العددين --74 75

Page 1

‫لي‬

‫س‬ ‫بال‬

‫ك‬

‫يم‬

‫او‬ ‫ي جم‬ ‫ع‬ ‫فق ة‬ ‫ط‬ ‫يق‬ ‫ت‬ ‫ل‬

‫�أحفاد خالد‬ ‫الجمعة ‪/30‬شوال‪2013/9/6 - 1434/‬م‬

‫السنةالثانية‬

‫اسبوعية تعنى بالثورة السورية‬

‫ا لعد د ين ‪75+74‬‬

‫كلمة التحرير‬ ‫إن الثورة عظيمة ‪ ،‬عظمتها من عظمة شعب صنعها وصمد في سبيلها فكسر بها شوكة الطغيان ‪..‬‬ ‫ولكن أعظم الثورات تلك التي تنتج أنظمة برامجية ‪ ،‬التي تحمل برامج اقتصادية واجتماعية وسياسية وعسكرية تقضي على مخالفات كانت قد ثارت‬ ‫عليها ‪ ،‬وتحقق مكاسب قد بذل ثوارها دماء غالية في سبيل الوصول إلى عرينها ‪ ،‬أي تصنع باآلالت الحديثة مستقبل ثوارها ‪ ،‬فالكل يعرف أننا في دنيا‬ ‫الحداثة ال مجال للروحانيات وال الديولوجيات الفئات ‪.‬‬ ‫إن الوسم الذي يصمت عند أعتابه العتاب هو أن تقبل باآلخر كما هو ‪ ،‬ما دام حامالً لبرنامج يجلب السعادة الملموسة التي أراناها بثورتنا ‪ ،‬ولو فصلت‬ ‫بينكما هوة االختالف في األجندات االيدولوجية واألفكار الدينية ‪ ..‬ما دام الجامع هو سعادة وبناء عام ‪.‬‬ ‫ربما اختلفت ثورتنا عن ثورات كثيرة ‪ ،‬ما سيجعلها محطة دراسة موسعة لكثير من الباحثين في كل مجال ‪ ،‬وربما ينبغي أن تكمل هذا االختالف بأن‬ ‫ترضى على غير عادة الثورات الحية والميتة بكل ما يأتيها من غث وسمين ‪ ،‬فتنقي شوائب الغث وتسمن به السمين ‪...‬‬ ‫كن رصينا ً ‪ ،‬فلربما كان من أهم الدروس التي ينبغي أن نملكها أننا بألواننا نملك المجد ‪ ..‬ينبغي أن يكون برنامجنا السياسي هو االجتماع بما نملكه لبناء‬ ‫ما ننشده ‪.‬‬ ‫التحرير‬

‫األ‬

‫س‬ ‫دأ‬

‫طفا‬

‫لنا‬


‫بشارات النرص أهلت من الغوطتني‬ ‫ياسر رمضان‬ ‫يقال في ميادين سياسة الحروب ‪ ،‬أنه‬ ‫كلما ابتعدت ضربات الخصم وأوغلت‬ ‫في عقر دار عدوه فهذا ال يدل أكثر من‬ ‫داللته على تضايق شديد في صفوفه وألم‬ ‫وتراجع في معنوياته ‪.‬‬ ‫كلنا يرى ‪ ،‬أن حدة القتل والوحشية التي‬ ‫تصدر عن وحوش النظام البربري تزداد‬ ‫بصورة دائمة وتترافق مع اتساع رقعة‬ ‫المساحات التي يسيطر عليها الثوار ‪،‬‬ ‫وترتفع مع انتصارات يحققها الثوار‬ ‫على جميع األصعدة عسكريا ً وسياسيا ً ‪..‬‬ ‫لقد نفذ النظام جريمة لم يستطع طيلة‬ ‫شهور الثورة الطويلة صناعة مجزرة‬ ‫تضاهيها ‪ ..‬حيث استطاع أن يقتل أكثر‬ ‫من (‪ )1500‬شهيد بضربة واحدة ‪ ،‬لم‬ ‫تكلفه إال بضعة صواريخ تنزل على بعد‬ ‫أمتار من قواعد ومنصات إطالقها ‪..‬‬ ‫إنها جريمة الغوطتين ‪..‬‬ ‫ولعلنا ال نحتاج لوضع استفسارات عن‬ ‫سبب هذه العملية وتوقيتها المتزامن‬ ‫مع دخول مراقبين من األمم المتحدة‬ ‫للتأكد مما هو أكيد ‪ ...‬ولكننا سنقف‬ ‫موقف الغباء لنقول بأن األسد استغل‬ ‫الصمت الدولي المتكرر والذي ارتدى‬ ‫قناعا ً جديداً إزاء الذي يجري في أرض‬ ‫الكنانة (مصر) بعد أن سالت أنهار الدم‬ ‫في ساحات االعتصام فيها ‪ ،‬فأراد إعادة‬ ‫صرف األنظار إلى أرض الرباط ‪..‬‬ ‫أرض الشام ‪ ..‬ليعلن للعالم أن اإلجرام‬

‫مستمر في سوريا لم ينقطع ‪.‬تجاوز األسد‬ ‫الخط األحمر ‪ ،‬نعم ليست المرة األولى‬ ‫التي يتخطاه ‪ ،‬ولكنها األوضح واألفضح‬ ‫‪ ،‬مترافقة مع استهتار بكل صمت يصدر‬ ‫عن المجتمع الدولي ‪ ،‬فاألسد يحب سماع‬ ‫الصمت وبخاصة أنها مهنة نظامه طيلة‬ ‫عقود أربعة في جبهة الجوالن ‪ ،‬ليجد في‬ ‫وجود المراقبين الدوليين في دمشق خير‬ ‫دليل على براءة ساحته الممتلئة أصالً‬ ‫بدماء الشعب السوري ‪ ..‬وهذه دعوى‬ ‫ما انفك يرددها مع ترديده بإصرار‬ ‫على ضرورة التزام المراقبين بالخطة‬ ‫المرسومة المتفق عليها ‪ ،‬وليؤكد من‬ ‫خالل هذه الخطوة لنا بأن الذي يرسم‬ ‫الخطوط ويلونها هو نظام األسد في‬ ‫معاهد العهر الدولي وبحضور تالمذة‬ ‫مبتدئين مثل أوباما ‪.‬‬ ‫ولو توجهت أي إصبع تحمل بصمت‬ ‫شعار االتهام لبشار األسد فإن دعوى‬ ‫التآمر على سوريا المقاومة والممانعة‬ ‫ستكون جاهزة ‪ ،‬ولو كانت هذه اإلصبع‬ ‫تحمل شعار األمم المتحدة ‪ ..‬فلو قدر أن‬ ‫يكون أحد المراقبين موضوعيا ً محايداً‬ ‫يتكلم بصدق قليل عن أدلة تدل على ما‬ ‫ال يحتاج اإلثبات فإننا سنسمع حتما ً في‬ ‫النهاية بأن المراقبين جزء من المؤامرة‬ ‫التي تحاك ضدنا ‪ ،‬يعني ضدهم ‪.‬‬ ‫إنه الطرد المؤدب للجنة المحلفين‬ ‫الدوليين الذي ينتحلون اسم مراقبين ‪،‬‬

‫فلن نسمح لكم بزيارة أي بيت في سوريا‬ ‫‪ ،‬حتى يقصفه الثوار بالكيماوي ‪ ،‬فإن لم‬ ‫ينتبهوا لعبارة الطرد الخفية التي كانت‬ ‫عملية الغوطة تحملها ‪ ،‬كما تحمل رغبة‬ ‫أسدية في صرف أنظار العالم ومراقبيه‬ ‫عن موضع الخط األحمر الذي ظن‬ ‫الغرب أنه رسمه ‪.‬‬ ‫استخدام السالح الكيماوي انتحار سياسي‬ ‫‪ ،‬هكذا قالت روسيا ‪ ،‬كلنا فهم من هذا أن‬ ‫الروس مستعدون للتخلي عن األسد لو‬ ‫استخدم الكيماوي ‪ ،‬ولكن الظاهر بأنهم‬ ‫عنوا باالنتحار قتل أي‬ ‫طريق للحل السلمي في سوريا وإخماد‬ ‫أي مبادرة قد تنهي مأساة السوريين ‪.‬‬ ‫لن ننساكم أيها النصيريين ‪ ،‬فأنتم في‬ ‫قلوبنا ‪ ،‬هذا هو لسان الحال الذي يتكلم‬ ‫به النظام الذي رأى أن الكيماوي الذي‬ ‫سيطرب قلب كل مؤيد مناصر له سيعيد‬ ‫خلق شيء من المعنويات التي فقدها بعد‬ ‫هزائم متكررة في مناطق مختلفة ‪ ،‬وال‬ ‫سيما دمشق وريفها والساحل العرين‬ ‫االحتياط ‪.‬‬ ‫نعم ‪ ،‬تجاوز األسد الخط األحمر ‪ ،‬ألنه‬ ‫كان يظنه أبيض ‪ ،‬كما هي دماء كل‬ ‫السوريين ‪ ،‬ولكنه فعالً تجاوز الخط‬ ‫األحمر ‪ ..‬الذي رسمه الغرب ‪ ..‬ولهذا‬ ‫سنجد رداً قويا ً من الغرب يخرج عن‬ ‫الصمت إلى التنديد إن لم يكن تأييداً ‪.‬‬


‫اهلدف من العمل السياسي‬ ‫إن السياسة كما جاء تعريفها ملخصا ً في بعض المعاجم هي تدبير أمور الدولة ‪,‬‬ ‫والسياسة هي القيام على الشيء بما يصلحه ‪ ,‬والسياسة عموما ً هي كل ماله عالقة‬ ‫بالحكم وبممارسته من قبل الدولة ‪.‬‬ ‫ْإذ ل ّما كان الناس يعيشون في مجتمع فإن أول ما يطرح هو مسألة التوفيق والمالءمة‬ ‫بين أعمالهم وخلق نوع من السلوك العام والمشترك يتحقق باسم المجموعة ومن‬ ‫أجلها ‪ ,‬والنظر في هذه المسألة هو من مهام السياسة بمعناها العام جداً ‪ ,‬فأفالطون‬ ‫قد رأى في السياسة علما ً توجيهيا ً فمثلها ّ‬ ‫بفن نساج ملكي يحبك حياة الجميع بالمودة‬ ‫والوفاق ‪ ,‬ونظر إليها أرسطو على أنها النشاط الذي يرأس جميع النشاطات األخرى‬ ‫ويتضمنها باعتبارها تسعى إلى تحقيق الخير األسمى ‪..‬‬ ‫ونفهم من هذه اإلحاالت إلى الحب والخير أن فن السياسة وفن تدبير حياة المجتمع‬ ‫المدني ليس مجرد مسألة تقنية ‪ ,‬أي تقنية ربط بين الوسائل والغايات بقدر ما أنه‬ ‫يسعى إلى تحقيق العدالة ‪ّ ,‬‬ ‫وإذاك إلى تحقيق سعادة األفراد ‪.‬‬ ‫فمن نهاية هذا التعريف وهذا المفهوم للسياسة التي ليست هي المقصودة لذاتها وإنما‬ ‫هي لتحقيق العدالة والسعادة ألفراد المجتمع سوف نبدأ لنقف متسائلين ما هو الهدف‬ ‫من الثورة السورية ولماذا خرج الشعب ضد النظام السوري المجرم ؟ ‪ ..‬أليس‬ ‫هدف الثورة األساسي هو رفع الظلم عن أفراد الشعب وتحقيق العدل بين األفراد‬ ‫لينال اإلنسان السوري كرامته وسعادته ؟ ‪ ..‬طبعا ً هذا أمر ال يختلف عليه اثنان ‪,‬‬ ‫ولكن إذا نظرنا بعجالة إلى واقعنا بعد انقضاء عامين ونصف على الثورة السورية‬ ‫فإننا سنجد ما يلي _وسوف نبدأ بمجتمعنا المصغر لبلدنا سورية وهو مدينتنا تلبيسة‬ ‫على سبيل المثال ‪:‬‬ ‫أننا حتى اآلن لم نحدد ما هو البديل للنظام ‪ ,‬وهنا سؤال للجيش الحر وللسياسيين‬ ‫والمعارضين وأهل الثورة السورية أجمع (ما هو البديل أو ما هو النظام البديل‬ ‫الذي تسعون لتحقيقه في بلدنا وماهي السياسة التي تريدون انتهاجها لتحقيق أهداف‬ ‫الثورة السورية ثورة الحرية والكرامة ؟ ‪.‬‬ ‫سنقولها وبصراحة نحن نعيش بفوضى وكل ما نراه من محاوالت للتنظيم وإقامة‬

‫قلم ‪ :‬براء عبدالرحمن الضيخ تلبيسة‬ ‫هياكل ومؤسسات تنظيمية تبوء بالفشل ‪ ،‬وهذا يؤكد ويثبت ما قاله نظام بشار األسد‬ ‫(إما األسد أو ال أحد ) وال أحد يعني الفوضى ‪.‬‬ ‫وباختصار ألن كل ما سيُقال أصبح معروفا ً وبديهيا ً ‪ ،‬ولكن علينا وهذا أقل ما يمكن‬ ‫أن نقوم فيه في هذه المرحلة هو تحديد الهدف والغاية والصورة التي نطمح أن يكون‬ ‫عليها مستقبل البالد ‪ ,‬وما هو الذي نعمل ألجله ‪ ،‬هل نريد مجتمعا إسالميا ً مدنيا ً ‪,‬‬ ‫أم هل نريد مجتمعا ً علمانيا ً مدنيا ً أم هل نريد إعادة إنتاج نظام بشار األسد من خالل‬ ‫تحول بعض الثوار إلى شبيحة جدد ‪...‬‬ ‫إننا بتحديد الغاية والهدف الذي نطمح إليه فإن عملنا سيسهل ‪ ،‬وتضحياتنا ودماء‬ ‫شهدائنا لن تضيع سدى ‪ ،‬وإال فإننا جميعا ً آثمون ومخطئون ‪ ،‬فتضحيات الشعب‬ ‫السوري ودماء الشهداء لن نحافظ عليها إال إذا حققنا الهدف الذي سالت من أجله‬ ‫وهو العدل والحرية والكرامة ألبناء الشعب ‪.‬‬ ‫وهنا نريد أن نقول لكم إننا سنبدأ من أول خطوة وهي تعليم وتكريس ثقافة الحوار‬ ‫وطرح األفكار واآلراء وما يسمى (حرية التعبير) فليس من المعقول أن ينتقد إنسان‬ ‫ما تصرفا ً خطأ ألحد عناصر الجيش الحر فيقوم باعتقاله أو ربما قتله ‪ ,‬إن الذي‬ ‫انتقد لم ينتقد الشخص وإنما انتقد تصرفك الخاطئ ‪ْ ,‬‬ ‫ومن من البشر ال يخطئ ؟ ‪..‬‬ ‫ثم ليس من األدب واألخالق أن يخطئ أحد الناس ثم يأتي إنسان ما ليعلق اسمه على‬ ‫أبواب المساجد أو أن يفضحه على األنترنت ‪...‬‬ ‫أخي الثائر‪ :‬هذه ليست حرية ولم تكن الحرية في يوم من األيام هي اإلساءة للناس‬ ‫وفضح األعراض والتشهير وخاصة إذا تأملنا حديث رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫وسلم‪(( :‬الدين النصيحة ‪. ))...‬‬ ‫وهنا نوضح أننا في المكتب السياسي ليس لنا هدف أو نية إال اإلصالح ومحاولة‬ ‫فتح باب الجلوس للحوار البناء الذي يعبر كل إنسان عن رأيه بدون تجريح أو‬ ‫توجيه عبارات التخوين واالتهام بالسرقة ووو ‪ ...‬كما نحن عليه اليوم ‪ ...‬هدفنا‬ ‫اإلصالح وما توفيقنا إال باهلل ‪ ,‬فليتفضل كل إنسان باإلدالء برأيه وما هو الواقع‬ ‫الذي يجب أن نكون عليه بعد النظام الذي سيسقط بإذن هللا عاجالً أم آجالً ‪...‬‬

‫كوسوفو يف وسوريا‬ ‫قامت الثورة واندلعت معها الحرب الروسية اإليرانية‬ ‫ضد الشعب السوري من خالل تأييد مطلق للنظام في‬ ‫قمع الثورة ماديا ً وسياسيا ً ‪ ..‬واستطاع الروس خالل‬ ‫شهور الثورة الماضية الحيلولة دون صدور أي قرار‬ ‫في مجلس األمن يدين حتى مجرد إدانة تلك الجرائم التي‬ ‫ترتكب بحق السوريين اآلمنين ‪..‬‬ ‫ومع إيجاد الغرب عذراً لنفسه من ترك المقاومة السورية‬ ‫خاوية الوفاض عذر أسكت به شعوبه كما أخرس به‬ ‫الجيش الحر والمجتمع العربي والدولي مفاده بأن تسليح‬ ‫المعارضة أمراً غير مقبول لوجود جهات إرهابية قد‬ ‫يصل السالح إلى أيديها فتعيث في المصالح الغربية‬ ‫فساداً ‪ ..‬كل هذا جعل من الخيارات المفتوحة محدودة‬ ‫أمام الغرب ‪ ،‬في التعامل مع النظام الذي هز العالم‬ ‫مؤخراً بصور آالف القتلى التي وردت من الغوطتين ‪،‬‬ ‫ليعلو على سطح هذه الخيارات موضوع استخدام القوة‬ ‫عبر توجيه ضربات جوية ضد النظام السوري ‪ ..‬أو‬ ‫إلى المراكز الحيوية واالستراتيجية التي قد يسبب فقدانها‬ ‫ودمارها إنهاكا ً في قواه ‪..‬‬ ‫ولكن مظلة مجلس األمن ستبقى مخرقة أو مطوية وغير‬ ‫قادرة على أن تغطي قراراً يشرّع للغرب ما ال تشتهيه‬ ‫السفن الروسية واإليرانية ‪.‬‬ ‫كلنا يذكر التدخل الغربي الذي قام به الناتو بقيادة الواليات‬ ‫المتحدة إلى معاقل ميلوسوفيتش الزعيم الصربي الذي‬

‫تراجعت قواته في كوسوفو تحت ضربات لحمالت جوية‬ ‫عسكرية لمدة (‪ )78‬يوما ً ‪ ،‬واضطر للسماح للنازحين‬ ‫بالعودة إلى ديارهم ‪ ،‬وبإسالة آنية الدم التي أطفأت نار‬ ‫الحرب هناك ‪ ..‬وأنا أعني بذلك الحرب في كوسوفو ‪..‬‬ ‫تلك الحرب التي تعتبر الثورة السورية مثالً موسعا ً عنها‬ ‫والتي كان للغرب قدم السبق في وضع أوزارها ‪ ،‬وإنهاء‬ ‫فصول األزمة الصربية التي دامت لسنوات عجاف على‬ ‫شعب كوسوفو ‪.‬‬ ‫لقد استفادت أمريكا ومن ورائها الغرب من اإلدانة‬ ‫الروسية على استخدام الكيماوي في الغوطتين ‪ ،‬نعم‬ ‫أصابع روسيا موجهة نحو المعارضة ولكن ثبوت‬ ‫الجريمة على النظام أمر حتمي يقره حتى حلفاؤه في‬ ‫قرارة أنفسهم ‪ ،‬وما ضغطها على النظام للسماح‬ ‫للمحققين بالدخول واالطالع على األوضاع عن كثب إال‬ ‫دليالً على استشعار روسي للخطر الذي اقترب من دهم‬ ‫معاقل األسد ‪ ...‬ليعلو على شاشة التطورات في سوريا‬ ‫موضوع تكرار السيناريو الغربي في كوسوفو ومن دون‬ ‫المرور عبر أروقة أو على طاوالت مجلس األمن ‪ ،‬أي‬ ‫توجيه ضربات إلى النظام بشكل أحادي ‪ ،‬لتبقى الرفض‬ ‫الروسي لهذه الخطوة حاضراً ‪.‬‬ ‫نعم لن يغامر أوباما والغرب بإنزال قوات أطلسية على‬ ‫التراب السوري ‪ ،‬ولن يخاطر بتعجيل إسقاط النظام‬ ‫الذي ال يزال الغرب يرى فيه متسع من الصالحية‬

‫متفائل‬

‫لخدمة مصالحه ‪ ،‬ولن تكون الموجات الجوية أو البحرية‬ ‫ضد سوريا طويلة وال حتى كتلك التي استغرقتها حرب‬ ‫كوسوفو ‪ ،‬بل لن تستمر على أحسن األحوال أكثر من‬ ‫أيام معدودات من الضربات التي ستكون كفيلة بتدمير ما‬ ‫تبقى من مراكز القوة التي ال تزال بيد الدولة السورية‬ ‫التي ستكون بمثل هذه العمليات أكثر إنهاكا ً وتخلفا ً بعد‬ ‫سقوط النظام ‪ ،‬كما سيضمن تدمير مفاصل القوة التي‬ ‫ال يزال الجيش يحتفظ بها من صواريخ ومعدات منعا ً‬ ‫من أن تتحول إلى مصدر رعب إلسرائيل بعد قيام دولة‬ ‫الثورة في سوريا ‪ ،‬عالوة على الفاتورة الباهظة التي‬ ‫ستغرق بها سوريا الثورة كرد لجميل الغرب ‪.‬‬ ‫أما روسيا وإيران فلم يبق أمامهما إال خيار الضغط‬ ‫لتعجيل عقد مؤتمر جنيف (‪ )2‬الذي طال التسويف بشأنه‬ ‫مع استعدادهما بتقديم الكثير من التنازالت لتفادي خسارة‬ ‫أكبر ‪ ،‬جراء الضربات العسكرية المتوقعة ‪ ،‬ليبقى‬ ‫صالحية الدعوة إلى جنيف (‪ )2‬سارية المفعول كوسيلة‬ ‫مراوغة وتخفيف ضغط على األسد ‪.‬‬ ‫السيناريو الكوسوفي في سوريا هو الحل األمثل الذي‬ ‫تستطيع به أمريكا والغرب تلميع صورتها كحام عظيم‬ ‫لإلنسانية ‪ ،‬وهو الذي سيكفل لها جني ثمار عمل‬ ‫السوريون طويالً على انباتها ورعايتها ‪.‬‬


‫حقيقة‬ ‫إن التحديات االساسية والوجودية لشعوبنا والتي‬ ‫تتعلق بضروريات الحياة واولوياتها ال تحتاج ال‬ ‫ايديولوجيات كبرى لحلها وعالجها وتوفيرها لشعوبنا‬ ‫‪ ،‬بل تحتاج إلدارة رشيدة واخالص وصدق وطني‬ ‫وأخالق ليس أكثر ‪ ،‬أي مجرد حس وطني وإنساني‬ ‫وإيمان بالعدالة والمشاركة لدى النخبة السياسية !!‪.‬‬ ‫إن الصراعات االيديولوجية الراهنة وحساباتها‬ ‫الحزبوية تعكس اغتراب فظيع وعميق عن‬ ‫‪.‬‬ ‫جوهر معاناة الناس ومشكالتهم الحقيقية‬ ‫إن حل مشكلة البطالة والسكن وحقوق اإلنسان في‬ ‫الحرية والكرامة ال تحتاج اليديولوجيا إسالمية‬ ‫يَحيكون الحكايات لنصدقها ‪ ,‬و يمثلون التمثيالت على مسارح الواقع لنيقن أو قومية أو ماركسية أو ليبرالية ‪ ،‬بل تحتاج إلى‬ ‫بها ‪.‬‬ ‫علم وإدارة وإخالص وطني وإنساني ‪ ،‬وهو متاح‬ ‫انتشار األسطول األمريكي في البحر األبيض المتوسط ‪ ،‬يظنه البعض‬ ‫وتحض عليه كل األديان السماوية والوضعية !!!‪.‬‬ ‫لضرب مواقع للعصابة ‪ ,‬لكنها لربما تكون حالة من حاالت االستنفار‬

‫حجج أمريكا‬

‫المعهودة ‪.‬‬ ‫طالبت الكثير من الدول اإلدارة األمريكية بالرد المباشر على مجزرة‬ ‫الكيماوي ‪ ,‬لكن اإلدارة األمريكية فقدت مصداقيتها تما ًما في الموقف‬ ‫السوري ‪ ،‬وذلك بسبب القرارات الورقية الغير منفذة ‪ ,‬فهل الرد على‬ ‫مجزرة الكيماوي فرصةٌ تستغلها أمريكا إلعادة الصياغة لوجه الحكومة‬ ‫األمريكية المدافع عن الحقوق اإلنسانية ؟؟ ‪.‬‬ ‫سؤا ٌل أترك إجابته لكم أعزتي ‪.‬‬ ‫عودةً إلى الموضوع ‪ ..‬تتحجج أمريكا بعدم الرد المباشر على المجزرة‬ ‫الحاصلة بحجج واهية متناهية ‪ ،‬أكل الدهر عليها وشرب ‪ ,‬وكل حجة مما‬ ‫يلي سأذكر مثالاً مضادًا لها ‪:‬‬ ‫‪ -1‬أنها ال تستطيع التدخل بالشأن السوري بحجة الفيتو الروسي الصيني‬ ‫المستخدم في مجلس األمن ‪ ,‬متناسية أن قرار الفيتو في مجلس األمن‬ ‫بحرب العراق والدخول إلى أفغانستان كان الرفض ‪ ,‬لكنها تجاهلت تلك‬ ‫القرارات وتدخلت رغم أنف الدول المعارضة ‪.‬‬ ‫ب مع إيران ‪ ,‬خاصةً بعد تصريح وكالة‬ ‫‪ -2‬إن أمريكا ال تريد افتعال حر ٍ‬ ‫فارس اإليرانية أن أميركا تعرف خط الجبهة األحمر في سوريا ‪ ,‬ولكن‬ ‫أمريكا بذاتها فرضت عقوبات على إيران ساهمت في ش ّل االقتصاد‬ ‫اإليراني وإقفال الكثير من المعامل النووية ‪.‬‬ ‫‪ -3‬الحجة الثالثة وهي أن فريق التحقيق بالكيماوي لم يستأنف العمل بعد ‪،‬‬ ‫وأنهم بانتظار معلومات من المخابرات حول الجهة المستخدمة للكيماوي‬ ‫في سوريا ‪ ,‬و المثال المضاد لهذا السبب السخيف هو أن المخابرات‬ ‫األمريكية بفروعها (السي آي إيه ‪ ,‬إف بي آي ‪ ,‬وكالة األمن القومي ‪....‬‬ ‫الخ ) وبجميع مصادر المعلومات المتقدمة التي تمتلكها ‪ ,‬لم تستطع تحديد‬ ‫مكان انطالق الصواريخ ذات الرؤوس الكيماوية ‪ ,‬وماهي الجهة التي‬ ‫تتبعها ‪.‬‬ ‫‪-4‬إن أمريكا بحاجة إلى عدم اإلضرار بمصالح الدول في المنطقة ‪ ,‬لكن‬ ‫هل سوريا مازال فيها مجا ٌل للتفاوض على المصالح ؟ (إذا هيك لكن‬ ‫الشعب أولى بهاي المصالح) ‪.‬‬ ‫‪-5‬السبب األخير أن أوباما لم يلقي بعد األمر باتخاذ الخطوات العسكرية‬ ‫اتجاه المجزرة في سوريا ‪ ,‬وهذه أترك التعليق لكم فيها ‪.‬‬

‫بقلم ساري بن وادي‬

‫موفق زريق‬

‫لبيك نصر اهلل‬ ‫سبق لـ حسن نصر هللا أن دعا ـ بالفم المآلن ـ لتحويل‬ ‫سورية إلى ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات ‪.‬‬ ‫وسبق له أن اعترف علنا بزج ضباطه في الحرب ضد‬ ‫السوريين ‪.‬‬ ‫وأخيراً سمع العالم كله ما قاله ‪ ،‬من أنه مستعد‬ ‫للذهاب بنفسه إلى سورية لقتل السوريين ‪.‬‬ ‫وشاهد العالم كله استعداد "قطيع" مشاهديه لتلبية نداء‬ ‫"الجهاد ضد الشعب السوري المظلوم ‪ ،‬ذلك االستعداد‬ ‫ُ‬ ‫صيحات التلبية‪" :‬لبيك نصر هللا" ‪.‬‬ ‫الذي ترجمته‬ ‫حسن نصر هللا يقدم كل يوم دليالً جديدا على كرهه‬ ‫للسوريين الشرفاء األحرار وحقده عليهم ‪ ...‬وكذا‬ ‫يفعل أنصاره المتشبعون بالحقد الطائفي األعمى‬


