
10 minute read
د التبروري َ ر َ الب ظاهرة تتفاقم
البَرَد )التبروري( ظاهرة تتفاقم
د )التبروري( املسماة بالصيفية، و التي تتوالى نوباتها من شهر أبريل إلى شتنبر، كارثة متكررة َ ر َ تشكل تساقطات الب ة هذه َّ د ِ على السلم الدولي حل1على املستوى الوطني، حيث قارب متوسط وتيرتها سنويا، حسب املناطق، الرقم التساقطات، خاصة يف املنطقة املمتدة بني سايس و األطلس املتوسط )احلاجب، أزرو، إميوزار، أوملاس، صفرو، لعناصر، ميدلت،.....(. وتتميز هذه املناطق التي تعاني من هذه الظاهرة بكونها هي نفسها التي تتجمع فيها الظروف املناخية من آفتني واسعتي املالئمة لزراعة أشجار الفواكه األكثر حساسية و باألخص منها العنب و البساتني التي تعاني اإلنتشار هما الصقيع )جريحة( و اللفحة النارية. هذا التراكم يف املخاطر التي تصيب هذا النوع من الزراعات يبرز بشكل واضح مدى هشاشة هذه القطاعات يف مواجهة املخاطر املناخية. و هذا املقال ال يدعي أبدا تقدمي األجوبة الصحيحة جلميع األسئلة املطروحة يف هذا الشأن، لكنه يقترح محاولة للتعرف على هذه الكارثة و إستنباط بعض املعلومات املفيدة.
Advertisement
وزراعة احلبوب. وقد سجلت أضرار متفاوتة حسب نوع الزراعة واملنطقة، .80% إلى 20%والتي تراوحت من وجتدر اإلشارة الى ان هذه األضرار كانت منعدمة إلى ضعيفة بالنسبة للضيعات التي تتوفر على الشباك الواقي أو تتواجد يف مجال تدخل مولدات مكافحة البرد. 19000املساحة املتضررة قد قد تفوق هكتار موزعة على عدة جماعات قروية باجلهة خاصة باقاليم: مكناس ، صفرو ، إفران ، احلاجب ، فاس ، موالي يعقوب ، تازة ، بوملان. األضرار املرتبطة بهذه العاصفة همت األشجار املثمرة )الورديات والزيتون( وزراعة اخلضراوات عرفت جهة فاس مكناس مساء يوم عاصفة برد 2020 يونيو 06السبت )تبروري( شديدة همت جل أقاليم اجلهة. وقد تسبب عنف هذه الظاهرة يف بعض األماكن يف اضرار للمحاصيل الزراعية وبعض البنية التحتية الفالحية. وتبني التقديرات االجمالية األولية ان
حيث يسود جو بارد جدا، كما يجب أن يكون اإلضطراب داخل السحابة يف مستواه األقصى بشكل يستطيع رفع قطرات املاء املتصادمة يف ما بينها إلى تلك املناطق الباردة من اجلو. و لعل السحب الوحيدة التي جتتمع فيها كل هذه اخلصائص هي السحب الركامية، من مجموع 10% التي تقدر نسبتها السحب يف ظروف العواصف الرعدية والتي يحتمل أن تتساقط كتبروري. وهكذا فإن حبات التبروري تتكون إذا يف مثل هذه العواصف يف سحب على إرتفاع كم وعند 10 كم و ذات سمك يناهز 12 درجة حرارة جد باردة حيث تتجمد قطرات املاء. و حني بداية نزول احلبات الصغيرة األولى يعترضها تيار هوائي صاعد فيرفعها إلى املنطقة األعلى الباردة للسحابة حيث تضاف إليها طبقة رضة لنفس ٌ أخرى من اجلليد، وتظل ع العملية عدة مرات حتى تصل إلى وزن يدفعها إلى السقوط إلى األرض. هذه احلركية هي ما يفسر احلجم الذي تكون عليه حبات التبروري، و الذي وصل، على سبيل املثال، إلى الرقم القياسي املسجل يف الواليات املنتحدة سم 5.44األمريكية بـ كمحيط حلبة تبروري 750)حجم بطيخة( و وزن غ، بل جتاوز ذلك من حيث الوزن بإسبانيا. كما 1829 كغ سنة 2 إلى مت مالحظة وجود أشياء غريبة داخل حبات التبروري )ضفادع، سلحفاة(. أما بالنسبة للمغرب، فقد مت تسجيل أوزان غ مبنطقة 450 غ و 350تراوحت بني أزرو.

طبوغرافيا ومساحات مناطق التبروري
ن التبروري يعتبر ُّ و َ هكذا يالحظ أن تك عملية جد معقدة تتم يف األجزاء األكثر علوا يف السحب فوق الطبقة الوسطى للغالف اجلوي )التروبوبوز( التي تشكل أن أي من هذه الوسائل لم تقدم احلل الناجع للمشكلة . ة ّ د ِ و اليوم، ونظرا إلرتفاع وثيرة وح ح أنها ّ ج َ ر ٌ الظروف اجلوية السيئة التي ي نتيجة للتغيرات املناخية، فإن الفالحني لم يعودوا ينظرون إلى التبروري كعارض مناخي مؤسف معزول و غير منتظم، إمنا بإعتباره حالة ثابتة يف الفصول الثالثة: الربيع ، الصيف و اخلريف؛ بل أنه يف كثير من املناطق )أزرو مثال(

كيف تتكون حبة التبروري؟
تكون قطرات املاء داخل السحب حتت تأثير قوتني متعاكستني: - حتركات الهواء التي تدفعها إلى األعلى حيث الطبقات الباردة؛ - وزنها الذاتي الذي يسحبها إلى األسفل يف إجتاه األرض الدافئة. وحتى تستطيع النزول إلى األرض يجب أن يرتفع وزنها بطريقة ما، وحتى تتحول إلى حبات تبروري يجب أن تكون السحابة كثيفة جدا وأن تكون قمتها عالية جدا بحيث تصل إلى مستويات جد مرتفعة وللذكر تتوفر جهة فاس مكناس على هكتار محمية بالشباك الواقي 6260 واملدعمة من طرف صندوق التنمية مليون 310الفالحية بغالف مالي يصل مولد مكافحة البرد باجلهة 68درهم، و تسهر على تسييرها الفيدرالية الوطنية ملستعملي مولدات مكافحة البرد. مع العلم ان جل الزراعات املتضررة بالبرد مساء يوم السبت تدخل يف برنامج التامني املتعدد املخاطر املناخية للمحاصيل الزراعة الذي وضعته الوزارة لدعم الفالحني وتسهر علي تنفيذه التعاضدية الفالحية املغربية للتأمني )مامدا(. ويف هذا االطار، الفالحون الذين سبق وأن اكتتبوا بهذا التأمني لدى التعاضدية، مدعوون للقيام بالتصريحات الفردية عن الضرر وايداعه لدى املديريات االقليمية أيام كما 05للفالحة يف آجال ال تتجاوز تنص عليه املسطرة.
التبروري تاريخيا و حاليا
م َ د ِ تعتبر أضرار التبروري قدمية ق األرض ذاتها. فقد شكلت الظاهرة طامةكبرى وقف االنسان دوما أمامها عاجزا أو محاوال محاربتها بوسائل غير ذات جدوى. كرت الظاهرة يف الكتب السماوية ُ و قد ذ القدمية بإعتبارها العقاب السابع الذي أنزله اهلل على مصر الفرعونية، مما جعلها حتضى بتتبع كبير من طرف كبار حكماء مختلف العصور وعلماءها، حيث يأتي املخترع اإليطالي أليساندرو فولطا م( 1799)مخترع البطارية الكهربائية على رأسهم. ولم تتوقف األبحاث و الدراسات حول الوقاية من هذه الظاهرة غير القابلة للتوقع، و محاولة احلد من آثارها دافع املضادة َ املدمرة؛ فتطور األمر من امل للتبروري يف السنوات األولى للقرن العشرين إلى الصواريخ، ثم إلى رش ة لتقليص أحجام َّ ض ِ ود الف ٌ السحب بي حبات التبروري و بالتالي للحد من األضرار التي تسببها للمحاصيل، غير
