بــوجــلـــود

‫عبد العزيز أبوالميراث‬

‫بـ ــوج ـ ـل ـ ـود‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫تؤكد (حسن) من الزي التنكري على المرآة المتسخة‬ ‫الكبٌرة‪ .‬كان الشق الرأسً فً أعالها ٌشوه وجهه وٌزٌد‬ ‫من بشاعة الزي‪ .‬زي (بوجلود) ‪ :‬قطع كبٌرة من فرو‬ ‫الخروف خٌطت بفظاعة لتشكل ما ٌشبه السروال والسترة‪.‬‬ ‫كان كل شًء جاهزا للعرض األول غدا مع زمالءه فً‬ ‫الشارع‪.‬‬ ‫نزع (حسن) الزي ووضعه فً كٌس بالستٌكً أسود‪ ،‬كان‬ ‫قد ضرب مع أصدقاءه موعدا فً (جراج) قرٌب‬ ‫إلستعراض أزٌائهم فً بروفة أخٌرة‪ .‬بٌنهم من فً الجامعة‬ ‫و من ما زال ٌتابع دراسته فً الثانوٌة كـ(حسن)‪ ،‬وهناك‬ ‫من لم تسعفه الدراسة فامتهن حرفة مٌكانٌكً‪ .‬كان اكبرهم‬ ‫(سعٌد) قد وعدهم بؤن ٌحضر الترخٌص من البلدٌة‪ ،‬فقد‬ ‫منعت السلطات ممارسة هذا الطقس لدواع أمنٌة كما‬ ‫ٌقولون‪ ،‬لكن حسن متؤكد من أنها سٌاسة مقصودة ‪ .‬فً‬ ‫العام الماضً استفزهم رجال األمن‪ .‬اعتقلوا بعضا منهم‬ ‫وجردوهم من أزٌائهم‪.‬‬ ‫غادر (حسن) غرفته وبحث عن والدته لٌخبرها بؤنه‬ ‫‪2‬‬

‫سٌتاخر عن الغداء‪ ،‬كانت فً السطح تزٌن ٌدي أخته‬ ‫الشقٌة الصغٌرة (لبنى) بالحناء‪ ،‬نظر للكبش الذي ٌبدو‬ ‫سعٌدا وهو ٌلوك بفمه مجترا‪ ،‬قرناه رائعان ولطخة من‬ ‫الحناء فوق رأسه كم ا تنص العادة فً مثل هذا الٌوم قبل‬ ‫العٌد ‪ٌ :‬وم الحناء‪.‬‬ ‫وكما توقع (حسن) لم ٌخدلهم (سعٌد) وجلب ترخٌص‬ ‫البلدٌة‪ ،‬أعد بطاقات علٌها هوٌاتهم فً حال حدوث مشاكل ‪.‬‬ ‫كان (سعٌد) مإطرا فً جمعٌة وٌعرف جٌدا ما ٌفعل‪ .‬لبس‬ ‫األوالد أزٌائهم المرعبة وبدوا بالفعل كشٌاطٌن خرجت للتو‬ ‫من الجحٌم‪ .‬شعر (حسن) بالرهبة تجتاح جسده‪ ،‬بخوف‬ ‫طفولً انتابه فجؤة خاصة مع الصرخات التً شرع األوالد‬ ‫ٌطلقونها لتمرٌن حناجرهم‪ .‬لكنه تمالك نفسه‪ ،‬فهو االن‬ ‫منهم‪ ،‬هو اآلن (بوجلود) حقٌقً‪ .‬هو الذي من المفروض‬ ‫به إخافة اآلخرٌن‪.‬‬ ‫و(بوجلود)‪ ،‬أو(بٌلماون باألمازٌغٌة)‪ ،‬أو (سبع بولبطاٌن)‪،‬‬ ‫طقس أمازٌغً قدٌم ممٌز‪ ،‬ربما ذو أصول أفرٌقٌة‪ٌ ،‬تصادف‬ ‫اإلحتفال به شعٌرة عٌد األضحى‪ ،‬حٌث ٌلبس شاب فرو‬ ‫الخروف حتى ٌصبح بمالمح مخٌفة جدا‪ٌ ،‬لطخ وجهه‬ ‫باللون األسود أو ٌرتدي قناعا بقرنً كبش‪ٌ ،‬زور البٌوت‬ ‫الواحد تلو اآلخر من أجل بعض النقود ثمنا للفرجة فهو‬ ‫ٌطلق صرخات عالٌة وٌلوح حزام جلدي أو برجل‬ ‫‪3‬‬

‫الخروف‪ ،‬الضرب الغٌر المبرح بهما كما ٌقولون ‪ :‬فؤل‬ ‫حسن ٌعطً األسر األمان واإلستقرار والرزق‪.‬‬ ‫كانت رائحة صوف الخروف تزكم أنفه وهو داخل الزي‪،‬‬ ‫لكنه ألفها‪ ،‬وألف الحكة التً ٌثٌرها الزي فً عنقه‬ ‫ومعصمه‪ .‬تؤكد من قرنٌه وثباثهما فوق الرأس‪ .‬كان هو‬ ‫و(محمد) و(لحسن) فقط اللذٌن ٌرتدون أقنعة الوجه مزودة‬ ‫بقرون حادة‪ ،‬بٌنما اآلخرون اختاروا أقنعة مخٌفة أخرى أو‬ ‫لطخوا وجوههم باألسود كجنود المارٌنز‪.‬‬ ‫وطوال بقٌة الٌوم‪ ،‬تمرن (حسن) مع أصدقاءه على آداء‬ ‫أدوارهم ونظمهم (سعٌد) جٌدا‪ ،‬شرح لهم على خرٌطة‬ ‫مرسومة للحً الشوارع التً سٌمرون منها وخطة لتوزٌع‬ ‫األماكن واألدوار‪ .‬من أجل حصٌلة جٌدة واستعراض جمٌل‪.‬‬ ‫لذلك حٌن آوى (حسن) إلى فراشه لٌال نام بعمق وهو‬ ‫مستعد تماما لٌوم الغد‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬ ‫هرعت (لبنى) األخت الصغرى لـ(حسن) ملتاعة تبكً‬ ‫واحتمت خلف جسد أمها‪ .‬لم ٌكن (حسن) هو الذي ضاٌقها‬ ‫هذه المرة بل كانت حزٌنة لمرآى الكبش وهو ٌتمرغ فً‬ ‫دمائه مسلما الروح‪ .‬ساعد (حسن) والده على سلخ‬ ‫األضحٌة وكان بادي اإلستعجال‪ ،‬حتى ان والده اضطر‬ ‫لتعنٌفه مرة أو اثنتٌن‪ ،‬لذلك مباشرة بعد أن بقر بطن الكبش‬ ‫واستخرج أحشاءه تركه ٌغادر مإثرا العمل وحده على‬ ‫العمل مع ابنه وعقله فً مكان آخر‪.‬‬ ‫كانت شوارع الحً غاصة باألطفال وألبستهم التقلٌدٌة‬ ‫الجدٌدة والجمٌلة‪ .‬وكانوا ٌفرون علها منه وهو ٌهددهم‬ ‫وٌصرخ‪ ،‬منهم من كان ٌجري وٌضحك ومنهم من كان ٌبكً‬ ‫وهو ٌتشبث بثوب أخته الكبرى وٌكاد ٌنزعه عنها ‪ .‬ومنهم‬ ‫من كان ٌشتري سالمته من الضرب بقطعة نقود ٌعطٌها له‬ ‫و ٌبتعد مدارٌا خوفه‪ .‬من الغرٌب فعال رإٌة الخوف الذي‬ ‫ٌسببه لباس (بوجلود) على وجوه بعض الناس‪ .‬وكان‬ ‫(حسن) مندمجا فً الدور كما ٌنبغً أن ٌكون‪ٌ .‬قولون أن‬ ‫(بوجلود) كان وحشا حقٌقٌا ٌرعب الناس فً القرى‪.‬‬ ‫وٌقولون أن عصابات من اله مجٌ​ٌن كانوا ٌلبسون جلود‬ ‫الخراف والماعز وٌغٌرون على القرى فً أزمان غابرة‪.‬‬ ‫وٌقولون ‪...‬‬ ‫‪5‬‬

‫المهم بالنسبة لـ(حسن) وزمالءه هو المحافظة على هذا‬ ‫التراث من اإلندثار‪ ،‬وإحٌاإه كل عام فً عٌد األضحى‪ .‬حتى‬ ‫لو كان (بوجلود) هو استحضار للشٌطان ذاته‪ .‬وكما ٌقول‬ ‫صدٌقه (سعٌد) مازحا ‪" :‬لألمرٌكان (هالوٌنهم) ولنا‬ ‫(هالوٌننا)"‬ ‫كان العصر قد مضى واقتربت الشمس من المغٌب‪ .‬منذ‬ ‫استراحة الغذاء و(حسن) مع زمالءه ٌجوبون األزقة‬ ‫وٌستوقفون السٌارات‪ .‬كانت حصٌلة ما جمعه من نقود‬ ‫جٌدة بالفعل‪ .‬كان هناك بعض األوالد ٌشوون رإوس‬ ‫الخراف فً الشارع لربات البٌوت الكسوالت‪ .‬ابتعد عنهم‬ ‫وعن النار المتؤججة بخوف كوحش حقٌقً ٌخاف النار‬ ‫بالغرٌزة‪ .‬ومنظر الولد بانبوبة الغاز ٌشوي الرإوس بالنار‬ ‫كقاذف اللهب كان مخٌفا بحق‪.‬‬ ‫التقى (حسن) بـ(محمد) وخاضا معا غارة جٌدة على حً‬ ‫ٌكتض باألوالد‪ .‬تعرف علٌه من قرنً قناعه الملتوٌ​ٌن‪ .‬كان‬ ‫(محمد) ٌضرب فً جمٌع اإلتجاهات وبدا كوحش مسعور‪.‬‬ ‫استغرب (حسن) لنشاط زمٌله الزائد ورجاه بؤن ٌهدا قلٌال‬ ‫فاألمر ال ٌعدو أن ٌكون إال استعراضا‪ .‬لكن (محمد) دفعه‬ ‫بعٌدا‪ .‬كانت عٌناه تبدوان محمرتٌن من خلف قناعه‬ ‫الصوفً وفطن (حسن) إلى ان صدٌقه دخن لفائف الحشٌش‬ ‫كعادته‪ ،‬لذلك بدا غائبا عن الوعً قلٌال ‪ .‬وبقً إلى جانبه‬ ‫‪6‬‬

