معاني السور القرآنية ومحاورها

Page 1

‫خواطر قرآنية ) الستاذ عمرو خالد(‬ ‫كل سورة من سور القرآن الكريم لها وحدة موضوع وكل آيات السورة تأتي لتصب في‬ ‫هذا الموضوع‪ .‬وفيما يلي نحاول دراسة سور القرآن الكريم كل على حدة لنحدد اهداف‬ ‫ومحاور كل سورة ليسهل علينا فهمها وتدبر معانيها وحفظها وهدفها وما هو مطلوب‬

‫منا عمله لن هذا القرآن جمع أحكام العبادة والتشريع والوعظ من خلل قصص المم‬

‫السابقة حتى نأخذ منها العبر التي تفيدنا في تطبيق منهج ال تعالى حتى نحقق الهدف‬

‫الذي من أجله خلقنا )وما خلقت الجن والنس إل ليعبدون(‪ .‬ولو أننا جمعنا الرسائل القرآنية‬ ‫في كل سورة لحصلنا على منهج متكامل راقي ينقل من يعمل به من الظلمات إلى‬

‫النور‪.‬‬

‫‪ - 1‬سورة الفاتحة ) هدف السورة‪:‬‬ ‫شاملة لهداف القرآن(‬

‫سميت الفاتحة وأم الكتاب والشافية والوافية والكافية والساس والحمد والسبع المثاني‬

‫والقرآن العظيم كما ورد في صحيح البخاري أن النبي صلى ال عليه وسلم قال لبي‬

‫سعيد بن المعّلى‪) :‬لعّلمّن ك سورة هي أعظم السور في القرآن‪ :‬الحمد ل رب العالمين‬

‫هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته( وقد وصفها ال تعالى بالصلة‬

‫فما هو سر هذه السورة؟‬ ‫سورة الفاتحة مكية وآياتها سبع بالجماع وسميت الفاتحة لفتتاح الكتاب العزيز بها‬

‫فهي اول القرآن ترتيبا ل تنزيل وهي على قصرها حوت معاني القرآن العظيم واشتملت‬

‫مقاصده الساسية بالجمال فهي تتناول أصول الدين وفروعه‪ ،‬العقيدة‪ ،‬العبادة‪،‬‬

‫التشريع‪ ،‬العتقاد باليوم الخر واليمان بصفات ال الحسنى وافراده بالعبادة والستعانة‬ ‫والدعاء والتوجه اليه جّل وعل بطلب الهداية الى الدين الحق والصراط المستقيم‬

‫والتضرع اليه بالتثبيت على اليمان ونهج سبيل الصالحين وتجنب طريق المغضوب‬ ‫‪1‬‬


‫عليهم والضآلين وفيها الخبار عن قصص المم السابقين والطلع على معارج‬ ‫السعداء ومنازل الشقياء وفيها التعبد بأمر ال سبحانه ونهيه وغير ذل ك من مقاصد‬

‫وأهداف فهي كالم بالنسبة لباقي السور الكريمة ولهذا تسمى بأم الكتاب‪ .‬إذن اشتملت‬ ‫سورة الفاتحة على كل معاني القرآن فهدف السورة التشتمال على كل معاني واهداف القرآن‪.‬‬

‫والقرآن نص على ‪ :‬العقيدة والعبادة ومنهج الحياة‪ .‬والقرآن يدعو للعتقاد بال ثم‬ ‫عبادته ثم حدد المنهج في الحياة وهذه نفسها محاور سورة الفاتحة‪.‬‬ ‫•‬

‫العقيدة‪ :‬الحمد ل رب العالمين‪ ،‬الرحمن الرحيم‪ ،‬مال ك يوم الدين‬

‫•‬

‫العبادة‪ :‬إيا ك نعبد إوايا ك نستعين‬

‫•‬

‫مناهج الحياة‪ :‬إهدنا الصراط المستقيم‪ ،‬صراط الذين أنعمت عليهم‪ ،‬غير‬ ‫المغضوب عليهم ول الضآلين‪.‬‬

‫وكل ما يأتي في كل سور وآيات القرآن هو شرح لهذه المحاور الثل‪.‬ث‪.‬‬ ‫تذكر سورة الفاتحة بأساسيات الدين ومنها‪:‬‬ ‫•‬

‫شكر نعم ال )الحمد ل(‪،‬‬

‫•‬

‫والخلص ل )إيا ك نعبد وايا ك نستعين(‪،‬‬

‫•‬

‫الصحبة الصالحة )صراط الذين أنعمت عليهم(‪،‬‬

‫•‬

‫وتذكر أسماء ال الحسنى وصفاته )الرحمن‪ ،‬الرحيم(‪،‬‬

‫•‬

‫الستقامة )إهدنا الصراط المستقيم(‪،‬‬

‫•‬

‫الخرة )مال ك يوم الدين( ويوم الدين هو يوم الحساب‪.‬‬

‫•‬

‫أهمية الدعاء‪،‬‬

‫•‬

‫وحدة المة )نعبد‪ ،‬نستعين( ورد الدعاء بصيغة الجمع مما يدل على الوحدة ولم‬

‫يرد بصيغة الفراد‪.‬‬

‫وسورة الفاتحة تعلمنا كيف نتعامل مع ال فأولها ثناء على ال تعالى )الحمد ل رب‬

‫العالمين( وآخرها دعاء ل بالهداية )إهدنا الصراط المستقيم( ولو قسمنا حروف سورة‬

‫الفاتحة لوجدنا أن نصف عدد حروفها ثناء )‪ 63‬حرف من الحمد ل الى ايا ك نستعين(‬

‫ونصف عدد حروفها دعاء )‪ 63‬حرف من اهدنا الصراط الى ول الضآلين( وكأنها اثبات‬ ‫للحدي‪.‬ث القدسي‪) :‬قسمت الصلة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل‪ ،‬فاذا قال‬ ‫‪2‬‬


‫العبد‪ :‬الحمد ل رب العالمين قال ال عز وجل‪ :‬حمدني عبدي‪ ،‬واذا قال‪ :‬الرحمن‬ ‫الرحيم قال ال عز وجل‪ :‬أثنى علي عبدي‪ ،‬واذا قال ‪ :‬مال ك يوم الدين‪ ،‬قال عز وجل‪:‬‬ ‫مجدني عبدي‪ ،‬وقال مرة فوض الي عبدي‪ ،‬فاذا قال‪ :‬ايا ك نعبد وايا ك نستعين‪ ،‬قال‪:‬‬

‫هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل‪ ،‬فإذا قال‪ :‬اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين‬

‫انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ول الضآلين‪ ،‬قال‪ :‬هذا لعبدي ولعبدي ما سأل(‬

‫فسبحان ال العزيز الحكيم الذي قّد رر كل شيء‪ .‬وقد سئل عمر بن عبد العزيز رضي‬

‫ال عنه لماذا يقف بعد كل آية من آيات سورة الفاتحة فأجاب لستمتع برد ربي‪.‬‬

‫إذن سورة الفاتحة تسلسل مبادئ القرآن )عقيدة‪ ،‬عبادة‪ ،‬منهج حياة( وهي تثني على ال‬ ‫تعالى وتدعوه لذا فهي اشتملت على كل اساسيات الدين‪.‬‬

‫أنزل ال تعالى ‪ 104‬كتب وجمع هذه الكتب كلها في ‪ 3‬كتب )الزبور‪ ،‬التوراة والنجيل( ثم جمع‬ ‫هذه الكتب الثلثة في القرآن وجمع القرآن في الفاتحة وجمعت الفاتحة في الية )إياك نعبد واياك‬

‫نستعين(‪ .‬وقد افتتح القرآن بها فهي مفتاح القرآن وتحوي كل كنوز القرآن وفيها مدخل‬

‫لكل سورة من باقي سور القرآن وبينها وبين باقي السور تسلسل بحي‪.‬ث انه يمكن وضعها‬ ‫قبل أي سورة من القرآن ويبقى التسلسل بين السور والمعاني قائما‪.‬‬ ‫لطائف سورة الفاتحة‪:‬‬

‫•‬

‫آخر سورة الفاتحة قوله تعالى )غير المغضوب عليهم ول الضآلين( وجاءت سورة البقرة‬ ‫بعدها تتحد‪.‬ث عن المغضوب عليهم )بني إسرائيل( وكيف عصوا ربهم ورسولهم‬ ‫وجاءت سورة آل عمران لتتحد‪.‬ث عن الضآلين )النصارى( ‪ .‬وآخر كلمات سورة‬

‫الفاتحة الدعاء جاءت مرتبطة ببداية سورة البقرة )هدى للمتقين( فكأن )اهدنا الصراط‬

‫المستقيم( في الفاتحة هو الهدى الذي ورد في سورة البقرة‪ .‬بداية السورة )الحمد ل رب‬ ‫العالمين( وهذه أول كلمات المصحف‪ ،‬يقابلها آخر كلمات سورة الناس )من الجنة‬

‫والناس( ابتدأ تعالى بالعالمين وختم بالجنة والناس بمعنى أن هذا الكتاب فيه الهداية‬

‫للعالمين وكل مخلوقات ال تعالى من الجنة والناس وليس للبشر وحدهم او‬

‫للمسلمين فقط دون سواهم‪.‬‬

‫• أحكام التجويد في سورة الفاتحة جاءت ميسرة وليس فيها أيًا من الحكام الصعبة‬ ‫وهذا والعلم عند ال لتيسير تلوتها وحفظها من كل الناس عربًا كانوا او عجما‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫وال تعالى هو الرحمن الرحيم وهو مال ك يوم الدين وعلينا أن نحذر عذابه يوم القيامة‬ ‫ويوم الحساب‪ .‬والناس هم بحاجة الى معونة ال تعالى لعبادته فلول معونته سبحانه ما‬ ‫عبدناه )إيا ك نعبد إوايا ك نستعين(‪ .‬وندعو ال تعالى للهداية إلى الصراط المستقيم )اهدنا‬

‫الصراط المستقيم( وهذا الصراط المستقيم ما هو إل صراط النبي صلى ال عليه وسلم‬

‫وصراط السلف الصالح من الصحابة والمقربين )صراط الذين أنعمت عليهم( وندعوه أن‬ ‫يبعدنا عن صراط المغضوب عليهم والضآلين من اليهود والنصارى وكل الكفار الين‬ ‫يحاربون ال ورسوله صلى ال عليه وسلم والسلم والمسلمين في كل زمن وعصر‬

‫)غير المغضوب عليهم ول الضالين(‪ .‬الن وقد عرفنا أهداف سورة الفاتحة التي نكررها ‪17‬‬

‫مرة في صلة الفريضة يوميًا ما عدا النوافل ل ش ك اننا سنستشعر هذه المعاني ونتدبر‬ ‫معانيها ونحمد ال تعالى ونثني عليه وندعوه بالهداية لصراطه المستقيم‪.‬‬

‫‪ - 2‬سورة البقرة ) هدف السورة‪:‬‬ ‫الستخلف في الرض ومنهجه(‬

‫سورة البقرة وآياتها )‪ 286‬آية( هي أول سورة نزلت في المدينة بعد هجرة الرسول صلى‬ ‫ال عليه وسلم ومع بداية تأسيس المة السلمية )السور المدنية تعنى بجانب التشريع(‬ ‫وأطول سور القرآن وأول سورة في الترتيب بعد الفاتحة‪ .‬وفضل سورة البقرة وثواب‬

‫قراءتها ورد في عدد من الحادي‪.‬ث الصحيحة منها‪) :‬يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله‬

‫الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما(‬ ‫وفي رواية )كأنهما غمامتان او ظلتان( وعن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪:‬‬

‫"ل تجعلوا بيوتكم مقابر‪ ،‬إن الشيطان ينفر من البيت الذي تق أر فيه سورة البقرة" أخرجه‬

‫مسلم والترمذي‪ .‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم "اق أروا سورة البقرة فإن أخذها‬

‫بركة وتركها حسرة ول يستطيعها البطلة" أي السحرة‪ ،‬رواه مسلم في صحيحه‪.‬‬

‫هدف السورة‪ :‬الستخلف في الرض )البشر هم المسؤولون عن الرض( ولذا جاء ترتيبها‬

‫الول في المصحف‪ .‬فالرض مل ك ل عز وجل وهو خلقها وهو يريد ان تسير وفق‬

‫إرادته فل بد أن يكون في الرض من هو مسؤول عنها وقد استخلف ال تعالى قبل آدم‬

‫الكثير من المم وبعد آدم أيضًا فمنهم من فشل في مهمة الستخلف ومنهم من نجح‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫لذا عندما نق أر السورة يجب علينا أن نستشعر مسؤولية في خلفة الرض‪ .‬كما أسلفنا‬ ‫فإن هدف السورة هو الستخلف في الرض‪ ،‬وسورة البقرة هي أول سور المصحف‬

‫ترتيبًا وهي أول ما نزل على الرسول صلى ال عليه وسلم في المدينة مع بداية تأسيس‬

‫وتكوين دولة السلم الجديدة فكان يجب أن يعرف المسلمون ماذا يفعلون ومما‬

‫يحذرون‪ .‬والمسؤولية معناها أن نعبد ال كما شاء وأن نتبع أوامره وندع نواهيه‪ .‬والسورة‬

‫مقسمة إلى أربعة أقسام‪ :‬مقدمة – القسم الول – القسم الثاني – خاتمة‪ .‬وسنشرح هدف كل‬ ‫قسم على حدة‪.‬‬

‫•‬

‫المقدمة‪ :‬وفيها وصف أصناف الناس وهي تقع في الربع الول من السورة من الية‬

‫•‬

‫الربع الول‪ :‬أصناف الناس‪ :‬المتقين )آية ‪ (5 – 1‬الكافرين )آية ‪ (7 – 6‬المنافقين‬

‫)‪(29 – 1‬‬

‫)آية ‪ (20 – 8‬والطناب في ذكر صفات المنافقين للتنبيه الى عظيم خطرهم وكبير‬

‫ضررهم لنهم يظهرون اليمان ويبطنون الكفر وهم أشد من الكافرين‪ .‬ثم ننتقل الى‬ ‫القسم الول للسورة وهو باقي الجزء الول وفيه هذه المحاور‪:‬‬

‫•‬

‫ كِلْلَم لَرئَِك ِةر ِإّني‬ ‫الربع الثاني‪ :‬استخلف آدم في الرض )تجربة تمهيدية ( )َو إِارْذرَقاَل َر ّبر َ‬ ‫َج ارِع ٌل رِفير الَْر ِ‬ ‫ض رَخ ِلرريفًَة( )الية ‪ (30‬واللطيف أنه سبحانه أتبع هذه الية بر )َوَعر لّرَمآَد َمر الَْس َمرارء ُك لّرَها‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص ارِد ِق ريرَن( )آية ‪(31‬‬ ‫ثُّم َع َرر َ‬ ‫ضرهُرْمَع لَررى اْلَم لَرئَك ةر فَ​َقاَل َأنبُِئوِني بِأَْس َمرارء َهرُؤلء ِإن ُك نرتُْم َ‬

‫وهذه الية محورية تعني أنه إذا أردت أن تكون مسؤول عن الرض يجب أن يكون‬

‫عند ك علم لذا عّلم ال تعالى السماء كلها وعّلمه الحياة وكيف تسير وعّلمه تكنولوجيا‬

‫ض رِفَرراشًاَوارلّس َمرارءبَِناء‬ ‫الحياة وعّلمه أدوات الستخلف في الرض )الِّذ ي ر َج َعرَلر لَُك ُمر الَْر َ‬ ‫ل تَْج َع رلُروْا ِللِّه َأنَد اردًا َوأَرنتُْم تَْع لَرُم ورَن (رر)آية‪.(22‬‬ ‫َوَأرنَز َلرِم َنر الّس َمرارء َم ارء فَأَْخ َررَجبِ​ِه ِم َنر الثَّم َرراِتِر ْز رقرلًّاُك ْمر فَ َ‬

‫وهذا إرشاد لمة السلم إن أرادوا ان يكونوا مسؤولين عن الرض فل بد لهم من العلم‬ ‫مع العبادة فكأن تجربة سيدنا آدم عليه السلم هي تجربة تعليمية للبشرية بمعنى وكيفية‬ ‫طراُن َع ْنرهَرا فَأَْخ َر رَجر هُرَم اِرم ّمرار َك ارَنا ِفيرِه َو ُقرْلَنا‬ ‫المسؤولية عن الرض‪ .‬ثم جاءت الية )َفَأَز لّرهَُم ارالّش ْير َ‬ ‫ضر َع ُدرّور َو لَرُك ْمرِفير الَْر ِ‬ ‫ضرُكرْمرِلَبْع ٍ‬ ‫ض رُم ْسرتَرقَّر َو َمرتَراٌع ِإَلى ِح يرٍن آية ‪ 36‬ترشدنا أن النعمة‬ ‫اْه ِبرطُوْا َبْع ُ‬ ‫تزول بمعصية ال تعالى‪ .‬وتختم قصة آدم بآية مهمة جدًا )ُقْلَنار اْه ِبرطُوْا ِم ْنرهَرا َج ِم ريرعًا فَِإّم ار‬

‫‪5‬‬


‫ِ‬ ‫ف رَع لَرْي ِهرْمرَوَل ُهْم َيْح َز رُنرروَن ( ر آية‪ 38‬وهي تؤكد ما ورد في‬ ‫ي فَ َ‬ ‫ل َخ ْور ٌ‬ ‫َيْأتَيّنُك مر ّم ّنري ُهًد ىر فَ​َم نر تَبَِع ُهَد ار َ‬

‫أول سورة البقرة )هدى للمتقين( ومرتبطة بسورة الفاتحة )إهدنا الصراط المستقيم(‪.‬‬

‫•‬

‫الربع الثالث الى الربع السابع‪ :‬نموذج فاتشل من الستخلف في الرض‪ :‬قصة بني‬

‫اسرائيل الذين استخلفوا في الرض فأفسدوا )لية ‪) (40‬يا بني اسرائيل اذكروا تعمتي التي‬

‫أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين(‪ .‬وأول كلمة في قصة بني اسرائيل )أني فضلتكم‬ ‫على العالمين( اي أنهم مسؤولون عن الرض‪ ،‬وأول كلمة في قصة آدم عليه السلم )إني‬

‫جاعل في الرض خليفة( أي مسؤول عن الرض‪ ،‬وأول كلمة في قصة بني اسرائيل‬

‫)واذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم( وأول كلمة في الفاتحة )الحمد ل رب العالمين( والحمد‬

‫يكون على النعم‪ .‬فذكر نعم ال تعالى واستشعارها هي التي افتتح بها القرآن الكريم‬ ‫والتي افتتحت بها قصة بني اسرائيل‪.‬‬ ‫•‬

‫تعداد نعم ال تعالى على بني اسرائيل‪ :‬اليات ‪52 - 51 – 50 – 49‬‬

‫َو إِإْذ نَّج نْيإْنَكاُك مإ ّمْنإ آِل فِْرَعْو َنإيَس وإُمونَُك ْ مإ ُس َوإ َء إبالَْعَذ باإ ِ‬ ‫ب يَُذ بّإُح وإَن َأبإْنَكاءُك ْ مإ َو يإَْس تَإْح نْيُإإوَن نَِس كاإءُك ْ مإ َو ِفإ ي َذلُِك مإ َبالء ّمنإ ّربُّك ْ مإ َعِظ نْيإٌ م )آية‬ ‫ُ‬ ‫‪(49‬‬ ‫َو إِإْذ فإَرْقإْنَكا بُِك ُ مإ بالْبَْح َرإ فَ​َأنَج نْيإْنَكاُك ْ مإ َوأَإْغَرْقإْنَكا آَل فِْرَعْو َنإَوأَإنتُْ م َتنظُ​ُروَن )آية ‪(50‬‬ ‫َو إِإْذ َوباإَعْد نَإكا ُموَس ىإ أَْربَِعنْيَن لَنْيإْلًَة ثُّ م باتَّخ ْذإتُإُ م بالِْعْج َلإ ِم نإ بإَْعِدإِهإ َوأَإنتُْ م ظَكالُِم وإَن )آية ‪(51‬‬ ‫ك لَ​َعلُّك ْ مإ تَْش ُكإُرإوَن )آية ‪(52‬‬ ‫ثُّ م َعَف ْوإنَإكا َعنُك ِ مإ ّمنإ بإَْعِدإ َذلِ َ‬

‫• عرض أخطاء بني اسرائيل )بهدف اصل ح المة السلمية( اليات ‪61 – 55‬‬

‫وفي عرض أخطاء بني اسرائيل التي وقعوا فيها توجيه لمة محمد صلى ال عليه وسلم‬ ‫واصلحها ومن هذه الخطاء‪ :‬أن بني اسرائيل لم يرضوا تنفيذ شرع ال تعالى – المادية‬

‫– الجدل الشديد – عدم طاعة رسل ال – التحايل على شرع ال – عدم اليمان‬ ‫بالغيب‪.‬‬

‫وقصة البقرة باختصار أن رجل من بني اسرائيل قتل ولم يعرف قاتله فسألوا سيدنا‬ ‫موسى فأوحى ال تعالى اليه أن يأمرهم بذبح بقرة لها صفات معينة ويضربوا الميت‬

‫بجزء من البقرة المذبوحة فيحيا باذن ال تعالى ويدل على قاتله )اليات ‪ (71 – 69‬وهذا‬

‫برهان مادي لبني اسرائيل وغيرهم على قدرة ال جّل وعل في احياء الخلق بعد الموت‪.‬‬

‫وذل ك أن بنو اسرائيل كانوا ماديين جدًا ويحتاجون الى دليل مادي ليصدقوا ويؤمنوا‪.‬‬

‫وهذه السورة تقول لمة محمد صلى ال عليه وسلم أنهم مسؤولون عن الرض وهذه‬

‫أخطاء المم السابقة قل يقعوا فيها حتى ل ينزل عليهم غضب ال تعالى ويستبدلهم‬ ‫‪6‬‬


‫بأمم أخرى‪ .‬وتسمية السورة بهذا السم )البقرة( إحياء لهذه المعجزة الباهرة وحتى تبقى‬ ‫قصة بني اسرائيل ومخالفتهم لمر ال وجدالهم لرسولهم وعدم إيمانهم بالغيب وماديتهم‬

‫وما أصابهم جّراءذل ك تبقى حاضرة في أذهاننا فل نقع فيما وقعوا فيه من أخطاء أدت‬

‫الى غضب ال تعالى عليهم‪ .‬وهذه القصة تأكيد على عدم ايمان بني اسرائيل بالغيب‬

‫وهو مناسب ومرتبط بأول السورة )الذين يؤمنون بالغيب( وهي من صفات المتقين‪ .‬وفي‬ ‫قصة البقرة أخطاء كثيرة لنها نموذج من الذين أخطأوا وهي امتحان من ال تعالى‬

‫ل تَُقولُوْا‬ ‫لمدى ايماننا بالغيب‪.‬وتتابع أخطاء بني اسرائيل الى الية )َيا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروْا َ‬

‫ب أَِليٌم (ر آية ‪ 104‬وكان العرب يفهمون هذه الكلمة‬ ‫َراِع َنرارَو قُررولُوْا انظُْر َنرارَوارْس َمرُعر ْواَو ِلررلَك ارِف ِرريرَنَع َذرار ٌ‬

‫)راعنا( على أنها عادية ولكنها تعني السباب عند بني اسرائيل فأراد ال تعالى ان يتميز‬

‫المسلمون عن اليهود حتى بالمصطلحات اللفظية وأمرهم أن يقولوا )انظرنا(‪.‬‬ ‫•‬

‫بالربع بالثكامن‪ :‬نموذج نكاجح للستخال ف ف ي بالرض )ْقصة سنْيدنكا بابرباهنْي م عليه الصلة و السلم وهي آخر‬ ‫تجربة ورد ذكرها في السورة‪ .‬اول ابتلى سبحانه آدم في أول الخلق )تجربة تمهيدية(‬

‫ثم بني اسرائيل فكانت تجربة فاشلة ثم ابتلى ابراهيم عليه الصلة و السلم فنجح‬

‫)واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعل ك للناس إماما قال ومن ذريتي قال ل ينال‬ ‫إ‬

‫عهدي الظالمين( وفي هذه الية اثبات أن الستخلف في الرض ليس فيه محاباة‬

‫فالذي يسير على منهج ال وطاعته يبقى مسؤول عن الرض والذي يتخلى عن هذا‬

‫المنهج ل ينال عهد ال )ل ينال عهدي الظالمين(‪ .‬امتحن ال تعالى سيدنا ابراهيم‬

‫عليه الصلة و السلم بكلمات فلما أتمهن قال تعالى )اني جاعل ك للناس اماما( ثم دعا‬ ‫ابراهيم ربه أن يبع‪.‬ث في هذه المة رسول منهم )ربنا وابع‪.‬ث فيهم رسول منهم ( آية ‪.136‬‬

‫وفي نهاية قصة سيدنا ابراهيم الية )قولوا آمنا بما أنزل الينا وما أنزل الى ابراهيم ( جاء‬

‫ذكر النبياء كلهم وهذا مرتبط بآية سورة الفاتحة )صراط الذين أنعمت عليهم( فكأنما‬

‫كل هؤلء المذكورين في آية سورة البقرة هم من الذين أنعم ال تعالى عليهم والذين‬ ‫يجب أن نتبع هداهم والصراط الذي اتبعوه‪.‬‬

‫وملخص القول في القسم الول من السورة أن بداية القصص الثل‪.‬ث ‪ :‬قصة آدم )إني‬

‫جاعل في الرض خليفة( وقصة بني اسرائيل )واني فضلتكم على العالمين( وقصة سيدنا‬ ‫ابراهيم عليه الصلة و السلم )إني جاعل ك للناس اماما( هذه القصص الثل‪.‬ث بدايتها‬

‫‪7‬‬


‫واحدة وهي الستخلف في الرض وعلينا نحن امة المسلمين أن نتعلم من تجارب‬ ‫الذين سبقونا وأن نستشعر الخطاء التي وقعت فيها المم السابقة ونعرضها على انفسنا‬ ‫دائما لنرى ان كنا نرتكب مثل هذه الخطاء فتوقف عن ذل ك ونحذو حذو المم السابقة‬

‫الذين نجحوا في مهمة الستخلف في الرض كسيدنا ابراهيم عليه الصلة و السلم‬

‫وفي القصص الثل‪.‬ث ايضًا اختبار نماذج مختلفة من الناس في طاعة ال تعالى‬

‫فاختبار سيدنا آدم عليه الصلة و السلم كان في طاعة ال )أكل من الشجرة ام ل(‬

‫واختبار بني اسرائيل في طاعتهم لوامر ال من خلل رسوله واختبار سيدنا ابراهيم‬

‫عليه الصلة و السلم بذبح ابنه اسماعيل ايضا اختبار طاعة ل تعالى )واذ ابتلى ابراهيم‬

‫ربه بكلمات(‪ .‬وخلصة أخرى أن المة مسؤولة عن الرض والفرد أيضا مسؤول وللقيام‬ ‫بهذه المسؤولية فهو محتاج للعبادة وللخذ بالعلم والتكنولوجيا‪.‬‬

‫• القسم الثاني من السورة )الجزء الثاني(‪ :‬أوامر ونواهي للمة المسؤولة عن الرض‬

‫وفي هذا القسم توجيه للناس الذين أروا المناهج السابقة وتجارب المم الغابرة يجب أن‬ ‫يتعلموا من الخطاء وسنعطيكم أوامر ونواهي كي تكونوا مسؤولين عن الرض بحق‬

‫وتكونوا نموذجا ناجحا في الستخلف في الرض‪ .‬وينقسم هذا القسم الى‪:‬‬

‫طرالّتَُك ورُنوْا ُش هَرَد ارء َع لَررى الّنا ِ‬ ‫س َو َيرُك ورَن‬ ‫ كَج َعرْلرَناُك ْمرأُّم ًةر َو َسر ً‬ ‫• الربع الول‪ :‬تغيير القبلة )َو َكرَذرِلر َ‬ ‫ّ‬ ‫ب‬ ‫الّر ُسرورُلَع لَرْي ُكرْمر َش ِهريرًد ار َو َمرارَج َعرْلرَناراْلِقْبرلَرَة الِّتي ُك نر َ‬ ‫ت َع لَرْي هَرا ِإل ِلَنْع لَرَم َم نر َيتّبُِع الّر ُسرورَلِم ّمرنر َينَقِل ُ‬ ‫تر لَ​َك بِريرةًِإلّ َع لَررى الِّذ يرن َهَدرىر اللّهُ و مرارَك ارن اللّهُ ِلُي ِ‬ ‫ض يررَع ِإيَم ارَنُك ْمر ِإّن اللَّه‬ ‫َع لَررى َع ِقرَبرْي ِهر َو إِارنرَك ارَن ْ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِبالّنا ِ‬ ‫طرَرر‬ ‫ كَش ْ‬ ‫ض رارَهارفَ​َو ّل رَو ْجر هَ ر َ‬ ‫ كرِفير الّس َمرارء َفلَُنَو لّرَيّن َ‬ ‫ب َو ْجر ِه ر َ‬ ‫س لَ​َر ُؤ رور ٌ‬ ‫ ك ِقْبرلَرًة تَْر َ‬ ‫فّر ِحر يرٌم* قَْد َنَرىرتَ​َقلّ َ‬ ‫ب لَ​َيْع لَرُم ورَن أَّنهُ اْلَح ّ‬ ‫ق ر ِم نر‬ ‫‪.‬ثرَم ار ُك نرتُْم فَ​َو لّروْا ُوُجر ِورَهرُكرْمرَش ْ‬ ‫اْلَم ْسرِجرِد راْلَح َررراِمَو َحر ْي ر ُ‬ ‫طرَررهَُو إِارّنرالِّذ يرَن أُْو تُروْا اْلِك تَرا َ‬ ‫ّر ّبرِه ْمرَو َمراراللّهُ بَِغارِفٍلر َع ّمرار َيْع َمرلُروَن آية ‪ (143-144‬لماذا جاءت الية في تغيير القبلة من‬

‫بيت المقدس الى بيت ال الحرام؟ المسلمون أمة أرادها ال تعالى ان تكون متميزة‬

‫وقوله تعالى )وكذل ك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس( فبما انكم‬

‫ستكونون شهداء على الناس ل بد من ان تكونوا متميزين فل استخلف بدون تميز‬

‫لذا كان ل بد من أن تتميزالمة المسلمة‪:‬‬

‫• بقبلتها )بدون تقليد أعمى لغيرها من المم السابقة( آية ‪104‬‬ ‫• بمصطلحاتها )انظرنا بدل راعنا( آية ‪144‬‬ ‫•‬

‫بالمنهج )اهدنا الصراط المستقيم( سورة الفاتحة‬ ‫‪8‬‬


‫• الربع الثاني‪ :‬التوازن في التميز‬ ‫ل ج نرراح ع لَري ِهر َأن ي ّ‬ ‫ف ربِ​ِه َمرار َو َمرنر‬ ‫)ِإّن ال ّ‬ ‫طّو َ‬ ‫تر أَِو اْع تَرَم َرر فَ َ ُ َ َ َ ْ‬ ‫ص فَررا َوارْلَم ْرر َوررِمةَرنر َش َعرآرئِ​ِر اللِّه فَ​َم ْنر َح ّجر اْلَبْي َ‬ ‫َ‬ ‫طّوَع َخ ْي رًررافَِإّن اللَّه َش ارِك ٌرر َع ِلرريٌم (ر آية ‪ .158‬وسبب هذه الية أن الصحابة لما نزلت آيات‬ ‫تَ َ‬

‫تغيير القبلة ليتميزوا عن الكفار اعتبروا ان الصفا والمروة من شعائر الكفار وعليهم ان‬ ‫يدعوه ايضا حتى يكونوا متميزبن لكن جاءت الية من ال تعالى ان ليس على‬

‫المسلمين أن يتميزوا عن كل ما كان يفعله الكفار فل جناح عليهم ان يطوفوا بالصفا‬ ‫والمروة لنها من شعائر ال وليس فيه تقليد للمم السابقة‪ .‬إذن علينا أن نبتعد عن‬

‫التقليد العمى لمن سبقنا لكن مع البقاء على التوازن اي اننا امة متميزة لكن متوازنة‪.‬‬ ‫•‬

‫الربع الثال‪.‬ث‪:‬عملية اصلح شامل‬

‫ِ‬ ‫الية )لّْي َسر اْلبِّر َأن تَُو لّروْا ُو ُجر ورَهُكرْمرِقَبرَلر اْلَم ْشرِرر ِ‬ ‫برو لَرِك ّنراْلبِّر َم ْنر آَم َنر ِباللِّه َوارْلَيْو ِم رالِخ ِر ر‬ ‫قرَوارْلَم ْغرِرر َ‬

‫َوارْلَم آلرئَِك ِةرَوارْلِك تَراِب َوارلّنبِّييَن َوآرَتى اْلَم ارَل َع لَررى ُح ّبرِه َذ ِوري اْلقُْر َبرىرَوارْلَيَتاَم ىرَوارْلَم َسرارِك يرَنَوارْب َنرالّس بِريِل‬ ‫ص ارِبِر ير ِ‬ ‫نفير اْلَبْأَس ارء‬ ‫ص لرةَ َو آرَتى الّز َكرارةَ​َوارْلُم ورُفوَنبَِعْهرِد ِهرْمرِإَذ ار َع ارَهُدروْرا َوارل ّ‬ ‫َوارلّس آرئِ​ِليَن َو ِفريرالّر قَرراِبَوأَرَقاَم ال ّ‬ ‫َ‬ ‫س ُأولَرئِ َ ِّ‬ ‫ض ّررراءَو ِحر يرَناْلَبْأ ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫ص َد رقُروا َوأُرولَرئَِ ك ُهُم اْلُم تّرُقوَن آية ‪ (177‬فيها اشياء كثيرة‪ .‬فبعد‬ ‫ ك الذ يرَن َ‬

‫أن اطاعوا وتميزوا مع الحفاظ على التوازن كان ل بد لهم من منهج اصلحي شامل‬ ‫)اليمان بال‪ ،‬بالغيب‪ ،‬ايتاء المال‪ ،‬اقامة الصدقة‪ ،‬ايتاء الزكاة‪ ،‬الوفاء بالعهود‪،‬‬

‫الصابرين ‪ ،‬الصادقين‪ ،‬المتقين( وكأنما الربعين الول والثاني كانوا بمثابة تمهيد للمة‬ ‫طاعة وتميز بتوازن واصلح شامل وتبدأ من هنا اليات بالوامر والنواهي المطلوبة‪.‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•‬

‫•‬

‫أوامر ونواهي شاملة لنواحي الصلح‪:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫صر ار ِ‬ ‫ص َح َيرراةٌ َيْا ُأوِلْي الَْلَباِب لَ​َع لّرُك ْمر تَتُّقوَن ( ر‬ ‫التتشريع الجنائي‪ :‬آية ‪َ)179‬و لَرُك ْمرفير اْلق َ‬ ‫ كرَخ ْي رررااْلو ِ‬ ‫ض رَر رأَ​َح َدرُكرمراْلَم ْور ُ ِ‬ ‫صر ّير رةُ‬ ‫ب َع لَرْي ُكرْمر ِإَذ ار َح َ‬ ‫التركات والوصيات آية ‪ُ)180‬ك تِر َ‬ ‫ُ‬ ‫ت رإن تَ​َر َ ً َ‬ ‫ِلْلوارِلَد ْيرِنروارلْقر بِررينِباْلم عررر و ر ِ‬ ‫فَح قّررا َع لَررى اْلُم تّرِقيرَن ( ر‬ ‫َ َ َ َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫ب َع لَررى الِّذ يرَن ِم نر‬ ‫ب َع لَرْي ُكرُمر ال ّ‬ ‫ص َيرراُم َك َمرار ُك تِر َ‬ ‫التشريع التعبدي آية ‪َ) 183‬يا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروْا ُك تِر َ‬ ‫قَْب ِلرُك ْمر لَ​َع لّرُك ْمر تَتُّقوَن ( ر التعبد واحكام الصيام‬ ‫الجهاد وال ننفاق فيها دفاع عن المنهج ول دفاع بدون مال وانفاق‪َ ).‬وَأرنِف قُوْا ِفير َس بِريِل‬

‫ل تُْلقُوْا بِأَْي ِدر يرُك ْمرِإَلى التّْهلَُك ِةر َوَأرْح ِس رُنرَوِإْارّن اللَّه ُيِح ّ‬ ‫ب ر اْلُم ْحر ِس رنِريَن ( ر آية‪195‬‬ ‫اللِّه َو َ‬ ‫ِ‬ ‫آية ‪) 177‬لّْي َسر اْلبِّر َأن تَُو لّروْا ُو ُجر ورَهُكرْمرِقَبرَلر اْلَم ْشرِرر ِ‬ ‫برو لَرِك ّنراْلبِّر َم ْنر آَم َنر ِباللِّه َوارْلَيْو ِم رالِخ ِر ر‬ ‫قرَوارْلَم ْغرِرر َ‬ ‫َوارْلَم آلرئَِك ِةرَوارْلِك تَراِب َوارلّنبِّييَن َوآرَتى اْلَم ارَل َع لَررى ُح ّبرِه َذ ِوري اْلقُْر َبرىرَوارْلَيَتاَم ىرَوارْلَم َسرارِك يرَنَوارْب َنرالّس بِريِل‬ ‫ص ارِبِر يرَنِفير اْلَبْأَس ارء‬ ‫ص لرةَ َو آرَتى الّز َكرارةَ​َوارْلُم ورُفوَنبَِعْهرِد ِهرْمرِإَذ ار َع ارَهُدروْرا َوارل ّ‬ ‫َوارلّس آرئِ​ِليَن َو ِفريرالّر قَرراِبَوأَرَقاَم ال ّ‬

‫‪9‬‬


‫س ُأولَرئِ َ ِّ‬ ‫ض ّررراءَو ِحر يرَناْلَبْأ ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫ص َد رقُروا َوأُرولَرئَِ ك ُهُم اْلُم تّرُقوَن( مفصلة في هذه الحكام وكلما‬ ‫ ك الذ يرَن َ‬ ‫تأتي اليات في تشريع تنتهي بذكر التقوى لنه ل يمكن تنفيذ قوانين ال بالتقوى وهي‬

‫مناسبة ومرتبطة بهدى للمتقين في اول السورة ونلحظ كلمة التقوى والمتقين في اليات‬ ‫السابقة‪.‬‬

‫إذن فالطار العام لتنفيذ المنهج هو ‪ :‬طاعة – تميز – تقوى ونستعرض هذا التدرج‬ ‫الرائع‪:‬‬ ‫•‬

‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َعَل ى بالِّذ يإَن ِم نإ ْقإَْبِلُك ْ مإ لَ​َعلُّك ْ مإ تَإتإُّقوَن (إ آية ‪183‬‬ ‫ب َعلَْنْيُك ُ مإ بال ّ‬ ‫ص نْيَإكاُم َك َمإكاإ ُك تإ َ‬ ‫)يَكا َأيإَّه كاإ بالذ يإَن آَمنُإوباْ ُك تإ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص َح نْيَإكاةٌ يَكاْ ُأولِ ي بالَلْبَكا ِ‬ ‫صإكاإ ِ‬ ‫ب لَ​َعلُّك ْ مإ تَإتإُّقون( آية َ‪179‬‬ ‫)َو لَإُك ْ مإ ف ي بالْق َ‬ ‫ْ‬ ‫ث َمكاإ ُك نإتُْ م فإَو لّإوباْ‬ ‫كإَش طْإَر بالَْم ْسإِجإ ِد إبالَْح َرإباِم َوَح ْنْيإ ُ‬ ‫كإِف ي بال ّ‬ ‫ضإكاإَه كاإ فإَو ّلإ َوْج َهإ َ‬ ‫س َمإكاإء فإَ​َلنإَُو لّإنْيإَنّ َ‬ ‫ب َوْج ِهإ َ‬ ‫ك ِْقبإْلًَة تإَْر َ‬ ‫)ْقَْد نإَر ى تإَق لّإ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صَفإكاإ‬ ‫ب لَنْيإَْعلَإُم وإَن أَنّهُ بالَْح ّقإ ِم نإ ّربِّه ْ مإ َو َمإكاإ باللّهُ بِغَكافٍِل َعّم كاإ يإَْعَمإلُإوَن (آية ‪) –144‬إِّن بال ّ‬ ‫ُوُج ِوإَه ُكإْ مإَش طْإَرهُ َو إِإّن بالّذ يإَن أُْو تُإوباْ بالْكتَكا َ‬ ‫ع َخ نْيإًْربا فَِإ ّنإ باللَّه َش كاإكٌِر َعِلنْيٌ م(آية‬ ‫ت أَِو باْعتَإَم َرإ فَالَ ُج نَإكاَح َعلَْنْيِه َأن يَطّ​ّو َ‬ ‫َوباإلَْم ْرإَوإةَإِم نإ َش َعإئآئِ​ِر باللِّه فَ​َم ْنإ َح ّجإ باْلبإَْنْي َ‬ ‫ فإ بِ​ِه َمإكاإ َو َمإنإ تَطَّو َ‬ ‫‪158‬‬

‫•‬ ‫•‬

‫وكل من هذه اليات هي اول آية في الربع التي ذكرت فيه‪.‬‬ ‫• الربع الرابع‪ :‬باقي أجزاء منهج الستخلف‬ ‫ل‬ ‫ل تَْع تَرُد وْرا ِإّن اللَّه َ‬ ‫• الجهاد والنفاق )آية ‪َ) (191 – 190‬و َقرراتِلُوْا ِفير َس بِريِل اللِّه الِّذ يرَن ُيَقاتُِلوَنُك ْمر َو َ‬ ‫ُيِح ّ‬ ‫ل‬ ‫‪.‬ثر ثَِق ْفرتُ​ُم ورُهْم َوأَرْخ ِررُجر ورُ ّ‬ ‫‪.‬ثر أَْخ َر رُجر ورُك ْمَروارْلِفتْرَنةُأَ​َش ّدر ِم َنر اْلقَْتِل َو َ‬ ‫همم ْنر َح ْير ُ‬ ‫ب ر اْلُم ْعرتَرِد يرَن * ر َوارْقتُ​ُلوُهْمرَح ْير ُ‬ ‫ ك َج َزرراءاْلَك ارِفِرريرَن ( ر‬ ‫تَُقاتُِلوُهْمر ِع نرَد اْلَم ْسرِجرِد راْلَح َررراِمَح تّررى ُيَقاتُِلوُك ْمر ِفيرِه فَِإن َقاتَُلوُك ْمر َفاْقتُ​ُلوُهْم َك َذرِلر َ‬ ‫• الحج وأحكامه )‪(200 - 196‬‬

‫لماذا جاء آيات أحكام الحج بعد الجهاد؟ لن الحج هو أعلى تدريب على القتال واعلى‬ ‫مجاهدة النفس‪ .‬وأيات الحج بالتفصيل وردت في سورة البقرة استجابة لدعوة سيدنا‬

‫ابراهيم في الربع الثامن من القسم الول )وأرنا مناسكنا( آية ‪ 128‬ونلحظ أن سورة البقرة‬ ‫اشتملت على أركان السلم الخمسة ‪ :‬الشهادة والصلة والزكاة والصوم والحج ولم‬

‫ص لررت في سورة البقرة‪.‬‬ ‫ص لر هذه الركان في القرآن كما ف ّ‬ ‫تف ّ‬

‫ل تَتِّبُعوْا ُخ طُرَوارِتالّش ْير َ‬ ‫السلم منهج متكامل‪َ) :‬يا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروْا اْد ُخرلُروْا ِفير الّس ْلرِمر َك آرفًّة َو َ‬ ‫طراِن ِإّنهُ‬ ‫لَُك ْمر َع ُدرّور ّم بِريٌن ( ر آية ‪ 208‬والسلم هو السلم وهو توجيه للمسلمين ان ل يكونوا كبني‬

‫ضر اْلِك تَراِب َو تَرْك فُرُر ورَنبَِبْع ٍ‬ ‫اسرائيل الذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض)أَفَتُْؤ ِمرُنرروَن بَِبْع ِ‬ ‫ضر ( ر‬

‫آية ‪ 85‬وأن يأخذوا الدين كامل غير مجت أز فكأنما يوجهنا ال تعالى في سياق السورة‬

‫الى الطاعة والتميز ثم يعطينا بعض عناصر المنهج ثم يأمرنا أن نأخذ السلم كافة و‬ ‫‪10‬‬


‫ل نفعل كما فعل بنو اسرائيل ثم يكمل لنا باقي المنهج‪ .‬وهذ الية )ادخلوا في السلم كافة‬ ‫كان ل بد من وجودها في مكانها بعد الطاعة والتميز واتباع الوامر والنواهي والجهاد‬ ‫والنفاق للحفاظ على المنهج ثم الخذ بالدين كافة ثم التقوى التي تجعل المسلمين‬

‫ينفذون‪.‬‬

‫• الربع ‪ :‬اكتمال المنهج )اليات ‪(242 – 219‬‬

‫وفيه اكمال المنهج من أحكام السرة من زواج وطلق ورضاعة وخطبة وخلع وعدة‬ ‫وغيرها وسياق كل ذل ك التقوى ونلحظ نهاية اليات بكلمة تقوى او مشتقاتها‪ .‬وقد‬ ‫تأخرت آيات احكام السرة عن احكام الصيام لن ال تعالى بعدما أعد المسلمين‬

‫بالتقوى وبطاعته جاءت أحكام السرة التي ل ينفذها إل من اتقى وأطاع ربه فالمنهج‬ ‫الخلقي والعملي متداخلين في السلم‪ .‬ل ينفع أن يبدأ باحكام السرة ما لم يكن‬

‫هنال ك تقوى في النفوس البشرية‪.‬‬

‫• الربع ‪ :‬قصة طالوت وجالوت )آية ‪(251 – 246‬‬

‫وهي قصة أناس تخاذلوا عن نصرة الدين وجاء ذكرها في موضعها لن المنهج يجب أن‬ ‫يحافظ عليه ول يتم ذل ك إل بوجود أناس يحافظون عليه‪.‬‬

‫ل َنْو ٌم رلّهُ َم ار ِفير الّس َمرارَوارِتَو َمرارِفير‬ ‫ل تَْأُخ ُذرهُر ِس َن رةٌ َو َ‬ ‫ل ِإلَرَه ِإلّ ُهَو اْلَح ّي راْلقَّيوُم َ‬ ‫• آية الكرسي )اللّهُ َ‬ ‫الَْر ِ‬ ‫طوَن بَِش ْير ٍء رّم ْنر‬ ‫ل ُيِح ي ر ُ‬ ‫ض رَم نر َذ ار الِّذ ي ر َيْش فَرُع ِع ْن رَدرهُرِإلّ بِ​ِإْذ نِرِه َيْع لَرُم َم ار َبْي َنر أَْي ِدر يرِه ْمرَو َمرارَخ ْلرفَهُْم َو َ‬ ‫ّ‬ ‫ل َيُؤ ورُد هُر ِح ْفرظُهَُم ار َوُهرَو اْلَع ِلرّي اْلَعِظر يرُم (ر )آية‬ ‫ضَرو َ‬ ‫ِع ْلرِم ِهرِإل بَِم ار َش ارء َو ِسر َع رُك ْرر ِس ر ّي رهُالّس َمرارَوارِتَوارلَْر َ‬

‫‪ (255‬موضعها في السورة مهم جدا وتدلنا الى أنه اذا اردنا تطبيق المنهج يجب ان‬

‫نستشعر قدرة ال وعظمته وجلله )ال ل إله ال هو الحي القيوم( فالمنهج ثقيل ويتطلب‬ ‫الكثير من الجهد لكنه يستحق التطبيق لنه منهج ال تعالى )ال ل اله إل هو( ‪ .‬ثم‬ ‫ل ِإْك َررراهَِفير الّد يرِن َقد تَّبّيَن الّر ْشرُدرِم َنر اْلَغّير فَ​َم ْنر‬ ‫تأتي بعدها آية غاية في كرم ال وعدله ) َ‬

‫ كرِباْلعر وررِةارْلو ثْرقَى َ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ّ ِ‬ ‫صر ارَم لَ​َها َوارللّهُ َس ِمريرٌع َع ِلرريٌم (ر أمر‬ ‫ل انف َ‬ ‫َيْك فُرْر بالطاُغ ورت َو ُيرْؤ مرنرباللّه فَقَد اْس تَرْم َسر َ ُ ْ َ ُ َ‬ ‫من ال بان ل نكره أحدا على الدين لماذا؟ لن الدين واضح معناه بعد قوله )ال ل‬

‫اله ال هو( فالذي ل يعرف معنى )ال ل اله إل هو( ول يستشعر عظمة هذا المعنى ل‬ ‫مجال لكراهه على الدين‪ .‬فالرشد بٌين والغي بٌين‪.‬‬

‫• قدرة ال تعالى في الكون )دل ئنل احياء الموتى(‪:‬من الية )‪(261 – 258‬‬ ‫جاءت ف ثل ث قصص‪:‬‬ ‫‪11‬‬


‫ كر ِإْذ‬ ‫• قصة ابراهيم مع النمرود آية ‪) 258‬أَلَْم تَ​َر ِإَلى الِّذ ي ر َح آرّج ِإْب َرراِه يرَمِفير ِر ّبرِهأَْن آَتاهُ اللّهُ اْلُم ْلر َ‬ ‫تَقاَل ِإْب َرراِه يرُمفَِإّن اللَّه َيْأِتي ِبالّش ْمر ِ‬ ‫سر ِم َنر‬ ‫تَقاَل أَ​َنا أُْح يِرري َوأُرِم ير ُ‬ ‫َقاَل ِإْب َرراِه يرُمَر ّبرَيرالِّذ ي ر ُيْح يِرري َو ُيرِم ير ُ‬ ‫ل يهِد ي راْلقَو م رال ّ‬ ‫قرفَْأِت بِها ِم نر اْلم ْغرِررِبرفَُبِه َ ِّ‬ ‫اْلَم ْشرِرر ِ‬ ‫ظاِلِم يرَن ( ر‬ ‫تر الذ ي ر َك فَرَر َوارللّهُ َ َ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫• قصة عزير والقرية الخاوية آية ‪) 259‬أَْو َك ارلِّذ ي رَم ّرر َع لَررى َقْر َيرٍةَوِهرَيرَخ ارِو َيرةٌَع لَررى ُع ُرر ورِش هَراَقاَل‬ ‫ضر‬ ‫ت َقاَل لَبِثْ ُ‬ ‫أَّنَى ُيْح يِرري َه رَِذ ِه ر اللّهُ َبْع َدر َم ْور تِرَهافَأَ​َم ارتَهُ اللّهُ ِم َئرَة َع ارٍم ثُّم َبَعثَرهُ َقاَل َك ْمر لَبِثْ َ‬ ‫ت َيْو ًم رارأَْو َبْع َ‬ ‫ كآَيًة‬ ‫ت ِم َئرةَر َع ارٍم َفانظُْر ِإَلى َ‬ ‫ كرَو ِلرَنْج َع رلَر َ‬ ‫ كلَْم َيتَ​َس ّنرْه َوارنظُْر ِإَلى ِح َمرارِر َ‬ ‫ كر َو َش رَررابِ َ‬ ‫طَعارِم َ‬ ‫َيْو ٍم رَقاَل َب لر لّبِثْ َ‬ ‫ّللّنا ِ‬ ‫فر ُننِش ُزرَهارثُّم َنْك ُسرورَهار لَْح ًم رارَفلَّم ار تَ​َبّيَن لَهُ َقاَل أَْع لَرُم أَّن اللَّه َع لَررى ُك ّلر‬ ‫س َوارنظُْر ِإَلى الِع َ‬ ‫ظرراِم َك ْير َ‬ ‫َش ْير ءٍ رقَِد يرٌر (ر ر‬ ‫• قصة ابراهيم والطير آية ‪َ) 261‬و إِارْذرَقاَل ِإْب َرراِه يرُمَر ّ‬ ‫فر تُْح يِرري اْلَم ْور تَررىَقاَل أَ​َو لَرْم تُْؤ ِمرنر‬ ‫برَأِر نِري َك ْير َ‬ ‫ّ‬ ‫َقاَل َب لَرى و لَرِك نرلَّي ْ ِ‬ ‫ كر ثُّم اْج َع رْلرَع لَررى ُك ّلر َج َبرٍلر‬ ‫ص ْررُهّنِإلَْي َ‬ ‫طَمرئرّن َقْلِبي َقاَل فَُخ ْذر َأْر َبرَع ةًرّم َنر الطْي ِرر فَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ كر َس ْعرًيرا َواْع لَرْمأَّن اللَّه َع ِزريرٌزَح كريرٌم (ر‬ ‫ّم ْنرهُرّن ُج ْزر ءً رارثُّم اْد ُعرهُرّن َيْأتيَن َ‬

‫وفي القصص الثل‪.‬ث تأكيد على قدرة ال تعالى وأنه )ل اله إل هو( فكيف ل نقبل بتنفيذ‬

‫المنهج او نكون مسؤولين عن الرض بعدما أرانا ال تعالى قدرته في الكون؟‬ ‫• الربع الخير‪ :‬ال ننفاق )اليات ‪(283 – 261‬‬

‫)يَكا َأيإَّه كاإ بالِّذ يإَن آَمنُإوباْ باتإُّقوباْ باللَّه َو َذإُروباْ َمكاإ بَِق يإ ِم َنإ بالّربَكا ِإن ُك نإُت م ّمْؤ ِمإنِإنْيَن *فَِإ نإ لّْ م تإَْف َعإُلوباْ فَأَْذُنوباْ بَِح ْرإ ٍ‬ ‫بإ ّمَنإ باللِّه َوَرُس وإلِ​ِه َو إِإن تإْبُتُْ م فإَلَُك ْ مإ‬ ‫َ‬ ‫س أَْم َوإباإلُِك ْ مإ لَ تَظْلُِم وإَن َولَ تُظْلَُم وإَن (آية ‪278‬‬ ‫ُرُؤو ُ‬

‫وهو آخر جزء من المنهج وفيه حملة شديدة على جريمة الربا التي تهدد كيان المحتمع‬

‫وتقوض بنيانه وحملت على المرابين باعلن الحرب من ال تعالى ورسوله على كل من‬ ‫يتعامل بالربا او يقدم عليه‪ .‬وعرض للمنهج البديل فالسلم ل ينهى عن أمر بدون ان‬ ‫يقدم البديل الحلل‪ .‬وقد جاءت آيات الربا بين آيات النفاق لتؤكد معنى وجود المنهج‬

‫البديل للمال والرزق الحلل‪.‬‬

‫• الخاتمة‪ :‬وهذه أروع آيات السورة )آَم َنر الّر ُسرورُلبَِم ار ُأنِز َلرِإلَْي ِهر ِم نر ّر ّبرِهَوارْلُم ْؤر ِم رُنروَنُك ّلر آَم َنر ِباللِّه‬ ‫ كر‬ ‫قرَبْي َنر أَ​َح ٍد ر ّم نر ّر ُسرِلرِهَو َقررالُوْا َس ِمرْعرَنرارَوأَر َ‬ ‫َو َمرآلرئَِك تِرِهَو ُكرتُربِ​ِه َو ُررُسرِلرِه َ‬ ‫ كرَر ّبرَنارَو إِارلَرْي َ‬ ‫طْع َنرارُغ ْفرَراَن َ‬ ‫ل ُنَفّر ُ‬ ‫اْلم ِ‬ ‫صر يررُر (ر ر آية‪ 285‬فالتكاليف كثيرة والتعاليم والمنهج شاق وثقيل فكان ل بد من ان تأتي آية‬ ‫َ‬ ‫ف اللّهُ َنْفًس ار ِإلّ ُو ْسرَعرهَرالَ​َها َم ار‬ ‫الدعاء ل تعالى حتى يعيننا على أداء وتنفيذ هذا المنهج ) َ‬ ‫ل ُيَك لّر ُ‬ ‫طرْأَنار ر ّبرَنارو َ ِ‬ ‫ت ر ّبرَنار َ ِ ِ ِ‬ ‫ص ًرراَك َمرار‬ ‫َك َسرَبر ْ‬ ‫ل تَْح م رْلرَع لَرْي َنرا ِإ ْ‬ ‫تر َوَعر لَرْي هَراَم ار اْك تَرَس َبر ْ َ‬ ‫ل تَُؤاخ ْذ رَنرارإن ّنس يرَنارأَْو أَْخ َ َ َ‬ ‫ت‬ ‫ل َ‬ ‫ل تَُح ّمرْلرَنار َم ار َ‬ ‫َح َمرْلرتَهُ َع لَررى الِّذ يرَن ِم نر قَْب ِلرَنار َر ّبرَنارَو َ‬ ‫طاقَ​َة لَ​َنار بِ​ِه َواْع ُ‬ ‫فرَع ّنرا َواْغ ِفرْررلَ​َنار َوارْر َحرْمرَنَرآرأن َ‬ ‫ص ْررَنرراَع لَررى اْلقَْو ِم راْلَك ارِفِرريرَن ( ر آية‪286‬‬ ‫َم ْورلَ​َنارَفان ُ‬

‫‪12‬‬


‫اي أعنا يا ربنا على تنفيذ المنهج لنه سيوجد اعداء يمنعوننا من ذل ك ولن نقدر على‬ ‫تطبيق المنهج بغير معونة ال‪ .‬واشتملت الخاتمة بتوجيه المؤمنين الى التوبة والنابة‬

‫والتضرع الى ال عّز وجّل برفع الغلل والصار وطلب النصرة على الكفار والدعاء‬

‫ت َم ْورلَ​َنا‬ ‫ل َ‬ ‫ل تَُح ّم رْلرَنا َم ار َ‬ ‫لما فيه سعادة الدارين )َر ّبرَنارَو َ‬ ‫طاقَ​َة لَ​َنا بِ​ِه َوارْع ُ‬ ‫فرَع ّنرا َوارْغ ِفرْررلَ​َنا َوارْر َحرْم رَنَرآرأن َ‬

‫ص ْررَنرراَع لَررى اْلقَْو ِم راْلَك ارِفِرريرَن ( روقد ختمت السورة بدعاء المؤمنين كما بدأت بأوصاف‬ ‫َفان ُ‬ ‫المؤمنين وبهذا يلتئم شمل السورة أفضل التئام فسبحان ال العلي العظيم‪.‬‬

‫خلصة‪ :‬نحن مسؤولون عن الرض والمنهج كامل وعلينا ان ندخل في السلم كافة‬

‫والمنهج له إطار‪ :‬طاعة ال وتميز وتقوى‪ .‬اما عناصر المنهج فهي‪ :‬تشريع جنائي‪،‬‬

‫مواري‪.‬ث‪ ،‬إنفاق‪ ،‬جهاد‪ ،‬حج‪ ،‬أحكام صيام‪ ،‬تكاليف وتعاليم كثيرة فل بد أن نستعين بال‬

‫تعالى على أدائها لنكون أهل للستخلف في الرض ول نقع في أخطاء المم السابقة‪.‬‬

‫‪ - 3‬سورة آل عمران ) هدف السورة‪:‬‬ ‫الثبات(‬

‫كل سورة من سور القرآن الكريم لها وحدة موضوع واسم كل سورة مستوحى من هذا‬ ‫الموضوع‪ .‬وهدف سورة آل عمران‪ :‬الثبات‪ ،‬فبعد أن عرض ال تعالى لنا المنهج الذي‬

‫يجب علينا ان نتبعه في سورة البقرة جاءت سورة آل عمران لتدلنا على الطرق التي‬

‫تعيننا على الثبات على هذا المنهج سواء كنا من حديثي العهد بالمنهج او قديمي العهد‬

‫كل المؤمنين يحتاجون الى الثبات على المنهج حتى ل يتخاذلوا ول يخافوا أن يزيغوا او‬ ‫يضلوا‪.‬‬

‫وسورة آل عمران تنقسم الى قسمين اثنين‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫القسم الول من الية ‪ (120 – 1‬هذه اليات تدلنا على كيفية الثبات فكريًا في‬

‫‪.2‬‬

‫القسم الثاني من الية)‪ – 121‬الى نهاية السورة( وفيها كيفية الثبات داخليًا‬

‫مواجهة الفكار الخارجية‬

‫وقد بدأت سورة آل عمران بالثبات فكريًا من الخارج لتجهيز البيئة المحيطة ثم انتقلت‬ ‫للثبات الداخلي للفرد‪ .‬وسورة آل عمران تتمحور حول حادثتين‪:‬‬

‫‪13‬‬


‫حادثة وفد نصارى نجران الذي يمثل أول حوار للديان في التاريخ وكيف نثبت في‬

‫‪.1‬‬

‫مواجهة الفكار الخارجية من خلل المناقشة مع وفد نصارى نجران وهي تعلمنا فكرة‬ ‫مناقشة أهل الكتاب عامة‬

‫والحادثة الثانية غزوة أحد لتدلنا على كيفية الثبات العملي ورغم أن غزوة أحد وقعت‬

‫‪.2‬‬

‫ل ثم‬ ‫قبل حادثة وفد نجران إل أن ورودها بعدها انما هو لتحقيق فكرة الثبات الخارجي او ً‬ ‫الداخلي‪.‬‬

‫ب‬ ‫بداية السورة ونهايتها يدلن على ان الحق معنا وعلينا ان نتمس ك به‪َ) .‬نّز َلرَع لَرْي َ‬ ‫ كر اْلِك تَرا َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِباْلَح ّ‬ ‫صرا ربُِر وْار‬ ‫صر ّد رقرًا لَم ار َبْي َنر َيَد ْيرهر َوَأرنَز َلرالتّْو َررراةَ​َوارِل نرِج يرَل ‪ .‬ر آية‪ (3‬و)َيا أَّيَها الذ يرَن آَم ُنروْا ا ْ‬ ‫ص بِرُر وْارَو َ‬ ‫ق ر ُم َ‬

‫َو َرررابِطُوْاَوارتّقُوْا اللَّه لَ​َع لّرُك ْمر تُْف ِلرُح ورَن ‪ .‬آية ‪ (200‬ونستعرض سورة آل عمران ومحاورها‪:‬‬

‫الثبات على الحق‪ :‬اليات كثيرة في الثبات لكل الطبقات وكل الناس‬

‫)يَكا َأيإَّه كاإ بالِّذ يإَن آَمنُإوباْ باتإُّقوباْ باللَّه َح ّقإ تإَُق كاإتِ​ِه َولَ تَُم وإتُّن إِلّ َوأَإنُت م ّمْس ِلإُم وإَن (إ آية ‪102‬‬ ‫)وباإْع تَإ ِ‬ ‫ص ُمإوإباْبَِح ْبإِل باللِّه َج ِمإنْيإًعكا َولَ تإَف ّرإُْقوْبا( آية ‪103‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫بإ‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫إل‬ ‫با‬ ‫و‬ ‫با‬ ‫نو‬ ‫إ‬ ‫كا‬ ‫ك‬ ‫إ‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫با‬ ‫إ‬ ‫كا‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫با‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫إ‬ ‫ع‬ ‫ض‬ ‫إ‬ ‫كا‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫ل‬ ‫نْي‬ ‫إ‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ف ي‬ ‫إ‬ ‫ م‬ ‫ه‬ ‫إ‬ ‫إب‬ ‫كا‬ ‫ص‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫إ‬ ‫كا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫با‬ ‫إو‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫إ‬ ‫كا‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫نْي‬ ‫إ‬ ‫ث‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫نْيو‬ ‫إ‬ ‫رب‬ ‫ه‬ ‫إ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫كا‬ ‫ْق‬ ‫ ي‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ين‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ َ ُ​ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َ ُ ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫) َ َ ّ ّ ّ َ َ َ َ َ ُ ّ َ َ ٌ َ َ َ َ ُ ْ َ َ َُ ْ‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫صكاإبِ​ِريَن (إ آية ‪146‬‬ ‫بال ّ‬ ‫ِّ‬ ‫س ْقَْد َج َمإعُإوباْ لَُك ْ مإ فَكاْخ َشإْوإ ُهإْ مإفإَزباَدُهإْ مإ ِإيَم كاإنكاً َو ْقَإكاُلوباْ َح ْسإبإنَُكا باللّهُ َو نإِْعَ مإ بالَْوكِنْيُل * فَكانَق لَإُبوباْ‬ ‫س إِّن بالنّكا َ‬ ‫)بالذ يإَن ْقَكاَل لَُه ُ مإ بالنّكا ُ‬ ‫ض ٍلإ َعِظ نْيإٍ م ( إ آية ‪174 – 173‬‬ ‫ض َوإباإَن باللِّه َوباإللّهُ ُذو فَ ْ‬ ‫بِنِْعَمإٍةإ ّمَنإ باللِّه َو فَإ ْ‬ ‫ض ٍلإ لّْ م يَْم َسإْسإُهإْ مإُسوإٌء َوباإتّإبإَُعوباْ ِر ْ‬

‫•‬

‫ِّ‬ ‫صراربُِر وْاَرو َرررابِطُوْاَوارتّقُوْا اللَّه لَ​َع لّرُك ْمر تُْف ِلرُح ورَن ( ر آية‪200‬‬ ‫)يا أَّيَها الذ يرَن آَم ُنروْا ا ْ‬ ‫ص بِرُر وْارَو َ‬

‫•‬

‫وسورة آل عمران ُتحّذ رر من الشياء التي تضيع الثبات وتشكل عقبة في طريقه‪.:‬عقبات‬ ‫الثبات‪:‬‬

‫•‬

‫ُز ّيرَنِللّنا ِ‬ ‫طَرِةِم َنر الّذ َهرِبر َوارْلِف ّ‬ ‫س ُح ّ‬ ‫ضر ِةر‬ ‫بر الّش هَرَوارِت ِم َنر الّنَس ارء َوارْلَبِنيَن َوارْلقَ​َناِط يرِراْلُم قَرن َ‬

‫ع اْلَح َيرراِة الّد ْنرَيرا َوارللّهُ ِع نرَد هُر ُح ْسرُنراْلَم آرِب )آية ‪(14‬‬ ‫َوارْلَخ ْيرِلراْلُم َسرّور َمرِةرَوارلَْن َعرارِم َوارْلَح ْرر ِ َ‬ ‫‪.‬ثذرِلر َ‬ ‫ ك َم تَرا ُ‬ ‫طراُن بَِبْع ِ‬ ‫ضر َم ار َك َسرُبروْا َو لَرقَْد َع فَرا‬ ‫‪.1‬‬ ‫ِإّن الِّذ يرَن تَ​َو لّرْو ْارِم نرُك ْمر َيْو َم راْلتَ​َقى اْلَج ْم رَعرارِنِإّنَم ار اْس تَرَز لّرهُ​ُمالّش ْير َ‬ ‫اللّهُ َع ْنرهُرْم ِإّن اللَّه َغ فُروٌر َح ِلرريٌم )آية ‪ (155‬وهي تدل على ان الذين تولوا في غزوة احد من‬

‫المسلمين استزلهم الشيطان نتيجة بعض ذنوبهم السابقة‪.‬‬

‫‪.2‬‬

‫ِ‬ ‫ص ْب رتُرم ّم ْثرلَْي هَرا ُقْلتُْم أَّنى َه رَذ ار ُقْل ُهَو ِم ْنر ِع نرِد أَْن فُرِس ُك رْمرِإّن اللَّه َع لَررى‬ ‫ص ارَبتُْك مر ّم صر يررَبةٌرقَْد أَ َ‬ ‫أَ​َو لَرّم ارأَ َ‬

‫ُك ّلر َش ْير ءٍ رقَِد يرٌر )آية ‪ .(165‬أي كان المسلمون قد انتصروا اول المر على الكفار ثم نتيجة‬ ‫حب الشهوات عصوا الرسول‬

‫ومن معاصيهم‪.‬‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم لذا فان ما اصابهم هو من عند انفسهم‬

‫‪14‬‬


‫ثم تتحد‪.‬ث السورة عن‪ :‬عوامل الثبات‪:‬‬

‫ت‬ ‫‪.1‬‬ ‫اللجوء الى ال تعالى‪َ) :‬ر ّبرَنار َ‬ ‫ل تُِز ْ‬ ‫ ك َر ْحر َم رًةِإرّن َ‬ ‫برلَ​َنار ِم نر لُّد نر َ‬ ‫غ ُقُلوَبَنار َبْع َدر ِإْذ َهَدرْيرتَرَنار َوَهر ْ‬ ‫ ك َأن َ‬ ‫ ك م نر تُْد ِخرِل رالّنار فَقَْد َأْخ َز ريرتَرهو مرارِلل ّ‬ ‫ظاِلِم يرَن ِم ْنر‬ ‫اْلَوّهرا ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َُ َ‬ ‫ب ( ر آية‪ ،8‬واليات في آخر السورة )َر ّبرَنارِإّن َ َ‬ ‫ص ارٍر * ّر ّبرَنارِإّنَنار َس ِمرْعرَنرارُم َنراِد ًيرارُيَناِد ي رِل ِ‬ ‫ل يرَم ارِن أَْن آِم ُنروْا بَِر ّبرُك ْمرَفآَم ّنرا َر ّبرَنارَفاْغ ِفرْرر لَ​َنار ُذ ُنروَبَنار َو َكرفّرْر َع ّنرا‬ ‫َأن َ‬ ‫ف‬ ‫ ك َ‬ ‫ كَو َ‬ ‫ل تُْخ ِز رَنرارَيْو َم راْلِقَيراَم ِةر ِإّن َ‬ ‫َس ّيرَئاتَِنار َو تَرَو فّرَناَم َعر الْب َرراِر* َر ّبرَنارَوآرتَِنارَم ار َوَعردرتَّنارَع لَررى ُر ُسرِلر َ‬ ‫ل تُْخ ِل ر ُ‬ ‫اْلِم يرَعارَد (ر ) ‪ (192،193،194‬وكذل ك دعاء زوجة عمران )ِإْذ َقالَِت اْم َررأَةُِع ْم رَررراَنَر ّ‬ ‫تر‬ ‫برِإّنير َنَذ ْرر ُ‬

‫لَ​َ ك َم ار ِفير َبْطِني ُم َحر ّر ر ًرفَراتَقَّب ْلر ِم ّنرير ِإّنَ ك َأنَت الّس ِمريرُع اْلَع ِلريُم (ر آية ‪ 35‬وكذل ك دعوة سيدنا زكريا‬

‫ ك َد َعرار َز َكرِررّيَرار ّبرهَُقاَل َر ّ‬ ‫طّيَبًة ِإّنَ ك َس ِمريرُع الّد َعرارء )آية ‪ (38‬وسورة آل‬ ‫ كر ُذ ّررّيرًة َ‬ ‫بر ِلي ِم نر لُّد ْنر َ‬ ‫)ُهَناِل َ‬ ‫برَه ْ‬

‫عمران هي أكثر السور التي ورد فيها دعاء لننا إذا اردنا الثبات على المنهج علينا أن‬

‫ندعو ال تعالى ونلجأ إليه حتى يعيننا على الثبات لننا بأمّس الحاجة إلى عون ال‬ ‫تعالى للثبات‪.‬‬

