Adventist World First Quarter - Arabic

Page 1

‫الصفحة ‪6‬‬ ‫مستعد؟‬ ‫هل أنت‬ ‫ّ‬

‫الصفحة ‪8‬‬ ‫تحديد مركز ِثقلنا‬

‫الصفحة ‪16‬‬ ‫أ‬ ‫إنسان إىل أالبد‪،‬‬ ‫وإله إىل البد‬

‫وجز ‪2020 /1‬‬ ‫ُم َ‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫الكنيسة ي‬ ‫أريد االنتماء‬ ‫إليها‪...‬‬

‫حو ُرها‬ ‫الم ِس ُ‬ ‫َ‬ ‫يح ِم َ‬

‫العربية‬


‫العربية‬ ‫عىل الغالف‬ ‫ف‬ ‫تامب�اج طالبة تمريض ي� كلية لوري‬ ‫يب�ل التيكيا ي‬ ‫أ‬ ‫تعت� أن‬ ‫وهي‬ ‫الهند‪.‬‬ ‫بنغالور‪،‬‬ ‫الدفنتستية ف ي�‬ ‫ب‬ ‫خدمة آ‬ ‫الخرين ث‬ ‫أك� أهمية من خدمة الذات‬ ‫وتتطلع إىل شن� أ‬ ‫الخبار السارة عن يسوع ف ي� الهند‬ ‫من خالل استخدام مهاراتها كممرضة ف ي� مركز‬ ‫أ‬ ‫ع� بنمط الحياة‪ .‬تستمتع يب�ل‬ ‫الدفنتست الذي يُ ن َ‬ ‫بكتابة القصائد وبالرسم ف ي� أوقات فراغها‪.‬‬ ‫تقرير‪ :‬إيك مولر‬

‫ت‬ ‫ال�‬ ‫الكنيسة ي‬ ‫أريد االنتماء‬ ‫إليها‪...‬‬

‫حو ُرها‬ ‫الم ِس ُ‬ ‫َ‬ ‫يح ِم َ‬ ‫ف ي� العمق‬ ‫‪ 8‬تحديد مركز ثقلنا‬ ‫‪ ١٨٨٨ 11‬وروعة ِ المسيح ت‬ ‫ال� ال تقارن‬ ‫ي‬

‫الكلمة‬ ‫‪ 12‬تَ ُّأمل‬ ‫الك َتاب ال ُْمق ََّدس‬ ‫‪ 16‬أسئلة وإجوبة ِ‬

‫ت‬ ‫كنيس�‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫‪ 3‬أهم الخبار‬ ‫عالمية‬ ‫‪ 6‬نظرة‬ ‫أصوات أ‬ ‫اللفية‬ ‫‪13‬‬

‫إيمان حي‬ ‫‪ 14‬أتسمح يل بأن أقص عليك قصةً ؟‬

‫يسوع ف ي� المركز‬

‫بقلم بيل نوت‬

‫َكفَانَا ْ ِارت َباك‪َ ،‬د ِائ ًما ِ ي ف� َحالة ُد َو َران‪،‬‬ ‫الج ْو َهر‪.‬‬ ‫ادرا َما نَ ْب ُلغْ َ‬ ‫ونَ ً‬ ‫أضناَنَا َّت‬ ‫ال� َح ُال‪ِ ،‬وك ْدنَا نَ َت َه َاوى‪،‬‬ ‫لقد ْ‬ ‫ْ‬ ‫َوأ َ ْح ِذ َي ُتنا ال َْب ِال َية َخ ِي ُ� َد ِل ٍيل َع َل َم َشق َِت َنا‬ ‫َكن ُه َناكَ َم ْن ُي ِومئ ِب َل تَ ُوق ٍُّف‪:‬‬ ‫ل َّ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫«تَ َعال َْوا ِإ ي َّل َيا َج ِم َيع ال ُْم ْت َع ِب ي َ� ‪َ ...‬وأنَا أ ِر ُيحك ُْم‬ ‫ِف َّإن ِ ي ف� اتّ َب ِاعي‬ ‫ال�كَات‪».‬‬ ‫ُج َّل ال َّت َح ّد َيات؛ ُج َّل ب َ َ‬ ‫ف ي� رحمتـه‪ ،‬أعطـى هللا البقيـة الباقيـة هـذه أفر ًاحـا تجعـل الرحلـة ممتعـة‪.‬‬ ‫لقـد أنعـم هللا علينـا بمعرفـة الحقيقـة أ‬ ‫الساسـية المتمثلـة ف ي� أننـا «صنعـة‬ ‫عرضيـا وليـد‬ ‫اللهيـة‪ ،‬وليـس حدثًـا‬ ‫يـده‪ »،‬وهـو العمـل الخـاص بالمشـيئة إ‬ ‫ًّ‬ ‫الصدفـة‪ .‬ف ي� عالـم يشـك ف ي� القصـد والمشـيئة‪ ،‬نؤكـد تلـك البدايـة الواضحة‪،‬‬ ‫ت‬ ‫حى ف ي� الوقـت الـذي فيـه ِنعـظ بالنهايـة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫لقـد أنعـم علينا بمعرفة قدسـية السـبت الذي بدونه سـوف تتوقف دواليب‬ ‫باليقاع‬ ‫غر مثمـرة‪ .‬هنـا نـرى ونشـعر إ‬ ‫الطَّحـن الطنانـة لهـذا العالـم وتصبـح ي‬ ‫الـذي مـن أجلـه تـم وضـع خطـط حياتنـا وعملهـا‪ .‬السـبت يحفظنـا‪ ،‬وذلـك‬ ‫ش‬ ‫�ء‪.‬‬ ‫ي‬ ‫بتذك�نـا كل يـوم سـابع بـأن الحيـاة نعمـة‪ ،‬والنعمـة هـي كل ي‬ ‫الصحة والقداسـة‬ ‫فيها‬ ‫تسر‬ ‫مملكة‬ ‫يم‬ ‫ق‬ ‫عيش‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫تجديدنـا‬ ‫تـم‬ ‫لقـد‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫أ‬ ‫أشـعة الشـمس‪ .‬الطعـام والمـاء‬ ‫جنبـا إىل جنـب‪ ،‬كمـا يلعـب الطفـال تحـت ّ‬ ‫ً‬ ‫والراحـة والثقـة ‪ -‬هـذه هـي العطايـا ت‬ ‫تجـدد حياتنا‪.‬‬ ‫ال� ّ‬ ‫ي‬ ‫الس ي ن‬ ‫ـبع�‪ ،‬سـننتظر نداء واهب‬ ‫السـنوات ّ‬ ‫ونحـن نعلـم أنـه عند االنتهاء ِمن ّ‬ ‫الحياء‪.‬‬ ‫قوته على إ‬ ‫سـيظهر مـرة أخرى ّ‬ ‫الحيـاة‪ ،‬الذي ُ‬ ‫ولكـن ف ي� كل هـذه‪ ،‬هنـاك المحـور الـذي يرتسـم مـع كل معتقـد مركـزي‬ ‫أ‬ ‫نفوتـه‪ ،‬بـل ال نجرؤ على تفويته‪ .‬عندمـا نرنّم‬ ‫للدفنتسـت‪ ،‬وهـو مـا يجـب أال ّ‬ ‫الخلـق‪ ،‬ونكـرز بوقـت للدينونـة‪ ،‬ونوقـف عملنـا‬ ‫ترانيـم َ‬ ‫عنـد غـروب الشـمس‪ ،‬عندمـا نكـرم هللا بأجسـادنا‪،‬‬ ‫عندهـا يجـب أن نتمسـك بالـذي كان والكائـن والـذي‬ ‫ّ‬ ‫دائمـا مركزيًّـا ف ي� إيمـان البقيـة الباقيـة‪.‬‬ ‫سـيظل ً‬ ‫إن المسـيح هـو الـذي يشـكِّل بقيتـه الباقيـة‪ ،‬وليـس‬ ‫َّ‬ ‫خياراتنـا وال أسـلوب حياتنـا‪ .‬إنَّها المعرفـة العميقة لقلبه‬ ‫ت‬ ‫هـي ت‬ ‫الـ� تجلـب التناسـق ي ن‬ ‫الـ� نُعلّمهـا‪،‬‬ ‫بـ� الحقائـق ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫والرسـالية اللّتـان‬ ‫الـ� نصـدح بهـا‪ ،‬والرسـالة إ‬ ‫وال�انيـم ي‬ ‫عر جميـع أنحـاء العالـم‪ ،‬كمـا‬ ‫همـا بصـدد االنتشـار ب‬ ‫قالـت إلـن هوايـت ذات مـرة‪« ،‬مثـل روافـد النـور»‪.‬‬ ‫ـن يـروم الحفـاظ على العهـد مـع‬ ‫دعونـا نعاهـد َم ْ‬ ‫ت‬ ‫أمـرا محوريًّـا وسـط‬ ‫يسـوع‬ ‫معرفـة‬ ‫حـ� نجعـل‬ ‫ً‬ ‫شـعبه ّ ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫مـرة يُحفـظ فيهـا سـبته‬ ‫الـ� نعملهـا‪ .‬على فكل عظـة‪ ،‬وكل درس‪ ،‬وكل ّ‬ ‫الشـياء ي‬ ‫ش‬ ‫ُـوم‬ ‫يـه َيق ُ‬ ‫ّ‬ ‫المقـدس‪ْ ،‬‬ ‫� ٍء‪ َ ،‬أو ِف ِ‬ ‫أن تضـع يسـوع ي� المركـز‪« .‬ال َِّـذي ُه َـو ق َْب َـل ك ُِّل َ ي ْ‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫يس ِـة‪ .‬ا َّل ِـذي ُه َـو ال َْب َدا َءةُ‪ِ ،‬بكْ ٌـر ِم َن ال َ ْم َـو ِات‪ِ ،‬ل ي َْ‬ ‫ن‬ ‫ْكَ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫ـد‬ ‫س‬ ‫ْج‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ـو‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫الْـك ُّ​ُل َ َ َ ُ َ ف َ ِ ِ َ‬ ‫ش‬ ‫(كولـوس ‪.)١٨ ،١٧ :١‬‬ ‫� ٍء»‬ ‫َيك َ‬ ‫ي‬ ‫ُـون ُه َـو ُم َ تتق َِّد ًمـا ِ ي� ك ُِّل َ ي ْ‬ ‫ف‬ ‫دائما ي� المركز‪.‬‬ ‫يسوع‬ ‫تضع‬ ‫إليها‬ ‫أنتمي‬ ‫أن‬ ‫أريد‬ ‫ال�‬ ‫الكنيسة‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ي‬

‫ت‬ ‫ال� يمكن مشاركتها ف ي� اجتماع العبادة الخاص بفريق عمل المجلة صباح كل يوم أربعاء‪ .‬ارسل ِطلباتك إىل‪:‬‬ ‫الصالة‪ ،‬ونرحب ِبطلبات َّ‬ ‫نحن نؤمن بقوة َّ‬ ‫الصالة ي‬ ‫معا ف� الكرازة عن ت‬ ‫اق�اب ملكوت هللا‪.‬‬ ‫نعمل‬ ‫وص ٍّل ِمن أجلنا إذ‬ ‫‪َ prayer@adventistworld.org‬‬ ‫ً ي‬ ‫‪2‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢٠ / ١‬‬ ‫ُم َ‬


‫‪100‬‬

‫ت‬ ‫ال� تم تقديمها‬ ‫هو عدد الموضوعات ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫المشارك� ي� اجتماع‬ ‫للبحث من ِقبل‬ ‫ي‬ ‫هذا العام بخصوص ربح أوروبا ليسوع‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫العالم الدولية‪.‬‬ ‫كم�وع‬ ‫تعاو� بع� وسائل إ‬ ‫ي‬ ‫وكان الموضوع الفائز هو «عدم ي ن‬ ‫اليق�‪».‬‬ ‫ستعمل‪ ،‬عىل مدار العام المقبل‪ ،‬مراكز‬ ‫إعالمية متعددة‪ ،‬ومؤلفون‪ ،‬ومختصون‬ ‫ف ي� االتصاالت حول العالم عىل مجموعة‬ ‫ت‬ ‫ال� ستعالج‬ ‫متنوعة من المكونات ي‬ ‫نسا� �ف‬ ‫ال ن‬ ‫ن‬ ‫وتستكشف موضوع عدم ي‬ ‫اليق� إ ي ي‬ ‫سياق الفكر المسيحي‪.‬‬

‫أهم أ‬ ‫الخبار‬

‫أ‬ ‫لق العا َل َم‬ ‫أن هللاَ َخ َ‬ ‫كَم هو عدد الدفنتست السبتيين الذين يؤمنون َّ‬ ‫وأن‬ ‫أيام‬ ‫حرفية‪ ،‬يتكون كل يوم ِمنها ِمن ‪ 24‬ساعة فعلية‪َّ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ستة ٍ‬ ‫في ِ‬ ‫ْ‬ ‫حدث في الماضي القريب نسب ًّيا‪.‬‬ ‫الخلق قد َ‬ ‫ذلك َ‬ ‫المصدر‪ :‬استقصاء العضوية العالمية للمجمع العام‪ ،‬لسنة ‪2018‬‬

‫‪١٠٪ ٠٪‬‬

‫‪٢٠٪‬‬

‫‪٣٠٪‬‬

‫‪٤٠٪‬‬

‫‪٦٠٪‬‬

‫‪٥٠٪‬‬

‫‪٧٠٪‬‬

‫‪٨٠٪‬‬

‫‪١٠٠٪ ٩٠٪‬‬

‫‪٦٥٪‬‬ ‫‪٢١٪‬‬ ‫‪٪٧‬‬ ‫‪٣٪‬‬ ‫‪٤٪‬‬ ‫شدة‬ ‫أوافق ِب ّ‬

‫أوافق‬

‫“أنت رئيس مجلس‬ ‫إدارة صحتك‪،‬‬ ‫لذلك ال تدع‬ ‫آ‬ ‫الخرين يفعلون‬ ‫ذلك ً‬ ‫بدل منك‪”.‬‬ ‫ف‬ ‫الصحة العامة وكلية الطب بجامعة‬ ‫ــــ ويس ب‬ ‫يونغ�غ‪ ،‬أستاذ رسيري مساعد ي� كلية ّ‬ ‫ئ‬ ‫«تحول الذاكرة‪ :‬كيفية‬ ‫كتاب‬ ‫ومؤلف‬ ‫معتمد‬ ‫تغذية‬ ‫أخصا�‬ ‫ا‬ ‫أيض‬ ‫وهو‬ ‫لوما ليندا؛‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫يونغ�غ بتعليقاته خالل‬ ‫الوقاية من مرض الزهايمر ومواجهة ال�اجع‬ ‫المعر�‪ ».‬أدىل ب‬ ‫ي‬ ‫للصحة وأسلوب‬ ‫الثالث‬ ‫العالمي‬ ‫المؤتمر‬ ‫سلسلة من العروض التقديمية عىل هامش‬ ‫ّ‬ ‫ال�اجع المعر�ف‬ ‫الحياة ف� لوما ليندا‪ ،‬بكاليفورنيا‪ ،‬الواليات المتحدة‪ ،‬بينما كان يعالج ت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وإمكانية إبطاله‪.‬‬

‫متأك ًدا‬ ‫لست ِ‬

‫أُ َع ِار ُض‬

‫شدة‬ ‫أُ َع ِار ُض ِب ّ‬

‫أكثر من ‪١٠٠٠‬‬ ‫شاب يجتمعون‬ ‫لحضور‬ ‫اجتماعات‬ ‫تبشيرية في‬ ‫منغوليا‬ ‫ف ي� أوائل عام ‪ ،٢٠١٩‬خطط قادة الخدمات‬ ‫الجامعية العامة ف ي� منغوليا لما كان‬ ‫تبش�ية‬ ‫يعتقد أنّه مستحيل‪ :‬سلسلة ي‬ ‫ض‬ ‫يح�ها ‪ ١٠٠٠‬شاب وشابة‪ .‬ف ي� الليلة‬ ‫الرابعة ض‬ ‫ح� ث‬ ‫أك� من ‪ ١٠٠٠‬شاب وشابة‪.‬‬ ‫تسعون ف ي� المئة منهم لم يكونوا‬ ‫أ‬ ‫رصح به‬ ‫من الدفنتست‪ ،‬ثبحسب ما ّ‬ ‫قرر أك� من ‪ ٢٥٠‬شابًا وشابة‬ ‫المنظمون‪ّ .‬‬ ‫اتباع يسوع والعيش حياة المرسلية‬ ‫والخدمة‪ .‬تم تعميد المجموعة أ‬ ‫الوىل‬ ‫ت‬ ‫شخصا ف ي� ‪ ٤‬أيار (مايو)‪.‬‬ ‫ال� تضم ‪٦٠‬‬ ‫ً‬ ‫ي‬

‫وجز ‪2020‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪3‬‬


‫تغطية خاصة للجلسة السنويّة‬

‫يقر قادة كنيسة أ‬ ‫الدفنتست أ خطة لتحقيق‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫مبدأ التكافؤ يب� مختلف القسام‬

‫بواسطة عالم الأدفنتست وشبكة أخبار الأدفنتست‬ ‫المخصصات‪ ،‬وهي أ‬ ‫ت‬ ‫سيطر تحقيق مبدأ التكافؤ ف ي� قيمة‬ ‫ال� يتم‬ ‫ال‬ ‫موال ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� تساهم بها مختلف أقسام‬ ‫توزيعها مرة أخرى عىل القسام العالمية‬ ‫العشور ي‬ ‫ئيس‬ ‫من ِقبل المجمع العام‪.‬‬ ‫الكنيسة أالعالمية إىل المقر الر ي‬ ‫مندو�‬ ‫لكنيسة الدفنتست عىل مناقشة‬ ‫بي‬ ‫اجتماع اللجنة التنفيذية للمجمع العام‬ ‫كيف تعمل‬ ‫لخريف ‪ ٢٠١٩‬وذلك يوم ي ن‬ ‫االثن� الموافق‬ ‫المال لكنيسة‬ ‫الهيكل‬ ‫يتضمن‬ ‫في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ش‬ ‫يسمى‬ ‫(‪ �١٠‬المائة من دخل‬ ‫‪14‬ت�ين الول‪/‬أكتوبر‪ ،‬خالل ما ّ‬ ‫الدفنتست ُ‬ ‫الع ش� ي‬ ‫الجلسة السنوية‪.‬‬ ‫يوجه إىل الكنيسة المحلية‪.‬‬ ‫العضو) الذي ّ‬ ‫يصف مبدأ التكافؤ ف‬ ‫ش‬ ‫المالية‬ ‫المسائل‬ ‫�‬ ‫الع� إىل الحقل‬ ‫وترسل الكنيسة المحلية ُ‬ ‫ي‬ ‫جميع‬ ‫فيه‬ ‫تساهم‬ ‫مستقبل‬ ‫سيناريو‬ ‫المحل‪ ،‬وهي وحدة إدارية‬ ‫الكنس‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أقاليم أ‬ ‫الدفنتست العالمية الثالثة ش‬ ‫ع�‬ ‫شت�ف عىل منطقة جغرافية محددة‪ .‬ف ي�‬ ‫الوقت الذي تبقى فيه معظم أ‬ ‫ت‬ ‫(وال� تدعى أقسام) بنفس النسبة‬ ‫الموال‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫وال�‬ ‫الكنس بغية دفع تكاليف‬ ‫ف ي� الحقل‬ ‫المئوية الساسية من عشورهم ي‬ ‫ي‬ ‫وجه إىل المقر العام للطائفة — المجمع‬ ‫وغ�ها‬ ‫تُ َّ‬ ‫المصاريف والرواتب الرعوية ي‬ ‫العام‬ ‫المجمع‬ ‫يستخدم‬ ‫العام‪.‬‬ ‫من المشاريع المهمة‪ ،‬يتم إرسال جزء‬ ‫الع ش� لتمويل‬ ‫الجزء المخصص له من ُ‬ ‫تضم المجمع‬ ‫إىل وحدات إدارية أخرى ّ‬ ‫وكذلك‬ ‫للمجمع‬ ‫مصاريف المقر العام‬ ‫الكنسية‪.‬‬ ‫العام وأقسامه‬ ‫ّ‬

‫بحلول عام ‪ ،٢٠٣٠‬سيساهم كل قسم‬ ‫كنس عالمي بنفس النسبة المئوية‬ ‫أ ي‬ ‫الساسية من العشور‪ ،‬إىل المجمع العام‪.‬‬

‫تاريخيا‪ ،‬ساهم قسم أمريكا الشمالية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كنيسة أ‬ ‫ين‬ ‫السبتي�‪ ،‬بنسبة‬ ‫الدفنتست‬ ‫منشأ‬ ‫أك� من ُع ش�ها إىل المجمع العام‪.‬‬ ‫مئوية ب‬ ‫ف� وقت ليس ببعيد من سنة ‪ ،٢٠١٢‬كان‬ ‫يقسم أمريكا الشمالية يساهم بنسبة ‪� ٨‬ف‬ ‫ي‬ ‫المئة من مخصصات عشوره إىل المجمع‬ ‫ح� تساهم بقية أ‬ ‫العام‪ ،‬ف� ي ن‬ ‫القسام‬ ‫ي‬ ‫بنسبة ‪ ٢‬ف ي� المئة‪.‬‬ ‫التغ� الرسـمي ف ي� سياسة‬ ‫وقد أدى ي‬ ‫عمـل المجمع العام‪ ،‬الذي صوتت عليه‬ ‫اللجنة التنفيذية للمجمع العام سـنة ‪٢٠١١‬‬ ‫إىل خفض مسـاهمة قسم أمريكا الشمالية‬ ‫مـن ‪ ٨‬ف ي� المئة إىل ‪ ٥٬٨٥‬ف ي� المئة‪ .‬تم‬ ‫تدريجيا عىل مدار ثمانية‬ ‫تنفيـذ الخطة‬ ‫ً‬ ‫أعوام وعكسـت الحاجة ت ز‬ ‫الم�ايدة ف ي�‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫أمريكا الشـمالية لتمويل النشطة ي‬ ‫الرسالية‪.‬‬ ‫تركز عىل إ‬

‫الرئيس للمجمع العام ممتلئة عن آخرها بينما كان‬ ‫كانت القاعة الرئيسية ف ي� المقر‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫حصلة عىل‬ ‫أعضاء اللجنة التنفيذية يستعدون للحوار حول التكافؤ ي� توزيع العشور ُ‬ ‫الم َّ‬ ‫أ‬ ‫بالجهاض‪.‬‬ ‫الم تق�ح الخاص إ‬ ‫القسام المختلفة‪ ،‬والبيان ُ‬ ‫‪Photo: Adventist News Network‬‬

‫‪4‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢٠ / ١‬‬ ‫ُم َ‬


‫بالجلسة السنوية وقراءة الوثائق والبيانات‬ ‫لمزيد من المقاالت الخاصة َّ‬ ‫ت‬ ‫تم التصويت عليها وإقرارها‪ ،‬يرجى زيارة‪.https://bit.ly/2px09l7 :‬‬ ‫ال� َّ‬ ‫ي‬

‫طلبت اللجنة التنفيذية لقسم أمريكا‬ ‫الشمالية ف ي� عام ‪ ،٢٠١٨‬من خالل تصويت‬ ‫رسمي‪ ،‬مواصلة النقاش مع المجمع‬ ‫العام لالستمرار ف ي� خفض نسبة تحويالت‬ ‫القسم إىل المجمع العام بهدف تحقيق‬ ‫التكافؤ (المساواة) ي ن‬ ‫ب� جميع أقسامه‪.‬‬ ‫وأوضح خوان بريستول بويسان‪،‬‬ ‫ين‬ ‫أم� صندوق المجمع العام أن التكافؤ‬ ‫ن‬ ‫يع� أنه لم يعد ينظر إىل قسم أمريكا‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫الشمالية عىل أنه «الب» الطائفي‪ ،‬ولكن‬ ‫القسام أ‬ ‫ك�يك مساو [مع أ‬ ‫ش‬ ‫الخرى] ف ي�‬ ‫ٍ‬ ‫الرسالية‪».‬‬ ‫المسؤوليات وعمل إ‬ ‫ت‬ ‫االق�اح‬ ‫عاما ِمن المحادثة‬ ‫بعد ما‬ ‫يقرب ً‬ ‫أ‬ ‫والحوار مع القسام العالمية للكنيسة‬ ‫تقدم أعضاء اللجنة‬ ‫وكذلك فيما بينها‪ّ ،‬‬ ‫ف‬ ‫التنفيذية التابعة للمجمع العام ي� ‪١٤‬‬ ‫شت�ين أ‬ ‫ال ّول (أكتوبر) بخطة تتمثل ف ي�‬ ‫التدرج ف ي� بلوغ التكافؤ التام بحلول عام‬ ‫‪ .٢٠٣٠‬وابتداء من ذلك العام‪ ،‬سيساهم‬ ‫كل قسم من أقسام الكنيسة العالمية‬ ‫بنسبة متساوية وهي ‪ ٣‬ف ي� المئة من‬ ‫الع ش� المخصص للمجمع العام‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قال تيد ن‪ .‬ويلسون‪ ،‬رئيس كنيسة‬ ‫أ‬ ‫الدفنتست العالمية‪« :‬لقد عقدنا بعض‬ ‫مسؤول‬ ‫اللقاءات المكثفة والجيدة مع‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫القسام التابعة لكنيستنا‪ ،‬بما ف ي� ذلك‬ ‫قسم أمريكا الشمالية‪ .‬وكان لدينا بعض‬ ‫المحادثات الجادة‪».‬‬ ‫وفقًا ت‬ ‫للمق�ح‪ ،‬سيتم تعديل السياسة‬ ‫الحالية لعمل المجمع العام الواقعة‬ ‫تحت بند (‪ ،)235-19G‬المعنون «دعم‬ ‫العمل ف ي� جميع أنحاء العالم» («تقاسم‬ ‫ً‬ ‫يضم‬ ‫الموارد المالية») لتشمل‬ ‫جدول ّ‬ ‫وال�وح ت‬ ‫المزيد من التفاصيل ش‬ ‫ال� تحدد‬ ‫ي‬ ‫الطريق نحو التكافؤ‪.‬‬ ‫ف ي� تقديمه للسياسة المعدلة‪ ،‬بدأ‬ ‫ويلسون ت‬ ‫باالع�اف بالعمل الذي قام به‬ ‫قسم أمريكا الشمالية عىل مدار ي ن‬ ‫السن�‬ ‫ين‬ ‫السبتي� ف ي� جميع أنحاء‬ ‫لتطوير حضور‬ ‫العالم‪ .‬وقد ر َّد الحضور بالتصفيق وقوفًا‬ ‫وهم ير ّددون‪ :‬ي ن‬ ‫«آم�»‪.‬‬ ‫وافق بريستول بويسان بالقول‪« :‬جميع‬ ‫المناطق فيما وراء البحار مدينة باالمتنان‬ ‫لقسم أمريكا الشمالية»‪.‬‬

‫مناقشة من عىل أرض الواقع‬ ‫وأوضح ويلسون أثناء التعليقات‬ ‫الضافية‪ ،‬أن الحوار تضمن‬ ‫التمهيدية إ‬ ‫وجهات نظر مختلفة‪« .‬هل وافق‬ ‫الجميع؟ ال‪ »،‬قال ويلسون‪« .‬لكن‬ ‫المق�ح يحتوي عىل بعض أ‬ ‫الحكام ت‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫ي‬ ‫تسمح بالمناقشة‪».‬‬ ‫المناقشة من عىل أرض الواقع تعكس‬ ‫هذا التنوع‪.‬‬ ‫ف‬ ‫بعد شكر أمناء الصندوق ي� المجمع‬ ‫تقديرا لعملهم عىل الطلب‪،‬‬ ‫العام‬ ‫ً‬ ‫أوضح ي ن‬ ‫أم� صندوق قسم أمريكا‬ ‫الشمالية راندي روبنسون ً‬ ‫قائل‪« :‬إنّه‬ ‫امتياز لنا أن نساعد العالم‪ .‬لقد شت�فنا‬ ‫بالقيام بذلك وسنظل نشعر باالمتنان‬ ‫المرسل الذي‬ ‫لذلك‪ .‬نحن ممتنون للعمل‬ ‫ي‬ ‫يحدث ف ي� جميع أنحاء العالم‪ ،‬لكننا‬ ‫المرسل الذي‬ ‫أيضا الحاجة للعمل‬ ‫ندرك ً‬ ‫ي‬ ‫يجب أن يحدث ف ي� أمريكا الشمالية‪ .‬إنها‬ ‫رغبتنا ف ي� تحويل هذه الموارد المالية إىل‬ ‫المحل‪».‬‬ ‫الحقل‬ ‫ي‬ ‫كما أعرب المندوبون من مختلف‬ ‫أنحاء العالم عن امتنانهم لقسم أمريكا‬ ‫ف‬ ‫الرسالية العالمية‪.‬‬ ‫الشمالية لمساهمته ي� إ‬ ‫وقال إدوارد توباي‪ ،‬رئيس مؤتمر اتحاد‬ ‫المحيط الهادئ النيوزيلندي‪ « :‬أود أن‬ ‫أشكر قسم أمريكا الشمالية نيابة عن جزء‬ ‫العالم الذي نمثله‪ ».‬ثم ذكّر توباي كيف‬ ‫وصلت رسالة أ‬ ‫الدفنتست إىل نيوزيلندا‬ ‫بواسطة ش أ‬ ‫مريك ستيفن هاسكل‪.‬‬ ‫المب� ال ي‬ ‫ش‬ ‫�ء يجعلنا نشعر باالمتنان‬ ‫«إنه ي‬ ‫الدائم‪».‬‬ ‫وقد أعرب مندوبون آخرون عن قلقهم‬ ‫بشأن اتجاه هذا ت‬ ‫االق�اح‪ .‬ألمحت كاثرين‬ ‫ن‬ ‫علما� من قسم‬ ‫بروفيت‪ ،‬وهي عضو‬ ‫ي‬ ‫أمريكا الشمالية‪ ،‬أن هذا القرار سيكون‬ ‫بالنجيل إىل‬ ‫تأث� مبا�ش عىل الوصول إ‬ ‫له ي‬ ‫ّكل العالم‪ .‬قالت بروفيت‪« :‬أنا أتفهم‬ ‫مبدأ التكافؤ‪ ،‬لكن لسوء الحظ‪ ،‬لن يشمل‬ ‫ذلك قواعد عمل متكافئة‪ .‬سيكون عىل‬ ‫من لديهم أقل قدر من المال أن يدفعوا‬ ‫ث‬ ‫أك� بينما يتلقون أقل»‪.‬‬ ‫وافق مندوبون آخرون من خارج قسم‬ ‫أمريكا الشمالية عىل المالحظة‪ .‬وقال‬ ‫كيناو�‪ ،‬عضو اللجنة التنفيذية‬ ‫كيناو� ب ي‬ ‫بي‬ ‫جنو� افريقيا والمحيط‬ ‫قسم‬ ‫من‬ ‫بي‬

‫تغطية خاصة للجلسة السنويّة‬

‫االق�اح ث‬ ‫الهندي‪« :‬أنا أؤيد هذا ت‬ ‫أك� من‬ ‫ف‬ ‫‪ �١٠٠‬المئة‪ ،‬الطفل الذي ال ينمو يجب أن‬ ‫ي‬ ‫يكون مصدر قلق للوالدين‪ .‬إذا قال قسم‬ ‫أمريكا الشمالية أنه ال يستطيع أن يكون‬ ‫أبًا‪ ،‬فهذا أمر عادل بما فيه الكفاية‪ .‬حقًا‪،‬‬ ‫لماذا يجب أن يبقى لديك طفل ف� نز‬ ‫م�لك‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫نشدد عىل قدرة هللا‪ ،‬إله‬ ‫إىل البد‪ .‬دعنا ّ‬ ‫الكنيسة العالمية‪ ،‬عىل منحنا القدرة عىل‬ ‫االستمرار والمواصلة‪.‬‬

‫القرار‬

‫ين‬ ‫ساعت� من العرض والمناقشة‪،‬‬ ‫بعد‬ ‫صوت أعضاء اللجنة التنفيذية لصالح‬ ‫َّ‬ ‫التغي�ات ت‬ ‫ت‬ ‫المق�حة ف ي�‬ ‫تنفيذ‬ ‫اح‬ ‫اق�‬ ‫ي‬ ‫سياسة العمل‪.‬‬ ‫ّأما توماس ليمون‪ ،‬نائب رئيس المجمع‬

‫عاما ِمن‬ ‫بعد ما يقرب ً‬ ‫المحادثة والحوار مع‬ ‫أ‬ ‫القسام العالمية للكنيسة‬ ‫تقدم‬ ‫وكذلك فيما بينها‪ّ ،‬‬ ‫أعضاء اللجنة التنفيذية‬ ‫التابعة للمجمع العام �ف‬ ‫ي‬ ‫‪ ١٤‬شت�ين أ‬ ‫ال ّول (أكتوبر)‬ ‫بخطة تتمثل ف ي� التدرج ف ي�‬ ‫بلوغ التكافؤ التام بحلول‬ ‫عام ‪.٢٠٣٠‬‬ ‫العام‪ ،‬الذي ترأس المناقشة‪ ،‬فقد هنأ‬ ‫الحضور عىل الحوار الب ّناء الذي أجروه‪.‬‬ ‫وب� أنّه «بينما نحن مهتمون ُ ض‬ ‫يّ ن‬ ‫�‬ ‫بالم ي‬ ‫ف‬ ‫رسل‪ ،‬يمكننا أن‬ ‫قدما ي� العمل ُ‬ ‫ً‬ ‫الم ي‬ ‫رسل الذي‬ ‫الم‬ ‫العمل‬ ‫عىل‬ ‫ب‬ ‫الر‬ ‫ح‬ ‫سب‬ ‫ُ‬ ‫نُ ّ َّ‬ ‫ي‬ ‫تم القيام به ألننا هنا ف ي� مجموعة تم ّثل‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫ي‬ ‫الكث� من الثقافات والمجموعات ي‬ ‫تشكّل عالمنا‪».‬‬ ‫بعد التصويت‪ ،‬شكر رئيس قسم‬ ‫المندوب�ن‬ ‫أمريكا الشمالية دان جاكسون‬ ‫ي‬ ‫حوال ‪ ٢٠٠‬دولة ً‬ ‫قائل‪« :‬أود‬ ‫الذين يم ّثلون ي‬ ‫ف‬ ‫أن أشكر إخواننا وأخواتنا ي� العالم عىل‬ ‫دعم قسم أمريكا الشمالية‪ .‬شكرا ً‬ ‫جزيل‪.‬‬ ‫هللا يبارككم‪».‬‬ ‫وجز ‪2020‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪5‬‬


‫نظرة عالمية‬

‫هل أنت‬ ‫مستعد؟‬ ‫ّ‬ ‫يسوع سيعود‪.‬‬

‫ن‬ ‫الثا� نبض رجائنا‪ .‬وكان هو كذلك‬ ‫كأدفنتست‪ ،‬ب‬ ‫يعت� المجيء ي‬ ‫رجاء شعب هللا آلالف ي ن‬ ‫السن�‪.‬‬ ‫منذ ألفي عام وقف ‪ً ١١‬‬ ‫رجل عىل جبل الزيتون وهم يشاهدون‬ ‫ف‬ ‫بال�كة‪ .‬فجأة‬ ‫يسوع يصعد ي� وسط ّ‬ ‫السحابة‪ ،‬ويداه ممدودتان ب َ‬ ‫ذُهل التالميذ لوجود ي ن‬ ‫كائن� يرتديان مالبس بيضاء يقفان بجانبهم‪.‬‬ ‫ون‬ ‫� تَ ْنظ ُ​ُر َ‬ ‫الر َج ُال ال َْج ِل ِيل ُّي َ‬ ‫ون‪َ ،‬ما بَا ُلك ُْم َو ِاق ِف ي ن َ‬ ‫وسأالهم‪« :‬أَيُّ َها ِّ‬ ‫إ َل الس َم ِاء؟ إ َّن يَسو َع هذَ ا ال َِّذي ارتَف َ​َع َع ْنك ُْم إ َل الس َم ِاء سيأْ�ت‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َِي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َذَ‬ ‫الس َم ِاء» (أعمال الرسل ‪.)١١ ،١٠ :١‬‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ًا‬ ‫ق‬ ‫َل‬ ‫ط‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫َم‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫إن كلمة هللا مليئة بالوعود بخصوص عودة المسيح‪ .‬وقد طمأن‬ ‫ّ‬ ‫يسوع أتباعه‪“َ :‬و ِإ ْن َم َض ْي ُت َوأَ ْع َد ْد ُت َلك ُْم َمكَانًا ِ ت يآ� أَيْ ًضا َو ُآخذُ ك ُْم‬ ‫ون أَنْ ُت ْم أَيْ ًضا”(يوحنا ‪.)٣ :١٤‬‬ ‫ُون أَنَا تَكُونُ َ‬ ‫ِإ َ ي َّل‪َ ،‬ح ت َّ� َح ْي ُث أَك ُ‬ ‫أ‬ ‫كما �ش ح كيفية عودته ً‬ ‫قائل‪“ :‬لَنَّ ُه ك َ​َما أَ َّن ال ب َ ْ​ْ� َق يَ ْخ ُر ُج ِم َن‬ ‫ُون أَيْ ًضا َم ِجي ُء ابْ ِن‬ ‫ال َْم َش ِار ِق َويَ ْظ َه ُر ِإ َل ال َْمغَ ِار ِب‪ ،‬هكَذَ ا يَك ُ‬ ‫الس َم ِاء ِبق َُّو ٍة‬ ‫اب‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ِإ‬ ‫ون ابْ َن ِإ‬ ‫ص َ‬ ‫النْ َس ِان آ ِت ًيا َع َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫النْ َس ِان‪َ ....‬ويُ ْب ِ ُ‬ ‫َو َم ْج ٍد ك َِث ي�” ت‬ ‫(م� ‪.)٣٠-٢٧ :٢٤‬‬ ‫ٍ‬ ‫الرسول بولس‪ :‬أ‬ ‫َ‬ ‫اف‪ِ ،‬ب َص ْو ِت َ ِرئ ِيس‬ ‫ن‬ ‫“ل‬ ‫كتب‬ ‫َّ‬ ‫الر ّب نَف َْس ُه ِب ُه َت ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ز‬ ‫(‪١‬تسالونيك ‪.)١٦ :٤‬‬ ‫الس َم ِاء”‬ ‫وق هللاِ‪َ ،‬س ْو َف يَ ْ ِ� ُل ِم َن َّ‬ ‫ي‬ ‫َمال َ ِئك ٍَة َوبُ ِ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫الس َح ِاب‪َ ،‬و َس َت ْنظ ُ​ُر ُه ك ُُّل َع ي ْ ٍن�”‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫َا‬ ‫ذ‬ ‫و‬ ‫“ه‬ ‫الرؤيا‪:‬‬ ‫سفر‬ ‫ويعلن‬ ‫ُ َ َ ِ ي َ َ َّ‬ ‫(رؤ يا ‪.)٧ :١‬‬ ‫ن‬ ‫الثا� للمسيح‬ ‫يعلمنا ِ‬ ‫الك َتاب ُ‬ ‫المق ََّدس بوضوح أن المجيء ي‬ ‫‪1‬‬ ‫شـخصيا‪ ،‬مر ًّئيا وعالمـّي النطاق‪”.‬‬ ‫“سيكون واقعيـًّا‪،‬‬ ‫ًّ‬ ‫‪6‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢٠ / ١‬‬ ‫ُم َ‬

‫أ‬ ‫ف‬ ‫خ� من‬ ‫لكن تم�؟ يسوع نفسه‪ ،‬يقدم الجواب ي� إ‬ ‫الصحاح ال ي‬ ‫سفر الرؤيا‪ .‬إذ يقول لنا‪ ،‬ثالث مرات‪:‬‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫هذَ‬ ‫ُو� ِل َم ْن يَ ْح َفظ أق َْوال نُ ُب َّو ِة ا ال ِْك َت ِاب»‬ ‫َ‬ ‫س ًيعا‪ .‬ط ب َ‬ ‫«ها أَنَا ِ يآ� َ ِ‬ ‫(رؤيا ‪.)٧ :٢٢‬‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ُون‬ ‫س ًيعا َوأُ ْج َرِ ت ي� َم ِعي ل ُ َج ِاز َي ك َُّل َو ِاح ٍد ك َ​َما يَك ُ‬ ‫َ‬ ‫«و َها أَنَا ِ يآ� َ ِ‬ ‫َع َمل ُ​ُه» (العدد ‪.)١٢‬‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫«يَق ُ‬ ‫هذَ‬ ‫�‪ .‬تَ َعال أيُّ َها‬ ‫ُول َّ‬ ‫س ًيعا»‪ِ .‬آم ي َ‬ ‫الش ِاه ُد ِب ا‪« :‬نَ َع ْم! أنَا ِ يآ� َ ِ‬ ‫الر ُّب يَ ُسو ُع» (العدد ‪.)٢٠‬‬ ‫َّ‬ ‫ما مدى قرب رجوعه؟‬ ‫بالنسبة لك أو بالنسبة يل‪ ،‬يمكن أن يكون “اليوم” هو اليوم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وعدا بالحياة ليوم الغد‪ .‬فبالنسبة‬ ‫خ� لنا‪ ،‬لننا ال نملك ً‬ ‫ال ي‬ ‫أ‬ ‫فإن المدة الفاصلة هي مجرد‬ ‫لولئك الذين يرقدون رقاد الموت‪ّ ،‬‬ ‫ف‬ ‫‪2‬‬ ‫ع� ت‬ ‫طرفة ي ن‬ ‫السحاب‪.‬‬ ‫ح� يروا يسوع ً‬ ‫قادمأا ي� ّ‬ ‫أ‬ ‫أيضا‪ ،‬وأنا أومن أن المر‬ ‫قريبا للحياء ً‬ ‫ولكن قد يكون ذلك ً‬ ‫فإن نبوءات دانيال وسفر الرؤيا تكاد تكتمل‪ .‬أل ّن‬ ‫سيكون كذلك‪ّ .‬‬ ‫تش�‬ ‫الحالة الراهنة للعالم باضطراباته االجتماعية واالقتصادية ي‬ ‫إىل الرجوع الوشيك للمسيح‪ .‬هناك العديد من المؤ�ش ات ف ي�‬ ‫جميع أنحاء العالم ش‬ ‫تب� بمجيئه‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬سخر الرافضون‪« :‬أَيْ َن ُه َو َم ْو ِع ُد َم ِج ِيئ ِه؟ لَنَّ ُه ِم ْن‬ ‫آ‬ ‫ش‬ ‫� ٍء بَاق هكَذَ ا ِم ْن بَ ْد ِء ال َْخ ِليق َِة» (‪٢‬بطرس‬ ‫ِح ي ن َ‬ ‫� َرق َ​َد أالبَا ُء ك ُُّل َ ي‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫‪ .)٤ :٣‬وللسف‪ ،‬هناك البعض‪ ،‬ت‬ ‫ح� من ي ن‬ ‫ب� الدفنتست‪ ،‬الذين‬ ‫مفض ي ن‬ ‫ل�‬ ‫يشككون ف ي� إمكانية رجوع يسوع خالل تف�ة حياتهم‪ّ ،‬‬ ‫ك� عىل أ‬ ‫ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫الرضيات ً‬ ‫بدل من االستعداد للسماء‪ .‬وهذا ليس‬ ‫“جل ي ز‬ ‫تحذيرا لنا ليكون ّ‬ ‫بخ�‬ ‫ترك�نا عىل السماء بحيث ال نهتم ي‬ ‫أ ً‬ ‫أ‬ ‫الرض”! بل العكس هو الصحيح‪ ،‬أن نحيا حياة يملها بالكامل‬ ‫ترقّب عودة المسيح الوشيكة‪.‬‬ ‫‪Photo: Tom Barret‬‬


‫العيش تب� ّقب‬ ‫السا َعةُ‬ ‫قال يسوع متحدثًا عن عودته‪« :‬أَ َّما ذ ِلكَ ال َْي ْو ُم َو ِتلْكَ َّ‬ ‫َفال َ يَ ْعل َُم ِب ِه َما أَ َح ٌد‪ ».‬وأضاف حاثا أتباعه‪« :‬اُنْظ ُ​ُروا! ِا ْس َه ُروا‬ ‫أ‬ ‫ان ُم َس ِاف ٌر‬ ‫ُون ال َْوق ُْت‪َ .‬كأَنَّ َما ِإنْ َس ٌ‬ ‫ون َم ت َ� يَك ُ‬ ‫َو َصلُّوا‪ ،‬لَنَّك ُْم ال َ تَ ْعل َُم َ‬ ‫َان‪َ ،‬و ِلك ُِّل َو ِاح ٍد َع َمل َُه‪َ ،‬وأَ ْو َص‬ ‫الس ْلط َ‬ ‫تَ َركَ بَ ْي َت ُه‪َ ،‬وأَ ْعطَى َع ِب َأيد ُه ُّ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ون َم َ� يَأِ ي� َر ُّب ال َْب ْي ِت‪َ ....‬و َما‬ ‫اب أَ ْن يَ ْس َه َر‪ ....‬لَنَّك ُْم ال َ تَ ْعل َُم َ‬ ‫ال َْب َّو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يع‪ْ :‬اس َه ُروا!» (مرقس ‪.)٣٧-٣٢ :١٣‬‬ ‫أَقُول ُ​ُه لك ُْم أقُول ُ​ُه ِلل َْج ِم ِ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫من ي ن‬ ‫ب� جوانب العيش ب�قّب‪ ،‬هو المانة ي� القيام بالعمل‬ ‫هذ ِه ِ ف ي� ك ُِّل‬ ‫الرب‪ .‬قال يسوع‪َ :‬‬ ‫ُوت ِ‬ ‫«ويُكْ َر ُز ِب ِب َش َارِة ال َْم َلك ِ‬ ‫الذي كلّفنا به ّ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫يع ال ُ َم ِم‪ .‬ث َُّم يَأِ ي� ال ُْم ْن َت َهى» (م� ‪.)١٤ :٢٤‬‬ ‫ال َْم ْسكُونَ ِة َش َها َد ًة ِل َج ِم ِ‬ ‫“إن العالم كله ينفتح أمام‬ ‫كتبت إلن هوايت عام ‪ّ :١٩٠٢‬‬ ‫النجيل‪ ...‬من كل ركن من أركان عالمنا ت‬ ‫تأ� رصخة القلوب ت‬ ‫ال�‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫إن ي ن‬ ‫مالي� فوق‬ ‫�ض بتها الخطية ي� طلب معرفة إله المحبة‪ّ .‬‬ ‫ين‬ ‫مالي� من الناس لم يسمعوا عن هللا ق ّط وال عن محبته المعلنة‬ ‫ف‬ ‫إن لهم‬ ‫ي� المسيح‪ .‬ومن حقهم أن يحصلوا عىل هذه المعرفة‪ّ .‬‬ ‫حقّا مساويًّا لحقّنا ونصيبا كنصيبنا ف ي� رحمة المخلِّص‪ .‬وعلينا نحن‬ ‫نقدمها لهم أن‬ ‫الذين ِقبلنا المعرفة وعىل أوالدنا الذين يمكننا أن ّ‬ ‫‪3‬‬ ‫نستجيب لرصختهم‪”.‬‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫هذا النداء هو نداء ي� محلّه اليوم‪ .‬من الهمية بمكان أن‬ ‫يكون كل أ‬ ‫ين‬ ‫السبت� جز ًءا من عملية انخراط كامل‬ ‫الدفنتست‬ ‫أ‬ ‫العضاء‪ّ -‬كل شخص‪ ،‬ف ي� كل مكان‪ ،‬يشاركون ف ي� “بشارة الملكوت”‬ ‫المانحة للحياة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫يأ� ملكوته [هللا] ح� تصل الخبار‬ ‫كتبت إلن هوايت‪“ :‬لن‬ ‫السارة بخصوص نعمته إىل يكل أ‬ ‫الرض‪ .‬وهكذا‪ ،‬فبقدر ما نسلّم‬ ‫أ‬ ‫‪4‬‬ ‫نرسع مجيء ملكوته‪”.‬‬ ‫أنفسنا هلل‪ ،‬ونربح النفوس الخرى له‪ ،‬فنحن ّ‬ ‫يالها من فكرة رائعة! إننا نقدر عىل ترسيع مجيء المسيح من‬ ‫خالل القيام بالعمل الذي دعانا للقيام به!‬ ‫ ‬ ‫إعادة انتاج صفة المسيح‬ ‫هناك طريقة أخرى يمكننا من خاللها أن نكون مستعدين‬ ‫السماح له بإعادة إنتاج شخصيته فينا‪.‬‬ ‫لعودة المسيح وهي ّ‬ ‫الك َتاب‬ ‫يؤكد‬ ‫نحن‪.‬‬ ‫كما‬ ‫ا‬ ‫تمام‬ ‫منه‬ ‫ب‬ ‫للتقر‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫هللا يحبنا وهو يدعونا ّ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫� َو َع ِاد ٌل‪َ ،‬ح َّ� يَغْ ِف َر َل َنا‬ ‫المق ََّدس أنّه ِ«إ ِن ا ْع ت َ َ� ْف َنا ِب َخطَايَانَا َف ُه َو أَ ِم ي ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َخطَايَانَا َويُ َط ِّه َرنَا ِم ْن ك ُِّل ِإث ٍْم» (‪١‬يوحنا‪.)٩ :١‬‬ ‫يا له من تأكيد رائع أن هللا ال يغفر لنا فحسـب بل هو يط ّهرنا‬ ‫توضح رسـالة بولس إىل تيطس هذا الوعد‬ ‫ف ي� الوقت الحا�ض ! ّ‬ ‫أ‬ ‫يع ال َّن ِاس‪،‬‬ ‫القـوي‪« :‬لَنَّ ُـه ق َْد َظ َه َر ْت ِن ْع َمةُ هللاِ ال ُْم َخل َِّصةُ ‪ِ ،‬ل َج ِم ِ‬ ‫يش‬ ‫الشـ َه َو ِات ال َْعال َِم َّيةَ ‪َ ،‬ونَ ِع َ‬ ‫ور َو َّ‬ ‫ُم َعل َِّمةً ِإيَّانَا أَ ْن نُ ْن ِك َر ا ْلف ُ​ُج َ‬ ‫ف‬ ‫�ض‬ ‫الر َجا َء‬ ‫ِبال َّت َع ُّق ِـل َوال ِب ِّْ� َوال َّتق َْوى ِ ي� ال َْعال َِم ال َْحا ِ ِ ‪ُ ،‬م ْن َت ِظ ِر َ‬ ‫ين َّ‬ ‫يح‪،‬‬ ‫ال ُْم َب َاركَ َو ُظ ُه َ‬ ‫ور َم ْ أج ِد هللاِ ال َْع ِظ ِيم َو ُم َخل ِِّص َنا يَ ُسـو َع ال َْم ِس ِ‬ ‫ك يَف ِْديَ َنا ِم ْن ك ُِّل ِإث ٍْم‪َ ،‬ويُ َط ِّه َر ِل َنف ِْس ِـه‬ ‫ا َّل ِذي بَذَ َل نَف َْس ُـه ل َ ْج ِل َنا‪ِ ،‬ل َ ي ْ‬

‫إننا نقدر عىل ترسيع مجيء‬ ‫المسيح من خالل القيام بالعمل‬ ‫الذي دعانا للقيام به!‬ ‫ورا ِ ف ي� أَ ْع َمال َح َسـ َن ٍة» (تيطس ‪.)14-11 :2‬‬ ‫اصا غ َُي ً‬ ‫َش ْـع ًبا َخ ًّ‬ ‫بالتوسع ف ي� هذا‪ ،‬تقدم إلن هوايت مشورة إضافية ملهمة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫مستهل الحياة المسيحية‪ ،‬ينبغي لكل مؤمن أن يتعلّم‬ ‫“ففي‬ ‫أ‬ ‫مبادئها الساسية‪ .‬فينبغي أن يتعلّم أنه ال يكتفي أن يَ ْخل َُص‬ ‫بذبيحة المسيح‪ ،‬بل عليه أن يجعل حياة المسيح حياته وصفات‬ ‫المسيح صفاته‪ .‬وليتعلّم الجميع أنه عليهم أن يحملوا أ‬ ‫الثقال‬ ‫ين‬ ‫متمثل�‬ ‫وينكروا الميول الطبيعية‪ .‬وليتعلموا َبركة خدمة المسيح‪،‬‬ ‫ين‬ ‫صالح�‪ .‬ليتعلموا‬ ‫به ف ي� انكار الذات واحتمال المشقات كجنود‬ ‫أن يثقوا بمحبته ويلقوا عليه ّكل همومهم‪ .‬وليذوقوا فرح ربح‬ ‫ين‬ ‫بالهالك� ستغيب الذات‬ ‫النفوس له‪ .‬ففي محبتهم واهتمامهم‬ ‫عن أنظارهم‪ .‬ولن يعود لملذات العالم سلطان يجتذبهم ولن‬ ‫تضعف أثقال قلوبهم‪ .‬وسيعمل محراث الحق عمله‪ ....‬ولن‬ ‫يقطع فقط أطراف أ‬ ‫‪5‬‬ ‫الشواك بل سيستأصلها بالتمام‪”.‬‬ ‫الصدقاء‪ ،‬إن يسوع آت عن قريب! آ‬ ‫أيها أ‬ ‫والن وقت التسليم‬ ‫ّ‬ ‫التمسك بوعوده ليس فقط للغفران ولكن‬ ‫اليومي الكامل له‪ ،‬مع ّ‬ ‫كث�ة له‪.‬‬ ‫لتطه�نا من كل إثم‪ ،‬والستخدامنا لربح نفوس ي‬ ‫ي‬ ‫هل أنت مستعد لمجيء يسوع؟‬ ‫‪« 1‬مجيء المسيح ثانية‪ ٢٨»،‬عقيدة أساسية‪ .‬الصفحة ‪.٤١٧‬‬ ‫‪ 2‬انظر «الموت والقيامة‪ ٢٨ »،‬عقيدة أساسية‪ .‬الصفحة ‪٤٣٧-٤٣٦‬‬ ‫ال�ق أ‬ ‫الوسط للطبع و ش‬ ‫(ب�وت‪ ،‬لبنان‪ :‬دار ش‬ ‫الن�)‪،‬‬ ‫‪ 3‬إلن ج‪ .‬هوايت‪ ،‬تال�بية ي‬ ‫صفحة ‪.٣٠٩‬‬ ‫‪ 4‬إلن ج‪ .‬وايت‪ ،‬خواطر من جبل بال�كة‪ ،‬صفحة ‪.109 ،108‬‬ ‫‪ 5‬إلن ج‪ .‬هوايت‪ ،‬المعلّم أ‬ ‫العظم‪ .‬صفحة ‪.٣٧‬‬

‫تيد ن‪ .‬س ويلسـون هو رئيس المجمع العام أ‬ ‫للدفنتسـت‬ ‫ن يف‬ ‫سرينغ‪ ،‬يم�يالند‪ ،‬بالواليات المتحدة‪ .‬يمكنكم‬ ‫السـبتي� ي� سـيلفر ب‬ ‫ي‬ ‫متابعتـه على ت‬ ‫توي� من خالل‪ @PastorTedWilson :‬وعىل الفيسـبوك‬ ‫من خالل‪@PastorTedWilson :‬‬

‫وجز ‪2020‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪7‬‬


‫ت‬ ‫ال�‬ ‫الكنيسة ي‬ ‫أريد االنتماء‬ ‫إليها‪...‬‬

‫حو ُرها‬ ‫الم ِس ُ‬ ‫َ‬ ‫يح ِم َ‬

‫تحديد‬ ‫مركز‬ ‫ِثقلنا‬ ‫بقلم أودري أندرسون‬

‫السيد‬ ‫الدميةَ وضحكت‪ .‬لقد كانت اسم ُّ‬ ‫مدت يدها‪ ،‬لمست ُّ‬ ‫ّ‬ ‫الدمية عىل ّ‬ ‫مسمى‪ُ ،‬دمية َّ‬ ‫إن قاعدتها المستديرة والمتوازنة دليل عىل أنك مهما بذلت الجهد لدفعها‪ ،‬فإنها‬ ‫ووبل‪ّ .‬‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫مجددا بشكل مستقيم‪.‬‬ ‫تتحرك للخلف وللمام‪ ،‬ثم تقف ّ‬ ‫ف� بعض أ‬ ‫ووبل‪ .‬قد نفقد التوازن‪ ،‬ونُسحب ف ي�‬ ‫الحيان تبدو‬ ‫ي‬ ‫الحياة مثل ُدمية السيد ي‬ ‫ّكل االتجاهات‪ِ .‬من المهم‪ ،‬ف ي� مثل هذه اللحظات‪ ،‬معرفة ما هو مركز ِثقلنا‪ :‬تلك النقطة‬ ‫ال� يكون فيها كل ش ف‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫للمسيحي�‪ ،‬فإن مركز ِثقلهم‬ ‫مثال‪ .‬بالنسبة‬ ‫�ء ي� حالة توازن ي‬ ‫ي‬ ‫الثابتة ي‬ ‫هو المسيح‪ .‬إذا كان هو ف� المركز‪ ،‬ستكون حياتنا متوازنة‪ .‬إنّها نظرية بسيطة‪ .‬لك ّنها أك�ث‬ ‫ي‬ ‫تعقيدا عىل المستوى التطبيقي‪.‬‬ ‫ً‬

‫حياة ش‬ ‫ال�كة‪ ،‬وليس القواعد‬

‫ّ‬ ‫بعض أ‬ ‫نخ�ل حياتنا المسيحية ف� قائمة من القواعد واللوائح ت‬ ‫الحيان ت ز‬ ‫ال� يجب‬ ‫ف ي�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تز‬ ‫مهمة‪ .‬وقد اكتشف آدم هذه الحقيقة بشكل مؤلم‪ .‬نحن ال ننال‬ ‫االل�ام بها‪ّ .‬‬ ‫إن الطاعة ّ‬ ‫الخالص من خالل الطاعة‪ .‬بل إنّنا مخلّصون بما فعله يسوع عندما مات عىل الصليب‪.‬‬ ‫لم يمت من أجل نفسه‪ .‬لقد مات من أجلنا‪ .‬لهذا السبب نحن نطيع بدافع المحبة‪ .‬من‬ ‫ض‬ ‫ال�وري معرفة الفرق‪.‬‬ ‫ش‬ ‫أساسا بال�كة مع‬ ‫أن تحيا حياة يكون فيها المسيح هو المركز‪ ،‬لهي حياة مرتبطة ً‬ ‫محبة مدهشة وشاملة للغاية‪ ،‬بحيث‬ ‫المحبة‪ّ .‬‬ ‫خالقنا أومخلِّصنا‪� .‬ش كة فيها مركز ال ِّثقل هو أ ّ‬ ‫تقلب الساس الكامل لوجودنا‪ .‬فلم تعد النا هي القوة الدافعة‪ً .‬‬ ‫بدل من ذلك‪ ،‬تصبح‬ ‫محبة هللا و�ش كتنا معه مركز جاذبيتنا‪ .‬نعم‪ ،‬هناك قواعد‪ ،‬لكن هذه القواعد موجودة‬ ‫ّ‬ ‫لتع ِلمنا كيف نعيش ف ي� �ش كة مع هللا ومع َمن هم حولنا‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ال�‬ ‫حياة ِب ّ‬

‫الشخص‪ ،‬إىل كل جانب من جوانب‬ ‫يجب أن تصل محبة المسيح‪ ،‬عىل المستوى‬ ‫ي‬ ‫خارجيا عىل عالقاتنا مع‬ ‫تعب�نا عنها‬ ‫كياننا‪ :‬أفكارنا الدفينة‪ ،‬مواقفنا‪ ،‬معتقداتنا وكيف يؤثر ي‬ ‫ًّ‬

‫‪8‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢٠ / ١‬‬ ‫ُم َ‬


‫الخرين‪ .‬ببساطة‪ ،‬أ‬ ‫آ‬ ‫المر يتعلق بعيش‬ ‫حياة صالحة‪ .‬حيث يصبح المسيح القالب‬ ‫والمعيار لكل ما نقوم به‪ .‬هذا ليس‬ ‫خيارا ً‬ ‫سهل‪ .‬إذ يتطلب تطبيق فضائل‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫يغ� عرصية‪ *:‬التواضع‪ ،‬الطهارة‪ ،‬المانة‪،‬‬ ‫النصاف‪ ،‬الشجاعة‪ ،‬التسامح‪ ،‬والمثابرة‪.‬‬ ‫إ‬ ‫وتحولنا إىل‬ ‫تعمل محبة المسيح فينا‪ِّ ،‬‬ ‫أفضل ما يمكن أن نكونه كأشخاص‪ .‬لسوء‬ ‫الحظ‪ ،‬ال يكون هذا التحول فوريًا‪ ،‬بل هو‬ ‫عمل حياة كاملة‪.‬‬ ‫يوميا‪ ،‬تحدث أشياء‪ ،‬تسحبنا‪� ،‬ف‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫محاولة إلبعادنا عن مركز ِثقلنا ‪ -‬المسيح‪.‬‬ ‫هناك عدد ال يحىص من أ‬ ‫الشياء البسيطة‬ ‫ت‬ ‫ال� تدفع إىل الغضب مثل العلوق ف ي�‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫المغ�ة للحياة‬ ‫الس ي�؛ أو الحداث ي‬ ‫حركة ّ‬ ‫خط�؛‬ ‫مرض‬ ‫أو‬ ‫عزيز‪،‬‬ ‫شخص‬ ‫كفقدان‬ ‫ي‬ ‫لدى جميعها القدرة عىل جعلنا ننىس أن‬ ‫وغ�‬ ‫محبة هللا وصالحه هما مركز ثابت ي‬ ‫ّ‬ ‫للتغي� ف ي� الكون‪ .‬تعلّمنا التجربة‬ ‫قابل‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ال� نسقط فيها‬ ‫فأنه ال يهم عدد المرات ي‬ ‫ي� الخطيئة أو مدى سوء سقطتنا ‪ -‬إذا‬ ‫محبته سوف‬ ‫ّثبتنا نظ فرنا عىل المسيح‪ ،‬فإن ّ‬ ‫تستمر ي� إرجاعنا إىل عالقة تصالحية معه‪.‬‬ ‫نصل‬ ‫يمكنه أن يفعل ذلك فقط عندما ي‬ ‫المق ََّدس لفهم كيف تبدو‬ ‫وندرس ِ‬ ‫الك َتاب ُ‬ ‫ال� عندما ترتدي ُحلّة ش‬ ‫الب�ية‪.‬‬ ‫حياة ب ّ‬

‫مجتمعات متمثّلة بالمسيح‬

‫يح يك أن مهاتما غاندي قد قال‪“ :‬أنا‬ ‫ْ‬ ‫مسيحيتكم‪.‬‬ ‫أحب مسيحكم‪ .‬أنا ال أحب‬ ‫ّ‬ ‫إن‬ ‫إن‬ ‫مسيحيتكم ال تشبه المسيح‪ّ ”.‬‬ ‫ّ‬ ‫أفضل مكان الختبار حقيقة هذا العبارة‬ ‫هو ف ي� كنائسنا المحلية‪ .‬عىل الرغم من‬ ‫أننا نقر بمحبتنا للمسيح‪ ،‬إال أن سلوكنا‬ ‫غالبا ما تعوزه المحبة ألولئك الذين‬ ‫ً‬ ‫يجلسون بجانبنا عىل مقاعد الكنيسة‪ .‬لكل‬ ‫ت‬ ‫ال� رأى فيها‬ ‫فرد اختباره الخاص للمر فات ي‬ ‫تجل إنسانية شخص ما ي� ّكل بشاعتها‪.‬‬ ‫ّي‬ ‫إنّنا نحتاج ف ي� كنائسنا إىل نفس‬ ‫ت‬ ‫ال� نحتاجها ف ي�‬ ‫ّ‬ ‫الصفات أو الفضائل ي‬ ‫حياتنا الشخصية‪ .‬ما الذي سيحدث لو‬ ‫استمعنا بعناية لما يقوله آ‬ ‫الخرون؟ ماذا‬ ‫وتروينا‬ ‫لو وهبناهم اهتمامنا يغ� المج ّزأ ّ‬ ‫ف ي� ردود أفعالنا؟ ماذا سيحدث إذا أظهرنا‬ ‫التواضع الحقيقي‪ ،‬ووضعنا آ‬ ‫الخرين ً‬ ‫أول؟‬ ‫‪Image: Marcelo Moreira‬‬

‫ماذا لو كانت لدينا الشجاعة لمواجهة‬ ‫إخفاقاتنا وإخفاقات آ‬ ‫الخرين بطريقة‬ ‫تشبه ما يفعله المسيح؟‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫عاما شاركت ي� م�وع‬ ‫حوال ‪٢٥‬‬ ‫منذ ف ي‬ ‫المراحل ً أ‬ ‫الوىل‪ ،‬اجتمعت‬ ‫كتابة‪ .‬ي�‬ ‫ث‬ ‫كب�ة مؤلفة من أك� من ‪ ٨٠‬كا ِت ًبا‬ ‫مجموعة ي‬ ‫عىل مدى ثالثة أسابيع‪ .‬لقد جاؤوا من‬ ‫جميع أنحاء العالم‪ ،‬بخلفيات ثقافية‪،‬‬ ‫وتوقعات‪ ،‬وقدرات مختلفة‪ .‬وقد تم‬ ‫تسليم مهمة قيادة هذا ش‬ ‫الم�وع‪ ،‬وهي‬ ‫مهمة ال يحسد عليها أحد وشاقة �ف‬ ‫ّ ُ‬ ‫ي‬ ‫الوقت نفسه‪ ،‬إىل الراحلة باتريشيا هابادا‪.‬‬ ‫جدا‪.‬‬ ‫كب�ا ّ‬ ‫كان احتمال الفشل ي‬ ‫أي شعور‬ ‫لم يبدو عىل باتريشيا ّ‬ ‫بالحباط أو االنزعاج‪ .‬كان نو ٌع من االرتياح‬ ‫إ‬ ‫عندما ت‬ ‫اق�بت باتريشيا من المجموعة‬ ‫ت‬ ‫ال� كنت أعمل معها‪ ،‬وقد شارفنا حينها‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫عىل إنهاء النصف ال ّول من ش‬ ‫الم�وع‪،‬‬ ‫وأعربت عن خيبة أملها من أحد القادة‬ ‫آ‬ ‫الخرين‪ .‬لذلك كانت بمثابة الصدمة لنا‬ ‫ف‬ ‫التال‪،‬‬ ‫عندما َج َم َع ْت المجموعة ي� اليوم ي‬ ‫بما ف ي� ذلك القائد الذي كانت قد انتقدته‪،‬‬ ‫وقالت‪“ :‬أحتاج إىل االعتذار‪ ”.‬أوضحت‬ ‫باتريشيا كيف ولماذا شعرت باالستياء‬ ‫وترصفت بطريقة ليست مسيحية تجاه‬ ‫القائد آ‬ ‫الخر‪ّ ،‬ثم اعتذرت‪ .‬لقد أوضحت‬ ‫المحل‪،‬‬ ‫كيف يعيش الفرد ف ي� المجتمع‬ ‫ي‬ ‫درسا لم‬ ‫حياة يسودها المسيح وعلّمتنا ً‬ ‫ينسه أحد ِم ّنا‪ .‬لقد أظهرت وبرهنت‬ ‫ت‬ ‫االح�ام المسيحي تجاه الجميع‪.‬‬

‫وجهة نظر عالمية‬

‫إن كيفيـة تواصلنا مع الناس كل يوم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫و� كنائسـنا المحلية لهي بعيدة كل‬ ‫ي‬ ‫البعد عن الكنيسـة العالمية – أليس‬ ‫ُ‬ ‫كذلك؟ عىل مدى السـنوات التسع‬ ‫الماضية‪ ،‬كان يل �ش ف خدمة كنيسـة‬ ‫أ‬ ‫الدفنتسـت ف ي� قسم بع�‪-‬أوروبا‪ ،‬الذي‬ ‫منح� الفرصة والتعليم للمشـاركة �ف‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫عمليات صنع القرار العالمية‪.‬‬ ‫من السهل أن نهمل الواقع المذهل‬ ‫وهو أن كنيسة أ‬ ‫الدفنتست هي كنيسة‬ ‫فإن كل‬ ‫شاملة وحركة عالمية‪.‬‬ ‫وبالتال ّ‬ ‫ي‬ ‫سياس‪ ،‬إىل‬ ‫نظام‬ ‫وكل‬ ‫لغة‪ ،‬وكل ثقافة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫جانب أ‬ ‫النظمة االقتصادية المتباينة إىل‬

‫إنّنا نحتاج ف ي� كنائسنا‬ ‫نفس الصفات أو‬ ‫الفضائل ت‬ ‫ال� نحتاجها‬ ‫ي‬ ‫ف ي� حياتنا الشخصية‪.‬‬

‫كب�‪ ،‬هي تحت رعاية ومسؤولية قادة‬ ‫حد ي‬ ‫الكنيسة‪ .‬يمكن أن تنشأ االختالفات‪ ،‬وقد‬ ‫يتم إظهار عدم‬ ‫تتأذى المشاعر‪ ،‬وربّما ّ‬ ‫االح�ام‪ .‬ال مفر من هذا؛ ت‬ ‫ت‬ ‫ح� بطرس‬ ‫وبولس تجادال بخصوص السلوك‪.‬‬ ‫إن القادة هم شب�‪ .‬لكن بحسب‬ ‫ّ‬ ‫فإن قادة كنيستنا هم رجال‬ ‫اختباري َّ‬ ‫ونساء صالحون‪ .‬يضعون إرادة هللا فوق‬ ‫مشاعرهم الشخصية‪ .‬ويعملون ويُصلُّون‬ ‫الوحدة‪ .‬إنهم يُبدون ت‬ ‫االح�ام‬ ‫من أجل َ‬ ‫لبعضهم البعض‪ ،‬ويسعون إىل فعل‬ ‫إرادة هللا بدل إرادتهم‪ .‬ال يمكن مواجهة‬ ‫ت‬ ‫ال� تقف‬ ‫ضخامة التحديات‬ ‫العالمية ي‬ ‫النجيل ف ي� عالم مرتبك‬ ‫أمام تقدم إ‬ ‫الصلوات اليومية‬ ‫و�ش ير‪،‬‬ ‫إال من خالل ّ‬ ‫أ‬ ‫الدائمة للعضاء من أجل قادة كنيستهم‪.‬‬ ‫إىل ّكل الذين يريدون عيش حياة‬ ‫شبيهة بحياة المسيح‪ ،‬لقد أوضح يسوع‬ ‫«و ِص َّيةً َج ِد َيد ًة أَنَا أُ ْع ِطيك ُْم‪:‬‬ ‫خطّة ي‬ ‫مس�نا‪َ :‬‬ ‫أَ ْن تُ ِح ُّبوا بَ ْع ُضك ُْم بَ ْع ًضا‪ .‬ك َ​َما أَ ْح َب ْب ُتك ُْم أَنَا‬ ‫ون أَنْ ُت ْم أَيْ ًضا بَ ْع ُضك ُْم بَ ْع ًضا‪ِ .‬بهذَ ا‬ ‫تُ ِح ُّب َ‬ ‫َ‬ ‫َان َلك ُْم‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ي‪:‬‬ ‫يذ‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫ُم‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫يع‬ ‫م‬ ‫ْج‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫يَ ْع ِر ُف َ ِ ُ َّ ْ َ َ ِ ِ ِ ْ َ‬ ‫ُح ٌّب بَ ْع ًضا ِل َب ْع ٍض» (يوحنا ‪.)٣٥ ،٣٤ :١٣‬‬ ‫*هناك كتاب محفز ومفيد يتناول البحث ف ي�‬ ‫الفضائل‪ ،‬باللغة إال ي ز‬ ‫نجل�ية‪ ،‬تحت عنوان‪:‬‬ ‫‪Philip E. Dow, Virtuous Minds: Intellectual‬‬ ‫‪Character Development (Downers Grove, Ill.:‬‬ ‫‪InterVarsity, 2013).‬‬ ‫كما ّأن هناك ً‬ ‫مفيدا حول أهمية الفضائل‪ ،‬باللغة‬ ‫مقال ً‬ ‫إال ي ز‬ ‫نجل�ية‪ ،‬بقلم فرانك م‪ .‬هاسيل‪ ،‬تحت عنوان‪:‬‬ ‫‪Frank M Hasel, “Virtuous Thinking,” Adventist‬‬ ‫‪Review, Jan. 5, 2018.‬‬

‫أودري أندرسون‪ ،‬إيرلندي أ‬ ‫الصل‪ ،‬يشغل‬ ‫منصب السكر يت� التنفيذي لقسم بع� أوروبا‬ ‫ويعيش ف ي� سانت ألبانز‪ ،‬المملكة المتحدة‪.‬‬

