كتاب التفكير

Page 1


‫اﻟﺘﻔﻜﲑ‬

‫‪1‬‬


‫ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﱵ أﺻﺪرﻫﺎ‬ ‫ﺣﺰب اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬ ‫اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‬ ‫ﺳﻨﺔ ‪1393‬ﻫـ‪1973 ،‬م‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫ﺑﺴﻢ ﷲ اﻟﺮﲪﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ‬

‫اﻟﺘﻔﻜﲑ‬ ‫إن اﻹﻧﺳﺎن ﻫو أﻓﺿـﻞ اﻟﻣﺧﻠوﻗـﺎت ﻋﻠـﻰ اﻹطـﻼق‪ ،‬ﺣﺗـﻰ ﻟﻘـد ﻗﯾـﻞ _وﻫـو ﻗـول ﺣـ _إﻧـﻪ‬ ‫أﻓﺿﻞ ﻣن اﻟﻣﻼﺋ'ﺔ‪ .‬واﻹﻧﺳﺎن ﻓﺿﻠﻪ إﻧﻣﺎ ﻫو ﻓـﻲ ﻋﻘﻠـﻪ‪ ،‬ﻓﻌﻘـﻞ اﻹﻧﺳـﺎن ﻫـو اﻟـذ‪ .‬رﻓـﻊ ﺷـﺄن ﻫـذا‬ ‫اﻹﻧﺳﺎن وﺟﻌﻠﻪ أﻓﺿﻞ اﻟﻣﺧﻠوﻗﺎت‪ ،‬وﻟذﻟك ﻻ ﺑد ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ ﻫذا اﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬و‪3‬ﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﻻ ﺑـد ﻣـن ﻣﻌرﻓـﺔ‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬وﻻ ﺑــد ﻣــن ﻣﻌرﻓــﺔ طر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬ﻷن ﻫــذا اﻟواﻗــﻊ اﻟﻣﺳــﻣﻰ ‪3‬ــﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ﻫــو اﻟــذ‪ .‬ﯾﺟﻌــﻞ‬ ‫ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻗ;ﻣﺗﻪ‪ ،‬وﻫو اﻟـذ‪; .‬ﻌطـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺛﻣـ ارت اﻟ;ﺎﻧﻌـﺔ‪ ،‬اﻟﺗـﻲ ﺑﻬـﺎ ﺗﺻـﻠﺢ اﻟﺣ;ـﺎة‪ ،‬و;ﺻـﻠﺢ اﻹﻧﺳـﺎن‪،‬‬ ‫ﺑﻞ ;ﺻﻠﺢ اﻟﻛون 'ﻠﻪ ‪3‬ﻣﺎ ﻓ;ﻪ ﻣن 'ﻞ ﺷﻲ ﺣﺗﻰ اﻟﺟﻣﺎد واﻟﻧ‪3‬ﺎت واﻟﺣﯾوان‪.‬‬ ‫إن اﻟﻌﻠوم واﻟﻔﻧون‪ ،‬واﻷدب واﻟﻔﻠﺳﻔﺔ‪ ،‬واﻟﻔﻘﻪ واﻟﻠﻐﺔ‪ ،‬واﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣـن ﺣﯾـث ﻫـﻲ ﻣﻌرﻓـﺔ‪ ،‬إﻧﻣـﺎ‬ ‫ﻫــﻲ ﻧﺗــﺎج اﻟﻌﻘــﻞ و‪3‬ﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻧﺗــﺎج اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ .‬ﻟــذﻟك 'ــﺎن ﻟ ازﻣــﺎ ﻟﻺﻧﺳــﺎن وﻟﻠﺣ;ــﺎة وﻟﻠﻛــون 'ﻠــﻪ أن ﯾــدرك‬ ‫واﻗﻊ اﻟﻌﻘﻞ ﻣﺎ ﻫو‪ ،‬وأن ﯾدرك ‪3‬ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ واﻗﻊ اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬وطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾر‪.‬‬ ‫ﻟﻘد ﻗطﻌت اﻹﻧﺳﺎﻧ;ﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ اﻟطو‪8‬ﻠﺔ ﻣن اﻟﺣ;ﺎة‪ ،‬وﻣن ﻋﻣر اﻟـزﻣن وﻫـﻲ ﺗﻌﻧـﻰ أﻛﺛـر‬ ‫ﻣﺎ ﺗﻌﻧﻰ ﺑﻧﺗﺎج اﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬و‪H‬ﻧﺗﺎج اﻟﺗﻔ'ﯾر دون أن ﺗﻌﻧـﻲ ﻧﻔﺳـﻬﺎ ﺑواﻗـﻊ اﻟﻌﻘـﻞ و‪H‬واﻗـﻊ اﻟﺗﻔ'ﯾـر‪ .‬ﺻـﺣ;ﺢ‬ ‫أﻧــﻪ ﻗــد وﺟــد ﻣــن ;ﺣــﺎول إدراك واﻗــﻊ اﻟﻌﻘــﻞ ﻣــن ﻋﻠﻣــﺎء اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن‪ ،‬وﻣــن ﻋﻠﻣــﺎء ﻏﯾــر ﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﻘــد;م واﻟﺣــدﯾث وﻟﻛــﻧﻬم أﺧﻔﻘ ـوا ﻓــﻲ إدراك ﻫــذا اﻟواﻗــﻊ‪ .‬ووﺟــد ﻣــن ;ﺣــﺎول رﺳــم طر‪8‬ﻘــﺔ ﻟﻠﺗﻔ'ﯾــر‪،‬‬ ‫ﺿّﻠﻠوا ﻋن ﻣﻌرﻓـﺔ‬ ‫وﻟﻛﻧﻬم وﻗد ﻧﺟﺣوا ﻓﻲ ﻧو ٍ‬ ‫اح ﻣن ﺛﻣرات ﻫذﻩ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ ‪3‬ﺎﻟﻣﻧﺟزات اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ وﻟﻛﻧﻬم ُ‬

‫اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻣن ﺣﯾث ﻫو ﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬وﺿﻠﻠوا ﻏﯾرﻫم ﻣن اﻟﻣﻘﻠدﯾن اﻟذﯾن ﺑﻬرﻫم ﻫذا اﻟﻧﺟﺎح اﻟﻌﻠﻣـﻲ‪ .‬وﻣـن‬ ‫وﻣــن ‪3‬ﻌــدﻫم‪ ،‬اﻧــدﻓﻌوا ﻓــﻲ اﻟوﺻــول إﻟــﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓوﺻــﻠوا إﻟــﻰ ﻣــﺎ ;ﺳــﻣﻰ‬ ‫ﻗﺑــﻞ‪ ،‬ﻣﻧــذ أ;ــﺎم اﻟﯾوﻧــﺎن َ‬ ‫‪ 3‬ــﺎﻟﻣﻧط ‪ ،‬وﻧﺟﺣـ ـوا ﻓ ــﻲ اﻟوﺻ ــول إﻟ ــﻰ ‪3‬ﻌ ــض اﻷﻓ' ــﺎر‪ ،‬وﻟﻛ ــﻧﻬم أﻓﺳ ــدوا اﻟﻣﻌرﻓ ــﺔ ﻣ ــن ﺣﯾ ــث ﻫ ــﻲ‬ ‫ﻣﻌرﻓﺔ‪ ،‬ﻓ'ﺎن اﻟﻣﻧطـ و‪3‬ـﺎﻻً ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻌرﻓـﺔ ﺑـدل أن ;'ـون _ 'ﻣـﺎ أر‪8‬ـد ﻟـﻪ _ ﺳـﺑ;ﻼً ﻟﻠوﺻـول إﻟﯾﻬـﺎ‬

‫وﻣﻘ;ﺎﺳــﺎ ﻟﺻــﺣﺗﻬﺎ‪ .‬وأ;ﺿـﺎً ﻓــﺈن ﻫــؤﻻء اﻟــذﯾن اﻧــدﻓﻌوا ﻓــﻲ اﻟوﺻــول إﻟــﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬ﻗــد وﺻــﻠو أ;ﺿـﺎً‬

‫إﻟــﻰ ﻣــﺎ ;ﺳــﻣﻰ ‪3‬ﺎﻟﻔﻠﺳــﻔﺔ‪ ،‬أو ﻣــﺎ ;ﻌــرف ‪3‬ﺣــب اﻟﺣ'ﻣــﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻌﻣــ ﻓ;ﻣــﺎ وراء اﻟوﺟــود‪ ،‬أ‪ .‬ﻣــﺎ و ارء‬

‫اﻟﻣﺎدة‪ ،‬ﻓﺄوﺟدوا ‪3‬ﺣﺛﺎً ﻟذﯾذ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻟذﯾذ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ 'ﺎن ‪3‬ﻌﯾداً ﻋـن اﻟواﻗـﻊ‪3 ،‬ﻌﯾـداً ﻋـن اﻟﺻـدق‪،‬‬

‫‪3‬‬


‫ﻓ'ــﺎن أن أ‪3‬ﻌــد ﻋــن اﻟﺣﻘ;ﻘــﺔ و‪3‬ﻌــد ﻋــن اﻟواﻗــﻊ‪ ،‬ﻓﺿــﻠﻞ اﻟﻛﺛﯾ ـر‪8‬ن‪ ،‬واﻧﺣــرف ‪3‬ــﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ﻋــن ﺟــﺎدة‬ ‫اﻟﺻواب‪.‬‬ ‫ﻓﻬــذا 'ﻠــﻪ وأﻣﺛﺎﻟــﻪ إذا ﺟــﺎز أن ﻧﻘــول إﻧــﻪ ‪3‬ﺣــث ﻓــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬و‪3‬ﺣــث ﻓــﻲ طر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪،‬‬ ‫وﻟﻛﻧﻪ _ رﻏم 'وﻧﻪ أوﺟد ﻣﻌﺎرف‪ ،‬وأوﺟد ﻣﺟﺎﻻً ﻟﻠ‪3‬ﺣث‪ ،‬وأوﺟد ﻣﺎ ﯾﻧﻔﻊ اﻹﻧﺳﺎن _ ﻟم ;'ن ﻣﻧﺻ‪3‬ﺎً‬

‫ﻋﻠـﻰ واﻗـﻊ اﻟﺗﻔ'ﯾـر‪ ،‬وﻟـم ;'ـن ﺳـﺎﺋ اًر ﻓـﻲ طر‪8‬ـ اﻟﺻـواب‪ ،‬وﻟﻬـذا ﻻ ;ﻌﺗﺑـر ‪3‬ﺣﺛـﺎً ﻓـﻲ واﻗـﻊ اﻟﺗﻔ'ﯾـر‪،‬‬

‫ٕواﻧﻣــﺎ ﻫــو ‪3‬ﺣــث ﻓــﻲ ﻧﺗﺎﺋﺟــﻪ وﺛﻣ ارﺗــﻪ‪ ،‬وﻟــم ;'ــن طر‪8‬ﻘــﺔ ﻣﺳــﺗﻘ;ﻣﺔ ﻟﻠﺗﻔ'ﯾــر‪ٕ ،‬واﻧﻣــﺎ ﻫــو أﺳــﻠوب ﻣــن‬ ‫أﺳﺎﻟﯾب ﻫذﻩ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ‪ ،‬ﺟﺎء ﺻـدﻓﺔ ﻣـن ﺟـراء اﻟ‪3‬ﺣـث ﻓـﻲ ﻧﺗـﺎج اﻟﻌﻘـﻞ‪ ،‬أو ﻓـﻲ اﻟﺛﻣـرات‪ ،‬وﻟـم ;ـﺄت‬ ‫ﻋ ــن طر‪ 8‬ــ اﻟ‪3‬ﺣ ــث ﻓ ــﻲ واﻗ ــﻊ اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر‪ .‬وﻟ ــذﻟك ;ﻣ' ــن أن ;ﻘ ــﺎل إن اﻟ‪3‬ﺣ ــث ﻓ ــﻲ طر‪8‬ﻘ ــﺔ ﻣﺳ ــﺗﻘ;ﻣﺔ‬ ‫ﻟﻠﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬ﻻ ﯾزال ﻣﺟرد ﻣﺣﺄوﻻًت ﺗﺟر‪ .‬ﺣول ﻧﺗﺎج اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻻ ﺣول واﻗﻊ اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻧﻔﺳﻪ‪.‬‬

‫أﻣــﺎ ﺳــﺑب ﻋــدم اﻻﻫﺗــداء ﺣﺗــﻰ اﻵن إﻟــﻰ واﻗــﻊ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪3 ،‬ﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ إﻟــﻰ طر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ‬

‫ارﺟــﻊ إﻟــﻰ أن اﻟ‪3‬ــﺎﺣﺛﯾن ﻗــد ‪3‬ﺣﺛـوا ﻓــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻗﺑــﻞ أن ﯾ‪3‬ﺣﺛـوا ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــﻞ‪ ،‬وﻻ ;ﻣ'ــن اﻻﻫﺗــداء إﻟــﻰ‬ ‫واﻗﻊ اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬إﻻ ‪3‬ﻌد ﻣﻌرﻓﺔ واﻗﻊ اﻟﻌﻘﻞ ﻣﻌرﻓﺔ ;ﻘﯾﻧ;ـﺔ ‪3‬ﺷـ'ﻞ ﺟـﺎزم‪ ،‬ﻷن اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﻫـو ﺛﻣـرة اﻟﻌﻘـﻞ‪،‬‬ ‫واﻟﻌﻠوم واﻟﻔﻧون وﺳﺎﺋر ﺻﻧوف اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬إﻧﻣـﺎ ﻫـﻲ ﺛﻣـرة اﻟﺗﻔ'ﯾـر‪ .‬ﻟـذﻟك ﻓﺈﻧـﻪ ﻻ ﺑـد ﻣـن ﻣﻌرﻓـﺔ واﻗـﻊ‬ ‫اﻟﻌﻘــﻞ أوﻻً ﻣﻌرﻓــﺔ ;ﻘﯾﻧ;ــﺔ ‪3‬ﺷــ'ﻞ ﺟــﺎزم‪ ،‬ﺛــم ‪3‬ﻌــد ذﻟــك ;ﻣ'ــن ﻣﻌرﻓــﺔ واﻗــﻊ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬و;ﻣ'ــن ﻣﻌرﻓــﺔ‬ ‫طر‪8‬ﻘﺔ ﻣﺳﺗﻘ;ﻣﺔ ﻟﻠﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬ﺛم ‪3‬ﻌد ذﻟك‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﺿوﺋﻪ‪; ،‬ﻣ'ن اﻟﺣ'ـم ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻌرﻓـﺔ ﻫـﻞ ﻫـﻲ ﻋﻠـم أم‬ ‫ﻻ‪ ،‬أ‪; .‬ﻣ'ن إدراك أن اﻟﻛ;ﻣ;ـﺎء ﻋﻠـم‪ ،‬وأن ﻣـﺎ ;ﺳـﻣﻰ ‪3‬ﻌﻠـم اﻟـﻧﻔس وﻋﻠـوم اﻻﺟﺗﻣـﺎع ﻟ;ﺳـت ﻋﻠﻣـﺎً‪،‬‬ ‫و;ﻣ'ـ ــن اﻟﺣ'ـ ــم ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣﻌرﻓـ ــﺔ ﻫـ ــﻞ ﻫـ ــﻲ ﺛﻘﺎﻓـ ــﺔ أم ﻻ‪ ،‬أ‪; .‬ﻣ'ـ ــن إدراك أن اﻟﺗﺷ ـ ـر‪8‬ﻊ ﺛﻘﺎﻓـ ــﺔ‪ .‬وأن‬

‫اﻟﺗﺻو‪8‬ر ﻟ;س ﺛﻘﺎﻓﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﻣﺳﺄﻟﺔ 'ﻠﻬﺎ ﻣﺑﻧ;ﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻌرﻓﺔ واﻗﻊ اﻟﻌﻘﻞ ﻣﻌرﻓﺔ ;ﻘﯾﻧ;ﺔ ﺟﺎزﻣﺔ‪ ،‬ﺛم‬ ‫‪3‬ﻌد ذﻟك‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﺿوء ﻫذﻩ اﻟﻣﻌرﻓﺔ‪ ،‬ﯾ‪3‬ﺣث واﻗﻊ اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬و‪3‬ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ طر‪8‬ﻘﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬وﻋﻠـﻰ ﺿـوﺋﻬﺎ‬ ‫;ﻣ'ن اﻟوﺻول ‪3‬ﺷ'ﻞ ﺻﺣ;ﺢ إﻟﻰ أﺳﻠوب اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬أو إﻟﻰ أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻔ'ﯾر‪.‬‬ ‫ﻫذﻩ ﻫﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻌﻠم واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬ﯾﺟب أن ;'ون ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻣﻌرﻓﺔ واﻗـﻊ اﻟﺗﻔ'ﯾـر‪،‬‬ ‫وطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾر وأﺳﻠو‪3‬ﻪ‪ ،‬واﻟوﺻول إﻟﻰ واﻗﻊ اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬ﯾﺟب أن ;'ون ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻣﻌرﻓـﺔ واﻗـﻊ اﻟﻌﻘـﻞ‪.‬‬ ‫وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻻ ﺑد ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ واﻗﻊ اﻟﻌﻘﻞ ﻣﻌرﻓﺔ;ﻘﯾﻧ;ﺔ ﺟﺎزﻣﺔ ﺛم ﻣﻌرﻓﺔ واﻗﻊ اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪.‬‬ ‫إن اﻟذﯾن ﻋرﻓوا اﻟﻌﻘﻞ ﻣﺎ ﻫو‪ ،‬أ‪ .‬ﺣﺎوﻟوا ﻣﻌرﻓﺔ واﻗﻊ اﻟﻌﻘﻞ‪' ،‬ﺛﯾرون‪ ،‬ﺳواء أﻛـﺎن ذﻟـك ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﻘد;م ﻣن ﻓﻼﺳﻔﺔ اﻟﯾوﻧﺎن‪ ،‬أو ﻣن ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن‪ ،‬أو ﻋﻠﻣـﺎء اﻟﻐـرب‪ ،‬أو 'ـﺎن ذﻟـك ﻓـﻲ اﻟﻌﺻـر‬ ‫اﻟﺣدﯾث‪ .‬وﻟﻛن ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎر‪8‬ﻒ‪ ،‬أو ‪3‬ﻌ‪3‬ﺎرة أﺧر‪ Z‬ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺄوﻻًت‪ ،‬ﻻ ﯾوﺟد ﻓﯾﻬـﺎ ﻣـﺎ ;ﺳـﺗﺣ اﻟـذ'ر‪،‬‬

‫وﻻ ﻣــﺎ ﯾرﺗﻔــﻊ إﻟــﻰ ﻣﺳــﺗو‪ Z‬اﻟﻧظــر‪ ،‬ﺳــو‪ Z‬ﻣﺣﺎوﻟــﺔ ﻋﻠﻣــﺎء اﻟﺷــﯾوﻋ;ﺔ‪ ،‬ﻓــﺈن ﺗﻌـر‪8‬ﻔﻬم وﺣــدﻩ ﻫــو اﻟــذ‪.‬‬ ‫;ﻣ'ـن أن ;ﺳـﺗﺣ اﻟـذ'ر‪ ،‬و;ﻣ'ـن أن ﯾرﺗﻔـﻊ إﻟـﻰ ﻣﺳـﺗو‪ Z‬اﻟﻧظـر‪ ،‬ﻷﻧﻬـﺎ ﻣﺣﺎوﻟـﺔ ﺟد;ـﺔ‪ ،‬ﻟـم ;ﻔﺳــدﻫﺎ‬

‫ﻋﻠﯾﻬم إﻻ إﺻرارﻫم اﻟﺧﺎطﻰء ﻋﻠﻰ إﻧ'ﺎر أن ﻟﻬذا اﻟوﺟـود ﺧﺎﻟﻘـﺎً‪ ،‬وﻟـوﻻ ﻫـذا اﻹﺻـرار ﻋﻠـﻰ إﻧ'ـﺎر‬ ‫‪4‬‬


‫أن ﻟﻠوﺟــود ﺧﺎﻟﻘ ـﺎً‪ ،‬ﻟﺗوﺻــﻠوا إﻟــﻰ إدراك واﻗــﻊ اﻟﻌﻘــﻞ إد ارﻛ ـﺎً ﺣﻘ;ﻘ; ـﺎً‪ ،‬أ‪ .‬ﻟﺗوﺻــﻠوا إﻟــﻰ ﻣﻌرﻓــﺔ واﻗــﻊ‬

‫اﻟﻌﻘﻞ ﻣﻌرﻓﺔ ;ﻘﯾﻧ;ﺔ ﺟﺎزﻣﺔ‪ .‬ﻓﻬم ﺑدأوا اﻟ‪3‬ﺣث ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ واﻟﻔ'ر ﻓﻘـﺎﻟوا‪ :‬ﻫـﻞ اﻟﻔ'ـر وﺟـد ﻗﺑـﻞ اﻟواﻗـﻊ‬

‫؟ أم أن اﻟواﻗﻊ وﺟد ﻗﺑﻞ اﻟﻔ'ر‪ ،‬و'ﺎن اﻟﻔ'ر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠواﻗﻊ ؟ وﻗد اﺧﺗﻠﻔـوا ﻓـﻲ ذﻟـك‪ ،‬ﻓﻣـﻧﻬم ﻣـن ﻗـﺎل‬ ‫إن اﻟﻔ'ر وﺟد ﻗﺑﻞ اﻟواﻗﻊ‪ ،‬وﻣﻧﻬم ﻣن ﻗﺎل إن اﻟواﻗﻊ وﺟد ﻗﺑـﻞ اﻟﻔ'ـر‪ .‬واﺳـﺗﻘر رأﯾﻬـم اﻟﻧﻬـﺎﺋﻲ ﻋﻠـﻰ‬ ‫أن اﻟواﻗﻊ وﺟد ﻗﺑﻞ اﻟﻔ'ر‪ .‬و‪H‬ﻧـﺎء ﻋﻠـﻰ ﻫـذا‪ ،‬أو ﻣـن ﺟـراء ﻫـذا وﺻـﻠوا إﻟـﻰ ﺗﻌر‪8‬ـﻒ اﻟﻔ'ـر‪ ،‬ﻓﻘـﺎﻟوا‪:‬‬ ‫إن اﻟﻔ'ــر ﻫــو اﻧﻌ'ــﺎس اﻟواﻗــﻊ ﻋﻠــﻰ اﻟــدﻣﺎغ‪ .‬ﻓﺗﻛــون ﻣﻌـرﻓﺗﻬم ﻟواﻗــﻊ اﻟﻔ'ــر ﻫــو أﻧــﻪ واﻗــﻊ‪ ،‬ودﻣــﺎغ‪،‬‬ ‫وﻋﻣﻠ;ـﺔ اﻧﻌ'ـﺎس ﻟﻬـذا اﻟواﻗــﻊ ﻋﻠـﻰ اﻟـدﻣﺎغ‪ .‬ﻓــﺎﻟﻔ'ر ﻫـو ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﻻﻧﻌ'ـﺎس اﻟواﻗــﻊ ﻋﻠـﻰ اﻟـدﻣﺎغ‪ .‬ﻫــذا‬ ‫ﻫو رأﯾﻬم‪ ،‬وﻫو رأ‪ .‬ﯾدل ﻋﻠﻰ ‪3‬ﺣث ﺻﺣ;ﺢ‪ ،‬و‪8‬دل ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎوﻟـﺔ ﺟـﺎدة وﻋﻠـﻰ ﻗـرب ﻣـن اﻟﺣﻘ;ﻘـﺔ‪.‬‬ ‫وﻟوﻻ إﺻرارﻫم ﻋﻠﻰ إﻧ'ﺎر أن ﻟﻬذا اﻟواﻗﻊ ﺧﺎﻟﻘﺎً ﺧﻠﻘﻪ ٕواﺻرارﻫم ﻋﻠﻰ أن اﻟوﺟود أزﻟﻲ‪ ،‬ﻟﻣﺎ ﺣﺻﻞ‬ ‫اﻟﺧطـﺄ ﻓــﻲ إدراك واﻗـﻊ اﻟﻌﻘــﻞ‪ .‬ﻷﻧــﻪ ﺻـﺣ;ﺢ أن ﻻ ﻓ'ــر ‪3‬ـﻼ واﻗــﻊ‪ ،‬وأن 'ــﻞ ﻣﻌرﻓـﺔ دون واﻗــﻊ إﻧﻣــﺎ‬ ‫ﻫﻲ ﺧ;ﺎل أو ﺗﺧر‪8‬ﻒ‪ .‬ﻓﺎﻟواﻗﻊ ﻫو أﺳﺎس اﻟﻔ'ر‪ ،‬واﻟﻔ'ر إﻧﻣـﺎ ﻫـو ﺗﻌﺑﯾـر ﻋـن واﻗـﻊ‪ ،‬أو ﺣ'ـم ﻋﻠـﻰ‬ ‫ذﻟك اﻟواﻗﻊ‪ .‬ﻓﺎﻟواﻗﻊ ﻫو أﺳﺎس اﻟﻔ'ر‪ ،‬وﻫو أﺳﺎس اﻟﺗﻔ'ﯾر و‪H‬دون وﺟود اﻟواﻗﻊ‪ ،‬ﻻ ;ﻣ'ن أن ﯾوﺟد‬ ‫ﻓ'ــر وﻻ ﺗﻔ'ﯾــر‪ .‬ﺛــم إن اﻟﺣ'ــم ﻋﻠــﻰ اﻟواﻗــﻊ‪ ،‬ﺑــﻞ إن 'ــﻞ ﻣــﺎ ﻓــﻲ اﻹﻧﺳــﺎن وﻣــﺎ ﯾﻧــﺗﺞ ﻋﻧــﻪ إﻧﻣــﺎ ﻫــو‬ ‫ﻣـرﺗ‪3 `3‬ﺎﻟــدﻣﺎغ‪ ،‬ﻓﺎﻟــدﻣﺎغ ﻫــو اﻟﻣر'ــز اﻟرﺋ;ﺳــﻲ واﻷﺳﺎﺳــﻲ ﻓــﻲ اﻹﻧﺳــﺎن‪ ،‬ﻟــذﻟك ﻻ ;ﻣ'ــن أن ﯾوﺟــد‬ ‫ﻓ'ــر إﻻ ‪3‬ﻌــد وﺟــود اﻟــدﻣﺎغ‪ ،‬واﻟــدﻣﺎغ ﻧﻔﺳــﻪ واﻗــﻊ‪ ،‬وﻟﻬــذا ﻓــﺈن وﺟــود اﻟــدﻣﺎغ ﺷــر‪ a‬أﺳﺎﺳــﻲ ﻟوﺟــود‬ ‫اﻟﻔ'ــر‪' ،‬ﻣــﺎ أن وﺟــود اﻟواﻗــﻊ ﺷــر‪ a‬أﺳﺎﺳــﻲ ﻟوﺟــود اﻟﻔ'ــر‪ .‬وﻟﻬــذا‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻟوﺟــود اﻟﻌﻘــﻞ‪ ،‬أ‪ .‬ﻟوﺟــود‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬أو اﻟﻔ'ر‪ ،‬ﻻ ﺑد أن ;'ون ﻫﻧﺎك واﻗﻊ‪ ،‬وﻫﻧﺎك دﻣﺎغ‪ .‬وﻋﻠﻣﺎء اﻟﺷـﯾوﻋ;ﺔ اﻫﺗـدوا إﻟـﻰ ﻫـذﯾن‬ ‫اﻟﺷــﯾﺋﯾن أ‪ .‬اﻫﺗــدوا إﻟــﻰ أﻧــﻪ ﻟوﺟــود اﻟﻌﻘــﻞ ﻻ ﺑــد ﻣــن أن ;'ــون ﻫﻧــﺎك واﻗــﻊ‪ ،‬وﻫﻧــﺎك دﻣــﺎغ‪ ،‬وأن‬ ‫وﺟودﻫﻣــﺎ ﻣﻌ ـﺎً ﺷــر‪ a‬رﺋ;ﺳــﻲ وأﺳﺎﺳــﻲ ﻟوﺟــود اﻟﻔ'ــر‪ ،‬أ‪ .‬ﻟوﺟــود اﻟﻌﻘــﻞ‪ .‬وﻟــذﻟك 'ﺎﻧــت ﻣﺣــﺎوﻟﺗﻬم‬ ‫ﺟﺎدة‪ ،‬وﺻﺣ;ﺣﺔ‪ٕ ،‬واﻟﻰ ﻫﻧﺎ 'ﺎﻧوا ;ﺳﯾرون ﻓﻲ اﻟطر‪8‬ـ اﻟﻣﺳـﺗﻘ;م اﻟﻣوﺻـﻞ إﻟـﻰ ﻣﻌرﻓـﺔ واﻗـﻊ اﻟﻌﻘـﻞ‬

‫ﻣﻌرﻓﺔ ;ﻘﯾﻧ;ﺔ ﺟﺎزﻣﺔ‪ .‬إﻻ إﻧﻬم ﺣﯾن ﺣﺎوﻟوا ر‪H‬ـ` اﻟواﻗـﻊ ‪3‬ﺎﻟـدﻣﺎغ ﻟﻠوﺻـول إﻟـﻰ اﻟﻔ'ـر‪ ،‬أ‪ .‬ﻹﯾﺟـﺎد‬

‫اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬ﺿــﻠوا اﻟطر‪8‬ــ ‪ ،‬ﻓﺟﻌﻠ ـوا اﻟ ـرا‪ `3‬ﺑﯾﻧﻬﻣــﺎ ﻫــو اﻧﻌ'ــﺎس ﻫــذا اﻟواﻗــﻊ ﻋﻠــﻰ اﻟــدﻣﺎغ‪ .‬ﻓﺧرﺟ ـوا‬ ‫‪3‬ﺎﻟﻧﺗﯾﺟــﺔ اﻟﺧطــﺄ ﻓــﻲ ﻣﻌرﻓــﺔ اﻟﻌﻘــﻞ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻋرﻓـوا اﻟﻌﻘــﻞ ﺗﻌر‪8‬ﻔـﺎً ﺧﺎطﺋـﺎً‪ .‬وﺳــﺑب ذﻟــك ﻫــو إﺻـرارﻫم‬ ‫ﻋﻠﻰ إﻧ'ﺎر أن ﻟﻠوﺟود ﺧﺎﻟﻘﺎً ﺧﻠﻘﻪ ﻣن ﻋدم‪ .‬ﻷﻧﻬم ﻟو ﻗﺎﻟوا إن اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺗﺳﺑ اﻟﻔ'ر‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬم ;ﻘﻔـون‬

‫أﻣﺎم ﺣﻘ;ﻘـﺔ واﻗﻌـﺔ‪ ،‬وﻫـﻲ أﻧـﻪ ﻣـن أﯾـن ﺟـﺎء اﻟﻔ'ـر ﻗﺑـﻞ وﺟـود اﻟواﻗـﻊ‪ ،‬ﻓـﻼ ﺑـد أن ;'ـون ﻗـدﺟﺎء ﻣـن‬

‫ﻏﯾر اﻟواﻗﻊ‪ .‬و‪3‬ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣـن أﯾـن ﺟـﺎء اﻟﻔ'ـر ﻟﻺﻧﺳـﺎن اﻷول؟ ﻻ ﺑـد أﻧـﻪ ﺟـﺎءﻩ ﻣـن ﻏﯾـرﻩ‪ ،‬وﻣـن ﻏﯾـر‬ ‫اﻟواﻗــﻊ‪ ،‬ﻓ;'ــون اﻹﻧﺳــﺎن اﻷول‪ ،‬واﻟواﻗــﻊ ﻗــد أوﺟــدﻫﻣﺎ ﻣــن أﻋطــﻰ اﻹﻧﺳــﺎن اﻷول اﻟﻣﻌرﻓــﺔ‪ ،‬وﻫــذا‬ ‫ﺧــﻼف ﻣــﺎ ﻟــدﯾﻬم ﻣــن ﻣﻌرﻓــﺔ ﺟﺎزﻣــﺔ ‪3‬ــﺄن اﻟﻌــﺎﻟم أزﻟــﻲ وأن اﻟواﻗــﻊ أزﻟــﻲ‪ .‬وﻟــذﻟك ﻗــﺎﻟوا إن اﻧﻌ'ــﺎس‬ ‫اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟدﻣﺎغ ﻫو اﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬ﻓﻬو اﻟذ‪ .‬أوﺟد اﻟﻔ'ر‪ ،‬وﻫـو اﻟـذ‪ .‬وﺟـد ‪3‬ـﻪ اﻟﺗﻔ'ﯾـر‪ .‬وﻣـن أﺟـﻞ أن‬ ‫ﯾﺗﻬر‪ H‬ـوا ﻣــن ﺿــرورة وﺟــود اﻟﻣﻌرﻓــﺔ‪ ،‬ﺻــﺎروا ;ﺣــﺎوﻟون إﯾﺟــﺎد ﺗﺧــ;ﻼت‪ٕ ،‬واﯾﺟــﺎد ﻓــروض‪ ،‬ﻣــن أن‬ ‫‪5‬‬


‫اﻹﻧﺳﺎن اﻷول ﻗد ﺟرب اﻟواﻗﻊ ﻓوﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺛم 'ﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺗﺟﺎرب ﻟﻠواﻗﻊ ﻣﻌﺎرف ﺗﺳـﺎﻋدﻩ‬ ‫ﻋﻠــﻰ ﺗﺟــﺎرب أﺧــر‪ Z‬ﻟﻠواﻗــﻊ‪ ،‬وﻫ'ــذا‪ .‬وأﺻــروا ﻋﻠــﻰ أن اﻟواﻗــﻊ واﻧﻌ'ــﺎس اﻟــدﻣﺎغ ﻋﻠ;ــﻪ‪ ،‬ﻫــو اﻟﻌﻘــﻞ‪،‬‬ ‫وﻫو اﻟﻔ'ر‪ ،‬وﻫـو اﻟـذ‪ .‬ﯾوﺟـد اﻟﺗﻔ'ﯾـر‪ .‬وﻗـد ﻋﻣـﻲ ‪3‬ﺻـرﻫم ﻋـن اﻟﻔـرق ﺑـﯾن اﻹﺣﺳـﺎس واﻻﻧﻌ'ـﺎس‪،‬‬ ‫وأن ﻋﻣﻠ;ﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻟم ﺗﺄت ﻣن اﻧﻌ'ﺎس اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟدﻣﺎغ‪ ،‬وﻻ ﻣن اﻧط‪3‬ـﺎع اﻟواﻗـﻊ ﻋﻠـﻰ اﻟـدﻣﺎغ‪،‬‬ ‫ٕواﻧﻣﺎ ﺟﺎءت ﻣن اﻹﺣﺳﺎس‪ ،‬واﻹﺣﺳﺎس ﻣر'زﻩ اﻟدﻣﺎغ‪ ،‬وﻟوﻻ اﻟﺣس ‪3‬ﺎﻟواﻗﻊ‪ ،‬ﻟﻣﺎ ﺣﺻـﻞ أ‪ .‬ﻓ'ـر‪،‬‬ ‫وﻟﻣــﺎ وﺟــد أ‪ .‬ﺗﻔ'ﯾــر‪ .‬ﻓﻌــدم ﺗﻔـر‪8‬ﻘﻬم ﺑــﯾن اﻹﺣﺳــﺎس واﻻﻧﻌ'ــﺎس‪ ،‬زاد اﻟطــﯾن ﺑﻠــﺔ ﻟــدﯾﻬم‪ ،‬وﺻ ـرﻓﻬم‬ ‫ﻋــن اﻟطر‪8‬ــ اﻟــذ‪' .‬ــﺎﻧوا ;ﺳــﯾرون ﻓ;ــﻪ‪ .‬ﻓ'ــﺎن ﻣــﺎ 'ــﺎن ﻣــن ﺗﻌ ـر‪8‬ﻔﻬم ﻟﻠﻌﻘــﻞ‪ ،‬وﻣــن اﻟﺧطــﺄ ﻓــﻲ ﻫــذا‬ ‫اﻟﺗﻌر‪8‬ــﻒ‪ .‬وﻟﻛــن أﺳــﺎس اﻟﺧطــﺄ ﻟــم ;'ــن ﻣــن ﻋــدم اﻟﺗﻔر‪8‬ــ ﺑــﯾن اﻹﺣﺳــﺎس واﻻﻧﻌ'ــﺎس‪ ،‬واﻻ ﻟﻛــﺎﻧوا‬ ‫اﻫﺗدوا إﻟﻰ أن اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻫﻲ إﺣﺳﺎس وﻟ;ﺳت اﻧﻌ'ﺎﺳﺎً‪ .‬ﺑﻞ أﺳﺎس اﻟﺧطـﺄ‪ ،‬وأﺳـﺎس اﻻﻧﺣـراف‪ ،‬ﻧـﺎﺗﺞ‬

‫ﻋــن إﻧ'ــﺎرﻫم أن ﻟﻬــذا اﻟوﺟــود ﺧﺎﻟﻘـﺎً‪ ،‬ﻓﻠــم ﯾــدر'وا أن وﺟــود ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋــن ﻫــذا اﻟواﻗــﻊ ﺷــر‪a‬‬ ‫ﺿرور‪ .‬ﻟوﺟود اﻟﻔ'ر‪ ،‬أ‪ .‬ﺷر‪ a‬ﺿرور‪ .‬ﻟوﺟود اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬و‪3‬ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺷر‪ a‬ﺿرور‪ .‬ﻟﺗﻛو‪8‬ن اﻟﻌﻘﻞ‪،‬‬ ‫أ‪ .‬ﻟ;'ون ﻫﻧﺎك ﻋﻘﻞ‪ ،‬أ‪ .‬ﻫﻧﺎك ﻓ'ر‪ ،‬وﺗﻔ'ﯾر‪ٕ .‬واﻻ ﻟﻛﺎن ﻟد‪ Z‬اﻟﺣﻣﺎر ﻋﻘﻞ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ;ﻣﻠـك اﻟـدﻣﺎغ‪،‬‬ ‫و‪8‬ﻧﻌ'س اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ دﻣﺎﻏﻪ‪ ،‬أ‪; .‬ﺣس ‪3‬ﺎﻟواﻗﻊ‪ .‬واﻟﻌﻘﻞ ﻫو ﻣن ﺧـواص اﻹﻧﺳـﺎن وﻗـد ﻗﯾـﻞ ﻗـد;ﻣﺎً‪:‬‬

‫أن اﻹﻧﺳﺎن ﺣﯾوان ﻧﺎط ‪ ،‬أ‪ .‬ﺣﯾـوان ﻣﻔ'ـر‪ ،‬ﻷن اﻟﺗﻔ'ﯾـر أو اﻟﻌﻘـﻞ ﺧـﺎص ‪3‬ـﻪ‪ ،‬وﻟـ;س ﻟـد‪ Z‬ﻏﯾـرﻩ‬ ‫ﻣن ﺣﯾوان وﺳواﻩ ﻋﻘﻞ وﻻ ﺗﻔ'ﯾر‪.‬‬ ‫وﻣﻬﻣﺎ ;'ن ﻣن أﻣر ﻓﺈن ﻋﻠﻣـﺎء اﻟﺷـﯾوﻋ;ﺔ ﻫـم وﺣـدﻫم اﻟـذﯾن ﻗـﺎﻣوا ‪3‬ﻣﺣﺎوﻟـﺔ ﺟـﺎدة ﻟﻠوﺻـول‬ ‫إﻟﻰ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬وﺳﺎروا ﻓﻲ طر‪ 8‬ﻣﺳﺗﻘ;م ﻧﺣو ﻣﻌرﻓﺔ واﻗﻊ اﻟﻌﻘﻞ وﻫـم ٕوان أﺧطـﺄوا ﻓـﻲ ﺗﻌر‪8‬ـﻒ‬ ‫اﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬واﻧﺣرﻓوا ﻋن اﻟطر‪ 8‬اﻟذ‪' .‬ﺎﻧوا ;ﺳﯾرون ‪3‬ﻪ ﻧﺣو اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻌرﻓﺔ ;ﻘﯾﻧ;ـﺔ‬ ‫ﺟﺎزﻣﺔ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬم ﻓﺗﺣوا اﻟطر‪ 8‬ﻟﻣن ;ﺄﺗﻲ ‪3‬ﻌدﻫم و;ﺳﯾر ﻓ;ـﻪ ﺣﺗـﻰ ;ﺻـﻞ إﻟـﻰ ﻫـذﻩ اﻟﻣﻌرﻓـﺔ اﻟ;ﻘﯾﻧ;ـﺔ‬

‫اﻟﺟﺎزﻣﺔ‪ .‬إﻧﻪ ﻣﻊ 'ون اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﯾوﺟـد ﻟـدﯾﻬم ﻣـﺎ ﯾـدل ﻋﻠـﻰ أن وﺟـود ﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﺳـﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋـن اﻟﺷـﻲ‬ ‫أﻣر ﻻ ﺑد ﻣﻧﻪ ﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺷﻲء‪ ،‬وﻟﻛن ﻫذا ٕوان 'ﺎن ﺻﺣ;ﺣﺎً‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ‪3‬ﺎﻋﺗ‪3‬ﺎرﻩ وﺻﻒ واﻗﻊ‪ ،‬و‪3‬ﺎﻋﺗ‪3‬ﺎر‬ ‫أن اﻟﻣـراد ﻣﻧــﻪ إﻟـزام اﻟﻧــﺎس ﺟﻣ;ﻌـﺎً ﺑﺗﻌر‪8‬ــﻒ اﻟﻌﻘــﻞ‪ ،‬ﻟــذﻟك ﻻ ﺑــد ﻣــن أن ;'ــون ﺗﻌر‪8‬ــﻒ اﻟﻌﻘــﻞ ﻣﺑﻧ;ـﺎً‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎﻫد اﻟﻣﺣﺳوس‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﯾراد ‪3‬ﻪ إﻟزام اﻟﻧﺎس ﺟﻣ;ﻌﺎً ﻻ إﻟزام اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣﻧﻬم ﻓﺣﺳب‪.‬‬

‫;ﻘــول ﷲ ﺗﻌــﺎﻟﻰ ﻓــﻲ 'ﺗﺎ‪3‬ــﻪ اﻟﻌز‪8‬ــز "وﻋﻠــم آدم اﻷﺳــﻣﺎء 'ﻠﻬــﺎ‪ ،‬ﺛــم ﻋرﺿــﻬم ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻼﺋ'ــﺔ‬ ‫ﻓﻘﺎل أﻧﺑﺋوﻧﻲ ‪3‬ﺄﺳﻣﺎء ﻫؤﻻء إن 'ﻧـﺗم ﺻـﺎدﻗﯾن‪ .‬ﻗـﺎﻟوا ﺳـ‪3‬ﺣﺎﻧك ﻻ ﻋﻠـم ﻟﻧـﺎ إﻻ ﻣـﺎ ﻋﻠﻣﺗﻧـﺎ إﻧـك أﻧـت‬ ‫اﻟﻌﻠــ;م اﻟﺣ'ــ;م‪ .‬ﻗــﺎل ;ــﺎ آدم أﻧﺑــﺋﻬم ‪3‬ﺄﺳــﻣﺎﺋﻬم ﻓﻠﻣــﺎ أﻧ‪3‬ــﺎﻫم ‪3‬ﺄﺳــﻣﺎﺋﻬم ﻗــﺎل‪ :‬أﻟــم أﻗــﻞ ﻟﻛــم إﻧــﻲ أﻋﻠــم‬ ‫ﻏﯾب اﻟﺳﻣوات واﻷرض وأﻋﻠم ﻣﺎ ﺗﺑـدون وﻣـﺎ 'ﻧـﺗم ﺗﻛﺗﻣـون" ﻓﻬـذﻩ اﻵ;ـﺔ ﺗـدل ﻋﻠـﻰ أن اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت‬ ‫اﻟﺳ ــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻻ ﺑ ــد ﻣﻧﻬ ــﺎ ﻟﻠوﺻ ــول إﻟ ــﻰ اﻟﻣﻌرﻓ ــﺔ‪ ،‬أ‪ .‬ﻣﻌرﻓ ــﺔ‪ ،‬ﻓ ــﺂدم ﻗ ــد ﻋﻠﻣ ــﻪ ﷲ أﺳ ــﻣﺎء اﻷﺷ ــ;ﺎء أو‬ ‫ﻣﺳﻣ;ﺎﺗﻬﺎ ﻓﻠﻣﺎ ﻋرﺿت ﻋﻠ;ﻪ ﻋرﻓﻬﺎ‪ .‬ﻓﺎﻹﻧﺳـﺎن اﻷول‪ ،‬وﻫـو آدم‪ ،‬ﻗـد أﻋطـﺎﻩ ﷲ ﻣﻌﻠوﻣـﺎت‪ ،‬وﻟـذﻟك‬ ‫‪6‬‬


‫ﻋــرف اﻷﺷــ;ﺎء‪ ،‬وﻟــوﻻ ﻫــذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻟﻣــﺎ ﻋرﻓﻬــﺎ‪ .‬و‪3‬ﻣــﺎ أن أﺳــﺎس اﻻﻧﺣ ـراف ﻓــﻲ اﻟطر‪8‬ــ اﻟــذ‪.‬‬ ‫ﺳــﻠﻛﻪ ﻋﻠﻣــﺎء اﻟﺷــﯾوﻋ;ﺔ ﻟﻠوﺻــول إﻟــﻰ ﻣﻌرﻓــﺔ واﻗــﻊ اﻟﻌﻘــﻞ ﻫــو ﺿــرورة وﺟــود اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ‪،‬‬ ‫ﻓﺈن ﻫذا ;'ﻔﻲ ﻟﺑ;ﺎن ﺧطﺄ اﻟﺷﯾوﻋﯾﯾن ﻓﻲ ﺗﻌر‪8‬ﻒ اﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬و;'ﻔﻲ ﻟﺑ;ﺎن وﺟـﻪ اﻻﻧﺣـراف‪ ،‬وأﻧـﻪ ﺣﺗـﻰ‬ ‫ﯾﺗوﺻﻞ ﻹﯾﺟﺎد اﻟﻔ'ر ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋن اﻟواﻗﻊ اﻟذ‪; .‬ﻌرض ﻋﻠﻰ اﻟدﻣﺎغ‪ .‬إﻻ إﻧﻪ‬ ‫ﻟﻣﺎ 'ﺎن اﻟﻣراد ﻫـو إﻟـزام اﻟﻧـﺎس ﺟﻣ;ﻌـﺎً وﻟـ;س اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن ﻓﺣﺳـب‪' ،‬ـﺎن ﻻ ﺑـد ﻣـن ﻋـرض اﻟﻣﺷـﺎﻫد‬ ‫اﻟﻣﺣﺳوس ‪3‬ﺄﻧﻪ ﻻ ﺑـد ﻣـن وﺟـود ﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﺳـﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋـن اﻟواﻗـﻊ ﺣﺗـﻰ ﯾﺗـﺄﺗﻰ إﯾﺟـﺎد اﻟﻔ'ـر‪ ،‬أ‪ .‬ﺣﺗـﻰ‬ ‫ﯾﺗﻛـون اﻟﻌﻘــﻞ و‪8‬وﺟــد‪ .‬ﻷن اﻟﻌﻘـﻞ ﻣﺗر'ــز وﺟــودﻩ ﻋﻠـﻰ وﺟــود اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺳـﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻟــد‪ Z‬اﻟــدﻣﺎغ ٕوان‬

‫'ﺎن اﻟواﻗﻊ ﺷرطﺎً ﺿرور‪8‬ﺎً ﻟوﺟود اﻟﻌﻣﻠ;ﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ‪ ،‬أ‪ .‬ﻟوﺟود اﻟﻔ'ر أواﻟﺗﻔ'ﯾر‪.‬‬

‫ﻓﺳــﻠوك اﻟطر‪8‬ــ اﻟﻣﺳــﺗﻘ;م اﻟــذ‪ .‬ﺳــﻠﻛﻪ اﻟﺷــﯾوﻋﯾون ﺛــم اﻧﺣرﻓـوا ﻻ ;'ﻔــﻲ ﻓ;ــﻪ ﻟﻣﻌرﻓــﺔ وﺟــﻪ‬ ‫اﻻﻧﺣـراف إدراك أن اﻟــذ‪ .‬ﺣﺻــﻞ ﻫــو إﺣﺳــﺎس اﻟــدﻣﺎغ ‪3‬ــﺎﻟواﻗﻊ وﻟــ;س اﻻﻧﻌ'ــﺎس‪ ،‬ﻷن ﻫــذا ﺳــﻬﻞ‪،‬‬ ‫وﻫــو ﻟــ;س أﺳــﺎس اﻻﻧﺣـراف‪ٕ ،‬واﻧﻣــﺎ اﻷﺳــﺎس ﻫــو وﺟــود ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋــن اﻟواﻗــﻊ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ ﯾﺗــﺄﺗﻰ‬ ‫إﯾﺟﺎد اﻟﻌﻣﻠ;ﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ‪ ،‬أ‪ .‬ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺄﺗﻰ أن ;'ون ﻫﻧﺎك ﻋﻘﻞ‪ ،‬وﻗد ﺟر‪ Z‬إدراك أن اﻟذ‪ .‬ﺣﺻﻞ ﻫو‬ ‫إﺣﺳﺎس اﻟدﻣﺎغ ‪3‬ﺎﻟواﻗﻊ وﻟ;س اﻧﻌ'ﺎس اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟدﻣﺎغ‪ ،‬وﺣﺻـﻞ ﻗﺑـﻞ ذﻟـك و‪3‬ﻌـد ذﻟـك ﻣـن ﻓﻬـم‬ ‫اﻵ;ﺔ اﻟﻛر‪8‬ﻣـﺔ‪ ،‬ﺛـم ﻣـن ﻋـرض اﻟﻣﺷـﺎﻫد اﻟﻣﺣﺳـوس‪ ،‬إدراك أن اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﺳـﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋـن اﻟواﻗـﻊ‪ ،‬أو‬ ‫ﻋﻣ ــﺎ ﯾﺗﻌﻠ ــ ‪ 3‬ــﻪ أﻣ ــر ﻻ ﺑ ــد ﻣﻧ ــﻪ ﻟﻠﻌﻘ ــﻞ‪ ،‬أ‪ .‬ﻟ ــﻺدراك‪ ،‬و‪3‬ﻣﻌﻧ ــﻰ آﺧ ــر ﻟوﺟ ــود اﻟﻌﻘ ــﻞ‪ ،‬ودون ﻫ ــذﻩ‬ ‫اﻟﻣﻌﻠوﻣـ ــﺎت ﻻ ;ﻣ'ـ ــن أن ﯾوﺟـ ــد ﻋﻘـ ــﻞ أو إدراك‪ ،‬أ‪ .‬ﻻ ;ﻣ'ـ ــن أن ﯾوﺟـ ــد واﻗـ ــﻊ ﻟﻠﻌﻘـ ــﻞ‪ ،‬ﻓﺣﺻـ ــﻞ‬ ‫اﻟﺗوﺻــﻞ إﻟــﻰ إدراك ﻣﻌﻧــﻰ اﻟﻌﻘــﻞ‪ ،‬ﺛــم 'ــﺎن ﺗﻌر‪8‬ــﻒ اﻟﻌﻘــﻞ ﻫــذا اﻟﺗﻌر‪8‬ــﻒ اﻟﺻــﺣ;ﺢ‪3 ،‬ﺷــ'ﻞ ;ﻘﯾﻧــﻲ‬ ‫ﺟﺎزم‪.‬‬ ‫أﻣــﺎ إدراك أن اﻟــذ‪ .‬ﺣﺻــﻞ ﻓــﻲ ﻋﻣﻠ;ــﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬أ‪ .‬اﻟﻌﻣﻠ;ــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ ﻫــو إﺣﺳــﺎس وﻟــ;س‬ ‫اﻧﻌ'ﺎﺳ ـﺎً‪ ،‬ﻓﻬــو أﻧــﻪ ﻻ ﯾوﺟــد اﻧﻌ'ــﺎس ﺑــﯾن اﻟﻣــﺎدة واﻟــدﻣﺎغ‪ ،‬ﻓــﻼ اﻟــدﻣﺎغ ﯾــﻧﻌ'س ﻋﻠــﻰ اﻟﻣــﺎدة‪ ،‬وﻻ‬

‫اﻟﻣﺎدة ﺗﻧﻌ'س ﻋﻠﻰ اﻟدﻣﺎغ‪ .‬ﻷن اﻻﻧﻌ'ـﺎس ;ﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ وﺟـود ﻗﺎﺑﻠ;ـﺔ اﻻﻧﻌ'ـﺎس ﻓـﻲ اﻟﺷـﻲء اﻟـذ‪.‬‬ ‫;ﻌ'س اﻷﺷ;ﺎء 'ﺎﻟﻣرآة‪ ،‬و'ﺎﻟﺿوء‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺣﺗﺎج إﻟـﻰ ﻗﺎﺑﻠ;ـﺔ اﻻﻧﻌ'ـﺎس ﻋﻠﯾﻬـﺎ‪ ،‬وﻫـذا ﻏﯾـر ﻣوﺟـود‪،‬‬ ‫ﻻ ﻓــﻲ اﻟــدﻣﺎغ‪ ،‬وﻻ ﻓــﻲ اﻟواﻗــﻊ اﻟﻣــﺎد‪ ..‬وﻟــذﻟك ﻻ ﯾوﺟــد اﻧﻌ'ــﺎس ﺑــﯾن اﻟﻣــﺎدة واﻟــدﻣﺎغ ﻣطﻠﻘـﺎً‪ ،‬ﻷن‬

‫اﻟﻣﺎدة ﻻ ﺗﻧﻌ'س ﻋﻠﻰ اﻟدﻣﺎغ‪ ،‬وﻻ ﺗﻧﺗﻘﻞ إﻟ;ﻪ‪ .‬ﺑﻞ اﻟـذ‪ .‬ﯾﻧﺗﻘـﻞ ﻫـو اﻹﺣﺳـﺎس ‪3‬ﺎﻟﻣـﺎدة إﻟـﻰ اﻟـدﻣﺎغ‬ ‫ﺑواﺳــطﺔ اﻟﺣـواس‪ .‬أ‪ .‬أن اﻟﺣـواس ﻫــﻲ اﻟﺗــﻲ ﺗﺣــس اﻟﻣــﺎدة‪3 ،‬ﺄ;ــﺔ ﺣﺎﺳــﺔ ﻣــن اﻟﺣـواس‪ ،‬ﻓﯾﻧﻘــﻞ ﻫــذا‬ ‫اﻟﺣس إﻟﻰ اﻟدﻣﺎغ ﻓ;ﺻدر ﺣ'ﻣﻪ ﻋﻠ;ﻪ‪ .‬وﻧﻘﻞ اﻹﺣﺳﺎس ‪3‬ﺎﻟﻣﺎدة إﻟـﻰ اﻟـدﻣﺎغ ﻟـ;س اﻧﻌ'ﺎﺳـﺎً ﻟﻠﻣـﺎدة‬ ‫ﻋﻠــﻰ اﻟــدﻣﺎغ‪ ،‬وﻻ اﻧﻌ'ﺎﺳ ـﺎً ﻟﻠــدﻣﺎغ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣــﺎدة‪ٕ ،‬واﻧﻣــﺎ ﻫــو ﺣــس ‪3‬ﺎﻟﻣــﺎدة‪ ،‬وﻻ ﻓــرق ﻓــﻲ ذﻟــك ﺑــﯾن‬ ‫اﻟﻌﯾن وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺣواس‪ ،‬ﻓ;ﺣﺻﻞ ﻣـن اﻟﻠﻣـس‪ ،‬واﻟﺷـم‪ ،‬واﻟـذوق‪ ،‬واﻟﺳـﻣﻊ‪ ،‬إﺣﺳـﺎس 'ﻣـﺎ ;ﺣﺻـﻞ‬ ‫‪7‬‬


‫ﻣ ــن اﻹ‪3‬ﺻ ــﺎر‪ .‬إذن ﻓﺎﻟ ــذ‪; .‬ﺣﺻ ــﻞ ﻣ ــن اﻷﺷ ــ;ﺎء ﻟ ــ;س اﻧﻌ'ﺎﺳـ ـﺎً ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــدﻣﺎغ‪ٕ ،‬واﻧﻣ ــﺎ ﻫ ــو ﺣ ــس‬ ‫‪3‬ﺎﻷﺷ;ﺎء‪ .‬ﻓﺎﻹﻧﺳﺎن ;ﺣس ‪3‬ﺎﻷﺷ;ﺎء ﺑواﺳطﺔ ﺣواﺳﻪ اﻟﺧﻣس‪ ،‬وﻻ ﺗﻌ'س ﻋﻠﻰ دﻣﺎﻏﻪ اﻷﺷ;ﺎء‪.‬‬

‫وﻫذا ظﺎﻫر ظﻬور اﻟﺷﻣس ﻓﻲ اﻷﺷ;ﺎء اﻟﻣﺎد;ﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺣس ﻫـو اﻟـذ‪; .‬ﺣﺻـﻞ‪ .‬أﻣـﺎ اﻷﻣـور‬ ‫ﻏﯾر اﻟﻣﺎد;ﺔ ﻣن أﻣور ﻣﻌﻧو;ﺔ أو روﺣ;ـﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬـﺎ 'ـذﻟك ;ﺣﺻـﻞ إﺣﺳـﺎس ﺑﻬـﺎ ﺣﺗـﻰ ﺗﺗﻛـون اﻟﻌﻣﻠ;ـﺔ‬ ‫اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ ‪3‬ﺷﺄﻧﻬﺎ‪ .‬ﻓﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﻧﺣ` ﻻ ﺑد ﻣن اﻹﺣﺳﺎس ‪3‬ﺎﻻﻧﺣطﺎ‪ a‬ﺣﺗﻰ ;ﺣﺻﻞ اﻟﺣ'م ﻋﻠ;ﻪ ‪3‬ﺄﻧـﻪ‬ ‫ﻣﻧﺣ`‪ ،‬وﻫذا أﻣر ﻣﺎد‪ ..‬وﻣﺎ ﯾﺟرح اﻟﻛراﻣﺔ ﻻ ﺑد ﻣن اﻹﺣﺳﺎس ‪3‬ﺎﻟﺟرح اﻟذ‪ .‬ﺣﺻﻞ‪ ،‬أو اﻟﺣس‬ ‫‪3‬ﺄن ﻫذا اﻟﺷﻲء أو اﻟﻔﻌﻞ ﯾﺟرح اﻟﻛراﻣﺔ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ;ﺣﺻﻞ اﻟﺣ'م ‪3‬ﺄﻧﻪ ﻗد ﺣﺻﻞ ﺟرح‪ ،‬أو أن اﻟﺷـﻲء‬ ‫ﻟﻪ ﺷﻔرة ﺗﺟرح اﻟﻛراﻣﺔ‪ ،‬وﻫذا أﻣر ﻣﻌﻧو‪ ..‬وﻣﺎ ;ﻐﺿب ﷲ ﻻ ﺑد ﻣن اﻹﺣﺳـﺎس ‪3‬ﻐﺿـب ﷲ اﻟـذ‪.‬‬ ‫ﺣﺻــﻞ‪ ،‬أو اﻟﺣــس ‪3‬ــﺄن ﻫــذا اﻟﻔﻌــﻞ أو اﻟﺷــﻲء ;ﺳــﺗﻔز رب اﻟﻌ ـزة‪ ،‬أ‪ .‬ﻓ;ــﻪ ﻧــﺎر اﻻﺳــﺗﻔزاز وﺟﻣ ـرة‬ ‫اﻟﻐﺿب ﻟﻠذات اﻟﻌﻠ;ﺔ‪ ،‬وﻫـذا أﻣـر روﺣـﻲ‪ .‬و‪H‬ـدون وﺟـود ذﻟـك اﻟﺣـس ﻻ ;ﻣ'ـن أن ﺗﺣﺻـﻞ اﻟﻌﻣﻠ;ـﺔ‬ ‫اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﺣس أﻣر ﺿرور‪ .‬ﺣﺗﻰ ﺗﺣﺻﻞ اﻟﻌﻣﻠ;ﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ‪ ،‬ﺳواء ﻓﻲ اﻷﺷ;ﺎء اﻟﻣﺎد;ـﺔ أو اﻷﻣـور‬ ‫ﻏﯾر اﻟﻣﺎد;ﺔ‪ .‬إﻻ أن اﻷﺷ;ﺎء اﻟﻣﺎد;ﺔ ;ﺣﺻـﻞ اﻟﺣـس ﺑﻬـﺎ طﺑ;ﻌ;ـﺎً ٕوان 'ـﺎن ;ﻘـو‪ Z‬و;ﺿـﻌﻒ ﺣﺳـب‬ ‫ﻓﻬم طﺑ;ﻌﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻗﺎﻟوا‪ :‬إن اﻹﺣﺳﺎس اﻟﻔ'ر‪ .‬أﻗو‪ Z‬أﻧواع اﻹﺣﺳﺎس‪ ،‬أﻣﺎ اﻷﻣور ﻏﯾر اﻟﻣﺎد;ـﺔ‬ ‫ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ;ﺣﺻﻞ اﻟﺣس ﺑﻬﺎ إﻻ ﺑوﺟود ﻓﻬم ﻟﻬﺎ أو ﻋن طر‪ 8‬اﻟﺗﻘﻠﯾد‪.‬‬ ‫وﻋﻠــﻰ أ‪ .‬ﺣــﺎل ﻓــﺈن ﻣوﺿــوع 'ــون اﻟــذ‪; .‬ﺣﺻــﻞ ﻫــو إﺣﺳــﺎس وﻟــ;س اﻧﻌ'ﺎﺳ ـﺎً ﻫــو أﻣــر‬ ‫;'ﺎد ;'ون ﻣن اﻟﺑدﯾﻬ;ﺎت‪ٕ ،‬وان 'ﺎن ﻓﻲ اﻷﺷ;ﺎء اﻟﻣﺎد;ﺔ أوﺿﺢ ﻣﻧـﻪ ﻓـﻲ اﻷﻣـور اﻟﻣﻌﻧو;ـﺔ‪ ،‬وﻟﻛﻧـﻪ‬

‫ﻟ;س أﺳﺎﺳ;ﺎً‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻠﻣوس ﻣن 'ﻞ إﻧﺳﺎن‪ ،‬وﻻ ﯾوﺟد ﻓ;ﻪ ﺧﻼف‪ ،‬ﺳـو‪ Z‬أن اﻟﺗﻌﺑﯾـر ﻋﻧـﻪ ﻗـد ;'ـون‬ ‫ﺧــﻼف اﻟواﻗــﻊ 'ﻣــﺎ ﻋﺑــروا ﻋﻧــﻪ ‪3‬ﺎﻻﻧﻌ'ــﺎس‪ ،‬وﻗــد ;'ــون ﻫــو اﻟواﻗــﻊ 'ﻣــﺎ ﻋﺑرﻧــﺎ ﻋﻧــﻪ ‪3‬ﺎﻹﺣﺳــﺎس أو‬ ‫اﻟﺣس‪ .‬وﻟﻛن اﻟذ‪' .‬ﺎن أﺳﺎس اﻻﻧﺣراف إﻧﻣﺎ ﻫو اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋن اﻟواﻗﻊ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ‬ ‫ﺟﻌﻠــت اﻧﺣـراف ﻋﻠﻣــﺎء اﻟﺷــﯾوﻋ;ﺔ ﻓظ;ﻌـﺎً‪ ،‬وﻫــﻲ ﺑﯾــت اﻟﻘﺻــﯾد ﻓــﻲ ﻣوﺿــوع اﻟﻌﻘــﻞ‪ ،‬أو ﻫــﻲ اﻟﻌﻣــﻞ‬

‫اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠ;ﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ‪.‬‬

‫وﺧﻼﺻــﺔ ﻣوﺿــوع اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻫــو‪ :‬أن اﻟﺣــس وﺣــدﻩ ﻻ ;ﺣﺻــﻞ ﻣﻧــﻪ ﻓ'ــر‪ ،‬ﺑــﻞ اﻟــذ‪.‬‬ ‫;ﺣﺻﻞ ﻫو اﻟﺣس ﻓﻘ`‪ ،‬أ‪ .‬اﻹﺣﺳﺎس ‪3‬ﺎﻟواﻗﻊ‪ٕ .‬واﺣﺳﺎس زاﺋد إﺣﺳﺎﺳﺎً وزاﺋد ﻣﻠﯾون إﺣﺳﺎس ﻣﻬﻣﺎ‬ ‫ﺗﻌدد ﻧوع اﻹﺣﺳﺎس‪ ،‬إﻧﻣﺎ ;ﺣﺻﻞ ﻣﻧﻪ إﺣﺳﺎس ﻓﻘ`‪ ،‬وﻻ ;ﺣﺻﻞ ﻓ'ر ﻣطﻠﻘﺎً‪ .‬ﺑﻞ ﻻ ﺑد ﻣن وﺟـود‬

‫ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋﻧد اﻹﻧﺳـﺎن ;ﻔﺳـر ﺑواﺳـطﺗﻬﺎ اﻟواﻗـﻊ اﻟـذ‪ .‬أﺣـس ‪3‬ـﻪ ﺣﺗـﻰ ;ﺣﺻـﻞ ﻓ'ـر‪ .‬وﻟﻧﺄﺧـذ‬

‫أ‪ .‬إﻧﺳـ ــﺎن‪ ،‬وﻧﻌط;ـ ــﻪ 'ﺗﺎ‪ 3‬ـ ـﺎً ﺳ ـ ـر‪8‬ﺎﻧ;ﺎً‪ ،‬وﻻ ﺗوﺟـ ــد ﻟد;ـ ــﻪ أ;ـ ــﺔ ﻣﻌﻠوﻣـ ــﺎت ﺗﺗﺻـ ــﻞ‬ ‫اﻹﻧﺳـ ــﺎن اﻟﺣـ ــﺎﻟﻲ‪ّ ،‬‬ ‫‪3‬ﺎﻟﺳر‪8‬ﺎﻧ;ﺔ وﻧﺟﻌﻞ ﺣﺳﻪ ;ﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺗﺎ‪3‬ﺔ‪3 ،‬ﺎﻟرؤ;ﺔ‪ ،‬واﻟﻠﻣس‪ ،‬وﻧ'رر ﻫـذا اﻟﺣـس ﻣﻠﯾـون ﻣـرة‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ‬ ‫ﻻ ;ﻣ'ن أن ;ﻌرف 'ﻠﻣﺔ واﺣدة ﺣﺗﻰ ﺗﻌطﻰ ﻟﻪ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن اﻟﺳر‪8‬ﺎﻧ;ﺔ‪ ،‬وﻋﻣﺎ ﯾﺗﺻﻞ ‪3‬ﺎﻟﺳر‪8‬ﺎﻧ;ﺔ‪،‬‬ ‫‪8‬‬


‫ﻓﺣﯾﻧﺋذ ﯾﺑدأ ;ﻔ'ر ﺑﻬﺎ و‪8‬در'ﻬﺎ‪ .‬وﻻ ;ﻘﺎل ﻫـذا ﺧـﺎص ‪3‬ﺎﻟﻠﻐـﺎت‪ٕ ،‬واﻧﻬـﺎ وﺿـﻌ;ﺔ ﻣـن وﺿـﻊ اﻹﻧﺳـﺎن‪،‬‬

‫ﻓﺗﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻋﻧﻬــﺎ‪ ،‬ﻻ ;ﻘــﺎل ذﻟــك‪ ،‬ﻷن اﻟﻣوﺿــوع ﻫــو ﻋﻣﻠ;ــﺔ ﻋﻘﻠ;ــﺔ‪ ،‬واﻟﻌﻣﻠ;ــﺔ ﻋﻣﻠ;ــﺔ‬ ‫ﻋﻘــﻞ‪ ،‬ﺳـواء ﻓــﻲ وﺿــﻊ اﻟﺣ'ــم‪ ،‬أو ﻓــﻲ ﻓﻬــم اﻟدﻻﻟــﺔ‪ ،‬أو ﻓــﻲ ﻓﻬــم اﻟﺣﻘ;ﻘــﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﻌﻣﻠ;ــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ ﻋﻣﻠ;ــﺔ‬ ‫واﺣـدة ﻓــﻲ 'ـﻞ ﺷــﻲء‪ ،‬ﻓــﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ﻓـﻲ ﻣﺳــﺄﻟﺔ ﻫــو 'ـﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ﻓــﻲ ‪3‬ﺻـﻠﺔ‪ .‬وﻓﻬــم ﻣﻌﻧــﻰ 'ﻠﻣـﺔ ﻫــو 'ﻔﻬــم‬ ‫ﻣﻌﻧﻰ واﻗﻊ‪' ،‬ﻞ ﻣﻧﻬﺎ ;ﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻋﻣﻠ;ﺔ ﻋﻘﻠ;ﺔ واﻟﻌﻣﻠ;ﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ واﺣدة ﻓﻲ 'ﻞ ﺷﻲء وﻓﻲ 'ﻞ أﻣر‬ ‫وﻓﻲ 'ﻞ واﻗﻊ‪.‬‬ ‫وﻣن أﺟﻞ أن ﻻ ﻧﺛﯾر ﺟدﻻً ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻟواﻗﻊ ﻓﻠﻧﺄﺧذ اﻟواﻗﻊ ﻣ‪3‬ﺎﺷرة‪ .‬ﻟﻧﺄﺧذ اﻟطﻔﻞ اﻟـذ‪ .‬وﺟـد‬ ‫ﻋﻧدﻩ اﻹﺣﺳﺎس وﻟم ﺗوﺟـد ﻋﻧـدﻩ ﻣﻌﻠوﻣـﺎت‪ ،‬وﻟﻧﺿـﻊ أﻣﺎﻣـﻪ ﻗطﻌـﺔ ذﻫـب‪ ،‬وﻗطﻌـﺔ ﻧﺣـﺎس‪ ،‬وﺣﺟـ اًر‪،‬‬

‫وﻧﺟﻌﻞ ﺟﻣ;ﻊ إﺣﺳﺎﺳـﺎﺗﻪ ﺗﺷـﺗرك ﻓـﻲ ﺣـس ﻫـذﻩ اﻷﺷـ;ﺎء ﻓﺈﻧـﻪ ﻻ ;ﻣ'ﻧـﻪ أن ﯾـدر'ﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻬﻣـﺎ ﺗﻛـررت‬ ‫ﻫــذﻩ اﻹﺣﺳﺎﺳــﺎت وﺗﻧوﻋــت‪ .‬وﻟﻛــن إذا أﻋطــﻲ ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻋﻧﻬــﺎ وأﺣﺳــﻬﺎ ﻓﺈﻧــﻪ ;ﺳــﺗﻌﻣﻞ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت‬ ‫و‪8‬در'ﻬﺎ‪ .‬وﻫذا اﻟطﻔﻞ ﻟو 'ﺑرت ﺳﻧﻪ و‪H‬ﻠﻎ ﻋﺷر‪8‬ن ﺳﻧﺔ‪ ،‬وﻟم ;ﺄﺧذ أ;ﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎت‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﯾ‪3‬ﻘﻰ 'ـﺄول‬ ‫ﯾــوم ;ﺣــس ‪3‬ﺎﻷﺷــ;ﺎء ﻓﻘــ`‪ ،‬وﻻ ﯾــدر'ﻬﺎ ﻣﻬﻣــﺎ 'ﺑــر دﻣﺎﻏــﻪ‪ ،‬ﻷن اﻟــذ‪ .‬ﯾﺟﻌﻠــﻪ ﯾــدرك ﻟــ;س اﻟــدﻣﺎغ‪،‬‬ ‫ٕواﻧﻣﺎ ﻫو اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻣﻊ اﻟدﻣﺎغ وﻣـﻊ اﻟواﻗـﻊ اﻟـذ‪; .‬ﺣﺳـﻪ‪ .‬وأ;ﺿـﺎً ﻟﻧﺄﺧـذ طﻔـﻼً ﻋﻣـرﻩ أر‪H‬ـﻊ‬ ‫ﺳﻧوات‪ ،‬ﻟم ﯾر اﻷﺳد وﻟم ;ﺳﻣﻊ ‪3‬ﻪ‪ ،‬وﻟم ﯾر اﻟﻣﯾزان‪ ،‬وﻟم ;ﺳﻣﻊ ‪3‬ﻪ‪ ،‬وﻟم ﯾر اﻟﻛﻠب وﻟـم ;ﺳـﻣﻊ ‪3‬ـﻪ‪،‬‬ ‫وﻟم ﯾر اﻟﻔﯾﻞ وﻟم ;ﺳﻣﻊ ‪3‬ﻪ‪ .‬وﻋرﺿﻧﺎ ﻋﻠ;ﻪ أﺳداً وﻣﯾزاﻧﺎً و'ﻠ‪3‬ﺎً وﻓ;ﻼً‪ ،‬أو ﻋرﺿﻧﺎ ﻋﻠ;ﻪ ﺻورة أﺳـد‬ ‫وﺻــورة ﻣﯾ ـزان وﺻــورة 'ﻠــب وﺻــورة ﻓﯾــﻞ‪ ،‬ﺛــم طﻠﺑﻧــﺎ ﻣﻧــﻪ أن ;ﻌــرف أ‪ .‬واﺣــد ﻣﻧﻬــﺎ‪ ،‬أو ;ﻌــرف‬

‫اﺳﻣﻪ‪ ،‬وﻣﺎ ﻫو ﻫذا اﻟﺷﻲء‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ;ﻌرف ﺷﯾﺋﺎً‪ ،‬وﻻ ;ﻣ'ـن أن ﺗوﺟـد ﻟد;ـﻪ أ;ـﺔ ﻋﻣﻠ;ـﺔ ﻋﻘﻠ;ـﺔ ﺗﺟـﺎﻩ‬ ‫أ‪ .‬ﻣﻧﻬﺎ‪ .‬وﻟو ﺣﻔظﻧﺎﻩ أﺳﻣﺎءﻫﺎ ﻏﯾ‪3‬ﺎً‪3 ،‬ﻌﯾداً ﻋﻧﻬﺎ دون أن ﺗﻘﺗرن ‪3‬ﺄ‪ .‬ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬ﺛم ﻋرﺿﻧﺎ ﻋﻠ;ﻪ ﻫذﻩ‬ ‫أ‪ .‬اﻷﺳﻣﺎء اﻟﺗﻲ ﺣﻔظﺗﻬﺎ ﻫﻲ أﺳﻣﺎء ﻫذﻩ اﻷﺷ;ﺎء؟ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ;ﻣ'ن أن‬ ‫اﻷﺷ;ﺎء وﻗﻠﻧﺎ ﻫذﻩ أﺳﻣﺎؤﻫﺎ‪ّ ،‬‬ ‫;ﻌرف اﺳم أ‪ .‬ﻣﻧﻬﺎ‪ .‬وﻟﻛن إذا أﻋطﯾﻧﺎﻩ اﺳم 'ﻞ ﻣﻧﻬﺎ ﺗﺟﺎﻩ واﻗﻌﻪ‪ ،‬أو ﺗﺟﺎﻩ ﺻورة اﻟواﻗﻊ‪ ،‬ور‪H‬طﻧﺎﻩ‬ ‫ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﺣﻔ‪ h‬اﻷﺳـﻣﺎء ﻣر‪H‬وطـﺎً 'ـﻞ اﺳـم ﻣﻧﻬـﺎ ﺑواﻗﻌـﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﺣﯾﻧﺋـذ ﯾـدرك 'ـﻞ ﺷـﻲء ‪3‬ﺎﺳـﻣﻪ‪ ،‬أ‪.‬‬ ‫ﯾــدرك ﻣــﺎ ﻫــو ﻫــذا اﻟﺷــﻲء ﻫــﻞ ﻫــو أﺳــد ام ﻣﯾـزان‪ ،‬وﻻ ﯾﺧطــﻰء‪ .‬وأن ﺣﺎوﻟــت ﻣﻐﺎﻟطﺗــﻪ ﻻ ﯾﻧﺳــﺎق‬

‫ﻣﻌــك‪ .‬ﺑــﻞ ;ﺻــر ﻋﻠــﻰ أن ﻫــذا أﺳــد ﻋــن ﻧﻔــس اﻷﺳــد وﺻــورﺗﻪ‪ .‬وﻫــذا ﻣﯾ ـزان ﻋــن ﻧﻔــس اﻟﻣﯾ ـزان‬ ‫وﺻ ـ ــورﺗﻪ‪ ،‬وﻫ' ـ ــذا‪ .‬ﻓﺎﻟﻣوﺿ ـ ــوع إذن ﻟ ـ ــ;س ﻣﺗﻌﻠﻘـ ـ ـﺎً ‪ 3‬ـ ــﺎﻟواﻗﻊ وﻻ ‪ 3‬ـ ــﺎﻟﺣس ‪ 3‬ـ ــﻪ‪ٕ ،‬واﻧﻣ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــو ﻣﺗﻌﻠ ـ ــ ‬ ‫‪3‬ﺎﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋــن ﻫــذا اﻟواﻗــﻊ‪ ،‬أ‪ .‬اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﻣرﺗ‪3‬طــﺔ ‪3‬ــﺎﻟواﻗﻊ ﺣﺳــب ﻋﻠﻣــﻪ أو اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ‬ ‫‪3‬ﺎﻟواﻗﻊ ﺣﺳب ﻋﻠﻣﻪ ﻫو‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋــن اﻟواﻗــﻊ‪ ،‬أو اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑــذﻟك اﻟواﻗــﻊ‪ ،‬ﺷــر‪ a‬أﺳﺎﺳــﻲ ورﺋ;ﺳــﻲ ﻷن‬ ‫ﺗﺣﺻﻞ اﻟﻌﻣﻠ;ﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ‪ ،‬أ‪ .‬ﺷر‪ a‬أﺳﺎﺳﻲ ورﺋ;ﺳﻲ ﻟﻠﻌﻘﻞ‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫ﻫــذا ﻣــن ﻧﺎﺣ;ــﺔ اﻹدراك اﻟﻌﻘﻠــﻲ‪ .‬أﻣــﺎ ﻣــن ﻧﺎﺣ;ــﺔ اﻹدراك اﻟﺷــﻌور‪ ،.‬ﻓﻧــﺎﺗﺞ ﻋــن اﻟﻐ ارﺋــز‬ ‫واﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺿو;ﺔ واﻟذ‪; .‬ﺣﺻﻞ ﻋﻧـد اﻟﺣﯾـوان ﻓﺈﻧـﻪ ;ﺣﺻـﻞ ﻋﻧـد اﻹﻧﺳـﺎن‪ ،‬ﻓ;ﻌـرف ﻣـن ﺗﻛـرار‬ ‫إﻋطﺎﺋﻪ اﻟﺗﻔﺎﺣﺔ واﻟﺣﺟر أن اﻟﺗﻔﺎﺣﺔ ﺗؤ'ﻞ واﻟﺣﺟر ﻻ ﯾؤ'ﻞ‪' ،‬ﻣﺎ ;ﻌرف اﻟﺣﻣﺎر أن اﻟﺷﻌﯾر ﯾؤ'ﻞ‬ ‫وأن اﻟﺗراب ﻻ ﯾؤ'ـﻞ‪ .‬وﻟﻛـن ﻫـذا اﻟﺗﻣﯾﯾـز ﻟـ;س ﻓ'ـ اًر وﻻ إد ارﻛـﺎً‪ٕ ،‬واﻧﻣـﺎ ﻫـو ارﺟـﻊ ﻟﻠﻐ ارﺋـز واﻟﺣﺎﺟـﺎت‬ ‫اﻟﻌﺿو;ﺔ‪ ،‬وﻫو ﻣوﺟود ﻋﻧد اﻟﺣﯾوان 'ﻣﺎ ﻫو ﻋﻧد اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬وﻟذﻟك ﻻ ;ﻣ'ـن أن ;ﺣﺻـﻞ ﻓ'ـر‪ ،‬إﻻ‬ ‫إذا وﺟدت اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻣﻊ ﻧﻘﻞ اﻹﺣﺳﺎس ‪3‬ﺎﻟواﻗﻊ ﺑواﺳطﺔ اﻟﺣواس إﻟﻰ اﻟدﻣﺎغ‪.‬‬ ‫إن ﻣﺎ ;ﺷﺗ‪3‬ﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺛﯾر‪8‬ن ﻫو أن اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﺳـﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻗـد ﺗﺣﺻـﻞ ﻣـن ﺗﺟـﺎرب اﻟﺷـﺧص‬ ‫ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬وﻗد ﺗﺣﺻﻞ ﻣن اﻟﺗﻠﻘﻲ‪ .‬ﻓﻌﻧدﻫم أن اﻟﺗﺟﺎرب ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻗد أوﺟدت ﻣﻌﻠوﻣـﺎت‪ ،‬ﻓﺗﻛـون اﻟﺗﺟـﺎرب‬ ‫اﻷوﻟﻰ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ أوﺟدت اﻟﻌﻣﻠ;ﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ‪ .‬وﻫذا اﻻﺷﺗ‪3‬ﺎﻩ ﯾزال ‪3‬ﻣﺟرد ﻟﻔت اﻟﻧظر إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﯾن دﻣﺎغ‬ ‫اﻹﻧﺳــﺎن ودﻣــﺎغ اﻟﺣﯾـوان ﻣــن ﻓــرق ﻣــن ﺣﯾــث اﻟـر‪ ،`H‬و‪3‬ﻣﺟــرد ﻟﻔــت اﻟﻧظــر إﻟــﻰ ﻣــﺎ ﺑــﯾن ﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠــ ‬ ‫‪3‬ــﺎﻟﻐراﺋز واﻟﺣﺎﺟــﺎت اﻟﻌﺿــو;ﺔ وﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠــ ‪3‬ــﺎﻟﺣ'م ﻋﻠــﻰ اﻷﺷــ;ﺎء ﻣــﺎ ﻫــﻲ‪ .‬أﻣــﺎ اﻟﻔــرق ﺑــﯾن دﻣــﺎغ‬ ‫اﻟﺣﯾوان ودﻣﺎغ اﻹﻧﺳﺎن ﻓﺈن دﻣﺎغ اﻟﺣﯾوان ﻻ ﯾوﺟد ﻓ;ﻪ ر‪ `H‬ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت ٕواﻧﻣﺎ ﯾوﺟد ﻓ;ﻪ اﺳﺗرﺟﺎع‬ ‫اﻹﺣﺳ ــﺎس وﻻ ﺳ ــ;ﻣﺎ إذا ﺗﻛ ــرر‪ ،‬وﻫ ــذا اﻻﺳ ــﺗرﺟﺎع _ ﻣ ــن ﺣﯾ ــث ﻗ; ــﺎم اﻟﺣﯾـ ـوان ‪3‬ﺎﻟﻔﻌ ــﻞ طﺑ;ﻌ;ـ ـﺎً _‬ ‫ﺧ ــﺎص ‪3‬ﻣ ــﺎ ﯾﺗﻌﻠ ــ ‪ 3‬ــﺎﻟﻐراﺋز واﻟﺣﺎﺟ ــﺎت اﻟﻌﺿ ــو;ﺔ وﻻ ﯾﺗﻌ ــداﻩ ﻟﻐﯾرﻫ ــﺎ‪ .‬ﻓﺄﻧ ــت إذا ﺿـ ـر‪H‬ت اﻟﺟ ــرس‬ ‫وأطﻌﻣت اﻟﻛﻠب ﻋﻧـد ﺿـرب اﻟﺟـرس‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ إذا ﺗﻛـرر ذﻟـك ;ﻔﻬـم اﻟﻛﻠـب إذا ﻗـرع اﻟﺟـرس أن اﻷﻛـﻞ‬ ‫آت وﻟذﻟك ;ﺳﯾﻞ ﻟﻌﺎ‪3‬ﻪ‪ .‬و'ذﻟك إذا رأ‪ Z‬اﻟﺣﻣﺎر ﺣﻣﺎرة ﺗﺗﺣرك ﻓ;ﻪ اﻟﺷـﻬوة‪ ،‬وﻟﻛﻧـﻪ إذا رأ‪' Z‬ﻠ‪3‬ـﺔ ﻻ‬ ‫ﺗﺗﺣــرك‪ ،‬وأ;ﺿـﺎً ﻓــﺈن اﻟ‪3‬ﻘــر وﻫــﻲ ﺗرﻋــﻰ ﺗﺗﺟﻧــب اﻟﻌﺷــب اﻟﺳــﺎم‪ ،‬واﻟﻌﺷــب اﻟــذ‪; .‬ﺿــرﻫﺎ‪ .‬و'ــﻞ ﻫــذا‬ ‫وأﻣﺛﺎﻟﻪ إﻧﻣﺎ ﻫو ﺗﻣﯾﯾز ﻏر‪8‬ز‪ ..‬أﻣﺎ ﻣﺎ ;ﺷﺎﻫد ﻣـن ﺗﻌﻠـم ‪3‬ﻌـض اﻟﺣﯾواﻧـﺎت ﺣر'ـﺎت أو أﻋﻣـﺎﻻً ﺗﻘـوم‬ ‫ﺑﻬﺎ وﻫﻲ ﻻ ﺗﺗﻌﻠ ‪3‬ﺎﻟﻐر‪8‬زة‪ ،‬ﻓﻬﻲ إﻧﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑذﻟك ﺗﻘﻠﯾـداً وﻣﺣﺎﻛـﺎة وﻟـ;س ﻋـن ﻋﻘـﻞ ٕوادراك‪ .‬ﻓـدﻣﺎغ‬ ‫اﻟﺣﯾوان ﻻ ﺗوﺟد ﻓ;ﻪ ﺧﺎﺻ;ﺔ ر‪ `H‬اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ٕواﻧﻣﺎ ﻋﻧدﻩ ﺗذ'ر اﻹﺣﺳﺎس واﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﻐر‪8‬ز‪ ..‬ﻓ'ـﻞ‬

‫ﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠــ ‪3‬ــﺎﻟﻐر‪8‬زة ;ﺣﺳــﻪ‪ ،‬و'ــﻞ ﻣــﺎ ;ﺣﺳــﻪ ;ﺳــﺗط;ﻊ اﺳــﺗرﺟﺎع إﺣﺳﺎﺳــﻪ ﻻ ﺳــ;ﻣﺎ إذا ﺗﻛــرر ﻫــذا‬ ‫اﻹﺣﺳﺎس‪ .‬ﻓﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠ ‪3‬ﺎﻟﻐر‪8‬زة ;ﻘوم اﻟﺣﯾوان ‪3‬ﻪ طﺑ;ﻌ;ﺎً ﺳـواء أﺣﺳـﻪ أو اﺳـﺗرﺟﻊ إﺣﺳﺎﺳـﻪ ‪3‬ـﻪ‪ .‬أﻣـﺎ‬

‫ﻣــﺎ ﻻ ﯾﺗﻌﻠــ ‪3‬ــﺎﻟﻐر‪8‬زة ﻓــﻼ ;ﻣ'ــن أن ;ﻘــوم ‪3‬ــﻪ طﺑ;ﻌ; ـﺎً إذا أﺣﺳــﻪ‪ ،‬وﻟﻛــن إذا ﺗﻛــرر ﻫــذا اﻹﺣﺳــﺎس‬ ‫واﺳﺗرﺟﻌﻪ ﻓﺈﻧﻪ ;ﻣ'ن أن ;ﻘوم ‪3‬ﻪ ﺗﻘﻠﯾداً وﻣﺣﺎﻛﺎة وﻟ;س ﻗ;ﺎﻣﺎً طﺑ;ﻌ;ﺎً‪.‬‬

‫وﻫــذا ﺑﺧــﻼف اﻹﻧﺳ ــﺎن ﻓــﺈن دﻣﺎﻏــﻪ ﺗوﺟ ــد ﻓ;ــﻪ ﺧﺎﺻــ;ﺔ ر‪ H‬ــ` اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت وﻟــ;س ﻣﺟ ــرد‬ ‫اﺳــﺗرﺟﺎع اﻹﺣﺳــﺎس ﻓﻘــ`‪ .‬ﻓﺎﻟﺷــﺧص ﯾــر‪ Z‬رﺟـﻼً ﻓــﻲ ‪3‬ﻐــداد‪ ،‬ﺛــم ‪3‬ﻌــد ﻋﺷــر ﺳــﻧﯾن ﯾـراﻩ ﻓــﻲ دﻣﺷــ ‬

‫ﻓ;ﺳــﺗرﺟﻊ إﺣﺳﺎﺳــﻪ ‪3‬ــﻪ‪ ،‬وﻟﻛﻧــﻪ ﻟﻌــدم وﺟــود ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻋﻧــﻪ ﻻ ﯾـر‪3 `H‬ــﻪ أ‪ .‬ﺷــﻲء‪ ،‬ﺑﺧــﻼف ﻣــﺎ ﻟــو‬ ‫رآ‪ Z‬ﻫذا اﻟرﺟﻞ ﻓﻲ ‪3‬ﻐداد‪ ،‬وأﺧذ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋﻧـﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﯾـر‪ `H‬ﺣﺿـورﻩ ﻟدﻣﺷـ ‪3‬ﺎﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﺳـﺎ‪3‬ﻘﺔ‬ ‫‪10‬‬


‫ﻋﻧﻪ‪ ،‬و‪8‬درك ﻣﻌﻧﻰ ﺣﺿورﻩ ﻟدﻣﺷ ‪ .‬ﺑﺧﻼف اﻟﺣﯾوان ﻓﺈﻧﻪ ﻟـو اﺳـﺗرﺟﻊ اﻹﺣﺳـﺎس ﺑـذﻟك اﻟرﺟـﻞ ﻻ‬ ‫ﯾــدرك ﻣﻌﻧــﻰ ﺣﺿــورﻩ‪ٕ ،‬واﻧﻣــﺎ ;ﺣــس ‪3‬ﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠــ ‪3‬ــﺎﻟﻐراﺋز ﻟد;ــﻪ ﻋﻧــد رؤ;ــﺔ ذﻟــك اﻟرﺟــﻞ‪ .‬ﻓــﺎﻟﺣﯾوان‬ ‫;ﺳ ــﺗرﺟﻊ اﻹﺣﺳ ــﺎس وﻟﻛﻧ ــﻪ ﻻ ﯾـ ـر‪ `H‬اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت وﻟ ــو أﻋطﯾ ــت إﻟ; ــﻪ ‪ 3‬ــﺎﻟﺗﻌﻠ;م واﻟﻣﺣﺎﻛ ــﺎة‪ .‬ﺑﺧ ــﻼف‬ ‫اﻹﻧﺳـ ــﺎن ﻓﺈﻧـ ــﻪ ;ﺳـ ــﺗرﺟﻊ اﻹﺣﺳـ ــﺎس‪ ،‬و‪ 8‬ـ ـر‪ `H‬اﻟﻣﻌﻠوﻣـ ــﺎت‪ .‬ﻓـ ــدﻣﺎغ اﻹﻧﺳـ ــﺎن ﻓ;ـ ــﻪ ﺧﺎﺻـ ــ;ﺔ اﻟ ـ ـر‪`H‬‬ ‫واﺳﺗرﺟﺎع اﻹﺣﺳﺎس‪ ،‬وﻟﻛن اﻟﺣﯾوان ﻻ ﺗوﺟد ﻟد;ﻪ ﺧﺎﺻ;ﺔ اﻟر‪ٕ ،`H‬واﻧﻣﺎ ﯾوﺟد ﻟد;ﻪ ﻓﻘـ` اﺳـﺗرﺟﺎع‬ ‫اﻹﺣﺳﺎس‪.‬‬ ‫وأﻣﺎ اﻟﻔرق ﺑﯾن ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠـ ‪3‬ـﺎﻟﻐراﺋز واﻟﺣﺎﺟـﺎت اﻟﻌﺿـو;ﺔ وﻣـﺎ ﯾﺗﻌﻠـ ‪3‬ـﺎﻟﺣ'م ﻋﻠـﻰ اﻷﺷـ;ﺎء‬ ‫ﻣــﺎ ﻫــﻲ‪ .‬ﻓﻬــو أن ﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠــ ‪3‬ــﺎﻟﻐراﺋز ;ﻣ'ــن ﻟﻺﻧﺳــﺎن ﺑﺗﻛ ـرار اﻹﺣﺳــﺎس أن ;ﺳــﺗرﺟﻊ اﻹﺣﺳــﺎس‪،‬‬ ‫و;ﻣ'ﻧﻪ ﺑﺧﺎﺻ;ﺔ اﻟر‪ `H‬أن ;'ون ﻣن ﻣﺟﻣوع ﻣﺎ ;ﺣﺳﻪ وﻣـﺎ ;ﺳـﺗرﺟﻌﻪ ﻣـن إﺣﺳﺎﺳـﺎت‪ ،‬ﻣﻌﻠوﻣـﺎت‪،‬‬ ‫وأن ;ﺳــﺗرﺟﻊ ﻫــذﻩ اﻹﺣﺳﺎﺳــﺎت ‪3‬ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻓ;ﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠــ ‪3‬ــﺎﻟﻐراﺋز واﻟﺣﺎﺟــﺎت اﻟﻌﺿــو;ﺔ‪ ،‬وﻟﻛﻧــﻪ ﻻ‬ ‫;ﻣ'ن أن ﯾر‪ `H‬ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠ ‪3‬ﺎﻟﻐراﺋز واﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺿو;ﺔ‪ ،‬أ‪ .‬ﻻ ;ﻣ'ﻧﻪ أن‬ ‫ﯾر‪H‬طﻬ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻟﺣ' ــم ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺷـ ــﻲء ﻣ ــﺎ ﻫـ ــو‪ .‬وﻟـ ــذﻟك اﺷ ــﺗ‪3‬ﻪ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻛﺛﯾ ـ ـر‪8‬ن اﻟﺗﻔر‪ 8‬ــ ﺑـ ــﯾن ﻋﻣﻠ;ـ ــﺔ‬ ‫اﻻﺳــﺗرﺟﺎع و‪H‬ــﯾن ﻋﻣﻠ;ــﺔ اﻟ ـر‪ ،`H‬ﻓﻌﻣﻠ;ــﺔ اﻻﺳــﺗرﺟﺎع ﻻ ﺗﻛــون إﻻ ﻓ;ﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠــ ‪3‬ــﺎﻟﻐراﺋز واﻟﺣﺎﺟــﺎت‬ ‫اﻟﻌﺿو;ﺔ‪ ،‬وﻟﻛن ﻋﻣﻠ;ﺔ اﻟر‪ `H‬ﺗﻛون ﻓﻲ 'ﻞ ﺷﻲء‪ ،‬ﺳواء ﻣـﺎ ﯾﺗﻌﻠـ ‪3‬ـﺎﻟﻐراﺋز واﻟﺣﺎﺟـﺎت اﻟﻌﺿـو;ﺔ‬ ‫أو ﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠــ ‪3‬ــﺎﻟﺣ'م ﻋﻠــﻰ اﻷﺷــ;ﺎء ﻣــﺎ ﻫــﻲ‪ .‬ﻓﺎﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻻ ﺑــد ﻣﻧﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟ ـر‪ ،`H‬وﻣﯾ ـزة‬ ‫اﻹﻧﺳــﺎن ﻋﻠــﻰ اﻟﺣﯾـوان إﻧﻣــﺎ ﻫــﻲ ﻓــﻲ ﺧﺎﺻــ;ﺔ اﻟـر‪ .`H‬وﻟــذﻟك ﻓــﺈن 'ــون اﻹﻧﺳــﺎن ;ﻌــرف ﻣــن ﻋــوم‬ ‫اﻟﺧﺷ‪3‬ﺔ أﻧﻪ ;ﻣ'ن أن ﯾﺟﻌﻞ ﻣن اﻟﺧﺷب ﺳﻔﯾﻧﺔ‪ ،‬ﻫﻲ ﻣﺛﻞ 'ون اﻟﻘرد ;ﻌرف أن إﺳـﻘﺎ‪ a‬اﻟﻣـوزة ﻣـن‬ ‫ﻗطــﻒ ﻣــوز ﻣﻌﻠــ ;ﻣ'ــن أن ;ﺣﺻــﻞ ﻣــن ﺿــرب ﻗطــﻒ اﻟﻣــوز اﻟﻣﻌﻠــ ‪3‬ﻌﺻــﺎ أو أ‪ .‬ﺷــﻲء‪ .‬ﻓ'ﻠــﻪ‬ ‫ﻣﺗﻌﻠ ــ ‪ 3‬ــﺎﻟﻐراﺋز واﻟﺣﺎﺟ ــﺎت اﻟﻌﺿ ــو;ﺔ‪ ،‬وﺣﺻ ــوﻟﻪ ﺣﺗ ــﻰ ﻟ ــو ر‪ H‬ــ` وﺟﻌ ــﻞ ﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت ﻫ ــو ﻋﻣﻠ; ــﺔ‬ ‫اﺳﺗرﺟﺎع وﻟ;س ﻋﻣﻠ;ﺔ ر‪ ،`H‬وﻟذﻟك ﻻ ;'ون ﻋﻣﻠ;ﺔ ﻋﻘﻠ;ﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾدل ﻋﻠﻰ أن ﻫﻧﺎك ﻋﻘﻼً أو ﻓ'ـ اًر‪.‬‬ ‫ﺑــﻞ اﻟــذ‪ .‬ﯾــدل ﻋﻠــﻰ أن ﻫﻧــﺎك ﻋﻘ ـﻼً أو ﻓ' ـ اًر و;'ــون ﻋﻣﻠ;ــﺔ ﻋﻘﻠ;ــﺔ ﺣﻘ ـﺎً‪ ،‬إﻧﻣــﺎ ﻫــو اﻟﺣ'ــم ﻋﻠــﻰ‬

‫اﻷﺷ;ﺎء ﻣﺎ ﻫـﻲ‪ ،‬ﻻ ﯾـﺗم إﻻ ‪3‬ﻌﻣﻠ;ـﺔ ر‪H‬ـ` ور‪H‬ـ` ‪3‬ﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﺳـﺎ‪3‬ﻘﺔ‪ .‬وﻣـن ﻫﻧـﺎ 'ـﺎن ﻻ ﺑـد ﻣـن وﺟـود‬ ‫ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻷ;ﺔ ﻋﻣﻠ;ﺔ ر‪ `H‬ﺣﺗﻰ ﯾوﺟد اﻟﻌﻘﻞ أو اﻟﻔ'ر‪ ،‬أ‪ .‬ﺣﺗﻰ ﺗﻛون اﻟﻌﻣﻠ;ﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ‪.‬‬ ‫و'ﺛﯾرون ﻣن اﻟﻧﺎس ;ﺣﺎوﻟون اﻹﺗ;ـﺎن ‪3‬ﺎﻹﻧﺳـﺎن اﻷول 'ﯾـﻒ اﻫﺗـد‪ Z‬ﻣـن ﺗﺟﺎر‪H‬ـﻪ وﺗﻛـو‪8‬ن‬ ‫ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻣ ــن ﻫــذﻩ اﻟﺗﺟ ــﺎرب إﻟــﻰ اﻟﻔ' ــر ٕواﻟــﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر‪ ،‬ﻟ;ﺻــﻠوا ﻣ ــن ذﻟــك إﻟ ــﻰ أن اﻟواﻗــﻊ ﻧﻔﺳ ــﻪ‬ ‫‪3‬ﺎﻧﻌ'ﺎس اﻟدﻣﺎغ ﻋﻠ;ﻪ‪ ،‬أو ﺑﺈﺣﺳﺎس اﻹﻧﺳﺎن ‪3‬ﻪ ﻗد ﺟﻌﻞ اﻹﻧﺳﺎن ;ﻔ'ر وأوﺟد ﻟد;ﻪ ﻋﻣﻠ;ﺔ ﻋﻘﻠ;ﺔ‪،‬‬ ‫ﻓ'ر أ‪ .‬ﺗﻔ'ﯾ اًر‪ .‬و‪3‬ﺎﻟرﻏم ﻣن أن ﻣﺎ ﻗدﻣﻧﺎﻩ ﻣن أن ﻫذا اﺳﺗرﺟﺎع وﻟ;س ر‪H‬طـﺎً‪ ،‬وأﻧـﻪ‬ ‫أ‪ .‬أوﺟد ﻋﻧدﻩ اً‬ ‫ﺧﺎص ‪3‬ﺎﻟﻐراﺋز وﻻ ;ﻣ'ن أن ﯾﻧطﺑ ﻋﻠﻰ اﻟﺣ'م ﻋﻠﻰ اﻷﺷ;ﺎء ﻣﺎ ﻫﻲ‪ٍ ' ،‬‬ ‫ـﺎف ﻟﻧﻘﺿـﻪ واﻟـرد ﻋﻠ;ـﻪ‪.‬‬ ‫‪11‬‬


‫وﻟﻛــن اﻟﻣوﺿــوع ﻟــ;س ‪3‬ﺣﺛ ـﺎً ﻓــﻲ اﻹﻧﺳــﺎن اﻷول‪ ،‬وﻻ ﻫــو ﻣﺗﻌﻠــ ‪3‬ﻔــروض وﺗﺧﻣﯾﻧــﺎت وﺗﺻــو اًرت‪،‬‬

‫ٕواﻧﻣــﺎ ﻫــو ﻣﺗﻌﻠــ ‪3‬ﺎﻹﻧﺳــﺎن ﻣــن ﺣﯾــث ﻫــو إﻧﺳــﺎن‪ ،‬ﻓﺑــدل أن ﻧﺄﺧــذ اﻹﻧﺳــﺎن اﻷول وﻧﻘــ;س ﻋﻠ;ــﻪ‬ ‫اﻹﻧﺳ ــﺎن اﻟﺣ ــﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻓﻧﻘ ــ;س اﻟﺷ ــﺎﻫد ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻐﺎﺋ ــب‪ٕ ،‬واﻧﻣ ــﺎ ﯾﺟ ــب أن ﻧﺄﺧ ــذ اﻹﻧﺳ ــﺎن اﻟﺣ ــﺎﻟﻲ‪ ،‬اﻟ ــذ‪.‬‬ ‫أﻣﺎﻣﻧــﺎ‪ ،‬ﻧﺷــﺎﻫدﻩ وﻧﺣــس ‪3‬ــﻪ‪ ،‬وﻧﻘــ;س اﻟﻐﺎﺋــب ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺷــﺎﻫد‪ .‬وﻣــﺎ ﯾﻧطﺑــ ﻋﻠــﻰ اﻹﻧﺳــﺎن اﻟﺣ ــﺎﻟﻲ‬ ‫‪ 3‬ــﺎﻟﺣس واﻟﻣﺷ ــﺎﻫدة ﯾﻧطﺑ ــ ﻋﻠ ــﻰ ' ــﻞ إﻧﺳ ــﺎن ﺣﺗ ــﻰ اﻹﻧﺳ ــﺎن اﻷول وﻟ ــذﻟك ﻻ ;ﺻ ــﺢ أن ﻧﻌ' ــس‬ ‫اﻟﺑرﻫﺎن‪ ،‬ﺑﻞ ﯾﺟب أن ﻧﺳوﻗﻪ ﻋﻠﻰ وﺟﻬـﻪ اﻟﺻـﺣ;ﺢ‪ .‬ﻓﺎﻹﻧﺳـﺎن اﻟﺣـﺎﻟﻲ أﻣﺎﻣﻧـﺎ ﻧﺷـﺎﻫدﻩ وﻧﺣـس ‪3‬ـﻪ‪،‬‬ ‫ﻓﻠﻧﻘم ‪3‬ﺎﻟﻌﻣﻠ;ﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ ﻓ;ﻪ‪ ،‬ﻓ;ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠ ‪3‬ﺎﻟﻐراﺋز وﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠـ ‪3‬ـﺎﻟﺣ'م ﻋﻠـﻰ اﻷﺷـ;ﺎء ﻣـﺎ ﻫـﻲ‪ ،‬ﺛـم ﻧـر‪Z‬‬

‫اﻻﺳــﺗرﺟﺎع‪ ،‬واﻟ ـر‪ ،`H‬واﻟﻔــرق ﺑﯾﻧﻬﻣــﺎ‪ .‬ﻓﻧﺷــﺎﻫد أن اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻻ ﺑــد ﻣﻧﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟ ـر‪ `H‬ﻋﻧــد‬ ‫اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬ﻓﻼ ﺑد ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠ;ﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ‪ .‬ﺑﺧﻼف اﺳﺗرﺟﺎع اﻹﺣﺳﺎس‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻣوﺟود ﻋﻧد اﻹﻧﺳﺎن‬ ‫وﻋﻧـد اﻟﺣﯾـوان وﻫـو ﻻ ;ﺷــ'ﻞ ﻋﻣﻠ;ــﺔ ﻋﻘﻠ;ـﺔ وﻟــ;س ﻫـو ﻋﻘـﻼً وﻻ ﻓ'ـ اًر وﻻ ﺗﻔ'ﯾـ اًر‪ .‬واﻟطﻔــﻞ اﻟﺻــﻐﯾر‬

‫اﻟــذ‪ .‬ﻻ ;ﻌــرف اﻷﺷــ;ﺎء وﻟ;ﺳــت ﻟد;ــﻪ ﻣﻌﻠوﻣــﺎت‪ ،‬واﻟـذ‪; .‬ﻣ'ــن أن ;ﺄﺧــد اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت‪ ،‬ﻫــو اﻟﺑرﻫــﺎن‬ ‫اﻟﺻﺎدق ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌﻘﻞ‪.‬‬ ‫وﻋﻠــﻰ ذﻟــك ﻓــﺈن اﻟﻌﻘــﻞ ﻏﯾــر ﻣوﺟــود إﻻ ﻋﻧــد اﻹﻧﺳــﺎن ٕوان اﻟﻌﻣﻠ;ــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ ﻻ ;ﻣ'ــن ﻻ‬ ‫;ﻣ'ــن أن ;ﻘــوم ﺑﻬــﺎ إﻻ اﻹﻧﺳــﺎن‪ .‬إأن اﻟﻐ ارﺋــز واﻟﺣﺎﺟــﺎت اﻟﻌﺿــو;ﺔ ﻣوﺟــودة ﻋﻧــد اﻹﻧﺳــﺎن وﻋﻧــد‬ ‫اﻟﺣﯾ ـوان‪ ،‬وأن إﺣﺳﺎﺳــﺎﺗﻬﺎ ﻣوﺟــودة ﻋﻧــد اﻹﻧﺳــﺎن وﻋﻧــد اﻟﺣﯾ ـوان‪ٕ ،‬وان اﺳــﺗرﺟﺎع ﻫــذﻩ اﻹﺣﺳﺎﺳــﺎت‬

‫ﻣوﺟود ﻋﻧد اﻹﻧﺳﺎن وﻋﻧد اﻟﺣﯾوان‪ .‬وﻟﻛن ذﻟك 'ﻠﻪ ﻟ;س ﻋﻘﻼً وﻻ إدراﻛﺎً وﻻ ﻓ' اًر وﻻ ﺗﻔ'ﯾ اًر‪ٕ ،‬واﻧﻣـﺎ‬ ‫ﻫو ﺗﻣﯾﯾز ﻏر‪8‬ز‪ .‬ﻟ;س ﻏﯾر‪ .‬أﻣﺎ اﻟﻌﻘﻞ ﻓﺈﻧﻪ ;ﺣﺗﺎج إﻟﻰ دﻣﺎغ ﻓ;ﻪ ﺧﺎﺻ;ﺔ ر‪ `H‬اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‪ ،‬وﻫذا‬

‫ﻟ;س ﻣوﺟوداً إﻻ ﻋﻧد اﻹﻧﺳﺎن‪ .‬وﻋﻠ;ﻪ ﻓﺈن اﻟﻌﻣﻠ;ﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ ﻻ ;ﻣ'ن أن ﺗﺣﺻﻞ إﻻ ﺑوﺟود ﺧﺎﺻ;ﺔ‬

‫اﻟر‪ ،`H‬وﺧﺎﺻ;ﺔ اﻟر‪ `H‬إﻧﻣـﺎ ﺗـر‪ `H‬اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت ‪3‬ـﺎﻟواﻗﻊ وﻟـذﻟك ﻻ ﺑـد ﻷ;ـﺔ ﻋﻣﻠ;ـﺔ ﻋﻘﻠ;ـﺔ‪ ،‬ﺳـواء ﻋﻧـد‬ ‫اﻹﻧﺳﺎن اﻷول أو ﻋﻧد اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻣن وﺟود ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋن اﻟواﻗﻊ وﻣوﺟودة ﻗﺑﻞ وﺟود‬ ‫ﻫذا اﻟواﻗﻊ أﻣﺎم اﻟﺷﺧص اﻟذ‪ .‬ﯾر‪8‬د أن ;ﻌﻘﻠﻪ‪ .‬وﻣن ﻫﻧﺎ 'ﺎن ﻻ ﺑـد أن ﺗﻛـون ﻋﻧـد اﻹﻧﺳـﺎن اﻷول‬ ‫ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋن اﻟواﻗﻊ‪ ،‬ﻣن ﻗﺑﻞ أن ;ﻌرض ﻋﻠ;ﻪ اﻟواﻗﻊ‪ .‬وﻫذا ﻣﺎ ;ﺷﯾر إﻟ;ﻪ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋـن‬ ‫آدم‪ ،‬اﻹﻧﺳ ـ ــﺎن اﻷول‪ " :‬وﻋﻠ ـ ــم آدم اﻷﺳ ـ ــﻣﺎء 'ﻠﻬ ـ ــﺎ " ﺛ ـ ــم ﻗ ـ ــﺎل ﻟ ـ ــﻪ‪ ; " :‬ـ ــﺎ آدم أﻧﺑ ـ ــﺋﻬم ‪3‬ﺄﺳ ـ ــﻣﺎﺋﻬم"‬ ‫ﻓﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﺷر‪ a‬أﺳﺎﺳﻲ ورﺋ;ﺳﻲ ﻟﻠﻌﻣﻠ;ﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ‪ .‬أ‪ .‬ﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌﻘﻞ‪.‬‬ ‫ﻓﻌﻠﻣﺎء اﻟﺷﯾوﻋ;ﺔ ﺳﺎروا ﻓﻲ إدراك ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬ﻓـﺄدر'وا أﻧـﻪ ﻻ ﺑـد ﻣـن وﺟـود واﻗـﻊ ﺣﺗـﻰ‬ ‫ﺗﺗم اﻟﻌﻣﻠ;ﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ‪ ،‬وأدر'وا اﻧﻪ ﻻ ﺑد ﻣـن وﺟـود دﻣـﺎغ إﻧﺳـﺎن ﺣﺗـﻰ ﺗوﺟـد اﻟﻌﻣﻠ;ـﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ـﺔ‪ ،‬و‪H‬ـذﻟك‬ ‫ﺳ ــﺎروا ﻓ ــﻲ اﻟطر‪ 8‬ــ اﻟﻣﺳ ــﺗﻘ;م‪ ،‬وﻟﻛ ــﻧﻬم أﺧط ــﺄوا اﻟﺗﻌﺑﯾ ــر ﻓ ــﻲ ر‪ H‬ــ` اﻟ ــدﻣﺎغ ‪ 3‬ــﺎﻟواﻗﻊ وﻋﺑ ــروا ﻋﻧ ــﻪ‬ ‫‪3‬ﺎﻻﻧﻌ'ﺎس وﻟ;س ‪3‬ﺎﻹﺣﺳﺎس وﻟﻛـﻧﻬم اﻧﺣرﻓـوا 'ﻠ;ـﺎً ﺣـﯾن أﻧ'ـروا ﺿـرورة وﺟـود اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﺳـﺎ‪3‬ﻘﺔ‬ ‫‪12‬‬


‫ﺣﺗــﻰ ﺗــﺗم اﻟﻌﻣﻠ;ــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ و‪H‬ــدون ﻫــذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻻ ;ﻣ'ــن أن ﺗــﺗم وﻻ ﺑوﺟــﻪ ﻣــن اﻟوﺟــوﻩ‪.‬‬ ‫وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻟطر‪ 8‬اﻟﻣﺳﺗﻘ;م اﻟذ‪ .‬ﯾؤد‪ .‬إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌﻘﻞ ﻣﻌرﻓﺔ ;ﻘﯾﻧ;ﺔ ﺟﺎزﻣﺔ ﻫو أﻧﻪ‬ ‫ﻻ ﺑد ﻣن وﺟود أر‪H‬ﻌﺔ أﺷ;ﺎء ﺣﺗﻰ ﺗﺗم اﻟﻌﻣﻠ;ﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ‪ ،‬أ‪ .‬ﺣﺗﻰ ﯾوﺟد اﻟﻌﻘﻞ أو اﻟﻔ'ر‪ .‬ﻓﻼ ﺑد ﻣن‬ ‫وﺟـود واﻗــﻊ‪ .‬وﻻ ﺑــد ﻣــن وﺟــود دﻣــﺎغ ﺻــﺎﻟﺢ‪ ،‬وﻻ ﺑـد ﻣــن وﺟــود ﺣــس‪ ،‬وﻻ ﺑــد ﻣــن وﺟــود ﻣﻌﻠوﻣــﺎت‬ ‫ﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ‪ .‬ﻓﻬــذﻩ اﻷر‪H‬ﻌــﺔ ﻣﺟﺗﻣﻌــﺔ ﻻ ﺑــد ﻣــن ﺗﺣﻘﻘﻬــﺎ ﺟﻣ;ﻌﻬــﺎ وﺗﺣﻘــ اﺟﺗﻣﺎﻋﻬــﺎ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ ﺗــﺗم اﻟﻌﻣﻠ;ــﺔ‬ ‫اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ‪ ،‬أ‪ .‬ﺣﺗﻰ ﯾوﺟد ﻋﻘﻞ أو ﻓ'ر أو إدراك‪.‬‬ ‫وﻋﻠ;ــﻪ ﻓﺎﻟﻌﻘــﻞ أو اﻟﻔ'ــر أو اﻹدراك ﻫــو‪ :‬ﻧﻘــﻞ اﻟﺣــس ‪3‬ــﺎﻟواﻗﻊ ﺑواﺳــطﺔ اﻟﺣ ـواس إﻟــﻰ اﻟــدﻣﺎغ‪،‬‬ ‫ووﺟود ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ;ﻔﺳر ﺑواﺳطﺗﻬﺎ ﻫذا اﻟواﻗﻊ‪.‬‬ ‫ﻫــذا وﺣــدﻩ ﻫــو اﻟﺗﻌر‪8‬ــﻒ اﻟﺻــﺣ;ﺢ‪ ،‬وﻻ ﺗﻌر‪8‬ــﻒ ﻏﯾـرﻩ ﻣطﻠﻘ ـﺎً‪ ،‬وﻫــذا اﻟﺗﻌر‪8‬ــﻒ ُﻣﻠـ ِـزم ﻟﺟﻣ;ــﻊ‬ ‫اﻟﻧــﺎس ﻓــﻲ ﺟﻣ;ــﻊ اﻟﻌﺻــور‪ ،‬ﻷﻧــﻪ وﺣــدﻩ اﻟوﺻــﻒ اﻟﺻــﺎدق ﻟواﻗــﻊ اﻟﻌﻘــﻞ‪ ،‬وﻫــو وﺣــدﻩ اﻟــذ‪ .‬ﯾﻧطﺑــ ‬ ‫ﻋﻠﻰ واﻗﻊ اﻟﻌﻘﻞ‪.‬‬ ‫ٕواذا ﻋرﻓﻧﺎ ﻣﻌﻧـﻰ اﻟﻌﻘـﻞ ﻣﻌرﻓـﺔ ;ﻘﯾﻧ;ـﺔ ﺟﺎزﻣـﺔ‪ ،‬وﻋرﻓﻧـﺎ ﺗﻌر‪8‬ـﻒ اﻟﻌﻘـﻞ ‪3‬ﺷـ'ﻞ ;ﻘﯾﻧـﻲ ﺟـﺎزم‪،‬‬ ‫ﺻﺎر ﻟزاﻣﺎً ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﻌرف اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﺗﻲ ;ﻌﻣﻞ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ اﻟوﺻـول إﻟـﻰ اﻷﻓ'ـﺎر‪ ،‬أ‪ .‬ﻧﻌـرف‬

‫اﻟﻛ;ﻔ; ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺟ ــر‪3 .‬ﺣﺳ ــﺑﻬﺎ إﻧﺗ ــﺎج اﻟﻌﻘ ــﻞ ﻟﻸﻓ' ــﺎر‪ .‬وﻫ ــذا ﻫ ــو طر‪8‬ﻘ ــﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر‪ .‬ﻓﻬﻧ ــﺎك أﺳ ــﻠوب‬

‫ﻟﻠﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬وﻫﻧــﺎك طر‪8‬ﻘــﺔ ﻟﻠﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬أﻣــﺎ أﺳــﻠوب اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓﻬــو اﻟﻛ;ﻔ;ــﺔ اﻟﺗــﻲ ;ﻘﺗﺿــﯾﻬﺎ ‪3‬ﺣــث اﻟﺷــﻲء‪،‬‬ ‫ﺳـواء أﻛـﺎن ﺷــﯾﺋﺎً ﻣﺎد;ـﺎً ﻣﻠﻣوﺳـﺎً‪ ،‬أو ﺷــﯾﺋﺎً ﻏﯾــر ﻣــﺎد‪ ،.‬أو اﻟوﺳــﺎﺋﻞ اﻟﺗــﻲ ;ﻘﺗﺿــﯾﻬﺎ ‪3‬ﺣــث اﻟﺷــﻲء‪.‬‬ ‫وﻟذﻟك ﺗﺗﻌدد اﻷﺳﺎﻟﯾب وﺗﺗﻐﯾر وﺗﺧﺗﻠﻒ ﺣﺳـب ﻧـوع اﻟﺷـﻲء‪ ،‬وﺗﻐﯾـرﻩ‪ ،‬واﺧﺗﻼﻓـﻪ‪ .‬أﻣـﺎ اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ ﻓﻬـﻲ‬

‫اﻟﻛ;ﻔ;ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟر‪ .‬ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻌﻣﻠ;ﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ أ‪ .‬ﻋﻣﻠ;ﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾر ﺣﺳب طﺑ;ﻌﺗﻬﺎ وﺣﺳب واﻗﻌﻬﺎ‪ .‬وﻟﻬذا‬ ‫ﻓﺈن اﻟطر‪8‬ﻘﺔ ﻻ ﺗﺗﻐﯾر ٕواﻧﻣﺎ ﺗظﻞ ﻫﻲ ﻫﻲ‪ ،‬و‪3‬ﺎﻟط‪3‬ﻊ ﻻ ﺗﺗﻌدد وﻻ ﺗﺧﺗﻠﻒ‪ ،‬وﻣن ﻫﻧﺎ 'ﺎن ﻻ ﺑد أن‬ ‫ﺗﻛون داﺋﻣﺔ‪ ،‬و'ﺎن ﻻ ﺑد أن ﺗﻛون ﻫﻲ اﻷﺳﺎس ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻣﻬﻣﺎ ﺗﻌددت أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻔ'ﯾر‪.‬‬ ‫وطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬أ‪ .‬اﻟﻛ;ﻔ;ﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟر‪3 .‬ﺣﺳـﺑﻬﺎ إﻧﺗـﺎج اﻟﻌﻘـﻞ ﻟﻸﻓ'ـﺎر‪ ،‬ﻣﻬﻣـﺎ 'ﺎﻧـت ﻫـذﻩ‬ ‫اﻷﻓ'ﺎر‪ ،‬ﻫﻲ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺗﻌر‪8‬ﻒ اﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬أ‪ .‬ﻫﻲ ﻣﺎ ﯾﻧطﺑ ﻋﻠﻰ واﻗﻊ اﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬وﻻ ﺗﺧرج ﻋﻧﻪ ‪3‬ﺣﺎل ﻣـن‬ ‫اﻷﺣوال‪ .‬وﻟذﻟك ﺳﻣﯾت اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ ﻧﺳ‪3‬ﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻘﻞ ﻧﻔﺳـﻪ‪ .‬وﺗﻌر‪8‬ـﻒ ﻫـذﻩ اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ ﻫـو أﻧﻬـﺎ –‬ ‫أ‪ .‬اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ‪ -‬ﻫﻲ ﻣﻧﻬﺞ ﻣﻌﯾن ﻓﻲ اﻟ‪3‬ﺣث‪;ُ ،‬ﺳﻠك ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﺣﻘ;ﻘﺔ اﻟﺷﻲء اﻟذ‪.‬‬ ‫ﯾ‪3‬ﺣــث ﻋﻧــﻪ‪ ،‬ﻋــن طر‪8‬ــ ﻧﻘــﻞ اﻟﺣــس ‪3‬ــﺎﻟواﻗﻊ‪ ،‬ﺑواﺳــطﺔ اﻟﺣ ـواس‪ ،‬إﻟــﻰ اﻟــدﻣﺎغ‪ ،‬ووﺟــود ﻣﻌﻠوﻣــﺎت‬ ‫ﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ;ﻔﺳــر ﺑواﺳــطﺗﻬﺎ اﻟواﻗــﻊ‪ ،‬ﻓ;ﺻــدر اﻟــدﻣﺎغ ﺣ'ﻣــﻪ ﻋﻠ;ــﻪ‪ .‬وﻫــذا اﻟﺣ'ــم ﻫــو اﻟﻔ'ــر‪ ،‬أو اﻹدراك‬ ‫اﻟﻌﻘﻠﻲ‪ .‬وﺗﻛون ﻓﻲ ‪3‬ﺣث اﻟﻣواد اﻟﻣﺣﺳوﺳﺔ‪' ،‬ﺎﻟﻔﯾز‪8‬ﺎء‪ ،‬وﻓﻲ ‪3‬ﺣث اﻷﻓ'ﺎر‪3' ،‬ﺣث اﻟﻌﻘﺎﺋد و‪3‬ﺣث‬ ‫اﻟﺗﺷر‪8‬ﻊ‪ ،‬وﻓﻲ ﻓﻬم اﻟﻛـﻼم‪3' ،‬ﺣـث اﻷدب و‪3‬ﺣـث اﻟﻔﻘـﻪ‪ .‬وﻫـذﻩ اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ ﻫـﻲ اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟطﺑ;ﻌ;ـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟوﺻــول إﻟــﻰ اﻹدراك ﻣــن ﺣﯾــث ﻫــو‪ ،‬وﻋﻣﻠﯾﺗﻬــﺎ ﻫــﻲ اﻟﺗــﻲ ﯾﺗﻛــون ﺑﻬــﺎ ﻋﻘــﻞ اﻷﺷــ;ﺎء أ‪ .‬إدراﻛﻬــﺎ‪،‬‬ ‫‪13‬‬


‫وﻫــﻲ ﻧﻔﺳــﻬﺎ ﺗﻌر‪8‬ــﻒ ﻟﻠﻌﻘــﻞ‪ ،‬وﻋﻠــﻰ ﻣﻧﻬﺟﻬــﺎ ;ﺻــﻞ اﻹﻧﺳــﺎن ﻣــن ﺣﯾــث ﻫــو إﻧﺳــﺎن إﻟــﻰ إدراك أ‪.‬‬ ‫ﺷﻲء ﺳﺑ أن أدر'ﻪ‪ ،‬أو ﯾر‪8‬د إدراﻛﻪ‪.‬‬ ‫ﻫــذﻩ ﻫــﻲ اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ‪ ،‬وﻫــﻲ وﺣــدﻫﺎ طر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬وﻣــﺎ ﻋــداﻫﺎ ﻣﻣــﺎ ;ﺳــﻣﻰ طــرق اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪،‬‬ ‫إن ﻫﻲ إﻻ ﻓرع ﻟﻬذﻩ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ 'ﺎﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ‪ ،‬أو أﺳﻠوب‬ ‫'ﺎﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ‪ ،‬واﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻣﻧطﻘ;ﺔ‪ْ ،‬‬ ‫ﻣن أﺳﺎﻟﯾﺑﻬﺎ اﻗﺗﺿﺎﻫﺎ ‪3‬ﺣث اﻟﺷﻲء‪ ،‬أو وﺳﺎﺋﻞ ‪3‬ﺣﺛﻪ 'ﻣﺎ ;ﺳﻣﻰ ‪3‬ﺎﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻣﻧطﻘ;ﺔ‪ ،‬وﻟ;ﺳت طرﻗﺎً‬

‫أﺳﺎﺳ;ﺔ ﻟﻠﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬ﻓطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾر واﺣدة ﻻ ﺗﺗﻌدد وﻫﻲ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ ﻟ;س ﻏﯾر‪.‬‬

‫إﻻ إﻧﻪ ﯾﺟب أن ;ﻔرق ﻓﻲ ﺗﻌر‪8‬ﻔﻬﺎ ﺑﯾن اﻵراء اﻟﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋن اﻟﺷﻲء‪ ،‬و‪H‬ﯾن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋﻧﻪ‬ ‫أو ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠ ‪3‬ﻪ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺣﺗم ﻓﻲ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ ﻟ;س وﺟود رأ‪ .‬أو آراء ﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋن اﻟواﻗﻊ‪ ،‬ﺑﻞ وﺟود‬ ‫ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋﻧﻪ أو ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ‪3‬ﻪ‪ .‬وﻟـذﻟك ﻓـﺈن اﻟﻣﺣـﺗم اﻟوﺟـود ﻫـو اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت وﻟـ;س اﻟـرأ‪ ..‬أﻣـﺎ‬ ‫اﻟرأ‪ .‬اﻟﺳﺎﺑ ﻋن اﻟواﻗـﻊ‪ ،‬أو اﻵراء اﻟﺳـﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋﻧـﻪ‪ ،‬ﻓـﻼ ;ﺻـﺢ أن ﺗﻛـون ﻣوﺟـودة‪ ،‬أ‪ .‬ﻻ ;ﺻـﺢ أن‬ ‫ﺗﺳﺗﻌﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠ;ﺔ اﻟﻔ'ر‪8‬ـﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟـذ‪; .‬ﺳـﺗﻌﻣﻞ ﻫـو اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﻓﻘـ` ﻣـﻊ اﻟﺣﯾﻠوﻟـﺔ دون وﺟـود اﻟـرأ‪.‬‬ ‫ﻋﻧد اﻟﻌﻣﻠ;ﺔ ودون ﺗدﺧﻠـﻪ‪ .‬ﻓـﺈن اﻟـرأ‪ .‬اﻟﺳـﺎﺑ إذا اﺳـﺗﻌﻣﻞ ﻗـد ;ﺳـﺑب اﻟﺧطـﺄ ﻓـﻲ اﻹدراك‪ ،‬ﻷﻧـﻪ ﻗـد‬ ‫ﯾﺗﺳﻠ` ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓ;ﻔﺳـرﻫﺎ ﺗﻔﺳـﯾ اًر ﺧﺎطﺋـﺎً ﻓ;ﻘـﻊ اﻟﺧطـﺄ ﻓـﻲ اﻹدراك‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻻ ﺑـد أن ;ﻼﺣـ‪h‬‬

‫اﻟﺗﻔر‪ 8‬ﺑﯾن اﻟرأ‪ .‬اﻟﺳﺎﺑ و‪H‬ﯾن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‪ ،‬وأن ﺗﺳﺗﻌﻣﻞ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﻘ` و;ﺳﺗ‪3‬ﻌد اﻟرأ‪..‬‬

‫ٕواذا اﺳــﺗﻌﻣﻠت اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ ﻋﻠــﻰ وﺟﻬﻬــﺎ اﻟﺻــﺣ;ﺢ ﻣــن ﻧﻘــﻞ اﻟﺣــس ‪3‬ــﺎﻟواﻗﻊ ﺑواﺳــطﺔ اﻟﺣ ـواس‬ ‫إﻟﻰ اﻟدﻣﺎغ ووﺟود ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ –ﻻ آراء ﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ‪; -‬ﻔﺳر ﺑواﺳطﺗﻬﺎ أ‪ .‬ﺑواﺳطﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﻊ‬ ‫;ﻔﺳــر اﻟواﻗــﻊ‪ ،‬وﺣﯾﻧﺋــذ ;ﺻــدر اﻟــدﻣﺎغ ﺣ'ﻣــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟواﻗــﻊ‪ ،‬إذا اﺳــﺗﻌﻣﻠت ﻫــذﻩ‬ ‫اﺳــﺗ‪3‬ﻌﺎد اﻵراء‪ّ ،‬‬ ‫اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ ﻋﻠــﻰ وﺟﻬﻬــﺎ اﻟﺻــﺣ;ﺢ ﻓﺈﻧﻬــﺎ ﺗﻌطــﻲ ﻧﺗــﺎﺋﺞ ﺻــﺣ;ﺣﺔ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻧﺗﯾﺟــﺔ اﻟﺗــﻲ ;ﺻــﻞ إﻟﯾﻬــﺎ‬ ‫اﻟ‪3‬ﺎﺣث ﻋﻠﻰ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ ﯾﻧظر ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻓـﺈن 'ﺎﻧـت ﻫـذﻩ اﻟﻧﺗﯾﺟـﺔ ﻫـﻲ اﻟﺣ'ـم ﻋﻠـﻰ وﺟـود اﻟﺷـﻲء‬ ‫ﻓﻬﻲ ﻗطﻌ;ﺔ ﻻ ;ﻣ'ن أن ﯾﺗﺳرب اﻟﺧطﺄ إﻟﯾﻬﺎ ﻣطﻠﻘﺎً وﻻ ‪3‬ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال‪ ،‬وذﻟك ﻷن ﻫـذا اﻟﺣ'ـم‬

‫ﺟــﺎء ﻋــن طر‪8‬ــ اﻹﺣﺳــﺎس ‪3‬ــﺎﻟواﻗﻊ‪ ،‬واﻟﺣــس ﻻ ;ﻣ'ــن أن ﯾﺧطــﺊ ﺑوﺟــود اﻟواﻗــﻊ‪ .‬إذ إن إﺣﺳــﺎس‬ ‫اﻟﺣ ـواس ﺑوﺟــود اﻟواﻗــﻊ ﻗطﻌــﻲ‪ ،‬ﻓــﺎﻟﺣ'م اﻟــذ‪; .‬ﺻــدرﻩ اﻟﻌﻘــﻞ ﻋــن وﺟــود اﻟواﻗــﻊ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ‬ ‫ﻗطﻌﻲ‪ .‬أﻣﺎ إن 'ﺎﻧت اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫﻲ اﻟﺣ'م ﻋﻠﻰ ﺣﻘ;ﻘﺔ اﻟﺷـﻲء أو ﺻـﻔﺗﻪ ﻓﺈﻧﻬـﺎ ﺗﻛـون ﻧﺗﯾﺟـﺔ ظﻧ;ـﺔ‪،‬‬ ‫ﻓﯾﻬــﺎ ﻗﺎﺑﻠ;ــﺔ اﻟﺧطــﺄ‪ .‬ﻷن ﻫــذا اﻟﺣ'ــم ﺟــﺎء ﻋــن طر‪8‬ــ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت‪ ،‬أو ﺗﺣﻠــ;ﻼت اﻟواﻗــﻊ اﻟﻣﺣﺳــوس‬ ‫ﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‪ ،‬وﻫذﻩ ;ﻣ'ن أن ﯾﺗﺳرب إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺧطﺄ‪ ،‬وﻟﻛن ﺗ‪3‬ﻘﻰ ﻓ' اًر ﺻﺎﺋ‪3‬ﺎً ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺑـﯾن ﺧطؤﻫـﺎ‪،‬‬

‫وﺣﯾﻧﺋــذ ﻓﻘــ`‪;ُ ،‬ﺣ'ــم ﻋﻠﯾﻬــﺎ ‪3‬ﺎﻟﺧطــﺄ‪ ،‬وﻗﺑــﻞ ذﻟــك ﺗ‪3‬ﻘــﻰ ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﺻــﺎﺋ‪3‬ﺔ وﻓ' ـ اًر ﺻــﺣ;ﺣﺎً‪ .‬وﻟﻬــذا ﻓــﺈن‬ ‫اﻷﻓ'ــﺎر اﻟﺗــﻲ ﯾﺗوﺻــﻞ إﻟﯾﻬــﺎ اﻟﻌﻘــﻞ ‪3‬طر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ‪ ،‬إن 'ﺎﻧــت ﻣﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠــ ﺑوﺟــود اﻟﺷ ـﻲء‬ ‫'ﺎﻟﻌﻘﺎﺋ ــد ﻓﺈﻧﻬـ ــﺎ أﻓ' ــﺎر ﻗطﻌ;ـ ــﺔ‪ٕ ،‬وان 'ﺎﻧ ــت ﻣﻣـ ــﺎ ﯾﺗﻌﻠـ ــ ‪ 3‬ــﺎﻟﺣ'م ﻋﻠـ ــﻰ ﺣﻘ;ﻘ ــﺔ اﻟﺷـ ــﻲء أو ﺻـ ــﻔﺗﻪ‬ ‫'ﺎﻷﺣ'ﺎم اﻟﺷرﻋ;ﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ أﻓ'ﺎر ظﻧ;ﺔ‪ ،‬أ‪ .‬ﻏﻠب ﻋﻠﻰ اﻟظن أن اﻟﺷﻲء اﻟﻔﻼﻧﻲ ﺣ'ﻣﻪ 'ذا‪ ،‬واﻷﻣر‬ ‫اﻟﻔﻼﻧﻲ ﺣ'ﻣﻪ 'ذا‪ .‬ﻓﻬﻲ ﺻواب ;ﺣﺗﻣﻞ اﻟﺧطﺄ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ ﯾ‪3‬ﻘﻰ ﺻوا‪3‬ﺎً ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺑﯾن ﺧطؤﻩ‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫واﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ـ ـﺔ ﺳ ـواء ﻋرﻓ ــت ﺗﻌر‪8‬ﻔ ـﺎً ﺻ ــﺣ;ﺣﺎً أم ﻟــم ﺗﻌ ـ ّـرف ﻫــﻲ اﻟطر‪8‬ﻘ ــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﺟ ــر‪ .‬ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ‬ ‫اﻹﻧﺳﺎن ﻣن ﺣﯾث ﻫو إﻧﺳﺎن ﻓـﻲ ﺗﻔ'ﯾـرﻩ وﺣ'ﻣـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻷﺷـ;ﺎء ٕواد ارﻛـﻪ ﻟﺣﻘ;ﻘﺗﻬـﺎ وﺻـﻔﺎﺗﻬﺎ‪ .‬وﻟﻛـن‬ ‫اﻟﻐرب‪ ،‬ﻧﻌﻧﻲ أرو‪3‬ﺎ ﺛم أﻣر‪'8‬ﺎ وﻟﺣﻘﺗﻬﺎ روﺳ;ﺎ‪ ،‬ﻗد أوﺟـد ﻓـﻲ أرو‪3‬ـﺎ اﻻﻧﻘـﻼب اﻟﺻـﻧﺎﻋﻲ وﻧﺟـﺢ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﻌﻠوم اﻟﺗﺟر‪8‬ﺑ;ﺔ ﻧﺟﺎﺣﺎً ﻣﻧﻘطﻊ اﻟﻧظﯾر‪ ،‬واﻣﺗـد ﺳـﻠطﺎﻧﻪ ﻣﻧـذ اﻟﻘـرن اﻟﺗﺎﺳـﻊ ﻋﺷـر ﺣﺗـﻰ اﻵن‪ ،‬ﺣﺗـﻰ‬

‫ﺷـﻣﻞ ﻧﻔــوذﻩ ﺟﻣ;ــﻊ اﻟﻌــﺎﻟم‪ ،‬ﻓﺳـﻣﻰ أﺳــﻠوب اﻟ‪3‬ﺣــث ﻓــﻲ اﻟﻌﻠــوم اﻟﺗﺟر‪8‬ﺑ;ـﺔ طر‪8‬ﻘــﺔ ﻋﻠﻣ;ــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‬ ‫ﻓ'ــﺎن ﻣــﺎ ;ﺳــﻣﻰ ‪3‬ﺎﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ‪ ،‬وﺻــﺎر ﯾﻧــﺎد‪ .‬ﺑﻬــﺎ أن ﺗﻛــون طر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬وﺟﻌﻠﻬــﺎ أﺳﺎﺳ ـﺎً‬ ‫ﻟﻠﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬وﻗد أﺧذﻫﺎ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﺷﯾوﻋ;ﺔ‪ ،‬وﺳﺎروا ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻌﻠـوم اﻟﺗﺟر‪8‬ﺑ;ـﺔ‪' ،‬ﻣـﺎ ﺳـﺎروا ﻋﻠﯾﻬـﺎ‬

‫ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺗﺟر‪8‬ﺑ;ﺔ‪ .‬و'ذﻟك ظـﻞ ﻋﻠﻣـﺎء أرو‪3‬ـﺎ ;ﺳـﯾرون ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻌﻠـوم اﻟﺗﺟر‪8‬ﺑ;ـﺔ‪ ،‬وﺳـﺎر ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻧﻬﺟﻬــم ﻋﻠﻣــﺎء أﻣر‪'8‬ــﺎ‪ ،‬وﻗﻠــدﻫم ﻓﯾﻬــﺎ ﺳــﺎﺋر أﺑﻧــﺎء اﻟﻌــﺎﻟم ﻣــن ﺟـ ّـراء ﺳــ;طرة وﻧﻔــوذ اﻟﻐــرب ﺛــم ﻧﻔــوذ‬ ‫اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ‪ .‬ﻓطﻐت ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎس ‪3‬ﺷ'ﻞ ﻋـﺎم ﻫـذﻩ اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ‪ ،‬ﻓ'ـﺎن ﻣـن ﺟ ّـراء ذﻟـك أن وﺟـدت‬

‫ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ 'ﻠﻪ ﻗداﺳﺔ ﻟﻸﻓ'ﺎر اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ وﻟﻠطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ‪ .‬وﻟذﻟك 'ـﺎن ﻻ ﺑـد‬ ‫ﻣن ﺑ;ﺎن ﻫذﻩ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ‪.‬‬ ‫اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ ﻫــﻲ ﻣــﻧﻬﺞ ﻣﻌــﯾن ﻓــﻲ اﻟ‪3‬ﺣــث‪; ،‬ﺳــﻠك ﻟﻠوﺻــول إﻟــﻰ ﻣﻌرﻓــﺔ ﺣﻘ;ﻘــﺔ اﻟﺷــﻲء اﻟــذ‪.‬‬ ‫ﯾ‪3‬ﺣث ﻋﻧـﻪ‪ ،‬ﻋـن طر‪8‬ـ إﺟـراء ﺗﺟـﺎرب ﻋﻠـﻰ اﻟﺷـﻲء‪ ،‬وﻻ ﺗﻛـون إﻻ ﻓـﻲ ‪3‬ﺣـث اﻟﻣـواد اﻟﻣﺣﺳوﺳـﺔ‪،‬‬ ‫وﻻ ﯾﺗــﺄﺗﻰ وﺟودﻫ ــﺎ ﻓــﻲ اﻷﻓ' ــﺎر‪ ،‬ﻓﻬــﻲ ﺧﺎﺻ ــﺔ ‪3‬ــﺎﻟﻌﻠوم اﻟﺗﺟر‪8‬ﺑ; ــﺔ‪ ،‬وﻫــﻲ ﺗﻛ ــون ﺑﺈﺧﺿــﺎع اﻟﻣ ــﺎدة‬

‫ﻟظـ ــروف وﻋواﻣـ ــﻞ ﻏﯾـ ــر ظروﻓﻬـ ــﺎ وﻋواﻣﻠﻬـ ــﺎ اﻷﺻـ ــﻠ;ﺔ‪ ،‬وﻣﻼﺣظـ ــﺔ اﻟﻣـ ــﺎدة واﻟظـ ــروف واﻟﻌواﻣـ ــﻞ‬ ‫اﻷﺻﻠ;ﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺧﺿﻌت ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﺛم ﺗﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠ;ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة ﺣﻘ;ﻘﺔ ﻣﺎد;ﺔ ﻣﻠﻣوﺳﺔ‪' ،‬ﻣـﺎ‬ ‫ﻫﻲ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺗﺑرات‪.‬‬ ‫وﺗﻔــرض ﻫــذﻩ اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﺗﺧﻠــﻲ ﻋــن ﺟﻣ;ــﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋــن اﻟﺷــﻲء اﻟــذ‪ .‬ﯾ‪3‬ﺣــث وﻋــدم‬ ‫وﺟودﻫﺎ‪ ،‬ﺛم ﺗﺑدأ ‪3‬ﻣﻼﺣظﺔ اﻟﻣﺎدة وﺗﺟر‪H‬ﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻘﺗﺿـ;ك إذا أردت ‪3‬ﺣﺛـﺎً‪ ،‬أن ﺗﻣﺣـو ﻣـن ﻧﻔﺳـك‬

‫'ــﻞ رأ‪ .‬و'ــﻞ إ;ﻣــﺎن ﺳ ــﺎﺑ ﻟــك ﻓــﻲ ﻫ ــذا اﻟ‪3‬ﺣــث‪ ،‬وأن ﺗﺑــدأ ‪3‬ﺎﻟﻣﻼﺣظ ــﺔ واﻟﺗﺟر‪H‬ــﺔ‪ ،‬ﺛــم ‪3‬ﺎﻟﻣوازﻧ ــﺔ‬ ‫واﻟﺗرﺗﯾــب‪ ،‬ﺛــم ‪3‬ﺎﻻﺳــﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ a‬اﻟﻘــﺎﺋم ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻟﻣﻘــدﻣﺎت اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ‪ ،‬ﻓــﺈذا وﺻــﻠت إﻟــﻰ ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻣــن ذﻟــك‬ ‫'ﺎﻧـت ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻋﻠﻣ;ــﺔ ﺧﺎﺿـﻌﺔ ‪3‬طﺑ;ﻌــﺔ اﻟﺣــﺎل ﻟﻠ‪3‬ﺣــث واﻟﺗﻣﺣـ;ص وﻟﻛﻧﻬــﺎ ﺗظــﻞ ﻋﻠﻣ;ـﺔ ﻣــﺎ ﻟــم ﯾﺛﺑــت‬

‫اﻟ‪3‬ﺣــث اﻟﻌﻠﻣــﻲ ﺗﺳـ ّـرب اﻟﺧطــﺄ إﻟــﻰ ﻧﺎﺣ;ــﺔ ﻣــن ﻧواﺣﯾﻬــﺎ‪ .‬ﻓﺎﻟﻧﺗﯾﺟــﺔ اﻟﺗــﻲ ;ﺻــﻞ إﻟﯾﻬــﺎ اﻟ‪3‬ﺎﺣــث ﻋﻠــﻰ‬ ‫اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ ﻫــﻲ ﻣــﻊ ﺗﺳــﻣﯾﺗﻬﺎ ﺣﻘ;ﻘــﺔ ﻋﻠﻣ;ــﺔ أو ﻗﺎﻧوﻧـﺎً ﻋﻠﻣ;ـﺎً‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬــﺎ ﻟ;ﺳــت ﻗطﻌ;ــﺔ ٕواﻧﻣــﺎ ﻫــﻲ‬ ‫ظﻧ;ﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠ;ﺔ اﻟﺧطﺄ‪ ،‬وﻗﺎﺑﻠ;ﺔ اﻟﺧطﺄ ﻫذﻩ ﻓـﻲ اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ـﺔ أﺳـﺎس ﻣـن اﻷﺳـس اﻟﺗـﻲ ﯾﺟـب‬ ‫أن ﺗﻼﺣ‪ h‬ﻓﯾﻬﺎ ﺣﺳب ﻣﺎ ﻫو ﻣﻘرر ﻓﻲ اﻟ‪3‬ﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‪.‬‬ ‫ﻫذﻩ ﻫﻲ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ‪ ،‬وﻣن ‪3‬ﺣﺛﻬﺎ ﯾﺗﺑﯾن أﻧﻬﺎ ﺻﺣ;ﺣﺔ وﻟ;ﺳـت ﺧطـﺄ‪ ،‬وﺗﺳـﻣﯾﺗﻬﺎ طر‪8‬ﻘـﺔ ﻟـ;س‬ ‫ﺧطﺄ‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻧﻬﺞ ﻣﻌﯾن داﺋم ﻓﻲ اﻟ‪3‬ﺣث‪ ،‬واﻟطر‪8‬ﻘﺔ ﻫﻲ اﻟﻛ;ﻔ;ـﺔ اﻟﺗـﻲ ﻻ ﺗﺗﻐﯾـر‪ ،‬وﻟﻛـن اﻟﺧطـﺄ ﻫـو‬ ‫ﺟﻌﻠﻬﺎ أﺳﺎﺳﺎً ﻟﻠﺗﻔ'ﯾـر‪ ،‬ﻷن ﺟﻌﻠﻬـﺎ أﺳﺎﺳـﺎً ﻻ ﯾﺗـﺄﺗﻰ‪ .‬إذ ﻫـﻲ ﻟ;ﺳـت أﺻـﻼً ﯾﺑﻧـﻰ ﻋﻠﯾﻬـﺎ‪ٕ ،‬واﻧﻣـﺎ ﻫـﻲ‬ ‫‪15‬‬


‫ﻓرع ُﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﺻﻞ‪ ،‬وﻷن ﺟﻌﻠﻬﺎ أﺳﺎﺳﺎً ﯾﺧرج أﻛﺛر اﻟﻣﻌﺎرف واﻟﺣﻘﺎﺋ ﻋن اﻟ‪3‬ﺣـث‪ ،‬و‪8‬ـؤد‪ .‬إﻟـﻰ‬ ‫اﻟﺣ'م ﻋﻠﻰ ﻋدم وﺟـود 'ﺛﯾـر ﻣـن اﻟﻣﻌـﺎرف اﻟﺗـﻲ ﺗـدرس واﻟﺗـﻲ ﺗﺗﺿـﻣن ﺣﻘـﺎﺋ ‪ ،‬ﻣـﻊ أﻧﻬـﺎ ﻣوﺟـودة‬ ‫‪3‬ﺎﻟﻔﻌﻞ وﻣﻠﻣوﺳﺔ ‪3‬ﺎﻟﺣس واﻟواﻗﻊ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ طر‪8‬ﻘـﺔ ﺻــﺣ;ﺣﺔ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬـﺎ ﻟ;ﺳــت أﺳﺎﺳـﺎً ﻓـﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬ﺑـﻞ ﻫــﻲ أﺳـﻠوب داﺋــم ﻣــن‬

‫أﺳــﺎﻟﯾب اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬وﻫــﻲ ﺗطﺑــ ﻋﻠــﻰ 'ــﻞ أﻣــر ٕواﻧﻣــﺎ ﺗطﺑــ ﻓــﻲ أﻣــر واﺣــد ﻫــو اﻟﻣــﺎدة اﻟﻣﺣﺳوﺳــﺔ‬ ‫ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺣﻘ;ﻘﺗﻬﺎ ﻋن طر‪ 8‬إﺟراء ﺗﺟﺎرب ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻻ ﺗﻛون إﻻ ﻓـﻲ ‪3‬ﺣـث اﻟﻣـواد اﻟﻣﺣﺳوﺳـﺔ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ ‪3‬ﺎﻟﻌﻠوم اﻟﺗﺟر‪8‬ﺑ;ﺔ وﻻ ﺗﺳﺗﻌﻣﻞ ﻓﻲ ﻏﯾرﻫﺎ‪.‬‬ ‫أﻣﺎ 'وﻧﻬﺎ ﻟ;ﺳت أﺳﺎﺳﺎً ﻓظﺎﻫر ﻣن وﺟﻬﯾن‪ :‬اﻷول أﻧﻪ ﻻ ;ﻣ'ـن اﻟﺳـﯾر ﺑﻬـﺎ إﻻ ﺑوﺟـود ﻣﻌﻠوﻣـﺎت‬

‫ﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ وﻟــو ﻣﻌﻠوﻣــﺎت أوﻟ;ــﺔ‪ ،‬ﻷﻧــﻪ ﻻ ;ﻣ'ــن اﻟﺗﻔ'ﯾــر إﻻ ﺑوﺟــود ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ‪ ،‬ﻓﻌــﺎﻟم اﻟﻛ;ﻣ;ــﺎء‬ ‫وﻋﺎﻟم اﻟﻔﯾز‪8‬ﺎء‪ ،‬واﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺗﺑر‪ ،‬ﻻ ;ﻣ'ـن أن ;ﺳـﯾر ﻓـﻲ اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ـﺔ ﻟﺣظـﺔ واﺣـدة إﻻ أن‬ ‫ﺗﻛ ــون ﻟد; ــﻪ ﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت ﺳ ــﺎ‪3‬ﻘﺔ‪ .‬وأﻣ ــﺎ ﻗ ــوﻟﻬم إن اﻟطر‪8‬ﻘ ــﺔ اﻟﻌﻠﻣ; ــﺔ ﺗﻔ ــرض اﻟﺗﺧﻠ ــﻲ ﻋ ــن اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت‬ ‫اﻟﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻓﺈﻧﻣــﺎ ﯾر‪8‬ــدون ‪3‬ــﻪ اﻟﺗﺧﻠــﻲ ﻋــن اﻵراء اﻟﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻻ ﻋــن اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ‪ ،‬أ‪ .‬أن اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ‬

‫اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ ﺗﻘﺗﺿــﻲ اﻟ‪3‬ﺎﺣــث إذا أراد اﻟ‪3‬ﺣــث أن ;ﻣﺣــو ﻣــن ﻧﻔﺳــﻪ 'ــﻞ رأ‪ .‬و'ــﻞ إ;ﻣــﺎن ﺳــﺎﺑ ﻟــﻪ ﻓــﻲ‬ ‫ﻫذا اﻟ‪3‬ﺣث‪ ،‬وأن ﯾﺑـدأ ‪3‬ﺎﻟﻣﻼﺣظـﺔ واﻟﺗﺟر‪H‬ـﺔ ﺛـم ‪3‬ﺎﻟﻣوازﻧـﺔ واﻟﺗرﺗﯾـب ﺛـم ‪3‬ﺎﻻﺳـﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ a‬اﻟﻘـﺎﺋم ﻋﻠـﻰ ﻫـذﻩ‬ ‫اﻟﻣﻘدﻣﺎت اﻟﻌﻠﻣ;ـﺔ‪ .‬ﻓﻬـﻲ ٕوان 'ﺎﻧـت ﻋ‪3‬ـﺎرة ﻋـن ﻣﻼﺣظـﺔ وﺗﺟر‪H‬ـﺔ واﺳـﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ ،a‬وﻟﻛـن ﻻ ﺑـد ﻓﯾﻬـﺎ ﻣـن‬ ‫وﺟود ﻣﻌﻠوﻣﺎت‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺗﻛون ﻗد ﺟﺎءت ﻋن ﻏﯾر اﻟﻣﻼﺣظﺔ واﻟﺗﺟر‪H‬ـﺔ‪ ،‬أ‪ .‬ﻋـن طر‪8‬ـ ‬ ‫ﻧﻘ ــﻞ اﻟواﻗ ــﻊ ﺑواﺳ ــطﺔ اﻟﺣـ ـواس‪ ،‬ﻷن اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت اﻷوﻟ; ــﺔ‪ ،‬ﻷول ‪3‬ﺣ ــث ﻋﻠﻣ ــﻲ ﻻ ;ﻣ' ــن أن ﺗﻛ ــون‬ ‫ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﺗﺟر‪8‬ﺑ;ــﺔ ﻷن ذﻟــك ﻟــم ;ﺣﺻــﻞ ‪3‬ﻌــد‪ ،‬ﻓــﻼ ﺑــد أن ﺗﻛــون ﻋــن طر‪8‬ــ ﻧﻘــﻞ اﻟواﻗــﻊ ﺑواﺳــطﺔ‬ ‫اﻟﺣس إﻟﻰ اﻟدﻣﺎغ‪ ،‬أ‪ .‬ﻻ ﺑد أن ﺗﻛون اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﻗـد ﺟـﺎءت ﻣـن طر‪8‬ـ اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ـﺔ‪ ،‬وﻟـذﻟك‬ ‫ﻻ ﺗﻛون اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ أﺳﺎﺳﺎً‪ ،‬ﺑﻞ ﺗﻛون اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ ﻫـﻲ اﻷﺳـﺎس‪ ،‬واﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ـﺔ ﻣﺑﻧ;ـﺔ‬ ‫ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻷﺳــﺎس‪ ،‬ﻓﺗﻛــون ﻓرﻋ ـﺎً ﻣــن ﻓروﻋــﻪ ﻻ أﺻ ـﻼً ﻟــﻪ‪ .‬وﻟﻬــذا ﻓــﺈن ﻣــن اﻟﺧطــﺄ ﺟﻌــﻞ اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ‬

‫اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ أﺳﺎﺳﺎً ﻟﻠﺗﻔ'ﯾر‪.‬‬

‫اﻟوﺟــﻪ اﻟﺛــﺎﻧﻲ أن اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ ﺗﻘﺿــﻲ ‪3‬ــﺄن 'ــﻞ ﻣــﺎ ﻻ ﯾﻠﻣــس ﻣﺎد; ـﺎً ﻻ وﺟــود ﻟــﻪ ﻓــﻲ ﻧظــر‬

‫اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ‪ٕ ،‬واذن ﻻ وﺟــود ﻟﻠﻣﻧطــ ‪ ،‬وﻻ ﻟﻠﺗــﺎر‪8‬ﺦ‪ ،‬وﻻ ﻟﻠﻔﻘــﻪ‪ ،‬وﻻ ﻟﻠﺳ;ﺎﺳــﺔ‪ ،‬وﻻ ﻏﯾــر ذﻟــك ﻣــن‬ ‫اﻟﻣﻌـﺎرف‪ ،‬ﻷﻧﻬــﺎ ﻻ ﺗﻠﻣــس ‪3‬ﺎﻟﯾــد‪ ،‬وﻻ ﺗﺧﺿـﻊ ﻟﻠﺗﺟر‪H‬ــﺔ‪ ،‬وﻻ وﺟــود ‪ ،p‬وﻻ ﻟﻠﻣﻼﺋ'ــﺔ‪ ،‬وﻻ ﻟﻠﺷــ;ﺎطﯾن‪،‬‬ ‫وﻻ ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﻣوﺟودات‪ ،‬ﻷن ذﻟك ﻟم ﯾﺛﺑت ﻋﻠﻣ;ﺎً‪ ،‬أ‪ .‬ﻟم ﯾﺛﺑت ﻋـن طر‪8‬ـ ﻣﻼﺣظـﺔ اﻟﻣـﺎدة‬

‫وﺗﺟر‪H‬ﺗﻬــﺎ واﻻﺳــﺗﻧﺎج اﻟﻣــﺎد‪ .‬ﻟﻸﺷــ;ﺎء‪ .‬وﻫــذا ﻫــو اﻟﺧطــﺄ اﻟﻔــﺎﺣش‪ ،‬ﻷن اﻟﻌﻠــوم اﻟطﺑ;ﻌ;ــﺔ ﻓــرع ﻣــن‬ ‫ﻓروع اﻟﻣﻌرﻓﺔ‪ ،‬وﻓ'ر ﻣن اﻷﻓ'ﺎر‪ ،‬و‪3‬ـﺎﻗﻲ ﻣﻌـﺎرف اﻟﺣ;ـﺎة 'ﺛﯾـرة‪ ،‬وﻫـﻲ ﻟـم ﺗﺛﺑـت ‪3‬ﺎﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ـﺔ‪،‬‬ ‫ﺑ ــﻞ ﺗﺛﺑ ــت ‪3‬ﺎﻟطر‪8‬ﻘ ــﺔ اﻟﻌﻘﻠ; ــﺔ‪ ،‬ووﺟ ــود ﷲ ﺛﺑ ــت ‪3‬ﺎﻟطر‪8‬ﻘ ــﺔ اﻟﻌﻘﻠ; ــﺔ ‪3‬ﺷ ــ'ﻞ ﻗ ــﺎطﻊ‪ ،‬ووﺟ ــود اﻟﻣﻼﺋ' ــﺔ‬ ‫واﻟﺷــ;ﺎطﯾن ﺛﺑــت ﺑــﻧص ﻗطﻌــﻲ اﻟﺛﺑــوت ﻗطﻌــﻲ اﻟدﻻﻟــﺔ‪ ،‬ﺛﺑﺗــت ﻗطﻌﯾﺗــﻪ وﻗطﻌ;ــﺔ دﻻﻟﺗــﻪ ‪3‬ﺎﻟطر‪8‬ﻘــﺔ‬ ‫‪16‬‬


‫اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ‪ .‬وﻟذﻟك ﻻ ﯾﺟوز أن ﺗﺗﺧذ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ أﺳﺎﺳﺎً ﻟﻠﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬وﻋﺟزﻫﺎ وﻗﺻورﻫﺎ ﻋـن إﻣ'ﺎﻧ;ـﺔ‬

‫إﺛ‪3‬ﺎت ﺷﻲء ﻣوﺟود ‪3‬ﺷ'ﻞ ﻗﺎطﻊ دﻟﯾﻞ ﻗﺎطﻊ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻟ;ﺳت أﺳﺎﺳﺎً ﻟﻠﺗﻔ'ﯾر‪.‬‬ ‫وﻓوق ذﻟك ﻓﺈن ﻗﺎﺑﻠ;ﺔ اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ أﺳﺎس ﻣن اﻷﺳـس اﻟﺗـﻲ ﯾﺟـب أن ﺗﻼﺣـ‪ h‬ﻓﯾﻬـﺎ‬ ‫ﺣﺳب ﻣﺎ ﻫو ﻣﻘرر ﻓﻲ اﻟ‪3‬ﺣث اﻟﻌﻠﻣـﻲ‪ .‬وﻗـد ﺣﺻـﻞ اﻟﺧطـﺄ ﻓـﻲ ﻧﺗﺎﺋﺟﻬـﺎ ‪3‬ﺎﻟﻔﻌـﻞ‪ ،‬وظﻬـر ذﻟـك ﻓـﻲ‬

‫'ﺛﯾــر ﻣــن اﻟﻣﻌــﺎرف اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺑــﯾن ﻓﺳــﺎدﻫﺎ ‪3‬ﻌــد أن 'ــﺎن ;طﻠــ ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﺣﻘــﺎﺋ ﻋﻠﻣ;ــﺔ‪ ،‬ﻓﻣــﺛﻼً‬

‫اﻟــذرة‪' ،‬ــﺎن ;ﻘــﺎل ﻋﻧﻬــﺎ إﻧﻬــﺎ أﺻــﻐر ﺟــزء ﻣــن اﻟﻣــﺎدة وﻻ ﺗﻧﻘﺳــم ﻓظﻬــر ﺧطــﺄ ذﻟــك وﺗﺑــﯾن ‪3‬ﺎﻟطر‪8‬ﻘــﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻧﻘﺳم‪ .‬و'ذﻟك 'ﺎن ;ﻘﺎل إن اﻟﻣﺎدة ﻻ ﺗﻔﻧﻰ‪ ،‬ﻓظﻬر ﺧطﺄ ذﻟـك وﺗﺑـﯾن ‪3‬ﺎﻟطر‪8‬ﻘـﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ ﻧﻔﺳــﻬﺎ أﻧﻬــﺎ ﺗﻔﻧــﻰ‪ ،‬وﻫ'ــذا 'ﺛﯾــر ﻣﻣــﺎ 'ــﺎن ;ﺳــﻣﻰ ‪3‬ﺎﻟﺣﻘــﺎﺋ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ واﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻌﻠﻣــﻲ‪ ،‬ﻗــد‬ ‫ظﻬــر ‪3‬ﺎﻟطر‪8‬ﻘ ــﺔ اﻟﻌﻠﻣ; ــﺔ ﺧط ــﺄ ذﻟ ــك‪ .‬وﺗﺑ ــﯾن ‪3‬ﺎﻟطر‪8‬ﻘ ــﺔ اﻟﻌﻠﻣ; ــﺔ ﻧﻔﺳ ــﻬﺎ أﻧﻬ ــﺎ ﻟ;ﺳ ــت ﺣﻘ ــﺎﺋ ﻋﻠﻣ; ــﺔ‬ ‫وﻟ;ﺳت ﻗﺎﻧوﻧﺎً ﻋﻠﻣ;ﺎً‪ ،‬وﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ طر‪8‬ﻘﺔ ظﻧ;ﺔ وﻟ;ﺳـت ﻗطﻌ;ـﺔ‪ ،‬وﻫـﻲ ﺗوﺟـد ﻧﺗﯾﺟـﺔ‬

‫ظﻧ;ــﺔ ﻋــن وﺟــود اﻟﺷــﻲء‪ ،‬وﻋــن ﺻــﻔﺗﻪ‪ ،‬وﻋــن ﺣﻘ;ﻘﺗــﻪ‪ .‬وﻟــذﻟك ﻻ ﯾﺟــوز أن ﺗﺗﺧــذ اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ‬

‫أﺳﺎﺳ ـﺎً ﻓــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ .‬وﻟﻛﻧﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ 'ــﻞ ﺣــﺎل طر‪8‬ﻘــﺔ ﺻــﺣ;ﺣﺔ ﻓــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬وﻫــﻲ طر‪8‬ﻘــﺔ ﻟﻠﺗﻔ'ﯾــر‪،‬‬ ‫وﻟﻛﻧﻬــﺎ ﺗﺻــﻠﺢ ﻓــﻲ اﻟﻌﻠــوم اﻟﺗﺟر‪8‬ﺑ;ــﺔ وﺣ ــدﻫﺎ‪ ،‬أ‪ .‬ﺗﺻــﻠﺢ ﻓ;ﻣــﺎ ;ﻣ'ــن أن ﺗﺟــر‪ .‬ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﻣﻼﺣظ ــﺔ‬ ‫واﻟﺗﺟر‪H‬ــﺔ ﺛــم اﻟﻣوازﻧــﺔ واﻟﺗرﺗﯾــب‪ .‬وﻣــﺎ ﻻ ;ﻣ'ــن أن ﯾﺟــر‪ .‬ﻓ;ــﻪ ذﻟــك ﻻ ﺗﺻــﻠﺢ ﻣطﻠﻘـﺎً‪ ،‬ﻓﻬــﻲ ﺧﺎﺻــﺔ‬ ‫‪3‬ﺎﻟﻌﻠوم اﻟﺗﺟر‪8‬ﺑ;ﺔ ﻟ;س ﻏﯾر‪.‬‬

‫ﻋﻠﻰ أن اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ ٕوان 'ﺎن ;ﻣ'ن أن ;ﺳﺗﻧ‪ `3‬ﺑﻬﺎ أﻓ'ﺎر وﻟﻛﻧﻬـﺎ ﻻ ﯾﻧﺷـﺄ ﺑﻬـﺎ وﺣـدﻫﺎ ﻓ'ـر‪.‬‬

‫إﻧﺷﺎء ﺟدﯾداً أ‪ .‬ﻓ'ر‪' .‬ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺣـﺎل ﻓـﻲ اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ـﺔ‪ٕ ،‬واﻧﻣـﺎ ﻫـﻲ‬ ‫ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺳﺗط;ﻊ أن ﺗﻧﺷﺊ‬ ‫ً‬ ‫إﻧﺷﺎء ﺟدﯾداً‪.‬‬ ‫ﺗﺳﺗﻧ‪ `3‬اﺳﺗﻧ‪3‬ﺎطﺎً أﻓ'ﺎ اًر ﺟدﯾدة‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬﺎ أﻓ'ﺎر ﻣﺳﺗﻧ‪3‬طﺔ‪ ،‬ﻻ أﻓ'ﺎ اًر ﻣﻧﺷﺄة‬ ‫ً‬

‫ﻓﺈن اﻷﻓ'ﺎر اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺟدﯾداً ﻫﻲ اﻷﻓ'ﺎر اﻟﺗـﻲ أﺧـذﻫﺎ اﻟﻌﻘـﻞ أرﺳـﺎً‪ ،‬ﻓﻣﻌرﻓـﺔ وﺟـود ﷲ‪ ،‬وﻣﻌرﻓـﺔ أن‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ــﺎﻟﻘوم أﻋﻠــﻰ ﻣــن اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺷﺧﺻــﻲ ﺑــذات اﻟﺷــﺧص‪ ،‬وأن اﻟﺧﺷــب ;ﺣﺗــرق‪ ،‬وأن اﻟز‪8‬ــت‬ ‫;طﻔو ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﻣﺎء‪ ،‬وأن ﺗﻔ'ﯾر اﻟﻔـرد أﻗـو‪ Z‬ﻣـن ﺗﻔ'ﯾـر اﻟﺟﻣﺎﻋـﺔ‪' ،‬ـﻞ ذﻟـك أﻓ'ـﺎر أﺧـذﻫﺎ اﻟﻌﻘـﻞ‬

‫إﻧﺷﺎء ﺟدﯾـداً‪ .‬وﻫـﻲ اﻷﻓ'ـﺎر اﻟﻣﺳـﺗﻧﺗﺟﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ‬ ‫ﻣ‪3‬ﺎﺷرة‪ .‬وﻫذا ﺑﺧﻼف اﻷﻓ'ﺎر ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺷﺄة‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟم ;ﺄﺧذﻫﺎ اﻟﻌﻘﻞ أرﺳـﺎً‪ٕ ،‬واﻧﻣـﺎ أﺧـذﻫﺎ ﻣـن ﻋـدة أﻓ'ـﺎر أﺧـذﻫﺎ اﻟﻌﻘـﻞ ﺳـﺎ‪3‬ﻘﺎً إﻟـﻰ ﺟﺎﻧـب‬ ‫اﻟﺗﺟﺎرب‪ ،‬ﻓﻣﻌرﻓﺔ أن اﻟﻣﺎء ﻣ'ون ﻣـن أﻛﺳـﺟﯾن وأﯾـدروﺟﯾن‪ ،‬وﻣﻌرﻓـﺔ أن اﻟـذرة ﺗﻧﻘﺳـم‪ ،‬وﻣﻌرﻓـﺔ أن‬ ‫ـﺎء ﺟدﯾـداً‪ٕ ،‬واﻧﻣـﺎ أﺧـذت ﻣـن أﻓ'ـﺎر‬ ‫اﻟﻣﺎدة ﺗﻔﻧﻰ‪ ،‬ﻫذﻩ اﻷﻓ'ـﺎر ﻟـم ;ﺄﺧـذﻫﺎ اﻟﻌﻘـﻞ أرﺳـﺎً وﻟـم ﺗﻧﺷـﺄ إﻧﺷ ً‬ ‫ﺳــﺑ ﻟﻠﻌﻘــﻞ أن أﺧــذﻫﺎ‪ .‬ﺛــم أﺟر‪8‬ــت اﻟﺗﺟــﺎرب إﻟــﻰ ﺟﺎﻧــب ﻫــذﻩ اﻷﻓ'ــﺎر‪ ،‬ﺛــم ﺟــر‪ Z‬اﺳــﺗﻧﺗﺎج اﻟﻔ'ــر‪،‬‬ ‫ـﺎء ﺟدﯾـداً‪،‬‬ ‫ﻓﻬو ﻟ;س‬ ‫إﻧﺷﺎء ﺟدﯾداً ﺑﻞ ﻫو ﻣﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن أﻓ'ـﺎر ﻣوﺟـودة وﺗﺟر‪H‬ـﺔ‪ .‬ﻟـذﻟك ﻻ ﺗﻌﺗﺑـر إﻧﺷ ً‬ ‫ً‬ ‫ﺑــﻞ ﺗﻌﺗﺑــر أﻓ'ــﺎ اًر ﻣــﺄﺧوذة ﻣــن أﻓ'ــﺎر وﺗﺟر‪H‬ــﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ ﺗﺳــﺗﻧ‪ `3‬ﻓ'ـ اًر‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬــﺎ ﻻ ﺗﺳــﺗط;ﻊ‬ ‫إﻧﺷــﺎء ﻓ'ــر‪ .‬وﻟــذﻟك 'ــﺎن ﻣــن اﻟطﺑ;ﻌــﻲ‪ ،‬وﻣــن اﻟﻣﺣــﺗم‪ ،‬أن ﻻ ﺗﻛــون ﻫــﻲ أﺳﺎﺳ ـﺎً ﻟﻠﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬إﻻ أن‬

‫اﻟﻐــرب أ‪ .‬أرو‪3‬ــﺎ وأﻣر‪'8‬ــﺎ‪ ،‬وﺗﻠﺣــ ﺑﻬــم روﺳــ;ﺎ‪ ،‬ﻗــد ﺑﻠﻐــت ﻋﻧــدﻫم اﻟﺛﻘــﺔ ‪3‬ﺎﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ إﻟــﻰ ﺣــد‬ ‫‪17‬‬


‫اﻟﺗﻘـد;س أو ﻣــﺎ ;ﻘــرب ﻣــن اﻟﺗﻘــد;س ﻻ ﺳــ;ﻣﺎ ﻓــﻲ اﻟﻘــرن اﻟﺗﺎﺳــﻊ ﻋﺷــر وأواﺋــﻞ اﻟﻘــرن اﻟﻌﺷـر‪8‬ن‪ ،‬إﻟــﻰ‬ ‫ﺣــد أن أﺻــ‪3‬ﺢ ﻣﻧﺣــرف اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬ﺿــﺎﻻً ﻋــن اﻟﺻ ـرا‪ a‬اﻟﻣﺳــﺗﻘ;م‪ ،‬ﻷﻧــﻪ ﺟﻌــﻞ طر‪8‬ﻘﺗــﻪ ﻓــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‬

‫اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ‪ ،‬وﺟﻌﻠﻬــﺎ وﺣــدﻫﺎ أﺳــﺎس اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬وﺣ'ﻣﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺟﻣ;ــﻊ اﻷﺷــ;ﺎء‪ ،‬ﻓﺻــﺎر ﯾــر‪ Z‬أن‬ ‫اﻟ‪3‬ﺣث اﻟﺻﺣ;ﺢ ﻫو اﻟذ‪ .‬ﯾﺟر‪ .‬ﻋﻠﻰ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ـﺔ‪ ،‬وﺗﺟـﺎوز ذﻟـك إﻟـﻰ ﺣـد أن ﺻـﺎر ‪3‬ﻌﺿـﻬم‬ ‫ﯾ‪3‬ﺣث ﻓﻌﻼً أﻣو اًر ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻠطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ ﺑﻬﺎ‪' ،‬ﺎﻷﻓ'ﺎر اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ‪3‬ﺎﻟﺣ;ـﺎة واﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ‪ ،‬ﻋﻠـﻰ ﻧﻬـﺞ‬

‫اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ وﺗﻘﻠﯾداً ﻟﻬﺎ‪ ،‬وﺻﺎر ﯾ‪3‬ﺣث ‪3‬ﻌض اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ‪3‬ﺎﻹﻧﺳﺎن و‪3‬ﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ و‪3‬ﺎﻟﻧﺎس‬ ‫‪3‬ﺣﺛﺎً ﻋﻘﻠ;ﺎً‪ ،‬وﻟﻛن ﻋﻠﻰ أﺳﻠوب اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ‪ ،‬و;طﻠ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎرف اﺳم اﻟﻌﻠـم‪ ،‬وﻫـذا ﻣـن‬

‫ﺟراء ﺗﻌﻣ;ﻣﻪ ﻟﻠطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ وﺗﻘدﯾرﻩ ﻟﻬﺎ‪ ،‬وﺟﻌﻠﻬﺎ أﺳﺎﺳﺎً ﻟﻠﺗﻔ'ﯾر‪.‬‬

‫ﻓﻣــﺛﻼً ﺳــﺎر ﻋﻠﻣــﺎء اﻟﺷــﯾوﻋ;ﺔ ﻓــﻲ وﺟﻬــﺔ ﻧظــرﻫم ﻓــﻲ اﻟﺣ;ــﺎة‪ ،‬وﻓــﻲ ﻧظــﺎم اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻋﻠــﻰ اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ‬

‫ﺗردوا ﻓ;ﻪ‪ ،‬واﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺧطﺋﻬم 'ﺛﯾرة وﻣوﺟودة ﻓﻲ 'ـﻞ‬ ‫اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ‪ ،‬ﻓوﻗﻌوا ﻓﻲ اﻟﺧطﺄ اﻟﻔﺎﺣش اﻟذ‪ّ .‬‬ ‫ﻓ'رة ﻣن أﻓ'ﺎرﻫم‪ ،‬ﻷﻧﻬم ﻗﺎﺳوا اﻟطﺑ;ﻌﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠـﻰ اﻷﺷـ;ﺎء اﻟﺗـﻲ ﺗ‪3‬ﺣـث ﻓـﻲ اﻟﻣﺧﺗﺑـر ﻓﺧرﺟـوا‬ ‫ﺑﻧﺗــﺎﺋﺞ ‪3‬ﺎﻟﻐــﺔ اﻟﺧطــﺄ‪ ،‬و;'ﻔــﻲ ﻹدراك اﻟﺧطــﺄ ﻓــﻲ اﻟﺟﻣ;ــﻊ أن ﻧﺄﺧــذ ﻓ' ـرﺗﯾن رﺋ;ﺳــﯾﺗﯾن‪ ،‬وﻧﺑــﯾن وﺟــﻪ‬ ‫اﻟﺧطـﺄ ﻓـﻲ 'ـﻞ ﻣﻧﻬﻣـﺎ‪ ،‬وأن ﺳـﺑب اﻟﺧطـﺄ ﻫـو اﻟﺳـﯾر ﻓـﻲ اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ـﺔ‪ .‬ﻓﻔ'ـرﺗﻬم ﻋـن اﻟطﺑ;ﻌـﺔ‪،‬‬ ‫أﻧﻬــﺎ 'ــﻞ ﻻ ﯾﺗﺟـزأ‪ ،‬وأﻧﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﺗﻐﯾــر داﺋــم‪ ،‬وأن ﻫــذا اﻟﺗﻐﯾــر ﯾــﺗم ﺑواﺳــطﺔ اﻟﺗﻧﺎﻗﺿــﺎت اﻟﺣﺗﻣ;ــﺔ‬ ‫اﻟوﺟود ﻓﻲ اﻷﺷـ;ﺎء واﻟﺣـوادث‪ ،‬ﻓﻠﻧﺄﺧـذ اﻟﺗﻧﺎﻗﺿـﺎت اﻟﺗـﻲ ﻫـﻲ ﻣـن اﻷﻓ'ـﺎر اﻷﺳﺎﺳـ;ﺔ ﻋﻧـدﻫم‪ .‬ﻫـذﻩ‬ ‫اﻟﺗﻧﺎﻗﺿﺎت إذا ﺻﺢ أﻧﻬﺎ ﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻷﺷ;ﺎء‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﻣوﺟودة ﻓﯾﻬﺎ ﺟﻣ;ﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬﻧـﺎك أﺷـ;ﺎء ﻻ‬ ‫ﺗوﺟــد ﻓﯾﻬــﺎ ﺗﻧﺎﻗﺿــﺎت‪ ،‬ﻓﺎﻷﺟﺳــﺎم اﻟﺣ;ــﺔ اﻟﺗــﻲ ;ﻘوﻟــون إن ﻓﯾﻬــﺎ ﺗﻧﺎﻗﺿــﺎت ‪3‬ﺣﺟــﺔ أن ﻓﯾﻬــﺎ ﺧﻼ;ــﺎ‬ ‫ﺗﻣوت وﺧﻼ;ﺎ ﺗﺣ;ﺎ‪ ،‬ﻫذﻩ اﻷﺟﺳﺎم اﻟﺣ;ﺔ ﻻ ﯾوﺟد ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻧﺎﻗﺿﺎت‪ .‬وأﻣﺎ ﻣﺎ ;ﺷﺎﻫد ﻓﻲ اﻟﺟﺳم اﻟﺣﻲ‬ ‫ﻣــن وﺟــود ﺧﻼ;ــﺎ ﺗﻣــوت وﺧﻼ;ــﺎ ﺗﺣ;ــﺎ ﻓﺈﻧــﻪ ﻟــ;س ﺗﻧﺎﻗﺿــﺎت‪ ،‬ﺑــﻞ إن 'ــون اﻷﺷــ;ﺎء ﺗوﻟــد وﺗﻣــوت‪،‬‬ ‫وﺗﻔﻧـﻰ وﺗوﺟـد‪ ،‬ﻻ ;ﻌﻧـﻲ أن ﻫـذا ﺗﻧﺎﻗﺿــﺎت ﺑـﻞ ﻫـو ﻧـﺎﺗﺞ ﻋـن ﻗــوة اﻟﺧﻠ;ـﺔ وﺿـﻌﻔﻬﺎ‪ ،‬وﻗـدرﺗﻬﺎ ﻋﻠــﻰ‬ ‫اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ وﻋﺟزﻫﺎ ﻋﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻫذا ﻟ;س ﺗﻧﺎﻗﺿﺎت‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن اﻷﺟﺳﺎم ﻏﯾر اﻟﺣ;ﺔ ;ﺣﺻﻞ ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻧﺎء وﻻ‬ ‫ﺗﺣﺻﻞ وﻻدة‪ ،‬وﻣﻊ ذﻟـك ;ﻘوﻟـون إﻧـﻪ ﯾوﺟـد ﻓـﻲ اﻷﺷـ;ﺎء 'ﻠﻬـﺎ ﺗﻧﺎﻗﺿـﺎت‪ ،‬وﻟـو ﺳـﻠﻣﻧﺎ ﺟـدﻻً أن ﻓـﻲ‬ ‫اﻷﺷ;ﺎء ﺗﻧﺎﻗﺿﺎت ﻓﺈن ﻫذا ﻻ ;ﻌﻧﻲ أن ﻓﻲ اﻟﺣوادث ﺗﻧﺎﻗﺿﺎت‪ ،‬ﻓﻌﻣﻠ;ﺎت اﻟﺑ;ـﻊ واﻹﺟـﺎرة واﻟﺷـر'ﺔ‬ ‫وﻧﺣوﻫــﺎ‪' ،‬ﻠﻬــﺎ ﺗﺟــر‪ .‬دون أ‪ .‬ﺗﻧﺎﻗﺿــﺎت ﻓﯾﻬــﺎ‪ ،‬وﻋﻣﻠ;ــﺎت اﻟﺻــﻼة واﻟﺻــوم واﻟﺣــﺞ وأﻣﺛﺎﻟﻬــﺎ‪' ،‬ﻠﻬــﺎ‬ ‫ﺗﺟــر‪ .‬دون أ‪ .‬ﺗﻧﺎﻗﺿــﺎت‪ ،‬ﻓﻬــﻲ ﻗطﻌـﺎً ﻻ ﯾوﺟــد ﻓﯾﻬــﺎ ﺗﻧﺎﻗﺿــﺎت‪ ،‬وﻟﻛــن ﺳــﻠو'ﻬم اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ‬

‫ﻫو اﻟذ‪ .‬أد‪ Z‬إﻟﻰ ﺧطﺄ ﻧظر‪8‬ﺗﻬم‪ ،‬وﻻ ﺳ;ﻣﺎ ﻓـﻲ اﻟﺣـوادث‪ ،‬وﻗـد 'ـﺎن ﻣـن ﺟـراء ﺧطـﺄ ﻧظـرﺗﻬم ﻫـذﻩ‬ ‫وﻫـﻲ أن اﻟﺣـوادث ﻓﯾﻬـﺎ ﺗﻧﺎﻗﺿــﺎت ﺣﺗﻣ;ـﺔ‪ ،‬أن أدت إﻟــﻰ ﻣــﺎ 'ـﺎﻧوا ;ظﻧوﻧــﻪ ﻣـن أن اﻟﺗﻧﺎﻗﺿــﺎت ﻓــﻲ‬ ‫أرو‪3‬ﺎ ﺳﺗﺣﺻﻞ ﺣﺗﻣﺎً‪ٕ ،‬واذا أرو‪3‬ـﺎ ﻻ ;ﺣﺻـﻞ ﻓﯾﻬـﺎ ﺗﻧﺎﻗﺿـﺎت‪ ،‬وﺗﻐـرق ﻓـﻲ اﻟﻧظـﺎم اﻟ أرﺳـﻣﺎﻟﻲ وﺗ‪3‬ﻌـد‬ ‫ﻋــن اﻟﺷــﯾوﻋ;ﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟــذ‪ .‬أوﻗﻌﻬــم ﻓــﻲ اﻟﺧطــﺄ ﻫــو ﺳــﻠوك اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺣ'ــم ﻋﻠــﻰ اﻷﺷــ;ﺎء‪،‬‬ ‫وﺳﻠو'ﻬم اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ ﻓﻲ اﻟﺣ'م ﻋﻠﻰ اﻟﺣوادث‪.‬‬ ‫‪18‬‬


‫وﻓ'رﺗﻬم ﻋن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻫﻲ أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣؤﻟﻒ ﻣن اﻟوﺳ` اﻟﺟﻐراﻓﻲ وﻣن ﻧﻣو اﻟﺳ'ﺎن وﺗﻛﺎﺗﻔﻬم‪،‬‬ ‫وﻣــن أﺳــﻠوب اﻹﻧﺗــﺎج‪ ،‬ﻓﺎﻟﺣ;ــﺎة اﻟﻣﺎد;ــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻫــﻲ اﻟﺗــﻲ ﺗﺣــدد ﻓــﻲ اﻟﻧﻬﺎ;ــﺔ ﻫﯾﺋــﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ‬ ‫وأﻓ'ﺎرﻩ وآراءﻩ وأوﺿﺎﻋﻪ اﻟﺳ;ﺎﺳ;ﺔ‪ .‬و‪3‬ﻣﺎ أن اﻟﺣ;ﺎة اﻟﻣﺎد;ﺔ إﻧﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻓﯾﻬﺎ أﺳﻠوب اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬ﻓ;'ـون‬ ‫أﺳــﻠوب اﻹﻧﺗــﺎج ﻫــو اﻟــذ‪ .‬ﯾــؤﺛر ﻓــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ‪ ،‬ذﻟــك أن أدوات اﻹﻧﺗــﺎج‪ ،‬واﻟﻧــﺎس اﻟــذﯾن ;ﺳــﺗﻌﻣﻠون‬ ‫ﻫــذﻩ اﻷدوات‪ ،‬وﻣﻌرﻓــﺔ اﺳــﺗﺧداﻣﻬﺎ ﺗؤﻟــﻒ ‪3‬ﻣﺟﻣوﻋﻬــﺎ ﻗــو‪ Z‬اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟــﺔ ﻓﺗؤﻟــﻒ ﺟﺎﻧ‪ 3‬ـﺎً واﺣــداً‬

‫;ﻌﺑــر ﻋــن ﺳــﻠوك اﻟﻧــﺎس ﻧﺣــو أﺷــ;ﺎء اﻟطﺑ;ﻌــﺔ‪ ،‬وﻗواﻫــﺎ اﻟﻣﻧﺗﺟــﺔ‪ ،‬أﻣــﺎ اﻟﺟﺎﻧــب‬ ‫وﻫــو اﻟﺟﺎﻧــب اﻟــذ‪ّ .‬‬ ‫اﻵﺧر ﻓﻬو ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻧﺎس ﻓ;ﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم أﺛﻧﺎء ﺳﯾر اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬وﻫذا ﺧطﺄ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ ﻫـو اﻟﻧـﺎس وﻣـﺎ‬ ‫ـض اﻟﻧظـر ﻋـن وﺟـود أدوات إﻧﺗـﺎج‬ ‫ﺑﯾﻧﻬم ﻣن ﻋﻼﻗـﺎت‪3 .‬ﻐـض اﻟﻧظـر ﻋـن أدوات اﻹﻧﺗـﺎج‪ ،‬ﺑـﻞ ‪3‬ﻐ ّ‬ ‫أو ﻋدم وﺟودﻫﺎ‪ ،‬ﻷن اﻟذ‪ .‬ﯾوﺟد اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾﻧﻬم ﻫـو اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ‪ ،‬وﻫـﻲ ﻻ ﺗﻘررﻫـﺎ أدوات اﻹﻧﺗـﺎج‪،‬‬

‫ٕواﻧﻣــﺎ ﺗﻘررﻫــﺎ اﻷﻓ'ــﺎر اﻟﺗــﻲ ;ﺣﻣﻠوﻧﻬــﺎ ﻋــن إﺷــ‪3‬ﺎع اﻟﺣﺎﺟــﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾر‪8‬ــدون إﺷــ‪3‬ﺎﻋﻬﺎ‪ ،‬واﻟــذ‪ .‬أوﺟــد‬ ‫اﻟﺧطﺄ ﻫو أﻧﻬم أروا اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ 'ﻣﺎ ﯾرون اﻟﻣﺎدة ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺗﺑر‪ ،‬ﻓﺻﺎروا ;ﺣﺎوﻟون ‪3‬ﺣث ﻣﺎ ﯾروﻧﻪ ﻣن‬ ‫ﻋﻧﺎﺻــر ﺗطﺑ;ﻘـﺎً ﻟﻧظـر‪8‬ﺗﻬم وأﺧــذوا ;ط‪3‬ﻘــون ﻣــﺎ ;ﺣﺻــﻞ ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة ﻋﻠــﻰ اﻟﻧــﺎس وﻋﻼﻗــﺎﺗﻬم‪ .‬ﻓوﻗﻌـوا‬

‫ﻓﻲ اﻟﺧطﺄ‪ ،‬ﻷن اﻟﻧﺎس ﻏﯾر اﻷﺷ;ﺎء‪ ،‬واﻟﻌﻼﻗﺎت واﻟﺣـوادث ﻻ ﺗﺧﺿـﻊ ﻟﻠ‪3‬ﺣـث 'ﻣـﺎ ﺗﺧﺿـﻊ اﻟﻣـﺎدة‬

‫ﻓــﻲ اﻟﻣﺧﺗﺑــر‪ ،‬ﻓﺈﺧﺿــﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠﻣﻼﺣظــﺔ واﻟﺗﺟر‪H‬ــﺔ واﻟﺧــروج ﺑﻧظر‪8‬ــﺎت ﻫــو اﻟــذ‪ .‬أوﻗﻌﻬــم ﻓــﻲ اﻟﺧطــﺄ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺷـﯾوﻋ;ﺔ 'ﻠﻬـﺎ ﺳـﺑب ﺧطﺋﻬـﺎ ﺳـﺑب واﺣـد ﻫــو ﺳـﻠو'ﻬﺎ اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺣـوادث واﻟﻌﻼﻗــﺎت‪:‬‬ ‫وﻫذا 'ـﺎن ﻣـن ﺟ ّـراء ﻣـﺎ ﺷـﺎع ﻓـﻲ اﻟﻘـرن اﻟﺗﺎﺳـﻊ ﻋﺷـر ﻣـن ﺗﻘـدﯾر ﻟﻠطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ـﺔ‪ ،‬وﻣـن اﻹﻏـراق‬ ‫ﻓﯾﻬﺎ إﻟﻰ ﺣد ﺗطﺑ;ﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ 'ﻞ ﺷﻲء‪ ،‬واﻟﺳﯾر ﺑﻬﺎ ﻓﻲ 'ﻞ ‪3‬ﺣث‪.‬‬ ‫وأ;ﺿﺎً ﻓﺈن ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻐرب أ‪ .‬ﻋﻠﻣﺎء أرو‪3‬ﺎ وأﻣر‪'8‬ﺎ ﺧﻠطـوا ﺑـﯾن اﻷﻓ'ـﺎر اﻻﺳـﺗﻧﺗﺎﺟ;ﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟـﺔ ﻋـن‬

‫اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ واﻷﻓ'ــﺎر اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟــﺔ ﻋــن اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ‪ ،‬ﻓط‪3‬ﻘ ـوا اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ ﻋﻠــﻰ‬ ‫ﺗﺻرﻓﺎت اﻹﻧﺳﺎن وأﺣواﻟﻪ‪ ،‬وأﺧرﺟوا ﻣﺎ ;ﺳﻣﻰ ‪3‬ﻌﻠم اﻟﻧﻔس وﻋﻠـم اﻻﺟﺗﻣـﺎع وﻋﻠـوم اﻟﺗر‪;H‬ـﺔ‪ ،‬ﻓ'ﺎﻧـت‬ ‫ﻧﺗﯾﺟ ــﺔ ذﻟ ــك ﻫ ــذا اﻟﺧط ــﺄ اﻟ‪ 3‬ــﺎرز ﻓ;ﻣ ــﺎ ;ﺳ ــﻣﻰ ‪3‬ﻌﻠ ــم اﻟ ــﻧﻔس وﻋﻠ ــم اﻻﺟﺗﻣ ــﺎع وﻋﻠ ــوم اﻟﺗر‪ ;H‬ــﺔ‪ .‬إﻧﻬ ــم‬ ‫;ﻌﺗﺑــرون ﻣــﺎ ;ﺳــﻣﻰ ﻋﻠــم اﻟــﻧﻔس ﻋﻠﻣ ـﺎً‪ ،‬و;ﻌﺗﺑــرون أﻓ'ــﺎرﻩ أﻓ'ــﺎ اًر ﻋﻠﻣ;ــﺔ‪ ،‬ﻷﻧﻬــﺎ ﺟــﺎءت ﺑﻧــﺎء ﻋﻠــﻰ‬ ‫ﻣﻼﺣظــﺎت ﺟــر‪ Z‬ﺗﺗ‪3‬ﻌﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻷطﻔــﺎل ﻓــﻲ ظــروف ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ وأﻋﻣــﺎر ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ‪ ،‬ﻓﺳــﻣوا ﺗﻛ ـرار ﻫــذﻩ‬ ‫اﻟﻣﻼﺣظﺎت ﺗﺟﺎرب‪ .‬واﻟﺣﻘ;ﻘﺔ أن أﻓ'ﺎر ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻟ;ﺳت أﻓ'ﺎ اًر ﻋﻠﻣ;ﺔ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﻫـﻲ أﻓ'ـﺎر ﻋﻘﻠ;ـﺔ‪،‬‬ ‫ﻷن اﻟﺗﺟــﺎرب اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ ﻫــﻲ إﺧﺿــﺎع اﻟﻣــﺎدة ﻟظــروف وﻋواﻣــﻞ ﻏﯾــر ظروﻓﻬــﺎ وﻋواﻣﻠﻬــﺎ اﻷﺻــﻠ;ﺔ‪،‬‬ ‫وﻣﻼﺣظﺔ أﺛر ﻫذا اﻹﺧﺿﺎع أ‪ .‬ﻫﻲ ﻧﻔس اﻟﺗﺟﺎرب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة 'ﺗﺟﺎرب اﻟطﺑ;ﻌﺔ واﻟﻛ;ﻣ;ﺎء‪ .‬أﻣﺎ‬ ‫ﻣﻼﺣظـﺔ اﻟﺷـﻲء ﻓــﻲ أوﻗـﺎت وأﺣـوال ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻓﻠـ;س ﺑﺗﺟــﺎرب ﻋﻠﻣ;ـﺔ‪ ،‬وﻋﻠ;ـﻪ ﻓــﺈن ﻣﻼﺣظـﺔ اﻟطﻔــﻞ‬ ‫ﻓــﻲ أﺣـوال ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ وﻓــﻲ أﻋﻣــﺎر ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻻ ﯾــدﺧﻞ ﻓــﻲ ‪3‬ﺣــث اﻟﺗﺟــﺎرب اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ‪ ،‬ﻓــﻼ ;ﻌﺗﺑــر طر‪8‬ﻘــﺔ‬ ‫ﻋﻠﻣ;ــﺔ‪ٕ ،‬واﻧﻣ ــﺎ ﻫ ــو ﻣﻼﺣظ ــﺔ وﺗﻛـ ـرار ﻟﻠﻣﻼﺣظ ــﺔ واﺳــﺗﻧﺗﺎج ﻓﺣﺳ ــب‪ ،‬ﻓﻬ ــو طر‪8‬ﻘ ــﺔ ﻋﻘﻠ; ــﺔ‪ ،‬وﻟ;ﺳ ــت‬ ‫ﻋﻠﻣ;ــﺔ‪ ،‬ﻓ'ــﺎن ﻣــن اﻟﺧطــﺄ اﻋﺗ‪3‬ــﺎرﻩ أﻓ'ــﺎ اًر ﻋﻠﻣ;ــﺔ‪ ،‬و'ــﺎن ﻫــذا اﻟﺧطــﺄ ﻧﺎﺗﺟـﺎً ﻋــن اﻟﺧطــﺄ اﻟﻔــﺎﺣش ﻓــﻲ‬ ‫‪19‬‬


‫ﺗطﺑﯾــ اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻹﻧﺳــﺎن‪ ،‬ﻷن اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ أﻫــم ﻣــﺎ ﻓﯾﻬــﺎ ﻫــو اﻟﺗﺟر‪H‬ــﺔ‪ ،‬وﻫــذﻩ ﻻ‬ ‫ﺗﺗﺄﺗﻰ إﻻ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿـﻊ ﻟﻼﺧﺗ‪3‬ـﺎر ﻓـﻲ اﻟﻣﺧﺗﺑـر‪ ،‬واﻟﻣﻼﺣظـﺔ ﻟ;ﺳـت ﻣﻼﺣظـﺔ‬ ‫ﻷﻓﻌﺎل أو ﻷﺷـ;ﺎء ﻓـﻲ ظـروف ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ‪3 ،‬ـﻼ ﻣﻼﺣظـﺔ اﻟﻣـﺎدة ﻧﻔﺳـﻬﺎ وﻣﻼﺣظـﺔ اﻟظـروف واﻟﻌواﻣـﻞ‬ ‫اﻷﺻــﻠ;ﺔ‪ ،‬واﻟﺗــﻲ أﺧﺿــﻌت ﻟﻬــﺎ‪ .‬واﻻﺳــﺗﻧﺗﺎج إﻧﻣــﺎ ;ﺣﺻــﻞ ﻣــن ﻫــذﻩ اﻟﻣﻼﺣظــﺔ ‪3‬ﺎﻟــذات ﻻ ﻣﺟــرد‬ ‫ﻣﻼﺣظﺔ‪ .‬ﻟذﻟك ﻓﺈن ﺗطﺑﯾ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻏﯾـر ﻫـذا اﻟوﺟـﻪ ‪3‬ﺎﻟـذات‪ ،‬أ‪ .‬ﻋﻠـﻰ ﻏﯾـر اﻟﻣـﺎدة‬ ‫ٕواﺧﺿﺎﻋﻬﺎ‪ ،‬ﺧطﺄ ﻓﺎﺣش ﯾؤد‪ .‬إﻟﻰ أﺧطﺎء ﻓﺎﺣﺷﺔ ٕواﻟﻰ اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت ﺧﺎطﺋﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﺣﺻـﻞ ﻣـﻊ‬

‫ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻐرب ﻓﻲ اﻷ‪3‬ﺣﺎث اﻟﻌﻘﻠ;ـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺳـﺎروا ﺑﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ـﺔ واﻋﺗﺑروﻫـﺎ ﻋﻠﻣـﺎً وأﻓ'ـﺎ اًر‬

‫ﺗردوا ﻓ;ﻪ‪ .‬واﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺧطـﺋﻬم 'ﺛﯾـرة وﻣوﺟـودة ﻓـﻲ 'ـﻞ‬ ‫ﻋﻠﻣ;ﺔ‪ ،‬ﻓوﻗﻌوا ﻓﻲ اﻟﺧطﺄ اﻟﻔﺎﺣش اﻟذ‪ّ .‬‬ ‫ﻓ'رة ﻣن أﻓ'ﺎرﻫم وﻓـﻲ 'ـﻞ ‪3‬ﺣـث ﻣـن أ‪3‬ﺣـﺎﺛﻬم‪ ،‬ﻗﺎﺳـوا اﻹﻧﺳـﺎن ﻋﻠـﻰ اﻷﺷـ;ﺎء اﻟﺗـﻲ ﺗ‪3‬ﺣـث ﻓﺧرﺟـوا‬ ‫ﺑﻧﺗــﺎﺋﺞ ‪3‬ﺎﻟﻐــﺔ اﻟﺧطــﺄ‪ .‬و;'ﻔــﻲ ﻹدراك اﻟﺧطــﺄ أن ﻧﺄﺧــذ ﻓ'ـرة واﺣــدة‪ ،‬وﻫــﻲ ﻓ'ـرة اﻟﻐ ارﺋــز وﻧﺑــﯾن وﺟــﻪ‬ ‫اﻟﺧطﺄ ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﻟﻘد 'ﺎن ﻣن ﺟراء ﺳﻠو'ﻬم ﻓﻲ ﺗطﺑﯾ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺳﺎن أن أﺧذوا ;ﻼﺣظون‬ ‫أﻓﻌــﺎل اﻹﻧﺳــﺎن و‪8‬رﺟﻌوﻧﻬــﺎ إﻟــﻰ دواﻓــﻊ‪ ،‬واﻧﺷــﻐﻠوا ﻓــﻲ اﻷﻓﻌــﺎل اﻟﻣﺗﻌــددة وﻓــﻲ ﻣﻼﺣظﺗﻬــﺎ‪ .‬ﻓﺻــرﻓﻬم‬ ‫ﻫــذا ﻋــن اﻟ‪3‬ﺣــث اﻟﺣﻘ;ﻘــﻲ وﺟﻌﻠﻬــم ﯾﺧرﺟــون ﺑﻧﺗــﺎﺋﺞ ﻣﻐﻠوطــﺔ‪ .‬واﻟﺣﻘ;ﻘــﺔ أﻧﻬــم ﻟــو ﺳــﻠﻛوا اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ‬ ‫اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ ﻟﻧﻘﻠ ـوا إﺣﺳﺎﺳــﻬم ‪3‬ﺎﻹﻧﺳــﺎن وﺗﺻ ـرﻓﺎﺗﻪ إﻟــﻰ اﻟــدﻣﺎغ‪ ،‬ﺛــم ‪3‬ﺎﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻓﺳــروا واﻗــﻊ‬ ‫اﻹﻧﺳــﺎن وواﻗــﻊ ﻫــذﻩ اﻟﺗﺻـرﻓﺎت ﻟﺧرﺟـوا ﺑﻧﺗــﺎﺋﺞ ﻏﯾــر اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟﺗــﻲ ﺗوﺻــﻠوا إﻟﯾﻬــﺎ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ ﻟــو 'ﺎﻧــت‬ ‫ﻟﻣــﺎ أروا أﻓﻌــﺎﻻً أﺧــر‪Z‬‬ ‫ﻧﺗــﺎﺋﺞ ظﻧ;ــﺔ‪ ،‬ﻓﻬــم ﻣــﺛﻼً ;ﻘوﻟــون إن اﻟﻐ ارﺋــز 'ﺛﯾ ـرة‪ ،‬ﻓﻘــد أﺣﺻــوﻫﺎ أوﻻً‪ ،‬ﺛــم ّ‬ ‫ﺻ ــﺎروا ;ﻘوﻟ ــون إن اﻟﻐ ارﺋ ــز 'ﺛﯾـ ـرة وﻻ ﺣﺻ ــر ﻟﻬ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻘ ــﺎﻟوا ﻫﻧ ــﺎك ﻏر‪8‬ـ ـزة اﻟﻣﻠﻛ; ــﺔ وﻏر‪8‬ـ ـزة اﻟﺧ ــوف‬ ‫وﻏر‪8‬ـزة اﻟﺟـﻧس وﻏر‪8‬ـزة اﻟﻘط;ـﻊ‪ .‬إﻟـﻰ ﻏﯾـر ذﻟـك ﻣـن اﻟﻐ ارﺋـز اﻟﺗـﻲ ﻗـﺎﻟوا ﺑﻬـﺎ‪ .‬واﻟﺳـﺑب ﻓـﻲ ذﻟـك ﻫـو‬ ‫أﻧﻬم ﻟم ;ﻔرﻗوا ﺑﯾن اﻟﻐر‪8‬زة وﻣظﻬر اﻟﻐر‪8‬زة‪ ،‬أ‪ .‬ﺑﯾن 'ون اﻟطﺎﻗﺔ أﺻـﻠ;ﺔ أو ﻣظﻬـر ﻣـن ﻣظﺎﻫرﻫـﺎ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟطﺎﻗــﺔ اﻷﺻــﻠ;ﺔ أو اﻟﻐر‪8‬ـزة ﻫــﻲ ﺟــزء ﻣــن ﻣﺎﻫ;ــﺔ اﻹﻧﺳــﺎن ﻓــﻼ ;ﻣ'ــن ﻋﻼﺟﻬــﺎ وﻻ ;ﻣ'ــن ﻣﺣوﻫــﺎ‪،‬‬ ‫وﻻ ;ﻣ'ن 'ﺑﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺑد أن ﺗوﺟد ‪3‬ﺄ‪ .‬ﻣظﻬر ﻣن ﻣظﺎﻫرﻫﺎ‪ ،‬ﺑﺧﻼف ﻣظﻬر اﻟطﺎﻗﺔ اﻷﺻﻠ;ﺔ‪،‬‬ ‫أ‪ .‬ﻣظﻬــر اﻟﻐر‪ 8‬ـزة‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻟــ;س ﺟــزءاً ﻣــن ﻣﺎﻫ;ــﺔ اﻹﻧﺳــﺎن‪ ،‬وﻟــذﻟك ;ﻣ'ــن ﻋﻼﺟــﻪ‪ ،‬و;ﻣ'ــن ﻣﺣــوﻩ‪،‬‬ ‫و;ﻣ'ــن 'ﺑﺗــﻪ‪ ،‬ﻓﻐر‪ 8‬ـزة اﻟ‪3‬ﻘــﺎء ﻣــن ﻣظﺎﻫرﻫــﺎ اﻷﺛ ـرة وﻣــن ﻣظﺎﻫرﻫــﺎ اﻹﯾﺛــﺎر‪ ،‬ﻓــ;ﻣ'ن ﻣﻌﺎﻟﺟــﺔ اﻷﺛ ـرة‬ ‫‪3‬ﺎﻹﯾﺛــﺎر‪ ،‬ﺑــﻞ ;ﻣ'ــن ﻣﺣوﻫــﺎ‪ ،‬و;ﻣ'ــن 'ﺑﺗﻬــﺎ‪ ،‬وﻣــﺛﻼً اﻟﻣﯾــﻞ ﻟﻠﻣـرأة ‪3‬ﺷــﻬوة ﻣــن ﻣظــﺎﻫر ﻏر‪8‬ـزة اﻟﻧــوع‪،‬‬ ‫واﻟﻣﯾﻞ ﻟﻸم ﻣن ﻣظﺎﻫر ﻏر‪8‬زة اﻟﻧوع‪ ،‬ﻓﻐر‪8‬زة اﻟﻧـوع ﻻ ;ﻣ'ـن ﻋﻼﺟﻬـﺎ وﻻ ;ﻣ'ـن ﻣﺣوﻫـﺎ‪ ،‬وﻻ ;ﻣ'ـن‬

‫'ﺑﺗﻬــﺎ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻣﻌﺎﻟﺟــﺔ ﻣظــﺎﻫر ﻫــذﻩ اﻟﻐر‪8‬ـزة ﻣﻣ'ﻧــﺔ‪ ،‬ﺑــﻞ ;ﻣ'ــن ﻣﺣــو ﻫــذﻩ اﻟﻣظــﺎﻫر و;ﻣ'ــن 'ﺑﺗﻬــﺎ‪.‬‬ ‫ﻓﻣــﺛﻼً ﻣــن ﻣظــﺎﻫر ﻏر‪8‬ـزة اﻟﻧــوع اﻟﻣﯾــﻞ ﻟﻠﻣـرأة ‪3‬ﺷــﻬوة‪ ،‬واﻟﻣﯾــﻞ ﻟــﻸم‪ ،‬واﻟﻣﯾــﻞ ﻟﻸﺧــت‪ ،‬واﻟﻣﯾــﻞ ﻟﻠﺑﻧــت‬ ‫وﻫ'ذا‪ ،‬ﻓ;ﻣ'ن ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﯾﻞ ﻟﻠﻣرأة ‪3‬ﺷـﻬوة ‪3‬ﺎﻟﻣﯾـﻞ ‪3‬ﺣﻧـﺎن ﻟـﻸم‪ ،‬ﻓﺎﻟﺣﻧـﺎن ;ﻌـﺎﻟﺞ اﻟﺷـﻬوة 'ﻣـﺎ ;ﻌـﺎﻟﺞ‬

‫اﻹﯾﺛــﺎر اﻷﺛ ـرة‪ .‬و'ﺛﯾ ـ اًر ﻣــﺎ ;'ــون ﺣﻧــﺎن اﻷم ﺻــﺎرﻓﺎً ﻋــن اﻟزوﺟــﺔ وﺣﺗــﻰ ﻋــن اﻟــزواج وﻋــن اﻟﻣﯾــﻞ‬ ‫‪20‬‬


‫اﻟﺟﻧﺳﻲ‪ ،‬و'ﺛﯾ اًر ﻣﺎ ;ﺻرف اﻟﻣﯾﻞ اﻟﺟﻧﺳﻲ اﻟرﺟﻞ ﻋن ﺣﻧﺎن أﻣﻪ‪ ،‬ﻓﺄ‪ .‬ﻣظﻬر ﻣن ﻣظـﺎﻫر ﻏر‪8‬ـزة‬ ‫اﻟﻧ ــوع ;ﻣ' ــن أن ;ﺳ ــد ﻣﺳ ــد ﻣظﻬ ــر آﺧ ــر‪ ،‬و;ﻣ' ــن أن ;ﻌ ــﺎﻟﺞ ﻣظﻬ ــر ‪3‬ﻣظﻬ ــر‪ .‬ﻓ ــﺎﻟﻣظﻬر ﯾﺟ ــر‪.‬‬

‫ﻋﻼﺟــﻪ‪ ،‬ﺑــﻞ ﯾﺟــر‪' .‬ﺑﺗــﻪ وﻣﺣــوﻩ‪ ،‬وﻟﻛــن اﻟﻐر‪8‬ـزة ﻻ ;ﻣ'ــن ﻓﯾﻬــﺎ ذﻟــك‪ ،‬ﻷن اﻟﻐر‪8‬ـزة ﺟــزء ﻣــن ﻣﺎﻫ;ــﺔ‬ ‫اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬ﺑﺧﻼف اﻟﻣظﻬر ﻓﺈﻧﻪ ﻟ;س ﺟزءاً ﻣن ﻣﺎﻫﯾﺗﻪ‪.‬‬

‫وﻣن ﻫﻧﺎ أﺧطـﺄ ﻋﻠﻣـﺎء اﻟـﻧﻔس ‪3‬ـﺎﻟﻐراﺋز وﻓﻬﻣﻬـﺎ وﺣﺻـرﻫﺎ ﺛـم ﻋـدم ﺣﺻـرﻫﺎ‪ .‬واﻟﺣﻘ;ﻘـﺔ أن اﻟﻐ ارﺋـز‬

‫ﻣﺣﺻــورة ﺑــﺛﻼث ﻏ ارﺋــز‪ .‬ﻫــﻲ ﻏر‪8‬ـزة اﻟ‪3‬ﻘــﺎء‪ ،‬وﻏر‪8‬ـزة اﻟﻧــوع‪ ،‬وﻏر‪8‬ـزة اﻟﺗــدﯾن أو اﻟﺗﻘــد;س‪ .‬وذﻟــك أن‬ ‫اﻹﻧﺳﺎن ;ﺣرص ﻋﻠﻰ ‪3‬ﻘﺎء ذاﺗﻪ‪ ،‬ﻓﻬو ;ﻣﻠك و‪8‬ﺧﺎف و‪8‬ﻧدﻓﻊ ‪3‬ﺎﻹﻗدام‪ ،‬و‪8‬ﺗﺟﻣﻊ‪ ،‬إﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك ﻣـن‬ ‫ﻣﺛﻞ ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل ﻣن أﺟﻞ ‪3‬ﻘﺎء ذاﺗﻪ‪ .‬ﻓﺎﻟﺧوف ﻟ;س ﻏر‪8‬زة‪ ،‬واﻟﻣﻠك ﻟ;س ﻏر‪8‬زة‪ ،‬واﻟﺷﺟﺎﻋﺔ ﻟ;ﺳـت‬ ‫ﻏر‪8‬زة‪ ،‬واﻟﻘط;ﻊ ﻟ;س ﻏر‪8‬زة اﻟﺦ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﻣظﺎﻫر ﻟﻐر‪8‬زة واﺣدة ﻫﻲ ﻏر‪8‬ـزة اﻟ‪3‬ﻘـﺎء‪ ،‬و'ـذﻟك اﻟﻣﯾـﻞ‬ ‫إﻟﻰ اﻟﻣرأة ﻋن ﺷـﻬوة‪ ،‬واﻟﻣﯾـﻞ إﻟـﻰ اﻟﻣـرأة ﻋـن ﺣﻧـﺎن‪ ،‬واﻟﻣﯾـﻞ إﻟـﻰ إﻧﻘـﺎذ اﻟﻐر‪8‬ـ ‪ ،‬واﻟﻣﯾـﻞ إﻟـﻰ إﻏﺎﺛـﺔ‬ ‫اﻟﻣﻠﻬــوف اﻟــﺦ 'ــﻞ ذﻟــك ﻟــ;س ﻏ ارﺋــز ٕواﻧﻣــﺎ ﻫــﻲ ﻣظــﺎﻫر ﻟﻐر‪ 8‬ـزة واﺣــدة ﻫــﻲ ﻏر‪8‬ــزة اﻟﻧــوع‪ ،‬وﻟ;ﺳــت‬ ‫ﻏر‪ 8‬ـزة اﻟﺟــﻧس‪ ،‬ﻷن اﻟﺟــﻧس ﯾﺟﻣــﻊ اﻟﺣﯾ ـوان واﻹﻧﺳــﺎن‪ ،‬واﻟﻣﯾــﻞ اﻟطﺑ;ﻌــﻲ إﻧﻣــﺎ ﻫــو ﻣــن اﻹﻧﺳــﺎن‬

‫ﻟﻺﻧﺳﺎن‪ ،‬وﻣن اﻟﺣﯾوان ﻟﻠﺣﯾوان‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﯾﻞ ‪3‬ﺷﻬوة ﻣـن اﻹﻧﺳـﺎن ﻟﻠﺣﯾـوان ﻫـو ﺷـﺎذ وﻟـ;س طﺑ;ﻌ;ـﺎً‪ ،‬وﻻ‬ ‫;ﺣﺻﻞ طﺑ;ﻌ;ﺎً ٕواﻧﻣﺎ ;ﺣﺻﻞ ﺷذوذاً‪ ،‬واﻟﻐر‪8‬زة ﻫﻲ اﻟﻣﯾﻞ اﻟطﺑ;ﻌـﻲ‪ ،‬و'ـذﻟك ﻣﯾـﻞ اﻟـذ'ر ﻟﻠـذ'ر ﻫـو‬ ‫ﺷﺎذ وﻟ;س طﺑ;ﻌ;ﺎً‪ ،‬وﻻ ;ﺣﺻﻞ طﺑ;ﻌ;ﺎً ٕواﻧﻣﺎ ;ﺣﺻﻞ ﺷـذوذاً‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﯾـﻞ ‪3‬ﺷـﻬوة ﻟﻠﻣـرأة‪ ،‬واﻟﻣﯾـﻞ ‪3‬ﺣﻧـﺎن‬

‫ﻟﻸم‪ ،‬واﻟﻣﯾﻞ ‪3‬ﺣﻧﺎن ﻟﻠﺑﻧت‪' ،‬ﻠﻬﺎ ﻣظﺎﻫر ﻟﻐر‪8‬زة اﻟﻧـوع‪ .‬وﻟﻛـن اﻟﻣﯾـﻞ ‪3‬ﺷـﻬوة ﻣـن اﻹﻧﺳـﺎن ﻟﻠﺣﯾـوان‪،‬‬ ‫وﻣــن اﻟــذ'ر ﻟﻠــذ'ر ﻟــ;س طﺑ;ﻌ;ـﺎً ٕواﻧﻣــﺎ ﻫــو اﻧﺣـراف ‪3‬ــﺎﻟﻐر‪8‬زة ﻓﻬــو ﺷــﺎذ‪ ،‬ﻓــﺎﻟﻐر‪8‬زة ﻫــﻲ ﻏر‪8‬ـزة اﻟﻧــوع‬ ‫وﻟ;ﺳــت ﻏر‪ 8‬ـزة اﻟﺟــﻧس‪ ،‬وﻫــﻲ ﻟ‪3‬ﻘــﺎء اﻟﻧــوع اﻹﻧﺳــﺎﻧﻲ ﻻ ﻟ‪3‬ﻘــﺎء ﺟــﻧس اﻟﺣﯾ ـوان‪ ،‬وأ;ﺿ ـﺎً ﻓــﺈن اﻟﻣﯾــﻞ‬

‫ﻟﻌ‪3‬ﺎدة ﷲ‪ ،‬واﻟﻣﯾﻞ ﻟﺗﻘد;س اﻷ‪3‬طﺎل‪ ،‬واﻟﻣﯾﻞ ﻻﺣﺗرام اﻷﻗو;ﺎء‪' ،‬ﻞ ذﻟـك ﻣظـﺎﻫر ﻟﻐر‪8‬ـزة واﺣـدة ﻫـﻲ‬ ‫ﻏر‪8‬ـزة اﻟﺗــدﯾن أو اﻟﺗﻘـد;س‪ ،‬وذﻟــك أن اﻹﻧﺳــﺎن ﻟد;ـﻪ ﺷــﻌور طﺑ;ﻌـﻲ ‪3‬ﺎﻟ‪3‬ﻘــﺎء واﻟﺧﻠــود‪ ،‬ﻓ'ـﻞ ﻣــﺎ ﯾﻬــدد‬ ‫ﻫذا اﻟ‪3‬ﻘﺎء ;ﺷﻌر ﺗﺟﺎﻫﻪ طﺑ;ﻌ;ﺎً‪ ،‬ﺷـﻌو اًر ﺣﺳـب ﻧـوع ﻫـذا اﻟﺗﻬدﯾـد‪3 ،‬ـﺎﻟﺧوف أو اﻹﻗـدام‪3 ،‬ﺎﻟﺑﺧـﻞ أو‬

‫اﻟﻛرم‪3 ،‬ﺎﻟﻔرد;ﺔ أو اﻟﺗﺟﻣﻊ‪ ،‬ﺣﺳب ﻣﺎ ﯾـراﻩ ﻓﯾوﺟـد ﻋﻧـدﻩ ﺷـﻌو اًر ﯾدﻓﻌـﻪ ﻟﻠﻌﻣـﻞ ﻓﺗظﻬـر ﻋﻠ;ـﻪ ﻣظـﺎﻫر‬ ‫ﻣــن اﻷﻓﻌــﺎل ﻧﺎﺗﺟــﺔ ﻋــن اﻟﺷــﻌور ‪3‬ﺎﻟ‪3‬ﻘــﺎء‪ ،‬و'ــذﻟك ﻋﻧــدﻩ ﺷــﻌور ﺑ‪3‬ﻘــﺎء اﻟﻧــوع اﻹﻧﺳــﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻷن ﻓﻧــﺎء‬

‫اﻹﻧﺳﺎن ﯾﻬدد ‪3‬ﻘﺎءﻩ‪ ،‬ﻓ'ﻞ ﻣﺎ ﯾﻬدد ‪3‬ﻘﺎء ﻧوﻋﻪ ;ﺷﻌر ﺗﺟﺎﻫﻪ طﺑ;ﻌ;ﺎً ﺷﻌو اًر ﺣﺳب ﻧوع ﻫذا اﻟﺗﻬدﯾد‪،‬‬

‫ﻓرؤ;ــﺔ اﻟﻣ ـرأة اﻟﺟﻣﯾﻠــﺔ ﺗﺛﯾــر ﻓ;ــﻪ اﻟﺷــﻬوة‪ ،‬ورؤ;ــﺔ اﻷم ﺗﺛﯾــر ﻓ;ــﻪ اﻟﺣﻧــﺎن‪ ،‬ورؤ;ــﺔ اﻟطﻔــﻞ ﺗﺛﯾــر ﻓ;ــﻪ‬ ‫اﻹﺷــﻔﺎق‪ ،‬ﻓ;ﺷــﻌر ﺷــﻌو اًر ﯾدﻓﻌــﻪ ﻟﻠﻌﻣــﻞ ﻓﺗظﻬــر ﻋﻠ;ــﻪ ﻣظــﺎﻫر ﻣــن اﻷﻓﻌــﺎل ﻗــد ﺗﻛــون ﻣﻧﺳــﺟﻣﺔ وﻗــد‬ ‫ﺗﻛون ﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺔ‪ ،‬وأ;ﺿﺎً ﻓﺈن ﻋﺟزﻩ ﻋن إﺷ‪3‬ﺎع ﺷﻌور اﻟ‪3‬ﻘﺎء أو ‪3‬ﻘﺎء اﻟﻧوع ﯾﺛﯾر ﻓ;ﻪ ﻣﺷﺎﻋر أﺧر‪Z‬‬

‫ﻫــﻲ اﻻﺳﺗﺳــﻼم واﻻﻧﻘ;ــﺎد ﻟﻣــﺎ ﻫــو ﺣﺳــب ﺷــﻌورﻩ ﻣﺳــﺗﺣ ﻟﻼﺳﺗﺳــﻼم واﻻﻧﻘ;ــﺎد‪ ،‬ﻓﯾﺑﺗﻬــﻞ إﻟــﻰ ﷲ‪،‬‬

‫و;ﺻ ــﻔ ﻟﻠ ــزﻋ;م‪ ،‬و;ﺣﺗ ــرم اﻟﻘ ــو‪ ،.‬وذﻟ ــك ﻧﺗﯾﺟ ــﺔ ﻟﺷ ــﻌورﻩ ‪ 3‬ــﺎﻟﻌﺟز اﻟطﺑ;ﻌ ــﻲ‪ ،‬ﻓﺄﺻ ــﻞ اﻟﻐ ارﺋ ــز ﻫ ــو‬ ‫اﻟﺷــﻌور ‪3‬ﺎﻟ‪3‬ﻘــﺎء أو ‪3‬ﻘــﺎء اﻟﻧــوع أو اﻟﻌﺟــز اﻟطﺑ;ﻌــﻲ‪ ،‬وﻧــﺗﺞ ﻋــن ﻫــذا اﻟﺷــﻌور أﻋﻣــﺎل‪ .‬ﻓ'ﺎﻧــت ﻫــذﻩ‬ ‫‪21‬‬


‫اﻷﻋﻣﺎل ﻣظﺎﻫر ﻟﺗﻠك اﻷﺻول اﻟطﺑ;ﻌ;ﺔ‪ ،‬وﻫﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﻬﺎ ﯾرﺟﻊ 'ﻞ ﻣظﻬر ﻣﻧﻬﺎ إﻟﻰ أﺻﻞ ﻣن‬ ‫ﻫذﻩ اﻷﺻول اﻟﺛﻼﺛﺔ‪ ،‬ﻟذﻟك 'ﺎﻧت اﻟﻐراﺋز ﺛﻼﺛﺔ ﻟ;س ﻏﯾر‪.‬‬ ‫ﻋﻠــﻰ أن اﻷﺻــﻞ ﻓــﻲ اﻹﻧﺳــﺎن ﻫــو أن ﻟد;ــﻪ طﺎﻗــﺔ ﺣﯾو;ــﺔ‪ ،‬وﻫــذﻩ اﻟطﺎﻗــﺔ اﻟﺣﯾو;ــﺔ ﻓﯾﻬــﺎ إﺣﺳﺎﺳــﺎت‬ ‫طﺑ;ﻌ;ﺔ ﺗدﻓﻊ اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻺﺷ‪3‬ﺎع‪ ،‬ﻓﻬذا اﻟـدﻓﻊ ;'ـون ﻣﺷـﺎﻋر أو إﺣﺳﺎﺳـﺎت‪ ،‬وﻫـﻲ ﺗﺗطﻠـب اﻹﺷـ‪3‬ﺎع‪،‬‬ ‫ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗطﻠب اﻹﺷ‪3‬ﺎع ﺣﺗﻣﺎً ٕواذا ﻟم ;ﺷـ‪3‬ﻊ ;ﻣـوت اﻹﻧﺳـﺎن ﻷﻧـﻪ ﯾﺗﻌﻠـ ﺑوﺟـود اﻟطﺎﻗـﺔ ﻣـن ﺣﯾـث‬ ‫ﻫو وﺟود‪ ،‬وﻣﻧﻬﺎ ﻣـﺎ ﯾﺗطﻠـب اﻹﺷـ‪3‬ﺎع وﻟﻛـن ‪3‬ﺷـ'ﻞ ﻏﯾـر ﺣﺗﻣـﻲ‪ ،‬ﻓـﺈذا ﻟـم ;ﺣﺻـﻞ اﻹﺷـ‪3‬ﺎع ﯾﻧـزﻋﺞ‬ ‫وﻟﻛﻧــﻪ ﯾ‪3‬ﻘــﻰ ﺣ; ـﺎً‪ ،‬ﻷﻧــﻪ ﯾﺗﻌﻠــ ‪3‬ﺣﺎﺟــﺎت اﻟطﺎﻗــﺔ ﻻ ﺑوﺟودﻫــﺎ‪ ،‬وﻟــذﻟك 'ﺎﻧــت اﻟطﺎﻗــﺔ اﻟﺣﯾو;ــﺔ ذات‬

‫ﺷﻘﯾن‪ :‬أﺣدﻫﻣﺎ ﯾﺗطﻠب اﻹﺷ‪3‬ﺎع اﻟﺣﺗﻣﻲ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ;طﻠ ﻋﻠ;ﻪ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺿـو;ﺔ‪ ،‬وذﻟـك 'ـﺎﻟﺟوع‬ ‫واﻟﻌطــش وﻗﺿــﺎء اﻟﺣﺎﺟــﺔ‪ ،‬وﺛﺎﻧﯾﻬﻣــﺎ ﯾﺗطﻠــب ﻣﺟــرد اﻹﺷــ‪3‬ﺎع‪ ،‬وﻫــذا ﻣــﺎ ;طﻠــ ﻋﻠ;ــﻪ اﻟﻐ ارﺋــز‪ ،‬وﻫــﻲ‬ ‫ﺛﻼث‪ :‬ﻏر‪8‬زة اﻟ‪3‬ﻘﺎء‪ ،‬وﻏر‪8‬زة اﻟﻧوع‪ ،‬وﻏر‪8‬زة اﻟﺗدﯾن‪.‬‬ ‫ﻫذا ﻫو اﻟﺣ ﻓﻲ اﻟﻐراﺋز‪ ،‬وﻫذا ﻫو اﻟﺣ ﻓﻲ اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬ﻓﻠو ﺳﻠك ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻐـرب اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ـﺔ‬ ‫ﺑﻧﻘﻞ اﻹﺣﺳﺎس ‪3‬ﺎﻹﻧﺳﺎن وأﻓﻌﺎﻟﻪ وﻓﺳروا ﻫذا اﻟواﻗﻊ أو ﻫذا اﻹﺣﺳﺎس ‪3‬ﺎﻟواﻗﻊ ‪3‬ﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ‬ ‫ﻻﻫﺗدوا ﻟﺣﻘ;ﻘﺔ ﻫذا اﻟواﻗﻊ‪ ،‬وﻟﻛن ﺳﻠو'ﻬم اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ‪ ،‬واﻋﺗ‪3‬ﺎرﻫم أن اﻹﻧﺳﺎن 'ﺎﻟﻣﺎدة‪ ،‬وظﻧﻬم‬ ‫أن ﻣﻼﺣظﺔ أﻓﻌﺎل اﻹﻧﺳﺎن ﻫﻲ 'ﻣﻼﺣظﺔ اﻟﻣﺎدة‪ ،‬ﺿﻠﻠﻬم ذﻟك ﻋن اﻟﺣﻘ;ﻘﺔ وﺧرﺟـوا ﺑﻬـذﻩ اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ‬ ‫اﻟﺧﺎطﺋ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﻐ ارﺋ ــز‪ ،‬وﻓ ــﻲ ﻏﯾرﻫ ــﺎ ﻣ ــن أ‪3‬ﺣ ــﺎث ﻋﻠ ــم اﻟ ــﻧﻔس‪ ،‬وﻗ ــﻞ ﻣﺛ ــﻞ ذﻟ ــك ﻓ;ﻣ ــﺎ ;ﺳ ــﻣﻰ ‪3‬ﻌﻠ ــم‬ ‫اﻻﺟﺗﻣــﺎع وﻋﻠــوم اﻟﺗر‪;H‬ــﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬــﺎ 'ﻠﻬــﺎ ﻟ;ﺳــت ﻣــن اﻟﻌﻠــوم‪ ،‬وﻫــﻲ ﻓــﻲ ﺟﻣﻠﺗﻬــﺎ ﺧطــﺄ ﻓــﻲ ﺧطــﺄ‪ ،‬ﻓﻬــذﻩ‬ ‫اﻷﺧطــﺎء اﻟﺗ ــﻲ ﺣﺻ ــﻠت ﻓــﻲ اﻟﻐ ــرب‪ ،‬ﻓ ــﻲ أرو‪3‬ــﺎ وأﻣر‪ '8‬ــﺎ واﻟﻣﻠﺣﻘ ــﺔ ﺑﻬــﺎ روﺳ ــ;ﺎ‪ ،‬أ‪ .‬ﻟ ــد‪ Z‬ﻋﻠﻣ ــﺎء‬ ‫اﻟﺷــﯾوﻋ;ﺔ‪ ،‬وﻟــد‪ Z‬ﻋﻠﻣــﺎء اﻟــﻧﻔس وﻋﻠﻣــﺎء اﻻﺟﺗﻣــﺎع وﻋﻠﻣــﺎء اﻟﺗر‪;H‬ــﺔ‪ ،‬ﻫــﻲ ﻧﺗﯾﺟــﺔ اﺗ‪3‬ــﺎﻋﻬم اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻣ; ــﺔ ﻓ ــﻲ ‪3‬ﺣـ ـث ' ــﻞ ﺷ ــﻲء‪ ،‬وﻣﻐ ــﺎﻻﺗﻬم ﻓ ــﻲ ﺗﻘ ــدﯾر اﻟطر‪8‬ﻘ ــﺔ اﻟﻌﻠﻣ; ــﺔ وﺗطﺑ;ﻘﻬ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ ﺟﻣ; ــﻊ‬ ‫اﻷ‪3‬ﺣــﺎث‪ ،‬وﻫــذا ﻫــو اﻟــذ‪ .‬أوﻗﻌﻬــم ﻓــﻲ اﻟﺧطــﺄ واﻟﺿــﻼل‪ ،‬وﻫــو ﯾوﻗــﻊ 'ــﻞ إﻧﺳــﺎن ;طﺑــ اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ ﻋﻠﻰ 'ﻞ ‪3‬ﺣث‪.‬‬ ‫إن اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ طر‪8‬ﻘــﺔ ﺻــﺣ;ﺣﺔ ﻓــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬وﻫــﻲ ﻟ;ﺳــت طر‪8‬ﻘــﺔ ﺧﺎطﺋــﺔ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬــﺎ طر‪8‬ﻘــﺔ‬ ‫ﺻــﺣ;ﺣﺔ ﻓــﻲ اﻟ‪3‬ﺣــث اﻟﻌﻠﻣــﻲ وﺣــدﻩ‪ ،‬ﻓﯾﺟــب أن ;ﺣﺻــر اﺳــﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟ‪3‬ﺣــث اﻟﻌﻠﻣــﻲ‪ ،‬أ‪ .‬ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﺗﺟر‪H‬ﺔ‪ ،‬واﻟﺧطﺄ ﻫو اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﯾر اﻷ‪3‬ﺣﺎث اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ‪ ،‬أ‪ .‬ﻓﻲ ﻏﯾر ‪3‬ﺣث‬ ‫اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﺗﺟر‪H‬ﺔ‪ ،‬ﻓﻣن اﻟﺧطﺄ واﻟﻐﻠ` أن ﺗطﺑ ﻓﻲ ‪3‬ﺣث وﺟﻬﺔ اﻟﻧظر ﻓـﻲ اﻟﺣ;ـﺎة‪ ،‬أ‪.‬‬ ‫ﻣــﺎ ;ﺳ ــﻣﻰ )‪3‬ﺎﻷﯾدﯾوﻟوﺟ; ــﺔ( وﻣ ــن اﻟﺧط ــﺄ أن ﺗطﺑ ــ ﻋﻠ ــﻰ اﻹﻧﺳ ــﺎن‪ ،‬أو ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣ ــﻊ‪ ،‬أو ﻋﻠ ــﻰ‬ ‫اﻟطﺑ;ﻌــﺔ‪ ،‬أو ﻓ ــﻲ أ‪3‬ﺣــﺎث اﻟﺗ ــﺎر‪8‬ﺦ‪ ،‬أو أ‪3‬ﺣــﺎث اﻟﻔﻘ ــﻪ‪ ،‬أو أ‪3‬ﺣــﺎث اﻟﺗﻌﻠ ــ;م‪ ،‬أو ﻣــﺎ ﺷ ــﺎﻛﻞ ذﻟــك ﻣ ــن‬ ‫اﻷ‪3‬ﺣ ــﺎث‪ .‬ﺑ ــﻞ ﯾﺟ ــب أن ﺗﺣﺻ ــر ﻓ ــﻲ اﻟ‪3‬ﺣ ــث اﻟﻌﻠﻣ ــﻲ ﻓﻘ ــ`‪ ،‬أ‪ .‬ﻓ ــﻲ ‪3‬ﺣ ــث اﻟﻣ ــﺎدة اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺧﺿ ــﻊ‬ ‫ﻟﻠﺗﺟر‪H‬ﺔ‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫واﻟﺧطــﺄ اﻟــذ‪ .‬ﺣﺻــﻞ‪ ،‬ﻓــﻲ ﺗطﺑﯾــ اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ ﻋﻠــﻰ 'ــﻞ ‪3‬ﺣــث‪ ،‬ﻧــﺎﺗﺞ ﻋــن ﺟﻌــﻞ اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ أﺳﺎﺳﺎً ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬ﻷن ﺟﻌﻠﻬﺎ أﺳﺎﺳـﺎً ﻓـﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﻫـو اﻟـذ‪ .‬ﺟـر إﻟـﻰ ﺟﻌﻠﻬـﺎ أﺻـﻼً ﯾﺑﻧـﻰ‬

‫ﻋﻠ;ﻪ‪ ،‬وﺟﻌﻠﻬﺎ أﺳﺎﺳﺎً ﻟﻛﻞ ‪3‬ﺣث‪ ،‬ﻓﺈن ﺟﻌﻠﻬﺎ أﺳﺎﺳﺎً ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر ﯾﺟر إﻟﻰ ﺗطﺑ;ﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ أ‪3‬ﺣـﺎث ﻻ‬

‫ﺗﻧطﺑ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ‪3' ،‬ﺣث اﻷﻧظﻣـﺔ و‪3‬ﺣـث اﻟﻐ ارﺋـز‪ ،‬و‪3‬ﺣـث اﻷدﻣﻐـﺔ‪ ،‬و‪3‬ﺣـث اﻟﺗﻌﻠـ;م وﻣـﺎ‬ ‫ﺷﺎﻛﻞ ذﻟك ﻣﻣﺎ أد‪ Z‬إﻟﻰ وﻗوع اﻷﺧطـﺎء اﻟﻔﺎﺣﺷـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻔ'ـرة اﻻﺷـﺗراﻛ;ﺔ وﻓ;ﻣـﺎ ;ﺳـﻣﻰ ‪3‬ﻌﻠـم اﻟـﻧﻔس‬ ‫وﻋﻠــوم اﻟﺗر‪;H‬ــﺔ وﻋﻠــم اﻻﺟﺗﻣــﺎع‪ .‬وﻓــوق ذﻟــك ﻓــﺈن ﺟﻌﻠﻬــﺎ أﺳﺎﺳـﺎً ﻓــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﯾﺧــرج أﻛﺛــر اﻟﻣﻌــﺎرف‬

‫واﻟﺣﻘﺎﺋ ﻋن اﻟ‪3‬ﺣث‪ ،‬و‪8‬ؤد‪ .‬إﻟﻰ اﻟﺣ'م ﻋﻠـﻰ ﻋـدم وﺟـود 'ﺛﯾـر ﻣـن اﻟﻣﻌـﺎرف اﻟﺗـﻲ ﺗـدرس واﻟﺗـﻲ‬ ‫ﺗﺗﺿﻣن ﺣﻘـﺎﺋ ‪ ،‬ﻣـﻊ أﻧﻬـﺎ ﻣوﺟـودة ‪3‬ﺎﻟﻔﻌـﻞ وﻣﻠﻣوﺳـﺔ ‪3‬ـﺎﻟﺣس‪ ،‬وأ;ﺿـﺎً ﻓﺈﻧـﻪ ﯾـؤد‪ .‬إﻟـﻰ إﻧ'ـﺎر 'ﺛﯾـر‬

‫ﻣن اﻟﻣوﺟودات‪.‬‬

‫ﻋﻠــﻰ أن اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ ظﻧ;ــﺔ‪ ،‬وﻗﺎﺑﻠ;ــﺔ اﻟﺧطــﺄ ﻓﯾﻬــﺎ أﺳــﺎس ﻣــن اﻷﺳــس اﻟﺗــﻲ ﯾﺟــب أن ﺗﻼﺣــ‪h‬‬ ‫ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺟوز أن ﺗﺗﺧذ أﺳﺎﺳﺎً ﻟﻠﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬وذﻟك أن اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ـﺔ ﺗوﺟـد ﻧﺗﯾﺟـﺔ ظﻧ;ـﺔ ﻋـن وﺟـود‬ ‫اﻟﺷــﻲء وﻋــن ﺣﻘ;ﻘﺗــﻪ وﻋــن ﺻــﻔﺗﻪ‪ .‬وﻫﻧــﺎك أﺷــ;ﺎء ﯾﺟــب أن ﺗﻛــون اﻟﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻋــن وﺟودﻫــﺎ ﻗطﻌ;ــﺔ‬ ‫ﺟﺎزﻣــﺔ‪ .‬ﻓــﻼ ;ﺻــﺢ أن ﺗﻛــون اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟظﻧ;ــﺔ أﺳﺎﺳـﺎً ﻟﻠوﺻــول إﻟــﻰ اﻟﻧﺗﯾﺟــﺔ اﻟﻘطﻌ;ــﺔ‪ ،‬وﻫــذا وﺣــدﻩ‬ ‫ٍ‬ ‫'ﺎف ﻟﺟﻌﻞ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟظﻧ;ﺔ ﻏﯾر ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻷن ﺗﻛون أﺳﺎﺳﺎً ﻟﻠﺗﻔ'ﯾر‪.‬‬ ‫وﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓـﺈن ﻟﻠﺗﻔ'ﯾـر طـر‪8‬ﻘﺗﯾن اﺛﻧﺗـﯾن ﻟـ;س ﻏﯾـر‪ ،‬ﻫﻣـﺎ اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ـﺔ‪ ،‬واﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ـﺔ‪ ،‬وﻻ‬

