العدد السادس

Page 1

‫العدد‬ ‫السادس‬

‫‪1‬‬

‫العدد السادس‬


‫مجلة حضارة الثورة‬ ‫العدد السادس‬ ‫للتواصل معنا‬

‫يقرجى التصال بنا على القرقام ‪:‬‬ ‫الهاتف الجوال ‪:‬‬ ‫‪00963494112562‬‬ ‫أو التواصل عبقر الثقريا ‪:‬‬ ‫‪008821621257053‬‬

‫كما نقرجو مقراسلتنا على بقريد المجلة اللكتقروني ‪:‬‬ ‫‪HADART.ALTHOURA@HOTMAIL.COM‬‬

‫للتواصل مع قرئيس التحقريقر عبقر البقريد اللكتقروني‬

‫‪MOHAMAD.NAJAR11@HOTMAIL.COM‬‬

‫كما يمكنكم التواصل معنا عبقر صحيفة أحفاد خالد ‪ ،‬أو عبقر صفحاتنا على الفيس بوك‬

‫‪2‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫‪3‬‬

‫العدد السادس‬


‫بسم ا الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد لله والصلة والسل م على الرسول محمد وآله‬ ‫وصحه‬

‫‪4‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫كلمة التحرير‬ ‫إن القانون الذي يحكم حياة العباد فيعيشن حسب نظمه‬ ‫ومواده ‪ ،‬بحيث ل يمكن لي أحد أن يتجاوزه ويخالفه أن‬ ‫يحيا الناس في هذه البسيطة دول ‪ ، ً ،‬إن رفعت الدنيا‬ ‫فلبد لها أن تخفض ‪ ،‬وإن أعطت قليل ‪ ً ،‬أو كثيرا فل بد أن‬ ‫تأخذ ‪ ،‬وإن أضحكت مرة فل بد لها من مرات تبكي‬ ‫وتحزن ‪.‬‬ ‫هذا هو شأنها وديدنها ‪ ،‬حياة كدر وصفو ‪ ،‬حزن وسرور‬ ‫أتراح وأفراح ‪ ،‬وتلك اليا م نداولها بين الناس ‪.‬‬ ‫وكيف ل تكون الدنيا دول ‪ ً ،‬وهي مركبة من عنصرين‬ ‫أساسيين متناقضين هما‪ :‬الخير والشر ‪ ،‬السعادة‬ ‫والشقاء الفرح والحزن ‪ ..‬غير أنه يجب علينا أن نعاملها‬ ‫ء وحرمانا ‪،‬‬ ‫كما يقتضي طبعها إقبال ‪ ً ،‬وإدبارا ‪ ،‬عطا ‪ً ،‬‬ ‫فاليقين إن هي أدبرت اليو م فستقبل ول شك غدا ‪ ،‬وإن‬ ‫حرمتنا حينا فل بد أن تعطينا حينا آخر ‪ ..‬فل بد لنا أن‬

‫‪5‬‬

‫العدد السادس‬


‫ننتظر حطنا منها تجذبنا حلوة المل وتحركنا حرارة مرة‬ ‫الرجاء ‪.‬‬ ‫المل بالله هو البذرة الولى لسعادة النسان وهو زيرة‬ ‫النجاة للجة ظلمات الحياة ‪ ،‬هو الكوكب الساطع والنجم‬ ‫الثاقب والقمر الدري الذي يرشد إلى خير أكيد ‪.‬‬ ‫إن سعادة العبد في دنياه تكون بعدد المال التي‬ ‫يرجوها ‪ ،‬وهل نجح عمل عامل بغير ما يحمل من أمل‬ ‫ورجاء ‪ ،‬وأماني ببعد المنون ‪.‬‬ ‫لطالما كان أمل النسان الدافع الخفي المحرك نحو‬ ‫السعادة تحركا ‪ ،‬والدافع لها دفعا ‪ ،‬ويسوق القدار إليها‬ ‫سوقا ويجند المقدرات لجل تحقيقها تجنيدا ‪.‬‬ ‫وبقدر ما تكون الرادة حكيمة والعزيمة صادقة والهدف‬ ‫نبيل والعقل ناضج والشخصية قوية كان المل كبيرا ‪.‬‬ ‫بالمل الذي ل يزول ول يتغير ‪ ،‬وبالرجاء الذي ل ينطفئ‬ ‫نوره مهما كانت الكارثة وعظمت الحادثة يحقق الوطن‬ ‫وقاطنوه المجد المرتقب ‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫ن َر ْو ِ‬ ‫ح‬ ‫ح ال ّل ِه إِ ّن ُه َل َي يْ َأ سُ ِم ْ‬ ‫ن َر ْو ِ‬ ‫سوا ِم ْ‬ ‫} َو َل َت ْي َأ ُ‬ ‫ن{‬ ‫كا ِف ُرو َ‬ ‫ م ا ْل َ‬ ‫ال ّل ِه إ ِ ّل ا ْل َق ْو ُ‬

‫‪7‬‬

‫العدد السادس‬


‫‪8‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫الجيش الحر بين الحرب والحكم‬ ‫استخلصست مسن انقل ب العسسكري فسي مصسر فائسدتين كسبيرتين كسانت إحسداهما ‪“ :‬حكسم العسسكر‬ ‫ً‬ ‫خ س سسط أحم س سسر” ‪ ،‬قل س سست فيه س سسا إن عل س سسى الس س سسوريين والع س سسر ب والس س سسلمين جميعس س سا أن يرفض س سسوا حك س سسم‬ ‫العسكر ‪ ،‬لن الجيوش مهمتها حماية اوطان ل حكم اوطان ‪ ،‬ولن القسوة تقسود إلسى استبداد‬ ‫ً‬ ‫والطغي س سسان ‪ ،‬فس س سسألني إخ س سسوة ك س سرام ‪ :‬ه س سسل تص س سّح ه س سسذه القاع س سسدة أيض س سا ف س سسي حال س سسة الجي س سسش الح س سسر‬ ‫والجماعات القاتلة في سوريا ؟ ‪.‬‬ ‫سبحان امل ! لاذا ل تص ّح؟ هل نضع قاعدة لنا وقاعدة لغيرنا ؟ هذه القاعدة الهمة صالحة لكل امم وفسسي جميسسع‬ ‫ازمنسسة ‪ ...‬وهي ليسسست للنتقسساص مسسن العسسسكر ‪ ،‬فسسإن امم الحّيسسة الحسسرة تعتسسبر جيوشها مسسن أهسسم السؤسسسسات السستي‬ ‫تملكهسسا وتنظسسر إليهسسا بتقسسدير واحسسترسام ‪ ،‬وهذا هسسو موقفنسسا مسسن الاجاهسسدين السسذين يقسساتلون اليسسوم فسسي سسسوريا ويقسسدمون‬ ‫أنفس س سسهم ف س سسي س س سسبيل ا س س والح س سسق والستض س سسعفين م س سسن الرج س ال والنس س سساء والول سسدان ‪ ...‬فنحس سسن إذن ل نق س سسرر قاع س سسدة‬ ‫للنتقاص من العسكر ول من الاجاهدين ‪ ،‬بل هي قاعدة لحفظ مصلحة امة والبلد ‪.‬‬ ‫لقس سسد قلس سست إن أمتن س سسا اس س لمية ع س سسانت مس سسن الحك س سسم العسس سسكري فس سسي تاريخه س سسا الطوي سسل مس سسا ل ُيسحسصص س سىس مس سسن الكس سسوارث‬ ‫والطاّم سسات ‪ ،‬وأس سستطيع أن أف ّ‬ ‫ص سسل ه سسذه الجمل سسة الص سسغيرة ف سسي مئ سسات الص سسفحات ‪ ...‬إن ك سسل دارس للتاريس خ يعل سسم أن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ضسسعف امة اسلمية وانهيارها كسسان مترافق سا دائم سا مسسع تسسسلط الجيسسش وقادة العسسسكر علسسى الدولة وتدخلهم فسسي‬ ‫الحكم ‪ ،‬من أيام العباسيين إلى أيام العثمسانيين ‪ ،‬والسسبب مفهسوم‪ :‬لن حكسم العسسكر اسسستبدادي بطسبيعته ‪ ،‬حستى‬ ‫َ‬ ‫لو تلّب س بلبوس الدين ‪ ،‬واستبداد يقتل الكرامة ويحول انسان الحر إلى عبد خانع ذليسسل ‪ ،‬فمسسن أيسسن يسسستطيع‬ ‫العبيد أن يقاتلوا أعداءهم قتال احرار ؟ ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫ه سسذه الفك سسرة الختص سسرة تخ سستزل ماجل سسدات م سسن الدراس سسات اجتماعي سسة والسياس سسية والعس سسكرية ال سستي ت سسبين أس سسبا ب‬ ‫انهيار السريع للدول ذات انظمة العسكرية والشمولية ‪ ،‬وتعلل عدم قدرتها على الصمود في الحرو ب ‪.‬‬ ‫* * *‬ ‫سسسوف يسسأتي يسسوم )قري ب بسسإذن ا سسي ( يسسسقط فيسسه نظسسام احتلل فسسي سسسوريا وينهسسار جيشسسه وتتفكسسك أجهزت ه امنيسسة‬ ‫الاجرمة ‪ ،‬فماذا سيصنع مئة ألف مسن الاجاهسدين السذين حملسوا السسل ح وقاتلوا النظسام البائسد ؟ أيسن مسوقعهم مسن‬ ‫النظسسام الجديسسد ؟ هسسل سسسيكون لهسسم دور فسسي حكسسم البلد ؟ ل تسسسؤخروا الجسسوا ب عسسن هسسذه اسئلة ليسسوم السسسقوط بسسل‬ ‫أجيبوا عنها منذ اليوم ‪ ...‬أنا سأجيب ‪:‬‬ ‫ل يستوي َمن أنفق من قبل السقوط وقاتل وَمن قعد بل إنفاق ول قتال ‪ ...‬وانفاق ليس س إنفسساَق مسال فقسط ‪ ،‬بسل‬ ‫هسسو إنفسساق كسسل جهسسد مهم سسا كسسان ن سسوعه ‪ ،‬فسسي الثسسورة الدنيسسة والعم سسل اثاغاثي والط سسبي واعلمسي وسسائر أنسسواع العمسسل‬ ‫َ‬ ‫الثسسوري ‪ ،‬فكسسل مسسن اجتهسسد وجاهسسد لسسه سسسابقة ل ينكرها إل جاحسسد ‪ ،‬وهسسؤلء أولسسى مسسن ثاغيرهم بالشسساركة فسسي صسسياثاغة‬ ‫مسسستقبل سسسوريا كمسسا شسساركوا فسسي صسسياثاغة حاضسسرها ‪ ،‬ولكسسن بشسسرط مهسسم ‪ :‬أن تكسسون الشسساركة مسسن خلل السؤسسسسات‬ ‫الدنية ولي س من خلل الكيانات العسكرية ‪.‬‬ ‫إن القوة إذا دخلت في السلطة استأثرت بها وهيمنت عليهسا إذا كسانت واحسدة ‪ ،‬وتسسببت فسي التنساف س الشسرس عليهسا‬ ‫واقتتسسال دونهسسا إذا كسسانت متعسسددة ‪ ،‬فهسسي فسسي كسسل احوال مفسسسدة مطلقسسة ‪ ،‬وهي بوابسسة استبداد والطغيسسان ‪ ،‬فلسسم‬ ‫ً‬ ‫يحصسل يوم ا أن عساش استبداد بل قسوة ‪ ،‬ولم يحصسل أن سسادت القسوة )كسسانت لهسا السسلطة والسسيادةسي ( إل وقادت‬ ‫إلى استبداد ‪ .‬إن اجتماع السلطة والقوة )أي القوة العسكريةسي ( في يد طسرف واحسد بساُ ب شسر عظيسم لسم تسسلم منسه‬ ‫‪9‬‬

‫العدد السادس‬


‫َ‬ ‫أمسسة فسسي كسسل العصسسور ‪ ،‬وما اجتمعسسا فسسي يسسد فسسرد إل طغسسى وبغسسى ‪ ،‬مسسا خل انبيسساَء وصفوة الخلسسق السسذين اجتمعسست لهسسم‬ ‫السسسيادة والقسسوة فصسسلحوا وأصسسلحوا السسدنيا ‪ ،‬كسسداود وسليمان ومحمسسد عليهسسم صسسلوات ا س ‪ ،‬والراشسسدين وقلسسة مسسن‬ ‫حكسسام السسسلمين فسسي تاريخنسسا الطويل كلسسه ‪ ،‬وهسؤلء اسسستثناء للقاعسسدة ل ُيسقسساسس عليهسسم ول ُي سسؤسَمن وضع القسسوة فسسي أيسسدي‬ ‫ثاغيرهم من الحكام ‪.‬‬ ‫القاعدة الكبرى التي أرجو أن يتفق عليها الجميع هي ‪“ :‬إن القوة الاديسة ل تصسنع الحسق ‪ ،‬ولكنهسا تحمسي الحسق ” ‪، ...‬‬ ‫ُ‬ ‫لسسن أتوسع فسسي هسسذه القاعسسدة ‪ ،‬لكنسسي أؤكد معناهسسا فقسسط‪ :‬إن القسسوة عميسساء والحسسق مبصسسر ‪ ،‬فسسإذا قسسادت القسسوة الحسّق‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ضلت به الطريق وضاع الجميع ‪ ،‬وإذا قاد الحّق القوة كان هاديا لها وكانت حارسة له وسلم الجميع ‪.‬‬ ‫فمن شاء من أهل السابقة والجهاد أن يشارك في قيسسادة البلد بعسسد التحرير واستقلل فسسإن اليسدان مفتسو ح لسسه ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فليرشح نفسه لا يرى أنه يصلح له من مناصب وأعمال ‪ ،‬وليرساهن كل واحد على إخلصه وصدقه وعلسى مسا قسسدمه‬ ‫في هذه ايام الفاصلة ‪ ،‬فإن ا ل ينسصى العروف والناس ل ينسون السابقة ‪ ،‬وهم يملكون بصسسيرة ويسسستطيعون‬ ‫التمييز بين العاملين والخاملين وبين الصادقين والكاذبين ‪ ،‬فاعتمد لع ‪-‬يا أيها الاجاهد ويا عبد الع ‪ -‬على ذلك ل على‬ ‫ً‬ ‫ق سسوة الس سسل ح ‪ .‬م سسن أج سسل نفس سسك ومسسن أج سسل أولدك وبلدك ل تخل سسط الق سسوة بالس سسلطة ‪ ،‬فإم سسا أن تك سسون مش سساركا ف سسي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫السلطة أو تكون حارسا للحق مانعا من التاجاوز والطغيان ‪.‬‬ ‫* * *‬ ‫بقيسست كلمسسة أخيسسرة أوجههسسا إلسسى إخسسواني فسسي كسسل الجماعسسات القاتلسسة ‪ ،‬ول سسسيما الكتسسائب والجبهسسات اسلمية‪ :‬نريد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫منك سسم عه سسدا ووعسسدا أن تتبّن سسوا منهجس سا واض سسحا ص سسريحا يمن سسح الس سسوريين الح سسق ف سسي اختي سسار حك سسامهم بل ف سسرض ول‬ ‫اسسستبداد مسسن أي طسسرف مهمسسا تكسسن القسسوة السستي يملكهسسا ‪ ،‬فل تكسسون امامسسة فسسي امة إل بالوكالسسة ‪ ،‬أي بتوكيسسل ماجمسسوع‬ ‫ً‬ ‫امة لحكامهسسا علسسى النهسسج السسذي جسسرى عليسسه خلفاؤها الراشسسدون ‪ ،‬وأن تتسسبرؤوا جميعسا أمامنسسا وأمسسام اس مسسن منهسسج‬ ‫ّ‬ ‫“وليسة التغلسسب” ‪ ،‬فسسإنه منهسسج فاسسسد فسسي أصسسله الشسسرعي ‪ ،‬وما أجسسازه الفقهسساء إل مسسن بسسا ب دفسسع أعظسسم الشسّرين ‪ ،‬فهسسو‬ ‫عندهم كالنكا ح الفاسد الذي لم يستكمل شروطه لع ‪-‬مسن شسهود وصداقلع ‪ -‬فلسو أدركوه قبسل السدخول فسسخوه ‪ ،‬ولو‬ ‫لم يدركوه إل بعده أمضوه من با ب القبول بأهون الضررين ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إن فسسي اعتمسساد هسسذا النهسسج فسسي سسسوريا فتنسسة كسسبرى وضسررا أعظسسم مسسن كسسل ضسسرر ‪ ،‬فسسإنه أمسسر ل يتسسم إل بالتنسساف س بيسسن‬ ‫ً‬ ‫الجماعات الختلفة التي يحمل كل منها منهجا ثاغير الذي يحمله ثاغيرها ‪ ،‬فل يتوصل أي منهسا إلسى انفسراد بالسسسلطة‬ ‫والتغل سسب عل سسى اخريس ن إل بالقت سسال وإراق سسة ال سسدماء ‪ ،‬وهسسو م سسا فس سّر من سسه الفقه سساء حينم سسا أج سسازوا وليسسة التغل سسب عل سسى‬ ‫مضض؛ قال في “الفتح”‪“ :‬أجمع الفقهساء علسى وجو ب طاعسة السسلطان التغلسب لسا فسي ذلسك مسن حقسن السدماء” ‪ ،‬وفسي‬ ‫“تحفسسة الحتسساج فسسي شسر ح النهسساج”‪“ :‬التغلسسب يصسسير كالحسساكم لسسدفع الفاسسسد التولدة بسسالفتن لخسسالفته” ‪ ...‬فكيسسف إذا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كان التغلب هو السبب في الفتن أصل ؟ وكيف لو كان التغلب سببا في إراقة الدماء ل في حقنها كما ظسسن الحسسافظ‬ ‫ابن حجر رحمه ا ؟ ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫لقسسد قبسسل فقهسساء العصسسور القديمسسة هسسذا اسلو ب خروج ا مسسن شسسر أكسسبر ‪ ،‬وهو اقتتسسال والفتنسسة كمسسا قسسالوا ‪ ،‬ولكسسن‬ ‫ً‬ ‫التاريس خ يق سسول إنه سسم أخط سسسؤوا خط سسأ فاحشس سا ‪ ،‬ب سسل إنه سسم ارتكب سسوا خطيئ سسة ف سسي ح سسق امس ة ‪ ،‬لن الص سراع عل سسى الس سسلطة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫والنفسسوذ صسسار أمسسرا سسسائغا مسسا دامسست مكافسسأة النتصسسر التغلسسب هسسي تكري س وليتسسه علسسى امة ‪ ،‬وبسسسبب إجسسازة إمامسسة‬ ‫التغلسسب تحسسول الحكسسم فسسي أكسسثر العصسسور اسلمية إلسسى ُم سل سكس جسسبري ‪...‬وفسسي الحقيقسسة فسسإن تاريخنسسا يقسسول إننسسا عشسسنا‬ ‫لزمنسسة طويلسسة طويلسسة تحسست حكسسم انقلبات العسسسكرية ‪ ،‬إل أنهسسم لسسم يسسّموها كسذلك ‪ ،‬ولكسن مسسا أهميسسة التسسسمية ؟‬ ‫هسسذه الحلقسسة الشسسريرة ل يمكسسن كسسسرها إل بنقسسض ذلسسك الحكسسم الفقهسسي الجسسائر ومحسسوه مسسن كتسسب الفقسسه إلسسى ابد ‪،‬‬ ‫وهو ما أرجوه من علماء الوقت وماجتهديه الكبار ‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫ً‬ ‫إن الشممعب السمموري الممذي ثممار علممى طاغيممة العصممر مممن حقممه أن يعيممش حممرا وأن ل ينتقممل مممن‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫متغلممب إلممى آخممر ‪ ،‬فل مزيد مممن حكممم العسممكر ‪ ،‬ل حكمَم عسممكريا بعممد اليمموم ‪ ،‬ل لتسمل ط القمموة‬ ‫وأه ممل الس ممل ح عل ممى جمه ممور امم ة ‪ ،‬ونع ممم للمنه ممج الراش ممدي ال ممذي من ممح أفم مراد امم ة الح ممق ف ممي‬ ‫التص م ممويت واختي م ممار ‪ ،‬نع م ممم لحري م ة الش م ممعب الس م مموري )وس ممائر الش م ممعوب الس م مملمة( ولرادته م مما‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الستقلة ‪ ،‬ولحقها في اختيار حكامها والشاركة بالرأي والقرار ‪.‬‬ ‫بقلم ‪ :‬ماجاهد مأمون ديرانية‬

‫‪11‬‬

‫العدد السادس‬


‫حتى ل ننسى !‬ ‫الرحلة رقم ‪990‬‬

‫أعزائي القراء ‪ :‬بتاريخ )‪) ٣١‬تشرين الول‪ /‬أوكتوبر من عا م )‪(١٩٩٩‬‬ ‫حصلت كارثه مؤلمة حيث سقطت طائرة مدنية مصرية ‪ ،‬في ظروف‬ ‫غامضة في بحر نيويورك ‪ ،‬وعلى بعد عدة كيلو مترات من بيتنا ‪ ،‬قتل فيها‬ ‫)‪) ٢١٧‬شخصا ‪ ,‬وقد آليت على نفسي أن أعيد كتابة قصتها في كل عا م‬ ‫لطرحها على القراء الكرا م تحت عنوان " حتى ل ننسى " ‪.‬‬ ‫وهذه هي السنة العاشرة التي أعيدها على قرائي ‪ ،‬مما يجعل الشعوب‬ ‫تتساءل وتطلب بالحقائق بينما الحكا م لم تعد تذكر شيئا عنها مع السف‬ ‫كونهم مشغولون بترميم كراسي حكمهم المهترئة وكيفية اختراع أرقى‬ ‫الطرق لذبح الشعوب‪.‬‬ ‫أعيدها عليكم هذا العا م ممزوجة بألم مضاعف ‪ ،‬وخاصة بعد أن تبين لنا‬ ‫وبشكل واضح كيف أن العملء يتسلطون على حكم مصر ‪ ،‬بينما شرفاء‬ ‫القوات المسلحة تدبر لهم التصفيات الجسدية حيث ستفاجؤون أعزائي‬ ‫عندما تعلمون أنه كان على متن الطائرة المنكوبة ثلثة وثلثين خبيرا‬ ‫عسكريا متميزا متخصصون في الحرب اللكترونية ومحشورون في رحله‬ ‫جوية واحدة فمن خطط لذلك ؟ ‪ ..‬حتما ليست اسرائيل هي التي قطعت‬ ‫تذاكر الطائرة لهم كما يحاول العسكر رمي التهمة عليها دائما ‪ ,‬ولكن‬ ‫بالتأكيد إنهم حلفاء اسرائيل من داخل مصر ‪..‬؟ ‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫لقد صار اليو م عندي قناعة تامة من أن امثال السيسي هم وراء تصفية‬ ‫الشرفاء في جيوشنا لتبقى الحثالة أمثالهم متسلطة على رؤوس‬ ‫الشعوب‪...‬‬ ‫أعزائي القراء ‪:‬‬ ‫مضى على كارثة الطائرة المصرية المنكوبة أربعة عشر عاما ‪ ،‬التقارير‬ ‫النهائية أعلنت من قبل المحققين المريكيين ولكن هذا التحقيق لم يضع‬ ‫نهاية للقناعات؟؟ ‪.‬‬ ‫أعيد عليكم أيها الخوه والخوات قصة هذه الطائرة المنكوبة بإيجاز مع‬ ‫أسئلة مشروعة ‪ ,‬وليس القصد من ذلك هو قصة هذه الطائرة فحسب‬ ‫بل مدى وثوق المه العربية بمصداقية التقارير التي تخصنا ونترك‬ ‫للخرين والعملء فرضها علينا ‪.‬‬ ‫"تعلن مصر للطيران عن موعد اقلع رحلتها رقم )‪ (990‬والمتوجهة‬ ‫بمشيئة ا إلى القاهرة‪ ,‬على السادة الركاب التأكد من ربط الحزمة‬ ‫السلمة"‬ ‫ارشادات‬ ‫واتباع‬ ‫الخوه والخوات … كان هذا هو النداء الروتيني للستعداد للطيران ‪...‬‬ ‫حاله الطقس جيده مع لسعات خريفية بارده ‪ ...‬كل شيء يوحي بالهدوء‬ ‫بمطار جون كنيدي في نيويورك ليلة الواحد والثلثين من أوكتوبر‪ -‬تشرين‬ ‫الول عا م ‪.1999‬‬ ‫الطائرة المصرية المتوجة إلى القاهرة في تلك الليلة والقادمة من لوس‬ ‫انجلوس كانت في حاله جاهزية تامة ‪ ،‬وعلى وشك القلع‪ . .‬في‬ ‫الساعة )‪ (1:17‬صباحا طلب برج المراقبة من كابتن الطائرة محمد‬ ‫رقم‬ ‫المدرج‬ ‫على‬ ‫موقعه‬ ‫أخذ‬ ‫الحبشي‬ ‫)‪ ... (R22‬ليكون على اهبة الستعداد للقلع ‪.‬‬ ‫في الساعة ) ‪ ( 1.19‬صباحا دارت عجلت الطائرة وبعد حوالي الدقيقة‬ ‫فارقت عجلتها سطح المدرج مغادرة نيويورك فوق المحيط الطلسي‬ ‫متوجة إلى القاهرة ‪.‬‬ ‫كان على متن الطائرة والتي كانت من طراز بوينغ )‪ (767‬مئتان وثلث‬ ‫ركاب إضافة إلى أربعة عشر فردا يشكلون الطاقم ‪ ...‬هذه الطائرة لم‬ ‫‪13‬‬