‫بعد الصدمة‪ :‬ماذا نفعل؟‬ ‫تابع الفاجعةَ على شاشات الفضائيات آالفُ الناس أو ماليين ‪ ،‬ثم قالوا‪ :‬يا‬ ‫حسرتا ‪ ،‬ما بيدنا من حيلة ‪ ،‬ال نملك إال الدموع والدعاء! ‪.‬‬ ‫الروح لميت وال‬ ‫أيها السادة‪ :‬وفّروا الدموع ليوم آخر ‪ ،‬فإنها ال تر ّد‬ ‫َ‬ ‫تكشف الغ ّمة عن األحياء ‪ ،‬أما الدعاء فدعوا عنكم مقالة العاجزين ‪...‬‬ ‫إن الدعاء مطلوب في كل وقت ‪ ،‬ولكنه حجّة على صاحبه إذا لم يرافقه‬ ‫عمل واجتهاد ‪ ،‬ولو كان هللا يجيب الكسالى القاعدين لما اجتهد األنبياء‬ ‫بالعمل ثم توجهوا إليه بالدعاء ‪.‬‬ ‫نعم ‪ ،‬ليس بيد أحد حيلة فيما حصل بعدما حصل ‪ ،‬ولكن الذي حصل‬ ‫حلقة في سلسلة سبقتها حلقات وستأتي بعدها حلقات ‪ ،‬فال تفكروا فيها‬ ‫ولكن فكروا في الكوارث اآلتيات ‪...‬‬ ‫ْ‬ ‫ي عن العمل ال ُمثمر للمستقبل ‪ ...‬إن يكن الذين‬ ‫ال‬ ‫يصرف أحداً العج ُز اآلن ّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫استشهدوا بالهجوم الكيماوي اآلثم ألفا ‪ ،‬رحم هللا الشهداء ‪ ،‬فإن الذين بَقوا‬ ‫من بعدهم ألف ألف ‪ ،‬وهم بأشد الحاجة إلى المساعدة ‪.‬‬ ‫في الغوطتين الشرقية والغربية وفي أحياء شرق دمشق وجنوبها إخوة‬ ‫لكم وأخوات وأبناء لكم وبنات لم يش ّموا رائحة الخبز منذ ثالثة أشهر!‬ ‫محاصر لم يصلهم منذ شهور‬ ‫في تلك المناطق يعيش أكثر من مليون‬ ‫َ‬ ‫طويلة إال أقل القليل من القوت وضرورات الحياة ‪ ،‬فإذا عجز الواحد مناّ‬ ‫عن إحياء َموتى اليوم المنصرم فإنه ليس بعاجز عن استحياء موتى الغد‬

‫القادم ‪ ،‬و َمن ضرب اليوم كفا ً بكف وقال "ما بيدي شيء" فإنه يستطيع‬ ‫أن يفعل اليوم ثم يقول غداً ‪ :‬الحمد هلل أني فعلت وقدمت وأنقذت أرواحا ً‬ ‫بريئة ‪ ،‬الحمد هلل أني كنت من ال ُم ْنفقين ولم أكن من ال ُم ْمسكين ‪.‬‬ ‫في تلك األرض الطيبة مدنيّون صامدون وفيها مجاهدون مرابطون‬ ‫‪ ،‬هؤالء يحتاجون إلى الغذاء والدواء والكساء ‪ ،‬وأولئك إلى السالح‬ ‫والذخيرة والعتاد ‪ ،‬وكل ذلك متوفر في األسواق ‪-‬داخل سوريا‬ ‫وخارجها‪ -‬ولكنه يحتاج إلى مال ‪ ...‬كيفما نظرنا إلى المسألة وجدنا أن‬ ‫عنق الزجاجة هو المال الذي يُشترى به كل شيء ‪ ،‬فليس غريبا ً ‪-‬إذن‪-‬‬ ‫ْ‬ ‫أن ق ّدم المولى َع ّز وتبارك الجها َد بالمال على الجهاد بالنفس في كل‬ ‫موضع في القرآن ‪ ،‬ألنه ال جها َد بال مال ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫مئات اآلباء واألمهات في غوطتَي دمشق أوالدَهم قرابين‬ ‫اليوم ق ّدم‬ ‫للثورة ‪ ...‬تخيل يا عبد هللا ‪ :‬كم قيمةُ ولدك عندك ؟ بكم تشتري حياته لو‬ ‫حُكم عليه بالموت ال ق ّدر هللا ؟ إنك تشتريه بالماليين ‪ ،‬ولو أنك دفعت‬ ‫اليوم معشار تلك القيمة الستحييت بها نفوسا ً كراما ً مهددة بالفناء ‪...‬‬

‫الله ّم إني قد بلغت ‪.‬‬

‫مجاهد ديرانية‬

‫رد السلطة إلى األمة أو المجتمع من أولويات‬ ‫الحركة اإلسالمية‬ ‫ذهب بعض اإلخوة إلمكان الدعوة والتجديد و"اإلصالح" في ظل‬ ‫نظام عسكري قمعي ‪ ،‬بل وتمثلوا بالحقبة المكية ‪ ...‬وصحيح أن‬ ‫الحقبة المكية هي النموذج األقرب لحالنا ‪ ،‬لكن ثمة سؤال لم يجب‬ ‫عنه هؤالء‪:‬‬ ‫كيف ستتحرك بدعوتك في ظل دولة ال تتستر فحسب باإلسالم بل‬ ‫تؤممه وتوظفه لمصلحتها ؟! ‪ ..‬هذه الدولة التي لن تعتبر مخالفها‬ ‫خارجيا ً فحسب ‪ ،‬بل ستكفر كل من يخرج عن الخط الرسمي ‪،‬‬ ‫كيف ستدعو الناس وأنت ال تستطيع ال تكفيرها أو مفاصلتها كليا ً‬ ‫بالهجرة ‪ ،‬وال "جهادها" بالسالح ألن أعيانها مسلمين ‪ ،‬في نفس‬ ‫الوقت الذي تكفرك فيه أبواق مؤسستها الدينية ؟! ‪.‬‬ ‫قد يصح رأيكم إن كنا نتكلم عن "نمو" دعوات مذهبية وحزبية ال‬ ‫تقدم وال تؤخر ‪ ،‬مثلما ً نما اإلخوان والدعوة السلفية والجماعات‬ ‫المسلحة ‪ ،‬لكن كيف ستسقط الرايات الحزبية أمالً بتجديد حقيقي‬ ‫للدين ‪ ،‬وأهم راية حزبية ترفعها الدولة وتسفك في سبيلها الدم ؟! ‪.‬‬ ‫إن عدم إدراك خطورة توحش حزبية الدولة والتماهي معه ‪ ،‬هو‬ ‫أحد أبواب إعادة إنتاج الواقع الحزبي في أقنعة جديدة ‪.‬‬ ‫لقد كان مالكوم إكس إبان انتمائه لحزب "نيشن اوف إسالم"‬ ‫المنحرف عقديا ً ‪ ،‬أحد وجوه حركة الحقوق المدنية المرموقة ‪ ،‬ذلك‬

‫أنه كان يتبنى ذات األيديولوجية العنصرية التي تتبناها المنظمة‬ ‫تحت الفتة اإلسالم ‪ ،‬وإن ُعرف براديكاليته ‪ ،‬وهي مجرد مقلوب‬ ‫لأليديولوجية العنصرية البيضاء التي كان البيض يتبنونها ‪ ...‬لذا‬ ‫كان مقبوالً باعتباره جزءاً من النسق أو أحد التنويعات عليه ‪.‬‬ ‫لكنه حين حج البيت الحرام ‪ ،‬وعرف أصل اإلسالم ‪ ،‬وأنه دعوة‬ ‫فوق عنصرية ‪ ،‬انشق عن حزبه ‪ ،‬فاستحق القتل عاجالً غير آجل‬ ‫‪ ،‬ولم يحاكم قاتله بل تولى رئاسة منظمة "نيشن او إسالم"! ‪.‬‬ ‫إن الدولة الحديثة لبنة في نظام عالمي قائم على الشرك باهلل ‪،‬‬ ‫وهذه اللبنة التابعة ال يمكنها أن تخرج على الخط المرسوم ما‬ ‫بقيت بنيتها وطبيعة السلطة فيها وأهدافها وحركياتها ‪ ...‬هي لبنة‬ ‫ال يمكن في إطارها تحقيق أي تجديد حقيقي لدين المسلمين ‪ ،‬فإن‬ ‫كل حركة إسالمية صحيحة التوجه ستسعى لتجاوز حدود القطر‬ ‫الذي ظهرت فيه وسيتم إجهاضها ‪ ،‬لتتحول إلى دين إثني قطري‬ ‫ال عالقة له باإلسالم ‪.‬‬ ‫الدولة الحديثة أكبر حزب أو مذهب يعترض طريق التجديد ‪ ،‬وال‬ ‫خروج من هذا المستنقع التاريخي إال بتقويض بنيتها كليا ً ‪ ،‬ورد‬ ‫السلطة للمجتمع ‪.‬‬

‫عبدالرحمن ابوذكري‬


‫ال تشتم‬ ‫معبوداً ال‬ ‫تعبده‪:‬‬ ‫أبو عالء احلموي‬

‫ُكتب هذه العبارة على أحد المعابد في تدمر السورية باللغة اآلرامية التدمرية ‪،‬‬ ‫هذه العبارة التي كتبت قبل ألفين وخمس مائة عام تقريبا ً ‪ ،‬لم يكتبها عبثا ً أجدادنا‬ ‫التدمريون الذين تباهوا بتعدد آلهتهم ‪ ،‬بل إنهم عندما حفروها على الصخر ‪ ،‬هم‬ ‫أرادوها رسالة لتقرأها كل األجيال التي كانت ستولد على أرض سورية الجميلة‬ ‫الملونة ‪..‬‬ ‫عندما تشتم إله اآلخر (دينه ‪ ،‬طائفته ‪ ،‬عشيرته ‪..‬إلخ)‪ ،‬فإنك بذلك الفعل تخلق منه‬ ‫عدواً ‪...‬‬ ‫إنك بذلك تحشره في زاوية ضيقة وتبعث لديه كل اإلحساس البدئي بالدفاع عن‬ ‫النفس ‪..‬‬ ‫شتم دين اآلخر أو طائفته أو قناعاته ‪ ،‬يوقظ المشاعر الماقبل مدنية ‪ ،‬ويخرب‬ ‫المجتمعات ويفكك األوطان ‪..‬‬ ‫ون للاهّ ِ فَيَ ُسب ْ‬ ‫يقول هللا تبارك وتعالى ‪َ " :‬والَ تَ ُسب ْ‬ ‫ُّوا للاهّ َ َع ْد ًوا بِ َغي ِْر‬ ‫ُّوا الَّ ِذينَ يَ ْد ُعونَ ِمن ُد ِ‬ ‫ك َزيَّنَّا لِ ُكلِّ أُ َّم ٍة َع َملَهُ ْم ثُ َّم إِلَى َربِّ ِهم َّمرْ ِج ُعهُ ْم فَيُنَبِّئُهُم بِ َما َكانُ ْ‬ ‫وا يَ ْع َملُونَ " ‪.‬‬ ‫ِع ْل ٍم َك َذلِ َ‬

‫طاقة الت�أثري‬ ‫والتعدي‬ ‫لنظام الأ�سد‬ ‫هدد بشار األسد مع بداية الثورة العالم بأنه‬ ‫سيحول سورية إلى أفغانستان ثانية ‪ ،‬وأطلق‬ ‫– هو ومجموعة من موظفيه‪ -‬تهديدات متعددة‬ ‫أخرها يوم أمس بأنه سيحرق الشرق األوسط ‪.‬‬ ‫هل هو جاد في مثل هذه التصريحات ؟ بكل‬ ‫تأكيد نعم ‪ ,‬لكن جوهر المسألة ليست في رغبته‬ ‫بتنفيذ هذه التهديدات بل بقدرته على تنفيذها ‪,‬‬ ‫فما هي حجم الطاقة التي يملكها في هذا االتجاه‬ ‫وإلى أين من الممكن أن تصل ؟ ‪.‬‬ ‫الحقيقة أن نظام األسد لديه قدرة على التأثير‬ ‫في المشهد اللبناني ‪ ،‬وهذا حصل أكثر من مرة‬ ‫واستطاع أن يقوم بعمليات ضمن الخطوط‬ ‫األولى من تركيا ‪ ،‬ويملك قدرة على التأثير في‬ ‫العراق أيضا ً ‪ ،‬وربما بلدان أخرى قريبة أو‬ ‫حتى أبعد قليالً ‪ ,‬لكن في النهاية له طاقة تأثير‬ ‫معينة ال يمكن أن يتجاوزها في حقيقة األمر‬ ‫ولن يتعداها مهما فعل ‪.‬‬ ‫الطاقة التأثيرية لألسد ومن معه يتحدد شكلها‬ ‫وقوتها بحدود الدفع المكتسب من حلفائه‬ ‫الحقيقيين إيران وحزب هللا ومن معهم ‪,‬‬ ‫وبالتالي يستطيع أن يؤثر ويضغط في حدود‬ ‫قوة ونفوذ هاتين القوتين الداعمتين ومن يتعامل‬

‫معهما ‪ ،‬وقد تكون لبنان والعراق بالدرجة‬ ‫األولى هما مسرحا العمل الذي سيبدأ األسد‬ ‫بالعمل عليه إلثبات قدرته وتنفيذ تهديداته في‬ ‫إشعال الشرق األوسط ‪ ,‬قد يُشجع ويدفع في‬ ‫ناحية أخرى على ضرب إسرائيل ‪ -‬لكنه لن‬ ‫يفعل ذلك بنفسه ‪ -‬وستكون هذه الضربات قليلة‬ ‫المفعول وال تتعدى مسألة إقالق وخلخلة األمن‬ ‫فيها وربما في دول أخرى عربية أبعد قليالً ‪.‬‬ ‫يجب االنتباه إلى مسألة مهمة هي أن مجموع‬ ‫الطاقة التأثيرية التي يملكها النظام وحزب هللا‬ ‫وإيران ومن معهم تساوي الواحد الصحيح ‪،‬‬ ‫وبالتالي أي نقل لهذه الطاقة واستخدام له من‬ ‫قبل طرف سيؤثر على الطرف األخر ‪ ،‬فعندما‬ ‫يعمل النظام – مثالً‪ -‬في لبنان ويبدأ بالتفجير‬ ‫والتخريب فهذا سيأخذ من قوة حزب هللا‬ ‫وطاقته ‪ ،‬وسيجعله أكثر انشغاالً وسيصرف‬ ‫وقت أكبر على التحصين واألمن والتدبير ‪،‬‬ ‫وكذلك عندما يعمل في العراق ‪ ,‬فأي اعتماد‬ ‫على حلفائه سيزيد عليهم الحمل وسيجعلهم هم‬ ‫نفسهم تقل طاقتهم في ناحية التأثير ‪.‬‬ ‫بالنسبة لروسيا بكل تأكيد هي ستعطيه –‬ ‫وقد فعلت بالفعل‪ -‬كل الطاقة الالزمة لتنفيذ‬

‫تهديده حول "األسد أو نحرق البلد" ‪ ،‬لكن‬ ‫أغلب التوقعات تشير إلى أنها لن تغطيه في‬ ‫بقية المناطق التي يفكر بتنفيذ تهديداته فيها ‪،‬‬ ‫وخاصة تلك التي تتعلق بأمن إسرائيل ‪.‬‬ ‫النظام لديه مجموعة من األوراق التي سيعمل‬ ‫عليها في الفترة القادمة ‪ -‬وهي على سبيل‬ ‫المثال وليس الحصر‪ :-‬ترك الحبل أكثر‬ ‫لقطعان الشبيحة لممارسة المزيد من القتل‬ ‫واإلجرام وربما تطوير عملها بشكل يشابه‬ ‫عمل حزب هللا في لبنان في المستقبل ‪ ,‬توأمة‬ ‫بعض المجموعات في العراق ولبنان مع‬ ‫مجموعات سورية لحماية نفسها تحت مسمى‬ ‫حماية المقدسات أو المقاومة ‪ ،‬وبالتالي خلق‬ ‫قوى مقلقة للمنطقة ‪ ,‬محاولة العمل على‬ ‫المحور الكردي مرة أخرى وبالتالي تبعاته‬ ‫في تركيا وسورية والعراق ‪ ,‬كل هذه األمور‬ ‫وأكثر مرهونة في النهاية بطاقته وحدود تأثيره‬ ‫التي استهلك منها قسم كبير في تنفيذ وعوده‬ ‫السابقة بإحراق البلد وخرابه ‪ ،‬واآلن ينطلق‬ ‫لالستمداد من طاقة الداعمين إلكمال المشوار ‪.‬‬

‫وليد فارس‬


‫الثورة يف خط ٍر عظيم‬ ‫األمر وصل إلى مرحلة الخطر الداهم ‪،‬‬ ‫وليس هذا أوان التنافس بالكلمات الضخام‬ ‫والهتافات ‪ ،‬فالجميع في خندق واحد ‪ ،‬لكن‬ ‫بعضنا ال يريدون إال أن يكون اآلخرون‬ ‫أشباها ً لهم في كل شيء ‪.‬‬ ‫منذ وقوع مجزرة الغوطة ‪ ،‬وأنا أتابع‬ ‫التصريحات السورية واألمريكية والبريطانية‬ ‫والفرنسية والروسية واإليرانية بدق ٍة بالغة ‪،‬‬ ‫ولفتَ نظري الحديث عن معاقبة الجهة التي‬ ‫استخدمت السالح الكيميائي دون تحديدها ‪...‬‬ ‫وكذلك ‪ ،‬نبهني الصمت الروسي إلى وجود‬ ‫دولي تم اإلعداد له ببراعة ‪ ،‬وحان‬ ‫فيلم‬ ‫ٍّ‬ ‫الوقت إلخراجه ‪.‬‬ ‫الصمت الروسي ليس صمتَ الخجل من‬ ‫مساندة النظام الطغياني ‪ ،‬وإنما كان صمتا ً‬ ‫مريبا ً يدل على امتالك دالئل محسوسة تلقي‬ ‫تبعات مجزرة الغوطتين على الثائرين ‪..‬‬ ‫وبالفعل ‪ ،‬كان لتصريحات وزير خارجية‬ ‫ـب فيها تحميل الجريمة‬ ‫تركيا التي تجنَّ َ‬

‫للعصابة هي المدخل للخطوة التالية التي‬ ‫تمثلت في اتصال وزير خارجية الواليات‬ ‫المتحدة بوزير خارجية النظام ‪.‬‬ ‫هذا االتصال ليس تهديداً ‪ ،‬كما يظن بعضنا‬ ‫اعتراف بشرعية وجود‬ ‫‪ ،‬وإنما تعبي ٌر عن‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫وبأن أصابع االتهام تشير إلى‬ ‫النظام ‪،‬‬ ‫الثائرين ‪ ...‬وكذلك ‪ ،‬هو رسالةٌ واضحةٌ‬ ‫صريحةٌ َّ‬ ‫بديل‬ ‫بأن الثورة عاجزةٌ عن إفراز ٍ‬ ‫أفضل من العصابة األسدية ‪ ،‬وهو أم ٌر‬ ‫ندعو إلى تحقيقه منذ زمن بعيد لكننا نصطدم‬ ‫بالمواقف المتشنجة ‪ ،‬والتأييد األعمى لهذه‬ ‫الجهة أو تلك على األرض ‪ ،‬وكأننا نتحدث‬ ‫عن غزوات قَبَـلِـيَّـ ٍة وأسالب وغنائم وسبايا‬ ‫‪ ،‬وليس عن دولة ووطن كبير يضم ماليين‬ ‫البشر ‪.‬‬ ‫األمر بالغ الخطورة ‪ ،‬والتهوين من خطورته‬ ‫بالشتائم والصراخ وادِّعاء القوة وعدم‬ ‫االهتمام بالعالم لن يفيد شيئا ً ‪.‬‬ ‫يجب القيام بحملة إعالمية متوازنة تؤكد‬

‫ناصر طالل‬ ‫على تحميل وزر الجريمة للعصابة األسدية ‪،‬‬ ‫وحتى لو أثبتت الصور الملتقطة من األقمار‬ ‫الصناعية ‪ ،‬والمعلومات االستخبارية َّ‬ ‫أن‬ ‫إطالق الصواريخ كان من مناطق يسيطر‬ ‫عليها الثائرون ‪ ،‬فإننا سندفع بحجة أخرى‬ ‫هي َّ‬ ‫أن السيطرة على األرض في المنطقة‬ ‫ً‬ ‫الجنوبية غير كاملة َّ‬ ‫وأن هناك جيوبا عسكرية‬ ‫للعصابة في كل مكان ‪.‬‬ ‫ال يجب االستهانة بما يجري ‪ ،‬وال ينبغي‬ ‫تهديد العالم والدول الكبرى ‪ ،‬ويجب البحث‬ ‫عن وسائل اتصال مع الجميع لطمأنتهم َّ‬ ‫أن‬ ‫مصالحهم في سورية مضمونة ومصانة‬ ‫في حال سقوط النظام وقيام الدولة الوطنية‬ ‫المدنية الحرة ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الحرب ليست صراخا وتهديدات ‪ ،‬وال نوايا‬ ‫نُعلنها ونحن نعلم َّ‬ ‫أن العالَـ َم لن يقبل بها ‪،‬‬ ‫وإنما هي عق ٌل ومنط ٌ‬ ‫ق وقدرةٌ على التجاوب‬ ‫واالستجابة للتحدي بما يتناسب معه من‬ ‫أدوات القوة التي نملكها ‪ ،‬وما أقلها لألسف ‪.‬‬

‫حفظ األمانة‬ ‫قال أبو بكر ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬لعمر ‪ -‬رضي‬ ‫هللا عنه ‪ : -‬أستحلفك هللا أترى في األمة من‬ ‫يصلح لها غيرك ؟ يقصد الخالفة بعده ‪..‬‬ ‫فسكت عمر فأقام عليه أبو بكر الحجة ‪,‬‬ ‫ثم خطب بالناس أنه قد ولى عليهم عمر ‪..‬‬ ‫ثم عهد عمر إلى ستة من الصحابة أوكل‬ ‫إليهم األمر من بعده فاختاروا عثمان ثم‬ ‫عليا ً رضي هللا عن الصحابة أجمعين ‪ ,‬وفي‬ ‫كل األحوال رضي الناس ‪ ...‬وال يمكن إال‬ ‫وأن هناك معترضين ولكن الغالبية العظمى‬ ‫سترضى بهؤالء العدول ألنهم هم عدول‬ ‫ولن يستطيع غيرهم الكالم ‪..‬‬ ‫وما يتولى أحد إال بمن يسانده في الحكم ‪،‬‬ ‫والباقي يخضع إن على حق أو على باطل‬

‫‪ ,‬وعندما يرضى البعض بظالم فالقوة‬ ‫تحميه وستستبيح ألجله الدماء ‪ ..‬وكلما كثر‬ ‫الصالحون في المجتمع اقتربت فرصة تولي‬ ‫الحاكم العادل ‪ ,‬فالحاكم رجل واحد فمن أين‬ ‫يأخذ قوته إال ممن يسانده ‪..‬‬ ‫عندما يرضى الناس بظالم يتعدى على‬ ‫دنياهم وأخراهم فمعنى هذا أن فيهم فئة‬ ‫كبيرة ال ترى الخير وال تريده ال في الدنيا‬ ‫وال في اآلخرة ‪..‬‬ ‫هذا األمر في كل مكان ‪ ,‬الدول التي تتشدق‬ ‫بالديمقراطية وتخدع الناس بلعبتها هي دول‬ ‫محكومة من شركات رأسمالية كبرى جعلت‬ ‫الناس عبيداً ألقواتهم ‪ ،‬والحكام الحقيقيون‬ ‫ال يتغيرون وشعوبهم تجد ما تريده من متاع‬

‫الدنيا بسبب استنزاف هذه الشركات ألقوات‬ ‫الشعوب األخرى وجهودها ‪ ,‬أما المنتخبون‬ ‫فهم مجرد صور متحركة تتغير كل فترة ‪..‬‬ ‫وعندما تريد األمة الخالص ما عليها إال‬ ‫أن تعين العادل المخلص على الوصول‬ ‫إلى الحكم ‪ ..‬ال يمكن لألمة أن تنعم بحاكم‬ ‫صالح وفيها أقوام ال يريدون الصالح‬ ‫وأصواتهم مسموعة ‪.‬‬ ‫باختصار يجب أن تسكت هذه األصوات‬ ‫‪ ,‬فهل أسكتوها ؟ أم أنهم يرون أنها جزء‬ ‫من كيان البلد ‪ ,‬ويجب أن يرحب البلد بكل‬ ‫أطيافه الصالحة والفاسدة ‪ :‬هذا تخبيص !‪.‬‬

‫د‪.‬إميان مصطفى البغا‏‬


‫ّ‬ ‫اللـســــان‬

‫تعب‬ ‫ُم َ‬

‫ال أدري لماذا نظلم الجوارح دائما ً ‪ :‬األذن ‪،‬العين ‪،‬اليد ‪،‬اللسان ‪ ....‬مع أن هذه الجوارح‬ ‫تترجم ما يجول في العقل ‪ ،‬واألَولى أن نلوم الدماغ الذي يأمر هذه الجوارح ويحركها‬ ‫‪ ،‬فاللسان عضلة إرادية وكلمة إرادية تعني أنها تأتمر بأمر الدماغ ويمكن التحكم بها‬ ‫ولو بصعوب ٍة بالغة ‪ ،‬مهمته التذوق وبلع الطعام وجر صاحبه إلى النار أو الجنة وتغيير‬ ‫مجرى الهواء الخارج من الفم لتنطلق الحروف والكلمات ‪ ،‬يمكن له أن ينقّط عسال‬ ‫أو سُما ً ‪ ،‬وأنواعه ‪ :‬المربوط والطويل والمبتور واأللثغ والطلق وال ِم ْب َرد ‪ ،‬يُجمع على‬ ‫وألسنة ولُسُن ‪.‬‬ ‫أَلسُن‬ ‫ِ‬ ‫ك لِتُبَ ِّش َر بِ ِه ْال ُمتَّقِينَ َوتُ ْن ِذ َر بِ ِه قَوْ ًما‬ ‫واللسان يعني اللغة ‪ ،‬قال تعالى " فَإِنَّ َما يَسَّرْ نَاهُ بِلِ َسانِ َ‬ ‫لُ ًّدا‬ ‫إنه أداة التذوق ‪ :‬مالح ‪،‬حلو ‪ ،‬م ّر ‪،‬حامض وال يزال البحث مستمراً على أداة الذوق ‪،‬‬ ‫ويخطيء البعض عندما يضيفون عليها خاصية التخريش التي تنتج عن الح ّر أو الح ّد‬ ‫عند تناول الفليفلة ‪ ،‬ففعل التخريش هذا يطال اليد والعين وغيرها من أعضاء الجسم ‪.‬‬ ‫وللسان مها ٌم أخرى غير النطق والتذوق وذلك حسب الكائن الحي صاحب اللسان ‪:‬‬ ‫فلسان البقرة يعمل عمل اليد في اإلمساك بالعشب ‪ ،‬كما يعمل عمل منديل الكلينكس‬ ‫ٌ‬ ‫لسان طويل تصطاد به طرائدها من مسافة بعيدة‬ ‫في تنظيف مخطمها ‪ ،‬ولسان الحرباء‬ ‫نسبيا ً وبسرعة فائقة ‪ ،‬ولسان النحلة الذي تمتص به الرحيق ‪ ،‬ولسان األفعى المشهور‬ ‫والمشطور والذي ال تستخدمه كما يستخدمه باقي األحياء فهو يعمل كحاسة للشم ‪،‬‬ ‫ولسان بني آدم الذي يستخدم كأدة للثرثر وأداة للمشاكل حالً أو تعقيداً وإشعال الحرائق‬ ‫‪ ،‬أو بناء العالقات االنسانية أو هدمها من أساساتها ‪ ،‬وقد يردي حامله إلى حتفه ‪ ،‬فقد‬ ‫قالوا قديما ً مقتل الرجل بين فكيه ‪،‬أي لسانه ‪ .‬وألن اللسان يخبر عما يجول في الخاطر‬ ‫‪ ،‬فإن صاحبه يستطيع وبحسب درجة إتقانه الستعمال لسانه إلى قلب الحقائق أو الخداع‬ ‫والمكر والمراوغة ‪.‬‬ ‫وبعيدا عن اللسان كأداة خطيرة في الجسم ‪ ،‬يمكن الحديث عن لسان الدين بن الخطيب‬ ‫وهو شاعر وفيلسوف ومؤرخ وطبيب وسياسي أندلسي عُرف بذي الوزارتين ‪ :‬األدب‬ ‫والسيف ‪ ،‬ترك آثاراً كثيرة في األدب والشعر والفلسفة والطب والفقه والجغرافية ‪ ،‬ومن‬ ‫قصائده الشهيرة القصيدة التي مطلعها ‪:‬‬ ‫باألندلـــــس‬ ‫الوصل‬ ‫جادك الغيث إذا الغيث هَ َما‬ ‫يا زمانَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫المختلس‬ ‫ة‬ ‫خلس‬ ‫أو‬ ‫الكرى‬ ‫في‬ ‫ا‬ ‫ك إال حلمــــــ‬ ‫لم يكن وصل َ‬ ‫ِ‬ ‫وبالغوص أكثر في علم األدب العربي نصل إلى لسان العرب البن منظور ‪ ،‬وهو أشمل‬ ‫معاجم اللغة العربية حيث يحتوي على ثمانين ألف مادة لغوية ‪ ،‬أي بزيادة عشرين ألف‬ ‫مادة على القاموس المحيط ‪ ،‬وهو أغنى المعاجم بالشواهد ويعتبر موسوعةً لغويةً وأدبيةً‬ ‫لغزارة مادته العلمية واستيعابه لج ّل مفردات اللغة العربية ‪.‬‬ ‫أما علم اللسانيات ‪ :‬فهو علم يهتم بدراسة اللغات االنسانية ودراسة خصائصها وتركيبها‬ ‫ودرجة التشابه والتباين فيما بينها ‪ ،‬وبإسقاط حرف الياء من هذا العلم نصل إلى اللسانات‬ ‫‪ :‬األكلة المشهورة والمعروفة والتي تترافق غالبا مع الكرشة بلهجتنا المحلية ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫نبات شوكي أوراقه سميكة وحادة الطرف ‪ ،‬وحوافها مرصوفة‬ ‫ولسان ال َح َمايَة ‪:‬‬ ‫باألشواك ‪ ،‬وال أعتقد بأنها سميت لسان الحماية لطولها أو لألشواك التي عليها ‪!..‬‬ ‫ومسك الختام كالم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬فعنأصرم المحاربي رضي هللا عنه‬ ‫قال ‪ :‬قلت ‪ :‬أوصني يا رسول هللا ‪ ،‬قال ‪ « :‬أتملك يدك ؟ » قلت ‪ :‬فما أملك إذا لم أملك‬ ‫يدي ؟ قال ‪ « :‬أتملك لسانك ؟ » قلت ‪ :‬فما أملك إذا لم‬ ‫أملك لساني ؟ قال ‪ « :‬فال تبسط يدك إال إلى خير ‪ ،‬وال‬ ‫تقل بلسانك إال معروفا »‬ ‫فال تكن مثلي واحفظ لسانك كي يحفظك هللا من النار‬ ‫فكم في المقابر من قتيل لسانه ‪ ،‬واللبيب من اإلشارة ‪...‬‬

‫يف‬ ‫سوق‬ ‫النكاشة‬

‫ميخائيل سعد‬

‫كنت كعادتي‪ ،‬استرق السمع‪ ،‬بينما كان عجوزان سوريان‬ ‫يتبادالن النميمة في أحد المراكز التجارية بانتظار زوجتيهما‬ ‫اللتين ال تتركان مخزنا ً يعتب عليهما ‪ ،‬فهما في كل زيارة لهذا‬ ‫المركز التجاري أو غيره ‪ ،‬يتبرعان بثمن القهوة لزوجيهما ‪،‬‬ ‫ثم تنطلقان بحثا ً عن متعة "النكوشة" في البضائع المعروضة‬ ‫‪ ،‬والتي طغت عليها في السنوات االخيرة سمتان بارزتان ‪:‬‬ ‫‪ -١‬انها في غالبيتها ‪ ،‬صناعة صينية ‪ -٢ ..‬أنها رخيصة الثمن‬ ‫ورديئة التصنيع ‪ ،‬وكان هذه العرض السخي يغري السيدات‬ ‫"بالنكوشة والبحش" ‪ ،‬ليس بهدف الشراء ‪ ،‬وإنما بهدف حلم‬ ‫العثور على "خاتم سليمان" المفقود منذ االف السنين ‪.‬‬ ‫كدت أن أنسى أن النيمة األولى لم تكن للنيل من رغبات النساء‬ ‫في التسوق ‪ ،‬وإنما عن "استراق السمع" ‪ ،‬أو كما يسمونه في‬ ‫عالم الديبلوماسية " التنصت" على األفراد أو الدول ‪ ،‬كما‬ ‫حدث في الواليات المتحدة ‪ ،‬كبرى الديمقراطيات في العالم ‪،‬‬ ‫حيث التنصت فيها على الحياة الفردية أصبح على حد تعبير‬ ‫الحماصنة "على أبو موزة" ‪ ،‬بحجة مكافحة اإلرهاب ‪ ،‬حتى‬ ‫لتخال نفسك أنك في "سوريا االسد" ‪ ،‬وعلى الدول ‪ ،‬كما في‬ ‫تنصتها على مؤسسات االتحاد االوروبي ودوله ‪.‬‬ ‫مرة ثانية ‪ ،‬استطردت كعادتي ‪ ،‬وابتعدت عن الموضوع‬ ‫األساسي وهو نقل الحديث الذي سمعته بين عجوزين سوريين‬ ‫تجاوزا السبعين ‪:‬‬ ‫قال األول ‪ :‬يا زلمي ‪ ،‬ماني قادر أتخيل كيف إيران وحزب هللا‬ ‫وقفوا لجانب األسد ‪ ،‬كان الناس بسوريا بيحلفوا براس حسن‬ ‫نصر هللا وإيران ‪ ،‬هلق صار السوري بيلعنون وبيبزق عليهم‬ ‫على مدار الساعة " وكل ما دق الكوز بالجرة " ‪ ،‬قللي دخلك ‪:‬‬ ‫هدول ما بيفهمو بالسياسة يعني ؟ هيك بهالبساطة كسبوا عداوة‬ ‫الشعب السوري ؟ ‪..‬‬ ‫فقال الثاني ‪ :‬بيجوز ما تصدقني ‪ ،‬أنا بقول أنو مليح اللي أنون‬ ‫وقفوا مع بشار األسد ‪ ،‬وأنو حزب هللا دخل يقاتل السوريين ‪،‬‬ ‫وهللا العظيم ‪ ،‬أنه هللا رحمنا ‪ ،‬انون عملو هيك ‪.‬‬ ‫قاطعه االول بصوت منفعل‪ :‬شو عم تخرف يا زلمي ؟ ‪.‬‬ ‫تابع الثاني قائالً ‪ :‬بس روق وخلينا نتفاهم ‪ ،‬اسمعني أوالً‬ ‫وبعدين قول رأيك ‪ :‬تخيل أن إيران وحزب هللا وقفوا مع الشعب‬ ‫السوري ضد بيت األسد ‪ ،‬بتعرف شو كان رح يصير؟ ‪ ..‬كان‬ ‫‪ ،‬يا فهيم ‪ ،‬كل الشعب السوري رح يتشيع ويتغير وجه سوريا‬ ‫شو رأيك ؟ ‪..‬‬ ‫صفن اآلخر ‪ ،‬وأنا بدوري كنت أصفن بما قاله الرجل ‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫وهللا العظيم معك حق ‪ ،‬العمى بعيونن‪ ،‬كيف ما فكروا فيها ؟ ‪.‬‬ ‫قال الثاني‪ :‬ربك رحيم انو هللا أعمى على قلوبهم ‪ ،‬صحيح أنهم‬ ‫يقتلون الشعب السوري اآلن ‪ ،‬ولكن في األخير سيخسرون كل‬ ‫شيء ‪ ،‬الناس والموقع ‪ ،‬أما بالنسبة لحزب هللا ‪ ،‬فأنا أضمن لك‬ ‫أنه سيموت مع انتصار الثورة السورية ‪.‬‬ ‫خرجت من حالة الشرود الذهني ‪ ،‬والتنصت المحرم دوليا ً ‪،‬‬

‫على صوت زوجتي القوي ‪ ،‬التي عادت من "النكوشة‬ ‫والبحش" لتوها ‪ ،‬تأمرني بالذهاب إلحضار السيارة إلى‬ ‫قرب الباب ‪ ،‬كي تحّمل فيها ما اشترته من "الزباالت"‬ ‫الصينية ‪.‬‬


‫قانونالسعادةواألمل‬

‫قال الدكتور ابراهيم الفقى‬ ‫هناك قوتان تتحكمان في مشاعر اإلنسان وتصرفاته ‪ ،‬هما‬ ‫السعادة واأللم ‪ ،‬فاإلنسان يسعى إلى األولى ‪ ،‬ويحاول أن يتجنب‬ ‫الثانية ‪.‬‬ ‫وألهمية هذا القانون تجد جميع اإلعالنات الموجودة في جريدة‬ ‫أو تلفاز تربط القارئ والمشاهد بالسعادة واأللم ‪ ،‬فتجعل تسويق‬ ‫المنتج مرتبطا ً بالسعادة وغيابه مرتبطا باأللم ‪.‬‬ ‫كنت أشاهد إحدى الفضائيات في كندا تقدم نشرة لألخبار ‪،‬‬ ‫وفجأة قطعت النشرة بفاصل يظهر فيه أم تحمل طفالً صغيراً‬ ‫رضيعا ً وهي تبكي وتتضرع إلى هللا بأن يقدم لها المساعدة !‬ ‫حتى ظننت أنها وقعت في كارثة ستحل بطفلها ‪ ،‬وفجأة جاءت‬ ‫صديقة لزيارتها ووجدتها تبكى فأخذت تسألها ماذا بك ؟ لم‬ ‫البكاء ؟ فقالت لها ال أستطيع تنظيف ولدى ‪ .‬فقالت صديقتها ‪:‬‬ ‫األمر بسيط عليك بشراء (بامبرز) ‪ ،‬وهو أحلى شيء في الدنيا ‪.‬‬ ‫وذهبت صديقتها لشراء (بامبرز) من الصيدلية وعند عودتها‬ ‫استطاعت األم أن تنظف طفلها ‪ ،‬وجلست سعيدة ومسرورة بعد‬ ‫أن كانت تعيسة حزينة ‪..‬‬ ‫وهكذا يربطك االعالن بالمنتج (بامبرز) عن طريق السعادة‬ ‫واأللم ‪ ،‬وربما تشعر معها أنك تريد شراء هذا (البامبرز) لنفسك‬ ‫!! ‪.‬‬ ‫وعن طريق هذا القانون تستطيع عزيزي القارئ أن تخسن من‬ ‫عباداتك وأخالقك ‪ ،‬اربط سعادتك بالقرب من هللا ‪ ،‬اربط الغيبة‬ ‫والنميمة باأللم وعذاب االخرة والدنيا معا ً ‪ ،‬اربط كل شيء‬ ‫ينمى قدراتك بالسعادة ‪ ،‬واربط أسباب الفشل باأللم ‪ ،‬حتى تخف‬ ‫إلى اإليمان والخلق والنجاح معرضا ً عن قسوة القلب وسوء‬ ‫الخلق ودواعي الفشل ‪.‬‬

‫ ‬

‫النـ ّـار‬

‫ضع ورقة التين على عورته حتى اآلن ‪ ،‬باعثة‬ ‫مرافقة االنسان منذ َو َ‬ ‫الدفء والنور ‪ ،‬مادة الجن ومادة بعض البشر أصحاب الطبع النيراني‬ ‫‪ ،‬جاذبة الفراشات التي تهيم بالنور المنبعث منها لتحرق أجنحتها ثم‬ ‫تحترق بمشهد انتحاري يق ِّ‬ ‫طع القلب ‪.‬‬ ‫َعبَدَها االنسان للقوة التي تمتلكها وذلك قبل أن يعرف ُكنهها ويف ّ‬ ‫ك‬ ‫لغزها ‪ ،‬ومشى عليها من تنفصل أجسادهم عن أرواحهم بمشهد‬ ‫صوفي مجوسي يبعث على القشعريرة ‪ ،‬ولكن مهما كانت النار قوية‬ ‫في فعلها فلن تصمد أمام نور الحق الذي جاء بوالدة خاتم الرسل‬ ‫صلى هللا عليه وسلم فانطفأت نار المجوس بعد أن ظلت مشتعلة مئات‬ ‫السنين ‪.‬‬ ‫وللحرارة الموجودة في أجسادنا اعتبرها االنسان من مكونات الحياة‬ ‫القديمة ‪ :‬الماء والهواء والمادة والنار ‪ ،‬فقد كان العلماء يظنون أن‬ ‫الحياة ال تكون إال بتفاعل هذه العناصر األربعة مع بعضها ‪.‬‬ ‫ومع مرور السنين رأينا أن النار تُحبس في المدفأة التي تحرق‬ ‫األحذية في عصر الثورة ليتدفأ بها الفراخ خاوية المعدة قبل ذهابهم‬ ‫شتوي بارد ‪ ،‬كما تُحبس في القلوب والصدور‬ ‫يوم‬ ‫إلى المدرسة في ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫والعروق لتنفجر ثورةً عارمةً تحرق الظلم واالستبداد ‪ ،‬فالويل كل‬ ‫الويل إذا خرجت النار من حبسها لتلتهم األخضر واليابس (دعك من‬ ‫قدرة بيت النار على لجمها)‬ ‫ً‬ ‫وبلُغة الطب ‪ :‬تسبب النار للجسد البشري حروقا مختلفة الدرجات‬ ‫وصوالً إلى الدرجة الثالثة ‪ ،‬أي التفحم خاصة في القلب الذي يتفحم‬ ‫حقداً أو حسداً أو غيرةً مع عجز باقي أعضاء الجسم عن فعل شيء‬ ‫والمحظوظ من يجد من يريق عليه سطالً من التفاؤل لخالصه ‪.‬‬ ‫ق لها ‪ :‬كالمازوت والغاز والكهرباء‬ ‫وللنار مصاد ٌر أصبحنا في شو ٍ‬ ‫أو أنها صارت في حيّز الذكرى البعيدة مع إطاللة رأسها على واقعنا‬ ‫بين حين و آخر ‪ ،‬أقصد الجلّة ‪ ،‬والجلّة أج ّل هللا ذوقكم هي روث‬ ‫األبقار الذي يُجفف صيفا ً على هيئة أقراص لتستعمل شتا ًء في الطبخ‬ ‫والتدفئة (استعملتها أمي عندما كان الفقر يأكل من أرجل أبي شقفاً)‬ ‫ثم جاءت الثورة لتعيد إنتاج الجلّة بصورة أخرى ‪ :‬أحذية ‪ ،‬نايلون ‪،‬‬ ‫حفوضات ‪..‬‬ ‫والنار على فعلها المحرق استعملت في كلمات األغاني العاطفية‬ ‫لتزيدها احتراقا ً ‪ُ :‬حبّك نار ‪ ،‬التلعب بالنار ‪ ،‬نارك وال جنة هلي‬ ‫‪ ....‬فقد كنت انتبه لها في عصري الجاهلي اآلفل أي منذ مئة عام ‪..‬‬ ‫واستعمل نفس اللفظ في التعابير المجازية ‪ :‬نار الثأر ‪ ،‬نار الغضب ‪،‬‬ ‫نار الشوق ‪ ،‬نار الحب ‪ ،‬نار الحروب األهلية ‪ ...‬وامتدت ألسنة النار‬ ‫لتصل إلى آخر الطب أقصد الكي الذي يحول االلتهابات المزمنة إلى‬ ‫التهابات حادة فيسهل عالجها ‪.‬‬ ‫وأجمل النيران هي تلك التي تقف متراقصة على رأس شمعة‬ ‫تضيء حجرة زفافك ‪ ،‬وتلك التي تكمن تحت قطع الضأن والكباب ‪،‬‬ ‫وأخطرها تلك المدفونة تحت الرماد والتي تخرج محولةً كل ما تجد‬ ‫في طريقها إلى رماد ‪ :‬الغابات ‪،‬القلوب ‪،‬العواطف ‪،‬األعصاب حتى‬ ‫الحجارة نعم الحجارة تحترق فهي وقود نار جهنم (وقودها الناس‬ ‫والحجارة) ‪،‬وال يقف في وجه النار إال أم ٌر إلهي من خالقها ‪( :‬يا نار‬ ‫كوني برداً وسالما ً على إبراهيم) ‪ ،‬وننتظر األمر اإللهي الذي يوقف‬ ‫نار الحرب في البالد وذلك بخالصنا من موقدها أسأل هللا أن يجعله‬ ‫في قعر جهنم ‪.‬‬ ‫متعب‬