‫وجز ‪2020‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪9‬‬


‫وروعة‬ ‫‪١٨٨٨‬‬ ‫ت‬ ‫ال� ال‬ ‫المسيح ي‬ ‫تقارن‬ ‫بقلم دينيس قيرص‬

‫نموذجا للعديد من الرصاعات‬ ‫تم ِّثل دورة المجمع العام‪ ،‬ف ي� مينيابوليس لسنة ‪،١٨٨٨‬‬ ‫ً‬ ‫الخرى ف� تاريخ كنيسة أ‬ ‫أ‬ ‫السبتي�‪ .‬نستطيع أن نفهم الصدام ي ن‬ ‫ين‬ ‫ب� رئيس التحرير‬ ‫الدفنتست‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫الشاب لمجلة عالمات الزمنة‪ ،‬إيليت ج‪ .‬واجنور‪ ،‬ورئيس المجمع العام جورج إ‪ .‬بتلر حول‬ ‫طبيعة ال َّن ُاموس المذكورة ف ي� غالطية ‪ ٢٥ ،٢٤ :٣‬عىل أنّه سيناريو الشخصيات ش‬ ‫الب�ية‪،‬‬ ‫وكدليل دراسة حل الرصاعات‪ ،‬ومدخل للوقوف عىل وجهات نظر مختلفة بخصوص‬ ‫تأث� ذلك الرصاع يتكرر إىل اليوم‪.‬‬ ‫الخالص‪ .‬ال يزال ي‬ ‫الهوت جديد؟‬ ‫ينظر بعض النقاد إىل دورة المجمع العام لسنة ‪ ١٨٨٨‬عىل أنّها اللحظة الفاصلة ت‬ ‫ال�‬ ‫ي‬ ‫أصبح فيها أ‬ ‫حقيقي�‪ .‬نظرا لعدم توفّر ض‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫مح� للجلسة‪،‬‬ ‫مسيحي�‬ ‫الدفنتست السبتيون‬ ‫ً‬ ‫قام بعض أ‬ ‫الشخاص بدراسة كتابات واجنور وزميله إ‪ .‬ت‪ .‬جونز الكتشاف الرسالة الحقيقية‬ ‫لعام ‪ .١٨٨٨‬عندما سئلت إلن هوايت بعد الجلسة ت‬ ‫قص�ة عن رأيها ف ي� النور الجديد‬ ‫بف�ة ي‬ ‫عاما‪-‬‬ ‫الذي قدمه ذانك الخادمان الشابان‪ ،‬أجابت‪“ :‬لماذا‪ ،‬لقد ظللت أقدم لكم طيلة ‪ً ٤٥‬‬ ‫ت‬ ‫ال� ال تقارن‪ .‬هذا ما كنت أحاول تقديمه أمام أذهانكم‪ 1”.‬من وجهة نظرها‬ ‫روعة المسيح ي‬ ‫جديدا‪.‬‬ ‫لم تشكّل هذه الرسالة الهوتًا‬ ‫ً‬ ‫ف ي� دورة ‪ ١٨٨٣‬للمجمع العام‪ ،‬كانت إلن قد وعظت ‪ ١٤‬عظة لم تكن مجرد تقديم واضح‬ ‫ف‬ ‫الحر� بالناموس والشكوك‪ ،‬والمخاوف‪ ،‬ونقص‬ ‫للتقيد‬ ‫إ‬ ‫للنجيل‪ ،‬بل كانت ً‬ ‫أيضا ً‬ ‫نقدا الذ ًعا ّ‬ ‫ي‬ ‫الضمانات ت‬ ‫التقيد‪ 2.‬فقد نظر البعض إىل رسالة واجنور وجونز‬ ‫لهذا‬ ‫طبيعية‬ ‫نتيجة‬ ‫هي‬ ‫ال�‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫تطرقت قبل خمس سنوات إىل مسألة اعتماد‬ ‫قد‬ ‫هوايت‬ ‫إلن‬ ‫وكانت‬ ‫ا‪،‬‬ ‫جديد‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫عىل أنّها الهو‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫الدفنتست عىل ال َّن ُاموس من أجل الخالص‪ ،‬وكشفت ف ي� الوقت ذاته الحقيقة المحزنة‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫الخدام والعضاء ي� الكنيسة ش‬ ‫يب�ون ويشاركون الحقائق‬ ‫المتمثلة ي� أنه ليس جميع ّ‬ ‫ت‬ ‫ال� ال تُقارن‪”.‬‬ ‫المتعلقة بـ “روعة المسيح ي‬ ‫وجهات نظر مختلفة بخصوص ال َّن ُاموس‬ ‫منذ عام ‪ ،١٨٤٦‬أعلن أ‬ ‫الدفنتست السبتيون رسالة المالك الثالث عىل أنّها تصف أولئك‬ ‫أ‬ ‫ساس‬ ‫ان يَ ُسو َع (رؤيا ‪ .)١٢ :١٤‬ومع ذلك‪َّ ،‬‬ ‫ُون َو َصايَا هللاِ َو ِإ َيم َ‬ ‫ين يَ ْح َفظ َ‬ ‫ال َِّذ َ‬ ‫فإن التوافق ال ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بشأن ديمومة ال َّن ُاموس‪ ،‬لم يمنع الدفنتست الوائل من االختالف حول وظيفته‪ .‬وهكذا‪،‬‬ ‫النجيل‪ 3،‬أكد جيمس‬ ‫اعت� فيه جوزيف بيتس الطاعة �ش طًا‬ ‫أساسيا لقبول إ‬ ‫ففي الوقت الذي ب‬ ‫ً‬ ‫‪4‬‬ ‫النجيل‪.‬‬ ‫هوايت أن التوبة والمغفرة والطاعة أصبحت ممكنة من خالل قبول إ‬ ‫ت‬ ‫ال� جرت ف ي� خمسينيات القرن التاسع ش‬ ‫ع�‪ ،‬بخصوص طبيعة‬ ‫لقد َو َض َعت‬ ‫ي‬ ‫التفس�ات‪ ،‬ي‬ ‫ف‬ ‫الناموس الواردة ف‬ ‫ت‬ ‫ال� دارت ي� ثمانينيات القرن ذاته‪ .‬دعم‬ ‫المناقشات‬ ‫أساس‬ ‫‪،٣‬‬ ‫غالطية‬ ‫�‬ ‫َّ ُ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫اب أ‬ ‫د� (الوصايا‬ ‫الدفنتست‬ ‫العديد من الكُ ّت‬ ‫فكرة أن غالطية ‪ ٣‬تتناول بالحديث ال َّن ُاموس ال ب ي‬ ‫ف‬ ‫‪5‬‬ ‫ش‬ ‫قريبا من وجهة‬ ‫الع�) كمرآة تُظهر لنا أننا خطاة ي� حاجة إىل مخلِّص‪ .‬كان هذا الموقف ً‬ ‫أن‬ ‫ال�وتستانت الذين أكدوا أن غالطية ‪ ٣‬ب‬ ‫نظر العديد من ب‬ ‫تخ�نا عن إبطال الوصايا‪ .‬ويبدو َّ‬ ‫‪10‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢٠ / ١‬‬ ‫ُم َ‬

‫الر ّد القاطع لستيفن يب�س ف ي� عام ‪١٨٥٧‬‬ ‫ُقس هو‬ ‫المؤكد عىل ّ‬ ‫أن ال َّن ُاموس الط ي‬ ‫ش‬ ‫الذي َّتم إبطاله‪ ،‬وليس الوصايا الع�‪،‬‬ ‫كان بمثابة حجة أفضل ضد وجهة النظر‬ ‫ال�وتستانتية السائدة بخصوص هذا‬ ‫ب‬ ‫تا�‪ 6.‬وهكذا أصبحت حجته هي‬ ‫الك‬ ‫النص‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ال يساس أ‬ ‫الموقف أ‬ ‫للدفنتست خالل العقود‬ ‫ي‬ ‫الثالثة التالية‪.‬‬ ‫وعىل مر ي ن‬ ‫الخدام‬ ‫السن� أصبح ّ‬ ‫ِّ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫الخدام‬ ‫خ�اء ي� النقاش مع ّ‬ ‫الدفنتست ب‬ ‫أ‬ ‫ال�وتستانت حول معتقدات الدفنتست‬ ‫ب‬ ‫فغالبا ما قبل المستمعون‬ ‫الفريدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إيمان أ‬ ‫الدفنتست ألنه كان من الواضح أن‬ ‫أ‬ ‫الخدام الدفنتست كانوا عىل معرفة جيدة‬

‫وكث�ا ما كانوا يفوزون‬ ‫ِ‬ ‫بالك َتاب ُ‬ ‫المق ََّدس ي ً‬ ‫بهذه النقاشات‪ .‬وبطبيعة الحال‪ ،‬ركزت‬ ‫تلك المناقشات التنافسية عىل النقاط‬ ‫الخاصة بإيمان أ‬ ‫بدل من ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫الدفنتست ً‬ ‫ك�‬ ‫ت‬ ‫لليمان المسيحي‪.‬‬ ‫عىل القواسم‬ ‫المش�كة إ‬ ‫المتحول�ن‬ ‫عالوة عىل ذلك‪ ،‬ربما فكر بعض‬ ‫ي‬ ‫الجدد إىل اليمان أ‬ ‫ت‬ ‫دفنتس� أنهم قد‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫حصلوا عىل الخالص عن طريق حفظ‬ ‫اليوم الصحيح والقيام أ‬ ‫بالمور الصحيحة‪.‬‬ ‫والنجيل ف ي� ثمانينيات القرن‬ ‫ال َّن ُاموس إ‬ ‫التاسع ش‬ ‫ع�‬ ‫علّم واجنور وجونز‪ ،‬منذ ‪ ١٨٨٤‬عىل‬ ‫أقل تقدير‪ ،‬ف� مجلّة “عالمات أ‬ ‫الزمنة”‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫التفس� الذي‬ ‫و� كلية هيلدسبورج‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كان قد تب ّناه الدفنتست ف ي� بادئ المر‬ ‫والقائل بأن ال َّن ُاموس ف ي� غالطية ‪،٣‬‬ ‫الذي يقودنا إىل المسيح‪ ،‬كان ال َّن ُاموس‬ ‫أ‬ ‫الطقس‪ .‬لم تكن‬ ‫د� وليس ال َّن ُاموس‬ ‫ال ب ي‬ ‫ي‬ ‫تف�ة الثمانينيات من القرن التاسع ش‬ ‫ع�‬

‫‪Image: Minneapolis, Minnesota, U.S.A., 1885‬‬ ‫‪Library of Congress, Geography and Map Division‬‬


‫الوقت أ‬ ‫التفس�‬ ‫المثل لتقديم هذا‬ ‫ي‬ ‫للمؤمن� أ‬ ‫ين‬ ‫الدفنتست‪ .‬وقد ألهم بعض‬ ‫آ‬ ‫ال�وتستانت الخرون الحمالت السياسية‬ ‫ب‬ ‫لسن وتطبيق شت�يع حفظ يوم أ‬ ‫الحد‬ ‫ّ‬ ‫عىل جميع المستويات – المحلية وعىل‬ ‫مستوى الواليات وعىل مستوى الدولة‪.‬‬ ‫وقد رأى العديد من الناس أن هذه‬ ‫الخالق أ‬ ‫المساعي تعزز أ‬ ‫المريكية‪ .‬وعندما‬ ‫أضاف الكاردينال جيمس غيبونز (الروم‬ ‫ن‬ ‫الوط�‬ ‫دعما للقانون‬ ‫الكاثوليك)‬ ‫نفوذه ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لحفظ يوم الحد‪ ،‬اعتقد الدفنتست أن‬ ‫نبوءات سفر الرؤيا ‪ ١٣‬واضطهادات “عالمة‬ ‫‪7‬‬ ‫الوحش” كانت عىل وشك الظهور‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫تفس� واغونر ش‬ ‫لل�يعة ي� غالطية‬ ‫نظرا لن ي‬ ‫ً‬ ‫قريبا من وجهة النظر بال�وتستانتية‬ ‫بدا ً‬ ‫الواسعة االنتشار بخصوص هذا المقطع‪،‬‬ ‫يمكن فهم السبب وراء شعور بتلر وآخرون‬ ‫التفس� “الجديد” لواغونر كان هو الرسالة‬ ‫بأن‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫الخاطئة ي� أشد الوقات تعاسة‪.‬‬ ‫وإذ أخذ بتلر ي ن‬ ‫بع� االعتبار موقف‬ ‫“ب�س” من غالطية ‪ ٣‬كعقيدة تاريخية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫شعر أنه ي ن‬ ‫يتع� عليه معالجة هذه القضية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أول‪ ،‬حاول بتلر التماس دعم إلن هوايت‬ ‫من خالل الحصول عىل خطاب أرسلته إىل‬ ‫عاما‪.‬‬ ‫والد واغونر حول الموضوع قبل ‪ً ٣٠‬‬ ‫أجابته بأنها لم تتمكن من العثور عىل‬ ‫الرسالة‪ ،‬مضيفة أنها لن تسلّمه إيّاها ح�ت‬ ‫أخ�ت واجنور أنه يجب‬ ‫لو وجدتها‪ّ .‬ثم ب‬ ‫عليه التوقّف عن إثارة الموضوع عل ًنا‪.‬‬ ‫بالنصاف‪ ،‬شن� بتلر‬ ‫عند شعوره إ‬ ‫كتابًا بعنوان “ ال َّن ُاموس ف ي� سفر غالطية”‬ ‫‪8‬‬ ‫(‪ ،)١٨٨٦‬كر ّد عىل وجهة نظر واغونر‪،‬‬ ‫مندو� دورة المجمع‬ ‫وقام بتعميمه عىل‬ ‫بي‬ ‫العام لسنة ‪ .١٨٨٦‬وقد شعر بتلر أنه قد‬ ‫أن د‪.‬‬ ‫ّتم اثبات أنه كان محقًا عندما بدا ّ‬ ‫م‪ .‬كانرايت‪ ،‬الراعي أ‬ ‫ت‬ ‫دفنتس� البارز‪ ،‬كان‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ضحية لوجهة نظر واغونر عندما رفض‬ ‫أبدية ال َّن ُاموس بعد شهرين من دورة ‪.١٨٨٦‬‬ ‫وبكث� من أ‬ ‫السف‪ ،‬وبّخت إلن هوايت بتلر‬ ‫ي‬ ‫�ض‬ ‫عىل هذه الخطوة‪ ،‬وأكدت عىل ورة أنه‬ ‫العالن عن وجهة‬ ‫مثلما كانت له هو حرية إ‬ ‫أيضا فرصة‬ ‫نظره‪ ،‬ال ّبد أن تكون لواغونر ً‬ ‫تقديم وجهة نظره‪ .‬وهذا ما فعله واغونر‬ ‫ن ف‬ ‫“النجيل ف ي�‬ ‫بسنت�‪ ،‬ي� كتابه إ‬ ‫بعد ذلك ي‬ ‫‪9‬‬ ‫سفر غالطية‪”.‬‬ ‫ُم ِن َح واغونر وجونز فرصة تقديم وجهة‬

‫نظرهما حول ش‬ ‫ال�يعة ف ي� غالطية‪ ،‬ف ي� دورة‬ ‫المجمع العام لسنة ‪ّ .١٨٨٨‬أما بتلر‪ ،‬الذي‬ ‫تعذّ ر عليه الحضور بسبب المرض‪ ،‬فقد‬ ‫يظن أنّها بدعة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أعد حلفاءہ لمعارضة ما ّ‬ ‫أن المشكلة الحقيقية‬ ‫رأت إلن هوايت ّ‬ ‫لالجتماع ليس ف ي� االختالفات الالهوتية‬ ‫ف‬ ‫الروح يغ� التصالحية‬ ‫فحسب بل ي� ّ‬ ‫ت‬ ‫ال� اتسم بها حزب بتلر‪.‬‬ ‫والمعادية ي‬ ‫‪10‬‬ ‫الروح “لم تكن روح المسيح‪ ”.‬وقد‬ ‫تلك ّ‬ ‫ت‬ ‫ال� أعلنها الخادمان‬ ‫كشفت الرسالة ي‬ ‫الشابان عن “الفكر ي ن‬ ‫ل� المسيح‬ ‫الثم�” ِّب‬ ‫الذي “نُ ِس َب إلينا ليس بسبب أي استحقاق‬ ‫فينا‪ ،‬بل كهبة مجانية من هللا” لم يرغب‬ ‫الشيطان ف ي� سماع هذه الرسالة ألن” قوته‬ ‫‪11‬‬ ‫ستنهار “إذا قبلها الناس كاملة‪”.‬‬ ‫ين‬ ‫الصيغت� يقود إىل المسيح‬ ‫ال َّن ُاموس ف ي� كلتا‬ ‫التفك�‬ ‫غالبا ما نكون يغ� قادرين عىل‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫المعاي� ت‬ ‫ال� وضعها شخص ما ف ي�‬ ‫خارج‬ ‫ي‬ ‫بداية المناقشة‪ .‬ف ي� بعض أ‬ ‫الحيان‪ ،‬تشكِّل‬ ‫ي‬ ‫ثنائيا خاط ًئا‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫ي‬ ‫فر ًعا ًّ‬ ‫المعاي� تَ ّ‬ ‫عندما نشعر بالحماس تجاه موضوع ما‪،‬‬ ‫فقد نفشل ف ي� إدراك عدم جدوى المناقشة‪.‬‬ ‫لسنوات‪ ،‬رأى أ‬ ‫العضاء والرعاة خيارين‬ ‫ين‬ ‫متعارض� فقط‪ .‬كان ال َّن ُاموس ف ي� غالطية‬ ‫أ‬ ‫د�‪.‬‬ ‫‪ ٣‬إما ال َّن ُاموس‬ ‫الطقس أو ال َّن ُاموس ال ب ي‬ ‫ي‬ ‫بعد ث‬ ‫أك� من عقد من الزمان‪ ،‬أدلت‬ ‫معاي�‬ ‫إلن هوايت بترصيح مذهل كرس ي‬ ‫النقاش‪ .‬فقد أشارت إىل أن “المؤ ّدب‬ ‫الذي ض‬ ‫يح�نا إىل المسيح” كان ّ‬ ‫“كل من‬ ‫أ‬ ‫د� المتم ّثل‬ ‫ال َّن ُاموس‬ ‫الطقس ال َّن ُاموس ال ب ي‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫ف ي� الوصايا الع�‪ ”.‬وبينما يوضح لنا هذا‬ ‫أ‬ ‫فإن‬ ‫ال ي‬ ‫خ� أننا خطاة بحاجة إىل مخلِّص‪َّ ،‬‬ ‫أ‬ ‫يوضح لنا كيف‪ِ ،‬ومن خالل َمن‪،‬‬ ‫الول ّ‬ ‫‪12‬‬ ‫يتخلص هللا من معضلة الخطية‪.‬‬ ‫بعد تف�ة ي ز‬ ‫وج�ة من دورة المجمع العام‬ ‫ف‬ ‫دونت إلن هوايت ي� مذكراتها‬ ‫لسنة أ ‪ّ ،١٨٨٨‬‬ ‫الدفنتست ينارصون بشكل رسمي‬ ‫أن‬ ‫“وصايا هللا‪“ ”،‬لكن إيمان يسوع المسيح لم‬ ‫العالن عنه عىل أنَّه‪ ...‬بنفس القدر‬ ‫يتم إ‬ ‫من أ‬ ‫الهمية‪ ”.‬وبينما كان إيمان يسوع “يتم‬ ‫مفهوما “‪.‬‬ ‫الحديث عنه‪ ”،‬إال أنّه “لم يكن‬ ‫ً‬ ‫لكن ما الذي يشكِّله إيمان يسوع؟ أجابت‬ ‫[إلن هوايت] قائلة‪“ :‬لقد أصبح يسوع حامل‬ ‫خطايانا ليصبح هو المخلّص الذي يصفح‬ ‫عن خطايانا‪ .‬لقد ُعومل مثلما نستحق نحن‬

