issue 40

Page 1

‫العـدداألربعون| عـدد الصفحات ‪ 12‬صفحة‬ ‫السـعر‪ 15 :‬ليـرة سـورية‬

‫جريدة مستقلة تسلط الضوء على الواقع الميداني وأهم التطورات على التراب السوري‬

‫‪www.facebook.com/alkataebjareda‬‬

‫الكتائب | العـدداألربعون االثنين ‪2014/12/1‬‬

‫االفتتاحية‬

‫ما يكتبه الخريف لسورية يمحوه الشتاء‬

‫هل اقترب الوعد‬ ‫خمســة وأربعون شــهراً مضت‪ ،‬م ّر شهر منها‬ ‫كعام‪ ،‬وشــهر كألف عام‪ ،‬فقد عانى السوريون‬ ‫الجوع القاسي‪ ،‬وعانوا البرد القارس والحصار‬ ‫مطبــق‪ ،‬وأمطرتهــم القذائــف والصواريــخ‬ ‫البراميل ليل نهار‪..‬‬ ‫لم يكن هذا الشــهر كذاك ال في قســوته وال في‬ ‫بطء مروره على أجســاد اجتمــع عليها الجوع‬ ‫والبرد والحصــار والموت‪ ،‬كلها أو بعضها‪ .‬لم‬ ‫يكن ذلك ذنب الشــهور‪ ،‬فالشهور نفسها م ّرت‬ ‫علــى آخرين في أماكن أخرى من العالم كأجمل‬ ‫ما يكون‪ ،‬لقد كان ذلك ذنب البشر‪ ،‬فالقاتل الذي‬ ‫وهجرهم محسوب على البشر‪،‬‬ ‫قتل الســوريين‬ ‫ّ‬ ‫وذلك الذي أيّده محســوب على البشــر‪ ،‬والذي‬ ‫دعمــه جهراً وكذلك الذي قدم دعمه ســراً‪ ،‬كل‬ ‫أولئك محســوبون على البشر‪ .‬والمذنب اآلخر‬ ‫من البشــر كان ذلك الذي ســاهم فــي الجريمة‬ ‫بصمتــه‪ ،‬أو بتــردده‪ ،‬أو بمنعــه العــون عــن‬ ‫الضحايــا المشــردين والجائعيــن والمصابيــن‬ ‫والمقتولين أو من هم برسم المقتولين‪.‬‬ ‫لقد شــعر الســوري أنه ضحية العالم المنافق‪،‬‬ ‫وما بات ينظر إليه على أنه العالم المجرم بشكل‬ ‫أو بآخر‪ ،‬ولم ينجو من هذا التعميم إال قليل جداً‬ ‫مــن الحكومات والشــعوب‪ ،‬فحتى أولئك األكثر‬ ‫تشــدقا ً بحقوق اإلنســان كانوا العنــوان األكبر‬ ‫للخذالن‪.‬‬ ‫لقــد تكشــفت للســوريين أبعــاد (المؤامــرة‬ ‫الكونية)‪ ،‬فرغم مئات ألــوف القتلى والجرحى‬ ‫والمعاقيــن‪ ،‬ورغــم مالييــن المعتقليــن‬ ‫والمختطفيــن والمختفين قســريا ً والمشــردين‬ ‫والالجئيــن‪ ،‬ورغم اســتغاثة دول الجوار على‬ ‫اختــاف توجهاتهــا‪ ،‬فــا زالت الــدول األكثر‬ ‫جبروتا ً في العالم ماضية في مخططاتها الرامية‬ ‫إلى إعادة فرض العصبة األســدية على الشعب‬ ‫الســوري‪ ،‬ولكنها لم تنتبه أن النهايات ليســت‬ ‫رهن أيديها‪ ،‬وأن العالم لن يســتطيع االستمرار‬ ‫في تحمل فاتورة االضطراب الذي اســتحدثوه‪،‬‬ ‫وقد بات يقــف على رجل واحدة واهنة قد تميد‬ ‫به بين عشــية وضحاها فتذهــب أول ما تذهب‬ ‫بمن نصبوا أنفسهم آلهة تعيد ترتيب العالم من‬ ‫خالل الفوضى ّ‬ ‫الخلقة‪.‬‬ ‫إن مراكــب الرجوع قد أحرقت‪ ،‬وأبواب الصلح‬ ‫قد ُغلّقت‪ ،‬وإن حرب اإلبادة التي شــنها النظام‬ ‫وح ّولهــا الــى عقيــدة لــدى أتباعه لن تســمح‬ ‫بالتعايــش الســلمي – على ّ‬ ‫علتــه – بين نظام‬ ‫األســد ومكونات الشــعب الســوري الثائر‪ ،‬كل‬ ‫ذلك في الوقت الذي بات فيه حتى األعمى يرى‬ ‫بكل وضوح أن الشعب السوري لن يتوقف عن‬ ‫ثورته حتى يسقط األسد وطغمته ومن وااله‪.‬‬

‫صفحـة‬

‫كرم الطراب تتصدر‬ ‫الجبهات في‬ ‫مدينة حلب‬

‫صقر أبو كتيبة‬ ‫قائد تجمع‬ ‫فاستقم كما أمرت‬

‫من هموم الثورة‬

‫هيئة التحرير‬

‫صفحـة ‪8‬‬

‫صفحـة ‪6‬‬

‫‪3‬‬

‫صفحـة ‪2‬‬


‫ملفـات ثورية‬

‫الكتائب العـدد األربعون ‪2014/12/1‬‬

‫‪02‬‬

‫مـن هموم الثـورة‬

‫بقلم‪ :‬د‪.‬محمد عبد السالم حاج بكري‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫هل أصبح لزاما ً وقانونا ً في الحياة السياســية‬ ‫ومســيرة النضال والمقاومة وســنة الشعوب‬ ‫واألمــم أن من يحــرر ال يحكم؟ ومن ينتصر ال‬ ‫يقود ومــن يضحي ال يكافئ ومن يقدم ال يقدر‬ ‫ومــن يخلص ال يصل ومن يغدر ويخون يكون‬ ‫له الــدور االول ويمأل المــكان‪ ،‬ومن يجب أن‬ ‫يكون في الصف األول يتراجع ويتأخر وغيره‬ ‫يتقــدم ويتصــدر وتكون له األولويــة والقيادة‬ ‫والمكانة والريادة‪.‬‬ ‫يبدو أن هذه هي الحقيقة وسنة الحياة وقانون‬ ‫الشــعوب وقاموس النضال والمقاومة‪ ،‬وهي‬ ‫األســاس والقاعــدة وغيرها شــذوذ وخروج‬ ‫عــن المألــوف والمعــروف‪ ،‬فــا ننتظــر أن‬ ‫تكــون النتائج وفــق المقدمــات‪ ،‬وال النهايات‬ ‫كالبدايــات واالنطالقات‪ ،‬فكمــا كان في البداية‬ ‫وعلــى الطريق دمــاء ومجازر فــإن للنهايات‬ ‫أيضــا دماء ومجازر وأشــاء‪ ،‬ولها ضحاياها‬ ‫وخسائرها‪ ،‬وفيها من يدفع ويضحي وآخرون‬ ‫يقبضون ويستفيدون ويكسبون ويربحون‪.‬‬ ‫هــل نتمنى أن نبقــى على حالنــا وال نغير وال‬ ‫نثــور وال ننتفــض وال نطالــب وال نســأل وال‬ ‫نتظاهــر ونقبــل بواقعنــا ونستســلم لظروفنا‬ ‫ونرفض األحــام ونثور علــى األماني ونكره‬ ‫صعــود الجبال ونقبــل أن نعيش بين الحفر إذا‬ ‫توفرت لنا لقمة العيش ومســكن يأوي وعمل‬ ‫يكفي وحياة تستر وتقي؟ إذ ال حياة في الثورة‬ ‫تســر الصديــق وال ممــات فيها يكيــد العدو‪،‬‬ ‫ولكن مــاذا نفعــل إذا فقدنا الحريــة والكرامة‬ ‫وعانينــا من الفقر والحاجة وعشــنا التقصير‬ ‫والتشبيح والتمييز وكثرت في بالدنا السجون‬ ‫وسكن فيها الكثير من الرجال والنساء وغابت‬ ‫الحريات وســادت المظالم وكثرت بين الحكام‬ ‫والسادة المغانم والمكاسب‪.‬‬ ‫هــل نحكــم علــى المقدمــات وفــق النمــاذج‬ ‫المفترضــة فال نضحــي وال نعمل وال نقدم وال‬ ‫نعطــي وال نســبق وال نتقــدم وال نشــارك في‬ ‫اختيار وال نساهم في التقاء وال يكون لنا دور‬ ‫فــي تصويــت أو انتخاب أو مشــورة وحوار‪،‬‬ ‫ونقبل بأن نكون على الهامش ونعيش بصمت‬ ‫ونســير تحــت الجــدار ونقول يا رب الســتر‪،‬‬ ‫ونترك الظروف تســير وحدهــا والنتائج تأتي‬ ‫بمقتضاهــا‪ ،‬فال نتدخل فيهــا دفع وال تأخير إذ‬ ‫ال مكان في الحياة لمن صدق وأخلص وأعطى‬ ‫وأفنــى وتجــرد وتفانى‪ ،‬أم نثــور على اليأس‬ ‫وننتفض على اإلحباط ونثأر من الظلم وننقلب‬

‫علــى نواميســه ونرفــض قوانينــه وال نقبل‬

‫ال شــيء تغير ســوى المنهجية في التخريب‪،‬‬

‫كلمتنــا وصفوفنــا بوجه النظــام وأعوانه؟ أم‬

‫بنتائجه وخواتيمه‪.‬‬

‫فالتوافقية العقيمة شلت مفاصل الثورة وزادت‬

‫أننا تعودنا أن نكون محارم ورقية يســتخدمها‬

‫اليأس يطاردنا مع كل غروب وتالحقنا الغربة‪،‬‬

‫الطين بلة‪ ،‬واالســتقطاب والتبعية واالستقواء‬

‫العمــاء والمتآمــرون وحلفــاء اآلســد لــوأد‬

‫ونحن بين أحضان الوطن‪ ،‬أو ما تبقى منه إن‬

‫بالغير يخضع الجميع للفشــل المنظم والشــلل‬

‫ثورتنــا‪ ،‬وذلك بتقســيمنا وتشــتيتنا‪ ،‬وعندما‬

‫جــاز التعبير‪ ،‬إنها غربة الروح ال فكاك منها‪،‬‬

‫التام‪ ،‬كل هذا يدمر ثورتنا ويجهد آمال الشعب‪.‬‬

‫ينتهون منها يحرقونها ويرمونها للريح؟‬

‫مــع بزوغ كل فجر نتلمــس األمل هنا وهناك‪،‬‬

‫ثمــة أشــياء عاجلة البد من القيــام بها‪ ،‬على‬

‫أال يكفينــا أنــه يجمعنــا وطــن واحــد ولغــة‬

‫لكنه يتبخر أمام أعيننا‪ ،‬كل شــيء ينبأ باألمل‬

‫األقل إلجهاض الســينياريوهات األكثر قتامة‪.‬‬

‫ســرعان ما يتحول إلى ال شــيء‪ ،‬كمن يلهث‬

‫ليــس المتورطين مــن ينبغي اســتبدالهم‪ ،‬بل‬

‫واحــدة وهدف واحد وأم واحدة‪ ،‬هي ســورية‬ ‫المغتصبة‪ ،‬لنكون أجساداً على قلب واحد؟ ما‬

‫خلــف الســراب‪ .‬منهكون حد المــوت لكننا لم‬

‫المتســاهلين والضعفــاء‪ ،‬كذلــك الخضــوع‬

‫هذا الكره والجهل الذي بيننا؟‬

‫نمت بعد‪ ،‬وكأن راحــة الموت ال تليق بنا‪ ،‬كل‬

‫للمحاصصة والشــللية والغباء السياســي هو‬

‫استيقظوا أيها الثوار لقد ضحك علينا الجميع‪.‬‬

‫ما يحدث لنا مفتعل مســتهدف‪ ،‬وكلما أردنا أن‬

‫انتحار سيؤثر على الثورة وأهدافها‪.‬‬

‫نحيــا قيل لنا لن يقضى عليكــم فتموتوا‪ ،‬ولن‬

‫أيهــا األغبيــاء‪ ،‬الشــعب يعرف مــاذا تفعلون‬

‫عاشــت ســوريا وعاش شــعبها الحر العظيم‬ ‫الــذي صمــد وســيصمد دائما ً وأبــداً ولو بقي‬

‫تنعموا بحياتكم‪.‬‬ ‫تتالحق األحداث بوتيرة متسارعة سلسلة من‬

‫وتخططون وماذا اســتفدتم مــن ثورته‪ ،‬وهو‬ ‫يمقتكــم جميعــا ً ويلعنكــم الالعنــون‪ ،‬ســئمنا‬

‫دول عربية وأجنبية‪ ،‬فمن بين شعوب األرض‬

‫المشاهد التراجيدية‪ ،‬تكالبت علينا الدنيا كأننا‬

‫االقتيــات علــى الفضالت واالســتماع قســراً‬

‫ال يوجد شــعب يتعلق بعروبتــه وكرامته مثل‬

‫مقبــات لوجبة دســمة تتبع بعــد حين رائحة‬

‫لتراشــق التهــم بيــن الحمقــى والجهــاء‪،‬‬

‫الشــعب الســوري‪ ،‬وهذا االرتباط قبل األســد‬

‫الموت هي كل ما يمكن استنشــاقه‪ ،‬ومشــاهد‬

‫أخضعتمونــا البتزاز الخارج يا ســبب البالء‪،‬‬

‫وحزب البعث‪ ،‬ورغم اآلالم والدمار والمآسي‬

‫الجثــث المتناثــرة هــي كل مــا يبلغــه النظر‪،‬‬

‫وكل ما يحدث من صنعهم وصنعكم‪ .‬لقد غيبتم‬

‫واألهــوال والعــذاب والقتل والتشــرد ال زلنا‬

‫والقادم ســوداوي‪ ،‬وليس التشاؤم من يحرك‬

‫بيارق األمل‪ ،‬إال من حبل هللا‪.‬‬

‫نحتفــظ بمبــادئ ثورتنا ونفخر بها‪ ،‬فســوريا‬

‫عاطفتــي بل ما أحاول إشــاحة النظر عنه من‬

‫نحــن وأوالدنا نســتحق أن نعيــش‪ ،‬فأحالمنا‬

‫ســتعود أفضــل وأقــوى‪ ،‬وســتعرف الحرية‬

‫تفخيخ لما بقي من أحالمنا‪.‬‬ ‫كل اإلثنيــات تنحر على بوابــة اليأس المخيم‬ ‫على قلوبنا‪ ،‬وكل شــعاع ضــوء يخفت بضغط‬ ‫زنــاد من غــادر لئيم‪ ،‬وكل ما يحــدث معلومة‬ ‫مصــادرة‪ ،‬علــى األقــل عند األخذ مــن معيار‬ ‫الفائــدة‪ ،‬وال نعــرف كثيــراً ممــا يجــري في‬ ‫دهاليزكم‪ ،‬لكن إبطاءكــم في معالجة الفوضى‬ ‫غير مبــرر‪ ،‬ال بــل خلقها وكرســها االئتالف‬

‫ال تتجــاوز الحرية والكرامــة‪ ،‬وفي عتمة هذا‬

‫وتعلمهــا للغير‪ ،‬وســتكون الــدول التي خذلتا‬

‫اليأس المخيم هناك فرصة إلشعال يراع أمل‪.‬‬ ‫هناك مراكز قــوى بحاجة إلضعاف وقصقصة‬

‫ووقفت بوجه مطالبنا كاليتيم على طاولة اللئام‬ ‫بدون ســورية المستقبل‪ .‬ثوارنا صبراً جميالً‪،‬‬

‫ريش‪ ،‬فاألمر بحاجة إلى قرار شجاع‪ ،‬وال أظن‬

‫فاألنظمة الحقيرة التي تتآمر عليكم ال تمثل إال‬

‫أن الشجاعة تنقص الثوار‪ .‬الحل‪ ،‬ما الحل؟ ألم‬

‫الحقد والبغض والعبودية‪ ،‬أما شــعوب العالم‬

‫يحن الوقت للثوار أن يتحدوا؟ ألم يحن الوقت‬ ‫ليصبح لنا كيان واحد بدالً من كيانات متشظية‬

‫فهي تتطلع إليكم وإلــى صمودكم وتضحياتكم‬

‫المتداعي بجهله وحماقته وأنانيته بمؤسساته‬ ‫الغارقة في العبث‪.‬‬

‫وبــدالً مــن الخيانــات والتآمر علينــا من قبل‬ ‫الجميع عربا ً وعجماً؟ أما حان الوقت أن تتحد‬

‫وحيداً بوجه المؤامــرات التي تحاك ضده من‬

‫باحترام وتقدير‪.‬‬


‫الكتائب العـدد األربعون‪2014/09/15‬‬

‫‪03‬‬

‫ملـف العـدد‬

‫ما يكتبه الخريف لسورية يمحوه الشتاء‬

‫بقلم‪ :‬بشار إدلبي‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫لم يســتطع أحد إقنــاع جامعة الــدول العربية‬ ‫بارتكاب نظام األسد لجرائم ال يقترب منها أي‬ ‫وصــف؛ فق ّررت عقب اجتمــاع متأخر لها في‬ ‫خريف عام ‪ُ 2011‬حدّد للعمل على مناقشة ما‬ ‫كان يجري في ســورية إرسال لجنة مراقبين‬ ‫الستقصاء الحقائق‪ ،‬وفعالً جاءت لجنة الدابي‬ ‫ووضعــت تقريرها في وقت كان الســوريون‬ ‫يتفاءلون بتحرك عربــي ودولي لوقف جرائم‬ ‫النظــام وإســقاطه‪ ،‬ولكن أتت زيــارة المعلم‬ ‫إلــى موســكو شــباط ‪ 2012‬علــى أمانيهــم‬ ‫وأعطــي النظام الضوء األخضــر ليبدأ مرحلة‬ ‫جديدة باســتخدام كامل القدرات النارية للقوة‬ ‫العســكرية البرية‪ ،‬فحوصــرت الزبداني وبابا‬ ‫عمــرو وقصفت كل منهما ألكثر من عشــرين‬ ‫يوما ً بالمدفعية وراجمات الصواريخ والدبابات‬ ‫قبــل أن يت ّم اقتحامهما‪ ،‬ثــ ّم أعيد احتالل أغلب‬ ‫المناطــق التي حــ ّررت المظاهرات الســلمية‬ ‫معظمهــا‪ ،‬ومنــذ ذلــك الوقــت بــدأت موجات‬ ‫التهجير الكبيرة تحت وابل القصف المستمر‪،‬‬ ‫الــذي لم يتخيّل أحــد أن نصله‪ ،‬في ظ ّل صمت‬ ‫دولي كان يرافقه اســتنكار أقبــح منه‪ ،‬وبذلك‬ ‫ماتت مبادرة جامعة الدول العربية‪.‬‬ ‫وعلــى خطى العــرب أتى كوفي عنــان يحمل‬ ‫مبادرة لوقف إطالق النــار مصطحبا ً مراقبين‬ ‫دولييــن لــم تنجــح أيضــا ً فأتبعــت باتفاقيــة‬ ‫جنيــف‪ ،1-‬ورغــم الكثير مــن الضبابية التي‬ ‫شــابتها‪ ،‬وغياب جدول زمنــي واضح ومحدد‬ ‫لتنفيذهــا؛ اعتقد الكثيرون أنّها ســتمثل الحل‬ ‫بدءاً بالبســطاء وانتها ًء بالعديد من المحللين‬ ‫السياســيين‪ ،‬لســبب بديهي أنّ الحل يجب أن‬ ‫يأتــي من الخارج ممن يدعــم النظام ويبيح له‬ ‫ما يقترفه من جرائم‪ ،‬لكن كان في ذلك االتفاق‬ ‫جوانب ســلبية غفل عنها الجميع‪ ،‬فهو ينص‬ ‫على تشــكيل حكومة مشتركة تض ّم أطرافا ً من‬ ‫النظام والمعارضة مما أ ّكد للنظام عدم إمكانية‬ ‫االســتغناء عنه مهما وصلــت فداحة جرائمه‪،‬‬ ‫بل على العكس كان بين ســطور تلك االتفاقية‬ ‫شهادة صالحية غربية له ال تنتهي أبداً‪ ،‬لتنطلق‬ ‫بعدهــا مرحلة جديــدة كان عنوانها المزيد من‬ ‫الوحشــية‪ ،‬فبدأ النظــام باســتخدام الطائرات‬ ‫المروحية والحربية والصواريخ الباليســتية‪،‬‬ ‫والتي كانــت والتزال معظم ضرباتها موجهة‬ ‫لالنتقام من المدنيين‪.‬‬ ‫ربما كان إنشــاء االئتالف الوطني في تشرين‬ ‫الثانــي ‪ 2012‬محاولــة لتجميع الطرف الذي‬ ‫يفترض أن يشــارك النظــام في تلك الحكومة‪،‬‬ ‫ولكن في النهاية ضاعت تفاصيل جنيف‪ 1-‬بين‬ ‫تفسيرات مختلفة حتى للموقعين عليه أنفسهم‪.‬‬

‫غيّــب شــتاء ‪ 2013‬آخــر آمــال الحصــول‬ ‫على دعــم عربي للثــورة الســورية فلم يأتي‬ ‫مؤتمــر القمــة العربية في الدوحــة بأكثر من‬ ‫الكالم والتنديــد‪ ،‬وفي خضم تلك الدوامة ظهر‬ ‫اليقين بقيــام الغرب بضربة عســكرية للنظام‬ ‫وإسقاطه عقب تجاوزه الخط األحمر األوبامي‬ ‫واســتخدامه الســاح الكيمــاوي فــي غوطة‬ ‫دمشق‪ ،‬ولكن ذلك لم يحدث بل ت ّم مكافأة النظام‬ ‫والتأكيــد مرة جديدة على اســتمرار صالحيته‬ ‫بدعوته للمشــاركة في جنيــف‪ 2-‬والتي ت ّمت‬ ‫نص على تشكيل هيئة‬ ‫بقرار من مجلس األمن ّ‬ ‫حكم انتقالية مشتركة من النظام والمعارضة‪،‬‬ ‫والغريب في األمر أنّ الجميع اعتبروا في ذلك‬ ‫القرار ضغطا ً على النظام ال يمكنه التهرب منه‪،‬‬ ‫ولكنه حقيقة كان فيه تأكيد على شرعيته رغم‬ ‫كل ما اقترفه من جرائم؛ فهو مدعو للمشاركة‬ ‫في الحكومــة االنتقالية التي من المفترض أن‬ ‫تظهر عقب مباحثات ومفاوضات يشارك فيها‬ ‫ويوافق علــى نتائجها‪ .‬تجاهل أعضاء مجلس‬ ‫األمــن قرارهــم وأغلــق ملف جنيــف‪ 2-‬ربما‬ ‫بانتظار جريمة جديــدة يرتكبها النظام فيكافئ‬ ‫عليها بجنيف‪.3-‬‬ ‫فــي الخريــف الحالــي ظهرت مالمــح مبادرة‬ ‫جديدة يقودها الشــيخ معاذ الخطيب بالتشاور‬ ‫مع روســيا ودون مشــاركة االئتــاف باتجاه‬ ‫وضــع حــ ّد للجحيــم الذي مــا يــزال يعصف‬ ‫بالســوريين‪ ،‬بالتزامن مع مبادرة أممية يعمل‬ ‫عليهــا دي ميســتورا‪ ،‬والتــي ربمــا ل ّما تأخذ‬

‫شــكالً نهائيــا ً بعد؛ فــا أحد يعــرف تفاصيلها‬ ‫الدقيقــة وال يــزال يفســرها كل مــن رافضيها‬ ‫ومؤيديهــا كما يحلو لهم‪ ،‬ومــع ك ّل هذا الجدل‬ ‫واللغــط حولها لم تخرج األمم المتحدة بصيغة‬ ‫واضحــة لها تكــ ّم األفواه وتضــع النقاط على‬ ‫الحروف؛ ربما ليســوا مســتعجلين في أمرهم‬ ‫فقد أوقفوا ع ّد الضحايا الســوريين قبل حوالي‬ ‫العالم ليتخلصوا من عــذاب الضمير تجاههم‪،‬‬ ‫يصاحــب تلك المبادرات مناخ دولي بدأ يتســم‬ ‫بالكثيــر مــن الصراحــة‪ ،‬فالواليــات المتحدة‬ ‫تعتــرف أنّهــا ال تريــد إســقاط نظــام األســد‬ ‫واألولويــة حاليا ً لمحاربة داعش التي وصفت‬ ‫الحرب عليها بالطويلة‪ ،‬وقد ذكر وزير الدفاع‬ ‫األمريكــي ال ُمقال هيغل ســابقا ً إنّها ستســتمر‬ ‫ثالثين عاماً‪ ،‬ومــع تحول أوباما لبطة عرجاء‬ ‫واســتعداده للدخول في صراع مع الكونغرس‬ ‫ذي األغلبيــة الجمهوريــة ورغبتــه فــي ح ّل‬ ‫الملف النــووي اإليراني ‪-‬الــذي ال يزال يميّز‬ ‫المفاوضات حوله التأجيل الدائم ‪ -‬على حساب‬ ‫باقــي القضايــا وحتــى الحلفاء فــي المنطقة؛‬ ‫يــد ّل على عــدم إمكانية خروج قــرار أمريكي‬ ‫حاســم تجاه األزمة السورية‪ ،‬بل على العكس‬ ‫توجــد رغبة أمريكية ودولية ببقاء الوضع في‬ ‫سورية على ما هو عليه‪.‬‬ ‫تمثّل إيران أحد أضداد المنطقة‪ ،‬والتي ترغب‬ ‫الواليــات المتحدة األمريكيــة بالحفاظ عليها‪،‬‬ ‫فهــي الفزاعة التي تجعل دول الخليج تســارع‬ ‫دومــا ً إلى االرتماء فــي الحضن األمريكي كما‬

‫كانــت جاهزة علــى الدوام لضــرب أي حركة‬ ‫تحــرر في المنطقة‪ ،‬وهذا مــا تزال تقترفه في‬ ‫سورية والعراق ومؤخراً في اليمن فهل يمكن‬ ‫االستغناء عنها؟‬ ‫يســتمر تراجع أسعار النفط عالميا ً على الرغم‬ ‫من كل الصراعات التي تعصف بالمنطقة‪ ،‬والتي‬ ‫كانت إلى وقت قريب ترتفع أسعاره تحت وقع‬ ‫حتى الحرب الدبلوماســية والكالمية فيها‪ ،‬أما‬ ‫اآلن فتســتعر الحروب بالعراق المهدد واقعيا ً‬ ‫بسيطرة داعش على آباره النفطية وتعطيلها‪،‬‬ ‫وكذلك تقترب مليشــيات الحوثييــن في اليمن‬ ‫من الســيطرة على مضيق باب المندب والذي‬ ‫تعبره يوميا ً ماليين براميل النفط المتجهة إلى‬ ‫أوربا‪ ،‬هــذا ناهيك عــن تهديد إيراني ســابق‬ ‫بإيقاف صادرات النفط عبر مضيق هرمز لكن‬ ‫أســعار النفط تســتمر باالنخفاض! ال يمكن أن‬ ‫ســر ذلك إال بعدم تخــوف الغرب من الخطر‬ ‫يف ّ‬ ‫اإليرانــي؛ بــل هم يحرصــون على اســتمرار‬ ‫وجود إيــران قوية وبما أنّ الورقة الســورية‬ ‫هــي من أقوى األوراق في يدها فلن يظهر حل‬ ‫في ســورية دون موافقتها‪ ،‬وأي ح ٍّل ذاك التي‬ ‫ســتوافق عليه‪ .‬لن تطول األيــام كثيراً لنعرف‬ ‫إن كان هنــاك جنيــف‪ 3-‬أم ال فالمفاوضــات‬ ‫النووية الغربية اإليرانية سوف تستأنف قريبا ً‬ ‫وال بــ ّد أن الورقة الســورية ســتكون عليها‪،‬‬ ‫فهل ســيكون الشــتاء القادم أكثر رأفة بنا من‬ ‫سابقيه‪.‬‬


‫الكتائب العـدد األربعون ‪2014/12/1‬‬

‫المشهد الميداني‬

‫‪04‬‬

‫طيـران النظام يرتكب مجازر في الرقـة‬ ‫وتقدم للثوار في درعا وحلب‬

‫جريدة الكتائب‬

‫‪-----------------------------------------‬‬‫واصلت طائــرات النظام ارتــكاب المجازر في‬ ‫مختلــف أنحــاء ســوريا‪ ،‬حيث وقعــت مجازر‬ ‫رهيبة فــي مدينتي الرقة والباب راح ضحيتها‬ ‫عشــرات الشــهداء‪ ،‬كما اســتمر قصف قوات‬ ‫النظام لمختلف المدن والبلدات السورية‪.‬‬ ‫فــي دمشــق دارت اشــتباكات عنيفــة بين‬ ‫الثــوار وقوات النظام علــى أطراف حي جوبر‬ ‫وعلــى أطراف مدينــة معضمية الشــام بريف‬ ‫دمشق‪ ،‬في حين تدور اشــتباكات عنيفة أيضا ً‬ ‫على طريق السالم الدولي بالقرب من بلدة خان‬ ‫الشيح بالغوطة الغربية‪ .‬وجرت اشتباكات على‬ ‫أطــراف بلدة زبدين بين قــوات النظام وكتائب‬ ‫الثوار‪ ،‬أدت لخسائر في صفوف الطرفين‪ ،‬في‬ ‫ظل استمرار محاوالت النظام اقتحام البلدة‪.‬‬ ‫وتــدور اشــتباكات عنيفة بين جبهــة النصرة‬ ‫ومقاتلــي حــزب هللا في محيط بلــدة فليطة في‬ ‫القلمون بريف دمشق‪ ،‬وقد قتلت جبهة النصرة‬ ‫‪ 6‬من مقاتلي حزب هللا كما جرحت آخرين‪.‬‬ ‫وكثفت قــوات النظام قصفها على أغلب بلدات‬ ‫الغوطة الشــرقية ومدنها مع محاوالت القتحام‬ ‫البلــدات التي يســيطر عليها الثــوار في ريف‬ ‫دمشــق‪ ،‬وقــد قصف الطيران مدرســة وســط‬ ‫مدينــة زملكا مما أدى الستشــهاد ثالثة أطفال‬ ‫وجــرح آخرين‪ ،‬كما ســقط عشــرات الجرحى‬ ‫فــي قصف قــوات النظام مدينة دومــا بقذائف‬ ‫الهاون‪ ،‬وســقطت صواريخ أرض أرض على‬ ‫قرية باال في الغوطة الشرقية وحي جوبر‪.‬‬ ‫وفــي حلــب أعلنت جبهــة النصــرة االثنين‬ ‫الســيطرة على عدة مبان في المدخل الجنوبي‬ ‫لقرية الزهــراء قرب حلب‪ ،‬كما أعلنت الجبهة‬ ‫اإلســامية أنها تمكنت من قتل عشرة عناصر‬ ‫من قوات النظام في كمين استهدف دورية في‬ ‫حي ميسلون في حلب‪ ،‬في حين تمكنت فصائل‬ ‫أخــرى من تدميــر آليــات ثقيلة تابعــة لقوات‬ ‫النظام في منطقتي الشــيخ نجار ومنطقة دوار‬ ‫البريج شرق حلب‪.‬‬ ‫وفي تطور آخر اســتطاع الثوار السيطرة على‬ ‫منطقــة المعامل المحيطة بمخيــم حندرات في‬ ‫ريــف حلــب‪ ،‬إثر اشــتباكات عنيفــة مع قوات‬ ‫النظــام‪ .‬وتكمــن أهميــة منطقــة المعامــل في‬ ‫أنها تشــرف على المخيم الذي يســعى الجيش‬ ‫الســوري جاهــدا للســيطرة عليــه لمحاصرة‬ ‫مدينة حلب‪.‬‬

‫ومن ناحية أخــرى يواصل النظام قصف حلب‬ ‫وريفها‪ ،‬حيث استشــهد ‪ 15‬شخصا ً في قصف‬ ‫بالبراميل المتفجرة على منطقة قبر اإلنجليزي‬ ‫في ريف حلب‪ ،‬كما استشــهد أكثر من عشرين‬ ‫وجرح ‪ 65‬آخــرون في قصف لطائرات‬ ‫مدنيا ُ‬ ‫النظــام بالبراميــل المتفجرة فــي مدينة الباب‬ ‫شرقي حلب‪.‬‬ ‫وفي ادلب سقط عدد من الشهداء والجرحى‬ ‫بقصف الطيران الحربي قريتي معرشمشارين‬ ‫ورجــم القط بريف إدلب‪ ،‬وكانت جبهة النصرة‬ ‫قــد أغلقت جميع الطــرق المؤدية إلــى مدينة‬ ‫إدلــب كورقة ضغط على قــوات النظام إلطالق‬ ‫معتقالت احتجزهن منذ أسبوع‪ .‬وفتحت الطرق‬ ‫المقطوعة بعد االستجابة لمطالب النصرة‪.‬‬ ‫وفــي حمص قصفــت قــوات النظــام حي‬ ‫الوعر شــمال غربي المدينة‪ ،‬مما أدى لسقوط‬ ‫عدد من الجرحى‪ ،‬كما تدور اشــتباكات عنيفة‬ ‫بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من‬ ‫طــرف‪ ،‬ومقاتلي تنظيم الدولة اإلســامية من‬ ‫طرف آخر في محيط منطقة حقل شــاعر للغاز‬ ‫بريف حمص الشــرقي‪ ،‬وســط أنباء عن تقدم‬ ‫تنظيــم الدولة فــي المنطقة‪ ،‬وقــد تمكن تنظيم‬ ‫الدولة اإلســامية من الســيطرة على حاجزي‬ ‫قصــر الحير والســيريتل بمحيط مطــار تيفور‬ ‫العسكري في ريف حمص‪.‬‬ ‫وشــن الثوار هجوما ً على مواقع قوات النظام‬ ‫قرب مدينة تلبيســة في ريف حمص الشــمالي‬ ‫مما أســفر عن مقتل عدد مــن عناصر النظام‪،‬‬

‫كمــا هاجم الثــوار مواقــع لقــوات النظام في‬ ‫قريتي األشــرفية وحوش حجو شرقي تلبيسة‬ ‫ودمــروا دبابــة وأوقعوا خســائر في صفوف‬ ‫جيش النظام‪ ،‬كما قصفت كتائب الثوار بالهاون‬ ‫أماكــن تمركــز الجنــود فــي قــرى المختارية‬ ‫واألشرفية والنجمة‪.‬‬ ‫وفي درعا بســطت كتائب الثوار ســيطرتها‬ ‫على التل الواقع بين الشيخ مسكين ونوى كبرى‬ ‫مدن محافظة درعا وقطعت إمداد جيش النظام‬ ‫الــذي يصل بين المدينتين فبــدأ النظام بإخالء‬ ‫مواقعــه في محيط نوى‪ .‬وانســحب عشــرات‬ ‫من جنود النظام مــن نقاط تمركزهم عبر آخر‬ ‫طريق أمامهم يصل إلى قرية السحيلية شمالي‬ ‫الشــيخ مســكين‪ .‬وأخلت قوات النظــام مدينة‬ ‫نوى بالكامل وتركت وراءها عربات وأســلحة‬ ‫وذخائر متنوعة‪ ،‬وبذلك يصبح الريف الغربي‬ ‫لمحافظة درعا تقريبا ً تحت سيطرة الثوار‪.‬‬ ‫واندلعت معارك في حي المنشية بالمدينة‪ ،‬كما‬ ‫تدور اشــتباكات في محيط اللــواء ‪ 15‬بمدينة‬ ‫إنخل بريف درعا وبأطراف بلدة عين عفا‪ ،‬في‬ ‫حي قامت المروحيات بإلقــاء براميل متفجرة‬ ‫علــى بلدتــي ديــر العــدس والهباريــة بريف‬ ‫المحافظة‪.‬‬ ‫وأعلــن الثوار في القنيطرة بدء معركة «نصر‬ ‫من هللا وفتح قريــب»‪ ،‬التي تهدف إلى تحرير‬ ‫مدينــة البعث وخــان أرنبة آخــر معاقل قوات‬ ‫النظــام فــي محافظــة القنيطــرة‪ ،‬وذلــك لفتح‬ ‫الطريق إلى العاصمة دمشق‪.‬‬

‫وقد ألقــى الطيران المروحــي براميل متفجرة‬ ‫علــى بلــدة نبــع الصخــر بريــف القنيطــرة‪.‬‬ ‫كما اســتهدف الجيــش الحر بقذائــف الهاون‬ ‫والرشاشــات مقرات للنظام فــي مدينه البعث‬ ‫بالقنيطرة‪.‬‬ ‫فجــر تنظيم الدولة عربة‬ ‫وفــي دير الزور ّ‬ ‫مفخخــة فــي تجمــع لقــوات النظــام بمنطقة‬ ‫حويجة صكــر في دير الزور‪ ،‬مما أســفر عن‬ ‫مقتل حوالي ‪ 15‬جندياً‪ ،‬ودارت اشتباكات بين‬ ‫الجانبين عقب االنفجار‪ ،‬وســقط خاللها ســتة‬ ‫مــن قوات النظام وأربعــة آخرون من عناصر‬ ‫التنظيم‪.‬‬ ‫وفي الرقة شنت طائرات النظام غارات جوية‬ ‫اســتهدفت أحياء عدة وســط الرقــة الخاضعة‬ ‫لســيطرة تنظيم الدولة‪ ،‬وتســببت تلك الغارات‬ ‫باستشــهاد ‪ 130‬شــخصاً‪ .‬وطالــت الغــارات‬ ‫مناطــق الجســر القديم والمشــلب والهندســة‬ ‫المدنية‪ ،‬ومباني المحكمة والمستشفى الوطني‬ ‫والبلديــة‪ ،‬ومنطقــة الدرعيــة جنــوب الرقة‪.‬‬ ‫وذكرت المصــادر الطبية أن الغارات تســببت‬ ‫بإبادة عائالت بالكامل‪.‬‬ ‫مــن جانــب آخــر‪ ،‬استشــهد خمســة وجــرح‬ ‫العشرات جراء سقوط براميل متفجرة بالقرب‬ ‫مــن أحد المســاجد في بلــدة الشــدادي بريف‬ ‫الحسكة‪.‬‬


‫الكتائب العـدد األربعون‪2014/09/15‬‬

‫الصفحة اإلخبـارية‬

‫‪05‬‬ ‫القاضي «قيس الشيخ» رئيس ًا لمجلس قيادة الثورة‬ ‫انتخب القاضي «قيس الشــيخ» رئيســا ً لمجلس قيــادة الثورة‬ ‫السورية‪ ،‬وجاء انتخابه رئيســا ً لمجلس قيادة الثورة السورية‬ ‫المنبثق عن مبادرة «واعتصموا» لتوحيد قوى الثورة‪ .‬وكانت‬ ‫مجموعة من الفصائل الســورية المسلحة‪ ،‬أعلنت مؤخراً على‬ ‫تشــكيل «مجلس قيادة الثورة الســورية» داخل سوريا‪ ،‬ودعت‬ ‫جميــع الفصائل األخرى لالنضمام للمجلــس الجديد‪ .‬وقال بيان‬ ‫للمجلــس إن االتفــاق ضــم ‪ 17‬فصيالً مســلحا ً ضمــن مبادرة‬ ‫«واعتصمــوا»‪ .‬وأضاف أن مجلس قيــادة الثورة الجديد وضع‬ ‫علــى رأس أولوياتــه تشــكيل مجلس عســكري موحــد وهيئة‬

‫قضائية مشــتركة‪ .‬ويضم مجلس قيادة الثورة الســورية الجديد‬ ‫كال مــن جيش اإلســام‪ ،‬وألويــة صقور الشــام‪ ،‬وحركة حزم‪،‬‬ ‫كمــا يضم أيضــا فيلق الشــام‪ ،‬وجبهــة ثوار ســوريا‪ ،‬وجيش‬ ‫المجاهديــن‪ ،‬باإلضافــة إلى حركــة نور الديــن الزنكي‪ ،‬وهيئة‬ ‫دروع الثورة‪ ،‬والفرقة الثالثة عشرة‪،‬كما وقّع كذلك على اتفاق‬ ‫تشــكيل المجلــس الفرقــة ‪ ،101‬والجبهة الســورية للتحرير‪،‬‬ ‫وفرســان الحق ولواء الحق‪ ،‬وكذلك صقور الغاب‪ ،‬وجبهة حق‬ ‫المقاتلة‪ ،‬وألوية األنصار‪ ،‬وتجمع كتائب وألوية شهداء سوريا‪.‬‬

‫تبادل أسرى بين حزب اهلل وجبهة النصرة‬ ‫أعلــن حــزب هللا اللبناني تحريــر أحد جنــوده المحتجزين لدى‬ ‫إحــدى جبهة النصــرة مقابل إطالق أســيرين منهــا كانا لديه‪،‬‬ ‫مشــيراً إلى أن ذلك كان نتيجة مفاوضات اســتمرت ألســابيع‪،‬‬ ‫لكنــه لم يوضح أين حصل التبادل‪ .‬وأكــد تلفزيون المنار التابع‬ ‫للحزب أنه تم تحرير األسير عماد عياد مقابل أسيرين من جبهة‬ ‫النصــرة كان يعتقلهمــا حزب هللا‪ ،‬لكن حــزب هللا ‪-‬الذي أكد في‬

‫وقت الحق عملية التبادل‪ -‬لم يذكر جبهة النصرة بل تحدث عن‬ ‫«مســلحين»‪ .‬ونقلــت وكالة األناضول عن مــا وصفته بمصدر‬ ‫مقرب من الحزب قوله إن عياد كان أســيراً لدى جبهة النصرة‬ ‫في سوريا‪ ،‬ولم يحدد الحزب متى وأين أسر عياد‪ ،‬كما لم يحدد‬ ‫هوية عنصري جبهة النصرة‪.‬‬

‫الجئون سوريون يعتصمون بأثينا للسماح بعبورهم ألوروبا‬ ‫فــي داللــة على تفاقــم أزمتهــم واصــل الالجئون الســوريون الســماء‪ -‬وقد أعياهــم الجوع والبرد القــارص‪ ،‬حتى أن أربعة‬ ‫المعتصمون أمام البرلمان اليوناني إضرابهم عن الطعام‪ ،‬بهدف أشــخاص قد أغمــي عليهم أمس ونقلوا إلى المستشــفى لتلقي‬ ‫إيصال رســالة إلــى الحكومة اليونانية مفادهــا أنهم مصممون العــاج‪ .‬ووصلت إلى مكان االعتصام جمعيات طبية لإلشــراف‬ ‫علــى تحقيق مطلبهم بالســماح لهم بالعبور إلــى أوروبا‪ .‬وبدأ على الحاالت التي تحتاج إلى متابعة صحية‪.‬‬ ‫العديــد مــن الالجئيــن ‪-‬الذيــن يفترشــون األرض ويلتحفــون‬

‫مجلس الشعب التابع للنظام يقر موازنة بـ‪ 7.7‬مليارات دوالر‬ ‫أقر مجلس الشــعب التابع للنظام قانون الموازنة العامة للدولة‬ ‫لعــام ‪ 2015‬بنحو ‪ 1554‬مليار ليرة ســورية (‪ 7.7‬مليارات‬ ‫دوالر)‪ .‬وبلغــت اعتمادات العمليات الجارية ‪ 1144‬مليار ليرة‬ ‫بزيــادة قدرهــا ‪ 134‬مليار ليرة عن العــام الماضي‪ .‬وخصص‬ ‫نحــو ‪ %63‬مــن الميزانية للدعــم االجتماعــي‪ .‬وأوضح وزير‬ ‫المالية الســوري إســماعيل إســماعيل‪ ،‬بحســب وكالة األنباء‬

‫الرســمية أن زيادة قيمــة الدعم االجتماعي لهــذا العام مقارنة‬ ‫بالعام الماضي ناجمة عن زيادة ســعر الصرف وارتفاع فاتورة‬ ‫المســتوردات التموينية والنفطية‪ .‬وبحسب الوكالة فقد رصدت‬ ‫الموازنة مبلغ خمسين مليار ليرة سورية (‪ 250‬مليون دوالر)‬ ‫لإلعمار وإعادة تأهيل المنشآت العامة والتعويض عن األضرار‬ ‫التي لحقت بالمنشآت الخاصة‪.‬‬

‫االئتالف السوري يحدد مناطق عازلة‬ ‫وفقا لمبادرة دي مستورا‬ ‫حدد االئتــاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة‬ ‫الســورية ثالث مناطق عازلة في سوريا قال إنه‬ ‫يفترض أن تشــملها «خارطــة طريق» المبعوث‬ ‫الخاص لألمين العام لألمم المتحدة ســتيفان دي‬ ‫مستورا الهادفة إلى إيجاد حل لألزمة المستمرة‬ ‫في البالد منذ نحو أربع سنوات‪ .‬وجاء في البيان‬ ‫أن «المقترحات التي تقــدم بها المبعوث الدولي‬ ‫تتناول جانبا ً من اإلجراءات التمهيدية التي يمكن‬ ‫أن تهيئ الســتئناف عملية سياســية تفضي إلى‬ ‫إقامة حكم انتقالي في ســوريا»‪ .‬وأشــار إلى أن‬ ‫«خارطــة الطريق» لتلك اإلجــراءات «يجب أن‬ ‫تشمل إقامة مناطق آمنة‪ ،‬شمال خط العرض ‪35‬‬ ‫(المنطقة الشمالية الحدودية مع تركيا)‪ ،‬وجنوب‬ ‫خط العرض ‪( 33‬المنطقة الجنوبية الحدودية مع‬ ‫األردن)‪ ،‬وفي إقليم القلمون (شمال دمشق على‬ ‫الحــدود مــع لبنان)‪ ،‬على أن يحظــر فيها وجود‬ ‫النظــام ومليشــياته وأي امتــداد لــه»‪ .‬وأوضح‬ ‫األميــن العام لالئتــاف نصر الحريــري أن هذا‬ ‫البيان جــاء عقب التئام الهيئــة العامة لالئتالف‬ ‫للمرة األولى منذ صدور اقتراح دي مســتورا في‬ ‫نهايــة أكتوبر‪/‬تشــرين األول الماضي‪ .‬وذكر أن‬ ‫البيان «يؤكد علــى مواقف االئتالف المعروفة»‬ ‫فــي انتظار الحصــول على تفاصيــل مبادرة دي‬ ‫مســتورا‪ .‬وذكر االئتالف المعارض أن «خارطة‬ ‫الطريــق» يجب أن تشــمل أيضــا ً «فرض حظر‬ ‫للقصف الجــوي بكافة أشــكاله وتوفير الحماية‬ ‫الكاملة للمدنيين الســوريين» و»ضمان وصول‬ ‫المساعدات اإلغاثية والطبية واإلنسانية الالزمة‬ ‫لكافــة المناطــق المحاصــرة»‪ ،‬و»اإلفــراج عن‬ ‫المعتقلين»‪.‬‬

‫ثوار الغوطــة يعتقلون خلية كبيرة‬ ‫للنظام كانت تحاول الســيطرة على‬ ‫بلدة زبدين‬ ‫قــال «محمــد أبو عــدي» المتحدث الرســمي لـ‬

‫«البحرة» يلغي نتائج التصويت على الحكومة المؤقتة‬ ‫أصــدر رئيس االئتالف‪ ،‬هــادي البحرة‪ ،‬قراراً ألغــى فيه نتائج‬ ‫التصويت على التشــكيلة التي قدمها رئيــس الحكومة المؤقتة‬ ‫المكلــف‪ ،‬أحمد طعمــة‪ ،‬إلى أعضــاء الهيئة العامــة لالئتالف‪.‬‬ ‫وتضمــن نــص القرار علــى إحالة الطعــون المقدمة من بعض‬ ‫أعضــاء االئتالف حــول انتخابــات رئيس الحكومــة إلى لجنة‬ ‫تحقيق مستقلة‪ ،‬و»إلغاء جميع القرارات المتخذة من قبل بعض‬ ‫أعضاء االئتالف خارج نطاق الشرعية وخالفا ً للنظام األساسي‬ ‫والجلســات المعتمدة في االئتالف‪ ،‬وإلغاء كافة آثارها ونتائجها‬

‫اإلداريــة والقانونيــة بيــن تاريــخ ‪ 24-23-22-21‬الشــهر‬ ‫الجــاري‪ ،‬والدعوة الجتمــاع هيئة عامة طارئــة بتاريخ ‪ 3‬من‬ ‫ديســمبر المقبل‪ ».‬كما عقدت اللجنة القانونية برئاســة األمين‬ ‫العام لالئتالف الوطني‪ ،‬نصر الحريري‪ ،‬اجتماعا ً لمناقشة قرار‬ ‫البحــرة‪ .‬وغاب عن جلســة للتصويت على التشــكيلة الوزارية‬ ‫التــي قدمهــا رئيس الحكومة المؤقتة أحمــد طعمة ‪ 50‬عضواً‬ ‫بســبب خالفات حول التشكيلة المقترحة‪ ،‬وتمثيل كتلة األركان‪،‬‬ ‫والمجلس العسكري‪.‬‬

‫«جيــش األمة» بأنهم تمكنــوا من اعتقال قرابة‬ ‫‪ 50‬عنصــراً عســكريا ً ومدنيــا ً في بلــدة زبدين‬ ‫بالغوطة الشــرقية في ريف دمشق‪ ،‬كانت قوات‬ ‫بشار األسد أقدمت على تجنيدهم سراً خالل األيام‬ ‫الماضيــة‪ ،‬بالتعاون مــع عدد من أبنــاء البلدة‪،‬‬ ‫وتزويدهــم بعشــرات البنادق اآلليــة والذخائر‪،‬‬ ‫لمســاندة جيش النظــام في اقتحــام البلدة‪ .‬وفي‬ ‫التفاصيل أن الخلية تسللت ليالً إلى داخل األبنية‬

‫اسطوانة الغاز ‪ 5000‬ليرة والفارغة ‪8000‬‬

‫الســكنية والتمركز بها‪ ،‬تزامنا ً مع تنســيقهم مع‬

‫وصل سعر أسطوانة الغاز في األماكن التي يسيطر عليها النظام الغاز المنزلــي الذي يحتكره األمن والشــبيحة وموظفو الدولة‬

‫قوات بشــار األسد التي حاولت اقتحام البلدة من‬

‫إلى ‪ 5000‬ليرة ســورية متجاوزاً حــدود المعقول ومقتربا ً من بينمــا يضطــر المواطن لدفــع مبالغ كبيرة لتأميــن الغاز لطهي‬

‫جهة البساتين‪ ،‬لتباشر الخلية النائمة عملها في‬

‫أســعارها في المناطق المحررة فيما بلغ ســعر اســطوانة الغاز الطعام والتدفئة بســبب نقص مادة المازوت ودخولها الســوق‬

‫الخطوط الخلفية‪ ،‬وضرب مناطق تواجد عناصر‬

‫فارغــة ‪ 8000‬ليرة‪ .‬وتشــهد معظم المناطق أزمــة في تأمين السوداء واحتكارها لصالح المؤيدين للنظام‪.‬‬

‫جيــش األمة‪ ،‬ليتم القبض على أحدهم‪ ،‬والتعرف‬ ‫على بقية العناصر المتعاونين مع األسد‪.‬‬


‫الكتائب العـدد األربعون ‪2014/12/1‬‬

‫لقاء العدد‬

‫‪06‬‬

‫صقـر أبـو قتيبـة‬ ‫قائد تجمع فاستقم كما أمرت‬ ‫حقيقي‪ ،‬دعمه يكون غالبا ً من الغنائم‬ ‫حوار وإعداد ‪ :‬عبد الرزاق زقزوق‬ ‫التي يغنمها من النظام‪ .‬المعارك اآلن‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫هي معارك كر وفر وال نعلم ما يخبئه‬ ‫صقــر أبو قتيبة قائد تجمع فاســتقم كما أمرت لنا المســتقبل‪ .‬لكن أطمئن الجميع أن‬ ‫ونائــب قائد جيــش المجاهديــن بحلب‪ .‬جريدة حلب لن يفرض عليها الحصار‪ ،‬وإن‬ ‫الكتائــب التقــت معــه وكان لنــا معــه الحوار فرض فســيكون لفتــرة محدودة ولن‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫يطول‪.‬‬

‫أرجــو أن تحدثنــا عــن الوضــع‬ ‫كيف يدير جيش المجاهدين‬ ‫العسكري في حلب حالياً‪.‬‬ ‫فــي داخل مدينــة حلب ونقاط الرباط الســابقة المناطــق التــي يســيطر‬ ‫الوضع مســتقر تقريباً‪ ،‬مع بعض المناوشــات عليها أمنياً؟‬ ‫الضعيفة‪ ،‬أمــا في المحاور التي يحاول النظام‬ ‫التقدم منها مثل محور المطار ومحور الشــيخ‬ ‫نجار والمناشــر والميأســات فقد حقق النظام‬ ‫تقدما ً ضئيالً والمعارك هنالك ال تزال مستمرة‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للريف فقد حدثت عدة عمليات في‬ ‫المنطقتين الشــرقية والجنوبية‪ ،‬منها عمليات‬ ‫محاولة الســيطرة على معامل الدفاع والقرى‬ ‫التي حولها‪ ،‬وقد تم السيطرة في إحدى المعارك‬ ‫على ســبع قرى وتكبيد النظام خسائر الفادحة‬ ‫بالعتاد والعناصر وتدمير ‪ 3‬مدافع ‪ 130‬مثبتة‬ ‫في اإلســمنت «عندما بدأ النظام يخسر القطع‬ ‫العســكرية أصبح يعتمد طريقة تثبيت أسلحته‬ ‫لكــي ال يســتطيع الثوار اغتنامهــا»‪ .‬ولكن تم‬ ‫االنســحاب من هــذه القرى لصعوبــة التمركز‬ ‫فيها بســبب الطيران والبراميــل‪ .‬المعركة في‬ ‫المنطقــة عبــارة عــن كر وفــر‪ ،‬أو كمــا يقال‬ ‫معارك خاطفة هدفها تكبيد النظام أكبر خسائر‬ ‫ممكنة بالعدة والعتاد‪.‬‬

‫جيــش المجاهديــن له بقعة واســعة‬ ‫فــي مدينة حلب وفــي الريف الغربي‬ ‫للمحافظة‪ .‬في المناطق التي يســيطر‬ ‫عليهــا جيــش المجاهديــن معلــوم‬ ‫ومعــروف بفضــل هللا أنهــا من أكثر‬ ‫المناطــق أمنــا ً إن كان فــي الريــف‬ ‫الغربــي أو كان فــي المنطقة الغربية‬ ‫مــن المدينــة‪ .‬وهذه المناطــق كانت‬ ‫مســتعصية على داعــش حين كانت‬ ‫في مدينة حلب‪ ،‬وكانت عندما تحاول‬ ‫اعتقال أحد فال تســتطيع اعتقاله في‬ ‫المناطــق التي يســيطر عليها جيش‬ ‫المجاهدين‪ .‬وحتى في موضوع الخاليا النائمة‬ ‫فقد تم القبض على العديد منها منذ فترة قريبة‪.‬‬ ‫نحــاول قــدر اإلمــكان أن ننظم األمور ســواء‬ ‫كانت أمنية أو مدنية‪ ،‬كما نســاعد المدنيين في‬ ‫تأمين حاجياتهم واسترداد حقوقهم إن كان لهم‬ ‫حقــوق أو مظالم من فصائــل الجيش الحر أو‬ ‫أطراف أخرى‪.‬‬

‫واحــدة تلو األخــرى‪ ،‬ونحن مــا خرجنا لنقاتل‬ ‫فقط لتحرير حلب من الطغاة بل خرجنا لتحرير‬ ‫سوريا بالكامل‪ ،‬فإن كان هناك مبادرة فيجب أن‬ ‫تشمل كل سوريا‪ ،‬ومن يبحث في هذه المبادرة‬ ‫القــادة العســكريين و السياســيين والمدنييــن‬ ‫ضمــن مجلس موحد‪ ،‬أما أن تقول أن المبادرة‬ ‫فقــط لتجميد القتال في حلب فلن أقبل‪ ،‬ألنني ال‬ ‫أريد أن أشــارك بقتل إخوتي في درعا ودمشق‬ ‫مقابل تجميد القتال في حلب!‬

‫مــاذا عــن تقــدم قــوات النظام‬ ‫والميلشــيات الطائفيــة فــي‬ ‫حنــدرات؟ هل مــن الممكن قطع ســمعنا مؤخــراً عــن موضــوع‬ ‫الطريق إلى حلب؟‬ ‫القيادة الموحدة بحلب‪ ،‬هل جيش هــل ســيقبل جيــش المجاهديــن‬ ‫التقدم الذي حدث في منطقة حندرات وسيفات المجاهدين منخرط فيها؟ وما دور بمبادرة دي مستورا؟‬ ‫هو تقدم أمنــي «اختراق أمني»‪ ،‬وليس تقدم ً‬ ‫جيش المجاهدين هو أحــد الفصائل الموجودة‬ ‫تابعةا هذه القيادة في الوقت الحالي؟‬ ‫عسكرياً‪ .‬في البداية كان هناك خاليا نائمة‬ ‫للنظــام داخــل المناطق المحــررة‪ ،‬وهي التي‬ ‫أربكت النقاط المتقدمة ورصدت الحواجز‪ ،‬وقد‬ ‫تم إلقاء القبــض على أعداد كبيرة منها‪ .‬فكان‬ ‫السقوط للجبهة سقوطا ً أمنيا ً وليس عسكرياً‪،‬‬ ‫ولكن كما قلنا ســيطرت قوات النظام مدعومة‬ ‫مــن ميلشــيات طائفية على منطقــة كبيرة من‬ ‫حندرات وســيفات واآلن تجــري فيها عمليات‬ ‫عسكرية الستردادها بالكامل والنجاحات هناك‬ ‫تتوالــى‪ ،‬ولكــن إلى اآلن طريــق حلب مفتوح‬ ‫وآمن ولن يســتطيع النظام حصار مدينة حلب‬ ‫بإذن هللا‪.‬‬

‫وما هــو توقعاتك للمعــارك على‬ ‫المدى القريب؟‬

‫كانت القيادة الموحدة مطلب الشعب ونادوا بها في سوريا وليس هو الفصيل السوري الوحيد‪،‬‬ ‫عندمــا خرجــوا بالمظاهرات فــي مدينة حلب‪ .‬فجيــش المجاهدين ال يملك لوحده القرار وهو‬ ‫وقد تم االتفاق بين العســكريين على أن يكون لن يخرج عن الجماعة‪.‬‬ ‫هناك مكتب تدور فيه كل النقاشــات‪ ،‬ونتباحث‬ ‫عــن مناطق الضعف حتى نســدها‪ ،‬ونتشــاور ما رأيــك بمجلس ثوار حلب الذي‬ ‫بالتخطيــط لعمليــات ضد النظــام لفتح طرقات شكل مؤخراً؟‬ ‫ومنع ســيطرة النظام على طريق الكاســتيلو‪ .‬مجلس ثوار حلب هو أحد الكيانات التي تشكلت‬ ‫واتفقنــا أيضــا ً أن يكون هناك إدارة مشــتركة من تجمع لعدد مــن المجالس والفصائل‪ ،‬وهو‬ ‫لــكل الحواجــز األمنية داخــل المدينة‪ ،‬ويكون أمر جيــد‪ ،‬ولكن اآلن نتمنى مــن مجلس ثوار‬ ‫هناك قضاء موحد لحلب بكاملها‪ ،‬وهذا الشيء حلب أن يتوحد مع اتحاد ثوار حلب ليكونا كتلة‬ ‫نســعى لتحقيقه‪ ،‬وإن شاء هللا سوف تولد هذه واحــدة‪ ،‬وهذا مــا نطلبه منهم وهــذا ما نريده‬ ‫القيادة أو اإلدارة الموحدة في مدينة حلب التي أيضا ً من كل الفصائل والهيئات الموجودة داخل‬ ‫ستوجد في أيام قليلة بإذن هللا‪.‬‬ ‫حلب إن كانت إغاثية أو طبية أو عســكرية أو‬ ‫ما رأيك في مبادرة دي مســتورا قضائيــة‪ .‬يجب أن نكون كيانــا ً واحداً‪ ،‬ال نريد‬ ‫التشتت أو التشرذم‪.‬‬ ‫لتجميد القتال بحلب؟‬

‫نحن في معركــة غير متكافئة والكل يعلم فرق‬ ‫العتاد والعدة بين جيش النظام والجيش الحر‪.‬‬ ‫النظام مدعوم من أكبر دول العالم وهي روسيا رأيي الشــخصي أنني ال أقبل أن تقســم المدن‬ ‫والصين وإيران‪ ،‬وحتى يوجد ميلشيات طائفية السورية وأن تقســم الصراعات ضمن المدن‪.‬‬ ‫تقاتــل معه‪ ،‬أمــا الجيش الحر فليــس له دعم النظام يحاول أن يســتفرد فــي القرى والمدن‬

‫هل تعتقــد أن الحاضنة الشــعبية‬ ‫للجيش الحر ستعود كما كانت؟‬

‫أســباب تناقص التأييد للجيــش الحر بمعظمها‬ ‫ســببها النظــام ومــن تخطيطــه‪ .‬انظــر كيــف‬ ‫عمــل النظام علــى تدميــر المناطق الســكنية‬ ‫التي يســيطر عليهــا الجيش الحــر لكي ينزح‬ ‫المدنيون ويتركوا مناطقهم ويضطروا للذهاب‬ ‫إلى مناطق النظام‪ ،‬ومن ثم يضيق عليهم حتى‬ ‫يفقدوا ثقتهم بالجيش الحر ويعتبرونه الســبب‬ ‫فــي كل ما يعيشــونه مــن معانــاة‪ .‬لكن ورغم‬ ‫ذلــك فالحاضنــة الشــعبية ال تــزال موجودة‪،‬‬ ‫وكل خطــوة باتجاه الوحدة بين الفصائل تالقي‬ ‫صدى طيبا ً وتشجيعا ً من قبل المدنيين الذين لم‬ ‫يفقدوا ثقتهم بقدرة الجيش الحر على إســقاط‬ ‫هذا النظام الظالم‪.‬‬

‫مــا تأثيــر الخالفات السياســية‬ ‫على الواقع الميداني؟‬

‫الخالفات السياسية توثر على كل ثائر موجود‬ ‫على األرض‪ ،‬وأعتقد أنها السبب الرئيسي في‬ ‫التشــرذم والتفكك الموجــود على األرض بين‬ ‫الفصائل‪.‬‬ ‫أتمنــى مــن كل السياســيين أن يعيــدوا النظر‬ ‫بأفعالهــم‪ ،‬كفاهم لعبا ً بدماء الســوريين‪ .‬أرجو‬ ‫منهــم أال يكونــوا شــركاء فــي قتــل الشــعب‬ ‫الســوري وأن يزدادوا وعياً‪ .‬وأتمنى أيضا ً أن‬ ‫يدخلوا إلى ســوريا ويروا من هو المقاتل على‬ ‫الجبهــة وبمــاذا يضحي وماذا يقدم في ســبيل‬ ‫الوطــن‪ .‬عندنــا فــي كل يوم شــهداء وجرحى‬ ‫ومصابــون‪ ،‬فــا تبحثوا عــن المناصب وعن‬ ‫أمــور الشــخصية‪ ،‬ابحثــوا فقط عــن مصلحة‬ ‫سوريا‪ ،‬هذا رجائي إلى كل السياسيين‪.‬‬


‫الكتائب العـدد األربعون‪2014/09/15‬‬

‫مختارات من الصحافة‬

‫‪07‬‬

‫«داعش» واألسد‪ :‬تالزم المسارين‪ ...‬والمصيرين‬ ‫ق‬ ‫المعارضة لم تستطع تقديم «بديل من األسد»‪ ،‬إلى شــيء مــن التهميــش لروســيا بوجودها تدعو النظــام إلى حصد ثمار حصــاره مناط َ‬

‫عبدالوهاب بدرخان ‪ -‬صحيفة الحياة بل إن انقســاماتها بدّدت قدراتهــا على القيادة خــارج «التحالــف» وانغماســها فــي األزمة المعارضــة‪ .‬وفيمــا خلص تقريــر للجنة األمم‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫صي الحقائق في ســورية‪ ،‬إلى أن‬ ‫وأثارت المخــاوف لدى األقليــات‪ ،‬وإذ اعتبرا األوكرانية‪ ،‬كما ضيّق الهامش الذي كانت تلعب المتحــدة لتق ّ‬ ‫فيما واصلت مصادر عدة تأكيد أن إدارة باراك‬ ‫أن «البديــل» األفضل ينبغي أن يأتي من داخل فيه إيران‪ .‬وعلى افتراض أن النظام يرغب في «الفشــل السياســي في معالجــة األزمة هو ما‬ ‫أوباما لن تتخلّى عــن المقاربة التي اعتمدتها‬ ‫النظام فإنهما لم يرســا إشــارات جدية إلبراز طرح مبــادر ٍة ما‪ ،‬وهو ما لم يفعلــه أبداً‪ ،‬فإنه أدّى إلــى تفاقم التط ّرف وظهــور داعش»‪ ،‬لم‬ ‫حيــال األزمة الســورية‪ ،‬طوال أربعــة أعوام‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أي بديــل كمــا اصطدمــا بحرص النظــام على فقد القدرة واألهليــة‪ ،‬ولم يعد متاحا له تجاوز يكن واضحا أن «هدنة دي ميســتورا» تســتند‬ ‫أكثــر الرئيس األميركي فــي األيام األخيرة من‬ ‫إقصاء أي شــخص قد يشــ ّكل مشــرو َع بديل‪ .‬اإليرانيين‪ .‬فبمقدار مــا يدرك أهل النظام مدى إلى خطة سياسية موازية يمكن أن تش ّكل دعما ً‬ ‫إعالن مواقف تُعتبر «جديدة» لهجةً ومضموناً‪.‬‬ ‫وفــي العامين األخيرين انتقلت «ورقة البديل» اعتمادهم على إيران صاروا يتحدثون بمرارة لـ «الحرب على داعش»‪.‬‬ ‫فبعدمــا قال في واشــنطن إن «تنحية» بشــار‬ ‫عــن «مندوبيهــا الســامين»‪ ،‬كما يســ ّمونهم‪ .‬هذا ما أتاح لروسيا رؤية ثغرة تعاود من خاللها‬ ‫كليا ً إلى أيدي اإليرانيين‪.‬‬ ‫األســد «تســاعد في هزيمة داعش»‪ ،‬كرر في‬ ‫بريزبين في أســتراليا أن «التعاون مع األســد‬ ‫ضد داعش ســيضعف التحالف»‪ .‬وإذ طلب من‬ ‫مستشــاريه إجراء مراجعة لسياسة إدارته في‬ ‫شأن سورية‪ ،‬فإنه أبدى اقتناعا ً أوليا ً باستحالة‬ ‫إنزال هزيمة بتنظيم «داعش» من دون إزاحة‬ ‫األسد‪ .‬أي أن مصير االثنين أصبح متالزماً‪.‬‬ ‫ليس مضمونــا ً أن يتوصل المستشــارون إلى‬ ‫نتيجــة مماثلة‪ ،‬إذ ســبق أن أبلغوا كثيرين من‬ ‫المراجعيــن العــرب واألوروبيين أنهــم بذلوا‬ ‫أقصى جهدهم لـ «حماية الرئيس» من األزمة‬ ‫الســورية والحؤول دون تو ّرطه فيها‪ .‬ثم إنهم‬ ‫متنوعــو النيــات والغايات‪ ،‬وبينهــم الكثيرون‬ ‫ممــن يصغون إلى وجهات النظر اإلســرائيلية‬ ‫ويأخذون بها‪ ،‬وفي عُرف هؤالء أن ما تتوخاه‬

‫كان ينقص هــذا الهدف ‪ -‬الحفاظ على الدولة‪ ،‬ولعــل قصة إطاحة حافظ مخلــوف ذات داللة‪ ،‬ممارســة دور كان توقــف منذ فشــل «مؤتمر‬

‫وهو مشــروع مبدئيــاً‪ ،‬أن يكون األســد معنيا ً إذ نشــبت خالفات بين مخلوف رئيس «القسم جنيف ‪ »2 -‬وتعطّل كليا ً مع تشــكيل «التحالف‬ ‫بهذه الدولة ومؤتمنا ً عليها‪ ،‬لكنه واظب طوال ‪ »40‬المعني بأمن دمشــق وعدد من رؤســاء ضــد اإلرهــاب»‪ .‬ولم تطــرح موســكو جديداً‬ ‫األزمــة علــى موقعه كـ «عدو لشــعبه»‪ .‬وفي األجهزة األخرى‪ ،‬وفي طليعتهم رفيق شــحاده مــع الوفد الذي زارها برئاســة معاذ الخطيب‪،‬‬ ‫بحثــه الدائــب عن حل عســكري‪ ،‬واســتبعاده رئيس االســتخبارات العســكرية الذين احتجوا بل حاولــت تنقيح اقتراح «حــوار واتفاق بين‬ ‫أي حل سياســي حقيقي‪ ،‬واستخدامه اإلرهاب لــدى األســد على ممارســات ابن خالــه‪ ،‬وفي الحكومة السورية الشرعية والمعارضة» سبق‬ ‫لضــرب المعارضــة أو الختــراق مناطقهــا اجتمــاع ضم هؤالء الرؤســاء (إلى شــحادة‪ ،‬أن طرحته حين كانت المعارضة (والنظام) في‬ ‫وتشــويه صورتهــا‪ ،‬غلّب شــعار «األســد أو جميــل حســن وديب زيتــون وعلــي المملوك وضــع أفضل مما هما عليــه اآلن‪ .‬وكالعادة لم‬ ‫نخرب البلــد» على ســيناريوات تعزيز الدولة ورســتم غزالة) أثار بشار اســتياءهم برفضه يُف َهــم من التصريحات الروســية أن موســكو‬ ‫الســتعادة مواطنيها كافةً‪ .‬ومــع الوقت راحت مآخذهم علــى مخلوف مؤكداً دعمه له‪ ،‬ويبدو أجــرت مراجعــة لمواقفها األساســية‪ ،‬أو أنها‬ ‫هذه «الدولة» تته ّرأ وتتآكل‪ ،‬ولم تعد موجودة أن بعضهــم اشــتكى لــدى اإليرانييــن‪ ،‬فقصد قادرة على التأثير في موقف النظام (وإيران)‪،‬‬ ‫إال بالسطوة‪ ،‬ولوال الرعاية اللصيقة من جانب «المندوب السامي» اإليراني االسد ولم يخرج لكنها تريد فقط استغالل ضعف المعارضة‪ .‬أما‬ ‫سخ وتالشى‪.‬‬ ‫إيران لكان النظام تف ّ‬

‫من مكتبه إال بعد حصوله على إقالة مخلوف‪.‬‬

‫جديدها فهو أنها تحاول االستعانة بمصر التي‬

‫مــا إن أنجــز «داعش» ســيطرته فــي مناطق مــع بداية الضربــات الجوية علــى «داعش» وضعــت أفكاراً لمبادرة لم تعلنهــا وتر ّكز فيها‬ ‫عراقيــة وربطها بمناطق ســورية عاكفا ً على والتطمينــات التــي تبلغها مــن العراقيين‪ ،‬نقالً على حوار بين النظام والمعارضة‪.‬‬

‫واشــنطن فــي ســورية قد حصل مــن دون أن‬ ‫تصب خــال زيارته العراق أخيراً قال رئيس األركان‬ ‫تحقيــق مشــروعه («الدولــة اإلســامية») عــن األميركيين‪ ،‬قدّر األســد أن الحرب‬ ‫ّ‬ ‫يكلّفهــا شــيئاً‪ ،‬وال داعي للتــو ّرط اآلن في ما‬ ‫ّ‬ ‫حتى تغيّــرت الظروف واألحوال بالنســبة إلى في مصلحته‪ ،‬فـ «التحالف» يتكفل بـ «داعش» األميركي مارتن ديمبســي إن القوة العسكرية‬ ‫تفادتــه منــذ البداية‪ .‬لكــن‪ ،‬يبــدو أن العنصر‬ ‫األســد ونظامه‪ .‬فحتــى «الحليــف» اإليراني‪ ،‬والنظــام يتكفّــل بالمعارضــة ومناطقهــا‪ ،‬لذا لن تقضي على «داعش» ما لم تنجح الحكومة‬ ‫الذي طرأ‪ ،‬متمثالً بـ «داعش» الذي ذبح ثالثة‬ ‫وكذلك الروســي‪ ،‬يبــدوان حاليــا ً كأنهما أيضا ً ضاعــف القصــف بالبراميــل وشــدّد الحصار العراقيــة فــي «إنهــاء االنقســام بين الســنةّ‬ ‫أميركييــن‪ ،‬وأوجب قيادة أميــركا تحالفا ً دوليا ً‬ ‫في صــدد مراجعة حســاباتهما تجاهه‪ ،‬وعلى هنا وهناك‪ ،‬خصوصا ً على حلب التي تتســابق والشــيعة في البالد»‪ ،‬وإن بنــاء الثقة يتطلّب‬ ‫جديــداً ضد اإلرهاب‪ ،‬ما لبــث أن فرض إعادة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رغم اســتمرار حاجتهما إليه إال أنهما لم يعودا «جبهــة النصرة» و «داعش» على اســتكمال وقتا‪ .‬طبعا‪ ،‬هناك أســباب تدعم ولو بحذر هذا‬ ‫نظر لـ «تحقيق االنســجام» بين االستراتيجية‬ ‫مقبلين على االستثمار فيه‪ .‬فعلى سبيل المثل‪ ،‬حصارها من جهة الشــرق‪ .‬وما عزز حسابات الرهــان في العــراق‪ ،‬فحكومة حيــدر العبادي‬ ‫المتّبعة ســوريا ً وضرورة تحقيــق الهدف من‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رفضــت موســكو أخيــرا منحه قرضــا ببليون النظــام أن مبعوث األمم المتحدة ســتيفان دي تمثل مختلف األطراف‪ ،‬وهناك برلمان منتخب‪،‬‬ ‫«الحرب على داعش»‪.‬‬ ‫دوالر كان طلبه‪ ،‬وباشرت تحركا ً لطرح مبادرة ميســتورا جــاءه بخطــة هدنــة لتخفيــف حدّة وســعي إلى إعادة هيكلة الجيش‪ .‬أما بالنســبة‬ ‫كان الهاجــس الذي شــغل أوبامــا وفريقه أن‬ ‫ً‬ ‫تنســيق مســبق معه‪ ،‬ولعل الصــراع‪« ،‬بــدءا من حلب»‪ ،‬ففهم األســد أن إلى ســورية فــكل المبادرات تصطدم بمشــكلة‬ ‫سياســية من دون‬ ‫ٍ‬ ‫ســقوط األســد يعني ســقوط الدولــة‪ ،‬بما فيه‬ ‫هذا ما يفسر معاودة اعتقال المعارض الناشط األولويــة الدوليــة هــي لمحاربــة اإلرهــاب‪ ،‬اسمها بشار األسد‪ ،‬وبنظام ال يملك أية مقومات‬ ‫مــن تكــرار غير مرغــوب فيه لمــا حصل في‬ ‫لؤي حســين‪ .‬أما طهران التي لمســت حاجته بالتالــي فإن الفرصة ســانحة أمامــه لإلجهاز تؤهله لبلورة أي حل توافقي‪ .‬واألهم أنه ساهم‬ ‫العــراق بعد الغــزو األميركي‪ .‬وكانت روســيا‬ ‫رحب فــي تغذية «اإلرهاب الداعشــي» ويع ّول عليه‬ ‫إلى الوقود‪ ،‬بعد استيالء «داعش» على مواقع علــى المعارضة بــدءاً من حلــب‪ ،‬لذلك ّ‬ ‫وأميــركا حبّذتا دائما ً حالً سياســيا ً يحافظ على‬ ‫النفط‪ ،‬فلم تســارع كعادتها الى إمداده‪ ،‬بل إنها بالخطــة‪ ،‬وكذلك فعلت طهران‪ .‬في دوائر األمم اآلن للبقاء في الحكم‪ .‬لكن معادلة «إما األســد‬ ‫الدولــة والجيــش‪ ،‬مــا يتيــح عمليــة انتقالية‬ ‫على المســتوى السياســي تقتــرب أكثر فأكثر المتحــدة وأمانتهــا العامة يكثــر الحديث يوما ً أو داعــش» آخذة في التحــ ّول إلى «ال داعش‬ ‫منضبطة وقليلة األخطار‪ .‬وقد استخدم الروس‬ ‫ً‬ ‫مــن المســاومة عليــه إذا حصل اختــراق في بعد يوم عن دي ميســتورا الــذي يبدي تعاطفا وال األسد»‪.‬‬ ‫فــي محادثاتهم مع األميركييــن احتمال انهيار‬ ‫ملحوظا ً مع النظام وال يتواصل إال مع عواصم‬ ‫المفاوضات النووية‪.‬‬ ‫الدولة للدفاع عن ضرورة بقاء األســد وتوليه‬ ‫أصبــح على النظام أن يحذر من حليفيه اللذين تؤيــده‪ ،‬كمــا أن الخطــة التي عرضها ليســت‬ ‫قيــادة أي حــل‪ ،‬وكان الجانبــان مقتنعيــن بأن‬ ‫تفجر الخطر «الداعشي» فأدّى عمليا ً متوازنة وتفتقر إلى آلية مراقبة‪ ،‬بل تبدو كأنها‬ ‫أربكهما ّ‬


‫الكتائب العـدد األربعون ‪2014/12/1‬‬

‫إضاءات‬

‫‪08‬‬

‫الــولد الكـبير‬ ‫بقلم‪ :‬أصالن أصالن‬

‫بالدنا غريبة عن نفسها‪ ،‬حيث تعيش كل طبقة لكن في ظل الثورة باتت األجيال تكبر بســرعة لألســف إن هذا النوع من الشباب ظهر كالولد‬ ‫اجتماعيــة في قوقعتهــا بمعزل عــن الباقين‪ ،‬لما تتلقاه من معلومات‪ ،‬دون أن ننسى أن هذه الكبيــر‪ ،‬يمتــاز بالوقاحة واإلجابات الســريعة‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫يعيــش الناس فــي منطقتنــا نوعا ً جامــداً من وكذلــك كل أفــراد المجتمــع‪ .‬لذلك تجــد حالة المعلومات ال تصل بشــكل منظم‪ ،‬وإنما بشــكل التــي تنم عن (الــكالم لمجرد أننــي إن تكلمت‬ ‫الحيــاة‪ ،‬يعتمــد فــي ركيزته علــى التصنيفات اختــاط أجيال داخل اإلنســان الواحــد‪ ،‬فترى عشــوائي‪ .‬هــذا األمر خلــق ما يســمى بالولد أكثــر فأنــا أفهم أكثــر)‪ ،‬وهذا مــرده للمفاهيم‬ ‫االجتماعيــة والطبقية واالقتصاديــة والعلمية رجالً كبيراً يعيش مرحلة المراهقة‪ ،‬في الوقت الكبيــر‪ ،‬وهــو الولد الــذي يظن نفســه كبيراً‪ ،‬التــي يعانــي منهــا الســوريون اآلن‪ ،‬الذيــن‬ ‫والفكريــة‪ ..‬دائمــا ً مــا تخلــق هوة تــزداد في الذي ترى أصنافا ً من الناس تســخف كل شيء والــذي يختلــف تماما ً عن الشــاب الذي يظهر ينســون أن الحالة الســورية اآلن قابلة للتعلم‬ ‫االتساع مع مرور األيام‪ ،‬مما ح ّول نمط الحياة وتحكم على كل شــيء مزاجيــاً‪ ،‬باإلضافة إلى بأنه أكبر من عمره‪.‬‬ ‫مــن قبل األجيــال القادمة‪ ،‬وبــت أرى أن هذه‬ ‫إلى روتين تكــون العوامل الحياتية فيه بمثابة العنصر األهم في بناء أي مجتمع وهو الشباب‪ ،‬هــذا النقيــض الشــبيه ســاهمت البيئــة التي األجيــال تقــوم بتطوير هــذه النظريــات الفظة‬ ‫صدمــة لهذا المجتمــع المتصارع مع نفســه‪ ،‬الــذي يظهر بمرحلة مبكرة علــى أنه أكبر من نعيش فيها اليوم بظهوره‪ ،‬فهو يشــبه الدجاج في نفســها ومجتمعهــا الصغيــر المنعزل عن‬ ‫وهنــا تجــد مســتويات الوعــي متفاوتــة عند ســنه‪ ،‬وهذا النوع بالتحديد يكــون قادراً على المدجــن المحقون بهرمونات‪ ،‬والذي يكبر بعد باقي المجتمعات الســورية‪ ،‬فنرى نموذجا ً عن‬ ‫الناس الخاضعين لسلطة نظام حياتهم الرتيب‪ ،‬البذل عــن فهم في المجتمعات‪ ،‬التي تســتثمر التفقيس بأيام قليلة وينتفخ‪ .‬التشــبيه جاء من مجتمع جديد يتقوقع كسابقه لكن بحدود منيعة‬ ‫مما يخضع االتســاع الفكري عنــد الفرد لقوة الطاقات الشبابية لديها‪ ،‬على عكس بالدنا التي هذه النقطة‪ ،‬ليس بهدف التقليل من شــأن هذا أكثر وأشد من سابقاتها‪ ،‬فيظهر لنا الولد الكبير‬ ‫سلطة المجتمع عليه‪ ،‬فيحد من قدرته الفكرية اســتطاع المجتمع فيها أن يقمع هذا النوع من النموذج الذي ظهر‪ ،‬وإنما من الناحية العلمية الوقح الفظ المتشــرب بالحقد‪ ،‬والذي يفهم أنه‬ ‫أو العلميــة مهما كانت كبيــرة‪ ،‬إضافة إلى أنه الشــباب من خالل تصنيفهم كحالة نادرة‪ ،‬رغم البحتة‪.‬‬ ‫يريد أن يحقق كل شيء‪ ،‬ألن الحياة هكذا‪ ،‬دون‬ ‫ســيكون شــاهداً على صراع ال يعرف أســبابه أن مجتمعنا غني بهم‪ ،‬ويتم ترقيمهم وترتيبهم لألســف هذا النوع من الشــباب تكون معرفته أن يفهم باقي تراكيب الوجود والحياة‪ ،‬أو دون‬ ‫ويدفع ثمــن صراعات اآلخريــن االجتماعية‪ ،‬مــع األيام حتى تفقد الميزة العمرية قيمتها مع مبنيــة على واقــع جعله يظن في نفســه الفهم أن يحاول البحث عنها‪ ،‬ألن المجتمع يســاعده‬ ‫فيستبعد قبل أن يبدأ‪ ،‬فيضطر الفرد ألن يخضع الزمن‪.‬‬ ‫والقــدرة‪ ،‬ممــا يجعله يحاول القفــز إلى األمام على هــذا ويحفزه على القوقعــة‪ ،‬فنكون أمام‬ ‫كي يســتمر بالحياة‪ ،‬إال إن أراد المغامرة التي مــن المدرســة إلى الحقــل الحياتي العــام إلى دون أن يفهم المعنى الحقيقي للتركيبة الحياتية مصيبــة جديدة تكــون امتــداداً للمصائب التي‬ ‫قد تفقده الكثير‪.‬‬ ‫اآلفــاق التكنولوجيــة‪ ،‬يصطــدم جيل الشــباب والفيزيولوجية لإلنسان‪ ،‬والذي ال يستطيع أن لحقت باإلنسان السوري‪.‬‬ ‫هذا الواقع الحياتي في بالدنا ســاهم بأن تكون بواقع مر‪ ،‬منها حواجز الدراسة وغيرها الكثير‪ .‬يخترق ما يريد متى يريد‪.‬‬

‫كرم الطراب تتصدر الجبهات في مدينة حلب‬ ‫إعداد وتصوير‪ :‬عمر عرب‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫مهمــا اختلفت الجبهــات من واحــدة ألخرى‪،‬‬ ‫ورغم اشــتداد المعــارك ضمن جبهــات تعتبر‬ ‫هي األهم عســكريا ً وفي مناطــق تحدد مصير‬ ‫مدينة حلب ومســار طريقها‪ ،‬كجبهة حندرات‪،‬‬ ‫التي تعتبر اآلن مصدراً استراتيجيا ً يربط حلب‬ ‫بالريف الشــرقي‪ ،‬تبقى جبهات أخرى‪ ،‬مع قلة‬ ‫التغطيــة اإلعالميــة حوالها‪ ،‬هي مــن تتصدر‬ ‫المعارك اليومية وبشكل مستمر من اشتباكات‬ ‫وقصف وعمليات تســلل تكون متبادلة بين كال‬ ‫الطرفيين‪.‬‬ ‫جبهــة «كرام الطراب» تلــك الجبهة التي تقع‬ ‫شــرق مدينة حلب‪ ،‬والقريبــة من مطار حلب‬ ‫الدولي‪ ،‬وتبعد ســتة كيلومترات جنوب شــرق‬ ‫المدينــة‪ ،‬تعتبــر مــن الجبهات الحاميــة دائما ً‬ ‫والتــي تجــري فيها اشــتباكات عنيفة بشــكل‬ ‫متكرر بيــن الطرفيين في محاولــة من النظام‬ ‫التسلل لمناطق الثوار‪.‬‬ ‫أكــد بعض مــن القادة العســكريين الذين كانوا‬ ‫مرابطين فــي بعض النقــاط القريبة من مطار‬ ‫حلــب الدولــي‪ ،‬والتــي تتمركز داخلهــا قوات‬ ‫النظــام وتعتبرهــا ثكنــة عســكرية‪ ،‬فمطــار‬ ‫حلــب الدولي يوجــد داخله طائرات عســكرية‬

‫ومروحيــة التــزال تقلع من داخلــه‪ ،‬وتقصف‬ ‫بــه أحياء مدينة حلــب وريفها‪ ،‬لكن يتم توقف‬ ‫إقالعها أثناء استهداف المطار بشكل دوري‪.‬‬ ‫أشــار قائد كتيبة الشــهيد معــاذ لبابيدي بأنهم‬ ‫مرابطــون على جبهــة كرام الطــراب وبعض‬ ‫النقــاط التــي تطــل على كــرم القصــر‪ ،‬والتي‬ ‫تتمركــز داخلهــا عناصــر مــن قــوات النظام‬ ‫والعناصــر اإليرانية والعراقيــة الموالية لهم‪،‬‬ ‫مبينــا ً أنهــم يقومون بشــكل دائم باســتهداف‬ ‫أماكن تواجدهم بقذائف محلية الصنع وقذائف‬ ‫جهنم‪.‬‬ ‫يقول أحد من العناصر المرابطين على الجبهة‬ ‫مــن الكتيبة‪ « :‬النظــام يتملك عتاداً عســكريا ً‬ ‫يقوم باســتهداف مناطق االشتباكات باألسلحة‬ ‫الثقيلة‪ ،‬وفي النقاط التي يتواجدون فيها يوجد‬ ‫آليات عســكرية من الدبابــات الثقيلة‪ ،‬وهذا ما‬ ‫يقف أمامنــا أثناء التقدم ويعتبر عائقا ً بســبب‬ ‫قلة الذخيرة والســاح الثقيــل‪ ،‬عكس ما تقوم‬ ‫به قوات النظام‪ .‬إال أن قواته العسكرية ومهما‬ ‫بلغت لن تجبرنا أن نتراجع عن الجبهة‪ ،‬وإنما‬ ‫ســوف تزيد إصرارنا على التقدم واســتهداف‬ ‫نقطاهم مهما بلغت من تحصينات ألننا أصحاب‬ ‫حق‪».‬‬


‫الكتائب العـدد األربعون‪2014/09/15‬‬

‫مقاالت‬

‫‪09‬‬

‫حـكم ودروس عظيمـة‬

‫إعداد‪ :‬د‪.‬الشيخ أبو الحسن‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫عندما هاجر رسولنا الكريم‪ ،‬من مكة المكرمة‬ ‫إلى المدينــة المنورة؛ إنما كانــت تلك الهجرة‬ ‫إلعالء كلمة الحق‪ ،‬ووضــع الحد الفاصل بين‬ ‫الحق والباطل‪.‬‬ ‫يوم في الدَّعوة اإلسالميَّة‬ ‫وقد كان يعلِ َم من أ َّول ٍ‬ ‫هاج ًراً؛ وكان‬ ‫المبا َركة‪ ،‬أنَّه سيَخ ُرج من بلده ُم ِ‬ ‫الحرص على نشر رسالته و ِهدايَة‬ ‫َح ِري ً‬ ‫صا أش َّد ِ‬ ‫قو ِمه‪ ،‬لذلك اســتَع َمل شتى الصور واألساليب‪،‬‬ ‫ســنَة‪ ..‬ولكن‪ ،‬وبعد أن‬ ‫بالحكمة والموعظة الح َ‬ ‫أشتد األذى على قو ُمه ب ُك ِّل أنواع اإليذاء‪ ،‬وكل‬ ‫ذلك إلخماد نور رسالته والقَضاء على دع َوتِه‬ ‫في َمه ِدها‪ ،‬وتمثَّل هذا اإليذاء بنو َع ْيه‪ :‬بالكالم‬ ‫والفعل‪ .‬ففي الكالم قالوا عنه‪« :‬ساحر وشاعر‬ ‫ومجنــون»‪ ،‬ومنــه‪« :‬لَ َّمــا نزلَــتْ ‪َ ﴿ :‬وأَ ْنــ ِذ ْر‬ ‫َشي َرتَ َك ْالَ ْق َربِينَ ﴾‪.‬‬ ‫ع ِ‬ ‫أ َّمــا بالفعــل‪ :‬فقــد روى البخــاري مــن حديث‬ ‫عُر َوة بن ُّ‬ ‫بن‬ ‫الزبير‪ ،‬قال‪ ..( :‬سألتُ ابنَ عمرو ِ‬ ‫العاص‪ :‬أخبِرنِي بأشد شي ٍء صنَ َعه المشركون‬ ‫النبي يُصلِّي في ِحج ِر ال َكعبة‪،‬‬ ‫بالنب ِّي قال‪ :‬بينما‬ ‫ُّ‬ ‫ضع ثوبَه في‬ ‫إذ أقبــ َل عُقبَةُ بن أبي ُم َعيــط‪ ،‬ف َو َ‬ ‫ُعنُقِه‪َ ،‬‬ ‫فخنقَه خنقا ً شــديداً‪ ،‬فأقبل أبو بك ٍر حتى‬ ‫َ‬ ‫أخــذ بمنكبه‪ ،‬ودفَ َعه عن النبــ ِّي قال‪ ﴿ :‬أَتَ ْقتُلُونَ‬ ‫َر ُجالً أَنْ يَقُو َل َربِّ َي َّ‬ ‫للاُ‪ ،﴾ ...‬أي ‪ :‬أتقتلون رجالً‬

‫من أجل أنــه قال ربي هللا وعمل بما قال‪ .‬ومن‬ ‫أواخــر ال َمكائــد الفعليَّة في م َّكــة اتِّفاقُهم على‬ ‫ِ‬ ‫سيَر؛ حيث‬ ‫راشه وهو ما َحكاه أهل ال ِّ‬ ‫قَتلِه في فِ ِ‬ ‫يوم وتشــا َك ْوا‬ ‫اجتَ َمــع رجــا ٌل من قريــش ذاتَ ٍ‬ ‫وتشــا َو ُروا في أمر النبــ ِّي‪ ،‬وانتَ َهى بهم األم ُر‬ ‫إلــى ق ْتله فاقتَ َرح عليهم أشــقى القوم أبو َجهل‬ ‫بن ِهشــام أنْ يَ ُ‬ ‫أخــذوا من ك ِّل قبيل ٍة شــابّا ً فتيّا ً‬ ‫شــاب منهم ســيفا ً‬ ‫جليداً نســيباً‪ ،‬ثم يعطوا ك َّل‬ ‫ٍّ‬ ‫ضربةَ‬ ‫رجل واح ٍد‪ ،‬فيتف َّرق د ُمه بين‬ ‫فيَض ِربــوه َ‬ ‫ٍ‬ ‫القبائــل فال يقــدر بنو عبد َمنــاف على َحربِهم‬ ‫جميعاً‪ ،‬فنَ َّجاه هللا منهم بمنِّه وك َر ِمه‪.‬‬ ‫وبعد كل هذ ِه المحن العصيبة من قريش‪ ،‬وعدم‬ ‫فبح َ‬ ‫ث عن‬ ‫تق ُّبــل م َّكة لإلســام قــرر الهجــرة‪َ ،‬‬ ‫مكان َ‬ ‫آخر يكون أكثر اســتِعداداً لقبول دعوته‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫فكان هذا المكان هو يَث ِرب‪.‬‬ ‫ض ُرورة إقامة الدَّولة اإلسالميَّة‪:‬‬ ‫الهجرة و َ‬ ‫النبــي أنَّــه مكلَّفٌ بنشــر رســال ٍة‬ ‫عندمــا رأى‬ ‫ُّ‬ ‫عالميَّــة‪ ،‬تطلَّع إلى تحقِيق ذلك‪ ،‬وقد استَشــ َعر‬ ‫سو ُل بَلِّ ْغ‬ ‫قول هللا تعالى‪ ﴿ :‬يَا أَيُّ َها ال َّر ُ‬ ‫مسؤوليَّة ِ‬ ‫َما أُ ْنــ ِز َل إِلَ ْي َك ِمنْ َربِّ َك َوإِنْ لَــ ْم تَ ْف َع ْل فَ َما بَلَّ ْغتَ‬ ‫س‬ ‫سالَتَهُ ﴾‪ ،‬وقوله‪َ ﴿:‬و َما أَ ْر َ‬ ‫ِر َ‬ ‫س ْلنَا َك إِالَّ َكافَّةً لِلنَّا ِ‬ ‫س الَ يَ ْعلَ ُمونَ ﴾‪،‬‬ ‫بَ ِ‬ ‫شــيراً َونَ ِذيراً َولَ ِكــنَّ أَ ْكثَ َر النَّا ِ‬ ‫النبي أنَّ تحقيق رســالته‬ ‫أحــس‬ ‫أجل هذا‬ ‫مــن ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫وكيان‬ ‫سياســي‬ ‫ظــام‬ ‫ال تَأتِــي إالَّ مــن ِخــال نِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫وط ٍن‬ ‫اجتماعــي يَح ِميها نظا ٌم عســكري فــي َم ِ‬ ‫ٍّ‬

‫أميــن أو باألَحــ َرى من ِخالل دولــ ٍة تَكفُل لهذه‬ ‫ق االنتشار ُّ‬ ‫والذيوع‪ ،‬وتَح ِمي أتباعها‬ ‫الدَّعوة َح َّ‬ ‫النبي إلى تَحقِيق ذلك‪،‬‬ ‫وتُؤ ِّمنهم؛ ومن ثَ َّم تطلَّ َع‬ ‫ُّ‬ ‫مكان جديد يَصلُح‬ ‫فتح َّرك ســريعا ً للخروج إلى‬ ‫ٍ‬ ‫أن يكون كدَول ٍة إســامية مهمة إلعالن شــأن‬ ‫الدِّين‪ ،‬وللحصول علــى الحريَّة الكاملة ل ِعبادة‬ ‫هللا وطا َعتِه‪.‬‬ ‫أهداف الهجرة النبويَّة إلى المدينة‪:‬‬ ‫ممــا الشــك فيه أن الهجــرة النبويــة هي ذلك‬ ‫الحدث العظيم الذي غيّر مجرى التاريخ وح ّول‬ ‫مســيرة الحياة‪ ،‬حيــث تم بناء أســس ودعائم‬ ‫الدولة اإلسالمية على يد رسول هللا وصحابته‬ ‫الكرام رضوان هللا عليهم آجمعين‪ .‬فقد كان أ َّول‬ ‫وأهــ ُّم أهداف الهجرة النبويَّــة إلى المدينة هو‬ ‫إقامة الدولة اإلســاميَّة والمجتمع اإلسالمي‪،‬‬ ‫دولة ت ُِظ ُّل تحتَ لوائها ُك َّل َمن آ َمن باهلل تعالى‪،‬‬ ‫ف‬ ‫ويكون فيهــا فَ ْرداً صالحا ً يَعبُ ُد ربَّه دون َخ ْو ٍ‬ ‫راحل‬ ‫بمجتمع إسالمي جديد يختَلِف في جميع َم ِ‬ ‫الحياة عــن المجتمع الجاهلــي‪ ،‬ويكون ممثِّالً‬ ‫للدَّعوة اإلســاميَّة التي عانَى لها المســلمون‬ ‫ألوانا ً مــن النَّــكال وال َعذاب‬ ‫سنوات‪.‬‬ ‫ِطيلَة عشر َ‬ ‫نَتائج وآثار الهجرة النبويَّة‪:‬‬ ‫َمبــدَأ‬ ‫ترســيخ‬ ‫• ‬ ‫ِ‬ ‫هاجريــن‬ ‫األُ ُخــ َّوة بيــن ال ُم ِ‬ ‫ســخ هذا‬ ‫واألنصار‪ ،‬وقد تر َّ‬ ‫المبدأ في نُفُوســهم حتى إنَّ‬ ‫ــب من أخيه أنْ‬ ‫أحدَهم لَيَطلُ ُ‬ ‫قاس َمه في ماله‬ ‫يُ ِ‬ ‫القَضــاء التا ُّم على‬ ‫• ‬ ‫واألضغان الذي كان‬ ‫اإل َحــن‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫الصدور من قِبَ ِل القَبائِل‬ ‫في ُّ‬ ‫َوحيدهــا تحت‬ ‫لبعضهــا‪ ،‬وت ِ‬ ‫واحــد ٍة هــي رايــة «‬ ‫رايــ ٍة ِ‬ ‫ال إلــه إال هللا محمد رســول‬ ‫هللا»‪ ..‬وبجانب تلك المزايا‪،‬‬ ‫مــن نتائجهــا أنهــا جــاءت‬ ‫بإعالن وثيقــة مفصلة فيها‬ ‫تشــريعات تنظيمية وإدارية‬ ‫وماليــة كتبــت علــى عهــد‬ ‫النبي‪ ،‬كما أرسى فيها قواعد‬ ‫مجتمع جديد وأمة إسالمية‬ ‫جديدة بإقامة الوحدة العقدية‬ ‫والسياســية والنظامية بين‬ ‫المسلمين وغير المسلمين‪،‬‬ ‫و ضبطــت العالقة بين أبناء‬ ‫المجتمــع المدنــي الواحــد‬ ‫بالعــدل والمســاواة‪ .‬وتمتع‬ ‫الجميــع علــى اختــاف‬ ‫ألوانهــم ولغاتهــم وأديانهم‬

‫بالحقوق والحريات بأنواعها‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬حرية العقيدة‪ ( :‬للمسلمين دينهم‪ ،‬ولليهود‬ ‫دينهم )‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬كرامــة اإلنســان مقــدرة‪ ( :‬وأن ذمــة‬ ‫المسلمين واحدة يجير عليهم أدناهم )‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬واجــب حماية رعايــا الدولة ورد العدوان‬ ‫عنهــم‪( :‬وأن من تبعنا من يهود فإن له النصر‬ ‫واألسوة غير مظلومين وال متناصر عليهم )‪.‬‬ ‫الدروس والعبر والمبادئ التي يجب أن نتعلمها‬ ‫ونطبقها في حياتنا من الهجرة النبوية‪:‬‬ ‫ترســيخ القيمة العظيمــة لألمانة في‬ ‫• ‬ ‫اإلسالم‪.‬‬ ‫أهمية اختيار الصديق ودور الصحبة‬ ‫• ‬ ‫الصالحة في نجاح المســلم فــي حياته وقدرته‬ ‫على نصرة دينه‪.‬‬ ‫ترســيخ الفدائيــة وروح الشــجاعة‬ ‫• ‬ ‫بالنفــوس‪ ،‬فالمســلم بطــل وفدائــي وال يهاب‬ ‫الموت في سبيل هللا‬ ‫األخــذ باألســباب والتخطيــط الجيــد‬ ‫• ‬ ‫واإلعــداد المدروس‪ ،‬بجانــب التوكل على هللا‬ ‫واالعتصام به‪.‬‬

‫الهجرة هى المعنى الحقيقي للنصر‪:‬‬ ‫الهجرة ســميت نصراً رغم أنه لم تســيل قطرة‬ ‫من الدم‪ ،‬ولم تلتق فيها السيوف‪ ،‬وهذا اتساع‬ ‫ألفق النصــر في حياة أهل التوحيــد والعقيدة‪.‬‬ ‫فالثبــات على المبــدأ نصر‪ ،‬وااللتــزام بالحق‬ ‫نصــر‪ ،‬والوصول لألهداف ســواء مرحلية أو‬ ‫كليــة نصر‪ .‬الهجرة كانت هــي القوة في الثقة‬ ‫بــاهلل‪ ،‬والثبات على مبــادئ الدعــوة والدين‪،‬‬ ‫والتضحية في سبيل هللا‪.‬‬ ‫هكذا يجب أن ننظر إلى الهجرة ‪ ،‬فلوال الهجرة‬ ‫لمــا كانت الدولــة‪ ،‬ولم تكن حضارة إســامية‬ ‫أضحــت منــاراً للعالــم كلــه وعاش فــي ظلها‬ ‫الماليين من البشر والعشرات من الشعوب في‬ ‫أسعد عصور عرفها التاريخ ‪.‬‬


‫إضاءات‬

‫الكتائب العـدد األربعون ‪2014/12/1‬‬

‫‪10‬‬

‫عن حي الوعر المحاصر‪ ..‬قلعة حمص الصامدة‬ ‫عمر يوسف سليمان ‪ -‬صوت راية‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫كلما أصيب أوالدُه بمــرض (ال َّربو)‪ ،‬كان (أبو‬ ‫بكــري) يأخذهم إلــى (الوعر) كي يستنشــقوا‬ ‫الهــواء النظيف‪ ،‬يقطف نبتــة البابونج البري‬ ‫التي تكثــر هناك‪ ،‬ويغليها لهــم‪ ،‬وقتها لم يكن‬ ‫في الحي سوى القليل من المنازل‪ ،‬وفي أواخر‬ ‫الســبعينيات؛ عندما بدأت حركة إعماره سعى‬ ‫كثير من الحمامصة إلى امتالك شقة في الوعر‬ ‫بســبب اتســاعه وطبيعتــه الســاحرة ورخص‬ ‫أســعاره‪ ،‬كونــه بعيد عــن قلب حمــص‪ ،‬لكنه‬ ‫أصبــح منذ أواخر التســعينيات جزءاً منها مع‬ ‫احتوائــه علــى القصر العدلــي ومركز الهاتف‬ ‫ومدينة المعارض‪.‬‬ ‫حــي الوعــر المحاصر مــن خارجــه‪ ،‬يحاصر‬ ‫المنفي عنه من داخله‪ ،‬وإذ ينجح االتصال به بعد‬ ‫ثمانية أشهر من االنقطاع‪ ،‬تعود صورته خالل‬ ‫الشــهور األولى من الثورة‪ ،‬كانت التظاهرات‬ ‫المنــزل وعادت إلى حمص‪ ،‬كان عمري أربعة كان المــاذ الوحيــد اآلمــن لتجمع النشــطاء‬

‫تخرج فــي الحي بصورة متفرقــة‪ ،‬ثم تحولت عام ‪.2011‬‬ ‫إلى تظاهرة كبيرة ومنظمة تضم المئات مساء بعــد خــروج الثــوار مــن حمــص القديمة في أعوام‪ ،‬ســكنَت في بيت الوعر‪ ،‬وتاب َعت عملها وللنازحيــن‪ ،‬ثمــة ســ ِّريَّة تفرضهــا علينا تلك‬ ‫كل يوم أمام جامع الشــهداء (الرئيس سابقاً)‪ .‬االتفاقيــة الشــهيرة مــع النظــام‪ ،‬اســتفرد فــي العيادة‪ ،‬كنت أســافر وأخوتــي في العطل البالد حتى بخروجنا منها‪ ،‬فاليوم؛ في الشــهر‬ ‫ثمة إطالق نار نســمعه بين الحين واآلخر أمام األخيــر بالحي‪ ،‬وبدأ حصاره منــذ بدايات عام لنراها‪ ،‬فنقضي أوقاتا ً شــ َّكلت في ما بعد جزءاً العاشــر من ‪ ،2014‬تحذرني أمي من خطورة‬

‫مخفر الشرطة‪ ،‬أما يوم الجمعة‪ ،‬فقد كان يتحول ‪ ،2014‬فاســتراتيجيته كمــا هــي في ســائر حيويــا ً مــن الذاكرة‪ ،‬تلــك البيوت التــي تلفها االتصال إلى سوريا بسبب الحرب العالمية على‬ ‫إلى حفلة رصاص تحدث أمام مشــفى (جمعية األحياء والمدن الســورية؛ يتركها ريثما تج َمع أشــجار الليمون والــدراق‪ ،‬البســاتين المطلة اإلرهــاب! أمي غــادرت حي الخالديــة بعد أن‬ ‫البِــر) بين أبناء العشــائر القاطنين في (الوعر أكبــ َر عدد من المســلحين والمدنييــن‪ ،‬ثم يبدأ على العاصي‪ ،‬الشــوارع شديدة االنحدار التي اشــتد القصف واستقرت في هذا البيت رافضة‬ ‫القديــم) وعناصر األمن الذين يحاولون اقتحام حصارها وإبادتها منهجيــا ً تمهيداً الجتياحها‪ ،‬كنا نجتازها بالدراجات ونحن ممسكين بأكياس المغادرة مهما حدث‪ ،‬فهي ال تملك بيتا ً آخر في‬

‫المشــفى العتقال المصابين الذين تم إسعافهم وذلك بحســب أهميتها الجغرافية‪ ،‬ســبَق وأن العصيــر‪ ،‬الوعــر يمثــل بالنســبة لنــا الحياة أي مكان من العالم‪ ،‬هذا الشــتاء يبدو قاســياً‪،‬‬ ‫مــن إحدى التظاهرات فــي حمص القديمة‪ ،‬إال وقِّعت اتفاقيات عدة بيــن النظام والمعارضين الهادئة مع األم التــي لم نلتقها في طفولتنا إال وفي الوعر يشــتد البرد‪ ،‬ثالثمائة ألف نازح ال‬ ‫أن الحــي بقــي هادئــا ً مقارنة بغيــره‪ ،‬كما أنه المسلحين في الحي وكلها باءت بالفشل بسبب خالل عطلة الصيف‪ ،‬وكلما ســألناها عن سبب شــيء يدخل أو يخرج إليهم منذ أشــهر سوى‬ ‫بقي إشــكالياً؛ فهو يحوي كثيــراً من المؤيدين استمرار النزاع في مناطق أخرى‪ ،‬ومع الوقت عدم عودتها لنعيش معاً‪ ،‬كانت ترد بأنها تعمل الهواء والصواريخ والبراميل المتفجرة‪ ،‬حتى‬ ‫والمعارضيــن والمحايدين‪ ،‬وتوجد فيه (الكلية تحول الوعر إلى مســرح لالنتقام الشــديد من لتؤ ِّمــن مســتقبلنا‪ ،‬لقــد أمضــت عمرها على األطفــال ممنــوع عليهــم الخــروج‪ ،‬لكن أمي‬

‫الحربية) التي يعود تاريخها إلى زمن االنتداب قبــل النظــام‪ ،‬خصوصا ً بعــد التفجيرين اللذين كرســي طبيب األســنان لتشــتري لنا بيتا ً آخر توصيني بشــيء واحد‪ :‬أن أدفئ نفســي جيداً‬ ‫وأنا فــي باريــس‪ ،‬ألن البرد شــديد هناك كما‬ ‫الفرنســي عام ‪ ،1919‬كما أنــه يمثل الجانب طــاال حيَّي (عكرمــة) و(الزهراء)‪ ،‬وســيطرة كبيراً في حي الوعر أيضاً‪.‬‬

‫الراقي والجديد من أحياء حمص‪.‬‬

‫(داعــش) علــى حقل (شــاعر) للغاز شــرقي في أثناء دراســتي الجامعية وجدت مالذي في تقول‪.‬‬ ‫هذا البيت‪ ،‬الذي يمنح ســاكنه كثيراً من العزلة الذنب يأكل المنفي‪ ،‬لقد تركهم وحيدين وغادر‪،‬‬

‫شيئا ً فشــيئا ً تبدلت أحوال الحي مع تحوله إلى حمص‪.‬‬ ‫ورقة تهديد للكتائــب في حمص القديمة؛ كلما (أبو بكري) الذي عمل ســائقا ً لســيارة أجرة‪ ،‬والجمال‪ ،‬كانــت ميزته أنه في الطابق الرابع‪ ،‬لكنه لــم يكن يعلم أن مثل هذا ســيحدث‪ ،‬هكذا‬ ‫اقتربوا من األحياء الموالية يقوم النظام بقصف أمضى عمره منحنيا ً وراء (الديريكسيون) لكي ويطــل علــى معظــم أرجــاء الحــي‪ ،‬الحدائق يبــرر لنفســه عجزه الــذي يقتله أمــام مصير‬ ‫الوعر‪ ،‬إضافة إلى عمليات خطف الفتيات التي يشــتري منزالً ألوالده الســبعة في هذا الحي‪ ،‬والطريق العام البعيد نســبياً‪ ،‬كانت الســيارات مظلــم‪ ،‬ينتظــر هــذا الحي الــذي أصبح نصفه‬

‫كان يمارسها شبيحة قرية (المزرعة) الموالية كمــا اشــترى عيادة طــب أســنان وضعها في البعيــدة واألضواء تُرى من شــرفته من دون مدمــراً بشــكل كامــل أو جزئي‪ ،‬هــل يُعقل أن‬ ‫صر كل هؤالء الناس ويُقتلون جوعا ً وبرداً‬ ‫والمحاذية للحي‪ ،‬والتفجيرات الكثيرة مجهولة إحدى الغــرف من أجل ابنته المتخرجة حديثاً؛ أن يزعــج الرائــي أي ضجيــج‪ ،‬في الشــتاء‪ ،‬يُحا َ‬ ‫الســبب التي كانت تحدث فــي الكلية الحربية‪( ،‬صبا)‪ ،‬وفــي المدة ذاتها‪ ،‬تمــت خطوبة صبا كنــت أبقــى فيه وحــدي أليــام طويلــة برفقة وقصفا ً أمام مرأى الحكومات والشعوب؟‪ ،‬نعم‬ ‫وعمليات قنص من بــرج (الغاردينيا‪ -‬الموت) مــن زميلها في الجامعة‪ ،‬صبــا تركت حمص‪ ،‬شجرة (الكينا) التي تصل إلى الشرفة‪ ،‬وخالل يُعقل‪ ،‬ولن نأســف على (حقوق اإلنســان) وال‬

‫الذي يســيطر عليه الشــبيحة‪ ،‬ويكشف معظم وانتقلــت إلى ريف دمشــق لتعيش مع زوجها الشــهور األولى‪ ،‬عُقدت فيه جلســات عدة مع على الضميــر العالمي‪ ،‬فهذه األشــياء لم تكن‬ ‫أرجاء حمص‪ ،‬هذه األعمال انتشرت في أواخر (أبي)‪ ،‬ولم تسر األمور على ما يرام‪ ،‬فغادرت نشــطاء التجمعات المدنية في حمص‪ ،‬فالوعر موجودة يوماً‪.‬‬


‫الكتائب العـدد األربعون‪2014/09/15‬‬

‫الصفحـة األدبـيـــة‬

‫‪11‬‬

‫نـــــزوح‬ ‫بقلم‪ :‬بشار إدلبي‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫لم يطفئ ســيجارته وظ ّل واقفا ً مشــرعا ً ظهره‬

‫لسكاكين رياح المســير حاقدة البرودة‪ ،‬ال يفتأ‬ ‫يحلــف علــى عودتهم قبــل انقضاء األســبوع‬ ‫مستوحيا ً تحليالته من مار ٍد استفحل في رأسه‬ ‫ال يم ّل يركل دماغه مذك ّراً إياه بجحيم المسقبل‬ ‫القريب‪ ،‬كان البرد قارصا ً رغم انقطاع األمطار‬ ‫منذ أكثر من شــهر وارتفاع الشمس خجلى ال‬ ‫غيوم‬ ‫يزاحمهــا العلياء إال ما ندر مــن ذؤابات‬ ‫ٍ‬ ‫متفرقة‪ ،‬تشــبه شــتات أقــدار تلك البــاد التي‬ ‫لم يســتطع أن يجمعها إال نهايات المأســاوية‪،‬‬ ‫ينقــض عليهم مع نســمات جليديــة جافة زاد‬ ‫ّ‬ ‫في توحشــها بأجســاد ممزقة األوراح ما كان‬ ‫ينقص تلك البيوت من مؤن الشــتاء‪ ،‬ولع ّل هذا‬ ‫مــا أرغم عدداً مــن العوائل علــى البقاء تحت‬ ‫قصف مستم ٍر ليومه الخامس‪ ،‬وضع ك ٌل‬ ‫جحيم‬ ‫ٍ‬ ‫تحليله مســتنداً إلى الشــائعات فتيقّنت فئة من‬ ‫حدوث اقتحام جديد في حين راح يؤ ّكد آخرون‬ ‫أنّ األمــر لــن يتعــدى موجة قصــف لن تطول‬ ‫األيــام قبل أن تنتهي لكن أغلب ســكان القرية‬ ‫هجروها‪.‬‬ ‫لــم تكن تلــك تغريبتهم األولى فقد نزح ســكان‬ ‫القرية ســابقا ً غير مصدقين ما دار حولهم إثر‬ ‫قصــف دام عــدة أيــام‪ ،‬لم يطل تشــردهم حتى‬ ‫عادت األمــور لطبيعتها قبــل أن تتك ّرر عليهم‬ ‫الحكايــة بعــد ثالثــة أشــهر‪ ،‬فعــادت القذائف‬ ‫لسبطانات مدافعها لكن الصيف خفّف كثيراً من‬ ‫ويالت النــزوح الثاني الذي ميّــزه بقاء بعض‬ ‫العجائز في القرية ممن كانوا يعتقدون أن ليس‬ ‫غيــر الموت بقاد ٍر علــى إخراجهم من بيوتهم‬ ‫تلــك‪ .‬وفعالً هذا ما حدث فالموت ســواء أكان‬ ‫وقع أم الخوف من وقوعه قذف أخيراً بالجميع‬ ‫خارج القرية إلى أحضان النزوح الثالث‪.‬‬ ‫اقتحمت أرتــال الدبابات القريــة وحرقت عدة‬ ‫بيــوت في حيــن هدمــت جرافة عــدداً آخر ث ّم‬ ‫غــادروا على عجل‪ ،‬وقبــل منتصف تلك الليلة‬ ‫تدب الحياة في‬ ‫بــدأت عودة النازحين وأخــذت ّ‬ ‫مفاصــل القرية من جديد‪ ،‬أيقــن الجميع إثرها‬ ‫فداحــة ما لديهم من نعم‪ ،‬ظلّوا على حالهم قبل‬ ‫أن تنقشع غيوم شتا ٍء متأخ ٍر لتغيّب مع األمطار‬ ‫كثيراً من معاني الحياة وتفسح السماء لقصف‬ ‫طيران أرهبهم وعبث بعقولهم‪ ،‬فمنهم من كان‬ ‫يشاهد قصف الطائرات بأ ّم عينيه وال يصدّق‪.‬‬ ‫حملــوا القليل من متاعهم ثم راحوا يتزاحمون‬ ‫المقصورة الخلفية للسيارة مع عائلتي أخويه‪،‬‬ ‫ربما لم يكن ليتجرأ على مغادرة بيته لوال دعوة‬ ‫أخــوه األصغــر الخجولة المتأخــرة لمرافقتهم‬ ‫التــي لــم يكن يملــك رفضها‪ ،‬عبرت الســيارة‬

‫الحقول حيث انتصبت الخيام تبعثر شمل سكان‬ ‫القريــة مع النازحيــن إليهــم‪ ،‬كان هناك أيضا ً‬ ‫سقوف سوى‬ ‫َمنْ توســد األرض ليس لهم من‬ ‫ٍ‬ ‫أغصان عبث بها الخريف‪ ،‬وقفت السيارة وقد‬ ‫ٍ‬ ‫دس يده في جيبه يداعب‬ ‫احتاروا بين وجهتين ّ‬ ‫ثروته وأبدى رأيه معلّالً وشــارحا ً لكنهم فعلوا‬ ‫عكســه؛ ح ّرك شــفتيه مصطنعا ً ابتسامة وأخذ‬ ‫ينشــد السكينة من ترياقه التبغي‪ ،‬بعد عشرين‬ ‫كيلو متــراً أط ّل العالم الجديــد؛ إنّها قريةٌ فيها‬ ‫عضــو فــي مجلــس الشــعب‪ ،‬تعبرهــا قوافل‬ ‫اإلمدادات العســكرية بكل طمأنيــة وتحطّ فيها‬ ‫صهاريــج المحروقات قبــل أن يو ّزعها رجال‬ ‫ذلك البرلماني على القرى المحيطة بعشــرات‬ ‫أضعاف ثمنهــا‪ ،‬تابع أحد أخويه رحلته قاصداً‬ ‫مدينــة ل ّمــا تحــ ّرر بعــد حيث‬ ‫يستطيع قبض معاشه ومعاش‬ ‫زوجتــه‪ ،‬فــي حيــن حــطّ مع‬ ‫أخيه الموظــف اآلخر الذي لم‬ ‫تكن زوجته موظفــة رحالهما‬ ‫في تلــك القرية‪ ،‬ســأله أخوه‪:‬‬ ‫«نحنــه رايحيــن علــى بيــت‬ ‫حمايي؛ تروح معنا»‪ ،‬شــكره‬ ‫وهــو يتصبّــب عرقاً‪« :‬ســلّم‬ ‫لي عليهــم‪ ،‬وال يهمك رح دبّر‬ ‫حالي»‪ ،‬تقوقع أطفاله الخمسة‬ ‫على أ ّمهم في حين اســتدبرهم‬ ‫معتليــا ً صهوة خيباتــه يعارك‬ ‫دموعا ً تستصرخها سمفونيات‬ ‫اصطكاك أســنان األطفال على‬ ‫بعــد أمتــار عنــه‪ ،‬لــم تنبــس‬ ‫زوجتــه بحرف وراحــت تلوم‬

‫نفســها فليس لديهــا عائلة نازحة ومســتقرة‬ ‫هنــاك كي يلجــؤوا إليها‪ ،‬توقــف يراقب بيوت‬ ‫القريــة تزينها أعمدة الدخان‪ ،‬م ّر به أناس من‬ ‫قريته بادلوه سالما ً خجوالً من بعيد‪.‬‬ ‫وصل بطانيتين ببعضهما ث ّم صعد كرسيا ً وثبّت‬ ‫طرفي ستارته‪ ،‬ث ّم طاف دكاكين القرية اشترى‬ ‫ربطــة خبــز وجمع كل مــا أوتي مــن كراتين؛‬ ‫افترشــها وأطفاله وراحوا ّ‬ ‫يتلذذون بالخبز مع‬ ‫مرار كلمات لم تتمكن ســتارته من حجبها؛ فلم‬ ‫يخف أح ٌد اســتياءه منه ولكنه كان يؤ ّكد متأتئا ً‬ ‫ِ‬ ‫أنّ مكوثه لن يبلغ األسبوع‪.‬‬ ‫في زاوية مســتوصف ل ّمت غرفة الستّة شتات‬ ‫ثمانيــة عائــات ارتفعت ســتارته تلك لتحجبه‬ ‫ت ّ‬ ‫تبخر كثي ٌر‬ ‫وعائلتــه فقط عن األنظار‪ ،‬في وق ٍ‬

‫من خصوصية عائلته في محراب حلم الحصول‬ ‫على ســقف‪ ،‬ابتعدت بأمل العــودة األيام تلتها‬ ‫األسابيع تردفها الشهور؛ التي بمرورها ذابت‬ ‫الثلــوج بينهم دون أن تتم ّكــن من التأثير على‬ ‫حصــة العائلة من ثمن صهريج الماء‪ ،‬فقد كنز‬ ‫غنيّهــم ماله لجحيــم المســتقبل وراح فقيرهم‬ ‫ينفق أكثر مما يكسب‪.‬‬ ‫وكك ّل ليلة جلسوا أمام المستوصف يتسامرون‬ ‫ويتبادلــون فتــات الحديــث فــي البدايــة تك ّرر‬ ‫ســؤالهم الدائم وعرفوا على بيوت من سقطت‬ ‫نزلت فــي مدخل بيته فســقط جــداره األمامي‬ ‫وطار الباب الذي ال يــزال مفتاحه معلّقا ً برقبة‬ ‫ابنه الصغير‪.‬‬


‫الكتائب العـدد األربعون ‪2014/12/1‬‬

‫الورقـــة األخيــرة‬

‫‪12‬‬

‫جمعية كافل اليتيم (كهاتين)‬ ‫الريحانيــة عــام ‪ ،2013‬وباشــرت بالتوثيق الحفــات لأليتــام‪ ،‬وتقدم أضاحــي العيد أليتام أثنــاء العمل‪ ،‬أهمها هو التنقــل الدائم لعائالت‬

‫إعداد‪ :‬يزن الحمصي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أليتام شهداء عموم سوريا‪.‬‬ ‫جمعيــة كافــل اليتيــم (كهاتيــن)‪ ،‬هــي جمعية‬

‫وأسر الشهداء‪.‬‬

‫الشــهداء بسبب القصف المســتمر الذي ينفذه‬

‫تختص الجمعية بتقديم معونات مالية لأليتام‪ ،‬أقامــت الجمعيــة داراً ألبناء الشــهداء فاقدي النظام‪ ،‬مما يجعل العمل وتقديم المعونات أكثر‬

‫إنســانية مســتقلة ال تتبــع ألي تيار سياســي‪ ،‬حيث تخصص لكل طفل يتيم ‪ 50‬دوالر شهرياً‪ ،‬الوالدين في مدينة الريحانية‪ ،‬وهي تســتوعب صعوبة‪.‬‬ ‫تعمــل علــى رعايــة أيتــام شــهداء الثــورة وقد ازداد عدد مكاتبها وامتدت لتشــمل معظم ‪ 43‬طفــاً‪ ،‬كما أنشــأت معهداً شــرعيا ً ضمن يتمنــى القائمــون علــى الجمعيــة مــن كافــة‬ ‫الســورية‪ ،‬وهي جمعية غير ربحية (مرخصة أنحاء سوريا‪ ،‬حيث تتواجد في دمشق وريفها الجمعيــة لتعليم األطفال‪ ،‬كما تم إنشــاء معهد المنظمات اإلنســانية تقديم المزيد من االهتمام‬ ‫في األراضي التركية)‪.‬‬

‫وحلب وحمص وإدلب وحماة والالذقية‪.‬‬

‫لتدريس علــوم القران الكريــم ألمهات وبنات لأليتــام وتقديم الدعم الــازم لهم‪ ،‬فهؤالء كما‬

‫كانت الجمعية تعمــل منذ عام ‪ 2008‬لكفاالت الجمعيــة وثقت إلى غايــة اآلن ‪ 30‬ألف طفل الشهداء‪.‬‬

‫يقولون هم عماد المســتقبل‪ ،‬وبقليل من الدعم‬

‫أيتام شهداء غزة عن طريق مكتب حماس في يتيم‪ ،‬وتعتمــد الجمعية عدداً من المعايير منها تتلقى الجمعية التبرعات من تنسيقيات سورية واالهتمــام نصنع منهم رجاأل عظماء وفاعلين‬ ‫مدينــة حلب وعــن طريق مندوبهــا في مدينة أن يكون التوثيق صادراً من الهيئة الشــرعية فــي المهجر األوروبــي ومنظمــة عراقية في في المجتمع‪.‬‬ ‫إدلب‪ ،‬وكانت تكفل في مدينة إدلب ‪ 361‬طفالً‪ .‬من المنطقة التي يتبع لها الشهيد‪ .‬وقد اقتصر كنــدا‪ .‬وتواجــه عدداً مــن العوائق والمشــاكل‬ ‫حين اندلعــت الثورة الســورية ‪ 2011‬توقف عمــل الجمعية على تقديــم العون لأليتام‬ ‫عملها أليتام غزة وأصبحت تتكفل أيتام شهداء الذين استشــهد آباؤهم فــي المعارك أو‬ ‫ســورية‪ ،‬فتم فتح مكتبها فــي تركيا في مدينة المعتقالت‪.‬‬ ‫تقــوم الجمعية بكفالــة يتيمين على أكثر‬ ‫مــن كل أســرة‪ ،‬والغاية مــن ذلك هو أن‬ ‫تستطيع الجمعية تقديم العون ألكبر عدد‬ ‫من األسر‪ .‬ويتم كفالة الذكور إلى سن ‪6‬‬ ‫والبنات إلى سن الزواج‪ ،‬وتقدم الجمعية‬ ‫كفاالت لما يقارب ‪ 8000‬طفل شهرياً‪.‬‬ ‫تقوم الجمعية بتقديــم المعونات المالية‪،‬‬ ‫وتقديــم األلبســة الشــتوية والصيفيــة‬ ‫لأليتام الموثقيــن لديها‪ ،‬كما تنظم بعض‬

‫رئيـس التحـرير‬ ‫فاضــل الحمصــي‬

‫فريـق التحـرير‬

‫أ‪ .‬مصطفـى القاسـم‬ ‫الشيخ أبو الحسن‬ ‫أصالن أصالن‬ ‫بشــــــار إدلبـــــــي‬ ‫عبـد الرزاق زقزوق‬

‫إعـداد وإخـراج‬ ‫أنس أبو ابراهيم‬

‫للمتابعة والتواصل‬

‫‪alktaeb-newspaper@hotmail.com | www.fb.com/alkataebjareda‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.