Adventist World Arabic Q4 2021

Page 1

‫وجز ‪2021 /4‬‬ ‫ُم َ‬ ‫محاط‬ ‫بالنار‬ ‫الصفحة ‪٦‬‬ ‫تصاعد‬ ‫السالم‬ ‫الصفحة ‪11‬‬ ‫االحتفال‬ ‫ف‬ ‫بالتعا�‬ ‫ي‬ ‫الصفحة ‪14‬‬

‫لقاء هللا �ف‬ ‫ي‬ ‫أماكن ِع ّدة‬


‫نصيل‬ ‫أينمانوت ي‬ ‫بقلم بيل‬

‫‪8‬‬

‫لقاء هللا مع‬ ‫سماعة الطبيب‬

‫ين‬ ‫ثورس� هوجن‬

‫‪ 3‬موجز أ‬ ‫األخبار‬ ‫‪ 6‬نظرة عالمية‬ ‫محاط بالنار‬ ‫يس ويلسون‬ ‫تيد إن ي‬ ‫أ‬ ‫‪ 11‬أصوات األلفية‬ ‫تصاعد السالم‬ ‫يب�شيبا جاكوب‬ ‫تأمل روحي‬ ‫‪ُّ 12‬‬ ‫اليهودي الجريح‬ ‫بول ديبدال‬ ‫‪ 14‬هل تسمح ف ييل بأن أ ُق َّص عليكَ ِقصة؟‬ ‫بالتعا�‬ ‫االحتفال‬ ‫ي‬ ‫ديك دويركسن‬ ‫الك َتاب ال ُْمق ََّدس‬ ‫‪ 16‬أسئلة وإجوبة ِ‬ ‫م�ر ومتكامل‬ ‫ب َّ‬ ‫يز‬ ‫رودريغ�‬ ‫أنجيل مانويل‬

‫‪Cover images (left to right): Design Pics/‬‬ ‫‪Getty Images; gorodenkoff / iStock / Getty‬‬ ‫‪Images Plus / Getty Images; Georgiy Datsenko /‬‬ ‫‪iStock / Getty Images Plus / Getty Images‬‬

‫“بالنسبة ألأولئك الذين يصلون‪ ،‬كل مكان يمكن أن يكون كنيسة‪”.‬‬ ‫المعارض الفنية ليست أماكن للعبادة‪ ،‬أو ت‬ ‫ح� للصالة كما يظن البعض‪.‬‬ ‫ش‬ ‫اللوحات المنسقة بعناية غالبا ما تجسد الدراما المتصاعدة للحياة الب�ية‪،‬‬ ‫بكل ضحكاتها ومآسيها وألمها‪ .‬نحن نعجب بعبقرية الفنان‪ ،‬إتقان الضوء‬ ‫والظل‪ ،‬وضوح ذوق أ‬ ‫يز‬ ‫المتم� لوجه إنسان‪ .‬الفن الذي نخلقه‬ ‫األلوان‪ ،‬الرسم‬ ‫نحن ش‬ ‫الب� هو عالمة عىل وجودنا ‪ -‬أن حياتنا وأفعالنا ومنافساتنا كلها كانت‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫كث� من‬ ‫ذات قيمة عىل مدار الزمن‪ .‬ح� أفضل الفنون الدينية تجسد ي� ي‬ ‫أ‬ ‫اإلنسان تجاه هللا‪.‬‬ ‫األحيان ردود أفعال إ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫برغب� ي� الصالة‪ .‬كان‬ ‫ولكن ي� ٍ‬ ‫يوم ما كنت أتجول ي� معرض ما وشعرت أ ي‬ ‫مرييك ثوماس كول‬ ‫األ‬ ‫الرسام‬ ‫أعمال‬ ‫يتضمن‬ ‫العاصمة‬ ‫واشنطن‬ ‫معرض ف ي�‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف ي� القرن التاسع ش‬ ‫اإلعالم المحلية‬ ‫ع�‪ .‬ظهرت إعالناته ي� كل من وسائل إ‬ ‫والقومية‪ ،‬تعلن عن ما أسماه النقاد “الـتــفــوق” ‪ -‬لمحة عما ال يبدأ‬ ‫اإلنجازات ش‬ ‫الب�ية‪.‬‬ ‫باإلنسانية وال ينتهي بملخصات إ‬ ‫إ‬ ‫ت‬ ‫المث�‬ ‫كول‬ ‫اث‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫‪.‬‬ ‫آمايل‬ ‫عالنات‬ ‫اإل‬ ‫هذه‬ ‫تخيب‬ ‫لم‬ ‫ولدهش�‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أعت�ها “الوطن”‪ ،‬ن‬ ‫لإلعجاب يركز فقط عىل المنطقة الجغرافية ت‬ ‫لكن�‬ ‫ال�‬ ‫إ‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫الموهوب�‬ ‫نفيس مفتونًا بفنان استوعب ما استعىص عىل المئات من‬ ‫وجدت‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫اآلخرين‪“ :‬ك َُّل َج َس ٍد ك َُع ْش ٍب‪َ ،‬وك َُّل َم ْج ِد ِإنْ َس ٍان ك َ​َز ْه ِر ُع ْش ٍب‪ .‬ال ُْع ْش ُب يَ ِب َس‬ ‫َو َز ْه ُر ُه َس َقطَ” (‪1‬بطرس ‪.)1 :24‬‬ ‫غالبـا مـا كان من الصعب العثور عىل أي شـخصيات شب�ية ف ي� المناظر‬ ‫ً‬ ‫الطبيعية ي ت‬ ‫وب�كشـاير ف ي�‬ ‫ال� يرسـمها ثوماس كول لجبال كاتسـكيل ي‬ ‫الكب�ة في‬ ‫صغ� الحجم‪،‬‬ ‫شـمال ش�ق أمريكا‪ .‬ي� بعض اللوحات ظهر إنسـان واحد‪ ،‬ي‬ ‫يبدو كقزم أمام الواقع الشـاهق لعالم لم يخلقه وال‬ ‫يمكنه السـيطرة عليه‪ .‬ف� لوحة أخرى‪ ،‬ظهرت أ‬ ‫األدوات‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫ُرشـه ‪ -‬كما لو أنه‬ ‫الر َّسـام وف ِ‬ ‫الب�ية فقط – لوازم ّ‬ ‫ت‬ ‫أك� منه بال حدود‪.‬‬ ‫يجـب أن ي�اجـع أمام قوى ب‬ ‫تُرى قصة الحياة ش‬ ‫الب�ية‪ ،‬كما صورها كول‪ ،‬عىل‬ ‫لوحة أعمال هللا الواسعة والرائعة‪ .‬ال يمكن أن يكون‬ ‫ت‬ ‫ال� تم كسبها أو ممارسة‬ ‫هناك تفاخر بالمعارك ي‬ ‫السلطة السياسية أو ت‬ ‫ح� التقوى ش‬ ‫الب�ية‪“ِ .‬إذَا أَ َرى‬ ‫ان َح َّ�ت‬ ‫وم ال ِ ت يَّ� ك ََّونْ َت َها‪ ،‬ف َ​َم ْن ُه َو ِإ‬ ‫َس َم َاوا ِتكَ َع َم َل أَ َص ِاب ِعكَ ‪ ،‬ا ْلق َ​َم َر َوال ُّن ُج َ‬ ‫اإلنْ َس ُ‬ ‫تَذك َُر ُه؟ َوابْ ُن آ َد َم َح ت َّ� تَ ْف َت ِق َد ُه؟” (مزمور ‪.)4 ،3 :8‬‬ ‫ت‬ ‫ركب� وال بيدي مرفوعة ‪ -‬ولكـن بهذه اللغة‬ ‫ولذلـك تصليـت ‪ -‬ليـس عىل ي ّ‬ ‫ليك أعرف حجمي‬ ‫التي نتحـدث بها بصدق إىل هللا‪ .‬صليـت ي‬ ‫الصامتـة ي‬ ‫الحقيقـي ‪ -‬ذرة مـن الغبـار المتحرك ف ي� مجرات ال حرص لهـا يحكمها هللا‬ ‫ن‬ ‫يحب� ‪.‬‬ ‫الـذي ما زال ف ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال� نبحث عنه فيها‪ ،‬وليس فقط ي� تلك األماكن‬ ‫نحن نجد هللا ي� األماكن ي‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫المؤمن� أو صالتهم عىل الوقت الذي‬ ‫ال� نتوقعه فيها‪ .‬ال تقترص عبادة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫صباحا‪ ،‬أو العبادة المعتادة ي� الكنيسة‪ .‬بل هو‬ ‫يقضونه بمفردهم مع هللا‬ ‫ً‬ ‫يقابلنا يوميا أثناء تربية أ‬ ‫األبناء‪ ،‬وبناء عالقتنا بأوالدنا‪ ،‬واستخدامنا لوسائل‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫نصيل من أجل يقظة روحية أعظم ‪ -‬لسماع‬ ‫إ‬ ‫اإلعالم‪ ،‬واالختالط باألصدقاء‪ .‬ي‬ ‫نصيل من أجل إيقاظ حواسنا الفاترة‬ ‫‪.)22‬‬ ‫‪:3‬‬ ‫(رؤيا‬ ‫”‬ ‫س‬ ‫ئ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ْكَ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫وح‬ ‫الر‬ ‫ُه‬ ‫ل‬ ‫ُو‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫“م‬ ‫ُ‬ ‫ُّ ُ ِ َ ِ ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ي‬ ‫تل�ى هللا الذي يبحث عنا باستمرار‪.‬‬

‫ت‬ ‫ال� يمكن مشاركتها ف ي� اجتماع العبادة الخاص بفريق عمل المجلة صباح كل يوم أربعاء‪ .‬ارسل ِطلباتك إىل‪:‬‬ ‫الصالة‪ ،‬ونرحب ِبطلبات َّ‬ ‫نحن نؤمن بقوة َّ‬ ‫الصالة ي‬ ‫معا ف� الكرازة عن ت‬ ‫اق�اب ملكوت هللا‪.‬‬ ‫نعمل‬ ‫إذ‬ ‫وص ٍّل ِمن أجلنا‬ ‫‪َ prayer@adventistworld.org‬‬ ‫ً ي‬ ‫‪2‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 4‬‬ ‫ُم َ‬


‫موجز أ‬ ‫األخبار‬

‫أ‬ ‫همية‬ ‫األ‬ ‫بالغة‬ ‫لحظة‬ ‫“هذه‬ ‫أ‬ ‫الجنوبية ألننا‬ ‫أمريكا‬ ‫لقسم‬ ‫ف‬ ‫نتعامل مع القيادة ي� الكنيسة‬ ‫شيوخ الكنيسة‬ ‫يلعب‬ ‫المحلية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫نهم‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫محور‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫رعو‬ ‫ا‬ ‫دور‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يقومون بدور هام وفعال �ف‬ ‫ي‬ ‫الخدمة لمساعدة الكنيسة‬ ‫عىل النمو من خالل العمل مع‬ ‫المحيل”‪.‬‬ ‫القس‬ ‫ي‬

‫تعقيبا على التصويـت بالموافقة‬ ‫—برونـو راسـو ‪ -‬نائب رئيس إرسـالية أمريكا الجنوبيـة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫على بند يتضمن السـماح للنسـاء بالعمل كشـيوخ في الكنيسـة في القسـم الذي‬ ‫يتضمـن ثماني بالد‪.‬‬

‫الجلسة الخاصة بالجمعية‬ ‫العمومية للمجمع العام‬ ‫لسنة ‪٢٠٢٢‬‬

‫رسـميا بأن جلسة الجمعية‬ ‫تم التنويه‬ ‫ً‬ ‫العمومية للمجمع العام لكنيسـة‬ ‫أ‬ ‫األدڤنتسـت السبتيين س ُتعقد في‬ ‫‪ ١٨‬كانـون الثاني (يناير) ‪ ،٢٠٢٢‬داخل‬ ‫المقر الرئيسـي للمجمع العام لكنيسة‬ ‫أ‬ ‫األدڤنتسـت السبتيين في ‪ ١٢٥٠١‬أولد‬ ‫كولومبيا بايك‪ ،‬سـيلفر سبرينغ‪ ،‬والية‬ ‫ماريالند بالواليات المتحدة‪ .‬سـيبدأ‬ ‫صباحا‬ ‫االجتماع في السـاعة ‪٨:٠٠‬‬ ‫ً‬ ‫(التوقيت الشـرقي) في ‪ ١٨‬كانون الثاني‬ ‫(يناير) ‪ ،٢٠٢٢‬لمناقشـة بند واحد اال‬ ‫وهـو تعديل الئحه قانون المجمع‬ ‫العام لكنيسـة أ‬ ‫األدڤنتست السبتيين‬ ‫للسـماح بالمشاركة االفتراضية في‬ ‫الجمعيـات العمومية للمجمع العام‬ ‫في أ‬ ‫األعوام المقبلة‪ .‬نشـجع جميع‬ ‫المندوبيـن المعتمدين الذين لهم دور‪،‬‬ ‫على الحضور‪.‬‬ ‫تيد إن سي ويلسون – رئيس المجمع‬ ‫العام لكنيسة أ‬ ‫األدڤنتست السبتيين‬ ‫إرتون سي كوهلر – سكرتير المجمع‬ ‫العام لكنيسة أ‬ ‫األدڤنتست السبتيين‬

‫ث‬ ‫أك� من‬ ‫عضوا‬ ‫‪ً ٦٠٠,٠٠٠‬‬

‫هو عدد أعضاء الكنيسة في قسم جنوب المحيط‬ ‫الهادئ‪ .‬نمو أ‬ ‫األعضاء إندفع إلى حد كبير بقفزة‬ ‫كبيرة في عدد أعضاء مرسلية إتحاد بابوا غينيا‬ ‫الجديدة‪ .‬وفقًا لتقرير إحصائيات قسم جنوب‬ ‫المحيط الهادئ المقدم إلى اللجنة التنفيذية‬ ‫للمجمع العام في تموز (يوليو) ‪ ،٢٠٢١‬أفاد بأنه‬ ‫عضوا وفي‬ ‫في عام ‪ ٢٠٢٠‬بلغت العضوية ‪ً ٦٠٩,٨٩٨‬‬ ‫عضوا‪ .‬وبذلك يصبح‬ ‫عام ‪ ٢٠١٩‬بلغت ‪ً ٥٦٧,١٣٩‬‬ ‫معدل نمو الكنيسة ‪ ٧,٨٥‬بالمائة‪ ،‬وهو أعلى‬ ‫معدل له في السنوات العشر الماضية‪.‬‬ ‫‪Photo: Adventist Record‬‬

‫وجز ‪٢٠٢1 / 4‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪3‬‬


‫أ‬ ‫األخبار ف ي� العمق‬

‫مزارع ض‬ ‫الخ�وات تطعم ‪2000‬‬ ‫أرسة ف ي� مدغشقر‬

‫مبادرة وكالة أ‬ ‫األدڤنتست للتنمية‬ ‫واإلغاثة (‪ )ADRA‬توفر تعويضات‬ ‫إ‬ ‫عن الدخل أثناء الجائحة‪.‬‬