‫لئال ٌسبب مشاكل تعرضه للمساءلة وتعرض أصدقاءه‬ ‫للمتاعب‪ .‬لم ٌكن (حسن) مالكا طبعا فقد ضرب واستمتع‬ ‫بإخافة األخرٌن‪ .‬أغلب ضحاٌاه فتٌات قبٌحات مراهقات‪ ،‬وقد‬ ‫خرج منهن على الرغم من ذلك بنقود كثٌرة‪.‬‬ ‫كان الحفل ٌدوم عادة حتى ساعة متؤخرة من اللٌل‪ ،‬لكن‬ ‫(حسن) كان منهكا وأراد أن ٌرجع للمنزل لكً ٌرتاح قلٌال‬ ‫وٌتناول شٌئا‪ .‬قبل أن ٌعود لكً ٌقوم مع زمالءه بآخر غارة‬ ‫للٌوم‪.‬‬ ‫ورغم برودة الجو‪ ،‬كان اللٌل صاخبا وظهرت فرق‬ ‫استعراضٌة اخرى تجوب األحٌاء تعرف (حسن) على بعض‬ ‫األوالد فٌها‪ٌ .‬لبسون أزٌاء مختلفة من ثراث قدٌم مثل زٌه‬ ‫أو أزٌاء لرجال شرطة وحتى لوحوش (بوكٌمون)‪ .‬تحول‬ ‫األمر لنوع من المنافسة وشرع (حسن) وأصدقاإه ٌحاولون‬ ‫استعادة الشوارع التً بدأ جٌش المتنكرٌن الجدد ٌطردونهم‬ ‫منها‪ .‬واستغرقت الحرب اإلستعراضًة حتى منتصف اللٌل ‪.‬‬ ‫كان (حسن) ٌسترٌح فً عتبة أحد البٌوت حٌن لمح (سعٌد)‬ ‫ٌجري نحوه بدون زٌه التنكري‪ ،‬وكان ٌلهث‪ .‬فنهض‬ ‫(حسن) وقد انتابه خوف غرٌب وأسرع ٌرى ماذا ٌحدث؟‬ ‫استوقف صدٌقه الذي أخبره بؤن الشرطة تجمع كل من‬ ‫ٌرتدي زي (بوجلود) ونصحه بالهرب‪ .‬حٌن سؤله (حسن)‬ ‫‪7‬‬

‫عن السبب أحجم عن الجواب مباشرة وقال مندهشا ‪ " :‬من‬ ‫أٌن هاته الدماء فً زٌك ٌا (حسن) ؟"‬ ‫نظر (حسن) مندهشا هو اآلخر لزٌه‪ .‬كانت بقعة من الدماء‬ ‫متجمدة تلطخ الصوف المتسخ أصال عند الركبة‪ .‬لم ٌجد‬ ‫(حسن) تفسٌرا لوجودها‪ ،‬غٌر أن صورة أخته (لبنى) ألحت‬ ‫على عقله وقال فً شبه شرود‪ " :‬ربما لطخه أحدهم حٌن‬ ‫عدت للبٌت فً الغداء ‪ ..‬أنت تعرف أن (لبنى) أختً شقٌة‬ ‫جدا ‪ ..‬لقد أخرجت الزي من الكٌس وعبثت به فً دماء‬ ‫األضحٌة ‪ ..‬نعم هذا ما حدث ٌقٌنا ‪ ..‬سٌكون حسابً معهـ‬ ‫‪" ...‬‬ ‫قاطعه (سعٌد) قائال برجفة ‪ " :‬لقد اعتدي على طفل فً أحد‬ ‫األزقة المجاورة المظلمة ‪ ..‬بعض الشهود رأوا ولدا بلباس‬ ‫(بوجلود) ٌجر الطفل الخائف إلى ذلك المكان المنعزل"‬ ‫انتقلت الرجفة إلى جسد (حسن) وبدأ عقله ٌصور مشاهد‬ ‫غٌر محببة ثم سؤل ‪ ":‬إعتدي على طفل ؟؟ كٌف ؟؟ اعتداء‬ ‫جنسً؟؟ "‬ ‫أجاب (سعٌد) وهو ٌبلع رٌقه‪ ":‬أفظع ‪ ..‬لقد عثر علٌه‬ ‫مذبوحا"‬ ‫انتفض (حسن) فً مكانه كمن تعرض أللف صعقة‪ٌ .‬ا‬ ‫للهول‬ ‫قال (سعٌد) وقد أشفق على (حسن) من التوتر الرهٌب الذي‬ ‫بدا علٌه‪ .‬ثم قال‪ ":‬انزع عنك الزي وعد إلى البٌت‪ .‬ال‬ ‫تغادره أبدا حتى نرى ماذا سٌحدث"‬ ‫‪8‬‬

‫لم ٌكذب (حسن) خبرا ونزع الزي غٌر آبه بالبرد القارس‪،‬‬ ‫جمعه فً كٌس أسود ورماه فً أقرب قمامة وهو ٌسرع‬ ‫بالعودة إلى البٌت‪ .‬لم ٌخبر أحدا باألمر وبدا متوترا للغاٌة‬ ‫وٌكاد ٌقفز من مكانه كلما رن جرس الباب‪ .‬حتى أن أباه‬ ‫سؤله غٌر ما مرة على طاولة العشاء عما ألم به ‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫‪3‬‬ ‫بعد العشاء جاء (سعٌد) واستقبله (حسن) فً غرفته بسطح‬ ‫المنزل‪ .‬كان متوترا للغاٌة وقال أن الشرطة مشطت‬ ‫الشوارع من جمٌع المتنكرٌن ومألت سٌاراتها بهم ‪.‬‬ ‫"هل ٌعرف والدك؟" سؤل (سعٌد)‬ ‫رد (حسن)‪ " :‬لٌس بعد"‬ ‫"ٌجب أن تخبره ‪ ..‬سنحتاج لمعارفه لنخرج من هذه الورطة‬ ‫‪ ..‬فالقبض علٌنا صار مسؤلة وقت فقط"‬ ‫"نحن لم نفعل شٌئا"‬ ‫"حٌن ٌنتبهون لذلك ‪ ..‬صدقنً لن تكون بحال جٌدة ‪ ..‬أنا‬ ‫فً الجامعة منذ سنتٌن فحسب واعتقلت فً مظاهرتٌن ‪ ..‬لم‬ ‫أشارك فً أي منهما ‪ ..‬وترك اإلعتقال فً جروحا وذكرٌات‬ ‫غٌر محببة ‪ ..‬وانت تعرف أن هناك من مات فً مخافر‬ ‫الشرطة"‬ ‫"هل تعرف من صاحب تلك الفعلة الشنٌعة ؟؟ "‬ ‫"ٌقولون أنه مدمن معرو ف ذو سوابق من الحً المجاور ‪..‬‬ ‫أفرط فً الشرب أو تناول المخدر ‪ ..‬ال زال مختفٌا عن‬ ‫األنظار والشرطة تبحث عنه ‪ ..‬لكننً شخصٌا ال أصدق ‪..‬‬ ‫فالرجل جبان جدا وال ٌشكل خطرا حتى وهو فً أقصى‬ ‫حاالت السكر "‬ ‫"وبقٌة األوالد ؟؟ أٌن هم ؟؟"‬ ‫" قبض علٌهم كلهم ‪ ..‬كان هللا فً عونه م ‪ ..‬فقط نحن‬ ‫‪10‬‬

‫الثالثة نجونا لحد اآلن"‬ ‫"نحن الثالثة ؟؟ من تقصد بالثالث؟؟ "‬ ‫نظر (سعٌد) بدهشة وقال ‪( ":‬محمد) طبعا فهو لم ٌخرج‬ ‫الٌوم من البٌت ‪ ..‬لقد ارتفعت حرارته فجؤة لٌلة أمس‪ ،‬ولم‬ ‫ٌستطع أن ٌغادر الفراش"‬ ‫ودون أن ٌنتبه لعالمات الذهول الصارخة على وجه (حسن)‬ ‫قال ساخرا بمرارة‪:‬‬ ‫"ٌبدو أن وحش (بوجلود) أراد أن ٌرسل لنا رسالة تحذٌر‬ ‫‪ ..‬بؤن ال نعبث معه مرة أخرى ‪"..‬‬

‫‪11‬‬