‫ع ّبراد‪ .‬السيدة مريم وعبادتها‪) :‬فتقّب لرها َر ّبرَهابِقَُبوٍل‬ ‫‪.2‬‬ ‫العبادة‪ :‬وهذه السورة مليئة بنماذج ُ‬ ‫بَو َجر َد رِع نرَد َهرارِر ْز رقراًَقاَل َيا َم ْرر َيرُمر‬ ‫َح َسرٍنر َوأَرنَبتَ​َها َنَباًتا َح َسرًنرار َو َكرّفرلَ​َها َز َكرِررّيراُك لّرَم ار َد َخر َل رَع لَرْي هَرا َز َكرِررّياراْلِم ْحر َررا َ‬

‫أَّنى لَِ ك َه رَذ ار َقالَْت ُهَو ِم ْنر ِع نرِد اللِّه إّن اللَّه َيْر ُزررُقَرم نر َيَش ارء بَِغْيرِرر ِح َسرارٍب ( ر ر آية‪ ، 37‬وسيدنا زكريا‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صر ّد رقًرا بَِك ِلرَم ٍةر ّم َنر اللِّه َو َسرّيرًد ار‬ ‫ص لّرري ِفير اْلِم ْحر َررا ِ أَ‬ ‫بّن اللَّه ُيَبّش ُرر َ‬ ‫ كربَِيْح َيررى ُم َ‬ ‫)فَ​َناَد تْرهُ اْلَم آلرئَك ةُر َوُهرَو َقائٌم ُي َ‬ ‫ص ارِلِح يرَن ( ر آية‪ّ) ، 39‬ر ّبرَناِإّنَنار َس ِمرْعرَنرارُم َنراِد ًيرارُيَناِد ي رِل ِ‬ ‫ل يرَم ارِن أَْن آِم ُنروْا ِبَر ّبرُك ْمرَفآَم ّنرا‬ ‫راو َنربِّيا ّم َنر ال ّ‬ ‫َو َحر ُ‬ ‫صرورً َ‬ ‫َر ّبرَنارَفاْغ ِفرْرر لَ​َنا ُذ ُنروَبَنار َو َكرفّرْر َع ّنرا َس ّيرَئاتَِنار َو تَرَو فّرَناَم َعر الْب َرراِر (ر ر آية‪.193‬‬ ‫‪.3‬‬

‫الدعوة إلى ال‪ :‬لنه لما يدعو أحدنا غيره إلى ال تعالى فهذا يعين على الثبات‪.‬‬

‫‪.5‬‬

‫الخّوة‪ :‬تركيز على الخّوةر في الدين بشكل شديد لنها من أهم ما ُيعين على‬

‫)و ْلرتَُك نرّم نرُك مر أُّم ةٌر َيْد ُعرورن ِإَلى اْلَخ ْيرِرر و َيرْأم رر و رنِباْلم عررر و ر ِ‬ ‫ كُهُم اْلُم ْفرِلرُح ورَن ( ر‬ ‫فَو َيرْن هَرْو َن رَع ِنر اْلُم نرَك ِرر َوأُرْو لَ رئِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ​ُ َ َ ُْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫فو تَرْن هرو ن رَع ِنر اْلم نرَك ِرر و تُرؤ ِم رُنررونِباللّهِ‬ ‫س تَْأم رر و رنِباْلم عررر و ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫آية ‪ ،104‬و)ُك نرتُْم َخ ْيرَرر أُّم ةر أُْخ ِررَجر ْ‬ ‫َ‬ ‫ت رللّنا ِ ُ ُ َ َ ْ ُ َ َ ْ َ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫َو لَرْو آَم َنر أَْه ُلر اْلِك تَراِب لَ​َك ارَن َخ ْيرًررالُّهم ّم ْنرهُرُم اْلُم ْؤر ِمرُنرروَنَوأَرْك ثَرُرُهُماْلَفاِس قُرروَن ( ر آية‪110‬‬ ‫وضوح الهدف‪ :‬يجب أن يكون الهدف واضحًا في الحياة‪) .‬الِّذ يرَن َيْذ ُكرُرر ورَناللَّه ِقَيراًم ار‬ ‫‪.4‬‬ ‫ق الّس َمرارَوارِتَوارلَْر ِ‬ ‫َو قُرُعوًد ارَوَعر لَرىُج ُنرروبِ​ِه ْمر َو َيرتَفَّك ُرر ورَنِفير َخ ْلر ِ‬ ‫ كرفَِقَنرا‬ ‫ت َهذرا َباِط ً‬ ‫ل رُس ْبرَحر ارَن َ‬ ‫ضَرر ّبرَنارَم ار َخ لَرْق َ‬ ‫َ‬ ‫ب الّناِر (ر ر آية‪191‬‬ ‫َع َذرار َ‬ ‫الثبات‪) .‬وارْع تَر ِ‬ ‫ف َبْي َنر‬ ‫ص ُمرروْاربَِح ْبرِلراللِّه َج ِمريرًعارَو َ‬ ‫ل تَفَّر قُروْا َوارْذ ُكرُرر ونِْارْع َمرَةر اللِّه َع لَرْي ُكرْمر ِإْذ ُك نرتُْم أَْع َدرارء فَأَلّ َ‬ ‫َ‬

‫ ك ُيَبّيُنر اللّهُ لَُك ْمر آَياتِ​ِه‬ ‫ص َبرْح تُررم بِنِْع َمرتِرِه ِإْخ َورارًناَو ُكرنرتُْم َع لَرَى َش فَرا ُح ْفرَرٍةّم َنر الّناِر فَ​َأنقَ​َذ ُكرمر ّم ْنرهَرا َك َذرِلر َ‬ ‫ُقُلوبُِك ْمر فَأَ ْ‬

‫‪15‬‬


‫ كلَهُْم‬ ‫لَ​َع لّرُك ْمر تَْهتَُد ورَن ( ر آية ‪ ،103‬و)َو َ‬ ‫ت َوأُرْو لَ رئِ َ‬ ‫ل تَُك ورُنوْا َك ارلِّذ يرَن تَفَّر قُروْا َوارْخ َترَلفُوْاِم نر َبْع ِدر َم ار َج اررءُهُم اْلَبّيَنا ُ‬ ‫ب َع ِظر يرٌم (ر آية‪.105‬‬ ‫َع َذرار ٌ‬

‫النصف الول من سورة آل عمران يدعو للثبات فكريًا ويتمثل في مناقشة راقية للرسول‬ ‫ال عليه‬

‫الرسول‬

‫صلى‬

‫وسلم مع أهل الكتاب ليعرض معهم أين الحق‪ .‬وقد أقام وفد نجران في مسجد‬ ‫صلى ال عليه‬

‫وسلم وناقشهم فيه أيضًا‪ .‬وعلينا ان نتخذ هذه التعاليم لمحاورة الذين‬

‫اختلفوا معنا في المعتقد ونقتدي بالرسول صلى اللع عليه وبار ك وسلم‬

‫كنْيف تثّبت سورة آل عمربان بالمؤمننْين؟‪:‬‬ ‫•‬

‫•‬

‫•‬

‫ل ِإلَرَه ِإلّ ُهَو َوارْلَم لَرئَِك ةُرَوأُرْو لُروْااْلِع ْلرِم َقآئَِم ًار‬ ‫تقوية عقيدة المسلمين قبل النقاش‪َ) .‬ش ِهرَدر اللّهُ أَّنهُ َ‬ ‫ف الِّذ يرَن أُْو تُروْا‬ ‫ِباْلِقْسرِطر َ‬ ‫ل ِإلَرَه ِإلّ ُهَو اْلَعِزريرُزاْلَح ِكريرُم * ِإّن الّد يرَن ِع نرَد اللِّه اِل ْس رلَرُم َو َمراراْخ تَ رلَ َ‬ ‫ب ِإلّ ِم نر َبْع ِدر َم ار َج اررءُهُم اْلِع ْلرُمر َبْغ ًيرا َبْي َنرهُْم َو َمرنرَيْك فُرْر ِبآَياِت اللِّه فَِإّن اللِّه َس ِرريرُعاْلِح َس رارِب‬ ‫اْلِك تَرا َ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ب َوارلُّم ّيريَن أَأَْس لَرْم تُرْم‬ ‫* َفإْن َح آرّج ور َ‬ ‫ ك فَُقْل أَْس لَرْم ُ‬ ‫ترَو ْجر ِه رَيرللّه َو َمرِنراتَّبَع ِنر َو ُقررل لّلذ يرَن أُْو تُروْا اْلك تَرا َ‬ ‫غ وارللّهُ َب ِ‬ ‫ص يررٌر ِباْلِع َبرراِد ( ر )اليات‪(20 – 18‬‬ ‫فَِإْن َأْس لَرُم وْار فَقَِد اْه تَرَد وْار ّو إِا نرتَ​َو لّرْو ْارفَِإّنَم ار َع لَرْي َ‬ ‫ كر اْلَبلَ ُ َ‬ ‫واليات )‪) (87 – 85 – 83‬أَفَ​َغْيرَرر ِد يرِن اللِّه َيْب ُغروَن َو لَرهُ أَْس لَرَم َم نر ِفير الّس َمرارَوارِتَوارلَْر ِ‬ ‫ضر‬ ‫طْو ًعرارَو َك رْررًهرَارو إِارلَرْي ِهرُيْر َجرُعرروَن* َو َمرنرَيْب تَرِغ َغ ْيرَرر اِل ْس رلَرِم ِد يرًنا َفَلن ُيْقَب َلر ِم ْنرهُر َوُهرَو ِفير الِخ َررِةِم َنر‬ ‫َ‬ ‫اْلَخ ارِس ِر ريرَن ( ر‬ ‫إيجاد نقاط اتفاق بين المسلمين وأهل الكتاب )الية ‪ 64‬و ‪ُ) (84‬قْل َيا أَْه َلر اْلِك تَراِب تَ​َعارلَْو ْار‬ ‫ضرَنرار َبْع ضرًا َأْر َبرراًبار‬ ‫ كربِ​ِه َش ْيرًئرار َو َ‬ ‫ِإَلى َك لَرَم ٍةر َس َورارءَبْي َنرَنار َو َبرْي َنرُك ْمرأَلّ َنْع ُبرَد ِإلّ اللَّه َو َ‬ ‫ل ُنْش ِرر َ‬ ‫ل َيتِّخ َذ ر َبْع ُ‬ ‫ّم نر ُد ورِن اللِّه فَِإن تَ​َو لّرْو ْارفَُقولُوْا اْش هَرُد وْرا بِأَّنا ُم ْسر ِلرُم ورَن ( ر )ُقْلآَم ّنرا ِباللِّه َو َمرارُأنِز َلرَع لَرْي َنرار َو َمرارُأنِز َلر‬ ‫ب َوارلَْس َبرراِطَو َمرارُأوتَِي ُم ورَس ىر َوِعر يرَس ىرَوارلّنبِّيوَن ِم نر‬ ‫َع لَررى ِإْب َرراِه يرَمَو إِارْسرَمرارِع يرَلَو إِارْسرَحر َ‬ ‫ق رَو َيرْع قُرو َ‬ ‫قرَبْي َنر أَ​َح ٍد ر ّم ْنرهُرْم َو َنرْح ُن رلَهُ ُم ْسر ِلرُم ورَن ( ر‬ ‫ّر ّبرِه ْمر َ‬ ‫ل ُنَفّر ُ‬

‫الحجج والبراهين وسيلة القرآن للتثبيت‪ :‬من أسس الحوار والمناقشة بعد ما سبق أن‬

‫نقيم الدلة العقلية والمنطقية لقناع من نحاورهم‪ِ) .‬إّن َم ثَرَل ِع يرَس ىر ِع نرَد اللِّه َك َمرثَرِل آَد َمر‬

‫•‬

‫َخ لَرقَهُ ِم نر تَُراٍب ثِّم َقاَل لَهُ ُك نر فَ​َيُك ورُن ( ر آية ‪َ) ،59‬يا أَْه َلر اْلِك تَراِب ِلَم تَُح آرّج ورَن ِفير ِإْب َرراِه يرَمَو َمرار‬ ‫ل تَْع ِقرلُروَن ( ر آية ‪َ) ،65‬هارَأنتُْم َه ُؤرلء َح ارَج ْجرتُرْمِفيرَم ار لَُك مر‬ ‫ُأنِز لَرِت الّتوَراةُ َوارلنِج يرُلِإلّ ِم نر َبْع ِدر ِه رأَفَ َ‬ ‫ل تَْع لَرُم ورَن ( ر آية‪َ) ،66‬م ار َك ارَن‬ ‫بِ​ِه ِع لرٌم َفِلَم تَُح آرّج ورَن ِفيرَم ار لَْي َسر لَُك مر بِ​ِه ِع ْلرٌم َوارللّهُ َيْع لَرُم َوأَرنتُْم َ‬ ‫ب َوارْلُح ْكرَمرَوارلّنُبّوةَرثُّم َيُقوَل ِللّنا ِ‬ ‫س ُك ورُنوْا ِع َبرراًد ارّلي ِم نر ُد ورِن اللِّه َو لَرِك نر‬ ‫ِلَبَش ٍرر َأن ُيْؤ تِرَيهُر اللّهُ اْلِك تَرا َ‬ ‫ب َو بِرَم ارُك نرتُْم تَْد ُررُسرورَن (ررآية‪.79‬‬ ‫ُك ورُنوْا َر ّبررانِّييَنبَِم ار ُك نرتُْم تَُع لّرُم ورَن اْلِك تَرا َ‬ ‫تحذير أهل الكتاب من التكذيب )َيا أَْه َلر اْلِك تَراِب ِلَم تَْك فُرُر ورَنِبآَياِت اللِّه َوأَرنتُْم تَْش هَرُد ورَن * َيا‬ ‫ق ر ِباْلَباِط ِل رَو تَرْك تُرُم ورَناْلَح ّ‬ ‫أَْه َلر اْلِك تَراِب ِلَم تَْلبُِس ورَن اْلَح ّ‬ ‫ق ر َوأَرنتُْم تَْع لَرُم ورَن ( ر آية‪َ) ، 71 70‬و ِمرْنر‬

‫‪16‬‬


‫•‬

‫•‬

‫•‬

‫ كر ِإلّ َم ار‬ ‫أَْه ِلر اْلِك تَراِب َم ْنر ِإن تَْأَم ْنرهُر بِ​ِقنر َ‬ ‫ كر َو ِم رْنرهُرمّم ْنر ِإن تَْأَم ْنرهُر بِ​ِد يرَناٍر لّ ُيَؤ ّدرِهرِإلَْي َ‬ ‫طاٍر ُيَؤ ّدرِهرِإلَْي َ‬ ‫ب رَوُهرْم‬ ‫تر َع لَرْي ِهر َقآئًِم ار َذ ِلر َ‬ ‫ُد ْمر َ‬ ‫ ك بِأَّنهُْم َقالُوْا لَْي َسر َع لَرْي َنرا ِفير الُّم ّيريَن َس بِريٌل َو َيرُقوُلوَن َع لَررى اللِّه اْلَك ِذر َ‬ ‫َيْع لَرُم ورَن (رآية‪.75‬‬ ‫عر أَْب َنراءَنار‬ ‫ كرِفيرِه ِم نر َبْع ِدر َم ار َج اررء َ‬ ‫التحّد ير الشديد‪) :‬فَ​َم ْنر َح آرّج َ‬ ‫ ك ِم َنر اْلِع ْلرِمر فَُقْل تَ​َعارَلْو ْارَنْد ُ‬ ‫َوأَرْب َنراءُك ْمرَو نِرَس ارءَنارَو نِرَس ارءُك ْمرَوأَرنفَُس َنراروَأنفَُس ُكرْمر ثُّم َنْب تَرِه ْلر فَ​َنْج َع رلرلّْع َنرةُ اللِّه َع لَررى اْلَك ارِذ بِرريَن ( ر آية‪61‬‬ ‫ كر َو ِم رْنرهُرم‬ ‫العدل في النظرة الى أهل الكتاب )َو ِمرْنرأَْه ِلر اْلِك تَراِب َم ْنر ِإن تَْأَم ْنرهُر بِ​ِقنر َ‬ ‫طاٍر ُيَؤ ّدرِهرِإلَْي َ‬ ‫ّم نر ِإن تَْأم ْنرهر بِ​ِد يرناٍر لّ يؤ ّدرِهرِإلَي َ ّ‬ ‫ ك بِأَّنهُْم َقالُوْا لَْي َسر َع لَرْي َنرار ِفير‬ ‫تر َع لَرْي ِهر َقآئًِم ار َذ ِلر َ‬ ‫َُ ْ‬ ‫ كر ِإل َم ار ُد ْمر َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ب رَوُهرْم َيْع لَرُم ورَن (ررآية‪َ) ،75‬لْي ُسروْرا َس َورارءّم ْنر أَْه ِلر اْلِك تَراِب‬ ‫الُّم ّيريَن َس بِريٌل َو َيرُقوُلوَن َع لَررى اللِّه اْلَك ِذر َ‬ ‫أُّم ةٌر َقآئَِم ةٌر َيْتُلوَن آَياِت اللِّه آَناء اللّْي ِلر َوُهرْم َيْس ُجرُدرورَن ( ر آية‪.113‬‬ ‫طرَفى آَد َمر َو ُنرروًح ا رَوآرَل‬ ‫ص َ‬ ‫الثناء على النبياء الذين ُأرسلوا الى اليهود والنصارى )ِإّن اللَّه ا ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طرَفاِ ك‬ ‫ص َ‬ ‫ِإْب َرراه يرَمَوآرَل ع ْم رَررراَنَع لَررى اْلَعارلَم يرَن ( ر آية‪َ) ،33‬و إِارْذرَقالَت اْلَم لَرئَك ةُر َيا َم ْرر َيرُمرِإّن اللَّه ا ْ‬ ‫و َ ِ‬ ‫طرَفاِ كَع لَررى نَِس ارء اْلَعارلَِم يرَن ( ر آية‪.42‬‬ ‫ص َ‬ ‫ط رهَّر كرَوار ْ‬ ‫َ‬

‫بعد كل هذه البراهين يثبت المؤمن فكريًا‪ .‬ونلحظ أن القسم الول من السورة اختتمت‬ ‫السور بآية تتكلم عن الثبات )ِإن تَم سرسرُكرمرَح سرَنرةٌر تَس ؤرُهمرو إِارنرتُ ِ‬ ‫ص ْبررُكرْمرَس ّيرَئةٌر َيْفَر ُحر وْاربَِها َو إِارنر‬ ‫ْ َ ْ ْ َ ُْ َْ‬

‫ط( آية ‪ .120‬واختتمت آيات القسم‬ ‫ض ّررُكرْمرَك ْيرُدرُهرْم َش ْيرًئرار ِإّن اللَّه بَِم ار َيْع َمرلُروَن ُم ِحر ي ر ٌ‬ ‫ص بِرُر وْارَو تَرتّقُوْا َ‬ ‫ل َي ُ‬ ‫تَ ْ‬ ‫ِّ‬ ‫صراربُِر وْاَرو َررراِبطُوْاَوارتّقُوْا اللَّه لَ​َع لّرُك ْمر‬ ‫الثاني بآية تتكلم عن الثبات أيضًا )يا أَّيَها الذ يرَن آَم ُنروْا ا ْ‬ ‫ص بِرُر وْارَو َ‬ ‫تُْف ِلرُح ورَن ( ر آية‪200‬‬

‫النصف الثاني من السورة‪ :‬يتحد‪.‬ث هذا القسم عن غزوة أحد لنها تركت في نفوس‬

‫المسلمين أث ًار شديدا من جّراءعصيانهم لوامر الرسول صلى اله عليه وبار ك وسلم‬

‫ونلحظ تسلسل قصة غزوة أحد وتثبيت المسلمين تأتي على سياق غاية في الحكمة‬

‫ ك تَُبّوىُء اْلُم ْؤر ِمرنِرريَن‬ ‫سبحانه‪ ،‬أو ً‬ ‫ت رِم ْنر أَْه ِلر َ‬ ‫ل يذكر ال تعالى فضله على المسلمين )َو إِارْذرَغ َدرْور َ‬ ‫م قَراِع َد رِلْلِقتَراِل وارللّه س ِمريرع ع ِلرريم * ِإْذ هّمرتر ّ‬ ‫لر َوارللّهُ َو ِلرّيهَُم ارَوَعر لَررىاللِّه َفْلَيتَ​َو ّك رِلر‬ ‫طآئِفَ​َتاِن ِم نرُك ْمر َأن تَْفَش َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ٌَ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ص َر رُكرُمراللّهُ بَِبْد ٍرر َوأَرنتُْم أَذ لرةٌ َفاتّقُوْا اللَّه لَ​َع لرُك ْمر تَْش ُكرُرر ورَن* ِإْذ تَُقوُل لْلُم ْؤر ِم رنرريَنأَ​َلن‬ ‫اْلُم ْؤر ِمرُنرروَن* َو لَرقَْد َن َ‬ ‫َيْك ِفريرُك مر َأن ُيِم ّدرُكرمر ر ّبرُك مربِثَلَثَِة آلَ ٍ‬ ‫ف ّم َنر اْلَم آلرئَِك ِةر ُم نرَز ِلرريَن ( ر )الياتمن ‪ (124 – 121‬ثم يرفع من‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬

‫ص َدرقَرُك ُمراللّهُ َوْعر َدرهُرِإْذ‬ ‫روحهم المعنوية فيخفف عنهم ثم يلوم المخالفين لومًا رقيقًا )َو لَرقَْد َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫صر ْي رتُرمّم نر َبْع ِدر َم ار أَ​َراُك مرّم ار تُِح ّبرروَن ِم نرُك مر ّم نر ُيِر يرُد‬ ‫تَُح ّسرورَنُهم بِ​ِإْذ نره َح تّررى ِإَذ ار فَش ْل رتُْم َو تَرَناَزْع تُرْمفير الَْم ِرر َوَعر َ‬ ‫ِ‬ ‫ض ٍل رَع لَررى اْلُم ْؤر ِمرنِرريَن ( ر‬ ‫ص َر رفَرُك ْمرَع ْنرهُرْم ِلَيْب تَرِلَيُك ْمر َو لَرقَْد َع فَرا َع نرُك ْمر َوارللّهُ ُذ ور فَ ْ‬ ‫الّد ْنرَيرا َو ِم رنرُك مرّم نر ُيِر يرُدالخ َررةَثُّم َ‬ ‫)آية ‪ (152‬ثم يرفع روحهم المعنوية مرة أخرى )ثُّم َأنَز َلرَع لَرْي ُكرمر ّم نر َبْع ِدر اْلَغّمر أَ​َم َنرةًر ّنَعارًس ار َيْغ َشرىر َ‬ ‫طآئِفَةً‬

‫‪17‬‬


‫طررآئِفَةٌ قَْد أَ​َهّمرتْرهُْم َأنفُ​ُس هُرْم َيظُّنوَن ِباللِّه َغ ْيرَرر اْلَح ّ‬ ‫ظّن اْلَج ارِه ِلرّيِة َيُقوُلوَن َهلر لَّنار ِم َنر الَْم ِرر ِم نر‬ ‫قر َ‬ ‫ّم نرُك ْمر َو َ‬ ‫ ك َيُقوُلوَن لَْو َك ارَن لَ​َنار ِم َنر الَْم ِرر َش ْير ٌء رّم ار‬ ‫َش ْير ءٍ رُقْل ِإّن الَْم َرر ُك لّرهُ ِللِّه ُيْخ فُرروَن ِفير َأنفُِس ِه رمرّم ار َ‬ ‫ل ُيْب ُدرورَن لَ َ‬ ‫ضر ارِج ِعرِهرْمرَو ِلرَيْب تَرِلَياللّهُ َم ار ِفير‬ ‫ب َع لَرْي ِهرُمراْلقَْتُل ِإَلى َم َ‬ ‫قُتِْلَنار َهارُهَنا ُقل لّْو ُك نرتُْم ِفير ُبُيوتُِك ْمر لَ​َبَر َزررالِّذ يرَن ُك تِر َ‬ ‫ص ُدرورِر (ر ر )آية‪ (154‬ثم يذكر أسباب الهزيمة‬ ‫ص رَم ار ِفير ُقُلوبُِك ْمر َوارللّهُ َع ِلرريٌم بَِذ ارِت ال ّ‬ ‫ص ُدرورِر ُكرْمرَو ِلرُيَم ّحر َ‬ ‫ُ‬ ‫والمعصية )الية ‪ .(152‬مرتبط ببدايات السورة في قوله تعالى )زين للناس حب الشهوات(‬

‫وهذه الشهوات هي التي تدفع للمعصية وكذل ك الربا تؤدي الى الخلفات ولهذا وردت آية‬ ‫ضر ارَع فَرًة َوارتّقُوْا اللَّه‬ ‫الربا في سورة آل عمران أيضًا )َيا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروْا َ‬ ‫ل تَْأُك لُروْا الّر َبرارأَ ْ‬ ‫ض َعرارًفا ّم َ‬ ‫لَ​َع لّرُك ْمر تُْف ِلرُح ورَن ( ر آية‪130‬‬

‫أما تسمية السورة بر )آل عمران( فهي إكرام لزوجة عمران والسيدة مريم ابنة عمران فالسيدة‬ ‫مريم عليها السلم كانت رم ًاز للثبات في العبادة والعّفة وزوجة عمران كانت رم ًاز للثبات‬

‫بنصرة السلم )َر ّ‬ ‫ت رلَ​َ ك َم ار ِفير َبْطنِري ُم َحر ّرر ًررا(وحينها كان المسجد القصى‬ ‫برِإّني َنَذ ْرر ُ‬

‫مأخوذًا من المؤمنين فنذرت ما في بطنها لخدمة المسجد القصى ووضعتها أنثى‬

‫وتقبلها ال تعالى منها‪ .‬وكذل ك سورة آل عمران فيها نظرة عالية للمرأة بذكر زوجة‬ ‫عمران ومريم عليها السلم التي رفعت من الروح المعنوية لدى سيدنا زكريا ‪ ‬فدعا ربه‬

‫أن يهب له ذرية صالحة‪ .‬وفي هذا إشارة أن رمز الثبوت هم النساء ولذا جاء ترتيب‬ ‫سورة النساء مباشرة بعد سورة آل عمران‪ .‬هذا وال أعلم‬

‫‪ - 4‬سورة النساء ) هدف السورة ‪:‬‬ ‫العدل والرحمة بالضعفاء(‬

‫سورة البقرة حددت المنهج الذي يجب أن يتبعه الذين استخلفهم ال تعالى في الرض‪،‬‬ ‫وسورة آل عمران ركزت على الثبات على هذا المنهج وتأتي سورة النساء حتى تدلنا‬

‫على أن العدل والرحمة بالضعفاء من أهم ما يحتاجه الناس لتباع المنهج‪ .‬وآيات سورة‬ ‫النساء تتحد‪.‬ث عن أنواع عديدة من المستضعفين والضعفاء منهم اليتامى والنساء‬

‫والعبيد والماء والقليات غير المسلمة التي تعيش بين المسلمين الذين قد يظلمهم‬ ‫الناس‪ .‬فالعدل إذن والرحمة بالضعفاء هي أساس المسؤولية في الرض‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫وأول العدل يكون في البيت مع النساء فلو عدل النسان مع زوجته ولورحمها لستطاع‬ ‫أن يعدل في مجتمعه مع باقي الناس مهما اختلفت طبقاتهم‪ .‬وال تعالى يريد أن يرى‬ ‫عدل الناس خاصة بالنساء قبل أن يستأمّنا على الرض‪.‬‬

‫سورة آل عمران مّهدت لتكريم المرأة في قصة زوجة عمران ومريم عليها السلم اللتان‬

‫هما رمز الثبات في الرض ولن النساء هن مصانع الرجال والجيال‪ ،‬فالم هي التي‬ ‫ل‪ .‬وسميت السورة بر)النساء( تكريمًأ لهن ولدورهن‬ ‫تربي أطفال المة حتى يصبحوا رجا ً‬ ‫في المة السلمية‪.‬‬

‫ونستعرض آيات سورة النساء ومعانيها وكل آيات هذه السورة فيها عدل ورح‪:‬ة‪:‬‬ ‫•‬

‫وتبدأ من أول آية التي يذكرنا ال تعالى فيها أنه خلقنا من نفس واحدة وأصل‬

‫س اتّقُوْا َر ّبنُك ُمنالِّذ ين َخ َلنقَُك من ّم نن ّنْف ٍ‬ ‫ق‬ ‫س َو انِح َدنٍةنَو َخنَلن َ‬ ‫واحد فكيف يظلم بعضنا بعضا‪َ ).‬يا أَّيَه ان الّنا ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْننهنانَز و نَجنهنانو َبن ّ ِ‬ ‫س انءُلوَن ِبِه َو انلَْر َحنانَإِمّن اللَّه َك انَن‬ ‫س انءَو انتّقُوْا اللَّه الّذ ين تَ َ‬ ‫ث م ْننُهنَم انِرَج انًلَك ثنيًراَو ِنن َ‬ ‫َ ْ َ​َ‬ ‫َع لَنْي ُكنْمنَر ِقنيًبا(‬

‫•‬

‫ذكر انواع الضعفاء من اليتامى والنساء والسفهاء وغيرهم والح‪.‬ث على العدل‬

‫والرحمة بهم‪.‬‬

‫و آنتُوْا اْلَيَتام ىن أَم ونانلَُهموَل تَتَ​َبّد لُنوْا اْلَخ ِبنيَث ِبال ّ‬ ‫طّيِب َوَل تَأُْك لُوْا أَْم َونانلَُهْمنإَِلى أَْم َونانِلُك ْمنإِّنُه َك انَن ُحونًبا‬ ‫‪.1‬‬ ‫َ ْ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َك ِبنيًرا‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫‪.6‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫•‬

‫•‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ع فَِإ ْنإ ِخ ْف إتُإْ م أَلّ تإَْعِدإلُإوباْ فإَو باإِح َد إًةإأَْو َمكاإ‬ ‫ب لَُك مإ ّمَنإ بالنَّس كاإء َمثإَْن ى َو ثإُالَ َ‬ ‫ث َوُربَكا َ‬ ‫َو إِإْن خ ْف إتُإْ م أَلّ تإُْق سإ طُإإوباْ ف ي بالْنْيَتَكاَم ىإ فَكانكُح وإباْ َمكاإ طَكا َ‬ ‫ك أَْد نَإ ى أَلّ تإَُعوُلوباْ‬ ‫َملَإَك ْ‬ ‫تإ أَيَْم كاإنُ​ُك ْ مإ َذلِ َ‬ ‫ص ُدإْقَإكاتِ​ِه ّنإ نِْح لَإًة فَِإ نإ ِط ْبإَن لَُك ْ مإ َعن َش ْ يإ ٍء إّمْنإهُ نإَْف ًسإكاإ فَُك لُإوهُ َه نِإنْيئًكا ّمِرإيئًكا‬ ‫َوآإُتوباْ بالنَّس كاإء َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫سإوإُه ْ مإَو ْقُإوُلوباْ لَُه ْ مإ ْقإَْو لًإ ّمْعُرإوفًكا‬ ‫َولَ تإُْؤ تُإوباْ بال ّ‬ ‫س َفإَهإكاإء أَْم َوإباإلَُك ُ مإ بالت ي َج َعإَل باللّهُ لَُك ْ مإ ْقنْيَكامكاً َوباإْرُزُْقوُه ْ مإفنْيَه كاإ َوباإْك ُ‬ ‫َوباإبْإتإَُلوباْ بالْنْيَتَكاَم ىإ َح تّإَ ى إَِذبا بإَلَُغوباْ بالنَّك كاإَح فَِإ ْنإ آنَْس تُإ م ّمنإُْه ْ مإ ُرْش ًدإباإفَكاْد فإَُعوباْ إِلَْنْيِه ْ مإ أَْم َوإباإلَُه ْ مإ َولَ تَأُْك لُإوَه كاإ إِْس َرإبافًكا َو بِإَد باإًربا َأن يَْك بإَُروباْ َو َمإنإ‬ ‫فإ و مإنإ َك كاإَن فَِق نْيإربا فإْلنْيأُْك لإ بِكالْم عإرإو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ ف فَِإ َذإبا َدفإَْعتُإْ م إِلَْنْيِه ْ مإ أَْم َوإباإلَُه ْ مإ فَأَْش ِهإُدإوإباْ َعلَْنْيِه ْ مإ َوَك َفإ ىإبِكاللِّه َح ِسإ نْي إبًكا‬ ‫َك كاإَن غَننْيّكا فإَْلنْيَْس تإَْع فإ ْ َ َ‬ ‫ً َ​َ ْ َ ْ ُ‬ ‫ضإَرإ بالِْق ْسإَمإةَإ أُْو لُإوباْ بالُْقْربَإ ى َوباإلْنْيَتَكاَم ىإ َوباإلَْم َسإكاإكِنْيُن فَكاْرُزُْقوُه مإ ّمْنإهُ َو ْقُإوُلوباْ لَُه ْ مإ ْقإَْو لًإ ّمْعُرإوفًكا‬ ‫َو إِإَذبا َح َ‬ ‫و لْإنْيْخ شإبالِّذ يإن لَو تإرُك وإباْ ِم نإ َخ ْلإِف ِهإ مإ ذُّريًّة ِ‬ ‫ض َعإكافًكا َخ كاإُفوباْ َعلَْنْيِه ْ مإ فإَْلَنْيتإُّقوبا باللَّه َو لْإنْيإَُقوُلوباْ ْقإَْو لًإ َس ِدإيإًد باإ‬ ‫ْ‬ ‫َ​َ َ َ ْ َ‬ ‫ْ‬

‫تحذير الذين يظلمون بعاقبة الظلم‪) :‬إِّن الِّذينَن َيأُْك لُنوَن أَْم َونانَلاْلَيَتاَم ىن ظُْلًم ان إِّنَم ان َيأُْك ُلوَن ِفي‬ ‫س ِعنينًرا( آية‪10‬‬ ‫ننن‬ ‫ُب ُ‬ ‫سنَين ْ‬ ‫ص لَنْو َ َ‬ ‫طوِنِه ْمن َناًرا َو َ‬ ‫آيات الميرا‪.‬ث وما تضمنته من نصيب الولد والبوين والزواج والزوجات في‬

‫حالة وفاة أحدهم‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫ِ‬ ‫ُيو ِ‬ ‫ص ينُك مناللُّه ِفي أَْو لَنِد ُكنمنِللّذ َكنِرن ِم ثْنُل َح ّ‬ ‫قنناثَْنتَْي ِنن َفلَُهّن ثُلَُثا َم ان تَ​َر َكن‬ ‫ظن ا ُ‬ ‫‪.1‬‬ ‫س انء فَْو َ‬ ‫لنثَ​َيْي ِنن فَِإ نن ُك ّنن ن َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫سن ِم ّمنان تَ​َر َكنِإن َك انَن لَُه َو لَنٌد فَِإ نن لّْم َيُك نن‬ ‫فنَولَ​َبَو ْينِهِلنُك ّلن َو انِح ٍدنّم ْننُهنَم انال ّ‬ ‫ص ُ‬ ‫َو إِانن َك انَنْت َو انح َدنةًنَفلَ​َه ان الّن ْ‬ ‫س ُدن ُ‬ ‫صن ّينٍةُيو ِ‬ ‫س ُدنسن ِم نن َبع ِدن و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ي نِبَه ان أَْو َد ْينٍنن‬ ‫لُّه َو لَنٌد َو َو نِر نثَ أُهَ​َبَو انهُ فَلُّم ِهن الثّلُ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ث فَِإن َك انَن لَُه إِْخ َونةٌنفَلُّم هن ال ّ ُ‬ ‫ض ًةنّم َنن اللِّه إِّن اللَّه َك انَن َع ِلنيما َح ِكنينًم ان )آية‬ ‫بنلَُك ْمن َنْفعاً فَِر ين َ‬ ‫آَبؤآُؤ ُك ْمنَو أَنبناُؤ ُكنْمنَل تَْد ُرنونَن أَّيُهْم أَْقَر ُ‬ ‫‪(11‬‬

‫ِ‬ ‫صإ نْيّإٍة يو ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ص نْيإَن بَِه كاإ أَْو َديْإٍن‬ ‫ص ُ‬ ‫‪َ .2‬و لَإُك ْ مإ نِ ْ‬ ‫فإ َمكاإ تإَرَك أَْزَوباإُج ُكإْ مإِإن لّْ م يَُك نإ لُّه ّنإ َو لَإٌد فَِإ نإ َك كاإَن لَُه ّنإ َو لَإٌد فإَلَُك ُ مإ بالّربُ​ُع م ّمإكاإ تإَرْك َنإ م نإ بإَْعدإ َو ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫صوإَن بَِه كاإ أَْو َديْإٍن َو إِإن َك كاإَن‬ ‫َو لَإُه ّنإ بالّربُ​ُع م ّمإكاإ تإَرْك تُإْ م ِإن لّْ م يَُك نإ لُّك ْ مإ َو لَإٌد فَِإ نإ َك كاإَن لَُك ْ مإ َو لَإٌد فإَلَُه ّنإ بالثُّم ُنإ م ّمإكاإ تإَرْك تُإ م ّمنإ بإَْعدإ َو صإ نْيّإة ُتو ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ك فإُه مإ ُشرإَك كاإء ِف ي بالثإّلُ ِ‬ ‫س ُدإ ُ ِ‬ ‫ث ِم نإ بإَْعِدإ‬ ‫تإ فَلُِك ّلإ َوباإِح ٍد إّمنإُْه َمإكاإ بال ّ‬ ‫َرُج ٌلإ ُيوَر ُ‬ ‫ث َك الَإلَةً َأو باْم َرإأَةٌ َو لَإهُ أَ ٌ‬ ‫خ أَْو أُْخ ٌ‬ ‫سإ فَإ نإ َك كاإنإَُو باْإ أَْك ثإَر م نإ َذل َ َ ْ َ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ض ئآإّر و ِ‬ ‫صإ نْيّإًة ّمَنإ باللِّه َوباإللّهُ َعِلنْيٌ م َح لِإنْيٌ م )آية ‪(12‬‬ ‫َو صإ نْيّإة ُيو َ‬ ‫ص ىإ بَِه ئآإ أَْو َديْإٍن غَنْيإَْر ُم َ َ‬ ‫·‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سنولَُهيْد ِخنْلنُه َج ّنناٍت تَْج ِرن يِم نن‬ ‫بيان خطورة عدم العدل‪) :‬ت ْلَك ُح ُدنوُد اللّه َو َمنننُيط ِعناللَّه َو َر ن ُ‬

‫·‬

‫أوامر للتوجيه لحسن التعامل مع النساء‪ :‬والح‪.‬ث على عشرتهن بالمعروف بعدم ظلمهن‬

‫تَْح ِتنَه انالَْن َهناُر َخ انِلِدينَن ِفيَه ان َو َذنِلنَكاْلَفْو ُزنناْلَعِظ ينُم (ن آية ‪13‬‬

‫وتحمل الذى منها والصبر عليها وترقق قلبها لتنسى الظلم والساءة‪ .‬يبدأ بالعشرة‬

‫بالمعروف ثم الصبر عليها ثم إذا كرهتموهن فل حرج من استبدالها لكن ل يأخذ أموالها‬

‫كرهًا وليتذكروا ما كان بينهم من عشرة وعلقة حميمة ولذا جاءت كلمة أفضى بكل‬ ‫معانيها الجميلة وليتذكر الرجال أنهم استحلوا نساءهم بميثاق غليظ على سنة ال‬

‫‪.1‬‬

‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬

‫ورسوله‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضنُلنوُهّن ِلتَْذ َهنُبوْا ِبَبْع ِ‬ ‫ضن َم ان‬ ‫س انء َك ْرنًهاَوَل تَْع ُ‬ ‫َيا أَّيَه ان الّذينَن آَم ُننوْا َل َيح ّلنلَُك ْمن َأن تَِرثُوْا الّن َ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫آتَْي تُم ونُهّن إِلّ َأن َيأِْتيَن ِبَفاِح َ ٍ‬ ‫تش ْينًئا‬ ‫س ىن َأن تَْك َرنُهوْا َ‬ ‫تشنةنّم َبنّيَنة َو َعنانتش ُرننونُه ِّنباْلَم ْعنُرنو نففَِإن َك ِرنْه تُنُم ونُهّنفَ​َع َ‬ ‫ُ‬ ‫َو َينْج َعنَلناللُّه ِفيِه َخ ْينًراَك ِثنيًرا‬ ‫َو إِإْن أَ​َردتُّ م باْس تِإْبَد باإَل َزْوٍج ّمَك كاإَن َزْوٍج َوآإتإَْنْيتُْ م إِْح َدإباإُه ّنإِْقنطَكاًربا فَالَ تَأُْخ ُذإوإباْ ِم ْنإهُ َش ْنْيإئًكا أَتَأُْخ ُذإوإنَهُ بإُْه تَإكانكاً َو إِإْثمكاً ّمبِنْينكاً‬ ‫ضإُك ْ مإ إَِل ى بإَْع ٍ‬ ‫ضإ َوأَإَخ ْذإَنإِم نإُك مإ ّمنْيثَكاْقًكا غَِلنْيظًكا‬ ‫َوَك ْنْيإ َ‬ ‫ض ىإ بإَْع ُ‬ ‫ف تَأُْخ ُذإوإنَهُ َو ْقَإْد أَفْ َ‬

‫وكذل ك توجيه بالعدل مع الماء‪ ،‬ومن رحمة ال تعالى أن جاء بكلمة أهلهن بدل‬

‫أسيادهن‪،‬ونصحهم بأن ل يتخذن أخذان أي أصحاب حتى ل تتأذى لن قلوب النساء‬

‫ِ‬ ‫صنَنناِتاْلُم ْؤنِمنَنناِتفَِم نن ّم ان َم لَنَك ْتن‬ ‫س تَنِط ْعنِم ننُك ْمن َ‬ ‫رقيقة وتتأذى بشدة‪َ) .‬و َمنننلّْم َي ْ‬ ‫طْو لًنَأن َينك َحن اْلُم ْحن َ‬

‫ضنُكنمنّم نن َبْع ٍ‬ ‫ضن َفانِك ُحنونُهّن ِبِإ ْذ ِننأَْه ِلنِه ّنن‬ ‫أَْي َمنانُنُك من ّم نن فَتَ​َياِتُك ُمن اْلُم ْؤنِمنَنناِتَو انللُّه أَْع َلنُم ِبِإيَم انِنُك ْمنَبْع ُ‬ ‫فم ْحن صنَنناٍتَغ ْينر م سنانِفَح انٍتوَل م تّنِخ َذنانِت أَْخ َدنانٍن فَِإ َذ ان أُْح ِ‬ ‫ِ‬ ‫صن ّن نفَِإ ْنن أَتَْي َنن‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َو آنُتوُهّن أُ​ُج ونَرُهّنِباْلَم ْعنُرنو ن ُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِبَفاِح َ ٍ‬ ‫ص ِبنُر وْان‬ ‫ص ُ‬ ‫صنَنناتم َنن اْلَع َذ انِب َذ لنَك لَم ْنن َخ تشن َي ناْلَعَنَت م ْننُك ْمنَو أَنن تَ ْ‬ ‫تشنةنفَ​َع لَنْي ِهنّننن ْ‬ ‫فنَم ان َع لَنى اْلُم ْحن َ‬ ‫َخ ْينٌرن لُّك ْمن َو انللُّه َغ فُنوٌر ّر ِحنينٌم (ن آية‪25‬‬ ‫‪20‬‬


‫·‬

‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫·‬

‫·‬

‫ذكر رحمة ال تعالى التي هي أوسع من كل شيء‪:‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َنَن الِّذينَن ِم نن قَْب ِلنُك ْمن َو َينُتوَب َع َلنْي ُكنْمنَو انللُّه َع ِلنيٌم َح ِكنينٌم‬ ‫ُيِر ينُد اللُّه لُيَبّيَن لَُك ْمن َو َينْه دنَينُك ْمن ُ‬ ‫َو انللُّه ُيِر ينُد َأن َيُتوَب َع لَنْي ُك ْمنَو ُينِر ينُدالِّذينَن َيتِّبُعوَن ال ّ‬ ‫تش َهنَو انِتَأن تَِم ينلُواْ َم ْينلًن َع ِظنينًم ان‬ ‫ض ِعنينًفا‬ ‫ُيِر ينُد اللُّه َأن ُيَخ ّفن َ‬ ‫ف َع ننُك ْمن َو ُخنِلن َ‬ ‫س انُن َ‬ ‫قاِل ن ن َ‬

‫العدل في النفس والموال )َيا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا َل تَأُْك لُوْا أَْم َونانلَُك ْمنَبْي َنُك ْمن ِباْلَباِط ِلنإِلّ َأن تَُكوَن‬ ‫ِتَج انَرةًَع نن تَ​َرا ٍ‬ ‫س ُكنْمن إِّن اللَّه َك انَن ِبُك ْمن َر ِحنينًم ان( آية‪29‬‬ ‫ض ّم ننُك ْمن َولَ تَْقتُلُواْ َأنفُ َ‬

‫ضوابط ليستقيم العدل داخل السرة‪ :‬مع المر بالعدل يأتي التشديد على وجود ضوابط‬

‫حتى تستقيم المور ول تتجاوز الحدود المسموح بها‪ .‬كما في الية ‪) 34‬الّر َجنانُلَقّو انُم ونَن‬ ‫ضنُهنْم َع لَنى َبْع ٍ‬ ‫ت‬ ‫س انء ِبَم ان فَ ّ‬ ‫ضن َو ِبنَم انَأنَفقُوْا ِم ْنن أَْم َونانِلِه ْمنَفال ّ‬ ‫ت َقاِنَتا ٌ‬ ‫صانِلَح ان ُ‬ ‫ض َلن اللُّه َبْع َ‬ ‫َع لَنى الّن َ‬ ‫ظنوُهّن و انْه ُجنرنونُه ِّ‬ ‫ضنانِج ِعن‬ ‫تشوَزُهّنَفِع ُ‬ ‫ت لّْلَغْي ِبن ِبَم ان َح ِفن َ‬ ‫َح انِف َ‬ ‫ظ اللُّه َو انللِّتي تَ​َخ انُفوَن ُن ُ‬ ‫ظا ٌ‬ ‫نفي اْلَم َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ض ِرنُبوُهّنفَِإ ْن أَ​َطْع َننُك ْمن فَ​َل تَْبُغواْ َع لَنْي ِهنّننَس ِبنيًل إِّن اللَّه َك انَن َع ِلنّيا َك ِبنيًرا( فالتسلسل واضح فيها‬ ‫َو ان ْ‬

‫فالول يبدأ الوعظ ثم الهجر في المضاجع وأخي ًار الضرب والضرب جاء في النشوز‬

‫وجاء متأخ ًار في الترتيب فجاء بعد الوعظ والهجر فإذا لم ينفع أيًا من هذه المور يتركها‬ ‫عسى ال أن يبدله خي ار منها‪.‬‬

‫·‬

‫ِ‬ ‫سنانًنا َو ِبنِذ يناْلقُْر َبنى‬ ‫العدل في المجتمع كله‪َ) :‬و انْع ُبنُد وْااللَّه َوَل تُ ْ‬ ‫تش ِرنُك وْان ِبِه َ‬ ‫تش ْينًئا َو ِبنناْلَو انلَد ْين ِإِننْح َ‬ ‫صانِح ِ ِ‬ ‫س ِبنيِل َو َمنانَم لَنَك ْتن‬ ‫بنبالَجننِب َو انْب ِننال ّ‬ ‫سنانِك ينِنَو انْلَج انِرِذ ين اْلقُْر َبنىَو انْلَج انِراْلُج ُننِب َو انل ّ‬ ‫َو انْلَيَتاَم ىنَو انْلَم َ‬

‫أَْيَمنانُنُك ْمن إِّن اللَّه َل ُيِح ّبن َم نن َك انَن ُم ْخن تَناًل فَُخ ونًرا( آية‪ .36‬ونلحظ في الية الكريمة تعداد‬ ‫أنواع من الضعفاء‪.‬‬

‫·‬

‫·‬

‫·‬

‫مشاكل تؤثر على القدرة على العدل والرحمة بالضعفاء‪ :‬منها البخل )الِّذينَن َيْب َخ ُلنوَن‬ ‫ض ِلنِه َو أَنْع َتنْد َنناِلْلَك انِف ِر ينَنَع َذنانًبا ّم ِهنينًنا( آية ‪،37‬‬ ‫س ِباْلُبْخ ِلنَو َينْك تُنُم ونَنَم ان آَتاُهُم اللُّه ِم نن فَ ْ‬ ‫َو َينأُْم ُرنونَنالّنا َ‬ ‫والرياء )َو انلِّذينَنُينِفُقوَن أَْم َونانلَُهْمنِرَئناء الّنا ِ‬ ‫س َوَل ُيْؤ ِمنُننوَن ِباللِّه َوَل ِباْلَيْو ِم نالِخ ِرن َو َمنننَيُك ِنن ال ّ‬ ‫طاُن‬ ‫تش ْين َ‬ ‫س انء ِق ِر ينًنا( آية ‪38‬‬ ‫لَُه قَِر ينًنا فَ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض انِع ْفنَه ان‬ ‫سنَننًة ُي َ‬ ‫ال تعالى يعاملنا بالفضل قبل العدل )إِّن اللَّه َل َيْظلُم م ثْنَقاَل َذ ّرنٍةَو إِانن تَُك َح َ‬

‫َو ُينْؤ ِتنِم نن لُّد ْن ُهن أَْج ًرناَع ِظنينًم ان( آية‪40‬‬

‫فن إَِذ ان ِج ْئنَننا ِم نن ُك ّلن أّم ٍةن‬ ‫الرسول صلى اله عليه وبار ك وسلم يشهد على عدلنا )فَ​َك ْين َ‬

‫تش ِهنينًد ان( آية ‪41‬‬ ‫تش ِهنينٍد َو ِجنْئنَناِب َك َع لَنى َهنُؤلء َ‬ ‫ِب َ‬

‫‪21‬‬


‫·‬

‫·‬

‫آية محورية هي قلب الصورة في أهمية أداء المانات‪) :‬إِّن اللَّه َيأُْم ُرنُكنْمنَأن ُتؤّد وْان‬ ‫الَ​َم انَناِت إَِلى أَْه ِلنَه ان َو إِانَذ انَح َكنْمنتُنم َبْي َنن الّنا ِ‬ ‫ظنُك من ِبِه إِّن اللَّه َك انَن‬ ‫س َأن تَْح ُكنُم وْان ِباْلَعْد ِلنإِّن اللَّه ِنِع ّمنانَيِع ُ‬ ‫س ِمنينعانَب ِ‬ ‫ص ينًرا( آية‪58‬‬ ‫َ ً‬

‫ِ ِ‬ ‫س ِبنيِل‬ ‫تنتقل السورة إلى محور جديد هو القتال لضمان حقوق المستضعفين )َفْلُيَقاتْل في َ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف نُنْؤ ِتنيِه‬ ‫اللِّه الِّذينَن َي ْ‬ ‫س ْون َ‬ ‫س ِبنيِل اللّه فَُيْقتَْل َأو َيْغ لنْب فَ َ‬ ‫تش ُرنونَناْلَح َيناةَ الّد ْننَينا ِبالخ َرنِةَو َمنننُيَقاتْلن في َ‬ ‫أَْج رناَع ِظنينم ان* و منلَانُك من َل تَُقاِتُلوَن ِفي س ِبنيِل اللِّه و انْلم سنتَن ْ ِ ِ‬ ‫س انءَو انْلِو ْلنَد انِنالِّذينَن‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ض َعنفيَنم َنن الّر َجنانِلَو انلّن َ‬ ‫َ‬ ‫ً َ َ ْ‬ ‫ً‬ ‫َيُقوُلوَن ر ّبنَناأَْخ ِرنْج َننناِم ْنن َهنِذ ِهناْلقَر َينِةال ّ‬ ‫ظاِلِم أَْه لُنَه ان َو انْج َعنلنلَّنا ِم نن لُّدنَك َو ِلنّيا َو انْج َعنلنلَّنا ِم نن لُّدنَك‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫َنِص ينًرا( آية‪ .75 – 74‬وقد يتغرب البعض من ورود آيات القتال في سورة النساء‬

‫والحقيقة أن مكان اليات في هذه السورة لن النساء هن مصنع المقاتلين والمرأة مقاتلة‬ ‫في بيتها بصبرها وطاعتها لزوجها‪.‬‬

‫·‬

‫الح‪.‬ث على العدل أثناء الجهاد ومعاملة الناس برحمة حتى في القتال وهذا من أخلق‬

‫·‬

‫خطورة المنافقين‪ :‬تنتقل اليات في ربع كامل للتنبيه إلى خطورة المنافقين لن أكثر‬

‫ِ‬ ‫س لَنَم‬ ‫س ِبنيِل اللِّه َفتَ​َبّيُنوْا َوَل تَُقولُوْا ِلَم ْنن أَْلَقى إِلَْي ُكنُمن ال ّ‬ ‫الحرب‪َ) :‬يا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا إَِذ ان َ‬ ‫ض َرنْبنتُنْمفي َ‬ ‫ضناْلَح َيناِة الّد ْننَينا فَِع ننَد اللِّه َم َغناِنُمن َك ِثنيَرةٌَك َذنِلنَك ُكنُتم ّم نن قَْب ُلن فَ​َم ّنن اللُّه َع َلنْي ُكنْمن‬ ‫س َتن ُم ْؤنِمنًنناتَْب تَنُغوَن َع َرن َ‬ ‫لَ ْ‬ ‫َفتَ​َبّيُنوْا إِّن اللَّه َك انَن ِبَم ان تَْع َمنلُنوَن َخ ِبنيًرا( آية‪94‬‬

‫ما يعيق اتمام العدل هو انتشار المنافقين‬

‫·‬

‫·‬

‫ظاِلِمين أَْن فُنِس ِه نْمنَقالُوْا ِفيَم ُكنتُْم‬ ‫توصيات للقليات المستضعفة‪) :‬إِّن الِّذينَن تَ​َو فّناُهُم اْلَم آلنِئَك ُةن َ‬ ‫ض َعنِفيَنِفي الَْر ِ‬ ‫ضناللِّه َو انِس َعنًةنَفتَُه انِج ُرنوْانِفيَه ان فَأُْو لَ نِئ َك َم أْنَو انُهْم‬ ‫ضنَقاْلَو اْنأَلَْم تَُك ْنن أَْر ُ‬ ‫سنتَن ْ‬ ‫َقالُوْا ُك ّنا ُم ْ‬ ‫صن ي نرا* إِلّاْلم سنتَن ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س تَنِط ينُعوَن ِحينلًَة َوَل‬ ‫س انءَو انْلِو ْلنَد انِنَل َي ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ض َعنفيَنم َنن الّر َجنانِلَو انلّن َ‬ ‫َج َهنّنُم َو َ‬ ‫سنانءْتَم ً‬ ‫ل( آية ‪98 – 97‬‬ ‫س ِبني ً‬ ‫َيْه تَنُدوَن َ‬

‫رحمة ال تعالى بعباده‪ :‬ومنها رحمته بنا حتى في الصلة فشّرعقصر الصلة )َو إِانَذ ان‬

‫ض َرنْبنتُْمِفي الَْر ِ‬ ‫لنِة إِْن ِخ ْفنتُْم َأن َيْفِتَنُك ُمن الِّذينَن َك فَنُر وْانإِّن‬ ‫ص ُرنوْانِم َنن ال ّ‬ ‫ص َ‬ ‫َ‬ ‫سن َع لَنْي ُكنْمنُج َنناٌ ح َأن تَْق ُ‬ ‫ضنَفلَْي َ‬ ‫اْلَك انِف ِر ينَنَك انُنوْا لَُك ْمن َع ُدنّو انّم ِبنيًنا ( آية ‪ ،101‬وصلة الخوف )َو إِانَذ انُكنَت ِفيِه ْمن فَأَقَْم َتن لَُهُم ال ّ‬ ‫ص َ‬ ‫لنةَ‬ ‫طؤآِئفٌَة ّم ْننهم ّم عنَك و ْلنَيأُْخ ُذنوْانأَ ِ‬ ‫طؤآِئفٌَة أُْخ َرنن ىلَْم‬ ‫س َجنُدنوْان َفْلَيُكوُنوْا ِم نن َو َرنآِئُك ْمَنو ْلنتَأِْت َ‬ ‫َفْلتَقُْم َ‬ ‫ْ‬ ‫س لنَح َتنُهْم فَِإ َذ ان َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ُيص ّلنوْا َفْلُيص ّلنوْا م عنَك و ْلنَيأُْخ ُذنوْانِح ْذنرنُهمو أَن ِ‬ ‫س ِلنَح ِتنُك ْمنَو أَنْم ِتنَعِتُك ْمن‬ ‫س لنَح َتنُهْمنَو ّدنالّذينَن َك فَنُر وْانلَْو تَْغ ُفنُلوَن َع ْنن أَ ْ‬ ‫َ َْ ْ‬ ‫َ َ​َ َ‬ ‫َ‬ ‫ض ُعنوْا‬ ‫فَ​َيِم ينُلوَن َع لَنْي ُك منّم ْينلَنًة َو انِح َدنةًنَوَل ُج َنناَ ح َع لَنْي ُكنْمنِإن َك انَن ِبُك ْمن أًَذ ىن ّم نن ّم َ‬ ‫ضنىنَأن تَ َ‬ ‫طنٍر أَْو ُكنُتم ّم ْرن َ‬ ‫س ِلنَح َتنُك ْمنَو ُخنُذنوْانِح ْذنَرنُكنْمإِنّن اللَّه أَ​َع ّدن ِلْلَك انِف ِر ينَنَع َذنانًبا ّم ِهنينًنا( آية ‪102‬‬ ‫أَ ْ‬

‫‪22‬‬


‫·‬

‫العدل مع القليات المسلمة التي تعيش مع المسلمين‪ :‬فالعدل واجب للمسلمين وغيرهم‬

‫س ِبم ان أَراَك اللُّه وَل تَُك نن لّْلَخ ؤآنِئِنيَن َخ ِ‬ ‫ايضًا )إِّنا َأنَز ْلنَنا إِلَْي َكن اْلِك تَناَب ِباْلَح ّ ِ‬ ‫صنينًم ان(‬ ‫َ‬ ‫قنلتَْح ُكنَمن َبْي َنن الّنا ِ َ َ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫س ُهنْمن‬ ‫آية ‪ 105‬و)َو لَنْو لَنفَ ْ‬ ‫ض ُلناللّه َع لَنْي َكن َو َر نْحن َمنتُنلَُهَه ّم تن طؤآئفٌَة ّم ْننُهنْم َأن ُيض لّنوَك َو َمنانُيض لّنوَن إِل َأنفُ َ‬ ‫ض ُلناللِّه‬ ‫ض ّرنونَنَكِم نن َ‬ ‫تش ْين ٍءنَو أَننَز َل ناللُّه َع لَنْي َكن اْلِك تَناَب َو انْلِح ْكنَمنَةَنو َعنّلنَم َكنَم ان لَْم تَُك ْنن تَْع لَنُم َو َكنانَنفَ ْ‬ ‫َو َمنانَي ُ‬ ‫َع لَنْي َكن َع ِظنينًم ان( آية‪113‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تش َه َد انء ِللِّه َو لَنْو َع َلنى َأنفُِس ُك نْمن أَِو اْلَو انِلَد ْينِنن‬ ‫س ِطن ُ‬ ‫تذكرة بالعدل‪َ) :‬يا أَّيَه ان الّذينَن آَم ُننوْا ُكوُنوْا َقّو انم ينَنِباْلق ْ‬ ‫ضوْان‬ ‫َو انلَْقَر ِبنيَنِإن َيُك ْنن َغ ِننّيا أَْو َفَقيًرا َفاللُّه أَْو لَننى ِبِه َمنانفَ َ‬ ‫ل تَتِّب ُعوْا اْلَه َو ىنَأن تَْع ِدنُلنوْا َو إِانن تَْلُو وْانأَْو تُْع ِرن ُ‬ ‫فَِإ ّنن اللَّه َك انَن ِبَم ان تَْع َمنلُنوَن َخ ِبنيًرا( آية ‪135‬‬ ‫ومن لطائف هذه السورة الكري‪:‬ة أن أكثر آياتا ختمت بأساء ال السن )عليم‪ ،،‬حكيم‪،‬أو من صفات القدرة والرح‪:‬ة والفغفرة( وقد ورد‬ ‫‪ 42‬اساً من هذه الساء ف آيات السورة ما يشدد على أهي‪:‬ة العدل والرح‪:‬ة ف سورة النساء لن العلم والقدرة والكم‪:‬ة والفغفرة والرح‪:‬ة‬ ‫هي من دلئل العدل‪ .‬فسبحان ال العدل الكيم الرحيم الفغفور‪،.‬‬

‫‪ . 5‬سورة المائدة ) هدف السورة‪:‬‬ ‫الوفاء بالعهود(‬

‫سورة المائدة هي أول سورة ابتدأت بن )يا أيها الذين آمنوا( وتكرر فيها هذا النداء ‪ 16‬مرة‬

‫من أصل ‪ 88‬مرة وردت في القرآن كله‪ .‬وهي آخر ما نزل على رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم وبار ك في المدينة بعد حجة الوداع‪ .‬وقد اشتملت على العديد من الحكام ‪:‬‬ ‫أحكام العقود ‪ ،‬الذبائح‪ ،‬الصيد‪ ،‬الحرام‪ ،‬نكاح الكتابيات‪ ،‬الردة‪ ،‬أحكام الطهارة‪ ،‬حد‬ ‫السرقة‪ ،‬حد البغي والفساد في الرض‪ ،‬أحكام الميسر والخمر‪ ،‬كفارة اليمين‪ ،‬قتل‬

‫الصيد في الحرام‪ ،‬الوصية عند الموت‪ ،‬البحيرة والسائبة‪ ،‬الحكم على من تر ك العمل‬ ‫بشريعة ال وغيرها‪ .‬وقد ورد عن النبي صلى ال عليه وسلم وبار ك أنه قال‪ ":‬عّلموا‬ ‫رجالكم سورة المائدة" لما فيها من أحكام ووفاء بالعهود والمواثيق‪.‬‬

‫والخطاب من ال تعالى للمؤمنين بر )يا أيها الذين آمنوا( بمعنى يا من آمنتم بي ورضيتم‬

‫أن تدخلوا في ديني عليكم أن تنفذوا أوامري لتفلحوا وتكونوا من المؤمنين حقًا‪.‬‬

‫وسميت السورة بر )المائدة( لورود قصة المائدة في نهاية السورة في قصة سيدنا عيسى‬

‫‪‬‬

‫والحواريين‪ .‬لكن التسمية ل تتعلق فقط بذكر المائدة في السورة ولكن العبرة من القصة‬

‫هي الهدف وتسميتها تتناسب مع هدف السورة‪ ،‬لن ال تعالى حذر الحواريين أنه‬

‫سينزل عليهم المائدة ولكن من كفر بعدها ولم يؤمن سيعذبه ال عذابًا شديدًا وهذا توجيه‬ ‫‪23‬‬


‫وتحذير للمسلمين بأن عليهم الوفاء بالعهود والمواثيق إوال سيكون العذاب جزاؤهم كما‬ ‫في قصة المائدة‪.‬‬

‫والسورة شددت ف معظم آياتا على العهود والواثيق باختلفها وكل نداء )يا أيها الذين آمنوا( ينص على عهد متلف‪ ،‬واليات تذكر‬ ‫باستمرار بأهي‪:‬ة الوفاء بالعهود واللتزام با‪.‬‬

‫النداء الول‪ :‬العقد الول في الطيبات من الكل وهي أول ضروريات الحياة‪ ،‬وما أحله‬

‫ال تعالى لنا‪ .‬ومن رحمة ال أنه ابتدأ الحكام بما أحّل وليس بما حّر مر‪َ) .‬يا أَّيَه ان الِّذينَن‬ ‫ص ْينِدن َو أَننتُْم ُح ُرنٌمنإِّن اللَّه‬ ‫آَم ُننوْا أَْو فُنوْا ِباْلُعُقوِد أُِح ّلنْت لَُك من َبِه ينَم ُةنالَْن َعاِم إِلّ َم ان ُيْتَلى َع لَنْي ُك ْمنَغ ْينَر ُم ِحنّلني ال ّ‬

‫َيْح ُكنُمنَم ان ُيِر ينُد ( )آية ‪(1‬‬ ‫تش َعنؤآِئ َر اللِّه َوَل ال ّ‬ ‫ ينَوَل اْلَقآلِئَد َول‬ ‫النداء الثاني‪َ) :‬يا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا َل تُِح ّلنوْا َ‬ ‫تش ْهنَرن اْلَح َرناَمَوَل اْلَه ْدن َ‬ ‫تش َننؤآُن قَْو ٍم ن‬ ‫ص َ‬ ‫ض ً‬ ‫طنناُد وْا َوَل َيْج ِرنَم ّننُك ْمن َ‬ ‫لنّم نن ّر ّبنِه ْمنَو ِر ن ْ‬ ‫آّم ينَن اْلَبْي َتن اْلَح َرناَمَيْب تَنُغوَن فَ ْ‬ ‫ض َونانًَناو إِانَذ انَح َلنْلتُْم َفا ْ‬ ‫سنِجنِدناْلَح َرناِمَأن تَْع تَنُد وْان َو تَنَعاَو ُننوْاَع لَنى اْلبّر َو انلتّْقَو ىنَوَل تَ​َعاَو ُننوْا َع َلنى اِل ثِْنم‬ ‫ص ّدنونُك ْمنَع ِنن اْلَم ْ‬ ‫َأن َ‬ ‫َو انْلُعْد َونانِنَو انتّقُوْا اللَّه إِّن اللَّه َتش ِدنينُد اْلِع قَناِب (ننن آية‪ . 2‬هذه الية فيها الح‪.‬ث على مبادئ اسلمية‬

‫عظيمة وانتقل من طيبات الطعام إلى مبادئ النسانية والعدل ووحدة المجتمع‪.‬‬

‫آية تحريم بعض الطعام وآية إكمال الدين‪ُ) :‬ح ّرنَمنْتنَع َلنْي ُك ُمناْلَم ْينتَنُة َو انْلّد ُمنَو لَنْح ُمناْلِخ ْننِز ينِرَو َمنانأُِه ّلن‬

‫س ُبنُع إِلّ َم ان َذ ّكنْينتُنْم َو َمنانُذ ِبَح َع َلنى‬ ‫ِلَغْي ِرن اللِّه ِبِه َو انْلُم ْننَخ ِننقَُةَو انْلَم ْون قُننوَذ ةَُنو انْلُم تَنَر ّدنَين َُةو انلّنِط ينَح َُةنو َمنانأَ​َك َلن ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫الّنص ِبن و أَنن تَ ِ‬ ‫تشنْونُهنْم‬ ‫س الِّذينَن َك فَنُر وْانِم نن ِدينِنُك ْمنفَ َ‬ ‫ل تَْخ َ‬ ‫سٌ‬ ‫س تَنْقس ُم نوْانِبالَْزلَم َذ لنُك ْمن ف ْ‬ ‫ْ‬ ‫قن اْلَيْو َم نَيئ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫تنَع لَنْي ُك منِنع منِتني و ر ن ِ‬ ‫ض طُنّر ِفي‬ ‫تشنْون ِاْل‬ ‫ضن ي ن ُلَ‬ ‫َو انْخ َ‬ ‫سنلَنَم ِدينًنا فَ​َم ِنن ا ْ‬ ‫ت لَُك ْمن ِدينَنُك ْمنَو أَنتَْم ْمن ُ‬ ‫نننَيْو َم نأَْك َمنْلن ُ‬ ‫تُك ُمن اِل ْ‬ ‫ْ َْ َ َ‬ ‫م ْخن منصنٍةنَغ ْينرن م تَنَج انِن ٍ‬ ‫فن ِّل ثٍْنم فَِإ ّنن اللَّه َغ فُنوٌر ّر ِحنينٌم ‪.‬ن( آية‪ 3‬وفيها حّر مرربنا تعالى بعض أنواع‬ ‫َ َ َ َ ُ‬

‫الطعام وجاءت فيها )اليوم أكملت لكم دينكم( لن الدين قد اكتمل وتم وعلينا أن نعاهد‬

‫ال تعالى على كمال هذا الدين والعمل به‪.‬‬

‫تشريع نكاح الكتابيات‪ ،‬بعد ذكر الطيبات من الطعام ذكر ال تعالى لنا الطيبات من‬ ‫الزوجات‪ .‬وأحّل ال تعالى للمسلمين الزواج من الكتابيات ما دمن محصنات عفيفات‪.‬‬

‫ِ‬ ‫)اْلَيْو م نأُِح ّلن لَُك من ال ّ‬ ‫تِم َنن‬ ‫طنَعاُمالِّذينَن ُأوتُوْا اْلِك تَناَب ِح ّلن لُّك ْمن َو َ‬ ‫ت َو َ‬ ‫صنَننا ُ‬ ‫طّيَبا ُ‬ ‫طنَعاُم ُكنْمنح ّلن لُّهْم َو انْلُم ْحن َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫تِم َنن الِّذينَن ُأوتُوْا اْلِك تَناَب ِم نن قَْب ِلنُك من إَِذ ان آتَْي تُنم ونُهّن أُ​ُجونرُهّنم ْحن ِ‬ ‫ِ‬ ‫صن ِنننيَنَغ ْينَر‬ ‫صنَننا ُ‬ ‫اْلُم ْؤنِمنَنناتَو انْلُم ْحن َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ط َع َمنلُنُه َو ُهنَو ِفي الِخ َرنِةِم َنن اْلَخ انِس ِر نينَن ( ن‬ ‫سنانِفِحينَنَوَل ُم تّنِخ ِذن ينأَْخ َدنانٍن َو َمنننَيْك فُنْر ِباِل ينَم انِنفَقَْد َح ِبن َ‬ ‫ُم َ‬ ‫آية ‪5‬‬

‫النداء الثالث‪ :‬أحكام الوضوء‪ .‬بعد ذكر الطيبات من الطعام والزوجات ل بد من ذكر‬

‫طيبات الروح وطهارتها لذا جاءت آية الوضوء هنا في السورة‪َ) .‬يا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا إَِذ ان‬ ‫‪24‬‬


‫ص لنِة فاْغ ِسن لُنوْا ُو ُجنونَهُك ْمنَو أَنْي ِدنَينُك ْمنإَِلى اْلَم َرناِف ِ‬ ‫سنُحنوْانِب ُر ُؤننونِس ُك نَْمنو أَنْر ُجنَلنُك ْإِمنَلى اْلَك ْعنَبنيِن‬ ‫قُْم تُنْم إَِلى ال ّ‬ ‫قَو انْم َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫و إِانن ُكنتُم ُج ُننًبا َفا ّ‬ ‫سنتُنُم‬ ‫ض أ‬ ‫طّه ُر وْانَو إِانن ُكنُتم ّم ْرن َ‬ ‫س فَنٍر أَْو َج انء أَ​َح ٌدن ّم ننُك من ّم َنن اْلَغائط أَْو لَ​َم ْ‬ ‫نىنَْو َع لَنى َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫سنُحنوْانِبُو ُجنونِه ُكنْمنَو أَنْي ِدنينُك منّم ْننُهن َم ان ُيِر ينُد اللُّه ِلَيْج َعنَلن‬ ‫ص ِعنينًد ان َ‬ ‫طّيًبا َفاْم َ‬ ‫س انء َفلَْم تَِج ُدنوْان َم انء َفتَ​َيّم ُمنوْان َ‬ ‫الّن َ‬ ‫تش ُكنُر ونَن ( ن آية‪6‬‬ ‫َع لَنْي ُكنمنّم ْنن َح َرنٍجَو لَنِك ننُيِر ينُد ِلُي َ‬ ‫طّه َر ُكنْمنَو ِلنُيِتّمنِنْع َمنتَنُه َع لَنْي ُكنْمنلَ​َع لّنُك ْمن تَ ْ‬

‫تذكير بضرورة الوفاء بالعهود‪ :‬بعد كل بضع آيات عن العهود تأتي آية تذكر بأهمية الوفاء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طْع َننا‬ ‫س ِمنْعنَننا َو أَن َ‬ ‫بالعهود كما في الية )َو انْذ ُكنُرنوْاننْع َمنَةناللّه َع لَنْي ُك ْمنَو ِمنينَثاقَُه الّذ ين َو انثَقَُك منِبه إِْذ ُقْلتُْم َ‬ ‫ص ُدنوِر ( ن آية‪7‬‬ ‫َو انتّقُوْا اللَّه إِّن اللَّه َع ِلنيٌم ِب َذ انِت ال ّ‬ ‫النداء الرابع‪ :‬العدل‪ .‬فمن ضمن ما نعاهد ال تعالى عليه‪ ،‬العدل حتى لو ظلم المسلم‬

‫ويذكرنا تعالى بأنه وّفى بعهده مع عباده فكيف ل يوّفي العباد بعهودهم مع ربهم ومع‬ ‫ِ‬ ‫تش َننؤآُن قَْو ٍم نَع َلنى أَلّ‬ ‫س ِطنَوَل َيْج ِرنَم ّننُك ْمن َ‬ ‫الناس‪َ) .‬يا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا ُكوُنوْا َقّو انِم ينَنِللِّه ُ‬ ‫تش َه َد انء ِباْلق ْ‬

‫بنِللتّْقَو ىنَو انتّقُوْا اللَّه إِّن اللَّه َخ ِبنيٌر ِبَم ان تَْع َمنلُنوَن ( ن آية ‪8‬‬ ‫تَْع ِدنُلنوْا اْع ِدنُلنوْا ُهَو أَْقَر ُ‬

‫النداء الخامس‪ :‬التذكير بنعمة ال على عباده )َيا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا اْذ ُكنُر وْانِنْع َمنَتناللِّه َع َلنْي ُك ْمنإِْذ‬ ‫سنطُنوْا إِلَْي ُكنْمن أَْي ِدنَينُهْم فَ​َك ّ‬ ‫فن أَْي ِدنَينُهْم َع ننُك ْمن َو انتّقُوْا اللَّه َو َعنَلنىاللِّه َفْلَيتَ​َو ّكنِلناْلُم ْؤنِمنُننوَن ( ن آية‬ ‫َهّم قَْو ٌم نَأن َيْب ُ‬ ‫‪11‬‬

‫قصة بني اسرائيل‪ :‬جاء ذكرها هنا لن بني اسرائيل قد نقضوا الكثير من العهود وهم‬

‫نموذج لمن ينقض بالعهود والمواثيق‪ ).‬و لَنقَْد أَ​َخ َذن اللُّه ِم ينَثا َ ِ‬ ‫س َرنآِئيَلَو َبنَعثَْناِم ننُهُم اثَْنْي‬ ‫ق َبني إِ ْ‬ ‫َ‬ ‫سنِلنيَو َعنّزن ْر نُتنُم ونُهْم‬ ‫تشنَرن َنِقيًبا َو قَنناَل اللُّه إِّني َم َعنُك ْمن لَِئ ْن أَقَْم تُنُم ال ّ‬ ‫َع َ‬ ‫ص لَنةَ َو آنتَْي تُنُم الّز َكنانةَ​َو آنَم ننُتم ِب ُر ُ‬ ‫س ّينَئاِتُك ْمنَولُْد ِخنَلنّنُك ْمنَج ّنناٍت تَْج ِرن يِم نن تَْح ِتنَه انالَْن َهناُر فَ​َم نن‬ ‫َو أَنْقَر ْ‬ ‫ضن تُنُماللَّه قَْر ً‬ ‫سنًننا ّلَُك فّنَر ّن نَع ننُك ْمن َ‬ ‫ضنانَح َ‬ ‫س ِبنيِل * ن فَِبم اَنْق ِ‬ ‫ض ِه نمنّم ينَثاقَُهْم َلعّناُهْم َو َجنَعنْلنَناُقُلوَبُهْم َقاِس َينًة‬ ‫س َونانءال ّ‬ ‫َك فَنَر َبْع َدن َذ ِلنَك ِم ننُك ْمن فَقَْد َ‬ ‫ض ّلن َ‬ ‫َ‬ ‫ُيَح ّرنفُنوَناْلَك ِلنم َع نن ّم ونان ِ‬ ‫ض ِع نِهنو َننس واْنَح ّ‬ ‫ظنا ّم ّمنان ُذ ّك ُرنواْنِبِه َولَ تَ​َزاُل تَطِّلُع َع َلنَى َخ ؤآنِئَنٍة ّم ْننُهْم إِلّ َقِليلً‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بن اْلُم ْحن ِسن ِنننيَن ( ن آية‪13 – 12‬‬ ‫ص فَنْحإِّن اللَّه ُيِح ّ‬ ‫ّم ْننُهُم َفاْع ُ‬ ‫فن َع ْننُهْم َو ان ْ‬ ‫س ىن ِلقَْو ِم نِهنَيا قَْو ِم ناْذ ُكنُرنوْانِنْع َمنَةناللِّه َع َلنْي ُكنْمنإِْذ َج َعنَلن‬ ‫قصة سيدنا موسى ‪ ‬ودخول القدس‪َ) :‬و إِانْذ َقاَل ُم ون َ‬ ‫ِفيُك ْمن َأنِب َياء َو َجنَعنلَنُك منّم لُنوًك ان َو آنَتاُك منّم ان لَْم ُيْؤ ِتنأَ​َح ًدنان ّم نن اْلَعالَِم ينَن * ‪َ *..‬قاَل فَِإ ّنَه ان ُم َحنّرنَمنٌةنَع َلنْي ِه ْمن‬ ‫ِ‬ ‫س َننًة َيِتيُهوَن ِفي الَْر ِ‬ ‫ضنفَلَ تَأَْس َع لَنى اْلقَْو ِم ناْلَفاِس ِقننيَن ( ن الياتمن ‪ .26 – 20‬وفي‬ ‫أَْر َبنع ينَن َ‬

‫ورودها تأكيد آخر على نموذج نقض العهود من بني اسرائيل والفرق بين رد ال تعالى‬

‫عليهم )فإنها محرمة عليهم( وبين خطابه سبحانه للمؤمنين )أحل لكم الطيبات(‬

‫قصة ابني آدم‪ :‬ورودها في هذه السورة بعد قصة بني اسرائيل لن بني اسرائيل نقضوا‬

‫العهود من جبنهم وقابيل قتل أخاه هابيل بتسرعه ونقضه للعهد‪َ) .‬و انْتُل َع َلنْي ِه ْمنَنَبأَ اْب َنْي آَد َمن‬ ‫‪25‬‬


‫قنإِْذ قَّر َبنا قُْر َبناًنافَتُقُّب َلن ِم نن أَ​َح ِدنِهنَمنانَو لَنْم ُيتَقَّب ْلن ِم َنن الَخ ِرن َقاَل َلَْقتُلَّنَك َقاَل إِّنَم ان َيتَقَّب ُلن اللُّه ِم َنن‬ ‫ِباْلَح ّ‬ ‫اْلُم تّنِقيَن ( آية ‪.31 – 27‬‬ ‫النداء السادس‪ :‬تأكيد وسيلة تعين على الوفاء بالعهود وهي تقوى ال والجهاد في سبيله‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِبنيِلِه لَ​َع لّنُك ْمن تُْف ِلنُحونَن ( ن آية‪35‬‬ ‫)َيا أَّيَه ان الّذينَن آَم ُننوْا اتّقُوْا اللَّه َو انْب تَنُغوْا إَِليه اْلَو سنني نلَ​َةَو َجنانه ُدنوْافي َ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر ىْو ِلنَياء‬ ‫ص انَ أَ‬ ‫النداء السابع والثامن‪ :‬الؤآيات ‪َ) 66 – 51‬يا أَّيَه ان الّذينَن آَم ُننوْا َل تَتّخ ُذنوْان اْلَيُهوَد َو انلّن َ‬ ‫ضن و منننَيتَو لّنُهم ّم ننُك من فَِإ ّنُه ِم ْننُهنم إِّن اللَّه َل َيْه ِدن يناْلقَْو م نال ّ‬ ‫ظاِلِم ينَن * ن ‪َ *..‬ياأَّيَه ان‬ ‫َبْع ُ‬ ‫ضنُهنْمنأَْو ِلنَياء َبْع ٍ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف نَيأِْتين اللُّه ِبقَْو ٍم نُيِح ّبنُهْم َو ُينِح ّبنوَنُهأَِذ ّلنٍة َع َلنى اْلُم ْؤنِمنِننيَن‬ ‫س ْون َ‬ ‫الّذينَن آَم ُننوْا َم نن َيْر تَنّد م ننُك ْمن َع نن ديننه فَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تش انء‬ ‫ض ُلناللِّه ُيْؤ ِتنيِه َم نن َي َ‬ ‫س ِبنيِل اللِّه َوَل َيَخ انُفوَن لَْو َم نَةنلِئٍم َذ ِلنَك فَ ْ‬ ‫أَع ّزنٍةَع لَنى اْلَك انف ِر ينَنُيَج انه ُدنوَن في َ‬ ‫َو انللُّه َو انِس ٌع نَع ِلنيٌم (ن وفيها دعوة الى عدم اتخاذ اليهود والنصار ى أولياء وهذا ل يعني عدم‬ ‫التسامح‪ .‬يجب أن تكون للمسلمين هوية خاصة بعيداً عن التقليد العمى‪ .‬وهذه اليات سبقها‬ ‫ِ‬ ‫س انِرُع ونَنِفي اْلُك ْفِر ِم َنن الِّذينَن َقالُوْا آَم ّننا‬ ‫سنوُلَل َيْح ُزنننَكالّذينَن ُي َ‬ ‫ربع كامل من الية ‪َ) 41‬يا أَّيَه ان الّر ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ّمنانُع ونَن ِلقَْو ٍم نآَخ ِرنينَنلَْم َيأُْتوَك‬ ‫س ّمنانُع ونَن لْلَك ذنِبن َ‬ ‫ِبأَْفَو انه ِهنْمنَو لَنْم تُْؤ ِمنننُقُلوُبُهْم َو ِمنَننالّذينَن ه انُد وْان َ‬ ‫ُيَح ّرنفُنوَناْلَك ِلنم ِم نن َبع ِدن م ونان ِ‬ ‫ض ِع ن َِيهنُقوُلوَن إِْن ُأوِتيتُْم َهنَذ ان َفُخ ُذنوهُ َو إِانن لّْم تُْؤ تَنْو ُهنَفاْح َذنُرنوْانَو َمنننُيِرِد اللُّه‬ ‫ْ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ ي‬ ‫تش ْينًئا أُْو لَ نئ َك الّذينَن لَْم ُيِرِد اللُّه َأن ُي َ‬ ‫ِفتَْنتَُه َفَلن تَْم لنَك لَُه م َنن اللّه َ‬ ‫طّه َرن ُقُلوَبُهْم لَُهْم في الّد ْننَينا خ ْزن ٌ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫و لَنهم ِفي الِخ رنِةَع َذنان ٌ ِ‬ ‫سنُننِم َنن اللِّه ُح ْكنًمنان‬ ‫ب َع ظنينٌم (ن إلىالية ‪) 50‬أَفَُح ْكنَمن اْلَج انه لنّية َيْب ُغوَن َو َمنْننأَْح َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫لّقَْو ٍم نُيوِقُنوَن ( ن بتوجيهات‬

‫النداء التاسع‪ :‬عقاب الذين ينقضون العهود أن يستبدلهم ال تعالى بغيرهم‪َ) .‬يا أَّيَه ان الِّذينَن‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف نَيأِْتين اللُّه ِبقَْو ٍم نُيِح ّبنُهْم َو ُينِح ّبنوَنُهأَِذ ّلنٍة َع َلنى اْلُم ْؤنِمنِننيَنأَِع ّزنٍة‬ ‫س ْون َ‬ ‫آَم ُننوْا َم نن َيْر تَنّد م ننُك ْمن َع نن ديننه فَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تش انء َو انللُّه‬ ‫ض ُلناللِّه ُيْؤ ِتنيِه َم نن َي َ‬ ‫س ِبنيِل اللِّه َوَل َيَخ انُفوَن لَْو َم نَةنلِئٍم َذ ِلنَك فَ ْ‬ ‫َع لَنى اْلَك انف ِر ينَنُيَج انه ُدنوَن في َ‬ ‫َو انِس ٌع نَع ِلنيٌم (ن آية ‪54‬‬

‫النداء العاتشر‪ :‬النهي عن اتخاذ الكفار والمستهزئين بالدين أولياء )َيا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا َل‬ ‫تَتِّخ ُذنوْان الِّذينَن اتَّخ ُذنوْا ِدينَنُك ْمنُهُز ًو نانَو لَنِع ًبناّم َنن الِّذينَن ُأوتُوْا اْلِك تَناَب ِم نن قَْب ِلنُك ْمن َو انْلُك ّفاَرأَْو ِلنَياء َو انتّقُوْا اللَّه‬ ‫ِإن ُكنُتم ّم ْؤنِمنِننيَن ( ن آية‪57‬‬ ‫النداء الحاد ي عتشر‪ :‬النهي عن تحريم ما أحّل ال تعالى‪َ) .‬يا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا َل تَُح ّرنُمنوْان‬ ‫بن اْلُم ْعنتَنِد ينَن ( ن آية‪87‬‬ ‫طّيَباِت َم ان أَ​َح ّلن اللُّه لَُك ْمن َوَل تَْع تَنُد وْا إِّن اللَّه َل ُيِح ّ‬ ‫َ‬

‫النداء الثاني عتشر‪ :‬النهي عن الخمر والميسر وهي من ضمن الوفاء بالعهود وعلى‬

‫المسلم أن يعاهد ال تعالى على تر ك هذه الموبقات وان يحفظ عهده )َيا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا‬ ‫سنّم ْنن َع َمنِلنال ّ‬ ‫طناِن َفاْج تَنِنُبوهُ لَ​َع لّنُك ْمن تُْف ِلنُحونَن ( ن آية‪90‬‬ ‫إِّنَم ان اْلَخ ْمنُرنَو انْلَم ْينِس ُرَنو ان َ‬ ‫تش ْين َ‬ ‫ص ان ُ‬ ‫بَو انلَْزلَُمِرْج ٌ‬ ‫لن َ‬

‫‪26‬‬


‫ص ْينِدن تَ​َنالُ​ُه أَْي ِدنينُك ْمن َو ِرنَم انُح ُكنْمن‬ ‫تش ْين ٍءنّم َنن ال ّ‬ ‫النداء الثالث عتشر‪َ) :‬يا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا لَ​َيْب لُنَو ّننُك ُمناللُّه ِب َ‬ ‫ب أَِليٌم (ن آية ‪94‬‬ ‫ِلَيْع لَنَم اللُّه َم نن َيَخ انفُ​ُه ِباْلَغْي ِبن فَ​َم ِنن اْع تَنَد ىن َبْع َدن َذ ِلنَك َفلَُه َع َذنان ٌ‬

‫النداء الرابع عتشر‪ :‬من رحمة ال تعالى بنا أن جعل لنا بعد التشدد في العهود والوفاء بها‬

‫ِ‬ ‫س أَنلُوْا َع ْنن‬ ‫ضوابط بأن ل نضّيق على أنفسنا بالسؤال عما ل يعنينا‪َ) .‬يا أَّيَه ان الّذينَن آَم ُننوْا َل تَ ْ‬ ‫س أَنلُوْا َع ْننَه ان ِحينَن ُيَنّز ُل ناْلقُْرآُن تُْب َدن لَُك ْمن َع فَنا اللُّه َع ْننَهنانَو انللُّه َغ فُنوٌر‬ ‫أَ ْ‬ ‫س ْؤنُكنْمنَو إِانن تَ ْ‬ ‫تش َيناء ِإن تُْب َدن لَُك ْمن تَ ُ‬ ‫َح ِلنيٌم ( آية ‪101‬‬

‫النداء الخامس عتشر‪ :‬وفي هذه الية يضع ال تعالى لنا ضابطًا آخر بأنه علينا بأنفسنا‬

‫ل‪َ) .‬يا‬ ‫ول يضرنا لو ضل كل من حولنا علينا أن نحفظ عهدنا مهما كان من حولنا ضا ً‬ ‫ِ‬ ‫ض ّلن إَِذ ان اْه تَنَد ْينتُنْم إَِلى اللِّه َم ْرنِجنُعنُك ْمنَج ِمنينًعا فَُيَنّبُئُك من ِبَم ان‬ ‫ض ّرنُكنمنّم نن َ‬ ‫س ُكنْمن َل َي ُ‬ ‫أَّيَه ان الّذينَن آَم ُننوْا َع لَنْي ُكنْمنَأنفُ َ‬ ‫ُكنتُْم تَْع َمنلُنوَن ( ن آية ‪105‬‬

‫ضنَرن‬ ‫النداء السادس عتشر‪ :‬حكم الوصية والشهادة )ِيا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا َ‬ ‫تش َهناَد ةُن َبْي ِننُك ْمن إَِذ ان َح َ‬ ‫ت نِحينَن اْلو ِ‬ ‫ض َرنْبنتُْمِفي الَْر ِ‬ ‫ضن‬ ‫أَ​َح َدنُكنُمناْلَم ْون ُ‬ ‫صن ّينِةاثَْناِن َذ َونانَع ْدنٍلنّم ننُك ْمن أَْو آَخ َرناِنِم ْنن َغ ْينِرُك ْمنإِْن َأنتُْم َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تش تَنِر ي ِبِه ثَ​َم ًننا‬ ‫سوَنُهَم انِم نن َبْع ِدن ال ّ‬ ‫ص لَنِة فَُيْقِس َم نانِن ِباللِّه إِ​ِن اْر تَنْب تُنْم َل َن ْ‬ ‫ص انَبتُْك من ّم صن ينَبُةاْلَم ْون ت نتَْح ِبن ُ‬ ‫فَأَ َ‬ ‫تش َهناَد ةَن اللِّه إِّنا إًِذ ان لِّم َنن الِثِم ينَن ( آية ‪106‬‬ ‫َو لَنْو َك انَن َذ ان قُْر َبنى َوَل َنْك تُنُم َ‬

‫أهداف الشريعة السلمية‪ :‬ذكر الفقهاء أن مقاصد الشريعة هي خمسة‪ :‬حفظ الدين‬

‫والعقل والمال والنفس والعرض‪ ،‬وهذه المقاصد الخمسة هي لمصلحة المؤمن فعليه أن‬ ‫يفي بعهوده وهذه المقاصد موجودة في سورة المائدة‪:‬‬ ‫·‬

‫·‬

‫·‬

‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف نَيأِْتين اللُّه ِبقَْو ٍم ن‬ ‫س ْون َ‬ ‫حفظ الدين )َيا أَّيَه ان الّذينَن آَم ُننوْا َم نن َيْر تَنّد م ننُك ْمن َع نن ديننه فَ َ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِبنيِل اللِّه َوَل‬ ‫ُيح ّبنُهْم َو ُينح ّبنوَنُهأَذ ّلنة َع لَنى اْلُم ْؤنِمنننيَنأَع ّزنٍةَع لَنى اْلَك انف ِر ينَنُيَج انه ُدنوَن في َ‬ ‫تش انء َو انللُّه َو انِس ٌع نَع ِلنيٌم (ن آية ‪54‬‬ ‫ض ُلناللِّه ُيْؤ ِتنيِه َم نن َي َ‬ ‫َيَخ انُفوَن لَْو َم نَةنلِئٍم َذ ِلنَك فَ ْ‬ ‫حفظ النفس )ِم ْنن أَْج ِلن َذ ِلنَك َك تَنْب َننا َع لَنى َبِني إِ ِ‬ ‫س ان ِبَغْي ِرن َنْف ٍ‬ ‫س أَْو‬ ‫ْ‬ ‫س َرنائيَلأَّنُه َم نن قَتَ​َل َنْف ً‬ ‫ِ‬ ‫س انٍد ِفي الَْر ِ‬ ‫س َج ِمنينًعانَو لَنقَْد‬ ‫س َج منينًعانَو َمنْننأَْح َينناَها فَ​َك أَنّنَم ان أَْح َيننا الّنا َ‬ ‫ضنفَ​َك أَنّنَم ان قَتَ​َل الّنا َ‬ ‫فَ َ‬ ‫سنلُنَناِبالَبّيَناِت ثُّم إِّن َك ِثنيًراّم ْننُهم َبْع َدن َذ ِلنَك ِفي الَْر ِ‬ ‫سنِرنُفوَن ( ن آية‪32‬‬ ‫ضنلَُم ْ‬ ‫َج انء تُْهْم ُر ُ‬

‫حفظ العرض )اْلَيْو م نأُِح ّلن لَُك من ال ّ‬ ‫طنَعاُم ُكنْمن‬ ‫طنَعاُمالِّذينَن ُأوتُوْا اْلِك تَناَب ِح ّلن لُّك ْمن َو َ‬ ‫ت َو َ‬ ‫طّيَبا ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِح ّلن لّهم و انْلم ْحن صنَننا ُِ‬ ‫تِم َنن الِّذينَن ُأوتُوْا اْلِك تَناَب ِم نن قَْب ِلنُك ْمن إَِذ ان‬ ‫صنَننا ُ‬ ‫تم َنن اْلُم ْؤنِمنَنناتَو انْلُم ْحن َ‬ ‫ُْ َ ُ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫سنانِفِحينَنَوَل ُم تّنِخ ِذن ينأَْخ َدنانٍن َو َمنننَيْك فُنْر ِباِل ينَم انِنفَقَْد‬ ‫آتَْي تُ​ُم ونُهّن أُ​ُج ونَرُهّنُم ْحن صن ننيَنَغ ْينَرن ُم َ‬ ‫ط َع َمنلُنُه َو ُهنَو ِفي الِخ َرنِةِم َنن اْلَخ انِس ِر نينَن ( ن آية‪5‬‬ ‫َح ِبن َ‬

‫‪27‬‬


‫·‬

‫·‬

‫ِ‬ ‫سنَبنا َنَك انًل ّم َنن اللِّه َو انللُّه‬ ‫قَنو انل ّ‬ ‫حفظ المال )َو انل ّ‬ ‫س انِرقَُةَفاْق َ‬ ‫س انِر ُ‬ ‫طُعوْا أَْي دنَينُهَم انَج َزناءِبَم ان َك َ‬ ‫َع ِزنينٌز َح ِكنينٌم (ن آية ‪38‬‬ ‫سنّم ْنن‬ ‫حفظ العقل )َيا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننواْ إِّنَم ان اْلَخ ْمنُرنَو انْلَم ْينِس ُرَنو ان َ‬ ‫ص ان ُ‬ ‫بَو انلَْزلَُمِرْج ٌ‬ ‫لن َ‬ ‫َع َمنِلنال ّ‬ ‫طناِن َفاْج تَنِنُبوهُ لَ​َع لّنُك ْمن تُْف ِلنُح ونَن ( ن آية‪90‬‬ ‫تش ْين َ‬

‫سنَلنفَ​َيُقوُل َم انَذ ان أُِج ْبنتُنْم َقالُوْا َل‬ ‫ختام السورة‪ :‬مراجعة العقود يوم القيامة‪َ) :‬يْو َم نَيْج َمنعُناللُّه الّر ُ‬ ‫ِع ْلنَم لَ​َنا إِّنَك َأنَت َع لّنُم اْلُغُيوِب (ننن آية‪109‬‬ ‫وقد اشتملت السورة من أولها إلى خاتمتها بالعقود وأهمية الوفاء بها‪ :‬بداية السورة )َيا‬

‫ِ‬ ‫سنوُلَب لّنْغ َم ان ُأنِز َل نإِلَْي َكن ِم نن ّر ّبنَك َو إِانن لّْم‬ ‫أَّيَه ان الّذينَن آَم ُننوْا أَْو فُنوْا ِباْلُعُقوِد (ن آية ‪ 1‬ووسطها )َيا أَّيَه ان الّر ُ‬ ‫تَْفع ْلن فَم ان َب لّنْغ َتن ِرس انلَتَُه و انللُّه َيع ِ‬ ‫صن ُم نَكنِم َنن الّنا ِ‬ ‫س إِّن اللَّه َل َيْه ِدن يناْلقَْو َم ناْلَك انِف ِر ينَن ( ن آية‪67‬‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ص انِد ِقنيَن ِ‬ ‫ت تَْج ِرن يِم نن تَْح ِتنَه انالَْن َهناُر َخ انِلِدينَن‬ ‫ونهايتها )َقاَل اللُّه َهَذ ان َيْو ُم نَينفَُع ال ّ‬ ‫ص ْد نقُنُهْملَُهْم َج ّننا ٌ‬ ‫ِفيه ان أَ​َبًد ان ّر ِ‬ ‫ضنوْانَع ْننُهن َذ ِلنَك اْلَفْو ُزنناْلَعِظ ينُم (ن آية ‪119‬‬ ‫ضن َي ناللُّه َع ْننُهنْم َو َر ن ُ‬ ‫َ‬ ‫صانِد ِقنيَن ِ‬ ‫ص ْد نقُنُهْملَُهْم‬ ‫وآخر سورة المائدة مرتبط بأول السورة ايضًا )َقاَل اللُّه َهَذ ان َيْو ُم نَينفَُع ال ّ‬

‫ت تَْج ِرن يِم نن تَْح ِتنه انالَْن هار َخ انِلِدينَن ِفيه ان أَ​َبًد ان ّر ِ‬ ‫ضنوْانَع ْننُهن َذ ِلنَك اْلَفْو ُزنناْلَعِظ ينُم (ن‬ ‫َج ّننا ٌ‬ ‫ضن َي ناللُّه َع ْننُهْم َو َر ن ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫آية ‪ 119‬فالذين يصدقون هم الذين يوفون بالعهود وهم المؤمنون )َيا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا أَْو فُنوْا‬ ‫ِباْلُعُقوِد (ن آية ‪1‬‬

‫‪ . 6‬سورة النعام ) هدف السورة‪:‬‬ ‫التوحيد الخالص لله في العتقاد‬ ‫والسلوك(‬

‫سورة النعام هي اول سورة مكي‪:‬ة ف ترتيب الصحف بعد ما سبقها من سور مدني‪:‬ة‪ ،‬وهي أول سورة ابتدأت بالمد )المد ل الذي خلق‬ ‫السموات والرض(‪ ،‬ومن ميزاتا أنا نزلت ليلً دفع‪:‬ة واحدة وأنه شّيعها سبعون ألف ملك والسبب ف هذا المتياز أنا مشتمل‪:‬ة على‬ ‫دلئل التوحيد والعدل والنبوة والعاد وإبطال مذاهب البطلي واللحدين‪ ،‬ويقول المام القرطب إن هذه السورة أصُل ف ماج‪:‬ة الشركي‬ ‫وغيهم‪ ،‬من البتدعي ومن كّذ ب‪ ،‬بالبعث والنشور وهذا يقتضي إنزالا جل‪:‬ة واحدة‪ .‬ونزولا ليلً لا ف الليل من سكين‪:‬ة للقلب ومدعاة‬ ‫للتأمل والتفكر ف قدرة ال تعال وعظمته‪ ،.‬وتناولت‪ ،‬سورة النعام القضايا الساسي‪:‬ة‪ ،‬الكب ى لصول العقيدة واليان وهذه القضايا يكن‬ ‫تلخيصها فيما يلي‪:‬‬ ‫قضي‪:‬ة البعث والزاء‬ ‫قضي‪:‬ة الوحي والرسال‪:‬ة‬ ‫قضي‪:‬ة اللوهي‪:‬ة‪،‬‬

‫والحدي‪.‬ث في هذه السورة يدور بشدة حول هذه الصول الساسية للدعوة ونجد سلحها‬ ‫في ذل ك الحجة والبرهان والدلئل القاطعة للقناع لنها نزلت في مكة على قوم‬

‫مشركين‪ ،‬ومما يلفت النظر في السورة الكريمة أنها عرضت لسلوبين بارزين ل نكاد‬ ‫‪28‬‬


‫نجدهما بهذه الكثرة في غيرها من السور وهما‪ :‬أسلوب التقرير وأسلوب التلقين‪ .‬ونرى‬ ‫هذين السلوبين يأتيان بالتتابع في السورة فتأتي اليات التي يذكر ال تعالى لنا البراهين‬ ‫على عظمته وقدرته في الكون ثم تنتقل اليات للحجة مع المشركين والملحدين‬

‫والبعيدين عن التوحيد‪.‬‬

‫أسلوب التقرير‪ :‬يعرض القرآن الدلة المتعلقة بتوحيد ال والدلئل المطلوبة على وجوده‬ ‫وقدرته وسلطانه وقهره في صورة الشأن المسّلم ويضع لذل ك ضمير الغائب عن الحس‬ ‫الحاضر في القلب الذي ل يماري فيه قلب سليم ول عقل راشد في أنه تعالى المبدع‬

‫للكائنات صاحب الفضل والنعام فيأتي بعبارة )هو( الدالة على الخالق المدبر الحكيم‪.‬‬

‫وفي هذه اليات تصوير قرآني فني بديع بحي‪.‬ث يستشعر قارئ اليات عظمة ال وقدرته‬ ‫وكأن اليات مشاهد حية تعرض أمام أعيننا‪ .‬وقد ورد لفظ )هو( ‪ 38‬مرة في السورة‬

‫ومن هذه اليات‪:‬‬ ‫·‬

‫·‬ ‫·‬ ‫·‬ ‫·‬

‫·‬

‫·‬

‫·‬

‫·‬

‫ِ‬ ‫ضنو َجنعنَلنال ّ‬ ‫ظلَُم انِت َو انلّنوَر ثُّم الِّذينَن َك فَنُر وْان‬ ‫ق ال ّ‬ ‫اْلَح ْمنُدنِللِّه الِّذ ين َخ َلن َ‬ ‫س َمنانَو انتَو انلَْر َ َ َ‬ ‫ِبَر ّبنِه منَيْع ِدنُلنوَن )آية ‪(1‬‬

‫لن َو أَنَج ٌلنّم سنّم ىن ِع ننَد هُنثُّم َأنتُْم تَْم َتنُر ونَن )آية ‪(2‬‬ ‫ضىن أَ​َج ً‬ ‫ُهَو الِّذ ين َخ َلنقَُك من ّم نن ِط ينٍن ثُّم قَ َ‬ ‫س َمنانَو انِتَو ِفننيالَْر ِ‬ ‫ضنَيْع لَنُم ِس ّر نُكنْمنَو َجنهنَر ُكن َْمنو َينْع لَنُمَم ان تَْك ِسن ُبننوَن )آية ‪(3‬‬ ‫َو ُهنَو اللُّه ِفي ال ّ‬ ‫قننِع َبنناِد ِهنَو ُهنَو اْلَح ِكنينُم اْلَخ ِبنيُر )آية ‪(18‬‬ ‫َو ُهنَو اْلَقاِه ُرن فَْو َ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط ِم نن َو َر نقَنٍة‬ ‫س قُن ُ‬ ‫َو ِعنننَد هُنَم فَناتُح اْلَغْي ِبن َل َيْع لَنُم َهنانإِلّ ُهَو َو َينْع لَنُمَم ان في اْلَبّر َو انْلَبْح ِرنَو َمنانتَ ْ‬ ‫ضنَوَل َر ْطنٍبَوَل َياِب ٍ‬ ‫إِلّ َيْع لَنُم َهنانَوَل َح ّبنٍة ِفي ظُلَُم انِت الَْر ِ‬ ‫س إِلّ ِفي ِك تَناٍب ّم ِبنيٍن )آية ‪(59‬‬ ‫ضىنأَ​َج ٌلن‬ ‫َو ُهنَو الِّذ ين َيتَ​َو فّناُك منِباللّْي ِلن َو َينْع لَنُمَم ان َج َرنْحن تُننمِبالّنَهاِر ثُّم َيْب َعثُ​ُك ْمن ِفيِه ِلُيْق َ‬ ‫سنّمنىنثُّم إِلَْي ِهن َم ْرنِجنُعنُك ْمنثُّم ُيَنّبُئُك من ِبَم ان ُكنتُْم تَْع َمنلُنوَن )آية ‪(60‬‬ ‫ّم َ‬ ‫ت نتَ​َو فّنتُْه‬ ‫قننِع َبنناِد ِهنَو ُينْر ِسن ُلَنع لَنْي ُكنمنَح َفن َ‬ ‫ظًة َح ّتنَى إَِذ ان َج انء أَ​َح َدنُكنُمناْلَم ْون ُ‬ ‫َو ُهنَو اْلَقاِه ُرن فَْو َ‬ ‫سنلُنَناَو ُهنْم َل ُيفَّر طُنوَن )آية ‪(61‬‬ ‫ُر ُ‬ ‫قنَو َينْو َمَينُقوُل ُكن فَ​َيُكوُن قَْو لُنُه اْلَح ّ‬ ‫قنَو لَنُه‬ ‫ضنِباْلَح ّ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫س َمنانَو انِتَو انلَْر َ‬ ‫َو ُهنَو الِّذ ين َخ َلن َ‬ ‫ص َون ِر نَع انِلُم اْلَغْي ِبن َو انل ّ‬ ‫تش َهناَد ِةنَو ُهنَو اْلَح ِكنينُم اْلَخ ِبنيُر )آية ‪(73‬‬ ‫اْلُم ْلنُك َيْو َم نُينفَُخ ِفي ال ّ‬ ‫ص ْلنَنا الَياِت‬ ‫َو ُهنَو الِّذ ين َج َعنَلنلَُك ُمن الّنُج ونَم ِلتَْه تَنُد وْان ِبَه ان ِفي ظُلَُم انِت اْلَبّر َو انْلَبْح ِرنقَْد فَ ّ‬

‫ِلقَْو ٍم نَيْع لَنُم ونَن )آية ‪(97‬‬

‫‪29‬‬


‫·‬

‫تش أَنُك من ّم نن ّنْف ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْلنَنا الَياِت ِلقَْو ٍم ن‬ ‫سنتَنْو َد نعٌقَنْد فَ ّ‬ ‫ ين َأن َ‬ ‫سنتَنقَّر َو ُمن ْ‬ ‫س َو انح َدنةنفَُم ْ‬ ‫َو ُهنَو الّذ َ‬

‫·‬

‫قننَبْع ٍ‬ ‫ف الَْر ِ‬ ‫ضن َد َرنَجنانٍتلَّيْب لُنَو ُكنْمنِفي َم ان‬ ‫َو ُهنَو الِّذ ين َج َعنلَنُك ْمنَخ َ‬ ‫لنِئن َ‬ ‫ضنُكنْمنفَْو َ‬ ‫ضنَو َر نفَنَعَبْع َ‬

‫َيْفقَُهوَن )آية ‪(98‬‬

‫س ِرنينُع اْلِع قَناِب َو إِانّنُه َلَغُفوٌر ّر ِحنينٌم)آية ‪(165‬‬ ‫آَتاُك ْمن إِّن َر ّبنَك َ‬

‫أما أسلوب التلقين فإنه يظهر جليًا في تعليم الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم تلقين الحجة ليقذف‬

‫بها في وجه الخصم بحي‪.‬ث تأخذ عليه سمعه وتمل ك عليه قلبه فل يستطيع التخلص أو‬

‫التفلت منها‪ ،‬ويأتي هذا السلوب بطريق السؤال والجواب يسألهم ثم يجيب ونلحظ في‬ ‫السورة كثرة استخدام كلمة )قل( فقد وردت في السورة ‪ 42‬مرة‪ .‬هكذا تعرض السورة‬

‫الكريمة لمناقشة المشركين وافحامهم بالحجج الساطعة والبراهين القاطعة التي تقصم‬ ‫ظهر الباطل‪ .‬ومن هنا كانت أهمية سورة النعام في تركيز الدعوة السلمية‪ ،‬تقرر‬

‫حقائقها وتثبت دعائمها وتحاجج المعارضين لها بطريقة المناظرة والمجادلة‪ .‬والسورة‬

‫تذكر توحيد ال جّل وعل في الخلق واليجاد وفي التشريع والعبادة وتذكر موقف‬

‫المكذبين للرسل وتقص عليهم ما حاق بأمثالهم السابقين وتذكر بالبع‪.‬ث والجزاء ‪ .‬وفيما‬ ‫يلي بعض اليات التي ورد فيها كلمة )قل(‪:‬‬ ‫·‬

‫ُقْل ِس ينُر وْانِفي الَْر ِ‬ ‫فن َك انَن َع انِقَبُة اْلُم َكنّذنِبنيَن )آية ‪) (11‬تبين‬ ‫ضنثُّم انظُ​ُر وْانَك ْين َ‬

‫الية أن ل تعالى هو الملك المسيطر على المكان(‬ ‫·‬

‫·‬

‫·‬ ‫·‬

‫·‬

‫س َمنانَو انِتَو انلَْر ِ‬ ‫ضنُقل ِللِّه َك تَنَب َع َلنى َنْفِس ِه نالّر ْحن َمنَةنلَ​َيْج َمنَعنّنُك ْمنإَِلى‬ ‫ُقل لَّم نن ّم ان ِفي ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س ُهنْمن فَُهْم َل ُيْؤ ِمنُننوَن)آية ‪) (12‬تبين هذه‬ ‫َيْو ِم ناْلق َياَم ةنَل َر ْينَبنفيه الّذينَن َخ سن ُرننوْانَأنفُ َ‬ ‫الية أن ال تعالى هو الملك المسيطر على الزمان(‬

‫س َمنانَو انِتَو انلَْر ِ‬ ‫ضنَو ُهنَو ُيْطِع ُمنَوَل ُيْطَعُمن ُقْل إِّنَي‬ ‫ُقْل أَ​َغ ْينَرن اللِّه أَتِّخ ُذن َو ِلنّيا َفاِط ِرنال ّ‬ ‫تشنِرنَك ينَن)آية ‪(14‬‬ ‫س َلنَم َوَل تَُكوَنّن ِم َنن اْلُم ْ‬ ‫أُِم ْرن ُ‬ ‫تنأَْن أَُكوَن أَّو َل نَم ْنن أَ ْ‬ ‫تنَر ّبني َع َذنانَب َيْو ٍم نَع ِظنينٍم )آية ‪(15‬‬ ‫ُقْل إِّنَي أَ​َخ ان ُ‬ ‫صنْين ُ‬ ‫ف إِْن َع َ‬ ‫س انَع ُةن أَ​َغ ْينَرن اللِّه تَْد ُعنونَن ِإن ُكنتُْم‬ ‫ب اللِّه أَْو أَتَتُْك ُمن ال ّ‬ ‫ُقْل أَ​َرأَْي تُنُك منإِْن أَ​َتاُك ْمن َع َذنان ُ‬ ‫ص انِد ِقنيَن)آية ‪(40‬‬ ‫َ‬ ‫ت أَْن أَْع ُبنَد الِّذينَن تَْد ُعنونَن ِم نن ُدوِن اللِّه ُقل لّ أَتِّب ُع أَْه َونانءُك ْمنقَْد‬ ‫ُقْل إِّني ُنِه ين ُ‬ ‫ت إًِذ ان َو َمنانأَ​َنْا ِم َنن اْلُم ْهنتَنِد ينَن )آية ‪(56‬‬ ‫ض َلنْل ُ‬ ‫َ‬

‫‪30‬‬


‫·‬

‫·‬

‫·‬

‫·‬ ‫·‬

‫·‬

‫·‬

‫·‬ ‫·‬

‫ّ ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫س تَنْع ِجنُلنوَن ِبِه إِ​ِن اْلُح ْكنمنإِلّ‬ ‫ُقْل إِّني َع لَنى َبّيَنة ّم نن ّر ّبني َو َكنذنْبنتُنمِبه َم ان ع نند ينَم ان تَ ْ‬ ‫ُ‬ ‫قنو ُهنو َخ ْينرن اْلَفا ِ‬ ‫ص ِلنيَن )آية ‪(57‬‬ ‫ِللِّه َيقُ ّ‬ ‫ص اْلَح ّ َ َ ُ‬ ‫ُقل لّو أَّن ِع ننِد ينم ان تَس تَنع ِجنُلنوَن ِبِه لَقُ ِ‬ ‫ض َي نالَْم ُرن َبْي ِنين َو َبنْي َننُك ْمنَو انللُّه أَْع َلنُم‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِبال ّ‬ ‫ظاِلِم ينَن )آية ‪(58‬‬

‫ض ّرنعاًَو ُخنْفنَيًةلِّئ ْن َأنَج انَنا ِم ْنن‬ ‫ُقْل َم نن ُيَنّجينُك منّم نن ظُلَُم انِت اْلَبّر َو انْلَبْح ِرنتَْد ُعنونَنُه تَ َ‬

‫َهنِذ ِهنلَ​َنُكوَنّن ِم َنن ال ّ‬ ‫تش انِك ِرنينَن)آية ‪(63‬‬

‫تش ِرنُكوَن )آية ‪(64‬‬ ‫ُقِل اللُّه ُيَنّجينُك منّم ْننَه ان َو ِمنننُك ّلن َك ْرنٍبنثُّم َأنتُْم تُ ْ‬ ‫ُقْل ُهَو اْلَقاِد ُرن َع لَنى َأن َيْب َعَثن َع لَنْي ُك ْمنَع َذنانًبا ّم نن فَْو ِقنُك ْمنأَْو ِم نن تَْح ِتن أَْر ُجنِلنُك ْمنأَْو‬

‫س َبْع ٍ‬ ‫فنالَياِت لَ​َع لّنُهْم َيْفقَُهوَن‬ ‫ص ّرن ُ‬ ‫ضن انظُْر َك ْين َ‬ ‫س ُكنْمنِتش َيننعاً َو ُينِذين َ‬ ‫قَبْع َ‬ ‫فن ُن َ‬ ‫ضنُكنمنَبأْ َ‬ ‫َي ْلنِب َ‬ ‫)آية ‪(65‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف نتَْع لَنُم ونَن َم نن تَُكوُن لَُه َع انِقَبُة‬ ‫س ْون َ‬ ‫ُقْل َيا قَْو ِم ناْع َمنلُنوْا َع لَنى َم َكنانَنتُك ْمنإِّني َع انم ٌلنفَ َ‬ ‫الّد انِر إِّنُه َل ُيْف ِلُح ال ّ‬ ‫ظاِلُم ونَن )ننآية ‪(135‬‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سنتَنِقيٍم ِدينًنا ِقَيًم ان ّم لّنَة إِْب َراِه ينَمَح ِننيًفا َو َمنانَك انَن ِم َنن‬ ‫ُقْل إِّنني َهَد انني َر ّبني إَِلى ص َرانطّم ْ‬ ‫تشنِرنِك ينَن)آية ‪(161‬‬ ‫اْلُم ْ‬ ‫لنِتني و ُنن ِ‬ ‫ يَو َمنَمنانِتيِللِّه َر ّبناْلَعالَِم ينَن )آية ‪(162‬‬ ‫س ك ينَو َمنْحن َيننا َ‬ ‫ص َ َ ُ‬ ‫ُقْل إِّن َ‬ ‫ب نُك ّلن َنْف ٍ‬ ‫س إِلّ َع َلنْي َه انَوَل تَِز ُرن‬ ‫ُقْل أَ​َغ ْينَرن اللِّه أَْب ِغنين َر ّبنا َو ُهنَو َر ّ‬ ‫بنُك ّلن َ‬ ‫تش ْين ٍءنَوَل تَْك ِسن ُ‬ ‫َو انِز َرنةٌِو ْزن َرأُنْخ َرنن ىثُّم إَِلى َر ّبنُك منّم ْرنِجنُعنُك ْمنفَُيَنّبُئُك من ِبَم ان ُكنتُْم ِفيِه تَْخ تَنِلُفوَن )آية ‪(164‬‬

‫وهكذا تتوال السورة بمجموع‪:‬ة‪ ،‬من اليات الت تدل على قدرة ال تعال ث تتبعها آيات مادل‪:‬ة ومواجه‪:‬ة مع الشركي واللحدين‪.‬‬

‫ثم تأتي قصة سيدنا ابراهيم مع قومه وسبب ورود هذه الجزئية من قصة سيدنا ابراهيم في‬ ‫سورة النعام مناسب لسلوب الحجة إواقامة البراهين والدلة عند مواجهة المشركين‬

‫والملحدين فجاءت اليات تعرض قصة سيدنا ابراهيم ومحاجته لقومه من اليات ‪-74‬‬ ‫‪.83‬‬

‫ثم تأتي آية فاصلة في السورة تدلنا على أن آيات ال تعالى في الكون ترى ولكن القلوب‬

‫إذا عميت ل تراها وتجحد بها وتكفر‪ .‬قَْد َج انءُك من َب ِ ِ‬ ‫ص َرن َفِلَنْفِس ِه نَو َمنْنن‬ ‫ص ؤآنئ ُر م نن ّر ّبنُك ْمنفَ​َم ْنن أَْب َ‬ ‫َ‬ ‫َع ِمنَينفَ​َع لَنْي َهنان َو َمنانأَ​َنْا َع لَنْي ُك منِبَح ِفنيٍظ )الية ‪(104‬‬

‫ثم تختم السورة بربع كامل بالوصايا العشر التي نزلت في تل ك الكتب السابقة ودعا اليها‬ ‫جميع النبياء السابقين )قل تعالوا أتل ما حّر مرربكم عليكم‪(..‬وتنتهي يآية فذة تكشف‬ ‫‪31‬‬


‫للنسان عن مركزه عند ربه في هذه الحياة وهو أنه خليفة في الرض وأن ال تعالى‬ ‫جعل عمارة الكون تحت يد النسان تتعاقب عليه أجياله وأن ال تعالى فاوت في‬

‫المواهب بين البشر لغاية سامية وحكمة عظيمة وهي البتلء والختبار في القيام‬ ‫بتبعات هذه الحياة وذل ك شأن يرجع اليه كماله المقصود من هذا الخلق وذل ك النظام‪.‬‬

‫وهذا كله مرتبط بهدف سورة البقرة وهو الستخلف في الرض‪.‬سورة النعام تتحد‪.‬ث‬

‫عن مل ك ال تعالى في الكون وكأنما يقول تعالى لنا وحدوني أملككم الرض وأجعلكم‬

‫قننَبْع ٍ‬ ‫ف الَْر ِ‬ ‫ضن َد َرنَجنانٍتلَّيْب لُنَو ُكنْمنِفي َم ان آَتاُك ْمن‬ ‫خلئف‪َ) .‬و ُهنَو الِّذ ين َج َعنلَنُك ْمنَخ َ‬ ‫لنِئن َ‬ ‫ضنُكنْمنفَْو َ‬ ‫ضنَو َر نفَنَعَبْع َ‬

‫س ِرنينُع اْلِع قَناِب َو إِانّنُه َلَغُفوٌر ّر ِحنينٌم( آية ‪165‬‬ ‫إِّن َر ّبنَك َ‬ ‫سميت السورة )ال ننعام( ليس لورود كلمة النعام فيها فقط إوانما لذل ك سبب رئيسي أن‬

‫النعام عند قريش كانت هي الكل والشرب والغذاء والمواصلت والثروة وعصب الحياة‬

‫‪ ،‬وكان كفار قريش يقولون نعبد ال لكن عصب الحياة لنا نتصرف فيها كيف نشاء لكن‬

‫ال تعالى يخبرهم أن التوحيد يجب أن يكون في العتقاد وفي التطبيق ايضًا يجب أن‬ ‫نوحد ال في كل التصرفات وليس في المعتقدات فقط‪ ،‬وهذا توجيه ليس فقط لكفار‬

‫قريش إوانما توجيه لعامة الناس الذين يعتقدون بوحدانية ال تعالى ولكن تطبيقهم ينافي‬

‫معتقدهم‪ ،‬إذن ل إله إل ال يجب أن تكون في المعتقد والتطبيق‪ ،‬وهذا يناسب ما جاء‬ ‫في سورة المائدة في قوله )اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم‬

‫ل وأن نوّح در ال تعالى في المعتقد والتطبيق‪.‬‬ ‫السلم دينا( فعلينا أن نأخذ الدين كام ً‬

‫‪ . 7‬سورة العراف ) هدف السورة‪:‬‬ ‫احسم موقفك ول تكن سلبيا(‬

‫سورة العراف من أطول السور المكية وهي أول سورة عرضت بالتفصيل قصص‬

‫النبياء من بداية خلق آدم ‪ ‬إلى نهاية الخلق مرو ًار بنوح‪ ،‬هود‪ ،‬صالح‪ ،‬لوط‪ ،‬شعيب‪،‬‬

‫موسى عليهم وعلى رسولنا أفضل الصلة والسلم‪ .‬والسورة تجسد الصراع الدائم بين‬

‫الحق والباطل وكيف أن الباطل يؤدي إلى الفساد في الرض‪ ،‬وفي قصص كل النبياء‬

‫الذين ورد ذكرهم في السورة تظهر لنا الصراع بين الخير والشر وبيان كيد إبليس لدم‬ ‫وذريته لذا وجه ال تعالى أربعة نداءات متتالية لبناء آدم بر )يابني آدم( ليحذرهم من‬

‫‪32‬‬


‫عدوهم الذي وسوس لبيهم آدم حتى أوقعه في المخالفة لمر ال تعالى‪ .‬كما تعرضت‬ ‫السورة الكريمة إلى أصناف البشر فهم على مّر العصور ثلثة أصناف‪ :‬المؤمنون‬

‫الطائعون‪ ،‬العصاة ‪ ،‬والسلبيون الذين هم مقتنعون لكنهم ل ينفذون إما بدافع الخجل أو‬ ‫المبالة وعدم الكترا‪.‬ث‪ .‬والسلبية هي من أهم المشاكل التي تواجه الفرد والمجتمع‬ ‫والمة‪ .‬وجاءت الية لتحذرنا أنه علينا ان نحسم مواقفنا في هذه الحياة ونكون من‬

‫المؤمنين الناجين يوم القيامة ول نكون كأصحاب العراف الذين تساوت حسناتهم‬ ‫وسيئاتهم وينتظرون أن يحكم ال فيهم‪.‬‬

‫وسيت السورة )العراف( لورود ذكر اسم العراف فيها وهو سور مضرو ب بي الن‪:‬ة والنار يول بي أهلهما ورو ى جرير عن حذيف‪:‬ة أنه‬ ‫سئل عن أصحا ب العراف فقال‪ :‬هم قوم تساوت حسناتم وسيئاتم‪ ،‬فقعدت بم سيئاتم عن دخول الن‪:‬ة وتلفت بم حسناتم عن‬ ‫دخول النار فوقفوا هنالك على السور حت يقضي ال تعال فيهم‪.‬‬ ‫·‬

‫وقد بدأت السورة بمعجزة القرآن الكريم على الرسول صلى ال عليه وبار ك‬ ‫وسلم وأن هذا القرآن نعمة من ال تعالى على النسانية جمعاء فعليهم أن‬

‫يتمسكوا بتوجيهاته وارشاداته ليفوزوا بسعادة الدارين ويكونوا من الناجين يوم‬

‫ِ‬ ‫ص ْدنِرنَكَح َرنٌجّم ْننُهن ِلُتنِذ َرن ِبِه‬ ‫ب ُأنِز َل نإِلَْي َكن فَ َ‬ ‫القيامة ومن أهل الجنة‪ِ) .‬ك تَنا ٌ‬ ‫ل َيُك نن في َ‬

‫و ِذنْكنر لِ‬ ‫ل ّم ان‬ ‫ن ىْلُم ْؤنِمنِننيَن * ن اتِّبُعوْاَم ان ُأنِز َل نإِلَْي ُك من ّم نن ّر ّبنُك ْمنَوَل تَتِّبُعواْ ِم نن ُدوِنِه أَْو ِلنَياء َقِلي ً‬ ‫َ َ‬ ‫تَ​َذ ّكنُرنونَن ( ن آية‪3- 2‬‬ ‫·‬

‫النموذج الول من صراع الحق والباطل‪ :‬قصة آدم ‪ ‬مع ابليس ويبين لنا تعالى‬

‫في هذه القصة كما في باقي السورة كيف أن الحق ينتصر في النهاية على‬

‫الباطل‪ .‬وقد جاءت كلمة )فدلهما بغرور( )فَ​َد لّنُهَم ان ِبُغُر ونٍر َفلَّم ان َذ انَقا ال ّ‬ ‫تش َجنَرنةَ​َبَد ْتن‬

‫طنِف َقاَيْخ ِ‬ ‫صن فَناِنَع لَنْي ِه َمنانِم نن َو َر ن ِ‬ ‫قانْلَج ّننِة َو َننناَد انُهَم انَر ّبنُهَم انأَلَْم أَْن َهنُكنَم انَع نن‬ ‫س ْون َءنانتُ​ُهَم انَو َ‬ ‫لَُهَم ان َ‬

‫ِتْلُك َم انالّتش َجنَرنِةَو أَنُقل لُّك َم ان إِّن الّتش ْينَطؤآَن لَُك َم ان َع ُدنّون ّم ِبنيٌن (ن آية‪ 22‬في وصف إغواء‬

‫الشيطان لدم لتبين لنا معنا كيف أن الذين ليحسمون أمورهم ومواقفهم كأنهم‬

‫معلقين في البئر ل هم هالكون ول هم ناجون مما يؤكد على أن علينا أن نحدد‬ ‫موقفنا من الصراع بين الحق والباطل‪ .‬فسبحانه تعالى ما أبلغ هذا القرآن وما‬

‫أحكم وصفه وألفاظه‪.‬‬ ‫·‬

‫عرض يوم القيامة وقصة أصحاب العراف‪) :‬اليات ‪ (51- 44‬تذكر اليات‬

‫قصة أصحاب العراف الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم وبقوا على العراف‬ ‫‪33‬‬


‫ينتظرون حكم ال تعالى فيهم‪ .‬والعراف قنطرة عالية على شكل عرف بين‬ ‫الجنة والنار والمك‪.‬ث عليها مؤقت لن في الخرة الناس إما في النار أو في‬

‫الجنة‪ .‬وأصحاب العراف كانوا يعرفون الحق والباطل لكنهم لم يحسموا أمرهم‬

‫ب َو َعنَلنى‬ ‫فحبسوا بين الجنة والنار حتى يقضي ال تعالى فيهم )َو َبنْي َنُهَم انِح َجنان ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س لَنٌم َع َلنْي ُكنْمنلَْم َيْد ُخنُلنوَهان‬ ‫الَْع َرنافِرَج انٌلَيْع ِرنُفوَن ُك لّن ِب س ينَم انُهْمَو َننناَد ْونأْاَن ْ‬ ‫ص َحننانَب اْلَج ّننة َأن َ‬ ‫َو ُهنْم َيْطَم ُعنوَن ( ن آية‪ .46‬فعلينا أن ل نضع أنفسنا في هذا الموقف ونعمل جاهدين‬

‫على أن نكون من أهل الجنة حتى ل نقف هذا الموقف على العراف‪.‬‬

‫·‬

‫عرض نماذج من صراع الحق والباطل عبر قصص النبياء على مر‬

‫العصور‪ :‬عرضت اليات قصة كل نبي مع قومه والصراع بين الخير والشر‬

‫وكيف أن ال تعالى ينجي نبيه ومن اتبعه على عدوهم‪ .‬قصة نوح مع قومه‬

‫)َفَك ّذنُبنوهُ فَ​َأنَج ْينَنناهُ َو انلِّذينَنَم َعنُه ِفي اْلُفْلِك َو أَنْغ َرنْقنَ ا‬ ‫نالِّذينَن َك ّذنُبنوْا ِبؤآَياِتَنا إِّنُهْم َك انُنوْا قَْو م ناً‬ ‫طْع َنناَد انِب َر الِّذينَن َك ّذنُبنوْا‬ ‫َع ِمنينَن ( ن آية‪ ،64‬قصة هود )فَ​َأنَج ْينَناهُ َو انلِّذينَنَم َعنُه ِبَر ْحن َمنٍةنّم ّننا َو قَن َ‬ ‫ِبؤآَياِت َنا َو َمنانَك انُنوْا ُم ْؤنِمنِننيَن ( ن آية‪ ،72‬قصة صالح )آية ‪ ،(79 – 73‬قصة لوط )فَ​َأنَج ْينَنناهُ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س تَنْك َبنُر وْان‬ ‫َو أَنْه لَنُه إِلّ اْم َرنأَتَُهَك انَنْت م َنن اْلَغاِب ِر ينَن ( آية ‪ ، 83‬قصة تشعيب )َقاَل اْلَم لُن الّذينَن ا ْ‬ ‫بن َو انلِّذينَنآَم ُننوْا َم َعنَك ِم نن قَْر َينِتَناأَْو لَتَُعوُد ّنن ِفي ِم لّنِتَنا َقاَل أَ​َو لَنْو‬ ‫ِم نن قَْو ِم نِهنَلُنْخ ِرنَج ّننَكَيا ُ‬ ‫تش َعْي ُ‬ ‫ُك ّنا َك انِرِه ينَن ( ن آية‪.88‬‬ ‫·‬

‫مقارنة بين الحسم والتردد في قصة موسى وفرعون والسحرة‪ :‬اليات توضح كيف‬

‫حسم السحرة موقفهم من نبي ال موسى بعدما أروا الحق وأخذوا موقفًا واضحًا‬

‫من فرعون وأتباعه وآمنوا بال تعالى وبما جاء به موسى )لُقَ ّ‬ ‫طَع ّنن أَْي ِد َينُك ْمنَو أَنْر ُجنَلنُك من‬

‫ّم ْنن ِخ َ ٍ‬ ‫ص ّلنَبّنُك ْمن أَْج َمنِعنينَن * ن َقالُوْاإِّنا إَِلى َر ّبنَناُم ننَقِلُبوَن * َو َمنانَتنِقُمن ِم ّننا إِلّ أَْن آَم ّننا‬ ‫لنف ثُّم لُ َ‬ ‫ّ‬ ‫سنِلنِم ينَن ( ن اليات‪-125 – 124‬‬ ‫ِبؤآَياِت َر ّبنَنالَّم ان َج انءتَْنا َر ّبنَناأَْفِر ْ‬ ‫ص ْبنًراَو تَنَو فنَناُم ْ‬ ‫غ َع لَنْي َنا َ‬

‫ِ‬ ‫‪ ،126‬وتردد بني اسرائيل باتباع موسى )َقاَل م ونس ىن ِلقَو ِم نِهنا ِ‬ ‫ص ِبنُر وْان‬ ‫س تَنعينُنوا ِباللّه َو ان ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫تش انء ِم ْنن ِع َبنناِد ِهنَو انْلَعاِقَبُةِلْلُم تّنِقيَن * ن َقالُوْا ُأوِذينَنا ِم نن قَْب ِلن َأن‬ ‫ضنِللِّه ُيوِرثَُه ان َم نن َي َ‬ ‫إِّن الَْر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س تَنْخ ِلنفَُك ْمنِفي الَْر ِ‬ ‫ضنفَ​َينظَُر‬ ‫سنىن َر ّبنُك ْمنَأن ُيْه لنَك َع ُدنّو ُكنْمنَو َين ْ‬ ‫تَأْتيَنا َو ِمنننَبْع دن َم ان ِج ْئنتَ​َنا َقاَل َع َ‬

‫فن تَْع َمنلُنوَن ( ن )اليات ‪ (129 – 128‬وهذه عبرة لنا بأن التردد ل يؤدي الى الحق‬ ‫َك ْين َ‬ ‫والجنة‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫·‬

‫قصة أهل السبت‪ :‬وكيف تحايلوا على ال تعالى لنهم لم يحسموا مواقفهم‬ ‫بالتسليم الكلي ل وتطبيق ما يعتقدونه عمليًا حتى يكونوا من الفائزين‪ ،‬لكنهم‬

‫كانوا يعتقدون شيئًا ويمارسون شيئًا آخر‪) .‬واَس أَنْلهم َع ِنن اْلقَر َينِةالِّتي َك انَنْت َح ان ِ‬ ‫ض َر نةَ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اْلَبْح ِرنإِْذ َيع ُدنوَن ِفي ال ّ ِ‬ ‫س ِبنُتوَن َل تَأِْتيِه ْمن‬ ‫س ْبنِتِه ْمن ُ‬ ‫تش ّرعاًَو َينْو َم نَل َي ْ‬ ‫ْ‬ ‫س ْبنتن إِْذ تَأْتيِه ْمن حينَتاُنُهْم َيْو َم ن َ‬ ‫ِ‬ ‫س قُنوَن ( ن آية ‪163‬‬ ‫َك َذنلنَك َنْب لُنوُهم ِبَم ان َك انُنوا َيْف ُ‬ ‫·‬

‫فئات بني اسرائيل‪ :‬عرضت السورة فئات بني تسرائيل الثلثة‪ ،‬فهم إما‪:‬‬

‫عصاة‪ ،‬أو مؤمنون ينهون عن المعاصي‪ ،‬إواما متفرجون سلبيون وهذه الفئات‬

‫ظنوَن قَْو ًم ناناللُّه‬ ‫موجودة في كل المجتمعات‪ .‬السلبيون قالوا )َو إِانَذ َقالَْت أُّم ٌةن ّم ْننُهْم ِلَم تَِع ُ‬ ‫تش ِدنينًد ان( آية ‪ 164‬والمؤمنون ردوا )َقالُواْ َم ْعنِذنَرنةًإَِلى َر ّبنُك ْمن‬ ‫ُم ْهنِلنُك ُهنْم أَْو ُم َعنّذ ُبنُهْمنَع َذنانًبا َ‬

‫َو لَنَع لّنُهْمَيتُّقوَن ( ن آية ‪ .164‬وقد ذكر ال تعالى لنا كيف نّج ىر الفئة المؤمنة وعاقب‬

‫س وْا َم ان ُذ ّك ُرنوْانِبِه َأنَج ْينَنا الِّذينَن‬ ‫الفئة العاصية كما في قصة أصحاب العراف )َفلَّم ان َن ُ‬ ‫ظَلُم وْان ِبَع َذ انٍب َبِئي ٍ‬ ‫سقُنوَن ( ن آية ‪ ،165‬ولم‬ ‫َيْن َه ْون َنننَع ِنن ال ّ‬ ‫س ونِء َو أَنَخ ْذنَنناالِّذينَن َ‬ ‫س ِبَم ان َك انُنوْا َيْف ُ‬

‫يذكر هنا مصير الفئة السلبية‪ ،‬بعض العلماء يقولون أنهم مع الفئة الضالة‬

‫الظالمة لنهم لم ينهوا عن السوء والبعض الخر يرى أنهم سكتوا عن الحق‬

‫وال تعالى سيحسم وضعهم يوم القيامة لذا لم يرد ذكرهم في السورة وال أعلم‪.‬‬

‫إذن بعد هذا العرض للسورة نستنتج أنه علينا البتعاد عن السلبية وعلينا أن نحسم‬

‫مواقفنا من الن لننا تريد أن ندخل الجنة بإذن ال ول نريد أن نكون مذبذبين ل إلى‬

‫هؤلء ول إلى هؤلء وعلينا أن ل يثنينا عن نصرة الحق ل خجل ول عدم مبالة او قلة‬ ‫اكترا‪.‬ث ول ضعف‪ .‬ولعل الغفلة هي من أهم أسباب التردد والسلبية فعلينا ان نسعى أن‬ ‫ل نكون من الغافلين لن الغافل قد يكون أسوأ من العاصي‪ ،‬فالعاصي قد يتوب كما‬ ‫فعل سحرة فرعون أما الغافل فقد يتمادى في غفلته إلى حين ل ينفع معه الندم ول‬ ‫ب لّ َيْفقَُهوَن ِبَه ان و لَنُهم أَْع ُينٌن لّ‬ ‫العودة‪َ) .‬و لَنقَْد َذ َرنأَْناِلَج َهنّننَم َك ِثنيًراّم َنن اْلِج ّننَو انِل ن ن ِ‬ ‫سلَُهْم ُقُلو ٌ‬ ‫َ ْ‬

‫ِ‬ ‫ض ّلن أُْو لَ نِئ َك ُهُم اْلَغاِفُلوَن ( ن آية‬ ‫س َمنُعنوَن ِبَه ان أُْو لَ نِئ َك َك انلَْن َعاِم َب ْلن ُهْم أَ َ‬ ‫ُيْب ص ُرننونَنِبَه ان َو لَنُهْم آَذ انٌن لّ َي ْ‬ ‫‪.179‬‬

‫ض ّرنعاً‬ ‫وتأتي ختام السورة لتركز على البعد عن الغفلة وحسم المر )َو انْذ ُكنرنّر ّبنَك ِفي َنْفِس َك نتَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص انِلَوَل تَُك نن ّم َنن اْلَغاِف ِليَن ( ن آية ‪205‬‬ ‫َو خنينفًَةَو ُدننوَناْلَج ْهنِرنم َنن اْلقَْو ِلنننِباْلُغُد ّون َو انل َ‬

‫‪35‬‬


‫والسجدة في الية الخيرة كأنما جاءت لتزيد في النفس الستعداد للحسم فربما بهذه السجدة‬ ‫يصحى الغافل من غفلته ويحسم السلبي موقفه إذا عرف بين يدي من يسجد فيعود الى‬

‫الحق )إِّن الِّذينَن ِع ننَد َر ّبنَك َل َيْس تَنْك ِبنُر ونَنَع ْنن ِع َبنناَد ِتنِهَو ُينَس ّبنُحونَنُهَو لَنُه َيْس ُجنُدنوَن ( آية ‪ .206‬وقد‬ ‫ختمت السورة بإثبات التوحيد كما بدأت به وفي هذا دعوة إلى اليمان بوحدانية ال‬

‫تعالى في البدء والختام‪ .‬وهذه السوة مرتبطة بسورة النعام لن البتعاد عن السلبية‬ ‫وحسم الموقف هو من توحيد ال تعالى في المعتقد والتطبيق أيضًا‪.‬‬

‫‪ . 8‬سورة النفال ) هدف السورة‪:‬‬ ‫قوانين النصر ربان ّية ومادية(‬

‫ساها‬ ‫سورة النفال سورة مدني‪:‬ة نزلت عقب غزوة بدر الت كانت فات‪:‬ة الفغزوات ف تاريخ السلم اليد وبداي‪:‬ة النصر لند الرحن حت ّ‬ ‫ساها ال تعال ف القرآن الكري ب‪)،‬الفرقان(‪ .‬لنا تناولت أحدا ث هذه الوقع‪:‬ة باسها ب ورست‪ ،‬الط‪:‬ة‬ ‫بعض الصحاب‪:‬ة بسورة بدر و ّ‬ ‫التفصيلي‪:‬ة للقتال وبّينت‪ ،‬ما ينبفغي أن يكون عليه‪ ،‬السلم من البطول‪:‬ة‪ ،‬والوقوف ف وجه الباطل بكل جرأة وشمجاع‪:‬ة‪ ،‬وصمود‪ ،.‬وقد كان عدد‬ ‫السلمي ‪ 313‬مقابل ‪ 1000‬من الشركي لكن السلمي على قل‪:‬ة عددهم انتصروا بعون ال تعال وباستعدادهم للحر ب على الشركي‬ ‫مع كثرتم وكانت اول العارك بي الق والباطل ف التاريخ السلمي‪.‬‬ ‫وقد سبق ف السور الطوال الت سبقت النفال أن عرض ال تعال لنا النهج وكيف نثبت عليه بالتوحيد الالص ل وبالعدل وحسم‬ ‫الواقف ث جاءت سورة النفال ليّبي لنا أنه حت ينتصر النهج يب أن يكون له قواني للنصر فالنصر ل يأت صدف‪:‬ة ول فمجأة وإنا يتاج‬ ‫إل قواني‪ ،‬فسورة النفال تتحد ث عن قانون النصر ف غزوة بدر والت يكن أن تكون عام‪:‬ة لكل الفغزوات والعارك بي الق والباطل‪.‬‬ ‫قواني مادي‪:‬ة )الستعداد للقتال بالعدة والتهيئ‪:‬ة النفسي‪:‬ة‬ ‫قواني رّباني‪:‬ة‪) ،‬النصر من عند ال(‬ ‫والعسكري‪:‬ة(‬

‫والسورة تنقسم الى قسمين بارزين كل منهما يتناول أحد هذه القوانين‪ .‬والسورة تحتوي‬ ‫على توازن بين القانونين‪ ،‬النصر من عند ال فبعد التوحيد الخالص ل في سورة النعام‬

‫وأن كل شيء ل تعالى كان النصر من عند ال ام ًار طبيعيًا‪ ،‬ولكن ل بد من التخطيط‬ ‫والستعداد )َذ ِلنَك ِبأَّن اللَّه لَْم َيُك ُم َغنّيًراّنْع َمنًةنأَْن َعنَم َهنان َع لَنى قَْو ٍم نَح ّتنى ُيَغّيُر وْانَم ان ِبَأنفُِس ِه نْمنَو أَنّن اللَّه‬

‫َس ِمنينٌع َع ِلنيٌم (ن ‪ ،‬آية ‪ 53‬بمعنى نبذل كل الجهد ونتوكل على ال حتى ينصرنا‪.‬‬

‫وسمّيت السورة بال ننفال لورود كلمة النفال فيها وهي لغة تعني الغنائم وكان المسلمون‬ ‫بعد انتصارهم قد اختلفوا كيف توزع الغنائم عليهم وال تعالى اراد ان ينبههم إلى أن‬

‫الغنائم هي من الدنيا والختلف عليها خلف على الدنيا وال تعالى يريد أن يرّس خر في‬ ‫قلوب المسلمين قوانين النصر بعيدًا عن الدنيا ورموزها‪ ،‬والنفال قضية فرعية أمام‬

‫القضية الهامة التي هي تقوى ال ولذا فإن السورة ابتدأت بالسؤال عن النفال في الية‬ ‫‪36‬‬