‫العدد السادس‬


‫تكن من الجيل القديم فعمرها ل يتعدى العشر سنوات ‪ ،‬كما أن سجل‬ ‫صيانتها كان ممتازا ‪ ,‬قاد هذه الرحلة الكابتن محمد الحبشي وساعده كل‬ ‫من الطيار عادل أنور والطيار جمال البطوطي والمسؤولة عن الطاقم‬ ‫الكابتن آمال السيد ‪.‬‬ ‫من سجل طيران الرحلة تبين ما يأتي ‪ :‬زود برج المراقبة الكابتن بسلوك‬ ‫الممر الجوي زولو اتلنتيك بدل ‪ ً ،‬من نورث اتلنتيك وهو الممر الجوي‬ ‫الطبيعي للطيران التجاري فوق الطلسي… في الساعة )‪ (1:35‬اي بعد‬ ‫خمسة عشرة دقيقة من القلع وصلت الطائرة إلى ارتفاع ‪. FL330‬‬ ‫في الساعة )‪ (1:40‬أي بعد عشرين دقيقة طيران ما زالت الطائرة‬ ‫تواصل الصعود إلى الرتفاع المطلوب ‪.‬‬ ‫في الساعة )‪ (1:47‬طلب برج المراقبة تغيير تردد التصال إلى تردد آخر‬ ‫قصد منه تحسين التصال…‬ ‫في الساعة)‪ ( 1:49‬تقريبا استلم مساعد الطيار جمال البطوطي القيادة‬ ‫بعد أن غادر الكابتن مقصورة القيادة إلى دورة المياه ‪ ،‬استهل مساعد‬ ‫الطيار عمله بالعتماد على ا قائل توكلت على ا…‬ ‫في حوالي الساعة )‪ (1:50‬تم فصل الطيار اللي وتغيرت زاوية‬ ‫المصعدين المتحكمتين بالجنحة بشكل طفيف قادت الطائرة باتجاه‬ ‫الهبوط ثم كرر مساعد الطيار مقولته توكلت على ا وبعد ذلك بدأت‬ ‫الطائرة بالنحدار ‪..‬‬ ‫في الساعة )‪ ( 1:50‬وثمان ثواني وصلت سرعة الطائرة انحدارا إلى )‬ ‫‪ %(86‬من سرعة الصوت …‬ ‫في الساعة )‪ ( 1:50‬وسته وثلثون ثانية انقطع التصال مع برج المراقبة‬ ‫ثم انحدرت الطائرة إلى الرتفاع )‪ (16000‬قد م قاطعة مسافة عموديه‬ ‫قدرها )‪ (17000‬قد م في )‪ ( 44‬ثانية فقط ثم عادت صعودا إلى ارتفاع )‬ ‫‪ (24000‬قد م قبل أن تهبط ثانية لتستقر في المحيط الطلسي ويتناثر‬ ‫حطامها على دائرة قطرها أكثر من )‪ (500‬مترا ‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫نتائج التحقيق ‪ :‬هذا المعلومات من جهتين قامتا بالتحقيق الولى تعرف‬ ‫)‪(NTSB‬‬ ‫بـ‬ ‫الخاصة بالسلمة والتي أصدرت تقريرها بعد عامين من الحادث والثانية‬ ‫تعرف بـ )‪ ... (CAA‬والتابعة لهيئة الطيران الوربي ‪ ...‬أصدرت الجهة‬ ‫الولى تقريرها بتاريخ)‪ 21‬مارس‪ /‬آذار ‪ (2002‬ذكرت فيه أن احتمال سبب‬ ‫الكارثة يعود إلى خطأ فني تسبب فيه مساعد الطيار وذلك بتزويد جهاز‬ ‫التحكم معطيات خاطئة ‪.‬‬ ‫الجهة الثانية ذكرت في تقريرها أنها تستبعد نظرية المؤامرة وأن الكارثة‬ ‫سببها خلل ميكانيكي واستشهدت على ذلك بحوادث مشابهة لطائرة‬ ‫)‪(2000‬‬ ‫عا م‬ ‫مكسيكية‬ ‫وأخرى أمريكية عا م )‪ ،(2001‬كما أن المحققين ل يمكنهم الجز م بأن‬ ‫مساعد الطيار حاول تلفي الصطدا م بجسم غير معروف مر قرب‬ ‫الطائرة ول يمكن التأكد من ذلك حيث أن الجهات الرسمية المريكية‬ ‫رفضت الكشف عن ترددات راداراتها كما رفضت الكشف عن أي‬ ‫معطيات أخرى ‪.‬‬ ‫نظريات أخرى‪.‬‬ ‫نظريه تقول أن الطائرة مرت فوق منطقه عسكريه دون ترتيبات أوليه‬ ‫وتنسيق مسبق مما أحدث تداخل ‪ ً ،‬في إشارات البث ‪ ...‬نظريه أخرى وهي‬ ‫التي لقيت رواجا ومتعة لدى المطلع الغربي ركزت على نظريه النتحار‬ ‫والرهاب معتمدين على ناطق فدرالي لم يكشف عن اسمه ركز على‬ ‫أن مساعد الطيار نطق قبل انحدار الطائرة بعبارة‪) :‬لقد اتخذت قراري‬ ‫واضع مصيري بيد ا( ‪.‬‬ ‫ولكن في )‪ 20‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ (1999‬أشارت وكالة السوشيتد‬ ‫برس إلى أن العبارة التي نطق بها مساعد الطيار لم تكن في حقيقة‬ ‫المر مسجلة وإنما هي ترجمه خاطئة لعبارة‪ :‬توكلت على ا ‪ ،‬روج‬ ‫العل م الغربي نقل ‪ ً ،‬عن ناطق لم يكشف عن اسمه كالعادة أن مساعد‬ ‫الطيار نطق بعبارة )توكلت على ا( أكثر من عشر مرات لعطاء نظرية‬ ‫النتحار برأيهم قوه دفع كبيره لدى جمهور غربي ل يفقه معناها ‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫العدد السادس‬


‫روجت جريدة اللندنية )‪ ( SUNDAY TIMES‬إلى أن مساعد الطيار جمال‬ ‫البطوطي كان طيارا حربيا في حرب عا م )‪ (1973‬مع إسرائيل وأنه كان‬ ‫محبطا من خلل ما شاهده في هذه الحرب انتقادات لنتائج التحقيق ‪،‬‬ ‫جاءت أول النتقادات من الهيئة المصرية للطيران ودافعت عن سلوك‬ ‫وخبرة طياريها رافضة بشكل قاطع نظرية النتحار ‪ ،‬والتي روج لها‬ ‫التقرير النهائي وتلقفها العل م الغربي ضاربا عرض الحائط بكل‬ ‫الحتمالت الجدية الخرى ‪ ،‬وذكرت في معرض ردها أن العقيدة‬ ‫والسلوك القويم لمساعد الطيار جمال البطوطي يمثلن رادعا لمثل هذا‬ ‫الفعل ‪ ،‬خاصة وأنه قد قاد معه إلى هذا المصير ) ‪ (216‬بريئا ‪ ،‬فهل هناك‬ ‫مجنون بإمكانه تصديق ذلك ؟ ‪.‬‬ ‫أما الخبراء المصريون فقد شككوا بنظرية الروافع والتي تتحكم‬ ‫باتجاهات الطائرة ‪ ،‬وأثبتوا أن هذه الروافع كانت في حالة انفصال‬ ‫وليست في حالة ترابط مع آلية الحركة ‪ ...‬نظرية المؤامرة كانت سائدة‬ ‫في العل م المصري وخاصة أن ثلث وثلثون خبيرا عسكريا مصريا‬ ‫بتقنيات عالية كانوا من ضمن ركاب الطائرة ‪.‬‬ ‫العل م المصري‪ :‬صحيفة الهرا م المصرية أشارت إلى مساعد الطيار‬ ‫برمز شهيد قبل اسمه ‪ ..‬صحيفة الشعب عنونت صفحتها الولى بعبارة‪:‬‬ ‫الهدف المريكي هو إخفاء الحقيقة وراء تسترها بتوجيه اللو م للطيار‬ ‫المصري ‪ ،‬واتهمت الموساد ووكالة المخابرات المركزية المريكية بتدبير‬ ‫الحادث ‪ ..‬صحيفة الجمهورية والمصور ركزت على أن سبب سقوط‬ ‫الطائرة قذيفه موجهة من المنطقة العسكرية والتي مرت فوقها‬ ‫الطائرة ‪.‬‬ ‫أما عائلة المرحو م البطوطي فقد أشادت بسمو أخلقه السلمية‬ ‫وعلقاته المتميزة مع أهله ومعارفه وخبرته الواسعة في الطيران ‪.‬‬ ‫أسئلة مشروعة ‪:‬‬ ‫أنا لست طيارا ولست مهندس طيران ‪ ،‬لكي أضع أجوبة دقيقة لقصة‬ ‫هذه الطائرة المنكوبة ‪ ،‬ولكن كوني مهندسُا ميكانيكيا مع خبرة معقولة‬

‫‪16‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫فإن ذلك يشجعني على وضع أسئلة فنية وسلوكية مشروعة أود ويود‬ ‫القارئ سماع أجوبتها من أهل الختصاص ‪.‬‬ ‫لماذا اعطي الطيار تعليمات بسلوك الممر الجوي )زولو اتلنتيك( بدل ‪ ً ،‬من‬ ‫)نورث اتلنتيك( وهل هذا المر مألوف ؟ ‪.‬‬ ‫لماذا بدل تردد الرسال إلى تردد آخر ؟ علما بأنه ل يوجد ظروف‬ ‫استثنائية يتطلب ذلك‪.‬‬ ‫كيف يغادر الطيار كابينة القيادة إلى دورة المياه ولم يمض على الطيران‬ ‫دقائق معدودة ؟ وهل ل يستطيع طائر مخضر م أن يصبر دقيقتين حتى‬ ‫يعتدل مسار الطائرة ؟ ‪.‬‬ ‫إذا كان مساعد الطيار المرحو م جمال البطوطي قد قرر النتحار فماذا‬ ‫سيحصل لقراره إذا بقي الطيار على مقعده ولم يذهب إلى دورة‬ ‫المياه ‪ ,‬هل يعدل عن قرار النتحار ‪ ،‬وهل القرار الخطير بالنتحار يعتمد‬ ‫على الحظ فقط ؟ ‪.‬‬ ‫ثقافة المرحو م جمال البطوطي عربية اسلمية ترفض النتحار ‪ ،‬وهذا‬ ‫المر يجهله المحققون ‪ ،‬كما أنه ل توجد ثقافه أمميه اخرى تحض على‬ ‫النتحار ‪ ،‬وأخذ مئات أبرياء إلى نفس الطريق ؟ ‪.‬‬ ‫ل يوجد منتحر مسلم يعتمد على ا في انتحاره ‪ ،‬لن أصل الفعل غير‬ ‫شرعي كيف يترجم أمريكي لم يكشف عن اسمه كلمتين عربيتين فقط‬ ‫هما‪) :‬توكلت على ا( لهما ترجمه سهله وموافقه بالنجليزية هي ‪) :‬‬ ‫‪ ... (RELY ON GOD‬مستعمل ‪ ً ،‬جملة طويلة ومعقدة ل تفي بالغرض‬ ‫إطلقا ‪ ،‬وهل استعان سيادته بمترجم عربي معتمد؟ ‪ . ..‬ثم ما اسم‬ ‫هذا المترجم ؟ ‪..‬‬ ‫لماذا سحب التعبير النجليزي المعقد والموحي بالنتحار بعد أن انتشر‬ ‫إعلميا ؟ ‪..‬‬ ‫المسلم يقول عبارة توكلت على ا في مناسبات ل تقل عن خمس‬ ‫مرات يوميا ‪ ،‬ولم ينتحر واحد منهم ؟ ‪..‬‬

‫‪17‬‬

‫العدد السادس‬


‫المن القومي يقتضي عد م حشر ثلث وثلثين خبيرا متميزا في رحلة‬ ‫جوية واحدة فمن خطط لذلك ؟ ‪..‬‬ ‫التقارير الرسمية الصادرة عن المأساة فيها تناقض واضح ‪ ،‬فكيف يعقل‬ ‫بعد عامين من التحقيق ل يتم التفاق على أسس واضحه؟ ‪.‬‬ ‫لماذا تستخف جريدة )‪ ... ( SUNDAY TIMES‬بقرائها لتخبرهم بأن مساعد‬ ‫الطيار جمال البطوطي كان محبطا من مشاركته في حرب )‪ (1973‬وهي‬ ‫قصه مفبركة حيث لم تلتق هذه الجريدة بأي شخص ذو علم ل بعائلة‬ ‫البطوطي ول بمسؤول عسكري أو مدني مصري ليحدث الجريدة بهذه‬ ‫الخبار السوقية ‪ ..‬أي بعد مضي سبع وعشرون عاما على انقضاء هذه‬ ‫الحرب ؟ ‪.‬‬ ‫علما بأنه خاض أقسى التجارب النفسية قبل أن يتحول الى الطيران‬ ‫المدني‬ ‫علماء في الطيران يقولون أنه اصبح بالمكان شل كومبيوتر الطائرة من‬ ‫الرض وقطع التصال معها وتوجيهها بالطريقة التي يريدونها ‪ ،‬فهل‬ ‫يمكن أن تكون الطائرة خضعت لمثل هذه التقنية ؟ ‪.‬‬ ‫ما سر ارتفاع الطائرة إلى منسوب )‪ (25000‬قد م بعد أن هوت إلى‬ ‫ارتفاع )‪ (14000‬قد م ؟ ‪ ..‬هل قا م الطيار ومساعده بتصحيح الوضع‬ ‫الخارج عن سيطرتهما يدويا ونجحوا إلى حد ما ‪ ،‬ولكن خرجت السيطرة‬ ‫من يدهما مرة ثانيه لعوامل مجهولة ؟ ‪.‬‬ ‫أخوتي وأخواتي‪ :‬هذه هي أسئلتي المشروعة آمل ‪ ً ،‬أن يجيبنا عليها خبير‬ ‫عربي مع دعواتي بالرحمة للضحايا البرياء ‪.‬‬ ‫الستاذ هشا م النجار‬

‫‪18‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫هي‬ ‫العلمانية‬ ‫!! الحل‬

‫ً‬ ‫العلمانية هي الحل ‪ ..‬عبارة تتردد على مسامعنا كثيرا ‪ ،‬فتطرب لها آذان وتصعق منها أخرى ‪..‬‬ ‫لقممد سممقطت البلد اسلمية فممي فممترة سممبقت فريسممة للسمتعمار الممذي اسممتطاع أن يغرقهمما فممي‬ ‫ً‬ ‫جم ممود عقل ممي وتممدهور فك ممري وانحل ل أخليق ممي واض ممطراب سياسس ممي ‪ ..‬ولمما انه ممزم اس تعمار تارك ا‬ ‫نتائج لحكمه ل ريب أن أفظعها هو ما تردينا فيه من انهزام فكممري وتبعيمة ثقافيمة للغممرب فمي كممل‬ ‫شس مميء ح ممتى اعلم ‪ ...‬ح ممتى أمكنن مما أن نق ممو ل ب ممأن أي اس ممتقل ل حقق ممه بل ممد ل يع ممدو ا أن يك ممون‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫استقلل سياسيا صرفا ‪ ،‬ليبقى استعمار موجودا متحكما في كل شسيء ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫يمكننممي القممو ل جزم ا بممأن كممل ممما جممرى فممي بلد العممرب والسمملمين علممى يممد السممتعمرين مممن سمملب‬ ‫اموا ل وسفك الممدماء وتدمير للممبيوت وحرق لحضممارات أمممم عمممرت تلممك البقمماع مممن ارض ل‬ ‫ً‬ ‫يس مماوي ش مميئا أم ممام م مما رسم خوه ف ممي نف مموس الك ممثيرين من مما م ممن س ممموم الحض ممارة الادي ممة والثقاف ممة‬ ‫الحلحدة واخلق النهارة ‪ ،‬ومبادئ التدهور الحضاري كالغاية تبرر الوسيلة ‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫العدد السادس‬


‫لق ممد خرج وا وانهزم وا ط ممأطؤوا حدي ممدهم أم ممام عصس ممي الث مموار الت ممائقين لتحري ر البلد والعب مماد ‪،‬‬ ‫ولكنهممم خرجوا مخلفيمن ورائهممم خيموط تحريك تلممك البلد ‪ ..‬ليكمون اعلم همو أهمم خيمم ط يرب ط‬ ‫اصبع الغربية بالبلد العربي أو السلم ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً ُ‬ ‫لقممد أنشممأ اعلم الغربي الشممعب الشممريقي جيل جيل ‪ ،‬معتمممدا علممى الضممخ اعلممي والتشممويه‬ ‫ً‬ ‫لصممورة كممان ول يمزا ل يمقتهمما ويكرههمما ‪ ،‬مسممتفيدا مممن حكممام صممنعهم أربابه ليكونوا كالممدمى الممتي‬ ‫تترك بالصوت ل بالخي ط ‪ ..‬بل ويتحرك كثير منهم بالشارة ‪.‬‬ ‫لقممد نجممح اعلم العلممماني الغربي بإقنمماع الكممثير مممن شممباب امة بنسممبة كممانت تتزايممد مممن مممرور‬ ‫الوقت ‪ ،‬بأن احتكممام لشمريعة ام ‪ ،‬ل تعنمي إل التخلمف والخممود والجممود والعمودة بالحضمارة‬ ‫إلممى المموراء ‪ ،‬أو استقرار بهمما فممي مكممان واحممد دون تقممدم ‪ ،‬فصممرت تسمممع أن تطممبيق قممانون شممرعي‬ ‫يعني في قاموس الحضارة عند الجيل الشريقي عيشة الخيممام وابل وحرب السمميوف والممتروس ‪،‬‬ ‫وأن الشمريعة اسلمية تقموم علمى قطمع المرؤوس وبقمر البطمون وسبي النسماء والعيمث فمي ارض‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فسادا ‪ ،‬انقيادا منهم وراء أكاذيب اعلم الغربي ‪..،‬‬ ‫والحجممة الممتي يسممتند إليهمما هممؤلء هممي الزمن ‪ ،‬فالممدهر مختلممف والمموقت مغمماير لمما كممان عليممه أولمى‬ ‫ً‬ ‫العص ممور الس ممالفة ‪ ،‬والوصممو ل بالبل ممد إل ممى مرايق ممي الحض ممارة العلي مما يقتضس ممي من مما أن نك ممون جيل‬ ‫ً‬ ‫متفرنجما يممرى أن كممل ممما يممأتي مممن الغممرب حممق وصواب وايمممان بممه واجممب والعلممم بمقتضمماه مممن‬ ‫أمارات التقدمية ‪ ،‬واعراض عنه تخلف ورجعية وحماقة وسخف وسفاهة ‪.‬‬ ‫لقمد أشمرب اعلم عقمو ل الكمثيرين بفكمر الفصممل بيمن المدين والحكمم ‪ ،‬فالمدين همو العصما المتي‬ ‫تمنع عجلة التطور من التقمدم ‪ ،‬وهو الجمرف المذي يقطمع طريق التحضمر ‪ ،‬وهو المذي يفصمل‬ ‫بينم ممك وبيم ممن ثقافم ممة واسم ممعة عاليم ممة عاليم ممة ‪ ..‬وق ممد ترب م ع علم ممى عم ممرش هم ممذه الفكم ممر ثلم ممة الثقفيم ممن‬ ‫والسياسيين والقادة الشرقيين الذين أداروا دفة الشرق في فترات ما بعد استقل ل ‪..‬‬ ‫وقد اسممتفاد الغممرب لتممدعيم هممذا المرأي بالحجممج والممبراهين بتلممك امارات وأنظمممة الحكممم الممتي‬ ‫صنعها وصورها على أنها دو ل اسلمية تطبق الشريعة ‪ ،‬فإذا بها تقتمل وتشمرد وتسمتبد وتخمالف‬ ‫ً‬ ‫أكممثر مفمماهيم الممدين وضوحا ‪ ،‬وأقلممه بداهممة ‪ ،‬والممتي بممدأت تحممارب كممل ممما هممو نممافع وسليم وفيممه‬ ‫نف ممع وخي ممر للبل ممد ووسمميلة لتط ممويره وتق ممدمه ‪ ،‬ك ممل ذل ممك ب ممدعوى تط ممبيق الش ممريعة ‪ ..‬فرفض ممت‬ ‫التعددية الفكرية السياسية حتى تلك التي تسمتمد نظمهما ممن المدين نفسمه ‪ ،‬وقمعمت الحريات‬ ‫ح ممتى تلم ممك الم ممتي أقرهم ا الم ممدين أو بعم ممض مم ممذاهبه ‪ ،‬وحمماربت التطم ممور اب ممداعي والتقم ممدم الم ممادي‬ ‫والسياسم ممات اقتصم ممادية التنوع ممة الم ممتي ل تنم ممافي رو ح الم ممدين ونظم ممامه اقتصم ممادي ‪ ،‬كم ممل ذلم ممك‬ ‫ب ممدعوى مخ ممالفته الش ممريعة ‪ ...‬فترسم خ ف ممي اذه ممان أن اسم لم يعن ممي محاربم ة ابممداع ومخالف ممة‬ ‫التط ممور ومع مماداة الحض ممارة وأن ممه تمس ممك بآث ممار اولي ممن وسممنن الس ممابقين وتقالي ممد تع ممود بالمممة‬ ‫والشممعوب إلممى ممما قبممل ألممف وأربعمئممة عممام و نصممف ‪ ،‬حيممث عفمما عنهمما الزمن بعممد أن أكممل عليهمما‬ ‫وشرب ‪..‬‬ ‫‪20‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫ثممم قممارن تلممك امارات والتنظيمممات بمقممدار التفموق الممادي وابداع العلمممي والزهو الحضمماري‬ ‫المذي وصل إليممه الغممرب ‪ ،‬والممذي لممم يكممن ليبلغممه لممول أنممه فممرق بيممن النصمرانية والحكممم ‪ ..‬وجعممل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اختصاص الباباوية روحيا ‪ ،‬وروحيا فق ط ‪.‬‬ ‫ولكن ل بد من وقفة تأمل ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫أول مممع التسممليم بممأن فئممة كممبيرة مممن صممنف الثقفيممن والتنفممذين يعتنقممون فكممرة علمنممة الدولة‬ ‫ويؤمنممون بممالقوانين الغربيممة والنظممم الحديثممة ‪ ،‬إل أنهممم علممى أحسممن حممالتهم ل يزيدون علممى أن‬ ‫يبقمموا أقليممة فتنممت بممبريق الغممرب وأضممواء ليلممه وظلمممة نهمماره ‪ ...‬فعامممة السمملمين ل يؤمنممون إل‬ ‫بالسلم ول يطممالبون إل بتطممبيق اسلم وقموانينه فممي بلدهممم ‪ .‬بممدليل أن الحركات التحريرية‬ ‫ً‬ ‫سابقا والثورية اليموم حمتى اشد علمانيمة لمم تكمن لتحيما لمول أنهما تكلممت باسمم المدين وبصموت‬ ‫ً‬ ‫إعادة إحياء ما اندرس من مجد اسلم ‪ ..‬ولم تجمد بمدا ممن النماداة باسمم المرب والرسو ل ‪ ،‬وأن‬ ‫ً‬ ‫الص مراع الممذي تخوضمه ليممس إل نوعم ا مممن انممواع الصممراع السممتمر بيممن الكفممر وايمممان ‪ ،‬ولموا‬ ‫ذلك لا شارك عامة السلمين في ركبهم واستجابوا لدعواتهم ‪.‬‬ ‫ثمم إنمك لمو تمأملت لجزمت بفسماد أي نظمام إسملمي حكمم فمي القمرن الاضسمي والحمالي ‪ ،‬نعمم ولكمن‬ ‫ليمس لفسماد المدين بمل لفسماد التطمبيق وسوء الفهمم فمي القمانون ‪ ،‬إذ إن عاممة اح زاب الدينيمة‬ ‫التي حكمت لم تكن تتخذ من الدين إل مطية للوصو ل لأرب شخصية بعيدة عن رو ح اسلم‬ ‫وحقيقته ‪.‬‬ ‫بل أكثر من ذلك ‪ ،‬ها نحن نرى اليوم وبعد أكثر من ‪ 100‬عممام علممى حكمم العلمممانيين واللدينييممن‬ ‫للبلد السمملمة نممرى أن هممذه البلد لممم تخطممو فممي طريق الحضممارة ول خطمموة إل إلممى المموراء ‪ ،‬ولمم‬ ‫تستطع هذه احزاب اللدينية من أن تصل بمالعرب ول بالسملمين إلمى أعتماب الحضمارة الغربيمة‬ ‫ول حممتى أعتمماب الحضممارة العربيممة الممتي درست بفعممل انغممماس هممؤلء وأمثممالهم فممي تقليممد الغممرب‬ ‫ً‬ ‫اجتمماعي فقم ط بمانحلله وفسماده وخرابمه ‪ ،‬وشمروا عمن سماق الجمد لجعمل الشمعوب أكمثر ميل‬ ‫ً‬ ‫إلممى الفسمماد اخليقممي وأعظممم انغماسم ا فممي ورطات لممم يخلقهمما لهممم شسمميء حممتى التخلممف كممما خلقهمما‬ ‫لهم تقليد الفساد الغربي ‪.‬‬ ‫وأنممى لشممعب أن يصممل إلممى الممدرجات العل وهو يتمسممك بأذيمما ل أعممدائه ويخممدم فممي معسممكراتهم ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫لقاء فتات بسي ط ل يزيد على أن يكون نقل لسلوكيات منحرفة فاسدة ‪.‬‬ ‫لقممد رأى أتبمماع النظري ة العلمانيممة أن الوصمو ل إلممى عممرش الحضممارة ل يكممون إل بممدخو ل حجممر‬ ‫الضممب الممذي دخلممه الغممرب ‪ ،‬وتقليممده فممي كممل صممغير وكبير مممن أمممور الحيمماة ‪ ،‬ولا كممان التقليممد ل‬ ‫ً ً‬ ‫يصل بأمة إلى ابداع الزائد ‪ ،‬فقد كان حتمما لزم ا أن يبقمى أهمل الشمرق فمي مكمانهم المذي تركهمم‬ ‫اس تعمار فيممه ‪ ...‬كيممف ل وهمي أنظمممة تعممادي ضمممائر السمملمين وعقائممدهم وتشمممت فممي دينهممم‬ ‫وتقاليهم وتصرفاتهم ‪ ..‬وهيهات أن ترتقي دولة شعبها في واد ‪ ،‬وحكامها في واد آخر ‪..‬‬ ‫‪21‬‬

