Aw 2015 1st q

‫املجلة العاملية لكنيسة األدفنتست السبتيني‬ ‫الربع األول‪2015 ،‬‬

‫املوجز الدوري‬

‫معاناة‬ ‫أيوب‬ ‫‪6‬‬

‫عمل النبي‬ ‫الحقيقي‬

‫‪ ١٢‬إمتياز الكتاب‬ ‫املقدس املفتوح‬

‫‪15‬‬

‫ال تستسلم‬ ‫البتة‬

‫حجرة صالة للعالم بأكمله‬ ‫موجز الربع األول‪2015 ،‬‬

‫“ها أنا آيت رسيعا …”‬

‫‪А‬‬

‫‪ВСЕМИРНЫЙ ЖУРН‬‬ ‫‪АЛ ЦЕРКВИ ХРИСТИ‬‬ ‫‪АН АДВЕНТИСТОВ С‬‬ ‫‪ЕДЬМОГО ДНЯ‬‬

‫‪1 кв арт а л 2015 год а‬‬

‫إن مرسليتنا هي رفع يسوع املسيح عالياً وتوحيد االدفنتست‬ ‫السبتيني‪ ،‬يف كل مكان‪ ،‬يف املعتقدات واملرسلية والحياة والرجاء‪.‬‬

‫‪Дайджест‬‬

‫قصة الغالف‬ ‫املعاناة مع أيوب ورفاقه ‪8 .........................‬‬

‫‪Страдая‬‬ ‫‪с‬‬ ‫‪Иовом‬‬ ‫‪Никогда‬‬

‫‪15‬‬

‫‪не сдавайтесь‬‬

‫‪Привилегия‬‬

‫بقلم اليل سيزر‬

‫إعادة النظر يف مفهومنا ملعضلة األمل‬

‫أسئلة وأجوبة من الكتاب املقدس‬ ‫الرب خالقنا ‪5 ...........................................................‬‬ ‫بقلم آنجيل مانويل رودريغيز‬

‫اكتشاف روح النبوة‬ ‫عمل النبي الحقيقي ‪6 ................................................‬‬ ‫اشرتك كل من‬ ‫إلن هوايت والنبي إرميا يف بعض األمور‬

‫عالم األدفنتست‬ ‫إمتياز الكتاب املقدس املفتوح ‪12 ..................................‬‬ ‫لنبقيه بحرص‬ ‫بقلم تيد ن‪ .‬س‪ .‬ويلسون‬

‫دراسة كتابية‬ ‫ال تستسلم البتة ‪15 .....................................................‬‬ ‫بقلم القس مارك فنيل‬

‫التقرير العاملي‬ ‫أنباء موجزة ‪3 ...........................................................‬‬ ‫كلو ‪14 .......................................................................‬‬ ‫تبادل األفكار ‪16 .................................................‬‬ ‫‪www.adventistworld.org‬‬

‫متاحة يف ‪ ١١‬لغة عرب شبكة اإلنرتنت‬ ‫‪ 2‬موجز مجلة عامل األدفنتست | الربع األول ‪2015‬‬

‫‪12‬‬

‫‪открытой Библии‬‬

‫‪Работа‬‬

‫‪6‬‬

‫‪истинного пророка‬‬

‫النارش‬ ‫إن مجلة “عامل األدفنتست” هي مجلة دورية عاملية من إصدار كنيسة‬ ‫ ‬ ‫األدفنتست السبتيني‪ .‬النارشون‪ :‬املجمع العام‪ ،‬قسم شامل آسيا واملحيط الهادئ‬ ‫لألدفنتست السبتيني‪.‬‬ ‫النارش التنفيذي ورئيس التحرير‬ ‫بيل نوت‬ ‫ ‬ ‫مساعد النارش‬ ‫كلود ريتشيل‬ ‫ ‬ ‫مدير النرش الدويل‬ ‫تشون‪ ،‬بيونج دوك‬ ‫ ‬ ‫مجلس إدارة النرش‬ ‫تيد ويلسون‪ ،‬الرئيس؛ بنجامني د‪ .‬تشون‪ ،‬نائب الرئيس؛ بيل نوت‪،‬‬ ‫ ‬ ‫السكرتري؛ ليزا بريدسيل هاردي؛ دانيل ر‪ .‬جاكسون؛ روبرت ليمون؛ جيفري مبوانا؛ ج‪ .‬‬ ‫ت‪ .‬نغ؛ ديزي أوريون؛ خوان بريستول؛ مايكل ريان؛ ايال سيمونز؛ مارك ‬ ‫ ‬ ‫توماس؛ كارنيك دوكوميتزيان‪ ،‬املستشار القانوين‬ ‫ ‬ ‫لجنة التنسيق الخاص مبجلة “عامل االدفنتست”‬ ‫يل جرييونج‪ ،‬الرئيس؛ أكريي سوزويك؛ كينيث أوسبورن؛ جومو سونغ؛ ‬ ‫ ‬ ‫تشون‪ ،‬بيونج دوك؛ هان ‪ ،‬سوك هيي‬ ‫ ‬ ‫املحررون الذين يتخذون من سيلفر سربينغ بوالية ماريالند‪ ،‬مقرا ً لهم‬ ‫اليل سيزر‪ ،‬جريالد أ‪ .‬كلينجبل (محرران مساعدان‪ ،‬ساندرا بالكمري‪ ،‬ستيفن ‬ ‫ ‬ ‫شافيز‪ ،‬ويلونا كارميابادي‪ ،‬كيمربيل لوستي مارانن آندرو ماكشنزي‬ ‫ ‬ ‫املحررون الذين مقرهم يف سيول‪ ،‬كوريا‬ ‫ ‬ ‫تشون‪ ،‬بيونج دوك؛ بارك ‪ ،‬جاي مان؛ كيم‪ ،‬هيو جون‬ ‫ ‬ ‫محرر عىل اإلنرتنت‬ ‫كارلوس ميديل‬ ‫ ‬ ‫مدير العمليات‬ ‫مريل بوارييه‬ ‫ ‬ ‫املحرر العام‬ ‫مارك أ‪ .‬فينيل‪ ،‬جون م‪ .‬فولر‬ ‫ ‬ ‫املستشار العام‬ ‫إ‪ .‬ادوارد زنيك‬ ‫ ‬ ‫املدير املايل‬ ‫راشيل ج‪ .‬تشايلد‬ ‫ ‬ ‫مساعد التحرير‬ ‫مارفني ثورب بابتيست‬ ‫ ‬ ‫مجلس اإلدارة‬ ‫جريي يونج يل‪ ،‬الرئيس؛ بيل نوت‪ ،‬السكرتري؛ ب‪ .‬د‪ .‬تشون‪ ،‬كارنك ‬ ‫ ‬ ‫دوكومتيزيان‪ ،‬سوك هان هيي‪ ،‬كينيث أوسبورن‪ ،‬خوان بريستول‪ ،‬كلود ‬ ‫ ‬ ‫ريتشيل‪ ،‬أكريي سوزويك‪،‬‬ ‫ ‬ ‫بحكم مناصبهم‪ :‬روبرت ليمون‪ ،‬ج‪ .‬ت‪ .‬نغ‪ ،‬تيد ويلسون‬ ‫التوجيه الفني والتصميم‬ ‫جيف ديفري‪ ،‬بريت ميليتي‬ ‫ ‬ ‫استشاريون‬ ‫تيد ويلسون‪ ،‬روبرت يل ليمون‪ ،‬ج‪ .‬ت‪ .‬نغ‪ ،‬غيريمون بياجي‪ ،‬لويل جيم ‬ ‫ ‬ ‫كوبر‪ ،‬دانيال ر‪ .‬جاكسون‪ ،‬رأفت كامل‪ ،‬جيفري مبوانا‪ ،‬أرمانو مرياندا‪ ،‬‬ ‫ ‬ ‫باردون ك‪ .‬موانسا‪ ،‬مايكل ل‪ .‬ريان‪ ،‬بالسيوس م‪ .‬روجوري‪ ،‬بينجامني د‪.‬‬ ‫ ‬ ‫شون‪ ،‬إيال س‪ .‬سيمونز‪ ،‬إلربتو جولفان االبن‪ ،‬إرتون كولر‪ ،‬جرييونج يل‪ ،‬‬ ‫ ‬ ‫إرسائيل إيتو‪ ،‬جون راثيناراجي‪ ،‬بول س‪ .‬راتاسارا‪ ،‬باري أوليفر‪ ،‬برونو ‬ ‫ ‬ ‫فريتلري‪ ،‬جيلربت واري‬ ‫ ‬ ‫للكتَّاب‪ :‬نرحب باملخطوطات التي ترغبون يف التخيل عنها‪ .‬يرجى إرسال‬ ‫ ‬ ‫جميع املراسالت التحريرية إىل ‪ 12501‬أولد كولومبيا بايك‪ ،‬سيلفر سربينغ‪ ،‬مرييالند‪،‬‬ ‫‪ ،20904‬الواليات املتحدة األمريكية‪ .‬رقم فاكس مكتب التحرير‪6638-680 )301( :‬‬ ‫الربيد اإللكرتوين‪)worldeditor@gc.adventist.org ( :‬‬ ‫املوقع عىل شبكة اإلنرتنت‪)www.adventistworld.org( :‬‬ ‫مجلة “عامل األدفنتست” تنرش شهرياً وتطبع يف وقت واحد يف كل من‬ ‫ ‬ ‫كوريا والربازيل واندونيسيا واسرتاليا وأملانيا والنمسا والواليات املتحدة‪.‬‬

‫إنها‬

‫مجرد غرفة إجتامعات متواضعة تتوسطها مجموعة‬ ‫طاوالت عىل شكل مربع ومقاعد لـ ‪ 15‬شخصاً عىل كل‬ ‫جانب‪ .‬كام يوجد صف ثان من الطاوالت يستخدمها أولئك‬ ‫الذين يحرضون متأخرا‪ ،‬وهي مرصوصة بجانب النوافذ‪.‬‬ ‫وعىل الحيطان ذات اللون الرمادي الفاتح توجد مجموعة‬ ‫من األدوات التي رمبا يحتاجها فريق العمل‪ :‬سبورة بيضاء‪،‬‬ ‫وكراسة توضيح كبرية وشاشة عرض للعروض املرئية‬ ‫و»الباوربوينت»‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ففي صباح كل أربعاء‪ ،‬ويف متام الثامنة‬ ‫ ‬ ‫والربع صباحاً (بتوقيت الواليات املتحدة األمريكية) تتحول‬ ‫تلك الغرفة املتواضعة واملوجودة يف مسقط رأس إدارة‬ ‫الكنيسة العاملية إىل مركز الجتامع صالة عاملي يقوم به‬ ‫فريق محرري مجلة «عامل األدفنتست»‪ .‬من أسبوع ألسبوع‪،‬‬ ‫تُقرأ عىل مسامع الجميع ما يقرب من خمسني ِطلبة صالة‬ ‫من ثالثني دولة مختلفة‪ ،‬وهو ما يُذكِّر جميع املجتمعني‬ ‫هناك مبا حققته املجلة من ٍ‬ ‫صيت حسن‪.‬‬ ‫فقد تقدمت أم من زميبابوي ِ‬ ‫بطلبة صالة من‬ ‫ ‬ ‫أجل أبنائها البالغني والذين ابتعدوا عن طريق الرب‪ .‬كام‬ ‫إلتمس طالب جامعي بالفلبني تعضيد أخوته املؤمنني‬ ‫إلجتياز إختبار أكادميي مهم‪ .‬وتذكرنا العديد من الرسائل‬ ‫باملعاناة التي تشبه معاناة‬ ‫أيوب يف قسوتها والتي يتكبدها العديد من املؤمنني‪،‬‬ ‫ومنها الرسطان والسكري وضعف النظر واملشاكل الزوجية‪،‬‬ ‫ومآيس كثرية غري متوقعة وغري مربرة‪.‬‬ ‫ال مفر من أن يتأثر فريق العمل أثناء القيام بتلك‬ ‫ ‬ ‫الفريضة األسبوعية‪ ،‬فحينها يزاح الستار الذي يجعلنا نضع‬ ‫تركيزنا عىل عاملنا الخاص‪ .‬وحينها نصبح مدركني‪ ،‬وأحياناً‬ ‫متأملني‪ ،‬بسبب الرضر الواقع عىل كوكبنا‪ ،‬وبسبب إشتياق‬ ‫شعب الله لوقت ُيق َّوم فيه كل معوج‪ .‬نشعر بالعجز الذي‬ ‫يشعر به بنو اإلنسان يف وجه األمل واملشاكل املستعصية‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ويف كل أسبوع‪ ،‬تقوم عىل األقل صالة واحدة‬ ‫بتذكرينا بأننا نتحالف مبحض إختيارنا مع خالق هذا الكون‪،‬‬ ‫ويجب منكرسي القلوب‪ ،‬والذي‬ ‫والذي يأبه لتطبيق العدل ِّ‬ ‫من خالل محبته يبعث القوة مرة أخرى للعظام املنسحقة‪.‬‬ ‫وهكذا عزيزي القارئ‪ ،‬لتعلم أنه حيثام تقرأ‬ ‫ ‬ ‫هذه الكلامت‪ ،‬إما بشكل فردي كرد عىل‬ ‫طلبتك أو بشكل عام‪ ،‬أنك تنتمي‬ ‫لكنيسة الله الباقية‪ ،‬فهناك َمن‬ ‫يصيل ِمن أجلك اليوم‪.‬‬

‫ِب ْل نُو ْت‬

‫التقرير العاملي‬ ‫‪ 40‬ألف شخص يحولون إستاد رياضي‬

‫بالبرازيل إلي ساحة تسبيح للرب‬ ‫تجمهر العديد من األدفنتست يف إستاد كأس العامل لإلحتفال بنهاية مبادرة‬ ‫ملشاركة يسوع‪ ،‬وذلك بعد انتهاء مباريات كأس العامل لكرة القدم عام ‪.2014‬‬

‫استاد ممتلئ عن آخره‪ :‬صورة ملتقطة من طائرة تظهر ما يقرب من‪40000‬‬ ‫شخص يتعبدون لله مبدينة مانوس الربازيلية‪ ،‬يف يوم السبت املوافق ‪16‬آب‬ ‫(أغسطس)‪.2014 ،‬‬ ‫تحول إستاد ريايض إىل بيت صالة بعدما كان ممتلئاً بصياحات مشجعي كرة القدم‪ ،‬وقد تبدلت تلك الصياحات‬ ‫بأصوات التسابيح والصلوات ألكرث من ‪ 40‬ألف شخص والذين إحتفلوا بنهاية مخيم للتبشري بالرب يسوع‪ ،‬بعد‬ ‫اإلنتهاء من مباريات كأس العامل ‪ 2014‬مبدينة مانوس الربازيلية‪.‬‬ ‫وقد مأل الجمهور‪ ،‬والذي كان معظمه من األدفنتست السبتيني‪ 40 ،‬ألف مقعدا ً بساحة «فيفالدو ليام‬ ‫ ‬ ‫أمازونيان» يف يوم السبت املوافق ‪ 16‬أب (أغسطس)‪ ،‬وهو الحدث األهم يف املدينة التي يقطنها ‪ 2‬مليون مواطن‪،‬‬ ‫بعد نهاية مباريات كأس العامل يف ‪ 13‬متوز (يوليو)‪ .‬وكانت مدينة مانوس واحدة من االثنتي عرشة مدينة التي‬ ‫استضافت مباريات كأس العامل‪.‬‬ ‫رصح جيلامر زاهن‪ ،‬رئيس إتحاد شامل غرب الربازيل قائالً‪« :‬كانت تلك اللحظة يف ساحة امللعب مبثابة تدشني‬ ‫ضخم ملرشوع الرجاء مبدينة مانوس‪ ،‬والذي سلط الضوء عىل العمل الذي تقوم به كنيسة األدفنتست‪ ،‬وهو العمل‬ ‫املتعلق بتقديم خدمات للمجتمع‪».‬‬ ‫وقد توج اإلحتفال‪ ،‬الذي حرضه لفيف من رجال الدولة‪ ،‬أسبوع تبشري بعنوان «رجاء مدينة مانوس»‬ ‫ ‬ ‫ومن بني األمور األخرى التي متت أثناء اإلحتفال‪ ،‬قام فريق من املتطوعني بتوزيع آالف النسخ من كتاب التبشري‬ ‫الرجاء األعظم‪.‬‬ ‫وأضاف إرتون كوهلر‪ ،‬رئيس قسم أمريكا الجنوبية (والذي يتضمن إتحاد شامل غرب الربازيل)‬ ‫ ‬ ‫متحدثاً إىل الجمهور ومعربا ً عن إمتنانه ملشاركة الكنائس املحلية‪« :‬هناك اآلالف ممن يبحثون عن الرجاء‪ ،‬وعلينا‬ ‫أن ننهي العمل الذي بدأه روادنا األدفنتست عندما بدأوا بإعالن أخبار اإلنجيل السارة‪».‬‬ ‫«رجاء مدينة مانوس» هو أحد املشاريع الكرازية لكنيسة األدفنتست العاملية يف مبادرة تهدف إىل‬ ‫ ‬ ‫التبشري بالرب يسوع يف املدن الكبرية‪.‬‬ ‫كام أعرب فريجيليو نيتو‪ ،‬محافظ مدينة مانوس عن إمتنانه لكنيسة األدفنتست من أجل مجهوداتها‬ ‫ ‬ ‫الكبرية يف املدينة‪ ،‬وقد أشار إىل ذلك قائالً‪« :‬ميكن من خالل تلك املشاريع إدراك مدى جدية كنيسة األدفنتست‬ ‫السبتيني يف اإلهتامم باآلخرين‪».‬‬ ‫واستلم املحافظ‪ ،‬بصورة رمزية‪ ،‬مفاتيح مقر منظمة «أدرا»‪ ،‬وهي منظمة اإلغاثة والتنمية التابعة‬ ‫ ‬ ‫لكنيسة األدفنتست السبتيني من مدير فرع شامل غرب الربازيل‪ ،‬هربرت كلربماتر‪.‬‬ ‫وقد حلقت طائرة صغرية بدون طيار فوق رؤوس الحارضين ملتقطة صورا ً ملهمة للجمع الغفري‬ ‫ ‬ ‫داخل ساحة امللعب من عىل بعد‪.‬‬ ‫ويف نهاية اإلجتامع‪ ،‬تعمد عرشة أشخاص من إجاميل ‪ 350‬شخص كانوا قد تعمدوا خالل األسبوع‪.‬‬ ‫ ‬

‫تابع يف الصفحة التالية‬ ‫‪ 3‬موجز مجلة عامل األدفنتست | الربع األول ‪2015‬‬

‫‪ -‬ماجديل إي‪ .‬برييز سكولز‪ ،‬السكرتري التنفيذي لقسم أمريكا الجنوبية‪.‬‬

‫ناورو‪ :‬أول كنيسة عاملة‬

‫يف نهاية العام الحايل‪ ،‬وبعد الحصول عىل قطعة أرض تربع بها أحد أعضاء الكنيسة‪ ،‬خطط‬ ‫قادة األدفنتست للبدء يف إنشاء أول كنيسة يف مقاطعة ناورو‪ ،‬وهي جزيرة صغرية تقع يف‬ ‫جنوب املحيط الباسيفييك‪.‬‬ ‫قال جلني تونيند‪ ،‬رئيس إتحاد عرب الباسيفيك املرسيل‪« ،‬إن األرض يف مقاطعة‬ ‫ ‬ ‫نايرو باهظة الثمن وليس من السهل تحويل ملكيتها آلخرين‪».‬‬ ‫وتعترب ناورو أصغر دولة يف جنوب الباسيفيك‪ ،‬ويقطنها ‪ 9400‬شخصا عىل محيط‬ ‫ ‬ ‫مثانية أميال (‪ 21‬كيلومرت مربع) من الصخر الفوسفايت‪ .‬وهي ثاين أصغر دولة يف العامل بعد‬ ‫مدينة الفاتيكان‪ ،‬والتي يقطنها ‪ 850‬شخصا فقط‪.‬‬ ‫يعيش عىل تلك الجزيرة خمسة وعرشون عضوا ً أدفنتستي‪ ،‬ومع ذلك فإن الحضور‬ ‫ ‬ ‫األسبوعي يف القاعة التي كانت تستأجر للعبادة هناك هو‪ 40‬شخصاً‪ ،‬بحسب ما أشار إليه إبراما‬

‫ناورو‪ :‬منظر جوي لدولة ناورو يف جنوب املحيط الهادئ‪ ،‬حيث ينتظر‬ ‫‪ 25‬عضو سبتي أدفنتستي بناء أول كنيسة سبتية أدفنتستية عىل أرض‬ ‫هذه الدولة الصغرية‪.‬‬ ‫درو‪ ،‬مدير مايل مساعد يف إتحاد عرب الباسيفيك املرسيل‪.‬‬ ‫وقد وقع ريبوليك ناويرو‪ ،‬رئيس مدينة ناورو ‪ ،‬عىل عقد نقل ملكية األرض من‬ ‫ ‬ ‫عضو الكنيسة‪ ،‬ستيف مواي أموانو‪ ،‬إىل كنيسة األدفنتست السبتيني‪ .‬وقد منحت األرض لبناء‬ ‫كنيسة أدفنتستية هناك‪.‬‬ ‫وأضاف تونيند «لقد منح مواي أموانو األرض كتعبري عن إمتنانه للكنيسة من أجل‬ ‫ ‬ ‫التعليم الذي تلقاه يف مدرسة نافاساو الثانوية األدفنتستية بفيجي»‪ .‬ويف مقابل قطعة األرض‪،‬‬ ‫وافقت الكنيسة عىل بناء منزل من غرفتني ملواي أموانو وعائلته مبوضع آخر مبدينة ناورو‪.‬‬ ‫وقد بدأت إجراءات نقل ملكية األرض يف ‪ .2011‬وكان البد من نقل ملكية‬ ‫ ‬ ‫األرض من عائلة مواي أموانو إليه هو شخصياً‪ .‬ومن ثم يقوم أموانو بنقل امللكية إىل كنيسة‬ ‫األدفنتست‪ .‬ويف كل مرة كان البد من أن متر املستندات عىل برملان ناورو ويتم التصديق عليها‬ ‫من قبل رئيس الدولة ‪.‬‬ ‫وما زاد األمر تعقيدا ً هو حتمية تسجيل كنيسة األدفنتست بناورو‪ ،‬وهو إجراء تم‬ ‫ ‬ ‫اإلنتهاء منه يف العام املايض‪.‬‬ ‫ أندرو ماكشنزي‪ ،‬أدفنتست وورلد‪ ،‬تقرير من فريق العمل بإتحاد شامل غرب الباسيفيك‬‫املرسيل‪.‬‬

‫كولومبيا‪ِ :‬خطط للتبشري بالرب يسوع يف الرشق األوسط‬

‫رصح أحد قادة الكنيسة بأنه سيتم تدريب أكرث من ‪ 100‬شاب من أمريكا الجنوبية عىل‬ ‫التبشري بالرب يسوع يف الرشق األوسط بعدما تطوعوا للمرسلية يف إحدى املؤمترات الضخمة‬ ‫مبدينة مادلني بكولومبيا‪.‬‬ ‫وقد انضم املتطوعون إىل مدرسة الكرازة التابعة لجامعة كولومبيا األدفنتستية خالل مؤمتر‬ ‫املرسلية األدفنتستية العاملي والذي ُعقد بالجامعة يف إحدى أكرب املدن بكولومبيا وقد حرضه ما‬ ‫يزيد عن ‪ 2000‬شاب وتلميذ ومتخصص من كولومبيا وبريو واألرجنتني‪.‬‬ ‫وقد سعى املؤمتر الذي عقد يف آب (أغسطس) املايض إىل تحفيز املشاركني عىل‬ ‫ ‬ ‫الخدمة يف مجال الكرازة‪ .‬وقال إبراهام أكوستا‪ ،‬رئيس جامعة كولومبيا األدفنتستية‪ ،‬واملنسق‬ ‫الرسمي للحدث‪« :‬كنا نريد أن نُلهم شبابنا ممن يدرسون يف مجاالت متعددة بأن يكون منوهم‬ ‫العلمي مصحوباً باملسؤولية والحامس الشديد للمشاركة يف مرسلية الكنيسة‪».‬‬ ‫وقد أخرب املتحدثون يف املؤمتر‪ ،‬والذي أطلق عليه «سوف أذهب أنا أيضاً»‪،‬‬ ‫ ‬

‫‪ 4‬موجز مجلة عامل األدفنتست | الربع األول ‪2015‬‬

‫املشاركني بأنه حتى وإن كان مبقدورهم التبشري بيسوع يف مجتمعاتهم املحلية‪ ،‬من املهم أيضاً‬ ‫أن يسافروا إىل الخارج وأن يذيعوا رسالة اإلنجيل يف بالد أخرى ال يقطنها مسيحيون‪ .‬ومعظم‬ ‫السكان يف كولومبيا وبريو األرجنتني هم من املسيحيني‪.‬‬ ‫وأشار أكوستا بأن املرسلني املدربني سوف يتم إرسالهم إىل الرشق األوسط‬ ‫‪ -‬فريق العمل بقسم وسط أمريكا ومجلة األدفنتست وورلد‬

‫الوس‪ :‬عقد أول مؤمتر للكتاب املقدس‬

‫استمع لفيف من األدفنتست يف الوس إىل سلسلة دراسية تقدم ألول مرة حول األطعمة‬ ‫الطاهرة والنجسة‪ ،‬وعن حفظ يوم السبت‪ ،‬وعن ُسلطة الكتاب املقدس‪ ،‬وذلك خالل زيارة قام‬ ‫بها ثالثة من علامء الالهوت إىل الوس‪ ،‬وقد أعرب الحضور عن إعجابهم مبؤمتر الكتاب املقدس‬ ‫مبدينتهم وطلبوا انعقاده كل عام‪.‬‬ ‫وقد حرض املؤمتر ما يقرب من ‪ 60‬خادما وعامال بالكتاب املقدس يف الوس يف‬ ‫ ‬ ‫أواخر آب (أغسطس) حينام بذلت كنيسة األدفنتست جهودا ً للتبشري بالرب يسوع يف جزء من‬ ‫العامل كان لعدة عقود يعترب بعيدا ً ويصعب الوصول إليه‪ .‬وقد عقدت مؤمترات دراسية للكتاب‬ ‫املقدس مشابهة يف بلديت فيتنام وكمبوديا املجاورتني‪.‬‬ ‫وأشار منسقو املؤمتر إىل أن الحدث كان جديرا ً باملالحظة‪ ،‬فبالرغم من أن معظم‬ ‫ ‬ ‫الحضور كانوا أميني‪ ،‬أو ممن حصلوا عىل قدر ضئيل جدا ً من التعليم‪ ،‬إال أنهم استوعبوا الرسالة‬ ‫التي قدمت لهم‪.‬‬ ‫وعلق أحد املنسقني قائالً‪« :‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬استمتع الحضور بالحدث كثريا ً حتى‬ ‫ ‬ ‫أنهم طلبوا تكراره بشكل سنوي‪ ».‬وقد تم بالفعل التخطيط لعقد مؤمتر آخر يف العام املقبل‪.‬‬ ‫كان بعض املنسقني قلقني‪ ،‬قبيل عقد املؤمتر‪ ،‬بشأن مدى التأثري الذي ميكن أن‬ ‫ ‬ ‫يحققه املؤمتر الدرايس الذي استمر لثالثة أيام عىل بلد يفتقر للتعليم األسايس وال يوجد لدى‬ ‫معظم سكانه صيغة مكتوبة للغاتهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬أشار املنسقون إىل أن املتحدثني خالل املؤمتر‬ ‫قد استخدموا الهوتاً سهل الفهم ودروساً عملية استوعبها الحارضون بسهولة‪ .‬وكأحد األمثلة‪،‬‬ ‫قال أحدهم «لقد استمتع الحارضون برشح جريي موسكاال‪ ،‬عميد كلية الالهوت بجامعة‬ ‫أندروز األدفنتستية‪ ،‬والذي أقر خالله بأن الحيوانات غري الطاهرة ال ميكن أن تنقل عدم‬ ‫طهارتها إىل الحيوانات الطاهرة أو اإلنسان‪ ،‬ولذلك ميكن للبرش أن يتعاملوا مع الكالب والقطط‬ ‫واألحصنة والجامل وغريها من الحيوانات األليفة دومنا أن يصبح البرش نجسني أو غري طاهرين‪.‬‬ ‫‪ -‬أندرو ماكشنزي‪ ،‬محرر األخبار‪ ،‬مجلة عامل األدفنتست‪.‬‬

‫أملانيا‪ :‬عقد مؤمتر يسعي لتدريب السيدات‬

‫اجتمع أكرث من ‪ 700‬سيدة من ‪ 20‬دولة أوروبية يف أملانيا لحضور مؤمتر هو األول من‬ ‫نوعه والذي استهدف تلبية احتياجاتهن وتدريبهن ملساعدة غريهن من السيدات يف كنائس‬ ‫األدفنتست مبجتمعاتهم املحلية‪.‬‬ ‫وقد تضمن مؤمتر املرأة بقسم عرب أوروبا والذي استمر ملدة أربعة أيام وانتهى يف التاسع من‬ ‫أيلول (سبتمرب) يف مدينة شوابيش جموند األملانية‪ ،‬مجموعة من املحارضات و ‪ 17‬ورشة عمل‬ ‫وحركة شعبية ضد العنف‪.‬‬ ‫وقد رفع مسؤول رفيع املستوى راية املرأة عالياً عندما أشار يف كلمته الرتحيبية إىل أن‬ ‫الرصاع يف غرب أوكرانيا‪ ،‬والذي أودى بحياة الكثريين منذ نيسان (أبريل) املايض‪ ،‬مل يكن‬ ‫ليحدث لو أن املرأة اعتلت منصة الحكم يف أوكرانيا وروسيا‪.‬‬ ‫وأضاف يهوياقيم بليز‪ ،‬عمدة املدينة واملسؤول األول عن قسمي التعليم والعالقات‬ ‫اإلجتامعية «ماذا كان سيحدث إذا تولت املرأة منصب الرئيس يف روسيا وأوكرانيا ويف دول‬ ‫أفريقيا؟ إن املرأة لديها القوة واملوهبة لحل النزاعات بشكل مختلف‪ ».‬وهو ما استجابت له‬ ‫الجامهري بالتصفيق الحاد‪.‬‬ ‫كام سلطت دينيس هوكسرتارس‪ ،‬منسق املؤمتر‪ ،‬الضوء عىل حاجة املرأة إىل القيام بدور فعال‬ ‫يف مجتمعها‪ .‬وبعدما أكملت هوكسرتارس دراستها يف مجال األعامل بجامعة نيوبولد وكانت‬ ‫مستعدة إىل أن تصبح زوجة قسيس‪ ،‬إنتهى بها األمر بتكريس أكرث من ‪ 25‬عاماً من عمرها‪،‬‬ ‫بعدما رحل زوجها يف عمر مبكر‪ ،‬يف بحث ومناقشة مسألة احتياجات املرأة األدفنتستية‪.‬‬ ‫وأضافت هوكسرتارس‪ ،‬وهي من أصل سويرسي ومسؤولة عن خدمة املرأة يف قسم عرب‬ ‫أوروبا «إن الرجل واملرأة يحتاج كالهام اآلخر‪».‬‬ ‫‪ -‬فريق العمل بقسم عرب أوروبا ومجلة عامل األدفنتست‬