‫غال ًبا ما نكون يغ�‬ ‫التفك�‬ ‫قادرين عىل ت ي‬ ‫خارج‬ ‫ي‬ ‫المعاي� ي‬ ‫ال��ف‬ ‫وضعها شخص ما ي‬ ‫بدايةالمناقشة‪.‬‬ ‫أن نعامل‪ .‬لقد جاء إىل عالمنا وأخذ خطايانا‬ ‫ت‬ ‫يتس� لنا نحن أخذ ّبره‪ّ .‬إن إاليمان‬ ‫ح� ن ّ‬ ‫بقدرة المسيح عىل تخليصنا بالوفرة والتمام‬ ‫‪13‬‬ ‫والكمال هو إيمان يسوع‪“ .‬‬ ‫‪ 1‬إلن ج‪ .‬هوايت‪ ،‬مخطوطة ‪ ،١٨٨٩ ،٥‬ف ي� إلن ج‪.‬‬ ‫س�ينج‪ ،‬ماريالند‪ :‬إلن جي‬ ‫هوايت‪ ،‬عظات (سيلفر ب‬ ‫إستيتس‪ ،)١٩٩٠،‬المجلّد ‪ ،١‬الصفحة ‪.١١٧ ،١١٦‬‬ ‫هوايت‬ ‫ف‬ ‫ه�الد من ‪ ٤‬أذار‬ ‫‪ 2‬نُ ش� بشكل متقطع ي� رفيو آند ي‬ ‫(مارس) إىل ‪ ٢٢‬تموز (يوليو) ‪.١٨٨٤‬‬ ‫‪ 3‬جوزيف بيتس‪ ،‬ختم هللا الحي‪ :‬مائة ف وأربعة‬ ‫ين‬ ‫وأربعون أل ًفا‪ ،‬من عباد هللا‬ ‫المختوم� ي� عام ‪١٨٤٩‬‬ ‫ين‬ ‫ليندس‪،)١٨٤٩ ،‬‬ ‫بنجام�‬ ‫(نيو بدفورد‪ ،‬ماساتشوستس‪:‬‬ ‫ي‬ ‫الصفحة ‪.٦٦-٦٠‬‬ ‫‪[ 4‬جيمس هوايت]‪ ،‬ف� حقيقة الوقت ض‬ ‫الحا�‪ ،‬آب‬ ‫ي‬ ‫‪ ،١٨٤٩‬صفحة ‪.١٦‬‬ ‫(أغسطس)‬ ‫ف‬ ‫ه�الد‪ ١٦ ،‬تموز‬ ‫‪ 5‬ج‪ .‬ن‪ .‬أندروز‪ ،‬ي� رفيو آند ي‬ ‫(سبتم�) ‪ ،١٨٥١‬صفحة ‪٢٩‬؛ ج‪ .‬ن‪ .‬أندروز‪ ،‬أفكار عن‬ ‫ب‬ ‫السبت‪ ،‬وديمومة ش�يعة هللا (باريس‪ ،‬ماين‪ :‬جيمس‬ ‫هوايت‪ ،)١٨٥١،‬صفحة ‪.٢٥ ،٢٢‬‬ ‫ه�الد‪ ٨ ،‬شت�ين أ‬ ‫الول‬ ‫‪ 6‬س‪ .‬يب�س‪ ،‬فس رفيو آند ي‬ ‫‪.١٨١‬‬ ‫(نوفم�) ‪ ،١٨٥٧‬صفحة‬ ‫ب‬ ‫‪،١٨٠‬حكيم أ‬ ‫للخبار السارة إىل‬ ‫وهدن‪ ،‬واغونر‪ :‬من‬ ‫‪ 7‬و‪ .‬و‪ّ .‬‬ ‫عامل انقسام (هاجرستاون‪ ،‬ماريالند‪ :‬جمعية رفيو آند‬ ‫ه�الد ش‬ ‫للن�‪ ،)٢٠٠٨ ،‬صفحة ‪.٩٤-٩٢‬‬ ‫ي‬ ‫‪ 8‬ج‪ .‬إ‪ .‬بتلر‪ ،‬ش‬ ‫ال�يعة ف ي� سفر غالطية‪ :‬هل هي‬ ‫أ‬ ‫تش� إىل نظام ش‬ ‫ش‬ ‫ال�يعة‬ ‫ال�يعة الخالقية‪ ،‬أم أنها ي‬ ‫الخاصة باليهود؟ (باتل كريك‪ ،‬ميشيغان‪ :‬جمعية رفيو‬ ‫ه�الد ش‬ ‫للن�‪.)١٨٨٦ ،‬‬ ‫آند ي‬ ‫‪ 9‬واغونر‪ ،‬إالنجيل ف ي� سفر غالطية‪ :‬مراجعة (اوكالند‪،‬‬ ‫كاليفورنيا‪ :‬ن‪.‬ب‪.١٨٨٨ .‬‬ ‫‪ 10‬إلن ج‪ .‬هوايت‪ ،‬الرسالة ‪ ١٨٨٩ ،٥٠‬ف ي� إلن ج‪ .‬هوايت‪،‬‬ ‫مواد إلن ج‪ .‬هوايت لسنة ‪(١٨٨٨‬واشنطن‪ ،‬د‪ِ .‬س‪ :.‬إلن‬ ‫ج‪ .‬هوايت‪،(١٩٨٧ ،‬ف المجلّد ‪ ،١‬الصفحة ‪.)٢٩٥‬‬ ‫ه�الد‪ 3 ،‬أيلول‬ ‫‪ 11‬إلن ج‪ .‬هوايت‪ ،‬ي� رفيو آند ي‬ ‫(سبتم�)‪ ،١٨٨٩ ،‬الصفحة ‪.٥٤٦‬‬ ‫ب‬ ‫‪ 12‬إلن ج‪ .‬هوايت‪ ،‬مخطوطة ‪ ،١٩٠٠ ،٨٧‬ف ي� إلن ج‪.‬‬ ‫هوايت‪ ،‬رسائل مختارة (واشنطن د‪ِ .‬س‪ .‬جمعية رفيو آند‬ ‫ه�الد ش‬ ‫للن� ‪ ،)١٩٨٠ ،١٩٥٨‬الكتاب ‪ ،١‬صفحة ‪.٢٣٣‬‬ ‫ي‬ ‫‪ 13‬إلن هوايت‪ ،‬مخطوطة ‪ ،١٨٨٨ ،٢٤‬ف ي� إلن هوايت‪،‬‬ ‫س�ينغ‪ ،‬ماريالند‪ :‬ملكية‬ ‫عتق المخطوطات (سيلفر ب‬ ‫إلن ج‪ .‬هوايت‪ ،)١٩٩٣ ،‬المجلد ‪ ١٢‬الصفحة ‪.١٩٣‬‬ ‫يعمل الدكتور دينيس قيرص كأستاذ مساعد ف ي�‬ ‫تاريخ الكنيسة ف� كلية الالهوت أ‬ ‫السبتي�ن‬ ‫للدفنتست‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫بجامعة أندروز بالواليات المتحدة المريكية‪.‬‬ ‫وجز ‪2020‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪11‬‬


‫تَاَ ُّمل‬

‫يونان‪:‬‬ ‫ال َّت ّْتمة‬

‫يونان هو اسم مألوف ف ي� الديانات التوحيدية الثالث‪ .‬تروي كل من اليهودية والمسيحية‬ ‫الن� الهارب الذي يحاول الفرار من هللا الحي‪ .‬تم‬ ‫إ‬ ‫والسالم القصة ف المضحكة نوعا ما عن ب ي‬ ‫ن‬ ‫مر العصور‪.‬‬ ‫الكب�ة ِمن قبل‬ ‫ي‬ ‫تجسيم تجربته ي� بطن السمكة ي‬ ‫الفنان� عىل ِّ‬ ‫تحتوي كتب أ‬ ‫الطفال أو الفسيفساء الباهظة الثمن أو اللوحات الجدارية عىل قصة‬

‫رجل كان عند أسفل إحدى الصخور وهو يرصخ إىل هللا من أعماق البحر‪.‬‬ ‫أ‬ ‫من المؤكد أن يونان قد حصل عىل فرصة ثانية (يونان ‪ ،)٣‬عىل الرغم من أن المر‬ ‫ف‬ ‫استغرق ث‬ ‫كب�ة ليجعل قلبه‬ ‫أك� من مجرد رحلة ي� البحر العاصف وسط بطن سمكة ي‬ ‫أخ�ا نعمة هللا وتعاطفه اللذان ال يُهزمان‪.‬‬ ‫يتقبل ي ً‬ ‫هناك قصة أخرى عن الفرصة الثانية (أو الثالثة)‪ .‬استنا ًدا إىل أفضل مخطوطات‬ ‫تخ�نا معظم ت‬ ‫ال ي ز‬ ‫نجل�ية أن سمعان بطرس‪ ،‬تلميذ يسوع‬ ‫ال�جمات إ‬ ‫يونانية كدليل‪ ،‬ب‬ ‫ف‬ ‫التفك�‪ ،‬كان‬ ‫الذي ال يكتم ما ف ي� رسيرته‪ ،‬والذي كان دائم االندفاع ي� الكالم قبل‬ ‫ي‬ ‫اسم والده يوحنا (يوحنا ‪ 1.)٤٢ :١‬كانت ليسوع عالقة خاصة مع بطرس‪ .‬يرى قدراته‪.‬‬ ‫ف‬ ‫يش�‬ ‫أن يسوع‪ ،‬ي� تم� ‪ ،١٧ :١٦‬ي‬ ‫يدعوه إىل أضيق دائرة عالئقية‪ .‬ومن ي‬ ‫المث� لالهتمام ّ‬ ‫ف‬ ‫سء السمعة ي� العهد‬ ‫بالن� ي‬ ‫إىل بطرس باسم "سمعان بن يونا"‪ ،‬رابطا بذلك تلميذه ب ي‬ ‫ُو�‬ ‫ط‬ ‫"‬ ‫بالقول‪:‬‬ ‫يسوع‬ ‫فيمدحه‬ ‫القديم‪ .‬لقد أعلن بطرس للتو أن يسوع هو المسيح‪،‬‬ ‫بَ‬ ‫لَكَ يا سمعان بن يونَا‪ ،‬إن لَحما ودما لَم يعلن لَكَ ‪ ،‬لكن أَ� الَّذي ف‬ ‫�‬ ‫الس َم َاو ِات‪ ".‬يمكننا‬ ‫َ ِ ْ َ ُ ْ َ ُ ِ َّ ْ ً َ َ ً ْ ُ ْ ِ ْ‬ ‫ِ َّ ِب ي ِ ِ ي َّ‬ ‫تن� وجه بطرس‪.‬‬ ‫نتخيل ابتسامة عريضة ي‬ ‫أن ّ‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬وبعد لحظات‪ ،‬وبعد أن وصف يسوع معاناته وموته وقيامته‪ ،‬أخذ‬ ‫بكل جد وحزم لقوله هذا آ‬ ‫التعب�‬ ‫(الية‪ .)٢٢‬يستخدم‬ ‫ي‬ ‫جانبا ووبّخه ّ ّ‬ ‫سيده ً‬ ‫بطرس ِّ‬ ‫ن‬ ‫الذعان‪ :‬يسوع‪ ،‬توقف عن الكالم بهذه الطريقة!‬ ‫اليونا�‬ ‫مصطلحا قويًّا للغاية يتطلب إ‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫قاسيا للغاية‪" :‬اذ َْه ْب‬ ‫جيد عما قاله بطرس‪ .‬وكان ر ّد فعل يسوع ً‬ ‫يع� بشكل آ ّ‬ ‫هذا ما ب ّ‬ ‫جرب يا بطرس‪ .‬هل من الممكن أن يكون‬ ‫َع ن ِّ ي� يَا َش ْيط ُ‬ ‫َان!" (الية ‪ .)٢٣‬ال تلعب دور ُ‬ ‫الم ّ‬ ‫ف‬ ‫يسوع قد استخدم عن قصد‪ ،‬ي� هذا السياق‪ ،‬عبارة "ابن يونا" كتالعب لفظي قائم‬ ‫‪2‬‬ ‫كتذك� وربط بينه ي ن‬ ‫عىل اسم والد بطرس‬ ‫ن� العهد القديم الهارب؟‬ ‫ي‬ ‫وب� ب ي‬ ‫ف‬ ‫فإن بطرس ينضم إىل يونان ي� هربه من دعوة‬ ‫مع إنكاره ثالث مرات معرفته بيسوع‪ّ ،‬‬ ‫هللا له‪ .‬فهو ال يريد ّأن يتبع يسوع إىل الصليب‪ ،‬فالصليب ليس هو السبيل‪ -‬عىل أ‬ ‫القل‬ ‫ف‬ ‫فإن بطرس حصل عىل فرصة ثانية‬ ‫ليس ي� ذهن بطرس‪ .‬مثلما كان الحال مع يونان‪ّ ،‬‬ ‫بعد صباح يوم القيامة (يوحنا ‪ .)١٧-١٥ :٢١‬ف ي� وقت الحق‪ ،‬عندما طلب منه هللا حمل‬ ‫أ‬ ‫اللهية‬ ‫االنجيل إىل المم (وهذا رابط آخر مع قصة يونان)‪ ،‬احتاج إىل تكرار التعليمات إ‬ ‫مرات (أعمال الرسل ‪.)١٦ :١٠‬‬ ‫ثالث ّ‬ ‫ين‬ ‫الشبيه� بيونان وتوما وبطرس ومرثا ف ي� هذا العالم‪ .‬وهو‬ ‫إن هللا يحب كل‬ ‫ّ‬ ‫متخصص ف� منح الفرص الثانية‪ .‬يرى القدرة حيث ال نرى سوى خيبة أ‬ ‫المل‪ .‬وحيث‬ ‫ي‬ ‫أن الطريق مسدودة فهو يقدم لنا بدايات جديدة‪ .‬وعندما نحاول الهرب منه‪،‬‬ ‫نرى ّ‬ ‫بص� أن صالحه ورحمته "يتبعاننا" طوال أيام حياتنا (مزمور ‪.)٦ :٢٣‬‬ ‫نا‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ِّ‬ ‫يذ‬ ‫فهو‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ال يمكننا جعله يفقد المل فينا‪.‬‬ ‫‪ 1‬تظهر لفظة "يوحنا" ف ي� بعض تال�جمات إال ي ز‬ ‫نجل�ية مثل‪ ESV :‬و‪ RSV‬و ‪ NASB‬و‪ NRSV‬و‪NIV‬‬ ‫فت�جم هنا "ابن يونان" ‪ -‬استنا ًدا إىل بعض المخطوطات ال�ت‬ ‫الكث�‪ّ .‬أما ف� ‪ KJV‬و‪ ،NKJV‬ت‬ ‫وغ�ها ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫تسعى عىل ما يبدو إىل تنسيق هذا المقطع مع قراءة م� ‪.١٧ :١٦‬‬ ‫‪ 2‬لمزيد من الوثائق‪ ،‬انظر ي ن‬ ‫تفس�ي حول العهد القديم (غراند‬ ‫كيف� ج‪ .‬يونغبلود‪ ،‬يونان‪ ،‬ش�ح ي‬ ‫رابيدز‪ :‬زوندرفان‪ ،)2013 ،‬صفحة ‪ ،127‬باللغة إال ي ز‬ ‫نجل�ية‪.‬‬

‫ج�الد أ‪ .‬كلينغبيل هو محرر مشارك ف� مجلة عالم أ‬ ‫الدفنتست ويحتاج إىل فُرص ثانية‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أك� مما ن‬ ‫ث‬ ‫يتم�‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢٠ / ١‬‬ ‫ُم َ‬

‫‪Image: Dusan Smetana‬‬


‫أصوات أ‬ ‫اللفية‬

‫مطاردة ساخنة‬

‫بغض النظر عن‬ ‫مدى بُعدنا أو‬ ‫رسعتنا ف ي� الهروب‬ ‫منه‪ ،‬فهو ال يزال‬ ‫يالحقنا‪.‬‬

‫ِ“من فضلك‪ ،‬دكتور‪ ،‬مرة أخرى فقط!”‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫متح�ا من إلحاح‬ ‫ُج ِّمدت ي� مسار يا�‪ ،‬ي ّ‬ ‫ً‬ ‫ن‬ ‫‪1‬‬ ‫ت‬ ‫تناشد� بشدة‬ ‫مريض� الحامل‬ ‫ي‬ ‫بليندا‪ .‬كانت ت ي‬ ‫أ‬ ‫السفل‬ ‫واجبا� الطبية لفرك الجزء‬ ‫أن أنىس ف ي‬ ‫ي‬ ‫من ظهرها‪ ،‬ي� محاولة للتخفيف من آالم‬ ‫ت‬ ‫ال� تزداد شدتها‪ .‬من خالل تقييمي‬ ‫مخاضها ي‬ ‫التوليدي‪ ،‬كنت أعرف أن أمامها ما ال ّ‬ ‫يقل عن‬ ‫ض‬ ‫أم�‬ ‫عل أن ي‬ ‫‪ ١٠‬ساعات لتضع مولودها‪ .‬كان ي ّ‬ ‫ستمئة دقيقة بجانب رسيرها‪ ،‬ف ي� منتصف‬ ‫عل‬ ‫الليل‪ ،‬إضافة إىل ‪ ٢٠‬امرأة حبىل كان ي ّ‬ ‫اجعتهن قبل أن أتمكن من النوم‪ .‬وهو ما‬ ‫مر‬ ‫ّ‬ ‫سيجعل تلك الليلة طويلة‪.‬‬ ‫ف ي� البداية‪ ،‬وبدافع التعاطف‪ ،‬كنت قد عرضت‬ ‫السفل من ظهرها لتخفيف آالم‬ ‫فرك الجزء‬ ‫ي‬ ‫مخاضها‪ .‬قللت من القيمة ت‬ ‫ال� يمكن أن تحقّقها‬ ‫ي‬ ‫بدأت‬ ‫جهودي‪ .‬بالكاد بدأت بفرك ظهرها ت ّ‬ ‫ح� ْ‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫م�‬ ‫ال� عىل الرسير المجاور تطلب ّ ي‬ ‫المريضة ي‬ ‫ن‬ ‫أن�‬ ‫“خدمات‬ ‫تدليك الظهر المهدئة‪ ”.‬أدركت ي‬ ‫ف‬ ‫متأرجحا‬ ‫سوف أعلق ي� هذه الغرفة بقية الليل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ين‬ ‫أي منهما عىل‬ ‫ب� ظهريهما‪ ،‬دون أن تكون ّ‬ ‫يدي‪.‬‬ ‫استعداد لمشاركة َّ‬

