مارس 2022
ملحق العدد 142 مجلة مهنية مختصة بقطاع اخلضر و الفواكه ،احلبوب ،الزراعات السكرية و تربية املواشي
www.agri-mag.com
Agriculture du Maghreb N° 142 - Mars 2022
1
www.agri-mag.com
Agriculture du Maghreb N° 142 - Mars 2022
2
الفهرس مختصرات الري بإستعامل تقنية النانو
4
مجموعة حسن الدرهم
5
توت األرض صعوبة إختيار األصناف املناسبة
6
البطاطس إنتاج يف مواجهة إختالالت ُم ِعيقة
10
agriculturemaghreb@gmail.com
www.agri-mag.com
الئحة اإلشهارات 2 11 16
www.agri-mag.com
Croplife CMGP MAMDA
أرشيفنا على اإلنترنت
Agriculture du Maghreb N° 142 - Mars 2022
3
مختصرات صانعة األنفاق على أوراق احلمضيات تعتبر هاته الحشرة من اآلفات الهامة على أشجار الحمضيات ويمكن القول انها تتواجد في كل أماكن اإلنتاج الرئيسية .تنشط الحشرة في األوقات الباردة مثل عند الشروق والغروب او في الصباح المبكر او المساء. تضع اإلناث البيض في الربيع على السطح السفلى لألوراق .تدقيق النظر في األوراق المصابة ،يمكن رؤية أنفاق ملتوية ذات لون ابيض او رمادي بين سطحي الورقة .يمكن رؤية خطوط داكنة متقطعة او منقطة داخل االنفاق وهي مخلفات الحشرة التي تتركها داخل االنفاق ويمكن رؤيتها بشكل أكثر وضوحا من السطح السفلى لألوراق .غالبا ما يمكن رؤية اليرقة عند طرف النفق ويمكن أحيانا رؤية أكثر من يرقة في نفس الورقة. في نهاية طور اليرقة ،تخرج الحشرة من النفق وتبدأ في دخول طور العذراء ولف
الورقة حول نفسها. اإلصابات الشديدة أيضا تقلل من قدرة الورقة على التمثيل الضوئي ويؤدى ذلك الى ضعف النبات وصغر حجم الثمار وانخفاض جودتها .يمكن لإلصابات الشديدة ان تؤدى الى سقوط كامل أوراق الشجرة وأحيانا قتلها في حال األشجار الصغيرة. وتتسبب اإلضرار الناتجة عن اإلصابة بتلك االفة بزيادة احتمالية اإلصابة بالتقرح البكتيري. المكافحة: اإلهتمام بصحة األشجار من ري و تسميدو تقليم لتصبح قوية مقاومة. العناية بالتقليم و إزالة األفرع المائية ألنهاأكثر عرضة لإلصابة. -يجب مراقبة األشجار بشكل دائم خاصة
السطح السفلى لألوراق لتميز عالمات اإلصابة قطع األوراق المصابة و حرقها بما فيهامن يرقات و عذارى التخلص من األوراق المتساقطة مناألشجار لتقليل أماكن اختباء الحشرات اتباع وسائل المكافحة المتكاملة معالتدابير الوقائية والمكافحة الحيوية إذا توافرت .ال يمكن ضمان تحقيق فاعلية كافية من استخدام المبيدات الحشرية وحدها ألن االطوار اليرقية تكون مختبئة داخل األوراق. فيجب ان يتم استخدام المبيدات الوقائية او النظامية في حال تواجد الحشرات البالغة ونشاطها .ينبغي كذلك استخدام المبيدات اآلمنة التي ال تضر بالبيئة و تكون تأثيراتها السامة على الكائنات المفيدة و أيضا ً علي اإلنسان و الحيوان أقل ما يمكن .
محاربة ناخرات خشب اشجار الورديات (اللوز ،اخلوخ ،املشمش ).. ،اجليل األول
تبيــن الجــوالت االستكشــافية لحقــول وتخــرج اليرقــات التــي بدورهــا تقــوم بحفــر األشــجار المثمــرة وخاصــة اشــجار اللــوز اروقة وانفاق وتجويفات اخرى. ونتائــج المصائــد الفيرومونيــة ان مرحلــة خــروج الحشــرة اليافعــة و وهجومهــا علــى المكافحة اشــجار الورديــات الضعيفــة ( اللــوز ) ...،و مــن اجــل مكافحــة هاتــه اآلفــة فعلــى تبدأ عموما خالل شهري مارس وابريل. الفــاح االعتنــاء بحقلــه باتبــاع النصائــح
التالية : • تقليــم االغصــان المصابــة و الميتــة ثــم تعريف الحشرة : تســمى بخنفســاء اللحــاء ،يتــراوح طولهــا حرقها بعين المكان، بيــن 3و 7ملــم ،لونهــا اســود او بنــي • .عــدم اســتعمال االغصــان اليابســة كســياج تتغــذى علــى الخشــب و بقايــا الحطــب واغصان التقليم. تقــوم الحشــرة بحفــر أنفــاق التــزاوج تحــت لحــاء األشــجار .فــي خشــب األفــرع و األغصــان مؤديــة إلــى جفافهــا بســبب توقف سريان العصارة النباتية، تقــوم اإلنــاث بحفــر اروقــة وانفــاق وتجويفــات لوضــع البيــض ،يفقــس البيــض 4
Agriculture du Maghreb N° 142 - Mars 2022
للحقول، • خدمة األرض مع التسميد المعقلن، • العنايــة باألشــجار بواســطة الــري والتســميد المعقلــن إلبقــاء االشــجار قويــة ومقاومة لإلصابة، • وضــع الفخــاخ الصطيــاد الحشــرة اليافعــة وتحديد وقت خروجها لمحاربتها. • وللمزيــد مــن المعلومــات المرجــو االتصــال بمصالــح وقايــة النباتــات او مراكز االستشارة الفالحية القريبة منكم.
www.agri-mag.com
مختصرات
الري بإستعامل تقنية النانو
ان الري أو السقي باستخدام تقنية النانو هي تقنية جديدة والتي تعمل عن طريق اطالق كمية صغيرة من املاء وبسرعة مساوية لتلك التي متتص بها جذور النباتات املاء من التربة .وهي التقنية التي تقوم بتوفير املاء للنبات يف التربة وبشكل مستمر ،مما يتيح ري احملاصيل على مدار 24ساعة. ان العنصر الرئيسي في هذه التقنية هو انبوب النانو حيث تتكون الطبقة الداخلية من االنبوب من غشاء ذو مسامات دقيقة جدا.و يوجد العديد من المسام غير مرئية الدقيقة في هذا الغشاء تصل الى حوالي 100000 مسام /لكل سم مربع وقطر من 10 ~ 900نانو متر.
عملية االنتقال من الداخل الى الخارج ان اتجاه انتقال جزيئاتالماء من األنبوب الداخلي الخارجي. االنبوب الى ان عملية االنتقال ال تتوقف حتىيتساوى الضغط الخارجي للمياه مع الضغط.
ان وظائف الغشاء هي على النحو التالي:
لماذا هذه التقنية المتقدمة الخضراء في السقي؟
نظرا لتأثير عوامل الضغط ،فإن جزيئات الماء تمر عبر الغشاء مباشرة إلى المنطقة ذات الضغط العالي الى المنطقة ذات الضغط المنخفض تماما كما هي طريقة جذور النبات و لكن بشكل عكسي .كما يمكن ان تحمل جزيئات الماء معها و خالل االنتقال، جزيئات اخرى من المواد المذابة في الماء مثل االمالح و السماد المذاب. ويتم كل ذلك عن طريق دفن االنبوب تحت التربة مما يمكن الغشاء من التصاق مع جزيئات التربة حيث يتم انتقال جزيئات الماء من داخل الغشاء الى خارجه بعد توفر عامل الضغط المتناسب مع ذلك يلي: ما مالحظة ويمكن المياه انتقال عملية انهي عملية تلقائية وبطيئة. ان فارق الضغط ما بين الماء داخلالغشاء والماء في التربة يتسبب في www.agri-mag.com
الري العادية حيث ال يوجد هناك امكانية لضياع المياه نتيجة للتبخر أو التسرب الى باطن االرض، فأكبر نسبة من المياه التي تتسرب من االنبوب الى التربة يقوم جذر النبات بامتصاصها مباشرة .يضاف الى ذلك عدم االهدار ايضا في كمية السماد المذابة في هذه المياه.
كونها عملية تختلف تماما عن طرقالري او السقي االخرى مثل عملية السقي بالتنقيط او الرش المحوري أو العمودي أو الري بالغمر ،حيث ان نظام السقي باستخدام هذه التقنية أو ما يسمى بتقنية الترطيب يقوم بهذه العملية بشكل مستمر ودائم و اليحتاج الى طاقة للدفع حيث ان الطاقة التي يحتاجها الماء لالنتقال الى التربة تأتي من جذور النباتات التي تحتاج للمياه و هي بذلك تقوم بدور توليد طاقة السحب الالزمة لنقل جزيئات الماء الى منطقة الجذور و من ثم امتصاصها من الجذور. كون نظام النانوتيوب او انبوبالترطيب يوضع تحت التربة و بجانب جذور النبات ،و بذلك يقوم بتوفير كمية المياه المستخدمة للري بنسبة تتجاوز 60الى 80%من كمية المياه المستخدمة في طرق
Agriculture du Maghreb N° 142 - Mars 2022
5
توت األرض صعوبة إختيار األصناف املناسبة يشكل إختيار الصنف المناسب وجودة الشتلة األم أول خطوة لتحقيق إنتاج جيد من توت األرض .و يوفر السوق اليوم للفالحين المغاربة ،العديد من األصناف لتلبية حاجاتهم حسب الهدف من اإلنتاج؛ غير أنه ،و بصفة عامة ،يعمد الفالحون إلى المزاوجة بين الكثير من هذه األصناف و ذلك من أجل تغطية كامل الدورة الزراعية و لإلستجابة بشكل أفضل لألوجه المختلفة للطلب على المنتوج (مبكر ،طازج،مجمد).
و قد ظل العرض في السوق المغربي محصورا ،و لزمن طويل في صنف وحيد ،غير أنه بسبب العولمة التي عرفتها المبادالت التجارية و الخوف من فقدان أجزاء من السوق ،إقتنع المنتجون بضرورة تنويع المنتوج الموجه لألسواق الخارجية ،الشيئ الذي دفعهم إلى إعتماد أصناف جديدة من توت األرض ذات كفاءة
6
Agriculture du Maghreb N° 142 - Mars 2022
الفواكه الحمراء ذات القيمة المضافة العالية ،و التي تعرف إقباال كبيرا في األسواق األروبية ،مثل توت العليق (فرومبواز) و التوت األزرق و التوت الشوكي.
