التشكيل العراقي البحث عن عشبة الحياة..البارح جاليري في استضافته للعراقيين فيصل لعيبي ومظهرأحمد اجلمعة2010.01.08 (GMT) ,
المسجن وكالة أنباء الشعر /البحرين /وضحى ّ
يستضيف البارح جاليري معرضا ً تشكيليا للفنانين للعراقيين فيصل لعيبي ومظهر أحمد ،يعقب ذلك محاضرة عن المرأة في الرسم العراقي المعاصر يقدمها الفنان فيصل لعيبي يوم األربعاء السادس من يناير 2010في الثامنة والنصف. تبين المحاضرة مدى اهتمام الفنان العراقي بمعالجة قضايا اإلنسان وخاصة المرأة منذ بداية النهضة الفنية في العراق ، االهتمام الذي انعكس على طبيعة أعماله الفنية في التي تؤكد حضور المرأة كأم وحبيبة ومناضلة قبل ان تكون موضوع للجمال. ويواصل البارح ذهابه في تلمس الفن العراقي وأخذ المهتمين له من خالل محاضرة أخرى يقدمها لعيبي في الثالث عشر من يناير تحت عنوان الخميسيين في بحثهم عن عشبة الحياة وفيها يبين النشاط الخالق الذي شهده الفن العراقي في الفترة ُ حيث عمل على ترسيخ الثقافة العصرية والمرتبطة باإلرث المعرفي لوادي الرافدين الضارب في مابين 1950و1960 ً العمق التاريخي لهذا البلد الذي انتج حضارات عريقة الحضارة البابلية واآلشورية والسومرية .راصدا أهم الجماعات الفنية في العراق ومنها :جماعة الرواد التي تأسست عام 1950وهي الوريث لجمعية األصدقاء التي تأسست عام ، 1941 جماعة بغداد للفن الحديث التي تأسست عام 1951ورسخت مفاهيم اللوحة المحلية المرتبطة بالتراث ،جماعة االنطباعيين التي تأسست عام 1945الذي التفت حول الفنان حافظ الدروبي الذي اختط خطا ً ثالثا للرسم العراقي وأثرى المشهد التشكيلي العراقي باتجاهات جديدة للفن التشكيلي.
-وكالة أنباء الشعر العربي
جريدة االيام
األحد 24محرم 1431هـ العدد 7580
مظهر أحمد وفيصل لعيبي في معرض (العراق :وجهان) بالبارح.. األكف املقطوعة تلمس وجوها ً متورّدة وتسترخي في حبال التأرجح
رؤى -وفائي ليال ذاكرتان عراقيتان إذاً ،جتاورتا بتضاد الفت في قاعة واحدة للعرض في صالة البارح للفنون التشكيلية ،حيث وبلعبة الضدان عملت هذه الدار على استضافة فنانني عراقيني بنمطني مختلفني في معاجلة واقع واحد يخص بلدهما. والسؤال املهم هل استطاعت هاتني التجربتني أن حتيطا أو تقاربا هذا العنوان املؤلم لبلد مثخن بجروح خضراء .مشهد سوريالي عنيف هو ما ميكن أن يقال عما حدث لهذا البلد العربي العزيز .أحداث لرمبا رضت الذاكرة وحفرت في الوجدان آالم يصعب أن تبرأ بسهولة ،أو يضمدها زمن قريب .فيصل اللعيبي ومظهر أحمد كليهما يعيشان في املنفى ،و ُك ٌل رسم ما أحبه وحتسسه جتاه ماعاناه وطنهما من أحداث هامة جرت وتركت ماتركت من مآس موجعة. ونسأل ما هي النتيجة لهذا التفاعل املقصود بني هذين النمطني من اإلبداع؟ الغرافيك ،والرسم. هكذا كجرح مفتوح مظهر أحمد ..طفل يرسم بخطوط نزقه وخوفه وعنفه كل ذاك التشويه املُقلق ،الذي ترك لنا أيد مقطوعة هنا ،وأشالء تنتشرعلى مساحة اللوحات كافة ،وثمة شاش بياض يغطي عتمة عالم خفي يقبع في قعر مشهدها الواسع عمائه .غرافيك ُمنفذ على طبقات عدة ،وبحذق يفخره صاحبه كمعلم محترف ،مشغول على طبقات عدة ومحفور بعنف وحدة ،بسكني الواقع الالمعة القسوة .وقد نراه بلحظة ممزقاً ،متروكا ً هكذا كجرح مفتوح .مظهر أحمد يدرك أهمية ما يصنع عبر بساطة في استخدام األلوان ،واقتصاد مدروس في توزيعه ،وأشكال وخطوط سواد عنفي يهز املشهد وفضاء اللوحة بزالزل حركية متسارعة عصبية ،تكاد تلهث لترسم مصير يشبهها. تركيبة بدائية تعبر سطوحه املموهة بطبقات تخفي طالسم ممحية ،لذاكرة تستثير التأويل والكشف .األلوان املستخدمة قليلة وهادئة نسبياَ ،ومتوازنة كبناء في مجمل اللوحات ،وإن فاجئتك لطخات لبرتقالي فادح .ثمة بعدين هما ما يشغل هذا الفضاء ،مع اختزال لألشكال وتوزيع بارع لتفاصيل تتعقبها عني املتلقي لتلتقط شيئا ً ما يود الفنان قوله .غموض مقصود يستحث الذاكرة على التوليد واملشاركة في عملية اخللق. إنها جتربة العفوي والتلقائي الواضح أثره وفعله ،مع مساحات لونية مضببة بغبش لرمبا فرضه الزمن ،أواخلوف من رؤية ماهو أكثر
بشاعة ورعباً ،يقبع هناك خلف ستائر تضليل وتبديد ...كي جرعة تعبير أخف. حياة تصطخب وتستعاد فيصل اللعيبي يأتي بذاكرة مختلفة تهرب إلى سالم املاضي ،ورخاؤه ،رمبا عبر رصده للبيئة العراقية ،وتفاصيلها الشعبية ،بطريقة تعبيرية كالسيكية ولكنها كالسيكية غير تقليدية في معاجلتها للكتلة ،وللون ،واملنظور.ترصد هذه الذاكرة وجيدا ً الشارع والسوق. الناس بكل مهنهم التي كانت سائدة وقتذاك ،تنقل حياتهم ،ومفرداتها ،وتفاصيلها اخملتلفة ،بواقعية تكاد تكون شديدة اإلنتباه للجمالي ،مع إلغاء البعد الثالث من منظور اللوحة .وجوه متوردة ،وعيون المعة ،ومالبس تضج باأللوان ،ولكن الكل ُمتجمد لصالح اللقطة التذكارية التي ستحدث ،ويكون فيها الفنان ذاته مصورها األوحد .املشهد العام لشخوص اللوحات يوحي بالدعة ،والتفاؤل، واحلبور ،والثقة.الهم السياسي حاضر من خالل انتخاب واإلنحياز ألصحاب املهن العادية ،أبطاال ً أثيرون للفنان .وهم باملناسبة يبدون مرتاحون وراضون مبا فيهم العاطل عن العمل ،الذي يظهر هنا بشكل محبب ولطيف ،خال من أي أثر النفعال أو جرح إجتماعي ،لطاملا شرخ وجه هذه الفئة من الناس مبرايا تكسره. ألوان صاخبة متنوعة بخياراتها ومتناقضة أحيانا ً (للعيبي) ،مالبس هجينة حذاء صيني ،حتت سروال تركي ،فوقه طقم أوروبي ،على عمامة عربية !.كان ذلك ماارتداه أحد ابطاله من بائع الفواكه ،إلى باعة السمك ،إلى املصور الفوتوغرافي ،إلى احلالقني بأدواتهم التي أبرزها الفنان بدقة عاشق ،وأيضا رجال املقاهي املترفون بعباءاتهم واعتدادهم الواضح ...حياة كاملة تصطخب وتستعاد في عالم اللعيبي الذي جنح في تتويج جتربته مبقترح بسيط املعطى وسهل التواصل ،وضوح بالرؤية لبشر ملونني بالزهو ،والفخر ،واالعتداد، ورائحة احلياة الرخية املتصاعد أنفاسها من ناس العراق ما قبل النزاعات والصراعات ،والذين يحتقرون السياسة وأكاذيبها عبر جرائد مت اهمالها ورميها حتت أقدام باعته وحالقيه ،أوطويت مع عناوينها الثورية حتت كف ال تكترث ،ووجه يشيح بعيداً .كل ذلك قبالة عالم ومبعثر بتفاصيله ،يلعب الالشعور فيه ،والغموض ،والعقل الباطن ،لعبة الفنان األثيرة عبر خطوط الطفل ورسم ملظهر أحمد ُمشتت ُ كل ذاك الردم الذي أصاب الروح والقلب. وجهان مختلفان لعرا ٍق دام ٍ ..ما يزال يستحضر مظهر عبر خربشات الطفل ودُماه ربوض األشخاص على كامل اللوحة ،حضور مهيمن وطاغ .ستائر شفيف تغطي عاملا ً أسودا ً ملطخ بأزرق وأحمر متوهج تارة ،وتارة أخرى بألوان التراب ،أو الرماد أو األحمر الدامغ املفاجئ حيال حتفظه الواضح على اقتصاده الشديد في التنوع اللوني. غبش يظلل اللوحة ويخفي فيها تفاصيل أبعد (عكس اللعيبي) لليل طويل وقامت .فيصل هنا يصر على نهار مضيء ،ونساء فاتنات ٌ إذاً... تسـرحن شعــورهن خلــف ماكـيـنــات اخلــياطة ،إصــرار غيــر عادي على ملس املاضي كحلم فر منه لعراق (ستيني) عاشه هناك يوما ً ما ،األلوان الزاهية مستخدمة دفعة واحدة دون حتفظ ،بينما مظهر أحمد األلوان عنده قليلة مشطوبة بسواد ُمحزز طفل مر من هنا ،وهو خائف ،يرسم ويشطب ويُعدل غير آبه. بعنف ،كائنات شبه بشرية راضخة أو تأخذ أشكال مشوهة.. ٌ اللعيبي يكاد الصوت والرائحة تفوح من ثماره ،وسمكه ،ونرجيلته ،وعطررجاله الوسيمني ،ونسائه اجلميالت .أما مظهر ال نرى إال أثار طفله الراكض بعبث صاخب ،راسما ً طوطما ً هنا ،ووجوه مشوهة هناك .أيد حتمي (رمبا ) ولكنها مبتورة من معاصم القوة ،أشالء لشبه جذوع بشرية منحنية ،خطوط سوداء وبيضاء حتز طبقات اللوحة املشغولة ،كي تبرهن كائنا ً حقيقيا ً ورمبا غاضبا حد اجلَرح. جنح املعرض في هذا التضاد حني جمع على منصة عرض واحدة ،و جهان مختلفان لعراق دام ٍ ما يزال .أحدهم يأتي من احللم مبا يشبه الواقع ،واآلخر يأتي من الواقع ليدخل الالوعي والغامضُ ،منتجا ً غموضا ً ملتبسا ً ضاجا ً بصخب ال يفصح وال يبني .أكفه مقطوعة وسيقانه معلقة في حبال التأرجح .لطخات دم تكاد تصرخ فاغرة ،وبنفسجي رقيق يغلف دمار تام .ألم البد ان تلحظه وعنف تشم رائحة خرابه بقوة. مظهر أحمد حتدث عن احلرفية وعن التوازن في عمله ،وعينه على املتلقي الذي يحرص أن يصله عمله براحة ،دون أن يخدش النسب ،أو يسيء لكمال يتوسله .اللعيبي مثله ركز على البساطة والتوازن والنظافة باللون ،ليحفظ لألجيال صورة عن أمس كان دون خدوش ()... وال آالم ،وال صراعات .عالم آت من كف اجلنة ،لرمبا كان خالصا ً رومانتيكيا ً أسس له غياب طويل عن املكان .ولكنه خيار مشروع على كل حال ،أو كمعادل ومكافئ لكل هذا اإلذالل الذي عاناه ومازال وطنه األول .هذا التجاور املدروس أعطى فسحة للمتلقي أن يقارن ويقف ويفكر. ناعم فيصل اللعيبي ورقيق .حاد وعنيف وصاخب مظهر أحمد .العبان ماهران يكمالن نصفني لبلد واحد مرت في مجراه مياه األخرين، وفتكت به حيتان شتى كما يجب لإلفتراس ،تاركة كل هذا الشغف املُشع ،املُع ّلق هناك في زاوية شارع فرعي ،ملدينة تتوسد فضة بياضها اسمها املنامة ،وصالة صغيرة هي البارح للفنون التشكيلية.
ثقافة وفن :فيصل لعيبي ومظهر احمد في غاليري البارح في البحرين..معرض (العراق :وجهان) ..إعتراف بتعدد القراءات
خالد خضير الصالحي 1 ال يبدو معرض (عراق :وجهان) اختيارا بريئا لرسامين اثنين من رسامي جيل السبعينات (جيل المنافي :نعمان هادي، صالح جياد ،فيصل لعيبي ،مظهر احمد ،عفيفة لعيبي ) .....هما الرسامان :فيصل لعيبي ومظهر احمد اللذان يبدوان من الوهلة األولى وكأنهما يقفان على طرفي نقيض :فمن طرف فيصل لعيبي تتوسل واقعيته بنقيضين هما :الفن الكالسيكي األوربي بقانونينه للمشخص :التشريح والمنظور ،وبالرسم اإلسالمي بقوانينه المناقضة لذات القضية :االفتقار إلى المنظور والتشريح كما هو في الفن األوربي. فكان الرسام لعيبي يتعامل مع هذا األمر بهدي من (تعاليم) جماعة بغداد للفن الحديث (التعبير عن الروح المحلية بقوانين اللوحة المسندية) ووفق أسلوب باذخ بالتفاصيل التي تم كبحها في هذا المعرض خاصة في خلفية اللوحات التي بدت احادية اللون وباردة امام ازدحام تفاصيل الشخوص ،أما من طرف مظهر احمد فتجربته تجريدية مقتصدة في كل شيء :األلوان والخطوط والسطوح ،إال ان جمع هاتين التجربتين بدا لي وكأنه محاولة جمع التجريد والتشخيص عبر اسلوب التعامل مع أشكال الواقع ،فبدت التجربتان وهما مجتمعتان معا كتجربة بيكاسو عندما إعاد رسم لوحات كالسيكية مشهورة بأسلوب اختزالي تجريدي يومئ من بعد للمشخص ،فبدت لوحات مظهر احمد كأنما هي إعادة لرسم المشخصات العراقية التي قضى فيصل لعيبي أكثر من أربعة عقود وهو يرسمها ،ويعيد رسمها باعتبارها الموضوعات األثيرة لديه ،بينما يحاول مظهر احمد التخلي عن التجريد الالمشخص الذي شكل تجربته طوال أكثر من ثالثة عقود ،باتجاه تجريد شكلي تتراءى فيه ظالل شواخص الواقع مرسومة بأسلوب طفولي من خالل شخابيط حرة ،وكأنما قد نفذت بالقلم الرصاص على ورقة بيضاء وليس على لوحة زيتية أو أية مادة تقليدية للرسم ،وبذلك اوجد الرسامان أرضية مشتركة اللتقائهما في معرض واحد هو االعتراف بتعدد القراءات للروح المحلية من خالل طرح مقترح تجريدي جديد لها متمثال بتجربة مظهر احمد ...وتلك صرية ،وان كال الرسامين :مظهر احمد داللة إلى ان الروح المحلية ليست قضية موضوعات فولكلورية وإنما هي مظاهر ب َ وفيصل لعيبي قد تناوالها التناول البصري الذي يقترحانه شخصيا ولم يكن للموضوعات الخداعة األمر الحاسم الموهوم في تجربتيهما . 2 ان أهم من كتب عن مظهر احمد هو الكاتب الرسام علي النجار الذي أوضح طبيعة أعماله في موضوعاتها “كونها تشير ولو ببعض من الخفاء إلى مرجعية مصادرها البيئية(العراقية) األولى مثلما تشير النتمائها لبيئات أخرى ،فهي بهذا المعنى جزء من سيرة تعلي من األثر البيئي بإيحاءات كونية ...وان بدت مغرقة بوسائلها ووسائطها التقنية” ،وإنها من ناحية عناصرها الشيئية المادية فهي تعلي من شأن “األثر الخطي الحاد الجريء والمطاوع في رسوماته الكرافيكية الورقية بالطباعة القماشية البدائية العراقية المحلية وبالخط الكرافيتي العربي وقوة وثبات خطه .فسنجد إشارات واضحة لهذه المقارنة .فرسوماته تتشكل و تتمظهر خطوطا جريئة ومطواعة لكنها تتعرض إلرادة الفنان التفكيكية كتال جسدية بقدر ما تفقد الكثير من أجزائها تشير إلى محنة فقدها في وسط حاضن هو فضاء مفتوح على احتماالت احتضان معادل مناقض لقسوتها .فضاء غالبا ما يتكون من عدة طبقات احفورية شفيفة تبهر النظر لرقتها” ،وان كل ذلك لم يمنع ان يكون “الجسد اإلنساني المساحة المفضلة للفنان ألجراء تجاربه الفنية ضمن حيز محيطه الكفافي في أعماله الكرافيكية التجميعية .لكنه جسد مطاوع للحالة التعبيرية التي يضمر تشكيلها حركة متزامنة متتابعة أو منفردة .وهو إذ يختزل خطوط هذا الجسد لتوائم حالته الجديدة التي ال تخفي غالبا كم االنفعال وتقنينه بما يناسب هذه الحركة”.
فيصل لعيبي ومظهر احمد في غاليري البارح في البحرين..معرض( العراق :وجهان) ..إعتراف بتعدد القراءات التاريخ: Saturday, January 09 الموضوع :ثقافة وفن خالد خضير الصالحي 1 ال يبدو معرض (عراق :وجهان) اختيارا بريئا لرسامين اثنين من رسامي جيل السبعينات (جيل المنافي :نعمان هادي ،صالح جياد ،فيصل لعيبي ،مظهر احمد ،عفيفة لعيبي ) .....هما الرسامان :فيصل لعيبي ومظهر احمد اللذان يبدوان من الوهلة األولى وكأنهما يقفان على طرفي نقيض :فمن طرف فيصل لعيبي تتوسل واقعيته بنقيضين هما: الفن الكالسيكي األوربي بقانونينه للمشخص :التشريح والمنظور ،وبالرسم اإلسالمي بقوانينه المناقضة لذات القضية: االفتقار إلى المنظور والتشريح كما هو في الفن األوربي. فكان الرسام لعيبي يتعامل مع هذا األمر بهدي من (تعاليم) جماعة بغداد للفن الحديث (التعبير عن الروح المحلية بقوانين اللوحة المسندية) ووفق أسلوب باذخ بالتفاصيل التي تم كبحها في هذا المعرض خاصة في خلفية اللوحات التي بدت احادية اللون وباردة امام ازدحام تفاصيل الشخوص ،أما من طرف مظهر احمد فتجربته تجريدية مقتصدة في كل شيء :األلوان والخطوط والسطوح ،إال ان جمع هاتين التجربتين بدا لي وكأنه محاولة جمع التجريد والتشخيص عبر اسلوب التعامل مع أشكال الواقع ،فبدت التجربتان وهما مجتمعتان معا كتجربة بيكاسو عندما إعاد رسم لوحات كالسيكية مشهورة بأسلوب اختزالي تجريدي يومئ من بعد للمشخص ،فبدت لوحات مظهر احمد كأنما هي إعادة لرسم المشخصات العراقية التي قضى فيصل لعيبي أكثر من أربعة عقود وهو يرسمها ،ويعيد رسمها باعتبارها الموضوعات األثيرة لديه ،بينما يحاول مظهر احمد التخلي عن التجريد الالمشخص الذي شكل تجربته طوال أكثر من ثالثة عقود ،باتجاه تجريد شكلي تتراءى فيه ظالل شواخص الواقع مرسومة بأسلوب طفولي من خالل شخابيط حرة ،وكأنما قد نفذت بالقلم الرصاص على ورقة بيضاء وليس على لوحة زيتية أو أية مادة تقليدية للرسم ،وبذلك اوجد الرسامان أرضية مشتركة اللتقائهما في معرض واحد هو االعتراف بتعدد القراءات للروح المحلية من خالل طرح مقترح تجريدي جديد لها متمثال بتجربة مظهر احمد ...وتلك داللة إلى ان الروح المحلية ليست قضية موضوعات صرية ،وان كال الرسامين :مظهر احمد وفيصل لعيبي قد تناوالها التناول البصري الذي فولكلورية وإنما هي مظاهر ب َ يقترحانه شخصيا ولم يكن للموضوعات الخداعة األمر الحاسم الموهوم في تجربتيهما . 2 ان أهم من كتب عن مظهر احمد هو الكاتب الرسام علي النجار الذي أوضح طبيعة أعماله في موضوعاتها “كونها تشير ولو ببعض من الخفاء إلى مرجعية مصادرها البيئية(العراقية) األولى مثلما تشير النتمائها لبيئات أخرى ،فهي بهذا المعنى جزء من سيرة تعلي من األثر البيئي بإيحاءات كونية ...وان بدت مغرقة بوسائلها ووسائطها التقنية” ،وإنها من ناحية عناصرها الشيئية المادية فهي تعلي من شأن “األثر الخطي الحاد الجريء والمطاوع في رسوماته الكرافيكية الورقية بالطباعة القماشية البدائية العراقية المحلية وبالخط الكرافيتي العربي وقوة وثبات خطه .فسنجد إشارات واضحة لهذه المقارنة .فرسوماته تتشكل و تتمظهر خطوطا جريئة ومطواعة لكنها تتعرض إلرادة الفنان التفكيكية كتال