اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ اﻟﺤﻤﺪ ﷲ واﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﻌﻘﺪ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ،وأﻧﻮاﻋﻪ ،وﺧﺼﺎﺋﺼﻪ وﻓﻴﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻄﺎﻟﺐ: اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول :ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ: أو ًﻻ :ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ: اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﺄﺧﻮذ ﻣﻦ اﻷﻣﻦ ،واﻟﻤﺎدة اﻟﺜﻼﺛﻴﺔ )أم ن( هﻲ ﻣﺎدة واﺣﺪة ،وإن ﺗﻌﺪدت ﺻ ﻮر اﻻﺷ ﺘﻘﺎق؛ ﻦ". ﻷ ْﻣ ُ ﻚ َﻟ ُﻬ ُﻢ ا َ ف" ُ " ،أ ْوﻟَـ ِﺌ َ ﺧ ْﻮ ٍ ﻦ َ ﻓﺎﻷﻣﻦ :ﺿﺪ اﻟﺨﻮف وﻧﻘﻴﻀﻪ .وﻓﻲ اﻟﺘﻨﺰﻳﻞ" :وَﺁ َﻣ َﻨﻬُﻢ ﱢﻣ ْ واﻷﻣﺎﻧﺔ؛ ﺿﺪ اﻟﺨﻴﺎﻧﺔ. واﻹﻳﻤﺎن ﺿﺪ اﻟﻜﻔﺮ ،وهﻮ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ :ﺿﺪ اﻟﺘﻜﺬﻳﺐ. ﺛﺎﻧﻴ ًﺎ:ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻓﻲ اﻻﺻﻄﻼح: ﻳﻌﺮف اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺑﺄﻧ ﻪ :ﻋﻘ ﺪ ﺑ ﻴﻦ ﻃ ﺮﻓﻴﻦ أﺣ ﺪهﻤﺎ ﻳ ﺴﻤﻰ اﻟﻤ ﺆﻣﻦ واﻟﺜ ﺎﻧﻲ اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﻟ ﻪ )أو اﻟﻤ ﺴﺘﺄﻣﻦ( ﻳﻠﺘﺰم ﻓﻴﻪ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﺄن ﻳﺆدي إﻟﻲ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻤﺼﻠﺤﺘﻪ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺎل أو إﻳ ﺮادا ﻣﺮﺗﺒ ﺎ أو أي ﻋ ﻮض ﻣﺎﻟﻲ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻗﻮع ﺣﺎدث أو ﺗﺤﻘﻖ ﺧﻄﺮ ﻣﺒﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ ،وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻗﺴﻂ أو أﻳﺔ دﻓﻌ ﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ أﺧﺮى ﻳﺆدﻳﻬﺎ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ إﻟﻲ اﻟﻤﺆﻣﻦ. وﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺎﺿﺮ ﻻ ﻳﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻓﺮد ﻧﺤﻮ ﻓﺮد ﺑﻞ ﺗﻘﻮم ﺑﻪ ﺷﺮآﺎت ﻣ ﺴﺎهﻤﺔ آﺒﻴ ﺮة ﻳﺘﻌﺎﻣ ﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﺪد ﺿﺨﻢ ﻣﻦ اﻟﻤ ﺴﺘﺄﻣﻨﻴﻦ ،ﻓﻴﺠﺘﻤ ﻊ ﻟﻬ ﺎ ﻣﺒ ﺎﻟﻎ آﺒﻴ ﺮة ﻣ ﻦ أﻗ ﺴﺎط اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ،وﺗ ﺆدي ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻷﻗ ﺴﺎط اﻟﻤﺠﺘﻤﻌ ﺔ ﻣ ﺎ ﻳ ﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺗﻌﻮﻳ ﻀﺎت ﻋﻨ ﺪ وﻗ ﻮع اﻟﺤ ﻮادث اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﻣﻨﻬ ﺎ ،وﻳﺒﻘ ﻰ رأس ﻣﺎﻟﻬﺎ ﺳﻨﺪا اﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺎ ،وﻳﺘﻜﻮن رﺑﺤﻬ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻔ ﺮق ﺑ ﻴﻦ ﻣ ﺎ ﺗﺠﻤﻌ ﻪ ﻣ ﻦ أﻗ ﺴﺎط وﻣ ﺎ ﺗﺪﻓﻌ ﻪ ﻣ ﻦ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎت. ﺛﺎﻟﺜﺎً :ﻧﺸﺄﺗﻪ: اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺑﻤﻌﻨﺎﻩ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ اﻟﻤﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻘﺪ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻨ ﺸﺄة ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ﻓﻬ ﻮ ﻟ ﻢ ﻳﻈﻬ ﺮ إﻻ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮن اﻟﺮاﺑ ﻊ ﻋ ﺸﺮ اﻟﻤ ﻴﻼدي ﻓ ﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴ ﺎ ﺣﻴ ﺚ وﺟ ﺪ ﺑﻌ ﺾ اﻷﺷ ﺨﺎص اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺘﻌﻬ ﺪون ﺑﺘﺤﻤ ﻞ ﺟﻤﻴ ﻊ اﻷﺧﻄﺎر اﻟﺒﺤﺮﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺘﻌ ﺮض ﻟﻬ ﺎ اﻟ ﺴﻔﻦ أو ﺣﻤﻮﻟﺘﻬ ﺎ ﻧﻈﻴ ﺮ ﻣﺒﻠ ﻎ ﻣﻌ ﻴﻦ )اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ اﻟﺒﺤ ﺮي( ،ﺛ ﻢ ﻇﻬﺮ ﺑﻌﺪﻩ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﻖ ﺛﻢ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة ،ﺛﻢ اﻧﺘﺸﺮ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ وﺗﻨﻮع ﺣﺘﻰ ﺷ ﻤﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻧﻮاﺣﻰ اﻟﺤﻴ ﺎة ﻓﺄﺿ ﺤﺖ ﺷ ﺮآﺎت اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﺗ ﺆﻣﻦ اﻷﻓ ﺮاد ﻣ ﻦ آ ﻞ ﺧﻄ ﺮ ﻳﺘﻌﺮﺿ ﻮن ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ أﺷﺨﺎﺻﻬﻢ وأﻣﻮاﻟﻬﻢ وﻣﺴﺆوﻟﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﻞ أﺿﺤﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﺗﺠﺒﺮ رﻋﺎﻳﺎه ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻌ ﺾ أﻧ ﻮاع اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ.
اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ:أﻧﻮاع اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ: )أ( ﻳﻨﻘﺴﻢ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺷﻜﻠﻪ إﻟﻲ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺗﻌﺎوﻧﻲ وﺗﺄﻣﻴﻦ ﺗﺠﺎري : -1اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌﺎوﻧﻲ )أو اﻟﺘﺒﺎدﻟﻲ( )أو ﺑﺎﻻآﺘﺘﺎب(: ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻨ ﻮع ﻣ ﻦ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﻳﺠﺘﻤ ﻊ ﻋ ﺪة أﺷ ﺨﺎص ﻣﻌﺮﺿ ﻴﻦ ﻷﺧﻄ ﺎر ﻣﺘ ﺸﺎﺑﻬﺔ ﻓﻴ ﺪﻓﻊ آ ﻞ ﻣ ﻨﻬﻢ اﺷﺘﺮاآﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎ ،وﺗﺨﺼﺺ هﺬﻩ اﻻﺷﺘﺮاآﺎت ﻷداء اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ اﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻟﻤﻦ ﻳ ﺼﻴﺒﻪ اﻟ ﻀﺮر ،وإذا زادت اﻻﺷ ﺘﺮاآﺎت ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﺻ ﺮف ﻣ ﻦ ﺗﻌ ﻮﻳﺾ آ ﺎن ﻟﻸﻋ ﻀﺎء ﺣ ﻖ اﺳ ﺘﺮدادهﺎ ،وإذا ﻧﻘ ﺼﺖ ﻃﻮﻟ ﺐ اﻷﻋ ﻀﺎء ﺑﺎﺷ ﺘﺮاك إﺿ ﺎﻓﻲ ﻟﺘﻐﻄﻴ ﺔ اﻟﻌﺠ ﺰ ،أو أﻧﻘ ﺼﺖ اﻟﺘﻌﻮﻳ ﻀﺎت اﻟﻤ ﺴﺘﺤﻘﺔ ﺑﻨ ﺴﺒﺔ اﻟﻌﺠﺰ ،وأﻋ ﻀﺎء ﺷ ﺮآﺔ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌ ﺎوﻧﻲ ﻻ ﻳ ﺴﻌﻮن إﻟ ﻲ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ رﺑ ﺢ ،ﺑ ﻞ إﻟ ﻲ ﺗﺨﻔﻴ ﻒ اﻟﺨ ﺴﺎﺋﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﻌﺾ اﻷﻋﻀﺎء ،ﻓﻬﻢ ﻳﺘﻌﺎﻗﺪون ﻟﻴﺘﻌﺎوﻧﻮا ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤﻞ ﻣ ﺼﻴﺒﺔ ﻗ ﺪ ﺗﺤ ﻞ ﺑﺒﻌ ﻀﻬﻢ ،وﺗ ﺪار اﻟﺸﺮآﺔ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ أﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ،ﻓﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻜﻮن ﻣﺆﻣﻨﺎ وﻣﺆﻣﻨﺎ ﻟﻪ. -2اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﺠﺎري ذي اﻟﻘﺴﻂ اﻟﺜﺎﺑﺖ: ﻓﻲ هﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ :وهﻮ اﻟﻨﻮع اﻟﺴﺎﺋﺪ اﻵن اﻟﺬي ﺗﻨﺼﺮف إﻟﻴﻪ آﻠﻤ ﺔ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﻟ ﺪى إﻃﻼﻗﻬ ﺎ، ﻳﻠﺘﺰم اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﺑﺪﻓﻊ ﻗﺴﻂ ﻣﺤ ﺪد إﻟ ﻲ اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ،وه ﻮ اﻟ ﺸﺮآﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺘﻜ ﻮن أﻓﺮاده ﺎ ﻣ ﻦ ﻣ ﺴﺎهﻤﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻬﻢ ،وهﺆﻻء اﻟﻤﺴﺎهﻤﻮن هﻢ اﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪون ﺑﺄرﺑﺎح اﻟ ﺸﺮآﺔ ،ﻓﻔ ﻲ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﺑﻘ ﺴﻂ ﺛﺎﺑﺖ ﻳﻜﻮن اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﺴﻌﻰ داﺋﻤﺎ إﻟﻲ اﻟﺮﺑﺢ ،ﺑﺨﻼف اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌﺎوﻧﻲ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺴﻌﻲ إﻟﻲ اﻟﺮﺑﺢ أﺑﺪا ،وإﻧﻤ ﺎ ﻏﺎﻳ ﺔ أﻓ ﺮادﻩ اﻟﺘﻌ ﺎون ﻋﻠ ﻰ ﺗﺤﻤ ﻞ اﻟﻤﺨ ﺎﻃﺮ ،وه ﺬا اﻟﻬ ﺪف اﻹﻧ ﺴﺎﻧﻲ اﻟﻨﺒﻴ ﻞ ﻻ ﻳﻮﺟ ﺪ إﻻ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌ ﺎوﻧﻲ وﻻ ﻳﻮﺟ ﺪ اﻟﺒﺘ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﺑﻘ ﺴﻂ ﺛﺎﺑ ﺖ ،ﻓ ﺎﻟﻔﻜﺮة اﻻﺳﺘﺮﺑﺎﺣﻴﺔ اﻟﺒﺤﺘﺔ هﻲ اﻷﺳﺎس هﻨﺎ واﻟﻔﻜﺮة اﻟﺘﻌﺎوﻧﻴﺔ ﻏﻼف ﺑﺮاق ﻟﻬﺎ ﻓﻘﻂ. )ب( وﻳﻨﻘﺴﻢ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ إﻟﻲ ﻗﺴﻤﻴﻦ رﺋﻴﺴﻴﻴﻦ: -1ﺗﺄﻣﻴﻦ اﻷﺿﺮار: وهﻮ ﻳﺘﻨﺎول اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ،واﻟﻐﺮض ﻣﻨ ﻪ ﺗﻌ ﻮﻳﺾ اﻟﺨ ﺴﺎرة اﻟﺘ ﻲ ﺗﻠﺤ ﻖ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺤﺎدث وهﻮ ﻳﻨﻘﺴﻢ إﻟﻲ ﻗﺴﻤﻴﻦ: اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻴﺎء؛ وﻳﺮاد ﺑﻪ ﺗﻌﻮﻳﺾ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺨ ﺴﺎرة اﻟﺘ ﻲ ﺗﻠﺤﻘ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣﺎﻟ ﻪ آﺎﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﻖ واﻟﺴﺮﻗﺔ. واﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺴﺆوﻟﻴﺔ؛ وﻳ ﺮاد ﺑ ﻪ ﺿ ﻤﺎن اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﻟ ﻪ ﺿ ﺪ اﻟﺮﺟ ﻮع اﻟ ﺬي ﻗ ﺪ ﻳﺘﻌ ﺮض ﻟ ﻪ ﻣ ﻦﺟﺎﻧ ﺐ اﻟﻐﻴ ﺮ ﺑ ﺴﺒﺐ ﻣ ﺎ أﺻ ﺎﺑﻬﻢ ﻣ ﻦ ﺿ ﺮر ﻳ ﺴﺄل ﻋ ﻦ اﻟﺘﻌ ﻮﻳﺾ ﻋﻨ ﻪ ،وأه ﻢ ﺻ ﻮرﻩ ﺗ ﺄﻣﻴﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻣﻦ ﺣﻮادث اﻟﺴﻴﺎرات أو ﻣﻦ ﺣﻮادث اﻟﻌﻤﻞ . وﻓ ﻲ ﺗ ﺄﻣﻴﻦ اﻷﺿ ﺮار ﻳﻠﺘ ﺰم اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﺑﺘﻌ ﻮﻳﺾ اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﻟ ﻪ ﻋﻨ ﺪ ﺣ ﺪوث اﻟﻜﺎرﺛ ﺔ ﻓ ﻲ ﺣ ﺪود ﻣﺒﻠ ﻎ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ،أي أن اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﻳ ﺪﻓﻊ ﻟﻠﻤ ﺆﻣﻦ ﻟ ﻪ أﻗ ﻞ اﻟﻤﺒﻠﻐ ﻴﻦ؛ اﻟﻤﺒﻠ ﻎ اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﺑ ﻪ ،واﻟﻤﺒﻠ ﻎ اﻟ ﺬي ﻳﻐﻄ ﻲ اﻟﻀﺮر اﻟﻨﺎﺷﺊ ﻋﻦ اﻟﺤﺎدﺛﺔ ،وﻟﻴﺲ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ أن ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ودﻋ ﻮى اﻟﺘﻌ ﻮﻳﺾ ﺿ ﺪ اﻵﺧﺮﻳﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ ﻋﻦ اﻟﺤﺎدث ،وإﻧﻤﺎ ﻳﺤﻞ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﺤﻞ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎوى اﻟﻜﺎﺋﻨﺔ ﻟ ﻪ ﺿ ﺪ ﻣﻦ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ اﻟﻀﺮر. -2ﺗﺄﻣﻴﻦ اﻷﺷﺨﺎص: وهﻮ ﻳﺘﻨﺎول آﻞ أﻧﻮاع اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺸﺨﺺ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ،وﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ دﻓﻊ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﻌﻴﻦ ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻓﻲ وﺟ ﻮدﻩ أو ﺳ ﻼﻣﺘﻪ ،ﻳﺤ ﺪدﻩ اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﺑﺎﺗﻔ ﺎق ﺑﻴﻨﻬﻤ ﺎ ،وﻻ ﻳﺘ ﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟ ﻀﺮر اﻟ ﺬي ﻳ ﺼﻴﺐ اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﻟ ﻪ، وﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ اﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻦ واﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﻤﻦ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ اﻟﻀﺮر ،ﻓ ﺎﻟﻤﺆﻣﻦ هﻨ ﺎ ﻻ ﻳﺤﻞ ﻣﺤﻞ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ.
وﻳﺸﻤﻞ ﺗﺄﻣﻴﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﻧﻮﻋﻴﻦ أﺳﺎﺳﻴﻴﻦ: .1اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة ،وﻟﻪ ﺻﻮرة ﻣﺘﻌﺪدة أهﻤﻬﺎ: )أ( اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻮﻓﺎة وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻋﻤﺮﻳﺎ وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﺆﻗﺘﺎ وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺗﺄﻣﻴﻦ اﻟﺒﻘﻴﺎ ﺣﺴﺐ اﻻﺷﺘﺮاط. )ب( اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻟﺤﺎل اﻟﺒﻘﺎء أو ﻟﺤﺎل اﻟﺤﻴﺎة؛ وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺘﻪ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﻤﻀﺎد. )ج( اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﻤﺨﺘﻠﻂ اﻟﺒﺴﻴﻂ :وهﻮ أن ﻳﻠﺘﺰم ﻓﻴﻪ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﺄداء اﻟﻤﺒﻠﻎ اﻟﻤﺆﻣﻦ إﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﻌﻴﻦ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻧﻔﺴﻪ إذا ﻇﻞ ﺣﻴﺎ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،وإﻣﺎ إﻟﻲ اﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ اﻟﻤﻌﻴﻦ أو إﻟﻲ ورﺛﺔ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ إذا ﻣﺎت ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،وﻳﻜﻮن اﻟﻘﺴﻂ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻨﻮع اآﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﻮﻋﻴﻦ اﻟ ﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ،وه ﺬا اﻟﻨ ﻮع ه ﻮ أآﺜ ﺮ ﺷﻴﻮﻋﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة. .2اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﻮادث اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻴﺔ :وهﻮ اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻲ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻷﺷ ﺨﺎص، وﻳﻠﺘﺰم ﻓﻴﻪ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﺪﻓﻊ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل إﻟﻲ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا أﺻﺎﺑﻪ ﻓﻲ أﺛﻨ ﺎء اﻟﻤ ﺪة اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺎدث ﺟﺴﻤﺎﻧﻲ ،أو إﻟﻲ اﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ اﻟﻤﻌﻴﻦ إذا ﻣﺎت اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ. )ج( اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺧﺎص وﺗﺄﻣﻴﻦ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ: -1ﻓﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺨﺎص هﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻘ ﺪﻩ اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﻋﻠ ﻰ ﻧﻔ ﺴﻪ ﻣ ﻦ ﺧﻄ ﺮ ﻣﻌ ﻴﻦ ،وﻳﻜ ﻮن اﻟ ﺪاﻓﻊ إﻟﻴ ﻪ ه ﻮ اﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﺸﺨﺼﻲ. -2واﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ هﻮ ﻣﺎ آﺎن اﻟﻐﺮض ﻣﻨﻪ ﺗﺄﻣﻴﻦ اﻷﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﻤﺪون ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺷﻬﻢ ﻋﻠ ﻰ آ ﺴﺐ ﻋﻤﻠﻬ ﻢ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻷﺧﻄ ﺎر اﻟﺘ ﻲ ﻳﺘﻌﺮﺿ ﻮن ﻟﻬ ﺎ ﻓﺘﻌﺠ ﺰهﻢ ﻋ ﻦ اﻟﻌﻤ ﻞ آ ﺎﻟﻤﺮض واﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ واﻟﺒﻄﺎﻟ ﺔ واﻟﻌﺠ ﺰ .وه ﻮ ﻳﻘ ﻮم ﻋﻠ ﻰ ﻓﻜ ﺮة )اﻟﺘ ﻀﺎﻣﻦ اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ( وﻳ ﺸﺘﺮك ﻓ ﻲ دﻓ ﻊ اﻟﻘﺴﻂ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ أﺻﺤﺎب اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻤﻞ هﻨﺎ اﻟﻌﺐء اﻷآﺒﺮ. )د( اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ اﻟﺮاﺑﻊ :ﺗﺄﻣﻴﻦ إﺟﺒﺎري وﺗﺄﻣﻴﻦ اﺧﺘﻴﺎري: -1ﻓﺎﻷول ﻣﺎ أﻟﺰﻣﺖ ﺑﻪ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﻗﻄﺮ رﻋﺎﻳﺎهﺎ آﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرات. -2اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺎ آﺎن ﺧﻼف ذﻟﻚ. اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ:ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ : -1أﻧﻪ ﻋﻘﺪ ﻣﻦ ﻋﻘ ﻮد اﻟﺘﺮاﺿ ﻲ ،ﺑﺎﻋﺘﺒ ﺎر أن اﻹﻳﺠ ﺎب واﻟﻘﺒ ﻮل ﺿ ﺮورﻳﺎن ﻓﻴ ﻪ ﻓﻴﻨﻌﻘ ﺪ ﺑﻤﺠ ﺮد ﺗﻮاﻓﻖ اﻹﻳﺠﺎب واﻟﻘﺒﻮل ،ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﻋﺎدة إﻻ ﺑﻮﺛﻴﻘﺔ ﺗﺄﻣﻴﻦ )ﺑﻮﻟﻴﺼﺔ( ﻳﻮﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻤﺆﻣﻦ. -2وهﻮ ﻋﻘﺪ ﻣﻠﺰم ﻟﻠﺠﺎﻧﺒﻴﻦ؛ ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻳﻨﺸﺊ اﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻣﺘﻘﺎﺑﻠﺔ ﻓﻲ ذﻣﺔ آﻞ ﻃﺮف ﻣ ﻦ ﻃﺮﻓﻴ ﻪ ﻗﺒ ﻞ اﻵﺧﺮ؛ وﺗﻨﺸﺄ هﺬﻩ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻣﻦ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﻘﺪ ﺑﺮآﻨﻴﻪ اﻹﻳﺠﺎب واﻟﻘﺒﻮل. -3وهﻮ ﻋﻘﺪ اﺣﺘﻤﺎﻟﻲ؛ ﻷن ﺧﺴﺎرة أو رﺑﺢ آﻞ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮوف وﻗﺖ اﻟﻌﻘﺪ . -4وهﻮ ﻋﻘﺪ زﻣﻨﻲ )أي ﻣﺴﺘﻤﺮ( ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺘﻢ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام اﻟﻤﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑ ﺼﻔﺔ ﻓﻮرﻳ ﺔ ،وإﻧﻤ ﺎ ﻳﺴﺘﻐﺮق اﻟﻮﻓﺎء ﺑﻬﺬا اﻻﻟﺘﺰام ﻣﺪة ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ هﻲ ﻣﺪة ﻧﻔﺎذ اﻟﻌﻘﺪ. -5وهﻮ ﻋﻘﺪ إذﻋﺎن :ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻮﻟﻰ أﺣﺪ ﻃﺮﻓﻲ اﻟﻌﻘ ﺪ وﺿ ﻊ اﻟ ﺸﺮوط اﻟﺘ ﻲ ﻳﺮﻳ ﺪهﺎ وﻳﻮﺿ ﻌﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ ﻓﺈن ﻗﺒﻠﻬﺎ دون ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ أو ﺗﻌﺪﻳﻞ أﺑﺮم اﻟﻌﻘﺪ وإﻻ ﻓﻼ. -6وهﻮ ﻋﻘﺪ ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أن آﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻴﻪ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻘﺎﺑﻼ ﻟﻤﺎ ﻳﻌﻄﻲ. -7وه ﻮ ﻋﻘ ﺪ ﻣ ﺴﻤﻰ :واﻟﻌﻘ ﻮد اﻟﻤ ﺴﻤﺎة ه ﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺨ ﻀﻊ ﻟﻸﺣﻜ ﺎم اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺚ اﻧﻌﻘﺎده ﺎ وﺁﺛﺎرهﺎ.
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ أﻗﻮال اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﺠﺎري ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﻣﻌﺮوﻓ ًﺎ ﻋﻨ ﺪ ﻓﻘﻬﺎﺋﻨ ﺎ اﻟﻤﺘﻘ ﺪﻣﻴﻦ ،ﻷﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳ ﺮد ﻓﻴ ﻪ ﻧ ﺺ ﺷ ﺮﻋﻲ وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻣ ﻦ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ واﻷﺋﻤﺔ اﻟﻤﺠﺘﻬﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺗﻌﺮض ﻟﺤﻜﻤﻪ. وآﺎن ﻣﻦ أول ﻣﻦ ﺗﻜﻠﻢ ﻋ ﻦ ﺣﻜﻤ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻔﻘﻬ ﺎء اﻟﻔﻘﻴ ﻪ اﻟﺤﻨﻔ ﻲ اﺑ ﻦ ﻋﺎﺑ ﺪﻳﻦ ﻓ ﻲ ﺣﺎﺷ ﻴﺘﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺪر اﻟﻤﺨﺘﺎر. وﻟﻠﻌﻠﻤﺎء اﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﻮال ﻓﻲ ﺣﻜﻢ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ،وﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ هﺬﻩ اﻷﻗﻮال ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻹﻳﺠﺎز : اﻟﻘﻮل اﻷول :اﻟﻤﻨﻊ ﻣﻄﻠﻘ ًﺎ: وﻣﻦ أﺑﺮز أدﻟﺔ هﺬا اﻟﻘﻮل: -1 أﻧﻪ ﻋﻘﺪ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺎﻣﺮة واﻟﻐ ﺮر ،ﻷﻧ ﻪ ﻋﻘ ﺪ ﻣﻌﻠ ﻖ ﻋﻠ ﻰ ﺧﻄ ﺮ ﺗ ﺎرة ﻳﻘ ﻊ وﺗ ﺎرة ﻻ ﻼ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ ﻻ ﻳﺪري ﻋﻨ ﺪ إﻧ ﺸﺎﺋﻪ ﻣ ﺎ ﺳ ﻴﺄﺧﺬ وﻻ ﻳﻘﻊ ،ﻓﻬﻮ ﻗﻤﺎر ﻣﻌﻨﻰ ،وﻷن آ ً ﻣﺎ ﺳﻴﻌﻄﻲ ،وﺑﻘﺪر رﺑﺢ أﺣﺪ اﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ ﺗﻜﻮن ﺧﺴﺎرة اﻵﺧﺮ ،ﻓﺎﻟﻌﻘﺪ داﺋ ﺮ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻐﻨﻢ واﻟﻐﺮم ،وهﺬا ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﻘﺪ اﻟﻐﺮر. -2 أن ﻓﻴ ﻪ رﺑ ﺎ ،ﻷن اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﻣﺒﺎدﻟ ﺔ ﻧﻘ ﻮد ) وه ﻲ أﻗ ﺴﺎط اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ( ﺑﻨﻘ ﻮد أﺧ ﺮى) وه ﻲ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ( ﺑﺪون ﺗﻘﺎﺑﺾ وﻻ ﺗﻤﺎﺛﻞ.وﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤﻴ ﺎة ﺗﺤ ﺪد ﻓﻮاﺋ ﺪ رﺑﻮﻳ ﺔ ﺗﺪﻓﻊ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻣﻊ ﻣﺎ دﻓﻌﻪ ﻣﻦ أﻗﺴﺎط إن ﺑﻘﻲ ﺣﻴًﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﺪة اﻟﻌﻘﺪ. ﻧﻮﻗﺶ هﺬا اﻟﺪﻟﻴﻞ :ﺑﻌﺪم اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﺄن ﻓﻴﻪ رﺑﺎ ﻷﻣﺮﻳﻦ: اﻷول :أن اﻟﻤﻌﺎوﺿﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺑ ﻴﻦ ﻧﻘ ﻮد ﺗ ﺪﻓﻊ أﻗ ﺴﺎﻃًﺎ ﻟﻠﻤ ﺆﻣﻦ وﻣﻨﻔﻌ ﺔ ه ﻲ ﺗﺤﻤﻠ ﻪ ﺗﺒﻌ ﺔ اﻟﻜﺎرﺛﺔ وﺿ ﻤﺎﻧﻪ رﻓ ﻊ أﺿ ﺮارهﺎ ،ﻓﺄﺣ ﺪ اﻟﺒ ﺪﻟﻴﻦ ه ﻮ ﻣﻨﻔﻌ ﺔ وه ﻲ ﻟﻴ ﺴﺖ ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﻮال اﻟﺮﺑﻮﻳﺔ. ﻻ ﻋﻦ اﻷﻗﺴﺎط ﺑ ﺪﻟﻴﻞ أﻧ ﻪ ﻗ ﺪ ﻻ ﻳ ﺪﻓﻊ واﻟﺜﺎﻧﻲ :أن ﻣﺎ ﻳﺪﻓﻌﻪ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺪ ً ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﻲ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ ﺣ ﺎﻻت اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ،وﻻ ﻳ ﺪﻓﻊ إﻻ ﺣﻴ ﺚ ﻳﻘ ﻊ اﻟﺨﻄ ﺮ وذﻟ ﻚ إﻧﻤ ﺎ ﻳﻜ ﻮن ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﺘﺤﻤﻠﻪ ﺗﺒﻌﺔ اﻟﺤﺎدث ،وﻟ ﻮ ﺻ ﺢ ه ﺬا اﻻﺳ ﺘﺪﻻل ﻷﻣﻜ ﻦ وﺻ ﻒ أي ﻣﻘﺎﻣﺮة ﺑﺄﻧﻬﺎ رﺑﺎ. -3 ﻼ ﻟﻠﻤﺎل ﺑﺎﻟﺒﺎﻃ ﻞ ،ﻓ ﺎﻟﻤﺆﻣﻦ ﻳﺄﺧ ﺬ أﻗ ﺴﺎط اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﺑﻐﻴ ﺮ ﻣﻘﺎﺑ ﻞ إذا ﻟ ﻢ ﻳﺤ ﺼﻞ أن ﻓﻴﻪ أآ ً ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ أي ﺿﺮر. اﻟﻘﻮل اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺟﻮاز اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ: وﻣﻦ أﺑﺮز ﻣﻦ ذهﺐ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﺰرﻗﺎ ،واﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ اﻟﺨﻔﻴﻒ رﺣﻤﻬﻤﺎ اﷲ، وﻣﻦ أﺑﺮز أدﻟﺘﻬﻢ: -1 أن اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻘﺪ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻢ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻪ ﻧﺺ ﺷﺮﻋﻲ وﻻ ﻳﻮﺟ ﺪ ﻓ ﻲ أﺻ ﻮل اﻟ ﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣ ﺎ ﻳﻤﻨ ﻊ ﺟﻮازﻩ ،ﻓﻴﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﻞ هﻮ اﻟﺤﻞ. -2 اﻟﻘﻴﺎس ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ذآ ﺮﻩ ﻓﻘﻬ ﺎء اﻟﺤﻨﻔﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﺿ ﻤﺎن ﺧﻄ ﺮ اﻟﻄﺮﻳ ﻖ ،وذﻟ ﻚ ﻓﻴﻤ ﺎ إذا ﻗ ﺎل ﺷﺨﺺ ﻵﺧﺮ :اﺳﻠﻚ هﺬا اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺈﻧﻪ ﺁﻣﻦ ،ﻓﺈن أﺻﺎﺑﻚ ﺷﻲء ﻓﺄﻧﺎ ﺿ ﺎﻣﻦ ،ﻓﻠ ﻮ ﺳ ﻠﻜﻪ وأﺧﺬ ﻣﺎﻟﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻀﻤﻦ .ووﺟﻪ اﻟﺸﺒﻪ ﺑﻴﻦ هﺬا وﺑﻴﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ أن اﻟﻀﺎﻣﻦ هﻨﺎ ﺿﻤﻦ ﻻ وﻣﺤﺘﻤﻞ اﻟﻮﻗ ﻮع ،وآ ﺬﻟﻚ ﻣﻊ أﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ اﻟﻀﺮ آﻤﺎ أﻧﻪ ﻳﻀﻤﻦ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺠﻬﻮ ً اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﻳ ﺼﺢ ﺗ ﻀﻤﻴﻨﻪ وﻟ ﻮ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻣﺘ ﺴﺒﺒًﺎ إذا اﻟﺘ ﺰم ﺑ ﺬﻟﻚ ،وﻟ ﻮ آ ﺎن اﻟﺘﻌ ﻮﻳﺾ ﻻ. ﻣﺠﻬﻮ ً وﻳﻨﺎﻗﺶ :ﺑﻌﺪم اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﻬﺬا اﻟﻘﻴﺎس ﻷﻣﺮﻳﻦ: اﻷول :أن ﺗﻀﻤﻴﻦ اﻷﺣﻨ ﺎف ﻟ ﻪ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻟ ﻮ ﺛﺒ ﺖ ه ﺬا ﻷﻧ ﻪ ه ﻮ اﻟ ﺴﺒﺐ ﻟﻜﻮﻧ ﻪ ﻏ ﺮﻩ ﺣﺘ ﻰ ﺳﻠﻚ هﺬا اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺨﻄﺮ.
واﻟﺜﺎﻧﻲ:وﻷن ﻣﺎ ذآﺮﻩ ﻓﻘﻬﺎء اﻷﺣﻨﺎف ﻓﻴﻤﺎ إذا ﺿﻤﻦ ﺑ ﻼ ﻋ ﻮض ،أﻣ ﺎ هﻨ ﺎ ﻓ ﺎﻟﻤﺆﻣﻦ ﻳﻀﻤﻦ ﺑﻌﻮض. -3 اﻟﻘﻴ ﺎس ﻋﻠ ﻰ ﻗﺎﻋ ﺪة اﻻﻟﺘ ﺰام واﻟﻮﻋ ﺪ اﻟﻤﻠ ﺰم ﻋﻨ ﺪ اﻟﻤﺎﻟﻜﻴ ﺔ ،وﺧﻼﺻ ﺘﻬﺎ :أن ﻣ ﻦ وﻋ ﺪ ﻏﻴﺮﻩ ﻋﺪة ﺑﻐﺮض أو ﺗﺤﻤﻞ ﺧﺴﺎرة أو ﻧﺤﻮ ذﻟ ﻚ ﻣﻤ ﺎ ﻟ ﻴﺲ ﺑﻮاﺟ ﺐ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻓ ﻲ اﻷﺻ ﻞ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻠﺰﻣﻪ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﻮﻋﺪﻩ ﻻﺳﻴﻤﺎ إذا دﺧﻞ اﻟﻤﻮﻋ ﻮد ﻓ ﻲ اﻟ ﺴﺒﺐ ،آﻤ ﺎ ﻟ ﻮ ﻗ ﺎل :ﺗ ﺰوج، وأﻋﻄﻴﻚ اﻟﻤﻬﺮ. وﻳﻨﺎﻗﺶ :ﺑﺄﻧﻪ ﻗﻴﺎس ﻣﻊ اﻟﻔﺎرق ﻷن اﻟﻮﻋﺪ اﻟﻤﻠﺰم ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﺗﺒﺮع ﻣﻦ اﻟﻮاﻋﺪ اﺑﺘ ﺪاء ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻋﻮض وﺑﺪون ﻣﻘﺎﺑﻞ ،ﺑﺨﻼف اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ. -4 أن اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻳﺤﻘﻖ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﻣﺘﻌﺪدة ﻓﻬﻮ ﻳﻤﻨﺢ اﻷﻣﺎن واﻻﻃﻤﺌﻨﺎن ﻟﻠﻤﺴﺘﺄﻣﻦ ،وﻳﺴﺎهﻢ ﻓ ﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌ ﺎون اﻟ ﺬي ﻳ ﺆدي إﻟ ﻰ ﺗﻮزﻳ ﻊ أﻋﺒ ﺎء اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻤ ﺴﺘﺄﻣﻨﻴﻦ ،وﺗﺤﻘﻴ ﻖ اﻟﺘﻜﺎﻓ ﻞ ﻓﻴﻤ ﺎ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ،وه ﺬا ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺼﺎﻟﺢ اﻟﻤﺮﺳ ﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺎءت اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﺤﻔﻈﻬﺎ. وﻳﻨﺎﻗﺶ ﺑﺄن اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ إذا ﺗﻌﺎرﺿﺖ ﻣﻊ ﻧﺼﻮص اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻬ ﻲ ﻣﻠﻐ ﺎة وﻻ ﻳﻠﺘﻔ ﺖ إﻟﻴﻬ ﺎ ، ﻼ ﻋﻦ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺑﺼﻮرة اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌ ﺎوﻧﻲ ﺑ ﺪون اﻟﻮﻗ ﻮع ﻓﻀ ً ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎذﻳﺮ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ. اﻟﻘﻮل اﻟﺜﺎﻟﺚ:ﺗﺤﺮﻳﻢ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة وﺟﻮاز اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪا ذﻟﻚ: آﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﻄﺒﻲ واﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎت ،وﺣﺠﺔ هﺬا اﻟﻘﻮل: أن اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﻄﺒﻲ واﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎت ﻻ ﻳﺮاد ﻣﻨﻪ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﺪ وإﻧﻤﺎ ﻳﻘﺼﺪ ﻣﻨﻪ ﺗﺤﻤﻞ اﻟﺘﺒﻌﺔ ،ﻓﺈن آﺎن ﺗﺄﻣﻴﻨًﺎ ﻃﺒﻴًﺎ ﻓﺒﺘﺤﻤﻞ اﻟﻌﻼج ،وإن آﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرات ﻓﺒﺈﺻﻼﺣﻬﺎ وهﻜﺬا ،ﻓﻼﻳﻘﺼﺪ ﻣﻨﻪ اﻟﻤﺎل ﻟﺬاﺗﻪ. وأﻣﺎ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴ ﺎة ﻓ ﺈن اﻟﻤﻘ ﺼﻮد ﻣﻨ ﻪ اﻟﻨﻘ ﻮد ،ﻓﺎﻟﺮﺑ ﺎ ﻓﻴ ﻪ ﻇ ﺎهﺮ ﻷن اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﻟ ﻪ ﻳ ﺪﻓﻊ ﻧﻘ ﻮدًا ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻘﺴﻄﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻮد آﺜﻴﺮة ﻣﺆﺟﻠﺔ. اﻟﺘﺮﺟﻴﺢ: اﻟﺬي ﻳﻈﻬﺮ – واﷲ أﻋﻠﻢ -أن اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﺠﺎري ﻣﺤ ﺮم ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺚ اﻷﺻ ﻞ ،وﺑﻬ ﺬا ﺻ ﺪرت ﻗ ﺮارات ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﻤﺠ ﺎﻣﻊ واﻟﻬﻴﺌ ﺎت اﻟ ﺸﺮﻋﻴﺔ ،وﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ﻗ ﺮار هﻴﺌ ﺔ آﺒ ﺎر اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜ ﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ اﻟ ﺴﻌﻮدﻳﺔ رﻗ ﻢ 51وﺗ ﺎرﻳﺦ 1397/4/4ه ـ .وﻗ ﺮار ﻣﺠﻤ ﻊ اﻟﻔﻘ ﻪ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ اﻟﺘ ﺎﺑﻊ ﻟﺮاﺑﻄ ﺔ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ ﻓ ﻲ دورﺗ ﻪ اﻷوﻟ ﻰ ﺷ ﻌﺒﺎن ،1398واﻟﻤﺠﻤ ﻊ اﻟﻔﻘﻬ ﻲ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ اﻟ ﺪوﻟﻲ اﻟﺘ ﺎﺑﻊ ﻟﻤﻨﻈﻤ ﺔ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻓﻲ اﻟﻘﺮار رﻗﻢ (2/9)9ﺳﻨﺔ 1406هـ=1985م.وﻧﺼﻪ: "ﺑﺴﻢ اﻟﻠـﻪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ اﻟﺤﻤﺪ ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ واﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﺎﺗﻢ اﻟﻨﺒﻴﻴﻦ وﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ وﺻﺤﺒﻪ. ﻗﺮار رﻗﻢ 2 ﺑﺸﺄن اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ وإﻋﺎدة اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ أﻣﺎ ﺑﻌﺪ: ﻓﺈن ﻣﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻤﻨﺒﺜﻖ ﻋﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ دورة اﻧﻌﻘﺎد ﻣﺆﺗﻤﺮﻩ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺠﺪة ﻣﻦ 16 – 10رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ 1406هـ 28 – 22/دﻳﺴﻤﺒﺮ 1985م. ﺑﻌﺪ أن ﺗﺎﺑﻊ اﻟﻌﺮوض اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﻤﺸﺎرآﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺪورة ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع "اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ وإﻋ ﺎدة اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ". وﺑﻌﺪ أن ﻧﺎﻗﺶ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ. وﺑﻌﺪ ﺗﻌﻤﻖ اﻟﺒﺤﺚ ﻓ ﻲ ﺳ ﺎﺋﺮ ﺻ ﻮرﻩ وأﻧﻮاﻋ ﻪ ،واﻟﻤﺒ ﺎدئ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻘ ﻮم ﻋﻠﻴﻬ ﺎ واﻟﻐﺎﻳ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﻳﻬ ﺪف إﻟﻴﻬﺎ. وﺑﻌﺪ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺻﺪر ﻋﻦ اﻟﻤﺠﺎﻣﻊ اﻟﻔﻘﻬﻴﺔ واﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﺸﺄن.
ﻗﺮر: – 1أن ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﺠﺎري ذا اﻟﻘﺴﻂ اﻟﺜﺎﺑﺖ اﻟﺬي ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻪ ﺷ ﺮآﺎت اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﺠ ﺎري ﻋﻘ ﺪ ﻓﻴﻪ ﻏﺮر آﺒﻴﺮ ﻣﻔﺴﺪ ﻟﻠﻌﻘﺪ .وﻟﺬا ﻓﻬﻮ ﺣﺮام ﺷﺮﻋﺎ. – 2أن اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺒﺪﻳﻞ اﻟﺬي ﻳﺤﺘﺮم أﺻﻮل اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻹﺳﻼﻣﻲ هﻮ ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌﺎوﻧﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠ ﻰ أﺳﺎس اﻟﺘﺒﺮع واﻟﺘﻌﺎون .وآﺬﻟﻚ اﻟﺤﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌﺎوﻧﻲ. – 3دﻋ ﻮة اﻟ ﺪول اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤ ﻞ ﻋﻠ ﻰ إﻗﺎﻣ ﺔ ﻣﺆﺳ ﺴﺎت اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌ ﺎوﻧﻲ ،وآ ﺬﻟﻚ ﻣﺆﺳ ﺴﺎت ﺗﻌﺎوﻧﻴ ﺔ ﻹﻋ ﺎدة اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ،ﺣﺘ ﻰ ﻳﺘﺤ ﺮر اﻻﻗﺘ ﺼﺎد اﻹﺳ ﻼﻣﻲ ﻣ ﻦ اﻻﺳ ﺘﻐﻼل وﻣ ﻦ ﻣﺨﺎﻟﻔ ﺔ اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﺬي ﻳﺮﺿﺎﻩ اﷲ ﻟﻬﺬﻩ اﻷﻣﺔ. واﷲ أﻋﻠﻢ" . 1 وﺑﻤﺜﻞ ذﻟﻚ ﺻﺪر ﻗﺮار ﻣﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺘ ﺎﺑﻊ ﻟﻠﺮاﺑﻄ ﺔ ، 2وﻗ ﺮار ﻣﺠﻠ ﺲ هﻴﺌ ﺔ آﺒ ﺎر اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﺑﺎﻟﻤﻤﻠﻜ ﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ. وﻣﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﺄﺧﺬ اﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ،وﺑﻴﺎن ذﻟﻚ آﺎﻵﺗﻲ: -1 ﻓﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﺤﺮم ﻷﻣﺮﻳﻦ ،اﻟﺮﺑﺎ واﻟﻐﺮر ،وﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺑﻴﺎن ذﻟﻚ. -2 وأﻣﺎ ﻣﺎ ﻋﺪاﻩ ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﺠﺎري اﻷﺧﺮى ﻓﺠﺮﻳﺎن اﻟﺮﺑﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻏﻴ ﺮ ﻇ ﺎهﺮ ،وﻻ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ،وإﻧﻤﺎ اﻟﻮاﺿﺢ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻷﻧﻮاع أن ﻓﻴﻬﺎ ﻏﺮرًا ،وﻋﻠﻰ ه ﺬا ﻓﺘﻨﻄﺒ ﻖ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷﻧﻮاع ﻗﺎﻋﺪة اﻟﻐﺮر ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ،وﺗﺠﺮي ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺣﻜﺎﻣﻪ ،وهﺬا ﻳﻘﻮدﻧ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻐﺮر وﺿﻮاﺑﻄﻪ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ.
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻗﺎﻋﺪة اﻟﻐﺮر ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﻌﻘﺪ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ وﻓﻴﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻄﺎﻟﺐ اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول :ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻐﺮر: اﻟﻐﺮر ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﺳ ﻢ ﻣ ﺼﺪر ﻣ ﻦ اﻟﺘﻐﺮﻳ ﺮ ،وه ﻮ اﻟﺨﻄ ﺮ ،واﻟﺨﺪﻋ ﺔ ،وﺗﻌ ﺮﻳﺾ اﻟﻤ ﺮء ﻧﻔ ﺴﻪ أو ﻣﺎﻟﻪ ﻟﻠﻬﻠﻜﺔ . 3وﺗﻌﺪدت ﺗﻌﺮﻳﻔﺎت أهﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻟﻠﻐﺮر: ﻓﻌﺮﻓﻪ اﻟﺴﺮﺧﺴﻲ ﺑﺄﻧﻪ :ﻣﺎﻳﻜﻮن ﻣﺴﺘﻮر اﻟﻌﺎﻗﺒﺔ . 4 وﻋﺮﻓﻪ اﻟﻘﺮاﻓﻲ ﺑﺄﻧﻪ :هﻮ اﻟﺬي ﻻﻳﺪرى هﻞ ﻳﺤﺼﻞ أم ﻻ . 5 وﻋﺮﻓﻪ اﻟﺴﺒﻜﻲ ﺑﺄﻧﻪ :ﻣﺎ اﻧﻄﻮى ﻋﻠﻴﻪ أﻣﺮﻩ وﺧﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ . 6 وﻋﺮﻓﻪ ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼم اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔﺑﺄﻧﻪ :اﻟﻤﺠﻬﻮل اﻟﻌﺎﻗﺒﺔ . 7 وهﺬﻩ اﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎت ﻣﺘﻘﺎرﺑﺔ ﻓﺎﻟﻐﺮر أن ﻳﺪﺧﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ وهﻮ ﻳﺠﻬﻞ ﻋﺎﻗﺒﺘﻬﺎ،واﻟﻌﻘﺪ ﻓﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ﻳﻜ ﻮن داﺋ ﺮا ﺑ ﻴﻦ اﻟﻐ ﻨﻢ واﻟﻐ ﺮم ﻓ ﺈذا ﻏ ﻨﻢ أﺣ ﺪ اﻟﻌﺎﻗ ﺪﻳﻦ ﻏ ﺮم اﻵﺧ ﺮ .واﻟﻔ ﺮق ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﻴ ﺴﺮ واﻟﻐ ﺮر أن اﻟﻤﻴ ﺴﺮ ﻳﻜ ﻮن ﻓ ﻲ اﻟﻠﻌ ﺐ واﻟﻤﻐﺎﻟﺒ ﺎت ﺑﻴﻨﻤ ﺎ اﻟﻐ ﺮر ﻳﻜ ﻮن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺒﺎﻳﻌ ﺎت ،ﻳﻘ ﺎل :ﺑ ﺎع ﻏﺮراً ،وﻟﻌﺐ ﻗﻤﺎرًا.
1ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻤﺠﻤﻊ 731/2 2
3اﻟﻤﺼﺒﺎح اﻟﻤﻨﻴﺮص324 4اﻟﻤﺒﺴﻮط68/13 5اﻟﻔﺮوق265/3 6ﺗﻜﻤﻠﺔ اﻟﻤﺠﻤﻮع257/9 7اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻨﻮراﻧﻴﺔ ص138
اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺷﺮوط آﻮن اﻟﻐﺮر ﻣﺆﺛﺮًا: اﻷﺻﻞ ﻓﻲ ﺑﻴﻊ اﻟﻐ ﺮر ه ﻮ اﻟﺘﺤ ﺮﻳﻢ .ﻳ ﺪل ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ﺣ ﺪﻳﺚ أﺑ ﻲ هﺮﻳ ﺮة رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﻪ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ } ﻧﻬﻰ ﻋﻦ ﺑﻴﻊ اﻟﺤﺼﺎة ،وﻋﻦ ﺑﻴﻊ اﻟﻐﺮر { .رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ . 8 ﻗﺎل اﻟﻨﻮوي :اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺑﻴﻊ اﻟﻐﺮر أﺻﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ أﺻﻮل آﺘﺎب اﻟﺒﻴﻮع ،ﻳﺪل ﻓﻴﻪ ﻣ ﺴﺎﺋﻞ آﺜﻴ ﺮة ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺤﺼﺮة ،وﻗﺎل :وﺑﻴﻊ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻏﺮر ﻇﺎهﺮ ﻳﻤﻜﻦ اﻻﺣﺘﺮاز ﻋﻨﻪ وﻻ ﺗﺪﻋﻮ إﻟﻴﻪ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﺑﺎﻃ ﻞ .9 وﻳﻨﻘﺴﻢ اﻟﻐﺮر ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺪ إﻟﻰ :ﻏﺮر ﻣﺆﺛﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪة وﻏﺮر ﻏﻴﺮ ﻣﺆﺛﺮ .ﻗﺎل اﺑﻦ رﺷﺪ اﻟﺤﻔﻴﺪ :اﺗﻔﻘﻮا ﻋﻠﻰ أن اﻟﻐﺮر ﻳﻨﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﻣﺆﺛﺮ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﻮع وﻏﻴﺮ ﻣﺆﺛﺮ . 10 وﻳﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﻐﺮر ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن ﻣﺆﺛﺮا اﻟﺸﺮوط اﻵﺗﻴﺔ : اﻟﺸﺮط اﻷول :أن ﻳﻜﻮن اﻟﻐﺮر آﺜﻴﺮًا : ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ " :واﻟﻐﺮر إذا آﺎن ﻳﺴﻴﺮًا أو ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻻﺣﺘﺮاز ﻣﻨﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻣﺎﻧﻌ ًﺎ ﻣ ﻦ ﺻ ﺤﺔ اﻟﻌﻘ ﺪ، ﺑﺨﻼف اﻟﻜﺜﻴﺮ اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ اﻻﺣﺘﺮاز ﻣﻨ ﻪ ،وه ﻮ اﻟﻤ ﺬآﻮر ﻓ ﻲ اﻷﻧ ﻮاع اﻟﺘ ﻲ ﻧﻬ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻋﻨﻬﺎوﻣﺎ آﺎن ﻣﺴﺎوﻳًﺎ ﻟﻬﺎ ﻻ ﻓﺮق ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﻴﻨﻪ ،ﻓﻬﺬا هﻮ اﻟﻤﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ اﻟﻌﻘﺪ" . 11 وﻗﺎل اﻟﻘﺮاﻓﻲ " :اﻟﻐﺮر واﻟﺠﻬﺎﻟﺔ -أي ﻓﻲ اﻟﺒﻴﻊ -ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺴﺎم :آﺜﻴﺮ ﻣﻤﺘﻨﻊ إﺟﻤﺎﻋﺎ ،آﺎﻟﻄﻴﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻬ ﻮاء ،وﻗﻠﻴ ﻞ ﺟ ﺎﺋﺰ إﺟﻤﺎﻋ ﺎ ،آﺄﺳ ﺎس اﻟ ﺪار وﻗﻄ ﻦ اﻟﺠﺒ ﺔ ،وﻣﺘﻮﺳ ﻂ اﺧﺘﻠ ﻒ ﻓﻴ ﻪ ،ه ﻞ ﻳﻠﺤ ﻖ ﺑﺎﻷول أم ﺑﺎﻟﺜﺎﻧﻲ ؟" . 12 وﻗﺎل اﻟﺒﺎﺟﻲ -ﻣﺒﻴﻨًﺎ ﺿﺎﺑﻂ اﻟﻐﺮر اﻟﻜﺜﻴﺮ ":-اﻟﻐﺮر اﻟﻜﺜﻴﺮ هﻮ ﻣﺎ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺪ ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ اﻟﻌﻘﺪ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﻪ" . 13 اﻟﺸﺮط اﻟﺜﺎﻧﻲ :أن ﻳﻜﻮن اﻟﻐﺮر ﻓﻲ اﻟﻤﻌﻘﻮد ﻋﻠﻴﻪ أﺻﺎﻟﺔ : ﻓﻴﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﻐﺮر ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن ﻣﺆﺛﺮا ﻓﻲ ﺻﺤﺔ اﻟﻌﻘﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻓ ﻲ اﻟﻤﻌﻘ ﻮد ﻋﻠﻴ ﻪ أﺻ ﺎﻟﺔ .أﻣ ﺎ إذا آ ﺎن اﻟﻐ ﺮر ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﻜ ﻮن ﺗﺎﺑﻌ ﺎ ﻟﻠﻤﻘ ﺼﻮد ﺑﺎﻟﻌﻘ ﺪ ﻓﺈﻧ ﻪ .ﻻ ﻳ ﺆﺛﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻘ ﺪ .وﻣ ﻦ اﻟﻘﻮاﻋ ﺪ اﻟﻔﻘﻬﻴ ﺔ اﻟﻤﻘﺮرة :أﻧﻪ ﻳﻐﺘﻔﺮ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻮاﺑ ﻊ ﻣ ﺎ ﻻ ﻳﻐﺘﻔ ﺮ ﻓ ﻲ ﻏﻴﺮه ﺎ ،وﻟ ﺬا ﺟ ﺎز ﺑﻴ ﻊ اﻟﺤﻤ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟ ﺒﻄﻦ ﺗﺒﻌ ًﺎ ﻷﻣﻪ ،وﺟﺎز ﺑﻴﻊ اﻟﻠﺒﻦ ﻓﻲ اﻟﻀﺮع ﻣﻊ اﻟﺤﻴﻮان ،وﻣﻦ ذﻟﻚ أﻳﻀًﺎ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺠ ﻮز أن ﺗﺒ ﺎع اﻟﺜﻤ ﺮة اﻟﺘ ﻲ ﻟﻢ ﻳﺒﺪ ﺻﻼﺣﻬﺎ ﻣﻔﺮدة ،ﻟﻨﻬﻲ اﻟﻨﺒ ﻲ ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻋ ﻦ ﺑﻴ ﻊ اﻟﺜﻤ ﺎر ﺣﺘ ﻰ ﻳﺒ ﺪو ﺻ ﻼﺣﻬﺎ ، وﻟﻜﻦ ﻟﻮ ﺑﻴﻌﺖ ﻣﻊ أﺻﻠﻬﺎ ﺟﺎز ،ﻟﻘﻮل اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ } :ﻣﻦ اﺑﺘﺎع ﻧﺨﻼ ﺑﻌ ﺪ أن ﺗ ﺆﺑﺮ ،ﻓﺜﻤﺮﺗﻬﺎ ﻟﻠﺒﺎﺋﻊ ،إﻻ أن ﻳﺸﺘﺮط اﻟﻤﺒﺘﺎع { 14وﻗﺪ ﻧﻘﻞ اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ اﻹﺟﻤﺎع ﻋﻠ ﻰ ﺟ ﻮاز ه ﺬا اﻟﺒﻴ ﻊ ، وﻗﺎل :وﻷﻧﻪ إذا ﺑﺎﻋﻬﺎ ﻣﻊ اﻷﺻﻞ ﺣﺼﻠﺖ ﺗﺒﻌﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﻊ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻀﺮ اﺣﺘﻤﺎل اﻟﻐﺮر ﻓﻴﻬﺎ . 15 اﻟﺸﺮط اﻟﺜﺎﻟﺚ:أﻻ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺣﺎﺟﺔ : ﻓﺈن آﺎن ﻟﻠﻨﺎس ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻢ ﻳﺆﺛﺮ اﻟﻐﺮر ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ ،وآﺎن اﻟﻌﻘﺪ ﺻﺤﻴﺤﺎ . ﻗﺎل اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴ ﺔ " :وﻣﻔ ﺴﺪة اﻟﻐ ﺮر أﻗ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺮﺑ ﺎ ﻓﻠ ﺬﻟﻚ رﺧ ﺺ ﻓﻴﻤ ﺎ ﺗ ﺪﻋﻮ اﻟﺤﺎﺟ ﺔ إﻟﻴ ﻪ ﻣﻨ ﻪ ،ﻓ ﺈن ﺗﺤﺮﻳﻤﻪ أﺷﺪ ﺿﺮرًا ﻣﻦ ﺿﺮر آﻮﻧﻪ ﻏﺮراً ،ﻣﺜ ﻞ ﺑﻴ ﻊ اﻟﻌﻘ ﺎر ﺟﻤﻠ ﺔ وإن ﻟ ﻢ ﻳﻌﻠ ﻢ دواﺧ ﻞ اﻟﺤﻴﻄ ﺎن
8أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ) (3/2وأﺑﻮداود).(3376 9ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﺸﺮح اﻟﻨﻮوي 156/11 10ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻤﺠﺘﻬﺪ187)2 11زاد اﻟﻤﻌﺎد 820/5 12اﻟﻔﺮوق 265/3 13اﻟﻤﻨﺘﻘﻰ41/5 14أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري )ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري (368-4وﻣﺴﻠﻢ )ﺷﺮح اﻟﻨﻮوي (1158/3ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ أﺑﻲ هﺮﻳﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ. 15اﻟﻤﻐﻨﻲ 231/4
16وﻗﺎل اﻟﻜﻤﺎل ﻋﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﺴﻠﻢ :وﻻ ﻳﺨﻔﻰ أن ﺟﻮازﻩ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻘﻴﺎس .إذ هﻮ ﺑﻴ ﻊ اﻟﻤﻌﺪوم ،وﺟﺐ اﻟﻤﺼﻴﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨﺺ واﻹﺟﻤﺎع ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ ﻣﻦ آﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺋﻊ واﻟﻤﺸﺘﺮي . 17 وﻗﺎل اﻟﻨﻮوي :ﻣﺪار اﻟﺒﻄﻼن ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻐﺮر واﻟﺼﺤﺔ ﻣ ﻊ وﺟ ﻮدﻩ أﻧ ﻪ إذا دﻋ ﺖ اﻟﺤﺎﺟ ﺔ إﻟ ﻰ ارﺗﻜ ﺎب اﻟﻐﺮر وﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻻﺣﺘﺮاز ﻋﻨﻪ إﻻ ﺑﻤﺸﻘﺔ أو آﺎن اﻟﻐﺮر ﺣﻘﻴﺮاً ﺟﺎز اﻟﺒﻴﻊ ،وإﻻ ﻓﻼ" . 18 واﻟ ﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠ ﻰ ه ﺬا اﻟ ﺸﺮط ﺟ ﻮاز ﺑﻴ ﻊ اﻟﻤﻐﻴﺒ ﺎت ﻓ ﻲ اﻷرض آ ﺎﻟﺠﺰر واﻟﺒ ﺼﻞ وﻧﺤﻮه ﺎ ،وﺑﻴ ﻊ ﻣ ﺎ ﻣﺄآﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻪ آﺎﻟﺒﻄﻴﺦ واﻟﺒﻴﺾ وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻓﻴ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻐ ﺮر ،وإﻧﻤ ﺎ ﺟ ﺎز ﻟﻠﺤﺎﺟ ﺔ اﻟﻤﻘﺘ ﻀﻴﺔ ﻟﺸﺮاء هﺬﻩ اﻷﺷﻴﺎء دون ﻓﺘﺤﻬﺎ أو إﺧﺮاﺟﻬﺎ ﻣﻦ اﻷرض. اﻟﺸﺮط اﻟﺮاﺑﻊ :أن ﻳﻜﻮن اﻟﻐﺮر ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﻣﻦ ﻋﻘﻮد اﻟﻤﻌﺎوﺿﺎت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ : وﻗ ﺪ اﺷ ﺘﺮط ه ﺬا اﻟ ﺸﺮط اﻟﻤﺎﻟﻜﻴ ﺔ ﻓﻘ ﻂ ،ﺣﻴ ﺚ ﻳ ﺮون أن اﻟﻐ ﺮر اﻟﻤ ﺆﺛﺮ ه ﻮ ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻓ ﻲ ﻋﻘ ﻮد اﻟﻤﻌﺎوﺿﺎت ،وأﻣﺎ ﻋﻘﻮد اﻟﺘﺒﺮﻋﺎت ﻓﻼ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻐﺮر .واﺧﺘﺎر هﺬا اﻟﻘﻮل اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴ ﺔ واﺑ ﻦ اﻟﻘ ﻴﻢ، وﻏﻴﺮهﻤﺎ . 19 واﻟﺪﻟﻴﻞ ﻳﺆﻳﺪ ﻣﺎ ذهﺐ إﻟﻴﻪ اﻟﻤﺎﻟﻜﻴ ﺔ ﻓ ﺈن اﻟﻨﺒ ﻲ ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻧﻬ ﻰ ﻋ ﻦ ﺑﻴ ﻊ اﻟﻐ ﺮر ﻓﻴﺨﺘﺺ اﻟﻨﻬﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺎﻳﻌﺎت وﻳﺒﻘ ﻰ ﻣﺎﻋ ﺪاهﺎ ﻋﻠ ﻰ أﺻ ﻞ اﻟﺤ ﻞ .وﻳ ﺪل ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ﻣ ﺎ ورد ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻟﻤﺎ ﺟﺎءﻩ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻷﻧ ﺼﺎر ﺑﻜﺒ ﺔ ﻣ ﻦ ﺧﻴ ﻮط ﺷ ﻌﺮ أﺧ ﺬهﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻐ ﻨﻢ ،ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ":أﻣ ﺎ ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻟ ﻲ ﻓﻬ ﻮ ﻟ ﻚ" 20 .ووﺟ ﻪ اﻟﺪﻻﻟ ﺔ ان اﻟﻨﺒ ﻲ ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳﻠﻢ وهﺒﻪ ﻧﺼﻴﺒﻪ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺔ ﻣﻊ ﻋﺪم اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻘﺪر اﻟﻤﻮهﻮب . 21 اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ: ﺗﺒﻴﻦ ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ أن اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﺠﺎري ﻣﺤﺮم ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻐﺮر ،وذﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪا اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤﻴﺎة ،وﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﻤﺘﻰ اﺧﺘﻞ ﺷﺮط ﻣﻦ ﺷﺮوط اﻟﻐﺮر اﻟﻤﺆﺛﺮ ﻓ ﺈن اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﻳﻜ ﻮن ﺟ ﺎﺋﺰاً، ذﻟﻚ أن اﻟﻨﺎﻇﺮ ﻓﻲ ﻋﻘﻮد اﻟﻐﺮر اﻟﺘﻲ ﺟﺎءت اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﺈﺑﻄﺎﻟﻬﺎ آﺤﺒﻞ اﻟﺤﺒﻠ ﺔ وﺑﻴ ﻊ اﻟﺤ ﺼﺎة وﺑﻴ ﻊ اﻟﻤﻼﻣ ﺴﺔ واﻟﻤﻨﺎﺑ ﺬة وﻧﺤﻮه ﺎ ﻳ ﺪرك أن اﻟﻐ ﺮر اﻟﻤﺤ ﺮم ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺒﻴﻞ اﻟﻠﻌ ﺐ واﻟﻤﻘ ﺎﻣﺮة ﺣﻴ ﺚ ﻻ ﻳﺜﻤ ﺮ ﻋﺎﺋ ﺪًا ﻟﻠﺒﻠ ﺪ وﻻ ﻳﺤﻘ ﻖ ﻣ ﺼﻠﺤﺔ ﻟﻠﻔ ﺮد وﻻ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤ ﻊ ،وﻟ ﻴﺲ ﺛﻤ ﺔ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺪﻋﻮ إﻟﻴﻪ ،ﺑﺨﻼف اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺘﻲ ﻻﺑﺪ ﻟﻠﻨﺎس ﻣﻨﻬﺎ وﻗﺪ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ اﻟﻐ ﺮر ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﻣﺒﺎدئ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺗﺤﺮﻳﻢ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ. وﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻴﻤﻜﻦ اﻟﻘ ﻮل :إن اﻷﺻ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ه ﻮ اﻟﺘﺤ ﺮﻳﻢ ،وﻻ ﻳﺠ ﻮز إﻟ ﺰام ااﻟﻨ ﺎس ﺑﻨﻈﺎم ﺗﺄﻣﻴﻨﻲ ﻗ ﺎﺋﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻌﺎوﺿ ﺔ اﻟﺮﺑﺤﻴ ﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤ ﺆﻣﻦ واﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﻟ ﻪ ،وأﻣ ﺎ اﻟ ﺪﺧﻮل ﻓ ﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻓﺮاد ﻓﻴﺠﻮز ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻵﺗﻴﺔ: اﻟﺤﺎل اﻷوﻟﻰ :إذا آﺎن اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺗﺎﺑﻌ ًﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺼﻮد أﺻﺎﻟﺔ ﻓﻴﻪ: ﻓﺈذا وﻗﻊ اﻟﻌﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء وﺟﺎء اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺗﺒﻌًﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻴﻐﺘﻔﺮ وﺟﻮدﻩ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻌﻘﺪ ،وﻻ ﺣ ﺮج ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻴﻪ ،وﻟﻬﺬﻩ اﻟﺤﺎل أﻣﺜﻠﺔ ﻣﺘﻌﺪدة ،ﻓﻤﻦ ذﻟﻚ: -1
اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺬي ﺗﻘﺪﻣﻪ اﻟﺸﺮآﺎت ﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﻪ ﻣﺰﻳ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺰاﻳ ﺎ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻌﻄﻴﻬ ﺎ ﻟﻠﻤ ﻮﻇﻔﻴﻦ .ﻓﻬ ﺬا اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﺟ ﺰء ﻣ ﻦ ﻣ ﺴﺘﺤﻘﺎت ﻣﺘﻌ ﺪدة ﻟﻠﻤﻮﻇ ﻒ وﻟ ﻢ ﻳﻘ ﻊ ﻋﻘ ﺪ اﻹﺟﺎرة ) اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ( ﻋﻠﻴﻪ أﺻﺎﻟﺔ.
16اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻨﻮراﻧﻴﺔ ص140 17ﻓﺘﺢ اﻟﻘﺪﻳﺮ206/6 18اﻟﻤﺠﻤﻮع 258/9 19ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻤﺠﺘﻬﺪ 402/2ﻣﺠﻤﻮع ﻓﺘﺎوى اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ 270/31أﻋﻼم اﻟﻤﻮﻗﻌﻴﻦ 9/2 20أﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ داود ) (2694واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ) (262/6ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺷﻌﻴﺐ ﻋﻦ أﺑﻴﻪ ﻋﻦ ﺟﺪﻩ ،وهﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ. 21أﻋﻼم اﻟﻤﻮﻗﻌﻴﻦ 9/2
-2
اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻊ ﻋﻨﺪ ﺷﺮاﺋﻬﺎ –آﺎﻟﺴﻴﺎرات واﻷﺟﻬﺰة اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ، -ﺳ ﻮاء أﻓ ﺮد ﺑﻤﺒﻠ ﻎ ﻣ ﺴﺘﻘﻞ ﻋ ﻦ ﻗﻴﻤ ﺔ اﻟ ﺴﻠﻌﺔ أو ﻟ ﻢ ﻳﻔ ﺮد ،ﺑ ﺸﺮط أن ﻳﻜ ﻮن اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﻓ ﻲ ﺻ ﻔﻘﺔ واﺣﺪة ﻣﻊ ﺷﺮاﺋﻪ ﻟﻠﺠﻬﺎز.
-3
اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرة اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮة إذا أﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرة ﻓﻲ ﻋﻘ ﺪ اﻹﺟ ﺎرة ﻧﻔﺴﻪ ،وﻟﻮ زادة ﻗﻴﻤﺔ اﻷﺟﺮة ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ.
-4
اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻋﻨﺪ ﺷﺤﻨﻬﺎ إذا آﺎﻧﺖ اﻟﺸﺮآﺔ اﻟﻨﺎﻗﻠﺔ ﺗﻘﺪم ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﻣ ﻊ ﻋﻘﺪ اﻟﺸﺤﻦ ﻧﻔﺴﻪ.
ﻓﻔﻲ ﺟﻤﻴﻊ ذﻟﻚ ﻳﺠﻮز اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ،وأﺧﺬ اﻟﻌﻮض ﻋﻨﺪ اﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻪ. وﻗﺪ ﻳﺮد ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻋﺘﺮاﺿﺎن: اﻷول:أن اﻟﻐﺮر اﻟﻤﻐﺘﻔﺮ هﻮ اﻟﺘﺎﺑﻊ اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ ﻓ ﺼﻠﻪ ﻋ ﻦ أﺻ ﻠﻪ آﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺜﻤ ﺮة ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﺨﻞ ،أﻣﺎ هﻨﺎ ﻓﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﺼﻠﻪ ﻋﻦ أﺻﻠﻪ ﻓﻼ ﻳﻌﺪ ﺗﺎﺑﻌًﺎ. واﻟﺠ ﻮاب :أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﻠ ﺰم أن ﻳﻜ ﻮن اﻟﺘ ﺎﺑﻊ ﻣﺮﺗﺒﻄ ﺎً ﺑﺄﺻ ﻠﻪ ﻻ ﻳﻨﻔ ﻚ ﻋﻨ ﻪ ،ﺑ ﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻓﻲ ﺣ ﺪﻳﺚ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ اﻟ ﺴﺎﺑﻖ }:ﻣ ﻦ اﺑﺘ ﺎع ﻧﺨ ﻼ ﺑﻌ ﺪ أن ﺗ ﺆﺑﺮ ،ﻓﺜﻤﺮﺗﻬ ﺎ ﻟﻠﺒ ﺎﺋﻊ ،إﻻ أن ﻳ ﺸﺘﺮط اﻟﻤﺒﺘ ﺎع { إذ اﻷﺻ ﻞ ﻓ ﺼﻞ اﻟﺜﻤ ﺮة ﻋ ﻦ اﻟﻨﺨﻠ ﺔ ﺑ ﺪون ﺷ ﺮط ،وﻣ ﻊ ذﻟﻚ ﺟﺎز ﺑﻴﻌﻬﺎ ﺗﺒﻌًﺎ ﻷﺻﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﺮط.وهﺬا ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻟﻮ اﺷﺘﺮط اﻟﻤﺸﺘﺮي ﺗﺄﻣﻴﻦ اﻟﺴﻠﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻓﻬﻮ ﺷﺮط ﺻﺤﻴﺢ إذا آﺎن هﺬا اﻟﺸﺮط ﻣﻘﺘﺮﻧﺎً ﺑﺎﻟﻌﻘﺪ. واﻟﺜ ﺎﻧﻲ:أن اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻷﻣﺜﻠ ﺔ اﻟﻤ ﺬآﻮرة ﻟ ﻪ وﻗ ﻊ ﻓ ﻲ اﻟ ﺜﻤﻦ ﺑﺨ ﻼف اﻟﺤﻤ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟ ﺒﻄﻦ واﻟﺜﻤﺮة ﻓﻲ اﻟﻨﺨﻞ وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻳﺬآﺮﻩ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﻐﺮر اﻟﻤﻐﺘﻔﺮ ﻓﺈن اﻟﺘ ﺎﺑﻊ ﻟ ﻴﺲ ﻟﻪ ﺛﻤﻦ. واﻟﺠﻮاب :ﺑﻌﺪم اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﺄن اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻓﻲ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺬآﺮهﺎ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺛﻤﻦ ،ﺑ ﻞ إن ﻟ ﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮًا ﻓﻲ ﻗﻴﻤﺔ أﺻﻠﻪ ﻓﺎﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﺤﺎﻣﻞ ﺑﻼ ﺷﻚ أﻏﻠﻰ ﺛﻤﻨًﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮهﺎ ،وﻟﻬﺬا آﺎن ﺗﻐﻠﻴﻆ اﻟﺪﻳﺔ ﻼ-ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﻲ .وﻓﻲ ﺑﻴﻊ اﻟﻨﺨﻞ ﺑﺜﻤ ﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻌﻤﺪ ﺑﺈﻳﺠﺎب أرﺑﻌﻴﻦ ﺧﻠﻔﺔ –أي ﻧﺎﻗﺔ ﺣﺎﻣ ً ﻟﻠﻤﺸﺘﺮي أن ﻳﺸﺘﺮط اﻟﺜﻤﺮة أو ﻻ ﻳﺸﺘﺮط ،وﻻ ﺷ ﻚ أن اﻟ ﺜﻤﻦ ﻳﺨﺘﻠ ﻒ ﺑﻮﺟ ﻮد ه ﺬا اﻟ ﺸﺮط ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻪ. واﻟﺜﺎﻟﺚ :أن اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺑﺬاﺗﻪ ﻣﺤﺮم ﺑﺨﻼف اﻟﺤﻤﻞ واﻟﺜﻤ ﺮة واﻟﻠ ﺒﻦ وﻧﺤﻮه ﺎ ﻓﺈﻧﻬ ﺎ ﻣﺒﺎﺣ ﺔ ﻓ ﻲ ذاﺗﻬﺎ. واﻟﺠ ﻮاب :أﻧ ﻪ ﻻ ﻓ ﺮق ﺑ ﻴﻦ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ وه ﺬﻩ اﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﻤ ﺬآﻮرة ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﺠﺎﻧ ﺐ ،ﻓﺎﻟﻜ ﻞ إذا أﻓﺮد ﺑﺎﻟﻌﻘﺪ ﺻﺎر ﺑﻴﻌﻪ ﻣﺤﺮﻣًﺎ. اﻟﺤﺎل اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :إذا آﺎن اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ اﻟﺤﺎﺟﺔ: وﻳﻘ ﺼﺪ ﺑﺎﻟﺤﺎﺟ ﺔ أن ﻳﻠﺤ ﻖ اﻹﻧ ﺴﺎن ﺣ ﺮج وﻣ ﺸﻘﺔ إذا ﻟ ﻢ ﻳ ﺆﻣﻦ ،وﻻ ﻳﻠ ﺰم أن ﻳ ﺼﻞ إﻟ ﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻀﺮورة ،ﺑﻞ ﻳﻜﻔﻲ وﺟﻮد اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻻﺳﺘﺒﺎﺣﺔ هﺬا اﻟﻌﻘﺪ ،آﻤﺎﺗﻘﺪم. وﻳﺸﺘﺮط ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺤﺎل أن ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺷﺮوط اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﺣﻴ ﺚ آﻮﻧﻬ ﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴ ﺔ ﻻ ﻣﻮهﻮﻣ ﺔ ،وأن ﺗﻘﺪر ﺑﻘﺪرهﺎ ،وأﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻘﺪ ﺁﺧﺮ ﻣﺒﺎح ﺗﻨﺪﻓﻊ ﺑﻪ اﻟﺤﺎﺟﺔ. وﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻷﺣﻮال واﻷﺷﺨﺎص واﻷﻣﻜﻨﺔ واﻷزﻣﻨﺔ ،ﻓﻤ ﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟ ﻪ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﻤﺮآﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﻤﺮآﺒ ﺔ اﻟﺨﺎﺻ ﺔ ،واﻟﺤﺎﺟ ﺔ إﻟ ﻰ ﺗ ﺄﻣﻴﻦ اﻟﻤ ﺴﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺜﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻜﻮارث ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺒﻼد اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺪر ﻓﻴﻬﺎ ذﻟﻚ.
وﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎل: -1 اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﻄﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﺗﻜﻠﻔﺔ اﻟﻌﻼج ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎهﻈﺔ ،وﻻ ﻳﺘﺤﻤﻠﻬ ﺎ اﻟﻤﻘ ﻴﻢ ﺑﺪون ﺗﺄﻣﻴﻦ. -2 ﺗﺄﻣﻴﻦ اﻟﻤﺮآﺒﺔ إذا آﺎن ﻧﻈﺎم اﻟﺒﻠﺪ اﻟﺬي ﻳﻘ ﻴﻢ ﻓﻴ ﻪ اﻟ ﺸﺨﺺ ﻳﻠ ﺰم ﺑ ﺬﻟﻚ ،وﻳﺠ ﺐ أن ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪ اﻟﺬي ﺗﻨﺪﻓﻊ ﺑﻪ اﻟﺤﺎﺟﺔ ،وهﻮ اﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ اﻟﺬي ﻳﻠﺰم ﺑ ﻪ ﻧﻈﺎم اﻟﺒﻠﺪ. -3 ﺗﺄﻣﻴﻦ اﻟﻤﺴﺎآﻦ واﻟﻤﺮاآﺰ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺿﺪ اﻟﺤﻮادث واﻟﺴﺮﻗﺎت واﻟﺤﺮﻳ ﻖ إذا آﺎﻧ ﺖ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ. -4 اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﻟﻸﻋﻄ ﺎل اﻟﻄﺎرﺋ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻄ ﺮق اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ ﺷ ﺮآﺎت اﻟﻤ ﺴﺎﻋﺪة آ ﺸﺮآﺔ ) ،( AAAﻻﺳ ﻴﻤﺎ أن ه ﺬﻩ اﻟ ﺸﺮآﺔ ﺗﻘ ﺪم ﺧ ﺪﻣﺎت أﺧ ﺮى ﻏﻴ ﺮ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ آﺎﻟﺨﺮاﺋﻂ اﻹرﺷﺎدﻳﺔ وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻤﺸﻮرة ﻋﺒﺮ اﻟﻬﺎﺗﻒ وﻏﻴﺮذﻟﻚ. اﻟﺤﺎل اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :إذا آﺎن اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺗﻌﺎوﻧﻴ ًﺎ: ﻷن اﻟﻐﺮر اﻟﺬي ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻐﺘﻔ ﺮ ﻟﻜﻮﻧ ﻪ ﻣ ﻦ ﻋﻘ ﻮد اﻟﺘﺒﺮﻋ ﺎت ،واﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌ ﺎوﻧﻲ ﻳﺨﺘﻠ ﻒ ﻓﻲ أهﺪاﻓﻪ وﺁﺛ ﺎرﻩ ﻋ ﻦ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﺠ ﺎري ،ﻓﺎﻟﺘﻌ ﺎوﻧﻲ ﻳﻬ ﺪف إﻟ ﻰ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ اﻟﺘﻜﺎﻓ ﻞ واﻟﺘﻌ ﺎون ﻓﻴﻤ ﺎ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤ ﺴﺘﺄﻣﻨﻴﻦ وه ﻮ ﺑﻬ ﺬا ﻳﺤﻘ ﻖ ﻣﻘ ﺼﺪًا ﻣ ﻦ ﻣﻘﺎﺻ ﺪ اﻟ ﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ ﺑﺨ ﻼف اﻟﺘﺎﻣﻴﻦ اﻟﺘﺠﺎري ﻓﺈن اﻟﻬﺪف ﻣﻨﻪ اﻻﺳﺘﺮﺑﺎح واﻟﻤﻌﺎوﺿﺔ ﻓﻠﺬا آﺎن ﻣﺤﺮﻣًﺎ. وﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌﺎوﻧﻲ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة: -1 اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺬي ﺗﻘﺪﻣﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت واﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ. -2 اﻟﺒ ﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻘﺎﻋﺪﻳ ﺔ واﻻدﺧﺎرﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺴﺘﺜﻤﺮ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻷﻣ ﻮال اﻟﻤ ﺪﺧﺮة ﻓ ﻲ وﺳ ﺎﺋﻞ اﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ ﻣﺒﺎﺣﺔ. -3 اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ اﻟﻄﺒ ﻲ اﻟ ﺬي ﺗﺮﻋ ﺎﻩ اﻟﺪوﻟ ﺔ وﺗﺘﻘﺎﺿ ﻰ رﺳ ﻮﻣًﺎ رﺑﻤ ﺎ ﺗﻜ ﻮن ﻓ ﻲ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻷﺣﻴﺎن رﻣﺰﻳﺔ. -4 اﻟﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟﺘﻌﺎوﻧﻴﺔ واﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﻤﻌﻤﻮل ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﺎﺑﺎت اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ وﻧﺤﻮهﺎ.
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺮاﺑﻊ اﻟﻔﺮوق ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﺠﺎري واﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌﺎوﻧﻲ وﺻﻴﻐﺔ ﻣﻘﺘﺮﺣﺔ ﻟﺸﺮآﺔ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺗﺠﺎري اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول :اﻟﻔﺮوق ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﺠﺎري واﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌﺎوﻧﻲ: ذهﺐ ﻋﺎﻣ ﺔ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء اﻟﻤﻌﺎﺻ ﺮﻳﻦ إﻟ ﻰ ﺗﺤ ﺮﻳﻢ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﺠ ﺎري وﺟ ﻮاز اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌ ﺎوﻧﻲ، وﻗﺪ أﺧﺬ ﺑﻬﺬا اﻟﻘﻮل ﻣﻌﻈﻢ هﻴﺌﺎت اﻟﻔﺘﻮى اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ،آﻬﻴﺌﺔ آﺒ ﺎر اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﺑﺎﻟﻤﻤﻠﻜ ﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﻣﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﺮاﺑﻄﺔ ،وﻣﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤ ﺔ ،وﻏﻴﺮه ﺎ ؛ وذﻟ ﻚ ﻟﻤ ﺎ ﻳ ﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﺠ ﺎري ﻣ ﻦ اﻟﻐ ﺮر واﻟﻤﻘ ﺎﻣﺮة وأآ ﻞ اﻟﻤ ﺎل ﺑﺎﻟﺒﺎﻃ ﻞ ، ﺑﺨﻼف اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌﺎوﻧﻲ ﻓﺈن ﻣﺒﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻜﺎﻓﻞ واﻟﺘﻀﺎﻣﻦ .وإن اﻟﻨ ﺎﻇﺮ ﺑﻌ ﻴﻦ اﻹﻧ ﺼﺎف ﻓﻲ واﻗﻊ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﻴﻮم ﻟﻴﺪرك ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻘ ﻮل ﻣ ﻦ اﻟﺘﻮﺳ ﻂ واﻻﻋﺘ ﺪال ،وﻣ ﺪى ﻣﻮاﻓﻘﺘﻪ ﻟﻤﻘﺎﺻﺪ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻳﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣ ﺼﺎﻟﺢ اﻟﻨ ﺎس وﺳ ﺪ ﺣﺎﺟ ﺎﺗﻬﻢ دون ﻏ ﺒﻦ أو ﺿﺮر .وإﺣﺼﺎﺋﻴﺎت اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ أوﺿﺢ ﺷﺎه ٍﺪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ،ﻓﻔﻲ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﺠﺎري ﺗﺘﻜ ﺪس اﻷﻣﻮال اﻟﻄﺎﺋﻠﺔ ﻟﺪى ﺷﺮآﺎت اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑ ﻞ ﺗﻌﻮﻳ ﻀﺎت ﺗﻌ ﺪ ﻳ ﺴﻴﺮة ﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﺑﻤ ﺎ ﺗﺤﻘﻘ ﻪ ﻣﻦ أرﺑﺎح ،ﻣﻤﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ اﺳﺘﺌﺜﺎر اﻷﻗﻠﻴﺔ اﻟﺜﺮﻳﺔ ﺑﻤﺰاﻳ ﺎ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ وﺧﺪﻣﺎﺗ ﻪ ،ﺑﻴﻨﻤ ﺎ اﻷآﺜﺮﻳ ﺔ اﻟﻔﻘﻴﺮة ﻣﺤﺮوﻣﺔ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻟﻜﻮﻧﻬ ﺎ ﻏﻴ ﺮ ﻗ ﺎدرة ﻋﻠ ﻰ ﺗﺤﻤ ﻞ أﻗ ﺴﺎط اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ،وﻗ ﺪ أوهﻤ ﺖ ﺗﻠ ﻚ
وﻳﺘﻀﺢ اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ هﺬﻳﻦ اﻟﻨﻮﻋﻴﻦ ﻓ ﻲ آ ﻮن ﻧﻈ ﺎم اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﺠ ﺎري ﻗﺎﺋﻤ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺎس أن ﺗﺘ ﻮﻟﻰ إدارة اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﺷ ﺮآﺔ ﻣ ﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋ ﻦ اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ،وﺗ ﺴﺘﺤﻖ ه ﺬﻩ اﻟ ﺸﺮآﺔ ﺟﻤﻴ ﻊ أﻗﺴﺎط اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺘﺰاﻣﻬﺎ ﺑﺪﻓﻊ ﻣﺒﺎﻟﻎ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻨﺪ اﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻬﺎ ،وﻣﺎ ﻳﺘﺒﻘﻰ ﻟ ﺪﻳﻬﺎ ﻣ ﻦ ﻓﺎﺋﺾ أﻗﺴﺎط اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻴﺪﻩ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﻟﻬﻢ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮﻩ ﻋﻮﺿًﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻘﺎﺑ ﻞ اﻟﺘﺰاﻣﻬ ﺎ ﻒ اﻷﻗﺴﺎط اﻟﻤﺤﺼﻠﺔ ﻟﺪﻓﻊ آﻞ اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت ﻓﻼ ﻳﺤ ﻖ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وإذا ﻟﻢ ﺗ ِ ﻟﻬﺎ اﻟﺮﺟﻮع ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻄﻠﺐ زﻳﺎدة أﻗﺴﺎط اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ . ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌﺎوﻧﻲ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻋ ﺪة أﺷ ﺨﺎص ﻣﻌﺮﺿ ﻴﻦ ﻷﺧﻄ ﺎر ﻣﺘ ﺸﺎﺑﻬﺔ ،وﻳ ﺪﻓﻊ آ ﻞ ﻣﻨﻬﻢ اﺷﺘﺮاآًﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎً ،وﺗﺨ ﺼﺺ ه ﺬﻩ اﻻﺷ ﺘﺮاآﺎت ﻷداء اﻟﺘﻌ ﻮﻳﺾ اﻟﻤ ﺴﺘﺤﻖ ﻟﻤ ﻦ ﻳ ﺼﻴﺒﻪ اﻟ ﻀﺮر ،وإذا زادت اﻻﺷ ﺘﺮاآﺎت ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﺻ ﺮف ﻣ ﻦ ﺗﻌ ﻮﻳﺾ آ ﺎن ﻟﻸﻋ ﻀﺎء ﺣ ﻖ اﺳ ﺘﺮدادهﺎ ،وإذا ﻧﻘ ﺼﺖ ﻃﻮﻟ ﺐ اﻷﻋ ﻀﺎء ﺑﺎﺷ ﺘﺮاك إﺿ ﺎﻓﻲ ﻟﺘﻐﻄﻴ ﺔ اﻟﻌﺠ ﺰ ،أو أﻧﻘ ﺼﺖ اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت اﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ اﻟﻌﺠ ﺰ.وﻻ ﻣ ﺎﻧﻊ ﻣ ﻦ أن ﻳﺘ ﻮﻟﻰ إدارة اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌ ﺎوﻧﻲ ﺟﻬ ﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻬﻢ أﻧﻔﺴﻬﻢ وأن ﺗﺘﻘﺎﺿﻰ أﺟﻮرًا أو ﻋﻤ ﻮﻻت ﻣﻘﺎﺑ ﻞ إدارﺗﻬ ﺎ ﻟﻠﺘ ﺄﻣﻴﻦ ، ﻼ وﻻ ﻳﻤﻨﻊ آ ﺬﻟﻚ ﻣ ﻦ أن ﺗﺄﺧ ﺬ ﺟ ﺰءًا ﻣ ﻦ أرﺑ ﺎح اﺳ ﺘﺜﻤﺎرات أﻣ ﻮال اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﺑ ﺼﻔﺘﻬﺎ وآ ﻴ ً ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر. وﺑﻬ ﺬا ﻳﻈﻬ ﺮ أن ﺷ ﺮآﺔ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﻓ ﻲ آ ﻼ اﻟﻨ ﻮﻋﻴﻦ ﻗ ﺪ ﺗﻜ ﻮن ﺷ ﺮآﺔ ﻣﻨﻔ ﺼﻠﺔ ﻋ ﻦ اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ،آﻤ ﺎ أﻧﻬ ﺎ ﻓ ﻲ آﻠﻴﻬﻤ ﺎ ﻗ ﺪ ﺗﻜ ﻮن ﺷ ﺮآﺔ رﺑﺤﻴ ﺔ – أي أﻧﻬ ﺎ ﺗﻬ ﺪف إﻟ ﻰ اﻟ ﺮﺑﺢ، - وﻳﻈﻬﺮ اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﻟﻨﻮﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﻣﻮر رﺋﻴﺴﺔ : اﻟﻔ ﺎرق اﻷول ) ﻓ ﻲ ﻗ ﺼﺪ اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ( :ﻓﺎﻷﻗ ﺴﺎط اﻟﻤﻘﺪﻣ ﺔ ﻣ ﻦ ﺣﻤﻠ ﺔ اﻟﻮﺛ ﺎﺋﻖ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌﺎوﻧﻲ ﻳﻘﺼﺪ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺘﻌﺎون ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺘﻴﺖ اﻷﺧﻄﺎر ،ﺗﺄﺧﺬ هﺬﻩ اﻷﻗﺴﺎط ﺻﻔﺔ اﻟﻬﺒﺔ )اﻟﺘﺒﺮع( . أﻣﺎ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﺠﺎري ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻋﻘﻮد اﻟﻤﻌﺎوﺿﺎت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ . اﻟﻔ ﺎرق اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ) ﻓ ﻲ اﻻﻟﺘ ﺰام( :فﻓ ﻲ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﺠ ﺎري هﻨ ﺎك اﻟﺘ ﺰام ﺗﻌﺎﻗ ﺪي ﺑ ﻴﻦ ﺷ ﺮآﺔ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ واﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻬﻢ ،إذ ﺗﻠﺘﺰم اﻟﺸﺮآﺔ ﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﺑ ﺪﻓﻊ اﻟﺘﻌﻮﻳ ﻀﺎت ،وﻓ ﻲ ﻣﻘﺎﺑ ﻞ ذﻟ ﻚ ﺗ ﺴﺘﺤﻖ آﺎﻣ ﻞ اﻷﻗ ﺴﺎط اﻟﻤﺪﻓﻮﻋ ﺔ ،ﺑﻴﻨﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌ ﺎوﻧﻲ ﻻ ﻣﺠ ﺎل ﻟﻬ ﺬا اﻻﻟﺘ ﺰام ،إذ إن اﻟﺘﻌ ﻮﻳﺾ ﻳﺼﺮف ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮع اﻷﻗﺴﺎط اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ،ﻓﺈذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻷﻗ ﺴﺎط آﺎﻓﻴ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻮﻓ ﺎء ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳ ﻀﺎت ﻃﻠ ﺐ ﻣ ﻦ اﻷﻋ ﻀﺎء زﻳ ﺎدة اﺷ ﺘﺮاآﺎﺗﻬﻢ ﻟﺘﻌ ﻮﻳﺾ اﻟﻔ ﺮق ،وإﻻ آ ﺎن اﻟﺘﻌ ﻮﻳﺾ ﺟﺰﺋﻴ ًﺎ ﺑﺤ ﺴﺐ اﻷرﺻ ﺪة اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ. اﻟﻔ ﺎرق اﻟﺜﺎﻟ ﺚ ) ﻓ ﻲ ﻣﺤ ﻞ اﻻﺳ ﺘﺮﺑﺎح( :ﻓ ﻼ ﺗﻬ ﺪف ﺷ ﺮآﺔ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌ ﺎوﻧﻲ إﻟ ﻰ اﻻﺳ ﺘﺮﺑﺎح ﻣ ﻦ اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ أﻗﺴﺎط اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻲ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻬﻢ وﺗﻌﻮﻳﻀﺎت اﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ اﻟﺸﺮآﺔ ﻟﻬﻢ ، ﺑﻞ إذا ﺣﺼﻠﺖ زﻳ ﺎدة ﻓ ﻲ اﻷﻗ ﺴﺎط ﻋ ﻦ اﻟﺘﻌﻮﻳ ﻀﺎت اﻟﻤﺪﻓﻮﻋ ﺔ ﻟﺘ ﺮﻣﻴﻢ اﻷﺿ ﺮار ﺗ ﺮد اﻟﺰﻳ ﺎدة إﻟ ﻰ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،أو ﺗﺒﻘﻰ هﺬﻩ اﻟﺰﻳﺎدة ﻟﺪى اﻟﺸﺮآﺔ آﺎﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﻼﺣﻘﺔ وﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺮآﺰ اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﺸﺮآﺔ . ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻔﺎﺋﺾ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﺠﺎري ﻳﻜﻮن ﻣ ﻦ اﺳ ﺘﺤﻘﺎق ﺷ ﺮآﺔ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﻓ ﻲ ﻣﻘﺎﺑ ﻞ اﻟﺘﺰاﻣﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻬﻢ.
اﻟﻔﺎرق اﻟﺮاﺑﻊ) ﻓﻲ آﻴﻔﻴﺔ إدارة اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ( :ﻓﻔ ﻲ ﺷ ﺮآﺔ اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌ ﺎوﻧﻲ ﺗﻜ ﻮن اﻟﻌﻼﻗ ﺔ ﺑ ﻴﻦ ﺣﻤﻠ ﺔ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ) اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ( وﺷﺮآﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ )اﻟﻤﺆﻣﻦ( ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺲ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: أ- ﻳﻘ ﻮم اﻟﻤ ﺴﺎهﻤﻮن ﻓ ﻲ اﻟ ﺸﺮآﺔ ﺑ ﺈدارة ﻋﻤﻠﻴ ﺎت اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ،ﻣ ﻦ إﻋ ﺪاد اﻟﻮﺛ ﺎﺋﻖ وﺟﻤ ﻊ اﻷﻗ ﺴﺎط ،ودﻓ ﻊ اﻟﺘﻌﻮﻳ ﻀﺎت وﻏﻴﺮه ﺎ ﻣ ﻦ اﻷﻋﻤ ﺎل اﻟﻔﻨﻴ ﺔ ،ﻓ ﻲ ﻣﻘﺎﺑ ﻞ أﺟ ﺮة ﻣﻌﻠﻮﻣ ﺔ وذﻟ ﻚ ﻼ ﻟﻬﺎ . ﺑﺼﻔﺘﻬﻢ اﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﺑﺈدارة اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ وﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷﺟﺮة ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﺸﺘﺮك ﻗﺎﺑ ً ب- ﻳﻘ ﻮم اﻟﻤ ﺴﺎهﻤﻮن ﺑﺎﺳ ﺘﺜﻤﺎر) رأس اﻟﻤ ﺎل( اﻟﻤﻘ ﺪم ﻣ ﻨﻬﻢ ﻟﻠﺤ ﺼﻮل ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘ ﺮﺧﻴﺺ ﺑﺈﻧ ﺸﺎء اﻟ ﺸﺮآﺔ ،وآ ﺬﻟﻚ ﻟﻬ ﺎ أن ﺗ ﺴﺘﺜﻤﺮ أﻣ ﻮال اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ اﻟﻤﻘﺪﻣ ﺔ ﻣ ﻦ ﺣﻤﻠ ﺔ اﻟﻮﺛ ﺎﺋﻖ ،ﻋﻠ ﻰ أن ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﺸﺮآﺔ ﺣﺼﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﺪ اﺳﺘﺜﻤﺎر أﻣﻮال اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺑﺼﻔﺘﻬﻢ اﻟﻤﻀﺎرب. ج- ﺗﻤ ﺴﻚ اﻟ ﺸﺮآﺔ ﺣ ﺴﺎﺑﻴﻦ ﻣﻨﻔ ﺼﻠﻴﻦ ،أﺣ ﺪهﻤﺎ ﻻﺳ ﺘﺜﻤﺎر رأس اﻟﻤ ﺎل ،واﻵﺧ ﺮ ﻟﺤ ﺴﺎﺑﺎت أﻣﻮال اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ وﻳﻜﻮن اﻟﻔﺎﺋﺾ اﻟﺘﺄﻣﻴﻨﻲ ﺣﻘًﺎ ﺧﺎﻟﺼًﺎ ﻟﻠﻤﺸﺘﺮآﻴﻦ ) ﺣﻤﻠﺔ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ(. د- ﻳﺘﺤﻤﻞ اﻟﻤﺴﺎهﻤﻮن ﻣﺎ ﻳﺘﺤﻤﻠﻪ اﻟﻤﻀﺎرب ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺼﺮوﻓﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘ ﺔ ﺑﺎﺳ ﺘﺜﻤﺎر اﻷﻣ ﻮال ﻧﻈﻴﺮ ﺣﺼﺘﻪ ﻣﻦ رﻳﺢ اﻟﻤ ﻀﺎرﺑﺔ ،آﻤ ﺎ ﻳﺘﺤﻤﻠ ﻮن ﺟﻤﻴ ﻊ ﻣ ﺼﺎرﻳﻒ إدارة اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﻧﻈﻴ ﺮ ﻋﻤﻮﻟ ﺔ اﻹدارة اﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺔ ﻟﻬﻢ. ﻩ- ﻳﻘﺘﻄﻊ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﻮاﺋﺪ اﺳ ﺘﺜﻤﺎر أﻣ ﻮال اﻟﻤ ﺴﺎهﻤﻴﻦ وﻳﻜ ﻮن ﻣ ﻦ ﺣﻘ ﻮﻗﻬﻢ ) (22 وآﺬﻟﻚ آﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻮﺟﺐ اﻗﺘﻄﺎﻋﻪ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺮأس اﻟﻤﺎل. . ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺣﻤﻠﺔ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ وﺷﺮآﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ،ﻓﻲ اﻟﺘﺎﻣﻴﻦ اﻟﺘﺠ ﺎري ،أن ﻣ ﺎ ﻳﺪﻓﻌ ﻪ ﺣﻤﻠ ﺔ اﻟﻮﺛ ﺎﺋﻖ ﻣﻦ أﻣﻮال ﺗﻜﻮن ﻣﻠﻜًﺎ ﻟﻠﺸﺮآﺔ وﻳﺨﻠﻂ ﻣﻊ رأس ﻣﺎﻟﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ .ﻓﻠﻴﺲ هﻨﺎك ﺣﺴﺎﺑﺎن ﻣﻨﻔﺼﻼن آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌﺎوﻧﻲ. اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ:ﻣﻘﺘﺮﺣﺎت ﻟﺼﻴﻐﺔ ﺷﺮآﺔ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺗﻌﺎوﻧﻲ: ﻟﻌﻞ ﻣﻦ أﺑﺮز ﻣﻼﻣﺢ هﺬﻩ اﻟﺼﻴﻐﺔ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ: أ .أن ﻳﺘﻮﻟﻰ إدارة اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌ ﺎوﻧﻲ ﺷ ﺮآﺔ ﻣ ﺴﺎهﻤﺔ ،ﻳﻜ ﻮن ﻟﻠﻤ ﺴﺎهﻤﻴﻦ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻣﺮآ ﺰ ﻣ ﺎﻟﻲ ﻣﻨﻔ ﺼﻞ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺮآﺰ اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ. ب .ﻟﻠ ﺸﺮآﺔ اﻟﻤ ﺴﺎهﻤﺔ أن ﺗﺨ ﺼﻢ ﺟﻤﻴ ﻊ اﻟﻤ ﺼﺎرﻳﻒ اﻹدارﻳ ﺔ واﻟﺘ ﺸﻐﻴﻠﻴﺔ ﻣ ﻦ ﻣﺠﻤ ﻮع أﻗ ﺴﺎط ﻼ ﺑ ﺄﺟﺮ ،وﻟﻬ ﺎ آ ﺬﻟﻚ أن اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ،وأن ﺗﺘﻘﺎﺿﻰ أﺟﻮرًا ﻣﻘﺎﺑﻞ إدارﺗﻬﺎ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘ ﺄﻣﻴﻦ ﺑ ﺼﻔﺘﻬﺎ وآ ﻴ ً ﺗﺴﺘﺜﻤﺮ أﻣﻮال اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ اﺳﺘﺜﻤﺎرات ﻣﺒﺎﺣﺔ ،وﺗﺴﺘﺤﻖ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻦ أرﺑﺎح ﺗﻠﻚ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﺷﺮﻳﻜًﺎ ﻣﻀﺎرﺑًﺎ. ت .ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮآﺔ أن ﺗﺘﺠﻨﺐ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﺳﺘﺜﻤﺎرات ﻣﺤﺮﻣﺔ آﺎﻟ ﺴﻨﺪات وﻏﻴﺮه ﺎ ،ﺳ ﻮاء أآ ﺎن ذﻟ ﻚ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎهﻤﻴﻦ أم ﺑﺎﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ. ث .اﻟﺘﺰام اﻟﺸﺮآﺔ ﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﻴﻦ؛ ﺟﺎﺋﺰ وﻣﻤﻨﻮع .أﻣﺎ اﻟﺠﺎﺋﺰ ﻓ ﺄن ﺗﻠﺘ ﺰم اﻟﺸﺮآﺔ ﺑﺈدارة أﻋﻤﺎل اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ واﺣﺘﺮاف ،وﻣﺘ ﻰ ﻗ ﺼﺮت ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﻓﺈﻧﻬ ﺎ ﺗﺘﺤﻤ ﻞ ﺗﺒﻌ ﺎت ذﻟ ﻚ اﻟﺘﻘﺼﻴﺮ واﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻨﻪ .وأﻣﺎ اﻟﻤﻤﻨﻮع ﻓﺄن ﺗﻠﺘﺰم اﻟﺘﺰاﻣﺎً ﻣﻄﻠﻘًﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺳﻮاء أآﺎﻧﺖ اﻷﺿﺮار )(22
ﻧﺪوة اﻟﺒﺮآﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮة ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻗﺮارات وﺗﻮﺻﻴﺎت ﻧﺪوات اﻟﺒﺮآﺔ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ص.212
ج .ﻟﻠﺸﺮآﺔ أن ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻌﻘﻮد إﻋﺎدة ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻟﺘﻔﺘﻴﺖ اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ،ﺑ ﺸﺮط أن ﺗﻜ ﻮن ه ﺬﻩ اﻟﻌﻘ ﻮد ﻣ ﻦ ﻗﺒﻴ ﻞ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌﺎوﻧﻲ. هﺬا واﷲ أﻋﻠﻢ وﺻﻠﻰ اﷲ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ د .ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﺸﺒﻴﻠﻲ