Supplément arabe Agri Mag Avril 22

Page 1

‫أبريل ‪2022‬‬

‫ملحق العدد ‪143‬‬ ‫مجلة مهنية مختصة بقطاع اخلضر و الفواكه‪ ،‬احلبوب‪ ،‬الزراعات السكرية و تربية املواشي‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 143 - Avril 2022‬‬

‫‪1‬‬


www.agri-mag.com

Agriculture du Maghreb N° 143 - Avril 2022

2


‫الفهرس‬ ‫زراعة العنب يف مواجهة‬ ‫فعالية املبيدات‬

‫‪4‬‬

‫حصيلة برنامج‬

‫‪6‬‬

‫‪:MAGHREB OLEAGINEUX‬‬

‫مجموعة حسن الدرهم‬

‫أسس متينة لتنمية سالسل‬ ‫الزراعات الزيتية باملغرب‬ ‫املوسم الفالحي‬ ‫‪:2021/2022‬‬ ‫إطالق برنامج توزيع‬ ‫الزراعات الربيعية على‬ ‫مساحة قد تصل إلى ‪320‬‬ ‫ألف هكتار‬ ‫انهيار خاليا النحل‬ ‫األسباب واحللول املقترحة‬

‫‪10‬‬

‫‪agriculturemaghreb@gmail.com‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫‪12‬‬

‫الئحة اإلشهارات‬ ‫‪2‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫‪CMGP‬‬ ‫‪MAMDA‬‬

‫أرشيفنا على اإلنترنت‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 143 - Avril 2022‬‬

‫‪3‬‬


‫الموسم الفالحي ‪2021/2022:‬‬

‫إطالق برنامج توزيع الزراعات الربيعية على مساحة قد تصل إلى ‪ 320‬ألف هكتار‬

‫ترأس وزير الفالحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات‪ ،‬السيد محمد صديقي‪ ،‬يوم اإلثنين ‪ 28‬مارس بالرباط‪ ،‬رفقة رئيس‬ ‫مجموعة القرض الفالحي للمغرب‪ ،‬السيد طارق السجلماسي‪ ،‬والرئيس المدير العام للتعاضدية الفالحية المغربية للتأمين (مامدا)‪ ،‬السيد‬ ‫هشام بلمراح‪ ،‬اجتماعا خصص للموسم الفالحي للزراعات الربيعية‪ ،‬شارك فيه كل من رئيس جامعة الغرف الفالحية‪ ،‬ورئيس الكونفدرالية‬ ‫المغربية للفالحة والتنمية القروية «كومادير»‪ ،‬ورؤساء الفدرالية البيمهنية ألنشطة الحبوب )‪ (FIAC‬و الفيدرالية البيمهنية للزراعات‬ ‫الزيتية)‪ (FOLEA‬والفدرالية البيمهنية لسلسلة الحليب )‪ (Maroc Lait‬باإلضافة إلى المسؤولين المركزيين واإلقليميين لقطاع الفالحة‪.‬‬

‫خصص االجتماع لتتبع تقدم موسم‬ ‫الزراعات الربيعية‪ .‬وينعقد في ظرفية‬ ‫مناخية تتسم بعودة األمطار بعد التساقطات‬ ‫المطرية المسجلة خالل شهر مارس‪.‬‬ ‫التراكمي‬ ‫التساقطات‬ ‫بلغ متوسط‬ ‫الوطني خالل شهر مارس ‪ 60‬ملم‪ ،‬أي‬ ‫زيادة قدرها ‪ ٪46‬مقارنة بمتوسط ‪30‬‬ ‫سنة (‪ 41‬ملم) و‪ ٪52‬مقارنة بالموسم‬ ‫السابق (‪ 39‬ملم)‪ .‬هذه التساقطات لها‬ ‫تأثير جد إيجابي على الغطاء النباتي‬ ‫للمراعي واألشجار المثمرة وتبشر بآفاق‬ ‫جيدة بخصوص توزيع الزراعات الربيعية‬ ‫أي القطاني وخاصة الحمص والبذور‬ ‫الزيتية خاصة عباد الشمس والخضراوات‬ ‫والذرة‪.‬‬

‫الحكومة‪ ،‬مرفوقا بمحمد صديقي‪ ،‬بـإطالق‬ ‫مشروعين هامّين للفالحة التضامنية من‬ ‫الجيل الجديد تهم اقاليم الرحامنة وقلعة‬ ‫السراغنة‪ .‬بتكلفة إجمالية تق ّدر ب ‪70‬‬ ‫مليون درهم‪ ،‬يهدف هذان المشروعين‬ ‫إلى إعطاء دينامية جديدة لسلسلة الصّبار‬ ‫من خالل غرس أصناف جديدة مقاومة‬ ‫للحشرة القرمزية‪ ،‬إلى تحسين وتنويع دخل‬ ‫المستفيدين من خالل إدماج سالسل نباتية‬ ‫وحيوانية تتكيّف مع الظروف المناخية‬ ‫المطرية‪.‬‬ ‫المحلّية‪ ،‬إضافة إلى تطوير ريادة األعمال‬ ‫فيما يتعلق بزراعة الخضروات الربيعية‪ ،‬لذى الشباب‪.‬‬ ‫تبلغ المساحة المبرمجة ‪ 80000‬هكتار‬ ‫وسيمكن اإلنتاج المتوقع لهذه الزراعات يه ّم هذان المشروعين عدة مكونات‪،‬‬ ‫من تغطية االحتياجات االستهالكية للسوق منها غرس‪ 4000‬هكتار من الصبار‪،‬‬ ‫وغرس‪ 1000‬هكتار من الشجيرات‬ ‫المحلي خالل فصل الصيف‪.‬‬ ‫العلفية (‪ ،)Atriplex‬وتهيئة ‪ 8‬نقاط ماء‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬أعلنت مجموعة و غرس ‪ 400‬هكتار من أشجار الخروب‬ ‫القرض الفالحي للمغرب عن وضع المخصصة لصغار الفالحين‪ .‬كما سيت ّم في‬ ‫خط قروض مهم مخصص للزراعات إطار هذه المشاريع توزيع ‪ 300‬خلية نحل‬ ‫الربيعية «الفالحة الربيعية» لتمويل هذا وإنشاء وحدتين إلنتاج الشعير المستنبت‪،‬‬ ‫الموسم‪ .‬وفي المناطق المتضررة التي إضافة إلى مشتل للمغروسات ووحدة‬ ‫تخضع فيها محاصيل الحبوب للتأمين‪ ،‬لتربية الدجاج البلدي مما سيمكن من‬ ‫ّ‬ ‫الفلحين‬ ‫أنهت التعاضدية الفالحية المغربية للتأمين تحسين وتنويع مداخيل صغار‬ ‫(مامدا) الخبرات الميدانية لبدأ تعويض المستفيدين من هذه المشاريع‪.‬‬ ‫األراضي المتضررة في شهر أبريل‪.‬‬ ‫كما تشمل هذه المشاريع إحداث ثالث‬ ‫وقد عبر ممثلو التنظيمات البيمهنية عن تعاونيات خدماتية لفائدة الشباب القروي‬ ‫التزامهم لمواصلة التعبئة من أجل تشجيع وخلق أنشطة مدرة للدخل لصالح المرأة‬ ‫المنتجين على وضع الزراعات الربيعية‪ .‬القروية‪.‬‬

‫ومن المتوقع أن تصل المساحة‬ ‫المتوقعة للزراعات الربيعية الرئيسية‬ ‫(الذرة والحمص وعباد الشمس‬ ‫والفاصوليا الجافة) ‪ 320‬آالف هكتار‬ ‫إذا استمرت الظروف المواتية‪ ،‬مع إطالق أشغال غرس أصناف‬ ‫العلم أنه بعدة جهات‪ ،‬يقوم الفالحون للصبار املقاومة للحشرة القرمزية‬ ‫الزراعات‬ ‫بتدارك األمر بخصوص‬ ‫الخريفية المتضررة من نقص التساقطات انطالقا من إقليم الرحامنة‪ ،‬قام رئيس‬ ‫‪4‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 143 - Avril 2022‬‬