الظرفية للمحصول و الهشاشة البنيوية. فالهشاشة الظرفية تتفاوت حسب تاريخ التساقطات، وحالة احملصول حينها، الظروف املناخية لتلك السنة، األمراض قبل و بعد التبروري ...الخ. وعموما تزداد الهشاشة كلما إقترب موعد جني احملصول، كما تختلف من سنة إلى أخرى و من بستان إلى آخر. و ال تؤخد يف احلساب يف عقد التأمني عند بداية املوسم أثناء توقيع العقد. كما أن هطول متتاليتني التبروري مرتني يف سنتني بنفس احلدة و على نفس البستان ال تنتج عنهما نفس نسبة اخلسائر. أما الهشاشة البنيوية فهي ترتبط بطبيعة النوع و بخصائصه الفيسيولوجية. وهي ا ونوعا و ّ معروفة مسبقا ومحددة كم قابلة للتأمني ضد التبروري، و تختلف حدتها من نوع إلى آخر؛ فهي منخفضة يف احلبوب مثال، ومرتفعة يف العنب، لكنها جد مرتفعة بالنسبة للفواكه ذات النوى و ذات البذور. األمر الثاني الذي يجب مراعاته، يتعلق بالوجهة النهائية للمنتوج، ذلك أن هة لإلستهالك الطازج ّ احملاصيل املوج تكون أكثر هشاشة )تفاح، إجاص( بالنظر للجودة التي يشترطها املستهلك، ه إلى الصناعات ّ يف حني أن املنتوج املوج التحويلية )عنب، حبوب( يكون أقل هشاشة لكون عملية التحويل تستر بعض العيوب التي يتسبب فيها التبروري. إلى أنه، و بصفة كما يجب اإلشارة عامة، كلما طالت مدة بقاء الغلة على النباتات و األشجار، كلما كانت رضة ملخاطر التبروري. ٌ ع
هل باإلمكان حتقيق حماية فعالة من مخاطر التبروري ؟
لقد شكل التبروري دائما العدو األول للفالحني، و ظلت الزراعات األكثر تضررا بهذه الظاهرة، خاصة مزارع الفواكه و العنب، تعمل بشكل دائم يف محاولة لتحقيق نوع من احلماية من موجات التبروري املدمرة، و ذلك باإلعتماد على أساليب عدة ذات فعالية األرصاد اجلوية، مع العلم أن املعلومات التي تقدمها يف هذا الشأن تقتصر فقط على وصف احلالة من خالل املالحظات املباشرة لتقنييها مبحطات الرصد التي تفتقر أصال لألدوات الالزمة لقياس مدى حدة التساقطات. و بالنسبة للخسائر التي تخلفها هذه الظاهرة، فاملالحظ أن تبروري فترة الربيع/ الصيف هو الذي يشكل خطرا على الفالحة، خاصة يف شهري أبريل و شتنبر، فترة منو و تطور الزراعات. و إلى جانب هذه املقاربة الظاهراتية، ظهرت منذ بضع سنوات، أجهزة وأدوات لتقييم حدة تساقطات التبروري عن طريق قياس الكتلة و الطاقة احلركية و العدد يف املتر املربع، و الوقوف على مدى فعالية وسائل الوقاية على األرض و تأثير ذلك على احملاصيل.
الهشاشة و األضرار

احلدود بني الطبقة السفلى و العليا. يف العواصف الرعدية الصيفية تكون منطقة تساقط التبروري على شكل كم 3 م و100شريط يتراوح عرضه بني كحد أقصى، وطوله بني بضع كيلومترات كم يف أصعب احلاالت. ويقابل 100و هذا الشريط املنطقة املركزية للعاصفة، حيث يكون سمك السحابة الركامية هو ة إضطراباتها هي األقوى. َّ د ِ األكبر و ح أما املناطق التي يتساقط فيها التبروري نا كبيرا ٌ باي َ بوثيرة كبيرة فهي التي تعرف ت بني البرودة العالية يف الطبقات العليا لغالفها اجلوي و السخونة املرتفعة ألراضيها. و تعتبر األحواض اجلبلية الداخلية األكثر عرضة لهذه الظاهرة. و يف الغالب يتم الربط خطأ بني التبروري و العواصف الصيفية، يف حني أن الفترة التي حتدث فيها هذه الظاهرة أكثر هي فصل الربيع حيث يكون الهواء ال زال باردا يف الطبقة املنخفضة للغالف اجلوي، بينما تبدأ درجة حرارة األرض يف اإلرتفاع بشكل واضح.
التبروري خطر غير معروف بشكل كاف
إستثمارا مكلفا مردوديته غير يقينية. ومن جهة أخرى، فإن للحماية بالشباك بعض اآلثار اجلانبية. فمن املعروف أن إستخدام هذه الشباك يؤثر على الوسط البيئي للبستان بصفة عامة، وعلى املناخ املوضعي بصفة خاصة كإنخفاض مستوى اإلضاءة و غلبة حالة اإلشعاع املنتشر. وهي عوامل ذات تأثير على بعض أنواع و أصناف املغروسات البكرية، و خاصة على مستوى نشاط التمثيل الضوئي حيث ينعكس ذلك على عملية تركز السكريات نها. ٌّ و َ ل َ يف الثمار أو على ت و يبقى أهم أثر إيجابي للشباك هو احلد من مخاطر اجريحة فصل الربيع، بسبب و إنخفاض نسبة النتح )التبخر( إنخفاض كثافة اإلشعاع حتت الشباك و ضعف قوة الرياح. وأخيرا فان حلالة احلصار التي تخلقها الشباك تأثير أيضا على سلوك مختلف احلشرات التي تعيش بالبستان سواء منها مجموعات اآلفات كالفراشات حة. فقد أظهرت ِّ لق ٌ مثال، أو احلشرات امل املالحظات األولية على الفراشات أن أعدادها تتناقص حتت الشباك كما تتناقص و ثيرة مكافحتها كيماويا؛ مما يعزز أهمية الوقاية املتكاملة يف مثل هذا الوسط. على البساتني، حقيقة أن هذه الوسيلة هي احلل الوحيد الفعال »هنا و اآلن و غدا« لهذا اخلطر املتربص بالزراعة، خاصة إذا وضعنا يف اإلعتبار حجم اخلسائر و العواقب التي تليه و تستمر ملدة طويلة على األشجار التي لن تتمكن من العودة إلى حالتها اإلنتاجية الطبيعية إال بعد بضعة مواسم. إن للتساقطات القوية للتبروري آثارا تدميرية قد تدوم طويال. وقد أظهرت التجارب أن الشباك املضادة له تتفوق كثيرا، بل أصبحت حتل محل األساليب التقليدية التي كان أقصى ما تستطيعه هو ضمان البقاء للمزارع من دون اإلهتمام بربحه و مردودية مجهوداته. وبالفعل، ففي مواجهة إرتفاع حاالت الهشاشة و عدم كفاية احلماية املالية التقليدية، بدأ أصحاب مزارع األشجار املثمرة يلجأون إلى الشباك املضادة للتبروري،حتى أصبحت بعض املناطق تشبه سلسلة من بيوت عنكبوت ضخمة. غير أنه مع ظهور هذا املظلة اجلديدة، حتولت املخاطر املناخية إلى إكراهات و ضغوطات إقتصادية. فأصبحت مختلف التجهيزات الضرورية التي راكمها املزارعون سواء للوقاية من اجريحة او التبروري أو كعتاد للسقي املوضعي،

غير أكيدة. و كما سبق القول فقد مت جتريب طريقة املدافع ثم الصواريخ، وفيما بعد مت اللجوء إلى طريقة نثر يود الفضة على السحب بحيث تعمل جزيئات هذه املادة على تكون حبات برد أصغر حجما و أكثر عرضة للذوبان قبل وصولها إلى األرض. إال أنه من الصعب اليوم اإلقرار بفعالية هذه الوسائل. لهذا يبدو أن هناك فقط طريقتني و حيدتني أكيدتني يف هذا املجال هما : التأمني، و إستعمال الشباك املضادة د احلديثة العهد، و التي تعرف َ للبر توسعا مضطردا يف البساتني ومزارع العنب. وإذا كان التأمني يضمن تعويضا ماليا للمحصول، فإنه ال ميكن أن ا للمنتوج التالف. ّ ي ِ ن ْ ي َ يضمن تعويضا ع ففي الفالحة، كما يف حالة الوفاة يف حادثة، ميكن القول بإستحالة إصالح آثار املخاطر املناخية إذ أن أي ضياع للمحصول يكون نهائيا؛ غير ذلك من املمتلكات )سيارات، منازل...( التي باإلمكان إصالحها و إعادتها إلى حالتها األصلية بشكل تام. ولن تستطيع املبالغ املؤاداة للمزارع، تعويضا عن ضياع احملصول، أن تضمن القيمة املضافة املرتبطة باملنتوج. ذلك أنه بالنسبة للضيعات الكبيرة التي أنشأت وحدات معاجلة و تعبئة و تسويق حملاصيلها و بكلفة عالية، جتد نفسها يف خضم سلسلة مترابطة من املشاكل كنقص النشاط و إضطرارها لتسريح العاملة وإنخفاض نصيبها جزء من اليد من السوق، و ذلك نتيجة اإلنهيار املباشر الذي يصيب اإلنتاج بسبب الصقيع الربيعي )اجريحة( أو تساقط التبروري أو أي آفة طبيعية أخرى. لقد عرفت الشباك املضادة للتبروري أول ظهور لها باملغرب منذ ستينات القرن املاضي. فبعد دخول ألياف البوليوليفني إلى السوق الوطني، أعتبرت احلل ع ِ ر ٌ املناسب و املنتظر، إذ سرعان ما ش ولى الشباك ٌ يف إستعمالها يف صناعة أ و إستخدامها يف حماية املزروعات من هذه الظاهرة. وقد أثبتت أولى التجارب