‫ﯾوﺟد ﻏﯾرﻫﻣﺎ ‪3‬ﻌد اﻟ‪3‬ﺣث واﻻﺳﺗﻘراء‪ ،‬واﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ـﺔ ﻻ ﺗﺻـﻠﺢ إﻻ ﻓـﻲ ﻓـرع ﻣـن ﻓـروع اﻟﻣﻌرﻓـﺔ‪،‬‬ ‫وﻫو ﻓرع ‪3‬ﺣث اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﺗﺟر‪H‬ﺔ‪ ،‬ﺑﺧﻼف اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ـﺔ ﻓﺈﻧﻬـﺎ ﺗﺻـﻠﺢ ﻟﻛـﻞ ‪3‬ﺣـث ﻣـن‬ ‫اﻷ‪3‬ﺣــﺎث‪ .‬ﻟــذﻟك ﻓﺈﻧــﻪ ﯾﺟــب أن ﺗﻛــون اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ ﻫــﻲ اﻷﺳــﺎس ﻓــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ .‬ﻓﻔــﻲ اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ‬ ‫ـﺎء ﺟدﯾــداً‪ ،‬و‪H‬واﺳــطﺔ اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ ﯾوﺟــد إدراك‬ ‫اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ ﯾﻧﺷــﺄ اﻟﻔ'ــر‪ ،‬و‪H‬ــدوﻧﻬﺎ ﻻ ﯾﻧﺷــﺄ ﻓ'ــر إﻧﺷـ ً‬ ‫اﻟﺣﻘــﺎﺋ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ ‪3‬ﺎﻟﻣﻼﺣظــﺔ واﻟﺗﺟر‪H‬ــﺔ واﻻﺳــﺗﻧﺗﺎج‪ ،‬أ‪ .‬ﺑواﺳــطﺗﻬﺎ ﺗوﺟــد اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ ﻧﻔﺳــﻬﺎ‪،‬‬ ‫و‪H‬واﺳطﺗﻬﺎ ﯾوﺟد إدراك اﻟﺣﻘـﺎﺋ اﻟﻣﻧطﻘ;ـﺔ‪ ،‬و‪H‬واﺳـطﺗﻬﺎ ﯾوﺟـد إدراك ﺣﻘـﺎﺋ اﻟﺗـﺎر‪8‬ﺦ وﺗﻣﯾﯾـز اﻟﺧطـﺄ‬ ‫ﻣن اﻟﺻواب ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬و‪H‬واﺳطﺗﻬﺎ ﺗوﺟد اﻟﻔ'رة اﻟﻛﻠ;ﺔ ﻋن اﻟﻛون واﻹﻧﺳﺎن واﻟﺣ;ﺎة وﻋن ﺣﻘﺎﺋ اﻟﻛون‬ ‫واﻹﻧﺳــﺎن واﻟﺣ;ــﺎة‪ .‬واﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ ﺗﻌطــﻲ ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻗطﻌ;ــﺔ ﻋــن وﺟــود اﻟﺷــﻲء‪ ،‬وﻫــﻲ ٕوان 'ﺎﻧــت‬ ‫ﺗﻌطﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ظﻧ;ﺔ ﻋن 'ﻧﻪ اﻟﺷﻲء وﺻـﻔﺗﻪ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬـﺎ ﺗﻌطـﻲ ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﻗطﻌ;ـﺔ ﻋـن وﺟـودﻩ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﻣـن‬ ‫ﺣﯾـث ﺣ'ﻣﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ وﺟــود اﻟﺷـﻲء ﻗطﻌ;ـﺔ ;ﻘﯾﻧ;ــﺔ‪ ،‬ﻓﯾﺟـب أن ﺗﺗﺧـذ ﻫــﻲ وﺣـدﻫﺎ أﺳﺎﺳـﺎً ﻟﻠ‪3‬ﺣــث‪ ،‬أ‪.‬‬

‫أﺳﺎﺳﺎً ‪3‬ﺎﻋﺗ‪3‬ـﺎر أن ﻧﺗﺎﺋﺟﻬـﺎ ﻗطﻌ;ـﺔ‪ .‬وﻋﻠـﻰ ﻫـذا ﻟـو ﺗﻌﺎرﺿـت ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﻋﻘﻠ;ـﺔ ﻣـﻊ ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﻋﻠﻣ;ـﺔ ﻋـن‬

‫وﺟــود اﻟﺷ ــﻲء ﺗؤﺧ ــذ اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻘﻠ; ــﺔ ﺣﺗﻣـ ـﺎً وﺗﺗــرك اﻟﻧﺗﯾﺟ ــﺔ اﻟﻌﻠﻣ; ــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﻌ ــﺎرض ﻣ ــﻊ اﻟﻧﺗﯾﺟ ــﺔ‬

‫اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ‪ .‬ﻷن اﻟﻘطﻌﻲ ﻫو اﻟذ‪ .‬ﯾؤﺧذ ﻻ اﻟظﻧﻲ‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫وﻣــن ﻫﻧــﺎ 'ــﺎن اﻟﺧطــﺄ اﻟﻣوﺟــود ﻫــو اﺗﺧــﺎذ اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ أﺳﺎﺳ ـﺎً ﻟﻠﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬وﺟﻌﻠﻬــﺎ َﺣ َ'ﻣ ـﺎً ﻓــﻲ‬

‫اﻟﺣ'م ﻋﻠﻰ اﻷﺷ;ﺎء‪ .‬ﻓﯾﺟب أن ;ﺻﺣﺢ ﻫذا اﻟﺧطﺄ‪ ،‬و‪8‬ﺟب أن ﺗﺻ‪3‬ﺢ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ ﻫﻲ أﺳﺎس‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾرﺟﻊ إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺣ'م ﻋﻠﻰ اﻷﺷ;ﺎء‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟ‪3‬ﺣث اﻟﻣﻧطﻘﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻟ;س طر‪8‬ﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﻫـو أﺳـﻠوب ﻣـن أﺳـﺎﻟﯾب اﻟ‪3‬ﺣـث اﻟﻣﺑﻧ;ـﺔ‬ ‫ﻋﻠــﻰ اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ‪ ،‬ﻷن اﻟ‪3‬ﺣــث اﻟﻣﻧطﻘــﻲ ﻫــو ﺑﻧــﺎء ﻓ'ــر ﻋﻠــﻰ ﻓ'ــر ‪3‬ﺣﯾــث ﯾﻧﺗﻬــﻲ إﻟــﻰ اﻟﺣــس‬ ‫واﻟوﺻول ﻋن طر‪ 8‬ﻫذا اﻟﺑﻧﺎء إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ .‬ﻣﺛﻞ‪ :‬ﻟوح اﻟﻛﺗﺎ‪3‬ﺔ ﺧﺷب‪ ،‬و'ﻞ ﺧﺷب ;ﺣﺗرق‪،‬‬ ‫ﻓﺗﻛون اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ أن ﻟوح اﻟﻛﺗﺎ‪3‬ﺔ ;ﺣﺗرق‪ ،‬وﻣﺛﻞ ﻟو 'ﺎن ﻓﻲ اﻟﺷﺎة اﻟﻣذﺑوﺣﺔ ﺣ;ﺎة ﻟﺗﺣر'ـت‪ ،‬ﻟﻛﻧﻬـﺎ ﻟـم‬ ‫ﺗﺗﺣرك‪ ،‬ﻓﺗﻛون اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ أﻧﻪ ﻻ ﺗوﺟد ﻓﻲ اﻟﺷﺎة اﻟﻣذﺑوﺣﺔ ﺣ;ﺎة‪ .‬وﻫ'ذا‪ .‬ﻓﻘد ﻗرﻧت ﻓﻲ اﻟﻣﺛـﺎل اﻷول‬ ‫ﻓ' ـرة 'ــﻞ ﺧﺷــب ;ﺣﺗــرق ﻣــﻊ ﻓ' ـرة ﻟــوح اﻟﻛﺗﺎ‪3‬ــﺔ ﺧﺷــب‪ ،‬ﻓﻧــﺗﺞ ﻋــن ﻫــذا اﻻﻗﺗ ـران أن ﻟــوح اﻟﻛﺗﺎ‪3‬ــﺔ‬ ‫;ﺣﺗــرق‪ .‬وﻗــرن ﻓــﻲ اﻟﻣﺛــﺎل اﻟﺛــﺎﻧﻲ 'ــون اﻟﺷــﺎة اﻟﻣذﺑوﺣــﺔ ﻟــم ﺗﺗﺣــرك ﻣــﻊ ﻓ'ـرة أن اﻟﺣ;ــﺎة ﻓــﻲ اﻟﺷــﺎة‬ ‫اﻟﻣذﺑوﺣــﺔ ﺗﺟﻌﻠﻬــﺎ ﺗﺗﺣــرك‪ ،‬ﻓﻧــﺗﺞ ﻋــن ﻫــذا اﻻﻗﺗ ـران أن اﻟﺷــﺎة اﻟﻣذﺑوﺣــﺔ ﻻ ﺗوﺟــد ﻓﯾﻬــﺎ ﺣ;ــﺎة‪ .‬ﻓﻬــذا‬ ‫اﻟ‪3‬ﺣث اﻟﻣﻧطﻘﻲ إذا 'ﺎﻧت ﻗﺿﺎ;ﺎﻩ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن اﻷﻓ'ﺎر اﻟﺗﻲ ﺟر‪ Z‬اﻗﺗراﻧﻬﺎ ﺻﺎدﻗﺔ ﺗﻛون اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ‬ ‫ﺻﺎدﻗﺔ‪ٕ ،‬واذا 'ﺎﻧت 'ﺎذ‪3‬ﺔ ﺗﻛون اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ 'ﺎذ‪3‬ـﺔ‪ .‬وﺷـر‪ a‬اﻟﻣﻘـدﻣﺎت أن ﺗﻧﺗﻬـﻲ 'ـﻞ ﻗﺿـ;ﺔ ﻣﻧﻬـﺎ إﻟـﻰ‬ ‫اﻟﺣس‪ .‬وﻟذﻟك ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ و;ﺣ'م ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣـس ﺣﺗـﻰ ;ﻔﻬـم ﺻـدﻗﻬﺎ‪ .‬وﻣـن ﻫﻧـﺎ 'ﺎﻧـت‬ ‫أﺳﻠو‪3‬ﺎً ﻣن اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﺑﻧ;ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ـﺔ‪ ،‬وﻓﯾﻬـﺎ ﻗﺎﺑﻠ;ـﺔ اﻟﻛـذب‪ ،‬وﻗﺎﺑﻠ;ـﺔ اﻟﻣﻐﺎﻟطـﺔ‪ ،‬و‪H‬ـدل‬ ‫أن ﯾﺧﺗﺑر ﺻـدق اﻟﻣﻧطـ ‪3‬ـﺎﻟرﺟوع إﻟـﻰ اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ـﺔ‪ ،‬اﻷوﻟـﻰ أن ﺗﺳـﺗﻌﻣﻞ اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟ‪3‬ﺣث اﺑﺗداء‪ ،‬وأن ﻻ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻷﺳﻠوب اﻟﻣﻧطﻘﻲ‪.‬‬ ‫وﻫﻧـﺎ ﻻ ﺑــد ﻣـن اﻟﺗﻧﺑ;ــﻪ إﻟــﻰ ﻣﺳـﺄﻟﺗﯾن‪ :‬إﺣــداﻫﻣﺎ‪ ،‬أن اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ـﺔ أﻫــم ﻣــﺎ ﻓﯾﻬـﺎ ﻫــو‪ :‬أﻧﻬــﺎ‬ ‫ﺗﻘﺗﺿــ;ك إذا أردت ‪3‬ﺣﺛـ ـﺎً أن ﺗﻣﺣــو ﻣ ــن ﻧﻔﺳــك ' ــﻞ رأ‪ .‬و'ــﻞ إ;ﻣ ــﺎن ﻟــك ﻓ ــﻲ ﻫــذا اﻟ‪3‬ﺣ ــث اﻟ ــذ‪.‬‬ ‫ﺗ‪3‬ﺣﺛﻪ‪ .‬وأن ﻫـذا ﻫـو اﻟـذ‪ .‬ﯾﺟﻌـﻞ اﻟ‪3‬ﺣـث ﺳـﺎﺋ اًر ﻓـﻲ اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ـﺔ‪ ،‬وﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻷﺳـﺎس ;ﻘوﻟـون‬

‫إن ﻫذا اﻟ‪3‬ﺣث ‪3‬ﺣث ﻋﻠﻣﻲ‪ ،‬وﻫـذا اﻟ‪3‬ﺣـث ;ﺳـﯾر ﺣﺳـب اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ـﺔ‪ .‬واﻟﺟـواب ﻋﻠـﻰ ﻫـذا ﻫـو‬ ‫أن ﻫــذا اﻟ ـرأ‪ .‬ﺻــﺣ;ﺢ‪ ،‬وﻟﻛﻧــﻪ ﻟــ;س ﻋﻠﻣ; ـﺎً‪ ،‬وﻻ ﻫــو ;ﺳــﯾر ﻓــﻲ اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ‪ .‬ﺑــﻞ ﻫــو ﻋﻘﻠــﻲ‬

‫و;ﺳﯾر ﻓﻲ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ‪ .‬وذﻟـك أن اﻟﻣوﺿـوع ﻟـ;س ﻣﺗﻌﻠﻘـﺎً ‪3‬ـﺎﻟرأ‪ .‬ﺑـﻞ ﻣﺗﻌﻠـ ‪3‬ﺎﻟ‪3‬ﺣـث‪ ،‬ﻓﺎﻟ‪3‬ﺣـث‬ ‫اﻟﻌﻘﻠﻲ ;'ون ﺑﻧﻘﻞ اﻟواﻗﻊ ﺑواﺳطﺔ اﻹﺣﺳﺎس إﻟﻰ اﻟـدﻣﺎغ‪ ،‬واﻟ‪3‬ﺣـث اﻟﻌﻠﻣـﻲ ;'ـون ﺑواﺳـطﺔ اﻟﺗﺟر‪H‬ـﺔ‬

‫واﻟﻣﻼﺣظــﺔ‪ .‬ﻫــذا ﻫــو اﻟــذ‪; .‬ﻣﯾــز اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ ﻋــن اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ‪.‬ﻓﺎﻟﺷــﻲء إذا أﺣﺳــﻪ اﻟﻣــرء‬ ‫;ﺣ'ــم ﺑوﺟــودﻩ ﺣﺳــب اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ‪ ،‬واﻟﺷــﻲء إذا ﻟــم ﺗــدل اﻟﺗﺟر‪H‬ــﺔ واﻟﻣﻼﺣظــﺔ ﻋﻠــﻰ وﺟــودﻩ ﻻ‬ ‫;ﺣ'ــم ﺑوﺟــودﻩ‪ .‬ﻓ'ــون اﻟﺧﺷــ‪3‬ﺔ ﺗﺣﺗــرق‪'; ،‬ﻔــﻲ ﻓــﻲ اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ أن ;ﺣــس ‪3‬ﺎﺣﺗراﻗﻬــﺎ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻓــﻲ‬ ‫اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ ﻻ ﺑد أن ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﺗﺟر‪H‬ـﺔ واﻟﻣﻼﺣظـﺔ ﺣﺗـﻰ ;ﺣ'ـم ‪3‬ﺄﻧﻬـﺎ ﺗﺣﺗـرق‪ .‬ﻓ'ـون ﻻ ﺑـد ﻣـن‬ ‫وﺟود ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ أﻣر ﻻ ﺑد ﻣﻧﻪ ﻓـﻲ اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ـﺔ‪ .‬وﺗﻔـرض اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ـﺔ اﻟﺗﺧﻠـﻲ ﻋـن‬ ‫‪24‬‬


‫اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت اﻟﺳ ــﺎ‪3‬ﻘﺔ‪ .‬ﻣ ــﻊ أﻧ ــﻪ ﻻ ;ﻣ' ــن أن ;ﺣﺻ ــﻞ ﺗﻔ'ﯾ ــر إﻻ إذا وﺟ ــدت‪ .‬وأﻣ ــﺎ اﻵراء اﻟﺳ ــﺎ‪3‬ﻘﺔ‬ ‫واﻹ;ﻣــﺎن اﻟﺳــﺎﺑ ﻓﺈﻧﻣــﺎ ;ﻘﺻــدون ‪3‬ــﻪ ﻣــﺎ ﻋﻧــدﻩ ﻣــن ﻣﻌﻠوﻣــﺎت وأﺣ'ــﺎم ﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ‪ .‬وﻟــذﻟك ﻓــﺈن ﻣوﺿــوع‬ ‫وﺟود آراء ﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻻ ;ﻘﺻد ‪3‬ﻪ اﻟرأ‪ .‬ﻣن ﺣﯾث ﻫو رأ‪ٕ ،.‬واﻧﻣﺎ ;ﻘﺻد ‪3‬ﻪ اﻟﺣ'م اﻟﺳﺎﺑ ‪ .‬ﻟـذﻟك ﻓـﺈن‬ ‫اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ـﺔ ﻟـ;س وﺟـود رأ‪ .‬ﺳـﺎﺑ أو إ;ﻣـﺎن ﺳـﺎﺑ ‪ٕ ،‬واﻧﻣـﺎ اﻟﻣﻘﺻـود ‪3‬ـﻪ اﻟﺣ'ـم‬

‫اﻟﺳــﺎﺑ 'ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﺗﻔﺳــر ﺑﻬــﺎ اﻟﺗﺣر‪H‬ــﺔ واﻟﻣﻼﺣظــﺔ‪ .‬ﻓــﺄﻫم ﻣــﺎ ﻓــﻲ اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ ﻫــو اﻟﺗﺟر‪H‬ــﺔ‬ ‫واﻟﻣﻼﺣظﺔ وﻟ;س اﻟرأ‪ .‬أو اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‪.‬‬ ‫وأﻣــﺎ اﻟ ـرأ‪ .‬اﻟﺳــﺎﺑ أو اﻹ;ﻣــﺎن اﻟﺳــﺎﺑ واﺳــﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻋﻧــد اﻟ‪3‬ﺣــث أو ﻋــدم اﺳــﺗﻌﻣﺎﻟﻪ‪ ،‬وﺗدﺧﻠــﻪ ﻓــﻲ‬ ‫اﻟ‪3‬ﺣــث أو ﻋــدم ﺗدﺧﻠــﻪ ﻓــﺈن ﺳــﻸﻣﺔ اﻟ‪3‬ﺣــث وﺻــﺣﺔ ﻧﺗﯾﺟــﺔ اﻟ‪3‬ﺣــث ﺗﻘﺗﺿــﻲ اﻟﺗﺧﻠــﻲ ﻋــن 'ــﻞ رأ‪.‬‬ ‫ﺳﺎﺑ ﻟﻠﻣوﺿوع‪ ،‬أ‪ .‬ﺗﻘﺗﺿﻲ اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋﻣﺎ ﻓﻲ ذﻫﻧﻪ ﻣـن آراء وأﺣ'ـﺎم ﻋـن اﻟﻣوﺿـوع اﻟـذ‪ .‬ﯾﺟـر‪.‬‬ ‫‪3‬ﺣﺛﻪ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾؤﺛر ﻋﻠ;ﻪ ﻓﻲ اﻟ‪3‬ﺣث وﻻ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟ‪3‬ﺣث‪ .‬ﻓﻣﺛﻼً ﻋﻧد‪ .‬رأ‪ .‬أﻧﻪ ﻻ ;ﻣ'ن‬

‫أن ﺗﺗوﺣد ﻓرﻧﺳﺎ وأﻟﻣﺎﻧ;ﺎ ﻓﻲ دوﻟﺔ واﺣدة وأن ;'وﻧﺎ أﻣـﺔ واﺣـدة‪ .‬ﻓﻌﻧـد اﻟ‪3‬ﺣـث ﻓـﻲ ﺗوﺣﯾـدﻫﻣﺎ ﻟ;'وﻧـﺎ‬ ‫أﻣﺔ واﺣدة ودوﻟﺔ واﺣـدة‪ ،‬ﻻ ;ﺻـﺢ أن ;'ـون ﻫـذا اﻟـرأ‪ .‬ﻣوﺟـوداً ﻋﻧـد اﻟ‪3‬ﺣـث ﻓـﻲ ﺗوﺣﯾـدﻫﻣﺎ‪ ،‬ﻷﻧـﻪ‬

‫;ﻔﺳــد ﻋﻠــﻲ اﻟ‪3‬ﺣــث و;ﻔﺳــد ﻋﻠــﻲ اﻟﻧﺗﯾﺟــﺔ‪ .‬وﻣــﺛﻼً ﻋﻧــد‪ .‬رأ‪3 .‬ــﺄن اﻟﻧﻬﺿــﺔ ﻻ ;ﻣ'ــن أن ﺗوﺟــد إﻻ‬

‫‪3‬ﺎﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻻﺧﺗراع واﻟﺗﻌﻠ;م‪ ،‬ﻓﻌﻧد اﻟ‪3‬ﺣث ﻓﻲ إﻧﻬﺎض ﺷـﻌﺑﻲ أو أﻣﺗـﻲ ﯾﺟـب أن أﺗﺧﻠـﻰ ﻋـن ﻫـذا‬

‫اﻟرأ‪ ..‬وﻣﺛﻼً ﻋﻧد‪ .‬رأ‪ .‬أن اﻟذرة أﺻﻐر ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة وأﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻧﻘﺳـم‪ .‬ﻓﻌﻧـد اﻟ‪3‬ﺣـث ﻓـﻲ ﺟﻌـﻞ‬

‫اﻟذرة ﺗﻧﺷطر وﺗﻧﻘﺳم ﻻ ﺑد أن أﻣﺣو ﻣن ﻧﻔﺳﻲ ﻫذا اﻟرأ‪ ..‬وﻫ'ذا ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾﺗﺧﻠﻰ اﻟﻣرء ﻋﻧد‬

‫اﻟ‪3‬ﺣــث ﻓــﻲ أ‪ .‬ﺷــﻲء‪ ،‬ﻋــن 'ــﻞ رأ‪ .‬ﺳـﺎﺑ ﻟــﻪ ﻋــن اﻟ‪3‬ﺣــث وﻋــن اﻟﺷــﻲء اﻟــذ‪ .‬ﯾر‪8‬ــد أن ﯾ‪3‬ﺣﺛــﻪ أو‬ ‫ﯾ‪3‬ﺣث ﻓ;ﻪ‪.‬‬ ‫إﻻ أن ﻫــذﻩ اﻵراء اﻟﺗــﻲ ﯾﺟــب أن ﯾﺗﺧﻠــﻰ ﻋﻧﻬــﺎ ﻋﻧــد اﻟ‪3‬ﺣــث ﯾﻧظــر ﻓﯾﻬــﺎ‪ ،‬ﻓــﺈن 'ﺎﻧــت آراء ﻗطﻌ;ــﺔ‬ ‫ﺛﺑﺗت ‪3‬ﺎﻟدﻟﯾﻞ اﻟﻘطﻌﻲ اﻟذ‪ .‬ﻻ ﯾﺗطرق إﻟ;ﻪ أدﻧﻰ ارﺗ;ﺎب‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﻻ ;ﺻـﺢ أن ﯾﺗﺧﻠـﻰ ﻋﻧـﻪ وﻻ ‪3‬ﺣـﺎل‬ ‫ﻣن اﻷﺣوال إذا 'ﺎن اﻟ‪3‬ﺣث اﻟذ‪ .‬ﯾ‪3‬ﺣﺛﻪ ظﻧ;ﺎً‪ ،‬و'ﺎﻧت اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗوﺻـﻞ إﻟﯾﻬـﺎ ظﻧ;ـﺔ‪ ،‬ﻷﻧـﻪ إذا‬

‫ﺗﻌﺎرض اﻟﻘطﻌﻲ واﻟظﻧﻲ ﯾؤﺧذ اﻟﻘطﻌﻲ و‪8‬رد اﻟظﻧﻲ‪ .‬ﻟذﻟك ﻻ ﺑد أن ﯾـﺗﺣ'م اﻟﻘطﻌـﻲ ‪3‬ـﺎﻟظﻧﻲ‪ .‬أﻣـﺎ‬

‫إذا 'ﺎن اﻟ‪3‬ﺣث ﻗطﻌ;ﺎً واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﺗوﺻـﻞ إﻟﯾﻬـﺎ ﻗطﻌ;ـﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺣـﺎل ﻻ ﺑـد أن ﯾﺗﺧﻠـﻰ‬ ‫ﻋــن 'ــﻞ رأ‪ .‬و'ــﻞ إ;ﻣــﺎن ﺳــﺎﺑ ‪ ،‬ﻓ ـﺎﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋــن 'ــﻞ رأ‪ .‬ﺳــﺎﺑ أﻣــر ﻻ ﺑــد ﻣﻧــﻪ ﻟﺳــﻸﻣﺔ اﻟ‪3‬ﺣــث‬ ‫وﺻﺣﺔ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ‪ ،‬إﻻ إﻧـﻪ إن 'ـﺎن اﻟ‪3‬ﺣـث ظﻧ;ـﺎً ﻓﺈﻧـﻪ ﻻ ;ﺻـﺢ أن ﯾﺗﺧﻠـﻰ ﻋﻧـد ‪3‬ﺣﺛـﻪ ﻟـﻪ ﻋـن اﻵراء‬

‫اﻟﻘﺎطﻌﺔ واﻹ;ﻣﺎن اﻟﺟﺎزم‪ .‬وﻟﻛن ﻻ ﺑد أن ﯾﺗﺧﻠﻰ ﻋن 'ﻞ رأ‪ .‬ظﻧﻲ ﺳﺎﺑ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع‪ .‬وﻫذا ﻻ‬ ‫ﻓرق ﻓ;ﻪ ﺑﯾن اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ واﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ـﺔ‪ .‬وآﻓـﺔ اﻷ‪3‬ﺣـﺎث إﻧﻣـﺎ ﻫـﻲ ﻓـﻲ ﺗـدﺧﻞ اﻵراء اﻟﺳـﺎ‪3‬ﻘﺔ‬ ‫ﻓﻲ اﻟ‪3‬ﺣث‪.‬‬ ‫وأﻣﺎ ﻣﺎ ;ﺳﻣﻰ ‪3‬ﺎﻟﻣوﺿـوﻋ;ﺔ‪ .‬ﻓﻬـو ﻟـ;س اﻟﺗﺧﻠـﻲ ﻋـن 'ـﻞ رأ‪ .‬ﺳـﺎﺑ ﻓﺣﺳـب‪ ،‬ﺑـﻞ ﺣﺻـر اﻟ‪3‬ﺣـث‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع اﻟذ‪ .‬ﯾ‪3‬ﺣث إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن 'ﻞ رأ‪ .‬ﺳﺎﺑ ‪ .‬ﻓﺣﯾن ﺗ‪3‬ﺣـث ﻓـﻲ ﺗﺣﻠﯾـﻞ ز‪8‬ـت‬ ‫‪25‬‬


‫اﻟز‪8‬ﺗــون ﻻ ;ﺻــﺢ أن ﯾﺗطــرق ﻟﻬــذا اﻟ‪3‬ﺣــث أ‪3 .‬ﺣــث آﺧــر وﻻ أ‪ .‬ﺷــﻲء آﺧــر وﻻ أ‪ .‬رأ‪ ..‬وﺣــﯾن‬ ‫ﺗ‪3‬ﺣـث ﻓـﻲ ﺳ;ﺎﺳـﺔ اﻟﺻــﻧﺎﻋﺔ ﻻ ;ﺻـﺢ أن ﯾﺗطـرق ﻟﻬـذا اﻟ‪3‬ﺣــث أ‪3 .‬ﺣـث آﺧـر وﻻ أ‪ .‬ﺷـﻲء آﺧــر‬ ‫وﻻ أ‪ .‬رأ‪ ..‬ﻓــﻼ ;ﻔ'ــر ‪3‬ﺎﻷﺳ ـواق‪ ،‬وﻻ ‪3‬ــﺎﻟر‪H‬ﺢ‪ ،‬وﻻ ﻓــﻲ اﻷﺧطــﺎر‪ ،‬وﻻ ﻓــﻲ أ‪ .‬ﺷــﻲء ﻏﯾــر ﺳ;ﺎﺳــﺔ‬ ‫اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‪ .‬وﺣﯾن ﺗ‪3‬ﺣث ﻓﻲ اﺳﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ a‬اﻟﺣ'م اﻟﺷرﻋﻲ‪ ،‬ﻻ ;ﺻﺢ أن ﺗﻔ'ر ﻓﻲ اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ‪ ،‬وﻻ‬ ‫ﻓــﻲ اﻟﺿــرر‪ ،‬وﻻ ﻓــﻲ رأ‪ .‬اﻟﻧــﺎس‪ ،‬وﻻ ﻓــﻲ أ‪ .‬ﺷــﻲء ﻏﯾــر اﻻﺳــﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ a‬ﻟﻠﺣ'ــم اﻟﺷــرﻋﻲ‪ .‬وﻫ'ــذا 'ــﻞ‬ ‫‪3‬ﺣــث ﻻ ﺑــد أن ;ﺣﺻــر اﻟــذﻫن ﻓــﻲ ﻣوﺿــوع اﻟ‪3‬ﺣــث‪ .‬ﻓﺎﻟﻣوﺿــوﻋ;ﺔ ﻟ;ﺳــت ﻫــﻲ ﻋــدم ﺗــدﺧﻞ اﻟـرأ‪.‬‬ ‫اﻟﺳﺎﺑ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ﻓﺣﺳب‪ ،‬ﺑﻞ ﻫﻲ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ذﻟك ﺣﺻر اﻟ‪3‬ﺣـث ﻓـﻲ اﻟﻣوﺿـوع ﻧﻔﺳـﻪ ٕوا‪3‬ﻌـﺎد‬

‫أ‪ .‬ﺷﻲء آﺧر ﻋﻧﻪ وﺣﺻر اﻟذﻫن ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع اﻟﻣ‪3‬ﺣوث ﻓﻘ`‪.‬‬

‫أﻣــﺎ اﻟﻣﺳــﺄﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧ;ــﺔ ﻓﻬــﻲ اﻟﻣﻧطــ ‪ ،‬إن اﻟﻣﻧطــ و'ــﻞ ﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠــ ‪3‬ــﻪ ﻓ;ــﻪ ﻗﺎﺑﻠ;ــﺔ اﻟﺧــداع وﻗﺎﺑﻠ;ــﺔ‬ ‫اﻟﺗﺿ ــﻠﯾﻞ‪ ،‬وﻫ ــو أﻛﺛ ــر ﻣ ــﺎ ;ﺿ ــر ﻓ ــﻲ اﻟﺗﺷـ ـر‪8‬ﻊ واﻟﺳ;ﺎﺳ ــﺔ‪ .‬ذﻟ ــك أن اﻟﻣﻧط ــ ﺗﺑﻧ ــﻰ ﻧﺗﺎﺋﺟ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ‬ ‫ﻣﻘدﻣﺎت‪ ،‬و'ذب ﻫذﻩ اﻟﻣﻘدﻣﺎت أو ﺻـدﻗﻬﺎ ﻟـ;س ﻣـن اﻟﺳـﻬﻞ إد ارﻛـﻪ ﻓـﻲ ﺟﻣ;ـﻊ اﻷﺣـوال‪ ،‬ﻟـذﻟك ﻗـد‬ ‫;'ـون 'ــذب إﺣــد‪ Z‬ﻫــذﻩ اﻟﻣﻘــدﻣﺎت ﺧﻔ;ـﺎً‪ ،‬أو ;'ـون ﺻــدﻗﻬﺎ ﻣﺑﻧ;ـﺎً ﻋﻠــﻰ ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﺧﺎطﺋــﺔ‪ ،‬ﻓﯾــؤد‪.‬‬

‫ذﻟــك إﻟــﻰ ﻧﺗــﺎﺋﺞ ﺧﺎطﺋــﺔ‪ .‬ﻋﻠــﻰ أن اﻟﻣﻧطــ ;ﻣ'ــن اﻟوﺻــول ‪3‬ــﻪ إﻟــﻰ ﻧﺗــﺎﺋﺞ ﻣﺗﻧﺎﻗﺿــﺔ ﻣﺛــﻞ‪ :‬اﻟﻘ ـرآن‬ ‫' ــﻼم ﷲ‪ ،‬و' ــﻼم ﷲ ﻗ ــد;م‪ ،‬ﻓ ــﺎﻟﻘرآن ﻗ ــد;م‪ .‬وﻋ'ﺳ ــﻬﺎ اﻟﻘـ ـرآن ' ــﻼم ﷲ ﻓ ــﻲ اﻟﻠﻐ ــﺔ اﻟﻌر‪ ;H‬ــﺔ‪ ،‬واﻟﻠﻐ ــﺔ‬ ‫اﻟﻌر‪;H‬ﺔ ﻣﺧﻠوﻗﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘرآن ﻣﺧﻠوق‪ .‬وﻗـد ﯾـؤد‪ .‬إﻟـﻰ ﻧﺗـﺎﺋﺞ ﻣﺿـﻠﻠﺔ ﻣﺛـﻞ‪ :‬اﻟﻣﺳـﻠﻣون ﻣﺗـﺄﺧرون‪ ،‬و'ـﻞ‬

‫ﻣﺗﺄﺧر ﻣﻧﺣ`‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺳﻠﻣون ﻣﻧﺣطـون‪ .‬وﻫ'ـذا ﺗﺟـد أن أﺧطـﺎر اﻟﻣﻧطـ أﺧطـﺎر ﻓظ;ﻌـﺔ‪ ،‬ﻓﻘـد ﺗـؤد‪.‬‬ ‫إﻟــﻰ اﻟﺧطــﺄ‪ ،‬وﻗــد ﺗــؤد‪ .‬إﻟــﻰ اﻟﺿــﻼل‪ ،‬ﺑــﻞ ﻗــد ﺗــؤد‪ .‬إﻟــﻰ اﻟــدﻣﺎر‪ .‬واﻟﺷــﻌوب واﻷﻣــم اﻟﺗ ـﻲ ﺗﻌﻠﻘــت‬ ‫‪3‬ﺎﻟﻣﻧط ﺣﺎل اﻟﻣﻧط ﺑﯾﻧﻬـﺎ و‪H‬ـﯾن رﻓﻌـﺔ اﻟﺣ;ـﺎة‪ .‬ﻟـذﻟك ﻓـﺈن اﻟﻣﻧطـ ٕوان 'ـﺎن أﺳـﻠو‪3‬ﺎً ﻣـن أﺳـﺎﻟﯾب‬ ‫اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ أﺳﻠوب ﻋﻘـ;م‪ ،‬ﺑـﻞ أﺳـﻠوب ﻣﺿـر‪ ،‬وﺧطـرﻩ ﺧطـر ﻣـدﻣر‪ .‬وﻟـذﻟك ﻻ ﺑـد ﻣـن‬ ‫ﻧﺑذﻩ‪ ،‬ﺑﻞ ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺣذر ﻣﻧﻪ‪ ،‬واﻟﺣﯾﻠوﻟﺔ ﺑﯾﻧﻪ و‪H‬ﯾن اﻟﻧﺎس‪.‬‬ ‫واﻷﺳﻠوب اﻟﻣﻧطﻘـﻲ ٕوان 'ـﺎن أﺳـﻠو‪3‬ﺎً ﻣـن أﺳـﺎﻟﯾب اﻟطر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ـﺔ وﻟﻛﻧـﻪ أﺳـﻠوب ﻣﻌﻘـد‪ ،‬وأﺳـﻠوب‬ ‫ﻓ;ﻪ ﻗﺎﺑﻠ;ﺔ اﻟﺧداع واﻟﺗﺿﻠﯾﻞ وﻗد ﯾوﺻﻞ إﻟﻰ ﻋ'س اﻟﺣﻘـﺎﺋ اﻟﺗـﻲ ﯾـراد إدراﻛﻬـﺎ‪ .‬وﻓـوق ذﻟـك ﻓﺈﻧـﻪ‪-‬‬ ‫ﺳـواء اﺣﺗـﺎج إﻟــﻰ ﺗﻌﻠـم ﻋﻠـم اﻟﻣﻧطــ أو 'ـﺎن ﻣﻧطﻘ;ـﺎً ﻓطـرة‪ -‬ﻻ ;ﺻـﻞ إﻟـﻰ اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ ﻣـن اﻹﺣﺳــﺎس‬ ‫‪3‬ﺎﻟواﻗﻊ رأﺳﺎً‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﯾﻧﺗﻬﻲ ‪3‬ﺎﻹﺣﺳﺎس ‪3‬ﺎﻟواﻗﻊ‪ ،‬وﻟذﻟك ;'ﺎد ;'ون طر‪8‬ﻘﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬و‪3‬ﻣﺎ أن‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻟ;س ﻟﻪ إﻻ طر‪8‬ﻘﺗﺎن اﺛﻧﺗﺎن ﻟ;س ﻏﯾر‪ ،‬ﻓﺈن اﻷوﻟﻰ ﺗﺟﻧب ﻫذا اﻷﺳـﻠوب‪ ،‬واﻷﺳـﻠم ﻟﻠوﺛـوق‬ ‫‪3‬ﺻﺣﺔ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ أن ﻧﺳﺗﻌﻣﻞ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ اﻟﻣ‪3‬ﺎﺷرة‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ;ﺿﻣن ﻓﯾﻬﺎ ﺻﺣﺔ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ‪.‬‬ ‫وﻣﻬﻣــﺎ ;'ــن ﻣــن أﻣــر ﻓــﺈن اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟطﺑ;ﻌ;ــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬واﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﺟــب أن ﺗﻛــون ﻫــﻲ‬ ‫اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻷﺳﺎﺳ;ﺔ‪ ،‬إﻧﻣﺎ ﻫﻲ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ـﺔ‪ .‬وﻫـﻲ طر‪8‬ﻘـﺔ اﻟﻘـرآن‪ ،‬و‪3‬ﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﻫـﻲ طر‪8‬ﻘـﺔ اﻹﺳـﻼم‪.‬‬ ‫وﻧظـ ـرة ﻋﺎﺟﻠ ــﺔ ﻟﻠﻘـ ـرآن ﺗُــر‪ .‬أﻧ ــﻪ ﺳ ــﻠك اﻟطر‪8‬ﻘ ــﺔ اﻟﻌﻘﻠ; ــﺔ‪ ،‬ﺳـ ـواء ﻓ ــﻲ إﻗﺄﻣ ــﺔ اﻟﺑرﻫ ــﺎن‪ ،‬أو ﻓ ــﻲ ﺑ; ــﺎن‬ ‫اﻷﺣ'ﺎم‪ .‬اﻧظر إﻟﻰ اﻟﻘرآن ﺗﺟدﻩ ;ﻘول ﻓﻲ اﻟﺑرﻫﺎن‪" :‬ﻓﻠﯾﻧظر اﻹﻧﺳﺎن ﻣم ﺧﻠ " "أﻓﻼ ﯾﻧظـرون إﻟـﻰ‬ ‫‪26‬‬


‫اﻹﺑﻞ 'ﯾﻒ ﺧﻠﻘت" "وآ;ﺔ ﻟﻬم اﻟﻠﯾﻞ ﻧﺳﻠﺦ ﻣﻧﻪ اﻟﻧﻬﺎر ﻓﺈذا ﻫم ﻣظﻠﻣـون" "ﻣـﺎ اﺗﺧـذ ﷲ ﻣـن وﻟـد وﻣـﺎ‬ ‫'ﺎن ﻣﻌﻪ ﻣن إﻟﻪ‪ ،‬إذاً ﻟذﻫب 'ﻞ إﻟﻪ ‪3‬ﻣﺎ ﺧﻠ وﻟﻌﻼ ‪3‬ﻌﺿـﻬم ﻋﻠـﻰ ‪3‬ﻌـض" "إن اﻟـذﯾن ﺗـدﻋون ﻣـن‬ ‫دون ﷲ ﻟــن ﯾﺧﻠﻘ ـوا ذ‪3‬ﺎ‪ 3‬ـﺎً وﻟــو اﺟﺗﻣﻌ ـوا ﻟــﻪ‪ٕ ،‬وان ;ﺳــﻠﺑﻬم اﻟــذ‪3‬ﺎب ﺷــﯾﺋﺎً ﻻ ;ﺳــﺗﻧﻘذوﻩ ﻣﻧــﻪ‪ ،‬ﺿــﻌﻒ‬

‫اﻟطﺎﻟـب واﻟﻣطﻠــوب" "ﻟـو 'ــﺎن ﻓﯾﻬﻣـﺎ آﻟﻬــﺔ إﻻ ﷲ ﻟﻔﺳـدﺗﺎ" إﻟــﻰ ﻏﯾـر ذﻟــك ﻣـن اﻵ;ــﺎت‪ ،‬و'ﻠﻬـﺎ ﺗــﺄﻣر‬ ‫‪3‬ﺎﺳ ــﺗﻌﻣﺎل اﻟﺣ ــس ﻟﻧﻘ ــﻞ اﻟواﻗ ــﻊ ﺣﺗ ــﻰ ;ﺻ ــﻞ إﻟ ــﻰ اﻟﻧﺗﯾﺟ ــﺔ اﻟﺻ ــﺣ;ﺣﺔ‪ .‬وﺗﺟ ــدﻩ ;ﻘ ــول ﻓ ــﻲ اﻷﺣ' ــﺎم‬ ‫"ﺣرﻣت ﻋﻠ;'م أﻣﻬﺎﺗﻛم" "ﺣرﻣت ﻋﻠ;'م اﻟﻣﯾﺗﺔ" "'ﺗب ﻋﻠ;'م اﻟﻘﺗﺎل وﻫو 'رﻩ ﻟﻛم" "ﻓﻣن ﺷـﻬد ﻣـﻧ'م‬ ‫اﻟﺷــﻬر ﻓﻠ;ﺻــﻣﻪ" "وﺷــﺎورﻫم ﻓــﻲ اﻷﻣــر" "أوﻓـوا ‪3‬ــﺎﻟﻌﻘود" "ﺑـراءة ﻣــن ﷲ ورﺳــوﻟﻪ إﻟــﻰ اﻟــذﯾن ﻋﺎﻫــدﺗم‬ ‫ﻣــن اﻟﻣﺷــر'ﯾن" "أﺣــﻞ ﷲ اﻟﺑ;ــﻊ وﺣــرم اﻟر‪H‬ــﺎ" "ﻓﻘﺎﺗــﻞ ﻓــﻲ ﺳــﺑﯾﻞ ﷲ ﻻ ﺗﻛﻠــﻒ إﻻ ﻧﻔﺳــك" "ﺣــرض‬ ‫اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﻋﻠـﻰ اﻟﻘﺗـﺎل" "اﻧ'ﺣـوا ﻣـﺎ طـﺎب ﻟﻛـم ﻣـن اﻟﻧﺳـﺎء ﻣﺛﻧـﻰ وﺛـﻼث ور‪H‬ـﺎع" "ﻓـﺈن أرﺿـﻌن ﻟﻛـم‬ ‫ﻓــﺂﺗوﻫن أﺟــورﻫن" إﻟــﻰ ﻏﯾــر ذﻟــك ﻣــن اﻵ;ــﺎت‪ ،‬و'ﻠﻬــﺎ ﺗﻌطــﻲ أﺣ'ﺎﻣـﺎً ﻣﺣﺳوﺳــﺔ ﻟوﻗــﺎﺋﻊ ﻣﺣﺳوﺳــﺔ‪،‬‬

‫وﻓﻬﻣﻬﺎ‪ ،‬ﺳواء ﻟﻠﺣ'م أو ﻟﻠواﻗﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ اﻟﺣ'م‪ ،‬إﻧﻣﺎ ;ﺄﺗﻲ ‪3‬ﺎﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ـﺔ‪ .‬أ‪ .‬أن اﻟﺗﻔ'ﯾـر‬

‫ﺑﻬﺎ و‪H‬ﺗطﺑ;ﻘﻬﺎ إﻧﻣﺎ ;'ون ‪3‬ﺎﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ‪ ،‬و‪3‬ﺎﻷﺳﻠوب اﻟﻣ‪3‬ﺎﺷر ﻻ ‪3‬ﺎﻷﺳﻠوب اﻟﻣﻧطﻘﻲ‪ .‬وﻣﺎ ﯾﺗوﻫم‬ ‫ﻓ;ﻪ ‪3‬ﺄﻧﻪ ﺟﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻠوب اﻟﻣﻧطﻘﻲ‪ ،‬ﻣن ﻣﺛﻞ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰ‪" :‬ﻟـو 'ـﺎن ﻓﯾﻬﻣـﺎ آﻟﻬـﺔ إﻻ ﷲ ﻟﻔﺳـدﺗﺎ"‬ ‫ﻓﺈﻧﻪ ﺟﺎء 'ذﻟك ‪3‬ﺎﻷﺳـﻠوب اﻟﻣ‪3‬ﺎﺷـر‪ ،‬ﻓﻠـم ;ـﺄت ‪3‬ﻣﻘـدﻣﺎت‪ ،‬ﺑـﻞ ﺟـﺎء ‪3‬طﻠـب اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﯾﻧﻘـﻞ اﻹﺣﺳـﺎس‬ ‫ﻣ‪3‬ﺎﺷرة إﻟﻰ اﻟدﻣﺎغ‪ ،‬وﻟ;س ﻋن طر‪ 8‬ﻣﻘدﻣﺎت ﻣر‪H‬و‪3 a‬ﻌﺿﻬﺎ ﺑ‪3‬ﻌض‪.‬‬ ‫وﻋﻠــﻰ ذﻟــك ﻓــﺈن اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ وﺣــدﻫﺎ ﻫــﻲ اﻟﺗــﻲ ﯾﺟــب أن ;ﺳــﯾر ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﻧــﺎس‪ٕ ،‬وان اﻷﺳــﻠوب‬

‫اﻟﻣ‪3‬ﺎﺷر ﻫو اﻷﺳﻠم ﻟﻠﺳﯾر ﻋﻠ;ﻪ وذﻟك ﺣﺗﻰ ;'ـون اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﺻـﺣ;ﺣﺎً‪ ،‬وﺗﻛـون ﻧﺗﯾﺟـﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾـر أﻗـرب‬

‫إﻟــﻰ اﻟﺻ ـواب ﻓ;ﻣــﺎ ﻫــو ظﻧــﻲ‪ ،‬وﻗﺎطﻌــﺔ ‪3‬ﺷــ'ﻞ ﺟــﺎزم ﻓ;ﻣــﺎ ﻫــو ﻗطﻌــﻲ‪ ،‬ﻷن اﻟﻣﺳــﺄﻟﺔ 'ﻠﻬــﺎ ﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ‬ ‫‪3‬ﺎﻟﺗﻔ'ﯾر‪ .‬وﻫـو أﻏﻠـﻰ ﻣـﺎ ﻟـد‪ Z‬اﻹﻧﺳـﺎن‪ ،‬وأﻏﻠـﻰ ﺷـﻲء ﻓـﻲ اﻟﺣ;ـﺎة‪ ،‬وﺗﺗوﻗـﻒ ﻋﻠ;ـﻪ ';ﻔ;ـﺔ اﻟﺳـﯾر ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﺣ;ﺎة‪ .‬وﻟذﻟك ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺣرص ﻋﻠ;ﻪ ‪3‬ﺎﻟﺣرص ﻋﻠﻰ طر‪8‬ﻘﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾر‪.‬‬ ‫واﻟﺗﻔ'ﯾـر –ﺳـواء ﻓـﻲ ﻓﻬــم اﻟﺣﻘــﺎﺋ ‪ ،‬أو ﻓـﻲ ﻓﻬــم اﻟﺣـوادث‪ ،‬أو ﻓــﻲ ﻓﻬــم اﻟﻧﺻـوص‪ ،‬أ‪ .‬ﺳـواء ﻓــﻲ‬ ‫اﻹدراك أو ﻓ ــﻲ اﻟﻔﻬ ــم‪ -‬ﻓﺈﻧ ــﻪ ﻧظـ ـ اًر ﻟﻠﺗﺟ ــدد اﻟ ــداﺋم‪ ،‬وﻟﻠﺗﻧ ــوع اﻟﻣﺗﻌ ــدد؛ ﻋرﺿ ــﺔ ﻟﻼﻧ ــزﻻق وﻋرﺿ ــﺔ‬

‫ﻟﻼﺑﺗﻌــﺎد‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻓﺈﻧــﻪ ﻻ ;'ﻔــﻲ أن ﯾ‪3‬ﺣــث ﻓــﻲ طر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ .‬ﺑــﻞ ﻻ ﺑــد أن ﯾ‪3‬ﺣــث اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻧﻔﺳــﻪ‬ ‫‪3‬ﺷــ'ﻞ ﻣﻔﺗــوح‪ ،‬ﻓــﻲ ﻣﺧﺗﻠــﻒ اﻷﺣ ـوال واﻟﺣ ـوادث واﻷﺷــ;ﺎء‪ ،‬ﻓﯾ‪3‬ﺣــث اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓ;ﻣــﺎ ;ﺻــﺢ أن ﯾﺟــر‪.‬‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻓ;ﻪ وﻓ;ﻣﺎ ﻻ ;ﺻﺢ أن ﯾﺟر‪ .‬ﻓ;ـﻪ‪ .‬و‪38‬ﺣـث اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﻓـﻲ اﻟﻛـون واﻹﻧﺳـﺎن واﻟﺣ;ـﺎة‪ ،‬و‪38‬ﺣـث‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻓﻲ اﻟﻌ;ش‪ ،‬و‪38‬ﺣث اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﻘﺎﺋ ‪ ،‬و‪38‬ﺣث اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻓـﻲ اﻷﺳـﺎﻟﯾب‪ ،‬و‪38‬ﺣـث اﻟﺗﻔ'ﯾـر‬ ‫ﻓﻲ اﻟوﺳﺎﺋﻞ‪ ،‬و‪38‬ﺣث اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﻓـﻲ اﻟﻐﺎ;ـﺎت واﻷﻫـداف‪ ،‬إﻟـﻰ ﻏﯾـر ذﻟـك ﻣﻣـﺎ ﯾﺗﺻـﻞ ‪3‬ـﺎﻟﺗﻔ'ﯾر‪ٕ ،‬واﻟـﻰ‬

‫ﺟﺎﻧب ذﻟك ﻻ ﺑد أن ﯾ‪3‬ﺣث اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟـذ‪ .‬ﻫـو ﻓﻬـم ﻟﻠﻛـﻼم اﻟـذ‪; .‬ﺳـﻣﻊ‪ ،‬واﻟﻛـﻼم اﻟـذ‪; .‬ﻘـرأ‪ ،‬أ‪ .‬ﻻ‬ ‫ﺑد أن ﯾ‪3‬ﺣث اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻓﻲ ﻓﻬم اﻟﻧﺻوص‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫أﻣﺎ اﻟ‪3‬ﺣث ﻓ;ﻣﺎ ;ﺻﺢ أن ﯾﺟر‪ .‬ﻓ;ﻪ اﻟﺗﻔ'ﯾر وﻣﺎ ﻻ ;ﺻﺢ أن ﯾﺟر‪ .‬ﻓ;ﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺑداﻫﺗﻪ ﻋﻘدة‬ ‫اﻟﻌﻘد‪ ،‬وﻣﻧزﻟ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﺎس ﺣﺗﻰ اﻟﻣﻔ'ر‪8‬ن‪ .‬أﻣـﺎ ﺑداﻫﺗـﻪ ﻓـﺈن ﺗﻌر‪8‬ـﻒ اﻟﻌﻘـﻞ‪ ،‬أو ﻣﻌرﻓـﺔ ﻣﻌﻧـﻰ‬ ‫اﻟﻌﻘﻞ ﻣﻌرﻓﺔ ﺟﺎزﻣﺔ‪ ،‬ﺗﻘﺿﻲ ﺑداﻫﺔ ‪3‬ـﺄن اﻟﺗﻔ'ﯾـر إﻧﻣـﺎ ﯾﺟـر‪ .‬ﻓ;ﻣـﺎ ﻫـو واﻗـﻊ أو ﻟـﻪ واﻗـﻊ‪ ،‬وﻻ ;ﺻـﺢ‬ ‫أن ﯾﺟـر‪ .‬ﻓـﻲ ﻏﯾــر اﻟواﻗـﻊ اﻟﻣﺣﺳـوس‪ ،‬ﻷن ﻋﻣﻠ;ــﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﻫــﻲ ﻧﻘـﻞ اﻟواﻗـﻊ ﺑواﺳــطﺔ اﻟﺣـواس إﻟــﻰ‬ ‫اﻟدﻣﺎغ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻟم ;'ن ﻫﻧﺎك واﻗﻊ ﻣﺣﺳوس‪ ،‬ﻓـﺈن اﻟﻌﻣﻠ;ـﺔ اﻟﻔ'ر‪8‬ـﺔ ﻻ ;ﻣ'ـن أن ﺗﺣﺻـﻞ‪ ،‬ﻓـﺈن اﻧﺗﻔـﺎء‬ ‫ـدة اﻟﻌﻘـد ﻓـﺈن‬ ‫اﻟﺣس ‪3‬ﺎﻟواﻗﻊ ﯾﻧﻔﻲ وﺟود اﻟﺗﻔ'ﯾر و‪8‬ﻧﻔـﻲ إﻣ'ﺎﻧ;ـﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾـر‪ .‬وأﻣـﺎ 'ـون اﻟ‪3‬ﺣـث ﻓ;ـﻪ ﻋﻘ َ‬ ‫اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻔ'ر‪8‬ن ﻗد ﺟر‪3 Z‬ﺣﺛﻪ ﻓﻲ ﻏﯾر اﻟواﻗﻊ‪ .‬وﻣﺎ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧ;ـﺔ 'ﻠﻬـﺎ إﻻ ‪3‬ﺣﺛـﺎً ﻓـﻲ ﻏﯾـر‬

‫اﻟواﻗﻊ‪ ،‬وﻣﺎ أ‪3‬ﺣﺎث ﻋﻠﻣﺎء اﻟﺗر‪;H‬ﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺳ;م اﻟدﻣﺎغ إﻻ ‪3‬ﺣﺛﺎً ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﺣﺳوس‪ .‬وﻣﺎ ‪3‬ﺣث اﻟﻛﺛﯾر‬ ‫ﻣن ﻋﻠﻣـﺎء اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن ﻓـﻲ ﺻـﻔﺎت ﷲ وﻓـﻲ أوﺻـﺎف اﻟﺟﻧـﺔ واﻟﻧـﺎر واﻟﻣﻼﺋ'ـﺔ إﻻ ‪3‬ﺣﺛـﺎً ﻓ;ﻣـﺎ ﻻ ;ﻘـﻊ‬

‫ﻋﻠ;ــﻪ اﻟﺣــس‪ .‬ﺛــم إن اﻟﻧــﺎس ‪3‬ﺷــ'ﻞ ﻋــﺎم ;ﻐﻠــب ﻋﻠــﻰ أﺧــذﻫم 'ﺛﯾـ اًر ﻣــن اﻷﻓ'ــﺎر وﻋﻠــﻰ ﺗﻔ'ﯾــرﻫم ﻓــﻲ‬

‫'ﺛﯾــر ﻣــن اﻷﻣــور‪ ،‬اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓــﻲ ﻏﯾــر اﻟواﻗــﻊ‪ ،‬أو ﻓــﻲ ﻏﯾــر ﻣــﺎ ;ﻘــﻊ ﻋﻠ;ــﻪ اﻟﺣــس‪ .‬وﻣــن ﻫﻧــﺎ 'ــﺎن‬ ‫اﻟ‪3‬ﺣث ﻓ;ﻣﺎ ;ﺻﺢ أن ﯾﺟر‪ .‬ﻓ;ﻪ اﻟﺗﻔ'ﯾر وﻣﺎ ﻻ ;ﺻﺢ ﻫو ﻋﻘدة اﻟﻌﻘد‪.‬‬

‫إﻻ إﻧﻪ ﻣـﻊ ذﻟـك‪ ،‬وﻣـﻊ وﺟـود اﻟﻣﻌـﺎرف اﻟﻛﺛﯾـرة‪ ،‬واﻟﻣﺣﺗرﻣـﺔ‪ ،‬واﻟﻣﺟـزوم ﺑﻬـﺎ ﻋﻘﯾـدة‪ ،‬ﻣﻣـﺎ ﻻ ;ﺻـﺢ‬ ‫أن ﯾﺟر‪ .‬ﻓ;ﻪ اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬ﻓﺈن ﺗﻌر‪8‬ﻒ اﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬واﺗﺧﺎذ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ أﺳﺎﺳﺎً ﻟﻠﺗﻔ'ﯾـر‪; ،‬ﻘﺿـﻲ ‪3‬ـﺄن ﻣـﺎ‬ ‫ﻫــو ﻟــ;س واﻗﻌـﺎً‪ ،‬وﻣــﺎ ﻟــ;س ﻣﻣــﺎ ;ﻘــﻊ ﻋﻠ;ــﻪ اﻟﺣــس ﻻ ;ﺻــﺢ أن ﯾﺟــر‪ .‬اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓ;ــﻪ‪ ،‬وﻻ ;ﺻــﺢ أن‬

‫;ﺳــﻣﻰ ﻣ ــﺎ ﯾﺟــر‪ .‬ﻓ; ــﻪ ﻋﻣﻠ; ــﺔ ﻋﻘﻠ;ــﺔ‪ .‬ﻓﻣ ــﺛﻼً اﻟﻘ ــول ‪3‬ﺎﻟﻌﻘــﻞ اﻷول واﻟﻌﻘ ــﻞ اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ اﻟــﺦ ﻫ ــو ﻣﺟ ــرد‬

‫ﺗﺧ;ﻼت وﻓـروض‪ .‬ﻓﺈﻧﻬـﺎ ﻟ;ﺳـت واﻗﻌـﺎً وﻗـﻊ ﻋﻠ;ـﻪ اﻟﺣـس‪ ،‬وﻻ ﻣﻣـﺎ ;ﻣ'ـن أن ;ﻘـﻊ ﻋﻠ;ـﻪ اﻹﺣﺳـﺎس‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻣﺧﯾﻠــﺔ ﻫــﻲ اﻟﺗــﻲ ﺗﺧﯾﻠــت‪ ،‬وﻓرﺿــت ﻓروﺿ ـﺎً ﻧظر‪8‬ــﺔ‪ ،‬وﺗوﺻــﻠت إﻟــﻰ ﻧﺗــﺎﺋﺞ‪ ،‬ﻓﻬــو ﻟــ;س ﻋﻣﻠ;ــﺔ‬

‫ﻋﻘﻠ;ﺔ‪ .‬واﻟﺗﺧﯾﻞ ﻟ;س ﺗﻔ'ﯾ اًر‪ ،‬وﺣﺗﻰ اﻟﻔروض 'ﻠﻬﺎ وﻟو 'ﺎﻧت ﻓروﺿﺎً ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟر‪8‬ﺎﺿ;ﺔ‪ ،‬ﻟ;ﺳـت‬

‫ﺗﻔ'ﯾ ـ اًر وﻻ ﻋﻣﻠ;ــﺔ ﻋﻘﻠ;ــﺔ‪ .‬وﻋﻠــﻰ ﻫــذا ﻓﺈﻧــﻪ ;ﻣ'ــن أن ;ﻘــﺎل إن اﻟﻔﻠﺳــﻔﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧ;ــﺔ 'ﻠﻬــﺎ ﻟ;ﺳــت ﻣــن‬

‫اﻷﻓ'ــﺎر‪ ،‬وﻻ ﺟــرت ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﻌﻣﻠ;ــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ‪ ،‬ﻓــﻼ ;ﺻــﺢ أن ﺗﻌﺗﺑــر ﻧﺗــﺎﺋﺞ ﻟﻠﺗﻔ'ﯾر‪.‬ﻷﻧــﻪ ﻟــم ﯾﺟــر ﻓﯾﻬــﺎ‬ ‫ﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬وﻻ وﺟدت ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻣﻠ;ﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ‪ .‬ﻓﻬﻲ ﻣﺟرد ﺗﺧ;ﻼت وﻓروض‪.‬‬ ‫وﻣﺛﻼً اﻟﻘول ‪3‬ﺄن اﻟدﻣﺎغ ﻣﻘﺳم إﻟﻰ أﻗﺳﺎم‪ ،‬وأن 'ﻞ ﻗﺳم ﻣﻧﻬـﺎ ﻣﺧـﺗص ‪3‬ﻌﻠـم ﻣـن اﻟﻌﻠـوم اﻟـﺦ 'ﻠﻬـﺎ‬

‫ﻣﺟرد ﺗﺧ;ﻼت وﻓروض‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻟ;ﺳت واﻗﻌﺎً‪ ،‬ﻷن واﻗﻊ اﻟدﻣﺎغ اﻟﻣﺣﺳوس أﻧﻪ ﻏﯾـر ﻣﻘﺳـم‪ ،‬وﻟ;ﺳـت‬

‫ﻣﻣــﺎ ;ﻘــﻊ ﻋﻠ;ــﻪ اﻟﺣــس‪ ،‬ﻷن اﻟــدﻣﺎغ وﻫــو ;ﻌﻣــﻞ‪ ،‬أ‪; .‬ﻘــوم ‪3‬ﺎﻟﻌﻣﻠ;ــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ ﻻ ;ﻣ'ــن أن ;ﻘــﻊ ﻋﻠ;ــﻪ‬ ‫اﻟﺣــس‪ ،‬ﻓــﺎﻟﻘول ﺑﺗﻘﺳــ;ﻣﻪ‪ ،‬ﻓــوق 'وﻧــﻪ ﻣﺧﺎﻟﻔ ـﺎً ﻟﻠواﻗــﻊ ﻓﺈﻧــﻪ ﻟــم ;ــﺄت ﺑﻧﺗﯾﺟــﺔ اﻹﺣﺳــﺎس‪ .‬وﻟــذﻟك ﻓﺈﻧــﻪ‬ ‫;ﻣ'ن أن ;ﻘﺎل إن ﻋﻠوم اﻟﺗر‪;H‬ﺔ ﻟ;ﺳت 'ﻠﻬﺎ أﻓ'ﺎ اًر‪ ،‬وﻻ ﻫﻲ ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﻋﻣﻠ;ـﺔ ﻓ'ر‪8‬ـﺔ‪ٕ .‬واﻧﻣـﺎ ﻫـﻲ ﻣﺟـرد‬ ‫ﺗﺧ;ﻼت وﻓروض‪.‬‬

‫وﻣﺛﻼً اﻟﻘول ‪3‬ـﺄن ﷲ ﻟـﻪ ﺻـﻔﺔ اﻟﻘـدرة‪ ،‬وﺻـﻔﺔ 'وﻧـﻪ ﻗـﺎد اًر‪ ،‬واﻟﻘـدرة ﻟﻬـﺎ ﺗﻌﻠـ ﺗﺧﯾﯾـر‪ .‬ﻗـد;م وﺗﻌﻠـ ‬ ‫ﺗﺧﯾﯾـر‪ .‬ﺣـﺎدث‪ .‬و'ـذﻟك إﻗﺄﻣـﺔ اﻟﺑـراﻫﯾن اﻟﻌﻘﻠ;ـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺻـﻔﺎت ﷲ‪' ،‬ــﻞ ذﻟـك وأﻣﺛﺎﻟـﻪ‪ ،‬وﻟـو وﺿــﻌت‬ ‫‪28‬‬


‫ﻋﻠ;ﻪ ﻣﺳﺣﺔ اﻟ‪3‬ﺣث اﻟﻌﻘﻠﻲ واﻟﺑرﻫﺎن اﻟﻌﻘﻠﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻟ;س ﻓ' اًر‪ ،‬وﻻ ﻫو ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬إذ ﻟم ﺗﺟر ﻓ;ﻪ‬

‫اﻟﻌﻣﻠ;ﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻟ;س ﻣﻣﺎ ;ﻘﻊ ﻋﻠ;ﻪ ﺣس اﻹﻧﺳﺎن‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻌﻣﻠ;ﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ‪ ،‬أ‪ .‬اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬ﻻ ;ﻣ'ن أن ;'ون إﻻ ﺑواﻗﻊ ;ﻘﻊ ﻋﻠ;ﻪ ﺣس اﻹﻧﺳﺎن‪ .‬إﻻ أن ﻫﻧﺎك‬ ‫أﻣــو اًر أو أﺷــ;ﺎء ﻟﻬــﺎ واﻗــﻊ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻫــذا اﻟواﻗــﻊ ﻻ ;ﻣ'ــن أن ;ﺣﺳــﻪ اﻹﻧﺳــﺎن وﻻ ;ﻣ'ــن ﻧﻘﻠــﻪ ‪3‬ــﺎﻟﺣس‪،‬‬ ‫وﻟﻛــن أﺛ ـرﻩ ;ﻘــﻊ ﻋﻠ;ــﻪ ﺣــس اﻹﻧﺳــﺎن و‪8‬ﻧﻘــﻞ إﻟــﻰ اﻟــدﻣﺎغ ﺑواﺳــطﺔ اﻹﺣﺳــﺎس‪ ،‬ﻓــﺈن ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن‬

‫اﻷﻣ ــور ;ﻣ' ــن أن ﺗﺟ ــر‪ .‬ﻓ; ــﻪ اﻟﻌﻣﻠ; ــﺔ اﻟﻌﻘﻠ; ــﺔ‪ ،‬أ‪; .‬ﻣ' ــن أن ;ﺣﺻ ــﻞ ﻓ; ــﻪ ﺗﻔ'ﯾ ــر‪ ،‬وﻟﻛﻧ ــﻪ ﺗﻔ'ﯾ ــر‬ ‫ﺑوﺟودﻩ ﻻ ‪'3‬ﻧﻬﻪ‪ ،‬ﻷن اﻟذ‪ .‬ﻧﻘﻞ إﻟﻰ اﻟدﻣﺎغ ﺑواﺳطﺔ اﻟﺣس ﻫو أﺛرﻩ‪ ،‬وأﺛرﻩ إﻧﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ وﺟـودﻩ‬ ‫ﻓﻘــ`‪ ،‬وﻻ ﯾــدل ﻋﻠــﻰ 'ﻧﻬــﻪ‪ .‬ﻓﻣــﺛﻼً ﻟــو أن طــﺎﺋرة 'ﺎﻧــت ﻋﺎﻟ;ــﺔ ﺟــداً إﻟــﻰ ﺣــد أن اﻟﻌــﯾن اﻟﻣﺟــردة ﻻ‬ ‫ﺗ ارﻫــﺎ‪ ،‬وﻟﻛــن ﺻــوﺗﻬﺎ ﺗﺳــﻣﻌﻪ اﻷذن‪ ،‬ﻓــﺈن ﻫــذﻩ اﻟطــﺎﺋرة ;ﻣ'ــن أن ;ﺣــس اﻹﻧﺳــﺎن ‪3‬ﺻــوﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻫــذا‬

‫اﻟﺻ ــوت دﻟﯾ ــﻞ ﻋﻠ ــﻰ وﺟ ــود ﺷ ــﻲء‪ .‬أ‪ .‬ﻋﻠ ــﻰ وﺟ ــود اﻟط ــﺎﺋرة‪ .‬وﻻ ;ﻣ' ــن أن ﯾ ــدل ﻋﻠ ــﻰ 'ﻧ ــﻪ ﻫ ــذﻩ‬ ‫اﻟطﺎﺋرة‪ .‬ﻓﺎﻟﺻوت اﻟﻣﺳﻣوع واﻵﺗﻲ ﻣن ﻓوق ﻫو ﺻوت ﻟﺷﻲء ﻣوﺟـود‪ ،‬وﻣـن ﺗﻣﯾﯾـز ﺣﺳـﻪ ;ﺳـﺗدل‬ ‫ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺻوت طﺎﺋرة‪ .‬ﻓﺎﻟﻌﻣﻠ;ﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ ﻫﻧـﺎ ﺟـرت ﻓـﻲ وﺟـود اﻟطـﺎﺋرة‪ .‬أ‪ .‬ﺣﺻـﻞ اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﺑوﺟـود‬ ‫اﻟطﺎﺋرة‪ .‬وﺻدر اﻟﺣ'م ﺑوﺟودﻫﺎ‪ .‬ﻣـﻊ أن اﻟﺣـس ﻟـم ;ﻘـﻊ ﻋﻠﯾﻬـﺎ‪ ،‬وﻟﻛﻧـﻪ وﻗـﻊ ﻋﻠـﻰ أﺛرﻫـﺎ‪ ،‬أ‪ .‬ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺷﻲء ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﺋرة‪ ،‬ﻓﺣ'م اﻟﻌﻘﻞ ﻋن وﺟودﻫﺎ ﻣن وﺟود أﺛرﻫـﺎ‪ ،‬ﺻـﺣ;ﺢ أﻧـﻪ ;ﻣ'ـن أن ;ﻌـرف‬ ‫ﺻوت طﺎﺋرة اﻟﻣﯾراج ﻣن ﺻوت طﺎﺋرة اﻟﻔﺎﻧﺗوم‪ ،‬و;ﻣ'ن اﻟﺣ'م ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﻬﺎ 'ﻣﺎ ;ﻣ'ن اﻟﺣ'م ﻋﻠﻰ‬ ‫أﻧﻬﺎ طﺎﺋرة ﻣن ﺗﻣﯾﯾز ﻧوع اﻟﺻوت وﻟﻛن ﻣﻌرﻓﺔ أﻧﻬﺎ طـﺎﺋرة ﻣﯾـراج أو طـﺎﺋرة ﻓـﺎﻧﺗوم إﻧﻣـﺎ أﺗـﻰ ﻣـن‬ ‫ﺗﻣﯾﯾز اﻟﺻوت‪' ،‬ﻣﺎ أن اﻟﺣ'م ﻋﻠـﻰ أﻧﻬـﺎ طـﺎﺋرة أو ﻟ;ﺳـت طـﺎﺋرة ﻗـد أﺗـﻰ ﻣـن ﺗﻣﯾﯾـز اﻟﺻـوت‪ .‬إﻻ‬ ‫أن ﻫذا اﻟﺣ'م ﻟ;س ﺣ'ﻣﺎً ﻋﻠﻰ 'ﻧﻬﻬﺎ ﺑﻞ ﻫو ﺣ'م ﻋﻠﻰ ﻧوع ﻫذا اﻟﻣوﺟود ﻣـن ﺗﻣﯾﯾـز أﺛـرﻩ‪ .‬وﻋﻠـﻰ‬ ‫أ‪ .‬ﺣ ــﺎل‪ ،‬ﻓ ــﺈن ﻫ ــذا ﻓ' ــر‪ ،‬أ; ــﺎ ' ــﺎن‪ ،‬ﻷن اﻟﻌﻣﻠ; ــﺔ ﺟ ــرت ﻓ; ــﻪ ﻓﻌـ ـﻼً‪ ،‬أ‪ .‬ﺟ ــر‪ Z‬اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر ﻓ; ــﻪ ﻷن‬ ‫اﻟﺣواس ﻧﻘﻠت أﺛرﻩ‪ .‬وﻻ ;ﻘﺎل إن ﻫذا اﻟﺣ'م ﻋﻠﻰ وﺟود اﻟطـﺎﺋرة ظﻧـﻲ‪ ،‬ﻓـﺈن اﻟﻣوﺿـوع ﻫـو إﻣ'ﺎﻧ;ـﺔ‬ ‫وﺟود اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻓ;ﻣﺎ ;ﺣس اﻹﻧﺳـﺎن أﺛـرﻩ وﻻ ;ﺣـس ذاﺗـﻪ‪ .‬وﻋﻠـﻰ أ‪ .‬ﺣـﺎل ﻓﺈﻧـﻪ إن 'ـﺎن اﻟﺣ'ـم ﻋﻠـﻰ‬ ‫'ــون اﻟﺻــوت ﻫــو ﺻــوت طــﺎﺋرة ظﻧ; ـﺎً‪ ،‬ﻓــﺈن اﻟﺣ'ــم ﺑوﺟــود ﺷــﻲء ﺧــرج ﻣﻧــﻪ اﻟﺻــوت ﻫــو ﺣ'ــم‬ ‫ﻗطﻌـ ــﻲ‪ ،‬واﻟطر‪8‬ﻘـ ــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ـ ــﺔ‪; ،‬ﻣ'ـ ــن أن ﺗﻛـ ــون ﻧﺗﺎﺋﺟﻬـ ــﺎ ظﻧ;ـ ــﺔ و;ﻣ'ـ ــن أن ﺗﻛـ ــون ﻗطﻌ;ـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﺳـ ــب‬ ‫اﻹﺣﺳﺎس اﻟذ‪ .‬ﯾﻧﻘﻞ إﻟﻰ اﻟدﻣﺎغ وﺣﺳب اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ;ﻔﺳر ﺑﻬﺎ ﻫذا اﻟواﻗﻊ‪.‬‬ ‫إﻻ أن ﻫذا اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟذ‪ .‬ﯾﺟـر‪ .‬ﻓ;ﻣـﺎ ﻻ ;ﻘـﻊ ﻋﻠ;ـﻪ اﻟﺣـس إﻧﻣـﺎ ﻫـو ﺧـﺎص ﻓ;ﻣـﺎ ;ﻘـﻊ اﻟﺣـس ﻋﻠـﻰ‬ ‫أﺛ ـرﻩ‪ ،‬ﻷن أﺛــر اﻟﺷــﻲء ﺟــزء ﻣــن وﺟــودﻩ‪ ،‬ﻓﻣــﺎ ;ﻘــﻊ اﻟﺣــس ﻋﻠــﻰ أﺛ ـرﻩ ;ﻌﺗﺑــر أن اﻟﺣــس وﻗــﻊ ﻋﻠــﻰ‬ ‫وﺟــودﻩ‪ ،‬وﻟــذﻟك ;ﺻــﺢ أن ;ﻘــﻊ ﻓ;ــﻪ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬و;ﺻــﺢ أن ;ﻘــﻊ اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓــﻲ وﺟــودﻩ ﻗطﻌ ـﺎً‪ ،‬وأن ;ﻘــﻊ‬ ‫'ذﻟك ﻓ;ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠ;ﻪ اﻟﺣس و;ﻣﯾزﻩ ﻣن ﻧوﻋـﻪ‪ .‬أﻣـﺎ ﻣـﺎ ﻋـدا ذﻟـك ﻓـﻼ ;ﻣ'ﻧـﻪ أن ﯾﺟـر‪ .‬ﻓ;ـﻪ اﻟﺗﻔ'ﯾـر‬ ‫وﻟــذﻟك ﻻ ;'ــون ﻓ' ـ اًر‪ .‬ﻓﻣــﺛﻼً أن اﻟﺣــس ;ﻘــﻊ ﻋﻠــﻰ أﻣــور ﺗﻛــون أوﺻــﺎﻓﺎً ﻟﻠﺷــﻲء وﻟ;ﺳــت أﺛ ـ اًر ﻟــﻪ‪،‬‬

‫ﻓﺗﺗﺧذ ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺎت وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺣ'ـم ﻋﻠـﻰ اﻷﻣـر وﻋﻠـﻰ اﻟﺷـﻲء‪ .‬وذﻟـك ﻣﺛـﻞ‪ :‬أن أﻣر‪'8‬ـﺎ ﺗﻌﺗﻧـ ﻓ'ـرة‬ ‫‪29‬‬


‫اﻟﺣر‪8‬ﺔ‪ ،‬وﻫذا ;ﻌﻧﻲ أﻧﻬﺎ ﻟ;ﺳت دوﻟﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎر‪8‬ﺔ‪ ،‬ﻷن اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر‪8‬ﺔ اﺳﺗﻌ‪3‬ﺎد ﻟﻠﺷﻌوب‪ ،‬وﻫذا ﯾﻧﺎﻗض‬ ‫ﻓ'رة اﻟﺣر‪8‬ﺔ‪ .‬ﻓﻬذﻩ اﻟﻣﻘدﻣﺔ‪ ،‬وﻫﻲ اﻋﺗﻧﺎق ﻓ'رة اﻟﺣر‪8‬ﺔ ﻣن ﻗﺑﻞ أﻣر‪'8‬ﺎ‪ ،‬ﻟ;ﺳت أﺛ اًر ﻣن آﺛـﺎر أﻣر‪'8‬ـﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺧﺎرج ‪3‬ﻼدﻫﺎ‪ ،‬ﺑﻞ ﻫﻲ ﺻﻔﺔ ﻣن ﺻﻔﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓ'ون اﻟﺷﻲء ﺻـﻔﺗﻪ 'ـذا‪ ،‬ﻻ ﺗﻌﻧـﻲ أن ﻫـذﻩ اﻟﺻـﻔﺔ‬ ‫أﺛـ ـرﻩ‪ .‬ﻟ ــذﻟك ﻻ ﯾﺟ ــر‪ .‬اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر ﻓﯾﻬ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻬ ــﻲ ﻟ;ﺳ ــت ﺻ ــﻔﺔ ﯾﻧﻘﻠﻬ ــﺎ اﻟﺣ ــس إﻟ ــﻰ اﻟ ــدﻣﺎغ ﻟﻠﺣ' ــم ﻋﻠ ــﻰ‬ ‫اﻷﻋﻣــﺎل 'ﻠﻬــﺎ‪ٕ ،‬واﻧﻣــﺎ ﻫــﻲ ﺻــﻔﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ‪3‬ــﺎﻷﻣر وﻟ;ﺳــت أﺛـ اًر ﻣــن آﺛــﺎرﻩ‪ ،‬ﻟــذﻟك ﻻ ;ﺣ'ــم ﺑواﺳــطﺗﻬﺎ‬ ‫'ﻣﻘدﻣــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻷﻓﻌــﺎل‪ .‬ﻷن اﻷﻓﻌــﺎل ﻻ ﺗوﺟــد ﻣــن اﻹﻧﺳــﺎن ﻣــن ﺟـراء اﺗﺻــﺎﻓﻪ ‪3‬ﺻــﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧــﺔ‪ ،‬ﺑــﻞ‬ ‫ﺗوﺟد ﻻﻋﺗ‪3‬ﺎرات ﺷﺗﻰ وﺻﻔﺎت ﻣﺗﻌـددة وﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ‪ .‬وﻣﺛـﻞ أن اﻹﺳـﻼم دﯾـن ﻋـزة‪ ،‬ﻓـﺈن ﻫـذا ﻻ ;ﻌﻧـﻲ‬ ‫أن اﻟﻣﺳــﻠم ;'ــون ﻋز‪ 8‬ـ اًز‪ ،‬ﻷن اﻟﻌ ـزة ﻟ;ﺳــت ﻫــﻲ اﻟــدﯾن‪ .‬ﺑــﻞ ﻫــﻲ ﻓ' ـرة ﻣــن أﻓ'ــﺎرﻩ‪ ،‬ﺛــم إن اﻹﻧﺳــﺎن‬ ‫ﺣﯾن ;ﻌﺗﻧ دﯾﻧﺎً ﻻ ;ﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﻗد ﺗﻘﯾد ‪3‬ﻪ‪ .‬و‪H‬ذﻟك ﻻ ﺗﻛون اﻟﻌزة أﺛ اًر ﻣن آﺛـﺎر اﻟـدﯾن ﺑـﻞ ﻫـﻲ ﺻـﻔﺔ‬

‫ﻣن ﺻﻔﺎﺗﻪ‪ ،‬واﻟدﯾن ﻟ;س اﻟﺗﻘﯾد ‪3‬ﻪ أﺛ اًر ﻣن آﺛﺎرﻩ‪ ،‬ﺑـﻞ ﻫـو ﺻـﻔﺔ ﻣـن ﺻـﻔﺎﺗﻪ‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻻ ﯾﺟـر‪ .‬ﻓ;ـﻪ‬

‫اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ .‬ﺑﻞ ﻫو ﻋ‪3‬ﺎرة ﻋن ﻣﺟرد ﻓـرض‪ ،‬وﻟـ;س ﺗﻔ'ﯾـ اًر‪ .‬وﻋﻠ;ـﻪ ﻓﺎﻟـذ‪ .‬ﯾﺟـر‪ .‬ﻓ;ـﻪ اﻟﺗﻛﻔﯾـر ﻫـو أﺛـر‬

‫اﻟﺷــﻲء ﻻ ﺻــﻔﺗﻪ‪ ،‬ﻷن اﻷﺛــر ;ﻣ'ــن أن ﯾﻧﻘــﻞ ‪3‬ــﺎﻟﺣس‪ ،‬وﻟﻛــن اﻟﺻــﻔﺔ ﻟﻣــﺎ ﻻ ;ﺣــس ﻻ ;ﻣ'ــن ﻧﻘﻠﻬــﺎ‬

‫ﺑواﺳطﺔ اﻟﺣواس‪ ،‬وﻫﻲ ﻓ;ﻣـﺎ ;ﺣـس ٕوان 'ـﺎن ;ﻣ'ـن ﻧﻘﻠﻬـﺎ وﻟﻛـن اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﯾﺟـر‪ .‬ﻓﯾﻬـﺎ ﻻ ﻓـﻲ أﺛرﻫـﺎ‪،‬‬ ‫وﻣن ﻫﻧﺎ 'ﺎن اﺗﺧﺎذ ﺻﻔﺎت اﻟﺷﻲء وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺣ'م ﻋﻠﻰ أﺛرﻩ أو ﻟﻠﺣ'م ﻋﻠ;ﻪ ﻻ ;ﺷ'ﻞ ﻋﻣﻠ;ﺔ ﻋﻘﻠ;ﺔ‬ ‫ﻓﻼ ﯾﺟر‪ .‬اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻓ;ﻪ‪ .‬و‪3‬ﻌ‪3‬ـﺎرة أﺧـر‪ Z‬إن اﻟﻔـروض ﻻ ﺗﺻـﻠﺢ وﺳـﯾﻠﺔ ﻟﻠﺣ'ـم‪ .‬ﻷﻧﻬـﺎ ﻟـم ;ﻘـﻊ اﻟﺣـس‬ ‫ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ .‬ﺻﺣ;ﺢ أن ‪3‬ﻌض اﻟﻔروض ﺗﻛون 'ﻣﻘدﻣﺎت اﻟﻣﻧطـ ﻣﻣـﺎ ;ﻘـﻊ ﻋﻠ;ـﻪ اﻹﺣﺳـﺎس‪ ،‬وﻟﻛﻧـﻪ إذا‬ ‫'ﺎﻧــت 'ــذﻟك ﻻ ﺗﻛــون ﻓروﺿ ـﺎً ﺑــﻞ ﺗﻛــون ﺣﻘــﺎﺋ ‪ .‬واﻟﻔـ َـرض ﻫــو ﻋ‪3‬ــﺎرة ﻋــن ﻣﺟــرد ﺗﻘــدﯾر وﻟــ;س‬ ‫إﺣﺳﺎﺳﺎً‪ ،‬وﻟ;س ﺗﻘدﯾ اًر ﻧﺎﺗﺟﺎً ﻋن إﺣﺳـﺎس‪ .‬وﻣـن ﻫﻧـﺎ ;ﻘـﻊ اﻟﺧطـﺄ ﻓـﻲ اﻋﺗ‪3‬ـﺎر اﻟﻔـروض واﻟﺗﺧـ;ﻼت‬

‫أﻓ'ﺎ اًر‪.‬‬

‫ﻗد ;ﻘﺎل إن ﺣﺻر اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻓ;ﻣﺎ ;ﻘﻊ ﻋﻠ;ﻪ اﻟﺣس‪ ،‬أو ;ﻘﻊ اﻟﺣس ﻋﻠﻰ أﺛرﻩ‪; ،‬ﻌﻧﻲ ﺣﺻـر اﻟﺗﻔ'ﯾـر‬

‫‪3‬ﺎﻟﻣﺣﺳوﺳـ ـ ــﺎت‪ ،‬وﻫـ ـ ــذا ;ﻌﻧـ ـ ــﻲ أن اﻟطر‪8‬ﻘـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ـ ـ ــﺔ ﻫـ ـ ــﻲ أﺳـ ـ ــﺎس اﻟﺗﻔ'ﯾـ ـ ــر ﻷﻧﻬـ ـ ــﺎ ﻻ ﺗـ ـ ــؤﻣن إﻻ‬ ‫‪3‬ﺎﻟﻣﺣﺳوﺳ ــﺎت‪ ،‬ﻓ ــﺄﯾن ذﻫﺑ ــت اﻟطر‪8‬ﻘ ــﺔ اﻟﻌﻘﻠ; ــﺔ؟ واﻟﺟـ ـواب ﻋﻠ ــﻰ ذﻟ ــك أن اﻟطر‪8‬ﻘ ــﺔ اﻟﻌﻠﻣ; ــﺔ ﺗﺷ ــﺗر‪a‬‬ ‫إﺧﺿـﺎع اﻟﻣﺣﺳوﺳـﺎت ﻟﻠﺗﺟر‪H‬ـﺔ واﻟﻣﻼﺣظــﺔ وﻻ ﺗﻛﺗﻔـﻲ ‪3‬ﻣﺟـرد اﻟﺣـس‪ .‬وﻟــذﻟك ﻓـﺈن 'ـون اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻻ‬ ‫;ﻘ ـ ــﻊ إﻻ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣﺣﺳوﺳ ـ ــﺎت ;ﺷ ـ ــﻣﻞ اﻟﻣﺣﺳوﺳ ـ ــﺎت اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﺧﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﺗﺟر‪ H‬ـ ــﺔ واﻟﻣﻼﺣظ ـ ــﺔ وﺗﺷ ـ ــﻣﻞ‬ ‫اﻟﻣﺣﺳوﺳﺎت اﻟﺗﻲ ;'ﺗﻔﻰ ﺑوﻗوع اﻟﺣس ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬أ‪3 .‬ﺎﻹﺣﺳﺎس ﺑﻬﺎ‪ .‬وﻫذا ﻻ ﯾﺟﻌﻞ اﻟطر‪8‬ﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ‬ ‫أﺳﺎﺳ ـﺎً ﻟﻠﺗﻔ'ﯾــر‪ٕ .‬واﻧﻣــﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬــﺎ ﻋﻣﻠ;ــﺔ ﺗﻔ'ﯾــر ﺻــﺣ;ﺣﺔ ﻷﻧﻬــﺎ ﺗﺷــﺗر‪ a‬أن ;'ــون اﻟﺷــﻲء ﻣﺣﺳوﺳ ـﺎً‬ ‫وﺗز‪8‬ــد ﻋﻠــﻰ ذﻟــك أﻧﻬــﺎ ﺗﺷــﺗر‪ a‬أ;ﺿـﺎً إﺧﺿــﺎﻋﻪ ﻟﻠﺗﺟر‪H‬ــﺔ واﻟﻣﻼﺣظــﺔ‪ .‬أﻣــﺎ ﻣوﺿــوع اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ‬

‫ﻓــﺈن ﺣﺻــر اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺎﻟﻣﺣﺳــوس ﻫــو ﻣــﺎ ﺗﻘﺗﺿــ;ﻪ‪ .‬ﻓــﺈن اﻷﺳــﺎس ﻓــﻲ ﺗﻌر‪8‬ــﻒ اﻟﻌﻘــﻞ ﻟــ;س وﺟــود‬ ‫ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ‪ ،‬ﺑﻞ اﻷﺳﺎس ﻫو اﻟواﻗﻊ اﻟﻣﺣﺳوس‪ ،‬واﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﺳـﺎ‪3‬ﻘﺔ ﺷـر‪'; a‬ـون اﻟﻣﺣﺳـوس‬ ‫ﻗ ــد ﺟ ــر‪ Z‬اﻟﺗﻔ'ﯾـ ــر ﻓ; ــﻪ‪ٕ ،‬واﻻ ﻟظ ــﻞ ﻣﺟـ ــرد إﺣﺳ ــﺎس‪ .‬ﻓﺎﻷﺻـ ــﻞ ﻓ ــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر أن ;'ـ ــون ﻓ ــﻲ واﻗـ ــﻊ‬ ‫‪30‬‬


‫ﻣﺣﺳــوس‪ ،‬ﻻ ﻓــﻲ ﺷــﻲء ﻗــد ﻗــدر‪ ،‬وﻻ ﻓــﻲ ﺷــﻲء ﺟــر‪ Z‬ﺗﺧﯾــﻞ وﺟــودﻩ‪ .‬وﻟــذﻟك ﻓﺈﻧــﻪ ﺣــﯾن ;ﻘــﺎل إن‬ ‫اﻹﻧﺳــﺎن اﻷول ﻗــد ﺟــر‪ Z‬ﺗﻔ'ﯾ ـرﻩ ﻋﻠــﻰ اﻟوﺟــﻪ اﻟﻔﻼﻧــﻲ ﻻ ;ﻌﺗﺑــر ﺗﻔ'ﯾ ـ اًر‪ ،‬ﻷن اﻹﻧﺳــﺎن اﻷول ﻟــ;س‬

‫واﻗﻌ ـﺎً ﻣﺣﺳوﺳ ـﺎً‪ٕ ،‬واﻧﻣــﺎ اﻹﻧﺳــﺎن اﻟﺣــﺎﻟﻲ ﻫــو اﻟواﻗــﻊ اﻟﻣﺣﺳــوس‪ ،‬ﻓﯾؤﺧــذ اﻹﻧﺳــﺎن اﻟﺣــﺎﻟﻲ‪ .‬و‪38‬ﺣــث‬ ‫ﻟ;ﻌــرف 'ﯾــﻒ ﯾﺟــر‪ .‬ﺗﻔ'ﯾ ـرﻩ‪ ،‬ﺛــم ﯾﻧطﺑــ ﻣــﺎ ﺟــر‪ Z‬اﻟﺗوﺻــﻞ إﻟ;ــﻪ ﻣــن ﻧﺗﯾﺟــﺔ اﻟ‪3‬ﺣــث ﻋﻠــﻰ ﺟــﻧس‬ ‫اﻹﻧﺳﺎن‪ .‬ﻷن اﻟﺟﻧس اﻟواﺣد اﻟذ‪ .‬ﻻ ﯾﺧﺗﻠﻒ‪ ،‬أو اﻟﻧوع اﻟواﺣد اﻟذ‪ .‬ﯾﺧﺗﻠـﻒ‪ ،‬ﯾﻧطﺑـ ﻋﻠـﻰ ﺟﻧﺳـﻪ‬ ‫وﻋﻠــﻰ ﻧوﻋــﻪ 'ـﻞ ﻣــﺎ ﺛﺑــت ﻟﻔــرد ﻣــن أﻓـرادﻩ‪ ،‬ﻷﻧــﻪ ﺟــﻧس واﺣــد وﻧــوع واﺣــد‪ .‬وذﻟــك 'ــذرة اﻟﺗ ـراب‪ ،‬أو‬ ‫ﺗـراب ﻣﻌــﯾن‪ ،‬ﻓــﺈن ﻣــﺎ ﯾﺗوﺻــﻞ إﻟ;ــﻪ ‪3‬ﺷــﺄن ﻫــذﻩ اﻟــذرة ﻣــن اﻟﺗ ـراب ﻋــن طر‪8‬ــ اﻟﺣــس ﯾﻧطﺑــ ﻋﻠــﻰ‬ ‫ﺟﻧﺳــﻬﺎ 'ﻠــﻪ وﻋﻠــﻰ ﻧوﻋﻬــﺎ 'ﻠــﻪ‪ ،‬ﺳ ـواء أﻛــﺎن ﺣﺎﺿ ـ اًر أم ﻏﺎﺋ‪ 3‬ـﺎً‪ ،‬وﺳ ـواء أﺟــر‪ Z‬ﻋﻠ;ــﻪ اﻟﺗﻔ'ﯾــر أم ﻟــم‬ ‫ﯾﺟر‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﻬم أن ;'ون اﻟﺷﻲء اﻟذ‪ .‬ﺟر‪ Z‬ﻓ;ﻪ اﻟﺗﻔ'ﯾر واﻗﻌﺎً ﻣﺣﺳوﺳﺎً ﺑذاﺗﻪ أو ﻣﺣﺳوﺳـﺎً أﺛـرﻩ‪ .‬وﻻ‬ ‫ﯾوﺟد ﺗﻔ'ﯾر ﻣطﻠﻘﺎً ﻓﻲ أ‪ .‬ﺷﻲء ﻏﯾر ﻣﺣﺳوس أو ﻏﯾر ﻣﺣﺳوس أﺛرﻩ‪.‬‬ ‫وﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟب أن ;'ون واﺿﺣﺎً أن ﻣﺎ ;ﺻدر ﻣن أﺣ'ﺎم‪ ،‬وﻣـﺎ ﯾؤﺧـذ ﻣـن ﻣﻌﻠوﻣـﺎت‪ ،‬ﻋـن‬

‫ﻏﯾر اﻟواﻗﻊ‪ ،‬أو ﻋن واﻗﻊ ﻣﻔروض وﺟودﻩ أو ﻣﺗﺧﯾﻞ وﺟودﻩ‪ ،‬ﻻ ;ﻌﺗﺑر ﻓ' اًر وﻻ ﺑوﺟﻪ ﻣـن اﻟوﺟـوﻩ‪،‬‬ ‫أ‪ .‬ﻻ ;ﻌﺗﺑر أن اﻟﻌﻘﻞ ﻗد أﻧﺗﺟﻪ‪ ،‬ﻷن اﻟﻌﻘﻞ ﻻ ;ﻌﻣﻞ ﺑدون اﻟواﻗﻊ اﻟﻣﺣﺳوس أو اﻟﻣﺣﺳـوس أﺛـرﻩ‪.‬‬

‫و‪3‬ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺟر‪ .‬اﻟﺗﻔ'ﯾر إﻻ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ أو ﻓﻲ أﺛر اﻟواﻗﻊ‪ ،‬وﻻ ﯾﺟر‪ .‬ﻓﻲ ﻏﯾر ذﻟك ﻣطﻠﻘـﺎً‪ .‬وﻟﻬـذا‬ ‫ﻓــﺈن 'ﺛﯾ ـ اًر ﻣﻣــﺎ ;ﺳــﻣﻰ ‪3‬ﺄﻓ'ــﺎر‪ ،‬ﺳ ـواء ﺳــﺟﻞ ﻓــﻲ اﻟﻛﺗــب‪ ،‬أو ﺟــر‪ Z‬اﻟﺣــدﯾث ﻓ;ــﻪ‪ ،‬ﻻ ;ﻌﺗﺑــر ﻧﺗــﺎج‬ ‫اﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬وﻟم ﯾﺟر اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻓ;ﻪ‪ ،‬و‪3‬ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟ;س ﻓ' اًر‪.‬‬

‫وﻫﻧــﺎ ﻗــد ﯾــرد اﻟﺣــدﯾث ﻋــن اﻟﻣﻐﯾ‪3‬ــﺎت‪ .‬ﺳ ـواء أﻛﺎﻧــت ﻣﻐﯾ‪3‬ــﺔ ﻋــن اﻟﻣﻔ'ــر أو 'ﺎﻧــت ﻣﻐﯾ‪3‬ــﺎت ﻋــن‬

‫اﻟﺣــس‪ ،‬ﻓﻬــﻞ اﺷــﺗﻐﺎل اﻟــدﻣﺎغ ‪3‬ﺎﻟﻣﻐﯾ‪3‬ــﺎت ﻻ ;'ــون ﺗﻔ'ﯾ ـ اًر‪ ،‬و‪3‬ﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻫ ـﻞ ﻣــﺎ ﻗﯾــﻞ ﻓــﻲ اﻟﻣﻐﯾ‪3‬ــﺎت ﻻ‬ ‫;'ون ﻓ' اًر؟ واﻟﺟـواب ﻋﻠـﻰ ذﻟـك أن اﻟﻣﻐﯾ‪3‬ـﺎت ﻋـن اﻟﻣﻔ'ـر ﻻ ﺗﻛـون ﻣﻐﯾ‪3‬ـﺎت‪ .‬ﺑـﻞ ﺗﻌﺗﺑـر ﺣﺎﺿـرة‪،‬‬

‫ﻷن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻧﻘﻞ اﻟﺣس‪ ،‬ﻫو أ‪ .‬ﻧﻘﻞ ﻷ‪ .‬إﻧﺳﺎن‪ ،‬وﻟ;س ﻧﻘﻞ اﻟﻣﻔ'ر ﻓﻘ`‪ .‬ﻓﻣ'ﺔ واﻟﺑﯾت اﻟﺣرام‬

‫ﺣﯾن ;ﻔ'ر ﻓﯾﻬﻣـﺎ أو ﻓـﻲ أ‪ .‬ﻣﻧﻬـﺎ ﺷـﺧص ﻟـم ﯾرﻫﻣـﺎ وﻟـم ;ﺣـس ﺑﻬﻣـﺎ ﻻ ;ﻌﻧـﻲ أﻧـﻪ ;ﻔ'ـر ﻓـﻲ ﻏﯾـر‬ ‫اﻟﻣﺣﺳوس‪ ،‬ﺑﻞ ﻫو ;ﻔ'ر ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺳـوس‪ ،‬ﻷﻧـﻪ ﻟـ;س اﻟﻣﺣﺳـوس ﻫـو اﻟـذ‪; .‬ﺣﺳـﻪ‪ ،‬ﺑـﻞ اﻟﻣﺣﺳـوس‬ ‫اﻟذ‪ .‬ﻣن ﺷـﺄﻧﻪ أن ;'ـون ﻣﺣﺳوﺳـﺎً‪ ،‬وﻣـﺎ ;ﻐﯾـب ﻋـن اﻟﻣﻔ'ـر ﻣـن اﻟﻣﺣﺳوﺳـﺎت ;ﻌﺗﺑـر اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﺑﻬـﺎ‬ ‫ﺗﻔ'ﯾ اًر‪ ،‬واﺷﺗﻐﺎل اﻟدﻣﺎغ ﺑﻬﺎ ;'ـون ﺗﻔ'ﯾـ اًر‪ .‬وﻟﻬـذا ﻓـﺈن اﻟﺗـﺎر‪8‬ﺦ ;ﻌﺗﺑـر أﻓ'ـﺎ اًر‪ ،‬وﻟـو ﺟـر‪ Z‬ﺗﺳـﺟﯾﻠﻪ أو‬

‫اﻟﺣــدﯾث ﻋﻧــﻪ ‪3‬ﻌــد آﻻف اﻟﺳــﻧﯾن‪ .‬وﺗﻌﺗﺑــر اﻟﻣﻌــﺎرف اﻟﻘد;ﻣــﺔ أﻓ'ــﺎ اًر‪ ،‬واﺷــﺗﻐﺎل اﻟــدﻣﺎغ ﺑﻬــﺎ ;'ــون‬ ‫ﺗﻔ'ﯾ ـ اًر وﻟ ــو ﺟ ــر‪3 Z‬ﻌ ــد آﻻف اﻟﺳــﻧﯾن‪ .‬وﺗﻌﺗﺑ ــر اﻷﺧ‪ 3‬ــﺎر اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺗﻧﺎﻗﻠﻬــﺎ اﻟﺑرﻗ; ــﺎت أﻓ' ــﺎ اًر‪ ،‬واﺷ ــﺗﻐﺎل‬

‫اﻟدﻣﺎغ ﺑﻬﺎ ;'ون ﺗﻔ'ﯾ اًر وﻟو ﺟﺎءت ﻣن ﻣﺳﺎﻓﺎت ‪3‬ﻌﯾدة‪ .‬ﻓﻣـﺎ ;ﻐﯾـب ﻋـن اﻟﻣﻔ'ـر ﻻ ;'ـون ﻣﻐﯾ‪3‬ـﺎت‬ ‫ٕواﻧﻣﺎ ;'ون ﻣن اﻟﻣﺣﺳوﺳﺎت‪ ،‬ﻷن اﻟﺣس ﻻ ;ﺷﺗر‪ a‬أن ;'ون ﻟد‪ Z‬اﻟﻣﻔ'ر‪ ،‬ﺑﻞ ﻗد ﯾﻧﻘﻞ إﻟ;ﻪ ﻧﻘﻼً‪،‬‬

‫ﻓﻘد ;ﺳـﻣﻌﻪ وﻗـد ;ﻘـرؤﻩ‪ ،‬أو ;ﻘـ أر ﻟـﻪ‪ .‬ﻓﺎﻟﻣوﺿـوع أن اﻟﻣﻌرﻓـﺔ ﻻ ﺗﻛـون ﻓ'ـ اًر إﻻ إذا ﻧﺗﺟـت ﻋـن واﻗـﻊ‬ ‫ﻣﺣﺳوس‪ .‬ﻓﺎﻟواﻗﻊ اﻟﻣﺣﺳوس أو اﻟﻣﺣﺳوس أﺛرﻩ ﻫﻣﺎ وﺣدﻫﻣﺎ اﻟﻠذان ﺗﻛون ﻣﻌرﻓﺗﻬﻣﺎ ﻓ' اًر‪ ،‬و;'ون‬ ‫‪31‬‬


‫اﺷــﺗﻐﺎل اﻟــدﻣﺎغ ﺑﻬﻣــﺎ ﺗﻔ'ﯾ ـ اًر‪ .‬أﻣــﺎ ﻣــﺎ ﻋــداﻫﻣﺎ ﻓﺈﻧــﻪ ﻻ ;'ــون ﻓ' ـ اًر‪ ،‬وﻻ ;'ــون اﺷــﺗﻐﺎل اﻟــدﻣﺎغ ‪3‬ــﻪ‬ ‫ﺗﻔ'ﯾ اًر‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﻣﻐﯾ‪3‬ﺎت ﻋن اﻟﺣس‪ ،‬ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﻰ ﻣﻐﯾ‪3‬ﺎت‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣوﺿـﻊ اﻟﺳـؤال‪ ،‬واﻟﺟـواب‬

‫ﻋن اﻟﻣﻐﯾ‪3‬ﺎت ﻫو أﻧﻪ ﯾﻧظر ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺈن ﻧﻘﻠت أو رو‪8‬ت ﻋن اﻟﻣﻘطوع ‪3‬ﺻدق ﻗوﻟـﻪ‪ ،‬و'ـﺎن ﻗـد ﺛﺑـت‬ ‫وﺟــودﻩ ‪3‬ﺎﻟــدﻟﯾﻞ اﻟﻘــﺎطﻊ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬــﺎ ﺗﻌﺗﺑــر ﻣــن اﻟﻔ'ــر‪ ،‬و;'ــون اﺷــﺗﻐﺎل اﻟــدﻣﺎغ ﺑﻬــﺎ ﻋﻣﻠ;ــﺔ ﻋﻘﻠ;ــﺔ‪ ،‬أ‪.‬‬ ‫;'ون ﺗﻔ'ﯾ اًر‪ .‬وذﻟك أن ﻗطﻌ;ﺔ وﺟود اﻟﻧﺎﻗﻞ أو اﻟراو‪ .‬ﺛﺑﺗت ﻋن طر‪8‬ـ اﻟﺣـس وﻋـن طر‪8‬ـ اﻟﻔ'ـر‬

‫اﻟﻘطﻌﻲ‪ ،‬وﺻدق ﻗوﻟﻪ ﺛﺑت ﻋن طر‪ 8‬اﻟﺣس وﻋن طر‪ 8‬اﻟﻔ'ر اﻟﻘطﻌـﻲ‪ .‬وﻟـذﻟك ﺗﻌﺗﺑـر أﻧﻬـﺎ ﻓـﻲ‬ ‫اﻷﺻﻞ ﺻﺎدرة ﻋن ﻣﺣﺳوس ﻫو‪ ،‬أو ﻣﺣﺳوس أﺛرﻩ‪ ،‬وﻓوق ذﻟك ﻓﻘد ﺛﺑـت وﺟـود اﻟﻣﺻـدر‪ ،‬وﺛﺑـت‬ ‫ﺻدﻗﻪ ‪3‬ﺎﻟﻔ'ر اﻟﻘﺎطﻊ‪ .‬وﻣن أﺟﻞ ذﻟـك ;ﻌﺗﺑـر ﻓ'ـ اًر‪ ،‬و;ﻌﺗﺑـر اﺷـﺗﻐﺎل اﻟـدﻣﺎغ ‪3‬ـﻪ ﺗﻔ'ﯾـ اًر‪ .‬ﺳـواء ﺛﺑـت‬

‫اﻟﻧﻘــﻞ أو اﻟروا;ــﺔ ‪3‬ﺎﻟــدﻟﯾﻞ اﻟﻘطﻌــﻲ‪ ،‬أو ‪3‬ﺎﻟــدﻟﯾﻞ اﻟظﻧــﻲ‪ ،‬ﻷن اﻟﻘطــﻊ إﻧﻣــﺎ ;ﺷــﺗر‪ a‬ﻓــﻲ وﺟــودﻩ وﻓــﻲ‬ ‫ﺻــدﻗﻪ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ ;ﻌﺗﺑــر ﻓ'ـ اًر‪ ،‬وﻻ ;ﺷــﺗر‪ a‬ﻓــﻲ ﺛﺑــوت اﻟﻘــول‪ ،‬وﻟﻛــن ﺗﺷــﺗر‪ a‬ﺻــﺣﺗﻪ وﻟــو ‪3‬طر‪8‬ــ ﻏﻠ‪3‬ــﺔ‬

‫اﻟظــن‪ .‬ﻓﺎﻟﻣﻐﯾ‪3‬ــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﺻــدر ﻋﻣــن ﺛﺑــت وﺟــودﻩ وﺻــدﻗﻪ ‪3‬ﺎﻟــدﻟﯾﻞ اﻟﻘــﺎطﻊ ﺗﻌﺗﺑــر ﻓ' ـ اًر‪ ،‬و;ﻌﺗﺑــر‬

‫اﺷـﺗﻐﺎل اﻟــدﻣﺎغ ﺑﻬــﺎ ﺗﻔ'ﯾـ اًر‪ ،‬إذا ﺻـﺢ ﺻــدورﻫﺎ ﺳـواء ﺻــﺢ ‪3‬طر‪8‬ـ اﻟﻘطــﻊ‪ ،‬أو ﺻــﺢ ‪3‬طر‪8‬ــ ﻏﻠ‪3‬ــﺔ‬

‫اﻟظن‪.‬‬

‫إﻻ أن ﻣــﺎ ﺻــﺢ ﺻــدورﻩ ﻋــن اﻟﻣﻘطــوع ﺑوﺟــودﻩ واﻟﻣﻘطــوع ‪3‬ﺻــدﻗﻪ إذا ﺻــﺢ ‪3‬ﺷــ'ﻞ ﻗطﻌــﻲ ﻓ'ــﺎن‬ ‫ﻗطﻌﻲ اﻟﺛﺑوت ﻗطﻌﻲ اﻟدﻻﻟﺔ‪ .‬ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟب ﺗﺻد;ﻘﻪ ﺗﺻد;ﻘﺎً ﺟﺎزﻣﺎً‪ ،‬وﻻ ;ﺻﺢ ﻣﺟرد اﻟﺷك ‪3‬ـﻪ‪ٕ .‬واذا‬

‫ﺻــﺢ ‪3‬ﺷــ'ﻞ ﻏﯾــر ﻗــﺎطﻊ ﺑــﻞ ‪3‬ﺷــ'ﻞ ظﻧــﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﯾﺟــوز ﺗﺻــد;ﻘﻪ ﺗﺻــد;ﻘﺎً ﻏﯾــر ﺟــﺎزم‪ .‬إﻻ أن ' ـﻼً‬ ‫ﻣﻧﻬﻣــﺎ ;'ــون ﻓ' ـ اًر‪ ،‬و;'ــون اﺷــﺗﻐﺎل اﻟــدﻣﺎغ ‪3‬ــﻪ ﺗﻔ'ﯾ ـ اًر‪ .‬وﻣــن ﻫﻧــﺎ ﻓــﺈن ﻣــﺎ ورد ﻣــن اﻟﻣﻐﯾ‪3‬ــﺎت ﻋﻧــد‬

‫اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن‪ ،‬ﺳـ ـواء ورد ﻓ ــﻲ أﺣﺎدﯾ ــث اﻵﺣ ــﺎد اﻟﻣﻘﺑوﻟــﺔ ﻟﻼﺳ ــﺗدﻻل أو ورد ﻓ ــﻲ اﻟﻘـ ـرآن اﻟﻛـ ـر‪8‬م‪ ،‬ﻓﺈﻧ ــﻪ‬ ‫;ﻌﺗﺑر ﻓ' اًر‪ ،‬و;'ون اﺷﺗﻐﺎل اﻟدﻣﺎغ ‪3‬ﻪ ﺗﻔ'ﯾ اًر‪.‬‬

‫أﻣــﺎ ﻣــﺎ ورد ﻋــن ﻏﯾــر اﻟﻣﻘطــوع ﺑوﺟــودﻩ‪ ،‬وﻏﯾــر اﻟﻣﻘطــوع ‪3‬ﺻــدﻗﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻻ ;'ــون ﻓ'ـ اًر‪ ،‬وﻻ ;'ــون‬ ‫اﺷﺗﻐﺎل اﻟدﻣﺎغ ‪3‬ﻪ ﺗﻔ'ﯾ اًر‪ٕ .‬واﻧﻣﺎ ;'ون ﻣن ﻗﺑﯾﻞ اﻟﺗﺧ;ﻼت أو اﻟﻔروض‪ ،‬و;'ون ﻣﺟرد ﺗﺧر‪8‬ﻒ‪.‬‬

‫وﻋﻠﻰ ذﻟك‪ ،‬ﻻ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﻐﯾ‪3‬ﺎت ﻣن اﻟﻔ'ر‪ ،‬وﻻ ;ﻌﺗﺑر اﺷﺗﻐﺎل اﻟـدﻣﺎغ ﺑﻬـﺎ ﺗﻔ'ﯾـ اًر‪ ،‬إﻻ إذا ﺻـدرت‬

‫ﻋن اﻟﻣﻘطوع ﺑوﺟودﻩ واﻟﻣﻘطوع ‪3‬ﺻدﻗﻪ ‪3‬ﺷـ'ﻞ ﺻـﺣ;ﺢ‪ .‬ﻫـذﻩ اﻟﺣﺎﻟـﺔ وﺣـدﻫﺎ ﻫـﻲ اﻟﺗـﻲ ﺗﻌﺗﺑـر ﻓﯾﻬـﺎ‬ ‫اﻟﻣﻐﯾ‪3‬ﺎت ﻓ' اًر‪ ،‬و;'ون اﺷﺗﻐﺎل اﻟدﻣﺎغ ﺑﻬﺎ ﺗﻔ'ﯾ اًر‪ .‬ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺳﺗﻧدة إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺳوس ﻣن ﺣﯾث أﺻﻠﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر أﻧﻬﺎ ﺻـدرت ﻋﻣـن ;ﺣﺳـﻬﺎ‪ ،‬أو أﺧـذت ﻋﻧـﻪ ﻣـن اﻟﻣﻘطـوع ﺑوﺟـودﻩ واﻟﻣﻘطـوع ‪3‬ﺻـدﻗﻪ‪.‬‬ ‫وﻣﺎ ﻋدا ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺈن اﻟﻣﻐﯾ‪3‬ﺎت ﻟ;ﺳت ﻓ' اًر‪ ،‬وﻟ;س اﺷﺗﻐﺎل اﻟدﻣﺎغ ﺑﻬﺎ ﺗﻔ'ﯾ اًر‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﻟ;ﺳت ﻣن‬

‫اﻟﻣﺣﺳوﺳﺎت‪ .‬ﻓﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ﻫو اﺷﺗﻐﺎل اﻟدﻣﺎغ ‪3‬ﺎﻟﻣﺣﺳوﺳﺎت‪ ،‬أو اﻟﻣﺣﺳوس أﺛرﻫﺎ‪ ،‬واﻟﻔ'ر ﻫو ﻧﺗﯾﺟـﺔ‬ ‫ﻫذا اﻻﺷﺗﻐﺎل‪ ،‬وﻻ ;'ون إﻻ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺳوﺳﺎت أو اﻟﻣﺣﺳوس أﺛرﻫﺎ‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫أﻣــﺎ اﻟ‪3‬ﺣــث ﻓــﻲ اﻟﻛــون واﻹﻧﺳــﺎن واﻟﺣ;ــﺎة‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻟــ;س ‪3‬ﺣﺛ ـﺎً ﻓــﻲ اﻟطﺑ;ﻌــﺔ‪ ،‬ﻷن اﻟطﺑ;ﻌــﺔ أﻋــم ﻣــن‬ ‫اﻟﻛــون واﻹﻧﺳــﺎن واﻟﺣ;ــﺎة‪ .‬وﻟــ;س ‪3‬ﺣﺛـﺎً ﻓــﻲ اﻟﻌــﺎﻟم‪ ،‬ﻷن اﻟﻌــﺎﻟم 'ــﻞ ﻣــﺎ ﺳــو‪ Z‬ﷲ‪ .‬ﻓ;ﺷــﻣﻞ اﻟﻣﻼﺋ'ــﺔ‬

‫و‪3‬ﺎﻟﺷ;ﺎطﯾن‪ ،‬و;ﺷﻣﻞ اﻟطﺑ;ﻌﺔ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻓﺈﻧﺎ ﺣﯾن ﻧﻘول إﻧﻧﺎ ﻧ‪3‬ﺣث اﻟﻛون واﻹﻧﺳﺎن واﻟﺣ;ﺎة‪ ،‬ﻓﺈﻧﻧـﺎ ﻻ‬

