9 minute read

لوحة

Next Article
مغادرة

مغادرة

جثتان عند الباب

إحداهما يل واألخرى ال أعرفها

Advertisement

كأسان عىل الطاولة

واحدة ارتشفتها يف ظهرية قائظة ٍ واألخرى أدعها لضيف يزورين كل ليلة

جثتان عند الباب وكأسان عىل الطاولة

ولوحتان عىل الجدار واحدة جلبتها من بازار هندي واألخرى رسمت فيها جثتين واحدة يل واألخرى لشخص لم ألتقه

إذن جثتان عند الباب وكأسان عىل الطاولة

ولوحتان عىل الجدار وروايتان لم اطبعهما بعد واحدة عن زوجة لجرنال عجوز واألخرى سرية ذاتية لشاعر ظريف مرة أخرى سأعيدها عىل مسامعكم

جثتان عند الباب وكأسان عىل الطاولة

ولوحتان عىل الجدار ومدونتان لم اطبعهما بعد ومسدس ملغم برصاصتين إحداهما سأضعها يف رأس الجثة اليت ال أعرفها ٍ واألخرى يف رأس رجل إبتاع لوحة من بازار هندي

جثتان عند الباب وكأسان عىل الطاولة

ولوحتان عىل الجدار ومدونتان لم اطبعهما بعد ورصاصتان ال أجيد تصويبهما هكذا يخربين ضيفي الذي يزورين كل ليلة

الشاعرة نعمة حسن علوان

ْ الصفرثقوب

ه ّ الشمس تنزتع الفتيل تلف ٍ زنار خصر تركن المصباح خلف الغيمة السوداء تريم رأسها يف البحر خائفة ْ لالتطاردها الظ م الالشيء يسبح يف الظ وعنقك المشدود ينفض راحتيه ْ ن األسرار يف رئة الحبال ّ يخز الكل يكذب.... نشرة االخبار..والشرطي ... صوت )الفاتحين(... ة المفيت.. ّ وجب غناء البحر....موسيقا الهواء... وكذبة أخرى.. ْ شفاهها فوق الرمال ُّ تمط

الشاعرة ريم البياتي

ِ ق يف الثقوب ّ عىل القمر المعل ٌ عين وصوتك اآليت من األ عماق سطح ِ البحر منديل لكل العابرين عىل ثقوب القلب .... ِ فوق الجسر أجنحة عىل الجدران مازالت ً حفيفها المكتوم مسمارا ُ ق ّ يد .... ِ صديء القهر يأتيه الرجال الموكلين بلحية البطحاء عرية.. ُ ينزتعون من صدر النهار ش ً عرية ُ وش ليصري ذقن الموت ملتحيا ويركل ظلك المحين ... ً ذاكرة . ِ ش يف شباك الصفر ّ تعر

ِ لك ُ أنظر

الشاعر حميد الساعدي

يتشبهون ايئ الحكمة ً ّ بمش وطروحاتهم الفذلكية . كما لو أن االخرتاق ُ أنظر لسكونية الحياة بفكرته الثاقبة ُّ يعتد حين يزيح الغبار .عن وجه األيام ِ أنظر لك عىل جدار ٍ كما أنظر لصورة س بمالمحها َّ أتفر للغبار المرتاكم عىل زجاجها ٍ عبة السنين اليت تمضي بنظرة ُ لل صامتة تكربين ِ ها أنت دون أتحسس الفارق بيين بينك ً حين نكرب معا دعنا المساءات ّ تو بآالمها الفارقة. كل ذكرى تعود قاتمة ٍ بنظرة الرتاكمات الجزيلة ألصدقاء مت ّ يسكنون الص اليغريهم التنابز األعمى بجلسات المقاهي فات ِ طن بغرام الص ّ وال التو يستطيبون األحاديث فسطة ّ عىل وقع الس

طارش

داين اسم اء المغمورة يف برئ وجممن األس ث َ بتع ُ ول أو المرس الني عذي يارش« ال »ط َ وارشطى ال ّ صقت أتا زلة. ومامة هالرسب ار« ّ المتسلسلين الذين ينبعون من ثقوب »العش أة، جروا فها ظمون كفتخم ية، ثيرثكال ي عن ك أحني ّ م. إنهاك بكتادى االحفوأت أيت غريه بحلقيت، ولربما ي ّ اصخارش الطال ما أنقله من رسائل ُّ آخر أجهله؛ كل ٍ لمقصود ال صع االتطقند ي ات؛ وققي ميرغدث بحي وت. وق ميرادث غ ات يف حقلحم الصفنوت ح من مهميت من دون إنذار. َّ حينذاك أسر

الكاتب محمد خضير

ُ اس ّ ب، اصطحبها الحر ّ المعذ ّ الجسد األمويم ها َ عائدين بها اىل زنزانة اإلعدام، اليت سبق إليها زوجها. ً مؤقتا ً قال )ع.(: »منحت المستشفى اسما ت: َ بها حىت بلغ َ ق ِ ص َ للمولودة المجهولة، ل ها ّ »فصلوا زهرة _ وهذا هو اسمها _ عن أم معهم إىل غري رجعة، ُ اس ّ اليت ساقها الحر المستشفى خرب والدة الطفلة، ُ ت قابلة َ وكتم عينة القسم لرتضعها، حىت ُ متها اىل م ّ وسل يحين وقت ايوائها بدار األيتام، مع األطفال اللقطاء ومجهويل المولد. وكان العام الذي اآلباء ّ ر ُ وفقر وعطالة اضط ٍ جوع َ فيه عام ْ ت ْ ظ ِ ف ُ ل ر الغنية«. َ س ُ فيه اىل بيع أطفالهم لأل عىل االسم المؤقت للطفلة ُ أبقت الدار )ع.( ذلك االسم يرّالمجهولة األبوين، ولم يغ ها به من مأواها لقاء مبلغ من َ الذي استنقذ ه إلحدى ممرضات الدار، تلك اليت َ المال دفع ل ّ عينة المستشفى أو ُ من م َ مت الطفلة ّ تسل غريبة بيت ٌ مرة. بعد سنوات، حين زارت امرأة )ع( تطالب بابنتها المبيعة ألكرث من يد، َ ذ ِ المنق برِخ ُ ها عن الم َ ين بأمرها، وسأل ّ المتب ُ الرجل َّ شك ذة. لم تكشف َ ها عىل الطفلة المستنق ّ الذي دل ها ّ الزائرة الغريبة عن مصادر إخبارها، لكن ي برِخ ُ همست للمنقذ )ع.(: »أتسألين عن م الخيط الدايم َ أثر ُ ين أجهل ّ بمكان ابنيت؟ أتظن يت ذات ليلة من آذار؟ إذن ّ ر ُ ع من س ِ ط ُ الذي ق ُ الجماجم ال تحتاج اىل دليل. ما أمتلك ّ أن ْ فاعلم يفوق قدرة خرائط غوغل ٍ من قوة استدالل ي أوكار المدينة الملعونة. ّ االفرتاضية عىل تحر ال تعرتض طريق جمجمة يا صديقي!«. األيقونة الزائرة، َ ذ )ع.( اعرتاض ِ نق ُ لم يستطع الم وسمح لها باصطحاب ابنتها )زهرة( معها اىل »الجانب اآلخر«، حيث تعكف الجماجم عىل ها َ ل أدوار ّ ليلة، تمث ّ جديدة كل ٍ إحياء مسرحية بعد عودتها من زياراتها الخاطفة للمدينة ين عن ذلك »الجانب« الذي ْ المتهالكة. ال تسأل رية ْ ق َ منه الجمجمة، فقد يكون موقع الم ْ مت ِ قد ها ّ إن ْ ؛ لكن ال تقل ّ وغة الجص ُ القديمة، او د كبرية. وأنا ٍ ها بمثابة مقربة ّ المقربة؛ فالمدينة كل أذهب إىل ذلك الجانب ألشاهد أيقونيت »زهرة« تلعب أحد أدوارها مع رفقتها من دار األيتام. َ قدة ُ الفالح ع ّ الطارش العجول، حىت فك وصرخ ً يده داخله. انتفض واقفا َّ يس ومد ِّ الك يس الملقى ِّ من فتحة الك ْ حت َ ، بينما انسر ً متألما ت حول ّ ات التمر أفعى صغرية، والتف ّ عىل حب يف الجسد ً سريعا ّ عروة الزنبيل. سرى السم ُ يف مكانه. أخطأت المرأة َ م ّ الضعيف فتكو ت يف العالمة المقصودة َ ط َ المطروشة وخل ين بين الحلقات الوسطى اليت يزّاليت تم مها ّ ى عن مخبوءات الرسائل، وتسل ّ ال تتحر غري ٍ ت بحياة شخص َ دون مساس، فأود ً مختومة مجهول، ٍ حسن ُ من م ً بة ِ ه َ الرسالة ّ مقصود، ظن ها. ّ فسارع يف فض برسالة الموت، وشاء ً هل كنت مقصودا ة ّ ني ِ القدر أن يفصم حلقيت من دون أن أعلم ب ة وحدث ّ الطارش المأمور؟ لم تكتمل المهم وق المزدحمة بالفقراء ّ ما يتناسب وفوضى الس ً جماعيا ً طاما ِ ه ف ّ والمساكين؛ وما كنت أظن لمئات الطوارش من ربقة الرسائل المشؤومة، العالمات َ ويزلزل نظام ً سيحدث صدفة المرقومة عىل جباههم، مع نهاية القرن.

