80_

Page 1

‫‪‬‬

‫�أحفاد خالد‬ ‫الجمعة ‪ /6‬ذي الحجة ‪2013/10/11-1434/‬م‬

‫السنةالثانية‬ ‫ا لعد د‬

‫اسبوعية تعنى بالثورة السورية‬

‫‪80‬‬

‫كلمة التحرير‬ ‫إن الخطوة األولى على درب الفالح ‪..‬‬ ‫هي تحديد وسائل الوصول نحو الهدف ‪..‬‬ ‫فتحديد هذا يخرج العامل من خانة الجهل‬ ‫في مسالك الطريق المشبوه نحو واحة‬ ‫الهدي المستقيم الكامل بنور الهداية ‪ ..‬بل‬ ‫ونحو الغاية المنشودة ‪.‬‬ ‫مجلس األمن ‪..‬أم مجلس املؤامرات الدولية ؟‬ ‫إن هدف ثورة بحجم ثورتنا يعني أن‬ ‫األرض يجمعونه على طاولة واحدة‬ ‫الوسائل التي ينبغي أن نسير وقفها نحو أعزائي القراء‪:‬‬ ‫إن ما حصل في مجلس األمن ال يعدو مع عصابات الكيماوي والسكود‬ ‫يجب أن تكون مرسومة بدقة ماء الزئبق‬ ‫عن كونه مبارزات أدبيه اختلطت والبراميل والراجمات والفراغيات‬ ‫الممزوج بوضوح الذهب واضحة األمور فيها فأصبح القرار عبارة عن والعنقوديات ‪ ,‬فيجلسون هؤالء‬ ‫‪ :‬لنب‪ ..‬سمك ‪..‬متر هندي ‪..‬ال تفهم على ميينه ‪ ,‬وعلى شماله يُجلسون‬ ‫النهار‪..‬‬ ‫منه من املذنب ؟ ومن القاتل ؟ أصحاب اللحى والعمائم السود‬ ‫لقد كانت وستبقى الكلمة هي خير الوسائل ومن صاحب الكيمياوي؟ ومن هو اإليرانية ‪ ,‬وأمامه وفد أمريكا وروسيا‬ ‫‪ ,‬كلهم ارتدوا احللل القشيبه تقديرا ً‬ ‫التي تعبر عن قدرتنا على تحديد هدفنا سمساره ؟ ومن هو بائعه ؟‪..‬‬ ‫وأكثر من ذلك مهزلة أنهم يعلنون لهذه املناسبة السعيدة ‪ ,‬إال االئتالف‬ ‫وغايتنا‪ ،‬ونرسم بها نهجنا وقانوننا ‪ ،‬عن حجزهم ألداة اجلرمية ويعرفون فقد جلس عاريا ً بينهم ليتخذوا نيابة‬ ‫عنه القرارات املناسبه ‪ ،‬فالضعيف ال‬ ‫ونضبط سلوكنا بواقع لحقيقة والمشاهدة ‪ .‬منفذها وال يقتربون منها ‪..‬‬ ‫كل ذلك يجري بال حياء والخجل في يحق له فرض القرارات ‪.‬‬ ‫فكن مرشدا ً لهدفنا سالكا ً هذا المسلك ‪.‬‬ ‫مجلس سمي مجلس األمن جتاوزا ً إننا نحذر بقوه ‪ -‬حتى الينفجر الوضع‬

‫‪‬‬

‫‪ ،‬وكان حري بهم أن يسموه مجلس‬ ‫املؤامرات الدوليه ‪..‬‬ ‫كل ذلك يجري وائتالفنا املبجل‬ ‫يخلع لباسه كراقصة اإلستريبتيز‬ ‫قطعة قطعه بتعليمات عربيه ‪-‬‬ ‫غربيه‪ ..‬وهو ينفذ ما يطلب منه في‬ ‫تدمير وتشتيت قوتنا العسكريه‬ ‫فخر حتريرنا من احملتلني اجملرمني‬ ‫‪ ...‬إنهم يريدون اإلئتالف عاريا ً في‬ ‫جنيف بال سند عسكري له على‬

‫أكثر من ذلك ‪ -‬بالذهاب إلى جنيف‬ ‫بهذه الوضعيه املهلهلة إال في‬ ‫حالة واحدة وهي أخذ موافقة جميع‬ ‫الفصائل الشريفه املقاتله على‬ ‫برنامج عمل واضح ومقبول وموقع‬ ‫منهم ‪ ,‬فهذا كفيل بأن يضع لباسا ً‬ ‫محتشما ُ عليهم في مؤمتر جنيف‬ ‫العتيد ‪ ..‬وإال فلتذهب جنيف ومؤمتر‬ ‫جنيف إلى اجلحيم ‪..‬‬

‫هشام النجار‬


‫اللعبة الأخرية‪ :‬ميوت امللك‬ ‫لكن ‪..‬‬ ‫تخسر الثورة‬ ‫بعد التصويت على مشروع القرار‬ ‫الروسي اإليراني األمريكي والذي‬ ‫استبعد منه أوروبا والعرب ‪ ،‬وخالل‬ ‫ساعات سيعلن األمني العام لألمم‬ ‫املتحدة الدعوة ملؤمتر جنيف خالل‬ ‫الشهر القادم ‪ ،‬والذي سيحضره النظام‬ ‫وايران ‪ ،‬للحوار بني النظام احلالي ( بشار‬ ‫األسد – قاسم سليماني ) وبني أطراف‬ ‫أخرى ‪ ،‬هي ثالثة حسب ما تسرب ‪:‬‬ ‫هيئة التنسيق ‪ ،‬الهيئة الكردية العليا‬ ‫‪ ،‬وفد من حمائم االئتالف ( أعضاء‬ ‫سابقني في هيئة التنسيق ) للتوافق‬ ‫على حكومة يقبل بها الطرفني ‪.‬‬ ‫وسيسعى االبراهيمي لعقد اجتماع‬ ‫للمعارضة في القاهرة في وقت مناسب‬ ‫‪ ،‬لكي تتفق على وفد ال يشكله اإلتالف‬ ‫( فقط يقال برئاسة اإلتالف شكال ) ‪،‬‬ ‫لذر الرماد بالعيون ‪ ،‬والنتيجة ما يلي ‪:‬‬ ‫‪-1‬تستبعداملقاومة احلقيقية والثوار‬ ‫احلقيقيني عن املؤمتر والتمثيل‬ ‫السياسي ‪ ،‬وتذهب هيئة التنسيق ومن‬ ‫شابهها لتمثيل املعارضة ‪.‬‬ ‫‪-2‬يفقد االئتالف صفة املمثل الشرعي‬ ‫للشعب السوري وال حتى حصرية‬ ‫متثيل املعارضة ‪ ،‬بينما ميثل الثورة من‬ ‫ليس منها ومن ال يؤمن بها ‪ ،‬وهو أقرب‬ ‫للنظام من الثوار‪ ،‬يكرههم أكثر من‬ ‫كرهه للنظام ‪.‬‬

‫‪-3‬يستعيد النظام شرعيته ‪ ،‬وكذلك‬ ‫يتخذ احتالل إيران لسوريا صفة‬ ‫الدميومة ‪.‬‬ ‫‪-4‬يتم تشكيل حكومة جديدة للنظام‬ ‫مطعمة بأصدقائه وعمالئه السابقني‬ ‫من املعارضة ‪ ،‬ويستمر اجليش واألمن‬ ‫الذين قتلوا وشردوا الشعب ( حتت‬ ‫شعار عدم سقوط الدولة) ‪.‬‬ ‫‪-5‬يقوم الطرفان (اجليش الوطني‬ ‫واجليش النظامي ) بالتعاون معا ً على‬ ‫تطهير البالد من املتطرفني ( الثوار‬ ‫اإلسالميني ) ‪ ،‬أي تنتقل املعركة لتصبح‬ ‫بني صفوف الثوار ‪.‬‬ ‫‪-6‬يعفى الشبيحة والقتلة من اجلزاء‬ ‫واحملاسبة ‪ ،‬وفق ملبادئ العدالة التي‬ ‫طبقت في جنوب أفريقيا ‪ ،‬والتي‬ ‫تسمى انتقالية ‪.‬‬ ‫‪-7‬تكلف شركات املافيات الدولية‬ ‫الصهيونية في إعادة إعمار (استعمار‬ ‫) سوريا اقتصاديا ً ‪ ،‬ويستبدل النظام‬ ‫العميل باقتصاد مرهون ‪.‬‬ ‫‪-8‬يعاد بناء الدستور على أساس أن‬ ‫الشعب السوري تعددي مؤلف من‬ ‫مجموعة شعوب وليس قوميات ‪،‬‬ ‫وسيكون لكل شعب في سوريا حق‬ ‫اقامة سلطته ‪ ،‬أو تقاسم السلطة‬ ‫املركزية وفق نظام محاصصة متفق‬ ‫عليه ‪.‬‬

‫‪-9‬ميكن التضحية باألسد إذا مت ضمان‬ ‫بقاء النظام واالحتالل اإليراني ‪ ،‬ورحيله‬ ‫املشرف سيكون كجائزة ترضية توحي‬ ‫بانتصار الثورة ‪.‬‬ ‫‪-10‬هل بلغت ؟؟ هذا ما سيحدث في‬ ‫القادم من األيام وفقا ً للتفاهم الروسي‬ ‫اإليراني األمريكي اإلسرائيلي ‪ ،‬والذي‬ ‫استبعد منه األوربيون والعرب وهم‬ ‫يشعرون باإلقصاء ومنزعجون كما‬ ‫فهمت ؟؟؟ ‪ .‬فماذا سيفعل الشعب‬ ‫والثوار الذي يشعرون مبليون شعور‬ ‫أهمها الغضب ؟؟‪ ..‬إنها لعبة هيمنة‬ ‫واستعمار جديد ‪ ،‬في مواجهة كرامة‬ ‫وحرية دفع ثمنها (‪ )250‬ألف شهيد‪،‬‬ ‫ومليون جريح ‪ ،‬وعشرة ماليني مشرد‬ ‫!!! ‪.‬‬ ‫هل تتوقعون أن نقبل ونسكت من أجل‬ ‫مصالح أمريكا وروسيا وإيران وإسرائيل‬ ‫؟؟ سؤال برسم القريب والبعيد ‪ ..‬هل‬ ‫تشعرون بوجود شعب عربي سوري ثائر‬ ‫يستطيع تفجير املنطقة واإلطاحة‬ ‫بكل تفاهماتكم املتغطرسة الغبية‬ ‫؟؟؟؟ ‪..‬‬ ‫ستبدي لك األيام ما كنت جاهال ً ويأتيك‬ ‫باألخبار من لم تزود ‪.‬‬ ‫منقول‬

‫د‪ .‬كمال اللبواني‬


‫مخططات الشيطان‬ ‫خالل سنتني ونيف على اندالع الثورة منت فكرة املؤامرة ثم‬ ‫ازدادت رسوخا ً في عقول السوريني عامة والثوار خاصة ‪،‬‬ ‫فمن غير املعقول أن يكون هذا االتفاق على التزام الصمت‬ ‫عامليا ً إزاء كل ما جرى ويجري محض صدفة ال‬ ‫تنسيق وال ترتيب جملاريها ‪.‬‬ ‫ومما يزيد التأكيد رسوخا ً أننا بتنا نرى بأم العني كثيرا ً‬ ‫من اإلبداعات الشيطانية التي ينفذها أولي املصالح‬ ‫واملكاسب في استمرار الثورة وامتداد أمد معاناة‬ ‫السوريني ‪ ،‬مخترقي بذلك صفوف الثوار بأجهزة‬ ‫مخابراتية عالية املستوى والدقة تعمل جاهدة على‬ ‫إحباط أي مخطط يفي بالغرض الذي يحارب الثوار‬ ‫ألجله ‪..‬‬ ‫بالتأكيد لم يكن البيان الذي أصدرته قوى ثورية داخلية‬ ‫على رأسها جبهة النصرة معلنني فيه عدم االعتراف‬ ‫باالئتالف وحكومته املؤقتة بالتأكيد لم يكن وليد حلظة‬ ‫طائشة أو فكرة مجنونة أو ناجم عن انفجار في بركان‬ ‫االحتمال الداخلي ‪ ..‬بل إن املتربص باألحداث والواقائع‬ ‫سيجده صادرا ً عن سبق إصرار وتصميم وترصد‪ ..‬ليدخل‬ ‫بعده اجلميع في متاهة احلسابات التي تبدو مفتوحة‬ ‫على كل االحتماالت ! ‪.‬‬ ‫مع أن البيان يحمل في طياته اخلير العميم الذي يعني‬ ‫تقاربا ً كبيرا ً بني الكتائب العاملة على األرض والتي تنادي‬ ‫كما أغلب السوريني بتحكيم احلق والشريعة في النظام‬ ‫املنشود ‪ ،‬إال أنه ظاهر في باطنه العذاب ‪ ،‬يخفي أخبث‬ ‫ثوب خيانة عرفه تاريخ ‪ ..‬بقصد أو بغير قصد ‪.‬‬ ‫نريد حكما ً إسالميا ً ‪ ،‬هكذا نطق البيان بلسان احلال ‪،‬‬ ‫وال نعترف بحكم االئتالف ‪ ،‬ليغرق اجلميع بعدها في‬ ‫التأويالت والتفسيرات حول سر توقيت االنشاق أو توقيت‬ ‫نزع االعتراف ‪.‬‬ ‫لقد جاء هذا البيان في وقت حرج بالنسبة للمعارضة‬ ‫اخلارجية أو السياسية ‪ ،‬فعندما عاد مؤمتر جنيف (‪ )2‬إلى‬ ‫الواجهة ‪ ،‬وكثر احلديث عن مشاركة االئتالف الذي كان‬ ‫يعتبر املمثل الوحيد الشرعي ألصحاب الثورة السورية‬ ‫والذي كان يعتبر حجر العثرة الكؤود في وجه أي محاولة‬ ‫لاللتفاف على القضية الشرعية للشعب ‪ ،‬نزعت عنه‬ ‫شرعيته ليأتي بعدها رفض أسدي للتفاوض مع حملة‬

‫السالح لتبى بعد ذلك الثورة سياسيا ً وعسكريا ً خارج‬ ‫ميزان التفاوض مع أنهم زاوية األساس بالنسبة ألي حل‬ ‫سيحصل ‪..‬‬ ‫هذا بالتأكيد فتح الباب على مصراعية لكثير من‬ ‫الفئات احملسوبة على أنها من املعارضة كهيئة التنسيق‬ ‫والكردية العليا وقريناتها ‪ ،‬وهي في أعلى درجات الوالء‬ ‫لألسد لتكون حسب اخملطط له ممثال ً شرعيا ً يفاوض‬ ‫األسد عن الشعب الثائر في مؤمتر جنيف (‪ ، )2‬فيقود‬ ‫العباد والبالد إلى هاوية سحيقة ‪..‬‬ ‫كلنا يذكر ذلك اإلعالن املشؤم الذي خرج به علينا املدعو‬ ‫أبو محمد اجلوالني في ذلك الوقت احلرج ليعلن والءه‬ ‫للقاعدة ‪ ،‬ولتعلن بعدها دول الغرب علنا ً العدول عن‬ ‫فكرة تسليح الثوار بحجة وجود القاعدة على التراب‬ ‫السوري ‪ ،‬ياتي هذا بعد جملة من احملادثات التي تبحث‬ ‫مسألة التسليح ‪ ،‬ولتقام احلجة على دعوى طاملا ادعاها‬ ‫النظام (محارية اإلرهابيني والقاعدة) ‪.‬‬ ‫الكل حينها نظر إلى هذا الوالء للقاعدة على أنه خنجر‬ ‫مسموم في خاصرة الثورة والثوار بتدبير غربي داعم حتى‬ ‫العظم للنظام األسدي ‪ ،‬وليتم التنفيذ حتت قناع الثورة‬ ‫‪ ،‬وقناع الثورة فقط ‪ ،‬ليساهم ذلك في دفع عجلة الثورة‬ ‫ورا ًء نحو القاع السيحق ‪.‬‬ ‫نفس األمر يتكرر اليوم ولكن هذه املرة ليس لقطع‬ ‫السالح عن شعب سوريا وثواره ‪ ،‬بل لقطع حلقات‬ ‫السلسلة التي جتمع الثوار لينطقوا بصوت واحد ‪ ،‬في‬ ‫مؤمتر يعزم العالم عقده قريبا ً ‪.‬‬ ‫ولعل التساؤل املطرح اليوم ‪ ،‬من كان وراء هذا البيان ؟‬ ‫من غير املؤكد أن تكون عقول الثوار قد التأمت لتخرج‬ ‫علينا بهذا البيان اخلرندعي الذي سيجلب الضرر احملض‬ ‫املنزه عن أي نفع ‪ ،‬فالثوار في الداخل كما دلت األحداث‬ ‫والواقائع طيلة شهور طويلة ال يحملون ذلك العقل املدبر‬ ‫لكهذا أمر وهم إما عارف بخطورته ‪ ،‬أو ال يحمل عقال ً‬ ‫ميكنه من الوصول بجرأة إلى فكرة كهذه ‪ ،‬وهم أعجز‬ ‫من أن يتقفوا على كلمة واحدة ‪ ،‬فما بالك باالتفاق على‬ ‫إسقاط االئتالف ‪ ..‬لنجد أنفسنا أمام دوامة اليد اخلفية‬ ‫احملركة لهذه اخلطوة ‪..‬‬ ‫التتمة في الصفحة اآلتية‬