‫ﻧﻌﻧﻲ اﻟطﺑ;ﻌﺔ‪ ،‬وﻻ ‪3‬ﺣث اﻟﻌـﺎﻟم‪ٕ ،‬واﻧﻣـﺎ ﻧﻌﻧـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺛﻼﺛـﺔ ﻓﺣﺳـب‪ .‬ﻷن اﻹﻧﺳـﺎن ;ﺣ;ـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻛـون‪،‬‬ ‫ﻓﻬ ــو ﻻ ﺑ ــد أن ;ﻌ ــرف اﻹﻧﺳ ــﺎن‪ ،‬و;ﻌ ــرف اﻟﻛ ــون‪ ،‬و;ﻌ ــرف اﻟﺣ; ــﺎة‪ .‬ﻓﻬ ــو إذن ﻻ ;ﻌﻧ; ــﻪ أن ﯾ‪3‬ﺣ ــث‬ ‫اﻟطﺑ;ﻌﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ‪3‬ﺣﺛﻬﺎ ﻻ ;ﻐﻧ;ﻪ ﻋن ‪3‬ﺣـث ﻧوﻋـﻪ وﺣ;ﺎﺗـﻪ واﻟﻛـون اﻟـذ‪; .‬ﺣ;ـﺎ ‪3‬ـﻪ‪ ،‬وﻻ ;ﻌﻧ;ـﻪ ‪3‬ﺣـث ﻣـﺎ‬ ‫ﻋدا ذﻟك ﻣن ﻣﺛﻞ اﻟﻣﻼﺋ'ﺔ واﻟﺷ;ﺎطﯾن‪ ،‬ﻷن ‪3‬ﺣﺛﻬﺎ ﻟ;س ﻣﻣـﺎ ;ﺷـ'ﻞ ﻋﻧـدﻩ ﻋﻘـدة‪ .‬ﻓﺎﻹﻧﺳـﺎن ;ﺣـس‬ ‫ﻧﻔﺳــﻪ أﻧــﻪ وﺟــد‪ ،‬و;ﺣــس اﻟﺣ;ــﺎة اﻟﺗــﻲ ﻓ;ــﻪ‪ ،‬و;ﺣــس اﻟﻛــون اﻟــذ‪; .‬ﺣ;ــﺎ ﻓ;ــﻪ‪ ،‬ﻓﻬــو ﻣﻧــذ ;ﻣﯾــز اﻷﻣــور‬ ‫واﻷﺷ;ﺎء ﯾﺑدأ ﯾﺗﺳﺎءل ﻫﻞ ﻗﺑﻞ وﺟودﻩ ووﺟود أﻣﻪ وأﺑ;ﻪ وﻣن ﻗﺑﻠﻬﻣﺎ إﻟﻰ أﻋﻠـﻰ ﺟـد ﯾوﺟـد ﺷـﻲء أم‬ ‫ﻻ‪ ،‬و‪8‬ﺗﺳﺎءل ﻫﻞ ﻫذﻩ اﻟﺣ;ﺎة اﻟﺗﻲ ﻓ;ﻪ واﻟﺗﻲ ﻓـﻲ ﻏﯾـرﻩ ﻣـن ﺑﻧـﻲ اﻹﻧﺳـﺎن ﯾوﺟـد ﻗﺑﻠﻬـﺎ ﺷـﻲء أم ﻻ‪.‬‬ ‫و‪8‬ﺗﺳﺎءل ﻫﻞ ﻫذا اﻟﻛون اﻟذ‪ .‬ﯾراﻩ ﻣن أرض وﺷﻣس وﻣﺎ ;ﺳﻣﻊ ‪3‬ﻪ ﻣن 'واﻛـب ﯾوﺟـد ﻗﺑﻠﻬـﺎ ﺷـﻲء‬ ‫أم ﻻ‪ ،‬أ‪ .‬ﻫــﻞ ﻫــﻲ أزﻟ;ــﺔ وﺟــدت ﻫ'ــذا ﻣــن اﻷزل‪ ،‬أم ﻗﺑﻠﻬــﺎ ﺷــﻲء أزﻟــﻲ‪ ،‬ﺛــم ﯾﺗﺳــﺎءل ﻫــﻞ ﻫــذﻩ‬ ‫اﻷﺷــ;ﺎء اﻟﺛﻼﺛــﺔ ﯾوﺟــد ‪3‬ﻌــدﻫﺎ ﺷــﻲء أم ﻻ‪ ،‬أ‪ .‬ﻫــﻞ ﻫــﻲ أﺑد;ــﺔ ﺗظــﻞ ﻫ'ــذا وﻻ ﺗﻔﻧــﻰ أم ﻻ‪ .‬ﻫــذﻩ‬ ‫اﻟﺗﺳﺎؤﻻت أو اﻷﺳﺋﻠﺔ ﺗرد ﻋﻠ;ﻪ 'ﺛﯾ اًر‪ ،‬و'ﻠﻣﺎ 'ﺑر ﺗزداد ﻫـذﻩ اﻟﺗﺳـﺎؤﻻت‪ ،‬ﻓﺗﻛ ّـون ﻋﻧـدﻩ ﻋﻘـدة 'ﺑـر‪Z‬‬ ‫;ﺳﻌﻰ ﻟﺣﻠﻬﺎ‪ .‬ﻓﻬذا اﻟﺗﺳـﺎؤل أو اﻷﺳـﺋﻠﺔ ﻫـﻲ ‪3‬ﺣـث ﻓـﻲ واﻗـﻊ‪ ،‬أ‪ .‬ﻫـﻲ ﻧﻘـﻞ واﻗـﻊ ﺑواﺳـطﺔ اﻟﺣـواس‬ ‫إﻟــﻰ اﻟــدﻣﺎغ‪ ،‬ﻓ;ظــﻞ ;ﺣــس ﺑﻬــذا اﻟواﻗــﻊ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻣــﺎ ﻟد;ــﻪ ﻣــن ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻻ ﺗﻛﻔــﻲ ﻟﺣــﻞ ﻫــذﻩ اﻟﻌﻘــدة‬ ‫اﻟﻛﺑر‪ ،Z‬و;'ﺑر وﺗـزداد اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت‪ ،‬و;ﺣـﺎول أﻛﺛـر ﻣـن ﻣـرة ﺗﻔﺳـﯾر ﻫـذا اﻟواﻗـﻊ ﺑواﺳـطﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت‬ ‫اﻟﺗﻲ ﻟد;ﻪ‪ ،‬ﻓﺈن اﺳﺗطﺎع ﺗﻔﺳﯾر ﻫذا اﻟواﻗﻊ ﺗﻔﺳﯾ اًر ﻗطﻌ;ﺎً ﻻ ;ﻌﯾد ﻫذﻩ اﻟﺗﺳﺎؤﻻت‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﺣﯾﻧﺋـذ ;ﺣـﻞ‬

‫اﻟﻌﻘــدة اﻟﻛﺑــر‪ٕ .Z‬واذا ﻟــم ;ﺳــﺗطﻊ ﺗﻔﺳــﯾر ﻫــذا اﻟواﻗــﻊ ﺗﻔﺳــﯾ اًر ﻗﺎطﻌ ـﺎً‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ;ظــﻞ ﯾﺗﺳــﺎءل‪ ،‬ﻓﻘــد ;ﺣﻠﻬــﺎ‬ ‫ﻣؤﻗﺗـﺎً‪ ،‬وﻟﻛــن اﻟﺗﺳــﺎؤﻻت ﺗﻌــود إﻟ;ــﻪ‪ ،‬ﻓ;ﻌــرف أﻧــﻪ ﻟــم ;ﺣﻠﻬــﺎ‪ ،‬وﻫ'ــذا ﯾوأﺻــﻞ ‪3‬ﺷــ'ﻞ طﺑ;ﻌــﻲ ﺳﻠﺳــﻠﺔ‬

‫اﻟﺗﺳـﺎؤﻻت ﺣﺗــﻰ ;ﺻــﻞ إﻟــﻰ اﻟﺟـواب اﻟــذ‪ .‬ﺗﺻـدﻗﻪ ﻓطرﺗــﻪ‪ ،‬أ‪ .‬ﯾﺗﺟــﺎوب ﻣــﻊ اﻟطﺎﻗــﺔ اﻟﺣﯾو;ــﺔ اﻟﺗــﻲ‬ ‫ﻟد;ــﻪ‪ ،‬أ‪ .‬ﯾﺗﺟــﺎوب ﻣــﻊ ﻋﺎطﻔﺗــﻪ‪ .‬وﺣﯾﻧﺋــذ ﯾــوﻗن ‪3‬ﺄﻧــﻪ ﺣــﻞ اﻟﻌﻘــدة اﻟﻛﺑــر‪ Z‬ﺣـﻼً ﺟﺎزﻣـﺎً وﺗﻧﻘطــﻊ ﻋﻧــﻪ‬ ‫اﻟﺗﺳﺎؤﻻت‪ٕ .‬واذا ﻟم ﺗﺣﻞ ﻟد;ﻪ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘدة اﻟﻛﺑر‪ Z‬ﻓﺈن اﻟﺗﺳﺎؤﻻت ﺗظﻞ ﺗﺗوارد ﻋﻠ;ﻪ‪ ،‬وﺗظﻞ ﺗزﻋﺟـﻪ‪،‬‬ ‫وﺗظــﻞ اﻟﻌﻘــدة اﻟﻛﺑــر‪ Z‬ﻓــﻲ ﻧﻔﺳــﻪ‪ ،‬و;ظــﻞ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻧزﻋــﺎج‪ ،‬وﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﻗﻠــ ﻋﻠــﻰ ﻣﺻــﯾرﻩ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ‬ ‫;ﺣﺻﻞ ﻫذا اﻟﺣﻞ‪ ،‬ﺳواء أﻛﺎن ﺣﻼً ﺻﺣ;ﺣﺎً أو ﺣﻼً ﺧﺎطﺋﺎً‪ ،‬ﻣﺎ دام ;طﻣﺋن إﻟ;ﻪ‪.‬‬ ‫ﻫــذا ﻫــو اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓــﻲ اﻟﻛــون واﻹﻧﺳــﺎن واﻟﺣ;ــﺎة‪ ،‬وﻫــو ﺗﻔ'ﯾــر طﺑ;ﻌــﻲ‪ ،‬وﺗﻔ'ﯾــر ﺣﺗﻣــﻲ‪ ،‬وﻻ ﺑــد أن‬ ‫ﯾوﺟد ﻋﻧد 'ﻞ إﻧﺳﺎن‪ ،‬ﻷن وﺟودﻩ ;ﻘﺿﻲ ﺑوﺟود ﻫذا اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ .‬ﻷن إﺣﺳﺎﺳﻪ ﺑﻬذﻩ اﻟﺛﻼث ﻫو أﻣر‬ ‫داﺋم‪ ،‬وﻫذا اﻹﺣﺳﺎس ﯾدﻓﻌﻪ ﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻔ'ر‪ .‬ﻟذﻟك ﻓـﺈن اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﻓـﻲ اﻟﻛـون واﻹﻧﺳـﺎن‬ ‫واﻟﺣ;ــﺎة ﻣــﻼزم ﻟوﺟــود اﻹﻧﺳــﺎن‪ ،‬ﻷن ﻣﺟــرد اﻹﺣﺳــﺎس ﺑﻬــذﻩ اﻟــﺛﻼث اﻟــذ‪ .‬ﻫــو ﺣﺗﻣــﻲ‪; ،‬ﺳــﺗدﻋﻲ‬ ‫اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ‪3‬ــﻪ اﻟﻣوﺟــودة ﻟد;ــﻪ‪ ،‬أو ‪3‬ﻣﺣﺎوﻟــﺔ طﻠــب ﻫــذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻣــن ﻏﯾـرﻩ‪ ،‬أو ;ﺣــﺎول‬ ‫‪33‬‬


‫طﻠــب اﻟﺣــﻞ ﻣــن ﻏﯾ ـرﻩ‪ ,‬ﻓﻬــو ﯾــدأب ‪3‬ﺣــﺎﻓز ذاﺗــﻲ ﻟﺣــﻞ ﻫــذﻩ اﻟﻌﻘــدة‪ .‬ﻓﺣــﻞ اﻟﻌﻘــدة اﻟﻛﺑــر‪; Z‬ﻼﺣــ ‬ ‫اﻹﻧﺳــﺎن ‪3‬ﺷــ'ﻞ ﻣﺗوأﺻــﻞ‪ ،‬ﻓــﻲ طﻠــب ﻫــذا اﻟﺣــﻞ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻧــﺎس‪ ،‬ﻋﻠــﻰ ﺣﺗﻣ;ــﺔ ﺗﺳــﺎؤﻟﻬم‪ ،‬وﺣﺗﻣ;ــﺔ‬ ‫اﻟﻘ;ــﺎم ‪3‬ﻣﺣــﺄوﻻًت ﻣﺗﻌــددة وﻣﺗﻼﺣﻘــﺔ ﻓــﻲ اﻟوﺻــول إﻟــﻰ اﻹﺟﺎ‪3‬ــﺔ‪ ،‬أ‪ .‬ﻓــﻲ اﻟوﺻــول إﻟــﻰ ﺣــﻞ اﻟﻌﻘــدة‬ ‫اﻟﻛﺑر‪ Z‬ﻓﺈﻧﻬم ﯾﺧﺗﻠﻔون ﻓﻲ اﻻﺳـﺗﺟﺎ‪3‬ﺔ ﻟﻬـذﻩ اﻟﻣﻼﺣﻘـﺔ‪ ،‬ﻓﻣـﻧﻬم ﻣـن ﯾﻬـرب ﻣـن ﻫـذﻩ اﻷﺳـﺋﻠﺔ‪ ،‬وﻣـﻧﻬم‬ ‫ﻣــن ﯾوأﺻــﻞ طﻠــب اﻹﺟﺎ‪3‬ــﺔ ﻋﻧﻬــﺎ‪ .‬أﻣــﺎ وﻫــم ﺻــﻐﺎر دون ﺳــن اﻟﺑﻠــوغ ﻓــﺈﻧﻬم ﯾﺗﻠﻘــون اﻹﺟﺎ‪3‬ــﺔ ﻋــن‬ ‫أﺳﺋﻠﺗﻬم ﻣن آ‪3‬ﺎﺋﻬم‪ .‬ﻓﻬم ﯾوﻟـدون ﺧـﺎﻟﯾن ﻣـن ﻫـذﻩ اﻷﺳـﺋﻠﺔ‪ ،‬وﻟﻛـن ﺣـﯾن ﯾﺑـدأون ;ﻣﯾـزون ﻣـﺎ ﺣـوﻟﻬم‬ ‫ﺗﺑـدأ ﻫــذﻩ اﻷﺳــﺋﻠﺔ ﺗــرد ﻋﻠــﯾﻬم‪ ،‬ﻓﯾﺗــوﻟﻰ آ‪3‬ــﺎؤﻫم اﻹﺟﺎ‪3‬ــﺔ ﻋﻠﯾﻬــﺎ‪ ،‬وﻧظـ اًر ﻟﺛﻘــﺗﻬم ‪3‬ﺂ‪3‬ــﺎﺋﻬم أو ﻣــن ﯾﺗــوﻟﻰ‬

‫ﺷؤوﻧﻬم ;ﺳﻠﻣون ‪3‬ﺎﻷﺟو‪3‬ﺔ ﺗﺳﻠ;ﻣﺎً و;طﻣﺋﻧون ﻟﻬذا اﻟﺗﺳﻠ;م ﻷﻧﻪ ﺗﺳﻠ;م ﻟﻣن ﯾﺛﻘون ‪3‬ﻪ‪ .‬ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺑﻠﻐوا‬

‫ﺳــن اﻟرﺟوﻟــﺔ‪ ،‬أ‪ .‬ﺑﻠﻐـوا اﻟﺣﻠــم‪ ،‬ﻓــﺈن اﻷﻛﺛر‪8‬ــﺔ اﻟﺳــﺎﺣﻘﺔ ﻣــﻧﻬم ﺗظــﻞ ﻋﻧــد ﺣــد اﻹﺟﺎ‪3‬ــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻠﻘوﻫــﺎ‪،‬‬ ‫واﻷٌﻗﻠ;ــﺔ ﻫــﻲ ﺗﻌــود ﻟﻬــﺎ ﻫــذﻩ اﻟﺗﺳــﺎؤﻻت ﻟﻌــدم اطﻣﺋﻧﺎﻧﻬــﺎ ﻟﻸﺟو‪3‬ــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻠﻘوﻫــﺎ وﻫــم ﺻــﻐﺎر‪ .‬وﻟــذﻟك‬ ‫ﺗﻌﯾد اﻟﻧظر ﻓ;ﻣﺎ ﺗﻠﻘوﻫﺎ ﻣن ﺣﻞ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘدة اﻟﻛﺑر‪ ،Z‬و;ﺣﺎوﻟون ﺣﻠﻬﺎ ‪3‬ﺄﻧﻔﺳﻬم‪.‬‬ ‫ﻓــﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ﻓــﻲ ﺣــﻞ اﻟﻌﻘــدة اﻟﻛﺑ ـر‪ ،Z‬أ‪ .‬اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓــﻲ اﻟﻛــون واﻹﻧﺳــﺎن واﻟﺣ;ــﺎة‪ ،‬أﻣــر ﺣﺗﻣــﻲ ﻟﻛــﻞ‬ ‫إﻧﺳﺎن‪ ،‬إﻻ أن ﻣﻧﻬم ﻣن ;ﺣﻠﻬﺎ ﺑﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬وﻣﻧﻬم ﻣن ﯾﺗﻠﻘﻰ ﺣﻠﻬـﺎ‪ ،‬وﻣﺗـﻰ ﺣﻠـت‪ ،‬ﻋﻠـﻰ أ‪ .‬وﺟـﻪ‪ ،‬ﻓـﺈن‬ ‫ﻫـذا اﻟﺣـﻞ‪ ،‬ﺳـواء أﻛـﺎن ﺣـﻼً ﻗـد ﺟـﺎء ﻋـن طر‪8‬ـ اﻟﺗﻠﻘـﻲ‪ ،‬أو 'ـﺎن ﺣـﻼً وﺻـﻞ إﻟ;ـﻪ ﺑﻧﻔﺳـﻪ ﻓﺈﻧــﻪ إن‬ ‫ﺗﺟﺎوب ﻫذا اﻟﺣﻞ ﻣﻊ اﻟﻔطرة واطﻣﺄن إﻟ;ﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﯾرﺗـﺎح و;ﺣـس ‪3‬ﺳـﻌﺎدة اﻟطﻣﺄﻧﯾﻧـﺔ‪ٕ .‬وان ﻟـم ﯾﺗﺟـﺎوب‬ ‫ﻫذا اﻟﺣﻞ ﻣﻊ اﻟﻔطرة‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ;طﻣﺋن إﻟﻰ اﻟﺣﻞ‪ ،‬وﺗظﻞ اﻟﺗﺳﺎؤﻻت ﺗﻼﺣﻘﻪ وﺗزﻋﺟﻪ وﻟو ﻟم ;ﻔﺻـﺢ‬ ‫ﻋن ذﻟك ‪3‬ﺄ;ﺔ إﺷﺎرة‪ .‬وﻟذﻟك ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻓﻲ ﺣﻞ اﻟﻌﻘـدة اﻟﻛﺑـر‪ Z‬ﻟﻺﻧﺳـﺎن‪ ،‬ﺣـﻼً ﯾﺗﺟـﺎوب ﻣـﻊ‬ ‫اﻟﻔطرة‪.‬‬ ‫ﻧﻌــم إن اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺣــﻞ اﻟﻌﻘــدة اﻟﻛﺑــر‪ Z‬طﺑ;ﻌــﻲ وﺣﺗﻣــﻲ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻫــذا اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻧﻔﺳــﻪ ﻗــد ;'ــون ﺗﻔ'ﯾ ـ اًر‬ ‫ﺻــﺣ;ﺣﺎً‪ ،‬وﻗــد ;'ــون ﺗﻔ'ﯾ ـ اًر ﺳــﻘ;ﻣﺎً‪ ،‬وﻗــد ;'ــون ﺗﻔ'ﯾ ـ اًر ﻓــﻲ اﻟﻬــروب ﻣــن اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬وﻟﻛﻧــﻪ ﻋﻠــﻰ أ‪.‬‬ ‫ﺣــﺎل ﺗﻔ'ﯾــر ﺣﺳــب اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟــذﯾن ﯾرﺟﻌــون اﻹﻧﺳــﺎن واﻟﻛــون واﻟﺣ;ــﺎة إﻟــﻰ أﻧﻬــﺎ ﻣــﺎدة‪،‬‬ ‫و‪8‬ﻧﺗﻘﻠون إﻟﻰ اﻟ‪3‬ﺣث ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ﯾﻬر‪H‬ون ﻣن اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻹﻧﺳﺎن واﻟﻛون واﻟﺣ;ﺎة إﻟﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻣﺎدة‪،‬‬ ‫وﻫ ــذا اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر ‪3‬ﺎﻟﻣ ــﺎدة ‪3‬ﺎﻋﺗ‪ 3‬ــﺎرﻩ ﻫرو‪3‬ـ ـﺎً ﻣ ــن اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر اﻟطﺑ;ﻌ ــﻲ واﻟﺣﺗﻣ ــﻲ‪ ،‬ﯾﺟ ــرﻫم إﻟ ــﻰ اﻟﺳ ــﻘم ﻓ ــﻲ‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ .‬ﻓﺎﻟﻣﺎدة ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻣﺧﺗﺑر‪ ،‬وﻟﻛن اﻹﻧﺳﺎن واﻟﻛون واﻟﺣ;ﺎة ﻻ ﺗﺧﺿـﻊ ﻟﻠﻣﺧﺗﺑـر‪ ،‬واﻟﺗﺳـﺎؤﻻت‬ ‫اﻟﺗــﻲ ﺗــرد ﺗﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ ﺗﻔ'ﯾــر ﻋﻘﻠــﻲ‪ ،‬وﻫــم ﯾﻧﺗﻘﻠــون إﻟــﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﻌﻠﻣــﻲ‪ .‬وﻟــذﻟك ;ﺳــﺗﺣﯾﻞ أن ;ــﺄﺗوا‬ ‫‪3‬ﺎﻟﺣــﻞ اﻟﺻ ــﺣ;ﺢ و‪H‬ــذﻟك ; ــﺄﺗون ‪3‬ﺎﻟﺣــﻞ اﻟﻣﻐﻠ ــو‪ .a‬ﻓ;ﺣﻠ ــون اﻟﻌﻘــدة اﻟﻛﺑ ــر‪ ،Z‬وﻟﻛــن ﺣـ ـﻼً ﺧﺎطﺋـ ـﺎً ﻻ‬

‫ﺗﺗﺟﺎوب ﻣﻌﻪ اﻟﻔطرة‪ ،‬وﻣن ﻫﻧﺎ ;ظﻞ ﻫذا اﻟﺣﻞ ﺣﻼً ﻷﻓـراد ﻻ ﺣـﻼً ﻟﺷـﻌب أو أﻣـﺔ‪ .‬ﻓﯾ‪3‬ﻘـﻰ اﻟﺷـﻌب‬

‫أو اﻷﻣــﺔ دو أن ﺗﺣــﻞ ﻟــدﯾﻬﺎ اﻟﻌﻘــدة اﻟﻛﺑــر‪ Z‬ﺣ ـﻼً ﯾﺗﺟــﺎوب ﻣــﻊ ﻓطرﺗﻬــﺎ‪ ،‬وﺗظــﻞ اﻟﺗﺳــﺎؤﻻت ﺗﻼﺣــ ‬

‫اﻟﻧﺎس‪ ،‬وﺣﺗﻰ ﺗﻼﺣ 'ﺛﯾ اًر ﻣن اﻷﻓراد اﻟذﯾن ارﺗﺿوا ﻫذا اﻟﺣﻞ‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫أﻣﺎ اﻟـذﯾن ﯾـرون أن ﻫـذﻩ اﻟﻌﻘـدة اﻟﻛﺑـر‪ Z‬ﻓرد;ـﺔ‪ ،‬وﻻ ﺗﻌﻧـﻲ اﻟﺷـﻌب ﺑوﺻـﻔﻪ ﺷـﻌ‪3‬ﺎً‪ ،‬وﻻ ﺗﻌﻧـﻲ اﻷﻣـﺔ‬ ‫ﺑوﺻــﻔﻬﺎ أﻣــﺔ‪ ،‬وﻻ دﺧــﻞ ﻟﻬــﺎ ﻓــﻲ أﻣــور اﻟﻌــ;ش‪ ،‬ﻓــﺈﻧﻬم ﯾﻬر‪H‬ــون ﻣــن ﺣــﻞ اﻟﻌﻘــدة اﻟﻛﺑــر‪ ،Z‬و‪8‬ﺗر'ــون‬ ‫اﻷﻓ ـراد وﺷــﺄﻧﻬم‪ ،‬واﻟﺷــﻌب وﺷ ـﺄﻧﻪ‪ ،‬أو اﻷﻣــﺔ وﺷــﺄﻧﻬﺎ‪ .‬وﻟــذﻟك ﺗظــﻞ اﻟﻌﻘــدة اﻟﻛﺑــر‪ Z‬ﺗﻼﺣــ اﻷﻓ ـراد‪،‬‬ ‫وﺗﻼﺣ اﻟﺷﻌب أو اﻷﻣﺔ‪ ،‬وﺗزﻋﺞ اﻷﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋـﺎت‪ ،‬و;ﻌـ;ش اﻟﺟﻣ;ـﻊ ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ اطﻣﺋﻧـﺎن 'ـﺎذب‬ ‫ﻟﺣﻞ ﻫـذﻩ اﻟﻌﻘـدة اﻟﻛﺑـر‪ ،Z‬ﻷﻧﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﺣﻘ;ﻘـﺔ ظﻠـت ﺑـدون ﺣـﻞ‪ ،‬وظـﻞ اﻹزﻋـﺎج اﻟﻧﻔﺳـﻲ أو اﻟﻔطـر‪.‬‬ ‫ﻣﺳ;ط اًر ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد وﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌب أو اﻷﻣﺔ‪.‬‬

‫واﻟﺣﻘ;ﻘ ــﺔ أن ﻣﺳ ــﺄﻟﺔ ﺣ ــﻞ اﻟﻌﻘ ــدة اﻟﻛﺑ ــر‪ Z‬ﻓﯾﻬ ــﺎ ﻧﺎﺣﯾﺗ ــﺎن إﺣ ــداﻫﻣﺎ اﻟﻧﺎﺣ; ــﺔ اﻟﻌﻘﻠ; ــﺔ‪ ،‬أ‪ .‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ــﺔ‬

‫‪3‬ﺎﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬أ‪ .‬ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟذ‪ .‬ﯾﺟر‪ ..‬واﻟﺛﺎﻧ;ﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ‪3‬ﺎﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺣﯾو;ﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﻲ اﻹﻧﺳـﺎن‪ ،‬أ‪.‬‬ ‫‪3‬ﻣــﺎ ﯾﺗطﻠــب اﻹﺷــ‪3‬ﺎع‪ ،‬ﻓ ـﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ﯾﺟــب أن ﯾﺗوﺻــﻞ إﻟــﻰ إﺷــ‪3‬ﺎع اﻟطﺎﻗــﺔ اﻟﺣﯾو;ــﺔ‪ٕ .‬واﺷــ‪3‬ﺎع اﻟطﺎﻗــﺔ‬ ‫اﻟﺣﯾو;ﺔ ‪3‬ﺎﻟﻔ'ر‪ ،‬ﯾﺟب أن ;ﺄﺗﻲ ﻋن اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬أ‪ .‬ﯾﺟب أن ;ﺄﺗﻲ ﻋن ﻧﻘـﻞ اﻟواﻗـﻊ ﺑواﺳـطﺔ اﻟﺣـواس‬ ‫إﻟﻰ اﻟدﻣﺎغ‪ .‬ﻓﺈذا اﻹﺷ‪3‬ﺎع ‪3‬ﺎﻟﺗﺧ;ﻼت أو اﻟﻔروض‪ ،‬أو ‪3‬ﻐﯾر ﻣﺎ ﻫو واﻗﻊ ﻣﺣﺳوس‪ ،‬ﻓﺈن اﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ‬ ‫ﻻ ﺗﺣﺻﻞ‪ ،‬واﻟﺣﻞ ﻻ ﯾوﺟد‪ٕ .‬واذا ﺟﺎء اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﻣﺎ ﻻ ﯾوﺟد اﻹﺷ‪3‬ﺎع‪ ،‬أ‪3 .‬ﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﻔـ ﻣـﻊ اﻟﻔطـرة‪،‬‬ ‫ﻓﺈﻧــﻪ ;'ــون ﻣﺟــرد ﻓــروض أو ﻣﺟــرد إﺣﺳــﺎس‪ ،‬ﻓــﻼ ﯾوﺻــﻞ إﻟــﻰ ﺣــﻞ ﺗطﻣــﺋن إﻟ;ــﻪ اﻟــﻧﻔس‪ ،‬و‪8‬وﺟــد‬ ‫اﻹﺷ‪3‬ﺎع‪.‬‬ ‫ﻓﺣﺗــﻰ ;'ــون اﻟﺣــﻞ ﺣ ـﻼً ﺻــﺣ;ﺣﺎً ﻟﻠﻌﻘــدة اﻟﻛﺑــر‪ ،Z‬ﯾﺟــب أن ;'ــون ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﺗﻔ'ﯾــر ﺣﺳــب اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ‬ ‫اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ‪ ،‬وأن ;ﺷــ‪3‬ﻊ اﻟطﺎﻗــﺔ اﻟﺣﯾو; ـﺔ‪ ،‬وأن ;'ــون ﺟﺎزﻣ ـﺎً ‪3‬ﺣﯾــث ﻻ ﯾﺗــرك ﻣﺟــﺎﻻً ﻟﻌــودة اﻟﺗﺳــﺎؤﻻت‪.‬‬

‫و‪H‬ﻬــذا ﯾوﺟــد اﻟﺣــﻞ اﻟﺻــﺣ;ﺢ‪ ،‬و‪8‬وﺟــد اﻻطﻣﺋﻧــﺎن اﻟــداﺋم ﻟﻬــذا اﻟﺣــﻞ‪ .‬وﻣــن ﻫﻧــﺎ 'ــﺎن ﻣــن أﻫــم أﻧ ـواع‬

‫اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ــﺎﻟﻛون واﻹﻧﺳــﺎن واﻟﺣ;ــﺎة‪ .‬أ‪ .‬اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺣــﻞ اﻟﻌﻘــدة اﻟﻛﺑــر‪ Z‬ﺣ ـﻼً ﯾﺗﺟــﺎوب ﻣــﻊ‬ ‫اﻟﻔطرة‪ ،‬أ‪; .‬ﺣﺻﻞ ‪3‬ﻪ إﺷ‪3‬ﺎع اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺣﯾو;ﺔ‪ ،‬و;'ون ﺟﺎزﻣﺎً ;ﺣول دون رﺟوع ﻫذﻩ اﻟﺗﺳﺎؤﻻت‪.‬‬ ‫ﻧﻌم إن ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺣﯾو;ﺔ إﺷ‪3‬ﺎع ﻣﺎ ﯾﺗطﻠب اﻹﺷ‪3‬ﺎع‪ ،‬ﻗد ﺗرﺷد إﻟﻰ ﺣﻞ اﻟﻌﻘدة اﻟﻛﺑر‪ ،Z‬ﻓﺈن‬

‫اﻟﺷﻌور ‪3‬ﺎﻟﻌﺟز واﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻗوة ﺗﻌﯾﻧﻪ ﻗد ﯾؤد‪ .‬إﻟـﻰ ﺣـﻞ ﻫـذﻩ اﻟﻌﻘـدة‪ ،‬و;ﻣﻠـﻲ أﺟو‪3‬ـﺔ اﻟﺗﺳـﺎؤﻻت‪.‬‬ ‫وﻟﻛن ﻫذا اﻟطر‪ 8‬ﻏﯾر ﻣﺄﻣون اﻟﻌواﻗب‪ ،‬وﻏﯾـر ﻣوﺻـﻞ إﻟـﻰ ﺗر'ﯾـز إذا ﺗـرك وﺣـدﻩ‪ .‬ﻓﻐر‪8‬ـزة اﻟﺗـدﯾن‬ ‫ﻗــد ﺗوﺟــد ﻓــﻲ اﻟــدﻣﺎغ ﺗﺧــ;ﻼت أو ﻓروﺿـﺎً ﻻ ﺗﻣــت إﻟــﻰ اﻟﺣﻘ;ﻘــﺔ ‪3‬ﺻــﻠﺔ‪ .‬وﻫــﻲ ٕوان أﺷــ‪3‬ﻌت اﻟطﺎﻗــﺔ‬ ‫اﻟﺣﯾو;ــﺔ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬــﺎ ﻗــد ﺗﺷــ‪3‬ﻌﻬﺎ إﺷــ‪3‬ﺎﻋﺎً ﺷــﺎذاً 'ﻌ‪3‬ــﺎدة اﻷﺻــﻧﺎم‪ ،‬أو ﺗﺷــ‪3‬ﻌﻬﺎ إﺷــ‪3‬ﺎﻋﺎً ﺧﺎطﺋ ـﺎً 'ﺗﻘــد;س‬ ‫اﻷوﻟ;ﺎء‪ .‬وﻟذﻟك ﻻ ;ﺻﺢ أن ﯾﺗرك ﻟﻠطﺎﻗﺔ اﻟﺣﯾو;ﺔ أن ﺗﺣﻞ اﻟﻌﻘدة اﻟﻛﺑر‪ Z‬وﺗﺟﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﺎؤﻻت‬ ‫ﺑــﻞ ﻻ ﺑــد أن ﯾﺟــر‪ .‬اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓــﻲ اﻹﻧﺳــﺎن واﻟﻛــون واﻟﺣ;ــﺎة ﻟﻺﺟﺎ‪3‬ــﺔ ﻋــن اﻟﺗﺳــﺎؤﻻت‪ .‬إﻻ أن ﻫــذﻩ‬ ‫اﻹﺟﺎ‪3‬ــﺔ ﯾﺟــب أن ﺗﺗﺟــﺎوب ﻣــﻊ اﻟﻔط ـرة‪ ،‬أ‪ .‬ﯾﺟــب أن ﯾــﺗم ﺑﻬــﺎ إﺷــ‪3‬ﺎع اﻟطﺎﻗــﺔ اﻟﺣﯾو;ــﺔ وأن ﺗﻛــون‬ ‫‪3‬ﺷ'ﻞ ﺟﺎزم ﻻ ﯾﺗطرق إﻟ;ﻪ ﺷك‪ٕ .‬واذا ﺣﺻﻞ ﻫذا اﻟﺣﻞ ‪3‬ﺎﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟذ‪ .‬ﺗﺗﺟـﺎوب ﻣﻌـﻪ اﻟﻔطـرة‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ‬ ‫ﺣﯾﻧﺋذ ;'ون ﺣﻼً ;ﻣﻸ اﻟﻌﻘﻞ ﻗﻧﺎﻋﺔ واﻟﻘﻠب طﻣﺄﻧﯾﻧﺔ‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫أﻣــﺎ اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓــﻲ اﻟﻌــ;ش‪ ،‬ﻓــﺈن إﺷــ‪3‬ﺎع اﻟطﺎﻗــﺔ اﻟﺣﯾو;ــﺔ‪ ،‬أ‪ .‬إﺷــ‪3‬ﺎع اﻟﺣﺎﺟــﺎت اﻟﻌﺿــو;ﺔ 'ﺎﻷﻛــﻞ‪،‬‬ ‫ٕواﺷــ‪3‬ﺎع اﻟﻐ ارﺋــز 'ﺎﻟﺗﻣﻠــك ﯾﺗطﻠــب أن ﯾوﺟــد ﻟــد‪ Z‬اﻹﻧﺳــﺎن ﺗﻔ'ﯾــر ﻓــﻲ اﻟﻌــ;ش‪ ،‬ﻓﻬــو ﺗﻔ'ﯾــر طﺑ;ﻌ ـﻲ‬ ‫وﺣﺗﻣـ ــﻲ‪ .‬إﻻ أن اﻟﺗﻔ'ﯾـ ــر ‪3‬ـ ــﺎﻟﻌ;ش ﻫ'ـ ــذا ﻟﻣﺟـ ــرد اﻟﻌـ ــ;ش ﻻ ;'ﻔـ ــﻲ ﻟﻺﻧﺳـ ــﺎن ﻟﻠﻧﻬﺿـ ــﺔ‪ ،‬وﻻ ;'ﻔـ ــﻲ‬ ‫ﻟﻺﻧﺳــﺎن ﻟﻧﯾــﻞ اﻟﺳــﻌﺎدة‪ ،‬أ‪ .‬ﻟﻧﯾــﻞ اﻟطﻣﺄﻧﯾﻧــﺔ اﻟداﺋﻣــﺔ‪ .‬وﻟــذﻟك ﻓﺈﻧــﻪ ﻣــن أﺟــﻞ أن ﯾــﻧﻬض اﻹﻧﺳــﺎن‪،‬‬ ‫وﻣن أﺟﻞ أن ﯾﻧﺎل اﻟﺳـﻌﺎدة أ‪ .‬اﻟطﻣﺄﻧﯾﻧـﺔ اﻟداﺋﻣـﺔ‪ ،‬ﻻ ﺑـد أن ﯾﺟﻌـﻞ ﺗﻔ'ﯾـرﻩ ﻓـﻲ اﻟﻌـ;ش ﻣﺑﻧ;ـﺎً ﻋﻠـﻰ‬ ‫أﺳــﺎس ﺗﻔ'ﯾـرﻩ ﻓــﻲ وﺟﻬــﺔ ﻧظـرﻩ ﻓــﻲ اﻟﺣ;ــﺎة‪ .‬ﻓﻬــو إﻧﺳــﺎن ;ﺣ;ــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻛــون‪ ،‬وﻋ;ﺷــﻪ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻛــون‬ ‫;ﻌﻧﻲ ﺣ;ﺎﺗـﻪ ﻓـﻲ اﻟﻛـون‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻻ ﺑـد أن ;'ـون ﺗﻔ'ﯾـرﻩ ﻓـﻲ اﻟﻌـ;ش ﻣﺑﻧ;ـﺎً ﻋﻠـﻰ ﻧظرﺗـﻪ ﻟﻬـذﻩ اﻟﺣ;ـﺎة‬ ‫اﻟــدﻧ;ﺎ اﻟﺗــﻲ ;ﺣ;ﺎﻫــﺎ‪ .‬و‪H‬ــدون ﺑﻧــﺎء ﺗﻔ'ﯾـرﻩ ﻓــﻲ اﻟﻌــ;ش ﻋﻠــﻰ ﻧظرﺗــﻪ ﻟﻬــذﻩ اﻟﺣ;ــﺎة اﻟــدﻧ;ﺎ‪ ،‬ﯾ‪3‬ﻘــﻰ ﺗﻔ'ﯾـرﻩ‬ ‫ﻣﻧﺣطﺎً‪ ،‬وﻣﺣدوداً‪ ،‬وﺿ;ﻘﺎً‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻧﻬﺿـﺔ‪ ،‬وﻻ ;ﺣﺻـﻞ ﻋﻠـﻰ اﻟطﻣﺄﻧﯾﻧـﺔ اﻟداﺋﻣـﺔ‪ .‬وﻟـذﻟك ﻻ ﺑـد‬ ‫أن ;'ــون اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓــﻲ اﻟﻛــون واﻹﻧﺳــﺎن واﻟﺣ;ــﺎة أﺳﺎﺳ ـﺎً ﻟﻠﺗﻔ'ﯾــر ﻓــﻲ اﻟﻌــ;ش‪ .‬ﺻــﺣ;ﺢ أن اﻹﻧﺳــﺎن‬ ‫;ﻔ'ر ﻓﻲ اﻟﻌ;ش اﺳﺗﺟﺎ‪3‬ﺔ ﻟطﻠب اﻹﺷ‪3‬ﺎع‪ ،‬ﺳـواء أﻛﺎﻧـت ﻟد;ـﻪ ﻧظـرة ﻟﻠﻛـون واﻹﻧﺳـﺎن واﻟﺣ;ـﺎة أم ﻟـم‬

‫ﺗﻛن‪ .‬وﻟﻛن ﻫذا اﻟﺗﻔ'ﯾر ;ظﻞ ﺑداﺋ;ﺎً‪ ،‬و;ظﻞ ﻗﻠﻘﺎً‪ ،‬وﻏﯾر ﺳﺎﺋر ﻓﻲ اﻟطر‪ 8‬اﻟﺗﺻﺎﻋد‪ ،.‬ﺣﺗﻰ ﯾﺑﻧﻰ‬ ‫ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓــﻲ اﻹﻧﺳــﺎن واﻟﻛــون واﻟﺣ;ــﺎة‪ ،‬أ‪ .‬ﺣﺗــﻰ ﯾﺑﻧــﻰ ﻋﻠــﻰ ﻧظرﺗــﻪ ﻟﻠﺣ;ــﺎة‪ .‬ﻓﺎﻟﻣوﺿــوع ﻟــ;س‬ ‫أ‪ .‬اﻟﺗﻔ'ﯾر‪8‬ن ;ﺳﺑ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻌروف ﺑداﻫﺔ أن اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﻓـﻲ اﻟﻌـ;ش ;ﺳـﺑ 'ـﻞ ﺗﻔ'ﯾـر‪ ،‬ﺑـﻞ اﻟﻣوﺿـوع‬ ‫ﻫو اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﻓـﻲ اﻟﻌـ;ش اﻟ ارﻗـﻲ‪ ،‬اﻟﻌـ;ش اﻟـذ‪ .‬ﺗﻛـون ﻓ;ـﻪ اﻟطﻣﺄﻧﯾﻧـﺔ اﻟداﺋﻣـﺔ‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻻ ﺑـد أن ﯾﺑﻧـﻰ‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻓﻲ اﻟﻌ;ش ﻋﻠﻰ اﻟﻧظرة إﻟﻰ اﻟﺣ;ﺎة‪.‬‬ ‫ﺻﺣ;ﺢ أن اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻌ;ش ﯾرﺗﻘﻲ ﻣن اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﻌ;ش ﻧﻔﺳﻪ إﻟﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﻌ;ش ﻋﺎﺋﻠﺗـﻪ وﻋﺷـﯾرﺗﻪ‪،‬‬ ‫و‪8‬رﺗﻘﻲ ﻣن اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﻌ;ش ﻧﻔﺳـﻪ إﻟـﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾـر ‪3‬ﻌـ;ش ﻗوﻣـﻪ‪ ،‬و‪8‬رﺗﻘـﻲ ﻣـن اﻟﺗﻔ'ﯾـر ‪3‬ﻌـ;ش ﻗوﻣـﻪ إﻟـﻰ‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﻌــ;ش أﻣﺗــﻪ‪ ،‬و‪8‬رﺗﻘــﻲ ﻣــن اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﻌــ;ش أﻣﺗــﻪ إﻟــﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﻌــ;ش اﻹﻧﺳــﺎﻧ;ﺔ‪ .‬وﻟﻛــن ﻫــذا‬ ‫اﻻرﺗﻘﺎء ٕوان 'ﺎن ﻣوﺟوداً ﻓﻲ ﻓطرة اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ إذا ﺗرك وﺣدﻩ ﺑدون أن ﯾﺟﻌﻞ ﻟﻪ أﺳﺎس ﯾﺑﻧﻰ‬ ‫ﻋﻠ;ﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻗد ;ﺣﺻر ‪3‬ﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﻌ;ش ﻧﻔﺳﻪ وﻻ ﯾﺗﻌداﻩ إﻻ إذا 'ﺎن ﻣﺗﻌﻠﻘﺎً ‪3‬ﻌ;ش ﻧﻔﺳﻪ‪' ،‬ﺄن ﯾﺗﻌداﻩ‪،‬‬ ‫إﻟﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﻌ;ش ﻋﺎﺋﻠﺗﻪ وﻋﺷﯾرﺗﻪ‪ .‬أو ﯾﺗﻌد‪ Z‬ذﻟك إﻟـﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾـر ‪3‬ﻌـ;ش ﻗوﻣـﻪ وأﻣﺗـﻪ‪ .‬وﻟﻛﻧـﻪ ;ظـﻞ‬

‫ﺗﻔ'ﯾ اًر ‪3‬ﻌ;ش ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ﻓﺗ‪3‬ﻘﻰ ﻓ;ﻪ اﻷﻧﺎﻧ;ﺔ ﻣﺗﺣ'ﻣﺔ‪ ،‬و;ظـﻞ اﻻﻧﺣطـﺎ‪3 a‬ـﺎر اًز ﻓـﻲ ﺗﺻـرﻓﺎﺗﻪ‪ ،‬أو ﻣظﻬـ اًر‬

‫ﻣــن ﻣظــﺎﻫر ﺣ;ﺎﺗــﻪ‪ .‬وﻻ ﯾﺗﻌــد‪ Z‬ذﻟــك إﻟــﻰ اﻟﻧﻬﺿــﺔ‪ ،‬وﻻ إﻟــﻰ اﻻطﻣﺋﻧــﺎن اﻟــداﺋم‪ .‬وﻟﻬــذا ﻓــﺈن ﺗــرك‬

‫اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻌ;ش ﻫ'ذا ﻋﻠﻰ طﺑ;ﻌﺗﻪ‪ ،‬دون أن ﯾﺑﻧﻰ ﻋﻠﻰ ﻧظرة ﻓﻲ اﻟﺣ;ﺎة‪ ،‬ﻻ ;ﺻﺢ أن ;ﺳﺗﻣر وأن‬ ‫ﯾ‪3‬ﻘﻰ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾوﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﻧﻬﺿﺔ‪ ،‬وﻻ إﻟﻰ اﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ اﻟداﺋﻣﺔ‪ ،‬ﺑﻞ ;ﺣول دون اﻟطﻣﺄﻧﯾﻧـﺔ اﻟداﺋﻣـﺔ‪،‬‬ ‫واﻟﻌ;ش اﻟﺑداﺋﻲ‪ ،‬أو ﻋ;ش اﻟﺷﻌوب اﻟﻣﻧﺣطﺔ ﻫو ﺧﯾر دﻟﯾﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟك‪.‬‬ ‫إن اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ــﺎﻟﻌ;ش ﻻ ;ﻌﻧــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﺑﺈﺷــ‪3‬ﺎع اﻟطﺎﻗــﺔ اﻟﺣﯾو;ــﺔ إﺷــ‪3‬ﺎﻋﺎً آﻧ; ـﺎً أو ';ﻔﻣــﺎ اﺗﻔــ ‪ ،‬وﻻ‬ ‫إﺷ‪3‬ﺎع اﻟذات وﺣدﻫﺎ أو اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وﺣدﻫﺎ‪ ،‬أو اﻟﻘوم واﻷﻣﺔ وﺣدﻫم‪ .‬ﻓﺈﻧﻪ إﻧﺳﺎن ;ﺣ;ﺎ ﻓـﻲ اﻟﻛـون‪ ،‬ﻓـﻼ‬ ‫ﺑد أن ;'ون اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻌ;ش أن ;'ون ﻋ;ﺷﺎً ﻣﺳﺗﻣ اًر‪ ،‬وأن ;'ون ﻋ;ﺷﺎً ﻋﻠﻰ أرﻗﻰ وﺟﻪ ﻣﺳـﺗطﺎع‪،‬‬ ‫‪36‬‬


‫وأن ;'ون ﻟﻌ;ش اﻹﻧﺳﺎن ﻣن ﺣﯾث ﻫو إﻧﺳﺎن‪3 ،‬ﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿ;ﻪ ﻏر‪8‬زة ‪3‬ﻘـﺎء اﻟﻧـوع اﻹﻧﺳـﺎﻧﻲ‪ .‬وﻫـذا ﻻ‬ ‫;ﻣ'ــن أن ﯾﺗــﺄﺗﻰ ﺑﺟﻌــﻞ اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓــﻲ اﻟﻌــ;ش دون ﺑﻧﺎﺋــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻧظ ـرة ﻣﻌﯾﻧــﺔ ﻟﻠﺣ;ــﺎة‪ .‬ﻷﻧــﻪ إذا ‪3‬ﻘــﻲ‬ ‫'ذﻟك‪ ،‬ظﻞ ﺗﻔ'ﯾ اًر ﺑداﺋ;ﺎً وظﻞ ﺗﻔ'ﯾ اًر ﯾﺗﺳم ‪3‬ﺎﻻﻧﺣطﺎ‪.a‬‬

‫وﻋﻠﻰ أ‪ .‬ﺣﺎل‪ ،‬ﺳواء ﺑﻧﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻌ;ش ﻋﻠﻰ اﻟﻧظرة ﻓﻲ اﻟﺣ;ﺎة أو ﻟم ﯾﺑن‪ ،‬ﻓﺈن أﻫـم ﻣـﺎ ﯾﺟـب‬

‫أن ;'ـون ﻓ;ـﻪ‪ ،‬أن ;'ــون ﺗﻔ'ﯾـ اًر ﻣﺳــؤوﻻً‪ ،‬ﺗﻘﺻـد ﻓ;ــﻪ اﻟﻐﺎ;ـﺔ ﻣﻧـﻪ‪ ،‬واﻟﻐﺎ;ــﺔ ﻣـن اﻟﻌــ;ش‪ٕ .‬وان أﻫـم ﻣــﺎ‬ ‫ﯾﺟــب أن ;ﻼﺣــ‪ h‬ﻓ;ــﻪ‪ ،‬اﻟﻣﺳــؤوﻟ;ﺔ ﻋــن اﻟﻐﯾــر‪ .‬اﻟﻣﺳــؤوﻟ;ﺔ ﻋﻣــن ﺗﻘﺗﺿــﻲ اﻟﻔطـرة اﻟﻣﺳــؤوﻟ;ﺔ ﻋــﻧﻬم‪،‬‬ ‫وﻋﻣن ﺗﻘﺗﺿﻲ اﻟﺣﻣﺎ; ُﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟ; َﺔ ﻋﻣن ﺗﺣﺻﻞ ﺑﻬم اﻟﺣﻣﺎ; ُﺔ‪ .‬ﻓرأس اﻟﻌﺎﺋﻠـﺔ 'ـﺎﻷب‪ ،‬ﻣﺛـﻞ اﻟزوﺟـﺔ‬ ‫واﻷوﻻًد‪ ،‬ورأس اﻟﻌﺷ ــﯾرة ' ــﺎﻟزﻋ;م‪ ،‬ﻣﺛ ــﻞ أ‪ .‬ﻓ ــرد ﻣـ ــن أﻓـ ـراد اﻟﻌﺷ ــﯾرة‪ ' .‬ــﻞ ﻣ ــﻧﻬم‪ ،‬اﻷب واﻟزوﺟـ ــﺔ‬

‫واﻷوﻻًد‪ ،‬واﻟــزﻋ;م و'ــﻞ ﻓــرد ﻣــن أﻓ ـراد اﻟﻌﺷــﯾرة‪ ،‬ﯾﺟــب أن ;ﻘﺻــد اﻟﻐﺎ;ــﺔ اﻟﺗــﻲ ;ﻔ'ــر ﻓﯾﻬــﺎ ‪3‬ــﺎﻟﻌ;ش‪،‬‬ ‫واﻟﻐﺎ;ـﺔ ﻧﻔﺳـﻬﺎ ﻣــن اﻟﻌـ;ش‪ ،‬و;ﻼﺣـ‪ h‬اﻟﻣﺳــؤوﻟ;ﺔ ﻋـن اﻟﻐﯾــر‪ .‬ﻓـﺎﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﻣﺳـؤول ﻓــﻲ اﻟﻌـ;ش‪ ،‬ﻻ ﺑــد‬ ‫أن ;'ــون ﻫــو طــﺎ‪3‬ﻊ اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ــﺎﻟﻌ;ش‪ ،‬ﺣﺗــﻰ ﯾﺗــﺄﺗﻰ أن ;'ــون ﺗﻔ'ﯾ ـ اًر ‪3‬ــﺎﻟﻌ;ش‪ ،‬ﻷن اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻏﯾــر‬

‫اﻟﻣﺳــؤول‪ ،‬ﻓــﻲ ﻣوﺿــوع اﻟﻌــ;ش‪ ،‬ﻻ ﯾز‪8‬ــد ﻋــن اﻟﺗﻣﯾﯾــز اﻟﻐر‪8‬ــز‪ .‬ﻟــد‪ Z‬اﻟﺣﯾ ـوان ﻓــﻲ إﺷــ‪3‬ﺎع اﻟطﺎﻗــﺔ‬ ‫اﻟﺣﯾو;ﺔ‪ ،‬وﻫو ﻻ ﯾﻠﯾ ‪3‬ﺎﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬وﻻ ;ﺻﺢ أن ;ظﻞ ﻫو ﺗﻔ'ﯾر اﻹﻧﺳﺎن‪.‬‬

‫إن اﺷﺗرا‪ a‬أن ;'ون اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻌ;ش ﺗﻔ'ﯾ اًر ﻣﺳؤوﻻً‪ ،‬ﻫو أدﻧﻰ ﻣﺎ ﯾﺟب اﺷﺗراطﻪ‪ ،‬ﻷﻧﻪ رﻏم 'وﻧﻪ‬ ‫ﻻ ;'ﻔــﻲ ﻟﻠﻧﻬﺿــﺔ‪ ،‬ورﻏــم أﻧــﻪ ﻻ ;'ﻔــﻲ ﻟﻠطﻣﺄﻧﯾﻧــﺔ اﻟداﺋﻣــﺔ‪ ،‬وﻟﻛﻧــﻪ أدﻧــﻰ ﻣــﺎ ﯾﺟــب أن ;'ــون ﻟرﻓــﻊ‬ ‫ﻣﺳـﺗو‪ Z‬اﻹﻧﺳــﺎن ﻋـن رﺗ‪3‬ــﺔ اﻟﺣﯾـوان‪ ،‬وﻟﺟﻌﻠــﻪ ﺗﻔ'ﯾـر إﻧﺳــﺎن ﻟـﻪ دﻣــﺎغ ﻣﺗﻣﯾـز ‪3‬ــﺎﻟر‪ ،`H‬وﻟـ;س ﻣﺟــرد‬ ‫ﺣﯾوان ﻻ ﯾﺗطﻠب ﺳو‪ Z‬إﺷ‪3‬ﺎع اﻟطﺎﻗﺔ‪.‬‬ ‫إن اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻌ;ش ﻫو اﻟذ‪; .‬ﺻوغ اﻟﺣ;ﺎة ﻟﻠﻔرد‪ ،‬وﻫو اﻟذ‪; .‬ﺻوغ اﻟﺣ;ﺎة ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ واﻟﻌﺷﯾرة‪ ،‬وﻫو‬ ‫اﻟــذ‪; .‬ﺻــوغ اﻟﺣ;ــﺎة ﻟﻠﻘــوم‪ ،‬وﻫــو اﻟــذ‪; .‬ﺻــوغ اﻟﺣ;ــﺎة ﻟﻸﻣــﺔ‪ ،‬وﻫــو ﻓــوق 'ــﻞ ذﻟــك ;ﺻــوغ اﻟﺣ;ــﺎة‬ ‫ﻟﻺﻧﺳﺎﻧ;ﺔ‪ ،‬ﺻ;ﺎﻏﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﻓﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﺷ'ﻞ ﻗرد أو ﺧﻧز‪8‬ر‪ ،‬و‪8‬ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣن ذﻫـب أو ﻣـن ﻗﺻـدﯾر‪ ،‬أ‪.‬‬ ‫ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﺣ;ﺎة ﻋز ورﻓﺎﻫ;ﺔ وطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ داﺋﻣﺔ‪ ،‬أو ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﺣ;ﺎة ﺷـﻘﺎء وﺗﻌﺎﺳـﺔ ور'ـض وراء اﻟرﻏﯾـﻒ‪.‬‬ ‫وﻧظرة واﺣدة ﻟﻠﺗﻔ'ﯾر اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ‪3‬ﺎﻟﻌ;ش‪ ،‬وﻣﺎ ﺻﺎغ ‪3‬ﻪ اﻟﺣ;ﺎة ﻟﻺﻧﺳﺎﻧ;ﺔ 'ﻠﻬﺎ ﻣن ﺻـ;ﺎﻏﺔ ﻣﻌﯾﻧـﺔ‪،‬‬ ‫ﺗُــر‪ .‬ﻣــﺎ ﺟﻠﺑــت ﻫــذﻩ اﻟﺻــ;ﺎﻏﺔ ﻟﺣ; ـﺎة اﻹﻧﺳــﺎﻧ;ﺔ 'ﻠﻬــﺎ ﻣــن ﺗﻌﺎﺳــﺔ وﺷــﻘﺎء وﺟﻌــﻞ اﻹﻧﺳــﺎن ‪3‬ﻘﺿــﻲ‬ ‫ﺣ;ﺎﺗﻪ 'ﻠﻬﺎ ﯾر'ض وراء اﻟرﻏﯾﻒ‪ .‬و'ﯾﻒ ﺟﻌﻠت اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑـﯾن اﻟﻧـﺎس ﻋﻼﻗـﺎت ﺧﺻـﺎم داﺋـم‪ ،‬ﻫـﻲ‬ ‫ﻋﻼﻗــﺔ اﻟرﻏﯾ ــﻒ ﺑﯾﻧ ــﻲ و‪H‬ﯾﻧ ــك آﻛﻠــﻪ أﻧ ــﺎ أو ﺗﺄﻛﻠ ــﻪ أﻧ ــت‪ ،‬ﻓ;ﺳ ــﺗﻣر ﺑﯾﻧﻧــﺎ اﻟﺻـ ـراع ﺣﺗ ــﻰ ﯾﻧ ــﺎل أﺣ ــدﻧﺎ‬ ‫اﻟرﻏﯾﻒ و;ﺣـرم اﻵﺧـر‪ ،‬أو ;ﻌطـﻲ أﺣـدﻧﺎ ﻣـﺎ ﯾ‪3‬ﻘ;ـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻟﺣ;ـﺎة ﻟﯾـوﻓر ‪3‬ـﺎﻗﻲ اﻟرﻏﯾـﻒ ﻟﻶﺧـر و‪8‬ز‪8‬ـد‬ ‫ﺧﺑ ـزﻩ‪ .‬ﻓﻧظ ـرة واﺣــدة ﻟﻬــذﻩ اﻟﺻــ;ﺎﻏﺔ اﻟﺗــﻲ ﺻــﺎﻏﻬﺎ اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟ أرﺳــﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺣ;ــﺎة‪ ،‬ﺗُــر‪' .‬ﯾــﻒ ﺟﻌﻠــت‬ ‫اﻟﺣ; ــﺎة اﻟ ــدﻧ;ﺎ دار ﺷ ــﻘﺎء وﺗﻌﺎﺳ ــﺔ‪ ،‬ودار ﺧﺻ ــﺎم داﺋ ــم ﺑ ــﯾن اﻟﻧ ــﺎس‪ .‬ذﻟ ــك أن اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر اﻟ أرﺳ ــﻣﺎﻟﻲ‬ ‫‪3‬ﺎﻟﻌ;ش‪ٕ ،‬وان 'ـﺎن ﻗـد ﺑﻧـﺎﻩ ﻋﻠـﻰ ﻓ'ـرة 'ﻠ;ـﺔ ﻋـن اﻟﻛـون واﻹﻧﺳـﺎن واﻟﺣ;ـﺎة‪ ،‬أ‪ٕ .‬وان 'ـﺎن ﺑﻧـﺎﻩ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻧظ ـرة ﻣﻌﯾﻧــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺣ;ــﺎة‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ٕوان ﺣﻘــ ﻧﻬﺿــﺔ ﻟﻠﺷــﻌوب واﻷﻣــم اﻟﺗــﻲ ﺳــﺎرت ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟﺗﻔ'ﯾــر‬ ‫‪37‬‬


‫‪3‬ــﺎﻟﻌ;ش‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ أﺷــﻘﻰ ﺗﻠــك اﻟﺷــﻌوب واﻷﻣــم‪ ،‬وأﺷ ــﻘﻰ اﻹﻧﺳــﺎﻧ;ﺔ ‪3‬ﺄﺟﻣﻌﻬــﺎ‪ .‬ﻓﻬــو اﻟــذ‪ .‬أوﺟــد ﻓ'ـ ـرة‬ ‫اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر واﻻﺳﺗﻐﻼل‪ ،‬وﻫو اﻟذ‪ .‬أﺗﺎح ﻷﻓراد أن ;ﻌ;ﺷوا ﻓﻲ ﻣﺳﺗو‪ Z‬ﻫ;ﺄ ﻟﻬم أن ;ﺄﺧـذوا اﻟرﺳـﺎﺋﻞ‬ ‫اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺗﯾﻬم ﻋﻠﻰ طﺑ ﻣن ذﻫب ;ﻘدﻣﻪ إﻟﯾﻬم اﻟﺧدم‪ ،‬أ‪ .‬اﻟﻌﺑﯾد‪ ،‬وﺣرم أﻓـراداً ﺣﺗـﻰ ﻣـن أن ;'وﻧـوا‬ ‫ﺧدﻣﺎً أو ﻋﺑﯾداً ﻷﺑﻧـﺎء ﻋـﺎﺋﻼﺗﻬم أو ﻋﺷـﯾرﺗﻬم أو أﻣـﺗﻬم‪; ،‬ﺳـﺗط;ﻌون أن ﯾﻧﻌﻣـوا ‪3‬ﻔﺿـﻼت اﻟﻌـ;ش‪.‬‬ ‫وﻓ ــﻲ أﻣر‪ '8‬ــﺎ اﻟﻐﻧ; ــﺔ‪ٕ ،‬واﻧﺟﻠﺗـ ـ ار اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺣﻠ ــم ‪3‬ﺎﻹﻣﺑراطور‪ 8‬ــﺔ‪ ،‬وﻓرﻧﺳ ــﺎ اﻟﺗ ــﻲ ;ﺳ ــ‪3‬ﺢ ﺧ;ﺎﻟﻬ ــﺎ ‪3‬ﺎﻟﻌظﻣ ــﺔ‬ ‫واﻟﻣﺟـد‪ ،‬ﻧﻣــﺎذج ﻋدﯾــدة ﻣــن ﻫـذﻩ اﻟﺣ;ــﺎة‪ ،‬ﻓﺿـﻼً ﻋﻣــﺎ ﻓﻌﻠﺗــﻪ ﻓ'ـرة اﻻﺳــﺗﻌﻣﺎر واﻻﺳــﺗﻐﻼل ﻓــﻲ ﻏﯾــر‬

‫أرو‪3‬ــﺎ وأﻣر‪'8‬ــﺎ ﻣــن اﺳــﺗﻌ‪3‬ﺎد وﻣــص دﻣــﺎء‪ .‬و'ــﻞ ﻫــذا إﻧﻣــﺎ 'ــﺎن‪ ،‬ﻷن اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ــﺎﻟﻌ;ش ﻟــ;س ﺗﻔ'ﯾ ـ اًر‬ ‫ﻣﺳؤوﻻً‪ ،‬أ‪ .‬ﻟ;س ﺗﻔ'ﯾ اًر ﻓ;ﻪ اﻟﻣﺳؤوﻟ;ﺔ ﻋن اﻟﻐﯾر‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﻫـو ﺧـﺎل ﻣـن اﻟﻣﺳـؤوﻟ;ﺔ اﻟﺣﻘ;ﻘ;ـﺔ‪ ،‬ﺣﺗـﻰ‬ ‫ٕوان 'ﺎﻧت ﺗظﻬر ﻓ;ﻪ اﻟﻣﺳؤوﻟ;ﺔ ﻋن اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ أو اﻟﻌﺷﯾرة أو اﻟﻘوم أو اﻷﻣﺔ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﻘ;ﻘﺗﻪ ﺧﺎل‬ ‫ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟ;ﺔ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻟ;س ﻓ;ﻪ إﻻ ﻣﺎ ;ﺿﻣن اﻹﺷ‪3‬ﺎع‪.‬‬

‫واﻟﻔ' ـرة اﻻﺷــﺗراﻛ;ﺔ ٕوان ﺟــﺎءت ﻟﺗوﺟــد اﻟﻣﺳــؤوﻟ;ﺔ ﻓــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ــﺎﻟﻌ;ش‪ ،‬ﻟﺗوﺟــدﻫﺎ ﻣﺳــؤوﻟ;ﺔ ﻋــن‬

‫اﻟﻔﻘراء واﻟﻛﺎدﺣﯾن‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬﺎ وﻗد ﻋﺟزت ﻋن اﻟﺻﻣود أﻣﺎم اﻟﺣ;ﺎة‪ ،‬اﻧﺣرﻓت ﻣﻊ اﻟـزﻣن‪ ،‬ﺣﺗـﻰ ﻏـدت‬

‫اﺳ ــﻣﺎً أو ﺷ ــ‪3‬ﺣﺎً‪ ،‬وأﺧ ــذت ﺗﺧﻠ ــو ﺗ ــدر‪8‬ﺟ;ﺎً ﻣ ــن اﻟﻣﺳ ــؤوﻟ;ﺔ ﻋ ــن اﻟﻐﯾ ــر‪ ،‬ﺣﺗ ــﻰ ﺻ ــﺎرت ﻓﻌـ ـﻼً ﺗﻔ'ﯾـ ـ اًر‬ ‫‪3‬ــﺎﻟﻌ;ش‪ ،‬ﻻ ﯾﺧﺗﻠــﻒ ﻋــن اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟ أرﺳــﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻓــﻲ اﻟﺧﻠــو ﻣــن اﻟﻣﺳــؤوﻟ;ﺔ ﻋــن اﻟﻐﯾــر‪ ،‬وﺻــﺎرت ﻓــﻲ‬ ‫واﻗﻌﻬﺎ ﻓ'رة ﻗوﻣ;ﺔ أﻛﺛر ﻣﻧﻬﺎ ﻓ'رة إﻧﺳﺎﻧ;ﺔ‪.‬‬ ‫وﻋﻠــﻰ ﻫــذا ﻓــﺈن اﻟﻌــﺎﻟم‪ٕ ،‬وان 'ــﺎن ﻓ;ــﻪ اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓــﻲ اﻟﻌــ;ش ﻣﺑﻧ;ـﺎً ﻋﻠــﻰ ﻧظـرة ﻟﻠﺣ;ــﺎة ﻟــد‪' Z‬ــﻞ ﻣــن‬

‫أرو‪3‬ﺎ وأﻣر‪'8‬ﺎ وروﺳ;ﺎ وﻫﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺻوغ اﻟﺣ;ﺎة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم‪ .‬ﻓﺈن اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻓـﻲ اﻟﻌـ;ش اﻟﻣوﺟـود‬ ‫ﻓــﻲ اﻟﻌــﺎﻟم ;ﻌﺗﺑــر ﺣﻘ;ﻘــﺔ أﻧــﻪ ﺧــﺎل ﻣــن اﻟﻣﺳــؤوﻟ;ﺔ ﻋــن اﻟﻐﯾــر‪ .‬إن اﻟﻣــرء ﻗــد ;ﻔﻬــم أن ﺧﻠــو اﻟﺗﻔ'ﯾــر‬ ‫‪3‬ــﺎﻟﻌ;ش ﻣــن اﻟﻣﺳــؤوﻟ;ﺔ ﻋــن اﻟﻐﯾــر‪ ،‬ﻗــد ﯾوﺟــد طﺑ;ﻌ;ـﺎً ﻓــﻲ اﻹﻧﺳــﺎن اﻟﻣــﻧﺣ` وﻟﻛﻧــﻪ ﻻ ;ﻔﻬــم 'ﯾــﻒ‬

‫ﯾﺟﻌـﻞ اﺳـﺗﻌ‪3‬ﺎد اﻟﻐﯾـر واﺳـﺗﻐﻼﻟﻪ ﻹﺷـ‪3‬ﺎع ﺣﺎﺟـﺎت اﻟــذات ;ﺣـﻞ ﻣﺣـﻞ اﻟﻣﺳـؤوﻟ;ﺔ ﻋـن اﻟﻐﯾـر‪ .‬وﻟﻬــذا‬ ‫ﻓﺈﻧــﻪ رﻏــم ﻣظــﺎﻫر اﻟﻧﻬﺿــﺔ واﻟﺗﻘــدم اﻟﻣوﺟــودة ﻓــﻲ اﻟﻌــﺎﻟم اﻟﯾــوم وﻟﻛــن ﺧﻠــو اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ــﺎﻟﻌ;ش ﻟــد‪Z‬‬ ‫اﻟﻧﺎس وﻻ ﺳ;ﻣﺎ اﻷﻗو;ﺎء اﻟﻘﺎدر‪8‬ن ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺻـﯾﻞ اﻟﻌـ;ش‪ ،‬ﻣـن اﻟﻣﺳـؤوﻟ;ﺔ ﻋـن اﻟﻐﯾـر ﯾﺟﻌـﻞ اﻟﻌﺎﻗـﻞ‬ ‫اﻟﻣ‪3‬ﺻـر ﯾـدرك أن اﻟﻌــﺎﻟم ﻓـﻲ ﺗﻔ'ﯾـرﻩ ‪3‬ـﺎﻟﻌ;ش ﻣــﻧﺣ` وﻟـ;س ﻣﺗﻘــدﻣﺎً‪ ،‬وﻗﻠـ وﻟــ;س ‪3‬ﻣطﻣـﺋن و;ﻌﺗﺑــر‬ ‫أن ‪3‬ﻘﺎء ﻫذا اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻌ;ش اﻟﺧﺎﻟﻲ ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟ;ﺔ ﻋن اﻟﻐﯾر أﻣر ﻣﺿر ‪3‬ﺎﻟﺣ;ﺎة‪ .‬وﻣﺟﻠ‪3‬ﺔ ﻟﻠﺷﻘﺎء‬

‫ﻟﻺﻧﺳﺎن‪ .‬وﻟذﻟك ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗﻔ'ﯾر واﻟﻌﻣﻞ ﻷن ;ﺣﻞ ﻣﺣﻠﻪ ﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻌ;ش ﺗﻛون‬ ‫اﻟﻣﺳؤوﻟ;ﺔ ﻋن اﻟﻐﯾر ﺟزءاً ﻻ ﯾﺗﺟ أز ﻣﻧﻪ‪.‬‬ ‫ﺻــﺣ;ﺢ أن اﻟرﻏﯾــﻒ ﻫــو اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن اﻹﻧﺳــﺎن واﻹﻧﺳــﺎن‪ ،‬وﺻــﺣ;ﺢ أن اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ــﺎﻟﻌ;ش ﻫــو‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟرﻏﯾﻒ ﻹﺷ‪3‬ﺎع اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺣﯾو;ـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗـدﻓﻊ اﻹﻧﺳـﺎن ﻟﻺﺷـ‪3‬ﺎع‪ .‬وﻟﻛـن‬ ‫ﺑدل أن ﺗﻛون اﻟﻌﻼﻗﺔ ‪3‬ﺎﻟرﻏﯾﻒ ﺑﯾن اﻹﻧﺳﺎن واﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬ﻫﻲ أن آﻛﻠﻪ اﻧﺎ أو ﺗﺄﻛﻠﻪ أﻧت ﺗﻛون‪ ،‬ﻫذﻩ‬ ‫‪38‬‬


‫اﻟﻌﻼﻗــﺔ ‪3‬ــﺎﻟرﻏﯾﻒ ﺗﺄﻛﻠــﻪ أﻧــت ﻻ أﻧــﺎ‪ ،‬ﻓﺄﻧــﺎ اﺣﺻــﻞ اﻟرﻏﯾــﻒ ﻷطﻌﻣــك أ;ــﺎﻩ وأﻧــت ﺗﺣﺻــﻞ اﻟرﻏﯾــﻒ‬ ‫ﻟﺗطﻌﻣﻧـﻲ إ;ـﺎﻩ‪ ،‬ﻻ أن اﺧﺎﺻـﻣك ﻷﺧــذﻩ وﺗﺧﺎﺻـﻣﻧﻲ ﻷﺧـذﻩ‪ ،‬أ‪ .‬أن ﺗﻛــون ﻋﻼﻗـﺔ إﯾﺛـﺎر ﻻ ﻋﻼﻗــﺔ‬ ‫أﺛ ـ ـ ـ ـرة‪ .‬أ‪ .‬أن ﺗﻔـ ـ ـ ــرح ‪3‬ﺎﻟﻌطـ ـ ـ ــﺎء ﻻ ‪3‬ﺎﻻﺳـ ـ ـ ــﺗﻐﻼل‪ ،‬وأن أﻓـ ـ ـ ــرح ‪3‬ﺎﻟﻌطـ ـ ـ ــﺎء ﻻ ‪3‬ﺎﻻﺳـ ـ ـ ــﺗﻐﻼل‪ .‬و‪ p‬در‬ ‫اﻟﺷﺎﻋراﻟﻌر‪H‬ﻲ ﺣﯾن ;ﻘول‪:‬‬ ‫ﺗراﻩ إذا ﻣﺎ ﺟﺋﺗﻪ ﻣﺗﻬﻠﻼً‬

‫'ﺄﻧك ﺗﻌط;ﻪ اﻟذ‪ .‬أﻧت ﺳﺎﺋﻠﻪ‬

‫أ‪ .‬إن اﻹﻧﺳﺎن ٕوان 'ﺎن ;ﻔـرح ‪3‬ـﺄن ;ﺄﺧـذ‪ ،‬اﺳـﺗﺟﺎ‪3‬ﺔ ﻟﻐر‪8‬ـزة اﻟ‪3‬ﻘـﺎء وﻟﻛﻧـﻪ ﺣـﯾن ﯾرﺗﻘـﻲ ;ﺻـ‪3‬ﺢ ;ﻔـرح‬

‫ﻷن ;ﻌطﻲ 'ﻣﺎ ;ﻔرح ﺣﯾن ;ﺄﺧذ و'ذﻟك اﺳﺗﺟﺎ‪3‬ﺔ ﻟﻐر‪8‬زة اﻟ‪3‬ﻘﺎء‪ ،‬وﻫو ﻣظﻬر اﻟﻛرم واﻹﻋطﺎء‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ‬

‫'ﻣظﻬر اﻟﻣﻠﻛ;ﺔ واﻷﺧذ 'ﻞ ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻣظﻬر ﻣن ﻣظﺎﻫر ﻏر‪8‬زة اﻟ‪3‬ﻘﺎء‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻣوﺿوع ﻟ;س ﻓ;ﻪ ﺟﻌﻞ اﻟﺗﻔ'ﯾـر ‪3‬ـﺎﻟﻌ;ش ﺗﻔ'ﯾـ اًر ‪3‬ـﺎﻟﻐﯾر‪ ،‬ﻷن اﻟﺗﻔ'ﯾـر ‪3‬ـﺎﻟﻌ;ش ﻫـو ﺗﻔ'ﯾـر‬

‫ﺑﺈﺷــ‪3‬ﺎع اﻟطﺎﻗــﺔ اﻟﺣﯾو;ــﺔ ﻟﻺﻧﺳــﺎن اﻟــذ‪; .‬ﻔ'ــر ﻓــﻼ ﺑــد أن ;'ــون ﻣﺗﺟﺎو‪3‬ـﺎً ﻣــﻊ اﻹﺷــ‪3‬ﺎع ﺣﺗــﻰ ;'ــون‬ ‫ﺗﻔ'ﯾ اًر ﺻﺣ;ﺣﺎً‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ اﻟﻣوﺿوع ﻫو أن ﺗﻛون ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﻣﺳؤوﻟ;ﺔ ﻋن اﻟﻐﯾر‪ ،‬ﻻ أن ;'ـون‬

‫ﺗﻔ'ﯾ اًر ﺑﺈﺷ‪3‬ﺎع اﻟﻐﯾر‪ .‬ﻓﻬـو ﻻ ;ﻔ'ـر ‪3‬ـﺎﻟﻌ;ش ﻟ;ﺷـ‪3‬ﻊ اﻟطﺎﻗـﺔ اﻟﺣﯾو;ـﺔ ﻟـد‪ Z‬اﻟﻐﯾـر‪ ،‬ﺑـﻞ ;ﻔ'ـر ‪3‬ـﺎﻟﻌ;ش‬ ‫ﻹﺷــ‪3‬ﺎع اﻟطﺎﻗــﺔ اﻟﺣﯾو;ــﺔ ﻟد;ــﻪ‪ ،‬وﻟﻛﻧــﻪ ﺣــﯾن ;ﻔ'ــر ﺗﻔ'ﯾ ـ اًر ﻣﺳــؤوﻻً‪ ،‬أ‪ .‬ﺣــﯾن ;'ــون ﺗﻔ'ﯾ ـرﻩ ﻣﺗﺻــﻔﺎً‬ ‫‪3‬ﺻــﻔﺔ اﻟﻣﺳــؤوﻟ;ﺔ ﻋــن اﻟﻐﯾــر؛ ﻓﺈﻧــﻪ ﺑــدل أن ;ﺷــ‪3‬ﻊ ﻣظﻬــر اﻟﻣﻠﻛ;ــﺔ‪; ،‬ﺷــ‪3‬ﻊ ﻣظﻬــر اﻟﻛــرم‪ ،‬و‪H‬ــدل أن‬

‫;ﺷ‪3‬ﻊ ﻣظﻬر اﻟﺧوف ;ﺷ‪3‬ﻊ ﻣظﻬـر اﻟﺛﻧـﺎء‪ .‬وﻓـﻲ 'ﻠﺗـﺎ اﻟﺣـﺎﻟﺗﯾن ﻫـو ;ﺷـ‪3‬ﻊ اﻟطﺎﻗـﺔ اﻟﺣﯾو;ـﺔ ﻟد;ـﻪ ﻓـﻲ‬ ‫إﺷ ــ‪3‬ﺎع ﻏر‪8‬ـ ـزة اﻟ‪3‬ﻘ ــﺎء‪ ،‬وﻟﻛﻧ ــﻪ اﺧﺗ ــﺎر إﺷ ــ‪3‬ﺎع اﻟﻣظﻬ ــر اﻷرﻗ ــﻰ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣظﻬ ــر اﻟﻣ ــﻧﺣ`‪ .‬ﻫ ــذا ﻫ ــو‬ ‫اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ ﺟﻌﻞ اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻌ;ش ﺗﻔ'ﯾ اًر ﻣﺳؤوﻻً‪ .‬ﻓﺈن اﻟﻣﺳؤوﻟ;ﺔ ﻋن اﻟﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ـﺎﻟﻌ;ش‬ ‫ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﺗﻔ'ﯾ اًر ‪3‬ﺎﻟﻌ;ش ;ﻌطﻲ اﻟﻌ;ش اﻟراﻗﻲ واﻟﻌ;ش اﻟﻬﻧﻲء‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﻘﺎﺋ ﻓﺈﻧـﻪ ٕوان 'ـﺎن ﻻ ﯾﺧﺗﻠـﻒ ﻋـن اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﻓـﻲ أ‪ .‬ﺷـﻲء‪ ،‬ﻷن اﻟﺣﻘ;ﻘـﺔ‬

‫ﻫﻲ ﻣطﺎ‪3‬ﻘﺔ اﻟﻔ'ر ﻟﻠواﻗﻊ‪ ،‬وﻟﻛن ﻟﻣﺎ 'ﺎن ﻟﻠﺣﻘﺎﺋ وزن وﻻ ﺳ;ﻣﺎ اﻟﺣﻘﺎﺋ ﻏﯾر اﻟﻣﺎد;ﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺑـد‬ ‫ﻣــن ﺑ; ــﺎن ﻫ ــذا اﻟﻧ ــوع ﻣ ــن اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر ‪3‬ﺎﻋﺗ‪ 3‬ــﺎرﻩ ﯾﺧﺗﻠ ــﻒ ﻋ ــن اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر ﻓ ــﻲ أ‪ .‬ﺷ ــﻲء ﻏﯾـ ـرﻩ‪ .‬واﻟﺗﻔ'ﯾ ــر‬ ‫‪3‬ﺎﻟﺣﻘﺎﺋ ﻫو ﺟﻌﻞ اﻟﺣ'م اﻟذ‪; .‬ﺻدر ﻣﻧط‪3‬ﻘﺎً ﺗﻣـﺎم اﻻﻧط‪3‬ـﺎق ﻋﻠـﻰ اﻟواﻗـﻊ اﻟـذ‪ .‬ﻧﻘـﻞ إﻟـﻰ اﻟـدﻣﺎغ‬

‫ﺑواﺳـطﺔ اﻹﺣﺳـﺎس‪ ،‬وﻫـذﻩ اﻟﻣطﺎ‪3‬ﻘــﺔ ﻫـﻲ اﻟﺗـﻲ ﺗﺟﻌـﻞ ﻣـﺎ ﯾـدل ﻋﻠ;ـﻪ اﻟﻔ'ــر ﺣﻘ;ﻘـﺔ‪ ،‬وﻫـﻲ إذا 'ﺎﻧــت‬

‫ﺣﻘ;ﻘﺔ ﺗﺗﺟﺎوب ﻣﻊ اﻟﻔطرة ﺗﺟﺎو‪3‬ـﺎً طﺑ;ﻌ;ـﺎً‪ .‬ﻓﻣـﺛﻼً‪' :‬ـون اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ ﻫـو ﻋ‪3‬ـﺎرة ﻋـن ﻋﻼﻗـﺎت وﻧـﺎس‬ ‫ﻓ;'ـون ﻫـذا واﻗﻌـﻪ‪ .‬ﻓﺣـﯾن ﯾﺟـر‪ .‬اﻟﺣ'ـم ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ ﻣـﺎ ﻫـو‪ ،‬ﻓـﺈن 'ـﻞ اﻷﺣ'ـﺎم ﻋﻠـﻰ واﻗﻌـﻪ ﻗــد‬ ‫ﺟـرت ﻋﻠــﻰ اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ‪ ،‬وﻫــﻲ ﻓ'ــر وﻟﻛــن 'ـون ﻫــذا اﻟﻔ'ـر ﺣﻘ;ﻘــﺔ أو ﻟــ;س ‪3‬ﺣﻘ;ﻘــﺔ ارﺟــﻊ إﻟــﻰ‬ ‫اﻧط‪3‬ــﺎق ﻫــذا اﻟﻔ'ــر ﺣﻘ;ﻘــﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟــذﯾن ﻗــﺎﻟوا إن اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻋ‪3‬ــﺎرة ﻋــن ﻣﺟﻣوﻋــﺔ أﻓ ـراد‪ ،‬ﻓــﺈﻧﻬم أروا أن‬ ‫اﻟﺟﻣﺎﻋـﺔ ﻣ'وﻧــﺔ ﻣــن أﻓـراد وأن اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻻ ﯾﺗــﺄﺗﻰ أن ;'ــون إﻻ إذا وﺟــد ﻣﺟﻣوﻋــﺔ أﻓـراد ﻓﻧﻘــﻞ ﻫــذا‬ ‫‪39‬‬


‫اﻟواﻗــﻊ إﻟــﻰ دﻣــﺎﻏﻬم ﺑواﺳــطﺔ اﻟﺣـواس وﻓﺳــروﻩ ﺑواﺳــطﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻓﺄﺻــدروا ﺣ'ﻣﻬــم ‪3‬ـﺄن‬ ‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻫو ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﻓراد‪ .‬ﻓﻬذا اﻟﺣ'م ﻓ'ر وﻟﻛن ﻣطﺎ‪3‬ﻘﺗﻪ ﻟﻠواﻗـﻊ وﻋـدم ﻣطﺎ‪3‬ﻘﺗـﻪ ﻫـو اﻟـذ‪ .‬ﯾـدل‬ ‫ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺣﻘ;ﻘﺔ أم ﻻ‪ .‬ﻓﻌﻧد ﺗطﺑ;ﻘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟواﻗﻊ ;ﺷﺎﻫد أن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻓﻲ ‪3‬ﺎﺧرة ﻣﻬﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻋددﻫم ﻻ‬ ‫;'وﻧ ــون ﻣﺟﺗﻣﻌـ ـﺎً ٕواﻧﻣ ــﺎ ;'وﻧ ــون ﺟﻣﺎﻋ ــﺔ ﻣ ــﻊ أﻧﻬ ــم ﻣﺟﻣوﻋ ــﺔ أﻓـ ـراد ﻓ ــﻲ ﺣ ــﯾن أن اﻟﺟﻣﺎﻋ ــﺔ اﻟ ــذﯾن‬ ‫;ﻌ;ﺷــون ﻓــﻲ ﻗر‪8‬ــﺔ ﻣﻬﻣــﺎ ﺑﻠــﻎ ﻋــددﻫم ;'وﻧــون ﻣﺟﺗﻣﻌ ـﺎً‪ .‬ﻓﺎﻟــذ‪ .‬ﺟﻌــﻞ اﻟﻘر‪8‬ــﺔ ﻣﺟﺗﻣﻌ ـﺎً وﻟــم ﯾﺟﻌــﻞ‬

‫اﻟ‪3‬ﺎﺧرة ﻣﺟﺗﻣﻌﺎً‪ ،‬إﻧﻣﺎ ﻫو وﺟود اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟداﺋﻣﺔ ﺑﯾن ﺳ'ﺎن اﻟﻘر‪8‬ـﺔ وﻋـدم وﺟـود اﻟﻌﻼﻗـﺎت اﻟداﺋﻣـﺔ‬ ‫ﺑﯾن ر'ﺎب اﻟ‪3‬ﺎﺧرة‪ .‬ﻓﺈذن‪ ،‬ﻓﺎﻟذ‪'; .‬ون اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻫو اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﻧﺎس وﻟ;س ﻣﺟﻣوﻋـﺔ اﻟﻧـﺎس‪.‬‬ ‫و‪H‬ذﻟك ﯾﺗﺑﯾن أن ﻫذا اﻟﺗﻌر‪8‬ﻒ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ٕوان 'ﺎن ﻓ' اًر وﻟﻛﻧﻪ ﻟ;س ﺣﻘ;ﻘﺔ‪ ،‬وﻫذا ;ﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﻟـ;س 'ـﻞ‬ ‫ﻓ'ر ﺣﻘ;ﻘﺔ ﺑﻞ ﻻ ﺑد أن ;'ون ﻫذا اﻟﻔ'ر ﻣﻧط‪3‬ﻘﺎً ﻋﻠﻰ اﻟواﻗﻊ اﻟذ‪ .‬ﺻدر اﻟﺣ'م ﻋﻠ;ﻪ‪.‬‬ ‫وﻣﺛﻼً 'ون اﻟد;ﺎﻧـﺔ اﻟﻧﺻـراﻧ;ﺔ ﻓ'ـ اًر‪ ،‬ﺻـﺣ;ﺢ‪ .‬ﻓﻘـد ﻧﻘـﻞ اﻟﺣـس أن اﻵب واﻻﺑـن وروح اﻟﻘـدس ﻫـﻲ‬

‫واﺣد ﻓﺎﻟﺛﻼﺛﺔ واﺣد‪ ،‬واﻟواﺣد ﺛﻼﺛﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺷﻣس ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺿوء واﻟﺣ اررة وﺟرم اﻟﺷﻣس ﻓ'ﻠﻬﺎ ﺷﻲء واﺣد‬ ‫وﻫﻲ ﺛﻼﺛﺔ‪ ،‬ﻓ'ـذﻟك اﻹﻟـﻪ ﻫـو اﻵب واﻻﺑـن وروح اﻟﻘـدس‪ ،‬وﻗـد ﺗﺟـﺎوب اﻻﻋﺗﻘـﺎد ‪3‬ﺎﻹﻟـﻪ ﻣـﻊ اﻟﻔطـرة‬ ‫أ‪ .‬ﻣﻊ ﻏر‪8‬ـزة اﻟﺗـدﯾن ﻓ'ـﺎن ﻓ'ـ اًر وﻟﻛـن ﻣطﺎ‪3‬ﻘﺗـﻪ ﻟﻠواﻗـﻊ وﻋـدم ﻣطﺎ‪3‬ﻘﺗـﻪ ﻟﻠواﻗـﻊ ﻫـو اﻟـذ‪ .‬ﯾـدل ﻋﻠـﻰ‬

‫أﻧــﻪ ﺣﻘ;ﻘــﺔ‪ .‬وﻋﻧــد ﺗطﺑ;ﻘــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟواﻗــﻊ ;ﺷــﺎﻫد أن اﻟﺛﻼﺛــﺔ ﻟ;ﺳــت واﺣــداً وﻻ اﻟواﺣــد ﺛﻼﺛــﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺛﻼﺛــﺔ‬ ‫ﺛﻼﺛﺔ واﻟواﺣد واﺣد‪ .‬أﻣﺎ اﻟﺷﻣس ﻓﺈن 'ون ﻟﻬﺎ ﺿوء وﻟﻬﺎ ﺣ اررة‪ ،‬ﻻ ﯾدل ﻋﻠـﻰ أﻧﻬـﺎ ﺛﻼﺛـﺔ ﺑـﻞ ﻫـﻲ‬ ‫واﺣد ﻫو اﻟﺷﻣس‪ ،‬واﻟﺿوء ﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﺧواﺻﻬﺎ وﻟ;س ﺷـﯾﺋﺎً ﺛﺎﻧ;ـﺎً‪ ،‬واﻟﺣـ اررة ﺧﺎﺻـﺔ ﻣـن ﺧواﺻـﻬﺎ‬ ‫وﻟ;ﺳــت أﻣـ ار ﺛﺎﻟﺛـﺎً‪ ،‬و'ــون ﻫــذا ﺗﺟــﺎوب ﻣــﻊ اﻟﻔطـرة ﻻ ﻗ;ﻣــﺔ ﻟــﻪ ﻷن ﻏر‪8‬ـزة اﻟﺗــدﯾن ﺗﺗطﻠــب اﻹﺷــ‪3‬ﺎع‬

‫ﻓﻘد ﯾﺟر‪ .‬إﺷ‪3‬ﺎﻋﻬﺎ ‪3‬ﺷ'ﻞ ﺧﺎطﻰء أو ﺷﺎذ وﻗد ﯾﺟر‪ .‬إﺷ‪3‬ﺎﻋﻬﺎ ‪3‬ﺷ'ﻞ ﺻﺣ;ﺢ‪ .‬واﺛ‪3‬ﺎت 'ون اﻹﻟـﻪ‬

‫واﺣداً أم ﺛﻼﺛﺔ إﻧﻣﺎ ;ﺄﺗﻲ ﻋن طر‪ 8‬اﻟﻌﻘﻞ ﻻ ﻋن طر‪ 8‬اﻟﻔطرة ٕوان 'ﺎن ﺷرطﻪ أن ﯾﺗﺟﺎوب ﻫـذا‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﻌﻘﻠﻲ ﻣﻊ اﻟﻔطرة‪ .‬وﻋﻠ;ﻪ ;'ون ﻫذا اﻟﻔ'ر ﻏﯾر ﻣﻧطﺑ ﻋﻠﻰ واﻗﻊ اﻹﻟﻪ ﻓﻼ ;'ون ﺣﻘ;ﻘﺔ‪،‬‬ ‫ﻓﺎﻟد;ﺎﻧﺔ اﻟﻧﺻراﻧ;ﺔ ﻟ;ﺳت ﺣﻘ;ﻘﺔ‪.‬‬ ‫وﻣﺛﻼً 'ون اﻟﻣـﺎدة ﺗﺗطـور ﻣـن ذاﺗﻬـﺎ و‪8‬ﺟـر‪ .‬ﺑـذﻟك اﻟﺧﻠـ واﻹﯾﺟـﺎد وأن ﻫـذا ﻓ'ـر أﻣـر ﺻـﺣ;ﺢ‪.‬‬ ‫ﻓﻘد ﻧﻘﻞ اﻟواﻗﻊ أن اﻟﻣﺎدة ﺗﺗﺣول ﻣن ﺣﺎل إﻟﻰ ﺣـﺎل ﺑواﺳـطﺔ ﻗـواﻧﯾن ﺛﺎﺑﺗـﺔ‪ .‬و;ﺣﺻـﻞ ﺑﻬـذا اﻟﺗﺣـول‬ ‫إﯾﺟﺎد أﺷ;ﺎء ﺟدﯾدة ﻟم ﺗﻛن ﻓ;'ون ﻫذا ﺧﻠﻘﺎً ٕواﯾﺟﺎداً‪ .‬وﻟﻛن اﻧط‪3‬ﺎق ﻫذا ﻋﻠﻰ اﻟواﻗﻊ ﻫو اﻟذ‪ .‬ﯾدل‬

‫ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺣﻘ;ﻘﺔ أو ﻟ;س ‪3‬ﺣﻘ;ﻘﺔ‪ .‬وﻋﻧـد ﺗطﺑ;ﻘـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻟواﻗـﻊ ;ﺷـﺎﻫد أن ﻫـذﻩ اﻟﻣـﺎدة ﻟـم ﺗوﺟـد أﺷـ;ﺎء‬

‫ﻣــن ﻋــدم‪ ،‬ﺑــﻞ ﻣــن ﺷــﻲء ﻣوﺟــود وأن اﻟﻘـواﻧﯾن ﻣﻔروﺿــﺔ ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻓرﺿـﺎً ﻓﻬــﻲ ﻻ ﺗﺳــﺗط;ﻊ أن ﺗﺧــرج‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻫـذﻩ اﻟﻘـواﻧﯾن‪ .‬ﻓـﻼ ;'ـون ﻋﻣﻠﻬـﺎ ﺧﻠﻘـﺎً وﻻ ﺗﻛـون ﻫـﻲ ﺧﺎﻟﻘـﺔ‪ .‬ﻓ;'ـون ﻫـذا اﻟﻔ'ـر ﻏﯾـر ﻣﻧطﺑـ ‬ ‫ﻋﻠــﻰ واﻗــﻊ اﻟﺧــﺎﻟ ‪ ،‬وﻻ ﻋﻠــﻰ واﻗــﻊ اﻟﺧﻠــ ﻓــﻼ ;'ــون ﺣﻘ;ﻘــﺔ‪ .‬وﻫ'ــذا ﺟﻣ;ــﻊ اﻷﻓ'ــﺎر اﻟﻣوﺟــودة ﻓــﻲ‬ ‫‪40‬‬


‫اﻟدﻧ;ﺎ واﻟﺗﻲ ﺗوﺟد‪ ،‬ﻻ ;ﻌﻧﻲ 'وﻧﻬﺎ ﻓ' اًر أﻧﻬﺎ ﺣﻘ;ﻘـﺔ‪ ،‬ﺑـﻞ ﻻ ﺑـد أن ﯾﻧطﺑـ اﻟﻔ'ـر ﻋﻠـﻰ اﻟواﻗـﻊ ﺣﺗـﻰ‬

‫;'ون ﺣﻘ;ﻘﺔ‪ .‬وﻷﺟﻞ ﻣﻌرﻓﺔ أن اﻟﻔ'ر ﺣﻘ;ﻘﺔ أم ﻻ‪ ،‬ﻻ ﺑد ﻣن ﺗطﺑﯾ ﻫذا اﻟﻔ'ـر ﻋﻠـﻰ اﻟواﻗـﻊ اﻟـذ‪.‬‬ ‫ﯾدل ﻋﻠ;ﻪ‪ ،‬ﻓﺈن اﻧطﺑ ﻋﻠ;ﻪ 'ﺎن ﺣﻘ;ﻘﺔ ٕوان ﻟم ﯾﻧطﺑ ﻋﻠ;ﻪ ﻟم ;'ن ﺣﻘ;ﻘﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﺣﻘﺎﺋ ﻻ‬ ‫;ﻌﻧــﻲ اﻟﻘ;ــﺎم ‪3‬ﺎﻟﻌﻣﻠ;ــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ ﻓﺣﺳــب ﺑــﻞ ;ﻌﻧــﻲ اﻟﻘ;ــﺎم ‪3‬ﺎﻟﻌﻣﻠ;ــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ‪ ،‬وﺗطﺑﯾــ اﻟﻔ'ــر اﻟــذ‪ .‬ﻧــﺗﺞ‬ ‫ﻋــن اﻟﻌﻣﻠ;ــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟواﻗــﻊ اﻟــذ‪ .‬ﯾــدل ﻋﻠ;ــﻪ‪ ،‬ﻓــﺈن اﻧطﺑــ ﻋﻠ;ــﻪ 'ــﺎن ﺣﻘ;ﻘــﺔ‪ٕ ،‬وان ﻟــم ﯾﻧطﺑــ ‬ ‫ﻋﻠ;ــﻪ ﻟــم ;'ــن ﺣﻘ;ﻘــﺔ‪ .‬وﻻ ;ﻘــﺎل إن ﻫﻧــﺎك أﺷــ;ﺎء ﻻ ;ﻣ'ــن ﻣﻌرﻓــﺔ اﻧط‪3‬ــﺎق اﻟواﻗــﻊ ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻷﻧﻬــﺎ ﻻ‬ ‫ﺗﺣس‪ ،‬ﻻ ;ﻘـﺎل ذﻟـك ﻷن ﺷـر‪ a‬اﻟﺗﻔ'ﯾـر اﻹﺣﺳـﺎس ‪3‬ـﺎﻟواﻗﻊ ﻓﻣـﺎ ﻟـم ;'ـن واﻗﻌـﺎً ;ﺣـس ﻻ ;'ـون ﻓ'ـ اًر‬ ‫و‪3‬ﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﻻ ;'ــون ﺣﻘ;ﻘــﺔ‪ .‬ﻓــﺎ‪ p‬ﻣــﺛﻼً‪ ،‬ﻟــ;س ﻓ'ـرة ٕواﻧﻣــﺎ ﻫـو ﺣﻘ;ﻘــﺔ‪ ،‬ﻓــﺈن اﻟﺣــس ﻗــد ﻧﻘــﻞ أﺛـرﻩ‪ ،‬وﻫــو‬

‫اﻟﻣﺧﻠوﻗــﺎت ﻣــن ﻋــدم إﻟــﻰ اﻟــدﻣﺎغ ﺑواﺳــطﺔ اﻟﺣ ـواس وﻫــذا ﺟﻌﻠﻧــﺎ ﻧﺣ'ــم ﻋﻠــﻰ وﺟــودﻩ‪ .‬ﻓوﺟــود ﷲ‬ ‫ﺣﻘ;ﻘـﺔ‪ .‬أﻣـﺎ ذات ﷲ ﻓﺈﻧﻬـﺎ ﻻ ﺗﻘـﻊ ﺗﺣــت اﻟﺣـس وﻟـذﻟك ﻻ ﻧﺳـﺗط;ﻊ اﻟﺣ'ــم ﻋﻠﯾﻬـﺎ‪ .‬ﻓـﻼ ﯾوﺟـد ﺷــﻲء‬ ‫ﻣـن اﻟﺣﻘــﺎﺋ اﻟﺗــﻲ ﺗوﺻـﻞ أو ﯾﺗوﺻــﻞ إﻟ;ــﻪ اﻟﻌﻘـﻞ‪ ،‬إﻻ و;ﻘــﻊ ﻋﻠ;ــﻪ اﻟﺣـس‪ .‬ﻓﺎﻟﺣﻘ;ﻘــﺔ ﻻ ﺑــد أن ;ﻘــﻊ‬ ‫ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺣس وﻻ ﺑد أن ﯾﺟر‪ .‬اﻟﺗﻔ'ﯾر ﺑﻬﺎ ﻋن طر‪ 8‬اﻟﻌﻘﻞ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﺣﻘ;ﻘﺔ ﻫو ﺗطﺑﯾ اﻟﻔ'ر ﻋﻠﻰ اﻟواﻗـﻊ اﻟـذ‪ .‬ﯾـدل ﻋﻠ;ـﻪ ﻓـﺈن اﻧطﺑـ ﻋﻠ;ـﻪ 'ـﺎن ﺣﻘ;ﻘـﺔ‪،‬‬ ‫ٕوان ﻟــم ﯾﻧطﺑــ ﻋﻠ;ــﻪ ﻟــم ;'ــن ﺣﻘ;ﻘــﺔ‪ .‬واﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺎﻟﺣﻘ;ﻘــﺔ أﻣــر ﻻ ﺑــد ﻣﻧــﻪ ﻟﻠﻧــﺎس ﺟﻣ;ﻌ ـﺎً ﻣــن أﻓ ـراد‬ ‫وﺷﻌوب وأﻣم‪ ،‬وﻻ ﺳ;ﻣﺎ ﻣن ﯾﺗﺣﻣﻠون ﻣﺳؤوﻟ;ﺎت ﻣﻬﻣﺎ 'ﺎﻧت ﺻﻐﯾرة ﻷن اﻷﻓ'ـﺎر 'ﺛﯾـ اًر ﻣـﺎ ﺗﻛـون‬

‫ﺳــﺑ‪3‬ﺎ ﻟﻠﺧطــﺄ‪ ،‬وﺳــﺑ‪3‬ﺎ ﻟﻠﺿــﻼل ﻓــﻼ ;ﺻــﺢ أﺧــذ اﻟﻔ'ــر أ‪ .‬ﻓ'ــر ﻋﻠــﻰ أﻧــﻪ ﺣﻘ;ﻘــﺔ ﺑــﻞ ﯾؤﺧــذ ﻋﻠــﻰ أﻧــﻪ‬

‫ﻓ'ر ﻓﻘ` ﺛم ﯾﺟر‪ .‬ﺗطﺑ;ﻘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟواﻗﻊ اﻟذ‪ .‬ﯾدل ﻋﻠ;ﻪ ﻓﺈن اﻧطﺑ ﻋﻠ;ﻪ 'ﺎن ﺣﻘ;ﻘﺔ‪ٕ ،‬واﻻ ﻟم ;'ـن‬ ‫ـداء ﻣﺛــﻞ اﻟﻘ;ــﺎم ‪3‬ﺎﻟﻌﻣﻠ;ــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ ﻟﻠوﺻــول‬ ‫ﺣﻘ;ﻘــﺔ ٕوان 'ــﺎن ﻓ'ـ اًر‪ .‬ﻓــﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﺣﻘ;ﻘــﺔ ﺳـواء أﻛــﺎن اﺑﺗـ ً‬ ‫إﻟﻰ اﻟﻔ'ر ﺛم ﺗطﺑﯾ ﻫذا اﻟﻔ'ر ﻋﻠﻰ اﻟواﻗﻊ ﺣﺗـﻰ ﯾﻧطﺑـ ﻋﻠ;ـﻪ ﻓـﺈذا اﻧطﺑـ ﻋﻠ;ـﻪ 'ـﺎن ﺣﻘ;ﻘـﺔ ٕواﻻ‬

‫ﻓﯾﺟب أن ﯾﺟر‪ .‬اﻟ‪3‬ﺣث ﻋن اﻟﺣﻘ;ﻘﺔ‪ ،‬أ‪ .‬ﻋن اﻟﻔ'ر اﻟذ‪ .‬ﯾﻧطﺑ ﻋﻠﻰ اﻟواﻗﻊ اﻟذ‪ .‬ﯾـدل ﻋﻠ;ـﻪ أو‬ ‫اﺑﺗداء ٕواﻧﻣﺎ 'ﺎن ﻋن طر‪ 8‬أﺧذ اﻷﻓ'ﺎر اﻟﻣوﺟودة واﻟ‪3‬ﺣث ﻋن اﻟﺣﻘﺎﺋ ﻣﻧﻬﺎ‪ .‬ﻣﺛﻞ اﻟﻘ;ﺎم‬ ‫ﻟم ;'ن‬ ‫ً‬ ‫ﺑﺗطﺑﯾ اﻷﻓ'ﺎر اﻟﻣوﺟودة ﻋﻠﻰ اﻟواﻗﻊ‪ ،‬ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﻘ;ﻘﺔ‪.‬‬ ‫وﻫﻧﺎ ﻻ ﺑد ﻣـن ﻟﻔـت اﻟﻧظـر إﻟـﻰ أﻣـر‪8‬ن‪ :‬أﺣـدﻫﻣﺎ اﻟﻣﻐﺎﻟطـﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﺣﺻـﻞ ﻓـﻲ اﻟﺣﻘـﺎﺋ ‪ ،‬واﻟﺛـﺎﻧﻲ‬ ‫اﻟﻣﻐﺎﻟطﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺻرف ﻋن اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﻘﺎﺋ ‪ .‬أﻣﺎ اﻟﻣﻐﺎﻟطـﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﺣﺻـﻞ ﻋـن اﻟﺣﻘـﺎﺋ ‪،‬‬ ‫ﻓﺈﻧﻬــﺎ ﺗﺣﺻــﻞ ﻣــن ﺟ ـراء اﻟﺗﺷــﺎ‪3‬ﻪ اﻟــذ‪; .‬ﺣﺻــﻞ ﺑــﯾن اﻟﺣﻘــﺎﺋ أو اﻷﻓ'ــﺎر ﻓﯾﺗﺧــذ ﻫــذا اﻟﺗﺷــﺎ‪3‬ﻪ أداة‬ ‫ﻟطﻣس اﻟﺣﻘﺎﺋ ‪ ،‬أو ;'ون ‪3‬ﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﺣﻘ;ﻘﺔ ﻣن اﻟﺣﻘﺎﺋ ﻟطﻣس ﺣﻘ;ﻘﺔ أﺧر‪ ،Z‬أو ;'ون ‪3‬ﺎﻟﺗﺷ';ك‬ ‫ﻓــﻲ ﺣﻘ;ﻘــﺔ ﻣــن اﻟﺣﻘــﺎﺋ ‪ ،‬ﻣــن أﻧﻬــﺎ ﻟ;ﺳــت ﺣﻘ;ﻘــﺔ أو 'ﺎﻧــت ﺣﻘ;ﻘــﺔ ﻓــﻲ ظــرف وﺗﻐﯾــر ﻫــذا اﻟظــرف‪،‬‬ ‫إﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻷﺳﺎﻟﯾب‪ .‬ﻓﻣﺛﻼً 'ون اﻟﯾﻬود أﻋداء ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن ﺣﻘ;ﻘﺔ و'ون اﻟﯾﻬود أﻋـداء ﻷﻫـﻞ‬ ‫ﻣﺎ ;ﺳﻣﻰ ﻓﻠﺳطﯾن ﺣﻘ;ﻘﺔ‪ ،‬وﻫﺎﺗﺎن ﺣﻘ;ﻘﺗﺎن ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺗﺎن أو ﻣﺗداﺧﻠﺗﺎن وﻟﻛن اﻟﻣﻐﺎﻟطﺔ ﺟﻌﻠت ﺣﻘ;ﻘﺔ‬ ‫‪41‬‬


‫اﻟﻌــداء ﺑــﯾن اﻟﯾﻬــود وأﻫــﻞ ﻓﻠﺳــطﯾن ﻫــﻲ اﻟ‪3‬ــﺎرزة ﺑــﻞ ﻫــﻲ اﻟﻣﻼﺣظــﺔ ﻓﺎﺗﺧــذ ﻫــذا اﻟﺗﺷــﺎ‪3‬ﻪ أو اﻟﺗــداﺧﻞ‬ ‫أداة ﻟطﻣــس ﺣﻘ;ﻘــﺔ اﻟﻌــداء ﺑــﯾن اﻟﯾﻬــود واﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن‪ .‬و'ــون ﻓ'ــر أن اﻟﺣر‪8‬ــﺔ ﻣوﺟــودة ﻋﻧــد أﻣر‪'8‬ــﺎ‬ ‫ﺣﻘ;ﻘﺔ و'ون ﻓ'ر أن أﻣر‪'8‬ﺎ إﻧﻣﺎ ﯾﺧﺗﺎر رؤﺳﺎءﻫﺎ‪ ،‬اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾون ﺣﻘ;ﻘﺔ وﻫﻣـﺎ ﻓ'ـران ﻣﺗﺷـﺎﺑﻬﺎن ﻣـن‬ ‫ﺣﯾث إن 'ﻼً ﻣﻧﻬﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ واﻗﻊ أﻣر‪'8‬ـﺎ‪ .‬وﻟﻛـن اﺗﺧـذت ﺣﻘ;ﻘـﺔ اﻟﺣر‪8‬ـﺔ أداة ﻟطﻣـس ﺣﻘ;ﻘـﺔ 'ـون‬ ‫اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﯾن ﻫم اﻟذﯾن ﯾﺧﺗﺎرون رؤﺳـﺎء أﻣر‪'8‬ـﺎ‪ .‬ﻓطﻣﺳـت ﻫـذﻩ اﻟﺣﻘ;ﻘـﺔ وﺻـﺎر اﻟﻣﻌـروف أن اﻟـذ‪.‬‬ ‫ﯾﻧﺟﺢ رﺋ;ﺳﺎً ﻓﻲ أﻣر‪'8‬ﺎ ﻫو ﻣن ﻟـﻪ ﺷـﻌﺑ;ﺔ أﻛﺛـر‪ .‬وﻣـﺛﻼً 'ـون إﻧﺟﻠﺗـ ار ﺿـد اﻟوﺣـدة اﻷرو‪;H‬ـﺔ ﺣﻘ;ﻘـﺔ‬ ‫و' ــون إﻧﺟﻠﺗـ ـ ار ﺗر‪ 8‬ــد ﺗﻘو; ــﺔ ﻧﻔﺳ ــﻬﺎ ‪3‬ﺄرو‪ 3‬ــﺎ اﻟﻣوﺣ ــدة ﺣﻘ;ﻘ ــﺔ‪ .‬ﻓﺎﺗﺧ ــذت اﻟﺣﻘ;ﻘ ــﺔ اﻟﺛﺎﻧ; ــﺔ أداة ﻟطﻣ ــس‬ ‫اﻟﺣﻘ;ﻘﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬و‪H‬ذﻟك دﺧﻠت إﻧﺟﻠﺗ ار اﻟﺳوق اﻟﻣﺷﺗر'ﺔ‪ .‬وﻣـﺛﻼً 'ـون اﻹﺳـﻼم ﻗـوة ﻻ ﺗﻐﻠـب ﺣﻘ;ﻘـﺔ‬ ‫وﻟﻛن ﺟر‪ Z‬اﻟﺗﺷ';ك ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﻘ;ﻘﺔ ﺣﺗﻰ أﺻ‪3‬ﺢ اﻟرأ‪3 .‬ـﺄن ﻫـذا ﻟـ;س ﺣﻘ;ﻘـﺔ أو 'ـﺎن ﺣﻘ;ﻘـﺔ ﻓـﻲ‬

‫أول اﻹﺳـﻼم ﺛــم ﺗﻐﯾــر اﻟـزﻣن ﻓﻠــم ﺗﻌــد ﺣﻘ;ﻘــﺔ‪ .‬وﻫ'ـذا ﺗﺟــر‪ .‬اﻟﻣﻐﺎﻟطــﺎت ﻓـﻲ اﻟﺣﻘــﺎﺋ ﻓــﺗطﻣس إﻣــﺎ‬ ‫‪3‬ﺣﻘﺎﺋ أﺧر‪ Z‬أو ‪3‬ﺎﻟﺗﺷ';ك ﻓـﻲ ﺗﻠـك اﻟﺣﻘـﺎﺋ ‪ .‬وﻫـذا ﻣـﺎ ﺣـذق ﻓﻌﻠـﻪ اﻟﻐـرب ﻓـﻲ اﻟﺣﻘـﺎﺋ اﻟﻣوﺟـودة‬ ‫ﻋﻧد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن‪.‬‬ ‫وأﻣﺎ اﻟﻣﻐﺎﻟطﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺻرف ﻋن اﻟﺣﻘﺎﺋ ﻓﺈﻧﻬـﺎ ﺗﺣﺻـﻞ ﺑﺈﯾﺟـﺎد أﻋﻣـﺎل ﺗﺻـرف ﻋـن اﻟﺣﻘـﺎﺋ ‬ ‫أو إﯾﺟــﺎد أﻓ'ــﺎر ﺗﺻ ــرف ﻋ ـن اﻟﺣﻘــﺎﺋ ‪ .‬ﻓﻣ ــﺛﻼً 'ــون اﻷﻣــﺔ ﻻ ﺗ ــﻧﻬض إﻻ ‪3‬ــﺎﻟﻔ'ر ﺣﻘ;ﻘــﺔ‪ ،‬وﻟﻛ ــن‬

‫ﻟﺻ ــرف اﻟﻣﺳ ــﻠﻣﯾن ﻋ ــن اﻟﻔ' ــر ﺷ ــﺟﻌت اﻷﻋﻣ ــﺎل اﻟﻣﺎد; ــﺔ ﻣ ــن ﻣظ ــﺎﻫرات واﺿ ــطرا‪3‬ﺎت وﺛ ــورات‬ ‫ﻟﺻــرف اﻟﻧــﺎس ﻋــن اﻟﻔ'ــر‪ ،‬واﻧﺷــﻐﺎﻟﻬم ‪3‬ﺎﻟﻌﻣــﻞ‪ ،‬ﻓطﻣﺳــت ﺣﻘ;ﻘــﺔ أن اﻷﻣــﺔ ﻻ ﺗــﻧﻬض إﻻ ‪3‬ــﺎﻟﻔ'ر‬ ‫وﺣﻞ ﻣﺣﻠﻬﺎ أن اﻷﻣﺔ ﻻ ﺗﻧﻬض إﻻ ‪3‬ﺎﻟﺛورة‪ .‬و'ذﻟك ﻟﺻرف اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻋن ﺣﻘ;ﻘﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ وﺟـدت‬ ‫أﻓ'ــﺎر أن اﻟﻧﻬﺿــﺔ ﺗﻛــون ‪3‬ــﺎﻷﺧﻼق وأن اﻟﻧﻬﺿــﺔ ﺗﻛــون ‪3‬ﺎﻟﻌ‪3‬ــﺎدات وأن اﻟﻧﻬﺿــﺔ ﺗﻛــون ‪3‬ﺎﻻﻗﺗﺻــﺎد‬ ‫إﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻷﻓ'ﺎر‪ .‬وﻫ'ذا ﺗﺟر‪ .‬اﻟﻣﻐﺎﻟطﺎت ﻟﺻرف اﻟﻧﺎس ﻋن اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﻘﺎﺋ ‪.‬‬ ‫وﻟذﻟك ﻻ ﺑد ﻣن اﻻﻧﺗ‪3‬ﺎﻩ ﻟﻠﻣﻐﺎﻟطﺎت وﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺗﻣﺳك ‪3‬ﺎﻟﺣﻘﺎﺋ واﻟﻘ‪3‬ض ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘ;ﻘﺔ ﺑﯾـد ﻣـن‬ ‫ﺣدﯾد‪ ،‬وﻻ ﺑد ﻣن اﻟﻌﻣ ﻓﻲ اﻟﻔ'ر واﻹﺧﻼص ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﻘﺎﺋ ‪ .‬وﻣن أﺧطر ﻣﺎ‬ ‫;ﺣﺻﻞ ﻟﻌدم اﻻﻧﺗﻔﺎع ‪3‬ﺎﻟﺣﻘﺎﺋ ﻫو إﻫﻣﺎل ﺣﻘﺎﺋ اﻟﺗﺎر‪8‬ﺦ‪ ،‬وﻻ ﺳ;ﻣﺎ اﻟﺣﻘﺎﺋ اﻷﺳﺎﺳ;ﺔ ﻓ;ﻪ‪ ،‬وذﻟك‬ ‫أن اﻟﺗــﺎر‪8‬ﺦ ﻓ;ــﻪ ﺣﻘــﺎﺋ ﺛﺎﺑﺗــﺔ ﻻ ﺗﺗﻐﯾــر وﻓ;ــﻪ آراء وﻟﯾــدة ظــروف‪ ،‬ﻓــﺎﻵراء اﻟﺗــﻲ ﻫــﻲ وﻟﯾــدة ظــروف‬ ‫ﻟ;ﺳت ﺣﻘﺎﺋ ٕواﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﺣوادث ﻓﻼ ;ﺻﺢ أن ﯾﻧﺗﻔـﻊ ﺑﻬـﺎ وﻻ ;ﺻـﺢ أن ﺗطﺑـ ﻓـﻲ ظـروف ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ‬ ‫ﻋــن ظروﻓﻬــﺎ‪ .‬وﻟﻛــن اﻟواﻗــﻊ أﻧــﻪ ﻗــد ﺟﻌــﻞ اﻟﻧظــر إﻟــﻰ اﻟﺗــﺎر‪8‬ﺦ 'ﻠــﻪ ﻧظ ـرة واﺣــدة وأﻫﻣﻠــت ﺣﻘــﺎﺋ ‬

‫اﻟﺗﺎر‪8‬ﺦ‪ .‬وﻟم ;ﻣﯾـز ﺑـﯾن اﻟﺣﻘـﺎﺋ واﻟوﻗـﺎﺋﻊ‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻟـم ﯾﻠﺗﻔـت ﻟﻠﺣﻘـﺎﺋ ‪ .‬ﻓﻣـﺛﻼً 'ـون اﻟﻐـر‪H‬ﯾﯾن اﺗﺧـذوا‬

‫اﻟﺳﺎﺣﻞ اﻟﺷرﻗﻲ وﺧﺎﺻﺔ ﺳواﺣﻞ ﻣﺻر و‪3‬ﻼد اﻟﺷﺎم ﻟﻐزو اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣ;ﺔ ﺣﻘ;ﻘـﺔ وﻟﻛـن اﻧﺗﺻـﺎر‬ ‫اﻟﻐر‪H‬ﯾﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺣﺎدث ﺗﺎر‪8‬ﺧﻲ وﻟ;س ﺣﻘ;ﻘﺔ‪ .‬ﻓﺎﺧﺗﻠطت اﻟﺣوادث ‪3‬ﺎﻟﺣﻘـﺎﺋ ‪ ،‬وأﻫﻣﻠـت ﻓ;ـﻪ‬ ‫‪42‬‬


‫اﻟﺣﻘـﺎﺋ ﺣﺗـﻰ ﺗﻧوﺳـﻲ 'ـون اﻟﺳـﺎﺣﻞ اﻟﺷـرﻗﻲ ﻟﻠ‪3‬ﺣـر اﻷﺑـ;ض اﻟﻣﺗوﺳـ` ﺛﻐـرة ﻣﻧﻬـﺎ ﯾﻧﻔـذ اﻟﻌـدو إﻟــﻰ‬ ‫داﺧــﻞ ‪3‬ــﻼد اﻹﺳــﻼم‪ .‬وﻣــﺛﻼً 'ــون ﻓ' ـرة اﻟﻘوﻣ;ــﺔ ﻫــﻲ اﻟﺗــﻲ زﻋزﻋــت ';ــﺎن اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧ;ــﺔ و'ــون‬ ‫اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺣﺎر‪H‬وا اﻟﻐرب 'ﻌﺛﻣﺎﻧﯾﯾن ﻣﺳﻠﻣﯾن‪ ،‬ﻻ 'ﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﺣﺳب ﺣﻘ;ﻘﺔ‪ .‬وﻟﻛن اﻧﻬـزام اﻟﻌﺛﻣـﺎﻧﯾﯾن‬ ‫ﻓﻲ أرو‪3‬ﺎ ﺛـم اﻧﻬـزاﻣﻬم ﻓـﻲ اﻟﺣـرب اﻟﻌﺎﻟﻣ;ـﺔ اﻟﺛﺎﻧ;ـﺔ ﺣـدث ﻣـن أﺣـداث اﻟﺗـﺎر‪8‬ﺦ‪ ،‬وﻟﻛـن ﺟﻌـﻞ اﻟﻧظـر‬ ‫إﻟﻰ ﺗﺎر‪8‬ﺦ اﻟﺣروب ﺑـﯾن اﻟﻌﺛﻣـﺎﻧﯾﯾن واﻷرو‪H‬ﯾـﯾن‪ ،‬وﺗـﺎر‪8‬ﺦ اﻟﺣـرب اﻟﻌﺎﻟﻣ;ـﺔ اﻷوﻟـﻰ 'ﻠـﻪ ﻧظـرة واﺣـدة‬ ‫وأﻫﻣﻠــت اﻟﺣﻘــﺎﺋ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﺣــروب أ‪ .‬أﻫﻣﻠــت ﺣﻘــﺎﺋ اﻟﺗــﺎر‪8‬ﺦ‪ .‬ﻓﺎﺧﺗﻠطــت اﻟﺣﻘــﺎﺋ ‪3‬ــﺎﻟﺣوادث‪،‬‬ ‫واﻫﻣﻠت اﻟﺣﻘـﺎﺋ ﺣﺗـﻰ ﺗﻧوﺳـﻲ 'ـون اﻟﻔ'ـرة اﻟﻘوﻣ;ـﺔ ﻫـﻲ ﺳـﺑب اﻻﻧﻬـزام ﻟﻠﻌﺛﻣـﺎﻧﯾﯾن ﻓـﻲ أرو‪3‬ـﺎ وﻓـﻲ‬ ‫اﻟﺣــرب اﻟﻌﺎﻟﻣ;ــﺔ اﻷوﻟــﻰ‪ .‬وﻫ'ــذا ﺟﻣ;ــﻊ ﺣـوادث اﻟﺗــﺎر‪8‬ﺦ ﻗــد ﺟــر‪ Z‬ﻓﯾﻬــﺎ إﻫﻣــﺎل اﻟﺣﻘــﺎﺋ ‪ ،‬ﻓﻠــم ﯾﻧﺗﻔــﻊ‬ ‫‪3‬ﺣﻘﺎﺋ اﻟﺗﺎر‪8‬ﺦ‪ ،‬ﻣﻊ أن ﺣﻘﺎﺋ اﻟﺗﺎر‪8‬ﺦ ﻫﻲ أﻏﻠﻰ ﻣﺎ ﻟد‪ Z‬اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬وأﻋﻠﻰ أﻧواع اﻷﻓ'ﺎر‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﺣﻘﺎﺋ ﺳواء ‪3‬ﺎﻟوﺻول إﻟﯾﻬﺎ أو ﺑﺗﻣﯾزﻫﺎ ﻣن ﻏﯾر اﻟﺣﻘـﺎﺋ ‪ ،‬أو ‪3‬ـﺎﻟﻘ‪3‬ض ﻋﻠﯾﻬـﺎ‬ ‫ﺑﯾد ﻣن ﺣدﯾد واﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻬذﻩ اﻟﺣﻘﺎﺋ ﻫو اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﻣﺟد‪ .‬واﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟذ‪'; .‬ون ﻟﻪ آﺛـﺎر ﻫﺎﺋﻠـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺣ;ــﺎة اﻷﻓ ـراد واﻟﺷــﻌوب واﻷﻣــم‪ .‬وﻣــﺎ ﻓﺎﺋــدة اﻟﺗﻔ'ﯾــر إذا ﻟــم ﯾؤﺧــذ ﻟﻠﻌﻣــﻞ ‪3‬ــﻪ ٕواذا ﻟــم ;ﻘــ‪3‬ض ﻋﻠــﻰ‬ ‫اﻟﺣﻘﺎﺋ و‪8‬ﺗﻣﺳك ﺑﻬﺎ ٕواذا ﻟم ;ﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﺣﻘ;ﻘﺔ وﻏﯾر اﻟﺣﻘ;ﻘﺔ؟‬ ‫ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣﻘﺎﺋ ﻫﻲ أﻣر ﻗطﻌﻲ وﻫﻲ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻻ ﺗﺗﻐﯾر وﻫﻲ ;ﻘﯾﻧ;ﺔ ﻗطﻌ;ﺔ‪ ،‬ﻻ ﯾؤﺛر ﻓﯾﻬـﺎ اﺧـﺗﻼف‬ ‫اﻟظــروف وﻻ ﺗﻐﯾــر اﻷﺣـوال‪ .‬ﺻــﺣ;ﺢ أن اﻟﻔ'ــر ﻻ ;ﺻــﺢ ﺗﺟر‪8‬ــدﻩ ﻣــن ظروﻓــﻪ وﻣــن اﻷﺣـوال اﻟﺗــﻲ‬ ‫ﺗﻛﺗﻧﻔﻪ وﻻ ;ﻘﺎس ﻋﻠ;ﻪ ﻗ;ﺎﺳﺎً ﺷﻣوﻟ;ﺎً‪ ،‬وﻟﻛن ﻫذا ﻫو اﻟﻔ'ر ﻣـن ﺣﯾـث ﻫـو ﻓ'ـر إذا ﻟـم ;'ـن ﺣﻘ;ﻘـﺔ‪.‬‬

‫أﻣــﺎ إذا 'ــﺎن اﻟﻔ'ــر ﺣﻘ;ﻘــﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻻ ;ﺻــﺢ أن ﯾﻧظــر ﻓ;ــﻪ إﻟــﻰ اﻟظــروف واﻷﺣـوال ﻣﻬﻣــﺎ ﺗﻐﯾــرت أو‬ ‫ﺗﺑدﻟت‪ .‬ﺑﻞ ﯾﺟب أن ﯾؤﺧذ 'ﻣـﺎ ﻫـو ‪3‬ﻐـض اﻟﻧظـر ﻋـن اﻟظـروف واﻷﺣـوال‪ .‬ﻻ ﺳـ;ﻣﺎ وأن اﻟﺣﻘـﺎﺋ ‬ ‫ﻻ ﺗؤﺧــذ ‪3‬ﺎﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣ;ــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻫــﻲ طر‪8‬ﻘــﺔ ظﻧ;ــﺔ‪ ،‬ﺑــﻞ ﺗؤﺧــذ ‪3‬ﺎﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ و‪3‬ﺎﻟﺟﺎﻧــب اﻟ;ﻘﯾﻧــﻲ‬ ‫ﻣﻧﻬﺎ‪ .‬ﻷﻧﻬﺎ أ‪ .‬اﻟﺣﻘﺎﺋ ﺗﺗﻌﻠ ‪3‬ﺎﻟوﺟود‪ ،‬ﻻ ‪3‬ﺎﻟﻛﻧـﻪ وﻻ ‪3‬ﺎﻟﺻـﻔﺎت‪ .‬ﻓـﺈن اﻧط‪3‬ـﺎق اﻟﻔ'ـر ﻋﻠـﻰ اﻟواﻗـﻊ‬ ‫اﻟذ‪ .‬ﯾدل ﻋﻠ;ﻪ ﯾﺟب أن ;'ون اﻧط‪3‬ﺎﻗﺎً ;ﻘﯾﻧ;ﺎً ﺣﺗﻰ ;'ون ﺣﻘ;ﻘﺔ‪ .‬ﻟذﻟك ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﺣﻘﺎﺋ ‬ ‫وﻻ ﺑد ﻣن اﻟﻘ‪3‬ض ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘﺎﺋ ﺑﯾد ﻣن ﺣدﯾد‪.‬‬

‫وأﻣﺎ اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻷﺳﺎﻟﯾب ﻓﻬو اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻛ;ﻔ;ﺔ ﻏﯾر اﻟداﺋﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻬﺎ ;ﻘـﺎم ‪3‬ﺎﻟﻌﻣـﻞ‪ ،‬واﻷﺳـﻠوب ;ﻘـررﻩ‬ ‫ﻧوع اﻟﻌﻣﻞ‪ ،‬وﻟذﻟك ﯾﺧﺗﻠﻒ اﻷﺳﻠوب ‪3‬ﺎﺧﺗﻼف ﻧـوع اﻟﻌﻣـﻞ‪ ،‬ﺻـﺣ;ﺢ أن اﻷﺳـﺎﻟﯾب ﻗـد ﺗﺗﺷـﺎ‪3‬ﻪ‪ ،‬وأن‬ ‫اﻷﺳﻠوب اﻟواﺣـد ﻗـد ﯾﻧﻔـﻊ ﻓـﻲ ﻋـدة أﻋﻣـﺎل‪ ،‬وﻟﻛـن ﻋﻧـد اﻟﺗﻔ'ﯾـر ‪3‬ﺎﻷﺳـﻠوب ﯾﺟـب أن ;ﻔ'ـر ﻓـﻲ ﻧـوع‬ ‫اﻟﻌﻣ ــﻞ اﻟ ــذ‪ .‬ﯾـ ـراد اﺳ ــﺗﺧدام اﻷﺳ ــﻠوب ﻟﻠﻘ; ــﺎم ‪ 3‬ــﻪ‪ ،‬ﺣﺗ ــﻰ ﻟ ــو ﺗﺷ ــﺎﺑﻬت اﻷﺳ ــﺎﻟﯾب وﺣﺗ ــﻰ ﻟ ــو 'ـ ـﺎن‬ ‫اﻷﺳﻠوب اﻟﻣﻌروف ﯾﻧﻔﻊ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﻣـﻞ اﻟﺟدﯾـد‪ ،‬ﻓـﻼ ﺑـد ﻣـن اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﻓـﻲ ﻧـوع اﻟﻌﻣـﻞ ﻋﻧـد اﻟﺗﻔ'ﯾـر‬ ‫‪43‬‬


‫‪3‬ﺎﻷﺳﻠوب اﻟذ‪ .‬ﯾراد ﻟﻪ ‪3‬ﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﺗﺷﺎ‪3‬ﻪ اﻷﺳﺎﻟﯾب وﻋـن وﺟـود أﺳـﺎﻟﯾب ﺗﻧﻔـﻊ ﻟﻬـذا اﻟﻌﻣـﻞ‪.‬‬ ‫ﻷن اﻟﺗﺷــﺎ‪3‬ﻪ ﻗــد ;ﺿــﻠﻞ ﻋــن اﻷﺳــﻠوب اﻟﻔﻌــﺎل‪ ،‬وﻷن 'ــون ﻫﻧــﺎك أﺳــﻠوب ﯾﻧﻔــﻊ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻌﻣــﻞ ﻗــد‬ ‫;ﺳﺑب ﻋرﻗﻠﺔ اﻟﻘ;ﺎم ‪3‬ﺎﻟﻌﻣﻞ ﻓﻣﺛﻼً أﺳﻠوب اﻟدﻋﺎ;ﺔ ﻟﻔ'رة ﯾﺗﺷﺎ‪3‬ﻪ ﻣﻊ أﺳﻠوب اﻟـدﻋوة ﻟﻬـذﻩ اﻟﻔ'ـرة 'ـﻞ‬

‫ﻣﻧﻬﻣﺎ ;ﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻋرض اﻟﻔ'رة ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎس وﻟﻛن ﻫذا اﻟﺗﺷﺎ‪3‬ﻪ ﻗد ;ﺿﻠﻞ ﺣﻣﻠﺔ اﻟدﻋوة وﻗد ;ﺿﻠﻞ‬ ‫اﺻــﺣﺎب اﻟدﻋﺎ;ــﺔ ﻟﻔ' ـرة‪ ،‬ﻓﺄﺳــﻠوب اﻟدﻋﺎ;ــﺔ إذا اﺳــﺗﻌﻣﻞ ﻓــﻲ أﺳــﻠوب اﻟــدﻋوة ﯾﺧﻔــ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣــد‪Z‬‬ ‫اﻟطو‪8‬ــﻞ‪ ،‬وأﺳــﻠوب اﻟــدﻋوة إذا اﺳــﺗﻌﻣﻞ ﻓــﻲ اﻟدﻋﺎ;ــﺔ ﯾﺟﻌــﻞ اﻟدﻋﺎ;ــﺔ ﺗﺧﻔــ ‪ .‬ﻓﺄﺳــﻠوب اﻟــدﻋوة ;ﻌﺗﻣــد‬ ‫ﻋﻠـﻰ ﺷـرح اﻟﺣﻘـﺎﺋ 'ﻣـﺎ ﻫـﻲ‪ ،‬أﻣـﺎ أﺳـﻠوب اﻟدﻋﺎ;ـﺔ ﻓﺈﻧـﻪ ;ﻌﺗﻣـد ﻋﻠـﻰ ﺗـز‪8‬ﯾن اﻟﻔ'ـرة و‪H‬ﻬرﺟﺗﻬــﺎ‪ٕ .‬وان‬

‫'ﺎن 'ﻞ ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻻ ﺑد ﻓ;ﻪ ﻣن ﺣﺳن اﻟﻌرض‪ .‬وﻣﺛﻼً أﺳﻠوب ﻧﺻب اﻟﺣﺎﻛم ﻓﻲ اﻟﻧظـﺎم اﻟـد;ﻣﻘراطﻲ‬

‫وﻫو ﺟﻌﻞ اﻟﺷﻌب ﯾﻧﺗﺧب اﻟﺣﺎﻛم‪ ،‬ﯾﻧﻔﻊ ﻓﻲ ﻧﺻب اﻟﺣﺎﻛم ﻓـﻲ اﻟﻧظـﺎم اﻹﺳـﻼﻣﻲ‪ ،‬ﻓﯾﺟﻌـﻞ اﻟﺷـﻌب‬

‫ﯾﻧﺗﺧب اﻟﺣﺎﻛم‪ .‬وﻟﻛـن ﺣـﯾن ﯾـراد اﺗﺧـﺎذ أﺳـﻠوب ﻟﻧﺻـب ﺧﻠ;ﻔـﺔ ﻟﻠﻣﺳـﻠﻣﯾن ﯾﺟـب أن ;ﻔ'ـر ﻓـﻲ واﻗـﻊ‬ ‫اﻟﺣ'م ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻹﺳﻼم ‪3‬ﺄﻧﻪ ﻧﺻب ﺣﺎﻛم داﺋم وﻟ;س ﺣﺎﻛﻣﺎً ﻟﻔﺗرة زﻣﻧ;ﺔ ﻣﺣددة‪ ،‬وﻟذﻟك ﻻ ﺑد ﻣن‬

‫اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓــﻲ ﻧــوع اﻟﺣ'ــم ﻓــﻲ اﻹﺳــﻼم ﻋﻧــد اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓــﻲ رﺳــم أﺳــﻠوب ﻟﻧﺻــب اﻟﺧﻠ;ﻔــﺔ ﻓﯾﺟﻌــﻞ ﻣــﺛﻼً‬ ‫ﺣﺻر اﻟﻣرﺷﺣﯾن اﻟذﯾن ﻫم أﻫﻞ ﻟﻠﺧﻼﻓﺔ ﻣن ﻗﺑﻞ ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻷﻣﺔ وﻣﻧﻊ ﺗرﺷ;ﺢ ﻣن ﻋداﻫم‪ .‬ﺛم ﺟﻌـﻞ‬ ‫اﻟﺷــﻌب ﯾﻧﺗﺧــب ﻣــن ﯾر‪8‬ــد ﻣــن ﻫــؤﻻء اﻟﻣرﺷــﺣﯾن ﻓﻘــ`‪ ،‬ﺛــم اﻟطﻠــب ﻣــن اﻟﺷــﻌب 'ﻠــﻪ أن ﯾ‪3‬ـﺎ;ﻊ اﻟــذ‪.‬‬ ‫ارﺗﺿـﺎﻩ أﻛﺛـر اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن ﺧﻠ;ﻔـﺔ ﻟﻠﻣﺳـﻠﻣﯾن‪ .‬ﺻـﺣ;ﺢ أن اﻟﺑ;ﻌـﺔ ﻫـﻲ طر‪8‬ﻘـﺔ ﻟﻧﺻـب اﻟﺧﻠ;ﻔـﺔ وﻟ;ﺳــت‬ ‫أﺳﻠو‪3‬ﺎً‪ ،‬وﻟﻛن ';ﻔ;ﺔ أداء اﻟﺑ;ﻌﺔ‪ ،‬ﻫو أﺳﻠوب‪ .‬وﻟذﻟك ﻻ ;'ﻔﻲ أن ;'ون اﻷﺳﻠوب ﻧﺎﻓﻌﺎً ﻓـﻲ اﻟﻌﻣـﻞ‬ ‫اﻟﺟدﯾــد 'ﻣــﺎ ﻧﻔــﻊ ﻓــﻲ ﻏﯾـرﻩ ﻣــن اﻷﻋﻣــﺎل‪ ،‬وﻟﻛــن ﺣﺗــﻰ ;ﻘــرر ﻫــذا اﻷﺳــﻠوب ﻟﻬــذا اﻟﻌﻣــﻞ ﻻ ﺑــد ﻣــن‬

‫اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻞ ﺣﯾن اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻓﻲ اﻷﺳﻠوب‪ :‬ﻓﺈن اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﻓـﻲ ﻧـوع اﻟﻌﻣـﻞ ﺿـرور‪ .‬ﻋﻧـد اﻟﺗﻔ'ﯾـر‬ ‫ﻓﻲ وﺿﻊ أﺳﻠوب ﻟﻠﻘ;ﺎم ‪3‬ﻪ‪.‬‬ ‫إن اﻷﺳــﻠوب ﻫــو ';ﻔ;ــﺔ ﻣﻌﯾﻧــﺔ ﻟﻠﻘ;ــﺎم ‪3‬ﺎﻟﻌﻣــﻞ وﻫــو ';ﻔ;ــﺔ ﻏﯾــر داﺋﻣــﺔ ‪3‬ﻌ'ــس اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ ﻓﺈﻧﻬــﺎ ';ﻔ;ــﺔ‬ ‫داﺋﻣــﺔ ﻟﻠﻘ;ــﺎم ‪3‬ﺎﻟﻌﻣــﻞ‪ .‬واﻟطر‪8‬ﻘــﺔ ﻻ ﺗﺧﺗﻠــﻒ ﻣطﻠﻘ ـﺎً وﻻ ﺗﺗﻐﯾــر‪ ،‬وﻻ ﺗﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ ﻋﻘﻠ;ــﺔ ﻣﺑدﻋــﺔ ﺣﺗــﻰ‬ ‫ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ‪ .‬ﻷﻧﻬـﺎ ;ﻘﯾﻧ;ـﺔ ﻓﻬـﻲ إﻣـﺎ أن ﺗﻛـون ﻫـﻲ ;ﻘﯾﻧ;ـﺔ ٕواﻣـﺎ أن ;'ـون أﺻـﻠﻬﺎ ;ﻘﯾﻧ;ـﺎً‪ .‬أﻣـﺎ اﻷﺳـﻠوب‬ ‫ﻓﺈﻧﻪ ﻗد ﯾﺧﻔ ﻋﻧد اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻟﻠﻘ;ﺎم ‪3‬ﺎﻟﻌﻣﻞ وﻗـد ﯾﺗﻐﯾـر و;ﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ ﻋﻘﻠ;ـﺔ ﻣﺑدﻋـﺔ ﻟﻠﻘ;ـﺎم ‪3‬ـﻪ‪ .‬وﻣـن‬ ‫ﻫﻧﺎ 'ﺎن اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻷﺳﺎﻟﯾب أﻋﻠﻰ ﻣن اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟطرق‪ .‬ﻓﺎﻟطر‪8‬ﻘـﺔ ﻗـد ;ﺳـﺗﻧﺗﺟﻬﺎ ﻋﻘـﻞ ﻣﺑـدع‪ ،‬وﻟﻛـن‬ ‫ﻗــد ;ﺳــﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﻋﻘــﻞ ﻋــﺎد‪ ..‬أﻣــﺎ اﻷﺳــﻠوب ﻓــﺈن اﻟوﺻــول إﻟ;ــﻪ ;ﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ ﻋﻘــﻞ ﻣﺑــدع‪ ،‬أو ﻋﻘــﻞ‬ ‫ﻋ‪3‬ﻘر‪ٕ ،.‬وان 'ﺎن اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻗد ﯾﻧﺗﺞ ‪3‬ﺎﻟﻌﻘﻞ اﻟﻌﺎد‪..‬‬

‫ﻓﺎﻟطر‪8‬ﻘﺔ ﻟ;س ﻣن اﻟﺿرور‪ .‬أن ﯾﻧﺗﺟﻬﺎ اﻟﻌﻘـﻞ اﻟﻣﺑـدع‪ ،‬وﻟﻛـن اﻷﺳـﻠوب ﻣـن اﻟﺿـرور‪ .‬أن ﯾﻧﺗﺟـﻪ‬ ‫اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻣﺑدع أو اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻌ‪3‬ﻘـر‪ ،.‬ﺳـواء أﻛـﺎن ﻣﺗﻌﻠﻣـﺎً أو ﻏﯾـر ﻣـﺗﻌﻠم‪ .‬ﻷن اﻟوﺻـول إﻟـﻰ اﻷﺳـﻠوب‬ ‫ﻻ ﯾﺗﻌﻠ ‪3‬ﺎﻟﻌﻠم واﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺑﻞ ﻫو ﯾﺗﻌﻠ ‪3‬ﺎﻟﻌﻣﻠ;ﺔ اﻟﻔ'ر‪8‬ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟر‪ .‬ﻣن أﺟﻞ اﻟوﺻول إﻟ;ﻪ‪ .‬وﻣن‬ ‫ﻫﻧــﺎ ﯾﺗﻔــﺎوت اﻟﻧــﺎس ﻓــﻲ ﺣــﻞ اﻟﻣﺷــﺎﻛﻞ‪ .‬ﻷﻧﻬــم ;ﺣﻠوﻧﻬــﺎ ‪3‬ﺄﺳــﺎﻟﯾب‪ ،‬ﻓﻘــد ;ﺣــﺎول ﺷــﺧص ﺣــﻞ ﻣﺷــ'ﻠﺔ‬ ‫‪44‬‬


‫ﻣــﺎ‪ ،‬ﻓﺗﺳﺗﻌﺻــﻲ ﻋﻠ;ــﻪ ﻓﯾﻬــرب ﻣﻧﻬــﺎ أو ;ﻌﻠــن ﻋﺟ ـزﻩ ﻋــن ﺣﻠﻬــﺎ أو ;ظــن اﻧﻬــﺎ ﻣﺷــ'ﻠﺔ ﻻ ﺣــﻞ ﻟﻬــﺎ‪،‬‬ ‫وﻟﻛ ــن ﻣ ــن ;ﻣﻠ ــك ﻋﻘﻠ; ــﺔ ﺣ ــﻞ اﻟﻣﺷ ــﺎﻛﻞ إذا ﻋ ــﺎﻟﺞ ﻣﺷ ــ'ﻠﺔ ﻟﺣﻠﻬ ــﺎ واﺳﺗﻌﺻ ــت ﻋﻠ; ــﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ــﻪ ;ﻐﯾ ــر‬ ‫اﻷﺳﻠوب اﻟذ‪; .‬ﺳﺗﻌﻣﻠﻪ أو ;ﻘوم ‪3‬ﻌدة أﺳﺎﻟﯾب‪ٕ ،‬واذا اﺳﺗﻌﺻت ﻋﻠ;ﻪ رﻏم ﻣﺧﺗﻠـﻒ اﻷﺳـﺎﻟﯾب‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ‬ ‫ﻻ ﯾﻬرب ﻣﻧﻬﺎ وﻻ ;ﻌﻠن ﻋﺟزﻩ ﻋـن ﺣﻠﻬـﺎ‪ ،‬وﻻ ﯾ;ـﺄس ﻣـن ﺣﻠﻬـﺎ‪ٕ ،‬واﻧﻣـﺎ ;ﺻـﺑر ﻋﻠﯾﻬـﺎ‪ ،‬و‪8‬ﺗر'ﻬـﺎ ﻓﺗـرة‬

‫ﻣــن اﻟوﻗــت‪ ،‬أ‪ .‬ﯾﺗر'ﻬــﺎ ﻟﻠــزﻣن ﻋﻠــﻰ ﺣــد ﻗــوﻟﻬم‪ ،‬ﺛــم ;ﻌــﺎود اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺣﻠﻬــﺎ ﻓﺗ ـرة ‪3‬ﻌــد أﺧــر‪ Z‬ﺣﺗــﻰ‬ ‫;ﺣﻠﻬﺎ‪.‬وﻟــذﻟك ﻓــﺈن ﻣــن ﻟد;ــﻪ ﻋﻘﻠ;ــﺔ ﺣــﻞ اﻟﻣﺷــﺎﻛﻞ ﻻ ﺗوﺟــد ﻟد;ــﻪ ﻣﺷــ'ﻠﺔ ﻻ ﺣــﻞ ﻟﻬــﺎ‪ ،‬ﺑــﻞ إن 'ــﻞ‬ ‫ﻣﺷ'ﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﺣﻞ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك اﻋﺗﻣﺎدﻩ ﻋﻠﻰ ﻗدرﺗﻪ ﻓﻲ إﯾﺟﺎد اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻲ ﺗﺣـﻞ ﻫـذﻩ اﻟﻣﺷـ'ﻠﺔ‬

‫اﻟﻣﺳﺗﻌﺻــ;ﺔ‪.‬وﻣن ﻫﻧــﺎ 'ــﺎن اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺎﻷﺳــﺎﻟﯾب ﻣــن ﻣﯾـزات اﻟﻌﻘــول اﻟﻣﺑدﻋــﺔ أو اﻟﻌ‪3‬ﻘر‪8‬ــﺔ ﻓــﺈن ﺣــﻞ‬ ‫اﻟﻣﺷﺎﻛﻞ ﻣﺗوﻗﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻷﺳﺎﻟﯾب‪.‬‬ ‫وأﻣــﺎ اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺎﻟوﺳــﺎﺋﻞ ﻓﺈﻧــﻪ ﺻــﻧو اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺎﻷﺳــﺎﻟﯾب وﻣﻘــﺎرن ﻟــﻪ‪ ،‬وﻫــو اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ــﺎﻷدوات‬ ‫اﻟﻣﺎد;ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣﻞ ﻟﻠﻘ;ﺎم ‪3‬ﺎﻷﻋﻣﺎل‪ ،‬ﻓﺈذا 'ﺎن اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻷﺳﺎﻟﯾب ﻫو اﻟذ‪; .‬ﺣـﻞ اﻟﻣﺷـﺎﻛﻞ‪ ،‬ﻓـﺈن‬ ‫ﻫــذﻩ اﻷﺳــﺎﻟﯾب ﻻ ﻗ;ﻣــﺔ ﻟﻬــﺎ إذا اﺳــﺗﻌﻣﻠت وﺳــﺎﺋﻞ ﻻ ﺗوﺻــﻞ إﻟــﻰ ﺣــﻞ‪ .‬إﻻ أن إدراك اﻟوﺳــﺎﺋﻞ ٕوان‬

‫أﺗــﻰ ﻋــن طر‪8‬ــ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬وﻟﻛــن اﻟﺗﺟر‪H‬ــﺔ ﻟﻠوﺳــﯾﻠﺔ ﻋﻧﺻــر ﻫــﺎم ﻓــﻲ ﻣﻌرﻓﺗﻬــﺎ‪ .‬وﻟــذﻟك ﯾﺗﺣــﺗم ﻋﻠــﻰ‬ ‫اﻟﻣﻔ' ــر ‪3‬ﺎﻷﺳ ــﺎﻟﯾب أن ;' ــون ﻣﻔ'ـ ـ اًر ‪3‬ﺎﻟوﺳ ــﺎﺋﻞ‪ٕ ،‬واﻻ ﻓ ــﺈن ﺟﻣ; ــﻊ اﻷﺳ ــﺎﻟﯾب ﻻ ;ﻣ' ــن أن ﺗﻧ ــﺗﺞ إذا‬ ‫اﺳﺗﻌﻣﻠت وﺳﺎﺋﻞ ﻻ ﺗﻘو‪ Z‬ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻷﺳﺎﻟﯾب‪ ،‬وﻻ ﺳ;ﻣﺎ وأن اﻟوﺳﺎﺋﻞ ﺟزء ﺟوﻫر‪ .‬ﻓﻲ إﻧﺗﺎج‬ ‫اﻷﺳــﺎﻟﯾب‪ .‬ﻓﻣــﺛﻼً رﺳــم ﺧطــﺔ ﻟﻘﺗــﺎل اﻟﻌــدو ﻫــو رﺳــم ﻷﺳــﻠوب ٕوان 'ــﺎن ﺧطــﺔ‪ ،‬ﻷن اﻟﺧطــﺔ ﻧﻔﺳــﻬﺎ‬

‫أﺳﻠوب‪ ،‬ﻓﺈذا رﺳم اﻟﺧطﺔ رﺳﻣﺎً ﺻﺣ;ﺣﺎً ﻣﺎﺋﺔ ‪3‬ﺎﻟﻣﺎﺋﺔ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ اﺳﺗﻌﻣﻞ اﻟﺳﻼح اﻟذ‪ .‬ﻻ ;ﻘو‪ Z‬ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻣواﺟﻬﺔ ﺳﻼح اﻟﻌدو‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺧطﺔ ﻣﺧﻔﻘﺔ ﻗطﻌﺎً‪ ،‬وﻟو 'ﺎن اﻟرﺟﺎل اﻟذﯾن ;ﺣﺎر‪H‬ون أﻗـو‪ Z‬ﻣـن رﺟـﺎل‬ ‫اﻟﻌـدو‪ ،‬وﻟـو ﺣــﺎرب ﺑرﺟـﺎل ;ﻘــوون ﻋﻠـﻰ ﻣﻘﺎﺗﻠـﺔ اﻟﻌــدو وﻟـو 'ــﺎن ﺿـﻌﻔﻲ ﻗوﺗـﻪ‪ ،‬ﻓــﺈن اﻟﺧطـﺔ ﻣﺧﻔﻘــﺔ‬

‫ﺣﺗﻣﺎً‪ ،‬ﻓﺎﻟﺧطـﺔ اﻟﻣوﺿـوﻋﺔ ﻟﻠﺣـرب أﺳـﻠوب‪ ،‬واﻟرﺟـﺎل واﻷﺳـﻠﺣﺔ وﺳـﺎﺋﻞ ﻟﺗﻧﻔﯾـذ ﻫـذا اﻷﺳـﻠوب‪ ،‬ﻓـﺈذا‬

‫ﻟم ;'ن اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟوﺳﺎﺋﻞ ﻣوﺟوداً ﻋﻧد اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻷﺳﻠوب أو 'ﺎﻧت اﻟوﺳﺎﺋﻞ ﻟ;ﺳت ﻣن اﻟﻧوع اﻟـذ‪.‬‬

‫ﯾﻧﻔذ ‪3‬ﻪ ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻗ;ﻣـﺔ ﻟﻠﺗﻔ'ﯾـر ‪3‬ﺎﻷﺳـﺎﻟﯾب‪ ،‬وﻻ ﻗ;ﻣـﺔ ﻟﻸﺳـﺎﻟﯾب اﻟﺗـﻲ ﻓ'ـر ﻓﯾﻬـﺎ‪ ،‬ﻷﻧﻬـﺎ‬

‫ﻻ ﺗﺛﻣر إﻻ إذا ﺟر‪ Z‬اﻟﺗﻔ'ﯾر ﺑﻬﺎ ﻋﻧد اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻷﺳﻠوب‪ ،‬و'ﺎﻧت ﻣن اﻟﻧوع اﻟذ‪; .‬ﺳﺗﻌﻣﻞ ﻓﻲ ﻫذا‬ ‫اﻷﺳﻠوب‪ .‬وﻋﻠ;ـﻪ ﻓﺈﻧـﻪ ﻻ ;ﺻـﺢ أن ﯾﺟـر‪ .‬اﻟﺗﻔ'ﯾـر ‪3‬ﺎﻟوﺳـﺎﺋﻞ ﺧـﺎرج اﻟﺗﻔ'ﯾـر ‪3‬ﺎﻷﺳـﺎﻟﯾب‪ ،‬وﻻ ;ﺻـﺢ‬ ‫أن ﯾﺟر‪ .‬اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟوﺳﺎﺋﻞ إﻻ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻷﺳﻠوب اﻟذ‪ .‬ﯾﺟر‪ .‬اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﻪ‪.‬‬ ‫إﻻ اﻧــﻪ ٕوان 'ﺎﻧــت اﻷﺳــﺎﻟﯾب ﻗــد ﺗﺧﻔ ـﻰ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻔ'ــر‪ ،‬وﻟﻛــن اﻟوﺳــﺎﺋﻞ أﺷــد ﺧﻔــﺎء ﻋﻠــﻰ 'ــﻞ‬

‫ﻣﻔ'ــر‪ ،‬وذﻟــك ﻷن اﻷﺳــﺎﻟﯾب ;'ﻔــﻲ أن ﯾﺟــر‪ .‬اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﺑﻬــﺎ ﺣﺗــﻰ ﺗﻘــرر‪ ،‬وﻟﻛــن اﻟوﺳــﺎﺋﻞ ﻻ ﺑــد أن‬

‫ﯾﺟر‪ .‬اﻟﺗﻔ'ﯾر ﺑﻬﺎ‪ ،‬وأن ﺗﺟر‪ .‬ﺗﺟر‪H‬ﺗﻬﺎ ﻟﺗﻘرر ﻫذﻩ اﻟﺗﺟر‪H‬ﺔ ﺻﺣﺗﻬﺎ وﻋدم ﺻﺣﺗﻬﺎ وﺻﻼﺣﻬﺎ ﻟﻧوع‬ ‫اﻷﺳﻠوب وﻋدم ﺻﻼﺣﻬﺎ‪ .‬ﻓﻣﺛﻼً ﺗﻘوم اﻟدول ﻏﯾر اﻟﺻﻧﺎﻋ;ﺔ ‪3‬ﺷراء اﻻﺳﻠﺣﺔ ﻣـن اﻟـدول اﻟﺻـﻧﺎﻋ;ﺔ‬ ‫وﺗﻘوم ﺑﺗدر‪8‬ب ﺟﯾوﺷﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﺳﻠﺣﺔ ‪3‬ﻣﻌرﻓﺔ ﺧﺑراء اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋ;ﺔ‪ .‬وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺟر ﺗﺟﺎرب‬ ‫‪45‬‬


‫ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﺳﻠﺣﺔ‪ .‬وﻟم ﺗﺧﺗﺑر ﺗدر‪8‬ب اﻟﺟﻧود وﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﻬﻣﺎ وﺿﻌت ﻣن ﺧطـ`‪ ،‬ﻻ ﺗﻛـون ﻗـد‬ ‫اﺧﺗﺎرت اﻟوﺳﺎﺋﻞ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻣن ﻧوع ﻫذﻩ اﻟﺧط`‪ .‬ﺻﺣ;ﺢ اﻧﻬـﺎ ﺗﺗﻠﻘـﻰ اﻟﺗﻌﻠـ;م اﻟﻌﺳـ'ر‪ .‬ﻣـن اﻟـدول‬ ‫اﻟﻌﺳــ'ر‪8‬ﺔ‪ ،‬وﻣــن اﻟــدول اﻟﺻــﻧﺎﻋ;ﺔ وﻟﻛــن اﻟﺗﻌﻠــ;م اﻟﻌﺳــ'ر‪ ،.‬ورﺳــم اﻟﺧطــ` وﻣــﺎ ﺷــﺎﺑﻬﻪ ﻣــن اﻟﻌﻠــوم‬ ‫اﻟﻌﺳــ'ر‪8‬ﺔ ﻫــو أﺳــﻠوب‪ ،‬و;'ﻔــﻲ ﻓ;ــﻪ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬وﻟﻛــن اﻟوﺳــﺎﺋﻞ ﻻ ;'ﻔــﻲ ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬ﻓــﻼ ﺑــد ﻣــن‬ ‫اﻟﺗﺟر‪H‬ﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺗﻔ'ﯾر ﺣﺗﻰ ﯾﺟر‪ .‬اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟوﺳﺎﺋﻞ‪.‬‬ ‫وﻣﺛﻼً‪ ،‬ﺗﺷ'ﯾﻞ 'ﺗﻠﺔ أو ﺣزب ﻋﻠـﻰ ﻓ'ـرة ﻣـن أﺟـﻞ ﻧﺷـر ﻫـذﻩ اﻟﻔ'ـرة ﻓـﻲ اﻟﺷـﻌب أو اﻷﻣـﺔ‬

‫ﺗﻘﺻـد اﻟﻌﻠﻣـﺎء‬ ‫واﺗﺧﺎذ ﺗﺳّﻠم اﻟﺣ'م طر‪8‬ﻘـﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾـذ ﻫـذﻩ اﻟﻔ'ـرة‪ .‬ﻓـﺈن ﻫـذﻩ اﻟﻛﺗﻠـﺔ أو اﻟﺣـزب إذا ﺟـر‪ّ Z‬‬ ‫وﺗﻘﺻـد ﻣــن ﻟﻬــم ﺛﻘــﻞ ﻓــﻲ وﺳــطﻬم أو ﻓــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ‬ ‫ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻔ' ـرة ﻟ;'وﻧ ـوا أﻋﺿــﺎء ﻓــﻲ اﻟﺣــزب‪،‬‬ ‫ّ‬

‫ﻟﻛﺳﺑﻬم ﻟﻌﺿو;ﺔ اﻟﺣزب‪ ،‬ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﻛﺗﻠﺔ أو ﻫذا اﻟﺣزب ﺳﯾﺧﻔ ﻓـﻲ ﺗﺣﻘﯾـ ﻏﺎﯾﺗـﻪ ﻓﻬـو إذا ﻧﺟـﺢ‬

‫‪3‬ﺎﻟﻌﻠﻣــﺎء ﻓــﻲ ﻧﺷــر اﻟﻔ' ـرة ﻓﻠــن ﯾــﻧﺟﺢ ﺑﻬــم ﻓــﻲ ﺗﺳــﻠم اﻟﺣ'ــم‪ٕ ،‬واذا ﻧﺟــﺢ ‪3‬ﺎﻟــذﯾن ﻟﻬــم ﺛﻘــﻞ ﻓــﻲ ﺗﺳــﻠم‬ ‫اﻟﺣ'م ﻓﻠن ;ﻘوم اﻟﺣ'م ﻋﻠﻰ اﻟﻔ'رة وﻟن ﺗﻧﺷر اﻟﻔ'رة‪ .‬وﺗﺷ'ﯾﻞ ﻏﺎﻟﺑ;ﺔ اﻟﺣزب ﻣن أﺣـد اﻟﻔـر‪8‬ﻘﯾن أو‬ ‫اﻟﻔر‪8‬ﻘﯾن ﻣﻌﺎً ﺳوف ;ﻘﺻر ﻋﻣر اﻟﺣزب‪ ،‬و‪8‬ﺧﻔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾ ﻏﺎﯾﺗﻪ و;ظﻞ ﺳـﺎﺋ اًر ﻓـﻲ طر‪8‬ـ اﻟﻔﻧـﺎء‬

‫ﺣﺗﻰ ;ﻔﻧﻰ‪ .‬ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋﻞ وﻫﻲ اﻷﺷـﺧﺎص ﻣـن ﻫـذا اﻟﻧـوع‪ ،‬إﻧﻣـﺎ ﺟـﺎء اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﺑﻬـﺎ ﻋـن طر‪8‬ـ ‬

‫اﻟﻌﻘﻞ وﺣدﻩ‪ ،‬وﻟم ﯾﺟر ﻋن طر‪ 8‬اﻟﺗﺟر‪H‬ﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻌﻘـﻞ‪ ،‬وﻟﻛـن إذا أﺧـذت ﺣﻘـﺎﺋ اﻟﺗـﺎر‪8‬ﺦ ﻓـﻲ‬ ‫ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن ﺗﺷــ'ﯾﻞ اﻷﺣ ـزاب ﻓﺈﻧــﻪ ;'ــون ﻗــد ﺟــر‪ Z‬اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺎﻟوﺳــﯾﻠﺔ ﻋــن طر‪8‬ــ اﻟﻌﻘــﻞ‪ ،‬وﻋــن‬ ‫طر‪8‬ــ اﻟﺗﺟر‪H‬ــﺔ‪ .‬ﻓﺄﺧــذ ﺣﻘــﺎﺋ اﻟﺗــﺎر‪8‬ﺦ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻷﻣــر واﺳــﺗﻌﻣﺎل اﻟوﺳــﺎﺋﻞ ﺣﺳــب ﻫــذﻩ اﻟﺣﻘــﺎﺋ ‬ ‫اﻟﺗﺎر‪8‬ﺧ;ﺔ ;'ون ﺗﻔ'ﯾ اًر ﻣﻧﺗﺟﺎً ‪3‬ﺎﻟوﺳﺎﺋﻞ‪ ،‬واﺧﺗ‪3‬ﺎرﻫﺎ ﻣن ﻧـوع اﻷﺳـﺎﻟﯾب‪ .‬وﺣﻘـﺎﺋ اﻟﺗـﺎر‪8‬ﺦ ﺗﺣـﺗم ﻋﻠـﻰ‬ ‫اﻟﻛﺗﻠــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــوم ﻋﻠــﻰ ﻓ' ـرة‪ ،‬ﻟﻧﺷــر اﻟﻔ' ـرة وﺟﻌــﻞ اﻟﺣ'ــم طر‪8‬ﻘــﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾــذﻫﺎ‪ ،‬أن ﺗﻘﺻــد اﻟﺷــﻌب أو‬

‫اﻷﻣــﺔ ‪3‬ﻐــض اﻟﻧظــر ﻋــن اﻷﻓـراد‪ ،‬ﻓﺗﻘﺑــﻞ أ‪ .‬ﺷــﺧص ;ﻘﺑــﻞ ﻫــذﻩ اﻟﻔ'ـرة و;ﻘﺑــﻞ اﻻﻧﺧـرا‪ a‬ﻓــﻲ اﻟﻛﺗﻠــﺔ‬ ‫‪3‬ﺎﻋﺗ‪3‬ﺎرﻩ ﻓرداً ﻣن اﻟﺷﻌب أو ﻓـرداً ﻣـن اﻷﻣـﺔ‪3 ،‬ﻐـض اﻟﻧظـر ﻋـن درﺟـﺔ ﺗﻌﻠﻣـﻪ و‪3‬ﻐـض اﻟﻧظـر ﻋـن‬

‫ﻣ'ﺎﻧﺗﻪ‪ .‬وأن ﻫذا وﺣدﻩ اﻟذ‪; .‬ﺿﻣن ﻧﺟﺎح اﻟﺣزب أو اﻟﻛﺗﻠﺔ‪ ،‬وﺗﺣﻘﯾ ﻏﺎﯾﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﯾﻬدف إﻟﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫وﻋﻠ;ــﻪ ﻓــﺈن اﻟوﺳــﺎﺋﻞ ﻗــد ﺗﺧﻔــﻰ وﻗــد ;ﺿــﻠﻞ ﻋﻧﻬــﺎ إذا ﺟــر‪ Z‬اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﺑﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻣﻌــزل ﻋــن‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺎﻷﺳــﻠوب اﻟــذ‪ .‬ﺗﻧﻔـذﻩ‪ ،‬وﻗــد ﺗﺧﻔــﻰ و;ﺿــﻠﻞ ﻋﻧﻬــﺎ إذا ﻟــم ﺗﺟــر ﺗﺟر‪H‬ﺗﻬــﺎ‪ .‬وﻟــذﻟك ﻻ ﺑــد ﻣــن‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺎﻟوﺳــﺎﺋﻞ‪ ،‬وأن ;'ــون ﻫــذا اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻋﻧــد اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺎﻷﺳــﺎﻟﯾب وﻻ ﺑــد أن ﺗﺟــر‪ .‬ﺗﺟر‪H‬ــﺔ ﻫــذﻩ‬ ‫اﻟوﺳــﺎﺋﻞ إﻟــﻰ ﺟﺎﻧــب اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﺑﻬــﺎ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ ;ﺿــﻣن ﻧﺟــﺎح اﻟوﺳــﺎﺋﻞ وﺗﺣﻘــ ﺑﻬــﺎ اﻷﻫــداف‪ .‬أ‪ .‬ﺣﺗــﻰ‬ ‫ﺗﺛﻣر اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣﻞ اﻟوﺳﺎﺋﻞ‪.‬‬ ‫واﻣﺎ اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻓﻲ اﻟﻐﺎ;ﺎت واﻷﻫداف ﻓﺈﻧﻪ أوﻻً ﺗﺣدﯾـد ﻣـﺎ ﯾر‪8‬ـدﻩ‪ ،‬أ‪ .‬ﺗﺣدﯾـد ﻣـﺎ ﯾﻬـدف إﻟ;ـﻪ‪.‬‬

‫وﻫذا اﻟﺗﺣدﯾد ﺿرور‪ .‬ﻟﻠوﺻول إﻟـﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾـر اﻟﻣﺛﻣـر‪ .‬وﺗﺣدﯾـد ﻣـﺎ ﯾر‪8‬ـدﻩ ﻟـ;س ‪3‬ـﺎﻷﻣر اﻟﺳـﻬﻞ‪ ،‬ﻓـﺈن‬ ‫اﻷﻣـم واﻟﺷـﻌوب اﻟﻣﻧﺣطـﺔ ﻻ ﺗﻌـرف ﻣــﺎ ﺗر‪8‬ـد‪ ،‬وﻗﻠﻣـﺎ ﺗﺳـﺗط;ﻊ ﻣﻌرﻓــﺔ ﻣـﺎ ﺗر‪8‬ـد‪ .‬واﻷﻓـراد اﻟﻣﻧﺧﻔﺿــو‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬وﺣﺗﻰ اﻟﻛﺛﯾرون ﻣن ﻣرﺗﻔﻌﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻻ ;ﺣددون ﻣﺎ ﯾر‪8‬دون وﻣﻧﻬم ﻣن ﻻ ;ﺳﺗط;ﻊ ﺗﺣدﯾد‬ ‫‪46‬‬


‫ﻣــﺎ ﯾر‪8‬ــد‪ .‬أﻣــﺎ اﻟﺷــﻌوب واﻷﻣــم ﻓﺈﻧﻬــﺎ ﻟوﺟــود ﻣظﻬــر اﻟﻘط;ــﻊ‪ ،‬أو ﻋﻠــﻰ ﺣــد ﺗﻌﺑﯾــرﻫم ﻏر‪ 8‬ـزة اﻟﻘط;ــﻊ‬ ‫‪3‬ﺷــ'ﻞ ‪3‬ــﺎرز وﻣ'ــون ﻟﻠﺗﺟﻣــﻊ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﯾــﺗﺣ'م ﻓــﯾﻬم اﻟﺗﻘﻠﯾــد‪ ،‬و;ﻐﻠــب ﻋﻠــﯾﻬم ﻋــدم ﺗﻣﺣــ;ص اﻷﻓ'ــﺎر‪،‬‬ ‫وﻟذﻟك ﺗﺗﻛون ﻋﻧدﻫم أﻓ'ﺎر ﻣﻐﻠوطﺔ‪ ،‬ﻓﺗوﺟد ﻟدﯾﻬم ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻏﯾـر ﺻـﺎدﻗﺔ‪ ،‬و‪8‬ﻧـدﻓﻌون دون ﺗﺣدﯾـد‬ ‫ﻏﺎ;ﺔ‪ ،‬أو دون أن ;ﻘﺻدوا ﺗﺣدﯾد ﻏﺎ;ﺔ‪ .‬وﻟﻬذا ;ﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬم ﻋدم ﺗﺣدﯾد اﻟﻐﺎ;ﺎت‪ .‬أﻣﺎ اﻷﻓراد‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ‬ ‫ﻟﻌدم وﺟود اﻟﻘﺻد ﻟدﯾﻬم ﻓﺈﻧﻬم ﻻ ;ﻌﻧون أﻧﻔﺳﻬم ‪3‬ﺎﻟﻐﺎ;ﺎت واﻷﻫداف‪ ،‬وﻟذﻟك ;ﺳﯾرون ﻓﻲ ﺗﻔ'ﯾـرﻫم‬ ‫إﻟﻰ ﻏﯾـر ﻏﺎ;ـﺔ‪ ،‬ﻓـﻼ ;'ـون ﻟﺗﻔ'ﯾـرﻫم ﺛﻣـرة وﻻ ;ﺳـﯾرون ﻧﺣـو ﻏﺎ;ـﺔ ﻣﺣـددة‪ .‬ﻣـﻊ أن ﺗﺣدﯾـد اﻟﻐﺎ;ـﺎت‬ ‫واﻷﻫداف ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر أﻣر ﻻزم ﻟﺟﻌـﻞ اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﻣﺛﻣـ اًر‪ .‬وذﻟـك أن اﻟﺗﻔ'ﯾـر أو اﻟﻌﻣـﻞ إﻧﻣـﺎ ﯾوﺟـد ﻣـن‬ ‫أﺟــﻞ ﺷــﻲء ﻣﻌــﯾن‪ ،‬أ‪ .‬ﻣــن أﺟــﻞ ﻏﺎ;ــﺔ ﻣﻌﯾﻧــﺔ‪ ،‬وﻣــن أﺟــﻞ ذﻟــك ﺗــر‪ Z‬أن 'ــﻞ إﻧﺳــﺎن ﻣﻔ'ــر‪ ،‬وﻟﻛــن‬ ‫ﻟ;س 'ﻞ إﻧﺳﺎن ﻗﺎد اًر ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾ اﻷﻫداف‪.‬‬

‫واﻟﻐﺎ;ﺎت واﻷﻫداف ﺗﺧﺗﻠﻒ ‪3‬ﺎﺧﺗﻼف اﻟﻧـﺎس‪ .‬ﻓﺎﻷﻣـﺔ اﻟﻣﻧﺣطـﺔ ﻏﺎﯾﺗﻬـﺎ أن ﺗـﻧﻬض واﻷﻣـﺔ‬

‫اﻟﻣﺗﻘدﻣ ــﺔ ﻏﺎﯾﺗﻬ ــﺎ أن ﺗﺣﻘـ ــ ﺟﻣ; ــﻊ أﻧـ ـواع اﻹﺷ ـ ـ‪3‬ﺎع‪ .‬واﻟﺷ ــﻌب اﻟﺑ ــداﺋﻲ ﻏﺎﯾﺗـ ــﻪ أن ;ظ ــﻞ ﻣﺣﺗﻔظ ـ ـﺎً‬ ‫‪3‬ﺄوﺿــﺎﻋﻪ اﻟﺗــﻲ ﻫــو ﻋﻠﯾﻬــﺎ واﻟﺷــﻌب اﻟﻣﺗﻘــدم ﻏﺎﯾﺗــﻪ أن ;ﺣــس ﺣﺎﻟــﻪ وأن ;ﺣــدث اﻟﺗﻐﯾﯾــر‪ ،‬واﻟﻔــرد‬

‫اﻟﻣﻧﺧﻔض اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬ﻏﺎﯾﺗﻪ أن ;ﺷ‪3‬ﻊ طﺎﻗﺗﻪ اﻟﺣﯾو;ﺔ واﻟﺷﻌب اﻟﻣرﺗﻔﻊ اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻏﺎﯾﺗﻪ أن ;ﺣﺳن ﻧـوع‬ ‫اﻹﺷ‪3‬ﺎع ﻟد;ﻪ‪ .‬وﻫ'ـذا ﺗﺧﺗﻠـﻒ اﻟﻐﺎ;ـﺎت واﻷﻫـداف ‪3‬ـﺎﺧﺗﻼف اﻟﻧـﺎس وﻣﺳـﺗواﻫم ﻓـﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾـر‪ .‬إﻻ أﻧـﻪ‬ ‫ﻣﻬﻣﺎ ﺗﻛن اﻟﻐﺎ;ﺎت واﻷﻫداف ﻟد‪ Z‬اﻟﺷﻌوب واﻷﻓراد ﻓﺈن اﻟﺻﺑر ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾ اﻷﻫداف‪ ،‬واﻟﺟد ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻼﺣﻘﺗﻬــﺎ إﻧﻣــﺎ ;'ــون ﻓــﻲ اﻟﻐﺎ;ــﺎت اﻟﻘر‪38‬ــﺔ‪ ،‬واﻷﻫــداف اﻟﺳــﻬﻠﺔ ﻓﺈﺷــ‪3‬ﺎع اﻟﺟوﻋــﺎت‪ ،‬ﻣــن ﺣﯾــث ﻫــو‬ ‫إﺷ‪3‬ﺎع ﻏﺎ;ﺔ ﺳﻬﻠﺔ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﻟو 'ﺎﻧت ﻏﯾر ﻗر‪38‬ﺔ وﻟذﻟك ﻓﺈن طﺎﻗﺔ اﻟﺻﺑر ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﻛﺎد ﺗﻛـون ﻣوﺟـودة‬ ‫ﻋﻧـد 'ـﻞ إﻧﺳــﺎن ٕوان 'ﺎﻧـت ﺗﺗﻔـﺎوت ﻟــد‪ Z‬اﻟﻧـﺎس‪ .‬ﻓـﺄن ﺗﺳـﻌﻰ ﻟﺗﺄﻛـﻞ أو ﺗﺳــﻌﻰ ﻹطﻌـﺎم ﻋ;ﺎﻟــك‪ ،‬أو‬ ‫ﺗﺳﻌﻰ ﻟﺗﻣﻠك أو ﺗﺳﻌﻰ ﻓﻲ طﻠب اﻷﻣـﺎن وﻣـﺎ ﺷـﺎﻛﻞ ذﻟـك‪ ،‬ﻓـﺈن ﺗﺣﻘﯾـ ﻫـذﻩ اﻟﻐﺎ;ـﺎت ﻣوﺟـود ﻟـد‪Z‬‬ ‫ﺟﻣﻬـرة اﻟﻧـﺎس‪ .‬أﻣـﺎ أن ﺗﺳـﻌﻰ ﻟﺗـﻧﻬض أو ﻹﻧﻬـﺎض ﺷـﻌ‪3‬ك أو ﺗﺳـﻌﻰ ﻟرﻓـﻊ ﻣﻧزﻟﺗـك أو ﻟرﻓـﻊ ﻣﻧزﻟــﺔ‬ ‫ﺷــﻌ‪3‬ك أو أﻣﺗــك‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬــﺎ ﻏﺎ;ــﺎت ;ﺣﺗــﺎج ﺗﺣﻘ;ﻘﻬــﺎ إﻟــﻰ ﺻــﺑر ٕواﻟــﻰ ﻣﻼﺣﻘــﺔ ﺟــﺎدة‪ ،‬وﻫــذا ﻟــ;س ﻓــﻲ‬

‫ﻣﻘــدور 'ــﻞ إﻧﺳــﺎن‪ .‬ﻓﻘــد ﺗﺑــدأ اﻟطر‪8‬ــ ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻗــد ﺗﻘﺻــر دون ﺗﺣﻘﯾــ اﻟﻐﺎ;ــﺔ ﻟﻣــﺎ ﯾﻧﺎﻟــك ﻣــن ﺗﻌــب‬ ‫وﻟﻔﻘدان اﻟﺻﺑر‪ .‬وﻗد ﺗﺑدأ اﻟﺳﻌﻲ وﻟﻛن ﺗﺑـدؤﻩ ﻏﯾـر ﺟـﺎد وﺗﺳـﯾر ‪3‬ـﻪ ﻏﯾـر ﺟـﺎد‪ ،‬ﻓﺗظـﻞ ﺗﺳـﯾر وﻟﻛـن‬

‫ﻟن ﺗﺣﻘ ﻏﺎ;ﺔ‪ ،‬ﻣﻊ أﻧـﻪ ﻟـم ﯾﻧْﻠـك اﻟﺗﻌـب وﻟـم ﺗﻔﻘـد اﻟﺻـﺑر‪ .‬وﻟﻛﻧـك ﻏﯾـر ﺟـﺎد ﻓـﻲ اﻟﺳـﯾر‪ ،‬وﺗﺣﻘﯾـ ‬ ‫اﻟﻐﺎ;ﺎت اﻟ‪3‬ﻌﯾدة ;ﺣﺗﺎج أول ﻣﺎ ;ﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺟد;ﺔ ﺛم إﻟﻰ اﻟﺻﺑر واﻟﻣﻼﺣﻘﺔ‪.‬‬ ‫واﻷﻓ ـراد أﻗــدر ﻋﻠــﻰ اﻟﺻــﺑر ﻣــن اﻟﺟﻣﺎﻋــﺎت أ‪ .‬ﻣــن اﻟﺷــﻌوب واﻷﻣــم‪ .‬ﻷن اﻟرؤ;ــﺔ ﻋﻧــدﻫم‬ ‫أﻛﺛـر وﺿـوﺣﺎً وأﻗــو‪ Z‬ﻣـن اﻟﺟﻣﺎﻋـﺎت‪ ،‬ﻷن ﺗﺟﻣــﻊ اﻟﻧـﺎس ;ﺿـﻌﻒ ﻟــدﯾﻬم اﻟﺗﻔ'ﯾـر‪ ،‬و;ﺿـﻌﻒ ﻟــدﯾﻬم‬ ‫اﻟرؤ;ﺔ‪ ،‬وﻟذﻟك 'ﺎﻧت رؤ;ﺔ اﻟواﺣد أﻗـو‪ Z‬ﻣـن رؤ;ـﺔ اﻻﺛﻧـﯾن‪ ،‬و'ﻠﻣـﺎ 'ﺑـر اﻟﻌـدد ﻗﻠـت اﻟرؤ;ـﺔ‪ .‬وﻟـذﻟك‬ ‫ﻻ ;ﺻ ــﺢ أن ﺗوﺿـ ـﻊ ﻟﻠﺷ ــﻌوب ﻏﺎ; ــﺎت ‪3‬ﻌﯾ ــدة ﻓ ــﺈﻧﻬم ﻻ ;ﺳ ــﯾرون ﻟﺗﺣﻘ;ﻘﻬ ــﺎ‪ٕ ،‬وان ﺳ ــﺎروا‪ ،‬ﻓ ــﺈﻧﻬم ﻻ‬ ‫;ﺳــﯾرون ﺑﺟد;ــﺔ وﻻ ﯾﺑﻠﻐــون اﻟﻐﺎ;ــﺔ‪ .‬وﻣــن ﻫﻧــﺎ 'ــﺎن ﻻ ﺑــد أن ﺗﻛــون اﻟﻐﺎ;ــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗوﺿ ـﻊ ﻟﻠﺷــﻌوب‬ ‫‪47‬‬


‫ﻏﺎ;ــﺔ ﻗر‪38‬ــﺔ ﻣﻣ'ﻧــﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾــ ‪ ،‬وﻟــو أد‪ Z‬إﻟــﻰ وﺿــﻊ ﻏﺎ;ــﺎت ﻗر‪38‬ــﺔ 'ﻣرﺣﻠــﺔ ﻣــن اﻟﻣ ارﺣــﻞ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ إذا‬ ‫ﺟر‪ Z‬ﺗﺣﻘ;ﻘﻬﺎ اﻧطﻠﻘوا إﻟﻰ ﻏﺎ;ﺔ أﺧر‪ Z‬وﻫ'ـذا‪ .‬ﻷن اﻟﺟﻣﺎﻋـﺔ أﻗـرب ﻣـن اﻟﻔـرد ﻟرؤ;ـﺔ اﻟﻣﻣ'ـن وأﻗـﻞ‬ ‫اﺣﺗﻣﺎﻻً ﻟﻠﻣﺻﺎﻋب اﻟﻛﺑﯾرة‪ .‬ﻓﺎﻟﻣﻣ'ن ﻋﻘﻼً ﻻ ﺗﺳﺗط;ﻊ اﻟﺷﻌوب أن ﺗﺟﻌﻠﻪ ﻏﺎ;ﺔ‪ ،‬ﺑﻞ اﻟﻣﻣ'ن ﻓﻌﻼً‬ ‫ﻫــو اﻟــذ‪; .‬ﻣ'ــن أن ﺗ ـراﻩ وﺗﺳــﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘ;ﻘــﻪ‪ .‬أﻣــﺎ اﻷﻓ ـراد ﻓــﺈﻧﻬم ‪3‬ﺷــ'ﻞ ﻋــﺎم ﻗــﺎدرون ﻋﻠــﻰ رؤ;ــﺔ أن‬ ‫اﻟﻣﻣ'ن ﻋﻘﻼً ﻣﻣ'ن ﻓﻌﻼً‪ ،‬وﻗـﺎدرون ﻋﻠـﻰ اﻟرؤ;ـﺔ اﻟ‪3‬ﻌﯾـدة‪ ،‬وﻫـم أﻛﺛـر ﺻـﺑ اًر ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﺷـﻘﺎت وأﻛﺛـر‬ ‫اﺣﺗﻣﺎﻻً ﻟﻠﻣﺻﺎﻋب‪ ،‬وأﻗدر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾر ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟ‪3‬ﻌﯾدة‪.‬‬

‫إﻻ أن اﻟﻐﺎ;ــﺎت واﻷﻫــداف ﺳـواء وﺿــﻌت ﻟﻸﻣــم واﻟﺷــﻌوب أو ﻟﻸﻓـراد‪ ،‬ﻓــﻼ ;ﺻــﺢ أن ;'ــون‬

‫ﺗﺣﻘ;ﻘﻬﺎ ;ﺣﺗﺎج إﻟﻰ أﺟ;ﺎل‪ ،‬وﻻ إﻟﻰ ﺟﻬد ﻓوق طﺎﻗﺔ اﻟ‪3‬ﺷر‪ ،‬وﻻ إﻟﻰ وﺳﺎﺋﻞ ﻏﯾر ﻣوﺟـودة أو ﻏﯾـر‬ ‫ﻣﻣ'ﻧـﺔ اﻹﯾﺟــﺎد‪ .‬ﺑــﻞ ﻻ ﺑـد أن ﺗﻛــون ﻏﺎ;ــﺔ ;ﻣ'ـن ﻟﻠﺟﯾــﻞ اﻟــذ‪; .‬ﻌﻣـﻞ ﻟﺗﺣﻘ;ﻘﻬــﺎ أن ;ﺣﻘﻘﻬــﺎ‪ ،‬و;ﻣ'ــن‬ ‫‪3‬ﺎﻟﺟﻬــد اﻟﻌــﺎد‪ .‬ﻟﻺﻧﺳــﺎن أن ;ﺣﻘﻘﻬــﺎ‪ ،‬وأن ﺗﻛــون وﺳــﺎﺋﻠﻬﺎ ﻣوﺟــودة أو ﻣﻣ'ﻧــﺔ اﻹﯾﺟــﺎد‪ .‬وذﻟــك أن‬ ‫اﻟﻐﺎ;ﺔ ﻫـدف ;ﺳـﻌﻰ إﻟ;ـﻪ ﻧﻔـس اﻟﺳـﺎﻋﻲ‪ ،‬وﻻ ;ﺳـﻌﻰ إﻟ;ـﻪ إذا 'ـﺎن ُﻣ َﺳـﱠﻠﻣﺎً ﻟد;ـﻪ أﻧـﻪ ﻟـن ;ﺣﻘﻘـﻪ‪ .‬وﻣـﺎ‬ ‫دام ﯾر‪8‬ــد أن ;ﺳــﻌﻰ إﻟ;ــﻪ ﻓﺈﻧــﻪ ;ﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ اﻟوﺳــﺎﺋﻞ اﻟﺗــﻲ ;ﺣﻘﻘــﻪ ﺑواﺳــطﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓــﺈذا ﻟــم ﺗوﺟــد ﻟد;ــﻪ‬ ‫اﻟوﺳــﺎﺋﻞ اﻟﺗــﻲ ;ﺳــﻌﻰ ﺑﻬــﺎ ﻓﺈﻧــﻪ ﻟــن ;ﺳــﻌﻰ إﻟ;ــﻪ ﺣﺗــﻰ ﻟــو ﺗظــﺎﻫر ‪3‬ﺎﻟﺳــﻌﻲ‪ ،‬أو ﻟــو ﺧــدع ﻧﻔﺳــﻪ ‪3‬ﺄﻧــﻪ‬ ‫;ﺳــﻌﻰ‪ .‬وﻫــو ;ﺳــﻌﻰ ‪3‬طﺎﻗﺗــﻪ اﻟ‪3‬ﺷ ـر‪8‬ﺔ ﻓــﺈذا 'ﺎﻧــت طﺎﻗﺗــﻪ اﻟ‪3‬ﺷـر‪8‬ﺔ ﻻ ﺗﻛﻔــﻲ ﻟﻠﺳــﻌﻲ ﻓﺈﻧــﻪ ﻟــن ;ﺳــﻌﻰ‬ ‫ﻣطﻠﻘﺎً‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻻ ;'ﻠﻒ اﻹﻧﺳﺎن ﻓوق طﺎﻗﺗﻪ‪ ،‬ﺑﻞ ﻻ ;ﺳﺗط;ﻊ أن ;ﻌﻣﻞ ﻓوق طﺎﻗﺗﻪ‪ .‬وﻟذﻟك ﻻ ﺑد أن‬ ‫ﺗﻛون اﻟﻐﺎ;ﺎت ﻣﻬﻣﺎ ‪3‬ﻌدت‪ ،‬ﻣن اﻟﻣﻣ'ن أن ;ﺣﻘﻘﻬﺎ ﻧﻔس اﻟﺳﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺑﺟﻬدﻩ اﻟﻌﺎد‪3 ،.‬ﺎﻟوﺳﺎﺋﻞ اﻟﺗـﻲ‬ ‫ﻟد;ﻪ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻐﺎ;ﺔ ﻣن اﻟﺗﻔ'ﯾر ﯾﺟب أن ﺗﺣـدد‪ ،‬واﻟﻐﺎ;ـﺔ ﻣـن اﻟﻌﻣـﻞ ﯾﺟـب أن ﺗﺣـدد‪ ،‬وأن ﺗﻛـون ﻏﺎ;ـﺔ‬ ‫ﻣرﺋ;ﺔ ﻟﻠ‪3‬ﺻر أو ﻣرﺋ;ﺔ ﻟﻠ‪3‬ﺻﯾرة‪ .‬وأن ﺗﻛون ﻣﻣ'ﻧـﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾـ ﻋﻘـﻼً وﻓﻌـﻼً ٕواﻻ ﻓﻘـدت 'وﻧﻬـﺎ ﻏﺎ;ـﺔ‪.‬‬ ‫ٕواذا 'ﺎن اﻷﻓراد ﻻ ﺑد أن ;'ون ﻟﺗﻔ'ﯾرﻫم وﻋﻣﻠﻬم ﻏﺎ;ﺔ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺷﻌوب واﻷﻣم ﻻ ﺑد أن ﺗﻛون ﻟدﯾﻬﺎ‬

‫ﻏﺎ;ﺔ أو ﻏﺎ;ﺎت‪ .‬إﻻ أن ﻏﺎ;ﺔ اﻟﺷﻌوب واﻷﻣم ﻻ ;ﺻﺢ أن ﺗﻛون ‪3‬ﻌﯾدة ﺑﻞ ﻻ ﺑد أن ﺗﻛون ﻗر‪38‬ﺔ‪،‬‬

‫و'ﻠﻣــﺎ 'ﺎﻧــت أﻗــرب‪ ،‬وأﻛﺛــر ﺗﺣﻘ;ﻘ ـﺎً 'ﻠﻣــﺎ 'ﺎﻧــت أﺣﺳــن وأﻗــرب ﻟﻺﺛﻣــﺎر‪ ،‬وأﻛﺛــر إﻣ'ﺎﻧ;ــﺔ ﻟﻠﺗﻔ'ﯾ ــر‬

‫واﻟﻌﻣﻞ‪ .‬ﺻﺣ;ﺢ أن اﻟﺷﻌوب واﻷﻣم ﻻ ﯾﺗﺻور أن ﺗﺿﻊ ﻟﻧﻔﺳﻬﺎ ﻏﺎ;ﺎت‪ ،‬وﻻ أن ﺗرﺳم ‪3‬ﻣﺟﻣوﻋﻬـﺎ‬ ‫أﻫ ــداﻓﺎً‪ .‬وﻟﻛ ــن ﻫ ــذﻩ اﻟﺷ ــﻌوب واﻷﻣ ــم ﺗﺷ ــ;ﻊ ﺑﯾﻧﻬ ــﺎ أﻓ' ــﺎر وﺗﺗﺧ ــذ آراء وﺗﻌﺗﻧ ــ ﻋﻘﺎﺋ ــد ﻓﺗﻛ ــون ﻫ ــذﻩ‬ ‫اﻷﻓ'ــﺎر ﻫــﻲ أﻓ'ﺎرﻫــﺎ وﻫــذﻩ اﻵراء ﻫــﻲ آ ارءﻫــﺎ‪ ،‬وﻫــذﻩ اﻟﻣﻌﺗﻘــدات ﻫــﻲ ﻣﻌﺗﻘــداﺗﻬﺎ‪ .‬و'ــذﻟك ﺗطﻐــﻰ‬ ‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻏﺎ;ﺎت إﻣﺎ ﻣن ﺟراء أﻓ'ﺎر وآراء وﻣﻌﺗﻘدات‪ٕ ،‬واﻣﺎ ﻣن ﺟراء ﺗﺟـﺎرب اﻟﺣ;ـﺎة‪ٕ ،‬واﻣـﺎ ﻣـن ﺟـراء‬

‫ﻣــﺎ ﺗﻛــون ﻓ;ــﻪ ﻣــن ﺣرﻣــﺎن أو إﺷــ‪3‬ﺎع‪ .‬ﻓﺗﺗﻛــون ﻟــدﯾﻬﺎ ﻏﺎ;ــﺎت‪ :‬إﻣــﺎ اﻟﻘﺿــﺎء ﻋﻠــﻰ اﻟﺣرﻣــﺎن‪ٕ ،‬واﻣــﺎ‬

‫ﺗﺣﺳـﯾن اﻹﺷـ‪3‬ﺎع‪ .‬ﻓﺎﻟﺷـﻌوب واﻷﻣـم ﺗﻛـون ﻟﻬـﺎ ﻏﺎ;ـﺎت‪ٕ ،‬وان 'ﺎﻧـت ﻫـﻲ ‪3‬ﻣﺟﻣوﻋﻬـﺎ ﻻ ﺗﺳــﺗط;ﻊ أن‬ ‫ﺗرﺳــم ﻏﺎ;ــﺎت‪ .‬إﻻ أن ﻏﺎ;ﺎﺗﻬــﺎ 'ﻠﻬــﺎ ﻫــﻲ ﻣــن اﻟﻧــوع اﻟﻣﻣ'ــن اﻟﺗﺣﻘﯾــ ﻓﻌ ـﻼً‪ ،‬وﻻ ﺗﻛــون ﻣــن اﻟﻧــوع‬

‫اﻟﻣﻣ'ن ﻋﻘﻼً‪ ،‬وﻏﯾر ﻣﺷﺎﻫد ‪3‬ﺎﻟﻔﻌﻞ أﻧﻪ ﻣﻣ'ن ﻓﻌﻼً‪.‬‬ ‫‪48‬‬


‫وﻣﻣــﺎ ﯾﺟــب أن ﯾﻠﻔــت اﻟﻧظــر إﻟ;ــﻪ ﻫــو اﻟﺗﻔر‪8‬ــ ﺑــﯾن اﻟﻐﺎ;ــﺔ واﻟﻣﺛــﻞ اﻷﻋﻠــﻰ‪ .‬ﻓﺎﻟﻣﺛــﻞ اﻷﻋﻠــﻰ‬ ‫ﻫــو ﻏﺎ;ــﺔ اﻟﻐﺎ;ــﺎت‪ ،‬وﻻ ;ﺷــﺗر‪ a‬ﻓ;ــﻪ إﻻ اﻟﺳــﻌﻲ ﻟﻧواﻟــﻪ وﺗﺣﻘ;ﻘــﻪ ﻓــﻼ ;ﺷــﺗر‪ a‬ﻓ;ــﻪ أن ;'ــون ﻣﻣ'ــن‬ ‫اﻟﺗﺣﻘﯾ ﻓﻌﻼً‪ ،‬وﻟﻛن ;ﺷﺗر‪ a‬ﻓ;ﻪ أن ;'ون ﻣﻣ'ن اﻟﺗﺣﻘﯾ ﻋﻘﻼً‪ .‬ﻓﺎﻟﻣﺛﻞ اﻷﻋﻠـﻰ ﻫـو ﻏﯾـر اﻟﻐﺎ;ـﺔ‪،‬‬ ‫ٕوان 'ــﺎن ﻫــو ﻧﻔﺳــﻪ ﻏﺎ;ــﺔ‪ .‬إﻻ أن اﻟﻔــرق ﺑﯾﻧــﻪ و‪H‬ــﯾن اﻟﻐﺎ;ــﺔ ﻫــو أن اﻟﻐﺎ;ــﺔ ﻻ ﺑــد ﻣــن ﻣﻌرﻓﺗﻬــﺎ ﻗﺑــﻞ‬ ‫اﻟﻘ;ﺎم ‪3‬ﺎﻟﻌﻣـﻞ‪ ،‬ودوام ﻣﻌرﻓﺗﻬـﺎ أﺛﻧـﺎء اﻟﻘ;ـﺎم ‪3‬ﺎﻟﻌﻣـﻞ واﻟﺳـﻌﻲ اﻟﺣﺛﯾـث ﻟﺗﺣﻘ;ﻘﻬـﺎ‪ ،‬واﻟـدأب ﺣﺗـﻰ ﺗﺣﻘـ ‬

‫ﻓﻌﻼً‪ .‬أﻣﺎ اﻟﻣﺛﻞ اﻷﻋﻠﻰ ﻓﺈﻧـﻪ ;ﻼﺣـ‪ h‬ﻣﺟـرد ﻣﻼﺣظـﺔ أﺛﻧـﺎء اﻟﺗﻔ'ﯾـر وأﺛﻧـﺎء اﻷﻋﻣـﺎل وﺗﻛـون ﺟﻣ;ـﻊ‬

‫اﻷﻓ'ﺎر واﻷﻋﻣﺎل ﻣن أﺟﻞ ﺗﺣﻘ;ﻘـﻪ‪ .‬ﻓﻣـﺛﻼً رﺿـوان ﷲ ﻫـو اﻟﻣﺛـﻞ اﻷﻋﻠـﻰ ﻟﻠﻣﺳـﻠﻣﯾن وﻟﻛـﻞ ﻣﺳـﻠم‪.‬‬ ‫وﻗد ﯾﺗﺧذ ‪3‬ﻌﺿﻬم دﺧول اﻟﺟﻧﺔ ﻣﺛﻼً أﻋﻠﻰ وﻗد ﯾﺗﺧذ ‪3‬ﻌﺿﻬم اﺗﻘﺎء دﺧول اﻟﻧﺎر ﻣﺛﻼً أﻋﻠـﻰ‪ ،‬وﻟﻛـن‬ ‫ﻫــذﯾن اﻷﻣ ـر‪8‬ن وﻣــﺎ ﺷــﺎﻛﻠﻬﻣﺎ ٕوان 'ــﺎن ;ﺻــﺢ أن ﺗﻛــون ﻏﺎ;ــﺔ اﻟﻐﺎ;ــﺎت‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬــﺎ ﻻ ;طﻠــ ﻋﻠﯾﻬــﺎ‬

‫اﻟﻣﺛﻞ اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻏﺎ;ﺎت ﻟﻐﺎ;ﺎت ﻗﺑﻠﻬﺎ‪ ،‬وﻟﻛن ﺗوﺟد ﻏﺎ;ﺔ ‪3‬ﻌدﻫﺎ‪ .‬واﻟﻣﺛﻞ اﻷﻋﻠﻰ ٕوان 'ﺎن ﻏﺎ;ﺔ‬ ‫اﻟﻐﺎ;ﺎت وﻟﻛﻧﻪ ﻻ ﺗﻛون ﻏﺎ;ﺔ ‪3‬ﻌـدﻩ‪ .‬وﻏﺎ;ـﺔ اﻟﻐﺎ;ـﺎت اﻟﺗـﻲ ﻻ ﻏﺎ;ـﺔ ‪3‬ﻌـدﻫﺎ‪ ،‬ﻫـﻲ رﺿـوان ﷲ‪ .‬وﻣـن‬ ‫أﺟــﻞ ذﻟــك 'ــﺎن اﻟﻣﺛــﻞ اﻷﻋﻠــﻰ ﻟﻠﻣﺳــﻠم ﻫــو ﻧـوال رﺿـوان ﷲ‪ .‬وﻟﻬــذا ﻗﯾــﻞ ﻓــﻲ ﺣــ ‪3‬ﻌــض اﻷﺗﻘ;ــﺎء‬ ‫اﻷﺑرار " ﻧﻌم اﻟﻌﺑد ﺻﻬﯾب ﻟو ﻟم ﯾﺧـﻒ ﷲ ﻟـم ﻌﺻـﻪ " ﻷن ﻏﺎﯾﺗـﻪ ﻣـن ﻋـدم اﻟﻌﺻـ;ﺎن ﻟ;ﺳـت‬ ‫ﺧــوف ﷲ ﻣــن أن ;ﻌذ‪3‬ــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻌﺻــ;ﺔ‪ ،‬ﺑــﻞ ﻏﺎﯾﺗــﻪ أن ﯾﻧــﺎل رﺿــﺎ ﷲ‪ .‬ﻓﻬــو ﻟــو ﻟــم ﯾوﺟــد ﻟد;ــﻪ‬ ‫اﻟﺧوف ﻣن ﷲ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ;ﻘدم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺻ;ﺔ‪ .‬ﻷن ﻋدم إﻗداﻣﻪ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻌﺻـ;ﺔ ﻫـو ﻟطﻠـب رﺿـوان‬ ‫ﷲ ﻻ ﺧوﻓـﺎً ﻣــن ﻋذا‪3‬ــﻪ‪ .‬ﻓﺎﻟﻣﺛــﻞ اﻷﻋﻠــﻰ ﻋﻧــد اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻫــو رﺿـوان ﷲ‪ ،‬وﻟــ;س دﺧــول اﻟﺟﻧــﺔ وﻻ‬

‫اﺗﻘﺎء دﺧول اﻟﻧﺎر‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻣﺛــﻞ اﻷﻋﻠــﻰ ٕوان 'ــﺎن ﻏﺎ;ــﺔ‪3 ،‬ﺎﻋﺗ‪3‬ــﺎرﻩ ﻏﺎ;ــﺔ اﻟﻐﺎ;ــﺎت‪ ،‬وﻟﻛﻧــﻪ ﻏﯾــر اﻟﻐﺎ;ــﺔ واﻟﻬــدف ﻓﻣــﺎ‬ ‫;ﻘﺎل ﻓﻲ ﺷـﺄن اﻟﺗﻔ'ﯾـر أو اﻟﻌﻣـﻞ ﻣـن أﻧـﻪ ﻻ ﺑـد أن ﺗﺣـدد اﻟﻐﺎ;ـﺔ ﻣﻧـﻪ‪ ،‬ﻻ ;ﻘﺻـد ‪3‬ـﻪ اﻟﻣﺛـﻞ اﻷﻋﻠـﻰ‬ ‫ٕواﻧﻣﺎ ;ﻘﺻد ‪3‬ﻪ اﻟﻐﺎ;ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘ ﻓﻌﻼً ٕوان 'ﺎن وراءﻫﺎ ﻏﺎ;ﺔ أﺧر‪ Z‬أو ﻏﺎ;ـﺎت‪ .‬ﻓﺎﻟﻐﺎ;ـﺔ ﯾﺟـب أن‬ ‫ﺗﻛون ﻣﺣددة وأن ﺗﻛون ﻣﻣ'ﻧﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾ ﻋﻠﻰ ﯾد ﻣن ;ﺳﻌﻰ إﻟﯾﻬﺎ ﻻ ﻋﻠﻰ ﯾـد اﻷﺟ;ـﺎل اﻵﺗ;ـﺔ‪ ،‬وأن‬ ‫ﺗﻛون وﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ﻣﺗ;ﺳرة أو ;ﻣ'ن أن ﺗ;ﺳر إﻣ'ﺎﻧﺎً ﻋﻣﻠ;ﺎً واﻗﻌ;ﺎً‪ .‬ﻓﻬـﻲ ﻟ;ﺳـت اﻟﻣﺛـﻞ اﻷﻋﻠـﻰ ﺑـﻞ ﻫـﻲ‬ ‫اﻟﻬــدف اﻟــذ‪; .‬ﻘﺻــد ﺗﺣﻘ;ﻘــﻪ‪ .‬وﻟــذﻟك ﯾﺗﺣــﺗم أن ;'ــون اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺎﻟﻐﺎ;ــﺔ ﺗﻔ'ﯾـ اًر واﻗﻌ;ـﺎً ﻋﻣﻠ;ـﺎً‪ .‬أ‪ .‬أن‬ ‫ﺗﻛون ﻣﻣ'ﻧﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾ ﻋﻠﻰ ﯾد ﻣن ;ﺳﻌون إﻟﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫وﻫﻧﺎ ﻗد ﯾرد ﺳؤال وﻫو أن ﻋﻣر اﻷﻣم ﻻ ;ﻘﺎس ‪3‬ﺎﻟﺟﯾﻞ اﻟواﺣد ﺑﻞ ‪3‬ﺎﻷﺟ;ـﺎل وأن اﻟﺗﺧطـ;`‬ ‫ﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻞ اﻷﻣﺔ ﯾﺟب أن ;'ون ‪3‬ﻌﯾد اﻟﻣد‪3 Z‬ﺣﯾث ﺗﺣﻘﻘﻪ اﻷﺟ;ﺎل اﻵﺗ;ـﺔ ﻓ'ﯾـﻒ ;ﻘـﺎل إن اﻟﻐﺎ;ـﺔ ﻻ‬ ‫ﺑد أن ;ﺣﻘﻘﻬﺎ ﻧﻔس اﻟذﯾن ;ﺳﻌون إﻟﯾﻬﺎ؟‬ ‫واﻟﺟواب ﻋﻠﻰ ذﻟك أن ﻋﻣر اﻷﻣـم ﻻ ;ﻘـﺎس ‪3‬ﺎﻷﺟ;ـﺎل‪ .‬وﻻ ‪3‬ﻣﺋـﺎت اﻟﺳـﻧﯾن 'ﻣـﺎ ﯾﺗـوﻫم‪ ،‬ﺑـﻞ‬ ‫ﻫو ;ﻘﺎس ‪3‬ﺎﻟﻌﻘود ﻓﺎﻟﻌﻘد اﻟواﺣـد ﻣـن أﻟـزﻣن ﺗﺗﺣـول ﻓ;ـﻪ اﻷﻣـﺔ وﺗﻧﺗﻘـﻞ ﻣـن ﺣـﺎل إﻟـﻰ ﺣـﺎل‪ ،‬واﻟﻔ'ـرة‬ ‫اﻟﻌﻣﻠ;ــﺔ ;ﻣ'ــن أن ﺗﻌطـﻰ ﻟﻸﻣــﺔ وﺗﻌﻠــ ﺑﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺟﯾــﻞ واﺣــد ﻣﻬﻣــﺎ وﺟــدت ﻣــن ﻣﻘﺎوﻣــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺷــر‪a‬‬ ‫‪49‬‬


‫ﺟد;ﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾر وﺟد;ﺔ اﻟﻌﻣﻞ‪ .‬وﻟذﻟك ﻻ ﺗﺣﺗﺎج اﻷﻣﺔ إﻟﻰ أﺟ;ﺎل وﻻ إﻟـﻰ ﻣﺋـﺎت اﻟﺳـﻧﯾن‪ ،‬ﺑـﻞ ﺗﺣﺗـﺎج‬ ‫'ـﻞ ﻓ'ـرة و'ــﻞ ﻋﻣـﻞ ﻷن ﯾﺛﻣــر ﻓـﻲ اﻷﻣـﺔ إﻟــﻰ ﻣـﺎ ﻻ ;ﻘــﻞ ﻋـن ﻋﻘـد‪ ،‬ﻓــﺈن ﻓـﻲ اﻟﻌﻘــد اﻟواﺣـد ﯾﺟــر‪.‬‬ ‫ﺗﺣو‪8‬ــﻞ اﻷﻣــﺔ‪ٕ ،‬واذا 'ﺎﻧــت ﺧﺎﺿــﻌﺔ ﻟﻌــدوﻫﺎ ﻓﺈﻧﻬــﺎ ﺗﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ أﻛﺛــر ﻣــن ﻋﻘــد‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬ ـﺎ ﻻ ﺗﺣﺗــﺎج‬ ‫ﻷﻛﺛر ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘود ﻣﻊ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ‪ .‬وﻟذﻟك ﻻ ﺑد أن ﺗﺛﻣـر اﻟﺣر'ـﺔ أو اﻟﻌﻣـﻞ أو اﻟﻔ'ـرة ﻓـﻲ اﻷﻣـﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟﻧﺎس اﻟذﯾن ;ﺳﻌون إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾ ﻫذﻩ اﻟﻔ'رة أو ﻫذا اﻟﻌﻣﻞ ﻻ ﻋﻠﻰ ﯾد اﻷﺟ;ـﺎل اﻟﺗـﻲ ﺗـﺄﺗﻲ‬ ‫‪3‬ﻌــدﻫم‪ .‬ﻓﺎﻟﻐﺎ;ــﺔ ﯾﺟــب أن ﺗﻛــون ﻣــن اﻟﻧــوع اﻟــذ‪; .‬ﺣﻘﻘــﻪ اﻟﺳــﺎﻋون إﻟﯾﻬــﺎ‪ ،‬ﻫــذا ﺷــر‪ a‬اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﻐﺎ;ﺔ وﻻ ﺗﻛون ﻏﺎ;ﺔ إذا 'ﺎن اﻟﺳﺎﻋون إﻟﯾﻬﺎ ﻻ ;ﺣﻘﻘوﻧﻬﺎ ‪3‬ﺄﻧﻔﺳﻬم‪.‬‬ ‫أﻣﺎ ﻣﺎ ;ﻘﺎل ﻋن اﻟﺗﺧط;` ﻟﻸﻣﺔ وﺟﻌﻞ اﻷﺟ;ﺎل اﻵﺗ;ﺔ ﺗﻣﺷﻲ ﻟﺗﺣﻘﯾ ﻫذﻩ اﻟﻣﺧططﺎت 'ﻣﺎ‬ ‫ﺗﻔﻌﻞ اﻟﺷﻌوب واﻷﻣم اﻟﺣ;ﺔ‪ .‬ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺧطـ;` ﻟـ;س ﻏﺎ;ـﺔ ﺣﺗـﻰ وﻻ أﻓ'ـﺎ اًر ﻣﺣـددة‪ ،‬ﺑـﻞ‬

‫ﻫو ﺧطو‪ a‬ﻋر‪8‬ﺿﺔ وأﻓ'ﺎر ﻋﺎﻣﺔ‪ .‬ﺗرﺳم ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾﻞ اﻟﻔرض ﻻ ﻋﻠﻰ أﻧﻬـﺎ ﻏﺎ;ـﺔ‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻻ ;ﻌﺗﺑـر‬ ‫ﻣﺛــﻞ ﻫــذا ﻏﺎ;ــﺔ‪ٕ ،‬واﻧﻣــﺎ ;ﻌﺗﺑــر أﻓ'ــﺎ اًر ﻋﺎﻣــﺔ ‪3‬ﻔــرض وﺟودﻫــﺎ‪ .‬وﻟﻛــن اﻟﻐﺎ;ــﺔ ﻫــﻲ ﻓﻘــ` اﻷﻣــر اﻟــذ‪.‬‬ ‫;ﺣﻘﻘﻪ اﻟﺳﺎﻋون إﻟ;ﻪ‪ .‬ﻫذﻩ ﻫﻲ اﻟﻐﺎ;ﺔ وﻫذا ﻫو اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻐﺎ;ﺔ‪ .‬وﻣﺎ ﻋدا ذﻟـك ﻓﺈﻧـﻪ ﻣﺟـرد ﻓـروض‬ ‫وﻧظر‪8‬ﺎت وﻟ;س ﺗﻔ'ﯾ اًر ‪3‬ﺎﻟﻐﺎ;ﺎت‪.‬‬

‫واﻟﺗﻔ'ﯾــر إﻣــﺎ أن ;'ــون ﺳــطﺣ;ﺎً ٕواﻣــﺎ ﻋﻣ;ﻘ ـﺎً ٕواﻣــﺎ ﻣﺳــﺗﻧﯾ اًر‪ .‬ﻓــﺎﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳــطﺣﻲ ﻫــو ﺗﻔ'ﯾــر‬ ‫ﻋﺎﻣــﺔ اﻟﻧــﺎس‪ .‬واﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﻌﻣﯾــ ;'ــون ﻋﻧــد اﻟﻌﻠﻣــﺎء أﻣــﺎ اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﻣﺳــﺗﻧﯾر ﻓﻐﺎﻟ‪ 3‬ـﺎً ﻣــﺎ ;'ــون ﺗﻔ'ﯾــر‬

‫اﻟﻘﺎدة واﻟﻣﺳﺗﻧﯾر‪8‬ن ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء وﻋﺎﻣﺔ اﻟﻧﺎس‪ .‬ﻓﺎﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳـطﺣﻲ ﻫـو ﻧﻘـﻞ اﻟواﻗـﻊ ﻓﻘـ` إﻟـﻰ اﻟـدﻣﺎغ‬ ‫دون اﻟ‪3‬ﺣــث ﻓــﻲ ﺳ ـواﻩ ودون ﻣﺣﺎوﻟــﺔ إﺣﺳــﺎس ﻣــﺎ ﯾﺗﺻــﻞ ‪3‬ــﻪ‪ .‬ور‪H‬ــ` ﻫــذا اﻹﺣﺳــﺎس ‪3‬ﺎﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت‬ ‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ‪3‬ــﻪ دون ﻣﺣﺎوﻟــﺔ اﻟ‪3‬ﺣــث ﻋــن ﻣﻌﻠوﻣــﺎت أﺧ ـر‪ Z‬ﺗﺗﻌﻠــ ‪3‬ــﻪ‪ .‬ﺛــم اﻟﺧــروج ‪3‬ــﺎﻟﺣ'م اﻟﺳــطﺣﻲ‬ ‫وﻫذا ﻣﺎ ;ﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت وﻣﺎ ;ﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺧﻔﺿﻲ اﻟﻔ'ر‪ ،‬وﻣﺎ ;ﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻌﻠﻣـﯾن‬ ‫وﻏﯾر اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن ﻣن اﻷذ';ﺎء‪.‬‬ ‫واﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳطﺣﻲ ﻫـو آﻓـﺔ اﻟﺷـﻌوب واﻷﻣـم‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﻻ ;ﻣ'ﻧﻬـﺎ ﻣـن اﻟﻧﻬﺿـﺔ ﺑـﻞ ﻻ ;ﻣ'ﻧﻬـﺎ‬ ‫ﻣن اﻟﻌ;ش اﻟرﻏﯾد‪ٕ ،‬وان 'ﺎن ﻗد ;ﻣ'ﻧﻬﺎ ﻣن اﻟﻌ;ش اﻟﻬﻧﻲء‪ .‬وﺳﺑب اﻟﺗﻔ'ﯾـر اﻟﺳـطﺣﻲ ﻫـو ﺿـﻌﻒ‬ ‫اﻹﺣﺳــﺎس أو ﺿــﻌﻒ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت أو ﺿــﻌﻒ ﺧﺎﺻــ;ﺔ اﻟ ـر‪ `H‬اﻟﻣوﺟــودة ﻓــﻲ دﻣــﺎغ اﻹﻧﺳــﺎن‪ .‬وﻫــو‬ ‫ﻟـ;س اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟطﺑ;ﻌـﻲ ﻋﻧــد اﻹﻧﺳــﺎن‪ٕ ،‬وان 'ـﺎن ﻫــو اﻟﺗﻔ'ﯾـر اﻟﺑــداﺋﻲ‪ .‬ﻓﺑﻧــﻲ اﻹﻧﺳـﺎن ﯾﺧﺗﻠﻔــون ﻓــﻲ‬ ‫ﻗوة اﻹﺣﺳـﺎس وﺿـﻌﻔﻪ‪ ،‬و‪8‬ﺧﺗﻠﻔـون ﻓـﻲ ﻗـوة ﺧﺎﺻـ;ﺔ اﻟـر‪ `H‬وﺿـﻌﻔﻬﺎ‪ ،‬و‪8‬ﺧﺗﻠﻔـون ﻓـﻲ 'ﻣ;ـﺔ أو ﻧـوع‬ ‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻟدﯾﻬم ﺳواء أﻛﺎﻧت ﻣﻌﻠوﻣﺎت أﺧذت ‪3‬ﺎﻟﺗﻠﻘﻲ أو ‪3‬ﺎﻟﻣطﺎﻟﻌﺔ‪ ،‬أو أﺧذت ﻣن ﺗﺟـﺎرب‬ ‫اﻟﺣ;ــﺎة‪ .‬ﻓــﺈن اﺧﺗﻼﻓﻬــﺎ ;ﻌﻧــﻲ أن اﻟﺗﻔ'ﯾــر ;'ــون ‪3‬ﺣﺳــﺑﻬﺎ‪ .‬واﻷﺻــﻞ ﻓــﻲ ﺟﻣﻬ ـرة اﻟﻧــﺎس أن ;'وﻧ ـوا‬ ‫أﻗو;ﺎء ﻓـﻲ اﻟـدﻣﺎغ وﺧﺎﺻـ;ﺔ اﻟـر‪ ،`H‬إﻻ اﻟﻘﻠﯾـﻞ وﻫـم اﻟـذﯾن ﺧﻠﻘـوا ﺿـﻌﻔﺎء أو طـ أر اﻟﺿـﻌﻒ ﻋﻠـﯾﻬم‪.‬‬ ‫واﻷﺻــﻞ ﻓــﻲ ﺟﻣﻬـرة اﻟﻧــﺎس أن ﺗﺗﺟــدد ﻟــدﯾﻬم اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﯾوﻣ;ـﺎً‪ ،‬ﺣﺗــﻰ وﻟــو 'ــﺎﻧوا أﻣﯾــﯾن‪ ،‬اﻟﻠﻬــم إﻻ‬ ‫اﻟﺷواذ وﻫم اﻟذﯾن ﻻ ﯾﻠﻔت ﻧظرﻫم ﺷﻲء وﻻ ;ﻘ;ﻣون وزﻧﺎً ﻟﻣﺎ ﯾﺗﻠﻘوﻧﻪ أو ;طﺎﻟﻌوﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت‪.‬‬ ‫‪50‬‬


‫وﻟ ــذﻟك ﻓ ــﺈن اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر اﻟﺳ ــطﺣﻲ ﻟ ــ;س طﺑ;ﻌ;ـ ـﺎً ﺑ ــﻞ ﻫ ــو ﺷ ــﺎذ‪ .‬إﻻ أن ﺗﻌ ـ ّـود اﻷﻓـ ـراد ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر‬ ‫اﻟﺳــطﺣﻲ ورﺿــﺎﻫم ﺑﻧﺗﺎﺋﺟــﻪ‪ ،‬وﻋــدم ﺣــﺎﺟﺗﻬم ﻟﻸﻣــور اﻷﻋﻠــﻰ ﻣﻣــﺎ ﻟــدﯾﻬم ﯾﺟﻌــﻞ اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳــطﺣﻲ‬ ‫ﻋﺎدة ﻓ;ﺳـﺗﻣرون ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻟـﻧﻣ` ﻣـن اﻟﺗﻔ'ﯾـر و;ﺳـﺗﻣرﺋوﻧﻪ‪ ،‬و‪8‬ﺗﺑﻠـور ذوﻗﻬـم ﻋﻠ;ـﻪ‪ .‬أﻣـﺎ اﻟﺟﻣﺎﻋـﺎت‬ ‫ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻧﻘﺻـﺎن ﻗـدرﺗﻬم ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﻣـن ﺟـراء 'ـوﻧﻬم ﺟﻣﺎﻋـﺔ ﻓﺈﻧـﻪ ;ﻐﻠـب ﻋﻠـﯾﻬم اﻟﺗﻔ'ﯾـر اﻟﺳـطﺣﻲ‬ ‫ﺣﺗــﻰ ﻟــو 'ﺎﻧــت ﺟﻣﺎﻋــﺔ ﻣــن اﻟﻣﻔ' ـر‪8‬ن اﻟﻣﺑــدﻋﯾن‪ .‬ﻟــذﻟك 'ــﺎن اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳــطﺣﻲ ﻫــو اﻟﻐﺎﻟــب ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﺣ;ــﺎة‪ ،‬وﻟــوﻻ أن أﻓـراداً ﻣــن اﻟﺷــﻌب أو اﻷﻣــﺔ ﯾوﻫﺑــون ﻗــدرة ﺧﺎرﻗــﺔ ﻣــن اﻹﺣﺳــﺎس واﻟ ـر‪ `H‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻻ‬ ‫ﯾﺗﺻور وﺟود ﻧﻬﺿﺔ وﻻ ﯾﺗﺻور ﺗﻘدم ﻣﺎد‪ .‬ﻓﻲ اﻟﺣ;ﺎة‪.‬‬

‫واﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳــطﺣﻲ ﻟــ;س ﻟــﻪ ﻋــﻼج ﻓــﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋــﺎت‪ ،‬إﻻ أﻧــﻪ ;ﻣ'ــن رﻓــﻊ ﻣﺳــﺗو‪ Z‬اﻟواﻗــﻊ‬ ‫واﻟوﻗ ــﺎﺋﻊ‪ ،‬و;ﻣ' ــن ﺗزو‪ 8‬ــد اﻟﺟﻣﺎﻋ ــﺎت ‪3‬ﺄﻓ' ــﺎر ﺳ ــﺎﻣ;ﺔ وﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت ﺛ ـ ّـرة أ‪' .‬ﺛﯾـ ـرة‪ ،‬ﻓ ــ;ﻣ'ن أن ﯾرﻓ ــﻊ‬ ‫ﻣﺳﺗو‪ Z‬ﺗﻔ'ﯾرﻫم‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ ;ظﻞ ﻋﻠﻰ 'ـﻞ ﺣـﺎل ﺳـطﺣ;ﺎً ٕوان 'ـﺎن ﻣﺳـﺗواﻩ ﻋﺎﻟ;ـﺎ‪; .‬ﻌﻧـﻲ أﻧـﻪ ;ﻣ'ـن أن‬

‫ﯾﺗﺻرف اﻟﺷـﻌب واﻷﻣـﺔ‪ ،‬ﺗﺻـرﻓﺎت اﻟﺗﻔ'ﯾـر اﻟﻣﺳـﺗﻧﯾر‪ ،‬وﻟﻛـن ﺗﻔ'ﯾـرﻫم ﻋﻠـﻰ 'ـﻞ ﺣـﺎل ;ظـﻞ ﺗﻔ'ﯾـ اًر‬

‫ﺳــطﺣ;ﺎً وﻻ ﺗﺳــﺗط;ﻊ اﻟﺟﻣﺎﻋــﺎت أن ﺗﻔ'ــر اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﻌﻣﯾــ أو اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﻣﺳــﺗﻧﯾر ﻣﻬﻣــﺎ ﺑﻠﻐــت ﻣــن‬ ‫اﻻرﺗﻔـﺎع واﻟرﻗــﻲ‪ .‬ﻷﻧﻬـﺎ ﻻ ﺗﺳــﺗط;ﻊ ﺑوﺻـﻔﻬﺎ ﺟﻣﺎﻋــﺔ أن ﺗﺗﻌﻣــ ﻓـﻲ اﻟ‪3‬ﺣــث‪ ،‬أو ;'ـون ﻟــدﯾﻬﺎ ﻓ'ــر‬

‫ﻣﺳــﺗﻧﯾر‪ ،‬ﻓﻸﺟــﻞ رﻓــﻊ ﻣﺳــﺗو‪ Z‬ﺗﻔ'ﯾرﻫــﺎ ﻻ ;ﺣــﺎول ﻣﻌﺎﻟﺟــﺔ ﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺟﻣﺎﻋــﺔ‪ٕ ،‬واﻧﻣــﺎ ;ﺣــﺎول ﻣﻌﺎﻟﺟــﺔ‬ ‫اﻟواﻗﻊ واﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ;ﻘﻊ إﺣﺳﺎس اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ و;ﻣ'ن ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻷﻓ'ﺎر واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗوﺿﻊ‬ ‫ﻓﯾﻬﺎ‪ .‬ﻓﺗرﺗﻔﻊ اﻟﺳطﺣ;ﺔ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻻ ﺗزول ﻓﯾرﺗﻔﻊ ﺑذﻟك ﻣﺳﺗو‪ Z‬ﺗﺻرﻓﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬ ‫أﻣﺎ اﻷﻓراد‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ;ﻣ'ن إزاﻟﺔ اﻟﺳطﺣ;ﺔ أو ﺗﺧﻔ;ﻔﻬﺎ أو ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻧﺎدرة ﻟدﯾﻬم‪ .‬وذﻟك أوﻻً ﺑﺈ ازﻟـﺔ‬ ‫اﻟﻌﺎدة ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﻣوﺟودة ﻟـدﯾﻬم‪ .‬وذﻟـك ﺑﺗﻌﻠـ;ﻣﻬم أو ﺗﺛﻘـ;ﻔﻬم وﻟﻔـت ﻧظـرﻫم إﻟـﻰ ﺳـﺧﺎﻓﺔ ﺗﻔ'ﯾـرﻫم‬ ‫ٕواﻟﻰ ﺳطﺣ;ﺔ أﻓ'ﺎرﻫم‪ ،‬وﺛﺎﻧ;ﺎً ﺑﺈﻛﺛﺎر اﻟﺗﺟﺎرب ﻟدﯾﻬم أو أﻣﺎﻣﻬم و‪8‬ﺟﻌﻠﻬم ;ﻌ;ﺷون ﻓـﻲ وﻗـﺎﺋﻊ 'ﺛﯾـرة‬ ‫و;ﺣﺳــون ﺑواﻗــﻊ ﻣﺗﻌــدد وﻣﺗﺟــدد وﻣﺗﻐﯾــر‪ ،‬وﺛﺎﻟﺛ ـﺎً ﺑﺟﻌﻠﻬــم ;ﻌ;ﺷــون ﻣــﻊ اﻟﺣ;ــﺎة و;ﺳ ـﺎﯾرون اﻟﺣ;ــﺎة‪.‬‬ ‫و‪H‬ﻬــذا ﯾﺗر'ــون اﻟﺳــطﺣ;ﺔ أو ﺗﺗــر'ﻬم اﻟﺳــطﺣ;ﺔ و;ﺻــ‪3‬ﺣون ﻏﯾــر ﺳــطﺣﯾﯾن‪ .‬وﻫــؤﻻء اﻷﻓ ـراد 'ﻠﻣــﺎ‬

‫'ﺛروا ﻓﻲ اﻷﻣﺔ‪' ،‬ﻠﻣﺎ 'ﺎن اﻷﺧذ ﺑﯾدﻫﺎ ﻧﺣو اﻟﻧﻬوض أﺳﻬﻞ وأﻗـرب ﻟﻠﺗﺣﻘﯾـ ‪ .‬وﻫـؤﻻء اﻷﻓـراد ٕوان‬ ‫'ــﺎﻧوا ;ﻌ;ﺷــون ﻓــﻲ اﻷﻣــﺔ و‪8‬ﺗﻠﻘــون اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﻣوﺟــودة و;ﺣﺳــون ‪3‬ــﺎﻟواﻗﻊ واﻟوﻗــﺎﺋﻊ اﻟﻣوﺟــودة وﻻ‬

‫;ﺳ ــﺗط;ﻌون ﺳ ــﺑ زﻣـ ــﺎﻧﻬم‪ ،‬وﻻ ﻣ ــن ﻧـ ــوع ﯾﺧ ــﺎﻟﻒ ﻧ ــوع أﻣـ ــﺗﻬم‪ .‬وﻟﻛ ــﻧﻬم ;ﺳـ ــﺗط;ﻌون ﺳ ــﺑ أﻣـ ــﺗﻬم‬ ‫و;ﺳﺗط;ﻌون ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻣن وﺿﻊ إﻟﻰ وﺿﻊ آﺧر‪ .‬ﻷﻧﻬم ﯾﺗﺻورون وﻗﺎﺋﻊ اﻟﺣ;ﺎة اﻟراﻗ;ﺔ ﺗﺻو اًر واﻗﻌ;ـﺎً‬ ‫وذﻟ ــك ﻋ ــن طر‪ 8‬ــ ﺗﻘﺑ ــﻞ اﻷﻓ' ــﺎر اﻟﺻ ــﺎدﻗﺔ وﻗﺑ ــول اﻵراء اﻟﺻ ــﺣ;ﺣﺔ واﻋﺗﻧ ــﺎق اﻷﻓ' ــﺎر اﻟﻘطﻌ; ــﺔ‪،‬‬ ‫واﻟﺗﻣﯾﯾــز ﺑــﯾن ﻣﺧﺗﻠــﻒ اﻵراء ٕوا‪3‬ﺻــﺎر واﻗــﻊ اﻵراء‪ .‬ﻓﯾوﺟــد ﻟــدﯾﻬم اﻹﺣﺳــﺎس اﻟﻔ'ــر‪ .‬أ‪ .‬اﻹﺣﺳــﺎس‬

‫اﻟﻧـﺎﺟم ﻋـن ﻣﻌرﻓـﺔ ٕوادراك‪ ،‬وﻣﻧطـ اﻹﺣﺳـﺎس أ‪ .‬اﻟﻔﻬـم اﻟﻧـﺎﺗﺞ ﻋـن اﻹﺣﺳـﺎس ﻣﺟـرد اﻹﺣﺳــﺎس‪.‬‬

‫ﻓﻬم ٕوان 'ﺎﻧوا ;ﻣﻠﻛون ﺣواس 'ﻣﺎ ;ﻣﻠك ﺳﺎﺋر اﻟﻧﺎس وﻟـدﯾﻬم دﻣـﺎغ 'ﻣـﺎ ﻟـد‪ Z‬ﺳـﺎﺋر اﻟﻧـﺎس‪ ،‬وﻟﻛـن‬ ‫ﻗوة ﺧﺎﺻ;ﺔ اﻟـر‪ `H‬اﻟﻣوﺟـودة ﻓـﻲ دﻣـﺎﻏﻬم ﯾﺗﻔوﻗـون ﺑﻬـﺎ ﻋـن ﺳـﺎﺋر اﻟﻧـﺎس‪ ،‬و'ـوﻧﻬم ;ﻌﻧـون أﻧﻔﺳـﻬم‬ ‫‪51‬‬


‫ﺑـ ـر‪ `H‬اﻹﺣﺳ ــﺎس ‪3‬ﺎﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت اﻟﺳ ــﺎ‪3‬ﻘﺔ ر‪H‬طـ ـﺎً ﺻ ــﺣ;ﺣﺎً‪'; ،‬وﻧ ــون أﻛﺛ ــر إد ارﻛـ ـﺎً ﻟﻸﻣ ــور أ‪ '; .‬ــون‬ ‫ﺗﻔ'ﯾرﻫم ﺗﻔ'ﯾ اًر ﻣﺗﻣﯾـ اًز ﻋـن ﻏﯾـرﻫم‪ .‬ﻓﯾﺗﻛـون ﻟـدﯾﻬم اﻹﺣﺳـﺎس اﻟﻔ'ـر‪ .‬و‪3‬ـﻪ ;ﻌﻠـو ﻣﻧطـ اﻹﺣﺳـﺎس‪.‬‬

‫وﻟــذﻟك ﻓــﺈن اﻷﻓـراد ﻓــﻲ ﺗــرك اﻟﺳــطﺣ;ﺔ ﻫــم أﻗــدر ﻣــن اﻟﺟﻣﺎﻋــﺎت ٕوان 'ــﺎن ﻻ ﻗ;ﻣــﺔ ﻟﻘــدرﺗﻬم إﻻ إذا‬ ‫أﺧذﺗﻬﺎ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت وﺗﺑﻧﺗﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﻫذا ﻫو ﻋﻼج اﻟﺳطﺣ;ﺔ وﻫو ﻣﻌﺎﻟﺟـﺔ اﻷﻓـراد وﺟﻌـﻞ اﻷﻣـﺔ ﺗﺄﺧـذ ﻣـﺎ وﺻـﻠوا إﻟ;ـﻪ ﻣـن ﻓ'ـر‬ ‫وﺗﺗﺑﻧﺎﻩ‪ ،‬إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺗﺟدﯾد اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻓﻲ اﻷﻣﺔ ووﺿﻊ اﻷﻓ'ﺎر اﻟﺳﺎﻣ;ﺔ ﺑﯾﻧﻬﺎ وﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول ﯾدﻫﺎ‪ .‬وأن‬ ‫ﯾﺟــر‪ .‬ذﻟــك ﻓــﻲ وﻗــت واﺣــد ﻓــﺈن اﻟﻌﻣــﻞ ﻟﺗــرك اﻟﺳــطﺣ;ﺔ ﻓــﻲ اﻷﻣــﺔ‪ ،‬ﻻ ﻗ;ﻣــﺔ ﻟــﻪ إذا ﻟــم ;ﺻــﺣ‪3‬ﻪ‬ ‫ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻷﻓراد‪ ،‬وﻋﻼج اﻷﻓراد ﻻ ﻗ;ﻣﺔ ﻟﻪ إذا ﻟم ;'ـن ﺳـﺎﺋ اًر ﻣـﻊ اﻟﻌﻣـﻞ ﻓـﻲ اﻷﻣـﺔ ﻟﺗـرك اﻟﺳـطﺣ;ﺔ‬

‫اﻟﻣوﺟــودة ﻟــدﯾﻬﺎ‪ .‬ﻷن اﻷﻓ ـراد ﺟــزء ﻣــن اﻷﻣــﺔ ﻏﯾــر ﻗﺎﺑــﻞ ﻟﻠﺗﺟزﺋــﺔ واﻻﻧﻔﺻــﺎل‪ .‬واﻷﻣــﺔ ﻣ'وﻧــﺔ ﻣــن‬

‫ﻣﺟﻣوﻋــﺔ اﻟﻧــﺎس اﻟــذﯾن ﺗ ـر‪H‬طﻬم طر‪8‬ﻘــﺔ ﻣﻌﯾﻧــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻌــ;ش‪ ،‬واﻟﺷــﻌب ﻣ'ــون ﻣــن ﻣﺟﻣوﻋــﺔ اﻟﻧــﺎس‬ ‫اﻟــذﯾن ﻣــن أﺻــﻞ واﺣــد ;ﻌ;ﺷــون ﻣﻌ ـﺎً‪ .‬ﻓــﺎﻷﻓراد ﻫــم ﻣــن ﺟﻣﻠــﺔ ﻫــؤﻻء اﻟﻧــﺎس ﺳ ـواء ﻓــﻲ اﻟﺷــﻌب أو‬

‫اﻷﻣﺔ‪ .‬ﻓﻼ ;ﻣ'ن اﻧﻔﺻﺎﻟﻬم ﻋﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻻ ;ﻣ'ن ﻋزﻟﻬﺎ ﻋﻧﻬم‪ .‬ﻟذﻟك ﻻ ﺑد أن ;ﺳﯾر ﺗرك اﻟﺳطﺣ;ﺔ وﻻ‬ ‫ﺑد ﻣن اﻟﻌﻣﻞ ﻓﻲ اﻷﻓراد واﻷﻣﺔ ﻓﻲ وﻗت واﺣد ﺣﺗﻰ ;ﻣ'ن ﺗرك اﻟﺳطﺣ;ﺔ ﻣن اﻟﺟﻣ;ﻊ‪.‬‬ ‫أﻣﺎ اﻟﻔ'ر اﻟﻌﻣﯾ ﻓﻬو اﻟﺗﻌﻣ ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾـر أ‪ .‬اﻟﺗﻌﻣـ ﻓـﻲ اﻹﺣﺳـﺎس ‪3‬ـﺎﻟواﻗﻊ واﻟﺗﻌﻣـ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗ ـر‪ `H‬ﺑﻬــذا اﻹﺣﺳــﺎس ﻹدراك اﻟواﻗــﻊ‪ .‬ﻓﻬــو ﻻ ;'ﺗﻔــﻲ ‪3‬ﻣﺟــرد اﻹﺣﺳــﺎس و‪3‬ﻣﺟــرد‬ ‫اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻷوﻟ;ــﺔ ﻟـر‪ `H‬اﻹﺣﺳــﺎس‪' ،‬ﻣــﺎ ﻫــﻲ اﻟﺣــﺎل ﻓــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳــطﺣﻲ ﺑــﻞ ;ﻌــﺎود اﻹﺣﺳــﺎس‬ ‫‪3‬ﺎﻟواﻗﻊ و;ﺣﺎول أن ;ﺣس ﻓ;ﻪ ‪3‬ـﺄﻛﺛر ﻣﻣـﺎ أﺣـس إﻣـﺎ ﻋـن طر‪8‬ـ اﻟﺗﺟر‪H‬ـﺔ‪ٕ ،‬واﻣـﺎ ﺑﺈﻋـﺎدة اﻹﺣﺳـﺎس‪،‬‬ ‫و;ﻌﺎود اﻟ‪3‬ﺣث ﻋن ﻣﻌﻠوﻣﺎت أﺧر‪ Z‬ﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻷوﻟ;ﺔ‪ ،‬و;ﻌﺎود ر‪H‬ـ` اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت ‪3‬ـﺎﻟواﻗﻊ أﻛﺛـر‬ ‫ﻣﻣﺎ ﺟر‪ Z‬ر‪H‬طﻪ‪ ،‬إﻣﺎ ‪3‬ﺎﻟﻣﻼﺣظﺎت وﺗﻛرارﻫـﺎ ٕواﻣـﺎ ﺑﺈﻋـﺎدة اﻟـر‪ `H‬ﻣـرة أﺧـر‪ .Z‬ﻓﯾﺧـرج ﻣـن ﻫـذا اﻟﻧـوع‬ ‫ﻣــن اﻹﺣﺳــﺎس وﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟـر‪ ،`H‬أو ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت ‪3‬ﺄﻓ'ــﺎر ﻋﻣ;ﻘــﺔ ﺳـواء أﻛﺎﻧــت‬ ‫ﺣﻘﺎﺋ أو ﻟم ﺗﻛـن ﺣﻘـﺎﺋ و‪H‬ﺗﻛـرار ذﻟـك وﺗﻌـودﻩ ﯾوﺟـد اﻟﺗﻔ'ﯾـر اﻟﻌﻣﯾـ ‪ .‬ﻓـﺎﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﻌﻣﯾـ ﻫـو ﻋـدم‬ ‫اﻻﻛﺗﻔﺎء ‪3‬ﺎﻹﺣﺳﺎس اﻷوﻟﻲ وﻋدم اﻻﻛﺗﻔﺎء ‪3‬ﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻷوﻟ;ﺔ وﻋدم اﻻﻛﺗﻔﺎء ‪3‬ﺎﻟر‪ `H‬اﻷوﻟﻲ‪ .‬ﻓﻬو‬ ‫اﻟﺧطوة اﻟﺛﺎﻧ;ﺔ ‪3‬ﻌد اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳطﺣﻲ‪ .‬وﻫذا ﻫو ﺗﻔ'ﯾر اﻟﻌﻠﻣﺎء واﻟﻣﻔ'ر‪8‬ن ٕوان 'ﺎن ﻻ ﺿرورة ﻷن‬ ‫;'ون ﺗﻔ'ﯾر اﻟﻣﺗﻌﻠﻣﯾن‪ .‬ﻓﺎﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﻌﻣﯾ ﻫو اﻟﺗﻌﻣ ﻓﻲ اﻟﺣس واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟر‪.`H‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﻣﺳﺗﻧﯾر ﻓﻬو اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﻌﻣﯾـ ﻧﻔﺳـﻪ ﻣﺿـﺎﻓﺎً إﻟ;ـﻪ اﻟﺗﻔ'ﯾـر ‪3‬ﻣـﺎ ﺣـول اﻟواﻗـﻊ وﻣـﺎ‬

‫ﯾﺗﻌﻠ ‪3‬ﻪ ﻟﻠوﺻول إﻟـﻰ اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟﺻـﺎدﻗﺔ‪ .‬أ‪ .‬أن اﻟﺗﻔ'ﯾـر اﻟﻌﻣﯾـ ﻫـو اﻟﺗﻌﻣـ ‪3‬ـﺎﻟﻔ'ر ﻧﻔﺳـﻪ وﻟﻛـن‬

‫اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﻣﺳﺗﻧﯾر ﻫو أن ;'ون إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺗﻌﻣ ‪3‬ﺎﻟﻔ'ر‪ ،‬واﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﻣﺎ ﺣوﻟﻪ وﻣـﺎ ﯾﺗﻌﻠـ ‪3‬ـﻪ‪ ،‬ﻣـن‬ ‫أﺟﻞ ﻏﺎ;ﺔ ﻣﻘﺻودة وﻫﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺻﺎدﻗﺔ‪ .‬وﻟذﻟك ﻓـﺈن 'ـﻞ ﻓ'ـر ﻣﺳـﺗﻧﯾر ﻫـو ﺗﻔ'ﯾـر‬ ‫ﻋﻣﯾ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺗﺄﺗﻰ أن ;ﺄﺗﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﻣﺳﺗﻧﯾر ﻣن اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳطﺣﻲ‪ .‬إﻻ أﻧﻪ ﻟ;س 'ﻞ ﺗﻔ'ﯾر ﻋﻣﯾـ ‬ ‫ﺗﻔ'ﯾ ـ اًر ﻣﺳــﺗﻧﯾ اًر‪ .‬ﻓﻣــﺛﻼً ﻋــﺎﻟم اﻟــذرة ﺣــﯾن ﯾ‪3‬ﺣــث ﻓــﻲ ﺷــطر اﻟــذرة وﻋــﺎﻟم اﻟﻛ;ﻣ;ــﺎء ﺣــﯾن ﯾ‪3‬ﺣــث ﻓــﻲ‬ ‫‪52‬‬


‫ﺗر'ﯾب اﻷﺷ;ﺎء واﻟﻔﻘ;ﻪ ﺣﯾن ﯾ‪3‬ﺣث ﻓﻲ اﺳﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ a‬اﻷﺣ'ﺎم ووﺿﻊ اﻟﻘواﻧﯾن‪ .‬ﻓﺈﻧﻬم ﻫم وأﻣﺛﺎﻟﻬم ﺣﯾن‬ ‫ﯾ‪3‬ﺣﺛون اﻷﺷ;ﺎء واﻷﻣور‪ ،‬إﻧﻣﺎ ﯾ‪3‬ﺣﺛوﻧﻬﺎ ‪3‬ﻌﻣ وﻟوﻻ اﻟﻌﻣ ﻟﻣـﺎ ﺗوﺻـﻠوا إﻟـﻰ ﺗﻠـك اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟ‪3‬ـﺎﻫرة‪.‬‬ ‫وﻟﻛــﻧﻬم ﻟ;ﺳ ـوا ﻣﻔ' ـر‪8‬ن ﺗﻔ'ﯾ ـ اًر ﻣﺳــﺗﻧﯾ اًر‪ ،‬وﻻ ;ﻌﺗﺑــر ﺗﻔ'ﯾــرﻫم ﺗﻔ'ﯾ ـ اًر ﻣﺳــﺗﻧﯾ اًر‪ .‬وﻟــذﻟك ﻻ ﺗﻌﺟــب ﺣــﯾن‬ ‫ﺗﺟد ﻋﺎﻟم اﻟذرة ;ﺻـﻠﻲ ﻟﻠﺧﺷـ‪3‬ﺔ أ‪ .‬ﻟﻠﺻـﻠﯾب‪ .‬ﻣـﻊ أن أ‪3‬ﺳـ` اﺳـﺗﻧﺎرة ﺗـر‪ Z‬أن ﻫـذﻩ اﻟﺧﺷـ‪3‬ﺔ ﻻ ﺗﻧﻔـﻊ‬ ‫وﻻ ﺗﺿر وأﻧﻬﺎ ﻟ;ﺳت ﻣﻣﺎ ;ﻌﺑـد‪ ،‬وﻻ ﺗﻌﺟـب ﺣـﯾن ﺗﺟـد اﻟﻘـﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺿـﻠ;ﻊ ;ﺻـدق ﺑوﺟـود اﻟﻘد;ﺳـﯾن‬ ‫و;ﺳﻠم ﻧﻔﺳﻪ ﻟرﺟﻞ ﻣﺛﻠﻪ ﻣن أﺟﻞ أن ;ﻐﻔر ﻟـﻪ ذﻧو‪3‬ـﻪ‪ .‬ﻷن ﻋـﺎﻟم اﻟـذرة واﻟﻘـﺎﻧوﻧﻲ وأﻣﺛﺎﻟﻬﻣـﺎ ;ﻔ'ـرون‬ ‫ﺗﻔ'ﯾـ اًر ﻋﻣ;ﻘـﺎً وﻟــ;س ﺗﻔ'ﯾـ اًر ﻣﺳــﺗﻧﯾ اًر‪ ،‬وﻟــو 'ــﺎن ﺗﻔ'ﯾــرﻫم ﻣﺳــﺗﻧﯾ اًر ﻟﻣــﺎ وﺻــﻠوا ﻟﻠﺧﺷــ‪3‬ﺔ‪ ،‬وﻟﻣــﺎ ﺻــدﻗوا‬

‫ﺑوﺟود اﻟﻘد;ﺳﯾن‪ ،‬وﻟﻣﺎ طﻠﺑوا اﻟﻐﻔران ﻣن رﺟﺎل أﻣﺛﺎﻟﻬم‪ .‬ﺻﺣ;ﺢ أن اﻟﻣﻔ'ر ﺗﻔ'ﯾ اًر ﻋﻣ;ﻘﺎً إﻧﻣـﺎ ﻫـو‬ ‫ﻋﻣﯾــ ﻓ;ﻣــﺎ ﻓ'ــر ﻓ;ــﻪ وﻟــ;س ‪3‬ﺳـواﻩ‪ ،‬ﻓﻘــد ;'ــون ﻋﻣ;ﻘ ـﺎً ﻋﻧــد ﺗﻔ'ﯾـرﻩ ‪3‬ﺷــطر اﻟــذرة أو وﺿــﻊ اﻟﻘــﺎﻧون‬

‫وﻟﻛﻧﻪ ;'ون ﺳﺧ;ﻔﺎً ﻓﻲ ﻏﯾرﻩ إذا ﻓ'ر ﻓ;ﻪ‪ .‬ﻫذا ﺻﺣ;ﺢ‪ .‬وﻟﻛن اﻋﺗ;ﺎد اﻟﻣﻔ'ر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﻌﻣﯾ ‬ ‫ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﺗﻌﻣ ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣﺎ ;ﻔ'ر‪ ،‬وﻻ ﺳ;ﻣﺎ اﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠ ‪3‬ﺎﻟﻌﻘدة اﻟﻛﺑر‪ Z‬أو وﺟﻬﺔ اﻟﻧظر ﻓﻲ‬

‫اﻟﺣ; ــﺎة‪ .‬وﻟﻛ ــن ﻋ ــدم وﺟ ــود اﻻﺳ ــﺗﻧﺎرة ﻓ ــﻲ ﺗﻔ'ﯾـ ـرﻩ ﯾﺟﻌﻠ ــﻪ ;ﻌﺗ ــﺎد اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر اﻟﻌﻣﯾ ــ ‪ ،‬و;ﻌﺗ ــﺎد اﻟﺗﻔ'ﯾـ ـر‬ ‫اﻟﺳـطﺣﻲ وﺣﺗـﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾـر اﻟﺳـﺧﯾﻒ‪ .‬وﻟـذﻟك ﻓـﺈن اﻟﺗﻔ'ﯾـر اﻟﻌﻣﯾـ وﺣـدﻩ ﻻ ;'ﻔـﻲ ﻹﻧﻬـﺎض اﻹﻧﺳــﺎن‬ ‫ورﻓﻊ ﻣﺳﺗواﻩ اﻟﻔ'ر‪ ،.‬ﺑﻞ ﻻ ﺑد ﺣﺗﻰ ;ﺣﺻﻞ ذﻟك ﻣن اﻻﺳﺗﻧﺎرة ﻓﻲ اﻟﻔ'ر ﺣﺗﻰ ﯾوﺟد اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻔ'ر‪.‬‬ ‫واﻻﺳﺗﻧﺎرة ٕوان 'ﺎﻧت ﻟ;ﺳت ﺿرور‪8‬ﺔ ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻧﺗـﺎﺋﺞ ﺻـﺣ;ﺣﺔ ﻓـﻲ اﻟﻔ'ـر‪' ،‬ـﺎﻟﻌﻠم‬

‫اﻟﺗﺟر‪8‬ﺑﻲ واﻟﻘﺎﻧون واﻟطب وﻧﺣو ذﻟك‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬـﺎ ﺿـرور‪8‬ﺔ ﻟرﻓـﻊ ﻣﺳـﺗو‪ Z‬اﻟﻔ'ـر‪ ،‬وﺟﻌـﻞ اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﯾﻧـﺗﺞ‬

‫ﻣﻔ'ر‪8‬ن‪ .‬وﻟذﻟك ﻓﺈن اﻷﻣﺔ ﻻ ;ﻣ'ن أن ﺗﻧﻬض ﻣن ﺟراء وﺟود اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﻠم اﻟﺗﺟر‪8‬ﺑﻲ وﻻ ﻣن‬ ‫وﺟود اﻟﻔﻘﻬـﺎء واﻟﻘـﺎﻧوﻧﯾﯾن‪ ،‬وﻻ ﻣـن وﺟـود اﻷط‪3‬ـﺎء واﻟﻣﻬﻧدﺳـﯾن؛ ﻻ ﺗـﻧﻬض ﻣـن ﺟـراء وﺟـود ﻫـؤﻻء‬ ‫وأﻣﺛ ـ ــﺎﻟﻬم ٕواﻧﻣ ـ ــﺎ ﺗ ـ ــﻧﻬض إذا وﺟ ـ ــد ﻟ ـ ــدﯾﻬﺎ اﺳ ـ ــﺗﻧﺎرة ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾ ـ ــر‪ ،‬أ‪ .‬إذا وﺟ ـ ــد ﻟ ـ ــدﯾﻬﺎ اﻟﻣﻔ' ـ ــرون‬

‫اﻟﻣﺳﺗﻧﯾرون‪.‬‬

‫واﻻﺳــﺗﻧﺎرة ﻓــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻻ ﺗﻘﺗﺿــﻲ وﺟــود اﻟﺗﻌﻠــ;م‪ ،‬أ‪ .‬أن اﻟﻣﻔ' ـر‪8‬ن اﻟﻣﺳــﺗﻧﯾر‪8‬ن ﻻ ﺿــرورة‬ ‫ﻷن ;'وﻧوا ﻣﺗﻌﻠﻣﯾن‪ ،‬ﻓﺎﻷﻋراﺑﻲ اﻟذ‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬اﻟ ﻌرة ﺗدل ﻋﻠﻰ اﻟ ﻌﯾـر‪ ،‬واﻷ ﺛـر ﯾـدل ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﺳـﯾر‪،‬‬ ‫ﻫو ﻣﻔ'ر ﻣﺳﺗﻧﯾر‪ ،‬واﻟﺧطﯾب اﻟذ‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬إن اﻟﺣذر ﻻ ﯾﻧﺟﻲ ﻣن اﻟﻘـدر ٕوان اﻟﺻـﺑر ﻣـن أﺳـ ﺎب‬ ‫اﻟظﻔر؛ ﻫو ﻣﻔ'ر ﻣﺳﺗﻧﯾر‪ ،‬وﻟﻛن اﻟﺷﺎﻋر اﻟذ‪ .‬ﻗﺎل‪:‬‬ ‫ﻣﺎت اﻟﺧﻠ ﻔﺔ أﯾﻬﺎ اﻟﺛﻘﻼن‬

‫ﻓﻛﺄﻧﻧﻲ أﻓطرت ﻓﻲ رﻣﺿﺎن‬

‫ﻟ;س ﻣﻔ' اًر ﻣﺳـﺗﻧﯾ اًر وﻟـو 'ـﺎن ﻓﻘﯾﻬـﺎً ﻣﺗﻌﻠﻣـﺎً‪ .‬واﻟﺣ'ـ;م اﻟـذ‪ .‬ﻗـﺎل‪ :‬رأس اﻟﺣ‪6‬ﻣـﺔ ﻣﺧﺎﻓـﺔ ﷲ‪ ،‬ﻟـ;س‬ ‫ﻣﻔ' اًر ﻣﺳﺗﻧﯾ اًر‪ ،‬ﻓﺈن رأس اﻟﺣ'ﻣﺔ إدراك وﺟود ﷲ‪ ،‬وﻟ;س ﻣﺧﺎﻓﺔ ﷲ‪ .‬ﻓﺎﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﻣﺳـﺗﻧﯾر ﻻ ;ﺣﺗـﺎج‬ ‫إﻟﻰ ﻋﻠم وﻻ ;ﺣﺗﺎج إﻟـﻰ ﺣ'ﻣـﺔ‪ٕ ،‬واﻧﻣـﺎ ;ﺣﺗـﺎج ﻷن ;ﻔ'ـر ‪3‬ﻌﻣـ وأن ﯾﺟـول ﻓﯾﻬـﺎ ﺣـول اﻟﺷـﻲء وﻣـﺎ‬ ‫‪53‬‬


‫ﯾﺗﻌﻠ ‪3‬ﻪ ‪3‬ﻘﺻد اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟﺻـﺎدﻗﺔ‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻗـد ;'ـون أﻣ;ـﺎ ﻻ ;ﻘـ أر وﻻ ;'ﺗـب‪' ،‬ﻣـﺎ ﻗـد‬ ‫;'ون ﻓ' اًر ﻣﺳﺗﻧﯾ اًر‪ ،‬إﻻ إذا وﺟدت ﻓ;ﻪ اﻻﺳﺗﻧﺎرة ﻋﻧد‬ ‫;'ون ﻣﺗﻌﻠﻣﺎً أو ﻋﺎﻟﻣﺎً‪ .‬واﻟﻣﻔ'ر اﻟﻣﺳﺗﻧﯾر ﻻ ّ‬

‫اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ .‬ﻓﺎﻟﺳ;ﺎﺳﻲ ﻣﻔ'ر ﻣﺳﺗﻧﯾر‪ ،‬واﻟﻘﺎﺋد ﻣﻔ'ر ﻣﺳﺗﻧﯾر‪ ،‬وﻟﻛن 'ﻼً ﻣﻧﻬﻣﺎ ;ﺣﺗﺎج ﻟوﺟود اﻻﺳﺗﻧﺎرة‬ ‫ﻋﻧـد اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓـﻲ 'ــﻞ ﺷــﻲء ﺣﺗـﻰ ;'ــون ذﻟــك اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﻣﺳــﺗﻧﯾ اًر‪ .‬وﻟــذﻟك ﻻ ﻧﻌﺟـب إذا رأﯾﻧــﺎ ﻋظﻣــﺎء‬ ‫اﻟﻘﺎدة وﻋظﻣﺎء اﻟﺳ;ﺎﺳﯾﯾن ;ﺻﻠون ﻟﻠﺧﺷ‪3‬ﺔ و;طﻠﺑون اﻟﻐﻔران ﻣن رﺟﺎل ﻫم أﻗﻞ ﻣﻧﻬم اﺳﺗﻧﺎرة‪ ،‬ﻓﺈن‬ ‫ﺗﻔ'ﯾرﻫم ﻫذا ﻟ;س ﻓ;ﻪ ﻋﻣ وﻻ اﺳﺗﻧﺎرة‪ ،‬ﺑﻞ ﻫو ﻣن طر‪ 8‬اﻟﻌﺎدة أو اﻟﺗﻘﻠﯾـد أو ﻣـن طر‪8‬ـ اﻟـدﺟﻞ‬

‫واﻟﻧﻔــﺎق‪ .‬و'ــﻞ ﻫــذا ﻟــ;س ﻋﻣﻘ ـﺎً وﻻ اﺳــﺗﻧﺎرة ﻷن اﻟﻣﻔ'ــر اﻟﻣﺳــﺗﻧﯾر‪ ،‬ﻻ ﯾﺗﺻ ـﻞ ‪3‬ﺎﻟــدﺟﻞ واﻟﻧﻔــﺎق‪ ،‬وﻻ‬ ‫ﺗﺗﺣ'م ﻓ;ﻪ اﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد‪.‬‬

‫واﻟﻣﻔ' ــر ﺳـ ـواء أﻛ ــﺎن ﺳ ــطﺣ;ﺎً أو ﻋﻣ;ﻘـ ـﺎً أو ﻣﺳ ــﺗﻧﯾ اًر‪ ،‬ﻻ ﺑ ــد أن ;' ــون ﺟ ــﺎداً ﻓ ــﻲ ﺗﻔ'ﯾـ ـرﻩ‪.‬‬

‫ﺻﺣ;ﺢ أن اﻟﻣﻔ'ر اﻟﺳطﺣﻲ ﻻ ﺗﺳﺎﻋد ﺳطﺣ;ﺔ ﺗﻔ'ﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﺟد;ﺔ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ ﻓـﻲ ‪3‬ﻌـدﻩ ﻋـن اﻟﻌﺑـث‪،‬‬

‫وﻓﻲ ‪3‬ﻌـدﻩ ﻋـن اﻟﻌـﺎدة ;ﻣ'ـن أن ;'ـون ﺟـﺎداً‪ .‬واﻟﺟد;ـﺔ ﻻ ﺗﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ ﻋﻣـ ٕوان 'ـﺎن اﻟﻌﻣـ ﯾـدﻓﻊ‬

‫إﻟﯾﻬ ــﺎ‪ ،‬وﻻ ﺗﺣﺗ ــﺎج إﻟ ــﻰ اﺳ ــﺗﻧﺎرة‪ٕ ،‬وان 'ﺎﻧ ــت اﻻﺳ ــﺗﻧﺎرة ﺗﻘﺗﺿ ــﯾﻬﺎ ﻷن اﻟﺟد; ــﺔ ﻫ ــﻲ وﺟ ــود اﻟﻘﺻ ــد‪،‬‬ ‫واﻟﺳﻌﻲ ﻟﺗﺣﻘﯾ ﻫذا اﻟﻘﺻد‪ ،‬إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺣﺳن اﻟﺗﺻور ﻟواﻗﻊ ﻣﺎ ;ﻔ'ر ‪3‬ﻪ‪ .‬ﻓﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ـﺎﻟﺧطر ﻟـ;س‬ ‫‪3‬ﺣﺛﺎً ﻓ;ﻪ ٕواﻧﻣـﺎ ﻫـو ﻻﺗﻘﺎﺋـﻪ‪ ،‬واﻟﺗﻔ'ﯾـر ‪3‬ﺎﻷﻛـﻞ ﻟـ;س ‪3‬ﺣﺛـﺎً ﻓ;ـﻪ‪ٕ ،‬واﻧﻣـﺎ ﻫـو ﻟﻠﺣﺻـول ﻋﻠ;ـﻪ‪ .‬واﻟﺗﻔ'ﯾـر‬ ‫‪3‬ﺎﻟﻠﻌب ﻟ;س ‪3‬ﺣﺛﺎً ﻓﻲ اﻟﻠﻌب‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﻫو ﻣن أﺟﻞ أن ﯾﻠﻌب‪ ،‬واﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻧزﻫﺔ ﻟ;س ‪3‬ﺣﺛﺎً ﻓﻲ اﻟﻧزﻫﺔ‬

‫ٕواﻧﻣﺎ ﻫـو ﻣـن أﺟـﻞ أن ﯾﺗﻣﺗـﻊ ‪3‬ﺎﻟﻧزﻫـﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻔ'ﯾـر ‪3‬ﺎﻟﺳـﯾر إﻟـﻰ ﻏﯾـر ﻫـدف ﻟـ;س ﺗﻔ'ﯾـ اًر ﺑﻬـذا اﻟﺳـﯾر‪،‬‬

‫ٕواﻧﻣﺎ ﻫو ﻣـن أﺟـﻞ طـرد اﻟﺳـﺄم واﻟﻣﻠـﻞ‪ ،‬واﻟﺗﻔ'ﯾـر ﺑوﺿـﻊ اﻟﻘـﺎﻧون ﻟـ;س ‪3‬ﺣﺛـﺎً ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون ﻧﻔﺳـﻪ ﺑـﻞ‬ ‫ﻫو ﻣن أﺟﻞ وﺿﻊ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون‪ .‬وﻫ'ذا 'ﻞ ﺗﻔ'ﯾر ﻣﻬﻣﺎ 'ﺎن ﻧوﻋﻪ‪ ،‬ﻫو ﺗﻔ'ﯾـر ‪3‬ﺎﻟﺷـﻲء أو ﺗﻔ'ﯾـر‬ ‫‪3‬ﺎﻟﻌﻣــﻞ ﺑــذﻟك اﻟﺷــﻲء‪ .‬ﻓــﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﺷــﻲء ﻻ ﺑــد أن ;'ــون ﻣــن أﺟــﻞ ﻣﻌرﻓﺗــﻪ واﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺎﻟﻌﻣــﻞ ﺑــذﻟك‬ ‫اﻟﺷﻲء إﻧﻣﺎ ;'ون ﻣن أﺟﻞ اﻟﻌﻣﻞ ‪3‬ﻪ وﻓﻲ 'ﻠﺗﺎ اﻟﺣـﺎﻟﺗﯾن ﻻ ;ﺻـﺢ أن ﯾـدﺧﻞ اﻟﻌﺑـث ﻓـﻲ أ‪ .‬واﺣـد‬ ‫ﻣﻧﻬﻣﺎ وﻻ ﺗﺗﺣ'م ﻋﺎدة اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﺷﻲء أو ‪3‬ﺎﻟﻌﻣﻞ ‪3‬ﻪ‪ ،‬ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬ﻓـﺈذا أ‪3‬ﻌـد اﻟﻌﺑـث وأ‪3‬ﻌـدت‬ ‫اﻟﻌﺎدة ﻓﺈﻧﻪ ﯾوﺟـد اﻟﺗﻔ'ﯾـر اﻟﺟـﺎد‪ ،‬ﻷﻧـﻪ ﺣﯾﻧﺋـذ ﻣـن اﻟﺳـﻬﻞ إن ﻟـم ;'ـن ﻣـن اﻟﻣﺣـﺗم أن ﯾوﺟـد اﻟﻘﺻـد‬ ‫واﻟﺳﻌﻲ ﻟﺗﺣﻘﯾ ﻫذا اﻟﻘﺻد وﻣن اﻟﺳـﻬﻞ ﺑـﻞ ﻣـن اﻟﻣﺣـﺗم أن ﯾوﺟـد اﻟﺗﺻـور ﻟواﻗـﻊ ﻣـﺎ ;ﻘﺻـدﻩ‪ ،‬أ‪.‬‬ ‫ﻟواﻗﻊ ﻣﺎ ;ﻔ'ر ﻓ;ﻪ‪.‬‬ ‫وﻋﻠ;ﻪ ﻓﺈن اﻟﺟد;ـﺔ ﻣﻣ'ـن أن ﺗﻛـون ﻓـﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾـر اﻟﺳـطﺣﻲ‪' ،‬ﻣـﺎ ﺗوﺟـد ﻓـﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾـر اﻟﻌﻣﯾـ ‬ ‫واﻟﺗﻔ'ﯾ ــر اﻟﻣﺳ ــﺗﻧﯾر‪ٕ ،‬وان ' ــﺎن اﻷﺻ ــﻞ ﻓ ــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر اﻟﻌﻣﯾ ــ واﻟﺗﻔ'ﯾ ــر اﻟﻣﺳ ــﺗﻧﯾر أن ﺗﺣﺻ ــﻞ ﻓ; ــﻪ‬

‫اﻟﺟد;ــﺔ‪ .‬إﻻ أن اﻟﺟد;ــﺔ ﻟ;ﺳــت ﻻزﻣــﺔ ﻟﻠﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬ﺑــﻞ أن أﻛﺛــر ﺗﻔ'ﯾــر اﻟﻧــﺎس ﺧــﺎل ﻣــن اﻟﺟد;ــﺔ‪ .‬ﻓﻬــم‬ ‫;ﻘوﻣون ‪3‬ﺄﻋﻣـﺎﻟﻬم ﻋـن طر‪8‬ـ اﻟﻌـﺎدة و‪3‬ﺣ'ـم اﻻﺳـﺗﻣرار واﻟﻌﺑـث ﻓـﻲ ﺗﻔ'ﯾـرﻫم ﻣوﺟـود ‪3‬ﺷـ'ﻞ ‪3‬ـﺎرز‪.‬‬ ‫وﻟــذﻟك ﻓــﺈن اﻟﺟد;ــﺔ ﻻ ﺑ ــد أن ﺗﺻــطﻧﻊ اﺻــطﻧﺎﻋﺎً‪ ،‬واﻟﻘﺻــد أﺳ ــﺎس ﻟﻬــﺎ‪ ،‬واﻻﺻــطﻧﺎع ﻫــو ﻧﻔ ــس‬

‫‪54‬‬


‫اﻟﻘﺻد‪ ،‬وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﺟب أن ;ﻘـﺎل إن اﻟﺟد;ـﺔ ﻏﯾـر طﺑ;ﻌ;ـﺔ ﺣﺗـﻰ ﻟـو ﻟـوﺣ‪ h‬ﻋﻠـﻰ ‪3‬ﻌـض اﻟﻧـﺎس أﻧـﻪ‬ ‫ﺟد‪ .‬طﺑ;ﻌ;ﺎً‪.‬‬

‫إﻻ أن اﻟﺟد;ﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﻌﻧﻲ ﻟ;س ﻣطﻠ اﻟﺟد;ﺔ‪ ،‬ﺑﻞ اﻟﺟد;ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻓﻲ ﻣﺳـﺗو‪ Z‬ﻣـﺎ ;ﻔ'ـر‬

‫‪3‬ﻪ‪ .‬ﻓﺈن 'ﺎﻧت دون ﻣﺳﺗواﻩ ﻻ ﺗﻌﺗﺑر ﺟد;ﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﺷﺧص اﻟذ‪; .‬ﻔ'ر ‪3‬ـﺎﻟزواج ﺛـم ﻻ ;ﻌﻧـﻰ ‪3‬ﻣـﺎ ;ﺣﻘـ ‬ ‫اﻟزواج ﻻ ;'ون ﺟـﺎداً ﻓـﻲ ﺗﻔ'ﯾـرﻩ ‪3‬ـﺎﻟزواج‪ ،‬واﻟﺷـﺧص اﻟـذ‪; .‬ﻔ'ـر ‪3‬ﺎﻟﺗﺟـﺎرة ﺛـم ﯾﻧﻔـ 'ـﻞ ﻣـﺎ ﯾر‪H‬ﺣـﻪ‬ ‫ﻣن اﻟﺑ;ﻊ ﻟ;س ﺟﺎداً ﻓﻲ ﺗﻔ'ﯾرﻩ ‪3‬ﺎﻟﺗﺟﺎرة‪ ،‬واﻟﺷﺧص اﻟـذ‪; .‬ﻔ'ـر ‪3‬ـﺄن ;'ـون ﻗﺎﺿـ;ﺎً ﺛـم ﻻ ;ﻌﻣـﻞ إﻻ‬

‫‪3‬ﺎﻟﺳﻌﻲ ﻷن ﯾوظﻒ ﻓﻲ ﻣﻧﺻب اﻟﻘﺿﺎء ﻟ;س ﺟﺎداً ‪3‬ـﺄن ;'ـون ﻗﺎﺿـ;ﺎً‪ٕ ،‬واﻧﻣـﺎ ﻫـو ﺟـﺎد ‪3‬ـﺄن ;'ـون‬ ‫ﻣوظﻔـﺎً‪ ،‬واﻟﺷــﺧص اﻟـذ‪; .‬ﻔ'ــر ﺑﺈطﻌـﺎم ﻋ;ﺎﻟــﻪ ﺛــم ﯾﺗﻠﻬـﻰ ‪3‬ﺎﻟﻠﻌــب واﻟـدوران ﻓــﻲ اﻷﺳـواق ﻟــ;س ﺟــﺎداً‬ ‫‪3‬ﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ﺑﺈطﻌﺎم ﻋ;ﺎﻟﻪ‪ ،‬وﻫ'ذا‪.‬‬

‫ﻓﺈن اﻟﺟد;ﺔ ﺗﻘﺿـﻲ ‪3‬ـﺄن ;ﻌﻣـﻞ ﻟﺗﺣﻘﯾـ ﻣـﺎ ;ﻘﺻـد إﻟ;ـﻪ‪ ،‬وأن ;'ـون ﻋﻣﻠـﻪ ﻓـﻲ ﻣﺳـﺗو‪ Z‬ﻣـﺎ‬ ‫;ﻘﺻد إﻟ;ـﻪ‪ .‬ﻓـﺈذا ﻟـم ;ﻌﻣـﻞ ﻟﺗﺣﻘﯾـ ﻣـﺎ ;ﻘﺻـد إﻟ;ـﻪ وﻟـو اﻟوﺻـول إﻟـﻰ ﻓ'ـر ﻣﻌـﯾن أو ;ﻌﻣـﻞ أﻋﻣـﺎﻻً‬ ‫ﻫﻲ دون ﻣﺎ ;ﻘﺻد إﻟ;ﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻟ;س ﺟﺎداً ﻓﻲ ﺗﻔ'ﯾرﻩ‪ .‬ﻓﻘول اﻟﻣرء إﻧﻪ ﺟـﺎد ﻓـﻲ ﺗﻔ'ﯾـرﻩ ﻻ ;'ﻔـﻲ ﻷن‬

‫;'ون ﺟﺎداً‪ ،‬واﺻطﻧﺎﻋﻪ أﺣواﻻً أو ﻣظﺎﻫر أو ﺣر'ﺎت ﻓ'ر‪8‬ﺔ 'ﺎﻧـت أو ﻣﺎد;ـﺔ ﻻ ;'ﻔـﻲ ﻷن ;'ـون‬ ‫ﺟﺎداً‪ ،‬وﻻ ;'ﻔﻲ ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟد;ﺔ ﺑﻞ ﻻ ﺑـد ﻣـن اﻟﻘ;ـﺎم ‪3‬ﺄﻋﻣـﺎل ﻣﺎد;ـﺔ‪ ،‬وأن ﺗﻛـون ﻫـذﻩ اﻷﻋﻣـﺎل‬

‫ﻓــﻲ ﻣﺳــﺗو‪ Z‬ﻣــﺎ ;ﻔ'ــر ‪3‬ــﻪ ﺣﺗــﻰ ;'ــون ﺟــﺎداً‪ ،‬أو ﺣﺗــﻰ ;ﺳــﺗدل ﻋﻠــﻰ أﻧــﻪ ﺟــﺎد ﻓــﻲ ﺗﻔ'ﯾ ـرﻩ‪ .‬ﻓﺎﻟﻘ;ــﺎم‬ ‫‪3‬ﺎﻷﻋﻣــﺎل اﻟﻣﺎد;ــﺔ‪ ،‬وأن ﺗﻛــون ﻫــذﻩ اﻷﻋﻣــﺎل ﻓــﻲ ﻣﺳــﺗو‪ Z‬ﻣــﺎ ;ﻔ'ــر ‪3‬ــﻪ أﻣــر ﺿــرور‪ .‬ﺣﺗــﻰ ﺗوﺟــد‬ ‫اﻟﺟد;ﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬أو ﺣﺗﻰ ;ﺳﺗدل ﻋﻠﻰ وﺟود ﻫذﻩ اﻟﺟد;ﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر‪.‬‬ ‫واﻷﻣم واﻟﺷﻌوب اﻟﻣﻧﺣطﺔ‪ ،‬واﻷﻓراد اﻟﻛﺳﺎﻟﻰ أو اﻟذﯾن ﯾﺗﺟﻧﺑون اﻷﺧطﺎر أو اﻟذﯾن ﯾﺗﻣﻠﻛﻬم‬ ‫اﻟﺣ;ﺎء أو اﻟﺧوف أو اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر‪ ،‬ﻓﺈن ﻫؤﻻء ﺟﻣ;ﻌـﺎً ﻏﯾـر ﺟـﺎدﯾن ﻓ;ﻣـﺎ ;ﻔ'ـرون ‪3‬ـﻪ‪ .‬ﻷن‬ ‫اﻻﻧﺣطﺎ‪ a‬ﯾﺟﻌﻞ اﻟﻣرء ;ﺳﺗﻬو‪ .‬اﻷﺳﻬﻞ‪ ،‬ﻓـﻼ ;ﻌﻧـﻲ ﻧﻔﺳـﻪ ‪3‬ﺎﻷﺷـ اﻷﺻـﻌب‪ ،‬واﻟﻛﺳـﻞ ﯾﺗﻧـﺎﻓﻰ ﻣـﻊ‬ ‫اﻟﺟد;ﺔ‪ ،‬واﺗﻘﺎء اﻷﺧطﺎر ;ﺻرف ﻋن اﻟﺟد;ﺔ‪ ،‬واﻟﺣ;ﺎء واﻟﺧوف واﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾـر ;ﺣـول دون‬ ‫اﻟﺟد;ﺔ‪ .‬وﻟذﻟك ﻻ ﺑد ﻣن رﻓﻊ اﻟﻔ'ـر واﻟﻘﺿـﺎء ﻋﻠـﻰ اﻟﻛﺳـﻞ وﺣـب اﻗﺗﺣـﺎم اﻷﺧطـﺎر‪ ،‬واﻟﺗﻔر‪8‬ـ ﺑـﯾن‬ ‫اﻟﺣ; ــﺎء و‪ H‬ــﯾن ﻣ ــﺎ ﯾﺟ ــب أن ;ﺳ ــﺗﺣﯾﻰ ﻣﻧ ــﻪ‪ ،‬واﻟﺷ ــﺟﺎﻋﺔ وﺟﻌ ــﻞ اﻻﻋﺗﻣ ــﺎد ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــﻧﻔس ﺳ ــﺟ;ﺔ ﻣ ــن‬ ‫اﻟﺳﺟﺎ;ﺎ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﺗوﺟد اﻟﺟد;ﺔ ﻓﻲ اﻷﻓراد واﻟﺷﻌوب واﻷﻣم‪ .‬ﻷن اﻟﺟد;ﺔ ﻻ ﺗوﺟد ‪3‬ﺷ'ﻞ ﻋﻔو‪ .‬ﺑﻞ ﻻ‬ ‫ﺑد ﻣن اﺻطﻧﺎع إﯾﺟﺎدﻫﺎ‪.‬‬ ‫أﻣﺎ ﺿرورة وﺟود اﻟﺟد;ﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬ﻓﻬو أﻧﻪ ﻟ;س اﻟﻘﺻد ﻣـن اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﻫـو إﯾﺟـﺎد اﻟﻔ'ـر‬ ‫ﻓﺣﺳب‪ ،‬ﺑﻞ ﯾﺟب أن ;'ون اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﻣـن أﺟـﻞ اﻻﻧﺗﻔـﺎع ﺑﻬـذا اﻟﻔ'ـر أ‪ .‬اﻧﺗﻔـﺎع‪ .‬و‪3‬ﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﻻ ﺑـد أن‬ ‫;'ـون اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻣــن أﺟــﻞ اﻟﻌﻣـﻞ‪ .‬ﻓﺎﻷﻓ'ــﺎر اﻟﺗــﻲ ﯾﻧﺗﺟﻬــﺎ اﻟﻌﻠﻣـﺎء واﻟﻣﻔ'ــرون واﻟﻣﻌــﺎرف اﻟﺗــﻲ ﯾﺟـر‪.‬‬ ‫اﻟﺗوﺻﻞ إﻟﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻟ;ﺳت ﻟﻠﻣﺗﻌﺔ ﻓﻘ` وﻻ ﻟﻠﺗﻣﺗﻊ واﻟﻠذة ﺑﻬذﻩ اﻷﻓ'ﺎر‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﻣـن أﺟـﻞ اﻟﺣ;ـﺎة وﻣـن‬ ‫أﺟــﻞ اﻟﻌﻣــﻞ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﺣ;ــﺎة‪ .‬وﻟــذﻟك ﯾﺧطــﻰء ﻣــن ;ﻘــول‪ :‬إن اﻟﻌﻠــم ;طﻠــب ﻟــذات اﻟﻌﻠــم‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻻ‬ ‫‪55‬‬


‫ﻗ;ﻣﺔ ﻟﻠﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧ;ﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺟرد أﻓ'ﺎر ﯾﺗﻠذذ ﺑﻬﺎ‪ .‬وﻻ ﻗ;ﻣﺔ ﻷ‪ .‬ﻋﻠـم ﻻ ;ﻣ'ـن اﻻﻧﺗﻔـﺎع ‪3‬ـﻪ‪ .‬ﻷن‬ ‫اﻟﻌﻠم ﻻ ;طﻠب ﻟﻠﺗﻠذذ ‪3‬ﻪ‪ٕ ،‬واﻧﻣـﺎ ﺗطﻠـب اﻟﻣﻌرﻓـﺔ ﻟﻠﻌﻣـﻞ ﺑﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺣ;ـﺎة‪ .‬وﻟـذﻟك ﻻ ﻧﺳـﺗط;ﻊ أن‬ ‫ﻧﻘول إن اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﯾوﻧﺎن وﻣن ﻗﻠدﻫم ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء 'ﺎﻧوا ﺟﺎدﯾن ﻓﻲ ﺗﻔ'ﯾرﻫم‪ ،‬وﻻ ﻧﺳﺗط;ﻊ أن ﻧﻘول‬ ‫إن اﻟﻌﻠﻣــﺎء اﻟﻣﺗــﺄﺧر‪8‬ن ﻋﻧــد اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن اﻟــذﯾن ﺟﻌﻠـوا ﻋﻠــوم اﻟ‪3‬ﻼﻏــﺔ 'ﺎﻟﻔﻠﺳــﻔﺔ‪' ،‬ﺣواﺷــﻲ اﻟﺳــﻌد ﻓــﻲ‬ ‫ﻋﻠوم اﻟ‪3‬ﻼﻏﺔ‪' ،‬ـﺎﻧوا ﺟـﺎدﯾن ﻓـﻲ ﺗﻔ'ﯾـرﻫم‪ ،‬ﻷن ﻫـذا اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﻻ ;ﺳـﺗﻔﺎد ﻣﻧـﻪ ﻓـﻲ اﻟﺣ;ـﺎة ‪3‬ﺷـﻲء ﻣـﺎ‪،‬‬ ‫وﻟــ;س ﻓ;ــﻪ إﻻ اﻻﺳــﺗﻣﺗﺎع ‪3‬ﺎﻟد ارﺳــﺔ واﻟ‪3‬ﺣــث‪ .‬ﺻــﺣ;ﺢ أن اﻟﺷــﻌراء واﻷد‪3‬ــﺎء ﻻ ﯾﻧﺗﻔــﻊ ﺑﺗﻔ'ﯾــرﻫم ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﺣ;ــﺎة‪ ،‬وﻟﻛــن ﻻ ﯾﻧﺗﻔــﻊ ‪3‬ــﻪ ﻣــن ﺣﯾــث اﻟﻘ;ــﺎم ‪3‬ﺎﻷﻋﻣــﺎل ٕوان 'ــﺎن ﻗــد ﯾﻧﺗﻔــﻊ ‪3‬ــﻪ‪ ،‬وﻟﻛــن إﻧﺗــﺎﺟﻬم ﻫــو‬ ‫ﻧﻔﺳــﻪ ﻣﻧﻔﻌــﺔ‪ ،‬ﻓــﺈن ﻗ ـراءة اﻟﻘﺻــﯾدة وﻗ ـراءة اﻟﻧﺻــوص اﻷدﺑ;ــﺔ 'ــﺎﻟﻧﺛر ‪3‬ﺄﻧواﻋــﻪ‪ ،‬ﺗوﺟــد ﻟــذة وﺗوﺟــد‬ ‫اﻧﺗﻌﺎﺷﺎً‪ ،‬ﻓﻬم ﻗـد ﻋﻣﻠـوا اﻟﻧﺻـوص ٕوان 'ﺎﻧـت ﻫـﻲ ﻧﻔﺳـﻬﺎ ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﺗﻔ'ﯾـر‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻻ ;ﺻـﺢ أن ;ﻘـﺎل‬ ‫إﻧﻬـم ﻟ;ﺳـوا ﺟـﺎدﯾن‪ .‬ﺑــﻞ ﻣــﻧﻬم اﻟﺟـﺎدون اﻟﻣﺟﯾــدون ٕوان 'ــﺎن ﻓـﯾﻬم ﻣــن ﻟــ;س ﺟـﺎداً وﻻ ﻣﺟﯾــداً‪ .‬وﻫــذا‬ ‫ﺑﺧﻼف اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﻓﺈن اﻟﺗﻔ'ﯾر ﺑﻬـﺎ إﻧﻣـﺎ ﺟـﺎء ﻟﻠوﺻـول إﻟـﻰ اﻟﺣﻘـﺎﺋ ‪ ،‬وﻣـﺎ ورد ﻓﯾﻬـﺎ ﻟـ;س ﺣﻘـﺎﺋ وﻻ‬ ‫;ﻣت إﻟﻰ اﻟﺣﻘﺎﺋ ‪3‬ﺻﻠﺔ‪ .‬و‪H‬ﺧﻼف ﻋﻠﻣﺎء اﻟ‪3‬ﻼﻏﺔ اﻟـذﯾن أﻟﻔوﻫـﺎ ﻋﻠـﻰ طـراز اﻟﻔﻠﺳـﻔﺔ ﻓـﺈن ﺗﻔ'ﯾـرﻫم‬ ‫إﻧﻣﺎ 'ﺎن ﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟ‪3‬ﻼﻏﺔ ﻓﻲ اﻟﻘول وﻟ;'ون اﻟﻧﺎس ﺑﻠﻐﺎء ﻓﻲ اﻟﻘول‪ ،‬وﻣﺎ ورد ﻓﯾﻬـﺎ ﻻ ﯾوﺟـد ‪3‬ﻼﻏـﺔ‬ ‫وﻻ ;ﻣــت إﻟــﻰ اﻟ‪3‬ﻼﻏــﺔ ‪3‬ﺻــﻠﺔ‪ .‬وﻟــم ;'ــن إﻧﺗــﺎﺟﻬم ﺳــو‪ Z‬ﻣــدﻋﺎة ﻟﻠ‪3‬ﺣــث وﻟــذة اﻟ‪3‬ﺣــث دون اﻟوﺻــول‬ ‫إﻟﻰ اﻟﻐﺎ;ﺔ اﻟﺗﻲ أﻧﺗﺟوا ﻣن أﺟﻠﻬﺎ‪ .‬ﻷﻧﻬم ﻟم ﯾﻧﺗﺟوا ﻣـن أﺟـﻞ ﻟـذة اﻟ‪3‬ﺣـث ﺑـﻞ أﻧﺗﺟـوا ﻟﺷـﻲء آﺧـر‪،‬‬ ‫وﻟذﻟك ﻟم ;'وﻧوا ﺟﺎدﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬ﻻ ﻷﻧﻬم ﻟم ;ﺻﻠوا إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾر‪8‬دون‪ ،‬ﺑﻞ ﻷن طﺑ;ﻌﺔ ﻣﺎ أﻧﺗﺟوﻩ‬ ‫;ﺳــﺗﺣﯾﻞ أن ﯾوﺻــﻞ إﻟــﻰ ﻣــﺎ ﯾر‪8‬ــدون‪ .‬وﻟــو 'ــﺎﻧوا ﺟــﺎدﯾن ﻓــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻟﻣــﺎ أﻧﺗﺟـوا ﻫــذﻩ اﻟﻔﻠﺳــﻔﺔ وﻟﻣــﺎ‬ ‫أﻧﺗﺟـوا ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن ﻋﻠــوم اﻟ‪3‬ﻼﻏــﺔ‪ .‬ﻷن اﻟﺟد;ــﺔ ﺗﻘﺗﺿــﻲ اﻟﻘﺻــد‪ ،‬واﻟﻘﺻــد ﻣــن ﺷــﺄﻧﻪ أن ﯾوﺻــﻞ‬ ‫إﻟﻰ اﻟﻐﺎ;ﺔ ﻓﻬم ﻟم ;ﻘﺻدوا ﺳو‪ Z‬اﻟ‪3‬ﺣث ﻣﺟرد اﻟ‪3‬ﺣث‪ .‬ﻓﻬم ‪3‬ﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻏﯾر ﺟﺎدﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر‪.‬‬ ‫واﻟﺟد;ﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻻ ﺗﺳـﺗﻠزم ﻗﺻـر اﻟﻣﺳـﺎﻓﺔ ﺑـﯾن اﻟﻔ'ـر واﻟﻌﻣـﻞ وﻻ ﺗﻘﺗﺿـﻲ طوﻟﻬـﺎ‪ .‬ﻷن‬ ‫اﻟﻌﻣﻞ ﻫو ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﻔ'ر‪ ،‬ﻓﻘد ;ﻔ'ر اﻟﻣرء ‪3‬ﺎﻟذﻫﺎب إﻟﻰ اﻟﻘﻣر وﻗـد ﺗطـول اﻟﻣﺳـﺎﻓﺔ ﺑـﯾن ﻫـذا اﻟﺗﻔ'ﯾـر‬ ‫و‪H‬ﯾن اﻟوﺻول‪ .‬وﻗد ;ﻔ'ر ‪3‬ﺎﻷﻛﻞ وﻗد ﺗطول اﻟﻣﺳـﺎﻓﺔ ﺑـﯾن اﻟﺗﻔ'ﯾـر و‪H‬ـﯾن اﻟﻘ;ـﺎم ‪3‬ﺎﻷﻛـﻞ‪ .‬وﻗـد ;ﻔ'ـر‬ ‫ﺑﺈﻧﻬ ــﺎض أﻣﺗ ــﻪ وﻗ ــد ﺗﻘﺻ ــر اﻟﻣﺳ ــﺎﻓﺔ ﺑ ــﯾن ﺗﻔ'ﯾـ ـرﻩ و‪ H‬ــﯾن وﺟ ــود اﻟﻧﻬﺿ ــﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﻣﺳ ــﺄﻟﺔ ﻟ;ﺳ ــت ‪3‬ط ــول‬ ‫اﻟﻣﺳــﺎﻓﺔ أو ﻗﺻــرﻫﺎ‪ ،‬ﻷن اﻟﻣﺳــﺎﻓﺔ ﺑــﯾن اﻟﺗﻔ'ﯾــر واﻟﻌﻣــﻞ‪ ،‬ﻻ ﺿــرورة ﻷن ﺗﻛــون ﻗﺻــﯾرة أو طو‪8‬ﻠــﺔ‪،‬‬ ‫ﺑــﻞ ﻗــد ﺗﻛــون ﻗﺻــﯾرة وﻗــد ﺗﻛــون طو‪8‬ﻠــﺔ‪ .‬ﺑــﻞ اﻟﻣﻬ ـم ﻫــو أن ﯾوﺟــد ﻋﻣــﻞ ﻣــن ﺟ ـراء اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬ﺳ ـواء‬ ‫أوﺟــدﻩ ﻧﻔــس اﻟﻣﻔ'ــر أو أوﺟــدﻩ ﺳ ـواﻩ‪ .‬ﻓــﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ﯾﺟــب أن ﯾﻧــﺗﺞ ﻋﻣ ـﻼً ﺳ ـواء أﻛــﺎن 'ﻼﻣ ـﺎً 'ﺎﻟﺷــﻌراء‬ ‫واﻷد‪3‬ـﺎء أو 'ـﺎن أﻋﻣـﺎﻻً 'ﺎﻟﻌﻠﻣــﺎء ﻓـﻲ اﻟﻌﻠـوم اﻟﺗﺟر‪8‬ﺑ;ـﺔ‪ ،‬أو 'ــﺎن ﺧططـﺎً 'ﻌﻠﻣـﺎء اﻟﺳ;ﺎﺳـﺔ وﻋﻠﻣــﺎء‬

‫اﻟﺣرب‪ .‬أو 'ﺎن ﻓﻌﻼً ﻣﺎد;ﺎً 'ﺎﻟﺣرب واﻷﻛﻞ واﻟﺗﻌﻠ;م وﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻷﻓﻌﺎل‪.‬‬

‫وﻋﻠ;ــﻪ ﻓــﺈن اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ .‬ﺣﺗــﻰ ﯾﻧــﺗﺞ اﻟﻧﺗﯾﺟــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻓ'ــر ﺑﻬــﺎ‪ ،‬ﻻ ﺑــد أن ;'ــون ﺟــد;ﺎً ﺳـواء أﻧــﺗﺞ‬ ‫‪3‬ﺎﻟﻔﻌــﻞ ام أﺧﻔــ ﻓــﻲ اﻹﻧﺗــﺎج‪ .‬ﻓﺎﻟﺟد;ــﺔ أﻣــر ﺿــرور‪ .‬ﻓــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ .‬و‪H‬ــدون اﻟﺟد;ــﺔ ;'ــون اﻟﺗﻔ'ﯾــر‬ ‫‪56‬‬


‫ﻋﺑﺛ ـﺎً ﻓــﻲ ﻋﺑــث أو ﻟﻬ ـواً وﻟﻌ‪ 3‬ـﺎً‪ ،‬أو رﺗﯾ‪ 3‬ـﺎً ;ﺳــﯾر ﻋﻠــﻰ وﺗﯾ ـرة واﺣــدة ‪3‬ﺣ'ــم اﻟﻌــﺎدة و‪3‬ﺣ'ــم اﻟﺗﻘﻠﯾــد‪.‬‬ ‫واﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟرﺗﯾــب ;ﺳــﺗﻣر‪Z‬ء اﻟﺣ;ــﺎة اﻟﺗــﻲ ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﻣﻔ'ــر واﻟﺣ;ــﺎة اﻟﺗــﻲ ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﻧــﺎس‪ ،‬و‪38‬ﻌــد ﻋــن‬

‫اﻷذﻫﺎن ﻓ'رة اﻟﺗﻐﯾﯾر واﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﺗﻐﯾﯾر‪.‬‬ ‫واﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ــﺎﻟﺗﻐﯾﯾر ﺿــرور‪ .‬ﻟﻠﺣ;ــﺎة ﻷن ر'ــود اﻟﺣ;ــﺎة واﻻﺳﺗﺳــﻼم ﻟﻸﻗــدار ﻫــو ﻣــن أﺧطــر‬ ‫اﻵﻓــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﺟﻌــﻞ اﻟﺷــﻌوب واﻷﻣــم ﺗﻧﻘــرض وﺗﻧــدﺛر ﻣــﻊ اﻷﺣــداث واﻷ;ــﺎم‪ .‬وﻟــذﻟك 'ــﺎن اﻟﺗﻔ'ﯾــر‬ ‫‪3‬ﺎﻟﺗﻐﯾﯾر ﻣـن أﻫـم أﻧـواع اﻟﺗﻔ'ﯾـر‪ .‬واﻟﺗﻔ'ﯾـر ‪3‬ـﺎﻟﺗﻐﯾﯾر ﻻ ;ﺳﺗﺳـ;ﻐﻪ اﻟﺧـﺎﻣﻠون وﻻ ;ﻘﺑﻠـﻪ اﻟﻛﺳـﺎﻟﻰ‪ ،‬ﻷن‬ ‫اﻟﺗﻐﯾر ﺛﻣﻧﻪ ‪3‬ﺎﻫ‪ .h‬وﻷن ﻣن ﺗﺗﺣ'م ﻓﯾﻬم اﻟﻌﺎدات ﯾـرون ﻓـﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾـر ‪3‬ـﺎﻟﺗﻐﯾﯾر ﺿـر اًر ﻋﻠـﯾﻬم وﻧﻘـﻼً‬ ‫ﻟﻬــم ﻣــن ﺣــﺎل إﻟ ــﻰ ﺣــﺎل‪ ،‬وﻟــذﻟك ;ﺣﺎر‪ H‬ــﻪ اﻟﻣﻧﺣطــون واﻟﻛﺳ ـﺎﻟﻰ‪ ،‬و;ﻘــﻒ ﻓ ــﻲ وﺟﻬــﻪ ﻣــن ;ﺳ ــﻣون‬ ‫‪3‬ﺎﻟﻣﺣـﺎﻓظﯾن‪ ،‬وﻣــن ﯾﺗﺣ'ﻣــون ﻓــﻲ رﻗــﺎب اﻟﻌ‪3‬ــﺎد وأرزاﻗﻬــم‪ .‬ﻟــذﻟك 'ــﺎن اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ــﺎﻟﺗﻐﯾﯾر ﺧطـ اًر ﻋﻠــﻰ‬

‫ﺻﺎﺣ‪3‬ﻪ‪ ،‬و'ﺎن ﻣن أﺷد ﻣﺎ ;ﺣﺎرب ﺣر‪H‬ﺎً ﻻ ﻫوادة ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬ﺑﯾن ﺟﻣ;ﻊ أﻧواع اﻟﺗﻔ'ﯾر‪.‬‬

‫واﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﺗﻐﯾﯾر‪ ،‬ﺳواء أﻛﺎن ﺗﻐﯾﯾ اًر ﻟﻧﻔوس اﻷﻓراد أو ﺣﺎﻟﻬم أو ﺗﻐﯾﯾ ار ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻌﺎت أو ﺗﻐﯾﯾـ اًر‬

‫ﻷوﺿــﺎع اﻟﺷــﻌوب واﻷﻣــم أو ﻏﯾــر ذﻟــك ﻣﻣــﺎ ;ﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ ﺗﻐﯾﯾــر‪ ،‬ﯾﺟــب أن ﯾﺑــدأ ‪3‬ﺎﻷﺳــﺎس اﻟــذ‪.‬‬ ‫;ﻌـ ــ;ش ﻋﻠ;ـ ــﻪ اﻹﻧﺳـ ــﺎن و‪3‬ﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻌـ ــﺎت اﻟﺗـ ــﻲ ﻻ أﺳـ ــﺎس ﻟﻬـ ــﺎ أو ﺗﻘـ ــوم ﻋﻠـ ــﻰ أﺳـ ــﺎس ﺧـ ــﺎطﻰء‪ ،‬أو‬ ‫اﻷوﺿـﺎع اﻟﺗـﻲ ﺗﺳــﯾر ﻋﻠـﻰ طر‪8‬ــ ﻏﯾـر ﻣﺳــﺗﻘ;م‪ .‬ﻫـذا اﻷﺳــﺎس اﻟـذ‪ .‬ﺗﻘــوم ﻋﻠ;ـﻪ اﻟﺣ;ــﺎة ﻫـو اﻟــذ‪.‬‬ ‫ﯾرﻓﻊ اﻟﺣ;ﺎة أو ﯾﺧﻔﺿﻬﺎ‪ ،‬وﻫو اﻟذ‪; .‬ﺳﻌد اﻹﻧﺳـﺎن أو ;ﺷـﻘ;ﻪ‪ ،‬وﻫـو اﻟـذ‪ .‬ﯾوﺟـد وﺟﻬـﺔ اﻟﻧظـر ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﺣ;ﺎة و‪3‬ﺣﺳب وﺟﻬﺔ اﻟﻧظر ﻫذﻩ ﯾﺧوض اﻹﻧﺳﺎن ﻣﻌﺗرك اﻟﺣ;ﺎة‪.‬‬

‫ﻓــﺄوﻻً ﯾﻧظــر إﻟــﻰ ﻫــذا اﻷﺳــﺎس‪ ،‬ﻓــﺈن 'ــﺎن ﻋﻘﯾــدة ﻋﻘﻠ;ــﺔ ﺗﺗﺟــﺎوب ﻣــﻊ ﻓط ـرة اﻹﻧﺳــﺎن ﻓﺈﻧــﻪ‬ ‫ﺣﯾﻧﺋذ ﻻ ;ﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﻐﯾﯾر وﻻ ;ط أر ﻋﻠﻰ ﻗﻠب أ‪3 .‬ﺷر وﻻ ﻓـﻲ ذﻫـن أ‪ .‬إﻧﺳـﺎن ﻓ'ـرة اﻟﺗﻐﯾﯾـر ﻓـﻲ‬ ‫ﻫذا اﻷﺳﺎس‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻫو اﻷﺳﺎس اﻟذ‪ .‬ﯾﺟب أن ﺗﻘوم ﻋﻠ;ﻪ اﻟﺣ;ﺎة‪ .‬ﻷن اﻟﺗﻐﯾﯾر إﻧﻣﺎ ﯾوﺟد ﺣﯾث ﻻ‬ ‫ﺗﻛون اﻷﺷ;ﺎء ﺻﺣ;ﺣﺔ‪ ،‬وﺣﯾث ﻻ ﺗﻛون اﻷﻣـور ﻣﺳـﺗﻘ;ﻣﺔ‪ ،‬وﺣﯾـث ;'ـون اﻟﺧطـﺄ ﻣـﺎﺛﻼً ﻟﻠﻌﻘـﻞ‪ ،‬أو‬

‫‪3‬ــﺎر اًز ﻟﻣﺷــﺎﻋر طﺎﻗــﺔ اﻹﻧﺳــﺎن اﻟﺣﯾو;ــﺔ‪ .‬ﻓــﺈذا ﻣــﺎ 'ــﺎن اﻟﻌﻘــﻞ ﻣوﻗﻧ ـﺎً ‪3‬ﺷــ'ﻞ ﺟــﺎزم ‪3‬ﺻــﺣﺔ اﻟﺷــﻲء‬

‫واﺳــﺗﻘﺎﻣﺔ اﻷﻣــر و'ﺎﻧــت ﻣﺷــﺎﻋر اﻟطﺎﻗــﺔ اﻟﺣﯾو;ــﺔ ﻣﺷــ‪3‬ﻌﺔ وﻣرﺗﺎﺣــﺔ ﻓــﺈن ﻓ'ـرة اﻟﺗﻐﯾﯾــر ﺗﻧﻌــدم 'ﻠ;ـﺎً‪.‬‬ ‫وﻟــذﻟك ﻓﺈﻧــﻪ ﻻ ﯾﺗــﺄﺗﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ــﺎﻟﺗﻐﯾﯾر‪ ،‬إذا 'ــﺎن أﺳــﺎس اﻟﺣ;ــﺎة ﻋﻘﯾــدة ﻋﻘﻠ;ــﺔ ﺗﺗﺟــﺎوب ﻣــﻊ ﻓط ـرة‬

‫اﻹﻧﺳـﺎن‪ .‬أﻣـﺎ إذا 'ـﺎن اﻷﺳـﺎس اﻟــذ‪; .‬ﻌـ;ش ﻋﻠ;ـﻪ اﻹﻧﺳـﺎن‪ ،‬و;ﻘــوم ﻋﻠ;ـﻪ اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ وﺗﺳـﯾر ‪3‬ﺣﺳــ‪3‬ﻪ‬ ‫اﻷوﺿــﺎع‪ ،‬ﻏﯾــر ﻣوﺟــود أﺻــﻼ أو ﻣوﺟــوداً ‪3‬ﺷــ'ﻞ ﺧــﺎطﻰء‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻣــن اﻟﻌﺑــث أن ﯾﺟــر‪ .‬اﻟﺗﻔ'ﯾــر‬ ‫‪3‬ﺎﻟﺗﻐﯾﯾر ﻷ‪ .‬ﺷﻲء ﻗﺑـﻞ اﻟﺗﻐﯾﯾـر ﻓـﻲ اﻷﺳـﺎس‪ ،‬أ‪ .‬ﻗﺑـﻞ اﻟﺗﻐﯾﯾـر ﻓـﻲ اﻟﻌﻘﯾـدة اﻟﺗـﻲ ;ﻌﺗﻘـدﻫﺎ اﻟﻧـﺎس‪.‬‬

‫وﻟــذﻟك ﻓــﺈن اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن وﻗــد ﻧﻌﻣ ـوا ‪3‬ﺎﻟﻌﻘﯾــدة اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﺟــﺎوب ﻣــﻊ ﻓط ـرة اﻹﻧﺳــﺎن‪' ،‬ــﺎن واﺟ‪ 3‬ـﺎً‬

‫ﻋﻠــﯾﻬم أن ;ﺣــدﺛوا اﻟﺗﻐﯾــر ﻓــﻲ اﻟﻧــﺎس اﻟــذﯾن ﻻ ﻋﻘﺎﺋــد ﻟﻬــم‪ ،‬أو ﻟﻬــم ﻋﻘﺎﺋــد ﻓﺎﺳــدة ;ﻣﺟﻬــﺎ اﻟﻌﻘــﻞ وﻻ‬

‫ﺗﺗﺟﺎوب ﻣﻊ ﻓطرة اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬وﻣن ﻫﻧـﺎ 'ـﺎن ﻓرﺿـﺎً ﻋﻠـﯾﻬم أن ;ﺣﻣﻠـوا اﻟـدﻋوة اﻹﺳـﻼﻣ;ﺔ إﻟـﻰ ﺟﻣ;ـﻊ‬

‫‪57‬‬


‫اﻟﻧﺎس ﻏﯾر اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﻟو أد‪ Z‬ذﻟك إﻟﻰ اﻟﻘﺗﺎل ٕواﻟﻰ ﺧوض اﻟﻣﻌﺎرك ﻣﻊ اﻟﻛﻔﺎر أ‪ .‬ﻣـﻊ اﻟـذﯾن ﻻ‬ ‫ﺗوﺟد ﻟدﯾﻬم اﻟﻌﻘﯾدة اﻟﻌﻘﻠ;ﺔ اﻟﻣﺗﺟﺎو‪3‬ﺔ ﻣﻊ ﻓطرة اﻹﻧﺳﺎن‪.‬‬

‫ﻓــﺎﻟﺗﻐﯾﯾر ﯾﺟــب أن ﯾﺑــدأ ‪3‬ﺎﻷﺳــﺎس‪ .‬ﻓــﺈذا ﻏﯾــر ﻫــذا اﻷﺳــﺎس وﺣــﻞ ﻣﺣﻠــﻪ اﻷﺳــﺎس اﻟﻣﻘطــوع‬ ‫‪3‬ﺻﺣﺗﻪ وﺻدﻗﻪ‪ ،‬ﻓﺣﯾﻧﺋذ ;ﻔ'ر ‪3‬ﺎﻟﺗﻐﯾﯾر ‪3‬ﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت واﻷوﺿﺎع‪ .‬وﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣﺟﺗﻣﻌـﺎت واﻷوﺿـﺎع‪،‬‬ ‫إﻧﻣﺎ ;'ون ﺑﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣﻘـﺎﯾ;س واﻟﻣﻔـﺎﻫ;م واﻟﻘﻧﺎﻋـﺎت‪ .‬ذﻟـك أﻧـﻪ إذا وﺟـد اﻷﺳـﺎس اﻟﺻـﺣ;ﺢ اﻟﺻـﺎدق‪،‬‬ ‫ﻓﺈﻧــﻪ ;'ــون اﻟﻣﻘ;ــﺎس اﻷﺳﺎﺳــﻲ ﻟﺟﻣ;ــﻊ اﻟﻣﻘــﺎﯾ;س‪ ،‬واﻟﻣﻔﻬــوم اﻷﺳﺎﺳــﻲ ﻟﺟﻣ;ــﻊ اﻟﻣﻔــﺎﻫ;م‪ ،‬واﻟﻘﻧﺎﻋــﺔ‬ ‫اﻷﺳﺎﺳــ;ﺔ ﻟﺟﻣ; ــﻊ اﻟﻘﻧﺎﻋ ــﺎت‪ .‬ﻓﻣﺗ ــﻰ وﺟــد ﻫ ــذا اﻷﺳ ــﺎس أﻣ' ــن ﺣﯾﻧﺋــذ ﺗﻐﯾﯾ ــر اﻟﻣﻘ ــﺎﯾ;س واﻟﻣﻔ ــﺎﻫ;م‬ ‫واﻟﻘﻧﺎﻋ ــﺎت‪ ،‬و‪3‬ﺎﻟﺗ ــﺎﻟﻲ أﻣ' ــن اﻟﺗﻐﯾﯾ ــر ‪3‬ﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻌ ــﺎت واﻷوﺿ ــﺎع ﻷﻧ ــﻪ ﺗﺗﻐﯾ ــر ‪ 3‬ــﻪ اﻟﻘ ــ;م 'ﻠﻬ ــﺎ‪ ،‬ﻗ ــ;م‬ ‫اﻷﺷــ;ﺎء‪ ،‬وﻗــ;م اﻷﻓ'ــﺎر و‪3‬ﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﺗﺗﻐﯾــر ﻣﻘوﻣــﺎت اﻟﺣ;ــﺎة‪ .‬ﻓــﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ــﺎﻟﺗﻐﯾﯾر ﻻ ﺑــد أن ;'ــون ﻋﻧــد‬ ‫اﻹﻧﺳ ــﺎن‪ ،‬أو ﻻ ﺑ ــد أن ﯾوﺟ ــد ﻋﻧ ــد اﻹﻧﺳ ــﺎن‪ .‬و' ــﻞ ﻣ ــن ;ﻣﻠ ــك ﻋﻘﯾ ــدة ﻋﻘﻠ;ـ ـﺔ ﻣﺗﺟﺎو‪ 3‬ــﺔ ﻣ ــﻊ ﻓطـ ـرة‬ ‫اﻹﻧﺳـﺎن‪ ،‬ﯾوﺟـد ﻟد;ـﻪ اﻟﺗﻔ'ﯾـر ‪3‬ـﺎﻟﺗﻐﯾﯾر إﻣـﺎ ‪3‬ـﺎﻟﻘوة ‪3‬ـﺎن ;'ـون 'ﺎﻣﻧـﺎً ﻓ;ـﻪ‪ٕ ،‬واﻣـﺎ ‪3‬ـﺎﻟﺗﻐﯾﯾر 'ـﺄن ﯾ‪3‬ﺎﺷــر‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻌﻼً أﺛﻧﺎء ﺧوﺿﻪ ﻣﻌﺗرك اﻟﺣ;ﺎة‪.‬‬

‫واﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ــﺎﻟﺗﻐﯾﯾر ﻻ ;ﻌﻧــﻲ أﻧ ـﻪ ﻣوﺟــود ﻋﻧــد اﻟــذﯾن ;ﺷــﻌرون ‪3‬ﺿــرورة ﺗﻐﯾﯾــر أﺣ ـواﻟﻬم أو‬

‫أﻓ'ﺎرﻫم‪ ،‬ﺑﻞ ﻫو ﻣوﺟود ﻣﺎ دام ﻓﻲ اﻟﻛـون ﺣﺎﻟـﺔ ﺗﻘﺗﺿـﻲ اﻟﺗﻐﯾﯾـر‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻓـﺈن اﻟﺗﻔ'ﯾـر ‪3‬ـﺎﻟﺗﻐﯾﯾر ﻻ‬ ‫;ﻘﺗﺻــر ﻋﻠــﻰ ﺗﻐﯾﯾــر اﻟﻣــرء ﻟﺣﺎﻟــﻪ وﻻ ﺗﻐﯾﯾــرﻩ ﻟﻣﺟﺗﻣﻌــﻪ وﻻ ﺗﻐﯾﯾ ـرﻩ ﻟﺷــﻌ‪3‬ﻪ وأﻣﺗــﻪ‪ ،‬ﺑــﻞ ﻫــو ﻣوﺟــود‬ ‫ﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﻐﯾر‪ ،‬ﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﻧﺎس اﻵﺧر‪8‬ن واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻷﺧر‪ Z‬واﻷوﺿﺎع اﻷﺟﻧﺑ;ﺔ‪ .‬ﻓﺈن اﻹﻧﺳﺎن ﻓ;ـﻪ‬ ‫ﺧﺎﺻ;ﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧ;ﺔ وﻫﻲ ﺗﻘﺿﻲ ‪3‬ﺎﻟﻧظر ﻟﻺﻧﺳﺎن أﯾﻧﻣﺎ 'ﺎن‪ ،‬ﺳواء أﻛﺎن ﻓﻲ ﺑﻠدﻩ أو ﻓﻲ ﻏﯾر ﺑﻠدﻩ‪،‬‬ ‫وﺳواء 'ﺎن ﻓﻲ دوﻟﺗﻪ أو ﻓﻲ ﻏﯾر دوﻟﺗﻪ‪ ،‬وﺳواء 'ﺎن ﻓﻲ أﻣﺗﻪ أو ﻓﻲ ﻏﯾر أﻣﺗﻪ‪ .‬ﻓﺎﻟﺗﻐﯾﯾر ;ﺣـﺎول‬ ‫اﻹﻧﺳﺎن إﺣداﺛﻪ ﻓﻲ 'ﻞ ﻣ'ﺎن ;ﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻟﺗﻐﯾﯾر‪.‬‬ ‫واﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﺗﻐﯾﯾر ﯾﻧ‪3‬ﻊ ﻣن ﻗـ اررة اﻟـﻧﻔس وﺗـدﻓﻊ إﻟ;ـﻪ وﻗـﺎﺋﻊ اﻟﺣ;ـﺎة‪ ،‬ﺑـﻞ ﯾوﺟـدﻩ ﻣﺟـرد اﻟﺷـﻌور‬ ‫‪3‬ﺎﻟﺣ;ــﺎة‪ ،‬وﻫــو ٕوان 'ﺎﻧــت ﺗﻘﺎوﻣــﻪ اﻟﻘــو‪ Z‬اﻟﺗــﻲ ﺗﺷــﻌر أن اﻟﺗﻐﯾﯾــر ﺧطــر ﻋﻠﯾﻬــﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻣوﺟــود ﺣﺗــﻰ‬

‫ﻟد‪ Z‬ﻫذﻩ اﻟﻘو‪ .Z‬ﻓوﺟودﻩ ﻓـﻲ اﻹﻧﺳـﺎن أﻣـر ﺣﺗﻣـﻲ‪ .‬إﻻ أن ﺟﻌـﻞ اﻟﻧـﺎس ;ﻔ'ـرون ‪3‬ـﺎﻟﺗﻐﯾﯾر‪ ،‬إﻣـﺎ أن‬

‫;ــﺄﺗﻲ ‪3‬ﺎﻹﻗﻧــﺎع ٕواﻣــﺎ أن ;ــﺄﺗﻲ ‪3‬ــﺎﻟﻘوة اﻟﻘــﺎﻫرة‪ .‬وﻣﺗــﻰ ﺣﺻــﻞ اﻟﺗﻐﯾﯾــر ‪3‬ﺎﻟﻔﻌــﻞ أو إدراك ﻗ;ﻣــﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾــر‬ ‫ﻓﺈﻧــﻪ ;ﺻــ‪3‬ﺢ اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ــﺎﻟﺗﻐﯾﯾر ﺳــﻬﻼً ﻣ;ﺳــو اًر‪ .‬ﻷﻧــﻪ ;ﻌﯾــد إﻟــﻰ اﻟﻧــﺎس ﺷــﻌورﻫم ‪3‬ﺿــرورة اﻟﺗﻐﯾﯾــر‪،‬‬

‫و‪3‬ﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﯾوﺟــد ﻟــدﯾﻬم اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ــﺎﻟﺗﻐﯾﯾر‪ .‬وﻟــذﻟك 'ــﺎن ﻟ ازﻣـﺎً ﻋﻠــﻰ 'ــﻞ ﻣﺳــﻠم أن ;'ــون ﻟد;ــﻪ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‬

‫‪3‬ﺎﻟﺗﻐﯾﯾر‪.‬‬

‫ﻫذﻩ ﻋﺷرة أﻧواع ﻣـن اﻟﺗﻔ'ﯾـر‪ ،‬أو ﻋﺷـرة ﻧﻣـﺎذج ﻟﻠﺗﻔ'ﯾـر وﻫـﻲ 'ﺎﻓ;ـﺔ ﻹﻋطـﺎء ﺻـورة ﻋـن‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ .‬وﻫــﻲ ٕوان 'ﺎﻧــت ﺗﺷــﻣﻞ اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﺑﺗــداء‪ ،‬واﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟــذاﺗﻲ واﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻋــن طر‪8‬ــ اﻟﺣــس‪،‬‬ ‫واﻟﺗﻔ'ﯾر ﻋن طر‪ 8‬اﻟﺳﻣﺎع‪ ،‬إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺷﻣﻞ 'ذﻟك اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻓﻲ ﻓﻬم اﻟﻧﺻوص‪ ،‬اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﻓ;ﻣـﺎ ;ﻘـ أر‪.‬‬ ‫وﻟﻛــن اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﻣــﺎ ;ﻘ ـ أر ;ﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ ‪3‬ﺣــث ﺧــﺎص‪ ،‬وﻟﻔــت ﻧظــر ﻣﻌــﯾن‪ .‬ذﻟــك أن اﻟﻘ ـراءة وﺣــدﻫﺎ ﻻ‬ ‫‪58‬‬


‫ﺗوﺟد اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬ﺑﻞ ﻻ ﺑد ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ 'ﯾﻒ ﯾﺟر‪ .‬اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص إذا ﻗرأﻫﺎ اﻹﻧﺳﺎن‪ .‬ذﻟك أن‬ ‫اﻟﻘ ـراءة واﻟﻛﺗﺎ‪3‬ــﺔ ﻫــﻲ وﺳــﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗﻔ'ﯾــر وﻟ;ﺳــت ﻫــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ .‬ﻓ'ﺛﯾــر ﻣــن اﻟــذﯾن ;ﻘ ـرأون ﻻ ;ﻔ'ــرون‪،‬‬ ‫و'ﺛﯾــر ﻣــن اﻟــذﯾن ;ﻘ ـرأون و;ﻔ'ــرون ﻻ ;ﺳــﺗﻘ;م ﻟــدﯾﻬم ﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬وﻻ ;ﺻــﻠون إﻟــﻰ اﻷﻓ'ــﺎر اﻟﺗــﻲ ﻋﺑــر‬ ‫ﻋﻧﻬــﺎ اﻟﻛــﻼم‪ .‬وﻣــن ﻫﻧــﺎ 'ــﺎن ﻣــن اﻟﺧطــﺄ أن ;ظــن أﺣــد أن ﱡ‬ ‫ﺗﻌﻠ ـم اﻟﻘ ـراءة واﻟﻛﺗﺎ‪3‬ــﺔ ;ﻌﻠــم اﻟﻧــﺎس أو‬ ‫ﯾــﻧﻬض اﻷﻣــم‪ .‬ﻓ'ــﺎن ﻣــن اﻟﺧطــﺄ أن ﺗوﺟــد ﻋﻧﺎ;ــﺔ ﺑﺈ ازﻟــﺔ اﻷﻣ;ــﺔ ﻣــن أﺟــﻞ ﺗﻌﻠــ;م اﻟﻧ ـﺎس وأن ﯾوﺟــﻪ‬ ‫اﻟﺟﻬــد ﻟﻣﺣــو اﻷﻣ;ــﺔ ﻣــن أﺟــﻞ إﻧﻬــﺎض اﻟﺷــﻌب أو اﻷﻣــﺔ‪ .‬ﻷن اﻟﻘ ـراءة واﻟﻛﺗﺎ‪3‬ــﺔ ﻻ ﺗﻐــذ‪ .‬اﻟﻌﻘــﻞ‬ ‫‪3‬ﺷ ــﻲء‪ ،‬وﻻ ﺗ‪3‬ﻌـ ـث ﻻ ﻓ ــﻲ اﻟ ــﻧﻔس وﻻ ﻓ ــﻲ اﻟﻌﻘ ــﻞ أ‪ .‬داﻓ ــﻊ ﻟﻠﺗﻔ'ﯾ ــر‪ ،‬ﻷن اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر ﯾوﺟ ــدﻩ اﻟواﻗ ــﻊ‬ ‫واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ‪ .‬واﻟﻘراءة ﻟ;ﺳت واﻗﻌﺎً ;ﻔ'ر ﻓ;ﻪ‪ ،‬وﻻ ﻣﻌﻠوﻣـﺎت ;ﻔﺳـر ﺑﻬـﺎ اﻟواﻗـﻊ ﻓـﻼ ﻗ;ﻣـﺔ ﻟﻬـﺎ‬

‫ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾـر‪ٕ ،‬واﻧﻣـﺎ ﻫـﻲ ﺗﻌﺑﯾـر ﻋـن اﻷﻓ'ـﺎر ﻓﻣﺟـرد ﻗراءﺗﻬـﺎ ﻻ ﺗوﺟـد اﻷﻓ'ـﺎر ﻓـﻲ اﻟـذﻫن وﻻ ﺗ‪3‬ﻌـث‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ .‬وﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻷﻓ'ﺎر‪ ،‬ﻓﺈذا 'ﺎن اﻟﻘـﺎر‪Z‬ء ;ﺣﺳـن ﻓﻬـم ﻫـذا اﻟﺗﻌﺑﯾـر وﺟـدت‬ ‫ﻟد;ﻪ اﻷﻓ'ﺎر ﻣن إﺣﺳﺎن ﻓﻬﻣﻪ ﻻ ﻣن اﻟﻘـراءة ٕواذا 'ـﺎن ﻻ ;ﺣﺳـن اﻟﻔﻬـم‪ ،‬ﻻ ﺗوﺟـد ﻟد;ـﻪ أﻓ'ـﺎر وﻟـو‬

‫ﻗ أر ﺳﺎﻋﺎت أو ﺳﻧﯾن‪ .‬وﻟذﻟك ﻻ ﺑد ﻣن ‪3‬ﺣث اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻧﺻوص و'ﯾﻒ ﺗﻔﻬم ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص‪.‬‬

‫إن أﻫــم اﻟﻧﺻــوص اﻟﺗــﻲ ﺗﺳــطر أر‪H‬ﻌــﺔ ﻧﺻــوص ﻫــﻲ‪ :‬اﻟﻧﺻــوص اﻷدﺑ;ــﺔ‪ ،‬واﻟﻧﺻــوص‬ ‫اﻟﻔ'ر‪8‬ــﺔ‪ ،‬واﻟﻧﺻــوص اﻟﺗﺷـر‪8‬ﻌ;ﺔ‪ ،‬واﻟﻧﺻــوص اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ‪ .‬واﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓــﻲ 'ــﻞ ﻣﻧﻬــﺎ أ‪ .‬ﻓﻬﻣــﻪ ﯾﺧﺗﻠــﻒ‬ ‫ﻋــن اﻵﺧــر‪ٕ ،‬وان 'ــﺎن ﻓﻬــم ﺟﻣ;ﻌﻬــﺎ ;ﺳــﯾر ﻋﻠــﻰ طر‪8‬ﻘــﺔ واﺣــدة ﻫــﻲ اﻟطر‪8‬ﻘــﺔ اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ‪ .‬وﻟــم ﺗــذ'ر‬ ‫اﻟﻧﺻوص اﻟﻌﻠﻣ;ﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻛﺎد ﺗﻛون ﻧﺻوﺻﺎ ﺧﺎﺻﺔ ‪3‬ﺎﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺗﺟر‪8‬ﺑ;ﺔ‪ ،‬وﻻ ;'ﺎد ;ﻌﻧﻰ‬ ‫ﺑﻬﺎ ﻏﯾرﻫم‪ .‬أﻣﺎ اﻟﻧﺻوص اﻷر‪H‬ﻌﺔ ﻓﻬﻲ ﻣطروﺣﺔ ﻟﺟﻣ;ﻊ اﻟﻧﺎس وﻓـﻲ إﻣ'ـﺎن 'ـﻞ واﺣـد أن ;ﻔﻬﻣﻬـﺎ‬ ‫إذا ﺗ;ﺳرت ﻟﻪ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻔﻬم‪.‬‬ ‫أﻣــﺎ اﻟﻧﺻــوص اﻷدﺑ;ــﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬــﺎ ﻧﺻــوص ﻣوﺿــوﻋﺔ ﻟﻠــذة وﻫــز اﻟﻣﺷــﺎﻋر ٕوان ﺣــوت ﻣﻌــﺎرف‬ ‫;ﺳــﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬــﺎ اﻟﻌﻘــﻞ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻫــﻲ ﺗﻌﻧـﻰ ‪3‬ﺎﻷﻟﻔــﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾــب أﻛﺛــر ﻣــن ﻋﻧﺎﯾﺗﻬــﺎ ‪3‬ﺎﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ‪ .‬واﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ‬ ‫ٕوان 'ﺎﻧت ﻻ ﺑد أن ﺗﻛون ﻣﻘﺻودة ﻟﻠﺷﺎﻋر واﻷدﯾب‪ ،‬وﻟﻛن اﻟﻘﺻد اﻷول ﻫـو اﻷﻟﻔـﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾـب‪.‬‬

‫ﺻــﺣ;ﺢ أن اﻷﻟﻔــﺎ‪ z‬ﺗــدل ﻋﻠــﻰ ﻣﻌــﺎن واﻟﺗراﻛﯾــب ﺗــدل ﻋﻠــﻰ ﻣﻌــﺎن‪ ،‬وﻟﻛــن اﻟﺷــﺎﻋر واﻷدﯾــب ;ﺻــب‬ ‫ﺟﻬدﻩ ﻋﻠﻰ اﻷﻟﻔـﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾـب ﻷداء ﻫـذﻩ اﻟﻣﻌـﺎﻧﻲ‪ .‬ﺻـﺣ;ﺢ أﻧﻬـم ;ﻘوﻟـون إن اﻟ‪3‬ﻼﻏـﺔ ﻫـﻲ اﻟﻣﻌﻧـﻰ‬ ‫اﻟﺟﻣﯾــﻞ ﻓــﻲ اﻟﻠﻔــ‪ h‬اﻟﺟﻣﯾــﻞ واﻟﺗر'ﯾــب اﻟﺟﻣﯾــﻞ‪ ،‬وﻟﻛــن اﻟﺷــﺎﻋر واﻷدﯾــب ٕوان ﻋﻧــﻰ ﻧﻔﺳــﻪ ﺑﺗﺻـ ّـﯾد‬ ‫ﯾﺗﺻﯾدﻫﺎ ﻣن أﺟﻞ أن ;ﺻوﻏﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﻔ‪ h‬ﺟﻣﯾـﻞ وﺗر'ﯾـب ﺟﻣﯾـﻞ‪ .‬ﻓـﺎﻟﻠﻔ‪ h‬واﻟﺗر'ﯾـب‬ ‫اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ‬ ‫ّ‬ ‫أو ﺻ ــ;ﺎﻏﺔ اﻟﻣﻌ ــﺎﻧﻲ إﻧﻣ ــﺎ ﻫ ــﻲ ﻓ ــﻲ اﻟﺻ ــورة اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺧ ــرج ﺑﻬ ــﺎ ﻫ ــذا اﻟﻣﻌﻧ ــﻰ‪ ،‬ﻓ ــﻲ ذﻟ ــك اﻟﻠﻔ ــ‪ h‬أو‬

‫اﻟﺗر'ﯾب‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺻ;ﺎﻏﺔ ﻟﻸﻟﻔﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾب ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺻ;ﺎﻏﺔ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ‪ .‬وﺻﺣ;ﺢ أ;ﺿﺎً أن‬

‫اﻟﻣراد ﻣـن اﻟﻧﺻـوص ﻫـو أداء اﻟﻣﻌـﺎﻧﻲ‪ ،‬وﻟﻛـن ﻫـذا ﻓـﻲ اﻟﻧﺻـوص ﻋﺎﻣـﺔ‪ .‬أﻣـﺎ اﻟﻧﺻـوص اﻷدﺑ;ـﺔ‬ ‫ﻓﺈﻧ ــﻪ ﻟ ــ;س اﻟﻐﺎ; ــﺔ ﻣﻧﻬ ــﺎ أداء اﻟﻣﻌ ــﺎﻧﻲ ﻓﺣﺳ ــب‪ ،‬ﺑ ــﻞ اﻟﻐﺎ; ــﺔ ﻣﻧﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻷﺻ ــﻞ ﻫ ــو إﺛ ــﺎرة اﻟﻘ ــﺎر‪Z‬ء‬ ‫‪59‬‬


‫واﻟﺳﺎﻣﻊ‪ ،‬وﻟ;س إﻋطﺎءﻩ اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﺣﺳب‪ .‬ﻓﺎﻹﺛﺎرة ﻫﻲ اﻟﻣﻘﺻود ﻓﻲ اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ‪ .‬وﻟـذﻟك ﯾﺧﺗـﺎر‬ ‫اﻟﺷــﺎﻋر واﻷدﯾــب اﻷﻟﻔــﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾــب اﺧﺗ;ــﺎ اًر‪ ،‬و;ﻘﺻــد ﻓﯾﻬــﺎ أن ﺗﺗﺻــﻒ ﻋ‪3‬ﺎرﺗــﻪ ‪3‬ــﺎﻟﺗﻔﺧ;م واﻟﺗﻌﻣــ;م‪،‬‬

‫واﻟوﻗوف ﻋﻧد ﻣواطن اﻟﺟﻣﺎل واﻟﺗﺄﺛﯾر‪ٕ ،‬واﺛﺎرة اﻟﻌواطﻒ ٕواﯾﺟﺎد اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت‪ .‬وﻟذﻟك ﺗﺟد اﻟﻧﺻوص‬ ‫اﻷدﺑ;ﺔ ﺗﺗﻣﯾز ‪3‬ﺎﻟﻌ‪3‬ﺎرات اﻟﺗﻲ ﺗﺻﺎغ ﺑﻬﺎ اﻷﻓ'ﺎر وﺗﺧرج اﻟﺻور‪ ،‬ﺛـم اﻟﻌﻧﺎ;ـﺔ ‪3‬ﺎﻟﺻـور ﺛـم ‪3‬ﺎﺧﺗ;ـﺎر‬

‫ﻓﻬﻣﻪ ﻣن اﻷﻓ'ﺎر أن ;ﺳﺗط;ﻊ ﺻوﻏﻬﺎ ٕواﺧراﺟﻬﺎ ﻓـﻲ ﺻـورة ﻣﺛﯾـرة وﻣـؤﺛرة‪ .‬ﻓﺎﻷﺻـﻞ ﻫـو‬ ‫اﻷﻓ'ﺎر‪ّ .‬‬ ‫اﻟﺗﻌﺑﯾــر وﻫــو اﻟﺗﺻــو‪8‬ر أو إﺧ ـراج اﻟﺻــورة‪ ،‬واﻷﻓ'ــﺎر أداة أو وﺳــﯾﻠﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﺗﺻــو‪8‬ر واﻟﺻــورة ﻫﻣــﺎ ﻣــﺎ‬ ‫;ﻌﻧ ــﻲ اﻟﺷ ــﺎﻋر واﻷدﯾ ــب ﻧﻔﺳ ــﻪ ﺑﻬﻣ ــﺎ‪ ،‬و;ﻌﻧ ــﻲ ﻧﻔﺳ ــﻪ ‪3‬ﺎﻷﻓ' ــﺎر‪ ،‬ﻣ ــن ﺣﯾ ــث ﺻ ــﻼﺣﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠﺗﺻ ــو‪8‬ر‬ ‫واﻟﺻــورة اﻟﺗــﻲ ﺗﺧــرج ﺑﻬــﺎ‪ .‬ﻻ ﻣــن ﺣﯾــث ﺻــﺣﺗﻬﺎ وﺻــدﻗﻬﺎ‪ ،‬ﺑــﻞ ﻣــن ﺣﯾــث ﺻــﻼﺣﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠﺗﺻــو‪8‬ر‪.‬‬ ‫ﻷن اﻟﻐﺎ;ـﺔ ﻣـن اﻟـﻧص ﻟـ;س ﺗﻌﻠـ;م اﻟﻧـﺎس ﻟﻸﻓ'ـﺎر ﺑـﻞ إﺛـﺎرة ﻣﺷـﺎﻋرﻫم‪ .‬وﻟـذﻟك ﺗﺻـب ﻓﯾﻬـﺎ اﻟﻌﻧﺎ;ـﺔ‬ ‫ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﺻــو‪8‬ر أ‪ .‬ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﻌﺑﯾــر‪ ،‬وﻟﻬــذا ﻓــﺈن ﻋﻧﺎﯾﺗﻬــﺎ ‪3‬ﻣــﺎ ﯾﺟــر‪ .‬ﻓ;ــﻪ ﻫــذا اﻟﺗﻌﺑﯾــر وﻫــو اﻷﻟﻔــﺎ‪z‬‬ ‫واﻟﺗراﻛﯾــب‪ ،‬ﻻ ‪3‬ﻣــﺎ ;ﺣو;ــﻪ ﻫــذا اﻟﺗﻌﺑﯾــر إﻻ ﻣــن ﺣﯾــث ﺻــﻼﺣﯾﺗﻪ ﻟﻠﺗﺻــو‪8‬ر‪ ،‬أ‪ .‬ﻹﺧ ـراج اﻟﺻــورة‬ ‫اﻟراﺋﻌﺔ اﻟﻣﺛﯾرة‪.‬‬ ‫ﻫــذا ﻫــو واﻗــﻊ اﻟﻧﺻــوص اﻷدﺑ;ــﺔ‪ ،‬وﻣــﺎ دام ﻫــذا واﻗﻌﻬــﺎ ﻓــﺈن اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻠــزم‬ ‫ﻟ ـر‪ `H‬اﻹﺣﺳــﺎس اﻟــذ‪; .‬ﺣﺻــﻞ ﻣــن ﻗ ـراءة اﻟﻧﺻــوص اﻷدﺑ;ــﺔ‪ ،‬ﯾﺟــب أن ﺗﻛــون ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ‬ ‫‪3‬ﺎﻟﺗﺻو‪8‬ر ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ‪3‬ﺎﻟﺻور اﻷدﺑ;ﺔ ﺣﺗﻰ ﯾدرك ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻧص‪ ،‬وﺣﺗﻰ ﺗﺷﺎﻫد اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ أﺧرﺟـت‪،‬‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﻪ اﻟذ‪ .‬أﺧرﺟت ﻋﻠ;ﻪ‪3 ،‬ﻣﻌﻧﻰ أن ﻓﻬم اﻟﻧص اﻷدﺑﻲ ;ﺳﺗﻠزم ﻣﻌﺎرف ﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋـن اﻷﻟﻔـﺎ‪z‬‬ ‫وﻋــن اﻟﺗراﻛﯾــب‪ ،‬أ‪ .‬ﻋــن ﻋﻣﻠ;ــﺔ اﻟﺗﺻــو‪8‬ر وﻣــﺎ ﯾﻠزﻣﻬــﺎ ﻣــن أدوات ووﺳــﺎﺋﻞ و;ﺳــﺗﻠزم ِﻣ ارﻧ ـﺎً ﻋﻠــﻰ‬

‫ﻣﺷــﺎﻫدة اﻟﺻــور واﻟﺗﻣﯾﯾــز ﺑﯾﻧﻬــﺎ‪ ،‬أ‪; .‬ﺳــﺗﻠزم ﺳــﺑ ﻗ ـراءة اﻟﻧﺻــوص اﻷدﺑ;ــﺔ ‪3‬ﺷــ'ﻞ ﯾﺗر‪H‬ــﻰ ﻣﻌــﻪ‬

‫اﻟــذوق واﻟﺗﻣﯾﯾــز واﻹدراك‪ .‬وﻟﻬــذا ﻓــﺈن ﻣــن ﻟــم ﺗﻛــن ﻟد;ــﻪ ﻣﻌرﻓــﺔ ﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ‪3‬ﺎﻟﻧﺻــوص اﻷدﺑ;ــﺔ ﻓﺈﻧــﻪ ﻻ‬ ‫ﯾﺗــﺄﺗﻰ ﻟــﻪ ﻓﻬــم اﻟﻧﺻــوص اﻷدﺑ;ــﺔ ﺣﺗــﻰ ٕوان أظﻬــر اﻟﺗــﺄﺛر ﺑﻬــﺎ واﻟﺗﻘــدﯾر ﻟﻬــﺎ‪ .‬ﻓﺎﻟﻣﺳــﺄﻟﺔ ﻣﺳــﺄﻟﺔ ذوق‬ ‫وﻫــذا اﻟــذوق ﻻ ﯾﺗــﺄﺗﻰ إﻻ ‪3‬ﻌــد اﻟﻣـران و'ﺛـرة اﻟﺗــذوق واﺧــﺗﻼف أﻧـواع ﻣــﺎ ﯾﺗــذوق‪ .‬أ‪ .‬إﻻ ‪3‬ﻌــد ﻗـراءة‬ ‫اﻟﻧﺻوص اﻷدﺑ;ﺔ‪ ،‬واﻹﻛﺛﺎر ﻣن ﻗراءﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠـﻒ أﻧواﻋﻬـﺎ وﺻـورﻫﺎ‪ .‬وﻣﺗـﻰ وﺟـد ﻫـذا اﻟـذوق‬ ‫وﺟد اﻟﻔﻬم ﻟﻠﻧص‪ ،‬ﻷن اﻟﻔﻬم ﻟﻠﻧص اﻷدﺑﻲ ﻟ;س ﻓﻬﻣﺎ ﻟﻣﻌﺎﻧ;ﻪ‪ ،‬ﺑﻞ ﻫو ﺗذوق اﻟﺗر'ﯾب‪ ،‬و;ﺄﺗﻲ ﻣن‬ ‫ﻫذا اﻟﺗذوق ﻓﻬم اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ‪ .‬ﻓﻣﺛﻼً ﻗول اﻟﺷﺎﻋر‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وﻣ َذﱠﻟ ـ ـ ـ ُﺔ اﻟﻔﻘـ ـ ـ ِـر‬ ‫ﺧﻠﻘ ـ ـ ــﺎن ﻻ أرﺿ ـ ـ ــﺎﻫﻣﺎ ﻟﻔﺗ ـ ـ ــﻰ ﺗ ْ; ـ ـ ـ ُﻪ اﻟﻐﻧـ ـ ــﻰ َ‬ ‫ِ‬ ‫ٕواذا َﻓ ِﻘـ ْر َت َﻓِﺗـ ْﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟـ ِ‬ ‫ـدﻫر‬ ‫ـت ﻓـ ــﻼ ﺗﻛـ ـ ْـن َ‪ِ 3‬ط ـ ـ اًر‬ ‫ﻓـ ــﺈذا َﻏﻧﯾـ ـ َ‬ ‫وﻗول اﻟﺷﺎﻋر‪:‬‬ ‫إن اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ زﻋﻣ ـ ـ ـ ْـت ﻓـ ـ ـ ـؤادك‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻣﻠﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬

‫ِ‬ ‫اك 'ﻣﺎ ُﺧﻠِْﻘ َت َﻫ ًو‪Z‬‬ ‫ُﺧﻠَﻘ ْت َﻫو َ‬ ‫ﻟﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫‪60‬‬


‫ـت ﺑﻬ ـ ـ ــﺎ‬ ‫َﻓِ‪3‬ـ ـ ـ ـ َك اﻟ ـ ـ ــذ‪ .‬زﻋﻣ ـ ـ ـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ﻼﻛﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫و' ُ‬

‫ِ‬ ‫اﻟﺻـ‪3‬ﺎ‪َ 3‬ﺔ ُ'ﱠﻠﻬـﺎ‬ ‫ُﯾ ْﺑِد‪.‬‬ ‫ﻟﺻﺎﺣِ‪ِ 3‬ﻪ ﱠ‬

‫ﻫو ﻏﯾر ﻗول اﻟﺷﺎﻋر‪:‬‬ ‫و'ﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ إذا ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺗ ْﻛ َرَﻩ‬ ‫اﻟﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻒ ‪3‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬ ‫ـﺎﻟﻘر‪Z‬‬ ‫ُ‬

‫وﻻ ﻧﺳ ـ ـ ــﺗﺟ ﱡم اﻟﺧﯾ ـ ـ ـ َـﻞ ﺣﺗ ـ ـ ــﻰ‬ ‫ُﻧ ِﻌ ْﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َدﻫﺎ‬ ‫وﻏﯾر ﻗول اﻟﺷﺎﻋر‪:‬‬

‫إذا ﻣـ ـ ـ ــﺎ ﻏﺿـ ـ ـ ــﺑﻧﺎ ﻏﺿـ ـ ـ ــ‪ً 3‬ﺔ‬ ‫ﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِرﱠ‪ً 8‬ﺔ‬ ‫ُﻣ َ‬ ‫إذا ﻣﺎ أﻋرﻧﺎ ﺳﯾداً ﻣن ٍ‬ ‫ﻗﺑﯾﻠﺔ‬ ‫ََْ‬

‫‪3‬ﺎﻟﺳ ـ ـ ـ ِّم‬ ‫وﻫ ـ ـ ـ َﻲ ﱡ‬ ‫اﻟﻌ ـ ـ ـواﻟﻲ ْ‬ ‫أﺗَ ْﺗ ـ ـ ـ ُﻪ َ‬ ‫ﻒ‬ ‫ﺗَ ْرَﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫ﻏـ ـ ـ ـواﻧم ﻣ ـ ـ ــن أﻋ ـ ـ ـ ِ‬ ‫وﻫـ ـ ـ ـﻲ‬ ‫ـداﺋﻧﺎ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ﻒ‬ ‫ُزﱠﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ـﺎب اﻟﺷـ ـ ـ ِ‬ ‫ـﻣس أو‬ ‫ﻫﺗ ْﻛﻧـ ـ ــﺎ ﺣﺟـ ـ ـ َ‬ ‫ط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َر ْت َد َﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎ‬ ‫َﻗ َ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ﺻـ ـ ـ ـ ـﱠﻠﻰ ﻋﻠﯾﻧ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ُذ َر‪ Z‬ﻣ ْﻧ َﺑـ ـ ـ ـ ـر َ‬ ‫وﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﱠﻠ َﻣﺎ‬ ‫َ‬

‫‪61‬‬


‫وﻫــذﻩ اﻟﻐﯾر‪8‬ــﺔ ﻟ;ﺳــت ‪3‬ــﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ ﺑــﻞ ‪3‬ﺎﻟﺻــورة اﻟﺗــﻲ أﺧرﺟﻬــﺎ اﻟﺷــﺎﻋر‪ ،‬و‪3‬ﺎﻟﺗﺻــو‪8‬ر‬ ‫اﻟذ‪ .‬أوﺟـدﻩ‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ٕوان 'ـﺎن واﺣـد ﻣـن ﻫـؤﻻء اﻟﺷـﻌراء ﻗـد ﻫـز اﻟﻘـﺎر‪Z‬ء واﻟﺳـﺎﻣﻊ‪ ،‬وﻟﻛـن اﻟﻬـزة اﻟﺗـﻲ‬ ‫أﺣدﺛﻬﺎ اﻟﺷﺎﻋران اﻷوﻻًن ﻫﻲ ﻏﯾر اﻟﻬزة اﻟﺗـﻲ أﺣـدﺛﻬﺎ اﻟﺷـﺎﻋران اﻵﺧـران‪ .‬وﻣـﺛﻼً ﻗـول اﻷدﯾـب‪" :‬‬ ‫وﻣ ـن أ‪3‬ﻘــﺎﻩ ﷲ ﻣﺎﺿــﻲ َﺣ ـِّد‬ ‫;ــﺎ ﻣــوﻻ‪ .‬وﺳــﯾد‪ .‬اﻟــذ‪ .‬وداد‪ .‬ﻟــﻪ‪ ،‬واﻋﺗﻣــﺎد‪ .‬ﻋﻠ;ــﻪ‪ ،‬واﻣﺗــداد‪ .‬ﻣﻧــﻪ‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ﻒ‬ ‫ـﺎس ﻧﻌﻣﺎﺋــك‪ ،‬أو ﻧﻔﺿــت ﻋﻧــﻲ َ' ـ ﱠ‬ ‫اﻟﻌــزم‪َ ،‬و ِار َ‪َ .‬زْﻧ ـد اﻷﻣــﻞ‪ .‬إن 'ﻧــت ﺳــﻠﺑﺗﻧﻲ _ أﻋــزك ﷲ _ ﻟ‪3‬ـ َ‬ ‫طِﺗ ـك‪3 ،‬ﻌــد أن ﻧظــر اﻷﻋﻣــﻰ إﻟــﻰ ﺗــﺄﻣﻠﻲ ﻟــك‪ ،‬وﺳــﻣﻊ ﺛﻧــﺎﺋﻲ ﻋﻠ;ــك‪ .‬وأﺣــس اﻟﺟﻣــﺎد ‪3‬ﺎﺳــﺗﻧﺎد‪.‬‬ ‫ِﺣ;ﺎ َ‬ ‫ص اﻟﻣــﺎء ﺷــﺎر‪H‬ﻪ‪ ،‬و;ﻘﺗــﻞ اﻟــدواء اﻟﻣﺳﺗﺷـ ِـﻔﻲ ‪3‬ــﻪ‪ ،‬و‪ 8‬ـؤﺗﻰ ِ‬ ‫ﻣﺄﻣﻧــﻪ‬ ‫اﻟ;ــك‪ ،‬ﻻ َﻏ ـ ْرَو ﻗــد َ; ُﻐ ـ ﱡ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اﻟﺣ ـذ ُر ﻣــن َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫اﻟﺣ ْﯾ ُن ﻗد ﺳﺑ ﺟﻬد اﻟﺣر‪8‬ص "‪.‬‬ ‫وﺗﻛون َﻣﻧّ;ﺔ اﻟﻣﺗﻣﻧﻲ ﻓﻲ أﻣﻧﯾﺗﻪ‪ ،‬و َ‬ ‫ظرﻓـﺎً‪ٕ ،‬واﻧـﺎء ُﺷـ ِﺣ َن ِﻣ ازﺣـﺎً ِ‬ ‫ِ‬ ‫وﺟـّداً‪.‬‬ ‫وظر ٌ‬ ‫ﻋﺎء ُﻣﻠﻰء ﻋﻠﻣﺎً‪ْ ،‬‬ ‫ف ُﺣﺷـﻲ َ َ‬ ‫وﻗول اﻷدﯾب " اﻟﻛﺗﺎب و ٌ‬ ‫ٕوان ﺷــﺋت 'ــﺎن أﻋ;ــﺎ ﻣــن ‪3‬ﺎﻗــﻞ‪ٕ ،‬وان ﺷــﺋت 'ــﺎن أﺑــﯾن ﻣــن ﺳــﺣ‪3‬ﺎن واﺋــﻞ‪ٕ ،‬وان ﺷــﺋت ﺿــﺣ'ت ﻣــن‬ ‫ﺑوادرﻩ‪ٕ ،‬وان ﺷﺋت ﻋﺟﺑت ﻣن ﻏراﺋب ﻓواﺋدﻩ "‪.‬‬ ‫ﻫــو ﻏﯾــر ﻗــول اﻷدﯾــب‪ " :‬واﻟﻌﻠــم ﻻ ;ﻌــرف اﻟﻛﻠﻣــﺔ اﻷﺧﯾـرة ﻓــﻲ ﻣﺳــﺄﻟﺔ ﻣــن ﻣﺳــﺎﺋﻠﻪ‪ٕ ،‬واﻧﻣــﺎ‬

‫ﺣﻘﺎﺋﻘﻪ 'ﻠﻬﺎ إﺿﺎﻓ;ﺔ ﻣوﻗوﺗﺔ‪ ،‬ﻟﻬﺎ ﻗ;ﻣﺗﻬﺎ ﺣﺗﻰ ;'ﺷﻒ اﻟ‪3‬ﺣث ﻋﻣﺎ ﯾز‪8‬ﻞ ﻫذﻩ اﻟﻘ;ﻣﺔ أو ;ﻐﯾرﻫﺎ "‪.‬‬

‫وﻏﯾــر ﻗــول اﻷدﯾــب‪ " :‬ﻓﺎﻷﻓ'ــﺎر ﻣﺗﻧوﻋــﺔ واﻵراء ﻣﺗﻌــددة‪ ،‬وﻗﺿ ـﺎ;ﺎ 'ــﻞ ﻋﺻــر ﺗﺧــﺎﻟﻒ ﻣــﺎ‬ ‫ﻗﺑﻠﻬﺎ‪ ،‬و‪8‬راﻫﺎ اﻟ‪3‬ﺎﺣث ﻓ;ظﻧﻬﺎ أول وﻫﻠﺔ ﺟدﯾدة ﻟم ﺗرﺗ‪3 `3‬ﻣﺎ ﻗﺑﻠﻬﺎ ﺑر‪H‬ﺎ‪ ،a‬وﻟـم ﺗﺗﺻـﻞ ‪3‬ـﻪ أ;ـﺔ ﺻـﻠﺔ‬ ‫ﻓ;ﻌﻣﻞ ﻓ'رﻩ ﻓ;ﻣﺎ ﻋﺳﻰ أن ;'ون ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻣن ﻗرا‪3‬ﺔ أو ﻧﺳب‪ ،‬وﻣﺎ ﻗد ;ﺻﻞ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻣن ﺳﺑب "‪.‬‬ ‫وﻫذﻩ اﻟﻐﯾر‪8‬ﺔ ﻟ;ﺳت ‪3‬ﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﺑﻞ ‪3‬ﺎﻟﻛ;ﻔ;ﺔ اﻟﺗﻲ أُّدﯾت ﺑﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ و‪3‬ﺎﻟﺻور‬ ‫اﻟﺗﻲ ;ﺣﺎول 'ﻞ ﻣﻧﻬﻣﺎ أداءﻫﺎ‪ .‬ﻓﺎﻷدﯾ‪3‬ﺎن اﻷوﻻًن‪ :‬أﺣدﻫﻣﺎ ;ﺳﺗﻌطﻒ‪ ،‬واﻵﺧر ;ﺻﻒ 'ﺗﺎ‪3‬ﺎً‪ .‬و'ﻞ‬

‫ﻣﻧﻬﻣــﺎ ﻗــد أد‪ Z‬اﻟﻣﻌﻧــﻰ اﻟــذ‪ .‬ﯾر‪8‬ــدﻩ ‪;'3‬ﻔ;ــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ وأﻋطــﻰ ﺻــورة ﺧﺎﺻــﺔ‪ .‬واﻷدﯾ‪3‬ــﺎن اﻵﺧ ـران‪:‬‬ ‫أﺣـدﻫﻣﺎ ﯾﺗﺣــدث ﻋـن اﻟﻌﻠــم واﻟﺛـﺎﻧﻲ ﯾﺗﺣــدث ﻋــن اﻷﻓ'ـﺎر‪ .‬و'ــﻞ ﻣﻧﻬﻣـﺎ ﯾــؤد‪ .‬اﻟﻣﻌﻧـﻰ ‪;'3‬ﻔ;ــﺔ ﻏﯾــر‬ ‫اﻟﻛ;ﻔ;ﺔ اﻟﺗﻲ أد‪ Z‬ﺑﻬﺎ اﻷدﯾ‪3‬ﺎن اﻷوﻻًن‪.‬‬ ‫وﻟﻛـ ْـن 'ــﻞ ﻣــﻧﻬم ﺟﻣ;ﻌـﺎً ﻟــم ;'ــن ﯾ‪3‬ﺣــث ﻋــن اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ‪ٕ ،‬واﻧﻣــﺎ 'ــﺎن ﯾﻬــﺗم ‪3‬ﺎﻟﺗر'ﯾــب واﻷﻟﻔــﺎ‪z‬‬ ‫و'ﺎﻧـ ــت اﻟﻣﻌـ ــﺎﻧﻲ وﺳـ ــﺎﺋﻞ ﻷداء اﻟﺻـ ــورة اﻟﺗـ ــﻲ ﯾر‪8‬ـ ــد إﺑرازﻫـ ــﺎ‪ .‬ﻓﺣـ ــﯾن ﯾر‪8‬ـ ــد اﻟﻣـ ــرء أن ;ﻔﻬـ ــم ﻫـ ــذﻩ‬ ‫اﻟﻧﺻــوص‪ ،‬ﺷــﻌر‪8‬ﺔ 'ﺎﻧــت أو ﻧﺛر‪8‬ــﺔ‪ .‬ﻻ ;ﺻــﺢ أوﻻً أن ﯾﺟﻬــد ﻧﻔﺳــﻪ ‪3‬ﺎﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺑــﻞ ﯾﺟــب أن ﯾوﺟــﻪ‬ ‫اﻟﺟﻬــد إﻟــﻰ ﻓﻬــم اﻷﻟﻔــﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾــب‪ ،‬و;ــﺄﺗﻲ ﻓﻬــم اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ ﺗ‪3‬ﻌــﺎ ﻟــذﻟك‪ ،‬وﻣــن ﻫﻧــﺎ ﻻ ﺑــد أن ﺗﻛــون‬ ‫ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗــﻪ اﻟﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ‪3‬ﺎﻷﻟﻔــﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾــب ﻻ ‪3‬ﺎﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ‪ .‬وﻷﺟــﻞ أن ﺗﺗﻛــون ﻟد;ــﻪ ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻓــﻲ‬ ‫ذﻟك‪ ،‬ﻻ ﺑد ﻣـن أن ;ﻘـ أر اﻟﻧﺻـوص اﻷدﺑ;ـﺔ 'ﺛﯾـ اًر‪ ،‬وأن ;ﺣـﺎول ﻧﻘـدﻫﺎ وأن ﯾﺟﻬـد ﻓـﻲ اﻟوﻗـوف ﻋﻠـﻰ‬ ‫أﺳرار ﺗراﻛﯾﺑﻬﺎ إﻟﻰ أن ﯾﺗﻛون ﻋﻧدﻩ اﻟذوق‪ ،‬وﻣن وﺟود اﻟذوق ﺗﺗﻛون اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‪ .‬وﻟـذﻟك ﻓـﺈن ﻓﻬـم‬ ‫اﻟﻧﺻــوص اﻷدﺑ;ــﺔ‪ ،‬ﻻ ;ﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ درس وﺗﺣﺻــﯾﻞ وﻻ إﻟــﻰ ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻋــن اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ اﻟﺗــﻲ ﺗﺣو‪8‬ﻬــﺎ‬ ‫‪62‬‬


‫اﻟﻧﺻوص‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ;ﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﻛو‪8‬ن ذوق ﻓﻲ اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬وﻫذا اﻟذوق إﻧﻣـﺎ ﯾﺗﻛـون ‪'3‬ﺛـرة ﻗـراءة‬ ‫اﻟﻧﺻـوص اﻷدﺑ;ــﺔ‪ ،‬ﺣﺗـﻰ ﺗوﺟــد اﻟﻧﺷـوة ﻣــن ﻗراءﺗﻬـﺎ‪ ،‬ﻓ;'ــون اﻟـذوق ﻗــد ﺗﻛـون ﻟــد‪ Z‬اﻹﻧﺳـﺎن‪ .‬وﻓﻬــم‬ ‫اﻟﻧﺻــوص اﻷدﺑ;ــﺔ ﻻ ;ﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ ﻣﻌرﻓــﺔ ‪3‬ــﺎﻟﻧﺣو واﻟﺻــرف وﻻ ﻣﻌرﻓــﺔ ‪3‬ﻌﻠــوم اﻟ‪3‬ﻼﻏــﺔ ﻣــن ﻣﻌــﺎﻧﻲ‬ ‫و‪;H‬ﺎن و‪H‬د;ﻊ‪ ،‬وﻻ ;ﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻓﻘﻪ اﻟﻠﻐﺔ وﻋﻠم اﻟوﺿﻊ‪ ،‬ﻓﺈن ﻫذﻩ وأن اﺳﺗﺣﺳن اﻹﻟﻣﺎم ﺑﻬـﺎ وﻟﻛـن ﻻ‬ ‫;ﺳﺗﺣﺳن اﻟﺗ‪3‬ﺣر ﻓﯾﻬﺎ‪ٕ .‬واﻧﻣﺎ ;ﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺷﻲء واﺣد ﻫو 'ﺛرة ﻗـراءة اﻟﻧﺻـوص‪ ،‬ﺣﺗـﻰ ﯾﺗﻛـون ﻟد;ـﻪ‬ ‫اﻟذوق‪.‬‬ ‫ﻫــذﻩ ﻫــﻲ ';ﻔ;ــﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓــﻲ ﻓﻬــم اﻟﻧﺻــوص اﻷدﺑ;ــﺔ‪ .‬وﻫــﻲ أن ﻓﻬﻣﻬــﺎ ;ﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ وﺟــود‬ ‫ذوق ﺳﺎﺑ ‪ ،‬أ‪ .‬ﻣﻌرﻓﺔ ‪3‬طﺑ;ﻌﺔ اﻟﻧﺻوص ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﺗﻛون اﻟذوق‪ .‬ﻓﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻫﻲ وﺟود‬ ‫اﻟـذوق‪ ،‬واﻟطر‪8‬ــ إﻟ;ــﻪ ﻫــو اﻹﻛﺛــﺎر ﻣــن ﻗـراءة اﻟﻧﺻـوص اﻷدﺑ;ــﺔ ﺣﺗــﻰ ﯾﺗﻛــون ﻫــذا اﻟــذوق‪ٕ .‬واذا ﻟــم‬ ‫ﯾوﺟد اﻟذوق ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ;ﻣ'ن ﻓﻬم اﻟﻧﺻوص اﻷدﺑ;ﺔ‪ ،‬أ‪ .‬ﻻ ;'ون اﻟﺗﻔ'ﯾر ﺑﻬﺎ ﻣﻧﺗﺟﺎً‪ .‬ﺻﺣ;ﺢ أﻧﻪ ﻗد‬ ‫ﯾﺧرج ﺑﺈدراك ﻟﻠﻔ'ر اﻟذ‪ .‬ﺗﺣو;ﻪ‪ ،‬وﻗد ﯾﺧرج ﺑرؤ;ﺔ ﻟﻣﺎ ﺗﻬـدف إﻟ;ـﻪ‪ ،‬وﻟﻛﻧـﻪ ﻻ ﯾﺧـرج ‪3‬ﻔﻬـم ﻟﻬـﺎ‪ ،‬وﻻ‬

‫‪3‬ــﺎﻟوﻗوف ﻋﻠﯾﻬــﺎ‪ .‬ﻷﻧــﻪ ﻟــم ﯾﺗــذوﻗﻬﺎ وﻟــم ;ﻌــرف طﻌﻣﻬــﺎ‪ٕ ،‬واذا ﻟــم ﯾﺗــذوﻗﻬﺎ و;ﻌــرف طﻌﻣﻬــﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻟــم‬ ‫;ﻔﻬﻣﻬﺎ‪ .‬ﻓﺎﻟﻧص اﻷدﺑﻲ ﻓﻬﻣﻪ أن ﺗﻬﺗز إﻟ;ﻪ‪ ،‬وأن ﯾﺛﯾرك و‪8‬ؤﺛر ﻓ;ك‪ .‬وﻫـذا ﻻ ;ﻣ'ـن أن ;ﺣـدث إﻻ‬ ‫إذا 'ــﺎن ﻫﻧــﺎك ذوق ﻟــد‪ Z‬ﻣــن ;ﻘ ـ أر ﻫــذﻩ اﻟﻧﺻــوص‪ .‬وﻣــن ﻫﻧــﺎ 'ــﺎن ﻣــﺎ ﯾﻠــزم ﻟﻔﻬــم اﻟﻧﺻــوص ﻫــو‬ ‫وﺟود اﻟذوق‪.‬‬ ‫أﻣــﺎ اﻟﻧﺻــوص اﻟﻔ'ر‪8‬ــﺔ ﻓــﺈن اﻟﻣﻌــﺎرف اﻟﻌﻘﻠ;ــﺔ ﻫــﻲ اﻷﺳــﺎس ﻓــﻲ ﺑﻧــﺎء اﻟــﻧص‪ ،‬واﻟﻌﻧﺎ;ــﺔ ﻓ;ــﻪ‬ ‫ﻣوﺟﻬﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ أوﻻً ﺛم إﻟﻰ اﻷﻟﻔﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾب‪ .‬وﻫو ﻟﻐﺔ اﻟﻌﻘﻞ ﻻ ﻟﻐﺔ اﻟﻌﺎطﻔﺔ‪ .‬واﻟﻐرض ﻣﻧﻪ‬ ‫أداء اﻷﻓ'ﺎر ﻻ ﺳ;ﻣﺎ اﻟﺣﻘﺎﺋ ‪ ،‬ﻗﺻد ﺧدﻣﺔ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ٕواﺛﺎرة اﻟﻌﻘول‪ .‬واﻟﻛﻠﻣﺎت واﻟﺗراﻛﯾب ﻓ;ـﻪ ﺗﺗﻣﯾـز‬ ‫‪3‬ﺎﻟدﻗــﺔ واﻟﺗﺣدﯾــد واﻻﺳﺗﻘﺻــﺎء‪ .‬وﻫــو ;ﻘــوم ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻘــﻞ ‪3‬ﻐــض اﻟﻧظــر ﻋــن اﻟﻌواطــﻒ‪ ،‬وﻋﻠــﻰ ﻧﺷــر‬ ‫اﻟﺣﻘـﺎﺋ اﻟﻔ'ر‪8‬ــﺔ واﻟﻣﻌـﺎرف اﻟﺗــﻲ ;ﺣﺗـﺎج اﻟوﺻــول إﻟﯾﻬـﺎ إﻟــﻰ ﺟﻬـد وﺗﻌﻣــ ‪ .‬وﻟـذﻟك ﻓــﺈن اﻟﻧﺻــوص‬ ‫اﻟﻔ'ر‪8‬ــﺔ ﺗﺧــﺎﻟﻒ اﻟﻧﺻــوص اﻷدﺑ;ــﺔ ﺗﻣــﺎم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔــﺔ‪ .‬ذﻟــك أن اﻟــﻧص اﻷدﺑــﻲ ﻻ ;ﻘــﻒ ﻋﻧــد اﻟﺣﻘــﺎﺋ ‬ ‫واﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬وﻻ ;ﻘﺻد ﻣﻧﻪ ﺗﻐذ;ﺔ اﻟﻌﻘﻞ ‪3‬ﺎﻷﻓ'ﺎر‪ٕ .‬واﻧﻣﺎ ;ﺣﺎول ﺗﻘر‪8‬ـب ﻫـذﻩ اﻟﺣﻘـﺎﺋ إﻟـﻰ اﻷذﻫـﺎن‪،‬‬ ‫وﻟﻛﻧﻪ ﯾﺧﺗـﺎر أﺑرزﻫـﺎ وأﻫﻣﻬـﺎ‪ ،‬أ‪ .‬ﯾﺧﺗـﺎر ﻣـﺎ ;ﺳـﺗط;ﻊ أن ﯾﺟـد ﻓ;ـﻪ ﻣظﻬـ اًر ﻟﺟﻣـﺎل ظـﺎﻫر أو ﺧﻔـﻲ‪،‬‬