-زهرة2

حينما تصمت المدينة بعد يوم عنيف، تنهض لة من »الجانب اآلخر« لتطوف َ المرس ُ األيقونات يف الشوارع المقفرة، وتنفذ يف غفلة من ك إىل مخادع الناس المتعبين.. ال أحد يف َ ر َّ الد َّ المدينة يعرف موقع هذا »الجانب« مهما اشتد ه. ُ س ْ حد المدينة العتيقة ُ مع هذه األيقونات تتجدد روح لحفيف ْ ت ِ وتسهر عىل مصري أطفالها.. أنص ْ بحواسك وبداهتك. واسأل ْ ن ِ خطواتها واستع عن زيارة واحدة منها. ً غافال َ كنت ْ إن َ ك َ جار يها ب »زهرة ّ أيقونيت واحدة ال تتغري. وأنا أسم أناديها بهذا االسم بعد أن روى ُ حت ُ الجماجم«. ر رت ِ س ِ اختفائها ب َ اسمه )ع.( حكاية ٌ يل شخص َ لك سماع ىّ ك لو تسن َ بدن ّ ستصك ٌ الظالم. رعدة مقطع من أخبار زمانها. ها يف ليلة َ طفلت َ د ِ »الزهرة« لتل ّ جيء بأم يف قسم الوالدة الباردة ١٩٩١دكناء من آذار اس ّ ة حر ّ بثل ً بمستشفى األطفال، محروسة إطالق الحياة الجديدة من َّ غالظ، حىت إذا تم الطارش األول كان قسيمي عىل مقعد ل ّ القطار الصاعد من البصرة اىل بغداد، يف أو .صعد »طارش ١٩٦١زيارة يل للعاصمة صيف ماوي« القطار يف أثناء وقوفه الذي يدوم ّ الس ساعة بالمحطة الصحراوية الوسطى. كنت أحتاج بقوة اىل من أستند اىل قوته وقيافته يف هذه الرحلة المجهولة. أعاد الطارش ترتيب عقاله عىل رأسه، وتثبيت عباءته عىل متنه، ات العباءة. ّ من طي ٍ ة خوص ّ مهف ّ قبل أن يستل ارته ّ شزرين بنظرة جانبية انفلتت من عدسة نظ ة أمام وجهي ّ الطبية، ثم راح يحرك عصا المهف ر ّ المغمور بالعرق والغبار. نزل الطارش المتنك يف محطة صغرية شمايل الرميثة، وترك يف َ مكانه عىل المقعد جيب النظارة، ثم لمس العباءة المنشورة ُ كتفي وغادر، تتبعه لفحة كجناحي طائر »أيب نعيج«. ل ظهور الطارش الثاين الذي ُ لم يط ة ّ ارة من يدي يف المحط ّ النظ َ سيخطف جيب العالمية ببغداد، ويذوب بين أكتاف الواقفين المنتظرين وصول القطار. ذاب دون وداع بين صة قدوم المسافرين من أعماق ّ العيون المتفح ة الحديد المتسلسلة تحت مستوى ّ ات سك ّ محط ه ُ ر طارش التقيت ّ أعمارهم القصرية؛ إذ لم يعم ة تلك. كان ّ أكرث من منتصف مسافة السك ماوي« ّ ة أقصر من سلفه »الس ّ طارش المحط ة لم ّ بيده مهف ً منه يف االقرتاب، حامال ّ وأخف . ً خفيفا ً ا ّ كتفي مس ّ يستعملها إال يف مس ع عالمات االستقبال والتوديع، ّ بعدئذ ستتنو وأجنحة العباءات، ورسائل الجيوب، حىت لقايئ الطارش األخري يف وسط العشار، بعد سنوات طوال من رحالت القطار. من ً الطارش األخري كان امرأة ّ أتذكر أن ار سوق الخردوات، أيام ّ النساء العائمات عىل تي الحصار االقتصادي يف العقد العاشر من القرن ّ الماضي. كنت أتخذ مجليس كل يوم بين صف بائعي الكتب والمجالت القديمة؛ حين أقبلت معقود ٍ قماش َ المرأة المطروشة وألقت كيس عجوز يبيع التمر اليابس، يجلس ٍ يف زنبيل فالح يف الصف المقابل، بين بائعي األجهزة المزنلية بة، والثياب واألحذية الملبوسة. ِ الخر ، ولم أنتبه اىل خطأ ً حدث االحتكاك سريعا

ً بعد عشرين عاما

قبل الكأس األخرية قال النادل: غريك يف الحانة. َ - لم يبق قة عىل الجدار، كانت تشري إىل الواحدة بعد منتصف ّ قت يف الساعة المعل ّ حد عة وبسعايل الجاف، تعرتيين ّ الليل، يحاصرين القلق، اختنق بأنفاسي المتقط الذين عرفتهم قد ّ رعشة مزدحمة بتساؤالت غري واضحة »إىل أين سأذهب وكل رحلوا؟«.

ضلوعي لتطرق باب القلب، فإذا بالماضي بكامل أرقه اته ّ يسطع يف ارتعاشة دق المتوالية عىل باب سلمى: - من الطارق؟ - أنا... - من أنت؟ وماذا تريد يف مثل هذا الوقت؟ - سالم عليك يا سلمى، ين الشوق إليك، أال ّ لقد هز تفتحين...؟ ، نيّ ع ً - صوتك ليس غريبا انتظر دقيقة واحدة. أخرى؛ ً وانتظرت عشرين عاما ليشرق وجهها من خلف الباب.

ضحكتها وغنجها اآلسر؟«، يا لك من قلب! أبعد الشيب وتخفق لتلك األيام؟ ّ تحن أحاول أن أستمطر ذاكريت، أقتنص مالمحها بعد ليّ لع هذا الفراق الطويل، سأراها كما األمس مرتعة بالضياء، أغنية تقطر ندى، تقاسمين حلكة الليل، سأستعيد أنفاسي اليت تركتها فوق ت بها ّ جدائلها عند ليلة بح مواويل الفجر، وألثم عنقها بلهفة عاشق مجنون، وأمأل جريت من خمرها المشعشعة . وقبل أن أطرق بابها ارتجفت سألت النادل عن بائعة الهوى »سلمى«: تقطن الزقاق؟ ْ - هل ما زالت أجابين: ها شاخت وما ّ - نعم، لكن عادت تلك الزهرة الفواحة اليت تجذب عشاقها. ال أدري لماذا ذكرتها اآلن. ، ً أكرع كأسي، أخرج مسرعا ٍ الخطى إليها، غري مبال ّ أحث بالمطر. كنت وحدي أسري يف الزقاق، سألت نفيس كيف ؟ ً ستكون بعد عشرين عاما لأليام ً يخفق قليب شوقا الخوايل، »مهما تكن فهي سلمى الفاتنة، ألم تذكر

This article is from: