك َن ٍّجني َوأَ ْنقذْني .أَم ْل إِلَ َّي أُ ْذ َن َك َو َخمٍّ ْ ٍ ِ ِ ِ ٖ ِ ص ِنيَ ٗ .يا إِل ِييَ ,ن ٍّج ِني ِم ْن َي ِد ٍّ الشٍّري ِرِ ,م ْن َم ْر َ ص ْخ َرِتي َوح ْ ت ِب َخبلَصي أل ََّن َك َ ُك ْن لي َ ص ْخ َرةَ َم ْم َجأ أ َْد ُخمُ ُو َدائ ًما .أ َ ٙ ٘ ِ ِ ِ ف فَ ِ اع ِل َّ َك ٍّ ت ِم َن ا ْل َب ْط ِن, الر َّ س ٍّي ِدي َّ استََن ْد ُ الشٍّر َوالظَّالِِم .أل ََّن َك أَ ْن َ ايَ .عمَ ْي َك ْ بُ ,متَّ َكمي ُم ْن ُذ ص َب َ ت َر َجائي َيا َ يحي َد ِائماِ ٚ . ُميِ .ب َك تَس ِب ِ ش ِ آي ٍة لِ َك ِث ِ ت فَ َم ْم َجِإي ا ْلقَ ِويَ ٛ .ي ْمتَِمئُ فَ ِمي ين .أ َّ اء أ ٍّ َح َ َما أَ ْن َ ص ْر ُ َوأَ ْن َ ير َ ت ُم ْخ ِر ِجي ِم ْن أ ْ ت َك َ ْ ً ِم ْن تَس ِب ِ يح َك ,ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو ِم ْن َم ْج ِد َك". ْ ىي صرخة لمرب لينقذه مف أعدائو ،فيو يتكؿ عمى اهلل ،والكتاب يمعف مف يتكؿ عمى ذراع بشر (أر.)ٚ-٘2ٔٚ ت ِم َن ا ْل َب ْط ِن = الطفؿ ال يعرؼ أف يمقي استناده عمى اهلل وىو بعد في بطف أمو ،إنما المعنى أف استََن ْد ُ و َعمَ ْي َك ْ أنت يا رب حافظ األطفاؿ الصغار وأنت الذي حفظتني حتى خرجت إلى ىذه الدنيا .ثـ حفظتني حتى اآلف. واكماالً ليذا المعنى ،أنني منذ بدأت أفيـ معنى اإلتكاؿ عميؾ يا رب فمـ ألجأ لسواؾِ . آي ٍة ِل َك ِث ِ ين = ص ْر ُ ير َ ت َك َ كثيريف صاروا ينظروف لي وينتظروا أف يروا ماذا سوؼ تكوف نياية ىذه اآلالـ العجيبة التي أصابت ىذا
الشخص ،وما ىي نياية ثقتو في اهلل ،ىؿ سينصره اهلل عمييا أـ يتخمى عنو فييمؾ .أو تعنى أنني صرت في
نظر الكثيريف عجباً مف شدة وىوؿ ما حدث لي .وبيذا المعنى قاؿ بولس الرسوؿ صرنا منظ اًر لمناس والمبلئكة
(ٔكوٗ .)ٖٔ-ٜ2ومع كؿ آالمو ففمو ممموء تسابيح هلل عف احساناتو القديمة وعما ينتظره مف أحسانات جديدة.
ٜ الش ْي ُخو َخ ِة .الَ تَتْرْك ِني ِع ْن َد فَ َن ِ ض ِني ِفي َزَم ِن َّ َع َد ِائي تَقَ َاولُوا َعمَ َّي, اء قَُّوِتئٓ .أل َّ اآليات ( " - )ٔٙ-ٜالَ تَْرفُ ْ َن أ ْ ُ ٔٔ ين يرص ُد َ ِ ِ ين «إِ َّن اهللَ قَ ْد تََرَك ُو .ا ْل َحقُوهُ َوأ َْم ِس ُكوهُ أل ََّن ُو الَ ُم ْن ِق َذ لَ ُو»َ ٕٔ .يا اَهللُ, آم ُروا َم ًعا .قَ ِائمِ َ َوالَّذ َ َ ْ ُ ون َن ْفسي تَ َ ِ عٖٔ .لِي ْخ َز وي ْف َن م َخ ِ ِ اص ُمو َن ْف ِسي .لِ َي ْم َب ِ ون َس ِر ْ س َ الَ تَ ْب ُع ْد َع ٍّنيَ .يا إِل ِيي ,إِلَى َم ُعوَنتي أ ْ س ا ْل َع َار َوا ْل َخ َج َل ا ْل ُم ْمتَم ُ َ ََ ُ ٗٔ ٍّث ِبع ْدلِ َك ,ا ْليوم ُكمَّ ُو ِب َخبلَ ِ يد عمَى ُك ٍّل تَ ِ ٘ٔ ِ ِ ص َك ,أل ٍَّني الَ ش ًّرا .أ َّ لِي َ َما أََنا فَأ َْر ُجو َدائ ًماَ ,وأ َِز ُ َ ْ س ِبيح َك .فَمي ُي َحد ُ َ َْ َ آتي ِبجبر ِ اداِ ٔٙ . ب .أَ ْذ ُك ُر ِب َّر َك َو ْح َد َك". الر ٍّ وت َّ الس ٍّي ِد َّ َع ِر ُ َع َد ً ف لَ َيا أ ْ أْ َ َُ آية ( )ٜتشير أف المرنـ كتب ىذا المزمور وىو كبير سناً .ونبلحظ في (ٓٔ )ٔٔ،فييا نبوة عما حدث لممسيح حيف ظف صالبوه أف اهلل تخمى عنو .يا اهلل ال تبعد عني .لِي ْخ َز وي ْف َن م َخ ِ اص ُمو َن ْف ِسي = إذا رأى أعدائي أنؾ لـ َ ََ ُ تتركني وأنؾ كذبت قوليـ حينئذ سيخجموف .وفي تأمؿ روحي في ىذه اآليات ،نرى أف الشيخوخة تشير لمشيخوخة الروحية والضعؼ= فَ َن ِ اء قَُّوِتي يشير لفترات الفتور الروحي .وعمينا فييما أف نمجأ إلى اهلل فبل يتركنا ،بؿ أف اهلل
يعيد مثؿ النسر شبابنا فيخزى أعدائنا الشياطيف.
212
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والطبعون)
ٔٛ ٔٚ ِ ِ ضا إِلَى َّ الش ْي ُخو َخ ِة اآلن أ ْ ايَ ,وِالَى َ ُخ ِب ُر ِب َع َج ِائ ِب َكَ .وأ َْي ً اآليات ( " - )ٕٗ-ٔٚاَلَّ ُ مي َّم ,قَ ْد َعمَّ ْمتَني ُم ْن ُذ ص َب َ آتٜٔ .وِبر َك إِلَى ا ْلع ْمي ِ يل ا ْلم ْق ِب َل ,وِبقَُّوِت َك ُك َّل ٍ الش ْي ِب يا اَهلل الَ تَتْرْك ِني ,حتَّى أ ْ ِ ِ ِ اء َيا اَهللُ ,الَِّذي ََ َ َ َ َو َّ َ ُ ُ ُخ ِب َر ِبذ َراع َك ا ْلج َ ُ ِ ٍ ِ ظ ِائم .يا اَهلل ,م ْن ِم ْثمُ َك؟ ٕٓأَ ْن َ َِّ ق األ َْر ِ َع َما ِ ض يرةً َو َرِد َ يئ ًة ,تَ ُع ُ ص َن ْع َ ود فَتُ ْح ِيي َناَ ,و ِم ْن أ ْ َ ت الذي أ ََرْيتََنا ضيقَات َكث َ ت ا ْل َع َ َ َ ُ َ ٕٕ ٕٔ ِ ِ ِ ابَ ,حقَّ َك َيا إِل ِيي .أُرٍّنم لَ َك ِبا ْل ُع ِ َحم ُد َك ِبرَب ٍ ود َيا يد َع َ صع ُد َنا .تَ ِز ُ تَ ُع ُ ظ َمتي َوتَْرجعُ فَتُ َعٍّزيني .فَأََنا أ َْي ً ود فَتُ ْ َ ضا أ ْ َ َ ُ ٕٗ ٖٕ ِ ِ ضا ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو َي ْم َي ُج ِب ِبٍّر َك .أل ََّن ُو س َرِائ َ يل .تَ ْبتَ ِي ُج َ س ِاني أ َْي ً وس إِ ْ اي إِ ْذ أ َُرٍّن ُم لَ َكَ ,وَن ْفسي الَّتي فَ َد ْيتَ َياَ .ولِ َ شفَتَ َ قُد َ ِ ش ًّرا". ون لِي َ س َ ي ,أل ََّن ُو قَ ْد َخ ِج َل ا ْل ُم ْمتَم ُ قَ ْد َخ ِز َ مي َّم ,قَ ْد َعمَّ ْمتَِني مف الذي عمـ داود الراعي الصغير كؿ ىذه الحكمة والمزامير ،ومف الذي عمـ يديو القتاؿ= اَلَّ ُ ِ ضا إِلَى َّ ُخ ِب ُر اآلن أ ْ الش ْي ُخو َخ ِة .فاهلل يعممنا ويفيض مف أحساناتو عمينا .وماذا يفعؿ داود إلَى َ ايَ ..وأ َْي ً ُم ْن ُذ ص َب َ ُخ ِبر ِب ِذر ِ ِ يل ا ْل ُم ْق ِب َل = أي يخبر الكؿ بقوة اهلل الذي كاف اع َك ا ْل ِج َ ِب َع َجائ ِب َك..ويريد أف يستمر في شيادتو هلل= َحتَّى أ ْ َ َ
ِ ٍ ِ يخمصو في كؿ شدة .واهلل لو وسائمو في التعميـ والتيذيب= أَ ْن َ َِّ يرةً .فالذي يحبو الرب ت الذي أ ََرْيتََنا ضيقَات َكث َ يؤدبو (عب .)ٙ2ٕٔ،ٚبؿ بعد سقوط آدـ تركو اهلل في يد إبميس يستعبده ويستعبد كؿ بنيو ليعرفوا نتائج الخطية،
ود فَتُ ْح ِيي َنا = يشير لممعمودية التي بيا نقوـ مع ويكوف ىذا سبب تأديب ليـ وبالتالي سبب خبلص .وقولو تَ ُع ُ ق األ َْر ِ َع َما ِ ص ِع ُد َنا = تشير لمتوبة التي بيا نترؾ الخطايا ض تَ ُع ُ المسيح ونولد والدة ثانية .وقولو َو ِم ْن أ ْ ود فَتُ ْ والشيوات األرضية لنحيا في السماويات .وكثير مف األحياف تكوف الضيقات التي يسمح بيا اهلل سبب توبة لنا. ص ِع ُد َنا (أؼٕ .)ٙ2وبعد أف أنحط ويشير ىذا لعمؿ المسيح الذي أنقذ الجنس البشري مف أعماؽ الجحيـ= تَ ُع ُ ود فَتُ ْ يد الجنس البشري بسبب الخطية ،كاف خبلص المسيح سبباً أف يعود اإلنساف لمركزه السابؽ كابف هلل= تَ ِز ُ ِ َعظَ َمتي .وبعد أف كانت الخطية سبب حزنو صار الفداء وحموؿ الروح القدس عميو سبباً في تعزيتو = َوتَْرجعُ فَتُعٍّز ِ يني .وقد تفيـ اآليات بالنسبة لمييود عف خروجيـ مف أرض مصر ودخوليـ إلى أرض الميعاد ،أو رجوعيـ َ َح َم ُد َك .والحظ سبب التسبيح= َوَن ْف ِسي الَِّتي فَ َد ْيتَ َيا. ضا أ ْ مف السبي .ومف حؿ الروح القدس عميو يسبح = فَأََنا أ َْي ً
213
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطبعون)
المزمور الثاني والسبعون
عودة لمجدول
ىو مزمور لسميماف يرتؿ فيو سميماف بروح النبوة عف عمؿ المسيح ابف داود الحقيقي وسميماف الممؾ ابف داود كاف رم اًز لممسيح فيو [ٔ] ابف داود [ٕ] عيده عيد سبلـ ،ومعني اسـ سميماف السبلـ .والمسيح ممؾ السبلـ [ٖ] باني الييكؿ (يوٕ ]ٗ[ )ٕٔ2رمز الحكمة والمسيح حكمة اهلل (ٔكؤ ]٘[ )ٕٗ2مموؾ األمـ أتوا لسميماف وأحبوه وقدموا لو ىدايا .واألمـ آمنوا بالمسيح ،وكانت أعظـ ىدايا قدمت لممسيح ىي إيماف الوثنييف بو.
وبعض آيات المزمور تشير لسميماف فعبلً ولكف بعضيا ال يمكف أف يشير لسميماف فمثبلً سميماف لـ يممؾ إلى
أقاصي األرض ( .)ٛولـ يسجد لو كؿ المموؾ ولـ تتعبد لو كؿ األمـ (ٔٔ) .ولـ يكف اسـ سميماف إلى الدىر
( .) ٔٚبؿ سميماف في نياية أيامو بخر لؤلوثاف لذلؾ ال يمكف أف ينطبؽ كبلـ ىذا المزمور سوى عمى المسيح وحده .وبالذات المسيح كممؾ ،فيذا المزمور يتحدث عف الممؾ المثالي ،وليس ىذا سوى المسيح.
المزمور السابؽ حدثنا فيو داود عف أياـ شيخوختو ،وىذا المزمور ربما كتبو داود البنو سميماف في بداية حياتو
كنبوة عف المسيح الذي سيأتي مف نسمو ،ويكوف سميماف رم اًز لو ،وفي نياية عمر داود كاف سميماف يقؼ مستعداً لمتاج .ولذلؾ نجد في نياية المزمور القوؿ "تمت صموات داود بف يسي" مع أننا سنجد بعد ىذا مزامير لداود مثؿ
( .... ٔٓٔ،ٛٙالخ) .كأف داود أوحى لو الروح القدس بكممات ىذا المزمور أف مف نسمو سيأتي المسيح ،كاف ىذا ختاماً لكؿ ما يتمناه وختاماً لنب واتو .ويكوف عنواف المزمور لسميماف أي كممات كتبيا داود لسميماف ابنو ليفيـ
منيا كيؼ يكوف الممؾ ممكاً مثالياً ،وكيؼ يقضي بالحؽ لشعبو .ويكوف المعنى الرمزي أف المزمور كتب لممسيح
الذي مف نسؿ داود.
ٔ الب ِن ا ْل َممِ ِك". ام َك لِ ْم َممِ ِكَ ,وِب َّر َك ْ َع ِط أ ْ مي َّم ,أ ْ آية (ٔ) " -اَلَّ ُ َح َك َ ام َك تعني إعطو حكمة ليقود شعبؾَ .وِب َّر َك = ليحكـ بالعدؿ. َع ِط أ ْ سميماف ىو الممؾ وىو ابف الممؾ .وقولو أ ْ َح َك َ ام َك لِ ْم َممِ ِك = ىذه تفيـ عف المسيح بأنيا صبلة داود َع ِط أ ْ وىذه تقاؿ لممسيح ممؾ السبلـ وابف داود الممؾ .أ ْ َح َك َ حيف كشؼ اهلل لو أف مف نسمو سيأتي المسيح ،فقاؿ ىذا بمعنى أرسمو يا رب سريعاً ليخمص ويممؾ عمى الكنيسة
وبنفس المفيوـ قاؿ يوحنا في رؤياه "أميف تعاؿ أييا الرب يسوع" ىو اشتياؽ كؿ نفس في العيد القديـ أو الجديد
ألف يممؾ المسيح بالعدؿ والبر في كنيستو "ليأت ممكوتؾ" ىي صبلة تعبر عف الثقة في أنو متى خضع الكؿ
لممسيح الذي أخذ كؿ السمطاف مف اآلب (مت )ٔٛ2ٕٛسيعطينا حياة (يو .)ٕ2ٔٚوىو سيممؾ عمينا بسمطانو
فيسود البر مممكتو.
ٕ شعب َك ِبا ْلع ْد ِل ,ومس ِ اكي َن َك ِبا ْل َحقٍّ". آية (ٕ) َ " -ي ِد ُ ين َ ْ َ ََ َ َ شعب َك = تشير لمييود .ومس ِ اكي َن َك تشير لؤلمـ .والمسيح جعؿ االثنيف واحداً .لقد كاف سميماف العادؿ ظبلً لحكـ َ َْ ََ َ
214
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطبعون)
المسيح العادؿ الحقيقي .وتفيـ اآلية أف المسيح يحكـ شعبو المساكيف بالروح وىؤالء ليـ الطوبى .وممكنا ييزـ
أعدائنا الحقيقييف (الشياطيف).
ٖ ِ ِ سبلَما لِ َّ ِ ام ِبا ْل ِبٍّر". آية (ٖ) " -تَ ْحم ُل ا ْلج َبا ُل َ ً مش ْعبَ ,واآل َك ُ ِ ام = إشارة لمحكاـ والقضاة العظماء (الجباؿ) والرؤساء الذيف يمونيـ أو أقؿ درجة منيـ (األكاـ)= ا ْلج َبا ُل َواآل َك ُ كؿ مف لو منصب سيحكـ بالعدؿ .العدؿ شعار المممكة .وىكذا سيكوف السبلـ ىو شعار ومجد مممكة المسيح.
السبلـ بيف السمائييف (الجباؿ) واآلكاـ (كنيسة اهلل عمى األرض) .لقد صار االثنيف واحداً. ضي لِمس ِ آية (ٗ) ٗ" -ي ْق ِ ين َّ اك ِ ق الظَّالِ َم". س َح ُ ص َب ِني ا ْل َب ِائ ِس َ َ ينَ ,وَي ْ الش ْع ِبُ .ي َخمٍّ ُ َ َ مس ِ ين َّ اك ِ ين = ىـ أوالد اهلل الذيف سحقيـ الظالـ (الشيطاف). الش ْع ِب ..ا ْل َب ِائ ِس َ َ َ
٘ ام ِت َّ َّام ا ْلقَ َم ِر إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر". آية (٘) َ " -ي ْخ َ الش ْم ُ ش ْوَن َك َما َد َ سَ ,وقُد َ ام ِت َّ س ..إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر = ىؿ ىذا حدث لسميماف؟ بؿ وفي أياـ سميماف قاـ ضده مقاوموف َي ْخ َ الش ْم ُ ش ْوَن َك َما َد َ
لممكو (يربعاـ ..الخ) وىؿ حكـ سميماف وقضائو استمر طالما الشمس والقمر موجوداف والى دور فدور أي إلى األبد .ىذا ال يقاؿ سوى عف المسيح .والشمس تشير لممسيح شمس البر الذي يشرؽ عمى كنيستو التي تشبو
بالقمر .فشعب الكنيسة يخشى المسيح ويطيع وصاياه داخؿ الكنيسة.
ٙ وث َّ از ,و ِم ْث َل ا ْل ُغي ِ ِ ارفَ ِة َعمَى األ َْر ِ الذ ِ ض". ُ آية (َ " - )ٙي ْن ِز ُل م ْث َل ا ْل َمطَ ِر َعمَى ا ْل ُج َز ِ َ أحكاـ المسيح وعممو في كنيستو سيكوف معزياً ليـ ومرطباً آلالميـ ،فنعمتو وتعزياتو ستكوف كالمطر الذي ينزؿ
عمى العشب المجزوز حتى ينمو وال يحترؽ مف الشمس.
ٚ ق ِفي أَي ِ ض َم ِح َّل ا ْلقَ َم ُرَ ٛ .وَي ْممِ ُك ِم َن ا ْل َب ْح ِر إِ َلى ٍّيقَ ,و َكثَْرةُ َّ َّام ِو ٍّ اآليات (ُ " - )ٛ-ٚي ْ السبلَِم إِلَى أ ْ َن َي ْ الصد ُ ش ِر ُ الني ِر إِلَى أَقَ ِ اصي األ َْر ِ ض". ا ْل َب ْح ِرَ ,و ِم َن َّ ْ ض َم ِح َّل ق ٍّ تحت ممؾ المسيح ُي ْ ٍّيق = يظير عمؿ نعمة اهلل فيو .وسيستمر ىذا إلى نياية العالـ حيف َي ْ الصد ُ ش ِر ُ ا ْلقَ َم ُر .وسيمتد ممؾ المسيح إلى كؿ العالـ (مت.)ٕٓ2ٕٛ ٓٔ ٜ َى ُل ا ْلبٍّري ِ ون َع َد ُ ابُ .ممُو ُك تَْر ِش َ يش َوا ْل َج َزِائ ِر ُي ْر ِسمُ َ س َ َّةَ ,وأ ْ ون الت َر َ ام ُو تَ ْجثُو أ ْ َ اؤهُ َي ْم َح ُ َم َ اآليات ( " - )ٔٓ-ٜأ َ شبا و ٍ ِ ون َى ِديَّ ًة". ٍّم َ تَ ْقد َم ًةُ .ممُو ُك َ َ َ َ س َبأ ُيقَد ُ
ربما حدث ىذا جزئياً مع سميماف حيث أتت لو ممكة سبأ .ولكنو لـ يحدث حقيقة سوى مع المسيح
اب = ىذه عقوبة كؿ معاند لممسيح س َ ون الت َر َ (فئٔ .)ٔٓ2ٕ،والمجوس أتوا وسجدوا لو رم اًز لكؿ األمـَ .ي ْم َح ُ 215
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطبعون)
الممؾ وىي عقوبة إبميس (تؾٖ.)ٔٗ2 ٔٔ ِ ِ ِ ٕٔ َّ ين ستَِغ َ ُمِم تَتَ َعب ُ س ِك َ يثَ ,وا ْلم ْ ير ا ْل ُم ْ اآليات (َٔٔ " - )ٖٔ-وَي ْ َّد لَ ُو .ألَن ُو ُي َن ٍّجي ا ْلفَق َ س ُج ُد لَ ُو ُكل ا ْل ُممُوكُ .كل األ َ ٖٔ س ,وي َخمٍّص أَ ْنفُس ا ْلفُقَر ِ ِ ِ س ِك ِ اء". ين لَ ُوُ .ي ْ ش ِف ُ إِ ْذ الَ ُم ِع َ ق َعمَى ا ْلم ْ َ ين َوا ْل َبائ ِ َ ُ ُ َ لماذا يسجد لو األمـ؟ ىو نجاىـ كمساكيف مف يد إبميس الذي ظمميـ .ا ْلفُقَر ِ اء = ىـ الذيف افتقروا إلى معرفة اهلل َ إذ أعمى إبميس الظالـ عيونيـ عف معرفتو.
يش ويع ِط ِ ِ ٘ٔ ِ ِ ِ ِ ٗٔ ِ ِ يو ِم ْن س ُي ْمَ ,وُي ْك َرُم َد ُم ُي ْم في َع ْي َن ْيوَ .وَيع ُ َ ُ ْ اآليات (ٗٔ " - )ٔ٘-م َن الظ ْمم َوا ْل َخ ْطف َي ْفدي أَ ْنفُ َ َجمِ ِو َد ِائ ًما .ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو ُي َب ِ ارُك ُو". َذ َى ِب َ صمٍّي أل ْ ش َباَ .وُي َ ىنا نجد صورة كاممة لعمؿ المسيح الفدائي .فيو مات ليفدي اإلنساف مف ظمـ إبميس الذي خطفو ،وينقذنا مف يده القوية .وىو عمؿ ىذا ألف اإلنساف عزيز لديو = َوُي ْك َرُم َد ُم ُي ْم ِفي َع ْي َن ْي ِو .فيو لـ يقبؿ أف يسفؾ دـ اإلنساف يش .ليعطي حياة لشعبو .ولذلؾ حيف شعر وييمؾ أبدياً لذلؾ مات عنا .ولكنو لـ يستمر ميتاً بؿ قاـ= َوَي ِع ُ
ش َبا = اإلنساف أف المسيح فداه أكرـ اإلنساف المسيح بعطاياىـ ،ولـ يبخموا عميو بأغمى ما عندىـ وىو َذ َى ِب َ ولكف ىؿ المسيح ينقصو الماؿ ليفرح بالذىب .ىذا الذىب يرمز لمحياة السمائية التي يحياىا المؤمنوف وىذه ىي َجمِ ِو َد ِائ ًما = يتشفعوف بدمو كؿ حياتيـ. صمٍّون أل ْ العطايا التي تفرح قمب المسيح .وىؤالء المؤمنيف السماوييف ُي َ أما ىذه بالنسبة لسميماف فتفيـ أف شعبو كاف يصمي ألجمو ليعطيو اهلل حكمة .وبالنسبة لممسيح فصمواتنا لآلب ال تقبؿ سوى باسـ المسيح "تختـ الصبلة الربية بيذا بالمسيح يسوع ربنا".
ٔٙ وس ا ْل ِج َب ِ ض ِفي ُر ُؤ ِ ون ُح ْف َن ُة ُب ّر ِفي األ َْر ِ ون ِم َن ا ْل َم ِدي َن ِة ان ثَ َم َرتُ َياَ ,وُي ْزِى ُر َ ال .تَتَ َم َاي ُل ِم ْث َل لُ ْب َن َ آية ( " - )ٔٙتَ ُك ُ ش ِب األ َْر ِ ض". ِم ْث َل ُع ْ
ىنا تصوير رائع لنمو الكنيسة جسد المسيح ،صوره المرنـ بزيادة الثمار والقمحُ .ح ْف َن ُة ُب ّر = كممة ُبر معناىا قمح وىكذا ترجمت في اإلنجميزية (راجع شرح مز٘ .)ٖٔ2ٙفحينما تزرع حفنة قمح في األرض في رؤوس الجباؿ ون ِم َن ا ْل َم ِدي َن ِة .فالتصوير ان ثَ َم َرتُ َيا .بؿ أف الشعب أيضاً سيزداد= َوُي ْزِى ُر َ تكوف ثمارىا بوفرة = تَتَ َم َاي ُل ِمثْ َل لُ ْب َن َ ىنا أف مممكة سميماف ستنمو وتزدىر بالسكاف وبالشبع .فالذي تزرعو عمى رؤوس الجباؿ ال يتوقع أف يأتي بالكثير لكننا نجده ىنا يثمر بكثرة ،بؿ سيكوف كغابة في لبناف بكثافتيا وطوؿ أشجارىا وكؿ ىذا مف حفنة قمح.
وفي ىذا إشارة لنمو كنيسة المسيح التي بدأت بدفف حبة الحنطة (المسيح نفسو) (يؤٕ .)ٕٗ2ثـ حفنة القمح أي الرسؿ وحاالً إبيضت الحقوؿ ودخؿ المؤمنيف مف كؿ العالـ إلى جباؿ الكنيسة العالية التي كانت قف اًر فامتؤلت ش ِب األ َْر ِ ض وشبييـ بالعشب ون ِم َن ا ْل َم ِدي َن ِة ِمثْ َل ُع ْ ثما اًر( .يوٗ + ٖ٘2مت )ٖٚ2ٜوعدد المؤمنيف يزداد= َوُي ْزِى ُر َ
لخضرتيـ أي حيويتيـ ونضارتيـ.
216
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطبعون) ٔٚ س يمتَد اسم ُو ,ويتَبارُك َ ِ ُمِم األ َْر ِ َّام َّ ض ُيطَ ٍّوُبوَن ُو". اس ُم ُو إِلَى الد ْ آية (َ " - )ٔٚي ُك ُ ون ْ الش ْم ِ َ ْ ُْ ََ َ َ ون ِبوُ .كل أ َ َّى ِر .قُد َ كنيستو ستستمر لؤلبد طالما كانت الشمس موجودة ،وفي كنيستو يتمجد اسمو. ٜٔ ٔٛ ِ يلِ َّ , َّى ِر, اآليات (ُ " - )ٜٔ-ٔٛم َب َار ٌك َّ س َرِائ َ اس ُم َم ْج ِد ِه إِلَى الد ْ الرب اهللُ إِ ُ الصانعُ ا ْل َع َجائ َ ب َو ْح َدهَُ .و ُم َب َار ٌك ْ لو إِ ْ آمي َن ثُ َّم ِ ض ُكميا ِم ْن م ْج ِد ِهِ . ِ ين". آم َ َوْلتَ ْمتَم ِئ األ َْر ُ َ َ
الكنيسة مع المرنـ تعطي المجد لفادييا إلى األبد.
217
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطبعون)
المزمور الثالث والسبعون
عودة لمجدول
في (ٕأي ) ٖٓ2ٕٜنسمع عف أنيـ يسبحوف بكبلـ داود وأساؼ الرائي .وأساؼ ىو واضع كممات ىذا المزمور والعشرة مزامير التالية.
موضوع المزمور ىو المشكمة أو السؤاؿ الذي يواجو كثيريف (ار ٕٔ + ٖ-ٔ 2سفر ايوب كمو) مف أوالد اهلل "لماذا تنجح وتزدىر حياة األشرار" والمقصود طبعاً نجاحيـ المادي بينما ىـ متكبروف .وعمى الصعيد اآلخر نجد أف أوالد اهلل يتألموف .والمزمور يضع النقاط التالية كحؿ2 .1
نجاح األشرار ىو نجاح وقتي .فالشرير المتكبر البد وسيدركو سخط اهلل.
.2
قد يكوف نجاحيـ مستم اًر حتى موتيـ ولكف ىناؾ دينونة أبدية تنتظرىـ.
.3
اإلنساف البار سيكتشؼ أف فرحو الحقيقي ليس في النجاح الزمني ،بؿ في أف لو شركة شخصية مع اهلل.
لذلؾ ال ينبغي أف يغار أحد مف نجاح األشرار. اآليات (ٔٔ" - )ٖ-إِ َّنما ِ َ َ صال ٌح اهللُ ٖ ين, َخ َ ط َو ِاتي .أل ٍَّني ِغ ْر ُ ت ِم َن ا ْل ُمتَ َك ٍّب ِر َ
ٕ يل ,ألَ ْن ِقي ِ اي .لَ ْوالَ َقمِي ٌل لََزلِقَ ْت اء ا ْل َق ْم ِب .أ َّ س َرِائ َ َما أََنا فَ َك َ َ ِإل ْ اد ْت تَ ِزل قَ َد َم َ ش َر ِ ار". سبلَ َم َة األَ ْ إِ ْذ َأر َْي ُ ت َ
اد ْت تَ ِزل صالِ ٌح اهللُ = ىذه العبارة اإليجابية تدؿ عمى عدـ وجود شؾ في ذىف المرنـ اآلف .أ َّ َما أََنا فَ َك َ إِ َّن َما َ اي = ىذه تدؿ عمى وقت سابؽ أوشؾ فيو أف ينحرؼ عف طريؽ الثقة المتجية هلل .وذلؾ بسبب نجاح قَ َد َم َ يل ألَ ْن ِقي ِ المتكبريف وسبلمة األشرار وربما تعني ىذه البداية إِنَّما ِ اء ا ْل َق ْم ِب = سبب تجربتو التي س َرِائ َ َ صال ٌح اهللُ ِإل ْ َ َ كاف سيسقط فييا ،فيو يؤمف أف اهلل صالح ،وخيراتو إلسرائيؿ ال يشكؾ فييا أحد ،وكوف أف اهلل يكافئ أنقياء القمب فيذا مؤكد .ولكف المرنـ ينظر إلى حالو ،فيجد أنو يعاني مف مشاكؿ كثيرة .بينما األشرار في سبلـ .وىنا
حارب بيا معظـ أوالد اهلل وىي أف اهلل فعبلً صالح لكؿ الكنيسة فيـ أنقياء أتقياء إنما تثور تجربة مشيورة جداً ُي َ اهلل ال يحبني أنا بالذات لذلؾ فيو ال يعطيني النجاح ،ومثؿ ىذه المشاعر ما ىي سوى أفكار خاطئة يستغميا إبميس دائماً في حربو ضد اإلنساف ليشعر بم اررة تجاه اهلل الذي يحب كؿ إسرائيؿ (الكنيسة) وال يحبو ىو اي = األفكار ىاجمتو بشدة حتى كاد يسقط ويصدؽ ما ال يميؽ عف اهلل. شخصياً .أ َّ َما أََنا فَ َك َ اد ْت تَ ِزل قَ َد َم َ ٘ اآليات (ٗٗ" - )٘-ألَنَّ ُو لَ ْيس ْت ِفي موِت ِيم َ ِ سوا ِفي تَ َع ِب َّ الن ِ ش ِر الَ اسَ ,و َمعَ ا ْل َب َ س ِم ٌ ش َدائ ُدَ ,و ِج ْ ين .لَ ْي ُ س ُم ُي ْم َ َ َْ ْ ون". ص ُاب َ ُي َ
ما جعؿ المرنـ يغار مف األشرار أنيـ غارقوف في الخيرات حتى ساعة موتيـ.
218
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطبعون)
الش ْحِم .جاوُزوا تَصور ِ ِ ِ ِٙ سوا َكثَْو ٍب ظُ ْم َم ُي ْمَ ٚ .ج َحظَ ْت ُع ُيوُن ُي ْم ِم َن َّ ات ََ اء .لَ ِب ُ اآليات ( " - )ٚ-ٙلذل َك تَ َقمَّ ُدوا ا ْلك ْب ِرَي َ َ َ ا ْل َق ْم ِب". طوؿ أناة اهلل عمييـ كانت لكي يتوبوا ،ولكنيـ استيتروا وتكبروا وظمموا الناس.
ٜ ٛ السم ِ اىيم ِ الشٍّر ظُ ْمماِ .م َن ا ْل َعبلَ ِء َيتَ َكمَّ ون َوَيتَ َكمَّ ِ َّ ِ اء, ي ف ْو ف َ أ ا و م ع ج . ون م ب ون م ئ ز ي ت س ي اآليات (" - )ٜ-ٛ َّ ُ َ ُ َ َ َ َ َ َ ْ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ً ُ شى ِفي األ َْر ِ َوأَْل ِس َنتُ ُي ْم تَتَ َم َّ ض". ون = كأنيـ في تعاليميـ يتكمموف مف العبلء، في كبريائيـ استيزئوا بكؿ شئ ،وظمموا األبرياءِ .م َن ا ْل َعبلَ ِء َيتَ َكمَّ ُم َ السم ِ أو ىـ تصوروا أف ليـ سمطاف سمائي ،بؿ ىـ أعمى مف اآلخريف .جعمُوا أَفْو َ ِ اء = بؿ ىـ تكمموا َ ََ اى ُي ْم في َّ َ شى ِفي األ َْر ِ عمى اهلل نفسو .أَْل ِس َنتُ ُي ْم تَتَ َم َّ ض= كبلميـ الظالـ عف الناس واشاعاتيـ المغرضة وافتراءاتيـ انتشرت فموثوا سمعة األبرياء.
شعب ُو إِلَى ُى َنا ,و َك ِمي ٍ ٓٔ ِ ِ ون ِم ْن ُي ْم". اه ُم ْر ِوَي ٍة ُي ْمتَص َ َ َ آية (ٓٔ) " -لذل َك َي ْرجعُ َ ْ ُ ىو ال حظ نجاح األشرار بالرغـ مف كبريائيـ ،وقارف ىذا مع حالتو التعيسة ،بؿ حالة كثير مف األبرار فيـ متألموف بالرغـ مف قداستيـِ .ل ِ ش ْع ُب ُو إِلَى ُى َنا = بسبب ىذه المقارنة يرجع األبرار إلى طريؽ الشر، ذل َك َي ْرجعُ َ يغوييـ إبميس أف طريؽ االشرار ىو طريؽ النجاح .أو تفيـ اآلية أنيـ يرجعوف إلى نفس ما وصمت إليو وىو
الخصومة مع أحكاـ اهلل والشكوى مف أنيا غير عادلة .والسبب اآلالـ التي تصيبيـ وكانت ليـ مثؿ كأس مروية ون ِم ْن ُي ْم = منيـ عائدة عمى األبرار المتألميف الذي عمييـ أف يمتصوا عمييـ أف يتجرعوىا إلى نيايتيا وُي ْمتَص َ مياه اآلالـ حتى آخرىا ،حتى آخر نقطة .او اف االبرار الذيف انخدعوا سيمتصوف الشرور َك ِمي ٍ اه ُم ْر ِوَي ٍة ،وفي َ ون عائدة عمي المياه و ِم ْن ُي ْم عائدة عمي االبرار الذيف انخدعوا وتصوروا اف الشرور ىذا التفسير تصير ُي ْمتَص َ سوؼ تروييـ .
ٔٔ ف َي ْعمَ ُم اهللُ؟ َو َى ْل ِع ْن َد ا ْل َعمِ ٍّي َم ْع ِرفَ ٌة؟ »" آية (ٔٔ) َ " -وقَالُوا « َك ْي َ ف َي ْعمَ ُم اهللُ = اهلل لف يعمـ بما نفعمو .وقد يكوف ىذا تساؤؿ األبرار وىـ في آالميـ َو َى ْل ِع ْن َد األشرار قَالُوا َك ْي َ ا ْل َعمِ ٍّي َم ْع ِرفَ ٌة = ىؿ يعرؼ اهلل حقاً اآلالـ التي نعاني منيا. ٖٔ شرار ,ومستَ ِر ِ اآليات (ُٕٔ ٕٔ" - )ٔ٘-ىوَذا ُ ِ ت َق ْم ِبي ين إِلَى الد ْ ون ثَْرَوةًَ .حقًّا قَ ْد َزَّك ْي ُ َّى ِر ُي ْك ِث ُر َ يح َ ىؤالَء ُى ُم األَ ْ َ ُ َ ُ ْ َ ٘ٔ ٗٔ ِ ت ِب َّ ت ص َب ٍ النقَ َاوِة َي َد َّ ُحد ُ ٍّث ى َك َذا ,لَ َغ َد ْر ُ اح .لَ ْو ُق ْم ُ ص ًابا ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُوَ ,وتَأَد َّْب ُ يَ .و ُك ْن ُ س ْم ُ ت أَ ت ُك َّل َ ت ُم َ َباطبلً َو َغ َ ِب ِج ِ يك". يل َب ِن َ
ت َق ْم ِبي ب ِ اطبلً = إف كاف األمر ىكذا واألشرار في راحة فباطبلً كاف تعبي ىو رأى راحة األشرار فقاؿ َحقًّا قَ ْد َزَّك ْي ُ َ ت ص ًابا ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو = حيف فكرت في ىذا ،كاف ضميري يجمدني اليوـ كموَ .وتَأَد َّْب ُ في طاعة وصية اهللَ .و ُك ْن ُ ت ُم َ 219
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطبعون)
اح = الصباح يعني شروؽ الشمس ،فاهلل لـ يكف يتركو ألفكاره السوداء حتى ال ييمؾ ،بؿ كاف يشرؽ ص َب ٍ ُك َّل َ ت عميو بإجابات عف تساؤالتو ،وىذه اإلجابات كانت تؤدبو كؿ صباح .أو أف اآلية (ٗٔ) تفيـ ىكذا " لقَ ْد َزَّك ْي ُ ِ ت ِب َّ ي ومع ىذا لـ يتركني اهلل بؿ ظؿ يؤدبني كؿ صباح وظؿ اهلل سامحاً باآلالـ تقع النقَ َاوِة َي َد َّ س ْم ُ َق ْم ِبي َباطبلً َو َغ َ ص ًابا ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو .وبالرغـ مف ىذه األفكار السوداوية عف حكمة اهلل وأنو سمح لو بأف عمى اليوـ كمو= َو ُك ْن ُ ت ُم َ ّ ت ِب ِج ِ يل ُحد ُ ٍّث ى َك َذا لَ َغ َد ْر ُ ُيظمـ ،لـ يفتح فاه أماـ أحد بما كاف يجوؿ في خاطره حتى ال يشكؾ أحد= لَ ْو ُق ْم ُ ت أَ يك = وىذه نقطة إيجابية تحسب لممرنـ ،أنو ال يريد أف يكوف سبب عثرة ألحد. َب ِن َ
ٔٙ ب ِفي َع ْي َن َّي". ص ْد ُ ت َم ْع ِرفَ َة ى َذا ,إِ َذا ُى َو تَ َع ٌ آية (َ " - )ٔٙفمَ َّما قَ َ ب ِفي َع ْي َن َّي = أي لـ يستطع أف يرى ،فيي حكمة المرنـ حاوؿ أف يفيـ أسرار حكمة اهلل وتدابيره فقاؿ إِ َذا ُى َو تَ َع ٌ عميقة ال يمكف أف ندركيا في ضوء المنطؽ اإلنساني الخافت .واف لـ يكف ىناؾ حقاً عالـ آخر يشتد فيو الضوء
فنفيـ ،لكاف تفسير كثير مف األحداث حقاً مؤلـ .فوجود عالـ آخر يذىب إليو أوالد اهلل لمراحة يعطينا عزاء في آالمنا .وفي ىذا العالـ االخر سنفيـ ما لـ نستطع فيمو ىنا وسنرى ما صعب عمينا رؤيتو ىنا ونفيـ لماذا سمح
اهلل بيذا أو بذاؾ مف األحداث التي تحيط بنا (أشٗٔ + ٖٔ2ٗٓ،رؤٔ.)ٖٙ-ٖٖ2
ٔٚ ت إِلَى ِ ت مقَ ِادس ِ آخ َرِت ِي ْم". اهللَ ,وا ْنتََب ْي ُ آية (َ " - )ٔٚحتَّى َد َخ ْم ُ َ َ مقَ ِادس ِ نتصور أنو اهلل = يمكف فيميا أنيا السماء ،فيناؾ سنرى نياية األشرار وأنيـ لـ يستفيدوا مف كؿ ما كنا َّ َ َ
سبب سعادة ليـ .وقد تكوف ىيكؿ اهلل عمي االرض وقد يكوف المقاء مع اهلل في اي مكاف بؿ االقرب اف ىذا
المكاف ىو قمبي وفي ىذا المقاء سنممس محبة اهلل العجيبة لنا و سنفيـ أف آالمنا التي سمح بيا اهلل ىي التي أدبتنا كؿ صباح حتى تكوف نيايتنا ىنا في السماء .ولنسأؿ أيوب اآلف ،ىؿ لو عادت األياـ لموراء ،أكنت ترفض ىذه اآلالـ التي أتت بؾ لمسماء؟! ومقادس اهلل ال تعني فقط السماء بؿ عمى كؿ متسائؿ عف الحكمة اإلليية
عميو أف يطمع عمى الكتاب المقدس ،عميو أف يصمي ويدخؿ إلى العمؽ وسيكتشؼ أف ممكوت اهلل ليس بعيداً عنو ،بؿ ىو في داخمو والكتاب المقدس سيؤكد لو نياية األشرار األليمة والروح القدس في داخمو سيؤكد لو نفس
الشئ فبدالً مف غيرتو مف األشرار سيشفؽ عمييـ.
ٜٔ ٔٛ صاروا لِ ْم َخر ِ َسقَ ْطتَ ُي ْم إِلَى ا ْل َب َو ِ اض َم َحموا, ارَ .ك ْي َ اب َب ْغتَ ًة! ْ اآليات (َ " - )ٕٓ-ٔٛحقًّا ِفي َم َزالِ َ ق َج َع ْمتَ ُي ْم .أ ْ َ ف َُ فَ ُنوا ِم َن الدَّو ِ اىيَ ٕٓ .ك ُح ْمٍم ِع ْن َد التََّيق ِظ َيا َربِ ,ع ْن َد التََّيق ِظ تَ ْحتَ ِق ُر َخ َيالَ ُي ْم". َ ق ل ُي ْم = لقد انزلقوا فييا إلى دمارىـ (مثاؿ 2الشواذ جنسياً كانوا يظنوف أنيـ يرضوف طرقيـ الشريرة كانت َم َزالِ َ َسقَ ْطتَ ُي ْم إِلَى ا ْل َب َو ِ ار = قد يحدث ىذا ىنا عمى األرض شيواتيـ ولكنيـ إنزلقوا إلى مرض خطير وىو اإليدز) .أ ْ وتكوف نياية الشرير رىيبة (أعٕٔ )ٔٔ2ٖٔ + ٕٖ-ٕٔ2وتكوف سريعة بغتة (أعٓٔ )٘2٘،فَ ُنوا ِم َن الدَّو ِ اىي = َ
لقد سمح اهلل لشعب بابؿ أف ينقض عمى إسرائيؿ الخاطئة كالدواىي وسمح ألىؿ فارس أف ينقضوا عمى بابؿ أياـ
220
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطبعون)
بيمشاصر المستبيح آلنية ىيكؿ الرب وكانوا كالدواىي أي المصائبَ .ك ُح ْمٍم ِع ْن َد التََّيق ِظ = حيف تنياؿ المصائب عمى الشرير تكوف خيراتو السابقة كأنيا حمـ استيقظ منو ،لقد مرت أيامو السعيدة سريعاً. ٕٕ ٕٔ فِ . ت َك َب ِي ٍيم ِع ْن َد َك". َع ِر ُ ص ْر ُ ت ِفي ُك ْم َيتَ َّيَ .وأََنا َبِم ٌ سُ يد َوالَ أ ْ اآليات (ٕٔ " - )ٕٕ-أل ََّن ُو تَ َم ْرَم َر َق ْم ِبيَ ,وا ْنتَ َخ ْ نرى ال مرنـ بعد أف أقنعو الروح القدس ببطبلف طريؽ الشر يعترؼ بغبائو حيف خاصـ اهلل بسبب نجاح األشرار. يد ..وَب ِي ٍيم .ألنو لـ يستطع أف يفيـ أف أحكاـ اهلل ىي لخير أوالده وتذمر عمى اهلل= بؿ قاؿ عف نفسو أنو َبمِ ٌ تَ َم ْرَم َر َق ْم ِبي = تمرد عمى أحكاـ اهلل وتذمر عمييا .وما أجمؿ ىذه الصورة أف نفيـ أننا لف نفيـ أحكاـ اهلل ونترؾ
لو قيادة أمور حياتنا كما تترؾ البييمة نفسيا لقيادة قائد العربة وىي واثقة في حسف قيادتو .بؿ انو في تمردنا
عمي اهلل نكوف كبييمة تعاند صاحبيا الذي يريد اف ياخذىا الي مرعي خصيب.
ت ِبي ِدي ا ْليم َنىِ ٕٗ .ب أْرِي َك تَي ِد ِ ِ ٖٕ ِ ينيَ ,وَب ْع ُد إِلَى َم ْج ٍد تَأْ ُخ ُذ ِني". س ْك َ َ ْ اآليات (َٖٕ " - )ٕٗ-ولك ٍّني َدائ ًما َم َع َك .أ َْم َ ُْ َ ما أنار لو الطريؽ انو لـ ينفصؿ عف اهلل= و ِ لك ٍّني َد ِائ ًما َم َع َك = ىو كاف لو تساؤالت وصمت لحالة التمرد َ ت ِب َي ِدي ا ْل ُي ْم َنى.. س ْك َ والتذمر ولكنو لـ يشتكي إلنساف ،بؿ اشتكى هلل في صمواتو ،لذلؾ استجاب اهلل صمواتو= أ َْم َ ِب أْرِي َك تَي ِد ِ يني أي ىداه اهلل إلى الرأي واإلجابة التي مؤلت قمبو سبلماً وثقة في أحكاـ اهلل وعدلوَ .وَب ْع ُد إِلَى َم ْج ٍد ْ َ ِ تَأْ ُخ ُذني = ىذه تشير لمحياة في السماء بعد الموت في مجد .وتشير إلى أف المرنـ بعد أف رأي عمؿ اهلل واقتنع، شعر بالحضور اإلليي والتصالح مع اهلل .فنحف حينما نصطدـ باهلل ونتخاصـ معو نفقد الشعور بوجوده وسطنا.
ولكننا اآلف نراه باإليماف وسطنا ووسط كنيستو مجداً ليا .وبعد ذلؾ في السماء سنكوف في مجده عياناً.
السم ِ ٕ٘ ِ ِ ش ْي ًئا ِفي األ َْر ِ ض". يد َ اء؟ َو َم َع َك الَ أ ُِر ُ آية (ٕ٘) َ " -م ْن لي في َّ َ السم ِ ِ ِ ش ْي ًئا ِفي األ َْر ِ ض حيف شعر المرنـ باف الحضور يد َ اء إال أنت (حسب اإلنجميزية) َو َم َع َك الَ أ ُِر ُ َم ْن لي في َّ َ اإلليي عاد لو فعاد لو مجده وفرحو نطؽ بيذه اآلية الرائعة بأنو ال يريد شيئاً ال في السماء وال في األرض سوى اهلل ،اهلل وحده ىو الذي يشبعو.
آية (ٕٙ" - )ٕٙقَ ْد فَ ِني لَ ْح ِمي وَق ْم ِبي .ص ْخرةُ َق ْم ِبي وَن ِ َّى ِر". صي ِبي اهللُ إِلَى الد ْ َ َ َ َ َ ىنا يتكمـ المرنـ كمف ال ييتـ حتى بنفسو ،سبؽ ىو وقاؿ ال أريد شيئاً ما مما في السماء أو ما في األرض .ال أريد شيئاً سوى اهلل وحده .واآلف نراه ال ييتـ بصحتو فيو واثؽ أنو حتى لو فَِن َي لَ ْح ِمو (جسده) َوَق ْم ِبو (مشاعره ص ْخ َرةُ َق ْم ِبو ،وىو يسنده ميما كانت اآلالـ الجسدية أو النفسية. وحالتو النفسية وعواطفو) فاهلل سيشدده .اهلل َ ٕٛ ٕٚ َما أََنا فَاالق ِْتراب إِلَى ِ اهلل ون .تُ ْيمِ ُك ُك َّل َم ْن َي ْزِني َع ْن َك .أ َّ اء َع ْن َك َي ِب ُ يد َ َ ُ اآليات ( " - )ٕٛ-ٕٚأل ََّن ُو ُى َوَذا ا ْل ُب َع َد ُ ص َن ِائ ِع َك". الر ٍّ ت ِب َّ الس ٍّي ِد َّ ب َم ْم َجِإي ,أل ْ س ٌن لِيَ .ج َع ْم ُ ُخ ِب َر ِب ُك ٍّل َ َح َ
221
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطبعون)
إف كاف اهلل ىو صخرة تسند مف يقترب منو ،فماذا يكوف حاؿ البعداء .بالتأكيد ىـ يبيدوف إذ ال أحد يسندىـ حيف تياجميـ الضيقات الجسدية أو النفسية بؿ أف اهلل يكوف ضدىـ= تُ ْيمِ ُك ُك َّل َم ْن َي ْزِني َع ْن َك = الزنا ىنا ىو االلتصاؽ بآخر واالنفصاؿ عف اهلل .وىذا سوؼ ييمكو اهلل فيو إلو غيور .لذلؾ كاف قرار المرنـ النيائي= ِ ِ ُخ ِب َر ِب ُك ٍّل س ٌن ِلي= لقد بدأ مزموره بالتساؤؿ واآلف وصؿ لمقرار الصحيح .بؿ في ثقة يقوؿ أل ْ االقْت َر ُ اب إِلَى اهلل َح َ ص َن ِائ ِع َك = سيكوف شاىداً هلل عمى إحساناتو. َ
222
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والطبعون)
المزمور الرابع والسبعون
عودة لمجدول
ىو صرخة المرنـ يستنجد باهلل مف عدو دنس مقادس اهلل وىدـ معابده .وىذا قد حدث حرفياً حيف دمرت بابؿ
دمر الشيطاف جسد اإلنساف. ىيكؿ الرب في أورشميـ ،ومعنوياً حيف َّ
عنواف المزمور قصيدة ألساؼ ،قد تعني [ٔ] أف أساؼ كتبو أياـ داود بروح النبوة عما سيحدث في سبي بابؿ
[ٕ] أف أحد أوالد أساؼ مف فرقتو قد كتبو بعد سبي بابؿ ]ٖ[ .أف أحد األنبياء مثؿ أرمياء قد كتبو وسممو إلى
فرقة أساؼ إلنشاده.
ونحف نصمي بكممات ىذا المزمور نذكر كؿ كنيسة في محنة وكؿ نفس بشرية دمرىا إبميس.
ٔ اك؟" ض ُب َك َعمَى َغ َنِم َم ْر َع َ آية (ٔ) " -لِ َما َذا َرفَ ْ ضتََنا َيا اَهللُ إِلَى األ ََب ِد؟ لِ َما َذا ُي َد ٍّخ ُن َغ َ ض اهلل ال يرفض إال لو كانت ىناؾ خطية ،ولكف حيف نرجع إليو يرجع إلينا بإحساناتو .وقد يظير أف اهلل ي َرفَ ْ لؤل ََب ِد = ولكف اهلل يؤدب حتى نتوب فيعود لنا بمراحمو. ٕ ِ ِ ط ِم ِ ِ َِّ ِِ ت س َك ْن َ آية (ٕ) " -ا ْذ ُك ْر َج َم َ يراث َكَ ,ج َب َل ص ْي َي ْو َن ى َذا الَّذي َ اعتَ َك التي اقْتََن ْيتَ َيا ُم ْن ُذ ا ْلق َدمَ ,وفَ َد ْيتَ َيا س ْب َ َ ِف ِ يو". ِ ِ يرِاث َك = يقصد ييوذا اهلل بعد أف أخرج شعبو مف مصر صاروا خاصتو وشعبو الذي فداه وسكف وسطيـ .س ْبطَ م َ التي ميزىا اهلل بوجود الييكؿ وسط ىذا السبط.
آية (ٖ) ٖ" -ارفَع َخطَو ِات َك إِلَى ا ْل ِخر ِب األَب ِدي ِ َّة .ا ْل ُك َّل قَ ْد َحطَّم ا ْل َع ُدو ِفي ا ْل َم ْق ِد ِ س". َ ْ ْ َ َ َ طو ِات َك = تعاؿ سريعاً لترى كيؼ حوؿ األعداء ىيكمؾ المقدس إِلَى ِخر ِب أَب ِدي ِ َّة ا ْل ُك َّل قَ ْد َحطَّ َم = لقد حطَّـ َ َ ْارفَ ْع َخ َ َ العدو كؿ شئ .ولقد دخؿ العدو لمم قادس التي ال يدخميا سوى رئيس الكينة وىذا ينطبؽ كما قمنا عمى النفس البشرية التي بدالً مف أف يسكنيا اهلل دخميا إبميس وخربيا. وك ِفي وس ِط معي ِد َك ,جعمُوا آي ِات ِيم آي ٍ آية (ٗ) ٗ" -قَ ْد َزْم َج َر ُمقَ ِ ات". او ُم َ ََ َ ْ َ َ َ ََْ قَ ْد َزْم َج َر ُمقَ ِ وك = دخؿ األعداء مقادسؾ بصيحات اليتاؼ كأنيـ قد انتصروا عميؾ ولـ يعمموا أف ىذا راجع او ُم َ ِ س ِط ألنؾ تخميت عف المكاف ،وألنؾ قدوس ال تقبؿ الخطية خاصة لو صدرت ىذه الخطية مف شعبؾ .في َو َ َم ْع َي ِد َك = كممة معيد ىي مكاف اجتماع شعبؾ في أصميا المغوي أو عمى الناس المجتمعيف أنفسيـَ .ج َعمُوا آي ِات ِيم = رموزىـ وراياتيـ ورموز أليتيـ في المكاف المقدس جعمُوىا آي ِ ات = عبلمات في وسط المكاف المقدس َ ََ َ ْ (دا ٔٔ.)ٖٔ2
223
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والطبعون)
ٙ ٘ وس َوا ْل َم َع ِ ش ِات ِو َم ًعا ِبا ْلفُ ُؤ ِ ان َكأ ََّن ُو َر ِافعُ فُ ُؤ ٍ ش َج ِ او ِل ار ا ْل ُم ْ وس َعمَى األَ ْ اآلن َم ْنقُو َ شتَِب َك ِةَ .و َ اآليات (َ٘ " - )ٙ-ي َب ُ ون". َي ْك ِس ُر َ
ان = لقد كاف جنود بابؿ وىو يحطموف الييكؿ يظيروف أنفسيـ بكبرياء وفخر بما يعممونو .لقد حطموا الخشب َي َب ُ ش ِ ات المنقوش والمطعـ وكاف آيةً في الجماؿ ،كما يقطع قاطع األشجار بفأسو أشجار الغابة ،لـ يرحموا َم ْنقُو َ الييكل = الخشب المنقوش وىذا ما فعمتو الخطية باإلنساف الذي خمقو اهلل فكاف حسف جداً ،وعمى صورة اهلل.
ٚ اس ِم َكٛ .قَالُوا ِفي ُقمُوِب ِيم «لِ ُن ْف ِن َّ النار ِفي م ْق ِد ِس َكَّ . َّ سوا لِؤل َْر ِ ين ُي ْم س َك َن ْ ض َم ْ دن ُ ْ اآليات ( " - )ٛ-ٚأَ ْطمَقُوا َ َ اى ِد ِ َحرقُوا ُك َّل مع ِ اهلل ِفي األ َْر ِ ض". ََ َم ًعا!» .أ ْ َ
أحرقوا الييكؿ بعد أف دمروه .وكاف ىدفيـ اإلفناء التاـ لمبشر والييكؿ.
ٜ ف َحتَّى َمتَى". آي ِات َنا الَ َن َرى .الَ َن ِب َّي َب ْع ُدَ ,والَ َب ْي َن َنا َم ْن َي ْع ِر ُ آية (َ " - )ٜ كانوا في ضيقاتيـ في القديـ يرسؿ اهلل ليـ نبياً يعزييـ ،أما اآلف فبسبب خطاياىـ تركيـ اهلل ببل نبي وال رؤية وال
كممة تعزية.
اآليات السابقة أيضاً تشير لما فعمو الروماف بالييكؿ وبشعب الييود ،وىـ اآلف ببل رؤية وال نبي ،أي ىـ ال يستطيعوف فيـ أف نبواتيـ وكتابيـ يشير لممسيح ،ىـ في ظممة.
اآليات (َٓٔ ٔٓ" - )ٕٖ-حتَّى َمتَى َيا اَهللُ ُي َع ٍّي ُر ا ْل ُمقَ ِ اس َم َك إِلَى ا ْل َغ َاي ِة؟ ٔٔلِ َما َذا تَُرد َي َد َك اوُم؟ َوُي ِي ُ ين ا ْل َع ُدو ْ ٖٔ اع ُل ا ْل َخبلَ ِ ِ ْنٕٔ .واهلل ممِ ِكي م ْن ُذ ا ْل ِق َدِم ,فَ ِ ِ س ِط األ َْر ِ ض ِن َك .أَف ِ ت َوَي ِمي َن َك؟ أ ْ ض .أَ ْن َ س ِط ِح ْ ص في َو َ َخ ِر ْج َيا م ْن َو َ ُ َ ُ َ ِ ِ ٗٔ وس التََّن ِان ِ اما ين َعمَى ا ْلم َي انَ .ج َع ْمتَ ُو َ َ ضَ ض ْ اه .أَ ْن َ س ْر َ شقَ ْق َ وس ِل ِوَياثَ َ ت َر َ ت ُر ُؤ َ ت ُر ُؤ َ ت ا ْل َب ْح َر ِبقَُّوِت َكَ .ك َ ط َع ً ٔٙ ٘ٔ َى ِل ا ْلبٍّري ِ ان .لَ َك َّ لِ َّ ار َد ِائ َم َة ا ْل َج َرَي ِ ضا ت أَْن َي ًا َّس َ س ْيبلً .أَ ْن َ َّر َ َّة .أَ ْن َ الن َي ُارَ ,ولَ َك أ َْي ً مش ْع ِب ,أل ْ َ ت َيب ْ ت َع ْي ًنا َو َ ت فَج ْ ٔٚ ت ُك َّل تُ ُخ ِ وم األ َْر ِ ور َو َّ ف َو ٍّ ت َخمَ ْقتَ ُي َمأٛ .اُ ْذ ُك ْر ى َذا ضَّ . الص ْي َ اء أَ ْن َ ص ْب َ س .أَ ْن َ ت َى َّيأ َ المَّْي ُل .أَ ْن َ الشتَ َ ت َن َ الش ْم َ ْت الن َ ِ ش َن ْفس يم ِ ان اسم َكٜٔ .الَ تُ ٍّ ِ شعبا ج ِ س أ َّ الر َّ َن ا ْل َع ُد َّو قَ ْد َعي ََّر َّ يع َب ِائ ِس َ اىبلً قَ ْد أ َ بَ ,و َ ْ ً َ امت َك .قَط َ يك الَ تَ ْن َ َ سم ْم ل ْم َو ْح ِ َ َ َ َ َى َ ْ َ ِ ٕٔ ِ ٕٓ َت ِم ْن م ِ َن م ْظمِم ِ ِ ِ ِ ات األ َْر ِ ق َخ ِ ازًيا. امتَؤل ْ س ِح ُ ساك ِن الظ ْمم .الَ َي ْر ِج َع َّن ا ْل ُم ْن َ َ َ ض ْ إلَى األ ََبد .ا ْنظُ ْر إلَى ا ْل َع ْيد ,أل َّ ُ َ ا ْلفَ ِقير وا ْلب ِائ ِ اس َم َك. س ٍّب َحا ْ س ل ُي َ ُ َ َ ُ ٖٕ ٕٕ اك .ا ْذ ُكر تَع ِيير ا ْلج ِ يج ُمقَ ِ يك او ِم َ اى ِل إِي َ قُ ْم َيا اَهللُ .أ َِق ْم َد ْع َو َ ت أ ْ ص ْو َ َض َد ِاد َكَ , ض ِج َ ْ ْ َ َ س َ َّاك ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو .الَ تَ ْن َ الص ِ اع َد َد ِائ ًما". َّ ىي صرخة المرنـ حتى يقوـ اهلل ويخمص شعبو .لِ َما َذا تَُرد َي َد َك و ِعي َن َك = لماذا ال تظير قوتؾ ضد أعدائؾ. ِ ض ِن َك = ىي صرخة العيد القديـ لتجسد المسيح يد اهلل وقوتو ليفني أعداء اإلنساف أي أْ س ِط ِح ْ َخ ِر ْج َو م ْن َو َ الشيطاف .وىذا ما قالو القديس يوحنا " االبف الوحيد الذي ىو في حضف اآلب ىو خبر " ولقد انفتحت عينا
224
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والطبعون)
ِ س ِط األ َْر ِ ت ا ْل َب ْح َر = ض َ شقَ ْق َ المرنـ ليرى خبلص المسيح .فيو الممؾ منذ القدـ ،ولكنو أتى ليفعؿ الخبلص في َو َ ين عمَى ا ْل ِمي ِ ِ اه = تشير ليبلؾ جيش فرعوف .ولكف المسيح س ْر َ َ وس التََّنان ِ َ ت ُر ُؤ َ تشير لشؽ البحر األحمرَ .ك َ اما لِ َّ مش ْع ِب = بتجسده شؽ بحر الموت لنعبره آمنيف وكسر رؤوس إبميس لِ ِوَياثَ َ ان = الحية المتحويةَ .ج َع ْمتَ ُو طَ َع ً س ْيبلً = يمكف فيميا عف خروج الماء مف الصخرة ،أو عف حموؿ َّر َ ت َع ْي ًنا َو َ أي ىزمتو فصار طعاماً سيبلً فَج ْ ار َد ِائ َم َة ا ْل َج َرَي ِ ان = إشارة لشؽ األردف واشارة النتياء سطوة أعداء أوالد اهلل واصعب ت أَ ْن َي ًا َّس َ الروح القدسَ .يب ْ االعداء ىو الموت .لَ َك َّ ف َو ٍّ اء = فاهلل ىو إلو الطبيعة ،الكوف كمو تحت أمره ،ىو الن َي ُار ..والمَّْي ُلَّ .. الص ْي َ الشتَ َ خمقو وأعطاه دورتو ،وىو يحكـ تعاقب الميؿ والنيار والصيؼ والشتاء ،والمقصود أنت يا رب قوتؾ ظاىرة دائماً، كؿ شئ تحت سمطانؾ فإسمح وتدخؿ وال تتركنا ،وكما أنؾ أميف في وعودؾ في تتالي الميؿ والنيار ،وطموع
وشتاء الشمس عمينا كؿ يوـ ،فبل تتركنا في يد أعدائنا .إال أف ىذه ليا تفسير رمزي فما قبؿ المسيح كاف ليبلً ً ور َو َّ س ،وتحولت البرودة الروحية إلى ح اررة ت َى َّيأ َ بارداً .وبعد المسيح أشرؽ نور شمس البر= أَ ْن َ الش ْم َ ْت الن َ ِ صيؼ روحي .وفي ( )ٔٛا ْلع ُدو= إبميس وىو نفسو الوحش في (َ )ٜٔن ْفس يم ِ يك = يع َب ِائ ِس َ امت َك = الكنيسة قَط َ َ ّ َ ََ َ َن م ْظمِم ِ ِ ِ ات فيـ قطيع يساؽ لمذبح دائماً ،مساكيف بالروح ا ْنظُ ْر إلَى ا ْل َع ْيد = الذي تعيدت بو ألبائنا وأنقذ شعبؾ أل َّ ُ َ
األ َْر ِ ض = األماكف المظممة في األرض ،أماكف الشر وىي كثيرة قد امتؤلت مف مساكف الظمـ أي الظالميف المتوحشيف إبميس ومف يتبعو واهلل ال يترؾ المنسحؽ أبداً.
225
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والطبعون)
المزمور الخامس والسبعون
عودة لمجدول
ىو مزمور تسبحة هلل العادؿ القدوس ،ونجد فيو إيماناً بالحياة األبدية لمصديؽ ( )ٔٓ-ٜونرى فيو عقوبة األشرار وأنيـ لـ يستفيدوا مف شرورىـ (.)ٛ
يقوؿ بعض المفسريف أف مرتؿ المزمور ىو داود حيف اعتمى العرش بعد موت شاوؿ.
ٔ ون ِب َع َج ِائ ِب َك". يبُ .ي َح ٍّدثُ َ اس ُم َك قَ ِر ٌ آية (ٔ) َ " -ن ْح َم ُد َكَ ,يا اَهللُ َن ْح َم ُد َكَ ,و ْ يب = االسـ يعبر عف الشخص ،واهلل اس ُم َك قَ ِر ٌ تكرار كممة َن ْح َم ُد َك تعبر عف قمب يشعر بإحسانات اهلل بعمؽَ .و ْ ون ِب َع َج ِائ ِب َك. قريب جداً لكؿ الذيف يدعونو وأعمالو ظاىرة= ُي َح ٍّدثُ َ ٕ ات أَق ِ ادا .أََنا ِبا ْلمستَ ِقيم ِ ِ ْضي". يع ً آية (ٕ) « " -أل ٍَّني أ َ ُع ٍّي ُن م َ ُ ْ َ ِ ادا = ىنا اهلل ىو المتكمـ وىو الذي حدد ميعاد لنياية آالـ داود ثـ ارتقائو العرش ،وحدد ميعاداً يع ً أل ٍَّني أ َ ُع ٍّي ُن م َ ات أَق ِ لدينونة شاوؿ وحدد ميعاد الدينونة األبدية .أََنا ِبا ْلمستَ ِقيم ِ ْضي = اهلل المتكمـ أيضاً فميس غيره يقضي ُ ْ َ بالعدؿ .ولكف أحكامو تأتي في مؿء الزماف. ٖ َع ِم َدتَ َياِ .سبلَ ْه". س َّك ِان َيا .أََنا َو َزْن ُ آية (ٖ) َ " -ذ َاب ِت األ َْر ُ تأْ ض َو ُكل ُ س َّك ِان َيا = فاألرض حينما يقوؿ اهلل أنا أقضي بالمستقيمات .يذوب األشرار في األرض خوفاً= َذ َاب ِت األ َْر ُ ض َو ُكل ُ َع ِم َدتَ َيا = في السبعينية شددت أعمدتيا .فاهلل ستزوؿ ىي ومف عمييا في ىذا اليوـ (رؤ .)ٔٚ-ٔٗ2ٙأََنا َو َزْن ُ تأْ ضابط الكؿ يثبت األرض حينما يشاء ويجعميا تذوب أماـ جبروتو حينما يشاء. ٘ ٗ ش َر ِ ار ,الَ تَْرفَ ُعوا قَ ْرًنا .الَ تَْرفَ ُعوا إِلَى ا ْل ُعمَى قَ ْرَن ُك ْم .الَ ين الَ تَ ْفتَ ِخ ُرواَ .ولِؤلَ ْ اآليات (ُٗ " - )٘-ق ْم ُ ت لِ ْم ُم ْفتَ ِخ ِر َ صمٍّ ٍب»". تَتَ َكمَّ ُموا ِب ُع ُنق ُمتَ َ
صمٍّ ٍب .فتصمب الرقبة نصيحة مف اهلل عمى فـ داود لكؿ متكبر حتى ال يفتخر بقوتو= قَ ْرًنو وال يعاند= ُعنُق ُمتَ َ دليؿ عمى الجبروت .ورفع القرف عند الحيواف إشارة لمقتاؿ.
ٙ لك َّن اهلل ُىو ا ْلقَ ِ الٚ .و ِ ِ ِ ِ ش ِر ِ اضي .ى َذا اآليات ( " - )ٚ-ٙأل ََّن ُو الَ ِم َن ا ْل َم ْ َ َ ق َوالَ م َن ا ْل َم ْغ ِر ِب َوالَ م ْن َبٍّريَّة ا ْل ِج َب ِ َ ض ُع ُو َوى َذا َي ْرفَ ُع ُو". َي َ لك َّن اهلل ُىو ا ْلقَ ِ ق والَ ِم َن ا ْلم ْغ ِر ِب ..و ِ اضي .ى َذا القضاء ومصير اإلنساف ال يحدده أحد في األرض الَ ِم َن ا ْل َم ْ َ َ َ ش ِر ِ َ َ ض ُع ُو َوى َذا َي ْرفَ ُع ُو (لؤ .)ٖ٘-٘ٔ2واهلل ألنو عادؿ فيو يضع الظالـ ويرفع المظموـ (مز.)ٚ2ٖٔٔ،ٛ َي َ
226
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والطبعون)
شرابا مم ُزوجا .و ُىو يس ُكب ِم ْنياِ . ِ لك ْن َع َك ُرَىا آية (ٛ" - )ٛأل َّ الر ٍّ َن ِفي َي ِد َّ ْسا َو َخ ْم ُرَىا ُم ْختَم َرةٌَ .مآلن ٌة َ َ ً َ ْ ً َ َ َ ْ ُ َ ب َكأ ً ار األ َْر ِ ش َر ِ ض". ش َرُب ُو ُكل أَ ْ َي َمص ُوَ ,ي ْ كاف األنبياء العبرانيوف ،عندما يصفوف اإلجراء العادؿ هلل ضد األشرار ،غالباً يستخدموف استعارة مفادىا أف اهلل
يقدـ لمشعوب واألمـ ولؤلشرار كأس خمر كميا م اررة والبد سيشربونيا حتى الثمالة (مزٓ + ،ٖ2ٙأرٕ٘+ ٔ٘2
أشٔ٘ + ٔٚ2حزٖٕ )ٖٗ-ٖٕ2بؿ اآلالـ عموماً تشبو بكأس (مزٖ + ٔٓ2ٚلوٕٕ .)ٕٗ2والفرح أيضاً يشار إليو أيضاً بكأس (مز + ٘2ٔٙمزَ .)ٖٔ2ٔٔٙو َخ ْم ُرَىا ُم ْختَ ِم َرةٌ = إشارة لحدة وقسوة العقوبات التي مف نتيجتيا تكوف كخمر مسكرة جداً تسقط شاربياَ .ع َك ُرَىا = كمما شرب منيا الشرير إزدادت آالمو. ٜ ار أ ْ ِ ِ ش َر ِ وبَ ٔٓ .و ُك َّل قُُر ِ ون اآليات ( " - )ٔٓ-ٜأ َّ َما أََنا فَأ ْ ون األَ ْ ُخ ِب ُر إِلَى الد ْ ب .قُُر ُ َعض ُ َّى ِر .أ َُرٍّن ُم ِإل لو َي ْعقُ َ ِ الصدٍّي ِ ب". ٍّ ق تَ ْنتَص ُ ِ الصدٍّي ِ ق = الصديؽ ون ٍّ ب قُُر ُ الصديؽ في الممكوت يسبح اهلل إلى الدىر عمى إحساناتو وخبلصو .ىناؾ تَ ْنتَص ُ ار أ ْ ِ ش َر ِ بمغة المفرد فيناؾ وحدة بيف األبرار في السماء وىناؾ تظير قوتيـ بالمسيح رأسيـ .أما قُُر ِ ب= ون األَ ْ َعض ُ
ىنا األشرار بالجمع فيـ متفككيف ببل رأس تجمعيـ وببل قوة ،فاهلل سيكسر كبريائيـ .ولكف مف الذي يقوؿ ىذا
الكبلـ قروف األشرار أعضب؟ قد يكوف داود حيف امتمؾ العرش يتوعد األشرار بالعقوبة .ولكف داود يرمز لممسيح الذي سيكوف دياناً في ذلؾ اليوـ ويعاقب األشرار.
227
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والطبعون)
المزمور السادس والسبعون
عودة لمجدول
ىذا المزمور استمرار لنفس الفكر في المزمور السابؽ وىو دينونة اهلل لكؿ األرض والترجمة السبعينية تعنوف المزمور بأنو قيؿ بعد االنتصار عمى أشور يوـ ضرب مبلؾ الرب ٓٓٓ ٔٛ٘.مف جيش أشور .وعموماً في
ترتيؿ ىذا المزمور نذكر أعماؿ اهلل المجيدة مع كنيستو دائماً .وأىـ عمؿ ىو الفداء واالنتصار عمى الشيطاف،
الذي كانت كؿ االنتصارات في العيد القديـ رم اًز لئلنتصار عميو.
ٔ يلَ ٕ .كا َن ْت ِفي سالِ ِ وف ِفي ييوَذا .اسم ُو ع ِظ ِ س َكنُ ُو ِفي س َرِائ َ اآليات (ٔ " - )ٖ-اَهللُ َم ْع ُر ٌ يم مظَمَّتُ ُوَ ,و َم ْ يم في إِ ْ َُ َ َ ُْ َ ٌ ٖ ِ ق ا ْل ِق ِس َّي ا ْل َب ِ الِ .سبلَ ْه". ارقَ َة .ا ْل ِم َج َّن َو َّ ف َوا ْل ِقتَ َ ص ْي َي ْو َنُ .ى َن َ الس ْي َ س َح َ اك َ وف ِفي ييوَذا بعجائبو حيث أسكنيـ في ديارىـ وىزـ ليـ كؿ أعدائيـ واسم ُو ع ِظ ِ يل (بعد س َرِائ َ اَهللُ َم ْع ُر ٌ يم في إِ ْ َُ ُْ َ ٌ سبي أشور لمممكة إسرائيؿ تحولت لشعب عبادتو ىي خميط مف الييودية والوثنية فصارت إسرائيؿ رم اًز لؤلمـ ) .
والمسيح جمع الييود واألمـ= وىذا يظير مف جمع اسرائيؿ مع ييوذا في االية االولي .أو تفيـ اآلية عمى أف
في أياـ داود كانت ييوذا واسرائيؿ أمة واحدة فيعتبر أف ييوذا ىو اسـ مرادؼ إلسرائيؿ .واهلل عممو معروؼ مع أبناء إسرائيؿَ .كا َن ْت ِفي ِ ظمَّتُ ُو = أي خيمة االجتماع حيث سكف اهلل وسط شعبو ،ثـ الييكؿ فيما بعد. يم ِم َ َ سال َ ِ ِ ق ا ْلقس َّي ا ْل َب ِ ارقَ َة .وما قالو المرنـ ىنا ىو نبوة وحوؿ أسوار أورشميـ سقط أعداءىا مف جيش أشور= ُى َن َ س َح َ اك َ عف عمؿ المسيح عمى صميبو ،فقد صمب في أورشميـ .وىو صمب بجسده أي ِمظَمَّتُ ُو أو خيمتو ،فالخيمة تشير
لمجسد (ٕكو٘ .)ٔ2وبصميبو سحؽ إبميس وصار اسمو عظيماً في كنيستو لؤلبد عمى ما عممو ليا مف خبلص عجيب .وابميس رمزه ىنا اشور .
ٗ السمَ ِب٘ .سمِ ِ َّاء ا ْل َق ْم ِبَ .ناموا ِس َنتَ ُيمُ .كل ِر َج ِ ت ,أَم َج ُد ِم ْن ِج َب ِ ال ا ْل َبأ ِ ْس لَ ْم ال َّ ُ َ ب أَشد ُ اآليات (ٗ " - )٘-أ َْب َيى أَ ْن َ ْ ْ ُ َي ِج ُدوا أ َْي ِد َي ُي ْم".
ِج َب ِ السمَ ِب = ىـ جيش أشور وشبييـ بالجباؿ لقوتيـ وكبريائيـ ولكنيـ أقوياء في السمب والنيب .واهلل أقوى ال َّ السمَ ِب فيـ أتوا ليسمبوا شعب اهلل ،ولكنيـ تحولوا إلى غنيمة = ِ مف أقوى ممالؾ األرض= أَم َج ُد ِم ْن ِج َب ِ ب ال َّ سم َ ُ ْ ِ ِ اموا ِس َنتَ ُي ْم = لقد ناموا ليبلً وكانوا ينتظروف أنو حيف أَشد ُ َّاء ا ْل َق ْمب .لقد ضربيـ مبلؾ اهلل ،فمـ يقوموا= َن ُ يستيقظوف صباحاً يفترسوا أورشميـ .فصاروا مائتيف ،بؿ سمبيـ شعب إسرائيؿ في الصباح وحمموا مما معيـ غنيمة وافرة .وىذا ما حدث مع الشياطيف .لَ ْم َي ِج ُدوا أ َْي ِد َي ُي ْم = إنحمت قوتيـ إذ ربطيـ المسيح بسمسمة لمدة ٓٓٓٔعاـ.
س َّب ُخ فَ ِ آية (ِ ٙ" - )ٙم ِن ا ْن ِت َي ِ س َو َخ ْي ٌل". ار َك َيا إِ َ لو َي ْعقُ َ ار ٌ وب ُي َ
228
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والطبعون)
سبَّ ُخ = ُيصرع. حيف انتيرىـ اهلل صار موت فرسانيـ وخيوليـ .كما حدث مع فرعوف مف قبؿُ .ي َ ٚ ض ِب َك؟ ِ ٛم َن َّ ِ ض َّام َك َح َ ت .فَ َم ْن َي ِق ُ ت ُح ْك ًما .األ َْر ُ َس َم ْع َ وب أَ ْن َ اآليات ( " - )ٜ-ٚأَ ْن َ ال َغ َ ت َم ُي ٌ الس َماء أ ْ ف قُد َ يص ُك ٍّل وَدع ِ ض ِ فَ ِزع ْت وس َكتَ ْت ِ ٜع ْن َد ِقي ِام ِ اء األ َْر ِ اء ,لِتَ ْخمِ ِ ضِ .سبلَ ْه". اهلل لِ ْمقَ َ ُ َ َ َ َ َ
أحكاـ اهلل ضد األشرار معروفة منذ القديـ ،وأحكامو مخيفة ،تصدر مف السماء فبل يقؼ أحد في وجو أحكامو
(الطوفاف ،حريؽ سدوـ ،ضربات مصر ) ..وكانت كؿ ضربات األشرار في العيد القديـ رم اًز لضربة الشيطاف بالصميب ليخمص اهلل شعبو.
ب ِ سِ ق ِب َيا". آية (ٓٔ) ٔٓ" -أل َّ ض ِب تَتَ َم ْن َ طُ ان َي ْح َم ُد َكَ .ب ِقيَّ ُة ا ْل َغ َ َن َغ َ ضَ اإل ْن َ ب ِ سِ ان َي ْح َم ُد َك = غضب اإلنساف يسبب مجداً لمرب .فجيش أشور غضب عمى شعب اهلل فتحوؿ أل َّ َن َغ َ ضَ اإل ْن َ
غضبيـ إلى مجد اسـ اهلل حيف تمجد بيـ (وتفيـ أف غضب اإلنساف المقدس ضد الخطية يسبب حمداً وتسبيحاً
لمرب عد .)ٚ2ٕ٘،ٛوغضب اإلنساف ضد اهلل ىو غضب عاجز ،فمف يستطيع إنساف أف يناؿ مف اهلل شيئاً ،بؿ ق ِب َيا = وفي اإلنجميزية "بقية الغضب ض ِب تَتَ َم ْنطَ ُ اهلل يطيؿ أناتو عمى ىذا الغضوب ثـ يتمجد فيوَ .ب ِق َّي ُة ا ْل َغ َ
سوؼ تكبح بيا" ما لـ يتحوؿ لمجده وتسبيحو مف غضب الشرير حيف يتمجد اهلل فيو سوؼ يتمنطؽ اهلل بو ،أي يقوـ ليعمؿ ،ويستعد لكبح جماح الشرير ،وىذا قد فعمو مع بقية جيش أشور الذيف ىربوا وصاروا سخرية لمجميع.
والمسيح بصميبو تمجد وسط كنيستو ،ولكف مازالت بقية لمغضب ىو يتمنطؽ بيا حتى يمقيو نيائياً في البحيرة
المتقدة بالنار ولؤلبد .واآلف ىو يكبح جماحو ويبعده عف كنيستو.
ٕٔ ٔٔ ِ ين َح ْولَ ُو .لِ ُيقَدٍّموا َى ِد َّي ًة لِ ْمم ُي ِ وح اآليات (ٔٔ " - )ٕٔ-اُْن ُذ ُروا َوأ َْوفُوا لِ َّمر ٍّ وبَ .ي ْق ِط ُ يع الَِّذ َ ف ُر َ ب إِل ِي ُك ْم َيا َجم َ َ ُ اءُ .ىو ميوب لِممُ ِ الر َؤس ِ وك األ َْر ِ ض". َ َ َُ ٌ ُ ف روح الر َؤس ِ ِ اء = أي ينزع شجاعتيـ وكبريائيـ .وفي اليوـ األخير يوـ دعوة لنوفي نذورنا فيو قد نجاناَ .ي ْقط ُ ُ َ َ الدينونة يمقييـ في عذاب أبدي (رؤ )ٔٛ2ٔٗ،ٜٔلِ ُيقَدٍّموا َى ِد َّي ًة لِ ْمم ُي ِ وب = الرب يفرح بيدايا مثؿ التوبة والصبلة َ ُ
والتسبيح واإليماف.
229
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والطبعون)
المزمور السابع والسبعون
عودة لمجدول
ىنا يشكو المرنـ مف آالـ محيطة بو ،قد تكوف آالمو شخصياً أو آالـ عامة لكؿ الشعب وال يرى ليا حبلً في المستقبؿ القريب ،لذلؾ يصرخ لمرب حتى ال يرفض إلى النياية .وىو يعزي نفسو بأعماؿ اهلل السابقة مع شعبو،
وأعماؿ اهلل السابقة دائماً مصدر عزاء.
ىناؾ مف يرى أف ىذا المزمور كتب إباف فترة السبي ،وىناؾ مف يرى أنو كتب في فترة ما قبؿ يوشيا .والمرنـ رأي اآلالـ التي ستحدث لمشعب بسبب خطاياىـ فتوجع.
ٔ ِ ِٕ ِ ِ بَ .ي ِدي الر َّ ت َّ سُ َص َغى إِلَ َّي .في َي ْوِم ضي ْق ِي ا ْلتَ َم ْ ص ْوِتي إِلَى اهلل فَأ ْ ص ْوِتي إِلَى اهلل فَأ ْ َص ُر ُخَ . اآليات (َٔ " - )ٖ- ٖ شى عمَى ر ِ ِ ِ ِ ِ ِ وحيِ .سبلَ ْه". سَ في المَّْي ِل ا ْن َب َ ط ْت َولَ ْم تَ ْخ َد ْر .أ ََب ْت َن ْفسي التَّ ْع ِزَي َة .أَ ْذ ُك ُر اهللَ فَأَئن .أَُناجي َن ْفسي فَ ُي ْغ َ َ ُ المرنـ يستخدـ صوتو ليصرخ إلى اهلل فيشترؾ جسده (صوتو) مع روحو في الصراخ هلل ،وىو شعر أف اهلل ِ ِ سطَ ْت فيو منع نفسو مف أصغى لصوتو .ونموذج آخر الشتراؾ الجسد مع الروح في الصبلة= َيدي في المَّْي ِل ا ْن َب َ النوـ ليصمي رافعاً يديو .والميؿ أيضاً يشير لوقت التجربة التي يمر بيا شعبوَ .ولَ ْم تَ ْخ َد ْر = لـ ترتخ .أ ََب ْت َن ْف ِسي
التَّ ْع ِزَي َة = رفض أف يعطي أذ نو لمف يعزيو بأي كبلـ مطمئف ،بؿ ىو في آالمو إلتجأ لمرب مباشرة ،ورفض أي تعزية خارجية .أَ ْذ ُك ُر اهللَ فَأ َِئن = فيو وحده القادر أف يحوؿ حزني إلى تعزية ،ويحوؿ الحالة المحزنة الراىنة إلى شى عمَى ر ِ وحي = حينما أفكر في المصائب الحالية أو اآلتية أكوف كالسكراف أو كمف يغرؽ حالة مفرحة .فَ ُي ْغ َ َ ُ تحت أحمالو الثقيمة مف اليموـ.
ٗ ت َفمَ ْم أَتَ َكمَّ ْم". ان َع ْي َن َّي .ا ْن َز َع ْج ُ س ْك َ َجفَ َ ت أْ آية (ٗ) " -أ َْم َ مف آالمو لـ يعد قاد اًر عمى النوـ ،ومف إنزعاجو لـ يعد قاد اًر حتى عمى الكبلـ. ٘ اجي ,ور ِ َّى ِري ِ َّةٙ .أَ ْذ ُكر تَرن ِمي ِفي المَّْي ِل .م َع َق ْم ِبي أَُن ِ وحي ت ِفي أَيَّاِم ا ْل ِق َدِمٍّ , ين الد ْ اآليات (٘ " - )ٚ-تَفَ َّك ْر ُ الس ِن َ َُ ُ َ َ ث َ «ٚى ْل إِلَى الد ُى ِ ضا َب ْع ُد؟" ض َّ تَ ْب َح ُ الربَ ,والَ َي ُع ُ ور َي ْرفُ ُ ود لِ ٍّمر َ ىو يقارف بيف الحالة الحاضرة وعمؿ اهلل العجيب مع شعبو في القديـ .أَ ْذ ُك ُر تََرن ِمي ِفي المَّْي ِل = لقد جعؿ معامبلت اهلل مع شعبو السابقة محو اًر لترنيمو في ضيقتو ليبلً وظؿ يناجي نفسو ويعزي نفسو بأف اهلل قادر أف يخرج مف الجافي حبلوة .ور ِ ث .ىو يتساءؿ مع نفسو "حقاً فاهلل قادر أف يخرجني مف ضيقتي ويخرج وحي تَ ْب َح ُ َُ شعبنا مف ضيقتو ولكنو حتى اآلف لـ يفعؿ ..فماذاَ ..ى ْل إِلَى الد ُى ِ الرب. ض َّ ور َي ْرفُ ُ
230
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والطبعون) ٜ ٛ ِ ِ ِ ص اآليات (َ " - )ٜ-ٛى ِل ا ْنتَ َي ْت إِلَى األ ََبد َر ْح َمتُ ُو؟ ا ْنقَطَ َع ْت َكم َمتُ ُو إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر؟ َى ْل َنس َي اهللُ َأْرفَ ًة؟ أ َْو قَفَ َ ِب ِر ْج ِزِه مر ِ اح َم ُو؟»ِ .سبلَ ْه". ََ ا ْنقَطَع ْت َكمِمتُ ُو = ىؿ لف يعود اهلل يرسؿ كممتو عمى فـ أنبيائو ثانية .قَفَص ِب ِر ْج ِزِه مر ِ اح َم ُو = ىؿ اهلل بسبب َ َ ََ َ
غضبو أغمؽ باب مراحمو عمينا.
ٓٔ ت «ى َذا َما ُي ِعم ِني تَ َغي ُر َي ِم ِ ين ا ْل َعمِ ٍّي»". آية (ٓٔ) " -فَ ُق ْم ُ َما ُي ِعم ِني = ما يتعبني ويؤلمني .تَ َغي ُر َي ِم ِ ين ا ْل َعمِ ٍّي = ترؾ اهلل معاممتو الحسنة وأتي باآلالـ. ِ ِ ٕٔ ٔٔ يع أَف ِ ِ ِ ص َن ِائ ِع َك الر ٍّ ال َّ َع َم َ اآليات (ٔٔ " - )ٕٔ-أَ ْذ ُك ُر أ ْ ْعال َكَ ,وِب َ ب .إِ ْذ أَتَ َذ َّك ُر َع َجائ َب َك ُم ْن ُذ ا ْلق َدمَ ,وأَْل َي ُج ِب َجم ِ َ أَُن ِ اجي".
يعود في حيرتو وأحساسو بتخمي اهلل في الوقت الحاضر ليذكر أعمالو القديمة.
ٖٔ لو ع ِظيم ِم ْث ُل ِ ٍِ ِ ِ اهلل؟" آية (ٖٔ) " -اَلَّ ُ مي َّم ,في ا ْلقُ ْدس طَ ِريقُ َك .أَي إ َ ٌ مي َّم ِفي ا ْلقُ ْد ِ ط ِريقُ َك = تفيـ أف اهلل أعطاىـ شريعتو في جبؿ سيناء ومف عند تابوت العيد في قدس س َ اَلَّ ُ األقداس .وتفيـ أنو طالما كاف الشعب ممتزماً بقداستو يمتزـ اهلل برحمتو. ٘ٔ ٗٔ ت ِب ِذر ِ ِ لو َّ ِ ِ ت ِ ش ْع َب َكَ ,ب ِني اع َك َ بَ .ع َّرف َ اإل ُ اآليات (ٗٔ " - )ٕٓ-أَ ْن َ الصانعُ ا ْل َع َجائ َ ْت َب ْي َن الش ُعوب قُ َّوتَ َك .فَ َك ْك َ َ ٔٙ ِ ضا المججِ ٔٚ . ِ يعقُوب ويوس َ ِ وم ص َرتْ َك ا ْل ِم َياهُ فَفَ ِز َع ْت ,ا ْرتَ َع َد ْت أ َْي ً َُ َ ص َرتْ َك ا ْلم َياهُ َيا اَهللُ ,أ َْب َ ف .سبلَ ْه .أ َْب َ َْ َ َُ ُ س َك َبت ا ْل ُغ ُي ُ ٔٛ َض ِ َعطَ ِت السحب صوتًا .أ َْي ً ِ ت َر ْع ِد َك ِفي َّ س ُكوَن َة. ام َك طَ َار ْت. ِم َي ً الز ْوَب َع ِة .ا ْل ُب ُر ُ ص ْو ُ اىا ,أ ْ اءت ا ْل َم ْ ُ ُ َْ وق أ َ َ َ ضا س َي ُ ٕٓ ضِ ٜٔ .في ا ْلب ْح ِر طَ ِريقُ َك ,وسبمُ َك ِفي ا ْل ِمي ِ اه ا ْل َك ِث ِ ش ْع َب َك آثار َك لَ ْم تُ ْع َر ْ ت َ فَ .ى َد ْي َ ْارتَ َع َد ْت َو َر َجفَ ِت األ َْر ُ َ َ ُُ َ يرةَ ,و ُ َ ِ ِ ون". ىار َ َكا ْل َغ َنم ِب َيد ُم َ وسى َو ُ يذكر ىنا أعماؿ مراحـ اهلل السابقة .فيو حرر شعبو مف عبودية فرعوف (وىذا عممو المسيح ذراع الرب إذ حررنا ِ ف = مع أنو كاف لو منصباً رفيعاً في مصر إال أنو وس َ مف إبميس)َ .بني َي ْعقُ َ وب = الذيف استعبدىـ فرعوفَ .وُي ُ طمب مف الشعب أنيـ في صعودىـ يأخذوف جسده عبلمة إيمانو في وعد اهلل ليـ بالرجوع إلى أرض الميعاد.
وىذا يشير الشتيائو ألرض الميعاد بالرغـ مما وصؿ إليو مف مركز في مصر .وربما أشار بقولو بنى يعقوب
(إلسرائيؿ أي الييود) وبقولو ويوسؼ (لؤلمـ فيوسؼ تعنى أف اهلل يزيد) ثـ في (٘ٔ) يذكر شؽ البحر أماـ ِ اىا = نرى ىنا صورة إلزعاج مبلؾ الرب لمعسكر المصرييف، وم ِم َي ً الشعب (إشارة لممعمودية) .ثـ َ س َك َبت ا ْل ُغ ُي ُ فالمطر إنياؿ عمييـ وصوت الرعد أرعبيـ والبروؽ أصابتيـ= وأ َْي ً ِ ام َك طَ َار ْت لقد كاف اهلل يستخدـ أسمحة ضا س َي ُ ِ ام ىي الصواعؽ التي انقضت عمييـ .وىذه اآليات تشير الطبيعة ليحارب مع شعبو (خرٕ٘ )ٕٗ2ٔٗ،والس َي ُ أيضاً إلنسكاب الروح القدس عمى الكنيسة (المطر) وكرازة الرسؿ (السياـ) وكممات الك ارزة كانت كالبرؽ والرعد آثار َك لَ ْم تنير وتيز القموب فتؤمفِ .في ا ْل َب ْح ِر َ ط ِريقُ َك = لقد كنت أنت قائد الشعب في طريقيـ في البحرَ .و ُ 231
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والطبعون)
ش ْع َب َك َكا ْل َغ َنِم = فالمسيح ىو تُ ْع َر ْ ت َ ف = لـ يراؾ أحد بعينيو ولكف أعمالؾ كانت ظاىرة في قيادة شعبؾَ .ى َد ْي َ ِ ون = رمز لممسيح كرئيس كينة. ىار َ الراعي الصالحِ .ب َيد ُم َ وسى = موسى يرمز لممسيح كممؾ َو ُ
232
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطبعون)
المزمور الثامن والسبعون
عودة لمجدول
ىذا المزمور يحكي قصة تاريخ شعب إسرائيؿ منذ أياـ موسى إلى أياـ داود .والعجائب واآليات التي صنعيا معيـ .وخطايا الشعب خبلؿ ىذه الرحمة التي أغاظت اهلل ،وتأديب اهلل ليـ خبلؿ ىذه الرحمة .لقد انتيى المزمور
السابؽ بأف موسى وىروف يقوداف الشعب وىنا استفاضة لرحمة الشعب تحت قيادتيما ..ثـ يسترسؿ إلى فترة
داود .واليدؼ مف ترتيؿ ىذا المزمور أف تتحذر األجياؿ الحديثة مف إغاظة الرب كما فعؿ اآلباء. ِٔ ش ِريع ِتي .أ ِ َميمُوا آ َذا َن ُك ْم إِلَى َكبلَِم فَ ِمي". صغَ َيا َ آية (ٔ) " -ا ْ ش ْع ِبي إِلَى َ َ ِ ش ْع ِبي = ربما داود ىو قائؿ ىذه العبارة كممؾ ور ٍ اع لمشعب .ولكف ىذا صوت اهلل عمى لساف المرنـ أياً ص َغ َيا َ ا ْ كاف ىذا المرنـ ،ليسمعوا شريعة الرب.
از ُم ْن ُذ ا ْل ِق َدِم". آية (ٕ) ٕ" -أَفْتَ ُح ِب َمثَل فَ ِمي .أ ُِذيعُ أَْل َغ ًا َمثَل ..أَْل َغاز= أي ليفكروا فيما سيسمعوه ويفكروا بعمؽ ليفيموا ويستوعبوا. يل ِ َب ِني ِيم إِلَى ا ْل ِج ِ ين اآلخ ِرُ ,م ْخ ِب ِر َ ْ ِ ِ ِ صى س َرائ َ َ يع ًة في إِ ْ يل ,الَّتي أ َْو َ ش ِر َ
ٖ ِ َخ َب ُروَناٗ .الَ ُن ْخ ِفي َع ْن اؤَنا أ ْ آب ُ اىا َو َع َرْف َن َ س ِم ْع َن َ اىا َو َ اآليات (ٖ " - )ٙ-الَّتي َ ٘ شي َ ِ ِ ِ ِ ِ ض َع سا ِب ِ الر ٍّ يح َّ وبَ ,و َو َ ادةً في َي ْعقُ َ ام َ َ ب َوقُ َّوِتو َو َع َجائ ِبو الَّتي َ ِبتَ َ ص َن َع .أَقَ َ َن يعٍّرفُوا ِبيا أ َْب َناء ُىمٙ ,لِ َكي يعمَم ا ْل ِجي ُل ِ اء ُى ْم", ون َوُي ْخ ِب ُر َ وم َ ون ُيولَ ُد َ اآلخ ُرَ .ب ُن َ َ َ ون أ َْب َن َ اء َنا أ ْ ُ َ آب َ َ ْ ون فَ َيقُ ُ ْ َْ َ كؿ جيؿ يسمـ الجيؿ التالي خبراتو ،وىذا أمرىـ بو الرب .وليس الخيرات فقط بؿ ىـ يسمموف لؤلبناء اإليماف والشريعة بحسب ما تسمموىا دوف تعديؿ (ٕتيٕ.)ٕ2
ٛ ٚ ال ِ ون عمَى ِ ون َع َم َ اع ِت َم َ ص َاياهَُ .والَ َي ُكوُن َ اهللَ ,ب ْل َي ْحفَظُ َ س ْو َن أ ْ اهلل ْ اآليات ( " - )ٛ-ٚفَ َي ْج َعمُ َ َ ون َو َ اد ُى ْمَ ,والَ َي ْن َ َمي َن ًة لِ ِ ارًداِ ,جيبلً لَم يثٍَّب ْت َق ْمب ُو ولَم تَ ُك ْن روح ُو أ ِ ِ آب ِائ ِي ْمِ ,جيبلً َزِائ ًغا َو َم ِ مو". ُ ُ ْ ُ م ْث َل َ َ َ ْ
ىدؼ التعميـ أف نستفيد مما حدث لآلباء فبل نخطئ مثميـ فيسخط اهلل عمينا.
ٜ ْرِيم َّ ون ِفي ا ْلقَ ْو ِ الن ِ ون ,ا ْن َقمَ ُبوا ِفي َي ْوِم ا ْل َح ْر ِب". سَّ , ام َ از ُع َ الر ُ آية (َ " - )ٜب ُنو أَف َا َ ْرِيم .فيؤالء كانوا أشداء في الحرب = َّ ون ِفي ا ْلقَ ْو ِ الن ِ س ولكف بسبب ارتدادىـ عف اهلل، از ُع َ مثاؿ لسخط اهلل َب ُنو أَف َا َ
ون ا ْن َقمَ ُبوا (انيزموا) في يوـ الحرب. تخمى عنيـَّ . ام َ الر ُ
ِ ِ ٔٔ اآليات (ٓٔٔٓ" - )ٔٔ-لَم ي ْحفَظُوا عي َد ِ اى ْم". وك ِفي َ اهللَ ,وأ ََب ْوا السمُ َ ْعالَ ُو َو َع َج ِائ َب ُو الَِّتي أ ََر ُ ْ َ َْ سوا أَف َ يعتوَ ,وَن ُ ش ِر َ
233
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطبعون)
ىذه ىي خطايا إفرايـ التي بسببيا تخمى اهلل عنيـ. ٖٔ ِ ِفي أَر ِ ِ ش َّ ق ا ْل َب ْح َر فَ َعب ََّرُى ْم, وع َن. َ ص َ ض م ْ ص َر ِ ,ببلَد ُ ْ ٘ٔ ِ ق ص ُخ ا ِ ور َن ٍ ُكمَّ ُو ِب ُن ِ اى ْم َكأَنَّ ُو ارَ . سقَ ُ ور في ا ْل َبٍّريَّةَ ,و َ ش َّ ُ ً ٔٚ ِ ِِ ادوا أ َْي ً ِ ِ ص َي ِ اىا َكاألَ ْن َي ِ ان ِم َي ً ار .ثُ َّم َع ُ ضا ل ُي ْخط ُئوا إِلَ ْيو ,لع ْ
اآليات (ٕٕٔٔ" - )ٖٕ-قُدَّام ِ وب ًة ص َن َع أ ْ ُع ُج َ َ َ آبائ ِي ْم َ ٗٔ الس َح ِ اب َن َي ًاراَ ,والمَّْي َل اى ْم ِب َّ ب ا ْل ِم َياهَ َك َندٍَّ .و َى َد ُ صَ َوَن َ ٔٙ ار ِ ِ ِ َج َرى يم ٍة .أ ْ ص ْخ َرٍةَ ,وأ ْ ي م ْن َ َخ َر َج َم َج ِ َ م ْن لُ َج ٍج َعظ َ شيوِت ِيمٜٔ .فَوقَعوا ِفي ِ اشفَ ِةٔٛ .وج َّربوا اهلل ِفي ُقمُوِب ِيمِ ,بس َؤالِ ِيم طَع ِ الن ِ ض َّ ا ْل َعمِ ٍّي ِفي األ َْر ِ اهلل .قَالُوا « َى ْل ََ ُ َ ُ َ اما ل َ ْ َ ْ ْ ُ ْ َ ً ِ ٕٓ َن ٍّب َم ِائ َدةً ِفي ا ْل َبٍّري ب َّ ضا أ ْ َي ْق ِد ُر اهللُ أ ْ اض ِت األ َْوِد َي ُةَ .ى ْل َي ْق ِد ُر أ َْي ً الص ْخ َرةَ فَ َج َر ِت ا ْل ِم َياهُ َوفَ َ َّة؟ ُى َوَذا َ ض َر َ َن ُي َرت َ ِ ِ ٕٔ ِ ِ يع ِطي ُخ ْب ًزا ,أَو يي ٍّيئ لَ ْحما لِ َ ِ ص ِع َد س ِم َع َّ بَ ,وا ْ س َخطٌ أ َْي ً شتَ َعمَ ْت َن ٌار في َي ْعقُ َ الرب فَ َغض َ ضا َ وبَ ,و َ ش ْع ِبو؟» .لذل َك َ ْ َُ َ ً ُْ َ ٖٕ ٕٕ ِِ ِ ِ ِ َّ صِ يع َم َر َّ س َرِائ َ اب ِم ْن فَ ْو ُ الس َح َ ار َ َعمَى إِ ْ قَ ,وفَتَ َح َم َ يل ,ألَن ُي ْم لَ ْم ُي ْؤم ُنوا ِباهلل َولَ ْم َيتَّكمُوا َعمَى َخبلَصو .فَأ َ ِ ٕٗ ِ ِ السم ِ ًّ ِ ِ اى ْمٕ٘ .أَ َك َل ِ ادا الس َم َاو َّ َع َ اتَ .وأ َْم َ ط ُ س َل َعمَ ْي ِي ْم َز ً س ُ اء أ ْ ان ُخ ْب َز ا ْل َمبلَ ئ َكة .أ َْر َ اإل ْن َ ط َر َعمَ ْي ِي ْم َمنا لؤلَ ْكلَ ,وُب َّر َّ َ ٕٙ شرِق َّي ًة ِفي َّ ِ اق ِبقُ َّوِت ِو َج ُنوِبيَّ ًةَ ٕٚ .وأ َْمطَر َعمَ ْي ِيم لَ ْحما ِم ْث َل التر ِ لِ ٍّ ابَ ,و َك َرْم ِل ا ْل َب ْح ِر مش َب ِع .أ َ س َ َى َ الس َماءَ ,و َ اج َ ْ َ َ ْ ً ٕٜ َج ِنح ٍةٕٛ .وأَسقَطَيا ِفي وس ِط محمَِّت ِيم حوالَي مس ِ طُي ا ِ ش ْي َوِت ِي ْم. اى ْم ِب َ اك ِن ِي ْم .فَأَ َكمُوا َو َ ش ِب ُعوا ِجدًّاَ ,وأَتَ ُ ور َذ َوات أ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ ََ ْ َ َ ُ ً ٖٔ اهلل ,وقَتَ َل ِم ْن أ ِ ضب ِ اى ِيم ,فَ ِ ِ ِ ٖٓلَم َي ُزو ُغوا َع ْن َ ِ ع ص َر َ صع َد َعمَ ْي ِي ْم َغ َ ُ ْ َس َمن ِي ْمَ ,و َ َ َ ام ُي ْم َب ْع ُد في أَف َْو ْ ْ ش ْي َوت ِي ْم .طَ َع ُ ٕٖ ُم ْختَ ِ طأُوا َب ْع ُدَ ,ولَ ْم ُي ْؤ ِم ُنوا ِب َع َج ِائ ِب ِو". َخ َ يلِ .في ى َذا ُكمٍّ ِو أ ْ س َرِائ َ اري إِ ْ الن ِ ض َّ ممخص ألعماؿ اهلل واحساناتو عمى شعبو وتمرد الشعب عميو .وفي (ِ )ٔٚفي األ َْر ِ اشفَ ِة = أي برية سيناء ماء مف الصخور كانوا ىـ دائمي التذمر عمى اهلل وفي ( )ٜٔفَ َوقَ ُعوا ِفي فبينما ىـ أروا عمؿ اهلل وكيؼ أخرج ليـ ً ِ اهلل = تكمموا بالردئ عف اهلل وشككوا في قوتو متسائميف ىؿ يقدر أف يرتب مائدة في البرية القاحمة .وفي (ٕٗ) السم ِ اء= أي القمح (راجع مز٘ .)ٖٔ2ٙوأسماه ُبر السماء ألف المف نزؿ مف السماء .وفي ( )ٕٙلَ ْح ًما ِم ْث َل ُب َّر َّ َ التر ِ اب = أي كثي اًر جداً .ولقد أعطى اهلل ليـ شيوتيـ فمـ يشكروا ،بؿ استمروا في شيوتيـ وتذمرىـ= لَ ْم َي ُزو ُغوا َ ِ َس َم ِن ِي ْم = يبدو أف مف مات ،مات مف كثرة األكؿ ،كأف اهلل لف يعود َع ْن َ ش ْي َوِت ِي ْم لذلؾ ضربيـ اهلل َوقَتَ َل م ْن أ ْ فيعطييـ ثانية. اط ِل و ِس ِني ِيم ِبالر ْع ِبٖٗ .إِ ْذ قَتَمَيم طَمَبوه ,ورجعوا وب َّكروا إِلَى ِ ِبا ْلب ِ اهلل, َ َ ُْ ُ ُ َ َ َ ُ َ َ ُ ْ ٖٚ ٖٙ ادعوه ِبأَفْو ِ وب ُي ْم َفمَ ْم اى ِي ْمَ ,و َك َذ ُبوا َعمَ ْي ِو ِبأَْل ِس َن ِت ِي ْم .أ َّ َما ُقمُ ُ َولِي ُي ْم .فَ َخ َ ُ ُ َ
ٖٖ َّام ُي ْم اآليات (ٖٖ " - )ٗٔ-فَأَ ْف َنى أَي َ ص ْخ َرتُ ُي ْمَ ,واهللَ ا ْل َعمِ َّي ٖ٘ َوَذ َك ُروا أ َّ َن اهللَ َ اء ِفي َع ْي ِد ِه. تُثَب ْ ُم َن َ َّت َم َع ُوَ ,ولَ ْم َي ُكوُنوا أ َ ٖٜ ٖٛ ضب ُو ,ولَم ي ْ ِ وفَ ,ي ْغ ِف ُر ِ يح اإل ثْ َم َوالَ ُي ْيمِ ُكَ .و َك ِث ًا أ َّ س َخ ِط ِوَ .ذ َك َر أ ََّن ُي ْم َب َ َما ُى َو فَ َر ُؤ ٌ شٌرِ .ر ٌ ير َما َرَّد َغ َ َ َ ْ ُ شع ْل ُك َّل َ ٔٗ ِ ودَ ٗٓ .كم عصوه ِفي ا ْلبٍّري ِ يل". س َرِائ َ تَذ َ ب َوالَ تَ ُع ُ َّة َوأ ْ ْ َ َْ ُ َ ْى ُ وس إِ ْ َح َزُنوهُ في ا ْلقَ ْف ِر! َر َج ُعوا َو َج َّرُبوا اهللَ َو َع َّن ْوا قُد َ حينما ضربيـ اهلل قدموا توبة ،ولكنيا لؤلسؼ لـ تكف مف القمب بؿ مف الفـ كانت ناتجة عف الخوؼ وليس عف
اقتناع وتوبة قمبية .لذلؾ تكرر سقوطيـ .ولكف اهلل لـ يكف يعاقبيـ في كؿ مرة فيو يعرؼ أنيـ بشر سريعي
الزيغافَ .ع َّن ْوا= جعموا اهلل يعاني منيـ ويغتاظ منيـ.
234
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطبعون) ٖٗ ٕٗ ِ ِ آي ِات ِوَ ,و َع َج ِائ َب ُو ِفي ِببلَِد اى ْم ِم َن ا ْل َع ُد ٍّوَ ,ح ْي ُ اآليات (ٕٗ " - )ٖ٘-لَ ْم َي ْذ ُك ُروا َي َدهُ َي ْوَم فَ َد ُ ص َر َ ث َج َع َل في م ْ ٘ٗ وع َنٗٗ .إِ ْذ َح َّو َل ُخ ْم َجا َن ُي ْم إِلَى َدٍمَ ,و َم َج ِ ارَي ُي ْم لِ َك ْي الَ َي ْ ضفَ ِادعَ وضا فَأَ َكمَ ُي ْمَ ,و َ س َل َعمَ ْي ِي ْم َب ُع ً ص َ ش َرُبوا .أ َْر َ ُ ٗٛ ٗٚ ٗٙ ِ يعَ .وَدفَ َع إِلَى ا ْل َب َرِد الص ِق ِ وم ُي ْمَ ,و ُج َّم ْي َزُى ْم ِب َّ َسمَ َم لِ ْم َج ْرَدِم َغمَّتَ ُي ْمَ ,وتَ َع َب ُي ْم لِ ْم َج َرِاد .أ ْ ْس َدتْ ُي ْم .أ ْ فَأَف َ َىمَ َك ِبا ْل َب َرد ُك ُر َ طا و ِر ْج ًاز و ِ قٜٗ .أَرس َل عمَ ْي ِيم حم َّو َغ َ ِ بي ِائميم ,ومو ِ ش َر ٍ اش َي ُي ْم لِ ْم ُب ُرو ِ ارَ ٘ٓ .م َّي َد ش َمبلَ ِئ َك ٍة أَ ْ ض ْيقًاَ ,ج ْي َ َ س َخ ً َ ض ِبوَ , َ َ َ ُْ َ ََ ْ َ َ ْ ُُ ٔ٘ ِ ِ ِ ِ س ِبيبلً لِ َغ َ ِ ص َر .أ ََو ِائ َل ا ْلقُ ْد َرِة ِفي س ُي ْمَ ,ب ْل َدفَ َع َح َياتَ ُي ْم لِ ْم َوَبِإَ .و َ ض َر َ ب ُك َّل ِب ْك ٍر في م ْ ض ِبو .لَ ْم َي ْم َن ْع م َن ا ْل َم ْوت أَ ْنفُ َ َ ٖ٘ ٕ٘ اىم ِ ِ ِ ِ شعب ُو ,وقَ َ ِ ِخي ِام ح ٍام .وس َ ِ ِ اؤ ُى ْم ين َفمَ ْم َي ْج َز ُعوا .أ َّ َع َد ُ آم ِن َ َما أ ْ َ َ اق مثْ َل ا ْل َغ َنم َ ْ َ َ َ َ اد ُى ْم م ْث َل قَطي ٍع في ا ْل َبٍّريَّةَ .و َى َد ُ ْ فَ َغ َم َرُى ُم ا ْل َب ْح ُر".
المرنـ ىنا يذكر ضربات الرب ضد المصرييف .ويعاتب الشعب أنيـ أروا كؿ ىذه الضربات ولكنيـ لـ يؤمنوا بؿ كانوا يرتدوف عف اهلل فشابيوا المصرييف واستحقوا أف يضربيـ اهلل كما ضرب المصرييف .في (َ )ٜٗمبلَ ِئ َك ٍة ش َر ٍ س ِبيبلً أَ ْ ار = أي مبلئكة يأتوف عمى الشعب بضربات شريرة مؤلمة وترجمت "مبلئكة مؤدبيف" وفي (ٓ٘) َم َّي َد َ ض ِب ِو = ضربات اهلل تأتي بالتدريج ،وقبؿ أف يضرب بالموت يؤدب بالوبأ لعميـ يتوبوف. لِ َغ َ
وم قُ ْد ِس ِو ,ى َذا ا ْلجب ِل الَِّذي اقْتََنتْ ُو ي ِمينُ ُو٘٘ .وطَرَد األُمم ِم ْن قُد ِ اآليات (َٗ٘ ٘ٗ" - )٘٘-وأ َْد َخمَ ُي ْم ِفي تُ ُخ ِ َّام ِي ْم َ ََ َ َ ََ ِ ِ ِ يل". س َم ُي ْم ِبا ْل َح ْب ِل ِم َا َس َبا َ س َرِائ َ ط إِ ْ َس َك َن في خ َيام ِي ْم أ ْ يرثًاَ ,وأ ْ َوقَ َ ا ْل َج َب ِل = إشارة ألرض إسرائيؿ التي دخميا يشوع مع الشعب وقسميا ليـ. ٘ٚ ٘ٙ ِ شي َ ِ ِ ِ آب ِائ ِي ْم. اداتو لَ ْم َي ْحفَظُواَ ,ب ِل ْارتَدوا َو َغ َد ُروا م ْث َل َ ص ْوا اهللَ ا ْل َعم َّيَ ,و َ َ اآليات ( " - )ٙٗ-٘ٙفَ َج َّرُبوا َو َع َ ِ س م ْخ ِط َئ ٍة٘ٛ .أَ َغاظُوه ِبمرتَفَع ِات ِيم ,وأَ َغاروه ِبتَم ِاثيمِ ِيمِ ٜ٘ . يل ِجدًّا, س َرِائ َ سم َع اهللُ فَ َغض َ بَ ,و َرَذ َل إِ ْ َ ْ ُ ُْ َ ْ َ ُ ُ َ ا ْن َح َرفُوا َكقَ ْو ٍ ُ ٔٙ ٓٙ ِ ضم ِ ِ ص َب َيا َب ْي َن َّ الن ِ مس ْب ِي ِع َّزهَُ ,و َجبلَ لَ ُو لِ َي ِد ا ْل َع ُد ٍّوَ ٕٙ .وَدفَ َع إِلَى سمَّ َم لِ َّ َو َرفَ َ َ ْ اسَ .و َ سك َن شيمُ ِو ,ا ْل َخ ْي َم َة الَّتي َن َ ٗٙ الس ْي ِ ِ الس ْي ِ ب َعمَى ِميرِاث ِوٖٙ .م ْختَاروهُ أَ َكمَتْ ُيم َّ ف, سقَطُوا ِب َّ َّ ف َ ش ْع َب ُوَ ,و َغض َ الن ُارَ ,و َع َذ َاراهُ لَ ْم ُي ْح َم ْد َنَ .ك َي َنتُ ُو َ ُ ُ َ ُ وأَر ِ ين". اممُ ُو لَ ْم َي ْب ِك َ ََ
لقد رأى الجيؿ الذي دخؿ أرض الميعاد أعماؿ اهلل اإلعجازية مع يشوع وىزيمة مموؾ كثيريف أماميـ .ولكنيـ ضم ِ ِ مس ْب ِي ِع َّزهُ = إشارة سمَّ َم لِ َّ عوضاً أف يشكروا اهلل ارتدوا وعبدوا األوثاف فعاد اهلل وضربيـَ .و َرفَ َ َ ْ سك َن شيمُ ِوَ ..و َ لحادثة سبي تابوت العيد بواسطة الفمسطينييف .وتابوت العيد كاف في شيموه .وكاف ىذا في أياـ عالي الكاىف.
ومات أوالد عالي الكينة وىمؾ عدد كبير مف جيش إسرائيؿ= م ْختَاروهُ أَ َكمَتْ ُيم َّ الن ُارَ .و َع َذ َاراهُ لَ ْم ُي ْح َم ْد َن = أي لـ ُ ُ ُ يجدف مف يتزوجيف فالرجاؿ ماتوا في الحرب .وكممة ُيحمدف أي كما ىي عادة األفراح يغنوف لمعروس ليستحسنوا جماليا معجبيف بو وبأخبلقيا .ىؤالء لـ يسمعف ىذه األغاني التي تقاؿ في األفراح ،إذ ال أفراح.
٘ٙ الرب استَ ْيقَ َ ظ َّ اآليات (٘ " - )ٕٚ-ٙفَ ْ ٙٚ فَ ,ولَ ْم َع ًا وس َ ار أ ََب ِديًّاَ .و َرفَ َ ض َخ ْي َم َة ُي ُ
َك َن ِائٍمَ ,ك َجب ٍ َّار ُم َع ٍّي ٍط ِم َن ْرِي َمَ ٙٛ .ب ِل ط أَف َا َي ْختَْر ِس ْب َ
ٙٙ َع َداءه إِلَى ا ْلور ِ اءَ .ج َعمَ ُي ْم ا ْل َخ ْم ِر .فَ َ ب أ ْ َُ ض َر َ ََ ِ ِ َّو. اختَ َار ِس ْب َ ْ َحب ُ ط َي ُيوَذاَ ,ج َب َل ص ْي َي ْو َن الَّذي أ َ
235
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطبعون) ٓٚ ٜٙ ٍ ِ ِ س ُوَ ,كاأل َْر ِ ظ ِائ ِر ا ْل َغ َنِم. ض الَِّتي أ َّ َخ َذهُ ِم ْن َح َ س َيا إِلَى األ ََب ِدَ .و ْ اختَ َار َد ُاوَد َع ْب َدهَُ ,وأ َ َس َ َوَب َنى مثْ َل ُم ْرتَفَ َعات َم ْقد َ ٕٚ ِ ِ ِ ِ ِ ِٔ ٚ ب َكم ِ ال َق ْم ِب ِوَ ,وِب َم َي َارِة يل ِم َا س َرِائ َ وب َ يرثَ ُو .فََر َع ُ م ْن َخ ْمف ا ْل ُم ْرض َعات أَتَى ِبو ,ل َي ْر َعى َي ْعقُ َ ش ْع َب ُوَ ,وِا ْ اى ْم َح َ سَ َ اى ْم". َي َد ْي ِو َى َد ُ ظ َك َن ِائٍم= ونومو ىنا كناية عف أنو ترؾ شعبو لمتأديب وضرب أعداؤه استَْيقَ َ لـ يستمر غضب اهلل عمى شعبو بؿ ْ الرب َك َن ِائٍم َك َجب ٍ َّار ُم َع ٍّي ٍط ِم َن ا ْل َخ ْم ِر .رأت كنيستنا في ىذه االية نبوة عف استَ ْيقَ َ ظ َّ الذيف أذلوا شعبو واستعبدوىـ .فَ ْ قيامة المسيح ووضعتيا في تسابيح عيد القيامة ُ .م َع ٍّي ٍط = ثمؿ .فالمسيح لـ يكف موتو كموت االنساف العادي ، فنحف حيف نموت تنفصؿ الروح عف الجسد فيموت الجسد ويتحمؿ ويتعفف ،اما جسد المسيح المتحد ببلىوتو فمـ
يفقد حيويتو ،لذلؾ ما كاف ممكنا اف يتحمؿ او يتعفف (مز .)ٔٓ 2 ٔٙورفض كؿ شعب إسرائيؿ (يوسؼ وافرايـ) ِ ٍ ِ ِ سو = الييكؿ في س ُو = َم ْقد َ وأختار سبط ييوذا ليخرج منو داود الممؾ الذي اختاره اهللَ .وَب َنى م ْث َل ُم ْرتَفَ َعات َم ْقد َ أورشميـ ،ولكف ىذه اآليات تشير لممسيح الذي إذ وجد شعبو مستعبداً لمشيطاف ،جاء وتجسد مف سبط ييوذا ومف نسؿ داود .ومات .ولكنو لـ يستمر ميتاً بؿ كاف في موتو كجبار معيط مف الخمر .وكاف كنائـ ثـ استيقظ
بقيامتو .وضرب أعدائو إلى الوراء وىـ الشياطيف وجعميـ عا اًر أبدياً .وألف الييود ىـ الذيف صمبوه ثـ رفضوا اختَار ِس ْبطَ ييوَذا ,جب َل ِ ص ْي َي ْو َن سَ اإليماف بو ،رفضيـ ىو= َرفَ َ ََ َُ ض َخ ْي َم َة ُيو ُ ف واختار كنيستو عروساً لو= ْ َ ٍ ِ ِ ِ س ُو = أي بنى كنيستو مثؿ مرتفعات مقدسة َحب ُ الَّذي أ َ َّو .وأسس كنيستو السماوية = َوَب َنى م ْث َل ُم ْرتَفَ َعات َم ْقد َ
ب َكم ِ ال وثبتيا لؤلبد كاألرض التي أسسيا إلى األبد .وكاف المسيح وسط كنيستو الراعي الصالح= فَ َر َع ُ اى ْم َح َ سَ َ َخ َذهُ ِم ْن َحظَ ِائ ِر ا ْل َغ َنِم = أي تجسد المسيح ابف داود مف البشر اى ْم .أ َ َق ْم ِب ِو .وبقوتو قاد كنيستو= ِب َم َي َارِة َي َد ْي ِو َى َد ُ وىـ الغنـ الذيف رعاىـ بعد ىذا.اما داود فاهلل اخذه ليممؾ فعبل وىو راع لمغنـ.
236
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطبعون)
المزمور التاسع والسبعون
عودة لمجدول
ىو نفس موضوع مزمور (ٗ )ٚعف تدنيس وخراب الييكؿ بواسطة بابؿ أو تدمير اإلنساف بإبميس وعبودية اإلنساف لو بعد أف سقط في الخطية .والمرنـ يصرخ هلل لكي يخمص شعبو. يرثَ َكَ .نجَّسوا َى ْي َك َل قُ ْد ِس َك .جعمُوا أُور َ ِ آية (ٔ) ٔ" -اَلَّ ُ ِ اما". ُم َم قَ ْد َد َخمُوا ِم َا ََ ُ ُ يم أَ ْك َو ً مي َّم ,إ َّن األ َ شم َ ُم َم = بابؿ أو إبميس .والييكؿ يشير لييكؿ أورشميـ ميراث اهلل ىو أرض الميعاد وبالذات أورشميـ والييكؿ .واأل َ
فعبلً وقد دمره البابميوف .وأف اإلنساف ىو ىيكؿ الروح القدس.
ٖ السم ِ ع ِب ِ وش األ َْر ِ اء ,لَ ْحم أَتْ ِق َي ِائ َك لِ ُو ُح ِ اما لِطُ ُي ِ سفَ ُكوا َد َم ُي ْم يد َك َ َ ضَ . ور َّ َ ط َع ً َ ٗ ار ِع ْن َد ِج ِ ي ْد ِف ُنِ . س ْخ َرةً لِمَِّذي َن َح ْولَ َنا". ص ْرَنا َع ًا َ يران َناُ ,ى ْزًءا َو ُ َ
ٕ ث اآليات (َٕ " - )ٗ-دفَ ُعوا ُجثَ َ اء حو َل أُور َ ِ ِ س َم ْن َكا ْل َم َ ْ يمَ ,ولَ ْي َ ُ شم َ كانت ضربة بابؿ ألورشميـ رىيبة .وكانت الخطية سبباً في موت البشر (يو)ٗٗ2ٛوكما استعبد البابميوف شعب
الرب .ىكذا استعبد إبميس اإلنساف فصار اإلنساف عا اًر.
اآليات (٘٘" - )ٜ-إِلَى َمتَى َي ْع ِرفُوَن َكَ ,و َعمَى ا ْل َم َمالِ ِك الَِّتي
ٙ ض ِبَ ,وتَتَّ ِق ُد َك َّ الن ِ ين الَ ار َغ ْي َرتُ َك؟ أ َِف ْ ُمِم الَِّذ َ ب ُك َّل ا ْل َغ َ َيا َرب تَ ْغ َ ضُ ض ِر ْج َز َك َعمَى األ َ ٚ لَم تَ ْدعُ ِب ِ س َك َن ُو. وب َوأ ْ اسم َك ,ألَنَّ ُي ْم قَ ْد أَ َكمُوا َي ْعقُ َ َخ َرُبوا َم ْ ْ ْ
لو َخبلَ ِ احم َك س ِريعا ,أل ََّن َنا قَ ْد تَ َذلَّ ْم َنا ِجدًّاٜ .أ ِ ِ ٛالَ تَ ْذ ُكر عمَ ْي َنا ُذ ُنوب األ ََّولِ َ ِ َج ِل َم ْج ِد َع َّنا َيا إِ َ ص َنا ِم ْن أ ْ َ ْ َ َّم َنا َم َر ُ َ ً ين .لتَتَقَد ْ اس ِم َك". اس ِم َكَ ,وَن ٍّج َنا َوا ْغ ِف ْر َخ َ ط َايا َنا ِم ْن أ ْ َج ِل ْ ْ ىي صرخة هلل لكي يخمص شعبو .وليؤدب األمـ (إبميس) الذي خربوا الييكؿ وقتموا الشعب .واهلل ال يذكر ذنوب ين الَ َي ْع ِرفُوَن َك = أي يا رب أنت تؤدبنا األوليف إف لـ نكف نحف أيضاً مذنبيف .أ َِف ْ ُمِم الَِّذ َ ض ِر ْج َز َك َعمَى األ َ بواسطتيـ ونحف نستحؽ كؿ تأديب ولكف بالحؽ ىـ أسوأ حاالً فيـ متوحشيف وال يعرفونؾ فأدبيـ ىـ أيضاً .واهلل استخدميـ فعبلً كأداة لمتأديب ،وبعد أف أنيوا ميمتيـ ضربيـ اهلل ضربة شديدة.
َعي ِن َنا َن ْقم ُة َدِم ع ِب ِ ٓٔ ِ ف ِع ْن َد األ ِ يد َك لي ُي ْم؟ » .لِتُ ْع َر ْ َ َّام أ ْ ُ ُم ُم «أ َْي َن ُى َو إِ ُ َ َ آية (ٓٔ) " -ل َما َذا َيقُو ُل األ َ ُمم قُد َ ا ْل ُم ْي َار ِ ق". َعي ِن َنا َن ْقم ُة َدِم ع ِب ِ ف ِع ْن َد األ ِ يد َك لي ُي ْم .» .لِتُ ْع َر ْ َ َّام أ ْ ُ عاقبيـ يا رب بسبب استيانتيـ بؾ وقوليـ= أ َْي َن ُى َو إِ ُ َ َ ُمم قُد َ ا ْل ُم ْي َار ِ ق = عاقبيـ يا رب بسبب دمنا الذي سفكوه ولنرى ذلؾ. ِ ِ ِ ين األ ِ آية (ٔٔ) ٔٔ" -لِ َس ِ استَ ْب ِ ق َب ِني ا ْل َم ْو ِت". د ق ل خ د ي ُ ْ ُ ْ َّام َك أ َِن ُ َ يرَ .ك َعظَ َمة ذ َراع َك ْ َ 237
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطبعون)
ير = ىو الشعب المسبي في بابؿ أو ىو اإلنساف المسبي مف إبميسَ .كعظَم ِة ِذر ِ األ ِ َس ِ اع َك = ذراع اهلل ىو المسيح َ َ َ استَ ْب ِ ق َب ِني ا ْل َم ْو ِت = أحيييـ. الذي بفدائو أنقذنا مف الموت= ْ َضع ٍ آية (ٕٔ) ٕٔ" -ورَّد عمَى ِج ِ وك ِب ِو َيا َرب". ض ِان ِيِم ا ْل َع َار الَِّذي َعي َُّر َ َح َ اف ِفي أ ْ َُ َ س ْب َع َة أ ْ َ يران َنا َ َ َضع ٍ اف عمى كؿ ما فعمو ضد اهلل وضد شعبو. المرنـ يطمب عقوبة كاممة= ٚأ ْ َ ٖٔ ٍّث ِبتَس ِب ِ يحك". آية (ٖٔ) " -أ َّ َما َن ْح ُن َ ش ْع ُب َك َو َغ َن ُم ِر َع َاي ِت َك َن ْح َم ُد َك إِلَى الد ْ َّى ِر .إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر ُن َحد ُ ْ
238
ضفر المسامير ( المسمور الخمبحون)
المزمور الثمانون
عودة لمجدول
ىذا المزمور ىو استمرار لممزمور السابؽ وفيو المرنـ يشكو لراعي إسرائيؿ مف سوء حالة القطيع والمشقات التي يتحمميا ويطمب العطؼ والشفقة عمى الرعية .والكرمة ىنا ىي شعب إسرائيؿ (اش٘ )ٚ-ٔ2أو ىي الكنيسة أو
ىي النفس البشري ة التي كانت مثؿ كرمة في فردوس اهلل وحينما أخطأت قطعيا اهلل بفأس عدالتو وطرحيا خارج
الفردوس فيبست وصارت كرمة كاذبة .واسرائيؿ كانت كرمة غرسيا اهلل في أرض الميعاد ثـ أخطأت وصارت تعطى عنباً م اًر .والمرنـ يستغيث إلى سيد الكرـ لكي ينزؿ ىو ويصير كرمة حقيقية ،ويطعـ نفسو في الكرمة
التي فسدت بأنياب خنزير بري أو وحش بري (إبميس) لتنبت أغصاناً تجدد الكرمة.
ِ ِ ٔ ِ الضأ ِ ق". ف َك َّ سا َع َمى ا ْل َك ُروِب ِيم أَ ْ س َرِائ َ وس َ ش ِر ْ يلْ , آية (ٔ) َ " -يا َراع َي إِ ْ ْنَ ,يا َجال ً اص َغَ ,يا قَائ َد ُي ُ المسيح ىو راعي إسرائيؿ وىو الذي يقود يوسؼ كالضأف أي كر ٍ اع يقود خرافو وىذا الراعي الذي أتى متجسداً ىو ىو نفسو اهلل ييوه الجالس عمى الكروبيـ وأشرؽ بتجسده.
ٕ سى أ َْي ِق ْظ جبروتَ َك ,و َىمُ َّم لِ َخبلَ ِ ْرِيم وِب ْني ِ ص َنا". ين َو َم َن َّ ام َ َّام أَف َا َ َ َ َ َ َُ آية (ٕ) " -قُد َ لماذا ذكر أفرايـ وبنياميف ومنسى بالذات؟ لقد سقطت مممكة إسرائيؿ أي العشرة أسباط أوالً بيد أشور وأقوى
أسباطيا أفرايـ ومنسى .وبنياميف ىو اآلخر ذىب لمسبي مع سبي بابؿ .وكاف ىؤالء الثبلثة أسباط يتقدموف
ْرِي َم = الثمر المسيرة قبؿ تابوت العيد .واآلف ىـ في السبي .فالنبي يطمب عودتيـ لسابؽ مجدىـ .ونبلحظ أف أَف َا المتكاثر .وِب ْني ِ سى = ينسي .وىنا نرى صفات مف يعود هلل فيعود لو اهلل ،فيو ينسي ين ابف اليميف َو َم َن َّ ام َ َ َ
الزمنيات ويكوف ابف اليميف ولو ثمر متكاثر. ٖ ِ ص". آية (ٖ) َ " -يا اَهللُ أ َْر ِج ْع َناَ ,وأَن ْر ِب َو ْج ِي َك فَ َن ْخمُ َ أ َْر ِج ْع َنا = ردنا إلى ما كنا فيو مف حرية وراحة .أ َِن ْر ِب َو ْج ِي َك = إشارة لتجسد المسيح.
ٗ لو ا ْل ُج ُن ِ ش ْع ِب َك؟" صبلَ ِة َ آية (ٗ) َ " -يا َرب إِ َ ود ,إِلَى َمتَى تُ َد ٍّخ ُن َعمَى َ ش ْع ِب َك = إلى متى تظؿ غاضباً عمى صبلة شعبؾ وال تقبميا. صبلَ ِة َ إِلَى َمتَى تُ َد ٍّخ ُن َعمَى َ ٘ سقَ ْيتَ ُي ُم الد ُموعَ ِبا ْل َك ْي ِل". آية (٘) " -قَ ْد أَ ْط َع ْمتَ ُي ْم ُخ ْب َز الد ُموِعَ ,و َ خبزىـ يأكمونو بالبكاء .وكأسيـ تمتمئ بالدموع .فرحنا يا رب ىو بظيورؾ وسطنا.
آية (َ ٙ" - )ٙج َع ْمتََنا ِن َز ً ِ ِ ون َب ْي َن أَ ْنفُ ِس ِي ْم". َع َد ُ ستَ ْي ِزُئ َ يرِان َناَ ,وأ ْ اؤَنا َي ْ اعا ع ْن َد ج َ
239
ضفر المسامير ( المسمور الخمبحون)
بسبب غضبؾ صار جيراننا يتنازعوف عمينا ،مف يأكؿ منا نصيب أكبر مف اآلخر. ٚ ِ لو ا ْل ُج ُن ِ ص". آية (َ " - )ٚيا إِ َ ود أ َْر ِج ْع َناَ ,وأَن ْر ِب َو ْج ِي َك فَ َن ْخمُ َ ٜ صمَ ْت أُصولَيا فَمؤل ِ اآليات (َ ٛ" - )ٔٔ-ٛكرم ًة ِم ْن ِ َت َ أ ف ا ي َّام د ق ْت أ ي ى ا. ي ت س ر غ و ا م ُم أ ت د ر ط . ت م ق ن ر ص م َّ َ ُ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ ْ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ ًَ َْ ِ ٔٔ ضَ ٔٓ .غطَّى ا ْل ِجب َ ِ ض َبا َن َيا إِلَى ا ْل َب ْح ِرَ ,وِالَى َّ وع َيا". صا ُن َيا أ َْرَز اهللَ .مد ْ َّت قُ ْ األ َْر َ الن ْي ِر فُُر َ َ ال ظم َياَ ,وأَ ْغ َ ال ِظم َيا = أي إسرائيؿ ىي الكرمة التي نقميا الرب مف مصر وغرسيا في مكانيا وأعطت ثمرىاَ .غطَّى ا ْل ِج َب َ ض َبا َن َيا = القضباف اي االغصاف صا ُن َيا = مموكيا وأنبيائيا قُ ْ سمطانيا ساد عمى األمـ القوية التي حوليا .أَ ْغ َ
تشير لممموؾ أو األنبياء .لكف القضباف تشير لسمطانيـ مف البحر إلى النير.
ِ ت ج ْد ار َنيا فَي ْق ِطفَيا ُكل عا ِب ِري الطَّ ِري ِ ٖٔ ِ ٕٔ ِ ير ِم َن ا ْل َو ْع ِر, َ اآليات (َٕٔ " - )ٖٔ-فم َما َذا َى َد ْم َ ُ َ َ َ َ ق؟ ُي ْفس ُد َىا ا ْلخ ْن ِز ُ ش ا ْلبٍّري ِ َّة". َوَي ْر َع َ اىا َو ْح ُ َ ِ ِ ير = إشارة لمشيطاف النجس فالخنزير حيواف نجس .والشيطاف عمـ الشعب ال ُج ْد َر َ ان ىـ الشعب .أفْس ُد َىا ا ْلخ ْن ِز ُ النجاسة .وبسبب الخطية صار اإلنساف مأكبلً إلبميس= َي ْق ِطفَ َيا ُكل َعا ِب ِري الطَّ ِري ِ ق .وكرمز لذلؾ كانت األمـ الوثنية المحيطة بالشعب تذليـ إف أخطأوا وكؿ مؤمف يغرسو اهلل ككرمة ،تمتد مف البحر (العالـ) لمنير (عمؿ
الروح القدس) ولكف أف عاد وسقط يصير مأكبلً لكؿ عابري الطرؽ أي ألعوبة في يد الشياطيف. ٗٔ اء وا ْنظُر وتَع َّي ْد ِ ود ,ار ِجع َّن .اطَّمِع ِم َن َّ ِ ىذ ِه ا ْل َك ْرَم َة", آية (ٗٔ) َ " -يا إِ َ ْ الس َم َ ْ َ َ لو ا ْل ُج ُن ِ ْ َ ىي صبلة المرنـ ليرعي اهلل كؿ كرمة (كؿ نفس) حتى ال تصير ألعوبة في يد الشيطاف. ٘ٔ ِ اختَْرتَ ُو لِ َن ْف ِس َك". ستْ ُو َي ِمي ُن َكَ ,واال ْب َن الَِّذي ْ س الَّذي َغ َر َ آية (٘ٔ) َ " -وا ْل َغ ْر َ ِ ستْ ُو َي ِمي ُن َك .ومف ىو يميف اهلل سوى المسيح االبف الذي اخترتو لنفسؾ. س الَّذي َغ َر َ ا ْل َغ ْر َ
وع ٌةِ .م ِن ا ْن ِت َي ِ آية (ِ ٔٙ" - )ٔٙىي َم ْح ُروقَ ٌة ِب َن ٍ ون". ار َو ْج ِي َك َي ِب ُ يد َ ارَ ,م ْقطُ َ َ الكرمة اآلف محروقة بنار كما أحرؽ نبوخذ نصر الييكؿ .ولكف اهلل سينتير أعدائو. آية (ٔٚ" - )ٔٚلِتَ ُك ْن ي ُد َك عمَى رج ِل ي ِم ِ اختَْرتَ ُو لِ َن ْف ِس َك", آد َم الَِّذي ْ ين َكَ ,و َعمَى ْاب ِن َ َ َ َُ َ لِتَ ُك ْن ي ُد َك عمَى رج ِل ي ِم ِ ين َك = لتكف معونتؾ لنا بواسطة ابنؾ الذي ىو يمينؾ .والمسيح سماه المرنـ ىنا رجؿ َ َ َُ َ يمينؾ2
[ٔ] ىو قوة اهلل وذراع اهلل الذي تجسد وأعطاه اآلب كؿ قوة وكؿ سمطاف ثـ رفعو وجمس عف يمينو
240
ضفر المسامير ( المسمور الخمبحون)
[ٕ] اهلل أعطاه ىذه القوة ليمجد اسـ اهلل وينتصر بقوة عمى أعدائو "أنا مجدتؾ عمى األرض" (يو٘ )ٗ2ٔٚ،وعمؿ المسيح كاف نشر ممكوت اهلل بقوة عمى األرض
[ٖ] يد اهلل اآلب كانت عميو أي كانت تحفظو ليتـ عممو أوالً ثـ يصمب ويقوـ ،فبل يقتمونو قبؿ الميعاد ،لذلؾ في مرات كثيرة إذ أرادوا قتمو كاف يمر مف وسطيـ دوف أف يشعروا (يو .)ٜ٘2ٛثـ كانت يد اهلل عميو ليقوـ مف
األموات بقوة (رؤ)ٗ2
[ٗ] قوة وثبات الكنيسة والمؤمنيف راجع لنعمة المسيح أو النعمة التي تحصؿ عمييا الكنيسة في المسيح. ٜٔ ٔٛ لو ا ْل ُج ُن ِ ود ,أ َْر ِج ْع َنا .أ َِن ْر ِب َو ْج ِي َك اس ِم َكَ .يا َرب إِ َ اآليات ( " - )ٜٔ-ٔٛفَبلَ َن ْرتَ َّد َع ْن َك .أ ْ َح ِي َنا فَ َن ْد ُع َو ِب ْ ص". فَ َن ْخمُ َ
241
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمبحون)
المزمور الحادي والثمانون
عودة لمجدول
كتب ىذا المزمور ليس بمناسبة انتصار عمى عدو ما بؿ بمناسبة عيد ،ليرتموا بو في الييكؿ .إما لعيد ظيور القمر أي في بدء الشير أو عيد األبواؽ في الشير السابع (الٖٕ + ٕٗ2عد .)ٔ2ٕٜأو لعيد الفصح = اليبلؿ
(أيةٖ).
ٕ ِ هلل قُ َّوِت َناِ ْ . اآليات (ٔٔ" - )ٗ-رٍّنمواِ ِ ودا ُح ْم ًوا م َع رَب ٍ ابٖ .ا ْنفُ ُخوا وبْ .ارفَ ُعوا َن ْغ َم ًة َو َىاتُوا ُدفًّاُ ,ع ً اىتفُوا ِإل لو َي ْعقُ َ َ َ َ ُ ٗ ِ قِ ,ع ْن َد ا ْل ِيبلَ ِل لِيوِم ِع ِ ِفي َأر ِ ْس َّ الش ْي ِر ِبا ْل ُبو ِ وب". يد َنا .أل َّ س َرِائ َ َن ى َذا فَ ِر َ يلُ ,ح ْك ٌم ِإل لو َي ْعقُ َ يض ٌة ِإل ْ َْ
المرنـ يدعو الشعب ليسبحوا وييتفوا (يزعقوا) هلل سرقوتيـ .ويستخدموا كؿ اآلالت الموسيقية رم اًز الستخداـ كؿ طاقاتنا ومشاعرنا وأصواتنا وأعمالنا وقموبنا في تسبيح الرب .واهلل طمب منيـ النفخ باألبواؽ في رأس الشير إشارة
لبوؽ الك ارزة في بداية المسيحية واشارة لكممة اهلل التي تبعث في اإلنساف اليقظة والرىبة ليبدأ بداية جديدة بالتوبة لسنة مقبولة .واهلل ىو الذي أمرىـ بيذا ليتذكروا إحساناتو ليـ.
٘ ض ِمصر .س ِمع ُ ِ ف ِع ْن َد ُخر ِ ِ شي َ ِ ْو " وس َ َع ِرف ُ سا ًنا لَ ْم أ ْ وجو َعمَى أ َْر ِ ْ َ َ ْ آية (٘) َ " -ج َعمَ ُو َ َ تلَ ادةً في ُي ُ ُ اهلل يريد أف يذكروا إحساناتو ويكوف ىذا االحتقاؿ شيادة في وسطيـ حتى ال ينسوا محبتو وأبوتو التي أخرجتيـ مف نير العبودية في مصر (ونحف عمينا أف نذكر لو فدائو لنا دائماً) .وىو شبو العبودية ىنا بأنيـ ِ ِ سا ًنا سم ْعوا ل َ َ ال ي ْع ِرْفوهُ أي لغة مصر .وفي خروجيـ أيضاً سمعوا لساناً ال يعرفوه وىو صوت الرب .ولماذا أشار إلى يوسؼ
بالذات ،ألف بسبب يوسؼ نزلوا جميعيـ إلى مصر .ويوسؼ أيضاً صار رم اًز لممسيح.
ٙ الس ٍّل". ت ِم َن ا ْل ِح ْم ِل َك ِتفَ ُوَ .ي َداهُ تَ َح َّولَتَا َع ِن َّ آية (« " - )ٙأ َْب َع ْد ُ الشعب في مصر حمموا سبلؿ الطيف عمى أكتافيـ في عبوديتيـ .واهلل رفع عنيـ أحماليـ.
ِ َّيتُ َك .استَج ْبتُ َك ِفي ِستْ ِر َّ ِ آية (ِ ٚ" - )ٚفي الضٍّي ِ يب َةِ .سبلَ ْه". ق َد َع ْو َ ت فَ َنج ْ الر ْعدَ .ج َّرْبتُ َك َعمَى َماء َم ِر َ ْ َ ىنا اهلل يعاتب شعبو فيو استجاب ليـ حينما دعوه .واستجاب ليـ في الرياح القوية التي شقت البحر ،بؿ تكمـ معيـ مستت اًر في أصوات الرعد مف عمى جبؿ سيناء .لقد أظير ليـ قوتو م ار اًر ولكنيـ خانوه وشككوا فيو عند م ِ اء َ يب َة. َم ِر َ ٜ ِ ٛ شع ِبي فَأُح ٍّذر َك .يا إِ ِ س ُج ْد ت لِي! الَ َي ُك ْن ِف َ يك إِ ٌ س ِم ْع َ لو َغ ِر ٌ يبَ ,والَ تَ ْ َ َ َ ْ س َم ْع َيا َ ْ اآليات (« " - )ٜ-ٛا ْ س َرائي ُل ,إِ ْن َ ِإل ٍ َج َن ِب ٍّي". لو أ ْ
242
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمبحون)
ىنا اهلل يقوؿ ليـ ال تخونونني كأبائكـ .ويعمميـ حتى ال ينحرفوا مف ورائو. ٓٔ الرب إِلي َك ,الَِّذي أَصع َد َك ِم ْن أَر ِ ِ اك فَأ َْمؤلَهُ". آية (ٓٔ) " -أََنا َّ ص َر .أَف ِْغ ْر فَ َ ضم ْ ُ َْ ْ اك فَأ َْمؤلَهُ = أطمب الرب يعمـ الشعب ،أنو ليس مثمو إلياً يخمص شعبو ،بؿ يجيبيـ في كؿ ما يطمبونو .أَف ِْغ ْر فَ َ ما شئت فأعطيؾ ويمتمئ فاؾ بالتسبيح والشكر. ٕٔ ٔٔ ِ س َاوِة ُقمُوِب ِي ْم, س َم ْع َ س َرِائي ُل لَ ْم َي ْر َ ص ْوِتيَ ,وِا ْ اآليات (َٔٔ " - )ٕٔ-فمَ ْم َي ْ سمَّ ْمتُ ُي ْم إِلَى قَ َ ض ِبي .فَ َ ش ْع ِبي ل َ لِيسمُ ُكوا ِفي م َؤامر ِ ات أَ ْنفُ ِس ِي ْم". َْ ُ ََ
ىذا قوؿ عاـ .فالشعب حيف لـ يسمع صوت اهلل وتمردوا مات منيـ كثيريف بؿ ىمؾ كؿ الجيؿ الذي خرج مف
مصر .ولما رفضوا المسيح وصمبوه خربت أورشميـ وىـ تشتتوا .وىكذا كؿ نفس تتمرد عمى وصايا اهلل يسمميا اهلل
لذىف مرفوض (رؤ )ٕٛ2وكؿ مف يتجبر ليدبر مؤامرات يسقط ىو في شباؾ مؤامراتو (رؤ.)ٕ٘2
ٗٔ ُخ ِ شع ِبي ,وسمَ َك إِ ِ ِ اآليات (ٖٖٔٔ" - )ٔٗ-لَو ِ ِ اء ُى ْمَ ,و َعمَى ت أْ يعا ُك ْن ُ ضعُ أ ْ ْ سم َع لي َ ْ َع َد َ س ِر ً س َرائي ُل في طُُرِقيَ , َ َ ْ َ ت أ َُرد َي ِدي". ضا ِي ِقي ِي ْم ُك ْن ُ ُم َ
ىنا عتاب مف اهلل لشعبو المتألـ فيـ لو سمعوا لوصاياه ما كانوا قد تألموا.
٘ٔ َّى ِر". الر ٍّ ضو َّ ون َوقْتُ ُي ْم إِلَى الد ْ ون لَ ُوَ ,وَي ُك ُ ب َيتَ َذلَّمُ َ آية (٘ٔ) ُ " -م ْب ِغ ُ ب ومبغضو شعبو ولكف اهلل قادر أف يذلميـ أمامو وأماـ الر ٍّ ضو َّ لقد عاني إسرائيؿ كثي اًر مف أعدائو الذيف ىـ ُم ْب ِغ ُ
شعبو ويظموا ىكذا إلى أف يذىبوا إلى مصيرىـ النيائي ولكف اهلل لـ يفعؿ ألف شعبو لـ يسمع لوصيتو.
ٔٙ سبلً»". ش ْحِم ا ْل ِح ْنطَ ِةَ ,و ِم َن َّ ت أُ ْ ان أَ ْط َع َم ُو ِم ْن َ الص ْخ َرِة ُك ْن ُ آية (َ " - )ٔٙو َك َ ش ِب ُع َك َع َ لو أطاع الشعب وصايا اهلل لكاف اهلل قد أشبعيـ حنطة وعسبلً .واآلف فاهلل يشبع شعبو مف جسده (شحـ الحنطة).
ومف أقوالو اإلليية (عسؿ) (حزٖ + ٖ2مز .)ٖٔٓ2ٜٔٔوكاف المف رمز المسيح طعمو كطعـ رقاؽ بعسؿ
(خر.)ٖٔ2ٔٙ
243
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخمبحون)
المزمور الثاني والثمانون
عودة لمجدول
ىو مزمور لمقضاة والحكاـ ليذكروا أنيـ يجب أف يحكموا بالعدؿ .وحينما نرنـ بو نذكر إلينا العادؿ الذي يقتص مف األشرار الظالميف ،ونشتاؽ لؤلبدية حيث نرى العدؿ دائماً. اهللِ .في وس ِط اآللِي ِة ي ْق ِ آية (ٔ) ٔ" -اَهلل قَ ِائم ِفي م ْجم ِع ِ ضي " َ َ َ ْ َ َ ُ ٌ اهلل خمؽ اإلنساف عمى صورتو ،وبالخطية سقط ولـ يعد بعد عمى صورة اهلل .ولما أخرج اهلل إسرائيؿ مف عبودية
فرعوف قاؿ عنيـ "إسرائيؿ ابني البكر" رم از ألننا سنستعيد بنوتنا هلل بفداء المسيح .وفي (مؿٕ )ٚ2قيؿ عف الكاىف رسوؿ رب الجنود أي مبلؾ رب الجنود .بؿ نجده ىنا يسمى القضاة والرؤساء آلية أي سادة عظماء،
وىـ ىكذا بسبب سمطانيـ ،فاهلل أعطى لمحاكـ والقضاة سمطة لمصالح العاـ بيا يحكموف عمى المخطئ حتى
بالقتؿ .وىـ يكافئوف الذي يتصرؼ حسناً .واهلل وضع جزء مف كرامتو عمى الحكاـ والقضاة (أـ .)ٔٓ2ٔٙفإذا
فسدوا قيؿ "عنيـ اسد زائر ودب ثائر المتسمط الشرير" (أـ .)ٔ٘2ٕٛومجمع القضاة يسميو المرنـ ىنا َم ْج َم ِع ِ اهلل .وأف اهلل في وسطيـ فيو يحكـ بواسطتيـ ويعطييـ حكمة ليقودوا شعبو (أـٕٔ .)ٔ2واهلل يفعؿ بيـ ما يريده حينما يرشدىـ فيستجيبوف .ونرى في قولو اَهلل قَ ِائم ِفي م ْجم ِع ِ اهلل .صورة لممسيح إلينا في وسط مجمع الكتبة َ َ ُ ٌ والكينة يحاكمونو ظمماً.
ٕ ش َر ِ ار؟ ِسبلَ ْه". ون ُو ُجوهَ األَ ْ ون َج ْوًار َوتَْرفَ ُع َ ض َ آية (ٕ) َ « " -حتَّى َمتَى تَ ْق ُ حتى نتأكد أف اآللية في أية (ٔ) ىـ القضاة نسمع ىنا اهلل يوبخيـ عمى قضائيـ الظالـ وتـ ىذا حرفياً مع
المسيح حيف حاكموه بتيـ ممفقة.
ِٖ ِ ِ ِ ْضوا لِ َّ ِِ مذلِ ِ س". س ِك َ آية (ٖ) " -اق ُ يل َولِ ْم َيتيم .أَ ْنصفُوا ا ْلم ْ ين َوا ْل َبائ َ اهلل يطمب مف القضاة أف ينصفوا الضعفاء والبائسيف. ٗ ِ ِ ش َر ِ ار أَ ْن ِق ُذوا". يرِ .م ْن َي ِد األَ ْ س ِك َ آية (ٗ) َ " -نجوا ا ْلم ْ ين َوا ْلفَق َ ٘ س األ َْر ِ ُس ِ ونِ .في الظ ْم َم ِة َيتَ َم َّ ض". ون َوالَ َي ْف َي ُم َ آية (٘) « " -الَ َي ْعمَ ُم َ ش ْو َن .تَتََز ْع َزعُ ُكل أ ُ بسبب أغراضيـ الشخصية حابوا األشرار األقوياء وظمموا الفقير .وبسبب ىذا فقدوا استنارتيـ وما عادوا يروف س األ َْر ِ ُس ِ ون وِفي الظ ْم َم ِة َيتَ َم َّ ض ون َوالَ َي ْف َي ُم َ إرشاد اهلل الذي يعطيو لمقضاة وصاروا الَ َي ْعمَ ُم َ ش ْو َن .وتَتََز ْع َزعُ ُكل أ ُ
244
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخمبحون)
= بسبب حكميـ الظالـ .وىذا ما حدث يوـ الصميب ،يوـ حكميـ الظالـ ،فمقد إظممت الدنيا وتزلزلت األرض وىـ
في عماىـ ما عمموا وما فيموا أنيـ صمبوا رب المجد.
ٙ ت إِ َّن ُك ْم آلِ َي ٌة َوَب ُنو ا ْل َعِم ٍّي ُكم ُك ْم". آية ( " - )ٙأََنا ُق ْم ُ قاؿ اهلل لموسى "ىا أنا أقمتؾ إلياً عمى فرعوف" (خر .)ٔ2ٚوالسيد المسيح استعمؿ ىذه اآلية مع الييود (يوٓٔ .)ٖٗ2وىي كنبوة عف أف المسيحييف سيصيروف أبناء اهلل= َوَب ُنو ا ْل َعمِ ٍّي ُكم ُك ْم (يؤ .)ٕٔ2وىنا نرى اهلل يرفع اإلنساف جداً.
ون و َكأَح ِد الر َؤ ِ آية (ِ ٚ" - )ٚ لك ْن ِم ْث َل َّ الن ِ ون»". سقُطُ َ اس تَ ُموتُ َ َ َ ساء تَ ْ َ حتى ال ينتفخ اإلنساف بما أخذه بؿ يتضع أماـ اهلل يذكره اهلل بحقيقة موتو. ٛ ض ,أل ََّن َك أَ ْن َ ِ ُمِم". آية ( " - )ٛقُ ْم َيا اَهللُِ .د ِن األ َْر َ ت تَ ْمتَم ُك ُك َّل األ َ ىي طمب هلل أف يقوـ المسيح ليديف الخطية ويديف إبميس ويديف الشر ويخمص البشر مف حكـ الموت إذ يمتمؾ
اهلل الجميع.
245
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والخمبحون)
المزمور الثالث والثمانون
عودة لمجدول
ىذا المزمور يتكمـ عف قياـ بعض األمـ ضد شعب اهلل ،ربما في أياـ داود أو غيره .ومف ناحية رمزية يشير لقياـ الشياطيف بحرب ضد أوالد اهلل القديسيف. ٛ ض ,أل ََّن َك أَ ْن َ ِ ُمِم". آية (ٔ) " -قُ ْم َيا اَهللُِ .د ِن األ َْر َ ت تَ ْمتَم ُك ُك َّل األ َ ىي صرخة هلل ليخمص شعبو مف أعدائيـ. ٖ ٕ ش َاوُروا وك قَ ْد َرفَ ُعوا َّأ ام َرةًَ ,وتَ َ ْسَ .عمَى َ ض َ َع َد ُ اؤ َك َي ِعج َ ونَ ,و ُم ْب ِغ ُ اآليات (ٕ " - )ٗ-فَ ُي َوَذا أ ْ الر َ ش ْع ِب َك َم َك ُروا ُم َؤ َ َح ِم َي ِائ َكٗ .قَالُوا « َىمُ َّم ُن ِب ْد ُىم ِم ْن َب ْي ِن الش ُع ِ يل َب ْع ُد»". س َرِائ َ َعمَى أ ْ اس ُم إِ ْ وبَ ,والَ ُي ْذ َك ُر ْ ْ ون يشير لكثرتيـ وشدتيـ فييجانيـ شبيو ىنا نجد األعداء يحيكوف مؤامرة ضد شعب اهلل بمكر وحيمة وقولو َي ِعج َ َح ِم َي ِائ َك بعجيج البحر الكثير الماء .وىدفيـ إفناء شعب اهلل .وىدؼ الشياطيف أف يفقد أوالد اهلل ميراثيـ السماوي .أ ْ
= مف تحمييـ أنت يا اهلل.
اآليات (٘٘" - )ٛ-أل ََّن ُي ْم ٚ ون ونِ .ج َبا ُل َو َعم ُ اج ِري َ َوا ْل َي َ لُ ٍ وطِ .سبلَ ْه".
اى ُدوا َع ْي ًدا. آم ُروا ِبا ْل َق ْم ِب َم ًعاَ .عمَ ْي َك تَ َع َ تَ َ ٛ ص ٍ س َّك ِ ور َو َع َمالِ ُ س ِط ُ يقَ ,فمَ ْ ان ُ ين َم َع ُ ور .أَش ُ
اإلسم ِ ِٙ وآب اعيمِ ٍّي َ ينُ ,م ُ وم َو ِ ْ َ ام أ َُد َ خ َي ُ ِ اعا لِ َب ِني ضا اتَّفَ َ أ َْي ً ص ُاروا ذ َر ً ق َم َع ُي ْمَ .
نرى ىنا تعدد األمـ التي تحارب إسرائيؿ .وكؿ منيا ليا سمة مميزة في شرورىا ،وىذه السمات تشير لشرور
الشيطاف .ونبلحظ أف عدد األمـ المقاومة ىنا (ٔٔ) ورقـ (ٔٔ) رقـ لمخطية فيو لـ يكمؿ ليصير (ٕٔ) رقـ
شعب اهلل.
ٓٔ ِٜ ِ ادوا ِفي َع ْي ِن ُد ٍ ور. ين ِفي َو ِادي ِقي ُ ونَ .ب ُ ش َ يس َراَ ,ك َما ِب َيا ِب َ اآليات ( " - )ٔٛ-ٜاف َْع ْل ِب ِي ْم َك َما ِب ِم ْد َي َ انَ ,ك َما ِبس َ ٔٔ ِ اء ُىم ِم ْث َل ُغر ٍ ص ُاروا ِد َم ًنا لِؤل َْر ِ ُم َرِائ ِيِم. ض. اج َع ْم ُي ْمُ , ص ْم ُم َّن َ ْ ابَ ,و ِم ْث َل ذ ْئ ٍبَ .و ِمثْ َل َزَب َحَ ,و ِم ْث َل َ َ َ ش َرفَ َ ْ اع ُك َّل أ َ ٕٔ اك َن ِ ين قَالُوا «لِ َنمتَمِ ْك ألَ ْنفُ ِس َنا مس ِ اهلل». الَِّذ َ َ َ ْ ٖٔ ق ا ْل َو ْعرَ ,كمَ ِي ٍ يحَ ٔٗ .ك َن ٍ اج َع ْم ُي ْم ِم ْث َل ا ْل ُج ٍّلِ ,م ْث َل ا ْلقَ ٍّ الٔ٘ .ى َك َذا الر ِ ام ٍّ يب ُي ْ ش ِع ُل ا ْل ِج َب َ ار تَ ْح ِر ُ َيا إِل ِييْ , َ ش أَ َم َ ِ ٔٚ اصفَ ِت َك ,وِب َزوبع ِت َك رٍّو ْعيمٔٙ .امؤلْ وج َ ِ ا ْطرْد ُىم ِبع ِ اعوا إِلَى اس َم َك َيا َرب .ل َي ْخ َز ْوا َوَي ْرتَ ُ ْ ُُ وى ُي ْم خ ْزًيا ,فَ َي ْطمُ ُبوا ْ ُ ْ َ َ ْ ََ َ ُُ ٔٛ اس ُم َك َي ْي َوهُ َو ْح َد َك ,ا ْل َعمِي َعمَى ُك ٍّل األ َْر ِ ض". األ ََب ِدَ ,وْل َي ْخ َجمُوا َوَي ِب ُ يدواَ ,وَي ْعمَ ُموا أ ََّن َك ْ
ىنا المرنـ يطمب أف اهلل الذي أظير قوتو مف قبؿ وأىمؾ أعداء شعبو مثؿ مدياف وسيس ار (ىمؾ المديانيوف في
أرض عيف دور .وفي عيف دور كانت ىناؾ المرأة العرافة التي قابميا شاوؿ .فيي رمز ألرض الخطية) وىناؾ
246
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والخمبحون)
سمع شاوؿ حكـ اهلل ضده وانو سوؼ يموت في اليوـ التالي ىو وبنوه (ٔ صـ .)ٜٔ ، ٔٛ 2 ٕٛوكما أىمؾ اك َن ِ غراب وذئب وغيرىـ ،فمييمؾ أعداء شعبو اآلف .ألنيـ يتآمروف ليستعبدوا شعب اهلل لِ َنمتَمِ ْك ألَ ْنفُ ِس َنا مس ِ اهلل. َ َ ْ يا رب إجعميـ يتشتتوا مثؿ القش أماـ الريح حتى ال تنجح مؤامراتيـ ضد شعبؾ .ا ْل ُج ٍّل = الزىرة التي تكوف في رأس الشوؾ وعندما ينضج الشوؾ يرفعيا الريح وال يتركيا في مكاف .وىؤالء نيايتيـ الحريؽ وفي ( )ٔٙنتعمـ
كيؼ تكوف الصبلة ألعداء الكنيسة ،فالكنيسة ال تطمب ىبلكيـ إنتقاماً منيـ ،بؿ لعميـ يتوبوا فيطمبوا اسـ الرب. ِ اعوا = ىـ بذلؾ اختاروا نصيبيـ .وسيعرفوا أنيـ تركوا عبادة اإللو الحقيقي ييوه. وأما لو رفضوا فم َي ْخ َز ْوا َوَي ْرتَ ُ
247
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخمبحون)
المزمور الرابع والثمانون
عودة لمجدول
المزمور الرابع والثمانون (الثالث والثمانون في األجبية) ِ ب أثناء فترة السبي أو بعدىا تعبي اًر عف اشتياؽ المسبييف لمعودة ،أو فرحتيـ تقوؿ بعض اآلراء أف ىذا المزمور ُكت َ بالعودة إلى بيت الرب .ولكف رأى آخريف أف ىذا المزمور ىو بمساف داود إذ يحمؿ أنفاسو واشتياقاتو لبيت الرب
وقيؿ في ىذا أنو كتبو وىو ىارب مف إبشالوـ وقيؿ أيضاً أنو كتبو حيف رفض الرب أف يبني ىو الييكؿ تاركاً ىذا العمؿ إلبنو سميماف.
روحياً نرتؿ ىذا المزمور ونتعمـ منو االشتياؽ لبيت الرب والسعادة بالسكنى فيو .وأف في العبادة شبع لمروح كما
يشبع الجسد بالغذاء.
ونصمي ىذا المزمور في الساعة السادسة لنذكر أالـ الرب يسوع وأنو انتصر بأالمو عمى أعدائو "طوبى لمرجؿ
الذي نصرتو مف عندؾ يا رب" .ونرتؿ نحف ىذا المزمور ألننا صرنا كالعصفور الذي وجد لو بيتاً ،مساكيف بالروح ولكننا وجدنا في الكنيسة جسد المسيح حماية وسبلـ دبرىـ لنا بصميبو .ولكف عمى شعبو أف يعمـ أنو
خبلؿ فترة غربتو عمى األرض فيو يعبر في وادي البكاء .ولكف مف قوة إلى قوة.
ٕ ٔ َح َمى مس ِ ب ا ْل ُج ُن ِ وق َن ْف ِسي إِ َلى ِد َي ِ بَ .ق ْم ِبي َولَ ْح ِمي اك َن َك َيا َر َّ الر ٍّ ار َّ ود! تَ ْ اق َب ْل تَتُ ُ شتَ ُ اآليات (َٔ " - )ٕ-ما أ ْ َ َ اإل ِ ان ِب ِ َي ْي ِتفَ ِ لو ا ْل َح ٍّي". مس ِ اك َن َك = ىذه نبوة عف الكنيسة التي تسجد هلل في كؿ مكاف (يوٗ )ٕٗ-ٕٓ2لكف بالروح والحؽ ،أما الييود فمـ َ َ يكف ليـ سوى مسكف واحد أياـ داود (الخيمة) ومسكف واحد أياـ سميماف ومف بعده حتى المسيح (وىو الييكؿ). أما وجود كنيسة في كؿ مكاف فمـ يحدث سوى مع المسيحيةَ .ق ْم ِبي َولَ ْح ِمي = قمبي وجسدي (سبعينية) فأنا أشتاؽ بكؿ كياني لموجود في مسكف اهلل ،وىذا اشتياؽ كؿ مؤمف اآلف أف ينطمؽ ليسكف مع اهلل في الحياة األبدية
"لي اشتياء أف أنطمؽ وأكوف مع المسيح " ..فمعرفة اهلل ىي الحياة األبدية (يو.)ٖ2ٔٚ ٖ ب ا ْل ُج ُن ِ ضا َو َج َد َب ْيتًاَ ,والس ُنوَن ُة ُع ًّ ود, اخ َياَ ,م َذا ِب َح َك َيا َر َّ شا لِ َن ْف ِس َيا َح ْي ُ ضعُ أَف َْر َ ث تَ َ ور أ َْي ً آية (ٖ) " -ا ْل ُع ْ صفُ ُ َممِ ِكي َوِال ِيي".
األممي (الوثني) كاف ضاالً مثؿ عصفور ببل عش ،وبإيمانو صار بيت اهلل مسكناً لو .بؿ صار لممؤمنيف أوالداً ب ا ْل ُج ُن ِ ود = ىي لي مثؿ عش العصفور والسنونة ضعُ أَف َا ْر َخ َيا (غؿَٗ .)ٜٔ2م َذا ِب َح َك َيا َر َّ روحييف= َح ْي ُ ث تَ َ (اليمامة في السبعينية) والمؤمنيف وأوالدىـ الروحييف يجدوف غذاءىـ مف عمى مذابح رب الجنود (التناوؿ) .وفي اإلشارة لمطيور ،ربما وجد داود أف في طيرانيا فوؽ وحوؿ مسكف اهلل ميزة ليا عنو ،وىو اآلف بعيداً عف مسكف
248
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخمبحون)
اهلل .وربما رأى فييا ضعفاً متناىياً مثؿ ضعفو وىو عاجز عف الدفاع عف نفسو ،وبالرغـ مف ضعفيا فاهلل
رجاء لو أف يكوف لو ىو أيضاً مسكف اهلل ممجأ وحصناً لو .وربما رأى المرتؿ أف أعطاىا مسكناً ،ورأى في ىذا ً العصفورة واليمامة وىي طيور طاىرة إشارة إلى أف مف يسكف بيت اهلل الطاىريف. ٗ ِ اك ِن َ ِ مس ِ س ٍّب ُحوَن َكِ .سبلَ ْه". وبى لِ َّ آية (ٗ) " -طُ َ ين في َب ْيت َك ,أ ََب ًدا ُي َ طوبى لمف ولد في الكنيسة (المعمودية) ويعيش فييا (يتغذى مف مذبحيا) ،يحيا في طيارة فيمتمئ مف الروح
ويعيش مسبحاً اهلل كؿ عمره ،مبتعداً عف األرضيات. ٘ وبى ألُ َن ٍ ق َب ْي ِت َك ِفي ُقمُوِب ِي ْم". اس ِعزُى ْم ِب َك .طُُر ُ آية (٘) " -طُ َ ق َب ْي ِت َك ِفي ُقمُوِب ِي ْم = مثؿ مف ُذ ِك َر في (آيةٗ) طوباه مف ىومثؿ ىؤالء ِ .عزُى ْم ِب َك = اهلل ىو مصدر قوتيـ طُُر ُ ما ىي الطرؽ التي نعرفيا مف الكتاب المقدس التي توصمنا إلى السكني في بيت اهلل؟ (مف يحب اهلل يحفظ
وصاياه ،ومف يحب اهلل يحب قريبو) وفي السبعينية ترجمت رتب في قمبو أف يصعد = فطرؽ اهلل تصعد بنا دائماً
مف األرضيات إلى السمائيات.
ضا ِببرَك ٍ ِ آية (ٙ" - )ٙعا ِب ِر َ ِ ِ ورةَ". ات ُي َغط َ ص ٍّي ُروَن ُو َي ْن ُب ً َ ين في َوادي ا ْل ُب َكاءُ ,ي َ ون ُم َ وعا .أ َْي ً َ َ عابريف في وادي البكاء .وادي البكاء ىو طريؽ مؤدي ألورشميـ .ولـ يكف فيو آبار أوالً .فكاف المسافر إلى
أورشميـ أثناء عبوره في ىذا الوادي معرضاً لميبلؾ ،إال إذا حفر بئ اًر ليشرب ،أو يحفروف حف اًر لتستقبؿ مياه األمطار ،ويبدو أنيـ حفروا ىذه الحفر وتركوىا تمتمئ بمياه األمطار لمساعدة المسافريف .والكممة األصمية َو ِادي ا ْل ُب َكا = تشير كممة البكا إلى البكاء فعبلً وقد تعني شجرة البمساف وىذا البمساف يستعمؿ كدواء لؤلمراض والجروح
(أر .)ٕٕ2ٛوىذا البمساف يحصموف عميو بجرح الشجرة بفأس فيخرج العصير مف قشرتيا فيتمقونو في أو ٍ اف خزفية. وكبل المعنييف لو تأمؿ رائع .فنحف في رحمتنا ألورشميـ السماوية نعبر في ىذا العالـ ،وادي البكاء الجاؼ
معرضيف لميبلؾ ،ولكننا بجيادنا (حفر اآلبار) نمتمئ مف الروح القدس ،الماء المنسكب مف أعمى فبل نيمؾ ،بؿ ىو يشفي (البمساف) .ويشير البكاء لمتوبة والجياد .والذيف يزرعوف بالدموع يحصدوف باالبتياج(مز.)٘2ٕٔٙ
فعمينا أف نقضي أياـ غربتنا في بكاء عمى خطايانا ،واهلل ىو الذي يمؤلنا بفرح حقيقي مف عنده .ومف يبكي ىكذا عمى خطاياه يحوؿ الوادي إلى ينبوع تعزياتِ .ببرَك ٍ ورةَ = راجع الكتاب المقدس بشواىد فيذه اآلية ات ُي َغط َ ون ُم َ ََ (الحفَ ْر) .وغالباً مترجمة ترجمة أخرى "أيضاً ببركات يكسبو المطر المبكر" وفي اإلنجميزية" األمطار تمؤل البرؾ ُ مورة كاف وادي جاؼ والمعنى أنو حيف يبارؾ اهلل يتحوؿ الجفاؼ إلى بركة ونعمة مف الروح القدس. ٚ اهلل ِفي ِ ون ِم ْن قَُّوٍة إِلَى قُ َّوٍة .يرو َن قُدَّام ِ ص ْي َي ْو َن". آية (َ " - )ٚيذ َ ْى ُب َ َُ ْ َ
249
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخمبحون)
ون ِم ْن قُ َّوٍة إِلَى قُ َّوٍة .أي مف فضيمة إلى فضيمة ،ومف خطية ىؤالء الذيف ينموف سائريف في طريؽ أورشميـ َيذ َ ْى ُب َ إلى بر .ومف ىذا العالـ إلى الحياة األبدية. ٛ ِ لو ا ْل ُج ُن ِ وبِ .سبلَ ْه". اص َغ َيا إِ َ آية (َ " - )ٛيا َرب إِ َ لو َي ْعقُ َ صبلَ تيَ ,و ْ ودْ , اس َم ْع َ وب = المسيحية ىي عبادة إلو يعقوب وليس إلياً آخر. َيا إِ َ لو َي ْعقُ َ
آية (ٜ" - )ٜيا ِمج َّن َنا ا ْنظُر يا اَهلل ,وا ْلتَ ِف ْت إِلَى و ْج ِو م ِس ِ يح َك". َ َ َ ْ َ ُ َ َ ِمج َّن َنا = اهلل لنا كمجف أي ترس حماية .ا ْلتَ ِف ْت إِلَى و ْج ِو م ِس ِ يح َك = نحف بدوف شفاعة المسيح عنا نكوف غير َ َ َ مقبوليف أماـ اآلب ،وال يستجاب لنا إال إف طمبنا باسمو ويصير معنى اآلية استجب لنا مف أجؿ مسيحؾ. ِم ْن أَْل ٍ وف َعمَى ا ْل َعتََب ِة ِفي َب ْي ِت إِل ِيي فْ . ت ا ْل ُوقُ َ اختَْر ُ الرب ُي ْع ِطي َر ْح َم ًة َو َم ْج ًدا .الَ َي ْم َنعُ َخ ْي ًار َع ِن َو ِم َج ٌّنَّ .
ٓٔ َن يوما و ِ اح ًدا ِفي ِد َي ِ ار َك َخ ْيٌر اآليات (ٓٔ " - )ٕٔ-أل َّ َ ْ ً َ ش َر ِ س ارٔٔ .أل َّ الر َّ َعمَى َّ َن َّ الس َك ِن ِفي ِخ َي ِام األَ ْ ب ,اهللََ , ش ْم ٌ ين ِبا ْل َكم ِ ب ا ْل ُج ُن ِ وبى لِ ِ سِ ان ا ْل ُمتَّ ِك ِل َعمَ ْي َك". الَ ٕٔ .يا َر َّ َّ السالِ ِك َ ود ,طُ َ ئل ْن َ َ يوـ واحد في مسكنؾ يا رب خير مف ألؼ في مساكف األشرار بعيداً عنؾ.
250
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمبحون)
المزمور الخامس والثمانون
عودة لمجدول
المزمور الخامس والثمانون (الرابع والثمانون في األجبية) ىذا المزمور يكممنا عف عودة الشعب مف السبي .وألف عودة الشعب مف سبي بابؿ ىي رمز لعودة اإلنساف مف سبي إبميس بعد أف حرره المسيح بصميبو نصمي ىذا المزمور في صبلة الساعة السادسة وفي الساعة السادسة صمِب المسيح عمى الصميب .وعمى الصميب تحققت ىذه اآلية "الرحمة والحق إلتقيا" وبالصميب رضى اهلل عف ُ شعبو وغفر إثميـ ،وتكمـ عنيـ بالسبلـ.
يت يا رب عمَى أَر ِ ٔ ِ وب". ض َك .أ َْر َج ْع َ س ْب َي َي ْعقُ َ ت َ آية (ٔ) َ " -رض َ َ َ َ ْ ود ِّم َر وح ِرؽ الييكؿ ُ اهلل بسبب أثاـ الييود غضب عمييـ وعمى أرض مسكنيـ (ىوٗ .)ٖ-ٔ2ولقد خربت أرضيـ ُ تماماً ،وذىب الشعب لمسبي .ولما رجعوا سبحوا اهلل .وكؿ خاطئ يعرض نفسو لمخراب وحينما يتوب يرضى اهلل عنو فتثمر أرضو (جسده).
ٕ ت ُك َّل َخ ِطي َِّت ِي ْمِ .سبلَ ْه". ت إِثْ َم َ ستَْر َ آية (ٕ) َ " -غفَ ْر َ ش ْع ِب َكَ . ىذه اآلية لـ تتحقؽ إال بشفاعة المسيح الكفارية (ٔيؤ .)ٛ2و َغفَ ْران ال َخ ِط َّية= لـ يحدث لمشعب حيف خرجوا مف مصر فمقد ماتوا في البرية ،ولـ يحدث في رجوعيـ مف بابؿ. ٖ ض ِب َك". ت ُك َّل ِر ْج ِز َكَ .ر َج ْع َ آية (ٖ) َ " -ح َج ْز َ ت َع ْن ُح ُم ٍّو َغ َ حيف غفرت خطايانا بدـ المسيح سكف غضب اهلل. ٘ ٗ ص َنا ,وا ْن ِ لو َخبلَ ِ ض َب َك ض َب َك َع َّناَ .ى ْل إِلَى الد ْ اآليات (ٗ " - )ٚ-أ َْر ِج ْع َنا َيا إِ َ س َخطُ َعمَ ْي َنا؟ َى ْل تُ ِطي ُل َغ َ ف َغ َ َّى ِر تَ ْ َ ٙ شعب َك؟ ٚأ َِرَنا يا رب ر ْحمتَ َك ,وأ ْ ِ ص َك". ود أَ ْن َ إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر؟ أَالَ تَ ُع ُ ت فَتُ ْح ِيي َنا ,فَ َي ْف َر ُح ِب َك َ ْ ُ َعط َنا َخبلَ َ َ َ َ َ َ قد تكوف ىذه اآليات طمب مزيد مف الرحمة ،ألننا نجد في ىذه اآليات أنيا تتغير مف صيغة الماضي (رضيت/ أرجعت )..إلى صيغة الرجاء ليعطيو اهلل لو في المستقبؿ (أَر ِجع َنا /ا ْن ِ ض َب َك )..ويكوف المرتؿ بيذا كأنو ف َغ َ ْ ْ يطمب مف شعبو أال يكفوا عف التضرعات .فأورشميـ مازالت ميدومة والييكؿ ميدوـ واألعداء مازالوا محيطيف
بأورشميـ (راجع نحميا) .وكؿ مف عاد بالتوبة إلى اهلل عميو حتى واف شعر بأف اهلل قد رضى عنو ،أال يكؼ عف
التضرع أف تستمر مراحـ اهلل ،فاألعداء (إبميس والجسد والذات والموت )..مازالوا موجوديف .والمسيح بصميبو َّ سكف غضب اآلب ولكننا مازاؿ عمينا أف ال نكؼ عف التضرع فيؤالء األعداء مازالوا محيطيف بنا .إال أف اآلباء أروا أف المرتؿ كتب ىذا بروح النبوة إذ رأى أف ىذا الصمح وىذا الرضا مف اهلل عمى كؿ العالـ تـ بواسطة شر 251
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمبحون)
الييود الذي اكتمؿ في الصميب فصرخ إلى اهلل أف يقبؿ الييود وال يرذليـ لؤلبد فيـ شعبو .أي يطمب إيمانيـ
بالمسيح.
ٛ الرب ,ألَنَّ ُو َيتَ َكمَّ ُم َس َمعُ َما َيتَ َكمَّ ُم ِب ِو اهللُ َّ آية ( " - )ٛإِ ٍّني أ ْ ىكذا قاؿ المسيح "سبلمي أترؾ لكـ " ..فيو ممؾ السبلـ.
ش ْع ِب ِو َوألَتْ ِق َي ِائ ِو ,فَبلَ َي ْر ِج ُع َّن إِلَى ا ْل َح َماقَ ِة". ِب َّ السبلَِم لِ َ أتي بالسبلـ بيف اهلل واإلنساف وبيف اإلنساف واإلنساف
َس َمعُ = اهلل أخبره وبيف اإلنساف ونفسو .وىذا السبلـ مشروط بأف ال يرجع اإلنساف إلى الحماقة (الخطية) .إِ ٍّني أ ْ بخطتو لمخبلص .بؿ كؿ إنساف عمى عبلقة وثيقة باهلل يعرؼ إرادتو وخططو مع األبرار واألشرار .ويعرؼ أف اهلل يؤدب الشرير ليقود ه لمتوبة (اإلبف الضاؿ) .فمف يدرس الكتاب المقدس بعمؽ يستطيع أف يعرؼ خطة اهلل
ويسمعيا. يو ,لِيس ُك َن ا ْلم ْج ُد ِفي أَر ِ َن َخبلَص ُو قَ ِريب ِم ْن َخ ِائ ِف ِ ض َنا". آية (ٜ" - )ٜأل َّ ٌ َْ َ ْ َ َخبلَص ُو قَ ِريب = لقد عرفو اهلل بأف المسيح سيأتي قريباً لمعالـ .لِيس ُك َن ا ْلم ْج ُد ِفي أَر ِ ض َنا = ٌ َْ َ ْ َ المسيح أتي وسكف في إسرائيؿ .وىو يسكف اآلف فينا وفي كنيستنا .وىذا ىو مجد الكنيسة ومجد كؿ منا ،واف لـ يكف ىذا المجد غير معمف االف (.)ٔٛ 2 ٛ
ٓٔ السبلَ ُم تَبلَ ثَ َما". الر ْح َم ُة َوا ْل َحق ا ْلتَقَ َيا .ا ْل ِبر َو َّ آية (ٓٔ) َّ " - اهلل عادؿ ويحكـ بالحؽ .والحكـ الحؽ ىو الموت عمى الخاطئ .واهلل رحيـ لذلؾ جاء المسيح ليصمب بدالً منَّا. السبلَ ُم تَبلَ ثَ َما = البر يعني العدؿ .وكيؼ يتبلقي العدؿ أو البر الر ْح َم ُة َوا ْل َحق ا ْلتَقَ َيا عمى الصميب .ا ْل ِبر َو َّ لذلؾ َّ (وىذا يطمب الموت لمخاطئ) مع السبل ـ (وىؿ مف ىو محكوـ عميو بالموت يكوف لو سبلـ؟! ىذا لـ يحدث إال
بالصميب .وكؿ مف يريد أف يحيا في سبلـ فميحيا في بر وحؽ.
السم ِ ِ آية (ٔٔ) ٔٔ" -ا ْل َحق ِم َن األ َْر ِ اء َيطَّمِعُ". ض َي ْن ُب ُ تَ ,وا ْل ِبر م َن َّ َ ا ْل َحق ِم َن األ َْر ِ ت = ىذا ىو جسد المسيح الذي أخذ جسدنا مف العذراء مريـ .ويسميو ىنا الحؽ ،فكؿ نسؿ ض َي ْن ُب ُ السم ِ ِ اء َيطَّمِعُ= فيو المرأة كاف باطبلً فنحف بالخطية نولد ،إال المسيح فيو لـ يكف مف زرع بشر بؿ ىو ا ْل ِبر م َن َّ َ البر والعدؿ الذي طأطأ السموات ونزؿ ليأخذ جسداً بشرياً" .أما النعمة والحؽ فبيسوع المسيح صارا" (يؤ.)ٔٚ2
ٕٔ ض َنا تُ ْع ِطي َغمَّتَ َيا". ضا َّ الرب ُي ْع ِطي ا ْل َخ ْي َرَ ,وأ َْر ُ آية (ٕٔ) " -أ َْي ً المسيح ىو حبة الحنطة التي دفنت في األرض (يؤٕ )ٕٗ2فأعطت األرض غمتيا أي خرجت الكنيسة كميا مف
ذلؾ الجنب المطعوف الذي أخرج دـ وماء.
ٖٔ طأُ ِفي طَ ِري ِ ط َو ِات ِو". ق َخ َ سمُ ُكَ ,وَي َ َّام ُو َي ْ آية (ٖٔ) " -ا ْل ِبر قُد َ
252
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمبحون)
المسيح شمس يرنا سيقودنا وىو يقودنا لآلب ،ويضعنا عمى الطريؽ إلى اآلب َوَيطَأُ ِفي طَ ِري ِ ق َخطَ َو ِات ِو = ىو يقودنا في الطريؽ .ونسير في طريؽ خطواتو ،نحتمؿ أالـ العالـ ،يثبتنا فيو فنكوف أبرار أماـ اآلب ويكوف لنا
ميراثاً معو.
253
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخمبحون)
عودة لمجدول
المزمور السادس والثمانون
المزمور السادس والثمانون (الخامس والثمانون في األجبية) ىو صبلة لداود ،وىي صبلة نموذجية نتعمـ منيا االتضاع ،فيو يقوؿ أنو مسكيف وبائس بينما ىو الممؾ العظيـ.
نشعر في صبلتو بأنو في ضيقة ،وعمى كؿ مف في ضيقة أف يمجأ هلل ىكذا وبتواضع .وداود ىنا في ضيقتو ىو رمز لممسيح الذي في أياـ جسده صرخ (عب٘ )ٚ2فاستجابو الرب .وىنا نرى استجابة الرب "وقد نجيت نفسي
ظافر عمى الشيطاف والموت. مف الجحيـ السفمي .فالمسيح نزؿ إلى الجحيـ مف قبؿ الصميب .وبعد ىذا قاـ اً
ولذلؾ نصمي ىذا المزمور في الساعة السادسة لنذكر آالـ المسيح ونصرتو.
َم ْل يا رب أُ ُذ َن َك .استَ ِج ْب لِي ,أل ٍَّني مس ِك ٌ ِ ِٔ س أََنا". َ ْ ْ ين َوَبائ ٌ آية (ٔ) " -أ َ َ ِ ين س ِك ٌ أَم ْل َيا َرب أُ ُذ َن َك = تواضع يا رب وأنظر لي أنا الخاطئ ،واقبؿ صبلتي .أنت يا رب عظيـ وجبار ،وأنا َم ْ ِ س (بسبب خطيتي) فتواضع واقبؿ أف تسمعني. َوَبائ ٌ ٕ ِ ِ ت َع ْب َد َك ا ْل ُمتَّ ِك َل َعمَ ْي َك". ص أَ ْن َ آية (ٕ) ْ " - احفَ ْظ َن ْفسي أل ٍَّني تَق ٌّيَ .يا إِل ِييَ ,خمٍّ ْ أل ٍَّني تَ ِق ٌّي = المقصود أنني عبدؾ المتكؿ عميؾ (ىذا ىو سبب أنني بار) ولست مثؿ األشرار الذيف يضطيدونني
ببل سبب.
ٗ ِ ِ ِ ٖ ِ س َع ْبد َك ,أل ََّنني إِلَ ْي َك َيا َرب أ َْرفَعُ اآليات (ْٖ " - )ٗ-ار َح ْمني َيا َرب ,أل ََّنني إِلَ ْي َك أ ْ َص ُر ُخ ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو .فٍَّر ْح َن ْف َ َن ْف ِسي".
َص ُر ُخ ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو = ىذه مثؿ صموا ببل انقطاع (ٔتس٘ .)ٔٚ2فاألعداء لف يكفوا عف الحرب ليبلً أو نيا اًر. إِلَ ْي َك أ ْ س َع ْب ِد َك أل ََّن ِني إِلَ ْي َك َيا َرب أ َْرفَعُ َن ْف ِسي = كؿ مف يرفع نفسو عف ممذات الدنيا يحصؿ عمى فرح روحي. فٍَّر ْح َن ْف َ
٘ ِ ور, اآليات (٘ " - )ٚ-أل ََّن َك أَْن َ ت َيا َرب َ صال ٌح َو َغفُ ٌ ضِ ضرع ِاتيِ ٚ .في يوِم ِ ِ ِ ِ يق ْي ص ْوت تَ َ َ َْ صبلَ تيَ ,وأَ ْنص ْت إِلَى َ َ
ِٙ الر ْحم ِة ِل ُك ٍّل الد ِ ِ ص َغ َيا َرب إِلَى َّاع َ ين إِلَ ْي َك .ا ْ َو َكث ُ ير َّ َ يب لِي". أ َْد ُع َ ستَ ِج ُ وك ,أل ََّن َك تَ ْ
ٛ َع َمالِ َك". آية ( " - )ٛالَ ِم ْث َل لَ َك َب ْي َن اآللِ َي ِة َيا َربَ ,والَ ِم ْث َل أ ْ جدؼ ربشاقي عمى اهلل قائبلً "آلية األمـ لـ تقدر أف تخمص شعوبيا فكيؼ يقدر إليكـ أف يخمصكـ مف ممؾ
أشور" وفي ىذه الميمة أىمؾ مبلؾ الرب ٓٓٓ ٔٛ٘.مف جيش أشور وظير أف الرب ليس لو مثيل في العالـ
254
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخمبحون)
وآليتو .داود ىنا ال يعترؼ بأف ىناؾ آلية أخرى ولكنو يستعمؿ اسـ آلية كما تسمييا شعوبيا .واآلف ىناؾ آلية
كثيرة يعبدىا الناس ،ويظنوف أف فييا شبعيـ (الماؿ /الجنس )..ولكف ال مثيؿ لمشبع مف شخص المسيح الذي
يعطي الماء الحي ،أما ىذه اآللية فيي كالماء المالح ال تشبع ،بؿ مف يشرب منو يعطش. ون اسم َكٔٓ .أل ََّن َك ع ِ اآليات(ُ ٜ" - )ٔٓ-ٜكل األُمِم الَِّ يم ظ د ج م ي و , ب ر ا ي ك ام َم أ ون د ج س ي و ون ْت أ ي م ي ت ع ن ص ن ي ذ ٍّ َ َ ُ َ ُ ُ َ َ َ َ َ ُ َ ُ َ َ ْ ْ ْ ُ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ٌ ِ تو ِ ت اهللُ َو ْح َد َك". ب .أَ ْن َ صانعٌ َع َجائ َ أَ ْن َ َ َ ِ ون = باقتراب قمبيـ لئليمافِ . ب = العجائب ىي تجسد المسيح نبوة عف دخوؿ األمـ إلى اإليمافَ .يأْتُ َ صانعٌ َع َجائ َ َ ومعجزاتو وقيامتو وصعوده ومحبتو العجيبة.
ٔٔ ِ ِ ِ اس ِم َك". آية (ٔٔ) َ " -عمٍّ ْم ِني َيا َرب َ َسمُ ْك في َحقٍّ َكَ .و ٍّح ْد َق ْم ِبي ل َخ ْوف ْ ط ِريقَ َك .أ ْ َعمٍّ ْم ِني َيا َرب طَ ِريقَ َك = طريؽ اهلل ىو ترؾ وتجنب كؿ المعاصي ومبلزمة الفضائؿ ولف نستطيع السموؾ في
ىذا الطريؽ بدوف معونة اهلل "بدوني ال تقدروف أف تفعموا شيئاً" (راجع أيضاً يوَٗٔ .)ٙ2و ٍّح ْد َق ْم ِبي = ليصير قمبي بسيطاً غير منقسـ بيف محبة اهلل ومحبة العالـ .ورأس الحكمة مخافة اهلل .فبداية أي طريؽ يكوف بخوؼ اهلل.
ٕٔ ِ ِ َّى ِر". اس َم َك إِلَى الد ْ آية (ٕٔ) " -أ ْ ُم ٍّج ُد ْ َح َم ُد َك َيا َرب إل ِيي م ْن ُك ٍّل َق ْم ِبيَ ,وأ َ حيف يتوحد القمب في مخافة اهلل يصير كمو هلل فيقدـ لو الحمد والتمجيد إلى الدىر.
ِ ت َن ْف ِسي ِم َن ا ْل َي ِ اوَي ِة الس ْفمَى". آية (ٖٔ) ٖٔ" -أل َّ َّي َ يم ٌة َن ْح ِويَ ,وقَ ْد َنج ْ َن َر ْح َمتَ َك َعظ َ قارف مع (ٔبطٕٓ .)ٜٔ2ٖ،فالمسيح نزؿ إلى الجحيـ ليخمص مف كاف فيو موجوداً عمى الرجاء. ام ُي ْم. طَمَ ُبوا َن ْف ِسيَ ,ولَ ْم َي ْج َعمُ َ َم َ وك أ َ ٔٙ َع ِط َع ْب َد َك ا ْلتَ ِف ْت إِلَ َّي َو ْار َح ْم ِني .أ ْ َع ْنتَِني فَ َي ْخ َز ْوا ,أل ََّن َك أَ ْن َ ت َيا َرب أ َ
ٗٔ ون قَ ْد قَاموا عمَ َّي ,وجماع ُة ا ْلعتَ ِ اة مي َّم ,ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ ُ َ اآليات (ٗٔ " - )ٔٚ-اَلَّ ُ َََ َ ُ ٘ٔ وف ,طَ ِوي ُل الر ِ ِ ت يا رب فَِإ ٌ ِ الر ْح َم ِة َوا ْل َحقٍّ. ير َّ أ َّ يم َو َر ُؤ ٌ وح َو َكث ُ َما أَ ْن َ َ َ لو َرح ٌ ذل َك م ْب ِغ ِ ص ْاب َن أَم ِت َكٔٚ .اص َنع م ِعي آي ًة لِ ْم َخ ْي ِر ,فَيرى ِ قُ َّوتَ َكَ ,و َخمٍّ ِ ض َّي َ ََ ُ ْ ْ َ َ َو َع َّزْيتَِني". قد تكوف تصوي اًر لؤلعداء المحيطيف بداود ،أو األشرار المحيطيف بالمسيح يوـ الصميب .أو ىو إبميس وجنوده ون وجماع ُة ا ْلعتَ ِ اة طَمَ ُبوا َن ْف ِسي .ولـ يقدروا بؿ حيف حاولوا أف يقبضوا عمى روح المسيح ،ىؤالء ىـ = ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ َ َ َ َ ُ ص ْاب َن أ ِ قبض ىو عمييـ َخمٍّ ِ اص َن ْع َمت َك= تقاؿ عف المسيح ابف العذراء مريـ بالجسد ،إذ لـ يكف لو أب بالجسدْ . َ ِ آي ًة ِل ْم َخ ْي ِر = لقد ظيرت آيات كثيرة مع المسيح منذ والدتو مف عذراء ثـ معجزات وحتى يوـ الصميب، َمعي َ إظممت الشمس وقاـ األموات .ثـ بعد الموت ظيرت قوتو حقيقة وأمسؾ بإبميس ،إذ كاف قد دفع الديف وافتدانا مف
يده.
255
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمبحون)
المزمور السابع والثمانون
عودة لمجدول
المزمور السابع والثمانون (السادس والثمانون في األجبية) ىذا المزمور ىو مديح لصييوف كرمز لمكنيسة .بؿ ما ُذ ِك َر في ىذا المزمور ال ينطبؽ بالكامؿ إال عمى كنيسة المسيح .ونجد في المزمور أف صييوف مفضمة عف باقي أرض إسرائيؿ .ألف الييكؿ مؤسس ىناؾ ،وىناؾ
العبادة هلل.
ِ ِ ب ب في فترة إزدىار أورشميـ ،أياـ داود أو سميماف ويقوؿ أصحاب ىذا الرأي أنو ُكت َ يرى البعض أف المزمور ُكت َ ِ ب بعد أثناء نقؿ التابوت مف بيت عوبيد أدوـ إلى صييوف ،أو أثناء تدشيف ىيكؿ سميماف .وىناؾ مف قاؿ أنو ُكت َ ناء عمى الوعود التي قيمت عنيا السبي أثناء خراب أورشميـ لتشجيع المسبييف عمى العودة إلى أورشميـ لتعميرىا ،ب ً ومحبة اهلل ليا .فبالرغـ مف أف أورشميـ خربة وال أحد ييتـ بيا ،لكف اهلل قاؿ عنيا أشياء مجيدة .وىذا ينطبؽ عمى
كنيسة المسيح التي صار ليا األمجاد تحت راية المسيح( .سواء الكنيسة عمى األرض أو في السماء).
ٔ اس ُو ِفي ا ْل ِج َب ِ َّس ِة". ال ا ْل ُمقَد َ َس ُ آية (ٔ) " -أ َ اسو = يتكمـ المرتؿ ىنا عف ىيكؿ تأسس عمى الجباؿ المقدسة .وىو مؤسس بقوة وىذا ما تشير إليو كممة َس ُ أَ ا ْل ِج َب ِ َّس ِة .وألف الييكؿ مؤسس عمى الجباؿ فيو ثابت ،عكس المسكونة المؤسسة عمى البحار ،إذاً ىي ال ا ْل ُمقَد َ متقمبة (مزٕٗ )ٕ2والييكؿ قد يكوف ىيكؿ سميماف ،أو الكنيسة ىيكؿ المسيح (يوٕ .)ٕٔ2والكنيسة مؤسسة عمى
الرسؿ واألنبياء والمسيح ىو حجر الزاوية (اؼٕ .)ٕٓ2والييكؿ كاف مبنياً عمى جبؿ المريا في صييوف .وطالما الكنيسة مؤسسة عمى المسيح (جبؿ بيت الرب) الثابت في رأس الجباؿ (الرسؿ واألنبياء) (أشٕ )ٕ2فيي لف
تسقط أبداً ،وىي عالية شامخة .وىي جباؿ مقدسة ،فالقداسة ىي التي أعطت قوة لمبناء.
ٕ يع م ِ ِ ِ ب أ َْبو ِ وب". آية (ٕ) َّ " - ساك ِن َي ْعقُ َ َح َّ َ َ الرب أ َ اب ص ْي َي ْو َن أَ ْكثََر م ْن َجم ِ َ َ صييو َن = ىي أورشميـ عاصمة إسرائيؿ ،وىناؾ كاف الييكؿ لذلؾ تعظمت عمى باقي مدف إسرائيؿ= مس ِ ِ اك ِن ْ َْ َ َ وب .خصوصاً بعد إنفصاؿ العشرة أسباط عف ييوذا وعبادتيـ لمبعؿ .وصييوف كممة عبرية معناىا حصف. َي ْعقُ َ
وكاف ىذا الحصف قائماً عمى جبؿ إسمو صييوف .وأورشميـ ضمت ىذا الجبؿ مع الجباؿ المحيطة وىـ ثبلثة
آخريف (المريا واك ار والبيزيتا) .وكانت أ ورشميـ عاصمة أعظـ مموؾ إسرائيؿ وىـ داود وسميماف .وكاف الييكؿ
فييا ،وفي الييكؿ تابوت العيد .بؿ كاف ممكي صادؽ رمز المسيح الكاىف والممؾ حاكماً عمى أورشميـ .وعمى ب أ َْبواب ِ ص ْي َي ْو َن = اهلل جبؿ المريا قدـ إبراىيـ ابنو اسحؽ ذبيحة وعاد حياً رم اًز لما حدث مع المسيحَّ . َح َّ َ َ الرب أ َ أحَّب صييوف ففييا الييكؿ والعبادة وفييا كرسي داود الذي أحبو اهلل .واهلل أحب أبواب صييوف ألف مف ىذه
256
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمبحون)
األبواب يدخؿ المؤمنيف ليعبدوا في الييكؿ .وبالنسبة لمكنيسة فأبوابيا اآلف ىي اإليماف المسمـ مرة لمقديسيف
(يوٖ) والمعمودية والتوبة.
اد يا م ِدي َن َة ِ آية (ٖ) ٖ" -قَ ْد ِق َ ِ اهلل ِسبلَ ْه". يل ِبك أ َْم َج ٌ َ َ اد كثيرة ونبوات مجيدة عف أورشميـ ألف اهلل ساكف فييا (مر )ٔٔ2ٜوكما سكف اهلل في أورشميـ سكف ىناؾ أ َْم َج ٌ في بطف العذراء مريـ .لذلؾ ترتؿ الكنيسة ىذه اآلية عشية عيد ميبلد السيدة العذراء ومع ىذه اآلية أجزاء أخرى
"أعماؿ مجيدة قد قيمت ألجمؾ يا مدينة اهلل وىو العمي الذي أسسيا إلى األبد ألف سكنى الفرحيف جميعيـ فيؾ" فالمزمور يشيد بصييوف األـ والذي ولد فييا ىو اإلنساف وىو نفسو العمي الذي أسسيا .وأورشميـ أيضاً ىي الكنيسة جسد المسيح (سواء عمى األرض أو في السماء) (عبٕٔ + ٕٕ2رؤٕٔ )ٗ-ٕ2وما ىي األشياء
المجيدة التي قيمت عف كنيسة المسيح؟ أنيا عروس المسيح وأف أبواب الجحيـ لف تقوى عمييا وأنو اشتراىا بدمو
وأنيا كنيسة مموؾ وكينة.
ٗ ب َوَبا ِب َل َع ِ اك»". وش .ى َذا ُولِ َد ُى َن َ ور َم َع ُك َ س ِط ُ آية (ٗ) « " -أَ ْذ ُك ُر َرَى َ ارفَتَ َّيُ .ى َوَذا َفمَ ْ ين َو ُ ص ُ صور= حيث الغني والماؿ والخطايا َرَى َ ب = ىي مصر ومعنى الكممة كبرياءَ .با ِب َل= مركز عبادة األصناـُ .
وش = الموف األسود رمز الخطية (أرٖٔ .)ٕٖ2والموف األسود يشير لظبلـ النفس والقمب .ىؤالء كانوا البشعة ُك َ عابدي أوثاف مع فمسطيف .وبعد مجيء المسيح دخؿ األمـ لئليماف لذلؾ قيؿ عف مصر َوَبا ِب َل َع ِ ارفَتَ َّي وبعد أف
كانت مصر رمز لمكبرياء صارت بعد المسيح مف المؤمنيف وقيؿ عنيا مبارؾ شعبي مصر (أش .)ٕ٘2ٜٔى َذا
اك = ىؤالء ولدوا ىناؾ (سبعينية) فيذه الشعوب بالمعمودية ولدت ىناؾ ،أي في صييوف أي الكنيسة. ُولِ َد ُى َن َ
ِ آية (٘) ٘" -ولِ ِ انَ ,وى َذا ِ ص ْي َي ْو َن ُيقَا ُل «ى َذا ِ يياَ ,و ِى َي ا ْل َعمِي ُيثٍَّبتُ َيا»". س ُ س ُ ان ُولِ َد ف َ اإل ْن َ اإل ْن َ َ ِ ان الذي ُولِ َد ِفي صييون ىو المسيح الذي بصميبو صار لنا والدة ثانية بالمعمودية فتصير صييوف س ُ اإل ْن َ العمي الذي يثبت الكنيسة أمنا حينما نولد مف الماء والروحَ .و ِى َي ا ْل َعمِي ُيثٍَّبتُ َيا = المسيح المولود في صييوف ىو ُّ كنيستو. ٙ الرب َي ُعد ِفي ِكتَ َاب ِة الش ُع ِ اك»ِ .سبلَ ْه". وب «أ َّ آية (َّ " - )ٙ َن ى َذا ُولِ َد ُى َن َ كؿ مف ولد بالمعمودية يعده اهلل مف المكتوبيف في السماوات (لوٓٔ.)ٕٓ2 ٚ ان ِف ِ ين « ُكل الس َّك ِ ون َك َع ِ يك»". ازِف َ آية (َ " - )ٚو ُم َغن َ ىذا حاؿ المؤمنيف في الكنيسة ،التسبيح والفرح بسبب ما ىـ فيو مف سبلـ.
257
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمبحون)
والكنيسة تصمي ىذا المزمور طواؿ الصوـ األربعيني المقدس بعد أف يفرغ الكاىف مف انتقاء الحمؿ ووضعو
في الصينية وبعد أف يصب الخمر في الكأس ،إشارة لمكنيسة التي تأسست بذبيحة المسيح (التي يقدميا عمى المذبح) ،والكنيسة التي صار يسوع المسيح ساكناً فييا ،وىو معنا عمى المذبح ،فبعد أف سكف في بطف
العذراء ،ىو اآلف ساكف وسط كنيستو يثبتيا .كنيستو المولودة في المعمودية .ونصمي بالمزمور في أثناء فترة صمِب رب المجد ومات وقاـ ،ىذه األمور التي قامت األربعيف المقدسة ألنيا تنتيي بأسبوع اآلالـ الذي فيو ُ عمييا الكنيسة الجديدة. صمِب رب المجد ليجمع كؿ الشعوب المتفرقة إلى ونصمي بيذا المزمور في الساعة السادسة ،ففي ىذه الساعة ُ واحد .ولف يكتب في سفر الحياة إال الذيف ُولِدوا في الكنيسة المقدسة ،ىؤالء ىـ الفرحوف الذيف يسكنوف فييا إلى
األبد.
258
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخمبحون)
المزمور الثامن والثمانون
عودة لمجدول
ىذا المزمور ىو شكوى هلل مف آالـ وضيقات أحاطت بالمرنـ .ولـ ينتيي كالعادة باف يتعزى باستجابة اهلل لو، ولكف المرنـ لـ يكؼ عف الصبلة وااللتجاء إلى اهلل بالرغـ مف أنو ال يشعر بأي تعزية .وىذا درس لكؿ متألِّـ أف ال يكؼ عف الصبلة حتى ولو لـ يشعر بتعزية .فكثيريف نسمع منيـ أنيـ كفوا عف الصبلة ألنيـ صموا واهلل لـ
يستجب. ْت قُدَّام َك صبلَ ِتي .أ ِ ت أَمام َكَ ٕ ,ف ْمتَأ ِ اآليات (ٔٔ" - )ٕ-يا رب إِل َو َخبلَ ِ صيِ ,ب َّ الن َي ِ َم ْل أُ ُذ َن َك إِلَى َ َ ار َوالمَّْي ِل َ َ َ ص َر ْخ ُ َ َ صر ِ اخي", َُ الحظ أنو يصمي ببل انقطاع الميؿ والنيار .وبصراخ مف القمب في ضيقتو.
ٗ ٖ ِ ص ِائ ِب َن ْف ِسيَ ,و َح َي ِاتي إِلَى ا ْل َي ِ ين اآليات (ٖ " - )ٗ-ألَنَّ ُو قَ ْد َ اوَي ِة َد َن ْتُ .ح ِس ْب ُ ت ِم ْث َل ا ْل ُم ْن َح ِد ِر َ ش ِب َع ْت م َن ا ْل َم َ بِ . ت َك َر ُجل الَ قَُّوةَ لَ ُو". إِلَى ا ْل ُج ٍّ ص ْر ُ
ىو وصؿ إلى غاية األحزاف والى درجة الشبع .بؿ مثؿ ميت ببل قوة.
٘ ات ِفر ِ ِ ين الَ تَ ْذ ُك ُرُى ْم َب ْع ُدَ ,و ُى ْم ِم ْن َي ِد َك اشي ِم ْث ُل ا ْلقَ ْتمَى ا ْل ُم ْ ين ِفي ا ْلقَ ْب ِر ,الَِّذ َ ضطَ ِج ِع َ اآليات (َ٘ " - )ٙ-ب ْي َن األ َْم َو َ ٙ ب األَس َف ِلِ ,في ظُمُم ٍ َع َماق". ض ْعتَِني ِفي ا ْل ُج ٍّ اتِ ,في أ ْ ا ْنقَطَ ُعواَ .و َ ْ َ
تصوير بائس لحالتو فيو كميت قد نسيو اهلل في قبره ،وال يمد اهلل لو يده بأي مساعدة ،بؿ ىو في ظممات .إف
اآلالـ النفسية العميقة تكوف شديدة جداً.
ٚ َّارِات َك َذلَّ ْمتَِنيِ .سبلَ ْه". استَقََّر َغ َ آية (َ " - )ٚعمَ َّي ْ ض ُب َكَ ,وِب ُك ٍّل تَي َ غضب اهلل عمى اإلنساف ال يكوف إال بسبب خطيتو .وىو يذلؿ اإلنساف حتى تنتيي كبرياؤه ويتوب ويرجع
فيخمص .والعجيب أف ما قيؿ في اآل يات السابقة وىذه اآلية بالذات قد احتممو المسيح ألجمنا .فيو الذي احتمؿ
آالماً جسدية واىانات وآالماً نفسية ،بؿ وضع في قبر فعبلً ،وتحمؿ غضب اآلب بؿ نزؿ إلى الجحيـ ليخرج منو
مف مات عمى الرجاء .ىو صار خطية وصار لعنة ألجمنا.
ٛ ِ ت َع ٍّني َم َع ِ َخ ُر ُجَ ٜ .ع ْي ِني َذ َاب ْت ِم َن الذ ٍّل. سا لَ ُي ْم .أ ْ ق َعمَ َّي فَ َما أ ْ ُغمِ َ اآليات ( " - )ٜ-ٛأ َْب َع ْد َ ارِفيَ .ج َع ْمتَني ِر ْج ً ي". ت إِلَ ْي َك َي َد َّ سْ طُ َد َع ْوتُ َك َيا َرب ُك َّل َي ْوٍمَ .ب َ
259
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخمبحون)
ِ سا لَ ُي ْم = شعور مؤلـ أف يتخمى األصدقاء عف صديقيـ وىو في ضيقتو ،وىذا ما حدث مع أيوب= َج َع ْمتَني ِر ْج ً إذ ظنوه مضروباً بسبب خطاياه وأف اهلل ينتقـ منو وبالنسبة لممسيح فقد تخمى عنو الجميع .ولكف يحسب لممرنـ
ي. ت َي َد َّ س ْط ُ أنو لـ يكؼ عف الصبلة = َب َ
ٔٔ ات تَص َنع عج ِائب؟ أَِم األ ِ اآليات (ٓٔٔٓ" - )ٕٔ-أَ َفمَعمَّ َك لِؤلَمو ِ َّث ِفي ا ْلقَ ْب ِر ق ت ة م ي َخ ُ وم تُ َم ٍّج ُد َك؟ ِسبلَ ْهَ .ى ْل ُي َحد ُ ُ َ َ َ َ َ ُ ْ َْ َ ُ ٕٔ ض ٍّ ف ِفي الظ ْم َم ِة َع َج ِائ ُب َكَ ,وِبر َك ِفي أ َْر ِ س َي ِ ان؟" ِب َر ْح َم ِت َك ,أ َْو ِب َحقٍّ َك ِفي ا ْل َيبلَ ِك؟ َى ْل تُ ْع َر ُ الن ْ
ىو صور نفسو كميت ،وفي يأسو يقوؿ ،كيؼ يتدخؿ اهلل اآلف ليغير مف حالي ىؿ يقيـ اهلل أموات ،ىؿ يصنع معجزة مع ميت ،أنا حالتي ميئوس منيا .األ ِ َخيمَ ُة ىي نفوس الموتى في الياوية .ىؿ تصنع مع الموتى عجائب
فيسبحونؾ عمييا ،اـ ىؿ ليـ لساف ليسبحونؾ .قطعاً في ذىف مرنـ العيد القديـ أف بركات اهلل ىي بركات مادية
وىذه يسبح البشر عمييا اهلل الذي أعطاىا ليـ وىو كميت ماذا سيعطيو اهلل ليسبحو عميو .وروحياً نفيـ ىذا أف
مف انغمس في الخطية لدرجة الموت ال يعود يشعر بعمؿ اهلل وبالتالي ال يعود يسبح اهلل عمى إحساناتو. ٖٔ ِ ِ َّم َك". آية (ٖٔ) " -أ َّ ص َر ْخ ُ تَ ,وِفي ا ْل َغ َداة َ َما أََنا فَِإلَ ْي َك َيا َرب َ صبلَ تي تَتَقَد ُ ِ َّم َك = كأنو يجري أماـ موكب اهلل الممؾ صارخاً أف يرحمو. َ صبلَ تي تَتَقَد ُ
آية (ٗٔ) ٔٗ" -لِما َذا يا رب تَرفُ ُ ِ ِ ب َو ْج َي َك َع ٍّني؟" ض َن ْفسي؟ ل َما َذا تَ ْح ُج ُ َ َ َ ْ ٘ٔ ِ ت". سمٍّ ُم الر ِ تأْ َى َوالَ َك .تَ َحي َّْر ُ احتَ َم ْم ُ س ِك ٌ ايْ . آية (٘ٔ) " -أََنا َم ْ وح ُم ْن ُذ ص َب َ ين َو ُم َ وح. سمٍّ ُم الر ِ ىنا يذكر آالمو منذ صباه .وكأنو عاش كؿ أيامو قريباً مف الموت = ُم َ ٔٙ َى َم َكتْ ِنئٚ .أَحاطَ ْت ِبي َكا ْل ِمي ِ اه ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو .ا ْكتََنفَتْ ِني َم ًعا. َى َوالُ َك أ ْ س َخطُ َك .أ ْ َ َ اآليات (َ " - )ٔٛ-ٔٙع َم َّي َع َب َر َ ٔٛ ت ع ٍّني م ِحبًّا وص ِ اح ًباَ .م َع ِ ارِفي ِفي الظ ْم َم ِة". أ َْب َع ْد َ َ ُ َ َ الظ ْم َم ِة = ىي ضيقتو التي ىو فييا .وضيقتو كانت ضيقات متعددة وغزيرة أحاطت بو اليوـ كمو .بؿ ىي أىواؿ َم َع ِ اراىـ. عدت وما اختفوا اي = الظ ْم َم ِة ِفي ارِفي ميمكة.
260
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمبحون)
المزمور التاسع والثمانون
عودة لمجدول
عادة تبدأ المزامير بالشكوى ،وتنتيي بالتسبيح عمى التعزيات واالستجابة اإلليية ولكف ىذا المزمور لو إتجاه عكسي ،فيو يبدأ بتسبيح اهلل عمى إحساناتو القديمة ومعامبلتو مع شعبو واختياره ووعوده لداود بتثبيت مممكتو. ثـ يبدأ الشكوى أف حاؿ شعب اهلل اآلف مؤلِّـ بعد أف اختفى كرسي داود .لذلؾ نحدد ميعاد كتابة المزمور بأنو بعد السبي .ثـ يصرخ المرنـ هلل باف يذكر وعوده لداود ويعيد أمجاده لشعبو.
والكنيسة في أي محنة عمييا أف تصمي بنفس األسموب ،لقد أعطى اهلل لكنيستو أمجاداً كثيرة ولكف حاؿ الكنيسة
ا آلف يختمؼ عف حاؿ كنيسة اآلباء بسبب خطايانا لذلؾ فمنصرخ ونصمي هلل ببل يأس ليعيد مراحمو لنا ،ولنؤسس صمواتنا عمى عيد المسيح وعمى استحقاقات دـ المسيح ،كما اسس المرنـ صراخو عمى وعود اهلل لداود أبو
المسيح بالجسد.
ٕ اآليات (ِٔ ٔ" - )ٚ-بمر ِ الر ْح َم َة الر ٍّ ت «إِ َّن َّ احِم َّ َّى ِر .لِ َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر أ ْ ب أُ َغ ٍّني إِلَى الد ْ ُخ ِب ُر َع ْن َحقٍّ َك ِبفَ ِمي .أل ٍَّني ُق ْم ُ ََ ٗ ٖ ِ ِ ِ ت َع ْي ًدا َم َع ُم ْختَ ِ َّى ِر َّى ِر تُْب َنىَّ . ت ل َد ُاوَد َع ْبدي إِلَى الد ْ إِلَى الد ْ اريَ ,حمَ ْف ُ ييا َحقَّ َك»« .قَطَ ْع ُ ات تُثِْب ُ الس َم َاو ُ ت ف َ ٘ ات تَ ْحم ُد عج ِائب َك يا رب ,وحقَّ َك أ َْي ً ِ اع ِة َّك»ِ .سبلَ ْهَ .و َّ سمَ َكَ ,وأ َْب ِني إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر ُك ْر ِسي َ أُثٍَّب ُ ضا في َج َم َ الس َم َاو ُ َ َ َ َ َ َ َ َ ت َن ْ ِ ٚ ِ ِ ب ب ْي َن أ َْب َن ِ السم ِ ِ ا ْل ِقد ِ ٍّيس َ َّ ٙ ام َرِة اء الر َّ ش ِب ُو َّ اء ُي َع ِاد ُل َّ بَ .م ْن ُي ْ اهلل؟ إِ ٌ لو َم ُي ٌ الر َّ َ وب جدًّا في ُم َؤ َ ين .ألَن ُو َم ْن في َّ َ ا ْل ِقد ِ ين َح ْولَ ُو". وف ِع ْن َد َج ِم ِ ينَ ,و َم ُخ ٌ يع الَِّذ َ ٍّيس َ َّى ِر تُْب َنى = المرنـ يرى اآلف أف الصورة سوداء وكرسي داود قد المرنـ يسبح اهلل عمى مراحموَّ ، الر ْح َم َة إِلَى الد ْ ت = ىو في إيمانو بمحبة اهلل رأى أف ىذا الوضع ال سقط .ولكنو بإيماف يرى مراحـ اهلل أنيا إلى األبد= أل ٍَّني ُق ْم ُ
يمكف لو أف يستمر ،فمقد وعد اهلل داود .ووعده ومراحمو ثابتة ال تسقط ،بؿ ىي تزداد مف يوـ إلى يوـ كأنيا بناء
يبنى ،بؿ سيستمر ىذا البناء إلى األبد في أورشميـ السماوية .واآلف حتى وأف كانت مظمة داود ساقطة لكف اهلل ات تُثِْب ُ ِ ييا َحقَّ َك = أي حتى لو كنا نرى ىنا اآلف بعض الظمـ واآلالـ تقع سيعود ويبنييا (عا .)ٔٔ2ٜو َّ الس َم َاو ُ تف َ ت عمى القديسيف ،وىذا يسبب لنا بعض اإلحباط ،ولكف وعود اهلل لف تسقط وسنرى تحقيقيا في السماء .قَ َ ط ْع ُ
َع ْي ًدا َم َع ُم ْختَ ِ سمَ َك= ىذا الكبلـ قيؿ لداود فعبلً (ٕصـٕ )ٔٗ-ٕٔ2والمرنـ يعتمد عميو اري ..إلَى الد ْ َّى ِر أُثٍَّب ُ ت َن ْ ليستعيد شعب الرب أمجاده .ولكف مختار الرب حقيقة ىو المسيح ابف داود .وىذا ىو مف يقاؿ عنو أف نسمو أي ات تَ ْح َم ُد َع َج ِائ َب َك فنحف األرضيوف ال نستوعب كؿ أعمالؾ العجيبة مؤمنيو وكنيستو تثبت إلى الدىرَّ . الس َم َاو ُ بسبب أف عيوننا طمستيا محبة العالـ .م َؤامرِة ا ْل ِقد ِ ين = ,أي جماعاتيـ يمجدوف اهلل ،جماعات القديسيف أو ٍّيس َ ُ ََ المبلئكة.