‫العدد السادس‬


‫ولو أنممك تممأملت فممي هممؤلء الممذين ينممادون بفصممل الممدين عممن الحكممم ‪ ،‬ثممم سممألتهم عممن العلمانيممة‬ ‫ال ممتي يريم دون لوجممدتهم ف ممي ك ممثير م ممن الج مموانب يجهل ممون التط ممبيق العلم مماني له مما لفتق ممادهم إل ممى‬ ‫الرجعيممة الممتي يسممتندون لهمما فممي نظممامهم‪ ،‬وقمد تضممطرهم أنفسممهم للرج وع إلممى الممدين نفسممه أو‬ ‫ً‬ ‫تقليم ممد أنظمم ممة أخم ممرى تتحلم ممى بمرجعيم ممة أدق وأصم مموب ‪ ،‬فتم ممدرك بم ممأنهم ل يحم مماربون الم ممدين حب م ما‬ ‫للعمانية بمل كرها للمدين نفسمه ‪ ...‬ول أد ل علمى همذا ممن جهلهمم بأبسم ط مبمادئ المدين ‪ ،‬وفهمهمم‬ ‫ً‬ ‫النحممرف لقواعممده السمملوكية أو الشممرعية ‪ ،‬فاتخممذوا مممن الممدين عممدوا ‪ ،‬مممن غيممر أن يشخصمموا‬ ‫سبب العداء ول أن يدركوا وسائل التقارب ومواطن الخير وماهية الشط ط فممي أي شسمميء ‪ ...‬وبلممغ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الكره والعداء للدين في عروقهم وآذانهم مبلغه ‪ ،‬وأشربوا في قلموبهم حقمدا أسممودا علممى أي نظممام‬ ‫حكممم يتخممذ مممن بعممض أوصماف الممدين صممبغة لممه ‪ ،‬وعملمموا علممى إفسمماد وتعكيممر وتشممويه صممورة‬ ‫اسم لم ف ممي اذه ممان ‪ ،‬م ممن خل ل اسم تهزاء ب ممال والرسم و ل ولسممتهتار بعقائ ممد ال ممدين ال ممتي ق ممد ل‬ ‫يكون لها علقة إل بالحرية الشخصية ‪ ،‬ونشطوا في إباحة الفجور وبث اباحيممة وانغمسموا فممي‬ ‫ذلممك إلممى تراقيهممم بممل وآذانهممم تحممت مسمممى مممواكب العصممر والحلحمماق بركب الحضممارة ‪ ،‬كممل ذلممك‬ ‫جممرى بإش مرافهم وباسممم الحرية التقممدم والتنمموير والريقممي بممالجتمع ‪ ...‬بممل ورأوا أن إعطمماء الدنيممة‬ ‫للغ ممرب ف ممي ال ممدين وال ممدنيا أه ممون أل ممف م ممرة م ممن أن يس ممودهم م مما تع ممارفوا عل ممى تس ممميته بالسملم‬ ‫السياسسي ‪ ..‬فكيف وإذا كان الغرب قد خذ بمجامع قلوبهم وامتلك بظواهره أفئدتهم ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لقممد صمموروا الممدين وتصمموروه أنممه طوفان حممو ل القبممور ولجمموء إلممى الخلوقات طلبما واسممتغاثة ‪،‬‬ ‫وتقليممد أعمممى لكلمممات نطممق بهمما اولمون مممن غيممر وقموف عنممد معانيهمما ودللت نصوصمها وادلممة‬ ‫نقلهمما ‪ ...‬وأن جممل ممما فممي الممدين هممو لطممم يجممري فممي كممربلء ‪ ،‬ونياحممة تعلممو عنممد رأس الحسممين فممي‬ ‫دمشق ‪.‬‬ ‫بممل إن رب ط تطممبيق شممريعة اسلم بتطممبيق الحممدود فقمم ط ممما هممو إل نتيجممة لقصممر فممي النظممر ‪،‬‬ ‫تطممبيق الحممدود واحممد مممن عممدة مهممام يقمموم بهمما ولمي امر فممي الدولة اسلمية ‪ ،‬بممل وفممي كممثير مممن‬ ‫احيان يكون ترك تطبيق الحد هو الشريعة الحضة بعينها ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مما ل ريب فيمه وإن كمان مجهمول لمدى فئمة غيمر قليلمة بمأن الوصو ل بأممة إلمى سمدة الحضمارة عمن‬ ‫طريق ابداع الادي العلمي أو حل الشكلت فممي أي بلمد كالبطالمة والسمكن وحقموق انسمان فمي‬ ‫الحرية والكراممة ‪ ،‬أو الريقممي بالمة ومتابعمة ركب التطممور والتممدن ‪ ،‬أو بنمماء جيممش عظيممم يملمك‬ ‫مقومات انتصار في حرب ما ‪ ،‬أو صناعة سياسة داخليمة وخارجيمة تجلمب النفمع وتدفع الضمر‬ ‫ع م ممن الشم ممعب ل تحتم مماج لي ممديولوجيا معينم ممة ‪ ،‬بم ممل يمكم ممن لك م ممل هم ممذا أن يت م ممأتى بم ممالعلم وادارة‬ ‫واخلص ال مموطني وانس مماني والغي ممرة عل ممى البل ممد وامم ة ‪ ،‬فل يش ممترط له ممذا كل ممه اسم لمية أو‬ ‫الديني م ممة أو القومي م ممة أو الليبرالي م ممة أو الاركس م ممية الش م مميوعية ‪ ،‬ولك م ممن ق م ممد ت م ممأتي إح م ممدى ه م ممذه‬ ‫ايممديولوجيات لتح ممارب ه ممذا التق ممدم خالق ممة الق مموانين ال ممتي تحج ممره وتجم ممده خل ممف ش ممعارات‬ ‫التمجيد ‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫ق ممد يجه ممل الك ممثيرون أن الخط مماب ال ممديني والتص ممور اس لمي ي مموجب علين مما أن ل نهم ممل ابممداع‬ ‫الادي ‪ ،‬فهذا من أصو ل الدين الذي اعتمبر همذا انسمان وحده وليمس غيمره صماحب احقيمة فمي‬ ‫قيادة الدنيا ولكن على طريق اخرة ‪.‬‬ ‫وه ممذا التأهي م ممل لقي م ممادة ارض وال م ممذي اكس م ممبه ال م ممدين فق م مم ط للنس م ممان فق م مم ط ل يس م ممتمد ق م مموته‬ ‫وشرعيته من ابداع الادي ول حتى العقلي ‪ ،‬إنمما يسمتمده ممن المدين المذي منحمه إيماه ‪ ،‬ويبقمى‬ ‫اب ممداع ف م ممي أي ج م ممانب م م ممن الج م مموانب ض م ممرورة ذاتي م ممة لس ممتمرار الحي م مماة وحاج م ممة محلح م ممة لتق م ممدم‬ ‫ً‬ ‫انسانية والبشرية ‪ ،‬تحقيقا لغاية الوجود انساني ‪.‬‬ ‫فتكون العبقرية الادية المتي تهتمدي بضمواب ط المدين تسممير علمى طريق أقصممر وأقممرب إن لمم نقممل‬ ‫الوحيد الذي يلبي حاجة الفطرة البشرية ‪ .‬فيكون القانون الهي مشمرف يهمدي ابداع المادي‬ ‫ً‬ ‫نحو الصواب ومحذرا إياه عن كل خطر ‪.‬‬ ‫وعلمى همذا سممتجد أن اسلم ليممس ديمن رجعيممة وتخلممف وانكفمماء علمى الممذات ‪ ،‬بمل هممو ديممن بحممث‬ ‫ً‬ ‫وعلم وتطوير لا أبدعه الغير أيضا ‪ ،‬وهذا من أسس الدين ومبادئه العليا ‪...‬‬ ‫لق ممد ك ممثر الح ممديث واللغ مم ط ع ممن دولممة إس مملمية أو دولممة علماني ممة ‪ ..‬ولتفت ممح أخط مماء اسم لميين‬ ‫الب مماب لبع ممض الحاق ممدين أو الغي ممر ف مماهمين لحقيق ممة اسم لم للهج مموم عل ممى اسم لم ‪ ،‬وبخاص ممة‬ ‫فهمهم لن مبدأ الواطنمة هممو حمق للمسملم فقمم ط دون غيمره ‪ ،‬وأن كممل الطوائممف واع راق مصمير‬ ‫سيؤو ل ما إلى فناء محتم أو نفي ل بد منه ‪.‬‬ ‫وهذا مممما ل يخفممى علممى مطلممع علممى شممريعة محمممد خطممأ قممائله وأنممه جاهممل بامتيمماز ‪ ،‬فسممتجد بل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ريب بأن الجميع في دولة اسلم اخذا لحقه ‪ ،‬مسلما كان أم غير مسملم ‪ ،‬وأن بماب حمق العبمادة‬ ‫واعتقاد مفتو ح على مصراعيه ل ضاب ط له إل حقوق اخرين ‪.‬‬ ‫كممما أن دعمموى تغي ممر العه ممود دع مموة فاس ممدة ل ح ممق فيه مما ‪ ،‬فلق ممد رأين مما أن نظ ممام الحك ممم اس لمي‬ ‫ً‬ ‫الصممحيح قممد اسممتطاع الوصو ل بأمممة تتخممذه منهاجما وشرعة إلممى قيممادة امم فممي ذروة الجممد بعممد‬ ‫أن كانت في القماع ‪ ،‬ولكمن ذلمك مما كمان ليتحقمق لمول أن معرفة دقيقمة بأحكمام المدين ‪ ،‬وصناعة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جيل يعرف اسلم علما وتفكيرا قبل أن يعرفه قلبا وعاطفمة ‪ ،‬فكممان حكمهمم يقموم علمى أسمس‬ ‫صممحيحة سممليمة ‪ ،‬فقوموا بممدينهم ممما عمموج وأصممحلحوا بممه ممما فسممد ‪ ..‬فممأخرجوا للعممالم أمممة قوية‬ ‫ذات نظممام مممتين ودسممتور محكممم ‪ ..‬بينممما عجممز أعممداء هممذا النظممام خل ل فممترة تقممدر بأضممعاف‬ ‫فمترة النشموء اسلمي ممن أن يتقمدموا بالمة أو علمى أن يوقفموا انحمدارها علمى الطريق السمريع‬ ‫مبتعدة عن رأس هرم الحضارة إلى أنفاقها ‪ ..‬وما قام الدليل علممى إمكممانه بالتجربة والشمماهدة ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صار قانونا وحكما ‪.‬‬

‫بقلم إلياس رمضان‬ ‫‪23‬‬

‫العدد السادس‬


‫اعتدالنا خلصنا‬ ‫لعل المتابع لما يجري على أرض سوريا مستخدما وسائل العل م كوسيلة نقل‬ ‫حية لمعرفة الذي يحصل هناك ليجد نفسه مضطرة إلى القتناع بأن الثوار في‬ ‫سورية ينقسمون إلى قسمين ل ثالث لهما ‪ ،‬إما جهادي إسلمي يمكنك أن تسميه‬ ‫متشددا أو متطرفا ‪ ،‬أو ثائر تجاه المدنية أو العلمانية التي تهدف لخلق سوريا ل‬ ‫دينية الحكم ‪.‬‬

‫‪24‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫كما أنك سترى تركيزا إعلميا كبيرا على أن أولئك السلميين ‪ -‬وأعني بهم‬ ‫جبهة النصرة ومن شابهها من دول وهمية غير موجودة إل على أفواه العلميين‬ ‫الذين يروجون لها أو على صفحات التواصل الجتماعي المخبرة عنهم‪ -‬ستجد‬ ‫تركيزا إعلميا على تصويرهم وقد وطئت أقدامهم تلك المناطق المحررة فقط‬ ‫والتي بذل أبناء المذهب الخر دماءهم في سبيل تحريرها وإبطال سلطة النظا م‬ ‫السدي فيها ‪ ،‬فيخيل بأن الصل في الثوار هم الدعاة العلمانيين أو دعاة المدنية‬ ‫والذين أكتافهم قامت الثورة ثم وصلت بهم إلى ما وصلت إليه ‪.‬‬ ‫لقد حدث نتيجة لهذا الفقرز العلمي تضيق دائقرة التنوع الفكقري لبناء الثوقرة ضمن دائقرة‬ ‫ضيقة ل تحتوي ضمن أقطاقرها إل تياقراً متشدداً يحمل الفكقر الذي تصنفه أمقريكا والغقرب على‬ ‫أنه فكقر إقرهابي ‪ ،‬أو تياقراً متفلتا ً بعيداً عن قروح الدين وجوهقر السلم يتبنى القراء المنادية‬ ‫بفصل الدين عن الحكم ‪.‬‬ ‫والحق بأن الشعب السوقري شعب متدين بشكل عام ‪ ،‬بل ويدخل الدين في جميع تفاصيل حياته‬ ‫ويعتمده السوقريون كقركيزة أساسية في كل جزئيات الحياة ‪ ،‬ولكن التدين الذي يعتنقه السوقريون‬ ‫ويميلون إليه هو التدين المعتدل ‪ ،‬الذي يجافي عن جنبيه أي شكل للتطقرف وبشكل كامل ‪ ،‬إذ لم‬ ‫يسجل في تاقريخ سوقريا حوادث ذات بعد متطقرف اللهم إل ما ندقر أو ما بثه النظام ليشوه صوقرة‬ ‫فئة ما في سوقرية ‪.‬‬ ‫الكل يعلم أن أغلب المظاهقرات التي انطلقت في سوقريا أشعلتها المساجد ‪ ،‬في أيام الجمع وبعد‬ ‫الصلوات ‪ ،‬وحصل هذا على امتداد التقراب السوقري وبأياد سوقرية خالصة صافية عن أي يد‬ ‫غقريبة ‪ ..‬ولما كان الشعب السوقري ذو صبغة دينية معتدلة كان أغلب أولئك الذي خقرجوا من‬ ‫المساجد يحملون هذه الميزة دونما سواها مما ينافيها ويخالفها ‪ ،‬وكان حاملوا لواء الثوقرة‬ ‫ينحدقرون دينيا ً من أعلى هقرم اللتزام وصولً إلى أدناه عند أعتاب أولئك الغيقر ملتزمين إل‬ ‫بشكل بسيط ‪ ،‬لكن اللتزام يبقى في إطاقر الوسطية والبعد عن التطقرف ‪.‬‬ ‫فبعد أن أجبقرت وحشية النظام الثواقر السوقريين على حماية سلمية ثوقرتهم ظهقرت إلى فضاء‬ ‫الصقراع المسلح حقركات مقاتلة تتبنى الفكقر الجهادي ‪ ،‬ولكنه على النحو الذي تقربى عليه‬ ‫السوقريون وعقرفوه من وسطيتهم ‪ ،‬حقركات ل تشابه من ققريب ول من بعيد الفكقر الذي يحمله‬ ‫عناصقر جبهة النصقرة وتنظيم القاعدة ‪ ،‬الذين يعمل العلم جاهداً لجعلهما اللون الوحيد للثوقرة‬ ‫المتدينة في سوقريا ‪..‬‬

‫‪25‬‬

‫العدد السادس‬


‫ولو اطلعت إلى مصادقر دعم هذه التشكيلت الدينية المعتدلة وإن كانت ل تظهقر علنا ً ستجدها‬ ‫تعتمد أساسا ً على جهات معقروفة تاقريخيا ً بوسطيتها واعتدالها ‪ ..‬ولو تأملت إلى الثواقر الذي‬ ‫ينضون تحت لوائها أو العاملين في الهيئات الداعمة لها ستجد الكثيقر منهم من العلماء والمشايخ‬ ‫والئمة المعقروفين بوسطيتهم ‪ ،‬والذين استطاعوا الحيلولة دون تفشي الفكقر المتطقرف في‬ ‫صفوف الثواقر والحفاظ على الثوقرة والثواقر والفكقر الثوقري ضمن إطاقر الوسطية والعتدال ‪.‬‬ ‫ثم لو أنك قلبت صفحات النجازات التي حقتها الثوقرة السوقرة ستجد بأن كتائب التياقر السلمي‬ ‫المعتدل صاحبة الحظ الوفى من ناحية المشاقركة في العمليات التي جقرت في المحافظات‬ ‫السوقرية المحقرقرة منها وغيقر المحقرقرة ‪ ،‬خصوصا ً في بدايات الثوقرة ‪ ،‬ولو تأملت واقع العمليات‬ ‫والمعاقرك التي داقرت في محافظتي حمص وإدلب ستجد صدق هذا ‪ ،‬كما يعود الفضل لها في‬ ‫تحقريقر الفواج العسكقرية والمطاقرات والمعابقر الحدودية والمناطق الشمالية الشقرقية من سوقريا ‪،‬‬ ‫وخيقر شاهد الفوج ‪ 46‬والفوج ‪ ، 111‬وغيقرهما كثيقر مما ل حصقر له ‪.‬‬ ‫وكذلك فإن التياقر السلمي المعتدل هو صاحب الشعبية الكبقر في سوقريا ‪ ،‬والذي يحظى‬ ‫بحاضنة شعبية اكتسبها من التوافق ببينه وبين الفكقر الديني الذي يحمله أغلب السوقريين الذين‬ ‫شكلوا الحاضنة الشعبة له ‪ ،‬ونبذوا وقراء ظهوقرهم ما ألصقه النظام بهم من أول يوم في الثوقرة‬ ‫من تهمة السلفية والتطقرف والقرهاب ‪ ،‬بل إن هذا التياقر المعتدل يحظى بتأييد معقول من‬ ‫القليات الموجودة في سوقريا ‪.‬‬ ‫ولعل ما ذكقرته من تصنيف يهدف العلم لفقرضه يدخل تحت إطاقر الحقرب الممنهجة التي‬ ‫يخوضها العالم لتشويه صوقرة الثوقرة السوقرية حال ُ ومآلً ‪..‬‬ ‫لقد كانت الغلبة في النهاية للمعتدلين في مصر وتونس وتركيا والمغرب ‪ ،‬غلبة‬ ‫أوصلت السل م السياسي إلى سدة الحكم ورأس هر م السلطة ‪ ،‬والكل يتوقع أن‬ ‫يتكرر المشهد من جديد في سوريا ما بعد الثورة ‪ ..‬ولكن سوريا مختلفة ‪..‬‬ ‫سوريا هي موطئ قد م إيران في المنطقة ‪ ،‬والعتدال الحاكم سيمزق هذا‬ ‫الموطئ ويقطع هذه القد م ‪ ،‬عداك عن إعلن لدمار وفشل مشروع شيعي يصل‬ ‫أواسط آسيا بالمياه الدفئة ‪ ،‬بخلف ما لو حكم العملء أو الذين يغلقون أنفسهم‬ ‫عن أي اعتبار إل اعتبار المصلحة النية ‪..‬‬ ‫وسوريا هي سور الكيان السرائيلي الشرقي والشمالي أيضا ‪ ..‬والعتدال‬ ‫السلمي لن يهنئ في المنطقة إل بفرض حل يرضي اعتداله ‪.‬‬ ‫وسوريا هي امتداد تركيا المعتدلة ‪ ،‬فسيشكل هذا تحالفا إسلميا مخيفا بالنسبة‬ ‫لكل طامع في مد يده إلى المنطقة ‪..‬‬ ‫وسوريا ذات موقع استراتيجي وثروات هائلة يهدد اعتدال الحكم فيها أي مشروع‬ ‫يهدف لخراج هذه الثروات إلى غير أبنائها ‪..‬‬ ‫‪26‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫وسوريا نبع وثروة بشرية ل تنضب قد تمتد لتصل بمشروع العتدال إلى مشروع‬ ‫مطور يعم البلد السلمية القريبة منها ويؤثر على البلد البعيدة عنها ‪ ..‬ولو رحت‬ ‫تعدد مخاطر الحكم السلمي المعتدل في سوريا على الطامعين لما وصلت إلى‬ ‫نهاية لهذا التعداد ‪..‬‬ ‫فتشويه صورة العتدال اليو م والدعاء بأنه ل يشكل أي شيء في ميزان الثورة ‪،‬‬ ‫وتسليط الضواء على جماعات ل تشكل في ميزان القوة الثورية شيئا أعني بها‬ ‫التنظيمات المتطرفة والجماعات والهيئات الداعية للعلمانية ‪ ،‬سيضعف نجم‬ ‫العتدال فيما بعد سقوط النظا م ‪ ..‬ويكرس دعما غربيا لجهات العلمنة بحجة أن‬ ‫الطرف المقابل هو المتطرف الرهابي ‪ ..‬وعندها يملك الغرب زما م المور‬ ‫ويخفف نصر الثورة العبء الذي سيلقى على كاهل إيران ‪.‬‬ ‫ولهذا أقول اعتدالنا ودفاعنا عنه خلصنا وفلحنا ‪.‬‬

‫مدنيو سورية‪ ...‬رهائن ا لسد‬

‫‪27‬‬

‫العدد السادس‬


‫ما إن تم الحديث عن ضقربة عسكقرية للنظام السوقري ومواقعه ‪ ،‬حتى بدأ النظام‬ ‫بالتخطيط للدفاع عن هذه المواقع ‪ -‬فأمامه مسيقرة يفكقر بالمتابعة فيها‪ -‬أدوات السيقر‬ ‫في الطقريق الذي بدأه هي المستهدفة ‪ ،‬فصواقريخه وقذائف دباباته وذخيقرة جنوده‬ ‫قربما يجب الحفاظ عليها ‪.‬‬ ‫التحقرك نحو حماية هذه المعدات والذخائقر هي عزم واضح على إتمام السيقر نحو‬ ‫قمع الثوقرة السوقرية مهما كلفت من بشقر أو مال أو أقرض ‪ ,‬فبدأ النظام بنقل الذخائقر‬ ‫والمقاقر الداقرية نحو أماكن أكثقر أمنا ً ‪ ،‬ضمن المداقرس والمنشآت الصحية والمدن‬ ‫الجامعية ‪...‬‬ ‫قبل يومين أصدقرت اللجنة المنية في حمص –مث ً‬ ‫ل‪ -‬ققراقراً بإخلء الطوابق‬ ‫القرضية من الوحدتين السكنيتين القرابعة عشقرة والخامسة عشقرة ‪ ،‬واستخدامها من‬ ‫قبل ضباط المن والجنود العاملين في الكليات العسكقرية والفقرع المنية في‬ ‫المحافظة ‪ ،‬وفوق تلك الطوابق يحافظ طلب جامعة البعث على غقرفهم وأماكن‬ ‫سكنهم ‪ ،‬كما شوهدت سياقرات عسكقرية تتحقرك نحو ذلك المكان ‪ ,‬أيضا ً أصدقرت‬ ‫دوائقر المن في دمشق تعميماً أن المداقرس هي مناطق تابعة لداقرة الفقرع المنية‬ ‫ويمكن استخدامها من قبلهم ‪ ،‬وفع ً‬ ‫ل نقلت بعض المقاقر وكذلك العتاد نحو عدة‬ ‫مداقرس في المدينة ‪ ،‬وغيقر هذا من خطوات مماثلة في بقية المناطق ‪.‬‬ ‫إن هذه الخطوة تبقرهن على‪:‬‬ ‫‪ .1‬عزم النظام في الحفاظ على مساقره الجقرامي وعدم الستسلم أو القركون لي‬ ‫حل أو الحديث عنه ‪.‬‬ ‫‪ .2‬بقرهنة أن المدنيين هم عباقرة عن قرهائن عند النظام ل أكثقر ‪ ,‬فنقل العتاد‬ ‫العسكقري وإداقرة القطع العسكقرية نحو هذه الهداف تعني أنه غيقر عابئ بحياة‬ ‫المدنيين المجاوقرين له ‪ ،‬وهم عباقرة عن قرهائن يحتمي بهم ‪ ،‬وإن تم استهداف مقاقره‬ ‫فسيبدأ باستثماقر القضية على أنها استهداف لمدنين عزل ‪.‬‬ ‫إن التصقريحات التي أصدقرتها الوليات المتحدة الميقركية وغيقرها حول نيتهم‬ ‫بضقرب النظام عسكقرياً جعلت من النظام يتحقرك نحو مقربع الدخول في الحياء‬ ‫المنة ‪ ،‬فقبل هذا كنا نعلم أن الصواقريخ والسلحة والعتاد موجودة في أماكن محددة‬ ‫كانت مجدولة لدينا كثواقر ‪ ,‬أما اليوم فالمقر أصبح أصعب وقربما وضعها النظام في‬ ‫أقبية بيوت أو مشافي أو مداقرس أو مؤسسات خاصة أو عامة ‪ ،‬وهذا سيصعب علينا‬ ‫المهمة القادمة بالحفاظ عليها ‪.‬‬ ‫‪28‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫لست الن في صدد بحث تبعات هذه التصقريحات لكن في نفس سياق حديثنا نستطيع‬ ‫أن نقول أن أثقر التصقريحات الظاهقرة للن هي‪:‬‬ ‫• تهديد أمن المدنيين بوضع السلح مختلف الثقل والتأثيقر بينهم ‪ ،‬وجعلهم دقروعا ً أو‬ ‫قرهائن لضباط النظام ‪.‬‬ ‫• بعثقرة السلح وفقدان أهمية الخقرائط السابقة لمختلف النواع ‪ ،‬وجعل وصول‬ ‫الثواقر إليها صعبا ً وقربما مستحي ً‬ ‫ل )ول أعقرف إذا ما كان هذا هدف للضقربة‬ ‫العسكقرية بحد ذاته!(‪.‬‬ ‫• تقوية عناصقر الشبيحة مقابل إضعاف قوات الجيش السدي النظامية ‪ ،‬وذلك‬ ‫بتشتيت منابع المداد مقابل جعلها أققرب لعصابات الشبيحة ‪ ،‬وقربما بين أيديها بشكل‬ ‫مباشقر وكذلك تصعيب العمل الداقري ضمن القطع العسكقرية نفسها ‪.‬‬ ‫وإذا ما استمقرت المسألة على هذه الوتيقرة فإن السيطقرة على الفقرع المنية‬ ‫والمنشآت العسكقرية يصبح أقل أهمية لنا ‪ ،‬وقربما ضاعت الوثائق وتعددت‬ ‫المسؤوليات ‪ ,‬ويبقى الهاجس الكبقر وهو الناس المدنيين ‪ ،‬وكذلك آلف المعتقلين‬ ‫ووضعهم القراهن ‪ ،‬فهم فع ً‬ ‫ل أصبحوا قرهائن حقيقين في ظل هذه التحقركات‬ ‫المستمقرة يوميا ً وليلً نهاقراً ‪.‬‬