‫لفائدة أكثر من ‪ 1785‬مستفيد على‬ ‫مستوى اإلقليمين‪ ،‬ستمكن هذه المشاريع‬ ‫من خلق أزيد من ‪ 254000‬يوم عمل‬ ‫سنويا إضافة إلى خلق قيمة مضافة تق ّدر‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫أمزميز» ‪ .‬ك ّل هذه المشاريع تندرج ضمن‬ ‫الفالحة التضامنية و لتي بلغت إنجازاتها‬ ‫على مستوى إقليم الحوز ‪ 32‬مشروعاً‪،‬‬ ‫باستثمار إجمالي قدره ‪ 520‬مليون درهم‬ ‫لفائدة ‪ّ 57300‬‬ ‫فلح صغير‪.‬‬

‫تدشني وحدة لتثمني التفاح‬ ‫ب‪ 114‬مليون درهم‪.‬‬

‫إقليم احلوز ‪ :‬تدشني مشاريع‬ ‫للتنمية الفالحية‬ ‫قام وزير الفالحة والصيد البحري والتنمية‬ ‫القروية والمياه والغابات‪ ،‬السيد محمد‬ ‫صديقي‪ ،‬يوم الثالثاء ‪ 15‬مارس ‪،2022‬‬ ‫بزيارة ميدانية على مستوى إقليم الحوز‬ ‫بجهة مراكش آسفي‪ .‬همت الزيارة تدشين‬ ‫منصة لتسويق المنتجات المجالية وكذا‬ ‫تدشين وحدة لتثمين التفاح أنجزت في‬ ‫إطار مشروع الفالحة التضامنية لتنمية‬ ‫سلسلة التفاح بجماعة أسني‪.‬‬ ‫بجماعة أسني‪ ،‬قام الوزير بتدشين منصّة‬ ‫لعرض وتسويق المنتجات المجالية‪ .‬مبنية‬ ‫على مساحة ‪ 2000‬متر مربّع منها ‪600‬‬ ‫ّ‬ ‫مغطاة‪ ،‬يستفيد من هذه المنصّة‬ ‫متر مربّع‬ ‫مجموعة ذات ال ّنفع االقتصادي مكونة من‬ ‫‪ 21‬تعاونية تضم ‪ 1462‬منخرطا ً منهم‬ ‫‪ 252‬امرأة‪.‬‬

‫من الترويج لمنتجاتها بين السياح و كذا‬ ‫االستفادة من ظروف التسويق الجيدة‪ ،‬ممّا‬ ‫سيدر دخالً إضافيا ً لهذه التعاونيات يصل‬ ‫ل ‪ 4.8‬مليون درهم في سنة‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة أن إقليم الحوز يتمتع‬ ‫بإمكانيات هامّة و متنوّ عة تشمل على وجه‬ ‫الخصوص الجوز وزيت الزيتون والتفاح‬ ‫والعسل والنباتات العطرية والطبية‪ .‬كما‬ ‫أن لهذا القطاع وقع اجتماعي واقتصادي‬ ‫مه ّم على صغار المنتجين بالمناطق‬ ‫الجبلية باإلقليم حيث عمدت مصالح قطاع‬ ‫الفالحة إلى تنظيمهم في إطار‪ 65‬تجمّع‬ ‫(تعاونيات‪ ،‬جمعيات‪ ،‬مجموعات ذات نفع‬ ‫اقتصادي) يض ّم ‪ 2270‬منخرطا ً تمثل‬ ‫ال ّنساء نسبة ‪ 28%‬منهم‪.‬‬

‫وقد حظي هذا القطاع باهتمام خاص في‬ ‫إطار المخطط الفالحي الجهوي من خالل‬ ‫بناء وتجهيز ‪ 21‬وحدة تثمين و ترميز ‪4‬‬ ‫منتجات مجالية‪ :‬البيان الجغرافي المحمي‬ ‫«جوز األطلس حوز مراكش»‪ ،‬تسمية‬ ‫ونظراً لموقعها اإلستراتيجي بجماعة منشأ محمية «زيت الزيتون أغمات أيالن»‬ ‫أسني وكونها في إطار مدار سياحي‪ ، ،‬البيان الجغرافي المحمي « ت ّفاح الحوز»‬ ‫ستمكن هذه المنصّة للتعاونيات المستفيدة والبيان الجغرافي المحمي «زيت الزيتون‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫بنفس الجماعة‪ ،‬قام الوزير بتدشين وحدة‬ ‫لتثمين التفاح‪ .‬بغالف مالي يبلغ حوالي‬ ‫‪ 24،5‬مليون درهم‪ ،‬ت ّم بناء هذه الوحدة‬ ‫على مساحة ‪ 3000‬متر مربّع وتبلغ‬ ‫سعتها التخزينية ‪ 1500‬طن‪ .‬ت ّم وضعها‬ ‫رهن إشارة تعاونية تض ّم ‪ 61‬من منتجي‬ ‫ال ّتفاح‪.‬‬ ‫ستسمح هذه الوحدة بخلق حوالي ‪9700‬‬ ‫يوم عمل سنويا وستم ّكن صغار منتجي‬ ‫الت ّفاح من تثمين أفضل لمنتوجاتهم عبر‬ ‫ال ّتحكم في مسار البيع من خالل االستفادة‬ ‫من التطوّ ر اإليجابي لألسعار خارج فترة‬ ‫الجني (ربح يمكن أن يصل إلى ‪ 4‬دراهم‪/‬‬ ‫كلغ)‪.‬‬ ‫تندرج هذه الوحدة ضمن مكوّ نات‬ ‫مشروع للفالحة التضامنية من أجل تنمية‬ ‫سلسلة التفاح باألطلس الكبير‪ .‬بتكلفة‬ ‫استثمارية بلغت ‪ 67،8‬مليون درهم‬ ‫سيم ّكن المشروع من إعادة تأهيل ‪600‬‬ ‫هكتار من أشجار التفاح‪ ‬وتوزيع ‪6500‬‬ ‫شتلة معتمدة و تهيئة ‪ 60‬كلم من السّواقي‬ ‫ال ّتقليدية إضافة إلى تهيئة ‪ 10‬كيلومترات‬ ‫من المسالك الفالحية و ذلك لفائدة ‪913‬‬ ‫من صغار منتجي الت ّفاح‪.‬‬ ‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 143 - Avril 2022‬‬

‫‪5‬‬


‫وقاية نباتية‬

‫زراعة العنب يف مواجهة‬ ‫فعالية املبيدات‬

‫ً‬ ‫صعبة جد ًا بالنسبة لزراعة العنب يف بالدنا‪ ،‬بسبب الظروف املناخية اخلاصة‬ ‫تعتبر السنوات األخيرة‬ ‫التي كانت مناسبة إلنتشار األمراض الفطرية‪ .‬و يرجع الكثير من الفالحني السبب إلى عدم فعالية‬ ‫املبيدات الفطرية سواء على مستوى الوقاية أو العالج‪ .‬و هي الشهادة التي تلقاها بشكل متباين أعضاء‬ ‫إحدى مجموعات النقاش على االنترنت الي تضم خبراء يف القطاع‪ .‬وقد رأينا أن أراء وحتليالت هذه‬ ‫املجموعة من مهني امليدان تظل وجيهة و تستحق عرضها على قراء مجلتنا هاته‪.‬‬ ‫التساؤالت المطروحة‬ ‫التدخل األول‬ ‫بفعل تتبعي للعديد من فالحي العنب‬ ‫بمنطقة دكالة و مناطق أخرى‪،‬‬ ‫الحظت أن ‪ 3‬مبيدات فطرية فقط‬ ‫قامت عمليا بدورها‪ .‬لذلك أطرح‬ ‫األسئلة التالية‪:‬‬ ‫ هل يوجد تتبع من طرف شركات‬‫إنتاج مواد الوقاية النباتية‪ ،‬لمنتجاتها‬ ‫و مدى جودتها؟‬ ‫ أين هي مصالح الوزارة الوصية‬‫المفترض قيها تتبع و مراقبة مدى‬ ‫فعالية المبيدات المطروحة في‬ ‫األسواق؟‬ ‫ أال يجب اإلمتناع عن منح‬‫التراخيص للمبيدات ضعيفة الجودة؟‬ ‫ أين هي المصالح المكلفة بالتأطير‬‫و اإلرشاد؟‬

‫ذلك‪ ،‬فإن المشكلة هي ان أغلبية‬ ‫الفالحين يستخدمون هذه المبيدات‬ ‫الفطرية بطريقة غير مسؤولة مما‬ ‫يؤدي إلى تنامي مقاومة المرض‬ ‫للمبيد‪ .‬و في السنوات المقبلة سيصبح‬ ‫من الضروري على الفالحين‬ ‫المناخ و فعالية المبيدات إستعمال مبيدات فطرية مكونة‬ ‫التدخل الثاني‬ ‫من عدة مواد فعالة تنتمي لعائالت‬ ‫بالفعل‪ ،‬هناك الكثير من المبيدات مختلفة‪ .‬و من وجهة نظري‪ ،‬فإن‬ ‫التي أصبحت عديمة الفعالية‪ .‬و مع على شركات تسويق هذه المواد و‬ ‫‪6‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 143 - Avril 2022‬‬

‫التجار الموزعين توجيه زبناءهم من‬ ‫الفالحين إلى المبيدات األفضل‪ .‬و‬ ‫بفعل تجنب ظاهرة مقاومة المبيدات‬ ‫يمكن إطالة عمر و فعالية هذه المواد‬ ‫و تمكين الفالح من‬ ‫اإلستفادة منها لمدة أطول‪.‬‬ ‫التدخل الثالث‬ ‫الواقع هو أن األويديوم مرض‬ ‫خطير و يصعب القضاء عليه إذا لم‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫يتبنى الفالح برنامجا لمحاربته منذ‬ ‫البداية‪ ،‬السيما و أن بعض الفالحين‬ ‫ال يبادرون إلى المعالجة إال بعد‬ ‫ظهور األعراض على العناقيد‪ .‬من‬ ‫جهة أخرى‪ ،‬نالحظ عمليا اإلستخدام‬ ‫المتكرر لنفس المواد الفعالة‪ ،‬غالبا ما‬ ‫تكون تنتمي لنفس العائلة الكيميائية‪ ،‬و‬ ‫لسنوات عدة‪ .‬كما أن معظم الفالحين‬ ‫يعمدون إلى إستخدام ضِ عْ َفي أو ثالثة‬ ‫أضعاف الجرعة المدوّ نة على عبوة‬ ‫المبيد‪ ،‬رغبة في الحصول على‬ ‫أحسن نتيجة‪ ،‬مما يؤثر حتما على‬ ‫تكلفة المعالجة و على البيئة‪.‬‬ ‫على الوزارة الوصية و الشركات‬ ‫التي تسوق هذه المنتوجات اإلشراف‬ ‫على تجارب ميدانية يكون هدفها‬ ‫تصحيح الجرعات الموصى بها‪،‬‬ ‫و دائما في إطار إحترام سالمة‬ ‫المستهلك‪ ،‬و تنظيم أيام إرشادية‬ ‫للتوعية بأهمية إستخدام مواد فعالة‬ ‫في الوقت المناسب‪ ،‬في إطار برنامج‬ ‫للمكافحة المتكاملة‪.‬‬ ‫التدخل الرابع‬ ‫في هذا اإلطار‪ ،‬بإمكان الجمعية‬ ‫المهنية المغربية لتجار المدخالت‬ ‫الفالحية‪ ،‬عقد شراكات مع مصالح‬ ‫األرصاد الجوية الوطنية من أجل‬ ‫الحصول على جميع المعلومات‬ ‫المناخية‪ ،‬مثل الحرارة‪ ،‬الرطوبة‪،‬‬ ‫األمطار‪ ،‬الضباب ‪....‬إلخ‪ ،‬لمختلف‬ ‫المناطق؛ بحيث تستطيع الجمعية‬ ‫وضع برنامج لإلندار عن بُعْ د بأغلب‬ ‫األمراض و الحشرات لمصلحة‬ ‫الفالح حتى يستطيع اإلستعداد‬ ‫للمواجهة‪.‬‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫هل موزعو‬ ‫منتجات الوقاية‬ ‫النباتية مؤهلون تقنيا؟‬

‫التدخل الخامس‬ ‫حسب رأيي‪ ،‬و من أجل إيجاد‬ ‫حل لهذا المشكل‪ ،‬يجب الجمع بين‬ ‫المستورد و‬ ‫مجهودات كل من‬ ‫ِ‬ ‫الموزع المرخص الذي يجب أن‬ ‫يكون مؤهال من الناحية التقنية‪ ،‬و‬ ‫ليس فقط مجرد تاجر‪ .‬بهذه الطريقة‬ ‫سيكون بإمكانه كسب ثقة الفالح و‬ ‫بالتالي إقناعه بسهولة‪ ،‬بعدم إستخدام‪،‬‬ ‫يتم تطبيقها بالكمية و في الوقت‬ ‫بشكل متكرر‪ ،‬بعض المواد ذاتها‪.‬‬ ‫المناسبين‪ ،‬مع المناوبة بين العائالت‬ ‫الكيميائية‪.‬‬ ‫التدخل السادس‬ ‫يجب إعادة النظر في مُجْ َمل قطاع أحيانا‪ ،‬أشياء بسيطة تتعلق مثال‬ ‫توزيع مواد الوقاية النباتية و إعادة بجودة ماء الخليط‪ ،‬أو الحرارة أثناء‬ ‫تنظيمه‪ ،‬بحيث ال يسمح ألي كان المعالجة‪ ،‬أو العنصر البشري أو‬ ‫الرشاش ‪ ،.....‬بإمكانها التأثير بشكل‬ ‫بتسويق هذه المواد الخطيرة‪.‬‬ ‫كبير على فعالية المعالجة‪ .‬من جهة‬ ‫أخرى‪ ،‬يكون هناك خلط كبير لدى‬ ‫ضرورة اإلستعمال‬ ‫الفالح بين الميلديو (البياض الزغبي)‬ ‫الصحيح للمبيدات‬ ‫و األويديوم (البياض الدقيقي)‪ .‬و‬ ‫التدخل السابع‬ ‫الموضوع مهم جدا و يستدعي بإختصار‪ ،‬يجب أال نحمل المسؤولية‬ ‫مشاركة جميع الفاعلين في اإلنتاج للمبيد وحده ألننا يمكن أن نكون‬ ‫الفالحي‪ .‬غير أنه حسب وجهة مخطئين‪.‬‬ ‫نظري‪ ،‬فإن مقاربة جودة المبيد‪ ،‬المشكلة أن بعض الشركات ال تهتم‬ ‫رغم أهميتها‪ ،‬ال يمكن أن تكون كثيرا بتتبع منتجاتها و لو أنها ذات‬ ‫الجواب الوحيد لإلشكالية؛ ذلك ان جودة عالية‪ ،‬خاصة و أن إستعمال‬ ‫مكافحة األمراض ال ُت َح ّد في المواد تلك المنتجات في شروط سيئة قد‬ ‫الكيماوية فقط‪ .‬فهي تبدأ من إختيار تؤدي إلى الحكم عليها بعدم فعاليتها‪.‬‬ ‫الصنف الزراعي المناسب‪ ،‬و تمر‬ ‫عبر تقنيات الخدمة الزراعية‪ ،‬التدخل الثامن‬ ‫التغذية المالئمة‪ ،‬التدابير الوقائية‪ ،‬نظريا‪ ،‬تعتبر جميع المبيدات ذات‬ ‫ثم المبيدات كحل نهائي على أن فعالية معينة‪ ،‬و لكل جودة ثمن و‬ ‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 143 - Avril 2022‬‬

‫‪7‬‬


‫وقاية نباتية‬

‫على الفالح اإلختيار بينها‪ .‬غير‬ ‫أنه في الغالب يميل إلى إختيار‬ ‫األرخص‪ .‬كما أن البائع يفضل أن‬ ‫يبيع المنتوج األكثر ربحية بالنسبة‬ ‫له‪ .‬و أحيانا يقوم الفالح ذاته ِب َح ّ‬ ‫ث‬ ‫البائع على تمكينه من أي مبيد كان‪،‬‬ ‫على الرغم من عدم معرفته لطبيعة‬ ‫المرض الذي تعاني منه زراعته‪،‬‬ ‫بشكل دقيق‪.‬‬ ‫التدخل التاسع‬ ‫أعتقد أن المقاربة األهم للمشكلة‪،‬‬ ‫خاصة مع التغيرات المناخية‪ ،‬هي‬ ‫التنبؤ بأعداء الزراعة باإلعتماد على‬ ‫نماذج َت َو ُّقع األمراض‪ .‬و قد أثبتت‬ ‫هذه المقاربة فعاليتها في حالة الكثير‬ ‫من اآلفات (ميلديو البطاطس‪َ ،‬ج َرب‬

‫التفاح‪ ،)... ،‬هذا الظروف المساعدة على ظهور كل‬ ‫إضافة إلى تتبع مرض على حِدَة‪ .‬و هنا يكمن دور‬ ‫حالة الحشرات الجهات المكلفة باإلرشاد و التوعية‪.‬‬ ‫بناء على نموذج‬ ‫درجات الحرارة‪ ،‬ضرورة التوفر على نظام‬ ‫خاصة‬ ‫حالة للمراقبة و نشرات إنذارية‬ ‫دودة التفاح‪ ،‬التي التدخل الحادي عشر‬ ‫أظهرت أن فعالية األفضل هو إحداث نظام لمراقبة‬ ‫المبيد ترتبط أساسا األمراض و اآلفات األكثر خطرا‪ ،‬و‬ ‫بدرجة الحرارة و القدرة على تحذير الفالح في الحال‬ ‫بدورة حياة الدودة لتمكينه من مواجهة الحالة بشكل‬ ‫التي قد تكون ‪ 20‬أفضل‪ .‬لكن لألسف‪ ،‬تكاد تكون‬ ‫يوما‪ ،‬و قد ال النشرات التحذيرية منعدمة لدينا‪.‬‬ ‫تتعدى بضعة أيام‪ ،‬غير أنه‪ ،‬و بفضل وسائل التواصل‬ ‫حسب الظروف؛ الحديثة‪ ،‬يصبح ممكنا تصور إنشاء‬ ‫بعد أن كان شائعا شبكة وطنية لإلنذار الفالحي بإمكانها‬ ‫أن جميع المبيدات إخبار الفالحين (األكثر وعيا منهم‬ ‫ليست ذات فعالية على األقل) و موزعي منتجات‬ ‫في مواجهة هذه الوقاية النباتية‪ ،‬عن طريق رسالة‬ ‫الحشرة‪.‬‬ ‫نصية بسيطة على هواتفهم و بشكل‬ ‫آلي‪ ،‬مباشرة بعد ظهور الظروف‬ ‫التدخل العاشر‬ ‫المناخية المناسبة لظهور مرض ما‪.‬‬ ‫عمليا يمكن المناوبة بين مواد فعالة‬ ‫تختلف في طريقة عملها ( ِجهازية‪ ،‬إستنتاجات‬ ‫تالمسية أو إختراقية) وفقا للظروف التدخل الثاني عشر‬ ‫المناخية المناسبة لتطور األمراض‪ .‬شكرا جزيال أنكم أثرتم النقاش حول‬ ‫غير أن اإلشكال أن مُعْ َظم الفالحين هذا الموضوع‪ .‬و سأشير إلى بعض‬ ‫ال يبادرون إلى التدخل العالجي إال النقاط على سبيل المثال فقط‪- .‬‬ ‫بعد إصابة الزراعة بالمرض‪ ،‬مع أوال‪ :‬يمكننا تقسيم الزراعات إلى‬ ‫إعطاء األسبقية لمبيدات التالمس قسمين‪ ،‬قسم تظهر فيه األمراض‬ ‫األرخص ثمنا‪ ،‬مع الطمع في تحقيق ببطء و تعطي للفالحين الوقت الكافي‬ ‫نتائج جيدة‪.‬‬ ‫للتدخل؛ و قسم آخر تغزوه األمراض‬ ‫و لعل التدبير األفضل هو وضع بسرعة‪ ،‬و حين تظهر األعراض‬ ‫برنامج و مواعيد مسبقة للتدخالت يصبح من الصعب القضاء عليها ألن‬ ‫الوقائية و العالجية‪ ،‬يستند على المرض يكون في مرحلته الثانية من‬


‫التطور‪ .‬و تعتبر ال ُكروم (العنب) من الموصى بها بكل دقة‪ ،‬بدون إفراط‬ ‫النوع الثاني‪ .‬و لعل أحسن طريقة أو تفريط‪.‬‬ ‫لتفادي األمراض هي التدخل وقائيا‬ ‫حسب المرحلة ال ُخ َ‬ ‫ضرية لألشجار و التدخل الثالث عشر‪:‬‬ ‫الظروف المناخية‪.‬‬ ‫يجب على الفالح أن يدرك أنه شخص‬ ‫ ثانيا‪ :‬في أغلب الحاالت‪ ،‬يشكل مستثمر عليه أن يحقق أرباحا من‬‫الثمن العامل الحاسم في إختيار المبيد إستثماره‪ ،‬و أن يقطع مع األفكار و‬ ‫من طرف الفالح‪ .‬و أحيانا ال يملك السلوكات الشائعة من قبيل «إفعل ما‬ ‫هذا األخير حرية اإلختيار بسبب يفعله جارك»‪ ،‬و التسيير العشوائي‬ ‫تبعيته اإلقتصادية للتاجر (تأخير أداء و الحسابات اإلقتصادية الخاطئة‪.‬‬ ‫الثمن) الذي يبيعه ما هو متوفر لديه فأحيانا نجد ضيعات ذات مساحات‬ ‫وما يحقق له ربحا أكبر و ليس ما‬ ‫كبيرة بدون م َُسيِّر مؤهل تقنيا‪ .‬و لعل‬ ‫يصلح له فعال‪ ،‬و بغض النظر عن‬ ‫أقل شيء يمكن القيام به هو اإلتفاق‬ ‫فعاليته‪.‬‬ ‫مع مستشار فالحي للقيام بزيارات‬ ‫ ثالثا‪ :‬بالنسبة لي‪ ،‬جميع المبيدات‬‫في المراحل الحاسمة‪ ،‬في حالة عدم‬ ‫المرخصة تعتبر فعالة بشرط‬ ‫القدرة على تشغيل أحدهم بشكل دائم‪.‬‬ ‫إستعمالها بالشكل الصحيح‪ .‬غير أنه‪،‬‬ ‫هناك أيضا إمكانية للحصول على‬ ‫و في الظروف المتشابهة‪ ،‬تتفاوت‬ ‫درجات الفعالية من منتوج إلى آخر‪ .‬نصائح و إستشارات مجانية عبر‬ ‫فهناك دائما الجيد منها‪ ،‬و األكثر اإلنترنيت حيث توجد الكثير من‬ ‫فعالية و هناك أيضا األفضل‪ .‬و تبقى المجموعات المختصة على شبكات‬ ‫التجربة الميدانية هي الحكم الفاصل‬ ‫بينها‪ .‬و على سبيل الذكر توجد في‬ ‫فرنسا جهات مستقلة تقوم بالمقارنة‬ ‫بين مختلف المبيدات و تضع تصنيفا‬ ‫لها حسب الكفاءة و الفعالية‪.‬‬ ‫ رابعا‪ :‬تلعب طريقة تطبيق المبيد‬‫و نوعية اآلت الرش دورا بالغ‬ ‫األهمية في نجاح المعالجة‪ .‬كما أن‬ ‫طريقة الرش لها أيضا تأثير على‬ ‫الفعالية‪ ،‬حيث يجب أن يكون الرش‬ ‫جيدا بحيث يصل إلى جميع األجزاء‬ ‫المصابة من الشجرة‪ ،‬و باألخص‬ ‫منها العناقيد؛ و أن ترش األوراق‬ ‫من الجهتين‪ ،‬مع إحترام الجرعات‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫التواصل تسمح بتبادل األراء و‬ ‫النصائح التقنية بعيدا عن أي إعتبار‬ ‫تجاري‪ .‬و حتى في فترة الحظر‬ ‫المنزلي بسبب كورونا‪ ،‬نظمنا جلسة‬ ‫نقاش عبر الويب لتقديم المساعدة‬ ‫للفالحين‪ .‬كما أن شركات مواد‬ ‫الوقاية النباتية تنظم بدورها أياما‬ ‫تقنية من تنشيط خبراء في ميادينهم؛‬ ‫و هي مناسبة للفالح لطرح أسئلته و‬ ‫مشاكله و ليس للمشاركة في الوالئم‪.‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 143 - Avril 2022‬‬

‫‪9‬‬


‫حصيلة برنامج‬

‫‪:MAGHREB OLEAGINEUX‬‬ ‫أسس متينة لتنمية سالسل الزراعات الزيتية بالمغرب‬ ‫الدار البيضاء ‪ 29 ،‬مارس ‪ – 2022‬أعطى إطالق خطة المغرب األخضر سنة ‪ ،2008‬دفعة لتطوير وهيكلة سالسل الزراعات‬ ‫الزيتية وتعزيزهما من خالل االستراتيجية الفالحية الجديدة للمملكة «الجيل األخضر»‪ .‬إن خارطة الطريق هذه الخاصة بزراعة‬ ‫نوار الشمس والسلجم (الكولزا) ‪ ،‬الموجهة إلنتاج الزيوت النباتية ذات االستهالك البشري باإلضافة إلى ال ُكسب الخاص بالتغذية‬ ‫الحيوانية‪ ،‬ستُمكن من بلوغ ‪ 30000‬هكتار بالنسبة للكولزا و ‪ 50000‬هكتار لنوار الشمس بحلول عام ‪ ، 2030‬وبالتالي تغطية‬ ‫االحتياجات الوطنية بنسبة تصل إلى ‪ .٪15‬هذه الطفرة التي يشهدها المغرب‪ ،‬مدعومة برؤية «الجيل األخضر» ‪ ،‬تُعطي زخما ً‬ ‫جديداً لتحقيق السيادة الغذائية للبالد‪.‬‬

‫الكولزا ونوار الشمس‪ :‬زراعتان‬ ‫استراتيجيان في ازدهار‬

‫يعرف استهالك المنتجات المشتقة من نوار الشمس‬ ‫والكولزا نم ًوا مضطردا في المغرب‪ ،‬مع زيادة‬ ‫بنسبة ‪ ٪ 26‬للزيت و ‪ ٪ 38‬لل ُكسف خالل ‪10‬‬ ‫سنوات‪ .‬وخالل ‪ ،2020‬تم استهالك ‪ 77000‬طن‬

‫‪10‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 143 - Avril 2022‬‬

‫من زيت الكولزا وزيت نوار الشمس إلى جانب‬ ‫‪ 460.000‬طن ُكسف الكولزا ونوار الشمس‬ ‫(المصدر‪ :‬وزارة الزراعة األمريكية ‪ -‬يناير‬ ‫‪ .)2022‬ويُنتج المغرب سنويا وبحسب الظروف‬ ‫المناخية ما بين ‪ 25‬ألف و ‪ 40‬ألف طن من البذور‬ ‫الزيتية التي تساهم في تلبية حاجيات المملكة من‬

‫الزيوت وال ُكسف‪ .‬وعلى الرغم من أن معدل‬ ‫التغطية ال يزال منخفضًا مقارنة بالسوق‪ ،‬فإن‬ ‫الديناميكية التي أرساها الفاعلون تشكل أساسًا قويًا‬ ‫لتطوير القطاع خالل السنوات القادمة‪.‬‬ ‫وتتمركز الزراعات الزيتية باألساس في منطقة‬ ‫فاس ‪ -‬مكناس‪ .‬وتعتبر الفالحة‪ ،‬التي تُسهم‬ ‫بنسبة ‪ ٪21.1‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪،‬‬ ‫رافعة اقتصادية حقيقية للمنطقة‪ .‬يقول السيد‬ ‫مصطفى مرهاري ‪ ،‬رئيس قسم سالسل اإلنتاج‬ ‫الزراعي بالمديرية الجهوية للفالحة لجهة فاس‬ ‫– مكناس‪»:‬تعتبر جهة فاس‪-‬مكناس حوض‬ ‫إنتاج من الدرجة األولى على الصعيد الوطني‪،‬‬ ‫بمساحة فالحية نافعة تبلغ ‪ 1.240‬مليون هكتار‬ ‫وديناميكية صناعية ‪ -‬زراعية عالية لسالسل‬ ‫الزراعات الكبرى‪ .‬وتحتل المساحات المخصصة‬ ‫لنوار الشمس والكولزا مكانة مه ًمة ضمن الدورات‬ ‫الزراعية‪ ،‬ونذكر على سبيل المثال ‪ ،‬خالل موسم‬ ‫‪ ، 2020-2021‬تم زرع ما يقارب ‪ 7700‬هكتار‬ ‫من الكولزا ونوار الشمس في منطقتنا «‪.‬‬ ‫ويعتبر دمج الزراعات الزيتية في الدورات‬ ‫الفالحية للحبوب مكسبا حقيقيا ألنظمة اإلنتاج في‬ ‫المملكة‪ ،‬لتتحول هذه المصالح الزراعية المتعددة‬ ‫إلى مكاسب اقتصادية بالنسبة للمنتجين‪ .‬وباإلضافة‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬تساهم الزراعات الزيتية‪ ،‬التي تعتبر‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫ضرورية لتحسين أداء ال َمزارع واستدامتها ‪ ،‬في‬ ‫تحسين مردود زراعة الحبوب‪ ،‬وهو ما أوضحه‬ ‫السيد أحمد علوي الفضيلي‪ ،‬األمين العام للجمعية‬ ‫الوطنية لمنتجي الزراعات الزيتية‪« ،‬إن إدماج‬ ‫الكولزا ونوار الشمس في دورات زراعة الحبوب‬ ‫له منافع عدة على الزراعة‪ ،‬بحيث يتيح‪ ،‬ليس فقط‬ ‫تحسين بنية التربة‪ ،‬ولكن أيضًا زيادة خصوبتها‬ ‫ومقاومتها للعوامل البيولوجية مثل األمراض‬ ‫واآلفات‪ ،‬مما يعزز بشكل كبير عائدات المزارع‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى ‪ ،‬فإن مردودية القمح بعد‬ ‫دمج الكولزا بلغت متوسط ‪ ٪20‬بنسبة أعلى ​​من‬ ‫مردودية القمح بعد القمح ‪ ،‬مع انخفاض الحاجة‬ ‫للتسميد باآلزوت والفوسفات‪«.‬‬

‫مواكبة العالم الفالحي في‬ ‫صلب برنامج ‪MAGHREB‬‬ ‫‪OLEAGINEUX‬‬ ‫‪MAGHREB‬‬ ‫برنامج‬ ‫يندرج‬ ‫‪ ، OLEAGINEUX‬الذي أطلقته شركة‬ ‫‪Terres Univia‬في عام ‪ 2019‬وبتمويل مشترك‬ ‫من االتحاد األوروبي ‪ ،‬ضمن االستراتيجية‬ ‫الفالحية المغربية لتنمية وهيكلة سالسل الزراعات‬ ‫الزيتية‪ .‬يقول السيد ‪، Guénaël Le Guilloux‬‬ ‫المسؤول عن التنمية الدولية في‪Terres Univia‬‬ ‫ومدير ‪ « ، AGROPOL‬يواكب برنامج‬ ‫‪ ،MAGHREB OLEAGINEUX‬منذ عام‬ ‫‪ ، 2019‬العالم الفالحي بشراكة مع المكتب الوطني‬ ‫لالستشارة الفالحية )‪ (ONCA‬والفيدرالية المهنية‬ ‫للزيتيات بالمغرب )‪ ، (FOLEA‬من خالل برامج‬ ‫التكوينات المناسبة‪ .‬وقد نظمنا‪ ،‬خالل ‪ 3‬سنوات‪،‬‬ ‫‪ Field Days 137‬في عين المكان لفائدة أكثر‬ ‫من ‪ 3500‬فالح ‪ ،‬كما قمنا بتدريب ‪ 103‬من‬ ‫مقدمي الخدمات و ‪ 130‬مستشارًا محليًا‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى استخدام أدوات تعليمية بالعالم الفالحي كالدليل‬ ‫والفيديوهات التقنية لنشر الممارسات الجيدة‪«.‬‬ ‫قام المكتب الوطني لالستشارة الفالحية‪ ،‬باعتباره‬ ‫فاعال رئيسيا لتنمية سالسل الزراعات الزيتية‪،‬‬ ‫بتعزيز مواكبته للفالحين في مجال االستشارات‬ ‫الفالحية والتكوين‪ ،‬ويعمل على تطوير شبكة‬ ‫المقاولين الزراعيين‪ .‬يقول ممثل المكتب‬ ‫«بفضل شراكتنا مع الفيدرالية المهنية للزيتيات‬ ‫و ‪ ، AGROPOL‬ساهم المكتب الوطني‬ ‫لالستشارة الفالحية في تفعيل برنامج ‪Maghreb‬‬ ‫‪ Oléagineux‬الذي يوفر الدعم التقني للفالحين‬ ‫والمستشارين الزراعيين‪ .‬فقد تمكن ‪ 44‬من‬ ‫مستشاري المكتب من متابعة تكوين ُخصص‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫للممارسات الجيدة المتعلقة بزراعة الكولزا‬ ‫ونوار الشمس‪.‬في عين المكان‪ ،‬قمنا أيضًا بتنفيذ‬ ‫‪ ،Field Days 60‬تم تنظيمها على منصات‬ ‫عرض البرنامج أو على قطع أرضية للفالحين‬ ‫المستضيفين‪.‬‬ ‫أتاحت هذه المقاربة التربوية الخاصة باالستشارة‬ ‫الفالحية تقاسم الخبرات والتعلم انطالقا من الحقائق‬ ‫التي تم رصدها على الميدان»‪ .‬ويمثل المزارعون‬ ‫المغاربة الذين يستثمرون في الزراعات الزيتية‬ ‫مستقبل هذا القطاع‪ .‬وعلى الرغم من انتهاء‬ ‫برنامج ‪ Maghreb Oléagineux‬فإن جهود‬ ‫تكوين ومواكبة العالم الفالحي ُمتواصلة بفضل‬ ‫إرساء النظام اإلقليمي‪ ،‬الذي وضعه المكتب‬

‫الوطني لتقديم االستشارة الفالحية المحلية لمختلف‬ ‫مهنيي الفالحة‪.‬‬ ‫نبذة عن ‪ Terres Univia: Terres Univia‬هو‬ ‫تجمع بين الجمعيات الفرنسية للزيوت والبروتينات‬ ‫النباتية‪ .‬ويضم الجمعيات والفيدراليات المهنية‬ ‫الرئيسية إلنتاج البذور الزيتية والنباتات الغنية‬ ‫بالبروتين وتسويقها ومعالجتها واستعمالها‪.‬‬ ‫مهامها‪ :‬التعرف على اإلنتاج واألسواق ‪ ،‬الترويج‬ ‫للقطاع ومنتجاته‪ ،‬إدارة أنظمة الجودة‪ ،‬دعم أعمال‬ ‫البحث والتطوير‪ ،‬تنظيم الممارسات المهنية ونشر‬ ‫معارفها لدى المهنيين‪ .‬لمزيد من المعلومات‪:‬‬ ‫‪www.terresunivia.fr‬‬ ‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 143 - Avril 2022‬‬

‫‪11‬‬


‫انهيار خاليا النحل‬ ‫األسباب واحللول املقترحة‬

‫سعيد أبو الفراج‬ ‫مهندس زراعي خبير في تربية النحل‬ ‫‪said.aboulfaraj@gmail.com‬‬

‫كبيرا بين القراء واستحسا ًنا من قبل بعض المهنيين الذين‬ ‫لقد لقي مقالي األول الذي تم نشره على الشبكات االجتماعية اهتما ًما ً‬ ‫خشيت منهم رد فعل عدواني نتيجة انخراطهم ومسؤوليتهم‪ ،‬ولو جزئ ًيا‪ ،‬في الظاهرة التي لوحظت مند مدة‪ .‬لمتابعة المالحظات‬ ‫التي قدمتها في مقالي األول‪ ،‬تم إجراء اتصاالت مع بعض المربين وتم إجراء زيارات إلى المناحل المتضررة من االنهيار‪ .‬وبنا ًء‬ ‫على االستنتاجات التي تم جمعها‪ ،‬يطمح المقال الحالي إلى تقديم تفسير علمي للتدهور مع مراعاة الدورة البيولوجية للنحلة‬ ‫واحتياجاتها الغذائية والظروف البيئية التي من المحتمل أن تؤثر على نشاط وصحة الخلية‪.‬‬

‫تذكير بالدورة‬ ‫البيولوجية للنحلة‬

‫النحلة حشرة اجتماعية تعيش في خلية‬ ‫مكونة من ‪ 3‬طوائف‪:‬‬ ‫الملكة (أنثى خصبة) واحدة لكل‬ ‫خلية‪ .‬إنها العنصر الموحد والمنسق‬ ‫والمنظم لنشاط الخلية‪.‬‬ ‫العامالت (إناث عقيمة) يمثلن‬ ‫أكثر من ‪ ٪95‬من أفراد الخلية الذين‬ ‫أوكلت إليهم جميع األعمال داخل الخلية‬ ‫وخارجها‬ ‫الذكور المتواجدين بشكل مؤقت‬ ‫‪12‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 143 - Avril 2022‬‬

‫دورة حياة العامالت‬

‫داخل الخلية ومهمتهم الوحيدة هي‬ ‫تخصيب الملكات الشابات خالل فترة بعد الفقس‪ ،‬يبلغ عمر العاملة حوالي‬ ‫التزاوج‪.‬‬ ‫‪ 45‬يومًا مقسمة إلى ‪ 3‬مراحل متتالية‬ ‫بالنسبة إلى التدهور الحالي‪ ،‬فإن بمدة متساوية تقريبًا‪:‬‬ ‫العامالت هن الالتي «تختفين»‪ ،‬في‬ ‫حين أنه وف ًقا لإلعالنات والمالحظات‬ ‫‪ 15‬يومًا األولى من الحياة‪ ،‬مكرسة‬ ‫الواردة‪ ،‬تتواجد الملكة وعدد محدود للعمل داخل الخلية‪ :‬صيانة وتغذية‬ ‫من العامالت على مستوى خاليا النحل اليرقات‪ ،‬مرافقة الملكة ‪...‬‬ ‫المهجورة‪ .‬لذلك يجب أن نركز بحثنا‬ ‫الخمسة عشر يومًا التالية‪ ،‬مكرسة‬ ‫على هذه الطبقة بالنظر إلى أن الملكة للمهام التي تنطوي على أنشطة تتعلق‬ ‫موجودة على مستوى الخلية وأن بالعالم الخارجي‪ :‬استقبال الرحيق‬ ‫الذكور غائبون تقريبًا في فترة الخريف وحبوب اللقاح التي تجمعها الباحثات‬ ‫عن الطعام‪ ،‬والحراسة‪ ،‬والتهوية‪ ،‬إلخ‪.‬‬ ‫والشتاء‪.‬‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫‪ 15‬يومًا األخيرة ‪ :‬البحث عن الطعام‬ ‫والحياة خارج الخلية‪ .‬هذا النشاط هو‬ ‫الذي يحدد عمر العاملة‪ .‬وكلما زاد‬ ‫نشاط البحث عن الطعام (الربيع) كانت‬ ‫الحياة أقصر ويتم إجراء تعديل في‬ ‫هذه الحالة من قبل الملكة التي تكثف‬ ‫تكاثرها لتعويض الخسائر المذكورة في‬ ‫حالة «االختفاء» الحالية‪.‬‬

‫تغذية الخلية‬ ‫(اليرقات والبالغات)‬

‫باإلضافة إلى الحاجة إلى غذاء ملكات‬ ‫النحل إلطعام اليرقات خالل األيام‬ ‫الثالثة األولى من التطور‪ ،‬فإن اليرقات‬ ‫والنحل البالغ يتبعان نظامًا غذائيًا‬ ‫يتكون من العسل وحبوب اللقاح‪ .‬يغطي‬ ‫العسل احتياجات الكربوهيدرات وتوفر‬ ‫حبوب اللقاح البروتينات والعناصر‬ ‫المعدنية ‪ ...‬في وجود هذين المكونين‪،‬‬ ‫يتم ضمان نمو الخلية خالل جميع‬ ‫مراحلها (اليرقات والبالغات)‪ ،‬حتى لو‬ ‫كان نقص التنوع النباتي حاليًا يسبب‬ ‫نقصًا في بعض المكونات الغذائية التي‬ ‫تؤثر على التطور السليم للخلية‪.‬‬

‫تأثير ظروف السنوات األخيرة‬

‫من خالل ربط هذه البيانات بالظروف‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫البيئية لموسم ‪ 2019-20‬وبداية موسم‬ ‫‪ ،2020-21‬نذكر المالحظات التالية‪:‬‬ ‫فترة طويلة من الجفاف ألكثر‬ ‫من ‪ 8‬أشهر من أبريل إلى ديسمبر‬ ‫‪ 2021‬وأحيا ًنا أكثر في مناطق معينة‬ ‫من المغرب‪ ،‬مما أدى إلى محدودية‬ ‫الموارد الغذائية (الرحيق وحبوب‬ ‫اللقاح) للخاليا الشيء الذي زاد من‬ ‫تمركز الخاليا على مستوى بعض‬ ‫المناطق ذات الظروف المناسبة ؛‬ ‫بداية موسم ‪( 2021-22‬الخريف)‬ ‫التي اتسمت بالجفاف المصاحب‬ ‫الرتفاع درجات الحرارة بشكل غير‬ ‫معتاد‪ .‬لذلك استمرت الملكات في‬ ‫وضع البيض ولكن بشكل محدو ًد بسبب‬ ‫اختالل التوازن الغذائي على مستوى‬ ‫االحتياطيات المخزنة‪ .‬و قد تم استنفاد‬ ‫هذه االحتياطيات بسبب االستغالل‬ ‫المفرط من قبل المزارعين للعسل‬ ‫وانخفاض مخزون حبوب اللقاح بالنظر‬ ‫إلى طبيعة النباتات التي تم استغاللها‬ ‫في فترة الصيف‪ ،‬والتي تنتج العسل‬ ‫أكثر بكثير من الملقحات‪.‬‬ ‫في الصيف‪ ،‬يبحث النحالون دائمًا‬ ‫عن إنتاج العسل دون مراعاة احتياجات‬ ‫البروتين في الخلية‪ .‬وقد تفاقم هذا‬ ‫النقص في السنوات األخيرة من خالل‬ ‫تطوير جمع حبوب اللقاح في الخاليا‪.‬‬

‫إن تركيب «مصائد حبوب اللقاح»‬ ‫(مصائد توضع عند مدخل الخلية لجمع‬ ‫حبوب اللقاح التي أتت بها العامالت)‪،‬‬ ‫يحد من مخزون مصدر البروتين هذا‬ ‫إلى مستوى االحتياطي‪.‬‬ ‫في ظل هذه الظروف‪ ،‬يؤدي االنخفاض‬ ‫في معدل إنجاب الملكة‪ ،‬بسبب عدم‬ ‫وجود نظام غذائي متوازن‪ ،‬إلى اإلخالء‬ ‫التدريجي من النحل في الخاليا‪ .‬و مع‬ ‫نقص عددهن‪ ،‬غالبًا ما تموت كثير‬ ‫من العامالت في نهاية حياتهن (‪45‬‬ ‫يومًا) بعي ًدا عن الخلية وهذا ما يسمى‬ ‫«االختفاء»‪ .‬موت العامالت ظاهرة‬ ‫طبيعية ومتكررة حتى في الخاليا‬ ‫السليمة ألن الحضنة في حالة تجديد‬ ‫دائم‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬يصبح محسوسًا‬ ‫على مستوى الخاليا الضعيفة ألن‬ ‫الخسائر غالبًا ال يتم تعويضها‪ ،‬مما‬ ‫يؤدي إلى فقدان الخاليا‪.‬‬

‫استنتاجات‬

‫إن اختالل التوازن الغذائي المرتبط‬ ‫بندرة موارد البروتين هو سبب انخفاض‬ ‫عدد السكان الملحوظ في الخاليا‪ .‬وقد‬ ‫زاد هذا من خالل عدم استجابة مربي‬ ‫النحل الذين لم يعالجوا أوجه القصور‬ ‫باتباع نظام غذائي بروتيني تكميلي‬ ‫مناسب‪ ،‬والذي كان من شأنه‪ ،‬مع‬ ‫مالحظة مستوى العسل في الخاليا‬ ‫الخالية من السكان‪ ،‬تمكين الخلية من‬ ‫الحفاظ على توازن غذائي معين في هذا‬ ‫الوقت من الندرة‪.‬‬ ‫ويدعم هذا االستنتاج حقيقة أن ظاهرة‬ ‫هجرة سكان الخلية تتعلق فقط بمناطق‬ ‫معينة (لوحظت قليالً في دكالة) وعلى‬ ‫مستوى مناطق أخرى حيث أبلغ بعض‬ ‫النحالين عن هذه الظاهرة‪ .‬يفسر‬ ‫االختالف في الموارد اإلقليمية سبب‬ ‫عدم تأثر مناطق معينة ويبرر النقص‬ ‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 143 - Avril 2022‬‬

‫‪13‬‬


‫التقني لدى مربي النحل المالحظة‬ ‫الثانية‪ .‬لهذا السبب‪ ،‬كان من المفيد‬ ‫إجراء مسح لمربي النحل غير المتأثرين‬ ‫بانهيار الخاليا في المناطق المتضررة‬ ‫لدراسة خط سير المسار التقني وتقديم‬ ‫حلول واقعية وقابلة للتحقيق لدى‬ ‫اآلخرين‪.‬‬ ‫ال ينبغي استبعاد األمراض ألن الجسم‬ ‫الضعيف يكون هدفا لهجمات حتى من‬ ‫مسببات األمراض الضعيفة واالنتهازية‬ ‫مثل فيروس (‪)Sacbrood SBV‬‬ ‫الدي يعتبر مسؤوال عن هذا االنهيار‪ .‬و‬ ‫‹›الفارواز››‪ ،‬آفة عالمية لتربية النحل‪،‬‬ ‫ال يمكن استبعادها ألنها تعمل كطفيلي‬ ‫نحل وكمستودع لمسببات األمراض‬ ‫التي تحملها أثناء غزو الخاليا‪ .‬إن عدم‬ ‫وجود سياسة وطنية لمكافحة أمراض‬ ‫النحل والطفيليات‪ ،‬تشمل جميع مكونات‬ ‫القطاع‪ ،‬يترك الباب مفتوحً ا للتجاوزات‬ ‫والفوضى في إجراءات االستئصال‬ ‫و‪/‬أو المكافحة التي تؤدي إلى ظهور‬ ‫مقاومة وتلوث للمنتجات التي يتم‬ ‫تسويقها على أنها « طبيعية و نقية و‬ ‫صافة ‹› (حرة)‪.‬‬ ‫البعض يتهم المبيدات الحشرية‪ ،‬و‬ ‫هذا السبب ال يمكن استبعاده‪ ،‬ولكن‬ ‫الخطة المعتمدة من قبل غالبية النحالين‬ ‫تتضمن االنتقال المؤقت للخاليا‪ ،‬في‬ ‫‪14‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 143 - Avril 2022‬‬

‫الصيف والخريف‪ ،‬عن طريق استغالل‬ ‫نباتات ‹›معسلة›› طبيعية على مستوى‬ ‫المناطق التي يتم فيها استخدام المبيدات‬ ‫بطريقة محدودة للغاية أو حتى عدم‬ ‫استعمالها‪.‬‬ ‫تأثير مبيدات اآلفات على عكس البلدان‬ ‫األخرى التي تشهد استخدامًا مكث ًفا‬ ‫لهذه المنتجات وحيث تم إثبات تأثيرها‬ ‫على صحة النحل (الواليات المتحدة‬ ‫وأوروبا)‪ ،‬فإن مفعولها في بلدنا ضعيف‬ ‫جدا ويظل محدو ًدا على مستوى مناطق‬ ‫معينة وفي بعض أنواع اإلنتاج‪.‬‬ ‫و في هذا اإلطار‪ ،‬يمكننا التمييز بين‬ ‫نوعين‪:‬‬ ‫ مبيدات حشرية تخص أحد مصادر‬‫العسل الرئيسية في بداية الموسم‪:‬‬ ‫ثمار الحمضيات‪ .‬المناطق المعنية‬

‫هي الغرب وسوس ماسة وبدرجة أقل‬ ‫منطقة بركان‪ .‬خالل فترة اإلزهار‪،‬‬ ‫يقوم النحالون‪ ،‬أحيا ًنا دون استشارة‬ ‫المزارعين‪ ،‬بإيداع خالياهم بالقرب‬ ‫من بساتين الحمضيات‪ ،‬وأحيا ًنا‬ ‫بأعداد تتجاوز الطاقة اإلنتاجية المثلى‬ ‫للمنطقة‪ ،‬مما يؤدي إلى تعطيل تنفيذ‬ ‫األعمال الالزمة إلنتاج الحمضيات‬ ‫وصيانة وتشغيل البساتين‪ .‬في ظل عدم‬ ‫وجود ميثاق تشغيلي يلزم المزارعين و‬ ‫النحالين معا ويهدف إلى الحفاظ على‬ ‫مصالح الطرفين‪ ،‬يضطر المزارعون‬ ‫إلى استخدام مبيدات حشرية ضارة‬ ‫بالنحل في الصفوف التي تحد للبساتين‬ ‫للحماية من اإلزعاج الذي يسببه النحل‪.‬‬ ‫بالنسبة للمحاصيل األخرى التي‬ ‫تستخدم النحل للتلقيح (الورديات و‬ ‫الخضراوات)‪ ،‬ليس من مصلحة‬ ‫المزارعين استخدام المبيدات الحشرية‬ ‫خالل فترة اإلزهار ألن هذا من شأنه‬ ‫أن يضر بنجاح التلقيح‪ .‬وبالتالي فإن‬ ‫تأثيرها مستبعد‪.‬‬ ‫ تعتبر مبيدات األعشاب أكثر ضررً ا‬‫على تربية النحل من المبيدات الحشرية‬ ‫ألنه إذا كان تأثير المبيدات الحشرية‬ ‫فوريًا‪ ،‬فيمكن تصحيحه من خالل‬ ‫تدخالت معينة من قبل النحال بينما‬ ‫مبيدات األعشاب عن طريق القضاء‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫على النباتات المصنفة على أنها «برية‬ ‫أو ضارة» تقلل من كمية ونوعية‬ ‫الغذاء للخاليا‪ .‬على المدى الطويل‪ ،‬تجد‬ ‫الخاليا نفسها مزودة بنظام غذائي قليل‬ ‫التنوع يمكن أن يسبب نقصًا في بعض‬ ‫العناصر الغذائية‪.‬‬ ‫يُستبعد كذلك السبب المنسوب إلى‬ ‫استخدام ملكات «محسّنة» أقل‬ ‫صالبة من النحل المحلي‪ ،‬وف ًقا لبعض‬ ‫المعطيات‪ ،‬ألن االستيراد المكثف‬ ‫للملكات من الخارج محظور‪ .‬أما‬ ‫اإلدخال غير القانوني‪ ،‬بأعداد محدودة‬ ‫فهو ممكن ألن ملكات التربية يتم نقلها‬ ‫بصحبة عدد قليل من العامالت في‬ ‫أقفاص صغيرة يسهل إخفاؤها‪.‬‬ ‫هناك عامل آخر تم تقديمه في بعض‬ ‫األبحاث (االتحاد األوروبي والواليات‬

‫خاتمة‬

‫الضعف التدريجي الملحوظ والذي تسبب‬ ‫في انهيار الخاليا كان من الممكن أن‬ ‫يسيطر عليه النحال‪ .‬إذا كانت الظروف‬ ‫البيئية هي السبب الرئيسي‪ ،‬فإن دور‬ ‫النحال هو تعديل تدخالته من أجل‬ ‫التخفيف من اآلثار وضمان الظروف‬ ‫المثلى لتنمية الخاليا‪ .‬هذا الخريف لم‬ ‫تساعد الظروف المناخية التي تميزت‬ ‫بدرجات حرارة معتدلة على قضاء‬ ‫الخاليا فصل الشتاء في ظروف جيدة‬ ‫(على سبيل المثال‪ :‬من ‪ 1‬نوفمبر ‪2021‬‬ ‫إلى ‪ 27‬يناير ‪ ،2022‬تم تسجيل ‪458‬‬ ‫ساعة من البرد في محطة ‪ ENA‬مقابل‬ ‫متوسط ​​ سنوي من ‪ 550‬ساعة حتى‬ ‫النهاية من فبراير)‪ .‬في هذه الحالة يجب‬ ‫أن يولي النحالون اهتمامًا خاصًا للخاليا‬ ‫وأن يزودوها بمكمالت غذائية ال تتكون‬ ‫فقط من مصادر الطاقة (مركز السكر)‬ ‫ولكن أيضًا من مصادر البروتين القادرة‬ ‫على تعويض حبوب اللقاح الطبيعية‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫المتحدة) كعامل مسبب النهيار الخاليا عن أهدافه ويضيع في الطبيعة‪ .‬يجب‬ ‫وهو شبكة الهاتف المحمول‪ .‬يشتبه استبعاد هذه الفرضية ألن تأثيرها كان‬ ‫المؤلفون في التداخل بين موجات سيتم اإلبالغ عنه تدريجيًا من سنة‬ ‫الهواتف المحمولة ونظام االتصال إلى أخرى وليس فجأة كما هو مالحظ‬ ‫والتوجيه الخاص بالنحل الذي يبتعد حاليًا‪.‬‬ ‫الالزمة للحفاظ على النمو المتناغم‬ ‫للخلية‪.‬‬ ‫باإلضافة لهذا المكمل الغذائي‪ ،‬يجب‬ ‫تطبيق برنامج عالج وقائي للخلية‪.‬‬ ‫حيث يؤدي انخفاض معدل التفريخ إلى‬ ‫إضعاف الطوائف وجعلها هد ًفا لهجمات‬ ‫األمراض والطفيليات مثل ‹›الحضنة››‬ ‫و››الفارواز›› التي أعلنتها المنظمة‬ ‫العالمية لصحة الحيوان على أنها خطرة‬ ‫على قطاع تربية النحل‪.‬‬ ‫على مدى عدة عقود‪ ،‬تطورت تربية‬ ‫النحل العالمية من تربية قطف إلى تربية‬ ‫بشكل منطقي و علميً ‪ .‬أما عندنا‪ ،‬يواصل‬ ‫غالبية مربي النحل تربية الخاليا بطريقة‬ ‫تقليدية مما يعني أن الطبيعة تغطي جميع‬ ‫احتياجات الخلية‪ ،‬لكن التغييرات البيئية‬ ‫المفروضة على الخلية تدفع نحو إدارة‬ ‫تربية النحل بطريقة مرنة و متطورة‬ ‫باستمرار وف ًقا للظروف السنوية‪.‬‬ ‫األساس هو فهم واستيعاب وإتقان مربي‬ ‫النحل لدورة التنمية واالحتياجات الغذائية‬

‫والعالجية للخلية‪.‬‬ ‫من خالل اعتماد أسلوب اإلدارة هذا‪،‬‬ ‫سيكون من الممكن لمربي النحل االعتماد‬ ‫على جودة الخلية (بشكل أساسي جودة‬ ‫الملكة وعدد العامالت) الستغالل خاليا‬ ‫النحل المكتظة بالسكان بدالً من تفضيل‬ ‫االستغالل على أساس عدد النحل على‬ ‫حساب جودة الخلية‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬فيجب على جميع المتدخلين أن‬ ‫يبذلوا أقصى الجهد لتزويد مهنـيي‬ ‫تربية النحل بالتدريب واإلشراف‬ ‫المناسبين مما سيكون له تأثير إيجابي‬ ‫على اإلنتاجية و حجم اإلنتاج الوطني‬ ‫و كذلك للتخفيف على خزائن الدولة من‬ ‫تصدير العمالت األجنبية لشراء العسل‬ ‫األجنبي (‪ 87‬مليون درهم عام ‪.)2020‬‬ ‫و يمكن للمستهلك أيضًا االستفادة من‬ ‫خالل أسعار البيع المعقولة واالستهالك‬ ‫األكبر‪ ،‬مما يسمح للعسل باالنتقال من‬ ‫حالته «العالجية « الحالية إلى دوره‬ ‫«الغذائي» األصلي‪.‬‬ ‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 143 - Avril 2022‬‬

‫‪15‬‬


www.agri-mag.com

Agriculture du Maghreb N° 143 - Avril 2022

16


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.