ٜ ٛ ت متَسمٍّطٌ عمَى ِك ْب ِري ِ ِ لو ا ْل ُج ُن ِ اء يَ ,ر ٌّ ودَ ,م ْن ِم ْثمُ َك ؟ قَ ِو ٌّ اآليات (َ " - )ٔٗ-ٛيا َرب إِ َ َ بَ ,و َحق َك م ْن َح ْولِ َك .أَ ْن َ ُ َ َ ٓٔ ب ِم ْث َل ا ْلقَ ِت ِ اء َكٔٔ .لَ َك يلِ .ب ِذ َر ِ ا ْل َب ْح ِرِ .ع ْن َد ْارِتفَ ِ اع قُ َّوِت َك َبد ْ َّد َ س َح ْق َ س ٍّك ُن َيا .أَ ْن َ اع لُ َج ِج ِو أَ ْن َ ت أْ ت َرَى َ َع َد َ ت َ ت تُ َ
261
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمبحون)
ستَ ُي َماٍّ ٕٔ . ور ت أ َّ َّ وب أَ ْن َ س ُكوَن ُة َو ِم ْم ُؤ َىا أَ ْن َ ضا األ َْر ُ الس َم َاو ُ ات .لَ َك أ َْي ً الش َما ُل َوا ْل َج ُن ُ َس ْ ض .ا ْل َم ْ ت َخمَ ْقتَ ُي َما .تَ ُاب ُ ٖٔ اع ا ْلقُ ْدرِة .قَ ِوَّي ٌة ي ُد َك .مرتَ ِفع ٌة ي ِمي ُن َكٔٗ .ا ْلع ْد ُل وا ْلحق قَ ِ اس ِم َك َي ْي ِتفَ ِ الر ْح َم ُة اع َدةُ ُك ْر ِس ٍّي َكَّ . ان .لَ َك ِذ َر ُ َو َح ْرُم ُ َ َ َ ُْ َ َ َ ون ِب ْ َ َّم ِ ام َو ْج ِي َك". ان أ َ َما َن ُة تَتَقَد َ َواأل َ َم َ ت س َح ْق َ المرنـ يسبح اهلل عمى قدرتو وأعمالو .فيو قادر أف يسكف أمواج البحر اليائج وىذا صنعو المسيح .أَ ْن َ ت َ ب = رىب تعني متكبر ،وىي تشير إلى مصر .واهلل سحؽ مصر بضربات عشر وسحؽ جيشيا تحت مياه َرَى َ اء َك .واهلل خمؽ البحر األحمر .وكاف ىذا رم اًز لسحؽ الشيطاف المتكبر بواسطة المسيح = ِب ِذ َر ِ اع قُ َّوِت َك َبد ْ َّد َ تأْ َع َد َ كؿ ما في السماء واألرض ،الكؿ لو .وأعمى ما في األرض مف جباؿ يعجز أماميا اإلنساف فيي صنعة يدي
ون .وأحد الجبميف يقع في الشرؽ والجبؿ اآلخر ور َو َح ْرُم ُ اهلل ،وذكر المرنـ قمتيف مف أعمى قمـ كنعاف وىما تَ ُاب ُ في الغرب .والحظ قولو مف قبؿ ٍّ وب .أي الكؿ هلل .وجبؿ تابور ىو جبؿ التجمي .وىنا نرى الجبؿ الش َما ُل َوا ْل َج ُن ُ ييتؼ ألنو سمع صوت اآلب يشيد لبلبف. ٔٙ ٘ٔ وبى لِ َّ افَ .يا َربِ ,ب ُن ِ مش ْع ِب ا ْل َع ِ ون ين ا ْل ُيتَ َ اس ِم َك َي ْبتَ ِي ُج َ سمُ ُك َ ارِف َ اآليات (٘ٔ " - )ٔٛ-طُ َ ونِ .ب ْ ور َو ْج ِي َك َي ْ ٔٚ الر َّ ِ ِ وس ب قَ ْرنُ َنأٛ .أل َّ َن َّ ض َ ون .أل ََّن َك أَ ْن َ ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُوَ ,وِب َع ْدلِ َك َي ْرتَ ِف ُع َ ت فَ ْخ ُر قُ َّوِت ِي ْمَ ,وِب ِر َ اك َي ْنتَص ُ ب م َجن َناَ ,وقُد َ يل َممِ ُك َنا". س َرِائ َ إِ ْ الم رنـ يطوب الشعب الذي عرؼ الرب وفيـ مراحمو وصار يسبحو ،ألنيـ أروا أف اهلل بقوتو ىذه غير المتناىية ىو سندىـ وقوتيـ وحمايتيـ ألنو ممكيـ وىـ رعيتو. ٜٔ ار ِم ْن َب ْي ِن ت ُم ْختَ ًا ت َع ْوًنا َعمَى قَ ِو ٍّ ت ِب ُر ْؤَيا تَ ِقي َ يَ .رفَ ْع ُ ت « َج َع ْم ُ َّك َوُق ْم َ اآليات (ِ " - )ٖٚ-ٜٔحي َن ِئ ٍذ َكمَّ ْم َ ٕٕ ٕٓ ضا ِذر ِ ت َداوَد ع ْب ِديِ .ب ُد ْى ِن قُ ْد ِسي مس ْحتُ ُؤٕ .الَِّذي تَثْب ُ ِ َّ اعي تُ َ ٍّدهُ .الَ ُي ْرِغ ُموُ شد ُ ُ الش ْع ِبَ .و َج ْد ُ ُ َ َ َ ت َيدي َم َع ُو .أ َْي ً َ ِ ِ ِ ٕٗ ٖٕ ع ُد ٌّو ,و ْاب ُن ِ ِ َما َن ِتي َو َر ْح َم ِتي فَ َم َعوُ, ب ُم ْبغض يو .أ َّ ام َو ْج ِي ِوَ ,وأ ْ َس َح ُ ق أْ َض ِر ُ َ اإل ثْم الَ ُي َذلٍّمُ ُوَ .وأ ْ َع َد َ َ َما أ َ اءهُ أ َ َم َ ٕٙ ٕ٘ ِ وِب ِ َج َع ُل َعمَى ا ْل َب ْح ِر َي َدهَُ ,و َعمَى األَ ْن َي ِ ص ْخ َرةُ ار َي ِمي َن ُوُ .ى َو َي ْد ُعوِني أَِبي أَ ْن َ ب قَ ْرُن ُوَ .وأ ْ اسمي َي ْنتَص ُ َ ْ ت ,إِل ِيي َو َ ٕٛ ٕٚ َعمَى ِم ْن ممُ ِ َخبلَ ِ وك األ َْر ِ َّت لَ ُو. ض .إِلَى الد ْ َحفَظُ لَ ُو َر ْح َم ِتيَ .و َع ْي ِدي ُيثَب ُ َّى ِر أ ْ َج َعمُ ُو ِب ْك ًرا ,أ ْ ضا أ ْ صي .أََنا أ َْي ً ُ ٖٓ ٕٜ َح َك ِ ش ِر ِ َّام َّ ِ ِ َّو ِم ْث َل أَي ِ امئٖ ,إِ ْن سمَ ُوَ ,و ُك ْر ِسي ُ سمُ ُكوا ِبأ ْ َوأ ْ يعتي َولَ ْم َي ْ َج َع ُل إِلَى األ ََبد َن ْ الس َم َاوات .إِ ْن تََر َك َب ُنوهُ َ َ ٖٖ ضرب ٍ ِ ٕٖ ِ ِِ َما َر ْح َم ِتي فَبلَ أَ ْن ِز ُع َيا ات إِثْ َم ُي ْم .أ َّ َنقَ ُ صا َم ْعص َيتَ ُي ْمَ ,وِب َ َ َ اي ,أَفْتَق ُد ِب َع ً ص َاي َ ضوا فَ َرائضي َولَ ْم َي ْحفَظُوا َو َ ٖ٘ ٖٗ ع ْن ُو ,والَ أَ ْك ِذ ِ ِ ِ ت ِبقُ ْد ِسي ,أ ٍَّني ض َع ْي ِديَ ,والَ أُ َغ ٍّي ُر َما َخ َر َج ِم ْن َ شفَتَ َّيَ .م َّرةً َحمَ ْف ُ َما َن ِتي .الَ أَ ْنقُ ُ ُ َ َ ب م ْن ج َية أ َ ٖٚ ٖٙ الش ِ س أَم ِ الَ أَ ْك ِذ ِ َّى ِرَ .و َّ ونَ ,و ُك ْر ِسي ُو َك َّ اى ُد ِفي َّت إِلَى الد ْ سمُ ُو إِ َلى الد ْ اميِ .م ْث َل ا ْلقَ َم ِر ُيثَب ُ َّى ِر َي ُك ُ ُ ب ل َد ُاوَد َن ْ الش ْم ِ َ اء أ ِ السم ِ ين»ِ .سبلَ ْه". َم ٌ َّ َ المرنـ ىنا يشي ر لمرؤيا التي رآىا ناثاف النبي بخصوص داود ووالدتو لسميماف وذكرت كمماتيا في (ٕصـ-ٕٔ2ٚ
.) ٔٚولكف ىذه الكممات المذكورة ىنا مخصصة لممسيح ففييا كثير ال يمكف أف يقاؿ عف داود أو سميماف بؿ ي = اختار اهلل داود الذي رآه ت َع ْوًنا َعمَى قَ ِو ٍّ ت ِب ُر ْؤَيا تَ ِقي َ َّك = يشير لرؤيا ناثاف َج َع ْم ُ عف المسيح فقطِ .حي َن ِئ ٍذ َكمَّ ْم َ قوياً ودعمو ليصير ممكاً عمى شعبو وىذه تقاؿ عف المسيح اإللو القدير القوي .وبعد تجسده خضع لضعؼ
262
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمبحون)
بشريتنا فجاع وعطش وتألـ ،بؿ جاءتو مبلئكة تقويو (لوٕٕ .)ٖٗ2فاهلل أعانو ليتـ عمؿ الخبلص .والمسيح كاف ار ِم ْن َب ْي ِن َّ الش ْع ِب .وفي (ٕٓ) داود ُم ِس َح والمسيح ُم ِس َح بحموؿ الروح القدس عميوَ .ع ْب ِدي إنساناً كامبلً = ُم ْختَ ًا = أخمى ذاتو أخذاً صورة عبد (فيِٕ .)ٚ2ذر ِ ٍّدهُ = اهلل أعطى لداود قوة ضد أعدائو .وقيؿ ىذا عف اعي تُ َ شد ُ َ َج َع ُل َعمَى ا ْل َب ْح ِر المسيح (يوٗٔ .)ٔٓ2ولـ يوجد عدو أذؿ داود (ٕٕ) والشيطاف َج َّرب المسيح وغمبو المسيح .أ ْ َي َدهُ = سمطاف المسيح عمى العالـَ .و َعمَى األَ ْن َي ِ ار َي ِمي َن ُو = ىـ الرسؿ الذيف نشروا الك ارزة بقوةُ .ى َو َي ْد ُعوِني أَِبي
َج َعمُ ُو ِب ْك ًار = ىذه ال = ىذه عف المسيح االبف بالطبيعة .إِل ِيي = بحسب الجسد يدعو اآلب إليو (يوٕٓ .)ٔٚ2أ ْ تقاؿ عف داود وىو الصغير بيف أخوتو ،إنما عف المسيح (رو .)ٕٜ2ٛوصارت كنيستو أخوة لو بؿ جعميـ َعمَى ِم ْن ممُ ِ وك األ َْر ِ َحفَظُ لَ ُو َر ْح َم ِتي = رحمة اهلل لكنيسة المسيح ىي إلى ض (رؤ .)٘2ٔ،ٙإِلَى الد ْ َّى ِر أ ْ مموكاً= أ ْ ُ َّى ِر فيو إشارة لمكنيسة وليس لمممكة داود التي الدىر ،وىي تعطي لمكنيسة كعطية باسـ المسيح .وقولو إِلَى الد ْ ِ سمَ ُو = نسؿ داود انتيى بموت صدقيا آخر مموؾ ييوذا .ونسؿ المسيح انتيت سنة ٘ٛٙؽ.ـَ .وأ ْ َج َع ُل إِلَى األ ََبد َن ْ ىـ المؤمنيف نسمو الروحي (عبٕ .)ٖٔ2وعرش المسيح في قموبيـ فيحوليا إلى سماء وعرشو وسط كنيستو ال
نياية لو ألف كنيستو تنتقؿ مف األرض إلى السموات .وابتداء مف آية (ٖٓ) نسمع عف اآلب الذي يؤدب أبناءه الش ْم ِ إف أخطأوا وتعوجوا .وىذا ما حدث مع نسؿ داود وما يحدث مع المؤمنيف اآلفُ .ك ْر ِسي ُو َك َّ س = داود بدأ حكمو بحوالي ٓٔ قروف قبؿ الميبلد تقريباً ،والشمس كانت قبمو بآالؼ مبلييف السنيف ،أما كرسي المسيح
النوراني فيو أزلى وقبؿ الشمس نفسيا .والمسيح مشبو بشمس البر (مبلخي) وكنيستو التي تستمد ضوءىا منو َّى ِر = وكنيسة المسيح ىي أيضاً ثابتة طالما األرض والقمر موجوداف. َّت إِلَى الد ْ مشبية بالقمر= ِمثْ َل ا ْلقَ َم ِر ُيثَب ُ
ٖٜ ِ ت عمَى م ِس ِ ت ورَذ ْل َ ِ اآليات (ِ ٖٛ" - )ٗ٘-ٖٛ اج ُو ِفي َّس َ ضَ يح َكَ .نقَ ْ لك َّن َك َرفَ ْ ت تَ َ ت َع ْي َد َع ْبد َك َنج ْ ض َ ََ ت َغض ْب َ َ َ ٕٗ ٔٗ ٓٗ صار َع ا ِ ِ التر ِ ْس َدهُ ُكل َعا ِب ِري الطَّ ِري ِ ت يرِان ِوَ .رفَ ْع َ ت ُك َّل ُج ْد َرِان ِو َج َع ْم َ ابَ .ى َد ْم َ صوَن ُو َخ َر ًابا .أَف َ ت ُح ُ ار ع ْن َد ج َ ق ََ ً َ ٗٗ ٖٗ ت ح َّد ِ ِ يو ,فََّر ْح َ ِ ضا ِي ِق ِ صرهُ ِفي ا ْل ِقتَ ِ ت ال .أ َْب َ اءهَُ ,وأَْلقَ ْي َ ط ْم َ َي ِم َ َع َد ِائ ِو .أ َْي ً يع أ ْ ين ُم َ ت َجم َ ت َب َي َ ضا َرَد ْد َ َ َ س ْيفوَ ,ولَ ْم تَْن ُ ْ ٘ٗ َّو إِلَى األ َْر ِ ش َبا ِب ِو َغطَّ ْيتَ ُو ِبا ْل ِخ ْزِيِ .سبلَ ْه". ض .قَ َّ َّام َ ص ْر َ ُك ْر ِسي ُ ت أَي َ
وصؼ لمحالة المحزنة التي صار عمييا كرسي داود بالذات بعد سقوط أورشميـ وأسر مموكيا بواسطة مموؾ بابؿ،
وحرؽ وتدمير الييكؿ وأورشميـ كميا .ولذلؾ نفيـ أف الوعود التي قيمت لداود باستمرار كرسيو لؤلبد كانت لممسيح
وكنيستو.
ٗٚ ٗٙ االخ ِتب ِ اء؟ َحتَّى متَى َيتَّ ِق ُد َك َّ الن ِ ف أََنا ض ُب َك؟ ا ْذ ُك ْر َك ْي َ ار َغ َ اآليات (َ " - )ٕ٘-ٗٙحتَّى َمتَى َيا َرب تَ ْختَِبئُ ُك َّل ْ َ َ ٗٛ َي ب ِ ِ س ُو ِم ْن َي ِد ا ْل َي ِ سٍ اوَي ِة؟ ت؟ أ ٌّ ان َي ْح َيا َوالَ َي َرى ا ْل َم ْو َ ت َج ِميعَ َب ِني َ اطل َخمَ ْق َ َزائ ٌل ,إِلَى أ ٍّ َ َي ُي َن ٍّجي َن ْف َ آد َم! أَي إِ ْن َ ٜٗ ت ِبيا لِ َداوَد ِبأَما َن ِت َك؟ ٓ٘ا ْذ ُكر يا رب عار ع ِب ِ َِّ ِ ِ َحتَ ِممُ ُو ِفي يد َك الَِّذي أ ْ ْ َ َ ََ َ سبلَ ْه .أ َْي َن َم َراح ُم َك األ َُو ُل َيا َرب ,التي َحمَ ْف َ َ ُ َ ٕ٘ ٔ٘ ين عيَّروا آثَار م ِس ِ َِّ ِح ْ ِ ِ ِ الرب إِلَى يح َكُ .م َب َار ٌك َّ َع َد ُ ُمِم ُكمٍّ َيا ,الَِّذي ِب ِو َعي ََّر أ ْ اؤ َك َيا َرب ,الذ َ َ ُ َ َ ضني م ْن َكثَْرة األ َ ين فَ ِ َّى ِرِ . ين". الد ْ آم َ آم َ
263
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمبحون)
اطل َخمَ ْق َ ِ َي ب ِ ِ يع ىي صرخة المرنـ ليعيد اهلل مراحمو لشعبو ،ويوقؼ غضبو عمييـ .وقولو أََنا َزائ ٌل .إِلَى أ ٍّ َ ت َجم َ آد َم = أي عمرنا قصير يا رب ،فإذا لـ تعؼ عف ذنوبنا في فترة حياتنا فسنيمؾ وتكوف يا رب قد خمقتنا َب ِني َ باطبلً .فمو خمؽ البشر لكي يكوف مصيرىـ الجحيـ فباطؿ كانت خمقتيـ .وفي ( )ٗٛامتدت نظرة النبي مف
عقوبة اهلل لبيت داود إلى عقوبة اهلل لئلنساف ككؿ .ولقد رأى أف البشر كميـ ليـ نفس المصير وىو الموت .وال ض ِني َحتَ ِممُ ُو ِفي ِح ْ يستطيع أحد أف ينجي نفسو مف الياوية .والمرنـ يصرخ لمرب ليرفع عار البشر عنيـ .الَِّذي أ ْ
= العار الذي لحقو ولحؽ كؿ البشر ىو مؤلـ لمغاية ،فيو ليس ضد البشر فقط ،بؿ ضد اهلل وىذا ما يؤلـ المرنـ.
كأف اهلل ال يجد طريقة ينقذ بيا عبيده .ىذا العار يحممو المرنـ في حضنو كمف يحمؿ ثقبلً رىيباً وىؤالء األعداء عيَّروا آثَار م ِس ِ يح َك = أي المؤمنيف بكبلمؾ (آثارؾ) وىـ يسيروف عمى أثارؾ .واألعداء مازالوا يعيروننا أيف َُ َ َ الرب. مسيحكـ فيخمصكـ .ويختـ بقولو ُم َب َار ٌك َّ
264
ضفر المسامير ( المسمور التطعون)
المزمور التسعون
عودة لمجدول
كاتب المزمور ىو موسى ،وكتبو غالباً بعد الخروج مف مصر .وىو صبلة لموسى غالباً قد كتبيا بعد أف عاقب اهلل الشعب عمى تذمرىـ وعدـ إيمانيـ وتمردىـ عميو .واهلل عاقب الشعب بأف ماتوا كميـ في البرية ما عدا يشوع وكالب فقد دخموا أرض الميعاد .ولقد رأى موسى ضربات اهلل ضد الشعب بسبب التذمر ورأى كيؼ أف غضبو
رىيب. ٕ ٔ ض ت لَ َنا ِفي َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍرِ .م ْن قَ ْب ِل أ ْ ْت األ َْر َ َن تُولَ َد ا ْل ِج َبا ُل ,أ َْو أ َْب َدأ َ اآليات (َٔ " - )ٕ-يا َربَ ,م ْم َجأً ُك ْن َ ت اهللُ". س ُكوَن َةُ ,م ْن ُذ األ ََز ِل إِلَى األ ََب ِد أَ ْن َ َوا ْل َم ْ
قبؿ أف يبدأ موسى صبلتو ،يعترؼ أوالً هلل بقوتو وقدرتو وحمايتو لشعبو.
اآليات (ٖٖ" - )ٙ-تُْرجعُ ِ ان إِلَى ا ْل ُغ َب ِ س َن ٍة ِفي َع ْي َن ْي َك ِم ْث ُل آد َم»ٗ .أل َّ َن أَْل َ ار َوتَقُو ُل « ْار ِج ُعوا َيا َب ِني َ س َ ف َ اإل ْن َ ٘ ش ٍب ي ُزو ُلِ ٙ .با ْل َغ َد ِ ِ َي ْوِم أ َْم ِ اة ُي ْزِى ُر س َب ْع َد َما َع َب َرَ ,و َك َي ِز ٍ يع ِم َن المَّْي ِلَ .ج َرفْتَ ُي ْمَ .ك ِس َن ٍة َي ُكونُ َ ونِ .با ْل َغ َداة َك ُع ْ َ فَي ُزو ُلِ .ع ْن َد ا ْلم ِ س". َ ساء ُي َجز فَ َي ْي َب ُ َ َ نجد موسى ىنا يتواضع أماـ اهلل ويعترؼ بضعؼ البشر ،وانما ىـ تراب ويرجعوف إلى التراب بسبب خطيتيـ آد َم وتفيـ أف اهلل يقوؿ أرجعوا أي توبوا فبل يكوف وذلؾ بسبب عقوبة اهلل آلدـ (تؾْٖ .)ٜٔ2ار ِج ُعوا َيا َب ِني َ مصيركـ التراب .وحتى لو عاش اإلنساف ألؼ سنة فيي في عيني اهلل األزلى األبدي كبل شئ = ِم ْث ُل َي ْوِم أ َْم ِ س
َب ْع َد َما َع َب َر .ولقد عاش آدـ حوالي ٓٓٓٔسنة فأيف ىو اآلف .ولو عاش اإلنساف ٓٓٓٔسنة في الخطية ثـ تاب ون = الموت يأتي كطوفاف يغفرىا اهلل ،بؿ ينساىا اهلل ،كأنيا ىزيع مف الميؿ قد مر وانتيى َج َرفْتَ ُي ْمَ .ك ِس َن ٍة َي ُكوُن َ يجرفيـ (ىكذا جاءت الترجمة في اإلنجميزية) والطوفاف ال يبقى شيئاً أمامو .ومع أف الكؿ يعرؼ أنو سيموت إال نتصور أنو ال ينتيي ،ونحمـ بأشياء كثيرة عظيمة كأننا سنعيش إلى األبد ،ويأتي أننا نعيش كما لو كنا في حمـ َّ الموت ليوقظنا مف ىذا الحمـ .فالوقت يمر باإلنساف دوف أف يشعر اإلنساف بو ،كما يمر الوقت عمى اإلنساف
النائـ دوف أف يشعر بو .وحياة اإلنساف قصيرة مثؿ عشب يزىر في الصباح ولكف سريعاً ما يأتي مف يقطعو وسريعاً ما يجؼ ويموت ويفقد كؿ جمالو .واإلنساف حتى في نياية حياتو نجده ضعيفاً مثؿ العشب.
ٛ ٚ ت آثام َنا أَمام َكَ ,خ ِفي ِ ِ ض ْو ِء ض ِب َك ْارتَ َع ْب َنا .قَ ْد َج َع ْم َ َّات َنا ِفي َ س َخ ِط َك َوِب َغ َ اآليات ( " - )ٔٔ-ٚأل ََّن َنا قَ ْد فَني َنا ِب َ َ َ َ ص ٍةٔٓ .أَي ِ ِ ِ َن ُك َّل أَي ِ َو ْج ِي َكٜ .أل َّ ض ْت ِب ِر ْج ِز َك .أَ ْف َن ْي َنا ِس ِني َنا َك ِق َّ س ْب ُع َ َّام َنا قَِد ا ْنقَ َ س َن ًةَ ,وِا ْن َكا َن ْت َمعَ ون َ َّام سني َنا ى َي َ ُ ٔٔ ف قَُّوةَ َغ ِ ِ ض َب َك؟ َو َك َخ ْوِف َك يرَ .م ْن َي ْع ِر ُ ب َوَبمِ َّي ٌة ,أل ََّن َيا تُ ْق َر ُ ا ْلقُ َّوِة فَثَ َما ُن َ س َن ًةَ ,وأَ ْف َخ ُرَىا تَ َع ٌ س ِر ً ض َ ون َ يعا فَ َنط ُ س َخطُ َك". َ
265
ضفر المسامير ( المسمور التطعون)
النبي ىنا يعترؼ اماـ اهلل بخطايا الشعب وأنيـ يستحقوف اآلالـ التي وضعت عمييـ .وأف أياميـ انقضت في أحزاف بسبب خطاياىـ ،ولتعرضيـ لغضب وسخط اهلل َخ ِفي ِ ض ْو ِء َو ْج ِي َك = عمى كؿ إنساف أف يعمـ أنو َّات َنا ِفي َ ص ٍة = أي تنتيي سريعاً .ولؤلسؼ فيي قصة في كؿ ما يعممو ويفكر فيو ،ىو مكشوؼ أماـ اهلل .أَ ْف َن ْي َنا ِس ِني َنا َك ِق َّ
محزنة مؤلمة.
ٕٔ ِ ب ِح ْك َم ٍة. اء أَيَّام َنا ى َك َذا َعمٍّ ْم َنا فَنُ ْؤتَى َق ْم َ ص َ اآليات (ٕٔ " - )ٔٚ-إِ ْح َ ٗٔ ِٖٔ اة ِم ْن ر ْحم ِت َك ,فَ َن ْبتَ ِيج وَن ْفرح ُك َّل أَي ِ ش ِبع َنا ِبا ْل َغ َد ِ ِ َّام َنا. جع َيا َربَ ,حتَّى َمتَى؟ َوتََأرَّ ْ ا ْر ْ َ َ ََ ف َعمَى َع ِبيد َك .أَ ْ ْ َ َ ش ًّرأٙ .لِي ْظير ِفعمُ َك لِع ِب ِ ِ ِ َّام الَِّتي ِفييا أَ ْذلَ ْمتََناَ ,ك ٍّ ِ ٘ٔفٍَّر ْح َنا َكاألَي ِ يد َكَ ,و َجبلَ لُ َك لِ َب ِني ِي ْم. ييا َ َ َْ ْ السني ِن الَّتي َأر َْي َنا ف َ َ َ ٔٚ ب إِل ِي َنا َعمَ ْي َناَ ,و َع َم َل أ َْي ِدي َنا ثٍَّب ْت َعمَ ْي َناَ ,و َع َم َل أ َْي ِدي َنا ثٍَّبتْ ُو". الر ٍّ َوْلتَ ُك ْن ِن ْع َم ُة َّ
صبلة موسى في الختاـ ليتراءؼ الرب ويرفع غضبو عف شعبو .ومعنى آية (ٕٔ) إعطنا يا رب أف نفيـ أف
حياتنا قصيرة فنكؼ عف عمؿ الشر .والقمب الذي يكؼ عف الشر ىو قمب حكمة ،القمب المستعد دائماً ليذا اليوـ الذي يقابؿ فيو اهلل ىو َق ْمب ِح ْكم ٍة وَن ْفرح ُك َّل أَي ِ َّام َنا = مف يحيا في التوبة ال يضمف حياتو األبدية فقط بؿ يحيا َ َ َ ََ ِ ِ ِ ييا أَ ْذلَ ْمتََنا فرحاً كؿ أيامو .بؿ أفراحو بعد التوبة ستجعمو ينسى أياـ أحزانو بسبب الخطية = فٍَّر ْح َنا َكاألَيَّام الَّتي ف َ = حيف نخطئ فاهلل يؤدب لنعود بالتوبة ،واذا عدنا يعطينا فرحاًِ .لي ْظير ِفعمُ َك ِلع ِب ِ يد َك = اهلل يتوبنا ويغير صورتنا َ َْ ْ َ فنصبح عمى صورة المسيح ،وىذه الصورة تظير قوة عممو في التغيير والتجديد وليس ىذا فقط ،بؿ ىو يبارؾ فيما نعممو بأيدينا= َع َم َل أ َْي ِدي َنا ثٍَّب ْت َعمَ ْي َنا .ولكف عمينا أف نصمي ليبارؾ اهلل في أعمالنا وجيادنا .فاهلل يعمؿ فينا لنتوب ونتغير إلى صورتو ولكف ىو يطمب الجياد= َع َم َل أ َْي ِدي َنا = عمينا أف نعمؿ مف أجؿ خبلص نفوسنا فتنسكب عمينا نعمة اهلل ،فبل نعمة بدوف جياد .ونحف نجاىد ونصمي لينجح العمؿ .والنبي يكرر ىذه الصبلة عمؿ أيدينا يثبت عمينا َو َع َم َل أ َْي ِدي َنا ثٍَّبتْ ُو = ألننا ال نستحؽ لذلؾ نطمب بمجاجة أف ينظر اهلل إلينا نحف الغير مستحقيف لمراحمو.
266
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والتطعون)
المزمور الحادي والتسعون
عودة لمجدول
المزمور الحادي والتسعون (التسعون في األجبية) المزمور السابؽ ليذا المزمور مكتوب عنو أنو لموسى النبي ،لذلؾ قاؿ كثير مف الدارسيف أف ىذا المزمور أيضاً
لموسى النبي .وقاؿ اآلخريف بؿ ىو لداود.
ىذا المزمور نرى فيو عناية اهلل وحمايتو ألوالده المؤمنيف بو .وقيؿ أف كممات ىذا المزمور موجية لمسيد المسيح
نفسو في آالمو ،خصوصاً أف إبميس في تجربتو لمسيد استخدـ آية مف ىذا المزمور "ألنو يوصي مبلئكتو بك"..
وابميس لـ يكمؿ المزمور ألف فيو نبوة ضده وىذا ما صنعو السيد المسيح إذ داسو فعبلً بقدميو "تطأ األفعى وممؾ الحيات ،وتسحؽ األسد والتنيف" .ونصمي ىذا المزمور في الساعة السادسة لنذكر أنو مع أف السيد معمقاً عمى الصميب إال أنو سينتصر ويدوس إبميس الحية القديمة.
عموماً نرى في ىذا المزمور انتصار المسيح عمى إبميس ومؤامراتو ،وابميس ُكِّن َي عنو ىنا بعدة أسماء ،فيو الصياد الذي يضع فخاً في طريؽ المؤمنيف ،ويأتي بالوبأ الخطر بؿ ىو نفسو الوبأ الخطر (ىو نوع مف الموت المبيد) وىو سيـ يطير في النيار وىو خوؼ الميؿ وىبلؾ يفسد في الظييرة وىو األسد والصؿ والشبؿ والثعباف ولكنو مع كؿ ىذا قد داسو السيد لحساب شعبو فقيؿ ىنا يسقط عف جانبؾ ألوؼ وربوات (لوٓٔ .)ٜٔ2ىو
مزمور يعطي لكؿ منا إطمئناف وينزع كؿ خوؼ مف أي مؤامرة شيطانية ،أف اهلل سيعطي نصرة لنا ولكنيستو.. كثيريف يصموف ىذا المزمور دائماً وليس في الساعة السادسة فقط. ٔ لس ِ اك ُن ِفي ِستْ ِر ا ْل َعمِ ٍّيِ ,في ِظ ٍّل ا ْلقَِد ِ يت". آية (ٔ) " -اَ َّ ير َي ِب ُ مف يسمـ نفسو هلل يحفظو مف كؿ ضرر ،ومف كؿ مؤامرة شيطانية ،أو ىجوـ ألي عدو.
ٕ ِ ص ِني .إِل ِيي فَأَتَّ ِك ُل َعمَ ْي ِو»". آية (ٕ) " -أَقُو ُل لِ َّمر ٍّ ب « َم ْم َجِإي َوح ْ اهلل لنا سور مف نار (زؾٕ .)٘2ىو لنا مدينة ممجأ .فبل نثؽ في قوتنا بؿ فيو. ٖ الصي ِ َّاد َو ِم َن ا ْل َوَبِإ ا ْل َخ ِط ِر". يك ِم ْن فَ ٍّخ َّ آية (ٖ) " -ألَنَّ ُو ُي َن ٍّج َ ا ْل َوَبِإ ا ْل َخ ِط ِر = مترجمة كبلـ باطؿ .فإبميس أوقع أبائنا آدـ وحواء بكبلمو المميت فأالعيب إبميس وكبلمو المضؿ صي ِ َّاد ونوع مف الموت المبيد. يسقطنا في االنفصاؿ عف اهلل وىذا ىو الموت .وىكذا كؿ تعاليـ اليراطقة ،ىي فَ ٍّخ َّ
الفخ عادة يوضع بحيث يكوف مخفياً عف عيف الفريسة ولكف لنثؽ فاهلل ال يخفي عميو شئ .ولكف لنثبت في اهلل واهلل فينا فيكشؼ لنا عف الفخاخ المنصوبة (ىرطقات ،تشويو لتعميـ اهلل /خطايا وشيوات /شكوؾ).
267
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والتطعون)
ِ ت أ ِْ ِِ آية (ٗ) ِ ٗ" -ب َخو ِاف ِ س َو ِم َج ٌّن َحق ُو". يو ُيظَمٍّمُ َكَ ,وتَ ْح َ َجن َحتو تَ ْحتَمي .تُْر ٌ َ ِ ِ س َو ِم َج ٌّن َحق ُو = عدلو يحيط بؾ ىذا ما قالو موسى النبي في (تثَٕٖ .)ٔٔ2خ َوافيو= ريش األجنحة .تُْر ٌ كالسبلح (سبعينية) .ىذا ىو الصميب الذي يحمينا .وىذه تعني ايضا انو اف التزمنا باف نسمؾ في وصاياه فيو
س َو ِم َج ٌّن = وىو يعطي المعونة لكي نسمؾ في طريؽ الحؽ ،لذلؾ قاؿ السيد المسيح في صبلتو يحمينا= كتُْر ٌ الشفاعية لآلب ( يو " )ٔٚ 2ٔٚقدسيـ في حقؾ كبلمؾ ىو حؽ" وقدسيـ اي خصصيـ ليسمكوا في الحؽ ، واحميـ مف حرب ابميس فبل يضموا.
٘ الني ِ ِ ٙ ف المَّْي ِل ,والَ ِم ْن سيٍم ي ِط ِ شى ِم ْن َخو ِ سمُ ُك ِفي الد َجى, اآليات (٘ " - )ٛ-الَ تَ ْخ َ ارَ ,والَ م ْن َوَبٍإ َي ْ ْ ير في َّ َ َ َْ َ ُ ٚ ِِ ٍ ِ ِ ِ َّ بٛ .إِ َّن َما ِب َع ْي َن ْي َك سقُطُ َع ْن َج ِان ِب َك أَْل ٌ فَ ,و ِرْب َو ٌ ات َع ْن َيمين َك .إِلَ ْي َك الَ َي ْق ُر ُ يرِةَ .ي ْ َوالَ م ْن َىبلَ ك ُي ْفس ُد في الظ ِي َ ش َر ِ ار". تَ ْنظُُر َوتََرى ُم َج َا ازةَ األَ ْ ىنا نرى المناعة ضد األخطار المذكورة .وىنا يذكر المرتؿ عناية اهلل بشعبو في مصر ونجاتيـ مف كؿ مؤامرات واضطيادات فرعوف (رمز إلبميس) ونجاتيـ مف الضربات التي لحقت بالمصرييفَ .خو ِ ف المَّْي ِل = الخيانة ْ س ْيٍم َي ِطير ِفي َّ الن َي ِ سمُ ُك ِفي الد َجى = القوات الشريرة المضادةَ .ىبلَ ٍك ار = المقاومة الظاىرةَ .وَبٍإ َي ْ المجيولةَ . ُ ِ ِ َّ يرِة = تراخي اإلنساف واستبلمو لمشبع والمذات وشيوة الجسد .ومف يحتمي باهلل يسقط كؿ مقاوميو ُي ْفس ُد في الظ ِي َ عف يساره وعف يمينو ،فيناؾ ضربات يسارية (شيوات وخطايا) وىناؾ ضربات يمينية (بر ذاتي). ٓٔ ٜ ت يا رب م ْمجِإي» .جع ْم َ ِ ض ْرَب ٌة يك َ س َك َن َك ,الَ ُيبلَ ِق َ اآليات ( " - )ٔٓ-ٜأل ََّن َك ُق ْم َ شٌّرَ ,والَ تَ ْدنُو َ ت «أَ ْن َ َ َ َ َ ت ا ْل َعم َّي َم ْ ََ ِم ْن َخ ْي َم ِت َك". جع ْم َ ِ شٌّر = قد يك َ س َك َن َك = إف مف يسكف حصناً يكوف مطمئناً فكـ وكـ مف يجعؿ العمي مسكنو .الَ ُيبلَ ِق َ ت ا ْل َعم َّي َم ْ ََ تصادفنا تجارب (أيوب مثبلً) ولكنيا لمخير وليست الشر.
اآليات (ٔٔٔٔ" - )ٕٔ-أل ََّن ُو ي ِ وك ِفي ُك ٍّل طُرِق َكَ ٕٔ .عمَى األ َْي ِدي َي ْح ِممُوَن َك لِ َئبلَّ وصي َمبلَ ِئ َكتَ ُو ِب َك لِ َك ْي َي ْحفَظُ َ ُ ُ ص ِد َم ِب َح َج ٍر ِر ْجمَ َك". تَ ْ نرى ىنا حراسة المبلئكة لنا (عبٔ .)ٔٗ2وحاوؿ إبميس بيذه اآلية أف يستدرج مخمصنا لفخ الكبرياء فيطرح ذاتو مف جناح الييكؿ إلى أسفؿ .ورد عميو المخمص "ال تجرب الرب إليؾ" .وعموماً فالمسيح ال يحتاج لمعونة المبلئكة فيو ربيـ ،ولكف ىذه اآلية مفيدة لمقديسيف ،ىؤالء يحتاجوف لحماية المبلئكة.
ٖٔ الص ٍّل تَطَأٍُّ . وس". َس ِد َو ٍّ الش ْب َل َوالث ْع َب َ ان تَ ُد ُ آية (ٖٔ) َ " -عمَى األ َ
268
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والتطعون)
ان ىو الشيطاف في مكره وخبثو .وراجع (أؼ.)ٕٔ2ٙ َس ِد ىو الشيطاف في قوتو َوالث ْع َب َ ىي (لوٓٔ .)ٜٔ2فاأل َ وكيؼ ندوسو [ٔ] بالتواضع [ٕ] ضبط النفس [ٖ] التعفؼ ..ىذا ىو جيادنا .ولكننا ندوسو بقوة المسيح ونعمتو حينما يكوف لنا جياد (عبٕٔ.)ٗ2
٘ٔ ٗٔ ف ِ ِ ٍّ يب لَ ُوَ ,م َع ُو أََنا ِفي اآليات (ٗٔ« " - )ٔٙ-أل ََّن ُو تَ َعمَّ َ َستَ ِج ُ اسميَ .ي ْد ُعوِني فَأ ْ ق ِبي أَُن ٍّجيو .أ َُرف ُع ُو أل ََّن ُو َع َر َ ْ يو َخبلَ ِ ش ِبع ُو ,وأ ُِر ِ ِ يق ,أُْن ِق ُذهُ َوأُم ٍّج ُدهُِ ٔٙ .م ْن طُ ِ صي»". ٍّ الض ْ ول األَيَّام أُ ْ ُ َ َ
269
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والتطعون)
المزمور الثاني والتسعون
عودة لمجدول
عنواف المزمور انو تسبحة ليوـ السبت ،جعؿ بعض الدارسيف يقولوف اف داود ىو الذي كتبو ليستعمؿ في أياـ السبوت في التسابيح في الييكؿ.
يوـ السبت ىو راحة مف العمؿ وتزداد فيو الصموات والذبائح والتسابيح ولنبلحظ2 .1
أياـ العمر عمى األرض ىي أياـ عمؿ (ستة أياـ) يعقبيا الراحة في الفردوس .ويوـ السبت ىو إشارة
.2
تزداد التسابيح يوـ السبت إشارة ألبديتنا التي ستكوف كميا أفراح وتسابيح.
.3
السبت رمز لؤلحد الذي حصمنا فيو عمى الراحة الحقيقية مف عبودية إبميس والخطية.
ليذه الراحة مف أتعاب األرض (عبٗ.)ٔٓ2
ٕ ٔ ِ ِ ِ َما َن ِت َك س ٌن ُى َو ا ْل َح ْم ُد لِ َّمر ٍّ الس ِم َك أَي َيا ا ْل َعمِي .أ ْ ب َوالتََّرن ُم ْ اآليات (َٔ " - )ٖ-ح َ َن ُي ْخ َب َر ِب َر ْح َمت َك في ا ْل َغ َداةَ ,وأ َ اب ,عمَى ع ْز ِ ُك َّل لَ ْيمَ ٍةٖ ,عمَى َذ ِ ف ا ْل ُع ِ ش َرِة أ َْوتَ ٍ ود". ار َو َعمَى َّ ات َع َ الرَب ِ َ َ َ الس ِم َك وأف س ٌن ُى َو ا ْل َح ْم ُد لِ َّمر ٍّ ب .وأف نسبحو = التََّرن ُم ْ حينما نفيـ عمؿ اهلل الخبلصي لنا عمينا أف نشكره = َح َ ش َرِة أ َْوتَ ٍ ار .وبكؿ قوة النفس َن ُي ْخ َب َر ِب َر ْح َم ِت َك .أف نسحبو بحواسنا الداخمية والخارجية= َع َ نخبر الناس بمراحمو = أ ْ
اب وا ْل ُع ِ الرَب ِ ود. والجسد والروح= َّ
٘ اآليات (ٗٗ" - )ٙ-أل ََّن َك فََّر ْحتَِني يا رب ِب ِ ِ َعم ِ ق ِجدًّا َع َم َ َع َمالَ َك َيا َرب! َوأ ْ َعظَ َم أ ْ ال َي َد ْي َك أ َْبتَ ِي ُجَ .ما أ ْ َ َ َ ص َنائع َكِ .بأ ْ َ ٙ ف ,وا ْلج ِ اى ُل الَ َي ْف َي ُم ى َذا". أَ ْف َك َار َك! َّ الر ُج ُل ا ْل َبمِ ُ يد الَ َي ْع ِر ُ َ َ ِ ص َن ِائ ِع َك = بتجسده وفدائو لنا فأعطانا راحة حقيقية (سبت) وأعطانا ماذا قدـ اهلل لنا لنسبحو؟ فََّر ْحتَني َيا َرب ِب َ خمقة جديدة .ومف أعطاه اهلل بصيرة سيدرؾ عظـ عممو .أما الذي إنشغؿ بالعالـ يفقد إستنارتو ويصير بميداً يد , جاىبلً ،ال يرى فيما عممو اهلل لو شئ عجيب يستحؽ التسبيح ،فيو ال يشبع سوى بالماديات = ا َّلر ُج ُل ا ْل َبمِ ُ ا ْلج ِ ف والَ َي ْف َي ُم = ىذا ىو الفاقد حواسو الداخمية .ىذا ال يدرؾ حكمة اهلل التي أعدت لنا راحة أبدية، اى ُل ,الَ َي ْع ِر ُ َ
بؿ يعيش يطمب ماديات فانية ويحسد األشرار الذي حصموا عمى ىذه الماديات أو الممذات األرضية.
ٚ ش ِب ,وأ َْزَىر ُكل فَ ِ اعمِي ِ َّى ِر". آية ( " - )ٚإِ َذا َزَىا األَ ْ ادوا إِلَى الد ْ اإل ثِْمَ ,فِم َك ْي ُي َب ُ ش َرُار َكا ْل ُع ْ َ َ ىنا المرنـ يوجو رسالة لمجاىؿ ،أف ال يحسد األشرار عمى ما حصموا عميو مف ماديات وحسيات ،فكؿ ما في
العالـ إلى زواؿ .ثـ يطمب منو أف يوجو نظره هلل األبدي.
ٛ ت َيا َرب فَ ُمتَ َعال إِلَى األ ََب ِد". آية ( " - )ٛأ َّ َما أَ ْن َ
270
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والتطعون)
مف يعطي حياتو لمماديات الفانية يصير فانياً مثميا ،أما مف يتحد باهلل المتعالى األبدي فيرفعو لمسماويات ويحيا
معو في الراحة إلى األبد.
ٜ َّد َع َد ُ َع َد ُ ونَ .يتََبد ُ اؤ َك َي ِب ُ يد َ اؤ َك َيا َرب ,أل ََّن ُو ُى َوَذا أ ْ اآليات ( " - )ٔٔ-ٜأل ََّن ُو ُى َوَذا أ ْ ئٔ .وتُْب ِ ين ت ِب َزْي ٍت طَ ِر ٍّ ِم ْث َل ا ْل َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِش ٍّي قَ ْرِني .تَ َد َّى ْن ُ ص ُر َع ْي ِني ِب ُم َر ِاق ِب َّيَ ,وِبا ْلقَ ِائ ِم َ َ
اعِمي ِ ِ ٓٔ ِ ُكل فَ ِ ب اإل ثْمَ .وتَ ْنص ُ َعمَ َّي ِب َّ اي". الشٍّر تَ ْ س َمعُ أُ ُذ َن َ
مرة ثانية ال مرنـ يكرر وبعبارات أخرى أف مف يختار طريؽ الرب ينجح ،أما مف يختار طريؽ الشر البد ون = ألنيـ اختاروا العالـ البائد .أما أوالد اهلل فسيعطييـ قوة = ِم ْث َل ا ْل َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِش ٍّي. َع َداء اهلل َي ِب ُ يد َ وسينكسر .فأ ْ ي .نجد ىنا أف أوالد اهلل الذيف اختاروا اهلل نصيباً ليـ ،ليـ قوة ونشاط عمى ت ِب َزْي ٍت طَ ِر ٍّ وشباب وحيوية = تَ َد َّى ْن ُ مقاومة أعدائيـ وغمبتيـ .وتُْب ِ ص ُر َع ْي ِني ِب ُم َر ِاق ِب َّي = يعطيو اهلل عيناف تبصراف كؿ مف يراقبو ليؤذيو .ويعطيو َ أذناف ليسمع ويعرؼ القائميف عميو بالشر .أي أف ىناؾ مف األشرار مف يقاوـ الصديقيف ،ولكف ىذا ال يزعجيـ، فيـ ليـ قوة ضدىـ ،وىـ سوؼ يعطييـ اهلل الحواس التي يدركوف بيا كؿ مؤامرات األشرار ضدىـ ،بؿ سيدخموف
في معارؾ ضد األشرار يخرجوف منيا وقد تجددت حيويتيـ ونشاطيـ ،حيف يروف كيؼ أف اهلل سيتمجد في ىؤالء األعداء وتُْب ِ ص ُر َع ْي ِني ِب ُم َر ِاق ِب َّي = سوؼ أرى كيؼ أف اهلل سوؼ يعاقبيـ وسوؼ أسمع بأعمالو العجيبة وذراعو َ القوية ضدىـ وىذا يجدد حيويتي.
ٕٔ ان ي ْنمؤٖ .م ْغر ِ ِ لصد ُ َّ ِ بِ ,في ِد َي ِ ار الر ٍّ اآليات (ٕٔ " - )ٔ٘-اَ ٍّ ين ِفي َب ْي ِت َّ وس َ َ ُ ٍّيق َكالن ْخمَة َي ْزُىوَ ,كاأل َْر ِز في لُ ْب َن َ َ ُ ٗٔ بم ِ الش ْيب ِة .ي ُكوُن َ ِ ضا يثْ ِمر َ ِ ِ ِ ص ْخ َرِتي ُى َو ض ًرأ٘ ,لِ ُي ْخ ِب ُروا ِبأ َّ َن َّ اما َو ُخ ْ ون في َّ َ َ الر َّ ُ ْ يمَ . ون د َ إل ِي َنا ُي ْزى ُرو َن .أ َْي ً ُ ُ سً ستَق ٌ والَ ظُ ْمم ِف ِ يو". َ َ ٍّيق َك َّ الن ْخمَ ِة َي ْزُىو = النخمة أطوؿ نرى ىنا كيؼ أف أوالد اهلل يكونوف مثمريف فرحيف مزدىريف ،ناميف اَ ٍّ لصد ُ
األشجار .إشارة لمحياة السمائية التي يحيا فييا أوالد اهلل ،وحيف قاؿ كالنخمة إمتد بصره لما ىو أطوؿ مف النخمة ان َي ْن ُمو = فأوالد اهلل في نمو دائـ وفي ارتفاع مستمر في اتجاه السماويات .يرفعوف أفكارىـ وقاؿ َكاأل َْر ِز ِفي لُ ْب َن َ عف األرضيات .واأل َْر ِز ىو أطوؿ األشجار وأكثرىا عم اًر .وحياة األبرار ىي حياة ممتدة إلى األبدية .واألرز شجر قوي جداً إشارة لقوة األبرار .و َّ الن ْخمَ ِة شجرة مثمرة وخضراء دائماً وىكذا أوالد اهلل ،وثمار النخمة ثمار حموة الطعـ .ونقارف مع األشرار الذيف يزىروف كالعشب (آية )ٚسريعاً ما يقطع ويجؼ .أما النخؿ فيعيش طويبلً
والشتاء ال يجعمو يفقد خضرتو .والنخؿ ينمو ببطء وىكذا أوالد اهلل ينموف تدريجياً بؿ قيؿ عف المسيح أنو كاف
ينمو .وألف ثمار النخيؿ عالية يصعب عمى الوحوش أف يصموا ليا ويصعب عمى إبميس أف يصؿ إلى أوالد اهلل.
ولكف المسيح يحب أف يطمع عمى نخيؿ أوالده ليفرخ بثمارىـ (نش .)ٚ2ٚ،ٛويقاؿ أف نواة البمح صمبة إشارة
لصبلبة إيماف المؤمف .والبمح لو ألواف كثيرة إشارة لتعدد ثمار ومواىب المؤمنيف ،لكف داخؿ البمحة دائماً أبيض إشارة لنقاوتيـ .وأغصاف النخيؿ تستعمؿ كعمـ لمذيف يغمبوف في جيادىـ (يؤٕ + ٖٔ2رؤ .)ٜ2ٚواألبرار
271
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والتطعون)
م ْغر ِ ون ِفي َّ الش ْي َب ِة ،فاهلل يجدد مثؿ الر ٍّ ين ِفي َب ْي ِت َّ ب = ال يتركوف كنيستو والحظ سمات أوالد اهلل فيـ ُيثْ ِم ُر َ وس َ َ ُ النسر شبابيـ .ي ُكوُن َ ِ اما = ممموئيف ويشبعوف غيرىـ. َ ون د َ سً
272
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والتطعون)
المزمور الثالث والتسعون
عودة لمجدول
المزمور الثالث والتسعون (الثاني والتسعون في األجبية) الترجمة السبعينية تشير أف داود ىو كاتب ىذا المزمور.
ىذا المزمور يضع أمامنا كرامة وعظمة مممكة اهلل ،ورعب أعدائو وتعزية المؤمنيف بو .واهلل ىو ممؾ العالـ كمو،
سواء المؤمنيف أو غير المؤمنيف ،مف يعرفوه أو مف ينكروا وجوده أو حتى الوثنيف ،ىو يشرؽ شمسو عمى األبرار
واألشرار ،اهلل ىو الذي خمؽ المسكونة وثبتيا .ولكننا نسمع ىنا الرب قد ممك= وحرفياً قد صار ممكاً وفي ىذا
إشارة ألف المسيح ممؾ عمى كنيستو وعمى قموب شعبو بصميبو .لذلؾ فيذا المزمور يحدثنا عف ممؾ اهلل عمى العالـ كمو ،ثـ ممكو عمى كنيستو ،يقدسيا ويحفظيا وممؾ المممكتيف ُد ِف َع إلى المسيح. ونصمي ىذا المزمور في الساعة السادسة التي ِ ب فييا المسيح فبصميبو ممؾ عمينا .ولبس الجبلؿ وسحؽ صم َ ُ
الشيطاف وكؿ جنوده .ىذا المزمور ال يتكمـ عف اآلالـ التي لحقت برب المجد ولكنو يتكمـ عف األمجاد خصوصاً
بعد القيامة.
ٔ ِ س ُكوَن ُة .الَ تَتََز ْع َزعُ". س َّ الرب ا ْلقُ ْد َرةَ ,ا ْئتََزَر ِب َيا .أ َْي ً ضا تَثَبَّتَت ا ْل َم ْ س ا ْل َجبلَ َل .لَ ِب َ آية (ٔ) " -اَ َّلرب قَ ْد َممَ َك .لَ ِب َ اَ َّلرب قَ ْد َممَ َك = قبؿ الصميب كاف الشيطاف قد استعبد البشر ،وبعد الصميب استرد المسيح شعبو واشتراه بدمو
الرب ا ْلقُ ْد َرةَ = س َّ س ا ْل َجبلَ َل .لَ ِب َ ليحررىـ مف إبميس ويممؾ ىو عمييـ .وىذا غير ممكو األزلى عمى كؿ العالـ .لَ ِب َ حيف أظير قوتو في خبلص أتباعو ،تحقؽ الكؿ أنو ممؾ .والجبلؿ الذؿ لبسو ىو جسده الممجد الذي قاـ بو مف
األموات ثـ صعد بو إلى السموات ليجمس بو عف يميف اآلب .لقد ظير اآلف قوة الىوتو في جسده بعد أف كاف ِ س ُكوَن ُة = بعد أف انتشرت الكنيسة في قد أخمى ذاتو أخذاً صورة عبد .وثبت كنيستو حتى ال تتزعزع= تَثَبَّتَت ا ْل َم ْ كؿ المسكونة .وكاف المسكونة أي كؿ بنى آدـ مضطربيف كالعمياف يتخبطوف في الضبلؿ الذي زرعو إبميس
فثبت المسيح كنيستو عمى صخرة اإليماف بو ،ولف تقدر أبواب الجحيـ أف تزعزعيا .اهلل أعطى آدـ جسدًا لو جبلؿ وبياء ،ولكنو بالخطية تعرى وفقد جبللو ،فجاء المسيح وأخذ جسده مف آدـ ليتعرى ىو ثـ يمبس الجبلؿ،
ليمبسنا نحف إياه بعد أف فقدناه .ولـ يمبس فقط جسداً ممجداً بؿ قدير قاد اًر عمى أف يرعب أعدائو.
ٕ ت". آية (ٕ) ُ " -ك ْر ِسي َك ُمثْ َبتَ ٌة ُم ْن ُذ ا ْل ِق َدِمُ .م ْن ُذ األ ََز ِل أَ ْن َ ٕ ت =.ىذا الكبلـ موجو لمف قيؿ لو في آية (ٔ) أنو صار ممكاً ،فمع أنو ُك ْر ِسي َك ُمثْ َبتَ ٌة ُم ْن ُذ ا ْل ِق َدِمُ .م ْن ُذ األ ََز ِل أَ ْن َ تنازؿ وأخمى ذاتو أخذاً صورة عبد ،لكنو ىو ييوه ،اهلل الذي ُك ْر ِسيو = عرشو ثابت مف قبؿ تجسده وىو أزلي ال بداية لو ،وأيضاً أبدي .وىذه اآلية نفسيا تقريباً في (مز٘ٗ + ٙ2عبٔ ٛ2وبنفس المفيوـ ٔيوٕ )ٔ2ٔ،ونصمي
273
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والتطعون)
بيذه اآلية في الساعة الث انية عشرة مف يوـ الجمعة العظيمة ،ساعة دفف المسيح لنذكر أنو ىو اهلل األزلي األبدي
الجالس عمى عرشو.
ِ ٖ ِ يج َيا". ص ْوتَ َيا .تَْرفَعُ األَ ْن َي ُار َع ِج َ آية (ٖ) َ " -رفَ َعت األَ ْن َي ُار َيا َربَ ,رفَ َعت األَ ْن َي ُار َ ِ األَ ْن َيار= تشير لمروح القدس (يو .)ٖٜ-ٖٚ2ٚالذي َعم َؿ في الرسؿ فارتفعت أصواتيـ في كؿ المسكونة= تَْرفَعُ يج َيا .لتنتشر مممكة المسيح لقد انتشر تبلميذ المسيح في كؿ المسكونة ،وكؿ منيـ يفيض مف بطنو األَ ْن َي ُار َع ِج َ نير ماء ليحيي المائتيف مف غير المؤمنيف الوثنييف.
آية (ٗ) ِ ٗ" -م ْن أ ِ ِ ٍ ِ يرٍةِ ,م ْن ِغ َم ِ الرب ِفي ا ْل ُعمَى أَق َْد ُر". ار أ َْم َو ِ اج ا ْل َب ْح ِرَّ , ْ َص َوات م َياه َكث َ لـ يسكت إبميس أماـ انتشار ممكوت اهلل ،بؿ ىاج وأىاج العالـ ضد الكنيسة ،وثار االضطياد ضد الكنيسة= ِغ َم ِ اج ا ْل َب ْح ِر .ولكف ىنا آية تعطي إطمئناف= ِفي ا ْل ُعمَى أَق َْد ُر .أي اهلل في العمى ىو أقدر وأعظـ مف ار أ َْم َو ِ مؤامرات إبميس وحروبو .والدليؿ استمرار الكنيسة بعد كؿ ىذه المؤامرات الشيطانية .ا ْل َب ْح ِر ىو إشارة لمعالـ باضطرابو وشدائده ومحنو وشيواتو (الماء المالح).
٘ ول األَي ِ اس ُة َيا رب إِلَى طُ ِ َّام". آية (٘) َ " - اداتُ َك ثَا ِبتَ ٌة ِجدًّاِ .ب َب ْي ِت َك تَمِ ُ ش َي َ يق ا ْلقَ َد َ َ اس ُة = لقد حررنا َ اداتُ َك ثَا ِبتَ ٌة ِجدًّا = كؿ النبوات التي قيمت عف المسيح تحققت تماماًِ .ب َب ْي ِت َك تَمِ ُ ش َي َ يق ا ْلقَ َد َ المسيح واشترانا وممؾ عمينا وصرنا شعبو فما ىو واجبنا؟ أف نسمؾ بقداسة وطيارة كؿ أيامنا .حتى يستمر عمينا
ذلؾ الثوب الذي أخذناه في المعمودية وال نوجد عراة فنطرد إلى خارج (راجع مثؿ عرس ابف الممؾ) فمف لـ يوجد عميو ثوب العرس طردوه (متٕٕ.)ٔٗ-ٔ2 ونصمي بيذا المزمور أثناء ارتداء المبلبس البيضاء (مبلبس الخدمة في الييكؿ) لنذكر أف المسيح بفدائو سترنا وألبسنا ثوب بره.
274
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والتطعون)
المزمور الرابع والتسعون
عودة لمجدول
ىذا المزمور تنسبو الترجمة السبعينية لداود .ومرنـ المزمور يعبر عف حالة مف األسى واأللـ ألف األشرار قد تعالوا بوقاحة عمى األبرار ،ويطمب مف اهلل أف ينتقـ وسريعاً.
ىو صوت شعب العيد القديـ يصرخ لممسيح ليأتي وينتقـ مف إبميس الذي أذؿ بنى آدـ.
ىو صوت الكنيسة المتألمة في العالـ تصرخ لممسيح ليتدخؿ وينقذىا وينتقـ ليا (رؤ )ٔٓ2ٙونفيـ أف اهلل يسمح
بيذه الضيقات ولكنو ال يترؾ أوالده ببل تعزيات ( )ٜٔوحيف يأتي مؿء الزماف سيأتي ليخمص عبيده خبلصاً
أبدياً ،كما جاء في مجيئو األوؿ في مؿء الزماف ليخمص عبيده بفدائو ..كؿ شئ تحت السموات لو وقت (جاٖ.)ٔ2
ٔ النقَم ِ النقَم ِ لو َّ لو َّ ش ِر ِ ق". ات ,أَ ْ ات َيا َربَ ,يا إِ َ آية (ٔ) َ " -يا إِ َ َ َ النقَم ِ لو َّ ش ِر ِ ق = ىو شمس البر الذي اشتيى شعب العيد القديـ أف يتجسد ليخمصو ،ونشتيى اآلف ات أَ ْ َيا إِ َ َ
ظيوره الثاني لنحيا في األبدية (رؤٕٕ .)ٕٓ2وىو إلو النقمات والحظ تكرارىا .فمجيئو األوؿ داف فيو إبميس وضربو وقيده .وفي مجيئو الثاني يمقيو في البحيرة المتقدة بالنار ىو ومف يتبعو (رؤٕٓ )ٔٓ2لينتقـ لكؿ
المظموميف.
ٕ از ِ ان األ َْر ِ ين". ستَ ْك ِب ِر َ آية (ٕ) ْ " -ارتَ ِف ْع َيا َد َّي َ صن َ يع ا ْل ُم ْ ضَ .ج ِ َ ْارتَ ِف ْع = اظير يا رب سيادتؾ ليعرؼ الظالميف األقوياء أنؾ فوؽ الجميع ،ولكف ىي نبوة عف صمبو الذي بدأ بو دينونة إبميس (يؤٕ + ٖٕ2كوٕ.)ٔ٘2 ٗ ٖ اح ٍةُ .كل اآليات (َٖ " - )ٚ-حتَّى َمتَى ا ْل ُخطَاةُ َيا َربَ ,حتَّى َمتَى ا ْل ُخطَاةُ َي ْ ونَ ,يتَ َكمَّ ُم َ ون؟ ُي ِبق َ ش َمتُ َ ون ِب َوقَ َ ٙ ٘ ون األَرممَ َة وا ْل َغ ِريب ,وي ِميتُ َ ِ فَ ِ اعمِي ِ يم. ون ِم َا ون َ ش ْع َب َك َي َاربَ ,وُي ِذل َ س َحقُ َ اإل ثِْم َي ْفتَ ِخ ُر َ َ َُ ونَ .ي ْ يرثَ َكَ .ي ْقتُمُ َ ْ َ َ ون ا ْل َيت َ ٚ الرب الَ ي ْب ِ وب الَ ُيبلَ ِحظُ»". ون « َّ ص ُرَ ,وِا ُ َوَيقُولُ َ لو َي ْعقُ َ ُ ون = يتكمموف بوقاحة كبلماً كثي اًر. وصؼ لشر األشرار وكبريائيـُ .ي ِبق َ
ِٛ اء ِفي َّ ون؟ ٜا ْل َغ ِ س َمعُ؟ الش ْع ِبَ ,وَيا ُج َيبلَ ُء َمتَى تَ ْع ِقمُ َ س األُ ُذ َن أَالَ َي ْ اآليات ( " - )ٔٔ-ٛاف َ ار ُ ْي ُموا أَي َيا ا ْلُبمَ َد ُ ٔٔ ٓٔ ِ َّ ِ ف أَ ْف َك َار ِ ت؟ ا ْل ُم َعمٍّم ِ سِ ان أ ََّن َيا ان َم ْع ِرفَ ًة. َّ الرب َي ْع ِر ُ ُم َم أَالَ ُي َب ٍّك ُ س َ الصانعُ ا ْل َع ْي َن أَالَ ُي ْبص ُر؟ ا ْل ُم َؤد ُ اإل ْن َ اإل ْن َ ٍّب األ َ ُ ب ِ اطمَ ٌة". َ المرنـ يعطي نصيحة لؤلشرار أف يفيموا أف اهلل يعمـ بكؿ ما يفعموه .ولكنو يطيؿ أناتو عمييـ لعميـ يتوبوف وىو
يتركيـ كعصا تأديب لينقي أوالده.
275
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والتطعون)
ِ ش ِريع ِت َك ٖٔلِتُ ِريح ُو ِم ْن أَي ِ َّام َّ الشٍّرَ ,حتَّى َ َربَ ,وتُ َعمٍّ ُم ُو م ْن َ َ ٘ٔ اءَ ,و َعمَى أَثَ ِرِه َيتُْر ُك ِم َا يرثَ ُو .ألَنَّ ُو إِلَى ا ْل َع ْد ِل َي ْرجعُ ا ْلقَ َ ض ُ
ٕٔ ِ ِ ٍّب ُو َيا وبى ل َّمر ُج ِل الَّذي تُ َؤد ُ اآليات (ٕٔ " - )ٔ٘-طُ َ مشٍّر ِ تُ ْحفَ َر لِ ٍّ ير ُح ْف َرةٌٔٗ .أل َّ الر َّ ش ْع َب ُوَ ,والَ َن َّ ض َ ب الَ َي ْرفُ ُ ُكل مستَ ِق ِ يمي ا ْل ُقمُ ِ وب". ُ ْ ىناؾ مف يحسد األشرار عمى قوتيـ ،ويرثى لممساكيف المظموميف .لكف المرنـ ىنا يطوب المسكيف المتألـ ،ألف الرب يؤدبو ويعممو لي ِريح ُو ِم ْن أَي ِ َّام َّ الشٍّر يمقي األشرار في ُح ْف َرةٌ = بحيرة النار (رؤٕٓ )ٔٓ2فآالـ البار ليست َ ش ْع َب ُو .بؿ ىو يؤدب فقط .وفي الزماف المحدد يأتي العدؿ ويتحقؽ، عبلمة أف الرب تركو = أل َّ الر َّ َن َّ ض َ ب الَ َي ْرفُ ُ ضاء ,وعمَى أَثَ ِرِه ُكل مستَ ِق ِ يمي ا ْل ُقمُ ِ وب = كؿ مف ويصير القضاء بحسب عدؿ اهلل= أل ََّن ُو إِلَى ا ْل َع ْد ِل َي ْرجعُ ا ْلقَ َ ُ َ َ ُ ْ كاف مستقيـ القمب سيسبح اهلل عمى أحكاـ عدلو ،وسيرضى الجميع باقتناع بأحكاـ اهلل .اآلف قد يبدو أف أحكاـ
اهلل وقضائو ليسا بحسب العدؿ ،وذلؾ راجع لقصر نظرنا ،ولكف في اليوـ األخير سنرى أف اهلل قد صنع كؿ شئ
بحكمة.
ب م ِع ِ ف لِي ِ اآليات (ٔٙ" - )ٔٚ-ٔٙم ْن يقُوم لِي عمَى ا ْلم ِس ِ ض َّد فَ َعمَ ِة ِ يني, اإل ثِْم؟ ٔٚلَ ْوالَ أ َّ َن َّ ين؟ َم ْن َي ِق ُ يئ َ َ الر َّ ُ ُ َ َ ُ ض الس ُك ِ ِ وت". يعا أ َْر َ س ِر ً س َك َن ْت َن ْفسي َ لَ َ ىنا تصوير لقوة األعداء ،ولكف اهلل معنا ينصرنا .ولذلؾ تجسد المسيح ليخمصنا فنحف كنا أضعؼ جداً جداً بؿ كنا في حالة عجز كامؿ عف أف نخمص أنفسنا. ٔٛ ض ُد ِني". آية ( " - )ٔٛإِ ْذ ُق ْم ُ ت «قَ ْد َزلَّ ْت قَ َد ِمي» فََر ْح َمتُ َك َيا َرب تَ ْع ُ َزلَّ ْت قَ َد ِمي = بالخطايا والميوؿ المنحرفة .ولكف كؿ مف يتوب ويعترؼ تدركو مراحـ اهلل.
آية (ِ ٜٔ" - )ٜٔع ْن َد َكثْرِة ُىمو ِمي ِفي َد ِ اخمِي ,تَ ْع ِزَياتُ َك تُمَ ٍّذ ُذ َن ْف ِسي". َ ُ في وسط التجارب واألحزاف ال تتركنا تعزيات اهلل (المسيح صاحب الثبلثة فتية في األتوف). اى ُد َك ُكر ِسي ا ْلمفَ ِ آية (ٕٓ) َ ٕٓ" -ى ْل يع ِ يض ٍة؟" اس ِد ,ا ْل ُم ْختَمِ ُ ق إِثْ ًما َعمَى فَ ِر َ َُ ْ َ األشرار يظمموف األبرياء ،وىـ ليـ قوة وسمطاف= ُكر ِسي .ولكنو بسبب شرورىـ يسمى ُكر ِسي ا ْلمفَ ِ اس ِد. ْ ْ َ وبسمطانيـ يحموف أحكاميـ الظالمة ويسندونيا ،ويسببوف رعباً ألوالد اهلل .بؿ ىـ يصوروف بقوانينيـ الظالمة أف يض ٍة = يضعوف قوانيف ليا مظالميـ ليا صورة القانوف ،ىـ غشاشوف ،وقحوف ،أقوياء .ا ْل ُم ْختَمِ ُ ق إِثْ ًما َعمَى فَ ِر َ صورة الفريضة والقانوف وفي داخميا حماية لشرورىـ ،بؿ ىي تقنيف لشرورىـ .كما حدث مع المسيح فيـ حاكموه كمخالؼ لمناموس ،وىكذا حاكموا كؿ الرسؿ .وىناؾ في أياـ دانياؿ لفؽ اعداؤه قانوناً ليمسكوا بو ويرموه في جب اى ُد َك ُكر ِسي ا ْلمفَ ِ األسودَ .ى ْل يع ِ اس ِد = ىؿ يدخؿ اهلل في معاىدة مع ىؤالء األشرار اي ىؿ ىومتفؽ معيـ فيما َُ ْ َ يعممونو أو ىو يحمييـ؟ قطعاً لف يحدث ،وطالما لف يحدث فيـ محكوـ عمييـ بالنياية األليمة ميما كانت قوتيـ.
276
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والتطعون)
ٕٔ ون َعمَى َن ْف ِ الصدٍّي ِ ون َعمَى َدٍم َزِك ٍّي". س ٍّ قَ ,وَي ْح ُك ُم َ آية (ٕٔ) َ " -ي ْزَد ِح ُم َ تحدث مع الشيداء والقديسيف وأوضح صورة ليذا حدثت لممسيح نفسو. ٖٕ ٕٕ ان َّ ِ شٍّرِى ْم ُي ْف ِني ِي ْم. ص ْخ َرةَ َم ْم َجِإيَ .وَي ُرد َعمَ ْي ِي ْم إِثْ َم ُي ْمَ ,وِب َ اآليات (ٕٕ " - )ٕٖ-فَ َك َ ص ْر ًحاَ ,وِال ِيي َ الرب لي َ لي َنا". ُي ْف ِني ِي ُم َّ الرب إِ ُ
277
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والتطعون)
المزمور الخامس والتسعون
عودة لمجدول
المزامير ٘ ٔٓٓ-ٜىي مزامير تسبيح هلل ألنو قد ممؾ .وتستخدـ ىذه المزامير في العبادة. اقتبس بولس الرسوؿ في (عبٖ )ٗ،مف ىذا المزمور ،لذلؾ نفيـ أف الراحة المشار إلييا ىنا ،المراد بيا ىو الخبلص الذي قدمو المسيح لمكنيسة وفي (عبٗ )ٚ2ينسب بولس الرسوؿ المزمور لداود وىكذا فعمت الترجمة
السبعينية في عنواف المزمور. ٔ ص َناَ ٕ .نتَقَدَّم أَمام ُو ِبحم ٍد ,وِبتَرِنيم ٍ ف لِص ْخرِة َخبلَ ِ ِ ف لَ ُو". اآليات (َٔ " - )ٕ-ىمُ َّم ُن َرٍّن ُم لِ َّمر ٍّ ات َن ْي ِت ُ بَ ,ن ْيت ُ َ َ ُ َ َ َْ َ ْ َ دعوة لنا جميعاً لنرنـ ونسبح اهلل عمى الخبلص الذي صنعو والراحة التي أعدىا لنا.
ِ ِِ ِ ِ ٗ َِّ ِ ب إِ ٌ ِ ير األ َْر ِ ضَ ,و َخ َزِائ ُن اآليات (ٖٖ" - )٘-أل َّ الر َّ َن َّ ير َعمَى ُك ٍّل اآلل َية .الذي ِب َيده َمقَاص ُ يمَ ,مم ٌك َك ِب ٌ لو َعظ ٌ ٘ ِ ا ْل ِج َب ِ س َة". س َب َكتَا ا ْل َيا ِب َ ص َن َع ُوَ ,وَي َداهُ َ ال لَ ُو .الَّذي لَ ُو ا ْل َب ْح ُر َو ُى َو َ نرتؿ هلل ألنو عظيـ وفوؽ الجميع حتى آلية األمـ (الشياطيف) او األلية ىـ الرؤساء والقضاة عمى األرض ِ ِِ َِّ ير األ َْر ِ ض = أي األماكف العميقة في األرض ،وأصؿ الكممة يشير (مزٕ )ٛأو المبلئكة .الذي ِب َيده َمقَاص ُ (لبلختراؽ واختبار حقيقة الشئ) َو َخ َزِائ ُن ا ْل ِج َب ِ ال لَ ُو = أصؿ الكممة يشير لمف يتعب ويكد ليستخرج كن اًز مف الجباؿ .ويصير معنى اآلية ،أف اهلل بقوتو فتش عف اإلنساف (الذي في نظر اهلل مثؿ كنز يفرح بو) حتى يأتي بو مف أعمؽ نقطة في األرض ،يطيره مف عمؽ خطاياه ويجعمو سماوياً كالجباؿ. ٚ ٙ الر ٍّ ِ ِ ب َم ْر َعاهُ َو َغ َن ُم ام َّ لي َناَ ,وَن ْح ُن َ ش ْع ُ اآليات (َ " - )ٔٔ-ٙىمُ َّم َن ْ ب َخالق َنا ,أل ََّن ُو ُى َو إِ ُ س ُج ُد َوَن ْرَكعُ َوَن ْجثُو أ َ َم َ ِ ٜ ٛ ِ ي ِد ِه .ا ْليوم إِ ْن ِ ث َج َّرَب ِني س َة ِفي ا ْل َبٍّري يب َةِ ,م ْث َل َي ْوِم َم َّ َّةَ ,ح ْي ُ وب ُك ْمَ ,ك َما في َم ِر َ ص ْوتَ ُو ,فَبلَ تُقَسوا ُقمُ َ َ سم ْعتُ ْم َ َ َْ َ ٓٔ ض ٌّ ال َق ْم ُب ُي ْمَ ,و ُى ْم اؤ ُك ُمْ . س َن ًة َمقَت ذلِ َك ا ْل ِج َ ت « ُى ْم َ آب ُ يلَ ,وُق ْم ُ ضا ِف ْعمِي .أ َْرَب ِع َ ب َ ص ُروا أ َْي ً ش ْع ٌ َ ين َ اختََب ُروِني .أ َْب َ ٔٔ لَم يع ِرفُوا ِ اح ِتي»". ْس ْم ُ ض ِبي «الَ َي ْد ُخمُ َ ت ِفي َغ َ ون َر َ ْ َْ سُبمي» .فَأَق َ ُ ىي دعوة لمف بحث عنيـ اهلل وىيأ ليـ راحة أف يأتوا ويسجدوا لو وال يقسوا قموبيـ كما فعؿ الشعب في البرية س ِم ْعتُ ْم = ىو الزماف الحاضر. فيمكوا ولـ يدخموا أرض الميعاد ،أرض راحتيـ .ا ْل َي ْوَم إِ ْن َ
278
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والتطعون)
المزمور السادس والتسعون
عودة لمجدول
المزمور السادس والتسعون (الخامس والتسعون في األجبية) كممات ىذا المزمور تتشابو جداً مع تسبحة داود بمناسبة صعود التابوت إلى أورشميـ (ٔأي .)ٖٙ-ٚ2ٔٙوربما كانت تسبحة داود ىذه ىي األساس وبعد ذلؾ تـ بعض التعديبلت فييا .فنجد أف (أشٕٗ )ٔٓ2ىي نفس اآلية
األولى مف ىذا المزمور .واآليات في (ٔأي )ٖٖ-ٕٖ2ٔٙىي نفسيا تقريباً كممات ىذا المزمور ،لذلؾ نقوؿ أف
كاتب ىذا المزمور ىو داود ،ثـ أحدثوا بعض تعديبلت طفيفة عميو مأخوذة أيضاً مف أقواؿ أنبياء مثؿ إشعياء
ليرنموا بو.
ٕ اآليات (ٔٔ" - )ٖ-رٍّنموا لِ َّمر ٍّ ِ ب َيا ُك َّل األ َْر ِ بَ ,ب ِ اس َم ُوَ ,ب ٍّ ش ُروا ضَ .رٍّن ُموا لِ َّمر ٍّ يدةًَ .رٍّن ِمي لِ َّمر ٍّ يم ًة َج ِد َ ارُكوا ْ ب تَْرن َ َ ُ ٖ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ يع الش ُع ِ ٍ ِ ٍ وب ِب َع َجائ ِبو". ُمِم ِب َم ْجدهَ ,ب ْي َن َجم ِ م ْن َي ْوم إلَى َي ْوم ِب َخبلَصوَ .ح ٍّدثُوا َب ْي َن األ َ
أماـ عمؿ المسيح الخبلصي عمينا أف نشكر ونسبح .فالمسيح حيف شفى العشرة البرص وعاد واحد منيـ ليشكره سأؿ عف التسعة الباقيف .والييود سبحوا اهلل بسبب كؿ العجائب التي صنعيا معيـ .ونحف نسبحو بسبب
ا لخبلص الذي أكممو لنا عمى الصميب .ويود كؿ مرنـ أف يصؿ تسبيحو لكؿ األرض وكؿ الشعوب ليعرؼ الكؿ شروا ِم ْن يوٍم إِلَى يوٍم ِب َخبلَ ِ ص ِو ،وحدثوا بيف األمـ َْ َْ عمؿ اهلل معو .وىذا ما صنعو الرسؿ والكنيسة بعدىـ أنيـ َب ٍّ ُ ِ ب ثبلث مرات ،نبوة واشارة عف الثالوث الذي لـ يعرؼ عنو إال في العيد الجديد. بمجده .ونبلحظ تكرار اسـ ا َّلر ّ يدةً = ترنيمة جديدة أيضاً ألنيا تخص العيد الجديد ،الذي فيو آمنت األرض كميا باهلل ولـ يعد وىي تسبحة َج ِد َ اإليماف قاص اًر عمى الشعب الييودي فقط. الر َّ ِ َن ُك َّل آلِ َي ِة الش ُع ِ ام, وب ُى َو َعمَى ُك ٍّل اآللِ َي ِة٘ .أل َّ اآليات (ٗٗ" - )٘-أل َّ َن َّ يم َو َح ِم ٌ يد ِجدًّاَ ,م ُي ٌ وب أ ْ َص َن ٌ ب َعظ ٌ السماو ِ ات". َما َّ أ َّ ص َن َع َّ َ َ الرب فَقَ ْد َ وب َعمَى ُك ٍّل اآللِ َي ِة (مف تسمييـ ىذا التسبيح موجو لمرب المصموب ،إذ تؤمف أنو ولو أنو مصموب إال أنو َم ُي ٌ شعوبيـ آلية). ٙ َّام ُو .ا ْل ِعز َوا ْل َج َما ُل ِفي َم ْق ِد ِس ِو". آية (َ " - )ٙم ْج ٌد َو َجبلَ ٌل قُد َ لذلؾ ال يقؼ الخطاة أماـ اهلل ولكف يقؼ أمامو مف تبرر بدـ المسيح وامتمؾ فضيمة.
279
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والتطعون) ٛ ٚ ِ ِ اس ِم ِوَ .ىاتُوا ٍّموا لِ َّمر ٍّ ٍّموا لِ َّمر ٍّ ٍّموا لِ َّمر ٍّ ب َم ْج َد ْ ب َم ْج ًدا َوقُ َّوةً .قَد ُ ب َيا قَ َبائ َل الش ُعوب ,قَد ُ اآليات ( " - )ٛ-ٚقَد ُ تَ ْق ِد َم ًة َو ْاد ُخمُوا ِد َي َارهُ".
ىذه الكممات ال تقاؿ إال عف كنيسة العيد الجديد ،ففي أياـ الييود ،كانوا ممزميف بتقديـ الذبائح في ىيكؿ أورشميـ فقط ،ويقوؿ ىنا= َىاتُوا تَ ْق ِد َم ًة َو ْاد ُخمُوا ِد َي َارهُ .وتقدمة مترجمة في السبعينية ذبائح .وقولو ِد َي َارهُ دؿ عمى الكنائس العديدة في كؿ العالـ ،وليس ىيكؿ أورشميـ .وفي كؿ قداس تقدـ ذبيحة .واذا فيمناىا تقدمة ،يكوف المقصود أعمالنا الحسنة نمجد بيا أبونا السماوي.
ٜ ِِ ب ِفي ِزي َن ٍة مقَد ٍ َّام ُو َيا ُك َّل األ َْر ِ ض". اس ُج ُدوا لِ َّمر ٍّ آية (ْ " - )ٜ ُ َ َّسةْ .ارتَعدي قُد َ ٍ َّس ٍة = ىي الفضائؿ= ىي أف نمبس الرب يسوع .ونسجد بخشوع. ال ِزي َنة ال ُمقَد َ ٓٔ ِ وب ُمِم « َّ س ُكوَن ُة فَبلَ تَتََز ْع َزعَُ .ي ِد ُ الرب قَ ْد َممَ َك .أ َْي ً ين الش ُع َ ضا تَثَبَّتَت ا ْل َم ْ آية (ٓٔ) " -قُولُوا َب ْي َن األ َ ِب ِ ام ِة»". ْ االستقَ َ الرب قَ ْد َممَ َك = وفي الترجمة السبعينية الرب قد ممؾ عمى ُمِم)؟ أن َّ ما ىي البشرى التي نبشر بيا الشعوب (األ َ خشبة .فالرب ممؾ بصميبو.وىذه االية والتي تعتبر نبوة عجيبة عف عمؿ المسيح بصميبو ،وكما وردت في ىذه ِ س ُكوَن ُة .فبعد أف الترجمة السبعينية تثبت اف ىذه الترجمة ىي بوحي مف الروح القدس .وثبت كنيستو= تَثَبَّتَت ا ْل َم ْ ين الشعوب ِب ِ ام ِة = ىذا عمؿ المسيح في كاف الناس في اضطراب أعطاىـ سبلـ وثبتيـ عمى صخرةَ .ي ِد ُ ُ َ ْ االستقَ َ
المجيء الثاني ،سيكوف المسيح ىو الدياف.
ٔٔ ض ,لِ َي ِع َّج ا ْل َب ْح ُر َو ِم ْم ُؤهُ". آية (ٔٔ) " -لِتَ ْف َر ِح َّ ات َوْلتَ ْبتَ ِي ِج األ َْر ُ الس َم َاو ُ خبلص البشر صار موضوع تسبيح المبلئكة (سفر الرؤيا) .وبو صارت السماء واألرض مممكة واحدة .وجاءت المبلئكة عمى األرض (يؤ .)٘ٔ2والبحر يشير لمعالـ وبعد أف آمف العالـ سبحوا هلل = لِ َي ِع َّج ا ْل َب ْح ُر َو ِم ْم ُؤهُ.
آية (ٕٔ) ٕٔ" -لِي ْج َذ ِل ا ْلح ْق ُل و ُكل ما ِف ِ ش َج ِ ار ا ْل َو ْع ِر " يو ,لِتَتََرَّن ْم ِحي َن ِئ ٍذ ُكل أَ ْ َ َ َ َ ش َج ِ ار ا ْل َو ْع ِر والتي ىي ببل ثمر ،ىذه لِ َي ْج َذ ِل ا ْل َح ْق ُل = صرنا أرضاً بذر فييا المسيح كممتو لنعطي ثما اًرُ .كل أَ ْ تحولت ألشجار مثمرة (األمـ الوثنييف صاروا مؤمنيف). ٖٔ َما َن ِت ِو". الر ٍّ ام َّ ين األ َْر َ ضَ .ي ِد ُ اء لِ َي ِد َ س ُكوَن َة ِبا ْل َع ْد ِل َوالش ُع َ ين ا ْل َم ْ اءَ .ج َ ب ,أل ََّن ُو َج َ وب ِبأ َ آية (ٖٔ) " -أ َ َم َ ض = المسيح في مجيئو األوؿ جاء ليعطينا معرفة الحؽ .وسيأتي ثانية في المجيء الثاني ليديف ين األ َْر َ لِ َي ِد َ
اء مرتيف لتشير لممجيء األوؿ والثاني.فاالولي نري فييا عمؿ المسيح مع شعبو فصار ليـ العالـ .وتكرار كممة َج َ
280
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والتطعون)
ب = االمسيح الذي جاء فاثمروا وىو فرح بنتيجة عممو ،وكؿ مف ياتي بثمار الر ٍّ ام َّ ثمار وصاروا في فرح = أ َ َم َ ينقيو لياتي بثمر اكثر ، س ُكوَن َة ِبا ْل َع ْد ِل ( يو ٘ٔ.)٘ –ٔ 2 وكؿ مف ىو ببل ثمر يقطعو في المجئ الثاني = َي ِد ُ ين ا ْل َم ْ
281
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والتطعون)
المزمور السابع والتسعون
عودة لمجدول
المزمور السابع والتسعون (السادس والتسعون في األجبية) بحسب السبعينية ،عنواف المزمور "لداود لما ارتدت لو األرض" أي بعد أف ارتاح مف الحروب ومقاومة األعداء،
وصارت لو المممكة.
والمسيح بصميبو إمتمؾ أرضنا أي جسدنا ،فبعد أف كنا متمرديف عمى اهلل ،خضعنا لو ،وصارت أرضنا ممكو،
وأرسؿ روح قدسو عمى أرضنا فأثمرت (ثمار الروح) ولذلؾ نجد ىذا المزمور ينقسـ إلى قسميف-2 o
األوؿ 2اآليات (ٔ )ٙ-يصور ىياج العالـ الطبيعي ولكنو تحت سيطرة اهلل.
o
الثاني 2اآليات ( )ٕٔ-ٚيصور النتائج الروحية لمجيء المسيح وعممو الخبلصي وخضوع الكؿ لو.
ٔ ِ ِ يرةُ". آية (ٔ) " -اَ َّلرب قَ ْد َممَ َكَ ,ف ْمتَ ْبتَ ِي ِج األ َْر ُ ضَ ,وْلتَ ْف َر ِح ا ْل َج َزائ ُر ا ْل َكث َ اهلل ىو خالؽ وممؾ األرض كميا .فقولو اَ َّلرب قَ ْد َممَ َك = يشير لممكو الجديد بصميبو .وكؿ خاطئ يتوب ويرجع ض= أي اإلنساف الذي حرره الرب والفرح مف ثمار الروحَ .وتَ ْف َر ِح ا ْل َج َزِائ ُر = إلى اهلل يممؾ عميوْ .لتَ ْبتَ ِي ِج األ َْر ُ إشارة لؤلمـ (تؾٓٔ )٘2الساكنيف في الجزائر البعيدة .وروحياً فالجزيرة تشير لممؤمف الثابت الذي تحيط بو
األمواج مف كؿ ناحية.
ٕ الضباب حولَ ُو .ا ْلع ْد ُل وا ْلحق قَ ِ اع َدةُ ُك ْر ِس ٍّي ِو". آية (ٕ) َّ " - َ َ َ الس َح ُ اب َو َّ َ ُ َ ْ اب = إشارة ألف اب = إشارة ألف اهلل يحجب نفسو فنحف ال نستطيع أف نعايف مجده (أعَٔ .)ٜ2و َّ َّ الض َب ُ الس َح ُ معموماتنا عف اهلل ضئيمة جداً .ولكف نعمـ أف ا ْلع ْد ُل قَ ِ اع َدةُ ُك ْر ِس ٍّي ِو. َ ٖ اءهُ َح ْولَ ُو". َّام ُو تَذ َ ب َن ٌار َوتُ ْح ِر ُ قأْ ْى ُ َع َد َ آية (ٖ) " -قُد َ ام ُو اهلل في عدلو ىو نار آكمة تحرؽ أعداءه المتمردوف عميو (الٕ+ ٔ2ٔٓ،عد + ٖ٘2ٔٙتؾ .)ٕٗ2ٜٔوقُ َّد َ ب َن ٌار = فإلينا نار آكمة .والروح القدس حؿ عمى التبلميذ عمى ىيئة ألسنة نار .والينا سور مف نار حولنا تَذ َ ْى ُ يحفظنا (زؾٕ .)٘2والروح القدس يشعؿ نار المحبة في قموبنا هلل (رؤٔ + ٕٔ2رو٘ + ٘2متٕٗ+ ٔٗ2
لوٕٗ + ٖٕ2تثٗ + ٕٗ2عبٕٔ .)ٕٜ2وىي نار إحراؽ وروح إحراؽ (أشٗ )ٗ2يحرؽ خطايانا. ٗ َضاء ْت بروقُ ُو ا ْلمس ُكوَن َة .أر ِ ض َو ْارتَ َع َد ْت". َت األ َْر ُ َ ْ َ آية (ٗ) " -أ َ َ ُ ُ
282
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والتطعون)
س ُكوَن َة = تفيـ بمعنييف مثؿ النار 2فتفيـ أوالً بأف اهلل يخيؼ أعداؤه بالبروؽ التي تحرؽ أ َ اء ْت ُب ُروقُ ُو ا ْل َم ْ َض َ وتدمر .وتفيـ أف نور الك ارزة شمؿ العالـ كمو وأناره .وتفيـ البروؽ أيضاً عمى أنيا وعود اهلل التي يأتي بعدىا تحقيؽ ىذه الوعود ،كما يأتي المطر بعد البروؽ.
آية (٘) َ ٘" -ذاب ِت ا ْل ِجبا ُل ِ س ٍّي ِد األ َْر ِ َّ ض ُكمٍّ َيا". د ق , ب الر َّام د ق ع م الش ل ث م ِ ُ ٍّ ُ ْ َّ َ َ َ َّام َ ْ َ َ ذابت الجبال = أمام اهلل تذوب الجبال .فالشعوب الوثنية (الروماف) ذابت في الكنيسة.والجباؿ اتخذت رم اًز لبلمـ التي قاومت المسيح وكنيستو ( رؤ )ٜ 2ٔٚوكميا زالت وسيزوؿ الباقي ،ولكف كنيسة المسيح ستبقي لبلبد.
ٙ ات ِب َع ْدلِ ِوَ ,و أرَى َج ِميعُ الش ُع ِ وب َم ْج َدهُ". َخ َب َر ِت َّ آية ( " - )ٙأ ْ الس َم َاو ُ َ يوـ عماد ال مسيح انفتحت السموات وشيد اآلب لو .ويوـ ميبلده سبحت المبلئكة ولقد ذاع خبره بالك ارزةَ ،و َأرَى َج ِميعُ الش ُع ِ وب َم ْج َدهُ = باإليماف الذي انتشر في كؿ العالـ ،والمؤمنيف الذيف مجدوا اهلل باعماليـ.
ِ اآليات (ٚ" - )ٛ-ٚي ْخ َزى ُكل عا ِب ِدي ِتمثَال م ْنح ٍ ين ِباأل ِ يع اآللِ َي ِة. وت ,ا ْل ُم ْفتَ ِخ ِر َ َ ُ َ َ اس ُج ُدوا لَ ُو َيا َجم َ َص َنامْ . ْ ْ َح َك ِ ٛس ِمع ْت ِ ام َك َيا َرب". ص ْي َي ْو ُن فَفَ ِر َح ْتَ ,و ْابتَ َي َج ْت َب َن ُ َج ِل أ ْ ات َي ُيوَذا ِم ْن أ ْ َ َ ِ ِ ِ ِ سم َع ْت ص ْي َي ْو ُن فَفَ ِر َح ْت .لقد جمع المسيح ىنا نرى إيماف األمـ = َي ْخ َزى ُكل َعا ِبدي ت ْمثَال ..وايماف الييود= َ كرأس لمزاوية األمـ والييود في جسده الواحد. ٜ ت َيا َرب َعمِ ٌّي َعمَى ُك ٍّل األ َْر ِ ت ِجدًّا َعمَى ُك ٍّل اآللِ َي ِة". ضَ .عمَ ْو َ آية ( " - )ٜأل ََّن َك أَ ْن َ ت ِجدًّا = اهلل عالي دائماً .ولكنو حينما ارتفع عمى الصميب مجدتو كؿ األرض .والمسيح الذي جاء الينا َعمَ ْو َ متواضعا ظير انو ىو ييوه العظيـ ،وصعد المسيح وجمس عف يميف اآلب. ٓٔ ِ ضوا َّ ش َر ِ ار ُي ْن ِق ُذ ُى ْم". الر ٍّ آية (ٓٔ) َ " -يا ُم ِح ٍّبي َّ وس أَتْ ِق َي ِائ ِوِ .م ْن َي ِد األَ ْ ب ,أ َْب ِغ ُ الش َّرُ .ى َو َحافظٌ ُنفُ َ ٔٔ ق ,وفَرح لِ ْممستَ ِق ِ يمي ا ْل َق ْم ِب". ور قَ ْد ُز ِرعَ لِ ٍّ مصدٍّي ِ َ َ ٌ ُ ْ آية (ٔٔ) ُ " -ن ٌ مصدٍّي ِ ق = المسيح نور مف نور .ىو ظير ع لِ ٍّ ور قَ ْد ُز ِر َ ور قَ ْد ُز ِر َ ع = نور قد أشرؽ ..ىو المسيح نور العالـُ .ن ٌ ُن ٌ
كنور في العالـ حيف تجسد وبدوف زرع بشر ،انما بالروح القدس .ولـ يعرفو إالّ الصديقيف .وبعد أف صعد زرع
حياتو في كؿ معمد مؤمف ،فبولس يقوؿ "لي الحياة ىي المسيح" (أؼٔ )ٕٔ2ويقوؿ "مع المسيح صمبت فأحيا ال
في" (غؿٕ .)ٕٓ2وحسب وعده فيو وسط كنيستو كؿ األياـ ،بؿ وسط أي إثنيف يجتمعاف أنا بؿ المسيح يحيا َّ بإسمو.
283
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والتطعون) ٕٔ اح َم ُدوا ِذ ْك َر قُ ْد ِس ِو". الر ٍّ آية (ٕٔ) " -اف َْر ُحوا أَي َيا ٍّ ون ِب َّ الصدٍّيقُ َ بَ ,و ْ
284
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والتطعون)
المزمور الثامن والتسعون
عودة لمجدول
المزمور الثامن والتسعون (السابع والتسعون في األجبية) ىذا المزمور يفتتح ويختـ بنفس العبارات التي يفتتح بيا ويختـ (مز .)ٜٙويشابيو مشابية كبرى عمى طوؿ
الخط .ولو نفس ىدؼ المزموريف السابقيف ،فيو نبوة عف مممكة المسيح وأنيا أقيمت في العالـ ودخوؿ األمـ
فييا .ودعوة الجميع لتسبيح الرب عمى عممو واقامة مممكتو .فإف كاف مف لـ يعرفوا المسيح وعاشوا في العيد القديـ مدعويف لمتسبيح فنحف باألولى عمينا أف نسبح بعد أف خمصنا المسيح بصميبو فعبلً. ِ آية (ٔ) ٔ" -رٍّنموا لِ َّمر ٍّ ِ صتْ ُو َي ِمينُ ُو َوِذ َراعُ قُ ْد ِس ِو". يم ًة َج ِد َ ص َن َع َع َجائ َ بَ .خمَّ َ يدةً ,ألَنَّ ُو َ ب تَْرن َ َ ُ ِذ َراعُ قُ ْد ِس ِو = إشارة لممسيح قوة اهلل التي عممت الخبلص (أشٔٔ + ٜ2٘ٔ +ٔٓ2ٗٓ،أشٖ٘+ ٔ2
ِ يم ًة يؤٕ .)ٖٛ2والرب صنع عجائب كثيرة لشعب إسرائيؿ خصوصاً في خروجيـ مف مصر .ولكف قولو تَْرن َ يدةً = فيذا يعبر عف عممو الجديد الذي لـ يكف قد قاـ بو بعد وىو فداء الصميب .وجديدة اي لف نمؿ مف َج ِد َ صتْ ُو َي ِمينُ ُو = اليميف ىي القوة .والمسيح صار تكرار تسبيح المسيح بسبب الخبلص الذي تـ بالصميب َ .خمَّ َ ضعيفاً ،جسداً بشرياً ،ومات ،لكف َي ِمينُ ُو أي قوة الىوتو المتحد بناسوتو أقامتو ولـ يستطع الموت أف يمسكو. ِ ب = إذ بقيامتو أقاـ معو كنيستو في كؿ العالـ. ص َن َع َع َجائ َ َ
ٕ ص ُو .لِ ُع ُي ِ ف ِب َّرهُ". َعمَ َن َّ ُمِم َك َ شَ آية (ٕ) " -أ ْ الرب َخبلَ َ ون األ َ ص ُو = خبلص لكؿ البشرية مف يد إبميس .لِ ُع ُي ِ ف ِب َّرهُ = لقد ظير عمى الصميب أف َعمَ َن َّ ُمِم َك َ شَ أْ الرب َخبلَ َ ون األ َ صمِب بسبب عدؿ اهلل الذي استوجب أف يموت ىو عوضاً المسيح لـ يصمب لخطية فعميا ،بؿ كاف با اًر .لكنو ُ عف اإلنساف الخاطئ. ٖ َت ُكل أَقَ ِ ِ ِ اصي األ َْر ِ ص إِل ِي َنا". س َرِائ َ يلَ .أر ْ َما َنتَ ُو ل َب ْيت إِ ْ ض َخبلَ َ آية (ٖ) َ " -ذ َك َر َر ْح َمتَ ُو َوأ َ ىذا الخبلص المقدـ كاف لبيت إسرائيؿ ولؤلمـ حتى ُكل أَقَ ِ اصي األ َْر ِ ض. ٘ ٗ ود وصو ِت َن ِش ٍ ب ِب ُع ٍ ب َيا ُك َّل األ َْر ِ يد. اى ِتفُوا َو َرٍّن ُموا َو َغنواَ .رٍّن ُموا لِ َّمر ٍّ اآليات (ِٗ " - )ٜ-ا ْى ِت ِفي لِ َّمر ٍّ ضْ . ودِ .ب ُع ٍ َ َ ْ اك ُن َ ِ الس ِ الر ٍّ ِ ِ ٚ ور ْ ِ ص ْو ِت الص ِ ِ ٙباأل َْب َوا ِ يياٛ .األَ ْن َي ُار س ُكوَن ُة َو َّ َّام ا ْل َممِ ِك َّ ب! ل َيع َّج ا ْل َب ْح ُر َو ِم ْم ُؤهُ ,ا ْل َم ْ ون ف َ ق َو َ اىتفُوا قُد َ ٜ ِ ِ ِ ِ وب الر ٍّ ام َّ صفٍّ ْ ين األ َْر َ ضَ .ي ِد ُ اء لِ َي ِد َ س ُكوَن َة ِبا ْل َع ْد ِل َوالش ُع َ ين ا ْل َم ْ ب ,ألَنَّ ُو َج َ لتُ َ ق ِباأل ََيادي ,ا ْلج َبا ُل لتَُرٍّن ْم َم ًعا أ َ َم َ ِب ِ ام ِة". ْ االستقَ َ
285
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والتطعون)
بعد الخبلص الذي رأيناه ،ماذا نقدـ هلل سوى الشكر والتسبيح .وكانوا في العيد القديـ يستخدموف آالت كثيرة
موسيقية ،ولكف كنيستنا تفضؿ الحنجرة البشرية عمى كؿ اآلالت الموسيقية .ومع التأمؿ في ىذه اآلالت نفيـ
كيؼ نرتؿ .األ َْب َوا ِ ق= إشارة لمك ارزة بالكتاب المقدس ونحف نرتؿ مستخدميف كممات الكتاب المقدس( .أش.)ٔ2٘ٛ وال ُع ٍ ود= لو أوتار مشدودة .إشارة ألف مف يسبح عميو أف يكوف مستعداً ،فالوتر المرتخي ال يعطي صوتاً .الص ِ ور = ىو نوع مف األبواؽ أشبو ما يمكف بالمزمار .ثـ ينتقؿ لمخميقة المادية ،فيو يطمب مف ا ْل َب ْح ُر واألَ ْن َيار وا ْل ِج َبا ُل أف تسبح= فيذه بعظمتيا وروعة خمقتيا تشيد لمف خمقيا ،ولو استطاعت لتكممت وسبحت .وروحياً ا ْل َب ْح ُر = يشير لشعوب العالـ الذيف كانوا متقمقميف بسبب شرورىـ فكانوا يعجوف ويصدروف أصوات الخبلعة ،واآلف بعد اك ُن َ ِ الس ِ ييا = كؿ الشعوب المؤمنة .األَ ْن َيار= ىـ س ُكوَن ُة َو َّ إيمانيـ ليعجوا بأصوات التسبيح لمف خمصيـ .ا ْل َم ْ ون ف َ ق األ ََي ِادي= ىو عبلمة صفٍّي ْ الممموئيف بالروح القدس ويفيضوا بتعاليميـ عمى كؿ المسكونة كالرسؿ والمبشريف وتُ َ
فرح ىؤالء بإيماف تبلميذىـ .اا ْل ِج َبا ُل= المؤمنيف ذوي اإليماف العالي ،القديسيف .وقد تشير لممبلئكة.
286
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والتطعون)
المزمور التاسع والتسعون
عودة لمجدول
المزمور التاسع والتسعون (الثامن والتسعون في األجبية) ىذا المزمور مثؿ ما سبقو ،تسبيح هلل الذي أقاـ مممكتو بصميبو عمى األرض .وىذا المزمور يشير ألف عمؿ اهلل
الذي كمؿ عمى الصميب بدأ منذ زماف طويؿ في العيد القديـ .وأف اهلل الذي أظير مراحمو عمى الصميب أظيرىا
بصور أخرى مع شعب العيد القديـ ،فاهلل لـ يترؾ شعبو بؿ تعيدىـ بأنبيائو وأخي اًر أرسؿ ابنو "يسوع المسيح ىو
ىو أمس واليوـ والى األبد" (عبٖٔ )ٛ2مراحـ اهلل ثابتة ال تتغير ولكنيا تجمت بصورة عجيبة عمى الصميب.
ىذا المزمور ىو واحد مف ٖ مزامير تبدأ بأف الرب قد ممؾ ،والمرنـ يتيمؿ كنبوة بالمسيح الذي سيممؾ بصميبو. ولكف المسيح منذ األزؿ ىو ممؾ بدليؿ أنو جالس عمى الكروبيـ وأنو يثبت االستقامة والحؽ ومنو ترتعد الشعوب.
ٔ ِ ِ ض". س َعمَى ا ْل َك ُروِب ِيم .تَتََزْل َز ُل األ َْر ُ آية (ٔ) " -اَ َّلرب قَ ْد َممَ َك .تَْرتَع ُد الش ُع ُ وبُ .ى َو َجال ٌ ِ وب = فالمسيح ىو الدياف الذي داف إبميس عمى الصميب وبعدلو سيديف كؿ مف يتبعو .بؿ بعمؿ تَْرتَع ُد الش ُع ُ
روحو القدوس في الك ارزة ،كاف مف يسمع يرتعد (أعٕٗ + ٕ٘2أع٘ .)ٔٔ2فعمؿ اهلل بقوة ،والكبلـ الذي مف الروح ِ س َعمَى ا ْل َك ُروِب ِيم = ممكو أزلى ،ىو أعمى مف المبلئكة وكاروب تعني القدس لو قوة ترىب مف يسمع .واهلل َجال ٌ معرفة ،فيـ ممموئيف أعيناً ،أي ممموئيف حكمة ومعرفة هلل وأموره .وقولو جالس تفيد سموه عنيـ ،وتشير لراحة اهلل
فييـ ،إذ ىـ يعرفونو كممؾ السماء واألرض .ومف يعرؼ اهلل يحبو ومف يرفض اهلل سيرتعد مف أحكامو .تَتََزْل َز ُل ض = األرض الجماد ،ال تحتمؿ مجد اهلل فتتزلزؿ (خرٔ + ٔٛ2ٜٔمؿ .)ٔٔ2ٜٔوىكذا كؿ نفس حيف تسمع األ َْر ُ صوت الروح القدس تتزلزؿ ،ومف يستجيب تتغير حياتو بالتوبة ،ومف ال يستجيب سيجد رعباً.
ٕ الرب ع ِظيم ِفي ِ ص ْي َي ْو َنَ ,و َعال ُى َو َعمَى ُك ٍّل الش ُع ِ وب". آية (ٕ) ٌ َ َّ " - ىذا ألف معرفة اهلل وناموسو وشرائعو بدأت مع شعب الييود .وبالمسيح اجتمع الييود مع األمـ وصار اهلل َعال َعمَى ُك ٍّل الش ُع ِ وب= الكؿ آمنوا باهلل. ٖ ِ وس ُى َو". آية (ٖ) َ " -ي ْح َم ُد َ يم َوا ْل َم ُي َ ون ْ وب ,قُد ٌ اس َم َك ا ْل َعظ َ ٗ ِ ِ ت ثَب َّ وب". َن ُي ِح َّ آية (ٗ) َ " -و ِعز ا ْل َممِ ِك أ ْ َج َرْي َ ام َة .أَ ْن َ ب ا ْل َحقَّ .أَ ْن َ ت أْ ت َحقًّا َو َع ْدالً في َي ْعقُ َ َّت ْ االستقَ َ ب ا ْل َح َّ ق = كرامة الممؾ أف يحب العدؿ (سبعينية) .والعدؿ يقوؿ أف الخاطئ يموت ،وىذا صنعو َن ُي ِح َّ ِعز ا ْل َممِ ِك أ ْ
المسيح بدالً عنا وسط يعقوب أي في أورشميـ.
287
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والتطعون)
٘ ِ ِ ِ وس ُى َو". الر َّ آية (٘) َ " -عموا َّ لي َناَ ,و ْ ب إِ َ اس ُج ُدوا ع ْن َد َم ْوط ِئ قَ َد َم ْيو .قُد ٌ لي َنا = عموه ومجده بالرغـ مف أنكـ ترونو اآلف متواضعاً عمى الصميب .لذلؾ فتسبحة البصخة "لؾ الر َّ َعموا َّ ب إِ َ اس ُج ُدوا ِع ْن َد َم ْو ِط ِئ قَ َد َم ْي ِو= يفيـ الييود أف موطئ قدمي اهلل ىو ىيكؿ القوة والمجد والبركة والعزة إلى األبدْ ".. سميماف (م ار ٕ )ٔ2وفي العيد الجديد نفيـ أف ىيكؿ سميماف يشير لجسد المسيح (يوٕ .)ٕٔ2فموطئ قدمي اهلل
ىو جسد المسيح ،فرأس المسيح ىو الىوتو الرتفاع عموه وسيادتو ،وأما قدميو فيو الجسد الذي لبسو ليسير بو عمى األرض .وصار مكاف صميبو ىو َم ْو ِط ِئ قَ َد َم ْي ِو .وميما حاولنا أف نرفع عقولنا لندرؾ عمو إرتفاعو سنفشؿ، ولعمنا نتواضع ونسجد أمامو ،أماـ سر تجسده ومحبتو التي بيما كاف يسير عمى األرض حباً لنا. ٙ ِِ اب الر َّ اس ِم ِوَ .د َع ْوا َّ ين َي ْد ُع َ ص ُموِئي ُل َب ْي َن الَِّذ َ وسى َو َى ُار ُ استَ َج َ ب َو ُى َو ْ ون ِب ْ ون َب ْي َن َك َي َنتوَ ,و َ اآليات (ُ " - )ٚ-ٙم َ لَ ُيمِ ٚ .ب َعم ِ الس َح ِ اى ْم". ود َّ اب َكمَّ َم ُي ْمَ .ح ِفظُوا َ َعطَ ُ ش َي َ يض َة الَِّتي أ ْ اد ِات ِو َوا ْلفَ ِر َ ْ ُ
يسوع ىذا الذي نراه مصموباً ،ىو مف تنبأ عنو األنبياء ،بؿ ىو الذي أرسميـ حباً لشعبو ،ليعمموا شعبو الوصايا، فبل ييمؾ الشعب ،بؿ ىـ كانوا رجاؿ صبلة يتشفعوف عف الشعب ،وكانوا يصموف لو ،فيو ييوه ،وىو يستجيب.
ىـ كانوا كينة يقدموف ذبائح رم اًز لمذبيح األعظـ الذي استجاب أخي اًر لصمواتيـ وقدـ نفسو.
ٛ ِ ْعالِ ِي ْم". ليا َغفُ ًا آية ( " - )ٛأَي َيا َّ ور ُك ْن َ استَ َج ْب َ لي َنا ,أَ ْن َ ت ْ ت لَ ُي ْم .إِ ً الرب إِ ُ ت لَ ُي ْمَ ,و ُم ْنتَق ًما َعمَى أَف َ كاف اهلل يستجيب ليـ في شفاعاتيـ عف الشعب ،وينتقـ مف أعداء الشعب وكؿ مف قاوميـ (قورح/داثاف..
العماليؽ .)..وقد استجاب أخي اًر بصميبو الذي بو غفر فعبلً كؿ خطايا المؤمنيف ،وبو انتقـ مف إبميس وأتباعو. ٜ وس". اس ُج ُدوا ِفي َج َب ِل قُ ْد ِس ِو ,أل َّ الر َّ الر َّ َن َّ آية (َ " - )ٜعموا َّ لي َناَ ,و ْ ب إِ َ ب إِ َ لي َنا قُد ٌ
288
ضفر المسامير ( المسمور المئت)
عودة لمجدول
المزمور المئة
المزمور المئة (التاسع والتسعون في األجبية) ىو مزمور حمد وشكر عمى مراحـ اهلل المستمرة منذ البدء وحتى اآلف والى األبد .فيو صنعنا ،وجعمنا قطيعو، اع صالح .لذلؾ نجد نغمة الفرح في ىذا المزمور فنحف عبيد اهلل الواحد القدير وحده ،وىو يعتبرنا واىتـ بنا كر ٍ
خاصتو لذلؾ نفرح ونشكر.
ٔ ب َيا اآليات (ِٔ " - )٘-ا ْى ِت ِفي لِ َّمر ٍّ ص َن َع َناَ ,ولَ ُو َن ْح ُن الر َّ َّ ب ُى َو اهللُُ .ى َو َ ِ ب َِ ِ َما َنتُ ُو". اس َم ُو٘ .أل َّ الر َّ َن َّ ْ صال ٌح ,إ َلى األ ََبد َر ْح َمتُ ُوَ ,وِالَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر أ َ عمؿ القديسيف ىو التسبيح .وعمى كؿ األرض أف تسبح ألف اهلل غمب لنا عدو كؿ البشر ،إي إبميس .وصيرنا
ٖ ٕ ُك َّل األ َْر ِ َن اعمَ ُموا أ َّ الر َّ اع ُب ُدوا َّ ب ِبفََر ٍحْ .اد ُخمُوا إِلَى َح ْ ض َرِت ِو ِبتََرنٍمْ . ضْ . ٗ ٍ ِ اح َم ُدوهَُ ,ب ِ ارُكوا س ِب ِ َ يحْ . ش ْع ُب ُو َو َغ َن ُم َم ْر َعاهُْ .اد ُخمُوا أ َْب َو َاب ُو ِب َح ْمد ,د َي َارهُ ِبالتَّ ْ
أبناء هلل ،فميذا نفرح ونسبحْ .اد ُخمُوا أ َْب َو َاب ُو = األبواب التي تدخمنا هلل ىي اإليماف ثـ المعمودية ثـ التوبة ثـ الدخوؿ لمكنيسة لمصبلة والتناوؿ لنثبت فيو ،ثـ بأعمالنا الصالحة التي تمجده وتشيد لو أماـ العالـ .ورحمة اهلل ثابتة إلى األبد لكؿ قديسيو المؤمنيف بو الذيف دخموا مف أبوابو.
289
ضفر المسامير ( المسمور المئت والواحذ)
المزمور المئة والواحد
عودة لمجدول
المزمور المئة والواحد (المئة في األجبية) نسمع ىنا مف داود عف المبادئ التي كاف مزمعاً أف يتمميا في مممكتو ،لتكوف مممكة طاىرة.