‫وليد فارس‬

‫‪29‬‬

‫العدد السادس‬


‫‪30‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫من الذكريات الليمة‬ ‫بداية الثورة في إدلب كانت بخروج أول مظاهرة من قرية‬ ‫)كفرنبل( في جبل الزاوية ‪ ،‬ومن ثم تبعتها باقي قرى جبل‬ ‫الزاوية ‪ ،‬وقد قا م المن عندها بملحقة المتظاهرين وجمع‬ ‫معلومات عنهم عن طريق الشبيحة والعملء ‪..‬‬ ‫وعن طريق تصوير كل من في المظاهرات واستدعائهم بحجة‬ ‫التعرف عليهم لتلبية مطالبهم ظنا منهم أنهم سيوقفون‬ ‫المظاهرات ‪ ،‬لكنها في الحقيقة زادت أكثر فأكثر لتشمل كل‬ ‫محافظة إدلب ‪ ،‬مثل معرة النعمان وقراها ‪.‬‬ ‫وقد كانت جرجناز البرز في التظاهر ‪ ،‬ثم شملت المظاهرات‬ ‫مدينة أريحا حيث تم إسقاط صنم هبل وتم الدعس عليه مع‬ ‫التكبير ‪ ،‬وبعدها إسقاط صنم معرة النعمان ‪ ،‬حيث سقط على‬ ‫إثرها خمسة وعشرون شهيدا ‪.‬‬ ‫وفي إحدى أيا م التظاهر في يو م جمعة أطلق عليه جمعة‬ ‫)آزادي( اتجه جميع أبناء قرى جبل الزاوية وأبناء معرة النعمان‬ ‫وقراها إلى مدينة إدلب ‪ ،‬حيث كانت قوات المن والشبيحة ‪,‬‬ ‫والذين كان يشتبه بأن بعضهم إيرانيون ‪ ,‬تقف لهم بالمرصاد ‪،‬‬ ‫فكانوا مرابطين في معسكر الطلئع في المسطومة ‪.‬‬ ‫وكانت المأساة الكبرى والفاجعة الولى لهالي إدلب في‬ ‫المجزرة المحزنة التي أودت بحياة مائة شهيد وعدد كبير من‬ ‫الجرحى الذين تم الجهاز عليهم للتخلص منهم ‪ ،‬وقد تم سحب‬ ‫الجثث إلى المشفى الوطني مع رفض تسليمهم للهالي حتى‬ ‫أجبروا الهل على التوقيع بأن أبناءهم قتلوا بيد عصابات مسلحة‬ ‫‪ ...‬هذه بعض الذكريات الليمة لثورة إدلب ‪.‬‬ ‫والتي ل يمكن أن تمحى من ذاكرتنا مهما عفا عليها الزمن ‪...‬‬ ‫صدى اليمان‬ ‫‪31‬‬

‫العدد السادس‬


‫‪32‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫‪ .‬عزيزي أيها الغريب ‪.‬‬ ‫أيها الغريب‪ :‬لن تجد ما كنت تعيشه فيك ‪ ...‬الشوارع أطفأت‬ ‫أنوارها ‪ ..‬والبيوت أفرغت معدتها من الناس والمتعة ‪ ,‬غمس‬ ‫روحك أكثر بزيت الغربة وزيتون الفراق ‪ ،‬تكسرت كل شبابيك‬ ‫الفرح التي كنت تتلصص منها على ابنة الجيران وأعراسها ‪.‬‬ ‫لم يبق من دمشق إل السم والعنوان ‪ ...‬ولن تقوى أصابعك‬ ‫على لملمة مسودات الطفولة المبعثرات تجرحها أحجار الهروب‬ ‫المفاجئ لهلك من قذائف التقوى أو قذائف النظا م ‪ ،‬أنت‬ ‫الجسد المتنازع عليه وفيه ‪.‬‬ ‫دمت للغياب والسل م عليك يو م تعود ‪ ..‬وللمطارات المحبة‬ ‫والحواجز عناوين الرشوة والنتقا م ‪.‬‬ ‫اسم واحد لكم ‪ :‬عائدون‪ ...‬وربما يكتب في صفحة جواز سفرك‬ ‫الجديد ‪ :‬سوري عائد ‪..‬‬ ‫أيها الغريب ‪ :‬إن وجدتني عرفني بنفسي وأهلي ‪ ،‬يعطيك ا‬ ‫وطنا وحسنات سبعا بعدد أبواب بلدك ‪...‬‬ ‫أيها الغريب‪ :‬أنا أموت على شبابيك تطل على باب توما وحديقة‬ ‫ م وصخبٍ‬ ‫خولة بنت الزور ‪ ...‬إن زرت دمشق توقف دقيقَة كل ٍ‬ ‫على روحي الصامتة جراء احتللها عا م ‪ ... 1963‬واقرأ الخاتمة‬ ‫علي من كتاب الختمية والياسمين والشب الظريف ‪.‬‬ ‫واجلس على سجادة أمي ‪ ،‬لن تصرخ عليك فقد ماتت ‪ ،‬خطفها‬ ‫الموت إثر زيارة خاطفة للقاهرة ‪ ،‬وأختي في السنة القادمة ‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫العدد السادس‬


‫نثرت أسرتي نساءها وقبورها على الوطن العربي كله ‪ ،‬حاولت‬ ‫توحيده بالموت بعد أن فشلت في توحيده بالحياة ‪ ،‬ولم تفلح‬ ‫بقيت ‪ ،‬قبورنا مفردة ل يزورها إل الحما م ‪.‬‬ ‫أيها الغريب مرة أخرى عليك السل م ‪ ،‬أنت الذي تصب فنجان‬ ‫قهوتك هنا ‪ ،‬ثم تشربه هناك ‪ ،‬من يحب دمشق أكثر من سواك أو‬ ‫عداك ‪.‬؟ ‪..‬ل يفهم معنى الغربة من كان هناك ‪ ،‬ومن لم تقوى‬ ‫روحه على حمل شوارع وحارات بأكملها ‪ ،‬ومآذن وجوامع‬ ‫وكنائس ومقاه ومدارس وجامعات يذكر فيها اسم دمشق آلف‬ ‫المرات ‪.‬‬ ‫أيها الغريب‪ :‬زاد وزنك ميزان الغربة ل يحتمل هذا الكم من‬ ‫الحزن ‪ ،‬الطائرة ل تستطيع القلع وعلى متنها هذا الوزن من‬ ‫الكآبة والفراق ‪ ،‬تعال ندلف علة حانة المطار ‪ ،‬حتى نخفف من‬ ‫وزن العقل والمبادئ ‪ ...‬ثم نواصل الرحلة إلى ما تبقى من أهل‬ ‫وأصدقاء ‪...‬‬ ‫صلح الحاج صالح‬

‫اللقاء الول‬ ‫قصة‬ ‫‪34‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫بقلم‪ :‬ياسين رمضان ‪.‬‬

‫كحبات غيث وردية تهطل من سماء الفاجأة على صلد فتشق فيها طرق العبور لنسمات الحياة نحو فضاء‬ ‫الفرج الواسع قرعت تلك الرنات بدغدغة صيواني أذنيه ‪ ..‬تناديه وبإلحا ح على غير عادتها قرب فراشه‬ ‫ً‬ ‫الذي ابتل تحته بعرق غزير تفجر من جوف قلبه اللتهب بحر الفراق أنهارا لم يكتب لها على الرغم من‬ ‫غزارتها أن تطفئ نار شوقه ‪.‬‬ ‫بصعوبة بالغة فتح بوابة بصره على مصراعيه ‪ ،‬فهو لم ينم ليلة امس بسبب زوار آخرين كانوا يهزؤون‬ ‫بسمعه الثقيل ‪ ،‬شنف أذنيه ناحية صوت الرنين الندي ‪ ،‬الذي غاب خلف أسوار الغطاء الرقيق الذي كان‬ ‫يلف من قامته الطويلة رأسه وقدميه فق ط ‪ ،‬والذي كان يمنع عن وجهه حرقة الشمس التي عبر شعاعها‬ ‫إلى موطن فراشه عبر فرجة صنعتها بيضة نسر حديدي في سقف غرفته ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫أعاد باستهتار الغطاء إلى وجهه ليمنع ألوان الحشرات من أن تتخذ من جسده الرهق مرتعا لعارك طاحنة‬ ‫ل تقل ضراوة عن تلك التي تجري هناك ‪ ..‬وراء أسوار بيته التصدع التشقق ‪.‬‬ ‫عاد بواب عينيه ليخمد بيسر وسهولة جفنيه كستار رقيق مجعد ينتهي بخيوط بيضاء تزينه وتذيله ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ليسد ل على مسر ح احلم يقظة أخرى ‪ ،‬وليتجاوز استيقاظا جديدا خل ل قيلولته الضطربة الحامية بحر‬ ‫الظهيرة ‪ ..‬من غير أن يأذن له بتعديل جلسة نومه إلى جانب جديد يكون أكثر راحة وأقل حرقة ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫غرق في مشهد الحياة وأخذ يه ئ نفسه ليأخذ دورا في مسرحية الحلم التي فر إليها من واقعه الر ‪ ..‬وبدأ يردد‬ ‫ً‬ ‫دوره أمام اسسى الذي يشاهده قائل ‪:‬‬ ‫أوجعيني يا جراحي أوجعيني ل تراعي من بكائي وأنيني‬ ‫ً‬ ‫لع ‪ -‬فاصل ‪ ..‬صا ح مخرج العرض ليدفعه دفعا للستجابة إلى الصوت الندي الذي سحبه بقوة هذه الرة‬ ‫من واقع حلمه إلى كذبة حياته ‪ ..‬عاد وفتح عينه التي غرقت في وحل دمعة شوشت نظرة حزينة اعتاد‬ ‫عليها هذه ايام ‪ ..‬ليسمع نفس الصوت الندي يردد‬ ‫ً‬ ‫لع ‪ -‬أوجعيني يا جراحي أوجعيني ‪ ...‬ل تراعي من بكائي وأنيني ‪ ..‬هكذا كان يصيح هاتفه الحمو ل محفزا إياه‬ ‫على النهوض‬ ‫سارع ليحمل الهاتف مرة أخرى وهو يشتم صاحب شركة اتصا ل على غبائه ‪ ،‬ثم قا ل ‪:‬‬ ‫لع ‪ -‬نعم ‪ ..‬نعم ‪..‬‬ ‫خرجت الكلمات من فمه الصدئ الذي لم ينبجس ببنت كلمة منذ فترة طويلة ‪ ..‬فالوحدة في قريته الشبه‬ ‫خاليه جعلته يكاد ينس الكلمات ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫لع ‪ -‬مرحبا‪ ،‬أبو سليم؟؟ ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫غرق الصوت في تشويش اعتاد عليه كثيرا ‪ ،‬ليغرق هو في صورة لصاحب الصوت اختفت وراء حجاب السن‬ ‫ً‬ ‫الذي أودى بذاكرته العجوز إلى قرار سحيق ‪ ..‬حاو ل أن يزيل تشويش الصورة وهو يحرك يده ورأسه بحثا‬ ‫عن صفاء لصوت التكلم ‪..‬‬ ‫لع ‪ -‬نعم نعم ‪ ..‬من معي ؟؟ ‪ .‬أجاب بخوف ممزوج بتيه مرتجف وهو يبحث عن صدى صوته في شواطئ‬ ‫دماء الدهر الطويل الذي طواه عمره ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عاد الصوت ليشرق من جديد ‪ ،‬من غير أن تصل به ذكاره إلى صاحب الصوت وراء طيات الزمن قائل ‪:‬‬ ‫‪35‬‬

‫العدد السادس‬


‫لع ‪ .. -‬أريد أن أسألك بعض اسئلة وأتمنى أن تجيبني عليها بصدق ‪.‬‬ ‫ً ً‬ ‫تذكر هذه الكلمة ‪ ،‬فقد سمعها كثيرا كثيرا عبر عقود أربعة قضاها داخل ظلمات أسوار الخوف ‪ ،‬عاف‬ ‫خللها الهجوع ‪ ..‬كان محدثه فيها فق ط الدموع ‪ ،‬بينما وقف الليل ليشهد عليه ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ضحك بصمت ‪ ..‬قائل ‪:‬‬ ‫لع ‪ -‬تفضل ‪ ..‬ولكن أخبرني ‪ ..‬من أنت من معي ؟؟ ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لع ‪ -‬سيدي‪ ،‬أتعرف شخصا اسمه رامز ‪ ،‬أعندك ابن يحمل هذا اسم ؟؟ ‪..‬‬ ‫اضطرب عندما سمع بهذا اسم ‪ ،‬أحس باختلجات أطلقت الدمعة التحجرة في عينه ‪ ،‬فأيقظت شذى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الذكرى التي كادت أن تضوع ‪ ..‬حاو ل كثيرا أن يلهي نفسه بالغرق في دياجير القرون ‪ ،‬ولكن عبثا فقد كان له‬ ‫بهذا اسم ولوع مع كثير من الجموع ‪ ...‬ليقو ل بلهفة كلها حسرة‪:‬‬ ‫ً‬ ‫نعم نعم ‪ ..‬ما له هل سمعت عنه شيئا من أنت ؟؟ ‪..‬‬ ‫قاطعه الصوت مرة أخرى ‪..‬‬ ‫أين هو أتعرف أين هو ان ‪..‬‬ ‫زا ل اضطراب ‪ ،‬صرفه ظن غالب دار في خلده ظن بدأ يغلب بأن صاحب الصوت هو أحد أصدقاء رامز‬ ‫القدماء ‪ ،‬وعاد الشك الواهي ليطغى على صفحة الصوت ‪..‬‬ ‫لع ‪ -‬ل يا بني ‪ ..‬ل أعرف أين رامز ل أحد يعرف أين هو ‪..‬‬ ‫عادت تلك الصورة إلى ذهنه ‪ ،‬الصورة التي يقف فيها رامز مع سبعة آخرين على جدار مسحلح ‪ ،‬وهو مقيد‬ ‫بسلسل تطوي يديه إلى خلف رأسه وظهره ‪ ،‬وقد غلقت عينيه ببرك الدماء ومزق الحلحوم التي خلقتها‬ ‫صواعق الكهرباء في وجهه ابيض السمر ‪ ،‬وأنحاء جسده واسع الصدر ‪ ،‬حتى حولت تلك الثياب الخضراء‬ ‫التي تستخدم عادة للتمويه على اعادي إبان الحروب والعارك ‪ ،‬إلى ما يشبه حظه الشؤوم ‪ ،‬في بلده‬ ‫المزق ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لع ‪ -‬رامز كان في الجيش ‪ ،‬وفقدنا أخباره منذ أكثر من سنة ‪ ..‬استطرد قائل ‪ ،‬فاشتدت غزارة الدمع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫النازلة بشكل منمق في أخاديد وجهه التي ازدادت طول وعرضا بعد فقدان رامز ‪.‬‬ ‫ساد صمت مشوش فترة ‪ ،‬ثم عاد الصوت الشوش ليقرع أنين مسمعيه ‪.‬‬ ‫لع ‪ -‬سألتم عنه استفسرتم عنه بحثتم عنه ؟؟ ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ظهر السؤا ل بنبرة تشعر كأنه يحلح إلحاحا يحمل بقايا نسمات ليالي التي قضاها صاحبه مع رامز ‪..‬‬ ‫لعرفة أقل خبر عن الفقيد ‪ ،‬أي خبر ‪..‬‬ ‫بادر للجابة‪ :‬نعم‪ ،‬ل ‪..‬‬ ‫لم يدر ماذا يقو ل وكيف سيجيب ‪ ..‬تراءى بباله صرخات رامز وهو يقف على الجدار ينظر إلى فوهة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫النار الوجة نحو صدره ‪ ،‬محاول الفكاك من حد قيوده التي كانت تفجر في أطرافه أنهارا مريرة من‬ ‫الدم ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لع ‪ -‬لم نسمع عنه شيئ ا من اليوم الذي فقد فيه ‪ ..‬من يستطع أن يسأ ل ؟! ‪ ..‬كل ما سمعناه أنه حاو ل‬ ‫الفرار من خدمة العلم هو وسبعة من رفاقه وتم اعتقالهم ‪..‬‬ ‫تخيل مرة أخرى عيني رامز الضطربة ‪ ،‬وأنينه الذي ينبع من قلبه ‪ ،‬حاو ل أن يزيح صور النو ح عن‬ ‫مخيلته فلم يستطع حتى تدخل الصوت الشوش مرة أخرى ‪ ،‬فانتشله من بحر متضارب هائج‬ ‫بالفكار ‪..‬‬ ‫‪36‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫لع ‪ -‬نعم ‪ ..‬وبعد ذلك ؟؟ ‪.‬‬ ‫وقف في حيرة من أمره‪ ،‬ماذا يجيب ‪ ..‬أيرد بكلمة تؤرق السامع وتقرع أذنيه بقضاء ل ينفع منه الحذر ‪،‬‬ ‫فيجري على خديه دموع صحبة مظنونة تنحدر من اهتمام ظاهر من خل ل الفؤاد الستعر بالسئلة‬ ‫الطروحة‬ ‫لع ‪ -‬هذا كل ما سمعنها وآخر ما سمعناه ‪ ..‬واسئلة الخفية الخجولة لم تصل بنا إل إلى جواب بخس‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أجبرتنا على أن نثني الشوق عن جدوى اللقاء ‪ ...‬هل سمعت شيئا عنه ‪ ،‬اتعلم خبرا عن مكانه ؟ ‪..‬‬ ‫استغرب من سؤاله اخير‪ ،‬إذا كيف يستقيم أن يسأ ل هذا السؤا ل وهو يعلم الصير الحتوم الذي صار‬ ‫إليه ابنه ‪ ..‬أو كيف لم يلحظ جهل صاحب الصوت بمصير رامز عبر أسئلته ‪ ،‬ولكن هذا استغراب زا ل‬ ‫بتبرير أطلقته نفسه ‪ ..‬الغريق يتعلق بقشة ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لع ‪ -‬أعرف واحدا يأتيك بخبره اليقين ‪ ..‬كررها صاحب الصوت مرات قبل أن يفهمها أبو سليم ‪.‬‬ ‫ضحكت نفسه‪ ،‬بينما كانت عيناه تشرب الذكرى فتلد الدموع ‪ ،‬نعم إن الشوق يبعد دهاة القوم عن‬ ‫الدهاء ‪ ،‬لقد تكررت هذه الكلمة على هذا الهاتف أكثر من مائة مرة ‪..‬‬ ‫لع ‪ -‬كلهم كاذبون خرجت الكلمة كرد على صولة البغي التي ظنها ‪ ،‬لقد انفلتت من لسانه من غير أن‬ ‫تستأذن إراداته ‪ ..‬أتبعها باعتذار سخي على السامع‬ ‫لع ‪ -‬ل تعتذر سيدي أنا أقدرك ‪ ..‬لكن أريد أن تسمعني حتى النهاية من غير مقاطعة ‪ ..‬تمام ؟ ‪.‬‬ ‫لع ‪ -‬نعم تفضل يا بني‪ ،‬ولكنك لم تخبرني حتى ان من أنت ‪...‬‬ ‫قاطعه الصوت على عجل‪:‬‬ ‫لع ‪ -‬رامز حي يرزق ‪ ..‬رامز عايش ‪..‬‬ ‫شعر باختلجات جديدة كادت تمزق كبده المزق ‪ ،‬لقد جاءت نبرة الكلم أكثر ثقة هذه الرة ‪ ،‬ثقة‬ ‫ً‬ ‫كادت تصعقه ‪ ،‬كيف يمكن أن يكون حيا يرزق ‪ ،‬وقد شاهد القطع الذي سق ط رامز وأصدقاؤه في‬ ‫آخره صرعى النار التي مزقت أجسادهم لو تستطع دماؤهم إطفاء لهيبها ؟ ! ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫عاد إلى رشده واستغنى عن ما يجري في سره متخليا عن صمته ‪..‬‬ ‫لع ‪ -‬نعم ‪ ..‬قالها باستهتار بالغ توحي بتكذيب الخبر ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فانطلق الصوت بروي أحداثا تتوافق مع رؤى كان يعتقد أن الشوق هو الذي كان يصنعها له في‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫منامه ‪ ،‬جاعل منها صورا حية في قلبه فق ط ‪ ،‬ويرسمها من خيوط امنيات التي ألهمه إياه حبه‬ ‫ً‬ ‫الغامر لبنه رامز ‪ ..‬أحداثا شاهدها رأي العين في نومه طو ل شهور ماضية أعقبت ورود السيارة‬ ‫بالخبر الكلوم عن ابنه رامز ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫روى له الصوت ما شاهده بعيني قلبه ليقطع بصره حبل أحلمه عن رامز الذي ارتمى في مسرعا‬ ‫لتتلقفه أحضان ارض التي كان حبه لها سبب مهلكه ‪ ..‬ولكنها ارض التي ل تستغني عن الوفاء‬ ‫بالحب لعاشقيها ‪.‬‬ ‫نجا من الرصاص بينما قتل الجميع كما يده التي أبت إل أن تلثم نار اللظى متحدية طغيان‬ ‫الجبابرة ‪ُ ..‬حمل إلى الشفى ‪ ،‬فعقيدة العقيد تقو ل بأن القدر ل يجابه ول يواجه ويجب الخضوع‬ ‫لرادته ‪ ،‬وقد اختار القدر رامز ليرمز بايقي حياته عن مآسسي أمته التي كانت بين سجين الظلم‬ ‫وسجين الظلم ‪..‬‬

‫‪37‬‬

‫العدد السادس‬


‫قضسى ما تبقى له من أيام في سجونه أسير شجونه على عرجون أبيض انتشله من تراب بلده‬ ‫ً‬ ‫اسير ‪ ،‬ثم حمل على قيوده نحو تلك الزنزانة وس ط الصحراء التي ل يقل قلبه شوقا لها عن تلك‬ ‫الجبا ل ‪ ..‬هناك في شما ل البلد ‪ ،‬حيث قضسى نافلة من عمره كادت تكون اخيرة ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بعد تسعة شهور ولد مرة ثانية ‪ ،‬ورأى شمسا جديدة قد طالها القصف الذي تتزين به يده التي‬ ‫تحت التراب ‪ ،‬ولكنه ولد بطرف واحد هذه الرة ‪ ،‬بعمر مختلف ‪ ،‬وبشوق مختلف وبقلب‬ ‫مختلف ‪..‬‬ ‫لقد تهذبت نفسه‪ ،‬تعهدت في علنها بأن تبقى على الوفاء واخلص للمخلص اوحد ‪ ،‬القائد ‪..‬‬ ‫بينما كان سره قد عاهده على الوفاء لحبه اوحد بلده وخلصه ‪.‬‬ ‫كل تلك الكلمات تحلخصت بحروف رأى بعدها سامعها النور يخرج من سماعة الهاتف ليقف‬ ‫ً‬ ‫مشدوها من وقع الخبر ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫لع ‪ -‬رامز على باب دارك ان ‪ ..‬استطرد الصوت مرة أخرى وارتفعت حدته ممزوجا ببكاء غير الذي كان‬ ‫يهب ط من عينيه داخل الظلمات ‪ ،‬وكأنه يعجز عن الصبر في توريد الخبر نحو قلب الشيخ الكبير‬ ‫لع ‪ -‬أبي أنا رامز ‪ ..‬أنا رامز يا أبي ‪ ..‬كررها مرات ومرات ‪.‬‬ ‫خيم الصمت ‪ ..‬تحجرت الدمعة مرة أخرى في عين أبي سليم ‪ ،‬لم يستطع الكلم ‪ ،‬لقد فقد كل كلمة‬ ‫علمه إياه زمنه الصعب الرير ‪ ،‬أحس بتلك اليد تنتشله من القاع السحيق الذي وصل إليه فكره‬ ‫ُ‬ ‫محاول إماطة اللثام عن صورة شوشها علقه الذي عهد منه أنه مستودع غدر في مثل هذه الحالت ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سمع شهيقا كشهيق الطير ‪ ..‬اعتاده كثيرا عندما كان رامز يعيش في عتمة الصبا ‪ ،‬لكنه لم يأته من‬ ‫هاتفه الحمو ل ول من صورة رامز العلقة على الجدار ‪ ،‬سمعه من هاتف يصرخ على الباب ‪ ،‬مع طرق‬ ‫سريع وقوي على الحلقة التي كادت تفتت الحديد العلق تحتها ‪ ،‬كما تفتت قلب أبي سليم ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫زحف نحو الباب زحفا ‪ ،‬فالوقف أصعب من تتحمله أقدام ‪ ،‬زحف مرة أخرى وهو يدعو ا أن ل‬ ‫ً‬ ‫تكون مزحة جديدة قد ركبها أحد الرفاق الذين يتوعدونه بالكر دوما‬ ‫زادت غزارة الدمع من عينه ‪.‬‬ ‫فتح الباب ‪ ..‬وانقطع الدمع كما النفس ‪ ..‬بصمت تكلم اللسان والوجهة ‪.‬‬

‫‪38‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫لحظات من قلب أحياء حمص الحاصرة م م م م م م م م م م م م م م‬

‫زكي دروبي‬

‫انشغل سكان احياء الحاصرة بمدينة حمص بالتحضير لحتفا ل رأس السنة اليلدية على طريقتهم الخاصة ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فقد كانوا مشغولين بتفادي قذائف الهاون التي تهطل عليهم كل يوميا منذ ما يزيد عن سبعة‬ ‫أشهر ‪ ،‬ومازالت كذلك‪ ،‬وتفادي الصواريخ‪ ،‬وقصف‬ ‫الطائرات‪ ،‬والحصو ل على "مونة" اسبوع من لجنة‬ ‫اغاثة التي جردت ما تحويه النطقة من أشياء تؤكل في‬ ‫الناز ل والستودعات وخلفه الوجودة ضمن الناطق‬ ‫الحاصرة‪ ،‬وأخذت توزعه على الناس الحاصرين كل‬ ‫ً‬ ‫أسبوع تقريبا كحصة غذائية تتكون بالغلب واعم من البرغل‬ ‫والرز‪.‬‬ ‫من يعيش في أحياء حمص الحاصرة يعيش خارج التاريخ‪ ،‬خارج الزمن التقليدي للناس العاديين‪ ،‬هم يعيشون‬ ‫ً‬ ‫بانتظار لحظة سقوط النظام‪ ،‬ويؤرخون ليومياتهم بتاريخ بدء الحصار عليهم‪ ،‬تراه دائما في أدبياتهم "اليوم الكذا‬ ‫على بدء الحصار" واليوم او ل من كانون الثاني لعام ‪ 2013‬هو اليوم الثامن بعد الئتين على الحصار‪.‬‬ ‫ل شسيء جديد في حياة السكان الحاصرين إل تطور القذائف التي تهطل عليهم من قذائف الهاون إلى قصف‬ ‫ً‬ ‫الصواريخ والطائرات وصول إلى استخدام الغازات السامة ضدهم‪.‬‬ ‫حوصرت احياء من قبل جيش النظام السوري ومنع عنهم الطحين واكل والغاز والازوت والكهرباء واتصالت‬ ‫و‪ ....‬إلخ لن ثوارها " حرروها " من حواجز امن التي كانت تسسيء للناس وتهينهم‪ ،‬أثناء التوقف عندها لتفتيشهم‬ ‫والتأكد من هوياتهم‪ ،‬ولنها – أي الحواجز امنية – كانت تطلق الرصاص الحي على التظاهرين السلميين بهذه‬ ‫ً‬ ‫احياء‪ ،‬فكان أن قررت مجموعات ثوار هذه احياء التخلص من هذه الحواجز امنية‪ ،‬وفعل تم لهم هذا‪ ،‬وفقد‬ ‫النظام أي سيطرة على هذه الناطق‪ ،‬ومناطق أخرى استطاع استعادتها بعد أن دمرها‪ ،‬وهجر سكانها‪ ،‬كأحياء‬ ‫الريجة وباب السباع وكرم الزيتون وجب الجندلي ‪ ....‬إلخ‪ ،‬واستطاع الثوار الصمود ببايقي الناطق كالخالدية‬ ‫وحمص القديمة وجورة الشيا ح و‪. ...‬‬ ‫العنويات مازالت مرتفعة و"عالو ل" حسب أبو مازن الحمصسي الناش ط اعلمي بقلب مدينة حمص القديمة‬ ‫الحاصرة‪.‬‬ ‫أبو مازن كان من مؤسسسي تنسيقيات حمص القديمة‪ ،‬واضطر بوقت من اوقات لحلخروج من سورية إلى مصر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ليقود مظاهرات الجالية السورية بمصر فترة ليست بالقليلة‪ ،‬ثم ليعود متسلل عبر الحدود اللبنانية إلى مدينته‬ ‫ً‬ ‫مدينة حمص‪ ،‬ويقضسي أيامه محاصرا مع من تبقى من أهالي حيه في حمص القديمة‪ ،‬بعد فرض الحصار عليها من‬ ‫قبل جيش النظام ‪.‬‬ ‫العنويات العالية لدى سكان تلك احياء هي ما نفتقدها نحن في الخارج‪ ،‬فمحدثي أبو مازن ليزا ل يحتفظ بحسه‬ ‫الفكاهي‪ ،‬فحين سألته عبر السكايب ما هو أو ل شسيء تفعله عندما تستيقظ؟ فكان جوابه " الحموصسي أو ل شسيء‬ ‫بيعملو وقت بيفيق انو بيفتح عينيه"‪ ،‬وحدثني عن آخر نكتة حمصية " قا ل " في واحد حومصسي كان واقف قرب‬ ‫برج دبي‪ ،‬سألو واحد ماشسي بالطريق إن شاهد طفل شعره أشقر وعيونه زرق‪ ،‬فقا ل له الحومصسي اتبعني‪ ،‬وصعد‬ ‫ً‬ ‫برج دبي كامل‪ ،‬وكلما سأله إلى أين نحن ذاهبون؟ رد عليه الحومصسي اتبعني وبس‪ ،‬وحين وصل إلى السطح‪ ،‬قا ل له‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الحومصسي شوف قديش في ناس بالشارع‪ ،‬فأجابه السائل مستغربا متسائل ايه‪ ،‬قا ل له الحومصسي ما لقيت واحد‬ ‫تاني بالشارع تسألوا غيري أنا "‪. .‬‬

‫‪39‬‬

‫العدد السادس‬


‫هل لديكم خبز؟ فأجابني أبو مازن إنهم يطحنون القمح بواسطة مطحنة حجرية بدائية‪ ،‬ويقومون بعمل العجين‬ ‫وخبزه من الطحين الناتج عن هذه الحنطة‪.‬‬ ‫من يسمع هذا الكلم يتخيل أنه خبز عادي وطعمه جيد‪ ،‬لكن د‪ .‬مازن أحد أطباء مشفى من الشافي اليدانية‬ ‫ً‬ ‫البدائية الوجودة في عدة أماكن من حمص أوضح أن طعمه سي ئ جدا‪ ،‬وهم مضطرون تحت ضغ ط الجوع لكله‪،‬‬ ‫شعور لم ولن يحس به إل من عاشه نسسي الحاصرون شكل الخضار والفاكهة‪ ،‬فهم يعيشون على البرغل والرز‬ ‫وخلفه أما الخضار والفواكه فهي من كماليات الحياة التي ل نملكها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫توزيع اغاثة تقوم به لجنة مختصة‪ ،‬وهناك أيضا قاضسي وشرطة وجهاز إداري كامل ينظم شؤون الناس‬ ‫الحاصرين‪ ،‬حياة بدائية أو حياة مشاع‪ ،‬هي وصف ملئم لحياة الناس الوجودين تحت الحصار‪ ،‬فل يستعملون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نقود ا في حياتهم اليومية‪ ،‬فالكل يأتي من اغاثة مجانا‪.‬‬ ‫الكل مشغو ل طوا ل ساعات النهار‪ ،‬إما بمحاولة جلب الاء من البئر عبر تشغيل مولدة الكهرباء ثم مضخة الاء‬ ‫وإيصا ل الاء لخزان البيت‪ ،‬أو عبر تأمين الواد الغذائية للمنز ل‪ ،‬أو عجن العجين وصناعة الخبز على نار الحطب‬ ‫ً‬ ‫لنعدام الحروقات لديهم بسبب القصف والحصار‪ ،‬أو تفادي القذائف والقصف الهاطل عليهم يوميا بشكل‬ ‫مفاجئ دون سابق إنذار‪.‬‬ ‫الزواج والدراسة من أمور حياتهم التقليدية‪ ،‬فهناك الشيخ الذي يعقد القرآن‪ ،‬وهناك بعض العلمين ممن لزالوا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫محتجزين في هذه احياء الحاصرة‪ُ ،‬يدّرسون اطفا ل بعض ا من مناهج الرحلة ابتدائية‪ ،‬كي ل ينسسى الطفل نهائيا‬ ‫ما درسه قبل الثورة‪ ،‬والدراسة تقتصر فق ط على الرحلة ابتدائية‪ ...‬الكهرباء القطوعة منذ ستة أشهر تشكل‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫أيضا هما فوق همومهم اليومية‪ ،‬فهم يعتمدون حاليا على الولدات التي تعمل على الازوت‪ ،‬الخزن في بيوت الناس‬ ‫ً‬ ‫الوجودين أو الهجرين من الحي‪ ،‬وطبعا يتواصلون مع العالم الخارجي عبر انترنت الفضائي الذي هرب للناشطين‬ ‫قبيل اطباق على احياء الحاصرة للتخلص من تحكم النظام بالنترنت وقطعها عن الناس ‪.‬‬ ‫هي لحظات من حياة هذه "العائلة الكبيرة" الؤلفة من ‪ 800‬عائلة محاصرة في قلب مدينة حمص من قبل جيش‬ ‫النظام السوري‪ ،‬وتتعرض للقصف اليومي وتكابد في سبيل البقاء على قيد الحياة فق ط لرؤية لحظة سقوط‬ ‫ً‬ ‫النظام‪ ،‬عشتها معهم وأعيشها معهم يومي ا‪ ،‬عبر تواصلي من خل ل السكايب مع الناشطين اعلميين بالناطق‬ ‫الحاصرة‪ ،‬لن يصدق الناس أن هناك ‪ 800‬عائلة محاصرة " نساء وأطفا ل وشيوخ عجائز" تعيش بالشكل البدائي‬ ‫ً‬ ‫للنسان؛ تولد النساء على أيدي " الداية " في الشفى اليداني‪ ،‬يأكلون خبزا من طحين صنع بطاحون بدائي حجري‪،‬‬ ‫يطبخون طعامهم على نار الحطب لفقدان الغاز‪ ،‬بالقابل يمكننا أن نفهم أن نظام مجرم كنظام اسد يستطيع‬ ‫فعل ذلك‪ ،‬لكن ماذا عن العارضة السياسية؟ وماذا عن قادة الجيش الحر التناحرين فيما بينهم خارج حمص‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫الحاصرة‪ ،‬بينما يموت الناس في الداخل‪ ،‬لقد شكل حديثا ائتلف الوطني العارض ول زا ل حتى ان الخلف على‬ ‫ً‬ ‫أشده بين افرقاء على توزيع الناصب داخل ائتلف‪ ،‬وأخيرا احتفل قائد الجيش الحر بعد خسارته معركة حي دير‬ ‫بعلبة بترفيع نفسه من رتبة عميد إلى رتبة لواء‪.‬‬

‫‪40‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫صور من تاريخنا‬

‫•‬

‫كان اليهود يقيمون على جبل صهيون في مدينة القدس ‪ ،‬بمعزل عن المسجد القصى وكنيسة‬ ‫القيامة ‪ ،‬وفي الققرن الخامس عشقر للميلد شكلوا بعض التنظيمات السقرية التي أخذت تفقرض‬ ‫التاوات لصالح الطائفة ‪ ،‬وتوقع العقوبة سقراً بمن يقرفض دفع ما عليه ‪...‬‬ ‫وقد ذكقر الّقرّبي " عوبديادي بقرطينوقرو " أحد مشاهيقر أحباقر اليهود في تلك الحقبة من الزمن ‪،‬‬ ‫في قرسالة له من القدس بأنهم حاولوا إجباقر أحد اليهود على دفع أتاوة لتمويل بعض التنظيمات‬ ‫السقرية التابعة لهم وكان ذلك في عصقر السلطان المملوكي " قا يتباي " )‪،(1496 /1468‬‬ ‫ولما قابلهم اليهودي بالقرفض ‪ ،‬وقع تحت التهديد والقرهاب من قبل أبناء الطائفة وقادة‬ ‫التنظيمات السقرية ‪ ،‬فآثقر الدخول في السلم ‪ ،‬واغتاظت أمه من قسوة اليهود وزعماء الطائفة‬ ‫عليه فأسلمت هي الخقرى ‪ ،‬وأوقفت بيتها الواقع في حي اليهود ليكون مسجداً ‪،‬للمسلمين ‪،‬‬ ‫ومجاوقرًا لمعبد اليهود ‪ ،‬فلجأ المسلمون في المدينة سنة "‪ "1475‬م إلى المحكمة الشقرعية‬ ‫بالقدس يطالبون بإجلء اليهود من مجاوقرة المسجد الجديد وإزالة معبدهم ‪ ،‬وأصدقرت المحكمة‬ ‫حكمها لصالح المسلمين ‪..‬‬ ‫ولكن تبين بأن الحكم ل يصبح نافذًا إل بعد التصديق عليه من المحكمة العليا بالقاهقرة ‪ ،‬وفي‬ ‫انتظاقر التصديق قام بعض المسلمين ببعض أعمال الهدم والزالة ‪....‬‬ ‫ولكن ققراقر المحكة العليا كان مخالفاً ‪ ،‬فقد نقضت حكم المحكمة الشقرعية بالقدس ‪ ،‬وأفتت بأنه‬ ‫ل ضيقر بأن يقوم مسجد المسلمين في حاقرة اليهود وبجواقر معبدهم ‪ ...‬وأمقرت بإعادة بناء ما‬ ‫تهدم على نفقة المسلمين ‪....‬‬

‫‪41‬‬

‫العدد السادس‬


‫الحكم في القرآن‬ ‫ــــــــــــــ‬ ‫بحيم ممث ل يجم مموز لبتم ممدأ مثلم ممي أن يصم ممحح أو‬ ‫ً‬ ‫يخطأ أيا من الفريقين ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ولك ممن ال ممذي أريم د أن أق مموله ب ممأن ك ممثيرا م ممن‬ ‫النمماس وبخاصممة بعممد ثممورات الربيممع العرب ي‬ ‫ووص م ممو ل أص م م ممحاب الفك م م ممر اس م م لمي إل م م ممى‬ ‫ع ممروش تك ممثير م ممن ال ممدو ل ب ممدؤوا أو ص ممعدوا‬ ‫م ممن اللهج ممة العدائي ممة لك ممل م ممن ين ممادي ب ممأن‬ ‫تكون الشريعة هي مصدر الحكمم ‪ ،‬ولا كمان‬ ‫الطع ممن فممي اس لم مباش ممرة يكل ممف خس مران‬ ‫أداة الطع م ممن ونف م ممور ك م ممثير م م ممن الس م مملمين ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كم ممان الطعم ممن موجه م ما نحم ممو الساسم ممة الم ممذي‬ ‫ينتحل م ممون الفك م ممر ال م ممديني تح م ممت ذريع م ممة أن‬ ‫الممدين لم والمموطن لحلجميممع أو لنقممل فممي هممذا‬ ‫الق ممام الحك ممم ح ممق الجمي ممع ‪ ...‬الله ممم إل إذا‬ ‫اعتبرنم م م ا الس م م مملمين م م م ممن الجمي م م ممع فيك م م ممون‬

‫لق ممد امت مماز اس لم ع ممن س ممائر ادي ممان ب ممانه‬ ‫ديم ممن شم ممامل عم ممام ‪ ،‬يتنم مماو ل جميم ممع جزئيم ممات‬ ‫الحيمماة ‪ ،‬ولهممذا كممان الممدين فممي حيمماة السمملم‬ ‫ً‬ ‫هو الركيزة اولى التي ينطلمق منهمما سمماعيا فمي‬ ‫طريق الدنيا نحو السعادة ‪..‬‬ ‫ولعم م ممل العمم م ممدة عنم م ممد عمم م مموم السم م مملمين أن‬ ‫ام م ور السياسم ممية وقواعم ممد السم مملطان هم ممو‬ ‫ً‬ ‫مم م مما ي م ممدخل ض م مممن أحك م ممام ال م ممدين تقيي م ممدا‬ ‫ً‬ ‫وإطلق م ما ‪ ،‬وأن التطم ممبيق اس م مى لحلحكم ممم ل‬ ‫يكون إل الأخوذ عن شرع ا ‪.‬‬ ‫لممن نخمموض هاهنمما فممي تممبيين الحكممم الشممرعي‬ ‫لتم م ممارك تشم م ممرع الم م ممرب سم م ممبحانه فم م ممي أنظمم م ممة‬ ‫الدولممة وقممانون الس مميادة والس مملطان فيه مما ‪،‬‬ ‫فهم ممذا أم ممر ق ممد أطن ممب بالحم ممديث عن ممه أه ممل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫العل م ممم س م مملفا وخلفم م ما ‪ ،‬واتفق م مموا واختلف م مموا‬

‫‪42‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫الحك م ممم ح م ممق غي م ممر الس م مملمين ‪ ،‬كم م مما ح م ممدث‬ ‫ويحدث ‪..‬‬ ‫ومممن ذل ممك م مما قرات ممه ف ممي ص ممفحات ص ممحيفة‬ ‫اتابعهم م مما وأحببهم م مما إلم م ممى قلم م ممبي وه م ممي صم م ممحيفة‬ ‫أحف مماد خال ممد ‪ ،‬حي ممث ق ممرأت ف ممي الع ممدد )‪(73‬‬ ‫منه م م مما زاوي م ممة بعن م م مموان ) الحك م م ممم وام م م ر ف م م ممي‬ ‫القم مرآن( للسممتاذ موفممق زريم ق ‪ ،‬ي ممذكر فيه مما‬ ‫النظ م ممرة ال م ممتي اس م ممتقراءها لحلحك م ممم ومع م ممانيه‬ ‫وم م ممدلوله فم م ممي الق م م مرآن الكري م م م حيم م ممث قم م مما ل‬ ‫استاذ الكمماتب ‪) :‬الحكممم فممي القمرآن ل يعنممي‬ ‫الحكم السياسسي أو السلطة أو الدولة ‪ ،‬بل‬ ‫يعن م ممي القض م مماء أو حك م ممم القض م مماء ‪ ،‬ول ممذلك‬ ‫نق ممو ل محكم ممة ‪ ..‬أو نق ممو ل حك ممم القاضس ممي ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وكل ايات تؤكد ذلممك بشممكل واضممح جممدا ‪،‬‬ ‫لك م م م م م ممن الص م م م م م ممحلحة السياس م م م م م ممية للس م م م م مملم‬ ‫السياسسم م ممي قم م ممامت بتحري م م ف معنم م ممى اي م ممات‬ ‫وصرفها إلى دللة الحكم السياسسي وسلطة‬ ‫الدولة واعتمادهمما فممي عمليممة التكفيممر لممن ل‬ ‫يحكممم فممي الممدو ل باسممم الممدين والشممريعة( ‪ .‬ا‬ ‫ه‬ ‫أقممو ل وبمال التوفيممق ‪ ،‬فممي هممذا الكلم كممثير‬ ‫م م ممن النظ م ممر واسم م راف غي م ممر تغيي م ممر الح م ممق‬ ‫الفه مموم ع ممن كت مماب ا م ‪ ،‬وأن مما هن مما ل أنتق ممد‬ ‫ك مماتب ذل ممك الق مما ل ‪ ،‬ب ممل أنتق ممد الق مما ل بح ممد‬ ‫ً‬ ‫ذاتممه مسممتخدما حقممي فممي الممدفاع عممن وجهممة‬ ‫نظر أرى أن الحكمة تقضسممي عممدم السمكوت‬ ‫عنها ‪...‬‬ ‫م م ممع التسم ممليم الكام م ممل بم ممأن الحك م ممم فم ممي لغ م ممة‬ ‫العممرب يعنممي القضمماء كممما أن الحمماكم يعنممي‬ ‫منف ممذ الحك ممم ‪ ،‬إل أن تفس ممير آي ممات الق ممرآن‬ ‫عل م ممى ظ م مماهر اللغ م ممة فق م مم ط دون الغم مموص ف م ممي‬

‫دللت اللغ م ممة واس م ممتعمالت الش م ممريعة له م مما‬ ‫يكون من الخطأ بمكان ‪..‬‬ ‫لق ممد فهمنم مما مم ممن علم مموم الشم ممريعة أن ال ممدين‬ ‫جم مماء باصم ممطلحات خصصم ممت فم ممي كم ممثير مم ممن‬ ‫احيان العنى الذي تد ل عليه لفظة لغوية‬ ‫ممما ‪ ،‬أو عممدتها إلممى معمماني أخممرى ل تممد ل عليهمما‬ ‫اللغ م م ممة ‪ ،‬وقم م ممد اص م م ممطحلح اصم م م وليون عل م م ممى‬ ‫تسم مممية عميلم ممة إخ م مراج الكلمم ممة عم ممن العنم ممى‬ ‫اللغم م مموي أو تعم م ممديته إلم م ممى مم م مما ل يم م ممد ل عليم م ممه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اللفم م ممظ فم م ممي اللغم م ممة وض م ممعا شم م ممرعيا ‪ ...‬كمم م مما‬ ‫اص م ممطحلحوا علم م ممى تس م مممية ه م ممذا الن م مموع مم م ممن‬ ‫العاني التي حملتها تلك الفماظ بالحقيقمة‬ ‫الشرعية ‪،‬‬ ‫فالحقيق ممة الش ممرعية ه ممي اس ممتعما ل اللف ممظ‬ ‫ضم مممن وض ممع الشم ممارع لم ممه ‪ ،‬ل ضم مممن وض ممع‬ ‫اللغ م م ممة ل م م ممه ‪ ،‬ويقابله م م مما الحقيق م م ممة اللغويم م ممة‬ ‫والحقيقة العرفية ‪.‬‬ ‫وعل م ممى ه م ممذا فق م ممد يك م ممون للكلم م ممة أو اللف م ممظ‬ ‫حقم م ممائق مختلفم م ممة العنم م ممى بحسم م ممب الوض م ممع‬ ‫‪،‬فتحممل فمي الشممرع حقيقمة شمرعية وتحمممل‬ ‫فممي اللغممة حقيقممة لغويمة وثالثممة عرفيممة ‪ ..‬ول‬ ‫أد ل عل ممى ه ممذا م ممن العن ممى ال ممذي ت ممد ل علي ممه‬ ‫ً‬ ‫كلمممة الصمملة مثل‪ ،‬فهممي كلمممة تممد ل فممي أصممل‬ ‫الوضع اللغموي حقيقممة علممى المدعاء ‪ ،‬بينمما‬ ‫ت ممد ل حس ممب الوضممع الش ممرعي حقيق ممة عل ممى‬ ‫اعمم م مما ل الخصوص م ممة الفتتحم م ممة بم م ممالتكبير‬ ‫والختتمة بالتسليم‪ ،‬وقد يكمون لهما حقمائق‬ ‫عرفية تختلف باختلف الزمان والكان ‪.‬‬ ‫ولا كممان اصل فممي الكلم الحقيقممة ‪ ،‬تكممون‬ ‫الحقيق م م م ممة الش م م م ممرعية ه م م م ممي العت م م م ممبرة عن م م م ممد‬ ‫الحم م ممديث فم م ممي سم م مماحات الشم م ممرع والكلم فم م ممي‬ ‫‪43‬‬

‫العدد السادس‬


‫ً‬ ‫وتزيم م م م د علي م م م ممه أيضم م م م ما‪ ،‬أي بينهم م م م مما عم م م م مموم‬ ‫ً‬ ‫وخصوص ‪ .‬هذا أول ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثانيا‪ :‬اصمطحلح أهممل العلمم علمى تعريف كلمممة‬ ‫)حك م ممم( بمعن م ممى يزيم م د عل م ممى م م مما ت م ممد ل علي م ممه‬ ‫اللغ م م ممة ‪ ،‬ب م م ممل ك م م ممان له م م ممم فيه م م مما اس م م ممتعمالت‬ ‫تختل ممف م ممن ب مماب إل ممى ب مماب ‪ ،‬حي ممث أنه ممم رأوا‬ ‫أن الحكم واللك والسلطان بمعنمى واحمد ‪،‬‬ ‫أي ه ممو وليممة ام ر الممواردة ف ممي ق مموله تعممالى ‪:‬‬ ‫} وأطيعوا ا وأطيعوا الرسو ل وأولمي امر‬ ‫منكم { وهو السلطة التي تنفذ احكممام ‪ ،‬أو‬ ‫ه ممو عم ممل امم ارة ال ممتي أوجبه مما الش ممرع عل ممى‬ ‫السمملمين ‪ ،‬وعمممل امارة هممذا هممو السمملطة‬ ‫ال م م ممتي تس م م ممتعمل ل م م ممدفع التظ م م ممالم ‪ ،‬وفص م م ممل‬ ‫التخاصممم ‪ ..‬أو هممو مباشممرة رعايممة الشممؤون‬ ‫بالفعم ممل ‪ ،‬ض م مممن ضم ممواب ط وض ممعها الش م ممرع‬ ‫وقي ممد الخ مماطبين به مما ‪ ،‬وكممل ه ممذا ي ممد ل عل ممى‬ ‫معنى واحد ‪.‬‬ ‫كم م م مما يس م م ممتعمل الحك م م ممم عن م م ممد اصم م م وليين‬ ‫للدللم ممة ‪ :‬خطم مماب الشم ممارع التعلم ممق بأفعم مما ل‬ ‫العبمماد وهمذا يشمممل جميممع جزئيممات العبمماد‬ ‫ً‬ ‫مممن أدقهمما وأصممغرها وأقلهمما شممأنا إلممى أعلها‬ ‫ً‬ ‫وأكبرهم ا وأوسممعها ‪ ،‬ش ممامل ب ممذلك الخط مماب‬ ‫بكم ممل ام م ور السياسم ممية وأحكم ممام السم مملطان‬ ‫وامارة ‪.‬‬ ‫والحك ممم ال ممذي يبح ممث ف ممي أب ممواب السياس ممة‬ ‫والس مملطان ه ممو الم مراد ف ممي ك ممثير م ممن ايممات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وإنما سمي السلطان حاكمما وفعلممه حكمما ‪،‬‬ ‫لنمه القممادر عممادة علممى تنفيممذ احكممام ومنممع‬ ‫الناس من تجاوزها ‪.‬‬ ‫وبممالعموم ف ممإن حك ممم ا م ه ممو أم ممره ونهي ممه ‪،‬‬ ‫وأحكممام ا م هممي حممدوده الممتي حممدها لخلقممه‬

‫مواض م مميعه وأص م مموله ومض م ممانه ‪ ،‬ويم ممزو ل أي‬ ‫اعتب م ممار لحلحقيق م ممة اللغويم ممة أو العرفي م ممة ف م ممي‬ ‫أم م م م ممور الش م م م ممرع ‪ ،‬عن م م م ممد وجم م م ممود الحقيق م م م ممة‬ ‫الشم ممرعية ‪ ،‬اللهم ممم إل مم ممن بم مماب الجم مماز ‪ ،‬أو‬ ‫عن ممد قي ممام ال ممدليل الص ممارف إل ممى إح ممداهما‬ ‫دون الشريعة ‪.‬‬ ‫وه م ممذا ينم م ممدرج تحم م ممت القاعم م ممدة الم م ممتي اتفم م ممق‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ ْ‬ ‫العلممماء عليهمما ‪ِ :‬بمأّن ا ِتفمماق َعلممى أّن الَحْممَل‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ّ‬ ‫َ َْْ‬ ‫َعلممى الفُهمموِم الش مْرِع ّ ِي َحْي مث أْمك مَن ِفممي لف مِظ‬ ‫ّ‬ ‫الشاِرِع َواِجٌب ‪.‬‬ ‫وم ممن هنم مما كم ممان اقتصم ممار فم ممي تفسم ممير كلمم ممة‬ ‫ً‬ ‫)الحكممم( علممى دللتممه اللغوية أمممرا يخممالف‬ ‫الفه م مموم العلم م ممي ف م ممي اس م ممتخدام الف م مماظ ‪..‬‬ ‫وبخاص م ممة إذا ك م ممان الكلم ع م ممن اسم م تعما ل‬ ‫القرآنممي لهمما ‪ ،‬وكان فهممم معنممى كلمممة )حكممم(‬ ‫علممى نحممو ممما جمماءت بممه اللغممة فقمم ط ‪ ،‬وحمممل‬ ‫السمملمين عليممه مممن بمماب الخطممأ الواسممع فممي‬ ‫معرفة علوم الدين ‪...‬‬ ‫وكممما بينممت فقممد أفمماض العلممماء القممو ل بممأن‬ ‫الفهممم لمما جمماء فممي الكتمماب يكممون باسممتخدام‬ ‫العنممى الش ممرعي الممذي أس ممقطه الشممارع عل ممى‬ ‫ً‬ ‫اللفم م ممظ أول ‪ ،‬ثم م ممم يم م ممأتي اس م م تعما ل الم م ممذي‬ ‫س م ممارته اللغ م ممة أو الع م ممرف ‪ ،‬ل عل م ممى مح م ممض‬ ‫الدللة اللغوية فق ط ‪.‬‬ ‫ومن هنما تمرى أن ادعماء بمأن ايات الكمثيرة‬ ‫الممتي وردت فممي الق مرآن والممتي تسممتخدم كلمممة‬ ‫)الحكممم( بمعنممى القضمماء وفمص الخصممومة‬ ‫والن مزاع أم ممر ل يق ممو ل ب ممه ع ممارف بكت مماب ا م‬ ‫عز وجل ‪..‬‬ ‫ف م م ممأنت ت م م ممرى أن التفس م م ممير الش م م ممرعي لكم م م ممة‬ ‫)حك ممم( تحم ممل ف ممي طياته مما التفس ممير اللغ مموي‬ ‫‪44‬‬

‫حضارة الثورة‬


‫والفم مماهيم والقم مماييس ال م ممتي ترع م ى الشم ممؤون‬ ‫بمقتض م م م مماها والدس م م م ممتور والق م م م مموانين ال م م م ممتي‬ ‫تطبقه مما ‪ ،‬بن مماء عل ممى الص ممحلحة ال ممتي تقض مميها‬ ‫ً‬ ‫حا ل السلمين وزمانهم ‪ ،‬وإن كممان همذا عامما‬ ‫قممد تممرك أمممر تخصيصممه وتفصمميله لظممروف‬ ‫وواق م م م م ممع الس م م م م مملمين ‪ ،‬ه م م م م ممذا زيم م م م م ادة عل م م م م ممى‬ ‫اسممتعمالت شممرعية أخممرى كممانت هممي المرادة‬ ‫ً‬ ‫أيض ما عن ممد الح ممديث ع ممن نظريم ة الحك ممم ف ممي‬ ‫القرآن ‪.‬‬ ‫وقممد ك ممان الحك ممام م ممن خلف مماء وولة وعم مما ل‬ ‫يحكم م ممون بم م مما يس م ممتنبطونه بأنفس م ممهم م م ممن‬ ‫أحك ممام ش ممرعية م ممن كت مماب ام م وسممنة ن ممبيه‬ ‫)حس ممب الع ممادة إذا ك ممان أس مماس اختي ممارهم‬ ‫يكمون بنماء علمى مما عنمدهم ممن علمم ومعرفة‬ ‫ً‬ ‫أي ل يكم م م م ممون الم م م م ممولي أو الم م م م مموالي إل فقيه م م م م ما‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫متضمملعا فممي الممدين غالب ما( ‪ -‬أو ممما يسممتنبطه‬ ‫له م ممم أص م ممحاب العل م ممم ‪ ،‬كم م مما ك م ممان القض م مماة‬ ‫يفص مملون ف ممي الخص ممومات بم مما يس ممتنبطونه‬ ‫بأنفسممهم مممن أحكممام شممرعية ‪ ،‬ومثلهممم كممان‬ ‫الس م م م مملمون يأخ م م م ممذون احك م م م ممام الش م م م ممرعية‬ ‫ّ‬ ‫بأنفسم ممهم مم ممن الكتم مماب والس م منة أو يتلقم ممونه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عن علماء امة تقليدا واتباعا ‪.‬‬ ‫وتأمممل معممي قمموله تعممالى ‪ :‬أفحكممم الجاهليممة‬ ‫يبغ ممون ومممن أحس ممن م ممن ام م حكم مما لق مموم‬ ‫يوقنون ‪.‬‬ ‫قا ل ابن كثير في تفسيرها ‪" :‬ينكر تعممالى علممى‬ ‫م ممن خ ممرج ع ممن حك ممم ام م الحك ممم الش ممتمل‬ ‫على كل خير ‪ ،‬الناهي عن كممل شممر وعد ل إلمى‬ ‫ممما سممواه مممن اراء واهمواء واصطلحات‬ ‫الممتي وضعها الرجا ل بل مسممتند مممن شممريعة‬ ‫ا م ‪ ،‬كممما كممان أهممل الجاهليممة يحكمممون بممه‬

‫عممز وجمل ‪ ...‬والحكممم هممو جملممة امور الممتي‬ ‫أوجبها الباري على رسوله وعلممى الممؤمنين أن‬ ‫يحكم مموا فيه مما بي ممن الن مماس ‪ ،‬وحمذر أن يخ ممرج‬ ‫ع ممن بعممض هممذا النممز ل ‪ ...‬ويكممون الحكممم فممي‬ ‫كت مماب ام م يع ممم ك ممل معن ممى د ل علي ممه الش ممرع‬ ‫وأمر السلمين بتطبيقه ‪.‬‬ ‫ول م م ممو ت م م م ممأملت فه م م م ممم أولم م م ممي العل م م م ممم والنه م م م ممى‬ ‫وتفس مميرهم لحلحك ممم ف ممي كت مماب ا م س ممتجد أن‬ ‫ه ممذه الكلم ممة تط مموي تح ممت ظله مما الخط مموط‬ ‫العريضم م م م ممة للتشم م م م ممريع القضم م م م ممائي والم م م م ممدني‬ ‫والعس م م ممكري والجن م م ممائي وللمع م م مماملت ‪ ،‬ب م م ممل‬ ‫ً‬ ‫والسياسس ممي أيض ما إن لممم نق ممل ابتممداًء‪ ،‬وهممذا‬ ‫واضح في العديمد ممن ايات ‪ ،‬وهذا حمتى لمو‬ ‫أغفلن م م مما النظ م م ممر إل م م ممى الك م م ممثرة ال م م مموافرة م م م ممن‬ ‫احم م اديث الص م ممحيحة ‪ ...‬وقم ممد طب م ممق ه م ممذا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫العنممى واقع ما عملي ما بالفعممل أيممام الرسو ل ‪-‬‬ ‫ص م مملى ام م م علي م ممه وسم مملم ‪ ، -‬وأي م ممام الخلف م مماء‬ ‫الراش م ممدين ‪ ،‬وم ممن أت م ممى بع م ممدهم م م ممن حك م ممام‬ ‫السمملمين ‪ .‬مممما يممد ل دللممة واضممحة علممى أن‬ ‫اس م م لم نظم م ممام لحلحكم م ممم والدول م ممة والحيم م مماة‬ ‫بأبس مم ط دقائقه مما ‪ ،‬وأن الحك ممم ال ممذي فهم ممه‬ ‫والصم ممحابة عم ممن الرس م و ل هم ممو عم ممام يشم مممل‬ ‫تفاصمميل الجتمممع والحيمماة ‪ ،‬وامة واف راد‬ ‫سياس م ممة وقض م مماء وغي م ممره ‪ ...‬فالسم مملم دي م ممن‬ ‫ومبممدأ والحكممم جممزء منممه ‪ ،‬والسياسممة جممزء‬ ‫منهما ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لقممد كممان معنممى )الحكممم( فممي اسلم عموم ا‬ ‫ي ممد ل دلل ممة ل لب ممس فيه مما عل ممى أن ال مراد منه مما‬ ‫هو تأسيس النظام الذي يبين شكل الدولة‬ ‫وصم م ممفتها وقواع م م ممدها وأركانه م م مما وأجهزته م م مما ‪،‬‬ ‫واس م م اس ال م م ممذي تق م م مموم علي م م ممه ‪ ،‬وافك م م ممار‬ ‫‪45‬‬

‫العدد السادس‬


‫م م ممن الض م ممللت والجه م ممالت مم م مما يض م ممعونها‬ ‫بمآرائهم وأهمموائهم‪ ،‬وكمما يحكمم بممه التتممار ممن‬ ‫السياس م ممات اللكي م ممة الم ممأخوذة ع م ممن ملكه م ممم‬ ‫جنكي ممز خ ممان ال ممذي وضممع له ممم الياس ممق "ث ممم‬ ‫قمما ل ‪" :‬كممان طمماووس إذا سممأله رجل‪ :‬أفضممل‬ ‫بيممن ولدي فممي النحممل؟ قمرأ أفحكممم الجاهليممة‬ ‫يبغون‪ ..‬اية" ‪،‬ا ه‬ ‫ً‬ ‫فممأنت تممرى أنممه جعممل الباسممق مقممابل لحكممام‬ ‫ا م م والباسم ممق هم ممو كمم مما قم مما ل القلقشم ممندي‪:‬‬ ‫وهممي ق مموانين خمنه مما جنكي ممز خ ممان م ممن عقل ممه‬ ‫ً‬ ‫وقررها مممن ذهنممه ‪ ،‬رتب فيهمما أحكام ما وحدد‬ ‫ً‬ ‫فيهمما حممدودا بممما وافممق القليممل منهمما الشممريعة‬ ‫الحمديم ممة وأكثره م ا مخم ممالف لم ممذلك سم ممماها‬ ‫الياسم م ممة الكم م ممبرى ‪ ...‬وق م ممد اكتتبهم م مما وأمم م ممر أن‬ ‫تجعل في خزانته تتوارث عنه في أعقابه وأن‬ ‫يتعلمهم م م م م مما صم م م م م ممغار أهم م م م م ممل بيتم م م م م ممه ‪ .‬وذكم م م م م ممر‬ ‫القلقشندي شيئا في أحكام الياسة ‪ .‬ا ه‬ ‫أي تشممتمل علممى أحكممام القضمماء والسياسممة‬ ‫والس مملطان ‪ ،‬وقممد جع ممل الفس ممرون العم ممل‬ ‫ً‬ ‫بالباسم ممة عمل بغيم ممر حكم ممم ا م م سم ممواء ك م ممان‬ ‫حكمهممم هممذا فممي أبممواب القضمماء أو فممي غيممره ‪،‬‬ ‫فعلمنا أن فهم السلف والخلف لحكام ا‬ ‫ل يقتصر على أحكام القضاء فحسب ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ومنممه أيض ما قمموله تعممالى ‪ " :‬وأن احكممم بينهممم‬ ‫بما أنز ل ا ول تتبع أهواءهم واحممذرهم أن‬ ‫يفتنوك عن بعض ما أنز ل ا إليك " ‪.‬‬ ‫فأنت ترى أن ا يأمر نممبيه بممالحكم بأحكممام‬ ‫ً‬ ‫ام ويحممذره مممن تممرك بعضممها ‪ ،‬جمماعل حكممم‬ ‫ام م ه ممو م مما أنزلم ه ام م إيل ممه ‪ ،‬وتممرك العم ممل‬ ‫بشسمميء أنزله ام هممو حكممم بغيممر أحكممام ام ‪،‬‬ ‫وهذا عام يشمل القضاء ويحوي غيره ‪.‬‬

‫هذا ولم نخض بعد فمي ذكممر نصموص السممنة‬ ‫التي تدعم ما قلنا به ‪.‬‬ ‫وممن ذلممك ممما صممح أن رس و ل ا م صمملى ا م‬ ‫عليممه وسلم قمما ل لعمماذ بممن جبممل لمما بعثممه إلممى‬ ‫اليمن‪» :‬كيف تقضسي إن عرض لك قضمماء«‬ ‫؟ ق مما ل‪ :‬أقضس ممي بكت مماب ا م ‪ ,‬ق مما ل‪» :‬ف ممإن ل ممم‬ ‫تجد في كتماب امم؟« قما ل‪ :‬أقضسممي فيمه بسمنة‬ ‫رس م و ل ا م م ص م مملى ا م م علي م ممه وس مملم‪ ،‬ق م مما ل‪:‬‬ ‫»فإن لم تجمده فمي سممنة رسو ل ام صمملى ام‬ ‫عليم ممه وس مملم؟« قم مما ل‪ :‬أجتهم ممد رأيم ممي ول آلم ممو ‪,‬‬ ‫قا ل‪ :‬فقا ل رسو ل ام صملى ام عليمه وسلم‬ ‫وضمرب بيممده فممي صممدري‪» :‬الحمممد ل م الممذي‬ ‫وفق رسو ل رسو ل ام لمما يرضسممي رسو ل ام‬ ‫ص مملى ام م علي ممه وسمملم« " ‪ .‬وكلن مما يع ممرف أن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رسم و ل ام م أرسم ل مع مماذا قاض مميا ووالي ما إل ممى‬ ‫اليمن ‪.‬‬ ‫هم ممذا كلم ممه إذا سم مملمنا بم ممأن لفم ممظ الحكم ممم فم ممي‬ ‫اسم م ممتعما ل أمم م ممة العم م ممرب لم م ممه هم م ممو القضم م مماء‬ ‫فحسممب ‪ ،‬إذ امر اهمم ‪ ،‬ولعلممه العاصمممة‬ ‫الممتي ستقصممم تلممك الممدعوى الزائفممة مممن أن‬ ‫الم م مراد ب م ممالحكم ه م ممو القض م مماء فق م مم ط ‪ ،‬ب م ممأن‬ ‫اللغم ممة نفسم ممها اسم ممتخدمت الحكم ممم للدللم ممة‬ ‫على السلطان وامارة ‪.‬‬ ‫فممالحكم فممي أصممل اللغممة هممو النممع والصممرف‬ ‫ل محممض القضمماء ‪ ،‬وممن هنمما قيممل للقضمماء‬ ‫)حكم( لنه يمنع ممن غيمر القضسمي ‪ ،‬واسممع‬ ‫ً‬ ‫لقو ل جرير مؤكدا هذا العنى ‪:‬‬ ‫أبني حنيفة احكموا سفهاءكم‬ ‫إني أخاف عليكمو أن أغضبا‬ ‫ولهذا سميت حكممة الحلجمام بهمذا لنهما تمنمع‬ ‫َ‬ ‫الدابممة مممن الجممري الشممديد ‪ ،‬ومنممه الحكَمممة‬ ‫‪46‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫الم ممتي هم ممي حديم ممدة الحلجم ممام تكم ممون علم ممى أنم ممف‬ ‫الفممرس وحنكممه ‪ ،‬سممميت بممذلك لنهمما تمنعممه‬ ‫من مخالفة راكبه ‪.‬‬ ‫ف ممالحكم لغ ممة ه ممو الن ممع ‪ ،‬ومن ممه ت ممم اش ممتقاق‬ ‫كثير من الفاظ لا يحمل معناها ممن النمع‬ ‫‪.‬‬ ‫قم م مما ل فم م ممي لسم م ممان العم م ممرب‪" :‬والعم م ممرب تقم م ممو ل‪:‬‬ ‫حكمم ممت وأحكمم ممت وحكمم ممت بمعنم ممى منعم ممت‬ ‫ورددت‪ ،‬وممن هممذا قيممل لحلحمماكم بيممن النمماس‬ ‫حمماكم ‪ ،‬لنمه يمنممع الظممالم مممن الظلممم ‪ ..‬قمما ل‬ ‫اص م معي‪ :‬أصم ممل الحكوم ممة رد الرج م ل عم ممن‬ ‫الظلم‪. " ،‬‬ ‫وقم مما ل ف م ممي مخت م ممار الص م ممحا ح ‪ " :‬و)الحك م ممم(‬ ‫ً‬ ‫أيضا الحكمة من العلم ‪.‬‬ ‫ق م م مما ل اب م م ممن اثي م م ممر‪ :‬الحك م م ممم العل م م ممم والفق م م ممه‬ ‫والقضاء والعد ل ‪.‬‬ ‫ق مما ل ف ممي العج ممم الوسممي ط ‪ ) :‬الح مماكم ( م ممن‬ ‫نصب لحلحكم بين الناس يجمع على حكام ‪.‬‬ ‫ومثلم م ممه كم م ممثير ‪ ،‬وم م ممن أصم م ممل الكلمم م ممة تؤخ م ممذ‬ ‫الحكم ممة ال ممتي ه ممي إتق ممان لشس مميء وأداؤه عل ممى‬ ‫أكمل وجه ‪.‬‬ ‫فل م م ممو أردن م م مما فه م م ممم اي م ممات مقتص م م ممرين عل م م ممى‬ ‫التفسيرات اللغوية لها كممما يممدعي البعممض ‪،‬‬ ‫وج ممدنا أنهم مما تم ممد ل علم ممى الحم مماكم والسم مملطان‬ ‫وامم ام كم مما ت ممد ل عل ممى القاضس ممي ‪ ،‬ك ممل ه ممذا‬ ‫لغ م ممة لن اللغ م ممة اس م ممتخدمت لف م ممظ الحك م ممم‬ ‫والحمماكم علممى السمملطان كممما أسممقطته علممى‬ ‫القاضسي ‪.‬‬ ‫فالستعما ل اللغوي جعل لفظ الحكم مممن‬ ‫ب م مماب الش م ممترك ‪ ،‬وه ممو اللف م ممظ ال م ممذي وض ممع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وضم ممعا مس م ممتقل لك م ممل واح م ممد م م ممن العنيي م ممن‬

‫فممأكثر ‪ .‬أي اللفممظ الممذي يممد ل علممى معنييممن‬ ‫حقيقممة ‪ .‬ككلمممة عيممن أو كلمممة قممرء ‪ ..‬ونحممو‬ ‫هم ممذا ‪ ،‬فكم ممانت لفظم ممة )حكم ممم( تنم ممدرج تحم ممت‬ ‫هذا الباب ‪.‬‬ ‫قلم ممت ثم ممم إن رد الظم ممالم عم ممن الظلم ممم ليسم ممت‬ ‫مهمة يقتصر القائم بها على القاضسي فق ط‬ ‫‪ ،‬بم م م ممل لربمم م م مما اسم م م ممتطاع اب رد ابنم م م ممه عم م م ممن‬ ‫الظل م ممم ‪ ،‬وك م م ذلك امي م ممر ي م ممرد الرعي م ممة ع م ممن‬ ‫الظل ممم والج ممور ‪ ،‬وكم ذلك العلم مماء يأص ممرون‬ ‫النم مماس علم ممى الحم ممق ويردوه ممم عم ممن الظلم ممم ‪،‬‬ ‫فم ممأن نقم ممو ل إن الحكم ممم هم ممو القضم مماء لكم ممون‬ ‫القاضسممي هممو الممذي يممرد النمماس عممن الظلممم ‪،‬‬ ‫والحك ممم يعن ممي رد الن مماس ع ممن الظل ممم ‪ .‬فه ممذا‬ ‫مما ل توفيق من ا فيه ‪.‬‬ ‫ثم علمى التسمليم بمأن لفمظ الحكمم لمم يمرد فمي‬ ‫القم مرآن إل للدلل ممة عل ممى القض مماء والفص ممل‬ ‫ً‬ ‫بيم م ممن النم م مماس ‪ ،‬فم م ممإن مم م ممدلو ل اللغم م ممة أص م م مل‬ ‫يصم م ممرف معنم م ممى كلمم م ممة )قاضسم م ممي( حقيقم م ممة ل‬ ‫ً‬ ‫مجممازا إلممى كممل مممن قضسممى بيممن اثنيممن أو أكممثر‬ ‫وحك م م ممم بينهم م م مما ‪ ،‬س م م ممواء ك م م ممان خليف م م ممة ‪ ،‬أو‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫س م مملطانا أو نائب م ما أو والي م ما أو ك م ممان منص م مموبا‬ ‫ً‬ ‫ليقضسي بالشرع أو نائبا لممه ‪ ،‬حمتى قممالوا بممأن‬ ‫مممن يحكممم بيممن الصممبيان فممي الخطمموط ‪ ،‬إذا‬ ‫ً‬ ‫تخايروا يسمى قاضيا ‪ .‬هكمذا ذكممر أصممحاب‬ ‫رس م و ل ا م م صم مملى ا م م عليم ممه وس مملم ‪ ،‬وه ممو‬ ‫ظاهر ‪.‬‬ ‫أم مما اس ممتعما ل كلم ممة حك ممم ف ممي القم مرآن فق ممد‬ ‫وردت في كثير من ايات أذكر بعضها ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 1‬كذا قال ابن تيمة ‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫العدد السادس‬


‫ُ ّ َ َ‬ ‫َ ّ ُ‬ ‫‪} .1‬قمْل ِإ ِنممي َعلممى َبِّينم ٍة ِممْن َرِّبي َوك ذْبتْم‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ِبم م مِه َم م مما ِعنم م مِدي َم م مما تْسم م متْعِجلون ِبم م مِه ِإِن‬ ‫ْ ُ ْ ُ ّ ّ َُ ّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ص الَح مّق َوُه م َو خْيم مُر‬ ‫الحك مم ِإل ِلل مِه يقم م‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫الفاِصِلين )‪ .{( (57‬سورة انعام ‪.‬‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ّ‬ ‫‪} .2‬ثمّم ُر ّدوا ِإلممى الل مِه َممْولُهُم الَح مِّق أل‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ل م م مُه الُحك م م مُم َوُه م م َو أْس م م مَرُع الَحاِس م م مِبين )‬ ‫‪ {( (62‬سورة انعام‬ ‫ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪َ} .3‬مم مما تْعُب م مُدون ِم م مْن ُدوِن م ِه ِإل أْس م مَماًء‬ ‫ّ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫َْ‬ ‫َُْ‬ ‫ُ‬ ‫َس مّمْيتُموَها أنت مْم َوآَبمماؤكْم َممما أن مَزَ ل الل مُه‬ ‫ْ ْ ّ ّ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِبَهمما ِم مْن ُس ملطا ٍن ِإِن الُحك مُم ِإل ِلل مِه أَم مَر‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َْ‬ ‫أل تْعُبم مُدوا ِإل ِإّي مماُه ذِلم مَك الم مِّديُن القِّيم مُم‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ​َ ّ ََْ َ ّ‬ ‫س ل َيْعلُم م ممون )‪{(40‬‬ ‫ولِك م من أكث م مر الن م مما ِ‬ ‫سورة يوسف‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ​ُ‬ ‫‪َ} .4‬وقمماَ ل َي مما َبِنم مّي ل تم مْدخلوا ِمم مْن َب مما ٍب‬ ‫َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫َواِح م ٍد َواْدخلمموا ِم مْن أْب مَوا ٍب ُمتف ّ ِرق ٍة َوَمما‬ ‫ُ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُْ‬ ‫أغِنم م ممي َعنك م م مْم ِم م م مَن الل م م مِه ِم م م مْن شَس م م مْي ٍء ِإِن‬ ‫َ َ ّْ ُ َ‬ ‫ْ ْ ّ ّ‬ ‫الُحك م م مُم ِإل ِلل م م مِه َعلْي م م مِه ت م م مَوكلت َوَعلْي م م مِه‬ ‫َ ْ َ ّ َُْ ّ ُ َ‬ ‫فلَيتَوك م م ِل التَو ِكلم م ممون )‪ {( (67‬سم م ممورة‬ ‫يوسف‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫‪َ} .5‬يمما َيْحَيممى خمِذ الِكتمماَب ِبقمّو ٍة َوآتْينمماُه‬ ‫اْلُحْكَم َ‬ ‫صِب ّيا )‪ {( (12‬سورة مريم‬ ‫َ ْ‬ ‫ّ َ َ ّ‬ ‫‪َ} .6‬وُه َو الل مُه ل ِإلمَه ِإل ُهمَو لمُه الَحْممُد‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫ِفم م ممي اولم م ممى َواِخ م م َرِة َول م م ُه الُحك م م مُم َوِإلْي م م مِه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تْرَجُعون )‪ {( (70‬سورة القصص‬ ‫َ َ َ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪َ} .7‬ول ت مْدُع َم مَع الل مِه ِإلًه مما آخ مَر ل ِإل مَه‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ِإل ُهم م مَو كم م م ّل شَسم م مْي ٍء َهاِلم م مٌك ِإل َوْجَهم م مُه لم م مُه‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫الُحك م مُم َوِإلْي م مِه تْرَجُعم ممون )‪ {( (88‬سم ممورة‬ ‫القصص‬

‫أض ممف إل ممى ذل ممك العدي ممد م ممن اي ممات ال ممتي‬ ‫جم مماء فيهم مما ذكم ممر مشم ممتقات كلمم ممة )الحكم ممم(‬ ‫مثل يحكم حكيم حكمة ونحو هذا ‪.‬‬ ‫ثممم إن دعمموى أن كممل ممما جمماء فممي القمرآن مممن‬ ‫استخدام كلمة الحكم هو بمعنممى القضماء‬ ‫باطممل يكممذبه اسممتقراء القممرآن ‪ ،‬ومن ذلممك‬ ‫قوله تعالى ‪:‬‬ ‫}َي م مما َأ ّيَه م مما اّل م مذيَن آَمُن م مموا َل َتْقُتُل م مموا ال ّ‬ ‫ص م مْيَد‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ْ ُ ْ ُ ُ ٌ َ َ ْ َ َ َ ُ ْ ُ ْ ُ َ َ ّ ً َ​َ‬ ‫َ‬ ‫وأنتم حرم ومن قتله ِمنكم متع ِمدا فجمزاٌء‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫ّ‬ ‫ِمثمُل َممما قتمَل ِممَن النَعمِم َيْحكمُم ِبمِه ذَوا َعمْد ٍ ل‬ ‫َ َ ّ ٌ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ُْ‬ ‫ِمنكم مْم َه مْدًيا َب مماِلغ الكْعَبم مِة أْو كف مماَرة طَع مماُم‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َمَساِكين أْو َعْدُ ل ذِلَك ِصَياًما ِلَيمذوق َوَباَ ل‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ َْ‬ ‫أْمِرِه َعفا اللُه َعّما َسلف َوَمْن َعاَد فَينتِقُم‬ ‫ّ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ّ ْ‬ ‫اللم مُه ِمنم مُه َواللم مُه َعِزيم ٌز ذو انِتق مما ٍم )‪{( (95‬‬ ‫سورة المائدة ‪.‬‬ ‫قمما ل ابممن كممثير ‪ :‬وقموله تعممالى‪ :‬يحكممم بممه ذوا‬ ‫عد ل منكم يعني أنمه يحكمم بمالجزاء فمي الثمل‬ ‫أو بالقيمم م م ممة فم م م ممي غيم م م ممر الثم م م ممل عم م م ممدلن مم م م ممن‬ ‫السلمين ‪،‬‬ ‫فه ممذا حك ممم م ممن ب مماب التق ممدير والتقيي ممم أي‬ ‫هم ممو مم ممن نم مموع التقم ممدير ‪ ،..‬وليم ممس ال م مراد بم ممه‬ ‫ً‬ ‫القضاء‪ ،‬وأسماه الرب حكما ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ومثله }فِإْن َجاُءوَك فاْحكْم َبْيَنُهْم أْو‬ ‫ض َعْنُهْم َفَلمْن َي ُ‬ ‫ض َعْنُهْم َوإْن ُتْعر ْ‬ ‫َأْعر ْ‬ ‫ضم ّروَك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ ً َ ْ َ َ ْ َ َ ْ ُ ْ َ َُْ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫شم ميئا وِإن حكمم مت ف مماحكم بينهم مم ِبالِقسم مِ ط‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُْْ‬ ‫َ‬ ‫ِإّن الل م م م مَه ُيِح م م م م ّب القِس م م م مِطين )‪َ (42‬وكْي م م م مف‬ ‫ْ ّ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُيَح ِكُمون َك َوِعن مَدُهُم الت مْوَراة ِفيَهمما ُحك مُم الل مِه‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ّ َ‬ ‫ث م م مّم َيتَولم م م ْون ِم م م مْن َبْع م م مِد ذِل م م مَك َوَم م مما أولِئ م م مَك‬ ‫ّ َْ َْ ّ َ‬ ‫ُْْ َ‬ ‫ِبممالؤِمِنين )‪ِ (43‬إنمما أنَزلنمما الت مْوَراة ِفيَهمما ُه مًدى‬ ‫َ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َونم مموٌر َيْحكم م مُم ِبَه م مما النِب ّي م ممون الم م مِذيَن أْسم م ملُموا‬ ‫‪48‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫َ َْ‬ ‫ّ‬ ‫ِللم م م مِذيَن َه م م مماُدوا َوالّرّبم م م اِن ّيون َواْحَب م م مماُر ِبَم م م مما‬ ‫ّ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اْس م متْحِفظوا ِم م مْن ِكت م مماِب الل م مِه َوك ممانوا َعلْي م مِه‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ َ​َ َ ْ َ ُ ّ َ ْ َ‬ ‫س َواخش م م مْوِن َول‬ ‫ش م م مهداَء فل تخش م م موا النم م مما‬ ‫َ‬ ‫َ ً َ ً‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫تشمتُروا ِبآَيمماِتي ثَمنمما قِليل َوَم ْن لمْم َيْحكمْم ِبَممما‬ ‫ّ َُ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫أنَزَ ل اللُه فأولِئَك ُهُم الكاِفُرون )‪. {(44‬‬ ‫ً‬ ‫ف م ممأنت ت م ممرى ف م ممي ه م ممذه ايم ممات ذك م ممرا لحلحك م ممم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ممرارا ‪ ،‬ولم نممر أحممدا قمما ل بممأن المراد بممالحكم‬ ‫هاهنم م م م مما هم م م م ممو القضم م م م مماء وف م م م ممض النازع م م م م ة‬ ‫ً‬ ‫والخصم ممومة بيم ممن النم مماس فقم مم ط بعيم ممدا عم ممن‬ ‫العم م ممل بأحك م ممام ام م م س م ممبحانه ف م ممي ش م ممؤون‬ ‫الحياة وأمور الدولة والسلطان ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقد رأينمما كممثيرا مممن اثممار الممتي تحممرم الحكممم‬ ‫بغيممر ممما أنممز ل ا م ولمم يكممن الكلم فيهمما عممن‬ ‫القضمماء ‪ ،‬ومنهمما عممن مسممروق‪ ،‬عممن عبممد ام‬ ‫ق مما ل‪ :‬الرشم وة س ممحت‪ .‬ق مما ل مس ممروق‪ :‬فقلن مما‬ ‫لعبد ا‪ :‬أفي الحكمم؟ قما ل‪ :‬ل ثمم قمرأ‪) :‬ومن‬ ‫ل م م ممم يحك م م ممم بم م م مما أن م م ممز ل ام م م م فأولئ م م ممك ه م م ممم‬ ‫الكم ممافرون( )وم ممن لم ممم يحكم ممم بمم مما أنم ممز ل ا م م‬ ‫فأولئك هم الظالون( ‪) ،‬ومن لممم يحكممم بممما‬ ‫أنز ل ا فأولئك هم الفاسقون( ‪.‬‬ ‫وقا ل الطبري في جامع البيان في تأويل قموله‬ ‫تعممالى )ومن لممم يحكممم بممما أنممز ل ام فأولئممك‬ ‫ه ممم الك ممافرون( ‪ :‬يق ممو ل‪ :‬ه ممم ال ممذين س ممتروا‬ ‫الح م ممق ال م ممذي ك م ممان عليه م ممم كش م ممفه وت ممبيينه‪،‬‬ ‫وغطم مموه عم ممن النم مماس‪ ،‬وأظهم ممروا لهم ممم غيم ممره‪،‬‬ ‫وقضوا به‪ ،‬لسحت أخذوه منهم عليه‪.‬‬ ‫وقد قمما ل أهممل التفسممير فممي هممذه ايمات بأنهمما‬ ‫نزلت فيمممن تممرك العمممل والحكممم والقضمماء‬ ‫ً‬ ‫بكتمماب ام عممز وجل مطلقما فممي أي بمماب كممان‬ ‫وا م تع ممالى أعل ممم ‪ ...‬وأن الخ مماطب به مما أه ممل‬

‫ً‬ ‫الكت م م م مماب أول ث م م م ممم إن جمه م م م ممورهم عل م م م ممى أن‬ ‫ً‬ ‫السم م م مملمين مخم م م مماطبين بهم م م مما أيضم م م ما لوحم م ممدة‬ ‫العقيدة من عند ا ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ث م ممم لنق م ممل ج م ممدل ب م ممأن الم م مراد ب م ممالحكم ف م ممبي‬ ‫الق م مرآن ه م ممو القض م مماء ‪ ،‬فه م ممذا ل يعن م ممي نف م ممي‬ ‫الكلم فم م م ممي أمم م م ممور السياسم م م ممة واس م م م تدل ل‬ ‫باليات فممي معمرض الحممديث عمن أمممور امار‬ ‫والسلطان والولية والقيادة‪ ،‬وذلك لمور ‪:‬‬ ‫• إن عمدم ذكمر الشسميء ل يعنمي نفيمه ‪،‬‬ ‫فك م ممونه س م ممبحانه )إن ص م ممح ه م ممذا( أراد بم م م‬ ‫)الحكممم( القضمماء ‪ ،‬فهممذا ل يعنممي أنممه لممم‬ ‫يم ممرد أمم ممور السم مملطان القيم ممادة أو أراد أن‬ ‫ينفيها أو يمنع من جواز العمل بها ‪.‬‬ ‫• إن الع م م م م م م ممبرة بعم م م م م م م مموم اللف م م م م م م ممظ ل‬ ‫بخص مموص الس ممبب ‪ ،‬فك ممون ه ممذه ايممات‬ ‫تكلمممت عممن الحكممم تحممت مظلممة القضمماء‬ ‫فهم م ممذا ينطبم م ممق ويعم م ممم علم م ممى سم م ممائر أمم م ممور‬ ‫الشريعة ‪ ،‬بل وكل شسميء يمكمن أن يسممى‬ ‫حكم ا أو أحكام ا تعالى ‪.‬‬ ‫• امر الثالث وهو اهم أن القضمماء‬ ‫ف ممي ك ممل انظم ممة ال ممدنيا لي ممس إل ج ممزء م ممن‬ ‫ً‬ ‫أج مزاء الحكممم فيهمما باب ما مممن أبمموابه ‪ ،‬فهممل‬ ‫للقض م مماء م م ممن قي م ممام إل بوج ممود س م مملطان‬ ‫يقب ممل بأحكم ممام ه ممذه الس مملطة القض ممائية‬ ‫وينقاد لحكامها ‪..‬‬ ‫ولعممل اكممثر ممما يحممز فممي القلممب بعممد كممل هممذا‬ ‫ً‬ ‫اطنم مماب أن نم ممر ى مثقف م ما يم ممدعي مثم ممل هم ممذه‬ ‫الم م م ممدعوى ‪ ،‬بعم م م ممد ن اسم م م ممتقرأنا بم م م ممأن أكم م م ممثر‬ ‫الطم م م م مماعن الم م م م ممتي ترم م م م م ي اس م م م م لم وتتهمم م م م ممه‬ ‫بممالتخلف والرجعيممة وانحطمماط هممي دعمموى‬ ‫‪49‬‬

‫العدد السادس‬


‫تطممبيق الحممدود الممتي ل يحصممل تطبيقهمما إل‬ ‫فممي الممدين ‪ ،‬وهذا ممما يممدفع الكممثير مممن أعممداء‬ ‫تحكيممم الشممريعة إلممى القممو ل بممأن الحكممم هممو‬ ‫القضمماء ‪ ،‬والقضمماء هممو تطممبيق الحممدود ‪،‬و‬ ‫تط م ممبيق الح م ممدود ه م ممي نب م ممع التخل م ممف ال م ممذي‬ ‫ً‬ ‫يستحيل مع الحضارة رمادا ‪.‬‬ ‫أممما امر اخيممر فهممو أن ممما يسمممى بالسلم‬ ‫السياسسممي هممو الممذي فسممر الحكممم المموادر فممي‬ ‫الق مرآن بمعن ممى الس مملطان والرياس ممة ‪ ،‬وهممذا‬ ‫كلم مغلوط من مبتدئه إلى منتهاه ‪.‬‬ ‫إذا ل ممم ي ممرد ف ممي الش ممرع ول تع ممبير واح ممد ي ممد ل‬ ‫على اصطل ح اسلم السياسسي ‪ ،‬بممل الجممزم‬ ‫والح ممق يق ممو ل ب ممأن أع ممداء اسم لم ه ممم م ممن‬ ‫خلقموا همذا اصطل ح وحملونا عليمه ‪ ،‬حمتى‬ ‫ص م ممار يعل م ممو ويطغ م ممى وبخاص م ممة بع م ممد ث م ممورات‬ ‫الربيع العربي ‪.‬‬ ‫فالسم م مملم كم م م مٌل واح م م ممد ل يتج م م ممزأ وشم م ممريعة‬ ‫اسلم مشمتملة علمى كمل مما ينفمع النماس فمي‬ ‫دينه ممم ودني مماهم ‪ ،‬تح مموي أبس مم ط خص ممائص‬ ‫ً‬ ‫حي م م مماة البش م م ممر ‪ ،‬بداي م م ممة بالعب م م ممادات م م م ممرورا‬ ‫بقض م ممايا الع م مماملت واح م وا ل الشخص م ممية‬ ‫والحممدود والنظ ممم السياسممية واقتص ممادية‬ ‫واجتماعيممة ‪ ،‬جاعلممة تحممت ظممل تشممريعاتها‬ ‫ك ممل م مما يتعل ممق ب ممالفرد والجتم ممع والجماع ممة‬ ‫وامم م م م ة والدولم م م ممة والسم م م م مميادة والسم م م م مملطان‬ ‫والحم م م ممروب والعم م م ممارك ‪ ...‬تحمم م م ممل فم م م ممي ثنايم م م مما‬ ‫شمسممها وجوب العممودة إلممى الشممريعة فممي كممل‬ ‫صم م م ممغيرة وك م م م بيرة ‪ ،‬آم م م ممرة بوجم م مموب الحكم م م ممم‬ ‫بشريعة ا وحده دونما سواه ‪.‬‬

‫وكمل ه ممذا ل يمك ممن لي ع ممالم إل أن يس ممميه‬ ‫أحك ممام ا م تع ممالى والعم ممل ب ممه تط ممبيق حك ممم‬ ‫ا عز وجل ‪.‬‬ ‫ولك م م ممن أع م م ممداء ه م م ممذه الش م م ممريعة ل يك م م ممادون‬ ‫يس م م مممعون ذل م م ممك ح م م ممتى تقف م م ممز قل م م مموبهم إل م م ممى‬ ‫الحن مماجر وتحم ممر عي ممونهم ويصممرخوا فممي ك ممل‬ ‫ن م م مماد‪ ،‬ومم م ممن ف م م مموق ك م م ممل من م م ممبر ‪ .‬ل لتط م م ممبيق‬ ‫الش م ممريعة ‪ ،‬واسم م لم م م مما ه م ممو إل عب م ممادات‬ ‫روحي ممة وتزكي ممة نفس ممية وعلق ممة فردي ممة بي ممن‬ ‫عب م م ممد وربم م م ه ‪ ،‬بينم م م مما علق م م ممات الجماع م م ممات‬ ‫وسياسات الدولة والحكومات أمممر ل دخممل‬ ‫للدين فيه ول سلطان للشرع عليمه ‪ ...‬وهذا‬ ‫م ممن الخط ممأ الفظي ممع ال ممذي يق ممع في ممه الك ممثير‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جهل أو مراء وتعصبا ‪.‬‬ ‫كلنما يعلممم أصمل بمأن السياسمية تعنممي رعايممة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شممؤون امة داخلي ما وخارجي ما ‪ ،‬وتكممون مممن‬ ‫قبم م ممل الدول م ممة وام م م ة ‪ ،‬فالدول م ممة هم م ممي الم م ممتي‬ ‫ً‬ ‫تباشممر هممذه الرعايمة عمليما ‪ ،‬وامة همي المتي‬ ‫تحاسب بها الدولة‬ ‫وقمد علمنمما مممن الشممرع نفسممه وممن أعممدائه‬ ‫ً‬ ‫أيض ما بممأن أحكممام ا م عامممة‪ ،‬تتضمممن حيمماة‬ ‫الفممرد التكاملممة وحيمماة الجتمممع التضممامنة‪،‬‬ ‫وتتناو ل جوانب العبادة والقيممادة والسمميادة‬ ‫والسياسم م ممة واخلق واقتصم م مماد والتربيم م ممة‬ ‫واجتم م م م مماع ونظ م م م ممم الح م م م ممرب والعاه م م م ممدات‬ ‫والعلقم ممات الدوليم ممة وك ممل شم ممؤون انسم ممان‬ ‫وأنظمممة الكممون وحيمماة الخلممق ‪ .‬وتحمموي مممن‬ ‫ضمن مما تحمويه رعايمة جميمع شمؤون امة ‪،‬‬ ‫ووض ممع النظ م ممم والق م مموانين واحك م ممام له م مما ‪...‬‬ ‫فهممل يصممح بعممد هممذا أن نقممو ل بممأن اس لم‬ ‫‪50‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫ل م ممم يتط م ممرق إل م ممى السياس م ممة ف م ممي شس م مميء ‪ ،‬وأن‬ ‫ً‬ ‫السياسم م م ممة ليسم م م ممت مبحث م م م ما مم م م ممن مبم م م مماحث‬ ‫اسم لم وال ممدين كك ممل ‪ ،‬ح ممتى اض ممطررنا إل ممى‬ ‫تس م م مممية أص م م ممحاب الفك م م ممر اسم م م لمي م م م ممن‬ ‫السياسم م م مميين بأصم م م ممحاب مم م م ممذهب اس م م م لم‬ ‫السياسسي؟؟ !! ‪..‬‬ ‫أمم مما إن كم ممان القصم ممود بالس مملم السياسسم ممي‬ ‫وهممذا م مما ل أظن ممه ب ممأنه ه ممو عل ممم م ممن عل مموم‬ ‫الشريعة وفن مممن فنمون المدين وتطممبيق مممن‬ ‫تطبيقمماته وبحممث مممن مبمماحثه كممما هممو حمما ل‬ ‫التقس م مميم العلم م ممي له م مما فه م ممذا ل ب م ممأس ب م ممه ‪،‬‬ ‫فيك ممون السياسس ممي الع ممارف بال ممدين الن ممادي‬ ‫بتطم ممبيق أحكم ممامه بمم مموازاة الفقيم ممه العم ممارف‬ ‫بالحكم م م م ممام الفقهيم م م م ممة فم م م م ممي الم م م م ممدين ‪ ...‬إل أن‬ ‫السياس م م م م م م مميين ل يتقي م م م م م م ممدون بقي م م م م م م مموده ول‬ ‫ينضممبطون بقواعممده ‪ ،‬وعنممدها تكممون العلممة‬ ‫في السياسسي الدعي ‪ ،‬ل في العلم والعلوم ‪.‬‬ ‫لق ممد تق ممرر أن ممه م ممن اللزم ال ممواجب الكف ممائي‬ ‫اليوم على مجموع السلمين أن يوجد فريق‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تكون مهامه اتصا ل بالعالم اتصال واعيا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لح م واله ‪ ،‬م م ممدركا لش م مماكله ‪ ،‬عالم م ما ب م ممدوافع‬ ‫ً‬ ‫دوله وشعوبه ‪ ،‬متتبعما اعممما ل السياسممية‬ ‫ً‬ ‫الم م م م ممتي تجم م م م ممري فيم م م م ممه ‪ ،‬ملحظ م م م م ما الخطم م م م مم ط‬ ‫السياسية للدو ل في أساليب تنفيمذها ‪ ،‬وفمي‬ ‫كيفي م م م ممة علقته م م م مما بعض م م م ممها ببع م م م ممض ‪ ،‬وف م م م ممي‬ ‫النم مماورات السياسم ممية الم ممتي تقم مموم بهم مما هم ممذه‬ ‫الممدو ل ‪ ،‬ولو فممرط السمملمون فممي ذلممك كممانوا‬ ‫جميعهم آثمين ‪.‬‬ ‫ذلممك مطلمموب ليتمكممن السمملمون مممن إدراك‬ ‫حقيقم ممة الواقم ممف التداول ممة بيم ممن السم مملمين‬ ‫ً‬ ‫أول عل م م ممى ض م م مموء فه م م ممم الواق م م ممف الدولي م م ممة‬

‫العاليم م ممة ‪ ،‬ليتسم م ممنى لهم م ممم تصم م ممحيح الخطم م ممأ‬ ‫وتقممويم اعوجاج فممي دولهممم ‪ ،‬وإيصمما ل فكممر‬ ‫الدين وبرنامج الحق الذي يرونه إلممى العممالم‬ ‫‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وله ممذا تج ممد أنممه مممن الف ممروض ش ممرعا وجمود‬ ‫طائف م م ممة م م م ممن الس م م مملمين تمته م م ممن السياس م م ممة‬ ‫وتعم ممل فيه مما وتغ مموص ف ممي أعماقه مما للتع ممرف‬ ‫عل ممى موقممف ال ممدو ل معرف ة تام ممة وتكتش ممف‬ ‫التفاص م م مميل التعلق م م ممة ب م م ممالواقف الدولي م م ممة‬ ‫واحاطة بموقف الدو ل القائمممة فممي العممالم‬ ‫والم ممتي لهم مما شم ممأن يم ممذكر فم ممي الوق ممف الم ممدولي‬ ‫العام ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نعممم نحممن نقممر ونعممترف بممأن كممثيرا مممن الفممرق‬ ‫ً‬ ‫واح زاب تتخممذ مممن الممدين س ممتارا لتحقيممق‬ ‫ً‬ ‫مآربهمما ‪ ،‬بممل وتسممتطيع القممو ل بممأن كممثيرا مممن‬ ‫الممدو ل الممتي يصممفها السمملمون بالكممافرة وهي‬ ‫كذلك بل والعادية للممدين ولصممحابه تتخممذ‬ ‫ً‬ ‫ف م ممي ك م ممثير م م ممن احي م ممان م م ممن اس م لم قناع م ما‬ ‫تتقنم ممع بم ممه ‪ ،‬وربمم مما يكم ممون هم ممدفها مم ممن ذلم ممك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫غالبما إن لممم يكممون دوم ا تمموجيه ضممربات إلممى‬ ‫نظ م م م ممام اسم م م م لم أو إلم م م م ممى اسم م م م لم نفسم م م م ممه‬ ‫والسمملمين أنفسممهم ‪ ،‬ول أد ل علممى ذلممك مممن‬ ‫الجماع م ممات ال م ممتي تس م مممي نفس م ممها إس م مملمية‬ ‫وجهاديممة ‪ ،‬والحقيقممة أن الممذي صممنعها هممو‬ ‫الغرب والكفر نفسه ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كما أننما نمرى كمثيرا ممن اح زاب والجماعمات‬ ‫ً‬ ‫تتخ م م ممذ م م م ممن اسم م م لم ثوب م م م ا له م م مما ل لخدم م م ممة‬ ‫اس م لم ول لتحقي م ممق أه م ممدافه ب م ممل لكس م ممب‬ ‫مص م م ممالح شخص م م ممية عل م م ممى حس م م مماب ال م م ممدين‬ ‫وباسممم اس لم والسمملمين ومما أكممثر أولئممك‬ ‫الي م م مموم ‪ ...‬ولك م م ممن ل يج م م مموز أن يك م م ممون ه م م ممذا‬ ‫‪51‬‬

‫العدد السادس‬


‫ً‬ ‫مطعن ما علممى اس لم نفسممه ‪ ،‬نعممم كممما أننممي‬ ‫أنقمد القما ل هنما ل الشمخص الحمترم ‪ ،‬انقمد‬ ‫حامممل الفكممر الخمماطئ ل ممما يممدعيه ويقمموله‬ ‫من أن فكره يمثل الدين ‪..‬‬ ‫ولكممن تحليممل اسلم عممبر نظممرة فوقيممة إلممى‬ ‫اعمم مما ل أو اقم مموا ل الظم مماهرة الم ممتي تصم ممدر‬ ‫عم م م ممن كم م م ممثير مم م م ممن الس م م مملمين أمم م م ممر يخم م م ممالف‬ ‫الص ممواب ‪ ،‬ول ي ممد ل عل ممى الحقيق ممة بشس مميء ‪،‬‬ ‫بممل هممو حيممد عممن السممبيل السممتقيم ‪ ،‬وهمذا‬ ‫م مما يق ممع في ممه ك ممثير م ممن الناق ممدين الط مماعنين‬ ‫علم ممى اس م لم وأهلم ممه ‪،‬فم ممالواجب فم ممي تحليم ممل‬ ‫اس لم أن تخ مموض الس مملك ال ممذي أرش دك‬ ‫إليممه امر بالسملم ‪ ،‬عممبر كتمماب ا م وسمنة‬ ‫نبيه التي بينهما علماء امة العتمدون ‪.‬‬ ‫أممما آخممر ممما أريد أن أختممم بممه أن أقممو ل بممأن‬ ‫ال ممذي يس ممعى لتح مموير حك ممم ام م ب ممل أحك ممام‬ ‫ً‬ ‫ا م م ‪ ،‬ويتلع ممب بهم مما كيفمم مما شم مماء طمع م ما فم ممي‬ ‫عم ممرض مم ممن الم ممدنيا زائم ممل ‪ ،‬أو إرض م اء لهم مموى‬ ‫نفممس أمممارة بالسمموء مكممارة ‪ ،‬ل يجمموز لممه ول‬ ‫ينبغ م ممي من م ممه أن يتح م ممدث ول ممو بش م ممطر كلم م ممة‬ ‫واحدة عن ألفاظ تناثرت في مصادر تشممريع‬ ‫الس مملمين حس ممب م مما يفهم ممه ه ممو ويظ ممن أن ممه‬ ‫الح ممق م ممن ربم ه ‪ ...‬لن اق ممرب إل ممى اعتق مماد‬ ‫بم م ممأنه يحيم م مما ليرب م م ي كبري م م اءه ويغم م ممذي نفسم م ممه‬ ‫وي ممدافع عم ممن أنم ممانيته الم ممتي رأى أنهم مما مصم ممدر‬ ‫قم مموت يم ممومه ‪ ،‬ففم ممي فعلم ممه هم ممذا يلبم ممس علم ممى‬ ‫ً‬ ‫النمماس بعممد أن ألبممس علممى نفسممه ‪ ،‬مممدافعا‬ ‫عممن معتقممد قممد يكممون فممي نظممر غيممره فاسممد ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫متلثما بلثام الدين ‪.‬‬