‫أسئلة وأجوبة من الكتاب املقدس‬

‫ملاذا قام الله‬

‫بعملية اخللق؟‬

‫الرب خالقنا‬

‫هذا سؤال بسيط ولكن اجابته غري بسيطة‪ .‬فأنت تسأل هنا عن السبب أو‬ ‫الحافز اإللهي وراء عملية الخلق‪ .‬حسب اعتقادي ال يقدم الكتاب املقدس اجابة‬ ‫واضحة ورصيحة لسؤالك‪ .‬وبالتايل فإن األمر الوحيد املتبقي لنا هنا ملعرفة اجابة‬ ‫هذا السؤال هو فحص ما يقوله الكتاب املقدس عن الله‪ ،‬ثم محاولة استنتاج‬ ‫اجابة جائزة لسؤالك‪ .‬سوف أقدم هنا جداالً حول حقيقة كون الله محبة‪ ،‬وأنه‬ ‫الخالق‪ ،‬وعن إبداعه‪.‬‬

‫‪.1‬‬

‫الله محبة‪ :‬إن اإلجابة املنطقية لسؤالك هي أن الله قام بعملية‬ ‫الخلق ألنه إله املحبة (‪١‬يوحنا ‪ .)١٦ ،٨ :٤‬ولكن هذه العبارة الرصيحة ال تجيب‬ ‫سؤالك متاماً‪ .‬ولكنها تقول أن محبة الله كانت مبثابة الحافز الذي جعله يقوم‬ ‫عبت املحبة عن ذاتها من خالل الخلق‪ .‬يف‬ ‫بعملية الخلق‪ ،‬بدون أن تخربنا ملاذا ّ‬ ‫الواقع‪ ،‬تقرتح هذه العبارة أنه‪ ،‬مبا أن املحبة ال تحمل سبباً يف ذاتها فإن الخلق‪،‬‬ ‫بالتايل‪ ،‬ال يحمل سبباً يف ذاته‪ .‬بل وقد توحي لنا هذه العبارة أن عملية الخلق غري‬ ‫منطقية وبدون هدف‪ .‬ومحاول ًة لتجنب السقوط يف ذلك االستنتاج‪ ،‬يقول البعض‬ ‫يوسع‬ ‫أن محبة الله دفعته أو حفّزته ألن يقوم بعملية الخلق‪ ،‬رمبا ألنه أراد أن ِّ‬ ‫موضوع محبته ليك يشمل أشيا ًء أخرى بغري الثالوث وحده‪ .‬وهذا التفسري يجيب‬ ‫عن ”السبب“ وراء عملية الخلق‪ ،‬ولكنه يثري سؤاالً آخر‪ :‬ملاذا أراد الله أن يوسع‬ ‫دائرة محبته؟ هل ألن ذلك كان سيشبع االشتياق اإللهي الذي للثالوث؟ قد تظن‬ ‫أن تلك اإلجابة ال تحمل أي عقبة عقائدية‪ ،‬ولكنها يف الحقيقة كذلك‪.‬‬ ‫ما تقرتحه هذه االجابة هو أن صفة املحبة التي مت ِّيز األقانيم الثالثة منذ األزل‬ ‫فشلت يف التعبري عن ذاتها إىل التامم‪ .‬وأنه كان البد من سد هذه الحاجة من‬ ‫خالل خلق مخلوقات أخرى ميكن للثالوث أن يعرب عن كامل محبته لهم‪ .‬ولكن‬ ‫املشكلة التي تكمن هنا يف هذا الحل هو أن املحبة اإللهية ليست موجهة لذاتها؛‬ ‫بل هي تسعى دامئاً لخري ومصلحة اآلخرين‪ .‬إذا كان الغرض من الخلق هو سد‬ ‫الله لحاجة شخصية له‪ ،‬إذا الخليقة هي تعبري عن األنانية‪ ،‬وليس املحبة‪ .‬وبالطبع‪،‬‬ ‫نحن ال نحاول أن نثبت هنا أن الخلق ال ميت للمحبة اإللهية بأية صلة‪ .‬ولكن‬ ‫السؤال هنا هو كيف ميكننا أن نربط هذان العنرصين (الخلق واملحبة اإللهية)‬ ‫بطريقة استنتاجية سليمة؟‬

‫‪.2‬‬

‫الله الخالق‪ :‬تخربنا اآليات األوىل يف الكتاب املقدس أن الله هو‬ ‫الخالق (تكوين ‪ .)١:١‬وهذا اللقب هو لقب إلهي‪ :‬الخلق هو مبثابة تعبري عن‬ ‫قوة الله‪ .‬وهذا حقيقي‪ .‬ولكن يقرتح هذا اللقب أن الله قد فعل أمرا ً مل يكن قد‬ ‫فعله من قبل‪ .‬لقد أصبح هو الخالق‪ .‬والسؤال اآلن هو‪ :‬من كان هو قبل الخلق؟‬

‫قد تبدو كل هذه الحقائق متضاربة‪ ،‬أعلم ذلك‪ .‬ولذلك من األفضل اإللتصاق مبا‬ ‫يشهد به لنا الكتاب املقدس‪ .‬يفرس لنا الكتاب املقدس لقب ”الخالق“ ليس عىل‬ ‫أنه فعل بل صفة (أرميا ‪١٣ :١٠‬؛ أمثال ‪١٩ :٣‬؛ رؤيا ‪ .)١١ :٤‬قبلام أن يقوم الله‬ ‫بعملية الخلق‪ ،‬كان له حكمة إلهية (أمثال ‪ .)٣١ - ٢٢ :٨‬وبنا ًء عىل ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫القدرة اإللهية عىل الخلق هي جز ٌء ال يتجزأ من صفاته اإللهية‪ ،‬أو من شخصه‪.‬‬ ‫اإلبداع اإللهي هو جز ٌء من جوهر الله‪.‬‬

‫‪.3‬‬

‫إبداع الله‪ :‬إن الشخص الذي جعل فينا القدرة عىل اإلبداع عندما‬ ‫خلقنا عىل صورته وشبهه‪ ،‬هو نفسه اإلبداع‪ .‬إذا كنت عىل صواب‪ ،‬إذا ً فإن الله مل‬ ‫ؤسس ومبني عىل قدرته‬ ‫َ‬ ‫يخل من اإلبداع ولو للحظة واحدة‪ .‬إن دوره كخالق ُم َ‬ ‫اإلبداعية‪ .‬من خالل إبداع الله تُعرب الحكمة اإللهية عن ذاتها‪ .‬فعالً إن طبيعة الله‬ ‫تجعله يخلق ويُحب‪ .‬لقد قام الله بعملية الخلق ألن طبيعته تُ يل عليه أن يعرب‬ ‫عن ذاته من خالل أعامل الخلق‪ ،‬ليس ألنه أراد أن يسدد بعضاً من احتياجاته‬ ‫الشخصية‪ .‬الخلق هو حدثٌ يحمل يف جوهره معناً وهدفاً‪ ،‬ألن طبيعة الله متيل‬ ‫عليه أن يخلق ليعرب عن حريته وطبيعته املبدعة وامل ُحبة والقوية‪.‬‬ ‫وألن اإلبداع اإللهي هو تعبري عن محبة الله‪ ،‬فإن ما يخلقه الله هو حس ٌن‬ ‫(تكوين ‪ .)٣١ :١‬وهذا يعني إن إبداعه مبني عىل اهتاممه الحرصي بخري ومصلحة‬ ‫خليقته‪ .‬الخلق ال يضفي أي جديد عىل صفات الله (أعامل ‪ ،)٢٥ :١٧‬ولكنه يربهن‬ ‫ملخلوقاته يف الكون كله عىل مجد وعظمة صفاته‪w.‬‬

‫آنجيل مانيويل رودريغيز‬

‫هو زوج المرأة واحدة‪ ،‬وهام يعيشان ‬ ‫يف والية تِكساس‪.‬‬

‫‪ 5‬موجز مجلة عامل األدفنتست | الربع األول ‪2015‬‬

‫إكتشاف روح النبوة‬

‫عمل النبي‬ ‫احلقيقي‬

‫بقلم ويليام فاجال‬

‫اشرتك كل من إلن هوايت والنبي إرميا يف بعض األمور‬ ‫إن‬

‫إحدى الوسائل التي يستخدمها الله‬ ‫لردم اله ّوة التي أحدثتها الخطية بينه وبني بني‬ ‫اإلنسان هي من خالل األنبياء‪ .‬وميكننا أن نرى‬ ‫عمل النبي بشكل واضح من خالل إختبار حياة‬ ‫النبي إرميا‪ .‬كام ميكننا عمل مقارنة بينه وبني‬ ‫إلن هوايت‪ ،‬وهي نبية حديثة عاشت يف وقت‬ ‫مقارب ليومنا الحايل‪.‬‬

‫دعوة الله إلنسان ما بأن يتنبأ‬

‫إن النبي مدعو من الرب‪ ،‬وقد دعا الله إرميا‬ ‫«قَبْل َ​َم َص َّو ْرت َُك ِف الْبَطْنِ َع َرفْتُ َك‪َ ،‬وقَبْل َ​َم َخ َر ْج َت‬ ‫وب»‪.‬‬ ‫ِم َن ال َّر ِحمِ قَ َّد ْستُ َك‪َ .‬ج َعلْتُ َك نَ ِبيًّا لِلشُّ ُع ِ‬ ‫(إرميا ‪.)5 :1‬‬ ‫شعر إرميا بالرتدد وقال‪« :‬آ ِه‪ ،‬يَا َس ِّي ُد ال َّر ُّب‪،‬‬ ‫إِنِّ الَ أَ ْعر ُِف أَ ْن أَتَ َكلَّ َم ألَنِّ َولَ ٌد» (عدد ‪ .)6‬ولكن‬ ‫الله اختاره ومنحه اليقني قائالً‪« :‬ال تَخ َْف ‪ ...‬ألَنِّ‬ ‫أَنَا َم َع َك» (عدد ‪ .)8‬وقد قبل إرميا الخدمة فقط‬ ‫بعدما تلقى اليقني من الله بأنه سيكون معه‪.‬‬ ‫وبشكل مشابه كانت إلن هارمون (إلن‬ ‫هوايت الحقاً) مجرد فتاة هزيلة ومريضة يف‬ ‫السابعة عرشة من عمرها‪ ،‬وقد نالت قدرا ً ضئيالً‬ ‫من التعليم األسايس‪ ،‬وقد رأت الصعوبات الجمة‬ ‫التي كانت ستواجهها خالل خدمتها‪ ،‬وقد توسلت‬ ‫إىل الرب ليك يختار شخصاً آخر‪ .‬حتى أنها متنت‬

‫املوت عوضاً عن القيام بتلك املهمة الصعبة‪ .‬كانت‬ ‫تخىش أن تستسلم لخطية الكربياء وأن “أرتفع‬ ‫فوق مقداري الصحيح‪ ”.‬وحينها تفقد خالصها‪.‬‬ ‫ويف رؤيا أخرى‪ ،‬بعد ذلك بوقت قصري‪ ،‬أخربها‬ ‫املالك “إذا كان هذا الرش الذي تخشينه يهددك‪،‬‬ ‫فإن يد الرب ستمتد من أجل خالصك‪ .‬وسوف‬ ‫يقودك إليه باملحبة ويحفظ تواضعك‪ .‬انرشي‬ ‫الرسالة بأمانة واصربي إىل املنتهى وسوف تأكلني‬ ‫من شجرة الحياة وترشبني من ينبوع املاء الحي‪”.‬‬ ‫وكتبت الحقاً أنها عندما استفاقت من تلك النبوة‬ ‫“سلمت ذايت للرب‪ ،‬مستعدة لعمل مشيئته مهام‬ ‫كلفني األمر‪1”.‬‬

‫الوسائل التي يستخدمها الرب‬

‫تلقى إرميا رسالته األوىل من خالل نبوة‪“ .‬ث ُ َّم‬ ‫َصا َرتْ كَلِ َم ُة ال َّر ِّب إِ َ َّل قَائِالً‪َ « :‬ماذَا أَن َْت َرا ٍء يَا‬ ‫إِ ْر ِم َيا؟” (إرميا ‪ .)11 :1‬الكلمة العربية لـ “رؤية” يف‬ ‫سفر العدد ‪ 6 :12‬مستخدمة يف صيغة اإلسم من‬ ‫الفعل “يرى” يف إرميا ‪11 :1‬‬ ‫كيف تلقت إلن هارمون (هوايت) رسالتها‬ ‫األوىل – ورسائل أخرى كثرية تلتها؟ كتبت “مل مير‬ ‫وقت طويل عىل حادثة ‪ 1844‬حينام أعطيت يل‬ ‫الرؤية األوىل‪2”.‬‬ ‫إن منط الكتاب املقدس يف كيفية تلقي اإلنسان‬ ‫للرسالة النبوية واضح‪ :‬فالنبوة تأيت من خالل‬

‫‪ 6‬موجز مجلة عامل األدفنتست | الربع األول ‪2015‬‬

‫الرؤى‪ .‬ي َّدعي البعض أن الرب يرسل لهم رسائل‬ ‫بطرق متنوعة‪ ،‬مثل األفكار واالنطباعات‪ .‬ولكن‬ ‫ذلك مختلف عن منط الكتاب املقدس‪ ،‬إذ أن هذه‬ ‫ال تعترب رؤى‪.‬‬ ‫وأحياناً يزعم البعض أن تلك الرسائل األخرى‬ ‫تأيت يف صيغة إمالئية ويكون عىل املتلقي أن يدونها‬ ‫كلمة بكلمة‪ .‬ويختلف ذلك أيضاً عن أسلوب الله‬ ‫يف املايض‪ ،‬فكل من كتبة األسفار املقدسة وإلن‬ ‫هوايت كان عليهم التعبري بأسلوبهم عن الرسالة‬ ‫التي تسلموها عن طريق الوحي‪.‬‬ ‫يشري سفر العدد ‪ 6 :12‬إىل األحالم والرؤى عىل‬ ‫أنهام وسيلتني يستخدمهام الله لالتصال بأنبيائه‪.‬‬ ‫تولد معظم األحالم من أفكارنا الخاصة‪ .‬يحذر‬ ‫إرميا النبي ضد قبول كل حلم كام لو كان إرشادا‬ ‫إلهيا دون التحقق من ذلك (أنظر إرميا ‪25 :23‬‬ ‫– ‪)28‬‬ ‫ولكن الرب استخدم األحالم أيضاً‬ ‫ ‬ ‫للتواصل مع عبيده األنبياء‪ .‬وقد تلقت إلن هوايت‬ ‫العديد من الرؤى خالل إختباراتها األوىل‪ ،‬ولكنها‬ ‫استلمت رسائل يف مرحلة متأخرة من عمرها‬ ‫بواسطة أحالم نبوية‪ .‬ويبدو أن الفرق الوحيد‬ ‫بينهام هو التوقيت الذي وصلت فيه الرسالة‪.‬‬ ‫كانت الرؤى تصلها خالل النهار‪ ،‬وأما األحالم‬ ‫النبوية فكانت تأتيها أثناء الليل‪.‬‬