‫ُ َ‬


‫والية المتغلب‬ ‫الية المتغلب هي الوالية التي يكتسبها صاحب‬ ‫قوة ولو خرج على الولي الشرعي ثم تستتب‬ ‫له األمور ويسيطر على مقاليد الحكم في‬ ‫البالد ‪ ،‬فهل تعتبر والية المتغلب طريقا ً‬ ‫شرعيا ً صحيحا ً الكتساب الوالية ؟ وما حقيقة‬ ‫ما ينسب إلى الفقهاء القدامى من ذلك ؟ وما‬ ‫هي الخلفية التاريخية لذلك ‪..‬‬ ‫أنبه أوالً أن ما سأذكره في هذه المسألة هو‬ ‫اختيار لبعض المحققين من أهل العلم و أنا‬ ‫أتبناه وأقدر أن هناك أقواالً أخرى لكنها‬ ‫اجتهاد ال يلزمنا ‪..‬‬ ‫الراجح لدينا بعد البحث والدراسة أن الطريق‬ ‫الشرعي الصحيح الوحيد في األحوال العادية‬ ‫الكتساب الوالية في أمة االسالم هو اختيار‬ ‫أهل الحل والعقد ‪ ،‬وهذا يعني أن ما قرره‬ ‫بعض الفقهاء من طرق للوالية إنما قالوا به‬ ‫في ظروف استثنائية أو اضطرارية وليس في‬ ‫أحوال عادية ‪ ...‬وللتوضيح فإنه لم يثبت نص‬ ‫واحد على مشروعية والية العهد والنبي ‪ ‬لم‬ ‫يستخلف أحداً وترك األمر ألهل الحل والعقد‬ ‫فاختاروا أبا بكر ‪ ..‬وأبو بكر ‪ ‬لم يول عمر‬ ‫‪ ‬على الحقيقة ‪ ،‬وإنما رشحه ولم يلزم الناس‬ ‫ببيعته في حياته ‪ ،‬وإنما بايعه أهل الحل والعقد‬ ‫بملء إرادتهم بعد وفاته ‪..‬‬ ‫وأما إقرار بعض الصحابة والتابعين لوالية‬ ‫العهد في زمان معاوية إنما هو اجتهاد‬

‫يقول عبد اهلل عزام رحمه اهلل ‪:‬‬

‫واعلم يا أخي العزيز ‪ :‬إذا كنت فعالً جاداً في‬ ‫إقامة الدولة اإلسالمية أن جماعتك وحدها لن‬ ‫تستطيع إقامة الدولة اإلسالمية ‪ ,‬لن تستطيع‬ ‫أي جماعة وأي تنظيم بمفرده أن يقيم دولة‬ ‫إسالمية ‪ ,‬ال بد أن تستعين بطاقات المسلمين‬ ‫الطيبين ‪ ,‬وأن تستفيد من روحهم وخبراتهم‬ ‫واندفاعهم وجهادهم حتى تعينك على‬ ‫الوصول إلى إقامة المجتمع اإلسالمي وإقامة‬ ‫دولة اإلسالم ‪.‬‬ ‫يا أخي العزيز ‪ :‬اعلم أن جماعتك التي تنتمي‬ ‫إليها لو أرادت أن تحل جزءاً من مشكلة‬ ‫الجهاد األفغاني ‪ ,‬كل جماعتك في األرض لو‬ ‫جئت بها ال تستطيع أن تسد الثغرة التي تريد‬ ‫سدها في الجهاد األفغاني ‪ ,‬فال تحرم الناس‬ ‫من الخير ‪ ,‬وال تحرم اآلخرين من الخير ‪,‬‬ ‫وال تحرم نفسك من الخير ألنه لم يصدر من‬

‫استثنائي تحكمه ظروف استثنائية قدروها‬ ‫هم ويتحملون هم فقط تبعتها ‪ ...‬فلربما‬ ‫خشي بعض الصحابة والتابعين عودة الفتنة‬ ‫واالقتتال بين الناس ‪ ،‬فأقروا بوالية العهد در ًء‬ ‫لمفسدة أكبر كانوا يتوقعونها ويخشونها ‪..‬‬ ‫والذي ينبغي أن يعلم أن الفقه االستثنائي ال‬ ‫ينبغي بحال من األحوال أن يصبح فقها ً أصليا ً‬ ‫أو حكما ً عاما ً مطرداً بحيث يصبح األصل‬ ‫استثنا ًء أو شذوذاً ‪ ...‬فلم يعد مقبوالً أن تحكم‬ ‫األمة بفقه استثنائي ومسألة استثنائية طيلة‬ ‫ثالثة عشر قرنا ً وتمنع األمة من الرجوع إلى‬ ‫قرار أهل الحل والعقد ‪.‬‬ ‫وما قيل في والية العهد يقال في والية المتغلب‬ ‫‪ ،‬إذ ليس هناك نص من كتاب أو سنة يسندها ‪،‬‬ ‫إنما هي الموازنات المبنية على تقدير المفاسد‬ ‫واختيار أخفها ‪ ..‬وال يعقل أن نبقى نقول‬ ‫بإقرار والية المتغلب دفعا ً للمفسدة طيلة ثالثة‬ ‫عشر قرنا ً أيضا ً ‪ ،‬بل يجب الرجوع إلى قرار‬ ‫أهل الحل و العقد في األمة ‪.‬‬ ‫ثم يجب التنبه إلى أمر أهم وأخطر ‪ ،‬وهو‬ ‫أن علماءنا قالوا بوالية المتغلب الذي يحكم‬ ‫بشرع هللا ‪ ‬وليس الذي يأتينا بأنظمة علمانية‬ ‫تحارب الدين ‪ ..‬وأضيف أن المرحلة التي‬ ‫حكمت فيها األمة بوالية العهد أو بوالية‬ ‫المتغلب هي المرحلة التي سماها النبي ‪‬‬ ‫الملك العضوض ‪ ..‬وجاءت مرحلة الملك‬

‫حوى‬ ‫د‪ .‬أحمد ّ‬ ‫العضوض بعد مرحلة الخالفة الراشدة التي‬ ‫شهد لها أنها على منهاج النبوة ‪ ،‬فالشك إذن‬ ‫أن الملك العضوض نقص أو نزول عن تلك‬ ‫الرتبة ‪ ..‬ونستطيع أن نقول إن مرحلة الملك‬ ‫العضوض انتهت بإسقاط الخالفة العثمانية‬ ‫لتدخل األمة في مرحلة هي أخطر و أشد‬ ‫وأسوأ هي الملك الجبري ‪..‬‬ ‫ولمن لم يدرك الفارق بين المرحلتين نقول‬ ‫‪ :‬إن الشريعة كانت هي مرجعية األمة في‬ ‫مرحلة الملك العضوض على ما كان فيه من‬ ‫نقص أو ظلم ‪ ..‬فلما دخلنا في مرحلة الملك‬ ‫الجبري أقصيت الشريعة وحورب الدين‬ ‫وأهله ‪ ،‬وأصبحنا نحكم بأنظمة وضعية‬ ‫صنعها المحتلون الصليبيون لبالدنا في القرن‬ ‫الماضي ‪.‬‬ ‫وبنا ًء عليه فإن كل ما قاله بعض الفقهاء عن‬ ‫الرضى بوالية المتغلب ال محل له في واقعنا‬ ‫‪ ،‬وإنما الواجب الشرعي هو الوقوف في وجه‬ ‫الظلمة وتحكيم الشريعة ‪ ..‬فإن أمكن الوقوف‬ ‫بوجه الظلمة بالطرق السلمية فليكن ‪ ،‬وإال‬ ‫فيجب اتخاذ الوسائل الالزمة إلعادة األمور‬ ‫إلى نصابها مع تقدير الظروف واالمكانات ‪..‬‬ ‫والظروف واالمكانات إنما يرجع في تقديرها‬ ‫إلى العلماء الثقات الربانيين الذين شهدت لهم‬ ‫األمة وسلمت لهم ‪ ،‬وليس علماء السالطين‬ ‫الذين اقتاتوا على السحت ‪.‬‬

‫في ظالل الدولة‬ ‫حزبك ‪ ,‬ولم يخرج من نافذتك ‪ ,‬ولم ينبثق عن‬ ‫تنظيمك ‪.‬‬ ‫مثال أضربه لكم ‪ ..‬هذا إسحاق الفرحان الذي‬ ‫كان وزيراً للتربية والتعليم‪ -‬في األردن ‪, -‬‬ ‫حدثناكم عنه قال ‪ :‬عندما استلمت وزارة‬ ‫التربية والتعليم أردت أن أضع فيها المسلمين‬ ‫وأن أسلم المناصب للمسلمين ‪ ,‬فأول ما‬ ‫نظرت إلى الجماعة التي تربيت فيها ‪ -‬هو‬ ‫تربى في جماعة اإلخوان المسلمين‪ -‬فجئنا‬ ‫بكل اإلخوان ما سدوا جزاء قليالً من‬ ‫وزارة التربية والتعليم ‪ ,‬قلنا ‪ :‬ابحثوا عن‬ ‫التحريريين‪ ..‬عن التبليغيين‪ ..‬عن السلفيين‬ ‫عن‪ ...‬إلخ ‪ ,‬أجمع ما سدوا عشر معشار ما‬ ‫نحتاج في وزرارة التربية والتعليم ‪ ,‬قلنا‬ ‫ابحثوا عن الذين يصلون‪ ..‬ما سدوا‪ ..‬قلنا‬ ‫ابحثوا عن الذين يصلون الجمعة فقط ما‬

‫سدوا ‪ ,‬وزارة في بلد صغير ‪ ,‬كل الجماعات‬ ‫اإلسالمية ‪ ,‬وكل الذين يصلون ما سدوا‬ ‫نصف حاجتها ‪ ,‬فكيف تريد أن تقيم كيانا ً‬ ‫إسالميا ً متماسكا ً بمائتي رجل أو خمسمائة‬ ‫رجل ‪ ,‬وأفنيت من عمرك عشرين سنة وأنت‬ ‫تدمر العمل اإلسالمي في بلدك وتجفف منابع‬ ‫الخير ‪ ,‬ما تركت عمالً إسالميا إال ذممته ‪,‬‬ ‫وما تركت عالما ً إال شتمته ‪ ,‬وما تركت داعية‬ ‫إسالميا ً إال لمزته من أجل حزبك ‪ ,‬وحزبك ال‬ ‫يساوي قطرة من بحر حاجات المسلمين ‪0‬‬ ‫أخلصوا العمل هلل ‪ ,‬أدخلوا في الجماعة‬ ‫اإلسالمية ‪ ,‬تربوا في الجماعة اإلسالمية ‪,‬‬ ‫لكن إياكم أن تكونوا حزبيين فتنقلب عبادتكم‬ ‫من عبادة رب العالمين إلى عبادة المسؤولين‬ ‫في الحزب ‪ ,‬انتبهوا وأخلصوا النية‪ ,‬واصدقوا‬ ‫الطوية‪ ,‬قواكم هللا ووفقكم و أخذ بأيديكم ‪.‬‬


‫قتيبة بن مسلم وملك الصني‬ ‫لما غل قتيبة حتى قرب من الصين‬ ‫وحصرها ‪ ،‬كتب إليه ملك الصين أن‬ ‫ابعث إلينا رجل من أشراف من معكم‬ ‫يخبرنا عنكم ونسائله عن دينكم ‪،‬‬ ‫فانتخب قتيبة من عسكره اثني عشر‬ ‫رجالً من أفناء القبائل ‪ ،‬لهم جمال‬ ‫وأجسام وألسن وشعور وبأس ‪ ،‬بعدما‬ ‫سأل عنهم فوجدهم من صالح من هم‬ ‫منه فكلمهم قتيبة وفاطنهم فرأى عقوالً‬ ‫وجماالً ‪ ،‬فأمر لهم بعدة حسنة من‬ ‫السالح والمتاع الجيد من الخز والوشي‬ ‫واللين من البياض والرقيق والنعال‬ ‫والعطر وحملهم على خيول مطهمة تقاد‬ ‫معهم ودواب يركبونها ‪ ،‬وكان هبيرة بن‬ ‫المشمرج الكالبي مفوها ً بسيط اللسان ‪..‬‬ ‫ثم قال لهم ‪ :‬سيروا على بركة هللا وباهلل‬ ‫التوفيق ‪ ،‬ال تضعوا العمائم عنكم حتى‬ ‫تقدموا البالد فإذا دخلتم عليه فأعلموه‬ ‫أني قد حلفت أال أنصرف حتى أطأ‬ ‫بالدهم وأختم ملوكهم وأجبي خراجهم ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فساروا وعليهم هبيرة بن المشمرج‬ ‫فلما قدموا أرسل إليهم ملك الصين‬ ‫يدعوهم فدخلوا الحمام ثم خرجوا فلبسوا‬ ‫ثيابا ً بياضا تحتها الغالئل ثم مسوا‬ ‫الغالية وتدخنوا ولبسوا النعال واألردية‬ ‫ودخلوا عليه وعنده عظماء أهل مملكته‬ ‫‪ ،‬فجلسوا فلم يكلمهم الملك وال أحد‬ ‫من جلسائه فنهضوا ‪ ..‬فقال الملك لمن‬ ‫حضره ‪ :‬كيف رأيتم هؤالء ؟ ‪ .‬قالوا‪:‬‬ ‫رأينا قوما ً ما هم إال نساء ما بقي منا أحد‬ ‫حين رآهم ووجد رائحتهم إال انتشر ما‬ ‫عنده ‪ ..‬قال ‪ :‬فلما كان الغد أرسل إليهم‬ ‫فلبسوا الوشي وعمائم الخز والمطارف‬

‫وغدوا عليه فلما دخلوا عليه قيل لهم‬ ‫ارجعوا ‪ ،‬فقال ألصحابه ‪ :‬كيف رأيتم‬ ‫هذه الهيئة ؟ قالوا ‪ :‬هذه الهيئة أشبه بهيئة‬ ‫الرجال من تلك األولى وهم أولئك ‪.‬‬ ‫فلما كان اليوم الثالث أرسل إليهم فشدوا‬ ‫عليهم سالحهم ولبسوا البيض والمغافر‬ ‫وتقلدوا السيوف وأخذوا الرماح وتنكبوا‬ ‫القسي وركبوا خيولهم وغدوا فنظر‬ ‫إليهم صاحب الصين فرأى أمثال الجبال‬ ‫مقبلة فلما دنوا ركزوا رماحهم ثم أقبلوا‬ ‫نحوهم مشمرين فقيل لهم قبل أن يدخلوا‬ ‫‪ :‬ارجعوا لما دخل قلوبهم من خوفهم‬ ‫‪ ..‬فانصرفوا فركبوا خيولهم واختلجوا‬ ‫رماحهم ثم دفعوا خيولهم كأنهم‬ ‫يتطاردون بها ‪.‬‬ ‫فقال الملك ألصحابه ‪ :‬كيف ترونهم‬ ‫؟ ‪ ..‬قالوا ‪ :‬ما رأينا مثل هؤالء قط ‪..‬‬ ‫فلما أمسى أرسل إليهم الملك أن ابعثوا‬ ‫إلي زعيمكم وأفضلكم رجالً فبعثوا إليه‬ ‫هبيرة ‪ ،‬فقال له حين دخل عليه ‪ :‬قد‬ ‫رأيتم عظيم ملكي وإنه ليس أحد يمنعكم‬ ‫مني وأنتم في بالدي ‪ ،‬وإنما أنتم بمنزلة‬ ‫البيضة في كفي وأنا سائلك عن أمر فإن‬ ‫لم تصدقني قتلتكم ‪ ،‬قال ‪ :‬سل ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬لم صنعتم ما صنعتم من الزي في‬ ‫اليوم األول والثاني والثالث ؟ ‪ ..‬قال‬ ‫هبيرة ‪ :‬أما زينا األول فلباسنا في أهالينا‬ ‫وريحنا عندهم ‪ ،‬وأما يومنا الثاني فإذا‬ ‫أتينا أمراءنا ‪ ..‬وأما اليوم الثالث فزينا‬ ‫لعدونا ‪ ،‬فإذا هاجنا هيج وفزع كنا هكذا‬ ‫‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ما أحسن ما دبرتم دهركم ‪،‬‬ ‫فانصرفوا إلى صاحبكم فقولوا له‬