‫الكل بات يعرف أن محرك القوة العسكرية ألي‬ ‫جهة كان هو الداعم ‪ ،‬بل وهو صاحب دفة الوجهة‬ ‫السياسية ألي تشكيل في الداخل ‪ ،‬وهذه النقطة هي‬ ‫التي سلبت االئتالف هيبته وصالحياته ‪ ،‬ولو أننا نقبنا‬ ‫عن الداعمني لهذه احلركات لوجدناهم أعداء الثورة‬ ‫الذي يخفون وجه احلقد عليها حتت غطاء التعاطف ‪،‬‬ ‫وأنا أعني هنا أمريكا ومن ورائها (السعودية وقطر)‬ ‫‪ ..‬وهذه اجلهات تتصارع فيما بينها على النفوذ‬ ‫والسيطرة في نواحي سورية ‪ ،‬وإن كان إلى‬ ‫حد كبير صراعا ًُ خفيا ً باتت مالمحه واضحة بعد‬ ‫مصر اإلخوان ‪ ،‬ولكنهم حتى اللحظة يحملون نفس‬ ‫اخلوف والرعب من قيام نظام جديد في سورية يبني‬ ‫الدولة على العدالة واملساواة ورد احلقوق ألصحابها‬ ‫السوريني ‪.‬‬ ‫االئتالف ال يحمل أي سلطة على اجلهات العاملة إال‬ ‫ما متليه الناحية األخالقية واألدبية ‪ ،‬ونزع االعتارف عنه‬ ‫سيكون مبثابة قرار إعدام (االئتالف السوري) مما سيسهل‬ ‫الطريق أمام اجلهة األنسب بالنسبة للغرب لتكشيل‬ ‫حكومة قد تكون بزي إسالمي يخدم القضية الغربية‬ ‫واملصالح الطامعة في هذه البقعة من شرق املتوسط ‪.‬‬ ‫حكومة يحمل عمالء نظام األسد فيها نصيب األسد‬ ‫‪ ،‬تثبت النظام بصورة سقوطه ‪ ،‬تعمل على مترير‬ ‫مخططات الطامعني وتكون مستعدة أمام ضغوط‬ ‫اإلصالح الشعبية لتقدمي التنازالت هي في حقيقتها‬ ‫إضاعة جلهد ثالث سنوات من الكفاح فتسلم الرقاب‬ ‫لقطعها من حيث أنها تظن اخلير بنفسها ‪ ..‬وبخاصة‬ ‫مع ما يعانيه الثوار من نقص في الكوادر وقلة في‬ ‫اإلمكانيات ‪ ،‬وذلك سيكون تبريرا ً جيدا ً لتجديد‬ ‫نظام األسد بوجه آخر رمبا يكون إسالميا ً ‪ ،‬ما‬ ‫دامت كوادر النظام السابق ستكون هي هي في‬ ‫النظام الالحق ‪.‬‬ ‫بعد شهور طويلة من احلرب وصل السوريون إلى مرحلة‬ ‫اليأس املنادي بأن الغاية العظمى والوحيدة هي إسقاط‬ ‫النظام ‪ ..‬وبذلك يكون الغرب قد صنع عميال ً بديال ً عن‬ ‫األسد الذي لم يبق شك بانتهاء صالحيته ‪ ،‬بالوجه‬ ‫الذي يرضي العاملني على التراب السوري بغبائهم او‬ ‫جهلهم السياسي ‪ ،‬ويحقق املصالح الغربية بخبثهم‬ ‫الشيطاني ‪.‬‬

‫مضر الدمامي‬

‫في رحاب شهيد‬ ‫رب أخ لم تلده أمك ‪ ،‬تنطبق هذه الكلمة على كثير‬ ‫ممن عرفت ‪ ،‬وكان هو واحدا ً منهم ‪.‬‬ ‫كان سريع احلركة ‪ ،‬سريع الكالم ‪ ،‬سري الغضب‬ ‫سريع الرضى ‪ ،‬سريع التنقل سريع اإلجابة سريع‬ ‫السؤال ‪.‬‬ ‫ال تراه إال في ثياب العمل ‪ ،‬لكنه مع ذلك بهي الطلعة‬ ‫حسن املنظر ريان الشباب تأنس بحديثه ومجلسه ‪.‬‬ ‫انقطع عن مسيرة العلم املدرسي هو في املرحلة‬ ‫اإلعدادية لينصرف كإخوانه للعمل بالتجارة مرة‬ ‫وباألرض مرة وبالفرن ثالثة ‪.‬‬ ‫كان ميلك نظرة ناقدة اجتاه جلّ ما دور حوله ‪ ،‬حتمس‬ ‫للثورة والنطالقتها وملظاهراتها ‪ ،‬ولم مينه حماسه‬ ‫من انتقاد أخطائها أيضا ً ‪.‬‬ ‫زرع أرضه مبزروعات متعددة ونذر محصولها إلى‬ ‫مهجري بلدته بدأ القصف املشؤوم ‪.‬‬ ‫تردد إلي أكثر من مرة بعد خروج األهالي من بيوتهم‬ ‫‪ ،‬وعندما تنطلق معا ً أسأل عن وجهته فيضحك وال‬ ‫يحيب ‪ ..‬وإذ به يحمل خبزا ً لهذه األسرة وبعضا ً من‬ ‫اخلضار لتلك ويبحث عن بعض جيرانه هنا وهناك ‪.‬‬ ‫وتعرض أكثر من مرة خلطر القذائف املفاجئ ‪ ،‬وكان‬ ‫يحدثني عن حادثة القصف وهو يضحك ضحكته‬ ‫املعهودة ‪ ،‬وكأنه يسخر من اخلوف واخلطر ‪.‬‬ ‫شاء اهلل أن يريحه من عناء هذه الدنيا وألوائها ‪،‬‬ ‫لينضم إلى قافلة الشهداء في ليلة قد تكون هي‬ ‫ليلة القدر ‪ ،‬وما أدراك ما ليلة القر ‪ ،‬ليكون بألف ‪،‬‬ ‫وأول شهيد من أسرة العموري ‪ ..‬إنه حازم العموري ‪.‬‬