وداود الممؾ كرمز لممسيح الممؾ ،والمسيح بعد أف أسس مممكتو وكنيستو يريدىا طاىرة ببل عيب وال غضف وال دنس ،ىو طيرىا (اؼ٘ )ٕٚ-ٕ٘2ويريدىا أف تجاىد لتستمر طاىرة .وىذه الفكرة ِ شرحت في العيد القديـ ،إذ كانوا بعد الفصح يأكموف الفطير أسبوعاً كامبلً ،والمسيح فصحنا قد ذبح لنقضي عمرنا في غربتنا ببل خطية
(األسبوع يرمز لكؿ حياتنا عمى األرض) (والخمير رمز لمشر) (ٔكو)ٚ2٘،ٛ
نصمي ىذا المزمور في الساعة التاسعة لنرى مفاعيؿ الصميب في تنقية الكنيسة ولنعرؼ واجبنا. ٕ ٔ ِ ِ َسمُ ُك ِفي اآليات (َٔ " - )ٕ-ر ْح َم ًة َو ُح ْك ًما أُ َغ ٍّني .لَ َك َيا َرب أ َُرٍّن ُم .أَتَ َع َّق ُل ِفي َ ط ِريق َكاملَ .متَى تَأْتي إِلَ َّي؟ أ ْ ِ َكم ِ س ِط َب ْي ِتي". ال َق ْم ِبي في َو َ َ
َر ْح َم ًة َو ُح ْك ًما أُ َغ ٍّني = الحظ أف الرحمة تسبؽ الحكـ ،وىذا ما يجعمني اسبح أف رحمتؾ شممتني .وأما الحكـ فكاف عمى أعدائي (إبميس وأتباعو) لرحمتؾ وحكمؾ اسبحؾ يا رب (سبعينية) .وقد يسمح اهلل ألوالده ببعض األحكاـ والتجارب في ىذا العالـ ليرح ميـ في اليوـ األخير ،فيو يؤدب أوالده الذيف يحبيـ في ىذا العالـ .ونحف
نسبح اهلل أف رحمنا إذ نفذ حكمو في ابنو ليخمصنا نحف .والرحمة تعطينا رجاء وفرح والحكـ يعطينا خوؼ مقدس فبل نتيور في طريؽ الخطية وىذا التوازف يساعدنا في طريقنا .أَتَع َّق ُل ِفي طَ ِريق َك ِ امل = أسمؾ في وصايا اهلل. َ َمتَى تَأ ِْتي إِلَ َّي = حيف قاؿ داود أنو يسمؾ في طريؽ كامؿ ذكر خطاياه وضعفو فقاؿ متى تعينني يا رب ،وبروح
إلى .ونحف في العيد الجديد ،لنا نفس النبوة رأي المسيح الكامؿ الذي سيعطي الكماؿ لكنيستو فقاؿ متى تأتي ّ ِ س ِط َب ْي ِتي ( اية ) ٚالمرائي يسمؾ المنطؽ ،متى نخمع ىذا الجسد الذي تسكف فيو الخطية (روٕٗ .)ٕٖ2ٚ،في َو َ بكماؿ أماـ الناس ،أما داود فيسمؾ بكماؿ حتى وىو في بيتو ،ألنو يشعر دائماً حتى وىو وحده أنو أماـ اهلل
فيخشى أف يغضبو.
ٗ ٖ يئاَ .ع َم َل َّ الزَي َغ ِ ب ُم ْع َو ٌّج َي ْب ُع ُد َّام َع ْي َن َّي أ َْم ًار َرِد ً صُ ضُ ان أ َْب َغ ْ اآليات (ٖ " - )ٛ-الَ أ َ ق ِبيَ .ق ْم ٌ ت .الَ َي ْم َ َضعُ قُد َ ِ ِ ٘ ِ َع ٍّنيٍّ . َحتَ ِممُ ُو. ستَ ْك ِب ُر ا ْل َع ْي ِن َو ُم ْنتَ ِف ُخ ا ْل َق ْم ِب الَ أ ْ ير الَ أ ْ َع ِرفُ ُو .الَّذي َي ْغتَ ُ صاح َب ُو س ًّار ى َذا أَ ْقطَ ُع ُوُ .م ْ اب َ الشٍّر ُ ٚ ط ب ْي ِتي ع ِ ِ ِ ِ ض لِ َكي أ ْ ِ ٙع ْي َناي عمَى أُم َن ِ اء األ َْر ِ ام ُل س ُي ْم َم ِعيَّ . السالِ ُك َ َ سَ َ َ َ َ ط ِريقًا َكامبلً ُى َو َي ْخد ُمني .الَ َي ْ س ُك ُن َو َ ُجم َ َ ْ ب ُك َّل فَ ِ اك ار أُِب ُ ِ ِ ٛ ار األ َْر ِ ش َر ِ ِغ ٍّ اعمِي الر ٍّ ض ,ألَ ْقطَعَ ِم ْن َم ِدي َن ِة َّ يع أَ ْ ش .ا ْل ُمتَ َكمٍّ ُم ِبا ْل َك ِذ ِب الَ َيثْ ُب ُ يد َجم َ ام َع ْي َن َّيَ .ب ً ت أَ َم َ ِ اإل ثِْم".
290
ضفر المسامير ( المسمور المئت والواحذ)
يئا = أي قد أخطئ سيواً أو ضعفاً ولكنني ال أخطط لمشر ،وال أصنعو بتعمد .وكاف َّام َع ْي َن َّي أ َْم ًار َرِد ً الَ أ َ َضعُ قُد َ ال يريد أف يعرؼ ويمتصؽ باألشرار (مز ٔ) فبل شركة لمنور مع الظممة .وتاريخ داود في الكتاب المقدس يشيد بيذا فيو كاف يرفض األشرار ،بؿ كاف يحب أف يحيط نفسو باألمناء مع اهلل= أُم َن ِ اء األ َْر ِ ض .ونجد أف صديؽ َ اك ار أُِب ُ ِ ِ ار األ َْر ِ ش َر ِ ض = أي سريعاً وعاجبلً .وعمى كؿ منا أف يفعؿ ىذا يع أَ ْ يد َجم َ داود كاف يوناثاف القديس الحموَ .ب ً في أرضو أي جسده فنبيد كؿ أفكار الشر وكؿ خطايانا وشيواتنا وأعمالنا الشريرة.
291
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي)
المزمور المئة والثاني
عودة لمجدول
يرى بعض الدارسيف أف داود كتب ىذا المزمور عند ىروبو أماـ إبشالوـ .والمرنـ يعبر فيو عف حالة محزنة وصؿ إلييا ،ثـ نجد نغمة تعزية وكممات إيماف وثقة باهلل الذي لف يترؾ شعبو في محنتيـ .واآليات (ٕ٘)ٕٙ-
مف المزمور طبقيا بولس الرسوؿ عمى المسيح (عبٔ )ٕٔ-ٔ2ولذلؾ نفيـ أف المزمور يتنبأ عف آالـ المسيح، أو آالـ كنيسة المسيح ألجؿ اسمو .وألف المزمور يتكمـ عف آالـ المؤمف في العالـ بصورة عامة نجد المزمور
معنوف باسـ صبلة المسكيف ،يصمي بو كؿ مسكيف بالروح ،وأيضاً نبوة عف المسيح الذي صار مسكيناً وأخمى
ذاتو أخذاً صورة عبد ألجمنا .وىكذا صمى المسيح ليمة القبض عميو.
ضِ اخيٕ .الَ تَ ْحج ْب و ْجي َك ع ٍّني ِفي يوِم ِ اآليات (ٔٔ" - )ٕ-يا رب ,استَ ِمع صبلَ ِتي ,وْلي ْد ُخ ْل إِلَ ْي َك صر ِ يقي. ُ َ َ َ َ َ َْ ْ ْ َ َُ َ َ ِ أِ يعا". َم ْل إِلَ َّي أُ ُذ َن َك ِفي َي ْوِم أ َْد ُع َ وكْ . س ِر ً استَ ِج ْب لي َ ىي صرخة هلل ،ولمف غيره نصرخ في ضيقتنا .قارف الَ تَ ْح ُج ْب َو ْج َي َك َع ٍّني بقوؿ السيد المسيح إليي إليي لماذا تركتني .أ ِ َم ْل أُ ُذ َن َك = تواضع يا رب واسمعنى أنا الذليؿ.
ٗ ٍ ان ,و ِع َ ِ ِ ِ ِ اآليات (ٖٖ" - )ٔٔ-أل َّ ِ س وح َكا ْل ُع ْ س ْتَ .م ْمفُ ٌ ش ِب َوَيا ِب ٌ ظامي م ْث ُل َوِقيد قَ ْد َي ِب َ َن أَيَّامي قَ ْد فَن َي ْت في ُد َخ ٍ َ ٙ َّةِ . وق ا ْلبٍّري ِ ت ع ْن أَ ْك ِل ُخ ْب ِزيِ ٘ .م ْن صو ِت تََني ِدي لَ ِ ت ِمثْ َل ق َع ْظ ِمي ِبمَ ْح ِمي .أَ ْ ص ْر ُ ش َب ْي ُ صَ ت قُ َ َ س َي ْو ُ َ َْ َق ْم ِبيَ ,حتَّى َ ٛ ٚ توِ ب ِ ِ صفُ ٍ ون َعمَ َّي َحمَفُوا ور ُم ْنفَ ِرٍد َعمَى َّ ص ْر ُ َع َد ِائ َي .ا ْل َح ِنقُ َ الس ْط ِح .ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو َعي ََّرِني أ ْ ت َك ُع ْ س ِي ْد ُ َ ومة ا ْلخ َر ِبَ . ُ َ ٓٔ ٜ س َخ ِط َك ,أل ََّن َك َح َم ْمتَِني ت َّ ت َ اد ِم ْث َل ا ْل ُخ ْب ِزَ ,و َم َز ْج ُ الرَم َ َعمَ َّي .إِ ٍّني قَ ْد أَ َك ْم ُ س َب ِب َغ َ ض ِب َك َو َ ش َارِبي ِب ُد ُموٍعِ ,ب َ طر ْحتَِنئٔ .أَي ِ ت". َّامي َك ِظ ّل َم ِائلَ ,وأََنا ِم ْث ُل ا ْل ُع ْ سُ ش ِب َي ِب ْ َو َ َ وصؼ مؤلـ لمحالة التي وصؿ ليا المرنـ وبكائو المستمر .أَي ِ َّامي قَ ْد فَِن َي ْت ِفي ُد َخ ٍ ان = فنيت سريعاً كما يفنى ٍ الدخاف ويتبلشى سريعاً في الجو .وعف ضعفو العاـ يقوؿ ِع َ ِ ِ س ْت= فالعظاـ ىي التي تشدد ظامي م ْث ُل َوِقيد قَ ْد َي ِب َ
الجسد وصارت كحطب محروؽ .وصار كعشب ممفوح بريح ساخنة جففتو ففقد خضرتو وحيويتو .وصار دائـ
وم .وكيؼ تكوف ىذه نبوة عف المسيح والقوؽ والبوـ مف الطيور النجسة؟! المسيح الذي ببل البكاء مثؿ القُ َ وق وال ُب َ خطية صار خطية ألجمنا .وكاف يبكي عمى حالنا ،فيو بكى عمى أورشميـ وبكي عمى قبر لعازرِ . ت ص ْر ُ صفُ ٍ ور ُم ْنفَ ِرٍد = حيف يعتدي أحد عمى عش العصفور ويقتموا صغاره يطير وحده باكياً ومصد اًر أصوات َك ُع ْ مؤلمة .وىكذا قاؿ المسيح "تأتي ساعة تتركوني وحدي" وقد تركو الكؿ وقت الصميب ،وكاف ىو يبكي عمى ىبلؾ اد ِم ْث َل ا ْل ُخ ْب ِز = ىذه يقوليا داود في محنتو ،إذ يقدـ توبة عف خطية أوريا الحثي فيو يشعر ت َّ الرَم َ صالبيو .أَ َك ْم ُ أف كؿ مصائبو سببيا خطيتو .لذلؾ يكمؿ أل ََّن َك َح َم ْمتَِني َوطَ َر ْحتَِني = فاهلل بعد أف حممو إلى كرسي المممكة ،عاد
292
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي)
وطرحو مف عمى كرسيو بسبب الخطية .أَي ِ َّامي َك ِظ ّل َم ِائل ىنا نرى المسيح الذي مات عنا وكانت حياتو بالجسد عمى األرض قصيرة ثـ يكمؿ في (ٕٔ). ٕٔ ِ سَ ,وِذ ْك ُر َك إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر". آية (ٕٔ) " -أ َّ ت َيا َرب فَِإلَى الد ْ َما أَ ْن َ َّى ِر َجال ٌ بالرغـ مف موتؾ يا رب فأنت إلى الدىر جالس عمى عرشؾ. ٖٔ ِ ْت َّأْ ِ ت تَقُوم وتَرحم ِ اد". يع ُ ص ْي َي ْو َن ,ألَنَّ ُو َوق ُ آية (ٖٔ) " -أَ ْن َ اء ا ْلم َ الرفَة ,ألَنَّ ُو َج َ ُ َ ْ َُ والموت لف يسود عميؾ يا رب بؿ أنت تقوـ وترحـ صييوف .وىذه نبوة عف القيامة.
سروا ِب ِح َج َارِت َياَ ,و َحنوا إِلَى تَُارِب َيا". آية (ٗٔ) ٔٗ" -أل َّ َن َع ِب َ يد َك قَ ْد ُ سروا ِب ِح َج َارِت َيا = المؤمنيف ىـ الحجارة الحية في ىيكؿ اهلل َع ِب َ يد َك = رسمؾ الذي أرسمتيـ لمك ارزة .قَ ْد ُ (ٔبطَٕ )٘2و َحنوا إِلَى تَُارِب َيا = ليـ اشتياؽ في توبة مف ليـ حياة أرضية. ٘ٔ ب ,و ُكل ممُ ِ وك األ َْر ِ ض َم ْج َد َك". اس َم َّ آية (٘ٔ) " -فَتَ ْخ َ ُم ُم ْ الر ٍّ َ ُ شى األ َ األمـ الذيف لـ يعرفوا اهلل آمنوا وصاروا يخشونو .ويعرفوف مجده ويخشوف غضبو. ٔٙ الرب ِ ص ْي َي ْو َن ُي َرى ِب َم ْج ِد ِه". آية ( " - )ٔٙإِ َذا َب َنى َّ ى ويعرؼ عممو حينما نرى مجده في كنيستو. الرب بنى كنيستو بعد أف كانت قد خربت ،والرب ُير ُ ٔٚ اء ُى ْم". ضَ صبلَ ِة ا ْل ُم ْ آية ( " - )ٔٚا ْلتَفَ َ طٍّرَ ,ولَ ْم َي ْرُذ ْل ُد َع َ ت إِلَى َ طٍّر = المسكيف المتواضع الذي يمجأ هلل .واهلل ال يرذؿ مف يمتجئ إليو. ضَ ا ْل ُم ْ
آية (ٔٛ" - )ٔٛي ْكتَب ى َذا لِمدَّو ِر ِ ب" الر َّ س ٍّب ُح َّ اآلخ ِر ,و َ س ْو َ ف ُي ْخمَ ُ ش ْع ٌ ُ ُ ْ ق ُي َ ب َ المرنـ بروح النبوة قد رأى الكنيسة التي خمقيا ،وجدد خمقتيا المسيح ،ويقوؿ أنو يكتب ىذا شيادة منو قبؿ أف
يصنع المسيح ىذا ،لنعرؼ أف ىذا كاف في فكر اهلل وتحقؽ في مؿء الزماف .وأف شعوب األرض الغارقة في
وثنيتيا ستخمؽ منيا كنيسة تسبح اسـ الرب. ٜٔ السم ِ ف ِم ْن ع ْم ِو قُ ْد ِس ِوِ َّ . اء ِإلَى األ َْر ِ ض َنظَ َر, اآليات ( " - )ٕٕ-ٜٔأل ََّن ُو أَ ْ ش َر َ ُ الرب م َن َّ َ يح ِو ِفي أُور َ ِ ب ,وِبتَس ِب ِ ق ب ِني ا ْلمو ِتٕٔ ,لِ َكي يحد َ ِ ِ َس ِ ِ ِ األ ِ يم, اسِم َّ ْ َُ ير ,ل ُي ْطم َ َ الر ٍّ َ ْ َّث في ص ْي َي ْو َن ِب ْ َْ ُ شم َ الش ُع ِ ب". الر ٍّ اد ِة َّ وب َم ًعا َوا ْل َم َمالِ ِك لِ ِع َب َ
ٕٓ ِ ين س َم َع أ َِن َ ل َي ْ ٕٕ اج ِت َما ِع ِع ْن َد ْ
293
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي)
ف ِم ْن ُع ْم ِو قُ ْد ِس ِو ..إِلَى األ َْر ِ ض َنظَ َر = قد تعني أف اهلل نظر لصبلة المساكيف ،وقد تشير لتجسد أل ََّن ُو أَ ْ ش َر َ المسيح الذي مف السماء ونزولو إلى األرض .وجاء المسيح ليحيي مف كانوا قد ماتوا وصاروا أسرى إبميس، اد ِة وليعيدىـ لمحيا ة= يسبحوا الرب في الكنيسة= أورشميـ والكنيسة ستكوف اجتماع كؿ الشعوب َوا ْل َم َم ِال ِك ِل ِع َب َ ب. الر ٍّ َّ ٕٗ ٖٕ ض ِني ِفي ِنص ِ صر أَي ِ ف ِفي الطَّ ِري ِ ِ ف ض َّع َ َّامي .أَقُو ُل « َيا إِل ِيي ,الَ تَ ْق ِب ْ اآليات (َٖٕ " - )ٕٗ- ْ ق قُ َّوتي ,قَ َّ َ أَي ِ َّامي .إِلَى َد ْى ِر الد ُى ِ وك". ور ِسنُ َ بالرغـ مف الخبلص الذي َّ قدمو المسيح لكنيستو ،إال أف المؤمنيف مازالوا يموتوف ويمرضوف وتضعؼ قوتيـ ف أَي ِ ض ِني ِفي ِنص ِ َّامي = أي ال تجعمني أموت في باألمراض .واإلنساف يخاؼ الموت ،لذلؾ يصرخ هلل الَ تَ ْق ِب ْ ْ شبابي ،بؿ أريد أف أعيش فترة طويمة والمرنـ يبني رجاؤه في حياة طويمة عمى أف اهلل حي وىو حي إلى دىر
الدىور .وىذا ما عممو المسيح لنا ،فيو أعطانا حياتو حتى ال نموت أبدياً .بؿ لقد صار موتنا بالجسد اآلف ىو
بداية حياتنا األبدية .وصار المرض تأديباً لنا حتى ال نرتد عف اهلل ،بؿ في ضعؼ جسدنا أثناء المرض ينكسر
كبريائنا ..حقاً كما نقوؿ في القداس "حولت لي العقوبة خبلصاً".
ٕٙ ٕ٘ ت تَ ْبقَىَ ,و ُكم َيا ضَ ,و َّ اآليات (ِٕ٘ " - )ٕٛ-م ْن ِق َدٍم أ َّ يد َوأَ ْن َ ات ِى َي َع َم ُل َي َد ْي َكِ .ى َي تَِب ُ الس َم َاو ُ ت األ َْر َ سَ َس ْ ٕٛ ٕٚ ِ َكثَو ٍب تَْبمَىَ ,ك ِرَد ٍ َّت ت ُى َو َو ِس ُن َ ونَ ,وُذٍّريَّتُ ُي ْم تُثَب ُ اء تُ َغ ٍّي ُرُى َّن فَتَتَ َغي َُّرَ .وأَ ْن َ س ُك ُن َ اء َع ِبيد َك َي ْ ْ وك لَ ْن تَ ْنتَ ِي َي .أ َْب َن ُ
ام َك»". َم َ أَ
اهلل األزلى األبدي ،في مقارنة مع العالـ البالي ،الذي ستنتيي صورتو الحالية .السماء واألرض تزوالف ،ليأتي
مكانيما سماء جديدة وأرض جديدة .وصورة جسدنا الحالي ستزوؿ ونأخذ عوضاً عنيا الجسد الممجد ،بعد أف يؤدي الجسد وظيفتو الحالية يصير َكثَو ٍب ي ْبمَى ويدفف ونأخذ أو نمبس ثوباً جديداً = َك ِرَد ٍ اء تُ َغ ٍّي ُرُى َّن فَتَتَ َغي َُّر. ْ فاألرض الحالية والسماء الحالية أيضاً ليا دور كثوب مؤقت حينما يبمى نطويو ونرميو لنمبس ثوباً جديداً .وصورة
الحياة الجديدة .أجسادنا النورانية التي سنحصؿ عمييا ونعيش بيا في األرض الجديدة والسماء الجديدة ىذه ِ ام َك .راجع اآليات (رؤٕٔٔ + ٔ2يوٖ+ ٕ2 ون َوُذٍّريَّتُ ُي ْم تُثَب ُ س ُكنُ َ اء َع ِبيد َك َي ْ الصورة ستكوف أبدية = أ َْب َن ُ َم َ َّت أ َ فئٖ + ٕٔ2كو٘ٔ.)٘ٛ-ٖ٘2
294
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج)
المزمور المئة والثالث
عودة لمجدول
ىذا المزمور والمزمور الذي يميو يكوناف ترنيمة مزدوجة لمحمد والتسبيح .ويبدأ كؿ منيما وينتيي بعبارة "باركي يا نفسي الرب" واذا كاف ىذا المزمور قد نسب لداود فاألغمب أف المزمور التالي أيضاً قد كتبو داود .ولكف ىناؾ
فرؽ بيف المزموريف .فمزمور(ٖٓٔ) فيو يسبح المرنـ اهلل عمى إحساناتو الخاصة لممرنـ وبالتالي ىو مزمور
يتحدث عف خبرات شخصية أما المزمور (ٗٓٔ) فيسبح المرنـ اهلل عمى أعمالو في الخميقة عموماً .في مزمور
(ٖٓٔ) نسمع عف إلو النعمة وفي مزمور (ٗٓٔ) عف إلو الطبيعة خالؽ الكؿ.
ٕ اط ِني لِيب ِ ِ ب ,و ُكل ما ِفي ب ِ اآليات (َٔ ٔ" - )ٕ-ب ِ ب, الر َّ وسَ .با ِرِكي َيا َن ْف ِسي َّ ارِكي َيا َن ْف ِسي َّ َُ َ ارك ْ اس َم ُو ا ْلقُد َ الر َّ َ َ س َن ِات ِو". س ْي ُك َّل َح َ َوالَ تَ ْن َ َب ِ ب = اإلنساف ىو عبارة عف جسد ونفس وروح .والنفس ىي عواطؼ اإلنساف وغرائزه ،بينما الر َّ ارِكي َيا َن ْف ِسي َّ الجسد ىو المأخوذ مف تراب .أما الروح فيي نفخة اهلل .والمقصود ىنا كما قاؿ بولس الرسوؿ في (رؤ" )ٜ2اهلل
الذي أعبده بروحي" أف نخضع بأرواحنا لنداء الروح القدس فينا وال نقاومو ،وىو يقود عبادتنا وتسبيحنا هلل فنكوف
أناس روحييف .أما مف يقاوـ صوت الروح القدس يصير إنساف جسداني فيو سيكوف خاضعاً لشيواتو وغرائزه
الجسدانية( .غؿ٘ .)ٕٙ-ٔٙ2ومف يسمؾ بالروح فيو يبارؾ الرب أي تمجده نفسو بفضائميا وفي ثمارىا الروحية،
ويرى الناس ىذه الثمار ويمجدوا أبانا الذي في السموات .واذا أردنا أف نشكر الرب ويكوف لنا روح التسبيح ،عمينا س َن ِات ِو .وكؿ ما في باطني ليبارؾ اسمو القدوس ىذه مثؿ تحب س ْي ُك َّل َح َ أف نذكر جميع حسناتو عمينا= َوالَ تَ ْن َ الرب إليؾ مف كؿ نفسؾ ومف كؿ قمبؾ ومف كؿ قوتؾ ومف كؿ إرادتؾ ومف كؿ نفسؾ (راجع متٕٕ.)ٖٚ2
ٖ ش ِفي ُك َّل أَمر ِ اض ِكٗ .الَِّذي َي ْف ِدي ِم َن ا ْل ُح ْف َرِة َح َياتَ ِك .الَِّذي اآليات (ٖ " - )٘-الَِّذي َي ْغ ِف ُر َج ِميعَ ُذ ُنوِب ِك .الَِّذي َي ْ َْ ٘ َّد ِم ْث َل َّ الر ْح َم ِة َو َّأْ ش َب ُاب ِك". ُي َكمٍّمُ ِك ِب َّ الرفَ ِة .الَِّذي ُي ْ س ِر َ شبعُ ِبا ْل َخ ْي ِر ُع ْم َرِك ,فَ َيتَ َجد ُ الن ْ
نجد ىنا بعض األسباب التي نشكر عمييا الرب ونباركو .فاهلل أعطانا بفدائو قوة لممعمودية بيا نولد جديداً وتغفر
كؿ خطايانا السابقة .وأعطى قوة لسر االعت ارؼ وبو يمسح اهلل كؿ ذنوبنا .دمو أعطى القوة والسمطاف لؤلسرار ش ِفي ُك َّل أَمر ِ ِ ِ اض ِك فاألمراض التي كانت بسبب الخطية تشفي حيف يتوب اإلنساف وتغفر يع ُذ ُنوِب ِكَ ..ي ْ ل َي ْغف ُر َجم َ َْ خطاياه (يع٘ .)ٔ٘2الَِّذي َي ْف ِدي ِم َن ا ْل ُح ْف َرِة َح َياتَ ِك = ىذا ما قدمو المسيح لنا ،أعطانا حياة عوضاً عف الموت شبعُ ِبا ْل َخ ْي ِر ُع ْم َرِك = ولذلؾ نحف نشكر اهلل دائماً فيو صانع خيرات .والخطية تسبب الشيخوخة الروحية بؿ ىو ُي ْ َّد ِم ْث َل َّ اب النفس= وتطير وتحمؽ في السماويات مثؿ النسر .واآلالـ س ِر َ لئلنساف ،وحيف يغفر اهلل َيتَ َجد ُ ش َب ُ الن ْ وىم وـ العالـ تحنى ظير اإلنساف فيصير كالشيخ ،والمسيح يقوؿ "تعالوا يا جميع المتعبيف والثقيمي األحماؿ وأنا أريحكـ ،ىو يحمؿ عنا فنعود بأكتاؼ غير منحنية كالشيوخ ،نعود بأكتاؼ مرفوعة كالشباب.
295
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج)
ٚ ٙ ِ ض ِ س َرِائي َل اء لِ َج ِم ِ ينَ .ع َّر َ يع ا ْل َم ْظمُو ِم َ اآليات ( " - )ٔٛ-ٙاَ َّلرب ُم ْج ِري ا ْل َع ْد ِل َوا ْلقَ َ وسى طُُرقَ ُوَ ,وَبني إِ ْ ف ُم َ ٛ الر ْحم ِةٜ .الَ يح ِ ط ِوي ُل الر ِ ِ ِ َّى ِرَ ٔٓ .ل ْم وفَ , ْعالَ ُوَّ . يم َو َر ُؤ ٌ اك ُم إِلَى األ ََب ِدَ ,والَ َي ْح ِق ُد إِلَى الد ْ َُ أَف َ وح َو َكث ُ ير َّ َ الرب َرح ٌ ٔٔ السماو ِ ازَنا حسب ِ ق األ َْر ِ ض قَ ِوَي ْت َر ْح َمتُ ُو آثام َنا .أل ََّن ُو ِم ْث ُل ْارِتفَ ِ ب َخ َ ات فَ ْو َ ط َايا َناَ ,ولَ ْم ُي َج ِ َ َ َ سَ َي ْ اع َّ َ َ ص َن ْع َم َع َنا َح َ ٖٔ ق ِم َن ا ْلم ْغ ِر ِب أ َْبع َد ع َّنا مع ِ يوَ ٕٔ .كبع ِ عمَى َخ ِائ ِف ِ ِ ِ الرب َعمَى ر ش م ل ا د ْ َف َّ ْ ين َيتََأر ُ اص َي َناَ .ك َما َيتََأر ُ َب َعمَى ا ْل َب ِن َ َف األ ُ َ َ َ ََ َ ُْ َ ٘ٔ ٗٔ َخ ِائ ِف ِ ان ِم ْث ُل ا ْل ُع ْ ِ اب َن ْح ُنِ . َّام ُوَ .ك َزَى ِر ا ْل َح ْق ِل َكذلِ َك ُي ْزِى ُر. يو .ألَنَّ ُو َي ْع ِر ُ س ُ ف ِج ْبمَتََناَ .ي ْذ ُك ُر أ ََّن َنا تَُر ٌ اإل ْن َ شب أَي ُ ٔٚ َّى ِر واألَب ِد عمَى َخ ِائ ِف ِ ون ,والَ يع ِرفُ ُو مو ِ ِ يو, ٔٙأل َّ الر ٍّ ض ُع ُو َب ْع ُد .أَ َّما َر ْح َم ُة َّ ب فَِإلَى الد ْ َ َ َ َن ِر ً َْ يحا تَ ْع ُب ُر َعمَ ْيو فَبلَ َي ُك ُ َ َ ْ ِِ ِ وع ْدلُ ُو عمَى ب ِني ا ْلب ِن َ ِ ِ ِ ٔٛ وىا". ص َاياهُ لِ َي ْع َممُ َ َ َ َ ََ ين ,ل َحافظي َع ْيده َوَذاك ِري َو َ نرى صورة لعمؿ المسيح الكفاري الذي بو رفع ذنوبنا "فدـ يسوع المسيح ابنو يطيرنا مف كؿ خطية (ٔيؤ.)ٚ2
وسى طُُرقَ ُو = كما أرسؿ موسى اَ َّلرب ُم ْج ِري ا ْل َع ْد ِل = لقد نفذ القضاء والعدؿ في المسيح نفسو بدالً مناَ .ع َّر َ ف ُم َ ليخمص الشعب ىكذا جاء المسيح ليحررنا مف إبميس ومف الموت .وكما تعمد الشعب مع موسى في البحر، ىكذا نموت مع المسيح ونقوـ في المعمودية (قصة الخروج مف مصر ودخوؿ كنعاف ىي نفسيا قصة الخبلص)
وآية ( )ٛىي نفسيا ما سمعو موسى في (خر .)ٙ2ٖٗ،ٚواهلل أعمف عف نفسو لموسى بأنو كثير الرحمة ،ورحمتو تجمت في أنو لـ يذكر لئلنساف خطأه لؤلبد وتركو يموت وييمؾ ،فيو يعرؼ ضعؼ طبيعتنا ،وضعفنا .ولذلؾ ِِ ِ ِ ِِ وىا. ص َاياهُ لِ َي ْع َممُ َ أتى وفدى اإلنساف .ولكف مف الذي سيستفيد مف ىذا الدـ المسفوؾ= ل َحافظي َع ْيده َوَذاك ِري َو َ ٜٔ السماو ِ ِ ودَ ٕٓ .ب ِ ب َيا َمبلَ ِئ َكتَ ُو الر َّ ارُكوا َّ س ُ َّت ُك ْر ِسي ُ ات ثَب َ َّوَ ,و َم ْممَ َكتُ ُو َعمَى ا ْل ُك ٍّل تَ ُ اآليات ( " - )ٕٕ-ٜٔاَ َّلرب في َّ َ َ ود ِهُ ,خدَّام ُو ا ْلع ِ ِ ِ ين قَُّوةً ,ا ْلفَ ِ يع ُج ُن ِ ص ْو ِت َكبلَ ِم ِوَ ٕٔ .ب ِ ين الر َّ س َم ِ ارُكوا َّ اممِ َ اعمِ َ ا ْل ُم ْقتَِد ِر َ ب َيا َجم َ َ اع َ ين أ َْم َرهُ ع ْن َد َ َ ِ ب يا ج ِميع أ ْ ِ ِ ِ س ْمطَ ِان ِوَ .ب ِ ضاتَ ُوَ ٕٕ .ب ِ ب". الر َّ ارِكي َيا َن ْف ِس َي َّ ارُكوا َّ َم ْر َ الر َّ َ َ َ َع َمالو ,في ُك ٍّل َم َواض ِع ُ السماو ِ ِ َّو = إشارة لممكو وعرشو الطاىر المنزه عف َّت ُك ْر ِسي ُ ات ثَب َ اهلل القدوس المتعالى عف األرضيات = في َّ َ َ ود .وألف المسيح وحَّد السمائييف س ُ األرضيات والنجاسات .ولكنو يحكـ كضابط لمكؿ= َم ْممَ َكتُ ُو َعمَى ا ْل ُك ٍّل تَ ُ
واألرضييف .يطمب المرتؿ مف الكؿ مبلئكة وبشر أف يباركوا الرب .فمقد أصبحنا جميعاً جنوده الواقفيف أمامو، الكؿ واقؼ أماـ كرسيو السمائي معترفاً بحسناتو وجوده وقدرتو .نحف في تسبيحنا نشارؾ المبلئكة عمميـَ .ب ِ ارُكوا ِ َع َمالِ ِو = كؿ أعماؿ اهلل ،خميقتو وتدبيراتو ،ىي عجيبة يجب أف نسبحو عمييا. الر َّ َّ يع أ ْ ب َيا َجم َ
296
ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع)
عودة لمجدول
المزمور المئة والرابع
سبؽ موسى وقاؿ في خمقة العالـ أف اهلل وجد كؿ شئ أنو حسف جداً .وداود ىنا يترنـ ويسبح اهلل عمى خميقتو
التي أبدعيا وكانت حسنة جداً.
آية (ٔ) َ ٔ" -ب ِ ت". الر َّ ارِكي َيا َن ْف ِسي َّ سَ بَ .يا َرب إِل ِيي ,قَ ْد َعظُ ْم َ ت ِجدًّاَ .م ْج ًدا َو َجبلَالً لَ ِب ْ ت ِجدًّا = ليس معناىا أف اهلل قد زادت عظمتو ،بؿ معناىا أف المرنـ شعر بعظمتو إذ استنارت عينيو قَ ْد َعظُ ْم َ ورأى عظمة اهلل فنطؽ بيا .واهلل يتعظـ بإيماف وتوبة الناس ،فمف يتوب يتنقي قمبو فيعايف الرب ،وحينئذ تنكشؼ
لو عظمتو.
السماو ِ ِ ٕ َّ شقَّ ٍة". ات َك ُ ور َكثَْو ٍب ,ا ْل َباسطُ َّ َ َ آية (ٕ) " -البل ِب ُ س الن َ اهلل ساكف في نور ال يدني منو (ٔتي + ٔٙ2ٔٙيعٔ .)ٔٚ2واهلل نور (يؤ )ٜ2وأوؿ خمقة اهلل في اليوـ األوؿ
كانت النور .والنور يشير لمعرفة اهلل فبل شئ يستتر أمامو .والسموات بسطيا اهلل كشقة (خيمة أو ستارة) حتى ال شقَّ ٍة ( ستارة ) جميمة . نرى نوره فنموت.ىذا فضبل عف اف اهلل خمؽ السموات وزينيا بالكواكب فصارت َك ُ
ٖ اه .ا ْلج ِ ف عبلَ لِي ُو ِبا ْل ِمي ِ اع ُل َ َ سقٍّ ُ َ َ آية (ٖ) " -ا ْل ُم َ ىنا نرى أف اهلل يدبر السحاب والمطر والرياح
السحاب مرَكبتَ ُو ,ا ْلم ِ يح". الر ِ َج ِن َح ِة ٍّ اشي َعمَى أ ْ َّ َ َ َ ْ َ َ لخدمة البشر؟ ا ْلج ِ اب َم ْرَك َبتَ ُو = كما يحجب السحاب اع ُل َّ الس َح َ َ
نور الشمس ،نفيـ أف نور اهلل ومجده محتجبيف عنا .فاهلل قاؿ لموسى ال يراني اإلنساف ويعيش ،إذ ال يحتمؿ
اإلنساف بجسده الحالي أف يرى اهلل .لذلؾ كاف السحاب يظير دائماً مع ظيورات اهلل "سواء في خيمة االجتماع ف عبلَ لِي ُو ِبا ْل ِمي ِ اه = إشارة لوجود مياه المطر في َ سقٍّ ُ َ َ أو في الييكؿ ،وقد حجبت سحابة المسيح عند صعوده .ا ْل ُم َ السحاب .فالجمد يفصؿ بيف مياه ومياه. ِ آية (ٗ) ِ َّ ٗ" - ار ُم ْمتَ ِي َب ًة". َّام ُو َن ًا الصانعُ َمبلَ ئ َكتَ ُو ِرَي ً احاَ ,و ُخد َ ِ ار َّام ُو َن ًا َمبلَ ئ َكتَ ُو ِرَي ً احا = نشعر بعمميـ دوف أف نراىـ ،وىـ في تنفيذ أوامر اهلل في منتيى السرعة كالريحَ .و ُخد َ ُم ْمتَ ِي َب ًة = ليـ طبيعة روحية ،وكما أف اهلل نار آكمة ىكذا مبلئكتو ،قمبيـ ممتيب فييـ كنار حباً هلل. ٘ ض عمَى قَو ِ َّى ِر َواأل ََب ِد". آية (٘) " -ا ْل ُم َؤ ٍّ اع ِد َىا فَبلَ تَتََز ْع َزعُ إِلَى الد ْ س األ َْر َ َ َ سُ أي أف اهلل ثبت األرض فبل تتزعزع.
297
ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع)
تَير ِ ص ْو ِت َر ْع ِد َك تَ ِفر. ُْ ُ ب ,م ْن َ لَ َيا تَ ْخ ًما الَ تَتَ َعدَّاهُ .الَ تَْرجعُ
ٙ ق ا ْل ِج َب ِ ف ا ْل ِم َياهُِ ٚ .م ِن ا ْن ِت َي ِ ار َك ال تَ ِق ُ س ْوتَ َيا ا ْل َغ ْم َر َكثَْو ٍب .فَ ْو َ اآليات (َ " - )ٜ-ٙك َ ٜ ٛ اع ,إِلَى ا ْلمو ِ ص َع ُد إِلَى ا ْل ِج َب ِ ت ال .تَ ْن ِز ُل إِلَى ا ْل ِبقَ ِ ض ِع الَِّذي أ َّ ض ْع َ ستَ ُو لَ َياَ .و َ َس ْ َْ تَ ْ ض". لِتُ َغطٍّ َي األ َْر َ في بداية الخميقة كانت المياه تغمر كؿ األرض بؿ تغمر الجباؿ حتى حدد اهلل مكاناً لممياه ومكاناً لميابسة في
اليوـ الثالث (تؾٔ .) ٜ2ولـ تتعدى المياه الموضع الذي حدده اهلل إال مرة واحدة حيف غضب اهلل عمى العالـ ار َك تَير ِ ِ ِ ص ْو ِت َر ْع ِد َك تَ ِفر = مف صوت غضب اهلل غيرت المياه أماكنيا مف فأغرقو بالطوفاف .م ِن ا ْنت َي ِ ْ ُ ُ ب م ْن َ ص َع ُدت لتغطي ا ْل ِج َب ِ ال = تصعد إلى الجباؿ لتفنى النسؿ الخاطئ ثـ تعود إلى المكاف الذي حدده اهلل قاع البحار و ْ اع .وبحسب وعدؾ يا رب انؾ ال تعود تغرؽ العالـ بالطوفاف = الَ تَْرجعُ المياه لِتُ َغطٍّ َي ليا= تَ ْن ِز ُل إِلَى ا ْل ِبقَ ِ ض. األ َْر َ
ٔٔ ِ ِ اآليات (ٓٔٔٓ" - )ٕٔ-اَْلمفَ ٍّجر ُع ُيوًنا ِفي األ َْوِد َي ِةَ .ب ْي َن ا ْل ِج َب ِ س ِقي ُك َّل َح َي َو ِ اء ال تَ ْج ِري .تَ ْ ان ا ْل َبٍّر .تَ ْكس ُر ا ْلف َر ُ ُ ُ ِ َىإٔ .فَوقَيا طُيور َّ ِ صِ ص ْوتًا". ظَ ْمأ َ الس َماء تَ ْ س ٍّمعُ َ ان تُ َ س ُك ُن .م ْن َب ْي ِن األَ ْغ َ ْ َ ُ ُ نرى اهلل الميتـ بكؿ خميقتو ،فاهلل يفجر المياه في كؿ مكاف ليروي كؿ خميقتو. ٖٔ ال ِم ْن عبلَ لِ ِ الس ِ ض". آية (ٖٔ) " - َّ َع َم ِال َك تَ ْ اقي ا ْل ِج َب َ ش َبعُ األ َْر ُ يوِ .م ْن ثَ َم ِر أ ْ َ الجباؿ العالية تستقي مف عبللي اهلل أي مف مطر الغيـ .ونفيـ أف الجباؿ تشير إلى القديسيف وىؤالء يروييـ اهلل
ويمؤلىـ مف الروح القدس.
ٗٔ اج ُخ ْب ٍز ِم َن األ َْر ِ ض َرةً لِ ِخ ْد َم ِة ِ سِ ض", انِ ,إل ْخ َر ِ ت ُع ْ ش ًبا لِ ْم َب َي ِائِمَ ,و ُخ ْ آية (ٗٔ) " -ا ْل ُم ْن ِب ُ اإل ْن َ ىنا نجد اهلل يعطي العشب لمحيواف .والخبز لئلنساف .واإلنساف ال يحيا فقط بالخبز بؿ بكؿ كممة تخرج مف فـ
اهلل .والكممة صار جسداً وصار خب اًز ليعطي لمف يأكمو حياة.
٘ٔ الزْي ِت ,و ُخ ْب ٍز ي ِ ب ِ اع َو ْج ِي ِو أَ ْكثََر ِم َن َّ ب ِ سِ سِ ان". انِ ,إل ْل َم ِ سن ُد َق ْم َ آية (٘ٔ) َ " -و َخ ْم ٍر تُفٍَّر ُح َق ْم َ ُْ اإل ْن َ َ اإل ْن َ ىنا نجد الخبز والخمر إشارة لجسد المسيح ودمو .والخمر إشارة لمفرح .فاهلل يعطي فرحاً لعبيده يممع وجوىيـ أَ ْكثََر ِم َن َّ الزْي ِت = الزيت إشارة لعطور العالـ. ٔٙ ب ,أَرُز لُ ْب َن َ ِ ص َب ُو". ش َج ُار َّ ش َبعُ أَ ْ آية ( " - )ٔٙتَ ْ ان الَّذي َن َ الر ٍّ ْ أشجار الرب واألرز إشارة لشعب اهلل المثمر الذي كالنخمة يزىو وكاألرز (مزٕ.)ٕٔ2ٜ ٔٚ اك ا ْلع ِ ث تُ َع ٍّ الس ْرُو َب ْيتُ ُو". ق فَ َّ ير .أ َّ آية (َ " - )ٔٚح ْي ُ شُ َما المَّ ْقمَ ُ ش ُى َن َ َ َ صاف ُ
298
ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع)
المؤمنيف الذيف صاروا كاألرز في قامتيـ الروحية تأتي ليـ العصافير أي صغار المؤمنيف (المؤمنيف حديثاً) ق ويتتممذوف عندىـ ،ويسمعوف منيـ كممة اهلل لتعزييـ كما يستظؿ إنساف بظؿ شجرة مف ح اررة الشمس .أ َّ َما المَّ ْقمَ ُ
الس ْرُو َب ْيتُ ُو = اهلل يعوؿ كؿ الطيور والحيوانات ويجد ليا مأوى .والمقمؽ طائر نجس رائحتو كريية ويشير فَ َّ لئلنساف قبؿ المسيح ،ولكف حتى اإلنساف النجس وجد لو مكاناً في المسيح ليستريح .والسرو يشير لممسيح بالجسد فيو مف نبت األرض ،طيب الرائحة ،ال يأكمو السوس.
ِ ِ ِ ِ ٔٛ ور َم ْم َجأٌ لِ ْم ِوَب ِ ار". آية ( " - )ٔٛا ْلج َبا ُل ا ْل َعال َي ُة ل ْم ُو ُعول ,الص ُخ ُ ا ْل ُو ُع ِ ول (األيائؿ) تدوس الحيات .ىذه تسكف الجباؿ .إشارة لمقديسيف الذيف ييزموف الشياطيف .وا ْل ِوَبار ىو حيواف ضعيؼ ونجس (في العيد القديـ) وىو غير قادر أف يحفر لو جح اًر لذلؾ يحتمي بالص ُخور .ففي المسيح حتى أضعؼ الخطاة يجدوا ليـ ممجأ.
آية (ٜٔ" - )ٜٔص َنع ا ْلقَمر لِ ْممو ِاق ِ يتَّ . ف َم ْغ ِرَب َيا". س تَ ْع ِر ُ الش ْم ُ َ َ ََ ََ اهلل خمؽ الكواكب ويضبطيا ويحكـ مواعيدىا. ٕٓ صير لَ ْي ٌلِ .ف ِ ِ يو َي ِدب ُكل َح َي َوان ا ْل َو ْع ِر". آية (ٕٓ) " -تَ ْج َع ُل ظُ ْم َم ًة فَ َي ُ تفيـ أف اهلل جعؿ الظممة لراحة اإلنساف .ولخروج الوحوش تبحث عف طعاميا .وىناؾ مف تأمؿ في اآلية ورأي
فييا إشارة لمظممة التي حدثت وقت الصميب .وكاف الييود ىـ حيواف الوعر الذي خرج يدب ويا لآلسى فمقد
افترسوا المسيح ،وىكذا كؿ شرير ينتظر الميؿ ليخرج ويمتيـ األبرياء.
ٕٔ ف ,ولِتَ ْمتَ ِمس ِم َن ِ ام َيا". اهلل َ ش َبا ُل تَُزْم ِج ُر لِتَ ْخ َ آية (ٕٔ) " -األَ ْ َ طَ َ ط َع َ اهلل يرزؽ حتى الحيوانات المتوحشة .وروحياً فاألسد يرمز إلبميس ومعنى أنو يمتمس مف اهلل طعامو ،أنو يشتكي
القديسيف كما عمؿ في حالة أيوب ليؤذييـ بسماح مف اهلل. ٕٕ س فَتَ ْجتَ ِمعَُ ,وِفي َم ِ ق َّ ض". آية (ٕٕ) " -تُ ْ ييا تَْرِب ُ ش ِر ُ آو َ الش ْم ُ حيف أشرؽ المسيح شمس البر رجعت الشياطيف إلى مرابضيا ألف المسيح قيدىا. ش ْغمِ ِو إِلَى ا ْلمس ِ آية (ٖٕ) ِ ٕٖ" - اء". ان َي ْخ ُر ُج إِلَى َع َممِ ِوَ ,وِالَى ُ س ُ َ َ اإل ْن َ حيف قيد المسيح الشياطيف ،صارت ىناؾ فرصة لمعمؿ فانتشرت الك ارزة.
ٕٗ ِ ٍ اكٕ٘ .ى َذا ا ْل َب ْح ُر ض ِم ْن ِغ َن َ تَ .مآلن ٌة األ َْر ُ ص َن ْع َ َعظَ َم أ ْ اآليات (َٕٗ " - )ٖٓ-ما أ ْ َع َمالَ َك َيا َرب! ُكمَّ َيا ِبح ْك َمة َ ٕٙ ات ِببلَ ع َد ٍدِ . اسع األَ ْطر ِ ِ ان َم َع ِك َب ٍ ص َغ ُار َح َي َو ٍ ان ى َذا ارُ .ى َن َ افُ .ى َن َ َّاب ٌ اك تَ ْج ِري السفُ ُن .لِ ِوَياثَ ُ َ اك َدب َ ير ا ْل َو ُ َ ا ْل َك ِب ُ
299
ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع) ِ ِ ٕٚ ِ ِ ِ ِ ِ ٕٛ ِ ِ ش َبعُ َخ ْي ًرا. ب ف ييا فَتَ ْمتَ ِقطُ .تَ ْفتَ ُح َي َد َك فَتَ ْ يوُ .كم َيا إِي َ َخمَ ْقتَ ُو ل َي ْم َع َ َّاك تَتََرجَّى لتَْرُزقَ َيا قُوتَ َيا في حينو .تُ ْعط َ ٕٜ وت ,وِالَى تُ ارِبيا تَع ُ ٖٓ ِ ٍّد َو ْج َو األ َْر ِ ض". قَ ,وتُ َجد ُ وح َك فَتُ ْخمَ ُ ود .تُْرس ُل ُر َ ب َو ْج َي َك فَتَْرتَاعُ .تَ ْن ِزعُ أ َْرَو َ تَ ْح ُج ُ َ َ ُ اح َيا فَتَ ُم ُ َ
اك تَ ْج ِري السفُ ُن = مراكب التجار ات تشير لئلنساف الغارؽ في خطايا العالـ ُى َن َ َّاب ٌ ير يشير لمعالـ .وال َدب َ ا ْل َب ْح ُر ا ْل َك ِب ُ ان = قد يشير لممخموقات البحرية الضخمة السالكيف في البحر إشارة لحياة الناس في العالـ .لكف ىناؾ لِ ِوَياثَ ُ
كالتمساح والحوت .ولكنو ىو مف اسمو ،ومعناه الحية إشارة لمشيطاف الذي ىو في العالـ ويسبب بمعبو أي
بخداعاتو سقوط الناس في الشر .وكاف لوياثاف قبؿ المسيح طميقاً يمعب كما يشاء وبعد المسيح قيدت حركتو. والمخموقات كميا تترجي اهلل ويرزقيا أب ار اًر وأشرار .وحيف تخطئ يحجب وجيو فترتاع .في يد اهلل أرواح كؿ
الخميقة ينزعيا حيف يريد .وكما كاف روح اهلل قديماً يرؼ عمى المياه فخرجت الخميقة .ىكذا مازاؿ روح اهلل يعمؿ في المعمودية ليعطي خميقة جديدة ليجدد وجو األرض .ويخرج مف الفساد عدـ فساد.
ٖٔ َع َمالِ ِو". الر ٍّ َّى ِرَ .ي ْف َر ُح َّ ون َم ْج ُد َّ ب إِلَى الد ْ آية (ٖٔ) َ " -ي ُك ُ الرب ِبأ ْ َع َمالِ ِو .وكما وجد الخميقة حسنة جداً عند خمقتيا ،فيو بعد الفداء وتجديد الخمقة فرح جداً بفدائو َي ْف َر ُح َّ الرب ِبأ ْ
وتجديد أوالده وأنيـ سيمجدونو إلى الدىر.
الن ِ آية (ٕٖ) َّ ٖٕ" - اظ ُر إِلَى األ َْر ِ ال فَتُ َد ٍّخ ُن". ض فَتَْرتَِع ُدَ .ي َمس ا ْل ِج َب َ ماذا كاف مصير اإلنساف بدوف الفداء؟ نرى اإلجابة في ىذه اآلية .فإف كانت األرض ترتعد بنظرة مف اهلل،
والجباؿ تدخف بممسة منو ،فماذا لو غضب اهلل عمى اإلنساف الضعيؼ .وىذا ما سيكوف عميو األشرار يوـ
الدينونة. ٖٖ ودا". آية (ٖٖ) " -أُ َغ ٍّني لِ َّمر ٍّ ت َم ْو ُج ً ب ِفي َح َي ِاتي .أ َُرٍّن ُم ِإل ل ِيي َما ُد ْم ُ بعد أف تأمؿ المرنـ في عطايا اهلل وقدرتو أخذ يسبحو ،كما سنفعؿ حيف نراه في السماء.
اآليات (ٖٖٗٗ" - )ٖ٘-فَيمَذ لَ ُو َن ِش ِ بٖ٘ .لِتَُب ِد ا ْل ُخطَاةُ ِم َن األ َْر ِ ش َرُار الَ َي ُكوُنوا َب ْع ُد. الر ٍّ يدي َ ,وأََنا أَف َْر ُح ِب َّ ض َواألَ ْ َ َب ِ ويا". الر َّ ارِكي َيا َن ْف ِسي َّ بَ .ىمٍّمُ َ ويا = سبحاً هلل. بينما يسبح األبرار في السماء سيكوف نصيب األشرار محزناًَ .ىمٍّمُ َ
300
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص)
المزمور المئة والخامس
عودة لمجدول
ىو مزمور تسبيح هلل .ولكف الموضوع ىنا حوؿ العجائب التي صنعيا اهلل مع شعبو في دخوليـ مصر وخروجيـ منيا ،وكيؼ كاف في كؿ ىذا أميناً في وعوده آلبائيـ إبراىيـ واسحؽ ويعقوب. ٔ بْ .اد ُعوا الر َّ اآليات (ِٔ " - )ٚ-ا ْح َم ُدوا َّ ِ ِ ٖ ِ اس ِم ِو ا ْلقُد ِ وس .لِتَ ْف َر ْح َع َجائ ِبو .افْتَخ ُروا ِب ْ ٗ يوٙ ,يا ُذٍّريَّ َة إِ ْبر ِ َح َكام ِف ِ ب وقُ ْدرتَ ُو .ا ْلتَ ِمسوا و ْجي ُو َد ِائما٘ .ا ْذ ُكروا عج ِائب ُو الَِّتي ص َنع ,آي ِات ِ يم اى أ و و الر ا و ب م ط ا َّ ْ ُ َّ ُ ْ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ ُ َ ُ َ ً َ َ ِ ٚ ِ ِِ لي َنا ِفي ُك ٍّل األ َْر ِ وب ُم ْختَ ِ ام ُو". ار يوُ .ى َو َّ ض أْ َع ْبدهَ ,يا َبني َي ْعقُ َ الرب إِ ُ َح َك ُ
ِب ِ ِ َع َمالِ ِوَ ٕ .غنوا لَ ُوَ .رٍّن ُموا لَ ُو .أَ ْن ِش ُدوا ِب ُك ٍّل ُمِم ِبأ ْ ْ اسموَ .عٍّرفُوا َب ْي َن األ َ ُقمُوب الَِّذ َ ِ ب. الر َّ ون َّ س َ ُ ين َي ْمتَم ُ
دعوة لمتسبيح والشكر .ودعوة لنشيد لعمؿ اهلل وسط كؿ الناس .ودعوة لكي نفتخر بالرب ونفرح بو .وأف نطمبو
وحده ففيو كؿ الكفاية .فقط نذكر عجائبو السابقة وكيؼ أنو كاف أميناً في وعوده لشعبو ،ونطمب منو دائماً واثقيف
أنو لف يخذؿ عبيده .أوالده اهلل ال يفتخروف بذىب أو مجد أرضي ،بؿ يفتخروف بأف اهلل إلييـ ،إذا طمبوه ار ِ ِ وب ُم ْختَ ِ يو = فاهلل ترؾ نسؿ عيسو والسيد المسيح يستجيب .وىذا ما قالو بطرس لممقعد (أعَٖ .)ٙ2بني َي ْعقُ َ يقوؿ لتبلميذه "أنا اخترتكـ مف العالـ" (يو٘ٔ.)ٜٔ2
ٛ ف َدو ٍرٜ ,الَِّذي ع َ ِ ِ ِ ِ َّى ِر عي َدهَ ,كبلَما أَوصى ِب ِو إِلَى أَْل ِ س َموُ اآليات (َ " - )ٕٔ-ٛذ َك َر إِلَى الد ْ َ ْ ُ َ ْ يمَ ,وقَ َ ً ْ َ اى َد بو إ ْبراى َ ٔٔ ٓٔ ِ ِ يرِاث ُك ْم»ٕٔ .إِ ْذ س َرِائ َ ُع ِطي أ َْر َ س َ ض َك ْن َع َ يل َع ْي ًدا أ ََب ِديًّا ,قَ ِائبلً «لَ َك أ ْ وب فَ ِر َ حاق ,فَثَبَّتَ ُو ل َي ْعقُ َ يض ًةَ ,وِإل ْ ِإل ْ ان َح ْب َل م َ ين و ُغرب ِ ِِ ييا". اء ف َ صىَ ,قميم َ َ َ َ َ َكا ُنوا َع َد ًدا ُي ْح َ
اهلل وعد اآلباء بأف تكوف أرض كنعاف ميراثاً ليـ وقد فعؿ .وبينما كاف يعقوب وأوالده عدد قميؿ (ٓٚنفس) إال أف اهلل نفذ وعده بطريقة عجيبة .وبعد أف كانوا غرباء في أرض كنعاف صاروا سادة فييا وباركيـ وقسموىا بالحبؿ
بيشوع.
ٗٔ ٖٔ سا ًنا َي ْظمِ ُم ُي ْمَ ,ب ْل ُم ٍة إِلَى أ َّ اآليات (َٖٔ " - )ٔ٘-ذ َى ُبوا ِم ْن أ َّ ش ْع ٍب َ ُم ٍةِ ,م ْن َم ْممَ َك ٍة إِلَى َ آخ َرَ .فمَ ْم َي َد ْ ع إِ ْن َ َّخ ممُو ًكا ِم ْن أ ْ ِ ٘ٔ ِ يئوا إِلَى أَ ْن ِب َي ِائي»". س َح ِائيَ ,والَ تُ ِس ُ َجم ِي ْم ,قَائبلً «الَ تَ َمسوا ُم َ َوب َ ُ
إبراىيـ أنتقؿ مف أرض الكمدانييف إلى كنعاف .ونزؿ إلى مصر .واهلل حافظ عميو وعمى سارة امرأتو .ووبخ فرعوف
وأبيمالؾ ألجميما.
ٔٚ ِ اآليات (َ ٔٙ" - )ٕٕ-ٔٙد َعا ِبا ْل ُجوِع َعمَى األ َْر ِ ف وس ُ ام ُي ْم َر ُجبلًِ .ب َ يع ُي ُ ام ا ْل ُخ ْب ِز ُكمَّ ُو .أ َْر َ ضَ .ك َ َم َ س َل أ َ س َر ق َو َ ٕٓ ْت م ِج ِ ِ ع ْب ًدأٛ .آ َذوا ِبا ْلقَ ْي ِد ِر ْجمَ ْي ِوِ .في ا ْلح ِد ِ يد َد َخمَ ْت َن ْف ُ ِٜٔ س َل الر ٍّ يء َكمِ َم ِت ِو .قَ ْو ُل َّ َ َ ْ امتَ َح َن ُو .أ َْر َ ب ْ س ُو ,إلَى َوق َ
301
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص)
ا ْل َممِ ُك فَ َحمَّ ُو. اد ِت ِو ب إِ َر َ سَ َح َ اهلل يبدأ خطتو في عزؿ نسؿ يعقوب في مصر ليؤسس منيـ شعباً مختا اًر وكاف ىذا بواسطة المجاعة وبيا ارتفع ْت م ِج ِ ِ ِ ِ نجـ يوسؼ لحكمتو= َوُي َعمٍّم م َ ِ يء َكمِ َم ِت ِو = اهلل حدد ميعاداً شاي َخ ُو ح ْك َم ًة = أي يعمـ مشايخ فرعوف .إلَى َوق َ َ َ امتَ َح َن ُو = وضع اهلل يوسؼ في تجربة شديدة بيا الر ٍّ لنزوؿ يعقوب وبنيو إلى مصر .وحتى ىذا الوقت قَ ْو ُل َّ ب ْ س َل ا ْل َممِ ُك فَ َحمَّ ُو .ويقيـ منو رئيساً عظيماً. أعده لممنصب العالي الذي صار فيو .وفي الوقت المحدد مف اهلل .أ َْر َ وبعدىا تمت خطة اهلل في نزوؿ الشعب إلى مصر. س َل أ َْر َ َوُي َعمٍّ َم
ٕٔ ِ ِ ٕٕ ِ ِِ ان َّ ِ س ْمطَ ُ اءهُ س َ ْس َر ُر َؤ َ سمَّطًا َعمَى ُك ٍّل ُم ْمكو ,ل َيأ ُ س ٍّي ًدا َعمَى َب ْيتوَ ,و ُم َ ام ُو َ ُ الش ْعب فَأَ ْطمَقَ ُو .أَقَ َ شا ِي َخ ُو ِح ْك َم ًة". َم َ
ِ اآليات (ٖٕٕٖ" - )ٕ٘-فَجاء إِ ِ ب ِفي أ َْر ِ ض َح ٍام. وب تَ َغ َّر َ ص َرَ ,وَي ْعقُ ُ س َرائي ُل إِلَى م ْ َ َ ْ ِ ِ ٕ٘ ٕٗ شعب ُو ,لِي ْحتَالُوا عمَى ع ِب ِ ِ يد ِه". َج َع َل َ وب ُي ْم لِ ُي ْب ِغ ُ َع َّزهُ َعمَى أ ْ َ َ ضوا َ ْ َ َ َع َدائوَ .ح َّو َل ُقمُ َ ش ْع َب ُو ُمثْم ًار ِجدًّاَ ,وأ َ بالرغـ مف بغضة المصرييف جعؿ اهلل شعبو ينمو .حوؿ قموبيـ ليبغضوا شعبو كانت كراىية المصرييف لمييود سبباً في عزلة الشعب فمـ يندمجوا في العبادة الوثنية.
ِ اختَارهٕٚ .أَقَاما ب ْي َنيم َكبلَم ِ ِ اآليات (ٕٙ" - )ٖٛ-ٕٙأَرس َل موسى ع ْب َده وىار َ ِ ب ِفي أ َْر ِ ض ون الَّذي ْ َ ُ آياتوَ ,و َع َجائ َ َ َ ُْ َ َ ْ َ ُ َ َ َُ ُ ٖٓ ٕٜ ٍ ٕٛ ٍ ض ُي ْم صوا َكبلَ َم ُوَ .ح َّو َل ِم َي َ اض ْت أ َْر ُ َس َما َك ُي ْم .أَفَ َ اى ُي ْم إِلَى َدم َوقَتَ َل أ ْ س َل ظُ ْم َم ًة فَأَ ْظمَ َم ْتَ ,ولَ ْم َي ْع ُ َحام .أ َْر َ ٖٔ ِ ِ ِ َ ِ ار وض ِفي ُك ٍّل تُ ُخو ِم ِي ْمَ ٖٕ .ج َع َل أ َْمطَ َارُى ْم َب َرًدا َوَن ًا َّان َوا ْل َب ُع ُ اء الذب ُ َم َر فَ َج َ ضفَادعَ َحتَّى في َم َخاد ِع ُممُوك ِي ْم .أ َ ٖٗ ٖٖ م ْمتَ ِيب ًة ِفي أَر ِ ِ ش َج ِ اء ِببلَ َع َد ٍد, ض ِي ْم. وم ُي ْم َوِتي َن ُي ْمَ ,و َك َّ س َر ُك َّل أَ ْ اء ا ْل َج َر ُ َ ض َر َ ُ َ اد َو َغ ْو َغ ُ َم َر فَ َج َ ْ ار تُ ُخوم ِي ْم .أ َ ب ُك ُر َ ٖٚ ض ِيمٖٙ .قَتَ َل ُك َّل ِب ْك ٍر ِفي أَر ِ ِ ِِ ٖ٘فَأَ َك َل ُك َّل ع ْ ٍ ِ َخ َر َج ُي ْم ض ِي ْم ,أ ََو ِائ َل ُك ٍّل قُ َّوِت ِي ْم .فَأ ْ ُ ْ شب في ِببلَدى ْمَ ,وأَ َك َل أَثْ َم َار أ َْر ْ ٖٛ ِ ِ َّة وَذ َى ٍب ,ولَم ي ُك ْن ِفي أ ِ ِ ٍ ط َعمَ ْي ِي ْم". ص ُر ِب ُخ ُرو ِج ِي ْم ,أل َّ سقَ َ َ ْ َ َس َباط ِي ْم َعاثٌر .فَ ِر َح ْت م ْ ْ َن ُر ْع َب ُي ْم َ ِبفض َ صوا َكبلَ َم ُو = أطاع موسى وىروف اهلل في كؿ ما أمر نجد ىنا ضربات اهلل بيد موسى وىروف ضد مصرَ .ولَ ْم َي ْع ُ
اء= جراد ولـ يفعبل مثؿ يوناف .والطبيعة كميا أطاعت اهلل في ضرباتو ضد مصر ولـ تعصي كبلموَ .غ ْو َغ ُ ِ ص ُر ِب ُخ ُرو ِج ِي ْم = فيـ استراحوا مف الضربات. صغير .فَ ِر َح ْت م ْ ٓٗ ٖٜ السم ِ ار لِتُ ِ يء المَّ ِ اء ز ب خ و ى, و م الس ب م اى َت أ ف ا و ل َ أ س . ل ي ض ا ن و ا, ف ج س ا اب ح س ط س ب اآليات (" - )ٗ٘-ٖٜ َ َّ َّ ً ْ َ ُ َ ُ َ َ َ ُ ْ ْ ْ ً َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ ً َ ٔٗ ِ ِ ِِ ِ الص ْخرةَ فَا ْنفَجر ِت ا ْل ِمياه .جر ْت ِفي ا ْليا ِب ِ ٕٗ َّ ش َّ يم َع ْب ِد ِه, أَ ْ ش َب َع ُي ْمَ . َ َ َ ُ ََ ََ ق َّ َ سة َن ْي ًرا .ألَن ُو َذ َك َر َكم َم َة قُ ْدسو َم َع إ ْبراى َ ٗٗ ٖٗ ِ ار ِ اضي األ ِ ب الش ُع ِ اجَ ,و ُم ْختَ ِ وب َو ِرثُوهُٗ٘ ,لِ َك ْي َي ْحفَظُوا ش ْع َب ُو ِب ْاب ِت َي ٍ فَأ ْ َخ َر َج َ َعطَ ُ يو ِبتََرنٍمَ .وأ ْ ُممَ ,وتَ َع َ اى ْم أ ََر َ َ ض ُو وي ِطيعوا َ ِ ِ ويا". ش َرائ َع ُوَ .ىمٍّمُ َ فَ َرائ َ َ ُ ُ نرى ىنا قيادة اهلل لشعبو في البرية بعمود سحاب وعمود نار وكيؼ أطعميـ المف والسموى ،وكيؼ حفظيـ حتى
ممكيـ أرضيـ ولـ يطمب في مقابؿ ىذا كمو سوى شيئاً واحداً .أف يحفظوا فرائضو ويطيعوا شرائعو .وكاف ىذا
أيضاً لمصمحتيـ حتى ال يستعبدىـ إبميس بعد أف خمصيـ اهلل مف فرعوف.
302
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش)
المزمور المئة والسادس
عودة لمجدول
في المزامير السابقة تعممنا تسبيح اهلل بسبب الفداء الذي قدمو والغفراف الذي حصمنا عميو ثـ تسبيحو مف أجؿ أعمالو في الطبيعة والخميقة .ثـ تسبيحو ألجؿ أعمالو العجيبة في خروج شعبو مف مصر .وىنا نجد تسبيح مف
نوع آخر فالمرنـ يعترؼ بخطايا شعبو وتمردىـ وتذمرىـ .ىو يعطي المجد هلل ليس فقط بسب صبلحو ولكف أيضاً باالعتراؼ بسوء حالة الشعب واالعتراؼ بفسادنا يجعؿ قداسة اهلل تزداد ظيو اًر واشراقاً .والعكس فنحف حيف نتأمؿ في قداسة اهلل تظير بشاعة خطايانا .ومع أف ىذا المزمور فيو اعتراؼ بخطايا الشعب إال أنو يبدأ وينتيي
بكممة ىممويا .فالخطية يجب أال تمنعنا عف تسبيح اهلل .ومف المعتقد أنو كتب في فترة السبي بسبب آية ()ٗٚ إجمعنا مف بيف األمـ .ولكف ىناؾ مف ينسبو أيضاً لداود فاآلية األولى واآليتيف األخيرتيف نجدىما في المزمور الذي كتبو داود وسممو إلى أساؼ (ٔأي .)ٖٙ-ٖٗ2ٔٙوبالتالي يكوف قولو اجمعنا مف بيف األمـ إشارة لفترة
ىروب داود لجت .وبالطبع كاف ىناؾ كثير مف األتقياء قد ىربوا إلى األمـ أيضاً ونتعمـ مف ىذا المزمور كيؼ نقؼ أماـ اهلل معترفيف بخطايانا الشخصية وخطايا األقرباء ..نقؼ لنعترؼ بخطايانا دوف أف نمقي الموـ عمى أحد
بؿ نعطي المجد والقداسة هلل.
ٔ َن إِلَى األََب ِد َر ْح َمتَ ُو". صالِ ٌح ,أل َّ الر َّ وياِ .ا ْح َم ُدوا َّ آية (ٔ) َ " -ىمٍّمُ َ ب أل ََّن ُو َ َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو = إذا تذكرنا خطايانا واعترفنا بيا يرحمنا اهلل "ومف يقر بخطاياه يرحـ" وىنا فمنسبح اهلل أل َّ
الذي مازاؿ يقبمنا برحمتو ولـ يرفضنا حتى اآلف.
يح ِو؟ ٖطُوبى لِ ْمح ِ ب؟ م ْن ي ْخ ِبر ِب ُك ٍّل تَسا ِب ِ اآليات (ٕٕ" - )ٖ-م ْن يتَ َكمَّم ِبجبر ِ ين ا ْل َح َّ مص ِان ِع ا ْل ِب َّر ق َولِ َّ وت َّ اف ِظ َ َ َ َ الر ٍّ َ ُ ُ َ َ ُ َ َُ ِفي ُك ٍّل ِح ٍ ين". في (ٕ) يتساءؿ مف يستطيع أف يسبح الرب ويتكمـ عف جبروتو واقتداره وفي (ٖ) يجيب بأنو ىو الحافظ الحؽ والصانع البر .فطوبى لمثؿ ىذا اإلنساف الذي يسبح اهلل.
ٗ شع ِب َك .تَع َّي ْد ِني ِب َخبلَ ِ ص َك٘ ,أل ََرى َخ ْي َر ُم ْختَ ِ ُم ِت َك. يك .ألَف َْر َح ِبفَ َر ِح أ َّ ار َ اآليات (ٗ " - )٘-ا ْذ ُك ْرِني َيا َرب ِب ِر َ ضا َ ْ َ ِ ِ يرِاث َك". ألَفْتَخ َر َم َع م َ حيف قاؿ المرنـ أف الحافظ الحؽ في كؿ حيف ىو الذي يستطيع أف يسبح اهلل ،شعر بأنو غير قادر عمى حفظ
ش ْع ِب َك = أي اذكرني بحسب ضا َ الحؽ دائماً فيو ضعيؼ ومتقمب والعدو يحاربو دائماً فصرخ هلل ا ْذ ُك ْرِني َيا َرب ِب ِر َ المحبة والرضا المذاف في قمبؾ نحو شعبؾ .تَع َّي ْد ِني ِب َخبلَ ِ ص َك = أنا وحدي ال أستطيع دوف معونة منؾ أل ََرى َ َخ ْي َر ُم ْختَ ِ يك = لكي يكوف لي نصيب في الخير الذي سيكوف ليـ .ولكف ىذه اآليات ىي صرخة العيد القديـ ار َ
303
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش)
لتجسد المسيح ليأتي بالخبلص ،وكأف المرنـ يشتيي أف يرى ىذه األياـ ويرى خير مختاري اهلل المؤمنيف بالمسيح
ويفتخر مع ميراث اهلل أي المؤمنيف.
ٙ طأْ َنا مع آب ِائ َنا .أَسأْ َنا وأَ ْذ َن ْب َناٚ .آب ُ ِ ِ اآليات ( " - )ٖٛ-ٙأ ْ ص َر لَ ْم َي ْف َي ُموا َع َج ِائ َب َك .لَ ْم َي ْذ ُك ُروا َكثَْرةَ َ َخ َ َ َ َ اؤَنا في م ْ َ َ ٍ ٛ ف ِبجبروِت ِوٜ .وا ْنتَير ب ْحر س ٍ َج ِل ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِِ وف ص ُي ْم م ْن أ ْ ْ َ ََ َ َ ُ سوف .فَ َخمَّ َ َم َراحم َك ,فَتَ َم َّرُدوا ع ْن َد ا ْل َب ْح ِر ,ع ْن َد َب ْح ِر ُ اسمو ,ل ُي َعٍّر َ َ َ ُ ٔٔ ِ ٓٔ ِ ِ ض ,وفَ َد ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ اى ْم م ْن َيد ا ْل َع ُد ٍّوَ .و َغطَّت ا ْلم َياهُ ص ُي ْم م ْن َيد ا ْل ُم ْبغ ِ َ سي ََّرُى ْم في الم َج ِج َكا ْل َبٍّريَّةَ .و َخمَّ َ سَ ,و َ فَ َي ِب َ ِ ِ ٖٔ ٕٔ ِِ ضا ِي ِقي ِيم .و ِ َع َمالَ ُو .لَ ْم َي ْنتَ ِظ ُروا اح ٌد ِم ْن ُي ْم لَ ْم َي ْب َ سوا أ ْ ُم َ س ِبيحو .أ ْ آم ُنوا ِب َكبلَموَ .غ َّن ْوا ِبتَ ْ َس َر ُعوا فَ َن ُ ْ َ ق .فَ َ ٘ٔ ٗٔ شيوةً ِفي ا ْلبٍّري ِ س َل ُى َازالً ِفي أَ ْنفُ ِس ِي ْم. ورتَ ُوَ .ب ِل ا ْ َم ُ َعطَ ُ َّةَ ,و َج َّرُبوا اهللَ ِفي ا ْلقَ ْف ِر .فَأ ْ َ س ْؤلَ ُي ْمَ ,وأ َْر َ اى ْم ُ شتَ َي ْوا َ ْ َ ش َ ٔٚ ٔٙ َّ ِ ِ اع ِة الر ٍّ انَ ,و َ وس َّ ب .فَتَ َح ِت األ َْر ُ ض َو ْابتَمَ َع ْت َداثَ َ ىار َ ط َبقَ ْت َعمَى َج َم َ ون قُد َ س ُدوا ُم َ َو َح َ وسى في ا ْل َم َحمةَ ,و ُ ٔٛ شتَعمَ ْت َنار ِفي جم ِ ش َرَار. ق األَ ْ َح َر َ يب أ ْ اعت ِي ْم .المَّ ِي ُ ََ َ امَ ,وا ْ َ ٌ أَِب َ ير َ ٕٔ ٍ ٕٓ ٜٔ ال ثَو ٍر ِ ِ ِِ ص َن ُعوا ِع ْجبلً ِفي ُح ِ آك ِل ُع ْ ور َ س ُبوكَ ,وأ َْب َدلُوا َم ْج َد ُى ْم ِبمثَ ِ ْ س َج ُدوا لت ْمثَال َم ْ ش ٍبَ .ن ُ يبَ ,و َ َ سوا اهللَ ٍ ٖٕ ٕٕ ِ الص ِانع ع َ ِ ِ ِ ض َح ٍامَ ,و َم َخ ِ ب ِفي أ َْر ِ ال ِبِإ ْىبلَ ِك ِي ْم. س وف ,فَقَ َ او َ ص َرَ ,و َع َجائ َ ص ُي ُمَ َ َّ , ظائ َم في م ْ ف َعمَى َب ْح ِر ُ ُم َخمٍّ َ
ٕٗ ف ِفي الثَّ ْغ ِر قُد ِ ض َّ الش ِي َّي َة .لَ ْم ُي ْؤ ِم ُنوا ص ِر َ وسى ُم ْختَ ُارهُ َوقَ َ ض َب ُو َع ْن إِتْبلَ ِف ِي ْمَ .و َرَذلُوا األ َْر َ ف َغ َ َّام ُو ل َي ْ لَ ْوالَ ُم َ َ ِ ِ ِ ٕ٘ بٕٙ ,فَرفَع ي َده عمَ ْي ِيم لِيس ِقطَيم ِفي ا ْلبٍّري ِ ِ ِ ِ ِ َّة, الر ٍّ ص ْو ِت َّ َ ِب َكم َمتوَ .ب ْل تَ َم ْرَم ُروا في خ َيام ِي ْم .لَ ْم َي ْ س َم ُعوا ل َ َ َ َ ُ َ ْ ُ ْ ُْ ٕٜ ِ ٕٚولِيس ِقطَ َنسمَيم ب ْي َن األُمِم ,ولِيبد َ ِ ِ ِ َّ ٕٛ ورَ ,وأَ َكمُوا َذ َبائ َح ا ْل َم ْوتَىَ .وأَ َغاظُوهُ َ َ َُ ْ ُْ َ َ ُْ ٍّد ُى ْم في األ ََراضيَ .وتَ َعمقُوا ِب َب ْعل فَ ُغ َ ٖٔ ٖٓ ِ َعمالِ ِيم فَاقْتَحميم ا ْلوبأُ .فَوقَ َ ِ ب لَ ُو ذلِ َك ِب ًّار إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر ,إِلَى اس َوَد َ امتََن َع ا ْل َوَبأُ .فَ ُحس َ َ َ ُُ َ َ ف في َن َح ُ َ ان ,فَ ْ ِبأ ْ َ ْ األ ََب ِد. ٕٖ َّ ِ ٖٖ َّ شفَتَْي ِوٖٗ .لَ ْم وح ُو َحتَّى فَ َرطَ ِب َ َمروا ُر َ َس َخطُوهُ َعمَى َماء َم ِر َ َوأ ْ وسى ِب َ يب َة َحتَّى تَأَذى ُم َ س َب ِب ِي ْم .ألَن ُي ْم أ َ ٖٙ ٖ٘ ي ِ ص َار ْت ال لَ ُي ُم َّ الرب َع ْن ُي ْمَ ,ب ِل ْ ين قَ َ ُم َم الَِّذ َ ُمِم َوتَ َعمَّ ُموا أ ْ َع َمالَ ُي ْمَ .و َع َب ُدوا أ ْ َْ ام ُي ْم ,فَ َ َص َن َ اختَمَطُوا ِباأل َ ستَأْصمُوا األ َ ٖٛ ٖٚ ش َرًكاَ .وَذ َب ُحوا َب ِني ِي ْم َوَب َن ِات ِي ْم لِؤل َْوثَ ِ َص َن ِام لَ ُي ْم َ انَ .وأ ْ ين َذ َب ُح ُ َى َرقُوا َد ًما َزِكيًّاَ ,د َم َب ِني ِي ْم َوَب َن ِات ِيِم الَِّذ َ وى ْم أل ْ ض ِبالدٍّم ِ اء". س ِت األ َْر ُ َك ْن َع َ انَ ,وتَ َد َّن َ َ
ىنا يبدأ المرنـ في ذكر خطايا الشعب وتمرده .وىنا يذكر تمردىـ ويذكر خبلص الرب ليـ مع أنيـ تمردوا عند
كؿ ضيقة تواجييـ .وأنو في بعض األحياف كاف الرب مضط اًر كأب حكيـ أف يؤدبيـ كأوالده .ومف أمثمة التأديب حيف اشتيى الشعب أف يأكؿ لحماً وتذمروا أعطاىـ اهلل فأكموا ،وحينما أكموا بوحشية وبشيوة ،لـ ينفعيـ ما أكموه بؿ صار نقمة عمييـ وقبموا جزاء شيوتيـ الرديئة ُى َازالً ِفي أَ ْنفُ ِس ِي ْم .وحينما تمردوا عمى موسى وىروف فتحت األرض وابتمعت داثاف ..ومع ازدياد تذمرىـ وبالذات حيف أرسموا الجواسيس ألرض الميعاد ،وصدقوا كبلـ
الجواسيس ورذلوا األرض الشيية كاف قرار الرب أف ال يدخؿ ىذا الشعب أرض الميعاد= فَ َرفَ َع َي َدهُ َعمَ ْي ِي ْم ِ ِ لِي ِ ِ َّ ورَ ,وأَ َكمُوا َذ َب ِائ َح ا ْل َم ْوتَى = بعؿ فغور أي سيد الفجور والذبائح .وبنات ُْ سقطَ ُي ْم في ا ْل َبٍّريَّةَ .وتَ َعمقُوا ِب َب ْعل فَ ُغ َ موآب ذىبف لمشعب وأسقطوىف في الزنى معيف ثـ في تقديـ الذبائح إللييف بعؿ فغور .وكاف الشعب لحبو في خطية الزنى ،يزنوف مع بنات موآب ثـ يقدمف الذبائح لآللية الميتة ويأكموا مف ىذه الذبائح ،ليشتركوا في مائدة
304
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش)
الشياطيف (ٔكوٓٔ ،)ٕٕ-ٔ٘2ومف يفعؿ ىذا فيو يتحد بالشياطيف الميتة ويحكـ عمى نفسو بالموت ،أما مف يشترؾ في مائدة الرب فتكوف لو حياة .وأية (ٖٓ) بسبب الخطية ضرب اهلل الشعب بالوبأ .حتىَ وقَ َ ِ اس ف في َن َح ُ َ وَد َ ِ ان ِف ْع ْؿ وليس اسـ شخص ومعناه قضى وحكـ عمى المذنب .ال عف اس وىو مف سبط الويَ .وَد َ ان = في َن َح ُ َ
كراىية لو بؿ غيرة عمى مقدس الرب قتؿ المذنب فامتنع الوبأ.وجاءت الكممة دان في االنجميزية بمعني يتدخؿ بالقوة لتسوية نزاع.
ٓٗ اآليات (ٖٜ" - )ٗٙ-ٖٜوتََنجَّسوا ِبأ ْ ِ يرثَ ُو. ش ْع ِب ِوَ ,و َك ِرهَ ِم َا الر ٍّ ب َّ ب َعمَى َ ْعالِ ِي ْم .فَ َح ِم َي َغ َ ضُ َع َمال ِي ْم َو َزَن ْوا ِبأَف َ ُ َ ٖٗ ٕٗ ٍ ِ اؤ ُىم ,فَ َذلوا تَ ْح َ ِ ِ ٔٗوأَسمَميم لِي ِد األ ِ يرةً أَ ْنقَ َذ ُى ْم, ض ُ ض َغطَ ُي ْم أ ْ وى ْمَ .و َ سمَّطَ َعمَ ْي ِي ْم ُم ْب ِغ ُ َ ْ َ ُْ َ ُممَ ,وتَ َ ت َيدى ْمَ .م َّرات َكث َ َع َد ُ ْ َ ٘ٗ ٗٗ يق ِيم إِ ْذ ِ ِ ِ ِ ِ ش ِ ِ اخ ُي ْمَ .وَذ َك َر لَ ُي ْم َع ْي َدهَُ ,وَن ِد َم أ َّ ص َر َ سمعَ ُ َ َما ُى ْم فَ َع َ ورت ِي ْم َوا ْن َحطوا ِبإثْم ِي ْم .فَ َنظَ َر إلَى ض ْ ص ْوهُ ِب َم ُ َ ٗٙ ط ُ ِ س َب ْو ُى ْم". َع َ َّام ُك ٍّل الَِّذ َ ب َكثَْرِة َر ْح َم ِت ِوَ .وأ ْ سَ ين َ َح َ اى ْم ن ْع َم ًة قُد َ ِِ َعمالِ ِيم و َزَنوا ِبأَف ِ ُمِم. ْعال ِي ْم .ونرى أيضاً تأديب الرب َوأ ْ َّسوا ِبأ ْ َ ْ َ ْ َ نرى صورة الشعب ممخصة في تََنج ُ َسمَ َم ُي ْم ل َيد األ َ يق ِيم إِ ْذ ِ ِ ِ ِ اخ ُي ْم ونرى صورة حية هلل الرحوـ الذي بحسب كثرة رحمتو كاف يغفر ص َر َ سمعَ ُ َ فصرخوا .فَ َنظَ َر إلَى ض ْ
لشعبو .بؿ كاف يعطييـ نعمة قداـ كؿ الذيف سبوىـ (كما حدث مع دانياؿ) حتى ال يفنييـ أعداؤىـ.
ٗٚ اجمع َنا ِم ْن ب ْي ِن األ ِ ِ اس َم قُ ْد ِس َكَ ,وَنتَفَا َخ َر ص َنا أَي َيا َّ َ ُمم ,ل َن ْح َم َد ْ لي َناَ ,و ْ َ ْ اآليات (َ " - )ٗٛ-ٗٚخمٍّ ْ الرب إِ ُ َ الشع ِب « ِ ِ لو إِسرِائ َ ِ ِبتَس ِب ِ يح َكٗٛ .م َبار ٌك َّ ِ ويا". آم َ ين»َ .ىمٍّمُ َ يل م َن األ ََز ِل َوِالَى األ ََبدَ .وَيقُو ُل ُكل َّ ْ ْ الرب إ ُ ْ َ ُ َ
ىي صرخة الشعب المسبي في آالمو ليردىـ مف السبي سواء سبي بابؿ أو غيره .وىي صرخة العيد القديـ ليأتي المسيح ويخمص .وصرختنا نحف ليظير المسيح في مجيئو الثاني.
305
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع)
المزمور المئة والسابع
عودة لمجدول
ىذا المزمور يشير لمعامبلت اهلل مع البشر عموماً .وممخص المزمور أف اهلل قد يسمح بالضيقات تحيط بالبشر في حالة عصيانيـ وتمردىـ عمى اهلل مثؿ (توىانيـ في برية وجوعيـ وعطشيـ ،الجموس في الظممة وظبلؿ الموت في ذؿ القيود /المرض وكراىية الطعاـ /في ركوب البحر يييج البحر عمييـ كما حدث مع يوناف /األنيار
تجؼ وتصبح قفا اًر وبالتالي ال يجدوف أكبلً وال شرباً وال رزقاً) .ونغمة المزمور التي يرددىا دائماً أف الذي يقع تحت تأديب الرب حيف يصرخ إلى الرب يرفع عنو ضيقتو فمثبلً مف تاه في البرية يرده ويشبعو ويرويو ..الخ. وطالما كانت اآلالـ ىي طريقة لمتأديب لنرجع لمرب ،وطالما كانت الخيرات عبلمة عمى بركات الرب فمنسبح
الرب دائماً وليسبحو شعبو في كؿ حيف .فكؿ األمور تعمؿ معاً لمخير .وىناؾ معنى رمزي يمكف مبلحظتو في المزمور .فاآلالـ التي نقع تحتيا مف سبي وذؿ تشير لمحالة قبؿ المسيح والخبلص يشير لما بعد المسيح.
ٔ ب الر َّ اآليات (ِٔ " - )ٖ-ا ْح َم ُدوا َّ ا ْل َع ُد ٍّوَ ٖ ,و ِم َن ا ْلُب ْم َد ِ ان َج َم َع ُي ْمِ ,م َن يبدأ بط مب أف نسبح الرب الذي أنقذنا مف ضيقاتنا السابقة ،كما أرجع الشعب مف مصر أو مف سبي بابؿ ،أو
ٕ اى ْم ِم ْن َي ِد صالِ ٌح ,أل َّ الر ٍّ َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو .لِ َي ُق ْل َم ْف ِديو َّ ين فَ َد ُ ب ,الَِّذ َ أل ََّن ُو َ ِ ِ الشم ِ ش ِر ِ ِ ال َو ِم َن ا ْل َب ْح ِر". ا ْل َم ْ ق َوم َن ا ْل َم ْغ ِرب ,م َن ٍّ َ
بالمسيح تحررنا مف سبي إبميس حيف فدانا.
٘ ِ ِ ِ اآليات (ٗٗ" - )٘-تَ ُ ِ ضا أَ ْع َي ْت س َك ٍنِ .ج َياعٌ ِع َ ط ٌ اش أ َْي ً اىوا في ا ْل َبٍّريَّة في قَ ْف ٍر ِببلَ طَ ِريق .لَ ْم َي ِج ُدوا َمدي َن َة َ س ُي ْم ِفي ِي ْم". أَ ْنفُ ُ
ىذا حاؿ كؿ مف كاف بعيداً عف الرب .ولكف ما الذي عمؿ فييـ ىذا؟ الخطية سببت توىانيـ في برية ىذا العالـ فجاعوا وعطشوا ولـ يجدوا مدينة سكف .أي كانوا ببل راحة ،ببل سبلـ ،ببل اطمئناف ،كما تاه قاييف حيف ترؾ
الرب. ٚ ٙ اىم طَ ِريقًا م ِ يق ِيم ,فَأَ ْنقَ َذ ُىم ِم ْن َ ِ ِ ِ الر ٍّ ِ ِ ِ ْى ُبوا إِلَى ص َر ُخوا إِلَى َّ يما لِ َيذ َ ُ ْ اآليات ( " - )ٜ-ٙفَ َ ش َدائدى ْمَ ,و َى َد ُ ْ ْ ب في ض ْ ستَق ً ٜ ٛ ِ ِ سا َج ِائ َع ًة الر َّ س َك ٍنَ .ف ْم َي ْح َم ُدوا َّ سا ُم ْ آد َم .ألَنَّ ُو أَ ْ ب َعمَى َر ْح َم ِت ِو َو َع َج ِائ ِب ِو لِ َب ِني َ شتَ ِي َي ًة َو َمؤلَ َن ْف ً ش َب َع َن ْف ً َمدي َنة َ ُخ ْب ًزا",
طريؽ العودة مف آالميـ كاف عندما صرخوا هلل فأنقذىـ .ىذه ىي نفس نغمة وطريقة سفر القضاة .ثـ يدعوىـ
المرنـ لتسبيح اهلل الذي خمصيـ وشكره عمى خيراتو" .كؿ عطية ببل شكر ىي ببل زيادة" .بؿ التسبيح والصبلة
يعطياننا أف نمتصؽ باهلل فبل نعود نرتد لمخطية فنتعرض لمزيد مف التأديبات والضربات.
306
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع) ٓٔ يدٔٔ .أل ََّنيم عصوا َكبلَم ِ ين ِبالذ ٍّل وا ْلح ِد ِ اهلل, وس ِفي الظ ْم َم ِة َو ِظبلَ ِل ا ْل َم ْو ِتُ ,موثَ ِق َ َ َ ُْ َ َْ اآليات (ٓٔ " - )ٔٙ-ا ْل ُجمُ َ َ ٖٔ ٕٔ الر ٍّ ِ ِ ِ ِ ص ُي ْم ِم ْن ص َر ُخوا إِلَى َّ َىا ُنوا َم ُ َوأ َ وب ُي ْم ِبتَ َع ٍبَ .عثَُروا َوالَ َم ِع َ ورةَ ا ْل َعم ٍّي .فَأَ َذ َّل ُقمُ َ ب في ضيق ِي ْم ,فَ َخمَّ َ ين .ثُ َّم َ ش َ ٘ٔ ٗٔ ب َعمَى َر ْح َم ِت ِو َو َع َج ِائ ِب ِو لِ َب ِني الر َّ ود ُى ْمَ .ف ْم َي ْح َم ُدوا َّ ش َد ِائ ِد ِى ْم .أ ْ َ َخ َر َج ُي ْم ِم َن الظ ْم َم ِة َو ِظبلَ ِل ا ْل َم ْو ِتَ ,وقَطَّعَ قُ ُي َ ٔٙ ض ح ِد ٍ يع ُن َح ٍ اسَ ,وقَطَّ َع َع َو ِ صِ يد". آد َم .أل ََّن ُو َك َّ َ ار َ َ ار َ س َر َم َ ِ وس ِفي الظ ْم َم ِة َو ِظبلَ ِل ا ْل َم ْو ِت = كما ظؿ اإلنساف قبؿ ص ْوا َكبلَ َم اهلل في سبي محزف .ا ْل ُجمُ َ عادوا لمخطية و َع َ س َر المسيح تحت عبودية إبميس ،يموت منفصبلً عف اهلل ويذىب لمجحيـ الذي ال خروج منو حتى أتى المسيح و َك َّ ض ح ِد ٍ يع ُن َح ٍ اس ( اشارة لمجحيـ ) َوقَطَّ َع َع َو ِ صِ يد والظممة أيضاً تشير لمظممة العقمية الداخمية وحالة اليأس ار َ َ ار َ َم َ والتخبط ببل استنارة .وحيف خمص اهلل ىؤالء المتألميف يدعوىـ المرنـ ليسبحوه. ٔٛ ٔٚ صي ِت ِيم ,و ِم ْن ِ ِ ط ِري ِ ط َع ٍام, س ُي ْم ُك َّل َ اآليات (َ " - )ٕٕ-ٔٚوا ْل ُج َّيا ُل ِم ْن َ آثام ِي ْم ُي َذل َ ونَ .ك ِرَى ْت أَ ْنفُ ُ ق َم ْع َ ْ َ ٕٓ ِ ٜٔ يق ِيم ,فَ َخمَّصيم ِم ْن َ ِ ِ ِ الر ٍّ ِ ِ ِ َواقْتَرُبوا إِلَى أ َْب َو ِ اى ْم, ص َر ُخوا إِلَى َّ س َل َكمِ َمتَ ُو فَ َ شفَ ُ ش َدائدى ْم .أ َْر َ اب ا ْل َم ْوت .فَ َ َ ُْ ب في ض ْ َ ٕٕ ٕٔ آد َمَ .وْل َيذ َْب ُحوا لَ ُو َذ َب ِائ َح ا ْل َح ْم ِدَ ,وْل َي ُعدوا الر َّ َّاى ْم ِم ْن تَ ْيمُ َك ِات ِي ْمَ .ف ْم َي ْح َم ُدوا َّ َوَنج ُ ب َعمَى َر ْح َم ِت ِو َو َع َج ِائ ِب ِو لِ َب ِني َ َع َمالَ ُو ِبتََرنٍم". أْ ا ْل ُج َّيا ُل = الذيف ال يدركوف أف طريؽ المعصية نتيجتو مؤلمة فيؤالء يخطئوف فيذلوف .وتصيبيـ األمراض= ط َع ٍامَ ..واقْتَرُبوا إِلَى أ َْب َو ِ اب ا ْل َم ْو ِت .وحيف يصرخوف هلل يشفييـ .والمرنـ يدعوىـ ليسبحوا اهلل س ُي ْم ُك َّل َ َك ِرَى ْت أَ ْنفُ ُ َ
وقتيا.
ٕٗ ِ ِ ِ ِ ون إِلَى ا ْلب ْح ِر ِفي السفُ ِن ,ا ْلع ِ اآليات (ٖٕٕٖ" - )ٖٕ-اَ َّلن ِ َع َما َل اممُ َ ازلُ َ يرِةُ ,ى ْم َأر َْوا أ ْ َ َ ون َع َمبلً في ا ْلم َياه ا ْل َكث َ ٕٙ ٕ٘ السماو ِ ِ ب َو َع َج ِائ َب ُو ِفي ا ْل ُع ْم ِ ون إِلَى الر ٍّ َّ َم َر فَأ َ اتَ ,ي ْي ِبطُ َ ص َع ُد َ يحا َعاصفَ ًة فََرفَ َع ْت أ َْم َو َ اج ِر ً َى َ اج ُوَ .ي ْ ون إِلَى َّ َ َ ق .أ َ ٕٛ ِ ٕٚ ِ ِ ِ ِ س ُي ْم ِب َّ الس ْك َر ِ َع َما ِ ون إِلَى ون ِم ْث َل َّ الشقَ ص ُر ُخ َ ون َوَيتََرَّن ُح َ اءَ .يتَ َم َايمُ َ األ ْ انَ ,و ُكل ح ْك َمت ِيم ْابتُم َع ْت .فَ َي ْ قَ .ذ َاب ْت أَ ْنفُ ُ ٖٓ ِ ِ ٕٜ يق ِيم ,و ِم ْن َ ِ ِ ِ الر ٍّ ِ ِ ِ ون أل ََّن ُي ْم َّ س ُك ُ اج َيا .فَ َي ْف َر ُح َ ت أ َْم َو ُ س ُك ُنَ ,وتَ ْ ص ُي ْمُ .ي ْيدئُ ا ْل َعاصفَ َة فَتَ ْ ش َدائدى ْم ُي َخمٍّ ُ ب في ض ْ َ ٕٖ ٖٔ آد َمَ .وْل َي ْرفَ ُعوهُ ِفي الر َّ يدوَن ُوَ .ف ْم َي ْح َم ُدوا َّ ب َعمَى َر ْح َم ِت ِو َو َع َج ِائ ِب ِو لِ َب ِني َ َى َدأُوا ,فَ َي ْي ِدي ِي ْم إِلَى ا ْل َم ْرفَِإ الَِّذي ُي ِر ُ س ٍّب ُحوهُ ِفي َم ْجمِ ِ َم ْج َم ِع َّ شا ِي ِخ". س ا ْل َم َ الش ْع ِبَ ,وْل ُي َ ربما تشير ىذه اآليات لمف يعمؿ في البحر ويركب السفف ويذىب ليتاجر ،مثؿ ىؤالء يروف ىيجاف البحر وأنيـ
في أحياف كثيرة يكادوا أف يغرقوا وينقذىـ اهلل .ولكف إذا فيمنا أف البحر يشير لمعالـ .ومف يركب السفينة ىو كؿ
منا في عممنا وفي رحمة حياتنا .وخبلؿ رحمة حياتنا ىناؾ أحداث كثيرة منيا ما ىو مؤلـ ومنيا ما ىو مفرح
والمرنـ يشير ألف أحداث حياتنا في يد اهلل ،إف حفظنا وصاياه يكوف البحر ىادئاً أمامنا وأف عصينا أوامره تييج أمواج البحر أمامنا (حدث ىذا مع يوناف) فإذا ما صرخوا هلل تيدأ العاصفة وييدأ البحر .ويفرحوف وعمييـ أف
يسبحوا اهلل.
307
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع) ٖٗ ٖٖ ِ اري ا ْل ِمي ِ ِ شٍّر س ِب َخ ًة ِم ْن َ اه َم ْعطَ َ ش ًةَ ,واأل َْر َ َ ض ا ْل ُمثْم َرةَ َ اآليات (َٖٖ " - )ٖٗ-ي ْج َع ُل األَ ْن َي َار قفَ ًاراَ ,و َم َج ِ َ ِ ٍ ٖٙ ين ِفيياٖ٘ .ي ْجع ُل ا ْلقَ ْفر َغ ِدير ِمي ٍ َّ ِ ِ ون َم ِدي َن َة س ِك ُن ُى َن َ اك ا ْل ِج َي َ اع فَ ُي َي ٍّيئُ َ اهَ ,وأ َْر ً َ َ سا َي َنا ِب َ يع م َياهَ .وُي ْ الساكن َ َ ضا َي َب ً َ َ َ ٖٚ ص َنعُ ثَ َم َر َغمَّ ٍةَ ٖٛ .وُي َب ِ ون ِجدًّاَ ,والَ ُي َقمٍّ ُل َب َي ِائ َم ُي ْم. ارُك ُي ْم فَ َي ْكثُُر َ س َ س َك ٍنَ .وَي ْزَر ُع َ وما ,فَتَ ْ ون ُحقُوالً َوَي ْغ ِر ُ َ ون ُك ُر ً ٓٗ ٖٜ ضميم ِفي ِت ٍ ِ ض ْغ ِط َّ ط ِريق, يو ِببلَ َ ون َوَي ْن َح ُن َ ثُ َّم َي ِقم َ ون ِم ْن َ س ُك ُ الشٍّر َوا ْل ُح ْز ِنَ .ي ْ س َ ب َى َوا ًنا َعمَى ُر َؤ َ اءَ ,وُي ُ ْ ٔٗ ان ا ْل َغ َنِمٕٗ .يرى ذلِ َك ا ْلم ِ ِ ٍ ين ِم َن الذ ٍّلَ ,وَي ْج َع ُل ا ْلقَ َب ِائ َل ِم ْث َل قُ ْط َع ِ سد ون فَ َي ْف َر ُح َ يم َ س ِك َ ُ ْ َوُي َعمٍّي ا ْلم ْ ونَ ,و ُكل إِثْم َي ُ ََ ستَق ُ ٖٗ ان ح ِكيما ي ْحفَظُ ى َذا ,ويتَعقَّ ُل مر ِ ب". الر ٍّ اح َم َّ فَاهَُ .م ْن َك َ َ ً َ َ َ َ ََ
األنيار تحمؿ معيا مصادر الخير والرزؽ والحياة ،فإف أخطأ اإلنساف فاهلل قادر أف يجفؼ أنيار حياتو فيضيؽ
رزقو وتقفر األرض التي يزرعيا .والعكس حيف يرجع اإلنساف هلل ،يرجع اهلل لو ويحوؿ لو القفر غدير مياه .واذا ض ْغ ِط َّ الشٍّر َوا ْل ُح ْز ِن = والحظ ارتباط الشر بالحزف .ثـ يختـ مزموره ون َوَي ْن َح ُن َ عاد اإلنساف لخطيتو = َي ِقم َ ون ِم ْن َ بيذا م ْن َك َ ِ يما َي ْحفَظُ ى َذا = الحكيـ يفيـ أف البركة ىي لمف يحفظ وصايا الرب .والبركة تشمؿ (الصحة، ان َحك ً َ الرزؽ ،أحداث الحياة تصير في سبلـ ) ..والعكس فاليواف لمخاطئ.
308
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه)
المزمور المئة والثامن
عودة لمجدول
رتؿ داود بيذا المزمور عندما قامت أدوـ وموآب بغزو جنوب ييوذا ،حينما كاف يحارب ىو أراـ ،فأرسؿ ليـ يوآب وىزميـ .فسبح داود بيذه الكممات .وكممات المزمور مأخوذة مف (مز + ٔٔ-ٚ2٘ٚمزٓ.)ٕٔ-٘2ٙ والمزمور يبدأ بالتسبيح وينتيي بالصبلة عمى النصرة التي أعطاىا اهلل لشعبو.
ٕ ٔ ِ ِ َستَ ْي ِقظُ استَ ْي ِق ِظي أَيَّتُ َيا َّ اب َوا ْل ُع ُ اآليات (ٔ " - )ٖٔ-ثَا ِب ٌ الرَب ُ ود .أََنا أ ْ ت َق ْم ِبي َيا اَهللُ .أُ َغ ٍّني َوأ َُرٍّن ُمَ .كذل َك َم ْجديْ . ٖ السماو ِ ِ اتَ ,وِالَى ا ْل َغ َم ِام ُمِمٗ .أل َّ َن َر ْح َمتَ َك قَ ْد َعظُ َم ْت فَ ْو َ ق َّ َ َ َ س َح ًرا .أَ ْح َم ُد َك َب ْي َن الش ُعوب َيا َربَ ,وأ َُرٍّن ُم لَ َك َب ْي َن األ َ ٙ ٘ َّاؤ َكَ .خمٍّص ِبي ِم ِ ض م ْج ُد َك .لِ َكي ي ْنجو أ ِ ِ حق َك .ارتَ ِف ِع الَّمي َّم عمَى َّ ِ ين َك َحب ُ ْ َ ُ َ َ ْ َ َُ ْ الس َم َاواتَ ,وْل َي ْرتَف ْع َعمَى ُك ٍّل األ َْر ِ َ استَ ِج ْب لِي. َو ْ ٛ ٚ ِ ِ ْسم َ ِ ِ َّ ِ ِ ِ سى .إِف َا اد ,لِي َم َن َّ ْرِي ُم ُخوَذةُ وت .لِي ِج ْم َع ُ سك َ ي ُ يس َواد َ يمَ ,وأَق ُ شك َ اَهللُ قَ ْد تَ َكم َم بقُ ْدسو «أ َْبتَ ِي ُج ,أَق ُ ِ ْسي .ييوَذا صولَج ِانيٜ .موآب ِمرح َ ِ أر ِ اى ِت ِفي َعمَ َّي». ين ْ س ِط ُ ُ ُ َْ َْ َ وم أَ ْط َر ُح َن ْعميَ .يا َفمَ ْ َُ َ ضت ْيَ .عمَى أ َُد َ ٔٔ ٓٔ ود ِني إِلَى ا ْلم ِدي َن ِة ا ْلمح َّ ِ ِ ِ ِ ت َيا اَهللُ الَِّذي َرفَ ْ س أَ ْن َ َم ْن َيقُ ُ َُ وم؟ أَلَ ْي َ ضتََناَ ,والَ تَ ْخ ُر ُج َيا اَهللُ َ ص َنة؟ َم ْن َي ْيديني إلَى أ َُد َ ٕٔ اإل ْنس ِ ٖٔ ِ ِ مع جي ِ ص َنعُ ِب َبأ ٍ الضي ِ وس َع ِط َنا َع ْوًنا ِفي ٍّ وش َنا؟ أ ْ َ َ ُُ انِ .باهلل َن ْ ْسَ ,و ُى َو َي ُد ُ ص ِ َ ق ,فَ َباط ٌل ُى َو َخبلَ ُ اء َنا". أْ َع َد َ
309
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع)
المزمور المئة والتاسع
عودة لمجدول
ربما كتب داود ىذا المزمور وىو متألـ مف خيانة شاوؿ أو أحد رجاؿ شاوؿ (دواغ) أو بسبب خيانة أخيتوفؿ، ىذا غير واضح ،إنما الواضح أنو بروح النبوة كتبو وعينو عمى خيانة ييوذا واألمة الييودية كميا لممسيح ،ونبوتو
عف الخراب الذي سيمحقيـ بعد ىذه الخيانة .ونفيـ أف المزمور عف المسيح ،فيكذا طبؽ بطرس آية ( )ٛمف المزمور في (أعٔ )ٕٓ2وكؿ المصير الصعب الذي قيؿ عف الخائف كاف نبوة ضد ييوذا والييود كشعب. ٔ ِ ِ لو تَ ِ سِ الشٍّر ِ س ُك ْتٕ ,ألَنَّ ُو قَِد ا ْنفَتَ َح َعمَ َّي فَ ُم ٍّ ير َوفَ ُم ا ْل ِغ ٍّ ان س ِبيحي الَ تَ ْ اآليات (َٔ " - )٘-يا إِ َ ْ ش .تَ َكمَّ ُموا َمعي ِبم َ ٘ ض أَحاطُوا ِبي ,وقَاتَمُوِني ِببلَ سب ٍبٗ .ب َد َل محب َِّتي ي َخ ِ ِكذ ٍ ٖ ِ ض ُعوا َعمَ َّي اص ُموَن ِني .أ َّ صبلَةٌَ .و َ ُ َ ََ ََ ْبِ ,ب َكبلَم ُب ْغ ٍ َ َما أََنا فَ َ َ ضا َب َد َل ُح ٍّبي". َ ش ًّار َب َد َل َخ ْي ٍرَ ,وُب ْغ ً
يظير ىنا داود المحب كرمز لممسيح الذي كاف يجوؿ يصنع خي اًر .وأعداء داود تأمروا عميو ولفقوا ضده التيـ، الشٍّر ِ وىكذا حدث مع المسيح .فَ ُم ٍّ ير َوفَ ُم ا ْل ِغ ٍّ ش = إبميس الذي تكمـ عمى فـ ييوذا وعمى فـ الفريسييف والكينة.. صبلَةٌ = ماذا يفعؿ اإلنساف أماـ مؤامرات األعداء الغاشة ،كيؼ يتعزى أو كرمز لذلؾ دواغ أو أخيتوفؿ .أ َّ َما أََنا فَ َ أو يشعر بإطمئناف إف لـ يمتصؽ باهلل في صبلة ببل انقطاع .واذا استجاب اهلل وأنقذه ماذا يفعؿ إال أف يسبحو ويشكره ويستمر في صبلتو حتى ال ينجح األشرار في إيذائو .وىكذا نبلحظ فالتبلميذ كانوا ال يكفوف عف الصبلة
(أع ) ٗ2ٙوكانوا حيف يصموف بنفس واحدة يمتمئوا مف الروح القدس .وصموئيؿ النبي اعتبر أنو لو كؼ عف الصبلة ألجؿ الشعب فيذه خطية (ٔصـٕٔ .)ٕٖ2أما أنا فصبلة ،تشير ألف الفكر والقمب في صمة مع اهلل ببل انقطاع خبلؿ العمؿ وخبلؿ الفراغ ،خبلؿ اليقظة وخبلؿ النوـ.
ِ ِِ ٚ ٙ ِ ِ ِ ِ صبلَ تُ ُو ش ْي َ يراَ ,وْل َي ِق ْ ف َ اآليات ( " - )ٔ٘-ٙفَأ َِق ْم أَ ْن َ طٌ ان َع ْن َيمينو .إِ َذا ُحوك َم َف ْم َي ْخ ُر ْج ُمذْن ًباَ ,و َ ت َعمَ ْيو شٍّر ً ِٜ ِٛ ِ ام َأرَتُ ُو أ َْرَممَ ًةٔٓ .لِ َي ِت ْو َب ُنوهُ تََي َيا ًنا َّام ُو َقمِيمَ ًةَ ,و َو ِظيفَتُ ُو لِ َيأْ ُخذ َ اما َو ْ ْىا آ َخ ُر .ل َي ُك ْن َب ُنوهُ أ َْيتَ ً َف ْمتَ ُك ْن َخط َّي ًة .لتَ ُك ْن أَي ُ ويستَعطُوا ,وي ْمتَ ِمسوا ُخ ْب ًاز ِم ْن ِخرِب ِيمٔٔ .لِيصطَ ِد ا ْلم ارِبي ُك َّل ما لَ ُو ,وْلي ْني ِب ا ْل ُغرباء تَعب ُؤٕ .الَ ي ُك ْن لَ ُو ب ِ اسطٌ َ َ َ َ ُ ََ َ ْ ََ ْ ْ َ َ َ ََ ُ َُ َ ْ َ ٗٔ ٖٔ ِ ِِ ِ ض ُذٍّريَّتُ ُوِ .في ا ْل ِج ِ آب ِائ ِو لَ َدى َر ْح َم ًةَ ,والَ َي ُك ْن ُمتََأِر ٌ اماهُ .لِتَ ْنقَ ِر ْ اس ُم ُي ْم .ل ُي ْذ َك ْر إِثْ ُم َ يل ا ْلقَادم ل ُي ْم َح ْ ف َعمَى َيتَ َ ب ,والَ تُمح َخ ِطيَّ ُة أ ٍّ ِ ٘ٔ ِ ض ِم َن األ َْر ِ ض ِذ ْك َرُى ْم". الر ٍّ ام َّ َّ ب َد ِائ ًماَ ,وْل َي ْق ِر ْ الر ٍّ َ ْ َ ُمو .لتَ ُك ْن أ َ َم َ ىي نبوة ضد مف خاف داود أو ضد ييوذا الخائف أو ضد شعب الييود .وىذه اآليات ال تحسب دعاء عمى ْىا شخص ،بؿ ىي بوحي مف الروح القدس قاليا داود كنبوة ،والرسؿ فيموىا ىكذا وطبقوا اآلية َو َو ِظيفَتُ ُو لِ َيأْ ُخذ َ َّام ُو َقمِيمَ ًة .وىكذا بعد أف صمب الييود َ آخ ُر حرفياً فانتخبوا متياس عوضاً عف ييوذا .ألف ييوذا انتحر= و ُكان ْت أَي ُ الرب ،قمت أياـ دولتيـ ،بؿ انتيت ،ووظيفتيـ كشعب هلل أخذىا المسيحييف وفي خراب دولتيـ عمى يد تيطس
ترممت نساؤىـ وصار أوالدىـ يتامي ( )ٜوتشتتوا بعد ذلؾ في كؿ األرض (ٓٔ) .كؿ ىذا الخراب ألنيـ أسمموا
310
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع)
ان ع ْن ي ِم ِ ِ ِ ين ِو = يراَ ,وْل َي ِق ْ ف َ أنفسيـ لمشيطاف (الييود أو ييوذا) فتركيـ اهلل في يده = فَأ َِق ْم أَ ْن َ ش ْيطَ ٌ َ َ ت َعمَ ْيو شٍّر ً وىذا معناه تسميميـ في يد الشيطاف .فإف كاف أيوب بكؿ محبتو هلل ،حينما أراد اهلل أف يؤدبو سمح لمشيطاف أف
يؤذيو ففعؿ بو ما كاف مضرباً لؤلمثاؿ .فماذا يحدث لشعب الييود ولييوذا الخائف فاقدي القداسة والحب حيف
يسمميـ اهلل ليد إبميس .يقاؿ أف تيطس الروماني في سنة ٓٚـ حيف أحرؽ أورشميـ قتؿ ٘ ٔ.مميوف وصمب ِ ِ صبلَ تُ ُو ٓٓٓ ٕٔٓ.وأشعؿ فييـ النيراف .وِا َذا ُحوك َم َف ْم َي ْخ ُر ْج ُمذْن ًبا = إذا حوكـ يوـ الدينونة دنو يا اهلل وال تبررهَ .و َ َف ْمتَ ُك ْن َخ ِط َّي ًة = وىؿ يقبؿ اهلل صبلة مف إنساف إمتؤل قمبو ش اًر وخبثاً .مثؿ ىذا صبلتو تعتبر خطية .واهلل ذكر ليـ خطايا وتمرد أبائيـ في مصر وفي البرية وفي أرض الميعاد ،فاهلل يذكر خطايا اآلباء في حالة عدـ توبة
األبناء .وعوضاً عف أف يكونوا مثمريف يقرض الرب مف األرض ذكرىـ.
ٔٙ ِ ق ا ْل َق ْم ِب س ِكي ًنا َوفَ ِق ًا ص َن َع َر ْح َم ًةَ ,ب ْل َ َج ِل أ ََّن ُو لَ ْم َي ْذ ُك ْر أ ْ س ِح َ اآليات (ِ " - )ٕٓ-ٔٙم ْن أ ْ سا ًنا م ْ َن َي ْ ير َوا ْل ُم ْن َ ط َرَد إِ ْن َ ٔٚ ب المَّع َن َة فَأَتَتْ ُو ,ولَم يس َّر ِبا ْلبرَك ِة فَتَباع َد ْت ع ْن ُؤٛ .ولَ ِبس المَّع َن َة ِمثْ َل ثَوِب ِو ,فَ َد َخمَ ْت َك ِمي ٍ ِ ِ اه ِفي َ َ َ َ ل ُيميتَ ُوَ .وأ َ ْ ْ َح َّ ْ َ َ َ ْ َُ ََ ٜٔ ُجرةُ م ْب ِغ ِ ِ ٕٓ ِ ِ شاه و َك َزْي ٍت ِفي ِعظَ ِ ض َّي ِم ْن ام ِو .لِتَ ُك ْن لَ ُو َكثَْو ٍب َيتَ َعطَّ ُ ف ِب ِوَ ,و َك ِم ْنطَقَ ٍة َيتََنطَّ ُ َح َ ُ َ ق ِب َيا َدائ ًما .ىذه أ ْ َ ُ ش ًّار َعمَى َن ْف ِسي". الر ٍّ ِع ْن ِد َّ ين َ ُج َرةُ ا ْل ُمتَ َكمٍّ ِم َ بَ ,وأ ْ ِ ق ا ْل َق ْم ِب ِوأُماتَوه = ىو س ِكي ًنا َوفَ ِق ًا ص َن َعوا َر ْح َم ًة َب ْل َ س ِح َ سا ًنا م ْ سبب ىذه الضربات أنيـ لم َي ْ ير َو ُم ْن َ ط َرَدوا إِ ْن َ
المسيح الوديع والمتواضع القمب ،الذي ليس لو أيف يسند رأسو الذي افتقر ألجمنا وىو غني (ٕكو+ ٜ2ٛ
ب المَّ ْع َن َة = مف يختار طريؽ الخطية والمعصية فيو َح َّ لو + ٘ٛ2ٜمتٔٔ + ٕٜ2متٔ + ٖٛ2ٕٙبطَٕ )ٕٖ2وأ َ س المَّ ْع َن َة ِم ْث َل ثَْوِب ِو .كؿ ما تمتد إليو يده فيو اختار وأحب طريؽ المعنة .ومثؿ ىذا تحيط بو المعنات= لَ ِب َ ممعوف .وتتسمؿ المعنة إلى حياتو الداخمية فيشعر بأنو ممعوف= َد َخمَ ْت َك ِمي ٍ شاهُ = يشعر بيا في نفسو اه ِفي َح َ َ ظِ ام ِو = حتى في صحتو تجد المعنة قد تسممت كما يتسمؿ الزيت مف داخمياً وفي أفكاره ومشاعرهَ .و َك َزْي ٍت ِفي ِع َ ق ِب َيا = اإلنساف يتمنطؽ حينما يقوـ ليعمؿ .ولنتصور أنو في كؿ خبلؿ ثقوب القماش لمداخؿَ .و َك ِم ْن َ طقَ ٍة َيتََنطَّ ُ عممو يتمنطؽ بالمعنة .والمعنة تكوف في كؿ ما تمتد يده إليو.
ٕٔ َن َر ْح َمتَ َك طَ ٍّي َب ٌة َن ٍّج ِنيٕٕ .فَِإ ٍّني اس ِم َك .أل َّ ت َيا َرب َّ اآليات (ٕٔ " - )ٖٔ-أ َّ َما أَ ْن َ اص َن ْع َم ِعي ِم ْن أ ْ َج ِل ْ الس ٍّي ُد فَ ْ ٍ ٕٗ ٖٕ ين أََنا ,وَق ْم ِبي م ْجروح ِفي َد ِ ِ شتَا ِم َن اي ْارتَ َع َ ت َك َج َر َ ضُ ت .ا ْنتَفَ ْ اخمِيَ .ك ِظ ّل ِع ْن َد َم ْيمِ ِو َذ َى ْب ُ س ِك ٌ َ ُ ٌ ير َو ِم ْ ادةُ .رْك َبتَ َ َ فَق ٌ الصوِم ,ولَ ْح ِمي ُى ِز َل ع ْن ِسم ٍنٕ٘ .وأََنا ِ وس ُي ْم. ت َع ًا ص ْر ُ ض َ ار ِع ْن َد ُى ْمَ .ي ْنظُُر َ ون إِلَ َّي َوُي ْن ِغ ُ َ ون ُر ُؤ َ َ َّ ْ َ َ ٕٛ َن ِ َع ٍّني يا رب إِل ِييَ .خمٍّ ِ ٕٙأ ِ َما ُى ْم ب َر ْح َم ِت َكَ ٕٚ .وْل َي ْعمَ ُموا أ َّ ت ى َذا .أ َّ ت َيا َرب فَ َع ْم َ ىذ ِه ِى َي َي ُد َك .أَ ْن َ سَ ْ صني َح َ َ َ ِ ٕٜ ت فَتَُب ِ ص َم ِائي َخ َجبلًَ ,وْل َيتَ َعطَّفُوا ِب ِخ ْزِي ِي ْم اموا َو َخ ُزوا ,أ َّ ونَ ,وأ َّ َما أَ ْن َ فََي ْم َع ُن َ َما َع ْب ُد َك فَ َي ْف َر ُح .ل َي ْم ِب ْ س ُخ َ ار ُك .قَ ُ ِ ٖٓ ين ا ْلمس ِك ِ ِ ِ ِ ٖٔ َّ س ِط َك ِث ِ ص ُو ِم َن الرَد الر َّ َح َم ُد َّ َك ٍّ ير َ اء .أ ْ وم َع ْن َيم ِ َ ْ ين ,ل ُي َخمٍّ َ ين أ َ ب ِجدًّا ِبفَميَ ,وِفي َو َ ُس ٍّب ُح ُو .ألَن ُو َيقُ ُ ا ْلقَ ِ ين َعمَى َن ْف ِس ِو". اض َ
311
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع)
وح مف الخيانة .وداود اقترب مف الموت ونجاه اهلل ،أما ىنا تعبير عف آالـ داود رمز آلالـ المسيح= َق ْم ِبي َم ْج ُر ٌ ت َكجر َ ٍ الص ْوِم شتَا ِم َن َّ اي ْارتَ َع َ ت .ا ْنتَفَ ْ المسيح فمات فعبلً= َك ِظ ّل ِع ْن َد َم ْيمِ ِو َذ َى ْب ُ ادة = مف اآلالـ النفسيةُ .رْك َبتَ َ ض ُ ََ = داود صاـ فعبلً في حزنو .أما المسيح فعاش فترة قصيرة عمى األرض ولـ يعشيا ليأكؿ ويشرب .وأََنا ِ ت ص ْر ُ َ ون .فالكتاب يقوؿ ممعوف كؿ مف عمؽ عمى خشبة َع ًا ار ِع ْن َد ُى ْم وىذه نبوة عف الصمب +أ َّ َما ُى ْم فََي ْم َع ُن َ َن ِ ىذ ِه ِى َي َي ُد َك = وس ُي ْم = تحققت في (مت + ٗٓ2ٕٚمرَ٘ٔ .)ٕٜ2وْل َي ْعمَ ُموا أ َّ ض َ (تثَٕٔ .)ٕٖ2وُي ْن ِغ ُ ون ُر ُؤ َ ليعمـ الناس يا رب أنؾ أنت دبرت كؿ ىذا ألجؿ خبلصيـ .ىذه تتفؽ مع قوؿ يوسؼ إلخوتو "أنتـ قصدتـ لي
ش اًر .أما اهلل قصد بو خي اًر" (تؾٓ٘ )ٕٓ2ىـ قصدوا أف يمحقوا المعنة بالمسيح ،والرب قصد بيذا بركة لمعالـ كمو الر َّ ِ ِ ِ َّ وم َع ْن َي ِم ِ ين َح َم ُد َّ (آية .)ٕٛأ ْ ب جدًّا بفَمي = فـ المسيح ىو المؤمنيف الذي يسبحوف اهلل عمى خبلصو .أَن ُو َيقُ ُ ا ْلمس ِك ِ ِ ص ُو = واآلب كاف عف يميف المسكيف حتى أقامو مف الموت .والمسيح يكوف عف يميف كؿ مسكيف َ ْ ين ل ُي َخمٍّ َ في شعبو ليعطيو الخبلص.
312
ضفر المسامير ( المسمور المئت والعبشر)
المزمور المئة والعاشر
عودة لمجدول
المزمور المئة والعاشر (المئة والتاسع في األجبية) ىذا المزمور إنجيمي بحت ،قد يكوف داود كتبو بعد انتصاره عمى بعض األعداء ومف ثـ استتباب األمف والسبلـ في مممكتو ،ولكف بروح النبوة ،نطؽ الروح القدس عمى لساف داود فأخرج نبوة رائعة عف عمؿ المسيح العجيب،
بؿ ىذا المزمور كمو عف المسيح الذي انتظره اآلباء ووعدىـ اهلل بو .والييود دائماً اعتبروا ىذا المزمور أنو عف
المسيح المنتظر .ولذلؾ حيَّر المسيح الفريسييف في (متٕٕ ،)ٗٙ-ٗٔ2فيـ يعرفوف أف المسيح سيكوف ابف
داود ،والمسيح سأليـ وكيؼ يكوف ابف داود ويدعوه داود رباً فتحيروا فيـ يعمموف أف ىذا المزمور يتكمـ عف
المسيح (مرٕٔ + ٖٚ-ٖ٘2لوٕٓ.)ٗٗ-ٗٔ2
وا لمزمور يتكمـ عف انتصار المسيح النيائي عمى أعدائو حينما يجمس عف يميف العظمة في األعالي (أعٕٖٗ2
ٔ +كو٘ + ٕ٘2عبٔ + ٖٔ2عبٓٔ .)ٖٔ2وقد يقوؿ الييود أف اليميف إشارة لمقوة ،وأف اهلل أقاـ مف داود ممكاً وأعطاه قوة ،ولكف كيؼ ُيسَّمي داود رباً .لذلؾ فيذا المزمور يتكمـ عف المسيح وليس سواه .الذي صار الشيطاف تحت قدميو (ٔكو٘ٔ.)ٕٙ-ٕٗ2 ىنا المزمور يتنبأ عف أف المسيح سيكوف ممكاً وكاىناً (عمى رتبة ممكي صادؽ)( .عب٘.)ٔٚ2ٚ،ٕٔ + ٙ2
ونفيـ مف ىذا انتياء الكينوت الييودي ليبدأ الكينوت المسيحي وتبطؿ الذبائح الدموية ليبدأ الكينوت المسيحي
وتقديـ ذبيحة االفخارستيا مف خبز وخمر .وانتياء الكينوت الييودي أعمف عنو في شؽ حجاب الييكؿ .ولكؿ ىذه المفاىيـ النبوية.
نصمي ىذا المزمور في الساعة التاسعة ،ففيو انتصر المسيح عمى الشيطاف نيائياً.
نرى في ىذا المزمور المسيح متجسداً وفي ىيئة متواضعة بالجسد ،ونرى ممكو ونرى امتداد كنيستو وىو يحكـ
فييا كممؾ وىو رئيس كينتيا .ونراه وقد صعد ليجمس عف يميف اآلب. ٔ اجمِس ع ْن ي ِم ِ ال َّ ِ اء َك َم ْو ِط ًئا لِقَ َد َم ْي َك»". آية (ٔ) " -قَ َ َض َع أ ْ يني َحتَّى أ َ الرب ل َرٍّبي « ْ ْ َ َ َع َد َ الفكر البشري ال يمكنو أف يعرؼ مساواة اآلب لبلبف إف لـ يعمف الروح القدس لنا ىذه الحقيقة .والسيد المسيح
الرب ال = تشير لمسرة اآلب بعمؿ االبفَّ . كشؼ ىذا أف الروح القدس ىو الذي أعمف ذلؾ لداود (متٕٕ .)ٖٗ2قَ َ لِ َرٍّبي = تشير لمساواة اآلب لبلبف ،فاالبف سيجمس عمى نفس المستوى مع اآلب .واالبف ببلىوتو ُممكو أزلى أ بدي .ولكننا ىنا نفيـ أف الكبلـ عف الناسوت ،فبعد أف أكمؿ تدبير تجسده الخبلصي وقاـ وصعد لمسموات جمس عف يميف العظمة (عبٔ .)ٖ2وكممة ال َي ِم ِ ين= تشير لمقوة والكرامة والمجد الذي حصؿ عمييما المسيح بجسده .فالناسوت المتحد بالبلىوت صار في كرامة فنسجد لو ببلىوتو غير المنفصؿ عف ناسوتو.أما المسيح ببلىوتو فمجده ازلي ابدي .راجع تفسير( يو )٘ 2 ٔٚ
313
ضفر المسامير ( المسمور المئت والعبشر)
ٕ ِ ض ِ ِ ِ ِ َع َد ِائ َك". آية (ٕ) ُ " -ي ْر ِس ُل َّ س ِط أ ْ الرب قَ َ سمَّ ْط في َو َ يب عٍّز َك م ْن ص ْي َي ْو َن .تَ َ ِ ض ِ ِ ِ ِ َع َد ِائ َك = لقد ممؾ المسيح ابتداء مف صييوف ثـ تسمط عمى العالـ، س ِط أ ْ قَ َ سمَّ ْط في َو َ يب عٍّز َك م ْن ص ْي َي ْو َن .تَ َ ِ يب يشير لمممؾ ،يعني صولجاف الممؾ .والممؾ الذيف كانوا أعداء فآمنوا وجعموا المسيح ممكاً عمييـ .والقَض َ المسيح ممؾ بعز بصميبو (قضيبو) وكاف انتشار ممكوت المسيح بالك ارزة وسط الشعوب وليس بالقوة والسيؼ. ٖ ٍ ِ شعب َك م ْنتَ َد ِ َّس ٍة ِم ْن َر ِحِم ا ْلفَ ْج ِر ,لَ َك طَل َح َداثَِت َك". آية (ٖ) ٌ ُ ُ ْ َ " - ب في َي ْوِم قَُّوِت َك ,في ِزي َنة ُمقَد َ ب = شعب المسيح الممؾ سيكونوف لو شعباً ،فيو اشتراىـ بدمو وىو سيخدموه ويسبحوه بإرادتيـ الحرة َ ش ْع ُب َك ُم ْنتَ َد ٌ
ب) فيـ أحبوه ألنو أحبيـ أوالً .وىـ صاروا لو جنوداً يحاربوف مممكة الشيطاف بقوة ،وستظير واختيارىـ (= ُم ْنتَ َد ٌ ٍ ِ َّس ٍة فالمسيح ىو رأس لكنيستو فييـ قوة المسيح= في َي ْوِم قُ َّوِت َك .وسيكوف شعبو مقدساً في فضائؿ= ِزي َنة ُمقَد َ المقدسة = "معؾ الرياسة في يوـ قوتؾ في بياء القديسيف" بحسب الترجمة السبعينية .ىو رب الجنود ،ىو الذي غمب ويغمب فيناِ .م ْن َر ِحِم ا ْلفَ ْج ِر لَ َك طَل َح َداثَِت َك = الفجر عبلمة إشراؽ نور الشمس ،والمسيح ىو شمس برنا. حيف أشرؽ بنوره كاف المؤمنيف في بداية الكنيسة مف الكثرة كأنيـ الطؿ مف السماء .ىذه الكنيسة التي آمنت ىي ط ّل) ،محاربة بقوة ،تحمؿ صميبيا كما حمؿ كنيسة قوية ( َح َداثَِت َك) كأنيا في عنفواف الشباب ،وىي سماوية ( َ رأسيا صميبو في يوـ قوتو (يوـ الصميب) يوـ فتح أبواب الجحيـ وأبواب الفردوس .وقوتو ستظير تماماً يوـ الدينونة .والجزء األخير مف اآلية تترجمو السبعينية "مف البطف قبؿ كوكب الصبح ولدتؾ= ىنا يتكمـ عف ميبلد المسيح األزلي مف اآلب "نور مف نور" وحينما ننسب هلل أعضاء بشرية فيكوف ذلؾ لشرح معنى ما .فاليد تشير
لقوتو وىكذا .واالبف يولد مف بطف اآلب فيذا يعني مساواتو لو في الجوىر ،وتميي اًز لبلبف الوحيد عف الكنيسة التي تبناىا اهلل .وقاؿ أحد اآلباء أف قولو مف البطف يشير لوالدتو مف العذراء بالجسد .وقولو قبؿ كوكب الصبح
يشير لوالدتو أزلياً مف اآلب. ٗ ِ ِ ِ الرب ولَ ْن ي ْن َدم «أَ ْن َ ِ ق»". اد َ صَ ت َكاى ٌن إِلَى األ ََبد َعمَى ُرتْ َبة َم ْمكي َ آية (ٗ) " -أَق َ ْس َم َّ َ َ َ لـ يجتمع الممؾ والكينوت عند الييود أبداً" ،فالممؾ مف ييوذا والكينوت مف الوي أما طقس ممكي صادؽ فيشير
لممكي صادؽ الممؾ والكاىف ،والمسيح ىو الذي جمع كبل الوظيفتيف .وأعطى لكنيستو الكينوت عمى طقس
ممكي صادؽ (ذبيحة الخبز والخمر) فممكي صادؽ كاف رم اًز لممسيح .واهلل أقسـ ،أي ليظير لمبشر اىتمامو
وجديتو في أمر الخبلص (عب )ٔٙ2ٙفالقسـ ىو الطريقة التي يفيميا البشر إلظيار الجدية.
٘ ضا و ِ ِٙ ِ ِِ ين ب ْي َن األ ِ اس َع ًة. اآليات (َّ٘ " - )ٙ- الرب َع ْن َيمين َك ُي َحطٍّ ُم في َي ْوِم ِر ْج ِزِه ُممُو ًكاَ .يد ُ َ ُممَ .مؤلَ ُجثَثًا أ َْر ً َ َ وس َيا". س َح َ ق ُر ُؤ َ َ
314
ضفر المسامير ( المسمور المئت والعبشر)
الرب ع ْن ي ِم ِ ين َك = لنفيـ أف اليميف ليس مكاف قاؿ في آية (ٔ) أف الرب قاؿ لربي إجمس عف يميني .وىنا يقوؿ َّ َ َ بؿ يشير لمقوة والكرامة .وفي يوـ الدينونة سيحطـ كؿ القوات المقاومة (تمثاؿ نبوخذ نصر) .والمسيح بصميبو
ث .وىو قد تموثت ثيابو داف إبميس وجنوده في ىذه المعركة ،وانتصاره كاف كإنتصار ممؾ حوؿ جيش أعدائو ل ُجثَ ً مف دـ أعدائو (أشٖ .)ٖ2ٙوىذا ما سيتكرر في اليوـ األخير .وبالنسبة لفترة وجود المسيح بجسده عمي االرض الرب ع ْن ي ِم ِ ين َك = اف اهلل حفظ المسيح مف كؿ محاوالت قتمو حتي حانت ساعة الصميب ( يو 2 ٛ ،فالقوؿ َّ َ َ .)ٜ٘ آية (ِ ٚ" - )ٚم َن َّ ب ِفي الطَّ ِري ِ ْس". ق ,لِذلِ َك َي ْرفَعُ َّأ الن ْي ِر َي ْ ش َر ُ الر َ ىنا نرى المسيح في أياـ جسده وأالمو ،واحتياجو ألف يشرب مف النير كما حدث لداود حيف عطش في معركتو (ٔصـٓٔٔ + ٜ2ٖٓ،أئٔ .)ٔٚ2والمسيح عطش عمى الصميب وقاؿ أنا عطشاف .وشمشوف عطش وأرسؿ لو ماء ليشرب (قض )ٔٛ2ٔ٘،ٜٔوالمسيح حيف صمي في بستاف جثسيماني ليمة صمبو أرسؿ لو اهلل مبلكاً اهلل ً ليقويو (لوٕٕ )ٖٗ2فنفسو كانت حزينة جداً حتى الموت (مرٗٔ ،)ٖٗ2بؿ في ضعفو الجسدي جاع وعطش
واضطربت نفسو وطمب أف يجيز اآلب عنو ىذه الكأس ،واحتاج ألف يأتي لو مبلؾ ليقويو ويعزيو .وكؿ منا في
أالمو يحتاج أف يشرب مف نير تعزيات الروح القدس لكي يرفع رأسو وال تنحني نفسو فيو .لقد اختبر المسيح
أالمنا واذ تألـ مجرباً يقدر أف يعيف المجربيف (عبٕ .)ٔٛ2ولكف بعد انتياء تجربتو رفع رأسو ووطأ أعداءه ،إذ قاـ وداس الموت والشيطاف.
315
ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى عشر)
المزمور المئة والحادي عشر
عودة لمجدول
المزمور المئة والحادي عشر (المئة والعاشر في األجبية) ىذا المزمور والذي يميو زوجاف يتألؼ كؿ منيما مف ٓٔ أعداد ويحتوي كؿ منيما عمى ٕٕ عبارة رتبت كقصيدة
إذا جمعت أوائؿ حروؼ أبياتيا كونت حروؼ األبجدية العبرية .وتبدأ كؿ عبارة بحرؼ مف األحرؼ العبرية
األبجدية .فضبلً عف ذلؾ ،فكؿ عبارة تتألؼ في صورتيا االصمية عمى األغمب مف ثبلث كممات عبرية وفي كمتا القصيدتيف يحتوي العدداف األخيراف عمى ثبلث عبارات وليس عمى عبارتيف ،كما في سائر األعداد .والمزموراف
يعالجاف موضوعيف توأميف (مزٔٔٔ) فرح وتسبيح لمرب و(مزٕٔٔ) مدح وثناء الرجؿ التقي (الثابت في المسيح الذي يأكؿ جسده ويشرب دمو).
تصمي الكنيسة ىذيف المزموريف المتتالييف في صبلة الساعة التاسعة .ففي (مزٔٔٔ) تسبح الرب عمى عممو
فداء لشعبو .وما ىو الخبلصي العجيب ،وأف جبلؿ عممو قائـ إلى األبد .وأنو أعطى خائفيو طعاماً .وأنو أرسؿ ً الطعاـ الذي أرسمو لشعبو؟ "خذوا كموا ىذا ىو جسدي ..،ىذا ىو دمي" لذلؾ نصمى إنجيؿ إشباع الجموع في ىذه الساعة ،فالمسيح جاع وعطش ليشبعنا .وينيي المرتؿ مزموره بدعوة لكؿ إنساف أف يخاؼ الرب .فالمسيح
فداء أبدياً لشعبو ولكف عمينا أف نتمـ خبلصنا بخوؼ ورعدة ،ىو أعطانا سمطاناً أف ندوس عمى الخطية صنع ً فعمينا أف نستخدـ ىذا السمطاف ونعيش في بر .ولذلؾ يأتي المزمور (ٕٔٔ) ليثني عمى الرجؿ التقي .مرة أخرى نرى صورة لضرورة أف يأتي عيد الفطير وراء عيد الفصح.
ينسب بعض الدارسيف ىذا المزمور والمزمور (ٕٔٔ) لداود ،عمى أنو كتبيـ لمتسبيح في الصموات ،ولـ يكف ليما
مناسبة معينة.
ٔ ٕ ِ ين وجم ِ س ا ْلم ِ ِ ِ ِ َع َما ُل الر َّ َح َم ُد َّ يم ٌة ِى َي أ ْ ويا .أ ْ ستَقيم َ َ َ َ َ اآليات (َٔ " - )ٖ-ىمٍّمُ َ ب ِب ُك ٍّل َق ْم ِبي في َم ْجم ِ ُ ْ اعت ِي ْمَ .عظ َ ٖ ب .م ْطمُ ِ اء َع َممُ ُوَ ,و َع ْدلُ ُو قَ ِائ ٌم إِلَى األ ََب ِد". َّ س ُرو ِر َ الر ٍّ َ َ وب ٌة ل ُك ٍّل ا ْل َم ْ ين ِب َياَ .جبلَ ٌل َوَب َي ٌ س ا ْلمستَ ِق ِ ِ ِ ين = يسيؿ في مجمس المستقيميف أف نسبح اهلل الر َّ َح َم ُد َّ يم َ أْ ب = اعترؼ لمرب (سبعينية) .في َم ْجم ِ ُ ْ ِ يم ٌة ِى َي ونذكر عجائبو ونفرح بو ،لذلؾ يوصينا المرتؿ في المزمور األوؿ أف نتجنب مجمس المستيزئيفَ .عظ َ اء َع َممُ ُو َو َع ْدلُ ُو قَ ِائ ٌم إِلَى األ ََب ِد = طالما قاؿ إلى األبد فالمقصود عممو الر ٍّ َع َما ُل َّ أْ ب = في خمقة العالـ َجبلَ ٌل َوَب َي ٌ الفدائي ألف السماء واألرض تزوالف .وعدلو اآلف ربما يبطئ ألنو طويؿ األناة لكف عدلو سيظير في دينونة
األشرار والى األبد.
٘ ِِ ِ اآليات (ٗٗ" - )٘-ص َنع ِذ ْك ار لِعج ِائ ِب ِو .ح َّن ٌ ِ اماَ .ي ْذ ُك ُر إِلَى األ ََب ِد َع ْي َدهُ". يم ُى َو َّ الرب .أ ْ َ َ َ ً ََ َعطَى َخائفيو طَ َع ً ان َو َرح ٌ
316
ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى عشر)
ص َن َع ِذ ْك ًار لِ َع َج ِائ ِب ِو = رتب اهلل عيد الفصح ليذكر شعبو خروجيـ مف مصر بيد رفيعة .وكؿ أعيادنا نذكر فييا َ أعمالو العجيبة معنا (والدتو ،صميبو ،قيامتو )....ففي كؿ مناسبة نذكر عممو ونسبحو .بؿ مع اشراقة كؿ صباح طى َخ ِائ ِف ِ اما = والسيد المسيح يو َ َع َ نذكر قيامتو فج اًر .ومع كؿ توبة نطمب أف تكوف قموبنا مذوداً يولد فيو .أ ْ ط َع ً أعطى لشعبو طعاماً في البرية ىو المف وحفظوا قسط ذىب فيو بعض المف في قدس األقداس ليذكروا بو
عجائب الرب في البرية (عب .)ٗ2ٜوالمسيح قدـ لنا جسده ودمو طالباً أف نصنع ىذا لذكره ،فذبيحة الصميب في كؿ قداس تكوف أمامنا ،ونذكر بيا صميبو وفدائو ونأكؿ جسده ونشرب دمو لنثبت فيو .واهلل ال ييتـ فقط بغذائنا
الروحي بؿ بالغذاء الجسدي ،فالمسيح أشبع الجموع بخمس خبرات وسمكتيف (إنجيؿ التاسعة) واف كاف اهلل ييتـ بالغذاء المادي فباألولى ييتـ بالغذاء الروحي لنثبت فيو ويمكننا أف نقاوـ محاربات إبميس وننتصر عميو بنعمة
ربنا يسوع لو المجد.
ٙ ِ شعب ُو ِبقَُّوِة أ ْ ِ ِ ِ ِ ُمِم". ير َ آية ( " - )ٙأَ ْخ َب َر َ ْ َ َع َمالو ,ل ُي ْعط َي ُي ْم م َ اث األ َ لقد رأى الشعب في خروجيـ مف مصر قوة يد اهلل .ليرثوا كنعاف .ونحف رأينا في الصميب قوة ذراع اهلل (المسيح)
الذي أعطانا السماء ميراثاً.
ٛ ٚ ِ قُ .كل وصاياه أ ِ ِ َما َن ٌة َو َح ٌّ ق وع ٌة ِبا ْل َح ٍّ َمي َن ٌة .ثَا ِبتَ ٌة َم َدى الد ْ اآليات ( " - )ٛ-ٚأ ْ َ ََ ُ ص ُن َ َّى ِر َواأل ََبدَ ,م ْ َع َما ُل َي َد ْيو أ َ و ِ ام ِة". َ ْ االستقَ َ ِ َما َن ٌة = اهلل ليس عنده تغيير وال ظؿ دوراف (يعٔ .)ٔٛ2فاهلل ال يعمؿ عمبلً إال ويكوف لمخير .وكؿ أْ َع َما ُل َي َد ْيو أ َ مف يتبع وصايا اهلل ،ال يجد سوى الخير فوصاياه أ ِ َمي َن ٌة = ىذه الوصايا لـ تكف لجيؿ معيف بؿ لؤلبد .وما ال َ ََ ُ
نفيمو اآلف مف أعماؿ وأحكاـ وقضاء اهلل سنفيمو بعدئذ .ولكف عمينا أف نسمـ بحكمتو وبأنو صانع خيرات.
ِ شع ِب ِ آية (ٜ" - )ٜأَرس َل ِف َداء لِ اس ُم ُو". ق َ أ . و َ َ س َو َم ُي ٌ وب ْ ْ ام إِلَى األ ََبد َع ْي َدهُ .قُدو ٌ ً ْ َ َ ِ اء ىو الذي تـ بالصميب ،أما فداء الشعب وخروجيـ مف مصر فكاف رم اًز لو. الف َد ً ٓٔ ِِ ِ الر ٍّ ِ يح ُو قَ ِائ ٌم إِلَى األ ََب ِد". ْس ا ْل ِح ْك َم ِة َم َخافَ ُة َّ س ِب ُ ييا .تَ ْ ب .ف ْط َن ٌة َج ٍّي َدةٌ ل ُك ٍّل َعامم َ آية (ٓٔ) َ " -أر ُ ىذه نصيحة المرتؿ لكؿ مف يسمع ،وىي مدخؿ لممزمور التالي.
317
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي عشر)
المزمور المئة والثاني عشر
عودة لمجدول
المزمور المئة والثاني عشر(المئة والحادي عشر في األجبية) ٔ س ُر ِ ص َاياهُ". الر َّ وبى لِ َّمر ُج ِل ا ْل ُمتَّ ِقي َّ ويا .طُ َ آية (ٔ) َ " -ىمٍّمُ َ ب ,ا ْل َم ْ ور ِجدًّا ِب َو َ س ُر ِ ص َاياهُ = ال يمكف ا َّلر ُج ِل ا ْل ُمتَّ ِقي َّ الر ّ ب يباركو الرب عمى األرض وسيكوف لو نصيباً في السماء .ا ْل َم ْ ور ِجدًّا ِب َو َ أف نسر بوصايا الرب إف لـ نحب الرب أوالً الذي أوصى بيا. ٕ ضِ .جي ُل ا ْلمستَ ِق ِ ون قَ ِويًّا ِفي األ َْر ِ ين ُي َب َار ُك". يم َ سمُ ُو َي ُك ُ ُ ْ آية (ٕ) َ " -ن ْ ون قَ ِويًّا = الرىباف ليس ليـ نسؿ وكثير مف قديسي سمُ ُو َي ُك ُ نرى ىنا بعض صور البركة لمرجؿ المتقي الربَ .ن ْ
الكتاب ىـ ببل نسؿ (إيميا /أرمياء .)..ولكف كـ مف النسؿ الروحي (تابوا عمى أيدييـ ورجعوا إلى اهلل) كاف
ليؤالء .بره قائـ إلى األبد ( اية ٖ )
آية (ٖ) َ ٖ" -ر ْغ ٌد َو ِغ ًنى ِفي َب ْي ِت ِوَ ,وِبرهُ قَ ِائ ٌم إِلَى األ ََب ِد". َر ْغ ٌد َو ِغ ًنى ِفي َب ْي ِت ِو (ىذه عف البركات في ىذه الحياة) ِبرهُ قَ ِائ ٌم إِلَى األ ََب ِد (نصيبو السماوي). ٗ ان ور ِحيم و ِ ق ِفي الظ ْمم ِة لِ ْممستَ ِق ِ ٍّيق". ور أَ ْ صد ٌ ش َر َ يم َ َ ُ ْ ينُ .ى َو َح َّن ٌ َ َ ٌ َ آية (ٗ) ُ " -ن ٌ العالـ قبؿ المسيح كاف في ظممة ،واشرؽ المسيح فيو ليدعوىـ لمممكوت .وكؿ مف ىو في الخطية ىو في ظممة،
والتوبة تنير لو الطريؽ ،وينتقؿ مف الظممة إلى النور. ٙ ٘ َّى ِر. يد ُى َو َّ الر ُج ُل الَِّذي َيتََأرَّ ُ ورهُ ِبا ْل َحقٍّ .أل ََّن ُو الَ َيتََز ْع َزعُ إِلَى الد ْ ف َوُي ْق ِر ُ س ِع ٌ اآليات (َ٘ " - )ٔٓ- ُم َ ضُ .ي َد ٍّب ُر أ ُ ٛ يٚ .الَ ي ْخ َ ِ اف َحتَّى الر ٍّ ون لِ ِذ ْك ٍر أ ََب ِد ٍّ ٍّ ت ُمتَّ ِكبلً َعمَى َّ بَ .ق ْم ُب ُو ُم َم َّك ٌن فَبلَ َي َخ ُ سو ٍءَ .ق ْم ُب ُو ثَا ِب ٌ الصد ُ ٍّيق َي ُك ُ َ شى م ْن َخ َب ِر ُ ِ ٓٔ ٜ ِ ِ ِ َعطَى ا ْلمس ِ ضا ِي ِق ِ ٍّ ب. ب ِبا ْل َم ْجد. يو .فَ َّر َ اك َ ير َي َرى فَ َي ْغ َ ق أْ َي َرى ِب ُم َ ضُ ينِ .برهُ قَائ ٌم إِلَى األ ََبد .قَ ْرُن ُو َي ْنتَص ُ َ َ الشٍّر ُ الشٍّر ِ ش ْي َوةُ ٍّ يد". وبَ . ير تَِب ُ ُي َحٍّر ُ َس َنا َن ُو َوَي ُذ ُ قأْ
ق= ورهُ ِبا ْل َح ٍّ مف صفات الرجؿ الصالح الذي أخذ صورة المسيح أف يكوف رحيماً بأخوتو ُي ْق ِر ُ ُم َ ض مف يحتاج .أ ُ َعطَى ا ْلمس ِ ين "(متٕ٘.)ٖٗ2 فبل خبث وال رياء في تصرفاتو .بؿ ىناؾ سخاء في عطائو لممحتاج= فََّر َ اك َ قأْ َ َ والشرير حيف يرى البركة في حياة الصديقيف يغضب ،كما رأى الييود ما لممسيحييف فإىتاجوا.
318
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج عشر)
المزمور المئة والثالث عشر
عودة لمجدول
المزمور المئة والثالث عشر (المائة والثاني عشر في األجبية) المزامير (ٖٔٔ )ٔٔٛ-تسمى مزامير التيميؿ وكانوا يرنموف بيا في األعياد الثبلثة الكبرى (الفصح /الخمسيف/ المظاؿ) .ثـ ارتبطت بعد ذلؾ بعيد التجديد (نشأ سنة ٘ ٔٙؽ.ـ .قارف مع (يوٓٔ )ٕٕ2وىذا العيد مذكور في
األسفار القانونية الثانية).
ٔ الر ٍّ ٕ ِ اآلن َوِالَى الر ٍّ الر ٍّ اس ُم َّ اس َم َّ يد َّ س ٍّب ُحوا َيا َع ِب َ ب ُم َب َارًكا ِم َن َ اآليات (َٔ " - )ٕ-ىمٍّمُ َ ب .ل َي ُك ِن ْ س ٍّب ُحوا ْ بَ . وياَ . األ ََب ِد".
ب = كاف الرسؿ الر ٍّ يد َّ عمى كؿ عبيد الرب أف يتقدموا هلل ذبيحة التسبيح (عبٖٔ + ٔ٘2مزَٖٔ .)ٖٓ2ٜٙ،يا َع ِب َ حتى مف ىو قريب بالجسد لمسيد المسيح يمذ ليـ أف يسموا أنفسيـ عبيد لو (يؤ +يعٔ )ٔ2فيـ يعرفوف أف
العبودية هلل تحرر أما العبودية ألي شئ آخر تستعبد اإلنساف وتذلو .ومف صار عبداً هلل فيو قد تحرر ،ومف ِ ب ُم َب َارًكا = اسـ الرب مبارؾ بدوننا ،ولكف بأفواىنا الر ٍّ اس ُم َّ تحرر فيذا يمكنو أف يسبح (مز .)ٗ2ٖٔٚل َي ُك ِن ْ وبنعمتو عمينا يباركو معنا مف يسمع .ىذا يعني أنو لو رأى الناس أعمالنا الصالحة يمجدوا إلينا الذي في
السموات إذا شيدنا هلل .وفي السبعينية يقوؿ سبحو الرب أييا الفتياف= الفتياف إشارة لؤلقوياء (ٔيوٕ )ٔٗ2وليس
الذيف شاخوا روحياً.
ٖ الش ْم ِ ق َّ ش ِر ِ َّح". الر ٍّ اس ُم َّ آية (ٖ) ِ " -م ْن َم ْ سب ٌ س إِلَى َم ْغ ِرِب َيا ْ ب ُم َ الش ْم ِ ق َّ ش ِر ِ س إِلَى قاؿ سابقاً في آية (ٕ) مف اآلف والى األبد (في كؿ زماف) وىنا يقوؿ ِم ْن َم ْ كؿ مكاف ليكف اسـ الرب مباركاً مسبحاً .ولكف قولو مف مشرؽ الشمس إلى مغربيا قد أدخؿ
َم ْغ ِرِب َيا = أي في األمـ في التسبيح
وىذا لـ يحدث قبؿ تجسد المسيح.
ٗ السماو ِ ات َم ْج ُدهُ". آية (ٗ) َّ " - ُمِم .فَ ْو َ الرب َعال فَ ْو َ ق َّ َ َ ق ُك ٍّل األ َ السماو ِ ات َم ْج ُدهُ = أي مجده فوؽ إدراؾ البشر. فَ ْو َ ق َّ َ َ ٘ السماو ِ اظ ِر األ ِ ِ الن ِ ب إِل ِي َنا َّ ِ ِ َعالِي ؟ َّ ٙ ات َوِفي األ َْر ِ ض, الر ٍّ اآليات (َ٘ " - )ٜ-م ْن ِم ْث ُل َّ الساك ِن في األ َ َساف َل في َّ َ َ َ ِ ٜ شر ِ الر ِاف ِع ا ْلب ِائس ِم َن ا ْلم ْزبمَ ِة ٛلِي ْجمِس ُو مع أَ ْ ٍ ِِ ٚ ين ِم َن التر ِ س ِك ِن ابَّ , اف َ س ِك َ َ َ ُ َ ََ ش ْع ِبو .ا ْل ُم ْ ا ْل ُمقيم ا ْل َم ْ َ َ ش َرافَ ,م َع أَ ْ َ َ ٍ ٍ ِ ِ ويا". ا ْل َعاق َر في َب ْيت ,أ َُّم أ َْوالَد فَ ْر َحا َن ًةَ .ىمٍّمُ َ الن ِ الرب ٍ عاؿ فوؽ كؿ األمـ .وىو ليس مثمو= من مثل الرب إلينا .ليس مثمو في محبتو وتواضعو .فيو َّ اظ ِر األَس ِ اف َل = فيو رأي البشر في ذليـ بعد سقوطيـ وحاليـ الذليؿ في األرض .فجاء وتجسد ليفدي البشر .فيو َ
319
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج عشر)
ِِ ين ِم َن س ِك َ بذلؾ صار ا ْل ُمقيم ا ْل َم ْ (رؤٖ )ٕٔ2وجعؿ األمـ ،كنيسة
ِ اب و َّ ِ التر ِ س ِم َن ا ْل َم ْزَبمَ ِة .بؿ صار لمف يغمب أف يجمس في عرشو الراف ِع ا ْل َبائ َ َ األمـ التي كانت ع ِ اق ارَ أ َُّم أ َْوالٍَد فَ ْر َحا َن ًة .لقد انتشؿ المسيح آدـ وبنيو مف ذليـ َ
ولذلؾ سبحت العذراء مريـ بيذه الكممات (لؤ )٘٘-ٗٙ2إشارة لبركات التجسد ،وعمؿ المتجسد الذي كاف في
بطنيا ،عممو الفدائي والخبلصي .ومازاؿ إلينا بعد صعوده وجموسو عف يميف اآلب ينظر لممتواضعيف
والصديقيف وكؿ شعبو لينجييـ حتى تكمؿ كنيستو وتنتيي صورة ىذا العالـ الحاضر ،فيذا ىو موضوع تسبيحنا أف اهلل ٍ عاؿ ال ُيدرؾ وأنو دبَّر لنا الخبلص ومازاؿ يعتني بنا ناظ اًر إلى آالمنا .وفي الترجمة السبعينية يترجـ
السماو ِ اظ ِر األ ِ ِ الن ِ َّ ات َوِفي األ َْر ِ ض = الناظر إلى المتواضعيف في السماء وعمى األرض .والحظ الصفة َساف َل في َّ َ َ َ التي تبيج قمب اهلل فينظر لصاحبيا وىي صفة التواضع التي نسبيا المرتؿ ىنا لمسمائييف ،بؿ المسيح نسبيا
لنفسو إذ قاؿ عف نفسو "وديع ومتواضع القمب" .ولقد رفع المسيح العالـ الوثني مف دنس خطاياه ووثنيتو وجعؿ
لو مكاناً في السماء( .أؼٕ )ٙ2أقامنا معو وأجمسنا معو في السماويات( .راجع مت .)ٕٛ2ٜٔواألمـ الذيف كانوا
بسبب وثنيتيـ عاق اًر بدوف أعماؿ صالحة وال ثمر .صار ليـ ثمار وأوالد روحييف وكؿ نفس كانت ببل ثمر عاق اًر يقبميا المسيح بالتوبة فتسكف في كنيستو فرحانة.
ونصمي بو في باكر لنذكر بركات القيامة ،فبعد أف كنا بائسيف رفعنا المسيح وصرنا في فرح.
320
ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع عشر)
المزمور المئة والرابع عشر
عودة لمجدول
كاف خروج شعب إسرائيؿ مف مصر ىو ميبلد لشعب الرب وكنيسة العيد القديـ وكاف ىذا الخروج قد صاحبو عجائب اهلل .وكانوا يذكرونيا دائماً ليذكروا كـ صنع الرب بيـ .وىذا المزمور فيو يسبحوف اهلل عمى ىذه العجائب وكانوا يصموف بو في اليوـ الثامف لمفصح الييودي وىو أعظـ أعيادىـ .ونحف نرتؿ ىذا المزمور لنذكر أف
المسيح ىو فصحنا ذبح ألجمنا (ٔكو٘ )ٚ2ليحررنا مف عبودية إبميس ،ويؤسس كنيستو ،جسده الذي ىو نحف،
ونسبحو عمى عممو الفدائي.
ٕ ِ ِ وج إِسرِائ َ ِ ِ ِٔ س ُو, وب ِم ْن َ َع َج َمَ ,ك َ ش ْع ٍب أ ْ ص َرَ ,وَب ْيت َي ْعقُ َ يل م ْن م ْ ان َي ُيوَذا َم ْقد َ اآليات (ٔ " - )ٕ-ع ْن َد ُخ ُر ِ ْ َ وِا ِ ط ِان ِو". س ْم َ َ ْ س َرائي ُل َم َح َّل ُ
اهلل أخرج الشعب مف مصر .وأقاـ وسطيـ ،وكاف يجب عمييـ كشعب هلل ،واهلل في وسطيـ أف يمتزموا بحفظ ان إِ ِ وصاياه .ىو َّ س ْمطَ ِان ِو= وكؿ ممؾ أو قدسيـ بالدـ (دـ الذبائح) وقدسيـ بحمولو وسطيـ .و َك َ ْ س َرائي ُل َم َح َّل ُ سمطاف يحكـ شعبو بوصايا وقوانيف .وكانت قوانيف اهلل ىي وصاياه إف التزموا بيا يتقدسوف .ويقوؿ ي ُيوَذا أوالً، ألف الييكؿ أقيـ في ييوذا .وكؿ مف يسكف اهلل فيو يتقدس.
آية (ٖ) ٖ" -ا ْلب ْحر رآه فَيرب .األُرُدن رجع إِلَى َخ ْم ٍ ف". َ ُ َ ُ ََ َ ْ ََ َ ب = والبحر يشير لمعالـ .ولقد كانت الشياطيف تيرب مف أماـ المسيح (مت )ٖٕ-ٕٜ2ٛوالبحر األحمر ا ْل َب ْح ُر َى َر َ إنشؽ أماميـ رم اًز ليذا .أما رجوع األردف فيشير لكسر شوكة الموت .لذلؾ صارت المعمودية وىي موت مع المسيح وقيامة معو مرمو اًز ليا بعبور البحر وعبور األردف.
٘ اآليات (ٗٗ" - )ٛ-ا ْل ِج َبا ُل قَفَ َز ْت ِم ْث َل ا ْل ِك َب ِ ت ؟ َو َما و , اش اآلكام ِم ْث َل ُح ْمبلَ ِن ا ْل َغ َنِمَ .ما لَ َك أَي َيا ا ْل َب ْح ُر قَ ْد َى َرْب َ َ ُ ِ ِ ِ ت إِلَى َخ ْم ٍ ِ ف ؟ َ ٙو َما لَ ُك َّن أَيَّتُ َيا ا ْلج َبا ُل قَ ْد قَفَ ْزتُ َّن م ْث َل ا ْلك َب ِ اشَ ,وأَيَّتُ َيا التٍّبلَ ُل مثْ َل ُح ْمبلَ ِن لَ َك أَي َيا األ ُْرُدن قَ ْد َر َج ْع َ ٛ ٚ ان ِمي ٍ ِ ِ الر ٍّ ِ ض تََزْل َزلِي ِم ْن قُد ِ ان اهَّ , وب! ا ْل ُم َح ٍّو ِل َّ َّام َّ ا ْل َغ َنِم؟ أَيَّتُ َيا األ َْر ُ الص َّو َ الص ْخ َرةَ إِلَى ُغ ْد َر ِ َ ب ,م ْن قُدَّام إِلو َي ْعقُ َ يع ِمي ٍ اه". إِلَى َي َنا ِب ِ َ
ت = يشير أف ما حدث لـ يكف شيئاً طبيعياً بؿ ناتج عف الحضور اإلليي سؤاؿ المرنـ َما لَ َك أَي َيا ا ْل َب ْح ُر قَ ْد َى َرْب َ الذي تتزعزع امامو قوات الطبيعة .فالبحر ينشؽ .والجباؿ تقفز .ولقد تزلزت األرض فعبلً حينما تكمـ اهلل مع الشعب لدرجة أف موسى نفسو إرتعب "ارتجؼ كؿ الجبؿ جداً" (خر + ٔٛ2ٜٔعبٕٔ .)ٕٔ-ٔٛ2والمرنـ ىنا
صور الجباؿ الشاىقة بأنيا كحمبلف وكباش تقفز أماـ اهلل.وىذا قد يكوف تصوير شعرى إما اعبلنا عف حالة فرح ُي َّ او حالة رعب وفزع مف مجد اهلل .ولكف الـ يحدث ىذا فعبل في نقؿ جبؿ المقطـ ،واألرض تتزلزؿ فعبل بزالزؿ
321
ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع عشر)
مدمرة ،فماذا يمكف اف يحدث فعبل قداـ مجده وحضوره .وتفيـ بطريقة رمزية فالمموؾ الجبابرة المتكبريف قد
ارتاعوا أماـ شعب اهلل (يشٕ )ٔٔ-ٜ2وتفيـ أنو أماـ الحضور اإلليي فالقديسيف بقاماتيـ العالية كالجباؿ يكونوف في فرح كمف يقفز .وزلزلة األرض تفيـ بأف مف يسمع كبلـ الرب وىو في خطاياه يتزلزؿ ويرتعب (أعٕٗ)ٕ٘2
بؿ نفيـ أنو أماـ إيماف شعب اهلل تنتقؿ الجباؿ (متٕٔ .)ٕٔ2فميما كانت المشاكؿ أماـ شعب اهلل فيي كبل شئ
يتصور في بداية (زؾٗ .)ٚ2لذلؾ قاؿ بولس الرسوؿ "استطيع كؿ شئ في المسيح الذي يقويني" وىؿ كاف أحد َّ
المسيحية عمى يد ٕٔ تمميذ خائفيف أف تنتشر المسيحية في كؿ العالـ ،وكيؼ اندحرت قوة الشياطيف ومقاومتيـ
لمكنيسة وكانت كبل شئ .وبنفس المفيوـ كيؼ تنيار جباؿ الشكوؾ وتيارات الشيوة في داخؿ نفس اإلنساف بعمؿ ان ِمي ٍ اه = إشارة لمروح القدس الذي انسكب بعد عمؿ الروح القدسٕ( .كوٓٔ .)٘2ا ْل ُم َح ٍّو ِل َّ الص ْخ َرةَ إِلَى ُغ ْد َر ِ َ المسيح.
322
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص عشر)
المزمور المئة والخامس عشر
عودة لمجدول
الترجمة السبعينية تض ـ ىذا المزمور عمى المزمور السابؽ .وفيو نتعمـ أف نعطي المجد هلل ال ألنفسنا ،هلل ال لؤلوثاف .ونعطى المجد هلل بأف نثؽ فيو ونتكؿ عميو وليس عمى مخموؽ سواه ،وبأف نباركو أي نسبحو ونشيد لو
أماـ كؿ إنساف .وعمينا أف نصمي بيذا المزمور دائماً خاصة لو أحاطت بنا الضيقات.
ِ لك ْن الس ِم َك أ ْ ِ اآليات (ٔٔ" - )ٖ-لَ ْيس لَ َنا يا رب لَ ْيس لَ َناِ , َج ِل ر ْحم ِت َك ِم ْن أ ْ ِ َما َن ِت َكٕ .لِ َما َذا ْ َ َ َ َ َجل أ َ َعط َم ْج ًدا ,م ْن أ ْ َ َ ٖ السم ِ ِ ص َن َع". اءُ .كمَّ َما َ لي ُي ْم؟ » .إِ َّن إِ َ ُم ُم «أ َْي َن ُى َو إِ ُ اء َ ش َ لي َنا في َّ َ َيقُو ُل األ َ حينما َّ عي ر ربشاقي إلو إسرائيؿ حينما حاصر أورشميـ أياـ حزقيا الممؾ .صمي حزقيا هلل حتى يتمجد أماـ األعداء
الذيف عيَّروا اإللو الحي (أش )ٕٓ-ٔٗ2ٖٚ ،ٕٓ-ٔٛ2ٖٙوالمرنـ ىنا كأنو يعترؼ قائبلً "نحف يا رب ال نستحؽ لي ُي ْم ،بؿ إنقذنا فتتمجد مراحمؾ ،ولكننا محسوبيف عميؾ والعالـ يعرؼ أننا شعبؾ ،فبل تجعميـ يقولوف أ َْي َن ُى َو إِ ُ ص َن َع. أنت ويعرؼ الجميع أف إلينا في السماء ،عالياً ممجداً ،عظيماً ُكمَّ َما َ اء َ ش َ
ٗ ب, ام ُي ْم ِف َّ ض ٌة َوَذ َى ٌ اآليات (ٗ " - )ٛ-أ ْ َص َن ُ ان والَ تَسمع .لَيا م َن ِ شمٚ .لَ َيا اخ ُر َوالَ تَ ُ آ َذ ٌ َ َْ ُ َ َ وىاَ ,ب ْل ُكل َم ْن َيتَّ ِك ُل َعمَ ْي َيا". ص ِان ُع َ َي ُك ُ ون َ
٘ َعي ٌن والَ تُْب ِ َعم ُل أ َْي ِدي َّ الن ِ ص ُرٙ .لَ َيا اس .لَ َيا أَف َْواهٌ َوالَ تَتَ َكمَّ ُم .لَ َيا أ ْ ُ َ َ ٛ ِ ِ ِ ِ ٍ ق ِب َح َن ِ اج ِرَىا .م ْثمَ َيا س .لَ َيا أ َْر ُج ٌل َوالَ تَ ْمشيَ ,والَ تَ ْنط ُ أ َْيد َوالَ تَ ْمم ُ
ليس فينا اآلف مف يعبد أصناماً .ولكف أصناـ العصر الحالي ىي ،الماؿ ،والشيوة ،والمراكز العالية .ىناؾ مف يعتمد عمى إنساف بسبب مركزه ،وىناؾ مف يجري وراء الماؿ حاسباً أنو يحميو مف إضطرابات الزمف .وىناؾ مف وىا = كؿ ىذا سواء ماؿ أو مراكز أو شيوة ىي أشياء باطمة، ص ِان ُع َ يسعى ألف يشبع شيوتوِ .م ْثمَ َيا َي ُك ُ ون َ موجودة اليوـ ،أما غداً فيي تزوؿ .فمف يتكؿ عمييا يصير مثميا باطؿ زائؿ .وأما مف يتكؿ عمى الرب يتحوؿ
ليصير عمى صورتو كشبيو.
ٓٔ ٜ ب. الر ٍّ الر ٍّ ون ,اتَّ ِكمُوا َعمَى َّ س َرِائي ُل ,اتَّ ِك ْل َعمَى َّ بُ .ى َو ُم ِعينُ ُي ْم َو ِم َجن ُي ْمَ .يا َب ْي َ ت َى ُار َ اآليات (َ " - )ٔٔ-ٜيا إِ ْ ٔٔ بُ .ى َو ُم ِعي ُن ُي ْم َو ِم َجن ُي ْم". الر ٍّ الر ٍّ ب ,اتَّ ِكمُوا َعمَى َّ ُى َو ُم ِعي ُن ُي ْم َو ِم َجن ُي ْمَ .يا ُمتَّ ِقي َّ ب .فيو الذي الر ٍّ ون واألمـ= ُمتَّ ِقي َّ س َرِائيل وشعبيا .والكينة بني َى ُار َ ىي دعوة لكؿ شعب الرب أف يباركوه .إ ْ يحمييـ= ُم ِعي ُن ُي ْم َو ِم َجن ُي ْم .وىذا مقابؿ األوثاف التي ال تستطيع أف تحمي عابدييا. ٕٔ ونُ ٖٔ .ي َب ِ يلُ .ي َب ِ ار ُكُ .ي َب ِ الرب قَ ْد َذ َك َرَنا فَ ُي َب ِ ب, الر ٍّ ار ُك ُمتَّ ِقي َّ اآليات (َّٕٔ " - )ٔٛ- س َرِائ َ ار ُك َب ْي َ ار ُك َب ْي َ ت َى ُار َ ت إِ ْ ٘ٔ ٗٔ السماو ِ ب َّ ِ ات َواأل َْر ِ الص َغ َار َم َع ا ْل ِك َب ِ ض. ون لِ َّمر ٍّ ٍّ ار .لِ َي ِزِد َّ الرب َعمَ ْي ُك ْمَ ,عمَ ْي ُك ْم َو َعمَى أ َْب َن ِائ ُك ْم .أَ ْنتُ ْم ُم َب َارُك َ الصان ِع َّ َ َ
323
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص عشر) ٔٚ ٔٙ بَ ,والَ َم ْن َي ْن َح ِد ُر إِلَى الر َّ ات لِ َّمر ٍّ َّ ون َّ ب ,أ َّ َعطَ َ س األ َْم َو ُ اىا لِ َب ِني َ َما األ َْر ُ س َم َاو ٌ الس َم َاو ُ س ٍّب ُح َ ض فَأ ْ ات ُي َ آد َم .لَ ْي َ ات َ ِ ٔٛ أ َْر ِ َما َن ْح ُن فَ ُن َب ِ ويا". ض الس ُك الر َّ ار ُك َّ وت .أ َّ اآلن َوِالَى الد ْ ب ِم َن َ َّى ِرَ .ىمٍّمُ َ الرب ىو الذي يبارؾ شعبو ،ويزيد بركتو عمييـ ،وعمى أبنائيـ .والرب صنع السموات واألرض .وىو جالس عمى آد َم = ىو صاحب الكرـ أي األرض ات ِل َّمر ٍّ عرشو في السموات= َّ َع َ ب .أ َّ ط َ اىا ِل َب ِني َ َما األ َْر ُ س َم َاو ٌ الس َم َاو ُ ض فَأ ْ ات َ فيو خالقيا ولكنو استأمف البشر عمييا وينتظر منيـ كصاحب أرض أف يقدموا ثما اًر صالحة .وما ىي الثمار
ون س األ َْم َو ُ س ٍّب ُح َ ات ُي َ الصالحة التي يطمبيا الرب ويفرح بيا؟ التسبيح .والتسبيح عبلمة أف اإلنساف حي= لَ ْي َ ب .ومف ىـ األموات؟ ىـ األموات بالخطايا وىؤالء ال يستطيعوف أف يسبحوا اهلل (مز+ ٗ2ٖٔٚرؤٖ.)ٔ2 الر َّ َّ
َما َن ْح ُن وبالتوبة نسمع عف االبف الضاؿ "ابني ىذا كاف ميتاً فعاش .ومف بتوبتو يعود لمحياة يعود ليسبح الرب= أ َّ األحياء فَ ُن َب ِ ب. الر َّ ار ُك َّ
324
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش عشر أ )
المزمور المئة والسادس عشر(الجزء األول)
عودة لمجدول
المزمور المئة والسادس عشر(الجزء األول) (المئة والخامس عشر في األجبية)
قسمت الترجمة السبعينية ىذا المزمور إلى قسميف .األوؿ (اآليات ٔ )ٜ-الثاني (اآليات ٓٔ .)ٜٔ-وىذا المزمور يشير لمضيقات التي ألمت بداود ،مف شاوؿ غالباً .وكيؼ أف اهلل لـ يتركو بؿ خمصو؟ ،بعد أف كاف قاب
قوسيف أو أدنى مف الموت .وفي ىذا يصير داود رم اًز لممسيح الذي مات فعبلً ثـ أقامو اهلل .وىو مزمور شكر ألجؿ الخبلص بعد ضيقة الموت لذلؾ نصمي ىذا المزمور في الساعة التاسعة.
ٔ ضر َع ِاتي". ت أل َّ الر َّ َن َّ َح َب ْب ُ ص ْوِتي ,تَ َ آية (ٔ) " -أ ْ ب َي ْ س َمعُ َ ت = I love the LORDفي اإلنجميزية .فيو أحب اهلل ألنو إلو محب حنوف يسمع تضرعاتو ،يشعر َح َب ْب ُ أْ
بأالمو ،ويستجيب لو حيف يطمب.
ٕ َّ ال أُ ْذ َن ُو إِلَ َّي فَأ َْد ُعوهُ ُم َّدةَ َح َي ِاتي". َم َ آية (ٕ) " ألَن ُو أ َ َّ ال أُ ْذ َن ُو إِلَ َّي = ىذه كناية عف سماحة اهلل واستجابتو .وكانت أعظـ استجابة ىي تجسد المسيح لخبلصنا. َم َ ألَن ُو أ َ
ال أُ ْذ َن ُو قد تشير لمتجسد ،فاألذف قد ترمز لمجسد (راجع عبٓٔ + ٙ2مزٓٗ.)ٙ2 َم َ أَ
ٗ اوي ِةَ .كاب ْد ُ ِ اآليات (ٖٖ" - )٘-ا ْكتََنفَتْ ِني ِحبا ُل ا ْلمو ِت .أَصابتْ ِني َ ِ ت الر ٍّ اسِم َّ ب َد َع ْو ُ َ ش َدائ ُد ا ْل َي ِ َ ََ َ ت ضيقًا َو ُح ْزًناَ .وِب ْ َْ ٘ ِ ان و ِ « ِ يم". آه َيا َربَ ,ن ٍّج َن ْف ِسي!»َّ . صد ٌ ٍّيقَ ,وِا ُ الرب َح َّن ٌ َ لي َنا َرح ٌ
كانت الضيقات حوؿ داود شديدة وخطيرة ،بؿ اقترب مف الموت .والحباؿ تشير لتقسيـ الميراث ،أي أف ميراثو ب الر ٍّ اسِم َّ ونصيبو وما كاف مقر اًر عميو ىو الموت .وبالنسبة لكؿ منا فالخطية تقودنا لمموت .وماذا فعؿ داود؟ ِب ْ ت = ىذا تعميـ لكؿ منا أف نصرخ هلل إذا اجتذبتنا حباؿ الشيوة لتقودنا في طريؽ الخطية ،طريؽ الموت. َد َع ْو ُ ِ ان و ِ يم = .صديؽ بمعنى عادؿ ،ولكف نبلحظ أنو يسبؽ قولو صديؽ أف الرب حناف َّ صد ٌ ٍّيق َوِا ُ الرب َح َّن ٌ َ لي َنا َرح ٌ ويتبعو أنو رحيـ .فعدؿ اهلل مغمؼ بالرحمة .وىذا ما ظير عمى الصميب.
ٙ افظُ ا ْلبسطَ ِ الرب ح ِ ص ِني". اء .تَ َذلَّ ْم ُ آية (َ َّ " - )ٙ ت فَ َخمَّ َ َُ ط ِ ِ اء = األطفاؿ في السبعينية .الطفؿ حيف يصيبو أذى يصرخ ولكنو ال يفكر في االنتقاـ .ولذلؾ سَ َّ الرب َحافظُ ا ْل ُب َ
ت = اتضعت (السبعينية) .فاالتضاع أماـ اهلل ىو مقدمة إذا تركنا األمر هلل دوف تفكير في االنتقاـ يحفظنا .تَ َذلَّ ْم ُ لمخبلص. 325
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش عشر أ )
ٛ ِ ِ ٚ ْت َن ْف ِسي ِم َن ا ْل َم ْو ِت, اح ِت ِك ,أل َّ الر َّ َن َّ س َن إِلَ ْي ِك .أل ََّن َك أَ ْنقَذ َ ب قَ ْد أ ْ اآليات (ْ " - )ٜ-ٚار ِجعي َيا َن ْفسي إِلَى َر َ َح َ ٜ َحي ِ ِ ِ الر ٍّب ِفي أ َْر ِ َّم َع ِةَ ,و ِر ْجمَ َّي ِم َن َّ الزلَ ِ اء". َّام َّ ض األ ْ َ ق .أ ْ َو َع ْيني م َن الد ْ َسمُ ُك قُد َ ِ ِ اح ِت ِك .لقد خمصو اهلل مف آالمو وأنقذ ىنا نجد داود وقد أنقذه اهلل مف ضيقتو وعاد لوطنو= ْار ِجعي َيا َن ْفسي إِلَى َر َ ِ ِ بدؿ اهلل حزنو إلى فرح ومسح دموعوَ .و ِر ْجمَ َّي ِم َن َّ َّم َع ِة لقد َّ الزلَ ِ ق = داود في نفسو مف الموتَ .و َع ْيني م َن الد ْ
ىروبو مف شاوؿ أضطر مرتيف أف يمجأ إلى الفمسطينييف وكاف ىذا انزالقاً لو ،فقد يضطر أف يشترؾ معيـ في عبادتيـ الوثنية ،بؿ اضطر مرة أف يذىب ىو ورجالو ليحارب شعبو إسرائيؿ لوال تدخؿ اهلل .وحيف عاد لراحتو
شكر اهلل أف ىذه الغمطة لف تتكرر بؿ َو َع َد اهلل أف يسمؾ أمامو في أرض األحياء (أورشميـ). والك نيسة تق أر ىذه اآليات في صموات الجنازات ،فالكنيسة ترى أف كؿ منتقؿ قد انتقؿ مف أرض األموات إلى أرض األحياء ،مكاف الراحة ،حيث ال سقوط ثانية وال زلؽ وال تجارب ،حيث يمسح اهلل كؿ دمعة مف العيوف
(رؤٕٔ.)ٗ2
وكؿ خاطئ ىو ميت ،أما التائب فيقاؿ عنو ابني ىذا كاف ميتاً فعاش .وبالتوبة يعود الخاطئ لمحياة ،ويعطيو اهلل
فرحاً عوضاً عف أحزانو ويحفظو مف الزلؽ في طريؽ األشرار ثانية .والتوبة ىي وعد مف الخاطئ أف ال يعود َحي ِ ب ِفي أ َْر ِ اء القديسيف التائبيف". الر ٍّ َّام َّ ض األ ْ َ لطريؽ الشر ويقوؿ مع داود " أ ْ َسمُ ُك قُد َ
326
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش عشر ة)
المزمور المئة والسادس عشر(الجزء الثاني)
عودة لمجدول
المزمور المئة والسادس عشر(الجزء الثاني) (المئة والخامس عشر في األجبية)
ٓٔ ت ِجدًّا»". ت «أََنا تَ َذلَّ ْم ُ ت لِذلِ َك تَ َكمَّ ْم ُ آم ْن ُ آية (ٓٔ) َ " - لقد وعد صموئيؿ داود بأنو سيصير ممكاً ،وداود آمف ،وطالما َو ْع ْد اهلل صادؽ فكؿ مؤامرات ضده لف تنجح. ت لِذلِ َك آم ْن ُ وألنو آمف تكمـ ،وتضرع ،وسبح .ألنو وثؽ أف الموت لف يناؿ منو .وبولس الرسوؿ إقتبس ىذه اآلية َ
ت ،ليشير أنو مؤمف بأف اهلل يعطيو قيامة ،فمماذا الخوؼ مف الموت ،فميقتموا الجسد ..لكف اهلل سيقيمو تَ َكمَّ ْم ُ (ٕكوٗ .) ٖٔ2فبولس بالرغـ مف ضيقاتو لـ يكف ييتـ فمو وعد بالحياة األبدية بؿ ىو استمر في ك ارزتو ،فاإليماف القوي البد أف يصاحبو اعتراؼ باإليماف الذي نؤمف بو .وكؿ مف يؤمف باهلل ،ويرى عظمة اهلل وضعفو ىو
ت (إتضعت). البشري يقوؿ وأََنا تَ َذلَّ ْم ُ
ٔٔ ت ِفي ح ْيرِتي « ُكل إِ ْنس ٍ ِ ب»". آية (ٔٔ) " -أََنا ُق ْم ُ ان َكاذ ٌ َ َ َ ت ِفي ح ْيرِتي = في ضيقتي ويأسي مف الخبلص= ُكل إِ ْنس ٍ ِ ب = أي باطؿ ،أي ال يوجد إنساف قادر أََنا ُق ْم ُ ان َكاذ ٌ َ َ َ أف يعطيني الخبلص ،ال يوجد سوى اهلل. ٕٔ س َن ِات ِو لِي؟" آية (ٕٔ) َ " -ما َذا أ َُرد لِ َّمر ٍّ ب ِم ْن أ ْ َج ِل ُك ٍّل َح َ س َن ِات ِو لِي = الرب وحده مصدر خبلصي ورب نعمتي .وماذا يطمب الرب منا "يا َما َذا أ َُرد لِ َّمر ٍّ ب ِم ْن أ ْ َج ِل ُك ٍّل َح َ
ابني إعطني قمبؾ" (أـٖٕ .)ٕٙ2أي تعطيني نفسؾ بإرادتؾ.
ٖٔ ْس ا ْل َخبلَ ِ ب أ َْد ُعؤٗ .أُوِفي ُن ُذ ِ ش ْع ِب ِو". وري لِ َّمر ٍّ الر ٍّ اسِم َّ ب ُمقَا ِب َل ُك ٍّل َ ص أَتََن َاو ُلَ ,وِب ْ اآليات (َٖٔ " - )ٔٗ-كأ َ ْس ا ْل َخبلَ ِ ص أَتََن َاو ُل = قاؿ السيد المسيح عف آالـ الصميب التي كاف بيا الخبلص الكأس التي أعطاني اآلب َكأ َ
أال أشربيا (يو( )ٔٔ2ٔٛمت + ٕٜ2ٕٙمرٗٔ + ٖٙ2لوٕٕ + ٕٗ2متٕٓ + ٕٕ2مرٓٔ + ٖٛ2مت)ٕٗ2ٕٙ مف كؿ ىذا نفيـ أف الكأس ىي كأس اآلالـ التي يسمح بيا اهلل .وكؿ ما يسمح بو اهلل فيو لمخبلص وعمينا أف
نقبمو بشكر .لقد كانت تعييرات واىانات شمعي لداود كأساً مري اًر ،ولكف داود قبميا إذ وجدىا كأساً لمخبلص .مف يد الرب قبميا "اهلل قاؿ لشمعي إشتـ داود" .وليذا فرح بولس الرسوؿ بآالمو إذ ستكوف سبب خبلص أوالده
(فئ.)ٜٔ2
327
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش عشر ة)
والكأس تشير لمتناوؿ مف دـ المسيح .وكؿ مف يتناوؿ باسـ الرب يدعو ويعترؼ بما قدمو لو المسيح .ونوع آخر مف االعتراؼ ىو أنو يوِفي ُن ُذ ِ ب = صمواتو بؿ تقديـ حياتو كميا هلل .فيو نذر أف يقدـ حياتو كميا هلل، وره لِ َّمر ٍّ وسيفعؿ ىذا أمام ُك ٍّل الناس .ىو ال يخجؿ مف عبلقتو باهلل بؿ يوفي نذوره قداـ الناس ،وىو مستعد حتى لمموت ليفي نذره هلل،كما فعؿ دانياؿ وصمي ،وتعرض لمموت بسبب ذلؾ ،وال يفعؿ ذلؾ ليمفت نظر الناس بؿ ليعترؼ بفضؿ اهلل عميو اماـ الكؿ وعمينا أف كؿ مف يتناوؿ يفي نذره هلل بأف يموت عف شيواتو الجسدية .وفي اعترافو
بالرب يكوف مستعداً لمموت تماماً.
٘ٔ ت أَتْ ِق َي ِائ ِو". الر ٍّ يز ِفي َع ْي َن ِي َّ آية (٘ٔ) َ " -ع ِز ٌ ب َم ْو ُ مف يموت ويسكب نفسو في اعترافو بالرب يكرمو اهلل "أنا أكرـ الذيف يكرمونني" فاهلل يفرح بموتيـ ويضميـ مع ت أَتْ ِق َي ِائ ِو ولنرى المعجزات التي تتـ يومياً باسـ الشيداء لنرى كيؼ الر ٍّ يز ِفي َع ْي َن ِي َّ قديسيو وشيدائو= َع ِز ٌ بَ .م ْو ُ كرميـ اهلل.
وأال نرى في ىذه اآلية تطبيقاً ليا عف موت المسيح وطاعتو لذلؾ رفعو اهلل وأعطاه اسماً فوؽ كؿ اسـ (فيٕ-ٚ2
ٔٔ) لذلؾ نصمي ىذا المزمور في الساعة التاسعة .إال أف ىذه اآلية تفيـ أيضاً أف اهلل يحفظ نفس قديسيو مف أيدي أعدائيـ ،فنفس اإلنساف ليست ممؾ إنساف آخر ،وحيف يريد اهلل ينقذ نفس عبيده ،فاهلل أرسؿ مبلؾ لينقذ
بطرس ،وأرسؿ زلزلة فتحت أبواب السجف لبولس ،والسيد المسيح أجاب بيبلطس لـ يكف لؾ عمى سمطاف البتة إف لـ تكف قد أعطيت مف فوؽ ،ولكف متي تنجح مؤامرة االعداء ويتمكنوا مف قتؿ اوالد اهلل ؟ ىذا اف كاف اهلل
يريد ذلؾ ،حينئذ تنتيي الحياة بأي اسموب يراه اهلل.
ِ ٔٙ ت قُ ُي ِ ودي". َم ِت َكَ .حمَ ْم َ آية ( " - )ٔٙآه َيا َرب ,أل ٍَّني َع ْب ُد َك! أََنا َع ْب ُد َك ْاب ُن أ َ أل ٍَّني َع ْب ُد َك = أف نتعبد هلل أي نصير لو عبيداً فيذا يحررنا حرية حقيقية لذلؾ فالرسؿ كانوا يفضموف أف يقوؿ..
فبلف عبد يسوع المسيح حتى مف كاف منيـ قريباً لو بالجسد (يعٔ + ٔ2يؤ) .نحف نتعبد لو بحريتنا وليس إجبا اًر منو ،وبينما ىو الخالؽ والسيد الرب وىذا حقو إال أنو ال يجبر أحداً عمى أف يعبده ،ألف اهلل يفضؿ أف نعبده باختيارنا وليس إجبا اًر .وىنا داود شعر بحب شديد هلل ،دفعو أف يقوؿ ىذا .واذا فيمنا أف داود يشير لممسيح َم ِت َك = أف في ىذا إشارة لممسيح أنو ابف العذراء مريـ وليس منسوباً لرجؿ .ونبلحظ أف ويرمز لو نفيـ قولو ْاب ُن أ َ داود إطمأف لحماية اهلل لو وأنو لف يموت فيو قاؿ أنو عزيز في عيني الرب موت أتقيائو .ولكنو لـ يقؿ أنا قديسؾ يا رب بؿ قاؿ أنا عبدؾ .بالرغـ مف أنو ممؾ ،ونبي وقديس ولكننا أماـ اهلل نكتشؼ أننا ال شئ وبحب
نعبده.
ت قُ ُيوِدي = المسيح حؿ قيودنا بصميبو .وحؿ قيود الموت واالضطياد عف داود .ومف حؿ قيودنا عمينا أف َحمَ ْم َ نرتبط معو بقيود الحب والعبودية ،فيذا يحررنا حقيقة.
328
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش عشر ة) ٔٚ ٍ ب أ َْد ُعو". الر ٍّ اسِم َّ آية (َ " - )ٔٚفمَ َك أَذ َْب ُح َذ ِب َ يح َة َح ْمدَ ,وِب ْ نقدـ لمرب ذبائح التسبيح والشكر واالعت ارؼ ..الخ.
آية (ٔٛ" - )ٔٛأُوِفي ُن ُذ ِ ش ْع ِب ِو", وري لِ َّمر ٍّ ب ُمقَا ِب َل َ بِ ,في وس ِط ِك يا أُور َ ِ آية (ِ ٜٔ" - )ٜٔفي ِد َي ِ ويا". الر ٍّ ار َب ْي ِت َّ يمَ .ىمٍّمُ َ َ َ َ ُ شم ُ كؿ عبلقة لنا باهلل يجب أف تكوف في الكنيسة= ِفي ِد َي ِ ب .وال عبلقة صحيحة مع اهلل خارجاً عف الر ٍّ ار َب ْي ِت َّ
الكنيسة .ولقد قاؿ االباء مف ليست الكنيسة امو فاهلل ليس ابوه.
329
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع عشر)
المزمور المئة والسابع عشر
عودة لمجدول
المزمور المئة والسابع عشر (المئة والسادس عشر في األجبية) في المزمور السابؽ ( ،)ٔٔٙكاف المرنـ يرنـ هلل عمى عممو معو ،وىنا يدعو كؿ الشعوب أف تؤمف باهلل وتسبحو عمى أعمالو العجيبة .وىو أقصر المزامير كميا .ونصمي بو في مزامير الساعة الحادية عشر بعد أف أنزلوا جسد
المخمص مف عمى الصميب .ونطمب فيو أف يصمي الجميع لمرب الذي مات عنا مسبحيف شاكريف عممو ،فيو ذاؽ الموت لكي يبيد إبميس الذي لو سمطاف الموت (عبٕ .)ٔٗ2ونصمي المزمور أيضاً في القداس بعد تقديـ
الحمؿ.
ٔ ب َيا ُك َّل األُمِمَ .ح ٍّم ُدوهُ َيا ُك َّل الش ُع ِ ب وبٕ .أل َّ الر َّ الر ٍّ َما َن ُة َّ س ٍّب ُحوا َّ اآليات (َٔ " - )ٕ- َن َر ْح َمتَ ُو قَ ْد قَ ِوَي ْت َعمَ ْي َناَ ,وأ َ َ ويا". إِلَى الد ْ َّى ِرَ .ىمٍّمُ َ
لقد تنبأ داود ىنا بدخوؿ األمـ لئليماف ،وقد تـ ىذا عمى يد الرسؿ (زؾٔٔ .)ٔٓ2ٕ،ولكنو سيتـ بصورة أوضح
في السماء ،إذ اآلف ليس الكؿ مخضعاً لو بعد (ٔكو٘ٔ .)ٕٛ-ٕٖ2فيناؾ في السماء سنصير واحداً فعبلً وتبطؿ الخطية.
330
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه عشر)
المزمور المئة والثامن عشر
عودة لمجدول
المزمور المئة والثامن عشر(المئة والسابع عشر في األجبية) ينسب بعض الدارسيف ىذا المزمور لداود وأنو في فرحة إمتبلكو كؿ المممكة دعا الشعب ليفرح معو ولكف ليس
لبلحتفاؿ بداود نفسو كممؾ ولكف بالمسيح المنتظر.
وبعض الدارسيف ينسبوف المزمور لداود في فرحتو بصعود التابوت ألورشميـ. وبعض الدارسيف ينسبوف المزمور لوقت الحؽ ،لبلحتفاؿ بو في تدشيف الييكؿ .وقيؿ أنو يستخدـ في االحتفاؿ
بعيد المظاؿ.
وكانوا يستخدموف ىذا المزمور بطريقة التسبحة في الكنيسة اآلف .ففريؽ منيـ ينشد آية ويرد عمييـ الفريؽ اآلخر
بأية كقرار .وصار الييود يصموف بو وىـ أتوف لمييكؿ ليذكروا أف مف يدخؿ الييكؿ يجب أف يكوف با اًر " افتحوا لي أبواب البر" ويذكروا في تسبيحيـ الضيقات التي صادفتيـ وعمؿ اهلل اإلعجازي في كؿ ضيقاتيـ وكيؼ
خمصيـ ،وينظروف لممستقبؿ بثقة ،فإذا كاف اهلل قد خمصيـ فيو سوؼ يخمصيـ مف كؿ ضيقة في المستقبؿ .وأف
أي ضيقة يسمح بيا ىي لمتأديب.
والمزمور يرى أف الصديؽ الذي يسمؾ بكماؿ مضطيداً ومرذوالً مف الجميع ،قد صار رأساً لمزاوية ،أي رفعو اهلل وعظمو بالرغـ مف احتقار الناس لو .وىي تنطبؽ عمى الشعب الذي احتقره واضطيده المصرييف ولكف اهلل اختاره
شعباً لو يقيـ في وسطيـ .والتممود يقوؿ أف الشعب كاف يرتؿ المزمور في عيد المظاؿ وىـ ييزوف األغصاف في
أيدييـ أثناء العيد.
ونرى في ىذا المزمور نبوات متعددة عف عمؿ المسيح الخبلصي ،بؿ أف المسيح طبقو عمى نفسو صراحة
(متٕٔ .)ٕٗ2واعتبر نفسو أنو الحجر الذي رذلو البنائيف فصار رأساً لمزاوية .والحجر يرمز لممسيح ،وقصة ىذا الحجر أنو أثناء بناء ىيكؿ سميماف كانوا يأتوف بالحجارة منحوتة جاىزة مف الجبؿ إلى مكاف البناء في الييكؿ.
ووجد البناؤوف حج اًر كبي اًر ال ينطبؽ عمى المقاسات المطموبة فرذلوه .واذ أتوا لمكاف ربط الحائطيف األساسييف
وجدوا أف ىذا الحجر المرذوؿ ينطبؽ تماماً عمى المكاف المطموب ،فوضعوه ليربط الحائطيف .وصار ىذا مثبلً،
ولكنو صار نبوة عف المسيح الذي جعؿ االثنيف واحداً (أؼٕ )ٔٙ-ٖٔ2فيو وحد السمائييف مع األرضييف والييود مع األمـ .وقيؿ أف المسيح سبح ىذا المزمور مع تبلميذه ليمة العشاء السري ،فكاف المسيح يقوؿ مقطع
والتبلميذ يردوف عميو بالمقطع اآلخر.
والكنيسة تصمي اآليات (ٕٗ )ٕٙ-في مزمور قداس عيد القيامة ،بؿ تصمي ىذه اآليات بمحنيا المعروؼ كؿ يوـ أحد لنذكر الخبلص الذي صنعو المسيح بقيامتو وانتصاره عمى الموت .بؿ فيو تبررنا وصار لنا الدخوؿ مف
أبواب البر.
331
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه عشر)
وتصمي الكنيسة ىذا المزمور في صبلة الحادية عشرة ،أثناء إنزاؿ جسد المسيح مف عمى الصميب ،لتذكر أحداث
ذلؾ اليوـ الرىيب الذي اجتمع الكؿ فيو ضد المسيح وصمبوه (اآليات ٓٔ .)ٔٗ-ولكف الرب عضد المسيح (ٖٔ )ٔٗ،إذ استمع إلى صراخو أية(٘) .وأقامو منتص اًر عمى الموت ( .)ٔٛ-ٔٙبعد أف كانوا قد صمبوه إذ أوثقوا الذبيحة بربط إلى قروف المذبح .والمذبح ىو الصميب والذبيحة ىي المسيح .ونرى في ىذا صورة لمكبش
الذي وجده إبراىيـ موثقاً بقرنيو إلى الغابة .والقروف رمز لمقوة ،فالمسيح استسمـ تماماً دوف إبداء أية مقاومة كمف ىو ببل قوة واذ ترى الكنيسة عمؿ المسيح الخبلصي تطمب مف الجميع أف يسبحوا اهلل عمى عممو .إذا أروا وأدركوا قوة الخبلص وقوة دـ المسيح .وكوف الذبيحة موثقة بقوة بقروف المذبح فيذا يعني2 قوة الخبلص (القروف رمز القوة في المجتمعات الرعوية).
إشتياؽ المسيح ليذا الخبلص (إش)٘-ٕ2ٕٚ
ٔ ِٕ ِ س َرِائي ُل «إِ َّن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو». صالِ ٌح ,أل َّ الر َّ اآليات (ِٔ " - )ٗ-ا ْح َم ُدوا َّ َن إِلَى األ ََبد َر ْح َمتَ ُو .ل َي ُق ْل إِ ْ ب أل ََّن ُو َ ٗ ٖ ب «إِ َّن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو»". الر ٍّ ون «إِ َّن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو» .لِ َيقُ ْل ُمتَّقُو َّ لِ َي ُق ْل َب ْي ُ ت َى ُار َ
تتكرر عبارة إِ َّن إِلَى األ ََب ِد صالِ ٌح = صانع الخيرات. َ إذ أعطاىـ أف يكونوا كينة لو فنالوا كرامة أكثر مف باقي الشعب خصوصاً إذ أزىرت عصا ىروف وحينما اقتربوا ب = الذيف يستجيبوف لو ولعممو ،وأما المعاندوف فيـ الر ٍّ لممذبح يشفعوف في الشعب .ورحمة اهلل تشمؿ كؿ ُمتَّقُو َّ
َر ْح َمتَ ُو أربع مرات ،ورقـ ٗ يشير لمعالـ وذلؾ ألف رحمة الرب شممت العالـ كمو ،فيو ون = ورحمتو شممت الجميع ييوداً (فيو خمصيـ مف كؿ ضيقاتيـ) وكينة= َب ْي ُ ت َى ُار َ
يرفضوف رحمتو.
الضي ِ َج َاب ِني ِم َن الر ْح ِب". الر َّ آية (٘) ِ ٘" -م َن ٍّ ت َّ ق َد َع ْو ُ ب فَأ َ ىذه يقوليا الشعب في ضيقتو ،وداود في اضطياد شاوؿ لو وغيره ،ويقوليا ربنا عمى الصميب ،ويقوليا اآلف كؿ
متألـ واثقاً في استجابة الرب لو.
ٙ ِ ِ ان؟ ِ َّ ٚ ص َنعُ ِبي ِ َع َد ِائي". اآليات (َّ " - )ٚ-ٙ الرب لِي فَبلَ أ َ َخ ُ س ُ سأ ََرى ِبأ ْ افَ .ما َذا َي ْ الرب لي َب ْي َن ُمعين َّيَ ,وأََنا َ اإل ْن َ خافوا ليس مف الذي يقتؿ الجسد ولكف ليس لو سمطاف عمى النفس .قد نضطيد اآلف ولكف لنا نصيباً سماوياً.
ووقتيا سيكوف نصيب إبميس وتابعيو بحيرة النار وكؿ ما يصيبنا فيو بسماح مف اهلل ضابط الكؿ فمماذا نخاؼ (يو .)ٔٔ2ٜٔب ْي َن م ِع ِ ين َّي = ىناؾ كثيريف حولي يعينونني ولكف ما أفخر بو وأعتمد عميو ليس قوة ىؤالء األبطاؿ َ ُ بؿ اهلل الذي لو قوة غير محدودة وأنو يحبني ،بينما ىؤالء األبطاؿ قد يحبونني اليوـ وغداً ال .وقوتيـ محدودة ،بؿ اهلل ىو الذي ارسميـ لي ليعينوني.
332
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه عشر)
انِ ْ ٜ . ِ اآليات (ِ ْ ٛ" - )ٜ-ٛ سٍ ب َخ ْيٌر ِم َن التََّوك ِل َعمَى الر ٍّ الر ٍّ اء ِب َّ اء ِب َّ االحت َم ُ ب َخ ْيٌر م َن التََّوك ِل َعمَى إِ ْن َ االحت َم ُ الر َؤس ِ اء". َ واهلل ال يحب مف يحتمي بغيره (أر + ٘2ٔٚأشٖٔ.)ٔ2
اآليات (ُٓٔ ٔٓ" - )ٖٔ-كل األ ِ َحاطُوا ُمم أ َ َ ٕٔ َحاطُوا ِبي ِم ْث َل َّ الن ْح ِل .ا ْنطَفَأُوا َك َن ِ ار أَ ض َد ِني". فَ َع َ
ب الر ٍّ سِم َّ ِبيِ .با ْ َّ ِ اسِم الش ْوكِ .ب ْ
ٔٔ يد ُى ْم. الر ٍّ اسِم َّ ب أُِب ُ أُِب ُ يد ُى ْم .أ َ َحاطُوا ِبي َوا ْكتََنفُوِنيِ .ب ْ الرب يد ُى ْمَ ٖٔ .د َح ْرتَِني ُد ُح ًا الر ٍّ َما َّ َّ َسقُطَ ,أ َّ ب أُِب ُ ور أل ْ
لقد أحاط األعداء بالمسيح ثـ بكنيستو ،وعمى كؿ صديؽ ليسقطوه في خطية .وباسـ الرب دائماً يندحر إبميس وجنوده وأتباعو ،وكما انتصر داود عمى جميات باسـ الرب ،انتصر المسيح عمى الشيطاف بالصميب ،وانتصر ب ي ِبيد أعدائو ٖ مرات ،وىذا إشارة لمثالوث لذلؾ الر ٍّ الر ٍّ اسِم َّ اسِم َّ ب .والحظ تكرار أنو ِب ْ وينتصر كؿ مؤمف ِب ْ ار َّ نعمد باسـ اآلب واالبف والروح القدس (متَ .)ٜٔ2ٕٛن ِ الش ْو ِك= تنطفئ سريعاً مصدرة أصواتاً عالية ولكف ببل َسقُطَ = دفعت ألسقط (سبعينية) .ويشير المدفوع ليسقط إلى آدـ استم اررية ،وىكذا حرب إبميسَ .د َح ْرتَِني ُد ُح ًا ور أل ْ ويشير لكؿ مف يجربو إبميس ليسقطو ولكف الرب يعينو.
٘ٔ ٗٔ ِ ت تََرنٍم َو َخبلَ ٍ ص ِفي ِخ َي ِام صا. اآليات (ٗٔ " - )ٔٚ-قُ َّوِتي َوتََرن ِمي َّ ص ْو ُ َ ص َار لي َخبلَ ً الربَ ,وقَ ْد َ ٔٚ ٔٙ الصد ِ ص ِان َع ٌة ِب َبأ ٍ ص ِان َع ٌة ِب َبأ ٍ َح َيا الر ٍّ الر ٍّ الر ٍّ ٍّ ين َّ ين َّ ين َّ َم ُ ب ُم ْرتَ ِف َع ٌةَ .ي ِم ُ ْسَ .ي ِم ُ ين « َي ِم ُ ٍّيق َ وت َب ْل أ ْ ب َ ب َ ْس» .الَ أ ُ َعم ِ ب". الر ٍّ ال َّ ُحد ُ َوأ َ ٍّث ِبأ ْ َ ب ىو ابف اهلل الذي تجسد لخبلصنا وتكرار القوؿ ٖ مرات إشارة إلى أف عمؿ الخبلص ىو عمؿ الر ٍّ ين َّ َي ِم ُ الثالوث .وىذا موضوع تسبيح المفدييف.
ِ ِ ٔٛ سمِ ْم ِني". َّب ِني َّ يبا أَد َ آية ( " - )ٔٛتَأْد ً الربَ ,وِالَى ا ْل َم ْوت لَ ْم ُي ْ اهلل يؤدب أوالده لكي يكمميـ (عبٕٔ.)ٔٔ-٘2 ٕٓ ِٜٔ ِ ِ ون الر َّ اب لِ َّمر ٍّ بٍّ . َح َم ِد َّ ون َي ْد ُخمُ َ الصدٍّيقُ َ ييا َوأ ْ ب .ى َذا ا ْل َب ُ اآليات ( " - )ٕٔ-ٜٔافْتَ ُحوا لي أ َْب َو َ اب ا ْل ِبٍّر .أ َْد ُخ ْل ف َ ِ ِ ٕٔ صر َ ِ ِ َحم ُد َك أل ََّن َك استَج ْب َ ِ صا". ْ َ ت لي َخبلَ ً ت لي َو ْ فيو .أ ْ َ
اآليات (ٕٕ ) ٕٛ-نرى فييا عمؿ المسيح الخبلصي فنرى فييا تجسده وصمبو وكمدخؿ ليذه اآليات نسمع ىنا ِ ِ اب ا ْل ِبٍّر لتعبر عف اشتياقو ليذا العمؿ الفدائي الذي سيبرره وسيبرر كؿ مؤمف. طمبة المرتؿ افْتَ ُحوا لي أ َْب َو َ وبالمعمودية ندخؿ الكنيسة جسد المسيح الذي إف ثبتنا فيو نثبت في البر ،ويأتي الرد عمى المرتؿ كاستجابة لو ت ِلي. اب ِل َّمر ٍّ استَ َج ْب َ ب = والباب ىو المسيح فميس بسواه نتبرر .فيسبح أ ْ ى َذا ا ْل َب ُ َح َم ُد َك أل ََّن َك ْ 333
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه عشر)
ٖٕ ٕٕ الز ِ ْس َّ ان ى َذاَ ,و ُى َو الر ٍّ اوَي ِةِ .م ْن ِق َب ِل َّ ض ُو ا ْل َب َّن ُ ب َك َ اؤ َ اآليات (ٕٕ " - )ٕٖ-ا ْل َح َج ُر الَِّذي َرفَ َ ص َار َأر َ ون قَ ْد َ َع ُي ِن َنا". يب ِفي أ ْ َع ِج ٌ ون = ىو المسيح الذي رفضو الييود وأىانوه .ىو الحجر الذي قطع بغير يديف فصار ض ُو ا ْل َب َّن ُ اؤ َ ا ْل َح َج ُر الَِّذي َرفَ َ
جببلً كبي اًر (دا ٕ + ٕٗ2أعٗ.)ٔٔ2
ٕٗ الربَ ,ن ْبتَ ِيج وَن ْفرح ِف ِ ِ يو". ص َن ُع ُو َّ ُ َ َُ آية (ٕٗ) " -ى َذا ُى َو ا ْل َي ْوُم الَّذي َ يوـ خبلصنا ،ىو اليوـ الذي صنعو الرب ،وىو بدأ بميبلد المسيح ثـ صمبو ثـ قيامتو ثـ صعوده .لذلؾ نرتؿ ىذه
اآلية في أياـ األحاد وليمة عيد القيامة.
آه يا رب َخمٍّص! ِ آية (ٕ٘) ِ ٕ٘" - آه َيا َرب أَ ْن ِقذْ! " ْ َ َ بعد أف َّ قدـ اهلل عممو الخبلصي ،عمينا أف نستمر في الصراخ يا رب خمص ،يا رب إنقذ ،حتى تنتيي أياـ غربتنا ،وحتى ال نصير مرفوضيف بعد أف دخمنا مف باب البر.
ٕٙ ِ ب". الر ٍّ الر ٍّ بَ .ب َارْك َنا ُك ْم ِم ْن َب ْي ِت َّ اسِم َّ آية (ُ " - )ٕٙم َب َار ٌك اآلتي ِب ْ ِ ب = لقد قابؿ الشعب ،السيد المسيح وىو داخبلً أورشميـ قائميف أوصنا يا ابف داود .مبارؾ الر ٍّ اسِم َّ ُم َب َار ٌك اآلتي ِب ْ ِّ ص .وبذلؾ يكونوف قد كرروا ىذه اآليات .وتكوف ىذه اآلتي باسـ الرب .وكممة أوصنا= ىوشعنا بمعنى َخم ْ اآليات (ٕ٘ .)ٕٙ،ىي نبوة عف دخوؿ السيد المسيح ألورشميـ ليبدأ عمؿ الخبلص. ِ ب = ىي عف المسيح الذي سيأتي ليخمص (ىذه قيمت في العيد القديـ) وسيأتي في اليوـ الر ٍّ اسِم َّ ُم َب َار ٌك اآلتي ِب ْ األخير .ىو أتي باسـ الرب ليعمؿ عمؿ الخبلص وليمجد اسـ اهلل .وعمينا أف نطمب منو دائماً أف يأتي ليسكف ب مف الكنيسة بيت الرب تعمف بركة الرب لشعبو ،لذلؾ تبارؾ الر ٍّ في قموبنا ويممؾ عميياَ .ب َارْك َنا ُك ْم ِم ْن َب ْي ِت َّ الكنيسة شعبيا باسـ الرب .والكنيسة تعطي لشعبيا بركة األسرار .فالكنيسة ىي األـ الشرعية لكؿ مؤمف. ٕٚ َّ يح َة ِب ُرُب ٍط إِلَى قُُر ِ ون ا ْل َمذ َْب ِح". آية (َّ " - )ٕٚ الرب ُى َو اهللُ َوقَ ْد أََن َار لَ َنا .أ َْوِثقُوا الذ ِب َ َّ يح َة ِب ُرُب ٍط إِلَى قُُر ِ ون ا ْل َمذ َْب ِح = رتبوا َّ الرب ُى َو اهللُ َوقَ ْد أََن َار لَ َنا = حيف تجسد وقاؿ أنا نور العالـ .أ َْوِثقُوا الذ ِب َ عيداً بموكب حتى قروف المذبح (سبعينية) أي لنفرح ونسبح لربنا الذي أتى كذبيحة ليخمصنا. ٕٜ ٕٛ َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو". صالِ ٌح ,أل َّ الر َّ اح َم ُدوا َّ اآليات ( " - )ٕٜ-ٕٛإِل ِيي أَ ْن َ َح َم ُد َك ,إِل ِيي فَأ َْرفَ ُع َكْ . ت فَأ ْ ب أل ََّن ُو َ
334
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (أ))
قطعة (أ) الطوباوية في حفظ الوصية
عودة لمجدول
آية (ٔ) ٔ" -طُوبى لِ ْم َك ِ ب". الر ٍّ ط ِريقًاَّ , ين َ يع ِة َّ ين ِفي َ السالِ ِك َ اممِ َ َ ش ِر َ وبى = كما بدأ الرب يسوع موعظتو المشيورة عمى الجبؿ بالتطوبيات بدأ المرتؿ مزموره ىذا بالتطويبات أيضاً. طُ َ والتطويب ىنا لِ ْم َك ِ ب= الر ٍّ ين = الذيف ببل عيب (سبعينية) ومف ىـ الذيف ببل عيب= َّ يع ِة َّ ين ِفي َ السالِ ِك َ اممِ َ ش ِر َ فالطوبى أي البركة والسعادة في األرض والحياة األبدية لمف يجاىد أف يسمؾ بحسب شريعة الرب .وألنو الرب فيو لو الحؽ أف يعاقب أيضاً مف ال يسمؾ في شريعتو .وىذه البداية نجدىا أيضاً في المزمور األوؿ. آية ِم ْن
(ٕ) ٕ" -طُوبى لِح ِ اد ِات ِوِ .م ْن ُك ٍّل ُقمُوِب ِي ْم َي ْطمُ ُبوَن ُو". اف ِظي َ ش َي َ َ َ ُك ٍّل ُقمُوِب ِي ْم = أي يحفظ الوصية ال بالقوؿ فقط بؿ بتنفيذىا( .يؤٖ .)ٔٚ2وىنا يطمب المرنـ القمب الذي
يطمب اهلل تماماً ،القمب غير المنقسـ بيف محبة اهلل ومحبة العالـ (متٕٕ.)ٖٚ2
ٖ ِ ِ ون". سمُ ُك َ ضا الَ َي ْرتَ ِك ُب َ آية (ٖ) " -أ َْي ً ون إِثْ ًما .في طُُرِقو َي ْ السبعينية تترجـ اآلية "ألف صانعي اإلثـ لـ ييووا أف يسمكوا في سبمو" .والمعني واحد فطرؽ الرب كميا نور.
والشرير ال ييوي أف يسمؾ فييا فنور الطريؽ يبكت طرقو الشريرة .وىنا يقوؿ طرؽ بينما في (آيةٔ) نسمع عف
طريؽ واحد .فالطريؽ الواحد ىو المسيح "أنا ىو الطريؽ" .والطرؽ أي أعماؿ اإلنساف وايمانو ،محبتو والتزامو باألسرار....
ٗ اما". َن تُ ْحفَ َ ص َاي َ اك أ ْ ص ْي َ آية (ٗ) " -أَ ْن َ ت ِب َو َ ت أ َْو َ ظ تَ َم ً اما = طمب اهلل أف نحفظ الوصايا تماماً ،أي إىماؿ لوصية ميما كانت صغيرة يسبب لئلنساف ألـ، تُ ْحفَ َ ظ تَ َم ً
وفقداف السبلـ( .تث .)ٜ-ٙ2ٙواإلنساف إما يستجيب لوصايا اهلل أو لصوت قمبو .والقمب أخدع مف كؿ شئ وىو
نجيس (أر .)ٜ2ٔٚوالوصية تحمينا مف أنفسنا. ٘ َّت ِفي ِح ْف ِظ فَ ارِئ ِ ض َك". ت طُُرِقي تُثَب ُ آية (٘) " -لَ ْي َ َ ليتؾ تعينني يا رب حتى أحقؽ ىذا ،وأحفظ وصاياؾ جداً. ٙ اك". آية (ِ " - )ٙحي َن ِئ ٍذ الَ أ ْ ص َاي َ َخ َزى إِ َذا َنظَ ْر ُ ت إِلَى ُك ٍّل َو َ كاف اهلل يعد مف يحفظ الوصية ببركات كثيرة (تث .)ٔٗ-ٔ2ٕٛوالمرنـ ىنا يتأمؿ فيما يعطيو اهلل مف بركات.
اك = ىذه مثؿ تحفظ تماماً ص َاي َ فيصرخ ليعينو اهلل عمى حفظ الوصايا فبل يحرـ مف البركات والحظ قولو ُك ٍّل َو َ
335
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (أ))
(آيةٗ)( .مت .)ٕٓ2ٕٛونبلحظ أف ال ْخ َزى مصاحب لمخطية (كما حدث مع آدـ وحواء) (دا .)ٛ2ٜومف يتوب إذا خجؿ فيذا يفرح بو اهلل ،أما مف يتمادى يتقسى قمبو لدرجة أف يخطئ وال يخجؿ. ٚ َحم ُد َك ِب ِ ام َع ْدلِ َك". ام ِة َق ْم ٍب ِع ْن َد تَ َعم ِمي أ ْ ْ استقَ َ آية ( "- )ٚأ ْ َ َح َك َ إذ عرؼ المرنـ قيمة الوصية وبركات مف يطيعيا يشكر اهلل الذي أعطانا شريعتو وكتابو. ٛ َحفَظُ .الَ تَتُْرْك ِني إِلَى ا ْل َغ َاي ِة". ص َاي َ اك أ ْ آية (َ " - )ٛو َ أكثر ما يخافو المؤمف تخمي اهلل عنو ،حينئذ تيزمو الشياطيف ويقوى عميو أضعؼ إنساف واهلل يتخمى عنا إذا
تقست قموبنا ولـ نحفظ الوصايا .والمرتؿ ىنا يقوؿ أنا أحفظ حقوقؾ وألنو ال يوجد إنساف كامؿ يا رب ،فارحمني
أف أخطأت ،وحتى لو وجدتني أستحؽ العقاب وتخميت عني فبل تتركني إلى الغاية= " UTTERLYتماماً ،بكؿ
ما في الكممة مف معني" واهلل إذا تخمى عف أبنائو ليؤدبيـ ،يكوف كاألـ التي تعمـ أوالدىا الصغار أف يمشوا ،فيي
تتركيـ وقد يسقطوف ولكف عينيا عمييـ.
336
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ة))
قطعة (ب) نصيحة لمشباب
عودة لمجدول
في القطعة األولى وضع المرنـ القاعدة وىي الطوبى لمف يحفظ الوصية .وىنا كمجرب يعطي المرنـ نصيحة لمشباب أف يحفظوا الوصية فتكوف ليـ بركة في حياتيـ. ِ ِِ آية (ِ ٜ" - )ٜب َم ُي َزٍّكي َّ ب َكبلَ ِم َك". سَ الشاب طَ ِريقَ ُو؟ ِبح ْفظو إِيَّاهُ َح َ ِب َم ُي َزٍّكي َّ الشاب طَ ِريقَ ُو = بـ يقوـ الشاب طريقو (سبعينية) .أي كيؼ يسيروف في طريؽ مضموف يؤدي لمحياة األبدية باإلضافة ىنا عمى األرض .ما الذي يزكيو ليحصؿ عمى ىذا ،ىو أمامو طرؽ كثيرة ،فالعالـ يجذبو ِ ِِ ب َكبلَ ِم َك = أي إذا سَ بمغرياتو ،والمرنـ يشفؽ عمى الشاب فيعطيو نصيحة ثمينةِ .بح ْفظو إِيَّاهُ =(أي نفسو) َح َ حفظ الوصية يحفظ نفسو والمرنـ يوجو النصيحة لمشباب ،فالشاب بطبيعتو مندفع .أما الشيخ فيو إما نضج أو ضعؼ .ولذلؾ فالجامعة يقوؿ نفس النصيحة "أذكر خالقؾ أياـ شبابؾ" (جإٔ.)ٔ2
ٓٔ ِ ِ اك". ص َاي َ آية (ٓٔ) ِ " -ب ُك ٍّل َق ْم ِبي طَمَ ْبتُ َك .الَ تُضمَّني َع ْن َو َ من ُك ٍّل َق ْم ِبي = اهلل يعمف ذاتو لمف يطمبو بكؿ صدؽ ،وال يطمب سواه .وىنا المرنـ يطمب مف اهلل أف يعينو أف
يستمر طواؿ حياتو يدرس كممة اهلل ويحاوؿ أف ينفذىا وال يضؿ عف ىذا.
ٔٔ ْت َكبلَم َك ِفي َق ْم ِبي لِ َك ْيبلَ أ ْ ِ ئ إِلَ ْي َك". آية (ٔٔ) َ " -خ َبأ ُ ُخط َ َ نجد المرنـ ىنا قد حفظ كبلـ اهلل ووصاياه ،فيستطيع أف يرددىا في كؿ مكاف وزماف ويستطيع أف يقارف كؿ
تصرؼ لو عمى ما يحفظو مف كبلـ اهلل .واإلنساف ال يخبئ إال كؿ ما ىو ثميف ،فيـ اكتشؼ أف كممة اهلل كنز،
وسبلح خطير ضد حروب إبميس (ىكذا فعؿ المسيح) ولذلؾ قيؿ "مف يحفظ المزامير تحفظو المزامير" فيو
يرددىا وسط أعمالو أو سيره فبل تياجمو األفكار الخاطئة.
ٕٔ ض َك". آية (ٕٔ) ُ " -م َب َار ٌك أَ ْن َ ت َيا َربَ .عمٍّ ْم ِني فَ َرِائ َ إذ تأمؿ المرنـ في كيؼ تحفظ الوصية قمبو ،طمب مف اهلل أف يعممو ىذه الوصايا والحظ األسموب الرائع فيو قبؿ
ت َيا َرب = اي تستحؽ كؿ تسبيح وحمد . أف يطمب يعطي المجد هلل الذي يعطي وقد أعطىُ .م َب َار ٌك أَ ْن َ
ٖٔ َح َك ِام فَ ِم َك". آية (ٖٔ) ِ " -ب َ س ْب ُ ت ُك َّل أ ْ شفَتَ َّي َح َ مف اختبر عمؿ اهلل ال يطيؽ السكوت ،بؿ يشيد هلل عمى عطاياه وأعمالو العجيبة.وىكذا فعمت السامرية "ىمموا
ت = أظيرت ( سبعينية ) وفي ( االنجميزية ) =اوضحت . س ْب ُ انظروا إنساناً قاؿ لي كؿ ما فعمت" (يوَٗ .)ٕٜ2ح َ
337
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ة))
آية (ٗٔ) ِ ٔٗ" -بطَ ِري ِ ت َك َما َعمَى ُك ٍّل ا ْل ِغ َنى". ق َ اد ِات َك فَ ِر ْح ُ ش َي َ ىذه قامة روحية عالية أف يفرح اإلنساف بكبلـ اهلل أكثر مف كؿ غني .ىنا أصبحت الوصية ليست ثقبلً بؿ
مصدر فرح .مف قاؿ ىذا قاؿ "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (في + ٚ2ٖ،ٛمتٖٔ.)ٗٚ-ٗٗ2 ٘ٔ َّ ِ ِ ٔٙ ِ سى َكبلَ َم َك". ص َاي َ سُبمَ َكِ .بفَ َرائض َك أَتَمَذ ُذ .الَ أَ ْن َ اك أَْل َي ُجَ ,وأُالَحظُ ُ اآليات (ِ٘ٔ " - )ٔٙ-ب َو َ المرنـ الذي إكتشؼ الفرح في كبلـ اهلل ،نجده ىنا دائـ التأمؿ فيو وفي طرقو.