عالية خاصة على مستوى التبكير و المذاق و القابلية للتخزين. و قد سمحت اإلستراتيجية التي تم تبنيها في هذا المجال بتمديد فترة التصدير و الولوج إلى شرائح إضافية من السوق ،بل أن بعض المنتجين عملوا على إستكشاف تنويع األصناف أساليب أخرى لتنويع صادراتهم تتميز زراعة توت األرض من خالل إدخال أنواع جديدة من بالمغرب بكونها حولية ،بمعنى أنها تتجدد سنويا ،مما يساعد على إنتاج ثمار ذات جودة عالية و ضمان و قاية نباتية جيدة للزراعة .و يتم إستيراد مجموع حاجيات الفالحين من أنواع الشتائل من الخارج ،و التي تقدر بحوالي 190مليون شتلة سنويا (معدل الكثافة 60ألف شتلة \هكتار). و في ما يخص األصناف ،فالمالحظ أنه طيلة الفترة الممتدة بين 1990و ،2010ظلت «تيو َكا» و «شاندلر» و «أورو َكراندي» و «كاماروزا»، األصناف الوحيدة التي تزرع في www.agri-mag.com
المغرب .و تتميز هده األصناف، خاصة منها كاماروزا التي فرضت نفسها بالتدريج حتى ،2010 بالتجانس و اإلنتظام في اإلنتاج و المردودية اإلنتاجية و المالية الجيدة، و إليها يعود التطور الذي عرفته هده الزراعة ،حسب رأي الفالحين. و يعود تفضيل المنتجين لصنف كاماروزا خاصة بهدف التجميد شكله المنتظم ،و حجمه الكبير و لونه األحمر الفاقع و صالبته التي تسمح بتقطيعه إلى مكعبات أو شرائح .و من جهة أخرى ساعد المسار التقني البسيط لهذا الصنف إلى جانب عمليات تطهير التربة من اآلفات عن طريق التبخير بغاز بروميد الميثيل خالل تلك الفترة، على تحقيق أرباح جيدة من طرف الفالحين .لكنه ،و منذ ،2010بدأت كاماروزا تعرف تراجعا كبيرا لمصلحة أصناف أخرى. و الواقع أنه ،و من منظور تجاري، يعتبر طرح صنف واحد في السوق مهما كانت خصائصه ،إستراتيجية www.agri-mag.com
خاطئة على المدى الطويل ،وذلك نظرا للتطور المتواصل الذي تعرفه األذواق و العادات الغذائية للمستهلك األروبي. لهذا ،شرع المهنيون و المنتجون في البحث عن أصناف جديدة أكثر كفاءة و االنفتاح على أصناف أفضل مذاقا من أجل مواجهة اإلكراهات المتزايدة لألسواق .و إجماال ،فإن األصناف المستخدمة في المغرب هي تقريبا نفسها المنتشرة في منطقة هويلفا بإسبانيا (المنافس الرئيسي للمغرب) لكن بتناسب مختلف، و التي هي :فيستفال ،سبالندور، صان أندرياس ،صابرينا ،قونطانا، صابروصا ،لوسا ،بينيصيا ،و غيرها. غير أنه ،و بالرغم من هذه الالئحة المتنوعة ،يشتكي بعض الفالحين من محدودية الخيارات ،إضافة إلى غياب مرجعية محلية حول تفاعل مختلف األصناف في الظروف المحلية و إمكانيتها اإلنتاجية ،إضافة إلى اإلرتهان الكبير للمزودين
األجانب للحصول على الشتائل و الوصول إلى األصناف األكثر كفاءة. و هكذا ،يمكن مالحظة مدى الصعوبة التي تعترض الفالحين، خاصة الصغار منهم ،في إختيار الصنف المناسب لكل موسم و بكل ما يتعلق بالتحكم التقني على المستوى النباتي و الوقائي لكل صنف ،بحكم اإلختالفات النوعية بين األصناف و متطلباتها المتباينة سواء من حيث المياه أو التسميد أو مدى حساسيتها لألمراض و اآلفات. و بالتالي من الطبيعي أن تطرح إشكالية البحث عن أصناف لتوت األرض بإمكانها تحقيق األهداف التالية: الحصول على مردودية مرتفعةمن غير معالجة التربة بغاز بروميد الميثيل ،و التكيف مع تربة و مناخ المغرب. تَقَبُّل هده األصناف من طرفاألسواق الممتازة و المستهلكين المغاربة. مسار تقني واضح و في متناولالفالح المغربي. اإلحاطة بالمعارف و الخبرات وإنتقالها إلى الفالحين بشكل متواصل من أجل السماح بالتتبع المستمر لتطور الزراعة بالمغرب ميدانيا. و بالنسبة للمهنيين ،فإن صنف توت األرض األفضل للمغرب يجب أن تتوفر فيه الخصائص التالية: التبكير :الدخول في مرحلة اإلنتاجإبتداء من األسبوع األول من شهر دجنبر اإلنتاجية :مرتفعة (أكثر منAgriculture du Maghreb N° 142 - Mars 2022
7
900غ للنبتة) شكل الثمار :مخروطية اللون :أحمر من الداخل و الخارج المذاق و درجة البريكس (مستوىالسكاروز) ال تقل عن 8 ثمار صلبة تسمح بصالحية أطوللإلستهالك و بإمكانية تقطيعها إلى أجزاء من أجل التجميد القدرة على تحمل األمراض واآلفات
إيجاد أصناف جديدة
و هنا ،تجدر اإلشارة إلى أن إيجاد صنف جديد يتطلب مجهودا كبيرا و نَفَسا طويال .و الواقع أن إنتظارات الفالحين في ما يتعلق بالتجديد و اإلبتكار على مستوى أصناف التوت البري ،هي جد متنوعة و معقدة؛ لهذا يظل المختصون دائما في حالة إنصات لمتطلبات ك ّل من المنتجين و المستهلكين من أجل تحديد معايير الجودة و اإلنتاجية التي يبحثون 8
Agriculture du Maghreb N° 142 - Mars 2022
بشكل أفضل و التعرف على الجينوم (المحتوى الوراثي) و تقليص المدة الالزمة للحصول على صنف جديد و التصديق عليه و حمايته؛ و هي التكنولوجيا التي تستدعي تدخل العديد من التخصصات العلمية التي تتكامل في ما بينها ،مثل التجريب و اإلختبار (تجارب في الظروف الطبيعية و تقييمها) ،و الزراعة في أنابيب اإلختبار (إكثار ُمسببات األمراض الفطرية) ،و الباثولوجيا (علم األمراض) ،و الكيمياء الحيوية، و البيولوجيا الجزيئية و المعلوميات الحيوية (تحليل المعطيات)؛ هذا إلى جانب التعاون مع الجامعات و معاهد عنها ،و ذلك بهدف إيجاد أصناف البحث العلمي في هدا المجال. ذات قيمة نوعية و تكنلوجية مضاعفة و تستجيب إلنتظارات القطاع بصفة محاور البحث العلمي عامة .و كما يقول أحد المختصين، إن المعايير التي تتم دراستها في فإنه ،إضافة إلى الجانب المذاقي إطار برنامج البحث العلمي ،يتم ،يجب البحث عن أصناف قادرة إختيارها في معظم األحوال على َّ على الت َميٌّز عن المنتوج الشائع ،مع أساس النقاش المتبادل مع المهنيين، ضمان المردودية و سهولة الجني خاصة ما يتعلق باإلزهار و مقاومة و مقاومة األمراض .بل إن عملية األمراض و الغنى بمضادات إبتكار صنف جديد يجب أن تستبق األكسدة ...الخ .و بالفعل فإن التحكم الحاجيات حتى. في عملية إزهار توت األرض إن عملية الحصول على صنف يسمح بتدبير أفضل لمراحل اإلنتاج، جديد ،طريق طويل و معقد .فهي ذلك أن تمديد هذه المرحلة هي تحتاج إلى حوالي 10سنوات الوسيلة األحسن للرفع من مستوى إنطالقا من التهجين األولي لِنَ ْبتَتَيْن ،المردودية من دون التأثير سلبا على وصوال إلى طرح اآلف الشتالت جودة مذاق الثمار. من الصنف الجديد في األسواق.غير و من جهة أخرى ،فإن إيجاد أصناف أن هناك أدوات جديدة في ميدان جديدة من توت األرض مقاومة الجينات ،هي التكنولوجيا الحيوية ،طبيعيا لألمراض ،يسمح بالحد من قادرة على تحسين عملية الحصول اللجوء إلى المبيدات ،و ذلك بغرض على أصناف جديدة ،و ذلك لكونها إنتاج ثمار ذات جودة عالية من غير تتيح إمكانية اإلستفادة من التنوع ُم َخلَّفات كيماوية ،تحترم البيئة و www.agri-mag.com
ذات مردودية مرتفعة. تعتبر جودة الثمار واحدا من األهداف األساسية لبرامج البحث عن أصناف جديدة خاصة على مستوى المحتوى من مضادات األكسدة .و نشير في ما يلي لمحاور البحث األخرى: اإلنتاجية الحجم و اللون تجانس اإلنتاج و ضعف نسبةالثمار الغير صالحة للتصدير الجودة الحسية و الغذائية سهولة الجني مقاومة األمراض و التغيراتالمناخية -دورة تجارية جيدة
اخلدمة التقنية مسألة حاسمة
من أجل إبراز كامل قدراته الجينية، يتطلب كل صنف على حدة خدمة مناسبة له؛ مما يستدعي أن يكون الفالح على دراية كبيرة بالتقنيات www.agri-mag.com
الزراعية الالزمة ،خاصة على مستوى التسميد (برنامج مختلف لكل صنف) ،و ذلك من أجل التمكن من المزاوجة بين كل من اإلنتاجية و إنتظام اإلنتاج و جودة الثمار طيلة الموسم. و حول هده النقطة ،يجمع الفالحون الذين تم إستجوابهم ،على أنهم إستطاعوا تعلم الخدمة المناسبة لكثير من األصناف المنتشرة حاليا ،أحيانا بمجهودهم الخاص، األمر الذي تطلب سنوات طويلة في بعض الحاالت نتيجة طريقة المحاولة و الخطأ .بسبب ذلك ،فقد بدأوا يلتمسون من أصحاب الشتائل تزويدهم من اآلن فصاعدا بالبطائق التقنية لكل صنف جديد توضح بشكل دقيق مزاياه و نقط ضعفه مع طريقة التعامل معها؛ و بصفة عامة، بأقصى المعطيات و المعلومات التقنية و الشروط المثلى لإلنتاج التي تساعد على تثمين القدرات اإلنتاجية
و النوعية لكل صنف بشكل أفضل. من جهة أخرى و من أجل تجنب هذه المشاكل مستقبال ،يقترح المهنيون إحداث مركز للبحث العلمي بمنطقة اإلنتاج تكون مهمته الرئيسية هي القيام بتجارب جدية على مختلف األصناف الموجودة ،بهدف تحديد األصلح منها لظروف اإلنتاج المحلية و للسوق؛ غير أن مشروعا مثل هذا يحتاج إلى دعم الدولة حتى يتم تجسيده في الواقع. و وعيا منها بأهمية موضوع إختيار األصناف المناسبة بالنسبة للقطاع، فإن الجمعية المغربية لمنتجي الفواكه الحمراء و الجمعية المغربية صدِّري توت األرض، ل ُم َوضِّ بي و ُم َ تقومان بتنظيم أيام دراسية لمصلحة الفالحين ،و دعوة المزودين العالميين األساسيين لشتائل توت األرض. Agriculture du Maghreb N° 142 - Mars 2022
9
قطاع
البطاطس
إنتاج في مواجهة إختالالت ُم ِعيقة عبد املومن كنوين
تعتبر البطاطس اخلضرة األكثر إستهالك ًا باملغرب ،وهي املنتوج الذي يتواجد يف نفس الوقت وطيلة السنة يف األسواق كمنتوج طري أو ُم َخ ٌزن ًا يف غرف التبريد ،ويف احلقول ،ويف مختلف مناطق اإلنتاج باملغرب ،بفضل التكامل بينها .ومن جهة أخرى يرى الكثير من املهنيني أن طريقة اخلدمة التقنية للبطاطس قد عرفت تطور ًا كبيراً ،وأن معظم الفالحني ً أصال مهارات عالية مقارنة مع قطاعات أخرى ،السيما وأن أصبحوا حالي ًا أكثر دراية و حتكم ًا بها ،خاصة وأنها ال تتطلب دورتها اإلنتاجية قصيرة ( 3-4أشهر) ،وأن مردوديتها يف الهكتار الواحد لم تتوقف عن اإلرتفاع منذ عقود.