‫عالمة هامة متيز النبي‬

‫يف رصاعه مع حننيا‪ ،‬النبي الكذاب‪ ،‬أشار إرميا‬ ‫ِالسالَمِ ‪،‬‬ ‫إىل إختبار تتميم النبوة‪“ :‬ال َّنب ُِّي ال َِّذي تَ َنبَّأَ ب َّ‬ ‫فَ ِع ْن َد ُح ُصو ِل كَلِ َم ِة ال َّنب ِِّي ُعر َِف ذلِ َك ال َّنب ُِّي أَ َّن ال َّر َّب‬ ‫قَ ْد أَ ْر َسلَ ُه َحقًّا»‪( ”.‬إرميا ‪ .)9 :28‬وهذه هي إحدى‬ ‫اإلختبارات الواضحة يف الكتاب املقدس إلمتحان‬ ‫النبي الحقيقي (أنظر أيضاً تثنية ‪ .)22 :18‬وقد‬ ‫تحققت نبوة إرميا الواردة يف إرميا ‪،17 -15 :28‬‬ ‫بينام مل تتحقق نبوة حننيا املذكورة يف األعداد‬ ‫‪.4 – 1‬‬ ‫ويف خالل خدمتها النبوية والتي استمرت ملا‬ ‫يقرب من ‪ 70‬عاماً‪ ،‬إجتازت نبوات إلن هوايت‬ ‫إختبار إمتام النبوة أو “ ُح ُصو ِل كَلِ َم ِة ال َّنب ِِّي “‪.‬‬ ‫يف عام ‪ ،1844‬مل يكن للمؤمنني أي تنظيم كنيس‬ ‫أو دعم مادي‪ ،‬أُظهر إللن هوايت أن عمل النرش‬ ‫الذي كان زوجها جيمس هوايت عىل وشك أن‬ ‫يبدأه سيصبح مبثابة “ينبوع النور” الذي سيضئ يف‬ ‫العامل بأكمله‪ 3.‬وعمل النرش يف الكنيسة اليوم ميتد‬ ‫إىل كافة أنحاء العامل‪.‬‬ ‫يف عام ‪ 1850‬تنبأت إلن هوايت بأن مناجاة‬ ‫األرواح ستزدهر‪ ،‬ورسعان ما سمعنا عن أصوات‬ ‫الطرق الغريبة والتي كانت تصدرها األختان فوكس‬ ‫يف مدينة نيويورك‪ 4.‬والزالت مناجاة األرواح‬ ‫منترشة إىل يومنا هذا‪ ،‬وحتى يف املجتمعات الغربية‪.‬‬ ‫كام تنبأت يف عام ‪ 1861‬بالحرب األهلية األمريكية‪.‬‬ ‫اعتقد الكثريون أن الحرب لن تندلع ولكنها اندلعت‬ ‫بالفعل يف أواخر السنة ذاتها‪5.‬‬ ‫ويف ‪ ،1890‬عندما آمن الكثريون بسمو الجنس‬ ‫البرشي‪ ،‬تنبأت بأن حرباً مضنية سوف تندلع‬ ‫يف العامل بأكمله‪ ،‬وستدمر خاللها آالف السفن‪،‬‬ ‫وستزهق أروح ماليني من البرش‪ 6.‬وقد أثبت الدمار‬ ‫الناجم عن الحرب العاملية األويل والثانية صحة تلك‬ ‫النبوة‪.‬‬ ‫تلك وغريها من النبوات املتعددة قد متت بالفعل‪.‬‬ ‫ولكن إرميا أخربنا بأنه ميكن لبعض النبوات أن ال‬ ‫تتم‪ .‬يقول الرب “ف َ َْتج ُع تِل َْك األُ َّم ُة الَّ ِتي تَ َكلَّ ْم ُت‬ ‫الش ال َِّذي ق َ​َصدْتُ أَ ْن‬ ‫َعلَ ْي َها َع ْن َ ِّ‬ ‫ش َها‪ ،‬فَأَنْ َد ُم َعنِ َّ ِّ‬ ‫أَ ْص َن َع ُه ِب َها‪( ”.‬إرميا ‪ .)8 :18‬وهكذا فإن إمتام النبوة‬ ‫يتوقف عىل إستجابة الناس لها‪.‬‬

‫معاناة النبي‬

‫تعكس حياة إرميا النبي الواقع املرير الذي مير‬ ‫به أنبياء الله – اإلتهامات واملعارضة التي تواجههم‪.‬‬ ‫وقد ادعى بعض القادة املرموقني بأن رسالة إرميا‬ ‫مل تأت من عند الرب‪ ،‬وإمنا مصدرها برشي‪« .‬أَن َْت‬ ‫ُمتَ َكلِّ ٌم بِالْك َِذ ِب! لَ ْم يُ ْر ِسل َْك ال َّر ُّب إِل ُه َنا لِتَق َ‬ ‫ُول‪ :‬الَ‬ ‫ص لِتَتَ َغ َّربُوا ُه َن َاك‪ .‬بَ ْل بَا ُرو ُخ بْ ُن‬ ‫ت َ ْذ َه ُبوا إِ َل ِم ْ َ‬ ‫نِريِيَّا ُم َه ِّي ُج َك َعلَ ْي َنا لِتَ ْدفَ َع َنا لِ َي ِد الْ َكلْ َدانِ ِّي َني لِ َي ْقتُلُونَا‪،‬‬ ‫َولِ َي ْس ُبونَا إِ َل بَاب َِل»‪( .‬إرميا ‪ .)3 ،2 :43‬كان باروخ‬ ‫من عشرية إرميا (إرميا ‪.)4 :36‬‬ ‫وبالطريقة نفسها‪ ،‬ادعى البعض يف أيام‬ ‫ ‬ ‫إلن هوايت (وحتى اآلن) أن رسائلها أتت من‬ ‫مصادر برشية‪ ،‬وأنها ليست من الله – وأنها قد‬ ‫اقتبست تلك الرسائل من آخرين‪ ،‬أو أنها كانت‬ ‫نتاج الصدفة‪ ،‬أو أنها كانت متأثرة بجيمس هوايت‬ ‫و و‪.‬يس‪ .‬هوايت وغريهام‪ .‬وهكذا ميكننا أن نتوقع‬ ‫املعارضة التي تواجه أنبياء الله الحقيقيني‪.‬‬

‫مهمة النبي‬

‫لقد ابتعدت مملكة يهوذا يف أيام النبي إرميا‬ ‫عن الهدف الذي أراده الله من أجلهم‪ .‬فقد ساروا‬ ‫وراء آلهة األمم املحيطة بهم – وهي خطية التزال‬ ‫تطاردنا اليوم‪ .‬وقد تسبب ذلك يف دمار إرسائيل‬ ‫ووقوع شعبها يف األرس قبل ذلك مبائة عام‪ .‬ويف‬ ‫زمن إرميا كانت مملكة يهوذا تسريعىل النهج ذاته‪.‬‬ ‫إضطر إرميا أيضاً أن يتعامل مع األنبياء الكذبة‪،‬‬ ‫والذين امتد تأثريهم بالسلب عىل اإلصالح‬ ‫الروحي‪ .‬وقد أشار إليهم عىل أنهم “ يُشَ ِّد ُدو َن‬ ‫الش”‪“ .‬قَائِلِ َني قَ ْوالً لِ ُم ْحتَ ِقر َِّي‪ :‬ق َ​َال‬ ‫أَيَا ِد َي فَا ِع ِل َّ ِّ‬ ‫ال َّر ُّب‪ :‬يَكُو ُن لَ ُك ْم َسالَ ٌم!” (إرميا ‪.)17 ،14 :23‬‬ ‫إن عمل النبي دامئاً ما يكون ضد اإلنتهاكات‬ ‫األخالقية والروحية بني شعب الله‪ ،‬ودعوتهم ألن‬ ‫يعطوا والئهم للرب‪ .‬ودعوة الناس إىل أن يبتعدوا‬ ‫عن خطاياهم هي عمل غري مرس‪ .‬فالناس يغضبون‪.‬‬ ‫ولكن هذا هو العمل األسايس للنبي‪ .‬البد للنبي‬ ‫الحقيقي أن يبكت عىل الخطية وأن يدعوا الناس‬ ‫إىل الرجوع عن طرقهم الرديئة‪.‬‬ ‫وسنجد هذا النشاط متجلياً يف أعامل إلن‬ ‫هوايت‪ .‬لقد كانت أمينة يف تبكيتها للخطية‪ ،‬ومنح‬ ‫الرجاء‪ ،‬ودعوة الناس إىل اإلخالص للرب‪ .‬ومل تجد‬

‫هذا العمل مبهجاً‪ .‬وقد رصحت بأنها تفضل املوت‬ ‫عىل أن تُعطي رسالة توبيخ ثانية‪ 7.‬ولكن الرب‬ ‫عضدها‪ ،‬وقد احتمت الكنيسة وبوركت من خالل‬ ‫خدمتها والتي سعت من خاللها إىل جذب الناس إىل‬ ‫الرب وإىل كلمته املقدسة‪.‬‬ ‫مهمة النبي الحقيقي هي أن يخربنا بأن‬ ‫ ‬ ‫نتبع الرب وأن نكون أمناء له وأن نثق به‪ ،‬حتى‬ ‫عندما يصعب علينا ذلك‪ ،‬وعندها سنقف عىل أرض‬ ‫صلبة‪.‬‬ ‫مل تبدو خدمة إرميا ناجحة باملقاييس‬ ‫ ‬ ‫األرضية‪ .‬فقد رفض امللوك دعواته املتكررة‪.‬‬ ‫ومل يصدقه الشعب‪ .‬وقد ُسبي الشعب‪ .‬وحتى‬ ‫البقية القليلة التي مل تذهب إىل السبي استمروا‬ ‫يف متردهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬كانت رسالة إرميا النبي‬ ‫حقيقية‪ ،‬وقد خدمت شعب الله عىل مدى السنني‪.‬‬ ‫دعونا بنعمة الرب نصدق أنبياءه‪ ،‬حتى‬ ‫ ‬ ‫وإن بكتونا عىل خطايانا وأفكارنا التي نفتخر بها‪.‬‬ ‫وقد وعد الرب بالرخاء‪ .‬وستمنحنا تلك الكتابات‬ ‫ملحات جديدة عن الرب‪ ،‬وستساعدنا عىل أن نق ّدر‬ ‫صفاته ومحبته‪ ،‬كام ستمنحنا رغبة أعمق يف أن‬ ‫نتبعه إىل األبد‪.‬‬ ‫‪ -1‬إلن هوايت‪ ،‬ملحات من حياة إلن ج‪ .‬هوايت(ماونتنفيو‪،‬‬ ‫كاليفورنيا‪ .‬دار باسيفيك بريس للنرش‪ )1915 ،‬صـ ‪72 – 69‬‬ ‫‪ -2‬املرجع نفسه‪ ،‬صـ ‪64‬‬ ‫‪ -3‬املرجع نفسه‪ ،‬صـ ‪125‬‬ ‫‪ -4‬أنظر إلن هوايت‪ ،‬إضافة إىل إختبارات ورؤى إلن ج‪.‬‬ ‫هوايت(روشسرت‪ ،‬نيو يورك‪ :‬جيمس هوايت‪ ،)184 ،‬صـ ‪6 ،5‬‬ ‫‪ -5‬أنظر البيان اليومي للمجمع العام‪ 31 ،‬كانون الثاين‪/‬‬ ‫يناير ‪ ،1893‬صـ ‪.61‬‬ ‫‪ -6‬إلن ج‪ .‬هوايت‪ ،‬أحداث األيام األخرية (نامبا‪،‬‬ ‫إيداهو‪:‬باسيفيك بريس ‪ ،)1992‬صـ ‪.24‬‬ ‫‪ -7‬إلن ج‪ .‬هوايت‪ ،‬رسائل مختارة (واشنطن دي يس‪:‬‬ ‫ريفيو آند هريالد للنرش‪ ،)1980 ،‬مجلد ‪ ،3‬صـ ‪.37 ،36‬‬

‫ويليام فاجال‬

‫هو مدير مساعد يف قسم‬ ‫دراسات إلن هوايت‬

‫‪ 7‬موجز مجلة عامل األدفنتست | الربع األول ‪2015‬‬

‫قصة الغالف‬

‫لقد‬

‫نال أبناء أيوب العرشة جزاءهم الذي‬ ‫استحقوه عندما ماتوا يف ذلك املنزل خالل إحدى‬ ‫احتفاالتهم املعتادة‪1.‬‬ ‫يؤمن املنظور الكوين الذي يعطيه سفر ايوب‬ ‫الربهان القوي عىل الرصاع العظيم بني املسيح‬ ‫والشيطان‪2 .‬‬ ‫كيف ترتبط تلك الترصيحات ببعضها البعض؟ قبل‬ ‫أن تقرر إجابتك‪ ،‬استمع أوالً إىل قصة ستان‪:‬‬

‫قصة ستان‬

‫كان ستان وحيدا ً منعزالً‪ .‬كان يرشب املاء الساخن‬ ‫فقط ويحتقر الكالب معتربا ً إياها غري طاهرة (رؤيا‬ ‫‪ .)15 :22‬عندما تعرضت أنا ووالدي لحادث طريق‪،‬‬ ‫واضطر والدي إىل أن يقيض شهرا ً كامالً باملستشفى‪،‬‬ ‫وأصيب بكدمات يف جمجمته ويف يده اليرسى‪ ،‬أعلن‬ ‫ستان أن خطيتنا هي التي تسببت يف ذلك‪ .‬وكوين قد‬ ‫نجيت من الحادث بدون أي أ ٍذ أو جروح كان معناه‪،‬‬ ‫بالنسبة لستان‪ ،‬أنني أكرث برا ً من والدي املسكني‪.‬‬ ‫ألنه وفقاً لتفكري ستان‪ ،‬املعاناة يف حياتك هي الثمن‬ ‫الذي تدفعه نظري خطاياك‪ .‬وكام ذكر أليفاز صديق‬ ‫أيوب‪ “ :‬ا ُ ْذكُ ْر‪َ :‬م ْن َهل َ​َك َو ُه َو بَرِي ٌء ؟” (أيوب ‪.)7 :4‬‬ ‫‪ 3‬ويف نظر ستان‪ ،‬فقد خرس ‪ 1836‬شخصاً حياتهم يف‬ ‫إعصار كاترينا بسبب أعاملهم الرشيرة‪ .‬ويف نظره‪ ،‬كان‬ ‫اإلعصار عقاباً من الرب عىل أمريكا‪ ،‬وبالتحديد عىل‬ ‫مدينة نيو أورلينز‪ ،‬لويسيانا‪ 4.‬وبذلك تكون شعوب‬ ‫دول مثل غينيا وسرياليون وليبرييا ونيجرييا قد جلبت‬ ‫فريوس “اإليبوال” النزيفي عىل نفسها يف ‪ 2014‬بسبب‬ ‫إعاملهم األخالقية املشينة‪ .‬واستكمل أليفاز‪“ ،‬كام قد‬ ‫رأيت أن الحارثني إمثاً والزارعني شقاو ًة يحصدونها‪”.‬‬ ‫(عدد ‪ .)8‬هناك نتائج لكل عمل يف الحياة‪ .‬فأنت تزرع‬ ‫املشاكل وتحصد مثرها‪ .‬يف الواقع أنت تحصد الزوبعة‬ ‫إذا زرعت الريح (هوشع ‪ .)7 :8‬وأجرة خطيتك‬ ‫الشخصية هي الحادث الذي يجرح جمجمتك‪ ،‬بينام‬ ‫يفر إبنك بدون جرح‪ ،‬وهو ما يثبت أمانته‪ .‬وبحسب‬ ‫ستان وأصدقاء أيوب األثرياء املشهورين األصحاء‪ ،‬فإن‬