‫ينصرف فإني قد عرفت حرصه وقلة‬ ‫أصحابه وإال بعثت عليكم من يهلككم‬ ‫ويهلكه ‪ ..‬قال له ‪ :‬كيف يكون قليل‬ ‫األصحاب من خيله في بالدك وآخرها‬ ‫في منابت الزيتون؟ ‪ ..‬وكيف يكون‬ ‫حريصا ً من خلف الدنيا قادراً عليها‬ ‫وغزاك ؟ ‪ ..‬وأما تخويفك إيانا بالقتل‬ ‫فإن لنا آجاالً إذا حضرت فأكرمها القتل‬ ‫‪ ،‬فلسنا نكرهه وال نخافه ‪ ..‬قال الملك‬ ‫‪ :‬فما الذي يرضي صاحبك ؟ ‪ ..‬قال‬ ‫‪ :‬إنه قد حلف أال ينصرف حتى يطأ‬ ‫أرضكم ويختم ملوككم ويعطى الجزية‬ ‫‪ ..‬قال ‪ :‬فإنا نخرجه من يمينه نبعث إليه‬ ‫بتراب من تراب أرضنا فيطؤه ‪ ،‬ونبعث‬ ‫ببعض أبنائنا فيختمهم ونبعث إليه بجزية‬ ‫يرضاها ‪.‬‬ ‫ثم دعا بصحاف من ذهب فيها تراب‬ ‫وبعث بحرير وذهب وأربعة غلمان‬ ‫من أبناء ملوكهم ثم أجازهم فأحسن‬ ‫جوائزهم فساروا فقدموا بما بعث به‬ ‫فقبل قتيبة الجزية وختم الغلمة وردهم‬ ‫ووطئ التراب ‪.‬‬ ‫فقال سوادة بن عبد هللا السلولي ‪:‬‬ ‫ال عــــيـب فــي الـوفــد الــذيــن بـعثتهم‬ ‫لــلــصــيــن إن سـلـكــوا طريق المنهج‬ ‫كسروا الجفون على القذى خوف الردى‬ ‫حــــــاشــا الـكــريم هبيرة بن مشـمرج‬ ‫لم يــرض غـيــر الـخـتـم فـي أعـناقـهـم‬ ‫بـحــمــل‬ ‫دفــعــت‬ ‫ورهـائـــن‬ ‫ســـمـرج‬ ‫أدى رســالـتـــك الـتـــي اسـتـــرعـيته‬ ‫وأتـــاك مــن حـنـــث الـيـمـين‬ ‫بمخــرج‬


‫سألتكم سابقا ‪:‬باهلل عليكم أخبروني هل املوت بالكيماوي مؤلم؟‬ ‫ألني شعرت بوجعه قبل أن أتنفسه ‪:‬‬ ‫املوت املوجع‬ ‫في الغوطة مهال ً التسرع ْ ‪ ...‬فالـــمــــــوت بأوردة أسر ْع‬ ‫بأعينـــــهم ‪ ...‬كشــمـــوس في فجر تطل ْع‬ ‫واحلـلم‬ ‫ناموا‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫تـق ِل ْع‬ ‫نامــوا والضحكة‬ ‫ْ‬ ‫حتملهم ‪ ...‬أرجـــــوح َة آمــــــال ُ‬ ‫كبـــريت الـــحقد إذا يــرت ْع‬ ‫ماعرفوا معنـى الكيماوي ‪...‬‬ ‫َ‬ ‫فــــي جــسد غض ينهش ُه ‪ ...‬وسريعــا ً يــلقيــه املصر ْع‬ ‫طفـــلٌ‬ ‫ــوج ْع‬ ‫مـ َ‬ ‫ُ‬ ‫يتنـــفس كــابوسا ً ‪ ...‬وأبـــوه يـــراقبه ُ‬ ‫واألم تـــغــص بتـــــحنان ‪ ...‬من غــلٍّ مسمــــوم جتر ْع‬ ‫ُّ‬ ‫يتغلغلُ فــــي صمت‪,‬يحبو ‪ ...‬ورويـــدا ً يـــأخذهم أجم ْع‬ ‫يـــــــالمس آذانا ً‬ ‫‪ ...‬أوصوت يطرق في املسم ْع‬ ‫الالهمس‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وتريد سبيــال ً كــي تطـل ْع‬ ‫احتارت ‪...‬‬ ‫الغير َ الـحـشرجة‬ ‫ْ‬ ‫أنــــات تُـو ِج ْع‬ ‫آهــــات‪,‬‬ ‫‪...‬‬ ‫مزدحـــــــم‬ ‫والدرب بحلق‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫مـن منهم في القتل األبر ْع‬ ‫ت التــــدري ‪...‬‬ ‫وحناجر ُ ّ‬ ‫غص ْ‬ ‫تستجـــــدي األهلَ والينف ْع‬ ‫ودمو ُع محاجرهم صرخت ‪...‬‬ ‫‪ ...‬فاملوت إليهم قــــد أسرع ْ‬ ‫في الغوطة مهال التــسر ْع‬ ‫حنني الفرات‬


‫إشارات واضحة‬ ‫باعتقادي وحسب اطالعي على مقدمات الحروب التي شنتها‬ ‫الواليات المتحدة قبل الشروع بالحرب مثل الحرب على‬ ‫افغانستان والحرب على العراق ‪ ،‬واللتان عاصرتهما عن‬ ‫قرب ومقارنتهما مع مقدمات الحشد في هذه األيام ضد نظام‬ ‫األسد ‪ ..‬فقد وجدت بينهما اختالفا ً ‪ ,‬أهم هذه االختالفات‬ ‫هي أن درجة التعبئة النفسية للشعب األمريكي للقبول بهذه‬ ‫الحرب ودعمها مازال ضعيفا ً ‪ ..‬هذا األمر ال يتعلق باستعداد‬ ‫الشعب نفسه ‪ ,‬بل يتعلق بجديه تجييش الماكنة الدعائية‬ ‫الحكومية األمريكية لمثل هذه الحرب ‪ ،‬في بلد اإلعالم فيه‬ ‫يقرر كل شيء ‪.‬‬ ‫قد يقول قائل ‪ :‬لكن أمريكا ذات إعالم حر ومفتوح ‪ ،‬وإعالم‬ ‫الحكومة يشكل جزءاً منه فقط فتأثيره محدود؟ ‪..‬‬ ‫أقول لهؤالء ‪ :‬هذا استنتاج خاطئ ‪ ,‬فال يغرنكم أن إعالم‬ ‫الواليات المتحدة هو حر ‪ ،‬ولكن هذا هو الظاهر ‪ ,‬فالخارجية‬ ‫والسي أي إيه والبنتاغون والبيت األبيض والكونجرس‬ ‫ك ٌل لديهم رجالهم في اإلعالم يُن ّشطوهم عندما يشاؤون‬ ‫ويُج ّمدوهم عندما يشاؤون ‪ ،‬وبالتالي هم بالنهاية يَصيغون‬ ‫الرأي العام األمريكي في القضايا المهمة والتي تحتاج لحشد‬ ‫الرأي العام ‪.‬‬ ‫في الحالة السورية هناك تعبئه إعالمية ولكنها لم تصل إلى‬ ‫حالة متقدمة كحالة الحرب ضد افغانستان أو العراق ‪ ...‬فإذا‬ ‫بقيت التعبئة اإلعالمية بهذا المستوى فإنه برأيي نحن أمام‬ ‫حالتين ‪:‬‬ ‫األولى ‪ :‬هي ممارسة أقوى ضغوط سياسيه على نظام األسد‬ ‫النتزاع تنازالت منه ال يمكن الحصول عليها إال بحشد ماكنة‬ ‫عسكريه ‪ ...‬وما اتصال سلطان قابوس وزيارته إليران‬ ‫وكذلك اتصال كيري بوزير خارجية إيران إال نوع من هذه‬ ‫المساومات ‪.‬‬ ‫الثانية ‪ :‬في حال فشل دبلوماسية الربع الساعة األخيرة ‪,‬‬ ‫سيكون هناك ضربة محدودة لمواقع محددة ومحسوبة ولفتره‬ ‫محددة قد ال تزيد عن يوم ‪ ،‬يُنظر بعدها إلى النتائج ‪.‬‬ ‫مهما كان من أمر هذا الحشد العسكري الغير ُمد ّعم إعالميا ً‬ ‫بشكل قوي ‪ ،‬إالّ أنه بمجرد االنتقال للمرحلة الثانية ولو‬ ‫كانت محدودة جداً ‪ ,‬فأعتقد أن السياسة العامة األمريكية بعد‬ ‫الضربة هي حتما ً غير سياستها قبل الضربة ‪.‬‬

‫هشام النجار‬


‫ب‬ ‫ي‬ ‫يت‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ش‬ ‫ه‬ ‫ي‬

‫د‬

‫صالح احلاج صالح‬ ‫البيوت بشر تحيا وتموت وتستشهد‪ ،‬تحب الرقص واالغاني‪ ،‬ومن يدللها ويرشها بالماء عندما يفرغ البيت من ساكنيه يحزن ثم يذبل ثم‬ ‫يموت ‪.‬‬ ‫اليوم زف لي صديقي نبيل نبأ استشهاد بيته ‪ ...‬البيت الذي كان ملجأ لنا من ظالم ووحشة زمن مرعب ‪...‬‬ ‫كم بعثرنا فيه شعراً وحبا ً وطفولة وأغان ‪ ...‬كم قاص وكم روائي وكم شاعر وكم محلل وكم مغن وكم عاشق وكم إنسان مر من تحت‬ ‫شجرة ‪ ،‬واستظل بقلب سناء ونبيل وأحمد ولمى ‪.‬‬ ‫أنا شخصيا ً أحببت فيه حتى الموت ‪ ،‬وكم تمنيت أن استشهد معه دفاعا ً عن عصافير أشجاره وضحكات صباياه وفساتين سهراتهن‬ ‫والكؤوس والصحون التي (جليتها) ‪.‬‬ ‫وعن شام كانت دوما َ تجلس معنا ‪ ...‬وعن خلود التي تركت لنا الرواق والالتيرنا والريس وجرمانا ومضت طفلة إلى ربها مسرعة‬ ‫كما الحمام ‪.‬‬

‫نـــداء �أخــيـــــر!!!‬

‫ناصر اليوسف‬

‫إلى الموالين المخدوعين‪ ،‬وإلى كل شــبــّيــح لم يـقـتــل (بشكل مباشر أو غير مباشر) ولم يغتصب ‪ ..‬أيها المواطنون ! ‪:‬‬ ‫ربما ال تعرفون أن االنتخابات في الدول الحرة‪ ،‬يسبقها يوم كامل من الصمت يستريح فيه الناخب من ضوضاء الدعايات االنتخابية‪،‬‬ ‫ويحدد خياره النهائي بهدوء ‪.‬‬ ‫وها أنتم اليوم تعيشون ساعات ما قبل الخيار النهائي ‪ ...‬صدقوني أن العد العكس ّي لسقوط النظام‪ ،‬بدأ ‪.‬‬ ‫إن مصلحتكم ومصلحة عائالتكم وأوالدكم وأحفادكم‪ ،‬تقتضي منكم أن تقفوا وقفةً عاقلةً مع الذات‪ ،‬وتعوا عمق التحوالت القادمة ‪.‬‬ ‫سارعوا إلى اغتنام ما تبقى من سويعات الهدوء التي تسبق انفجار البركان ‪ ،‬ففي هذه السويعات تستطيعون أن تقنعوا الثوار األحرار‬ ‫بسلمية مواالتكم ‪ ،‬أو بصغر جرائمكم ‪.‬‬ ‫قصر في النظر ‪ ،‬وضبابية في الرؤية ‪ ،‬ولم تثبت عليه أية جريمة ‪ ،‬وأعــلـــن تــوبــتـــه ‪ ،‬فسوف يعامل كمواطن‬ ‫فمن كان مواليا ً عن‬ ‫ٍ‬ ‫ضال تائه ‪.‬‬ ‫ومن لم يقتل (بشكل مباشر أو غير مباشر) ولم يغتصب ‪ ،‬فسوف ينال عقابا ً يتناسب مع حجم جريمته فقط ‪.‬‬ ‫لكن ‪ ،‬عندما تقع الواقعة ‪ ،‬قد يفوت عليكم القطار ‪...‬‬ ‫اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد! ‪..‬‬


‫كلمة‬ ‫ومعنى‬

‫‪ .1‬ثقل الدم ‪ :‬أن ال يحرك تدمير ‪ 800‬مسجداً شعور شعب‬ ‫إال بعد ثالثة عقود ‪.‬‬ ‫‪ .2‬التشابه ‪ :‬نقطة تجمع غريبين كتلك التي تجمع سويسرا‬ ‫وسوريا في كره المآذن ‪.‬‬ ‫‪ .3‬التشابه‪ :‬أيضا ً نقطة التقاء بين غريبين تلك التي تجمع‬ ‫بين أمراء الحرب وأمراء االسد ‪.‬‬ ‫‪ .4‬أمير الحرب ‪ :‬رجل ذو سلطان يصنع عدواً وهميا ً‬ ‫يحارب شعبه به ‪.‬‬ ‫‪ .5‬اإلغاثة ‪ :‬عملية معقدة من استجالب التهم والعداء‬ ‫الشعبي ‪.‬‬ ‫‪ .6‬اإلحسان‪ :‬أن تسمع قذفا ً بحقك أو حق من يهمك أمره ثم‬ ‫تضطر لالبتسام ‪.‬‬ ‫‪ .7‬الفرار من الزحف ‪ :‬أن ترى قطع ومساكن عسكرية‬ ‫خاوية على عروشها من غير أن تحرك ساكنا ً في اغتنامها ‪.‬‬ ‫‪ .8‬الفرار من الزحف‪ :‬أن تخرج إلى معركة خاسرة لتجني‬ ‫ثمن دماء رجالك ‪.‬‬ ‫‪ .9‬القذيفة‪ :‬كائن عجيب ندعوه دوما ً لزيارة كثير من‬ ‫البيوت الفاسدة ‪.‬‬ ‫‪ .10‬المفترس ‪ :‬حيوان يمتهن أكل القلوب الطيبة ‪.‬‬ ‫‪ .11‬المخرب ‪ :‬كائن يتكاثر خارج سوريا يصنع قادة لتدمير‬ ‫بلد ما ‪.‬‬ ‫بقلم احملب‬

‫في احلرب العاملية الثانية‬ ‫تفاجئ هتلر بأن هناك (‪ )3‬ضباط خالفوا أوامره ‪ ،‬فقرر عقابهم بطريقة غريبة ‪ ،‬حيث وضع كل ضابط في سجن لوحده ‪،‬‬ ‫وفي كل سجن ‪ ،‬وضع موسيقى كالسيكية ‪ ،‬وقيدهم وجعل أمامهم ماسورة مياه تنقط بشكل بطيء ‪.‬‬ ‫وأخبرهم بوجود تسرب لغاز سام سيقتلهم خالل (‪ )6‬ساعات ‪ ،‬وبعد (‪ )4‬ساعات فقط ذهب ليتفقد الضباط فوجد (‪ )2‬منهم‬ ‫قد ماتوا والثالث يعاني تشنجات ويلفظ أنفاسه األخيرة ‪ ،‬والمفاجئة أن موضوع الغاز كان "خدعة وحرب نفسية " ‪ ،‬ليجعل‬ ‫عقولهم هي من تقتلهم ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حيث اتضح أن فكرة الغاز القاتل جعلت أجسامهم تفرز هرمونات تؤثر سلبا على القلب وأجهزة الجسم ‪ ،‬وتبدا بإماته الجسم ‪.‬‬ ‫ما أريد قوله أن فكرة قتل الناس بالغازات السامة فكرة نازية قديمة تتجدد دوما ً في سوري ‪ ،‬ولكن بطريقة مختلفة ‪ ،‬أي أن‬ ‫النظام يطلق فعالً الغازات السامة ويقتل به المئات واآلالف ‪.‬‬


‫ال‬ ‫ىم‬ ‫ها‬ ‫هم‬ ‫ني‬

‫المر‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬ ‫معهد عائشة أم املؤمنني للعلم الشرعي‬

‫يقول هللا تعالى ‪ :‬فلوال نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين وينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ‪...‬‬ ‫رواه ابن ماجه‬ ‫ويقول النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬طلب العلم فريضة على كل مسلم " ‪.‬‬ ‫قيل ‪ :‬العلم شجرة ثمرتها العمل ‪ ،‬والعلم خادم العمل ‪ ،‬فلواله لم يطلب عمل ‪.‬‬ ‫بعد أكثر من أربعين سنة خلّفت عقوداً طواالً من الظالم والتخلف العلمي ‪ ،‬هبت ثورتنا على الواقع المرير بأسره جاعلة في قمة‬ ‫أهدافها خلق السبل المناسبة إلنارة ذهن الشباب السوري ‪ ،‬فيكون ذلك محفزاً له للسعي بأمته نحو مصاف الرقي وغايات الكمال‬ ‫‪.‬‬ ‫ومن باب االحساس بالمسؤولية ونهوضا ً بوظائفنا التي أمالها علينا ديننا ‪ ،‬وفرضتها علينا ثقافتنا وتاريخنا ‪ ،‬وسعيا ً لترك بصمة‬ ‫خير في محاربة االستبداد والقمع ‪ ،‬ولكي ال نحصر الهمم في بث الوعي قرر معهد عائشة أم المؤمنين للعلم الشرعي افتتاح‬ ‫دورته الثانية‪:‬‬ ‫شروط االنتساب لمعهد عائشة أم المؤمنين للعلم الشرعي ‪:‬‬ ‫أن يكون حامالً للشهادة الثانوية أو ما يعادلها بدرجة ‪ % 60‬من العالمة الكاملة ‪.‬‬ ‫‪ .1‬‬ ‫أن يكون حسن السيرة والسلوك ‪ .‬متقنا ً للغة العربية ‪.‬‬ ‫‪ .2‬‬ ‫أن يلتزم بالقرارات الصادرة عن اإلدارة ‪ ..‬وأن يتعهد بالتزام‬ ‫‪ .3‬‬ ‫بالدوم ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الذكورة ‪ ،‬فال يقبل في المعهد مبدئيا اإلناث لضرورة الواقع ‪.‬‬ ‫‪ .4‬‬ ‫األوراق الالزمة للتسجيل‬ ‫صور شخصية عدد (‪. )2‬‬ ‫‪ .1‬‬ ‫صورة عن البطاقة شخصية ‪.‬‬ ‫‪ .2‬‬ ‫صورة مصدقة عن الشهادة الثانوية أو ما يعادلها ‪.‬‬ ‫‪ .3‬‬ ‫مصنف سحاب ‪.‬‬ ‫‪ .4‬‬ ‫‪. 1‬‬ ‫‪ .2‬‬ ‫‪ .3‬‬ ‫‪ .4‬‬ ‫‪ .5‬‬ ‫‪ .6‬‬ ‫‪ .7‬‬

‫مالحظات‬

‫التسجيل مجاني وبغير رسوم ‪.‬‬ ‫الدوام إلزامي ويعتبر الطالب راسبا ً إذا لم يحقق نسبة حضور ‪. % 75‬‬ ‫االنسحاب بعد التسجيل وبدأ الدوام يعرض الطالب لغرامة مالية قيمتها (‪ )10000‬ل س‪.‬‬ ‫يلتزم المعهد بتقديم الكتب المقررة والتسهيالت المطلوبة وطباعة المحاضرات الالزمة لطالب المعهد حسب اإلمكان ‪.‬‬ ‫نحن ال نمثل أي جهة سياسية أو عسكرية ‪ ،‬وال نتبع ألي أحد ‪ ،‬والؤنا هلل ولدينه ‪ ،‬ثم لسوريا الغالية‪.‬‬ ‫ستكون الخطوة األولى معهد عائشة أم المؤمنين للعلوم الشرعية ‪ ،‬وبعد ذلك سيتم إضافة األفرع الالزمة للحال والواقع ‪.‬‬ ‫الفترة الدراسية مقسمة على أربعة فصول ودورتين تكميليتين ‪..‬‬ ‫مكان التسجيل ‪:‬‬ ‫تلبيسة المشجر الجنوبي جنوب جامع السالم (‪ )50‬م ‪.‬‬ ‫الوقت‪ :‬يوميا ً من الساعة (‪ )11‬وحتى الساعة (‪ )3‬ظهرا ‪ً.‬‬ ‫تلبيسة غرب الطريق العام‪ ،‬مسجد بالل بن رباح ‪. ‬‬ ‫الوقت ‪ :‬األحد واألربعاء بعد صالة العصر‪.‬‬ ‫يبدأ الدوام في الفصل الدراسي األول لهذا العام في ‪2013/10/1‬م‬

‫وهللا من وراء المقصد هو ولي التوفيق‬


‫من أمثال العرب‬ ‫ُّون * أ ْفلَ َح َم ْن كانَ لَهُ ِر ْب ِعي ْ‬ ‫ص ْيفِي ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُّون‬ ‫ص ْبيَةٌ َ‬ ‫إن بَنِ َّي ِ‬ ‫يضرب في التندم على ما فات‪.‬‬ ‫صيْفيون‪،‬‬ ‫صافَ الرجلُ‪ ،‬إذا ُولد له على كبر سنه‪ ،‬وولده َ‬ ‫يقال‪ :‬أَ َ‬ ‫وأَرْ بَ َع الرجل إذا ُولد له في فَتَاء سنه‪ ،‬وول ُدهُ ِر ْب ِعيُّون‪ ،‬وأصلُها‬ ‫صيْفيته‬ ‫مستعار من نِتاج اإلبل‪ ،‬وذلك أن ِر ْب ِعيَّة النِّتَاج أواله‪َ ،‬و َ‬ ‫أخراه‪ ،‬فاستعير ألوالد الرجل‪.‬‬ ‫ضبَيعة‪ ،‬وذلك أنه ولد له‬ ‫يقال‪ :‬أول من قال ذلك سعد بن مالك بن ُ‬ ‫على كبر السن‪ ،‬فنظر إلى أوالد أَ َخ َويْه عمرو وعَوْ ف‪ ،‬وهم رجال‪،‬‬ ‫فقال البيتين‪ ،‬وقيل‪ :‬بل قاله معاوية ابن قُ َشيْر‪ ،‬ويتقدمهما قولهُ‪[ :‬ص‬ ‫‪]15‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ب البُ َّد ُن ال َم ْكفِي ْ‬ ‫ق الداري ْ‬ ‫ُّون‬ ‫ُّون * أ ْه ُل ال ِجبَا ِ‬ ‫لَب ِّْث قَلِيالً يَل َح ِ‬ ‫ص ْيفِي ْ‬ ‫َسوْ فَ تَ َرى إن لَ ِحقُوا ما يُ ْبلُ ْ‬ ‫ون * َّ‬ ‫ُّون‬ ‫ص ْبيَةٌ َ‬ ‫إن بَنِ َّي ِ‬ ‫وكان قد غزا اليمن بولد ِه فقُتِلوا ونجا وانصرف ولم يبق من أوالده‬ ‫إال األصاغر‪ ،‬فبعث أخوه َسلَ َمةُ الخير أوالده إليه‪ ،‬فقال لهم‪ :‬اجلسوا‬ ‫إلى عمكم و َحدِّثوه ليسلو‪ ،‬فنظر معاوية إليهم وهم كبار وأوالده‬ ‫صغار‪ ،‬فساءه ذلك‪ ،‬وكان َعيُونا ً فر َّدهم إلى أبيهم مخافة عينه عليهم‬ ‫وقال هذه األبيات‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫سليمان بن عبد الملك عند موته‪ ،‬وكان‬ ‫وحكى أبو عبيد أنه تمثل به‬ ‫ْ‬ ‫أراد أن يجعل الخالفة في ولده فلم يكن له يومئذ منهم َمن يصلح‬ ‫لذلك إال َم ْن كان من أوالد اإلماء‪ ،‬وكانوا ال يَ ْعقِ ُدون إال ألبناء‬ ‫ال َمهَائر‪ .‬قال الجاحظ‪ :‬كان بنو أمية يرون أن ذهاب ملكهم يكون‬ ‫على يد ابن أم ولد‪ ،‬ولذلك قال شاعرهم‪:‬‬ ‫َت * بأن ُج ِعلَ ْ‬ ‫ضاع ْ‬ ‫ت ألبْناء اإل َما ِء‬ ‫ألم تَ َر للخالَفَ ِة َك ْيفَ َ‬

‫اقوال مأثورة‬

‫تصادق مع الذئاب ‪ ...‬على أن يكون فأسك مستعداً‬ ‫** ** ** **‬ ‫** ** ** **‬ ‫ً‬ ‫إنك تخطو نحو الشيخوخة يوما مقابل كل دقيقة من الغضب‬ ‫** ** ** **‬ ‫كن صديقا ً ‪ ,‬وال تطمع أن يكون لك صديق‬ ‫** ** ** **‬ ‫إن بعض القول فن ‪ ..‬فاجعل اإلصغاء فنا ً‬ ‫** ** ** **‬ ‫الذي يولد يزحف ‪ ,‬ال يستطيع أن يطير‬ ‫** ** ** **‬ ‫اللسان الطويل داللة على اليد القصيرة‬ ‫** ** ** **‬ ‫نحن نحب الماضي ألنه ذهب ‪ .‬ولو عاد لكرهناه‬ ‫** ** ** **‬ ‫من علت همته ‪ ,‬طال همه‬


‫أفقي‬

‫اسم جمعة‬ ‫ظاهرة تحدث أثناء الشتاء‪ ,‬من تقسيمات الجيش‪,‬‬

‫‪. 1‬‬ ‫‪ .2‬‬ ‫قرأ‬ ‫حاكم‪ ,‬من األطراف‪ ,‬مكرر‪ ,‬مكرر‬ ‫‪ .3‬‬ ‫أحرف من تسطدم‪ ,‬طائر ورد ذكره في القرآن‬ ‫‪ .4‬‬ ‫الكريم‪ ,‬أحصى‪ ,‬مرض م‬ ‫يشاهد م‪,‬من الظواهر الطبيعية م‪ ,‬للتعريف‬ ‫‪ .5‬‬ ‫من أسماء هللا الحسنى بدون ال التعريف‪ ,‬من‬ ‫‪ .6‬‬ ‫األعياد المسيحية م‬ ‫ضابط شهيد من تلبيسة‪ ,‬طلب في الرزق‪ ,‬طرق م‬ ‫‪ .7‬‬ ‫آلة موسيقية‪ ,‬أبياتي مبعثرة‪ ,‬أشمل م‬ ‫‪ .8‬‬ ‫السعد مبعثرة‪ ,‬سياسي فلسطيني من حماس‬ ‫‪ .9‬‬ ‫نعم باألجنبي م‪ ,‬مكرر‪ ,‬ماركة سيارات‬ ‫‪ .10‬‬ ‫تشتاق‪ ,‬شخصية شهيرة في االئتالف م‬ ‫‪ .11‬‬ ‫ضابط شهيد من تلبيسة‪ ,‬مصل‬ ‫‪ .12‬‬

‫عامودي‬ ‫‪. 1‬‬ ‫‪ .2‬‬ ‫‪ .3‬‬ ‫‪ .4‬‬ ‫‪ .5‬‬ ‫‪ .6‬‬ ‫‪ .7‬‬ ‫‪ .8‬‬

‫اسم جمعة‬ ‫طرائف‪ ,‬عاصمة عربية بدون ال التعريف‬ ‫نسحب سيوفنا‪ ,‬خصم‬ ‫ورع‪ ,‬رتبة عسكرية م‬ ‫‪ ,‬من أسماء هللا الحسنى‪ ,‬بحر‬ ‫حرفان من ‬ ‫اسم أم سيدنا يوسف عليه السالم‪ ,‬أرشد‪ ,‬بت م‬ ‫هدم م‪ ,‬أحرف من إخماد‬ ‫نعم باألجنبي‪ ,‬حرفان من داليدا‪ ,‬للنداء‪ ,‬اكتمل‬

‫‪ .9‬‬ ‫‪. 10‬‬ ‫‪ .11‬‬ ‫‪ .12‬‬ ‫‪ .13‬‬ ‫‪ .14‬‬ ‫‪ .15‬‬ ‫‪ .16‬‬

‫اعداد ذو الفقار‬ ‫وروده م‪ ,‬لنقل الركاب م‬ ‫مذيع شهير‪ ,‬سئم م‬ ‫أكمل م‪ ,‬أحد األنبياء م‬ ‫كاتب ومفكر فلسطيني شهير‬ ‫من األمراض م‪ ,‬اسم علم مؤنث‬ ‫اعترفا م‪ ,‬أماكن اللهو والسهر‬ ‫عاصمة عربية م‪ ,‬من الزواحف م‪ ,‬قاعدة م‬ ‫كاتب سوري شهير‬

‫قصة قصيرة جداً‬ ‫شهيد‬ ‫في عرسه ‪..‬‬ ‫لم يشيعه أحد ‪..‬‬ ‫في السماء ‪..‬‬ ‫كل المالئكة نزلت ‪ ..‬لتصافحه ‪..‬‬ ‫حسن جبقجي‬

‫يا ذاكر األصحاب كن متأدبا واعرف عظيم منازل األصحاب‬ ‫هم صفوة رفعوا بصحبة أحمدا وبذاك قد خصوا من الوهاب‬

‫السؤال‪ :‬أحد أحياء حمص المهدمة‬



‫ال تعليق‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.