‫آه! حان الوقت ت‬ ‫لالف�اق‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ح� سمعت‬ ‫بالكاد كنت قد انتقلت إىل الغرفة المجاورة لمراجعة مريضات أخريات ّ‬ ‫أن‬ ‫آتيا من‬ ‫الممر‪“ .‬داكتاري‪ ،‬داكتاري!‪ 2‬أين أنت؟ تعال افرك ظهري!” يبدو ّ‬ ‫رص ًاخا حادا ً‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ّرت‬ ‫بليندا قد تأهلت للحصول عىل جائزة المريضة ال ثك� إرص ًارا عىل مدار العام‪ .‬فك ُ‬ ‫أن عزمها وتصميمها سوف يهدآن‪ ،‬خالل بضع دقائق أخرى‪ .‬لكن تحولت تلك الدقائق‬ ‫إىل ساعات‪.‬‬ ‫ن‬ ‫تنادي� من‬ ‫أسمعها‬ ‫ال‬ ‫ز‬ ‫أ‬ ‫ال‬ ‫كنت‬ ‫بالكامل‪،‬‬ ‫الجناح‬ ‫فيه‬ ‫ّدت‬ ‫ق‬ ‫تف‬ ‫الذي‬ ‫الوقت‬ ‫طوال‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫غرفتها‪ .‬ما إن جلست ي� غرفة الممرضات ح� رأيتها تشق طريقها ي� الردهة‪ ،‬وهي‬ ‫تسأل كل ممرضة عما إذا كانوا قد رأوا “الطبيب اللطيف ذا أ‬ ‫الربع عيون” ف ي(� إشارة‬ ‫ّ‬ ‫تكرم قام بعجائب غامضة من أجلها‪ .‬انكمشت خلف أحد‬ ‫بكل‬ ‫إىل نظار ت يا�)‪ ،‬الذي‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫تالحظ�‪ .‬وانفجرت الممرضات � ضحك ت‬ ‫ن‬ ‫مس�سل‪ ،‬وسخرن‬ ‫الحيطان‪ ،‬عىل أمل أال‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫م� بقية الليل‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫“تطارد�” دون توقّف بع� ممرات المستشفى‪ .‬لقد‬ ‫إىل يومنا هذا الزلت أتذكر بليندا‬ ‫في‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ّب�‪ .‬فقد كانت ي� أ َم ِّس الحاجة إىل التخفيف من آالمها‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫أخذت زمام المبادرة لتتعق ي‬

‫وكانت عىل استعداد للحصول عىل ما تريد بأي‬ ‫الرصار‪ .‬إذا كان هذا هو ما‬ ‫ثمن‪ .‬هذا ما يعنيه إ‬ ‫النسان أن يفعله‪ ،‬فماذا عن هللا؟‬ ‫يستطيع إ‬ ‫ف‬ ‫فإن ذلك‬ ‫ي‬ ‫بالتفك� ي� أحداث تلك الليلة‪ّ ،‬‬ ‫ن‬ ‫ّر� كيف ال يهدأ مخلِّصنا ف ي� تعقّبنا‪ .‬وبغض‬ ‫يذك ي‬ ‫ف‬ ‫النظر عن مدى بُعدنا أو رسعتنا ي� الهروب منه‪،‬‬ ‫تماما كما‬ ‫فهو ال ي أزال يالحقنا‪ .‬إذ يركض نحونا‪ً ،‬‬ ‫الب نحو ابنه الضال‪َ .‬من يستطيع الركض‬ ‫يركض‬ ‫آ‬ ‫أرسع من الخر؟ يعلن المرنّم أنّه ِ“إنَّ َما َخ ي ْ ٌ�‬ ‫َو َر ْح َمةٌ يَ ْت َب َعا ِن ِ ن ي� ك َُّل أَيَّ ِام َح َي ِ ت يا�” (مزمور ‪.)٦ :٢٣‬‬ ‫إن مالحقته الحارة لنا شديدة لدرجة أنه أصبح‬ ‫ّ‬ ‫إلها‪-‬إنسانا وطاردنا ف� ردهات أ‬ ‫الرض‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫إنّه لم يتوقف عند هذا الحد‪ .‬لقد تخطى‬ ‫مجرد تعقّبنا وبادل حياته الكاملة ف ي� مقابل‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫بعد فيه‬ ‫موتنا ‪ -‬كل ذلك ي� الوقت الذي نحن ُ‬ ‫خطاة‪( .‬انظر رومية ‪ .)٨ :٥‬فهو لم ينتظرنا ت‬ ‫ح�‬ ‫فق�ا ت‬ ‫نص� ي ن‬ ‫ح� نتمكن‪ ،‬من‬ ‫ي‬ ‫كامل�‪ .‬لقد أصبح ي ً‬ ‫ن‬ ‫نستغ� (راجع ‪٢‬كورنثوس ‪:٨‬‬ ‫أن‬ ‫فقره‪،‬‬ ‫خالل‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫‪ .)٩‬وبمحض إرادته‪ ،‬أمسك بورقة االمتحان ي‬ ‫ُوضعت عليها عالمة الرسوب‪ ،‬فمحى اسمي‪،‬‬ ‫ت‬ ‫تخصه‬ ‫ال� ّ‬ ‫وكتب اسمه‪ .‬ثم أخذ ورقة االمتحان ي‬ ‫ت‬ ‫وال� ال تشوبها شائبة (ذات العالمة الكاملة)‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫و� يوم ما‪،‬‬ ‫ومحا اسمه‪ ،‬وكتب اسمي عليها‪ .‬ي‬ ‫س�ى عالمات‬ ‫عندما نقف أمام هللا الديّان ي‬ ‫المسيح الكاملة المرفقة بأسمائنا‪.‬‬ ‫ما زال يسوع يتعقبنا إىل اليوم‪ ،‬ويطرق باب‬ ‫قلوبنا‪ ،‬عىل أمل أن نسمح له بالدخول (راجع‬ ‫ص َت َع ِز ًيزا ِ ف ي�‬ ‫رؤيا ‪ .)٢٠ :٣‬لماذا؟ يقول‪“ِ :‬إ ْذ ِ ْ‬ ‫ن‬ ‫� ُمكَ َّر ًما‪َ ،‬وأَنَا ق َْد أَ ْح َب ْب ُتكَ ‪ .‬أُ ْع ِطي أُنَ ًاسا ِع َو َضكَ‬ ‫َع ْي َ ي َّ‬ ‫َو ُش ُعوبًا ِع َو َض نَف ِْسكَ ” (إشعياء ‪.)٤ :٤٣‬‬ ‫فهل سنستسلم لمالحقته لنا؟‬ ‫‪1‬هذا ليس اسمها الحقيقي‪.‬‬ ‫‪ 2‬كلمة طبيب باللغة السواحلية‪.‬‬ ‫ئ ف‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫و�‬ ‫كيما� هو طبيب ّ‬ ‫كيما� ي‬ ‫أخص يا� ي� ن ين� ب ي‬ ‫فريدريك ي‬ ‫بكينيا‪ ،‬وهو متحمس لبناء جسور التواصل يب� هللا‬ ‫والشباب من خالل الموسيقى‪.‬‬

‫وجز ‪2020‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪13‬‬


‫الينبوع �ف‬ ‫ي‬ ‫الخزان‬ ‫“أتسمح يل بأن‬ ‫أقص عليك ً‬ ‫قصة؟”‬ ‫بقلم ديك دوركسن‬

‫‪14‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢٠ / ١‬‬ ‫ُم َ‬

‫أ‬ ‫�ش‬ ‫أنت‬ ‫تعرف ّ‬ ‫أن الرض جافة عندما تم ي‬ ‫فت�اكم أ‬ ‫ت‬ ‫التربة فوق حذائك‪ .‬بحلول تموز‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫(يوليو)‪ ،‬ت�اكم التربة إىل مستوى منتصف‬ ‫سيقاننا‪ .‬ال مطر‪ .‬ال عواصف رعدية‪ .‬ال ماء �ف‬ ‫ي‬ ‫الينابيع‪ .‬ال ماء يتدفّق ف ي� صهاريج التخزين‪.‬‬ ‫هناك من الماء ما يكفي بالكاد لمسح جميع‬ ‫المخيم ثالث مرات‪ .‬وكان ‪ ٢٠٠‬فر ًدا من‬ ‫مراحيض‬ ‫ّ‬ ‫ين‬ ‫المخي ي ن‬ ‫الصيفي� الذين يبلغون ‪ ٩‬سنوات‬ ‫م�‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫سيصلون يوم الحد‪ ،‬أي بعد سبعة أيام فقط‪.‬‬ ‫توسل جميع الساهرين عىل ُحسن‬ ‫صلينا‪ّ .‬‬ ‫أن‬ ‫هللا‬ ‫مذكرين‬ ‫المطر‪،‬‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫المخيم‬ ‫س�‬ ‫ي‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫“مخيمه الصيفي”‬ ‫مزرعة ينابيع الصنوبر كانت‬ ‫ّ‬ ‫ال� كنا نقوم بها من أجل أ‬ ‫ت‬ ‫الطفال‬ ‫ّ‬ ‫وأن الخدمة ي‬ ‫هي “خدمته‪ ”.‬صلّينا من أجل عاصفة رعدية‬ ‫أ‬ ‫البح�ة دون إحداث حرائق ف ي� الغابة‪.‬‬ ‫تمل ي‬ ‫صلينا من أجل الماء من السماء‪ ،‬يكون مصدره‬ ‫أي سحابة سيختارها‪ .‬صلينا‪ ،‬ونحن عىل ي ن‬ ‫يق�‬ ‫أن هللا كان يسمعنا وأن ر َّده سيكون إجابة‬ ‫من َّ‬ ‫مبا�ش ة لصلواتنا‪ ،‬وستكون رسيعة وقوية‪.‬‬ ‫ش‬ ‫تغ�‪.‬‬ ‫�ء ي‬ ‫ما من ي‬ ‫ن‬ ‫قدمت ماري جودسون‪،‬‬ ‫مساء يوم إ‬ ‫ال ي‬ ‫ثن� ِ‬ ‫المسؤولة عن ترويض الخيول‪ ،‬إىل المخيم‬ ‫مع صديقة لها‪ ،‬كانت بحاجة إىل المساعدة ف ي�‬ ‫التدرب عىل ركوب حصانها لبضعة أيام‪ .‬قبلنا‬ ‫ّ‬ ‫ين‬ ‫المسؤول� الجدد‪ .‬استمعت‬ ‫سيندي كأحد‬ ‫إىل صلواتنا من أجل الماء‪ ،‬وهي مندهشة من‬ ‫قناعتنا‪ ،‬ولك ّنها استغربت من هللا الذي لم يكن‬ ‫يستجيب‪.‬‬ ‫***‬ ‫يوم الثالثاء‪ّ ،‬تمت الدعوة إىل اجتماع خاص‬

‫أك�‬ ‫المخيم‪ .‬قال مديرنا‪“ :‬لدينا مشكلة ب‬ ‫بإدارة أ ّ‬ ‫أخ�نا الساهرون عىل‬ ‫من الرض الجافة‪ .‬لقد ب‬ ‫خدمة الغابات أنه إذا لم يكن لدينا مياه ‪-‬‬ ‫الكث� من المياه ‪ -‬فسوف ي ن‬ ‫يتع� علينا إلغاء‬ ‫ي‬ ‫المخيم”‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أدى ذلك إىل تكثيفنا للصالة‪ ،‬وجعل م ّنا‬ ‫“مراق� سحابة” متحم ن ف‬ ‫و� يوم الخميس‪،‬‬ ‫ّ ي‬ ‫س�‪ .‬ي‬ ‫بي‬ ‫غيوما بالفعل‪َ .‬و َصلت الغيوم كما لو‬ ‫رأينا ً‬ ‫كانت خصالت شعر بيضاء متناثرة وقد طفت‬ ‫فوق قمم الجبال‪ ،‬ثم اختفت ف ي� حرارة السماء‬ ‫أ‬ ‫المتللئة‪.‬‬ ‫الصيفية‬ ‫ش‬ ‫�ء‪.‬‬ ‫ال ماء‪ .‬ال ي‬ ‫ين‬ ‫تماما‪.‬‬ ‫بحلول يوم الجمعة كنا‬ ‫محبط� ً‬ ‫المخيمات‬ ‫تعت�‬ ‫ب‬ ‫مزرعة ينابيع أالصنوبر “نجم” ف ّ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫السبتي� ي�‬ ‫الصيفية ي� كنيسة الدفنتست أ ي‬ ‫أمريكا الشمالية‪ .‬ف ي� كل صيف‪ ،‬يمل آالف‬ ‫أ‬ ‫الم ت ْ�بَة‪ ،‬بالضحك وبأغا�ن‬ ‫ي‬ ‫الطفال الغابات‪َ ُ ،‬‬ ‫المخيمات‪ .‬فهم يمتطون صهوة الخيول‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ويسددون السهام‪،‬‬ ‫وقوارب التجديف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ويتعرفون عىل هللا‬ ‫ويكونون صداقات جديدة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف ي� الجبال فوق سان برناردينو‪ ،‬كاليفورنيا‪ .‬إنّه‬ ‫أن‬ ‫مخيم هللا‪ ،‬وسيحرص عىل ْ‬ ‫جل” ّ‬ ‫“عىل نحو ي‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫�ء عىل ما يرام‪ .‬أصحيح ذلك؟ أ ْم‬ ‫يكون ّكل ي‬ ‫خطأ!‬ ‫“التوسل” إىل‬ ‫مجرد‬ ‫ّ‬ ‫أ لقد انتقلت صلواتنا من ّ‬ ‫الوامر المبا�ش ة‪ .‬كنا نعرف ما يجب أن يفعله‬ ‫هللا وطالبناه أن يفعل ذلك آ‬ ‫الن!‬ ‫ال ماء‪.‬‬ ‫مساء الجمعة‪ ،‬خرجت والمدير إىل ما وراء‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫ّ‬ ‫مخيم الوالد إىل خزانات المياه العمالقة ي‬


‫تقع تحت أشجار الصنوبر‪ .‬كان كل خزان يسع‬ ‫ث‬ ‫أك� من ‪ ٣٨,٠٠٠‬تل�ا‪ ،‬وكانوا جميعهم ي ن‬ ‫جاف�‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫مياها باردة‬ ‫ال� تجلب ً‬ ‫ً‬ ‫تقريبا‪ .‬كانت النابيب‪ ،‬ي‬ ‫وصافية من الينابيع‪ ،‬ساخنة‪ .‬ال ماء يتدفق‬ ‫منها‪ .‬ما لم تحدث معجزة ف ي� وقت قريب‪،‬‬ ‫المخيم‪.‬‬ ‫فسنضطر إىل إغالق‬ ‫ّ‬ ‫أخ�نا هللا أن وقت المعجزة قد حان‪،‬‬ ‫بْ‬ ‫ووصفنا له الحجم المناسب للعاصفة الرعدية‪،‬‬ ‫تع� منه‪.‬‬ ‫وأخ�ناه عن الجبل الذي يجب أن ب‬ ‫بل ب‬ ‫ف‬ ‫السبت طلب أحد المستشارين‬ ‫يوم‬ ‫و�‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫التحدث قبل البدء ي� خدمة العبادة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫م�عج من الطريقة ت‬ ‫“أنا نز‬ ‫ال� بها نأمر هللا‬ ‫ي‬ ‫أمرا‪ ،‬لكننا نحن أنفسنا لم نفعل أي‬ ‫أن يصنع ً‬ ‫ش‬ ‫نصل من أجل المطر‪ ،‬ولكن‬ ‫�ء‪ .‬لقد كنا ي‬ ‫ي‬ ‫نز‬ ‫كب�ة‪ ،‬فست�لق‬ ‫مط�ة ي‬ ‫إذا حصلنا عىل عاصفة ي‬ ‫البح�ة‪ ،‬ولن‬ ‫المياه إىل الوادي‪ .‬لن تتدفق إىل ي‬ ‫تساعد ف� إمدادنا بالمياه‪ .‬ي ن‬ ‫يتع� علينا أن نضع‬ ‫ي‬ ‫طاقتنا ف ي� هذا‪ ،‬ونقوم بدورنا‪ ،‬وليس فقط‬ ‫انتظار أن يرسل هللا المطر “‪.‬‬ ‫ثم قام بإخراج المجارف والمعاول‬ ‫والمكابس‪ ،‬وأظهر لنا أين يجب أن نحفر‬ ‫الخنادق‪ ،‬وأين نزيل أوراق شجر الصنوبر‪ ،‬وأين‬ ‫نجمع أكواما من أ‬ ‫الوساخ لنضعها كسد يحجز‬ ‫ً‬ ‫أمطار هللا القادمة‪ .‬وإذ قمنا بـــــــــ “دورنا”‬ ‫تم إلغاء اجتماع الكنيسة‪.‬‬ ‫***‬ ‫وبينما ك ّنا نعمل أرسل هللا عاصفة رعدية!‬ ‫كانت هوجاء‪ ،‬وهي ركام من الغيوم الرمادية‬ ‫ت‬ ‫ال� بدت كافية لالستجابة‬ ‫والبيضاء الضخمة ي‬ ‫وسبحنا هللا عىل‬ ‫لصلواتنا‪ .‬رصخنا‪ِ ،‬‬ ‫وص ْحنا‪ّ ،‬‬ ‫سخائه‪ ،‬واحتفلنا بكل قطرة مطر قد سقطت‪.‬‬ ‫لم يستغرق ذلك وق ًتا ً‬ ‫طويل‪ ،‬ألننا شعرنا بثالث‬ ‫قطرات ال ث‬ ‫أك� قبل أن تختفي الغيوم وعادت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السماء إىل اللون الزرق المتللئ المخيف ليوم‬ ‫صيفي شديد الجفاف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الكافت�يا‪،‬‬ ‫بعد مغيب الشمس‪ ،‬التقينا ف ي�‬ ‫ي‬ ‫ك ّنا مجموعة حزينة من المستشارين والرماة‬ ‫والطهاة والقادة‪ .‬وقد اختفى أ‬ ‫المل من قلوبنا‪.‬‬ ‫صلينا‪ .‬بال لجاجة‪ .‬رنّمنا‪ .‬وكان ترنيمنا أردأ‪.‬‬ ‫ثم وقفت سيندي‪ ،‬ومشت ببطء إىل وسط‬ ‫أخ�ا‪.‬‬ ‫دائرتنا ي‬ ‫المث�ة للشفقة‪ ،‬وتكلّمت ي ً‬ ‫تث�ون ئز‬ ‫اشم�ازي‪ .‬طوال‬ ‫شباب‬ ‫“أنتم يا‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫الله الرائع‬ ‫تخ�‬ ‫ون� عن هذا إ‬ ‫السبوع كنتم ب‬ ‫ي‬ ‫الذي تخدمونه؛ وعن إمكانية الوثوق به ف ي�‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫�ء؛ وعن إرساله المطر لنه‬ ‫حياتكم ي‬ ‫و� كل ي‬ ‫مخيم صيفي عىل‬ ‫يعتقد أن هذا هو أفضل ّ‬