‫‪ 8‬موجز مجلة عامل األدفنتست‬

‫بقلم اليل سيزر‬

‫املعاناة مع‬ ‫أيوب ورفاقه‬ ‫إعادة النظر يف مفهومنا‬ ‫ملعضلة األمل‬

‫الخطاة يقعون يف الخطية ومن ثم يجرحون‬ ‫ذقونهم‪.‬‬

‫بعض األسئلة لستان‬

‫إن قناعات ستان واملعتقدات الالهوتية‬ ‫ألليفاز تثري التساؤالت حول محاوالت األمهات‬ ‫إلطعام صغارهن ال ُرضَّ ع‪ ،‬وحول املحاوالت‬ ‫املبذولة من قبل مؤسسات الرعاية الصحية‬ ‫حول العامل‪ .‬فإذا كنت أدفع مثن خطيتي من‬ ‫خالل معانايت‪ ،‬فلامذا يتحتم عىل األم أن تتدخل‬ ‫للتخفيف من آالم أطفالها الذين يتضورون‬ ‫جوعاً؟ وملاذا يهرع رجال اإلنقاذ إىل مكان‬ ‫الحادث النتشال الضحايا من الحطام الناتج عن‬ ‫زلزال مدمر؟ وملاذا نحاول بكل جهد إنقاذ حياة‬ ‫َمن هم عىل فراش املوت؟‬ ‫ملاذا نرهق عضالتنا املنطقية واألخالقية‬ ‫والذهنية بتحمل الهوت ال يبدو مفهوماً لنا؟‬ ‫وسوف “يجيب بلدد” نيابة عنا‪َ “ :‬هلِ الل ُه يُ َع ِّو ُج‬ ‫الْقَضَ ا َء‪ ،‬أَ ِو الْق َِدي ُر يَ ْع ِك ُس الْ َح َّق؟ إِ ْذ أَ ْخطَأَ إِلَ ْي ِه‬ ‫بَ ُن َ‬ ‫وك‪َ ،‬دفَ َع ُه ْم إِ َل يَ ِد َم ْع ِصيَ ِت ِه ْم‪( ”.‬أيوب ‪:8‬‬ ‫‪ .)4 ،3‬ولكن كم كان حجم الخطايا التي‬ ‫ارتكبها أبناء أيوب ليك تتناسب مع العقاب‬ ‫الذي وقع عليهم “قوة تعديهم؟” وهل‬ ‫ارتكب أصغر أبناء أيوب ٍ‬ ‫معاص كثرية حتى‬ ‫أن عقابه تساوى مع عقاب اإلبن األكرب‪ ،‬إذ‬ ‫هلك كالهام يف الوقت ذاته؟ إىل جانب ذلك‪،‬‬ ‫َمن الذي يعاين أكرث عندما ميوت‪ :‬هل هم‬ ‫األبناء العرشة الذين ماتوا جميعاً‬ ‫واحد– األبناء الهالكني أ ْمَ‬ ‫يف آن ٍ‬ ‫األبوان املنذهالن؟ وإن كان‬ ‫كل ذلك الرعب املذكور يف‬ ‫اإلصحاح األول ما هو إال‬ ‫عقاب أليوب‪ ،‬فأية نصائح‬ ‫الهوتية ميكن ألصدقاء‬ ‫أيوب أن يقدمونها‬ ‫لزوجته؟‬

‫ستان وحقائق تجديفية‬

‫لقد سمت رسالة صوفر املشجعة أليوب‬ ‫بالهوت أصدقائه إىل مستوى أعىل‪ “ :‬فَتَ ْعلَ َم أ َّنَ‬ ‫الل َه يُ ْغ ِر ُم َك ِبأَق ََّل ِم ْن إِثْ ِ َك‪( ”.‬أيوب ‪ .)6 :11‬إن‬ ‫ذرة من الحق تجعل الزيف أكرث فتكاً‪ .‬لقد كان‬ ‫حديث صوفر مربكاً إذ أدمجه بذرة من الحق‪:‬‬ ‫فالرب ال يتعامل مع الخطاة بحسب خطيتهم‬ ‫(مزمور ‪.)10 :103‬‬ ‫إن الهوت “القدر املحتوم” الشهري‪ ،‬والذي‬ ‫يحتم مصري بعض األشخاص يف جهنم حتى قبل‬ ‫والدتهم هو الهوت مشابه العتقاد صوفر‪،‬‬ ‫فكالهام يرى أن ذلك يحدث ألن لله السيادة‪.‬‬ ‫وميكن ألمثال هؤالء اإلشارة إىل ما جاء يف‬ ‫األصحاح التاسع من سفر رومية إلثبات سيادة‬ ‫الله التي ال شك فيها‪ .‬كام أن االعتقاد الذي يرى‬ ‫أن نار جحيم األبدية واإلنفصال األبدي عن الله‬ ‫هو من نصيب الهالكني‪ ،‬هو أيضاً اعتقاد شبيه‬ ‫العتقاد صوفر‪ .‬صحيح أن الهالكني سوف يواجهون‬ ‫االنفصال األبدي عن الله‪ .‬كام أن الطمع امل َْس ُعور‬ ‫الذي يسعى إىل إسعاد الذات دوناً عن غريها‬ ‫يتناقض مع وعد الرب يسوع “ أَ ْعطُوا تُ ْعطَ ْوا‪ ،‬كَ ْيالً‬ ‫َج ِّي ًدا ُملَ َّب ًدا َم ْه ُزوزًا فَائِضً ا يُ ْعطُو َن ِف أَ ْحضَ انِ ُك ْم‪.‬‬ ‫ألَنَّ ُه ِب َنف ِْس الْ َك ْيلِ ال َِّذي ِب ِه تَ ِكيلُو َن يُك َُال لَ ُك ْم»‪.‬‬ ‫(لوقا ‪.)38 :6‬‬

‫سوء فهم ستان‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فإن ما أساء ستان فهمه هو الكذبة‬ ‫التي تشري إىل أنه باستطاعتنا تقييم حجم الخطية‬ ‫وتحديد النتائج التي سيتحملها البرش جزاء‬ ‫لخطاياهم‪ .‬بالتأكيد هناك نتائج حتمية يف الحياة‪.‬‬ ‫وللخطية أجرتها الواضحة (رومية ‪ ،)23 :6‬مبا يف‬ ‫ذلك مسؤولية الفرد عن كل أذية يسببها للبيئة‪،‬‬ ‫ِيق الْغَا ِدرِي َن فَأَ ْو َع ُر‪( ”.‬أمثال ‪:13‬‬ ‫وبالفعل “ طَر ُ‬ ‫‪ .)15‬ولكن اإلجابات التي نسعي للحصول عليها‬

‫من يسوع ت ُظهر مدى تشويشنا‪ :‬ف َمن هم الخطاة؟‬ ‫هل هم ركاب الطائرة املاليزية للرحلة رقم ‪17‬؟‬ ‫وهل ُدمروا جميعاً بسبب خطيتهم؟ أَ ْم أن َمن أخطأ‬ ‫هم أولئك الذين نجوا من الحادث ويعيشون حياة‬ ‫تعيسة معذبة؟ هل من أخطأ هم األشخاص املعذبون‬ ‫عىل أرايض “دونيتسك أوبالست” بأوكرانيا والذين‬ ‫لن يتخلصوا من الصدمة والرعب الناتجني عن سقوط‬ ‫جثث ضحايا الطائرة املنكوبة عىل غرف نومهم؟ َمن‬ ‫أخطأ (أنظر يوحنا ‪)2 ،1 :9‬؟‬ ‫إن املؤمنني بكلمة الوحي اإللهي يدركون أن‬ ‫كل النزاع واإلرتباك عىل األرض يعود إىل خطية‬ ‫آدم يف جنة عدن (رومية ‪ .)12 :5‬ولكن اإلجابات‬ ‫التي يعطيها الرب يسوع عىل تساؤالتنا تظهر مدى‬ ‫خطأ افرتاضاتنا‪“ :‬هل تعتقد أن أولئك (الركاب‬ ‫الهولنديني)‪ 5‬كانوا أكرث رشا ً من كل باقي (الركاب‬ ‫عىل خطوط الطريان األخرى) وأنهم لهذا عانوا من‬ ‫ج َّراء رشهم‪( ”.‬لوقا ‪ ،2 :13‬أنظر األعداد ‪)5 - 1‬؟ أو‬ ‫أن مرضك النادر هو نتيجة إدمانك أو إدمان والدك‬ ‫للكحوليات؟‬ ‫إن مساعدة الله لنا يف الحفاظ عىل القوانني‬ ‫والنظام‪ ،‬وتنصيب وإقالة امللوك (دانيال ‪،1 :4 ،21 :2‬‬ ‫رومية ‪ ،)1 :13‬ال تعني أن حياتنا تتفق مع مقاييسه‬ ‫هو للكامل‪ .‬فأحياناً يُسمح ألشخاص وضيعني أن‬ ‫يحكموا (دانيال ‪ .)17 :4‬وسواء كانت قيادتهم‬ ‫عسكرية أو قانونية أو إقتصادية أو سياسية فإنهم‬ ‫جميعاً يقعون تحت دينونة إرميا‪ :‬فإنهم هم أنفسهم‬ ‫غري قادرين عىل توجيه خطواتهم (إرميا ‪ )23 :10‬وال‬ ‫يدركون خداع قلوبهم (إرميا ‪ )9 :17‬وال ميكنهم أن‬ ‫يخرجوا الطاهر من النجس (أيوب ‪ .)4 :14‬فشخص‬ ‫الله ال يعتمد عىل األحداث املناخية‪ ،‬أو اإلنتخابية‬ ‫أو الرياضية التي منر بها‪ ،‬وال عىل شفاء أحدهم من‬ ‫الرسطان‪ .‬إن عدم الثقة يف الخالق هي الدعامة‬ ‫الرئيسية للتمرد الذي جلب كل هذا الشقاء واملعاناة‬ ‫عىل عاملنا‪ .‬وهو مترد ال مربر له عىل اإلطالق‪“ :‬كل‬ ‫مظهر من مظاهر قدرته الخالقة هو تعبري عن‬ ‫محبته غرية املحدودة‪ .‬وسلطانه يف مكلوته يشمل‬

‫‪ 9‬موجز مجلة عامل األدفنتست | الربع األول ‪2015‬‬

‫قصة الغالف‬ ‫ملء الربكة لجميع خالئقه” ‪ 6‬ومل يدفع أي من تلك‬ ‫املخلوقات مثن والدتهم أو تذوقهم ملحبة الله‪ .‬أية‬ ‫محبة!‬

‫حامقة ستان وحامقتنا‬ ‫وحامقة إبليس‬

‫وكام أن سوء فهم ستان هو الكذبة التي نحدد‬ ‫من خاللها مدى ثقل أو تفاهة خطيتنا‪ ،‬فإن حامقة‬ ‫ستان وحامقتنا نحن هي أيضاً التي تجعلنا نعتقد‬ ‫أن معاناتنا يف الحياة تتساوى مع خطيتنا‪ ،‬وهو‬ ‫اعتقاد قريب من فكرة الخالص باألعامل‪ .‬إن إمياننا‬ ‫يف املعادالت ينبع من خلقنا عىل صورة الله الذي‬ ‫هو إله نظام وترتيب‪ .‬أما الخطية فهي التعدي‬ ‫(‪1‬يوحنا ‪ .)4 :3‬وهي تتسبب يف قلب املوازيني‬ ‫عىل األرض التي لعنها الله بسبب الخطية‪ .‬إن‬ ‫التمسك باإلميان ال يكفل حامية أي شخص من‬ ‫سائق مخمور‪ ،‬أو من فريوس منترش‪ .‬وعندما يرصخ‬ ‫املجروحون ومنسحقو القلوب إىل الله قائلني‪،‬‬ ‫“ملاذا أنا؟ فاإلجابة الوحيدة التي يعطيها الله هي‪،‬‬ ‫ابنه عىل الصليب‪ .‬فبالرغم من أن الخطية أحدثت‬ ‫اضطرابا يف النظام اإللهي‪ ،‬إال أن الرب‪ ،‬قبل سقوط‬ ‫اإلنسان يف الخطية وقبل الخليقة نفسها‪ ،‬قد أ َّمن‬ ‫وتدبّر السبيل الوحيد إلعادة النظام إىل طبيعته‪.‬‬ ‫فمن خالل تقديم ابنه‪ ،‬الذي مل يعرف خطية‬ ‫والذي أعطانا جميعاً الحياة‪ ،‬ذبيح ًة عىل الصليب‪،‬‬ ‫دفع الله مثن الدمار الذي سببته الخطية وسيعيد‬ ‫األرض املشوهة إىل الكامل الذي خُلقت عليه يف‬ ‫البداية (‪1‬بطرس ‪ .)20 -18 :1‬وقد أصبح صليب‬ ‫املسيح‪ ،‬الصليب الذي صار عليه يسوع خطي ًة من‬ ‫أجلنا (‪2‬كورنثوس ‪ ،)21 :5‬هو املؤرش الوحيد الذي‬ ‫لدينا عن العالقة الصحيحة بني الخطية واملعاناة‪.‬‬ ‫فموت الرب يسوع وحده هو الذي يُظهر أُ ْج َر َة‬ ‫الخطية (رومية ‪ .)23 :6‬إن ذبيحته الثمينة‪ ،‬وصليبه‬ ‫“سريددها املفديون مدى أجيال األبد‪ 7”.‬وإىل‬

‫جانب ذلك‪ ،‬فإن الدليل الفريد عىل محبة الله‬ ‫لكل واحد منا هو‪“ :‬ففي نور الصليب وحده‬ ‫ميكن تقدير قيمة النفس البرشية التقدير الصائب‬ ‫الحقيقي‪8 ”.‬‬ ‫إن حامقة إبليس هي إميانه باالفرتاء‪ .‬فعىل‬ ‫مدى األجيال‪ ،‬رسم الشيطان صورة مشوهة‬ ‫عن الله للمالئكة إذ أظهره محباً لالنتقام ‪ -‬وأنه‬ ‫هو الذى أىت بالطوفان‪ ،‬وهو الذي دمر سدوم‬ ‫وعمورة‪ ،‬وتسبب يف هزمية شعب إرسائيل‬ ‫ووجود بحرية النار‪ .‬وقد ص ّدقه بنو البرش أيضاً‪.‬‬ ‫وأما بالنسبة للمالئكة غري الساقطني‪ ،‬فإن التجسد‬ ‫والصلب أخرسا أكاذيب الشيطان إىل األبد‪ .‬فقد‬

‫أسلوب الله يف معاقبة الخطاة ‪ .‬فالله‪ ،‬وفقاً لزعمهم‪،‬‬ ‫هو الذي طرد أبوينا األولني من الجنة ودمر املدن‬ ‫واألمم (مبا يف ذلك خاصته‪ ،‬شعب إرسائيل) وحتى‬ ‫العامل بأكمله‪ ،‬وهو مستعد ألن يقوم بذلك مجددا ً‪.‬‬ ‫‪ 11‬ولكن كل ذلك ما هو إال قدرة الله عىل توجيه‬ ‫أسلحة الشيطان ضد الشيطان نفسه (أنظر يوحنا ‪:9‬‬ ‫‪ .)3 ،2‬لقد تعلم اإلبن [أي املسيح] من خالل املعاناة‬ ‫واألمل (عربانيني ‪ )8 :5‬والزال الرب يؤدب َمن يحبه‬ ‫(أمثال ‪ 12 :3‬وعربانيني ‪ .)6 :12‬ولكن األمل ليس من‬ ‫الوسائل الرضورية للتأديب‪ .‬فإننا سوف نتعلم خالل‬ ‫األبدية بأكملها‪ ،‬ولكننا لن نخترب املوت وال الحزن‬ ‫وال البكاء وال أي نوع من أنواع األمل‪ .‬مل تكن املعاناة‬

‫إن دورنا هو الوقوف يف جانب الله‪ ،‬جانب‬ ‫العناية والحفاظ عىل الحياة واستعادتها‬ ‫مرة أخرى‪.‬‬ ‫رأوا أن الشيطان هو املسؤول عن الدمار وليس‬ ‫الله‪“ .‬ال ميكن ألي يشء آخر أن ينزع شفقة‬ ‫مالئكة السامء والعامل املخلص لله عىل الشيطان‬ ‫أكرث من حربه الرضوس عىل مخلص العامل‪ 9”.‬وما‬ ‫رآه املالئكة ال يزال ينعكس علينا نحن البرش‪ .‬فإن‬ ‫الشيطان هو وحش قاس‪ .‬أما الله فهو محبة بال‬ ‫حدود‪ .‬الشيطان ينزل العقاب‪ ،‬وأما الله فيتحمل‬ ‫العقاب نيابة عنا ليك ننال نحن كامله هو (إشعياء‬ ‫‪10.)5 :53‬‬

‫تحدي ستان‬

‫يرص ستان ورفاق أيوب عىل أن املعاناة هي‬

‫‪ 10‬موجز مجلة عامل األدفنتست | الربع األول ‪2015‬‬

‫دامئاً وسيلة للتأديب‪ ،‬ومل يكن النشوء واإلرتقاء هو‬ ‫خطة الله لخلق الكون‪ .‬وبالرغم من أن الرصاع عىل‬ ‫السلطة والتعبد لغري الله هو الذي أوجد املعاناة‬ ‫وقطع الرؤوس والحرق عىل األعمدة‪ ،‬إال أن الرب‬ ‫مل يكن أبدا ً هو املسؤول عن كل ذلك‪ ،‬وسوف يضع‬ ‫الرب نهاية لتلك املعاناة يف أقرب وقت ممكن‪.‬‬ ‫ومر ًة أخرى نرى أن التأديب األبوي‪ ،‬واملدفوع‬ ‫باملحبة والذي يرتجى “مثر بر للسالم” (عربانيني ‪:12‬‬ ‫‪ )11‬يختلف عن القسوة اإلجرامية‪ .‬ال يجب الخلط‬ ‫بني تأديب األبوين وتعذيب العدو‪ 12.‬بالفعل‪،‬‬ ‫يحفظنا تأديب الرب من خالل النظر للمعاناة التي‬ ‫يكابدها اآلخرون فنتنبه إىل أهمية التوبة (لوقا ‪:13‬‬ ‫‪.)5 - 1‬‬

‫وأخريا ً‪ ،‬فإن كثريا ً من املعاناة التي يتعلم أبناء‬ ‫الله بواسطتها هي النتاج املبارش النتهاكات إبليس‪،‬‬ ‫عدو الله وعدوهم‪ .‬فإن جب األسود‪ ،‬واألتون‬ ‫املشتعل‪ ،‬وكل التجارب املذكورة يف عربانيني ‪11‬‬ ‫هي أعامل العدو اليائس‪ .‬ولكن كراهيته ال تقارن‬ ‫مبحبة الله‪ .‬فاملحبة قد انترصت وتنترص وستنترص‬ ‫إىل األبد‪.‬‬

‫الفهم‬

‫إبان ذلك‪ ،‬يجب عىل بني البرش‪ ،‬حني يتذكرون‬ ‫أفعالهم املشينة (غالطية ‪ ،)1 :6‬أن يتجنبوا التنبؤات‬ ‫البرشية االجتهادية فيام يتعلق باملعاناة واملآيس‪،‬‬ ‫واعتبارها عقاباً إلهياً‪ .‬إن دورنا هو الوقوف يف‬ ‫جانب الله‪ ،‬جانب العناية والحفاظ عىل الحياة‬ ‫واستعادتها مرة أخرى (يوحنا ‪ .)10 :10‬إبليس هو‬ ‫عدو الله‪ ،‬واملسيح هو محور غرية الشيطان التي ال‬ ‫تخمد‪ .‬واالفرتاء عىل اآلب وعىل اإلبن هو السياسة‬ ‫التي يتبعها إبليس لربح معركته الدعائية‪ ،‬وهي‬ ‫الحرب الوحيدة التي ميكنه أن يشنها ضد الله‪،‬‬ ‫باعتبار أن الله أبدي ال يقهر أبدا ً‪.‬‬ ‫إن انتصار الرب يف الرصاع العظيم لن يتم عن‬ ‫طريق البالغة الطنانة والتي تتناسب مع افرتاءات‬ ‫الشيطان‪ ،‬بل عن طريق إعالن الله عن ذاته بطريقة‬ ‫مبهرة وهو اإلعالن الذي يُظهر من خالله عدم‬ ‫صحة كل ادعاءات املشتيك‪ :‬فالله قد “بَ َّ َي َم َح َّبتَ ُه لَ َنا‬ ‫يح ألَ ْجلِ َنا‪( ”.‬رومية‬ ‫ألَنَّ ُه َونَ ْح ُن بَ ْع ُد ُخطَا ٌة َماتَ الْ َم ِس ُ‬ ‫‪ .)8 :5‬وتختلف رحمة الله عن رحمة صوفر‪ .‬فالله‬ ‫ال ينىس” جزءا ً من إمثك” بل قد نيس إمثك بالكامل‪،‬‬ ‫وذلك بأن تحمل العقاب عوضاً عنك‪ .‬لقد تحمل‬ ‫الجلد من أجلنا حتى سداد ديننا بالكامل‪ ،‬ومل يعد‬ ‫هناك ما ينبغي دفعه‪ .‬ويف املقابل مينحنا الله ب ّره‪.‬‬ ‫وال يتحمل العدو ذلك‪ ،‬ولهذا هو يلطمك‪ .‬وستتعلم‬ ‫من خالل األمل أن نعمة الله‪ ،‬الذي أزال عنك ثقل‬ ‫آثامك‪ ،‬أعظم بكثري من قسوة إبليس الذي ال‬

‫يتحمل رؤيتك تستمتع مبا فقده هو‪.‬‬ ‫وعندها لن تعود لتبحث عن الخالص من‬ ‫خالل وسائل الشيطان البديلة‪ ،‬مثل أعامل التكفري‬ ‫عن الذنب‪ ،‬أو معاناة عذاب املطهر‪ ،‬أو الحج‬ ‫التكفريي أو رشاء الصكوك التي توهم املاليني‬ ‫من النفوس الضالة بخالص وهمي‪ .‬فكل هذه‬ ‫املامرسات ما هي إال تطبيق عميل ملنطق صوفر‪.‬‬ ‫مل تعد تحتاج ألي رجل دين ليك يخربك بأنك‬ ‫تحررت‪ ،‬ألن ابن الله املبارك‪ ،‬يسوع املسيح‪،‬‬ ‫الوسيط الوحيد بني الله واإلنسان (‪1‬تيموثاوس‬ ‫‪ )5 :2‬مينحك التوبة وغفران الخطية بدون أي‬ ‫مقابل (أعامل ‪.)31 :5‬‬ ‫وعندما تجد السالم يف الرب يسوع الفوىض‬ ‫التي يحدثها الشيطان يف عاملنا ال تتوقف وال‬ ‫تتحول إىل نظام وترتيب‪ .‬إن السالم هو معجزة‪،‬‬ ‫هبة من الرب يسوع نفسه والذي يعطي “ليس‬ ‫ضيق‪”،‬‬ ‫كام يعطي العامل‪“ ”.‬يف العامل سيكون لكم ٌ‬ ‫ولكنه قد غلب العامل (يوحنا ‪.)33 :16 ،27 :14‬‬ ‫وقد غلب الله اعتقادنا أيضاً‪ .‬فاآلن‪ ،‬ومهام كان‬ ‫حجم الخراب الذي يسببه الشيطان من حولنا‪،‬‬ ‫أو حتى يوقعه علينا‪ ،‬نحن ندرك أن الله يجعل‬ ‫“كل األشياء تعمل معاً للخري للذين يحبون الله‪،‬‬ ‫الذين هم مدعوون حسب قصده‪( ”.‬رومية ‪:8‬‬ ‫‪ .)28‬لقد دعانا الله ونحن لبينا النداء‪ .‬وقد منحنا‬ ‫الحياة األبدية‪ ،‬ونحن ندرك أننا آمنون يف يديه‬ ‫وال ميكن ألي شخص أو ألي يشء أن يخطفنا من‬ ‫يده (يوحنا ‪.)29 ،28 :10‬‬ ‫ويف غضون ذلك‪ ،‬نصيل ونحيا من أجل مجيء‬ ‫ملكوت مجده‪ ،‬عندما تنتهي الخطية والشيطان‬ ‫إىل األبد‪ ،‬وعندما يُبتلع املوت إىل األبد (إشعياء‬ ‫‪1 ،8 :25‬كورنثوس ‪ ،)54 :15‬ولن يكون هناك‬ ‫“حزن وال رصاخ وال وجع فيام بعد (ألن) األمور‬ ‫األوىل قد مضت‪( ”.‬رؤيا ‪ .)4 :21‬آمني تعال أيها‬ ‫الرب يسوع!‬

‫‪ -1‬جون يس هولربت‪ ،‬الوعظ بأيوب (سان لويس‪،‬شاليس‬ ‫بريس‪ ،)1999 ،‬صـ ‪ .40‬إن هولربت يعيد صياغة أفكار «بلدد»‬ ‫وال يرسخها أو ينادي بها‪.‬‬ ‫‪ -2‬إميان األدفنتست السبتيني‪...‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الرشق‬ ‫األوسط للطبع والنرش‪ ،‬صـ ‪172‬و ‪.173‬‬ ‫‪ -3‬الكتاب املقدس باللغة العربية‪ ،‬طبعة فانديك‪.‬‬ ‫‪www.chron.com/news/hurricanes/article/Some- -4‬‬ ‫‪.1938772-say-natural-catastrophe-was-divine-judgment‬‬ ‫‪ .php‬إن سبب إستامع أالن كوبرمان وذكره يف مقالته يف‬ ‫الواشنطن بوست‪ ،‬عدد ‪ 4‬سبتمرب ‪ ،2005‬يتضمن خطية أورلينز‬ ‫«بإزهاق أرواح بريئة بواسطة عمليات اإلجهاض‪ ».‬إستياء الرب‬ ‫من «اإلمرباطورية األمريكية»‪ ،‬وإحتفاالت الشذوذ الجنيس يف‬ ‫شوارع مدينة بوربون والربع الفرنيس‪.‬‬ ‫‪ -5‬كان ثلثا ركاب الطائرة املنكوبة رقم ‪ ،17 MH‬والبالغ‬ ‫عددهم ‪ ،298‬من أصل هولندي‬ ‫(‪.)28808832-www.bbc.com/news/world-europe‬‬ ‫‪ -6‬روح النبوة‪ ،‬اآلباء واألنبياء‪ ،‬صفحة ‪.13‬‬ ‫‪ -7‬روح النبوة‪ ،‬أعامل الرسل‪ ،‬صفحة ‪.232‬‬ ‫‪ -8‬املرجع نفسه‬ ‫‪ -9‬روح النبوة‪ ،‬الرصاع العظيم‪ ،‬صفحة ‪.501‬‬ ‫‪« -10‬لقد عومل املسيح باملعاملة التي كنا نستحقها ليك‬ ‫نعامل نحن باملعاملة التي يستحقها هو‪ .‬لقد قاىس آالم املوت‬ ‫التي كانت لنا حتى ننال الحياة األبدية التي كانت له» (روح‬ ‫النبوة‪ ،‬مشتهى األجيال‪ ،‬صفحة ‪.)23‬‬ ‫‪ -11‬أنظر تكوين ‪2 ،18،19 ،8 - 6 ،24 - 22 :3‬أخبار األيام‬ ‫‪ ،21 - 15 :36‬مالخي ‪ ،3 - 1 :4‬رؤيا ‪.15 - 9 :20‬‬ ‫‪« -12‬يخلع العدو األعظم (رئيس الشياطني) صفاته عىل‬ ‫خالق البرش واملحسن إليهم‪ .‬إن القسوة هي من صفات‬ ‫لكن الله محبة‪( ».‬روح النبوة‪ ،‬الرصاع العظيم‪ ،‬صفحة‬ ‫الشيطان‪ّ .‬‬ ‫‪.)581‬‬ ‫اليل سيزر هو محرر مساعد ملجلة عامل األدفنتست‪ ،‬وهو‬ ‫يعيش لينرش كلمة املحبة‪ ،‬واألخبار السارة املتعلقة باملجيء‬ ‫القريب مللكوت الرب‪.‬‬

‫ايل قيرص‬

‫رئيس تحرير مساعد‬ ‫يف مجلة عامل األدفنتست‬

‫‪ 11‬موجز مجلة عامل األدفنتست | الربع األول ‪2015‬‬

‫إن الكتاب املقدس الذي ُحفظ بأمانة وخُتم بدماء الشهداء‪،‬‬ ‫يسمو فوق األزمنة والحضارات‪.‬‬

‫نافذة على العالم‬ ‫بقلم تيد ن‪ .‬س‪ .‬ويلسون‬

‫إمتياز الكتاب‬ ‫املقدس املفتوح‬

‫ونو ٌر لسبييل‪( ”.‬مزمور ‪.)105 :119‬‬ ‫إن الكتاب املقدس ببساطته التي ميكن للطفل‬ ‫الصغري أن يستوعبها وعمقه الذي يشغل عقول‬ ‫أكرب العلامء‪ ،‬ال يزال يضئ كل جوانب حياتنا‬ ‫الشخصية‪ ،‬وحياة كنيسة الله الباقية‪.‬‬

‫كنيسة مؤسسة عىل كلمة الله‬

‫لنبقيه بحرص‬

‫كان‬

‫ويليام هانرت يف التاسعة عرشة من‬ ‫عمره عندما ُعلق عىل خشبة وأحرق حياً‪ .‬ما هي‬ ‫جرميته؟ قراءة الكتاب املقدس‪.‬‬ ‫وكان قبل ذلك الحدث بعقدين من الزمان‬ ‫قد تم ترسيب نسخة “تيندال” للكتاب املقدس‪،‬‬ ‫وهي أول نسخة مطبوعة باللغة اإلنجليزية قد تم‬ ‫تهريبها من أملانيا إىل إنجلرتا‪ ،‬وكان ويليام تيندال‪،‬‬ ‫الذي كان يعمل مدرساً يف جامعة أوكسفورد‬ ‫آنذاك‪ ،‬قد هرب إىل أملانيا لالنتهاء من عمله الهام‬ ‫والذي قام خالله برتجمة الكتاب املقدس إىل لغة‬ ‫بالده‪.‬‬ ‫بدا أن والدا ويليام هانرت كانا عىل دراية بنسخة‬ ‫تيندال للكتاب املقدس‪ ،‬ورمبا أتيح لهام قراءة بعض‬ ‫أجزائه‪ ،‬وبسبب إدراكهام لبعض املقاطع الهامة يف‬ ‫الكتاب املقدس‪ ،‬وكانا قد قاما برتبية إبنهام ويليام‬ ‫عىل مخافة الرب وإحرتام كلمته‪.‬‬ ‫ويف ذلك الوقت‪ ،‬مترن ويليام عىل حرفة نسج‬ ‫الحرير يف لندن‪ ،‬وكان يعلم أنه عىل النقيض من‬ ‫ادعاءات كنيسة روما الكاثوليكية‪ ،‬مل يتحول الخبز‬ ‫املستخدم يف فريضة العشاء الرباين إىل جسد يسوع‬ ‫الفعيل‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬وعندما أذيع إعالن مليك‬ ‫يف مدينة لندن بأكملها لدعوة الجميع إىل حضور‬ ‫القداس األسبوعي‪ ،‬رفض ويليام الحضور‪ .‬وتسبب‬ ‫رفضه يف أن خرس وظيفته وعاد إىل منزل أبويه‬

‫بربينتوود‪ ،‬عىل بعد ما يقرب من ‪ 25‬ميالً (‪40‬‬ ‫كيلومرتا ً) يف شامل رشق لندن‪.‬‬