تعد البطاطس -التي ينظر إليها في المغرب ضمن قطاع زراعة الخضروات عكس دول أخرى التي تصنفها ضمن الزراعات الكبرى- كواحدة من الزراعات األكثر تشغيالً لليد العاملة .كما أنها ،بإعتبارها تشكل مكمالً غذائيا ً مهما ً للحبوب، تساهم في تغذية المغاربة بأشكال متعددة ،وتقدم إمكانيات وفرصا ً لمجموع القطاع .غير أنه بالرغم من ذلك ،لم يتوقف المهنيون من التنبيه لبعض المعيقات التي تحد من تطور هذه الزراعة: مشكل األصناف، غياب اإلنتاج الوطني للبذوروضعف البحث العلمي، ُص ٌدرين، -المباالة الم َ
10
Agriculture du Maghreb N° 142 - Mars 2022
ضعف األرباح والقدرة التنافسية، اإلرتهان إلى األسواق الخارجية فيُص ٌدقة، ما يتعلق بالتزود بالشتائل الم َ تقلب أثمان إستيراد الشتائل المصدقةمع ميلها إلى اإلرتفاع حالياً، مخاطر دخول أمراض وآفاتمنعدمة محلياً ،من الخارج، إنخفاض مردودية الشتائل الغيرمصدقة كميا ونوعياً.
فترات اإلنتاج اإلنتاج املوسمي:
يتفاوب نسبيا ً حسب المناطق والظروف المناخية المتحكمة في فترة الزراعة وباألخص منها تخوف الفالحين من الصقيع .يمكن التمييز
بين مختلف المناطق على أساس التبكير في الغرس ،مع العلم أن الفرق بينها ال يتعدى عموما 2إلى 4أسابيع: المنطقة الساحلية :الغرب(لمناصرة ،أوالد جلول ،داللحة، لعوامرة ،) ...حيث يبدأ الغرس في شهر يناير ،ونفس األمر بالنسبة لمنطقة الجديدة.
*فبراير:
* الدار البيضاء الكبرى :برشيد، مديونة. *دكالة :بولعوان ،أوالد فرج، العونات. *أكادير :شنوكة آيت باها ،تارودانت. -غرس متأخر (من 1إلى 2أسابيع):
www.agri-mag.com
11
Agriculture du Maghreb N° 142 - Mars 2022
www.agri-mag.com
قطاع إنتاج بني منطقة مكناس و بركان. وبصفة عامة ،يتم جني جميع اإلكراهات والعصرنة المحاصيل بين شهر ماي وبداية األصناف
يونيو في جميع الجهات .ويتم توجيه المنتوج من بطاطس الموسم إلى إستعماالت عدة: * جزء يذهب مباشرة إلى السوق * الجزء الثاني يوجه إلى غرف التبريد القسم األكبر يوجه إلى اإلستهالكعلى مراحل حسب ظروف السوق، الباقي ( عيار ) 35-55يتماإلحتفاظ به إلستعماله كبذور لفترة اإلنتاج الخريفية.
*اإلنتاج اخلريفي
بالنسبة لهذه الفترة ،يتم الغرس في شهر غشت من أجل الدخول في مرحلة اإلنتاج إبتدا ًء من شهر دجنبر. وتتفاوت مواعيد الغرس بالنسبة لفترة اإلنتاج الخريفي للبطاطس حسب المناطق والحرارة المرتفعة ومخاطر الصقيع .ففي حالة درجات الحرارة المرتفعة تكون األغراس أحادية الساق مما يؤدي إلى ضعف المردودية ،كما أنا الغرس المتأخر قد يصادف موجات الصقيع.
*اإلنتاج اجلبلي
يتم الغرس في هذه المناطق نهاية شهر أبريل وماي بهدف الدخول في مرحلة اإلنتاج في شهر شتنبر. وتنتشر هذه الزراعة في المناطق المرتفعة من جبال األطلس المتوسط والكبير ،خاصة بمناطق تيمحضيت، كيكو ،ميدلت ...،ويتم إستعمال شتائل عادية ال تخضع ألي مراقبة ،يتم الحصول عليها من اإلنتاج الخريفي لمناطق مكناس ومراكش ودكالة، والتي تشكل الجيل الثالت المحصل عليه من البذور المستوردة. 12
Agriculture du Maghreb N° 142 - Mars 2022
حسب مهنيي القطاع ،فإن اإلحتياجات الوطنية من البذور المختارة للبطاطس ترتفع إلى 150 ألف طن سنوياً ،يتم تغطية 30% منها عن طريق اإلستيراد من دول أروبية عدة ،أي ما يعادل 45ألف طن ،بقيمة تتجاوز 30مليون دوالر سنوياً .وتتكون بشكل أساسي من أصناف شائعة قديمة (أكثر من 45 سنة) ،مثل «ديزيري» ( 40% ) ،سبونطا ( ) 10%والتي تشكل نصف الواردات من بذور البطاطس، أما الباقي فيتوزع على العديد من األصناف المحمية ( حوالي ،) 75 في ملكية مجموعة من المصدرين األوروبيين. ما يقارب نصف الواردات تقوم به أكبر ثالث شركات ،من بين حوالي 20شركة تعمل في هذا المجال في السوق الوطني ،ويتم إستيراده من عند حوالي 40منتج أجنبي ألصناف البطاطس .ومن بين العشر دول المصدرة ،يتم جلب 2/3الواردات من هولندا تليها اسكتلندا وبعد ذلك تأتي الدنمارك وفرنسا وغيرها بنسبة ضعيفة ( بين 0.2و.) 6% ومع ذلك فإن األصناف المسجلة في الكتالوغ الرسمي المغربي ،حسب السيد بركاوي ،تتجاوز 300صنف وتغطي جميع أنواع اإلستعماالت؛ هذا إلى جانب إمكانية الوصول إلى األصناف الجديدة ذات الكفاءة العالية المحصل عليها على الصعيد العالمي؛ غير أن المستهلك المغربي ال يعرف إال نوعين من البطاطس :األبيض واألحمر ،في حين أن هناك أكثر من 100صنف لمختلف اإلستخدامات عبر العالم ،يعرفها المستهلكون جيداً. إضافة إلى ذلك ،ورغم غزارة اإلنتاج المحلي من البطاطس ،فإن المغرب
يستورد كميات مهمة من البطاطس الم َُحوٌ لة ،منها 35ألف طن سنويا ً من البطاطس المقطعة مسبقا ً والمعدة للقلي ( الفريت ) ( المجمدة ) من مصر وغيرها الموجهة للمطاعم ،بل وحتى لإلستعمال األسري.
تكثير البذور
فكرة إنتاج بذور البطاطس محليا ً كانت دائما ً حاضرة سواء عند المهنيين المغاربة أو المؤسسات العمومية المعنية بالقطاع .والهدف من ذلك هو الحد ما أمكن من اإلرتهان إلى الخارج ومن خروج العملة الصعبة إلى خارج البالد .وقد تم بالفعل وضع العديد من المشاريع لكن من دون نتيجة تذكر ،من بينها البرنامج الذي تم إطالقه سنة 1977من طرف مديرية حماية النباتات والمراقبة التقنية ومحاربة الغش ،بمشاركة شركة سوناكوس ومكتب التسويق والتصدير ،والشركة الفالحية للخدمات بالمغرب «صاصما»، إضافة إلى مجموعة من الفالحين الكبار ،والذي لم يحقق النتائج المرجوة على الرغم من المجهودات التي بذلت حينها .ونفس األمر يمكن قوله بالنسبة للتجارب التي تم القيام بها من أجل تكثير البذور من خالل www.agri-mag.com
(مانيب و مانكوزيب) لم تعد تصنع في أوروبا ،وأصبحت تستورد من بعض دول آسيا ،بثمن أقل لكن من دون أي فعالية >> ،يؤكد أحد المنتجين .أما اليوم فيجب اإلنتقال إلى نوعيات أخرى من المواد التي تتطلب مهارة عالية وإمكانيات أكبر وأسعار إرتفعت بأكثر من ،100% تماما ً كما هو حال األسمدة وجميع المُدخالت األخرى ،في حين أن أسعار البطاطس بقيت ثابتة في السوق ،ما عدا في حالة األزمات ( فيضانات ،صقيع) ،غير أن البضاعة حينها تنعدم أصالً.
تقنية األنابيب أو إنطالقا ً من زراعة اإلنتاج في الحقول وفي المختبرات بعد جني المنتوج ،مما يشكل ضمانة توسع مناطق اإلنتاج حبوب البذور. هكذا ،فنظراً لغياب برنامج وطني للجودة وللسمعة والثقة الضرورية من بين أسباب غزارة إنتاج البطاطس إلنتاج أصناف جديدة كما هو الحال للمنتجين وللمصالح المختصة. أيضاً ،التوسع في زراعتها؛ ذلك أنه، إذا كان هناك قديما ً مناطق تقليدية بالنسبة للحبوب ،فإن اإلنتاج الوطني متخصصة في زراعة البطاطس، كان فشالً كبيراً ،كما أن منتجي إنتاج يف إرتفاع فإن جميع جهات المغرب أصبحت البطاطس المحليين يفضلون البذور متزايد للتكلفة تنتج حاليا ً ما يكفيها محليا ً وجهوياً؛ المستوردة على حساب اإلنتاج في شهادة مؤثرة يقول أحد قدماء هذا إضافة إلى عامل المساعدات الوطني عالي التكلفة وضعيف فالحي منطقة أزمور أن الظروف والدعم المقدم من طرف الدولة التنافسية بسبب عوامل متعددة من قد تغيرت كثيراً في المناطق (السقي بالتنقيط ). بينها الكلفة المرتفعة للتخزين التي التقليدية لإلنتاج مثل شتوكة .ففي تشكل لوحدها حوالي 30%من ثمن القديم كان الفالح يزرع في تربة التكلفة. عذراء وخصبة ،ال تحتاج إلى كثير إنعاش التصدير غير أن أكبر عائق أمام اإلنتاج مدخالت (أسمدة ،مبيدات ،) ...،والصناعة الغذائية الوطني ،حسب بعض المهنيين ،هو لكن حاليا التربة أصبحت ُم ْن َهكة بحسب معطيات قاعدة البيانات مناخ المغرب ،ذلك أن عملية اإلنتاج وتتطلب الكثير من المهارة و الخبرة ،اإلحصائية لمنظمة الزراعة والتغذية تتطلب حرارة منخفضة بما فيه واألشغال المعقدة ،ومدخالت ترتفع ( ،) 2016-2017فإنه من ضمن الكفاية ومنتظمة ،حيث أن الحرارة أسعارها بشكل مستمر ،ووسائل إنتاج سنوي يقدر ب 1.9مليون طن المرتفعة قد تؤدي إلى ظهور مشاكل مكافحة باهضة الثمن .وهكذا إنتقلت فإن المغرب بالكاد يصدر 45ألف فسيولوجية وصحية ( بكتيريا ،الكمية من السماد العضوي ( َل ْغبار) طن من البطاطس البكرية؛ وهي كمية طفيليات ،) ...،هذا إضافة إلى أن من 10طن للهكتار منذ بضع ضعيفة جداً مقارنة بسنوات 80-90 زراعة البذور من النوع الممتاز في سنوات إلى 40طن حالياً .ويتزود حيث كانت الصادرات تتجاوز دائما ً أوروبا تعطي بذوراً جيدة ،عكس منتجو البطاطس بالسماد العضوي 100ألف طن؛ أي أن الصادرات الحال في المغرب حيث غالبا ً ما من عند مربي الماشية الذي إرتفع عرفت إنهياراً كبيراً بنسبة 70إلى يتم الحصول على نوعية أقل جودة ،ثمن الحمولة الواحدة منه (7إلى .90% 8وذلك راجع لعدة أسباب تتراجع من حيث الجودة جيالً بعد طن) من 1000إلى 1200درهم ،وعوامل كثيراً ما تعرضت لها مجلتنا آخر .هذا إلى جانب حضور الجهات إلى ثالثة أضعاف حالياً << .كما هذه في مقاالت كثيرة أخرى .والواقع المانحة لشهادات التصديق في أوروبا أنه على مستوى المعالجة النباتية ،أنه ،لكي يستعيد المغرب مكانته في ومراقبتها الصارمة على إمتداد عملية فإن المواد التي كانت تستعمل أكثر السوق الخارجي ،فإنه مُطالب ِب َت َب ٌني www.agri-mag.com
Agriculture du Maghreb N° 142 - Mars 2022
13
قطاع
تدابير تحفيزية بهدف إنعاش القطاع، وذلك من خالل تأهيله ومواءمته مع متطلبات األسواق ومع مختلف أنواع إستعماالت البطاطس. وفي إطار البحث عن منافذ جديدة للمنتوج الوطني ،فإن البعض يدعو إلى تشجيع التصدير إلى الدول اإلفريقية في إطار التوجهات الجديدة للمغرب نحو تقوية عالقاته مع دول القارة ،علما ً أنه يتم حاليا ً تصدير كميات قليلة من البصل والجزر والبطاطس عبر الشاحنات إلى كل من موريتانيا ،السينغال ومالي. من جهة أخرى ،ومن أجل إنعاش التصدير ودعم اإلنتاج الوطني من البطاطس ،فإنه من الضروري خلق صناعة تحويلية تتعلق بهذا المحصول الزراعي ،وهو الشيء الذي تفتقر إليه الصناعات الغذائية بالبالد .هذه الصناعة التحويلية ستساهم في نفس الوقت في تطوير زراعة البطاطس وتوجيهها إلى أصناف ذات كفاءة عالية وتستجيب إلستعماالتها النوعية ،مثل البطاطس ٌ المقطعة (لفريت) المجمٌدة ،الشيبس، أطباق مطبوخة (هريس البطاطس، كراتان ،بطاطس محشوة ،) ...،هذا دون نسيان دقيق البطاطس والنشا 14
Agriculture du Maghreb N° 142 - Mars 2022
الموجهين لعدة أنشطة مثل صناعة اللحوم ،أنواع المرق ،الحلويات والمخبوزات ،الخبز الخالي من الغلوتين لذوي الحساسية ،التحلية (ديسير) الحليبية ،الصيدلة ،مواد التجميل ،المضافات الغدائية...،إلخ؛ وهناك إستعماالت أخرى ممكنة وال تقل أهمية مثل التغذية الحيوانية...
التسويق :تقلبات السوق
إن المشكل الرئيسي الذي يواجه الفالحين هو أساسا ً متى وكيف يجب بيع محاصيلهم من البطاطس ،خاصة وأنه عند كل فترة من فترات اإلنتاج يدخل المنتوج إلى األسواق بشكل جماعي ودفعة وحدة ،كما أن الطلب والعرض يمكن أن يعرف تقلبات كبيرة كل سنة. << يواجه الفالحون ،خاصة منهم الصغار والمتوسطون ،مشاكل جدية في تسويق منتوجهم من البطاطس، األمر الذي ينعكس على أرباحهم، على الرغم من المجهودات التي تبذل من أجل تحسين مستوى اإلنتاج واإلنتاجية .هذه المشاكل تتوقف أساسا ً على ظروف محددة خاصة منها العرض التجاري،
البيئة التجارية ،الممارسات التجارية للفالحين ،المردود المالي للمنتوج. هذا إضافة إلى غياب تدخل الدولة في ما يتعلق بالتسويق ،مما ال يساعد على تطوير الكفاءة التجارية للفالحين الذين يجدون أنفسهم مجبرين في أغلبهم ،على التعامل مع الوسطاء وبيع محاصيلهم في الحقل ذاته ،مما ينعكس سلبا ً على أرباحهم مقارنة بتجار التقسيط الصغار والمتوسطين واألسواق الكبرى .إن تحسين وضعية الفالحين في السوق يجب أن يمر عبر تقوية تكوينهم فيما يخص تقنيات البيع والتسويق ،ووضع نظام فعال لإلخبار عن أحوال السوق، وتشجيع التسويق الجماعي للبطاطس من خالل التعاونيات . من جهة أخرى ،ومنذ بضع سنوات، الحض مهنيو القطاع أن العرض في السوق يفوق بكثير الطلب .هذا اإلختالل في التوازن يعود إلى إقتران أسباب عدة: التراجع عن نظام الكوطا الذي كانيحدد كمية البذور الممكن إستيرادها. تأثير الدعم والمساعدات التي تقدمهاالدولة (سقي موضعي ،مكننة)...، على التوسع في الزراعة. الظهور المتوالي ألصناف جديدةأكثر كفاءة ومردودية ،مما يساهم في زيادة العرض. ضعف الصادرات لألسواقالخارجية التقليدية. ضعف الصادرات إلى إفريقيا وعدمقدرتها على منافسة اإلنتاج األوروبي الغزير الذي يغرق األسواق اإلفريقية. غياب صناعات تحويلية(فريت،شيبس ،)...،بل أن المغرب يستورد سنويا ً كميات مهمة من البطاطس المقطعة من أوروبا ومن مصر. نظام التسويق «اإلجباري» عبرالمرور بالوسطاء يؤدي إلى خلق فرق كبير بين الثمن الذي يبيع به www.agri-mag.com
الفالح والثمن الذي يدفعه المستهلك والذي قد يصل إلى 4أو 5أضعاف. تحسن ظروف التخزين من خاللإنشاء وحدات تبريد جديدة ،والتخلي تدريجيا ً عن التخزين في العشش التقليدية حيث كانت تسجل خسارات كبيرة على المستوى الكمي والنوعي (أمراض ،تعفنات ،إستعمال مفرط للمبيدات.)... لإلشارة فإن ثمن التخزين البارد يتراوح بين 0.50و 0.70ده للكيلو لمدة 3أشهر (إضافة 0.10ده/كغ لكل 15يوم في حالة التخزين لفترة أطول) ،مع العلم أن الوزن اإلجمالي عند إخراج المخزون ال يطرأ عليه أي تغيير.
مستقبل مشروط
من أجل إنعاش قطاع البطاطس، فإن األمر يستدعي مواجهة تحديات عدة حتى يحتل المكانة التي يستحقها ضمن المشهد الفالحي والصناعي المغربي .ومن بين هذه التحديات: إكراه آخر ي َُذ ٌكر به أحد الفالحين من منطقة مديونة ،أال وهو عنصر اليد العاملة وكلفتها العالية ومدى توفرها وفعاليتها .ومن أجل مواجهة هذا األمر عمد كبار الفالحين الى تجهيز أنفسهم بآالت إقتالع البطاطس الميكانيكية ،التي أصبحت تجني حوالي 80%من اإلنتاج في بعض المناطق مثل برشيد ،إذا ما وضعنا في الحسبان عمليات الكراء للفالحين اآلخرين. ويبقى وحدهم الفالحون الصغار أو الفالحين الذين يرغبون في الدخول الى السوق مبكرا ،من يلجئون الى جني البطاطس يدويا. www.agri-mag.com
تحسين المردودية :بمعدل إنتاجوطني ال يتعدى 30طن في الهكتار، فإن زراعة البطاطس بالمغرب ال تعطي إال نصف قدرتها الحقيقية، ما دام أن المردودية لدى بعض الفالحين المتميزين تتجاوز 50طن في الهكتار .هذا مع العلم أن المغرب يتوفر على كل الظروف المناسبة ( أراضي جيدة ،كفاءات) ...، تأطير الفالحين ،التكوين ،اإلستشارةونشر الممارسات الصحيحة لإلنتاج والوقاية المتكاملة. اإلنتاج الوطني من البذور المصدقة،التي يتم إستيرادها بنسبة ،100% سيحد من اإلستيراد واإلرتهان إلى الخارج. تنويع األصناف :سواء بالنسبةللفالح أو المستهلك ،مع ضرورة توصيل المعلومة لهذا األخير بدوره. تحسين التخزين :الخسائر المهمةالتي تلحق بالمحصول تحصل في فترة ما بعض الجني ،وذلك بسبب طرق التخزين التقليدية وعدم كفاية البنية التحتية المتوفرة ،رغم زيادة عدد وحدات التبريد في السنوات األخيرة. تنظيم السوق المحلي :خلق نظامللتسويق يضمن للفالح مردوداً ماليا ً
معقوالً ودون رفع الثمن بالنسبة للمستهلك بشكل مبالغ فيه بسبب تعدد السماسرة والوسطاء. توفير منتوج جيد :يستجيبلمتطلبات المستهلك ،ويحترم معايير الجودة والحدود القصوى لبقايا المبيدات ،والبيئة ...إلخ. اإلهتمام أكثر بالبحث العلمي حولكل ما يتعلق بزراعة البطاطس ( تقنيات اإلنتاج ،الوقاية النباتية، مرحلة ما بعد جني المحصول) ...، تطوير قطاع التصدير :ضرورةوضع خطة عمل طموحة و مبتكرة على المستوى التقني والتجاري والتعبئة واللوجستيك والمنافسة...، تنظيم القطاع بنيويا ً وتشجيع التنظيمالمهني لجميع المتدخلين في القطاع، وهو األمر الغائب حالياً. توفير المعلومة الصحيحة للفالححول رغبات وأذواق المستهلكين. تثمين اإلنتاج عبر الصناعاتالتحويلية ،مما يؤدي إلى تحسين مداخيل الفالحين وخلق قيم مضافة. إطالق برنامج ترويجي عمليحول أهمية وفوائد إستعمال الشتائل المصدقة.
Agriculture du Maghreb N° 142 - Mars 2022
15
www.agri-mag.com
Agriculture du Maghreb N° 142 - Mars 2022
16