338
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (د))
قطعة (ج) االشتياق لكممة اهلل في غربتنا
عودة لمجدول
ٔٛ ٔٚ ِ ب ِم ْن َحفَ َ ظ أ َْم َر َك .ا ْك ِش ْ َح َيا َوأ ْ َح ِس ْن إِلَى َع ْب ِد َك ,فَأ ْ اآليات ( " - )ٔٛ-ٔٚأ ْ ف َع ْن َع ْي َن َّي فَأ ََرى َع َجائ َ يع ِت َك". َ ش ِر َ ٚ َح ِس ْن إِلَى َع ْب ِد َك = طالما أحسف اهلل إلى داود وأنقذه مف أعدائو ،بؿ أعطاه أف يممؾ .ولكنو يطمب ىنا أف أْ ِ يع ِت َك .والكاىف القبطي ب ِم ْن َ يعطيو اهلل مكافأة ىي أف يحفظ وصايا اهلل .وأف يكشؼ عف عينيو فيبصر َع َجائ َ ش ِر َ في أثناء قراءة البولس واإلبركسيس والكاثوليكوف يصمي صموات سرية في الييكؿ ليفتح اهلل أذىاف الشعب ويفيموا
الكنوز المختبأة في أقواؿ اهلل .وعمينا قبؿ أف نق أر في الكتاب المقدس أف نصمي حتى يعطينا اهلل فيماً .ولذلؾ تصمي أيضاً الكنيسة أوشية اإلنجيؿ قبؿ قراءة اإلنجيؿ .المرنـ ىنا يطمب حياة تقضييا في السير لدراسة الكتاب
وفيمو وتنفيذ م ا فيو والفرح بوصاياه .ومف اكتشؼ لذة الكتاب المقدس يعرؼ أنو في دراستو لمكتاب المقدس
يتقابؿ مع اهلل وجياً لوجو ،ونسمع صوتو ،وىكذا نقضي أياـ غربتنا في ىذه الحياة إلى أف نمتقي يوماً باهلل ونراه
بعيوننا والى األبد .وحينما نق أر الكتاب بروح الصبلة يزيؿ اهلل الغشاوة التي عمى عيوننا فنرى ونشبع ونتقوى ،كما زالت الغشاوة مف عمى عيني شاوؿ الطرسوسي. ٜٔ ِ يب أََنا ِفي األ َْر ِ اك". ص َاي َ آية (َ " - )ٜٔغ ِر ٌ ض .الَ تُ ْخف َع ٍّني َو َ نحف غرباء ىنا ،وطننا في السماء ،وميمتنا أف نعبر أرض غربتنا بأسرع ما يمكف ونحرص أف ال نضؿ الطريؽ
إلى وطننا .وما يسندنا في رحمة غربتنا كممة اهلل ،ووصيتو تكشؼ لنا أسرار وطننا الذي نحف متغربيف عنو ونشتييو وال نراه .بؿ وصايا اهلل ىي التي تضمف لنا انو حيف تنقضي اياـ غربتنا ،نصؿ لمسماء وطننا .
ٕٓ َح َك ِ ام َك ِفي ُك ٍّل ِح ٍ ين". س َحقَ ْت َن ْف ِسي َ ش ْوقًا إِلَى أ ْ آية (ٕٓ) " -ا ْن َ ىنا نرى االشتياؽ الممتيب لمتعرؼ أكثر فأكثر عمى الوصية وعمى فكر اهلل مف خبلؿ كممتو .ىو اشتياؽ لمعرفة
المسيح الذي نراه في مطالعتنا لمكتاب المقدس .اإلنساف جسد وروح .والجسد يتغذى بالطعاـ ،أما الروح فتتغذى
بمعرفة اهلل ،ومعرفة اهلل تعطينا حياة "ىذه ىي الحياة األبدية أف يعرفوؾ أنت اإللو الحقيقي ويسوع المسيح الذي
أرسمتو (يو .) ٖ2ٔٚودراسة كممة اهلل ىنا تعطينا ىذه المعرفة .لذلؾ قاؿ الكتاب ليس بالخبز وحده يحيا اإلنساف بؿ بكؿ كممة تخرج مف فـ اهلل (متٗ .)ٗ2واالشتياؽ لكممة اهلل ىو عبلمة حياة .المبتدئ في الحياة الروحية ينفر مف كممة اهلل ألنيا تكشؼ خبايا قمبو ،وكمما نما اإلنساف في معرفة اهلل ومحبتو يزوؿ ىذا النفور بؿ يفرح بيا.
ش ْوقًا = أي يطمب ىذا بتذلؿ .داود قاؿ قببل في اية ( ) ٔٙانو يتمذذ بالوصية ،لذلؾ ق َ س َح َ وىنا نرى المرنـ ي ْن َ ىو يبحث عنيا باشتياؽ .
339
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (د)) ٕٔ اك". ص َاي َ آية (ٕٔ) " -ا ْنتَ َي ْر َ ين الضَّالٍّ َ ين ا ْل َمبلَ ِع َ ت ا ْل ُمتَ َك ٍّب ِر َ ين َع ْن َو َ المعنة ىي نصيب مف يترؾ وصايا اهلل ويتبع وصايا الناس أو فمسفاتيـ ،فيناؾ مف في كبرياء ينكر وجود اهلل
(الوجودية وغيرىا) .راجع (تث . ) ٙٛ -ٔ٘2ٕٛوىؤالء ا ْل ُمتَ َك ٍّب ِرو َن ىـ تبلميذ إبميس المتكبر (أشٗٔ.)ٖٔ2ٔٗ، ين = أي اهلل انتيرىـ ،وداود كممؾ لو اف ينتير االشرار . ا ْنتَ َي ْر َ ت ا ْل ُمتَ َك ٍّب ِر َ آية (ٕٕ) َ ٕٕ" -د ْح ِر ْج َع ٍّني ا ْل َع َار َو ِ اد ِات َك". اإل َىا َن َة ,أل ٍَّني َح ِف ْ ت َ ش َي َ ظُ ىنا نرى كيؼ ينظر العالـ ألوالد اهلل .فالعالـ يكرىيـ ويضطيدىـ ويثير الحروب ضدىـ بؿ والشائعات المغرضة التي تسبب ليـ العار .والمرتؿ يصرخ ىنا هلل حتى يزيح عنو ىذا العار ويظير الحؽ ،واف لـ يكف ىنا عمى األرض فميكف في السماء .وىناؾ نظرة اخري ليذه االية ،انو بالخطية صرنا في عار وشمتت فينا الشياطيف .
واالف يا رب لقد حفظت وصاياؾ فابعد عني ىذا العار .وىذا ىو ما عممو المسيح بصميبو . ٕٗ ٖٕ َما ع ْب ُد َك فَي َنا ِجي ِبفَرِائ ِ اداتُ َك ِى َي ضا َ ش َي َ ض َك .أ َْي ً س أ َْي ً ُ اء ,تَقَ َاولُوا َعمَ َّي .أ َّ َ س ُ ضا ُر َؤ َ اآليات (َٖٕ " - )ٕٗ-جمَ َ َ ورِتي". َى ُل َم ُ لَ َّذ ِتي ,أ ْ ش َ
أقوياء األرض والرؤساء اضطيدوا المرتؿ وتقاولوا عميو وكاف ىذا سبب ألـ لو .فكيؼ يتعزى؟ ىو يمجأ لكممة اهلل يميج فييا ويتمذذ بيا .وقد يعني بالرؤساء الشياطيف الشامتيف فيو اذ اخطأ .لذلؾ يعود ويميج بفرائض اهلل.
340
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (د))
قطعة (د) الوصية حياة لمنفس المتضعة
عودة لمجدول
اب َن ْف ِسي ,فَأ ْ ِ آية (ٕ٘) ٕ٘" -لَ ِ صقَ ْت ِبالتر ِ ب َكمِ َم ِت َك". سَ َح ِيني َح َ َ ىو سابقا تكمـ عف العار الذي يمحؽ بالخاطئ .وىنا رأي ماذا كانت نتيجة الخطية النيائية ووجد انيا الموت ووجد اف في تنفيذ الوصية حياة (تث + ٗٙ2ٖٕ،ٗٚتثٓٔ + ٕٓ-ٕٔ2يؤٔ .)ٕ٘2فمف يمتصؽ بالرب يحيا. ومف يخالؼ الوصية ينفصؿ عف اهلل فيموت "لؾ اسـ أنؾ حي وأنت ميت" (رؤٖ .)ٔ2ومف يقدـ توبة يقاؿ عنو
"ابني ىذا كاف ميتاً فعاش" .ومف أحب الخطية تمتصؽ نفسو بتراب ىذا العالـ وشيواتو الشريرة ،وحتى يقترب مف اهلل ثانية عميو أف ينسحؽ ويتواضع وتمتصؽ نفسو بالتراب كما فعؿ أىؿ نينوى فيقبمو اهلل ويعود لمحياة ثانية.
(يساعد عمى ىذا المطانيات في خشوع) .وكؿ مف يشعر بالخطية في داخمو ،يشعر أنيا تقوده لمموت فيصرخ إلى اهلل "أ ْ ِ ب َكمِ َم ِت َك" (رو .)ٕٗ2ٚواذ يرى الرب إنسحاؽ ىذا اإلنساف يرفعو مف المزبمة ويأخذ الرب سَ َح ِيني َح َ ىذا التراب وينفخ فيو نسمة حياة وتكوف لو ىذه الحياة قيامة أولى .وكبلـ اهلل حي ويحيي النفس (عبٗ.)ٕٔ2 ووعوده محيية لمف يستجيب لعمؿ الكممة فيو فتكوف لو أيضاً قيامة ثانية(.رؤٕٓ .)ٙ2ولذلؾ نصمي ىذه اآلية في تجنيز الموتي ،فالميت سيوضع في القبر ويمتصؽ بالتراب بؿ ويصير تراباً فينطبؽ عميو "لَ ِ صقَ ْت ِبالتر ِ اب َ َن ْف ِسي " .والكنيسة تصمي برجاء أف يعطيو اهلل حياة .والمسيح أعطانا جسده لتكوف لنا حياة .فمنتب وننسحؽ
ونتناوؿ فيكوف لنا حياة. أْ ِ ب َكمِ َم ِت َك = ارجع لي الحياة حسب ارادتؾ ،ونجد اشتياؽ بروح النبوة لفداء المسيح الذي اعاد لنا سَ َح ِيني َح َ الحياة ٕٙ ض َك". استَ َج ْب َ ص َّر ْح ُ ت لِيَ .عمٍّ ْم ِني فَ َرِائ َ ت ِبطُُرِقي فَ ْ آية ( " - )ٕٙقَ ْد َ ت لِي = قد أخبرتؾ بطرقي (في ترجمات أخرى) .ىنا المرتؿ يعترؼ أماـ اهلل بطرقو استَ َج ْب َ ص َّر ْح ُ ت ِبطُُرِقي فَ ْ قَ ْد َ
غير المستقيمة ويطمب الغفراف .ويطمب أف اهلل يعرفو وصاياه فيسمؾ فييا.
ٕٚ اك فَ ٍّي ْم ِني ,فَأَُنا ِج َي ِب َع َج ِائ ِب َك". ص َاي َ آية ( " - )ٕٚطَ ِر َ يق َو َ مف الميـ جداً بؿ وحيوي أف نردد كبلـ اهلل المقدس كؿ اليوـ فيولد فينا ح اررة روحية. ٕٛ ِ ِ ِ ِ ب َكبلَ ِم َك". آية ( " - )ٕٛقَ َ سَ ط َر ْت َن ْفسي م َن ا ْل ُح ْز ِن .أَق ْمني َح َ أحزاف المرنـ ناتجة عف تقصيره في تنفيذ الوصية .قَطَ َر ْت َن ْف ِسي ِم َن ا ْل ُح ْز ِن = صار مثؿ شمعة مشتعمة تقطر قطرة تمو قطرة إلى أف تذوب .وىذه حقيقة فنحف في خبلؿ فترة حياتنا عمي االرض نذوب يوما وراء يوـ الي اف
رجاء .فالحزف اليائس ىو عمؿ شيطاني ،أما الحزف نموت وىناؾ فرؽ كبير بيف الحزف اليائس والحزف الممموء ً
341
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (د))
الذي يصاحبو رجاء في قبوؿ اهلل لمتائب يدفع النفس أف تبتيج بقبوؿ اهلل ليا كنفس تائبة فتسبح اهلل لذلؾ نجد ِ ِ ب َكبلَ ِم َك = إعطني قيامة مف موت الخطية ،فأسمؾ في كبلمؾ ووصاياؾ .ىنا المرنـ سَ المرنـ يضيؼ أَق ْمني َح َ يشعر أف اهلل لف يقبمو فقط كتائب بؿ سيعينو في طريقو .وايضا بروح النبوة نجد في ىذه االية اشتياؽ لقيامتو التي ستكوف في المسيح . ٕٜ يع ِت َك ْار َح ْم ِني". يق ا ْل َك ِذ ِب أ َْب ِع ْد َع ٍّنيَ ,وِب َ آية ( " - )ٕٜطَ ِر َ ش ِر َ المرنـ يشعر بأف الخطية ساكنة فيو ،وأنو غير قادر أف يسمؾ في طريؽ وصايا اهلل مف نفسو ،وأنو يحتاج لمعونة يق ا ْل َك ِذ ِب = عادة الكذب ىي عادة رديئة ،ىي ضد اهلل ،فاهلل ىو حؽ مطمؽ وال يقبؿ أي كذب أو إليية .طَ ِر َ
يع ِت َك ْار َح ْم ِني= واف كانت شريعتؾ تحكـ عمي غش أو إعوجاج .طريؽ الظمـ (سبعينية) .واف اخطأت يارب ِب َ ش ِر َ الخاطئ بالموت ،لكننى يا رب اف االساس في شريعتؾ ىو الرحمة فانت ال تريد موت االنساف وىبلكو .
ٖٓ َح َكام َك قُد ِ َّامي". آية (ٖٓ) ْ " - يق ا ْل َحقٍَّ .ج َع ْم ُ ت طَ ِر َ اختَْر ُ ت أْ َ ق = طريؽ اهلل .والحظ قولو اخترت فاهلل ال يعيف إال مف يختار يق ا ْل َح ٍّ الطريؽ المضاد لطريؽ الكذب ىو طَ ِر َ
طريقو بإرادتو الحرة .ىو سبؽ وطمب الرحمة حتى اليموت ،لكنو يعمـ انو ال رحمة اال لمتائب الذي يختار طريؽ
الحؽ . آية (ٖٔ) ٖٔ" -لَ ِ اد ِات َكَ .يا َرب ,الَ تُ ْخ ِزِني". ت ِب َ ش َي َ ص ْق ُ بدأ المرنـ بقولو لصقت بالتراب نفسي .وىنا يقوؿ لَ ِ اد ِات َك = فيو حينما اتضع وأنسحؽ وعاد هلل ،عاد ت ِب َ ش َي َ ص ْق ُ اهلل إليو واختبر لذة العشرة مع اهلل فاختار طريؽ الحؽ ولمس معونة اهلل وشركتو فقرر أف يمتصؽ بشياداتو
فيخمص مف حياة الحزف.
آية (ٕٖ) ِ ٖٕ" -في طَ ِري ِ ب َق ْم ِبي". ص َاي َ اك أ ْ َج ِري ,أل ََّن َك تَُر ٍّح ُ ق َو َ مف يحفظ الوصية يسكف عنده اهلل (يوٗٔ .)ٕٖ2ومف صار مسكناً هلل يصبح قمبو متسعاً يتحمؿ أخطاء الناس وضعفاتيـ في شفقة ومحبة (ٕكو .)ٖٔ-ٔٔ2ٙواهلل يعمؿ فينا بروحو القدوس عندما تنسكب محبة اهلل في قموبنا
فيصبح قمب اإلنساف متسع بالمحبة لمجميع .والعكس فمف يسمؾ في طريؽ الخطية يتحوؿ قمبو لقمب أناني
شيواني منغمؽ عمى ذاتو ،متذم اًر ميموماً.
والحظ التقدـ والنمو في طريؽ عبلقتو بالوصية طريؽ الكذب ابعد عني (....)ٕٜاخترت طريؽ الحؽ
(ٖٓ)....لصقت بشيادتؾ (ٖٔ)....في طريؽ وصاياؾ اجري (ٕٖ) ىنا اندفع في طريؽ السماء.
342
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (هـ))
قطعة (ه) ترتيب الحياة طبقاً لموصية.
عودة لمجدول
ٖٖ يق فَرِائ ِ ظ َيا إِلَى ٍّ الن َي َاي ِة". َحفَ َ آية (ٖٖ) َ " -عمٍّ ْم ِني َيا َرب َ ض َك ,فَأ ْ ط ِر َ َ حينما سار وجري في الطريؽ ،خاؼ اف يرتد لضعفو وىنا يطمب مف اهلل اف يثبتو في الطريؽ لمنياية.والطريؽ
الروحي يحتاج أف نتعمـ فيو مف اهلل ،ونكوف كتبلميذ أماـ معمميـ حتى ال يحدث إنحراؼ" .ولكف مف الميـ أيضاً أف يكوف لنا مرشد وأب اعتراؼ".
ٖٗ ظ َيا ِب ُك ٍّل َق ْم ِبي". َحفَ َ آية (ٖٗ) " -فَ ٍّي ْم ِني فَأُالَ ِح َ ظ َ يعتَ َكَ ,وأ ْ ش ِر َ المرنـ يحب أف يفيـ الناموس ،ويصمي ليعطيو اهلل فيماً .وحينما نفيـ فائدة الوصية وأنيا أعطيت ليكوف في
تنفيذىا حياة .نحفظيا مف كؿ القمب ،أي برغبة وحب واصرار.
ِ ٖ٘ ِ ِ س ِب ِ ت". ص َاي َ س ِرْر ُ اك ,أل ٍَّني ِبو ُ يل َو َ آية (ٖ٘) َ " -دٍّرْبني في َ َدٍّرْب ِني = إىدني في السبعينية .فاإلنساف متمرد بطبيعتو ويحتاج إلى ترويض وىذا يعممو اهلل مع كؿ نفس تريده. ِ ت = ىنا نرى االختيار بحرية لطريؽ اهلل ونرى س ِرْر ُ وىذا الترويض قد يشمؿ بعض التجارب واالالـ .أل ٍَّني ِبو ُ أنو غير قادر وحده أف يسمؾ فيو ويحتاج لتدريب وفيـ مف اهلل حتى ال ينحرؼ. شي َ ِ ِ ٖٙ س ِب". آية ( " - )ٖٙأَم ْل َق ْم ِبي إِلَى َ َ ادات َك ,الَ إِلَى ا ْل َم ْك َ
س ِب = الظمـ نرى ىنا طريؽ االنحراؼ الذي يغوى كؿ نفس تسير في طريؽ اهلل وىو أنيا تميؿ إِلَى ا ْل َم ْك َ (سبعينية) أي يظمـ المساكيف ويغش ليزداد مكسبو .المكسب في حد ذاتو ليس خطية .والخطية ىي في ظمـ
اآلخريف أو أف يصير المكسب في حد ذاتو ىدفاً لمنفس وليس وسيمة يعيش بيا اإلنساف .واإلنساف يجب أف اد ِ ات اهلل= أي ينفذىا بحب ومف يكوف لو ىدؼ واحد وىنا يطمب المرنـ أف يكوف ىدفو ،أف ي ِمي ْل َق ْم ِبو إِلَى َ ش َي َ يميؿ قمبو لشيادات اهلل يكره الظمـ والطمع ومحبة العالـ التي ىي عداوة هلل (يعٗ .)ٗ2والعكس فمف يحب الطمع ويمؤل قمبو مف الشيوات العالمية يختفي مف قمبو محبة اهلل (مت .)ٕٗ2ٙداود ىنا بعد اف سار في طريؽ اهلل
يعمـ انو ال بد مف وجود عثرات ويطمب المعونة اط ِلِ .في طَ ِر ِ النظَ ِر إِلَى ا ْلب ِ آية (َ ٖٚ" - )ٖٚح ٍّو ْل َع ْي َن َّي َع ِن َّ َح ِي ِني". يق َك أ ْ َ متفقة مع آية ( .)ٖٙفأباطيؿ العالـ كثيرة وقد تغرى اإلنساف أف ينساؽ وراءىا تاركاً وصايا اهلل (غني /جماؿ/ قوة /سمطة /شيوة /رئاسة /صيت /مديح ) ..فالسعي وراء ىذا ىو باطؿ األباطيؿ (جأ )ٕ2والسبب أف كؿ ىذا
طريقو إلى زواؿ .ولذلؾ عمينا أف نركز أنظارنا إلى السماء حيث المسيح جالس ينتظرنا أف نغمب.
343
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (هـ))
ٖٛ يك". آية ( " - )ٖٛأ َِق ْم لِ َع ْب ِد َك قَ ْولَ َك الَِّذي لِ ُمتَّ ِق َ أي تمـ يا رب وعودؾ الصادقة معي ألنني اتقيتؾ .ىذه جسارة البنيف مع أبييـ السماوي ،أف يجعميـ آنية كرامة
إذ اختاروه بحريتيـ. آية (ٖٜ" - )ٖٜأ َِز ْل َع ِ ام َك طَ ٍّي َب ٌة". اري الَِّذي َح ِذ ْر ُ ت ِم ْن ُو ,ألَ َّن أ ْ َح َك َ العار الذي نرفضو ىو أف نسقط في خطية فيعيرنا إبميس بيا ويذلنا بسببيا .ومف يريد أف يخمص مف عار كيذا
ام َك طَ ٍّي َب ٌة = وال يمحقو عار. فميسمؾ بوصايا اهلل فإنيا حموة = أ ْ َح َك َ
ٓٗ َح ِي ِني". آية (ٓٗ) " -ىأََن َذا قَِد ا ْ ص َاي َ شتَ َي ْي ُ اكِ .ب َع ْدلِ َك أ ْ ت َو َ حينما تذوؽ المرنـ حبلوة الوصية اشتياىا .وعدؿ اهلل المحيي ظير عمى الصميب.
الحظ التسمسل الرائع فيما يطمبو المرنم -
عممنى -2ىذه ىى البداية إلنساف كاف ال يعرؼ شيئا عف طريؽ اهلل (موسى األسود مثبل).
فيمنى -2ىو سمع وصايا واآلف يريد أف يفيـ ما فائدة ىذه الوصايا( .فترة المناقشات والجداؿ لممبتدئيف)
دربنى -2ىنا بدأ الجسد يتمرد والمرنـ يطمب ترويضو .ىذه تشبو التداريب العممية بعد المحاضرات النظرىة.
أمل قمبى إلى شياداتك -2ىو يمارس وينفذ الوصايا بالتغصب واآلف يريد أف تنفتح عينيو ويكتشؼ لذتيا.
حول عينى عن النظر إلى الباطل -2ىذه تشبو المثؿ الذى قالو الرب عمف وجد لؤلؤة كثيػرة الػثمف فمضػى وبػاع ٍّ ما عنده مف آللئ ليشترييا .كاف العالـ بممذاتو يجذبو فى الماضى واآلف صار يجده نفاية.
وىذا التمذذ بالوصػية واكتشػاؼ بطػبلف الممػذات العالميػة َّ عبػر عنػو المػرنـ فػى اآليػات ٖٓٔ ٔٓٗ ،قطعػة (ـ).
344
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (و))
قطعة (و) الشيادة لكممة اهلل
عودة لمجدول
ٕٗ ٔٗ ِ ِ ِ ُج ِ ت َعمَى ب ُم َع ٍّي ِري َكمِ َم ًة ,أل ٍَّني اتَّ َك ْم ُ او َ ب قَ ْوِل َك ,فَأ َ سَ ص َك َح َ اآليات (ٔٗ " - )ٕٗ-لتَأْتني َر ْح َمتُ َك َيا َربَ ,خبلَ ُ َكبلَ ِم َك".
ىنا المرنـ يطمب الرحمة والخبلص األبدي وىذاف كانا بالمسيح .فيو ىنا يتمسؾ بوعود اهلل بيذا المخمص الذي
وعد بو اهلل ،وىذا الوعد ال يخمو منو سفر في العيد القديـ ،ابتداء مف (تؾٖ + ٔ٘2تث + ٔ٘2ٔٛتؾٕٕ،ٔٛ2
.)ٔٓ2ٜٗوال ُم َع ٍّي ِرين ىنا ىـ مف يشككوف المرنـ في فائدة انتظاره لمخبلص ويدفعونو لميأس ،وكاف ىذا صوت إبميس دائماً وال يزاؿ .فالمرنـ يريد أف يعطيو اهلل براىيف واضحة لخبلصو العجيب ليجيب الذيف يعيرونو بأنو ىالؾ ومرفوض .والرب يسوع نفسو لـ يسمـ مف تعييرات الخطاة.
ٗٗ ٖٗ ق ُك َّل َّ يعتَ َك ع ِم ْن فَ ِمي َكبلَ َم ا ْل َح ٍّ َحفَ َ ظ َ اآليات (َٖٗ " - )ٗٗ-والَ تَ ْن ِز ْ الن ْز ِع ,أل ٍَّني ا ْنتَظَ ْر ُ ام َك .فَأ ْ ت أْ ش ِر َ َح َك َ َّى ِر َواأل ََب ِد" , َد ِائ ًما ,إِلَى الد ْ
يطمب المرنـ أف ال ينزع اهلل مف فمو كممة الحؽ .ونطمب أف ال ينزع اهلل مف فمنا قوؿ اإليماف حتى النفس
األخير ،نقوليا بشجاعة (الشيداء أمثمة) كؿ حيف .في الضيؽ والرحب ،في المرض وفي الصحة .في الغنى وفي
الرحب وأيضاً في الفقر والعوز.
آية (٘ٗ) َ ٗ٘" -وأَتَ َم َّ اك". ص َاي َ شى ِفي َر ْح ٍب ,أل ٍَّني طَمَ ْب ُ ت َو َ مف يسمؾ في وصايا اهلل يخرج مف األنانية واإلنغبلقية إلى الرحب والسعة ومف التعصب إلى سعة القمب ،
فيحوي الجميع حباً وبذالً .بؿ إذا اضطيد يفرح (أع٘.)ٗٔ2
ٗٙ اد ِات َك قُدَّام ممُ ٍ َخ َزى", وك َوالَ أ ْ آية (َ " - )ٗٙوأَتَ َكمَّ ُم ِب َ ش َي َ َ ُ الممؾ يستطيع ولو السمطة أف يقتؿ ،والمرنـ بغير خوؼ يقوؿ "شيدت لؾ يا رب أماـ مموؾ وكنت غير ميتـ
بمف يقتؿ الجسد وليس لو سمطاف عمى الروح" (متٓٔ + ٕٛ2أع٘ + ٕٜ2دا + ٔٚ2ٖ،ٔٛأعٕٓ .)ٜٔ2ٗ،لكف ىذا يجب أف يسبقو إيماف قوي.
َّ ٗٚ ت". ص َاي َ َح َب ْب ُ اك الَِّتي أ ْ آية (َ " - )ٗٚوأَتَمَذ ُذ ِب َو َ مف يحب شئ يميج فيو دائماً ،لقد صارت الوصية لذتو. ٗٛ اجي ِبفَرِائ ِ تَ ,وأَُن ِ ض َك". آية (َ " - )ٗٛوأ َْرفَعُ َي َد َّ ص َاي َ اك الَِّتي َوِد ْد ُ ي إِلَى َو َ َ
345
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (و))
اك = رفع اليديف يشير إلى تمسكو الشديد بيا واشتيائو أف ينفذىا، يكرر آية ( )ٗٚلمتثبيتْ .رفَ ُعت َي َد َّ ص َاي َ ي إِلَى َو َ واليديف أداة التنفيذ ،فكأنو يرفع يديو إلى اهلل ليعطيو القوة أف ينفذ كؿ الوصايا تماماً.
346
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ز))
قطعة (ز) كبلم اهلل ىو تعزيتنا في وسط الضيقة
عودة لمجدول
آية (ٜٗ" - )ٜٗاُ ْذ ُك ْر لِ َع ْب ِد َك ا ْلقَ ْو َل الَِّذي َج َع ْمتَِني أَ ْنتَ ِظ ُرهُ". أ ْذ ُك ْر = ىذه ال تعني أف اهلل قد نسى وعوده ونحف نذكره بيا .ولكف تعني أننا نؤمف بصدؽ وعوده ،ونطالبو بأف
ينفذىا .ودائماً تستخدـ الكنيسة ىذه الكممة في صمواتيا .ووعود اهلل لداود مثؿ أنو يثبت مممكتو (ٔأي-ٚ2ٔٚ
ٖٔ) وغيرىا .ووعوده لكؿ مؤمف كثيرة (مت٘ + ٕٔ-ٖ2مت + ٚ2ٚ،ٛلؤٔ + ٖٔ-ٔٓ2يوٗٔ+ ٖٔ2ٔٗ، يوٖٕ + ٕٔ2ٔٗ،أشٔ + ٔٛ2مزٓ٘ + ٔ٘2يو + ٖ٘2ٙأش + ٔ٘2ٜٗ،ٔٙزؾٕ )ٙ2وغيرىا كثير .نحف نعتمد في صمواتنا عمى الوعود اإلليية ونطمب بإيماف ،وننتظر اهلل بصبر.
آية (ٓ٘) ِ ٘ٓ" - َح َي ِاني". ىذ ِه ِى َي تَ ْع ِزَي ِتي ِفي َم َذلَِّتي ,أل َّ َن قَ ْولَ َك أ ْ َح َي ِاني = كبلـ اهلل وعود اهلل أعطتو حياة وتعزية وبدونيا كاف قد ىمؾ (مز )ٜٕ2ٜٔٔوسط ضيقاتو .أل َّ َن قَ ْولَ َك أ ْ يعطي رجاء فيحيي النفوس المائتة باليأس أو بالخطية أو بالحزف .فكبلـ اهلل روح وحياة (يو.)ٖ2ٔ٘ + ٖٙ2ٙ فالطعاـ يشبع الجسد وكبلـ اهلل يشبع الروح .ليس بالخبز وحده يحيا اإلنساف بؿ بكؿ كممة تخرج مف فـ اهلل
(متٗ.)ٗ2
ٔ٘ ش ِريع ِت َك لَم أ ِ ِ ِ َم ْل". آية (ٔ٘) " -ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ ون ْ استَ ْي َأزُوا ِبي إلَى ا ْل َغ َايةَ .ع ْن َ َ ْ استَ ْي َأزُوا ِبي = تجاوزوا الناموس .فيـ استي أزوا بو ألنو ينفذ ناموس اهلل ،وىذا أسموب إبميس .فمف ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ ون ْ
يجده متمسكاً بالوصية يسمى ىذا وسوسة وضيؽ أفؽ ومف يتمسؾ بعقيدتو يسمى ىذا تعصب ،ومف يحزف عمى
خطيتو يسمى ىذا اكتئاب ،ولو صمي وصاـ يسمى ىذا رياء وحب ظيور ،ولو سمـ حياتو هلل قاؿ ىذا استسبلـ. ولكنو لـ َي ِم ْؿ عف شريعة اهلل وتمسؾ بيا مثؿ كؿ الشيداء (ٕتيٖ.)ٔٗ-ٕٔ2 ٕ٘ ت". ام َك ُم ْن ُذ الد ْ َّى ِر َيا َرب ,فَتَ َع َّزْي ُ آية (ٕ٘) " -تَ َذ َّك ْر ُ ت أْ َح َك َ الشييد كاف يذكر "كف أميناً إلى الموت فسأعطيؾ إكميؿ الحياة" (رؤٕ )ٔٓ2فيتشدد ويتعزى .ولنراجع مراحـ اهلل
عبر تاريخ الكتاب المقدس ،وىذا ما يعطي تعزية.
آية (ٖ٘) ٖ٘" -ا ْلح ِم َّي ُة أ َ ِ ار تَ ِ ش َر ِ يع ِت َك". س َب ِب األَ ْ ارِكي َ َ ش ِر َ َخ َذتْني ِب َ َخ َذتْ ِني = الكآبة ممكتني(سبعينية) = البار يحزف حيف يرى إنساناً يسمؾ في الشر فيو يعرؼ مصيره ا ْل َح ِم َّي ُة أ َ وأنو سوؼ ييمؾ (أعٔ + ٖٓ-ٔٙ2ٔٚكوٕ + ٕ٘2ٕٔ،ٕٙكؤٔ.)ٕٜ2
347
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ز))
آية (ٗ٘) ٘ٗ" -تَرِن ٍ ض َك ِفي َب ْي ِت ُغ ْرَب ِتي". ص َار ْت لِي فَ َرِائ ُ يمات َ ْ َ كأف المرنـ ىنا يعتذر هلل عف ىؤالء األشرار الذيف استيانوا بناموسو ويقوؿ ولكف أنا أعمـ حبلوة ناموسؾ وأليج فيو وصار ترنيمتي (الكتاب المقدس كمو).
٘ٙ اآليات (َ٘٘ ٘٘" - )٘ٙ-ذ َكر ُ ِ ت ت َ ص َار لِي ,أل ٍَّني َح ِف ْظ ُ اس َم َك َيا َربَ ,و َح ِف ْظ ُ ت في المَّْي ِل ْ يعتَ َك .ى َذا َ ش ِر َ ْ اك". ص َاي َ َو َ كاف المرنـ يستغؿ ىدوء الميؿ في التأمؿ ،ويفرح بيذه الخموة مع اهلل .والميؿ يشير ليذا العالـ ،فنحف اآلف ننتظر
مجيء المسيح الثاني وىو شمس البر .أي أننا في فترة غربتنا ننتظر المسيح ،عمينا أف نذكر إسمو فنتعزى في ص َار ِلي. ضيقتنا ونتشدد في ضعفنا .لقد صارت لو ىذه التعزية وسط الميؿ ألنو حفظ الوصايا= ى َذا َ
348
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ح))
قطعة (ح) النفس تسعى لكي يرضى الرب عمييا ويكون ىو نصيبيا
عودة لمجدول
آية (َ ٘ٚ" - )٘ٚن ِ ت لِ ِح ْف ِظ َكبلَ ِم َك". صي ِبي َّ الربُ ,ق ْم ُ يشوع وزع األرض كأنصبة عمى كؿ األسباط ما عدا البلوييف فقد كاف الرب ىو نصيبيـ (عد .)ٕٓ2ٔٛوكؿ مف ترؾ العالميات يكوف الرب نصيبو ،ويكوف الرب ىو كؿ شئ لو .يعطيو بركة عمى األرض ونصيباً في الميراث السماوي .لِ ِح ْف ِظ َكبلَ ِم َك = مف ىو الذي يكوف نصيبو ىو الرب؟ ىو مف يحفظ وصاياه ،لذلؾ حفظيا المرنـ. ٘ٛ ِ ب قَ ْولِ َك". َّي ُ آية ( " - )٘ٛتََرض ْ سَ ت َو ْج َي َك ِب ُك ٍّل َق ْم ِبيْ .ار َح ْمني َح َ ت َو ْج َي َك = فيو يحاوؿ حفظ الوصايا ويسير الميؿ ليتأمؿ شريعة اهلل وكبلمو المقدس. َّي ُ ىنا نرى الجياد= تََرض ْ ولكنو ال يعتمد عمى جياده بؿ يقوؿ ارحمني .فنحف ال نعتمد عمى جيادنا ،بؿ عمينا أف نجاىد ولكف خبلصنا
ىو بنعمة اهلل ورحمتو .لذلؾ ال تكؼ كنيستنا عف ترديد صبلة "يا رب إرحـ" .وكؿ مف يشعر بخطيتو فميصمي
ىكذا.
ٓٙ ٜ٘ ت ولَم أَتَو َ ِ ِ ِ شي َ ِ اك". ص َاي َ ت ِفي طُُرِقيَ ,و َرَد ْد ُ اآليات ( " - )ٙٓ-ٜ٘تَفَ َّك ْر ُ ادات َك .أ ْ ت قَ َد َم َّي إِلَى َ َ ان لح ْفظ َو َ َس َر ْع ُ َ ْ َ ىناؾ طرؽ كثيرة أماـ اإلنساف ،وعمينا أف نختبر كؿ طريؽ في ضوء وصايا اهلل .وعندما نكتشؼ أف طريقنا غير
ت قَ َد َم َّي إِلَى متفؽ مع وصاياه عمينا أف نعود سريعاً لمطريؽ الصحيح ،فتكوف خطواتنا بحسب وصايا اهلل= َرَد ْد ُ اد ِات َك ويكوف ىذا بسرعة وبدوف تو ٍ اف. َ ش َي َ
ٔٙ ش َر ِ س َيا". ار ا ْلتَفَّ ْت َعمَ َّي .أ َّ آية (ِٔ " - )ٙح َبا ُل األَ ْ َما َ يعتُ َك َفمَ ْم أَ ْن َ ش ِر َ ش َر ِ ار = قد تكوف اضطياداتيـ والضيقات التي يثيرىا األشرار ضد األبرار ،وقد تكوف حيؿ إبميس وغوايتو ِح َبا ُل األَ ْ
لمبار ليسقط في ممذات العالـ تاركاً طريؽ اهلل .والمرنـ ىنا يقوؿ أنو وسط ىذه المضايقات لـ ينس شريعة اهلل
فكانت تعزيو وتشدده.
آية (ِٕ ٕٙ" - )ٙفي م ْنتَ َ ِ َّ ِ َح َك ِام ِبٍّر َك". َح َم َد َك َعمَى أ ْ وم أل ْ ُ صف الم ْيل أَقُ ُ الميؿ يشير لضيقات وآالـ وتجارب ىذا العالـ .وعمينا في ىذا الميؿ أف نصمي .فممف نذىب لغير اهلل !! ٖٙ ِِ اك". ص َاي َ آية (َٖ " - )ٙرِف ٌ يق أََنا لِ ُك ٍّل الَِّذ َ ين َيتَّقُوَن َك َولِ َحافظي َو َ البار يحب صحبة األبرار .فيو ال يجمس وسط المستيزئيف حتى ال يعثرونو.
آية (ٗٙٗ" - )ٙر ْحمتُ َك يا رب قَ ْد مؤل ِ ض َك". َت األ َْر َ ضَ .عمٍّ ْم ِني فَ َرِائ َ َ َ َ َ َ 349
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ح))
رحمة اهلل واحساناتو تغمر العالـ كمو ،األبرار واألشرار يستمتعوف بخيراتو.
350
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ط))
قطعة (ط) النفس الضالة يؤدبيا اهلل كأب حنون ليعيدىا
عودة لمجدول
٘ٙ ِ ب َكبلَ ِم َك". ص َن ْع َ سَ ت َم َع َع ْبد َك َيا َرب َح َ آية (َ٘ " - )ٙخ ْي ًار َ كؿ األشياء تعمؿ معاً لمخير لمذيف يحبوف اهلل (رو .)ٕٛ2ٛونجد ىنا المرنـ يتأمؿ في معامبلت اهلل معو طوؿ تعوج أدبو ببعض الضيقات و َّأذلو حتى ال ينتفخ حياتو ،فوجد أف اهلل أحسف إليو كثي اًر وغمره بمحبتو ولكف حيف َّ
ويتكبر فييمؾ.
ِ آية (َ ٙٙ" - )ٙٙذوقًا ِ ت". ص َاي َ آم ْن ُ صال ًحا َو َم ْع ِرفَ ًة َعمٍّ ْمني ,أل ٍَّني ِب َو َ ْ َ اك َ صالِ ًحا = صبلحاً وأدباً ومعرفة عممني (سبعينية) .ىنا المرنـ يستسمـ تماماً بيف يدي اهلل ،واثقاً أف كؿ ما َذ ْوقًا َ ص ِال ًحا = ىذه عف األعماؿ الصالحة .وىذه اهلل يسمح بو مف ألـ ،إنما ىو ليدربو ويعممو ويرده إذا تعوجَ .ذ ْوقًا َ اعانو فعمميا َم ْع ِرفَ ًة = ىذه عف األقتناع الداخمي. ٙٚ ت قَ ْولَ َك". ت ,أ َّ آية ( " - )ٙٚقَ ْب َل أ ْ اآلن فَ َح ِف ْظ ُ ضمَ ْم ُ َما َ َن أُ َذلَّ َل أََنا َ اهلل يسمح لنا باف نذؿ بسبب خطية ضممنا فييا ،ليؤدبنا فنرجع إليو .ونرى أف وسائؿ اهلل في تأديبنا وسائؿ ناجحة ت قَ ْولَ َك .واهلل سمح بأف يذىب شعبو إلى سبي بابؿ بسبب وثنيتيـ ،فمما عادوا فنرى المرنـ يقوؿ " أ َّ اآلن فَ َح ِف ْظ ُ َما َ وجدناىـ تابوا عنيا تماماً. ٜٙ ٙٛ َما أََنا فَ ِب ُك ٍّل ون قَ ْد لَفَّقُوا َعمَ َّي َك ِذ ًبا ,أ َّ صالِ ٌح أَ ْن َ ض َك .ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ ت َو ُم ْح ِس ٌنَ .عمٍّ ْم ِني فََرِائ َ اآليات (َ " - )ٜٙ-ٙٛ اك". ص َاي َ َق ْم ِبي أ ْ َحفَظُ َو َ
لنفيـ ىذه اآلية نذكر قصة أيوب ،فإبميس المتكبر لفُّؽ كذباً ضد أيوب ،ولكف اهلل الصالح سمح إلبميس أف يجربو ،لكي يؤدب أيوب عمى خطية لـ يكف شاع اًر بيا وكاف يمكف أف تيمكو ،وبيذا عممو فرائضو .وأيوب كاف
با اًر باعتراؼ الكتاب المقدس وكاف يحفظ وصايا اهلل .ولكف اهلل أراد لعبده البار أف َي ْكمؿ وبيذا أحسف إليو.
ٓٚ س ِم َن ِم ْث َل َّ يع ِت َك أَتَمَ َّذ ُذ". الش ْحِم َق ْم ُب ُي ْم ,أ َّ َما أََنا فَ ِب َ ش ِر َ آية (َٓ " - )ٚ َّ س ِم َن ِم ْث َل َّ الش ْحِم َق ْم ُب ُي ْم وبسبب ىذا النفس البارة وىي تتألـ مف مؤامرات األشرار تنظر ليـ واذا ىـ في تنعـ َ التنعـ وشعورىـ بقوتيـ تقست قموبيـ وتصوروا أنيـ في إمكانيـ أف يذلوا أوالد اهلل ،ولـ يفيموا أف اهلل يستخدميـ يع ِت َك أَتَمَ َّذ ُذ. كأداة ليصمح بيا أوالده ويردىـ إليو .ومف يفيـ طرؽ اهلل يتمذذ بيا= أ َّ َما أََنا فَ ِب َ ش ِر َ ٔٚ ض َك". آية (َٔ " - )ٚخ ْيٌر لِي أ ٍَّني تَ َذلَّ ْم ُ ت لِ َك ْي أَتَ َعمَّ َم فَ َرِائ َ
351
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ط))
ىنا توصَّؿ المرنـ إلى أف آالمو كانت لمخير .ىؿ لو سألنا أيوب اآلف في مجده ماذا كنت تفضؿ؟ ىؿ يجيب أنو
كاف يود لو رفع اهلل عنو كأس آالمو!! قطعاً ال فآالمو كانت سبباً في مجده وفرحو أبدياً أما آالمو فكانت لمحظة
(رو.)ٔٚ2ٛ،ٔٛ
ٕٚ وف َذ َى ٍب وِفض ٍ ش ِريع ُة فَ ِم َك َخ ْير لِي ِم ْن أُلُ ِ َّة". َ آية (َٕ َ " - )ٚ ٌ ناموس اهلل ووصايا المسيح تقود لحياة أبدية أما الذىب والفضة فزائبلف.
352
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ى))
قطعة (ى) استسبلم كامل لمنفس بين يدي اهلل صانعيا
عودة لمجدول
ٖٚ ِ اك ص َنعتَ ِاني وأَ ْن َ ِ اك". ص َاي َ شأَتَاني .فَ ٍّي ْمني فَأَتَ َعمَّ َم َو َ َ آية (َٖ " - )ٚي َد َ َ َ المرنـ يطمب مف اهلل أف يعممو وصاياه فيو صنعة يديو .واهلل خمقنا عمى صورتو وعندما خالفنا وصيتو خسرنا
صورة المجد التي كاف عمييا اإلنساف .والمرنـ يطمب أف يعطيو اهلل فيماً لموصية لينفذىا ويقترب مف الصورة التي ترضى اهلل صانعو .واآلف بعد حموؿ الروح القدس عمى المؤمنيف ،يعمؿ روح اهلل فينا ليتصور المسيح فينا
(غؿٗ ) ٜٔ2وىذا لكؿ مف ال يقاوـ عمؿ الروح القدس .وكؿ مف يخضع بيف يدي اهلل وال يقاوـ عمؿ الروح وينفذ
الوصايا يأخذ صورة المسيح "يمبس المسيح" ويكوف لو صورة محبتو ووداعتو وتواضعو .وبعد في السماء نكوف
اك = اليد تشمؿ الذراع واألصابع .والذراع تشير لمقوة أي يد اهلل تشير لممسيح قوة اهلل، مثمو أيضاً (ٔيوَٖ .)ٕ2ي َد َ الذي كاف فداؤه وعممو الخبلصي بقوة (أش٘ٗ )ٕٔ2منيا تفيـ أف يد اهلل ىي التي صنعت كؿ الخميقة(+ . يؤ )ٖ2منيا نفيـ أنو بدوف الكممة (المسيح) لـ يكف شئ مما كاف ،فيو الذي خمؽ كؿ شئ ( +أش ٔٔ )ٔٓ2ٗٓ،نرى فييا صورة ذراع الرب (المسيح) تجمع الحمبلف فيو الراعي الصالح .وعف التجسد يقوؿ
أشعياء( ٔ٘ )ٜ2واألصابع تشير لمروح القدس ونفيـ ىذا بمقارنة اآليتيف (متٕٔ + ٕٛ2لؤٔ )ٕٓ2فالمسيح صنع الخبلص بقوة .ولكف مف يعيد تشكيؿ اإلنساف وخمقتو خمقة جديدة ىو الروح ،أصابع اهلل التي تشكؿ
اإلنساف ،كأصابع الخزاؼ التي تشكؿ اإلناء ونبلحظ أف اليد واألصابع تخرجاف مف جسد اإلنساف .وىكذا االبف يولد مف اآلب والروح القدس ينبثؽ منو أيضاً. صنعتاني -
تشير لخمقة النفس بنفخة من اهلل.
تشير لخمقة آدم أوالً
جبمتاني -
تشير لخمقة اإلنسان كأي خميقة أخرى -
تشير لخمقة الجسد إذ جبل اهلل تراباً من األرض.
تشير إلى إعادة والدتو بالمعمودية.
تشير لخصوصية وضع اإلنسان لدى اهلل فيو جبمو
بيديو من تراب األرض كخميقة عاقمة.
وألف ا إلنساف العاقؿ لو وضع خاص لدى اهلل ،فعميو أف يمتزـ بوصاياه.والوضع المثالي اف عبلمة محبة اهلل آلدـ اف يفيض عميو اهلل مف عطايا محبتو .وعبلمة محبة آدـ هلل اف يطيع وصاياه .والمرنـ ىنا يصمي لكي يكمؿ
اهلل ما نقص مف فيمو ،فيعقؿ ويفيـ كيؼ يسمؾ في وصايا اهلل. ٗٚ ت َكبلَ َم َك". آية (ُٗ " - )ٚمتَّقُ َ ون ,أل ٍَّني ا ْنتَظَ ْر ُ وك َي َر ْوَن ِني فَ َي ْف َر ُح َ قارف مع "السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب" وكؿ مف يحب اهلل يفرح بعودة التائب.
353
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ى))
٘ٚ ِ ِ ِ ِ ٚٙ ب ت َيا َرب أ َّ ام َك َع ْد ٌلَ ,وِبا ْل َح ٍّ اآليات (٘ " - )ٚٚ-ٚقَ ْد َعمِ ْم ُ َن أ ْ سَ ق أَ ْذلَ ْمتَنيَ .ف ْمتَص ْر َر ْح َمتُ َك لتَ ْع ِزَيتيَ ,ح َ َح َك َ قَولِ َك لِع ْب ِد َكٚٚ .لِتَأ ِْت ِني مر ِ يعتَ َك ِى َي لَ َّذ ِتي". َح َيا ,أل َّ َن َ اح ُم َك فَأ ْ ْ ش ِر َ َ ََ
إعادة تشكيؿ اإلنساف ليتجدد بحسب صورة خالقو ،يستمزـ في بعض األحياف أف يؤدب اهلل النفس ببعض
التجارب ،ليذليا وينزع منيا كبريائيا ،والمرنـ المستسمـ لعمؿ اهلل فيو ،ال يقاوـ ىذا بؿ يطمب تعزيتو وسط
التجربة.
اجي ِبوصاي َ ِ ٜٚ جع إِلَ َّي َعمَ َّي .أ َّ اك .ل َي ْر ْ َما أََنا فَأَُن ِ َ َ َ َخ َزى". أْ
ٚٛ ور افْتََر ْوا ون أل ََّن ُي ْم ُز ًا اآليات ( " - )ٛٓ-ٚٛلِ َي ْخ َز ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ امبلً ِفي فَرِائ ِ اد ِات َكٛٓ .لِي ُك ْن َق ْم ِبي َك ِ وك َو َع ِ ض َك ِل َك ْيبلَ ارفُو َ ُمتَّقُ َ ش َي َ َ َ ون = إبميس ومف يتبعو ،ىؤالء يشتكوف عمى البار إف أخطأ والمرنـ يصمي حتى يكوف قمبو كامبلً فبل ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ
تكوف ىناؾ فرصة لممتكبريف أف يخزوه ويشتكوا عميو .وقد يزوروا التيـ وفي ىذا يمجأ المرنـ هلل ويتمسؾ بو=
أَُن ِ اك = وىذا نتعممو مف السيد المسيح الذي كاف يرد عمي خداعات ابميس بوصايا الكتاب .ويفيـ ص َاي َ اجي ِب َو َ التزوير أيضاً بأنو يشير لخداعات إبميس لؤلبرار مثمما فعؿ مع آدـ وحواء ليسقط األبرار .ولكف مف يتمسؾ
بالوصية ينجو .ومف يتمسؾ بالوصية يخزى إبميس .والعكس فمف يقبؿ خدات ابميس ويسقط يخزي وذلو ابميس.
354
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ك))
قطعة (ك) النفس التي اختبرت اهلل تشتاق لخبلصو
عودة لمجدول
ٕٛ اآليات (ٔٛٔ" - )ٕٛ-ٛتَاقَ ْت َن ْف ِسي إِلَى َخبلَ ِ اي ِم َن َّ ظ ِر إِلَى قَ ْوِل َك ,فَأَقُو ُل الن َ ص َكَ .كبلَ َم َك ا ْنتَ َ ظ ْر ُ تَ .كمَّ ْت َع ْي َن َ «متَى تُعٍّز ِ يني؟ »". َ َ
ىذه صرخة شعب العيد القديـ الذي انتظر مجيء المسيح المخمص .وىي صرخة المسيحي الذي ينتظر مجيء
المسيح الثاني قائبلً مع يوحنا "آميف تعاؿ أييا الرب يسوع" (رؤٕٕ .)ٕٓ2ومع بولس الذي يشتيي أف ينطمؽ وي ْنقَّ ْذ مف جسد ىذا الموت (فئ + ٕٖ2رو .)ٕٗ2ٚوالى مجيء المسيح تنظر عيني كؿ ليكوف مع المسيح ُ اي تفيد استمرار مؤمف وتنتظر بثقة وايماف ،فطالما وعد اهلل بأنو سيأتي ليخمص ،فيو سيأتي أكيداًَ .كمَّ ْت َع ْي َن َ النظر ،وعدـ تحوؿ النظر ألي شئ آخرٔ( .تسٔ .)ٔٓ2وىذه أيضاً صرخة كؿ مظموـ أو متألـ ينتظر خبلص
الرب بثقة.
آية (ٖٖٛ" - )ٛأل ٍَّني قَ ْد ِ ق ِفي الد َخ ِ س َيا". ان ,أ َّ ت َك ِز ّ ص ْر ُ َما فَ َرِائ ُ ض َك َفمَ ْم أَ ْن َ ِ ق ِفي الد َخ ِ ق= ان = زؽ في الجميد (سبعينية) .داود ىنا يستدر عطؼ اهلل ومراحمو، َّ ويصور نفسو َك ِز ّ ت َك ِز ّ ص ْر ُ (قربة مف الجمد تستعمؿ لحفظ الخمر أو الماء) ولكنيا أىممت فترة (سواء بوضعيا في مكاف بجانب حريؽ أو في جميد) فكبلىما سيتسبب في أف الجمد سيتشقؽ ويتغضف وال يعود يصمح بعد ألف يضع فيو أحد خمر أو ماء.
والماء يشير لمروح القدس والخمر يشير لمفرح .واإلنساف بخطيتو خسر الفرح واإلمتبلء مف الروح ،بؿ حتى جسده (جمده) تغضف إذ شاخ .ىذه صورة لئلنساف الذي ينتظر خبلص الرب فيعيد تجديد خميقتو .والصورة ىنا أف
بعض الناس ليتعجموا اختمار عصير العنب يضعوا الزؽ قرب النار ،فيختمر بسرعة لكف الزؽ يفسد .ومع ىذا
فيو في انتظاره لخبلص الرب يتمسؾ بفرائضو وذلؾ لثقتو في الخبلص اآلتي. ِٗ ٛ ي؟" ضطَ ِي ِد َّ َّام َع ْب ِد َك؟ َمتَى تُ ْج ِري ُح ْك ًما َعمَى ُم ْ آية (َٗ " - )ٛك ْم ى َي أَي ُ إف أيامي قميمة ،فخمصني يا رب مف م ْ ِ ي = الشياطيف ومف يتبعونيـ حتى ال أقضي بقية عمري في مرار ضطَ ِيد ّ ُ وآالـ .متى سيأتي اليوـ الذي تمسح فيو كؿ دمعة مف عيني.
٘ٛ ِ ِ ِ يع ِت َك". ب َ آية (٘ " - )ٛا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ سَ ش ِر َ س َح َ ون قَ ْد َك َر ْوا لي َحفَائ َر .ذل َك لَ ْي َ َك َر ْوا لِي َحفَ ِائ َر = حفروا لي حفرة .وابميس يخدعنا بشراكو المخادعة لنسقط. ٛٙ ضطَ ِي ُدوَن ِني .أ ِ َع ٍّني". َما َن ٌةُ .ز ًا ص َاي َ ور َي ْ آية (ُ " - )ٛٙكل َو َ اك أ َ
355
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ك))
ضطَ ِي ُدوَن ِني = كراىية الشيطاف ،ومحاوالتو إلسقاطنا بمخالفة الوصية وتصوير الوصية عمي انيا حرماف ُز ًا ور َي ْ ص َايا َك مف الفرح والممذات واف ىذا حرماف لي مف حقوقي .وداود يقوؿ ابدا فكؿ ىذا خداع اما انت يا اهلل ف ُكل َو َ َما َن ٌة = الف اهلل مف محبتو اعطي الوصية لتكوف فرحا لي ىنا عمي ارض ،وخبلصا ابديا .وابميس ال يكؼ أَ عف محاوالت الخداع ابدا. آية (ٛٚ" - )ٛٚلَ ْوالَ َقمِي ٌل ألَ ْف َن ْوِني ِم َن األ َْر ِ اك". ض .أ َّ ص َاي َ َما أََنا َفمَ ْم أَتُْر ْك َو َ لوال معونة اهلل لسقطت في شراكيـ وانشغمت بالعالميات الزائمة فأىمؾ. ٛٛ اد ِ ات فَ ِم َك". َحفَ َ ظ َ ش َي َ َح ِي ِني ,فَأ ْ ب َر ْح َم ِت َك أ ْ سَ آية (َ " - )ٛٛح َ
356
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ل))
قطعة (ل) النفس التي اختبرت اهلل تثق في صدق وعوده
عودة لمجدول
ٜٛ السماو ِ ِ ِ ِ ات". آية ( " - )ٜٛإِلَى األ ََبد َيا َرب َكم َمتُ َك ُمثَبَّتَ ٌة في َّ َ َ المرنـ يضع ىنا اختباره ،إف كممة اهلل ثابتة غير متغيرة (يعٔ ")ٔٚ2اهلل ليس عنده تغيير وال ظؿ دوراف" وىكذا
كؿ مشوراتو وتدبيراتو.ولذلؾ وصاياه ال ولـ ولف تتغير ،وىي لخيرنا دائما .وىذا ظاىر في خمقة السموات التي
نراىا ثابتة ال تتغير فأنت تحفظيا بكممتؾ .ومف ىـ في السماء أي المبلئكة يحفظوف كممتؾ وىي ثابتة فييـ بالمقارنة معنا نحف يا مف في األرض ،فاالنساف لـ يستطع اف يحفظ وصايا اهلل .وأحكاـ اهلل بحكمة عالية ال نفيميا نحف وىي تعمو عنا وعف إدراكنا ،كما تعمو السموات عف األرض .وميما كانت وعود اهلل بعيدة كبعد
السماء ،فيي ستتحقؽ في مؿء الزماف .وكؿ مف تثبت كممة اهلل فيو يصير سماوياً .وتفيـ اآلية عف االبف كممة
اهلل األزلي الذي خمؽ كؿ شئ.
ٜٔ َح َك ِ ِٜٓ َن ا ْل ُك َّل ام َك ثََبتَ ِت ا ْل َي ْوَم ,أل َّ َما َنتُ َك .أ َّ ت األ َْر َ سَ ض فَثََبتَ ْتَ .عمَى أ ْ َس ْ اآليات (ٓ " - )ٜٔ-ٜإلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر أ َ يد َك". َع ِب ُ دليؿ آخر عمى ثبات كممة اهلل ىو ثبات األرض التي نحيا عمييا .واألرض ببحارىا وتوالي فصوليا ىي ىي كما َح َك ِ ِ ام َك ثََبتَ ِت َما َنتُ َك اهلل بأمانتو حفظ األرض لكؿ األجياؿَ .عمَى أ ْ تركتيا كؿ األجياؿ السابقة= إلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر أ َ ا ْل َي ْوَم = بأحكاـ اهلل ورعايتو ثبتت السموات واألرض إلى ىذا اليوـ .العجيب أف كؿ الخميقة تأتمر بأمر اهلل وتثبت يد َك = الكؿ خاضع الوامر مشيئتؾ كعبد اماـ سيده ،حتي الخميقة الجامدة كاالرض بماعمييا بكممتو .ا ْل ُك َّل َع ِب ُ
مف بحار وجباؿ....الخ والكواكب .وال يوجد مف يتمرد عمى كممة اهلل سوى اإلنساف.
وىذه اآلية تفيـ أف اهلل بأمانتو ،كاف أميناً مع جيؿ الييود ،ولما رفضو الييود كاف أميناً مع الكنيسة وفي نياية
األياـ سيرجع الييود وسيكوف أميناً معيـ ألجؿ وعوده الثابتة مع أبائيـ (رؤٔ .)ٜ،ٔٓ،وفي السبعينية يقوؿ
"أسست األرض فيي ثابتة بأمرؾ والنيار أيضاً ثابت" ومف ىذا نفيـ أف األرض ىي الكنيسة التي عمى األرض
التي آمنت بالمسيح السماوي ،شمس البر ،فصار ليا أف تعيش في نور نياره.
ٖٜ ٕٜ اك, ص َاي َ اآليات (ٕ " - )ٜٖ-ٜلَ ْو لَ ْم تَ ُك ْن َ ت ِحي َن ِئ ٍذ ِفي َم َذلَِّتي .إِلَى الد ْ يعتُ َك لَ َّذ ِتي ,لَ َيمَ ْك ُ سى َو َ َّى ِر الَ أَ ْن َ ش ِر َ َح َي ْيتَِني". أل ََّن َك ِب َيا أ ْ
الخطية تذؿ االنساف ،وحينما فقد االنساف حساسية قمبو الذي كاف مكتوبا عميو وصية اهلل ،اعطانا الناموس
سى عونا .ومف اتبع الوصايا التى جاءت في الناموس تخمص مف الذؿ .ومف اختبر ىذا يردد = إِ َلى الد ْ َّى ِر الَ أَ ْن َ اك ص َاي َ َو َ َح َي ْيتَِني .ولننظر وأوالد اهلل يضطيدوف مف العالـ ،وما يعزييـ ىو الميج في كبلـ اهلل المحيي وتنفيذه = أل ََّن َك ِب َيا أ ْ الشيداء مساقيف لمموت وىـ يسبحوف بكممة اهلل ،لذلؾ لـ ينكروا إيمانيـ إذ عزاىـ اهلل وثبتيـ فكانت ليـ حياة. 357
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ل))
ٜٗ اك". ص َاي َ ص ِني ,أل ٍَّني طَمَ ْب ُ آية (ٗ " - )ٜلَ َك أََنا فَ َخمٍّ ْ ت َو َ لَ َك أََنا = رائع أف يصؿ اإلنساف أف يعطي نفسو بالكامؿ هلل ويشعر أيضاً أف اهلل لو "أنا لحبيبي وحبيبي لي" اك =اذاً حتى نكوف هلل نحفظ الوصية. (نشٕ.)ٔٙ2ولكي نصؿ ليذا فمنري الطريقة= أل ٍَّني َ ص َاي َ طمَ ْب ُ ت َو َ ٜ٘ اد ِات َك أَ ْفطُ ُن". َّاي ا ْنتَظَ َر األَ ْ ش َرُار لِ ُي ْيمِ ُكوِنيِ .ب َ ش َي َ آية (٘ " - )ٜإِي َ األشرار بقيادة إبميس يضعوف لي شراكاً لِ ُي ْيمِ ُكوِني ،ووصيتؾ تنير لي الطريؽ .أَ ْفطُ ُن = ادرؾ ايف الشرؾ واعرؼ كيفية التصرؼ الصحيح فبل اىمؾ . ٜٙ صيَّتُ َك فَو ِ َما و ِ اس َع ٌة ِجدًّا". آية ( " - )ٜٙلِ ُك ٍّل َك َمال َأر َْي ُ َ ت َحدًّا ,أ َّ َ صيَّتُ َك فَو ِ وِ اس َع ٌة ِجدًّا = في اآلية السابقة نجد المرنـ قد اكتشؼ أف الوصية تكشؼ لو خداعات الشياطيف فينجو، َ َ
لقد اكتشؼ في كبلـ اهلل كن اًز ثميناً ،فيو يعزيو ويشدده ويكشؼ لو خداعات إبميس .وىذه طبيعة كممة اهلل ،فكؿ يوـ نجد فييا غذاء جديد وشفاء جديد .ربما نفس اآلية نقرأىا عمى فترات وفي كؿ مرة نجد فييا معنى جديد
مشبع ومعزي ،ونجد أنيا تكشؼ لنا معنى جديد لحب اهلل بؿ تكشؼ لنا عف المسيح نفسو ويكوف ىذا سر تعزيتنا
وفرحنا الحقيقي أننا نعرفو .أما أي كماؿ آخر في العالـ فميما كاف فيو محدود.وىذا ما عمـ بو المسيح اف نبني بيتنا عمي الصخر وليس عمي الرماؿ ( مت .)ٕٚ – ٕٗ 2 ٚ
358
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (م))
قطعة (م) الوصية لذيذة وتعطي لئلنسان حكمة آية
عودة لمجدول
ٜٚ يعتَ َك! ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو ِى َي لَ َي ِجي". ت َ َح َب ْب ُ (َ " - )ٜٚك ْم أ ْ ش ِر َ يعتَ َك = محبوب ىو اسمؾ يا رب (سبعينية) .بولس الرسوؿ يعممنا "صموا ببل إنقطاع" ت َ َح َب ْب ُ أْ ش ِر َ
َك ْم (ٔتي٘ )ٔٚ2ويعممنا اآلباء أف نردد صبلة يسوع "يا ربي يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ" طوؿ النيار أو نميج في آيات مف الكتاب المقدس نتأمؿ فييا ونرددىا كؿ اليوـ .وىذا يميب القمب بحب اهلل .عمى أف اكتشاؼ
لذة شريعة اهلل ال يأتي فقط مف ترديدىا ،بؿ حينما ينفذىا اإلنساف فيكتشؼ قوتيا وحبلوتيا.
آية (ٜٛ" - )ٜٛو ِ َّى ِر ِى َي لِي". َع َد ِائي ,ألَنَّ َيا إِلَى الد ْ َح َك َم ِم ْن أ ْ صيَّتُ َك َج َعمَتْ ِني أ ْ َ ِ َع َدائي = أي أعداء اهلل الذيف كؿ مف يحفظ الوصية يصير حكيماً .يعطيو اهلل حكمة في كؿ تصرفاتو .وقولو أ ْ يرفضونو ويرفضوف وصاياه ويعادوف أوالده. ٜٜ اد ِات َك ِى َي لَ َي ِجي". ت ,أل َّ َن َ ش َي َ آية ( " - )ٜٜأَ ْكثََر ِم ْن ُك ٍّل ُم َعمٍّ ِم َّي تَ َع َّق ْم ُ ىنا يقارف المرنـ بيف مف تعمَّـ عمى يد معمـ ،ومف يتعمـ عمى يد اهلل .فشاوؿ الطرسوسي تعمَّـ عمى يد غماالئيؿ
وكاف أصغر منو ،ولكف حيف ظير اهلل لو وتعمـ مف اهلل ،صار بولس معمماً لكؿ العالـ.
ٓٓٔ اك". آية (ٓٓٔ) " -أَ ْكثََر ِم َن الش ُي ِ ت ,أل ٍَّني َح ِف ْ ص َاي َ ظُ وخ فَ ِط ْن ُ ت َو َ مف يتعمـ مف اهلل ووصاياه تصير لو حكمة الشيوخ بؿ أكثر .فوصايا اهلل تحوي في داخميا حكمة ،يحتاج الشيخ
عشرات السنيف ليكتشفيا ،بؿ ىو اكتشفيا بعد عدة آالـ مرت في حياتو .فمف اختبر أف النار تحرؽ ،ىو سبؽ
وتألـ مف عذابات ىذه النار .ولكف مف ينفذ الوصية سيسمع قوؿ اهلل ال تقرب مف النار (الخطية) حتى ال تحترؽ َّ
فمو نفذ لحصؿ عمى الحكمة التي وصؿ ليا الشيوخ بعد آالـ عديدة.
ٕٓٔ ام َك لَم أ ِ َح َك ِ اآليات (ِٔٓٔ ٔٓٔ" - )ٕٔٓ-م ْن ُك ٍّل طَ ِري ِ َم ْل ,أل ََّن َك ظ َكبلَ َم َك. َحفَ َ ق َ ش ّر َم َن ْع ُ َع ْن أ ْ ت ِر ْجمَ َّي ,لِ َك ْي أ ْ ْ ت َعمَّ ْمتَِني". أَ ْن َ ىنا نرى المرنـ يختبر حبلوة الوصية بأنو ينفذىا عممياً" ،اإلنجيؿ المعاش". ٖٓٔ َحمَى ِم َن ا ْلعس ِل لِفَ ِميِ ٔٓٗ . اك أَتَفَطَّ ُن ,لِذلِ َك ص َاي َ َحمَى قَ ْولَ َك لِ َح َن ِكي! أ ْ اآليات (َٖٓٔ " - )ٔٓٗ-ما أ ْ م ْن َو َ ََ ت ُك َّل طَ ِري ِ ق َك ِذ ٍب". ضُ أ َْب َغ ْ
359
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (م))
مف تتحوؿ الوصية عنده لحياة معاشة يختبر حبلوتيا وىكذا قاؿ كثيريف (رؤٓٔ + ٜ2ٔٓ،حزٖ+ ٖ2
أر٘ٔ .)ٔٙ2ومعنى األكؿ ،أف الوصية ال تكوف لمكبلـ والمناقشات والتعميـ ،بؿ لمحياة بيا كما يتحوؿ الطعاـ ِ اك أَتَفَطَّ ُن = بيا ندرؾ مقاصد اهلل مف نحونا ومحبتو لنا ،وأنو حيف يمنع ص َاي َ لطاقة نحيا بيا ونسير بيا .م ْن َو َ خطية ما عنا قائبلً ال تفعؿ ىذا أو ذاؾ ،فإف ىذا يكوف لفائدتنا ،وحينما انفتحت عينا المرنـ وعرؼ مقاصد اهلل ت ُك َّل طَ ِري ِ ق َك ِذ ٍب. ضُ قاؿ= لِذلِ َك أ َْب َغ ْ
360
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ن))
قطعة (ن) النفس التي تمذذت بالوصية تتعيد بحفظيا
عودة لمجدول
آية (٘ٓٔ) ِ ٔٓ٘" -سراج لِ ِر ْجمِي َكبلَم َك ونُ ِ س ِبيمِي". َ ٌ ور ل َ ُ َ ٌ المسيح ىو نور العالـ ،وىو كممة اهلل األزلي .والمسيح نكتشفو ونراه ونعرفو مف خبلؿ كممة اهلل المكتوبة في الكتاب المقدس ،الذي صارت كمماتو لنا نور لسبيمنا .وكممة اهلل تكشؼ لنا كؿ ما ىو خطأ في حياتنا ،بؿ كؿ
حفرة وشرؾ يضعو العدو لنا .فالعالـ ظممة ورئيس ىذا العالـ يسمى سمطاف الظممة ،وبدوف المسيح سنتعثر في ىذا الظبلـ (يؤ .)ٜ2والكتاب كمو موحى بو مف الروح القدس ،وىو الزيت الذي يمؤل السراج .فالوصية ىي
السراج الذي يظؿ مشتعبلً بزيت الروح القدس.
ٔٓٙ ام ِبٍّر َك". ت فَأَِبرهُ ,أ ْ آية (َ " - )ٔٓٙحمَ ْف ُ َحفَظَ أ ْ َن أ ْ َح َك َ ت فَأَِبرهُ = حمفت فأقمت أو حمفت وعقدت عزمي عمى حفظ أحكاـ برؾ (فأقمت بحسب السبعينية) .وكاف اهلل َحمَ ْف ُ
قد طمب مف الشعب أف يحمفوا باسمو في العيد القديـ عبلمة التصاقيـ بو ال باألوثاف (تثٓٔ .)ٕٓ2وحتى ال
يتشبيوا باألمـ الوثنية ويحمفوا بأليتيـ .والمعنى أنني قد عقدت عزمي يا رب أف أظؿ ممتصقاً بؾ وأحفظ وصاياؾ ألنني أكتشفت حبلوة تنفيذىا.
ٔٓٚ ت إِ َلى ا ْل َغاي ِة .يا رب ,أ ْ ِ ب َكبلَ ِم َك". آية ( " - )ٔٓٚتَ َذلَّ ْم ُ سَ َح ِيني َح َ َ َ َ ت = تشير لآلالـ المحيطة باألبرار ف ي ىذا العالـ ،وربما تشير ألنو لـ يستطع أف يحفظ الوصية بالكامؿ إذ تَ َذلَّ ْم ُ
ىو بعد في الجسد ،وربما تشير ألنو يتواضع وينسحؽ أماـ اهلل في توبة حقيقية .وعموماً فاهلل يسمح لنا ببعض اآلالـ حتى نتضع ونطمبو بانسحاؽ ونقدـ توبة عف خطايانا .ومف يفعؿ ىذا ،أي مف يتوب يحييو اهلل.
ٔٓٛ ض ِبم ْن ُدوب ِ ام َك َعمٍّ ْم ِني". ات فَ ِمي َيا َربَ ,وأ ْ آية (ْ " - )ٔٓٛارتَ ِ َ َ َح َك َ ض ِبم ْن ُدوب ِ ات فَ ِمي = تعيدات فمي باركيا يا رب (سبعينية) .والمعنى أف المرنـ تعيد أماـ اهلل أف يسمؾ ْارتَ ِ َ َ بحسب الوصية ويصمي ليبارؾ اهلل ىذا الوعد ويعينو .م ْن ُدوب ِ ات = ىي الشئ الذي اتبرع بو عف طيب خاطر َ َ ٜٔٓ س َيا". آية (َ " - )ٜٔٓن ْف ِسي َد ِائ ًما ِفي َكفٍّي ,أ َّ َما َ يعتُ َك َفمَ ْم أَ ْن َ ش ِر َ كانت المخاطر التي تعرض ليا داود كافية ألف يموت عدة مرات ،وبالرغـ مف ىذا فيو لـ يترؾ وصية اهلل ،إذ فيـ أف اهلل ىو الذي كاف يحميوَ .ن ْف ِسي َد ِائ ًما ِفي َكفٍّي = أي أنني ألجؿ محبتؾ يا رب وضعت حياتي في كفي ،أي أنا مستعد أف أموت في كؿ وقت ،وىذا نفس ما قالو بولس الرسوؿ (أعٕٓ + ٕٗ2أعٕٔ+ ٖٔ2
رو .)ٖ٘2ٛ،ٖٙلذلؾ حسناً ترجمتيا السبعينية "نفسي في يديؾ كؿ حيف".
361
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ن))
ٓٔٔ اك َفمَم أ ِ َض َّل َع ْن َيا". ض ُعوا لِي فَ ًّخا ,أ َّ آية (ٓٔٔ) " -األَ ْ ش َرُار َو َ َما َو َ ص َاي َ ْ مف كؿ كبلـ اهلل سراجاً لو ييدي خطوات رجمو لف يعثر في شراؾ إبميس. ٕٔٔ ٔٔٔ َّى ِر ,ألَنَّ َيا ِى َي َب ْي َج ُة َق ْم ِبي. ت َ اد ِات َك إِلَى الد ْ َعطَ ْف ُ ش َي َ اآليات (َٔٔٔ " - )ٕٔٔ-و ِرثْ ُ َص َنعَ ت َق ْم ِبي أل ْ َّى ِر إِلَى ٍّ الن َي َاي ِة". ض َك إِلَى الد ْ فَ َرِائ َ
اإلسرائيمي الحقيقي يرث أرض آبائو كثروة تنتقؿ مف األب البنو وبحسب الشريعة ال يفرط فييا وال يبيعيا .وىنا
داود يعتبر أف الشريعة ىي ميراثو العظيـ والكنز الحقيقي الذي تركو آبائو .وكما كانت األرض ال يحؽ بيعيا إذ ىي األرض التي أعطاىـ إياىا اهلل ،ىكذا الوصية ىي مف اهلل لذلؾ ال ينبغي أف نفرط فييا .وىكذا اإليماف
ت َق ْم ِبي = أي أممت قمبي ،بنعمتؾ يا والعقيدة التي تسممناىا مف اآلباء واستشيد المبلييف في سبيميا (يوٖ)َ .ع َ ط ْف ُ رب ماؿ قمبي وتضيؼ السبعينية "مف أجؿ المكافأة" أي كنت أقنع نفسي أنني لو أطعت سيكوف لي مكافأة وكانت نعمتؾ تقنعني ألميؿ قمبي لحفظ وصاياؾ.
362
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ش))
عودة لمجدول
قطعة (س) طمب السند اإلليي
ٖٔٔ ت". تَ ,و َ َح َب ْب ُ ضُ ين أ َْب َغ ْ آية (ٖٔٔ) " -ا ْل ُمتَ َقمٍّ ِب َ يعتَ َك أ ْ ش ِر َ ت = لمتجاوزي الناموس أبغضت (سبعينية) فيو لـ يبغض أعداؤه كشاوؿ وغيره ،ولكف أبغض ضُ ين أ َْب َغ ْ ا ْل ُمتَ َقمٍّ ِب َ
ت بمعنى رفضت طرقيـ .والسيد المسيح طمب ضُ مف ىو ضد اهلل ،ويسبب عثرات لؤلبرياء .ويمكف فيـ كممة أ َْب َغ ْ أف نبغض أقرباؤنا بالجسد لكي نحب اهلل ،ومفيوـ ذلؾ أف ال يعطموننا عف محبتنا هلل ،وأف نحب اهلل أكثر منيـ
ت .أما الترجمة اإلنجميزية فأوردت اآلية أبغضت األفكار الباطمة "أي كؿ فكر لذلؾ يقوؿ المرنـ َو َ َح َب ْب ُ يعتَ َك أ ْ ش ِر َ وكؿ شيوة تعطمني عف حب اهلل فأنا أبغضيا .ونبلحظ أف األفكار الباطمة ىي أوؿ خطوة في طرؽ الخطية واالنفصاؿ عف اهلل لذلؾ ىو يبغضيا فالخطية ستسبب فقدانو لحالة الفرح وتفصمو عف اهلل.
ٗٔٔ ت". تَ .كبلَ َم َك ا ْنتَظَ ْر ُ آية (ٗٔٔ) ِ " -ستْ ِري َو ِم َج ٍّني أَ ْن َ كما احتمى باهلل مف شاوؿ وابشالوـ ،ىو يحتمي بو مف أفكاره وشيواتو. ٘ٔٔ ص ِرفُوا َع ٍّني أَي َيا اآليات (٘ٔٔ " - )ٔٔٚ-ا ْن َ ٔٔٚ ِ ِ ص, َس ِن ْد ِني فَأ ْ فَأ ْ َح َياَ ,والَ تُ ْخ ِزِني م ْن َر َجائي .أ ْ َخمُ َ
ٔٔٙ اع ُ ِ ب قَ ْوِل َك صا َيا إِل ِيي. َحفَ َ األَ ْ ْ ش َرُار ,فَأ ْ سَ ض ْدني َح َ ظ َو َ وأُر ِ ض َك َد ِائ ًما". اع َي فَ َرِائ َ ََ
طمب السند اإلليي في جياده الروحي ضد خطاياه وشيواتو فرجاؤه ىو اهلل.
ٜٔٔ ٔٔٛ َن م ْكرُىم ب ِ ِِ ش َر ِ ار اط ٌل. اآليات (" - )ٜٔٔ-ٔٔٛ ت ُك َّل أَ ْ َك َزَغل َع َزْل َ احتَقَ ْر َ ت ُك َّل الضَّالٍّ َ ْ ين َع ْن فَ َرائض َك ,أل َّ َ َ ْ َ األ َْر ِ اد ِات َك". ت َ ش َي َ َح َب ْب ُ ض ,لِذلِ َك أ ْ المعاشرات الردية تفسد األخبلؽ الحسنة ،فالمرنـ يرفض صحبة األشرار حتى ال يتأثر بأفكارىـ الباطمة ،وعوضاً
عف الصحبة الرديئة إلتصؽ بشيادات اهلل .وحسب األشرار كزغل= ىو الناشئ عف صير المعادف ،والزغؿ ىو الصدأ والخبث والشوائب التي ترمى كشئ ال قيمة لو ،بعد أف يتـ تصفية المعدف نفسو.وألنو ابتعد عف األشرار اد ِات َك. ت َ ش َي َ َح َب ْب ُ وانفصؿ عنيـ اكتشؼ لذة الوصية = لِذلِ َك أ ْ
ٕٓٔ َح َك ِ ت". آية (ٕٓٔ) " -قَِد ا ْق َ ام َك َج ِز ْع ُ ش َع َّر لَ ْح ِمي ِم ْن ُر ْع ِب َكَ ,و ِم ْن أ ْ في السبعينية " سمر خوفؾ في لحمي" فما يساعد عمى حفظ الوصايا أف نذكر يوـ الدينونة وعقاب األشرار.
363
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ع))
قطعة (ع) صبلة لمثبات في طريق اهلل وحفظ الوصية
عودة لمجدول
ٕٔٔ ظالِ ِم َّي". سمِ ْم ِني إِلَى َ َج َرْي ُ آية (ٕٔٔ) " -أ ْ ت ُح ْك ًما َو َع ْدالً .الَ تُ ْ ت ُح ْك ًما َو َع ْدالً = داود ىنا كممؾ يقوؿ أنو قد حكـ بالعدؿ ولـ يظمـ أحد ويصمي أف ينظر اهلل لجياده فبل َج َرْي ُ أْ
يسممو لظالميو .وبينما نصمي بيذا فمنذكر تعدياتنا وأخطائنا فنطمب مراحـ اهلل إذ لـ نكف أمناء.
ِ ِ ِ ِ ِ آية (ٕٕٔ) ُ ٕٕٔ" -ك ْن َ ِ ون". ستَ ْك ِب ُر َ ضام َن َع ْبد َك ل ْم َخ ْي ِر ,ل َك ْيبلَ َي ْظم َمني ا ْل ُم ْ كف ضامف (كفيؿ) .والمسيح ىو الذي يضمننا عند اآلب ،وىو الذي دفع الفدية ليحررنا ،وىو الذي يحمينا حتى ال نسقط ثانية في أيدي الظالميف (الشياطيف وأتباعيـ) المرنـ ىنا يعمف أنو ال يستطيع أف يحمي نفسو فيمجأ هلل ليحميو مف العالـ ويضمنو عند اآلب .والمرنـ إذ لـ يعمـ ماذا يطمب ،لـ يصؼ هلل كيؼ يضمنو فقاؿ لمخير فاهلل
صانع خيرات.
ٕٗٔ ٖٕٔ ِ ش ِتياقًا إِلَى َخبلَ ِ ب ص َك َوِالَى َكمِ َم ِة ِبٍّر َك. سَ اي ا ْ َ ْ اص َن ْع َم َع َع ْبد َك َح َ اآليات (َٖٕٔ " - )ٕٔ٘-كمَّ ْت َع ْي َن َ ٕ٘ٔ اد ِات َك". ض َك َعمٍّ ْم ِني. ف َ َع ِر َ ش َي َ َع ْب ُد َك أََنا .فَ ٍّي ْم ِني فَأ ْ َر ْح َم ِت َكَ ,وفَ َرِائ َ ىو ينتظر خبلص اهلل بثقة وليفة .واليست ىي شيوة انبياء العيد القديـ "ليتؾ تشؽ السموات وتنزؿ"
(اشٗ.)ٔ 2 ٙ
ٕٔٙ يعتَ َك". ْت َع َمل لِ َّمر ٍّ ضوا َ آية ( " - )ٕٔٙإِ َّن ُو َوق ُ ب .قَ ْد َنقَ ُ ش ِر َ لقد انتشر الشر في العالـ وأىمؿ الناس شريعتؾ واحتقروىا .وىذا ىو الوقت الذي ينبغي أف نشيد لؾ يا رب
بحفظنا وصاياؾ أماـ الناس .لقد انتشرت الخطية ،وىذا ىو الوقت الذي نبحث فيو عف أوالدؾ الذيف ضموا .في
األوقات الشريرة يجب أف نشيد أننا لمرب ،نعبده ونمتزـ بما أوصى بو ،واليس ىذا تعميـ المسيح " انتـ نور العالـ
"
ٕٔٛ ٕٔٚ اك أَ ْكثَر ِم َن َّ الذ َى ِب َو ِ اإل ْب ِر ِ ت ُك َّل َج ِل ذلِ َك َح ِس ْب ُ َح َب ْب ُ يز .أل ْ َج ِل ذلِ َك أ ْ اآليات ( " - )ٕٔٛ-ٕٔٚأل ْ ت َو َ ص َاي َ َ شي ٍء م ِ وصاي َ ِ ط ِري ِ ت". يم ًةُ .ك َّل َ ضُ ق َك ِذ ٍب أ َْب َغ ْ َ ََ اك في ُك ٍّل َ ْ ُ ْ ستَق َ المرنـ يعبر عف حبو لوصايا اهلل فيي مستقيمة وأغمى مف الذىب واإلبريز .واالخبلؽ الفاسدة اضاعت ثروات
كثيرة.
364
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ف))
قطعة (ف) مفاعيل كممة اهلل في النفس
عودة لمجدول
ٕٜٔ ظتْ َيا َن ْف ِسي". اداتُ َك ,لِذلِ َك َح ِف َ يب ٌة ِى َي َ ش َي َ آية (َ " - )ٕٜٔع ِج َ كممة اهلل الواسعة جداً تكشؼ لنا كؿ يوـ عف محبة اهلل وأعمالو العجيبة .ففي كؿ مرة نتأمؿ فييا نكتشؼ شيئاً
جديداً عف المسيح كممة اهلل .ونكتشؼ أف كممة اهلل تتوافؽ وتتكامؿ عبر الكتاب المقدس بعيديو في تناغـ عجيب.
ٖٓٔ ِ ِ ال". يرُ ,ي َع ٍّق ُل ا ْل ُج َّي َ آية (ٖٓٔ) " -فَتْ ُح َكبلَم َك ُين ُ ال = األطفاؿ الصغار في السبعينية .وفي اإلنجميزية فَتْ ُح َكبلَ ِم َك = إعبلن أقوالك (سبعينية)ُ ..ي َع ٍّق ُل ا ْل ُج َّي َ المدخؿ لكمماتؾ يعطي نو اًر ويعطي فيماً لمبسطاء .وىذه تعني أننا حيف نبدأ في دراسة الكتاب ،فمجرد البداية
تعطينا استنارة وعقبلً راجحاً .فكـ وكـ إذا تعمقنا .ولكف مف يفيـ ويستنير ىو البسيط أي مف لو ىدؼ واحد فقط
أال وىو أف يبحث عف إرادة اهلل .وىناؾ مف فسَّر اآلية بأف فتح كبلـ اهلل ىو العيد الجديد الذي فيو إنكشفت أسرار العيد القديـ واستنارت عيوننا بو.
ٖٔٔ ت". اك ا ْ ص َاي َ شتَ ْق ُ ت فَ ِمي َولَ َيثْ ُ آية (ٖٔٔ) " -فَ َغ ْر ُ ت ,أل ٍَّني إِلَى َو َ ت = كطفؿ يفتح فمو مشتاقاً إلى المبف .والميث ىو وسيمة الحصوؿ عمى األكسجيف لمتنفس ت فَ ِمي َولَ َيثْ ُ فَ َغ ْر ُ
والحياة .فالمرنـ ىنا ُيص ِّور اشتياقو لكممة اهلل كاشتياؽ الطفؿ لطعامو واشتياؽ اإلنساف لمتنفس ،وليس تنفساً طبيعياً بؿ ليث كمف يجري ويميث ،فيو يجاىد ليحصؿ عمى ىذه المعرفة .وفي السبعينية "فتحت فمي واجتذبت
لي روحاً" بمعنى أف اليواء الذي استنشقو أعطاه حياة .وىكذا المعرفة التي يعطينا إياىا اهلل لنعرفو تعطينا وتكوف
لنا حياة (يو .)ٖ2ٔٚولكف في ىذا إشارة ألف الفيـ والمعرفة يكوناف بعمؿ الروح القدس فينا الذي يعممنا كؿ شئ. ٖٖٔ ِ ِ ِ ِ ق م ِح ٍّبي ِ ِ ٕٖٔ ِ ِ ط سمَّ ْ ْ اسم َك .ثٍَّب ْت ُخطُ َواتي في َكم َمت َكَ ,والَ َيتَ َ اآليات (ٕٖٔ " - )ٖٖٔ-ا ْلتَف ْت إلَ َّي َو ْار َح ْمنيَ ,ك َح ٍّ ُ َعمَ َّي إِثْ ٌم". صبلة ليرحمو اهلل ويثبتو في طريقو وال يتسمط عميو إثـ فتضيع معرفتو.
آية (ٖٗٔ) ٖٔٗ " -اف ِْد ِني ِم ْن ظُ ْمِم ِ سِ اك". َحفَ َ ص َاي َ ان ,فَأ ْ ظ َو َ اإل ْن َ إفدنى من ظمم اإلنسان = إنقذني من ظمم أعدائي (سبعينية)= واألعداء الحقيقييف ىـ إبميس والبشر الذيف يحركيـ إبميس .ومف يسقط في خطية يستعبده إبميس ،أما المسيح فاشترانا بدمو .وكأف المرنـ يشتاؽ لفداء
اك. َحفَ َ ص َاي َ المسيح فيتحرر ،وحينئذ ال يكوف إلبميس سمطاف عميو فَأ ْ ظ َو َ
365
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ف))
ٖ٘ٔ ِ ض َك". ئ ِب َو ْج ِي َك َعمَى َع ْب ِد َكَ ,و َعمٍّ ْم ِني فَ َرِائ َ آية (ٖ٘ٔ) " -أَض ْ قاؿ القديس أثناسيوس أف المسيح ىو وجو اآلب الذي ظير في العالـ ليعممنا العدؿ والحؽ .وتفيـ اآلية أنو في
عمى ،واعطني أف أشعر بوجودؾ وحنانؾ وسط الضيقات وضباب ىذا العالـ إظير يا رب نورؾ ،أي رضاؾ ّ ورحمتؾ .واذا حجب اهلل وجيو عنا فمـ نعد نشعر بسبلـ أو فرح أو تعزية فيذا راجع ألننا أىممنا وصاياه.
ٖٔٙ او ُل ِمي ٍ يعتَ َك". آية (" - )ٖٔٙ اه َج َر ْت ِم ْن َع ْي َن َّي ,ألَنَّ ُي ْم لَ ْم َي ْحفَظُوا َ َج َد ِ َ ش ِر َ ليس معنى الفرح والتعزية أننا نفرح كما يقوؿ البعض بطريقة مفتعمة ألننا قد خمصنا .ولكف نضع أماـ عيوننا ىذه
اآلية ،إننا البد أف نبكي عمى إخوتنا الذيف مازالوا يتخبطوف في خطاياىـ ،بؿ األولى أيضاً أف نبكي عمى خطايانا ،ومف يفعؿ يعطيو اهلل تعزية حقيقية وفرح حقيقي.
366
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ص))
قطعة (ص) غيرة حسنة عمى كممة اهلل
عودة لمجدول
ٖٔٛ ٖٔٚ َح َكام َك م ِ اد ِات َكَ ,و َحقًّا إِلَى ا ْل َغ َاي ِة". يم ٌة. ت ِب َ ش َي َ َم ْر َ اآليات (َ " - )ٖٔٛ-ٖٔٚب ٌّار أَ ْن َ ت َيا َربَ ,وأ ْ ُ ُ ْ َع ْدالً أ َ ستَق َ ت = عادل أنت (سبعينية) .األشرار دائماً يعترضوف عمى أحكاـ اهلل قائميف لماذا سمح بيذا أو ذاؾ .ولكف َب ٌّار أَ ْن َ اد ِات َكَ ,و َحقًّا إِلَى ا ْل َغ َاي ِة = (في ت ِب َ ش َي َ َم ْر َ المرنـ الذي أحب اهلل اكتشؼ أف كؿ أحكامو ىي بعدؿ وأنو بارَ .ع ْدالً أ َ السبعينية) تترجـ أوصيت كثي اًر بالعدؿ والحؽ المذيف ىما شياداتؾ .فيناؾ مف يرفض الوصية بحجة أنيا صعبة
وغير عممية .والمرنـ الغيور يشيد ىنا أنيا عدؿ وحؽ.
ٖٜٔ َن أ ْ ِ سوا َكبلَ َم َك". َىمَ َكتْ ِني َغ ْي َرِتي ,أل َّ آية ( " - )ٖٜٔأ ْ َع َدائي َن ُ َىمَ َكتْ ِني َغ ْي َرِتي = غيرة بيتك أكمتني (سبعينية) وىكذا اقتبس العيد الجديد النص مف السبعينية (يوٕ .)ٔٚ2ىذه أْ
غيرة مقدسة لكبلـ اهلل الذي يحتقره األشرار.
آية (ٓٗٔ) ِ ٔٗٓ " - َّيا". َّص ٌة ِجدًّاَ ,و َع ْب ُد َك أ َ َحب َ َكم َمتُ َك ُم َمح َ في مقابؿ احتقار األشرار لكممة اهلل ووصيتو نجد المرنـ ىنا يشيد لكماليا وأنيا نقية مف كؿ شائبة.
َّص = نقي مف كؿ خداع أو تممؽ ،فاهلل ال يتممؽ اإلنساف فيعطيو ما يتمذذ بو فيموت (ىذا ما يفعمو إبميس). ُم َمح َ أما وصايا اهلل فحتى واف كانت ضد رغبة الجسد إال أننا لو إلتزمنا بيا يكوف لنا حياة. ِ آية (ٔٗٔ) ِ ٔٗٔ " - س َيا". ير ,أ َّ ص َاي َ اك َفمَ ْم أَ ْن َ َما َو َ َ ير أََنا َو َحق ٌ صغ ٌ كاف داود ىو األصغر في إخوتو ،ولكف اهلل نظر لقمبو الحافظ لموصية .وىكذا كؿ مف ينسحؽ ويتذلؿ أماـ اهلل يفرح بو اهلل ويسكف عنده (أش.)ٔ٘2٘ٚ ٕٗٔ ض ْي ٌ ِ ش ِريعتُ َك حقٌِّ ٖٔٗ . ص َايا َك َص َاب ِاني ,أ َّ اآليات (َٕٗٔ " - )ٔٗٗ-ع ْدلُ َك َع ْد ٌل إِلَى الد ْ َّى ِرَ ,و َ َ َ َما َو َ ق َوش َّدةٌ أ َ ٗٗٔ َح َيا". فَ ِي َي لَ َّذ ِاتي. َع ِادلَ ٌة َ اداتُ َك إِلَى الد ْ ش َي َ َّى ِر .فَ ٍّي ْم ِني فَأ ْ
شيادات اهلل صادقة ،ومحبتو مؤكدة ،بالرغـ مف الشدة واآلالـ التي يجتاز فييا األبرار .والبار بالرغـ مف شدتو يحفظ الوصية وال يترؾ شريعة اهلل.
367
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ق))
قطعة (ق) صراخ إلى اهلل
عودة لمجدول
ٔٗٙ اآليات (٘ٗٔٔٗ٘" - )ٔٗٙ-صر ْخ ُ ِ ص ِني, َحفَظُ. ض َك أ ْ استَ ِج ْب لِي َيا َرب .فَ َرِائ َ َد َع ْوتُ َكَ .خمٍّ ْ ت م ْن ُك ٍّل َق ْم ِبيْ . ََ اد ِات َك". َحفَ َ ظ َ ش َي َ فَأ ْ النفس التي عرفت اهلل ال تكؼ عف أف تصرخ إليو مف أجؿ الخبلص والصراخ ال يعني الصوت المرتفع ولكف
مف عمؽ القمب يمجأ اإلنساف هلل وربما دوف أف يتكمـ (خرٗٔ ٔ٘2موسى لـ يتكمـ واهلل يقوؿ لو لماذا تصرخ) ودـ
ىابيؿ صرخ.
ٔٗٛ اآليات (ٔٗٚ" - )ٜٔٗ-ٔٗٚتَقَدَّم ُ ِ ع ,لِ َك ْي ت. تَ .كبلَ َم َك ا ْنتَ َ اي ا ْل ُي ُز َ ظ ْر ُ ص َر ْخ ُ َّم ْت َع ْي َن َ ت في الص ْب ِح َو َ ْ تَقَد َ ٜٔٗ ِ ِ ِ ِ َح ِيني". أَْل َي َج ِبأَق َْوالِ َك. َح َكام َك أ ْ ب أْ سَ سَ ص ْوِت َي ْ ب َر ْح َمت َكَ .يا َربَ ,ح َ استَم ْع َح َ َ في السبعينية "تقدمت قبؿ الصبح وصرخت ..سبقت عيناي وقت السحر ..فيو ال يكؼ عف الصراخ إلى اهلل في
كؿ وقت حتى في منتصؼ الميالي.
ع = جمع ىزيع وىي أقساـ الميؿ .ورمزياً فالميؿ يشير لوقت اآلالـ أما الصبح فيشير لوقت الفرج .وعمى كؿ ا ْل ُي ُز َ األحواؿ ىو يصرخ هلل وال يسكت. ٔ٘ٔ ٓ٘ٔ ش ِر ِ ص َايا َك ون َّ يب أَ ْن َ ب التَّا ِب ُع َ يعت َك َب ُع ُدوا .قَ ِر ٌ اآليات (ٓ٘ٔ " - )ٔ٘ٔ-اقْتََر َ ت َيا َربَ ,و ُكل َو َ الرِذيمَ َةَ .ع ْن َ َ َحقٌّ"..
الحظ أف األشرار يقتربوف إلى الرذيمة ،ولكف بقدر ما يقتربوا منيا بقدر ما يبتعدوا عف ناموس اهلل وبالتالي فيـ
يبتعدوف عف اهلل .أما األبرار فيـ قريبوف مف اهلل وىو قريب منيـ يعرفيـ ويحمييـ مف مضايقات األشرار. آية (ٕ٘ٔ) ُ ٕٔ٘ " -م ْن ُذ َزَم ٍ ستَ َيا". َّى ِر أ َّ ْت ِم ْن َ اد ِات َك أ ََّن َك إِلَى الد ْ ش َي َ ان َع َرف ُ َس ْ "السماء واألرض تزوالف ولكف كبلمي ال يزوؿ" ىذا بنفس المعنى تماماً .فكبلـ اهلل ال يتغير ومقاصده ال تتغير،
أما الناس فمف طبيعتيـ أنيـ يتغيروف دائماً.
368
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ر))
قطعة (ر) رثاء عمى األشرار فيم لن يخمصوا
عودة لمجدول
ٖ٘ٔ ِ ِ يعتَ َك". س َ ش ِر َ آية (ٖ٘ٔ) " -اُْنظُ ْر إِلَى ُذلٍّي َوأَ ْنقذْني ,أل ٍَّني لَ ْم أَ ْن َ الطريؽ الوحيد لنحصؿ عمى مراحـ اهلل ىو اإلنسحاؽ والتذلؿ والمسكنة.
ِ آية (ٗ٘ٔ) ٔ٘ٗ " -أ ْ ِ َح ِي ِني". ب َكمِ َم ِت َك أ ْ سَ اي َوفُ َّكنيَ .ح َ َحس ْن َد ْع َو َ أْ ِ اي َوفُ َّك ِني = أحكـ لي في دعواي ونجني (سبعينية) .ىي صبلة لمخبلص. َحس ْن َد ْع َو َ ٘٘ٔ ِ ش َر ِ ض َك". آية (٘٘ٔ) " -ا ْل َخ َ يد َع ِن األَ ْ ص َب ِع ٌ سوا فَ َرِائ َ ار ,أل ََّن ُي ْم لَ ْم َي ْمتَم ُ بل ُ األشرار سوؼ يسمعوف القوؿ المرعب لست أعرفكـ ،امضوا عني يا( ....مت.)ٕٖ2ٚ
َح ِي ِنيِ ٔ٘ٚ . َح َك ِ ِ ِ ِ ٔ٘ٙ ي ضطَ ِي ِد َّ ون ُم ْ ير َ ام َك أ ْ ب أْ سَ يرةٌ ى َي َم َراح ُم َك َيا َربَ .ح َ َكث ُ اآليات (َ " - )ٔ٘ٚ-ٔ٘ٙكث َ اداتُ َك َفمَم أ ِ َم ْل َع ْن َيا". ضا ِي ِق َّي .أ َّ َما َ ش َي َ َو ُم َ ْ المرنـ قد اختبر مراحـ الرب بالرغـ مف اضطياد األشرار لو .وكاف في شدة ضيقتو ال يترؾ وصايا اهلل فيو يجد
فييا تعزيتو وسبلمو ويجد فييا قوة تعينو. ٜٔ٘ ٔ٘ٛ اكَ .يا ص َاي َ َح َب ْب ُ اآليات (َ " - )ٔٙٓ-ٔ٘ٛأر َْي ُ ت ا ْل َغ ِاد ِر َ ين َو َمقَت ,ألَنَّ ُي ْم لَ ْم َي ْحفَظُوا َكمِ َمتَ َك .ا ْنظُ ْر أ ٍَّني أ ْ ت َو َ ٓٔٙ رب ,حسب ر ْحم ِت َك أ ْ ِ َح َك ِام َع ْدلِ َك". ْس َكبلَ ِم َك َحقٌَّ ,وِالَى الد ْ َّى ِر ُكل أ ْ َح ِينيَ .أر ُ َ َ ََ َ َ
لقد رأي األشرار يخطئوف فمـ يشتيي أف يصنع مثميـ بؿ ىو كره طرقيـ فيو يعرؼ أف الحياة األبدية وبركة ْس َكبلَ ِم َك َح ٌّ ق = بدء الحياة الزمنية ىي في حفظ وصايا الرب .والمرنـ يثؽ في وعود اهلل لمف يحفظ وصاياهَ .أر ُ كبلمؾ حؽ (سبعينية) أو أف كبلمؾ منذ األزؿ ىو حؽ ،فأنت يا رب ىو أنت ال تتغير أو أف مف البدء تعني،
منذ أعمنت ذاتؾ وشرائعؾ لآلباء فيي لـ تتغير.
369
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ظ))
قطعة (ش) سبلم القمب في حفظ الوصية
عودة لمجدول
ٔٔٙ ع َق ْم ِبي". اض َ س َب ٍبَ ,و ِم ْن َكبلَ ِم َك َج ِز َ اء ْ ط َي ُدوِني ِببلَ َ س ُ آية (ُٔ " - )ٔٙر َؤ َ اء = ىناؾ رؤساء اضطيدوا داود مثؿ شاوؿ مثبلً .ونحف نواجو باضطياد إبميس ومف يتبعو .ولكف المرنـ س ُ ُر َؤ َ
لـ يجزع مف اضطياد ىؤالء بؿ مف كبلـ اهلل .وىكذا نجد الشيداء لـ يرىبوا اضطياد المموؾ ألف قمبيـ جزع مف
أف يخالفوا كبلـ اهلل. ٕٔٙ ِ ِ يم ًة َو ِاف َرةً". آية (ٕ " - )ٔٙأ َْبتَ ِي ُج أََنا ِب َكبلَم َك َك َم ْن َو َج َد َغن َ ىنا نفيـ أف المرنـ لـ يجزع مف كبلـ اهلل بمعنى الخوؼ مف ضربات اهلل بؿ نجده يفرح ويبتيج بكبلـ اهلل وأنو
يعتبره مثؿ كنز .وكونو يترؾ وصايا اهلل خوفاً مف اضطياد الرؤساء سيجد نفسو وقد خسر ىذا الكنز وفقد سبلمو
وابتياجو.
ٖٔٙ ضُ ِ َح َب ْبتُ َيا". ب َو َك ِرْىتُ ُو ,أ َّ َما َ آية (ٖ " - )ٔٙأ َْب َغ ْ يعتُ َك فَأ ْ ت ا ْل َكذ َ ش ِر َ نرى ىنا أنو يحب لشريعة اهلل ويبغض أكاذيب إبميس وخداعاتو.
آية (ٗٔٙٗ " - )ٔٙس ْبع م َّر ٍ ات ِفي َّ الن َي ِ َح َك ِام َع ْدلِ َك". َّحتُ َك َعمَى أ ْ سب ْ ار َ َ َ َ س ْبع م َّر ٍ ات = ٚرقـ كامؿ بمعنى أف كبلـ اهلل وتسبحتو ال تفارؽ فمو كؿ النيار وتصير ىذه اآلية مثؿ صموا ببل َ َ َ انقطاع (ٔتي٘ .)ٔٚ2ولكف الكنيسة رتبت عمى أساس ىذه اآلية ٚصموات فعبلً كؿ يوـ ىي صموات األجبية.
٘ٔٙ ش ِر ِ ِ ِ س لَ ُي ْم َم ْعثََرةٌ". آية (٘" - )ٔٙ يعت َكَ ,ولَ ْي َ سبلَ َم ٌة َج ِزيمَ ٌة ل ُمح ٍّبي َ َ َ س لَ ُي ْم َم ْعثََرةٌ = ليس المرنـ اختبر أف في حفظو وصايا اهلل وفي تأممو في كبلـ اهلل يكوف لو سبلـ يمؤل قمبوَ .ولَ ْي َ ليـ شؾ (سبعينية) .فكمما قمت العثرات زاد السبلـ. ٔٙٚ ٔٙٙ اد ِات َك ,وأ ِ ُحب َيا ت. َح ِفظَ ْت َن ْف ِسي َ ص َاي َ ش َي َ اك َع ِم ْم ُ اآليات (َ " - )ٔٙٛ-ٔٙٙر َج ْو ُ َ ص َك َيا َربَ ,و َو َ ت َخبلَ َ ٔٙٛ ِ ام َك". اد ِات َك ,أل َّ ِجدًّا. اك َو َ ص َاي َ ش َي َ َح ِف ْظ ُ ت َو َ َم َ َن ُك َّل طُُرقي أ َ
حينما اختبر المرنـ أف حفظ الوصية يعطيو سبلماً لذيذاً في قمبو وأف طريؽ العثرات والخطايا يبعد عنو سبلمو،
قرر أف ال يحيد عف وصايا اهلل .بؿ ىو ينتظر خبلصو النيائي ،أي أف يترؾ كؿ عثرة فيكوف سبلمو وفرحو ببل حدود ،وىذا لف يحدث إال في السماء بعد أف نحصؿ عمى الجسد الممجد.
370
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ث))
قطعة (ت) التوسل لنوال الخبلص
عودة لمجدول
ٓٔٚ ِ ِ ٜٔٙ ض َرِت َك. ب َكبلَ ِم َك فَ ٍّي ْم ِني .لِتَ ْد ُخ ْل ِط ْم َب ِتي إِلَى َح ْ سَ ص َراخي إِلَ ْي َك َيا َربَ .ح َ اآليات ( " - )ٔٚٓ-ٜٔٙل َي ْبمُ ْغ ُ َك َكمِ َم ِت َك َن ٍّج ِني".
ىناؾ قصة تشرح المقصود ،وىي المرأة أصيبت بمرض خطير جداً فإلتجأت إلى اهلل في صموات طويمة .وذات
يوـ قالت ألب اعترافيا "يا أبي سوؼ أموت يوـ كذا ..فقاؿ ليا كيؼ عممت بيذا فأجابت السماء أخبرتني أنني ِ شفاءؾ ..أجابت أنا لست خائفة مف الموت ،فإف كنت ىنا سوؼ أرتاح في ىذا اليوـ .فقاؿ ليا ربما يعني ىذا أفرح بيذا المقدار فكـ وكـ سيكوف الفرح في األبدية ،معنى الراحة يا أبي أنني سأذىب لمسماء ،لذلؾ لست في
خوؼ مف الموت ،بؿ أنا أشتييو .وىذا لساف حاؿ بولس الرسوؿ (رو + ٕٗ2ٚفئ .)ٕٖ2وىذا ما يعبر عنو
المرنـ ىنا ،أنو يشتاؽ ليذا الخبلص النيائي في السماء حيث ال يعود الجسد يتعبو بشيواتو وعثراتو ،فيكوف
سبلمو ببل حدود .وىو يصرخ ليناؿ ىذا. ٕٔٚ ٔٔٚ ِ َن ُك َّل س ِاني ِبأَق َْوالِ َك ,أل َّ ض َك. اآليات (ٔ " - )ٕٔٚ-ٔٚتَُن ٍّبعُ َ يحا إِ َذا َعمَّ ْمتَِني فَ َرِائ َ س ِب ً اي تَ ْ ُي َغ ٍّني ل َ شفَتَ َ اك َع ْد ٌل". ص َاي َ َو َ تَُن ٍّبعُ = تفيض .ىنا نرى أنو كمما إلتزـ اإلنساف بوصايا اهلل كمما امتؤل القمب سبلـ ،وعبلمة ىذا أف تفيض الشفاه
بالتسبحة عبلمة الفرح والشكر .لذلؾ يصمي المرنـ هلل حتى يعممو الوصايا فيفرح ويسبح ،وىكذا ينبغي أف نقضي حياتنا بالجسد اآلف ،نصرخ هلل ليعيننا عمى حفظ الوصية وعمى أف نسبحو كؿ اليوـ وكؿ العمر في انتظار يوـ
الخبلص األبدي.
ٗٔٚ ٖٔٚ ت إِلَى َخبلَ ِ ص َك َيا َرب, اك. اآليات (ٖ " - )ٔٚٗ-ٔٚلِتَ ُك ْن َي ُد َك لِ َم ُعوَن ِتي ,ألَنَّ ِني ْ اْ ص َاي َ شتَ ْق ُ اختَْر ُ ت َو َ يعتُ َك ِى َي لَ َّذ ِتي". َو َ ش ِر َ طمب المعونة اإلليية ،وىكذا ينبغي أف ال نكؼ عف الطمب حتى يعيننا اهلل عمى أف نحفظ الوصايا .ونرى شيوة
المرنـ لمخبلص األبدي.
ٔٚٙ شٍ ِ ِ٘ ٔٚ ضالَّ ٍة .ا ْطمُ ْب َع ْب َد َك, ام َك لِتُِع ٍّني. ت َ ,ك َ ضمَ ْم ُ اة َ َ س ٍّب َح َكَ ,وأ ْ اآليات (٘ " - )ٔٚٙ-ٔٚلتَ ْح َي َن ْفسي َوتُ َ َح َك ُ اك". ص َاي َ س َو َ أل ٍَّني لَ ْم أَ ْن َ كؿ منا ىو الخروؼ الضاؿ ،والمسيح ىو الراعي الصالح الذي أتى ليفتش عمى الخروؼ الضاؿ ويعينو حتى
يعود لمحظيرة ثانية.
371
ضفر المسامير ( المسمور المئت والعشرون)
المزمور المئة والعشرون
عودة لمجدول
المزمور المئة والعشرون (المئة والتاسع عشر في األجبية) ٔ الر ٍّ ِ ِ ِ اب لِي". آية (ٔ) " -إِلَى َّ ص َر ْخ ُ استَ َج َ ت فَ ْ ب في ض ْيقي َ ىذه اآلية نبوة عف آالـ المسيح (عب٘ .)ٚ2ىذه اآلية ىي بمساف المسيح في محنتو وأف اآلب استجاب لو
فأقامو ،إذ لـ يكف مف الممكف أف يحجزه الموت .وىذه اآلية ىي صرخة إنساف شعر بأنو في خطيتو ىو في ألـ
وفي لعنة ،فيصرخ هلل برجاء. ٖ ٕ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ سِ ان ِغ ٍّ ان شَ .ما َذا ُي ْع ِط َ يك َو َما َذا َي ِز ُ س ُ يد لَ َك ل َ اآليات (َٕ " - )ٖ-يا َربَ ,ن ٍّج َن ْفسي م ْن شفَاه ا ْل َكذ ِب ,م ْن ل َ ا ْل ِغ ٍّ ش؟" ِ ِ ِ ِ سا ِن ال ِغ ٍّ ش = صاحب لساف الغش ىو إبميس الذي خدع آدـ وحواء فأسقطيما ،ومازاؿ يخدعنا شفَاه ا ْل َكذ ِب ..,ل َ إذ يصور لنا أف خطايانا ىي ببل عقوبة ولساف الغش ىو مف يمدحنا بما ليس فينا وبرياء ،وقد نكوف سالكيف في
طريؽ الموت ونسمع مف صاحب لساف غش ما يشجع عمى االستمرار .ولساف الغش ىو لساف اليراطقة .ولساف
الغش ىو لساف النماـ وشاىد الزور والمفتري ظمماً (كما حدث مع المسيح) وقد يكوف لساني أنا حيف أنافؽ وال أقوؿ الحؽ .وىنا يتساءؿ المرنـ ما الذي يستفيده صاحب ىذا المساف الغاش ،بؿ كؿ غش سيكوف مصيره نار
تحرؽ قمب الغشاش.