‫هذا الكوكب‪ .‬آ‬ ‫الن‪ ،‬عندما يدفع إيمانكم إىل‬ ‫أقىص الحدود تب�ككم بال ماء‪ ،‬صارت وجوهكم‬ ‫حزينة ورصختم كما لو أنه قد نسيكم‪ ،‬وترككم‬ ‫وحيدين هنا عىل الجبل‪ ،‬وأهملكم وسط‬ ‫الغبار‪”.‬‬ ‫نحدق ونصغي ولكننا ال‬ ‫بصمت‪ ،‬ك ّنا‬ ‫جميعا ّ‬ ‫ً‬ ‫نشعر حقًا بما كانت تقوله سيندي‪.‬‬ ‫“إذا كنتم تؤمنون حقًا بإلهكم‪ ،‬فكفاكم‬ ‫تذم ًرا من اختياراته‪ .‬اركعوا عىل ركبكم واحتفلوا‬ ‫ّ‬ ‫بكل ما يفعله من أجلكم‪ .‬وبالمناسبة‪ ،‬لقد‬ ‫كنتم تطلبون منه المطر ال يغ�‪ ،‬ي ن‬ ‫سائل� منه‬ ‫أن يفعل أ‬ ‫الشياء عىل طريقتكم‪ .‬ماذا لو كانت‬ ‫آ‬ ‫لديه خطّة أفضل؟ الن‪ ،‬أخرجوا من هنا‪،‬‬ ‫وصلوا من أجل المغفرة‪”.‬‬ ‫اذهبوا إىل مكان ما‬ ‫ّ‬ ‫ممز ق ي� الروح‪ .‬وكلمات التوبة‬ ‫لقـد ذهبنا‪ّ .‬‬ ‫عىل شفاهنا‪.‬‬ ‫ف ي� وقت الحق من تلك الليلة‪ ،‬كان العديد‬ ‫منا يتحدث بتواضع‪ ،‬بالقرب من الجدول‬ ‫يشق المخيم‪ .‬قال اثنان من‬ ‫الجاف الذي كان ّ‬ ‫المستشارين‪ ،‬وهما جاك ودون‪ :‬ليلة سعيدة‪،‬‬ ‫وتوجها إىل مخيم أ‬ ‫الوالد‪ .‬بعد لحظات سمعنا‬ ‫ّ‬ ‫رصاخ بدا وكأن جاك يتعرض لهجوم من ِقبل‬ ‫أمريك‪.‬‬ ‫أسد‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫ئ‬ ‫ركضت والبعض الخر ور يا� إذ كان رصاخ‬ ‫جاك يجتذبنا إىل حيث كان يواجه الخطر‪.‬‬ ‫ث‬ ‫وجدناه يقف بجانب خزان مياه يسع أك� من‬ ‫ت‬ ‫ل�ا‪ ،‬ومياه باردة تتدفق إىل الخارج وتغمر‬ ‫‪ً ٣٧,٠٠٠‬‬ ‫جاك‪ .‬ووجدنا الخزان‪ ،‬الذي كان قبل ساعات‬ ‫قليلة فارغًا بنسبة ‪ ٩٨‬بالمئة‪ ،‬ممتل ًئا بمياه هللا‪.‬‬ ‫قص�ا‪ ،‬ثم انزلقت إىل أنبوب‬ ‫أخذت “ ُد ًّشا” ي ً‬ ‫الس ْح ِب‪ ،‬الذي يجلب الماء من الينبوع إىل‬ ‫َّ‬ ‫الخزان‪ .‬كانت أ‬ ‫النابيب الفوالذية ساخنة‪ ،‬جافة‬ ‫ش‬ ‫�ء كان يتدفق إىل داخل الخزان‪.‬‬ ‫وحارة‪ .‬ال ي‬ ‫الليلة‪ ،‬وطيلة بقية الصيف‪ ،‬خدمنا �ف‬ ‫ف ي� تلك‬ ‫ي‬ ‫رهبة الينبوع ف ي� الخزان‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ث‬ ‫ماء‪ .‬ماء بارد ونقي‪ .‬أك� مما كنا ي� حاجة‬ ‫إليه‪ .‬أرسله هللا بطريقته الخاصة‪.‬‬ ‫يعيش ديك ي ن‬ ‫القس وراوي القصص‪ ،‬ف ي� بورتالند‪،‬‬ ‫دورك�‪ّ ،‬‬ ‫ف‬ ‫أوريغون‪ ،‬الواليات المتحدة‪ .‬وهو يُعرف ي� جميع أنحاء‬ ‫العالم عىل أنه «ناقل متجول للنعمة‪».‬‬

‫ش‬ ‫النا�‬ ‫مجلة "عالم الأدفنتست" أهي مجلة دورية‬ ‫ين‬ ‫السبتي�‪.‬‬ ‫عالمية من إصدار كنيسة الدفنتست‬ ‫النا�ش ون‪ :‬المجمع أالعام‪ ،‬وقسم شمال آسيا‬ ‫ين‬ ‫السبتي�‪.‬‬ ‫والمحيط الهادئ للدفنتست‬ ‫أ‬ ‫المحرر التنفيذي ورئيس خدمات "الدفنتست‬ ‫ريفيو"‬ ‫بيل نوت‬ ‫رئيس ش‬ ‫الدول‬ ‫الن�‬ ‫يّ‬ ‫بيونج دوك تشان‬ ‫لجنة تنسيق "عالم أ‬ ‫الدفنتست"‬ ‫ج�مان‬ ‫س يونغ كيم‪ ،‬الرئيس؛ يوكاتا إنادا؛ ي‬ ‫ي‬ ‫الست؛ بيونغ دوك تشان‪ ،‬سوك هي هان؛ دونغ‬ ‫ن‬ ‫ج� ليو‬ ‫ي‬

‫المحررون المشاركون‪/‬المديرون‪ ،‬خدمات‬ ‫أ‬ ‫الدفنت ريفيو‬ ‫ز‬ ‫ج�الد كلينجبيل‪ ،‬كريغ سكوت‬ ‫ر‪،‬‬ ‫س�‬ ‫اليل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫س�نغ‪ ،‬ماريالند‬ ‫المحررون ي� سلفر ب‬ ‫بالكم�‪ ،‬ستيفن شافز‪ ،‬ت ن‬ ‫ش‬ ‫جوردا�‪،‬‬ ‫كوس�‬ ‫ساندرا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ويلونا كاريمابادي‬ ‫المحررون ف ي� سيول‪ ،‬كوريا‬ ‫بيونغ دوك تشن‪ ،‬جاي مان بارك‪ ،‬هيو جن كيم‬ ‫مدير العمليات‬ ‫يم�ل بوارييه‬ ‫ال ْجمال‪/‬استشاريون‬ ‫محررون ِب َو ْج ِه إ‬ ‫نك‬ ‫فنل‪ ،‬جون م‪ .‬فولر‪ ،‬إي إدوارد ز ي‬ ‫مارك أ‪ .‬ي‬ ‫المال‬ ‫المدير ي‬ ‫كم� يل براون‬ ‫ب‬ ‫الدارة‬ ‫مجلس إ‬ ‫س يونغ كيم‪ ،‬الرئيس؛ بيل نوت‪ ،‬السكر يت�؛‬ ‫ي‬ ‫تز‬ ‫دوكم�يان؛ سوك هي‬ ‫بيونغ دوك تشن؛ كارنيك‬ ‫ج�مان الست؛ راي والن؛ بحكم‬ ‫هان؛ يوتاكا إنادا؛ ي‬ ‫المنصب‪ :‬خوان بريستول بوزن؛ ج‪ .‬ت‪ .‬نغ‪ ،‬تيد‬ ‫س ويلسون‬ ‫ن‪ .‬ي‬ ‫الخراج ن‬ ‫الف� والتصميم‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫‪Types & Symbols‬‬ ‫ترجمة‬ ‫ن‬ ‫عو�‬ ‫ناجي ي‬ ‫مراجعة‬ ‫أ�ش ف فوزي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� ترغبون‬ ‫فللكُ َّتاب‪ :‬نرحب بالنصوص الصلية ي‬ ‫التخل عنها‪ .‬يرجى إرسال جميع المراسالت‬ ‫ي�‬ ‫ي‬ ‫التحريرية إىل‪:‬‬ ‫‪Old Columbia Pike, Silver Spring, 12501‬‬ ‫‪MD 20904-6600, U.S.A. Editorial office Fax‬‬ ‫‪number:(301) 680-6638‬‬ ‫ت ن‬ ‫و�‪:‬‬ ‫بال�يد إاللك� ي‬ ‫‪worldeditor@gc.adventist.org‬‬ ‫ت ن‬ ‫و�‪:‬‬ ‫الموقع إاللك� ي‬ ‫‪www.adventistworld.org‬‬ ‫فإن جميع الصورة‬ ‫ما لم يذكر خالف ذلك‪َّ ،‬‬ ‫البارزة تعود ملكيتها أإىل‪.Getty Images 2019 © :‬‬ ‫ش‬ ‫"عالم الدفنتست" شهريًا‪ ،‬وتطبع‬ ‫تن�‬ ‫مجلةذاته ف‬ ‫ازيل‪ ،‬وأندونيسا‪،‬‬ ‫ال�‬ ‫و‬ ‫كوريا‪،‬‬ ‫�‬ ‫الوقت‬ ‫ف ي�‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫أس�اليا‪ ،‬وألمانيا‪ ،‬والنمسا‪ ،‬والأ‬ ‫ت‬ ‫رجنت�‪،‬ن‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫والمكسيك‪ ،‬وجنوب أفريقيا‪ ،‬والواليات المتحدة‪.‬‬ ‫تن� مجلة "موجز عالم أ‬ ‫ش‬ ‫الدفنتست" كل ربع سنة‪.‬‬ ‫‪2020, № 1‬‬

‫وجز ‪2020‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪15‬‬


‫أ‬ ‫إنسان إىل أالبد‪،‬‬ ‫وإله إىل البد‬ ‫‪Bible Questions Answered‬‬

‫س‬ ‫إ‬

‫أنا أتفهم لماذا أصبح يسوع إنسانًا‪،‬‬ ‫سيظل محتفظًا ش‬ ‫ّ‬ ‫بب�يته‬ ‫لكن لماذا‬ ‫إىل أ‬ ‫البد‪ ،‬رغم إنّه هللا؟‬ ‫ن‬ ‫العقال� ض‬ ‫ال�وري‬ ‫التفك�‬ ‫س ألننا ال نملك عمق‬ ‫إن‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ي‬ ‫التجسد ِ ٌّ‬ ‫أ‬ ‫لفهمه‪ .‬سؤالك هو فكرة جيدة‪ .‬دعنا نراجع بعض الدلة الكتابية‬ ‫ال� تش� إىل أن تجسد ابن هللا سيستمر أ‬ ‫للبد‪ .‬ثم سأذكر بعض‬ ‫تأ ي ي‬ ‫ّ‬ ‫السباب الالهوتية للتعامل مع قلقك‪.‬‬ ‫التجسد‬ ‫‪ .1‬ديمومة‬ ‫ُّ‬ ‫إن أ‬ ‫ش‬ ‫واللهية‬ ‫ية‬ ‫الب�‬ ‫الطبيعة‬ ‫اتحاد‬ ‫واضحة‪:‬‬ ‫الكتابية‬ ‫دلة‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫ّ‬ ‫للمسيح يغ� قابل للكرس‪“ .‬ا ْلك َِل َمةُ َص َار َج َس ًدا” (يوحنا ‪ )١٤ :١‬و‬ ‫“مولود ِم ِن ْام َرأَ ٍة” (غالطية ‪ .)٤:٤‬نما كإنسان (لوقا‪ )٤٠ :٢‬وظل‬ ‫(ع� ي ن‬ ‫اني� ‪ .)٧ :٥‬خالل صلبه‪ ،‬خرج دم‬ ‫كذلك طوال خدمته ب‬ ‫شب�ي من يدي يسوع وجبهته؛ عطش (يوحنا ‪ )٢٨ :١٩‬وشعر أن‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫و� النهاية مات‪ ،‬مثل كل ش‬ ‫الب�‪( ،‬يوحنا‬ ‫هللا تركه (م� ‪ .)٤٦ :٢٧‬ي‬ ‫ف‬ ‫ممجد (يوحنا ‪:٢٠‬‬ ‫‪ .)٣٠ :١٩‬لقد خرج آمن ب‬ ‫الق� كإنسان ي� جسد ّ‬ ‫(الية ‪ )١٨‬والتالميذ (يوحنا ‪ .)١ :٢١‬صعد المسيح‬ ‫‪ )٢٧‬ورأته مريم‬ ‫الب�ي‪ ،‬وحمل الطبيعة ش‬ ‫إىل السماء بجسده ش‬ ‫الب�ية إىل عرش هللا‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫آ‬ ‫وج ُد‬ ‫(أعمال الرسل ‪ .)١١ :١‬إنه الن يتشفع فينا أمام الب‪“ :‬لَنَّ ُه يُ َ‬ ‫ان‬ ‫� هللاِ َوال َّن ِاس (‪ِ :)anthrōpōn‬إ‬ ‫النْ َس ُ‬ ‫ِإ ٌله َو ِاح ٌد َو َو ِسي ٌط َو ِاح ٌد بَ ي ْ ن َ‬ ‫يح “ (‪١‬تيموثاوس ‪.)٥ :٢‬‬ ‫(‪ )anthrōpos‬يَ ُسو ُع ال َْم ِس ُ‬ ‫ينكره أ‬ ‫النبياء الكذبة هو أن “يَ ُسو َع‬ ‫أن ما‬ ‫يؤكد يوحنا عىل ّ‬ ‫يح آ ِت ًيا ِ ف ي� ال َْج َس ِد” (‪٢‬يوحنا ‪ .)٧‬يضيف بولس أنه بمجرد‬ ‫ال َْم ِس ِ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫الكو�‪ ،‬ستخضع كل الشياء مجد ًدا للب‪ ،‬و “االبْ ُن‬ ‫انتهاء الرصاع‬ ‫ي‬ ‫ُون هللاُ ا ْلك َُّل ِ ف ي�‬ ‫نَف ُْس ُه أَيْ ًضا َس َي ْخ َض ُع ِلل َِّذي أَ ْخ َض َع ل َُه ا ْلك َُّل‪ َ ،‬ي ْك يَك َ‬ ‫أبدا‪ .‬فالمسيح‬ ‫يتم تعطيل‬ ‫التجسد ً‬ ‫ا ْلك ُِّل” (‪١‬كورنثوس ‪ :١٥‬أ‪ .)٢٨‬لن ّ‬ ‫ُّ‬ ‫قد أصبح إنسانًا إىل البد‪ .‬وذبيحته هي ذبيحة أبدية‪.‬‬ ‫متجسد واحد‬ ‫‪ .2‬مخ ّلص‬ ‫ّ‬ ‫التجسد ذاتها‪ .‬فلو لم يكن‬ ‫التجسد يعكس طبيعة‬ ‫إن استمرار‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫مجرد حلول مؤقت هلل ف ي� إنسان‪.‬‬ ‫بل‬ ‫د‪،‬‬ ‫تجس‬ ‫لدينا‬ ‫كان‬ ‫لما‬ ‫ا‪،‬‬ ‫أبديًّ‬ ‫أ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫طبيعت� ي� شخص واحد‪،‬‬ ‫فالتجسد‪ ،‬ي� واقع المر‪ ،‬هو وجود‬ ‫ي‬ ‫ُّ‬ ‫‪16‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢٠ / ١‬‬ ‫ُم َ‬

‫ين‬ ‫معا ويمكنهما االنفصال بسهولة‬ ‫وليس‬ ‫شخص� يسكنان ً‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫عن بعضهما البعض م� رغبا ي� ذلك‪ .‬لم يدخل يسوع‬ ‫الوجود بمعزل عن التجسد‪ .‬ففيه يتعايش ما هو ن‬ ‫إنسا� وما‬ ‫ُّ‬ ‫ي‬ ‫هو إلهي ف ي� اتحاد يغ� قابل للكرس‪ ،‬مما يجعل من الممكن‬ ‫بالنسبة لنا أن نكون متحدين مع هللا مرة أخرى‪.‬‬ ‫اللهي هذا‬ ‫أن عمل الخالص إ‬ ‫الحقيقة أالكونية هي ّ‬ ‫ّ‬ ‫التجسد نهايةً لمخلِّصنا‬ ‫نهاية‬ ‫سيظل إىل البد‪ .‬وستكون‬ ‫ُّ‬ ‫ن‬ ‫نسا�‪ .‬ولكن ببساطة‪ ،‬من المستحيل أن يحدث‬ ‫لهي‪-‬ال‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫هذا‪ .‬فإنه هو ي مخلِّصنا وسيبقى إىل أ‬ ‫البد كذلك‪ .‬فما حدث‬ ‫ّ‬ ‫ف� التجسد لم يكن شي ًئا يمكن ت‬ ‫ال�اجع عنه بمجرد تحقيق‬ ‫ُّ‬ ‫ي‬ ‫الغرض منه‪.‬‬ ‫التجسد‬ ‫‪ .3‬نهاية الخطيئة وديمومة‬ ‫ُّ‬ ‫التجسد‪ ،‬يجب علينا‬ ‫عند االستقصاء عن ديمومة طبيعة‬ ‫ُّ‬ ‫التفك� ف ي� حقيقة أن الخطيئة ظاهرة كونية وزمنية‪،‬‬ ‫أيضا‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫وزم�‪ .‬فمن خالل عمل المسيح‪،‬‬ ‫كو�‬ ‫وأن حلها هو ً‬ ‫أيضا ي‬ ‫الخطية من يالكون وإىل أ‬ ‫البد (العنرص‬ ‫سيتم استئصال‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫إن حل معضلة الخطيئة هو‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫مرة‬ ‫تظهر‬ ‫الزم�) ولن‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫تاريخيا قد حدث � وقت ي ن‬ ‫مع�‬ ‫كو� ودائم‪ .‬إنه ليس حدثًا‬ ‫ً‬ ‫ف ي‬ ‫ي‬ ‫�ض‬ ‫الخالص هو حدث‬ ‫إن عمل هللا‬ ‫ي� الما ي فحسب؛ بل َّ‬ ‫ي‬ ‫دائم الفعالية‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ح� يموت من أجل‬ ‫إن اتضاع هللا ي� أن يصبح إنسانًا أ ّ‬ ‫ّ‬ ‫البد لضمان عدم‬ ‫جنس خاطئ‪ ،‬إنّما هو محفوظ إىل‬ ‫التجسد هو جزء من تضحية‬ ‫ظهور الخطيئة من جديد‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫المسيح من أجلنا‪.‬‬ ‫يز‬ ‫رودريغ� قد تقاعد بعد أن خدم الكنيسة كقس وأستاذ‬ ‫أنجيل مانويل‬ ‫وعالم الهوت‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.