‫أ‪ .‬ﯾﺧﺗﺎر ﻣﺎ ﯾوﺟد اﻟﺗﺄﺛر واﻻﻧﻔﻌﺎل‪ ،‬وﺗﻛون اﻷﻟﻔﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾب اﻟﺗﻲ ﺗؤد‪ .‬ﻫذﻩ اﻷﻓ'ﺎر ﻋﻠﻰ وﺟﻪ‬ ‫ﯾﺛﯾر اﻟﻘراء و‪8‬ﺛﯾـر اﻟﺳـﺎﻣﻌﯾن‪ ،‬ﻓﯾﻬـز ﻣﺷـﺎﻋرﻫم‪ ،‬و‪38‬ﻌـث ﻓـﯾﻬم ﻣـﺎ ;ﻘﺗﺿـ;ﻪ ﻫـذا اﻻﻧﻔﻌـﺎل ﻣـن ﻏ‪3‬طـﺔ‬ ‫ورﺿـﺎ‪ ،‬أو ﺳــﺧ` وﻏﺿــب‪ .‬وﻫــذا ﺑﺧــﻼف اﻟــﻧص اﻟﻔ'ــر‪ ،.‬ﻓﺈﻧــﻪ ;ﻘﺻــد ‪3‬ــﻪ ﺗﻐذ;ــﺔ اﻟﻌﻘــﻞ ‪3‬ﺎﻷﻓ'ــﺎر‪،‬‬ ‫ﻓﻬو ;ﻘﻒ ﻋﻧد ﺣد اﻟﺣﻘـﺎﺋ واﻟﻣﻌـﺎرف ‪3‬ﻐـض اﻟﻧظـر ﻋـن 'وﻧﻬـﺎ ﺗﻬـز اﻟﻣﺷـﺎﻋر أو ﻻ ﺗﻬزﻫـﺎ‪ .‬ﻓﻬـو‬

‫ﯾﺗﻘﺻد اﺟﺗﻼء اﻷﻓ'ﺎر وﻟ;س ﺗﻘر‪8‬ﺑﻬﺎ‪ .‬وﺣﺳن إﺑرازﻫﺎ‪ ،‬وﻟ;س ﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺟﻣﺎل‪ .‬وﻣﺎ ﯾوﺟد ﻗﻧﺎﻋـﺔ‬ ‫اﻟﻌﻘﻞ ودﻗـﺔ اﻷداء‪ .‬وﻻ ;ﻌﻧـﻰ أﺑـداً ‪3‬ﻣـﺎ ﯾﺛﯾـرﻩ ﻫـذا ﻣـن ﺳـﺧ` أو رﺿـﺎ‪ ،‬ﻣـن ﺳـرور أو ﻏﺿـب‪ .‬ﺑـﻞ‬

‫‪63‬‬


‫;ﻌﻧﻰ ‪3‬ﺄداء اﻟﻔ'ـر 'ﻣـﺎ ﻫـو‪ ،‬و‪8‬ﺟﻌـﻞ ﺻـورة اﻟﻔ'ـر واﺿـﺣﺔ وﻟـ;س ﺻـورة اﻟﺗر'ﯾـب‪ .‬وﻣـن ﻫﻧـﺎ 'ـﺎن‬ ‫ﻓﻬم اﻟﻧﺻوص اﻟﻔ'ر‪8‬ﺔ ﯾﺧﺎﻟﻒ 'ﻞ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻓﻬم اﻟﻧﺻوص اﻷدﺑ;ﺔ‪.‬‬ ‫واﻟﺗﻔ'ﯾ ــر ﻓ ــﻲ اﻟﻧﺻ ــوص اﻟﻔ'ر‪ 8‬ــﺔ‪ ،‬أ‪ .‬ﻓﻬﻣﻬ ــﺎ ﻻ ﯾﺗ ــﺄﺗﻰ إﻻ ﺑوﺟ ــود ﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت ﺳ ــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋ ــن‬ ‫ﻣوﺿــوع اﻟــﻧص‪ ،‬ﻓــﺈذا ﻟــم ﺗوﺟــد ﻫــذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ اﻟﻣــذ'ورة‪ ،‬ﻻ ;ﻣ'ــن أن ;ﻔﻬــم اﻟــﻧص ﻷﻧــﻪ‬ ‫;ﻌﺑر ﻋن واﻗﻊ ﻣﻌﯾن ﻓﺈذا ﻟم ﺗوﺟد ﻟد;ﻪ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺳـﺎ‪3‬ﻘﺔ ;ﻔﺳـر ﺑﻬـﺎ ﻫـذا اﻟواﻗـﻊ‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﻻ ;ﻣ'ـن أن‬ ‫;ﻔﻬﻣﻪ وﻻ ‪3‬ﺣﺎل ﻣـن اﻷﺣـوال‪ .‬واﻷﺳـﻠوب اﻟﻔ'ـر‪ ،.‬ﻻ ﺑـد أن ﺗﻛـون اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﺳـﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻟﻔﻬﻣـﻪ ﻣﻣـﺎ‬ ‫;' ــون ﻣ ــدﻟوﻟﻬﺎ ﻣ ــدر'ﺎً‪ ،‬ﻓ ــﺈذا 'ﺎﻧ ــت اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت اﻟﺳ ــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻗ ــد ﻋرﻓ ــت ﻣﺟ ــرد ﻣﻌرﻓ ــﺔ دون أن ;' ــون‬ ‫ﻣـدﻟوﻟﻬﺎ ﻣـدر'ﺎً واﻗﻌــﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﻻ ;ﻣ'ـن ﻓﻬــم اﻟـﻧص اﻟﻔ'ـر‪ ..‬ﻷن اﻟــﻧص اﻟﻔ'ـر‪; .‬ﻌﺑـر ﻋــن ﻓ'ـر‪ ،‬ﻟــﻪ‬

‫واﻗﻊ وﻟﻪ ﻣدﻟول‪ ،‬وﻟ;س ﻣﺟرد ﻓ'ر ﻓﺈذا ﻓﻬم اﻟﻔ'ر ﻓﻬﻣﺎً ﻟﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠ;ﻪ‪ ،‬ﻻ إدراﻛﺎً ﻟواﻗﻌﻪ‪ ،‬وﻻ رؤ;ـﺔ‬ ‫ﻟﻣدﻟوﻟﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ;'ون ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ;ﻣ'ن أن ;ﻔﺳر اﻟواﻗﻊ ﺑﻬﺎ‪ٕ .‬واﻧﻣﺎ ﺗﻛون ﻣﺟرد ﻣﻌﻠوﻣﺎت وﻻ‬ ‫ﺗﻧﻔﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬أ‪ .‬ﻻ ﺗﻧﻔﻊ ﻓﻲ اﻟﻔﻬم ﻟﻠﻧص اﻟﻔ'ر‪ ..‬ﻓﺷر‪ a‬اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ـﺎﻟﻧص اﻟﻔ'ـر‪ .‬ﻟـ;س وﺟـود‬

‫ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻓﻘــ`‪ ،‬ﺑــﻞ وﺟــود إدراك ﻟواﻗﻌﻬــﺎ وﺗﺻــور ﺣﻘ;ﻘــﻲ ﻟﻣــدﻟوﻟﻬﺎ‪ .‬ﻓﺄﻧــت ﺣــﯾن ﺗﻘ ـ أر ﻓــﻲ‬ ‫'ﺗﺎب ﻓ'ر‪ .‬ﺳواء 'ﺎن ‪3‬ﺣﺛﺎً ﻓﻲ ﻓ'ر أو ‪3‬ﺣﺛﺎً ﻓﻲ ﻣوﺿوع أو ‪3‬ﺣﺛﺎً ﻓـﻲ ﻣﺳـﺄﻟﺔ ﻓـﺈن ﻧﺻـوص ﻫـذا‬ ‫اﻟﻛﺗ ــﺎب ﻧﺻ ــوص ﻋر‪ ;H‬ــﺔ‪ ،‬وأﻟﻔﺎظ ــﻪ أﻟﻔ ــﺎ‪ z‬ﻋر‪ ;H‬ــﺔ‪ ،‬وﺗراﻛﯾ‪ 3‬ــﻪ ﺗراﻛﯾ ــب ﻋر‪ ;H‬ــﺔ‪ .‬وأﻧ ــت ﻋ ــﺎﻟم ‪3‬ﺎﻟﻠﻐ ــﺔ‬

‫اﻟﻌر‪;H‬ﺔ‪ .‬وﻟﻛن ﻋﻠﻣك ‪3‬ﺎﻟﻌر‪;H‬ﺔ ٕوان ﺳﺎﻋدك ﻋﻠﻰ ﻓﻬم ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻷﻟﻔﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾب‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ ﻻ ;ﺳﺎﻋدك‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻓﻬم ﻣدﻟوﻻت اﻷﻓ'ﺎر اﻟﺗﻲ ﺻـ;ﻐت ﺑﻬـذﻩ اﻷﻟﻔـﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾـب‪ .‬ﻓﻸﺟـﻞ ﻓﻬـم ﻫـذﻩ اﻷﻓ'ـﺎر ﻻ ﺑـد‬ ‫أن ﺗﻛون ﻟد;ك ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻻ ﺑد أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣدر'ﺎً واﻗﻌﻬﺎ وﻣﻧﺻـو اًر ﻣـدﻟوﻟﻬﺎ‪.‬‬ ‫ٕواﻻ ﻓﻬﻣت اﻟﻛﻼم ﻓﻬﻣﺎً ﻟﻐو;ﺎً‪ ،‬وﻗد ;'ون ﻓﻬﻣك ﻣطﺎ‪3‬ﻘﺎً ﻟﻣﺎ ﺗدل ﻋﻠ;ﻪ اﻷﻓ'ﺎر‪ ،‬وﻗد ;'ون ﻣﻌﺎﻛﺳـﺎً‬

‫ﻟﻪ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ ﻋﻠﻰ 'ﻞ ﺣﺎل ﻟ;س ﻓﻬﻣﺎً ﻟﻠﻔ'ر‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﻫو ﻓﻬم ﻟﻐو‪..‬‬ ‫ﻓﻣﺛﻼً ﺣﯾن ﺗﻘ أر ﻫذا اﻟﻧص " واﻟواﻋﻲ ﺳ;ﺎﺳ;ﺎً ﯾﺗﺣﺗم ﻋﻠ;ﻪ أن ﯾﺧوض اﻟﻧﺿﺎل ﺿد ﺟﻣ;ﻊ‬

‫اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧـﺎﻗض اﺗﺟﺎﻫـﻪ‪ ،‬وﺿـد ﺟﻣ;ـﻊ اﻟﻣﻔـﺎﻫ;م اﻟﺗـﻲ ﺗﻧـﺎﻗض ﻣﻔﺎﻫ;ﻣـﻪ‪ .‬ﻓـﻲ اﻟوﻗـت اﻟـذ‪.‬‬ ‫ﯾﺧــوض ﻓ;ــﻪ اﻟﻧﺿــﺎل ﻟﺗر'ﯾــز ﻣﻔﺎﻫ;ﻣــﻪ وﻏــرس اﺗﺟﺎﻫﺎﺗــﻪ " وﻫــو ﻣــن اﻟﻧﺻــوص اﻟﻔ'ر‪8‬ــﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻻ‬ ‫;'ﻔــﻲ أن ﺗﻔﻬــم ﻣﻌﻧــﺎﻩ ﻓــﻲ اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌر‪;H‬ــﺔ ﺣﺗــﻰ ﺗﻔﻬﻣــﻪ‪ ،‬وﻻ ;'ﻔــﻲ اﻟوﻗــوف ﻋﻠــﻰ ﻣــدﻟوﻻت أﻟﻔﺎظــﻪ‬ ‫وﺗراﻛﯾ‪3‬ــﻪ ﺣﺗــﻰ ﺗﻘــﻒ ﻋﻠــﻰ ﻣﻌﻧــﺎﻩ ﺑــﻞ ﻻ ﺑــد أن ;'ــون واﻗــﻊ اﻟﺗــدﺑر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ ﻣــن زاو;ــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ‪،‬‬ ‫واﺿﺣﺎً ﻟد;ك وﻣﺗﺻو اًر ﻣدﻟوﻟﻪ ﻋﻧدك‪.‬‬ ‫وﻻ ﺑد أن ;'ون واﻗﻊ اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت وﻣﺎ ﺗدل ﻋﻠ;ﻪ ﻣـدر'ﺎً وﻣﺗﺻـو اًر ﻟـد;ك‪ .‬وواﻗـﻊ ﻧﺿـﺎل ﻫـذﻩ‬

‫اﻻﺗﺟﺎﻫـﺎت ‪3‬ﺎﺗﺟﺎﻫﺎﺗــك‪ ،‬وواﻗــﻊ ﻏـرس اﺗﺟﺎﻫﺎﺗــك ﻓــﻲ اﻟﻧـﺎس ﻣــدر'ﺎً وﻣﺗﺻــو اًر ﻟـد;ك اﻟــﺦ‪ ،‬أ‪ .‬ﻻ ﺑــد‬ ‫ﻣــن أن ﺗﻛــون اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋــن اﻟــوﻋﻲ اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ وﻋــن اﻟﻧﺿــﺎل وﻋــن اﻻﺗﺟﺎﻫــﺎت وﻋــن‬

‫اﻟﻣﻔــﺎﻫ;م ﻣﺗﺻــو اًر واﻗﻌﻬــﺎ وﻣــدر'ﺎً ﻣــدﻟوﻟﻬﺎ‪ .‬ﺣﺗــﻰ ﯾﺗــﺄﺗﻰ ﻓﻬــم ﻫــذا اﻟــﻧص‪ٕ .‬واذا ﻟــم ;ﺣﺻــﻞ ذﻟــك‪،‬‬ ‫وظﻠت اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﺟردة أو ﻣﻼﺣظﺎً ﻓﯾﻬﺎ ﻣـدﻟوﻟﻬﺎ 'ﻣﻌـﺎن ﻻ 'واﻗـﻊ ﻓﺈﻧـﻪ ﻻ ;ﻣ'ـن ﻓﻬـم‬ ‫‪64‬‬


‫ﻫذا اﻟﻧص‪ٕ .‬واذا ﻟم ;ﻔﻬم ﻻ ;ﺳﺗﻔﺎد ﻣﻧﻪ وﻟو ﺣﻔ‪ h‬ﻋن ظﻬر ﻗﻠب‪ .‬وﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﻧﺻـوص اﻟﻔ'ر‪8‬ـﺔ‪،‬‬

‫'ﺎﻟﺑﻧــﺎء ﻻ ;ﻣ'ــن إ ازﻟــﺔ ﺣﺟــر ﻣﻧــﻪ وﺗ‪3‬ﻘــﻰ ﺻــورة اﻟﺑﻧــﺎء 'ﻣــﺎ ﻫــﻲ‪ .‬ﻓــﻼ ;ﻣ'ــن ﻧﻘــﻞ ﺣــرف ﻣﻧــﻪ ﻣــن‬ ‫ﻣ'ــﺎن إﻟــﻰ ﻣ'ــﺎن‪ ،‬وﻻ ;ﻣ'ــن اﺳــﺗﺑدال 'ﻠﻣــﺔ ‪'3‬ﻠﻣــﺔ أﺧــر‪ ،Z‬ﺑــﻞ ﻻ ﺑــد ﻣــن اﻟﻣﺣﺎﻓظــﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠــﺔ ﻋﻠــﻰ‬ ‫اﻟـﻧص 'ﻣـﺎ ﻫـو‪ .‬ﻷن اﻟواﻗــﻊ اﻟـذ‪ .‬ﯾـراد ﻣﻧــﻪ أ‪ .‬ﻣـدﻟول اﻟﻔ'ـر اﻟـذ‪ .‬ﯾـراد أداؤﻩ واﻗـﻊ ﻣﻌـﯾن وﺻــورة‬ ‫ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺗﻐﯾر ﺷﻲء ﻣن اﻟواﻗـﻊ وﻣـن اﻟﺻـورة ﯾﺗﻐﯾـر اﻟﻔﻬـم 'ﻠ;ـﺎً أو ﺟزﺋ;ـﺎً‪ .‬ﻓﻔﻬـم اﻟـﻧص اﻟﻔ'ـر‪.‬‬ ‫;ﻘﺿﻲ ﺑﺈدراك ﻣدﻟوﻟﻪ ٕوادراك ﻣدﻟوﻟﻪ ;ﻘﺿﻲ ‪3‬ﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ أﻟﻔﺎظﻪ وﺗراﻛﯾ‪3‬ﻪ‪.‬‬

‫ﻧﻌ ــم إن اﻟ ــﻧص اﻟﻔ' ــر‪ .‬ﻗ ــد ;ﺻ ــﺎغ ‪3‬ﻣ ــﺎ ;ﺻ ــﺎغ ‪ 3‬ــﻪ اﻟ ــﻧص اﻷدﺑ ــﻲ‪ ،‬ﻓ ــ;ﻼﺣ‪ h‬ﺗ ــﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠ ــﻰ‬

‫اﻟﻣﺷــﺎﻋر إﻟــﻰ ﺟﺎﻧــب ﺗﻘﺻــﻲ اﻟﺣﻘــﺎﺋ و‪H‬ﻠورﺗﻬــﺎ‪ ،‬وﻟﻛﻧــﻪ ﻋﻠــﻰ أ‪ .‬ﺣــﺎل ﻧــص ﻓ'ــر‪ .‬وﻟــ;س ﻧﺻ ـﺎً‬ ‫أدﺑ;ﺎً‪ .‬ﻓﺈن ﺷر‪ a‬اﻟﻧص اﻟﻔ'ر‪ .‬ﻟ;س ﻋدم ﺗـﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﺷـﺎﻋر‪ ،‬ﺑـﻞ اﻟوﺻـول إﻟـﻰ اﻟﺣﻘـﺎﺋ ﺳـواء‬

‫أﺛــرت ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺷــﺎﻋر أم ﻻ ﻓﻣﻼﺣظــﺔ ﺗــﺄﺛﯾر اﻟــﻧص اﻟﻔ'ــر‪ .‬ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺷــﺎﻋر ﻻ ﺗﺧرﺟــﻪ ﻋــن 'وﻧــﻪ‬

‫ﻧﺻﺎً ﻓ'ر‪8‬ﺎً‪ ،‬ﺑﻞ ﯾ‪3‬ﻘﻰ ﻧﺻﺎً ﻓ'ر‪8‬ﺎً ﻣﺎ داﻣـت اﻟﻌﻧﺎ;ـﺔ ‪3‬ـﻪ ﻣوﺟﻬـﺔ إﻟـﻰ اﻟﻔ'ـر و'ـﺎن اﻟﻔ'ـر ﻫـو اﻟﻘﺻـد‬

‫اﻷﺳﺎﺳــﻲ ﻣﻧﻬــﺎ‪ٕ .‬واذا ﻟــوﺣ‪ h‬ﻓــﻲ اﻟﻧﺻــوص اﻟﻔ'ر‪8‬ــﺔ ﺗﺄﺛﯾرﻫــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺷــﺎﻋر ﻓﺈﻧــﻪ ﻻ ﯾﺧﺗﻠــﻒ ﺣــﺎل‬ ‫ﻓﻬﻣﻬﺎ ﻋن ﺣﺎﻟﻪ ﻓ;ﻣﺎ ﻟو ﻟم ;ﻼﺣ‪ h‬ذﻟك‪ .‬ﺑﻞ ﻻ ﺑد ﻟﻔﻬﻣﻬﺎ ﻣن ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋـن اﻷﻓ'ـﺎر وﻣـن‬ ‫إدراك ﻟواﻗﻊ اﻷﻓ'ﺎر وﺗﺻور ﻟﻣدﻟوﻟﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﺻــﺣ;ﺢ أن اﻟﻧﺻــوص اﻟﻔ'ر‪8‬ــﺔ ﻗــد ﺗﻛــون ﺻــﺎﻟﺣﺔ ﻟﻛــﻞ اﻟﻧــﺎس‪ ،‬وﻓﯾﻬــﺎ اﻟﻘــدرة ﻋﻠــﻰ أداء‬ ‫اﻷﻓ'ﺎر ﻟﻛﻞ اﻟﻧـﺎس ﻣﻬﻣـﺎ 'ﺎﻧـت ﺛﻘـﺎﻓﺗﻬم‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﻋﻠـﻰ ﻋﻣﻘﻬـﺎ ﻣﻣ'ﻧـﺔ اﻟﻔﻬـم ﻟﻛـﻞ اﻟﻧـﺎس‪ ،‬وﻟﻛـن ﻣﺛـﻞ‬ ‫ﻫذﻩ اﻟﻧﺻـوص ٕوان 'ـﺎن ;ﻣ'ـن أن ;ﺄﺧـذ 'ـﻞ واﺣـد ﻣـن اﻟﻧـﺎس ﻣـﺎ ;ﻘـدر ﻋﻠـﻰ ﻓﻬﻣـﻪ ﻣﻧﻬـﺎ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬـﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﻋﻣﻘﻬﺎ ﻟ;س ﻓـﻲ ﻣﺗﻧـﺎول 'ـﻞ اﻟﻧـﺎس أن ;ﻔﻬﻣوﻫـﺎ‪ ،‬ﻧﻌـم إن اﻟﻧـﺎس ;ﺄﺧـذون ﻣﻧﻬـﺎ ﻣـﺎ ﻓـﻲ ﻗـدرﺗﻬم‬ ‫ﻓﻬﻣــﻪ وﻟﻛــن ﻟــ;س 'ــﻞ اﻟﻧــﺎس ;ﻘــدر ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﺑﻬــﺎ أو ﻓﻬﻣﻬــﺎ‪ .‬ﻷن اﻟﻧﺻــوص اﻟﻔ'ر‪8‬ــﺔ‪ ،‬إذا ﻟــم‬

‫ﺗوﺟــد ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻓــﻲ ﻣﺳــﺗواﻫﺎ ﻋﻧﻬــﺎ‪ ،‬ﻻ ;ﻣ'ــن ﻓﻬﻣﻬــﺎ‪ٕ ،‬واذا ﻟــم ;'ــن واﻗــﻊ أﻓ'ﺎرﻫــﺎ ﻣــدر'ﺎً‪،‬‬ ‫وﻣدﻟوﻻت أﻓ'ﺎرﻫﺎ ﻣﺗﺻـورة‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﻻ ;ﻣ'ـن اﻻﺳـﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻬـﺎ وﺗﻧﻔﯾـذ أﻓ'ﺎرﻫـﺎ‪ .‬ﻓ'ـون 'ـﻞ اﻟﻧـﺎس ﻗـﺎد اًر‬ ‫ﻋﻠﻰ أن ;ﺄﺧذوا ﻣﻧﻬﺎ 'ﻞ ﺣﺳب ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻬم‪ ،‬ﻓﺈن ﻫذا ﻻ ;ﻌﻧﻲ أن 'ـﻞ اﻟﻧـﺎس ﻗـﺎدرون ﻋﻠـﻰ‬

‫ﻓﻬ ــم ﻫ ــذﻩ اﻟﻧﺻ ــوص‪ .‬ﻓ ــﺈن اﻟ ــذﯾن ﻻ ﺗوﺟ ــد ﻋﻧ ــدﻫم ﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت ﺳ ــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻓ ــﻲ ﻣﺳ ــﺗواﻫﺎ‪ ،‬ﻻ ;ﻣ' ــن أن‬ ‫;ﻔﻬﻣوﻫﺎ وﻻ ‪3‬ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال‪.‬‬ ‫وﻗـد ;ﻘــﺎل ﻫﻧـﺎ إن اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺳـﺎ‪3‬ﻘﺔ 'ﺎﻓ;ــﺔ ﻟﺗﻛـو‪8‬ن اﻟﻔ'ــر ﻣﺗـﻰ وﺟــد اﻟﺣـس‪ ،‬وﻫــذا ;ﻌﻧــﻲ‬ ‫أن اﻟﻧص اﻟﻔ'ر‪' .‬ﺎف ﻷن ;ﻔﻬم‪ ،‬أن ﺗﻛون ﻟد‪ Z‬اﻹﻧﺳﺎن ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ;ﻔﺳر ﺑﻬﺎ اﻟواﻗـﻊ اﻟـذ‪.‬‬ ‫ﯾﺗﺿـﻣﻧﻪ اﻟـﻧص‪ .‬واﻟﺟـواب ﻋﻠـﻰ ذﻟــك‪ ،‬ﻫـو أن اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﺳـﺎ‪3‬ﻘﺔ ﯾـراد ﺑﻬـﺎ أن ;ﻔﺳـر اﻟواﻗـﻊ اﻟــذ‪.‬‬ ‫ﯾﺗﺿـﻣﻧﻪ اﻟــﻧص‪ ،‬وﻻ ;ﻣ'ـن أن ;ﻔﺳــر ﺑﻬـﺎ اﻟواﻗــﻊ إﻻ إذا 'ﺎﻧـت ﻓــﻲ ﻣﺳـﺗواﻩ‪ ،‬ﻓــﺈذا 'ﺎﻧـت اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت‬ ‫اﻟﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻫــﻲ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﻠﻐو;ــﺔ ﻓﺈﻧﻬــﺎ ﻻ ﺗﻛﻔــﻲ إﻻ إﻟــﻰ اﻟﺗﻔﺳــﯾر اﻟﻠﻐــو‪ .‬وﻻ ﺗﻛﻔــﻲ ﻟﺗﻔﺳــﯾر اﻟﻔ'ــر‪،‬‬ ‫ٕواذا 'ﺎﻧت اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋن اﻟﺣ'م ‪3‬ﺄﻧﻪ اﻟﻘوة‪ ،‬ﻓﺈن ﻫذﻩ ﻻ ﺗﻛﻔﻲ ﻟﻔﻬم ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣ'م‪ ،‬ﺑﻞ وﻗد‬ ‫‪65‬‬


‫ﺗﺿﻠﻞ ﻋن ﻓﻬم ﻣﻌﻧـﻰ اﻟﺣ'ـم‪ٕ .‬واذا 'ﺎﻧـت اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﺳـﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋـن اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ ‪3‬ﺄﻧـﻪ ﻧـﺎس وﻋﻼﻗـﺎت‪،‬‬

‫ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻛﻔﻲ ﻟﻔﻬم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻬﻣﺎً ;ﻣ'ن ﻣـن ﺗﻐﯾﯾـرﻩ أو اﻟﻣﺣﺎﻓظـﺔ ﻋﻠ;ـﻪ‪ ،‬ﻷﻧﻬـﺎ ﻟ;ﺳـت ﻓـﻲ ﻣﺳـﺗو‪Z‬‬ ‫ﻣﺎ ;ﻌﻧ;ﻪ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ .‬وﻫ'ذا ﻓﺈن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﺣﺗﻰ ﯾدرك اﻟﻧص اﻟﻔ'ـر‪ ،.‬ﻻ ﺑـد أن ﺗﻛـون ﻓـﻲ‬ ‫ﻣﺳﺗو‪ Z‬اﻟﻔ'ر اﻟذ‪; .‬ﺣو;ﻪ اﻟﻧص‪ ،‬ﻻ ﻣﺟرد ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋﻧﻪ‪.‬‬ ‫وﻗــد ;ﻘــﺎل إذا 'ــﺎن ;ﺷــﺗر‪ a‬ﻟﻔﻬــم اﻟــﻧص اﻟﻔ'ــر‪ .‬أن ﺗﻛــون اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻟﻔﻬــم اﻟــﻧص‪،‬‬ ‫ﻓــﻲ ﻣﺳــﺗو‪ Z‬اﻟﻔ'ــر اﻟــذ‪ .‬ﯾر‪8‬ــد أن ;ﻔﻬﻣــﻪ‪ ،‬ﻓﻣــن أﯾــن ;ــﺄﺗﻲ اﺷــﺗرا‪ a‬أن ﯾــدرك واﻗﻌــﻪ‪ ،‬وأن ﯾﺗﺻــور‬ ‫ﻣدﻟوﻟﻪ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب أن ﺗﻛـون اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﺳـﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻓـﻲ ﻣﺳـﺗواﻩ؟ واﻟﺟـواب ﻋﻠـﻰ ذﻟـك أن ﻓﻬـم اﻟـﻧص‬ ‫اﻟﻔ'ــر‪ .‬ﻟــ;س اﻟﻣـراد ﻣﻧــﻪ اﻟﺗﻠــذذ ‪3‬ــﻪ‪ ،‬وﻻ اﻟوﻗــوف ﻋﻠــﻰ ﻣﻌﻧــﺎﻩ‪ .‬ﺑــﻞ اﻟــﻧص اﻟﻔ'ــر‪; .‬ﻔﻬــم ﻟﯾؤﺧــذ‪ ،‬أ‪.‬‬ ‫;ﻔﻬم ﻟ;ﻌﻣﻞ ‪3‬ﻪ‪ ،‬وﻣﺎ ﻟم ;'ن 'ذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻓﺎﺋدة ﻣﻧﻪ ووﺟـودﻩ ﻻ ﻗ;ﻣـﺔ ﻟـﻪ‪ .‬ﻷن اﻟﻔ'ـر ﯾوﻗـﻒ ﻋﻠ;ـﻪ‬ ‫ﻟﯾؤﺧذ ﻻ ﻟﻣﺟرد اﻟﻣﻌرﻓﺔ‪ .‬وأﺧذﻩ ﻻ ﯾﺗﺄﺗﻰ إﻻ ﺑﺈدراك واﻗﻌﻪ وﺗﺻور ﻣدﻟوﻟـﻪ‪ .‬وﻣـن ﻫﻧـﺎ ;ﺷـﺗر‪ a‬ﻓـﻲ‬ ‫ﻓﻬــم اﻟــﻧص اﻟﻔ'ــر‪ .‬إﻟــﻰ ﺟﺎﻧــب اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﺛﻼﺛــﺔ ﺷــرو‪ :a‬أﺣــدﻫﺎ أن ﺗﻛــون اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت‬ ‫اﻟﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺗو‪ Z‬اﻟﻔ'ر اﻟذ‪ .‬ﯾراد ﻓﻬﻣﻪ‪ ،‬وﺛﺎﻧﯾﻬﺎ أن ﯾـدرك واﻗﻌﻬـﺎ 'ﻣـﺎ ﻫـو إد ارﻛـﺎً ;ﺣـددﻩ و;ﻣﯾـزﻩ‬ ‫ﻋن ﻏﯾـرﻩ‪ ،‬وﺛﺎﻟﺛﻬـﺎ أن ﯾﺗﺻـور ﻫـذا اﻟواﻗـﻊ ﺗﺻـو اًر ﺻـﺣ;ﺣﺎً ;ﻌطـﻲ اﻟﺻـورة اﻟﺣﻘ;ﻘ;ـﺔ ﻋﻧـﻪ‪ .‬و‪H‬ـدون‬ ‫ﻫــذﻩ اﻟﺛﻼﺛــﺔ ﻣﺟﺗﻣﻌــﺔ ﻻ ;ﻣ'ــن ﻓﻬــم اﻟــﻧص اﻟﻔ'ــر‪ ،.‬أ‪ .‬ﻻ ;ﻣ'ــن ﻓﻬــم اﻟﻔ'ــر‪ .‬و‪3‬ﻌ‪3‬ــﺎرة أﺧــر‪ Z‬ﻻ‬ ‫;ﻣ'ن أﺧذﻩ ﻷن ﻓﻬم اﻟﻔ'ـر ;ﻌﻧـﻲ أﺧـذﻩ وﻟـ;س ﻓﻬـم ﻣﻌﻧـﺎﻩ‪ .‬وأﻗـرب ﻣﺛـﺎل ﻋﻠـﻰ ذﻟـك أﻓ'ـﺎر اﻹﺳـﻼم‬ ‫ﻣن ﻋﻘﺎﺋد وأﺣ'ﺎم ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻣﺎ ﻧزل ﻋﻠﻰ اﻟﻌرب‪ ،‬وﻧزل ﻣﻧﺟﻣﺎً ‪3‬ﺣﺳب اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻓﺈﻧﻬم ﻓﻬﻣوﻩ وأﺧذوا ‪3‬ﻪ‪،‬‬

‫ﻻ ﻷن ﻟﻐﺗﻬم 'ﺎﻧت ﺗﻣ'ﻧﻬم ﻣن ﻓﻬﻣﻪ‪ ،‬ﺑﻞ ﻷﻧﻬم أدر'وا واﻗﻊ أﻓ'ﺎرﻩ‪ ،‬وﺗﺻوروا ﻣدﻟوﻻﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺄﺧذوﻫﺎ‬

‫‪3‬ﻌد ﻫذا اﻹدراك وذﻟك اﻟﺗﺻور‪ ،‬وﻟذﻟك أﺛر ﻓـﯾﻬم وﻗﻠـﺑﻬم أرﺳـﺎً ﻋﻠـﻰ ﻋﻘـب‪ ،‬ﻓﺗﻐﯾـرت ﻗ;ﻣـﺔ اﻷﺷـ;ﺎء‬ ‫ﻓﻲ ﻧظـرﻫم‪ ،‬ﻓﺎرﺗﻔﻌـت ﻗ;ﻣـﺔ أﺷـ;ﺎء واﻧﺧﻔﺿـت ﻗ;ﻣـﺔ أﺧـر‪ ،Z‬وأﺻـ‪3‬ﺣت ﻣﻘوﻣـﺎت اﻟﺣ;ـﺎة ﻓـﻲ ﻧظـرﻫم‬ ‫ﻏﯾرﻫـ ــﺎ ‪3‬ـ ــﺎﻷﻣس وﻟﻛـ ــن ﻫـ ــؤﻻء اﻟﻌـ ــرب أﻧﻔﺳـ ــﻬم ﺣـ ــﯾن ﻓﻘـ ــد ﻟـ ــدﯾﻬم إدراك واﻗـ ــﻊ اﻷﻓ'ـ ــﺎر‪ ،‬وﺗﺻـ ــور‬ ‫ﻣدﻟوﻻﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬم ﻓﻘدوا ﻓﻬم ﻫـذﻩ اﻷﻓ'ـﺎر‪ ،‬أ‪ .‬ﻓﻘـدوا أﺧـذﻫﺎ وﻟـذﻟك ﻟـم ﺗﻌـد ﺗـؤﺛر ﻓـﯾﻬم‪ ،‬و‪3‬ـﺎﻟرﻏم ﻣـن‬ ‫أﻧــﻪ ﯾوﺟــد ﻟــدﯾﻬم ﻣﺣــدﺛون أﻋﻠــم ﻣــن ﻣﺎﻟــك‪ ،‬وﻓﻘﻬــﺎء أوﺳــﻊ ﻋﻠﻣـﺎً ﻣــن أﺑــﻲ ﺣﻧ;ﻔــﺔ‪ ،‬وﻣﻔﺳــرون أﻛﺛــر‬

‫إﺣﺎطﺔ ﻣن اﺑن ﻋ‪3‬ـﺎس‪ ،‬وﻣـﻊ ذﻟـك ﻓﺈﻧـﻪ ﻻ ﯾوﺟـد ﻓـﯾﻬم ﻣـن ﻫـو ﻗر‪8‬ـب ﻣﻣـن 'ـﺎﻧوا ﻓـﻲ اﻟﻣدﯾﻧـﺔ أ;ـﺎم‬ ‫ﻣﺎﻟــك‪ ،‬وﻻ ﻣــن 'ــﺎﻧوا ﻓــﻲ ﻋﺻــر اﺑــن ﻋ‪3‬ــﺎس‪ ،‬وﻻ ﻣﻣــن ﻋﺎﺷ ـوا ﻓــﻲ ﻋﻬــد أﺑــﻲ ﺣﻧ;ﻔــﺔ‪ .‬وﻟــ;س ذﻟــك‬

‫ﻧﺎﺗﺟﺎً ﻋن اﻟﺗﻘﺻﯾر ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ اﻷﻓ'ـﺎر‪ ،‬ﺑـﻞ ﻫـو ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﻟﻌـدم إدراك واﻗﻌﻬـﺎ وﻋـدم ﺗﺻـور ﻣـدﻟوﻟﻬﺎ‪.‬‬

‫وﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻠﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻧﺻوص اﻟﻔ'ر‪8‬ﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ;'ﻔﻲ وﺟود ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻓـﻲ ﻣﺳـﺗواﻫﺎ‪ ،‬ﺑـﻞ ﻻ‬ ‫ﺑد أن ;'ون إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ذﻟك إدراك ﻟواﻗﻌﻬﺎ وﺗﺻور ﻟﻣدﻟوﻟﻬﺎ‪.‬‬ ‫وﻓﻬم اﻟﻧﺻوص اﻟﻔ'ر‪8‬ﺔ ﻻ ;ﻌﻧﻲ أن ;'ـون ﻷﺧـذﻫﺎ‪ ،‬ﺑـﻞ ;'ـون 'ـذﻟك ﻟرﻓﺿـﻬﺎ وﻣﺣﺎر‪H‬ﺗﻬـﺎ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻷﺧذ ﻫو اﻟﻣﻘﺻود‪ٕ ،‬واذا 'ﺎﻧت ﻟ;س ﻣﻣﺎ ﯾؤﺧذ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻛون ﻣﻣﺎ ﯾﺗرك أو ﻣﻣـﺎ ﯾﺟـب أن ;ﺣـﺎرب‪.‬‬ ‫ﻓــﺈذا ﻟــم ﯾوﺟــد إدراك ﻟواﻗﻌﻬــﺎ وﺗﺻــور ﻟﻣــدﻟوﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻓــﺈن اﻷﻣــر ﻗــد ﯾــؤد‪ .‬إﻟــﻰ اﻻﻧﺣ ـراف‪ ،‬ﻓﯾؤﺧــذ ﻣــﺎ‬ ‫‪66‬‬


‫ﯾﻧ‪3‬ﻐــﻲ أن ﯾﺗــرك و;ﺣــﺎرب‪ ،‬و‪8‬ﺗــرك و;ﺣــﺎرب ﻣــﺎ ﯾﻧ‪3‬ﻐــﻲ أن ﯾؤﺧــذ أو ﯾوﻗــﻒ ﻣﻧــﻪ ﻣوﻗــﻒ اﻟﻣﻌرﻓــﺔ‪،‬‬ ‫ﻣﺟرد اﻟﻣﻌرﻓﺔ دون أﺧذ أو ﺗرك‪ .‬وﻟذﻟك ﻻ ﺑد ﻟﻔﻬـم اﻟﻧﺻـوص اﻟﻔ'ر‪8‬ـﺔ ﻣـن إدراك واﻗﻌﻬـﺎ وﺗﺻـور‬ ‫ﻣــدﻟوﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻻﺗﺧــﺎذ اﻟﻣوﻗــﻒ اﻟــﻼزم ﺗﺟﺎﻫﻬــﺎ‪ ،‬إﻣــﺎ اﻷﺧــذ ٕواﻣــﺎ اﻟﺗــرك واﻟﻣﺣﺎر‪H‬ــﺔ‪ .‬واﺷــﺗرا‪ a‬إدراك واﻗــﻊ‬ ‫اﻷﻓ'ــﺎر إد ارﻛـﺎً ;ﺣــددﻫﺎ و;ﻣﯾزﻫــﺎ‪ ،‬وﺗﺻــور ﻣــدﻟوﻟﻬﺎ ﺗﺻــو اًر ﺻــﺣ;ﺣﺎً‪ ،‬ﻫــو اﻟــذ‪; .‬ﻌﺻــم اﻟﻔ'ــر ﻣــن‬

‫اﻟزﻟﻞ واﻻﻧﺣراف‪ ،‬و‪8‬ﺟﻌﻞ اﻟﻣرء ;ﻘرر ﻣوﻗﻔﻪ ﻣن ﻫـذﻩ اﻷﻓ'ـﺎر ﺗﻘر‪8‬ـ اًر ﺳـﻠ;ﻣﺎً‪ .‬ﻓـﺈن ﻫـذﻩ اﻷﻓ'ـﺎر‪ ،‬ﻻ‬ ‫;ﻘﻒ ﺿـررﻫﺎ ﻋﻧـد ﺣـد اﻻﻗﺗﺻـﺎر ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻌرﻓـﺔ‪ ،‬ﺑـﻞ ﻗـد ;ﺻـرف ﻣـن ;ﺄﺧـذﻫﺎ ﻋـن أﻋﻣـﺎل أﺳﺎﺳـ;ﺔ‬

‫ﻓﻲ ﺣ;ﺎﺗﻪ‪ ،‬وﻗد ﯾﺟﻌﻠـﻪ ﯾـزل و‪8‬ﻧﺣـرف‪ ،‬أو ;ﺿـﻞ ﺿـﻼﻻً 'ﺑﯾـ اًر‪ .‬وأﻗـرب ﻣﺛـﺎل ﻋﻠـﻰ ذﻟـك‪ ،‬ﻣـﺎ ﻓﻌﻠﺗـﻪ‬

‫د ارﺳـﺔ اﻟﻔﻠﺳـﻔﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧ;ـﺔ ﻟـد‪' Z‬ﺛﯾـر ﻣـن ﻋﻠﻣـﺎء اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن‪ ،‬وﻣـﺎ ﻓﻌﻠﺗـﻪ اﻷﻓ'ـﺎر اﻟ أرﺳـﻣﺎﻟ;ﺔ واﻷﻓ'ــﺎر‬ ‫اﻟﺷﯾوﻋ;ﺔ ﻟد‪' Z‬ﺛﯾر ﻣن أﺑﻧﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن‪ ،‬ﻓﺈن ذﻟك 'ﻠﻪ إﻧﻣـﺎ 'ـﺎن ﻷن إدراك اﻟواﻗـﻊ ﻟـم ;'ـن إد ارﻛـﺎً‬ ‫;ﺣددﻩ و;ﻣﯾزﻩ‪ ،‬وﻷن ﺗﺻور ﻣدﻟول اﻷﻓ'ﺎر ﻟم ;'ن ﺗﺻو اًر ﺻﺣ;ﺣﺎً‪.‬‬

‫وﻟﻧﺄﺧـ ــذ اﻟﻔﻠﺳـ ــﻔﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧ;ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬـ ــﺎ 'ﺎﻧـ ــت ﻣوﺟـ ــودة ﻟـ ــد‪ Z‬ﻧﺻـ ــﺎر‪ Z‬اﻟﺷـ ــﺎم واﻟﻌ ـ ـراق‪ .‬و'ـ ــﺎن‬

‫اﻟﻣﺳــﻠﻣون ;ﺣﻣﻠــون اﻟــدﻋوة إﻟــﻰ اﻹﺳــﻼم ﻟﻬــؤﻻء اﻟﻧﺻــﺎر‪ ،Z‬وﻻ ﺳــ;ﻣﺎ ‪3‬ﻌــد أن أﺻــ‪3‬ﺣوا ﺗﺣــت ﺣ'ــم‬ ‫اﻹﺳ ــﻼم وﺗﺣ ــت ﺳ ــ;طرﺗﻪ‪ .‬ﻓ' ــﺎن اﻟﻧﺻ ــﺎر‪ Z‬ﻓ ــﻲ ﻧﻘﺎﺷ ــﻬم ﻟﻠﻣﺳ ــﻠﻣﯾن ;ﺳ ــﺗﻌﻣﻠون اﻟﻔﻠﺳ ــﻔﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧ; ــﺔ‬ ‫واﻟﻣﻧط اﻟﯾوﻧـﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻓﺎﺳـﺗﻌﻣﻞ اﻟﻣﺳـﻠﻣون ﻫـذﻩ اﻟﻔﻠﺳـﻔﺔ وﻫـذا اﻟﻣﻧطـ ﻟﯾـردوا ﻋﻠـﻰ ﻫـؤﻻء اﻟﻧﺻـﺎر‪،Z‬‬ ‫دون أن ﯾــدر'وا اﻷﻓ'ــﺎر اﻟﺗــﻲ ﺗﺣو‪8‬ﻬــﺎ ﻫــذﻩ اﻟﻔﻠﺳــﻔﺔ‪ ،‬ودون أن ﯾــروا اﻟﻣﻐﺎﻟطــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗــدﺧﻞ ﻓــﻲ‬ ‫ﻣﻘــدﻣﺎت اﻟﻣﻧطــ ‪ .‬ﻓــﺄدت ﻫــذﻩ اﻟد ارﺳــﺔ اﻟﺗــﻲ 'ﺎﻧــت ﻣــن أﺟــﻞ ﻧﺷــر اﻹﺳــﻼم إﻟــﻰ أن اﻧﺻــرف ﻟﻬــﺎ‬ ‫‪3‬ﻌض ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣن أﺟﻞ اﻟﻠذة اﻟﺗﻲ ﯾﺟدوﻧﻬﺎ ﻓﻲ دراﺳﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻧﺻرف إﻟﯾﻬﺎ ﻋﻠﻣﺎء ﻣﺳـﻠﻣون‬ ‫آﺧرون ﻣن أﺟﻞ اﻟرد ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺻﺎر‪ ،Z‬واﻟﺑرﻫﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ أﻓ'ﺎر اﻹﺳـﻼم‪ .‬أﻣـﺎ اﻟﻔر‪8‬ـ اﻷول ﻣـن‬ ‫اﻟﻌﻠﻣــﺎء ﻓــﺈﻧﻬم ﺻــﺎروا ;ﺳــﯾرون ﻓــﻲ طر‪8‬ــ ﻓﻼﺳــﻔﺔ اﻟﯾوﻧــﺎن‪ ،‬وأﺧــذوا اﻟﻔﻠﺳــﻔﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧ;ــﺔ وﺻــﺎرت‬ ‫ﺛﻘــﺎﻓﺗﻬم واﻋﺗﻧﻘ ـوا آارءﻫــﺎ ﻣــﻊ ﻣ ارﻋــﺎة ﻟﻺﺳــﻼم ﺣﺳــب ﻣــﺎ ﺗ ـراﻩ ﻫــذﻩ اﻷﻓ'ــﺎر اﻟﻔﻠﺳــﻔ;ﺔ‪ ،‬و‪H‬ــذﻟك ﻧﺷــﺄ‬ ‫اﻟﻔﻼﺳــﻔﺔ اﻟﻣﺳــﻠﻣون‪ ،‬ﻓﻣــﻧﻬم ﻣــن زل واﻧﺣــرف‪ ،‬وﻣــﻧﻬم ﻣــن ﺿــﻞ ﺿــﻼﻻً 'ﺑﯾ ـ اًر‪ .‬و'ــﻼ اﻟﻔ ـر‪8‬ﻘﯾن‪:‬‬ ‫اﻟﻣﻧﺣرﻓــون واﻟﺿــﺎﻟون ﻗــد ﺗر'ـوا اﻹﺳــﻼم وأﺻــ‪3‬ﺣوا 'ﻔــﺎ اًر‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻓــﺈن ﺟﻣ;ــﻊ ﻣــن ;ﺳــﻣون ‪3‬ﻔﻼﺳــﻔﺔ‬ ‫اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن أو ﻓﻼﺳﻔﺔ اﻹﺳﻼم 'ﻔﺎر‪ ،‬ﻻ ﻓرق ﺑﯾن اﺑن ﺳﯾﻧﺎء واﻟﻔﺎراﺑﻲ‪ ،‬وﻻ ﺑﯾن اﺑن رﺷد واﻟﻛﻧد‪..‬‬

‫وأﻣﺎ اﻟﻔر‪ 8‬اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن‪ ،‬اﻟذﯾن درﺳوا اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧ;ﺔ واﻟﻣﻧط اﻟﯾوﻧـﺎﻧﻲ‪،‬‬ ‫ﻓــﺈﻧﻬم اﻧﻘﺳــﻣوا ﻓ ـر‪8‬ﻘﯾن‪ :‬ﻓر‪8‬ــ ﯾﺗﺧــذ اﻟﻔﻠﺳــﻔﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧ;ــﺔ أﺳﺎﺳ ـﺎً‪ ،‬و‪8‬ــؤول أﻓ'ــﺎر اﻹﺳــﻼم ‪3‬ﻣــﺎ ﯾﺗﻔــ ‬

‫وأﻓ'ﺎر ﻫذﻩ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ‪ ،‬و;طﺑ اﻷﻓ'ﺎر اﻟﻔﻠﺳﻔ;ﺔ ﻋﻠﻰ أﻓ'ﺎر اﻹﺳﻼم وﻫؤﻻء ﻫم اﻟﻣﻌﺗزﻟـﺔ‪ .‬وﻓر‪8‬ـ ﻗـد‬ ‫وﻗـﻒ ﻣــن ﻫـذﻩ اﻷﻓ'ــﺎر ﻣوﻗـﻒ اﻟﻣﻌـﺎرض واﻟﻧﺎﻗـد‪ ،‬وﺻــﺎر ;ﺣـﺎول ﺗﺻــﺣ;ﺣﻬﺎ و‪8‬ـرد ﻋﻠﯾﻬــﺎ‪ ،‬وﻫــؤﻻء‬

‫ﻣن ;ﺳﻣون ‪3‬ﺄﻫﻞ اﻟﺳﻧﺔ‪ ،‬ﻓ'ﺎن اﻟﺟدال ﺑﯾن ﻫذﯾن اﻟﻔر‪8‬ﻘﯾن‪ .‬وﺷﻐﻠوا ﺑﻬذا اﻟﺟدال ﻋن ﺣﻣﻞ اﻟـدﻋوة‬ ‫اﻹﺳـﻼﻣ;ﺔ‪ ،‬وﺻـرﻓوا ﻋــن اﻟﻌﻣــﻞ اﻷﺳﺎﺳــﻲ اﻟــذ‪ .‬ﻓرﺿــﻪ ﷲ ﻋﻠــﯾﻬم‪ ،‬أﻻ وﻫــو ﺣﻣــﻞ دﻋــوة اﻹﺳــﻼم‬ ‫إﻟــﻰ ﻏﯾــر اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن‪3 ،‬ﻣﺣﺎوﻟــﺔ ﺗﺻــﺣ;ﺢ ﻋﻘﺎﺋــد اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن‪ ،‬إﻣــﺎ ‪3‬ﺎﺳــﺗﺧدام أﻓ'ــﺎر اﻟﻔﻠﺳــﻔﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧ;ــﺔ‬ ‫‪67‬‬


‫ﻟﻠﺑرﻫﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ أﻓ'ﺎر اﻹﺳﻼم‪ ،‬وﻟﺑﻠورﺗﻬﺎ‪ٕ ،‬واﻣـﺎ ‪3‬ـﺎﻟرد ﻋﻠـﻰ ﻫـذﻩ اﻷﻓ'ـﺎر‪ .‬وﺷـﻐﻠوا اﻟﻧـﺎس ﺑﻬـذا‬

‫أﺟ;ﺎﻻً وﻗروﻧـﺎً‪ .‬وﻫـؤﻻء‪ٕ ،‬وان 'ـﺎﻧوا ﺟﻣ;ﻌـﺎً ﻣﺳـﻠﻣﯾن‪ ،‬وﻟﻛـﻧﻬم ‪3‬ﺳـﺑب اﻟﻔﻠﺳـﻔﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧ;ـﺔ‪ ،‬ﺻـرﻓوا ﻋـن‬ ‫ﺣﻣﻞ اﻟدﻋوة إﻟﻰ اﻹﺳﻼم‪ ،‬ﻟﻐﯾر اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن‪.‬‬ ‫ﺛــم ﻟــم ;ﻘﺗﺻــر اﻷﻣــر ﻋﻠــﻰ ذﻟــك‪ ،‬ﺑــﻞ وﺟــدت ﻣــن ﺟ ـراء ذﻟــك ﺟﻣﺎﻋــﺎت أﺧــر‪ Z‬ﻣــن أﻣﺛــﺎل‬ ‫اﻟﺟﺑر‪8‬ــﺔ‪ ،‬واﻟﻣرﺟﺋــﺔ‪ ،‬واﻟﻘدر‪8‬ــﺔ‪ ،‬وﻏﯾرﻫــﺎ‪ .‬وأد‪ Z‬ذﻟــك إﻟــﻰ وﺟــود ﻣﻠــﻞ وﻧﺣــﻞ وأﻓ'ــﺎر وﺟﻣﺎﻋــﺎت ﺑــﯾن‬ ‫اﻟﻣﺳ ــﻠﻣﯾن‪ ،‬ﻓ'ﺎﻧ ــت ﺑﻠﺑﻠ ــﺔ أ‪ .‬ﺑﻠﺑﻠ ــﺔ‪ ،‬ﺣﺗ ــﻰ ﺻ ــﺎر اﻟﻣﺳ ــﻠﻣون ﻋﺷـ ـرات اﻟﻔ ــرق‪ ،‬وﻋﺷـ ـرات اﻟﻣ ــذاﻫب‬ ‫اﻟﻔ'ر‪8‬ﺔ‪' .‬ـﻞ ذﻟـك ﻣـن ﺟـراء دﺧـول اﻟﻔﻠﺳـﻔﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧ;ـﺔ ﻟـ‪3‬ﻼد اﻹﺳـﻼم‪ٕ ،‬واﻗ‪3‬ـﺎل اﻟﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن‬ ‫ﻋﻠﻰ دراﺳﺗﻬﺎ دون إدراك ;ﺣدد أﻓ'ﺎرﻫﺎ و;ﻣﯾزﻫﺎ‪ ،‬ودون ﺗﺻور ﺻﺣ;ﺢ ﻟﻣدﻟول ﺗﻠك اﻷﻓ'ﺎر‪ .‬وﻟوﻻ‬ ‫ﻗوة اﻹﺳﻼم ﻧﻔﺳـﻪ ووﻗـوف اﻫـﻞ اﻟﺳـﻧﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋـﺔ ‪3‬ﺻـدق ٕواﺧـﻼص ﻓـﻲ اﻟوﻗـوف ﻓـﻲ وﺟـﻪ اﻷﻓ'ـﺎر‬ ‫ﺑﺑ;ــﺎن اﻟواﻗــﻊ اﻟــذ‪ .‬ﺗــدل ﻋﻠ;ــﻪ‪ ،‬وﺗﺻــو‪8‬ر ﻣــدﻟوﻻﺗﻬﺎ ﺗﺻــو‪ 8‬اًر ﺻــﺣ;ﺣﺎً‪ ،‬واﻣﺗﺷــﺎق اﻟﺣﺳــﺎم ﻓــﻲ وﺟــﻪ‬ ‫اﻟﻛﻔرة ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻔرق واﻟﻣذاﻫب‪ ،‬ﻟوﻻ ذﻟك ﻟذﻫب اﻹﺳﻼم وﻟﺿﺎع ﻣـن ﺟـراء اﻟﻔﻠﺳـﻔﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧ;ـﺔ وﻣـﺎ‬

‫أوﺟدﺗﻪ ﻣن أﻓ'ﺎر وآراء‪.‬‬ ‫أﻣﺎ اﻷﻓ'ﺎر اﻟرأﺳﻣﺎﻟ;ﺔ واﻻﺷﺗراﻛ;ﺔ ﻓﺈن ﺧطرﻫـﺎ أﻣـر ﻣﺷـﺎﻫد ﻣﺣﺳـوس‪ ،‬وﺿـﻼل أﻓ'ﺎرﻫـﺎ ﻗـد‬ ‫ﺷﻣﻞ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن أﺑﻧﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﺧطـﺄ ﻣﻔﺎﻫ;ﻣﻬـﺎ ﻗـد ﺗﻔﺷـﻰ ﺣﺗـﻰ ﻟـد‪ Z‬ﺟﻣـﺎﻫﯾر اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن‪ .‬وﻟﺳـﻧﺎ‬ ‫‪3‬ﺣﺎﺟﺔ ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻟﯾﻞ‪ ،‬وذ'ر أﻣﺛﻠﺔ ﻣن اﻷﻓ'ﺎر اﻟﺿﺎﻟﺔ واﻷﻓ'ﺎر اﻟﺧﺎطﺋﺔ ﻓـﺈن اﻟواﻗـﻊ اﻟﻣﺷـﺎﻫد ﻓـﻲ‬ ‫‪3‬ﻼد اﻹﺳﻼم‪ ،‬وﻻ ﺳ;ﻣﺎ اﻟذﯾن وﻋوا ﻋﻠﻰ اﻟﺣ;ﺎة ‪3‬ﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣ;ﺔ اﻟﺛﺎﻧ;ﺔ‪ُ ،‬ﯾر‪8‬ﻧـﺎ ﻣـﺎ أﺣدﺛﺗـﻪ ﻫـذﻩ‬ ‫اﻷﻓ'ﺎر ﻣن ﺗﺧر‪8‬ب ﻓﻲ ﻋﻘول اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﻣن ﺻرف ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن ﻋن اﻟﻌﻣﻞ ﻣن أﺟﻞ اﻹﺳﻼم‪.‬‬ ‫ﻟــذﻟك ﻓــﺈن اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺎﻟﻧﺻــوص اﻟﻔ'ر‪8‬ــﺔ ﯾﺟــب أن ;ﻌــرف ﺗﻣــﺎم اﻟﻣﻌرﻓــﺔ وأﻧــﻪ ﻻ ;'ﻔــﻲ ﻓﯾﻬــﺎ‬ ‫ﻣﺟرد وﺟود اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ‪ ،‬ﺑﻞ ﻻ ﺑد أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﻲ ﻣﺳﺗو‪ Z‬اﻟﻔ'ر‪ ،‬وأن ;'ون‬ ‫إدراك واﻗﻌﻬــﺎ ﻣوﺟــوداً ‪3‬ﺷــ'ﻞ ;ﺣــددﻩ و;ﻣﯾ ـزﻩ‪ ،‬وأن ;'ــون ﺗﺻــور ﻣــدﻟوﻟﻬﺎ ﺗﺻــو اًر ﺻــﺣ;ﺣﺎً ;ﻌطــﻲ‬ ‫اﻟﺻورة اﻟﺣﻘ;ﻘ;ﺔ ﻋن ذﻟك اﻟﻣدﻟول‪.‬‬

‫ﻧﻌم إن اﻹﺳﻼم ﻟم ﯾﻧﻪ ﻋن اﻟدراﺳﺔ اﻟﻔ'ر‪8‬ﺔ ﺑﻞ أ‪3‬ﺎﺣﻬﺎ‪ ،‬وﻟم ﯾﻧﻪ ﻋن أﺧذ اﻷﻓ'ﺎر ﺑـﻞ أ‪3‬ـﺎح‬ ‫أﺧــذﻫﺎ‪ ،‬وﻟﻛــن اﻹﺳــﻼم ﻗــد ﺟﻌــﻞ اﻟﻌﻘﯾــدة اﻹﺳــﻼﻣ;ﺔ ﻗﺎﻋــدة ﻟﻸﻓ'ــﺎر وﻣﻘ;ﺎﺳ ـﺎً ﻷﺧــذﻫﺎ أو رﻓﺿــﻬﺎ‪،‬‬

‫ﻓﺈﻧــﻪ ﻻ ﯾﺟﯾــز أﺧــذ ﻓ'ــر ﯾﺗﻧــﺎﻗض ﻣــﻊ ﻫــذﻩ اﻟﻘﺎﻋــدة‪ٕ ،‬وان ﺟــﺎز ﻗ ـراءة اﻟﻧﺻــوص اﻟﺗــﻲ ﺗﺣو;ــﻪ‪ ،‬وﻻ‬ ‫ﯾﺑــ;ﺢ أﺧــذ ﻓ'ــر إﻻ إذا 'ﺎﻧــت اﻟﻘﺎﻋــدة اﻟﻔ'ر‪8‬ــﺔ ﺗﺑــ;ﺢ أﺧــذﻩ‪ .‬ﻓﺣﺗــﻰ ﯾــدرك أن اﻟﻔ'ــر ﯾﻧــﺎﻗض اﻟﻘﺎﻋــدة‬

‫اﻟﻔ'ر‪8‬ــﺔ أو ﯾواﻓﻘﻬــﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻻ ;ﻣ'ــن اﺗﺧــﺎذ اﻟﻣوﻗــﻒ ﻣﻧــﻪ إﻻ ‪3‬ﻌــد إدراك واﻗــﻊ اﻟﻔ'ــر إد ارﻛ ـﺎً ;ﺣــددﻩ‬ ‫و;ﻣﯾزﻩ‪ ،‬وﺗﺻور ﻣدﻟوﻟﻪ ﺗﺻو اًر ﺻﺣ;ﺣﺎً‪ ،‬و‪H‬دون ﻫذا ﻻ ;ﻣ'ن ﻗ;ﺎس ﻫذا اﻟﻔ'ـر ‪3‬ﺎﻟﻘﺎﻋـدة اﻟﻔ'ر‪8‬ـﺔ‪،‬‬

‫و‪3‬ﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻻ ;ﻣ'ــن اﺗﺧــﺎذ اﻟﻣوﻗــﻒ اﻟﺻــﺣ;ﺢ ﻣﻧــﻪ‪ .‬وﻟــذﻟك ﻓــﺈن اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓــﻲ اﻟﻧﺻــوص اﻟﻔ'ر‪8‬ــﺔ‪ ،‬أ;ـﺎً‬ ‫'ﺎﻧت ﻻ ﺑد أن ﺗﻛون ﻟد‪ Z‬ﻣن ﯾر‪8‬ـد اﻟﺗﻔ'ﯾـر ‪3‬ـﺎﻟﻧص اﻟﻔ'ـر‪ ،.‬أن ﺗﻛـون ﻟد;ـﻪ ﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﺳـﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻓـﻲ‬

‫‪68‬‬


‫ﻣﺳـﺗو‪ Z‬ﻫــذا اﻟﻔ'ــر‪ ،‬وأن ;'ــون ﻟد;ـﻪ ﻋــﻼوة ﻋﻠــﻰ ذﻟــك إدراك ﻟواﻗﻌـﻪ إد ارﻛـﺎً ;ﺣــددﻩ و;ﻣﯾـزﻩ وﺗﺻــور‬ ‫ﻟﻣدﻟوﻟﻪ ﺗﺻو اًر ﺻﺣ;ﺣﺎً ;ﻌطﻲ اﻟﺻورة اﻟﺣﻘ;ﻘ;ﺔ ﻟﻪ‪.‬‬

‫واﻣﺎ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷر‪8‬ﻌ;ﺔ ﻓﺈن اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺣﺗو;ﻪ ﻣن أﻓ'ﺎر‪ ،‬واﻟوﺻول إﻟﻰ اﺳﺗﻧ‪3‬ﺎ‪a‬‬

‫اﻷﻓ'ﺎر ﻻ ;'ﻔﻲ ﻓ;ﻪ أن ;ﻔﻬـم اﻷﻟﻔـﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾـب وﻣـﺎ ﺗـدل ﻋﻠ;ـﻪ‪ ،‬وﻻ ;ﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ ﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﺳـﺎ‪3‬ﻘﺔ‬ ‫أ;ﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎت‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ;ﺣﺗﺎج إﻟﻰ أﻣر‪8‬ن اﺛﻧﯾن ﻣﻌﺎً‪; .‬ﺣﺗﺎج أوﻻً إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ دﻻﻟـﺔ اﻷﻟﻔـﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾـب‬ ‫ﺛم اﻟﻣﻌـﺎﻧﻲ اﻟﺗـﻲ ﺗـدل ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻫـذﻩ اﻷﻟﻔـﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾـب‪ ،‬ﺛـم اﺳـﺗﻌﻣﺎل ﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﻣﻌﯾﻧـﺔ ﻟﻠوﻗـوف ﻋﻠـﻰ‬ ‫اﻟﻔ'ــر أو اﺳــﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ a‬اﻟﻔ'ــر‪ .‬أﻣــﺎ ﻣﻌرﻓــﺔ ﻣﻌــﺎﻧﻲ اﻷﻟﻔــﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾــب ﻓﺈﻧــﻪ ;ﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ ﻣﻌرﻓــﺔ ‪3‬ﺎﻟﻠﻐــﺔ‪،‬‬ ‫أﻟﻔﺎظﺎً وﺗراﻛﯾب‪ ،‬و;ﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﺻطﻼﺣﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﺛم ‪3‬ﻌد ذﻟك ;ﺄﺗﻲ اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻷﻓ'ـﺎر‬

‫واﻷﺣ'ــﺎم‪ .‬وﻫــذا ٕوان 'ــﺎن ;ﻣ'ــن أن ;طﺑــ ﻋﻠــﻰ 'ــﻞ ﺗﻔ'ﯾــر ﺗﺷ ـر‪8‬ﻌﻲ‪ .‬وﻟﻛﻧﻧــﺎ ﺣــﯾن ﻧﺗﺣــدث ﻋــن‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر ‪3‬ﺎﻟﺗﺷـ ـر‪8‬ﻊ ﻻ ﻧﻌﻧ ــﻲ أ‪ .‬ﺗﺷـ ـر‪8‬ﻊ‪ٕ ،‬واﻧﻣ ــﺎ ﻧﻌﻧ ــﻲ اﻟﺗﺷـ ـر‪8‬ﻊ اﻹﺳ ــﻼﻣﻲ ﻟ ــ;س ﻏﯾ ــر‪ .‬وذﻟ ــك أﻧ ــﺎ‬ ‫ﺑوﺻﻔﻧﺎ ﻣﺳﻠﻣﯾن ﻻ ;ﺣ ﻟﻧﺎ أن ﻧ‪3‬ﺣث إﻻ ﻓﻲ اﻟﺗﺷر‪8‬ﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ .‬ﻷن اﻷﻣر اﻟﺟﺎزم اﻟذ‪ .‬ﺗﺣﺗﻣﻪ‬

‫ﻋﻘﯾدﺗﻧﺎ ;ﺣﺻر ﺗﻔ'ﯾرﻧﺎ ‪3‬ﺎﻟﺗﺷر‪8‬ﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﺣدﻩ‪ .‬وأﻣﺎ ﻏﯾـر اﻟﺗﺷـر‪8‬ﻊ اﻹﺳـﻼﻣﻲ ﻓـﻼ ;ﺣـ ﻟﻧـﺎ أن‬ ‫ﻧ‪3‬ﺣﺛﻪ ﺣﺗﻰ وﻻ أن ﻧﻘرأﻩ‪ .‬ﻓﺈن اﻟﺗﺷر‪8‬ﻊ ﺣﯾن ;ﻘ أر إﻧﻣﺎ ;ﻘ أر ﻣن أﺟﻞ اﻷﺧذ ‪3‬ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓ;ﻪ وﻟ;س ﻗراءة‬ ‫ﻣﺗﻌـﺔ وﻟـذة‪ .‬وﺣــﯾن ﯾ‪3‬ﺣـث و‪8‬ﺟـر‪ .‬اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓ;ـﻪ إﻧﻣــﺎ ;ﻔﻌـﻞ ذﻟـك ﻣــن أﺟـﻞ أﺧـذﻩ‪ ،‬و;ﺣــرم ﻋﻠﯾﻧـﺎ أﺧــذ‬ ‫ﺷــﻲء ﻣــن ﻏﯾــر اﻹﺳــﻼم‪ ،‬و;ﺣــرم ﻋﻠﯾﻧــﺎ أن ﻧﺄﺧــذ ﻏﯾــر اﻟﺣ'ــم اﻟﺷــرﻋﻲ‪ٕ .‬واذا ﺟــﺎز ﻟﻧــﺎ أن ﻧﻘـ أر وأن‬ ‫ﻧ‪3‬ﺣ ــث ﻓ ــﻲ اﻟﻧﺻ ــوص ﻏﯾ ــر اﻟﺗﺷ ـ ـر‪8‬ﻌ;ﺔ‪' ،‬ﺎﻟﻧﺻ ــوص اﻷدﺑ; ــﺔ واﻟﻧﺻ ــوص اﻟﻔ'ر‪ 8‬ــﺔ واﻟﻧﺻـ ــوص‬ ‫اﻟﺳ;ﺎﺳ;ﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﻻ ;ﺣـ ﻟﻧـﺎ أن ﻧﻘـ أر أو ﻧ‪3‬ﺣـث ﻏﯾـر اﻟﻧﺻـوص اﻟﺗﺷـر‪8‬ﻌ;ﺔ اﻹﺳـﻼﻣ;ﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﻧﺻـوص‬ ‫اﻷدﺑ;ــﺔ إﻧﻣــﺎ ﺗﻘ ـ أر وﺗ‪3‬ﺣــث ﻟﻠﻣﺗﻌــﺔ واﻟﻠــذة‪ ،‬واﻟﻧﺻــوص اﻟﻔ'ر‪8‬ــﺔ ﺣــﯾن ﺗﻘ ـ أر ﻧ'ــون ﻗــد اﺗﺧــذﻧﺎ اﻟﻘﺎﻋــدة‬ ‫اﻟﻔ'ر‪8‬ـﺔ ﻣﻘ;ﺎﺳـﺎً ﻟﻣـﺎ ﻓﯾﻬــﺎ ﻣـن أﻓ'ـﺎر‪ ،‬واﻟﻧﺻــوص اﻟﺳ;ﺎﺳـ;ﺔ إﻧﻣـﺎ ﺗﻘـ أر ﻟﻣﻌرﻓــﺔ ';ﻔ;ـﺔ رﻋﺎ;ـﺔ اﻟﺷــؤون‬

‫اﻟﺧﺎرﺟ;ــﺔ‪ .‬ﻓ'ﻠﻬــﺎ ﻻ ﯾوﺟــد ﻣــﺎ ;ﻣﻧــﻊ ﻣــن ﻗراءﺗﻬــﺎ و‪3‬ﺣﺛﻬــﺎ ودرﺳــﻬﺎ واﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓﯾﻬــﺎ‪ .‬أﻣــﺎ اﻟﻧﺻــوص‬ ‫اﻟﺗﺷر‪8‬ﻌ;ﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻘ أر وﺗ‪3‬ﺣث ﻟﻸﺧذ ﻣﻧﻬﺎ‪ .‬و‪3‬ﻣﺎ أﻧﻪ ﻻ ;ﺣﻞ ﻟﻧﺎ أن ﻧﺄﺧذ ﻏﯾر اﻟﺣ'م اﻟﺷرﻋﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ‬ ‫ﺗ‪3‬ﻌـﺎً ﻟــذﻟك‪ ،‬ﻻ ;ﺣــ ﻟﻧــﺎ أن ﻧﻘـ أر أو ﻧ‪3‬ﺣــث أو ﻧﻔ'ـر ‪3‬ﻐﯾــر اﻟﺗﺷـر‪8‬ﻊ اﻹﺳــﻼﻣﻲ‪ٕ .‬واذا 'ﺎﻧــت اﻷﻓ'ــﺎر‬ ‫ﺗﺑﻧــﻰ ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻘﯾــدة ﻓﺗﻛــون ﻣﻘ;ﺎﺳ ـﺎً ﻟﺻــﺣﺔ ﻫــذﻩ اﻷﻓ'ــﺎر وﻋــدم ﺻــﺣﺗﻬﺎ‪ ،‬أ‪ .‬ﻟﺗﻌــﯾن اﻟﻣوﻗــﻒ ﻣﻧﻬــﺎ‬

‫ﻟﻸﺧ ــذ أو اﻟـ ـرﻓض‪ ،‬ﻓ ــﺈن اﻷﺣ' ــﺎم اﻟﺷ ــرﻋ;ﺔ ﺗﻧﺑﺛ ــ اﻧﺑﺛﺎﻗـ ـﺎً ﻣ ــن اﻟﻌﻘﯾ ــدة‪ ،‬أ‪ .‬ﺗﺳ ــﺗﻧ‪ `3‬وﺗؤﺧ ــذ ﻣ ــن‬ ‫اﻟﻌﻘﯾدة‪ ،‬ﻓﻣﺎ اﻧﺑﺛ ﻋن ﻫـذﻩ اﻟﻌﻘﯾـدة و'ـﺎن ﺣ'ﻣـﺎً ﺷـرﻋ;ﺎً 'ـﺎن وﺣـدﻩ ﻫـو اﻟـذ‪ .‬ﯾؤﺧـذ وﻣـﺎ ﻻ ﯾﻧﺑﺛـ ‬

‫ﻋﻧﻬﺎ ﯾرﻓض 'ﻠﻪ‪ ،‬ﺳواء واﻓ اﻟﻌﻘﯾدة أو ﺧﺎﻟﻔﻬﺎ‪ .‬ﻟذﻟك ﻓﺈﻧﺎ ﻻ ﻧﺄﺧذ ﻣـﺎ ﯾواﻓـ اﻹﺳـﻼم ٕواﻧﻣـﺎ ﻧﺄﺧـذ‬

‫ﻓﻘ` ﻣﺎ ﻫو إﺳﻼم ﻟ;س ﻏﯾر‪ .‬ﻷن اﻟﺣ'م اﻟﺷرﻋﻲ ﯾﻧﺑﺛ ﻋن اﻟﻌﻘﯾدة اﻧﺑﺛﺎﻗـﺎً و‪8‬ؤﺧـذ ﻣﻧﻬـﺎ وﻻ ﯾﺑﻧـﻰ‬

‫ﻋﻠﯾﻬــﺎ‪ ،‬ﺑﺧــﻼف اﻟﻔ'ــر ﻓﺈﻧــﻪ ﯾﺑﻧــﻰ ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻘﯾــدة ﺑﻧــﺎء‪ .‬ﻓــﺎ‪ p‬ﺗﻌــﺎﻟﻰ ﺣــﯾن ﻗــﺎل " اﻗ ـ أر " أ‪3‬ــﺎح ﻟﻧــﺎ‬

‫اﻟﻘراءة إ‪3‬ﺎﺣﺔ ﻣطﻠﻘﺔ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ ﺣﯾن أﻣر ‪3‬ﺄﺧذ ﻣﻌﺎﻟﺟﺎت اﻟﺣ;ـﺎة أ‪ .‬اﻷﺣ'ـﺎم اﻟﺷـرﻋ;ﺔ‪ ،‬ﺣﺻـر اﻷﺧـذ‬ ‫ﺑﻬــﺎ وﻗرﻧــﻪ ‪3‬ﺎﻹ;ﻣــﺎن وﺟﻌــﻞ اﻷﺧــذ ﻣــن ﻏﯾـرﻩ أﺧــذاً ﻣــن اﻟطــﺎﻏوت‪ ،‬ﻓﺗﻛــون اﻟﻧﺻــوص اﻟﺗــﻲ ﺟــﺎءت‬ ‫‪69‬‬


‫‪3‬ﻣوﺿوع اﻟﺗﺷر‪8‬ﻊ ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﻘراءة‪ ،‬ﻓﺗﻛون إ‪3‬ﺎﺣﺔ اﻟﻘـراءة ﺧﺎﺻـﺔ ‪3‬ﻐﯾـر ﻣـﺎ ﻫـو ﻣﺗﻌﻠـ ‪3‬ﺎﻟﺗﺷـر‪8‬ﻊ‪،‬‬ ‫أﻣﺎ اﻟﺗﺷر‪8‬ﻊ أ‪ .‬اﻷﺣ'ﺎم واﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺎت‪ ،‬ﻓﺈن اﻹ‪3‬ﺎﺣـﺔ ﻻ ﺗﺷـﻣﻠﻬﺎ ﻟوﺟـود اﻟﻧﺻـوص اﻟداﻟـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻋـدم‬ ‫ﺟواز اﻷﺧذ ﻣن ﻏﯾرﻫﺎ‪ .‬وﻟذﻟك ﻓﺈﻧﺎ ﻻ ﻧﻘ أر ﻏﯾر اﻟﺗﺷر‪8‬ﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬وﻻ ﻧ‪3‬ﺣﺛﻪ وﻻ ﻧﻔ'ر ﻓ;ﻪ‪ .‬وﻣن‬ ‫ﻫﻧﺎ ﻓﺈﻧﺎ ﺣﯾن ﻧ‪3‬ﺣث اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﺗﺷر‪8‬ﻊ إﻧﻣﺎ ﻧ‪3‬ﺣث اﻟﺗﺷر‪8‬ﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟ;س ﻏﯾر‪.‬‬ ‫واﻟﺗﻔ'ﯾـر ‪3‬ﺎﻟﺗﺷـر‪8‬ﻊ ٕوان 'ـﺎن ;ﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ ﻣﻌرﻓــﺔ اﻟﻠﻐـﺔ اﻟﻌر‪;H‬ـﺔ واﻷﻓ'ـﺎر اﻹﺳـﻼﻣ;ﺔ‪ ،‬وﻟﻛﻧــﻪ‬ ‫;ﺣﺗﺎج ﻗﺑﻞ ذﻟك‪ ،‬و‪3‬ﻌد ذﻟك إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟواﻗﻊ واﻟﻔﻘﻪ ﻓ;ﻪ‪ ،‬ﺛم ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺣ'م اﻟﺷرﻋﻲ ﺛم ﺗطﺑﯾ ﻫـذا‬ ‫اﻟﺣ'م اﻟﺷـرﻋﻲ ﻋﻠـﻰ اﻟواﻗـﻊ‪ ،‬ﻓـﺈن اﻧطﺑـ ﻋﻠ;ـﻪ 'ـﺎن ﺣ'ﻣـﻪ‪ٕ ،‬وان ﻟـم ﯾﻧطﺑـ ﻋﻠ;ـﻪ ﻟـم ;'ـن ﺣ'ﻣـﻪ‪،‬‬ ‫ﻓﯾ‪3‬ﺣث ﻋن ﺣ'م آﺧر ﯾﻧطﺑ ﻋﻠ;ﻪ‪ .‬ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﺗﺷر‪8‬ﻊ ﻻ ﯾﺗﺄﺗﻰ ﻟﻛﻞ اﻟﻧﺎس‪ ،‬ﻷﻧﻪ ;ﺣﺗﺎج‬ ‫إﻟﻰ أﻣور 'ﺛﯾرة ﺗﺗﻌﻠ ‪3‬ﺎﻷﻟﻔـﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾـب‪ ،‬وﺗﺗﻌﻠـ ‪3‬ﺎﻷﻓ'ـﺎر اﻟﺗﺷـر‪8‬ﻌ;ﺔ أ‪3 .‬ﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﻣﻌﯾﻧـﺔ ﻫـﻲ‬ ‫اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺗﺷ ـر‪8‬ﻌ;ﺔ و;ﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ ﻓﻬــم اﻟواﻗــﻊ‪ ،‬أ‪ .‬واﻗــﻊ اﻟﺣ'ــم اﻟــذ‪ .‬ﯾؤﺧــذ أو اﻟــذ‪; .‬ﺳــﺗﻧ‪.`3‬‬ ‫ﻓ ــﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻧﺻ ــوص اﻟﺗﺷـ ـر‪8‬ﻌ;ﺔ ﻻ ;'ﻔ ــﻲ ﻓ; ــﻪ اﻟﻌﻧﺎ; ــﺔ ‪3‬ﺎﻷﻟﻔ ــﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾ ــب ' ــﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻧﺻ ــوص‬ ‫اﻷدﺑ;ﺔ‪ ،‬وﻻ اﻟﻌﻧﺎ;ﺔ ‪3‬ﺎﻟﻣﻌﺎﻧﻲ واﻷﻓ'ﺎر 'ﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻧﺻوص اﻟﻔ'ر‪8‬ﺔ‪ ،‬وﻻ اﻟﻌﻧﺎ;ﺔ ‪3‬ﺎﻟﺣوادث واﻟوﻗﺎﺋﻊ‬ ‫واﻟظـ ــروف 'ـ ــﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻧﺻـ ــوص اﻟﺳ;ﺎﺳـ ــ;ﺔ‪ٕ .‬واﻧﻣـ ــﺎ ﻻ ﺑـ ــد أن ﺗوﺟـ ــﻪ اﻟﻌﻧﺎ;ـ ــﺔ ﻟﻸﻟﻔـ ــﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾـ ــب‬ ‫واﻟﻣﻌﺎﻧﻲ واﻷﻓ'ﺎر واﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻟﺣـوادث اﻟﺗـﻲ ﯾـراد أﺧـذ اﻟﺣ'ـم ﻟﻬـﺎ دﻓﻌـﺔ واﺣـدة‪ ،‬أ‪; .‬ﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ 'ـﻞ‬ ‫ﻣﺎ ﺗﺣﺗﺎج إﻟ;ﻪ ﺳﺎﺋر اﻟﻧﺻوص‪ .‬ﻟذﻟك 'ﺎن اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﻪ أﻛﺛر ﺻﻌو‪3‬ﺔ ﻣن اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺄ‪ .‬ﻧـص آﺧـر‪،‬‬ ‫و'ﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻋﻣـ واﺳـﺗﻧﺎرة ﻓـﻲ وﻗـت واﺣـد‪ ،‬ﻓـﻼ ;'ﻔـﻲ ﻓ;ـﻪ اﻟﻌﻣـ ‪ٕ ،‬وان 'ﺎﻧـت ﺗﻛﻔـﻲ ﻓ;ـﻪ‬

‫اﻻﺳﺗﻧﺎرة‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻛون إﻻ ﻋن ﻋﻣ ‪.‬‬

‫واﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷر‪8‬ﻌ;ﺔ ﯾﺧﺗﻠﻒ اﻟﺗﻔ'ﯾر ﺑﻬﺎ ‪3‬ﺎﺧﺗﻼف اﻟﻐﺎ;ﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬ﻷن اﻟﻐﺎ;ﺔ ﻣن‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷر‪8‬ﻌ;ﺔ‪ ،‬إﻣﺎ أن ﺗﻛون ﻷﺧذ اﻟﺣ'م اﻟﺷرﻋﻲ ٕواﻣﺎ أن ﺗﻛـون ﻻﺳـﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ a‬اﻟﺣ'ـم‬ ‫اﻟﺷرﻋﻲ‪ ،‬وﻓرق ﺑـﯾن اﻻﺛﻧـﯾن‪ .‬ﻓـﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ﻟﻣﻌرﻓـﺔ اﻟﺣ'ـم اﻟﺷـرﻋﻲ ﻓﻘـ` ٕوان 'ﺎﻧـت ﺗﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ ﻣﻌرﻓـﺔ‬ ‫ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻷﻟﻔﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾب‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬـﺎ ﻻ ﺗﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ ﻣﻌرﻓـﺔ اﻟﻧﺣـو واﻟﺻـرف‪ ،‬وﻻ ﻣـﺗن اﻟﻠﻐـﺔ أو ﻋﻠـوم‬

‫اﻟ‪3‬ﻼﻏﺔ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ;'ﻔﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻘراءة ‪3‬ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌر‪;H‬ﺔ وﻟو ﻟم ;ﻌرف اﻟﻛﺗﺎ‪3‬ﺔ‪ .‬ﻓﻘـراءة اﻟـﻧص ‪3‬ﺎﻟﻠﻐـﺔ‬ ‫اﻟﻌر‪;H‬ﺔ وﻓﻬم ﻣﺎ ;ﻘ أر 'ﺎﻓ;ﺔ ﻓﻲ طﻠب ﻣﻌرﻓﺔ اﻷﺣ'ﺎم اﻟﺷـرﻋ;ﺔ ﻣـن اﻟﻧﺻـوص‪ ،‬وﻫـﻲ ٕوان اﺣﺗﺎﺟـت‬

‫إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻷﻓ'ﺎر اﻟﺷرﻋ;ﺔ أ‪ .‬ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻋن اﻟﺷرع‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬﺎ ;'ﻔﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‬

‫اﻷوﻟ;ـ ــﺔ‪ .‬اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻠـ ــزم ﻟﻠﻣﻌرﻓـ ــﺔ ﻓـ ــﻼ ﺗﺣﺗـ ــﺎج إﻟـ ــﻰ ﻣﻌرﻓـ ــﺔ ﻋﻠـ ــم أﺻـ ــول اﻟﻔﻘـ ــﻪ‪ ،‬وﻻ ﻣﻌرﻓـ ــﺔ اﻵ;ـ ــﺎت‬ ‫واﻷﺣﺎدﯾث‪ ،‬ﻓ;'ﻔﻲ ﻓﯾﻬﺎ أن ;ﻔﻬم اﻟﺣ'م اﻟﺷرﻋﻲ ﻣن ﻏﯾرﻩ‪ ،‬ﻣن ﻣﺟرد اﻟﻘراءة‪ .‬و'ذﻟك ﻻ ﯾﻠزم ﻓﯾﻬـﺎ‬ ‫ﻣﻌرﻓﺔ اﻟواﻗﻊ ﻣﺎ ﻫو‪ ،‬ﺑﻞ ;'ﻔﻲ أن ;ﻌرف أن ﻫذا اﻟﺣ'م ﻟﻬذا اﻟواﻗﻊ‪ .‬ﻓﺣﯾن ;ﻘـ أر ﻟ;ﻌـرف ﺣ'ـم ﻟﺣـم‬ ‫اﻟﻌﻠب ﻣﺎ ﻫو ﻓﺈﻧﻪ ;'ﻔﻲ أن ;ﻌرف أن ﻟﺣم اﻟﻣﯾﺗﺔ ﺣرام‪ ،‬وأن ;ﻌرف أن ﻟﺣم اﻟﻌﻠب ﻟﺣم ﻣﯾﺗﺔ ﻷﻧﻪ‬ ‫ﻟم ﯾذ‪3‬ﺢ ذ‪3‬ﺣﺎً ﺷرﻋ;ﺎً‪ .‬وﺣﯾن ;ﻘ أر ﻟ;ﻌرف ﺣ'م اﻟﻛﻠﻧ;ﺎ‪ ،‬أ‪ .‬ﻣﺎ ;ﺳﻣﻰ ‪3‬ﺎﻟﻛوﻟوﻧ;ﺎ ;'ﻔﻲ أن ;ﻌرف أن‬

‫‪70‬‬


‫اﻟﻣﺳـ'ر ﺣـرام‪ ،‬وأن اﻟﻛﻠﻧ;ـﺎ ﻣﺳـ'ر وﻫ'ـذا‪ .‬ﻓـﺈن اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﻓـﻲ ﻣﻌرﻓـﺔ اﻟﺣ'ـم اﻟﺷـرﻋﻲ ﻣـن اﻟﻧﺻـوص‬ ‫اﻟﺷرﻋ;ﺔ ﻓﺈﻧﻪ ;'ﻔﻲ ﻓ;ﻪ وﺟود ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ 'ﺎﻓ;ﺔ ﻟﺗﻔﺳﯾر واﻗﻊ اﻟﺣ'م اﻟذ‪ .‬ﯾ‪3‬ﺣث ﻋﻧﻪ‪.‬‬ ‫أﻣﺎ اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻻﺳﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ a‬اﻟﺣ'م اﻟﺷرﻋﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ;'ﻔـﻲ ﻓ;ـﻪ ﻣﺟـرد اﻟﻘـراءة ﺣﺗـﻰ ;ﺳـﺗﻧ‪ٕ ،`3‬واﻧﻣـﺎ‬

‫;ﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ‪3‬ﺎﻷﻣور اﻟﺛﻼﺛﺔ‪ ،‬وﻫﻲ اﻷﻟﻔﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾب‪ ،‬واﻷﻓ'ـﺎر اﻟﺷـرﻋ;ﺔ‪ ،‬واﻟواﻗـﻊ ﻟﻠﻔ'ـر أ‪.‬‬ ‫ﻟﻠﺣ'م‪ ،‬ﻣﻌرﻓﺔ ﺗﻣ'ﻧﻪ ﻣن اﻻﺳـﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ a‬ﻻ ﻣﺟـرد ﻣﻌرﻓﺗـﻪ‪ .‬ﻓـﻼ ﺑـد أن ;'ـون ﻋﺎﻟﻣـﺎً ‪3‬ﺎﻟﻠﻐـﺔ اﻟﻌر‪;H‬ـﺔ ﻣـن‬ ‫ﻧﺣــو وﺻــرف و‪3‬ﻼﻏــﺔ اﻟــﺦ‪ ،‬وأن ;'ــون ﻋﺎﻟﻣـﺎً ‪3‬ﺎﻟﺗﻔﺳــﯾر واﻟﺣــدﯾث وأﺻــول اﻟﻔﻘــﻪ‪ ،‬وﻻ ﺑــد أن ;'ــون‬

‫ﻋﺎﻟﻣﺎً ‪3‬ﺎﻟواﻗﻊ اﻟذ‪ .‬ﯾر‪8‬د اﺳـﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ a‬اﻟﺣ'ـم ﻟـﻪ‪ .‬وﻟـ;س ﻣﻌﻧـﻰ 'وﻧـﻪ ﻋﺎﻟﻣـﺎً أن ;'ـون ﻣﺟﺗﻬـداً ﻓـﻲ ﻫـذﻩ‬ ‫اﻟﻣواﺿــ;ﻊ‪ ،‬ﺑــﻞ ;'ﻔــﻲ أن ;'ــون ﻣﻠﻣ ـﺎً ﻣﺟــرد إﻟﻣــﺎم‪ .‬ﻓﻬــو ;ﺳــﺗط;ﻊ أن ;ﺳــﺄل ﻋــن ﻣﻌﻧــﻰ 'ﻠﻣــﺔ وأن‬ ‫ﯾرﺟﻊ إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻣوس‪ ،‬و;ﺳﺗط;ﻊ أن ;ﺳﺄل ﻣﺟﺗﻬداً ﻓﻲ اﻟﻧﺣو واﻟﺻرف أو ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ 'ﺗﺎب ﻓﻲ‬

‫اﻟﻧﺣــو واﻟﺻــرف ﻟ;ﻌــرف اﻋ ـراب ﺟﻣﻠــﺔ أو ﺗﺻ ـر‪8‬ﻒ 'ﻠﻣــﺔ‪ ،‬و;ﺳــﺗط;ﻊ أن ﯾرﺟــﻊ ﻟﻌــﺎﻟم ﻣــن ﻋﻠﻣــﺎء‬ ‫اﻟﺣدﯾث أو ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ 'ﺗﺎب ﻣن 'ﺗب اﻟﺣدﯾث ﻟ;ﻌـرف اﻟﺣـدﯾث و;ﺳـﺗط;ﻊ أن ;ﺳـﺄل ﻋﺎﻟﻣـﺎً ‪3‬ـﺎﻟواﻗﻊ‬

‫اﻟذ‪ .‬ﯾر‪8‬د ﻓﻬﻣﻪ وﻟو 'ﺎن ﻏﯾر ﻣﺳﻠم‪ ،‬أو أن ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ 'ﺗـﺎب ﯾ‪3‬ﺣـث ﻫـذا اﻟواﻗـﻊ‪ .‬ﻓـﻼ ;ﻌﻧـﻲ 'وﻧـﻪ‬

‫ﻋﺎﻟﻣـﺎً أن ;'ــون ﻣﺟﺗﻬــداً أو ﻣﺗ‪3‬ﺣـ اًر‪ ،‬ﺑــﻞ ;'ﻔــﻲ أن ;'ــون ﻣﻠﻣـﺎً إﻟﻣﺎﻣـﺎً ;ﻣ'ﻧــﻪ ﻣــن اﻻﺳــﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ .a‬وﻫــذا‬ ‫ﻣﻌﻧﻰ 'وﻧﻪ أﻧﻪ ﻻ ﺑد أن ﺗﻛون ﻟد;ﻪ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬أ‪ .‬ﻣﻌﻠوﻣﺎت 'ﺎﻓ;ﺔ ﻟﺗﻣ'ﯾﻧﻪ ﻣن اﻻﺳﺗﻧ‪3‬ﺎ‪.a‬‬ ‫وﻟذﻟك ﻓﺈن اﻻﺳﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ a‬وأن 'ﺎن ;ﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﻌﻠوﻣـﺎت أﻛﺛـر ﻣـن اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﻼزﻣـﺔ ﻟﻣﻌرﻓـﺔ اﻟﺣ'ـم‬ ‫اﻟﺷرﻋﻲ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ ﻻ ;ﻌﻧﻲ أن ;'ـون ﻣﺟﺗﻬـداً ﻓـﻲ 'ـﻞ واﺣـد ﻣـن اﻷﻣـور اﻟﺛﻼﺛـﺔ اﻟﻼزﻣـﺔ ﻟﻼﺳـﺗﻧ‪3‬ﺎ‪،a‬‬ ‫ﺑـﻞ أن ;'ـون ﻣﻠﻣـﺎً ‪3‬ﻣﻌﻠوﻣـﺎت 'ﺎﻓ;ــﺔ ﻋـن ﻫـذﻩ اﻷﻣـور اﻟﺛﻼﺛـﺔ ﺗﻣ'ﻧــﻪ ﻣـن اﻻﺳـﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ a‬وﻣﺗـﻰ أﺻــ‪3‬ﺢ‬

‫ﻗﺎد اًر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ a‬ﻓﺈﻧﻪ ﺣﯾﻧﺋذ ;'ون ﻣﺟﺗﻬداً‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻓـﺈن اﻻﺳـﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ a‬أو اﻻﺟﺗﻬـﺎد ﻣﻣ'ـن ﻟﺟﻣ;ـﻊ‬ ‫اﻟﻧــﺎس وﻣ;ﺳــر ﻟﺟﻣ;ــﻊ اﻟﻧــﺎس‪ ،‬وﻻ ﺳــ;ﻣﺎ ‪3‬ﻌــد أن أﺻــ‪3‬ﺢ ﺑــﯾن ﯾــد‪ .‬اﻟﻧــﺎس 'ﺗــب ﻓــﻲ اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌر‪;H‬ــﺔ‬ ‫واﻟﺷـ ــرع اﻹﺳـ ــﻼﻣﻲ ووﻗـ ــﺎﺋﻊ اﻟﺣ;ـ ــﺎة ﻣ;ﺳ ـ ـرة ﻟﺟﻣ;ـ ــﻊ اﻟﻧـ ــﺎس ;ﻣ'ـ ــن اﻟرﺟـ ــوع إﻟﯾﻬـ ــﺎ واﻻﺳـ ــﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻬـ ــﺎ‬ ‫ﻟﻼﺳﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ .a‬وﻟذﻟك ﻓﺈن ﻣﻌرﻓﺔ اﻷﺣ'ﺎم اﻟﺷـرﻋ;ﺔ ٕوان 'ﺎﻧـت ﻣ;ﺳـورة ﻟﻛـﻞ ﻓـرد‪ ،‬ﻓـﺈن اﺳـﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ a‬اﻟﺣ'ـم‬ ‫اﻟﺷرﻋﻲ 'ذﻟك ﻣ;ﺳور ﻟﻛﻞ ﻓرد‪ٕ ،‬وان 'ﺎن ;ﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ أﻛﺛر‪ ،‬أ‪ .‬إﻟﻰ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ أﻛﺛـر‬ ‫وأوﺳﻊ‪.‬‬

‫ٕواذا 'ــﺎن ﻣ ــن ﻗﺑﻠﻧــﺎ ﻗ ــد ﺿــ;ﻘوا ﻋﻠ ــﻰ أﻧﻔﺳــﻬم ﺳ ــﺑﯾﻞ اﻻﺟﺗﻬــﺎد واﻻﺳ ــﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ ،a‬واﻛﺗﻔ ـوا ‪3‬ﻣﺟ ــرد‬ ‫اﻟﻣﻌرﻓ ــﺔ ﻓ' ــﺎﻧوا ﻓ ــﻲ ﺟﻣﻬـ ـرﺗﻬم ﻣﻘﻠ ــدﯾن‪ ،‬وﺗﺟ ــددت اﻟﺣـ ـوادث واﻟوﻗ ــﺎﺋﻊ وﻟ ــم ﯾوﺟ ــد ﻟﻬ ــﺎ ﺣ' ــم‪ ،‬ﻓ ــﺈن‬ ‫ﺗﺻــﻣ;ﻣﻧﺎ ﻋﻠــﻰ أن ﻧﺗﻘﯾــد ‪3‬ﺎﻷﺣ'ــﺎم اﻟﺷــرﻋ;ﺔ وﻧﺧــوض ﻣﻌﺗــرك اﻟﺣ;ــﺎة ﻋﻠــﻰ أﻋﻠــﻰ ﻣﺳــﺗو‪ Z‬و‪3‬ﺷــ'ﻞ‬ ‫واﺳـﻊ وﻣﻧﻔــﺗﺢ‪; ،‬ﺣــﺗم ﻋﻠﯾﻧــﺎ‪ ،‬وﻗــد ;ﺳـرت ﻟﻧــﺎ 'ﺗــب اﻟﻣﻌرﻓــﺔ واﻟﻌﻠــم أن ﻧرﺗﻔـﻊ ﻣــن اﻟﺗﻘﻠﯾــد إﻟــﻰ ﻣرﺗ‪3‬ــﺔ‬ ‫اﻻﺳﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ ،a‬وأن ﻧﻌﺎﻟﺞ ﺟﻣ;ﻊ ﺷؤون اﻟﺣ;ﺎة ‪3‬ﺎﻷﺣ'ﺎم اﻟﺷرﻋ;ﺔ وﺣدﻫﺎ وذﻟك ﻻ ;'ﻠﻔﻧـﺎ إﻻ اﻟﺣﺻـول‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻼﺳﺗﻧ‪3‬ﺎ‪.a‬‬ ‫‪71‬‬


‫ﺻــﺣ;ﺢ أن ﻣﻌرﻓــﺔ اﻟﺣ'ــم اﻟﺷــرﻋﻲ ﻓــرض ﻋــﯾن‪ ،‬واﺳــﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ a‬اﻟﺣ'ــم اﻟﺷــرﻋﻲ ﻓــرض 'ﻔﺎ;ــﺔ‪،‬‬ ‫وﻟﻛــن ﺿــرورة ﺗﺟــدد اﻟوﻗــﺎﺋﻊ واﻟﺣ ـوادث‪ ،‬وﺗﺣ ـر‪8‬م اﻹﺳــﻼم ﻋﻠﯾﻧــﺎ أن ﻧﺄﺧــذ أ‪ .‬ﺣ'ــم ﻏﯾــر اﻟﺣ'ــم‬ ‫اﻟﺷــرﻋﻲ‪ ،‬ﯾﺟﻌــﻞ ﻓــرض اﻟﻛﻔﺎ;ــﺔ ﻫــذا ﻻ ;ﻘــﻞ ﻟزوﻣـﺎً ﻋــن ﻓــرض اﻟﻌــﯾن‪ .‬وﻟــذﻟك ﻻ ﺑــد أن ﯾوﺟــد ﻓــﻲ‬ ‫اﻷﻣﺔ اﻟﺣﺷد اﻟﻌظ;م ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻧ‪3‬طﯾن واﻟﻣﺟﺗﻬدﯾن‪.‬‬

‫وﻣــن ﻫــذا ﯾﺗﺑــﯾن أن اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺎﻟﺗﺷ ـر‪8‬ﻊ ﻣــﻊ 'وﻧــﻪ أﺻــﻌب أﻧ ـواع اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬وﻟﻛﻧــﻪ أﻟــزم أﻧ ـواع‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر ﻟﻸﻣ ــﺔ اﻹﺳ ــﻼﻣ;ﺔ‪ ،‬ﺳـ ـواء اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر ﻟﻣﻌرﻓ ــﺔ اﻟﺣ' ــم اﻟﺷ ــرﻋﻲ أو اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر ﻻﺳ ــﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ a‬اﻟﺣ' ــم‬ ‫اﻟﺷــرﻋﻲ‪ .‬إﻻ أن اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺎﺳــﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ a‬اﻟﺣ'ــم اﻟﺷــرﻋﻲ‪ ،‬ﻻ ;ﺻــﺢ أن ﯾؤﺧــذ ﺑﺧﻔــﺔ‪ ،‬وﻻ أن ﯾؤﺧــذ ﺑﻬــذﻩ‬ ‫اﻟ‪3‬ﺳـ ــﺎطﺔ‪ .‬ﺑـ ــﻞ ﯾﺟـ ــب أن ﯾؤﺧـ ــذ ‪3‬ﻌﻧﺎ;ـ ــﺔ واﻫﺗﻣـ ــﺎم‪ ،‬وأن ﻻ ;ﻘـ ــدم أﺣـ ــد ﻋﻠ;ـ ــﻪ إﻻ إذا ﺗـ ــوﻓرت ﻟد;ـ ــﻪ‬ ‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻪ‪ .‬وأن ;'ون ﻣﻼﺣظﺎً داﺋﻣﺎً ﻣﺎ ;ﺣﺗﺎج إﻟ;ﻪ اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷر‪8‬ﻌ;ﺔ ﻣن‬

‫وﺟــود ﻣﻌﻠوﻣــﺎت 'ﺎﻓ;ــﺔ‪ ،‬ﻓــﻲ اﻷﻣــور اﻟﺛﻼﺛــﺔ اﻟﻼزﻣــﺔ ﻟــﻪ‪ ،‬وﻫــﻲ اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌر‪;H‬ــﺔ واﻷﻣــور اﻟﺷــرﻋ;ﺔ‬

‫وﻣﻌرﻓــﺔ ﺣﻘ;ﻘــﺔ اﻟواﻗــﻊ‪ ،‬واﻧط‪3‬ــﺎق اﻟﺣ'ــم اﻟﺷــرﻋﻲ ﻋﻠــﻰ ذﻟــك اﻟواﻗــﻊ‪ٕ .‬واﻧــﻪ ٕوان 'ــﺎن اﻻﻧط‪3‬ــﺎق ﻟــ;س‬ ‫ﻣن اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻼﺳﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ ،a‬وﻟﻛﻧﻪ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺻﺣﺔ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻟﻸﻣور اﻟﺛﻼﺛﺔ‪.‬‬ ‫ﻫــذا ﻫــو اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺎﻟﺗﺷـر‪8‬ﻊ‪ ،‬وﻫــو أن ﺗﻛــون اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗـر‪3 `H‬ــﺎﻟواﻗﻊ ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻣﻌﯾﻧــﺔ‬ ‫وﻣﻌﻠوﻣــﺎت 'ﺎﻓ;ــﺔ ﻟﻣﻌرﻓــﺔ ﺣ'ــم اﻟواﻗــﻊ أو ﻻﺳــﺗﻧ‪3‬ﺎ‪ a‬اﻟﺣ'ــم ﻟــﻪ‪ٕ .‬واذا 'ــﺎن أﻋــداؤﻧﺎ ﻗــد ﻧﺟﺣ ـوا ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﻣﻐﺎﻟطــﺎت وﺟﻌﻠوﻧــﺎ ﻧــر‪ Z‬أن اﻟﻌﺳــﻞ ﺧــرء اﻟــذ‪3‬ﺎب ﻓﻧﺷــﻣﺋز ﻣﻧــﻪ وﻧﻌــرض ﻋﻧــﻪ‪ ،‬أ‪ .‬ﺟﻌﻠ ـوا اﻟﻔﻘــﻪ‬ ‫ﻣ‪3‬ﻐﺿـﺎً إﻟﯾﻧــﺎ وﻣﺣﺗﻘـ اًر ﻟــدﯾﻧﺎ ﺣﺗــﻰ أﻋرﺿــﻧﺎ ﻋﻧــﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻗــد آن اﻷوان ﻟﻛﺷــﻒ ﻫــذﻩ اﻟﻣﻐﺎﻟطــﺔ‪ ،‬وأن‬ ‫ﻧــر‪ Z‬أن ﺳــﻌﺎدﺗﻧﺎ وﺣ;ﺎﺗﻧــﺎ ﻻ ﺗﺗﺣﻘــ إﻻ ‪3‬ﺎﻷﺣ'ــﺎم اﻟﺷــرﻋ;ﺔ‪ ،‬أ‪ .‬ﻻ ﻧﺻــﻞ إﻟﯾﻬــﺎ إﻻ ‪3‬ﺎﻟﻔﻘــﻪ‪ ،‬أ‪ .‬إﻻ‬ ‫‪3‬ﻣﻌرﻓــﺔ اﻷﺣ'ــﺎم اﻟﺷــرﻋ;ﺔ واﺳــﺗﻧ‪3‬ﺎطﻬﺎ‪ .‬ﻻ ﺳــ;ﻣﺎ وأن ﻏﯾــر اﻹﺳــﻼم ﻣــن ﺗﺷ ـر‪8‬ﻊ 'ﺎﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻣــدﻧﻲ‬ ‫وﻏﯾرﻩ إﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﺷرع اﻟطﺎﻏوت‪ٕ ،‬واﻧﻬﺎ ﻣﻣﺎ ﻧﻬﺎﻧﺎ ﻋﻧﻪ ﺻر‪8‬ﺢ اﻟﻘرآن‪.‬‬ ‫وﻣﻬﻣــﺎ ;'ــن ﻣــن أﻣــر ﻓــﺈن اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺎﻟﻧﺻــوص اﻟﺗﺷـر‪8‬ﻌ;ﺔ‪ ،‬أ‪ .‬اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺎﻟﺗﺷـر‪8‬ﻊ اﻹﺳــﻼﻣﻲ‬ ‫ﯾﺧﺗﻠﻒ 'ﻞ اﻻﺧﺗﻼف ﻋن اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺄ;ﺔ ﻧﺻوص أﺧر‪ ،Z‬ﻓﺈﻧﻪ إذا 'ﺎن اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻧﺻوص اﻷدﺑ;ﺔ‬ ‫;ﺣﺗ ــﺎج إﻟ ــﻰ ﻣﻌرﻓـ ـﺔ اﻷﻟﻔ ــﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾ ــب‪ ،‬و‪3‬ﺎﻟﺗ ــﺎﻟﻲ إﻟ ــﻰ ذوق ﯾﺗﻛ ــون ﻣ ــن ﻫ ــذﻩ اﻟﻣﻌرﻓ ــﺔ‪ٕ ،‬واذا ' ــﺎن‬

‫اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺎﻟﻧﺻــوص اﻟﻔ'ر‪8‬ــﺔ ;ﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ ﻣﻌرﻓــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺳــﺗو‪ Z‬اﻟﻔ'ــر اﻟــذ‪ .‬ﯾ ـراد إد ارﻛــﻪ‪ٕ ،‬واذا 'ﺎﻧــت‬ ‫اﻟﻧﺻــوص اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ ﺗﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ ﻣﻌرﻓــﺔ ‪3‬ﺎﻟوﻗــﺎﺋﻊ واﻟﺣ ـوادث؛ ﻓــﺈن اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺎﻟﻧﺻــوص اﻟﺗﺷ ـر‪8‬ﻌ;ﺔ‬ ‫;ﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺟﻣ;ﻊ ﻣﺎ ﺗﺣﺗﺎج إﻟ;ﻪ ﺟﻣ;ﻊ أﻧواع اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ .‬ﻷﻧﻪ ;ﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ‪3‬ﺎﻷﻟﻔـﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾـب‪،‬‬ ‫و;ﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﺷرﻋ;ﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺗو‪ Z‬اﻟواﻗﻊ اﻟﺷرﻋﻲ‪ ،‬و;ﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ‪3‬ﺎﻟواﻗﻊ واﻟﺣوادث اﻟﺗﻲ‬ ‫‪72‬‬


‫;طﺑــ ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﺣ'ــم اﻟﺷــرﻋﻲ‪ ،‬ﺳ ـواء ﻟﻣﻌرﻓــﺔ اﻟﺣ'ــم أو ﻻﺳــﺗﻧ‪3‬ﺎطﻪ‪ .‬وﻣــن ﻫﻧــﺎ ;ﻣ'ــن اﻟﻘــول ‪3‬ــﺎن‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﺗﺷر‪8‬ﻊ أﻛﺛر ﺻﻌو‪3‬ﺔ ﻣن أ‪ .‬ﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬وأﻛﺛر ﻟزوﻣﺎً ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن‪.‬‬ ‫ﻫذا ﻫو اﻟﺗﻔ'ﯾـر اﻟﺗﺷـر‪8‬ﻌﻲ‪ ،‬أﻣـﺎ اﻟﺗﻔ'ﯾـر اﻟﺳ;ﺎﺳـﻲ ﻓﺈﻧـﻪ ﯾﺧﺗﻠـﻒ 'ـﻞ اﻻﺧـﺗﻼف ﻋـن اﻟﺗﻔ'ﯾـر‬ ‫اﻟﺗﺷـ ـر‪8‬ﻌﻲ ٕوان ' ــﺎن ﻣ ــن ﻧوﻋ ــﻪ‪ .‬ﻷن اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر اﻟﺗﺷـ ـر‪8‬ﻌﻲ ﻫ ــو ﻟﻣﻌﺎﻟﺟ ــﺔ ﻣﺷ ــﺎﻛﻞ اﻟﻧ ــﺎس‪ ،‬واﻟﺗﻔ'ﯾ ــر‬ ‫اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ ﻫو ﻟرﻋﺎ;ﺔ ﺷؤون اﻟﻧﺎس‪ .‬إﻻ أن ﻫﻧﺎك ﻓرﻗﺎً ﺑـﯾن اﻟﺗﻔ'ﯾـر‪8‬ن‪ .‬و'ـذﻟك ﻫـو ﯾﻧـﺎﻗض اﻟﺗﻔ'ﯾـر‬ ‫اﻷدﺑﻲ 'ﻞ اﻟﻣﻧﺎﻗﺿﺔ‪ ،‬ﻷن اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻷدﺑﻲ إﻧﻣـﺎ ;ﻌﻧـﻰ ‪3‬ﺎﻟﻠـذة واﻟﻧﺷـوة ‪3‬ﺎﻷﻟﻔـﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾـب‪ ،‬و;طـرب‬

‫ﻟﻠﻣﻌــﺎﻧﻲ وﻫــﻲ ﻓــﻲ ﻗواﻟــب اﻷﻟﻔــﺎ‪ z‬ﺗﺳــﺎق ‪3‬ﺎﻷﺳــﻠوب اﻷدﺑــﻲ‪ .‬أﻣــﺎ ‪3‬ﺎﻟﻧﺳــ‪3‬ﺔ ﻟﻠﺗﻔ'ﯾــر اﻟﻔ'ــر‪ .‬ﻓــﺈن ﻓ;ــﻪ‬ ‫ﺗﻔﺻــ;ﻼً‪ .‬ﻓــﺈذا 'ــﺎن اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ ﺗﻔ'ﯾـ اًر ﺑﻧﺻــوص اﻟﻌﻠــوم اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ واﻷ‪3‬ﺣــﺎث اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ ﻓــﺈن‬

‫اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ واﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﻔ'ر‪'; .‬ﺎدان ;'وﻧﺎن ﻧوﻋﺎً واﺣداً‪ .‬ﻓﻬﻣﺎ ﻣﺗﻣﺎﺛﻼن وﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺎن إﻟـﻰ ﺣـد‬ ‫'ﺑﯾــر‪ .‬إﻻ أن اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﻔ'ــر‪; .‬ﺷــﺗر‪ a‬ﻓ;ــﻪ أن ﺗﻛــون اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺳــﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻓــﻲ ﻣﺳــﺗو‪ Z‬اﻟﻔ'ــر اﻟــذ‪.‬‬ ‫ﯾ‪3‬ﺣث‪ ،‬ﺣﺗﻰ ٕوان 'ﺎﻧت ﻟ;ﺳت ﻣن ﻧوﻋﻪ وﻟﻛن ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ‪3‬ـﻪ‪ ،‬أﻣـﺎ اﻟﺗﻔ'ﯾـر اﻟﺳ;ﺎﺳـﻲ ﻓﺈﻧـﻪ ٕوان اﺣﺗـﺎج‬ ‫إﻟﻰ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺗو‪ Z‬اﻟﻔ'ر‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ ;ﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺳﺎ‪3‬ﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣوﺿوع وﻻ‬ ‫;'ﻔ ــﻲ أن ﺗﻛ ــون ﻣﺗﻌﻠﻘ ــﺔ ‪ 3‬ــﻪ أو ﻣﺷ ــﺎﺑﻬﺔ ﻟ ــﻪ أو ﻣﻣ ــﺎ ﺗﺻ ــﻠﺢ ﻟﺗﻔﺳ ــﯾر اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر‪ .‬ﻟ ــذﻟك ﻓ ــﺈن اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر‬ ‫‪3‬ﺎﻟﻧﺻوص اﻟﺳ;ﺎﺳ;ﺔ ﻫو ﻣن ﻧوع اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻧﺻوص اﻟﻔ'ر‪8‬ﺔ‪.‬‬ ‫أﻣﺎ إذا 'ﺎن اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ‪ ،‬ﺗﻔ'ﯾ اًر ‪3‬ﺎﻷﺧ‪3‬ﺎر واﻟوﻗﺎﺋﻊ ور‪H‬طﺎً ﻟﻠﺣـوادث ﻓﺈﻧـﻪ ﯾﺧـﺎﻟﻒ ﺟﻣ;ـﻊ‬

‫أﻧواع اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ .‬وﻻ ﺗﻧطﺑ ﻋﻠ;ﻪ وﻻ ﻗﺎﻋدة ﻣن ﻗواﻋدﻩ‪ .‬ﺑﻞ ﻻ ﺗﻛـﺎد ﺗر‪H‬طـﻪ ﻗﺎﻋـدة‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻫـو أﻋﻠـﻰ‬ ‫أﻧـواع اﻟﺗﻔ'ﯾــر وأﺻــﻌب أﻧـواع اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ .‬أﻣــﺎ 'وﻧــﻪ أﻋﻠــﻰ أﻧـواع اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓﻸﻧــﻪ ﻫــو اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺎﻷﺷــ;ﺎء‬ ‫واﻟﺣـوادث‪ ،‬واﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪'3‬ــﻞ ﻧــوع ﻣــن أﻧـواع اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻫــو أﻋﻼﻫــﺎ ﺟﻣ;ﻌـﺎً‪ .‬ﺻــﺣ;ﺢ أن اﻟﻘﺎﻋــدة‬

‫اﻟﻔ'ر‪8‬ــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺑﻧــﻰ ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻷﻓ'ــﺎر وﺗﻧﺑﺛــ ﻋﻧﻬــﺎ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟــﺎت ﻫــﻲ أﻋﻠــﻰ أﻧـواع اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬وﻟﻛــن ﻫــذﻩ‬

‫اﻟﻘﺎﻋــدة ﻫــﻲ ﻧﻔﺳــﻬﺎ ﻓ'ــر ﺳ;ﺎﺳــﻲ‪ ،‬وﻓ'ـرة ﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ‪ٕ ،‬واذا ﻟــم ﺗﻛــن ﻓ'ـرة ﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ وﺗﻔ'ﯾـ اًر ﺳ;ﺎﺳــ;ﺎً‪ ،‬ﻻ‬ ‫ﺗﻛــون ﻗﺎﻋــدة ﺻــﺣ;ﺣﺔ‪ ،‬وﻻ ﺗﺻــﻠﺢ ﻷن ﺗﻛــون ﻗﺎﻋــدة وﻟــذﻟك ﻓﺈﻧــﺎ ﺣــﯾن ﻧﻘــول إن اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ‬ ‫ﻫــو أﻋﻠــﻰ أﻧ ـواع اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬ﻓــﺈن ذﻟــك ;ﺷــﻣﻞ اﻟﻘﺎﻋــدة اﻟﻔ'ر‪8‬ــﺔ‪ ،‬أ‪ .‬اﻟﺗــﻲ ﺗﺻــﻠﺢ ﻷن ﺗﻛــون ﻗﺎﻋــدة‬ ‫ﻓ'ر‪8‬ــﺔ‪ .‬وأﻣــﺎ 'وﻧــﻪ أﺻــﻌب أﻧـواع اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻟﻌــدم وﺟــود ﻗﺎﻋــدة ﻟــﻪ ﯾﺑﻧــﻰ ﻋﻠﯾﻬــﺎ و;ﻘــﺎس ﻋﻠﯾﻬــﺎ‪،‬‬ ‫وﻟـ ــذﻟك ﻓﺈﻧـ ــﻪ ;ﺣﯾـ ــر اﻟﻣﻔ'ـ ــر و‪8‬ﺟﻌﻠـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ أول اﻷﻣـ ــر ﻣﻌرﺿـ ــﺎ ﻟﻠﺧطـ ــﺄ اﻟﻛﺛﯾـ ــر‪ ،‬وﻓر‪8‬ﺳـ ــﺔ ﻟﻸوﻫـ ــﺎم‬ ‫واﻷﺧطـﺎء‪ .‬وﻣــﺎ ﻟـم ;ﻣــر ‪3‬ﺎﻟﺗﺟر‪H‬ــﺔ اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ و‪H‬ــدوام اﻟ;ﻘظــﺔ واﻟﺗﺗ‪3‬ــﻊ ﻟﺟﻣ;ــﻊ اﻟﺣـوادث اﻟﯾوﻣ;ــﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ‬ ‫ﻣ ــن اﻟﺻ ــﻌب ﻋﻠ; ــﻪ أن ﯾ ــﺗﻣ'ن ﻣ ــن اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر اﻟﺳ;ﺎﺳ ــﻲ‪ .‬وﻟ ــذﻟك ﻓ ــﺈن اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر اﻟﺳ;ﺎﺳ ــﻲ ‪3‬ﺎﻷﺧ‪ 3‬ــﺎر‬ ‫اﻣﺗ;ﺎز ظﺎﻫ اًر‪.‬‬ ‫واﻟوﻗﺎﺋﻊ ﯾﺗﻣﯾز ﻋن ﺟﻣ;ﻊ أﻧواع اﻟﺗﻔ'ﯾر و;ﻣﺗﺎز ﻋﻠﯾﻬﺎ‬ ‫اً‬

‫ﻓـ ــﺎﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻧﺻـ ــوص اﻟﺳ;ﺎﺳ ـ ــ;ﺔ‪ٕ ،‬وان 'ـ ــﺎن ;ﺷ ـ ــﻣﻞ اﻟﺗﻔ'ﯾـ ــر ﺑﻧﺻ ـ ــوص اﻟﻌﻠـ ــوم اﻟﺳ;ﺎﺳ ـ ــ;ﺔ‬ ‫وﻧﺻــوص اﻷ‪3‬ﺣــﺎث اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ‪ ،‬وﻟﻛــن اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ اﻟﺣــ ‪ ،‬ﻫــو اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﺑﻧﺻــوص اﻷﺧ‪3‬ــﺎر‬ ‫‪73‬‬