‫ً‬ ‫لممم يكممن اسلم يومم ا انقطمماع إلممى السمماجد‬ ‫أو الزواي مما ‪ ،‬كم مما أن ممه لي ممس مج ممرد أوراد تتل ممى‬ ‫أنم مماء الليم ممل وأط م مراف النهم ممار ‪ ،‬وم ممن ظم ممن أن‬ ‫اسلم كذلك فليقمرأ آيممات الجهمماد ‪ ،‬وليممردد‬ ‫س ممور احك ممام والقت مما ل ‪ ،‬وليطل ممع اك ممثر عل ممى‬ ‫س م م م مميرة محم م م م ممد ‪ ‬وصم م م ممحبه ‪ ،‬فس م م م مميجد أن‬ ‫ً‬ ‫اس م لم ديم ممن يسم ممعى دوم م ا لقامم ممة مجتمم ممع‬ ‫متكامل فاضل ‪ ،‬يحكم بقانون إلهي عاد ل ‪.‬‬ ‫فقلم ممد قم مما ل ا م م ‪ ‬فم ممي كتم ممابه ‪" :‬ول تقم ممف مم مما‬ ‫ليس لك به علم" ‪ ،‬فمما ينبغي على العاقممل‬ ‫أن ل يخ م مموض فيم م مما ل دراي م ممة ل م ممه ب م ممه ‪ ،‬وأن‬ ‫يترك أمر لهلمه ‪ ..‬وكمما أنمه ل يجيمز لغيمره أن‬ ‫يخ مموض ف ممي مع ممترك ه ممو أح ممق ب ممه من ممه ‪ ،‬فل‬ ‫يكون العقل منه بمكان مخالفمة البمدأ همذا‬ ‫‪ ..‬ففممي ذلممك فسمماد للممدنيا والممدين ‪ ،‬وخوض‬ ‫فممي آيممات ا م بغيممر علممم قممد يممؤدي إلممى مهالممك‬ ‫ومفاس م م ممد ربم م م مما نعي م م ممش فيه م م مما الي م م مموم له م م ممذا‬ ‫السبب ‪.‬‬ ‫أهممل العلممم أدرى بسمماحاتهم ‪ ،‬وهم أصممحاب‬ ‫الحجم م ممة البيضم م مماء فم م ممي تأوي م ممل مم م مما فهمم م ممومه‬ ‫واسمتنبطوه ‪ ،‬ونحمن تبمع لكمل فقيمه فمي فقهمه‬ ‫ما كانت الحجة معه والدليل في صفه ‪.‬‬ ‫أممما غيره م بممما عليممه ل أن يبحممث فممي دفمماتر‬ ‫أرب م م م اب الم م م ممذاهب الغربيم م م ممة الم م م ممتي توص م م ممف‬ ‫بالحداثم ممة‪ ،‬علم ممه يجم ممد فيهم مما مم مما يسم ممتطيع أن‬ ‫يسممتورد منممه قموالب إسملمه المذي يظمن أنمه‬ ‫الحق أو يرى انه يخدم الهوى ‪.‬‬

‫‪52‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫‪‬‬ ‫بقلم‪ :‬مضر الدمامي‬

‫‪53‬‬

‫العدد السادس‬


‫محمد أكر م ادريس‬

‫‪54‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫أسد ا في القصير‬ ‫لله درك‪ ...‬حتى للموت تبتسم!‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫الشهيد البطل ‪ " :‬محمد أكر م إدريس"‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫شاب في ربيعه الرابع والعشرين ‪ ..‬قرر بابتسامته أن يعطي‬ ‫درسا للرجولة في الرجولة ‪..‬‬ ‫تربى في مدينته القصير ودرس في مدارسها ‪ ..‬أخذ أساسيات‬ ‫العطاء من حقولها ‪ ..‬وعن سمائها وتاريخها اقتبست نفسه‬ ‫معاني العزة والنفة والمجد ‪ ..‬ومن بساطة أهلها أخذ‬ ‫التواضع ورحابة الصدر ‪...‬‬ ‫أحب الرياضة بحبه لبيه أستاذ الرياضة ‪ ..‬فأعطته روحها‬ ‫وابتسامتها ‪...‬‬ ‫سجل في كلية التربية الرياضية في حماة ودرس فيها ثلث‬ ‫سنوات ‪ ..‬ونجح للرابعة ‪...‬‬ ‫كان محبوبا من الجميع ‪ ..‬فابتسامته الحيية وكر م روحه ونبل‬ ‫أخلقه كان مفاتيحا لكل القلوب ‪..‬‬ ‫عرفته في هذه السنوات الثلث شابا مؤدبا طموحا ‪..‬ل أذكره‬ ‫إل والبتسامة مرسومة على وجهه فكان يحول حزنه إلى‬ ‫استهزاء ساخرا ليضحك من حوله ‪..‬‬ ‫ابتسمت ثورة الحرية فابتسم لثورتها وثار في ابتسامتها ‪..‬‬ ‫فوضع على قائمة المطلوبين أمنيا في نهاية السنة الثالثة ‪..‬‬ ‫كان يأتي حينها إلى السكن الجامعي متخفيا ‪ ..‬وكذلك إلى‬ ‫الكلية ليقد م المتحانات ‪...‬‬ ‫بدأت السنة الجامعية الرابعة ‪ ...‬إنها سنة التخرج ‪ ..‬إل أن‬ ‫صاحبنا لم تعد تغريه شهادات الدنيا ‪ ،‬بعد أن فتح أمامه باب‬ ‫‪55‬‬

‫العدد السادس‬


‫الشهادة في سبيل ا ‪ ..‬فانتسب للجيش الحر ‪ ..‬حيث وجد فيه‬ ‫متسعا لشجاعته وإقدامه ومجا ل ‪ ً ،‬للجرأة لنهاية له ‪...‬‬ ‫خاض عدة معارك أثبت فيها جدارته للجميع ‪ ..‬فكان نائبا لقائد‬ ‫كتيبة " بشائر النصر" في القصير التابعة " للواء السل م"‪.. ..‬‬ ‫في معركة القصير الخيرة كان أسدا قسورة ‪ ..‬أذاق أعداءه‬ ‫شتى ألوان الموت ‪ ..‬شتت ا به جمعهم ‪ ..‬وفرق شملهم ‪..‬‬ ‫وفي المعارك الخيرة مع حزب الشيطان كانت الشهادة ثمرة‬ ‫إقدامه ‪ ..‬كان له ما تمناه ‪ ..‬لقد حقق بإذن ا نصره‬ ‫الخاص ‪....‬‬ ‫كانت المعركة بين البيوت ‪ ..‬وكان " محمد" يمهد أما م رفاقه‬ ‫ليتقدموا ويحرروا بيوتا دنسها كلب الحزب ‪ ...‬كان أشبه‬ ‫" بالبراء بن مالك ‪ ‬دخل إلى البيت ورمى حممه من رصاص‬ ‫وقنابل ثم دخل رفاقه معه وقضوا على من بقي ‪..‬‬ ‫توجه إلى البناء الذي يليه ‪ ..‬حاول رفاقه منعه أو إقناعه أن‬ ‫يتراجع عن قراره ‪ ..‬فالبناء كان مكتظا بالكلب ‪ ..‬لكن ‪..‬‬ ‫هيهات توقف بركانا ثائرا ‪ ..‬أو سي ل ‪ ً ،‬عرمرما قد أقسم أن يجرف‬ ‫كل ما أساء لطبيعة الرض في طريقه‪..‬‬ ‫كان مع اثنين من أصحابه قد أصبحوا بفضل ا إخوانا ‪ ..‬كانوا‬ ‫يحفرون " طلقات" ليرمو منها نارهم ثم يعبروا منها مع‬ ‫رفاقهم‪..‬‬ ‫إل أن قناصة الكلب كانوا متأهبين ذعرا ‪ ..‬فرموا الشباب‬ ‫الثلثة من فوهات الموت ‪...‬‬ ‫ماد جبل جسمه الرياضي ‪ ..‬فلم يعد له قوة على حمل روح أبت‬ ‫إل إن تطير لباريها ‪ ..‬مد سبابته وأطبق أصابعه وودع الدنيا‬ ‫مبتسما مهل ل ‪ ً ،‬مستبشرا ‪ ..‬بتشهد ‪ ..‬وشهادة ‪ ...‬وخط من الدماء‬ ‫يدل من سيأتي بعده على الحق ‪ ..‬وينير لهم دربه ‪..‬‬ ‫أحب لقاء ربه فأحب ا لقاءه ‪ ..‬هنيئا لك فقد نلت مرادك‬ ‫وانتصرت ‪...‬‬ ‫تقبلك ا وجميع الشهداء وجمعنا وإياكم بحبيبنا محمد ‪ ‬في‬ ‫جنات النعيم ‪.‬‬ ‫‪56‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫بقلم ‪ :‬فاروق حمص‬

‫‪57‬‬

‫العدد السادس‬


‫حان الرحيل أيها المجرمون‪.....‬‬

‫قــد جــاء يــومــك أيها الجـّزار‪ .........‬اليو م تزأر إذ تراك النار‬ ‫جّهز خلوقك‪،‬حــمــزة في ركبه‪ .........‬يحدوه في صدق اللقاء الثار‬ ‫ياأيها الجبار ضــّلــت عــصبة‪ .......‬قادت خطاك وفي خطاها العار‬ ‫اليو م توقن أن أمســــــــك سّبة‪ ........‬وضلل رأيك ياوضيع شنار‬ ‫فالشعب أقسم أن يزيل عصابة‪ ........‬في خطوها للعامرات دمار‬ ‫والشـــــعب في يده لعنقك ربطة‪ .........‬ولمعصم نهب البلد سوار‬ ‫ياأيها الســـــــــفاح قْدك جرائما‪ ........‬وأد الطفولة في رؤاك قرار‬ ‫‪58‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫صة ومرار‬ ‫خمسون عاما نهب شعب صابر‪ ........‬قتل وسجن غ ّ‬ ‫أتخمت شـــــــــعبك ذلة ومهانة‪ .........‬ماهكذا أمر الشعوب يدار‬ ‫ودفعت آلفا لــهــجــر بلدهم‪ ........‬أهل الحلو م بما تدّبر حاروا‬ ‫وفساد أهل الشر صار لباســنا‪ ........‬والظلم في أهل القضاء منار‬ ‫وغدا اللصوص حداتنا وقضاتنا‪ .......‬ماذا تخبيء للغد القدار؟؟!!‬ ‫وإمــامــنــا قـــز م يــردد أبلها‪ ......‬يملى عليه شخيره وخوار‬ ‫تتسابقون لقتل طفل باســــــم‪ ......‬نبتت على خطواته الزهار؟؟!!‬ ‫وتقّتلون وتنهبون دســـــــاكرا‪ .......‬والحقد عرف عندكم ومسار‬ ‫مليون شيطان تقود شرورهم‪ .......‬والسلم تحت ظلمهم ينهار‬ ‫كــفــر‪،‬نــفــاق‪،‬مـأثـم وخيانة‪ .......‬لخير في عرف البغاة يجار‬ ‫هّدمت يابن الكافرين مساجدا‪ ..........‬رفعت على هاماتها الذكار‬ ‫مــزقت في صلف كتابا خالدا‪ ..........‬لم تـُـرع فيه مكانة وذمـار‬ ‫من أنت؟ماكتبت تواريخ اللى‪ ..........‬ظلما وحقدا شب منه أوار‬ ‫لــم يذكر التاريخ قــتــل طفولة‪ ..........‬مــاقــا م فــيها)نيرن(وتتار‬ ‫كل ول بوش ول أشـــــــــباهه‪ ...........‬قد زاد رمزا سابقا أشرار‬ ‫الشعب يخرج كي يقول مسالما‪ ..........‬إنا على أرض اللى أحرار‬ ‫فارحل كرهنا منك خلقا فاسدا‪ ...........‬ونظا م حكمك فاسد ضّرار‬ ‫فلقد ملت الرض فـقـرا قاتل‪ ..........‬فربوع أرض الخّيرين بوار‬ ‫لم تبق في أرض الشــآ م منارة‪ ..........‬أطفأتها بــالــجهل منك يثار‬ ‫وتروح تزعم أن رهطك ملهم‪ ..........‬ومقّدس وبــأنــكـــم أبــرار‬ ‫أرأيت ياشيخ اللصوص مقامرا‪ ........‬بّرا‪ ،‬وقتل طفولة يختار؟؟!!‬ ‫أرأيت ســــــفاحا يكفكف دمعة‪ .........‬من تسعة اليتا م يابشار؟؟!!‬ ‫أتظن أنــك وابــن أمك ماهــرا‪ .........‬تصمي رياحا رعدها هّدار‬ ‫أتخال مــاأثمت كلبك حاجــزا‪ ........‬لهدير سيل مّده إعصار؟؟!!‬ ‫فجموع من قتلت يداك تحركت‪ ........‬جمعا يقود مسارها الثوار‬ ‫فلسوف لن تلقى غدا من تحتمي‪ .......‬بحماه‪،‬قد كرهت لقاك الدار‬ ‫ولســـوف تلقى من جزاء عادل‪ ........‬وبما أثمت ولن يقيك)حوار(‬

‫‪59‬‬

‫العدد السادس‬


‫تسعة اليتا م‪:‬إشارة ألى الب الذي قتله شبيحة النظا م وله سبعة أطفال ذكور‬ ‫وبنتان‪.‬‬ ‫شعر‪:‬عبد الرحمن سليم الضيخ ‪.‬‬

‫•‬

‫قال آقرثقر كوستلقر ‪:‬‬

‫•‬

‫إن قتل الكائنات بواسطة كائنات من النوع نفسه هو ظاهرة ل يشارك‬ ‫النسان فيها سوى حفنة من الفئران والعناكب ‪.‬‬

‫يقول بيير بومارشيه ‪:‬‬ ‫•‬

‫النسان هو الكائن الوحيد الذي يأكل وهو ليس جائع ‪ ،‬ويشرب‬ ‫وليس ظمآن ويتناسل في كل المواسم " ‪.‬‬

‫وقال طفيل الغنوي‪:‬‬ ‫‪60‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫•‬

‫إّن الـنّـسـاء لشـجـاٌر تـبـين لنا ‪ ...‬منهّن مّرو ‪ ،‬وبعض المّر مأكول‬ ‫إّن النساء‬ ‫متى‬ ‫ينهين‬ ‫عن‬ ‫خلٍق ‪..‬‬ ‫فـإّنـه‬ ‫واقــٌع ل‬ ‫بـــّد‬ ‫مـفـعــول‬

‫غربة‬ ‫غرب ٌة ‪،‬‬ ‫ء لو ٌ‬ ‫ح‬ ‫والسما ُ‬ ‫ف‪.‬‬ ‫وحر ُ‬ ‫والليالي في‬ ‫م حز ٌ‬ ‫ن‬ ‫الظل ِ‬ ‫ف‪.‬‬ ‫وخو ُ‬ ‫م إنسانّيتي‬ ‫رق ٌ‬ ‫يا بلدي‪،‬‬

‫‪61‬‬

‫العدد السادس‬


‫ف‪.‬‬ ‫ن مّر ظر ُ‬ ‫ب اليما ِ‬ ‫في شحو ِ‬ ‫ت‪:‬‬ ‫ع وقال ْ‬ ‫ت رأسا للخنو ِ‬ ‫طأطأ ْ‬ ‫ف‪.‬‬ ‫ل قط ُ‬ ‫خ‪،‬م ّ‬ ‫ع شام ٌ‬ ‫خ في الجو ِ‬ ‫شا َ‬ ‫ح أقسى‪،‬‬ ‫أّيها الحادي طعنُة الرو ِ‬ ‫ف‪.‬‬ ‫ل ونز ُ‬ ‫ن في الجساِد ابتها ٌ‬ ‫إ ّ‬ ‫ت مّني‪،‬‬ ‫ك تسحُر الصم َ‬ ‫تلك عينا ِ‬ ‫ب السهاَد‪ ،‬تعلو‪ ،‬وتهفو‪.‬‬ ‫وتذي ُ‬ ‫ب‪،‬‬ ‫أمسحي شعرا للمدى في غرو ٍ‬ ‫ت يصفو‪.‬‬ ‫نوُر أّمي رغم الجراحا ِ‬ ‫ م تبدو احتراقا‪،‬‬ ‫لحظ ٌة للحل ِ‬ ‫ف‪.‬‬ ‫ك قص ُ‬ ‫ن نبض َ‬ ‫ن القضبا ِ‬ ‫في أني ِ‬ ‫ح تدمي‪،‬‬ ‫ب طفولُة الجر ِ‬ ‫ي ذن ٍ‬ ‫أ ُّ‬ ‫ف‪.‬‬ ‫ب يبني الحقيقَة عر ُ‬ ‫في ترا ٍ‬ ‫ت وخب ٌز‪،‬‬ ‫ح بي ٌ‬ ‫غرب ٌة والجرا ُ‬ ‫ء في برِدنا صاَر يغفو‪.‬‬ ‫وغطا ٌ‬ ‫ت تنادي‪،‬‬ ‫ت قام ْ‬ ‫ة في الموا ِ‬ ‫ثور ٌ‬ ‫ف‪.‬‬ ‫ع الصبِر في النهايِة صْر ُ‬ ‫وج ُ‬ ‫ م حين تهادي‪،‬‬ ‫ب النسا َ‬ ‫لن أح ّ‬ ‫ف‪.‬‬ ‫ل في التقّيِد طي ُ‬ ‫ة الطف ِ‬ ‫صور ُ‬ ‫ص‪،‬‬ ‫ث زاه ٌد ببصي ٍ‬ ‫يحفُر الب ّ‬ ‫ف‪.‬‬ ‫س ُ‬ ‫ن في الصدِر خ ْ‬ ‫ب التخوي ِ‬ ‫وصلي ُ‬ ‫‪62‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫ن شع ٌ‬ ‫ب‬ ‫م عبرنا النيرا َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ة‪،‬‬ ‫عرا ٌ‬ ‫ف‪.‬‬ ‫ل القبحَ نْت ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ة يج ّ‬ ‫وحفا ٌ‬ ‫ل عن‬ ‫ح الغل َ‬ ‫ونزي ُ‬

‫ف‪.‬‬ ‫ء سط ٌر وعْز ُ‬ ‫فيعيُد السما َ‬

‫ت‪،‬‬ ‫ضحكا ٍ‬

‫غرب ٌة تمشي في الجوى لساها‪،‬‬ ‫ف‪.‬‬ ‫ص ُ‬ ‫ق الفجَر في الندامِة ع ْ‬ ‫يغل ُ‬ ‫ل بالموت دوما‪،‬‬ ‫ح المقتو ُ‬ ‫ويطي ُ‬ ‫ب السطَو‪ ،‬كي يرى الغَد‬ ‫يقل ُ‬ ‫ف‪.‬‬ ‫خْل ُ‬ ‫ل‪،‬‬ ‫ع ألف سؤا ٍ‬ ‫ م للدم ِ‬ ‫في خيا ٍ‬ ‫ف‪،‬‬ ‫م طْر ُ‬ ‫ق النسائ َ‬ ‫في اللظى يخن ُ‬ ‫ن‪،‬‬ ‫ص بظ ٍّ‬ ‫قْد هربنا من الرصا ِ‬ ‫ف‪.‬‬ ‫ح‪ ،‬وصي ُ‬ ‫ق الصبا َ‬ ‫طفلُة ترم ُ‬ ‫ي كفانا‪،‬‬ ‫أّيها الموتوُر الغب ُّ‬ ‫ل‪:‬في الماضي قْد يقّوي َ‬ ‫ك‬ ‫قي َ‬ ‫ف‪.‬‬ ‫ضع ُ‬ ‫ن‪،‬‬ ‫ب بطع ٍ‬ ‫ن صع ٌ‬ ‫غرب ٌة‪ ،‬والنسيا ُ‬ ‫ف‪.‬‬ ‫ا‪ ،‬والحكايُة صن ُ‬ ‫مسخوا َ‬ ‫ع‪،‬‬ ‫م وشر ٌ‬ ‫ل حك ٌ‬ ‫ن القت َ‬ ‫أصمتي‪ ،‬إ ّ‬ ‫ف‪.‬‬ ‫ م حٌّد وسْق ُ‬ ‫ت اليو َ‬ ‫ليس للمو ِ‬ ‫صَة الخطايا وساما‪،‬‬ ‫أسردي ق ّ‬ ‫ف‪.‬‬ ‫ف حْد ُ‬ ‫ت إلى الصحائ ِ‬ ‫لآ ٍ‬ ‫ك ُّ‬ ‫ت‪،‬‬ ‫ت ترابا وغّن ْ‬ ‫يا بلدا باع ْ‬ ‫م للشخ ِ‬ ‫ص‬ ‫ب‪،‬والس ُ‬ ‫م كل ٍ‬ ‫باس ِ‬

‫‪63‬‬

‫العدد السادس‬


‫من طرائف‬ ‫العرب‬ ‫جواب سريع‬ ‫قال أبو العّباس ثعلب‪ :‬لّما‬ ‫ماتت حمادُة بنت عيسى‬ ‫امقرأة المنصوقر‪ ،‬وقف‬ ‫المنصوقر والّناس معه‬ ‫على حفقرتها ينتظقرون مجيء الجنازة وأبو دلمة فيه‪ ،‬فأقبل عليه المنصوقر‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬ ‫أبا دلمة‪ ،‬ما أعددت لهذا المصقرع؟ قال‪ :‬حمادة بنت عيسى يا أميقر المؤمنين؛ قال‪:‬‬ ‫فأضحك القوم‪.‬‬

‫أذكى من ابنه‬ ‫وعن يحيى بن أكثم قال‪ :‬قدم قرجل ابنه إلى‬ ‫بعض القضاة ليحجقر عليه فقال فيم؟ قال‬ ‫للقاضي‪ :‬أصلحك ا‪ ،‬إن كان يحسن آيتين‬ ‫من كتاب ا فل تحجقر عليه‪ ،‬فقال له‬ ‫القاضي‪ :‬اققرأ يا فتى‪ ،‬فقال‪ :‬الوافقر‪:‬‬ ‫أضاعوني وأي فتى أضاعوا‬ ‫ليوم كقريهة وسداد ثغقر‬

‫‪64‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫فقال أبوه‪ :‬أصلحك ا إنه ققرأ آية أخقرى فل تحجقر عليه‪ .‬فحجقر القاضي عليهما‪.‬‬

‫يا ليتها كانت‬ ‫القاضية‬ ‫قال قرجل لبنه وهو في‬ ‫المكتب‪ :‬في أي سوقرة‬ ‫أنت؟ قال‪ :‬في أقسم بهذا‬ ‫البلد ووالدي بل ولد فقال‬ ‫أبوه‪ :‬لعمقري من كنت‬ ‫ابنه فهو بل ولد ‪.‬‬

‫‪65‬‬

‫العدد السادس‬


‫‪66‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫ختامه مسك‬

‫ها نحن من جديد نبذل قصارى جهدنا ‪ ،‬محاولين أن‬ ‫نلمس نبض قلوبكم ‪ ،‬أن نكشف ما وراء الكواليس ‪ ،‬أن‬ ‫نقول الحق كما تراه العقول من عدة وجهات نظر ونترك‬ ‫لكم المساحة للنتقاء ‪ ،‬وإذ نفعل ذلك فمن إيماننا ‪ -‬أو‬ ‫هكذا نزعم ‪ -‬بقدرة الحروف على أن تزيل الضباب عن‬ ‫الشمس ‪ ،‬تلك الشمس التي لحت في الفق تريد‬ ‫الولدة لكن على شرط أن نكون على قدر المسؤولية‬ ‫في أن نزيل عنها الغشاوة ‪.‬‬ ‫ل نقول بأننا وصلنا إلى مرحلة الكمال ‪ ،‬فالطريق طويل‬ ‫وشاق ‪ ،‬لكن إن شاء ا نظن بأننا قد بدأنا منذ فترة ل‬ ‫يستهان بها ذاك الطريق ‪..‬‬

‫‪67‬‬

‫العدد السادس‬


‫‪68‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫المحتوى‬ ‫‪‬‬

‫سياسة ‪:‬‬

‫الجيش الحر بين الحرب و الحكم ‪.............................‬‬ ‫الرحلة رقم ‪990‬‬

‫‪................................................‬‬

‫العلمانية هي الحل ! ‪.............................................‬‬ ‫اعتدالنا خلصنا ‪................................................‬‬ ‫مدنيو سوريا رهائن السد ‪.....................................‬‬ ‫‪‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪22‬‬

‫أدب ‪:‬‬

‫ذكريات أليمة – إدلب ‪.........................................‬‬

‫‪25‬‬

‫‪........................................................‬‬

‫‪27‬‬

‫الغريب‬

‫اللقاء الول ‪ /‬قصة ‪............................................ /‬‬ ‫لحظات من قلب حمص المحاصرة ‪.............................‬‬ ‫‪‬‬

‫استطلع ‪:‬‬

‫‪‬‬

‫الحكم في القرآن ‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫‪34‬‬

‫الحكم في القرآن ‪................................................‬‬ ‫‪‬‬

‫شهيد ‪:‬‬

‫أسد ا في القصير‪............................................‬‬ ‫‪‬‬

‫‪50‬‬

‫شعر ‪:‬‬ ‫‪69‬‬

‫العدد السادس‬


‫حان الرحيل أيها المجرمون ‪56 ...........................................‬‬ ‫‪ ....................................................................‬غربة‬

‫‪70‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫‪71‬‬

‫العدد السادس‬


‫‪58‬‬

‫‪72‬‬ ‫حضارة الثورة‬


‫‪73‬‬

‫العدد السادس‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.