Adventist World Arabic Q3

Page 1

‫المثابرة‬

‫وجز‬ ‫ُم َ‬ ‫‪2021 /3‬‬

‫المثابرة‬

‫اسع‬ ‫َ‬ ‫نحو‬ ‫الهدف‬ ‫الصفحة ‪٦‬‬ ‫منعزل أَ ْم‬ ‫وحيد؟‬ ‫الصفحة ‪14‬‬ ‫هل حان‬ ‫تقش�‬ ‫وقت ي‬ ‫البطاطس؟‬ ‫الصفحة ‪16‬‬

‫المثابرة‬

‫المثابرة‬

‫المثابرة‬


‫‪8‬‬

‫المثابرة‬ ‫مارتن ج‬ ‫كلينجبيل‬

‫‪10‬‬

‫عىل الطريق مرة أخرى‬ ‫راندي فيشل‬

‫‪ 3‬موجز أ‬ ‫الخبار‬ ‫‪ 6‬نظرة عالمية‬ ‫اسع نحو الهدف‬ ‫َ‬ ‫س ويلسون‬ ‫تيد إن ي‬ ‫‪ 14‬نظرة إىل الوراء‬ ‫منعزل أَ ْم وحيد؟‬ ‫شاينا ت‬ ‫س�يمبو‬

‫‪ 16‬أصوات أ‬ ‫اللفية‬ ‫تقش� البطاطس؟‬ ‫هل حان وقت ن ي‬ ‫كيما�‬ ‫فريدريك ي‬

‫ف ي� انتظار الجمال‬ ‫بقلم بيل نوت‬

‫قامت بغرس مجرد غصن كرمة هزيل بجانب سياج فناء ن ز‬ ‫م�لها‪ ،‬حيث كان فكرها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� أُعجبت بها ف ي� كتالوج البذور‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مبهورا بالزهار أالرجوانية ي‬ ‫كانت تزيح الغصان المكسورة بيدها‪ ،‬وتزيل الحجارة بعناية‪ ،‬وتقتل الديدان‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫ال� ال تستطيع نسيانها‪ .‬كل صباح من بعد‬ ‫تال�‬ ‫إيمانها بالزهور أ ي‬ ‫ال� قد ي‬ ‫القارضة ي‬ ‫أ‬ ‫ض‬ ‫ت‬ ‫حوال نصف ل� من‬ ‫الصغ�‬ ‫الساعة الثامنة‪ ،‬كانت تمل رشاش الماء الخ�‬ ‫ي‬ ‫وترش ي‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال� ال يبدو أن هناك رجاء ي� نموها‪ .‬ومن وقت لخر‬ ‫الماء بعناية عىل الكرمة الهشة ي‬ ‫ئ‬ ‫ن‬ ‫كانت ترجع لتتصفح الكتالوج الذي قرأته مر ًارا من قبل لتطم� نفسها بما يقوله‪:‬‬ ‫مضمون نموها‪.‬‬ ‫أن الكرمة لن تثمر هذا العام سوى أوراق‪ ،‬إال أنها كانت تهتم‬ ‫ورغم معرفتها َّ‬ ‫ن�ع أ‬ ‫مص� العالم متوقف عليها‪ .‬فهي لن تسمح بأن تَ ت ز‬ ‫الرانب جائزتها‪.‬‬ ‫بها وكأن ي‬ ‫الخلْد أو ئ‬ ‫الف�ان أن تقضم الجذور بح ًثا عن وقود الشتاء‪.‬‬ ‫لحيوانات‬ ‫ولن تسمح‬ ‫ِ ُ‬ ‫ووضعت سياجات من البالستيك لحماية الكرمة من الثلج‪.‬‬ ‫التال الذي كانت تنتظره قد َّ‬ ‫حل‪ ،‬ومع كل برعم يتفتح كانت‬ ‫وها هو فصل الربيع ي‬ ‫آمالها تحلّق أعىل من أي وقت ض‬ ‫م�‪ .‬كانت هناك زهرة واحدة ف ي� طور التكوين‪،‬‬ ‫ن‬ ‫تعت� بكل زهرة منها بكل الحب الذي كانت ستمنحه‬ ‫وهي ش ّ‬ ‫تب� بالمزيد‪ .‬كانت ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫و� صباح يوم من أيام فصل الربيع الدافئة‪،‬‬ ‫لحفيدها ي� حال كان لديها حفيد‪ .‬ي‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫ح� كانت بالكاد تنام الليل‪ ،‬ظهرت أُ ُوىل تلك الزهور الرجوانية ‪ -‬فكانت بالنسبة‬ ‫ج�انها‪ ،‬أو من حقل الفندر بأكمله‪.‬‬ ‫لها أجمل من كل ورود ي‬ ‫خلصة لالعتناء بالكرمة‪ ،‬وكانت راضية عن مجهودها‪.‬‬ ‫لقد كدحت ُم ِ‬ ‫أ‬ ‫يز‬ ‫ترك�نا الخاص ف ي� عدد هذا الشهر من مجلة «عالَم الدڤنتست» يحتفل ِب ِس َم ٍة‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫دڤنتس� والمسيحي ‪ -‬المثابرة‪ .‬نحن ي� انتظار‬ ‫محورية للغاية بالنسبة إليماننا ال‬ ‫ي‬ ‫بالثياب الملوكية أ‬ ‫الرجوانية‪ ،‬ش‬ ‫و�وق شمس‬ ‫تحقيق رجائنا المجيد – ومجيء ربنا‬ ‫أ‬ ‫إن ما يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمثابرتنا هو انتظار أمور أفضل – بل ت‬ ‫ح�‬ ‫الصبح البدي‪َّ .‬‬ ‫مجيدة – تجعل انتظارنا ذات مغزى‪.‬‬ ‫إن المثابرة وحدها ليست هي السمة ت‬ ‫ال� نبتغيها‪ ،‬فحينها قد تكون ّكل‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬ ‫وال�قّب بروح الرجاء والصالة ألحداث‬ ‫الطفيليات والطحالب فضائل‪ .‬إن االنتظار ت ّ‬ ‫ت آ‬ ‫دبيا‪ .‬لذا فنحن‬ ‫بكث� مما ب‬ ‫أعظم ي‬ ‫اخت�ناه ح� الن هو ما يجعل مثابرتنا ُم ِلزمة أَ ًّ‬ ‫ت‬ ‫يأ�‪.‬‬ ‫أن‬ ‫عتيد‬ ‫لجمال‬ ‫نا‬ ‫ر‬ ‫انتظا‬ ‫نكرس‬ ‫إننا‬ ‫قصد‪.‬‬ ‫عن‬ ‫وننتظر‬ ‫بهدف؛‬ ‫ننتظر‬ ‫ْ ي‬ ‫يصف الكتاب المقدس المثابرة الجائزة بالنسبة لنا من خالل االستشهاد برئيس‬ ‫ور‬ ‫ين ِإ َل َ ِرئ ِيس ِإ‬ ‫إيماننا الرائع «نَ ِاظ ِر َ‬ ‫الس ِ‬ ‫ال َيم ِان َو ُمك َِّم ِل ِه يَ ُسو َع‪ ،‬ال َِّذي ِم ْن أَ ْج ِل ُّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫الص‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫يب ُم ْس َت ِهي ًنا ِبال ِْخ ْز ِي‪ ،‬ف َ​َجل َ​َس ِ ف ي� يَ ِم ي ِن� َع ْر ِش هللاِ»‬ ‫وع أَ َم َام ُه‪ْ ،‬اح َت َ‬ ‫َّ ِ َ‬ ‫ال َْم ْو ُض ِ‬ ‫(ع� ي ن‬ ‫اني� ‪.)2 :12‬‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫أبدا هي وحدها‬ ‫�‬ ‫المؤلمة‬ ‫المثابرة‬ ‫إن‬ ‫تحمل المور الصعبة لم تكن‪ ،‬ولن تكون ً‬ ‫َّ‬ ‫ي ُّ‬ ‫جمال هو التغلُّب المثابر عىل أ‬ ‫ت‬ ‫جمال للملكوت‪ ،‬إنّما ما يعطيه ً‬ ‫ال� تعطي ً‬ ‫المور‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫باليمان‪ .‬فقد كتب‬ ‫الصعبة لبلوغ الفرح الذي‪ ،‬ي� بعض الحيان‪ ،‬ال يُرى سوى إ‬ ‫الر ِّب ِب َي ِد ِه تَ ْن َج ُح‪ِ .‬م ْن‬ ‫إشعياء عن يسوع قبل مجيئه إىل عالمنا بـ ‪ 700‬عام‪َ :‬‬ ‫س ُة َّ‬ ‫«و َم َ َّ‬ ‫تَ َعب نَف ِْس ِه يَرى َويَ ْشب ُع»(إشعياء ‪.)11 ،10 :53‬‬ ‫ِإن الكرمة َستنمو‪َ :‬وستتفتح الزهور ‪ .‬وملكوت هللا‪ ،‬الذي يبدو ف� بعض أ‬ ‫الحيان‬ ‫َّ‬ ‫ضعيفًا وهشا‪ ،‬سيصبح جمعا كَث�ا «لَم يستطع أَحد أَن يعده‪ ،‬م ين ك ُِّل أ‬ ‫ال ُ َم ِم‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫أ َ ْ ً ِ ي ً ْ َ ْ َ ِ ْ َ ٌ ْ َ ُ َّ ِ ْ‬ ‫وف» (رؤيا ‪. )9 :7‬‬ ‫َوا ْلق َ​َبا ِئ ِل َو ُّ‬ ‫وب َوالَل ِْس َن ِة‪َ ،‬و ِاقف َ‬ ‫ُون أَ َم َام ال َْع ْر ِش َوأَ َم َام ال َْخ ُر ِ‬ ‫الش ُع ِ‬ ‫انتظر بهدف‪ .‬الجمال قادم‪.‬‬

‫ت‬ ‫ال� يمكن مشاركتها ف ي� اجتماع العبادة الخاص بفريق عمل المجلة صباح كل يوم أربعاء‪ .‬ارسل ِطلباتك إىل‪:‬‬ ‫الصالة‪ ،‬ونرحب ِبطلبات َّ‬ ‫نحن نؤمن بقوة َّ‬ ‫الصالة ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫معا ي� الكرازة عن اق�اب ملكوت هللا‪.‬‬ ‫وص ٍّل ِمن أجلنا إذ نعمل ً‬ ‫‪َ prayer@adventistworld.org‬‬ ‫‪2‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 3‬‬ ‫ُم َ‬


‫موجز أ‬ ‫الخبار‬

‫«إن التعليم أ‬ ‫الدڤـنتس�ت‬ ‫َّ‬ ‫أي‬ ‫هو الحدث الكرازي الطول‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ث‬ ‫أمدا والك� اتسا ًعا ي� كنيسة‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫السبتي�‪ .‬هذا‬ ‫الدڤـنتست‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫موقعا‬ ‫‪9,489‬‬ ‫إجمال‬ ‫يع�‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫كارزا‪،‬‬ ‫كرازيًا ‪ ،‬مع وجود ‪ً 111,360‬‬ ‫و ‪ 2,044,709‬من الحضور‪».‬‬ ‫—جون ويسل تايلور الخامس – مدير التعليم المساعد بكنيسة أ‬ ‫ين‬ ‫السبتي�‬ ‫الدڤنتست‬ ‫ي‬ ‫اجتماع اللجنة التنفيذية للمجمع العام ف� ‪ 14‬نيسان (أبريل)‪ .‬كانت ض‬ ‫محا�ته‬ ‫ خالل‬‫ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫دڤنتس�»‪،‬‬ ‫بعنوان‪« :‬االنضمام والبقاء‪ :‬نظرة عىل البيانات المتعلقة بدور التعليم ال‬ ‫ي‬ ‫ال� تنظر إىل التعليم أ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫دڤنتس� باعتباره ش‬ ‫م�و ًعا‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ولقد استعرض العديد من الدراسات ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫النسان]‪.‬‬ ‫اس�داديًّا [حيث يسعى هذا التعليم إىل استعادة صورة هللا ي� إ‬

‫«لم ينج أحد من‬ ‫ال�كان‪ ،‬فالبالد‬ ‫ثوران ب‬ ‫كلها مغطاة ت‬ ‫بال�اب‪،‬‬ ‫والرماد أ‬ ‫والنقاض‪.‬‬ ‫‪ . . .‬نحن ال نعرف ما‬ ‫الذي سينتج عن هذا‪،‬‬ ‫ولكن ارفع عينيك‬ ‫بعيدا عن البيئة ت‬ ‫ال�‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫أنت فيها ل�ى هللا‬ ‫وممج ًدا»‪.‬‬ ‫مرفو ًعا‬ ‫َّ‬

‫—ديرموث بابتيست رئيس إرسالية‬ ‫«سانت ڤنسنت وجزر جرينادين»‬ ‫تعقيبا عىل‬ ‫ومقرها ف ي� كينجستاون ‪-‬‬ ‫ً‬ ‫ال�كان‪ .‬لقد نزح ث‬ ‫أك� من ‪ 20‬ألف‬ ‫ثورة ب‬ ‫شخص من منازلهم واستخدموا تسع‬ ‫كنائس أدڤنتستية ومدرسة ثانوية‬ ‫كمالجئ حماية لهم‪.‬‬

‫ث‬ ‫أك� من ‪20‬‬

‫ضافر أكثر من ‪ 20‬قائد من قادة فريق الكشافة‬ ‫من كنائس أ‬ ‫الدڤنتست السبتيين في شرق‬ ‫السلڤادور الجهود المبذولة لمكافحة حرائق‬ ‫الغابات التي انتشرت عبر منطقة أرامباال‬ ‫الجبلية في الجزء الشمالي من والية مورازان‬ ‫بالسلڤادور‪ ،‬في آذار (مارس)‪ .‬دمرت الحرائق‬ ‫مئات أ‬ ‫الفدنة من الغابات‪ .‬قامت المجموعة‬ ‫الطفاء والشرطة المحلية‬ ‫بنقل المياه لرجال إ‬ ‫والحماية المدنية وغيرهم من المتطوعين‬ ‫الذين كانوا يعملون على احتواء الحرائق‪(<-) .‬‬ ‫‪Photo: El Salvador Union‬‬

‫وجز ‪٢٠٢1 / 3‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪3‬‬


‫أ‬ ‫الخبار ف ي� العمق‬

‫خاصة ليوم واحد‬ ‫عىل جلسة‬ ‫قادة الكنيسة يصوتون‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫الثا� (يناير)‪2022 ،‬‬ ‫أثناء الجمعية العمومية ي� كانون ي‬ ‫بواسطة مجلة الأدڤــنـتـسـت حول العالم وشبكة أخبار الأدڤــنـتـسـت‬

‫ف ي� يوم الثالثاء الموافق ‪ 13‬نيسان‬ ‫صوت أعضاء اللجنة‬ ‫(أبريل) ‪َّ 2021‬‬ ‫التنفيذية للمجمع العام لكنيسة‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫السبتي� عىل عقد جلسة‬ ‫الدڤــنـتـسـت‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫الثا�‬ ‫خاصة للمجمع العام ي� ‪ 18‬كانون ي‬ ‫(يناير) ‪.2022‬‬ ‫تم التصويت ف ي� اليوم االفتتاحي‬ ‫الجتماعات الربيع لعام ‪ ، 2021‬وهو أحد‬ ‫اجتماعي أ‬ ‫السنوي� ي ن‬ ‫ين‬ ‫ب� الجلسات‬ ‫العمال‬ ‫للدارة العليا للطائفة‪ .‬وبسبب‬ ‫العالمية إ‬ ‫انتشار يف�وس كورونا لم ينعقد اجتماع‬ ‫شخصيا‪ ،‬إنَّما ُعقد‬ ‫هذا العام بالحضور‬ ‫ًّ‬ ‫ت‬ ‫اضيا‪.‬‬ ‫اف� ًّ‬ ‫تمت الدعوة إىل جلسة المجمع العام‬ ‫ت‬ ‫واحدا‬ ‫يوما ً‬ ‫ال� استغرقت ف ً‬ ‫الخاصة ي‬ ‫ئيس‬ ‫والمكونة من بند فواحد ي� المقر الر ي‬ ‫س�ينج ‪-‬‬ ‫للكنيسة العالمية ي� سيلفر ب‬ ‫مريالند ‪ -‬الواليات المتحدة‪ ،‬لغرض واحد‬ ‫وهو تعديل الئحة قانون المجمع العام‬ ‫ين‬ ‫للمندوب� بالمشاركة بالوسائل‬ ‫للسماح‬ ‫ف‬ ‫الرقمية ف ي� المستقبل ي� حالة ظهور ظروف‬ ‫يغ� متوقعة وحتمية‪.‬‬ ‫موروف�‪،‬ن‬ ‫هينسل‬ ‫قبل التصويت قدم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫نائب رئيس المجمع العام لكنيسة‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫واف لبعض‬ ‫الدڤنتست‬ ‫السبتي�‪ ،‬ش� ًحا ٍ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫السباب ت‬ ‫ال� تم أخذها ي� االعتبار عند‬ ‫ي‬ ‫تقديم هذا ت‬ ‫االق�اح إىل أعضاء اللجنة‬ ‫التنفيذية للمجمع العام‪ .‬وذكَّر اللجنة‬

‫بأن دستور الكنيسة ينص عىل أن جلسات‬ ‫المجمع العام وجميع عمليات التصويت‬ ‫يجب أن تتم شخصيا وداخل ن‬ ‫المب�‬ ‫ً‬ ‫بالضافة إىل ذلك‪ ،‬تنص المادة‬ ‫الداري‪ .‬إ‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫الخامسة – ي� الجزء الول من الالئحة عىل‬ ‫أن تأجيل الجمعية العمومية للمجمع‬ ‫العام يجب أال «يتجاوز ي ن‬ ‫عام�» بعد‬ ‫الموعد المحدد لها‪ .‬وأوضح موروفن‬ ‫أيضا أن أيَّة تعديالت عىل الدستور‬ ‫ً‬ ‫والالئحة الداخلية للمجمع العام ال يمكن‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫الرسمي� ف ي�‬ ‫المندوب�‬ ‫إجراؤها إال ِمن ِقبل‬ ‫الجلسات النظامية أو الجلسات الخاصة‬ ‫للجمعية العمومية للمجمع العام‪.‬‬ ‫ين‬ ‫موروف�‪« :‬كان هدفنا أن نتحىل‬ ‫قال‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫الجراء‪.‬‬ ‫بالشفافية ي� كل خطوة ي� هذا إ‬ ‫ت‬ ‫االق�اح الذي نقدمه اليوم هو الحل‬ ‫أ‬ ‫ال ثك� منطقية‪ ».‬حيث سيسمح هذا الحل‬ ‫ين‬ ‫للمندوب� بالمشاركة ف ي� الجمعية العمومية‬ ‫القادمة ف ي� ‪ 6‬إىل ‪ 11‬حزيران (يونيو )‪،‬‬ ‫‪ ، 2022‬ف� سان لويس – ي ز‬ ‫م�وري بالواليات‬ ‫ي‬ ‫المتحدة‪ ،‬ت‬ ‫ح� لو لم يتمكنوا من السفر‬ ‫فعليا بسبب الوباء‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عىل الرغم من التخطيط للحضور‬ ‫شخصيا‪ ،‬إال إن رئيس‬ ‫للجمعية العمومية‬ ‫ً‬ ‫المجمع العام وإدارته شعروا أنه من‬ ‫الحكمة التخطيط لحل بديل‪ .‬ال يزال ي ن‬ ‫يتع�‬ ‫الدارة اتخاذ‬ ‫عىل اللجنة التنفيذية لمجلس إ‬ ‫قرار ف ي� الوقت المناسب بنا ًء عىل الظروف‬

‫‪Photo: General Conference of Seventh-day Adventists‬‬

‫‪4‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 3‬‬ ‫ُم َ‬

‫تغي�ا ضدستوريًا‬ ‫ستناقش الجلسة ي ت ً‬ ‫االف�‬ ‫للسماح بالحضور‬ ‫ا�‪.‬‬ ‫ي‬ ‫السائدة ف ي� ذلك الوقت‪ ،‬سواء كانت‬ ‫الجمعية العمومية س ُتعقد حضوريًّا أو‬ ‫ت‬ ‫ب� ي ن‬ ‫اضيا‪ ،‬أو بالمزج ي ن‬ ‫االثن�‪.‬‬ ‫اف� ًّ‬ ‫بنا ًء عىل السلطة الممنوحة للجنة‬ ‫التنفيذية العليا للمجمع العام ‪ -‬حسب‬ ‫المادة الخامسة من الالئحة لتقليل‬ ‫ين‬ ‫للمندوب� ألسباب تتعلق‬ ‫جمال‬ ‫العدد إ‬ ‫ال ي‬ ‫كب�ة داخل الكنيسة أو‬ ‫بالمرور «بأزمة ي‬ ‫الساحة الدولية»‪ ،‬فلقد قررت اللجنة‬ ‫ين‬ ‫المندوب�‬ ‫إجمال عدد‬ ‫التنفيذية تقليل‬ ‫ي‬ ‫لحضور الجمعية العمومية الخاصة لشهر‬ ‫ن‬ ‫شخصا فقط‪.‬‬ ‫الثا� (يناير) لـ ‪ 400‬أ ً‬ ‫كانون ي‬ ‫ت‬ ‫بأن القسام يغ�‬ ‫طلبا َّ‬ ‫تضمن االق�اح ً‬ ‫القادرة عىل إرسال العدد المخصص من‬ ‫ين‬ ‫المندوب� بسبب قيود السفر أو ألسباب‬ ‫سيسمح لها بإعادة تخصيص‬ ‫أخرى‪ُ ،‬‬ ‫العدد يغ� المستخدم من مندوبيها إىل‬ ‫المجمع العام‪ .‬حيث ستقوم اللجنة‬ ‫الدارية بالمجمع العام بارسال بعض‬ ‫إ‬ ‫حاليا بالذهاب ً‬ ‫بدل عن‬ ‫الدارة‬ ‫موظفي إ‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫خ� ف� ت‬ ‫االق�اح‬ ‫المعتذرين‪ .‬كان العنرص ال ي ي‬ ‫الذي تم التصويت عليه هو مطالبة الـ‬ ‫قسما حول العالم و الـ ‪ 137‬لجنة‬ ‫‪ً 13‬‬ ‫تنفيذية لالتحادات بمناقشة التعديل‬ ‫ت‬ ‫المق�ح والتصويت عليه وتقديم تقرير‬ ‫إىل سكرتارية المجمع العام قبل ‪ 31‬آب‬ ‫(أغسطس)‪.2021 ،‬‬ ‫بعد المناقشة ‪ ،‬تم التصويت عىل‬ ‫االق�احات الثالثة بتأييد أ‬ ‫ت‬ ‫الغلبية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫َّتم الموافقة عىل االق�اح الول بانعقاد‬ ‫جلسة خاصة للجمعية العمومية للمجمع‬ ‫العام بموافقة ‪ 169‬صوتًا مقابل ‪ 3‬أصوات‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫الثا� لعقد‬ ‫َّ‬ ‫وتم الموافقة عىل االق�اح ي‬ ‫ف‬ ‫جلسة خاصة للجمعية العمومية ي� ‪18‬‬ ‫ن‬ ‫الثا� (يناير)‪ 2022 ،‬بموافقة ‪168‬‬ ‫كانون ي‬ ‫ت‬ ‫أيضا الموافقة عىل االق�اح‬ ‫وتم ً‬ ‫مقابل ‪َّ .3‬‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫للمندوب�‬ ‫جمال‬ ‫ال‬ ‫العدد‬ ‫لتقليل‬ ‫خ�‬ ‫ال ي‬ ‫إ ي‬ ‫ف‬ ‫لحضور الجمعية العمومية ي� ‪ 18‬كانون‬ ‫ن‬ ‫شخصا بموافقة‬ ‫الثا� (يناير)‪ 2022 ،‬إىل ‪400‬‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫‪ 170‬صوتًا مقابل ‪.1‬‬


‫أ‬ ‫الخبار ف ي� العمق‬

‫قادة كنيسة أ‬ ‫ين‬ ‫السبتي� ينتخبون‬ ‫دڤــنـتـسـت‬ ‫ال‬ ‫جديدا ي ن‬ ‫وأم� صندوق جديد‬ ‫سكرت�ا‬ ‫ً‬ ‫يً‬

‫إيرتون كوهلر وبول ه‪ .‬دوغالس سيحالن محل‬ ‫التوال‪.‬‬ ‫ج ت نغ وجوان بريستول بوسان عىل‬ ‫ي‬

‫بقلم ماركوس باسيجي ‪ -‬مجلة الأدڤــنـتـسـت حول العالم‬

‫َّتم انتخاب إرتون كولر (إىل اليسار) ليكون ي ن‬ ‫الس الجديد‬ ‫أم� ِّ‬ ‫للمجمع العام‪ .‬بول ه‪ .‬دوغالس هو ي ن‬ ‫المال‬ ‫أم� الصندوق ‪ /‬المدير ي‬ ‫لتول منصبه الجديد ف ي� ‪1‬آب (أغسطس ‪.2021‬‬ ‫المنتخب ي‬ ‫)‪Photo: Photos: Tor Tjeransen and Ansel Oliver / Adventist Media Exchange (CC BY 4.0‬‬

‫ف ي� ‪ 14‬نيسان (أبريل) ‪ ،2021‬انتخب أعضاء‬ ‫اللجنة التنفيذية للمجمع العام السيد‬ ‫إيرتون كوهلر رئيس قسم أمريكا الجنوبية‬ ‫حاليا كسكر يت� جديد للمجمع العام لكنيسة‬ ‫أ ًّ‬ ‫ين‬ ‫السبتي�‪ .‬كما انتخبوا‬ ‫الدڤــنـتـسـت‬ ‫أيضا السيد بول هـ‪ .‬دوغالس رئيس قسم‬ ‫أم�ن‬ ‫مراجعة الحسابات منذ عام ‪ 2007‬ليكون ي‬ ‫المنتخب لكنيسة‬ ‫المال ُ‬ ‫الصندوق والمدير ي‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫السبتي� حول العالم‪.‬‬ ‫الدڤــنـتـسـت‬

‫بعد التصويب وموافقة ‪ 197‬صوتًا‬ ‫ت�ا‬ ‫ر‬ ‫سك‬ ‫مقابل ‪ 16‬صوتًا‪َّ ،‬تم انتخاب كوهلر‬ ‫يً‬ ‫جديدا‪ .‬وقد دخل القرار ي ِّ ز‬ ‫ح� التنفيذ عىل‬ ‫ً‬ ‫ت‬ ‫الشكر لجي ي� نغ الذي‬ ‫وقدم كوهلر ّ‬ ‫الفور‪ّ .‬‬ ‫أعلن تقاعده‪ ،‬ووعد ببذل قصارى جهده‬ ‫يز‬ ‫والمتم� لـ “نغ”‪.‬‬ ‫للتعلُّم من العمل الرائع‬ ‫متاحا وأن يخدم بقلب‬ ‫وقد تع ّهد بأن يكون ً‬ ‫“مكرس بالتمام” لمرسلية الكنيسة‪ .‬وقال‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫منفتحا للـ “إصغاء” والتعلُّم‪ ،‬ألن‬ ‫“سأكون‬ ‫ً‬ ‫ت‬ ‫وظيف� هي بناء الجسور وليس الجدران‪”.‬‬ ‫ي‬

‫قال كوهلر لمئات من قادة الكنيسة‬ ‫الذين اجتمعوا بواسطة تطبيق “زووم” هذا‬ ‫ن‬ ‫العام‪“ ،‬إنه امتياز ش‬ ‫تمنحو�‬ ‫و�ف يل أن‬ ‫ي‬ ‫يمنح� المهارات ال�ت‬ ‫ن‬ ‫ثقتكم وأدعو هللا أن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أحتاجها‪”.‬‬ ‫ف‬ ‫ال�ازيل وكان‬ ‫ُولد كوهلر ي� جنوب ب‬ ‫رئيس قسم أمريكا الجنوبية منذ عام ‪.2007‬‬ ‫بخ�ة واسعة ف ي� المناصب القيادية‬ ‫ويتمتع ب‬ ‫ف‬ ‫ف ي� الكنيسة‪ ،‬بما ي� ذلك منصب السكر يت�‬ ‫وقائد الشبيبة‪ .‬وهو ت ز‬ ‫م�وج من الممرضة‬ ‫أدريان ي ز‬ ‫مارك�‪ ،‬ولدى الزوجان طفالن‪.‬‬ ‫أشار القس تيد ن‪ .‬س‪ .‬ويلسون رئيس‬ ‫المجمع العام إىل بعض سمات كوهلر‬ ‫كقائد‪ .‬حيث أوضح ألعضاء اللجنة‬ ‫التنفيذية للمجمع العام “إنه شخص‬ ‫مح�ف للغاية وشديد ت‬ ‫ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫ك� ف ي� كل المهام‬ ‫ت‬ ‫ال� توكل له‪ ،‬وإداري ماهر للغاية ويعرف‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫كيف يتعامل مع المور بطريقة واضحة‬ ‫ومنهجية للغاية‪”.‬‬

‫انتخاب ي ن‬ ‫أم� صندوق جديد‬

‫سكرت� جديد‬ ‫ي‬

‫بناء عىل توصية لجنة التسمية‪ ،‬فقد‬ ‫انتخب أعضاء اللجنة التنفيذية للمجمع‬ ‫العام السيد دوغالس‪.‬‬ ‫قال السيد دوغالس للمئات من أعضاء‬ ‫اللجنة التنفيذية من جميع أنحاء العالم‪:‬‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ش ن‬ ‫أن�‬ ‫ف�‪ ،‬ولكن الهم من ذلك هو ي‬ ‫“ي� ي‬ ‫أشعر بالتواضع إزاء قرار هذه اللجنة وقيادة‬ ‫ن‬ ‫لكن� عىل‬ ‫الرب اليوم‪ .‬أنا لست مستحقًا‪ ،‬ي‬ ‫شدد عىل ذلك بعد دقائق‬ ‫استعداد”‪ .‬وقد ّ‬ ‫من مشاركة القادة نتائج التصويت‪( ،‬حيث‬ ‫كان الموافقون ‪ 204‬مقابل ‪ – 10‬أي أن نسبة‬ ‫باليجاب لدوغالس)‪.‬‬ ‫‪ %95.3‬صوتوا إ‬ ‫شغل دوغالس‪ ،‬المولود ف ي� جامايكا‪،‬‬ ‫مناصب مختلفة منذ عام ‪ 1986‬ف ي� قسم‬ ‫مراجعة الحسابات بالمجمع العام لكنيسة‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫و� عام ‪2020‬‬ ‫الدڤــنـتـسـت حول العالم‪ .‬ي‬ ‫يز‬ ‫لتحف� المرونة لدى‬ ‫طور خريطة طريق‬ ‫الدارية‪ .‬تسعى هذه‬ ‫واللجان‬ ‫قادة الكنيسة‬ ‫إ‬

‫المبادرة لمساعدة القادة عىل االستعداد‬ ‫“لتعزيز العمل المرسل ف� أوقات أ‬ ‫الزمات‬ ‫ي ي‬ ‫وتوف� استجابة رسيعة للوقائع المستجدة‬ ‫ي‬ ‫برسعة‪”.‬‬ ‫قبل تصويت اللجنة التنفيذية للمجمع‬ ‫العام‪ ،‬أعرب القس تيد ن‪ .‬س‪ .‬ويلسون‬ ‫رئيس كنيسة أ‬ ‫الدڤـنتست عن سعادته‬ ‫باختيار دوغالس وقال عنه إنه‪ ،‬ي ز‬ ‫“يتم�‬ ‫بمستوى عال جدا من أ‬ ‫الخالق المسيحية‪.‬‬ ‫ٍ ً‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫دائما لتحقيق الفضل ي� مجاله‪”.‬‬ ‫ويسعى ً‬ ‫وأضاف ويلسون بأنه سعيد تب�شيح‬ ‫اسم دوغالس وتصويت اللجنة التنفيذية‬ ‫للمجمع العام الختياره‪ .‬قال ويلسون عن‬ ‫دوغالس‪“ ،‬إنَّه عىل إلمام بمهام الخزانة‪،‬‬ ‫وذات عقلية قوية‪ .‬وهو شديد ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫ك� عىل‬ ‫شن� رسالة الكنيسة‪ ”.‬وقد أشار ويسلون إىل‬ ‫أنه ف ي� عامي ‪ 2018‬و‪ 2019‬ساعد دوغالس ف ي�‬ ‫زرع كنيسة جديدة وقاد اجتماعات كرازية‪.‬‬ ‫أيضا‪“ ،‬إنه خادم متواضع هلل‪ ،‬ويتمتع‬ ‫وقال ً‬ ‫بمنظور عالمي‪.‬‬ ‫كما أعرب دوغالس عن شكره لسلفه‬ ‫السيد جوان بريستول بوسان‪ ،‬الذي‬ ‫كأم� للصندوق ت‬ ‫سيستمر ف� العمل ي ن‬ ‫ح�‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫“إن�‬ ‫نهاية تموز (يوليو)‪ .‬قال‬ ‫دوغالس‪ :‬ي‬ ‫أرغب ف ي� مواصلة ما بدأه جوان ف ي� خدمة‬ ‫الوكالة [المسيحية] ف ي� كنيستنا‪ .‬وأدعو جميع‬ ‫أ‬ ‫معا يك‬ ‫العضاء حول العالم إىل أن نعمل ً‬ ‫ت‬ ‫يأ� الرب يسوع‪”.‬‬ ‫ما ي‬

‫وجز ‪٢٠٢1 / 3‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪5‬‬


‫نظرة عالمية‬

‫‪Global View‬‬

‫اسع‬ ‫َ‬ ‫نحو‬ ‫الهدف‬

‫تيندال ف ي� تموز (يوليو) ‪ 1523‬لمقابلة‬ ‫كوث�ت تونتستول أسقف لندن ف ي� قرصه‬ ‫ب‬ ‫للحصول عىل دعمه‪ ،‬ولكن َّتم رفض‬ ‫تسبب له ف ي� إحباط شديد‪.‬‬ ‫طلبه مما َّ‬

‫أبدا‬ ‫ال تستسلم ً‬

‫ف‬ ‫الصالح‬ ‫ي� عام ‪ ،1523‬كان إ‬ ‫ت‬ ‫تقد ًما ملحوظًا‪.‬‬ ‫ال�‬ ‫وتستان� قد أحرز ّ‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫وكان مارتن لوثر يدرك أهمية أن يكون‬ ‫متوفرا بلغة الشعب‪.‬‬ ‫الكتاب المقدس‬ ‫ً‬ ‫لذلك قام تب�جمة العهد الجديد للغة‬ ‫أ‬ ‫اللمانية ف ي� عام ‪ ،1522‬وقام بطباعة‬ ‫الكتاب المقدس بأكمله ف ي� عام ‪.1534‬‬ ‫ال ي ز‬ ‫نكل�ي‬ ‫تاق ويليام تيندال‪ ،‬العا ِلم إ‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫ال�ء‬ ‫يفعل‬ ‫البارع ي� لغات متعددة‪ ،‬أن ‪ 1‬ي‬ ‫ال ي ز‬ ‫ين‬ ‫نكل�ية‪ .‬وكان‬ ‫ذاته‬ ‫للمتحدث� باللغة إ‬ ‫ث‬ ‫جون ويكلف‪ ،‬قبل ذلك بأك� من قرن‪،‬‬ ‫ف ي� عام ‪ ،1382‬قد قام تب�جمة الكتاب‬ ‫المقدس من لغة الفولغاتا الالتينية‬ ‫ال ي ز‬ ‫نكل�ية الوسطى‪ .‬أحدثت‬ ‫إىل اللغة إ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫كب�ا ح� أنه ي� عام ‪1408‬‬ ‫تأث�ا ًي‬ ‫ال�جمة ي ً‬ ‫صدر قانون يتطلب إذنًا من سلطات‬ ‫الكنيسة تل�جمة أو ت‬ ‫ح� قراءة الكتاب‬ ‫ال ي ز‬ ‫نكل�ية‪.‬‬ ‫المقدس باللغة إ‬ ‫ولكن بحلول أوائل القرن السادس‬ ‫ش‬ ‫ع� كان من الصعب عىل الشخص‬ ‫ز‬ ‫نكل�ية الوسطى‪.‬‬ ‫العادي فهم اللغة إ‬ ‫ال ي‬ ‫عالوة عىل ذلك‪ ،‬كان تيندال يرغب ف ي�‬ ‫ين‬ ‫اللغت�‬ ‫ترجمة الكتاب المقدس من‬ ‫الع�ية واليونانية أ‬ ‫ال ي ن‬ ‫صليت�‪ .‬ولكن بسبب‬ ‫ب‬ ‫قانون ‪ 1408‬كان عليه الحصول عىل إذن‬ ‫كنسية‪ .‬وبناء عليه ذهب‬ ‫من سلطة َّ‬

‫‪6‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 3‬‬ ‫ُم َ‬

‫« ِلبناء روحك»‬ ‫كان تيندال مدفو ًعا بالرغبة ف ي� تزويد‬ ‫ال ي ز‬ ‫ين‬ ‫نكل�ية بالكتاب‬ ‫الناطق� باللغة إ‬ ‫المقدس بلغتهم حيث يمكنهم قراءته‪.‬‬ ‫عند ذهابه إىل ألمانيا ف ي� ربيع عام ‪،1524‬‬ ‫تخرج حدي ًثا‬ ‫تقابل مع ويليام روي ُ‬ ‫الم ِّ‬ ‫ويتن�غ والعا ِلم اللغوي‬ ‫ِمن جامعة ب‬ ‫الكفؤ الذي دعم رؤية تندل‪ .‬وباستخدام‬ ‫العهد الجديد المتوفر حدي ًثا ‪ 2‬كمصدر‬ ‫منتج�ن‬ ‫أساس لهما‪ ،‬عمل االثنان بال كلل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أول ترجمة للعهد الجديد إىل اللغة‬ ‫ت‬ ‫ال ي ز‬ ‫المش�كة‪ .‬ثم ذهبا إىل كولون‬ ‫نكل�ية‬ ‫إ‬ ‫ت‬ ‫ف ي� ألمانيا لمقابلة بي� كوينتل‪َ ،‬مط َْب ْع ِج ّي‬ ‫ن‬ ‫شه�‪ ،‬لطباعة العهد الجديد‪.‬‬ ‫ألما� ي‬ ‫في‬ ‫ي� مقدمة أول طبعة للعهد الجديد‬ ‫ال ي ز‬ ‫نكل�ية‪ ،‬أوضح ويليام تيندال‬ ‫باللغة إ‬ ‫الخوة‬ ‫بلغة العرص آنذاك‪( « :‬أيها إ‬ ‫والخوات أ‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫المحبوب� ف ي� المسيح)‬ ‫العزاء‬ ‫لقد ترجمت لكم العهد الجديد لبنيانكم‬ ‫‪3‬‬ ‫الروحي وتعزيتكم وأمنكم»‪.‬‬ ‫خ� ت‬ ‫ش‬ ‫ال�جمة الجديدة برسعة‬ ‫انت� ب‬ ‫مما أدى إىل اعتقال السلطات لكوينتل‪.‬‬ ‫وأنقذ تيندال وروي نسخة العهد الجديد‬ ‫بإعجوبة‪ ،‬وهربا إىل مدينة وورمز وهي‬ ‫الصالح‪.‬‬ ‫مدينة متعاطفة مع حركة إ‬ ‫وهناك َّتم شن� نسخ عديدة من العهد‬ ‫الجديد لتيندال‪ .‬كانت حجم هذه‬ ‫الطبعة أصغر بكث� مما تم طباعته �ف‬ ‫ي‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫كولون‪ ،‬مما س َّهل عىل ال ُّت ّجار إخفاء نسخ‬ ‫ت‬ ‫هذا الكتاب ي ن‬ ‫ال�‬ ‫الثم� تداخل البضائع ي‬ ‫يتم شحنها إىل إنكل�ا‪.‬‬ ‫َح ْر ُق الكُ ُتب‬ ‫مسؤول‬ ‫أن‬ ‫رغم سعادة الشعب إال َّ‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫غاضب�! فلقد قام‬ ‫الكنيسة كانوا‬ ‫وولس المسئول عن الكنيسة‬ ‫الكاردينال‬ ‫إنكل�ا بجمع ِّكل أ‬ ‫الكاثوليكية ف� ي ت‬ ‫الساقفة‬ ‫ي‬ ‫معا وأعلن ض�ورة حرق ت‬ ‫«ال�جمات يغ�‬ ‫ً‬

‫‪Photo: Patrick Hendry‬‬


‫الصحيحة» ومعاقبة ت‬ ‫الم� ي ن‬ ‫جم�‪ .‬وتمت‬ ‫مصادرة أكوام ِمن نسخ العهد الجديد‬ ‫لتيندال وقام أ‬ ‫السقف تونتستول بحرقها‬ ‫بالقرب من كاتدرائية القديس بولس‪.‬‬ ‫ولكن هذا لم يوقف ويليام تيندال‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ال� كان‬ ‫ولم يوقف انتشار كلمة هللا ي‬ ‫يدعمها أولئك الذين كانوا يحاولون منع‬ ‫انتشارها‪.‬‬ ‫سافر تانستول إىل مدينة أنتويرب‪،‬‬ ‫متاحا‬ ‫حيث كان الكتاب المقدس لتيندال ً‬ ‫بسهولة‪ ،‬وهو مصمم عىل محو كل آثار‬ ‫كب�ا‬ ‫هذا «الكتاب المزعج»‪ .‬ودفع مبلغً ا ي ً‬ ‫من المال للحصول عىل جميع النسخ‬ ‫المتاحة وعاد بها إىل لندن ليحرقها‪ .‬ولكن‬ ‫سددت أمواله ديون‬ ‫دون أن يدري‪َّ ،‬‬ ‫ومولَت تنقيح العهد الجديد‬ ‫تيندال َّ‬ ‫الذي تُ ِرج َم ف ي� عام ‪ !1526‬عندما بدأت‬ ‫ت‬ ‫ال�جمات المنقحة لعام ‪1534‬بالظهور‬ ‫ت‬ ‫ف ي� جميع أنحاء إنكل�ا‪ ،‬أصيب تانستول‬ ‫بالصدمة حيث لم يدرك أنه هو الذي‬ ‫قام بتمويل ش‬ ‫الم�وع دون أن يدري!‬ ‫خيانة‬ ‫يكتف‬ ‫لقد ثابر ويليام تيندال‪ ،‬فلم ِ‬ ‫بتوف� ترجمة ي ز‬ ‫إنكل�ية مقروءة‬ ‫فقط ي‬ ‫ت‬ ‫أيضا ب�جمة‬ ‫للعهد الجديد‪ ،‬ولكنه قام ً‬ ‫الكث� من أسفار العهد القديم عىل‬ ‫ي‬ ‫الرغم من أنه كان يعلم أن ذلك قد‬ ‫يكلفه حياته‪.‬‬ ‫ف‬ ‫أثناء وجود تيندال ي� أنتويرب‪ ،‬صار‬ ‫ن‬ ‫ه�ي فيليبس صديقًا لتيندال‪ ،‬وكان‬ ‫ن‬ ‫رجل ي ز‬ ‫ه�ي فيليبس ً‬ ‫تأج�ه‬ ‫إنكل�يًا تم ي‬ ‫ت‬ ‫لقتل تيندال‪ .‬وقد ُزج بتيندال‪ ،‬الم�جم‬ ‫أ‬ ‫ال ي ن‬ ‫م� للكتاب المقدس‪ ،‬ف ي� سجن رطب‬ ‫ومظلم حيث ن‬ ‫عا� لمدة عام و ‪135‬‬ ‫‪ 4‬ف‬ ‫و� آب (أغسطس) ‪ ،1536‬أُدين‬ ‫ً‬ ‫يوما‪ .‬ي‬ ‫بالعدام‪.‬‬ ‫وحكم عليه إ‬ ‫بتهمة الهرطقة أ ُ‬ ‫ف‬ ‫و� ‪ 6‬شت�ين الول (أكتوبر) ‪ ،1536‬تم‬ ‫ي‬ ‫خلص إىل عمود‪،‬‬ ‫الم ِ‬ ‫ربط هذا المسيحي ُ‬ ‫أول ت‬ ‫وكان قد َّتم خنقه ً‬ ‫ح� الموت‪ ،‬ثم‬ ‫أ‬ ‫خ�ة «يا‬ ‫احرقوا جسده‪ .‬كانت كلماته ال ي‬ ‫رب! افتح عينا ملك ت‬ ‫إنكل�ا»‪.‬‬ ‫بعد أربع سنوات فقط ّتم استجابة‬

‫بتوف�‬ ‫تلك الصالة عندما أمر الملك ي‬ ‫أربع ترجمات للكتاب المقدس باللغة‬ ‫ال ي ز‬ ‫نكل�ية للشعب‪ ،‬وقد استند كل ذلك‬ ‫إ‬ ‫عىل عمل تيندال ‪.‬‬ ‫ما الذي يجعل المرء يثابر بمثل هذا‬ ‫التصميم؟ ُ ض‬ ‫ُدما رغم العقبات‬ ‫�ق ً‬ ‫للم ي‬ ‫ت‬ ‫والتهديدات والخيانة أو ح� الموت؟‬ ‫المثابرة‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫نرى هذا النوع من المثابرة ي� حياة‬ ‫أ‬ ‫المناء للرب‪ ،‬المدونة أسماؤهم ف ي� نفس‬ ‫الكتاب المقدس الذي صمم تيندال‬ ‫ولوثر وآخرون عىل وضعه ف ي� أيدي‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫طهد الذي‬ ‫ض‬ ‫الم‬ ‫بولس‪،‬‬ ‫حياة‬ ‫تأمل‬ ‫َ‬ ‫ُ ِ‬ ‫عازما عىل‬ ‫تحول إىل كارز إ‬ ‫بالنجيل‪ .‬لقد كان ً‬ ‫َّ‬ ‫يح‬ ‫س‬ ‫ْم‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫‪...‬‬ ‫ا‬ ‫ئ‬ ‫ي‬ ‫«ش‬ ‫يعرف‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َِ َ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬ ‫َو ِإيَّا ُه َم ْصلُوبًا « (‪1‬كورنثوس ‪.)2 :2‬‬ ‫إن مثابرة بولس عىل اتّباع المرسلية‬ ‫َّ‬ ‫المعطاة له من هللا تُعرض بوضوح �ف‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫كورنثوس الثانية ‪:28-24 :11‬‬ ‫ِ«م َن ال َْي ُه ِود َخ ْم َس َم َّر ٍات ق َِبل ُْت‬ ‫� َجل َْد ًة ِإال َّ َو ِاح َدةً‪ .‬ثَال َ َث َم َّر ٍات‬ ‫أَ ْربَ ِع ي ن َ‬ ‫ض‬ ‫ص‪َ ،‬م َّر ًة ُر ِج ْم ُت‪ ،‬ثَال َ َث َم َّر ٍات‬ ‫ُ ِ‬ ‫�بْ ُت ِبال ِْع ِ ي ِّ‬ ‫الس ِفي َنةُ ‪ ،‬ل َْي ًل َونَ َه ًارا ق َ​َض ْي ُت‬ ‫َس ْت ِب ي َ� َّ‬ ‫افنْك َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ي� ال ُْع ْم ِق‪ِ .‬بأ ْسف ٍَار ِم َر ًارا ك َِث ي َ�ةً‪ِ ،‬بأ ْخط َِار‬ ‫وص‪ِ ،‬بأَ ْخط ٍَار ِم ْن‬ ‫سيول‪ ،‬بأَ ْخطَار لُص‬ ‫ُج ُنس‪ِ ،‬بأَخط َِار م ُن ٍ أ‬ ‫الُمم‪ ،‬بأَخطَار �ف‬ ‫ِ ِْ ي ِ ْ ٍ ِ َ َِ ِ ْ ٍ ِي‬ ‫ال َْم ِدي َن ِة‪ِ ،‬بأَ ْخط ٍَار ِ ف ي� ال ب َ ِّْ�يَّ ِة‪ِ ،‬بأَ ْخط ٍَار ِ ف ي�‬ ‫ال َْب ْح ِر‪ِ ،‬بأَ ْخط ٍَار ِم ْن ِإ ْخ َو ٍة كَذَ بَ ٍة‪ ِ .‬ف ي� تَ َع ٍب‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫وع‬ ‫َوك ٍَّد‪ ِ ،‬ي� أَ فْس َه ٍار ِم َر ًارا ك َِث ي َ�ةً‪ ِ ،‬ي� ُج ف ٍ‬ ‫َو َعط ٍَش‪ ِ ،‬ي� أَ ْص َو ٍام ِم َر ًارا ك َِث ي َ�ةً‪ ِ ،‬ي� بَ ْرٍد‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫َو ُع ْر ٍي‪َ .‬ع َدا َما ُه َو ُد َ‬ ‫ون ذ ِلكَ ‪َ َّ :‬‬ ‫ال�اك ُ​ُم َ‪5‬ع َ ي َّ‬ ‫يع الْكَ َنا ِئ ِس‪».‬‬ ‫م‬ ‫ك َُّل يَ ْو ٍم‪ْ ،‬‬ ‫االه ِت َم ُام ِب َج ِ ف ِ‬ ‫ماذا كان دافع بولس ي� أن يسعى‬ ‫«نَ ْح َو ا ْلغَ َر ِض أل َ ْج ِل َج َعال َِة َد ْع َو ِة هللاِ‬ ‫ف‬ ‫(فيل� ‪)14 :3‬؟‬ ‫يح يَ ُسو َع» ب ي‬ ‫ال ُْعل َْيا ِ ي� ال َْم ِس ِ‬ ‫قرب نهاية حياته كتب بولس‪ِ « :‬لهذَ ا‬ ‫أ‬ ‫ور أَيْ ًضا‪ِ .‬لك َّن�ن‬ ‫الس َب ِب أَ ْح َت ِم ُل أ ِ‬ ‫هذ ِه ال ُ ُم َ‬ ‫َّ‬ ‫ِي‬ ‫ل َْس ُت أَ ْخ َج ُل‪ ،‬لَنَّ ِ ن ي� َعا ِل ٌم ِب َم ْن َآم ْن ُت‪،‬‬ ‫َو ُم ِوق ٌن أَنَّ ُه ق َِاد ٌر أَ ْن يَ ْح َف َظ َو ِد َيع ِ ت ي� ِإ َل‬ ‫ذ ِلكَ ال َْي ْو ِم» (‪2‬تيموثاوس ‪.)12 :1‬‬ ‫كان بولس متيق ًنا ِمن دعوته‪ ،‬ومتيق ًنا‬

‫ِمن هدفه‪ ،‬ومتيق ًنا من ُمخلِّصه‪ .‬وبهذا‬ ‫ين‬ ‫قادرا عىل المثابرة‪.‬‬ ‫اليق� كان ً‬ ‫مر العصور نرى شعب هللا‬ ‫وعىل ِّ‬ ‫أ‬ ‫فإن الصحاح ‪ 11‬من ِسفر‬ ‫مثابرين‪َّ .‬‬ ‫الع� ي ن‬ ‫اني� يرسد العديد ِمن أسماء هؤالء‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الشهود المناء‪ .‬ويشجعنا الصحاح ‪12‬‬ ‫عىل ُ ض‬ ‫� ق ُ​ُد ًما ف ي� حمل الشعلة‪.‬‬ ‫الم ي‬ ‫« ِلذ ِلكَ نَ ْح ُن أَيْ ًضا ِإ ْذ َل َنا َس َـحابَةٌ ِم َن‬ ‫هذ ِه ُم ِحيطَةٌ ِب َنا‪ِ ،‬ل َنط َْر ْح‬ ‫ُّ‬ ‫الشـ ُه ِود ِمق َْد ُار ِ‬ ‫ك َُّل ِثقْل‪َ ،‬وال َْخ ِط َّيةَ ال ُْم ِحيطَةَ ِب َنا ِب ُسـ ُهول ٍَة‪،‬‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫وع‬ ‫ـا� ِب َّ‬ ‫َو ْل ُن َح ِ ْ‬ ‫الص ب ْ ِ� ِ ي� ال ِْج َه ِاد ال َْم ْو ُض ِ‬ ‫ال َيم ِان َو ُمك َِّم ِل ِه‬ ‫ين ِإ َل َرِئ ِيس ِإ‬ ‫أَ َم َام َنـا‪ ،‬نَ ِاظ ِر َ‬ ‫وع‬ ‫الس ِ‬ ‫يَ ُسـو َع‪ ،‬ال َِّذي ِم ْن أَ ْج ِل ُّ ُ‬ ‫ور ال َْم ْو ُض ِ‬ ‫يب ُم ْسـ َت ِهي ًنا‬ ‫أَ َم َام ُه‪ْ ،‬اح َت َم َل َّ‬ ‫الص ِل َ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ِبال ِْخ ْـز ِي‪ ،‬ف َ​َجل َ​َس ِ ي� يَ ِم ي ِ� َع ْر ِش هللاِ»‬ ‫(ع� ي ن‬ ‫اني� ‪.)3-1 :12‬‬ ‫ب‬ ‫لقد ضحى مارتن لوثر وويليام تيندال‬ ‫وآخرون ت‬ ‫ين‬ ‫المالي� من الناس‬ ‫ح� يتمكن‬ ‫اليوم من قراءة كلمة هللا بلغاتهم وأن‬ ‫يتشجعوا عىل المثابرة ت‬ ‫ح� النهاية‪.‬‬ ‫ف‬ ‫الكا� لقراءة‬ ‫لذلك أدعونا نأخذ الوقت ي‬ ‫هذه السفار المقدسة الثمينة وتقديرها‬ ‫مع إبقاء أعيننا عىل يسوع والمثابرة ت‬ ‫ح�‬ ‫النهاية‪.‬‬ ‫الكث� من المعلومات التاريخية بهذه المقالة من‪:‬‬ ‫‪ 1‬تم الحصول عىل ي‬

‫‪Ray L. Huntington and W. Jeffrey Marsh, “Revisiting William‬‬ ‫‪Tyndale, Father of the English Bible,” Religious Educator 12, no, 2‬‬ ‫‪(2011): 13-33, https://rsc.byu.edu/vol-12-no-2-2011/revisiting-wil‬‬‫‪liam-tyndale-father-english-bible#_edn23.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪The Textus Receptus (1516), a Greek New Testament based on‬‬ ‫‪original manuscripts, compiled by Desiderius Erasmus, a Dutch‬‬ ‫‪philosopher and Christian scholar.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪William Tyndale, prologue to the 1525 Cologne New Testament,‬‬ ‫‪in The First Printed English New Testament, ed. Edward Arber‬‬ ‫‪(London: Bloomsbury, 1871), p. 1, cited in Huntington and Marsh.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪Robert Demaus, William Tindale: A Biography; Being a Contribu‬‬‫‪tion to the Early History of the English Bible, popular edition, rev.‬‬ ‫‪Richard Lovett (London: Religious Tract Society, 1904), p. 483, cited‬‬ ‫‪in Huntington and Marsh.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪Scripture quotations credited to NET are from the New English‬‬ ‫‪Translation Bible, copyright © 1996-2021 by Biblical Studies Press,‬‬ ‫‪L.L.C. All rights reserved.‬‬

‫س‪ .‬ويلسون هو رئيس كنيسة‬ ‫تيد ن‪ .‬ي‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫السبتي� ف ي� جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫الدفنتست‬ ‫تتوفر مقاالت وتعليقات إضافية من مكتب‬ ‫الرئيس عىل ت‬ ‫توي�‪ @pastortedwilson :‬وكذلك‬ ‫عىل الفيسبوك‪.@Pastor Ted Wilson :‬‬

‫وجز ‪٢٠٢1 / 3‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪7‬‬


‫بؤرة ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫ك�‬

‫المثابرة‬

‫عندما ال نحصل‬ ‫عىل إجابات‬ ‫رسيعة‬

‫‪8‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 3‬‬ ‫ُم َ‬

‫حمل وخاصة‬ ‫أنا استمتع برياضات ال َّت ُّ‬ ‫ت‬ ‫ال�ايثلون‪ :‬السباحة وركوب الدراجات والركض‪.‬‬ ‫أع�ف بأن السباحة ليست رياض�ت‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ت‬ ‫ي‬ ‫المفضلة‪ .‬ولكن ف� رياضة ت‬ ‫ال�ايثلون البد‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫الرياضت�‬ ‫أن ابدأ من السباحة للوصول إىل‬ ‫أ‬ ‫الُخر ي ن‬ ‫ت�‪ .‬والمثابرة جزء مهم ف ي� هذه الرياضة‪.‬‬ ‫ين‬ ‫الرياضي� الذين يتصببون َع َرقًا وهم‬ ‫تخيل‬ ‫َّ‬ ‫يعرجون فوق خط النهاية بعد شهور من‬ ‫التدريب المكثف الذي يشمل الركض ف�‬ ‫الصباح الباكر ف� الظالم‪ ،‬وركوب الدر ياجات �ف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الطقس ي ئ‬ ‫الس�‪ ،‬وجداول التدريب الصارمة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ز‬ ‫«التحف�ية» أثناء‬ ‫والعضالت المتألمة‪ ،‬والفكار‬ ‫ي‬ ‫وجودك بمفردك ف ي� حمام السباحة‪ .‬كل ذلك‬ ‫يمكنه أن يشعرك بالوحدة الشديدة‪.‬‬ ‫لماذا يضع أي شخص عاقل نفسه ف ي� هذا‬ ‫الوضع؟ ألنه بالطبع سيجد بعض المكافآت‪:‬‬ ‫بأن الشخص قد ثابر ووصل‬ ‫الشعور المذهل َّ‬ ‫لخط النهاية؛ الصداقة الحميمة عىل طول‬ ‫ن‬ ‫ينافس�‬ ‫الطريق (فإنه ال يوجد أحد يقدر أن‬ ‫ي‬ ‫الجماه� ت‬ ‫ال� تهتف وتشجع‬ ‫ف ي� مستواي!)؛‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫المرهق�؛ ت ت‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫تنتظر�‬ ‫ال�‬ ‫الرياضي�‬ ‫ي‬ ‫زوج� ي‬ ‫ي‬ ‫بحماس للوصول إىل خط النهاية؛ ونعم‪ ،‬ربما‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫اب�‬ ‫ال� يحب ي‬ ‫أحصل عىل الميدالية التذكارية ي‬ ‫أ‬ ‫الصغر خطفها وإعادة توظيفها‪.‬‬

‫المثابرة المسيحية‬ ‫أيضا جزء من مفرداتنا‬ ‫المثابرة هي ً‬ ‫المسيحية‪ .‬فنحن نشجع بعضنا البعض عىل‬ ‫ُو� ِل َّلر ُج ِل‬ ‫االحتمال ف ي� أوقات‬ ‫الشدائد‪« :‬ط ب َ‬ ‫أ‬ ‫ال َِّذي يَ ْح َت ِم ُل ال َّت ْج ِربَةَ ‪ ،‬لَنَّ ُه ِإذَا تَ َز َّك يَ َن ُال‬ ‫ين‬ ‫الر ُّب ِلل َِّذ َ‬ ‫ِ«إك ِْل َيل ال َْح َي ِاة» ال َِّذي َو َع َد ِب ِه َّ‬ ‫يُ ِح ُّبونَ ُه» (يعقوب ‪ )12 :1‬نحن نتحدث بحق عن‬ ‫ن‬ ‫عما إذا كنا ف ي� بعض‬ ‫لكن� أتساءل َّ‬ ‫االحتمال‪ ،‬ي‬ ‫أ‬ ‫ث‬ ‫الحيان نركِّز أك� من الالزم عىل مجهودنا‬

‫الشخص‪ .‬هل بدون قصد نؤكد المفهوم‬ ‫ي‬ ‫المشكوك فيه بأن المسيحية هي نسخة دينية‬ ‫ش‬ ‫�ء يشبه «بقاء‬ ‫من رياضة‬ ‫ّ‬ ‫التحم فل‪ ،‬وهو ي‬ ‫أ‬ ‫روحيا؟ � ي ن‬ ‫ح� يستخدم بولس تشبيه‬ ‫الصلح» ًّ ي‬ ‫السباق الذي يجب أن يتم الركض فيه بمثابرة‬ ‫(‪1‬كورنثوس ‪ 27-24 :9‬؛ بع� ي ن‬ ‫اني� ‪ ،)1 :12‬فإنه‬ ‫يوازن هذه الصورة من خالل وصف المسيح‬ ‫أ‬ ‫(ع� ي ن‬ ‫وأن‬ ‫«ك َ​َس ِابق ل َ ْج ِل َنا» ب‬ ‫اني� ‪ 19 :6‬و‪َّ ،)20‬‬ ‫(ع� ي ن‬ ‫اني� ‪.)1 :12‬‬ ‫سحابة من الشهود تحيط بنا ب‬

‫‪Photo: Paul Green‬‬


‫كث�ا ف ي� سباقنا الروحي‪.‬‬ ‫وعىل ِّكل حال‪ ،‬ربما فال نشعر بالوحدة ي ً‬ ‫يوجد ِسفر واحد ي� الكتاب المقدس يم ِّثل مجموعة نموذجية‬ ‫واليمان الشخص‪ ،‬تمتد ت‬ ‫لف�ة تقارب ‪ 1000‬سنة‪،‬‬ ‫إ‬ ‫لليمان العام إ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫اليمان] من خالل ال�اتيل‬ ‫حيث يتم‬ ‫التعب� عنه [أي عن إ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ام� عن قصة مثابرة‬ ‫تخ�نا المز ي‬ ‫والصلوات استجابة لفعال هللا‪ .‬ب‬ ‫ف‬ ‫مس�تهم مع هللا بطرق شخصية وحميمة للغاية‬ ‫َمن كتبوها ي� ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال�كات واللعنات‪،‬‬ ‫واخت�وا ب‬ ‫ِإ ْذ جاهدوا َع ب ْ َ� الفراح والحزان‪ ،‬ب‬ ‫وواجهوا أ‬ ‫الوقات السعيدة وأوقات الشدائد‪ .‬ال يوجد ِسفر آخر‬ ‫ف ي� الكتاب المقدس يفتح للقراء المعارصين مثل هذه الزاوية‬ ‫لليمان القديم‪ .‬دعونا نلقي نظرة عىل ثالث أمثلة‬ ‫الواسعة إ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ام�‪.‬‬ ‫لالجتهاد ي� المثابرة ي� ِسفر المز ي‬ ‫ال تغضب‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫تعرض البرار‬ ‫يركِّز‬ ‫المزمور ‪ 37‬عىل مسألة المثابرة ي ف� سياق ّ‬ ‫أ‬ ‫أيضا ف ي�‬ ‫ام� وربما ً‬ ‫لهجوم من ال ش�ار‪ .‬هذا موضوع متكرر ي� المز ي‬ ‫حياتنا اليومية‪ .‬آ‬ ‫اليات ‪ 1‬و‪ 7‬و‪ 8‬تكرر نفس النصيحة «ال تغضب»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫غاضبا»‬ ‫الع�ية هي «ال تظهر نفسك‬ ‫ال�جمة الصلية من اللغة ب‬ ‫ً‬ ‫التعب� يحمل دالالت‬ ‫أو «ال تدع غضبك يتملك منك»‪ .‬هذا‬ ‫ي‬ ‫داخل يمكن أن‬ ‫غضب‬ ‫للذات‪،‬‬ ‫مدمر‬ ‫انعكاسية ي‬ ‫تش� إىل غضب ّ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫مدمرا للذات‪ .‬إن المثابرة وسط المحن الشديدة‬ ‫يصبح ي� النهاية ً‬ ‫والحباط‪ ،‬لذلك يتم‬ ‫والخصومات يمكن أن تقود إىل الغضب إ‬ ‫بدل من ذلك آ‬ ‫بال ت ي�‪« :‬اتَّ ِك ْل َعلَ‬ ‫تشجيع القارئ عىل أن يقوم ً‬ ‫آ‬ ‫آ‬ ‫«سل ِّْم ِل َّلر ِّب ط َِريقَكَ »‬ ‫الر ِّ آب» (الية ‪َ ،)4‬‬ ‫الر آ ِّب» (الية ‪« ،)3‬تَلَذَّ ْذ ِب َّ‬ ‫َّ‬ ‫الر َّب»(الية ‪ – )7‬هذه النصائح الجيدة هي‬ ‫(الية ‪ ،)5‬و»انْ َت ِظ ِر َّ‬ ‫الحباطات الداخلية بأفعال إيجابية بتوجيه من هللا‪.‬‬ ‫الستبدال إ‬ ‫ح� ت‬ ‫ت‬ ‫م�؟‬ ‫ف‬ ‫ماذا عن رصاعاتنا الداخلية عندما نشك ي� وجود هللا‪ ،‬ناهيك‬ ‫ف‬ ‫ام�‬ ‫عن اهتمامه ّ‬ ‫اخت� َك َتبة المز ي‬ ‫وتدخله ي� حياتنا ورعايته لنا؟ لقد ب‬ ‫مرض مهد ٌد‬ ‫يصيبنا‬ ‫عندما‬ ‫المثال‬ ‫سبيل‬ ‫فعىل‬ ‫اللحظات‪،‬‬ ‫مثل هذه‬ ‫ٌ‬ ‫للحياة ويخنق أنفسانا‪ ،‬وال يمكننا سوى أن نهمس بصوت أجش‬ ‫ين‬ ‫«ح ت َّ� َم ت َ�؟» (مزمور ‪ .)3 :6‬تي�دد صدى هذا السؤال ‪ 20‬مرة‬ ‫قائل� َ‬ ‫ام� بينما هم‬ ‫ام� ويعكس مشاعر كتبة المز ي‬ ‫من خالل سفر المز ي‬ ‫يحاولون أن يتماسكوا عندما يشعرون بغياب الرب عنهم‪ ،1‬ت‬ ‫[ح�‬ ‫حقيقيا]‪ .‬وإذ استخدم يسوع كلمات كاتب المزمور‬ ‫ولو لم يكن غيابا‬ ‫(مزمور ‪ 6ً ،5 :42‬؛ ‪ )5ً :43‬ف‬ ‫ن‬ ‫جثسيما� ت‬ ‫(م� ‪ ،)38 :26‬خالل‬ ‫بستان‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫لحظة محورية من المثابرة ف ي� الشدائد‪ ،‬كان أبوه السماوي وحشود‬ ‫المالئكة بجانبه بالرغم من أن يسوع قد شعر بأن الخطية [خطية‬ ‫آ‬ ‫ش ت‬ ‫تماما‪« .‬لكن هللا‬ ‫ال� حملها نيابة عنهم] قد فصلته عن الب ً‬ ‫الب� ي‬ ‫‪2‬‬ ‫المخلِّص‪ ».‬نعم َّإن هللا يكون‬ ‫تألم‬ ‫مع ابنه‪ .‬لقد رأى المالئكة آالم ُ‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫حا�ا ي� وسط احتمالنا ومثابرتنا» (مزمور ‪.)17 :73‬‬ ‫ً‬ ‫انتظر الرب‬ ‫ال� ذُكرت ف‬ ‫ت‬ ‫للتعب� عن‬ ‫ام�‬ ‫ز‬ ‫الم‬ ‫�‬ ‫المصطلحات‬ ‫أفضل‬ ‫من‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫الغياب‬ ‫المحسوس ليس‬ ‫ض‬ ‫بال�ورة غيابًا‬ ‫حقيق ًّيا‪.‬‬

‫المثابرة هي «انتظر الرب»‪ .‬وقد‬ ‫وردت‪ ،‬وعبارات مماثلة لها‪ 15 ،‬مرة‬ ‫ف‬ ‫‪3‬‬ ‫ن‬ ‫الع�ي‬ ‫ام�‪.‬‬ ‫المع� ب‬ ‫ي� ِسفر المز ي‬ ‫لهذا الفعل هو‪« :‬أن تنتظر‪ ،‬أن‬ ‫تتوق بلهفة‪ ،‬أن ترجو»‪ .‬وهي ف ي�‬ ‫الغالب ترتبط باهلل باعتباره مصدر‬ ‫رجائنا (عىل سبيل المثال‪ ،‬مزمور‬ ‫ن‬ ‫الوط�‬ ‫‪ .)5 :71‬يُطلق عىل النشيد‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫مع�ا عن رجاء قديم لمة‬ ‫إلرسائيل الحديثة اسم «الرجاء» ًب‬ ‫فإن ن‬ ‫أن «ننتظر الرب» هو تثبيت رجائنا‬ ‫حديثة‪.‬‬ ‫مع� ْ‬ ‫وبالتال‪َّ ،‬‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫ش‬ ‫�ء منه‪،‬‬ ‫كل‬ ‫�‬ ‫آمل�‬ ‫هللا‪،‬‬ ‫يدي‬ ‫ب�‬ ‫ء‬ ‫�‬ ‫كل‬ ‫«تارك�‬ ‫الرب‬ ‫عىل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪4‬ي‬ ‫ن‬ ‫الع�ية‬ ‫ومتوكل� عليه وحده‪ ».‬هناك فكرة أخرى متعلقة بالكلمة ب‬ ‫ي‬ ‫المع� الثانوي ف� صيغة الفعل ن‬ ‫ن‬ ‫بمع�‪:‬‬ ‫وهي‬ ‫«‪،»qawah‬‬ ‫ي‬ ‫«تجمع‪ ،‬تربط» أو‪ ،‬ف� صيغة االسم‪ ،‬ن‬ ‫بمع� «خيط أو حبل»‬ ‫ي‬ ‫تعب� يعطي فكرة أن «انتظار الرب» معناه أن نلزم أنفسنا‬ ‫وهو ي‬ ‫بوعوده كما يربط المرء غص ًنا أضعف بفرع أقوى بحبل من أجل‬ ‫الضعف‪ .‬تع� آ‬ ‫تقوية الغصن أ‬ ‫الية ف ي� مزمور ‪ 14 :27‬عن هذا‬ ‫ب ِّ‬ ‫الر َّب‪ِ .‬ل َي َت َش َّد ْد َول َْي َت َش َّج ْع َقل ُْبكَ ‪َ ،‬وانْ َت ِظ ِر‬ ‫االرتباط الوثيق‪« :‬انْ َت ِظ ِر َّ‬ ‫الر َّب‪».‬‬ ‫َّ‬ ‫الساق النهائية‬ ‫ف‬ ‫عىل مدى السنوات التسع الماضية قمت بالركض ي� ماراثون‬ ‫الجسور السبعة ف ي� تشاتانوجا وهو سباق جميل يزيد طوله‬ ‫ت‬ ‫عن ‪ً 26.2‬‬ ‫تينيس سبع‬ ‫ويع� نهر‬ ‫(حوال ‪42.195‬‬ ‫ميل‬ ‫كيلوم�ا) ب‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫قبل بوقت طويل‪.‬‬ ‫مرات‪ .‬تنهي‬ ‫زوج� «ثاندي» فنصف الماراثون ي‬ ‫ي‬ ‫احتمال وصمودي‬ ‫عاد ًة ما أشعر بالتعب وأبدأ ي� فقدان قوة‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫ب� الميل ‪ 21‬و‪ ،24‬وهي مسافة منعزلة عىل ش‬ ‫تينيس‪.‬‬ ‫نهر‬ ‫مم�‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫لك� كنت أعلم‬ ‫ساقيا كانتا‬ ‫تؤلمان�‪ ،‬وانخفضت تطاقة جسمي‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫ال� عادت إىل المضمار وكانت‬ ‫ثاندي»‬ ‫«انتظار‬ ‫من‬ ‫ل‬ ‫أنه ال نبد ي‬ ‫ي‬ ‫تنتظر� عند الميل ‪ .24.5‬لقد ركضت معي طوال الطريق ِمن‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫حيث توقفت ت‬ ‫وشجعت� ف ي� كل خطوة‪ .‬لقد‬ ‫النهاية‪،‬‬ ‫خط‬ ‫ح�‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ال� ال تزال موجودة‪ ،‬وقد ثابرنا‬ ‫ربطت ي‬ ‫قو� المتضائلة بقوتها ي‬ ‫رس «انتظار الرب» عندما َّثبتوا‬ ‫معا‪ .‬اكتشف كتبة المز ي‬ ‫ِكالنا ً‬ ‫ام� َّ‬ ‫أنظارهم ف ي� الرب وربطوا ضعفهم بقوته‪ ،‬معتمدين عىل اَذ ُْرعه‬ ‫أ‬ ‫الَبَ ِديَّة (تثنية ‪.)27 :33‬‬ ‫ام� ‪2 :4‬؛ ‪35:17 2 ،1 :13 3 :6‬؛ ‪3 :62‬؛ ‪10 ،9 :74‬؛ ‪5 :79‬؛ ‪4 :80‬؛ ‪ 89:46 2 :82‬؛ ‪ 90:13‬؛ ‪.84 :119 3 :94‬‬ ‫‪ 1‬مز ي‬ ‫‪ 2‬إلن ج هوايت‪ ،‬مشتهى أ‬ ‫الجيال‪ ،‬صفحة ‪.677‬‬ ‫ام� ‪18 :9‬؛ ‪21 ،5 ،3 :25‬؛ ‪14 :27‬؛ ‪34 ،9 :37‬؛ ‪7 :39‬؛ ‪1 :40‬؛ ‪9 : 52‬؛ ‪5 :62‬؛ ‪20 ،6 :69‬؛ ‪5 :71‬؛ ‪.5 :130‬‬ ‫‪ 3‬مز ي‬ ‫بوت�ويك وآخرون‪( .‬جراند رابيدز‪ :‬إيردمان‪ُ )2003 ،‬مجلَّد ‪ ،12‬صفحة ‪.571‬‬ ‫‪ 4‬قاموس الالهوت للعهد القديم‪ ،‬أد‪ .‬جي جي ي‬

‫ال�ق أ‬ ‫ال ن‬ ‫مارتن ج كلينجبيل هو أستاذ العهد القديم ودراسات ش‬ ‫د�‬ ‫القديم ف� جامعة ساوثرن أ‬ ‫الدڤنتستية (‪Southern Adventist‬‬ ‫ي‬ ‫‪ )University‬ويعيش مع عائلته ف� أولتيوا ف‬ ‫تينيس ‪ -‬الواليات‬ ‫والية‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫المتحدةالمريكية‪.‬‬

‫وجز ‪٢٠٢1 / 3‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪9‬‬


‫بؤرة ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫ك�‬

‫عىل الطريق‬ ‫مرة أخرى‬ ‫االستسالم‬ ‫ن‬ ‫يع�‬ ‫قد ي‬ ‫التخل عن‬ ‫ي‬ ‫أفضل ما‬ ‫يقدمه هللا‬ ‫لحياتك‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 3‬‬ ‫ُم َ‬

‫ن‬ ‫ن‬ ‫بإمكا�‬ ‫لنفس يا ليت‬ ‫أسنا� وقلت‬ ‫ي‬ ‫رصيت عىل ي‬ ‫ي‬ ‫قبضت عىل عجلة القيادة ثم أ َّ‬ ‫ف‬ ‫القيادة لمسافة أطول ً‬ ‫المس‪ ،‬فقد أتمكن ي� النهاية من القيادة إىل أي مكان‬ ‫قليل من‬ ‫أريد الذهاب إليه‪.‬‬ ‫تفك� شخص يغ� متمرس ف ي� القيادة يحاول إتقان فن القيادة‪.‬‬ ‫ال‪ ،‬لم يكن هذا ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫للسف‪ ،‬كنت أنا ‪ -‬البالغ من العمر ي ن‬ ‫أعا� من اضطراب القلق‬ ‫ثالث� أ ً‬ ‫عاما وكنت ي‬ ‫المعروف باسم رهاب الخالء (الخوف من الماكن المكشوفة)‪ .‬كنت أحاول التغلب‬

‫بالتعرض أو‬ ‫عىل هذا المرض من خالل «إزالة التحسس المنهجي» أو «العالج‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫حال� قيادة‬ ‫المواجهة»‪ .‬كانت الفكرة هي‬ ‫كيفية مواجهة ي‬ ‫خو�‪ ،‬والذي يتضمن ي� ي‬ ‫السيارة بعيدا جدا عن «منطقة أ‬ ‫المان» الخاصة ب ي�‪ .‬كانت الطرق الرسيعة مع وجود‬ ‫ً ً‬ ‫عدد قليل من المخارج تمثل يل مشكلة بشكل خاص‪ .‬فعىل كل حال‪ ،‬كان حادث أول‬ ‫هجوم ذعر ن‬ ‫ينتاب� قد وقع عىل طريق «دان رايان الرسيع» بشيكاغو ف ي� الواليات‬ ‫أن� سأكون عىل ما يرام إذا تجنبت السفر �ف‬ ‫خدع� عقل ألفكر ف� ن‬ ‫المتحدة‪ .‬لقد ي ن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫ظل ظروف معينة بما ف ي� ذلك تفادي القيادة بمفردي عىل الطريق الرسيع‪ .‬ولكن‬ ‫ال� ن‬ ‫ت‬ ‫تركت� أحيانًا يغ� قادر عىل القيادة بمفردي‬ ‫ي‬ ‫اليوم وبعد سنوات من التجنب ي‬

‫‪Photo: Jackson David‬‬


‫وفقًا لمنظمة الصحة‬ ‫ن‬ ‫يعا� ما يقرب‬ ‫العالمية‪ ،‬ي‬ ‫ِمن ‪ 3٬6‬بالمائة من‬ ‫أ‬ ‫الشخاص حول العالم‬ ‫ِمن اضطراب القلق‪.‬‬ ‫هذا ما يقرب ِمن ‪264‬‬ ‫مليون شخص‪.‬‬ ‫التعرق وضيق التنفس وخفقان القلب‬ ‫ّ‬ ‫وغ�ها من المظاهر الجسدية تجعل‬ ‫ي‬ ‫معظم الضحايا يشعرون وكأنهم يموتون‪.‬‬ ‫إنهم ال يموتون ولكنه العقل المقتنع ضد‬ ‫إرادته هو الذي يعتقد ذلك‪ .‬عىل الرغم‬ ‫خط�ة‪ ،‬إال أنها‬ ‫من أن نوبات الذعر ليست ي‬ ‫مخيفة بطريقة تفوق الخيال‪.‬‬ ‫ش‬ ‫منطقيا ف ي� تلك اللحظة‪:‬‬ ‫�ء‬ ‫ً‬ ‫أ نبدا كل ي‬ ‫ف‬ ‫خو� وسيختفي‪،‬‬ ‫ن� ببساطة سأواجه ي‬ ‫ل ي‬ ‫يوما بعد يوم‪،‬‬ ‫أليس كذلك؟ لذلك ثابرت‪ً ،‬‬ ‫أسبو ًعا بعد أسبوع – ولم يكن هناك‬ ‫ت‬ ‫لدهش�‪:‬‬ ‫سوى القليل من التحسن‪ .‬يا‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أن� أحرزت بعض التقدم‬ ‫ال بل يبدو ت ي‬ ‫وقدت سيار� ً‬ ‫أميال قليلة خالية من‬ ‫الذعر‪ .‬ولكن ي عندما فكرت ف� أ‬ ‫اليام ال�ت‬ ‫أ ي‬ ‫ي‬ ‫القدام لمسافات‬ ‫كنت فيها أسافر عىل‬

‫ت‬ ‫ح� عىل بُعد بضع بنايات من ن ز‬ ‫الم�ل‪،‬‬ ‫يائسا التخلّص من سلوكيات‬ ‫كنت أحاول ً‬ ‫التجنب الخاصة ب ي�‪.‬‬ ‫ال تن�نت عن الخوف من‬ ‫ابحث عىل إ‬ ‫أ‬ ‫الماكن المكشوفة ستجد أنه «خوف‬ ‫أ‬ ‫من الماكن المفتوحة» أو ما شابه‪ .‬هذا‬ ‫جيدا‪ .‬رهاب الخالء بالنسبة‬ ‫ليس تعريفًا ً‬ ‫ن‬ ‫يع� تجنب الموقف الذي‬ ‫لمعظم الناس ي‬ ‫هلع‪ .‬ولكنه ث‬ ‫أك� من ذلك‬ ‫يؤدي إىل نوبة‬ ‫ن‬ ‫صدقو�‪ .‬فأنا أعلم أل ن ي� عانيت من رهاب‬ ‫ي‬ ‫الخالء‪ ،‬إىل جانب اضطراب الوسواس‬ ‫لع�ات ي ن‬ ‫القهري واضطراب الهلع ش‬ ‫السن�‪.‬‬ ‫إذا لم تكن قد تعرضت لنوبة هلع من‬ ‫قبل فعليك أن تكون ممت ًنا حقًا‪ .‬إن تجربة‬

‫طويلة وأقطع رحالت برية منفردة ورحالت‬ ‫جوية‪ ،‬فجأة بدا «انتصار» قيادة السيارة‬ ‫نز‬ ‫أمرا‬ ‫عىل بُعد أ ثمانية أميال من الم�ل ً‬ ‫عديم الهمية‪ .‬كنت أحاول‪ ،‬كنت حقًا‬ ‫أيضا‪ .‬ف ي� الواقع‪ ،‬لقد‬ ‫أصل ً‬ ‫أحاول‪ .‬وكنت ي‬ ‫خلل الوظيفي‬ ‫وأخفيت‬ ‫قسيسا‬ ‫أصبحت‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫استطاع�‪ .‬أقل‬ ‫المصل� قدر‬ ‫المخزي عن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ما يقال هو ن‬ ‫أن� لم أكن بار ًعا ف ي� مهمة‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫و� نهاية المطاف‪،‬‬ ‫زيارة أعضاء الكنيسة‪ .‬ي‬ ‫كانت مشاكل ت‬ ‫كب�ا‬ ‫صح� النفسية ً‬ ‫سببا ي ً‬ ‫ي‬ ‫ف� قراري تل�ك الخدمة الرعوية‪ .‬وضعت‬ ‫يدرجة الماجست� ف� الالهوت الخاصة � �ف‬ ‫بي ي‬ ‫ي ي‬ ‫صندوق وعدت إىل تجارة البيع بالتقسيط‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫أبدا‪ .‬لم‬ ‫أن� لم أفقد المل ً‬ ‫الغريب ي‬ ‫ف‬ ‫َّ‬ ‫أبدا عن ُحلمي ي� التحرر من قيود‬ ‫أتخل ً‬ ‫اضطرابات القلق‪.‬‬ ‫ن‬ ‫يشارك� ُحلمي‪ .‬فإنّه‬ ‫اتضح يل أن هللا‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫لم يكن ً‬ ‫صح� الذهنية‪.‬‬ ‫مشكلة‬ ‫غافل عن‬ ‫ي‬

‫«رأَ ْت َع ْي َناكَ أَ ْع َض ِ ئ يا�‪َ ،‬وِ ف ي� ِسف ِْركَ ُك ُّل َها‬ ‫َ‬ ‫ك ُِت َب ْت يَ ْو َم تَ َص َّو َر ْت‪ِ ،‬إ ْذ ل َْم يَك ُْن َو ِاح ٌد‬ ‫ِم ْن َها»(مزمور ‪ .)16 :139‬عرف ب يأ� السماوي‬ ‫يوما ما‪ .‬ولكن ما لم أكن‬ ‫ما سأواجهه ً‬ ‫ن‬ ‫أعرفه آنذاك هو مدى قربه م�‪ ،‬وبأنه‬ ‫يمكن� ف� حينه أن أحافظ ي عىل ن‬ ‫كان ن‬ ‫إيما�‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ت‬ ‫وثق� به‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ترك للخدمة‪،‬‬ ‫بعد أقل من عام من ي‬ ‫قبلت منصب محرر ف ي� مؤسسة ريفيو آند‬ ‫ت ت‬ ‫ه�الد ش‬ ‫(ال�‬ ‫للن�‪ .‬وأفضيت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫لمحاور� ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ئيس� ي� العمل) بشأن‬ ‫ر‬ ‫ًا‬ ‫ق‬ ‫الح‬ ‫أصبحت‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫حال�‪ ،‬بما ف ي� ذلك تحديات السفر‪ .‬لن‬ ‫ي‬ ‫أبدا ر َّدها المفعم بالنعمة‪ ،‬قالت‪:‬‬ ‫أنىس ً‬ ‫مر‬ ‫عىل‬ ‫ا‬ ‫ئ‬ ‫شي‬ ‫تعلمت‬ ‫لقد‬ ‫اندي‪،‬‬ ‫«يا ر‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫ن‬ ‫الشخص يجعلك‬ ‫السن� وهو أن ألمك‬ ‫ي‬ ‫أك� حساسية تجاه رصاعات ي آ‬ ‫ث‬ ‫الخرين‬ ‫ف‬ ‫وإحساسا بتحدياتهم ي� الحياة‪ ».‬ثم‬ ‫ً‬ ‫ابتسمت وأضافت بالقول‪ ،‬ن‬ ‫«إ� ال أرى أية‬ ‫ي‬ ‫مشكلة ف ي� ذلك‪ ».‬وبعد سنوات تقدمت ف ي�‬ ‫العمل وشغلت منصبها كرئيس للتحرير‪.‬‬ ‫أرسخ تقليد التفهم‬ ‫جاهدا أن‬ ‫وحاولت‬ ‫ً‬ ‫وإظهار النعمة نحو ّ آ‬ ‫الخرين كتلك ت‬ ‫ال�‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ئيس� السابقة نحوي‪.‬‬ ‫أظهرتها ر ي‬ ‫مرت عدة سنوات‪ .‬كنت أحرز فيها‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫قدر� عىل قيادة السيارة‬ ‫ً‬ ‫تقدما طفيفًا ي� ي‬ ‫دائما‪ .‬ت‬ ‫اع�ف‬ ‫والسفر‪ ،‬لكن الرجاء كان رفيقًا ً‬ ‫ن‬ ‫بأن� مر ًارا كدت أن استسلم‪ ،‬ولكن الرب‬ ‫ي‬ ‫أخ�ا بسبب‬ ‫لم يسمح يل تبذلك‪ .‬ونجحت ي ً‬ ‫ومثابر�‪ .‬ومن الخطأ أال ت‬ ‫اع�ف‬ ‫إرصاري‬ ‫اود� ف� بعض أ‬ ‫بأن اليأس كان يير ن‬ ‫الحيان‪.‬‬ ‫ي ي‬ ‫الغريب أن االنتعاش [االنتصار عىل‬ ‫أخ�ا خالل‬ ‫اضطرابات القلق] قد حدث ي ً‬ ‫وقت مثل هذا‪.‬‬

‫وجز ‪٢٠٢1 / 3‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪11‬‬


‫عندما تعتقد أن أ‬ ‫الشياء تحدث‬ ‫ببطء شديد‪ ،‬يجدر بك أن‬ ‫تتذكَّر هذه الكلمات المليئة‬ ‫قدس‪:‬‬ ‫الم َّ‬ ‫الكتاب ف ُ‬ ‫بالرجاء ِمن ِ‬ ‫«ص َن َع ا ْلك َُّل َح َس ًنا ِ ي� َو ْق ِت ِه»‬ ‫َ‬ ‫ِ(سفر الجامعة ‪.)11 :3‬‬

‫الحل قريب‬ ‫ح� هذا الوقت كنت أعتقد أنه بإمكا�ن‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫إزالة المخاوف أو ببساطة التفك� �ف‬ ‫ي ي‬ ‫طريقة للخروج من حفرة اضطرابات القلق‪.‬‬ ‫ش‬ ‫�ء‬ ‫الحقيقة الصعبة هي فأنه لم ينجح ي‬ ‫معي‪ .‬لذلك قررت وأنا ي� ذروة اليأس‬ ‫نفس‪ .‬أعرف أنه كان‬ ‫االتصال بطبيب ي‬ ‫البد يل أن اتخذ تلك الخطوة من قبل‪.‬‬ ‫ذهبت للطبيب وبعد أن استمع بعناية إىل‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫عل‬ ‫قص�‪ ،‬بما ن ي� ذلك تاريخي ت ي‬ ‫ي‬ ‫الجي�‪ ،‬ر َّد ي َّ‬ ‫ال� كنت‬ ‫الدكتور واغ�‬ ‫ببعض الكلمات ي‬ ‫أ‬ ‫ث‬ ‫عاما‪« :‬أعتقد‬ ‫أتوق لسماعها لك� من ‪ً 20‬‬ ‫ن‬ ‫أن� أستطيع مساعدتك‪ ».‬وتضمن بروتوكول‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ش‬ ‫�ء كنت‬ ‫العالج‪:‬‬ ‫تناول الدوية ‪ -‬وهو ي‬ ‫ت‬ ‫النفس‬ ‫أقاومه منذ ف�ة طويلة؛ والعالج‬ ‫ي‬ ‫متدرب‪.‬‬ ‫نفس ّ‬ ‫عىل يد مستشار ي‬ ‫ت‬ ‫سيار� وحدي‬ ‫بعد ستة أشهر‪ ،‬قدت‬ ‫ي‬ ‫ميل من ن ز‬ ‫لمسافة ‪ً 65‬‬ ‫م� يل إىل مطار داالس‬ ‫الدول‪ .‬ثم ركبت طائرة متوجهة إىل‬ ‫ي‬ ‫أورالندو بوالية فلوريدا‪ .‬بعد قضاء عطلة‬ ‫نهاية أسبوع رائعة ف ي� والية الشمس ش‬ ‫الم�قة‬ ‫[إشارة إىل والية فلوريدا]‪ ،‬عدت إىل داالس‬ ‫ت ف‬ ‫و� طريق‬ ‫ودلفت خلف مقود‬ ‫ي‬ ‫سيار�‪ .‬ي‬ ‫ت‬ ‫عود� إىل ن ز‬ ‫الم�ل كنت أقود السيارة ببطء‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫بنفس‪.‬‬ ‫سيار�‬ ‫ألستمتع بفرحة نأ� أقود‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪12‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 3‬‬ ‫ُم َ‬

‫مناسبا‪،‬‬ ‫استخدم الرب‪ ،‬ف ي� الوقت الذي رآه‬ ‫ً‬ ‫ت‬ ‫نفسيا للمساعدة ف ي� ِّ‬ ‫مشكل�‪.‬‬ ‫حل‬ ‫طبيبا ًّ‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫إليك ش‬ ‫�ء يجب أن نتذكره حول‬ ‫ي‬ ‫المثابرة‪ :‬عىل الرغم من أننا قد نشعر‬ ‫أحيانًا بالرغبة ف ي� االستسالم‪ ،‬يجب أال‬ ‫أبدا أن «لدى أبينا السماوي آالف‬ ‫ننىس ً‬ ‫ت‬ ‫ال� ال نعرف عنها شي ًئا» لحل‬ ‫الطرق ي‬ ‫مشكالتنا‪ *.‬هناك مكان للعالج بالمواجهة‬ ‫والعديد من الحلول أ‬ ‫الخرى الضطرابات‬ ‫ف‬ ‫القلق‪ .‬لكن إذا لم أكن قد ثابرت ي� العالج‬ ‫الحباط الذي قد شعرت به‬ ‫عىل الرغم من إ‬ ‫أ‬ ‫ف� بعض أ‬ ‫الحيان‪ ،‬فربما كانت المور قد‬ ‫ي‬ ‫كث�ا‪ .‬بوجود هللا ف ي� الصورة‪ ،‬فإنه‬ ‫اختلفت ًي‬ ‫ح� ف� أحلك أ‬ ‫ت‬ ‫الوقات‪ ،‬يمكننا أن نجعل‬ ‫ي‬ ‫كلمات الكتاب المقدس هذه كلماتنا‪:‬‬ ‫ن‬ ‫� ِ ف� ك ُِّل ش َ� ٍء‪ِ ،‬لك ْن غ ي َْ� ُم َت َضاي ِق ي َن‬ ‫�‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫«مكْ َت ِئ ِب ي َ ي‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ين‪،‬‬ ‫ين‪ِ ،‬لك ْن غ ي ْ َ​َ� يَا ِئ ِس ي ن َ‬ ‫�‪ُ 9 .‬م ْض َط َه ِد َ‬ ‫ُم َت َح ي ِّ ِ� َ‬ ‫�‪ِ ،‬لك ْن غ ي ْ َ​َ�‬ ‫وح ي ن َ‬ ‫ِلك ْن غ ي ْ َ​َ� َم ت ْ ُ� ِوك ي ن َ‬ ‫�‪َ .‬مط ُْر ِ‬ ‫�» (‪2‬كورنثوس ‪ .)9 ،8 :4‬هل أتم�ن‬ ‫َها ِل ِك ي ن َ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫أن يكون هللا قد «أصلح المور» ي� وقت‬ ‫مبكّر؟» ال‪ ،‬أنا ال ن‬ ‫أتم� ذلك‪ .‬أنا عىل ي ن‬ ‫يق�‬ ‫أ‬ ‫من أن طرق الرب ومواعيده هي الفضل‪.‬‬ ‫ن‬ ‫أعا� من اضطرابات القلق‬ ‫أ عندما فكنت ت ي‬ ‫حيا�‪ ،‬كان هناك برنامج‬ ‫لول نمرة ي� ي‬ ‫(وأخ�ا جاء‬ ‫تلفزيو�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أمريك يسمى ي ً‬

‫برونسون)‪ .‬كان برونسون يقود دراجته‬ ‫البخارية ويسافر من بلد لبلد لمتعة‬ ‫ف‬ ‫و� بداية كل حلقة كان يوقف‬ ‫السفر‪ .‬ف ي‬ ‫دراجته ي� إشارة المرور بجوار عربة بها‬ ‫الرهاق‪ .‬ومن‬ ‫راكب يبدو عليه عالمات إ‬ ‫خالل النافذة الجانبية كان الرجل ينظر‬ ‫بحزن إىل الدراجة النارية ثم إىل راكبها‬ ‫ثم يقول بل�ونسون‪« :‬يا رجل‪ ،‬كم ن‬ ‫أتم�‬ ‫لو كنت مكانك»‪ .‬كل أسبوع كان برونسون‬ ‫ينظر بتعاطف إىل الرجل ويرد‪« :‬حس ًنا‪،‬‬ ‫يتغ� ضوء إشارة المرور‪،‬‬ ‫اص�‪ ».‬ثم ي‬ ‫ب‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫الرجل� ي� طريقهما‪.‬‬ ‫ويذهب كال‬ ‫ي‬ ‫«اص�» هي طريقة أ‬ ‫المس لقول‬ ‫ب‬ ‫«ثابر»‪ .‬فعندما يكون هللا بجانبك‪،‬‬ ‫ستنجح‪.‬‬ ‫*إلن ج‪ .‬هوايت‪ ،‬أبونا السماوي يهتم‪ ،‬صفحة ‪.76‬‬

‫راندي فيشل محرر سابق لمجلة‬ ‫«‪ .»Guide‬وقد كتب عن تجاربه‬ ‫مع اضطرابات القلق ف ي� مجلة‬ ‫«‪ ،»Anxious Kind of Mind‬المتاحة‬ ‫ف ي� ‪ adventistbookcenter.com‬و‬ ‫‪ .amazon.com‬راندي عضو ف ي� التحالف‬ ‫الوط� أ‬ ‫ن‬ ‫للمراض العقلية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫‪Photo: Marek Piwnicki‬‬


‫النبوة‬ ‫ُروح َّ‬

‫ال تيأسوا ِمن �ش َ ي ْ ٍء؛ ِل َيكُن‬ ‫ف‬ ‫�ش‬ ‫َلكُم َر َجاء ي� ك ُِّل َ ي ْ ٍء‪.‬‬

‫ما قالته إلن هوايت‬ ‫المثابرة‬ ‫عن ُ‬

‫الصالة ش� ًطا الستجابتها‪ ،‬فقد‬ ‫«جعل هللا ُ‬ ‫المثابرة عىل َّ‬ ‫أمرنا أن نصل بال انقطاع لك نتقوى ف� اليمان ونتقدم �ف‬ ‫ي َّ ي إ‬ ‫َّ ي‬ ‫ي‬ ‫الصالة›‪ ،‬وأن نسهر ‹فيها‬ ‫‹عىل‬ ‫نواظب‬ ‫أن‬ ‫فأمر‬ ‫االختبار‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫بالشكر› »‬ ‫ّ‬ ‫(طريق الحياة‪ ،‬صفحة ‪.)89‬‬

‫أن تكون عندهم الشجاعة والنشاط والمثابرة‬ ‫«وينبغي ْ‬ ‫الالزمة لهم‪ .‬ومع أن طريقهم تكتنفه صعوبات يبدو‬ ‫مستحيل فعليهم بنعمته أن يتقدموا‪ً .‬‬ ‫ً‬ ‫وبدل من‬ ‫تخطيها‬ ‫أن يحزنوا أو ينوحوا لوجود الصعوبات فإنَّهم مدعوون‬ ‫ْ‬ ‫للتغ ُّلب عليها‪ .‬عليهم أال ييأسوا من ش�ء‪ ،‬بل أن يرجوا �ف‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫�ء‪».‬‬ ‫كل ي‬ ‫(مشتهى أ‬ ‫الجيال‪ ،‬صفحة ‪.)669‬‬

‫«إن الحياة المسيحية هي ث‬ ‫كث�ون‏‪.‬‏ فهي‬ ‫ّ‬ ‫يعت�ها ي‬ ‫مما ب‬ ‫أك� َّ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫والرفق‏‪.‬‏‬ ‫ال ّ‬ ‫تتكون ي� جملتها من ا ُّللطف َّ‬ ‫والص ب� والوداعة ِّ‬ ‫إن هذه الفضائل جوهريّة‏‪،‬‏ ولكن توجد حاجة‬ ‫نعم ّ‬ ‫والمثابرة‏‪.‬‏ والطريق‬ ‫والنشاط‬ ‫ة‬ ‫والقو‬ ‫الشجاعة‬ ‫إىل‬ ‫أيضا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫الذي يَخْ َت َّ‬ ‫ضيق وينطوي عىل إنكار‬ ‫طهُ المسيح هو‬ ‫طريق ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫والس� فيه ي� وسط‬ ‫الذات ‏‪ .‬فالدخول ي� ذلك الطريق‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫والمفشالت يتط ّلب رجال يغ�‬ ‫الصعوبات‬ ‫مستضعف�‪».‬‬ ‫ّ‬ ‫ي‬

‫«االستقامة والثبات والمثابرة هي صفات يجب عىل‬ ‫أ‬ ‫تزود َمن يملكها‬ ‫الجميع السعي بجدية إىل صقلها؛ لنها ِّ‬ ‫الخ� ‪ ،‬وقويًا‬ ‫بقوة ال تقاوم ‪ -‬قوة تجعله‬ ‫متحم ًسا لفعل ي‬ ‫ِّ‬ ‫لمقاومة ش‬ ‫لتحمل الشدائد‪».‬‬ ‫ال�‪ ،‬وقويًا ُّ‬ ‫الرب ٍآت‪ ،‬صفحة ‪.)223‬‬ ‫(مارانثا‪ُّ ،‬‬

‫ف‬ ‫درسا يع ِّل ْمكَ‬ ‫«يا إديسون‪ ،‬فليكن لك ي� ِمثال مثابرة ال َّنملة ً‬ ‫الص� والمثابرة‪ .‬بدون مثابرة يمكنك القيام بألف ش‬ ‫م�وع‬ ‫ب‬ ‫وال تحقق أي نجاح ف‬ ‫كرس كل طاقات عقلك‬ ‫منها‪.‬‬ ‫أي‬ ‫�‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬ ‫عىل العمل الذي أنت ُمنخرط فيه‪ .‬ال تدع أي ش‬ ‫�ء يدفعك‬ ‫ي‬ ‫خل‪».‬‬ ‫إىل التسليم وال َّت ّ ي‬ ‫رسالة رقم ‪ ،1879 ،19‬كتبتها إلن هوايت البنها إديسون‪.‬‬

‫يقوي شب�يَّته‬ ‫«أدرك‬ ‫تجسده] أنَّه يجب ْ‬ ‫ُ‬ ‫أن ِّ‬ ‫المسيح [عند ّ‬ ‫ش‬ ‫ولك يكون نعمة للب� ‪ ،‬يجب عليه أن يتواصل‬ ‫بالصالة‪ .‬ي‬ ‫مع هللا‪ ،‬طال ًبا القدرة والمثابرة والصمود‪ .‬وهكذا أظهر‬ ‫لتالميذه أين تكمن قوته‪ .‬فبدون هذه ش‬ ‫ال�كة اليومية مع‬ ‫هللا‪ ،‬ال يمكن ألي إنسان أن يحصل عىل القوة للخدمة»‪.‬‬ ‫(نصائح ألولياء أ‬ ‫المور والمعل ي ن‬ ‫َّ‬ ‫ِّم�‬ ‫والطلب‪ ،‬صفحة ‪.)323‬‬

‫يؤمن أ‬ ‫أن إلن ج‪ .‬هوايت (‪ 1827‬ــ ‪)1915‬‬ ‫الدفنتست‬ ‫السبتيون َّ‬ ‫ُّ‬ ‫مدة تجاوزت الـ‬ ‫النبوة الكتابية خالل َّ‬ ‫قد مارست موهبة َّ‬ ‫العلنية‪ .‬هذه االقتباسات مأخوذة من‬ ‫‪ 70‬سنة ِمن الخدمة‬ ‫َّ‬ ‫متنوعة ِمن أعمالها المنشورة‪.‬‬ ‫مجموعة ِّ‬

‫(خدمة الشفاء‪ ،‬صفحة ‪.)396‬‬

‫وجز ‪٢٠٢1 / 3‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪13‬‬


‫تأمالت روح َّية‬ ‫ُّ‬

‫َ‬ ‫منعزل أ ْم‬ ‫وحيد؟‬

‫مسك‬ ‫تع َّلم ال َّت ُّ‬ ‫باهلل الذي يحبنا‬

‫يوما ن ز‬ ‫بالم�ل‪ .‬ال توجد‬ ‫لقد قضيت ‪ً 23‬‬ ‫بف�وس كورونا‪ ،‬ولكن‬ ‫عالمات عىل إ‬ ‫الصابة ي‬ ‫هناك عالمات عىل الشعور بالوحدة‪ .‬هذا‬ ‫ما ن‬ ‫الكث�ون خالل هذا الوباء‪ .‬ما‬ ‫عا� منه ي‬ ‫الذي يجب أن نتمسك به؟ ما الذي يجب‬ ‫أن نتجاهله ف ي� ظل هذه الظروف؟‬

‫نيسان (أبريل)‪2020 ،‬‬ ‫لقد مرت عدة أسابيع منذ أن انقلبت‬ ‫ت‬ ‫حيا� االجتماعية ر ًأسا عىل عقب‪ .‬وذلك‬ ‫ي‬ ‫والضطرار‬ ‫بسبب إغالق المؤسسات إ‬ ‫للعمل من ن ز‬ ‫الم�ل والقيود والعزلة خالل‬ ‫أ‬ ‫السابيع الماضية‪ .‬كنت أخرج مرة واحدة‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫فقط ي� السبوع شل�اء البقالة برسعة‬ ‫إن معظم‬ ‫شديدة وبدون مقابلة أحد‪ .‬بل َّ‬ ‫سوق‪ .‬وبقدر‬ ‫إل أثناء ال َّت ّ‬ ‫الناس لم ينظروا ي َّ‬ ‫ما قد تكون مكالمات الفيديو مفيدة‪ ،‬ال‬ ‫أبدا استبدال التواصل البرصي أو‬ ‫يمكنها ً‬ ‫الشعور باللمسة البدنية‪ .‬وتبدأ أفكار أعمق‬ ‫تطفو عىل السطح‪ :‬من هم أ‬ ‫الشخاص‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫أتمسك به ف ي�‬ ‫الذي‬ ‫قل�؟ ما‬ ‫َّ‬ ‫العزاء عىل ب ي‬ ‫‪14‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 3‬‬ ‫ُم َ‬

‫ن‬ ‫غدا؟‬ ‫الحياة؟ لماذا أنا وحيد؟ ماذا‬ ‫ينتظر� ً‬ ‫ي‬ ‫أين أجد القوة لمواجهة اليوم الجديد؟‬ ‫عل أن أفعل بمفردي طوال الوقت؟‬ ‫ماذا‬ ‫لقد ي َّقمت بتدوين هذه السطور �ف‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫دف� الصالة الخاص ب ي�‪ .‬أل ن ي� كشابة تأثرت‬ ‫أ‬ ‫مشاعري بالحداث المصاحبة لتجنب‬ ‫يف�وس كورونا‪ً .‬‬ ‫وبدل من تجاهل هذه‬ ‫المشاعر حاولت إمعان النظر‪ .‬كيف‬ ‫تس� أ‬ ‫المور؟ ليس عىل ما يرام‪ .‬أفتقد‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫التواجد مع الصدقاء والتحدث إىل الزمالء‬ ‫والزميالت‪.‬‬ ‫يذكر الكتاب المقدس أنه ليس من‬ ‫الجيد أن يكون االنسان وحده (تكوين‬ ‫‪ ،)2:18‬بمجرد أن نكون وحدنا ندرك مدى‬ ‫آ‬ ‫معا‬ ‫صحة هذه الية‪ .‬لقد ُخلقنا لنكون ً‬ ‫ولتكون لنا عالقات وتعامالت مع بعضنا‬ ‫بعضا‪ ،‬فنحن بحاجة لبعضنا البعض‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و� مثل هذه أ‬ ‫ف‬ ‫الزمة يزيد الشعور بهذا‬ ‫ي‬ ‫االحتياج‪.‬‬

‫منذ قديم الزمان‬ ‫ف‬ ‫أتذكر قصة قديمة ي� الكتاب المقدس‬ ‫ومؤثرا للغاية‪ .‬لم يكن‬ ‫ناجحا‬ ‫عن رجل كان ً‬ ‫ً‬ ‫ش‬ ‫ً‬ ‫ثريًا فحسب‪ ،‬بل كان رجل �يفًا يتقي‬ ‫مستقيما‪ .‬كان ً‬ ‫رجل يتسم‬ ‫دائما‪ ،‬وكان‬ ‫هللا ً‬ ‫امة‪ .‬فجأة‪ ،‬تغ�ت ً أ‬ ‫الحوال‪ :‬فقد‬ ‫بالكر‬ ‫ي َّ‬ ‫ُسقت ماشيته أو هلكت بسبب الكوارث‬ ‫الطبيعية‪ ،‬ومات جميع أبنائه وبناته‪ .‬ف ي�‬ ‫غضون أيام فقد كل ما كان يحبه‪ .‬وكأن‬ ‫أيضا‬ ‫كافيا‪ ،‬فقد أُصيب ً‬ ‫هذا لم يكن ًّ‬ ‫بمرض مؤلم‪ .‬لم تستطع زوجته احتمال‬ ‫كل هذا‪ .‬فقالت لزوجها أن يلعن هللا‬ ‫ويموت‪.‬‬ ‫كيف كان أيوب يتعامل مع هذه‬ ‫الصعوبات؟ «أَ َّما أَنَا َفق َْد َع ِل ْم ُت أَ َّن َو ِل ي ِّ ي�‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ُوم» (أيوب‬ ‫َح ٌّي‪َ ،‬وال ِخ َر َع َل ال َ ْر ِض يَق ُ‬ ‫‪ .)25 :19‬من أين أتت ثقته؟ ما الذي منحه‬ ‫القوة ليبقى أمي ًنا ويعيش إيمانه ف ي� ظل‬ ‫هذه الظروف؟‬ ‫يعت� أيوب قدوة عظيمة‪ .‬كان يعرف‬ ‫ب‬ ‫«ها نَ ْح ُن‬ ‫كيف يتعامل مع المعاناة‪َ .‬‬ ‫‪Photo: Alex Green‬‬


‫وب‬ ‫الص ِاب ِر َ‬ ‫نُط َِّو ُب َّ‬ ‫ين‪ .‬ق َْد أ َس ِم ْع ُت ْم ِب َص ب ْ ِ� أَيُّ َ‬ ‫َ‬ ‫ةَ‬ ‫الر ْح َم ِة‬ ‫الر َّب ك َِث ي ُ� َّ‬ ‫الر ِّب‪ .‬ل َّن َّ‬ ‫َو َرأَيْ ُت ْم َع ِاق َب َّ‬ ‫َو َر ٌ‬ ‫ؤُوف» (يعقوب ‪.)11 :5‬‬

‫المثابرة‬ ‫ُ‬ ‫عندما ال يكون هناك حل سهل‪ ،‬نحتاج‬ ‫بالص�‬ ‫الص�‪ .‬كان عىل أيوب أن يتحىل‬ ‫ب‬ ‫إىل ب‬ ‫ليخت� نهاية قصته‪ .‬لقد منحه إيمانه باهلل‬ ‫ب‬ ‫القوة عىل االحتمال‪ .‬كان يرجو أن تنتهي‬ ‫مأساته عىل ما يرام ألنه كان يعرف َبمن‬ ‫كان يؤمن‪ .‬وعرف أن هللا َر ِح ٌيم َو َر ٌ‬ ‫ؤُوف‪.‬‬ ‫َمن هو هللا حقًا؟‬ ‫مسلما به‪.‬‬ ‫لم يأخذ أيوب ثروته كأمر ً‬ ‫«الر ُّب أَ ْعطَى‬ ‫لقد ب‬ ‫اعت�ها بَ َركَةً من فوق‪َّ :‬‬ ‫الر ُّب أَ َخذَ » (أيوب ‪.)21 :1‬‬ ‫َو َّ‬ ‫هل نحمد هللا عىل دخلنا‪ ،‬أو ممتلكاتنا‪،‬‬ ‫ت‬ ‫يأ� البعض إىل‬ ‫أو أصدقائنا أو عائلتنا؟ ي‬ ‫هللا فقط عند ظهور المشاكل‪ .‬أما إيمان‬ ‫ش‬ ‫�ء‬ ‫أيوب باهلل فقد بدأ عندما كان كل ي‬ ‫قريبا من‬ ‫ي‬ ‫يس� عىل ما يرام‪ .‬كان بالفعل ً‬ ‫هللا وعاش حياة صالحة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فكل‬ ‫عزز عالقته باهلل‪،‬‬ ‫أما تعرض فله من ألم قد َّ‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫لنه أعلن ي� النهاية‪«ِ :‬ب َس ْم ِع الذ ُِن ق َْد‬ ‫سمعت عنكَ ‪ ،‬و آ‬ ‫ال َن َرأَتْكَ َع ْي ِ ن ي�»(أيوب ‪:42‬‬ ‫َِ ْ ُ َْ َ‬ ‫أ‬ ‫‪ .)5‬لقد أعلن هللا نفسه من جديد ليوب‬ ‫من خالل هذه التجربة‪.‬‬

‫ت‬ ‫بقو�‪ ،‬بل من هللا‬ ‫ليس ي‬ ‫اخت� أيوب قوة هللا بعدما َفق َ​َد كل‬ ‫ب‬ ‫ش‬ ‫�ء‪ .‬ومثل أيوب‪ ،‬عندما ال نستطيع‬ ‫ي‬ ‫أن نجد القوة بداخلنا‪ ،‬فحينئذ يمكننا‬ ‫نخت� قوة هللا الخارقة للطبيعة‪ .‬ف ي�‬ ‫أن ب‬ ‫ت‬ ‫‪2‬كورنثوس ‪ 9 :12‬قيل لنا‪« :‬تَك ِْفيكَ ِن ْع َم ِ ي�‪،‬‬ ‫أ‬ ‫إن معاناتنا‬ ‫ل َ َّن ق َُّوِ ت ي� ِ ف ي� َّ‬ ‫الض ْع ِف تُك َْم ُل»‪َّ .‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ومشاكلنا هي فُرص هلل لن يملنا بنعمته‪.‬‬ ‫عندما نقبل قوة هللا ونطالب بها‪ ،‬فإنها‬ ‫تقوى قلوبنا‪ .‬حاشا هلل أن يمرض أو يتعب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إنّه هو نفسه كما كان منذ أيام أيوب‪.‬‬ ‫الختام‬ ‫لقد َّ‬ ‫شكل هذا الوباء العديد من‬ ‫التحديات فيما يتعلق بالعالقات‪ ،‬لكن‬ ‫ن‬ ‫أيضا فرصة عظيمة‬ ‫ّم� أنها ً‬ ‫أيوب يعل ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن� بحاجة إليه‪.‬‬ ‫لتعميق‬ ‫عالق� مع هللا‪ ،‬ل ي‬ ‫ي‬ ‫هللا يفهم شعوري بالوحدة‪« .‬يا لها من‬

‫تع ِّل ن‬ ‫م� لحظات الوحدة‬ ‫ي‬ ‫أك�‬ ‫ْ‬ ‫أن أشعر بعمق ب‬ ‫ت‬ ‫بمدى‬ ‫حاج�‪.‬‬ ‫ي‬ ‫فكرة رائعة أن الرب يسوع يعرف كل ش�ء عن آ‬ ‫الالم‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫اخت� ضيقاتنا وتألم بآالمنا‬ ‫ال� نحملها‪ .‬فقد ب‬ ‫والمآس ي‬ ‫ي‬ ‫‪ ...‬فيسوع يتأثر بمشاعر ضعفنا‪*».‬‬ ‫فكرة أن يسوع ض‬ ‫ق� وق ًتا وحده للتحدث إىل أبيه‬ ‫ن‬ ‫تشعر� باالرتياح‪ .‬سعى يسوع إىل‬ ‫السماوي فكرة‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫قادرا عىل‬ ‫أن يكون منفر ًدا [لف�ة من اليوم] ليكون ً‬ ‫قواه ومكّ نه‬ ‫التعامل مع آآالمه‪ .‬هذا الوقت من االنفراد ّ‬ ‫من خدمة الخرين‪ .‬إن االنفراد حالة تختلف عن‬ ‫الشعور بالوحدة‪ .‬تركز الوحدة عىل ما تفتقده‪ ،‬بينما‬ ‫يعمل االنفراد كإطار للقيام أ‬ ‫ت‬ ‫تجرب�‬ ‫بالمور بمفردك‪.‬‬ ‫ي‬ ‫هي أن الوحدة ش‬ ‫تتال� عندما أقبل أن أكون وحدي‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ظرو�‪.‬‬ ‫إنها خطوة حاسمة الستعادة السيطرة عىل‬ ‫ي‬ ‫لقد تعلمت وما زلت أتعلم أن تف�ات انفرادي‬ ‫ن‬ ‫تعلم� بشكل أعمق مدى احتياجي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫احتياجا� حسب غناه ي� المجد‬ ‫هللا سوف يمل كل‬ ‫ي‬ ‫(فيل� ‪.)19 :4‬‬ ‫ب‬ ‫ي ن‬ ‫أيضا أن الوقت قد حان لوضع‬ ‫علم� عام ‪ً 2020‬‬ ‫ي‬ ‫أهداف جديدة صديقة للمجتمع‪ ،‬مثل إنشاء روابط‬ ‫جديدة‪ ،‬واختيار «البقاء عىل اتصال» ً‬ ‫بدل من العزلة‪،‬‬ ‫عالقا� آ‬ ‫ت‬ ‫بالخرين بالوسائل المتاحة‪ .‬لنسأل‬ ‫وتعزيز‬ ‫ي‬ ‫«من يحتاج إىل المساعدة؟ من الذي يحتاج‬ ‫أنفسنا َ‬ ‫أ‬ ‫إىل االهتمام؟» لذا ِفمن الفضل العثور عىل طريقة‬ ‫للتعامل مع هذه أ‬ ‫الزمة ً‬ ‫بدل من أن نرجو ف ي� اختفاء‬ ‫يف�وس كورونا بطريقة معجزية‪.‬‬ ‫ت‬ ‫سيأ� وقت سنستمتع فيه شب�كة بدون قيود مع‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫جدا‪.‬‬ ‫بعضنا ً‬ ‫رسيعا ًّ‬ ‫بعضا‪ .‬كم أتم� أن يكون ذلك ً‬ ‫َ‬ ‫يح‬ ‫«آم ي ن َ‬ ‫ِ‬ ‫�‪ .‬تَ َع َال أيُّ َها َّ‬ ‫الر ُّب يَ ُسو ُع‪ِ .‬ن ْع َمةُ َربِّ َنا يَ ُسو َع ال َْم ِس ِ‬ ‫ن‬ ‫�»(رؤيا ‪ 20 :22‬و‪.)21‬‬ ‫َم َع َج ِم ِيعك ُْم‪ِ .‬آم ي َ‬ ‫*إلن ج‪ .‬هوايت – رسائل مختارة‪ ،‬مجلد ‪ ،2‬صفحة ‪.237‬‬

‫شاينا ت‬ ‫س�يمبو تعمل رئيسة لقسم الشبيبة ف ي� اتحاد‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫الكنائس ي� النمسا وتعيش ي� فيينا‪ ،‬بالنمسا‪.‬‬

‫ش‬ ‫النا�‬ ‫مجلة "عالم الأدفنتست" أهي مجلة دورية‬ ‫ين‬ ‫السبتي�‪.‬‬ ‫عالمية من إصدار كنيسة الدفنتست‬ ‫ش‬ ‫النا�ون‪ :‬المجمع أالعام‪ ،‬وقسم شمال آسيا‬ ‫ين‬ ‫السبتي�‪.‬‬ ‫والمحيط الهادئ للدفنتست‬ ‫المحرر التنفيذي ورئيس خدمات أ‬ ‫"الدفنتست‬ ‫ريفيو"‬ ‫بيل نوت‬ ‫رئيس ش‬ ‫الدول‬ ‫الن�‬ ‫يّ‬ ‫هونغ‪ ،‬ميونغ كوان‬ ‫لجنة تنسيق "عالم أ‬ ‫الدفنتست"‬ ‫نز‬ ‫تومبكي�؛ هونغ‬ ‫س يونغ كيم‪ ،‬الرئيس؛ جويل‬ ‫ي‬ ‫ميونغ كوان؛ هان‪ ،‬سوك هي؛ ليو‪ ،‬دونغ ي ن‬ ‫ج�‬ ‫المحررون المشاركون‪/‬المديرون‪ ،‬خدمات‬ ‫أ‬ ‫الدفنت ريفيو‬ ‫اليل ي ز‬ ‫ج�الد كلينجبيل‪ ،‬كريغ سكوت‬ ‫س�ر‪ ،‬ي‬ ‫ف‬ ‫س�نغ‪ ،‬ماريالند‬ ‫المحررون ي� سلفر ب‬ ‫بالكم�‪ ،‬ويلونا كاريمبادي‪،‬إينو مولر‪،‬‬ ‫ساندرا‬ ‫ي‬ ‫يز‬ ‫رودريغ�‬ ‫ديكسيل‬ ‫المحررون ف ي� سيول‪ ،‬كوريا‬ ‫هونغ ميونغ كوان؛ بارك جي مان؛ كيم‪،‬‬ ‫هيو‪-‬جون‬ ‫مدير المنصات الرقمية‬ ‫غابرييل بيغل‬ ‫مدير العمليات‬ ‫يم�ل بوارييه‬ ‫نسق تقييم التحرير‬ ‫ُم‬ ‫ِّ ي ن‬ ‫مارف� ثورب‪-‬بابتيست‬ ‫ال ْجمال‪/‬استشاريون‬ ‫محررون ِب َو ْج ِه إ‬ ‫نك‬ ‫فنل‪ ،‬جون م‪ .‬فولر‪ ،‬إي إدوارد ز ي‬ ‫مارك أ‪ .‬ي‬ ‫المال‬ ‫المدير ي‬ ‫كم� يل براون‬ ‫ب‬ ‫منسق التوزيع‬ ‫ِّ‬ ‫شارون تينيسون‬ ‫الدارة‬ ‫مجلس إ‬ ‫س يونغ كيم‪ ،‬الرئيس؛ بيل نوت‪ ،‬السكر يت�؛‬ ‫ي‬ ‫هونغ‪ ،‬ميونغ كوان؛ كارنيك ت ز‬ ‫دوكم�يان؛ سوك‬ ‫ج�الد أ‪ .‬كلينجبيل؛ جويل‬ ‫هي هان؛ يوتاكا إنادا؛ ي‬ ‫نز‬ ‫تومبكي�؛ راي والن؛ بحكم المنصب‪ :‬خوان‬ ‫س ويلسون‬ ‫بريستول بوزن؛ ج‪ .‬ت‪ .‬نغ؛ تيد ن‪ .‬ي‬ ‫ن‬ ‫الف� والتصميم‬ ‫إ‬ ‫الخراج ي‬ ‫‪Types & Symbols‬‬ ‫ترجمة‬ ‫نانس ناجي‬ ‫ي‬ ‫مراجعة‬ ‫شأ�ف فوزي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� ترغبون‬ ‫فللكُ َّتاب‪ :‬نرحب بالنصوص الصلية ي‬ ‫التخل عنها‪ .‬يرجى إرسال جميع المراسالت‬ ‫ي�‬ ‫ي‬ ‫التحريرية إىل‪:‬‬ ‫‪Old Columbia Pike, Silver Spring, 12501‬‬ ‫‪MD 20904-6600, U.S.A. Editorial office Fax‬‬ ‫‪number:(301) 680-6638‬‬ ‫ت ن‬ ‫و�‪:‬‬ ‫بال�يد إاللك� ي‬ ‫‪worldeditor@gc.adventist.org‬‬ ‫ت ن‬ ‫و�‪:‬‬ ‫الموقع إاللك� ي‬ ‫‪www.adventistworld.org‬‬ ‫ش‬ ‫تن� مجلة "موجز عالم‬ ‫أ‬ ‫الدفنتست" كل ربع سنة‪.‬‬

‫‪2021, № 3‬‬

‫وجز ‪٢٠٢1 / 3‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪15‬‬


‫أصوات أ‬ ‫اللفية‬

‫ف‬ ‫ق�‬ ‫«لقد كان يومي ي� العمل مرهقًا للغاية‪ .‬من فضلك ش ِّ‬ ‫ل آ‬ ‫الن خمس حبات من البطاطس يك أطبخ الليلة‪ ».‬تلفظت‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫زوج� بهذه الكلمات وهي تدخل من الباب وقد توجهت‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫نفس وأنا أغلق الستائر‪،‬‬ ‫مبا�ة إىل غرفة أالنوم‪ .‬تمتمت ي� ي‬ ‫ت‬ ‫ال� تعلن عن غروب الشمس‬ ‫ال�‬ ‫وبالكاد أالحظ اللوان ب‬ ‫تقالية ي‬ ‫فوق أفق ناطحات السحاب ف‬ ‫و�‪.‬‬ ‫ن�‬ ‫�‬ ‫ي ي بي‬ ‫أال تعرف ن ف‬ ‫ش‬ ‫حاسو�‬ ‫�ء ما عىل‬ ‫يب‬ ‫أن� ي� منتصف كتابة ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أيضا منهك‬ ‫المحمول وأنها‬ ‫تقاطع�؟ عالوة عىل ذلك‪ ،‬أنا ً‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫من يوم متعب � العمل! أال تستطيع هي‪ً ،‬‬ ‫بدل من ذلك‪،‬‬ ‫تخدم� [أي يأن تعد ل الطعام]؟ أنا ال أشعر بالرغبة �ف‬ ‫ن‬ ‫أن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫خدمتها [أي إعداد الطعام لها] الليلة‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫أن� وصلت إىل ت‬ ‫ن‬ ‫بإمكا� أن أعبس وأضج‬ ‫مف�ق طرق‪ .‬كان‬ ‫ي‬ ‫ي� تلك اللحظة علمت ي‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫بصف� زوج ت ز‬ ‫ً‬ ‫م�وج حدي ًثا يعمل بدوام كامل‪ ،‬لم أقم‬ ‫أن�‪،‬‬ ‫ي‬ ‫مجادل حول كيف ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫بالتسجيل لوظيفة مسائية إضافية ي� المطبخ‪ .‬هل هذا هو حقًا ما يُف�ض للزواج‬ ‫يمكن� كَبت ب ئ‬ ‫بدل من ذلك ن‬ ‫أن يكون عليه؟ ً‬ ‫الرجول» والدخول إىل المطبخ‬ ‫ي ْ‬ ‫«ك� ي‬ ‫يا� أ ي‬ ‫أ‬ ‫وتقش� حبات البطاطس الخمس بفرح‪ .‬فعىل كل الحوال‪ ،‬لن يتطلب المر سوى‬ ‫ي‬ ‫حاسو� المحمول‪.‬‬ ‫عن‬ ‫ا‬ ‫بعيد‬ ‫فقط‬ ‫دقائق‬ ‫بضع‬ ‫ً‬ ‫بي‬ ‫ف� تلك اللحظة سمعت ذلك الصوت الخافت يشد عىل أوتار قل�‪ ،‬ويذكر�ن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بي‬ ‫ال� كنت قد قرأتها أثناء ت‬ ‫ببعض المقاطع ت‬ ‫خلو� الروحية ف ي� وقت سابق من ذلك‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫السبوع‪.‬‬ ‫ف‬ ‫’أغا�‪ ،‬أي‬ ‫َ‬ ‫«م ْن يُ ِح ُّب ْام َرأَتَ ُه يُ ِح ُّب نَف َْس ُه‪َ ....‬فل ُْي ِح َّب ي[� اللغة اليونانية‪ :‬الكلمة ب ي‬ ‫تش� إىل المحبة يغ� ش‬ ‫الم�وطة] ك ُُّل َو ِاح ٍد ْام َرأَتَ ُه هكَذَ ا َك َنف ِْس ِه‪َ ،‬وأَ َّما ال َْم ْرأَ ُة‬ ‫محبة‘‬ ‫ي‬ ‫َف ْل َت َه ْب َر ُج َل َها» (أفسس ‪)33-28 :5‬‬ ‫‪....‬وال َ تَ ْطل ُ​ُب َما ِل َنف ِْس َها‪َ ،‬وال َ تَ ْح َت ُّد» (‪١‬كورنثوس ‪.)٥ ،٤ :١٣‬‬ ‫«ال َْم َح َّبةُ تَ َتأَ ن َّ� َوتَ ْرف ُ​ُق َ‬ ‫ن‬ ‫يسامح� عىل إضمار هذه‬ ‫فجأة شعرت بالذنب وبدأت أطلب من الرب أن‬ ‫ي‬ ‫الفكار أ‬ ‫أ‬ ‫عل‬ ‫النانية‪ .‬كان صوت الروح القدس‬ ‫واضحا ً‬ ‫ً‬ ‫تماما فيما يتعلق بما يجب ي ّ‬ ‫‪16‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 3‬‬ ‫ُم َ‬

‫’أغا�‘‪ ،‬أي‬ ‫القيام به‪ .‬يجب أن أحبها [محبة ب ي‬ ‫محبة يغ� ش‬ ‫م�وطة]‪.‬‬ ‫ت‬ ‫لم يكن هذا مجرد اق�اح‪ .‬ال يوجد خيار‬ ‫قابل للمفاوضات؛ ال مساومات‪ ،‬وال ش�وط‪.‬‬ ‫ألن هذه المحبة يغ� ش‬ ‫الم�وطة هي وصية من‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م� أن أعكس طبيعته‬ ‫هللا نفسه‪ ،‬لنه يطلب ي‬ ‫والمحبة الشبيهة بمحبة المسيح‬ ‫[الم ِح َّبة]‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ال� كان يتوقع هللا نم� أن أظهرها نحو زوج�ت‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫كانت محبة يف�ض ب ي� إظهارها بغض النظر عن‬ ‫مشاعري ف ي� ذلك الوقت‪ .‬فعىل كل حال‪ ،‬أال‬ ‫أستيقظ للذهاب إىل العمل كل يوم ي ن‬ ‫اثن� سواء‬ ‫شعرت ت ف‬ ‫فإن‬ ‫برغب� ي� ذلك أَم ال؟ وبالمثل‪َّ ،‬‬ ‫ي‬ ‫المسيح لم يُظهر محبته يل فقط عندما شعر‬ ‫بذلك‪ .‬ف ي� الواقع‪ ،‬لقد فعل ذلك عندما كنا أقل‬ ‫استحقاقًا لمحبته‪« ،‬ونحن بعد خطاة» (رومية‬ ‫‪.)8 :5‬‬ ‫ف ي� وقت الحق من تلك الليلة جلست ألتناول‬ ‫ت‬ ‫ال� قدمتها يل‬ ‫البطاطس المقلية‬ ‫اللذيذة ي‬ ‫ت‬ ‫زوج� وأنا أرى بريقًا ف ي� عينيها‪ .‬قالت يل‬ ‫ي‬ ‫باح�ام بينما كنت استمتع ث‬ ‫ت‬ ‫أك� بالطعام‬ ‫تقش�‬ ‫اللذيذ الموضوع أمامي‪:‬‬ ‫«شكرا لك عىل ي‬ ‫ً‬ ‫ح� لها ت‬ ‫باح�امها يل‪.‬‬ ‫البطاطس»‪ .‬لقد قُوبل ب ي‬ ‫ث‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫تماما‬ ‫باالح�ام‬ ‫هذا الشعور‬ ‫جعل� أحبها أك�‪ً ،‬‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫كما أشار بولس ي� نصيحته (أفسس ‪.)33-28 :5‬‬ ‫ف ي� تلك اللحظة أردت أن أقفز إىل المطبخ‬ ‫لتقش� المزيد من البطاطس ‪ -‬وأن أفعل أي‬ ‫ي‬ ‫ش�ء آخر تحتاج ت‬ ‫زوج� إىل المساعدة فيه‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أخ�نا يسوع أن سمتنا ي ز‬ ‫المم�ة أمام العالم‬ ‫ب‬ ‫باعتبارنا أتباعه هي وجوب أن نحب بعضنا‬ ‫ت‬ ‫ال� أحبنا هو بها‬ ‫ً‬ ‫بعضا‪ ،‬بنفس الطريقة ي‬ ‫(انظر يوحنا ‪ ٣٤ :١٣‬و‪٣٥‬؛ ‪ .)١٥:١٢‬هذه المحبة‬ ‫ش‬ ‫�ء‬ ‫تتخطى قدرة إ‬ ‫النسان‪ ،‬سواء حصلنا عىل ي‬ ‫ف‬ ‫لتقش�‬ ‫هللا‬ ‫يدعوك‬ ‫الذي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ال‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي� المقابل أَم َ‬ ‫البطاطس من أجله اليوم؟‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫و�‬ ‫كيما� هو طبيب استشاري ي� ين� ب ي‬ ‫فريدريك ي‬ ‫بكينيا‪.‬‬

‫‪Photo: Jaddy Liu Nk‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.