‫راشيل كابوز عن (‪ )ADRA‬مدغشقر‬

‫ف� مدغشـقر‪ ،‬دأبت وكالة أ‬ ‫األدڤنتست‬ ‫ي‬ ‫واإلغاثة (‪ )ADRA‬عىل تدريب‬ ‫للتنميـة إ‬ ‫النـاس عىل زراعة حقول الخ�ض وات‬ ‫بنجـاح‪ ،‬وتربية الدواجن‪ ،‬وصنع الحرف‬ ‫اليدويـة لتعويض دخلهم المفقود‬ ‫أثناء جائحة كوفيد ‪ .19-‬سـاعدت وكالة‬ ‫أ‬ ‫واإلغاثة (‪2000 )ADRA‬‬ ‫األدڤنتسـت للتنمية إ‬ ‫عائلة ف ي� أنتاناناريفو عاصمة مدغشـقر‬ ‫ت‬ ‫كب�‬ ‫وال� عانت من اضطر‬ ‫اب ي‬ ‫فوحولهـا‪ ،‬ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ي� سـبل عيشها ألسباب تتعلق باألزمة‬ ‫اإلغالق الخاصة‬ ‫الصحيـة وإجراءات إ‬ ‫بفيروس كورونا‪ .‬ف ي� بلد يعيش فيه ثالثة‬ ‫ي‬ ‫من كل أربعة أشـخاص عىل أقل من‬ ‫ين‬ ‫أمريكي� ف ي� اليوم‪ ،‬أُبْ ِلغَ ما يقرب‬ ‫دوالريـن‬ ‫ثل� أ‬ ‫ف‬ ‫ث‬ ‫األرس عن انخفاض ي� دخلهم‬ ‫مـن ي‬ ‫منذ بداية الوباء‪.‬‬ ‫قال لويس أسيفيدو رئيس وكالة‬ ‫أ‬ ‫واإلغاثة (‪ )ADRA‬ف ي�‬ ‫األدڤنتست للتنمية إ‬ ‫مدغشقر‪:‬‬ ‫“لقد فقدت العديد من أ‬ ‫األرس سبل‬ ‫عيشها بسبب جائحة كوفيد ‪ ،19-‬وأصبحوا‬ ‫يغ� قادرين جز ًئيا عىل تلبية احتياجاتهم‬ ‫الغذائية‪ .‬خالل تقييم االحتياجات‬ ‫الرسيع الذي أجرته وكالة أ‬ ‫األدڤنتست‬ ‫واإلغاثة (‪ )ADRA‬ف ي� أيار(مايو)‪،‬‬ ‫للتنمية إ‬

‫ت‬ ‫أ ث‬ ‫ال�‬ ‫اكتشفنا أن أالوسيلة األك� شيو ًعا ي‬ ‫يستخدمها األشخاص للتعامل مع فقدان‬ ‫الدخل هي ببساطة تناول كميات أقل من‬ ‫الطعام‪ .‬ولذلك تدخلت وكالة أ‬ ‫األدڤنتست‬ ‫أ‬ ‫واإلغاثة (‪ )ADRA‬لمساعدة األفراد‬ ‫للتنمية إ‬ ‫الضعفاء عىل زراعة أطعمة مغذية‬ ‫إإلطعام أرسهم”‪.‬‬ ‫خالل العام المقبل ستساعد وكالة‬ ‫أ‬ ‫واإلغاثة (‪1900 )ADRA‬‬ ‫األدڤنتست للتنمية إ‬ ‫أرسة عىل إنشاء حقول خاصة نز‬ ‫بالم�ل‬ ‫تعمل تحت أي مناخ ييك يمكنهم زراعة‬ ‫البطاطا الحلوة والبقوليات والخ�ض وات‬ ‫سواء أ‬ ‫لألكل أو للبيع‪ .‬ستتسلم العائالت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫البذور واألدوات الزراعية األساسية وسيتم‬ ‫تدريبهم عىل أساليب الزراعة الناجحة‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل طرق تسويق منتجاتهم‬ ‫إ‬ ‫وتحويلها إىل منتجات ذات قيمة أعىل‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬سـتتعلم ‪100‬‬ ‫إ‬ ‫أرسة كيفيـة رفع دخلها عن طريق تربية‬ ‫الدواجن أو صنع أ‬ ‫األشـغال اليدوية بهدف‬ ‫بيعها‪ .‬سـتحصل كل عائلة عىل ديك واحد‬ ‫وأربـع دجاجات لتبدأ ش‬ ‫م�وعها ف ي� تربية‬ ‫أ‬ ‫الدواجن‪ ،‬بينما سـتتلقى العائالت األخرى‬ ‫المـواد الخام أ‬ ‫واألدوات الالزمة لصناعة‬ ‫المشـغوالت اليدوية‪ .‬سيتم تدريب‬

‫قامت وكالة أ‬ ‫واإلغاثة (‪ )ADRA‬بإعداد‬ ‫األدڤنتست‬ ‫للتنمية إ‬ ‫ف‬ ‫تحض�‬ ‫دليل تغذية لتعليم النساء ي� مدغشقر كيفية‬ ‫ي‬ ‫وجبات لذيذة ومغذيّة باستخدام منتجات بساتينهن‪.‬‬ ‫‪Photo: Livatina Ranarison‬‬

‫‪4‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 4‬‬ ‫ُم َ‬

‫ين‬ ‫المشـارك� حول كيفية جعل هذه‬ ‫جميع‬ ‫النشاطات مجدية اقتصاديًا‪.‬‬ ‫كانت إليان راسـواريمانانا واحدة من‬ ‫ث‬ ‫ين‬ ‫المشـارك� نشاطًا ف ي� ش‬ ‫الم�وع‪ .‬عمرها‬ ‫أك�‬ ‫ف‬ ‫عاما‪ ،‬وتعيش ي� أمباسـيكا‪ ،‬وهي قرية‬ ‫‪ً 47‬‬ ‫ت‬ ‫كيلوم�ا (‪ً 12‬‬ ‫مياًل ) عن‬ ‫حوايل ‪19‬‬ ‫ً‬ ‫تبعـد ي‬ ‫العاصمة أنتاناناريفو‪ .‬كانت راسـواريمانايا‬ ‫تعمل ف ي� الزراعة منذ سـنوات‪ ،‬لكن عائد‬ ‫دائما ضعيفًا‪ .‬ولكن عندما‬ ‫محاصيلهـا‬ ‫كان ً‬ ‫أ‬ ‫واإلغاثة‬ ‫نفذت وكالة األدڤنتسـت للتنمية إ‬ ‫(‪ )ADRA‬ش‬ ‫مشروع زراعة الخ�ض وات ف ي�‬ ‫تغ� وضعها‪.‬‬ ‫منطقتها ي‬ ‫قالت راسواريمانانا “لقد اكتسبت‬ ‫والخ�ات الجديدة‬ ‫الكث� من المهارات أ ب‬ ‫ي‬ ‫األدڤنتست للتنمية‬ ‫من تدريبات وكالة‬ ‫تدريبا ف ي�‬ ‫إ‬ ‫واإلغاثة (‪ .)ADRA‬أو ًاًل تلقينا ً‬ ‫الكث� من التقنيات‬ ‫تعلمت‬ ‫ولقد‬ ‫اعة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الز‬ ‫ي‬ ‫الجديدة‪ ،‬مثل كيفية صنع السماد‪ ،‬وكيفية‬ ‫استخدام سماد دودة أ‬ ‫األرض‪ ،‬وكيفية‬ ‫تحض� ت‬ ‫أيضا عىل فنون‬ ‫ال�بة‪ .‬لقد تدربنا ً‬ ‫ي‬ ‫الطهي‪ .‬تعلمنا أنه بعد الحصاد الجيد‪،‬‬ ‫من المهم معرفة كيفية طهي الطعام‬ ‫والحفاظ عليه”‪ .‬وأضافت‪“ :‬يمكننا اليوم‬ ‫تحض� أطباق ممتازة وصحية ت‬ ‫ح�‬ ‫ي‬ ‫بوصفات بسيطة للغاية”‪.‬‬ ‫أعربت راسواريمانانا عن امتنانها‬ ‫ت‬ ‫ال� أدخلها ش‬ ‫الم�وع عىل‬ ‫ي‬ ‫للتغي�ات ي‬ ‫سيما لنجاح حديقتها‪�“ .‬ف‬ ‫ال‬ ‫عائلتها‪،‬‬ ‫ي‬ ‫السابق‪ ،‬عندما زرعت الكسافا‪ ،‬لم يكن‬ ‫ن‬ ‫بإمكا� الحصول إال عىل عدد قليل‬ ‫ي‬ ‫الصغ�ة‪ .‬اليوم‪،‬‬ ‫من جذور الكسافا‬ ‫ي‬ ‫باستخدام التقنيات الصحيحة‪ ،‬يكفي‬ ‫جذر واحد إلطعام أ‬ ‫األرسة‪ .‬ن‬ ‫يمكن� طهي‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ت ن‬ ‫أن�‬ ‫جذر واحد ي� ثالث أوجبات‪ ،‬ح� ي‬ ‫بعضا منه ألمي”‪.‬‬ ‫أعطيت ً‬ ‫ج�انها‪.‬‬ ‫كان نجاحها مؤثر ً‬ ‫أيضا عىل ي‬ ‫أ‬ ‫مدر�‬ ‫مثل المشاركات األخريات‪ ،‬تسمى ب ي‬ ‫ين‬ ‫المدرب�‪ ،‬كان عىل راسواريمانانا تدريب‬ ‫‪ 10‬نساء أخريات‪ .‬قالت‪“ :‬بمجرد أن رأوا‬ ‫أيضا”‪.‬‬ ‫حصادي‪،‬‬ ‫فورا قرروا التعلم ً‬ ‫“أشكر موكالة ً أ‬ ‫واإلغاثة‬ ‫للتنمية‬ ‫دڤنتست‬ ‫األ‬ ‫إ‬ ‫(‪ )ADRA‬عىل هذه التدريبات القيمة‪”.‬‬


‫أ‬ ‫األخبار ف ي� العمق‬

‫ف‬ ‫ال�ازيل‪ ،‬مدرسة مستخدمي اليوتيوب تُدرب‬ ‫ي� ب‬ ‫الشباب عىل الخدمة‬

‫ّ‬ ‫وصف لتع ُّلم تقنيات الصوت‬ ‫والتسجيل ونصائح إنشاء المحتوى‪.‬‬

‫آن سيكساس ‪ -‬قسم أمريكا الجنوبية – مجلة عالم أ‬ ‫األدڤنتست‬

‫ذكر بعض من القادة ف ي� قسم أمريكا‬ ‫الجنوبية إن مدرسة جديدة ترعاها كنيسة‬ ‫أ‬ ‫ن ف‬ ‫ال�ازيل ستدرب‬ ‫األدڤنتست‬ ‫السبتي� ي� أب‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫جديدا من الشباب األدڤنتست‬ ‫جياًل‬ ‫ً‬ ‫ين‬ ‫السبتي� ليكرزوا بع� تطبيق اليوتيوب‪.‬‬ ‫م�وع ت‬ ‫مش�ك ي ن‬ ‫“‪ ”Feliz7Class‬هو ش‬ ‫ب�‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫وب� جامعة‬ ‫السبتي� ي‬ ‫كنيسة األ أدڤنتست ف ي‬ ‫ال�ازيل‪ .‬تهدف‬ ‫أوناس� األدڤنتستية ي� ب‬ ‫بي‬ ‫المبادرة إىل تعليم تقنيات الصوت‬ ‫والتسجيل ونصائح إنشاء المحتوى‬ ‫ين‬ ‫الموهوب� الذين يرغبون ف ي�‬ ‫للشباب‬ ‫استخدام مهاراتهم لمشاركة الكتاب‬ ‫ين‬ ‫مستمع� جدد‪.‬‬ ‫المقدس مع‬ ‫ش‬ ‫قال قادة الكنيسة إن هذا الم�وع‬ ‫جاء ف ي� الوقت المناسب‪ .‬وعلقوا‪:‬‬ ‫“إذا فتحت موقع يوتيوب آ‬ ‫اآلن‪،‬‬ ‫فستجد بسهولة مجموعة متنوعة من‬ ‫الموضوعات‪ ،‬بما ف ي� ذلك الموضوعات‬ ‫المسيحية”‪ .‬وفقًا لبحث شن�ته ش�كة‬ ‫سيسكو ف ي� عام ‪ ،2019‬أصبح تطبيق‬ ‫آ‬ ‫ن‬ ‫ثا� ث‬ ‫أك� التطبيقات‬ ‫اليوتيوب اآل تن هو ي‬ ‫أيضا‪ ،‬وفقًا للمصدر‬ ‫اإلن�نت‪ً .‬‬ ‫بح ًثا عىل إ‬ ‫نفسه‪ ،‬فإن ‪ 80‬بالمائة من المحتوى‬ ‫مصمم ف ي� شكل فيديو‪.‬‬ ‫المحتوى يسـتهدف بشكل خاص‬ ‫جماه� فئة الشـباب‪ .‬يرسل العديد من‬ ‫ي‬ ‫الشباب الذين يزورون “‪”Feliz7Play‬‬ ‫(موقع قسـم أمريكا الجنوبية لبث‬ ‫تع� عن رغبتهم ف ي�‬ ‫الفيديو) فرسـائل ب‬ ‫أ‬ ‫المشـاركة ي� المسلسالت واألفالم‬ ‫وخدمات مشـاركة يسوع من خالل‬ ‫محتوى الفيديو‪.‬‬ ‫قـال كارلوس ماجالهايس مدير‬ ‫اإل ت‬ ‫ستراتيجية الرقمية ف ي� قسم أمريكا‬ ‫إ‬ ‫الجنوبية إن “‪ ”Class 7‬هو اسـتجابة‬ ‫لهذه الطلبات‪.‬‬ ‫رويس مدير االتصاالت‬ ‫قال فرافائيل ي‬ ‫السابق ي� قسم أمريكا الجنوبية والذي‬ ‫ساعد ف ي� تطوير “‪“ :”Class 7‬يستخدم هللا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫باإلنجيل”‪.‬‬ ‫األدوات األ ثك� تنو ًعا ي� الكرازة إ‬ ‫قال ماجالهايس إن الهدف هو “تدريب‬ ‫الكث� عن‬ ‫وإعداد جيل يعرف بالفعل ي‬

‫يسعى ّ‬ ‫صف‬ ‫"‪ "Feliz7Class‬إىل‬ ‫تدريب الشبيبة‬ ‫ين‬ ‫الموهوب� الذين‬ ‫يرغبون ف ي� استخدام‬ ‫مهاراتهم لمشاركة‬ ‫اإلنجيل مع‬ ‫إ‬ ‫الجماه� الجديدة‪.‬‬ ‫ي‬

‫‪Photo: South American Division News‬‬

‫التكنولوجيا والشبكات االجتماعية ليكون‬ ‫ين‬ ‫بمثابة ش‬ ‫إيجابي� ف ي�‬ ‫مب�ين ومؤثرين‬ ‫العالم الرقمي”‪.‬‬ ‫لرويس‪ ،‬أدى الوباء إىل ترسيع‬ ‫بالنسبة‬ ‫ي‬ ‫عملية الهجرة‪“ .‬مع الوباء‪ ،‬نحتاج إىل‬ ‫إعادة تشكيل أنفسنا واالنتقال إىل الرقمية‪.‬‬ ‫الشباب هم أ‬ ‫األ ثك� قدرة عىل استخدام‬ ‫التكنولوجيا ش‬ ‫اإلنجيل‪ .‬إنهم‬ ‫لن� رسالة إ‬ ‫أ‬ ‫األشخاص الذين يتأقلمون بسهولة‬ ‫مع جميع التحوالت‪ ،‬واالستخدام‬ ‫ت‬ ‫االس�اتيجي للتواصل“‪.‬‬ ‫توف� الفصول‬ ‫قال القادة إنه سيتم ي‬ ‫بشكل دوري‪ .‬سيتعلم الطالب كيفية‬ ‫تخطيط المحتوى لقناة عىل يوتيوب‪،‬‬ ‫وتلقي إرشادات فنية حول الصوت‬ ‫والفيديو‪ ،‬كما سيتعلمون كيفية توزيع‬ ‫محتوى قناتهم ومشاركته‪ .‬تتمثل الخطة‬ ‫ف‬ ‫درسا بالفيديو ي ن‬ ‫ال�تغالية‬ ‫ب� ب‬ ‫ي� ي‬ ‫توف� ‪ً 166‬‬ ‫إضافيا‪.‬‬ ‫درسا‬ ‫باإل‬ ‫واإلسبانية‪ ،‬إ‬ ‫إ‬ ‫ً‬ ‫ضافة إىل ‪ً 13‬‬ ‫الدرس أ‬ ‫متاحا مجانًا‬ ‫ول‬ ‫األ‬ ‫سيكون‬ ‫ً‬ ‫عىل قناة “‪ ”Feliz7Play‬عىل يوتيوب ييك‬ ‫يتمكن الجميع من التعرف عىل بعض‬ ‫المحتويات‪ .‬سيتمكن أولئك الذين‬ ‫يسجلون‪ ،‬من الوصول إىل الفصول من‬ ‫يعت�‪ ،‬منصة‬ ‫خالل تطبيق نكست‪ ،‬والذي ب‬ ‫لجامعة‬ ‫التعلم عن بُعد‪ ،‬التابعة‬ ‫أوناس�‪.‬‬ ‫بي‬

‫لودوج�و‪ ،‬منسق‬ ‫قال جيفيسـون‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫�‬ ‫أوناسبي‪“ :‬بفضل‬ ‫التعلم عن بعد ي‬ ‫بي‬ ‫اإل تن�نـت أصبح الوصول إىل المعلومات‬ ‫إ‬ ‫ث‬ ‫أك� سـهولة‪ .‬ومع ذلك ال تزال هناك‬ ‫فجـوة ف ي� الوصول إىل المعرفة”‪ .‬تدرك‬ ‫أوناسبي أن تجربة هذه المدرسة‬ ‫بي‬ ‫سـتضاف إىل تطورات المعلومات‬ ‫والمبادئ المسـيحية مما يساهم ف ي�‬ ‫تشـكيل المعرفة الحقيقية‪”.‬‬ ‫أيضا قساوسة محليون وقادة‬ ‫هناك ً‬ ‫ويحسنون مواهبهم‬ ‫سيتعلمون‬ ‫كنائس‬ ‫ِّ‬ ‫اإل تن�نت‪ .‬سيتم‬ ‫ع�‬ ‫التبش�‬ ‫عىل‬ ‫للقدرة‬ ‫ي ب‬ ‫رقمية إإضافية �ف‬ ‫إطالق مبادرة كرازة‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫األشهر المقبلة‪ .‬مع ي ز‬ ‫ترك� المحتوى بشكل‬ ‫خاص عىل القيادة‪ ،‬فإن ت‬ ‫االق�اح هو أن‬ ‫يتعلم قادة الكنيسة التواصل بشكل‬ ‫أفضل باستخدام التقنيات الجديدة‪،‬‬ ‫وشغل مساحات عىل شبكات التواصل‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وإنشاء محتوى لموقع‬ ‫يوتيوب ومواقع أخرى‪.‬‬ ‫رويس‪“ :‬نحتاج إىل هذه الخطوة‬ ‫قـال ي‬ ‫بشـدة‪ .‬من ال�ض وري أن يكون القادة‬ ‫مسـتعدين‪ ،‬وأن يشاركوا ف ي� هذه‬ ‫ش‬ ‫والمنت�ة‪ ،‬للتحدث‬ ‫الطريقـة الجديـدة‬ ‫عن يسوع”‪.‬‬ ‫وجز ‪٢٠٢1 / 4‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪5‬‬


‫محاط بالنار‬ ‫نظرة عالمية‬

‫هللا يحمي‬ ‫بطرق‬ ‫مدهشة‪.‬‬

‫فعالة‪ .‬فهي ال تنىس‪ .‬إنها تلهمنا وتحركنا‪ ،‬وهي مخصصة‬ ‫القصص َّ‬ ‫للمشاركة‪ .‬ف ي� عدد هذا الشهر من مجلة (‪ )Global View‬أود أن أشارككم‬ ‫قصة رائعة رواها ييل القس چيفري مبوانا‪ ،‬نائب رئيس المجمع العام لكنيسة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫صغ�ة من الشباب‬ ‫األدڤـنـتـسـت السـبـتـيـيـن‪ .‬يتعلق األمر بمجموعة ي‬ ‫ين‬ ‫السبتي� الذين سمعوا هللا يدعوهم للوصول إىل الناس الذين يعيشون ف ي�‬ ‫وخط�ة للغاية‪ .‬عىل الرغم من المخاطر‪ ،‬وضع هؤالء الشباب‬ ‫منطقة صعبة‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫�ض‬ ‫قدما‪ ،‬أمضوا وق ًتا‬ ‫األعزاء ثقتهم ي� الرب وقالوا‪“ :‬سأذهب!” لكن قبل الم ي ً‬ ‫ً‬ ‫طوياًل ف ي� الصالة‪ ،‬يت�ض عون للرب أن يقودهم‪ .‬أعتقد أنك ستندهش وستتأثر‬ ‫لكيفية استجابة هللا لصلواتهم‪.‬‬ ‫مهمة محفوفة بالمخاطر‬ ‫ف‬ ‫نز‬ ‫عىل طول ساحل المحيط الهندي ي� ت�انيا تقع بلدة يزيد عدد سكانها عن‬ ‫‪ 8000‬نسمة‪ .‬المدينة غالبيتها ذات ديانة يغ� مسيحية‪ ،‬وينتمي ث‬ ‫أك� من ‪ 99‬ف ي�‬ ‫المائة من سكانها إىل هذا الدين‪ .‬من المعروف أنها مدينة تؤمن بالخرافات‬ ‫الكث� من الناس يخافون من المدينة وأهلها‪.‬‬ ‫كب�‪ ،‬مما يجعل ي‬ ‫بشكل ي‬ ‫ن‬ ‫السـن� لتعريف سـكان المدينة برسـائل‬ ‫بُذلت محاوالت عديدة عىل مر‬ ‫ي‬ ‫المالئكـة الثالثـة‪ ،‬لكـن لم ينجح أي منها‪ .‬ولكن ف ي� عام ‪ ،2000‬تشـجع‬ ‫مجموعـة مـن الشـباب من كنائس أ‬ ‫ين‬ ‫السـبتي� ف ي� مدينة تبعد‬ ‫األدڤـنـتـســت‬ ‫ت‬ ‫كيلومترات‪ ،‬لقيـادة مجموعة مـن االجتماعات الكرازية ف ي� هذه‬ ‫بضعـة‬ ‫المدينة‪ .‬مع بعض االسـتعدادات البسـيطة ذهبوا إىل المدينة واسـتأجروا‬ ‫لإلقامـة‪ .‬ولعلمهم بـأن العمل الذي ينتظرهـم كان دقيقًا ومحفوفًا‬ ‫مكانًـا إ‬ ‫أسـبوع� ف� صالة مخلصـة‪ ،‬ي ن‬ ‫ين‬ ‫طالب� تدخل هللا من‬ ‫قضاء‬ ‫قـرروا‬ ‫بالمخاطـر‪،‬‬ ‫ي‬ ‫أجـل خالص الناس هناك‪.‬‬ ‫والمث� للدهشة إنهم حصلوا بعد أيام قليلة عىل إذن من حكومة المدينة‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫ش‬ ‫السبتي� سيعقدون‬ ‫الخ� أن الشباب‬ ‫انت�‬ ‫ثم‬ ‫دينية‪.‬‬ ‫اجتماعات‬ ‫لعقد‬ ‫ب‬ ‫اجتماعات كرازية‪.‬‬ ‫واصل الشباب الصالة بجدية‪ ،‬واختاروا أوقات الصالة الخاصة بهم �ف‬ ‫ي‬ ‫الصباح الباكر عىل شاطئ البحر‪ ،‬قبل أن يستيقظ سكان المدينة‪.‬‬

‫حريق عىل البحر‬ ‫التقى الشباب أ‬ ‫ت‬ ‫دڤـنـتـسـ� بانتظام عىل البحر كل صباح قبل الفجر‪،‬‬ ‫األ‬ ‫ي‬ ‫يبكون إىل الرب نيابة عن سكان المدينة ومن أجل االجتماعات‪ .‬ذات صباح‪،‬‬ ‫وبدون علمهم‪ ،‬أرسل شيوخ البلدة بعض الشباب للذهاب وقتل الشباب‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫دڤـنـتـسـ� قبل أن يبدأوا اجتماعاتهم ف ي� المدينة‪ .‬علموا أن الشباب‬ ‫األ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫صباحا‪ ،‬وقرروا أنه‬ ‫دڤـنـتـسـ� بدأوا يومهم بالصالة عىل البحر ي� الخامسة‬ ‫األ‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫‪6‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 4‬‬ ‫ُم َ‬


‫سيكون أفضل مكان ووقت لقتلهم‪.‬‬ ‫لذا ف� صباح أحد أ‬ ‫األيام ذهب القتلة‬ ‫ي‬ ‫المحتملون إىل الشاطئ ووجدوا الشباب‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫دڤـنـتـسـ� ر ي ن‬ ‫اكع� ف ي� صالة عميقة‬ ‫األ‬ ‫ي‬ ‫بجانب البحر‪ .‬وعندما ت‬ ‫اق�بوا استعدا ًدا‬ ‫جدارا من النار يحيط‬ ‫لقتلهم‪ ،‬ر أأوا ً‬ ‫ت‬ ‫دڤـنـتـسـ�‪ .‬لقد ُصدموا‬ ‫بالشباب األ‬ ‫ي‬ ‫ولم يجرؤوا عىل الهجوم‪ ،‬فروا ي ن‬ ‫هارب�‬ ‫ين‬ ‫مرعوب�‪.‬‬ ‫السيف الالمع‬ ‫واصل الشباب أ‬ ‫األدڤـنـتـسـ�ت‬ ‫ي‬ ‫خططهم وبدأوا االجتماعات‪ .‬لكن شيوخ‬ ‫ين‬ ‫مصمم� عىل إيقافهم‪.‬‬ ‫المدينة كانوا‬ ‫أ‬ ‫أرسلوا شبابهم لرسقة المعدات واألثاث‬ ‫ت‬ ‫ال� كانت تستخدم لالجتماع ف ي� منطقة‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫الليايل عندما‬ ‫مفتوحة‪ .‬ولكن ي� إحدى ي‬ ‫ت‬ ‫اق�بوا من المكان الذي يتم فيه االحتفاظ‬ ‫بالمعدات‪ ،‬رأى اللصوص ً‬ ‫رجاًل طويل‬ ‫القامة يرتدي عباءة بيضاء ويحمل سيفًا‬ ‫المعا ويتجول حول المعدات‪ .‬فشلوا مرة‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫أخرى ي� تنفيذ خطتهم ال�يرة‪.‬‬ ‫وأخ�ا قال شيوخ المدينة لشبابهم‪:‬‬ ‫يً‬ ‫“أنتم جبناء وال تعرفون كيف تفعلون‬ ‫أ‬ ‫بتدم� هؤالء‬ ‫هذه األمور! سنقوم نحن ي‬ ‫الشباب أ‬ ‫ت‬ ‫دڤـنـتـسـ� بأيدينا!‪”.‬‬ ‫األ‬ ‫ي‬ ‫“نحن ت‬ ‫نح�ق!”‬ ‫بعد تف�ة ي ز‬ ‫وج�ة‪ ،‬بينما كانت‬ ‫ف‬ ‫االجتماعات تجري ي� المنطقة المفتوحة‪،‬‬ ‫سار شخصان مسنان يرتديان الزي‬ ‫متجه�ن‬ ‫التقليدي الكامل وسط الحشد‬ ‫ي‬ ‫نحو أ‬ ‫األمام‪ ،‬حيث كان أحد الشباب‬ ‫ين‬ ‫السبتي� يَ ِعظْ‪.‬‬ ‫لكن قبل أن يصلوا إىل المقدمة‪ ،‬بدأ‬ ‫شيوخ البلدة ف ي� الركض والقفز والرصاخ‪:‬‬ ‫نح�ق! نحن ت‬ ‫“نحن ت‬ ‫نح�ق!” فاندفعوا‬ ‫نحو الواعظ ثم خرجوا من ورائه‪.‬‬ ‫المثير لالهتمام‪ ،‬أنه بينما لم َير‬ ‫ومن ي‬ ‫أحد ألسـنة اللهب‪ ،‬ترصف المهاجمون‬ ‫وكإنهم مشـتعلون‪ .‬فيما بعد ش�ح هؤالء‬ ‫‪Image: Allec Gomes‬‬

‫القادة أنفسـهم كيف أرادوا مهاجمة‬ ‫جدارا من النار‬ ‫الواعـظ‪ ،‬لكنهم رأوا ً‬ ‫يحيط به‪.‬‬ ‫بدون قوة سحرية‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬ت‬ ‫اق�ب شباب البلدة من‬ ‫الشباب أ‬ ‫ت‬ ‫دڤـنـتـسـ�‪ ،‬مستفرسين عن‬ ‫األ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ال� كانوا يستخدمونها‬ ‫القوى الخرافية ي‬ ‫أخ�هم‬ ‫لحماية أنفسهم من الهجمات‪ .‬ب‬ ‫الشباب أ‬ ‫ت‬ ‫دڤـنـتـسـ� إنهم ال يؤمنون‬ ‫األ‬ ‫ي‬ ‫بالخرافات ولن يكون لهم عالقة بها‪.‬‬ ‫ثم سألوا الشباب لماذا اعتقدوا إنهم‬ ‫يستخدمون نو ًعا من السحر كحماية‪،‬‬ ‫ش‬ ‫و�ح شباب البلدة ما رأوه عندما حاولوا‬ ‫تدم�هم‪.‬‬ ‫ي‬ ‫أوضح الشباب أ‬ ‫األدڤـنـتـسـ�ت‬ ‫ي‬ ‫بسعادة إنهم يخدمون إله السماء‬ ‫اإللهية‬ ‫الحي ويتمتعون بحماية المالئكة إ‬ ‫كب�ة‬ ‫المرسلة من هللا‪ .‬أصبحت قصة ي‬ ‫ش‬ ‫وانت�ت ف ي� جميع أنحاء تلك المدينة‬ ‫ف‬ ‫و� النهاية تم‬ ‫والبلدات المحيطة‪ ،‬ي‬ ‫ش‬ ‫تعميد العديد من الناس‪ .‬عندما انت�ت‬ ‫أخبار هذه المعجزات ف ي� المناطق‬ ‫الخ� ف ي�‬ ‫المجاورة‪ ،‬جاء صحفي ونقل ب‬ ‫إحدى الصحف الوطنية‪.‬‬ ‫عىل الرغم من أن العمل ف ي� تلك‬ ‫المنطقة ال يزال مملوء بالتحديات‪ ،‬إال أنه‬ ‫توجد آ‬ ‫اآلن ثالث كنائس منتظمة ف ي� تلك‬ ‫المدينة‪ ،‬وبلغ مجموع أعضائها ما يقرب‬ ‫من ‪ 200‬شخص‪ .‬أصبح العديد من هؤالء‬ ‫ين‬ ‫الشباب ش‬ ‫علماني� أقوياء‪ ،‬وأصبح‬ ‫مب�ين‬ ‫اثنان منهم قساوسة‪.‬‬ ‫جدار من النار‬ ‫ئ‬ ‫أصدقا�‪ ،‬لقد قيل لنا أن الرب مثل‬ ‫ي‬ ‫جدار من النار‪ .‬ف ي� سفر زكريا ‪ 5 :2‬نقرأ‬ ‫هذا الوصف الجميل لكيفية رعاية الرب‬ ‫لخاصته‪“َ :‬وأَنَا‪ ،‬يَق ُ‬ ‫ُون َل َها‬ ‫الر ُّب‪ ،‬أَك ُ‬ ‫ُول َّ‬ ‫ُون مجدا �ف‬ ‫َ‬ ‫ُس َ‬ ‫ور نَ ٍار ِم ْن َح ْو ِل َها‪َ ،‬وأك ُ َ ْ ً ِ ي‬ ‫َو َس ِط َها‪”.‬‬ ‫وتأكيدا عىل جدار الحماية من النار‬ ‫ً‬ ‫هذا‪ ،‬نقرأ ف ي� كتاب حياة القداسة‪،‬‬

‫ف‬ ‫ي� يوم الضيق‬ ‫ين‬ ‫ح� يضغط‬ ‫علينا العدو‬ ‫نس� ي ن‬ ‫ب�‬ ‫ي‬ ‫المالئكة‪.‬‬ ‫ين‬ ‫للمتواضع� والودعاء‬ ‫“يبتسم هللا‬ ‫الذين يتبعون عن كثب خطى السيد‪.‬‬ ‫تنجذب المالئكة إليهم‪ ،‬ويحبون التوقّف‬ ‫والبقاء معهم‪ .‬قد يتم تمريرها عىل أنها‬ ‫يغ� جديرة بالمالحظة من قبل أولئك‬ ‫الذين ّيدعون المنجزات السامية والذين‬ ‫يسعدون بإبراز أعمالهم الصالحة‪ ،‬لكن‬ ‫ن‬ ‫تنح� عليهم بلطف‬ ‫المالئكة السماوية ي‬ ‫وتكون كجدار من النار حولهم”‪.‬‬ ‫ف‬ ‫و� مكان آخر تقدم إلن هوايت هذه‬ ‫ي‬ ‫الجملة الجميلة‪“ :‬يجب أن نسعى لفصل‬ ‫الخطيئة عنا‪ ،‬معتمدين عىل مزايا دم‬ ‫المسيح‪ .‬ثم ف� يوم الضيق ي ن‬ ‫ح� يضغط‬ ‫ي‬ ‫نس� ي ن‬ ‫ب� المالئكة‪ .‬سيكونون‬ ‫علينا العدو ي‬ ‫سنس�‬ ‫ويوما ما‬ ‫ي‬ ‫مثل جدار من نار حولنا‪ً .‬‬ ‫‪2‬‬ ‫معهم ف ي� مدينة هللا‪”.‬‬ ‫لنضع ثقتنا الكاملة ف ي� الرب‪ ،‬مثلما‬ ‫فعل هؤالء الشباب أ‬ ‫األعزاء عىل شاطئ‬ ‫البحر‪ ،‬وأن نكون مستعدين أن نقول‬ ‫“سأذهب” أينما يقودنا الرب‪.‬‬ ‫‪Ellen G. White, The Sanctified Life (Washington, D.C.: Review and‬‬ ‫‪Herald Pub. Assn., 1937), p. 13.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪Ellen G. White, In Heavenly Places (Washington, D.C.: Review and‬‬ ‫‪Herald Pub. Assn., 1967), p. 30.‬‬ ‫‪1‬‬

‫يس‪ .‬ويلسون هو رئيس كنيسة‬ ‫تيد ن‪ .‬ي‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫السبتي� ف ي� جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫األدفنتست‬ ‫تتوفر مقاالت وتعليقات إضافية من مكتب‬ ‫الرئيس عىل ت‬ ‫توي�‪ @pastortedwilson :‬وكذلك‬ ‫عىل الفيسبوك‪.@Pastor Ted Wilson :‬‬

‫وجز ‪٢٠٢1 / 4‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪7‬‬


‫بؤرة ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫ك�‬

‫لقاء هللا‬ ‫مع سماعة‬ ‫الطبيب‬

‫ربط النقاط ي ن‬ ‫ب�‬ ‫الحياة واإليمان‬ ‫والسالم إوالمع�ن‬

‫‪8‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 4‬‬ ‫ُم َ‬


‫عىل مدار التاريخ أولت كنيسة أ‬ ‫ين‬ ‫كب�ة للعمل‬ ‫األدڤنـتـسـت‬ ‫السبتي� أهمية ي‬ ‫المرسيل ف ي� مجال الطب‪ ،‬متبعةً النموذج الذي وضعه يسوع‪ ،‬الطبيب العظيم‪.‬‬ ‫ي‬ ‫وتغي� حياتهم‪ .‬مثل‬ ‫كانت خدمته الشافية جز ًءا ال يتجزأ من رسالته إإلنقاذ الناس ي‬ ‫كث�ا ما تتقدس قاعات المستشفى بحضور هللا؛ ت‬ ‫وح� عندما ينكرس‪،‬‬ ‫الكنيسة‪ ،‬ي ً‬ ‫ش‬ ‫ال يزال الجسد الب�ي ‪ -‬مثل “السموات” ‪ -‬يرصخ بمجد هللا‪.‬‬ ‫تجرب� ف� مجال الطب ال�ت‬ ‫ت‬ ‫اسمح يل أن أشارك ي ن‬ ‫قصت� منذ وقت مبكر من‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫جعلت� أدرك حضور هللا‪ .‬هذه ليست معجزات‪ ،‬مجرد أحداث بسيطة تركت‬ ‫ي‬ ‫أن�‪ ،‬كمؤمن‪ ،‬أفكر ف� هذه أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫األحداث وأحداث أخرى مثلها‪،‬‬ ‫ي‬ ‫انطبا ًعا ي ّ�‪ .‬وبما ي‬ ‫ن‬ ‫إيما�‪.‬‬ ‫فقد زاد ي‬ ‫لحظة محتملة‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫اح�‪،‬ن‬ ‫إقام�‪.‬‬ ‫حدث أولها قرب نهاية مكان‬ ‫بصف� جز ًءا من فريق الجر ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫عاما مصابًا‬ ‫ساعدت ي� إجراء عملية جراحية نادرة لرجل يبلغ من العمر ‪ً 40‬‬ ‫تأصل ف ي� حلقه وكان يزحف إىل المريء‪ .‬كان قد عولج بالفعل‬ ‫برسطان شديد َّ‬ ‫أ‬ ‫ئ‬ ‫خ�‪.‬‬ ‫باإلشعاع‬ ‫إ‬ ‫الكيميا�‪ ،‬لكن رسطانه قاوم بعناد‪ .‬كانت هذه الجراحة أمله األ ي‬ ‫ي‬ ‫عرفت هذا الرجل من زياراته السابقة للعيادة‪ ،‬حيث تحدثنا‪ ،‬وعىل الرغم‬ ‫معا‪ .‬لقد واجهها كلها بشجاعة‪.‬‬ ‫من تشخيصه‪ ،‬ضحكنا ً‬ ‫اإلجراء ببساطة كان ينطوي عىل إزالة الحنجرة‪ ،‬والبلعوم‪ ،‬والمريء‪ .‬ثم‬ ‫إ‬ ‫ت‬ ‫سحب بطنه من صدره وخياطته ح� ما يتبقى من حلقه‪ ،‬وذلك ييك يتمكن من‬ ‫البلع‪.‬‬ ‫لقد واجهنا صعوبة خاصة ف� جعل كيس معدته الفارغ نز‬ ‫ي�لق خلف رئتيه‬ ‫ي‬ ‫وقلبه ورقبته‪ .‬تناوبنا ف ي� محاولة شدها‪ ،‬ولكن عندما تسبب ضغط أذرعنا‬ ‫المتلمسة عىل قلبه ورئتيه ف� انخفاض نبضه ومستويات أ‬ ‫األ ي ن‬ ‫كسج�‪ ،‬فكنا‬ ‫ي‬ ‫نضطر إىل التوقف وإعطاء أعضائه الحيوية وق ًتا للراحة‪.‬‬ ‫ت‬ ‫محاوال�‪ ،‬بعد أن تركت المعدة الزلقة‬ ‫تماما ف ي� نهاية إحدى‬ ‫ما زلت أتذكر ً‬ ‫في‬ ‫نز‬ ‫ت�لق مرة أخرى إىل تجويف بطنه‪ ،‬تاركًا يدي ي� صدره وأمسك برفق بقلبه‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫النابض‪ .‬إنها تتلوى وتتقلص بقوة مدهشة‪ .‬ي� لحظة مفارقة‪ ،‬بدا األمر كما لو‬ ‫ن‬ ‫غمر� شعور ال يوصف بالرهبة الممزوجة بأُلفة‬ ‫أن بوابة فُتحت بيننا‪ .‬فجأة ي‬ ‫ن‬ ‫بإمكا� تذكره ت‬ ‫ح� يومنا هذا بوضوح شديد‪.‬‬ ‫غريبة ‪ -‬شعور ال يزال‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫نادرا ما أتعرض له حيث يأ� جراح للرأس والرقبة‪ .‬ولكن‬ ‫القلب هو عضو ً‬ ‫بقدر ما يرمز القلب للحياة‪ ،‬لم يكن القلب نفسه هو الذي ن‬ ‫أرسل� إىل هذا‬ ‫ي‬ ‫المشهد الغريب‪ .‬كانت الحقيقة ببساطة هي أن هذه آ‬ ‫اآللة الحية الجميلة‬ ‫ت‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫وال� خضعت للعمليات بقسوة‪ ،‬تمثل حياة إ‬ ‫ي‬ ‫وجه مرسوم عليه الحزن‬ ‫واحرستاه‪ ،‬ال يمكن للرهبة فقط أن تأخذ أنفاسك‪ .‬ولكن بطريقة مختلفة قد‬ ‫تحدث مأساة‪.‬‬ ‫قص� الثانية منذ تف�ة أطول‪ ،‬عندما كنت طالبا ف� السنة الثالثة �ف‬ ‫حدثت ت‬ ‫ي‬ ‫ً ي‬ ‫ي‬ ‫المرة تحت أ‬ ‫األضواء‬ ‫كلية الطب‪ .‬حدث ذلك ف ي� وقت متأخر من الليل‪ ،‬هذه‬ ‫الساطعة ف ي� مستشفى ف ي� خليج تراما بمقاطعة لوس أنجلوس‪ .‬ف ي� تلك المرحلة‬ ‫مس� ت ي� المهنية‪ ،‬كانت حداثة الوقوف باستمرار ف ي� ظل الحياة والموت ال‬ ‫من ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ذه� بشكل أعمق‪.‬‬ ‫تزال‬ ‫ترهب�‪ ،‬مما أدى لدوام االنطباعات ي� ي‬ ‫ي‬ ‫‪Image: Anna Shvets‬‬

‫وصلنا تقرير صادم بانقالب سيارة‬ ‫داخلها أم وأطفالها الخمسة‪ .‬كان هناك‬ ‫العديد من القتىل‪.‬‬ ‫قرائنا التفاصيل بعناية‪ ،‬وانتظرنا‬ ‫وصول ضحايا الحادث عىل النقاالت من‬ ‫خالل أ‬ ‫األبواب الزجاجية‪ ،‬ي ن‬ ‫حامل� معهم‬ ‫ض‬ ‫والفو� الذي مروا به‪.‬‬ ‫كل التشويش‬ ‫لحظة وصولهم‪ ،‬رسعان ما انقسمنا إىل‬ ‫فرق إلجراء اإلسعافات أ‬ ‫األولية للصدمات‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫ت‬ ‫ال� تعرض لها كل شخص من الضحايا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫بدأت أتذكر‪ :‬مجرى التنفس‪ ،‬والتنفس‪،‬‬ ‫واإلعاقة‪ ،‬والتعرض ‪-‬‬ ‫والدورة الدموية‪ ،‬إ‬ ‫مهما عندما‬ ‫طريقة سهلة لتذكر كل ما هو ً‬ ‫يتعلق أ‬ ‫األمر بإنقاذ الحياة‪ ،‬ولكن لم يكن‬ ‫مهما للطفل الذي عملت عليه ف ي�‬ ‫أي منها ً‬ ‫النهاية‪.‬‬ ‫كانت تبلغ من العمر ‪ 9‬سنوات فقط‬ ‫مالئيك‪ .‬لقد عانت‬ ‫ممتلئة وذات وجه‬ ‫ي‬ ‫من إصابة ف ي� رأسها‪ ،‬ولم يكن هناك أثر‬ ‫ت‬ ‫أميل كان أن‬ ‫دم عليها ‪ -‬وال ح� قطرة‪ .‬ي‬ ‫تجلس وتبتسم‪ ،‬لكن الحركة الوحيدة ال�ت‬ ‫ي‬ ‫الصغ� كانت صعود‬ ‫قام بها جسدها‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫العنيف� بينما كنا نتناوب‬ ‫وهبوط صدرها‬ ‫ي‬ ‫القل�‬ ‫نعاش‬ ‫اإل‬ ‫أجرينا‬ ‫الضغطات‪.‬‬ ‫ف ي� عد‬ ‫إ‬ ‫بي‬ ‫الرئوي ووضعنا الخطوط وأعطيناها‬ ‫صدمة كهربائية والمسكنات الالزمة‪ .‬ولكن‬ ‫ش‬ ‫أخ�ا ‪ ،‬أُعلنت وفاتها‪.‬‬ ‫� أء‪ .‬ي ً‬ ‫لم ينفع ي‬ ‫ت‬ ‫ال� كانت وحيدة‬ ‫علمنا أن األم ي‬ ‫النائم�ن‬ ‫بال زوج‪ ،‬كانت تقود أطفالها‬ ‫ي‬ ‫إىل نز‬ ‫الم�ل بعد اجتماع صالة منتصف‬ ‫أ‬ ‫الصغ�ة‪.‬‬ ‫األسبوع عندما انقلبت سيارتهم‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫تو� ثالثة منهم‪ ،‬وأصيب الرابع بجروح‬ ‫ي‬ ‫بالغة‪ ،‬وأصيب الخامس بعدد قليل من‬ ‫الكسور‪ .‬لم تتعرض أ‬ ‫األم إإلصابات عىل‬ ‫اإلطالق‪ ،‬عىل أ‬ ‫األقل ال توجد إصابات‬ ‫إ‬ ‫ط�‪ .‬إال أنه‬ ‫يمكن الكشف عنها بفحص ب ي‬ ‫كان من السهل مالحظة إصابة قلبها‬ ‫خط�ة‪.‬‬ ‫بجروح ي‬ ‫ف‬ ‫التايل كنت أقوم‬ ‫ي� صباح اليوم ي‬ ‫بجوالت‪ ،‬ووقفت صامت عند بابها بدون‬ ‫أن تر ن يا�‪ .‬استحوذ الضوء عىل وجهها‪،‬‬ ‫محفورا بالحزن وهي‬ ‫وكان كل خط فيه‬ ‫ً‬ ‫وجز ‪٢٠٢1 / 4‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪9‬‬


‫فقط عندما يوجد‬ ‫هللا تكون أ‬ ‫األخطاء‬ ‫ف‬ ‫ي� هذا العالم‬ ‫مشكلة‪ .‬فقط عند‬ ‫هللا أي ش‬ ‫�ء من‬ ‫ي‬ ‫هذا يهم‪.‬‬ ‫ين‬ ‫تحدق بال دموع ي ن‬ ‫فارغت� من‬ ‫وعين�‬ ‫النافذة إىل عالم لن يكون هو نفسه‬ ‫بالنسبة لها مرة أخرى‪ .‬بدا أ‬ ‫األمر كما لو‬ ‫أن ألمها كان‪ ،‬محيطًا بال شواطئ‪ ،‬يمكن‬ ‫للعالم كله أن يغرق فيه‪ .‬أتذكر وجهها‪.‬‬ ‫أبيك عندما أتخيلها‪.‬‬ ‫ما زلت ي‬ ‫ن‬ ‫السـن� مررت‬ ‫كطبيب‪ ،‬عىل مر‬ ‫ي‬ ‫بالكثير مثل هـذه اللحظات‪ .‬الفزع‬ ‫ي‬ ‫واأللم ومجموعة من المشـاعر أ‬ ‫أ‬ ‫األخرى‬ ‫تلـون كل منها‪ .‬بالنسـبة للملحد‪،‬‬ ‫أ‬ ‫األحداث من هذا النوع ليسـت ث‬ ‫أك�‬ ‫ين‬ ‫لقوانين الطبيعة‬ ‫مـن حصيلة ثانوية‬ ‫غير المبالية‪ .‬لكن بالنسـبة للمؤمن‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫فهـي دليـل عىل وجود هللا ‪ -‬ي�دد صدى‬ ‫أقدامـه ف ي� تجويف حياتنا‪.‬‬ ‫غموض الحياة‬ ‫جميع الناس‪ ،‬بغض النظر عن‬ ‫باإليمان‪ .‬يصل كل منا‬ ‫العقيدة‪ ،‬يعيشون إ‬ ‫إىل استنتاجات حول من أين أتت الحياة‬ ‫وما تعنيه بنا ًء عىل المعلومات المحدودة‬ ‫ت‬ ‫تذك�‬ ‫ال� لدينا‪ .‬إن ممارسة الطب هو ي‬ ‫ي‬ ‫دائم بمدى محدودية هذه المعلومات‪.‬‬ ‫عىل الرغم من كل ما تعلمناه‪ ،‬يبقى‬ ‫اإلنسان لغزا يكتنفه الغموض‪ .‬وما‬ ‫جسم إ‬ ‫أ‬ ‫وراء ألغاز علم وظائف األعضاء والكيمياء‬ ‫وغ�هما من التخصصات‬ ‫الحيوية ي‬ ‫‪10‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 4‬‬ ‫ُم َ‬

‫المماثلة يكمن رس الحياة نفسها‪ .‬من أين‬ ‫ال�ارة أ‬ ‫أتت ش‬ ‫األوىل؟‬ ‫الكث� من العالم العلمي‬ ‫قـرر ي‬ ‫الحديـث أن التطور هو المعطي‬ ‫العظيـم للحياة‪ ،‬والقوة الدافعة وراء‬ ‫كل الكائنات الحية‪ .‬يقال أن أجسـادنا‬ ‫هذه‪ ،‬والتعقيـد المذهل لكل ما يجعلنا‬ ‫شب�‪ ،‬نشـأت عن طريق الصدفة‪ .‬ف ي�‬ ‫ئ‬ ‫باإلشـعاع والسم‬ ‫عدا� مفعم إ‬ ‫عالم ي‬ ‫وال�د الذي ال يمكن‬ ‫والجحيـم الملتهب ب‬ ‫تصوره‪ ،‬أصبح قـدر من المواد الكيميائية‬ ‫ذاتيا‪ ،‬وبعد ذلك عىل مدى‬ ‫يتحـرك ً‬ ‫معقدا بشـكل ال يصدق‬ ‫دهور‪ ،‬أصبح‬ ‫ً‬ ‫وغير محتمل‪ .‬أو هكذا ادعى‪.‬‬ ‫ي‬ ‫أنا لسـت عالم الهوت وال عالم ف ي�‬ ‫مختبر‪ .‬ال يمكننين ي انتقاد أو الدفاع عن‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫م� ‪.‬‬ ‫التي قدمها أناس أعظم ي‬ ‫الحجـج ي‬ ‫يمكننين ي التحـدث فقط من اختبار ت يا�‬ ‫الشـخصية‪ .‬كجـراح‪ ،‬أنا أعرف الحياة‪.‬‬ ‫لقد شـعرت بضعـف ترفرف فيه‪ ،‬ورهبت‬ ‫مـن تعقيدها‪ ،‬وحزنـت عىل رحيلها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مذهاًل‪ ،‬ولكن‬ ‫لقـد كان التقـدم العلمي‬ ‫عندمـا يتعلق أ‬ ‫األمر بمسـألة الحياة‪،‬‬ ‫فليـس لدينا إجابات‪ .‬لـم يخلق ش‬ ‫الب�‬ ‫أبدا‪ .‬هللا‬ ‫أبدا‪ .‬لـن يفعلوا ذلك ً‬ ‫الحيـاة ً‬ ‫هـو المصدر الوحيد‪.‬‬ ‫اكتشاف الحس‬ ‫أ‬ ‫ث‬ ‫ت‬ ‫تحكما‪ ،‬مع‬ ‫حتى ف ي�‬ ‫ب‬ ‫المخت� األك� ً‬ ‫أ‬ ‫وجود كل القوالب األساسـية للحياة‬ ‫تحت ترصفنا‪ ،‬ال يمكننا تحريك أبسـط‬ ‫كائن حي‪ .‬بالنسـبة لنا‪ ،‬الهوة ي ن‬ ‫ب� الحياة‬ ‫والمـوت ال يمكن تخطيها‪ .‬وعىل الرغم‬ ‫مـن عدم وجود قطرة دم عليها‪ ،‬إال‬ ‫أنه لم يكن هناك سـبيل لنا إإلعادة‬ ‫الصغ�ة ف ي� تلك الليلة إىل قسـم‬ ‫الفتاة‬ ‫ي‬ ‫الطوارئ‪ .‬عادت أنفاسـها إىل هللا من‬ ‫حيث أتت‪ .‬والقلب الذي حبسـته ف ي� يدي‬ ‫ أقـدره حقًـا‪ ،‬كل نبضة لم تكن أقل من‬‫عمل من أعمال هللا‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫اإليمان‪ .‬ي� المقابل‪،‬‬ ‫الحيـاة‬ ‫تمنح� إ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫إيما� هو مصدر عظيم للسلام‪.‬‬ ‫ي‬

‫السلام أألن هللا منح الحياة وهذا يضيف‬ ‫ن‬ ‫مع� لوجودنا‪.‬‬ ‫كث�ا ما يطرح السؤال‪ :‬كيف يمكن‬ ‫ي‬ ‫هلل الصالح أن يسمح أ‬ ‫باأللم؟ ن‬ ‫علم�‬ ‫ي‬ ‫الطب أننا قد نسأل السؤال الخطأ‪ .‬ما‬ ‫يجب أن نسأله هو‪ :‬كيف‪ ،‬مع كل أ‬ ‫األلم‬ ‫ف ي� العالم‪ ،‬ال يمكن أن يكون هناك إله‬ ‫صالح؟ ف ي� عالم يغ� مؤمن‪ ،‬ال يمكن‬ ‫توجيه اتهامات‪ ،‬وال يمكن أألحد أن يحتج‬ ‫عندما ينكرس قلب أ‬ ‫األم‪ .‬ف ي� مثل هذا‬ ‫مع� ‪ -‬ليس ث‬ ‫الكون سيكون ألمها بال ن‬ ‫أك�‬ ‫من حقيقة باردة بأننا موجودون‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬فإن أي شخص يلمح وجه تلك‬ ‫أ‬ ‫األم كما فعلت لن يستطع إال أن يرصخ‬ ‫بأن هذا كله خطأ‪ .‬فقط عندما يوجد هللا‬ ‫تكون أ‬ ‫األخطاء ف ي� هذا العالم مشكلة‪.‬‬ ‫ش‬ ‫�ء من هذا يهم‪.‬‬ ‫فقط عند هللا أي ي‬ ‫وإذا اتخذنا خطوة إضافية‪ ،‬فإن الصليب‬ ‫فقط هو الذي يوفر إجابة رائعة بما يكفي‬ ‫إإلرضائها‪.‬‬ ‫حزننا‪ ،‬فرحتنا‪ ،‬حبنا ‪ -‬أ‬ ‫األمور ال�ت‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫غرضا‬ ‫ب�ا ‪ -‬قد تخدم بالفعل ً‬ ‫تجعلنا ً‬ ‫ونفسيا‪ ،‬ولكنها‬ ‫تفس�ها جسديًا‬ ‫ويمكن ي‬ ‫ً‬ ‫ن‬ ‫أيضا من المع�‪.‬‬ ‫ف ي� نفس الوقت ترصخ ً‬ ‫نحن مهمون! ما نفعله‪ ،‬وما نشعر به‪ ،‬وما‬ ‫نفكر فيه ‪ -‬إنه أمر مهم‪ .‬أبعد من ذلك‪،‬‬ ‫يدرك كل واحد منا‪ ،‬ف ي� أعماق نفسه‪ ،‬أننا‬ ‫ت‬ ‫ال� نحياها‪ .‬القانون‬ ‫مسؤولون عن‬ ‫الحياة ي‬ ‫ف‬ ‫أ ق‬ ‫خال� مكتوب ي� قلوبنا‪.‬‬ ‫األ ي‬ ‫تذك� متكرر بهذه‬ ‫إن ممارسة الطب ي‬ ‫الحقائق‪ .‬إن الطب حقًا مكان يمكن‬ ‫اإلنجيل وحقيقة‬ ‫فيه رؤية وفهم رسالة إ‬ ‫وجود هللا بوضوح‪ .‬وكما تعلمت عىل مر‬ ‫السن�‪ ،‬قد ال نكون ث‬ ‫ين‬ ‫أك� من ذرات من‬ ‫ف‬ ‫الغبار ي� عالم ال نهاية له‪ ،‬لكن حياتنا‬ ‫وخ�اتنا تشهد عىل وجود هللا الذي شي�ف‬ ‫ب‬ ‫عىل كل ش‬ ‫�ء‪.‬‬ ‫ي‬ ‫أؤمن أن هللا يحملنا ي ن‬ ‫ب� يديه‪.‬‬ ‫ين‬ ‫ثورس� هوجن هو جراح بالرأس والرقبة‬ ‫ف‬ ‫ويعيش مع عائلته ي� أوالية بنسلفانيا‬ ‫بالواليات المتحدة‪.‬‬


‫أصوات أ‬ ‫األلفية‬

‫تصاعد‬ ‫السالم‬ ‫ف ي� عام ‪ ،2020‬تم فرض وضع طبيعي جديد‬ ‫الكث� منا أألسباب تتعلق بجائحة يف�وس‬ ‫عىل ي‬ ‫كورونا‪ .‬أصبح التباعد االجتماعي‪ ،‬وتعليق‬ ‫العديد من أ‬ ‫األنشطة المعتادة‪ ،‬والعزلة‪،‬‬ ‫وإضافة أقنعة الوجه لدوالب مالبسنا هو‬ ‫واإلغالق الناتج‬ ‫واقعنا الجديد‪ .‬تسبب الوباء إ‬ ‫عن ذلك ف ي� زيادة مستويات التوتر والقلق‪.‬‬ ‫عندما تواصلت مع أ‬ ‫األصدقاء حول العالم‪،‬‬ ‫جميعا قد تأثرنا بطرق مختلفة‪.‬‬ ‫أدركت أننا‬ ‫ً‬ ‫البعض منا فقد أحد أفراد أرسته‪ ،‬البعض‬ ‫بالف�وس‪ ،‬البعض عاطل عن العمل‪،‬‬ ‫أصيب ي‬ ‫والبعض آ‬ ‫اآلخر مرهق من العمل الزائد‪ .‬يبدو‬ ‫أ‬ ‫األمر كما لو أن معظم أحالمنا أصبحت معلقة‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ال� تم وضعها للحد‬ ‫كانت قيود السفر ي‬ ‫لمح� السفر‬ ‫من انتشار هذا ي‬ ‫الف�وس شاقة ب ي‬ ‫مثيل أنا وزوجي أندرو ‪ .‬نحن نحب السفر‬ ‫ي‬ ‫واالستكشاف‪ .‬لقد ترعرعت قصة حبنا من خالل‬ ‫العديد من الرحالت والمعسكرات والمغامرات‪.‬‬ ‫ن‬ ‫الثا�‬ ‫لذلك كنا نخطط لالحتفال بعيد زواجنا ي‬ ‫بالسفر‪ .‬كنا نتطلع إىل استكشاف والية كارناتاكا‬ ‫الهندية‪ ،‬ووضعنا خططنا وفقًا لذلك‪ .‬لكن تم فرض قيود عىل السفر ف ي� الوالية‪،‬‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫ب�ء ممتع‬ ‫ولذا احتفلنا بعيد زواجنا ي� بيتنا‪ .‬حاولنا أن نجعله ال يُنىس وقمنا ي‬ ‫داخل حدود المدينة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫اإلغالق الطويل يغ� حياتنا ‪.‬أصبحت الخطط تفشل واألحالم ال تتحقق‬ ‫هذا إ‬ ‫وأصبح هذا هو الوضع الطبيعي الجديد‪ .‬أصبح حرم الكلية حيث أعمل والذي‬ ‫كان دائما يعج بالناس أ‬ ‫واألنشطة‪ ،‬أصبح فجأة صام ًتا‪ .‬قد يكون التعامل مع هذه‬ ‫ً‬

‫كنت أستيقظ أنا‬ ‫وزوجي عىل نبأ وفاة‬ ‫أحد أ‬ ‫األحباء أو أحد‬ ‫أعضاء الكنيسة كل‬ ‫صباح تقري ًبا لمدة‬ ‫ين‬ ‫أسبوع�‪.‬‬

‫صعبا‪ .‬حاولت أن أبقى إيجابية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫أمرا ً‬ ‫التغي�ات ً‬ ‫الم�ل‪ ،‬وأجعل حيا�ت‬ ‫وأن أبقى نشطة داخل نز‬ ‫ي‬ ‫ممتعة من خالل طهي أطباق جديدة وتعلم‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫أرس�‪.‬‬ ‫الرسم‪ .‬لكن هذا العام اق�ب الوباء من ي‬ ‫ف ي� شهري نيسان وأيار (أبريل ومايو) ‪ ،‬كانت‬ ‫ن‬ ‫الثا� ف ي� الهند‪ ،‬ولقد‬ ‫ذروة موجة يف�وس‬ ‫كورونا ي‬ ‫واجهنا نقصا حادا ف� أ‬ ‫ن‬ ‫الط�‬ ‫كسج�‬ ‫األ‬ ‫وأرسة‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً ي‬ ‫بي‬ ‫ّ‬ ‫المستشفيات‪ .‬أدت الزيادة الهائلة ف ي� عدد‬ ‫اإلصابات إىل غمر نظام الرعاية الصحية‪ .‬كان‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫اإلسعاف ومواقف‬ ‫المر� يموتون ي� سيارات إ‬ ‫السيارات خارج المستشفيات‪ .‬كانت محارق‬ ‫الجثث ممتلئة‪ .‬كنت أستيقظ أنا وزوجي عىل‬ ‫نبأ وفاة أحد أ‬ ‫األحباء أو أحد أعضاء الكنيسة‬ ‫أسبوع�‪ .‬كنا نح�ض‬ ‫ين‬ ‫تقريبا لمدة‬ ‫كل صباح ً‬ ‫ت‬ ‫بغ�‬ ‫الجنازة بعد الجنازة سواء بع� إ‬ ‫اإلن�نت أو ي‬ ‫أ‬ ‫اإل تن�نت‪ .‬لم يكن الموت والخسارة واأللم‬ ‫إ‬ ‫حقيقيا كما هو آ‬ ‫اآلن‪ .‬كل ما حاولت االحتفاظ به‬ ‫ً‬ ‫أن� بحاجة إىل إلهي ث‬ ‫يتال�‪ ،‬وعرفت ن‬ ‫ش‬ ‫أك� من‬ ‫ي‬ ‫أي وقت م�ض ‪.‬‬ ‫ف ي� رصاعي إإليجاد السالم وسط هذه‬ ‫الفو�‪ ،‬اكتشفت مرة أخرى هذه آ‬ ‫ض‬ ‫اآلية‬ ‫الرأْ ِي ال ُْم َمك َِّن تَ ْح َفظ ُ​ُه َسا ِل ًما‬ ‫الجميلة‪ .‬أ “ذُو َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َسا ِل ًما‪ ،‬ألَنَّ ُه َعل َْيكَ ُم َت َوكِّل‪( ”.‬إشعياء ‪.)3 :26‬‬ ‫إبليس يطوف ليرسق مننا السالم والفرح‪.‬‬ ‫لكن ف ي� المسيح ُو ِعدنا بـ “سالم كامل”‪ ،‬سالم‬ ‫مزدوج‪ .‬سالم كامل وثابت وشامل‪ .‬يمكننا أن‬ ‫نثبت أذهاننا‬ ‫ب‬ ‫نخت� هذا السالم الموعود عندما ّ‬ ‫تماما‪ .‬هذا السالم الذي‬ ‫به‬ ‫ونثق‬ ‫يسوع‪،‬‬ ‫عىل‬ ‫ً‬ ‫يجتاز كل الفهم يمكن أن يكون لنا عندما نختار‬ ‫أن نرى ونسمع ونخت� أ‬ ‫األمور من خالل عيون‬ ‫ب‬ ‫اإليمان‪.‬‬ ‫إ‬ ‫جديدا ملي ًئا‬ ‫واقعا‬ ‫ً‬ ‫يشهد هذا العالم ً‬ ‫جميعا بحاجة‬ ‫بالعديد من االضطرابات‪ .‬نحن‬ ‫ً‬ ‫إىل يسوع آ‬ ‫اآلن ث‬ ‫أك� من أي وقت م�ض ‪ .‬حان‬ ‫أ‬ ‫الوقت آ‬ ‫اآلن لمشاركة محبة يسوع‪ ،‬ألن محبته‬ ‫تدفعنا إىل مشاركة سالمه‪.‬‬ ‫يب�شيبا جاكوب تعمل كمنسق الموارد ش‬ ‫الب�ية‬ ‫ومساعد نائب الرئيس ف� كلية لوري ميموريال �ف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بنغالور – الهند‪ .‬وهي ت ز‬ ‫م�وجة من أندرو‪.‬‬

‫وجز ‪٢٠٢1 / 4‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪11‬‬


‫اليهودي‬ ‫الجريح‬

‫تأمالت روح َّية‬ ‫ُّ‬

‫ف� بعض أ‬ ‫األحيان‬ ‫ي‬ ‫ال نتعرف ح�ت‬ ‫عىل صديق‪.‬‬

‫كث�ا‪ .‬ت‬ ‫ح� العلماء بالكاد ينظرون ف ي� طريقه‪ .‬عندما‬ ‫ال نهتم به ي‬ ‫ف‬ ‫نعت�ه الضحية‪ ،‬المشكلة ال�ت‬ ‫ت‬ ‫نع�ف بوجوده ي� المثل‪ ،‬فإننا ب‬ ‫ي‬ ‫يجب حلها‪ ،‬دعامة مجهولة هدفها الكشف عن قلوب الشخصيات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بروزا‪ .‬إنه ببساطة اليهودي الجريح‪.‬‬ ‫األخرى األ ثك� ً‬ ‫مسيحيا لبضع سنوات‪ ،‬فغالبا ستكون عىل دراية‬ ‫إذا كنت‬ ‫ً‬ ‫مسافرا من أورشليم إىل‬ ‫بالقصة‪ .‬هذا الرجل المجهول الذي كان‬ ‫ً‬ ‫أريحا‪ ،‬تعرض لهجوم من بعض اللصوص‪� .‬ض بوه ونزف دماء‬ ‫وجردوه من ثيابه ي ن‬ ‫وتارك� إياه مي ًتا‪ .‬رأه هناك كاهن والوي‪ ،‬لكن لم‬ ‫ت‬ ‫المح� ي ن‬ ‫ين‬ ‫م� لتقديم المساعدة‪.‬‬ ‫الديني�‬ ‫يتوقف أي من هؤالء القادة‬ ‫�ض‬ ‫متأثرا‬ ‫‪.‬‬ ‫يحت‬ ‫الرجل‬ ‫شاهد‬ ‫الطريق‬ ‫يس� ف ي�‬ ‫أخ�ا‪ ،‬سامري كان ي‬ ‫يً‬ ‫ً‬ ‫وتطه�‬ ‫بالرأفة‪ ،‬يقوم بتضميده‪ ،‬ويدهنه بالزيت والنبيذ لتهدئة‬ ‫ي‬ ‫مقدما مقابل رعايته المستمرة‬ ‫جروحه‪ ،‬ويضعه عىل حماره ويدفع ً‬ ‫ف ي� فندق‪ .‬عندما انتهى يسوع من قول هذا المثل‪ ،‬فإنه يسلط‬ ‫الضوء عىل محبة الجار للسامري الصالح ويقول للشعب المستمع‬ ‫له‪“ :‬اذهبوا وافعلوا كذلك” (لوقا ‪.)37 :10‬‬ ‫نظرة أخرى حذرة‬ ‫كب�ا للرجل المصاب‪ .‬من المرجح‬ ‫نويل اهتماما ي‬ ‫عادة ال ي‬

‫‪12‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 4‬‬ ‫ُم َ‬

‫‪Image: typhoonski / iStock / Getty Images Plus / Getty Images‬‬


‫أن ندرس تاريخ العداء الطويل والقاتل أحيانًا ي ن‬ ‫ب� اليهود‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫الدينيت�‬ ‫الشخصيت�‬ ‫والسامري�‪ .‬نأسف للكاهن والالوي‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫جدا بنقاء‬ ‫جدا من اللصوص‪ ،‬أو‬ ‫اللت� كانتا إما‬ ‫مهتم� ً‬ ‫ي‬ ‫خائفت� ً‬ ‫ي‬ ‫طقوسهما بحيث ال يتوقفان لمساعدة مواطن لهما‪ .‬وقد ندرس‬ ‫خرائط وصور المناظر الطبيعية القاحلة ونفهم مخاطر الطريق‬ ‫ين‬ ‫ب� أورشليم وأريحا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫األهم من ذلك كله‪ ،‬أننا نسلط الضوء عىل السامري الصالح‬ ‫يعت�ونه‬ ‫باعتباره مركز القصة بال منازع‪ .‬كونه سامريًا‪ ،‬كان اليهود ب‬ ‫ن‬ ‫وثقافيا‪ .‬إال أن يسوع‬ ‫وعرقيا‬ ‫وأخالقيا‬ ‫دينيا‬ ‫نجسا ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دائما‪ ،‬ورأوه أد� ًّ‬ ‫ً ف‬ ‫قريبا وكشخص‬ ‫يقدمه ي� المثل عىل أنه نموذج لما يعنيه أن تكون ً‬ ‫جميعا االقتداء به‪.‬‬ ‫يجب علينا‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ث‬ ‫لذا‪ ،‬فقد ضاع ي� خلط التفاصيل التاريخية األك� إثارة‬ ‫لالهتمام وشخصية ث‬ ‫أك� ً‬ ‫نباًل‪ ،‬يبقى الرجل الجريح مجهول‬ ‫منسيا‪ .‬نمر به‪ .‬لكن هذا خطأ‬ ‫الهوية‪ ،‬مجهول االسم‪،‬‬ ‫وبالتايل ً‬ ‫ي‬ ‫مأساوي‪ ،‬نفس الخطأ الذي ارتكبه الكاهن والالوي‪ .‬لو كانوا قد‬ ‫زوجا‪ ،‬أو صديقًا ‪-‬‬ ‫عرفوه – لو كانوا رأوه ًأخا ب‬ ‫أك�‪ ،‬أو أخ ًتا‪ ،‬أو ً‬ ‫لكانوا قد قدموا المساعدة بالطبع! لكنهم لم يتعرفوا عليه‪ .‬وال‬ ‫نحن كذلك‪.‬‬ ‫من هو اليهودي الجريح؟‬ ‫أول دليل عىل هوية اليهودي الجريح هو الطريق الذي اختاره‬ ‫يسوع شل�ح المثل‪ .‬ف ي� مناقشاتنا النموذجية للقصة‪ ،‬نميل إىل‬ ‫التأكيد عىل صعوبة المشهد والخطر من اللصوص عىل طول‬ ‫الطريق‪ .‬لكن هذا كان طريقا رئيسيا‪ ،‬طريق جيد للسفر وحسن‬ ‫و� بعض أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫األماكن يمكننا‬ ‫البناء‪ .‬ح� اليوم يمكننا تتبع الطريق‪ ،‬ي‬ ‫ونم� عىل حجارة الرصف ي ت‬ ‫أن نذهب ش‬ ‫ال� كانت موجودة‬ ‫الكب�ة ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫خط�ة‬ ‫ي� زمن يسوع‪ .‬من المؤكد أنه كانت هناك طرق أخرى ي‬ ‫ومقفرة كان يمكن أن يستخدمها يسوع كإطار للقصة‪ .‬لماذا حدد‬ ‫هذا الطريق بالذات؟‬ ‫عرف يسوع شيئا‪ .‬كان يعلم أنه سيسافر ف� نفس الطريق يب�ن‬ ‫ي‬ ‫أريحا وأورشليم ف ي� طريقه إىل الصليب‪ ،‬يف�وي المثل وكأن الرجل‬ ‫الشخيص‪.‬‬ ‫الجريح عىل جانب الطريق ينذر باختباره‬ ‫ي‬ ‫بمجرد أن ندرك هذا االرتباط‪ ،‬نتساءل كيف!‬ ‫كث�ة وقوية‪.‬‬ ‫كان من الجائز أال نالحظة‪ .‬أمثال يسوع ي‬ ‫ف� هذا المثل‪ ،‬بدأ الرجل رحلته س�ا عىل أ‬ ‫األقدام‪ ،‬لكنه‬ ‫ي‬ ‫يً‬ ‫أنهى رحلته عىل ظهر حمار السامري‪ .‬وبالمثل‪ ،‬توجه يسوع إىل‬ ‫أ‬ ‫أيضا‬ ‫س�ا عىل األقدام‪ ،‬ومع الدخول المنترص أنهى ً‬ ‫أورشليم ي ً‬ ‫رحلته عىل ظهر حمار شخص آخر‪.‬‬ ‫الرجل ف� المثل ويسوع هما الشخصان الوحيدان ف� أ‬ ‫األناجيل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫اللذان ُجردا من ثيابهما‪ .‬تعرض كالهما لل�ض‬ ‫التخيل عنهما‬ ‫وتم‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫أيضا ف� وسط ي ن‬ ‫لص�‪ ،‬واحد عن‬ ‫وتركا‬ ‫ليموتا‪ .‬وجد يسوع نفسه ً ي‬ ‫آ‬ ‫ن‬ ‫الديني� الذين‬ ‫وغ�هم من القادة‬ ‫ي‬ ‫يمينه واآلخر عن يساره‪ .‬الكهنة ي‬ ‫كان ينبغي أن يدافعوا عنه تركوه ن‬ ‫يعا� ويموت‪.‬‬ ‫ي‬

‫نويل اهتماما‬ ‫عادة ال ي‬ ‫كب�ا للرجل المصاب‪.‬‬ ‫ي‬ ‫لكن المساعدة وصلت‪ .‬تم لف الجسد المكسور والكدمات‬ ‫ودهنه بأيدي يغ� متوقعة‪ .‬ف ي� هذا المثل كان سامريًا‪ ،‬لكن بالنسبة‬ ‫عضوا ف ي� السنهدريم (مجلس اليهود) وبعض النساء‬ ‫ليسوع كان ً‬ ‫اللوا� ترصفن برأفة مذهلة‪ .‬ف� ٍّكل من المثل و�ف‬ ‫من الجليل ت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الشخيص‪ ،‬تصبح القصة المأساوية قصة استعادة‬ ‫اختبار يسوع‬ ‫ي‬ ‫وقصة خالص‪ُ .‬خ ِدع الموت‪ ،‬وانترص الحب‪.‬‬ ‫يع� الرجل الذي يقف عىل جانب‬ ‫نعم‪ ،‬يقول يسوع المثل ييك ب ّ‬ ‫الطريق عن تجربته الخاصة‪ .‬اليهودي الجريح هو يسوع‪.‬‬ ‫صحيحا ت‬ ‫نس� خالل رحلتنا ف ي�‬ ‫قد يكون هذا‬ ‫ح� اليوم‪ .‬بينما ي‬ ‫ً‬ ‫الحياة‪ ،‬ونعمل عىل ضمان راحتنا الخاصة وننشغل بجدول أعمال‬ ‫محطما عىل‬ ‫روحي خاص بنا‪ ،‬فإن يسوع هو الشخص الذي يرقد‬ ‫ً‬ ‫التخيل عنه ونسيانه وهو صامت‪ .‬إنه‬ ‫غالبا ما يتم‬ ‫جانب الطريق‪ً .‬‬ ‫ي‬ ‫الشخص المصاب بالكدمات والمكسور‪ ،‬والغريب الذي نشفق‬ ‫دائما‪.‬‬ ‫عليه إال أننا نمر بجانبه‪“ .‬أصغر هؤالء” هو يسوع‪ ،‬يسوع ً‬ ‫عندما ندرك هذا‪ ،‬فإن دعوة يسوع ف ي� نهاية المثل “اذهب‬ ‫تع� فجأة شي ًئا ث‬ ‫ن‬ ‫أك�‪ ،‬شي ًئا مختلفًا‪ً .‬‬ ‫بداًل من مجرد‬ ‫وافعل كذلك” ي‬ ‫شخصيا‪.‬‬ ‫تعليمات صعبة بأن تكون لطيفًا مع الغرباء‪ ،‬تصبح ندا ًء‬ ‫ً‬ ‫ن‬ ‫ساعد�”‪.‬‬ ‫وكأن يسوع يقول‪“ :‬أرجوك‬ ‫ي‬ ‫اغفر لنا يا يسوع عىل مرورنا بجانبك بدون مساعدة‪ .‬وافتح‬ ‫أعيننا ييك نتمكن من رؤيتك‪.‬‬ ‫ت‬ ‫المح�م ف ي� العهد الجديد داريل ل‪ .‬بوك وجهة النظر السائدة‬ ‫* يلخص الباحث‬ ‫بشكل جيد (وإن كان ذلك بشكل يغ� صحيح!)‪“ :‬ال يتم وصف الضحية سوى بشكل‬ ‫ضئيل أألنه ليس محور ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫ك�‪ ،‬بل أولئك الذين يتفاعلون معه”‪ .‬انظر داريل ل‪.‬بوك‬ ‫تفس� بيكر التوضيحي للعهد الجديد (غراند رابيدز‪ :‬بيكر ‪،‬‬ ‫‪ ،‬لوقا ‪ ، 53 :24-51 :9‬ي‬ ‫‪ ،)1996‬صفحة ‪.1029‬‬

‫لإلرسالية والعهد الجديد ف ي� جامعة واال‬ ‫بول ديبدال يعمل أستاذ إ‬ ‫واال ف ي� كوليدج بليس‪ ،‬واشنطن‪ ،‬الواليات المتحدة‪.‬‬

‫وجز ‪٢٠٢1 / 4‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪13‬‬


‫االحتفال‬ ‫بالتعا�ف‬ ‫ي‬

‫طالما أنك تسلم حياتك له‪ ،‬فإن هللا سوف‬ ‫يقوم بالمهمة الثقيلة‪.‬‬

‫"هل تسمح لي بأن‬ ‫أ ُق َّص عليكَ ِقصة؟"‬ ‫بقلم ِديكْ دوركسن‬

‫‪14‬‬

‫ن‬ ‫ً‬ ‫تعرف�‪ ،‬أنا مارك‪.‬‬ ‫أهاًل چوناثان‪ .‬أنت ال‬ ‫ي‬ ‫ابن عمي ت‬ ‫مش�ك معك ف ي� مجموعة االحتفال‬ ‫بالتعا�‪ ،‬وقد أخ� ن� أنك تساعد أ‬ ‫ف‬ ‫األشخاص‬ ‫ب ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫فاقدي األمل‪ .‬حس ًنا‪ ،‬أنا يائس وأحتاج إىل‬ ‫المساعدة‪ .‬أنا عىل وشك أن أفقد ت‬ ‫زوج�‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫لكن� ال أستطيع التوقف عن ال�ب”‪.‬‬ ‫وأوالدي‪ ،‬ي‬ ‫بدا صوت الرجل وكأن قلبه ينكرس‪ ،‬وهو‬ ‫كث�ا أألنه يخدم‬ ‫صوت يسمعه چوناثان ي ً‬ ‫ث‬ ‫أك� من ‪ 100‬شخص كل أسبوع كقائد لخدمة‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫بالتعا� ي� كنيسته‪.‬‬ ‫االحتفال‬ ‫ي‬ ‫استمع چوناثان‪ ،‬وطرح أسئلة عديدة‪ ،‬ثم‬ ‫ويصيل بشأن‬ ‫أخ� مارك أنه يبتغي أن يفكر‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫طلبه لبضعة أيام‪ ،‬ثم يتكلمون مرة أخرى‪.‬‬ ‫قال چوناثان‪“ :‬لكن أو ًاًل‪ ،‬يجب أن ت ز‬ ‫تل�م‬ ‫ال�ب‪ .‬عد إىل نز‬ ‫بعدم ش‬ ‫الم�ل‪ ،‬وتحدث عن‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 4‬‬ ‫ُم َ‬

‫هذا أ‬ ‫األمر مع كارول زوجتك‪ ،‬وتخلص من كل‬ ‫ت‬ ‫ال� لديك ف� نز‬ ‫ش‬ ‫الم�ل”‪.‬‬ ‫ي‬ ‫الم�وبات الكحولية ي‬ ‫***‬ ‫عندما تحدث الرجالن بعد ي ن‬ ‫يوم�‪ ،‬كان مارك‬ ‫ف‬ ‫ال يزال متأثرا للغاية ت ز‬ ‫تغي�‬ ‫جدا برغبته ي� ي‬ ‫ومل� ًما ً‬ ‫ً‬ ‫حياته‪ .‬وافق هو وكارول عىل عدم ش‬ ‫ال�ب‪ ،‬وقد‬ ‫تخلصوا من كل الكحوليات نز‬ ‫بم�لهم‪ .‬مع العلم‬ ‫تز‬ ‫كب�ا‬ ‫أن هذه كانت خطوة ي‬ ‫كب�ة تتطلب ال� ًاما ي ً‬ ‫بالوقت والمجهود‪ ،‬وافق كل من چوناثان ومارك‬ ‫يوما‪.‬‬ ‫عىل بدء تجربة لمدة ‪ً 30‬‬ ‫ش‬ ‫�ء‬ ‫يتذكر چوناثان‪“ :‬شجعته بأن هذا ي‬ ‫وأخ�ته أننا سنقوم كل صباح‬ ‫معا”‪ ،‬ب‬ ‫سنفعله ً‬ ‫معا‪ ،‬وأنه ف ي� كل ليلة‬ ‫المقدس‬ ‫الكتاب‬ ‫بدراسة‬ ‫ً‬ ‫عليه أن يتصل ب ي�‪ ،‬ونتحدث عن يومه‪ .‬قلت‬ ‫إنه يجب أن ت‬ ‫جميعا ف ي� هذه التجربة‪،‬‬ ‫نش�ك‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وأن عليه أن يشارك األحداث الجيدة واألحداث‬ ‫السيئة بينما نتعرف عىل بعضنا البعض‪.‬‬ ‫طالما أنك سلمت أمرك هلل‪ ،‬فسوف يقوم‬ ‫هللا بالمهمة الثقيلة‪ .‬وكلما شعرت بالرغبة ف ي�‬ ‫ش‬ ‫ال�ب‪ ،‬يجب أن تتصل ب ي� عىل الفور‪.‬‬ ‫ت‬ ‫يوما‬ ‫ال� استمرت ‪ً 30‬‬ ‫تضمنت التجربة ي‬ ‫ثالثة توقعات‪ .‬أو ًاًل‪ :‬كان عىل مارك أن يح�ض‬ ‫ف ت‬ ‫ال� يقودها چوناثان‬ ‫مجموعة االحتفال‬ ‫ي‬ ‫بالتعا� ي‬ ‫ف� الكنيسة‪ .‬ثانيا‪ ،‬كان عىل مارك أن يح�ض‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫الكنيسة‪ .‬ثال ًثا‪ ،‬كان عىل مارك أن ينضم إىل‬ ‫أسبوعيا‪.‬‬ ‫مجموعة دراسة للكتاب المقدس‬ ‫ً‬ ‫“لقد شجعته حقًا يل�ى أنه إذا كان جا ًدا‬ ‫‪Image: Tim Marshall‬‬


‫ين‬ ‫فسيتع� عليه اتخاذ بعض‬ ‫تغي� حياته‪،‬‬ ‫بشأن ي‬ ‫القرارات المهمة بشأن عالقته باهلل واختيار بدء‬ ‫بعض السلوكيات الجديدة‪”.‬‬ ‫ش‬ ‫أخ�‬ ‫�ء آخر مهم للغاية‪ .‬ب‬ ‫كان هناك ي‬ ‫ف‬ ‫چوناثان مارك أنه ي� جميع محادثاته مع زوجته‬ ‫يجب عليه أن يبدأ التحدث معها بهدوء ورفق‪.‬‬ ‫ف‬ ‫فورا ف ي� حضور‬ ‫كان مارك ً‬ ‫جيدا ي� ذلك‪ ،‬وبدأ ً‬ ‫ن‬ ‫االثن�‪ ،‬واختيار كلمات‬ ‫مجموعة چوناثان مساء ي‬ ‫جديدة للمحادثات ف� نز‬ ‫الم�ل‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ف� نهاية ت‬ ‫الف�ة التجريبية‪ ،‬لم يكن مارك قد‬ ‫ي‬ ‫أيضا‬ ‫يوما‪ .‬لقد فعل ً‬ ‫ش�ب أي كحول لمدة ‪ً 30‬‬ ‫ش‬ ‫�ء طلب منه چوناثان أن يفعله‪ .‬لقد‬ ‫كل ي‬ ‫اندهش من الشخص الجديد الذي أصبح عليه‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ال� كان يفكر بها‪ ،‬والطريقة‬ ‫والطريقة الجديدة ي‬ ‫الجديدة ت‬ ‫ال� كان يترصف بها‪ ،‬والطريقة‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫ت‬ ‫فرحا‬ ‫ال� كان يرى بها اآلخرين‪ .‬كان ً‬ ‫الجديدة ي‬ ‫تغي� هللا له!‬ ‫لكيفية ي‬ ‫قال مارك لفريق دراسة الكتاب المقدس‪:‬‬ ‫“لم أعد نفس الشخص الذي كنت عليه‪ .‬أنا‬ ‫شخيص الجديد!”‬ ‫مختلف‪ ،‬وأنا أحب‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫لف�ة طويلة استخدم مارك الكحول وأي‬ ‫عذر آخر وجده لتجنب عائلته‪ .‬آ‬ ‫اآلن كان الروح‬ ‫القدس يتحرك بقوة ف ي� قلب مارك‪ ،‬ويحثه عىل‬ ‫مشاركة اختباره الجديد مع الجميع‪ ،‬وخاصة‬ ‫أ‬ ‫اإلقناع‪،‬‬ ‫مع زوجته كارول‪ .‬استغرق األمر بعض إ‬ ‫لكنهما بدأوا ف ي� االستيقاظ قبل أطفالهما كل‬ ‫معا ودراسة كتاب خاص عن‬ ‫صباح والصالة ً‬ ‫وج�‪.‬ن‬ ‫العبادة ت ز‬ ‫للم� ي‬ ‫حوايل ‪ 10‬أيام من بدء العبادة الصباحية‬ ‫بعد ي‬ ‫مع كارول‪ ،‬اتصل مارك بچوناثان وسأله‪“ ،‬هل‬ ‫ن‬ ‫أصيل معها قبل أن نقوم‬ ‫أن� يجب أن ي‬ ‫تعتقد ي‬ ‫بالعبادة كل صباح؟”‬ ‫قال چوناثان “نعم! شكرا لك يا يسوع”‪.‬‬ ‫***‬ ‫بدأ زواجهم بالشفاء‪ ،‬ومع ازدهار حبهم‪،‬‬ ‫أيضا ف ي�‬ ‫فكر مارك عما إذا كان يجب أن يبدأ ً‬ ‫قيادة الصالة اليومية مع أطفاله‪ .‬مهما كان‬ ‫الروح القدس يتحداه أن يفعله‪ ،‬كان مارك‬ ‫يناقشه أوال مع چوناثان وكارول‪ ،‬ثم يقوم به‪.‬‬ ‫اش�ى مارك كتاب عن العبادة أ‬ ‫ت‬ ‫لألطفال وبدأ‬ ‫ف ي� قراءته عىل مائدة العشاء مع ابنه البالغ من‬ ‫عاما وابنتهما ن‬ ‫بالتب� البالغة من العمر‬ ‫العمر ‪ً 16‬‬ ‫ي‬

‫‪ 6‬سنوات وابنهما البالغ من العمر ‪ 4‬سنوات‬ ‫عام�‪ .‬أراد أ‬ ‫وابنتهما البالغة من العمر ي ن‬ ‫األطفال‬ ‫الكث� من‬ ‫معرفة المزيد عن القصة وطرحوا ي‬ ‫أ‬ ‫األسئلة‪ .‬لقد يغ�ت تلك المحادثات العائلة‪.‬‬ ‫قال مارك لچوناثان أثناء تعبدهم ذات‬ ‫أ‬ ‫تس� عىل ما يرام”‪“ .‬هل تعتقد‬ ‫صباح‪“ :‬األمور ي‬ ‫أطفايل‬ ‫أيضا أن أبدأ الصالة مع‬ ‫عيل ً‬ ‫ي‬ ‫أنه يجب ي ّ‬ ‫عىل مائدة العشاء؟”‬ ‫يقول چوناثان‪“ :‬كان من الرائع أن نرى كيف‬ ‫�ض‬ ‫كان مارك يتجاوب مع هللا”‪“ .‬عندما كان يق ي‬ ‫وقت خاص مع كلمة هللا‪ ،‬أصبح ث‬ ‫أك� سعادة‪.‬‬ ‫ف‬ ‫بالتعا� ودرس‬ ‫بينما التقى بمجموعات االحتفال‬ ‫ي‬ ‫معي ومع كارول كل يوم‪ ،‬واصل الروح القدس‬ ‫ف‬ ‫تغي�ات‬ ‫التحرك ي� قلبه‪ ،‬وشجعه عىل إجراء ي‬ ‫إيجابية أخرى ف ي� كل جزء من حياته”‪.‬‬ ‫احتفل مارك آ‬ ‫اآلن بستة أشهر من عدم‬ ‫نشط� �ف‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫ش‬ ‫مشارك�‬ ‫ال�ب‪ .‬هو وعائلته‬ ‫ي ي‬ ‫كنيستهم‪ .‬تم تعميد مارك‪ .‬تم تعميد كارول‪.‬‬ ‫ف‬ ‫صغ�ة ف ي�‬ ‫تشارك العائلة كلها ي� مجموعة ي‬ ‫المقدس‪ .‬يمنح مارك اآلنآ‬ ‫دراسات الكتاب‬ ‫كارول ي ن‬ ‫ليلت� “راحة” كل أسبوع ييك تتمكن من‬ ‫االنتعاش والتجديد من خالل قضاء الوقت مع‬ ‫سيدات أخريات من الكنيسة‪.‬‬ ‫إن اختيار عالقة شخصية مع يسوع والنمو‬ ‫من خالل دراسة كلمة هللا والصالة‪ ،‬قد قلب‬ ‫حياتهم ر ًأسا عىل عقب!‬ ‫ليك‬ ‫الناس‬ ‫نتلمذ‬ ‫يقول چوناثان‪“ :‬إننا‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫ن‬ ‫نب� القادة‬ ‫فيصبحوا متلمذين لآلخرين‪“ ”.‬نحن ي‬ ‫ي� كل وقت‪ .‬عندما يطلب أشخاص مثل مارك‬ ‫المساعدة‪ ،‬فإن هدفنا هو رفعه ليكون قائد‪،‬‬ ‫شخصا يمكنه توجيه آ‬ ‫اآلخرين إىل حياة جديدة‬ ‫ً‬ ‫ف� يسوع‪ .‬المفتاح لتحقيق ذلك هو ي ز‬ ‫ترك�ه عىل‬ ‫اآلخرين‪ .‬أ‬ ‫يخدمة آ‬ ‫األرسة أوال‪ ،‬ثم ف ي� المجتمع‪.‬‬ ‫عندما ال نعد نركز عىل أنفسنا‪ ،‬بل نخدم‬ ‫آ‬ ‫اآلخرين بنشاط‪ ،‬فإن الروح القدس ينمو بنا‬ ‫أبعد وأرسع مما كنا نحلم به ف ي� أي وقت”‪.‬‬ ‫ف‬ ‫بالتعا�‪،‬‬ ‫لمعرفة المزيد حول خدمةاالحتفال‬ ‫ي‬ ‫يرجى زيارة ‪https://www.celebraterecovery.com‬‬ ‫ديك دوركسن‪ ،‬هو قس وراوي قصص‪ ،‬يعيش ف ي�‬ ‫بورتالند ‪ -‬والية أوريغون ‪ -‬الواليات المتحدة‪.‬‬

‫النا�ش‬ ‫مجلة "عالم األأدفنتست" أهي مجلة دورية‬ ‫ين‬ ‫السبتي�‪.‬‬ ‫عالمية من إصدار كنيسة األدفنتست‬ ‫ش‬ ‫النا�ون‪ :‬المجمع أالعام‪ ،‬وقسم شمال آسيا‬ ‫ين‬ ‫السبتي�‪.‬‬ ‫والمحيط الهادئ لألدفنتست‬ ‫المحرر التنفيذي ورئيس خدمات أ‬ ‫"األدفنتست‬ ‫ريفيو"‬ ‫بيل نوت‬ ‫رئيس ش‬ ‫الدويل‬ ‫الن�‬ ‫يّ‬ ‫هونغ‪ ،‬ميونغ كوان‬ ‫لجنة تنسيق "عالم أ‬ ‫األدفنتست"‬ ‫نز‬ ‫تومبكي�؛ هونغ‬ ‫يس يونغ كيم‪ ،‬الرئيس؛ جويل‬ ‫ي‬ ‫ميونغ كوان؛ هان‪ ،‬سوك هي؛ ليو‪ ،‬دونغ ي ن‬ ‫ج�‬ ‫المحررون المشاركون‪/‬المديرون‪ ،‬خدمات‬ ‫أ‬ ‫األدفنت ريفيو‬ ‫اليل ي ز‬ ‫ج�الد كلينجبيل‪ ،‬كريغ سكوت‬ ‫س�ر‪ ،‬ي‬ ‫ف‬ ‫س�نغ‪ ،‬ماريالند‬ ‫المحررون ي� سلفر ب‬ ‫بالكم�‪ ،‬ويلونا كاريمبادي‪،‬إينو مولر‪،‬‬ ‫ساندرا‬ ‫ي‬ ‫يز‬ ‫رودريغ�‬ ‫ديكسيل‬ ‫المحررون ف ي� سيول‪ ،‬كوريا‬ ‫هونغ ميونغ كوان؛ بارك جي مان؛ كيم‪،‬‬ ‫هيو‪-‬جون‬ ‫مدير المنصات الرقمية‬ ‫غابرييل بيغل‬ ‫مدير العمليات‬ ‫يم�ل بوارييه‬ ‫نسق تقييم التحرير‬ ‫ُم‬ ‫ِّ ي ن‬ ‫مارف� ثورب‪-‬بابتيست‬ ‫اإل ْجمال‪/‬استشاريون‬ ‫محررون ِب َو ْج ِه إ‬ ‫نيك‬ ‫فنيل‪ ،‬جون م‪ .‬فولر‪ ،‬إي إدوارد ز ي‬ ‫مارك أ‪ .‬ي‬ ‫المايل‬ ‫المدير ي‬ ‫كم� ييل براون‬ ‫ب‬ ‫منسق التوزيع‬ ‫ِّ‬ ‫شارون تينيسون‬ ‫اإلدارة‬ ‫مجلس إ‬ ‫يس يونغ كيم‪ ،‬الرئيس؛ بيل نوت‪ ،‬السكر يت�؛‬ ‫ي‬ ‫هونغ‪ ،‬ميونغ كوان؛ كارنيك ت ز‬ ‫دوكم�يان؛ سوك‬ ‫ج�الد أ‪ .‬كلينجبيل؛ جويل‬ ‫هي هان؛ يوتاكا إنادا؛ ي‬ ‫نز‬ ‫تومبكي�؛ راي والن؛ بحكم المنصب‪ :‬خوان‬ ‫يس ويلسون‬ ‫بريستول بوزن؛ ج‪ .‬ت‪ .‬نغ؛ تيد ن‪ .‬ي‬ ‫ن‬ ‫الف� والتصميم‬ ‫إ‬ ‫اإلخراج ي‬ ‫‪Types & Symbols‬‬ ‫ترجمة‬ ‫نانيس ناجي‬ ‫ي‬ ‫مراجعة‬ ‫شأ�ف فوزي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� ترغبون‬ ‫فللكُ َّتاب‪ :‬نرحب بالنصوص األصلية ي‬ ‫التخيل عنها‪ .‬يرجى إرسال جميع المراسالت‬ ‫ي�‬ ‫ي‬ ‫التحريرية إىل‪:‬‬ ‫‪Old Columbia Pike, Silver Spring, 12501‬‬ ‫‪MD 20904-6600, U.S.A. Editorial office Fax‬‬ ‫‪number:(301) 680-6638‬‬ ‫ت ن‬ ‫و�‪:‬‬ ‫بال�يد إاإللك� ي‬ ‫‪worldeditor@gc.adventist.org‬‬ ‫ت ن‬ ‫و�‪:‬‬ ‫الموقع إاإللك� ي‬ ‫‪www.adventistworld.org‬‬ ‫ش‬ ‫تن� مجلة "موجز عالم‬ ‫أ‬ ‫األدفنتست" كل ربع سنة‪.‬‬

‫‪2021, № 4‬‬

‫وجز ‪٢٠٢1 / 4‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪15‬‬


‫المقدس‬ ‫إجابات أسئلة عن الكتاب‬ ‫ّ‬

‫س‬ ‫إ‬

‫م�ر‬ ‫ب َّ‬ ‫ومتكامل‬

‫ما هي العالقة ي ن‬ ‫الت�ير‬ ‫ب� ب‬ ‫باإليمان والكمال المسيحي؟‬ ‫إ‬ ‫من المؤكد أنهما مرتبطان ببعضهما البعض‪ ،‬لكنهما ليسا‬ ‫ين‬ ‫أبدا اعتبار الكمال‬ ‫متماثل�‪ ،‬ويجب أن أضيف أنه ال ينبغي ً‬ ‫باإليمان‪ .‬يتطلب السؤال‬ ‫للت�ير إ‬ ‫المسيحي عىل أنه يمهد الطريق ب‬ ‫واضحا لكيفية خالصنا‪ .‬نحتاج أن‬ ‫وفهما‬ ‫تعريفًا لكل من المفاهيم ً‬ ‫ً‬ ‫ننظر إىل عمل المسيح خارجنا وفينا‪.‬‬

‫‪ .1‬عمل المسيح خارجنا‬ ‫هذه فكرة أساسية عندما ندرس مفهوم الخالص‪ :‬قرر هللا أن‬ ‫يخلصنا دون أن يطلب رأينا‪ .‬قبل أن يخلقنا هللا بوقت طويل‪،‬‬ ‫صاغ خطة إإلعادتنا إىل ش‬ ‫ال�كة معه (رومية ‪ & 26 - 25 :16‬أفسس‬ ‫‪ .)10 - 9 :1‬ف ي� غيابنا اتخذ الرب قرارات من شأنها أن تؤثر فينا‪:‬‬ ‫ليص� ش‬ ‫ب�ا (يوحنا ‪ .)15 - 14 :1‬سيخدم‬ ‫سيقدم ابن هللا نفسه ي‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ش‬ ‫الب�ية المتألمه ليكشف عن محبة هللا الالمتناهية (يوحنا األوىل‬ ‫‪ .)9 :4‬سيأخذ مكاننا ويموت‪ ،‬سيحمل خطايانا ً‬ ‫بداًل منا (رومية ‪:5‬‬ ‫‪ & 8‬يوحنا أ‬ ‫األوىل ‪ 5 :3‬؛ ‪ .)10 :4‬بعد دفنه وقيامته‪ ،‬سيصعد إىل‬ ‫اني� ‪ .)15 - 14 :4‬ت ز‬ ‫(ع� ي ن‬ ‫س�يح ذبيحته‬ ‫السماء ليكون رئيس كهنتنا ب‬ ‫آ‬ ‫حاجز الخطيئة الذي فصلنا عن اآلب‪ ،‬مما يجعل من الجائز لنا‬ ‫أن نعود إليه (كورنثوس الثانية ‪ .)21 - 19 :5‬فعل هللا كل هذا من‬ ‫يستش�نا‪.‬‬ ‫جانب واحد‪ ،‬دون أن‬ ‫ي‬ ‫أيضا أن يرسل الروح القدس ليطلب منا قبول عمله‬ ‫قرر هللا ً‬ ‫ف‬ ‫الخاليص الرائع (يوحنا ‪ .)13 :16‬ي� كل هذا‪ ،‬لم تلعب طاعتنا أو‬ ‫ي‬ ‫عدم طاعتنا أي دور (رومية ‪ & 8 :5‬بطرس أ‬ ‫األوىل ‪ .)18 :3‬لقد‬ ‫ش‬ ‫�ء! قرر هللا من جانب واحد أن ابنه سوف يعود‬ ‫فعل هللا كل ي‬ ‫األرض ليأخذ شعبه إىل بيت آ‬ ‫إىل أ‬ ‫اآلب (يوحنا ‪ .)3-1 :14‬لقد أثبت‬ ‫الثا� سيغ�نا (كورنثوس أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫األوىل ‪)54-51 :15‬‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫أيضا أنه ي� المجيء ي‬ ‫ف‬ ‫ز‬ ‫و� النهاية‬ ‫ويزيحنا من بيئة ي‬ ‫تتم� بالخطيئة والمعاناة والموت‪ ،‬ي‬ ‫‪16‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 4‬‬ ‫ُم َ‬

‫وأرضا جديدة (رؤيا ‪ .)4-1 :21‬كل هذا مجانا!‬ ‫سيخلق سماء جديدة ً‬ ‫ش‬ ‫ال�ء الوحيد المطلوب منا هو قبول عطية الخالص من خالل‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫اإليمان بالمسيح ‪ -‬بر المسيح المنسوب إلينا‪ .‬ي� تلك اللحظة‬ ‫إ‬ ‫كولويس ‪.)14 - 13 :1‬‬ ‫تحررنا من استعباد الخطيئة (غالطية ‪& 15 :6‬‬ ‫ي‬ ‫‪ .2‬عمل المسيح فينا‬ ‫ت‬ ‫بنـا ًء على ما قلته‪ ،‬أود أن أق�ح أن عمل المسـيح فينا ليس‬ ‫هـو مـا يخلصنا‪ ،‬بل هـو أ‬ ‫باألحرى إظهار لقوته‪ ،‬من خالل الروح‬ ‫القـدس‪ ،‬ليعيـد لنا صورته‪ .‬الروح هـو الذي يمكّ ننا من النمو إىل‬ ‫شـبه ابن هللا بينما نعتمد ف ي� نفس الوقت باسـتمرار عىل عمله‬ ‫الكفاري من أجلنا‪ .‬هذا هو بالضبط ما يسـمى الكمال المسـيحي‬ ‫ فنحـن ننمـو كل يـوم ف� النعمة لنكون مثله (بطرس أ‬‫األوىل ‪:2‬‬ ‫ي‬ ‫‪ 3-1‬و ‪ & 21‬يوحنـا أ‬ ‫ف‬ ‫األوىل ‪ ،)6 :2‬بينمـا نضـع إيماننا ي� الوقت‬ ‫نفسـه حرصيًا ف ي� نعمة المسـيح الغافرة لتأكيد خالصنا (يوحنا‬ ‫أ‬ ‫األوىل ‪.)2 - 2:1‬‬ ‫ين‬ ‫ال ينبغي الخلط ي ن‬ ‫الجانب� ف ي� الحياة المسيحية‪.‬‬ ‫ب� هذين‬ ‫أ‬ ‫لت�ير حاجتنا إىل تطوير شخصية‬ ‫هناك العديد من األسباب ب‬ ‫مثل شخصية المسيح‪ ،‬ولكن ربما يكون من أهمها جعل خدمتنا‬ ‫األوىل ‪ & 11 :4‬بطرس أ‬ ‫أك� فعالية (يوحنا أ‬ ‫آ‬ ‫لآلخرين ث‬ ‫األوىل ‪.)12 :2‬‬ ‫ين‬ ‫المؤمن� "سلوكنا الجيد ف ي� المسيح"‪ ،‬وسيخجلون‬ ‫س�ى يغ�‬ ‫ثم ي‬ ‫أ‬ ‫ُّ‬ ‫(بطرس األوىل ‪ .)16 :3‬يضيف بطرس " ِل َيك ُْن كُل َو ِاح ٍد ِب َح َس ِب َما‬ ‫� َع َىَل‬ ‫أَ َخذَ َم ْو ِه َبةً ‪ ،‬يَ ْخ ِد ُم ِب َها بَ ْع ُضك ُْم بَ ْع ًضا‪ ،‬ك َُو َكال َ َء َصا ِل ِح ي ن َ‬ ‫نعمة هللاِ الْمتنوعة‪( ".‬بطرس أ‬ ‫األوىل ‪ .)10 :4‬هذه هي استجابتنا‬ ‫ُ َ َ ِّ َ ِ‬ ‫ِ ْ َِ‬ ‫ت‬ ‫ال� تمنحنا‬ ‫لالمتنان‪ ،‬بدافع من الروح القدس‪ ،‬لنعمة هللا المحبة ي‬ ‫الحياة أ‬ ‫األبدية من خالل ابنه‪.‬‬ ‫يز‬ ‫رودريغ� تقاعد بعد أن عمل كقس وأستاذ وعا ِلم الهوت‪.‬‬ ‫أنجيل مانويل‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.