ِٗ ام َجب ٍ الرتَِم". س ُنوَن ًة َم َع َج ْم ِر َّ َّار َم ْ آية (ٗ) " -س َي َ ِ ام َجب ٍ الرتَِم = نوع مف شجر الشيح ينمو في الصحاري وقد تؤكؿ س ُنوَن ًة = ىي سياـ إبميس ضدناَّ . َّار َم ْ س َي َ
جذوره ،ويصنع منو أحياناً الفحـ .فحروب إبميس ضدنا ىي كسياـ جبار مسنونة محماة .ولكف اهلل لـ يتركنا ببل
أسمحة (أؼٕ + ٔٛ-ٔٔ2ٙكو٘ + ٗ2ٔٓ،مز٘ٗ.)٘2
ِ ِ ٘ ِ ِ ِ ِ يد َار!" س َك ِني ِفي ِخ َي ِام ِق َ آية (٘) َ " -وْيمي ل ُغ ْرَبتي في َماش َك ,ل َ م ِ اش َك = قبيمة مف نسؿ يافث (تؾٓٔ )ٕ2يقطنوف بجانب البحر األسود ويمثموف روحياً مف ىـ في غربة وفي َ
بعد عف أورشميـ ،أو بعيديف عف عشرة الرب ويذكر في (حز )ٖٔ2ٕٚأنيـ يتاجروف في نفوس الناس .وىكذا كؿ يد َار = أحد أحفاد إسماعيؿ ،وكانت خياميـ سوداء مف شعر الماعز (نشٔ.)٘2 مف يبتعد عف الرب يستعبدِ .ق َ يتأوه مف حالو وىو مستعبد في خطيتو ،متغرباً عف والموف األسود يشير لمخطية (أرٖٔ .)ٕٖ2فينا نجد الخاطئ َّ
الرب .بؿ ىو حالنا جميعاً طالما نحف في ىذا الجسد (روٕٗ.)ٕٖ2ٚ،
372
ضفر المسامير ( المسمور المئت والعشرون)
ٙ ِ س َك ُن َيا َم َع ُم ْب ِغ ِ السبلَِم". ض َّ أية ( " - )ٙطَ َ ال َعمَى َن ْفسي َ ىنا يشعر بالغربة في العالـ (عبٖٔ + ٔٗ2فئ.)ٕٖ2 ٚ سبلَ ٌمَ ,و ِحي َن َما أَتَ َكمَّ ُم فَ ُي ْم لِ ْم َح ْر ِب". آية ( " - )ٚأََنا َ ىذه اآلية نبوة عف المسيح ممؾ السبلـ ،واىب السبلـ ،أما أىؿ العالـ فيبغضوف السبلـ ال سبلـ قاؿ إليي
لؤلشرار (أش.)ٕٕ2ٗٛ
373
ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى والعشرون)
المزمور المئة والحادي والعشرون
عودة لمجدول
المزمور المئة والحادي والعشرون (المئة والعشرون في األجبية) في المزمور السابؽ شعر المرنـ أنو بعيد عف اهلل ،فما ىي الخطوة األولى التي سيتبعيا؟ آية (ٔ) ٔ" -أَرفَعُ َع ْي َن َّي إِلَى ا ْل ِج َب ِ ث َيأ ِْتي َع ْوِني!" الِ ,م ْن َح ْي ُ ْ أَرفَعُ َع ْي َن َّي إِلَى ا ْل ِج َب ِ ال = المسافر إلى أورشميـ ال يرى جبؿ صييوف مباشرة ،بؿ يرى عدة جباؿ حوليا .و ِم ْن ْ ِ ىناك َيأْتي َع ْوِني .ما ىي ىذه الجباؿ التي تعطي معونة؟ ىناؾ جباؿ جرزيـ (حيث تتمي البركة) ،وجبؿ الزيتوف (جبؿ الصبلة والتأمؿ) جبؿ الجمجثة (التأمؿ في حب اهلل العجيب) ،جبؿ التجمي (حيث نرى المسيح في بيائو)
جبؿ الصعود (حيث نرى المسيح ذاىباً ليعد لنا مكاناً) ،جبؿ حوريب (حيث رأي موسى اهلل فممع وجيو) ،جبؿ
التجربة (حيث انتصر المسيح عمى إبميس) .جبؿ أ ارراط (حيث استقر فمؾ نوح رم اًز لمسبلـ واالستقرار) .والعكس
فيناؾ مف الزاؿ ينظر لطيف أودية ىذا العالـ ،الىياً عف ىذه الجباؿ المقدسة .ومف يتسمؽ ىذه الجباؿ (أي يجاىد في حياتو الروحي ة) يصؿ إلى جبؿ صييوف ،رمز لممسيح الذي ىو جبؿ بيت الرب الثابت في رأس
الجباؿ (أشٕ .)ٕ2والجباؿ أيضاً يشيروا لمصديقيف والقديسيف واألنبياء واآلباء (مزٕ٘ٔ .)ٔ2ونحف ننظر لحياتيـ لنتمثؿ بيـ (عبٖٔ )ٚ2ونتشفع بيـ.
ٕ السماو ِ بِ , ات َواأل َْر ِ ض". آية (ٕ) َ " -م ُعوَن ِتي ِم ْن ِع ْن ِد َّ صان ِع َّ َ َ الر ٍّ َ العالـ بكؿ قوتو ال يستطيع أف يعيف إنساف ،اهلل وحده يستطيع .فمماذا نخاؼ؟
آية (ٖ) ٖ" -الَ ي َدعُ ِر ْجمَ َك تَ ِزل .الَ ي ْنعس ح ِ افظُ َك". َ َُ َ َ الَ َي َدعُ ِر ْجمَ َك تَ ِزل = ولكف عمينا أف نطمب ،وأف ال نيأس حينئذ ال نسقط. الَ ي ْنعس ح ِ افظُ َك = لقد ناـ المسيح في السفينة ليناديو التبلميذ فيسكت البحر ويزداد إيمانيـ. َ َُ َ ٗ ِ يل". س َرِائ َ ام َحافظُ إِ ْ آية (ٗ) " -إِ َّن ُو الَ َي ْن َع ُ س َوالَ َي َن ُ يل = ىي الكنيسة أو النفس البشرية. س َرِائ َ س كناية عف الترؾ واإلىماؿ .إِ ْ ال ْن َعا ُ ٘ الرب ح ِ الرب ِظ ٌّل لَ َك َع ْن َي ِد َك ا ْل ُي ْم َنى". افظُ َكَّ . آية (٘) َ َّ " - الرب ِظ ٌّل لَ َك = الظؿ يعني الرعاية ،والحماية مف ضربات الشمس والحر ،واهلل شبو نفسو بالدجاجة التي تظمؿ َّ أفراخيا بجناحييا .اهلل ىنا مثاؿ لمشفقة والرعاية َي ِد َك ا ْل ُي ْم َنى = ىي رمز القوة والبر .فاهلل أعطانا قوة لننتصر
374
ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى والعشرون)
ونحيا في بر وىو قادر أف يحفظنا في ىذه القوة ،اهلل أعطانا قوة أف ندوس الحيات والعقارب ولكننا نحتاج ظمو
ليحفظ ىذه القوة.
ٙ س ِفي َّ ض ِرُب َك َّ الن َي ِ ارَ ,والَ ا ْلقَ َم ُر ِفي المَّْي ِل". آية ( " - )ٙالَ تَ ْ الش ْم ُ ض ِرُبة َّ س تشير لح اررة التجارب واآلالـ .وضربات الشمس تأتي بالنيار وتصيب الجسد .وضربات القمر ْ الش ْم ُ
قاؿ عنيا العمماء أف ليا تأثير عمى الحاالت النفسية وىي تأتي بالميؿ .واهلل قادر أف يحمينا عموماً مف كؿ ما يصيب الجسد أو النفس وأف يحمينا مف ضربات النيار وضربات الميؿ ،حروب النيار وحروب الميؿ .وقد تشير
ضربات الشمس لمتجارب الشديدة المؤلمة لشدة ح اررة الشمس ،اما القمر فربما يشير الي تجربة بسيطة .فاهلل
يحفظنا في كؿ حاؿ .
ٚ س َك". آية (َّ " - )ٚ الرب َي ْحفَظُ َك ِم ْن ُك ٍّل َ ش ّرَ .ي ْحفَظُ َن ْف َ ش ّر = الشيوات الجسدية والتجارب الخارجية. َي ْحفَظُ َك ِم ْن ُك ٍّل َ ٛ َّى ِر". آية (َّ " - )ٛ اآلن َوِالَى الد ْ وج َك َوُد ُخولَ َك ِم َن َ الرب َي ْحفَظُ ُخ ُر َ وج َك َوُد ُخولَ َك = دخولنا إلى العالـ وخروجنا منو ،فيو الطريؽ ،بالمعمودية ندخؿ لمكنيسة جسده ،واف ثبتنا فيو ُخ ُر َ
يحفظ خروجنا مف ىذا العالـ والى الدىر كما حفظ المسيح نفسو في دخولو وفي خروجو (فيذه اآلية نبوة عف
المسيح).
375
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والعشرون)
المزمور المئة والثاني والعشرون
عودة لمجدول
المزمور المئة والثاني والعشرون (المئة والحادي والعشرون في األجبية) ٔ ب»". الر ٍّ ين لِي «إِلَى َب ْي ِت َّ ب َنذ َ آية (ٔ) " -فَ ِر ْح ُ ت ِبا ْلقَ ِائمِ َ ْى ُ كؿ تائب حقيقي يفرح بالذىاب إلى الكنيسة بيت الرب .ورجوعنا لمكنيسة ىو عربوف وبداية لوصولنا ألورشميـ
السماوية .ىو صوت المسبييف في بابؿ فرحاً بعودتيـ إلى أورشميـ والعتؽ مف العبودية ،وىو صوت كؿ خاطئ تحرر مف عبودية الخطية.
ف أَرجمُ َنا ِفي أ َْبوا ِب ِك يا أُور َ ِ ِٕ يم". آية (ٕ) " -تَق ُ ْ ُ َ َ ُ شم ُ ىنا يتأمؿ أورشميـ بعد أف وصؿ إلى أبوابيا ،ىي وقفة توبة وشعور بعدـ االستحقاؽ لمدخوؿ ،ولكنيا أيضاً فرحة الوصوؿ .الوقوؼ في الكنيسة عمى األرض اآلف ىي لمتوبة والتعزية والتزود بالقوة والحماية في طريقنا إلى
أورشميـ السماوية.
ٖ شمِيم ا ْلم ْب ِنيَّ ُة َكم ِدي َن ٍة متَّ ِ صمَ ٍة ُكمٍّ َيا", آية (ٖ) " -أ ُ ُ َ ُور َ ُ َ ماذا رأي في الكنيسة؟ المؤمنيف يحيوف في محبة مبنييف كحجارة حية (ٔبطٕ )٘2ومما يؤكد أف داود لـ يكف
يقصد أورشميـ فعبلً ،أف أورشميـ كانت مازالت تبنى وما سر اتصاؿ أعضاء الكنيسة ليكونوا في وحدة واحدة
ىكذا؟ ..التناوؿ.
ٗ ادةً ِإلسرِائ َ ِ ث ِ ِ ب". الر ٍّ الر ٍّ اس َم َّ َس َباطُ َّ بَ , ش َي َ يل ,ل َي ْح َم ُدوا ْ َس َباطُ ,أ ْ صع َدت األ ْ آية (ٗ) َ " -ح ْي ُ َ َْ كاف الييود يصعدوف ألورشميـ ٖ مرات في السنة في أعيادىـ الكبيرة الثبلث (المظاؿ والفطير واألسابيع) وكاف
ىذا ليشيدوا إللييـ في ىيكمو وال يذبحوف إللو غريب بعيداً عف أورشميـ .وىكذا نذىب ونصمي في الكنيسة
ونشيد لمرب وفدائو في كؿ قداس نصنعو لنذكر عممو ونحمده بتقديـ ذبيحة الشكر (االفخارستيا). ٘ اءَ ,كر ِ ض ِ اك استَو ِت ا ْل َكر ِ اسي َب ْي ِت َد ُاوَد". اسي لِ ْمقَ َ آية (٘) " -ألَنَّ ُو ُى َن َ ْ َ َ َ أورشميـ كانت مقر الممؾ والقضاء ،وكاف الشعب يأتي ليقضي الممؾ في مظالميـ ففي أورشميـ يحكـ الممؾ بالعدؿ .ولكف ىناؾ معنى آخر لمكراسي ،فالكتاب يقوؿ استَو ِت ا ْل َكر ِ اسي = نصبت الكراسي .والمسيح الممؾ ْ َ َ الحقيقي لمكنيسة يجمس في كنيستو ليحكـ بالعدؿ .والجموس ىو وضع الراحة فاهلل يرتاح في كنيستو لو ساد فييا المحبة والعدؿ ،فكما يجمس عمى الشاروبيـ يجمس في قموب القديسيف ويرتاح .فالعذراء والرسؿ والقديسيف
وكؿ متواضع القمب يسكف فييـ اهلل (أش + ٔ٘2٘ٚيوٗٔ.)ٕٖ2
376
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والعشرون) ٙ شمِيم «لِيستَ ِر ْح م ِحب ِ وك". ُور َ َ َ ْ آية (ْ " - )ٙ اسأَلُوا َ سبلَ َم َة أ ُ ُ نصمي دائماً أوشية السبلمة وفييا نطمب السبلـ لمكنيسة وشعبيا مف ممؾ السبلـ.وصحيح اف المسيح يجمس في
كنيستو ويحكـ بالعدؿ ،وبيذا يسود السبلـ .لكننا ىنا نرى انو يجب عمينا اف نطمب ذلؾ .
اج ِك ,ر ِ ِ ِٚ ص ِ ورِك»". سبلَ ٌم في أ َْب َر ِ َ َ اح ٌة في قُ ُ آية ( " - )ٚل َي ُك ْن َ صور ىـ المؤمنيف القديسيف ،فحيثما يسكف الممؾ، األَ ْب َر ِ اج ىـ الرسؿ وخمفائيـ ومعممو المعتقدات المستقيمة .والقُ ُ يكوف ىذا المكاف قص اًر.
ٛ سبلَ ٌم ِب ِك»". آية (ِ " - )ٛم ْن أ ْ َج ِل إِ ْخ َوِتي َوأ ْ َص َحا ِبي ألَقُولَ َّن « َ ٜ ِ س لَ ِك َخ ْي ًرا". الر ٍّ َج ِل َب ْي ِت َّ آية (ِ " - )ٜم ْن أ ْ ب إِل ِي َنا أَْلتَم ُ ب = بيت الرب إشارة لممسيح ،الذي بو يستجيب اآلب طمباتنا. الر ٍّ َج ِل َب ْي ِت َّ ِم ْن أ ْ
377
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج والعشرون)
المزمور المئة والثالث والعشرون
عودة لمجدول
المزمور المئة والثالث والعشرون (المئة والثاني والعشرون في األجبية) ٔ السماو ِ ت ع ْي َن َّي يا ِ ِ ات". آية (ٔ) " -إِلَ ْي َك َرفَ ْع ُ َ ساك ًنا في َّ َ َ َ َ كؿ مف اقترب مف اهلل وعرفو يتواضع أماـ عظمتو ومحبتو وقداستو ،ويشعر أنو ال شئ ،وىنا نرى المرتؿ يرفع
عينيو ولكف في انسحاؽ فيو عمى األرض حيث الخطية واهلل في السماوات ساكناً في النور والقداسة والمجد .اهلل
في السموات ىو اهلل القدير الذي ال يستحيؿ عميو شئ فممف يمجأ المؤمف إالّ إلى ىذا اإللو القوي طالباً المعونة.
حقاً اهلل قدير لكف اهلل يعطي حيف يشاء (آيةٕ) ،وفي الوقت المناسب بحسب مراحمو وليس إلستحقاقنا.
ِ َن ع ْي َن ِي ا ْلج ِ ِ يد َن ْحو أ َْي ِدي س َ ِ ون ا ْلع ِب ِ س ٍّي َد ِت َيا ,ى َك َذا آية (ٕ) ُ ٕ" -ى َوَذا َك َما أ َّ َ ادت ِي ْمَ ,ك َما أ َّ َ ارَية َن ْح َو َيد َ َ َ َن ُع ُي َ َ ف َعمَ ْي َنا". الر ٍّ ُع ُيوُن َنا َن ْح َو َّ ب إِل ِي َنا َحتَّى َيتََأرَّ َ العبد ينظر لسيده وىكذا األمة لسيدتيا ،ويشعر أنو ِمْم ْؾ لسيده ،وسيده لو الحؽ أف يمنحو أو يعاقبو ،فيو ال ينتظر سوى رحمة سيده .وأف نكوف عبيداً هلل فيي عبودية تحرر .بؿ أف االبف الضاؿ كاف مستعداً أف يقوؿ ألبيو إجعمني كأحد أجرائؾ ولكف أماـ محبة أبيو الفياضة لـ يقؿ ىذا الجزء الذي كاف قد أعده .عمينا وأف فعمنا كؿ البر أف نقوؿ أننا عبيد بطالوف ،وننظر هلل كغير مستحقيف واهلل حينما يريد أف يعطي فميعطي ،وحينما يريد أف
يؤدب ،فنحف عبيده. س َنا ِم ْن ُى ْزِء امتَؤلْ َنا َى َوا ًناَ ٗ .ك ِث ًا اآليات (ْٖ ٖ" - )ٗ-ار َح ْم َنا َيا َرب ْار َح ْم َنا ,أل ََّن َنا َك ِث ًا ير َما َ ش ِب َع ْت أَ ْنفُ ُ ير َما ْ ِ ا ْلمستَ ِر ِ ين". ستَ ْك ِب ِر َ يح َ ين َوِا َىا َنة ا ْل ُم ْ ُ ْ ىذه يقوليا المسبييف العائديف الذيف شبعوا ىواناً مف البابمييف ويقوليا كؿ خاطئ تائب شبع سخرية مف إبميس
أثناء فترة خطيتو.
وىذه اآلية نبوة عما حدث لممسيح وىو عمى الصميب مف ىزء وسخرية.
378
ضفر المسامير ( المسمور المئت والرايع والعشرون)
المزمور المئة والرابع والعشرون
عودة لمجدول
المزمور المئة والرابع والعشرون(المئة والثالث والعشرون في األجبية) نحف أماـ نفس تتقدـ في الروحيات ووصمت لدرجة اإلنسحاؽ والتواضع والتذلؿ أماـ اهلل فيؿ تتركيا الشياطيف؟
قطعاً ال فنحف في حرب روحية مستمرة ،ولوال معونة اهلل ليمكنا.
ٕ ٔ ِ ان لَ َنا ِع ْن َد ما قَام َّ اس س َرِائي ُل «لَ ْوالَ َّ اآليات (ٔ« " - )ٕ-لَ ْوالَ َّ الرب الَِّذي َك َ الرب الَِّذي َك َ ان لَ َنا» .ل َي ُق ْل إِ ْ الن ُ َ َ َعمَ ْي َنا",
عند عودة المسبييف مف بابؿ كانوا ضعفاء جداً ،وكاف األعداء حوليـ يضايقونيـ بشدة .وىكذا كؿ تائب في بداية
طريقو يكوف ضعيفاً جداً ومعرض لئلرتداد سريعاً .ولوال معونة اهلل إلرتد وىمؾ .إبميس عدونا كأسد زائر
(ٔبط٘.)ٛ2
ٖ اح ِتم ِ َحي ِ ض ِب ِي ْم َعمَ ْي َنا", اء َغ َ آية (ٖ) " -إِ ًذا الَ ْبتَمَ ُعوَنا أ ْ َ ً اء ع ْن َد ْ َ اء = التائب كاف ميتاً فعاش ،وابميس ال يحارب سوى األحياء. إِ ًذا الَ ْبتَمَ ُعوَنا أ ْ َح َي ً ٗ الس ْي ُل عمَى أَ ْنفُ ِس َنا٘ .إِ ًذا لَعبر ْت عمَى أَ ْنفُ ِس َنا ا ْل ِمياه الطَّ ِ ِ ام َي ُة»". َ ُ َ ََ َ اآليات (ٗ " - )٘-إِ ًذا لَ َج َرفَتْ َنا ا ْلم َياهُ ,لَ َع َب َر َّ َ ىنا تصوير لؤلعداء بأنيـ كالسيؿ الطامي ،الذي يجرؼ أمامو كؿ شئ .ولقد أنقذ اهلل شعبو عند الخروج مف
مصر مف جيش فرعوف الذي كاف كالسيؿ ومف مياه البحر األحمر .وأنقذ نوح وبنيو مف مياه الطوفاف ،ويوناف
مف بطف الحوت.
ٙ الرب الَِّذي لَم ي ِ َس َن ِان ِي ْم". آية (ُ " - )ٙم َب َار ٌك َّ يس ًة أل ْ ْ ُْ سم ْم َنا فَ ِر َ الرب = نحف نبارؾ الرب بأف نظير بركتو لنا وذلؾ بالشكر والتسبيح. ُم َب َار ٌك َّ ٚ الصي ِ ِ صفُ ِ س َرَ ,وَن ْح ُن ا ْن َفمَتْ َنا". ور ِم ْن فَ ٍّخ َّ َّاد َ س َنا م ْث َل ا ْل ُع ْ ين .ا ْلفَخ ا ْن َك َ آية ( " - )ٚا ْن َفمَتَ ْت أَ ْنفُ ُ ىنا نجد الشيطاف في حربو ضدنا مثؿ الصياد الذي يضع فخاً ويضع فيو حبوب ليجذب العصفور فيمسؾ الفخ
برجمو .والعصفور ىنا ىو كؿ منا ،فإف قبمنا الخطايا والممذات التي يضعيا الشيطاف في طريقنا يمسؾ بنا.
وعمينا أف نرفض والرب يكسر الفخ المنصوب لنا وجناحي العصفور ىما اإليماف في مساندة اهلل واآلخر ىو إرادة
رفض الخطية والجياد.
ٛ السماو ِ بِ َّ , ض". الر ٍّ اسِم َّ ات َواأل َْر َ آية (َ " - )ٛع ْوُن َنا ِب ْ الصان ِع َّ َ َ كـ مف فخاخ حولنا ال ندري عنيا شئ ،ولكف عوننا باسـ الرب فيو الذي يقودنا.
379
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص والعشرون)
المزمور المئة والخامس والعشرون
عودة لمجدول
المزمور المئة والخامس والعشرون(المئة والرابع والعشرون في األجبية) ٔ ِ ِ الر ٍّ ِ َّى ِر". ون َعمَى َّ س ُك ُن إِلَى الد ْ آية (ٔ) " -اَْل ُمتََوٍّكمُ َ ب م ْث ُل َج َب ِل ص ْي َي ْو َن ,الَّذي الَ َيتََز ْع َزعَُ ,ب ْل َي ْ قارف مع الذيف إتكموا عمى مصر (حز + ٙ2ٕٜ،ٚأشٖٔ + ٖ-ٔ2أشٕٓ )ٙ-ٔ2وقولو إلى الدىر يشير لمي ارثنا
السماوي الذي لف
ىنا مشبييف ب َج َب ِل
يتزعزع .وأما أي شئ مادي نتكؿ عميو (ماؿ ،أشخاص ) ....فالكؿ زائؿ متزعزع .الصديقيف ِ ص ْي َي ْو َن ألف الجبؿ ال يتزعزع ويشير لمسمائيات في عموه.
آية (ٕ) ٕ" -أُور َ ِ َّى ِر". يم ا ْل ِج َبا ُل َح ْولَ َياَ ,و َّ الرب َح ْو َل َ آلن َوِالَى الد ْ ش ْع ِب ِو ِم َن ا َ ُ شم ُ ما أروع ىذا المشيد فالكنيسة حوليا جباؿ تحيطيا (مبلئكة وقديسيف )....والرب يحيط شعبو كمو.
(عبٕٔ.)ٔ2الرب يحيط بالكنيستيف المنتصرة في السماء ،والمجاىدة التي ما زالت عمي االرض .وكانت أورشميـ فعبلً محاطة بالجباؿ مف كؿ ناحية. الصد ِ ار عمَى َن ِ آية (ٖ) ٖ" -ألَنَّ ُو الَ تَ ِ ص ِ ون أ َْي ِد َي ُي ْم إِلَى ِ اإل ثِْم". ين ,لِ َك ْيبلَ َي ُم َّد ٍّ يب ٍّ صا األَ ْ الصدٍّيقُ َ ٍّيق َ ش َر ِ َ ْ ستَقر َع َ اهلل يسمح بالتجارب لشعبو لتأديبيـ ،ولكف في حدود إمكانياتيـ حتى ال يفشموا ،وعصا الخطاة أي قوتيـ وسيادتيـ (كما استعبد ال بابميوف الشعب حتى تخصموا مف وثنيتيـ) فنبوخذ نصر كاف العصا التي استخدميا اهلل
لمتأديب (ٔكوٓٔ.)ٖٔ2
٘ ٗ ون إِلَى طُرق معوج ٍ ين وِالَى ا ْلمستَ ِق ِ َح ِس ْن يا رب إِلَى َّ ِ ِ يمي ا ْل ُقمُ ِ َّة وب .أ َّ َما ا ْل َع ِادلُ َ اآليات (ٗ " - )٘-أ ْ ُ ْ ُ ُ َْ الصالح َ َ َ َ ِ الرب مع فَعمَ ِة ِ ِ يل". س َرِائ َ سبلَ ٌم َعمَى إِ ْ اإل ثْمَ . فَ ُيذْى ُب ُي ُم َّ َ َ َ ون إِلَى طُرق معوج ٍ َّة = يميموف إلى العثرات (بحسب السبعينية) اهلل سيحسف لمصديقيف في األبدية أ َّ َما ا ْل َع ِادلُ َ ُ ُ َْ يل = شعب اهلل سيبقي في سبلـ إلى األبد. س َرِائ َ سبلَ ٌم َعمَى إِ ْ فيؤالء نصيبيـ البحيرة المتقدة بالنار (رؤَٕٔ .)ٛ2 والعادلوف ىـ الذيف يرتدوا أو يعدلوا عف الطريؽ الصحيح ،طريؽ اإلستقامة.
380
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش والعشرون)
المزمور المئة والسادس والعشرون
عودة لمجدول
المزمور المئة والسادس والعشرون (المئة والخامس والعشرون في األجبية) ىي ترنيمة المسبييف العائديف إلى أورشميـ في فرح بعودتيـ ،أو عودة الخاطئ المستعبد لممسيح. ٔ صييو َنِ , ِ ين". آية (ٔ) ِ " -ع ْن َد َما َرَّد َّ ص ْرَنا ِم ْث َل ا ْل َحالِ ِم َ س ْب َي ْ َ ْ الرب َ ين = صرنا في ذىوؿ غير مصدقيف أنفسنا مف الفرح ،وكأننا في حمـ .وقوليـ ىذا يعني بالضرورة ِم ْث َل ا ْل َحالِ ِم َ
أنيـ كانوا في حزف وىـ في خطيتيـ فالتعزية ال تكوف إال لمحزاني.
ِ ٍِ ِ ب قَ ْد َعظَّ َم الر َّ ُمِم «إِ َّن َّ َوأَْلس َنتَُنا تََرن ًما .حي َنئذ قَالُوا َب ْي َن األ َ ين". فَ ِر ِح َ
اى َنا ِ ٕ ِ ٍِ ض ْح ًكا, امتَؤل ْ َت أَف َْو ُ اآليات (ٕ " - )ٖ-حي َنئذ ْ ٖ الرب ا ْلعم َل مع َنا ,و ِ ص ْرَنا ىؤالَ ِء»َ .عظَّ َم َّ ا ْل َع َم َل َم َع ُ ََ ََ َ فرحيـ وتسبيحيـ ظي ار أماـ األمـ ،فيـ شيدوا وسطيـ بعمؿ اهلل.
ٗ الس َو ِاقي ِفي ا ْل َج ُن ِ وب". س ْب َي َناِ ,م ْث َل َّ آية (ٗ) ْ " -ارُد ْد َيا َرب َ الس َو ِاقي 2ىي مجاري المياه التي تمتمئ بمياه السيوؿ ،حيف تذوب الثموج عمى الجباؿ .والجنوب يشير ألورشميـ َّ
فيي جنوب بابؿ ،والجنوب مشيور بالح اررة والشمس الساطعة .وكنيسة القديسيف يسطع فييا شمس البر ،ويذيب
ثموج فتورىا الروحي ويمؤلىا مياه أنيار تفيض منيا ىي الروح القدس (يو .)ٖٜ-ٖٚ2ٚومف الذي يصمي ىذه اآلية؟ تصمييا الكنيسة كميا مف أجؿ مف ال يزالوا في بابؿ الخطية ،ويصمييا العائديف إلى أورشميـ حتى يعود باقي الشعب الذي لـ يقبؿ العودة ألورشميـ واستمروا في بابؿ.
٘ اء ح ِ ِ االب ِتي ِ ِ َّ ٙ امبلً ِم ْب َذ َر َّ الزْر ِع, ص ُد َ ين َي ْزَر ُع َ اآليات (٘ " - )ٙ-الَِّذ َ ب َذ َى ًابا ِبا ْل ُب َك َ اج .الذاى ُ ون ِب ْ َ ون ِبالد ُموِع َي ْح ُ يئا ي ِجيء ِبالتَّرنِم ح ِ امبلً ُح َزَم ُو". َم ِج ً َ ُ َ َ
من َي ْزَرعُ كاف داود
ِبالد ُموِع = ىو مف يقدـ توبة .وىذا يمتمئ بالروح القدس فيكوف لو ثمار ،ومف ثمار الروح الفرح .ىكذا في توبتو يبمؿ فراشو بدموعو (مز .)ٙ2ٙوالبد مف الجياد في الزرع لكي يكوف ىناؾ ثمار ،نزرع أعماالً
صالحة وجياد.
381
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع والعشرون)
المزمور المئة والسابع والعشرون
عودة لمجدول
المزمور المئة والسابع والعشرون(المئة والسادس والعشرون في األجبية) كاتب المزمور ىو سميماف باني الييكؿ .والييكؿ يرمز لجسد المسيح (كنيستو) (يوٕ .)ٕٔ2واهلل ىو الذي كوف
جسد المسيح في بطف العذراء ،وىو الذي يعطينا ميبلداً ثانياً مف المعمودية اآلف لنكوف حجارة حية في بيت الرب .ونبلحظ أنو في بناء الييكؿ الثاني بعد السبي كانت ىناؾ مقاومة شديدة مف األعداء المحيطيف ،وىكذا
في بناء الكنيسة جسد المسيح حالياً يقاوـ عدو الخير كؿ عمؿ ،والمزمور يقوؿ لكؿ مف يعمؿ عمؿ الرب ،اف
اهلل ىو الذي يعمؿ فبل تخؼ
ٔ ِ ِ ِ س َي ُر ون .إِ ْن لَ ْم َي ْحفَ ِظ َّ آية (ٔ) " -إِ ْن لَ ْم َي ْب ِن َّ ب ا ْل َب َّن ُ الرب ا ْل َب ْي َ اؤ َ ت ,فَ َباطبلً َيتْ َع ُ الرب ا ْل َمدي َن َة ,فَ َباطبلً َي ْ ا ْل َح ِ س". ار ُ
ال نخاؼ مف أي مقاومة وال نخاؼ الفشؿ ،فاهلل ىو الذي يبني البيت ويحرس المدينة .وكما فعؿ نحميا ،عمينا أف نجاىد ونبني واهلل يقود العمؿ ويحرسو .وعمينا أف نعرؼ أف جيادنا كمو ىو كبل شئ بدوف المعونة اإلليية .ومف
يعتمد عمى ذاتو إلكتساب أي فضيمة تفشؿ. ِ ين ُخ ْب َز األَتْع ِ ِ ين ا ْلجمُوسِ , آية (ٕ) ٕ" -ب ِ ِ ِ يب ُو اط ٌل ُى َو لَ ُك ْم أ ْ آكمِ َ اب .لك َّن ُو ُي ْعطي َح ِب َ َ َ َن تَُب ٍّك ُروا إِلَى ا ْلق َيامُ ,م َؤ ٍّخ ِر َ ُ َ َن ْو ًما".
ىذه موجية لكؿ مف يظف أنو قادر أف يفعؿ شيئاً بذراعو" ،بدوني ال تقدروف أف تفعموا شيئا" ( يو ٘ٔ ) ٘ 2
ىكذا قاؿ ا لسيد المسيح .فمماذا اليـ واهلل ىو الذي يفعؿ كؿ شئ ،عمينا أف نعمؿ دوف حمؿ أي ىـ ،بؿ نحيا في ِ يب ُو َن ْو ًما = فحبيب الرب وسط ىموـ العالـ يناـ ألنو واثؽ أف اهلل ىو ضابط الكؿ .ومف ىو سبلـ= ُي ْعطي َح ِب َ حبيب الرب؟ اإلجابة في (يوٗٔ )ٔ٘2ونبلحظ أف المرتؿ لـ يمنع العمؿ ،بؿ اليـ والضيؽ .ولنذكر انو في بناء الييكؿ الثاني اف اهلل وبخيـ عف طريؽ النبييف حجي وزكريا انيـ متكاسميف عف البناء .والمعني عمينا اف نعمؿ
وبكؿ جيد ولكف بكؿ ثقة اف اهلل ىو شريؾ في العمؿ ،فالعمؿ عممو .
آية (ٖ) ُ ٖ" -ىوَذا ا ْلب ُن َ ِ ُج َرةٌ". الر ٍّ اث ِم ْن ِع ْن ِد َّ ير ٌ ب ,ثَ َم َرةُ ا ْل َب ْط ِن أ ْ َ َ ون م َ كاف العبرانيوف يعتبروف أف كثرة البنوف بركة مف عند الرب= ا ْلب ُن َ ِ ب (تثٔٔ.)ٗ2ٕٛ، الر ٍّ اث ِم ْن ِع ْن ِد َّ ير ٌ َ ون م َ والمعني انو عمينا اف ال نحمؿ اي ىـ ،فكؿ بركة مصدرىا الرب ،ومثاؿ لذلؾ البنوف .اذاً البركة ونجاح العمؿ
ىو مف اهلل .
382
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع والعشرون)
وتفيـ اآلية عمى كؿ أبناء الكنيسة التي تمدىـ في المعمودية .ىـ ولدوا هلل بالمعمودية وليس مف زرع بشر .وىـ
أجرة المسيح وميراثو ألجؿ تعبو في الخبلص (أشٖ٘.)ٔٔ2
اء َّ آية (ٗ) َ ٗ" -ك ِس َي ٍام ِب َي ِد َجب ٍ يب ِة". الش ِب َ َّار ,ى َك َذا أ َْب َن ُ في َي ِد اذا اعطي اهلل انساف ابناء اقوياء يشعر بالقوة اذ ىو محاط بشباب قوي .يكونوف َك ِس َي ٍام ِ َّ يب ِة = ىـ الذيف ينجبوف في فترة الصبا ،أياـ القوة .فاف كاف شعور االطمئناف ىذا يشعر بو الش ِب َ وجود اوالد اقوياء ،فكـ وكـ عمينا اف نشعر بإطمناف حيف يكوف اهلل معنا . في َي ِد َجب ٍ َّارىو اهلل .فاهلل أرسؿ تبلميذه وبشروا بكممتو فكانوا كسياـ وصمت والمؤمنوف ىـ ِس َي ٍام ِ األرض (روٓٔ .)ٔٛ2والمسيح ولدنا حينما عمؿ عممو الخبلصي بقوة.
َجب ٍ اء َّار .أ َْب َن ُ االنساف مف إلى أقاصي
٘ اء ِفي ا ْل َب ِ اب". وبى لِمَِّذي َمؤلَ َج ْع َبتَ ُو ِم ْن ُي ْم .الَ َي ْخ َز ْو َن َب ْل ُي َكمٍّ ُم َ ون األ ْ آية (٘) " -طُ َ َع َد َ طوبى لمف حصؿ مف اهلل عمى السبلـ الداخمي فيناـ ىادئاً ويكوف لو األماف ،كمف لو كثرة البنيف ويكوف بنوه اء ِفي ا ْل َب ِ اب = كاف لمقدماء عادة مرىبيف ألعدائيـ مثؿ السياـ في يد الجبار .مثؿ ىذا ال يخزىُ .ي َكمٍّ ُم َ ون األ ْ َع َد َ أنو إذا جاء ليـ سفير مف األعداء ال يسمحوف لو بالدخوؿ لممدينة ،بؿ يوقفونو عمى الباب ويردوف لو جواب
كبلمو .وحيف يكوف لئلنساف أوالد أقوياء ،ال يخزوف إذا أتي عمييـ األعداء بؿ يكممونيـ في قوة .وال يستطيع
األعداء أف يعيرونيـ بأف اهلل غير قادر عمى خبلصيـ كما فعؿ ربشاقي أياـ حزقيا .وكؿ نفس تخزف كممات اهلل كسياـ ضد أفكار إبميس التي تقؼ عمى أبواب قموبنا (حبٖ .)ٜ2وىكذا حارب السيد المسيح إبميس بآيات
الكتاب المقدس.
383
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه والعشرون)
المزمور المئة والثامن والعشرون
عودة لمجدول
المزمور المئة والثامن والعشرون(المئة والسابع والعشرون في األجبية) ويص ِ َّوْر البركة التي تشمؿ اإلنساف ،بأف ىذا اإلنساف التقي ىنا نرى البركة تشمؿ حياة كؿ مف يتقي الربُ . يعيش في بيتو سعيداً وسط امرأتو وأوالده .وسبب البركة مخافة الرب.ولذلؾ نصمي ىذا المزمور في صموات
االكاليؿ .
ٔ سمُ ُك ِفي طُُرِق ِو". الر َّ وبى لِ ُك ٍّل َم ْن َيتَّ ِقي َّ آية (ٔ) " -طُ َ بَ ,وَي ْ العالـ قد يعطي غني أو جاه ،أما اهلل فيسكف وسط بيت الصديؽ ،بؿ يسكف فيو فيكوف ىذا سبب بركة مادية لو
وأيضاً سبب سبلـ وفرح في حياتو .واجمؿ ما في البيوت التي يسكف فييا اهلل انيا ممموءة محبة وفرح . ومف ىو الرجؿ التقي الذي لـ يصنع خطية فعبلً إال المسيح .لذلؾ فيذا المزمور نبوة عف المسيح.
ٕ اك َو َخ ْيٌر لَ َك". وب َ ب َي َد ْي َك ,طُ َ آية (ٕ) " -أل ََّن َك تَأْ ُك ُل تَ َع َ المسيح حيف يجوع ويريد أف يأكؿ ،فيو يطمب إيماف المؤمنيف ،وىو يشبع إذا رأى المؤمنيف يدخموف لئليماف
(يوٕٖ .)ٖٔ2ٗ،وحيف لعف المسيح التينة إذ كاف جائعاً ولـ يجد ثم اًر لعنيا ألنو كاف يريد أف يشير لؤلمة الييودية التي ال يجد فييا ثمر ،بؿ سوؼ تصمبو وترفضو .وراجع (أشٖ٘ .)ٔٔ2ولكؿ مؤمف يتعب ويزرع
بالدموع يحصد باالبتياج ويأكؿ ويشبع. ٖ وس َّ وك ِم ْث ُل ُغ ُر ِ الزْيتُ ِ ون َح ْو َل َم ِائ َد ِت َك". ام َأرَتُ َك ِمثْ ُل َك ْرَم ٍة ُمثْ ِم َرٍة ِفي َج َو ِان ِب َب ْي ِت َكَ .ب ُن َ آية (ٖ) ْ " - إذا فيمنا أف الرجؿ ىو المسيح ،فالمرأة ىي كنيستو ،والبنوف ىـ المؤمنوف .والمسيح شبو نفسو بالكرمة حيف قاؿ
"أنا الكرمة وأنتـ األغصاف ،فالكنيسة ىي الكرمة أي جسد المسيح ولماذا الكرمة بالذات ،فكؿ عضو في الكنيسة يتغذى عمى جسد المسيح ودمو .وىنا نفيـ المائدة أنيا مائدة التناوؿَ .ج َو ِان ِب َب ْي ِت َك = البيت ىو الكنيسةُ .غ ُر ِ وس َّ الزْيتُ ِ ون = زيت الزيتوف رمز لمروح القدس الذي حؿ عمى الكنيسة ،وأبناء الكنيسة يولدوف مف الماء والروح. وشجر الزيتوف ينمو في البرية .ونحف كأوالد اهلل نحيا اآلف في برية ىذا العالـ .إال أف ىذا المعنى الرمزي ال
يمغي أف البيت الذي يتقي اهلل يسكف فيو اهلل ويباركو فعبلً ،ومثاؿ لمبركة ،الزوجة تثمر اوالدا صالحيف ممموئيف وس َّ مف الروح القدس= ُغ ُر ِ الزْيتُ ِ ون. اآليات (ٗٗ" - )ٙ-ى َك َذا ٙ يك. َح َي ِات َكَ ,وتََرى َب ِني َب ِن َ
ِ ارُك َك َّ ِ ِ شمِيم ُك َّل أَي ِ بُ ٘ .ي َب ِ َّام الر َّ الر ُج ُل ا ْل ُمتَّ ِقي َّ ُي َب َار ُك َّ الرب م ْن ص ْي َي ْو َنَ ,وتُْبص ُر َخ ْي َر أ ُ ُور َ َ يل". س َرِائ َ سبلَ ٌم َعمَى إِ ْ َ 384
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه والعشرون)
ب .ويريو خيراتو وبركاتو كؿ أياـ حياتو عمى األرض ،بؿ وفي السماء ،وفي السماء الر َّ الر ُج ُل ا ْل ُمتَّ ِقي َّ اهلل ُي َب َار ُك َّ سيرى بني بنيو وأبناء أبنائيـ ،فبل موت لمف يذىب لمسماء .بؿ سنرى السابقيف والبلحقيف .ونعيش في سبلـ
لؤلبد.
385
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع والعشرون)
المزمور المئة والتاسع والعشرون
عودة لمجدول
المزمور المئة والتاسع والعشرون(المئة والثامن والعشرون في األجبية) في المزمور السابؽ سمعنا أف الرب يبارؾ المتقي اهلل ،ىؿ معنى ىذا أنو يحيا ببل ألـ؟ ىنا يكمؿ المرتؿ الصورة،
فطالما نحف عمى األرض سنضطيد مف إبميس ومف األشرار.
شبا ِبيِ , ِ لك ْن لَ ْم س َرِائي ُل ٕ« َك ِث ًا اآليات (َٔ «ٔ" - )ٕ-ك ِث ًا ض َايقُوِني ُم ْن ُذ َ ير َما َ ير َما َ ض َايقُوِني ُم ْن ُذ َ َ ش َبا ِبي» .ل َي ُق ْل إِ ْ َي ْق ِد ُروا َعمَ َّي". ش َبا ِبي .بؿ يقاؿ ىذا أيضاً عف شعب إسرائيؿ الذي ىنا صورة لمكنيسة التي اضطيدىا األشرار منذ بدايتيا= ُم ْن ُذ َ
اضطيده المصريوف في مصر وعماليؽ في سيناء .فعموماً شعب اهلل يثير ضده الشيطاف زوابع االضطياد دائماً وألف اهلل وسطيا= ِ لك ْن لَ ْم َي ْق ِد ُروا عمييا .فالكنيسة صعب أف ييزميا أحد فيي عروس المسيح (ٕتيٖ+ ٕٔ2 أع.)٘2ٜ ٖ اث .طَ َّولُوا أَتْبلَ َم ُي ْم»". ث ا ْل ُح َّر ُ آية (ٖ) َ " -عمَى ظَ ْي ِري َح َر َ اث .طَ َّولُوا أَتْبلَ َم ُي ْم = عمى ظيري جمدني الخطاة وأطالوا إثميـ (سبعينية) فيذه نبوة عما ث ا ْل ُح َّر ُ َعمَى ظَ ْي ِري َح َر َ
حدث لممسيح .أَتْبلَ َم ُي ْم = ىي األخاديد الباقية بعد مرور المحراث في األرض إشارة ألثار الجروح الناشئة مف ضرب السياط عمى جسد المخمص .واهلل يسمح باف األشرار يحرثوف عمى ظير البار (أي يضطيدونو) لينقي
البار ويكوف أرضاً صالحة لنمو كممتو.
ٗ الرب ِ ش َر ِ ار". ٍّيق .قَطَ َع ُرُب َ آية (ٗ) َّ " - ط األَ ْ صد ٌ ش َر ِ ش َر ِ ار إشارة إلى حيميـ ومكائدىـ واضطياداتيـ ار = يقطع أعناؽ الخطاة (سبعينية) .وُرُبطَ األَ ْ قَطَ َع ُرُبطَ األَ ْ التي يشدونيا عمى أعناؽ المؤمنيف لكف الرب يقطعيا وقطع أعناؽ الخطاة يشير لكسر كبريائيـ وعقوبتيـ بسيؼ
العدؿ اإلليي.
ضي ِ اء ُكل م ْب ِغ ِ آية (٘) َ ٘" -ف ْمي ْخ َز وْليرتَ َّد إِلَى ا ْلور ِ ص ْي َي ْو َن". َ َ َْ ََ ُ ىي صبلة تشبو (رؤ .)ٔٓ2ٙونحف نصمي ليبعد عنا اهلل تجارب إبميس الشريرة. ٙ َن ي ْقمَعٚ ,الَِّذي َال يمؤلُ ا ْلح ِ ش ِب السطُ ِ ِ اص ُد َكفَّ ُو ِم ْن ُو َوالَ اآليات ( " - )ٚ-ٙلِ َي ُكوُنوا َك ُع ْ َ س قَ ْب َل أ ْ ُ َ وح الَّذي َي ْي َب ُ َْ ض َن ُو". ا ْل ُم َحٍّزُم ِح ْ
386
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع والعشرون)
ش ِب السطُو ِح ،إذ ليس لو جذور فييبس سريعاً ،فبل شركة ليـ مع الرب ،بؿ خطاياىـ وشيواتيـ شبو األشرار ب ُع ْ تحرقيـ ،إذ ال تعزية مف اهلل ليـ .بؿ عدلو أيضاً يحرقيـ .الَِّذي الَ يمؤلُ ا ْلح ِ اص ُد َكفَّ ُو ِم ْن ُو = إذ ليس ليـ ثمرَ .والَ َ َْ ض َن ُو = ىؤالء ال يحتضنيـ الرب أبداً.وعمميا فعشب السطوح يخرج بكميات قميمة وببل فائدة فبل يجمعو ا ْل ُم َحٍّزُم ِح ْ احد .
ٛ ب»". الر ٍّ الر ٍّ اسِم َّ ون « َب َرَك ُة َّ آية (َ " - )ٛوالَ َيقُو ُل ا ْل َعا ِب ُر َ ب َعمَ ْي ُك ْمَ .ب َارْك َنا ُك ْم ِب ْ ب = البركة ىي ألوالد الر ٍّ اسِم َّ كؿ مف يراىـ يدرؾ أف ال بركة ليم من الرب .اما اوالد اهلل فميـ بركة= َب َارْك َنا ُك ْم ِب ْ اهلل وشعبو فقط ،ولذلؾ عمييـ أف ال يخافوا مف األعداء األشرار.
387
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخالحون)
المزمور المئة والثبلثون
عودة لمجدول
المزمور المئة والثبلثون(المئة والتاسع والعشرون في األجبية) في ىذه الساعة نذكر دفف الرب يسوع ونزولو إلى الجحيـ ليخمص قديسيو مف ىناؾ .والنوـ يسميو البعض الموت الصغير ،فالمسيح قاؿ عف لعازر حيف مات "حبيبنا لعازر قد ناـ" ونحف في صبلة النوـ نذكر أننا سنناـ
أي سنموت يوماً ما ،فنقدـ توبة قبؿ أف تأتي تمؾ الساعة ،وكما نرجو أف نقوـ في الصباح التالي بعد نومنا،
نرجو أف تكوف لنا أبدية سعيدة مع اهلل في القيامة حيف نقوـ في اليوـ األخير.
وىذا المزمور ىو مف ضمف ترانيـ المصاعد .وكنا قد توقفنا في المزمور السابؽ مباشرة عند االضطيادات واآلالـ التي تعاني منيا الكنيسة في ىذا العالـ ،أو اآلالـ ومكائد إبميس ضد النفس طالما كنا متغربيف عف
السماء ،وماذا تفعؿ النفس المتألمة؟ آية ِم َن
ٔ َع َما ِ ت إِلَ ْي َك َيا َرب". ص َر ْخ ُ (ٔ) ِ " -م َن األ ْ ق َ َع َما ِ ت إِلَ ْي َك َيا َرب = مف عمؽ األحزاف أو عمؽ اآلالـ أو عمؽ الخطية (إذ تقدـ النفس توبة ص َر ْخ ُ األ ْ ق َ
ترجو معونة اهلل) .ومف أعماؽ القمب وليس مف الشفتيف فقط .وبالنسبة لممسيح فاالعماؽ تشير لمجحيـ الذي ت = ليس المعنى ص َر ْخ ُ ذىب اليو بعد موتو عمي الصميب ليخمص مف فيو .ولمف نصرخ ونمجأ إال هلل وحدهَ . تعمية الصوت ،إنما رفع القمب هلل ،والصبلة بإرادة عقمية وبكؿ الحواس .والمسيح صرخ واهلل استجاب لو وخمص
الكنيسة .
ٕ اك م ِ ِ ضر َع ِاتي". ص ْو ِت تَ َ ص ْوِتي .لتَ ُك ْن أُ ُذ َن َ ُ ْ آية (ٕ) َ " -يا َربْ , صغ َيتَ ْي ِن إِلَى َ اس َم ْع َ يجب أف يكوف لنا إيماف بأف اهلل يستجيب إف طمبنا بإيماف( .عبٗ.)ٔٙ2 آية (ٖ) ٖ" -إِ ْن ُك ْن َ ِ ف؟" س ٍّي ُد ,فَ َم ْن َي ِق ُ ت تَُراق ُ ام َي َاربَ ,يا َ ب اآلثَ َ لو عاممنا ا هلل بعدلو كما نستحؽ ليمكنا ،وال أمؿ لنا سوى مراحمو لذلؾ ال تكؼ الكنيسة عف ترديد صبلة "يا رب
إرحـ"
اف ِم ْن َك". آية (ٗ) ٗ" -أل َّ َن ِع ْن َد َك ا ْل َم ْغ ِف َرةَ .لِ َك ْي ُي َخ َ اف ِم ْن َك = ليس معنى أل َّ َن ِع ْن َد َك ا ْل َم ْغ ِف َرةَ = المسيح الذي صار بو غفراف خطايانا جاء مف عند اآلب .لِ َك ْي ُي َخ َ مراحـ اهلل وغفرانو أف نقوؿ ،قد ضمنا الخبلص فمنفعؿ كما نريد ،بؿ لنتمـ خبلصنا بخوؼ ورعدة ،فاهلل في عدلو
سمح أف إبنو يصمب ،فإف أىممنا خبلصاً ىذا مقداره ،ولـ نقدـ توبة ونمتنع عف خطايانا فكـ تكوف عقوبتنا
(عبٕ.)ٖ2
388
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخالحون) ٘ ت". آية (٘) " -ا ْنتَظَ ْرتُ َك َيا َرب .ا ْنتَظَ َر ْت َن ْف ِسيَ ,وِب َكبلَ ِم ِو َر َج ْو ُ عمينا أف ننتظر الرب بثقة في وعوده فيو يحققيا في الوقت الذي يراه مناسباً .فيو في أالمو ،ونحف في أالـ ىذا
العالـ عمينا أف نثؽ في الخبلص وفي وعود الرب لنا.
ٙ ين الص ْب َح". الر َّ آية (َ " - )ٙن ْف ِسي تَ ْنتَ ِظ ُر َّ ين الص ْب َح .أَ ْكثََر ِم َن ا ْل ُم َر ِاق ِب َ ب أَ ْكثََر ِم َن ا ْل ُم َر ِاق ِب َ الحارس عمى األسوار ينتظر الصبح بفارغ صبر ليذىب ليستريح ،ىكذا عمينا أف ننتظر مجيء الرب شمس البر، ين الص ْب َح = مف فنستريح مف أالـ ىذا العالـ "ىنا رجاء في القيامة" وفي السبعينية ترجمت اآلية أَ ْكثََر ِم َن ا ْل ُم َر ِاق ِب َ محرس الصبح إلى الميؿ .بمعنى أف الحراسات في الميؿ تنقسـ إلى ٗ نوبات مف الساعة ٙإلى الساعة ٜ
والثانية مف الساعة ٜإلى الساعة ٕٔ والثالثة مف الساعة ٕٔ إلى الساعة الثالثة والرابعة وتسمى محرس الصبح
تبدأ مف الساعة ٖ صباحاً حتى الساعة ٙصباحاً .ويكوف المعنى أننا ننتظر الرب منذ الصباح وحتى المساء
أي دائماً نحف متكميف عميو ،نظرنا عميو دائما متوقعيف منو خبلصا.
ِ ِ ِ ِٚ ير", ب ,أل َّ الر َّ الر ٍّ ب َّ َن ِع ْن َد َّ س َرِائي ُل َّ آية ( " - )ٚل َي ْر ُج إِ ْ الر ْح َم َة َوع ْن َدهُ ف ًدى َكث ٌ ِ ِ ِ ير = عنده خبلص لكؿ أالمنا. المرتؿ ينصح كؿ إنساف أف يترجي الرب فَع ْن َدهُ ف ًدى َكث ٌ ٛ يل ِم ْن ُك ٍّل آثَ ِ ِ ام ِو". س َرِائ َ آية (َ " - )ٛو ُى َو َي ْفدي إِ ْ نبوة واضحة عف عمؿ المسيح الكفاري الفدائي.
389
ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى والخالحون)
المزمور المئة والحادي والثبلثون
عودة لمجدول
المزمور المئة والحادي والثبلثون(المئة والثبلثون في األجبية) مزمور يشير لتواضع داود النبي والممؾ ،رم اًز لتواضع المسيح الذي أخذ صورة عبد ثـ مات .ويقوؿ معظـ
المفسريف أف داود قاؿ ىذا المزمور رداً عمى إفتراءات شاوؿ وعبيده إذ أتيموه بأنو في كبرياء يفكر في اغتصاب الممؾ .ومف ناحية أخرى فيذا المزمور يأتي بعد المزمور السابؽ فيو يشير لدرجة أعمى في المصاعد .فكمما
نرتفع روحياً نتضع وكمما نتضع نرتفع. ٔ ِ ِ ِ ِ ِِ ب فَ ْوِقي". َسمُ ْك في ا ْل َعظَائمَ ,والَ في َع َجائ َ ايَ ,ولَ ْم أ ْ آية (ٔ) َ " -يا َرب ,لَ ْم َي ْرتَف ْع َق ْم ِبيَ ,ولَ ْم تَ ْ ستَ ْع ِل َع ْي َن َ مف يتفاخر بفضائمو مستجمباً لمديح الناس فيو مذموـ ،ويضيع أجر فضائمو .والعظمة ىي رأس كؿ الخطايا،
فييا سقط المبلؾ مف السماء .وداود ىنا يقوؿ أنو ال ينظر إلى عرش شاوؿ .وروحياً عمينا أف نفعؿ نفس الشيء
(رؤٕ )ٙ-ٖ2وداود لو الحؽ في أف يفكر في عرش شاوؿ فاهلل سبؽ واختاره وصموئيؿ مسحو.
ٕ ُم ِوَ .ن ْف ِسي َن ْح ِوي َكفَ ِط ٍيم". س َّكت َن ْف ِسي َكفَ ِط ٍيم َن ْح َو أ ٍّ آية (ٕ) َ " -ب ْل َى َّدأ ُ ْت َو َ رائع مف داود أف يعترؼ بالحقيقة التي في داخؿ قمبو ،فالقمب يشتيي فعبلً الممؾ كما يشتيي كؿ منا الدنيويات، س َّكت َن ْف ِسي .والنفس ىنا يقصد بيا رغائبو العاطفية وشيوتو ىذه حقيقة .ولكنو قاوـ ىذه الشيوات= َى َّدأ ُ ْت َو َ ُم ِو = الفطيـ لبلرتفاع والممؾ ،فالنفس دائماً صاخبة تشتيي .ولكنو جاىد ضد نفسو لييدئ شيوتوَ .كفَ ِط ٍيم َن ْح َو أ ٍّ
ىو مف ُح ِرَـ مف ثدي أمو ،فيظؿ يصرخ ولكنو مع امتناع أمو عف إرضاعو ييدئ نفسو ويقبؿ األمر الواقع مكتفياً بصدر أمو يناـ عميو في راحة .ىنا يمثؿ داود مف كاف يشتيي العالـ (لبف أمو) وحرمو اهلل مف بعض شيوات العالـ (فطاـ) فثارت نفسو فيو ،وظؿ يجاىد ليستريح ،وصبر هلل فأعطاه ثقة مطمئنة في اهلل (الراحة عمى
صدر أمو) عوضاً عف الطمع القمؽ (اشتياء الرضاعة مف صدر أمو) .بؿ أف اهلل في بعض األحياف يفعؿ كما تفعؿ األـ حينما تريد أف تفطـ أبنيا .فبعض األميات يضعف سائؿ لو طعـ مر عمى ثدييف ليكره األطفاؿ
الرضاعة ،واهلل يسمح ببعض اآلالـ وسط شيوات العالـ وببعض الضيقات تمتزج بممذاتو فنكرىو طالبيف أف نفطـ منيا. ِٖ َّى ِر". الر َّ س َرِائي ُل َّ اآلن َوِالَى الد ْ ب ِم َن َ آية (ٖ) " -ل َي ْر ُج إِ ْ إذا كاف اهلل يعاممنا كما تعامؿ األـ ابنيا فمف نرجو سواه في كؿ ضيقاتنا.
390
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والخالحون)
المزمور المئة والثاني والثبلثون
عودة لمجدول
المزمور المئة والثاني والثبلثون(المئة والحادي والثبلثون في األجبية) ىذا المزمور يتكمـ عف إقامة المسيح ممكاً ،فبعد أف رأيناه في المزمور السابؽ متضعاً نراه يجمس ممكاً عمى
كرسي داود (آية ٔٔ) وأعداؤه يمبسوف الخزي (آية .)ٔٛ
مف ناحية المصاعد ،فيذا المزمور يرتفع درجة عف المزمور السابؽ ،الذي إتضعت فيو النفس تماماً فسكف الرب
فييا وعندىا (أش )ٔ٘2٘ٚالرب اختار صييوف ،اشتياىا مسكناً لو.
ونصمي ىذا المزمور في النوـ لنذكر أننا يجب أف نجد مكاناً لمرب في قموبنا قبؿ أف نناـ.
يقاؿ أف داود ىو الذي كتب المزمور معب اًر عف اشتيائو أف يبني بيتا لمرب .أو حيف نقؿ تابوت العيد في حفؿ
ورقص .ويقاؿ أيضاً أف الذي أنشده سميماف حيف نقؿ التابوت إلى الييكؿ ،وربما ىذا ىو األدؽ ،إذ نجد بعض
آيات ىذا المزمور في صبلة سميماف (ٕأيٕٗ.)ٗٔ2ٙ،
ٕ ٔ بَ ,ن َذ َر لِ َع ِز ِ وب ٖ«الَ أ َْد ُخ ُل َخ ْي َم َة َب ْي ِتي. ف لِ َّمر ٍّ ف َحمَ َ اآليات (ٔ " - )٘-اُ ْذ ُك ْر َيا َرب َد ُاوَدُ ,ك َّل ُذلٍّ ِوَ .ك ْي َ يز َي ْعقُ َ ٘ ٗ ُع ِطي وس ًنا لِع ْي َن َّي ,والَ َنوما أل ْ ِ ير ِفر ِ ِ س َك ًنا لِ َع ِز ِ يز اما لِ َّمر ٍّ اشي .الَ أ ْ بَ ,م ْ الَ أ ْ َ َ َ َص َع ُد َعمَى َ س ِر ِ َ َجفَاني ,أ َْو أَج َد َمقَ ً َ ًْ وب»". َي ْعقُ َ
لـ يجد المرتؿ فضيمة في داود أثمف مف ذلو ووداعتو وتواضعو .فحيثما يوجد التواضع نجد اهلل ساكناً .وكؿ نفس مؤمنة ال تستريح وال تيدأ ،إال إذا صارت ىيكبلً هلل ،واهلل يرتاح فييا كمسكف لو .والمرتؿ يذكر أف داود حينما ِ ب = أي أنو لف يستطيع أف اما لِ َّمر ٍّ بنى بيتو لـ ييدأ ألنو لـ يكف قد بنى بيتاً لمرب يستريح فيو الرب .أ َْو أَج َد َمقَ ً يناـ في قصره إف لـ يجد مسكناً يقيـ فيو إلو يعقوب ،ىكذا نذر داود لمرب ولكف الرب طمب مف داود أف يبني سميماف البيت ،فابف داود أي سميماف الممؾ يرمز لممسيح ابف داود الذي سيبني الييكؿ أي جسده (يوٕ.)ٕٔ2
وسميماف ىنا لو كاف ىو مرتؿ ىذا المزمور ،نجده بعد أف أتـ بناء الييكؿ يرتؿ بيذه الكممات بمعنى أنو وفى نذر أبيو.
ٙ س ِم ْع َنا ِب ِو ِفي أَفْراتَ َةَ .و َج ْد َناهُ ِفي ُحقُ ِ ول ا ْل َو ْع ِر". آية (ُ " - )ٙى َوَذا قَ ْد َ َ س ِم ْع َنا ِب ِو ِفي أَف َْراتَ َة = عندما ع زـ داود أف ينقؿ تابوت الرب إلى أورشميـ أخذ يسأؿ عف مكانو فقيؿ لو ُى َوَذا قَ ْد َ أنو في أفراتو وىي بيت لحـ (تؾَٖ٘ )ٜٔ2و َج ْد َناهُ ِفي ُحقُ ِ ول ا ْل َو ْعر= وىـ وجدوا تابوت العيد في قرية يعاريـ (ٔأئٖ )٘2وىي تبعد عف أورشميـ ٔٔ ميؿ مف جية جنوب الغرب .وسميت موضع الغابة ألف المنطقة
مقاطعة ممموءة باألشجار .وكممة يعاريـ تعني لغوياً غابات أو وعر (قاموس الكتاب) والكنيسة تفسر ىذه اآلية عف اجتياد داود في البحث عف التابوت في بيت لحـ وتعبو في إعداد مكاف مناسب لو يضعو فيو عمى تجسد
391
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والخالحون)
ربنا يسوع المسيح مف القديسة العذراء حيث ولدتو في بيت لحـ .ونبلحظ معاني الكممات .بيت لحـ= بيت
الخبز ،أَف َْراتَ َة = مثمر .فالمسيح قدـ جسده لنا خب اًز نأكمو ،وبعد أف كنا غير مثمريف كشجر الوعر صرنا مثمريف. آية («ٚ" - )ٚلِ َن ْد ُخ ْل إِلَى م ِ ِ ِ ِ س ُج ْد ِع ْن َد َم ْو ِط ِئ قَ َد َم ْي ِو»". ساكنو .ل َن ْ َ َ المعنى المباشر ،لندخؿ إلى الييكؿ مسكف اهلل و َم ْو ِط ِئ قَ َد َم ْي ِو لندخؿ .وىذه كانت نبوة فالرعاة ذىبوا وسبحوا لمولود بيت لحـ .والمجوس سمعوا عنو وأتوا ليسجدوا لو. ٛ وت ِعٍّز َك". ت َوتَ ُاب ُ اح ِت َك ,أَ ْن َ آية ( " - )ٛقُ ْم َيا َرب إِلَى َر َ ىذه قيمت غالباً عند نقؿ التابوت إلى الييكؿ ،عوضاً عف التنقؿ مع الخيمة ،فصار الييكؿ مكاف راحة واستقرار.
ولقد وجد السيد المسيح راحتو في بطف العذراء مريـ لذلؾ شبيت الكنيسة في تسابيحيا العذراء مريـ بالتابوت.
وتعتبر اآلية نبوة عف قيامة الرب يسوع بجسده الممجد (كاف التابوت مف خشب مغشى بذىب رمز التحاد البلىوت بالناسوت) ثـ صعوده بيذا الجسد إلى السموات وجموسو وراحتو عف يميف أبيو .والكنيسة المقدسة ىي مكاف راحتو .وبيذا نصمي قـ واظير أف الكنيسة ىي مكاف راحتؾ واظير مجدؾ فييا.
ٜ ون". ون ا ْل ِب َّرَ ,وأَتْ ِق َي ُ اؤ َك َي ْي ِتفُ َ س َ آية (َ " - )ٜك َي َنتُ َك َي ْم َب ُ ىنا المرنـ يتطمع إلى وا جب الكينة إذ حؿ اهلل بمجده وسط ىيكمو بدخوؿ تابوت عيد اهلل ،ويوصي الكينة بأف
يمبسوا البر .والشعب األتقياء ييتفوف ويسبحوف لوجود اهلل وسطيـ .وىذه الصورة يجب أف تكوف في الكنيسة،
ون ا ْل ِب َّر = البر الذي بالمسيح ،وليس البر الشخصي .فنحف تبررنا بدمو. س َ كينة قديسيف وشعب مسبح َ ولكن َي ْم َب ُ والكنيسة كميا تبررت بدـ المسيح ،وعمييا أف تحيا حياة الشكر والتسبيح. ٓٔ َج ِل َداوَد ع ْب ِد َك الَ تَرَّد و ْج َو م ِس ِ يح َك". آية (ٓٔ) ِ " -م ْن أ ْ ُ َ ُ َ َ سميماف ىنا يتشفع بأبيو داود المحبوب جداً عند اهلل (عقيدة الشفاعة) أف يرضى عميو ويسمع لو ويبارؾ الييكؿ
الذي بناه ويسكف فيو ويتقبؿ صمواتيـ فيو ،ولقد استجاب اهلل بنزوؿ نار مف السماء وأكمت المحرقة (ٕأي)ٔ2ٚ
ويصمي سميماف أيضاً أف يستجيب اهلل لو بشفاعة داود أبيو أف يجمس عمى كرسي داود أبناء سميماف دائماً ،كما
وعد اهلل داود بذلؾ.
ٔٔ ق الَ َي ْرجعُ َع ْن ُو الرب لِ َد ُاوَد ِبا ْل َح ٍّ ْس َم َّ اآليات (ٔٔ " - )ٕٔ-أَق َ شي َ ِ ِ ظ ب ُن َ ِ ِ ضا إِلَى َّاىا ,فَ َب ُن ُ ُعمٍّ ُم ُي ْم إِي َ وى ْم أ َْي ً اداتي الَّتي أ َ َحف َ َ وك َع ْيدي َو َ َ
َج َع ُل َعمَى ُك ْر ِس ٍّي َكٕٔ .إِ ْن « ِم ْن ثَ َم َرِة َب ْط ِن َك أ ْ ِ ِ ون َعمَى ُك ْر ِس ٍّي َك»". س َ األ ََبد َي ْجم ُ
392
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والخالحون)
راجع وعد اهلل لداود في (ٕصـ .)ٔٙ-ٕٔ2ٚوتحقؽ وعد اهلل جزئياً في ممؾ سميماف وابف سميماف ونسمو لفترة طويمة حتى سبي بابؿ .وتحققت ىذه النبوة في المسيح فعبلً الذي سيممؾ عمى كنيستو إلى األبد.
ِ ىذ ِه ِىي ر ِ اىا مس َك ًنا لَ ُو ٗٔ« ِ اختَار ِ الر َّ ِ ىي َنا اآليات (ٖٖٔٔ" - )ٔٗ-أل َّ َن َّ ص ْي َي ْو َن .ا ْ َ ََ شتَ َي َ َ ْ احتي إِلَى األ ََبدُ . ب قَد ْ َ شتَ َي ْيتُ َيا". َس ُك ُن أل ٍَّني ا ْ أْ اهلل أحب صييوف أي أورشميـ ألف عبادتو في الييكؿ كانت فييا ،وىناؾ يذكر إسمو بالتسبيح وبالحب .ولكف قولو إِلَى األ ََب ِد = يجعمنا نفيـ أف المقصود ليس أورشميـ نفسيا فأورشميـ خربت أثناء سبي بابؿ ،ثـ عادوا وبنوىا. وخربت نيائياً بعد سنة ٓٚـ عمى يد تيطس .أما صييوف الذي أحبيا اهلل ويرتاح فييا لؤلبد ىي الكنيسة. ٔٙ ٘ٔ ار ُك برَك ًة .مس ِ ون اآليات (َ٘ٔ " - )ٔٙ- اكي َن َيا أُ ْ صاَ ,وأَتْ ِق َي ُ اؤ َىا َي ْي ِتفُ َ س َخبلَ ً شبعُ ُخ ْب ًزاَ .ك َي َنتَ َيا أُْل ِب ُ َ َ ام َيا أ َُب ِ َ َ ط َع َ ُىتَافًا". ار ُك برَك ًة .ومس ِ شبعُ ُخ ْب ًاز = اكي َن َيا أُ ْ َ َ ام َيا أ َُب ِ َ َ حيف يسكف اهلل وسط جماعة أو كنيسة يباركيا (تث =)ٙ-ٕ2ٕٛطَ َع َ
ىنا يتكمـ عف الخبز الروحي أي التناوؿ مف جسد المسيح ودمو ،فنجد في ىذه اآلية أف اهلل يبارؾ بركة مادية وبركة روحية لمف يسكف عنده .ومف يشبع ىـ المس ِ ين اي المتضعيف ،فيؤالء يسكف اهلل عندىـ ( اش 2 ٘ٚ اك َ َ َ ٘ٔ ).
صا = ىذا رد عمى آية ( )ٜلمتأكيد .فاهلل سينفذ وعده ويخمص ويبرر. س َخبلَ ً َك َي َنتَ َيا أُْل ِب ُ ٔٛ ٔٚ ت ِسراجا لِم ِس ِ ِ س ِخ ْزًياَ ,و َعمَ ْي ِو ُي ْزِى ُر اآليات (ُ " - )ٔٛ-ٔٚى َن َ اك أُْن ِب ُ يحي .أ ْ اءهُ أُْل ِب ُ َع َد َ ت قَ ْرًنا ل َد ُاوَدَ .رتَّْب ُ َ ً َ إِ ْكمِيمُ ُو»". ِ اج فيو نور العالـ. ىذه نبوة صريحة عف المسيح (لؤ )ٕٚ-ٙٛ2فالمسيح ىو القَ ْرن إشارة لقوة عممو .وىو الس َر ً ت ِسراجا لِم ِس ِ يحي = وىذا الجسد كاف سراجاً ،ينير لمعالـ بؿ يضئ واهلل ىيأ جسداً لمسيحو مف بطف العذراء= َرتَّْب ُ َ ً َ
لكؿ مف يقترب منو فيصير أيضاً نو اًر لمعالـ .وألبس المسيح أعداءه الخزي .فإبميس إندحر والييود قد تشتتوا في العالـ كمو .وممؾ ىو عمى كنيستو= َعمَ ْي ِو ُي ْزِى ُر إِ ْكمِيمُ ُو .وجاءت العبارة في السبعينية "عميو يزىر قدسي" وفي اإلنجميزية "لكف عميو ىو نفسو تاج يشع منو بريؽ مجده" وبيذا نفيـ المعنى أف جسد المسيح صار يشع منو مجده وقداستو التي إزدادت إزدىا اًر أو وضوحاً وأصبحنا ندركيا بعد قيامتو وصعوده وجموسو عف يميف اآلب، وانتصاره القوى عمى إبميس وعمى الموت وعمى الخطية .وىذه العبارة جاءت بعدما تكمـ عف جسد المسيح الذي
ظير في إتضاع أوالً ،ثـ ظير أنو ييوه نفسو ،خاصة بعد قيامتو .وىذا ما كاف يعنيو بولس الرسوؿ بقولو "تعيف
إبف اهلل بقوة مف جية روح القداسة بالقيامة مف األموات" (رؤ .)ٗ2وىذا ما رأي التبلميذ الثبلثة قبساً منو في التجمي ،وىذا ما رآه يوحنا مف صورة المسيح في (رؤٔ) .إِ ْكمِيمُ ُو = فيو ممؾ المموؾ قداستي فيو القدوس
وحده.
393
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والخالحون)
وكمما تأممنا في عمؿ المسيح وتجسده وفداءه وعظـ محبتو يزداد اكميمو لمعانا واشراقا وبياءاً ،اكميمو الذي عمي
راسو الذي ىو عبلمة ممكو عمينا .ونحف نممكو عمينا ليس باالجبار ولكف بيذا الحب الذي مؤل قموبنا.
394
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج والخالحون)
المزمور المئة والثالث والثبلثون
عودة لمجدول
المزمور المئة والثالث والثبلثون(المئة والثاني والثبلثون في األجبية) في المزمور السابؽ رأينا عمؿ المسيح الخبلصي لكنيستو ،وىنا نرى الكنيسة كشعب يحيا في حب فينسكب الروح القدس عمى ىذه الكنيسة .رأينا في المزمور السابؽ المسيح يرتاح في كنيستو لذلؾ فالروح القدس الذي
إنسكب عميو وىو رأس الكنيسة ،ينسكب عمى كؿ الكنيسة .ولكف الروح القدس ينسكب إذا توافر شرط المحبة، فيذا المزمور دعوة لممحبة بيننا جميعاً.
ىناؾ رأياف في المناسبة التي كتب فييا ىذا المزمور2 األوؿ 2أنو ُكتب ليصموا بو في األعياد السنوية التي يجتمع فييا كؿ الشعب (ٖ مرات سنوياً) في األعياد
الكبيرة في أورشميـ.
الثاني 2أنو كتب لتشجيع العائديف مف السبي .ليسكنوا في أورشميـ.
مسح بسكب زيت المسحة عمى رأسو وكاف ىذا كاف رئيس الكينة ُي َ الزيت مف زيت الزيتوف (رمز لمروح القدس) مخموطاً ببعض العطور. وكؿ ىذه العطور تشير لشخص السيد المسيح .وحيف ينسكب الزيت
عمى رأس ىروف رئيس الكينة (رمز لممسيح رئيس كينتنا) ينسكب
الزيث المنسكب قنينة الدهن
عمى لحيتو (المحية ترمز بشعرىا الكثيؼ حوؿ الرأس لمكنيسة الممتفة حوؿ المسيح رأسيا) فيفيح مف المحية (الكنيسة) رائحة المسيح الزكية.
فالكنيسة رائحة المسيح الزكية (ٕكوٕ .)ٔ٘2والروح القدس حيف يمؤل شخص مؤمف يحولو إلى صورة المسيح (غؿٗ .)ٜٔ2وبشرط أف نسكف
في محبة.
الرائحة
ٔ س ُك َن ِ اإل ْخ َوةُ َم ًعا!" س َن َو َما أَ ْج َم َل أ ْ آية (ٔ) ُ " -ى َوَذا َما أ ْ َن َي ْ َح َ اإلخوة حيف يسكنوف في محبة يشبيوف بثمرة التيف .ففييا بذور كثيرة تسكف متآلفة بجانب بعضيا داخؿ غبلؼ
واحد .وطعميا حمو .فاهلل يحب أف نسكف في محبة في الكنيسة.
طر ِ الن ِ ِ ِ ونَّ , ْسَّ , الر ِ الن ِ ف ِث َيا ِب ِو". آية (ٕ) ِ ٕ" -م ْث ُل الد ْى ِن الطَّ ٍّي ِب َعمَى َّأ از ِل َع َمى المٍّ ْح َي ِة ,لِ ْح َي ِة َى ُار َ ازل إلَى َ َ إنسكاب الدىف رمز لمروح القدس (ٔصـ .)ٖٔ2ٔٙوقد حؿ الروح القدس عمى المسيح يوـ عماده ،وكاف ذلؾ لحساب الكنيسة (المٍّ ْح َية= الشعر الكثير يشير لممؤمنيف) الد ْى ِن الطَّ ٍّي ِب = الزيت +العطور .وىذه المحية نازلة
395
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج والخالحون)
عمى طَر ِ ف ِث َيا ِب ِو .وثياب المسيح ىي كنيستو .فبل انفصاؿ بيف جماعة المؤمنيف والكنيسة .وال معنى لوجود َ جماعة منشقة عمى الكنيسة. ٖ الرب ِبا ْلبرَك ِة ,حي ٍ از ِل عمَى جب ِل ِ ون َّ اة إِلَى األ ََب ِد". َم َر َّ ص ْي َي ْو َن .أل ََّن ُو ُى َن َ آية (ٖ) ِ " -م ْث ُل َن َدى َح ْرُم َ ََ الن ِ َ َ َ ََ اك أ َ از ِل عمَى جب ِل ِ ون َّ ص ْي َي ْو َن = والندى ىذه الجماعة التي إنسكب عمييا الروح القدس تغمرىا البركاتَ .ن َدى َح ْرُم َ الن ِ َ َ َ ينعش النبات ويحافظ عميو مف ح اررة الشمس (التجارب) .وىذا عمؿ الروح القدس المعزي لمنفس المتألمة. ون الشاىؽ العمو وينزؿ عمى التبلؿ المجاورة مثؿ جب ِل ِ ص ْي َي ْو َن (أو ونبلحظ أف الندى يأتي مف عمى جبؿ َح ْرُم َ ََ سيئوف وىو جبؿ منخفض بجانب جبؿ حرموف حسب الترجمة الدقيقة) وىكذا تنيمر البركات مف السماء عمى
الكنيسة التي تسكف في محبة .فحيثما كانت المحبة تنزؿ بركات اهلل ويكوف ىناؾ حياة.
396
ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع والخالحون)
المزمور المئة والرابع والثبلثون
عودة لمجدول
المزمور المئة والرابع والثبلثون(المئة والثالث والثبلثون في األجبية) ىذا المزمور ىو آخر مزامير المصاعد .وما ىي آخر درجة إلنساف إمتؤل في محبة مع إخوتو مف الروح القدس؟
ال يوجد سوى أف ىذا اإلنساف يحيا مسبحاً مباركاً الرب كؿ أياـ حياتو .ونصمي ىذا المزمور في صبلة النوـ ونقوؿ باركوا الرب ..بالميالي .فنذكر أف ىذا ىو عممنا الروحي .فبالنيار نعمؿ لحاجة الجسد والميالي ىي هلل
لنسبحو ونخمو معو في ىدوء الميؿ .المزمور السابؽ حدثنا عف إمتبلء شعب اهلل مف الروح القدس .وعبلمة اإلمتبلء مف الروح ىو التسبيح وىذا ما نراه في ىذا المزمور الذي يأتي بعد (مزٖٖٔ) مباشرة .وىذا رأيناه مع
زكريا وأليصابات فيما سبحا اهلل حينما إمتؤل كبلىما مف الروح (لؤ) .والتسبيح ناشئ عف الفرح الداخمي .والفرح
الداخمي مف ثمار الروح (غؿ٘ )ٕٕ2ومف ىـ في حالة فرح روحي باهلل نجده يسبح اهلل العمر كمو. ب يا ج ِميع ع ِب ِ آية (ٔ) ُ ٔ" -ى َوَذا َب ِ ب ِبالمَّ َيالِي". الر ٍّ الر ٍّ ين ِفي َب ْي ِت َّ يد َّ ارُكوا َّ ب ,ا ْل َو ِاق ِف َ الر َّ َ َ َ َ ع ِب ِ ب = أي خدامو الحقيقييف ،الذيف يعبدونو بأمانو ،وممكوا الرب عمييـ. الر ٍّ يد َّ َ
آية (ٕ) ْ ٕ" -ارفَ ُعوا أ َْي ِد َي ُك ْم َن ْح َو ا ْلقُ ْد ِ سَ ,وَب ِ ب". الر َّ ارُكوا َّ ْارفَ ُعوا أ َْي ِد َي ُك ْم = كما فعؿ موسى في أثناء حرب يشوع مع عماليؽ ،ورفع أيدينا يجعمنا في ىيئة الصميب فترتاع الشياطيف مف عبلمة الصميب التي كسرت شوكتيـ.
السماو ِ صييو َنِ َّ , ارُك َك َّ ِ ِ آية (ٖ) ُ ٖ" -ي َب ِ ض". ات َواأل َْر َ الرب م ْن ْ َ ْ الصانعُ َّ َ َ ِ ص ْي َي ْو َن = ىي السماء حيث صعد المسيح ،وىي الكنيسة بيت المسيح عمى األرض.
397
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص والخالحون)
المزمور المئة والخامس والثبلثون
عودة لمجدول
ىو مزمور تسبيح هلل .يبدأ وينتيي بيممويا .فذبيحة التسبيح ىي التي يسر بيا الرب (يع٘.)ٖٔ2
ٔ ب", الر ٍّ الر ٍّ يد َّ اس َم َّ س ٍّب ُحوا َيا َع ِب َ آية (ٔ) َ " -ىمٍّمُ َ س ٍّب ُحوا ْ بَ . وياَ .
ٕ بِ ,في ِد َي ِ ار َب ْي ِت إِل ِي َنا". الر ٍّ ين ِفي َب ْي ِت َّ آية (ٕ) " -ا ْل َو ِاق ِف َ ين = ا لمنتصبيف ،المستقيمي اإليماف ،المعترفيف هلل بأعماؿ رحمتو .في بيت الرب في العيد القديـ كاف اهلل ا ْل َو ِاق ِف َ
يطمب أف تكوف الصموات في الييكؿ في أورشميـ ،حتى ال يقدموا ذبائح في أي مكاف فينحرفوا إلى العبادة
الوثنية ،وحتى يجتمعوا في وحدة ومحبة وعبادة أمامو،
ٖ ب ِ اك ُح ْمٌو". الس ِم ِو أل َّ ب أل َّ الر َّ َن َّ س ٍّب ُحوا َّ َن َذ َ صال ٌحَ .رٍّن ُموا ْ الر َّ َ آية (ٖ) َ " -
اختَار يعقُ ِ ِ ِ الر َّ ِ اص ِت ِو". آية (ٗ) ٗ" -أل َّ س َرِائي َل لِ َخ َّ َن َّ ب قَد ْ َ َ ْ َ وب ل َذاتوَ ,وِا ْ فمنسبح الرب الذي جعمنا نعرؼ اإليماف المسيحي ،ونفيـ أسرار الخبلص. ٙ ب عِ اآليات (٘٘" - )ٕٔ-أل ٍّ ص َن َع ِفي ظ الر َن َّ أ ْت ف ر ع د ق ا ن َ أ ي َن َّ ق َج ِم ِ َ اء َّ َّ َ يع اآللِ َي ِةُ .ك َّل َما َ ْ يمَ ,و َربَّ َنا فَ ْو َ ُ َ َ الرب َ ش َ َ ٌ ٚ ِ ِ ِ ِ السماو ِ اب م ْن أَقَاصي األ َْر ِ ات َوِفي األ َْر ِ ضِ ,في ا ْل ِب َح ِ الصانعُ ُب ُروقًا ضَّ . صع ُد َّ الس َح َ ار َوِفي ُك ٍّل الم َج ِج .ا ْل ُم ْ َّ َ َ ٛ ِ اس إِلَى ا ْلبي ِائِمٜ .أَرس َل ٍ ِ صر ِم َن َّ الن ِ ب ِفي الر ِ لِ ْم َمطَ ِر .ا ْل ُم ْخ ِر ُج ٍّ يح ِم ْن َخ َزِائ ِن ِو .الَِّذي َ آيات َو َع َجائ َ ْ َ َ ض َر َ ََ ب أ َْب َك َار م ْ َ ٓٔ َع َّز ٔٔ ِ ِ ِ وس ِط ِك يا ِمصر ,عمَى ِفرعو َن وعمَى ُك ٍّل ع ِب ِ ون َممِ َك يح َ يد ِه .الَِّذي َ اء س ُ ض َر َ َ ْ َْ َ َ ُْ َ َ يرةًَ ,وقَتَ َل ُممُو ًكا أ َ َ َ ُم ًما َكث َ ب أَ ٕٔ َم ِ ش ْع ِب ِو". يرثًاِ ,م َا ض ُي ْم ِم َا َع َ س َرِائ َ يل َ وج َممِ َك َبا َ انَ ,و ُك َّل َم َمالِ ِك َك ْن َع َ ش َ ورٍّي َ طى أ َْر َ انَ .وأ ْ ينَ ,و ُع َ يرثًا ِإل ْ األ ُ نسبح الرب القادر عمى كؿ شئ ،والمسيطر عمى كؿ شئ .وىو يضرب أعداء شعبو ويخمصيـ ،فيو المدافع عف
شعبو .وىو الذي أسكف شعبو في أرضيـ في سبلـ.
ٖٔ ش ْع َب ُو, َّى ِرَ .يا َربِ ,ذ ْك ُر َك إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍرٔٗ .أل َّ الر َّ َن َّ ين َ اس ُم َك إِلَى الد ْ ب َي ِد ُ اآليات (َٖٔ " - )ٕٔ-يا َربْ , ٔٙ ٘ٔ وعمَى ع ِب ِ بَ ,عم ُل أ َْي ِدي َّ الن ِ ُمِم ِف َّ َع ُي ٌن َوالَ يد ِه ُي ْ ش ِف ُ اس .لَ َيا أَف َْواهٌ َوالَ تَتَ َكمَّ ُم .لَ َيا أ ْ ض ٌة َوَذ َى ٌ َ ََ ق .أ ْ َ ام األ َ َص َن ُ ٔٛ ٔٚ ِ ان والَ تَسمعَ .كذلِ َك لَ ْي ِ ِ وىاَ ,و ُكل َم ْن َيتَّ ِك ُل َعمَ ْي َيا. ص ِان ُع َ س! ِم ْثمَ َيا َي ُك ُ َْ ُ ون َ س في أَف َْواى َيا َنفَ ٌ َ تُْبص ُر .لَ َيا آ َذ ٌ َ ٕٓ ٜٔ ت الَ ِويَ ,ب ِ ونَ ,ب ِ يلَ ,ب ِ ب, الر َّ الر َّ الر َّ الر ٍّ بَ .يا َخ ِائ ِفي َّ ارُكوا َّ ارُكوا َّ ارُكوا َّ س َرِائ َ بَ .يا َب ْي َ بَ .يا َب ْي َ َيا َب ْي َ ت َى ُار َ ت إِ ْ ٕٔ اك ُن ِفي أُور َ ِ الس ِ الرب ِم ْن ِ َب ِ ويا". الر َّ ص ْي َي ْو َنَّ , بُ .م َب َار ٌك َّ ارُكوا َّ يمَ .ىمٍّمُ َ ُ شم َ
آلية األمـ ىي ال شئ ،أما إلينا فيو إلو قادر فميسبحو كؿ واحد.
398
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش والخالحون)
المزمور المئة والسادس والثبلثون
عودة لمجدول
ىو مزمور حمد تتكرر فيو عبارة ألن إلى األبد رحمتو ( )ٕٙمرة .بحسب عدد آياتو .فكؿ آية تذكر سبباً لمحمد
ثـ نقوؿ المقطع المتكرر "ألف إلى األبد رحمتو" وىو مف مزامير التسبحة اليومية .وتكرار ىذا المقطع يشير ألف اهلل يكرر لنا أعماؿ رحمتو لؤلبد .ومف أعماؿ رحمتو التي يذكرىا المرنـ أف إلينا عظيـ (ٔ )ٖ-وصالح .وىو
خالؽ العالـ (ٗ .)ٜ-وألنو مخمص إسرائيؿ (ٓٔ .)ٕٕ-وىو فادينا كمنا (ٖٕ .)ٕٗ-وىو الميتـ بكؿ إنساف، المحسف لكؿ البشر (ٕ٘.)ٕٙ-
ٕ ٔ َن إِلَى األ ََب ِد لو اآللِ َي ِة ,أل َّ صالِ ٌح ,أل َّ الر َّ اآليات (ِٔ " - )ٕٙ-ا ْح َم ُدوا َّ اح َم ُدوا إِ َ َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُوْ . ب أل ََّن ُو َ ٖ ِ َن إِلَى األَب ِد ر ْحمتَ ُوِ َّ ٗ . ب األ َْرَب ِ َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو. ام َو ْح َدهُ ,أل َّ اب ,أل َّ اح َم ُدوا َر َّ ب ا ْل ِع َ َر ْحمتَ ُوْ . الصان َع ا ْل َع َجائ َ َ َ َ ظَ ٚ ض عمَى ا ْل ِمي ِ ِ ٙ ِ السماو ِ ٘ َّ ِ الص ِان َع َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو. اه ,أل َّ ات ِبفَ ْيٍم ,أل َّ َّ َ َن إِلَى األ ََبد َر ْح َمتَ ُو .ا ْل َباسطَ األ َْر َ َ الصان َع َّ َ َ ٜ ِ ِ أَ ْنو ا ِ س لِ ُح ْكِم َّ َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُوَّ ٛ . الن َي ِ ب لِ ُح ْكِم المَّْي ِل, ار ,أل َّ يم ًة ,أل َّ َن إِلَى األ ََبد َر ْح َمتَ ُو .ا ْلقَ َم َر َوا ْل َك َواك َ الش ْم َ ًَ ار َعظ َ ٔٔ ٓٔ َخرج إِسرِائ َ ِ ِ ضر ِ ِ ِ ارَىا ,أل َّ ِ ص َر َم َع أ َْب َك ِ س ِط ِي ْم, أل َّ َن إِلَى األ ََبد َر ْح َمتَ ُو .الَّذي َ َ َ بم ْ يل م ْن َو َ َن إلَى األ ََبد َر ْح َمتَ ُوَ .وأ ْ َ َ ْ َ ٖٔ ٕٔ ق ب ْحر س ٍ شقَق, ود ٍة ,أل َّ أل َّ يد ٍة َوِذ َر ٍ وف إِلَى ُ َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو .الَِّذي َ َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُوِ .ب َي ٍد َ اع َم ْم ُد َ ش ِد َ ش َّ َ َ ُ َن إِلَى األَب ِد ر ْحمتَ ُؤٗ .وعبَّر إِ ِ ِ َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُوَ ٔ٘ .وَدفَ َع ِف ْر َع ْو َن َوقَُّوتَ ُو ِفي َب ْح ِر س ِط ِو ,أل َّ أل َّ َََ ْ س َرائي َل في َو َ َ َ َ ٔٚ شع ِب ِو ِفي ا ْلبٍّري ِ ِ ٔٙ ِ س ٍ ب ُممُو ًكا َّة ,أل َّ وف ,أل َّ َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو .الَِّذي َ ض َر َ َ س َار ِب َ ْ َن إِلَى األ ََبد َر ْح َمتَ ُو .الَّذي َ ُ ٜٔ ٔٛ َن إِلَى األَب ِد ر ْحمتَ ُوِ .سيح َ ِ ِ ِ َم ِ َن إِلَى ين ,أل َّ اء ,أل َّ ورٍّي َ ُ اء ,ألَ َّن إِلَى األ ََبد َر ْح َمتَ ُوَ .وقَتَ َل ُممُو ًكا أَع َّز َ ُعظَ َم َ ون َمم َك األ ُ َ َ َ ٕٔ ٕٓ ِ َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو. يرثًا ,أل َّ ض ُي ْم ِم َا ان ,أل َّ وج َممِ َك َبا َ ش َ َعطَى أ َْر َ َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُوَ .وأ ْ األ ََبد َر ْح َمتَ ُوَ .و ُع َ َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُوَ ٕٗ .وَنجَّا َنا ِم ْن َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُوٕٖ .الَِّذي ِفي َم َذلَِّت َنا َذ َك َرَنا ,أل َّ يل َع ْب ِد ِه ,أل َّ ٕٕ ِم َا س َرِائ َ يرثًا ِإل ْ ٕٙ ٕ٘ السماو ِ ات, ش ٍر ,أل َّ َع َد ِائ َنا ,أل َّ َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو .الَِّذي ُي ْع ِطي ُخ ْب ًاز لِ ُك ٍّل َب َ اح َم ُدوا إِ َ َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُوْ . أْ لو َّ َ َ َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو". أل َّ
399
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع والخالحون)
المزمور المئة والسابع والثبلثون
عودة لمجدول
المزمور المئة والسابع والثبلثون(المئة والسادس والثبلثون في األجبية) ىذا المزمور كتب في بابؿ أثناء فترة السبي ،والشعب في ذؿ ،والبابمييف ييزأوف بيـ في صمؼ وكبرياء السادة الذيف يذلوف عبيدىـ .وربما قيؿ ىذا المزمور بعد سقوط بابؿ بيد كورش ،ألف المرنـ ىنا يقوؿ يا بنت بابؿ
المخربة (آية ،)ٛأو ربما دعاىا كذلؾ بسبب خطاياىا ونجاساتيا ،فتوقع خرابيا كما خربت أورشميـ بسبب خطاياىا والسبعينية تنسب ىذا المزمور ألرمياء.
وىذا المزمور يعبر عف حاؿ كؿ خاطئ مستعبد لخطيتو ،فيو غير قادر عمى التسبيح طالما ىو مستعبد .ومف
تحرر مف خطيتو يسبح ،فالشعب حيف خرجوا مف عبودية فرعوف ،كاف أوؿ ما عمموه ىو أنيـ سبحوا (خروج
٘ٔ) .ويعبر ىذا أيضاً عف أننا في السماء سيكوف فرحنا فرحاً حقيقياً كامبلً ،حيف نخرج مف ىذا العالـ ونخمع ىذا الجسد .لذلؾ نجد في السماء الػٓٓٓٗٗٔ (الذيف خمصوا مف العيد القديـ والعيد الجديد) يرنموف
(رؤٗٔ .)٘-ٔ2ولذلؾ في ترنيمنا ليذا المزمور نذكر كؿ إخوتنا الذيف مازالوا مستعبديف لمخطية ونطمب ألجميـ أف يتحرروا .ونذكر أنفسنا وأننا مازلنا في أالـ ىذا العالـ معرضيف لتجارب وخداعات إبميس ومعرضيف
إلضطياد أتباعو ونشتاؽ لمجيء المسيح الثاني لنسبح لؤلبد.
لذلؾ نرنـ ىذا المزمور في صبلة النوـ لمتعبير عف أننا نشتاؽ لمسماء بعد نياية عمرنا .قمة الحياة الروحية
ظيرت في المزمور السابؽ ،وىو اإلمتبلء مف الروح والتسبيح .وىنا العكس تماماً فمف ىو مازاؿ في عبودية
الخطية نجده عاج اًز عف التسبيح.
ضا ِع ْن َدما تَ َذ َّكرَنا ِ آية (ٔ) َ ٔ" -عمَى أَ ْن َي ِ ص ْي َي ْو َن". ار َبا ِب َل ُى َن َ س َناَ ,ب َك ْي َنا أ َْي ً اك َجمَ ْ ْ َ ناح الييود المسبييف عند أنيار دجمة والفرات في بابؿ .وأنيار بابؿ ترمز ألمور ىذا العالـ إذا شغمتنا عف اهلل، فننجرؼ لمفتور ثـ لمخطية وبالتالي العبودية .وكؿ مؤمف حقيقي حيف يذكر إخوتو الذيف مازالوا في ىذه العبودية
يبكي مصمياً ليعودوا لمكنيسة (أورشميـ).
ٕ الص ْف ِ ِ اد َنا". َع َو َ س ِط َيا َعمَّ ْق َنا أ ْ صاف في َو َ آية (ٕ) َ " -عمَى َّ َ الص ْفص ِ اف = شجرة تنبت عمى مجاري المياه وىي شجرة عديمة الثمر ،شأف كؿ مف ينغمس في ممذات العالـ َّ َ (أنيار بابؿ) .وىناؾ عمقوا قيثاراتيـ (أعواد بحسب النص العبري) والعود أو القيثارة ىي لعزؼ أنغاـ الفرح،
وكيؼ يفرحوف وىـ مستعبديف .ويذكر أنيـ لـ يكسروا أعوادىـ كرمز لميأس ،بؿ عمقوىا عمى رجاء استخداميا في
المستقبؿ حيف يعودوف إلى أورشميـ ،حيث الثمار واألرض التي تفيض لبناً وعسبلً.
400
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع والخالحون)
ممحوظة 2بابؿ في الكتاب المقدس ترمز لمممكة الشر مف بداية الكتاب المقدس حتى نيايتو ففييا تمرد الناس
عمى اهلل فبمبؿ ألسنتيـ (تؾٔٔ .)ٜ2ومنيا خرج نمرود الذي تجبر أماـ اهلل (تؾٓٔ .)ٜ2ٔٓ،وىي الزانية العظيمة
في (رؤ.)ٙ-ٔ2ٔٚ ٖ ين «رٍّنموا لَ َنا ِم ْن تَرِنيم ِ ِِ ين سبوَنا َكبلَم تَرِن ٍ ِ ٍّ ات آية (ٖ) " -أل ََّن ُو ُى َن َ سأَلَ َنا الَّذ َ َ َ ْ يمةَ ,و ُم َعذ ُبوَنا َ اك َ ْ َ سأَلُوَنا فَ َر ًحا قَائم َ َ ُ َ ْ َ ِ ص ْي َي ْو َن»".
حيف رأوىـ البابمييف عمى األنيار سألوىـ في سخرية أف يغنوا ليـ أغنية عمى أعوادىـ ،وىؿ يمكف أف يشيد أحد
نتصور أف خاطئ في وسط مجمس مستيزئيف يستطيع او يقدر اف هلل أو يسبحو وىو في أرض عبوديتو؟! ىؿ َّ يفتح فمو بالشيادة هلل أو تسبيح اهلل؟!
ٗ ِ ب ِفي أ َْر ٍ يب ٍة؟" الر ٍّ يم َة َّ آية (ٗ) َ " -ك ْي َ ض َغ ِر َ ف ُن َرٍّن ُم تَْرن َ ىـ رفضوا إذ تذكروا أف ىذه الترانيـ كانوا ينشدونيا وىـ في الييكؿ في قداسة فيؿ تستخدـ اآلف لتسمية البابمييف،
في ىذا إىانة لتمؾ التسابيح "ال تعطوا القدس لمكبلب" .وبنفس المفيوـ نجد اف المستعبد لمخطية ىو في ارض
غريبة عف مكاف اوالد اهلل ،فبل يقدر اف يسبح .
صْ ِ يني! ٙلِي ْمتَ ِ شمِيم ,تَْنسى ي ِم ِ ِ٘ ِ ِ ٍّل س ِاني ِب َح َن ِكي إِ ْن لَ ْم أَ ْذ ُك ْرِك ,إِ ْن لَ ْم أُفَض ْ َ َ َ قلَ اآليات (٘ " - )ٙ-إ ْن َنسيتُك َيا أ ُ ُور َ ُ أُور َ ِ ظِم فَ َر ِحي!" َع َ يم َعمَى أ ْ ُ شم َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َّ ساني ِب َح َنكي سى َيميني = أي ُيشؿ ذراعي وتنتيي قوتي .لو أنساني العالـ بأنياره ولذاتو أورشميـِ .وَي ْمتَص ْ قلَ تَ ْن َ = ليخرس لساني إف مدحت غيرؾ يا أورشميـ .وىكذا ينبغي أف يكوف والؤنا لكنيستنا واشتياقنا لوطننا السمائي، فبل نفضؿ أي شئ عمييما .وىكذا ينبغي أف ننظر لخبلص نفوسنا أف لو األولوية عمى أي شئ.
اآليات (ٚ" - )ٜ-ٚاُ ْذ ُك ْر وبى لِ َم ْن َبا ِب َل ا ْل ُم ْخ َرَب َة ,طُ َ
ٛ ين « ُىدواُ ,ىدوا حتَّى إِلَى أَس ِ يا رب لِب ِني أ َُدوم يوم أُور َ ِ ت اس َيا»َ .يا ِب ْن َ يم ,ا ْلقَ ِائمِ َ َ َ َ َ َ َ َْ َ ُ شم َ ٜ ِ يك ج َز ِ ِ يج ِ ِ الص ْخ َرةَ!" ب ِب ِي ُم َّ وبى لِ َم ْن ُي ْم ِس ُك أَ ْطفَالَ ِك َوَي ْ ض ِر ُ اءك الَّذي َج َازْيت َنا! طُ َ َُ از َ َ
بابؿ استعبدت ييوذا ،شعب الرب وسبتيـ إلى ىناؾ ،أما أدوـ فقد كاف ليا موقفاً شامتاً لكؿ اآلالـ التي وقعت
لمشعب ،حقاً كاف اهلل يؤدب شعبو بعصا تأديب ىي بابؿ ،لكف اهلل ال يحب شماتة أحد في الشرور التي تصيب
أوالده .بؿ إف أدوـ كاف ليا موقفاً معادياً باألكثر فقد كانوا ينتظروف الياربيف مف ييوذا أثناء ضرب البابمييف ليـ
ويمسكونيـ ويقتمونيـ ىـ أو يبيعونيـ عبيداً (نبوة عوبديا) وأدوـ لو عداوة تقميدية بينو وبيف يعقوب مف البطف.
فأدوـ ىو عيسو.
ومف ىنا نفيـ أف بابؿ تمثؿ إبميس الذي يسقطنا في الخطية فنسقط ،واذا سقطنا يؤدبنا اهلل ،ونفيـ أف أدوـ ىي
الشياطيف التي تشمت في بميتنا .وكممة أدوـ تعني أحمر ،والشيطاف كاف قتاالً لمناس منذ البدء (يو.)ٗٗ2ٛ
401
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع والخالحون)
وفي ( ) ٚيذكر المرنـ أف أدوـ يوـ كانت بابؿ تمزؽ أورشميـ ،أف أدوـ ىذه كانت تشجع في شماتة البابمييف عمى
أفعاليـ ،بؿ كانوا يطمبوف ىدـ أورشميـ حتى األساس .وىنا المرتؿ يطمب اإلنتقاـ مف أدوـ عمى ما فعمتو ،فشريعة
العيد القديـ عيف بعيف وسف بسف وأما في العيد الجديد فنفيـ ىذا عف إبميس عدونا الذي يريد ىبلكنا .والمرتؿ يسمى أدوـ ىنا بنت بابؿ ألنيا شابيت بابؿ في تخريبيا وشرىا .وفي ( )ٜيشير لحادثتيف سابقتيف ،قتؿ فييما
المموؾ المنتصروف شباف أدوـ وأبطاليا بأف يمقييـ المموؾ مف فوؽ الصخور العالية فينزلوف ميشميف
(ٔأي ) ٕٔ2ٔٛويقوؿ المفسروف أف أبيشاي قائد الجيش كاف يسوؽ بني أدوـ إلى صخرة عالية في وادي الممح، ومف ىناؾ يطرحيـ إلى أسفؿ .وىناؾ حادثة أخرى أياـ أمصيا الممؾ ،إذ ذىب إلى وادي الممح وضرب مف أدوـ
ٓٓٓ ،ٔٓ.وسبا ٓٓٓٔٓ. وبى لِ َم ْن ُي ْم ِس ُك الروحي لطُ َ (ٔكوٓٔ .)ٗ2فطوبى لمف
وأتى بيـ إلى رأس سالع وطرحيـ مف عمييا فتكسروا (ٕأئٕ )ٔٔ2ٕ٘،والمعنى الص ْخ َرةَ = ممكف أف نفيمو إذ فيمنا أف الصخرة ىي المسيح ب ِب ِي ُم َّ أَ ْطفَالَ ِك َوَي ْ ض ِر ُ يضرب بنات بابؿ (الزانية العظيمة) وىف الخطايا والشيوات(*) في ىذه الصخرة
األبدية (رؤ .) ٘2ٔٚطوبى لمف يدفف شيواتو أي أطفاؿ بابؿ تحت الصخرة الثابتة أي يسوع المسيح ،وذلؾ بالتوبة الدائمة واالعتراؼ والتناوؿ .وحيف تدفف النفس ىذه البنات سيكوف ليا بنوف صالحيف ىـ الفضائؿ
المكتسبة .ومف لو ىؤالء األوالد (الفضائؿ) ال يخزى إذا كمّـ أعداءه في األبواب). وقد تكوف بنات بابؿ ىي الخطايا الصغيرة = الثعالب الصغيرة (نش ٕ .)ٔ٘ 2
402
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه والخالحون)
المزمور المئة والثامن والثبلثون
عودة لمجدول
المزمور المئة والثامن والثبلثون(المئة والسابع والثبلثون في األجبية) داود شعر بعمؿ اهلل معو خبلؿ حياتو إذ اختاره ولداً صغي اًر وراعياً فقي اًر لؤلغناـ وأجمسو عمى كرسي مممكة إسرائيؿ ونصره عمى كؿ أعدائو ،وربما رتؿ داود ىذا المزمور في أواخر حياتو إذ كاف يتأمؿ في عطايا اهلل معو
خبلؿ رحمة عمره ،فمـ يجد ما يقولو سوى كممات الحمد والشكر .وعبر ىنا عف اشتياقو الدائـ لمسجود واالعتراؼ هلل في ىيكؿ قدسو.
وما أجمؿ أف نصمي ىذا المزمور في صبلة النوـ ،إذ نتأمؿ في عطايا اهلل وأحساناتو عمينا طوؿ اليوـ بؿ فيما
مضى مف عمرنا ونحمده ونشكره ،مشتاقيف أف يخرج عمينا الصبح بنوره لنذىب إلى بيت اهلل ونسجد أماـ
المبلئكة ،عربوناً لذلؾ اليوـ الذي سيأتي فيو المسيح عمى السحاب ليأخذنا إلى السماء مع المبلئكة ،وىناؾ نعترؼ لو ونسبحو لؤلبد في صحبة المبلئكة.
ٔ َح َم ُد َك ِم ْن ُك ٍّل َق ْم ِ َّام اآللِ َي ِة أ َُرٍّن ُم لَ َك". د ق ي. ب أ آية (ٔ) " - ُ ْ َ ِ ِ َّام اآللِ َي ِة أ َُرٍّن ُم لَ َك = ىذه يمكف فيميا أنني أعترؼ لؾ يا أْ َح َم ُد َك م ْن ُك ٍّل َق ْمبي = نرى ىنا أىمية حياة الشكر .قُد َ رب قداـ كؿ الشعوب الوثنية بآليتيا ،ولف أخشى أف أعترؼ لؾ أماميـ ،بؿ سأفتخر بؾ أماميـ .وقد تفيـ اآللية
أنيا تشير لمقضاة والمموؾ والرؤساء ولكف الترجمة السبعينية ترجمتيا المبلئكة .بمعنى االشتراؾ مع المبلئكة في تسبيح اهلل وعبادتو .ونحف نعترؼ لو ونسجد لو وىـ يروننا فيفرحوف بعبادتنا وشركتنا معيـ في عبادة اهلل
وتسبيحو فيـ يعرفوف اهلل ويحبونو ويفرحوف بمف يحب اهلل مثميـ .والكنيسة تسمى بيت المبلئكة ،فنحف نصمي في الكنيسة والمبلئكة حولنا ،ىي شركة السمائييف مع األرضييف. ٕ ت َكِم َمتَ َك َعمَى ُك ٍّل اس َم َك َعمَى َر ْح َم ِت َك َو َحقٍّ َك ,أل ََّن َك قَ ْد َعظَّ ْم َ َس ُج ُد ِفي َى ْي َك ِل قُ ْد ِس َكَ ,وأ ْ َح َم ُد ْ آية (ٕ) " -أ ْ اس ِم َك". ْ ِ َس ُج ُد ِفي َى ْي َك ِل قُ ْد ِس َك = أنا أْ اس َم َك َعمَى َر ْح َمت َك = أنا مستحؽ كؿ عقوبة ،ولكنؾ رحمتني ولذلؾ أشكرؾ .أ ْ َح َم ُد ْ
َح َم ُدك مستحؽ أف ال تقبمني في بيتؾ ،ولكنؾ بمراحمؾ سمحت لي أف أدخؿ وأسجد أنا الغير المستحؽ لذلؾ أ ْ َعمَى َر ْح َم ِت َك َو َحقٍّ َك = قد يقصد بالحؽ أف اهلل نصره عمى أعدائو فأظير الحؽ .ولكننا نرى الرحمة والحؽ قد ظي ار عمى الصميب .عظَّم َ ِ اس ِم َك = االسـ يشير لمشخص بصفاتو وامكانياتو ،واهلل أعمف لنا ت َكم َمتَ َك َعمَى ُك ٍّل ْ َ ْ عف نفسو بأشياء متعددة ،مثبلً بالخميقة ،وبتدبيراتو ،ثـ بكممتو وناموسو .وداود يرى أف كممة اهلل وناموسو
وشريعتو أعظـ مف كؿ ما استخدمو اهلل سابقاً في اإلعبلف عف نفسو .واذا فيمنا أف كممة اهلل ىو المسيح ،فيذه
نبوة عف المسيح الذي عظمو اآلب ،وأعطاه اسماً فوؽ كؿ اسـ (فيٕ .)ٜ2فمقد صار المسيح بعممو الفدائي ىو 403
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه والخالحون)
أعظـ ما عرفناه مف اهلل في كؿ أعماؿ عنايتو السابقة ومراحمو السابقة .فميس حب أعظـ مف ىذا الذي صنعو
المسيح عمى الصميب .والسبعينية ترجمت ىذه اآلية عظمت اسمؾ عمى الكؿ.
ِٖ َّعتَِني قُ َّوةً ِفي َن ْف ِسي". َج ْبتَِنيَ . آية (ٖ) " -في َي ْوَم َد َع ْوتُ َك أ َ شج ْ داود يذكر هلل أف اهلل استجاب لو في كؿ مرة دعاه ،بؿ أعطاه قوة خاصة تشجعو داخؿ نفسو. ٘ ض ,إِ َذا س ِمعوا َكمِم ِ اآليات (ٗٗ" - )٘-ي ْحم ُد َك يا رب ُكل ممُ ِ وك األ َْر ِ ون ِفي طُُر ِ َن ب ,أل َّ الر ٍّ ق َّ ات فَ ِم َكَ .وُي َرٍّن ُم َ َ ُ َ َ َ َ َ ُ الر ٍّ ِ يم". َم ْج َد َّ ب َعظ ٌ
نبوة عف إيماف مموؾ األمـ الوثنية.
َما ا ْلمتَ َك ٍّبر فَيع ِرفُ ُو ِم ْن ب ِع ٍ ِ يد". آية (ٙ" - )ٙأل َّ الر َّ َن َّ َ ب َعال َوَي َرى ا ْل ُمتََواض َع ,أ َّ ُ ُ َ ْ َما ا ْلمتَ َك ٍّبر فَيع ِرفُ ُو ِم ْن ب ِع ٍ يد = أي ال يسانده وال يعضده. َ (مزٖٗ + ٔٛ2أش .)ٔ٘2٘ٚأ َّ ُ ُ َ ْ ض ِب أ ْ ِ اآليات (ٚ" - )ٛ-ٚإِ ْن سمَ ْك ُ ِ الض ْي ِ ص ِني َي ِمي ُن َك. س ِط ٍّ ق تُ ْح ِي ِنيَ .عمَى َغ َ َع َدائي تَ ُمد َي َد َكَ ,وتُ َخمٍّ ُ ت في َو َ َ ٛ ِ ِ َعم ِ ِ ال َي َد ْي َك الَ تَتَ َخ َّل. َّ الرب ُي َحامي َع ٍّنيَ .يا َربَ ,ر ْح َمتُ َك إلَى األ ََبدَ .ع ْن أ ْ َ
404
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع والخالحون)
المزمور المئة والتاسع والثبلثون
عودة لمجدول
داود ىنا يحدثنا مرنماً عف اهلل البلمتناىي في المعرفة ،الذي ال يحده زماف وال مكاف .فيو موجود في كؿ زماف،
موجود ف ي كؿ مكاف ،يعرؼ كؿ شئ ،ىو الذي خمقني ،فيو يعرؼ أعماقي .كؿ شئ مكشوؼ أمامو .داود أماـ
اكتشافو ىذا يقؼ مبيو اًر ( )ٔٛ،ٔٚويجد نفسو غير مستطيع أف يحصي أعماؿ اهلل العجيبة واحساناتو التي ال نياية ليا .وفي دىشة بجماؿ وجبلؿ اهلل يتعجب مف الذيف ال يخضعوف لو بؿ يتمردوف عميو ،فيتكمـ عنيـ
باحتقار شاع اًر أنو ال يستطيع أف يتعامؿ مع ىؤالء .وينطؽ بروح النبوة بحكـ عمييـ ،فالموت ينتظر مثؿ ىؤالء.
ٕ ٔ ت ِف ْك ِري ِم ْن ب ِع ٍ وسي وِقي ِ ْت جمُ ِ يد. اآليات (َٔ " - )ٖ-يا َرب ,قَِد ْ امي .فَ ِي ْم َ اختََب ْرتَِني َو َع َرفْتَِني .أَ ْن َ َ َ َ ت َع َرف َ ُ ٖمسمَ ِكي ومرب ِ ْت". تَ ,و ُك َّل طُُرِقي َع َرف َ ضي َذ َّرْي َ َ َْ َ َ ْ ت ِف ْك ِري ِم ْن ب ِع ٍ يد = معرفة اهلل اهلل فاحص القموب والكمى كؿ شئ مكشوؼ أمامو ،حتى أعماؽ فكر اإلنساف فَ ِي ْم َ َ ليست كالبشر مبنية عمى االختبار والمعاشرة .وألف اهلل يعرؼ كؿ شئ فيو سيديف بالعدؿ .واهلل يعرؼ كؿ وسي وِقي ِ ْت جمُ ِ امي بؿ تعرؼ ما أنوي فعمو قبؿ أف أقوـ وأعممو ،فأنت تعرؼ فكري مف َ َ حركاتنا وسكناتنا = َع َرف َ ُ ِ سمَ ِكي = أنت تعرؼ تماماً وتحيط بكؿ شئ ميما كاف صغي اًر في مسمكي وفي مكاف بعيدَ .ذ َّرْي َ ت َم ْرَبضي و َم ْ
نومي.
ٗ ٍ ِ٘ ِ ِ ِ ٍ اص ْرتَِني, س ِاني ,إِالَّ َوأَ ْن َ ت َيا َرب َع َرفْتَ َيا ُكمَّ َيا .م ْن َخ ْمف َو ِم ْن قُدَّام َح َ س َكم َم ٌة في ل َ اآليات (ٗ " - )ٙ-أل ََّن ُو لَ ْي َ ىذ ِه ا ْلمع ِرفَ ُة ,فَوِقي ارتَفَع ْت ,الَ أ ِ ت عمَ َّي ي َد َكٙ .ع ِجيب ٌة ِ يع َيا". َ َ َو َج َع ْم َ َ َ ْ ْ َْ َستَط ُ ْ َ
معرفة اهلل كأف اهلل يحاصر اإلنساف مف كؿ جية ،ويعرؼ عنو كؿ شئ ،وكؿ كممة ومعرفة اهلل ىذه عجيبة ،ال ٍ ِ ف و ِم ْن قُد ٍ َّام = إف ذىبت لموراء أو تقدمت لؤلماـ فأنت ىناؾ يستطيع إنساف أف يدركيا= فَ ْوِقي ْارتَفَ َع ْت .م ْن َخ ْم َ ت َي َد َك َعمَ َّي = لتمنعني مف قرار خاطئ يضرني، عمى بؿ ويدؾ تعرؼ كؿ إتجاىاتي ،عينؾ عمى= َج َع ْم َ ّ ّ ولتؤدبني إف تعوجت.
ٛ ٚ السماو ِ ْىب ِم ْن ر ِ اكَ ,وِا ْن ت ُى َن َ وح َك؟ َو ِم ْن َو ْج ِي َك أ َْي َن أ ْ ات فَأَ ْن َ ص ِع ْد ُ َى ُر ُ اآليات ( " - )ٛ-ٚأ َْي َن أَذ َ ُ ت إِلَى َّ َ َ ب؟ إِ ْن َ ُ ت ِفي ا ْل َي ِ ت". فَ َر ْ اوَي ِة فَ َيا أَ ْن َ شُ اهلل موجود في كؿ مكاف وبالتالي فيو يعرؼ كؿ شئ ،ال يخفي عنو شئ .وفي آية ( )ٚنرى الثالوث .ر ِ وح َك = ُ ىو الروح القدسَ .و ْج ِي َك = المسيح بياء مجد اهلل ورسـ جوىره .وألف اهلل غير محدود فيو موجود في السماء ،بؿ ت ِفي ا ْل َي ِ اوَي ِة = رقدت في الياوية .فيي إشارة لنوـ القبر األبدي وكانوا يذىبوف وموجود في الياوية .فََر ْ شُ
لمياوية .فإف قمنا أنو ال يوجد في الياوية (الجحيـ مكاف الموتي) فيو محدود .ىو في السماء حيث عرش مجده،
405
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع والخالحون)
حيث األفراح الدائمة والمجد المستعمف .وىو في الياوية حيث قداسة اهلل وعدلو قد استعمنا في دينونة األشرار .إِ ْن الس َماء = ىذا فعمو المرنـ عقمياً وليس جسدياً ،فيو فكر في السماء وكيؼ أف اهلل ىناؾ مسبح مف ت إِلَى َّ ص ِع ْد ُ َ المبلئكة .ولعمو اشتياؽ المرنـ لذلؾ .ولكنو بروح النبوة رأي نصيب المؤمنيف بعد فداء المسيح ونصيبنا السماوي.
ٓٔ ٜ ضا تَي ِد ِ ت ِفي أَقَ ِ يني َي ُد َك اآليات ( " - )ٔٓ-ٜإِ ْن أ َ اصي ا ْل َب ْح ِر ,فَ ُي َن َ س َك ْن ُ َخذ ُ ْت َج َن َ اك أ َْي ً ْ اح ِي الص ْب ِحَ ,و َ َوتُ ْم ِس ُك ِني َي ِمي ُن َك"..
اح ِي الص ْب ِح (المذاف يفرشاف نور الصبح عمى كؿ األرض) إلى أقاصي إف توجيت وبأقصى سرعة عمى َج َن َ األرض ،فمف أىرب منؾ .بؿ سأجدؾ ىناؾ راعياً لي تمسؾ بيدي لتردني .ونبلحظ في قولو السماء واألرض أي
الياوية العميقة ( ) ٛ،ٚأنو نظر لمبعد الرأسي .وبقولو ىنا أقاصي األرض فيو نظر لمبعد الطولي .والمسيح جمع
بصميبو (خشبة طولية وخشبة عرضية) الكؿ سمائييف وأرضييف .جعؿ الكؿ واحداً .لقد حدث ىذا مع يوناف ،فيو
ظف أنو ىرب مف اهلل ،ولكف اهلل رده بيمينو وىداه.
ٕٔ ٔٔ ِ ت «إِ َّنما الظ ْمم ُة تَ ْغ َ ِ ضا الَ تُ ْظمِ ُم لَ َد ْي َك, اآليات (ٔٔ " - )ٕٔ-فَ ُق ْم ُ يء َح ْولِي! الظ ْم َم ُة أ َْي ً شاني» .فَالمَّْي ُل ُيض ُ َ َ ِ الني ِ ِ ِ ور". َوالمَّْي ُل م ْث َل َّ َ ار ُيض ُ يءَ .كالظ ْم َمة ى َك َذا الن ُ
واذا فكرت أف الظممة ىي ساتر لي ،يمكنني أف أختبأ بالظممة منؾ .فيذا أيضاً غير ممكف فالظممة بالنسبة لؾ نور ،فأنت يمكنؾ يا رب أف ترى كؿ شئ في الظممة.
وفي تأمؿ في ىذه اآلية ،إف أحاطت بي التجارب واآلالـ كظممة ،فتعزياتؾ تضئ لي طريقي.
ٗٔ ٖٔ ِ َحم ُد َك ِم ْن أ ْ ِ ت س ْجتَِني ِفي َب ْط ِن أ ٍّ امتَْز ُ ت اقْتََن ْي َ اآليات (ٖٔ " - )ٔٗ-أل ََّن َك أَ ْن َ ت ُك ْم َيتَ َّيَ .ن َ َجل أ ٍَّني قَد ْ ُمي .أ ْ َ ف ذلِ َك َي ِقي ًنا". َع َمالُ َكَ ,وَن ْف ِسي تَ ْع ِر ُ يب ٌة ِى َي أ ْ َع َج ًباَ .ع ِج َ ُمي .وحينما تأمؿ في خمقة اهلل س ْجتَِني ِفي َب ْط ِن أ ٍّ اقْتََن ْي َ ت ُك ْم َيتَ َّي = أي تعرؼ أعماقي ،فأنت خمقتني بالكامؿ= َن َ
لئلنساف ،رأي أف اإلنساف إمتاز بخمقتو عجباً .فاإلنساف بروحو ،نفخة اهلل ،وعقمو ،وامكانياتو يفوؽ أي خميقة وىو تاج المخموقات ،بؿ أف اهلل خمؽ العالـ ألجؿ اإلنساف "السبت جعؿ لئلنساف وليس اإلنساف ألجؿ السبت".
ٔٙ ٘ٔ ت ِفي ا ْل َخفَ ِ ف ع ْن َك ِع َ ِ ِ ِ ق األ َْر ِ َع َما ِ َت ضَ .أر ْ اءَ ,وُرِق ْم ُ ص ِن ْع ُ ت ِفي أ ْ اآليات (٘ٔ " - )ٔٙ-لَ ْم تَ ْختَ َ ظامي حي َن َما ُ ض ِائي ,وِفي ِس ْف ِر َك ُكميا ُك ِتب ْت يوم تَص َّور ْت ,إِ ْذ لَم ي ُك ْن و ِ اح ٌد ِم ْن َيا". َع ْي َن َ َع َ اك أ ْ ْ َ َ َ َ َ َْ َ َ َ ف ع ْن َك ِعظَ ِ ِ ِ صورني في فكره أوالً ،ثـ نسجني في رحـ أمي= ص ِنع ُ ِ ت ِفي اهلل َّ اميَ ..وُرِق ْم ُ ت في ا ْل َخفَاء .لَ ْم تَ ْختَ َ ُ ْ ض = اهلل صمـ ىذه العظاـ في فكره ورقميا أي كأنو َّ ق األ َْر ِ َع َما ِ عدىا ورسميا ،كما رسـ الميندس منزالً عمى أْ
الورؽ قبؿ أف ينفذ .واهلل أخذ عظامي ىذه وكؿ جسمي مف أعماؽ األرض ،فأنا مف تراب مأخوذ ،ولكنني كنت
في فك ر اهلل .وىكذا أعد اهلل كؿ أعضائي وصورني قبؿ أف أتكوف في الرحـ .وطالما أف اهلل ىو الذي خمؽ كؿ
406
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع والخالحون)
في وصوره فيو يعرؼ دقائؽ أموري ،وىو الذي يحييني متى يشاء ويميتني متى يشاء .ىو يعرؼ كؿ شئ جزء ّ عني. ٔٛ ٔٚ ُح ِ الرْم ِل. ص َيا فَ ِي َي أَ ْكثَُر ِم َن َّ اآليات (َ " - )ٔٛ-ٔٚما أَ ْك َرَم أَ ْف َك َار َك َيا اَهللُ ِع ْن ِدي! َما أَ ْكثََر ُج ْممَتَ َيا! إِ ْن أ ْ ت َوأََنا َب ْع ُد َم َع َك". استَ ْيقَ ْظ ُ ْ ىنا يقؼ المرنـ مبيو اًر بأحسانات اهلل عميو .يقدـ لو الشكر عمى أىتمامو بو في خمقتو وتصويره ،ثـ عنايتو بو في
بطف أمو ،وحمايتو لو .فكؿ أفكار اهلل تجاىو ىي أفكار حب ،وأحساف ،بؿ حتى ما نظنو ش اًر فاهلل يسمح بو
لخيرناَ .ما أَ ْك َرَم أَ ْف َك َار َك كـ ىي عميقة ال أستطيع فيميا ،ولكف كميا محبة ،لذلؾ نقؼ أماـ تدبيرؾ بمنتيى الحمد ت َوأََنا َب ْع ُد َم َع َك = حينما استيقظ فأنا تحت بصرؾ ورعايتؾ مف أوؿ استَ ْيقَ ْ ظُ والوقار والتسبيح حتى أف لـ نفيموْ . لحظة في النيار ،فأنا في أماف في نومي ألني مسمـ كؿ األمر لؾ .ولكف متى أستيقظ يكوف قراري في يدي ومع
عمى وستنقذني حتى مف ق ارراتي الخاطئة .ولذلؾ ينصح كثير مف األباء أنو بمجرد عمى ويدؾ ّ ىذا فأنت عينؾ ّ أف نفتح عيوننا صباحاً أف نصمي مزمور أو اثنيف ،لنبدأ مف أوؿ لحظات النيار االعتماد عمى اهلل ،وىكذا نحيا اليوـ كمو في خوؼ اهلل ،نضعو دائماً أماـ أعيننا.
ٜٔ ش َرَار َيا اَهللُ. اآليات ( " - )ٕٕ-ٜٔلَ ْيتَ َك تَ ْقتُ ُل األَ ْ ٕٔ ض م ْب ِغ ِ ِ َن ِ يك ض َ َع َد ُ اط ِق َ ين ِبا ْل َك ِذ ِبُ ,ى ْم أ ْ اؤ َك .أَالَ أ ُْبغ ُ ُ اء". لِي أ ْ َع َد ً
ٕٓ ال الدٍّم ِ ين ُي َكمٍّ ُموَن َك ِبا ْل َم ْك ِر اءْ ,اب ُع ُدوا َع ٍّني .الَِّذ َ فَ َيا ِر َج َ َ ٕٕ ت ُمقَ ِ ص ُاروا ضا تَ ًّ او ِم َ اما أ َْب َغ ْ َيا َربَ ,وأ َْمقُ ُ يك؟ ُب ْغ ً ضتُ ُي ْمَ .
بعد أف اشتعؿ قمب المرنـ حباً هلل عمى كؿ تدبيراتو وعنايتو .يتعجب أنو مازاؿ ىناؾ أشرار عمياف يكرىوف اهلل.
ولقد اعتبر أف أعداء اهلل ىـ أعداؤه فيو أحب اهلل بكؿ قمبو .ونحف ال نكره البشر بؿ نصمي ليـ لكي يتوبوا فبل ييمكوا .لكف نبغض الشياطيف .أما داود ىنا فيو ينطؽ بروح النبوة ضد مف يستمر في عدائو هلل .وىو كممؾ ال
يحمؿ السيؼ عبثاً عميو أف يضرب ويؤدب مف يخالؼ (رؤٖ.)ٗ2
ٕٗ ٖٕ ف أَ ْف َك ِ يق اآليات (ْٖٕ " - )ٕٗ- اع ِر ْ اع ِر ْ ان ِف َّي طَ ِر ٌ اريَ .وا ْنظُ ْر إِ ْن َك َ امتَ ِح ٍّني َو ْ اختَِب ْرِني َيا اَهللُ َو ْ ف َق ْم ِبيْ . ب ِ اى ِد ِني طَ ِريقًا أ ََب ِديًّا". اط ٌلَ ,و ْ َ
المرنـ ىنا يمجأ هلل فيو اكتشؼ أف اهلل يعرؼ كؿ شئ عنو ،وىو ال يعرؼ شئ عف نفسو ،فيناؾ خطايا دفينة وميوؿ رديئة فيو ال يراىا وال يعرفيا سوى اهلل .وىو يمجأ هلل ليؤدبو بالتجارب والتأديبات المتعددة ،لييديو ويرده
مف كؿ طريؽ باطؿ ،فبل ييمؾ .وبنفس المفيوـ عمينا أف نسمـ هلل في كؿ ما يسمح بو فيو الطبيب الذي عرؼ
دواء وعبلج نفوسنا وأرواحنا ،ىو وحده الذي يعرؼ ويداوي بمحبة عجيبة.
407
ضفر المسامير ( المسمور المئت واألربعون)
المزمور المئة واألربعون
عودة لمجدول
ىو مزمور إستغاثة لداود مف األعداء الذيف يشبيوف الحيات في مكرىـ ولدغاتيـ السامة .ىو فيو كاف في حالة مؤلمة ربما مف اضطياد شاوؿ. ٕ ٔ َى ِل َّ ش ُر ٍ ور ِفي ون ِب ُ اآليات (ٔ " - )ٚ-أَ ْن ِقذ ِْني َيا َرب ِم ْن أ ْ ين َيتَفَ َّك ُر َ احفَ ْظ ِني .الَِّذ َ الشٍّرِ .م ْن َر ُج ِل الظ ْمِم ْ ٗ ٖ ت ِشفَ ِ ٍ ِ ون لِ ْم ِقتَ ِ ْع َو ِ احفَ ْظ ِني َيا ان تَ ْح َ ُقمُوِب ِي ْم .ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو َي ْجتَ ِم ُع َ اى ِي ْمِ .سبلَ ْهْ . سنوا أَْلس َنتَ ُي ْم َك َحيَّةُ .ح َم ُة األُف ُ الَ . ير ُخطُو ِاتي٘ .أ ْ ِ ين تَفَ َّك ُروا ِفي تَ ْع ِث ِ الشٍّر ِ َرب ِم ْن َي َد ِي ٍّ ون فَ ًّخا ستَ ْك ِب ُر َ يرِ .م ْن َر ُج ِل الظ ْمِم أَ ْن ِقذ ِْني .الَِّذ َ َخفَى لي ا ْل ُم ْ َ ش َب َك ًة ِب َج ِان ِب الطَّ ِري ِ ش َار ًكاِ .سبلَ ْه. ض ُعوا لِي أَ ْ َو ِح َباالًَ .مدوا َ قَ .و َ ٚ ٙ ت أر ِ ِ َّ ْسي ِفي َي ْوِم ت لِ َّمر ٍّ ضر َع ِاتيَ .يا َرب َّ ب «أَ ْن َ ُق ْم ُ ص ْو ِت تَ َ ت إِل ِيي» .أ ْ َص ِغ َيا َرب إِلَى َ الس ٍّي ُد ,قُ َّوةَ َخبلَصي ,ظَم ْم َ َ ا ْل ِقتَ ِ ال". المرنـ يمجأ هلل لينقذه مف األشرار المحيطيف بو ،وليحفظو مف مؤامراتيـ .وىو يذكر هلل إحساناتو السابقة ،فاهلل ظمَّ ْل أر ِ ْسو ِفي َي ْوِم ا ْل ِقتَ ِ ال ،فإذا كاف قد حفظو مف قبؿ فسوؼ يحفظو اليوـ .ونبلحظ أف أعداؤه غير واضحيف َ َ فيـ يتفكروف بشرور في قموبيـ وداود ال يرى ما في قموبيـ .وىـ كالحيات مخادعيف ويحمموف سماً تحت
شفاىيـ .وىـ أعدوا فخاخاً ليسقط فييا وشراكاً وشبكة .ولذلؾ ىو يمجأ هلل كمي المعرفة والرؤية لينقذه مف مؤامراتيـ التي ال يراىا وال يعرفيا.
ٜ ٛ ير .الَ تَُن ٍّج ْح مقَ ِ شيو ِ ِ الشٍّر ِ ات ٍّ وس ونِ .سبلَ ْه .أ َّ اص َدهَُ .يتََرفَّ ُع َ َما ُر ُؤ ُ اآليات ( " - )ٖٔ-ٛالَ تُ ْعط َيا َرب َ َ َ َ ٍ ِ ٓٔ ِ شقَ ِ ِ الن ِ ِ سقَطُوا ِفي َّ وموا. ا ْل ُم ِحي ِط َ سقُ ْط َعمَ ْي ِي ْم َج ْمٌر .ل ُي ْ اء شفَاى ِي ْم ُي َغطٍّي ِي ْم .ل َي ْ ين ِبي فَ َ ُ ارَ ,وفي َغ َم َرات فَبلَ َيقُ ُ ٕٔ ٔٔ ض .رج ُل الظ ْمِم ي ِ ان الَ يثْب ُ ِ ِ يدهُ َّ سٍ ب ُي ْج ِري ُح ْك ًما ت أ َّ الر َّ َن َّ الشر إِلَى َىبلَ ِك ِو .قَ ْد َعمِ ْم ُ صُ َ ت في األ َْر ِ َ ُ َُ َر ُج ُل ل َ ٖٔ ون اسم َك .ا ْلمستَ ِقيم َ ِ لِ ْممس ِ اك ِ ض َرِت َك". ين .إِ َّن َما ٍّ ون ِفي َح ْ س َ الصدٍّيقُ َ ين َو َحقًّا لِ ْم َب ِائ ِس َ ون َي ْجم ُ َ َ ُ ْ ُ ون َي ْح َم ُد َ ْ َ ىنا نسمع المرنـ يخبرنا بمصير األشرار .وفي المقابؿ فأوالد اهلل المساكيف فاهلل ىو الذي يجري ليم حكماً= أي ِ ون س َ ينقذىـ مف يد األشرار وينجييـ .ويحكـ ضد ظالمييـ ويرى الصديقوف ىذا وَي ْح َم ُد َ ون ْ اس َم َك يا رب ..وَي ْجم ُ ون= أي ِفي َح ْ ض َرِت َك فرحيف بؾ ،ال يجدوف ليـ فرحاً بعيداً عنؾ .أما األشرار فاهلل ال ينجح مقاصدىـ .ىـ يتََرفَّ ُع َ ينتفخوف بقوتيـ ،متكبريف يظنوف أنيـ قادريف أف يفعموا ما يشاءوف .ولكف اهلل لف يسمح بأف يحققوا شيواتيـ ضد شقَاء ِشفَ ِ المساكيف البائسيف .بؿ يصير ىؤالء األشرار في شقاء= ر ُؤوس ا ْلم ِح ِ اى ِي ْم ُي َغطٍّي ِي ْم = ىـ يط َ ين ِبي فَ َ ُ ُ ُ ُ سقُ ْط دبروا مؤامرات بشفاىيـ ضد األبرياء .لكف اهلل حوؿ مؤامراتيـ إلى شقاء يغطي رؤوسيـ .وغضب اهلل ِِ َي ْ ار = وىذا عقابيـ األبدي (رؤٕٓ .)ٔٓ2لذلؾ يكمؿ .وِفي َغمر ٍ ِ سقَطُوا ِفي َّ الن ِ ات فَبلَ َعمَ ْي ِي ْم مثل َج ْمٌرمشتعؿ ل ُي ْ َ ََ وموا = أي في حفر عميقة ،فييا نار أبدية .ولعؿ قولو ليسقطوا في النار وليسقط عمييـ جمر يشير إلى سقوط َيقُ ُ
408
ضفر المسامير ( المسمور المئت واألربعون)
نار مف السماء عمى سدوـ عمورة .وقولو وفي غمرات يشير لميبلؾ بالطوفاف .وكبلىما كاف بسبب غضب اهلل. ِ ت ِفي األ َْر ِ سٍ ض = أي رجؿ يغش ويدبر مؤامرات بمسانو ،ىذا قد ينجح إلى حيف ولكف اهلل ال ان الَ َيثْ ُب ُ َر ُج ُل ل َ يدعو يثبت ،بؿ يفسد اهلل مؤامراتو وال يدعيا تنجح.
409
ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى واألربعون)
المزمور المئة والحادي واألربعون
عودة لمجدول
المزمور المئة والحادي واألربعون(المئة واألربعون في األجبية) كتب داود ىذا المزمور في أثناء فترة ضيقو وأالمو ،ربما حيف كاف شاوؿ يريد قتمو فنجده ىنا يصمي ويتوسؿ إلى
اهلل ليعطيو عزاء ويرفع عنو ضيقتو.
نصمي ىذا المزمور في صبلة النوـ ،ليقبؿ اهلل صمواتنا كذبيحة مسائية مقبولة وتكوف صمواتنا كرفع بخور أماـ
اهلل ،ليا رائحة مقبولة .باإلضافة إلى أننا نذكر المسيح الذي قُ ِّد َـ ذبيحة مسائية عنا ورفع يديو عمى الصميب لنصير نحف مقبوليف لدى اآلب. ٔ ِ َص ُر ُخ إِلَ ْي َك". َس ِر ْ ص َر ْخ ُ ص ْوِتي ع ْن َد َما أ ْ ع إِلَ َّي .أ ْ ت .أ ْ َص ِغ إِلَى َ آية (ٔ) َ " -يا َرب ,إِلَ ْي َك َ الصراخ في الصبلة ىو الصبلة مف القمب بحماس ،ولكف ليس بصوت ٍ عاؿ.
ي َك َذ ِبيح ٍة مس ِائي ٍ آية (ٕ) ٕ" -لِتَ ِ صبلَ ِتي َكا ْل َب ُخ ِ َّة". َّام َك .لِ َي ُك ْن َرفْعُ َي َد َّ ْ َ َ َ ستَق ْم َ ور قُد َ المؤمنيف كميـ كينة بمفيوـ الكينوت العاـ ،فالمؤمف يقدـ ذبائح التسبيح وذبائح العطاء والتوزيع
(عب )ٔ٘2ٖٔ،ٔٙويقدـ نفسو ذبيحة حية (رؤٕ )ٔ2والروح المنكسرة (مزٔ٘ ...... )ٔٚ2أما الكينوت الخاص في الكنيسة فيو سر مف األسرار السبعة ،والكاىف ُيساـ ليخدـ خدمة األسرار( ،عب٘ .)ٗ2فخدمة األسرار يقوـ بيا كاىف شرعي وليست لكؿ مؤمف .وفي ىذه اآلية نرى صورة ليذا الكينوت العاـ .ونرى داود ىنا
يرفع يديو ،وىكذا نرى أف رفع اليديف ميـ في الصبلة لنشبو وضع الصميب .واهلل يشتـ صمواتنا كرائحة بخور لو كانت مف قمب نقي وبإيماف قوي (ىذا معنى الصراخ)َ .ذ ِبيح ٍة مس ِائي ٍ َّة= فكانت الشريعة تحتـ تقديـ ذبيحة َ َ َ صباحية وذبيحة مسائية .والمسيح قٌ ِّدـ عمى الصميب كذبيحة مسائية (فيو مات عمى الصميب وقت تقديـ الذبيحة المسائية) .والعجيب في ىذه النبوة اإلشارة لرفع اليد فيكذا صمب المسيح فالنبوة إذاً قدمت لنا الطريقة التي سيقدـ
بيا المسيح ذبيحة ووقت تقديميا في المساء.
وفي رفع يدينا عند الصبلة نذكر ىذه النبوة وكأننا نذكر أنو حتى تكوف صمواتنا مقبولة كما قبمت ذبيحة المسيح
عمينا أف نقدـ أنفسنا ذبائح حية فنصمب أىوائنا مع شيواتنا حينئذ تكوف صمواتنا كرائحة بخور صاعدة إلى فوؽ، أما صموات الخطاة فيي ال تصعد إلى فوؽ. ٖ شفَتَ َّيٗ .الَ تُ ِم ْل َق ْم ِبي إِلَى أَم ٍر رِد ٍ اج َع ْل َيا َرب َح ِ يء ,ألَتَ َعمَّ َل ِب ِعمَ ِل اب َ سا لِفَ ِميْ . اآليات (ْٖ " - )ٗ- احفَ ْظ َب َ ار ً ْ َ اس فَ ِ الشٍّر َم َع أَُن ٍ َّ اعمِي إِثٍْمَ ,والَ آ ُك ْل ِم ْن َنفَ ِائ ِس ِي ْم".
410
ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى واألربعون)
ىنا داود يصمي ليحفظ اهلل شفتيو ،وفي ىذا يتفؽ مع (يعٖ) أف المساف يقود الجسـ كمو ،فمو تقدس المساف يقود
الحياة كميا لمقداسة ،ويصمي حتى ال يميؿ إلى األشرار ويشترؾ في والئميـ الممموءة فساداً ،وحينما يتنقى يقبؿ اهلل صمواتو كرائحة بخور .الَ تُ ِم ْل َق ْم ِبي إِلَى أَم ٍر رِد ٍ يء = فالقمب أخدع مف كؿ شئ (أر .)ٜ2ٔٚوىو منبع ْ َ الشر .فيا رب ال تجعؿ قمبي يميؿ وراء نداء األشرار .ألَتَ َعمَّ َل ِب ِعمَ ِل َّ الشٍّر = الشرير دائماً يعطي لنفسو أعذا اًر في شروره .وىكذا فعؿ آدـ وحواء ولـ يعترفا مباشرة بخطيتيما. ٘ ْس .الَ يأْبى أر ِ مر ِ صبلَ ِتي َب ْع ُد ِفي ْسي .أل َّ ت لِ َّأ ض ِرْب ِني ٍّ ٍّيق فَ َر ْح َم ٌةَ ,وْل ُي َوٍّب ْخ ِني فَ َزْي ٌ الصد ُ آية (٘) " -لِ َي ْ َن َ ََ َ ص ِائ ِب ِي ْم". َم َ
القمب دائماً معرض لمخداع .ومف خداعات إبميس أنو يجعمنا نرفض نصائح األصدقاء المخمصيف ،ونفرح برياء
األشرار .وداود ىنا يصمي حتى يحفظو اهلل مف ىذا الخداع فيستمع لمشورات األصدقاء المخمصيف ،إف أخطأ
يرجع وأف أصاب يتشجع .أما المنافقيف األشرار الذيف ريائيـ مثؿ الزيت فعميو أف ال يقبؿ ريائيـ (وكاف القدماء ٍّيق فََر ْح َم ٌة = المرتؿ ال يقبؿ التأديب مف يد اهلل فقط ،بؿ ىو ض ِرْب ِني ٍّ الصد ُ يدىنوف بزيت معطَّر في أفراحيـ) .لِ َي ْ يقبؿ التأديب مف يد كؿ صديؽ مخمص تقي ،ويعتبر توبيخو لو رحمة .وسفر األمثاؿ ممموء مف اآليات التي تشرح ىذه الفكرة وما ينطبؽ عمي ىذه اآلية تماماً (أـ .)ٙ2ٕٚولقد طبؽ داود ىذه الفكرة تماماً حيف قاؿ "اهلل قاؿ
ل شمعي بف جي ار اشتـ داود" فيو قبؿ التأديب عمى أنو مف اهلل ،واعتبر أف اهلل يؤدبو بواسطة شمعي الشرير ،فإف ْس .الَ يأْبى أر ِ مر ِ ْسي = أي أنو اعتبر أف توبيخات ت لِ َّأ كاف قد قبؿ توبيخ الشرير ،أفبل يقبؿ توبيخ الصديؽ .فََزْي ٌ ََ َ الصديؽ ىي كزيت يشفي جروحو الناشئة عف خطاياه ،وأنو سيقبؿ ىذه التوبيخات ولف يرفضيا رأسو ،بؿ ستصير لو كزيت لمرأس .أما السبعينية فترجمت اآلية أما زيت الخاطئ فبل يدىف رأسي .وىذا تـ شرحو بأف داود
يرفض الكممات المينة مف األشرار المخادعيف الذيف يشجعونو عمى ممارسة الخطأ .والترجمة السبعينية أقرب ِ ِ ص ِائ ِب ِي ْم = ألف صبلتي أيضاً ضد رغباتيـ الشريرة= لمصحة فيي متمشية مع باقي اآلية أل َّ صبلَ تي َب ْع ُد في َم َ َن َ أي ىو يصمي حتى يعينو اهلل في مكائد وخداعات المرائيف األشرار ورغبتيـ أف يسقطوه في الشر ويسمى ىذا مصائبيـ .وبصبلتو يحفظو اهلل مف ىذه المصائب.
ٙ س ِم ُعوا َكمِ َم ِاتي أل ََّن َيا لَِذي َذةٌ". ضاتُ ُي ْم ِم ْن َعمَى َّ آية ( " - )ٙقَِد ا ْن َ ط َر َح قُ َ الص ْخ َرِةَ ,و َ ىذه قد تنطبؽ عمى شاوؿ الذي اضطيد داود جداً .وحيف أتت الفرصة لداود أف ينتقـ لـ يمد يده إلى مسيح الرب
بؿ عفا عنو وعاتبو عتاباً رقيقاً (كمماتي لذيذة) جعمتو يبكي .وقد انتيت حياة شاوؿ بمأساة ىو وكؿ قادتو= الص ْخ َرِة = وىذه نياية كؿ مف يقؼ موقؼ عداء مع اهلل صخرتنا ،أو مع شعب اهلل. ضاتُ ُي ْم ِم ْن َعمَى َّ ا ْنطَ َر َح قُ َ وقد تشير اآلية لعدو الكنيسة ،إبميس ،الذي إنطرح أماـ المسيح صخرتنا (لو )ٔٛ2ٔٓ،ٜٔوكؿ الييود والوثنييف الذيف أ قاموا مف أنفسيـ قضاة لمكنيسة إنطرحوا مف عمى الصخرة بينما استمرت الكنيسة تردد كمماتيا المذيذة
(ك ارزة وتسابيح وايماف).
411
ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى واألربعون)
ٚ ض ,تَبد َ ِ ام َنا ِع ْن َد فَِم ا ْل َي ِ اوَي ِة". آية (َ " - )ٚك َم ْن َي ْفمَ ُح َوَي ُ شق األ َْر َ َ َّد ْت عظَ ُ قد تشير اآلية إلى التجارب األليمة التي وقعت لداود ورجالو أثناء ىروبيـ وأف بعضاً منيـ مات وتناثرت
عظاميـ ،وكانت الضربة شديدة .كمثؿ الفبلح حيف يحرث األرض ىكذا إنشقوا ،فمنيـ مف مات فعبلً ومنيـ مف كاف قاب قوسيف أو أدنى مف فـ الياوية أو القبر .وقد تشير إلى أف النياية المؤكدة لكؿ منا أف سيدفف وتتناثر
عظامو كنتيجة لنجاح مؤامرة إبميس ضد آدـ أبينا والحكـ الصادر ضده بالموت (ونجد الرجاء في آية )ٛعمى أف الترجمة السبعينية ترجمت ىذه اآلية تبددت عظاميـ عند الجحيـ= أي عظاـ األشرار والترجمة السبعينية ىي
األكثر إتساقاً مع بقية كممات المزمور .وىذه ىي نفس كممات الترجمة اإلنجميزية التي ترجمت اآلية ىكذا "مثؿ مف يتسمؽ صخرة فيقع وتنتثر عظامو عمى األرض ،فإف ىؤالء األشرار تتبدد عظاميـ عند الجحيـ".
ٛ س ٍّي ُد اآليات ( " - )ٔٓ-ٛأل ََّن ُو إِلَ ْي َك َيا َ اك فَ ِ شر ِ ِ ِ اعمِي ِ اإل ثِْم. قَ ْد َن َ ص ُبوهُ ليَ ,وم ْن أَ ْ َ
ٜ احفَ ْظ ِني ِم َن ا ْلفَ ٍّخ الَِّذي ت .الَ تُ ْف ِر ْ احتَ َم ْي ُ غ َن ْف ِسيْ . ايِ .ب َك ْ َيا َرب َع ْي َن َ اك ِيم حتَّى أَ ْنجو أََنا ِبا ْل ُكمٍّي ِ ٓٔلِيسقُ ِط األَ ْ ِ ِ ِ َّة". ش َرُار في ش َب ْ َ َْ َُ
مف يرفع عينيو إلى اهلل يحفظو مف األشراؾ المنصوبة لو ،بؿ يقع األشرار فييا.
412
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي واألربعون)
المزمور المئة والثاني واألربعون
عودة لمجدول
المزمور المئة والثاني واألربعون(المئة والحادي واألربعون في األجبية) صمى داود ىذا المزمور وىو مختبئ في مغارة ىارباً مف وجو شاوؿ .ىو مزمور صبلة لنفس متألمة ،لـ تجد
معونة مف البشر وكاف ممجأىا الوحيد ىو اهلل فصرخت إليو لينقذىا. في الساعة الثانية عشرة (وقت صبلة النوـ) كاف المسيح قد ِ دف َف .ونزؿ إلى الجحيـ ليخرج كؿ أسرى الرجاء. وكأنو وىو رأس الذيف خرجوا مف الجحيـ إلى الفردوس يقوؿ "إخرج مف الحبس نفسي" .ولذلؾ نصمى ىذا المزمور في صبلة النوـ ،لنذكر أننا بعد موتنا تخرج أرواحنا مف حبس الجسد وحبس العالـ إلى الراحة إذ فتح لنا
المسيح الباب (رو.)ٕٗ2ٚ ٕ ٔ ِ ِ َّام ُو الر ٍّ الر ٍّ ص ْوِتي إِلَى َّ ص ْوِتي إِلَى َّ ام ُو َ ب أَتَ َ َس ُك ُ ض َّرعُ .أ ْ بأ ْ ش ْك َو َ َص ُر ُخِ .ب َ اآليات (ِٔ " - )ٕ-ب َ ايِ .بضيق ْي قُد َ َم َ ب أَ ُخ ِب ُر". أْ
عمينا أف نتعمـ أف ال نشتكي سوى هلل فيو القادر وحده عمى خبلصنا وليس غيره.
َعي ْت ر ِ ِٖ وحي ِف َّي, اآليات (ٖ " - )ٗ-ع ْن َد َما أ ْ َ ُ ِ س لِي َع ِ ٗا ْنظُ ْر إِلَى ا ْل َي ِم ِ اد ار ٌ فَ .ب َ ين َوأ َْبص ْرَ ,فمَ ْي َ
ْت مسمَ ِكيِ .في الطَّ ِري ِ ِ َخفَ ْوا لِي فَ ًّخا. َسمُ ُك أ ْ َوأَ ْن َ ق الَّتي أ ْ ت َع َرف َ َ ْ سأَ ُل َع ْن َن ْف ِسي". س َم ْن َي ْ اص .لَ ْي َ َع ٍّني ا ْل َم َن ُ
في بعض األحياف مف شدة الضيؽ وكثرة المؤامرات الشريرة ضد اإلنساف يشعر أنو غير قادر عمى االحتماؿ= ِ ِ إلى يا جميع المتعبيف أْ َع َي ْت ُروحي ف َّي = أصبح الحمؿ أعظـ مف أف يبقى عمى كتفي .ولذلؾ قاؿ المسيح تعالوا ّ ين وأ َْب ِ ِ ص ْر = إشارة لمقوة البشرية ،فاإلنساف يمسؾ سبلحو بيده والثقيمي األحماؿ وأنا أريحكـ" .ا ْنظُ ْر إِلَى ا ْل َيم ِ َ اليميف ،وقد تعني أي قوة بشرية مثؿ األصدقاء األقوياء .وىذا حدث مع المسيح في ىذا الموقؼ إذ تخمى عنو الجميع .لكف عموما فكؿ مف وضع رجاءه في البشر لينقذوه فيو يجري وراء سراب ،ويقبض عمي ىواء .
٘ ت ت «أَ ْن َ ت إِلَ ْي َك َيا َربُ .ق ْم ُ ص َر ْخ ُ اآليات (َ٘ " - )ٚ- ي ,أل ََّن ُي ْم ضطَ ِي ِد َّ ت ِجدًّاَ .ن ٍّج ِني ِم ْن ُم ْ أل ٍَّني قَ ْد تَ َذلَّ ْم ُ ون َي ْكتَِنفُوَن ِني ,أل ََّن َك تُ ْح ِس ُن إِلَ َّي". ٍّ الصدٍّيقُ َ
اء»ٙ .أَص ِغ إِلَى صر ِ َحي ِ م ْمجِإيَ ,ن ِ صي ِبي ِفي أ َْر ِ اخي, ض األ ْ َ َ َ ْ َُ ٚ ِ ِِ َخ ِر ْج ِم َن ا ْلح ْب ِ ِ اس ِم َك. شد ِم ٍّني .أ ْ أَ َ َ س َن ْفسي ,لتَ ْحميد ْ
ا ْل َح ْب ِ ون َي ْكتَِنفُوَن ِني ,أل ََّن َك تُ ْح ِس ُن س = قد يشير لكثرة األحزاف ،إذ حاصره األعداء فصار كأنو في حبسٍّ . الصدٍّيقُ َ إِلَ َّي = أي يحيطوف بي ،يفرحوف لخبلصي ،يسبحونؾ معي عمى كؿ أعمالؾ العجيبة معي .قد يعني الخروج مف الحبس ،الخروج مف الجسد حينما نناـ نوماً نيائياً بالموت حينئذ يحيط بنا كؿ الصديقيف والمبلئكة في فرح أبدي
لذلؾ اشتيى الرسوؿ أف ينطمؽ ليحاط بكؿ ىؤالء الصديقيف (فئ .)ٕٖ2ىناؾ يكوف نصيبي في أرض األحياء. 413
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج واألربعون)
المزمور المائة والثالث واألربعون
عودة لمجدول
المزمور المائة والثالث واألربعون(المائة والثاني واألربعون في األجبية) ص ِّور المرتؿ نفسو وقد جمس في الظممات وكاد يفنى ويموت مف كثرة الضيقات ىنا صبلة استغاثة بالرب .فينا ُي َ حولو ،واألعداء المحيطيف بو ،ال قدرة لو عمى المقاومة أو حتى العمؿ ،ولقد أوشؾ أف يدخؿ إلى القبر ،ولقد
ٍ كأرض ناشفة .وىو يمجأ هلل لكي ينقذه .ونبلحظ أننا نصمي ىذا المزمور في صبلة باكر فيو ُيعبِّر عف صار األحداث التي حدثت ليمة القبض عمى المسيح والمحيطيف بو مف األعداء وأنو قريب جداً مف الموت
( ولكننا نجد في اية ٔٔ صورة واضحة عف القيامة ) وأنو يصرخ ويصمي لنجاتو أي خبلص كنيستو وشعبو.
أما داود فغالباً صمى ىذا المزمور وىو ىارب مف شاوؿ ،ولكنو بروح النبوة أشار لممسيح .ونحف نصمي بكممات
ىذا المزمور الرائعة ننظر في طمباتنا إلى عطايا اهلل الروحية لخبلصنا حتى ال نيمؾ في خطايانا.
ٔ ضرع ِاتيِ .بأ ِ ِ استَ ِج ْب لِيِ ,ب َع ْدلِ َكَ ٕ .والَ تَ ْد ُخ ْل ِفي َص ِغ إِلَى تَ َ َ َما َنت َك ْ صبلَ تيَ ,وأ ْ اآليات (َٔ " - )ٕ-يا َربْ , اس َم ْع َ َ ِ ِ ِ َّ َّام َك َح ٌّي". ا ْل ُم َحا َك َمة َم َع َع ْبد َك ,فَإن ُو لَ ْن َيتََب َّرَر قُد َ المرتؿ ىنا يعترؼ بأنو ال يمكف أف يتبرر أماـ اهلل ،لذلؾ يطمب أف ال يدخؿ اهلل معو في المحاكمة .والعجيب بعد ىذا أننا نجده يقوؿ ِبأ ِ استَ ِج ْب لِي ِب َع ْدلِ َك فإذا استجاب اهلل بعدلو فسوؼ ييمؾ داود ألنو يعترؼ بأنو لف َما َنت َك ْ َ يتبرر .ولكف حؿ ىذا السؤاؿ كامف في الصميب الذي ظير فيو عدؿ اهلل ورحمتو .عدؿ اهلل الذي ظير في عقوبة
الخطية التي تحمميا المسيح ،ورحمتو التي ظيرت في غفراف خطايانا بموتو عنا .وكأف المرتؿ ىنا بروح النبوة
يطمب رحمة الصميب. َجمَس ِني ِفي الظمُم ِ ِ ِ ق إِلَى األ َْر ِ ات ِم ْث َل ا ْل َم ْوتَى ُم ْن ُذ آية (ٖ) ٖ" -أل َّ س َح َ َن ا ْل َع ُد َّو قَِد ْ ض َح َياتي .أ ْ َ اضطَ َي َد َن ْفسيَ . َ َّى ِر". الد ْ قد يكوف العدو ىذا ىو شاوؿ أو إبشالوـ ،ولكف العدو الحقيقي لكؿ البشر ىو إبميس الذي استعبدنا كمنا وأجمسنا
اء عف الخطية. في الظممات محروميف مف نور اهلل بعد سقوطنا .بؿ كاف نصيبنا الموت جز ً ٗ وحي .تَحيَّر ِفي َد ِ َعي ْت ِف َّي ر ِ اخمِي َق ْم ِبي". آية (ٗ) " -أ ْ َ َ َ ُ َعي ْت ِف َّي ر ِ وحي = كنا ببل أمؿ ،وكنا في حيرة قمب ال ندري طريؽ الخبلص. أ َْ ُ ٘ ت ِب ُك ٍّل أ ْ ِ َم ُل". ص َن ِائ ِع َي َد ْي َك أَتَأ َّ َّام ا ْل ِق َدِم .لَ ِي ْج ُ آية (٘) " -تَ َذ َّك ْر ُ َع َمال َكِ .ب َ ت أَي َ
414
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج واألربعون)
ىنا يتذكر كيؼ أخرج اهلل شعبو مف أرض مصر وكانوا في حالة مماثمة .إذاً ىو قادر أف يجد حؿ .وفي كؿ ضيقة تعصؼ بحياتنا عمينا أف نذكر خبلص اهلل السابؽ فيكوف لنا رجاء.
ٙ يَ ,ن ْف ِسي َن ْح َو َك َكأ َْر ٍ س ٍةِ .سبلَ ْه. ت إِلَ ْي َك َي َد َّ س ْط ُ ض َيا ِب َ اآليات (َ " - )ٚ-ٙب َ
ٚ َج ْب ِني يا رب .فَ ِني ْت ر ِ ع أِ ب". ين ِفي ا ْل ُج ٍّ وحي .الَ تَ ْح ُج ْب َو ْج َي َك َع ٍّني ,فَأُ ْ َس ِر ْ ش ِب َو ا ْل َيا ِب ِط َ أْ َ ُ َ َ المرتؿ يصرخ ويعممنا أف نصرخ هلل وحده في كؿ ضيقة .فنحف بدوف اهلل كأرض يابسة تحتاج لمماء .وبسط
اليديف إ عبلف عف التسميـ الكامؿ لممشيئة اإلليية والعجز الكامؿ عف أف نجد الحؿ بأنفسنا .ومف يفقد صمتو باهلل ب = لو اسـ أنو حي وىو ميت( .رؤٖ .)ٔ2فمف يفقد نور وجو اهلل فيو في ين ِفي ا ْل ُج ٍّ وي ْ ش ِب َو ا ْل َيا ِب ِط َ يموتُ .. الظممة. ِ ت .عٍّرف ِْني الطَّ ِر َ ِ ِ ِ اآليات (ٛ" - )ٕٔ-ٛأ ِ ِ ييا ,أل ٍَّني َسم ْعني َر ْح َمتَ َك في ا ْل َغ َداة ,أل ٍَّني َعمَ ْي َك تََو َّك ْم ُ َ يق الَّتي أ ْ ْ َسمُ ُك ف َ ٓٔ ٜ ِ ِ ِ ِ ت إِل ِيي. ض َ ْتَ .عمٍّ ْمني أ ْ اك ,أل ََّن َك أَ ْن َ َع َدائي َيا َرب .إِلَ ْي َك ا ْلتَ َجأ ُ إِلَ ْي َك َرفَ ْع ُ َع َم َل ِر َ َن أ ْ ت َن ْف ِسي .أَ ْن ِقذْني م ْن أ ْ ٔٔ َج ِل اس ِم َك يا رب تُ ْح ِي ِ الصالِح يي ِد ِ يني ِفي أ َْر ٍ يق َن ْف ِسي, ينيِ .ب َع ْدلِ َك تُ ْخ ِر ُج ِم َن ٍّ الض ْ ستَ ِوَي ٍةِ .م ْن أ ْ ُر ُ وح َك َّ ُ َ ْ ض ُم ْ ْ َ َ ٕٔوِبر ْحم ِت َك تَستَأ ِ ضا ِي ِقي َن ْف ِسي ,أل ٍَّني أََنا َع ْب ُد َك". َع َد ِائيَ ,وتُِب ُ يد ُك َّل ُم َ ْص ُل أ ْ ْ َ َ َ با ْل َغ َد ِ يق = ىو المسيح اة = ىو ينتظر مراحـ جديدة هلل في كؿ صباح ولينقذه اهلل مف أعدائو َعٍّرف ِْني الطَّ ِر َ الصالِح .ليرشدنا فبل نيمؾ= يي ِد ِ يني ِفي أ َْر ٍ ستَ ِوَي ٍة = وح َك َّ ُ (يوٗٔ .)ٙ2والمسيح أرسؿ الروح القدس= ُر ُ َْ ض ُم ْ َج ِل يبكت عمى خطية فنتوب وال نفقد نصيبنا األبدي .وىنا المرتؿ ال ينظر إلى بره الذاتي بؿ لمراحـ اهلل= ِم ْن أ ْ ينيِ .بر ْحم ِت َك تَستَأ ِ اس ِم َك يا رب تُ ْح ِي ِ َع َد ِائي= أي بمجيء المسيح الثاني سيمقي إبميس في بحيرة النار ْص ُل أ ْ ْ ْ َ َ َ َ (رؤٕٓ.)ٔٓ2
415
ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع واألربعون)
المزمور المئة والرابع واألربعون
عودة لمجدول
المزامير األربعة السابقة كانت لداود حيف كاف ىارباً مف شاوؿ .أما ىذا المزمور فيبدو أف داود كتبو بعد أف ممؾ .ولكننا نسمع فيو أنو مازاؿ يحارب وأف ىناؾ أعداء .فمتى كاف ىناؾ سبلـ نيائي ببل حروب في ىذا
العالـ .فمقد قاـ عميو الفمسطينييف والعمونييف ..الخ .وداود ىنا يقدـ الشكر هلل الذي أجمسو عمى العرش .ويصمي هلل حتى ينصره عمى أعدائو وىو واثؽ أنو سينتصر فيو اختبر ىذا م ار اًر مف قبؿ ،أف اهلل ال يتركو .ويصمي
ألجؿ إزدىار مممكتو وشعبو .وروحياً فنحف نمر كؿ يوـ في حروب روحية جديدة ولكننا نجتاز مف نصرة إلى
نصرة بمعونة اهلل .وحقاً لقد أقامنا اهلل مموكاً (رؤٔ )ٙ2ولكف مازاؿ ىناؾ قتاؿ كثير وحروب كثيرة .واهلل يعيننا
فيو خرج غالباً ولكي يغمب (رؤ )ٕ2ٙوكما فعؿ داود وصمى لشعبو ،ىكذا فمنصمي لكؿ الكنيسة ليعطيا الرب بركة ونعمة وانتصا اًر ضد أعدائنا الحقيقييف أي الشيطاف وجنوده( .راجع اؼ.)ٙ
ٔ ال وأَصا ِب ِعي ا ْلحر ٕ ِ الرب ص ْخرِتي ,الَِّذي يعمٍّم ي َد َّ ِ ص ْر ِحي اآليات (ُٔ " - )ٕ-م َب َار ٌك َّ َْ َ َُ ُ َ بَ .ر ْح َمتي َو َم ْم َجِإيَ , ي ا ْلقتَ َ َ َ َ َ ت ,ا ْلم ْخ ِ َِّ ِ ِِ ِ َّ ش ْع ِبي تَ ْح ِتي". ضعُ َ َو ُم ْنقذي ,م َج ٍّني َوالذي َعمَ ْيو تََوك ْم ُ ُ
اهلل عمـ داود القتاؿ ضد أسد ثـ ضد دب ثـ ضد جميات حتى ال يرىب الحروب اآلتية ضده .فاهلل دربو ويدربنا كيؼ نغمب أعدائنا ،بأف يسمح ببعض التجارب ،وحينما نستعيف بو نغمب ،نستعيف بالصبلة والصراخ لو،
باإليماف( ،باقي األسمحة في اؼ )ٙوحينما نغمب تكوف يدانا قد تعممت القتاؿ .ونحف نقاتؿ ببل خوؼ فمنا ثقة في
اهلل ممجأنا.
اآليات (ٖ- )ٗ-
ٖ ان َحتَّى تَ ْفتَ ِك َر ِب ِو؟ ٗ ِ ان َحتَّى تَ ْع ِرفَ ُو ,أ َِو ْاب ُن ِ شي ٍء ُى َو ِ سِ ان س ُ س ُ اإل ْن َ اإل ْن َ اإل ْن َ " َيا َرب ,أَي َ ْ ِم ْث ُل ِظ ّل َعا ِب ٍر".
َّام ُو أَ ْ ش َب َو َن ْف َخ ًة .أَي ُ يقؼ داود مندىشاً مف محبة اهلل وعممو مف أجؿ اإلنساف الترابي الحقير. ٙ ٘ ِ ِ ِ س َم َاو ِات َك َوا ْن ِز ِل .ا ْل ِم ِ ام َك س ا ْل ِج َب َ ق ُب ُروقًا َوَبد ْ ال فَتُ َد ٍّخ َن .أ َْب ِر ْ اآليات (َ٘ " - )ٛ-يا َرب ,طَأْط ْ ئ َ ٍّد ُى ْم .أ َْرس ْل س َي َ ِ ٛ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٚ ِ اى ُي ْم يرِةِ ,م ْن أ َْي ِدي ا ْل ُغ َرَب ين تَ َكمَّ َم ْت أَف َْو ُ اء الَِّذ َ َوأ َْزع ْج ُي ْم .أ َْرس ْل َي َد َك م َن ا ْل َعبلَء .أَ ْنقذْني َوَن ٍّجني م َن ا ْلم َياه ا ْل َكث َ ِبا ْلب ِ ين َك ِذ ٍب". اط ِلَ ,وَي ِمي ُن ُي ْم َي ِم ُ َ المرنـ يصرخ هلل لكي يعينو وينصره ضد أعدائو ،ويظير قوتو فيرعبيـ يرسؿ بروقاً وسياماً فيزعجيـ .ولكف النبي ِ ِ ام نشرت الك ارزة فأزعجت بروح النبوة كاف يتكمـ عف المسيح الذي طأطأ السموات ونزؿ وتجسد وأ َْرس ْل رسمو كس َي َ ين َك ِذ ٍب = اليميف إشارة لمقوة ،والشيطاف يوىمنا بقوتو ولكف الشياطيف الذيف تكممت أفواىيـ بالباطؿَ .وَي ِمي ُن ُي ْم َي ِم ُ ِ س َم َاو ِات َك َوا ْن ِز ِل. قوتو باطمة مخادعة ،وأي مؤمف بعبلمة الصميب بإيماف وباسـ يسوع يغمبيـ وقوؿ النبي طَأْط ْ ئ َ ال تعني أف اهلل سيترؾ السماء وينزؿ عمى األرض فيو في كؿ مكاف حتى في الياوية ( )ٛ2ٖٜٔولكف معناىا
416
ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع واألربعون)
أظير قوتؾ فتدخف الجباؿ فيرتعب األعداء .وىذا حدث فعبلً عمى جبؿ سيناء .ولكف المعنى النبوي لآلية ىو
تجسد المسيح ونزولو عمى األرض .والنبي كاف يتكمـ عف القتاؿ .والمسيح جاء لمقتاؿ فعبلً ضد إبميس الذي في ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ يرِة = أي كبريائو كالجبؿ وبصميبو لمسو فدخف .وبصميبو أنقذنا مف الموت= أَ ْنقذْني َوَن ٍّجني م َن ا ْلم َياه ا ْل َكث َ الموتِ .م ْن ا ْل ُغرب ِ اء = الشياطيف .أ َْر ِس ْل َي َد َك ِم َن ا ْل َعبلَ ِء = ىي مرة أخرى نبوة عف تجسد المسيح قوة اهلل ويد اهلل ََ التي ىزمت أعدائنا. ِ س َم َاو ِات َك = طأطئ = = bow downإحني .والحظ الدقة في النبوة ،فالمسيح لـ يترؾ السماء حيف طَأْط ْ ئ َ تجسد (يو ٖ )ٖٔ 2بؿ ىو اتي بالحياة السماوية الينا عمي االرض لنحيا في السماء (اؼ ٕ .)ٙ 2
ٜ ٓٔ ِ اب َذ ِ ِ ِ يدةًِ .برَب ٍ ش َرِة أ َْوتَ ٍ صا ات َع َ ار أ َُرٍّن ُم لَ َك .ا ْل ُم ْعطي َخبلَ ً يم ًة َجد َ َ اآليات (َ " - )ٔٔ-ٜيا اَهللُ ,أ َُرٍّن ُم لَ َك تَْرن َ الس ْي ِ لِ ْمممُ ِ ف السو ِء. وك .ا ْل ُم ْن ِق ُذ َد ُاوَد َع ْب َدهُ ِم َن َّ ُ
اىيم ِبا ْلب ِ ٔٔأَ ْن ِقذ ِْني وَن ٍّج ِني ِم ْن أ َْي ِدي ا ْل ُغرب ِ ين َك ِذ ٍب". اط ِلَ ,وَي ِمي ُن ُي ْم َي ِم ُ اء ,الَِّذ َ ين تَ َكمَّ َم ْت أَف َْو ُ ُ ْ َ ََ َ ماذا يفعؿ مف شعر بخبلص المسيح وامتؤل بالروح إال أف يشكر اهلل ويسبحو .ويعود ويصرخ لينقذه اهلل .فالحرب
ال تيدأ وال تتوقؼ طالما نحف أحياء. ٕٔ الزوايا م ْنحوتَ ٍ ش ِبيب ِتيا .ب َناتَُنا َكأ ْ ِ ِ وس َّ ِ ِ ِ ون َبنُوَنا ِم ْث َل ا ْل ُغ ُر ِ ات اآليات (ٕٔ " - )ٔ٘-لِ َك ْي َي ُك َ َعم َدة َّ َ َ َ ُ النام َية في َ َ َ َ ٖٔ ف .أَ ْغ َنام َنا تُْن ِتج أُلُوفًا و ِرْبو ٍ ص ْن ٍ ف فَ ِ ص ْن ٍ يض ِم ْن ِ حسب ِب َن ِ ش َو ِ ارِع َناَ ٔٗ .بقَُرَنا ات ِفي َ َى َر ُ اء َى ْي َكل .أ ْ اؤَنا َمآل َن ًة تَ ِف ُ ُ َ ََ َ َ ُ ٘ٔ ِ ِ وبى لِ َّ وبى لِ َّ ش َو ِ الرب مش ْع ِب الَِّذي َّ ش ْك َوى ِفي َ ومَ ,والَ َ مش ْع ِب الَّذي لَ ُو َكي َذا .طُ َ ارِع َنا .طُ َ ام َوالَ ُى ُج َ ُم َح َّممَ ًة .الَ اقْت َح َ لي ُو". إِ ُ صبلتو ألجؿ شعبو ليحيوا في سبلـ .فالبنوف في صحة .والبنات في قداسة و أ ْى َار ُؤَنا= اي مخازننا ممموءة والبقر ممموء لبف ليشبع الجميع .واألعداء خاضعيف ال يقتحموا أسوارنا .ىذه ىي صورة الكنيسة والمسيح في وسطيا.
ممموءة وقادرة أف تشبع الجميع .ومعممييا قادريف أف يرضعوا أوالدىـ لبناً .واألوالد ممموئيف صحة وحيوية ونشاط َع ِم َد ِة َّ الزَو َايا = تبني بيتيا وىي بأخبلقيا قادرة أف تربط عائمتيا بعائمة زوجيا قادريف عمى الخدمة .وال َب َن ُ ات َكأ ْ ات حسب ِب َن ِ ٍ اء ال َي ْي َكل كانت الحجارة تنحت وتيذب ليؤتي بيا إلى مكاف برباط محبة فتترابط العائمتيفَ .م ْن ُحوتَ َ َ َ الييكؿ وتوضع في مكانيا .والمعنى لتكف بناتنا ىكذا قد تـ تيذيبيـ وىف عمى جماؿ خمقي ويؤتي بيف ليسكنوا
مع أزواجيف في فرح .وعموماً فبيوت أوالد اهلل ىي كنائس صغيرة أو ىياكؿ صغيرةٔ( .كو.)ٜٔ2ٔٙ
417
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص واألربعون)
المزمور المئة والخامس واألربعون
عودة لمجدول
اشتعؿ قمب داود حباً هلل فبدأ يسبحو ،عينيو انفتحتا فرأى كؿ أعماؿ محبة اهلل فمـ تستطع شفتيو أف تسكتا .وىذا المزمور وكؿ ما يميو ىي مزامير تسبيح .وىذا المزمور معنوف باسـ داود .ولكف يرى معظـ الدارسيف أف بقية
المزامير ( )ٔ٘ٓ-ٔٗٙىي لو أيضاً.
كانت المزامير السابقة (الخمسة السابقيف) ىي مزامير صبلة وصراخ إلى اهلل ليستجيب ويرفع الضيقة .وكاف
داود قد وعد أنو يسبح (ٗٗٔ )ٜ2وىا ىو يفعؿ .ونحف عمينا أف نتعمـ لغة التسبيح ،فيذه ىي المغة التي سوؼ نستخدميا في األبدية ،فيؿ نذىب إلى ىناؾ ونحف نجيؿ لغتيـ السمائية.
َّى ِر َواأل ََب ِدِ ٕ .في ُك ٍّل َي ْوٍم أ َُب ِ اآليات (ٔٔ" - )ٕٔ-أ َْرفَ ُع َك َيا إِل ِيي ا ْل َممِ َكَ ,وأَُب ِ اس َم َك اس َم َك إِلَى الد ْ ُس ٍّب ُح ْ ار ُك ْ ارُك َكَ ,وأ َ ٗ يد ِجدًّا ,ولَ ْيس لِعظَم ِت ِو ِ ِ ٖ ِ َع َمالَ َك, يم ُى َو َّ إِلَى الد ْ الرب َو َح ِم ٌ س ٍّب ُح أ ْ ْ اءَ .د ْوٌر إِلَى َد ْو ٍر ُي َ ص ٌ است ْق َ َ َ َ َ َّى ِر َواأل ََبدَ .عظ ٌ ِ وِبجبروِت َك ي ْخ ِبر َ ٘ ِ ِ ِ ور َع َج ِائ ِب َك أَْل َي ُجِ ٙ .بقُ َّوِة َم َخ ِ ُم ِ ٍّثِ ٚ .ذ ْك َر ُحد ُ اوِف َك َي ْن ِطقُ َ ونَ ,وِب َعظَ َمت َك أ َ ُ ُ َ َ َُ ونِ .ب َجبلَ ل َم ْجد َح ْمد َك َوأ ُ ون. ونَ ,وِب َع ْدلِ َك ُي َرٍّن ُم َ صبلَ ِح َك ُي ْب ُد َ َكثَْرِة َ ِ ٜ الرب صالِح لِ ْم ُك ٍّل ,ومر ِ ِ ٛاَ َّلرب ح َّن ٌ ِ َع َمالِ ِوَ ٔٓ .ي ْح َم ُد َك َيا ير َّ اح ُم ُو َعمَى ُك ٍّل أ ْ الر ْح َمةٌ َ َّ . َ َ ََ يم ,طَ ِوي ُل الرو ِح َو َكث ُ ان َو َرح ٌ ٕٔ ٔٔ َع َمالِ َكَ ,وُي َب ِ آد َم قُ ْد َرتَ َك َو َم ْج َد ارُك َك أَتْ ِق َي ُ ون ,لِ ُي َعٍّرفُوا َب ِني َ ونَ ,وِب َج َب ُروِت َك َيتَ َكمَّ ُم َ اؤ َكِ .ب َم ْج ِد ُم ْم ِك َك َي ْن ِطقُ َ َرب ُكل أ ْ َجبلَ ِل ُم ْم ِك َكُ ٖٔ .م ْم ُك َك ُم ْم ُك ُك ٍّل الد ُى ِ س ْمطَا ُن َك ِفي ُك ٍّل َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر. ورَ ,و ُ ٘ٔ ت تُع ِطي ِيم طَعاميم ِفي ِح ِ الس ِ ٗٔاَ َّلرب ع ِ ين ِو. اض ٌد ُك َّل َّ َع ُي ُن ا ْل ُك ٍّل إِي َ ينَ ,و ُمقٍَّوٌم ُك َّل ا ْل ُم ْن َح ِن َ اق ِط َ ين .أ ْ َ َّاك تَتََرجَّىَ ,وأَ ْن َ ْ ْ َ َ ُ ْ ٔٛ ٔٚ ٔٙ ِ ِِ ِ ين َع َمالِ ِو. ضى. َّ َّ تَ ْفتَ ُح َي َد َك فَتُ ْ يب لِ ُك ٍّل الَِّذ َ يم ِفي ُك ٍّل أ ْ شبعُ ُك َّل َح ٍّي ِر ً الرب قَ ِر ٌ الرب َب ٌّار في ُك ٍّل طُُرقوَ ,و َرح ٌ ٕٓ ٜٔ الرب ُك َّل م ِح ٍّب ِ ِِ ِ يو, ص ُي ْمَ .ي ْحفَظُ َّ َي ْد ُعوَن ُو ,الَِّذ َ س َمعُ تَ َ ين َي ْد ُعوَن ُو ِبا ْل َحقٍَّ .ي ْع َم ُل ِر َ ضى َخائفيوَ ,وَي ْ ضر َع ُي ْم ,فَ ُي َخمٍّ ُ ُ ٕٔ ِ ِ ق فَ ِميَ ,وْل ُي َب ِ ش َر ِ َّى ِر َواأل ََب ِد". س ِب ِ الر ٍّ يح َّ يع األَ ْ ار ْك ُكل َب َ وس إِلَى الد ْ ب َي ْن ِط ُ َوُي ْيم ُك َجم َ ش ٍر ْ ارِ .بتَ ْ اس َم ُو ا ْلقُد َ
المرنـ يرى أف عظمة اهلل طبيعية ،وأعمالو عجيبة ،ومراحمو كثيرة ،فيو ينبغي لو التسبيح دائماً .فكؿ الطبيعة
التي خمقيا تنطؽ بمجده وتسبيحو فكـ بالحرى اإلنساف الذي يستطيع التعبير .وقولو نبارك الرب كل حين= أي
إلى األبد .في حزننا وفي أفراحنا فنحف نثؽ في أف كؿ مايعممو اهلل ىو لخيرنا .دور إلى دور= مف جيؿ إلى
شبعُ ُك َّل َّاك تَتََرجَّى = أنت مصدر كؿ خير .تَ ْفتَ ُح َي َد َك فَتُ ْ َع ُي ُن ا ْل ُك ٍّل إِي َ جيؿ .فعممو العجيب دائـ عبر العصور .أ ْ ضى = أي تعطيو طعاماً وتعطيو معو رضى وسرور فأنت تعطي بسخاء وال تعير. َح ٍّي ِر ً
418
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش واألربعون)
المزمور المئة والسادس واألربعون
عودة لمجدول
المزمور المئة والسادس واألربعون(المئة والخامس واألربعون في األجبية) المزامير الثبلثة األخيرة في صبلة النوـ ىي مزامير تسبيح ،نسبح فييا اهلل عمى خبلصو العجيب. ٕ ٔ ودا". الر َّ الر َّ ُس ٍّب ُح َّ س ٍّب ِحي َيا َن ْف ِسي َّ ت َم ْو ُج ً ب ِفي َح َي ِاتيَ ,وأ َُرٍّن ُم ِإل ل ِيي َما ُد ْم ُ اآليات (َٔ " - )ٕ-ىمٍّمُ َ ب .أ َ وياَ . كؿ مؤمف ممتمئ بالروح القدس المحيي يكوف حياً ،وعبلمة حياتو ىو أف يسبح اهلل .لذلؾ لف نكؼ عف التسبيح
بعد الموت ،فالنفس تظؿ حية ،واإلنساف الممموء بالروح عند موتو بالجسد ينتقؿ مف حياة إلى حياة .أما مف يرتد
لمخطية يموت ،ومف يتوب يحيا "إبني ىذا كاف ميتاً فعاش".
ٗ ِ اآليات (ٖٖ" - )ٗ-الَ تَتَّ ِكمُوا عمَى الر َؤس ِ ود إِلَى آد َم َح ْي ُ وح ُو فَ َي ُع ُ اءَ ,والَ َعمَى ْاب ِن َ ص ع ْن َدهُ .تَ ْخ ُر ُج ُر ُ َ ث الَ َخبلَ َ َ تَُارِب ِوِ .في ذلِ َك ا ْل َي ْوِم َن ْف ِس ِو تَ ْيمِ ُك أَ ْف َك ُارهُ". قارف مع (أر + ٘2ٔٚأشٖٔ + ٖ-ٔ2أشٕٓ.)ٙ-ٔ2 ٘ السماو ِ ب إِل ِي ِوِ َّ ٙ , ض ,ا ْل َب ْح َر الر ٍّ اؤهُ َعمَى َّ وب ُم ِعي ُن ُوَ ,و َر َج ُ ات َواأل َْر َ وبى لِ َم ْن إِ ُ لو َي ْعقُ َ اآليات (٘ " - )ٙ-طُ َ الصان ِع َّ َ َ ِِ ِ َما َن َة إِلَى األ ََب ِد". َو ُك َّل َما ف َ ييا .ا ْل َحافظ األ َ
إلو يعقوب ىو الذي خمؽ السماء واألرض والبحر فطوبى لمف يجعؿ إتكالو عمى إلو قوي.
ٛ ٚ َع ُي َن ين ,ا ْل ُم ْع ِطي ُخ ْب ًاز لِ ْم ِج َي ِ َس َرىَّ . اعَّ . الرب ُي ْطمِ ُ اآليات ( " - )ٛ-ٚا ْل ُم ْج ِري ُح ْك ًما لِ ْم َم ْظمُو ِم َ الرب َي ْفتَ ُح أ ْ ق األ ْ الصد ِ ين". الرب ُي ِحب ٍّ ينَّ . ا ْل ُع ْم ِيَّ . ٍّيق َ الرب ُيقَ ٍّوُم ا ْل ُم ْن َح ِن َ
المسيح في حياتو فتح أعيف العمياف وصنع كثير مف المعجزات .وبفدائو أطمؽ األسرى مف الجحيـ ،وأسرى
الخطية .وأعطانا جسده خب اًز وفتح أعيننا عمى طريؽ السماء بالمعمودية (اإلستنارة) .وجاءت عبارة يفتح أعين العمى فى السبعينية ُي َح ٍّك ْم العميان = والمعنى أف الرب قادر أف يجعؿ األعمى قاد ار أف يحكـ فى األمور بحكمة أكثر مف المبصر.
ٓٔ ٜ ِ ش َر ِ الرب إِلَى ار فَ ُي َع ٍّو ُج ُوَ .ي ْممِ ُك َّ اآليات (َّ " - )ٔٓ-ٜ يم َواأل َْرَممَ َة ,أ َّ يق األَ ْ َما طَ ِر ُ اءَ .ي ْع ُ الرب َي ْحفَظُ ا ْل ُغ َرَب َ ض ُد ا ْل َيت َ ِ األَب ِد ,إِ ِ ويا". ليك َيا ص ْي َي ْو ُن إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍرَ .ىمٍّمُ َ َ ُ
419
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش واألربعون)
بؿ ىو احتضف كؿ غريب أممي وثني عاد باإليماف هلل ،وبعد أف كنا يتامى صار اهلل أباً لنا .وصار عريساً لنا ش َرار .يعوج ترجمت يبيد في السبعينية. يق األَ ْ نحف كنيستو ،فيو يسند المؤمنيف ،أما األشرار فيبيدىـ= ُي َع ٍّو ُج طَ ِر ُ
لكف نفيـ كممة يعوج أف كؿ طرؽ األشرار ال بركة فييا.
420
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع واألربعون(أ))
المزمور المئة والسابع واألربعون(أ)
عودة لمجدول
المزمور المئة والسابع واألربعون(أ)(المئة والسادس واألربعون في األجبية) ىذا المزمور في النسخة العبرية ينقسـ إلى مزموريف في النسخة السبعينية (األجبية).
والمزمور بشقيو أي اآليات (ٔ )ٕٓ-يدور حوؿ تسبيح اهلل عمى عودة الشعب مف السبي واعادة بناء أورشميـ. ونحف نفيـ أورشميـ عمى أنيا رمز لمكنيسة ،والمسيح بعممو الخبلصي أعادنا مف سبي إبميس وأعاد بناء كنيستو
حوؿ الخراب الذي فييا مسكناً لو. أي ىيكمو .وكؿ نفس تجددت بالتوبة عمييا أف تسبح الرب الذي َّ
(ٔكوٖ.)ٔٓ2
ٕ ٔ الرب ي ْب ِني أُور َ ِ ِ ٌّ َن التَّرنم ِإل ل ِي َنا ِ يم. الر َّ س ٍّب ُحوا َّ يح الَ ِئ ٌ قَ َّ . س ِب ُ صال ٌح .أل ََّن ُو ُممذ .التَّ ْ َ اآليات (َٔ " - )ٖ- ُ شم َ ب ,أل َّ َ َ ٖ ِ ش ِفي ا ْلم ْن َك ِس ِري ا ْل ُقمُ ِ س َرُى ْم". يلَ .ي ْ س َرِائ َ وبَ ,وَي ْج ُب ُر َك ْ َي ْج َمعُ َم ْنف ٍّيي إِ ْ ُ
اهلل جمع المنفييف والمسبييف في بابؿ وأعادىـ إلى أورشميـ .والمسيح بعممو الخبلصي شفى المنكسري القموب
وجبر كسرىـ ،فقد كنا مذلوليف إلبميس في حزف دائـ. ِ اك ِب .ي ْدعو ُكمَّيا ِبأ ٍ ٘ ِ صي ع َد َد ا ْل َكو ِ اآليات (ٗٗ" - )٘-ي ْح ِ يم ا ْلقُ َّوِة .لِفَ ْي ِم ِو الَ َ ُ َ ُ ْ َ َ يم ُى َو َرب َناَ ,و َعظ ُ َس َماءَ .عظ ٌ اء". ص َ إِ ْح َ قد يتساءؿ البعض وىـ في عمؽ عبوديتيـ لمخطية ،ىؿ اهلل قادر أف يشفيني مف خطيتي ويردني؟ وقد يتساءؿ
المسبييف في بابؿ تحت سمطة ممؾ بابؿ أعظـ مموؾ األرض وأقواىـ في ىذا الوقت ،ىؿ يستطيع اهلل أف يخمصنا؟ ونفس السؤاؿ يسألو العالـ قبؿ مجيء المسيح .واإلجابة لف يستطيع أحد سوى اهلل أف يخمص ،وميما اء لِفَ ْي ِم ِو. ص َ بدت المشكمة معقدة فاهلل الَ إِ ْح َ
ٙ ضٚ .أ ِ ش َرَار إِلَى األ َْر ِ ب ِب َح ْم ٍدَ .رٍّن ُموا ِإل ل ِي َنا ِب ُعوٍد. الر َّ يبوا َّ اآليات (َّ " - )ٜ-ٙ ضعُ األَ ْ اءَ ,وَي َ َج ُ الرب َي ْرفَعُ ا ْل ُوَد َع َ اسي َّ ِ ٛا ْل َك ِ س َح ًابا ,ا ْل ُم َي ٍّي ِئ لِؤل َْر ِ ض الس َم َاوات َ
اخ ا ْل ِغرب ِ ِ ِِ ِ ال ع ْ ِ ِ ِ ِ ٜ ص ُر ُخ". ام َيا ,لف َر ِ ْ َ َمطَ ًرا ,ا ْل ُم ْن ِبت ا ْل ِج َب َ ُ ان الَّتي تَ ْ ش ًبا ,ا ْل ُم ْعطي ل ْم َب َيائم طَ َع َ ش ًبا .يحب ال (القفر) ُع ْ اهلل القوي يعطي رزقاً لكؿ الخميقة فيو الذي يييئ المطر لؤلرض ،بؿ ا ْل ُم ْن ِب ِت ا ْل ِج َب َ الودعاء البسطاء غير المتكبريف ،غير المعتمديف عمى ذواتيـ .وليس ما يشير ألف اهلل ىو الذي يتحكـ في رزؽ اخ ا ْل ِغ ْرَب ِ ان الَِّتي تدعوه = لماذا اختار فراخ الغرباف بالذات؟! يقولوف إف الغراب البشر قدر األمطار فيي بيده .لِ ِف َر ِ حينما يخرج فرخو الصغير مف البيضة يخاؼ منيا ألف لونيا يكوف أبيضاً ،وييجر أفراخو فترة بدوف أف يعوليا، ولكف الفراخ تفتح مناقيرىا وتنعب مف شدة الجوع كأنيا تطمب طعاماً مف الرب الذي خمقيا ،وفعبلً يييئ اهلل
421
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع واألربعون(أ))
بحكمتو العجيبة أسراباً مف الحشرات الصغيرة تأتي عمى رائحة فميا المفتوح فتبتمعيا تمؾ األفراخ وتتغذى بيا. وتظؿ ىكذا إلى أف تكبر ويتغير لوف ريشيا إلى السواد فيأنس بيا أبوىا ويرعاىا .ولكف نبلحظ أيضاً أف الغراب
كاف طائ اًر نجساً في العيد القديـ .والسحاب الذي يكسي السماء إشارة لمقديسيف .واهلل قادر أف يحوؿ النجس إلى قديس (عبٕٔ + ٔ2أش.)ٔ2ٜٔ
ٔٔ ٓٔ الر ِ ين الرب ِبأَتْ ِق َي ِائ ِوِ ,ب َّ ضى َّ ساقَ ِي َّ اج َ الر ُج ِلَ .ي ْر َ سر ِبقَُّوِة ا ْل َخ ْي ِل .الَ َي ْر َ ضى ِب َ اآليات (ٓٔ " - )ٔٔ-الَ ُي َ َر ْح َمتَ ُو".
الر ُج ِل رمز لقوتو الجسدية .واهلل طمب أف ال يمتمؾ شعبو ساقَ ِي َّ ا ْل َخ ْي ِل = كانت أقوى سبلح في العيد القديـ .و َ خيبلً كثي اًر فيشعروف بقوتيـ وال يعودوا يعتمدوف عميو ،بؿ يعتمدوف عمى قوتيـ (تث .)ٔٙ2ٔٚ،ٔٚواالعتماد عمى الذات دوف النظر إلى اهلل يجعؿ النفس تتكبر وتسقط في خطية إبميس وىي الكبرياء وبالتالي اإلنفصاؿ عف اهلل. ولقد خالؼ سميماف الممؾ ىذه الوصية وامتمؾ الخيؿ بكثرة والماؿ بكثرة وماذا كانت النتيجة؟ لقد انشقت المممكة الر ِ ين القوية بعده .والعكس فجدعوف ومعو ٖٓٓ رجؿ ىزـ مئات األلوؼ ألف اهلل معو .واهلل يكون مع أَتْ ِق َي ِائ ِو َّ اج َ َر ْح َمتَ ُو = نفس ما قيؿ عف الخيؿ وقوة الجسد نقولو عف الفضائؿ ،فعمينا إف امتمكنا فضيمة أف ال نظف أنيا تخمصنا ،بؿ نظؿ نطمب رحمة اهلل كأننا ال نممؾ شئ.
422
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع واألربعون(ة))
المزمور المئة والسابع واألربعون(ب)
عودة لمجدول
المزمور المئة والسابع واألربعون(ب) (المئة والسابع واألربعون في األجبية) ٖٔ ب ,س ٍّب ِحي إِلي ِك يا ِ اآليات (ٕٕٔٔ" - )ٖٔ-س ٍّب ِحي يا أُور َ ِ َّد َع َو ِ ض أ َْب َوا ِب ِك. يم َّ ص ْي َي ْو ُن .أل ََّن ُو قَ ْد َ ار َ شد َ َ َ الر َّ َ َ َ ُ شم ُ بار َك أ َْب َناء ِك َد ِ اخمَ ِك". َ ََ صييوف وأورشميـ ترمزاف لمكنيسة ككؿ ولمنفس أيضاً .واهلل سور لكنيستو ،ىو يشدد عوارض أبوابيا.
(أع٘ .)ٗ2ٜ،وتشير عوارض األبواب إلى عقيدة الكنيسة الثابتة التي يحمييا الرب لتظؿ نقية .وقد تشير عوارض
األبواب إلى حواس اإلنساف التي يحفظيا اهلل فبل يتسمؿ إلى قمبو ما يفسد نقاءه .وحينئذ تستمر فضائؿ اإلنساف فيو نقية= بار َك أ َْب َناء ِك َد ِ اخمَ ِك .ىنا تشير األبناء لفضائؿ النفس وقد تشير ألبناء الكنيسة الذيف يحفظيـ اهلل. َ ََ اآليات (ٗٔٔٗ" - )ٔ٘-الَِّذي ي ْجع ُل تُ ُخ ِ ط ِةُ ٔ٘ .ي ْر ِس ُل َكمِ َمتَ ُو ِفي األ َْر ِ ض. ش ْحِم ا ْل ِح ْن َ سبلَ ًماَ ,وُي ْ ش ِب ُع ِك ِم ْن َ ومك َ َ َ َ يعا ِج ًدا ُي ْج ِري قَ ْولَ ُو". س ِر ً َ
أعاد اهلل شعبو إلى أورشميـ مف السبي ولـ يتركيـ عرضة ليجمات األعداء بؿ كاف ليـ سو اًر مف نار (زؾٕ)٘2 وم ِك = اي حدودؾ ،ومف الحدود يأتي األعداء والمعني اف ليحمييـ مف ىجمات العدو ،فيعيشوا في سبلـ .تُ ُخ َ اهلل ي ْجع ُل تُ ُخ ِ سبلَ ًما انو يحفظ كنيستو مف اي ىجوـ لؤلعداء .وىـ زرعوا أرضيـ فبارؾ الرب غمتيـ ومك َ َ َ َ وأشبعيـ .ي ْر ِس ُل َكمِ َمتَ ُو = كؿ ما يحدث عمى األرض ىو تنفيذ لمشيئة اهلل .وأعماؿ عنايتو اإلليية .وما يتكمـ بو يحدث سريعاً. وبالنسبة لمكنيسة فالمسيح ممؾ السبلـ أتى لييب كنيستو سبلماً فيو قاؿ "سبلمي أترؾ لكـ ..واهلل أرسؿ كممتو
(األقنوـ الثاني) وعف طريؽ رسمو انتشر اإليماف سريعاً جداً في كؿ األرض .وأشبع كنيستو مف سر التناوؿ= ط ِة. ش ْحِم ا ْل ِح ْن َ ُي ْ ش ِب ُع ِك ِم ْن َ ٍ الص ِقيع َك َّ ِ ِ ٔٚ ِ ِ ِ ٔٙ َّ َّام َب ْرِد ِه اآليات ( " - )ٔٛ-ٔٙالَّذي ُيعطي الث ْم َج َكالصوفَ ,وُي َذٍّري َّ َ الرَمادُ .ي ْمقي َج ْم َدهُ َكفُتَات .قُد َ ف؟ ٔٛير ِس ُل َكمِمتَ ُو فَي ِذيبيا .ييب ِب ِر ِ يح ِو فَتَ ِسي ُل ا ْل ِم َياهُ". َم ْن َي ِق ُ َ ُ َُ َُ ُْ نرى ىنا سمطاف اهلل عمى الطبيعة ،واهلل قادر أف يغير طبيعة األشياء مف طبيعة إلى طبيعة أخرى .وىكذا كاف المسيح لو سمطاف عمى الطبيعة (تيدئة البحر) وتغيير طبيعة األشياء (الماء إلى خمر) .الثَّ ْمج بارد الص ِ وف َ يشير لمح اررة .والضباب أو َّ ِ يع بارد والرماد ناشئ عف نار مشتعمة .وال َج ْم َدهُ الجميد صعب تكسيره ولكف اهلل الصق َ
قادر أف يفتتو .بؿ إذا أ ارد اهلل أف يؤدب فيو يستخدـ ىذه الطبيعة في تأديب البشر .فاهلل يرسؿ َب َرده ليؤدب ف = قداـ ضرباتو مف يستطيع أف يقؼ .وحيف يريد َّام َب ْرِد ِه َم ْن َي ِق ُ (خر + ٔٛ2ٜيشٓٔ + ٔٔ2رؤ .)ٕٔ2ٔٙقُد َ يرفع اهلل ىذه الضربات= ييب ِب ِر ِ يح ِو وقبؿ المسيح كاف العالـ في برودة روحية ،كاف في الشتاء .وبعد المسيح َُ 423
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع واألربعون(ة))
"الشتاء قد مضى" (نشٕ .)ٔٔ2وتحولت برودة العالـ الروحية إلى ح اررة روحية .فالثمج يشير لشدة البرودة
الروحية (متٕٗ .)ٕٔ2وبعد عمؿ المسيح تحوؿ ىذا إلى صوؼ إشارة لمح اررة الروحية .والضباب (الصقيع) عبلمة عمى إنعداـ الرؤية (لؤٔ + ٜٚ2بطٕ )ٜ2ومف كانوا في ظممة بعد المسيح قدموا توبة ،فالرماد يرمز لمتوبة ،بؿ حينما حؿ الروح عمى المؤمنيف أحرؽ فييـ كؿ شيوة وخطية وحوليا إلى رماد .والجميد يشير لمقسوة،
وكاف شاوؿ الطرسوسي ىكذا ،وكاف الروماف في اضطيادىـ لممسيحييف ىكذا ،بؿ في حياتيـ اليومية أيضاً ،فيـ
كانوا يفرحوف ويتسموف بيبلؾ وموت البشر مف العبيد .وىؤالء فتت المسيح قموبيـ الحجرية بؿ صاروا فتاتاً أي
خب اًز (ٔكوٓٔ .) ٔٚ2أي أعضاء في جسد المسيح .وتحوؿ غضب اهلل (البرد) النازؿ مف السماء ،إلى مياه نازلة ِ ِ ِ يب َيا. مف السماء (الروح القدس) .فقد أذاب كممة اهلل العداوة بيف اآلب والبشر= ُي ْرس ُل َكم َمتَ ُو فَ ُيذ ُ
ِ ِ ٕٓ ضِ يل ِبفَرِائ ِ اآليات (ٜٔ" - )ٕٓ-ٜٔي ْخ ِبر يعقُوب ِب َكمِم ِت ِو ,وِاسرِ ص َن ْع ى َك َذا ِبِ ُمِم, أل ا ى د ح إ ي م ل . و ام ك َح أ و و ائ َ َ َ َ ْ ْ َ ُ ُ َْ َ ْ َ ْ َ َ َْ َ َ ويا". ام ُو لَ ْم َي ْع ِرفُ َ َوأ ْ وىاَ .ىمٍّمُ َ َح َك ُ
ىذه اآليات تشير ألف اهلل أرسؿ األنبياء ولشعبو إسرائيؿ حامميف كممتو وشرائعو بينما كاف العالـ غارقاً في
وثنيتو .واآلف أسرار اهلل لدى الكنيسة عوضاً عف الشعب الييودي .وكؿ مف أنعـ عميو بأف يفيـ أسرار ممكوت
اهلل فميسبح اهلل بيذه اآلية.
424
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه واألربعون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والثامن واألربعون المزامير ( )ٔ٘ٓ ،ٜٔٗ ،ٔٗٛىي اليوس الرابع مف التسبحة اليومية.
المرنـ ىنا يطمب مف كؿ الخميقة اف تسبح اهلل .فباألولى يسبحو اإلنساف الذي لو ىبة النطؽ.
كيؼ تسبح الخميقة غير الناطقة إلييا؟ أي أنيا في دقة خمقتيا وروعة تكوينيا وانتظاميا تظير روعة عمؿ
الخالؽ .فتوالي ظيور الشمس والقمر والنجوـ يظير مقدرة اهلل الخالؽ في ضبط الكوف .وىذا ما عناه بولس
الرسوؿ في (رؤ .)ٕٖ-ٜٔ2وكأف بولس يفسر المعنى في تسبيح الخميقة هلل وأف ىذا يعني انيا تشيد لو .وكـ يجب عمى اإلنساف أف يفيـ أف وراء ىذه الخميقة إلياً جبا اًر قاد اًر قدي اًر استطاع خمقة وضبط كؿ الخميقة .فكاف
عميو أف يسبحو ويؤمف بو.
ٕ ٔ ِ ات .س ٍّبحوه ِفي األ ِ السماو ِ الر َّ ِ يع َمبلَ ِئ َك ِت ِو. س ٍّب ُحوا َّ َ ُ ُ َ اآليات (َٔ " - )ٕ-ىمٍّمُ َ س ٍّب ُحوهُ َيا َجم َ َعاليَ . ب م َن َّ َ َ وياَ . س ٍّب ُحوهُ َيا ُك َّل ُجنُ ِ ود ِه". َ
دعوة لممبلئكة وكؿ السماوييف أف يسبحوا اهلل .وليس معنى ىذا أنيـ ال يفعموف ولكف المرنـ يقصد أنت يا رب
تستحؽ كؿ ىذا الحب وىذا التسبيح منيـ.
الشمس وا ْلقَمر .س ٍّب ِح ِ اآليات (ِٖ ِ ٖ" - )ٙ- يو س ٍّبحيو َيا أَيَّتُ َيا َّ ْ ُ َ َ ُ َ َ ٘ ق َّ ِ ِ السماو ِ اس َم اتَ ,وَيا أَيَّتُ َيا ا ْل ِم َياهُ الَِّتي فَ ْو َ س ٍّب ِح ْ الس َم َاوات .لتُ َ َّ َ َ ض َع لَ َيا َحدًّا َفمَ ْن تَتَ َعدَّاهُ". َواأل ََب ِدَ ,و َ
ورِ ِ ٗ . يا ج ِميع َكو ِ اك ِب الن ِ اء س َم َ س ٍّبحيو َيا َ َ َ َ َ َ ٙ الر ٍّ َّ َّى ِر َّ َم َر فَ ُخمِقَ ْتَ ,وثَبَّتَ َيا إِلَى الد ْ ب ألَن ُو أ َ
المرنـ يطمب أف يسبح اهلل خميقتو السماوية الجامدة كاألفبلؾ والشمس ..وىذا يعني أنيا في انتظاميا وجماليا
تشيد هلل العظيـ الذي خمقيا ويضبطيا في حدود.
ٚ ب ِم َن األ َْر ِ ين َو ُك َّل الر َّ س ٍّب ِحي َّ ضَ ,يا أَيَّتُ َيا التََّن ِان ُ اآليات (َ " - )ٔٓ-ٚ الريح ا ْلع ِ الص ِان َع ُة َكِم َمتَ ُوٜ ,ا ْل ِج َبا ُل َو ُكل اآل َك ِامَّ , الش َج ُر ا ْل ُمثْ ِم ُر اصفَ ُة َّ ٍّ ُ َ َج ِن َح ِة", ور َذ َو ُ َّاب ُ ات األ ْ الدَّب َ ات َوالط ُي ُ
الم َج ِجَّ ٛ . اب, َّب ُ الن ُار َوا ْل َب َرُد ,الثَّْم ُج َوالض َ ٓٔ وش َو ُكل ا ْل َب َي ِائِم, َو ُكل األ َْر ِز ,ا ْل ُو ُح ُ
المرنـ يطمب لمخميقة الحيوانية اف تسبحو ،فيو يعتني بيا ويعوليا .ومجرد بقائيا شاىد عمى قدرة اهلل في عنايتو ين = الحيتاف العظيمة والتماسيح .والم َج ِج =ىي بكؿ جنس حيواني في السماء أو البحر أو عمى األرض التََّن ِان ُ البحار وكؿ ما يعيش فييا اي المخموقات البحرية والمخموقات التي تعيش في أعماؽ البحار.
425
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه واألربعون) ٕٔ ضِ ض َو ُكل الش ُع ِ اة األ َْر ِ اآليات (ُٔٔ ٔٔ" - )ٔٗ-ممُو ُك األ َْر ِ ضا, َح َد ُ اث َوا ْل َع َذ َارى أ َْي ً ض ,األ ْ اء َو ُكل قُ َ س ُ وب ,الر َؤ َ السماو ِ الشيو ُخ مع ا ْل ِفتْي ِ ٖٔ ِ ق األ َْر ِ ات. الر ٍّ اس َم َّ اس ُم ُو َو ْح َدهَُ .م ْج ُدهُ فَ ْو َ َ ُ ََ ب ,أل ََّن ُو قَ ْد تَ َعالَى ْ س ٍّب ُحوا ْ ض َو َّ َ َ ان ,ل ُي َ الشع ِب ا ْلقَ ِر ِ ِ شع ِب ِو ,فَ ْخ ار لِج ِم ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٗٔ ِ ويا". س َرِائ َ يب إِلَ ْيوَ .ىمٍّمُ َ ً َ َوَي ْنص ُ يل َّ ْ يع أَتْق َيائو ,ل َبني إِ ْ ب قَ ْرًنا ل َ ْ
ىنا يطمب المرنـ مف الخميقة الناطقة أف تسبح اهلل ،مموؾ وعامة الشعب.
426
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع واألربعون)
المزمور المئة والتاسع واألربعون
عودة لمجدول
المزمور السابؽ تسبيح لمخالؽ وىنا نجد تسبيح هلل كفادي .ىو مزمور تسبيح لمنصرة التي أعطاىا اهلل لشعبو عمى أعدائيـ .ربما كتبو داود بعد انتصاره عمى بعض أعدائو .ولكنو كاف ينظر بعيف النبوة عمى انتصار المسيح عمى
إبميس ونصرة الكنيسة عمى أعدائيا.
ٔ ِ ِ ِٕ يدةً ,تَس ِبيحتَ ُو ِفي جم ِ وياَ .غنوا لِ َّمر ٍّ ِ س َرِائي ُل ِب َخالِ ِق ِو. يم ًة َج ِد َ ََ َ ْ َ اآليات (َٔ " - )ٖ-ىمٍّمُ َ اعة األَتْق َياء .ل َي ْف َر ْح إِ ْ ب تَْرن َ ِ ِ ِٖ ِ ِ ف َو ُع ٍ اس َم ُو ِب َرق ٍ ود لِ ُي َرٍّن ُموا لَ ُو". ْصِ .ب ُد ّ س ٍّب ُحوا ْ ل َي ْبتَ ِي ْج َبنُو ص ْي َي ْو َن ِب َممك ِي ْم .ل ُي َ َغنوا لِ َّمر ٍّ ِ يدةً = ىي جديدة ألف عممو الفدائي لخبلص اإلنساف كاف عمبلً جديداً يستحؽ نوع جديد يم ًة َج ِد َ ب تَْرن َ ِ ِ ِ مف التسبيح ِفي جم ِ س َرِائي ُل ِب َخالِ ِق ِو = فالمسيح أعطانا أف ََ َ اعة األَتْق َياء = الذيف بررىـ المسيح بدمو .ل َي ْف َر ْح إِ ْ ِ ِِ ِ ِ س ٍّب ُحو نكوف خميقة جديدة (ٕكو٘ )ٔٚ2ل َي ْبتَ ِي ْج َب ُنو ص ْي َي ْو َن ِب َممك ِي ْم = المسيح ممؾ عمينا بصميبو ومحبتو .لن َ
ِب َرق ٍ ْص = ليس المقصود رقص الخبلعة الجسدية = بؿ بأف تكوف أعضاء جسدنا آالت بر ،تشيد لو ،وتخدمو وتتقدس لو ،أما في العيد القديـ فكانوا يفيموف أف الرقص عبلمة جسدية لبلبتياج لذلؾ رقص داود أماـ تابوت العيد .واآلف مف يصمب األىواء مع الشيوات يفرح جسده باهلل.
ِ شع ِب ِو .يج ٍّم ُل ا ْلوَدعاء ِبا ْل َخبلَ ِ ٘ ِ ب َر ٍ اء ِب َم ْج ٍد .لِ ُي َرٍّن ُموا َع َمى اآليات (ٗٗ" - )ٚ-أل َّ الر َّ َن َّ اض َع ْن َ ْ ُ َ ص .ل َي ْبتَ ِي ِج األَتْق َي ُ ُ َ َ ف ُذو حد َّْي ِن ِفي ي ِد ِىمٚ .لِيص َنعوا َن ْقم ًة ِفي األُمِم ,وتَأ ِْديب ٍ ِ اج ِع ِيمٙ .تَ ْن ِويي ُ ِ ِ ض ِ ات ِفي س ْي ٌ َم َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ ات اهلل في أَف َْواى ِي ْمَ ,و َ ْ َ الش ُع ِ وب". بعد خبلص المسيح أصبح الرب ر ٍ اض عف شعبو .وكؿ مف يطيع وصاياه ويتشبو بو ،ىؤالء يصيروف ُي َج ٍّم ُل ض ِ اء ِبا ْل َخبلَ ِ اج ِع ِي ْم = لقد صارت حياتيـ تسبيحة دائمة الميؿ ص .ويجعميـ يبتيجوف بمجد .لِ ُي َرٍّن ُموا َعمَى َم َ ا ْل ُوَد َع َ
والنيار .بؿ قد ولى ليؿ التكاسؿ والنوـ والخطية .وىـ يستمروف في تسبيحيـ بعد أف يضطجعوا في قبورىـ ألف اهلل ِفي أَفْو ِ ات ِ اى ِي ْم = تنوييات مف َن َوهَ التي تعنى رفع ذكر انساف ويصير يي ُ أرواحيـ أنطمقت لمسماء مسبحة تَ ْن ِو َ َ المعني ىو اعطاء المجد هلل الذي يستحقو عف طريؽ تسابيح النصر والتيميؿ فيو الذي اعطاىـ النصر عمى ِ ِ ِِ ص َن ُعوا َن ْق َم ًة = انتقموا س ْي ٌ ف ُذو َحد َّْي ِن في َيدى ْم بو يغمبوف (اؼ )ٙل َي ْ أعدائيـ الذيف حاربوىـ ولكف اهلل أعطاىـ َ مف إبميس .فإبميس يغتاظ ويندحر حيف يجد المؤمنيف فرحيف يسبحوف اهلل و يختاروف طريؽ اهلل ويتركوه في احتقار.
ٛ ِ ٍ ِٜ ِ ود ,و ُ ِ ِ ِ ام ٌة ى َذا ش َرفَائ ِي ْم ِب ُك ُبول م ْن َحديد .ل ُي ْج ُروا ِب ِيم ا ْل ُح ْك َم ا ْل َم ْكتُ َ اآليات ( " - )ٜ-ٛأل ْ َس ِر ُممُوك ِي ْم ِبقُ ُي ٍ َ وبَ .ك َر َ لِج ِم ِ ِ ِ ِ ويا". يع أَتْق َيائوَ .ىمٍّمُ َ َ
427
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع واألربعون)
الممؾ المأسور ىو الممؾ السابؽ ،إبميس الذي قيده اهلل بسمسمة لمدة ٓٓٓٔسنة أي حتى مجيئو الثاني.
(رؤٕٓ .)ٖ-ٔ2ولقد أعطى اهلل كنيستو سمطاناً أف تدوس الحيات والعقارب وكؿ قوة العدو إبميس (لوٓٔ=)ٜٔ2 ِ ِ وب .وكما داسوا إبميس داسوا أعمالو ورفضوا شيواتو ،وىزموا أفكاره الميرطقة .وكانت ل ُي ْج ُروا ِب ِيم ا ْل ُح ْك َم ا ْل َم ْكتُ َ تعاليـ أثناسيوس كقيود مف حديد عمى ىرطقات آريوس.
428
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخمطون)
المزمور المئة والخمسون
عودة لمجدول
كؿ المزامير السابقة ىي مزامير تسبيح ألجؿ خبلص صنعو اهلل ،ومازاؿ يصنعو ألجؿ أتقيائو مدة حياتيـ عمى األرض .أما ىذا المزمور فيو مزمور ترتيؿ وتسبيح لنفس أحبت اهلل ألجؿ نفسو ،ال لخبلص قدمو ،وال لبركة
حصمت عمييا ،بؿ ىي تسبح اهلل الذي اكتشفت محبتو وروعتو ،والمرنـ يطمب أف نسبح اهلل بكؿ آلة يمكف أف نصؿ إلييا رم اًز لكؿ عضو في جسدنا ،بؿ كؿ خمجة في مشاعرنا .وىكذا سيكوف حالنا في السماء إذ نرى اهلل
في مجده(ٔكؤٖٕ+ ٕٔ2كوٖ .)ٔٛ2وحيف نرى مجده وما أعده لنا لف نكؼ عف التسابيح .وأحمى اآلالت التي يحبيا اهلل ىي حناجرنا ،وىناؾ ما ىو أحمى ،حتى إف لـ ننطؽ بحناجرنا فيو يشعر بخفقات قموبنا وخمجات مشاعرنا التي تنطؽ بالتسبيح لو في حب .وىذا المزمور تسبح بو الكنيسة في التوزيع (التناوؿ) لتسبح اهلل عمى
نعمتو العظيمة التي أعطانا بيا حياة.
ٔ ِِ ِ س ٍّب ُحوهُ ِفي َفمَ ِك قُ َّوِت ِو". آية (ٔ) َ " -ىمٍّمُ َ س ٍّب ُحوا اهللَ في قُ ْدسوَ . وياَ . س ٍّب ُحوا اهللَ ِفي قُ ْد ِس ِو = وفي ترجمات كثيرة ومنيا القبطية في جميع قديسيو .أي سبحوا اهلل الذي جعؿ ىؤالء َ
القديسيف ليـ نفس صورتو وانعكست عمييـ أنوار بيائو ىنا نرى أنفسنا ونحف نسبح ،وقد وقفنا في صفوؼ
المبلئكة والقديسي ف أماـ عرش اهلل أي قدسو ،والكؿ يسبحو .لذلؾ نرتؿ ىذا المزمور أثناء التوزيع .والمسيح س ٍّب ُحوهُ ِفي َفمَ ِك قَُّوِت ِو = أو في جمد قوتو= الجمد ىو السماء وىناؾ نوعيف مف الجمد جمد السماء أي وسطناَ . الطبقة التي تحمؿ السحاب .وجمد الكواكب والمقصود بيا قبة السماء المرصعة بالنجوـ .ونرى في كمييما قدرة اهلل عمى الخميقة .وجمد الكواكب يشير لمكنيسة السماوية والنجوـ يشيروا لمقديسيف فييا.
ٕ ِِ ظ َم ِت ِو". ب َكثَْرِة َع َ سَ س ٍّب ُحوهُ َح َ س ٍّب ُحوهُ َعمَى قَُّواتوَ . آية (ٕ) َ " - ِِ ب َكثَْرِة َعظَ َم ِت ِو = عظمتو التي ظيرت في سَ س ٍّب ُحوهُ َح َ س ٍّب ُحوهُ َعمَى قُ َّواتو = ومقدرتو في الخمؽ وضبط الكوفَ . َ الخمقة وفي تجديدىا بالتجسد والفداء. ٗ ٖ اب َو ُع ٍ س ٍّب ُحوهُ ِبرَب ٍ ف َو َرق ٍ س ٍّب ُحوهُ ِبأ َْوتَ ٍ ص ْو ِت الص ِ ار س ٍّب ُحوهُ ِب ُد ّ ْصَ . ودَ . ورَ . س ٍّب ُحوهُ ِب َ اآليات (َٖ " - )ٗ- َ َو ِم ْزَم ٍ ار".
ىي دعوة لمتسبيح بكؿ اآلالت المعروفة .والمطموب أف نسبح اهلل بكؿ قوتنا وبأعضائنا التي نجعميا آالت بر. وبحناجرنا وقموبنا .وكؿ مف يكرز بكبلـ الرب فيو يسبح بصوت بوؽ .والقديسيف سمموا أجسادىـ وأرواحيـ لمروح
القدس فعزؼ الروح عمييـ أعذب ألحاف القداسة .الص ِ ور = بوؽ مف قرف الكبش أو الفضة (رمز لكممة اهلل)
429
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخمطون)
ف َو َرق ٍ ْص = الدؼ ىو (الرؽ) .والرقص ىو كنارة بحسب الترجمة السبعينية وترجمت في القبطية س ٍّب ُحوهُ ِب ُد ّ َ صفوؼ .وما أحمى أف تفيـ صفوؼ المسبحيف المنشديف هلل. ٘ فُ .كل َن ٍ وج ا ْليتَا ِ ِ ويا". الر َّ ص ُن ِ س ٍّب ِح َّ بَ .ىمٍّمُ َ وج التَّ ْ ص ُن ِ ُ س َمة َف ْمتُ َ َ س ٍّب ُحوهُ ِب ُ ص ِويتَ . س ٍّب ُحوهُ ِب ُ آية (٘) َ " - وج ا ْليتَ ِ ِ اف= ىو الدؼ ص ُن ِ وج التَّ ْ ص ُن ِ ُ ص ِويت = ىي قطع مستديرة نحاسية توضع في األصابعُ . س ٍّب ُحوهُ ِب ُ َ المستخدـ في الكنيسة القبطية( .ويسمى ناقوس) ُكل َن ٍ ب = ىنا وصؿ المرنـ إلى الذروة ،فيو الر َّ س ٍّب ِح َّ س َمة َف ْمتُ َ َ
يريد مف كؿ إنساف أف يسبح ويسبح بكؿ حواسو وبكؿ أعضائو ومف قمبو.
430
ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى والخمطون)
المزمور المئة والحادي والخمسون
عودة لمجدول
يوجد في الترجمات السبعينية والقبطية والفاتيكانية. اآليات(ٔ ٔ" - )ٛ-أنا صغير كنت في إخوتي ,وحدثاً في بيت أبي .راعياً غنم أبي ٕ .يداي صنعتا األرغن وأصابعي
ألفت المزمار ٖ من ىو الذي يخبر سيدي ىو الرب الذي يستجيب لمذين يصرخون إليو ٗ ىو أرسل مبلكو وأخذني من غنم أبي ومسحني بدىن مسحتو ٘ أخوتي حسان وىم أكبر مني والرب لم يسر بيم ٙخرجت لمقاء الفمسطيني
فمعنني بأوثانو ٚولكن أنا سممت سيفو الذي كان بيده وقطعت رأسو ٛونزعت العار عن إسرائيل ىممويا" .
ىذا المزمور كتبو داود عف نفسو .وبروح النبوة تنبأ عف المسيح الراعي الصالح .وكما احتقر يسي وأوالده الكبار داود لصغره ،ىكذا احتقر رؤساء الييود وكينتيـ المسيح .فيسى لـ يدع ابنو الصغير إلى وليمة صموئيؿ .والمسيح أخذ مف
وسط البشر= أخذني من غنم أبي ومسح يوـ عماده .واألخوة الكبار يرمزوف لمييود الذيف لـ يسر الرب بيـ وقبؿ بدالً منيـ األمـ في شخص المسيح .وقصة انتصار داود عمى جميات ىي رمز النتصار المسيح عمى الشيطاف لنزع عار
البشر إذ كاف قد استعبدىـ .ولذلؾ تق أر الكنيسة ىذا المزمور ليمة أبو غممسيس أي ليمة سبت النور بعد أف كاف المسيح قد ىزـ إبميس بالصميب أي سيفو الذي كاف قد أعده إبميس لضرب المسيح فضرب المسيح بو إبميس. آية (ٕ) " -يداي صنعتا األرغن وأصابعي ألفت المزمار".
األرغن = قطع ب وص مفرغة صنعيا داود وفرح ألنو وجد وصنع آلة يسبح بيا الرب ولقد صنع المسيح بفدائو كنيسة مرنمة مسبحة. آية (ٖ) " -من ىو الذي يخبر سيدي ىو الرب الذي يستجيب لمذين يصرخون إليو". تعنى اهلل يعرؼ ما في قمبي ويستجيب.
431