‫واﻟوﻗﺎﺋﻊ‪ ،‬وﻟذﻟك 'ﺎﻧت ﺻـ;ﺎﻏﺔ اﻷﺧ‪3‬ـﺎر ﻫـﻲ اﻟﺗـﻲ ﺗﻌﺗﺑـر ﻧﺻوﺻـﺎً ﺳ;ﺎﺳـ;ﺔ ﺣﻘـﺔ‪ٕ .‬واذا 'ـﺎن اﻟﻣـرء‬ ‫ﯾر‪8‬د اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻓﺈن ﻋﻠ;ﻪ اﻟﺗﻔ'ﯾر ﺑﻧﺻوص اﻷﺧ‪3‬ـﺎر وﻻ ﺳـ;ﻣﺎ ﺻـ;ﺎﻏﺗﻬﺎ و';ﻔ;ـﺔ ﻓﻬـم ﻫـذﻩ‬

‫اﻟﺻــ;ﺎﻏﺔ‪ .‬ﻷن ﻫــذا ﻫــو اﻟــذ‪; .‬ﻌﺗﺑــر ﺗﻔ'ﯾ ـ اًر ﺳ;ﺎﺳــ;ﺎً‪ ،‬وﻟــ;س اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ــﺎﻟﻌﻠوم اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ واﻷ‪3‬ﺣــﺎث‬

‫اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ‪ .‬ﻷن اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ــﺎﻟﻌﻠوم اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ واﻷ‪3‬ﺣــﺎث اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ ;ﻌطــﻲ ﻣﻌﻠوﻣــﺎت‪ ،‬ﺗﻣﺎﻣــﺎ 'ــﺎﻟﺗﻔ'ﯾر‬

‫‪3‬ﺎﻟﻧﺻوص اﻟﻔ'ر‪8‬ﺔ و;ﻌطﻲ ﻓ' اًر ﻋﻣ;ﻘﺎً أو ﻣﺳﺗﻧﯾ اًر‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ ﻻ ﯾﺟﻌـﻞ اﻟﻣﻔ'ـر ﺳ;ﺎﺳـ;ﺎً‪ٕ ،‬واﻧﻣـﺎ ﯾﺟﻌﻠـﻪ‬ ‫ﻋﺎﻟﻣـﺎً ‪3‬ﺎﻟﺳ;ﺎﺳــﺔ‪ ،‬أ‪ .‬ﻋﺎﻟﻣـﺎً ‪3‬ﺎﻷ‪3‬ﺣــﺎث اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ واﻟﻌﻠــوم اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ‪ ،‬وﻣﺛــﻞ ﻫــذا ;ﺻــﻠﺢ ﻷن ;'ــون‬

‫ﻣﻌﻠﻣـﺎً‪ ،‬وﻻ ;ﺻــﻠﺢ أن ;'ــون ﺳ;ﺎﺳــ;ﺎً‪ .‬ﻷن اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ ﻫــو اﻟــذ‪; .‬ﻔﻬــم اﻷﺧ‪3‬ــﺎر واﻟوﻗــﺎﺋﻊ وﻣــدﻟوﻻﺗﻬﺎ‪،‬‬ ‫و;ﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣ'ﻧﻪ ﻣن اﻟﻌﻣﻞ‪ .‬ﺳـواء أﻛـﺎن ﻟـﻪ إﻟﻣـﺎم ‪3‬ـﺎﻟﻌﻠوم واﻷ‪3‬ﺣـﺎث اﻟﺳ;ﺎﺳـ;ﺔ‪ ،‬أو‬

‫ﻟ ــم ;' ــن ﻟ ــﻪ إﻟﻣ ــﺎم أن 'ﺎﻧ ــت اﻟﻌﻠ ــوم اﻟﺳ;ﺎﺳ ــ;ﺔ واﻷ‪3‬ﺣ ــﺎث اﻟﺳ;ﺎﺳ ــ;ﺔ ﺗﺳ ــﺎﻋد ﻋﻠ ــﻰ ﻓﻬ ــم اﻷﺧ‪ 3‬ــﺎر‬ ‫واﻟوﻗﺎﺋﻊ‪ ،‬وﻟﻛن ﻣﺳﺎﻋدﺗﻬﺎ ﻫذﻩ إﻧﻣﺎ ﺗﻘﻒ ﻋﻧد ﺣد اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ ﺟﻠب ﻧوع اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋﻧد اﻟر‪،`H‬‬ ‫وﻻ ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﻏﯾر ذﻟك‪ .‬وﻟﻬذا ﻓﺈﻧﻪ ﻟ;س ﺷرطﺎً ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ‪.‬‬

‫إﻻ اﻧﻪ ﻣﻊ اﻷﺳﻒ اﻟﺷدﯾد ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻧذ أن وﺟدت ﻓ'رة ﻓﺻﻞ اﻟدﯾن ﻋـن اﻟدوﻟـﺔ‪ ،‬وﺗﻐﻠـب ﻋﻠـﻰ‬

‫أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ ﻣوﺿوع اﻟﺣﻞ اﻟوﺳ` اﻧﻔرد اﻟﻐرب‪ ،‬ﻧﻌﻧﻲ أرو‪3‬ـﺎ وأﻣر‪'8‬ـﺎ ﺑﺈﺻـدار اﻟﻣؤﻟﻔـﺎت واﻟﻛﺗـب ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﻌﻠوم اﻟﺳ;ﺎﺳ;ﺔ واﻷ‪3‬ﺣﺎث اﻟﺳ;ﺎﺳ;ﺔ‪ ،‬ﻋﻠـﻰ أﺳـﺎس ﻓ'رﺗـﻪ ﻋـن اﻟﺣ;ـﺎة وﻋﻠـﻰ أﺳـﺎس اﻟﺣـﻞ اﻟوﺳـ`‪،‬‬ ‫وﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺷ'ﻠ;ﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌطﻲ اﻟﻔ'ر اﻟوﺳ`‪ ،‬اﻟذ‪ .‬وﺟـد ﻟﻠﺗوﻓﯾـ واﻟﻣﺻـﺎﻟﺣﺔ‪ .‬وﺣـﯾن ﺟـﺎءت‬ ‫اﻟﻔ'رة اﻟﺷﯾوﻋ;ﺔ واﻋﺗﻧﻘﺗﻬﺎ روﺳ;ﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺷﯾوﻋ;ﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ 'ﺎن ﯾؤﻣﻞ أن ﺗﺧرج أ‪3‬ﺣﺎث ﺳ;ﺎﺳ;ﺔ ﻋﻠـﻰ‬ ‫أﺳﺎس ﻓ'ر ﺛﺎﺑت ﻻ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺣﻞ اﻟوﺳ` وﻟﻛن ﻣﻊ اﻷﺳﻒ ﻓﺈن روﺳ;ﺎ ظﻠت ﻣﻠﺣﻘﺔ ‪3‬ﺎﻟﻐرب‪،‬‬ ‫وﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﻌﻠوم اﻟﺳ;ﺎﺳ;ﺔ واﻷ‪3‬ﺣـﺎث اﻟﺳ;ﺎﺳـ;ﺔ ظﻠـت ﺳـﺎﺋرة ﻓـﻲ ﻧﻔـس اﻟطر‪8‬ـ ‪ ،‬ﻣـﻊ اﺧـﺗﻼف ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﺷ'ﻞ ﻻ ﻓﻲ اﻟﻣﺿﻣون وﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ;ﻣ'ﻧﻧﺎ أن ﻧﻘول إن اﻷ‪3‬ﺣﺎث اﻟﺳ;ﺎﺳ;ﺔ واﻟﻌﻠوم اﻟﺳ;ﺎﺳ;ﺔ اﻟﺗﻲ‬ ‫ﺧرﺟت ﺣﺗـﻰ اﻵن ﻫـﻲ أ‪3‬ﺣـﺎث ﺳ;ﺎﺳـ;ﺔ ﻻ ;طﻣـﺋن اﻟﻌﻘـﻞ إﻟـﻰ ﺻـﺣﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻋﻠـوم ﺳ;ﺎﺳـ;ﺔ أﺷـ‪3‬ﻪ ‪3‬ﻣـﺎ‬ ‫;ﺳﻣﻰ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻣﺑﻧ;ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣـدس واﻟﺗﺧﻣـﯾن ﻓـوق 'ـون أﺳﺎﺳـﻬﺎ ﻫـو اﻟﺣـﻞ اﻟوﺳـ`‪ .‬ﻟـذﻟك ﻓﺈﻧـﻪ‬ ‫ﺣــﯾن ﯾﺟــر‪ .‬اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓــﻲ ﻧﺻــوص ﻫــذﻩ اﻟﻌﻠــوم واﻷ‪3‬ﺣــﺎث‪ ،‬ﻻ ﺑــد أن ;'ــون اﻟﻣــرء ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ;ﻘظــﺔ‬ ‫ﻋﻠــﻰ اﻷﻓ'ــﺎر‪ ،‬وﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﺣــذر ﻣــن اﻻﻧــزﻻق ﻣــﻊ أﺧطﺎﺋﻬــﺎ‪ .‬ﻷﻧﻬــﺎ ﺗﺗﺿــﻣن أﻓ'ــﺎ اًر ﻣﺧﺎﻟﻔــﺔ ﻟﻠواﻗــﻊ‬

‫وأ‪3‬ﺣﺎﺛـﺎً ﻫــﻲ ﻏﺎ;ــﺔ اﻟﺧطــﺄ‪ٕ .‬واﻧــﺎ ﻣــﻊ 'وﻧﻧــﺎ ﻧﻔﺿــﻞ أن ﺗﻌﺎﻣــﻞ ﻣﻌﺎﻣﻠــﺔ اﻟﺗﺷـر‪8‬ﻊ اﻟﻐر‪H‬ــﻲ ﻓــﻼ ﺗﻘ ـ أر وﻻ‬ ‫ﺗدرس ﻷن ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻣﺗﻌﻠ ‪3‬ﺎﻟﺗﺷر‪8‬ﻊ وﻟ;س ‪3‬ﺎﻟﺳ;ﺎﺳﺔ ﻣﺛﻞ أﻧظﻣﺔ اﻟﺣ'م‪ ،‬وﻟﻛن ﻧظ اًر ﻷﻧﻬـﺎ ﻣـن‬ ‫ﻧـوع اﻷ‪3‬ﺣـﺎث اﻟﻔ'ر‪8‬ــﺔ وﻓﯾﻬـﺎ أ‪3‬ﺣـﺎث ﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﻣـن ﻫــذﻩ اﻟﺟﻬـﺔ ﻻ ‪3‬ـﺄس ﻣــن ﻗراءﺗﻬـﺎ ود ارﺳــﺗﻬﺎ‬

‫وﻟﻛن ﻣﻊ اﻟ;ﻘظﺔ واﻟﺣذر‪.‬‬ ‫وﻟﻧﺄﺧذ ‪3‬ﻌض اﻷﻓ'ﺎر 'ﻧﻣوذج ﻟﻣﺎ ﺗﺗﺿﻣﻧﻪ اﻷ‪3‬ﺣﺎث اﻟﺳ;ﺎﺳـ;ﺔ ﻟـد‪ Z‬اﻟﻐـرب‪ .‬ﻓﺎﻟﻘ;ـﺎدة ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﻐـرب ﺟﻣﺎﻋ;ــﺔ ﺗﺗﻣﺛـﻞ ﻓــﻲ ﻣﺟﻠـس اﻟــوزراء‪ ،‬وأﺧـذﻫﺎ اﻟﺷــرق ﻓﺟﻌـﻞ ﻟﻬــﺎ ﺷـ'ﻼً آﺧــر‪ ،‬وﻗـﺎل ‪3‬ﺎﻟﻘ;ــﺎدة‬ ‫اﻟﺟﻣﺎﻋ;ﺔ‪ .‬وﻫذا ﻣﺧﺎﻟﻒ ﻟﻠواﻗﻊ و‪H‬ﻧـﻲ ﻋﻠـﻰ اﻟﺣـﻞ اﻟوﺳـ`‪ .‬ﻷن اﻟﻣﻠـوك اﻟﻣﺳـﺗﺑدﯾن ﻓـﻲ أرو‪3‬ـﺎ 'ـﺎﻧوا‬ ‫‪74‬‬


‫أﻓراداً وﺿﺞ اﻟﻧـﺎس ﻣـن اﺳـﺗﺑداد اﻟﻣﻠـوك‪ ،‬واﻋﺗﺑـروا ﺳـﺑب ذﻟـك ﻫـو ﻓرد;ـﺔ اﻟﻘ;ـﺎدة‪ ،‬ﻓﻘـﺎﻟوا إن اﻟﻘ;ـﺎدة‬ ‫ﻟﻠﺷﻌب ﻻ ﻟﻠﻔرد وﺟﻌﻠوﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟـوزراء‪ .‬وﻫـذا ﺣـﻞ وﺳـ`‪ ،‬ﻷن ﻣﺟﻠـس اﻟـوزراء ﻟـ;س اﻟﺷـﻌب‬

‫وﻻ ﻣﻧﺗﺧ‪3‬ـﺎً ﻣــن اﻟﺷــﻌب‪ ،‬وﻷن رﺋــ;س اﻟــوزراء ﻫــو اﻟــذ‪ .‬ﯾﺗــوﻟﻰ ﻗ;ــﺎدة اﻟــوزراء‪ ،‬و‪H‬ــذﻟك 'ﺎﻧــت اﻟﻘ;ــﺎدة‬

‫ﻟ;ﺳت ﻟﻠﺷﻌب وﻻ ﻟﻠﻔرد ﺑﻞ ﻟرﺋ;س اﻟوزراء وﻣﺟﻠس اﻟوزراء‪ ،‬ﻓ'ﺎن ﻫـذا اﻟﻧظـﺎم ﺣـﻼً وﺳـطﺎً ﺑـﯾن أن‬ ‫ﺗﻛــون اﻟﻘ;ــﺎدة ﻟﻠﻔــرد و‪H‬ــﯾن أن ﺗﻛــون ﻟﻠﺷــﻌب‪ .‬ﻓﻬــو ﻟــ;س ﺣ ـﻼً ﻟﻣوﺿــوع اﻟﻘ;ــﺎدة‪ ،‬ﺑــﻞ ﻫــو ﻣ ارﺿــﺎة‬

‫ﻟﻠﻔر‪8‬ﻘﯾن‪ .‬وﻓوق ذﻟك ﻓﺈن واﻗﻊ اﻟﺳﯾر أن اﻟﻘ;ﺎدة ظﻠت ﻓرد;ﺔ ﻓﻲ ﺟﻣ;ﻊ أﻧواع اﻷﻧظﻣﺔ اﻟد;ﻣﻘراط;ﺔ‪.‬‬

‫ﻓﻬـﻲ ﻓـﻲ اﻟواﻗــﻊ إﻣـﺎ أن ﯾﺗوﻻﻫــﺎ رﺋـ;س اﻟدوﻟــﺔ 'ـرﺋ;س اﻟﺟﻣﻬور‪8‬ــﺔ ﻣـﺛﻼً‪ ،‬أو ﯾ‪3‬ﺎﺷــرﻫﺎ رﺋـ;س اﻟــوزراء‬ ‫ﻧﻔﺳــﻪ‪ .‬ﻓواﻗــﻊ اﻟﻘ;ــﺎدة أﻧﻬـﺎ ﻓرد;ــﺔ ﻟــ;س ﻏﯾــر‪ ،‬وﻻ ;ﻣ'ــن أن ﺗﻛــون ﺟﻣﺎﻋ;ــﺔ وﻻ ‪3‬ﺣــﺎل ﻣــن اﻷﺣـوال‪.‬‬ ‫وﺣﺗــﻰ ﻟــو ﺟﻌﻠــت ﺟﻣﺎﻋ;ــﺔ‪ ،‬أو ﺳــﻣﯾت ﺟﻣﺎﻋ;ــﺔ‪ ،‬ﻓــﺈن ﺳــﯾر اﻟﺣ'ــم ﻧﻔﺳــﻪ ;ﺣــول اﻟﻘ;ــﺎدة إﻟــﻰ ﻗ;ــﺎدة‬ ‫ﻓرد;ﺔ ﻷﻧﻪ ﻻ ;ﻣ'ن أن ﺗﻛون إﻻ ﻓرد;ﺔ‪.‬‬ ‫وﻋﻧد اﻟﻐرب ﺟﻌﻠت اﻟﺳ;ﺎدة ﻟﻠﺷﻌب‪ ،‬ﻓﺎﻟﺷـﻌب ﻫـو اﻟـذ‪; .‬ﺷـرع واﻟﺷـﻌب ﻫـو اﻟـذ‪; .‬ﺣ'ـم‬ ‫واﻟﺷــﻌب ﻫــو اﻟــذ‪; .‬ﻣﻠــك اﻹرادة و;ﻣﻠــك اﻟﺗﻧﻔﯾــذ‪ .‬وﻫــذا ﻣﺧــﺎﻟﻒ ﻟﻠواﻗــﻊ وﻣﺑﻧــﻲ ﻋﻠــﻰ اﻟﺣــﻞ اﻟوﺳــ`‪.‬‬ ‫ﻷن اﻟﻣﻠوك اﻟﻣﺳﺗﺑدﯾن 'ﺎﻧت ﻟﻬم اﻹرادة‪ ،‬و'ﺎن ﻟﻬم اﻟﺗﻘر‪8‬ر‪ .‬ﻓ'ﺎﻧوا ﻫم اﻟذﯾن ;ﺷرﻋون وﻫم اﻟـذﯾن‬ ‫;ﺣ'ﻣــون‪ .‬وﺿــﺞ اﻟﻧــﺎس ﻣــن اﺳــﺗﺑداد ﻫــؤﻻء اﻟﻣﻠــوك‪ .‬واﻋﺗﺑــروا ﺳــﺑب ذﻟــك 'ــوﻧﻬم ;ﻣﻠﻛــون اﻹرادة‬ ‫و;ﻣﻠﻛون اﻟﺗﻘر‪8‬ر‪ ،‬ﻓ;ﻣﻠﻛون اﻟﺗﺷـر‪8‬ﻊ و;ﻣﻠﻛـون اﻟﺣ'ـم‪ .‬ﻓﻘـﺎﻟوا إن اﻟﺳـ;ﺎدة ﻟﻠﺷـﻌب‪ ،‬ﻓﻬـو اﻟـذ‪; .‬ﺷـرع‬ ‫وﻫــو اﻟــذ‪; .‬ﺣ'ــم‪ .‬ﻓﺟﻌﻠـوا اﻟﺗﺷ ـر‪8‬ﻊ ﻟﻣﺟﻠــس ﻣﻧﺗﺧــب ﻣــن اﻟﺷــﻌب‪ ،‬وﺟﻌﻠـوا اﻟﺗﻧﻔﯾــذ ﻟﻣﺟﻠــس اﻟــوزراء‬ ‫ورﺋ;س اﻟوزراء أو ﻟرﺋ;س اﻟدوﻟﺔ وﻫذا ﺣﻞ وﺳ`‪ .‬ﻷن ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب ٕوان 'ﺎن ﻣﻧﺗﺧ‪3‬ﺎً ﻣن اﻟﺷﻌب‬ ‫وﻟﻛﻧــﻪ ﻻ ;ﺷــرع‪ٕ ،‬واﻧﻣــﺎ اﻟــذ‪; .‬ﺷــرع ﻫــو اﻟﺣــﺎﻛم‪ .‬وﻣﺟﻠــس اﻟــوزراء أو رﺋــ;س اﻟﺟﻣﻬور‪8‬ــﺔ ﻫــو اﻟــذ‪.‬‬

‫;ﺣ'ــم‪ .‬وﻫــو ٕوان 'ــﺎن ﻣﻧﺗﺧ‪3‬ـﺎً ﻣــن اﻟﺷــﻌب أو واﻓــ ﻋﻠ;ــﻪ ﻣﻣﺛﻠــو اﻟﺷــﻌب‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻟــ;س ﻓــﻲ ذﻟــك أن‬ ‫اﻟﺷﻌب ;ﺣ'م‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﻓ;ﻪ ﻓﻘ` أن اﻟﺷﻌب ﯾﺧﺗﺎر اﻟﺣﺎﻛم‪ .‬ﻓ'ﺎن ﻫـذا ﺣـﻼً وﺳـطﺎً‪ .‬وﻓـوق ذﻟـك ﻓـﺈﻧﻬم‬

‫;ﺻرﺣون ‪3‬ﺄن اﻟﺳ;ﺎدة ﻟﻠﻘﺎﻧون‪ ،‬و;ﻌﺗﺑرون اﻟﺣ'م اﻟﺻﺎﻟﺢ ﻫو اﻟذ‪ .‬ﻓ;ﻪ اﻟﺳ;ﺎدة ﻟﻠﻘﺎﻧون‪ .‬ﻓ'ﺎن ﻫذا‬

‫اﻟﻧظــﺎم ﺣ ـﻼً وﺳــطﺎً‪ ،‬وﻣﻐﺎﻟطــﺔ ﻟﻠــﻧﻔس‪ .‬وﻓــوق ذﻟــك ﻓــﺈن واﻗــﻊ اﻟﺣ'ــم ﻫــو ﻏﯾــر ﻫــذا‪ .‬ﻓواﻗــﻊ اﻟﺣ'ــم‬ ‫اﻟﺻﺎﻟﺢ ﻫو أن ﯾﺧﺗـﺎر اﻟﺷـﻌب ﺣﺎﻛﻣـﻪ‪ ،‬وأن ﺗﻛـون اﻟﺳـ;ﺎدة ﻟﻠﻘـﺎﻧون‪ ،‬ﻓـﻼ ﺳـ;ﺎدة ﻟﻠﺷـﻌب ﻣطﻠﻘـﺎً وﻻ‬ ‫ﺣ'م ﻟﻠﺷﻌب وﻻ ‪3‬ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال‪.‬‬

‫وﻋﻧد اﻟﻐرب أن اﻟﺣ'م ﺷﻲء وأن اﻷﻣور اﻟﻌﺎطﻔ;ﺔ واﻟدﯾﻧ;ﺔ ﺷﻲء آﺧـر‪ ،‬ﻓﻌﻧـدﻫم أن ﺳـﻠطﺔ‬ ‫اﻟﻛﻧ;ﺳــﺔ ﻏﯾــر ﺳــﻠطﺔ اﻟدوﻟــﺔ‪ ،‬وأن اﻷﻋﻣــﺎل اﻟﻌﺎطﻔ;ــﺔ ﻣــن ﻓﻌــﻞ اﻟﺧﯾ ـرات واﻟﻌطــﻒ ﻋﻠــﻰ اﻟﻔﻘ ـراء‪،‬‬ ‫وﻣؤاﺳﺎة اﻟﺟرﺣـﻰ وﻣـﺎ ﺷـﺎﻛﻞ ذﻟـك‪ ،‬ﻻ ﺷـﺄن ﻟﻠدوﻟـﺔ ﻓﯾﻬـﺎ‪ .‬وﻫـذا ﻣﺑﻧـﻲ ﻋﻠـﻰ ﻓ'ـرة ﻓﺻـﻞ اﻟـدﯾن ﻋـن‬ ‫اﻟدوﻟﺔ وﻋﻠﻰ اﻟﺣـﻞ اﻟوﺳـ` وﻣﺧﺎﻟﻔـﺔ ﻟﻠواﻗـﻊ‪ .‬ﻷن اﻟﻣﻠـوك اﻟﻣﺳـﺗﺑدﯾن 'ـﺎﻧوا ﯾﺗﺣ'ﻣـون ﻓـﻲ اﻟﻛﻧ;ﺳـﺔ‪،‬‬ ‫و'ﺎﻧوا ﻻ ;ﻘوﻣون ‪3‬ﻣؤاﺳﺎة اﻟﻧﺎس ﻣن ﺟرﺣﻰ وﻣرﺿﻰ وﻓﻘراء وﻧﺣوﻫم‪ .‬وﻟـذﻟك ﺿـﺞ اﻟﻧـﺎس‪ .‬ﻓ'ـﺎن‬ ‫اﻟﺣﻞ اﻟوﺳـ` ﻓـﻲ ﻓﺻـﻞ اﻟﻛﻧ;ﺳـﺔ ﻋـن اﻟدوﻟـﺔ‪ ،‬وﻓـﻲ ﻓﺻـﻞ اﻷﻋﻣـﺎل اﻟﻌﺎطﻔ;ـﺔ ﻋـن اﻟدوﻟـﺔ‪ .‬ﻓﻧﺷـﺄت‬ ‫‪75‬‬


‫ﻋﻧدﻫم ﺳﻠطﺔ ﻟﻠﻛﻧ;ﺳﺔ ﻏﯾر ﺳﻠطﺔ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬وﻧﺷﺄت ﻋﻧدﻫم اﻟﺟﻣﻌ;ﺎت اﻟﺧﯾر‪8‬ﺔ‪ ،‬وﺟﻣﻌ;ﺎت اﻟﺻـﻠﯾب‬ ‫اﻷﺣﻣر وﻣـﺎ ﺷـﺎﻛﻞ ذﻟـك‪ .‬وﻟﻛـن ﻟﻣـﺎ واﻗـﻊ اﻟﺣ'ـم ﻫـو رﻋﺎ;ـﺔ ﺷـؤون اﻟﻧـﺎس 'ـﻞ اﻟﻧـﺎس‪ ،‬واﻟـدﯾن ﻣـن‬ ‫اﻟﺷ ــؤوﻧﺄ واﻷﻋﻣ ــﺎل اﻟﻌﺎطﻔ; ــﺔ ﻣ ــن اﻟﺷ ــؤون‪ ،‬وﻟ ــذﻟك 'ﺎﻧ ــت اﻟدوﻟ ــﺔ ﺗﺷ ــرف ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻛﻧ ــﺎﺋس‪ ،‬وﻟﻛ ــن‬ ‫‪3‬ﺄﺳ ــﻠوب ﻏﯾ ــر ظ ــﺎﻫر‪ ،‬وﺗﺷ ــرف ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺟﻣﻌ; ــﺎت اﻟﺧﯾر‪ 8‬ــﺔ وﺟﻣﻌ; ــﺎت اﻟﺻ ــﻠﯾب اﻷﺣﻣ ــر‪ ،‬وﻟﻛ ــن‬ ‫‪3‬ﺄﺳــﺎﻟﯾب ﺧﻔ;ــﺔ‪ .‬وﻟــذﻟك 'ﺎﻧــت ﻫــذﻩ اﻟﻧظر‪8‬ــﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔــﺔ ﻟﻠواﻗــﻊ ﺣﻘ;ﻘــﺔ‪ٕ ،‬وان 'ــﺎن ظــﺎﻫ اًر وﺟــود اﻟﻔﺻــﻞ‬ ‫ﺑﯾن اﻟﺣ'م وﻏﯾرﻩ‪.‬‬ ‫ﻫــذﻩ ﺛﻼﺛــﺔ أﻓ'ــﺎر 'ﻧﻣــوذج ﻟﺧطــﺄ اﻷﻓ'ــﺎر اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺿــﻣﻧﺗﻬﺎ اﻷ‪3‬ﺣــﺎث اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ ﻟــد‪Z‬‬ ‫اﻟﻐــرب‪ٕ .‬واذا ﻗﯾــﻞ ﻫــذا ﻓــﻲ اﻷﻓ'ــﺎر اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ‪3‬ﺎﻷﻧظﻣــﺔ ﻓﺈﻧــﻪ ;ﻘ ـﺎل 'ــذﻟك ﻓــﻲ اﻷ‪3‬ﺣــﺎث‬ ‫اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ‪3‬ﺎﻷﺷــ;ﺎء واﻟوﻗــﺎﺋﻊ‪ ،‬وﻫــذﻩ ٕوان 'ــﺎن ﻓﯾﻬــﺎ ‪3‬ﻌــض اﻟﺣﻘــﺎﺋ اﻟﺗــﻲ ﻻ ;ﻣﻠــك اﻟﻌﻘــﻞ‬ ‫ﻣﻐﺎﻟطﺔ ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﻣﻠـوءة ‪3‬ﻣـﺎ ﯾﺧـﺎﻟﻒ اﻟﺣﻘ;ﻘـﺔ وﻣﻣﻠـوءة ‪3‬ﺎﻟﻣﻐﺎﻟطـﺎت‪ .‬ﻓﻣـﺛﻼً ﺣـﯾن ﯾﺗﺣـدﺛون ﻋـن‬

‫ـر ‪3‬ﺄﻣر‪'8‬ـﺎ وﻋﻼﻗـﺔ إﻧﺟﻠﺗـ ار‬ ‫اﻟﺳ;ﺎﺳﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾز‪8‬ﺔ ﻣن أﻧﻬﺎ ﻣﺑﻧ;ﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻣـور‪ :‬ﻫـﻲ ﻋﻼﻗـﺔ إﻧﺟﻠﺗ ا‬ ‫‪3‬ﺄرو‪3‬ــﺎ‪ ،‬وﻋﻼﻗــﺔ إﻧﺟﻠﺗـ ار ‪3‬ﺎﻟــدول اﻟﺗــﻲ 'ﺎﻧــت ﻣﺳــﺗﻌﻣرات ﻟﻬــﺎ واﺳــﺗﻘﻠت‪ ،‬أو ﻣــﺎ ;ﺳــﻣﻰ ‪3‬ﺎﻟﻛوﻣﻧوﻟــث‪،‬‬ ‫ﻓ ــﺈن ﺣ ــدﯾﺛﻬم ﻫ ــذا ﺻ ــﺣ;ﺢ‪ ،‬ﻷﻧ ــﻪ وﺻ ــﻒ ﻟواﻗ ــﻊ ﻻ ;ﻣ' ــن أن ﺗﻘ ــﻊ اﻟﻣﻐﺎﻟط ــﺔ ﻓ; ــﻪ‪ ،‬وﻟﻛ ــﻧﻬم ﺣ ــﯾن‬ ‫ﯾﺗﺣــدﺛون ﻋــن اﻟﺳ;ﺎﺳــﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾز‪8‬ــﺔ ﻣــن ﺣﯾــث ﺳــﻠو'ﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟﻣﺣﺎﻟﻔــﺎت‪ ،‬وﻣوﻗﻔﻬــﺎ ﻣــن اﻷﺻــدﻗﺎء أو‬ ‫اﻷﻋداء وﻧظرﺗﻬﺎ ﻟﻠﺷﻌوب واﻷﻣم‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬم ﻓوق ﻣﺎ ;'ون ﻓﻲ ﺣـدﯾﺛﻬم ﻣـن ﻣﻐﺎﻟطـﺎت وﺗﺿـﻠﯾﻞ‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ‬ ‫;'ــون 'ــذﻟك ﻣﺧﺎﻟﻔـﺎً ﻟﻠواﻗــﻊ وﺟﻧﺎ;ــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻷﺣــداث واﻟوﻗــﺎﺋﻊ‪ ،‬وﻗــﻞ ﻣﺛــﻞ ذﻟــك ﻓــﻲ ﺣــدﯾﺛﻬم ﻋــن أ;ــﺔ‬

‫دوﻟﺔ ﻣن اﻟدول‪ ،‬ﺳواء أﻛﺎﻧت دوﻟﺔ ﻏر‪;H‬ﺔ أو دوﻟﺔ ﻏﯾر ﻏر‪;H‬ﺔ‪ ،‬وﺳواء أﻛﺎن ﺣدﯾﺛﺎً ﺗﺎر‪8‬ﺧ;ﺎً ﻷﻣور‬ ‫ﻣﺿــت أو 'ــﺎن ﺣــدﯾﺛﺎً ﻋــن وﻗــﺎﺋﻊ ﺟﺎر‪8‬ــﺔ‪ ،‬وﺣ ـوادث ﺗﻘــﻊ أﻣــﺎم اﻷﻋــﯾن‪ .‬ﻓــﺈن ﻟﻬــم ﻣــن اﻟﻣﻬــﺎرة ﻓــﻲ‬

‫اﻟﺗﺿــﻠﯾﻞ وﺗز‪8‬ﯾــﻒ اﻟﺣﻘــﺎﺋ ﻣــﺎ ﯾﺧﻔــﻰ ﺣﺗــﻰ ﻋﻠــﻰ ‪3‬ﻌــض اﻟﻣ‪3‬ﺻـر‪8‬ن‪ .‬وﻟــذﻟك 'ــﺎن اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ــﺎﻟﻌﻠوم‬ ‫اﻟﺳ;ﺎﺳ;ﺔ واﻷ‪3‬ﺣﺎث اﻟﺳ;ﺎﺳ;ﺔ‪ ،‬أ;ﺎً 'ﺎﻧت ﻻ ;ﺻﺢ أن ;'ون إﻻ ﻣﻊ اﻟ;ﻘظﺔ واﻟﺣذر‪.‬‬ ‫أﻣــﺎ اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ ‪3‬ﺎﻟوﻗــﺎﺋﻊ واﻟﺣ ـوادث اﻟﺟﺎر‪8‬ــﺔ‪ ،‬ﻓﻬــو اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟــذ‪; .‬ﺻــﺢ أن ;'ــون‬

‫ﺗﻔ'ﯾ اًر ﺳ;ﺎﺳ;ﺎً ‪3‬ﻣﺎ ﺗﻌﻧ;ﻪ ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺔ‪ ،‬وﻫـو اﻟـذ‪ .‬ﯾﺟﻌـﻞ اﻟﻣﻔ'ـر ﺳ;ﺎﺳـ;ﺎً‪ .‬وﻫـذا اﻟﺗﻔ'ﯾـر ;ﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ‬

‫ﺧﻣﺳﺔ أﻣور رﺋ;ﺳ;ﺔ ﻣﺟﺗﻣﻌﺔ‪:‬‬

‫ﻓﺄوﻻً‪; :‬ﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﺗ‪3‬ﻊ ﺟﻣ;ﻊ اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻟﺣوادث اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم‪ ،‬أ‪; .‬ﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ ﺗﺗ‪3‬ـﻊ‬

‫ﺟﻣ;ﻊ اﻷﺧ‪3‬ﺎر‪ ،‬وﻧظ اًر ﻻﺧﺗﻼف اﻷﺧ‪3‬ـﺎر ﻣـن ﺣﯾـث اﻷﻫﻣ;ـﺔ وﻋـدم اﻷﻫﻣ;ـﺔ‪ ،‬وﻣـن ﺣﯾـث اﻟﺻـدﻓﺔ‬ ‫واﻟﻘﺻـد ﻓـﻲ اﻟواﻗﻌــﺔ واﻟﺣﺎدﺛـﺔ أو ﻓـﻲ ﺳــوق اﻟﺧﺑـر ﻋﻧﻬــﺎ‪ ،‬وﻣـن ﺣﯾـث اﻻﻗﺗﺿــﺎب واﻹﺳـﻬﺎب‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ‬

‫ﻣﻊ اﻟﻣران وﻣﻊ اﻟزﻣن ;ﺻ‪3‬ﺢ ﺗﺗ‪3‬ـﻊ اﻷﺧ‪3‬ـﺎر ﻻ ﻟﺟﻣ;ـﻊ اﻷﺧ‪3‬ـﺎر ﺑـﻞ ﻟﻣـﺎ ﻫـو ﻻ ﺑـد ﻣـن ﻣﻌرﻓﺗـﻪ ﻓـﻲ‬ ‫ﺣﻠﻘﺎت اﻟﻣﻌرﻓﺔ‪.‬‬ ‫‪76‬‬


‫ﺛﺎﻧ;ـﺎً‪; :‬ﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ ﻣﻌﻠوﻣــﺎت وﻟــو أوﻟ;ــﺔ وﻟــو ﻣﻘﺗﺿــ‪3‬ﺔ‪ ،‬ﻋــن ﻣﺎﻫ;ــﺔ اﻟوﻗــﺎﺋﻊ واﻟﺣـوادث‪ ،‬أ‪.‬‬

‫ﻋ ــن ﻣ ــدﻟوﻻت اﻷﺧ‪ 3‬ــﺎر‪ ،‬ﺳـ ـواء أﻛﺎﻧ ــت ﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت ﺟﻐراﻓ; ــﺔ أو ﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت ﺗﺎر‪8‬ﺧ; ــﺔ‪ ،‬أو ﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت‬ ‫ﻓ'ر‪8‬ــﺔ‪ ،‬أو ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ‪ ،‬أو ﺷــﺎﻛﻞ ذﻟــك ﻣﻣــﺎ ;ﺳــﺗط;ﻊ ﻣﻌــﻪ اﻟوﻗــوف ﻋﻠــﻰ واﻗــﻊ اﻟواﻗﻌــﺔ أو‬ ‫اﻟﺣﺎدﺛﺔ‪ ،‬أ‪ .‬ﻋﻠﻰ ﺣﻘ;ﻘﺔ ﻣدﻟوﻻت اﻷﺧ‪3‬ﺎر‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛـ ــﺎ‪ :‬ﻋـ ــدم ﺗﺟر‪8‬ـ ــد اﻟوﻗـ ــﺎﺋﻊ ﻣـ ــن ظروﻓﻬـ ــﺎ وﻋـ ــدم ﺗﻌﻣ;ﻣﻬـ ــﺎ‪ .‬ﻓﺎﻟﺗﺟر‪8‬ـ ــد واﻟﺗﻌﻣـ ــ;م واﻟﻘ;ـ ــﺎس‬ ‫اﻟﺷﻣوﻟﻲ‪ ،‬ﻫﻲ آﻓـﺔ ﻓﻬـم اﻟوﻗـﺎﺋﻊ واﻟﺣـوادث‪ ،‬أ‪ .‬آﻓـﺔ ﻣﻌرﻓـﺔ اﻷﺧ‪3‬ـﺎر‪ .‬ﻓـﻼ ﺑـد ﻣـن أن ﺗؤﺧـذ اﻟواﻗﻌـﺔ‬ ‫واﻟﺣﺎدﺛــﺔ ﻣــﻊ ظروﻓﻬــﺎ أﺧــذاً واﺣــداً ‪3‬ﺣﯾــث ﻻ ;ﻔﺻــﻞ ﺑــﯾن اﻟﺣﺎدﺛــﺔ و‪H‬ــﯾن ظروﻓﻬــﺎ وﻻ ‪3‬ﺣــﺎل ﻣــن‬

‫اﻷﺣـوال‪ .‬إﻟـﻰ ﺟﺎﻧــب ﺣﺻـر ﻫـذﻩ اﻟﺣﺎدﺛــﺔ ‪3‬ﻣـﺎ ﺣﺻـﻠت ﻓ;ــﻪ‪ ،‬ﻓـﻼ ﺗﻌﻣـم ﻋﻠــﻰ 'ـﻞ ﺣﺎدﺛـﺔ ﻣﺛﻠﻬــﺎ وﻻ‬ ‫;ﻘﺎس ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗ;ﺎﺳﺎً ﺷﻣوﻟ;ﺎً ﺑﻞ ﺗؤﺧذ ﺣﺎدﺛﺔ ﻓرد;ﺔ و;ﺻدر اﻟﺣ'م ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑوﺻﻔﻬﺎ ﺣﺎدﺛﺔ ﻓرد;ـﺔ‪ ،‬أ‪.‬‬

‫ﻟﻬذﻩ اﻟﺣﺎدﺛﺔ ﻟ;س ﻏﯾر‪.‬‬

‫را‪3‬ﻌـ ـﺎً‪ :‬ﺗﻣﯾﯾ ــز اﻟﺣﺎدﺛ ــﺔ واﻟواﻗﻌ ــﺔ‪ ،‬أ‪ .‬ﺗﻣﯾﯾ ــز اﻟﺧﺑ ــر ﻣ ــن طر‪ 8‬ــ ﺗﻣﺣ;ﺻ ــﻪ ﺗﻣﺣ;ﺻـ ـﺎً ﺗﺎﻣـ ـﺎً‪،‬‬

‫ﻓ;ﻌ ــرف ﻣﺻ ــدر اﻟﺧﺑ ــر‪ ،‬وﻣوﻗ ــﻊ وﻗ ــوع اﻟواﻗﻌ ــﺔ واﻟﺣﺎدﺛ ــﺔ وزﻣﺎﻧﻬ ــﺎ‪ ،‬واﻟوﺿ ــﻊ اﻟ ــذ‪ .‬ﺣﺻ ــﻠت ﻓ; ــﻪ‪،‬‬ ‫واﻟﻘﺻــد ﻣــن وﺟودﻫــﺎ أو ﻣــن ﺳــوق اﻟﺧﺑــر ﻋﻧﻬــﺎ وﻣــد‪ Z‬إﯾﺟــﺎز اﻟﺧﺑــر واﻹﺳــﻬﺎب ﻓ;ــﻪ وﺻــدﻗﻪ أم‬ ‫'ذ‪3‬ﻪ‪ ،‬إﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك ﻣﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎوﻟﻪ اﻟﺗﻣﺣ;ص‪ .‬ﻷن ﻫـذا اﻟﺗﻣﺣـ;ص ﻫـو اﻟـذ‪ .‬ﯾوﺟـد اﻟﺗﻣﯾﯾـز‪ ،‬و‪3‬ﻘـدر‬ ‫ﻣﺎ ;'ون ﺷﺎﻣﻼً وﻋﻣ;ﻘﺎً ‪3‬ﻘدر ﻣﺎ ﯾوﺟد ﺗﻣﯾﯾز ﻟﻪ‪ .‬و‪H‬دون اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻻ ;ﻣ'ن أن ;ﺄﺧذ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎدﺛﺔ أو‬

‫اﻟواﻗﻌﺔ‪ ،‬ﻷﻧـﻪ ;ﺻـ‪3‬ﺢ ﻓر‪8‬ﺳـﺔ ﻟﻠﺗﺿـﻠﯾﻞ أو اﻟﺧطـﺄ‪ .‬وﻟـذﻟك ﻓـﺈن اﻟﺗﻣﯾﯾـز ﻋﺎﻣـﻞ ﻫـﺎم ﻓـﻲ أﺧـذ اﻟﺧﺑـر‪،‬‬ ‫ﺑﻞ ﻣﺟرد ﺳﻣﺎﻋﻪ‪.‬‬ ‫ﺧﺎﻣﺳﺎً‪ :‬ر‪H‬ـ` اﻟﺧﺑـر ‪3‬ﺎﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت وﻻ ﺳـ;ﻣﺎ ر‪H‬طـﻪ ‪3‬ﻐﯾـرﻩ ﻣـن اﻷﺧ‪3‬ـﺎر‪ .‬وﻫـذا اﻟـر‪ `H‬ﻫـو اﻟـذ‪.‬‬

‫ﯾؤد‪ .‬إﻟﻰ اﻟﺣ'ـم اﻷﻗـرب ﻟﻠﺻـواب ﻋﻠـﻰ اﻟﺧﺑـر‪ .‬ﻓـﺎﻟﺧﺑر إذا 'ـﺎن ﻣﺗﻌﻠﻘـﺎً ‪3‬ﺎﻟﺳ;ﺎﺳـﺔ اﻟدوﻟ;ـﺔ‪ ،‬ور‪H‬ـ`‬

‫‪3‬ﺎﻟﺳ;ﺎﺳ ــﺔ اﻟﻣﺣﻠ; ــﺔ‪ ،‬أو ' ــﺎن ﻣﺗﻌﻠﻘـ ـﺎً ‪3‬ﺎﻟﺳ;ﺎﺳ ــﺔ اﻟﻣﺣﻠ; ــﺔ ور‪ H‬ــ` ‪3‬ﺎﻟﺳ;ﺎﺳ ــﺔ اﻟدوﻟ; ــﺔ‪ .‬أو ' ــﺎن ﺧﺑـ ـ اًر‬

‫اﻗﺗﺻﺎد;ﺎً ور‪3 `H‬ﺎﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬ﻣﻊ أﻧﻪ ﻣن اﻷﻣور اﻟﺳ;ﺎﺳ;ﺔ وﻟو 'ﺎن اﻗﺗﺻﺎد;ﺎً‪ .‬أو 'ـﺎن ﺧﺑـ اًر ﯾﺗﻌﻠـ ‬

‫‪3‬ﺄﻟﻣﺎﻧ;ﺎ ور‪3 `H‬ﺎﻟﺳ;ﺎﺳـﺔ اﻷﻟﻣﺎﻧ;ـﺔ ﻣـﻊ أﻧـﻪ ﻣـن اﻷﻣـور اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ‪3‬ﺄﻣر‪'8‬ـﺎ‪ .‬ﻓـﺎﻟﺧﺑر إذا ر‪H‬ـ` ‪3‬ﻐﯾـر ﻣـﺎ‬ ‫ﯾﺟب أن ﯾر‪3 `H‬ﻪ ﻓﺈن اﻟﺧطﺄ ;ﻘﻊ ﺣﺗﻣﺎً‪ ،‬إذا ﻟم ;ﻘـﻊ اﻟﺗﺿـﻠﯾﻞ واﻟﺧـداع‪ .‬ﻟـذﻟك ﻓـﺈن ر‪H‬ـ` اﻟﺧﺑـر ‪3‬ﻣـﺎ‬ ‫ﯾﺗﻌﻠ ‪3‬ﻪ أﻣر ‪3‬ﺎﻟﻎ اﻷﻫﻣ;ﺔ‪ .‬وأن ;'ون ﻫذا اﻟر‪ `H‬ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ اﻟﺻﺣ;ﺢ أ‪3 .‬ﺄن ;'ون ر‪H‬طﺎً ﻟﻠﻔﻬم‬

‫واﻹدراك‪ ،‬ﻻ ر‪H‬طﺎً ﻟﻣﺟرد اﻟﻣﻌرﻓﺔ‪ .‬أ‪ .‬ر‪H‬طﺎً ﻟﻠﻌﻣﻞ ﻻ ﻟﻠﻌﻠم‪.‬‬

‫‪77‬‬


‫ﻫذﻩ اﻷﻣور اﻟﺧﻣﺳﺔ ﻻ ﺑد ﻣن ﺗﺣﻘﻘﻬﺎ ﺟﻣ;ﻌﺎً ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺄﺗﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻧﺻوص اﻟﺳ;ﺎﺳ;ﺔ‪ ،‬أ‪.‬‬

‫ﺣﺗـﻰ ﯾﺗــﺄﺗﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾـر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ‪ .‬وﻻ ;ﻘـﺎل إن ﻫــذﻩ اﻷﻣـور 'ﺛﯾـرة وﺻـﻌ‪3‬ﺔ وﻣــن اﻟﻌﺳـﯾر ﺗﺣﻘ;ﻘﻬــﺎ‪ .‬ﻻ‬

‫;ﻘــﺎل ذﻟــك‪ ،‬ﻷن وﺟــود ﻫــذﻩ اﻷﻣــور ﻟــ;س ‪3‬ــﺎﻷﻣر اﻟﺻــﻌب‪ ،‬ﻷن اﻟﻣﻘﺻــود ﺑﻬــﺎ ﻫــو ﻣﺟــرد اﻹﻟﻣــﺎم‬ ‫وﻟ;س اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟواﺳﻌﺔ‪ ،‬وﻫﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻊ اﻟزﻣن وﻟ;س دﻓﻌﺔ واﺣدة‪ ،‬وﺗـﺄﺗﻲ ﻋـن طر‪8‬ـ اﻟﺗﺗ‪3‬ـﻊ وﻟـ;س‬ ‫ﻋــن طر‪8‬ــ اﻟد ارﺳــﺔ واﻟ‪3‬ﺣــث اﻟﻌﻠﻣــﻲ‪ .‬ﺻــﺣ;ﺢ أن اﻟد ارﺳــﺔ واﻟ‪3‬ﺣــث اﻟﻌﻠﻣــﻲ ﺗﻛــون أﻛﺛــر ﻣﺳــﺎﻋدة‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻘدرة‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻠزم ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ‪ ،‬وﻻ ﺗﻠزم ﻟﻠﺳ;ﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻓﻬﻲ 'ﻣﺎﻟ;ﺔ وﺛﺎﻧو;ﺔ‪ .‬واﻟﻣﻬم‬ ‫ﻓﻲ 'ﻞ ذﻟك ﻫو اﻟﺗﺗ‪3‬ﻊ‪ ،‬وﻣﺗﻰ ﺣﺻﻞ اﻟﺗﺗ‪3‬ﻊ وﺟدت اﻷر‪H‬ﻌﺔ اﻟ‪3‬ﺎﻗ;ـﺔ طﺑ;ﻌ;ـﺎً‪ .‬ﻓﺎﻷﺻـﻞ ﻓـﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾـر‬

‫اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ ﻫو اﻟﺗﺗ‪3‬ﻊ‪ ،‬وﻣﺗﻰ وﺟد اﻟﺗﺗ‪3‬ﻊ وﺟد اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ طﺑ;ﻌ;ﺎً‪.‬‬

‫وﻋﻠﻰ ذﻟك‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ _ ﻋﻠـﻰ ﺻـﻌو‪H‬ﺗﻪ وﻋﻠـوﻩ _ ﻓﺈﻧـﻪ ﻓـﻲ ﻣﻘـدور 'ـﻞ إﻧﺳـﺎن‪ ،‬ﻣﻬﻣـﺎ‬

‫'ـﺎن ﺗﻔ'ﯾـرﻩ وﻣﻬﻣـﺎ 'ــﺎن ﻋﻘﻠـﻪ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌــﺎد‪ .‬واﻟﻧﺎ‪3‬ﻐــﺔ واﻟﻌ‪3‬ﻘـر‪' ،.‬ــﻞ ﻣـﻧﻬم ﻓــﻲ ﻣﻘـدورﻩ أن ;ﻔ'ــر ﺗﻔ'ﯾـ اًر‬ ‫ﺳ;ﺎﺳ;ﺎً‪ ،‬وﻓـﻲ ﻣﻘـدورﻩ أن ;'ـون ﺳ;ﺎﺳـ;ﺎً‪ ،‬ﻷﻧـﻪ ﻻ ﯾﺗطﻠـب درﺟـﺔ ﻣﻌﯾﻧـﺔ ﻣـن اﻟﻌﻘـﻞ وﻻ درﺟـﺔ ﻣﻌﯾﻧـﺔ‬

‫ﻣن اﻟﻣﻌرﻓﺔ‪ ،‬ﺑﻞ ﯾﺗطﻠب ﺗﺗ‪3‬ﻊ اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻟﺣوادث اﻟﺟﺎر‪8‬ﺔ أ‪ .‬ﺗﺗ‪3‬ﻊ اﻷﺧ‪3‬ﺎر‪ ،‬وﻣﺗـﻰ وﺟـد ﻫـذا اﻟﺗﺗ‪3‬ـﻊ‬

‫وﺟد اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ‪ .‬إﻻ أن اﻟﺗﺗ‪3‬ﻊ ﻻ ;ﺻﺢ أن ;'ون ﻣﻧﻘطﻌﺎً ﺑﻞ ﯾﺟب أن ;'ـون ﻣﺗﺻـﻼً‪ ،‬ﻷن‬

‫اﻟﺣوادث واﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺟﺎر‪8‬ﺔ ﺗﺷ'ﻞ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﺗرا‪3‬طﺔ اﻷطراف ﻓﺈذا ﻓﻘدت ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻧﻬﺎ اﻧﻘطﻌـت اﻟﺳﻠﺳـﻠﺔ‪،‬‬ ‫أ‪ .‬اﻧﻔ'ت اﻟﺣﻠﻘﺔ‪ ،‬و;ﺻ‪3‬ﺢ ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﻘـدور اﻟﺷـﺧص أن ﯾـر‪ `H‬اﻷﺧ‪3‬ـﺎر وأن ;ﻔﻬﻣﻬـﺎ‪ .‬وﻟـذﻟك 'ـﺎن‬ ‫‪3‬ﻘــﺎء اﻟﺣﻠﻘــﺔ ﺣﻠﻘــﺔ أﻣـ اًر ﺿــرور‪8‬ﺎً ﻓــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ‪ ،‬أ‪ .‬أن اﻟﺗﺗ‪3‬ــﻊ اﻟﻣﺗﺻــﻞ ﺷــر‪ a‬أﺳﺎﺳــﻲ ﻓــﻲ‬

‫اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ‪.‬‬

‫واﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ ﻟ;س ﺧﺎﺻﺎً ‪3‬ﺎﻷﻓراد‪ ،‬ﺑﻞ ﻫو 'ﻣﺎ ;'ون ﻓـﻲ اﻷﻓـراد ;'ـون ﻓـﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋـﺎت‪ ،‬أ‪.‬‬ ‫;' ــون ﻓ ــﻲ اﻟﺷ ــﻌوب واﻷﻣ ــم‪ ،‬ﻓﻬ ــو ﻟ ــ;س ' ــﺎﻟﺗﻔ'ﯾر اﻷدﺑ ــﻲ وﻻ ' ــﺎﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺗﺷـ ـر‪8‬ﻌﻲ‪ ،‬إﻧﻣ ــﺎ ﯾﺗﺣﻘ ــ ‬ ‫‪3‬ــﺎﻷﻓراد ﻓﺣﺳــب‪ ،‬وﻻ ﯾﺗــﺄﺗﻰ أن ;'ــون ﻓــﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋــﺎت‪ ،‬ﻓﻬــو ﻓ ـرد‪ ..‬ﺑــﻞ اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ ﺗﻔ'ﯾــر‬ ‫ﻓرد‪ .‬وﺗﻔ'ﯾر ﺟﻣﺎﻋﻲ‪ ،‬و'ﻣﺎ ;'ون ﻓﻲ اﻷﻓراد ;'ون ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت‪ .‬ﻓ;'ون ﻓﻲ اﻟﺷـﻌوب واﻷﻣـم‪،‬‬ ‫'ﻣﺎ ;'ون ﻓﻲ اﻷﻓـراد ﻣـن ﺣ'ـﺎم وﺳ;ﺎﺳـﯾﯾن‪ .‬ﺑـﻞ إﻧـﻪ ﻻ ;'ﻔـﻲ أن ;'ـون ﻓـﻲ اﻷﻓـراد‪ ،‬ﺑـﻞ ﯾﺟـب أن‬ ‫;'ون ﻓﻲ اﻟﺷﻌوب واﻷﻣم‪ ،‬و‪H‬دون وﺟودﻩ ﻓﻲ اﻟﺷﻌوب واﻷﻣـم ﻻ ﯾوﺟـد اﻟﺣ'ـم اﻟﺻـﺎﻟﺢ‪ ،‬وﻻ ﯾﺗـﺄﺗﻰ‬ ‫وﺟــود اﻟﻧﻬﺿــﺔ‪ ،‬وﻻ ﺗﺻــﻠﺢ اﻟﺷــﻌوب واﻷﻣــم ﻟﺣﻣــﻞ اﻟرﺳــﺎﻻت‪ .‬وﻣــن ﻫﻧــﺎ 'ــﺎن ﻻ ﺑــد أن ﯾوﺟــد‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ ﻓــﻲ اﻟﺷــﻌب واﻷﻣــﺔ‪ .‬ذﻟــك أن اﻟﺣ'ــم إﻧﻣــﺎ ﻫــو ﻟﻠﺷــﻌب أو اﻷﻣــﺔ‪ ،‬و'ــﺎﻣن ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﺷــﻌب واﻷﻣــﺔ‪ .‬وﻻ ﺗﺳــﺗط;ﻊ ﻗــوة أن ﺗﺄﺧــذﻩ إﻻ إذا أﻋطــﺎﻩ اﻟﺷــﻌب واﻷﻣــﺔ‪ٕ ،‬واذا ﺣﺻــﻞ اﻏﺗﺻــﺎ‪3‬ﻪ‬ ‫ﻣﻧﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ إﻧﻣﺎ ;ﻐﺗﺻب ﻟﻔﺗرة‪ ،‬ﻓﺈﻣﺎ أن ﺗﻌط;ـﻪ ﻓ;ﺳـﺗﻣر أو ﺗﺻـر ﻋﻠـﻰ اﺳـﺗرﺟﺎﻋﻪ ﻓ;طـﺎح ‪3‬ـﺎﻟﺣ'م‪.‬‬ ‫وﻣــﺎ دام اﻟﺣ'ــم ﻫــو ﻟﻠﺷــﻌب واﻷﻣــﺔ أو 'ــﺎﻣن ﻓﯾﻬــﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻻ ﺑــد ﻟﻬــذا اﻟﺷــﻌب وﻫــذﻩ اﻷﻣــﺔ ﻣــن أن‬ ‫;'ــون ﻟد;ــﻪ أو ﻟــدﯾﻬﺎ اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ‪ .‬وﻟــذﻟك ﻓــﺈن اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ ﻫــو ﺿــرور‪ .‬ﻟﻸﻣــﺔ ﻗﺑــﻞ‬ ‫اﻟﺣ'ــﺎم‪ ،‬وﺿــرور‪ .‬ﻻﺳــﺗﻘﺎﻣﺔ اﻟﺣ'ــم أﻛﺛــر ﻣــن ﺿــرورﺗﻪ ﻹﯾﺟــﺎد اﻟﺣ'ــم‪ .‬وﻣــن ﻫﻧــﺎ 'ــﺎن ﻻ ﺑــد أن‬ ‫‪78‬‬


‫ﺗﺛﻘــﻒ اﻷﻣــﺔ أو اﻟﺷــﻌب ﺛﻘﺎﻓــﺔ ﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ‪ ،‬وأن ;'ــون ﻟــدﯾﻬﺎ اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ‪ .‬أ‪ .‬ﻻ ﺑــد أن ﺗــزود‬ ‫اﻷﻣﺔ ‪3‬ﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺳ;ﺎﺳ;ﺔ واﻷﺧ‪3‬ﺎر اﻟﺳ;ﺎﺳ;ﺔ‪ ،‬وأن ﯾﻧﻣﻰ ﻟدﯾﻬﺎ ﺳـﻣﺎع اﻷﺧ‪3‬ـﺎر اﻟﺳ;ﺎﺳـ;ﺔ‪ ،‬وﻟﻛـن‬ ‫‪3‬ﺷــ'ﻞ طﺑ;ﻌــﻲ ﻻ ‪3‬ﺷ ــ'ﻞ ﻣﺻــطﻧﻊ‪ ،‬و‪H‬ﺈﻋطﺎﺋﻬــﺎ اﻟﺻ ــﺣ;ﺢ ﻣــن اﻟﺛﻘﺎﻓــﺔ اﻟﺳ;ﺎﺳ ــ;ﺔ‪ ،‬واﻟﺻــﺎدق ﻣ ــن‬ ‫اﻷﺧ‪3‬ــﺎر‪ ،‬ﺣﺗــﻰ ﻻ ﺗﻘــﻊ ﻓر‪8‬ﺳــﺔ ﻟﻠﺗﺿــﻠﯾﻞ‪ .‬وﻣــن ﻫﻧــﺎ 'ﺎﻧــت اﻟﺳ;ﺎﺳــﺔ واﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ‪ ،‬ﻫــﻲ اﻟﺗــﻲ‬

‫ﺗُ ِ‬ ‫وﺟ ـد ﻓــﻲ اﻟﺷــﻌب أو اﻷﻣــﺔ اﻟﺣ;ــﺎة‪ ،‬أ‪' .‬ﺎﻧــت اﻟﺳ;ﺎﺳــﺔ ﻫــﻲ اﻟﺗــﻲ ﺗﺣ;ــﺎ ﺑﻬــﺎ اﻷﻣــﺔ‪ ،‬و‪H‬ــدون ذﻟــك‬ ‫ﺗﻛون ﺟﺛﺔ ﻫﺎﻣدة ﻻ ﺣر'ﺔ ﻓﯾﻬﺎ وﻻ ﻧﻣو‪.‬‬ ‫إﻻ أن اﻟﺧطﺄ ﻓـﻲ ﻓﻬـم اﻟﺳ;ﺎﺳـﺔ واﻟﺿـﻼل اﻟـذ‪; .‬ﺣﺻـﻞ ﻣـن ﻓﻬـم اﻟﺳ;ﺎﺳـﺔ إﻧﻣـﺎ ;ـﺄﺗﻲ ﻣـن‬

‫اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻧﺻوص اﻟﺳ;ﺎﺳ;ﺔ ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻧﺻوص اﻷﺧر‪ Z‬ﻣن أدﺑ;ﺔ وﻓ'ر‪8‬ﺔ وﺗﺷر‪8‬ﻌ;ﺔ‪.‬‬ ‫ﻓ;ﻔ'ـر ‪3‬ﺎﻷﻟﻔـﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾـب ﻣـﺛﻼً‪ ،‬وﺗﻔﻬـم ﻫـذﻩ اﻷﻟﻔــﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾـب 'ﻣـﺎ ﻫـﻲ‪ ،‬أو ;ﻔ'ـر ‪3‬ﺎﻟﻣﻌـﺎﻧﻲ اﻟﺗــﻲ‬

‫ﺗﺣو‪8‬ﻬـﺎ ﻫــذﻩ اﻷﻟﻔــﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾــب‪ ،‬ﻓــﺗﻔﻬم ﻫــذﻩ اﻟﻣﻌـﺎﻧﻲ 'ﻣــﺎ ﻫــﻲ‪ ،‬أو ;ﻔ'ــر ﻓــﻲ دﻻﻻت ﻫــذﻩ اﻷﻟﻔــﺎ‪z‬‬

‫واﻟﺗراﻛﯾــب ﻓــﺗﻔﻬم ﻫــذﻩ اﻟــدﻻﻻت‪ .‬وﻫﻧــﺎ ;ﻘــﻊ اﻟﺧطــﺄ واﻟﺿــﻼل‪ .‬ﻷن اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ﺎﻟﻧﺻــوص اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ‬ ‫ﯾﺧﺗﻠــﻒ 'ــﻞ اﻻﺧــﺗﻼف ﻋــن اﻟﺗﻔ'ﯾــر ‪3‬ــﺄ‪ .‬ﻧــص آﺧــر‪ .‬ﻷن اﻟﺧطــﺄ واﻟﺧطــر ﻓــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ‬ ‫إﻧﻣــﺎ ;ــﺄﺗﻲ ﻣــن ﻋــدم اﻟﺗﻣﯾﯾــز ﺑــﯾن اﻟﻧﺻــوص اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ و‪H‬ــﯾن ﻏﯾرﻫــﺎ ﻣــن اﻟﻧﺻــوص‪ .‬ﻓﺎﻟﻧﺻــوص‬ ‫اﻟﺳ;ﺎﺳ;ﺔ‪ ،‬ﻗد ﺗﻛون ﻣﻌﺎﻧﯾﻬﺎ ﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص‪ ،‬وﻗد ﺗﻛون ﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻏﯾـر اﻟﻧﺻـوص‪ ،‬وﻗـد‬ ‫ﺗﻛــون ﻣوﺟــودة ﻓــﻲ ﺻــ;ﺎﻏﺔ اﻷﻟﻔــﺎ‪ z‬واﻟﺗراﻛﯾــب 'ﺎﻟﻣﻌﺎﻫــدات ﻣــﺛﻼً واﻟﺗﺻ ـر‪8‬ﺣﺎت اﻟﻣﺳــؤوﻟﺔ‪ ،‬وﻗــد‬ ‫;'ــون ﻓــﻲ اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ ﻻ ‪3‬ﺎﻟﺻــ;ﺎﻏﺔ‪ ،‬وﻗــد ;'ــون ‪3‬ﺎﻟــدﻻﻻت ﻻ ‪3‬ﺎﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ وﻻ ‪3‬ﺎﻷﻟﻔــﺎ‪ ،z‬وﻗــد ;'ــون ﻣــﺎ‬ ‫وراء ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ واﻷﻟﻔﺎ‪ z‬واﻟدﻻﻻت‪ ،‬ﺑﻞ ﻗد ;'ون ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻬﺎ أو ﻣﻐـﺎﯾ اًر ﻟﻠﻧﺻـوص ﻣﻐـﺎﯾرة 'ﻠ;ـﺔ‪.‬‬

‫ﻓــﺈذا ﻟــم ﯾــدرك ﻣــﺎ ;ﻌﻧ;ــﻪ اﻟــﻧص اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ ﻣﻣــﺎ ﻫــو ﻣﺗﺿــﻣن ﻟﻠــﻧص‪ ،‬أو ﺧﺎرﺟـﺎً ﻋﻧــﻪ ﻓﺈﻧــﻪ ﻻ ﯾــدرك‬ ‫اﻟﻧص وﻻ ‪3‬ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال ﻓ;ﻘﻊ اﻟﺧطﺄ أو اﻟﺿﻼل ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر ‪3‬ﺎﻟﻧص اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ‪.‬‬

‫ﺛم اﻧﻪ ﻣن أﺧطر اﻷﻣور ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ‪ ،‬ﺗﺟر‪8‬دﻩ وﺗﻌﻣ;ﻣﻪ ودﺧول اﻟﻘ;ﺎس اﻟﺷﻣوﻟﻲ‬ ‫ﻓ;ﻪ‪ .‬ﻓﺈن اﻟﻧص اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ ﻻ ;ﻔﺻﻞ ﻋن ظروﻓﻪ وﻻ ‪3‬ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال ﻓﻬـﻲ ﺟـزء ﻣﻧـﻪ‪ ،‬وﻻ ;ﺻـﺢ‬ ‫أن ;ﻌﻣم وﻻ ﺑوﺟﻪ ﻣن اﻟوﺟوﻩ‪ .‬وﻻ ﯾدﺧﻠﻪ اﻟﻘ;ﺎس اﻟﺷﻣوﻟﻲ ﺣﺗﻰ وﻻ اﻟﻘ;ـﺎس‪ .‬ﻓﺈﻧـﻪ ﻋـﻼوة ﻋﻠـﻰ أن‬ ‫اﻟظروف ﺟزء ﻣن اﻟﻧص ﻓﺈﻧﻪ ﻧص ﻓﻲ ﺣﺎدﺛـﺔ ﻣﻌﯾﻧـﺔ‪ ،‬ﻓﯾؤﺧـذ ﻟﺗﻠـك اﻟﺣﺎدﺛـﺔ ﻟـ;س ﻏﯾـر‪ ،‬ﻓـﻼ ;ﻌﻣـم‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻫﺎ وﻻ ;ﻘﺎس ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ .‬ﻻ ﻗ;ﺎﺳﺎً ﺷﻣوﻟ;ﺎً وﻻ ﻗ;ﺎﺳﺎً ﺣﻘ;ﻘ;ـﺎً‪ ،‬ﺑـﻞ ﯾﺟـب أن ﯾؤﺧـذ ﻟﺗﻠـك اﻟﺣﺎدﺛـﺔ‬

‫وﺣـدﻫﺎ‪ .‬ﻟـذﻟك 'ـﺎن اﻟﺗﺟر‪8‬ـد واﻟﺗﻌﻣـ;م واﻟﻘ;ـﺎس ﻣطﻠﻘـﺎً ﺷـﻣوﻟ;ﺎً 'ـﺎن أو ﺣﻘ;ﻘ;ـﺎً‪ ،‬ﺗﺷـ'ﻞ ﺧطـر اﻟﺧطــﺄ‬

‫وﺧطر اﻟﺿﻼل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻓﻘد ;ﻌطﻲ ﻣﺳؤول ﺗﺻر‪8‬ﺣﺎً ﻓ;ﻔﻬم ﻣﻧـﻪ ﺷـﻲء‪ ،‬ﺛـم ;ﻌطـﻲ‬ ‫ﻧﻔس اﻟﺗﺻر‪8‬ﺢ أو ﺗﺻر‪8‬ﺣﺎً آﺧر ﻓ;ﻔﻬم ﻣﻧﻪ ﺷﻲء آﺧـر ﻗـد ;'ـون ﻣﺧﺎﻟﻔـﺎً ﻟـﻪ ﺑـﻞ ﻗـد ;'ـون ﻣﻧﺎﻗﺿـﺎً‬

‫ﻟﻪ‪ .‬و;ﻌطﻲ ﻣﺳؤول ﺗﺻر‪8‬ﺣﺎً ﻋن أﻣر ﺣﻘ;ﻘﻲ‪ ،‬أ‪ .‬ﺗﺻر‪8‬ﺣﺎً ﺻﺎدﻗﺎً ﻓ;ﻔﻬم ﻣﻧﻪ أﻧﻪ ﺗﺻر‪8‬ﺢ 'ـﺎذب‬ ‫‪79‬‬


‫ﯾراد ﻣﻧﻪ اﻟﺗﺿﻠﯾﻞ‪ ،‬وﻗد ;ﻌطﻲ ﺗﺻر‪8‬ﺣﺎً 'ﺎذ‪3‬ﺎً ﻓـ;ﻔﻬم ﻣﻧـﻪ أﻧـﻪ ﺗﺻـر‪8‬ﺢ ﺻـﺎدق‪ ،‬وأن اﻟﻣﻘﺻـود ﻣﻧـﻪ‬

‫ﻫو ﻣﺎ ﻋﻧﺎﻩ واﻟﻛـذب ﻓ;ـﻪ ﻫـو اﻧـﻪ أﻋطـﻲ ﻟﻺﺧﻔـﺎء ‪3‬ﺎﻟﻛـذب‪ .‬وﻗـد ;ﻘـﺎم ‪3‬ﻌﻣـﻞ ﺣﺳـب اﻟﺗﺻـر‪8‬ﺢ‪ ،‬وﻗـد‬

‫;ﻘــﺎم ‪3‬ﻌﻣــﻞ ﻋﻠــﻰ ﺧــﻼف اﻟﺗﺻ ـر‪8‬ﺢ وﻫ'ــذا‪ .‬ﻓــﺎﻟظروف واﻟﻣﻼ‪3‬ﺳــﺎت ﻫــﻲ اﻟﺗــﻲ ﺗﻠﻘــﻲ اﻟﺿــوء ﻋﻠــﻰ‬ ‫اﻟﺗﺻ ـر‪8‬ﺢ ﻓﺗﻛﺷــﻒ ﻣــﺎ ﯾ ـراد ﻣﻧــﻪ‪ ،‬وﻟــ;س ﻧﻔــس اﻟــﻧص اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ‪ .‬وﻟــذﻟك ﻓــﺈن اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ ﻻ‬ ‫ﯾﺗــﺄﺗﻰ أن ;'ــون ﻗر‪ 38‬ـﺎً ﻣــن اﻟﺻ ـواب إﻻ ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟوﺟــﻪ‪ .‬أ‪ .‬إﻻ إذا ﺟﻌﻠــت اﻟظــروف ﺟــزءاً ﻻ‬ ‫ﯾﺗﺟ أز ﻣن اﻟﻧص أو اﻟﻌﻣﻞ‪ٕ ،‬واﻻ إذا أﺧذت 'ﻞ ﺣﺎدﺛﺔ ‪3‬ﻣﻔردﻫﺎ‪ .‬وأ‪3‬ﻌد ﻋﻧﻬﺎ اﻟﺗﻌﻣ;م واﻟﻘ;ﺎس‪.‬‬

‫وﻟﻘــد ﻋﺎﻧــت اﻷﻣــﺔ اﻹﺳــﻼﻣ;ﺔ ﻣــن ﺳــوء اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ اﻟﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻟﻣﺻــﺎﺋب واﻟــو;ﻼت‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧ;ﺔ ﻣﺛﻼً‪ ،‬ﺣﯾن 'ﺎﻧت أرو‪3‬ﺎ ﺗﺣﺎر‪H‬ﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر‪ ،‬إﻧﻣﺎ 'ﺎﻧت ﺗﺣﺎر‪H‬ﻬﺎ ﻓـﻲ‬

‫اﻷﻋﻣــﺎل اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ أﻛﺛــر ﻣﻧﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻷﻋﻣــﺎل اﻟﻌﺳــ'ر‪8‬ﺔ‪ٕ ،‬واﻧــﻪ ٕوان وﻗﻌــت أﻋﻣــﺎل ﻋﺳــ'ر‪8‬ﺔ وﻟﻛﻧﻬــﺎ‬ ‫'ﺎﻧــت ﻣﺳــﺎﻋدة ﻟﻸﻋﻣــﺎل اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ‪ .‬ﻓﻣــﺛﻼً ﻣــﺎ 'ــﺎﻧوا ;ﺳــﻣوﻧﻪ ‪3‬ﻣﺷــ'ﻠﺔ اﻟﺑﻠﻘــﺎن ﻫــﻲ ﻣﺷــ'ﻠﺔ ﺧﻠﻘﺗﻬــﺎ‬

‫اﻟــدول اﻟﻐر‪;H‬ــﺔ ‪3‬ﺎﻟﺗﺻ ـر‪8‬ﺣﺎت‪ ،‬ﻓــﺄﻋﻠﻧوا أن دول اﻟﺑﻠﻘــﺎن ﯾﺟــب أن ﺗﺣــرر ﻣــن اﻟﻌﺛﻣــﺎﻧﯾﯾن‪ ،‬أ‪ .‬ﻣــن‬

‫اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن‪ .‬وﻟﻛــن ﻟــم ;'وﻧـوا ;ﻌﻧــون اﻧﻬــم ﺳــ;ﺣﺎر‪H‬ون اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧ;ــﺔ‪ٕ ،‬واﻧﻣــﺎ 'ــﺎﻧوا ;ﻌﺗﻣــدون ﻋﻠــﻰ‬ ‫إﯾﺟﺎد اﻟﻘﻼﻗﻞ واﻻﺿطرا‪3‬ﺎت ﻓﻲ اﻟﺑﻠﻘﺎن‪ ،‬ﻓﺟﺎءوا ‪3‬ﻔ'رة اﻟﻘوﻣ;ﺔ واﻟﺗﺣرر‪ ،‬ﻓﺄﺧذﻫﺎ اﻟﺑﻠﻘﺎﻧﯾون وأﺧذوا‬ ‫;ﻘوﻣون ‪3‬ﺎﻟﺛورات‪ ،‬ﻓ'ﺎﻧت اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧ;ﺔ ﺗﻘوم ‪3‬ﻌﻣﻠ;ﺎت ﻋﺳ'ر‪8‬ﺔ ﺿد ﻫذﻩ اﻟﺛورات ﻣراﻋ;ﺔ وﺿـﻊ‬ ‫اﻟــدول اﻷﺧــر‪ ،Z‬وﺗﺣــﺎول اﺳﺗرﺿــﺎء اﻟــدول اﻷﺧــر‪ ،Z‬ﻣــﻊ أن ﻫــذﻩ اﻟــدول اﻷﺧــر‪ Z‬ﻫــﻲ اﻟﺗــﻲ 'ﺎﻧــت‬ ‫ﺗﺳ ــﻧد اﻟﺛ ــورات‪ ،‬وﻫ ــﻲ اﻟﺗ ــﻲ 'ﺎﻧ ــت ﺗ ــوﻫم اﻟﻌﺛﻣ ــﺎﻧﯾﯾن‪ ،‬وﻫ ــﻲ اﻟﺗ ــﻲ 'ﺎﻧ ــت ﺗﺟﻌﻠﻬ ــم ;ﺷ ــﺗﻐﻠون ﺿ ــد‬ ‫اﻟﺛورات‪ ،‬ﻣن أﺟﻞ أن ;'ون ﻋﻣﻠﻬم إﻧﻬﺎﻛﺎ ﻟﻘواﻫم ﻻ ﻗﺿـﺎء ﻋﻠـﻰ اﻟﺛـورات‪ ،‬وﻫ'ـذا 'ـﺎن ﻣـن ﻧﺗﯾﺟـﺔ‬ ‫ﺧطﺄ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧ;ﺔ وﺿﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ أن ﺧﺳرت اﻟﺑﻠﻘﺎن‪ ،‬ﺛم ﻻﺣﻘﺗﻬﺎ ﻓ'رة اﻟﻘوﻣ;ـﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﻋﻘر دارﻫﺎ ﺣﺗﻰ ﻗﺿت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺑرم‪.‬‬ ‫وﻫــذا ﺑﺧــﻼف روﺳــ;ﺎ أو اﻻﺗﺣــﺎد اﻟﺳــوﻓ;ﺎﺗﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬــﺎ ﻗــد وﻗﻌــت ﻓــﻲ ﻧﻔــس اﻟﻣﺷــ'ﻠﺔ ﻓــﻲ أرو‪3‬ــﺎ‬ ‫اﻟﺷـرﻗ;ﺔ ﻓـﻲ اﻟﺧﻣﺳـﯾﻧﺎت‪ ،‬ﻓـﺈن أﻣر‪'8‬ـﺎ ﻧـﺎدت ﺑﺗﺣر‪8‬ـر أرو‪3‬ـﺎ اﻟﺷـرﻗ;ﺔ ﻣـن اﻟﺷـﯾوﻋ;ﺔ‪ ،‬وأﺧـذت ﺗﻧـﺎد‪.‬‬ ‫‪3‬ﺎﻟﺗﺣر‪8‬ر‪ ،‬وأﺧذت ﺗﺳﻧد ﻫذﻩ اﻟدول واﻟﺷﻌوب ﺳ اًر وﻋﻠﻧـﺎً‪ .‬وﻟﻛـن روﺳـ;ﺎ ﻟـم ﺗﻘـﻒ ﻣوﻗـﻒ اﻟﻌﺛﻣـﺎﻧﯾﯾن‬ ‫وﻋرﻓــت أن ﻓ' ـرة اﻟﺗﺣر‪8‬ــر ﻫــذﻩ ﻫــﻲ ﺣــرب ﺿــد روﺳــ;ﺎ أو اﻻﺗﺣــﺎد اﻟﺳــوﻓ;ﺎﺗﻲ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻟــم ﺗﻬــﺎدن‬

‫أﻣر‪'8‬ــﺎ‪ٕ ،‬واﻧﻣــﺎ اﺗﺧــذﺗﻬﺎ اﻟﻌــدو اﻷول‪ ،‬وﻟﻣــﺎ ﻗﺎﻣــت ﺛــورة ﺑوﻟوﻧ;ــﺎ ﺳــﺣﻘﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻟــم ﺗﺟﻌــﻞ ﻟﻬــﺎ أ‪ .‬ﻣﻧﻔــذ‬ ‫ﻟﻠﻧﺟﺎح‪،‬وﻟﻣـ ــﺎ ﺛـ ــﺎرت ﺑﻠﻐﺎر‪8‬ـ ــﺎ ﺳـ ــﺣﻘﺗﻬﺎ دون أ;ـ ــﺔ رﺣﻣـ ــﺔ‪ ،‬وﺷـ ــددت ﻗ‪3‬ﺿـ ــﺗﻬﺎ اﻟﺣدﯾد;ـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ أرو‪3‬ـ ــﺎ‬ ‫اﻟﺷرﻗ;ﺔ‪ ،‬واﺳﺗﻌدت ﻟﺣرب أﻣر‪'8‬ﺎ إذا ﻫﻲ ﺗﺣر'ت ﻹﺳﻧﺎد أرو‪3‬ﺎ اﻟﺷرﻗ;ﺔ ﺳـ اًر وﻋﻠﻧـﺎً‪ ،‬ﻣﻣـﺎ أد‪ Z‬إﻟـﻰ‬ ‫إﺧﻔﺎق أﻣر‪'8‬ﺎ إﺧﻔﺎﻗﺎً ذر‪8‬ﻌﺎً‪ ،‬ﺣﺗـﻰ اﺿـطرت أﻣر‪'8‬ـﺎ ‪3‬ﻌـد إﺧﻔﺎﻗﻬـﺎ ٕوادراﻛﻬـﺎ ﻣوﻗـﻒ روﺳـ;ﺎ اﻟﺳ;ﺎﺳـﻲ‬

‫وﻓﻬﻣﻬﺎ اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ‪ ،‬أن ﺗﺗﻧﺎزل ﻋن ﻓ'رة ﻣﺣﺎر‪H‬ﺔ اﻟﺷﯾوﻋ;ﺔ ٕواﺿﻌﺎف روﺳ;ﺎ‪ ،‬إﻟﻰ ﻋﻘـد اﺗﻔﺎﻗ;ـﺎت ﻣـﻊ‬ ‫روﺳــ;ﺎ واﻟﺗﻌـﺎ;ش ﻣﻌﻬــﺎ‪' ،‬ــﻞ ذﻟــك ﻟــ;س ﻧﺎﺗﺟـﺎً ﻋــن ﻗـوة روﺳــ;ﺎ‪ٕ ،‬واﻧﻣــﺎ ﻧــﺎﺗﺞ ﻋــن اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ‬ ‫اﻟﺻﺣ;ﺢ ﻟد‪ Z‬اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓ;ﺎﺗﻲ‪.‬‬

‫‪80‬‬


‫وﻣﺛﻼً ﺣﯾن رأت أﻣر‪'8‬ﺎ أن اﺳراﺋﯾﻞ اﻟﺗﻲ أﻗﺎﻣﺗﻬﺎ دوﻟﺔ ﺗﻛـﺎد ﺗﻔﻠـت ﻣـن ﯾـدﻫﺎ‪ ،‬وﺗﻛـﺎد إﻧﺟﻠﺗـ ار‬

‫ﺗﺳﺗرﺟﻊ ﻫذﻩ اﻟ‪3‬ﻼد ﺑﺗﺣو‪8‬ﻞ ﻣـﺎ ;ﺳـﻣﻰ ﺑدوﻟـﺔ اﺳـراﺋﯾﻞ إﻟـﻰ ';ـﺎن آﺧـر ;ﺳـﻣﻰ ﻓﻠﺳـطﯾن‪ ،‬ﺣـﯾن رأت‬

‫أﻣر‪ '8‬ــﺎ ذﻟ ــك ﻓ ــﻲ اواﺧ ــر اﻟﺳ ــﺗﯾﻧﺎت أطﻠﻘ ــت ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺷ ــ'ﻠﺔ ﻓﻠﺳ ــطﯾن اﺳ ــم ﻣﺷ ــ'ﻠﺔ اﻟﺷ ــرق اﻷوﺳ ــ`‬ ‫وﺻــﺎرت ﺗﻘــوم ‪3‬ﺎﻷﻋﻣــﺎل اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻣ'ﻧﻬــﺎ ﻣــن أن ﺗﺗــوﻟﻰ اﻟﻣﺷــ'ﻠﺔ وﺣــدﻫﺎ‪ .‬وﺻــﺎرت ﺗﺗﺧــذ‬ ‫'ﻠﻣﺔ اﻟﺳﻼم‪ ،‬وﻓ'رة ﺣﻞ اﻟﻣﺷ'ﻠﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﻌﻘﯾد اﻟﻣﺷ'ﻠﺔ وﻫ'ـذا‪ ،‬اﺳـﺗﻣرت ﻓـﻲ اﻟﺗﺿـﻠﯾﻞ اﻟﺳ;ﺎﺳـﻲ‪،‬‬ ‫ﺣﺗــﻰ ارﺗﻣــﻰ 'ــﻞ ﻣــن اﻟﻌــرب واﻟﯾﻬــود ﻓــﻲ أﺣﺿــﺎﻧﻬﺎ‪ ،‬وﺻــﺎرت ﺗﺗ‪3‬ــﻊ أﺳــﻠوب اﻟﻣﻐﺎﻟطــﺔ وأﺳــﻠوب‬ ‫اﻟﺗﺿﻠﯾﻞ ﺣﺗﻰ أﻧﻬ'ـت ﻗـو‪' Z‬ـﻞ ﻣـن اﻟﻌـرب واﻟﯾﻬـود‪ ،‬ﻓﺎﺗﺟﻬـت ﻻ إﻟـﻰ ﺣـﻞ اﻟﻣﺷـ'ﻠﺔ‪ ،‬ﺑـﻞ إﻟـﻰ ﻧﻘـﻞ‬ ‫اﻟﻣﻧطﻘــﺔ ﻣــن ﺣﺎﻟــﺔ اﺿــطراب وﺗﺳــﻣ;ﻪ ﺣﺎﻟــﺔ ﺣــرب‪ ،‬إﻟــﻰ ﺣﺎﻟــﺔ ﻫــدوء ﻧﺳــﺑﻲ وﺗﺳــﻣ;ﺔ ﺣﺎﻟــﺔ ﺳــﻼم‪،‬‬ ‫وذﻟــك ﻟﻛــﻲ ﺗــﺗﻣ'ن ﻋﻠــﻰ ﻣﻬــﻞ و‪H‬ﻬــدوء ﻣــن ﺗر'ﯾــز اﻟﻣﻧطﻘــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟوﺿــﻊ اﻟــذ‪ .‬رﺳــﻣﺗﻪ ﻟﻬــﺎ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ‬ ‫ﺗطرد اﻹﻧﺟﻠﯾز ﻧﻬﺎﺋ;ﺎ ﻣـن اﻟﻣﻧطﻘـﺔ وﺗﻧﻔـرد وﺣـدﻫﺎ ﻓـﻲ اﻟﺳـ;طرة و‪3‬ﺳـ` اﻟﻧﻔـوذ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻧطﻘـﺔ 'ﻠﻬـﺎ‪،‬‬ ‫ﻋــن طر‪8‬ــ ﺗﻘو;ــﺔ ﻣــﺎ ;ﺳــﻣﻰ ﺑدوﻟــﺔ اﺳـراﺋﯾﻞ‪ .‬و‪H‬ــذﻟك 'ــﺎن ﻣــﺎ ;ﺳــﻣﻰ ‪3‬ﻣﺷــ'ﻠﺔ اﻟﺷــرق اﻷوﺳــ` ﻣﺛــﻞ‬

‫ﻣﺷ'ﻠﺔ اﻟﺑﻠﻘﺎن ﺳواء ‪3‬ﺳواء‪ ،‬و'ﻣﺎ وﻗﻊ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾون وأﻫﻞ دول أرو‪3‬ﺎ اﻟﺟﻧو‪;H‬ﺔ ﻓـﻲ ﱠ‬ ‫اﻟﺷـ َرك ﻣـن ﺟـراء‬ ‫اﻟﺗﺿــﻠﯾﻞ اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ‪ ،‬وﻗــﻊ اﻟﻌــرب واﻟﯾﻬــود ﻓــﻲ اﻟﺷـ َـرك ﻧﻔﺳــﻪ‪ٕ .‬واذا ﻟــم ﯾوﺟــد اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ ﻟــد‪Z‬‬

‫اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن اﻟﯾــوم ﻹدراك ﻣﺷــ'ﻠﺔ اﻟﺷــرق اﻷوﺳــ`‪' ،‬ﻣــﺎ أدر'ــت روﺳــ;ﺎ ﻣﺷ ـ'ﻠﺔ أرو‪3‬ــﺎ اﻟﺷ ـرﻗ;ﺔ ﻓــﺈن‬ ‫ﻣﺻﯾر اﻟﺷرق اﻷوﺳ` ﺳ;'ون ﻣﺛﻞ ﻣﺻﯾر اﻟﺑﻠﻘﺎن ﺳواء ‪3‬ﺳواء‪.‬‬ ‫ﻓﺳ ــوء اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر اﻟﺳ;ﺎﺳ ــﻲ ﻫ ــو اﻟ ــذ‪ .‬ﯾ ــدﻣر اﻟﺷ ــﻌوب واﻷﻣ ــم‪ ،‬وﻫ ــو اﻟ ــذ‪ .‬ﯾﻬ ــدم اﻟ ــدول أو‬ ‫;ﺿﻌﻔﻬﺎ‪ ،‬وﻫـو اﻟـذ‪; .‬ﺣـول ﺑـﯾن اﻟﺷـﻌوب اﻟﻣﺳﺗﺿـﻌﻔﺔ و‪H‬ـﯾن اﻻﻧﻌﺗـﺎق ﻣـن ر‪H‬ﻘـﺔ اﻻﺳـﺗﻌﻣﺎر‪ ،‬وﻫـو‬ ‫اﻟذ‪; .‬ﺣول ﺑﯾن اﻷﻣم اﻟﻣﻧﺣطﺔ و‪H‬ﯾن اﻟﻧﻬوض‪ .‬وﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻓﻲ اﻟﻧﺻـوص اﻟﺳ;ﺎﺳـ;ﺔ أﻣـر‬ ‫‪3‬ﺎﻟﻎ اﻷﻫﻣ;ﺔ‪ ،‬وﻧﺗﺎﺋﺟـﻪ ﻓظ;ﻌـﺔ أو ﻋظ;ﻣـﺔ‪ .‬وأﺧطـﺎر اﻟﺧطـﺄ أو اﻟﺿـﻼل ﻓ;ـﻪ أﺧطـﺎر ﻣـدﻣرة‪ .‬وﻣـن‬ ‫ﻫﻧــﺎ 'ــﺎن ﻻ ﺑــد ﻣــن اﻟﻌﻧﺎ;ــﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘــﺔ ‪3‬ــﺎﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ ﻋﻧﺎ;ــﺔ ﺗﻔــوق اﻟﻌﻧﺎ;ــﺔ ‪3‬ــﺄ‪ .‬ﺗﻔ'ﯾــر‪ .‬ذﻟــك أﻧــﻪ‬ ‫ﺿرور‪ .‬ﻟﻠﺷﻌوب ﺿرورة اﻟﺣ;ﺎة‪.‬‬ ‫إﻻ أن اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ‪ٕ ،‬وان 'ــﺎن أﺻــﻌب أﻧ ـواع اﻟﺗﻔ'ﯾــر وأﻋﻼﻫــﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻻ ;'ﻔــﻲ ﻓ;ــﻪ أن‬ ‫;'ون ﺗﻔ'ﯾر أﻓراد ﻓﻘ`‪ ،‬ﻓﺈن اﻷﻓراد ﻻ ﻗ;ﻣﺔ ﻟﻬم ﻣﻬﻣﺎ 'ﺛر ﻋددﻫم‪ ،‬وﻣﻬﻣﺎ 'ـﺎن ﺗﻔ'ﯾـرﻫم ﺳـﻠ;ﻣﺎً أو‬

‫ﻋ‪3‬ﻘر‪8‬ـ ـﺎً‪ .‬ﻓ ــﺈن اﻟﺗﺿ ــﻠﯾﻞ ﻓ ــﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر اﻟﺳ;ﺎﺳ ــﻲ إذا ﺗﻣ' ــن ﻣ ــن اﻟﺷ ــﻌب أو اﻷﻣ ــﺔ ﻻ ﺗﻧﻔ ــﻊ ﺗﺟﺎﻫ ــﻪ‬

‫ﻋ‪3‬ﻘر‪8‬ﺎت اﻷﻓراد وﻻ ﻗ;ﻣﺔ ﻟﻠﻌ‪3‬ﻘر‪8‬ﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻣﻬﻣﺎ 'ﺎن ﻋددﻫم وﻣﻬﻣﺎ 'ﺎﻧـت ﻋ‪3‬ﻘر‪8‬ـﺔ‬

‫ﺗﻔ'ﯾــرﻫم‪ .‬ﻓــﺈن اﻟﺿــﻼل إذا ﺗﻣ'ــن ﻣــن اﻟﺷــﻌب أو اﻷﻣــﺔ ﺟــرف ﺗ;ــﺎرﻩ 'ــﻞ ﺷــﻲء‪ ،‬ووﻗﻌــت اﻷﻣــﺔ أو‬ ‫اﻟﺷﻌب ﻓر‪8‬ﺳﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﻟﻬـذا اﻟﺗﺿـﻠﯾﻞ‪ ،‬و'ﺎﻧـت ﻫـﻲ وﻣﻌﻬـﺎ اﻟﻌ‪3‬ﻘر‪8‬ـون ﻟﻘﻣـﺔ ﺳـﺎﺋﻐﺔ ﯾﻠﺗﻬﻣﻬـﺎ اﻷﻋـداء‪.‬‬ ‫وﻣــﺎ ﻧﺟــﺎح ﻣﺻــطﻔﻰ 'ﻣــﺎل ﻓــﻲ ﻫــدم اﻟدوﻟــﺔ اﻹﺳــﻼﻣ;ﺔ ٕوا ازﻟــﺔ اﻟﺧﻼﻓــﺔ ﻓــﻲ أواﺋــﻞ اﻟﻘــرن اﻟﻌﺷ ـر‪8‬ن‬ ‫اﻟﻣ;ﻼد‪ .‬وﻧﺟﺎح ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻓﻲ اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﺎت واﻟﺳﺗﯾﻧﺎت ﻣن ﻫـذا اﻟﻘـرن ﻓـﻲ اﻟﺣﯾﻠوﻟـﺔ دون‬ ‫ﺗﺣر‪8‬ر اﻟﻌرب وﻗد 'ﺎﻧوا ﻋﻘب اﻟﺣـرب اﻟﻌﺎﻟﻣ;ـﺔ اﻟﺛﺎﻧ;ـﺔ ﻣﺗﺣﻔـز‪8‬ن ﻟﻠﺗﺣر‪8‬ـر‪ ،‬إﻻ أﻣﺛﻠـﺔ ﺣ;ـﺔ ﻋﻠـﻰ أن‬ ‫‪81‬‬


‫ﺳوء اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ إذا اﺟﺗﺎح اﻟﺷﻌوب واﻷﻣـم ﻓﺈﻧـﻪ ﻻ ﺗﻧﻔـﻊ ﺗﺟﺎﻫـﻪ ﻋ‪3‬ﻘر‪8‬ـﺔ اﻟﻌ‪3‬ﻘـر‪8‬ﯾن ﻣـﺎ داﻣـوا‬ ‫أﻓ ـراداً وﻟــو ﺑﻠــﻎ ﻋــددﻫم اﻵﻻف‪ .‬ﻟــذﻟك ﻓــﺈن ﺳــوء اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ ﻻ ;ﺷــ'ﻞ ﺧط ـ اًر ﻋﻠــﻰ اﻷﻓ ـراد‪،‬‬ ‫ٕواﻧﻣــﺎ ;ﺷــ'ﻞ ﺧط ـ اًر ﻋﻠــﻰ اﻟﺷــﻌوب واﻷﻣــم‪ .‬وﻣــن ﻫﻧــﺎ ﻻ ﺑــد ﻣــن اﻟﻌﻧﺎ;ــﺔ ‪3‬ــﺎﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ ﻟــد‪Z‬‬ ‫اﻟﺷﻌوب واﻷﻣم‪ ،‬ﻋﻧﺎ;ﺔ ﺗﻔوق 'ﻞ ﺷﻲء‪ .‬ﺻﺣ;ﺢ أن اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ‪ ،‬إذا وﺟد ﻋﻧد اﻷﻓراد وﺳﺎر‬ ‫ﻟــدﯾﻬم ﻓــﻲ اﻟطر‪8‬ــ اﻟﻣﺳــﺗﻘ;م ;ﻣ'ــن ﺑﻬــم أن ﯾوﺟــد اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ اﻟــذ‪; .‬ﻘــﻒ ﻓــﻲ وﺟــﻪ اﻷﻋــداء‬ ‫و;'ﺷﻒ ﺗﺿﻠﯾﻠﻬم‪ ،‬وﻟﻛن ﻫذا إﻧﻣﺎ ﯾﺗﺄﺗﻰ إذا اﻧﺗﻘﻞ ﺗﻔ'ﯾـر ﻫـؤﻻء اﻷﻓـراد إﻟـﻰ اﻟﺷـﻌب أو اﻷﻣـﺔ ٕواذا‬

‫أﺻــ‪3‬ﺢ ﻋﻧــد اﻷﻣــﺔ 'ﻣــﺎ ﻫــو ﻋﻧــد اﻷﻓ ـراد‪ٕ ،‬واذا اﻧﺗﻘــﻞ إﻟــﻰ أن ;'ــون ﺗﻔ'ﯾــر اﻷﻣــﺔ ﻻ ﺗﻔ'ﯾــر اﻷﻓ ـراد‬ ‫ﻓ;ﺻ‪3‬ﺢ ﻫـؤﻻء اﻷﻓـراد ﺟـزءاً ﻣـن اﻷﻣـﺔ ﻻ أﻓـراداً وﺗﻛـون اﻷﻣـﺔ 'ﻠﻬـﺎ أﻣـﺔ ﻣﻔ'ـرة وﻟـ;س أﻓـراداً ﻣﻧﻬـﺎ‪.‬‬ ‫ٕواذا ﻟم ﯾﺗﺣول اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﻔـرد‪ .‬إﻟـﻰ ﺗﻔ'ﯾـر ﺟﻣـﺎﻋﻲ وﻟـم ;ﺻـ‪3‬ﺢ ﺗﻔ'ﯾـر اﻷﻓـراد ﺗﻔ'ﯾـر أﻣـﺔ ﻻ ﺗﻔ'ﯾـر‬ ‫أﻓـراد‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻻ ﻗ;ﻣــﺔ ﻟﻬــذا اﻟﺗﻔ'ﯾــر وﻻ ﻗ;ﻣــﺔ ﻟﻬــؤﻻء اﻷﻓـراد‪ ،‬ﻓﺗﻔ'ﯾــر اﻷﻓـراد اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ ﻻ ;ﻘــو‪ Z‬ﻋﻠــﻰ‬ ‫اﻟوﻗـوف ﻓــﻲ وﺟــﻪ اﻷﻋــداء وﻓـﻲ وﺟــﻪ ﺗﺿــﻠﯾﻠﻬم‪ ،‬ﻣﻬﻣــﺎ 'ﺛـر ﻋــددﻫم وﺳــﻣت ﻋ‪3‬ﻘر‪8‬ﺎﺗﻬم‪ٕ ،‬واﻧﻣـﺎ اﻟــذ‪.‬‬ ‫;ﻘﻒ ﻓﻲ وﺟﻬﻬم ﻫو ﺗﻔ'ﯾر اﻟﺷﻌوب واﻷﻣـم‪ ،‬أ‪ .‬ﻫـو اﻟﺗﻔ'ﯾـر اﻟﺳ;ﺎﺳـﻲ اﻟـذ‪'; .‬ـون ﻋﻧـد اﻟﺷـﻌوب‬

‫واﻷﻣم‪.‬‬ ‫ﺻـ ــﺣ;ﺢ أن اﻷﻓ ـ ـراد اﻟﻌ‪3‬ـ ــﺎﻗرة‪ ،‬ﻫـ ــم أﻧـ ــﺎس ﻋـ ــﺎدﯾون ﻣـ ــﺛﻠﻬم ﻣﺛـ ــﻞ ‪3‬ـ ــﺎﻗﻲ اﻟﻧـ ــﺎس ﻻ ﯾﺗﻣﯾـ ــزون‬ ‫ﺑﺈﻧﺳﺎﻧﯾﺗﻬم ﻋن أ‪ .‬إﻧﺳﺎن ﻋـﺎد‪ ..‬واﻟﻧـﺎس ﯾﻧظـرون إﻟـﻰ ﻫـؤﻻء اﻷﻓـراد ﻧظـرة ﻋﺎد;ـﺔ ﻓـﺈن ﻋ‪3‬ﻘـر‪8‬ﺗﻬم‬ ‫ﻻ ﺗﺷﺎﻫد وﻻ ﺗﻠﻣس وﻻ ;ﺣس ﺑﻬﺎ‪ .‬وﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻬم ﺣﯾن ﺗﺗﺣرك ﻋ‪3‬ﻘر‪8‬ﺗﻬم و‪8‬ﻧﺗﺟون ﻻ ﯾـر‪ Z‬ﻓـﯾﻬم ﻓـﻲ‬ ‫أول اﻷﻣــر أ;ــﺔ ﻣﯾـزة‪ ،‬وﻻ ﯾــدرك ﻓــﻲ إﻧﺗــﺎﺟﻬم أ‪ .‬ﺗﻔــوق وﻻ أ;ــﺔ ﻋ‪3‬ﻘر‪8‬ــﺔ‪ ،‬ﻓﻬــم إن 'ــﺎﻧوا ﻣﺛﻘﻔــﯾن ﻓــﺈن‬ ‫ﻣــﺛﻠﻬم 'ﺛﯾــرون ﻣﺛﻘﻔــون ٕوان 'ــﺎﻧوا أذ';ــﺎء ﻓــﺈن ﻣــﺛﻠﻬم اﻟﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻷذ';ــﺎء‪ .‬ﻓــﺈذا ﻟﻔــت اﻟﻧظــر إﻟــﻰ‬ ‫أﻓ'ﺎرﻫم ﻓﺈﻧﻣﺎ ﯾﻠﻔت اﻟﻧظر ﻣن ﻗﺑﻞ أﻓراد آﺧر‪8‬ن‪; ،‬ﻘﺑﻠون ﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎﺟﻬم ﻟ;'وﻧوا ﻣﺛﻠﻬم أو ﻟ;ﺳﺎﻋدﻫم‬ ‫ﻫذا اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻋﻠﻰ اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﻬم وﻓﻲ وﺳطﻬم‪ ،‬أو ﻻﺗﺧﺎذﻩ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾ ﻣﺂرب ﺷﺧﺻ;ﺔ‬ ‫أو ﻏﺎ;ــﺎت أﻧﺎﻧ;ــﺔ‪ٕ ،‬واذا ظــﻞ 'ــذﻟك وﻟــم ﯾﻧﺗﻘــﻞ إﻟــﻰ ﺟﻣﺎﻋــﺎت ﻓﺈﻧــﻪ ﯾ‪3‬ﻘــﻰ ﻓرد; ـﺎً ﻣﻬﻣــﺎ 'ﺛــر اﻷﻓ ـراد‬ ‫اﻟﻣﻔ'رون ﻫذا اﻟﺗﻔ'ﯾر وﻟو 'ﺎن ﺗﻔ'ﯾ اًر ﻓر‪8‬داً ;ﻘﺑﻠـﻪ 'ـﻞ ﻣـن ذاﻗـﻪ أو ﻋرﻓـﻪ‪ .‬وﻟـذﻟك ﻓﺣﺗـﻰ ﯾﻧﻔـﻊ ﻫـذا‬

‫اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ‪ ،‬و;ﺻــ‪3‬ﺢ ﻗــﺎد اًر ﻋﻠــﻰ اﻟوﻗــوف ﻓــﻲ وﺟ ـﻪ اﻷﻋــداء ﻻ ﺑــد أن ﯾﺗﺣــول إﻟــﻰ ﺗﻔ'ﯾــر‬

‫ﺟﻣﺎﻋﻲ و‪8‬ﺧرج ﻣن ﻗوﻗﻌﺔ اﻟﻔرد;ﺔ وﻣن ﺷرﻧﻘﺔ اﻟﻌزﻟﺔ‪ .‬ﻓﺈذا ﺗﺣول إﻟـﻰ ﺗﻔ'ﯾـر ﺟﻣـﺎﻋﻲ واﻧﺗﻘـﻞ إﻟـﻰ‬

‫اﻟﺷـﻌب أو اﻷﻣـﺔ ﻓﻘـد وﺟـدت اﻟﻘـوة اﻟﺗـﻲ ﺗﻘـﻒ ﻓـﻲ وﺟـﻪ اﻷﻋـداء ووﺟـدت اﻟﺑـذرة اﻟﻘو;ـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻧﺑـت‬ ‫ﺷﺟرة اﻟﻧﻬﺿﺔ‪.‬‬ ‫ﻫــذا ﻫــو اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ اﻟــذ‪ .‬ﯾﻧﻔــﻊ وﻫــو اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺟﻣــﺎﻋﻲ ﻻ اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﻔــرد‪ ،.‬أ‪ .‬ﻫــو‬ ‫ﺗﻔ'ﯾر اﻟﺷﻌب واﻷﻣﺔ‪ ،‬وﻟ;س ﺗﻔ'ﯾر اﻷﻓراد ﺣﺗﻰ ﻟو 'ﺎﻧوا ﻣن اﻟﻌ‪3‬ﻘر‪8‬ﯾن‪ .‬ﻟذﻟك ﯾﺟب ﺗﺛﻘﯾـﻒ اﻷﻣـﺔ‬ ‫‪82‬‬


‫اﻟﺗﺛﻘﯾــﻒ اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ و‪8‬ﺟــب ﺗﻣ ـر‪8‬ن اﻷﻣــﺔ وﺗﻌﻠ;ﻣﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﻔ'ﯾــر اﻟﺳ;ﺎﺳــﻲ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ ;'ــون اﻟﺗﻔ'ﯾــر‬ ‫اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ ﻫو ﺗﻔ'ﯾر اﻷﻣﺔ وﻟ;س ﺗﻔ'ﯾر اﻷﻓراد‪.‬‬ ‫ﻫ ــذا ﻫ ــو اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر اﻟﺳ;ﺎﺳ ــﻲ ﻓﻬ ــو ﺗﻔ'ﯾ ــر ‪ 3‬ــﺎﻟﻌﻠوم اﻟﺳ;ﺎﺳ ــ;ﺔ واﻷ‪3‬ﺣ ــﺎث اﻟﺳ;ﺎﺳ ــ;ﺔ‪ ،‬وﺗﻔ'ﯾ ــر‬ ‫‪3‬ــﺎﻟﺣوادث اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ واﻟوﻗــﺎﺋﻊ اﻟﺳ;ﺎﺳــ;ﺔ‪ .‬وﺗﻔ'ﯾــر اﻷول ﻻ ﻗ;ﻣــﺔ ﻟــﻪ وﻻ ﯾز‪8‬ــد ﻋــن ﻣﺟــرد اﻟﻣﻌرﻓــﺔ‬ ‫ﻟﻸﻓ'ﺎر‪ .‬أﻣﺎ اﻟﺗﻔ'ﯾـر اﻟﺳ;ﺎﺳـﻲ ﻓﺈﻧـﻪ ﻫـو اﻟـذ‪ .‬ﯾﻧﻔـﻊ و;ﻔﯾـد‪ ،‬وﻫـو اﻟـذ‪'; .‬ـون ﻟـﻪ أﺛـر ‪3‬ـﺎﻫر وﺗـﺄﺛﯾر‬ ‫ﻋظ;م‪ .‬وﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ إن ﺟﺎز اﻟﺗﻔ'ﯾر اﻟﺳ;ﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳ;ﺎﺳ;ﺔ واﻷ‪3‬ﺣﺎث اﻟﺳ;ﺎﺳ;ﺔ و'ﺎﻧت ﻣﻧﻪ‬ ‫ﻓواﺋد ﻟﻸﻓراد ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ اﻟﺳ;ﺎﺳﺔ ﻓـﺈن اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﻓـﻲ اﻟوﻗـﺎﺋﻊ واﻟﺣـوادث ﻫـو واﺟـب ﻋﻠـﻰ اﻟﻛﻔﺎ;ـﺔ‬ ‫ﻟﻸﻣـﺔ‪ ،‬ﯾﺟــب أن ;ﻌﻣــﻞ ﻹﯾﺟــﺎدﻩ ‪3‬ﺎﻷﻣــﺔ ﻻ ﺳــ;ﻣﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟــذﯾن ﻟــدﯾﻬم ﻣﺛــﻞ ﻫــذا اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﺳـواء أﻛــﺎﻧوا‬ ‫ﻣن اﻟﻣﺗﻌﻠﻣﯾن أو ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻌﻠﻣﯾن‪.‬‬ ‫و‪3‬ﻌد‪:‬‬ ‫ﻓﻬذﻩ ﻟﻣﺣﺔ ﻣـوﺟزة ﻋـن ﻣوﺿـوع اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﻣـن ﺣﯾـث ﻫـو ﺗﻔ'ﯾـر‪ ،‬ﻧﻘـدﻣﻬﺎ ﻟﻸﻣـﺔ اﻹﺳـﻼﻣ;ﺔ ﻟﻌـﻞ‬ ‫د ارﺳــﺗﻬﺎ ﺗوﺟــد اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻷﻣــﺔ ﺣﺗــﻰ ﯾﻧﻘﻠﻬــﺎ ﻫــذا اﻟﺗﻔ'ﯾــر إﻟــﻰ أن ﺗﻌــود ﺧﯾــر أﻣــﺔ أﺧرﺟــت‬ ‫ﻟﻠﻧﺎس‪ .‬ﻻ ﺳ;ﻣﺎ ‪3‬ﻌد أن ﻣﺿﻰ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﻣﺔ ﻋﺷرة ﻗرون وﻫﻲ ‪3‬ﻌﯾدة ﻋن اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ٕ ،‬وان ﺣﺎوﻟت‬

‫ﻫذا اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻋدة ﻣرات‪ .‬إن اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣ;ﺔ ﻗد ﺑﻠﯾت ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟرا‪3‬ﻊ اﻟﻬﺟر‪3 .‬ﻌﻠﻣﺎء ﻋﻣﻠوا ﻋﻠﻰ‬

‫ﺗﻌطﯾــﻞ اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻓــﻲ اﻷﻣــﺔ وﻧــﺎدوا ﺑﺧطــر اﻟﺗﻔ'ﯾــر ﻋﻠــﻰ اﻷﻣــﺔ‪ ،‬وﺿــررﻩ ﻋﻠــﻰ اﻹﺳــﻼم واﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن‪.‬‬ ‫وذﻟــك ﺣــﯾن ﻗــﺎم رﻫــ` ﻣــن ﻋﻠﻣــﺎء ﻣﺛــﻞ اﻟﻌــﺎﻟم اﻟﻣﺷــﻬور ‪3‬ﺎﺳــم اﻟﻘﻔــﺎل وﻧــﺎدوا ﺑﺈﻗﻔــﺎل ‪3‬ــﺎب اﻻﺟﺗﻬــﺎد‬ ‫وﻋﻣﻠوا ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻊ اﻻﺟﺗﻬـﺎد وأﻗﻧﻌـوا اﻟﻧـﺎس ﺑﺧطـر اﻻﺟﺗﻬـﺎد ﻓﺻـدق اﻟﻣﺳـﻠﻣون ﻫـذﻩ اﻟـدﻋوة وﻋﻣﻠـوا‬ ‫ﺑﻬﺎ‪ ،‬وﺗﺣرج اﻟﻌﻠﻣـﺎء ﻣـن اﻻﺟﺗﻬـﺎد‪ ،‬وﺧـﺎف اﻟﻣﻔ'ـرون ﻣـن اﻻﺟﺗﻬـﺎد‪ ،‬و'ـرﻩ اﻟﻧـﺎس أن ;'ـون ﻫﻧـﺎك‬ ‫ﻣﺟﺗﻬــدون‪ .‬وﻗــد ﺗﺑﻧــﻰ اﻟ ـرأ‪ .‬اﻟﻌــﺎم ﻓــﻲ ﺟﻣ;ــﻊ أﻗطــﺎر اﻹﺳــﻼم ﻫــذا اﻟ ـرأ‪ ،.‬و‪H‬ــذﻟك ﺗﻌطــﻞ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‬ ‫ووﻗﻒ اﻟﻧﺎس ﻋﻧد ﺣد اﻟﺗﻘﻠﯾـد وأﻟﻐـوا ﻋﻘـوﻟﻬم وﻟـم ;ﻌـودوا ﯾﺟـرؤن ﻋﻠـﻰ اﻻﺟﺗﻬـﺎد‪ .‬ﻓ'ـﺎن ﻫـذا اﻟﻣﻧـﻊ‬ ‫ﻟﻼﺟﺗﻬ ــﺎد واﻟﺗﻔ'ﯾ ــر أﻋ ــﻼﻩ إﻧﻣ ــﺎ ;' ــون ﻓ ــﻲ اﻹﺳ ــﻼم‪ ،‬ﻓ ــﺄد‪ Z‬ذﻟ ــك إﻟ ــﻰ وﻗ ــﻒ اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر ﻟ ــد‪ Z‬اﻟﻧ ــﺎس‬ ‫واﺳـﺗﻣرؤا ﻫـذا اﻟﺗﻌطﯾـﻞ ﻟﻠﺗﻔ'ﯾــر‪ ،‬واﻹﻧﺳـﺎن ‪3‬ط‪3‬ﻌـﻪ ﺣﯾـوان 'ﺳـول‪ ،‬ﻟـذﻟك وﻗﻔــت اﻷﻣـﺔ ﻋـن اﻟﺗﻔ'ﯾــر‬ ‫ﺣﺗـﻰ ﻫــذا اﻟﻘــرن‪ ،‬اﻟﻘــرن اﻟ ار‪3‬ــﻊ ﻋﺷــر ﻫﺟــر‪ ..‬ﻓﺳــﻠﺧت ﻋﺷـرة ﻗــرون وﻫــﻲ ﻣﻌطﻠــﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾــر‪ .‬وﻟــذﻟك‬ ‫ﻟ;س ﻣن اﻟﺳﻬﻞ ﻋﻠﻰ أﻣﺔ ﺳﻠﺧت ﻋﺷرة ﻗرون ﻣـن ﻋﻣرﻫـﺎ وﻫـﻲ ﻣﻌطﻠـﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾـر‪ ،‬أن ﯾﺗﺣـرك ﻓﯾﻬـﺎ‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾر وأن ﺗﻔﻬـم ﻋـن وﻋـﻲ ﻗ;ﻣـﺔ اﻟﺗﻔ'ﯾـر‪ ،‬وﻗ;ﻣـﺔ اﻟﻣﻔ'ـر‪8‬ن‪ .‬وﻟـذﻟك ﻓـﺈن ﻣﻼﯾـﯾن اﻟﻛﺗـب ﻣﺛـﻞ ﻫـذا‬ ‫اﻟﻛﺗﺎب ﻻ ﺗﺿـﻣن أن ﺗﺣـرك اﻷﻣـﺔ ﻟﻠﺗﻔ'ﯾـر وأن ﺗﺳـوﻗﻬﺎ ﻷن ﺗﺟﻌـﻞ اﻟﺗﻔ'ﯾـر ﺳـﺟ;ﺔ ﻣـن ﺳـﺟﺎ;ﺎﻫﺎ‪.‬‬ ‫وﻟﻛن اﻷﺣداث اﻟﻣوﺟﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺣ اﻷﻣﺔ ﺳﺣﻘﺎً وﺗﻣﻌﺳﻬﺎ ﻣﻌﺳﺎً‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺻﺎرت ﺗ‪3‬ﻌث اﻷﻣـﻞ ﻓـﻲ‬ ‫‪83‬‬


‫أن ﯾﺟ ــد اﻟﺗﻔ'ﯾ ــر ﺳ ــﺑﯾﻠﻪ ﻟﻸﻣ ــﺔ‪ .‬ﻻ ﺳ ــ;ﻣﺎ ‪3‬ﻌ ــد أن وﺟ ــد ﻓﯾﻬ ــﺎ ﺟﻣﺎﻋ ــﺎت ﺗﻔ' ــر وﺟﻣﺎﻋ ــﺎت ﺗﺣ ــﺎول‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾر‪3 .‬ﻌد أن ﺗﺣﻘ ﻓﯾﻬﺎ آﻻف ﺗﺟﺳد ﻟدﯾﻬم ﺣب اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬وﺻﺎروا ﻣﻔ'ر‪8‬ن ﻻ ;ﺳـﺗﻣرﺋون ﻏﯾـر‬ ‫اﻟﺗﻔ'ﯾر‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﻏـدوا ﺗﻔ'ﯾـ اًر ;ﺣ;ـﺎ و‪8‬ﺗﺣـرك و‪8‬ﻧﻣـو‪ .‬ﻟـذﻟك ﻓـﺈن ﺿـﺧﺎﻣﺔ اﻷﺣـداث وﻓظﺎﻋﺗﻬـﺎ‪ ،‬و'ـون‬

‫اﻟﺗﻔ'ﯾر ﺗﺟﺳد ﻓﻲ أﺷﺧﺎص ﺣﺗﻰ ﻏدا ﺗﻔ'ﯾ اًر ;ﻣﺷﻲ ﻓﻲ اﻷﺳواق ﺑﯾن اﻟﻧﺎس‪ ،‬ﻓﺈن ﻫـذﯾن اﻷﻣـر‪8‬ن‪:‬‬

‫ﯾوﺟدان أﻣﻼً ﻣﺷرﻗﺎً‪ ،‬ﻓﻲ أن ﯾﻧﺗﻘﻞ اﻟﺗﻔ'ﯾر ﻣـن اﻷﻓـراد إﻟـﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋـﺎت وأن ;ﺻـ‪3‬ﺢ ﺗﻔ'ﯾـ اًر ﺟﻣﺎﻋ;ـﺎً‬ ‫ﻻ ﺗﻔ'ﯾ ـ اًر ﻓرد; ـﺎً وأن ;'ــون ﺗﻔ'ﯾــر اﻷﻣــﺔ ﻻ ﺗﻔ'ﯾــر اﻷﻓ ـراد‪ ،‬ﻓﺗﺻــ‪3‬ﺢ اﻷﻣــﺔ اﻹﺳــﻼﻣ;ﺔ أﻣــﺔ ﻣﻔ' ـرة‪،‬‬ ‫وﺗﻌود 'ﻣﺎ 'ﺎﻧت ﺧﯾر أﻣﺔ أﺧرﺟت ﻟﻠﻧﺎس‪.‬‬

‫‪ 8‬ﻣن ﺻﻔر ﺳﻧﺔ ‪ 1393‬ﻫـ‬ ‫‪ 12‬ﻣن آذار )ﻣﺎ;س( ﺳﻧﺔ ‪1973‬م‬

‫‪84‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.