‫أبو حذيفة‬


‫الفروق بين ( داعش ) و ( النصرة )‬ ‫اختلط احلابل بالنابل في املشهد‬ ‫حير السوريني‬ ‫الثوري السوري ‪ ،‬بشكل ّ‬ ‫وأرهق احملللني واملراقبني فالكل يسأل‪:‬‬ ‫ماذا يجري ‪..‬‬ ‫ما يجري أن النظام وعندما شعر‬ ‫بورطته وأزمته واقترابه من حافة‬ ‫السقوط ‪ ،‬أبى إال أن يترك سوريا‬ ‫ساحة احتراب داخلي ‪ ،‬وميدان تنافس‬ ‫إقليمي ودولي لتصفية احلسابات على‬ ‫حساب دماء ودموع السوريني ‪ ..‬أطلق‬ ‫من سجونه الشياطني الذين أعدهم‬ ‫جيدا ً للحظة كهذه ‪ ..‬زودهم مبا تريدون‬ ‫من سالح وعتاد ‪..‬‬ ‫انسحب أمامهم على األرض لكي‬ ‫يصنع منها مالئكة ومحررين ‪ ،‬وشيئا‬ ‫ً فشيئا ً عرف السوريون دولة العراق‬ ‫والشام ( داعش ) ‪ ،‬فقد بات للقاعدة‬ ‫قاعدة في بالد الشام ‪ ،‬وأتت االوامر‬ ‫لنوري املالكي إلطالق ما لديه من عناصر‬ ‫القاعدة ‪ ،‬فكانت عملية الهروب املدبر‬ ‫من ( أبو غريب )‪ ،‬حيث أفلت أكثر من‬ ‫الف مقاتل عابر للحدود ‪ ،‬وكان من‬ ‫ينتظرهم لنقلهم الى سوريا ‪.‬‬ ‫بدات ( داعش ) تكبر يوما ً بعد يوم ‪،‬‬ ‫حتت مرأى ومسمع النظام ومباركته‬ ‫ودعمه ‪ ،‬وفي مقابل داعش كانت ألوية‬

‫اجليش السوري احلر تتراجع ‪ ،‬وجبهة‬ ‫النصرة تتراجع هي األخرى ‪ ،‬وبدأ قادة‬ ‫( داعش ) يفكرون بالفعل في إرساء‬ ‫دعائم دولة في شمال وشرق سوريا ‪،‬‬ ‫مستفيدين من تخاذل اجملتمع الدولي ‪،‬‬ ‫ورمبا تخبطه جتاه بشار االسد ‪ ،‬حيث‬ ‫أطال بعمره فشبت (داعش) عن الطوق‬ ‫‪ ،‬وبدأت تقضم اجلغرافيا السورية شبرا ً‬ ‫شبرا ً ‪ ،‬وهنا ال بد من طرح سؤال يبدو‬ ‫لي مهما ً‪ :‬ما هي الفروق بني ( داعش‬ ‫) و ( النصرة ) ‪.‬‬ ‫يؤكد كل العارفني واملراقبني أن هناك‬ ‫فروقا ً جوهرية بينهما ‪ ،‬حيث متيل‬ ‫الكفة لصالح الثانية ‪.‬‬ ‫داعش ال يهمها إسقاط النظام ‪ ،‬فهي‬ ‫قد اتخذت قرارها بحصر نشاطها في‬ ‫الشمال والشرق السوري ‪ ،‬بينما جبهة‬ ‫النصرة على رأس أولوياتها إسقاط‬ ‫النظام ‪.‬‬ ‫داعش حتمل مشروعا ً سياسيا ً‬ ‫واضحا ً وجليا ً ‪ ،‬وهو إنشاء دولة على‬ ‫اجلغرافيا السورية ‪ ،‬حتكمها الشريعة‬ ‫اإلسالمية حسب تفسيرها للشريعة‬ ‫‪ ،‬حيث التشدد في تطبيق االحكام‬ ‫واجبار الناس بالسيف على ذلك ‪ ،‬بينما‬ ‫ال تفكر جبهة النصرة بذلك ‪ ،‬بل يؤكد‬

‫ناشطون أن قادتها ينوون ترك السالح‬ ‫مبجرد سقوط النظام ‪ ،‬وترك الشعب‬ ‫يختار مصيره ‪.‬‬ ‫قادة (داعش) اغلبهم من جنسيات‬ ‫عربية وكثير من عناصرها ليسوا‬ ‫سوريني ‪ ،‬بينما النصرة اغلب قادتها‬ ‫ومقاتليها سوريني ‪ ،‬وال حتمل التشدد‬ ‫الديني الذي حتمله (داعش) ‪ ،‬التي‬ ‫تتدخل اآلن بكل شاردة وواردة بحياة‬ ‫الناس ‪ ،‬بينما ينصرف اهتمام ( النصرة‬ ‫) على اجلانب العسكري ‪.‬‬ ‫من حيث العدد فأن قوام داعش كما‬ ‫يؤكد ناشطون حوالي (‪ )3000‬مقاتال ً ‪،‬‬ ‫وتعتمد على متويل خفي ال أحد يعرف‬ ‫مصدره ‪ ،‬وعدد مقاتلي النصرة قد‬ ‫يساوي عدد مقاتلي داعش ‪.‬‬ ‫يشترك مقاتلو اجلهتني مبيزة واحدة‬ ‫‪،‬وهي الشجاعة التي تصل حد التهور ‪.‬‬ ‫أحد املعارضني السوريني الذين مييلون‬ ‫إلى التيار االسالمي املعتدل قال‪ :‬ليس‬ ‫لدى داعش أو النصرة مشروع فكري‬ ‫وسياسي واضح املعالم ‪ ،‬وكالهما‬ ‫مخترق من قبل النظام ‪ ..‬ويرى أن‬ ‫(داعش) أداة بيد النظام وسوف‬ ‫تسقط بسقوطه ‪.‬‬


‫‪‬‬

‫هل أوقع باجملاهدين في ِشراك أمريكا ؟!‬ ‫ساري بن وادي‬

‫السنه والثورة !!‬ ‫(ظلم الطغاة يجلب الغزاة) عبارةٌ تعني الكثير ‪ ,‬قرأتها‬ ‫في أيامي املاضية ‪ ,‬وعدت اآلن إلى دهاليز ذاكرتي ألتذكرها‬ ‫من جديد ‪ ,‬حللتها ‪ ,‬فهمتها ‪ ,‬وطبقتها على واقعنا ‪.‬‬ ‫لن أعارض أح ًدا ‪ ,‬و لكن أتقبل النقد الهادف ‪ ..‬لنعود‬ ‫بذكرياتنا إلى بداية أحداث الثورة السورية ‪ ,‬فقد كان‬ ‫مهم في نشر وفضح جرائم أبناء سافالت اجلبل‬ ‫ٌ‬ ‫لإلعالم دور ٌ‬ ‫‪ ,‬في كال احلالتني نحن املتضرر من نشر أو عدم نشر تلك‬ ‫األخبار ‪ ,‬فعدم النشر يغلق األبواب على القضية السورية‬ ‫و يغلق معه األذهان عن فهم الواقع ‪.‬‬ ‫أما النشر فيترتب عليه ضرر ٌ ‪ ,‬كذلك لرمبا يعارضني الكثير‬ ‫لكن لتكملوا معي هذا السيناريو ‪..‬‬ ‫يُظهر اإلعالم الصور للشهداء ومناظر سيل الدماء ‪ ,‬فتثار‬ ‫حفيظة املسلمني اجلهاديني (بعي ًدا عن أي فك ٍر للقاعدة ‪,‬‬ ‫فكلمة اجلهاد أرجو أن تؤخذ بعني االعتبار في أصل التاريخ‬ ‫واللغة ) و الغير جهاديني ‪ ,‬لكن املستهدف األكبر هو‬ ‫املسلم اجلهادي ‪ ,‬ليشد الرحال للجهاد في بالد الشام‬ ‫‪ ,‬ومحاربة الظلم والعدوان ‪ ..‬ليتكون بعدها في سوريا‬ ‫ت أيدولوجية إسالمية ‪ ,‬ويستمر القتل ويستمر‬ ‫مجموعا ٍ‬ ‫الدفاع ‪.‬‬ ‫لتأتي حلظة تدخل اجملتمع الدولي ‪ ,‬فيظهر بالوجه اإلنساني‬ ‫املمتلئ بدموع التماسيح ويتوعد مبساعدة الشعب‬ ‫السوري ‪ ,‬ثم يأتي بعد ذلك ليصفعه بعدم التدخل بحجة‬ ‫وجود اإلسالميني في سوريا ‪.‬‬ ‫فهم جعلوا من سوريا موطن الدماء في الشرق األوسط‬ ‫‪ ,‬ليجتمع فيه اجملاهدين فيسهل على أمريكا وغيرها‬ ‫إبادتهم وإفناءهم بضرب ٍة واحدة ‪.‬‬ ‫عقول ماكرة ‪ ,‬فكرت فدبرت ‪ ,‬صنعوا تلك احلجج ليتملصوا‬ ‫من الواجب اإلنساني ‪.‬‬ ‫لذلك عزيزي اجملاهد ‪ ,‬أشكرك من صميم القلب لكن ال‬ ‫أريد أن تكون سوريا هي كفنك بأيدي أمريكا ‪.‬‬

‫احلقيقة الطائفية في مجتمعنا هي األقوى واألعمق‬ ‫‪ ،‬الوطن رغبة ومستقبل وهو قشرة رقيقة تخفي‬ ‫األعظم ‪.‬‬ ‫السنة هي الطائفة األكبر ‪ ،‬وإحساسها تعاظم باألنا‬ ‫جتاه عدوان وظلم األنا الطائفية األخرى ‪.‬‬ ‫استبداد السلطة كان سافرا ً على أغلب اجملتمع ‪ ،‬إال أن‬ ‫إحساس السنة بالظلم كان مضاعفا ً دونا ً عن بقية‬ ‫الطوائف أو األقليات األخرى ‪.‬‬ ‫عندما تظلم أقلية األكثريه باملقاس الطائفي يصبح‬ ‫األلم مركبا ً وأعمق من أن تظلم األقلية أقلية أخرى أقل‬ ‫منها ‪.‬‬ ‫هذا اإلحساس بالظلم املضاعف واملركب هومايفسر‬ ‫لنا االنخراط األكبر للسنة في الثورة ‪ ..‬وريف السنه‬ ‫بتحديد أكثر حيث يتداخل ويتمازج الطائفي بالطبقي‬ ‫وهذا واضح على ما اعتقد ‪ ,‬حيث سنة املدينة أقل‬ ‫حضورا ً ‪ ،‬ومنهم قطاعات مع السلطة وهذا واضح‬ ‫للجميع ‪.‬‬ ‫السنة ليسوا أكثر ثورية وتضحية ‪ ،‬بل هم أكثر‬ ‫إحساسا ً باملظلومية والغنب ‪.‬‬ ‫موفق زريق‬


‫‪‬‬

‫�سوريا بعد الأ�سد‪ ،‬ال�سباق �إىل دم�شق‬

‫احللقتان املاضيتان من هذه الثالثية‬ ‫متهيد لهذه املقالة ‪ ،‬وهي جوهر‬ ‫القصيد‪.‬‬ ‫إذا كان التحالف األميركي الدولي‬ ‫جادا ً في فرض "النظام السوري‬ ‫اجلديد" ‪ ،‬وإذا كان ال يبالي بإغراق‬ ‫سوريا في حرب طويلة لتحقيق ذلك‬ ‫الهدف ‪ ،‬فهل من سبيل إلفشال‬ ‫مخططه اخلبيث ؟ نعم‪ ، ..‬إذا عرفنا‬ ‫"املفتاح" الذي يحتاجون إليه للبدء‬ ‫بتنفيذ مخططهم ‪ ،‬وهو نفسه‬ ‫الذي نحتاج نحن إليه لقطع الطريق‬ ‫عليهم‪ .‬ما هو؟ إنه "السيطرة على‬ ‫دمشق ‪.‬‬ ‫أكملُ هنا من حيث انقطعت في‬ ‫املقالة السابقة‪.‬‬ ‫تسقط الدول عندما تسقط‬ ‫عواصمها ‪ ،‬وكذلك األنظمة ‪ ،‬لذلك‬ ‫فإن سفاح سوريا ك ّدس في دمشق‬ ‫أربعة أعشار القوة التي ميلكها وفرّقَ‬ ‫ستة األعشار الباقية في أنحاء البالد‬ ‫‪ ..‬هذا ما يقوله املراقبون العسكريون‬ ‫الذين درسوا توزيع القوات العسكرية‬ ‫النظامية خالل السنتني املاضيتني‬ ‫‪ ،‬وهم يقولون أيضا ً إن النظام‬ ‫استصفى أفضل قواته اجملرمة‬ ‫فحبسها في العاصمة ولم يخرجها‬ ‫منها إال في النوادر ‪ ..‬ملاذا صنع ذلك‬ ‫كله ؟ ألنه أدرك تلك احلقيقة جيداً‪:‬‬ ‫إذا سقطت دمشق خسر احلرب ‪.‬‬ ‫هذه احلقيقة البديهية يدركها‬ ‫اآلخرون أيضا ً ‪ ،‬واألميركيون هم خير‬ ‫من يعرفها ‪ ،‬ولعلكم تذكرون أنهم‬ ‫ ملّا غَزَوا العراق قبل عشر سنوات‬‫ اندفعوا إلى بغداد غير َ عابئني بأي‬‫موقع على الطريق وسلكوا طرقا ً‬ ‫فطووا‬ ‫صحراوية لتجنّب حرب املدن ‪،‬‬ ‫َ‬

‫املسافة بني أم قصر وبغداد في أيام‬ ‫قليلة ‪ ،‬وعندما وصلت الدبابات‬ ‫األميركية أخيرا ً إلى جسر اجلمهورية‬ ‫في بغداد سقط نظام صدام الذي‬ ‫قاوم كل العواصف واألعاصير واألنواء‬ ‫طوال ثلث قرن ‪.‬‬ ‫وما نظام القذافي عنا ببعيد ‪ ،‬فهو‬ ‫أيضا ً لم يسقط ‪ -‬بعد كل الدمار‬ ‫والدماء‪ -‬إال عندما دخل الثوار إلى‬ ‫طرابلس ‪ ..‬وقبل العراق وليبيا شواهد‬ ‫من التاريخ ال حتصى ‪ ،‬كسقوط‬ ‫فرنسا يوم دخل األملان باريس في‬ ‫الرابع عشر من حزيران سنة (‪)1940‬‬ ‫‪ ،‬وسقوط سايغون ‪-‬في آخر نيسان‬ ‫(‪ -)1975‬الذي وضع نهاية حلرب‬ ‫استمرت عشرين سنة وكلفت نحو‬ ‫مليونَي قتيل ‪.‬‬ ‫سوف يسقط نظام األسد عندما‬ ‫تسقط دمشق ‪ ..‬هذا أمر مفهوم‬ ‫متاما ً وليس هو محل السؤال ‪...‬‬ ‫السؤال املهم‪ :‬في يَد َمن ستسقط‬ ‫دمشق عندما ينهار النظام ؟ هنا‬ ‫مربط الفرس كما يقولون ‪.‬‬ ‫لدينا ما يدعو إلى القلق ‪ ،‬بل إلى‬ ‫اخلوف احلقيقي ‪ ،‬من سقوط دمشق‬ ‫في أيدي قوات موالية للتحالف‬ ‫الغربي وليس في أيدي مجاهدي‬ ‫اجليش احلر ‪.‬‬ ‫منذ آذار ( ‪ )2012‬بدأت تتسرب من‬ ‫شمال األردن أخبار تتحدث عن إنشاء‬ ‫غرفة عمليات أميركية ومعسكرات‬ ‫خاصة يجري فيها تدريب جماعات‬ ‫من الثوار السوريني على يد مدربني‬ ‫أردنيني وأميركيني ‪ ،‬وتكوين وحدات‬ ‫خاصة من املقاتلني الدروز الذين مت‬ ‫استقطابهم من محافظة السويداء‬ ‫‪ ،‬وأيضا ً عن تخزين كميات كبيرة من‬

‫‪‬‬

‫األسلحة والذخائر التي تدفقت على‬ ‫األردن مؤخرا ً ‪ ،‬وجتهيز قوات خاصة‬ ‫أردنية لتنفيذ مهمات قتالية في‬ ‫العمق السوري ‪ ..‬وأخيرا ً فقد صار‬ ‫معروفا ً اآلن أن الواليات املتحدة‬ ‫وحلفاءها قطعوا شوطا ً كبيرا ً في‬ ‫تأسيس قوة مستقلة عن اجليش احلر‬ ‫‪ ،‬وهي ما يسمى "اجليش الوطني" ‪،‬‬ ‫وقد نُشر عنه وقيل فيه ما يغني عن‬ ‫إعادة الكالم في هذا املقام ‪.‬‬ ‫بالنظر إلى الوضع امليداني املتهالك‬ ‫لقوات النظام في اجلبهة اجلنوبية‬ ‫‪ ،‬وال سيما بعدما فقد النظام خط‬ ‫الدفاع الثاني عن العاصمة (احلراك‪-‬‬ ‫علما‪-‬داعل)‪ ،‬فإننا نستطيع استنتاج‬ ‫احلقيقة التالية‪ :‬أي قوة منظمة‬ ‫وحسنة التسليح ميكنها أن جتتاح‬ ‫حوران وصوال ً إلى بوابات دمشق‬ ‫اجلنوبية في أقل من نصف يوم ‪..‬‬ ‫ولكن خطة من هذا النوع ال تبدو‬ ‫منطقية في الوقت الراهن ألن‬ ‫تلك القوة ستواجه نيرانا ً مكثفة‬ ‫حاملا تصل إلى دمشق ‪ ،‬وقد‬ ‫يتسبب ميزان القوى في فنائها‬ ‫كليا ً أو جزئيا ً ‪ ..‬ال تنسوا احلقيقة‬ ‫التي ذكرتها آنفاً‪ :‬إن النظام ما زال‬ ‫يحتفظ بأربعة أعشار قوته الكلية‬ ‫في العاصمة ‪ ،‬وهي الصفوة من بني‬ ‫قواته جميعا ً ‪.‬‬ ‫كيف ستحل القوات املهاجمة هذه‬ ‫املعضلة ؟ ‪..‬‬ ‫مبا أنني ما زلت أتوقع أن تنفذ‬ ‫الواليات املتحدة الضربة العسكرية‬ ‫على سوريا (عاجال ً أو آجال ً) فإنني‬ ‫أبني عليها مسار األحداث املتوقعة‬ ‫بالصورة اآلتية‪ :‬سوف تؤدي الضربات‬ ‫سالحي‬ ‫الصاروخية إلى تعطيل‬ ‫َ‬


‫مبا أنني ما زلت أتوقع أن تنفذ‬ ‫الواليات املتحدة الضربة العسكرية‬ ‫على سوريا (عاجال ً أو آجال ً) فإنني‬ ‫أبني عليها مسار األحداث املتوقعة‬ ‫بالصورة اآلتية‪ :‬سوف تؤدي الضربات‬ ‫سالحي‬ ‫الصاروخية إلى تعطيل‬ ‫َ‬ ‫الطيران والصواريخ بسبب الدمار‬ ‫الكبير في املطارات واستهداف‬ ‫منصات إطالق الصواريخ ‪ ،‬مبا فيها‬ ‫املنصات الثابتة واملتحركة التي حتمل‬ ‫الصواريخ البالستية (صواريخ فوغ‬ ‫وسكود) والصواريخ املضادة للطائرات‬ ‫(منظومات سام) ‪ ،‬وسوف تلحق‬ ‫الضربات أيضا ً دمارا ً كبيرا ً بقوات‬ ‫النخبة التي تدافع عن العاصمة‬ ‫‪ ،‬وذلك باستهداف ألوية احلرس‬ ‫اجلمهوري ومقرات وثكنات الفرقتني‬ ‫الثالثة والرابعة ‪ ،‬ومرابض املدفعية‬ ‫على جبلَي قاسيون شمال دمشق‬ ‫واملانع جنوبها ‪ ،‬وسوف تستهدف‬ ‫الضربات أيضا ً ما تبقى من مواقع‬ ‫جليش النظام في حوران وتدمر‬ ‫خط الدفاع األخير عن دمشق ‪،‬‬ ‫وهو خط إزرع‪-‬الشيخ مسكني‪-‬نوى‬ ‫‪ ،‬ويضم معسكرات اللواء الضخم‬ ‫‪ 61‬واأللوية املساندة‪ 62 :‬و‪ 72‬و‪. 82‬‬ ‫كل ما سبق ال يحتاج إلى أكثر من‬ ‫يومني من القصف املركز بصواريخ‬ ‫كروز ذات القدرة التدميرية العالية ‪،‬‬

‫وبعدها تستطيع أي قوة الوصول من‬ ‫احلدود اجلنوبية إلى دمشق واحتاللها‬ ‫بالكامل في أقل من ست ساعات ‪.‬‬ ‫الذي أخشاه حقيقة هو الترتيبات‬ ‫حتمل (بل يغلب على‬ ‫اخلفية التي ي ُ َ‬ ‫الظن) أن يكون التحالف الغربي قد‬ ‫رتبها الحتالل دمشق ‪ ،‬على الطريقة‬ ‫العراقية ‪.‬‬ ‫لقد مضت عشر سنوات على سقوط‬ ‫بغداد وما يزال سقوطها لغزا ً غريبا ً‬ ‫إلى اليوم ‪ ،‬لغزا ً لم تتكشف حقائقه‬ ‫رغم الكثير مما كُتب فيه ‪ ،‬ولعل أقرب‬ ‫التفسيرات إلى احلقيقة هي التي‬ ‫حتدثت عن اختراق أميركي لبعض‬ ‫كبار ضباط اجليش العراقي ‪ ،‬وقد‬ ‫ذكر اللواء الركن وفيق السامرائي‬ ‫في كتابه "حطام البوابة‬‫الشرقية"‪ -‬وذكر غيرُه من مؤرّخي‬ ‫غزو العراق تفصيالت مذهلة في هذا‬ ‫الشأن ‪.‬‬ ‫ستبعد أن يكون لألميركيني‬ ‫َ‬ ‫هل ي ُ‬ ‫عمالء (طابور خامس) داخل النظام‬ ‫‪ ،‬من األجهزة العسكرية واألمنية‬ ‫والسياسية ؟ ليس هذا ببعيد أبدا ً ‪.‬‬ ‫إذا التقت قوة غازية من خارج‬ ‫العاصمة مع قوة من العمالء في‬ ‫داخلها فإن دمشق ستسقط في‬ ‫عدة ساعات ‪.‬‬ ‫لو بدأت الضربات العسكرية على‬

‫النظام ‪ ،‬سواء أكان هذا في الغد‬ ‫القريب أم البعيد ‪ ،‬فسوف تكون‬ ‫الساعات واأليام التالية أياما ً مصيرية‬ ‫في حاضر سوريا ومستقبلها ‪ ،‬ألن‬ ‫القوة التي تسيطر على دمشق هي‬ ‫القوة التي ستحدد نظام سوريا‬ ‫اجلديد ‪.‬‬ ‫هنا تأتي املسؤولية الكبرى التي‬ ‫تتحملها الكتائب املقاتلة في‬ ‫دمشق وريفها القريب ‪ ،‬الغوطتني‬ ‫الشرقية والغربية واملنطقة اجلنوبية‬ ‫والقلمون ووادي بردى ‪ ...‬هذه الكتائب‬ ‫تبلغ اليوم عشرات أو مئات بال‬ ‫مبالغة ‪ ،‬بعضها يعمل بتنسيق‬ ‫مع البعض اآلخر من خالل جتمعات‬ ‫وحتالفات أو عبر اللقاء في غرف‬ ‫العمليات املشتركة ‪ ،‬وبعضها‬ ‫اآلخر يتحرك باستقالل تام منفصال ً‬ ‫عن اآلخرين ‪ ..‬هذا التفرق هو مفتاح‬ ‫الفشل ‪ ،‬وهو املقدمة التي ستوصل‬ ‫إلى ضياع دمشق وضياع الثورة ‪.‬‬ ‫ما احلل؟ احلل هو البدء الفوري بإجراءات‬ ‫عملية ميدانية لتوحيد الكتائب‬ ‫كلها في جيش واحد ‪" ،‬جيش دمشق‬ ‫وريفها" ‪ ..‬ليس فقط التنسيق‬ ‫واالتفاق على العمل املشترك ضمن‬ ‫غرفة عمليات موحدة ‪ ،‬بل االحتاد‬ ‫الكامل الذي يذيب الكيانات املتعددة‬ ‫ص ّبها في كيان موحد‬ ‫القدمية ويعيد َ‬

‫مجاهد ديرانية‬


‫أهل مكة‬ ‫أدرى‬ ‫بشعابها‬

‫من ر�سائل ال�شيخ املقد�سي اىل جماهدي ال�شام‬

‫ينبغي مراعاة أن تكون قيادات اجملاهدين من احملليني ال‬ ‫من الوافدين من البلدان التي يعمل اجملاهدون على تغيير‬ ‫أنظمة احلكم فيها ‪ ،‬أو التي يتماس فيها مع الشعوب‬ ‫ويتعامل بها معهم ‪ ،‬فقد راعى اهلل تعالى ذلك في‬ ‫األنبياء فقال تعالى ‪ (( :‬وما أرسلنا من رسول اال بلسان‬ ‫قومه ليبني لهم )) ‪.‬‬ ‫فكان يقدم في كل بلد من أهلها من يوجههم ويعلمهم‬ ‫ويوليه أشياء يقدر أخرون أن يؤدونها ‪ ،‬ومع ذلك فهو‬ ‫يخصهم بها ملصلحة تأليف القلوب أو جمع الكلمة ‪،‬‬ ‫أو ليكون أوعى لقبول احلق أو درئ املفسدة أو سد الذرائع‬ ‫‪ ،‬فبعث إلى اليمن ابو موسى األشعري اليمني ومعاذ‬ ‫بن جبل االنصاري ‪ ،‬واالنصار أصولهم من اليمن ‪ ،‬وفي‬ ‫احلديبية جعل سفيره إلى مكة عثمان بن عفان الذي‬ ‫كان أعز عشيرة آنذاك في مكة وأمنع ‪.‬‬ ‫فتعيني قيادات من وراء احلدود صار مزلقا ً استغله األعداء‬ ‫في تأليب أهل البلد على اجملاهدين ‪ ،‬وإن كنا ال نعترف‬ ‫بهذه احلدود التي قسمت بالد املسلمني ‪ ،‬ولكنها قد‬ ‫صارت واقعا ً مرت عليه السنون واأليام وتغييره ونزعه من‬ ‫نفوس الناس يحتاج إلى وقت وجهد وجهاد ‪ ،‬فال ينبغي‬ ‫واحلال كذلك إهمال أثره وتأثيره على نفوس عموم الناس‬ ‫ومن ثم استغالل األعداء له•‬

‫‪‬‬ ‫احلق يقال‬ ‫‪‬‬ ‫ثورتنا ليست مالئكية لدرجة أنه ال يوجد ضمن‬ ‫صفوفها من تسلقوا عليها وتنكروا بزيها خلدمة‬ ‫مصاحلهم الشخصية وأهوائهم الوضيعة ‪..‬‬ ‫أو ممن غرهم مال الثورة و سلطتها ومناصبها فضلوا‬ ‫سبل الرشاد ‪.‬‬ ‫أو ممن يصرون على أن يبقوا متمسكني مبناصبهم‬ ‫دون وجود مؤهالت تساعدهم على البقاء في‬ ‫مقدمة صفوف الثوار فال يجلبون بغبائهم هذا إال‬ ‫االنتكاسات ‪.‬‬ ‫بل يوجد من هؤالء الكثير بيننا ‪ ,‬حالنا كحال أي ثورة‬ ‫من ثورات العالم ‪..‬‬ ‫ووجب علينا "كثوريني" انتقادهم ونصحهم في‬ ‫السر مرة ومرتني وثالثا ً حتى يرتدعوا ‪ ..‬حتى إذا‬ ‫عجزنا عن تغيير حالهم بذلك ‪ ..‬كشفنا واقعهم‬ ‫بكل وضوح وجترد أمام ثوارنا وشعبنا الذي ال يزال‬ ‫حتى اللحظة يثق بكالمنا ما دمنا ال نحمل تبعيات‬ ‫ووالءات لهذا أو لذاك ‪.‬‬ ‫ولن نكون بذلك قد حرفنا الثورة عن مسارها أو‬ ‫انشغلنا بذاتنا عن أعدائنا بل هو جزء أساسي في‬ ‫بناء سوريا املستقبل التي نطمح لها جميعا ً ‪.‬‬ ‫وبذلك فليفهم اجلميع بأن هدفنا اإلصالح وليس‬ ‫الفضح والتشهير وسالحنا الكلمة وعدسات‬ ‫كمراتنا التي لن ترحم كل من يحاول استغالل‬ ‫تضحيات أبطالنا خلدمة أهدافه الرخيصة وأهداف‬ ‫داعمه القابع خارج حدود الثورة والوطن ‪.‬‬


‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫املرض و الدواء‬

‫الكامن في األعشاب واحلبوب واحلقن‬ ‫والكلمة الطيبة واالبتسامة واللقاء‬ ‫بعد طول فراق ‪ ،‬اهتم االنسان‬ ‫بالدواء منذ معرفته األمراض التي‬ ‫تصيبه فكان البد من إيجاد شيء‬ ‫يصحح اضطراب اجلسم الطارئ ‪،‬‬ ‫فبدأ االنسان يتعرف على األعشاب‬ ‫الطبية من خالل مراقبة سلوك‬ ‫احليوان عند املرض ‪ ،‬فاحليوان ميكن أن‬ ‫يكون في حلظة من اللحظات معلما ً‬ ‫ملعلم من‬ ‫لإلنسان وما أحوج البعض‬ ‫ٍ‬ ‫ذوات األربع واجملال يضيق عن ذكر ما‬ ‫تعلمه اإلنسان من احليوان ‪!...‬‬ ‫والدواء أكثر ما يطلبه اإلنسان‬ ‫املعاصر وذلك لكثرة مسببات‬ ‫األمراض التي واجهها كضريب ٍة‬ ‫للحياة في العصر الواحد والعشرين‬ ‫شيء طبيعي‬ ‫‪ ،‬في زمن ال يوجد فيه‬ ‫ٌ‬ ‫‪ :‬ال املاء وال الغذاء وال حتى الهواء‬ ‫ومحفوظ مبواد‬ ‫معلب‬ ‫‪ ،‬فالغذاء‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫حافظ ٍة مسرطنة واخلضروات التي‬ ‫توجد في غير أوانها ‪ ،‬لك أن تتخيل‬ ‫الكم الهائل من السموم واألدوية‬ ‫املوجودة داخل ح ّبة البندورة ‪ ،‬والفروج‬ ‫(الذي نسينا شكله) كيف أصبح‬ ‫بوزن ثالث كيلوغرامات في أربعني‬ ‫يوم ؟ في الوقت الذي يحتاج إلى مدة‬ ‫ستة أشهر في الطبيعة للوصول‬ ‫إلى هذا الوزن ‪،‬واألغذية املفرّزة أو‬ ‫املعدلة وراثيا ً ( رحم اهلل زمان‬

‫ُمتْ َعب‬ ‫اليبيس )‪.‬‬ ‫أما املاء فال تعتقد أنك لن تدفع‬ ‫ثمن كأس املاء البارد الذي أخرجته‬ ‫من البراد ‪ !!..‬فالعلماء أكدوا أن املاء‬ ‫القريبة حرارته من حرارة اجلسم هو‬ ‫املاء املفضل للشرب ‪ ،‬ولن أحتدث عن‬ ‫الكوال وال عن مبيضات القهوة وال‬ ‫عن ظروف الشراب التي عندما أراها‬ ‫أتكهرب ملعرفتي مبا حتمل من أمراض‬ ‫في طعمها اللذيذ ولونها املبهج ‪...‬‬ ‫مقيم في أوربا‬ ‫أحد معارفي‬ ‫ٌ‬ ‫منذ فترة طويلة ‪ ،‬وفي إحدى‬ ‫زياراته للبلد أُعجب مبصاص‬ ‫األطفال فأراد أن يص ّدرها إلى‬ ‫دولته اجلديدة فجاء التقرير الذي‬ ‫فحص العينة املرسلة صادما ً ‪:‬‬ ‫هذه احللويات مصنوعة من مواد‬ ‫سامة ال يجوز إعطاؤها للبشر‪!...‬‬ ‫البد وأنك تخيلت كم األمراض الناجتة‬ ‫عن حيا ٍة كهذه وتخيلت معها كمية‬ ‫الدواء الالزمة لعالجها ‪!!...‬‬ ‫تباع األدوية في الصيدلية وليس‬ ‫شرطا ً ضروريا ً أن يكون العامل في‬ ‫الصيدلية صيدالنيا ً خاص ًة في زمن‬ ‫الثورة ‪ ،‬فالصيدالني أصبح طبيبا ً‬ ‫بعد أن خلعت عليه احلكومة لقب‬ ‫دكتور فصدق نفسه ‪،‬مع أن كلمة‬ ‫دكتور هي درجة علمية ينالها املدرس‬ ‫في اجلامعة أيا كان اختصاصه ‪،‬‬ ‫وأصبح يبيع الدواء في الصيدلية‬

‫أي شخص يستطيع فك طالسم‬ ‫احلروف اإلنكليزية التي تكتب بها‬ ‫الوصفة الطبية ‪.‬‬ ‫وجدير بالذكر أن املواطن العربي ال‬ ‫يثق بالدواء العربي (أقصد املصنَّع في‬ ‫بالد العرب ) رمبا لعدم وجود الثقة بني‬ ‫الشعوب واألنظمة وهذا داء ليس له‬ ‫دواء إال في الربيع العربي حيث تتفتح‬ ‫األزهار ‪!!...‬‬ ‫بل وحتى الدواء املعاصر يحمل في‬ ‫منظره العطوف الكثير من رسائل‬ ‫السامة ‪ ..‬قال أحد العلماء ‪ :‬لو‬ ‫املوت ّ‬ ‫ألقينا كل ما نراه من دواء في البحر‬ ‫لتحسنت صحة اإلنسان ولساءت‬ ‫ّ‬ ‫صحة األسماك ‪....‬‬ ‫ّ‬ ‫إنها دعوة للعودة إلى الطبيعة التي‬ ‫خلقها اهلل فاحلضارة املتقدمة عادت‬ ‫مرغمة لصيدلية الطبيعة والطب‬ ‫البديل وعادت إلى املزروعات العضوية‬ ‫أي التي تنمو بعيدا عن السموم‬ ‫واملبيدات وعادت إلى الفخار واخلزف‬ ‫املكتشف منذ آالف السنني ‪....‬‬ ‫ولم أر طبيبا ً كالنبي صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم للجسد وللروح فيكفي أن‬ ‫تطبق حديثا ً من أحاديثه حتى تعيش‬ ‫حياةً عطرة بعيدةً عن املرض فمثال ً‬ ‫انظر وفكر في قوله صلى اهلل عليه‬ ‫قوم ال نأكل حتى جنوع‬ ‫وسلم ‪ :‬نحن ٌ‬ ‫وإذا أكلنا ال نشبع ‪ ....‬ودمتم ساملني‬


‫أحزاني المدللة‬ ‫هززت ُ بجذع مأساتي‬ ‫وهذا الشعر فاكهتي‬ ‫أال رفقا ً إذا قُطفت‬

‫فألقت كل مافيها‬ ‫دموع العني أرويها‬

‫فقد نضجت كراعيها‬ ‫وأحزاني بال مرسى‬ ‫وال مأوى فيحويها‬ ‫شغفت بها وقد ضاقت‬ ‫فتقصيني و أدنيها‬ ‫بأجفاني أهدهدها‬ ‫وتاهت في الورى تيها‬ ‫وتفرح إذ تعانقني‬ ‫و تبكيني مآقيها‬ ‫إذا ظمئت بصحراء‬ ‫من الشريان أسقيها‬ ‫أو ارتعشت بال ثوب‬ ‫شغاف القلب أكسوها‬ ‫وإن جاعت أرقّ لها‬ ‫وخبز العمر أعطيها‬ ‫فمن مثلي يدللها‬ ‫ومن مثلي يداريها‬

‫حنني الفرات‬


‫قصص قصيرة جدا ً‬ ‫معادلة‬

‫قال له ولده الصغير ‪:‬‬ ‫أبي متى سنعود ‪....‬؟‬ ‫فقال له ‪ :‬عندما يطلع الكر ّ على اجلوزة ‪.....‬‬ ‫بعدها أستهلك من عمر أبيه أسبوعا ً‬ ‫ليفهم معنى الكر ّ ومعنى اجلوزة ‪....‬‬ ‫دعك من قصد األب ‪....‬‬

‫فطنة ال يتقنها إال علي‬ ‫أتى رجالن امرأة من قريش‪ ,‬فاستودعاها مئة دينار وقاال‪ :‬ال‬ ‫تدفعيها الى واحد منا دون صاحبه حتى جنتمع‪.‬‬ ‫فلبثا حوال‪ ,‬فجاء أحدهما اليها‪ ,‬فقال‪ :‬ان صاحبي قد مات‪,‬‬ ‫الي الدنانير‪ ,‬فأبت وقالت‪ :‬انكما قلتما ال تدفعيها الى‬ ‫فادفعي ّ‬ ‫واحد منا دون صاحبه‪ ,‬فلست بدافعتها اليك‪.‬‬ ‫فتثقل عليها بأهلها وجيرانها فلم يزالوا بها حتى دفعتها‬ ‫اليه‪.‬‬ ‫الي الدنانير‪.‬‬ ‫ثم لبثت حوال فجاء اآلخر‪ ,‬فقال‪ :‬ادفعي ّ‬ ‫فقالت‪ :‬ان صاحبك جاءني‪ ,‬فزعم أنك مت فدفعتها اليه‪.‬‬ ‫فاختصما الى عمر بن اخلطاب‪ ,‬فأراد أن يقضي عليها‪ ,‬فقالت‪:‬‬ ‫علي‪.‬‬ ‫أنشدك اهلل أن ال تقضي بيننا‪ ,‬ارفعنا الى‬ ‫ّ‬ ‫فرفعهما الى علي‪ ,‬فعرف أنهما قد مكرا بها‪ ,‬فقال للرجل‪:‬‬ ‫أليس قد قلتما ال تدفعيها الى واحد منا دون صاحبه؟‬ ‫قال‪ :‬بلى‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فان مالك عندها‪ ,‬فاذهب فجئ بصاحبك حتى ندفعها‬ ‫اليهما ‪.‬‬

‫فريق العمل ‪:‬‬ ‫محمد أمين النجار { رئيس التحرير}‬ ‫عبد الباسط ابراهيم الحسن {أمين التحرير}‬ ‫حنين الفرات{ مدير التحرير} ‪..‬‬ ‫المحررون ‪ . 1‬ابراهيم الطحان ‪ .2 .‬محمد أنس ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ . 3‬عمر عزيز طاقية‬ ‫منسق العالقات ‪ :‬حسن جبقجي‬ ‫تصميم واخراج ‪ :‬شام للتصميم‬ ‫للتواصل معنا ‪:‬‬ ‫عرب صفحتنا على الفيس بوك ‪ttp://www.facebook.com/ahfadkhaled.talbesah‬‬ ‫‪mohamad.najar11@hotmail.com‬‬ ‫أو إرسال رسالة على الربيد‬ ‫أو ‪HFAD.KHALEDE2011@HOTMAIL.COM‬‬ ‫أو االتصال على األرقام ‪ 00963949112562 :‬أو ‪008821621257053‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.