‫استشهد بسب قراءته للكتاب‬ ‫املقدس‬

‫إبان عودته إىل املنزل‪ ،‬إشتاق ويليام لقراءة‬ ‫كلمة الله‪ ،‬وكان يتسلل أحياناً إىل الكنيسة‬ ‫الصغرية بربينتوود ويقرأ يف هدوء “الكتاب‬ ‫املقدس العظيم” والذي كان مكبالً هناك‬ ‫بالسالسل‪ .‬ويف أحد األيام‪ ،‬رأى أتويل‪ ،‬خادم‬ ‫األسقف‪ ،‬ويليام وهو يقرأ الكتاب املح َرم‪.‬‬ ‫سأله أتويل‪“ :‬ملاذا تتطفل عىل الكتاب‬ ‫املقدس؟”‬ ‫أجابه الشاب يف خشوع‪“ :‬أقرأه ليك أنعم‬ ‫بالسالم والعزاء‪”.‬‬ ‫أجاب أتويل‪“ :‬إن مل ترجع إىل صوابك‪،‬‬ ‫فستحرق أنت وكثريون من الهراطقة بسبب‬ ‫أرائكم‪”.‬‬ ‫ورسعان ما تحول تهديد أتويل إىل واقع‪ .‬ويف‬ ‫يوم السبت‪ 26 ،‬أذار (مارس) ‪ ،1555‬احرتق‬ ‫ويليام عىل خشبة بسبب أنه أحب كلمة الله‬ ‫ورفض أن يتنازل عن الحق الذي وجده يف‬ ‫الكتاب املقدس‪.‬‬ ‫يوجد اليوم نصباً تذكارياً يف املكان‬ ‫ ‬

‫‪ 12‬موجز مجلة عامل األدفنتست | الربع األول ‪2015‬‬

‫الذي أسلم فيه ويليام حياته من أجل الحق‪ .‬وقد‬ ‫نُقش عىل الحجر تلك الكلامت التي تدعو للتأمل‪:‬‬ ‫“ويليام هانرت‪ ،‬أُسلم للنار يف ‪ 26‬مارس ‪”.1555‬‬ ‫يتعلم الق ّراء املسيحيون من مثاله اهمية تقدير‬ ‫الكتاب املقدس املفتوح والحرص عىل االعتناء به‪”.‬‬

‫جعل الكتاب املقدس متاحاً‬

‫ويف خالل فرتة اإلصالح انفتحت أعني الكثريين‪،‬‬ ‫كام انفتح الكتاب املقدس ألول مرة‪ ،‬وقد أصبح‬ ‫متاحاً للناس يف لغاتهم األصلية‪ .‬وقد تكبد أبطال‬ ‫مثل مارتن لوثر (‪ )1522‬وويليام تيندال (‪)1529‬‬ ‫وبيري روبرت أوليفتان (‪ )1535‬العناء (وأحياناً‬ ‫القى البعض منهم املوت) أثناء ترجمتهم الحريصة‬ ‫للكتاب املقدس من اليونانية والعربية للغات‬ ‫املنترشة آنذاك‪ ،‬وقد جعلوا أسفار الوحي اإللهي‬ ‫متاحة للجميع‪ .‬وقد أدرك أولئك الرجال املخلصون‬ ‫أن هناك قوة يف كلمة الله الواضحة‪ ،‬وأنه ليس من‬ ‫حق أي إنسان أن يفرس كلمة الله للناس‪ -‬فالكتاب‬ ‫املقدس هو الذي يفرس نفسه بنفسه‪ ،‬وبأنه ينبغي‬ ‫أن يكون الكتاب املقدس متاحاً للجميع دون‬ ‫استثناء أو متييز‪.‬‬ ‫وعىل مدى القرون‪ ،‬استمر شعاع النور امليضء‬ ‫امل ُرشق من كلمة الله يف توجيه أتباعه املؤمنني عىل‬ ‫“رساج لرجيل كالمك‬ ‫طريق الحق‪ .‬كتب املرنم‬ ‫ٌ‬

‫منذ نشأتها‪ ،‬جعلت كنيسة األدفنتست‬ ‫السبتيني من كلمة الله وجهة وهدفاً لها‪ .‬وقد‬ ‫أضاءت كلمة الله‪ ،‬خالل ظلمة خيبة األمل‬ ‫يف ‪ 22‬ترشين األول‪/‬أكتوبر ‪ ،1844‬عندما لجأ‬ ‫املؤمنون إىل كلمة الله بحثاً عن الحق‪ .‬وبحرص‬ ‫شديد‪ ،‬أعادوا قراءة مقاطع من سفر دانيال‬ ‫تتحدث عن تطهري املقدس‪ ،‬وحينها اكتشفوا أن‬ ‫الخطأ ال يكمن يف كلمة الوحي اإللهي وإمنا يف‬ ‫وضع تفسريهم الخاطئ محل الكتاب املقدس‪.‬‬ ‫ومبقارنة اآليات باآليات‪ ،‬اكتشفوا أن “املَق ِْدس”‬ ‫الذي يتحدث عنه دانيال ‪ 14 :8‬مل يكن هو‬ ‫األرض كام تخيلوا‪ ،‬وإمنا املَق ِْدس الساموي‪.‬‬ ‫وإذ استمرت كلمة الله يف قيادة هذه‬ ‫املجموعة الصغرية‪ ،‬اكتشفوا املزيد من الحقائق‬ ‫الكتابية‪ ،‬وقد منت تلك املجموعة بشكل رسيع‪.‬‬ ‫ومن خالل اعتناق املبدأ الربوتستانتي يف قبول‬ ‫كلمة الكتاب املقدس كام هي‪ ،‬و َج ْعل الكتاب‬ ‫املقدس يفرس نفسه‪ ،‬ترسخت معظم مبادئنا‬ ‫مثل‪ :‬السبت‪ ،‬حالة املوىت‪ ،‬املقدس والدينونة‬ ‫التحقيقية‪ .‬وذلك يف الوقت الذي تأسست فيه‬ ‫الكنيسة بشكل رسمي يف ‪ .1863‬وبالتأكيد كان‬ ‫هناك املزيد لنتعلمه‪ ،‬ومبرور الوقت‪ ،‬اكتشف‬ ‫األدفنتست السبتيون املزيد من الحقائق الهامة‬ ‫مثل الرسالة الصحية‪ ،‬والتعليم األدفنتستي‬ ‫املبني عىل الكتاب املقدس‪ ،‬ومرسليتنا للعامل‬ ‫بأكمله‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬كان كل اكتشاف ألي حق جديد‬ ‫يخترب باملقياس الكتايب املوجود يف إشعياء ‪20 :8‬‬ ‫الشِي َع ِة َوإِ َل الشَّ َها َد ِة‪ .‬إِ ْن لَ ْم يَقُولُوا ِمث َْل‬ ‫“إِ َل َّ‬ ‫هذَا الْ َق ْو ِل فَلَ ْي َس لَ ُه ْم فَ ْج ٌر!”‬

‫الكتاب املقدس يسمو فوق‬ ‫األزمنة والحضارات‬

‫نحن نبني إمياننا اليوم عىل كلمة الله التي ال‬ ‫تتغري مع الزمن‪ .‬إن الكتاب املقدس الذي ُحفظ‬ ‫بأمانة وخُتم بدماء الشهداء‪ ،‬يسمو فوق األزمنة‬ ‫والحضارات‪ .‬إنها كلمة الله الحية وفيها نستطيع‪،‬‬ ‫من خالل إرشاد الروح القدس‪ ،‬أن نجد األجوبة‬ ‫التي نبحث عنها‪.‬‬ ‫تواجه الكنيسة اليوم مسائل صعبة من بينها‪:‬‬ ‫علامنية الكنيسة‪ ،‬تحديات تتعلق بالتعليم‪،‬‬ ‫األمور املتعلقة مبناجاة األرواح‪ ،‬التشكيك يف‬ ‫الوحي والنقد الالذع‪ ،‬نظريات النشوء واالرتقاء‬ ‫اإللحادية‪ ،‬ووجهات نظر مختلفة حول الرسامة‪،‬‬ ‫الشذوذ الجنيس‪ ،‬وغريها من أمور‪ .‬ولكن مهام‬ ‫كانت التحديات التي نواجهها‪ ،‬نثق أننا سوف‬ ‫نجد اإلرشاد من الله من خالل دراسة كلمته‬ ‫بروح الصالة وبتوجيه الروح القدس لنا‪.‬‬ ‫كتبت إلن هوايت يف األنبياء وامللوك”إن كل‬ ‫الدروس التي أمر الله بتدوينها يف كتابه إمنا هي‬ ‫ألجل إنذارنا وتعليمنا‪ ،‬وقد دونت ليك تقينا من‬ ‫الخداع‪ ،‬ففي إهاملنا إياها هالك لنفوسنا” (ص‬ ‫‪.)37‬‬ ‫لقد حان الوقت ليك نضع كامل إمياننا وثقتنا يف‬ ‫كلمة الله‪ .‬ونحن نعلم أن الوقت سيأيت حينام لن‬ ‫نستطيع أن نثق يف حواسنا‪ ،‬وقتام يحدث “الخداع‬ ‫القوي” وسيكون ذلك الخداع جذاباً جدا ً حتى‬ ‫أنه سيضل “ولو أمكن املختارين أيضاً” (متى ‪:24‬‬ ‫‪.)24‬‬ ‫يحتوي الكتاب املقدس عىل كافة املبادئ الهامة‬ ‫للحياة‪ ،‬ويف معظم األحيان‪ ،‬مينحنا توجيهاً محددا ً‬ ‫جدا ً بشأن مشيئة الله‪ .‬علينا أن ندرس الكلمة‬ ‫حتى يتثنى لنا أن نرى إرادة الله لحياتنا بوضوح‪.‬‬

‫الوسائل تحدد النتائج‬

‫من املؤسف أن العديد من الطوائف املسيحية‬ ‫والالهوتيني اليوم يستخدمون يف دراستهم للكتاب‬ ‫املقدس أسلوب النقد التاريخي‪ .‬وبناء عليه‪ ،‬فإن‬

‫الكثري مام نقرأه من أعامل الهوتية حول الكتاب‬ ‫املقدس قد تأثر مببادئ مل يباركها الرب‪ .‬وينتج عن‬ ‫تلك املبادئ وغريها من األساليب النقدية للكتاب‬ ‫املقدس تشويشا للقارئ‪ ،‬إذ يصبح عاجزا ً عن متييز‬ ‫الحق من الزيف‪.‬‬ ‫ولكننا كأدفنتست سبتيني‪ ،‬نرفض تلك األساليب‬ ‫ونتبنى فكرة الكتاب املقدس التاريخي (وهو ما‬ ‫يعرف أيضاً بالتاريخ النحوي) وبهذا األسلوب‬ ‫نقبل مبا يقوله الكتاب املقدس كام هو مكتوب‪،‬‬ ‫مقارنني اآليات باآليات‪ ،‬وتاركني الكتاب املقدس‬ ‫يفرس نفسه‪.‬‬ ‫تلك األساليب املستخدمة يف التفسري يطلق‬ ‫عليها اسم “التأويل” [يف اللغة اإلنجليزية‪،‬‬ ‫هريمينيوتيكس‪ ،‬وتعني علم تفسري الكتاب‬ ‫املقدس‪ ،‬املرتجم] وإذا كنت تتساءل كيف ميكن‬ ‫أن يقرأ البعض نفس الكتاب املقدس ويصل كل‬ ‫واحد منهم إىل نتيجة مختلفة عن اآلخر‪ ،‬فإن ذلك‬ ‫عادة ما يكون بسبب استخدام أساليب مختلفة يف‬ ‫التفسري خالل دراستهم‪.‬‬ ‫وقد ُمنحنا كأدفنتست سبتيني نصائح واضحة‬ ‫حول قبول كلمة الله كام هي مكتوبة‪“ :‬عندما‬ ‫يستفيق أولئك الذين ي َدعون أنهم مؤمنني بالحق‬ ‫الحارض‪ ،‬وعندما يقبلون كلمة اإلله الحي كام هي‬ ‫دومنا أن يحاولوا تغيريها‪ ،‬حينئذ سيبنون بيوتهم‬ ‫عىل الصخرة األبدية‪ ،‬الرب يسوع املسيح نفسه‪”.‬‬ ‫كام نال أولئك الذين يقبلون الكتاب املقدس‬ ‫وعدا ً بأنه “إذا أردنا عدم بناء رجائنا يف األمور‬ ‫الساموية عىل أسس مزيفة‪ ،‬فالبد لنا أن من نقبل‬ ‫الكتاب املقدس كام هو ونؤمن بأن الرب يعني‬ ‫ما يقوله‪ .‬ولن يطلب منا الرب أي يشء دومنا أن‬ ‫يعطينا النعمة الكافية إلنجازه‪”.‬‬

‫البناء عىل الصخرة‬

‫منذ أكرث من ‪ 450‬سنة مضت‪ ،‬ختم الشاب‬ ‫ويليام هانرت‪ ،‬وغريه من املؤمنني‪ ،‬إميانهم بالرب‬ ‫وبكلمته املقدسة‪ ،‬بتقديم حياتهم مثناً إلميانهم‬ ‫ومتسكهم بكلمة الرب‪ .‬لقد كانت والتزال الكلمة‬ ‫املقدسة ذات أهمية بالغة حتى أن هناك الكثريين‬

‫‪ 13‬موجز مجلة عامل األدفنتست | الربع األول ‪2015‬‬

‫نافذة على العالم‬ ‫اليوم يف مناطق مختلفة من العامل يدفعون حياتهم مثناً‬ ‫لتمسكهم بالحق اإللهي‪.‬‬ ‫نعلم أن العاصفة سوف تأيت‪ .‬وقد حان الوقت‬ ‫ليك نبني إمياننا عىل األساس الثابت لكلمة الله‪ .‬لقد‬ ‫قال يسوع «فَك ُُّل َم ْن يَ ْس َم ُع أَقْ َو ِال ِ‬ ‫هذ ِه َويَ ْع َم ُل ِب َها‪،‬‬ ‫الص ْخرِ‪ .‬فَ َن َز َل الْ َمطَ ُر‪،‬‬ ‫أُشَ ِّب ُه ُه ِب َر ُجل َعا ِقل‪ ،‬بَ َنى بَ ْيتَ ُه َع َل َّ‬ ‫اح‪َ ،‬و َوقَ َع ْت َع َل ذلِ َك‬ ‫َو َجا َء ِت األَنْ َها ُر‪َ ،‬و َه َّب ِت ال ِّريَ ُ‬ ‫الص ْخرِ» (متى‬ ‫الْ َب ْي ِت فَلَ ْم يَ ْس ُقطْ‪ ،‬ألَنَّ ُه كَا َن ُم َؤ َّس ًسا َع َل َّ‬ ‫‪.)25 ،24 :7‬‬

‫”‪1 From “The Boy Martyr of Brentwood,‬‬ ‫‪Essex Protestant‬‬ ‫‪Council, http://cabam.global-warning.‬‬ ‫_‪co.uk/epc/william‬‬ ‫‪hunter.html.‬‬ ‫‪2 Ellen G. White, Patriarchs and‬‬ ‫‪Prophets (Mountain View, Calif.:‬‬ ‫‪Pacific Press Pub. Assn., 1890), p. 55.‬‬ ‫‪3 Ellen G. White, The Great‬‬ ‫‪Controversy (Mountain View, Calif.:‬‬ ‫‪Pacific Press Pub. Assn., 1911), p. 624.‬‬ ‫‪4 Ellen G. White, Manuscript Releases‬‬ ‫‪(Silver Spring, Md.: Ellen‬‬ ‫‪G. White Estate, 1993), vol. 21, p. 347.‬‬ ‫‪5 Ellen G. White, Testimonies for the‬‬ ‫‪Church (Mountain View,‬‬ ‫‪Calif.: Pacific Press Pub. Assn., 1948),‬‬ ‫‪vol. 5, p. 171.‬‬

‫تيد ويلسون‬

‫هو رئيس كنيسة األدفنتست‬ ‫السبتيني‪.‬‬

‫‪ 14‬موجز مجلة عامل األدفنتست | الربع األول ‪2015‬‬

‫دراسة كتابية‬

‫ال تستسلم‬ ‫البتة‬

‫قصص كلو‬ ‫كلو‪ :‬إعطاء النور لعاملنا‬ ‫إعطاء النور لعاملنا‪ -‬كلو‪ -‬هي مبادرة كرازية تبشريية نشأت يف كاليفورنيا‬ ‫بالواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬لكنها تفرعت اآلن إىل أقسام الكنيسة األخرى حول‬ ‫العامل‪ .‬وهي مبادرة تعتمد عىل قيام أعضاء الكنيسة بتوزيع نُبَذ تبشريية باملجان‪،‬‬ ‫كلام سنحت الفرصة‪ .‬وحالياً‪ ،‬يتم طباعة هذه ال ُنبَذ يف أكرث من ‪ 45‬لغة‪ .‬وفيام‬ ‫ييل قصتان تصفان كيف تلمس هذه ال ُن َبذ حياة األشخاص وتع ِّرفهم مبحبة الله‬ ‫ورعايته‪.‬‬ ‫القصة ‪ :1‬بينام كانت مجموعة من‬ ‫البالغني األدفنتست تقوم بحضور حدث ديني يف‬ ‫ساحة فوادفون يف سوفا بفيجي‪ ،‬قامت مجموعة‬ ‫من شبيبة األدفنتست السبتيني‪ ،‬يف أحد أيام‬ ‫السبوت‪ ،‬بالسري عىل الشاطئ القريب وتوزيع‬ ‫نُ َبذ «كلو» عىل املتواجدين هناك‪ .‬قام شاب‬ ‫يدعى برافني بإعطاء نبذة بعنوان «ملاذا أذهب‬ ‫إىل الكنيسة يف يوم السبت» لشخص يسمى‬ ‫مانوج‪ .‬وقد أدى ذلك إىل قيام هذين الشخصني‬ ‫بدراسة الكتاب املقدس معاً‪ .‬ويف الوقت الراهن‪ ،‬يتعبد مانوج يف أيام السبوت يف‬ ‫كنيسة «ناسينو أنديان» األدفنتستية‪.‬‬ ‫القصة ‪ :2‬أثناء زيارة قامت بها سيدة شابة وأمها إىل بولندا‪ ،‬قام شاب‬ ‫بإعطائهام بعض نُ َبذ “كلو” الكرازية‪ ،‬وكانت تلك ال ُن َبذ بعنوان “خطوات نحو‬ ‫الصحة‪ ”.‬فرحت السيدتان بال ُن َبذ التي حصلتا عليها وقالتا بأنهام ترغبان يف البدء‬ ‫يف تناول وجبات نباتية خالصة بصفة مستمرة لكنهام ال تعرفان كيفية إعداد‬ ‫مثل تلك الوجبات‪ .‬وقد عملت هذه ال ُنبَذ عىل التمهيد للقيام بزيارات مستقبلية‬ ‫للعائلة وبدء مناقشات ليس حول الرسالة الصحية فحسب ولكن حول مواضيع‬ ‫الكتاب املقدس األخرى‪ .‬وحصل االبن األكرب يف العائلة عىل كتاب “الرصاع‬ ‫العظيم”‪ ،‬ووعد بقراءته‪.‬‬ ‫تم تجميع قصص «كلو» بواسطة حقل «باسيفيك يونيون» بالواليات املتحدة‪ .‬مدير مبادرة‬ ‫«كلو»‪ :‬نيلسون إرنست‪ .‬املنسق الدويل ملبادرة «كلو»‪ :‬كاميل ميتز‪ .‬ملعرفة املزيد عن مبادرة‬ ‫«كلو»‪ ،‬يرجى زيارة املوقع التايل‪ .)sdaglow.org( :‬ملشاهدة الفيديوهات املتعلقة مببادرة‬ ‫«كلو»‪ ،‬يرجى زيارة املوقع التايل‪.)vimeo.com/user13970741( :‬‬

‫بقلم القس مارك فينيل‬

‫منذ‬

‫سنوات عديد مضت ألقى الخطيب اإلنكليزي ورجل‬ ‫الدولة وينستون ترششل خطاباً يف مدرسة “هارو” للبنني‪ ،‬وهي أحد‬ ‫املدارسة اإلنكليزية املخصصة ألطفال أعيان البلد‪ .‬انتظر كل من‬ ‫الطلبة وفريق العمل خطابه بفارغ الصرب‪ .‬فكانوا يتحدثون عنه يف‬ ‫فصولهم وصاالت املدرسة ويف املالعب الرياضية‪ .‬ع َّمت اإلثارة املكان‬ ‫فور وصول ترششل يف يوم إلقاء خطابه‪ .‬وعندما تقدم بخطوات‬ ‫صمت وكانوا يحملقون إليه بنظرات‬ ‫واسعة إىل املنصة‪ ،‬عم الحضور‬ ‫ٌ‬ ‫ثاقبة‪ .‬بادءا ً خطابه بنربة منخفضة ثم تدرج إىل نربة عالية كالربق‪،‬‬ ‫قال ترششل تلك الكلامت التي اشتهر بها حول العامل‪“ :‬ال تستسلم‬ ‫أبدا ً‪ ،‬أبدا ً‪ ،‬أبدا ً‪ ،‬أبدا ً … ال تستسلم أبدا ً‪”.‬‬ ‫فهم ترششل هذه الحقيقة الجوهرية عن الحياة‪ :‬لن ننجح أبدا ً‬ ‫إذا استسلمنا بسهولة‪ .‬يف أغلب األحيان يكون النجاح قريب جدا ً من‬ ‫نقطة الفشل‪ .‬ويتجىل ذلك بوضوح يف الحياة املسيحية‪ .‬إن هدف‬ ‫الشيطان هو أن يجعلنا نستسلم وأن نسقط وأن نُهزم‪ .‬سندرس يف‬ ‫درس هذا العدد كيفية املثابرة حتى نهاية املطاف‪.‬‬

‫‪.1‬‬

‫يف موعظته عن أحداث األيام األخرية وعالمات مجيئة‬ ‫الوشيك الوقوع‪ ،‬كيف ركَّز يسوع عىل أهمية عدم االستسالم؟ اقرأ‬ ‫متى‪.١٣ :٢٤‬‬ ‫لقد َع َر َف يسوع أنه عندما يواجه تالميذه تحديات األيام األخرية‬ ‫قد يقعون ضحية االستسالم‪ .‬قد يجرب الكثريين لرتك إميانهم‪.‬‬ ‫ولكذلك ركز يسوع عىل هذا األمر وقال‪“ :‬من يصرب إىل املنتهى فهذا‬ ‫يخلص‪”.‬‬

‫‪.2‬‬

‫ما هو اللقب الذي أُعطي ليسوع يف عربانيني ‪٢ :١٢‬؟ وما هي‬ ‫النصيحة التي التي يقدمهام النص حول املثابرة إىل نهاية املطاف؟‬ ‫إذا امعنا النظر يف ماضينا فسيجرفنا اإلحساس بالذنب لخطايانا‬ ‫العديدة‪ .‬وإذا أمعنا النظر يف قلوبنا فسيفنينا مجرد التفكري يف ضعفنا‬ ‫ووهنا‪ .‬وإذا حملقنا يف مستقبلنا محاول ًة منا ملعرفة ما سوف يحدث‪،‬‬ ‫سيصبح القلق رفيق مالزم لنا‪ .‬ولكن إذا ثبَّتنا أنظارنا عىل يسوع‪،‬‬

‫سيملؤنا اإلحساس بالطأمنينة وسعادة حضوره‪ .‬يعطينا النظر إىل‬ ‫يسوع القوة الالزمة لرحلة حياتنا‪.‬‬

‫‪.3‬‬

‫ما هو التأكيد الذي قدمه الرسول بولس ألهل فيلبي بشأن‬ ‫حضور الله يف حياتهم؟ اقرأ فيلبي ‪.٧ ،٦ :١‬‬

‫أكد بولس للمؤمنني الذين يف فيلبي أن الله الذي بدأ العمل الصالح يف حياتهم‬ ‫سيكمله‪ .‬ال يرتك الله عمله يف حياتنا بدون أن يكمله‪ .‬وهو ال يبدأ عمالً ما فينا ثم‬ ‫يرتكنا لنكمله‪ .‬إذا بدأ الله عمالً يف حياتنا‪ ،‬وهو بالفعل قد بدأ العمل‪ ،‬البد أن نثق‬ ‫يف أنه سيكمل ما بدأه‪.‬‬

‫‪.4‬‬

‫أين حصل يسوع عىل قوة املثابرة أثناء التجارب التي مر فيها‬ ‫يف آواخر حياته عىل األرض؟ اقرأ متى ‪.٣٩-٣٦ :٢٦‬‬

‫‪.5‬‬

‫أين ميكننا أن نجد نفس القوة؟ قارن متى ‪٤٢ :٢٤‬؛ ‪٤١ :٢٦‬‬ ‫مع ‪ ١‬كورنثوس ‪.١٣ :١٦‬‬ ‫خالل العهد الجديد يرتبط “السهر” بالصالة‪ .‬إن اليقظة الروحية‬ ‫املستمرة للحفاظ عىل عالقتنا مع املسيح تعطينا قدرة املثابرة خالل‬ ‫تجارب الحياة‪ .‬ومن خالل معرفتنا للمسيح ندرك أنه سيخلصنا من أي‬ ‫عاصفة تواجهنا‪.‬‬

‫‪.6‬‬

‫قم بتحليل اآليات التي يف فيلبي ‪12 :6‬ـ ‪ .16‬ما هي النصيحة‬ ‫التي يعطيها الرسول بولس فيام يتعلق باملثابرة يف الحياة املسيحية؟‬ ‫يرجى مالحظة أمرين اثنني عىل وجه الخصوص‪ :‬اليشء الذي ال يفعله‬ ‫بولس‪ ،‬وما يدفعه إىل عدم اليأس واالستسالم‪.‬‬

‫‪.‌7‬‬

‫ما هو الوعد الرائع الذي يقدمه يسوع لكل من يتبعه؟ اقرأ‬ ‫يوحنا ‪.٢٩-٢٦ :١٠‬‬ ‫يا لها من أخبار رائعة! لقد تعهد يسوع بنفسه أن يكون معنا حتى‬ ‫النهاية‪ .‬جميع قوات املوت وتجارب الرشير لن تخطفنا من يده‪.‬‬ ‫أعظم تحديات الحياة لن تفصلنا عن محبته‪ .‬إذا بقينا خاضعني له ومل‬ ‫نستسلم‪ ،‬سيقودنا إىل وطننا‪.‬‬

‫‪ 15‬موجز مجلة عامل األدفنتست | الربع األول ‪2015‬‬

‫تبادل األفكار‬

‫األطعمة‬ ‫ُ‬ ‫امل ِّسنة للمزاج‬

‫‪119‬‬

‫منذ‬

‫يف ‪ 8‬ترشين الثاين (نوفمرب) ‪ ،1895‬وصلت كالً من‬ ‫دوريس أ‪ .‬روبنسون ومارثا ماي تايلور إىل كلكتا وقامتا‬ ‫بافتتاح مرسلية سبتية أدفنتستية يف منزل يف شارع «باو‬ ‫بازار»‪ .‬وكانت جورجيا بوراس قد قامت باستئجاره‬ ‫وإعداده لهام‪ .‬ويف آذار (مارس) ‪ 1896‬تم افتتاح مدرسة‬ ‫للفتيات الهندوسيات بالطابق األول من املنزل املرسيل‪ ،‬تحت إرشاف عائلتا بوروس وتايلور‪ ،‬وكانت َمن تقوم‬ ‫بالتدريس سيدة بنغالية‪ .‬وقد ساعدت النشاطات املدرسية يف جعل الفتياتات الشابات يتقن اللغة‪ ،‬كام أتاحت‬ ‫الفرص لعائلتي بوروس وتايلو لزيارة بيوت الطالبات‪ ،‬حيث قامت السيدتان بتعليم املبادئ الروحية املسيحية‬ ‫لنساءالعائالت الكبرية والاليت يتواجدن يف أماكن منفصلة مخصصة لهن تسمى «‪.»zenanas‬‬ ‫وأثناء زيارة هذا املكان القريب من املدرسة‪ ،‬التقت جورجيا بوروس بسيدة تدعى نانيباال بيسواس (أعاله‪،‬‬ ‫ناحية اليسار)‪ ،‬والتي أصبحت فيام بعد أول مهتدية إىل املسيحية من الهندوس‪ ،‬وقد اتخذت نانيباال من اسم‬ ‫«بوروس» لقباً لها تكرمياً لإلنسانة الذي قامت بهدايتها إىل املسيحية‪.‬‬

‫عاماً مضت‬

‫أكرث من ربع سكان العامل يأكلون الحرشات كجزء‬ ‫من وجبتهم الغذائية ونظامهم الغذايئ‪ .‬والخنافس‬ ‫هي من أكرث الحرشات التي يتم تناولها‪ ،‬لكن هناك‬ ‫‪ 2000‬نوعاً معروفاً من الحرشات الصالحة لألكل‪،‬‬ ‫بالنسبة آلكيل الحرشات من البرش‪ ،‬وهي تتضمن‬ ‫كالً من اليرسوع (الريقات) والنمل والنحل والدبابري‬ ‫والرصاصري والجنادب والجراد واليعسوب والنمل‬ ‫األبيض‪.‬‬ ‫املصدر‪ :‬مجلة ناشيونال جيوغرافيك‬

‫‪2‬‬

‫بليون‬

‫فقط لو كان عندي‬

‫دماغا‬

‫قناديل البحر ليس لديها دماغاً أو جهازا ً عصبياً مركزياً‪ .‬لكن لديها‬ ‫خاليا ِح ّسية‪ ،‬وهي الخاليا التي تشكِّل الجهاز العصبي لديها مام‬ ‫يسمح لها بالتفاعل مع اإلشارات الكيميائية واملادية الصادرة عن‬ ‫البيئة املحيطة بها‪.‬‬ ‫املصدر‪Smithsonian :‬‬

‫ميكن لفاكهة الكيوي أن تساعد عىل تحسني املزاج‪.‬‬ ‫وقد ذكر الناس الذين كانوا يعانون من انخفاض يف‬ ‫مستويات فيتامني يس (ج)‪ ،‬وبدأوا يف تناول حبتني‬ ‫من الكيوي مرتني يف األسبوع‪ ،‬أنهم اختربوا تحسناً‬ ‫يف حالتهم املزاجية بلغت نسبة زيادته ‪ 35‬يف املائة‪.‬‬ ‫وإذا كنت ممن ال يحبون أكل الكيوي‪ ،‬فإن األناناس‬ ‫والفراولة والربتقال هي أيضاً مصادر هائلة لفيتامني‬ ‫يس (ج)‪.‬‬

‫املصدر‪Journal of Natural Science/Men’s Health :‬‬

‫احلد من اإلصابة‬

‫مبرض السكر‬

‫إن التدريبات الرياضية التي تعمل عىل إنقاص‬ ‫الوزن‪ ،‬وإذا مورست ملدة ساعة أسبوعياً‪ ،‬ميكنها أن‬ ‫تقلل من خطر إصابة املرأة مبرض السكري من النوع‬ ‫الثاين بنسبة ‪ 28‬باملائة‪.‬‬ ‫إن تخصيص ساعتني ونصف يف األسبوع‪ ،‬من‬ ‫التدريبات التي تعمل عىل تقوية عضلة القلب‪ ،‬يقلل‬ ‫من خطر اإلصابة بأمراض القلب مبقدار الثلثني‪.‬‬ ‫املصدر‪PLOS Medicine/Women’s Health :‬‬