‫ِ​ِ‬ ‫ص ِلنُحوْانَذ انَت ِبْي ِنُك ْمن َو أَنِط ينُعوْااللَّه‬ ‫لنَفاِل ُقِل ا َ‬ ‫س أَنُلوَنَك َع ِنن ا َ‬ ‫سنوِلَفاتّقُوْا اللَّه َو أَن ْ‬ ‫‪َ) 1‬ي ْ‬ ‫لنَفاُل للّه َو انلّر ُ‬ ‫سنولَُهِإن ُكنُتم ّم ْؤنِمنِننيَن ( ن ولمتأتي الجابة على السؤال إل في الية ‪َ) 41‬و انْع َلنُم وْانأَّنَم ان َغ ِننْم ُتنم‬ ‫َو َر ن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫س ِبنيِل ِإن ُكنتُْم آَم ننتُْم‬ ‫سنانِك ينِنَو انْب ِننال ّ‬ ‫ّم نن َ‬ ‫سنوِلَو ِلنذ يناْلقُْر َبنىَو انْلَيَتاَم ىنَو انْلَم َ‬ ‫سنُهنَو ِلننلّر ُ‬ ‫تش ْين ٍءنفَأَّن للّه ُخ ُمن َ‬ ‫ِباللِّه َو َمنانَأنَز ْلنَنا َع لَنى َع ْبنِد َننا َيْو َم ناْلفُْر قَناِن َيْو َم ناْلتَ​َقى اْلَج ْمنَعناِنَو انللُّه َع َلنى ُك ّلن َتش ْين ٍءنقَِدينٌر ( نولهذا‬

‫حكمة من ال تعالى‪ .‬إذن فالمعنى أن سورة النفال تتحد‪.‬ث عن قوانين النصر وأكثر ما‬

‫يؤثر على قوانين النصر الدنيا والنفال هي من الدنيا فكأن النفال هي التي تضّيع‬ ‫النصر‪ ،‬وفي السورة تحذير للمسلمين من الفرقة من أجل الدنيا وتوجيه لهم بالوحدة‬ ‫والخّوةر والتخطيط والرجوع إلى ال لتحقيق النصر‪.‬‬

‫القسم الول‪ :‬وما النصر إل من عند ال‪) :‬اليات في الربعين الولين( تذكير أن ال‬ ‫تعالى هو الذي نصرهم فعلينا ان نثق بال تعالى ونتوكل عليه لنه صانع النصر‪.‬‬

‫ودليل ذل ك‪:‬‬

‫قنَو إِانّن فَِر ينقاً ّم َنن اْلُم ْؤنِمنِننيَن‬ ‫·‬ ‫كنر ّبنَك ِم نن َبْي ِتَكن ِباْلَح ّ‬ ‫التتيب‪ ،‬للمعرك‪:‬ة من ال تعال )َك َمنان أَْخ َرنَجن َ​َ‬ ‫لَ​َك انِرُهوَن * ن ُيَج انِد ُلنوَن َِ‬ ‫س انُقوَن إَِلى اْلَم ْون ِت نَو ُهنْم َينظُ​ُر ونَن * ن َو إِانْذ‬ ‫كفي اْلَح ّ‬ ‫قنَبْع َدنَمنانتَ​َبّيَن َك أَنّنَم ان ُي َ‬ ‫َيِع ُدنُك مناللُّه إِْح َدن ىنال ّ‬ ‫طاِئفَِتْي ِنن أَّنَه ان لَُك ْمن َو تَنَو ّدنونَنأَّن َغ ْينَرن َذ انِت ال ّ‬ ‫تش ْون َك نِةنتَُكوُن لَُك ْمن َو ُينِر ينُداللُّه‬ ‫ُ‬ ‫قنْلَح ّ‬ ‫قن الَح ّ‬ ‫َأن ُيِح ّ‬ ‫طَعَد انِب َر اْلَك انِف ِر ينَن * ن ِلُيِح ّا‬ ‫قن ِبَك ِلنَم انِتِهنَو َينْق َ‬ ‫قنَو ُينْب ِط َلانْلَباِط َلنَو لَنْو َك ِرنهَ‬ ‫اْلُم ْجن ِرنُم ونَن ( ن اليات‪8 – 7 – 6 – 5‬‬

‫·‬

‫العداد النفسي للمعركة )إِْذ ُيَغ ّ‬ ‫س َمنانء َم انء‬ ‫س أَ​َم َننًة ّم ْننُهن َو ُينَنّز ُل نَع َلنْي ُكنمنّم نن ال ّ‬ ‫تش ينُك ُمن الّنَعا َ‬ ‫طّه َر ُكنمنِبِه َو ُينْذ ِهنَبنَع ننُك ْمن ِرْج َزنال ّ‬ ‫طَع َلنى ُقُلوِبُك ْمن َو ُينثَّبَت ِبِه الَْقَد انَم (ن آية ‪،11‬‬ ‫طناِن َو ِلنَيْر ِبن َ‬ ‫تش ْين َ‬ ‫لُّي َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫سنوِلَو ِلنِذ يناْلقُْر َبنىَو انْلَيَتاَم ىن‬ ‫و )َو انْع َلنُم وْانأَّنَم ان َغ ِننْم تُنم ّم نن َ‬ ‫سنُهنَو ِلننلّر ُ‬ ‫تش ْين ٍءنفَأَّن للّه ُخ ُمن َ‬ ‫س ِبنيِل ِإن ُكنتُْم آَم ننتُْم ِباللِّه َو َمنانَأنَز ْلنَنا َع َلنى َع ْبنِد َنناَيْو َم ناْلفُْر قَناِن َيْو َم ناْلتَ​َقى‬ ‫سنانِك ينِنَو انْب ِننال ّ‬ ‫َو انْلَم َ‬ ‫تش ْين ٍءنقَِدينٌر ( آية ‪ ،41‬و )َو إِانْذ ُيِر ينُك ُم ونُهْمإِ​ِذ اْلتَقَْي تُنْم ِفي أَْع ُينِن ُك ْمن‬ ‫اْلَج ْمنَعناِنَو انللُّه َع لَنى ُك ّلن َ‬ ‫ل و ُينَقلّلُ​ُك منِفي أَْع ُينِنِه منِلَيْق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َي ناللُّه أَْم ًرناَك انَن َم ْفنُعوًل َو إِانَلى اللِّه تُْر َجنُعنالُم ونُر ( ن آية‪44‬‬ ‫َقلي ً َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫نزول الملئكة )إِْذ تَس تَنِغينُثوَن ر ّبنُك منَفاس تَنَج انَب لَُك من أَّني م ِمنّدنُكنمنِبأَْل ٍ‬ ‫ف ّم َنن اْلَم آلنِئَك ِةن‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬

‫·‬

‫س َفنَل‬ ‫ص َون ىنَو انلّر ْكن ُ‬ ‫بأَن ْ‬ ‫موعد‪ ،‬ومكان العرك‪:‬ة بتتيب‪ ،‬من ال تعال )إِْذ َأنُتم ِباْلُعْد َونِةنالّد ْننَيا َو ُهنم ِباْلُعْد َونِةناْلقُ ْ‬ ‫ِم ننُك من و لَنو تَو انَع دنتّم لَْخ تَنلَْفتُم ِفي اْلِم ينعاِد و لَنِك ننلَّيْق ِ‬ ‫مرًن َك انَن َم ْفنُعوًل لَّيْه ِلنَك َم ْنن َه لَ​َك‬ ‫ض َي ناللُّه أَ ْ ا‬ ‫َ َ‬ ‫َْ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬

‫·‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س أُنْلِقين ِفي‬ ‫ُم ْرنِدنفنيَن ( ن آية‪ ،9‬و )إِْذ ُيوح ين َر ّبنَك إَِلى اْلَم آلنئ َك ةنأَّني َم َعنُك ْمن َفثَّبتُواْ الّذينَن آَم ُننوْا َ‬ ‫قننالَْع َننا ِ‬ ‫ض ِرنُبوْاِم ْننُهْم ُك ّلن َبَناٍن ( ن آية ‪12‬‬ ‫ق َو ان ْ‬ ‫ض ِرنُبوْافَْو َ‬ ‫ُقُلوِب الِّذينَن َك فَنُر وْانالّرْع َبنَفا ْ‬

‫َع نن َبّيَنٍة َو َينْح َيننىَم ْنن َح ّين َع نن َبّيَنٍة َو إِانّن اللَّه لَ​َس ِمنينٌع َع ِلنيٌم (ن آية ‪ .42‬لّم ار أنزل ال تعالى‬

‫‪37‬‬


‫المطر جعل الرض عند المسلمين صلبة تعينهم على خفة الحركة وجعل‬ ‫الرض عند المشركين طينية أعاقت حركتهم في المعركة وهذا بتدبير ال عز‬

‫وجل‪.‬‬ ‫·‬

‫ِ ِ‬ ‫ص ُرنإِلّ ِم ْنن ِع ننِد‬ ‫نتيجة المعركة )َو َمنانَج َعنلَنُه اللُّه إِلّ ُب ْ‬ ‫تش َرن ىَو ِلنتَْطَم ئنّننِبه ُقُلوُبُك ْمن َو َمنانالّن ْ‬

‫اللِّه إِّن اللَّه َع ِزنينٌز َح ِكنينٌم (ن آية ‪ ،10‬و)َفلَْم تَْقتُ​ُلوُهْم َو لَنِك ّنناللَّه قَتَلَُهْم َو َمنانَر َمنْينَتنإِْذ َر َمنْينَتن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِمنينٌع َع ِلنيٌم (ن آية ‪17‬‬ ‫سننناً إِّن اللَّه َ‬ ‫َو لَنك ّنناللَّه َر َمنىنَو ِلنُيْب لنَياْلُم ْؤنِمنننيَنم ْننُهن َبلء َح َ‬

‫كل هذه اليات تدل على أن ال تعال هو الذي صنع النصر ف غزوة بدر‬

‫القسم الثاني من السورة‪ :‬تناوله الربعين الخيرين من السورة ويتحد‪.‬ث في القوانين المادية‬

‫للنصر‬ ‫·‬

‫·‬

‫ِ‬ ‫طْع تُنم ّم نن قُّو ٍةنَو ِمنننّر َبناِط اْلَخ ْينِلنتُْرِه ُبنوَنِبِه َع ْدنّون‬ ‫س تَن َ‬ ‫أهمية التخطيط )َو أَنع ّدنوْانلَُهم ّم ان ا ْ‬ ‫اللِّه و َعنُدنّو ُكنمنو آنَخ ِرنينَنِم نن ُدوِنِه منَل تَع لَنم ونَنهمن اللُّه َيع لَنم هنم و منانُتنِفقُوْا ِم نن َ ِ‬ ‫س ِبنيِل‬ ‫تش ْين ٍءنفي َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ُْ َ َ‬ ‫ْ ْ ُ ُ​ُ‬ ‫اللِّه ُيَو ّ‬ ‫فنإِلَْي ُك ْمن َو أَننتُْم َل تُْظلَُم ونَن ( ن آية ‪60‬‬ ‫موازين القوى )َيا أَّيَه ان الّنِب ّي َح ّرن ِ‬ ‫تشنُرنونَن‬ ‫ضناْلُم ْؤنِمنِننيَنَع َلنى اْلِقَتاِل ِإن َيُك نن ّم ننُك ْمن ِع ْ‬ ‫ص انِب ر ونَنَيْغ ِلنُبواْ ِم َئنتَْي ِنن و إِانن َيُك نن ّم ننُك من ّم َئنٌة َيْغ ِلنُبواْ أَْلًفا ّم َنن الِّذينَن َك فَنر واْنِبأَّنُهم قَْو م نلّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ ٌ‬ ‫ص انِب َرةٌَيْغ ِلنُبوْا‬ ‫َيْفقَُهوَن * ن الَن َخ ّفن َ‬ ‫ف اللُّه َع ننُك ْمن َو َعنِلنَمأَّن ِفيُك ْمن َ‬ ‫ض ْعنفًنا فَِإ نن َيُك نن ّم ننُك من ّم َئنٌة َ‬ ‫صانِب ِر ينَن ( ن آية‪،66 – 65‬‬ ‫ف َيْغ ِلنُبوْا أَْلفَْي ِنن ِبِإ ْذ ِنناللِّه َو انللُّه َم َعن ال ّ‬ ‫ِم َئنتَْي ِنن َو إِانن َيُك نن ّم ننُك ْمن أَْل ٌ‬

‫السباب المادية مهمة أيضًا حتى أن هزيمة الكفار تعود إلى السباب المادية‬

‫لنهم لم يكونوا يفهمون الحرب جيدًا ولم يعرفوا عدوهم‪.‬‬

‫·‬

‫ِ‬ ‫ص ِبنُر وإِْانّن اللَّه‬ ‫سنولَُهَوَل تَ​َناَزُع وْانَفتَْف َ‬ ‫تش لُنوْا َو تَنْذ َهنَبنِر ينُح ُكنْمنَو ان ْ‬ ‫الخّوة‪َ) :‬و أَنط ينُعوْااللَّه َو َر ن ُ‬ ‫ف َبْي َنن ُقُلوِبِه ْمن لَْو َأنفَْقَت َم ان ِفي الَْر ِ‬ ‫ضنَج ِمنينعاً ّم ان أَلّفَْت َبْي َنن‬ ‫َم َعن ال ّ‬ ‫ص انِب ِر ينَن ( ن آية‪َ) ،46‬و أَنلّ َ‬ ‫ِ‬ ‫سنُبنَك اللُّه َو َمنِنناتَّبَع َك ِم َنن‬ ‫ُقُلوِبِه ْمن َو لَنِك ّنناللَّه أَلّ َ‬ ‫ف َبْي َنُهْم إِّنُه َع ِزنينٌز َح كنينٌم *ن َيا أَّيَه ان الّنِب ّي َح ْ‬ ‫اْلُم ْؤنِمنِننيَن ( ن آية‪ 63‬و ‪ .64‬فقضية الخّو ةنهي من أهم السباب المادية التي تصنع‬

‫النصر فالمؤمنون مهما اختلفت أجناسهم أمة واحدة‪ .‬ونلحظ ارتباط هذه السورة بسورة‬ ‫آل عمران من منطلق الخو ةن)و انْع تَن ِ‬ ‫ص ُم نوِْانبَح ْبنِلناللِّه َج ِمنينًعا َوَل تَ​َفّر قُنوْا َو انْذ ُكنُر وْاِننْع َمنَةناللِّه‬ ‫ّ َ‬ ‫تش فَنا ُح ْفنَرٍةّم َنن‬ ‫ص َبنْح تُننم ِبِنْع َمنِتنِه إِْخ َونانًناَو ُكنننتُْم َع َلنَى َ‬ ‫َع لَنْي ُكنْمنإِْذ ُكنتُْم أَْع َدنانء فَأَلّ َ‬ ‫ف َبْي َنن ُقُلوِبُك ْمن فَأَ ْ‬ ‫الّناِر فَ​َأنقَ​َذ ُكنمن ّم ْننَهنانَك َذنِلنَك ُيَبّيُن اللُّه لَُك ْمن آَياِتِه لَ​َع لّنُك ْمن تَْه تَنُدوَن ( ن آية ‪ 103‬و )َوَل تَُكوُنوْا‬

‫ب َع ِظنينٌم (ن آية‪105‬‬ ‫َك انلِّذينَن تَ​َفّر قُنوْا َو انْخ َتنَلفُوْاِم نن َبْع ِدن َم ان َج انءُهُم اْلَبّيَنا ُ‬ ‫ت َو أُنْو لَ نِئ َكلَُهْم َع َذنان ٌ‬

‫‪38‬‬


‫في آل عمران تعين على الثبات كما هو هدف السورة وآية ‪ 46‬في سورة ال ننفال وهي‬ ‫من قوانين النصر المادية‬

‫وفي سورة النفال لفتة كريمة في صفات المؤمنين‪ .‬نلحظ أن اليات في بداية السورة‬

‫وصفت المؤمنين )إِّنَم ان اْلُم ْؤنِمنُننوَنالِّذينَن إَِذ ان ُذ ِك َرن اللُّه َو ِجنَلنْتُقُلوُبُهْم َو إِانَذ انتُِلَيْت َع َلنْي ِهنْمنآَياتُ​ُه‬ ‫ص لَنةَ َو ِمنّمنانَر َز نْقنَناُهْمُينِفُقوَن * ن أُْو لَ نِئ َكُهُم‬ ‫َزاَد تْنُهْمنِإيَم انًنا َو َعنلَنىَر ّبنِه ْمنَيتَ​َو ّكنلُنوَن * ن الِّذينَنُيِقيُم ونَن ال ّ‬ ‫قننِرنينٌم (ن آية‪ 4-2،‬وفي ختام السورة جاء‬ ‫تِع ننَد َر ّبنِه ْمنَو َمنْغنِفنَر َةٌو ِر نْزن ٌَك‬ ‫اْلُم ْؤنِمنُننوَنَح ّقنا لُّهْم َد َرنَجنان ٌ‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ُرنوْان‬ ‫س ِبنيِل اللّه َو انلّذينَنآَو وْانّو َنن َ‬ ‫وصف المؤمنين أيضًا )َو انلّذينَنآَم ُننوْا َو َهناَج ُرنوْاَنو َجنانَه ُد وْافي َ‬

‫قننِرنينٌم (ن آية‪ ،74‬لكن هنا ك بين فرق بين الصفات‬ ‫ُأوَلنِئ َك ُهُم اْلُم ْؤنِمنُننوَنَح ّقنا لُّهم ّم ْغنِفنَرةٌَو ِر نْزن ٌَك‬

‫في اليتين وهذا الفرق هو اثبات لقانوني النصر في السورة‪ ،‬فصفات المؤمنين في الية‬ ‫‪ 4‬هي صفات إيمانية يتحلى بها المؤمنون الذين يثقون بال وبقدرته وبأن النصر من‬

‫عنده وجاءت في القسم الول )القوانين الرّبانية( ‪ .‬أما الية ‪ 74‬فأعطت صفات‬ ‫المؤمنين المناسبة للمور المادية والقوانين المادية وجاءت في القسم الثاني للسورة‬ ‫)القوانين المادية( وهكذا مثلت صفات المؤمنين في السورة التوازن بين قوانين النصر‬

‫الربانية والمادية‪.‬‬

‫وجاءت في سورة النفال نداءات إلهية للمؤمنين ست مرات بوصف اليمان )يا أيها الذين‬

‫آمنوا( كحافز لهم على الصبر والثبات في مجاهدتهم لعداء ال وتذكير لهم بأن هذه‬

‫التكاليف التي أمروا بها من مقتضيات اليمان الذي تحلوا به وأن النصر الذي حازوا‬

‫عليه كان بسبب اليمان‪:‬‬

‫النداء الول‪ :‬التحذير من الفرار من المعركة والوعيد للمنهزمين أمام العداء بالعذاب‬ ‫ل تَُو لّننوُهُم الَْد َبناَر ( ن آية‪15‬‬ ‫الشديد )َيا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا إَِذ ان لَِقيتُ​ُم الِّذينَن َك فَنُر وْانَز ْحنفناًفَ َ‬

‫النداء الثاتي المر بالسمع والطاعة لمر ال وأمر الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َمنُعنوَن ( ن آية‪20‬‬ ‫سنولَُهَوَل تَ​َو لّنْو انَع ْننُهن َو أَننتُْم تَ ْ‬ ‫)َيا أَّيَه ان الّذينَن آَم ُننوْا أَط ينُعوْا اللَّه َو َر ن ُ‬

‫النداء الثال‪.‬ث‪ :‬بيان أن ما يدعو إليه الرسول هو العزة والسعادة في الدنيا والخرة‪َ) .‬يا أَّيَه ان‬

‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ءننو َقنْلِبِه‬ ‫الّذينَن آَم ُننوْا ا ْ‬ ‫سنوِلإَِذ ان َد َعنانُك منلَم ان ُيْح ِيننيُك ْمنَو انْع َلنُم وْانأَّن اللَّه َيُحونُل َبْي َنن اْلَم ْرن َِ‬ ‫س تَنِجينُبوْا للّه َو ِلننلّر ُ‬ ‫تشنُرنونَن ( ن آية‪24‬‬ ‫َو أَنّنُه إِلَْي ِهن تُْح َ‬ ‫النداء الرابع‪ :‬بيان أن إفشاء سر المة للعداء هو خيانة ل ورسوله صلى ال عليه‬

‫ِ‬ ‫سنوَلَو تَنُخونُنوْاأَ​َم انَناِت ُك ْمن َو أَننتُْم تَْع لَنُم ونَن ( ن آية‪27‬‬ ‫وبار ك وسلم )َيا أَّيَه ان الّذينَن آَم ُننوْا َل تَُخ وُنوْا اللَّه َو انلّر ُ‬ ‫‪39‬‬


‫النداء الخامس‪ :‬التنبيه إلى ثمرة التقوى )ِيا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا َإن تَتّقُوْا اللَّه َيْج َعنلنلُّك ْمن فُْر قَناناً‬ ‫ض ِلناْلَعِظ ينِم ( ن آية‪29‬‬ ‫س ّينَئاِتُك ْمنَو َينْغ ِفنْرلَُك ْمن َو انللُّه ُذو اْلفَ ْ‬ ‫َو ُينَك فّنْرَع ننُك ْمن َ‬ ‫النداء السادس‪ :‬بيان طريق العزة وأسس النصر بالثبات والصبر واستحضار عظمة ال‬

‫تعالى والعتصام بالمدد الروحي الذي يعين على الثبات‪َ) .‬يا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا إَِذ ان لَِقيتُْم ِفَئًة‬ ‫َفاثُْبتُوْا َو انْذ ُكنُر وْاناللَّه َك ِثنيًرالَّع لّنُك ْمن تُْف لَُح ونَن ( ن آية‪45‬‬

‫‪ . 9‬سورة التوبة ) هدف السورة‪:‬‬ ‫التوبة(‬

‫هذه السورة الكريمة هي من أواخر ما نزل على رسول ال‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم عقب غزوة‬

‫تبو ك أي بعد ‪ 22‬عامًا من بدء الرسالة والوحي‪ .‬وكأن هذه السورة تمثل البيان الختامي‬

‫للدعوة والرسالة وقد نزلت في وقت كان المسلمون يستعدون للخروج برسالة السلم إلى‬ ‫خارج الجزيرة العربية والنفتاح بهذه الرسالة على العالم كله‪ ،‬لذا فإن توقيت نزول سورة‬

‫التوبة في غاية الدقة والحكمة‪.‬‬ ‫وهي السورة الوحيدة ف القرآن الت ل تبدأ بالبسمل‪:‬ة‪ ،،‬فالبسمل‪:‬ة‪ ،‬هي بثاب‪:‬ة بواب‪:‬ة تنقل القارئ من عال إل آخر تت اسم ال تبارك وتعال‪.‬‬ ‫والسّر ف عدم افتتاح السورة بالبسمل‪:‬ة هي أن السورة نزلت ف فضح الكّف ا‪،‬ر وأعمالم‪ ،‬وقد قال المام علي بن أب طالب رضي ال عنه‬ ‫عندما سئل عن عدم كتاب‪:‬ة البسمل‪:‬ة‪ ،‬ف سورة التوب‪:‬ة‪ :‬إن )بسم ال الرحن الرحيم( أمان‪ ،‬وبراءة )أي سورة التوب‪:‬ة( نزلت بالسيف ليس فيها‬ ‫أمان‪ .‬والسورة نزلت ف النافقي ول أمان للمنافقي وكأنا حرمهم ال تعال من رحته بالبسمل‪:‬ة‪ . ،‬وقد روي عن حذيف‪:‬ة بن اليمان أنه قال‪:‬‬ ‫إنكم تسمونا سورة التوب‪:‬ة وإنا هي سورة العذا ب‪ ،‬وال ما تركت أحداً من النافقي إل نالت منه‪.‬‬

‫تسمى سورة التوبة بأسماء عديدة وصلت إلى ‪ 14‬اسمًا منها‪ :‬براءة‪ ،‬التوبة‪ ،‬المخزية‪،‬‬ ‫الفاضحة‪ ،‬الكاشفة‪ ،‬المنكلة‪ ،‬سورة العذاب‪ ،‬المدمدمة‪ ،‬المقشقشة‪ ،‬المبعثرة‪ ،‬المشردة‪،‬‬

‫المثيرة والحافرة‪ .‬وقد فضحت هذه السورة الكفار والمنافقين والمتخاذلين وكشفت أفعالهم‪.‬‬ ‫وورود سورة التوبة بعد النفال له حكمة هي أن النفال تحدثت عن أول غزوة للمسلمين‬ ‫)غزوة بدر( والتوبة تتحد‪.‬ث عن غزوة تبو ك وهي آخر غزوة في عهد الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم‪ ،‬حتى نستشعر الفرق في المجتمع السلمي بين الغزوتين وكأنها تعطي صورة‬ ‫تحليلية للمجتمع فكأنهما سورة واحدة بدايتهما نصر أّم ةر ونهايتهما تمكين أّم ةر‪.‬‬

‫وسميت السورة )التوبة( لنها كانت آخر ما نزل من القرآن على الرسول‬

‫صلى ال عليه‪ ،‬وسلم‪،‬‬

‫وبما أنها النداء الخير للبشرية أراد ال تعالى بعد أن فضح الكفار والمنافقين‬

‫والمتخاذلين وحّذ رر المؤمنين كان ل بد من أن يعلمهم أن باب التوبة مفتوح فعليهم أن‬

‫‪40‬‬


‫يعجلوا بها قبل أن نغرغر‪ .‬فسبحان الذي وسعت رحمته كل شيء وسبقت رحمته‬ ‫غضبه‪ ،‬سبحانه رحيم بعباده غفور لهم‪ .‬ولقد ورد ذكر كلمة )التوبة( في هذه السورة )‬ ‫‪ 17‬مرة( أكثر من أية سورة أخرى في القرآن كله‪ ،‬فقد وردت في البقرة )‪ 13‬مرة(‪،‬‬

‫النساء )‪ 12‬مرة(‪ ،‬المائدة )‪ 5‬مرات( فسبحان الذي يفتح أبواب التوبة للجميع من كفار‬

‫وعصاة ومنافقين برغم كل ما اقترفوه في حياتهم‪.‬‬

‫وتتوال اليات ف سورة التوب‪:‬ة بسياق رائع غاي‪:‬ة ف الكم‪:‬ة فتبدأ اليات بالتهديد وتريض‪ ،‬المؤمني وفضح للمنافقن ث تفتح با ب التوب‪:‬ة‪ ،‬ث‬ ‫التهديد‪ ،‬ث التوب‪:‬ة‪ ،‬وهكذا سياق كل آيات السورة وحت المؤمني تطالبهم السورة بالتوب‪:‬ة فهي تتحد ث عن أخطاء وصفات ث تفتح با ب‬ ‫التوب‪:‬ة‪ ،‬ث أخطاء أخر ى ث توب‪:‬ة ث تدعو المؤمني للقتال ونصرة الدين والتحفيز للاء النافقي على التوب‪:‬ة‪ ،،‬ونلحظ أن ف سورة النساء‬ ‫القتال الذي أمر به ال تعال كان لنصرة الستضعفي والقتال ف هذه السورة للاء النافقي للعودة إل ال والتوب‪:‬ة‪ .‬والسورة بشكل عام‬ ‫فضحت النافقي وكشفت أعمالم‪ ،‬وأساليب نفاقهم وألوان فتنتهم وتذيلهم للممؤمني‪ ،‬لتواجههم با حت يتوبوا وكذلك حّرضت المؤمني‬ ‫على قتال النافقي ليدفعوهم للتوب‪:‬ة أيضًا‪ .‬ودعوة المؤمني للتوب‪:‬ة خاص‪:‬ة التخاذلي منهم فالتخاذل عن نصرة الدين يتاج للتوب‪:‬ة تاماً كما‬ ‫يتاج المؤمن للتوب‪:‬ة من ذنوبه‪.‬‬

‫ِ‬ ‫سنوِلِهإَِلى الِّذينَن َع انَهدّتم ّم َنن‬ ‫المحور الول‪ :‬تبدأ اليات الولى بشدة )َبَراءةٌ ّم َنن اللّه َو َر ن ُ‬

‫تشنِرنِك ينَن ( ن آية‪َ) 1‬فِس ينُح وْانِفي الَْر ِ‬ ‫تش ُهنٍر َو انْع َلنُم وْانأَّنُك ْمن َغ ْينُرن ُم ْعنِجنِزن ياللِّه َو أَنّن اللَّه‬ ‫ضنأَْر َبنَعَةنأَ ْ‬ ‫اْلُم ْ‬ ‫ُم ْخن ِزن ياْلَك انِفِر ينَن ( ن آية‪ .2‬وهذه اليات نزلت في المشركين الذين نقضوا العهد مع المسلمين‬

‫مرات عديدة فقطع ال تعالى مابينهم وبين المسلمين من صلت ومنحهم فرصة كافية‬

‫أربعة أشهر يسيحوا في الرض ليتمكنوا من النظر والتدبر في أمرهم‪.‬‬

‫ث م تأت ي آيكات بالتوبة )َوأَإَذباٌن ّمَنإ باللِّه َوَرُس وإلِ​ِه إَِل ى بالنّكا ِ‬ ‫س يإَْو َمإ بالَْح ّجإ بالَْك بَإِر أَّن باللَّه بَِرءيٌء ّمَنإ بالُْم ْشإِرإكِنْيَن َوَرُس وإلُهُ فَِإ نإ تإْبُتُْ م فإَُه َوإ َخ نْيإٌْر‬ ‫ش ِرإ بالِّذ يإَن َك َفإرإوباْ بَِعَذ باإ ٍ‬ ‫لُّك ْ مإ َو إِإن تإَو لّإْنْيتُْ م فَكاْعلَإُم وإباْ أَنُّك ْ مإ غَنْيإُْر ُمْع ِجإ ِزإءي باللِّه َو بَإ ّ‬ ‫ب أَلِنْيٍ م ( إ آية ‪) ،3‬فَِإ َذإبا بانَس لَإَخ بالَْش ُهإُرإ بالُْح ُرإُم فَكاْقْإتإُ​ُلوباْ‬ ‫ُ‬ ‫صالَإَة َوآإتإَُوباْإ بالّزَك كاإَة فَ​َخ لّإوباْ َس بِإنْيلَُه ْ مإ إِّن‬ ‫صإٍدإفَِإ نإ تَكاُبوباْ َوأَإْقَكاُموباْ بال ّ‬ ‫بالُْم ْشإِرإكِنْيَن َح ْنْيإ ُ‬ ‫صإُروُه ْ مإَوباإْقإْعُ​ُد وإباْ لَُه ْ مإ ُك ّلإ َمْرإ َ‬ ‫ث َوَج دإتُّم وإُه ْ مإَوُخ ُذإوإُه ْ مإَوباإْح ُ‬ ‫ِ‬ ‫صإلإ باليكا ِ‬ ‫ت لَِق ْوإٍمإيإَْعلَإُم وإَن (إ آية ‪،11‬‬ ‫باللَّه غَُفوإٌر ّرِح نْيإٌ م(إ آية ‪) ،5‬فَِإ نإ تَكاُبوباْ َوأَإْقَكاُموباْ بال ّ‬ ‫صالَإَة َوآإتإَُو باْإ بالّزَك كاإَة فَِإ ْخإَوإباإنُ​ُك ْ مإف ي بالّد يإِن َو نإَُف ّ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ْقإُلوبِ​ِه مإ و يإُتوب باللّهُ َعَل ى منإ يَش كاإء وباإللّهُ َعِلنْي م ح ِكإنْي م(إ آية ‪ 15‬وتخللت هذه باليكات آيكات تهديد )باْش تإرو باْإبِئآيكا ِ‬ ‫ت‬ ‫بإغَْنْي َ ُ ْ َ َ ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫)َو يإُْذ هإ ْ‬ ‫ٌ َ ٌ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ّدإوإباْ َعنإ َس بِإنْيلِ​ِه ِإنإُّه ْ مإ َس كاإء َمكاإ َك كاإُنوباْ يإَْعَمإلُإوَن (إ آية ‪) ، 9‬أَلَ تإَُق كاإتُِلوَن ْقإَْو ًمإكاإ نَّك ثُإوباْ أَيَْم كاإنإَُه ْ مإ َو َهإّمإوإباْ بِإ ْخإَرإباِج بالّرُس وإِل َو ُهإ مإ‬ ‫باللّه ثَ​َم نًإكا ْقَلنْيالً فَ َ‬ ‫شإْوإنإَُه ْ مإفَكاللّهُ أَ​َح ّقإ َأن تَْخ َشإْوإ هُإِإن ُك نإُت م ّمُؤ ِمإنِإنْيَن (إ آية‪13‬‬ ‫بَ​َد ُؤإوُك ْ مإ أَّوَلإ َمّرإٍة أَتَْخ َ‬ ‫واللحظ أن الشدة ف سورة التوب‪:‬ة إنا هي رح‪:‬ة من ال تعال لنا تث على التوب‪:‬ة وتفتح بابا حت لشد الناس كفراً ونفاقاً ومعصي‪:‬ة‪،‬‬ ‫وهذا من فضل ال تعال ورحته بعباده مصداقاً لقوله تعال ف الديث القدسي )لو خلقتهم لرحتهم(‪ ،.‬وقد وردت كلم‪:‬ة‪) ،‬رحيم(‪ 9‬مرات‬ ‫ف السورة وكلم‪:‬ة )غفور(‪ 5 ،‬مرات‪.‬‬

‫ثم تنتقل السورة إلى المحور الثاتي وتوجيه الخطاب للمؤمنين‪ُ) :‬قْل ِإن َك انَن آَباُؤ ُك ْمنَو أَنْب َننؤآُؤ ُكنْمن‬

‫بن‬ ‫ضنْون َننَهأَانَح ّ‬ ‫تشنْون َ َ‬ ‫َو إِانْخ َونانُنُك َْمنو أَنْز َو نانُج ُكنَْمونَعنِتشنينَر تُنُك َْمنو أَنْم َونانٌلاْقتَ​َر ْفنتُ​ُم ونَهاَو ِتنَج انَرةٌتَْخ َ‬ ‫سنانِك ُننتَْر َ‬ ‫سنانَد َهنا َو َمن َ‬ ‫نننك َ‬ ‫إِلَْي ُكنمن ّم َنن اللِّه و ر نسنوِلِهو ِجنهناٍدِفي ِ ِ‬ ‫ص وْانَح ّتنى َيأِْتَين اللُّه ِبأَْم ِرنِهَو انللُّه َل َيْه ِدن يناْلقَْو َم ن‬ ‫َ َ ُ َ َ‬ ‫س ِبنيله َفتَ​َر ّبن ُ‬ ‫َ‬ ‫اْلَفاِس ِقننيَن ( ن آية‪ 24‬في هذه الية يبّين لنا تعالى ثمانية أشياء حلل في أصلها )آباؤكم‪،‬‬

‫أبناؤكم‪ ،‬إخوانكم‪ ،‬أزواجكم‪ ،‬عشيرتكم‪ ،‬أموال‪ ،‬تجارة‪ ،‬مساكن( ولكن إذا أحببناها أكثر‬

‫‪41‬‬


‫من رسول ال‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم والجهاد في سبيل ال إعتبرنا فاسقين‪ .‬ثم تحدثت اليات‬

‫ص َرنُكنُمناللُّه ِفي َم َونانِط َننَك ِثنيَرٍةَو َينْو َم نُح َننْي ٍنن إِْذ أَْع َجنَبنتُْك ْمنَك ثْنَر تُنُك ْمنَفلَْم تُْغ ِنن َع ننُك ْمن‬ ‫عن غزوة حنين )لَقَْد َن َ‬

‫ضنِبَم ان َر ُحنَبنْتثُّم َو لّنْي ُتم ّم ْدنِبنِر ينَن ( ن آية‪ .25‬ثم يتوب ال تعالى من بعد‬ ‫َ‬ ‫ضننانقَْتَع لَنْي ُك ُمنالَْر ُ‬ ‫تش ْينًئا َو َ‬ ‫ذل ك وقد تردد ذكر غفور رحيم كثي ًار في هذه السورة مع آيات التوبة‪.‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِبنيِل اللِّه اّثاَقْلتُْم إَِلى‬ ‫تحريض المؤمنين‪َ) :‬يا أَّيَه ان الّذينَن آَم ُننوْا َم ان لَُك ْمن إَِذ ان قيَل لَُك ُمن انف ُر وْانفي َ‬ ‫ضنأَر ِ‬ ‫ع اْلَح َيناِة الّد ْننَينا ِفي الِخ َرنِةإِلّ َقِليٌل(ن آية ‪،38‬‬ ‫ضن ينُتمِباْلَح َيناِة الّد ْننَيا ِم َنن الِخ َرنِةفَ​َم ان َم تَنا ُ‬ ‫الَْر ِ َ‬ ‫ّ‬ ‫ص ُرنو نهُ فَقَْد‬ ‫وتحريض المؤمنين واجب من أول ما بدأ الجهاد إلى يومنا هذا إوالى آخر الدنيا‪) .‬إِل َتن ُ‬ ‫ص َرنهُاللُّه( آية ‪.40‬‬ ‫َن َ‬ ‫تحذير المتخاذلين عن نصرة الدين‪) :‬فَِإن ّر َجنعنَكناللُّه إَِلى َ ِ ٍ‬ ‫س تَنأَْذ ُننوَك ِلْلُخ ُرنونِجفَُقل ّلن‬ ‫طؤآئفَة ّم ْننُهنْم َفا ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تَْخ ُرنُج وْانَم ِعنَينأَ​َبًد ان َو لَننن تَُقاِتلُوْا َم ِعنَينَع ُدنّو انإِّنُك ْمن َر ضن ينُتمِباْلقُ​ُعوِد أَّو َل نَم ّرنٍةَفاْقُعُد وْا َم َعن اْلَخ انلفيَن ( ن آية‬ ‫‪) ،83‬و إِانَذ آنُأنِزلَْت سورةٌأَْن آِم ُننوْا ِباللِّه و َجنانِه ُدنوْانم عن ر ِ‬ ‫س تَنأَْذ َننَك أُْو لُنوْا الطّْو ِلنننِم ْننُهْم َو َقنالُوْا َذ ْرنَننا‬ ‫سنوِلها ْ‬ ‫َ َ​َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ضنواْنِبَأن َيُكوُنوْا م عن اْلَخ ونانِل ِ‬ ‫فَو طُنِب َع َع َلنى ُقُلوِبِه ْمن فَُهْم َل َيْفقَُهوَن ( ن‬ ‫َنُك نن ّم َعن اْلَقاِع ِدننينَن ( ن آية‪َ) ،86‬ر ُ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫آية ‪87‬‬

‫سنوِلاللِّه َو َكنِرنُهوْاَأن ُيَج انِه ُدنوْان ِبأَْم َونانِلِه ْمنَو أَننفُِس ِه نْمنِفي‬ ‫تهديد تشديد‪) :‬فَِرَ ح اْلُم َخنّلنُفوَن ِبَم ْقنَعِد ِهنْمنِخ َ‬ ‫لن َ‬ ‫ف َر ُ‬ ‫ض َحنُكنوْان‬ ‫س ِبنيِل اللِّه َو َقننالُوْا َل َتنِف ُر وْانِفي اْلَح ّرن ُقْل َناُر َج َهنّننَم أَ َ‬ ‫تش ّدن َح ّرنالّْو َك انُنوا َيْفقَُهوَن ( ن آية ‪َ) ،81‬فْلَي ْ‬ ‫َ‬ ‫ل َو ْلنَيْب ُكنوْانَك ِثنيًراَج َزناءِبَم ان َك انُنوْا َيْك ِسن ُبننوَن ( ن آية‪82‬‬ ‫َقِلي ً‬

‫بعد التهديد‪ ،‬يعود سياق السورة للتوب‪:‬ة‪ ،‬وتعطي كل صنف من أصناف البشري‪:‬ة التوب‪:‬ة الاص‪:‬ة به قبل الوداع الخي وهذا أجل ختام للثلث‬ ‫الول من القرآن بعد السور السبع الطوال بفتح با ب التوب‪:‬ة‪،:‬‬

‫توبة المنافقين والمرتّد يرن‪َ) :‬يْح ِلنُفوَن ِباللِّه َم ان َقالُوْا َو لَنقَْد َقالُوْا َك ِلنَم َةن اْلُك ْفِر َو َكنفَنُر وْانَبْع َدن‬ ‫‪.1‬‬ ‫إِ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ض ِلنِه فَِإ نن َيُتوُبواْ‬ ‫سنولُ​ُهِم نن فَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫س لَنم ِهنْمنَو َهنّم وْانِبَم ان لَْم َيَنالُواْ َو َمنانَنقَُم واْن إِل أَْن أَْغ َنناُهُم اللُّه َو َر ن ُ‬ ‫َيُك َخ ْينًرالُّهْم َو إِانن َيتَ​َو لّنْو انُيَعّذ ْبنُهنُم اللُّه َع َذنانًبا أَِليًم ان ِفي الّد ْننَيا َو انلِخ َرنِةَو َمنانلَُهْم ِفي الَْر ِ‬ ‫ضنِم نن‬ ‫و ِلنّي وَل َن ِ‬ ‫ص ينٍر ( ن آية‪74‬‬ ‫َ َ‬ ‫‪.2‬‬

‫نْع تَنر فُنوْاِبُذ ُنوِبِه منَخ َلنطُوْا َع منلًن ِ‬ ‫سنىن‬ ‫س ّينًئا َع َ‬ ‫ص انلًح انَو آنَخ َرن َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫توبة المترددين‪َ) :‬و آنَخ ُرنو ن َا َ‬

‫اللُّه َأن َيُتوَب َع لَنْي ِه ْمنإِّن اللَّه َغ فُنوٌر ّر ِحنينٌم (ن آية‪102‬‬

‫تذكرة للجميع بالتوبة‪) :‬أَلَْم َيْع لَنُم وْان أَّن اللَّه ُهَو َيْقَب ُلن التّْو َبنَة َع ْنن ِع َبنناِد ِهنَو َينأُْخ ُذن‬ ‫‪.3‬‬ ‫ب الّر ِحنينُم (ن آية‪104‬‬ ‫ال ّ‬ ‫ص َدنقَناِت َو أَنّن اللَّه ُهَو التّ​ّو ان ُ‬ ‫توبة على النبي والمهاجرين والنصار‪) :‬لَ​َقد ّتاَب ال َع َلنى الّنِب ّي َو انْلُم َهناِج ِرنينَن‬ ‫‪.4‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب فَِر ين ٍ‬ ‫ق ّم ْننُهْم ثُّم َتاَب‬ ‫َو ان َ‬ ‫س َرنِةِم نن َبْع ِدن َم ان َك انَد َيِز ينُغ ُقُلو ُ‬ ‫س انَع ةن اْلُع ْ‬ ‫ص انِرالّذينَن اتَّبُعوهُ في َ‬ ‫لن َ‬ ‫فّر ِحنينٌم (ن آية‪117‬‬ ‫َع لَنْي ِه ْمنإِّنُه ِبِه ْمن َر ُؤ نون ٌ‬ ‫‪42‬‬


‫ضنِبَم ان َر ُحنَبنْت‬ ‫‪.5‬‬ ‫ض انقَْت َع َلنْي ِه ُمنالَْر ُ‬ ‫توبة أخيرة‪َ) :‬و َعنلَنىالثّلَ ثَنِة الِّذينَن ُخ لّنفُوْا َح ّتنى إَِذ ان َ‬ ‫ظنّنوْا َأن لّ َم ْلنَج َأنِم َنن اللِّه إِلّ إِلَْي ِهن ثُّم َتاَب َع َلنْي ِهنْمنِلَيُتوُبوْا إِّن اللَّه‬ ‫س ُهنْم َو َ‬ ‫َو َ‬ ‫ضننانقَْتَع لَنْي ِهنْمنَأنفُ ُ‬

‫ُهَو التّ​ّو انُب الّر ِحنينُم (ن آية‪ 118‬للثلثة الذين خّلفوا وتقاعسوا عن غزوة تبو ك‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص‬ ‫سنوٌلّم ْنن َأنفُس ُك نْمن َع ِزنينٌز َع َلنْي هن َم ان َع ننتّْم َح ِرنين ٌ‬ ‫وتأتي آيات رائعة في ختام السورة )لَقَْد َج انءُك ْمن َر ُ‬ ‫َع لَنْي ُكنمنِباْلم ْؤنِمنِننيَنر ُؤ نون ٌ ِ‬ ‫سنِبنَيناللُّه ل إَِلنَه إِلّ ُهَو َع َلنْي ِهن‬ ‫فّر حنينٌم (ن آية‪ 128‬و )فَِإن تَ​َو لّنْو ْانفَُقْل َح ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫بناْلَع ْر ِ‬ ‫شناْلَعِظ ينِم ( آية ‪ ،129‬ختام رائع مع الرسول صلى ال عليه وبار ك‬ ‫ت َو ُهنَو َر ّ‬ ‫تَ​َو ّكنْلن ُ‬

‫وسلم فإن ال تعالى إن حرم الكفار والمنافقين من الرحمة في أول السورة بعدم ذكر‬ ‫البسملة فإنه أعطاهم في آخرها رحمة ورأفة وهذه الختام مع رسول ال‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم‪.‬‬

‫لفتة‪ :‬في برنامج النبأ العظيم للدكتور أحمد الكبيسي تحّد ‪.‬ثر الدكتور عن هذه السورة‬

‫وكيف وصف ال تعالى واقع المجتمع في عصر الرسالة الول وعّد در شرائح المجتمع‬

‫ق ومنها على الباطل‪ .‬وهذه الشرائح هي كما وردت‬ ‫المتناقضة منها من كان على الح ّ‬ ‫في السورة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫البدو الذين كانوا جفاة كما قال الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم ‪ :‬من بدا جفا‪ .‬كما‬

‫تش ّدن ُك ْفًراَو ِننَفاًقا َو أَنْج َدنُرنأَلّ َيْع لَنُم وْان ُح ُدنوَد َم ان َأنَز َل ناللُّه َع َلنى‬ ‫بأَ َ‬ ‫في قوله تعالى )الَْع َرنا ُ‬ ‫سنوِلِهَو انللُّه َع ِلنيٌم َح ِكنينٌم (ن آية ‪97‬‬ ‫َر ُ‬ ‫شريحة من البدو الذين آمنوا )َو ِمنَننالَْع َرناِبَم نن ُيْؤ ِمنُننِباللِّه َو انْلَيْو ِم نالِخ ِرن َو َينتِّخ ُذن‬ ‫‪.2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫س ُينْد ِخنُلنُهُماللُّه ِفي َر ْحن َمنِتنِهإِنّن‬ ‫َم ان ُينِف ُ‬ ‫سنوِلَأل إِّنَه ان قُْر َبنٌة لُّهْم َ‬ ‫صنَلنَو انتالّر ُ‬ ‫ق قُ​ُر َبنات ع ننَد اللّه َو َ‬ ‫اللَّه َغ فُنوٌر ّر ِحنينٌم (ن آية‪98‬‬

‫‪.3‬‬

‫السابقون الّو لررون من المهاجرين والنصار وهم أحباب ال والذين على‬

‫‪.4‬‬

‫المنافقون الذين يظهرون دائمًا مع قوة الدين وهؤلء أشد على المسلمين من‬

‫ص انِرَو انلِّذينَناتَّبُعوُهم‬ ‫س انِبُقوَنالَّو لُننوَن ِم َنن اْلُم َهناِج ِرنينَنَو ان َ‬ ‫أكتافهم انتشر الدين‪َ) :‬و انل ّ‬ ‫لن َ‬ ‫ِبِإ ْح سنانٍنّر ِ‬ ‫ضنوْانَع ْننُهن َو أَنَع ّدنلَُهْم َج ّنناٍت تَْج ِرن يتَْح تَنَه ان الَْن َهناُر َخ انِلِدينَن ِفيَه ان‬ ‫ضن َي ناللُّه َع ْننُهنْم َو َر ن ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَ​َبًد ان َذ لنَك اْلَفْو ُز ناْلَعظ ينُم (ن آية ‪100‬‬

‫الكّفار فأهل مكة كانوا كّفا ًار كانوا يجاهرون بالكفر لن السلم كان ضعيفًا في‬ ‫مكة‪ ،‬أما في المدينة فقوي السلم والمنافقون ازدادوا لنهم ل يتجرأون على‬

‫المجاهرة بالعداوة لقوة السلم في المدينة‪ .‬والنفاق عمومًا يظهر في قوة السلم‬

‫‪43‬‬


‫‪.5‬‬

‫ويختفي بضعفه‪َ) .‬و ِمنّمنْننَح ْون لَنُك منّم َنن الَْع َرناِبُم َنناِفُقوَن َو ِمنْننأَْه ِلن اْلَم ِدنينَنِة َم َرنُدنوْانَع َلنى‬ ‫الّنَفا ِ‬ ‫س ُننَعّذ ُبنُهم ّم ّرنتَنْي ِننثُّم ُيَر ّدنونَنإَِلى َع َذنانٍب َع ِظنينٍم ( ن آية‪101‬‬ ‫ق َل تَْع لَنُم ُهنْم َنْح ُننَنْع لَنُم ُهنْم َ‬

‫كل الشرائح السابقة كانت متساوية في العدد نوعًا ما وهنا ك شريحة كانت‬

‫قليلة في عهد الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم ولكنها الن أصبحت كثيرة العدد في‬

‫نْع تَنر فُنوْاِبُذ ُنوِبِه منَخ َلنطُوْا َع منلًن ِ‬ ‫سنىن اللُّه‬ ‫س ّينًئا َع َ‬ ‫ص انلًح انَو آنَخ َرن َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫عصرنا الحالي‪َ) :‬و آنَخ ُرنو ن َا َ‬ ‫ض حر ال تعالى في الية‬ ‫َأن َيُتوَب َع لَنْي ِه ْمنإِّن اللَّه َغ فُنوٌر ّر ِحنينٌم (ن آية‪ 102‬وهؤلء و ّ‬ ‫التي بعدها للرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم كيف يتعامل معهم )ُخ ْذن ِم ْنن‬

‫ِ‬ ‫س ِمنينٌع َع ِلنيٌم (ن‬ ‫ص َ‬ ‫ص َدنقَنًة تُ َ‬ ‫س َكنٌنن لُّهْم َو انللُّه َ‬ ‫لنتَنَك َ‬ ‫صنّلنَع لَنْي ِهنْمنإِّن َ‬ ‫طّه ُرُهْم َو تُنَز ّكنينِه مِبنَه ان َو َ‬ ‫أَْم َونانلِه ْمن َ‬

‫آية ‪ 103‬فالصدقة منهم تطّهرهم وتزكيهم والصدقة هنا غير الزكاة إوانما هي‬

‫النفاق من خير الموال وصلة الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم أي دعاؤه لهم هو سكن‬

‫لهم وكلمة عسى من ال تعالى تعني أنه تحقق بإذن ال فهذه الشريحة إن‬

‫تصدقت وصّلى عليها الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم استحقت مغفرة ال‬

‫تعالى إنه هو الغفور الرحيم سبحانه‪.‬‬ ‫شريحة قد فعلوا أشياء تُِخ ّل ر بالمن العام ومنهم الذين تخلفوا عن الغزوة‬ ‫‪.6‬‬ ‫‪.7‬‬

‫ب َع َلنْي ِهنْمنَو انللُّه َع ِلنيٌم َح ِكنينٌم (ن آية ‪106‬‬ ‫)َو آنَخ ُرنونَنُم ْرنَجنْون َِننلَننْم ِرن اللِّه إِّم ان ُيَعّذ ُبنُهْمن َو إِانّم انَيُتو ُ‬

‫وأخي ًار هنا ك الشريحة الطائفية التي ُترّس خر العداوة بين المسلمين وتقوم على‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫راو ُكنْفًرا‬ ‫تكفير بعض طوائف المسلمين للتفريق بينهم )َو انلّذينَناتَّخ ُذنوْا َم ْ‬ ‫سنِجنًدنانض َرانً َ‬ ‫و تَنْفِر ينًقاَبْي َنن اْلم ْؤنِمنِننيَنو إِانر صنانًدلّانم ْنن َح انر َبناللَّه و ر نسنولَُهِم نن قَْب ُلن و لَنَيْح ِلنفَّنإِْن أَر ْدنَنناإِلّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫تش َهنُدن إِّنُهْم لَ​َك انِذ ُبنوَن ( ن آية‪107‬‬ ‫سنَننى َو انللُّه َي ْ‬ ‫اْلُح ْ‬

‫‪ 10‬سورة يونس ) هدف السورة‪:‬‬ ‫اليمان بالقضاء والقدر(‬

‫سورة يونس من السور المكية التي تعنى بأصول العقيدة السلمية‪ ،‬اليمان بال تعالى‬ ‫وبالكتب والرسل والبع‪.‬ث والجزاء وبخاصة اليمان بالقضاء والقدر‪.‬فالكثير من الناس‬

‫مشككين في هذا المر ويحتارون ويجادلون في القضاء والقدر وهل النسان مسّير أم‬ ‫ل لو‬ ‫مخّير ويشككون في عدل ال تعالى وحكمته ويسألون أسئلة مشككة فيقولون مث ً‬ ‫هداني ال لهتديت أو أن ال يعلم المؤمنين من الكافرين في علمه الزلي فلن يفيد‬

‫‪44‬‬


‫المرء ما يعمل إن كان ال تعالى قد كتبه في النار وهذا كله من ضعف اليمان ومن‬ ‫لم للعبيد‪ .‬تأتي هذه السورة‬ ‫التشكي ك بأن ال تعالى هو الحكيم العدل وأنه ليس بظ ّ‬

‫بآياتها ومعانيها لتثبت حقيقة اليمان بوحدانية ال جّل وعل واليمان بالقضاء والقدر‬

‫تارة عن طريق قصص النبياء وتارة عن طريق تذكير ال تعالى للناس بقدرته وحكمته‬

‫وعدله في الكون‪ .‬وفي حدي‪.‬ث للنبي‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم أن جبريل سأله أخبرني عن اليمان‬

‫فقال‪ :‬اليمان أم تؤمن بال وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر والقضاء والقدر خيره‬

‫وشره‪ .‬والذي يحدد ما إذا كنا مؤمنين بالقضاء والقدر سؤال واحد نطرحه على أنفسنا‪:‬‬ ‫هل ال تعالى عادل حكيم أم ظالم والعياذ بال إواجابتنا هي التي تحدد موقفنا‪.‬‬

‫تبدأ السورة بكلمة تثبت الحكمة ل تعالى )الر ِتْلَك آَياُت اْلِك تَناِب اْلَح ِكنينِم ( آية ‪ 1‬وتدل على أن‬

‫ِ‬ ‫الحكمة موجودة ثم تليها الية )أَ​َك انَن ِللّنا ِ‬ ‫س‬ ‫س َع َجنًبنا أَْن أَْو َحنْينَنناإَِلى َر ُجنٍلنّم ْننُهْم أَْن َأنذ ِرن الّنا َ‬ ‫َو َبنّتش ِرنالِّذينَن آَم ُننوْا أَّن لَُهْم قَ​َد َمن ِص ْد نٍقنِع ننَد َر ّبنِه ْمنَقاَل اْلَك انِفُر ونَنإِّن َهنَذ ان لَ​َس انِح ٌرنّم ِبنيٌن (ن آية‪ 2‬وكأن‬

‫الذين يتعجبون من اختيار محمد‬

‫صلى ال عليه‪،‬‬

‫وسلم‪ ،‬للرسالة كأنما ل يؤمنون بالقضاء‬

‫والقدر لنهم لو آمنوا لما شككوا وتعجبوا ولعلموا أن هذا بأمر ال تعالى‪.‬‬ ‫·‬

‫ضنِفي‬ ‫ق ال ّ‬ ‫س َمنانَو انِتَو انلَْر َ‬ ‫تدبير ال وحكمته في الكون‪) :‬إِّن َر ّبنُك ُمناللُّه الِّذ ين َخ َلن َ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫س تَنَو ىنَع لَنى اْلَع ْر ِ‬ ‫تش ِفنيٍع إِلّ ِم نن َبْع ِدن إِْذ ِننِهن َذ ِلنُك ُمن اللُّه‬ ‫شنُيَد ّبنُر الَْم َرن َم ان ِم نن َ‬ ‫س تّنة أَّيام ثُّم ا ْ‬ ‫ق ثُّم‬ ‫َر ّبنُك ْمنَفاْع ُبنُد ونهُ أَفَ َ‬ ‫ل تَ​َذ ّكنُرنونَن * ن إِلَْي ِهنَم ْرنِجنُعنُك ْمنَج ِمنينًعانَو ْعنَدناللِّه َح ّقنا إِّنُه َيْب َد أُن اْلَخ ْلن َ‬ ‫ُيِع ينُد هُن ِلَيْج ِزن يالِّذينَن آم ُننوْا و َعنِمنلُنوْاال ّ ِ ِ ِ‬ ‫بّم ْنن‬ ‫س ِطنَو انلِّذينَنَك فَنُر وْانلَُهْم َ‬ ‫تش َرنا ٌ‬ ‫ص انلَح انت ِباْلق ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫تش منسن ِ‬ ‫ِ‬ ‫َح ِمنينٍم و َعنَذنان ٌ ِ‬ ‫ض َيناء َو انْلقَ​َم َرنُنوًرا‬ ‫بأَليٌم ِبَم ان َك انُنوْا َيْك فُنُر ونَن * ن ُهَوالّذ ين َج َعنَلنال ّ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫و قَنّد رنهُم َنناِز َل نِلتَع لَنم واْن َع َدنَدن ال ّ ِ‬ ‫ص ُلن الَياِت‬ ‫ق اللُّه َذ ِلنَك إِلّ ِباْلَح ّ‬ ‫قنُيفَ ّ‬ ‫سنانَبَم ان َخ َلن َ‬ ‫س ننيَن َو انْلح َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ِلقَو ٍم نَيع لَنم ونَن * إِّن ِفي اْخ ِتنلَ ِ‬ ‫س َمنانَو انِتَو انلَْر ِ‬ ‫ضن‬ ‫ق اللُّه ِفي ال ّ‬ ‫ف اللّْي ِلن َو انلّنَهاِرَو َمنانَخ َلن َ‬ ‫ْ ْ ُ‬ ‫س َمنانء َو انلَْر ِ‬ ‫ضن‬ ‫لَياٍت لّقَْو ٍم نَيتُّقوَن ( ن آية ‪ .6 ،5، ،4 ،3‬واليات )ُقْل َم نن َيْر ُز نقُنُك منّم َنن ال ّ‬ ‫صنانَر َو َمنننُيْخ ِرنُجاْلَح ّينِم َنن اْلَم ّينِت َو ُينْخ ِرنُجاْلَم ّينَت ِم َنن اْلَح ّينَو َمننن‬ ‫أَّم نن َيْم ِلنُك ال ّ‬ ‫س ْمنَعنوالَْب َ‬ ‫ل تَتُّقوَن * فَ​َذ ِلنُك ُمن اللُّه َر ّبنُك ُمناْلَح ّ‬ ‫قن‬ ‫قن فَ​َم انَذ ان َبْع َدن اْلَح ّ‬ ‫س َينُقوُلوَن اللُّه فَُقْل أَفَ َ‬ ‫ُيَد ّبنُر الَْم َرن فَ َ‬

‫ص َرنفُنوَن ( ن‪ 31‬و ‪ 32‬تأتي اليات تستعرض لحكمة ال تعالى‬ ‫إِلّ ال ّ‬ ‫ض لَنُلن فَأَّنى تُ ْ‬

‫في الكون وفي كل ما خلق وتدعونا للتفكر في هذا الكون الذي لم يخلق عبثًا‬

‫ول صدفة إنما خلقه الحكيم العدل إواثبات ذل ك واضح في تكرار كلمة )الحق(‬ ‫في هذه السورة فقد تكررت في السورة )‪ 23‬مرة( لن الحق عكس العب‪.‬ث‬

‫‪45‬‬


‫والصدفة وكل شيء في الكون خلق ويحيا بحكمة ال تعالى لذا علينا أن‬ ‫نسّلم بال ونتوكل عليه ول نشك ك بقدرته وتدبيره سبحانه‪ .‬وكذل ك ترددت‬

‫س تَننِب ُئوَنَكأَ​َح ّ‬ ‫قن‬ ‫كلمة )يدبر( في السورة كثي ًا‬ ‫ر فكيف نشك ك بقضاء ال وقدره )َو َين ْ‬

‫ُهَو ُقْل ِإ ي َو َر نّبنيإِّنُه لَ​َح ّقن َو َمنانَأنتُْم ِبُم ْعنِجنِزنينَن ( ن آية‪ 53‬و )َأل ِإّن ِللِّه َم ار ِفير‬ ‫ِ‬ ‫ل ِإّن وْعر َدراللِّه َح ّ‬ ‫ِ‬ ‫ل َيْع لَرُم ورَن ( ر آية‪55‬‬ ‫قر َو لَرِك ّنرأَْك ثَرَرُهْم َ‬ ‫الّس َمرارَوارتَوارلَْر ضأَر َ َ‬ ‫وكل هذه اليات تؤكد أن ال حق وأن إدارة هذا الكون حق‪ ،‬وعّر فرتاليات‬

‫بصفات الله الحق بذكر آثار قدرته ورحمته الدالة على التدبير الحكيم وأن‬

‫ما في هذا الكون المنظور هو من آثار القدرة الباهرة التي هي أوضح‬

‫البراهين على عظمة ال وجلله وسلطانه‪.‬‬ ‫·‬

‫تنبيه للغافلين الذين يشككون ول يؤمنون بالقضاء والقدر فهؤلء بفقدون‬ ‫ضنوْاِنباْلَحيناِة الّد ْننَينا َو انْطَم أَنّنوْا‬ ‫الجدية واليمان الحق )إَّن الِّذ يرَن َ‬ ‫ل َيْر ُجنونَنِلَقاءَنا َو َر ن ُ‬ ‫ِبَه ان َو انلِّذينَنُهْم َع ْنن آَياِتَنا َغ انِفُلوَن ( ن آية‪ 7‬وال تعالى ل يظلم الناس ابدًا لكن‬

‫الناس يظلمون أنفسهم نتيجة ذنوبهم ومعاصيهم لنه حاشا ل أن يظلم أحدا‬

‫سنلُنُهمِباْلَبّيَناِت َو َمنانَك انُنوْا لُِيْؤ ِمنُننوْا‬ ‫)َو لَنقَْد أَْه لَنْك َننا اْلقُ​ُر ونَن ِم نن قَْب ِلنُك ْمن لَّم ان َ‬ ‫ظَلُم وْان َو َجنانءتُْهْمُر ُ‬ ‫ف ِفي الَْر ِ‬ ‫فن‬ ‫َك َذنِلنَك َنْج ِزن ياْلقَْو َم ناْلُم ْجن ِرنِم ينَن* ثُّم َج َعنْلنَناُك ْمنَخ َ‬ ‫ضنِم نن َبْع ِدنِهنمنِلَننظَُر َك ْين َ‬ ‫لنِئن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ُهنْمن‬ ‫س َ‬ ‫س َأنفُ َ‬ ‫تش ْينًئا َو لَنك ّننالّنا َ‬ ‫تَْع َمنلُنوَن ( ن آية ‪ ،14 ،13‬و )إِّن اللَّه َل َيْظلُم الّنا َ‬ ‫َيْظِلُم ونَن ( ن آية‪44‬‬

‫إذن فليس ف الكون صدف‪:‬ة ول عبث فالكم‪:‬ة واضح‪:‬ة والق واضح فل يب أن نشكك بالقضاء والقدر وال تعال ل يظلم أحداً ول‬ ‫يب أحدا على فعل ما لنه سبحانه لو أجبنا على أعمالنا لا حاسبنا لذا فالناس مّي و‪،‬ن ف أفعالم‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أفعال الناس تجاه قضاء ال تعالى‪ :‬اليات تواجه المتعجبون من قدر ال ولكن‬

‫أفعالهم أشد غرابة )َفلَّم ان َأنَج انُهْم إَِذ ان ُهْم َيْب ُغوَن ِفي الَْر ِ‬ ‫س‬ ‫ضنِبَغْي ِرن اْلَح ّ‬ ‫قنَيا أَّيَه ان الّنا ُ‬ ‫ع اْلَح َيناِة الّد ْننَيا ثُّم إَِليَنا َم ْرنِجنُعنُك ْمنفَُنَنّبُئُك من ِبَم ان ُكنتُْم تَْع َمنلُنوَن ( ن‬ ‫إِّنَم ان َبْغ ُينُك ْمن َع لَنى َأنفُِس ُك نمن ّم تَنا َ‬

‫آية ‪ . 23‬فبعد أن نجاهم ال تعالى بغوا في الرض بغير الحق فكيف يلجأ‬

‫الناس إلى ال تعالى فقط في ساعة الشدة ويعرفون أن لهم ربًا يلجأؤون إليه‬ ‫ثم يتكبرون بعد النجاة وكأن نجاتهم كانت من عند أنفسهم‪,‬‬

‫‪.2‬‬

‫قصص ال ننبياء عن التوكل على ال‪ :‬عرضت السورة قصص ثل‪.‬ث من النبياء‬

‫الذين توكلوا على ال فنجاهم ال تعالى وقد عرضت السورة الجزئية الخاصة‬ ‫‪46‬‬


‫بالتوكل في كل قصة من القصص المذكورة وهذا لخدمة هدف السورة‪ .‬وهذه‬ ‫القصص تؤكد أن المؤمنين بقضاء ال وقدره يتكلون على ال والذين ل‬

‫يؤمنون هم المشككون والمجادلون في حكمة ال وعدله‪:‬‬

‫• قصة نوح الذي توكل على ال تعالى فأنجاه ال ومن معه )َو انْتُل َع َلنْي ِهنْمنَنَبأَ ُنوٍ ح إِْذ َقاَل‬ ‫تَفأَْج ِمنُعنوْا أَْم َرنُكنْمن‬ ‫ِلقَْو ِم نِهنَيا قَْو ِم نِإن َك انَن َك ُبنَر َع لَنْي ُكنمنّم قَناِم ينَو تَنْذ ِكنينِر يِبؤآَياِت اللِّه فَ​َع لَنى اللِّه تَ​َو ّكنْلن ُ‬ ‫ض وْان إِلَّي َوَل ُتنِظ ُرننونِن ( ن آية‪71‬‬ ‫َو ُ‬ ‫تشنَر َكنانءُك ْمثُنّم َل َيُك ْنن أَْم ُرنُكنْمنَع لَنْي ُكنْمنُغ ّمنًةن ثُّم اْق ُ‬ ‫س ىن َيا قَْو ِم نِإن ُكنتُْم آَم ننُتم ِباللِّه فَ​َع لَنْي ِهن تَ​َو ّكنلُنوْا ِإن ُكنُتم‬ ‫• قصة موسى مع فرعون )َو قَنناَل ُم ون َ‬ ‫سنِلنِم ينَن* َفَقالُوْا َع لَنى اللِّه تَو ّكنْلنَنار ّبنَنا َل تَْج عنْلنَنا ِفتَْنًة لّْلقَْو ِم نال ّ‬ ‫ظاِلِم ينَن ( ن آية‪ 84‬و ‪.85‬‬ ‫ّم ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫تشنْفنَنا َع ْننُهنْم‬ ‫س لَّم ؤآن آَم ُننوْا َك َ‬ ‫• قصة قوم يونس )َفلَْو لَنَك انَنْت قَْر َينٌة آَم َننْت فَ​َنفَ​َعَه ان ِإيَم انُنَه ان إِل قَْو َم نُيوُن َ‬ ‫َع َذنانَب الِخ ْزنِ يِفي اْلَح َيناةَ الّد ْننَيا َو َمنتّنْع َنناُهْمإَِلى ِحينٍن ( ن آية‪.98‬‬

‫وقد يتبادر الى الذهن لماذا أغرق ال تعالى فرعون بعدما قال أنه آمن ونّج ار قوم يونس‬

‫لم الغيوب أن فرعون إنما‬ ‫والحالتان متشابهتان نوعًا ما؟ نقول أن ال تعالى علم وهو ع ّ‬

‫قال آمنت أضط ار ًار ل إختيا ًار ولو عاد إلى الدنيا لضّل وأضل ولم يكن كلماته صادقة‬

‫ِ‬ ‫قن‬ ‫س َرناِئيَلاْلَبْح َرنفَأَتَْبَع ُهْم ِف ْرَع ْون َُو‬ ‫ننن ُجنُننوُد هُنَبْغ ًينا َو َعنْدنًونانَح ّتنى إَِذ ان أَْد َرنَكنُهناْلَغ َر ُ‬ ‫بأنه آمن )َو َجنانَو ْز نَنِبناَبني إِ ْ‬

‫ت أَّنُه ل إِ​ِلنَه إِلّ الِّذ ين آم َننْت ِبِه َبُنو إِس رناِئيَلو أَنَنْا ِم َنن اْلم ِ ِ‬ ‫صنْينَتنقَْب ُلن‬ ‫َقاَل آَم نن ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫سنلنم ينَن* آلَن َو قَنْد َع َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َو ُكنننَتِم َنن اْلُم ْفنِس ِدننينَن ( ن آية‪ 90‬و ‪ .91‬وقال المام الفخر‪ :‬آمن فرعون ثل‪.‬ث مرات أولها‬

‫قوله )آمنت( وثانيها )ل إله إل الذي آمنت به بنو اسرائيل( وثالثها )وأنا من المسلمين(‬

‫فما السبب في عدم قبول إيمانه؟ والجواب أنه إنما آمن عند نزول العذاب واليمان في‬ ‫هذا الوقت غير مقبول لنه يصير الحال حال إلجاء فل تنفع التوبة ول اليمان قال‬

‫تعالى‪) :‬فلم ي ك ينفعهم إيمانهم لّم ار أروا بأسنا(‪ .‬أما قوم يونس فقد علم ال تعالى أنهم‬

‫سيكونون مؤمنين حقًا فعفا عنهم وكانوا على وش ك الهل ك بعذاب ال لكنهم حسن‬

‫إيمانهم وقد أثبت التاريخ ذل ك فأصبحوا قومًا صالحين طائعين مؤمنين‪ ،‬وال تعالى يريد‬

‫من عباده إيمان الختيار ل إيمان الكراه والضطرار )َفلَْو لَنَك انَنْت قَْر َينٌة آَم َننْت فَ​َنفَ​َعَه ان ِإيَم انُنَه ان‬

‫ّ‬ ‫تشنْفنَنا َع ْننُهنْم َع َذنانَب الِخ ْزنِ يِفي اْلَح َيناةَ الّد ْننَيا َو َمنتّنْع َنناُهْمإَِلى ِحينٍن ( ن آية‪98‬‬ ‫س لَّم ؤآن آَم ُننوْا َك َ‬ ‫إِل قَْو َم نُيوُن َ‬

‫فمن كان ليعلم هذا إل ال الحكيم العليم ولهذا علينا أن نؤمن بقضاء ال وقدره لنه ليس‬

‫عبثًا ولكن لكل أمر حكمة قد نعلمها وقد يخفيها ال تعالى عنا وهذا ليمتحن صدق‬ ‫إيماننا به فلو علمنا الحكمة من كل شيء فما قيمة إيماننا بالغيب إذن؟‬

‫‪47‬‬


‫تشنِرنِك ينَن* َوَل تَْد عُن ِم نن ُدوِن‬ ‫• ختام السورة‪َ) :‬و أَنْن أَِقْم َو ْجنَهنَكنِللّد ينِن َح ِننيًفا َوَل تَُكوَنّن ِم َنن اْلُم ْ‬ ‫ض ّرنَكنفَِإ نن فَع ْلنَت فَِإ ّنَك إًِذ ان ّم َنن ال ّ‬ ‫ظاِلِم ينَن ( ن اليات ‪:106 – 105‬‬ ‫اللِّه َم ان َل َينفَُعَك َوَل َي ُ‬ ‫َ‬

‫كيف نتعامل مع قضاء ال بالجدّية والتوكل على ال ثم تأتي الية فيها توجيه‬ ‫للرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم المؤمنين بالتوكل على ال واللجوء إليه والصبر على‬

‫ما يلقوه من الذى في سبيل ال والستمسا ك بشريعة ال تعالى فهو سبحانه‬

‫ص ِبنْرَح ّتنَى َيْح ُكنَمناللُّه َو ُهنَو َخ ْينُرن اْلَح انِك ِمنينَن( آية‬ ‫الحكيم العدل )َو انتِّب ْع َم ان ُيوَح ىن إِلَْي َكن َو ان ْ‬ ‫‪.109‬‬

‫سمّيت السورة بن )سورة يونس( لذكر قصته فيها وماتضمنته من العبرة والعظة برفع‬

‫العذاب عن قومه حين آمنوا بعد أن كاد يحل بهم العذاب والبلء وهذه من الخصائص‬

‫ص ال تعالى بها قوم يونس لصدق توبتهم إوايمانهم وأن ال ل يظلم الناس فلو‬ ‫التي خ ّ‬ ‫علم صدق إيمان أي عبد من عباده ينجيه في الدنيا والخرة لنه هو الحكيم العدل‪.‬‬

‫وف خواطر الشيخ ممد متول الشعراوي رحه ال لا سئل عن ورود قص‪:‬ة نوح وموسى مع فرعون ويونس‪ ،‬متمعي ف هذه السورة قال أن‬ ‫الذي يمع بينهم هو الاء فال تعال أغرق قوم نوح بالاء ‪ ،‬وأغرق فرعون بالاء أما يونس‪ ،‬فقد ناه ال من بطن الوت بعد أن قذف ف‬ ‫الاء‪ .‬فالاء كان مرة مصدر هلك ومرة مصدر ناة فسّم ى‪ ،‬ال تعال السورة باسم من ّناه من الاء وهو يونس عليه‪ ،‬السلم‪ ،‬وال أعلم‪،.‬‬

‫‪ . 11‬سورة هود ) هدف السورة‪:‬‬ ‫الستمرار في الصلح دون ته ّور أو‬ ‫ركون(‬ ‫هذه السورة وأخواتها سورتي يونس السابقة وسورة يوسف هي أول ثل‪.‬ث سور لسماء‬

‫أنبياء وكلما كان اسم السورة على اسم نبي كانت قصة هذا النبي هي محور السورة وفي‬ ‫ختام السورة تأتي أية تلّخ صر للقصة وكأنها قاعدة في كل السور المسماة بأسماء أنبياء‪.‬‬

‫وهذه السور الثل‪.‬ث نزلت في وقت واحد وبنفس الترتيب التي ورد في المصحف ونزلت‬ ‫السور الثل‪.‬ث بعد وفاة السيدة خديجة رضي ال عنها ووفاة عم الرسول‬

‫أبو طالب وما لقاه‬

‫صلى ال عليه‪،‬‬

‫صلى ال عليه‪ ،‬وسلم‪،‬‬

‫وسلم‪ ،‬من أذى في الطائف والرفض دعوته ونصرته من‬

‫قبائل العرب وكانت تل ك الفترة عصيبة جدًا على الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم وعلى‬

‫المسلمين في مكة لما لقوه من أذى المشركين فمنهم من أمره الرسول‬

‫صلى ال عليه وسلم‬

‫بالهجرة الى الحبشة ومنهم من بقي في مكة يتعرض للذى والتضييق من قبل كفار‬ ‫‪48‬‬


‫قريش‪ ،‬فكأنما أنزل ال تعالى هذه اليات تسلية للنبي‬

‫صلى ال عليه‪،‬‬

‫وسلم‪ ،‬وتسرية عنه لنها‬

‫ص عليه ما حد‪.‬ث لخوانه الرسل من أنواع البتلء ليتأّس ىر بهم في الصبر والثبات‪.‬‬ ‫تق ّ‬

‫وجاءت السورة لتوضح لنا أن من يمر بهذه الزمات والمحن قد يتصرف وفق احد هذه‬ ‫التصرفات‪:‬‬ ‫‪ .1‬يفقد المل والعمل‬ ‫‪ .2‬يتهور ويلمجأ‪ ،‬إل العنف والتصرفات غي السوب‪:‬ة وتدمي‪ ،‬الفغي‬ ‫‪ .3‬يركن للقوي ويعيش ف ظله ويتك قضيته وينتهي أمره على هذا النحو‪.‬‬

‫لكننا نرى أن الرسل لم يأخذوا أي واحد من هذه التصرفات وكذل ك جاءت اليات تدعو‬ ‫الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم لعدم التصرف بهذه التصرفات إوانما جاءت آية محورية التي‬

‫س تَنِقْمن َك َمنان أُِم ْرنَتنَو َمنننَتاَب َم َعنَك َوَل تَْطَغ ْو ْانإِّنُه‬ ‫هي أساس السورة والتي تدور اليات حولها‪َ) :‬فا ْ‬ ‫ِبم ان تَع منلُنوَن َب ِ‬ ‫سنُكنُمن الّناُر َو َمنانلَُك من ّم نن ُدوِن اللِّه‬ ‫ظلَُم واْن فَتَ​َم ّ‬ ‫ص ينٌر ( ن آية‪ 112‬و)َوَل تَْر َكنُننوْاإَِلى الِّذينَن َ‬ ‫َ َْ‬

‫ِ‬ ‫ص ُرنونَن ( ن آية‪ .113‬وهذه اليات تضمنت التوجيه للرسول‬ ‫م ْنن أَْو ِلنَياء ثُّم َل ُتن َ‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم‪ ،‬والمسلمين كيف يتصرفون في هذه المحنة وفي أي محنة قد تصيبهم في أي زمن‬

‫وفي أي مكان‪ .‬إن هذه الية تعالج حالة نفسية لناس في وضع صعب للغاية فجاءت‬ ‫بالمر الول )استقم( أي اصبر واستمر بالدعوة‪ ،‬ثم جاء المر الثاني‪) :‬ل تطغوا( أي‬

‫اياكم والتهور والطغيان وجاء المر الثال‪.‬ث‪) :‬ول تركن( بمعنى إيا ك أن تعيش في ظل‬ ‫القوي وتستسلم له‪ .‬وهذه الوامر الثل‪.‬ث هي على عكس التصرفات المتوقعة ممن‬

‫أصابته المحن كما أوردنا سابقًا‪ .‬وقد قال الحسن رضي ال عنه‪ :‬سبحان الذي جعل‬ ‫اعتدال الدين بين لئين‪ :‬ل تطغوا ول تركنوا‪.‬‬

‫وجاءت آيات السورة تتحد‪.‬ث عن نماذج من النبياء الذين أصابتهم المحن ولقوا من‬

‫المصاعب ما لقوا خلل دعوتهم لقوامهم ومع هذا كله صبروا واتبعوا هذه الوامر‬ ‫الثل‪.‬ث‪ .‬وهذه السورة هي في غاية الهمية للمسلمين لذا قال الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم ‪:‬‬

‫شّيبتني هود وأخواتها‪.‬‬

‫ص َلنْت ِم نن‬ ‫ب أُْح ِكنَمنْتنآَياتُ​ُه ثُّم فُ ّ‬ ‫تبدأ السورة بتمجيد القرآن العظيم الذي أحكمت آياته )اَلر ِك تَنا ٌ‬ ‫لُّد ْن َح ِكنينٍم َخ ِبنيٍر ( ن آية‪ 1‬وتدعو إلى توحيد ال تعالى )أَلّ تَْع ُبنُد وْا إِلّ اللَّه إِّنِنين لَُك من ّم ْننُهن َنِذينٌر‬ ‫َو َبنِتش ينٌر ( ن آية‪ .2‬وعرضت الظروف الصعبة التي كان يعيتشها المسلمون )َأل إِّنُهْم َيثُْنوَن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تشنوَن ِث َياَبُهْم َيْع لَنُم َم ان ُيِس ّرننونَنَو َمنانُيْع ِلنُنوَن إِّنُه َع ِلنيٌم ِب َذ انِت‬ ‫س تَنْغ ُ‬ ‫س تَنْخ فُنوْا م ْننُهن َأل حينَن َي ْ‬ ‫ص ُدنوَرُهْملَي ْ‬ ‫ُ‬

‫‪49‬‬


‫ص ُدنوِر ( ن آية‪ .5‬ويدعو ال تعالى رسوله للثبات والستمرار في الدعوة رغم كل الظروف )َفلَ​َع لّنَك‬ ‫ال ّ‬ ‫ضننؤآنِئ ٌ ِ‬ ‫ص ْدنُرنَكنَأن َيُقولُوْا لَْو لَنُأنِز َل نَع َلنْي ِهن َك ننٌز أَْو َج انء َم َعنُه َم لَنٌك إِّنَم ان‬ ‫َتاِرٌك َبْع َ‬ ‫ضن َم ان ُيوَحىن إِلَْي َكن َو َ‬ ‫قِبه َ‬ ‫تش ْين ٍءنَو ِكنينٌل (ن آية‪ ،12‬وعرضت لعناصر الدعوة السلمية في ظل كل‬ ‫َأنَت َنِذينٌر َو انللُّه َع لَنى ُك ّلن َ‬ ‫الظروف الصعبة عن طريق الحجج العقلية مع الموازنة بين فريقي الضل لن والهد ى وفّر قنت بينهما‬ ‫كما تفرق التشمس بين الظلمات والنور ) م ثَنُل اْلفَِر ينقَْي ِننَك انلَْع منىنو انلَص ّمنو انْلَب ِ‬ ‫س ِمنينِعَهْل‬ ‫ص ينِرَو انل ّ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َيْس تَنِو َيناِن َم ثَنًل أَفَ​َل تَ​َذ ّكنُرنونَن ( ن آية‪ 24‬ويتحد‪.‬ث الربع الول من السورة )أول ‪ 30‬آية( عن‬

‫هذا المعنى‪ :‬التكذيب شديد وتأثيره شديد على المسلمين‪.‬‬

‫ث تنتقل اليات تتحد ث عن سبع ناذج من الرسل الكرام وصبهم‪ ،‬على ما لقوه من قومهم‪:‬‬

‫قصة نوح ‪ ‬أبو البشر الثاني وقد وردت قصة نوح في هذه السورة‬

‫·‬

‫بتفصيل لم تذكره أية سورة أخرى من السور حتى سورة نوح نفسها‪ .‬وتشرح‬ ‫ل أطول من أي نبي آخر‬ ‫كيف صبر نوح على قومه فقد لب‪.‬ث فيهم عم ًار طوي ً‬ ‫‪ 950‬عامًا يدعوهم وهم على تعنتهم ويسخرون منه ولّم ار طلب ال منه أن‬

‫يصنع الفل ك استمرت هذه العملية سنوات عديدة حتى زرع الشجر ثم أخذ‬

‫منها الخشب وصنع السفينة وكان يمكن ل تعالى ان يهل ك قوم نوح من غير‬ ‫انتظار هذه المدة الطويلة لكن حكمته أرادت أن يظهر طول معاناة نوح‬

‫وصبره كل هذه السنوات على الذى حتى نتعلم منه الصبر مهما طال‬

‫الذى وعدم اليأس والستمرار بالدعوة‪ .‬ولم يكن رد نوح ‪ ‬على قومه انفعاليًا‬ ‫ول غاضبًا إنما قال‪َ) :‬قاَل ِإّنَم ار َيْأِتيُك مر بِ​ِه اللّهُ ِإن َش ارء َو َمرارَأنُتم بُِم ْعرِجر ِز ريرَن ( ر‬ ‫آية ‪ .33‬فكأنه استقام كما أمره ال وصبر على الدعوة واستمر فيها ولم‬

‫يتهور في ردة فعله إوانما كان ينصح لهم )اليات‬

‫‪ ( 28،29،30،31،32،33،34،35‬ولم يركن حتى الى ابنه الذي كان من‬

‫المغرقين ولم ترد قصة ابن نوح ‪ ‬إل في هذه السورة لمناسبة ورودها لهدف‬

‫السورة وتحقيق معنى ل تركن ولو كان الكافر الظالم من أهله )َو َننناَد ىنُنوٌ ح‬ ‫ّر ّبنُه فَ​َقاَل َر ّبنإِّن اُبِني ِم ْنن أَْه ِلني َو إِانّن َو ْعنَدنَكناْلَح ّ‬ ‫قنَو أَننَت أَْح َكنُمناْلَح انِك ِمنينَن ( ن آية‪ 45‬وآية‬ ‫سن ِلي ِبِه ِع ْلنٌم َو إِانلّ تَْغ ِفنْر ِلي َو تَنْر َحنْمنِنن أَينُك نن‬ ‫‪َ) 47‬قاَل َر ّبنإِّني أَُع ونُذ ِب َك أَْن أَ ْ‬ ‫س أَنلَ​َك َم ان لَْي َ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِبنْر إِّن اْلَعاِقَبَة ِلْلُم تّنِقيَن ( ن آية‬ ‫ّم َنن اْلَخ انس ِر نينَن ( ن وتأتيالعبرة في نهاية قصة نو ح ‪َ) ‬فا ْ‬ ‫‪.49‬‬

‫‪50‬‬


‫·‬

‫ثم تأتي قصة هود ‪ ‬مع قومه وقد سميت السورة باسمه تخليدًا لجهوده‬

‫الكريمة في الدعوة إلى ال فقد كان قومه من العتاة المتجبرين الذين اغتروا‬ ‫ل فردًا بين الجّم‬ ‫بقوتهم وقالوا من أشد منا قوة؟ فواجههم هود ‪ ‬وكان رج ً‬ ‫الغفير من عتاة عاد الغلظ الشداد وقد حّقرهم وانتقص آلهتهم وحّثهم على‬ ‫التصدي له وهي من أعظم اليات أن يواجه بهذا الكلم رجل واحد أمة‬ ‫عطاشًا إلى إراقة دمه وذل ك لثقته بربه وقد قال لهم هود ‪ ‬كلمًا جامعًا في‬

‫أية واحدة ما قالها نبي ول رسول لقومه أبدًا اشتملت كل المعاني الثلثة التي‬

‫ذكرناها سابقًا )ِإن ّنُقوُل إِلّ اْع تَنراَكَبع ُ ِ ِ‬ ‫تش َهنُدنوْا‬ ‫تش ِهنُدن اللِّه َو ان ْ‬ ‫س َو ٍء نَقاَل إِّني أُ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ضن آلَه ت َنا ِب ُ‬ ‫ت‬ ‫أَّني َبِر يٌء ّم ّمنان تُ ْ‬ ‫تش ِرنُكوَن * ِم نن ُدوِنِه فَِك ينُدوِنين َج ِمنينًعا ثُّم َل ُتنِظ ُرننونِن* إِّني تَ​َو ّكنْلن ُ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سنتَنِقيٍم *‬ ‫َع لَنى اللّه َر ّبني َو َر نّبنُك منّم ان م نن َد آنّبة إِلّ ُهَو آخ ٌذن ِبَناص َي نتَه انإِّن َر ّبني َع َلنى ص َرانطّم ْ‬ ‫فَِإ نن تَو لّنو ْانفَقَْد أَْب لَنْغ تُنُك من ّم ان أُر ِسن ْل ن ُ ِ‬ ‫ض ّرنونَنُه‬ ‫س تَنْخ ِلن ُ‬ ‫فَر ّبني قَْو ًم نانَغ ْينَرنُكنْمنَوَل تَ ُ‬ ‫تِبه إِلَْي ُك ْمن َو َين ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َتش ْينًئا إِّن َر ّبني َع لَنَى ُكّلن َتش ْين ٍءنَح ِفنيٌظ( اليات ‪ .57 - 56-55-54‬فكأنما جمعت‬

‫هذه اليات )استقم واصبر واستمر بالدعوة ول تطغى ول تركن الى الذين‬

‫ظلموا( فلم يتحد‪.‬ث أحد بقوة وعدم ركون واصرار على الرسالة إل سيدنا هود‬ ‫‪ ‬ولذا سمى ال تعالى السورة باسمه‪.‬‬

‫·‬

‫ثم جاءت قصة نبي ال صالح ثم قصة لوط وشعيب ثم قصة موسى‬

‫وهارون صلوات ال وسلمه عليهم جميعًا ثم التعقيب المباشر بما في هذه‬

‫القصص من العبر والعظات التي تدور حول محور السورة وتخدم أهدافها‬ ‫وتعرض صبر كل نبي على أذى قومه وعدم ركونه وطغيانه‪.‬‬ ‫·‬

‫ثم ختمت السورة الكريمة ببيان الحكمة من ذكر قصص المرسلين‬

‫لتثبيت قلب النبي صلى ال عليه وبار ك وسلم أمام الشدائد والهوال اتي‬

‫ِ‬ ‫ت ِبِه فَُؤاَد َكنَو َجنانءَكِفي َهنِذ ِهن‬ ‫تعرض لها )َو ُك نلّ​ّنقُ ّ‬ ‫سنِلنَم ان ُنثَّب ُ‬ ‫ص َع لَنْي َكن م ْنن َأنَباء الّر ُ‬

‫اْلَح ّقنَو َمنْونِعنَظنٌَةو ِذنْكنَر ِلن ىْلُم ْؤنِمنِننيَن ( ن آية‪ .120‬ثم يعرض ال تعالى لنا كيفية تنفيذ‬ ‫ص اررنا بها ويدلنا أن العبادة هي التي تعين على الستقامة‬ ‫الوامر التي و ّ‬

‫س نّيَئاِت َذ ِلنَك ِذ ْكنَرن ى‬ ‫سنَنناِت ُيْذ ِهنْبنَننال ّ‬ ‫)َو أَنِقِم ال ّ‬ ‫ص لَنةَ َ‬ ‫طَر فَنِي الّنَهاِر َو ُز نلَنًفاّم َنن اللّْي ِلن إِّن اْلَح َ‬ ‫ِللّذ انِك ِرنينَن ( ن آية‪ ،114‬والصبر الية ‪) 115‬و انص ِبنرفَِإ ّنن اللَّه َل ُي ِ‬ ‫ض ينُع أَْج َرن‬ ‫َ ْ ْ‬

‫‪51‬‬


‫اْلُم ْحن ِسنِنننيَن (نن‪،‬وكأنما اليات كلها من الية ‪ 113‬إلى نهاية السورة تعين عى تنفيذ‬ ‫الهدف‪ .‬وتختم السورة بالتوحيد كما بدأت به ليتناسق البدء مع الختام )َو ِلنلِّه‬ ‫س َمنانَو انِتَو انلَْر ِ‬ ‫ضنَو إِانلَْي ِهنُيْر َجنُعنالَْم ُرن ُك لُّه َفاْع ُبنْد هُن َو تَنَو ّكنْلنَع َلنْي ِهن َو َمنانَر ّبنَك ِبَغاِفٍل‬ ‫بن ال ّ‬ ‫َغ ْين ُ‬ ‫َع ّمنان تَْع َمنلُنوَن ( آية ‪.123‬‬

‫ومن لطائف سورة هود البلغية أن الوامر بأفعال الخير أفردت للنبي صلى ال عليه‬ ‫وبار ك وسلم إوان كانت عامة في المعنى )فاستقم كما أمرت‪ ،‬وأقم الصلة‪ ،‬واصبر(‬

‫وفي المنهّيات جمعت للمة )ول تطغوا‪ ،‬ول تركنوا إلى الذين طلموا(‪.‬‬

‫‪ . 12‬سورة يوسف ) هدف السورة‪:‬‬ ‫الثقة بتدبير ا ) إصبر ول تيأس(‬

‫سورة يوسف هي إحدى السور المكية التي تناولت قصص النبياء باسهاب إواطناب‬ ‫ص ل ر وفي اليجاز والطناب )لَقَْد َك انَن ِفي‬ ‫دللة على إعجاز القرآن في المجمل والمف ّ‬ ‫ق الِّذ ين َبْي َنن َيَد ْينِهن و تَنْف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قَ ِ ِ‬ ‫ص ينَلُك ّلن‬ ‫ص ِدننين َ‬ ‫ص صن ِه نْمنع ْبنَرةٌّلُْو ِلنني الَْلَباِب َم ان َك انَن َح دنينًثا ُيْفتَ​َر ى َو لَنك ننتَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫َتش ْين ٍءنَو ُهنًد ىنَو َر نْحن َمنلًّةنقَْو ٍم نُيْؤ ِمنُننوَن( آية ‪ . 111‬وقد أفردت الحدي‪.‬ث عن قصة نبي ال‬

‫يوسف بن يعقوب وما لقاه من أنواع البلء ومن ضروب المحن والشدائد من إخوته‬ ‫والخرين في بيت عزيز مصر والسجن وفي تآمر النسوة حتى نّج ارره ال تعالى‪.‬‬

‫والمقصود بهذه السورة التسرية عن النبي‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم بعدما مّر به من أذى ومن‬

‫محن في عام الحزن وما لقاه من أذى القريب والبعيد فأراد ال تعالى أن يقص عليه‬

‫قصة أخيه يوسف وما لقاه هو في حياته وكيف أن ال تعالى فّرجعنه في النهاية لنه‬

‫وثق بتدبير ال تعالى ولم ييأس ل هو ول أبوه يعقوب‪ .‬ونلحظ أن سورة يوسف تناولت‬

‫قصة يوسف النسان وليس يوسف النبي إنما جاء ذكره كنبي في سورة غافر لذا فقصته‬ ‫في سورة يوسف لها ملمح إنسانية تنطبق على يوسف وقد نتطبق على أي من البشر‪.‬‬

‫وقصة يوسف تمثل قصة نجاح في الدنيا )أصبح عزيز مصر( وقصة نجاح في الخرة‬ ‫أيضًا )وقوفه أمام إغراءات امرأة العزيز رغم كل الظروف المحيطة به خوفًا من ال عّز‬ ‫وجّل (رر‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫وقد اشتملت قصة يوسف على كل عناصر القصة الدبية واشتملت على الكثير من‬ ‫المشاهد التصويرية بحي‪.‬ث تجعل القارئ يرى فعل ما حد‪.‬ث وكأنه ماثل أمام ناظريه‪.‬‬

‫وللسورة أسلوب فذ فريد في ألفاظها وتعبيرها وأدائها وفي قصصها الممتع اللطيف‬

‫وتسري مع النفس سريان الدم في العروق وجريان الروح في الجسد ومع أن السور‬

‫المكية تحمل في الغالب طابع النذار والتهديد إل أن سورة يوسف اختلفت عن هذا‬ ‫السلوب فجاءت نّد يرة في أسلوب ممتع رقيق يحمل جو النس والرحمة وقد قال عطاء‪:‬‬ ‫"ل يسمع سورة يوسف محزون إل استراح إليها" وقال خالد بن معدان‪" :‬سورة يوسف‬

‫فن ِلَِبيِه‬ ‫س ُ‬ ‫ومريم مما يتفّك هر به أهل الجنة في الجنة"‪ .‬ولقد ابتدأت السورة بحلم )إِْذ َقاَل ُيو ُ‬

‫ِ‬ ‫تشنَرن َك ْون َك نًبناَو انل ّ‬ ‫س انِج ِدنينَن ( ن آية‪ 4‬وانتهت بتفسير‬ ‫تنأَ​َح َدن َع َ‬ ‫َيا َأبِت إِّني َرأَْي ُ‬ ‫سنَو انْلقَ​َم َرنَرأَْي تُنُهْم لي َ‬ ‫تش ْمن َ‬ ‫ِ‬ ‫الحلم )َو َر نفَنَعأَ​َبَو ْينِهنَع لَنى اْلَع ْر ِ‬ ‫ يِم نن قَْب ُلن قَْد َج َعنلَنَه ان‬ ‫س ّج ًدنانَو قَنناَل َيا أَ​َبت َهنَذ ان تَأِْو ينُل ُر ْؤ نَينا َ‬ ‫شنَو َخنّرنوْالَنُه ُ‬ ‫َر ّبني َح ّقنا( آية ‪100.‬‬

‫وتسي أحدا ث القص‪:‬ة بشكل مدهش فالصل أن يكون مب‪:‬ة ال ب لبنه شيء جيل لكن مع يوسف تول هذا الب لن جعله إخوته ف‬ ‫البئر‪ ،‬ث إن الوجود ف البئر أمر سيء لكن ال تعال ينمجي يوسف بأن التقطه بعض السّيارة ث كونه ف بيت عزيز مصر كان من‬ ‫هت به امرأة العزيز‪ ،‬ث السمجن يبدو سيئاً لكن ال تعال ينمجيه منه ويعله‪ ،‬على خزائن الرض ث‬ ‫الفروض أن يكون أمراً حسناً لول ما ّ‬ ‫يصبح عزيز مصر وكأن الرسم البيان للسورة يسي على النحو التال‪:‬‬ ‫عزيز مصر‬ ‫قصر العزيز‬ ‫بيت ال ب‬ ‫السمجن‬ ‫البئر‬

‫وقد أسهبت السورة في ذكر صبر يوسف على محنته بدءًا من حسد إخوته له وكيدهم ثم‬

‫ب ومحنة تعلق إمرأة العزيز به ومراودته عن نفسه ثم محنة السجن بعد‬ ‫رميه في الج ّ‬

‫الرغد الذي عاشه في بيت العزيز ولّم ار صبر على الذى في سبيل العقيدة وصبر على‬

‫الضر والبلء نقله ال تعالى من السجن إلى القصر وجعله عزيز مصر ومّلكه خزائن‬ ‫الرض وجعله السيد المطاع والعزيز المكرم ‪ .‬وهكذا يفعل ال تعالى بأوليائه ومن‬

‫يصبر على البلء فل بد لرسول ال‬

‫صلى ال عليه‪،‬‬

‫وسلم‪ ،‬أن يقتدي بمن سبقه من المرسلين‬

‫طد نفسه على تحمل البلء )فاصبر كما صبر أولي العزم من الرسل(‪ .‬وكأنما قصة‬ ‫ويو ّ‬ ‫يوسف مشابهة نوعًا ما لما حصل مع الرسول‬

‫إخوته والرسول‬

‫صلى ال عليه‪،‬‬

‫صلى ال عليه‪،‬‬

‫وسلم‪ ،‬فيوسف لقى الذى من‬

‫وسلم‪ ،‬لقاه من أقرب الناس إليه من أقاربه وعشيرته ويوسف‬

‫هاجر من بلده إلى مصر وفيها أكرمه ال بجعله عزيز مصر وفي هذا إشارة للنبي‬ ‫ال عليه‬

‫صلى‬

‫وسلم أنه بهجرته إلى المدينة سيكون له النصرة والمنعة ويحقق ال تعالى له‬

‫‪53‬‬


‫النصر على من آذوه وأخرجوه من مكة‪ .‬وقد تحدثت اليات كثي ًار عن عدم اليأس في‬

‫سورة يوسف فالمل والصبر موجودان دائمًا للمؤمن مهما بلغت به المحن والبليا )َيا َبِن ّي‬ ‫ِ‬ ‫فن و أَنِخينِهوَل تَْي أَ ِ‬ ‫سن ِ‬ ‫س ِم نن ّر ْو نِ حناللِّه إِلّ اْلقَْو ُم ن‬ ‫س واْن م نن ّر ْو نِ حناللّه إِّنُه لَ َيْي أَن ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫س َ َ‬ ‫سنوْا م نن ُيو ُ‬ ‫اْذ َهنُبوْا َفتَ​َح ّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ُرنَننا‬ ‫سنُلنَو َ‬ ‫ظنّنوْا أَّنُهْم قَْد ُك ذ ُبنوْا َج انءُهْم َن ْ‬ ‫اْلَك انف ُر ونَن ( ن آية‪ 87‬وآية ‪َ) 110‬ح ّتنى إَِذ ان ا ْ‬ ‫س الّر ُ‬ ‫س تَنْي أَن َ‬ ‫ع ِنن اْلقَْو ِم ناْلُم ْجن ِرنِم ينَن (نن‪.‬ولننظر إلى قمة التواضع عند يوسف ‪‬‬ ‫فَُنّج َين َم نن ّن َ‬ ‫س َننا َ‬ ‫تش انء َوَل ُيَر ّدنَبأْ ُ‬

‫فبعد كل ما أعطاه ال تعالى إياه من مل ك مصر وجمعه بإهله جميعًا ماذا طلب من ربه‬

‫س َمنانَو انِت‬ ‫بعد هذا كله؟ قال‪َ) :‬ر ّبنقَْد آتَْي تَنِني ِم َنن اْلُم ْلنِك َو َعنلّنْم تَنِنينِم نن تَأِْو ينِل الَ​َح انِد ينِث َفاِط َرنال ّ‬

‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َو انلَْر ِ‬ ‫صانِلِحينَن ( ن آية‪ ،101‬فيا لتواضعه‪.‬‬ ‫سنِلنًم انَو أَنْلِح ْقنِنينِبال ّ‬ ‫ضنَأنَت َو ِلنّيي في الّد ُننَيا َو انلخ َرنِةتَ​َو فنني ُم ْ‬

‫‪ . 13‬سورة الرعد ) هدف السورة‪:‬‬ ‫قوة الحق وضعف الباطل(‬

‫سورة الرعد من السور الدني‪:‬ة الت تقرر وحداني‪:‬ة ال تعال والرسال‪:‬ة والبعث والزاء‪ .‬وتدور السورة حول مور مهم هو أن الق واضح بّي‬ ‫راسخ وثابت والباطل ضعيف زائف خادع مهما ظهر وعل على الق ببهرجهه وزيفه‪ .‬وعلينا أن ل ننخدع ببيق‪ ،‬الباطل الزائف لنه زائل‬ ‫ل مال‪:‬ة وبيقى الق يسطع بنوره على الكون كله‪ ،.‬وعرضت‪ ،‬السورة للمتناقضات الوجودة ف الكون ف آيات عديدة حت الرعد هو من‬ ‫هذه التناقضات لذا ورد ذكره ف السورة وسيت‪ ،‬السورة به‪.‬‬

‫ولقد سميت السورة )سورة الرعد( لتل ك الظاهرة الكونية العجيبة التي تتجلى فيها قدرة ال‬

‫تعالى وسلطانه وهذا الرعد جمع النقيضين فهو على كونه مخيفًا في ظاهره إل أنه فيه‬

‫الخير كله من الماء الذي ينزل من السحاب الذي يحمل الماء والصواعق وفي الماء‬ ‫الحياء وفي الصواعق الفناء والهل ك وقد قال القائل‪:‬‬

‫جُع النقيضي من أسرار قدرته‬ ‫وتسي اليات ف السورة على النحو التال‪:‬‬

‫هذا السحا ب به ما ٌء به نار‬

‫•‬

‫الكتاب‪ :‬تبدأ السورة بقضية اليمان بوجود ال ووحدانيته ومع سطوع الحق‬

‫•‬

‫مظاهر الحق في الكون‪ :‬جاءت اليات تقرر كمال قدرة ال وعجيب خلقه في‬

‫ووضوحه إل أن المشركين كذبوا بالقرآن وجحدوا وحدانية الرحمن‪) .،‬المر ِت ْلَك‬ ‫ِ‬ ‫آَيا ُ ِ‬ ‫قنَو لَنِك ّننأَْك ثَنَر الّنا ِ‬ ‫ ينُأنِز َل نإِلَْي َكن ِم نن ّر ّبنَك اْلَح ّ‬ ‫س َل ُيْؤ ِمنُننوَن ( ن آية‪1‬‬ ‫ت اْلك تَناِب َو انلّذ َ‬

‫الكون كله وكيف يدبر المر ويفصل اليات ويمد الرض ويغشي الليل النهار‬ ‫فال هو الحق وقرآنه حق واّتباعه حق وبعد إظهار كل هذا الحق يشك ك‬

‫المشركون بالبع‪.‬ث بعد الموت‪ ،‬فليتفكروا في عظيم خلق ال في الكون‪) .‬اللُّه‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫س تَنَو ىنَع َلنى اْلَع ْر ِ‬ ‫سنّخنَرنال ّ‬ ‫سنَو انْلقَ​َم َرنُك ّلن‬ ‫الِّذ ين َر فَنَع ال ّ‬ ‫س َمنانَو انتِبَغْي ِرن َع َمندنتَ​َر ْو نَننَه انثُّم ا ْ‬ ‫تش ْمن َ‬ ‫شنَو َ‬ ‫‪54‬‬


‫ص ُلن الَياِت لَ​َع لّنُك من ِب ِلَقاء َر ّبنُك ْمنُتوِقُنوَن * َو ُهنَو الِّذ ين َم ّدن‬ ‫سنّمنىنُيَد ّبنُر الَْم َرن ُيفَ ّ‬ ‫َيْج ِرن يلَ​َج ٍلن ّم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي نو أَنْن َهناًراَو ِمنننُك ّلن الثَّم َرناِت َج َعنَلنِفيَه ان َز ْو نَجنْين ِاننثَْنْي ِنن ُيْغ ِتشني ناللّْي َلن‬ ‫الَْر َ‬ ‫ضنَو َجنَعنَلنفيَه ان َر َو نانس َ‬ ‫الّنَهاَر إِّن ِفي َذ ِلنَك َل َي نانٍتلّقَْو ٍم نَيتَفَّك ُرنونَنز* َو ِفننيالَْر ِ‬ ‫تّم ْنن أَْع َنناٍب‬ ‫ضنِق َ‬ ‫تَو َجنّننا ٌ‬ ‫طٌع ّم تَنَج انِو َرنا ٌ‬ ‫ِ‬ ‫و َز نر ن ٌ ِ ِ‬ ‫ضنَهنانَع َلنى َبْع ٍ‬ ‫ضن ِفي الُ​ُك ِلن‬ ‫س قَنى ِبَم انء َو انِح ٍدنَو ُننفَ ّ‬ ‫ض ُلنَبْع َ‬ ‫عو َننخينٌلص ْن نَونانٌنَو َغنْينُرنص ْن نَونانٍنُي ْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫إِّن ِفي َذ ِلنَك َل َي نانٍتلّقَْو ٍم نَيْع ِقنُلوَن ( ن اليات‪.4 -3 – 2‬‬ ‫•‬

‫المتناقضات الموجودة في الكون‪ :‬جمعت اليات ‪ 32‬متناقضًا في الكون وعلينا أن‬ ‫نفكر أن الذي جمع كل هذه المتناقضات هو الحق ول يتم ذل ك إل بإرادته‬

‫تش ْين ٍءنِع ننَد هُن‬ ‫ض الَْر َحنانُمَو َمنانتَْز َدنانُدَو ُكنّلن َ‬ ‫سبحانه )اللُّه َيْع لَنُم َم ان تَْح ِمنُلنُك ّلن ُأنَثى َو َمنانتَِغ ين ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫سنانِر ٌ‬ ‫س ّرن اْلقَْو َلننَو َمنننَج َهنَرن ِبه َو َمنْننُهَو ُم ْ‬ ‫سنتَنْخ فنِباللّْي ِلن َو َ‬ ‫س َونانءّم ننُك من ّم ْنن أَ َ‬ ‫ِبم ْقنَد انٍر ( ن ) َ‬

‫ِبالّنَهاِر ( ن اليات‪ 39 – 17 – 16 – 15 -12 – 10 – 8‬وحتى الرعد فيه‬

‫متناقضات أنه موجب وسالب وأنه على ظاهره المخيف يحمل الخير والمطر‬

‫الذي ينبت الزرع ويسقي الناس والبهائم‪.‬‬

‫•‬

‫س ّير ْتنِبِه اْلِج َبناُل أَْو قُ ّ‬ ‫ضنأَْو ُك لّنَم ِبِه اْلَم ْون تَننىَب لن‬ ‫طَعْت ِبِه الَْر ُ‬ ‫الكون والقرآن‪َ) :‬و لَنْو أَّن قُْرآًنا ُ َ‬

‫لّلِّه الَْم ُرن َج ِمنينًعانأَ​َفلَْم َيْي أَ ِ‬ ‫س َج ِمنينًعا َوَل َيَزاُل‬ ‫س الِّذينَن آَم ُننوْا َأن لّْو َي َ‬ ‫تش انء اللُّه لَ​َه َد ىن الّنا َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َننُعواْ َقاِرَع ٌةنأَْو تَُح ّلن قَِر ينًبا ّم نن َد انِرِه ْمنَح ّتنى َيأِْتَين َو ْعنُدناللِّه إِّن اللَّه‬ ‫الّذينَن َك فَنُر واْنتُص ينُبُهمنِبَم ان َ‬

‫ف اْلِم ينَعاَد (ن آية ‪ 31‬القرآن هو الوحيد في الكون الذي يمكنه أن يحر ك الدنيا‬ ‫َل ُيْخ ِلن ُ‬

‫ويحر ك الرض والكون من عظمته وقوة الحق فيه ولّم ار وعى المسلمون السابقون‬

‫هذا المر وصلت المة السلمية إلى أوجها وعمت الدنيا‪.‬‬

‫•‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قوة الحق‪) :‬لَُه َد ْعنونةُناْلَح ّ ِ‬ ‫تش ْين ٍءنإِلّ َك َبناِس ِط ن‬ ‫س تَنِج ينُبوَن لَُهم ِب َ‬ ‫قنَو انلّذينَنَيْد ُعنونَن م نن ُدوِنه َل َي ْ‬ ‫َ‬ ‫لنٍلن( ن آية‪14‬‬ ‫ض َ‬ ‫َك فّنْي ِهن إَِلى اْلَم انء ِلَيْب لُنَغ َفاهُ َو َمنانُهَو ِب َباِلِغ ِهنَو َمنانُد َع انء اْلَك انِف ِر ينَنإِلّ ِفي َ‬ ‫س ْينُلن َز َبنًد انّراِبًياَو ِمنّمنانُيوِق ُدوَن َع َلنْي ِهن‬ ‫س انلَْت أَْو ِد نَينٌةِبقَ​َد ِرنَهاَفاْح تَنَم َلنال ّ‬ ‫و)َأنَز َل نِم َنن ال ّ‬ ‫س َمنانء َم انء فَ َ‬ ‫باللُّه اْلَح ّ‬ ‫ب‬ ‫ِفي الّناِر اْب ِتَغاء ِح ْلنَيٍة أَْو َم تَناٍع َز َبنٌد ّم ثْنلُ​ُه َك َذنِلنَك َي ْ‬ ‫قنَو انْلَباِط َلنفَأَّم ان الّز َبنُد فَ​َيْذ َهن ُ‬ ‫ض ِرن ُ‬ ‫ثن ِفي الَْر ِ‬ ‫ض ِرنُباللُّه الَْم ثَناَل (ن آية ‪ 17‬الحق‬ ‫س فَ​َيْم ُكن ُ‬ ‫ضنَك َذنِلنَك َي ْ‬ ‫ُج فَناء َو أَنّم انَم ان َينفَُع الّنا َ‬

‫قوي له دعوة والباطل زائف تمامًا كالسيل يجرف معه على سطح الماء الوساخ‬

‫وأما الذي يبقى وهو الطمي هو المفيد للزرع‪ ،‬وكذل ك عندما يصفى الذهب‬

‫تصعد الشوائب للعلى ويبقى الذهب الخالص في السفل‪ .‬وهذا إشارة أن‬

‫‪55‬‬


‫الباطل يكون على السطح لنه ظاهر لكن الحق راسخ وقد يكون غير ظاهر‬ ‫للوهلة الولى‪.‬‬

‫•‬

‫ختام السورة تشهد للرسول بالنبوة والرسالة وأنه مرسل من عند ال‪َ) .‬و َينُقوُل الِّذينَن‬ ‫تش ِهنينًد انَبْي ِني َو َبنْي َنُك ْمنَو َمنْننِع ننَد هُن ِع ْلنُم اْلِك تَناِب ( آية ‪.43‬‬ ‫سنلًنُقْل َك فَنى ِباللِّه َ‬ ‫َك فَنُر وْانلَ ْ‬ ‫س َتن ُم ْرن َ‬

‫‪ . 14‬سورة ابراهيم ) هدف‬ ‫السورة‪ :‬نعمة اليمان ونقمة‬ ‫الكفر(‬

‫تتحد‪.‬ث السورة عن مواجهة الرسل مع أقوامهم الرافضين لدعوتهم وترّك زر السورة على أن‬

‫أهم نعمة على الطلق هي نعمة اليمان وأشّر نقمة هي الكفر‪ .‬وقد يتخيل البعض أن‬

‫النعم هي نعم الدنيا المادية ويتعلقون بها ويحرصون على كسبها والتنعم بها على‬

‫طاُن لَّم ان قُ ِ‬ ‫حساب الخرة‪ .‬وتتحد‪.‬ث السورة أيضًا عن خطبة إبليس في جهنم )َو قَنناَل ال ّ‬ ‫ض َي ن‬ ‫تش ْين َ‬

‫ِ‬ ‫طاٍن إِلّ َأن َد َعنْون تُنُك ْمن‬ ‫الَْم ُرن إِّن اللَّه َو َعنَدنُكنْمنَو ْعنَدناْلَح ّ‬ ‫س ْلن َ‬ ‫قنَو َو نَعندنتُّك ْمنفَأَْخ لَنْفتُ​ُك ْمن َو َمنانَك انَن لَي َع َلنْي ُك منّم نن ُ‬ ‫ِ‬ ‫صن ِرنِخ ّإِ‬ ‫تنِبَم ؤآن‬ ‫س تَنَج ْبنتُْم ِلي فَ َ‬ ‫ينّني َك فَنْر ُ‬ ‫صن ِرنخ ُكنْمَنو َمنانَأنتُْم ِبُم ْ‬ ‫س ُكنمن ّم ان أَ​َنْا ِبُم ْ‬ ‫َفا ْ‬ ‫ل تَُلوُم ونِني َو لُننوُم وْانَأنفُ َ‬ ‫أَْتش َرنْكنتُنُم ونِنِم نن قَْب ُلن إِّن الّظاِلِم ينَن لَُهْم َع َذنانٌب أَِليٌم (ن آية ‪ 22‬وكيف يتب أر ممن أغواهم‪ .‬ثم تنتقل‬ ‫طّيَبٍة‬ ‫تشنَجنرٍنة َ‬ ‫ل َك ِلنَم ًةن َ‬ ‫ض َرنَبناللُّه َم ثَن ً‬ ‫طّيَبًة َك َ‬ ‫السورة إلى أعظم نعمة في الرض )أَلَْم تَ​َر َك ْين َ‬ ‫فن َ‬

‫ص لُنَه ان َثاِبٌت َو فَنْرُع َهناِنفي الّس َمنانء( آية ‪ 24‬وهذه الكلمة الطيبة هي كلمة التوحيد وهي أفضل‬ ‫أَ ْ‬ ‫النعم ل النعم المادية من مال وبنين‪ .‬مثلما يثمر شجر الدنيا بأطيب الثمار نأكلها فإن‬ ‫التوحيد يثمر في الخرة جنة ونعيمًا خالدًا‪ ،‬أما الكفر فهو كالكلمة الخبيثة أي الشر ك‪.‬‬

‫ثم تنتقل السورة إلى عرض نموذج سيدنا إبراهيم ‪ ‬الذي عرف أن نعمة ال تعالى تتجلى‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫س َحن َإِ‬ ‫س ِمنينُع الّد َعنانء‬ ‫س َمنانع ينَلَو إِان ْ‬ ‫في نعمة اليمان )اْلَح ْمنُدنللّه الّذ ين َو َهنَبلي َع لَنى اْلك َبنِر إِ ْ‬ ‫قنّن َر ّبني لَ َ‬

‫ص لَنِة َو ِمنننُذ ّر ّينِتيَر ّبنَناَو تَنقَّب ْلنُد َع انء( آية ‪ 40 – 39‬ولذا سميت السورة‬ ‫* َر ّبناْج َعنْلنِنيُم ِقنيَم ال ّ‬

‫باسمه لنه خير نموذج لمن قّد رر النعمة‪.‬‬

‫ل َع ّمنان‬ ‫سنَبنّن اللَّه َغ انِف ً‬ ‫ثم تختم السورة )العشر آيات الواخر( باظهار خطورة الكفر )َوَل تَْح َ‬ ‫تش َخن ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ص انُر ( ن آية‪ 42‬إلى نهاية السورة‪ ،‬وكأنما‬ ‫صنفيه الَْب َ‬ ‫َيْع َمنُلن الظالُم ونَن إِّنَم ان ُيَؤّخ ُرنُهْملَيْو ٍم نتَ ْ ُ‬

‫السورة عرضت لنموذجين أحدهما عرف قدر نعمة اليمان والوحيد والخر كفر بالنعمة‬ ‫فكانت نقمة عليه وهذا هو هدف السورة ومحورها الذي دارت حولها اليات‪.‬‬ ‫‪56‬‬


‫‪ . 15‬سورة الحجر ) هدف السورة‪:‬‬ ‫حفظ ا لدينه(‬

‫السورة مكية ونزلت في وقت اشتد الذى على الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم والمسلمين في‬

‫مكة وتعرضوا للستهزاء والتهام كحال المسلمين الن فجاءت هذه السورة وكأنها رسالة‬ ‫قرآنية من ال تعالى ليطمئن رسوله والمسلمين أن هذا الدين محفوظ من ال تعالى وما‬

‫على المسلمين إل الستمرار في الدعوة والتركيز عليها وعدم النبهار بقوة اعدائهم او‬ ‫الستشعار بالضعف والوهن والنهزامية أمام العداء‪.‬‬

‫الحجر هو مكان سكنت فيه ثمود الذين ابتعدوا عن منهج ال تعالى وكانوا قد نحتوه في‬

‫الجبال ليختبئوا من الزلزل والصواعق بظنهم أنه مكان آمن لهم يقيهم ويحفظهم )َو َكنانُنوْا‬

‫َيْنِح ُتنوَن ِم َنن اْلِج َبناِل ُبُيوًتا آِم ِننيَن ( ن آية‪ ، 82‬لكن ال تعالى أهلكهم بالصيحة التي دخلت‬

‫آذانهم فتركتهم صرعى ولم ينفعهم كل ما احتاطوا له ومكثهم في الحجر ما منع قضاء‬

‫ال وعذابه من أن يحّل بهم )فَ​َم ان أَْغ َننى َع ْننُهنم ّم ان َك انُنوْا َيْك ِسن ُبننوَن ( ن آية‪ .84‬وفي هذا دللة‬

‫على أن ال تعالى هو الحافظ ول يتم الحفظ او الحجر بالوسائل المادية وهذا حجر ثمود‬

‫أكبر دليل على ذل ك‪ .‬ولقد سميت السورة بسورة الحفظ لن كل آياتها تؤكد أن ال تعالى‬

‫يحفظ كل شيء‪ ،‬ولذا جاءت فيها آية ‪) 9‬إِّنا َنْح ُننَنّز ْلنَناالّذ ْكنَرن َو إِانّنا لَُه لَ​َح انِفُظوَن ( نخاصة دون‬

‫غيرها من سور القرآن‪.‬‬

‫بداي‪:‬ة السورة ونايتها تتحد ث عن حفظ ال تعال للكون‬

‫ت اْلِك تَناِب و قُنرآٍنّم ِبنيٍن ( ن آية‪ 1‬و)و لَنقَْد َنع لَنم أَّنَك َي ِ‬ ‫س ّبنْح‬ ‫ض ين ُ‬ ‫)الَ​َر ِت ْلَك آَيا ُ‬ ‫ص ْدنُرنَكنِبَم ان َيُقوُلوَن * فَ َ‬ ‫ق َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ِبَح ْمنِدنَر ّبنَك َو ُكنننّم َنن الّس انِج ِدنينَن* َو انْع ُبنْدَر ّبنَك َح ّتنى َيأِْتَيَك اْلَيِقيُن ( آية ‪ .97،98،99‬وكأن‬

‫اليات الخيرة هي الحل والتوجيه حتى يحفظنا ال تعالى‪.‬‬

‫ظوَن ( ن آية‪9‬‬ ‫يحفظ القرآن )إِّنا َنْح ُننَنّز ْلنَناالّذ ْكنَرن َو إِانّنا لَُه لَ​َح انِف ُ‬

‫س َمنانء ُبُر ونًج انَو َز نّينّناَهاِللّناِظ ِرنينَن* َو َحنِفنْظَناَهاِم نن ُك ّلن‬ ‫والسموات والرض )َو لَنقَْد َج َعنْلنَنا ِفي ال ّ‬ ‫طاٍن ّر ِجنينٍم ( ن آية‪ 16‬و ‪17‬‬ ‫تش ْين َ‬ ‫َ‬ ‫تش ْين ٍءنإِلّ ِع ننَد َننا َخ َزناِئُنُهَو َمنانُنَنّز لُنُه إِلّ ِبقَ​َد ٍرن ّم ْعنلُنوٍم ( ن آية‪21‬‬ ‫والرزق )َو إِانن ّم نن َ‬

‫‪57‬‬


‫والمؤمنون وقد تحدثت اليات عن الشيطان كيف واجه ربه بأنه سيغوي عباد ال إل‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ ِ‬ ‫سن‬ ‫الذين حفظهم ال تعالى )إِل ع َبنناَد َكنم ْننُهُم اْلُم ْخن لَنص ينَن( آية ‪ 40‬وقال تعالى )إِّن ع َبنناد ينلَْي َ‬ ‫طاٌن إِلّ َم ِنن اتَّبَع َك ِم َنن اْلَغاِو ينَن ( ن آية‪42‬‬ ‫س ْلن َ‬ ‫لَ​َك َع لَنْي ِهنْمن ُ‬

‫وقد جاءت جزئية قصة إبليس عندما قال لربه )َقاَل َر ّبنِبَم ؤآن أَْغ َون ْينتَنِنينلَُز ّينَنّن لَُهْم ِفي الَْر ِ‬ ‫ضن‬

‫َولُْغ ِونَينّنُهْمأَْج َمنِعنينَن ( ن آية‪ 39‬في هذه السورة خاصة بمعنى أنه سيحاول أن يخدع‬

‫المسلمين ويغويهم بالباطل لذا جاءت الية بعدها )َل تَُم ّدنّنن َع ْينَنْي َكنإَِلى َم ان َم تّنْع َننا ِبِه أَْز َو نانًج ان‬

‫ضنَج َنناَح َكنِلْلُم ْؤنِمنِننيَن ( ن آية‪ .88‬فالسورة كلها تؤكد للمسلمين أن‬ ‫ّم ْننُهْم َوَل تَْح َزن ْن نَع لَنْي ِه ْمنَو انْخ ِفن ْ‬

‫ال حافظهم والمؤمنون حقًا هم الذين يحفظهم ال تعالى من الشيطان ونزغه )إل عباد ك‬

‫منهم المخلصين(‬

‫‪ . 16‬سورة النحل ) هدف السورة‪:‬‬ ‫الشكر على النعم(‬

‫هي من السور الكي‪:‬ة وهي سورة مليئ‪:‬ة بنعم ال تعال وبشكر النعم‪.‬‬

‫ونعم ال في الكون إما أن تكون نعم ظاهرة يراها النسان في حياته ويدركها بحولسه وهي‬

‫صور حّية مشاهدة دالة على وحدانية ال تعالى وناطقة بآثار قدرته التي أبدع بها‬

‫الكائنات من البحار والجبال والسهول والوديان والسماوات والرض والمطر والزرع‬

‫والفل ك التي تجري في البحر والنجوم التي يهتدي بها السالكون في ظلمات الليل والنعام‬ ‫والخيل والبغال والحمير ونعمة خلق النسان ونعمة الغذاء ‪ ،‬إواما أن تكون نعم في‬

‫الكون ل نراها ول ندركها بأسماعنا وأبصارنا لكنها موجودة في الكون نستفيد منها بدون‬ ‫أن نلمسها مثل المخلوقات الموجودة في أعماق البحار وما تحويه الرض من خيرات ل‬ ‫ندركها وقوانين الجاذبية وغيرها من القوانين التي يسير بها الكون أو تعمل بها أجسادنا‬

‫ضن‬ ‫ق ال ّ‬ ‫س َمنانَو انِتَو انلَْر َ‬ ‫أو ما حولنا من مخلوقات ال تعالى التي ل تعد ول تحصى )َخ َلن َ‬ ‫تش ِرنُكوَن* ‪َ *...‬و َعنلنَم انٍتَو ِبننالّنْج ِمنُهْم َيْه تَنُدوَن ( ن الياتمن ‪ 3‬إلى ‪.16‬‬ ‫ِباْلَح ّ‬ ‫قنتَ​َعاَلى َع ّمنان ُي ْ‬

‫وهنا ك نعمة أخرى هي نعمة كيف يخرج ال تعالى هذه النعم )َو إِانّن لَُك ْمن ِفي الَْن َعاِم لَِع ْبنَرنةً‬ ‫ِ‬ ‫ّنس ِقنيُك من ّم ّمنان ِفي ُب ُ ِ ِ‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫س ؤآنِئًغا ِلل ّ‬ ‫تش انِرِبيَن (ننآية‪ 66‬و )َو انللُّه أَْخ َرنَجنُكنمن‬ ‫ْ‬ ‫ص ان َ‬ ‫طوِنهن م نن َبْي ِنن فَْر ثنَو َدنمنلَّبًنا َخ انل ً‬ ‫تش ُكنُر ونَن ( ن آية‪.78‬‬ ‫تش ْينًئنا َو َجنَعنَلنلَُك ُمن اْل ّ‬ ‫ّم نن ُب ُ‬ ‫صنانَرَو انلَْفِئَد ةَنلَ​َع لّنُك ْمن تَ ْ‬ ‫طوِن أُّم َهناِتُك ْمن َل تَْع لَنُم ونَن َ‬ ‫س ْمنَعنَو انلَْب َ‬

‫)وان تعدوا نعمة ال ل تحصوها( آية‬ ‫فنعم ال تعالى كثيرة جدًا مصداقًا لقوله تعالى إ‬

‫‪58‬‬


‫‪ .18‬وأهم من هذه النعم كلها وهي ما ابتدأت به السورة هي نعمة الوحي )ُيَنّز ُل ناْلَم آلنِئَك َةن‬

‫ِباْلّر ونِ حِم ْنن أَْم ِرنِه َع لَنى َم نن َيَتش انء ِم ْنن ِع َبنناِد ِهنأَْن َأنِذ ُرنوْانأَّنُه َل إَِلنَه إِلّ أَ​َنْا َفاتُّقوِن ( ن آية ‪ .2‬وقد جاء‬

‫ترتيب نعمة الوحي ثم نعمة نزول المطر لن الوحي ينزل على القلوب فيحييها والمطر‬ ‫ينزل على الرض فيحييها وهذا الربط بين سورة ابراهيم وسورة النحل‪ ،‬فسورة ابراهيم‬

‫تحدثت عن نعمة الوحي واليمان وسورة النحل تتحد‪.‬ث عن باقي نعم ال في الكون‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صننونَها إِّن اللَّه َلَغُفوٌر‬ ‫وتأتي في السورة آية محورية هي محور السورة )َو إِانن تَُعّد وْان نْع َمنَةناللّه َل تُْح ُ‬ ‫ّر ِحنينٌم (ن آية‪ 18‬وفيها تذكير بأن نعم ال على الخلق أكبر من أن تعد أو أن تحصى‪.‬‬ ‫ثم تنتقل السورة إلى التحذير من سوء استخدام هذه النعم‪ :‬فما أكثر ما يستخدم النسان نعم‬

‫ال في معصيته أو فيما يعود عليه بالضر والفساد له أو اغيره أو للكون )قَْد َم َكنَرن الِّذينَن ِم نن‬

‫ثن َل‬ ‫قَْب ِلنِه ْمنفَأَ​َتى اللُّه ُبْن َيناَنُهم ّم َنن اْلَقَو انِع ِدنفَ​َخ ّرن َع لَنْي ِه ُمنال ّ‬ ‫ب ِم ْنن َح ْين ُ‬ ‫س ْقن ُ‬ ‫ف ِم نن فَْو ِقنِه ْمنَو أَنَتاُهُم اْلَع َذ ان ُ‬ ‫ِ‬ ‫ف نتَْع لَنُم ونَن ( ن آية‪ 55‬و)َو إِانَذ انُب ّ‬ ‫تش َرن أَ​َح ُدنُهنْم‬ ‫َي ْ‬ ‫س ْون َ‬ ‫تش ُعنُر ونَن ( ن آية‪ 26‬و )لَيْك فُنُر وْانِبَم ان آتَْي َناُهْم َفتَ​َم تّنُعوْا فَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سوِء َم ان ُب ّ‬ ‫تش َرن ِبِه أَُيْم ِسن ُك نُهنَع َلنى ُهوٍن‬ ‫ِبا ُ‬ ‫لنَثى َ‬ ‫ظّل َو ْجنُهنُهُم ْ‬ ‫سنَون ّدنانَو ُهنَو َك ظنينٌم * َيتَ​َو انَر ىم َنن اْلقَْو ِم نم نن ُ‬ ‫أَم َيُد ّ ِ‬ ‫س انء َم ان َيْح ُكنُم ونَن ( ن آية‪ 59 ،58‬و)َو ِمنننثَ​َم َرناِت الّنِخينِل َو انلَْع َنناِبتَتِّخ ُذنوَن‬ ‫س ُهن في التَّراِب أَلَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫سنًننا إِّن ِفي َذ ِلنَك لَيًة لّقَْو ٍم نَيْع ِقنُلوَن ( ن آية‪ 67‬و)َيْع ِرنُفوَن ِنْع َمنَتناللِّه ثُّم ُينِك ُرنونَنَه ان‬ ‫س َكنًرناَو ِر نْزنقًناَح َ‬ ‫م ْننُهن َ‬ ‫َو أَنْك ثَنُرُهُماْلَك انِفُر ونَن ( ن آية‪ .83‬وتأتي فواصل في السورة دائمًا تذكر بأن النعم هذه هي من‬ ‫ض ّرن فَِإ لَْي ِهن تَْج أَنُر ونَن ( ن آية‪.53‬‬ ‫سنُكنُمنال ّ‬ ‫عند ال تعالى )َو َم رارِبُك من ّم نن ّنْع َمنٍةن فَِم َنن اللِّه ثُّم إَِذ ان َم ّ‬

‫والنعمة قيدها الشكر لذا يجب أن يعرف النسان عظمة نعم ال عليه ثم يشكره عليها‬

‫بأن يوجهها لطاعة ال ويحذر من استخدامها في معصيته كما في مثل القرية المطمئنة‬ ‫ل قَْر َينًةَك انَنْت آِم َننًة ّم ْطنَم ِئنّنًة َيأِْتيَه ان ِر ْزنقُنَه انَرَغ ًدنانّم نن ُك ّلن َم َكنانٍن فَ​َك فَنَر ْتنِبأَْن ُعنِم اللِّه‬ ‫ضنَرنَبناللُّه َم ثَن ً‬ ‫)َو َ‬ ‫ِ‬ ‫ص َننُعوَن ( ن آية‪.112‬‬ ‫س اْلُج ونِع َو انْلَخ ْون ِ​ِب‬ ‫ف نَم ان َك انُنوْا َي ْ‬ ‫فَأَ​َذ انقَ​َه ان اللُّه لَبا َ‬

‫نىنر ّبنَك إَِلى الّنْح ِلنأَِن اتِّخ ِذن ينِم َنن اْلِج َبناِل ُبُيوًتا َو ِمنَننال ّ‬ ‫تش َجنِرن‬ ‫سميت السورة بسورة النحل )َو أَنْو َحن َ‬

‫تشوَن* ثُّم ُك ِلي ِم نن ُك ّلن الثّم رناِت َفا ِ‬ ‫ف‬ ‫ل َيْخ ُرنُجِم نن ُب ُ‬ ‫س ُبَل َر ّبنِك ُذ لُ ً‬ ‫طوِنَه ان َ‬ ‫َو ِمنّمنانَيْع ِرن ُ‬ ‫بّم ْخن تَنِل ٌ‬ ‫تش َرنا ٌ‬ ‫ْ‬ ‫س ُلنك ين ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫أَْلَو انُنُه ِفيِه ِتش فَناء ِللّنا ِ‬ ‫س إِّن ِفي َذ ِلنَك لَيًة لّقَْو ٍم نَيتَفَّك ُرنونَن ( ن آية‪ 69 - 68‬وهي نعمة من ال‬

‫تعالى أيضًا فقد أمر ال تعالى النحل )إتخذي‪ ،‬اسلكي‪ ،‬كلي( فلّم ار نّفذت النحل أوامر‬

‫ال تعالى أخرج سبحانه من بطونها غذاء نافع مفيد هو العسل‪ .‬وهذا توجيه للعباد بأن‬ ‫عليهم أن ينفذوا أوامر ال تعالى وويتبعوا الوحي حتى يخرج ال تعالى للمجتمع خي اًر‬

‫نافعًا مثلما أخرج العسل من النحل‪ .‬ولهذا نزلت آية النحل في هذه السورة خاصة لنها‬ ‫‪59‬‬


‫من نعم ال تعالى‪ .‬فلو استعملنا نعم ال في مرضاته أخرج لنا من الخير كله ويزداد‬ ‫الخير في المجتمع‪.‬‬

‫‪ . 17‬سورة السراء ) هدف السورة‪:‬‬ ‫قيمة القرآن(‬

‫سورة السراء من السور المكية التي تعنى بشؤون الدين والعقيدة والوحدانية لكن تميزت‬ ‫هذه السورة بأنها تتكلم عن القرآن بشكل تفصيلي لم يرد في باقي سورة القرآن‪ .‬وقد‬

‫تعّر ضرتالسورة لمعجزة السراء التي كانت مظه ًار من مظاهر التكريم اللهي لنبيه‬ ‫الكريم بعد ما لقاه من أذى المشركين‪ .‬وهي قصة إسراء النبي الكريم‬

‫صلى ال عليه‪ ،‬وسلم‪،‬‬

‫من مكة إلى المسجد القصى حي‪.‬ث التقى بجميع النبياء من آدم إلى عيسى عليهم‬ ‫جميعًا وعلى رسولنا أفضل الصلة والسلم‪ ،‬وتقدم الرسول‬

‫صلى ال عليه‪،‬‬

‫وسلم‪ ،‬فقال له‬

‫جبريل‪" :‬تقدم يامحمد فصّل بالنبياء إماما"‪ .‬وهذه معجزة ليس لها مثيل في تاريخ‬

‫البشرية ولم تأتي مصادفة أو عبثًا إوانما هدفها كان تسليم الرسالة التي تناقلها النبياء‬

‫من قبل إلى رسولنا‬

‫صلى ال عليه‪،‬‬

‫وسلم‪ ،‬وأمته الذين سيحملون هذه الرسالة الخاتمة إلى يوم‬

‫القيامة‪ .‬فكأن تسمية السورة تفيد انتقال الكتاب من بني إسرائيل إلى أمة محمد‬ ‫عليه‬

‫وسلم وكذل ك أن كل أنبياء بني إسرائيل صلّوا خلف الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫صلى ال‬

‫وسلم ‪ .‬وهذه‬

‫السورة هي أكثر سورة ورد فيها ذكر القرآن )‪ 11‬مرة(‪ .‬وكما سبق فإن هذه السورة رّك زرت‬

‫على قيمة القرآن وعظمته كما لم يرد في أي من سور القرآن الكريم‪ .‬إذن قيمة القرآن هو‬ ‫محور السورة وقد جاء الحدي‪.‬ث الشريف ليؤكد هذا المحور ‪":‬قال الرسول صلى ال عليه‬

‫وبار ك وسلم ‪ :‬أل إنها ستكون فتنة فقال المام علي فما المخرج منها؟ قال كتاب ال فيه‬ ‫نبأ من قبلكم وخبر من بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من‬

‫جّبار قصمه ال ومن ابتغى الهدى من غيره أضّله ال وهو حبل ال المتين وهو الذكر‬

‫الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي ل تزيغ به الهواء ول تلتبس به اللسنة ول‬

‫يشبع منه العلماء ول يبلى من كثرة الرّد ول تنقضي عجائبه وهو الذي لم ينته الجّن إذ‬

‫سمعوه إل أن قالوا‪ :‬إنا سمعنا قرآنًا عجبا هو الذي من قال به صدق ومن حكم به عدل‬

‫ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم‪".‬‬

‫‪60‬‬


‫واليات ف السورة تعرض الاور التالي‪:‬ة‪:‬‬ ‫·‬

‫·‬ ‫·‬

‫·‬

‫·‬

‫ِ‬ ‫سنِجنِدن‬ ‫س َرن ىِبَعْب ِد ِهنلَْي ً‬ ‫ل ّم َنن اْلَم ْ‬ ‫س ْب َح انَن الّذ ين أَ ْ‬ ‫انتقال الكتاب إلى المة الجديدة‪ُ ) :‬‬ ‫س ِمنينع الَب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اْلَح رناِمإَِلى اْلم ِ‬ ‫ص ينُر ( ن‬ ‫صىن الّذ ين َباَر ْكنَنناَح ْون لَنُهلُنِر َينُه م ْنن آَياتَنا إِّنُه ُهَو ال ّ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫سنِجندنالَْق َ‬ ‫َ‬ ‫آية ‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َرناِئيَلأَلّ تَتِّخ ُذنوْان‬ ‫س ىن اْلك تَناَب َو َجنَعنْلنَناهُ​ُهًد ىن لَّبنين إِ ْ‬ ‫إنتقال الكتاب عبر المم )َو آنتَْي َنا ُم ون َ‬ ‫تش ُكنوًرا( آية‪ 2‬و ‪.3‬‬ ‫ِم نن ُدوِني َو ِكنين ً‬ ‫ل* ُذ ّر ّينَةَم ْنن َح َمنْلنَنا َم َعن ُنوٍ ح إِّنُه َك انَن َع ْبنًدنان َ‬ ‫ِ‬ ‫س َرناِئيَلِفي اْلِك تَناِب لَتُْفِس ُدننّننِفي‬ ‫تفريط بني إسرائيل بالكتاب )َو قَن َ‬ ‫ض ْينَناإَِلى َبني إِ ْ‬ ‫الَْر ِ‬ ‫ضنَم ّرنتَنْي ِننَو لَنتَْع لُنّن ُع لُنّو انَك ِبنيًرا‪ ( ...‬آية ‪4‬‬ ‫وصول القرآن إلى أمة محمد صلى ال عليه وبارك وسلم )إِّن َهنَذ ان اْلقُْرآَن ِيْه ِدن ين‬

‫ِللِّتي ِه ين أَْقَو ُم نَو ُينَب ّ‬ ‫صانِلَح انِت أَّن لَُهْم أَْج ًرناَك ِبنيًرا( آية‪9‬‬ ‫تش ُرناْلُم ْؤنِمنِننيَنالِّذينَن َيْع َمنلُنوَن ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سنانًنا إِّم ان َيْب لُنَغّن‬ ‫قيمة الكتاب وأوامره‪َ) :‬و قَن َ‬ ‫ضىنَر ّبنَك أَل تَْع ُبنُد واْن إِل إِّياهُ َو ِبنناْلَو انلَد ْين ِإِننْح َ‬

‫ل تَُقل لُّهَم ؤآن أُ ّ‬ ‫ف َوَل تَْن َه ْرنُهَم انَو ُقننل لُّهَم ان قَْو لًنَك ِرنينًم ان*‪*....‬‬ ‫ِع ننَد َكناْلِك َبنَر أَ​َح ُدنُهَم انأَْو ِك لَنُهَم ان فَ َ‬

‫ُكّلن َذ ِلنَك َك انَن َس ّينُئُه ِع ْننَدنَر ّبنَك َم ْكنُرنونًها( الياتمن ‪ 23‬إلى ‪.38‬ربع كامل تقريبًا يتحد‪.‬ث‬ ‫عن هذه الوامر التي هي أوامر الفطرة البشرية مثل‪ :‬بر الوالدين‪ ،‬إيتاء ذوي‬

‫القربى واليتامى‪ ،‬عدم التبذير وعدم البخل‪ ،‬عدم قتل الولد‪ ،‬البتعاد عن الزنى‪،‬‬ ‫عدم قتل النفس‪ ،‬عدم أكل أموال اليتامى‪ ،‬الوفاء بالعهود‪ ،‬القسط في الكيل‬ ‫والميزان‪ ،‬التواضع وعدم الخيلء‪.‬‬

‫·‬

‫·‬

‫التعقيب‪ :‬قيم‪:‬ة هذا الكتا ب‪َ) :‬ذ ِلنَك ِم ّمنان أَْو َحننىنإِلَْي َكن َر ّبنَك ِم َنن اْلِح ْكنَمنِةنَوَل تَْج َعنْلنَم َعن اللِّه إِلًَه ان آَخ َرن‬ ‫ِ‬ ‫ص ّرنْفنَناِفي َهنَذ ان اْلقُْرآِن ِلَيّذ ّكنُرنوْانَو َمنان‬ ‫فَتُْلَقى في َج َهنّننَم َم لُنوًم ان ّم ْدنُحنونًرا( آية‪ 39‬و )َو لَنقَْد َ‬ ‫َيِز ينُد ُهْم إِلّ نُ​ُفوًرا ( آية ‪41‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫سنتُنوًرا(‬ ‫قيم‪:‬ة القرآن‪َ) :‬و إِانَذ انَقَرأَْت اْلقُرآَن َج َعنْلنَنا َبْي َننَك َو َبنْي َننالّذينَن َل ُيْؤ ِمنُننوَن ِبالخ َرنِةح َجنانًبا ّم ْ‬ ‫تش ِدنينًد انَك انَن‬ ‫آية ‪َ) ،45‬و إِانن ّم نن قَْر َينٍةإِلّ َنْح ُننُم ْهنِلنُكوَها قَْب َلن َيْو ِم ناْلِقَياَم ِةنأَْو ُم َعنّذ ُبنوَها َع َذنانًبا َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ط ِبالّنا ِ‬ ‫س َو َمنانَج َعنْلنَنا الّر ؤنَيا‬ ‫سنطُنوًرا( آية‪َ) ،58‬و إِانْذ ُقْلَنا لَ​َك إِّن َر ّبنَك أَ​َح ان َ‬ ‫َذ لنك في اْلك تَناِب َم ْ‬

‫الِّتي أَ​َر ْينَناَك إِلّ ِفتَْنًة ّللّنا ِ‬ ‫س َو انل ّ‬ ‫تش َجنَرناةَْلَم ْلنُعوَنَة ِفي القُْرآِن َو ُننَخ ّونفُنُهْمفَ​َم ان َيِز ينُد ُهْم إِلّ طُْغ َيناًنا‬ ‫ل( آية ‪73‬‬ ‫س ِبني ً‬ ‫َك ِبنيًرا( آية‪ ،60‬و)َو َمنننَك انَن ِفي َهنِذ ِهنأَْع َمنىن فَُهَو ِفي الِخ َرنِةأَْع َمنىن َو أَن َ‬ ‫ض ّلن َ‬ ‫·‬

‫تش ْمن ِ‬ ‫ص لَنةَ ِلُد ُلوِك ال ّ‬ ‫سن ِ‬ ‫قن اللّْي ِلن َو قُنْرآَن‬ ‫حلوة القرآن‪ :‬هو الشفاء والرحمة )أَِقِم ال ّ‬ ‫سنإَِلى َغ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫سنىن َأن َيْب َعثَ​َك َر ّبنَك‬ ‫اْلفَْج ِرنإِّن قُْرآَن اْلفَْج ِرنَك انَن َم ْ‬ ‫تشنُهنوًد ان* َو ِمنَنناللّْي ِلن فَتَ​َه ّج ْدن ِبه َناف لًَة لَّك َع َ‬ ‫َم قَناًم ان ّم ْحن ُمنونًد ان( آية ‪ 78‬و ‪َ) 79‬و ُننَنّز ُلِنم َنن اْلقُْرآِن َم ان ُهَو ِتش فَناء َو َر نْحن َمن لٌّةنْلُم ْؤنِمنِننيَنَوَل‬ ‫ّ ِ​ِ‬ ‫ّ‬ ‫سنانًرا( آية‪82‬‬ ‫َيِز ينُد الظالم ينَن إَل َخ َ‬ ‫‪61‬‬


‫·‬

‫·‬

‫·‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َو انْلِج ّننَع َلنى َأن َيأْتُوْا ِبِم ثْنِل َهنَذ ان اْلقُْرآِن َل َيأُْتوَن‬ ‫عظم‪:‬ة القرآن‪ُ) :‬قل لّئ ِن اْج تَنَم َعنت اِل ن ن ُ‬ ‫ص ّرنْفنَناِللّنا ِ‬ ‫ضنُهنْم ِلَبْع ٍ‬ ‫س ِفي َهنَذ ان اْلقُْرآِن ِم نن ُك ّلن َم ثَنٍل‬ ‫ضن َ‬ ‫ِبِم ثْنِلِه َو لَنْو َك انَن َبْع ُ‬ ‫ظِه ينًرا* َو لَنقَْد َ‬ ‫فَأَ​َبى أَْك ثَنُر الّنا ِ‬ ‫س إِلّ ُك ُفوًرا( آية ‪ 88‬و ‪.89‬‬ ‫سنْلنَناَكإِلّ ُم َبن ّ‬ ‫قنَأنَز ْلنَناهُ َو ِبنناْلَح ّ‬ ‫دور القرآن‪َ) :‬و ِبنناْلَح ّ‬ ‫تش ًرناَو َننِذينًرا* َو قُنْرآناً‬ ‫قنَنَز َل نَو َمنانأَْر َ‬ ‫فَ​َر ْقنَناهُ ِلتَْقَرأَهُ َع لَنى الّنا ِ‬ ‫ل ( آية ‪ 105‬و ‪106‬‬ ‫س َع لَنى ُم ْكنٍثنَو َننّز ْلنَناهَُتنِز ين ً‬

‫ختام السورة‪ ،:‬أحباء القرآن‪ُ) :‬قْل آِم ُننوْا ِبِه أَْو َل تُْؤ ِمنُننوْا إِّن الِّذينَن ُأوتُواْ اْلِع ْلنَم ِم نن قَْب ِلنِه إَِذ ان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ْب َحنانَن َر ّبنَناِإن َك انَن َو ْعنُدنَر ّبنَنالَ​َم ْفنُعوًل *‬ ‫س ّج ًدنان * َو َينُقوُلوَن ُ‬ ‫ُيْتَلى َع لَنْي ِه ْمنَيخ ّرنونَنللَْذ قَناِن ُ‬

‫تشنوًع ان( اليات من ‪ 107‬إلى ‪109‬‬ ‫َو َينِخ ّرنو ن َِل‬ ‫نلَْذ قَناِن َيْب ُكنوَن َو َينِز ينُد ُهْمُخ ُ‬

‫وكأن السورة كلها تدعو لعدم التخلي عن القرآن كما فعلت المم السابقة‪ ،‬لّم ار تخلوا عن‬ ‫الكتاب استبدلهم ال بأمم أخرى تحافظ على الكتاب‪ .‬وهذا القرآن هو الذي يخرج من‬ ‫الظلمات إلى النور وعلينا أن نتمس ك به كما‬

‫ص اررنا صلى ال عليه‪،‬‬ ‫و ّ‬

‫وسلم‪" :،‬تركت فيكم ما إن‬

‫تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب ال وسنتي" والحرف فيه بحسنة ل أقول ألم‬ ‫حرف إوانما أقول ألف حرف‪ ،‬لم حرف وميم حرف‪.‬‬

‫وهذه السورة تقع ف وسط القرآن وكأنا هي تذكي‪ ،‬أن القرآن هو كتا ب هذه الم‪:‬ة الت جعلها تعال أم‪:‬ة وسطا‪ .‬وآخر السورة فيها سمجدة‪،‬‬ ‫حت نسمجد ونستشعر قيم‪:‬ة هذا القرآن العظيم الذي كان الذين أوتوه من قبلنا إذا سعوه يّرون للذقان يبكون ويزيدهم خشوعا وف هذا‬ ‫توجيه للمسلمي‪ ،‬أن يافظوا على هذا القرآن ويستشعروا عظمته‪ ،‬ويرصوا على تطبيق تعاليمه حت ل ينزع من هذه الم‪:‬ة كما نزع من‬ ‫سبقها‪.‬‬ ‫سورة السراء تدثت عن القرآن وتبدأ‪ ،‬سوة الكهف مباشرة بعدها بقوله تعال )المد ل الذي أنزل على عبده الكتا ب( فسبحان ال‬ ‫العلي القدير‪.‬‬

‫‪ . 18‬سورة الكهف ) هدف السورة‪:‬‬ ‫العصمة من الفتن(‬

‫سورة الكهف هي من السورة المكية وهي إحدى خمس سورة بدأت بر )الحمد ل(‬

‫)الفاتحة‪ ،‬النعام‪ ،‬الكهف‪ ،‬سبأ‪ ،‬فاطر( وهذه السورة ذكرت أربع قصص قرآنية هي أهل‬

‫الكهف‪ ،‬صاحب الجنتين‪ ،‬موسى ‪ ‬والخضر وذو القرنين‪ .‬ولهذه السورة فضل كما قال‬ ‫النبي‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم ‪ " :‬من ق أر سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء ال له من النور‬

‫ما بين قدميه وعنان السماء" وقال" من أدر ك منكم الدجال فق أر عليه فواتح سورة الكهف‬ ‫كانت له عصمة من الدّج اررل" والحادي‪.‬ث في فضلها كثيرة‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫وقصص سورة الكهف الربعة يربطها محور واحد وهو أنها تجمع الفتن الربعة في‬ ‫الحياة‪ :‬فتنة الدين )قصة أهل الكهف(‪ ،‬فتنة المال )صاحب الجنتين(‪ ،‬فتنة العلم‬

‫)موسى ‪ ‬والخضر( وفتنة السلطة )ذو القرنين(‪ .‬وهذه الفتن شديدة على الناس والمحر ك‬

‫الرئيسي لها هو الشيطان الذي يزّين هذه الفتن ولذا جاءت الية )َو إِارْذرُقْلَنار ِلْلَم َلر ئِ ررَك ِةارْس ُجرُدرورا‬

‫قر َع ْنر أَْم ِرر َر ّبرِهأَفَتَتِّخ ُذرورَنهُر َو ُذ رّررّيرتَهُأَْو ِلرَياء ِم نر ُد ورِني َوُهرْم لَُك ْمر‬ ‫ِل َد ررَمرَفَس َجر ُدرورا ِإّل ِإْب ِلريَس َك ارَن ِم َنر اْلِج ّنر فَفَ​َس َ‬ ‫ع ُدرّور بِْئ سر ِلل ّ‬ ‫ظاِلِم يرَن َبَد ًلر ( ر ر آية‪ 50‬وفي وسط السورة أيضًا‪ .‬ولهذا قال الرسول‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم أنه من قرأها عصمه ال تعالى من فتنة المسيح الدّج اررل لنه سيأتي بهذه الفتن‬

‫الربعة ليفتن الناس بها‪ .‬وقد جاء في الحدي‪.‬ث الشريف‪" :‬من خلق آدم حتى قيام ما فتنة‬ ‫أشّد من فتنة المسيح الدجال" وكان‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم يستعيذ في صلته من أربع منها‬

‫فتنة المسيح الدجال‪ .‬وقصص سورة الكهف كل تتحد‪.‬ث عن إحدى هذه الفتن ثم يأتي‬

‫بعده تعقيب بالعصمة من الفتن‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫فتنة الدين‪ :‬قصة الفتية الذين هربوا بدينهم من المل ك الظالم فآووا إلى‬

‫الكهف حي‪.‬ث حدثت لهم معجزة إبقائهم فيه ثلثمئة سنة وازدادوا تسعا وكانت‬

‫القرية قد أصبحت كلها على التوحيد‪ .‬ثم تأتي آيات تشير إلى كيفية العصمة‬

‫ كر َم َعر الِّذ يرَن َيْد ُعرورَن َر ّبرُهمِباْلَغَدرارِة َوارْلَعِشر ّيُيرِر يرُد ورَنَو ْجر هَ رهَُوَل تَْع ُدر‬ ‫ص بِرْرَنْفَس َ‬ ‫من هذه الفتنة )َوار ْ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َع ْيرَنرا َ‬ ‫ ك َع ْنرهُرْم تُِر يرُد ِز يرَنَةاْلَح َيرراة الّد ْنرَيرا َوَل تُط ْع ر َم ْنر أَْغ َفرْلَنار َقْلَبهُ َع نر ذ ْك رِررَنرارَوارتَّبَع َه َوراهُ َو َكرارَنأَْم ُررهُ‬ ‫ق ر ِم نر ّر ّبرُك مرفَم نر َش ارء َفْليؤ ِمرنرو مرنرَش ارء َفْليْك فُرر ِإّنا أَع تَرْد نرار ِلل ّ‬ ‫طرا * َو ُقرِل اْلَح ّ‬ ‫ظاِلِم يرَن َناًرا‬ ‫فُ​ُر ً‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ت‬ ‫أَ​َح ار َ‬ ‫بَو َسرارء ْ‬ ‫ط بِ​ِه ْمر ُس َرراِد قُرَهاَو إِارنرَيْس تَرِغ يرثُوا ُيَغارثُوا بَِم ارء َك ارْلُم ْهرِل َيْش ِورياْلُو ُجر ورهَبِْئ َسر الّش َررا ُ‬

‫ُم ْرر تَرفًَقا( آية‪ .29 – 28‬فالعصمة من فتنة الدين تكون بالصحبة الصالحة وتذكر‬

‫‪.2‬‬

‫الخرة‪.‬‬

‫فتنة المال‪ :‬قصة صاحب الجنتين الذي آتاه ال كل شيء فكفر بأنعم ال‬

‫وأنكر البع‪.‬ث فأهل ك ال تعالى الجنتين‪ .‬ثم تأتي العصمة من هذه الفتنة‬

‫ت اْلَْر ِ‬ ‫ص َبرَح‬ ‫برُهم ّم ثَرَل اْلَح َيرراِة الّد ْنرَيرا َك َمرارء َأنَز ْلرَناهُِم َنر الّس َمرارء َفاْخ تَ رلَ َ‬ ‫ض ِر ر ْلَ‬ ‫)َوار ْ‬ ‫ط بِ​ِه َنَبا ُ‬ ‫ض رفَأَ ْ‬ ‫َهِشر يرًم ارتَْذ ُرر وهرُالّر َيراُحَو َكرارَن اللّهُ َع لَررى ُك ّلر َش ْير ءٍ رّم ْقرتَِد ًرررا* اْلَم ارُل َوارْلَبُنوَن ِز يرَنةُاْلَح َيرراِة الّد ْنرَيرا‬ ‫ت َخ ْيرٌرر ِع نرَد َر ّبرَ كثَ​َوارًبا َو َخر ْيرٌررأَ​َم ًلر ( ر رآية‪ 45‬و ‪ .46‬والعصمة من فتنة‬ ‫تال ّ‬ ‫ص ارِلَح ار ُ‬ ‫َوارْلَباِقَيرا ُ‬

‫المال تكون في فهم حقيقة الدنيا وتذكر الخرة‪.‬‬

‫‪63‬‬


‫فتنة العلم‪ :‬قصة موسى ‪ ‬مع الخضر وكان موسى صلى ال عليه وسلم ظّن‬ ‫‪.3‬‬ ‫أنه أعلم أهل الرض فأوحى له ال تعالى بأن هنا ك من هو أعلم منه فذهب‬

‫للقائه والتعلم منه فلم يصبر على ما فعله الخضر لنه لم يفهم الحكمة في أفعاله‬

‫إوانما أخذ بظاهرها فقط‪ .‬وتأتي آية العصمة من هذه الفتنة )َقاَل َس تَرِج ُدرنِري ِإن َش ارء‬

‫اللّهُ ص اربِراوَل أَْع ِ‬ ‫صر يرلَرَ ك أَْم ًرررا( آية‪ .69‬والعصمة من فتنة العلم هي التواضع وعدم‬ ‫َ ً َ‬

‫‪.4‬‬

‫الغرور بالعلم‪.‬‬

‫ل يمتل ك العلم وينتقل من‬ ‫فتنة السلطة‪ :‬قصة ذو القرنين الذي كان ملكًا عاد ً‬

‫مشرق الرض إلى مغربها عين الناس ويدعو إلى ال وينشر الخير حتى وصل‬

‫لقوم خائفين من هجوم يأجوج ومأجوج فأعانهم على بناء سد لمنعهم عنهم وما‬

‫زال السّد قائمًا إلى يومنا هذا‪ .‬وتأتي آية العصمة )ُقْل َهْلر ُنَنّبُئُك ْمر ِباْلَْخ َس رِرريرَنأَْع َمرارًل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫* الِّذ يرَن َ ّ‬ ‫ص ْنرًعرار( آية ‪ 103‬و‬ ‫ض ل ر َس ْعرُيرهُْم فير اْلَح َيرراة الّد ْنرَيرار َوُهرْم َيْح َس رُبروَن أَّنهُْم ُيْح س رُنرروَن ُ‬

‫‪ .104‬فالعصمة من فتنة السلطة هي الخلص ل في العمال وتذكر الخرة‪.‬‬

‫‪.5‬‬

‫ختام السورة‪ :‬العصمة من الفتن‪ :‬آخر آية من سورة الكهف ترّك زر على‬

‫العصمة الكاملة من الفتن بتذكر اليوم الخرة )ُقْل ِإّنَم ار أَ​َنار َبَش ٌرر ّم ْثرلُ​ُك ْمر ُيوَح ى ر ِإلَّي أَّنَم ار‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ارِلًح ا رَوَل ُيْش ِررْ كربِ​ِع َبرراَد ِةرَر ّبرِهأَ​َح ًدرار ( آية‬ ‫ِإلَهُ​ُك ْمر ِإلَهٌ َوارح ٌد رفَ​َم نر َك ارَن َيْر ُجرولرَقاء َر ّبرهَفْلَيْع َمرْلرَع َمرًلر َ‬

‫ل صالحًا صحيحًا ومخلصًا ل حتى َيقبل‪ ،‬والنجاة من‬ ‫‪ 110‬فعلينا أن نعمل عم ً‬

‫الفتن إنتظار لقاء ال تعالى‪.‬‬ ‫وممكا يالحظ ف ي سورة بالكهف مكا يل ي‪:‬‬

‫‪.1‬‬

‫الحركة في السورة كثيرة )فانطلقا‪ ،‬فآووا‪ ،‬قاموا فقالوا‪ ،‬فابعثوا‪ ،‬ابنوا‪ ،‬بلغا‪،‬‬

‫جاوزا‪ ،‬فوجدا‪ ،‬آتنا‪ (،‬وكأن المعنى أن المطلوب من الناس الحركة في الرض‬ ‫لنها تعصم من الفتن ولهذا قال ذو القرنين‪) :‬فأعينوني بقوة( أي دعاهم‬

‫للتحر ك ومساعدته ولهذا فضل قراءتها في يوم الجمعة الذي هو يوم إجازة‬ ‫‪.2‬‬

‫للمسلمين حتى تعصمنا من فتن الدنيا‪.‬‬

‫وهي السورة التي ابتدأت بالقرآن وختمت بالقرآن‪) :‬اْلَح ْمرُدرِللِّه الِّذ ي ر َأنَز َلرَع لَررى َع ْبرِدر ِه ر‬

‫ب َو لَرْم َيْج َع رلرلّهُ ِع َو رَجر ارر( آية‪ 1‬و )ُقل لّْو َك ارَن اْلَبْح ُر رِم َدرارًد ارلَّك ِلرَم ارِت َر ّبرريلَ​َنِفَدر اْلَبْح ُر رقَْب َلر‬ ‫اْلِك تَرا َ‬

‫‪64‬‬


‫ت َر ّبريرَو لَرْو ِج ْئرَنرار بِ​ِم ْثرِلِه َم َدرًدرار( آية ‪ .109‬وكأن حكمة ال تعالى في هذا‬ ‫َأن َتنفَ​َد َك ِلرَم ار ُ‬ ‫‪.3‬‬

‫‪.4‬‬

‫القرآن ل تنتهي وكأن العصمة من الفتن تكون بهذا القرآن والتمس ك به‪.‬‬

‫الدعوة إلى ال موجودة بكل مستوياتها‪ :‬فتية يدعون المل ك وصاحب يدعو‬

‫صاحبه ومعّلم يدعو تلميذه وحاكم يدعو رعيته‪.‬‬

‫ذكر الغيبيات كثيرة في السورة‪ :‬في كل القصص‪ :‬عدد الفتية غيب وكم لبثوا‬

‫غيب وكيف بقوا في الكهف غيب والفجوة في الكهف غيب‪ ،‬وقصة الخضر مع‬ ‫موسى ‪ ‬كلها غيب‪ ،‬وذو القرنين غيب‪ .‬وفي هذا دللة على أن في الكون‬

‫أشياء ل ندركها بالعين المجردة ول نفهمها ولكن ال تعالى يدّبر بقدرته في‬

‫الكون وعلينا أن نؤمن بها حتى لو لم نراها أو نفهمها إوانما نسّلم بغيب ال‬ ‫تعالى‪.‬‬

‫سميت السورة بن)سورة الكهف(‪ :‬الكهف في قصة الفتية كان فيه نجاتهم مع إن ظاهره‬

‫يوحي بالخوف والظلمة والرعب لكنه لم يكن كذل ك إنما كان العكس )َو إِارِذراْع تَرَز ْلرتُ​ُم ورُهْمرَو َمرار‬

‫ِ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ئر لَُك مر ّم ْنر َأْم ِررُكرمرّم ْرر فَرًقا( آية‪. 16‬‬ ‫َيْع ُبرُد ورَن ِإل اللَه فَْأُو وار ِإَلى اْلَك ْهرفر َينُش ْرر لَُك ْمر َر ّبرُك مرّم نر ّر حرمتهوُيهَّي ْ‬

‫فالكهف في السورة ما هو إل تعبير أن العصمة من الفتن أحيانًا تكون باللجوء إلى ال‬ ‫حتى لو أن ظاهر المر مخيف‪.‬وهو رمز الدعوة إلى ال فهو كهف الدعوة وكهف‬

‫التسليم ل ولذا سميت السورة )الكهف( وهي العصمة من الفتن‪.‬‬

‫‪ . 19‬سورة مريم ) هدف السورة‪:‬‬ ‫أهمية توريث الدين للبناء(‬

‫ب البناء ولكنه كما ف كل الرزق الذي يرزقنا به يب أن نستعمله ف طاع‪:‬ة ال ومرضاته وال تعال يريد‬ ‫فطر ال تعال اللق على ح ّ‬ ‫ب البناء أمر فطري ولكن للذري‪:‬ة‬ ‫من عباده أن يعلوا أولدهم‪ ،‬حفظ‪:‬ة للدين حت تتوارثه‪ ،‬الجيال كما نور ث أبناءنا الال من بعدنا‪ .‬فح ّ‬ ‫هدف أسى من التع‪:‬ة الفطري‪:‬ة بم أل وهو حفظ الدين للجيال‪ .‬ولذا فإن أكثر كلمتي‪ ،‬تكررتا ف السورة ها )الولد والورائ‪:‬ة(‪.‬‬

‫وراثة الدين‪ :‬تبدأ هذه السورة المكية بالحدي‪.‬ث عن وراثة الدين التي تمثلت في دعوة سيدنا‬ ‫‪.‬ثرِم ْنر‬ ‫ب ِلي ِم نر لُّد نر َ‬ ‫ ك َو ِلرّيا* َيِر ثرُِنيَو َيرِر ُ‬ ‫ت اْلَم َورارِلَيِم نر َو َررراِئيَو َكرارَنِتراْم َررأَِتيَع ارِقًررافَهَ ْ‬ ‫زكريا )َو إِارّنري ِخ ْفر ُ‬ ‫برر ِ‬ ‫ص بِرّيا( آية‬ ‫ضر ّيررا( آية‪ 5‬و ‪ 6‬إلى )َيا َيْح َيرىر ُخ ِذر اْلِك تَرا َ‬ ‫آِل َيْع قُرو َ‬ ‫ب بِقُّوٍة َوآرتَْي َنراهُ اْلُح ْكرَمر َ‬ ‫ب َوارْج َع رْلرهَُر ّ َ‬

‫‪ 12‬نتيجة الدعاء‪ .‬والسبب الذي من أجله طلب زكريا الولد هو لير‪.‬ث الرسالة والكتاب‪،‬‬

‫كما هي الحال في آل عمران فزوجة عمران وهبت ما في بطنها ل وزكريا يريد ابنًا ير‪.‬ث‬

‫الدين من بعده ومريم وعيسى ثم ابراهيم واسحق ويعقوب ثم اسماعيل وأولده فكل هؤلء‬

‫‪65‬‬


‫آباء تور‪.‬ث أبناءهم هذا الدين‪ .‬المر واضح صدق سيدنا زكريا ربه بدعائه وعلم الهدف‬ ‫حقاُ فاستجاب له تعالى بأن وهبه سيدنا يحيى الذي آتاه الحكم صبيا‪.‬‬

‫عيسى عليه الصلة والسلم ‪ :‬النموذج الثاني في القصة و سيدنا عيسى ‪َ) ‬قاَل ِإّني َع ْبرُدر اللِّه‬

‫آَتانَِي اْلِك تَراَب َو َجر َعرلَرِنيَنبِّيا * ‪َ *...‬و َبرّراِبَوارِلَد تِري َو لَرْم َيْج َع رْلرِني َج ّبرراًراَش ِقرّيرا( آية ‪30‬و ‪ .32‬وجاءت‬

‫كلمة البر على لسان عيسى ‪ ‬ويحيى ‪ ‬وهذا لن أهلهم رّبوهم ليرثوا هذا الدين فكان‬ ‫البناء باّر يرنبأهلهم وهذا دليل حسن الخلف لخير السلف‪.‬‬

‫ابراهيم عليه السلم‪ :‬قصة ابراهيم الخليل هي نموذج عكسي لما سبق إذ أن ابراهيم هو‬ ‫الذي كان ينصح أباه المشر ك برفق وأدب ورقة )تمررت كلمة با أبت اربع مرات( ولّم ار لم‬

‫يستجب له أبوه واعتزلهم وهب ال تعالى له اسحق ويعقوب ليكونوا من ورثة دينه الحنيف )َفلَّم ار‬ ‫ب َو ُكرّلرَج َعرْلرَنارَنبِّيا( آية ‪. 49‬‬ ‫اْع تَرَز لَرهُْمَو َمرارَيْع ُبرُد ورَن ِم نر ُد ورِن اللِّه َوَهرْبرَنرالَهُ ِإْس َحر َ‬ ‫ق رَو َيرْع قُرو َ‬ ‫ص َلر ِة ر روارلّز َكرارِةو َكرارن ِع نرَد ر ّبرِهم رر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضر ّيررا(‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ثم تصل اليات إلى سيدنا اسماعيل )َو َكرارَنَيْأُم ُرر أَْه لَرهُ بال ّ َ‬

‫آية ‪ 55‬وكيف كان يأمر أهله بالصلة والزكاة‪.‬‬

‫ ك الِّذ يرَن أَْن َعرَمر اللّهُ َع لَرْي ِهرمرّم َنر الّنبِّييَن ِم نر ُذ ّررّيرِةآَد َمر َو ِم رّمرْنرَح َمرْلرَنارَم َعر ُنوٍح َو ِمرنرُذ ّررّيرِة‬ ‫التعقيب‪) :‬أُْو لَ رئِ َ‬

‫ت الّر ْحر َم رنرَخ ّرر وارُس ّجر ًدرارَو ُبرِك ّيرا( آية‪58‬‬ ‫ِإْب َرراِه يرَمَو إِارْسرَررراِئي َ​َلو ِم رّمرْنرَهَدرْيرَنرار َوارْج تَرَبْي َنرارِإَذ ار تُْتَلى َع لَرْي ِهرْمرآَيا ُ‬

‫ل وراء جيل‪) .‬نلحظ‬ ‫وتذكر الية الذرية الصالحة الذين يتوارثون الدين والرسالة جي ً‬

‫فر‬ ‫ف ِم نر َبْع ِدر ِهرْمرَخ ْلر ٌ‬ ‫تكرار كلمة ذرية( ويأتي مقابل هذا الر‪.‬ث من لم يطبق هذا المر )فَ​َخ لَر َ‬

‫ف رَي ْلرقَْو َن رَغ ّيرا( آية ‪ 59‬كيف سيحّل عليهم عذاب ال‪.‬‬ ‫ض ارُع ورا ال ّ‬ ‫ص َلر ةَ​َر روارتَّبُعوا الّش هَرَوارِت فَ​َس ْور َ‬ ‫َأ َ‬

‫ونرى بديع سياق اليات القرآنية ووكأنها بناء متماس ك يطلب توري‪.‬ث البناء الرسالة‬ ‫والمنهج الحق ويعرض عقوبة الذي يخالف هذا المنهج‪.‬‬

‫ومن سياق اليات نلحظ أن ثلث‪:‬ة أرباع السورة تقريباً تدثت‪ ،‬عن حاج‪:‬ة البشر للولد‪ ،‬وناذج متلف‪:‬ة بأسلو ب رقيق فمجاءت فواصل‬ ‫اليات رقيق‪:‬ة عذب‪:‬ة‪ ،‬لن الولد نفسه يثل الرق‪:‬ة والنو والعطف وقد وردت كلم‪:‬ة‪ ،‬الرحن ف السورة ‪ 16‬مرة‪ .‬أما الربع الخي من السورة‬ ‫فمجاءت اليات تنفي حاج‪:‬ة ال تعال للولد وهو خالق اللق كلهم وجاء أسلو ب اليات قاسياً وفواصل اليات شديدة‪ ،‬لن هذا المر‬ ‫تر البال له وتكاد السموات يتفطرن وتنشق الرض منه فال تعال واحد أحد فرد صمد ل يلد ول يولد‪ ،‬ل إله إل هو ل شريك له وما‬ ‫اتذ صاحب‪:‬ة ول ولدا سبحانه وتعال عما يقولون ويفتون‪،.‬‬

‫سميت السورة بن )مريم( تخليدًا لمعجزة خلق إنسان بل أب ولن الم التي تمثلت في مريم‬ ‫عليها السلم هي المؤسسة والمورثة الحقيقية للبناء وهي تمثل نموذجًا للمصاعب‬

‫والمحن التي يواجهها توري‪.‬ث الدين للبناء وهي سيدة نساء العالمين الطاهرة العذراء‬

‫البتول‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫‪ . 20‬سورة طه ) هدف السورة‪:‬‬ ‫السلم سعادة ل شقاء(‬

‫سورة طه مكية أيضًا ومحور السورة يتمثل في الية الولى من السورة )طه * َم ار َأنَز ْلرَنار‬ ‫ش قَررى ( آية ‪ 1‬و ‪ 2‬وكأنما سبحانه يريد أن يطمئن رسوله صلى ال عليه‬ ‫ كر اْلقُْرآرَنِلتَ ْ‬ ‫َع لَرْي َ‬ ‫وسلم وأمته من بعده أن هذا المنهج لم يأت حتى يشقى الناس به إنما هو منهج يضمن‬ ‫السعادة لمن تبعه وطّبقه إوانما هو تذكرة وهوسبب السعادة في الدنيا والخرة فل يعقل‬

‫أن يكون المؤمن شقيًا كئيبًا مغتّم ًار قانطًا من رحمة ال مهما واجهته من مصاعب‬

‫ومحن في حياته وخلل تطبيقه لهذا المنهج الرّباني فل بد أن يجد السعادة البدية‬

‫بتطبيقه‪ .‬وهذا هو هدف سورة طه‪ .‬وهذا المنهج الذي أنزله ال تعالى لنا إنما جاء من‬

‫عند )الرحمن( فكيف يعقل أن يكون فيه شقاؤنا‪ .‬وكلنا يعلم معنى كلمة الرحمن‪ .‬وقد‬

‫تكررت في السورة كثي ًار فهو رحمن الدنيا والخرة ورحيمهما يرحم خلقه أجمعين‪ .‬وهذه‬ ‫الية تؤكد وجود مصاعب في الحياة ومحن وتذكر لنا قصة موسى ‪ ‬وتعرض لنا ما‬ ‫واجهه لكن دائمًا تأتي اليات فيها رحمة ال تعالى بين آيات الصعوبات والمحن‬

‫ص َنرَعرَع لَررى َع ْيرنِري( آية ‪ 39‬آية فالمؤمن والقائم على منهج ال‬ ‫ترَع لَرْي َ‬ ‫)َوأَرْلقَْي ُ‬ ‫ كر َم َحر ّبرًة ّم ّنري َو ِلرتُ ْ‬

‫تعالى في سعادة ولو كان في وسط المحن فالسعادة والشقاء مصدرها القلب وقد يعتقد‬ ‫البعض أن من سيلتزم بهذا المنهج والدين سيكون شقيًا ل يخرج من بيته ول يضح ك ول‬ ‫يخالط الناس وهذا هو السائد في أيامنا هذه وقد يكون هذا السبب الوحيد الذي يمنع‬

‫الكثير من المسلمين من تطبيق المنهج لن عندهم فكرة مغلوطة عن حقيقة السعادة‬ ‫والشقاء في تطبيق منهج ال‪.‬‬

‫سيدنا موسى ‪ ‬عرف هذا المعنى فكان دائمًا يدعو ربه ليشرح له صدره مهما كانت‬ ‫ِ‬ ‫الصعوبات التي سيواجهها )َقاَل َر ّ‬ ‫ص ْدرِررري( آية‪ ،25‬حتى سحرة فرعون لّم ار‬ ‫براْش َررْحلي َ‬ ‫آمنوا بال ورغم أنهم تعرضوا للذى من فرعون إل أنهم علموا أنهم سيحصلون على‬ ‫ كرَع لَررى َم ار َج اررءَنار ِم َنر اْلَبّيَناِت‬ ‫السعادة الحقيقية بتطبيق المنهج في الدنيا والخرة )َقالُوا َلن ّنْؤ ِثرَر َ‬

‫ض ِإّنم ار تَْق ِ‬ ‫طَر َنرارَفاْق ِ‬ ‫ض ير رَهِذر ِهراْلَح َيرراةَ الّد ْنرَيرا( آية ‪ 72‬و)َو َمرْنرَيْأتِ​ِه ُم ْؤر ِمرًنرراقَْد َع ِمرَلر‬ ‫َوارلِّذ ي رَف َ‬ ‫ضر َم ار َأن َ‬ ‫ت َقا ٍ َ‬ ‫تاْلُع لَرى( آية ‪ 75‬مع أن الموقف كان شديدًا في مواجهة‬ ‫ال ّ‬ ‫ص ارِلَح ارِت فَأُْو لَ رئِ َ‬ ‫ ك لَهُ​ُم الّد َررَجر ار ُ‬

‫فرعون لكنهم أحسوا بالسعادة التي تغمرهم باتباع الدين‪ .‬أما فرعون فكان في شقاء حيًا‬

‫‪67‬‬


‫وميتًا وعندما تقوم الساعة أدخوا آل فرعون أشد العذاب‪ .‬إذن موسى والسحرة كانوا‬ ‫سعداء وفرعون هو الشقي وذل ك لنهم استشعروا السعادة في قربهم من ال تعالى‬

‫وتطبيق منهجه الذي فرضه‪.‬‬

‫ضرَع ْنرهُر فَِإّنهُ َيْح ِم رُلرَيْو َم راْلِقَيراَم ِةر ِو ْزر ًرررا* َخ ارِلِد يرَن ِفيرِه َو َسرارء لَهُْم َيْو َم ر‬ ‫التعقيب على القصة‪َ) :‬م ْنر َأْع َرر َ‬ ‫اْلِقَيراَم ِةر ِح ْمرًلر( آية ‪ 100‬و ‪ :101‬تعّلق اليات على مفهوم السعادة وتعطي نموذج لمن ل يطبق‬ ‫ب َم ْنر َح َمرَلرظُْلًم ار * َو َمرنر‬ ‫منهج ال تعالى كيف سيكون في شقاء )َوَعرَنرِتاْلُو ُجر ورهُِلْلَح ّي راْلقَّيوِم َو قَرْد َخ ار َ‬ ‫ضر ًم رار( آية ‪112-111‬‬ ‫َيْع َمرْلر ِم َنر ال ّ‬ ‫ص ارِلَح ارِت َوُهَو ُم ْؤر ِمرٌنرفَ​َل َيَخ ار ُ‬ ‫ف ظُْلًم ار َوَل َه ْ‬

‫قصة آدم وحواء ‪ :‬السعادة في المنهج‪ :‬تعرض اليات نموذج آدم ‪ ‬وكيف أن السعادة‬

‫ كَرل‬ ‫ ك َو ِلرَز ْو رِجر فَ‬ ‫الحقيقية هي في طاعة ال تعالى فل شقاء )فَُقْلَنا َيا آَد ُمر ِإّن َهَذرار َع ُدرّور لّ َ‬ ‫ُيْخ ِررَجر ّنرُك َمراِرم َنر اْلَج ّنرِة فَتَْش قَررى( آية ‪.117‬‬

‫ضرُكرْمرِلَبْع ٍ‬ ‫ضر َع ُدرّور فَِإّم ار َيْأتَِيّنُك مر ّم ّنري ُهًد ىر فَ​َم ِنر اتَّبَعر‬ ‫التشقاء بترك المنهج‪َ) :‬قاَل اْه بِر َ‬ ‫طا ِم ْنرهَرا َج ِمريرًعارَبْع ُ‬ ‫ُهَد اري فَ​َل َي ِ‬ ‫ كاْلَيْو َم رُتنَس ىر( آية‬ ‫ ك آَياتَُنار فَ​َنِس ي رتَ​َها َو َكرَذرِلر َ‬ ‫ ك أَتَتْ َ‬ ‫ض ّلر رَوَل َيْش قَرى( اليات ‪ 123‬إلى )َقاَل َك َذرِلر َ‬ ‫َ‬ ‫را‪ .‬فال تعالى يقول أن )فمن اتبع هداي‬ ‫‪ .126‬ونلحظ تكرار كلمة يشقى في السورة كثي ً‬

‫فل يضل ول يشقى( وهذا كلم ال أفل نصدقه؟ يجب أن نصدقه لنه القول الحق وأنه‬

‫من َيعرض عن ذكر ربه سيكون شقيًا في الدنيا والخرة‪ .‬فعلينا أن نتبع هدى ال تعالى‬ ‫لنحظى بسعادة الدارين فالمؤمن في سعادة في الدنيا وسعادة في الخرة‪.‬‬

‫التعقيب الخير‪ :‬رضى ال تعالى هو أعلى درجات السعادة التي علينا أن ندركهها‬

‫ كقَْب َلر طُ​ُلوِع الّش ْمر ِ‬ ‫سر َو قَرْب َلرُغ ُرر و ربَِهاَو ِمرْنرآَناء اللّْي ِلر فَ​َس ّبرْح‬ ‫ص بِرْر َع لَررى َم ار َيُقوُلوَن َو َسرّبرْحبَِح ْمرِدرَر ّبر َ‬ ‫)َفا ْ‬ ‫ض رىرر( آية‪.130‬‬ ‫َوأَر ْ‬ ‫فالّنَهاِر لَ​َع لّر َ‬ ‫طَرا َ‬ ‫ ك تَْر َ‬

‫سمّيت السورة )سورة طه( وهو اسم من أسماء المصطفى الشريفة تطييبًا لقلبه وتسلية‬

‫لفؤاده عما يلقاه من صدود وعناد ولهذا ابتدأت السورة بملطفته بالنداء )طه * َم ار َأنَز ْلرَنار‬ ‫ كر اْلقُْرآَنِلتَْش قَررى( آية ‪ 1‬و ‪.2‬‬ ‫َع لَرْي َ‬

‫‪ . 21‬سورة النبياء ) هدف السورة‪:‬‬ ‫دور النبياء هو تذكرة البشربة(‬

‫سورة النبياء مكية تتحد‪.‬ث عن قصص النبياء كما هو واضح من اسمها وفيها عرض‬

‫لقصص النبياء ودورهم في مواجهة أقوامهم ومحاولة إصلحهم ودعوتهم إلى ال‬

‫‪68‬‬


‫تعالى إوالى رسالة التوحيد‪ .‬والناس ينقسمون في كل العصور إلى أنواع ثلثة ل رابع‬

‫لهم‪ :‬إما التقاة المؤمنون بالمنهج إواما العصاة المشركين إواما الفئة الغافلة الذين هم بين‬

‫الفئتين فهم مؤمنون بالمنهج إل أن أعمالهم وتطبيقاتهم ل تدل على ذل ك‪ .‬وهذه الفئة‬ ‫هي التي تحتاج إلى المجهود الكبر لما في الغفلة من خطورة‪ .‬ولهذا بدأت السورة‬

‫برِللّنا ِ‬ ‫ضرورَن ( ر آية‪ 1‬لتدل على خطورة الغفلة وأهمية‬ ‫س ِح َسرارُبهُْم َوُهرْم ِفير َغ ْفرلَرٍة ّم ْعرِرر ُ‬ ‫بالية )اْقتَ​َر َ‬

‫الذكر ودور النبياء يكون في تذكير الغافلين بخطورة غفلتهم ودعوتهم للذكر والتذكر‪.‬‬

‫قرو لَرُك مراْلو ْيرُلرِم ّمرار تَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف رِباْلَح ّ‬ ‫ص فُرروَن ( ر‬ ‫ثم تأتي الية ‪َ) 18‬ب ْلر َنْقِذ ُ‬ ‫ق ر َع لَررى اْلَباط ل رفَ​َيْد َمرُغرهُ فَإَذ ار ُهَو َزاه ٌ َ ُ َ‬

‫في السورة التي تّر كرزعلى أن الحق ظاهر والباطل زاهق وهذا ما يجب أن نعيه حتى‬

‫ننتبه من الغفلة‪.‬‬

‫وتنتقل آيات السورة للحدي‪.‬ث عن نماذج ال ننبياء الذين هم بمثابة قدوة لنا نقتدي بهم‪.‬‬

‫والملحظ في اليات أنها تحدثنا عن نماذج النبياء في دعوتهم لقوامهم وهذا لتعلمنا‬

‫كيف نقتدي بهم في الدعوة إلى ال وتأتي كذل ك بنموذج هؤلء النبياء في عبادتهم‬

‫لربهم حتى نقتدي بهم كذل ك في عبادتنا لربنا وتقربنا إليه‪ .‬فتأتي قصة النبي ثم كيف‬ ‫يدعو ربه ويأتي الرد من ال تعالى أنه استجاب لهم في قصة ابراهيم ولوط ونوح )َو ُنرروًح ا ر‬

‫ِإْذ َناَد ىر ِم نر قَْب ُلر َفاْس تَرَج ْبرَنرارلَهُ فَ​َنّج ْيرَنراهُ َوأَرْه لَرهُ ِم َنر اْلَك ْرر ِب راْلَعِظر يرِم ( ر آية‪ 76‬أيوب )َفاْس تَرَج ْب رَنرارلَهُ فَ​َك َشرْفرَنار‬ ‫ىرْلَعاربِ​ِد يرَن ( ر آية‪ 84‬وأسماعيل‬ ‫ض ّرر َوآرتَْي َنراهُ أَْه لَرهُ َو ِمرْثرلَُهم ّم َعرهُرْم َر ْحر َم رًةرّم ْنر ِع نرِد َنرارَو ِذرْك رَرر ِل‬ ‫َم ار بِ​ِه ِم نر ُ‬ ‫وادريس وذا الكفل )َوأَرْد َخرْلرَناُهْمرِفير َر ْحر َم رتِرَناِإرّنُهم ّم َنر ال ّ‬ ‫ص ارِلِح يرَن ( ر آية‪ 86‬وذا النون )َفاْس تَرَج ْب رَنرارلَهُ‬ ‫ كُننِج ي ر اْلُم ْؤر ِمرنِرريَن ( ر آية‪ .88‬ثم بعد كل هذه القصص للنبياء تأتي الية‬ ‫َو َنرّج ْيرَنراهُِم َنر اْلَغّمر َو َكرَذرِلر َ‬ ‫‪ِ) 92‬إّن َهِذر ِهرأُّم تُرُك ْمر أُّم ًةر َوارِح َدرةًرَوأَرَنا َر ّبرُك ْمرَفاْع ُبرُد ورِن (ر رتذكرة بأن هذه المة هي أمة واحدة أمة‬

‫ب واحد والرسالة واحدة والرسل جميعًا‬ ‫التوحيد والرسالة وفي هذا دللة على أن الر ّ‬

‫ل بعد جيل ومهما اختلف الرسل إل أن الرسالة هي واحدة‬ ‫يتوارثون هذه الرسالة جي ً‬

‫تدعو لعبادة رب واحد ل إله إل هو؟‬

‫ختام السورة تبّين للناس أن من سار على نهج النبياء وخطاهم سيفلح في النهاية )َو لَرقَْد‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص ارِلُح ورَن * ِإّن ِفير َهَذرار لَ​َبَل ًغر رارلّقَْو ٍم ر‬ ‫ي رال ّ‬ ‫َك تَرْب َنرا ِفير الّز ُبروِرِم نر َبْع ِدر الّذ ْكرِرر أَّن اْلَْر َ‬ ‫ض رَيِر ثُرَها ع َبرراد َ‬

‫َع اربِ​ِد يرَن ( ر آية‪ 105‬و ‪ 106‬وأن القوم العابدين الصالحين هم الذين سيرثون هذه الرض‪.‬‬

‫وتأتي الية الخيرة )َو َمرارَأْر َس رْلرَناَ كِإّل َر ْحر َم رًةلّرْلَعارلَِم يرَن ( ر‪ 107‬بتوجيه الخطاب للرسول الكريم‬ ‫‪69‬‬


‫صلى ال عليه وبار ك وسلم بأن كل نبي من النبياء السابقين جاء إلى قومه فقط وأما‬ ‫الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم فقد جاء رحمة للعالمين جميعًا‪.‬‬

‫‪ . 22‬سورة الحج ) هدف السورة‪:‬‬ ‫دور الحج في بناء ال ّمة(‬

‫سورة الج هي من أعاجيب سور القرآن الكري ففيها آيات نزلت ف الدين‪:‬ة‪ ،‬وأخر ى نزلت ف مك‪:‬ة ‪ ،‬وآيات نزلت ليلً وأخر ى نارًا‪،‬‬ ‫وآيات نزلت ف الضر وأخر ى ف السفر وجعت بي أشياء كثية‪ ،.‬وهي السورة الوحيدة ف القرآن كله الت سّيت باسم ركن من أركان‬ ‫السلم وهو الج‪ .‬فالسورة تتحد ث عن مواضيع كثية منها يوم القيام‪:‬ة والبعث والنشور والهاد والعبودي‪:‬ة ل فما علق‪:‬ة كل هذه المور‬ ‫ببعضها وبالج؟ الواقع أن الج هو العبادة الت تبن الم‪:‬ة لا فيه من عب ل يعلمها إل من حّج واستشعر كل معان الج القيقي‪:‬ة‪.‬‬

‫فالحج يذكرنا بيوم القيامة وبزحمة ذل ك اليوم والناس يملون أرجاء الرض‬

‫‪.1‬‬

‫وكلهم متجهون إلى مكان واحد في لباس واحد في حّر الشمس )النفرة من‬

‫مزدلفة والنزول من عرفة والتوجه لرمي الجمرات(‪ .‬ولذا جاءت اليات في أول‬

‫السورة عن يوم القيامة )َيا أَّيَها الّناُس اتّقُوا َر ّبرُك ْمرِإّن َز ْلرَز لَرَةالّس ارَع ِةر َش ْير ٌء رَع ِظر يرٌم * َيْو َم ر‬ ‫تَر و رَن رهاتَْذ َهرُلر ُك ّلر م رر ِ‬ ‫ض ُع رُك ّلر َذ ارِت َح ْمرٍلرَح ْمرلَرَها َو تَرَرىرالّناَس ُس َكرارَرىر‬ ‫ضرَعر ْ‬ ‫ترَو تَر َ‬ ‫ضر َعررٍةرَع ّمرار َأْر َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ ْ َ‬

‫َو َمرارُهم بُِس َكرارَرىرَو لَرِك ّنرَع َذرارَب اللِّه َش ِدر يرٌد (ر آية ‪ 1‬و ‪ 2‬وكم تساءلنا عند قراءتنا لسورة‬

‫الحج ما الرابط بين يوم القيامة وسورة الحج! والن وضحت الصورة وفهمنا مراد‬

‫ال تعالى من هذه اليات فما أنزل ال تعالى اليات إل في مكانها المناسب‬

‫بتدبير وحكمة ل يعلمها إل هو ولكن العبد يجتهد في تحّريهذا المعنى حتى‬ ‫يفهم هدف اليات التي يتلوها فسبحان الحكيم القدير‪.‬‬

‫‪.2‬‬

‫‪.3‬‬

‫والحج يذكرنا بيوم البعث‪ ،‬فمنظر الحجيج في مزدلفة وهم نيام بعد وقوفهم في‬

‫عرفة عليهم آثار التعب ويعلوهم التراب والغبار ثم يؤذن لصلة الصبح فتراهم‬ ‫يقومون وينفضون عنهم التراب كما لو أنهم بعثوا من قبورهم يوم البع‪.‬ث‪.‬‬

‫والحج يذكرنا بالجهاد ولذا جاءت آيات الجهاد في السورة بعد آيات الحج‬

‫لّن الحج تدريب قاس على الجهاد لما فيه ارتحال من مكان لخر وتعب والتزام‬ ‫بأوقات ومشاعر أمر بها ال تعالى وعّلمنا إياها رسولنا الكريم‬

‫‪.4‬‬

‫وسلم‪.‬‬

‫صلى ال عليه‬

‫والحج يذكرنا بالعبودية الخالصة ل تعالى فالكل في الحج يدعون إلهًا واحدا‬

‫في عرفة حتى الشجر والدواب والطير والسموات والرض كلهم يدعو ربه‬

‫‪70‬‬


‫ويسبحه لكن ل نفقه تسبيحهم‪) .‬أَلَْم تَ​َر أَّن اللَّه َيْس ُجرُدرلَهُ َم نر ِفير الّس َمرارَوارِتَو َمرنرِفير‬

‫س َو َكرثِريٌر َح ّ‬ ‫بَو َكرثِريٌر ّم َنر الّنا ِ‬ ‫اْلَْر ِ‬ ‫ض رَوارلّش ْمرُسرَوارْلقَ​َم ُررَوارلّنُج ورُمَوارْلِج َبرراُلَوارلّش َجر ُر رَوارلّد َورار ّ‬ ‫قر‬ ‫ب َو َمرنرُيِه ِنر اللّهُ فَ​َم ار لَهُ ِم نر ّم ْكرِررٍمرِإّن اللَّه َيْفَع ُلر َم ار َيَش ارء( آية ‪.18‬‬ ‫َع لَرْي ِهر اْلَعَذرار ُ‬ ‫في ختام السورة تأتي آية سجدة )َيا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا اْر َكرُعرواَوارْس ُجرُدروراَواْع ُبرُد وراَر ّبرُك ْمرَوارْفَع لُروا اْلَخ ْي رَرر‬

‫لَ​َع لّرُك ْمر تُْف ِلرُح ورَن ( ر آية‪ 77‬وهنا ك مفارقة بين هذه السجدة والسجدة في سورة العلق )كل ل‬

‫تطعه واسجد واقترب( فالسجدة في سورة العلق كانت أول آية سجدة في القرآن وهي‬ ‫خاصة بالرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم وحده أما آية السجدة في آخر سورة الحج فهي آخر‬

‫آية سجدة نزلت وهي موجهة للمؤمنين جميعًا‪ .‬فسبحان ال العظيم‪.‬‬

‫‪ . 23‬سورة المؤمنون ) هدف‬ ‫السورة‪ :‬مقارنة صفات المؤمنين‬ ‫بمصير الكافرين(‬

‫سورة المؤمنون من السور الكي‪:‬ة وهي تعرض من اسها صفات المؤمني وتشرح مصي من ل يسي على هذه الصفات فعلينا أن نتوقف عند‬ ‫هذه الصفات وناسب‪ ،‬أنفسنا قبل أن ياسبنا ال تعال ونر ى أي نوع من المؤمني نن وكم‪ ،‬من الصفات الذكورة ف اليات نتحلى با‬ ‫وكم من الصفات ما زلنا نتاج لن نكتسبها‪.‬‬

‫صفات المؤمنين‪ :‬ابتدأت اليات بذكر صفات المؤمنين العامة‪ :‬من آية ‪ 1‬إلى آية ‪) ،9‬قَْد‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ضر ورَن* َوارلِّذ يرَنُهْم‬ ‫ص َلر تِ ررِه ْمرَخ ارِش ُعرروَن* َوارلِّذ يرَنُهْم َع ِنر اللّْغ ِور ُم ْعرِرر ُ‬ ‫أَْف لَرَح اْلُم ْؤر ِمرُنرروَن* الذ يرَن ُهْم فير َ‬ ‫تر أَْي َمرارُنهُْم فَِإّنهُْم َغ ْيرُرر‬ ‫ِللّز َكرارِةَفاِع لُرروَن * َوارلِّذ يرَنُهْم ِلفُ​ُر ورِج ِهرْمرَح ارِفظُروَن * ِإّل َع لَررى أَْز َوررارِج ِهرأْمرْو َم ار َم لَرَك ْ‬ ‫ ك ُهُم اْلَعارُد ورَن * َوارلِّذ يرَنُهْم ِلَ​َم ارَناتِ​ِه ْمر َوَعرْهرِد ِهرْمَرراُع ورَن*‬ ‫ ك فَأُْو لَ رئِ َ‬ ‫َم لُروِم يرَن * فَ​َم ِنر اْب تَرَغ ىر َو َررراءَذ ِلر َ‬ ‫ِّ‬ ‫ص لَرَوارتِ​ِه ْمرُيَح ارِفظُروَن ( ر‬ ‫َوارلذ يرَنُهْم َع لَررى َ‬ ‫ ك ُهُم‬ ‫جزاء المؤمنين‪ :‬ثم تنتقل اليات للتذكير بجزاء من تحلى بهذه الصفات )أُْو لَ رئِ َ‬ ‫اْلَوارِر ثُروَن* الِّذ يرَن َيِر ثُروَن اْلِفْرر َدرْور َسُرهْم ِفيرَها َخ ارِلُد ورَن ( آية ‪ 10‬و ‪.11‬‬

‫تاريخ المؤمنين عبر الجيال‪ :‬تعرض السورة تاريخ المؤمنين عبر الجيال‪،‬‬

‫صفات إضافية للمؤمنين‪ :‬ثم تستكمل اليات صفات إضافية لمؤمنين من درجة أعلى في‬

‫اليات من ‪ 57‬إلى ‪ِ) 61‬إّن الِّذ يرَن ُهم ّم ْنر َخ ْشرَيرِة َر ّبرِه مرّم ْشرِفرقُروَن * َوارلِّذ يرَنُهم ِبآَياِت َر ّبرِه ْمرُيْؤ ِم رُنروَن *‬ ‫ ك‬ ‫َوارلِّذ يرَنُهم ِبَر ّبرِه ْمرَل ُيْش ِررُكرورَن * َوارلِّذ يرَنُيْؤ تُرروَن َم ار آتَوا ّو ُقرُلوُبهُْم َو ِجر لَرةٌأَّنهُْم ِإَلى َر ّبرِه ْمرَراِج ُعرروَنأُْو لَ رئِ َ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ةر بمؤمنين حقا‪.‬‬ ‫ُيَس ارِرُع ورَنفير اْلَخ ْي رَرراتَوُهرْم لَ​َها َس اربُِقوَن (ر‪ ,‬هذه صفات راقية وخا ّ‬

‫‪71‬‬


‫ختام السورة‪ :‬الدعاء‪ .‬تختم اليات بالدعاء )َو ُقررل ّر ّ‬ ‫ت َخ ْيرُرر الّراِح ِمريرَن( آية‬ ‫براْغ ِفرْرر َوارْر َحر َْم روأَرن َ‬

‫‪ 118‬والدعاء ضروري لن المؤمنين ل بد وأن يقعوا في أخطاء ول يغفر هذه الخطاء‬

‫إل الدعاء الصادق الخالص ل تعالى الذي يغفر الذنوب‪.‬‬

‫واللحظ ف سور القرآن الكري أن الثلث الول من القرآن )من سورة البقرة إل التوب‪:‬ة(‪ ،‬تدثت اليات والسور عن معال النهج الذي‬ ‫شّرعه ال تعال للمستخلفي ف الرض وهذا النهج صعب لذا فتح ف ناي‪:‬ة هذا الثلث با ب التوب‪:‬ة‪ ،‬لن كل من يريد تطبيق النهج يتاج‬ ‫إل التوب‪:‬ة الدائم‪:‬ة‪ ،.‬ث يأت الثلث الثان تتحد ث اليات عن طرق إصلح السلمي الستخلفي ف الرض‪ .‬فلو جعنا كل هذه الفاهيم‬ ‫نصل على إنسان متكامل ومعّد خي إعداد ليكون الستخلف ف الرض والخطاء واردة وحاصل‪:‬ة ل مال‪:‬ة لذا يأت الدعاء والستفغفار‬ ‫الذي ل غن لنسان عنه‪.‬‬

‫‪ . 24‬سورة النور ) هدف السورة‪:‬‬ ‫شرع ا هو نور المجتمع(‬

‫سورة النور سورة مدنية تهتم بالداب الجتماعية عامة وآداب البيوت خاصة وقد‬

‫وّج هررت المسلمين إلى أسس الحياة الفاضلة الكريمة بما فيها من توجيهات رشيدة وآداب‬

‫سامية تحفظ المسلم ومجتمعه وتصون حرمته وتحافظ عليه من عوامل التفك ك الداخلي‬ ‫والنهيار الخلقي الذي يدّم رر المم‪ .‬وقد نزلت فيها آيات تبرئة السيدة عائشة رضي ال‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫صر َب رةٌ ّم نرُك ْمر َل تَْح َس رُبروهُ َش ّررالُّك مر َب ْلر ُهَو َخ ْيرٌرر لُّك ْمر‬ ‫عنها بعد حادثة الف ك )ِإّن الذ يرَن َج ارُؤ وراِبا ِْل ْف ر كر ُع ْ‬

‫ِلُك ّلر اْم ِرر ٍ‬ ‫ب َع ِظر يرٌم (ر آية‪ 11‬وكل اليات‬ ‫بر ِم َنر ا ِْل ثْرِم َوارلِّذ ي رتَ​َو لّررى ِك ْبرَررهُِم ْنرهُرْم لَهُ َع َذرار ٌ‬ ‫ئّم ْنرهُرم ّم ار اْك تَرَس َ‬ ‫ظّن‬ ‫التي سبقتها إنما كانت مقدمة لتبرءتها‪ .‬ثم يأتي التعقيب في )لَْوَل ِإْذ َس ِمرْعرتُرُم ورهُ َ‬

‫اْلُم ْؤر ِمرُنرروَنوارْلُم ْؤر ِمرَنررا ُبِ‬ ‫تَأنفُِس ِه رْمرَخ ْي رًرراَو َقررالُوا َهَذرار ِإْفٌ ك ّم بِريٌن ( ر الية ‪ 12‬وفيها توجيه للمسلمين‬ ‫َ‬

‫بإحسان الظّن بإخوانهم المسلمين وبأنفسهم وأن يبتعدوا عن سوء الظن بالمؤمنين‪،‬‬

‫ ك‬ ‫وشددت على أهمية إظهار البّينة )لَْوَل َج ارُؤ وراَع لَرْي ِهر ِبَأْر َبرَع ِةرُش هَرَد ارء فَِإْذر لَْم َيْأتُوا ِبالّش هَرَد ارء فَأُْو لَ رئِ َ‬ ‫ِع نرَد اللِّه ُهُم اْلَك ارِذ ُبرروَن ( ر آية‪ 13‬ويأتي الوعظ اللهي في الية ‪َ) 17‬يِع ظُرُك ُمر اللّهُ َأن تَُعوُد ورا ِلِم ْثرِلِه أَ​َبًد ار‬ ‫ق سورة الداب‬ ‫ِإن ُكنرُتم ّم ْؤر ِم رنِريَن‪ (.‬ر فالسورة بشكل عام هي لحماية أعراض الناس وهي بح ّ‬

‫الجتماعية‪.‬‬

‫ضر َنرراَهَاروَأرنَز ْلرَناِرفيرَها آَياٍت َبّيَناٍت لَّع لّرُك ْمر تَ​َذ ّكرُرر ورَن ( ر‬ ‫تبدأ السورة بآية شديدة جدًا )ُس ورَرةٌَأنَز ْلرَناَهارَو َفرَر ْ‬

‫آية ‪ 1‬وفيها تنبيه للمسلمين لن السورة فيها أحكام وآداب هي قوام المجتمع السلمي‬

‫القويم‪.‬‬

‫‪72‬‬


‫تنتقل اليات إلى عقوبة الزناة )الّزانَِيةَُوارلّزاِنيَفاْج ِلرُد ورا ُك ّلر َوارِح ٍد رّم ْنرهُرَم ار ِم َئرَة َج ْلرَد ٍةرَوَل تَْأُخ ْذرُكرمربِ​ِه َمرار‬

‫طائِفَةٌ ّم َنر اْلُم ْؤر ِمرنِرريَن ( ر آية‪،2‬‬ ‫َرْأفَةٌِفير ِد يرِن اللِّه ِإن ُك نرتُْم تُْؤ ِمرُنرروَن ِباللِّه َوارْلَيْو ِمارْل ِخ ررِر رَو ْلرَيْش هَرْدَع َذرارَبهَُم ار َ‬

‫والصل في الدين الرأفة والرحمة أما في أحوال الزناة فالمر يحتاج إلى الشدة والقسوة‬

‫إوال فسد المجتمع جّراءالتساهل في تطبيق شرع ال وحماية حدوده‪ ،‬لذا جاءت اليات‬ ‫تدل على القسوة وعلى كشف الزناة ‪ .‬لكن يجب أن نفهم الدللة من هذه الية‪ ،‬فال‬

‫تعالى يأمرنا بأن نطبق هذه العقوبة بعد أن نستكمل بعض الضمانات لحماية المجتمع‬

‫التي تتحد‪.‬ث عنها بالتفصيل اليات التالية في السورة‪ .‬والملحظ في هذه السورة تقديم‬

‫الزانية على الزاني وكما يقول الدكتور أحمد الكبيسي في هذا التقديم أن سببه أن المرأة‬

‫هي التي تقع عليها مسؤولية الزنا فهي لو أرادت وقع الزنا إوان لم ترد لم يقع فبيدها‬

‫المنع والقبول‪ ،‬وهذا على عكس عقوبة السرقة )والسارق والسارقة( فهنا قدم السارق لن‬ ‫طبيعة الرجل هو الذي يسعى في الرزق على أهله فهو الذي يكون معرضًا لفعل هذه‬ ‫الجريمة هذا وال أعلم‪.‬‬

‫ضمانات لحماية المجتمع‪:‬‬

‫‪.1‬‬

‫الستئذان‪َ) :‬يا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا َل تَْد ُخرلُروا ُبُيوًتا َغ ْيرَرر ُبُيوتُِك ْمر َح تّررى تَْس تَرْأنُِس ورا َو تُرَس لّرُم ورا‬

‫َع لَررى أَْه ِلرَها َذ ِلرُك ْمر َخ ْي رٌرر لُّك ْمر لَ​َع لّرُك ْمر تَ​َذ ّكرُرر ورَن ( ر آية‪ 27‬تعلمنا اليات ضرورة الستئذان‬

‫لدخول البيوت وحتى داخل البيت الواحد للطفال والخدم في ساعات الراحة‬

‫تر أَْي َمرارُنُك ْمر‬ ‫التي قد يكون الب والم في خلوة )َيا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا ِلَيْس تَرْأِذ نرُك ُمرالِّذ يرَن َم لَرَك ْ‬

‫ٍِ‬ ‫ض ُعرروَن ثَِياَبُك مر ّم َنر‬ ‫َوارلِّذ يرَنلَْم َيْب لُرُغوا اْلُح لُرَم ِم نرُك ْمر ثَ​َل َ‬ ‫ص َلر ِةارْلرفَْج ِر رَو ِحر يرَنتَ َ‬ ‫‪.‬ث ر رَم ّرراتم نر قَْب ِلر َ‬ ‫ّ‬ ‫‪.‬ث ر رَع ور رررا ٍلّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫تُك ْمر لَْي َسر َع لَرْي ُكرْمر َوَل َع لَرْي ِهرْمرُج َنرراٌح َبْع َدرُهرّن‬ ‫الظِه يرَرِةَو ِمرنرَبْع در َ‬ ‫ص َلر ةارْلرع َشرارء ثَ​َل ُ ْ َ‬ ‫ضرُكرْمرَع لَررى َبْع ٍ‬ ‫ ك ُيَبّيُن اللّهُ لَُك ُمر اْل َي رارِتَوارللّهُ َع ِلرريٌم َح ِكريرٌم (ر آية ‪58‬‬ ‫َ‬ ‫ضر َك َذرِلر َ‬ ‫طّواُفوَن َع لَرْي ُكرمر َبْع ُ‬

‫ومن آداب السلم أن ل يدخل البناء على والديهم بدون استئذان‪.‬‬

‫ض البصر وحفظ الفرج‪ُ) :‬قل لّْلم ؤر ِمرنِررينَيُغ ّ ِ‬ ‫صر ارِرِه ْمَرو َيرْح َف رظُوافُ​ُر ورَج هُرْم‬ ‫‪.2‬‬ ‫غ ّ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ض وار م ْنر أَْب َ‬ ‫ّ‬ ‫ص َنرُعوَن ( ر آية‪ 30‬وهذا توجيه للرجال والنساء معًا‬ ‫َذ ِلر َ‬ ‫ ك َأْز َك رىرلَهُْم ِإّن اللَه َخ بِرريٌر بَِم ار َي ْ‬

‫فهم جميعًا مطالبون بغض البصر‪.‬‬

‫ضر ْ ِ‬ ‫ظ َنرفُ​ُر ورَج هُررّنَوَل ُيْب ِدر يرَن‬ ‫‪.3‬‬ ‫صر ارِرِه ّنَرو َيرْح فَ ر ْ‬ ‫الحجاب‪َ) :‬و ُقررل لّْلُم ْؤر ِمرَنرراِتَيْغ ُ‬ ‫ضر َن رم ْنر أَْب َ‬ ‫ض ِر رْبر َبِنرُخ ُمرِررِه ّنرَع لَررى ُج ُيرروبِ​ِه ّنر َوَل ُيْب ِدر يرَن ِز يرَنتَهُّن ِإّل ِلُبُعولَتِ​ِه ّنر أَْو‬ ‫ِز يرَنتَهُّن ِإّل َم ار َ‬ ‫ظهَ​َر ِم ْنرهَرا َو ْلرَي ْ‬ ‫آَبائِ​ِه ّنر أَْو آَباء ُبُعولَتِ​ِه ّنر أَْو أَْب َنرائِ​ِه ّنر أَْو أَْب َنراء ُبُعولَتِ​ِه ّنر أَْو ِإْخ َورارنِ​ِه ّنرأَْو َبِني ِإْخ َورارنِ​ِه ّنرأَْو َبِني‬ ‫‪73‬‬


‫تر أَْي َمرارُنهُّن أَِو الّتابِ​ِع يرَن َغ ْيرِرر أُْو ِلرري ا ِْل ْر رَبرِةرِم َنر الّر َجر ارِلأَِو الطّْف ِلر‬ ‫َأَخ َورارتِ​ِه ّنرأَْو نَِس ارئِ​ِه ّنر أَْو َم ار َم لَرَك ْ‬ ‫ض ِر رْبرَنربِأَْر ُجرِلرِه ّنِرلُيْع لَرَم َم ار ُيْخ ِفريرَن ِم نر ِز يرَنتِ​ِه ّنرَو تُرروُبوا‬ ‫الِّذ يرَن لَْم َي ْ‬ ‫ظهَُر وارَع لَررى َع ْور َررراِتالّنَس ارء َوَل َي ْ‬ ‫ِإَلى اللِّه َج ِمريرًعارأَّيَها اْلُم ْؤر ِم رُنروَنلَ​َع لّرُك ْمر تُْف ِلرُح ورَن ( ر آية‪31‬‬ ‫ص ارِلِح يرَنِم ْنر ِع َبرراِد ُكرْمرَو إِارَمرارئُِك ْمرِإن‬ ‫‪.4‬‬ ‫تسهيل تزويح التشباب )َوَأرنِك ُحر واراْلَ​َياَم ىر ِم نرُك ْمر َوارل ّ‬ ‫ض ِلرِه َوارللّهُ َوارِس ٌع رَع ِلرريٌم (ر آية ‪ 32‬وتسهيل هذا الزواج لحماية‬ ‫َيُك ورُنوا فُقَ​َراء ُيْغ نِرِه ُمر اللّهُ ِم نر فَ ْ‬

‫ل‪.‬‬ ‫الشباب الذي بلغ سن الزواج وبالتالي حماية المجتمع كام ً‬

‫منع البغاء‪) :‬و ْلرَيس تَرع ِفر ِ‬ ‫ض ِلرِه َوارلِّذ يرَن‬ ‫‪.5‬‬ ‫فرالِّذ يرَن َل َيِج ُدرورَن نَِك ارًح ا رَح تّررى ُيْغ نِرَيهُْم اللّهُ ِم نر فَ ْ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫تر أَْي َمرارُنُك ْمر فَ​َك ارتُِبوُهْمر ِإْن َع ِلرْم تُرْم ِفيرِه ْمر َخ ْي رًرراَوآرُتوُهم ّم نر ّم ارِل اللِّه الِّذ ي ر‬ ‫ب ِم ّمرار َم لَرَك ْ‬ ‫َيْب تَرُغوَن اْلِك تَرا َ‬ ‫ضراْلَح َيرراِة الّد ْنرَيرا َو َمرنر‬ ‫آَتاُك ْمر َوَل تُْك ِررُهوافَتَ​َياتُِك ْمر َع لَررى اْلبَِغارء ِإْن َأَر ْدرَنرتَ​َح ّ‬ ‫صرًنرارلّتَْب تَرُغوا َع َرر َ‬ ‫ُيْك ِرررههّ​ّنفَِإّن اللَّه ِم نر َبْع ِدر ِإْك َرراِه ِهرّنرَغ فُروٌر ّر ِحر يرٌم (ر آية‪33‬‬ ‫منع إتشاعة الفواحش بإظهار خطورة انتتشارها‪ِ) :‬إّن الِّذ يرَن ُيِح ّبرروَن َأن تَِش يرَع اْلَفاِح َشرةُر‬ ‫‪.6‬‬ ‫ب أَِليٌم ِفير الّد ْنرَيرار َوارْل ِخ ررَ​َرروِةارللّهُ َيْع لَرُم َوأَرنتُْم َل تَْع لَرُم ورَن ( ر آية‪ 19‬و)ِإّن‬ ‫ِفير الِّذ يرَن آَم ُنروا لَهُْم َع َذرار ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫ب َع ِظر يرٌم *‬ ‫ص رَنرراِتاْلَغارِفَلر ِتارْرلُم ْؤر ِم رَنراِتلُِع ُنروا ِفير الّد ْنرَيرا َوارْل ِخ ررَ َرروِةلَرهُْم َع َذرار ٌ‬ ‫الذ يرَن َيْر ُمرورَناْلُم ْحر َ‬ ‫َيْو َم رتَْش هَرُد َع لَرْي ِهرْمرأَْلِس َن رتُهُْم َوأَرْي ِدر يرِه ْمرَوأَرْر ُجرلُرُهمبَِم ار َك ارُنوا َيْع َمرلُروَن ( ر آية‪ 23‬و ‪ .24‬فلقد لعن ال‬

‫تعالى الذين يشيعون الفاحشة أو يرمون المحصنات وحذرهم من عذابه في‬

‫الدنيا والخرة‪.‬‬

‫نعود لآليات الولى في حّد الزنى ونرى أنه ل تطبيق لهذا الحّد إل إذا تحققت هذه‬

‫ل وبعدها لو حدثت حادثة زنا ل يقام الحد حتى يشهد أربع‬ ‫الضمانات الجتماعية أو ً‬

‫شهود ومن غير الشهود ل يطبق الحّد فكأن إقامة الحد مستحيلة وكأنما في هذا توكيد‬

‫على أن ال تعالى يحب الستر ول يفضح إل من جهر بالفاحشة ولنا أن نتخيل أي‬

‫إنسان يزني أمام أربع شهود إل إذا كان فاج ًار مجاه ًار عندها هذا هو الذي يقام عليه‬

‫الحّد حتى ل يفسد المجتمع بفجوره وتجرئه على ال وعلى أعراض الناس في مجتمعه‪.‬‬ ‫فلو كان قد وقع في معصية ولم يكن له إل ثل‪.‬ث شهود ل يقام عليه الحد ويجب عليه‬

‫ض ُل راللِّه َع لَرْي ُكرْمر‬ ‫التوبة والستغفار ولهذا جاءت في السورة آيات التوبة والمغفرة ‪َ) .‬و لَرْوَلفَ ْ‬

‫ص َلرُح وارفَِإّن اللَّه َغ فُروٌر ّر ِحر يرٌم (ر‬ ‫ب َح ِكريرٌم (ر آية ‪ 10‬و)ِإّل الِّذ يرَن َتاُبوا ِم نر َبْع ِدر َذ ِلر َ‬ ‫َو َررْحر َم رتُر َهُوأَرّن اللَّه تَّوا ٌ‬ ‫ ك َوَأر ْ‬ ‫ب َع ِظر يرٌم (ر‬ ‫ض تُرْم ِفيرِه َع َذرار ٌ‬ ‫ض ُل راللِّه َع لَرْي ُكرْمر َو َررْحر َم رتُرِفهُير الّد ْنرَيرار َوارْل ِخ ررَلَررَِةم ّسرُكرْمر ِفير َم ار أَفَ ْ‬ ‫آية ‪ 5‬و )َو لَرْوَلفَ ْ‬ ‫فَر ِحر يرٌم (ر آية‪.14‬‬ ‫ض ُل راللِّه َع لَرْي ُكرْمر َو َررْحر َم رتُر َهُوأَرّن الّله َر ُؤ رور ٌ‬ ‫آية ‪ 14‬و)َو لَرْوَلفَ ْ‬ ‫‪74‬‬


‫حد القذف‪ :‬حّذ ررنا ال تعالى في هذه السورة من قذف المحصنات وبّين لنا العقوبة التي‬ ‫تقع على هؤلء وهي لعنة ال وعذابه في الدنيا والخرة‪.‬‬

‫آية النور‪ :‬هذه الية التي سمّيت السورة باسمها فيها من العجاز ما توقف عنده الكثير‬

‫من العلماء‪ .‬ووجودها في سورة النور هو بتدبير وبحكمة من ال تعالى‪ ،‬فلو طّبق‬ ‫المجتمع السلمي الضمانات التي أوردتها اليات في السورة لشّع النور في المجتمع‬

‫ولخرج الناس من الظلمات إلى النور‪ ،‬وشرع ال تعالى هو النور الذي يضيء المجتمع‬

‫ولذا تكررت في السورة )آيات مبّينات وآيات بّينات( ‪ 9‬مّرات لن هذه اليات وما فيها من‬

‫منهج تبّين للناس طريقهم والنور من خصائصه أن يبّين وَيظهر ويكشف‪ .‬هذا النور‬

‫س مإكاإو باإ ِ‬ ‫ت َوباإْلَْر ِ‬ ‫ض َم ثَرُل ُنوِرِهَك ِمرْشرَكرارٍةِفيرَها‬ ‫الذي ينير المجتمع السلمي إنما مصدره )باللّهُ ُنوُر بال ّ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يرُيوقَُد ِم نر َش َجر َررٍةّم َبراَر َكرٍةرَز ْيرتُرونٍِةّل َش ْرر ِق رّيرٍةَوَل‬ ‫برُد ّرر ّ‬ ‫صر َبرراُحِفير ُز َجر ارَج ٍة رالّز َجر ارَج ةُرَك أَرّنَها َك ْور َك ر ٌ‬ ‫صر َبرراٌح اْلم ْ‬ ‫م ْ‬ ‫َغ رر بِرّيٍةَيَك ارُد َز ْيرتُرهاُي ِ‬ ‫ض ير رءُ َو لَرْو لَْم تَْم َسرْسرهُرَناٌر ّنوٌر َع لَررى ُنوٍر َيْهِد ي راللّهُ ِلُنوِرِهَم نر َيَش ارء َو َير ْ‬ ‫براللّهُ‬ ‫ض ِر ر ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ش ير ءٍ رع ِلرريم (ر آية ‪ ،35‬وينزل هذا النور في المساجد )ِف ي بإنْيو ٍ‬ ‫اْلَم ثَراَل ِللّنا ِ ّ ّ‬ ‫ت أَِذ َنإ باللّهُ َأن تإُْرفَإَع‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫س َوارللهُ بُِك لر َ ْ َ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ررارِل (ر ر آية‪ 36‬وينزل على )ِرَج كاإٌل ّل تإُْلِه نْيإِه ْ مإ تَِج كاإَرةٌ َوَل َبْي ٌعر‬ ‫َو ُيرْذ َكرَررفيرَها اْس ُمرهُر ُيَس ّبرُحر لَهُ فيرَها ِباْلُغُد ّور َوارْل َ‬ ‫صر ارُر (ر ر آية‪ 37‬والذي ل‬ ‫َع نر ِذ ْكرِرراللِّه َو إِارقَراِم ال ّ‬ ‫ب ِفيرِه اْلُقُلو ُ‬ ‫ص َلر ِةَر رو إِاريرَتاء الّز َكرارِةَيَخ ارُفوَن َيْو ًم رارتَتَ​َقلّ ُ‬ ‫ب َوارْلَْب َ‬ ‫يسير على شرع ال يكون حاله كما في الية )وارلِّذ يرنَك فَرر وارأَع مرارلُهم َك سررراٍببِ​ِقيرع ٍةر يح س ربره ال ّ‬ ‫ظْم آرُن‬ ‫َ َ ْ َُ ُ‬ ‫َ َ ُ ْ َ ُْ َ َ‬ ‫َم ارء َح تّررى ِإَذ ار َج اررءهُ لَْم َيِج ْدرهُرَش ْيرًئرار َو َورَجر َد راللَّه ِع نرَد هُر فَ​َو فّرراهُ ِح َسرارَبهُ َوارللّهُ َس ِرريرُعاْلِح َسرارِب * أَْو َك ظُرلَُم ارٍت‬ ‫ق رَبْع ٍ‬ ‫ضر ِإَذ ار أَْخ َررَجَيَد هُر لَْم‬ ‫ب ظُلَُم ار ٌ‬ ‫ضرهَررا فَْو َ‬ ‫ِفير َبْح ٍر رلّ​ّج ّي ر َيْغ َشرارهُ َم ْورٌجّم نر فَْو ِق رِهرَم ْورٌجّم نر فَْو ِق رِهرَس َحر ار ٌ‬ ‫ت َبْع ُ‬ ‫َيَك ْدر َيَراَهارَو َمرنرلّْم َيْج َع رِلراللّهُ لَهُ ُنوًرا فَ​َم ار لَهُ ِم نر ّنوٍر (ر ر آية‪ 39‬و ‪40‬‬ ‫وسّيت سورة النور لا فيها من إشعاعات النور الرًبان بتشريع الحكام والدا ب والفضائل النساني‪:‬ة الت هي قبس من نور ال على عباده‬ ‫ي يوقد من شمجرة مبارك‪:‬ة‪ ،،‬هذا‬ ‫وفيض من فيوضات رحته‪.‬وتشبيه النور بشكاة فيها مصباح‪ ،‬الصباح ف زجاج‪:‬ة الزجاج‪:‬ة كأنا كوكب‪ ،‬در ّ‬ ‫التشبيه كأنه يدّل على أن النور حت نافظ عليه مضيئاً يب أن نيطه با يفظه والفتيل الذي به نشعل النور إنا هو الي‪:‬ة الول ف‬ ‫السورة هذه الي‪:‬ة الشديدة‪ ،‬الت ترك الناس لضاءة مصباح متماعاتم الصال‪:‬ة بتحقيق الضمانات الخلقي‪:‬ة حت يبقى النور مشّعًا‪.‬‬ ‫إضاف‪:‬ة‪:‬‬

‫بعد أن سمعت هذا الشرح كنت أصّلي العصر فجاءني خاطر بهذا التفسير‪ :‬أنه‬

‫من الممكن أن يكون القصد من الية وال أعلم أن النسان هو المصباح والزجاجة هي‬ ‫ل النسان ثم‬ ‫المجتمع والمشكاة هي المة والفتيل هو تطبيق شرع ال الذي ينير أو ً‬

‫ينعكس نوره على مجتمعه ثم على أمته فتكون مضيئة ومنيرة لغيرها من المم في‬ ‫أخلقها وفي التزامها بشرع ال فلو صلح الفرد يصلح المجتمع وفي أخلق الناس‬

‫انعكاس على بعضهم البعض وعلى مجتماعاتهم هذا وال أعلم‪.‬‬

‫‪75‬‬


‫‪ . 25‬سورة الفرقان ) هدف السورة‪:‬‬ ‫سوء عاقبة التكذيب(‬

‫سورة الفرقان سورة مكّية وقد سمّيت بهذا السم لن ال تعالى ذكر فيه الكتاب المجيد‬

‫الذي أنزله على عبده ورسوله محمد‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم وكانت النعمة الكبرى على‬

‫النسانية وهو الذي فرق ال تعالى به بين الحق والباطل والكفر واليمان فاستحق هذا‬

‫الكتاب العظيم أن يسّم ىر الفرقان وتسمى السورة بهذا السم تخليدًا لهذا الكتاب الكريم‪.‬‬ ‫والسورة تدور آياتها حول إثبات صدق القرآن وبيان سوء عاقبة المكّذ برين به‪.‬‬

‫واليات ف هذه السورة تسي بسياق متمّيز فتبدأ بآيات فيها ما قاله الكذبون )وقالوا( ث تأت آيات تدئ‪:‬ة الرسول وتعقيب على ما قالوا‪،‬‬ ‫ث تأت آيات تتحد ث عن عاقب‪:‬ة التكذيب ويستمر هذا السياق إل ف معظم آيات السورة الكري‪:‬ة‪ .‬وهذا التسلسل والسياق ف اليات‬ ‫مفيد جداً للمسلمي‪ ،‬ف كل زمان ومكان لنا تعرض عليهم‪ ،‬عاقب‪:‬ة التكذيب فيتدعوا عن التكذيب بالفرقان وبدين ال الواحد‪.‬‬

‫ ك اْفتَ​َراهَُوأَرَع ارَنهَُع لَرْي ِهر قَْو ٌم رآَخ ُرر ورَنفَقَْد َج ارُؤ وراظُْلًم ار‬ ‫اليات من ‪َ) 4‬و قَرراَل الِّذ يرَن َك فَرُر وارِإْن َهَذرار ِإّل ِإْف ٌ‬ ‫ض لّروا فَ​َل َيْس تَرِط يرُعوَن َس بِريًل ( ر رتعرضما قاله‬ ‫ض َررُبروالَ َ‬ ‫َو ُزر ورًرا( إلى‪) 9‬انظُْر َك ْير َ‬ ‫ ك اْلَْم ثَراَل َف َ‬ ‫فر َ‬ ‫ ك‬ ‫ كرالِّذ ي ر ِإن َش ارء َج َعرَلر لَ َ‬ ‫المكذبون‪ ،‬ثم تأتي آيات التهدئة للرسول الكريم صل ى بال علنْيه وسل م )تَ​َباَر َ‬ ‫ص ورًرا( آية‪ 10‬ثم آيات اظهار عاقبة‬ ‫ ك َج ّنرراٍت تَْج ِررريِم نر تَْح تِرَها اْلَْن هَراُر َو َيرْج َع رلرلّ َ‬ ‫َخ ْيرًرراّم نر َذ ِلر َ‬ ‫ ك قُ ُ‬ ‫بر ِبالّس ارَع ِةر َس ِعر يرًرا* ِإَذ ار َرأَتُْهم ّم نر ّم َكرارٍن َبِع يرٍد َس ِمرُعروا لَ​َها‬ ‫التكذيب )َب ْلر َك ّذرُبروا ِبالّس ارَع ِةر َوأَرْع تَرْد َنرارِلَم نر َك ّذر َ‬ ‫ ك ثُ​ُبوًرا * َل تَْد ُعرورا اْلَيْو َم رثُ​ُبوًرا َوارِح ًدرار‬ ‫تَ​َغّير ً‬ ‫ض ّيرًقا ُم َقرّر نِرريَنَد َعرْورارُهَناِل َ‬ ‫ظا َو َزرِفريرًرا* َو إِارَذرارأُْلقُوا ِم ْنرهَرا َم َكرارًنار َ‬ ‫َوارْد ُعروراثُ​ُبوًرا َك ثِريًرا( من الية ‪ 11‬إلى ‪ . 14‬ثم يتكرر السياق نفسه )َو قَرراَل الِّذ يرَن َل َيْر ُجرورَنِلَقاءَنا‬ ‫لَْوَل ُأنِز َلرَع لَرْي َنرار اْلَم َلر ئِ ررَك ةُأَرْو َنَرىرَر ّبرَنارلَقَِد اْس تَرْك َبرُر وارِفير َأنفُِس ِه رْمرَوَعرتَرْو ُع تُرّوار َك بِريًرا(آية‪ 21‬ثم عاقبة‬ ‫التكذيب )و يرو ميرع ّ ّ‬ ‫تر َم َعر الّر ُسرورِلَس بِريًل * َيا َو ْيرلَرَتى لَْي تَرِني لَْم‬ ‫ضر الظاِلُم َع لَررى َيَد ْيرِهر َيُقوُل َيا لَْي تَرِني اتَّخ ْذر ُ‬ ‫َ َ ْ َ​َ َ‬ ‫طراُن ِل ْ ِ‬ ‫ل نرَس ارِن َخ ُذروًرل ( ر ر اليات‪27‬‬ ‫ض لّرِني َع ِنر الّذ ْكرِرر َبْع َدر ِإْذ َج اررءِني َو َكرارَنالّش ْير َ‬ ‫أَتِّخ ْذ ر فَُل ًن رارَخ ِلرريًل * لَقَْد أَ َ‬ ‫إلى ‪ ،29‬وآيات التعقيب)َو قَرراَل الّر ُسرورُلَيا َر ّ‬ ‫برِإّن قَْو ِم ريراتَّخ ُذرورا َهَذرار اْلقُْرآَنَم ْهرُج ورًرا( آية‪ 30‬والطمأنة‬ ‫ب اْلَج ّنرِة َيْو َم رئِرٍذَخ ْيرٌرر ّم ْسرتَرقَّراَوأَرْح َس رُنرَم ِقريرًل ( ر رآية‪ .24‬وكذل ك في‬ ‫ص َح رار ُ‬ ‫للرسول صل ى بال علنْيه وسل م )أَ ْ‬ ‫ كرَو َررتّرْلَناهُتَْر تِرريًل ( ر ر‬ ‫تر بِ​ِه فَُؤاَد َ‬ ‫الية ‪َ) 32‬و قَرراَل الِّذ يرَن َك فَرُر وارلَْوَل ُنّز َلرَع لَرْي ِهر اْلقُْرآُنُج ْمرلَرًة َوارِح َدرةًرَك َذرِلر َ‬ ‫ ك ِلُنثَّب َ‬ ‫ ك ِباْلَح ّ‬ ‫ق ر َوأَرْح َس رَنرتَْفِس يرًرا( آية‪ 33‬ثم عاقبة التكذيب‬ ‫ كر بَِم ثَرٍل ِإّل ِج ْئرَنرا َ‬ ‫ثم التهدئة للرسول )َوَل َيْأُتوَن َ‬

‫ض ّل رَس بِريًل ( ر رآية‪ .34‬وهكذا حتى‬ ‫)الِّذ يرَن ُيْح َش رُرر ورَنَع لَررى ُو ُجر ورِه ِهرْمرِإَلى َج هَرّنَم أُْو لَ رئِ َ‬ ‫ ك َش ّرر ّم َكرارًنار َوأَر َ‬

‫ت تَُك ورُن َع لَرْي ِهر َو ِكريرًل ( ر ر‬ ‫ترَم ِنر اتَّخ َذ ر ِإلَهَهُ َهَورارهُ أَفَ​َأن َ‬ ‫نصل إلى آية محورية في هذه السورة )أَ​َرأَْي َ‬

‫‪76‬‬


‫آية ‪ 43‬وهي تعرض لماذا يكذب المكذبين؟ لسبب واضح جلّي هو أنهم يّتبعون أهواءهم‬ ‫فالمشكلة إذن تكمن في اّتباع الهوى وهذا هو أساس تكذيب الناس للحق‪.‬‬

‫بعد كل اليات التي عرضت للتكذيب بالقرآن‪ ،‬تأتي آيات إثبات قدرة ال تعالى في الكون‬

‫وقد نتساءل لماذا تأتي هذه اليات الكونية هنا في معرض الحدي‪.‬ث عن التكذيب؟ نقول‬

‫إنه أسلوب القرآن الكريم عندما يشّتد الذى على الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم‬

‫وعلى المسلمين تأتي اليات الكونية تطمئنهم أن ال الذي أبدع في خلقه ما أبدع وخلق‬ ‫الخلق والكوان كلها قادر على نصرتهم فكما مّد ال تعالى الظل للرض سيمّد تعالى‬

‫الظّل للمؤمنين ويذهب عنهم ضيقهم والذى الذي يلحقهم من تكذيب المكذبين فسبحان‬

‫فر م ّدر ال ّ‬ ‫ظّل َو لَرْو َش ارء لَ​َج َعرلَرهُ َس ارِك ًنرا ثُّم َج َعرْلرَنارالّش ْمرَسر َع لَرْي ِهر‬ ‫ال الحكيم القدير )أَلَْم تَ​َر ِإَلى َر ّبر َ‬ ‫ كَك ْير َ َ‬ ‫ل )َوُهرَو‬ ‫َد ِلريًل ( ر رآية‪ .45‬وفي استعراض هذه الشارات الكونية تبدأ اليات بجّو السكينة أو ً‬ ‫ِّ‬ ‫ّ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ير‬ ‫الذ ي ر َج َعرَلر لَُك ُمر اللْي َلر لَباًس ار َوارلّنْو َم رُس َبراًتا َو َجر َعرَلرالّنَهاَر ُنُش ورًرا* َوُهَو الذ ي ر َأْر َس رَلرالّر َيرراَحُبْش ًرراَبْي َنر َيَد ْ‬ ‫طُهوًرا( آية‪ 47‬و ‪ .48‬فاختيار اليات مناسب لمعنى الطمأنة‬ ‫َر ْحر َم رتِرِهَوَأرنَز ْلرَنارِم َنر الّس َمرارء َم ارء َ‬

‫التي أرادها تعالى لرسوله صلى ال عليه وبار ك وسلم وهي تخدم هدف السورة تمامًا‪.‬‬ ‫ثم تنتقل اليات من تكذيب المكذبين بالقرآن إلى ما هو أعظم وهو‬

‫بالتكذيب بكالرحمن سبحكانه‬

‫)َو إِارَذرارِقيرَل لَهُ​ُم اْس ُجرُدرورا ِللّر ْحر َم رِنرَقالُوا َو َمرارالّر ْحر َم رُنأَرَنْس ُجرُدرِلَم ار تَْأُم ُررَنرارَو َزرراَد ُهرْمُنُفوًرا( آية‪ ،60‬والرد على‬ ‫هؤلء المكذبين بالرحمن يأتي بصيغة هي غاية في العظمة فال تعالى رّد عليهم بعرض صفات‬ ‫عباد الرحمن )َو ِعر َبرراُدالّر ْحر َم رِنارلِّذ يرَن َيْم ُشرورَن َع لَررى اْلَْر ِ‬ ‫طَبهُ​ُم اْلَج ارِه لُروَن َقالُوا َس َلر ًم ررار(‬ ‫ض رَهْور ًنرراَو إِارَذرارَخ ار َ‬ ‫آية ‪ 63‬إلى )َخ ارِلِد يرَن ِفيرَها َح ُسرَنرْت ُم ْسرتَرقَّراَو ُمرقَراًم ار( آية‪ ،76‬ولم يعرض صفاته جّل وعل‪ ،‬فهم‬

‫ل يستحقون الرد على سؤالهم من الرحمن؟ فكأنما يقول لهم أن هنا ك أناس أمثالكم‬

‫لكنهم صدقوا القرآن وآمنوا بال الرحمن وعبدوه حق عبادته فاستحقوا وصفهم نسبة إليه‬ ‫سبحانه نسبة تشريف وتكريم بعباد الرحمن‪ .‬وفي صفات الرحمن صفة هامة هي‬

‫دعاؤهم بأن يكونوا للمتقين إمامًا وهكذا يجب أن يكون المسلم إمامًا وقدوة لغيره من‬

‫الخلق لنه على الحق القويم وعلى الصراط المستقيم‪ .‬وتختم السورة بآية تّلخص فيها‬

‫ف رَيُك ورُن ِلَزاًم ار( آية‬ ‫رد ال على هؤلء المكذبين )ُقْل َم ار َيْع َبرأُر بُِك ْمر َر ّبرريلَْوَل ُد َعرارُؤ ُكرْمرفَقَْد َك ّذرْبرتُرْم فَ​َس ْور َ‬ ‫‪.77‬‬

‫‪77‬‬


‫وقد قال القرطب‪ :‬وصف ال تعال عباد الرحن بإحد ى عشرة خصل‪:‬ة هي أوصافهم الميدة من التحلي‪ ،‬والتخلي وهي التواضع‪ ،‬واللم‪،‬‬ ‫والتهمجد‪ ،‬والوف‪ ،‬وترك السراف والقتار‪ ،‬والبعد عن الشرك‪ ،‬والنزاه‪:‬ة عن الزن والقتل‪ ،‬والتوب‪:‬ة‪ ،‬وتنب‪ ،‬الكذ ب‪ ،‬وقبول الواعظ‪،‬‬ ‫والبتهال إل ال‪ .‬ث بّي جزاءهم الكري وهو نيل الفغرف‪:‬ة أي الدرج‪:‬ة الرفيع‪:‬ة وهي أعلى منازل الّن‪:‬ة وأفضلها أعلى مساكن الدنيا‪.‬‬

‫‪ . 26‬سورة الشعراء ) هدف‬ ‫السورة ‪ :‬أسلوب تبليغ رسالة ا‬ ‫تعالى(‬

‫السورة مكّية وقد عالجت أم ًار هامًا نحن بأمّس الحاجة إلى فهمه في عصرنا هذا‪،‬‬ ‫فاليات في السورة تتحد‪.‬ث عن أساليب توصيل الرسالة بأحسن الوسائل الممكنة‬

‫والجتهاد في إيجاد الوسيلة المناسبة في كل زمان ومكان‪ .‬بمعنى آخر السورة هي‬

‫بمثابة رسالة إلى العلميين خاصة في كل زمن وعصر وللمسلمين بشكل عام‪.‬‬

‫والسورة رّك زرت على حوار النبياء مع أقوامهم فكّل نبي كان يتمّيز بأسلوب خاص به في‬ ‫حواره مع قومه مختلف عن غيره من النبياء وهذا دليل أن لكل عصر أسلوب دعوي‬

‫خاص فيه يعتمد على الناس أنفسهم وعلى وسائط الدعوة المتوفرة في أي عصر من‬

‫العصور وعلى مؤهلت الداعية إوامكانياته‪.‬‬ ‫والسورة تتحد‪.‬ث عن العلم والشعراء الذين هم رمز العلم خاصة في عصر النبي‬ ‫صلى ال عليه‬

‫وسلم كان شعراء السلم وسيلة تأثير هاّم ةر في المجتمع آنذا ك خاصة أن‬

‫العرب كانوا أهل شعر وفصاحة فكانت هذه الوسيلة تخاطب عقولهم بطريقة خاصة‪.‬‬ ‫أما في عصر موسى فكان السحر هو المنتشر فجاءت حجة موسى‬

‫صلى ال عليه وسلم‬

‫بالسحر الذي يعرفه أهل ذل ك العصر جيدًا وهكذا على مّر العصور والزمان‪ .‬وفي كل‬

‫العصور فإن وسيلة العلم سلح ذو حدين قد تستخدم للهداية )كسحر موسى وشعراء‬ ‫السلم( وقد تستخدم للغواية والضلل والضلل )كسحرة فرعون وشعراء قريش‬

‫الكّفار(‪.‬‬

‫سمّيت السورة بالتشعراء كما أسلفنا لن الشعراء في عصر النّبوة كانوا من أحد وسائل‬

‫العلم ولم يكونوا جميعًا كما وصفتهم الية ‪َ) 226‬وأَرّنهُْم َيُقوُلوَن َم ار َل َيْفَع لُروَن ( ريقولون ما ل‬ ‫ّ ِ‬ ‫يفعلون إنما كان منهم )ِإّل الِّذ يرن آم ُنروا وَعرِمرلُرواال ّ ِ ِ‬ ‫ص ُرر وارِم نر َبْع ِدر َم ار‬ ‫ص ارلَح ارت َو َذرَكرُرر واراللَه َك ثريًراَوارنتَ َ‬ ‫َ َ َ‬

‫ظَلُم ورا أَّي ُم نرَقلٍَب َينَقِلُبوَن ( آية ‪ 227‬وسيلة للدعوة والهداية‪.‬‬ ‫ظُِلُم ورا َو َسرَيرْع لَرُمالِّذ يرَن َ‬

‫‪78‬‬


‫وقد ختمت السورة كما ابتدأت بالرد على افتراء المشركين على القرآن الذي أنزله ال‬ ‫تعالى هداية للخلق وشفاء لمراض النسانية‪.‬‬

‫‪ . 27‬سورة النمل ) هدف السورة‪:‬‬ ‫التفوق الحضاري مع تذكر ا تعالى(‬

‫سورة النمل سورة مكّية وهي سورة خطيرة عن التفوق الحضاري لتثبت أن الدين ليس‬

‫دين عبادة فقط وأنما هو دين علم وعبادة ويجب أن تكون المة المسلمة الموّح دررة متفوقة‬ ‫في العلم ومتفوقة حضاريًا لن هذا التفوق هو سبب لتمّيز أمة السلم كما حصل في‬

‫العصر الذهبي للسلم الذي انتشر من الشرق إلى الندلس بالعلم والدين الحنيف وقد‬ ‫تمّيز فيه العلماء المسلمون في شتى مجالت العلوم‪.‬‬

‫وفي سورة النمل خطة محكمة لبناء مؤسسة أو شركة أو مجتمع أو أمة غاية في الرقي‬ ‫والتفوق من خلل آيات قصة سيدنا سليمان مع بلقيس ونستعرض عناصر قوة هذه‬

‫المملكة الراقية التي يعلمنا إياها القرآن الكريم‪:‬‬

‫أهمية العلم‪ :‬ابتداء القصة من الية ‪َ) 15‬و لَرقَْد آتَْي َنرار َد ارُو ورَد َو ُس رلَرْي َمرارَنِع ْلرًم ارَو قَرراَل اْلَح ْم رُدرِللِّه الِّذ ي ر‬

‫فَ ّ‬ ‫ض لَرَنار َع لَررى َك ثِريٍر ّم ْنر ِع َبرراِد ِه راْلُم ْؤر ِمرنِرريَن ( رفقد كان عند داوود وسليمان تفوق حضاري بالعلم‬

‫الذي آتاهم إياه ال تعالى وهم مدركين قيمة هذا العلم‪.‬‬

‫‪.‬ثرُس لَرْي َمرارُن َد ارُو ورَد َو قَرراَل َيا أَّيَها الّناُس ُع لّرْم َنررا َمنإِطَقإ بالطّْنْيِر َوأُإوتِنْينَكا ِم نإ ُك ّلإ َش ْ يإ ٍءإِإّن‬ ‫توارث الجيال للعلم )َو َورِرر َ‬

‫ض ُل راْلُم بِريُن ( ر آية ‪ 16‬والهتمام باللغات المختلفة )لغة الطير( وأهمية وجود‬ ‫َهَذرار لَهَُو اْلفَ ْ‬ ‫المكانيات والموارد والعمل على زيادتها )وأوتينا من كل شيء(‬

‫وجود نظام ضبط وربط ووجود تعدد في الجنسيات والكائنات )َو ُحرِشر َرِل رُس لَرْي َمرارَن ُج ُنرروُد هُر ِم َنر اْلِج ّن ر‬ ‫َوار ِْل ن ر ِ‬ ‫سَوارلطّْي ِررفَهُْم ُيوَزُع ورَن ( ر آية‪.17‬‬ ‫أهمية التدريب الميداني للفراد‪َ) :‬و تَرفَقَّد الطّْي َرر فَ​َقاَل َم ار ِلَي َل َأَرىراْلهُْد ُهرَد أَْم َك ارَن ِم َنر اْلَغارئِ​ِبيَن ( ر آية‬

‫‪ 20‬بدليل أن الهدهد كان في مهمة تدريبية‬

‫طاٍن ّم بِريٍن (ر ر آية‪21‬‬ ‫تفقد الرئيس ومتابعيه لعّم انله )َلَُع ّذرَبرّنهُ َع َذرارًبار َش ِدر يرًد ارأَْو َلَْذ َبرَح ّنرهُ أَْو لَ​َيْأتَِيّنير بُِس ْلر َ‬

‫إيجابية الموظفين في العمل الستكتشافي وتحر ي المعلومات الصحيحة‪ :‬فالهدهد كان موظفًا‬

‫‪.‬ثر َغ ْيرَرر َبِع يرٍد فَ​َقاَل‬ ‫غير عادي وكان عنده إيجابية وجاء بأخبار صحيحة ودقيقية )فَ​َم َكر َ‬ ‫ كِم نر َس َبرٍإر بَِنَبٍإر َيِقيرٍن (رر آية ‪22‬‬ ‫ت بَِم ار لَْم تُِح ْ‬ ‫ط ر بِ​ِه َو ِجر ْئ رتُر َ‬ ‫أَ​َح طر ُ‬

‫‪79‬‬


‫مسؤولية الموظفين تجاه الرسالة‪َ) :‬و َجر درتَّها َو قَرْو َم رهَراَيْس ُجرُدرورَن ِللّش ْمر ِ‬ ‫سرِم نر ُد ورِن اللِّه َو َزرّيرَنلَهُ​ُم‬ ‫ص ّد رُهرْم َع ِنر الّس بِريِل فَهُْم َل َيْهتَُد ورَن ( ر آية ‪ 24‬فالهدهد استنكر أن يجد أقوامًا‬ ‫الّش ْير َ‬ ‫طراُن أَْع َمرارلَهُْم فَ َ‬

‫يعبدون غير ال وهذا حرص منه على رسالة التوحيد‪.‬‬

‫ت ِم َنر اْلَك ارِذ بِرريَن ( ر‬ ‫تر أَْم ُك نر َ‬ ‫ص َد رْقر َ‬ ‫أهمية تحّر ي الخبار والتأكد من صحتها وتحليلها‪َ) :‬قاَل َس َنرنظُ​ُر أَ َ‬

‫آية ‪ 27‬لم يصدق سليمان الهدهد بمجرد أن أخبره لكنه أراد أن يتحرى صدقه فيما أخبر‬

‫به وهذا حرص المسؤول على صدق ما يصله من معلومات من عّم ارله‪.‬‬

‫تجربة تحّر ي الخبار‪) :‬اْذ َهربر ّبِك تَراِبي َهَذرار فَأَْلِق ْهر ِإلَْي ِهرْمر ثُّم تَ​َو ّل رَع ْنرهُرْم َفانظُْر َم ارَذ ار َيْر ِجرُعرروَن ( ر آية‪28‬‬

‫إرسال الكتاب مع الهدهد إلى بلقيس وقومها‪.‬‬

‫ت َقاِط َع رًةر أَْم ًررراَح تّررى تَْش هَرُد ورِن (ر ر آية‪32‬‬ ‫أهمية التشور ى‪َ) :‬قالَ ْ‬ ‫ت َيا أَّيَها الَم َلُر أَْفُتوِني ِفير َأْم ِررريَم ار ُك نر ُ‬

‫مشاورة بلقيس لقومها‪.‬‬

‫سياسية جس النبض‪َ) :‬و إِارّنريُم ْرر ِسر لَ رةٌِإلَْي ِهرمر بِهَِد ّيرٍة فَ​َناِظ َر رةٌبَِم َيْر ِجرُعارْلُم ْرر َس رلُروَن ( ر آية‪ 35‬بلقيس‬

‫أرسلت هدية لسليمان لترى ردة فعله‪.‬‬

‫همم ْنرهَرا أَِذ لّرًة َوُهرْم‬ ‫إمتل كن قوة عسكرية هائلة‪) :‬اْر ِجرْعِإرلَْي ِهرْمر َفلَ​َنْأتَِيّنهُْم بُِج ُنرروٍد ّل ِقَبرَلر لَُهم بَِها َو لَرُنْخ ِررَجر ّنر ُ ّ‬ ‫ص ارِغ ُر رورَن ( ر آية‪ 37‬وهي ضرورية لية أمة تريد أن تنشر دين ال في الرض وتدافع‬ ‫َ‬

‫عنه‪.‬‬

‫ت ّم َنر‬ ‫التكنولوجيا الراقية‪َ) :‬قاَل َيا أَّيَها الَم َلُر أَّيُك ْمر َيْأِتيِني ِبَعْرر ِشر هَراقَْب َلر َأن َيْأُتوِني ُم ْسر ِلرِم يرَن* َقاَل ِع ْفرري ٌ‬ ‫ي أَِم يرٌن * َقاَل الِّذ ي ر ِع نرَد هُر ِع ْلرٌم ّم َنر اْلِك تَراِب أَ​َنار‬ ‫ كر َو إِارّنري َع لَرْي ِهر َلَقِو ّ‬ ‫ ك بِ​ِه قَْب َلر َأن تَُقوَم ِم نر ّم قَراِم َ‬ ‫اْلِج ّنر أَ​َنا آِتي َ‬ ‫ض ِل رَر ّبريرِلَيْب لُرَو نِرريأَأَْش ُكرُرر أَْم أَْك فُرُر‬ ‫ كر َ‬ ‫طْر فُر َ‬ ‫ ك بِ​ِه قَْب َلر َأن َيْر تَرّدِإلَْي َ‬ ‫آِتي َ‬ ‫ كَفلَّم ار َرآهُ​ُم ْسرتَرِق ّرراِع نرَد هُر َقاَل َهَذرار ِم نر فَ ْ‬

‫َو َمرنرَش َكرَرر فَِإّنَم ار َيْش ُكرُرر ِلَنْفِس ِه رَو َمرنرَك فَرَر فَِإّن َر ّبرريَغ نِرّي َك ِرريرٌم (ر آية‪ 38‬إلى آية ‪ 40‬نقل عرش‬

‫بلقيس في زمن قياسي من مكانه إلى قصر سليمان وهو ما يعرف في عصرنا الحاضر‬ ‫بانتقال المادة‬

‫ت َك أَرّنهُ ُهَو َوأُروِتيَنار اْلِع ْلرَم ِم نر‬ ‫ت ِقيرَل أَ​َهَكرَذرار َع ْرر ُشرِ كرَقالَ ْ‬ ‫الذكاء والديبلوماسية في السياسة‪َ) :‬فلَّم ار َج اررء ْ‬

‫قَْب ِلرَها َو ُكرّنرا ُم ْسر ِلرِم يرَن ( ر آية‪ 42‬أجابت بلقيس كأنه هو حتى ل يظهر أنها ل تعرف‪.‬‬

‫تَع نر‬ ‫الستسلم أمام تكنولوجيا غير عادية‪ِ) :‬قيرَل لَ​َها اْد ُخرِلرري ال ّ‬ ‫ص ْررَحَفلَّم ار َرأَتْهُ َح ِسر َب رتْهُلُّج ًةر َو َكرَشرفَر ْ‬ ‫ترَم َعر ُس لَرْي َمرارَن ِللِّه َر ّ‬ ‫ت َر ّ‬ ‫بر‬ ‫برِإّنير َ‬ ‫ص ْررٌحّم َمرّررٌدرّم نر قَ​َوارِر يرَرَقالَ ْ‬ ‫تر َنْفِس ي رَوأَرْس لَرْم ُ‬ ‫ظلَْم ُ‬ ‫َس ارقَْي هَرا َقاَل ِإّنهُ َ‬ ‫اْلَعارلَِم يرَن ( ر آية‪ 44‬جعل الزجاج فوق الماء كانت تكنولوجيا غير عادية في ذل ك الزمان فلم‬

‫تستطع بلقيس إل أن تسلم‪ .‬وهنا نلحظ الفرق بين رّد بلقيس التي كانت تقّد رر العلم فقد‬

‫‪80‬‬


‫بهرتها هذه التكنولوجيا التي رأتها بأم عينها فأسلمت مباشرة بل تردد‪ ،‬أما في الية )َفلَّم ار‬

‫َج اررءتْهم آَياتَُنار م ْبر ِ‬ ‫صر َرر رَةًقالُوا َهَذرار ِس ْح رٌر رّم بِريٌن ( ر‪ 13‬في قصة سيدنا موسى ‪ ‬اعتبر قومه اليات‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬ ‫المعجزة التي جاء بها سحر لنه لم يكن لديهم علم أو تكنولوجيا‪.‬‬

‫نلّخ صر عناصر التفوق الحضار ي بالنقاط التالية‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫ض ارِح ًك رارّم نر قَْو ِلرَها َو قَرراَل َر ّ‬ ‫ ك الِّتي‬ ‫برأَْو ِزرْع نِر أَ‬ ‫ريْن أَْش ُكرَرر نِْع َمرتَر َ‬ ‫الهدف السامي )فَتَ​َبّس َمر َ‬

‫ ك ر‬ ‫ترَع لَرّي َوَعر لَررىَوارِلَد ّ‬ ‫ كِفير ِع َبرراِد َ‬ ‫ض رارهَُوأَرْد ِخرْلرِنيبَِر ْحر َم رتِر َ‬ ‫أَْن َعرْمر َ‬ ‫ص ارِلًح ا رتَْر َ‬ ‫يرَوأَرْن أَْع َمرَلر َ‬ ‫ص ارِلِح يرَن ( ر آية‪19‬‬ ‫ال ّ‬ ‫ق رالطّْي ِرر َوأُروِتيَنار ِم نر ُك ّلر‬ ‫‪.2‬‬ ‫العلم )َو َورِرر َ‬ ‫‪.‬ثرُس لَرْي َمرارُن َد ارُو ورَد َو قَرراَل َيا أَّيَها الّناُس ُع لّرْم َنرار َم نرِط َ‬ ‫ض ُل راْلُم بِريُن ( ر آية ‪16‬‬ ‫َش ْير ءٍ رِإّن َهَذرار لَهَُو اْلفَ ْ‬

‫‪.3‬‬ ‫التكنولوجيا )ِقيرَل لَ​َها اْد ُخرِلرري ال ّ‬ ‫ص ْررَحَفلَّم ار َرأَتْهُ َح ِسر َب رتْهُلُّج ًةر َو َكرَشرفَر ْ‬ ‫تَع نر َس ارقَْي هَرا َقاَل ِإّنهُ‬ ‫ترَم َعر ُس لَرْي َمرارَن ِللِّه َر ّ‬ ‫ت َر ّ‬ ‫براْلَعارلَِم يرَن ( ر‬ ‫برِإّني َ‬ ‫ص ْررٌحّم َمرّررٌدرّم نر قَ​َوارِر يرَرَقالَ ْ‬ ‫تر َنْفِس ي رَوأَرْس لَرْم ُ‬ ‫ظلَْم ُ‬ ‫َ‬ ‫آية ‪44‬‬

‫همم ْنرهَرا‬ ‫‪.4‬‬ ‫القوة المادية والعسكرية )اْر ِجرْعِإرلَْي ِهرْمر َفلَ​َنْأتَِيّنهُْم بُِج ُنرروٍد ّل ِقَبرَلر لَُهم بَِها َو لَرُنْخ ِر رَجر ّن ر ُ ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ص ارِغ ُر رورَن ( ر آية‪37‬‬ ‫أَذ لرًة َوُهرْم َ‬

‫‪.5‬‬

‫إيمان أفراد المة بغايتهم )قصة الهدهد(‬

‫تتحد‪.‬ث اليات بعد هذا التفصيل عن عناصر التفوق الحضاري عن ْقدرة بال ف ي بالكون من‬

‫ِ ِ ِ ِّ‬ ‫ِّ ِ‬ ‫طرَفى آللّهُ َخ ْيرٌرر أَّم ار ُيْش ِررُكرورَن*‬ ‫ص َ‬ ‫الية ‪ 59‬إاى آية ‪ُ) 64‬قِل اْلَح ْمرُدرلله َو َسرَلر ٌم رَعر لَررى ع َبرراد ه رالذ يرَن ا ْ‬ ‫ت َبْهَج ٍة رّم ار َك ارَن لَُك ْمر َأن‬ ‫ضَروَأرنَز َللَرُك مر ّم َنر الّس َمرارء َم ارء فَ​َأنَبتَْنار بِ​ِه َح َدرارئِ َ‬ ‫أَّم ْنر َخ لَر َ‬ ‫ق َذ ار َ‬ ‫ق الّس َمرارَوارِتَوارْلَْر َ‬ ‫ض رقَ​َراًراَو َجر َعرَلرِخ َلر لَ ررَهاأَْن هَراًراَو َجر َعرَلر‬ ‫ُتنِبتُوا َش َجر َررَهاأَرِإلَهٌ ّم َعر اللِّه َب ْلر ُهْم قَْو ٌم رَيْع ِدر لُرروَن * أَّم نر َج َعرَلر اْلَْر َ‬ ‫ِ‬ ‫طرّر ِإَذ ار‬ ‫ضر َ‬ ‫ب اْلُم ْ‬ ‫يورَجر َعرَلرَبْي َنر اْلَبْح َر رْيرِنرَح ارِج ًزرراأَِإلَهٌ ّم َعر اللِّه َب ْلر أَْك ثَرُرُهْمرَل َيْع لَرُم ورَن * أَّم نر ُيِج ير ُ‬ ‫لَ​َها َر َورارس َ‬ ‫ف رالّس ورَء َو َيرْج َع رلُرُك ْمرُخ لَرَفاء اْلَْر ِ‬ ‫ض رأَِإلَهٌ ّم َعر اللِّه َقِليًل ّم ار تَ​َذ ّكرُرر ورَن* أَّم نر َيْهِد يرُك ْمرِفير ظُلَُم ارِت‬ ‫َد َعرارهُ َو َيرْك ِشر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ير َر ْحر َم رتِرِهأَِإلَهٌ ّم َعر اللِّه تَ​َعارَلى اللّهُ َع ّمرار ُيْش ِررُكرورَن* أَّم نر َيْب َدرأُر‬ ‫اْلَبّر َوارْلَبْح ِر رَو َمرنرُيْر سر ُل رالّر َيرراَحُبْش ًرراَبْي َنر َيَد ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ق ثُّم ُيِع يرُد هُر َو َمرنرَيْر ُزر رقُرُك مّرم َنر الّس َمرارء َوارْلَْر ِ‬ ‫ص ارِد ِق ريرَن ( ر‬ ‫اْلَخ ْلر َ‬ ‫ضأَرِإلَهٌ ّم َعر الله ُقْل َهارتُوا ُبْرَهرارَنُك ْمرِإن ُك نرتُْم َ‬

‫وكأن هذا النتقال يحّذ رر من أن يلهينا التفوق الحضاري عن تذكر ال تعالى وقدرته في‬ ‫الخلق والكون وفي ملكه فهو الذي سبب السباب لكل عناصر التفوق فل يجب أن‬

‫ننشغل بالسباب عن المسبب‪ ،‬فنلحظ تكرر كلمة )ءإله مع ال( بمعنى إياكم أن تنسوا‬ ‫رب الكون أو أن تجعلوا له شركاء في تفوقكم‪.‬‬

‫‪81‬‬


‫وتختم السورة بنموذج من نماذج التفوق الحضار ي أل وهي النملة هذه الحشرة الصغيرة قد‬ ‫ظمة‬ ‫أودع ال تعالى فيها من مقومات التفوق ما ل نحصيه فالنمل يعيش في أمة من ّ‬

‫تنظيمًا دقيقًا وعندهم تخزين وعندهم تكييف في أجسادهم وعندهم جيوش إواشارات‬

‫تخاطب وعنده تكنولوجيا ل نعلمها والعلماء يكتشفون يومًا بعد يومًا أشياء ل يمكن‬

‫للعقل تصورها عن هذه الحشرة الضغيرة الحجم‪ .‬فعلينا أن نتعلم من هذه الحشرة التفوق‬ ‫ت َنْم لَرةٌ َيا أَّيَها‬ ‫الحضاري فهي التي قالت مخاطبة النمل )َح تّررى ِإَذ ار َأتَْو ار َع لَررى َوارِد ي رالّنْم ِلر َقالَ ْ‬ ‫الّنْم ُلر اْد ُخرلُروا َم َسرارِك َنرُك ْمرَل َيْح ِط رَم رّنرُك ْمرُس لَرْي َمرارُن َو ُجرُنرروُد هُرَوُهرْم َل َيْش ُعرُر ورَن ( ر آية‪ 18‬حفاظًا عليهم من‬

‫خطر قادم وكأن لديها جهاز إنذار‪ ،‬وقولها )وهم ل يشعرون( دللة إواشارة واضحة أنه‬

‫حتى النمل يعرف أن عباد ال المؤمنين ل يمكن أن يظلموا غيرهم أو يحطمونهم حتى‬ ‫ولو كان مجموعة من النمل‪ .‬ولهذا تبسم سليمان ضاحكًا من قولها ثم دعا ربه وشكره‬ ‫لنه فهم معنى ما قالته النملة‪.‬‬

‫وسمّيت السورة بن)النمل( دللة على أن النمل هذه الحشرات نحجت في الداء وحسن‬ ‫التنظيم والتفوق فكيف بالبشر الذين أعطاهم ال تعالى العقل والفهم فهم أحرى أن‬

‫ينجحوا كما نجح النمل في مهمتهم في الرض وفيها دللة عظيمة على علم الحيوان‪.‬‬

‫‪ . 28‬سورة القصص ) هدف السورة‪:‬‬ ‫الثقة بوعد ا تعالى(‬

‫سورة القصص سورة مكّية ترّك زر في آياتها على قصة سيدنا موسى في مرحلة الولدة‪،‬‬

‫النشأة‪ ،‬الزواج‪ ،‬العودة إلى مصر وتحقق وعد ال ولم ترّك زر السورة على بني إسرائيل‪.‬‬

‫وقد نزلت هذه السورة وقت هجرة الرسول‬ ‫حزينًا لفراق مكة كما قال‬

‫صلى ال عليه‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم من مكة إلى المدينة وكان‬

‫ب بلد ال إلى قلبي ولول أن‬ ‫وسلم‪" :‬وال إن ك أح ّ‬

‫قوم ك أخرجوني ما خرجت"‪ .‬فأنزل ال تعالى هذه السورة تطمينًا لرسوله‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم بأن وعده ستحقق تمامًا كما تحقق وعد ال تعالى لموسى ‪.‬ففي قصة سيدنا موسى‬

‫‪‬‬

‫قال تعالى )وأَرو َحرْيرَنرِإارَلى أُّم م ورس ىر أَْن َأر ِ‬ ‫ضر ِعرريرِفَهِإَذ ار ِخ ْفرِت َع لَرْي ِهر فَأَْلِقيرِه ِفير اْلَيّمر َوَل تَ​َخ ارِفير َوَل تَْح َز رنِرري‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬

‫ِإّنا َراّد ورهُِإلَْي ِ كر َو َجر ارِع لُرروهُِم َنر اْلُم ْرر َس رِلرريَن ( ر آية‪ 7‬وفي قصة سيدنا محمد صل ى بال علنْيه وسل م قال تعالى‬ ‫ض َلر ٍل ر ر‬ ‫ كر اْلقُْرآَنلَ​َراّد َ‬ ‫ضرَع لَرْي َ‬ ‫ كرِإَلى َم َعرارٍد ُقل ّر ّبريأَْع لَرُم َم نر َج اررء ِباْلهَُد ىر َو َمرْنرُهَو ِفير َ‬ ‫)ِإّن الِّذ ي ر َفَر َ‬ ‫ّم بِريٍن (ر ر آية‪ 85‬وهذا تطمين من ال تعالى لرسوله الذي خرج من بلده بعدما ناله قومه‬

‫‪82‬‬


‫بشتى أنواع الذى وأخبره تعالى أنه كما عاد موسى إلى مصر منصو اُر كذل ك سيعود‬

‫الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم إلى مكة فاتحًا منتص ًار مصداقًا لوعد ال تعالى‪ .‬ومن‬

‫المفارقات في قصة موسى ورسولنا‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم أن موسى مك‪.‬ث خارج مصر بين‬

‫‪ 8‬و ‪ 10‬سنوات التي كانت مهر ابنة شعيب‪ ،‬والرسول صلى اله عليه وبار ك وسلم عاد‬

‫لفتح مكة في السنة الثامنة واخننمت الرسالة في السنة العاشرة‪ ،‬والرسول خرج من مكة‬

‫متخفيًا وكذل ك خرج موسى من مصر خائفًا يترقب‪ ،‬فكأنما القصتان متشابهتان إلى أبعد‬ ‫الحدود‪ .‬وفي هذه السورة توجيه لمة السلم أنه مهما كانت الظروف صعبة فعليهم أن‬

‫يثقوا بوعد ال تعالى لهم )وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في‬

‫الرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من‬

‫بعد خوفهم أمنا يعبدونني ل يشركون بي شيئًا ومن كفر بعد ذل ك فأولئ ك هم الفاسقون(‬ ‫سورة النور آية ‪.55‬‬

‫تبدأ السورة )َنْتلُوا َع لَرْي َ كر ِم نر ّنَبِإر ُم ورَس ىر َو ِفرْررَع ْور َِبان رْلَح ّق ر ِلقَْو ٍم رُيْؤ ِم رُنروَن ( ر آية‪ : 3‬الخطاب موّج هر‬

‫للمؤمنين لنهم يؤمنون ويثقون بوعد ال‪.‬‬

‫عرض الواقع الصعب لموسى صلى اله عليه وبار ك وسلم ‪ِ) :‬إّن ِفْررَع ْور َن رَع َلر ِفير اْلَْر ِ‬ ‫ض رَو َجر َعرَلر‬

‫طائِفًَة ّم ْنرهُرْم ُيَذ ّبرُح أَْب َنراءُهْم َو َيرْس تَرْح يِررينَِس ارءُهْمر ِإّنهُ َك ارَن ِم َنر اْلُم ْفرِس ِد ريرَن ( ر آية‪،4‬‬ ‫فر َ‬ ‫ض ِع ر ُ‬ ‫أَْه لَرَها ِش َيرًع ارَيْس تَر ْ‬

‫فالوضع قاتم والظروف المحيطة صعبة للغاية‪.‬‬

‫ض ِع رفُرواِفير اْلَْر ِ‬ ‫ض رَو َنرْج َع رلَرهُْمأَئِّم ًةر َو َنرْج َع رلَرهُ​ُماْلَوارِر ثِريَن*‬ ‫مراد ال تعالى‪َ) :‬و ُنرِر يرُدَأن ّنُم ّنر َع لَررى الِّذ يرَن اْس تُر ْ‬ ‫َو ُنرَم ّكرَنرلَهُْم ِفير اْلَْر ِ‬ ‫ض رَو ُنرِريِفْررَع ْور َ​َن روَهرارَم ارَنَو ُجرُنرروَد ُهرَم ارِم ْنرهُرم ّم ار َك ارُنوا َيْح َذ رُرر ورَن ( ر آية‪ 5‬و ‪ 6‬فهو‬

‫سبحانه يريد أن يمّن على عباده‪.‬‬

‫الخطوة الولى في تحقيق مراد ال تعالى الذي يتم عبر عدة خطوات ويستغرق زمنًا طويل‬

‫فقد رجع موسى نبيًا لقومه بعد ‪ 10‬سنوات من خروجه من مصًر )َوأَرْو َحرْيرَنرِإارَلى أُّم ُم ورَس ىر‬

‫أَْن َأر ِ‬ ‫ضر ِعرريرِفَهِإَذ ار ِخ ْفرِت َع لَرْي ِهر فَأَْلِقيرِه ِفير اْلَيّم َوَل تَ​َخ ارِف ير َوَل تَْح َز رنِرريِإّنا َراّد ورهُِإلَْي ِ كر َو َجر ارِع لُرروهُِم َنر‬ ‫ْ‬

‫اْلُم ْرر َس رِلرريَن ( ر آية‪ .7‬فالخطوة الولى تبدأ بأم ترضع أبنها وبقصة مولد أّم ةر بطفل يرمى في‬

‫البحر بعدما أرضعته أمه‪ ،‬فما هذه الثقة بوعد ال من أم موسى التي يوحي لها تعالى أن‬ ‫إذا خفت عليه ألقيه في اليم؟ أي أٍم يمكن أن تفعل هذا؟ هي أم موسى لنه تعالى قال‬ ‫وقوله حق ووعده حق‪) :‬إنا ارّد وره إلي ك( ثم يلتقط موسى الرضيع أشد أعدائه فيقذف تعالى‬ ‫‪83‬‬


‫حب موسى في قلب زوج فرعون‪ .‬وهنا ل بد من الشارة أن للمرأة في قصة سيدنا‬ ‫موسى دور كبير بارز ومؤثر جدًا‪ :‬من أمه التي أطاعت وحي ال‪ ،‬إلى زوجة فرعون‬

‫التي رّبته كابنها‪ ،‬إلى أخت موسى )فبصرت به عن جنب( التي دّلت آل فرعون على‬

‫أهل بيت يكفلونه )اي أمه(‪ ،‬إلى دور ابنة شعيب التي تزوجها فيما بعد لما قالت لبيها‬ ‫)يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي المين( وهكذا هي الحال مع الرسول صلى اله‬

‫عليه وبار ك وسل‬

‫فقد ككان لدور بالسنْيدة خديجة رض ي بال عنهكا أبلغ بالثر ف ي بدباية بالدعوة وبالوح ي‪.‬‬

‫تحقيق وعود ال‪ :‬الوعد الول )وأَرو َحرْي رَنرِإارَلى أُّم م ورس ىر أَْن َأر ِ‬ ‫ضر ِعرريرِفَهِإَذ ار ِخ ْفرِت َع لَرْي ِهر فَأَْلِقيرِه ِفير اْلَيّم‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َوَل تَ​َخ ارِفير َوَل تَْح َز رنِرريِإّنا َراّد ورهُِإلَْي ِ كر َو َجر ارِع لُرروهُِم َنر اْلُم ْرر َس رِلرريَن ( ر آية‪ 7‬تحقق في )َفَر َدرْدرَنرراهُِإَلى أُّم ِهر َك ْير‬ ‫تَقَّر َع ْيرُنرَها َوَل تَْح َز رَنرَو ِلرتَْع لَرَم أَّن َوْعر َدراللِّه َح ّ‬ ‫ق ر َو لَرِك ّنرأَْك ثَرَرُهْمَل َيْع لَرُم ورَن ( ر الية‪ 13‬والوعد الخر‬ ‫)جاعلوه من المرسلين( آية ‪ 7‬تحقق الوعد في قوله )َفلَّم ار أَ​َتاَهار ُنوِد ي ر ِم نر َش ارِط ِئ راْلَوارِد ي راْلَْي َمرِنر ِفير‬ ‫اْلُبْقَعِةر اْلُم َبراَر َكرِةرِم َنر الّش َجر َررِةَأن َيا ُم ورَس ىر ِإّنير أَ​َنا اللّهُ َر ّبراْلَعارلَِم يرَن ( ر آية‪ .30‬ثم وعد آخر في قوله‬ ‫طاًنار فَ​َل َي ِ‬ ‫ص لُرروَن ِإلَْي ُكرَمرارِبآَياتَِنار َأنتَُم ار َو َمرِنراتَّبَع ُكرَمرار‬ ‫ ك َو َنرْج َع رُلرلَُك َمرار ُس ْلر َ‬ ‫ كربِأَِخ ير َ‬ ‫ضرَدر َ‬ ‫)َقاَل َس َنرُش ّدر َع ُ‬

‫فر َك ارَن‬ ‫اْلَغارِلُبوَن ( ر آية ‪ 35‬ويتحقق هذا الوعد في )فَأَ​َخ ْذ رَنرراهُ َو ُجرُنرروَد هُرفَ​َنَبْذ َنرراُهْم ِفير اْلَيّم َفانظُْر َك ْير َ‬ ‫ع ارِقبرةُر ال ّ‬ ‫ظاِلِم يرَن ( ر آية‪ 40‬فوعد االه تعالى تحقق بغرق فرعون وقيادة موسى لبني إسرائيل‪.‬‬ ‫َ َ‬

‫فالسورة عبارة عن وعود من ال تعالى لموسى ‪ ‬ثم تتحقق هذه الوعود‪.‬‬

‫وكذل ك بالنسبة إلى رسولنا الكريم صلى اله عليه وبار ك وسلم وعده ال تعالى )ِإّن الِّذ ي ر‬

‫ض َلر ٍل رر(ر ر آية‪ 85‬وقد‬ ‫ كر اْلقُْرآَنلَ​َراّد َ‬ ‫ضرَع لَرْي َ‬ ‫ كرِإَلى َم َعرارٍد ُقل ّر ّبريأَْع لَرُم َم نر َج اررء ِباْلهَُد ىر َو َمرْنرُهَو ِفير َ‬ ‫َفَر َ‬ ‫تحقق هذا الوعد وفتح الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم مكة وأسلمت الجزيرة العربية وتحقق‬

‫وعد ال تعالى لرسوله صلى اله عليه وبار ك وسلم كما تحقق وعد ال لموسى عليه‬ ‫السلم وأمه‪.‬‬

‫ ك الّد ارُر اْل ِخ ررَررَنةُْج َع رلُرَها ِللِّذ يرَن َل ُيِر يرُد ورَنُع لُرّوارِفير اْلَْر ِ‬ ‫ض رَوَل‬ ‫لمن تتحقق الوعود؟ تأتي الية ‪) 83‬تِْل َ‬

‫فَ​َس ارًد ار َوارْلَعارِقَبرةُرِلْلُم تّرِقيرَن ( رفي نهاية السورة تخبرنا أن وعد ال تعالى يتحقق لعباده المتقين‬

‫والذين ل يريدون الستعلء في الرض‪ .‬وهذه هي الية التي قالها عمر بن عبد العزيز‬

‫وهو يسلم الروح‪ .‬إن وعد ال تعالى يتحقق للمؤمنين من عباده‪.‬‬

‫‪84‬‬


‫ص يرره(‬ ‫ص لغة هو اتباع الثر حتى نهايته )وقالت لخته ق ّ‬ ‫سمّيت السورة بن )القصص(‪ :‬ق ّ‬

‫ص عليه القصص( فلو تتبعنا القصص في هذه السورة سنجد أن وعد ال‬ ‫)ولّم ار جاءه وق ّ‬ ‫يتحقق دائمًا‪.‬‬

‫ملحوظة‪ :‬السورة تؤكد على أن المل ك كله ل‪ ،‬وبين هذه السورة وقصة موسى مع الخضر‬ ‫في سورة الكهف تشابه فكل القصص التي استنكرها موسى واعترض عليها وهو‬

‫بصحبة الخضر حصلت له في حياته في سورة القصص‪ :‬اعترض على خرق السفينة‬

‫ل‪ ،‬واعترض على عدم‬ ‫وهو رمي في البحر‪ ،‬واعترض على قتل الغلم وهو قتل رج ً‬ ‫استضافة أهل القرية لهم وموسى استضافه شعيب وأهله‪.‬‬

‫توجيه‪ :‬إذا كانت الدنيا صعبة والظروف قاسية فثقوا في وعد ال إذا كنتم مؤمنين إواذا‬ ‫كان ال تعالى وعد أمة السلم أنه سيستخلفهم في الرض ويمكن لهم دينهم فثقوا أن‬

‫هذا الوعد سيتحقق بإذن ال وقد قال‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم في الحدي‪.‬ث الشريف‪" :‬إن ال‬

‫زوى الرض لي فوجدت أن مل ك أمتي سيبلغ ما زوى ال لي من الرض"‪ .‬فصدق ال‬ ‫تعالى بوعده وصدق رسوله الكريم‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم‪ .‬فهما كان حال المة المسلمة هذا‬

‫الزمان فل بد لنا من الثقة بوعد ال لكن علينا أن نكون مؤمنين حقًا ليتحقق لنا وعده جّل‬ ‫وعل‪.‬‬

‫‪ . 29‬سورة العنكبوت ) هدف‬ ‫السورة‪ :‬جاهد الفتن(‬

‫سورة العنكبوت مكّية وتدور آيات السورة حول الفتن وسّنة البتلء في هذه الحياة وقد‬

‫نزلت في وقت كان المسلمون يتعرضون في مكة لقسى أنواع المحنة والشّد ةر‪ .‬فالنسان‬ ‫معّر ضرلن يفتن في كثير من المور كفتنة المال والبنين والدنيا والسلطة والشهوات‬ ‫والصحة والهل وهذا من تدبير ال تعالى ليبلوا الناس أيهم أحسن عمل وليعلم صدق‬ ‫العباد وليختبرهم في إيمانهم وصدقهم‪.‬‬

‫تبدأ السورة الكريمة تتحد‪.‬ث بصراحة عن فريق من الناس يحسبون اليمان كلمة تقال‬ ‫باللسان فإذا نزلت بهم محنة انتكسوا إلى جحيم الضلل وارتدوا عن السلم تخاصًا من‬ ‫ب رالّناُس َأن ُيتَْر ُكروراَأن َيُقولُوا آَم ّنرا َوُهرْم َل‬ ‫عذاب الدنيا وكأن عذاب الخرة أهون‪) .‬أَ​َح ِسر َ‬ ‫‪85‬‬


‫ُيْفتَُنوَن ( ر آية ‪ 2‬وكذل ك تأتي الية الخيرة في السورة )َوارلِّذ يرَنَج ارَهُدرورا ِفيرَنار لَ​َنْهِد َيرّنهُْم ُس ُبرلَرَنار َو إِارّنر‬

‫اللَّه لَ​َم َعر اْلُم ْحر ِس رنِريَن( آية ‪ ،69‬تتحد‪.‬ث عن الفتن وكأن في ذل ك إشارة إلى أن الفتن مستمرة‬ ‫في حياة الناس‬

‫عرض الفتن التي قد يمتحن ال تعالى بها الخلق وذكر كيفية مجاهدتها‬

‫استعراض قصص ال ننبياء وكيف واجهوا الفتن وجاهدوها ابتداء من قتنة سيدنا نوح ‪ ‬في‬ ‫قومه وقد ذكرت اليات مدة لب‪.‬ث نوح في أهله لتأكيد استمرار الفتن على مًر العصور‪،‬‬

‫ثم تتحد‪.‬ث اليات عن فتنة سيدنا ابراهيم ‪ ‬ثم لوط وشعيب وتحدثت اليات عن بعض‬ ‫المم الطغاة المتجبرين كعاد وثمود وقارون وهامان وغيرهم مع ذكر ما حّل بهم من‬

‫الهل ك والدمار‪ .‬وفي هذ القصص كلها دروس من المحن والبتلء تتمثل في ضخامة‬ ‫الجهد الذي يبذله النبياء وضآلة الحصيلة فما آمن مع نوح إل قليل‪.‬‬

‫تختم السورة )َوارلِّذ يرَنَج ارَهُدرورا ِفيرَنار لَ​َنْهِد َيرّنهُْم ُس ُبرلَرَنار َو إِارّنراللَّه لَ​َم َعر اْلُم ْحر ِس رنِريَن( آية ‪ 69‬ببيان جزاء‬

‫الذين صبروا أمام المحن وجاهدوا بأنواع الجهاد النفسي والمالي ووقفوا في وجه المحنة‬ ‫والبتلء‪.‬‬

‫تر‬ ‫لماذا سمّيت السورة بن )العنكبوت(؟‪َ) :‬م ثَرُل الِّذ يرَن اتَّخ ُذرورا ِم نر ُد ورِن اللِّه أَْو ِلرَياء َك َمرثَرِل اْلَعنرَك ُبروِت اتَّخ َذر ْ‬

‫تر اْلَعنرَك ُبروِت لَْو َك ارُنوا َيْع لَرُم ورَن ( ر الية‪ 41‬ضرب ال تعالى لنا هذا المثل‬ ‫َبْي تًرا َو إِارّنرَأْو َهرَنراْلُبُيوِت لَ​َبْي ُ‬ ‫ليدلنا على أن مثلما تتشاب ك وتتعدد خيوط العنكبوت التي ينسجها كذل ك هي الفتن في‬

‫هذه الحياة متعددة ومتشابكة لكن إذا استعان العبد بال فإن هذه الفتن كلها تصبح واهية‬

‫كبيت العنكبوت تمامًا‪ ،‬كيف؟ لن الدراسات العلمية أثبتت مؤخ ًار حقيقة علمية أن ذكر‬

‫العنكبوت ما إن يلّقح النثى حتى تقضي عليه وتقطعه ثم إذا كبر صغار العنكبوت‬

‫ق من أوهن البيوت اجتماعيًا‪ .‬فسبحان الذي يضرب المثال وهو‬ ‫يقتلون أمهم فهو بح ّ‬

‫العليم الحكيم‪ .‬وومثل العنكبوت هنا على عكس المثلة التي ضربها تعالى في النمل‬

‫والنحل‪ .‬فالنمل عبارة عن أّم ةر منظمة دقيقة رمز التفوق الحضاري‪ ،‬أما النحل فضربه‬

‫ل أنها لما أطاعت خالقها أخرج من بطونها العسل‪ ،‬سبحانه ما أعظم‬ ‫ال تعالى لنا مث ً‬ ‫خلقه وما أحكم تدبيره‪.‬‬

‫‪86‬‬


‫‪ . 30‬سورة الروم ) هدف السورة‪:‬‬ ‫آيات ا واضحة ب ّينة(‬

‫سورة الروم سورة مكّية وقد نزلت لتنبئ الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم والمسلمين بأمر غيبي‬

‫سيقع بعد أعوام وهو انتصار الروم على الفرس بعد أن هزموا وهذا الخبار بأمر غيبي‬

‫هو في قمة العجاز ومن أظهر الدللت على نبوة وصدق الرسول الكريم‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم‪ .‬وآيات السورة تتحد‪.‬ث عن آيات ال المبهرة في الكون وقد تكررت كلمة )ومن آياته‬

‫في السورة ‪ 7‬مّرات(‪ .‬وهذهاليات واضحة بّينة لمن نظر وأمعن في ملكوت ال‬ ‫ومخلوقاته وكأن هذه اليات هي كتاب ال المنظور التي منها يستدل النسان على‬

‫عظمة ال وقدرته والقرآن الكريم هو كتاب ال المقروء الذي يوصلنا إلى معرفة ال‬ ‫واستشعار عظمته في خلقه سبحانه‪.‬‬

‫َو ِمرْنرآَياتِ​ِه أَْن َخ لَرقَُك مر ّم نر تَُراٍب ثُّم ِإَذ ار َأنُتم َبَش ٌرر َتنتَِش ُر رورَن)آية ‪(20‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫ق لَُك مر ّم ْنر َأنفُِس ُك رْمر أَْز َوررارًج لّا رتَْس ُكرُنروا ِإلَْي هَرا َو َجر َعرَلرَبْي َنرُك مر ّم َور ّدرةًرَو َررْحر َم رِإًةرّن‬ ‫‪.2‬‬ ‫َو ِمرْنرآَياتِ​ِه أَْن َخ لَر َ‬ ‫ ك َل َي رارٍتلّقَْو ٍم رَيتَفَّك ُرر ورَن)آية ‪(21‬‬ ‫ِفير َذ ِلر َ‬ ‫قر الّس َمرارَوارِتَوارْلَْر ِ‬ ‫ ك َل َي رارٍت‬ ‫ضَروارْخ تِرَل ُأَ‬ ‫‪.3‬‬ ‫فْلر رِس َن رتُِك ْمرَوَأرْلَوارنُِك ْمرِإّن ِفير َذ ِلر َ‬ ‫َو ِمرْنرآَياتِ​ِه َخ ْلر ُ‬ ‫لّْلَعارِلِم يرَن )آية ‪(22‬‬

‫ ك َل َي رارٍتلّقَْو ٍم رَيْس َمرُعروَن‬ ‫‪.4‬‬ ‫ض ِلرِه ِإّن ِفير َذ ِلر َ‬ ‫َو ِمرْنرآَياتِ​ِه َم َنراُم ُكرمرِباللّْي ِلر َوارلّنَهاِر َوارْب تِرَغ ارُؤ ُكرمرّم نر فَ ْ‬ ‫)آية ‪(23‬‬

‫‪.5‬‬

‫ض رَبْع َدر‬ ‫ق رَخ ْورفًرراَو َ‬ ‫َو ِمرْنرآَياتِ​ِه ُيِر يرُك ُمراْلَبْر َ‬ ‫طرَم ًعرارَو ُيرَنّزر ُلرِم َنر الّس َمرارء َم ارء فَُيْح يِرري بِ​ِه اْلَْر َ‬

‫ ك َل َي رارٍتلّقَْو ٍم رَيْع ِقرلُروَن )آية ‪(24‬‬ ‫َم ْور تِرَهاِإّن ِفير َذ ِلر َ‬

‫ضبِرأَْم ِررِهثُّم ِإَذ ار َد َعرارُك ْمر َد ْعر َورةًرّم َنر اْلَْر ِ‬ ‫ض رِإَذ ار َأنتُْم‬ ‫‪.6‬‬ ‫َو ِمرْنرآَياتِ​ِه َأن تَُقوَم الّس َمرارء َوارْلَْر ُ‬ ‫تَْخ ُر رُجر ورَن)آية ‪(25‬‬

‫‪.7‬‬

‫ ك بِأَْم ِررِهَو ِلرتَْب تَرُغوا‬ ‫َو ِمرْنرآَياتِ​ِه َأن ُيْر ِسر َل رالّر َيرراَحُم َبرّش َرراٍتَو ِلرُيِذ يرقَُك مرّم نر ّر ْحر َم رتِرِهَو ِلرتَْج ِر ر َا‬ ‫يْلُفْل ُ‬

‫ض ِلرِه َو لَرَع لّرُك ْمرتَْش ُكرُرر ورَن ‪ .‬ر )آية‪(46‬‬ ‫ِم نر فَ ْ‬

‫ضَرو َمرارَبْي َنرهَُم ار ِإّل ِباْلَح ّ‬ ‫قر‬ ‫وتطلب منا اليات )أَ​َو لَرْم َيتَفَّك ُرر وارِفير َأنفُِس ِه رْمرَم ار َخ لَر َ‬ ‫ق اللّهُ الّس َمرارَوارِتَوارْلَْر َ‬ ‫َوأَرَج ٍل رّم َسرّمرىرَو إِارّنرَك ثِريًراّم َنر الّنا ِ‬ ‫س بِ​ِلَقاء َر ّبرِه ْمرلَ​َك ارِف ُرر ورَن ( ر آية‪ 8‬أن نتفكر في خلق ال بالنظر إلى‬

‫هذه اليات المبهرة المنشرة في السموات والرض‪.‬‬

‫‪87‬‬


‫اليات )ُغ ِلرَب ِ‬ ‫ت الّر و رم* ِفير أَْد نَإ ى باْلَْر ِ‬ ‫ض ِع رِس نِريَن ِللِّه اْلَْم ُرر ِم نر‬ ‫ض َوُهرم ّم نر َبْع ِدر َغ لَربِ​ِه ْمر َس َيرْغ ِلرُبوَن * ِفير بِ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍِ‬ ‫ص ُرر َم نر َيَش ارء َوُهرَو اْلَعِزريرُزالّر ِحر يرُم* َوْعر َدراللِّه َل‬ ‫قَْب ُلر َو ِمرنرَبْع ُدر َو َيرْو َم رئرذَيْفَرُحاْلُم ْؤر ِم رُنروَن* بَِن ْ‬ ‫ص ِر رالله َين ُ‬ ‫ف اللّهُ َوْعر َدرهُرَو لَرِك ّنرأَْك ثَرَر الّنا ِ‬ ‫س َل َيْع لَرُم ورَن ( ر من‪ 2‬إلى ‪ 6‬تتحد‪.‬ث عن الخبار بنصر الروم‬ ‫ُيْخ ِل ر ُ‬

‫بعد سنين وهذا وعد من ال تعالى وهي عبارة عن آية مادية للمتشككين في آيات ال‬

‫الكونية فلّم ار حصل ما أخبر ال تعالى به يتفكر هؤلء بأن إذا كانت هذه الية المادية‬

‫تحققت فهذا دليل صدق الرسالة والنبوة فيصدقوا كل اليات الكونية ويؤمنوا بخالق هذا‬

‫الكون‪ .‬وفي السورة دليل إعجاز علمي آخر وهو في قوله تعالى )في أدنى الرض( ولم‬

‫يكتشف العلم إل مؤخ ًار أن هذه الرض التي هي البحر المّيت إنما هي حقيقة أخفض‬

‫نقطة على سطح الرض وهذه معجزة أخرى‪.‬‬

‫وقد اشتملت السورة على آيات غير الكونية منها آيات اقتصادية في تحريم الربا )َو َمرار‬

‫آتَْي تُرم ّم نر ّر ًبرارلَّيْر ُبرَوِفير َأْم َورارِلالّنا ِ‬ ‫ ك ُهُم‬ ‫س فَ​َل َيْر ُبرروِع نرَد اللِّه َو َمرارآتَْي تُرم ّم نر َز َكرارٍةتُِر يرُد ورَن َو ْجر َه راللِّه فَأُْو لَ رئِ َ‬ ‫ضر ِع رفُرروَن ( ر آية‪ ،39‬وقد أثبت العلم القتصادي مؤخ ًار أن أفضل اقتصاد هو الذي تكون‬ ‫اْلُم ْ‬

‫الفائدة فيه صفر وهذا ل يحصل إل بإلغاء الربا‪ .‬وكذل ك هنا ك أيات أخرى في علم‬ ‫الحيولوجيا والفل ك والقتصاد وغيرها فسبحانه تبار ك ال أحسن الخالقين‪.‬‬

‫‪ . 31‬سورة لقمان ) هدف السورة‪:‬‬ ‫تربية الولد(‬

‫سورة لقمان سورة مكّية وهي تمّثل بحق أفضل طرق تربية الولد وجاءت آياتها فيها رقة‬

‫وحنو ولطف وهدوء‪ ،‬لقمان ينصح ابنه بكل مودة ولطف ورّقة ويكثر من استخدام كلمة‬ ‫)يا بني( وقد أوصاه بوصايا هي قمة الداب الجتماعية والخلق الحميدة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أوصاه بعدم الشر ك بال )َو إِارْذرَقاَل لُْقَم ارُن ِل ْبر رنِرِهَوُهَو َيِع ظُرهُ َيا ُبَنّي َل تُْش ِررْ كرِباللِّه ِإّن‬

‫‪.2‬‬

‫ِ ِ‬ ‫صر ارلُهُِفير َع ارَم ْيرِنر‬ ‫بر الوالدين )َو َور ّ‬ ‫ص رْيرَنرارِْل نرَس ارَن بَِوارلَد ْيرهرَح َمرلَرتْهُ أُّم هُر َوْهرًنرارَع لَررى َوْهرٍنرَو ِف ر َ‬

‫‪.3‬‬

‫ص َلر ةَ ر ر‬ ‫عبادة ال وحسن الخلق ومعرفة حقيقة الدنيا بالصبر‪َ) :‬يا ُبَنّير أَِقِمر ال ّ‬

‫ ك رلَظُْلٌم َع ِظر يرٌم (ر آية‪13‬‬ ‫الّش ْرر َ‬

‫ كِإرلَّي اْلم ِ‬ ‫صر يررُر (ر ر آية‪14‬‬ ‫أَِن اْش ُكرْرر ِلي َو ِلرَوارِلَد ْير َ‬ ‫َ‬

‫ِ‬ ‫ ك ِم ْنر َع ْزرِم راْلُ​ُم ورِر (ر ر آية‪17‬‬ ‫ كر ِإّن َذ ِلر َ‬ ‫ص ارَب َ‬ ‫َوْأرُم ْررِباْلَم ْعرُرر و رفَوارْن هَرَع ِنر اْلُم نرَك ِرر َوار ْ‬ ‫ص بِرْرَع لَررى َم ار أَ َ‬

‫‪88‬‬


‫شر ِفير اْلَْر ِ‬ ‫س َوَل تَْم ِ‬ ‫ كر ِللّنا ِ‬ ‫ض رَم َررًحر اِإرّن اللَّه َل‬ ‫‪.4‬‬ ‫ص ّعرْرر َخ ّدر َ‬ ‫الداب والخلق )َوَل تُ َ‬ ‫ُيِح ّ‬ ‫ب ر ُك ّلر ُم ْخر تَراٍل فَُخ ورٍر (ر ر آية‪18‬‬ ‫ضر ْ ِ‬ ‫الذوق وخفض الصوت )وارْق ِ‬ ‫ كِإّن َأنَك َرر‬ ‫‪.5‬‬ ‫ص ْورتِ ر َ‬ ‫ص ْدرِفرير َم ْشريِر َ‬ ‫ ك َوارْغ ُ‬ ‫ضرم نر َ‬ ‫َ‬

‫‪.6‬‬

‫ِ‬ ‫ت راْلَح ِم ريرِر (ر ر آية‪19‬‬ ‫ص ْور ُ‬ ‫اْلَ ْ‬ ‫ص َورارتلَ َ‬

‫ضر ْ ِ‬ ‫وضع هدف للحياة وأهمية التخطيط‪) :‬وارْق ِ‬ ‫ ك‬ ‫ص ْورتِ ر َ‬ ‫ص ْدرِفرير َم ْشريِر َ‬ ‫ ك َوارْغ ُ‬ ‫ضرم نر َ‬ ‫َ‬

‫ِ‬ ‫ت راْلَح ِمريرِر (ر ر آية‪ ،19‬لن معنى القصد قد يكون أن يكون له‬ ‫ص ْور ُ‬ ‫ِإّن َأنَك َرر اْلَ ْ‬ ‫ص َورارتلَ َ‬

‫هدف في الحياة‪.‬‬

‫ب ورقة حنان وتركز على أن السلم‬ ‫فهذه السورة تضع لآلباء أسلوب وعظ البناء بح ّ‬

‫يرفض التباع العمى لآلباء )َو إِارَذرارِقيرَل لَهُ​ُم اتّبُِعوا َم ار َأنَز َلراللّهُ َقالُوا َب ْلر َنتّبُِع َم ار َو َجر ْدرَنرارَع لَرْي ِهر آَباءَنا‬ ‫طراُن َيْد ُعرورُهْم ِإَلى َع َذرارِب الّس ِعريرِر (ر ر آية‪ ،21‬لكن على الباء أن يساعدوا أبناءهم‬ ‫أَ​َو لَرْو َك ارَن الّش ْير َ‬

‫ويشرحوا لهم حقيقة الحياة ويعظوهم لما فيه خيرهم بأسلوب رقيق لطيف‪.‬‬

‫وتختم السورة بالتأكيد على علم ال تعالى وقدرته في الكون )َيا أَّيَها الّناُس اتّقُوا َر ّبرُك ْمر‬ ‫َوارْخ َش رْورَيارْو ًم رارّل َيْج ِزرريَوارِلٌد َع نر َو لَرِد ِه رَوَل َم ْور لُرروٌدُهَو َج ارٍز َع نر َوارِلِد ِه رَش ْيرًئرار ِإّن َوْعر َدراللِّه َح ّ‬ ‫ق ر فَ​َل تَُغّر ّنرُك ُمر‬ ‫‪.‬ثر َو َيرْع لَرُمَم ار ِفير اْلَْر َحرارِم‬ ‫اْلَح َيرراةُ الّد ْنرَيرار َوَل َيُغّر ّنرُك مرِباللِّه اْلَغُرر ورُر* ِإّن اللَّه ِع نرَد هُر ِع ْلرُم الّس ارَع ِةر َو ُيرَنّزر ُلارْلَغْير َ‬ ‫ي َأْر ٍ‬ ‫ت ِإّن اللَّه َع ِلرريٌم َخ بِرريٌر ( آية ‪ 33‬و‬ ‫ب رَغ ًدرار َو َمرارتَْد ِررريَنْفٌس بِأَ ّ‬ ‫ض رتَُم ور ُ‬ ‫َو َمرارتَْد ِررريَنْفٌس ّم ارَذ ار تَْك ِسر ُ‬

‫‪ 34‬وهذا ما يجب أن يرّبي الباء أبناءهم عليه فل يغتروا بالحياة الدنيا وينسوا من وهب‬

‫هذه الحياة ومن خلق الكون ابتداًء‪ .‬وذكرت الية الخيرة‬

‫ث‬ ‫س كاإَعِة َو يإُنإَّزُل بالْغَْنْي َ‬ ‫)ِإّن اللَّه ِع نرَد هُر ِع ْلإُ م بال ّ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ءي أَْر ٍ‬ ‫ت ِإّن اللَّه َع ِلرريٌم َخ بِرريٌر (ر ر آية‬ ‫سإ بِأَ ّ‬ ‫ض تَُم وإ ُ‬ ‫سإ ّمكاَذبا تَْك سإ ُ‬ ‫ب إغًَد باإ َو َم رارتَْد ِرررينإَْف ٌ‬ ‫َو يإَْعلَإُ م َمكاإ ف ي باْلَْرَح كاإم َو َم رارتَْد ِرررينإَْف ٌ‬

‫‪ 34‬خمس غيبيات ل يعلمها إل ال تعالى‪ :‬علم الساعة‪ ،‬انزال الغي‪.‬ث‪ ،‬علم ما في‬

‫الرحام‪ ،‬الرزق والكسب‪ ،‬ساعة ومكان الموت‪.‬‬

‫‪ . 32‬سورة السجدة ) هدف السورة‪:‬‬ ‫الخضوع لله تبارك وتعالى(‬

‫سورة السجدة سورة مكية وهدفها واضح من اسمها‪ ،‬أل وهو الخضوع ل تعالى لن‬

‫السجود هو صفة الخضوع ل تعالى‪ .‬وفيها آية السجدة )ِإّنَم ار ُيْؤ ِمرُنرِبآَياتَِنار الِّذ يرَن ِإَذ ار ُذ ّكرُرر وار‬

‫بَِها َخ ّرر وارُس ّجر ًدرارَو َسرّبرُح واربَِح ْم رِدرَر ّبرِه ْمرَوُهرْم َل َيْس تَرْك بِرُر ورَن ( ر آية‪ 15‬التي صّو ررت المؤمنين يخّر ورن‬ ‫سجدًا وهذه قمة الخضوع ولذل ك كان الرسول صلى اله عليه وبار ك وسلم يقرأها في‬

‫‪89‬‬


‫الركعة الولى من صلة الصبح يوم الجمعة وهو اليوم الذي مّن ال تعالى بخلق آدم‬

‫‪‬‬

‫‪.‬‬

‫نتيجة عدم الخضوع‪ :‬تبين السورة كذل ك عقاب من ل يخضع ل في الدنيا فعدم الخضوع‬

‫ل في الدنيا إيمانًا به وتعظيمًا له ينتج عنه خضوع ذٍل في الخرة )فَُذ ورقُوا بَِم ار َنِس ي رتُْم ِلَقاء‬ ‫ب اْلُخ ْلرِدر بَِم ار ُك نرتُْم تَْع َمرلُروَن ( ر آية ‪ 14‬و )َوأَرّم ارالِّذ يرَن َفَس قُروا َفَم ْأرَوارُهُم‬ ‫َيْو ِم رُكرْمرَهَذرار ِإّنا َنِس يرَناُك ْمرَو ُذرورقُوا َع َذرار َ‬ ‫ب الّناِر الِّذ ي ر ُك نرُتم بِ​ِه تَُك ّذرُبروَن ( ر آية‬ ‫الّناُر ُك لّرَم ار َأَراُد وراَأن َيْخ ُر رُجر وارِم ْنرهَرا أُِع يرُد ورا ِفيرَها َو ِقريرَل لَهُْم ُذ ورقُوا َع َذرار َ‬ ‫‪ .20‬أما المؤمنون فهم خاضعون ل والسجود ل عندهم عزة ورفعة )تَتَ​َج ارَفى ُج ُنرروُبهُْم َع ِنر‬

‫طرَم ًعرارَو ِمرّمرارَر َز رْقرَناُه ُْمينِف قُروَن ( ر آية ‪.16‬‬ ‫ضر ارِج ِع رَيْد ُعرورَن َر ّبرهُْم َخ ْورفًرراَو َ‬ ‫اْلَم َ‬

‫رسالة السورة هي توجيه للناس بأن يتذكروا الخرة ويخضعوا في الدنيا حتى يكونوا من‬

‫الفائزين في الدنيا والخرة‪.‬‬

‫ونلحظ من خلل أهداف سور القرآن الكريم أنها عبارة عن رسائل لو جمعناها تعطي‬ ‫رسالة كاملة ومنهج متكامل راقي للّم ةر التي تستحق أن تكون مستخلفة في الرض‪.‬‬

‫وهذا القرآن نقل أّم ةر كانت ترعى الغنم إلى أمة قائدة ومعجزة القرآن أنه إذا قرأناه وعملنا‬

‫به ننتقل من أناس ل قيمة لهم إلى عظماء قادة يحكموا الرض بالعدل وبمنهج ال‬ ‫تعالى‪.‬‬ ‫‪ .33‬سورة الزحزاب )هدف السورة‪ :‬الستسل م ل في المواقف الزحرجة(‬

‫الجزاء التي سبقت من القرآن الكريم من الجزء الول إلى جزء ‪ 21‬شملت المنهج‬ ‫الكامل للمسلم الذي هو مستخلف في الرض وكان لكل سورة هدف واضح محدد‬

‫ض حر لنا عنص ًار من عناصر هذا المنهج‪ .‬أما الجزاء القادمة في القرآن من ‪ 22‬إلى‬ ‫يو ّ‬ ‫‪ 30‬فكل مجموعة من السور تشتر ك في هدف محدد مجتمعة وتتطرق كل سورة من‬

‫السور إلى جانب من هذا الهدف كما سنلحظ في السور القادمة‪ .‬ونبدأ بالجزئين ‪ 22‬و‬ ‫‪ 23‬من سورة الحزاب إلى سورة ص والواضح أنها مجتمعة تهدف إلى الدعوة إلى‬

‫الستسلم إلى ال تعالى واسم ديننا السلم وهو التسليم الكامل ل رب العالمين خالقنا‬ ‫والخضوع التام للخالق عّز وجّل ‪.‬ر وكل سورة في هذين الجزئين ترّك زر على جانب من‬

‫ص لر‬ ‫جوانب الستسلم ل تعالى‪ :‬ونستعرض سريعًا هذه الهداف كما هو مبين ثم نف ّ‬

‫كل سورة على حدة‪:‬‬

‫‪90‬‬


‫بالسورة‬

‫بالهد ف‬

‫سورة الحزاب‬

‫الستسلم ل في المواقف الحرجة‬

‫سورة سبأ‬

‫الستسلم ل سبيل بقاء الحضارات‬

‫سورة فاطر‬

‫الستسلم ل هو سبيل العزة‬

‫سورة يس‬

‫الستسلم ل بالصرار على الدعوة‬

‫ص ارّفات‬ ‫سورة ال ّ‬

‫الستسلم ل إوان لم تفهم المر‬

‫سورة ص‬

‫الستسلم ل بالعودة للحق بل عناد‬

‫وكأن ال تعالى يريدنا أن نعلم بعد أن استقّر المنهج ومعنى اليمان الذي أوضحه في‬ ‫سور القرآن في الجزاء ‪ 21 – 1‬يجب أن تكون خاضعين مستسلمين ل تعالى الذي‬

‫شّرعهذا المنهج وارتضى هذا الدين لنا‪ .‬ولنعلم أن عّز ترناهي في استسلمنا ل تعالى‬

‫والخضوع التام له وفي هذا يتحقق معنى العبودية التامة ل كيف؟ اليمان بال قد يكون‬

‫على هيئتين فقد يؤمن أحدنا بال تعالى لكن بعد أن يعلم الحكمة من كل أوامر ال‬ ‫ويطمئن لها عقله وقلبه فيؤمن ومنها أن يؤمن بال لما يرى من ابداع خلق الكون‬

‫ق أن تؤمن وأنت ل تفهم مراد ال تعالى في‬ ‫والمخلوقات من حوله‪ ،‬ولكن اليمان الح ّ‬

‫أوامره ونواهيه وهذا اليمان المطلق بال أنا أؤمن بال سواء عرفت الحكمة من المتثال‬ ‫لوامره ام لم أعرف لني على يقين أن هذا هو الحق واليمان هو التصديق التام‬

‫والخضوع التام ل فيما أمر وفيما نهى عنه‪ .‬إوال فكيف أكون مؤمنًا إذا طالبت في كل‬

‫مرة أن أعرف المقصود من أمر ال وأفهم الحكمة من وراء ذل ك؟ واستسلمي ل هو‬

‫الذي يعطيني العّزةفي الدنيا وهو الذي يعطيني اليقين بأني لو أخطأت ل أستكبر عن‬

‫العودة للحق‪.‬‬

‫ننتقل للحدي‪.‬ث عن سورة الحزاب‪ ،‬وهي سورة مدنية تحدثت عن غزوة الحزاب )او‬

‫ّ‬ ‫صرَد ر َ‬ ‫قراللّهُ َو َررُسرورلُهُ‬ ‫غزوة الخندق( )َو لَرّم ارَرَأىاْلُم ْؤر ِم رُنروَناْلَْح َزرا َ‬ ‫بَقالُوا َهَذرار َم ار َوَعرَدرَنراراللهُ َو َررُسرورلُهَُو َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ض ىر‬ ‫ص َدرقُروا َم ار َع ارَهُدرورا اللَّه َع لَرْي ِهر فَِم ْنرهُرم ّم نر قَ َ‬ ‫َو َمرارَزاَد ُهرْمرِإل ِإيَم ارًنا َو تَرْس لرريًم ار* م َنر اْلُم ْؤر ِم رنريَنِرَجر ارٌل َ‬ ‫َنْح َب رهُر َو ِمرْنرهُرمّم نر َينتَِظ ُر رَو َمرارَبّد لُروا تَْب ِدر يرًل ( آية ‪ 22‬و ‪ 23‬وصورتها تصوي ًار دقيقًا بتآلب قوى الشّر‬ ‫على المؤمنين وقد أحاط المشركون بالمسلمين من كل جانب )ِإْذ َج ارُؤ ورُك مرّم نر فَْو ِق رُكرْمرَو ِمرْنرأَْس َفرَل‬ ‫ ك اْب تُرِلَي اْلُم ْؤر ِم رُنروَن‬ ‫ب اْلَح َنرراِج َر رَو تَرظُّنوَن ِباللِّه الظُّنوَنار * ُهَناِل َ‬ ‫ِم نرُك ْمر َو إِارْذرَزاَغ ْ‬ ‫صر ارُر َو َبرلَرَغِتراْلُقُلو ُ‬ ‫تراْلَْب َ‬ ‫‪91‬‬


‫َو ُزرْلرِز لُر ِواز ْلرَزاًلَش ِدر يرًد ار( آية ‪ 10‬و ‪ 11‬وكان موقف المسلمين حرج للغاية ولكن هذا هو‬

‫البتلء من ال تعالى ولتأكيد معنى أنه لّم ار استسلم المؤمنون ل تعالى في هذا الموقف‬

‫رد تعالى كيد أعدائهم بارسال الملئكة والريح‪ .‬وتحدثت السورة عن عدة مواقف صعبة‬ ‫مّر ترعلى الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم وعلى المسلمين في تل ك الفترة منها إلغاء التبني‬

‫طر ِع نرَد اللِّه فَِإن لّْم تَْع َلرُم ورا آَباءُهْم َفِإْخ َورارُنُك ْمرِفير الّد يرِن َو َمرَورارِليُك ْمرَو لَرْي َسرَع لَرْي ُكرْمر‬ ‫)اْد ُعرورُهْمر ِل َب رارئِ​ِه ْمرُهَو أَْقَس ُ‬

‫طرْأُتم بِ​ِه َو لَرِك نرّم ار تَ​َعّمرَدرْتر ُقُلوُبُك ْمر َو َكرارَن اللّهُ َغ فُروًراّر ِحر يرًم ار( آية‪ ،5‬وتطليق زيد بن‬ ‫ُج َنرراٌح ِفيرَم ار أَْخ َ‬

‫حارثة لزينب بنت جحش ثم يتزوجها الرسول صلى اله عليه وبار ك وسلم ‪‬ثم موقف‬

‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ ك أَْد َنرىر‬ ‫ ك َو نِرَس ارء اْلُم ْؤر ِمرنِرريَنُيْد نِرريَن َع لَرْي ِهرّنرِم نر َج َلر بِ ريربِ​ِه ّنرَذ ِلر َ‬ ‫ ك رو َبرَناتِ َ‬ ‫الحجاب )َيا أَّيَها الّنبّي ُقل لَْز َوررارج َ​َ‬

‫َأن ُيْع َررْفرَنرفَ​َل ُيْؤ َذرْيرَنرَو َكرارَناللّهُ َغ فُروًراّر ِحر يرًم ار( آية‪ ،59‬نقض اليهود عهدهم مع الرسول صلى‬

‫اله عليه وبار ك وسلم‪.‬‬

‫ض ى ر اللّهُ َو َررُسرورلُهُأَْم ًررراَأن َيُك ورَن لَهُ​ُم‬ ‫ومحور هذه السورة هي الية )َو َمرارَك ارَن ِلُم ْؤر ِمرٍنرَوَل ُم ْؤر ِمرَنرٍةرِإَذ ار قَ َ‬ ‫اْلِخ َيرَرةُِم ْنر أَْم ِررِه ْمرَو َمرنرَيْع ِ‬ ‫ض َلر ًل رّمربِريًنا( آية ‪ .36‬تؤكد على معنى‬ ‫ض ّل ر َ‬ ‫صر اللَّه َو َررُسرورلَهُفَقَْد َ‬

‫الستسلم ل تعالى والمتثال لوامره وأوامر رسوله‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم بدون معرفة‬

‫الحكمة من وراء ذل ك فهو ال وطاعته لزمة واجبة و نتج أر بأن نطيعه في أمور ونقول‬ ‫له لن أطيع في هذا المر إل بعد أن أعرف الحكمة من ورائه‪ ،‬تخّي لر هذا المعنى من‬ ‫رفض الستسلم ل إواطاعته! إن كان البشر ل يتجرأون أن يعصوا ولي المر أو‬ ‫رئيسهم في العمل إوانما ينفذون الوامر بل تردد فكيف بنا بأوامر خالق الخلق؟!‬

‫ضر َن رارْلَ​َم ارَنةَر َع لَررى الّس َمرارَوارِتَوارْلَْر ِ‬ ‫ضَروارْلِج َبرراِلفَأَ​َبْي َنر َأن َيْح ِم رْلرَنَهاَوأَرْش فَرْقَن‬ ‫وتأتي ختام السورة )ِإّنا َع َرر ْ‬ ‫ظُلوًم ار َج هُروًل ( ر ر آية‪ 72‬عرض المانة على السموات والرض‬ ‫ِم ْنرهَرا َو َحر َمرلَرَهاا ِْل نرَس ارُن ِإّنهُ َك ارَن َ‬

‫والجبال فرفضت حملها لنها أرادت أن تبقى مستسلمة ل بدون أن تكون مخّيرة وخافوا‬

‫ل ثقلها والعواقب الوخيمة التي تقع‬ ‫من حمل المانة أم النسان فحملها لنه كان جاه ً‬ ‫على من يفّر طربها‪.‬‬

‫سمّيت السورة بر )الحزاب( لن غزوة الحزاب هي رمز لصعب موقف مّر به‬

‫الصحابة )ُهَناِلَ ك اْب تُرِلَي اْلُم ْؤر ِمرُنرروَنَو ُزرْلرِز لُر ِواز ْلرَزاًلَش ِدر يرًد ار( آية ‪ 11‬بعد أن تحّز برعليهم المشركين‬

‫من كل جهة ولكن ال رّد هرم وكفى المؤمنين المستسلمين له الخاضعين له القتال‪.‬‬

‫‪92‬‬


‫‪ . 34‬سورة سبأ ) هدف السورة‪:‬‬ ‫الستسلم لله سبيل بقاء الحضارات(‬

‫هذه السورة مكّية وقد ضربت مثالين مهمّين لنماذج حضارات راقية‪ :‬قصة سيدنا داوود‬

‫وسليمان وقصة سبأ‪.‬‬

‫أما قصة سيدنا داوود وسليمان فكانت نموذجًا لحضارة قوية راقية استقّر تروانتشرت‬

‫ّ‬ ‫لنها كانت مستسلمة ل تعالى )َو لَرقَْد آتَْي َنرار َد ارُو ورَد ِم ّنرا فَ ْ‬ ‫ض ًل رَيا ِج َبرراُل أَّو بِرري َم َعرهُر َوارلطْي َررَوأَرلَّنا لَهُ‬ ‫اْلَح ِدريرَد (ر آية‪ 10‬وفي استخدام القرآن لكلمة )أّو برري( دللة على منتهى الستسلم‪ ،‬وقد‬

‫سخر ال تعالى لسليمان الريح وعين القطر والجن لّم ار استسلم ل تعالى‪.‬‬

‫ويأتي النموذج العكسي لقصة سليمان وداوود في قصة سبأ )لَقَْد َك ارَن ِلَس َبرٍإر ِفير َم ْسرَكرنِرِه ْمرآَيةٌ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫طّيَبةٌر َو َرر ّ‬ ‫ضروارَفَأْر َس رْلرَنار‬ ‫ق رر ّبرُك ْمرَوارْش ُكرُرر لوَارهُ َب ْلرَد ةٌر َ‬ ‫برَغ فُروٌر * فَأَْع َرر ُ‬ ‫َج ّنرَتاِن َع نر َيم يرٍن َو شر َم رارلُك لُروا م نر ّر ْز ر َِ‬ ‫ ك‬ ‫َع لَرْي ِهرْمرَس ْيرَلر اْلَعِررِمرَو َبرّد ْلرَناُهمربَِج ّنرتَْي ِهرْمرَج ّنرتَْي ِنر َذ َورارَتى أُ​ُك ٍلر َخ ْمرٍطرَوأَرْثٍل َو َش رْير ٍء رّم نر ِس ْد رٍررَقِليٍل * َذ ِلر َ‬ ‫َج َزرْيرَنراُهمبَِم ار َك فَرُر وارَوَهرْلرُنَج ارِزيِإّل اْلَك فُروَر ( ر ر آية‪ 15‬إلى ‪ .17‬هذه الحضارة العريقة لنها لم‬

‫تستسلم ل تعالى ولم تعبده كان مصيرها الزوال‪.‬‬

‫وتسمية السورة بر )سبأ( هو رمز لي حضارة ل تستسلم ل تعالى لن الستسلم ل هو‬ ‫سبيل بقاء الحضارات أما الحضارات البعيدة عن ال لن تستمر في الكون مهما ارتقت‬

‫وعظمت تمامًا مثل مملكة سبأ‪ .‬ففي كل عصر يمكننا أن نضع اسمًا مكان سبأ ينطبق‬ ‫عليهم قول ال تعالى فيهم فلكل عصر سبأ خاص‪.‬‬

‫‪ . 35‬سورة فاطر ) هدف السورة‪:‬‬ ‫الستسلم هو سبيل الع ّزة(‬

‫سورة فاطر مكّية نزلت قبل هجرة الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم‪ .‬الستسلم هو كمال‬

‫الطاعة والستسلم ليس مذلة وأنما هو عّز فالعبودية للبشر ذُل وصغار والعبودية ل‬

‫تعالى رفعة وعّز ‪ ،‬ر رفالعّزةتبدأ بالستسلم ل تعالى )َم نر َك ارَن ُيِر يرُداْلِع ّزرةَ​َفِللِّه اْلِع ّزرةَُج ِمريرًعارِإلَْي ِهر‬ ‫ّ‬ ‫ ك ُهَو‬ ‫بر َوارْلَعَمرُلرال ّ‬ ‫ب َش ِدر يرٌد َو َمرْكرُررأُْو لَ رئِ َ‬ ‫ص ارِلُح َيْر فَرُعهَُوارلِّذ يرَنَيْم ُكرُرر ورَنالّس ّيرَئاِت لَهُْم َع َذرار ٌ‬ ‫ص َع رُدر اْلَك ِلرُم الطّي ُ‬ ‫َي ْ‬ ‫َيُبوُر (ر ر آية‪ ،10‬والناس مهما كانوا وتعاظموا هم الفقراء وال تعالى هو الغني )َيا أَّيَها الّناُس‬ ‫َأنتُ​ُم اْلفُقَ​َراءِإَلى اللِّه َوارللّهُ ُهَو اْلَغنِرّي اْلَح ِمريرُد (ر آية‪.15‬‬

‫‪93‬‬


‫ثم تتحد‪.‬ث آيات كثيرة في السورة )اليات ‪،28 ،27 ،13 ،12 ،11 ،9 ،3 ،2 ،1‬‬ ‫‪ (44 ،41‬عن آيات ال تعالى في الكون ودلئل القدرة والسيطرة على هذا الكون الفسيح‬

‫وكأنما في هذا تأكيد أن الستسلم لخالق هذا الكون وما فيه ومن فيه ل يمكن أن يكون‬ ‫ل أبدًا إنما هو عُز ما بعده عز أن أستسلم وأخضع لمن خلق السموات والرض وخلق‬ ‫ذً‬

‫الكوان والخلق والكائنات على اختلفها وكل هذه المخلوقات تشهد بعظمة الخالق‬

‫وتنطق بعظمة الواحد القّهار فتبار ك الخالق رب العالمين‪ .‬وأن كان أحدنا يستسلم لرأي‬

‫طبيبه ويرى أنه هو الصواب وعليه أن ينّفذ التعليمات كما وصفها وهو بشر ل يمل ك أن‬

‫يضر او ينفع إل بإذن ال ول أسأله ما الحكمة من وراء هذا العلج بالذات أخضع لمره‬ ‫دون مناقشة ثم أعترض على خالق الخلق بأن ل أستسلم بالكّلية لوامره وهو القدير‬

‫الحكيم العليم؟ يا لجهالة البشر بخالقهم وصدق تعالى )وما قدروا ال حق قدره(‬

‫سمّيت السورة بر )فاطر( لذكر هذا السم الجليل في طليعتها لما يحمل هذا الوصف من‬ ‫دلئل البداع واليجاد من عدم ولما فيه من التصوير الدقيق الذي يشير لعظمة ال‬

‫وقدرته الباهرة وخلقه المبدع في هذا الكون‪.‬‬

‫‪ . 36‬سورة يس ) هدف السورة‪:‬‬ ‫الستسلم هو سبيل الصرار على‬ ‫الدعوة(‬

‫سورة يس مّك يرة نزلت قبل هجرة الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم إلى المدينة وهي ترّك زر على‬

‫أهمية الستمرار في الدعوة لن الناس مهما كانوا بعيدين عن الحق فقد تكون قلوبهم‬

‫حّية وقد تستجيب للدعوة في وقت ما وعلينا أن ل نفقد المل من دعوتهم )ِإّنَم ار ُتنِذ ُر ر َم ِنر‬

‫اتَّبَعر الّذ ْكرَرر َو َخر ِشر َي رالّر ْحر َم رنرِباْلَغْيرِبر فَ​َبّش ْررهُربَِم ْغرِفرَررٍةَوأَرْج ٍر رَك ِرريرٍم ( ر آية‪ .11‬وتتحد‪.‬ث السورة عن الذين‬

‫لم يؤمنوا )َو َسرَورارءَع لَرْي ِهرْمرَأَأنَذ ْرر تَرهُْمأَْم لَْم ُتنِذ ْررُهرْمرَل ُيْؤ ِم رُنروَن ( ر آية‪ .10‬ثم تعرض نموذج لقرية‬

‫)إنطاكية( أرسل ال لهم ثلثة أنبياء ليدعوهم فكذبوهم لكن ارسال هؤلء النبياء لم يمنع‬

‫ِ‬ ‫ص ىر‬ ‫رجل مؤمن أن يأتي من أقصى المدينة ويبذل الجهد لينصح القوم )َو َجر اررءم ْنر أَْق َ‬

‫اْلَم ِدريرَنِةرَر ُجرٌلرَيْس َعرىر َقاَل َيا قَْو ِم راتِّبُعوا اْلُم ْرر َسرِلرريَن ( رآية ‪ 20‬وهذا دليل إيجابية من هذا الرجل أنه‬

‫لم يتر ك أمر الدعوة للرسل فقط إوانما أخذ المبادرة بأن يدعو قومه عندما لم يصدقوا‬

‫‪94‬‬


‫الرسل‪ .‬قد يكون هنا ك أناس قد فقد المل من دعوتهم لكن علينا أن نتصور أنه ما زال‬ ‫لديهم قلوب حّية قد تؤمن فمن آمن فاز ونجا أما الذين يصّر ورنويرفضون الستسلم ل‬ ‫فلكل شيء نهاية وجاءت نهاية السورة تتحد‪.‬ث عن الموت والنهاية فكلنا إلى موت وكل‬

‫شيء له نهاية في هذا الكون‪ ،‬ولذا جاءت اليات الكونية في السورة تخدم هدف السورة‬

‫ ك تَْقِد يرُر اْلَعِزريرِزاْلَع ِلريِم * َوارْلقَ​َم َررَقّد ْرر َنرراهَُم َنراِز َلرَح تّررى َع ارَد َك ارْلُعْر ُجرورِن‬ ‫)َوارلّش ْمرُسرتَْج ِررريِلُم ْسرتَرقَّر لَّها َذ ِلر َ‬

‫اْلقَِد يرِم ( ر آية‪ 38‬و ‪ ،39‬فالشمس تسير إلى زوال وكذل ك القمر والكون كله مآله إلى نهاية‪،‬‬

‫وهذا دليل إعجاز القرآن باختيار اليات الكونية التي تخدم هدف السورة بشكل واضح‬ ‫جلّي فسبحان من أنزل الكتاب وخلق الكوان‪.‬‬

‫وربما يكون في هذا المعنى من دعوة القلوب الحّية ربطًا بحدي‪.‬ث الرسول صلى اله عليه‬ ‫وبار ك وسلم )اق أروا يس على موتاكم( لن المّيت عندما تخرج روحه يبقى قلبه حّيًا‬

‫وربما عندما يسمع اليات يستسلم قلبه لها هذا وال أعلم‪.‬‬

‫فضل سورة يس‪ :‬قال رسول ال صلى اله عليه وبار ك وسلم‪ " :‬إن لكل شيء قلبًا وقلب‬

‫القرآن يس‪ ،‬وددت لو أنها في قلب كل إنسان من أمتي"‬

‫صا ّفات ) هدف‬ ‫‪ . 37‬سورة ال ّ‬ ‫السورة ‪ :‬الستسلم لله وإن لم تفهم‬ ‫المر(‬

‫سورة الصافات مّك يرة ابتدأت بالحدي‪.‬ث عن الملئكة البرارواستعرضت السورة مجموعة‬

‫من النبياء استسلموا لمر ال من غير أن يعرفوا الحكمة من ذل ك المر وأفضل مثال‬

‫بر ِإَلى َر ّبريرَس َيرْهِد يرِن *‬ ‫على ذل ك قصة ابراهيم صلى ال عليه وبار ك وسلم )َو قَرراَل ِإّنير َذ ارِه ٌ‬ ‫َر ّ‬ ‫ص ارِلِح يرَن * َفَبّش ْرر َنرراهُبُِغَل ٍم ر رَح ِلرريٍم * َفلَّم ار َب لَرَغ َم َعرهُر الّس ْعرَير َقاَل َيا ُبَنّي ِإّني َأَرىرِفير‬ ‫بر ِلي ِم َنر ال ّ‬ ‫برَه ْ‬ ‫ص اربِ​ِر يرَن*‬ ‫ كرَفانظُْر َم ارَذ ار تَ​َرىرَقاَل َيا أَ​َبِت اْفَع ْلر َم ار تُْؤ َمرُررَس تَرِج ُد رنِري ِإن َش ارء اللّهُ ِم َنر ال ّ‬ ‫اْلَم َنراِم أَّني أَْذ َبرُح َ‬ ‫َفلَّم ار أَْس لَرَم ار َو تَرلّهُ ِلْلَج بِرريِن ( آية ‪ 99‬إلى ‪ ، 103‬الذي وهبه ال تعالى الولد الحليم )اسماعيل(‬

‫بعدما كبر سّنه وفقد المل من النجاب وفرح به ابراهيم فرحًا شديدًا ثم جاءه في المنام‬

‫أمر بذبح هذا الولد بيده ولم يكن وحيًا في اليقظة لكنه استسلم لمر ربه وقال لبنه ماذا‬ ‫رأى وكأنما أراد أن يشاركه ابنه هذا الستسلم ل حتى ينال الجزاء معه فما كان من‬

‫‪95‬‬


‫اسماعيل إل أن كان أكثر استسلما وقال لبيه افعل ما تؤمر ولم ينته المر هنا بل أن‬ ‫ل )َفلَّم ار أَْس لَرَم ارَو تَرلّهُ ِلْلَج بِرريِن (ر ر آية‪ 103‬عندها تحقق من ابراهيم‬ ‫ابراهيم باشر بالتنفيذ فع ً‬ ‫واسماعيل الستسلم التام ل فجاء وحي ال بأن فدى اسماعيل بذبح عظيم‪ .‬أطاع ال‬ ‫واستسلم له وهكذا نحن علينا بعد أن عرفنا منهج ال في عشرين جزء مضى من‬

‫القرآن علينا أن نستسلم ل كما استسلم ابراهيم لربه عّز وجّل وهذه قمة العبودية‬ ‫والخضوع ل‪.‬‬

‫وفي السورة توجيه هام في اليات التي تتحد‪.‬ث عن يوم القيامة وهو أنه على الناس أن‬ ‫يستسلموا في الدنيا استسلم عبادة بدل أن يستسلوا في الخرة استسلم ذل ومهانة‪.‬‬

‫سمّيت السورة بر )الصافات( تذكي ًار للعباد بالمل العلى من الملئكة الطهار الذين‬

‫يصطّفون لعبادة ال خاضعين مستسلمين له يصّلون ويسبحون ول ينفّك ورن عن عبادة‬ ‫ال تعالى‪.‬‬

‫ص ) هدف السورة‪:‬‬ ‫‪ . 38‬سورة‬ ‫الستسلم في العودة إلى الحق(‬

‫سورة ص سورة مّك يرة ابتدأت بالقسم بالقرآن المعجز المشتمل على المواعظ البليغة التي‬

‫تشهد أنه حق وأن سيدنا محمد صلى ال عليه وبار ك وسلم حق‪.‬‬

‫والسورة تعرض جوابًا على سؤال هام‪ :‬ماذا يحد‪.‬ث عندما يحصل خطأ ما مع انسان‬

‫مؤمن مع استسلمه ل تعالى؟ السورة تتحد‪.‬ث عن ثلثة أنبياء استسلموا ل تعالى بعما‬ ‫أخذوا ق اررات ظّنوها بعيدة عن الحق ثم عادوا إلى الحق وكيف رّد ال تعالى عليهم‪ ،‬ثم‬

‫تحدثت عن نموذج عكسي وهو ابليس الذي عاند ورفض ان يستسلم بعدما عرف الحق‪.‬‬

‫ب( آية ‪17‬‬ ‫ص بِرْر َع لَررى َم ار َيُقوُلوَن َوارْذ ُكرْررَع ْبنَد َننا َد ارُو ورَد َذ ار اْلَْي ِدر ِإّنهُ أَّو ان ٌ‬ ‫قصة داوود‪) :‬ا ْ‬ ‫عودته للحق‪َ) :‬فاْس تَرْغ فَرَر َر ّبرهَُو َخر ّر رَراِك ًعرارَو أَنَناَب( آية ‪24‬‬ ‫ب( آية ‪30‬‬ ‫قصة سليمان‪َ) :‬و َورَهرْبرَنراِلرَد ارُو ورَد ُس لَرْي َمرارَن نِْع َمر اْلَعْب ُدن ِإّنهُ أَّو ان ٌ‬ ‫عودته للحق‪َ) :‬و لَرقَْد فَتَّنا ُس لَرْي َمرارَن َوأَرْلقَْي َنرارَع لَررى ُك ْرر ِس ر ّيرِهَج َسرًدرارثُّم أَ​َناَب( آية ‪34‬‬

‫ص ٍب رَوَعرَذرارٍب ( ر ر آية‪41‬‬ ‫ب ِإْذ َناَد ىر َر ّبرهُأَّني َم ّسرنِرَي الّش ْير َ‬ ‫قصة أيوب )َوارْذ ُكرْررَع ْبنَد َننا أَّيو َ‬ ‫طراُن بُِن ْ‬

‫ ك ر ِ‬ ‫ب( آية‬ ‫ض ِر ربرّبِه َوَل تَْح َن ر ْ‬ ‫عودته للحق‪َ) :‬و ُخرْذربَِيِد َ‬ ‫ض ْغر رثًرا َفا ْ‬ ‫ص اربًِرانِْع َمر اْلَعْبرُدر ِإّنهُ أَّو ان ٌ‬ ‫‪.‬ث ِإّنا َو َجر ْد رَنراهُ َ‬ ‫‪44‬‬ ‫‪96‬‬


‫في هذه القصص الثل‪.‬ث يعطي ال تعالى لكل نبي صفة )عبدنا‪ ،‬العبد( وكلمة أّواب‬ ‫معناها سريع العودة وذا اليد معناها كثير الخير‪ .‬ونلحظ تكرار كلمة )أناب( رمز‬

‫العودة إلى الحق‪.‬‬

‫هذه القصص الثل‪.‬ث نأخذ منها عبرة أن المستسلم ل يكون سهل الهودة إلى ال إوالى‬ ‫الحق‪.‬‬ ‫تختم السورة بنموذج عكسي للعودة إلى الحق وهو نموذج ابليس اللعين وعناده )فَ​َس َجر َد ر‬

‫ كر َأن تَْس ُجرَدر‬ ‫اْلَم َلر ئِ ررَك ةُرُك لّرهُْم أَْج َم رُعروَن * ر ِإّلِإْب ِلريَس اْس تَرْك َبرَرر َو َكرارَنِم ْنر اْلَك ارِفِرريرَن* َقاَل َيا ِإْب ِلريُس َم ار َم َنرَع َ‬ ‫ت ِم َنر اْلَعارِليَن * َقاَل أَ​َنا َخ ْي رٌرر ّم ْنرهُر َخ لَرْقتَِني ِم نر ّناٍر َو َخر لَرْقتَهُِم نر ِط يرٍن (‬ ‫ت بَِيَد ّ‬ ‫تأَرْم ُك نر َ‬ ‫ير َأْس تَرْك َبرْر َ‬ ‫ِلَم ار َخ لَرْق ُ‬ ‫آية ‪ 73‬إلى ‪.76‬‬

‫فلنقارن بين هذه النماذج التي تعود إلى الحق لنها استسلمت ل والنموذج الذي لم‬ ‫يستسلم ل وعاند فكانت نتيجة عدم استسلمه غضب شديد من ال تعالى ولعنة منه‬

‫ كر لَْع َنرِتي ِإَلى‬ ‫ ك َر ِجر يرٌم *ر َو إِاّنرَع لَرْي َ‬ ‫وطرد من رحمة ال وعذاب في الخرة أشد )َقاَل َفاْخ ُررْجِم ْنرهَرا فَِإّن َ‬

‫َيْو ِم رالّد يرِن (رر آية ‪ 77‬إلى ‪.78‬‬

‫خلصة القول إن الستسلم ل تبار ك وتعالى عّز نراوسبب بقائنا واستم اررنا في الرض‬

‫ولهذا سمى ال تعالى هذا الدين )السلم(‪.‬‬

‫ال ّزمر ) هدف السورة‪:‬‬ ‫‪ . 39‬سورة‬ ‫الخلص لله تعالى(‬

‫هذه السورة مّك يرة وتدور حول محور الخلص ل تعالى في كل المور وتبدأ بدعوة‬ ‫الرسول الكريم‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم باخلص الدين له وتنزيهه عن مشابهة المخلوقين‪.‬‬

‫كما ذكرت اليات البراهين على وحدانية ال في ابداعه في الخلق‪ .‬وشددت على أهمية‬ ‫الخلص ل حتى يوصلنا هذا الخلص للجنة مع زمرة المؤمنين‪ .‬وهي سورة رقيقة‬ ‫تذكرنا بأهمية الخلص ل تعالى وتر ك الرياء‪ .‬والخلص يكون في عدة أمور‪:‬‬

‫إخلص العبادة ل إواخلص النّية والخلص في كل أمور الدنيا والحرص على أن‬

‫يكون كل ما نعمله في هذا الدنيا خالصًا ل رب العالمين حتى ننال خير الجزاء ونسعد‬

‫بالجنة ونعيمها‪ .‬وقد وردت كلمة الخلص ومشتقاتها في هذه السورة ‪ 4‬مّراتللدللة‬

‫على أهميته‪.‬‬

‫‪97‬‬


‫ِ‬ ‫ِّ ِ‬ ‫ق ر َفاْع ُبرِد اللَّه م ْخر ِل ر ّ‬ ‫ب ِباْلَح ّ‬ ‫ص‬ ‫تبدأ السورة )ِإّنا َأنَز ْلرَنارِإلَْي َ‬ ‫ كر اْلِك تَرا َ‬ ‫ص ا رلهُ الّد يرَن * أَ​َل لله الّد يرُن اْلَخ ارل ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َوارلِّذ يرَناتَّخ ُذرورا ِم نر ُد ورنِ​ِه أَْو ِلرَياء َم ار َنْع ُبرُد ُهرْمر ِإّل ِلُيقَّر ُبروَنارِإَلى اللِّه ُز ْلرَفىِإّن اللَّه َيْح ُك رُمرَبْي َنرهُْم ِفير َم ار ُهْم ِفيرِه‬ ‫ب رَك فّراٌر (ر ر آية‪ 2‬و ‪ 3‬بالدعوة لخلص العبادة ل وأن‬ ‫َيْخ تَرِلُفوَن ِإّن اللَّه َل َيْهِد ي رَم ْنر ُهَو َك ارِذ ٌ‬ ‫)وان لكم في النعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه‬ ‫الدين ل وحده‪ .‬وكما جاء سابقًا في القرآن إ‬

‫من بين فر‪.‬ث ودم لبنًا خالصًا سائغًا للشاربين( سورة النحل‪ ،‬آية ‪ ،66‬من بين الفر‪.‬ث والدم يخرج‬ ‫لنا اللبن الخالص من الشوائب النقي‪ ،‬كذل ك العبادة ل يجب أن تكون خالصة ل مهما‬

‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫تِرلَْن أَُك ورَن أَّو َلر‬ ‫ص ا رلّهُ الّد يرَن * َوأُرِم ْرر ُ‬ ‫أحاطها من زيف الدنيا‪ .‬و)ُقْل ِإّني أُِم ْرر ُ‬ ‫ت رأَْن أَْع ُبرَد اللَه ُم ْخر ل ر ً‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ص ا رلّهُ ِد يرِني (‬ ‫اْلُم ْسر ِلرِم يرَن* ُقْل ِإّني أَ​َخ ار ُ‬ ‫صر ْي ر ُ‬ ‫ترَر ّبرريَع َذرار َ‬ ‫ب َيْو ٍم رَع ظر ي رم * ُقِل اللَه أَْع ُبرُد ُم ْخر ل ر ً‬ ‫ف ِإْن َع َ‬

‫اليات من ‪ 11‬إلى ‪ 14‬كلها تدعو لخلص الدين ل ‪.‬‬

‫براللّهُ َم ثَرًل ّر ُجرًلرِفيرِه‬ ‫ض َرر َ‬ ‫ثم تنتقل اليات لبيان من أولى بالخلص له‪ :‬ال تعالى ام غيره؟ ) َ‬

‫ُش َررَكرارءُم تَرَش ارِك ُسرورَن َو َررُجرًلرَس لَرًم ار لَّر ُجر ٍلرَهْلر َيْس تَرِو َيرراِنَم ثَرًل اْلَح ْمرُدرِللِّه َب ْلر أَْك ثَرُرُهْمَل َيْع لَرُم ورَن ( ر آية‪29‬‬

‫فالحمد ل أنه إله واحد ل شري ك له إياه نعبد مخلصين له الدين‪.‬‬

‫ت آَناء اللّْي ِلر َس ارِج ًدرارَو قَررائًِم ارَيْح َذ رُرراْل ِخ ررَررَةَو َيرْر ُجر َورر ْحر َم رَةَرر ّبرِهُقْل َهْلر‬ ‫إخلص العبادة‪) :‬أَّم ْنر ُهَو َقانِ ٌ‬ ‫َيْس تَرِويالِّذ يرَن َيْع لَرُم ورَن َوارلِّذ يرَنَل َيْع لَرُم ورَن ِإّنَم ار َيتَ​َذ ّكرُرر أُْو لُروا اْلَْلَباِب ( ر ر آية‪9‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ي رالِّذ يرَن أَْس َررفُرواَع لَررى َأنفُِس ِه رْمرَل تَْقَنطُوا ِم نر ّر ْحر َم رِةراللِّه ِإّن اللَّه َيْغ ِفرُرر‬ ‫إخلص التوبة‪ُ) :‬قْل َيا ع َبرراد َ‬ ‫ب ثُّم َل‬ ‫ب َج ِمريرًعارِإّنهُ ُهَو اْلَغ فُروُر الّر ِحر يرُم* َوَأرِنيُبوا ِإَلى َر ّبرُك ْمرَوَأرْس ِلرُم ورالَهُ ِم نر قَْب ِلر َأن َيْأتَِيُك ُمر اْلَعَذرار ُ‬ ‫الّذ ُنرو َ‬ ‫ص ُر ر ورَن ( ر آية‪ 53‬و ‪ ،54‬استخدام كلمة )أنيبوا( للدللة على سرعة العودة ل‪ .‬وذكر‬ ‫ُتن َ‬

‫الصحابة رضوان ال عليهم أن هذه الية هي من أرجى آيات القرآن الكريم لما فيها من‬

‫سعة رحمة ال ومغفرته لذنوب عباده ودعوتهم لحسن الظّن به وبعفوه عنهم مهما‬ ‫تعاظمت ذنوبهم فهي ل شيء أمام سعة رحمة ال تعالى فله الحمد وله الشكر‪.‬‬

‫ كر َو إِارلَرى الِّذ يرَن‬ ‫تحذير من التشراك بال‪ُ) :‬قْل أَفَ​َغْيرَرر اللِّه تَْأُم ُرر ورّنيرأَْع ُبرُد أَّيَها اْلَج ارِه لُروَن * َو لَرقَْد ُأوِح َي ر ِإلَْي َ‬ ‫ ك َو لَرتَُك ورَنّن ِم َنر اْلَخ ارِس ِر ريرَن* َب ِلر اللَّه َفاْع ُبرْد َو ُكرنرّم ْنر الّش ارِك ِرريرَن ( ر‬ ‫تلرَ​َيْح َب ر َ‬ ‫طّن َع َمرلُر َ‬ ‫ِم ْنر قَْب ِلر َ‬ ‫ ك لَئِْن َأْش َررْكر َ‬ ‫‪ 64‬إلى ‪.66‬‬

‫عظمة ال في الخلق تدفعنا للخلص له )َو َمرارقَ​َد ُرر واراللَّه َح ّ‬ ‫ضر تُرهُ َيْو َم ر‬ ‫ض رَج ِمريرًعارقَْب َ‬ ‫ق ر قَْد ِررِهَوارْلَْر ُ‬

‫تبَِيِم يرنِ​ِه ُس ْبرَحر ارَنهُرَو تَرَعارَلى َع ّمرار ُيْش ِررُكرورَن ( ر آية‪ .67‬وهذه أساس عدم‬ ‫تَم ْ‬ ‫طرِور ّيررا ٌ‬ ‫اْلِقَيراَم ِةر َوارلّس مراَوار ُ‬ ‫الخلص لنه لو علم العبد قدر ال تعالى لما أشر ك معه أحدا من مخلوقاته‪.‬‬

‫‪98‬‬


‫وصف المخلصين في يوم القيامة ومقارنتهم بالكفار‪ .‬الكّل يساق زم ًار الكفار يساقون الى‬

‫ت ر َأْب َورارُبَها َو قَرراَل لَهُْم َخ َزرَنرتَُهاأَلَْم َيْأتُِك ْمر‬ ‫قالِّذ يرَن َك فَرُر وارِإَلى َج هَرّنَم ُز َمرًرراَح تّررى ِإَذ ار َج ارُؤ ورَهارفُتَِح ْ‬ ‫الّنار‪َ) :‬و ِسر ي ر َ‬

‫ت َك ِلرَم ةُر اْلَعَذرارِب َع لَررى‬ ‫ُر ُسرٌلرّم نرُك ْمر َيْتُلوَن َع لَرْي ُكرْمر آَياِت َر ّبرُك ْمرَو ُيررنِذ ُرر ورَنُك ِلْمرَقاء َيْو ِم رُكرْمرَهَذرار َقالُوا َب لَرى َو لَرِك ْنرَح قّر ْ‬ ‫قالِّذ يرَن اتَّقْو ار َر ّبرهُْم ِإَلى اْلَج ّنرِة ُز َمرًرراَح تّررى‬ ‫اْلَك ارِفِرريرَن ( ر آية‪ ،71‬والمخلصون يساقون إلى الجنة زم ًار )َو ِسر ي ر َ‬ ‫ِإَذ ار َج ارُؤ ورَهارَو فُرتَِح ْت رَأْب َورارُبَها َو قَرراَل لَهُْم َخ َزرَنرتَُهاَس َلر ٌم ر رَع لَرْي ُكرْمرِط ْب رتُرْم َفاْد ُخرلُرروَهار َخ ارِلِد يرَن ( ر آية‪ 73‬لن ال‬

‫تعالى يأبى أن يدخل المؤمن وحيدًا إلى الجنة إوانما يدخل قي صحبته الصالحة في‬

‫الدنيا وكأن هذا الجمع والدخول الجماعي هو ثمرة الخلص في الدنيا فالصحبة‬

‫الصالحة أساسية في الدنيا لنها تعين على إخلص العبادة ل وفي الخرة تدخل‬

‫أفرادها زم ًار لجنة الخلد‪ .‬فكّل زمرة تحابوا في ال في الدنيا يدخلون الجّنة سويًا إن شاء‬

‫ال‪.‬‬

‫ومن اللمسات البيانية في هذه السورة الفرق بين وصف دخول الكفار إلى النار ودخول‬ ‫المؤمنين إلى الجنة والفرق بينهما حرف واحد غّير معنى اليتين وهو حرف )الواو(‪ .‬في‬ ‫وصف دخول الكفار قال تعالى )حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها( وفي دخول المؤمنين‬

‫الجنة قال‪) :‬حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها( والفارق أن جهنم هي كالسجن أبوابها مقفلة ل‬

‫تفتح إل لداخل أو خارج فالصل أن تكون البواب مغلقة ول تفتح إل لدخال العصاة‬

‫إليها وفي هذا الوصف تهويل ومفاجأة للكفار الذي يساقون ثم فجأة وهم ل يدرون أين‬

‫يذهبون تفتح أبوب النار فيفاجأوا ويصابوا بالهلع‪ .‬أما في حال المؤمنين فالجنة أبوابها‬ ‫مفتوحة على الدوام وأهلها يتنقلون فيها من مكان آخر في يسر وسرور وهم في طريقهم‬

‫إليها يرونها من بعيد فيسعدون ويسّر ورنبالجزاء والنعيم الذي ينتظرهم وكأن ال تعالى‬

‫يريد أن يعّج لر لهم شعورهم بالرضا والسعادة بجزائهم وبالنعيم المقيم الذي ينتظرهم‪ .‬ومن‬

‫الناحية البيانية أن جواب الشرط في حال جهنم )إذا جاؤوها( الجواب هو‪) :‬فتحت أبوابها(‬

‫أما في حال الجنة فل يوجد جواب للشرط لنه يضيق على المرء ذكر النعمة التي‬

‫سيجدها في الجنة فكل ما يقال في اللغة يضيق بما في الجنة والجواب يكون في الجنة‬ ‫نفسها‪ .‬فسبحانه جّل جلله )عن الدكتور فاضل السامرائي في برنامج لمسات بيانية(‪.‬‬

‫‪99‬‬


‫وسمّيت السورة بن )الزمر( لن ال تعالى ذكر فيها زمرة السعداء من أهل الجنة وزمرة‬

‫الشقياء من أهل النار وفي هذا دللة على أهمية الصحبة في الدنيا فلنحسن صحبتنا‬

‫في الدنيا عسى ال أن يحشرنا معهم زم ًار إلى الجنة اللهم آمين‪.‬‬

‫غافر ) هدف السورة‪:‬‬ ‫‪ . 40‬سورة‬ ‫وتفويض المر لله(‬ ‫أهمية الدعوة‬

‫سورة غافر مكّية وهي من أكثر سور القرآن الكريم التي فيها دعاء فقد ابتدأت بذكر‬

‫صفتين من صفات رحمة ال ومغفرته )َغ ارِفِرر الّذ نرِب َو قَررابِ​ِل التّْو ِب ر ( ر ر آية‪ 3‬ثم أعقبت بدعوة‬ ‫الملئكة للمؤمنين )الِّذ يرَن َيْح ِم رلُروَن اْلَعْرر َش رَو َمرْنرَح ْورلَ رهُ​ُيَس ّبرُح ورَن بَِح ْم رِدرَر ّبرِه ْمرَو ُيرْؤ ِم رُنرروَنبِ​ِه‬

‫ ك َو ِقرِهرْمر‬ ‫ترُك ّلر َش ْير ءٍ رّر ْحر َم رًةرَوِعر ْلرًم ارَفاْغ ِفرْرر ِللِّذ يرَن َتاُبوا َوارتَّبُعوا َس بِريلَ َ‬ ‫َو َيرْس تَرْغ ِفرُرر و رَِلنلِّذ يرَن آَم ُنروا َر ّبرَنارَو ِسر ْع ر َ‬

‫َع َذرارَب اْلَج ِحريرِم ( ر آية‪ 7‬وفيها دعوة ال تعالى عباده لدعائه وأعقب هذا الدعاء بالستجابة‬

‫ب رلَُك ْمر ِإّن الِّذ يرَن َيْس تَرْك بِرُر ورَنَع ْنر ِع َبرراَد تِري َس َيرْد ُخرلُرروَن َج هَرّنَم َد ارِخ ِرريرَن ( ر آية‪60‬‬ ‫)َو قَرراَل َر ّبرُك ُمراْد ُعرورِني أَْس تَرِج ْ‬

‫وفيها دعوة ال عباده بالدعاء له وهو يضمن لهم الجابة فهو غافر الذنب وقابل التوب‬ ‫سبحانه‪.‬‬

‫والسورة تتحد‪.‬ث عن نماذج أناس دعوا إلى ال تعالى والهم أنهم فّو ضروا أمرهم ل لن‬

‫الداعي إلى ال قد يواجه بالذى ممن يدعوهم ولهذا يحتاج إلى أن يفوض أمره إلى ال‬ ‫بعد أن يبذل كل ما بوسعه في سبيل الدعوة ل‪ .‬ومن هذه النماذج نموذج موسى ‪ ‬في‬

‫دعوته لفرعون الطاغية الجّبار وقومه وقد جابه فرعون موسى حتى كاد أن يقتله فّو ضر‬

‫ف َأن ُيَبّد َلر ِد يرَنُك ْمر أَْو َأن‬ ‫موسى ‪ ‬أمره إلى ال )َو قَرراَل ِفْررَع ْور َُ‬ ‫عرَر ّبرهُِإّني أَ​َخ ار ُ‬ ‫نذرُرر ورِنيأَْقتُْل ُم ورَس ىر َو ْلرَيْد ُ‬

‫ظِهرَرر ِفير اْلَْر ِ‬ ‫تر ِبَر ّبريرَو َررّبرُك مرّم نر ُك ّلر ُم تَرَك ّبرٍرر ّل ُيْؤ ِمرُنربَِيْو ِم ر‬ ‫ُي ْ‬ ‫ض راْلفَ​َس ارَد * َو قَرراَل ُم ورَس ىر ِإّني ُع ْذر ُ‬ ‫اْلِح َسرارِب ( ر ر آية‪ 26‬و ‪ 27‬وفي هذا الموقف الصعب يظهر من آل فرعون رجل يكتم إيمانه‬

‫وهذه المرة الولى التي يحدثنا القرآن عن قصة هذا المؤمن من آل فرعون مع أن قصة‬ ‫موسى ‪ ‬تكررت كثي ًار في القرآن لكن وجود هذه الجزئية من القصة هنا يخدم هدف‬ ‫السورة تمامًا‪ .‬وهذا الرجل المؤمن جادل فرعون وقومه بأساليب متعددة‪:‬‬

‫باستخدام المنطق )َو قَرراَل َر ُجرٌلرّم ْؤر ِمرٌنرّم ْنر آِل ِفْررَع ْور َين رْك تُرُم ِإيَم ارَنهُ أَتَْقتُ​ُلوَن َر ُجرًلرَأن َيُقوَل َر ّبرَيراللّهُ َو قَرْد‬ ‫ ك ص ارِد قًررا ُي ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َج اررءُك مر ِباْلَبّيَناِت ِم نر ّر ّبرُك مرو إِارنرَي ُ ِ‬ ‫ضر الِّذ ي ر َيِع ُدرُكرْمرِإّن اللَّه‬ ‫ص ْبررُكرمرَبْع ُ‬ ‫ ك َك ارذ ًبرار فَ​َع لَرْي هر َك ذر ُبرهُ َو إِارنرَي ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫ّ‬ ‫ب ( ر آية‪28‬‬ ‫َل َيْهِد ي رَم ْنر ُهَو ُم ْسرِرر ٌ‬ ‫فرَك ذرار ٌ‬ ‫‪100‬‬


‫ص ُررَنرارِم نر َبْأ ِ‬ ‫ظاِه ِرريرَنِفير اْلَْر ِ‬ ‫س اللِّه ِإْن َج اررءَنار‬ ‫ ك اْلَيْو َم ر َ‬ ‫باستخدام العاطفة )َيا قَْو ِم رلَُك ُمر اْلُم ْلر ُ‬ ‫ض رفَ​َم نر َين ُ‬

‫َقاَل ِفْررَع ْور ُنَمرار أُِر يرُك ْمرِإّل َم ار َأَرىرَو َمرارأَْه ِدر يرُك ْمرِإّل َس بِريَل الّر َشرارِد ( ر آية‪ ،29‬ومن اللفت في هذه‬

‫الدعوة أنه نسب المل ك لهم أي لل فرعون )لكم المل ك( ولّم ار تحد‪.‬ث عن العذاب شمل‬ ‫نفسه معهم )فمن ينصرنا من بأس ال( اظها ًار للمودة وحب الخير لقومه‬

‫ف َع لَرْي ُكرمر‬ ‫ب والخوف عليهم والحرص على نجاتهم )َو قَرراَل الِّذ ي ر آَم َنر َيا قَْو ِم رِإّني أَ​َخ ار ُ‬ ‫باستخدام الح ّ‬

‫ّم ْثرَل َيْو ِم راْلَْح َزراِب* ِم ْثرَل َد ْأرِب قَْو ِم رُنوٍح َوَعرارٍدَو ثَرُم ورَد َوارلِّذ يرَنِم نر َبْع ِدر ِه رْمرَو َمراراللّهُ ُيِر يرُد ظُْلًم ار لّْلِع َبرراِد ( ر آية‬ ‫‪ 30‬و ‪31‬‬

‫فر ِم نر قَْب ُلر ِباْلَبّيَناِت فَم ار ِز ْلرتُم ِفير َش ّ‬ ‫ كر ّم ّمرار َج اررءُك مر بِ​ِه َح تّررى ِإَذ ار‬ ‫باستخدام التاريخ )َو لَرقَْد َج اررءُك ْمر ُيوُس ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫ ك ُي ِ‬ ‫ب ( ر آية‪ ،34‬التذكير‬ ‫‪.‬ثر اللّهُ ِم نر َبْع ِدر ِه رَر ُسروًرلَك َذرِلر َ‬ ‫َهلَر َ‬ ‫ ك ُقْلتُْم َلن َيْب َعر َ‬ ‫ض ّلر راللّهُ َم ْنر ُهَو ُم ْسرِرر ٌ‬ ‫فرّم ْرر تَرا ٌ‬

‫بتاريخ من سبق وصنيعهم مع رسولهم للعبرة والتعاظ‪.‬‬

‫ثم ذّك رن بيوم القيامة وبلقاء ال تعالى لنها من أهم السباب التي ترقق القلب)َو َيررا قَْو ِم رِإّنير‬

‫ف َع لَرْي ُكرْمر َيْو َم رالتَّناِد ( ر آية ‪ ، 32‬كلمة )التناد( في وصف يوم القيامة ليظهر لنا صورة‬ ‫أَ​َخ ار ُ‬

‫كيف ينادي الناس بعضهم البعض في هذا الحشر العظيم وفي هذا الموقف الهائل‬

‫وحرصه على نجاتهم في هذا الموقف‪َ) .‬يو م رتُو لّررون م ْدرِبرِر يرنم ار لَُك مر ّم نر اللِّه ِم ْنر َع ار ِ‬ ‫ص ٍمر رَو َمرنر‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َْ​َ َ ُ‬

‫ض ِلرِل اللّهُ فَ​َم ار لَهُ ِم ْنر َهارٍد ( ر آية ‪ .33‬ثم عاد إلى العقل )َو َيررا قَْو ِم رَم ار ِلي أَْد ُعرورُك ْمر ِإَلى الّنَج ارِة‬ ‫ُي ْ‬

‫َو تَرْد ُعرورَنِنيِإَلى الّناِر (ر ر آية‪ ،41‬ثم عاد للتفويض مرة ثانية بعد أن جادلهم بكل الوسائل‬

‫ضإ أَْم ِرإءي ِإَلى اللِّه ِإّن اللَّه َب ِ‬ ‫ص يررٌر‬ ‫س تَرْذ ُكرُرر ورَنَم ار أَُقوُل لَُك ْمر َوأُإفإَّو ُ‬ ‫الممكنة‪ ،‬فلّم ار فّو ض رأمره إلى ال )فَ َ‬ ‫قِبآِل ِفْررَع ْور َن رُس ورُء‬ ‫ِباْلِع َبرراِد ( ر آية‪ 44‬جاء الرد من ال تعالى )فَ​َو قَرراهُ اللّهُ َس ّيرَئاِت َم ار َم َكرُرر وارَو َحر ار َ‬ ‫تر ِبَر ّبرري‬ ‫اْلَعَذرارِب ( آية وكذل ك مع موسى صلى ال عليه وبار ك وسلم )َو قَرراَل ُم ورَس ىر ِإّنير ُع ْذر ُ‬ ‫َو َررّبرُك مرّم نر ُك ّلر ُم تَرَك ّبرٍرر ّل ُيْؤ ِمرُنربَِيْو ِم راْلِح َسرارِب ( ر ر آية‪27‬‬

‫سمّيت السورة بن )غافر( لن ال تعالى ذكر لنا هذا الوصف الجليل الذي هو من صفاته‬

‫الحسنى )غافر الذنب وقابل التوب( وكرر ذكر المغفرة في السورة وفي دعوة الرجل المؤمن‬ ‫)وأنا أدعوكم إلى العزيز الغّفار( وهذا كله لنعلم أن ال تعالى رحيم بالعباد وعليهم أن ل‬

‫يقنطوا من رحمته لن رحمته سبقت غضبه ورحمته وسعت كل شيء‪.‬‬

‫‪101‬‬


‫صلت‪ ،‬الشورى‪،‬‬ ‫الحواميم ‪ :‬ف ّ‬ ‫الزخرف‪ ،‬الدخان‪ ،‬الجاثية‪ ،‬الحقاف‬ ‫صلت ‪:‬‬ ‫‪ . 41‬سورة ف ّ‬

‫هذه السور الست يطلق عليها اسم الحواميم لنها ابتدأت كلها بر )حم( وقد قيل الكثير‬

‫عن الحرف المقطعة في القرآن الكريم ولعل من أبلغ ما قيل أن ال تعالى يتحّد ىر بهذه‬ ‫الحروف العرب أهل اللغة والشعر بأن هذه هي نفس الحروف التي تعرفونها وتنظمون‬

‫الشعر البليغ منها وقد أنزل ال بها القرآن المعجز الذي عجزتم عن التيان بعشر سور‬

‫أو سورة أو حتى آية واحدة منه‪ .‬فمع أن الحروف متوفرة هي هي التي أنزل بها القرآن‬ ‫إل أنكم ل يمكنكم أن تأتوا بمثله وكأن القرآن روح لذل ك قال تعالى )وكذل ك أوحينا ل ك‬

‫روحًا من أمرنا( والحواميم تشتر ك في محاور كثيرة ولذا جاءت متتابعة الترتيب‪ ،‬ومن‬

‫الملحظ أن سورة البقرة وآل عمران والعنكبوت كلها ابتدأت بر )ألم( وهي مشتركة فيما‬

‫بينها بأن البقرة أعطت المنهج وكل آياتها فيها )ألم( وآل عمران أوصت بالثبات على‬

‫المنهج وكل آياتها فيها )ألم( والعنكبوت رّك زرت على المجاهدة من أجل تحقيق المنهج‬ ‫فكأنما هذه الحرف المقطعة في أوائل السور هي بمثابة رمز )أو كود( لما يجمعهم‪.‬‬

‫وتتشترك الحواميم في صفات كثيرة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬

‫كلها سور مّك ينة‬

‫ص لررت‪َ ):‬تنِز يرٌل ّم َنر الّر ْحر َم رِنرالّر ِحر يرِم ( ر آية‪، 2‬‬ ‫كلها افتتحت بقيمة القرآن‪ :‬سورة ف ّ‬

‫ ك اللّهُ اْلَعِزريرُزاْلَح ِكريرُم (ر آية ‪ ،3‬سورة‬ ‫ كر َو إِارلَرى الِّذ يرَن ِم نر قَْب ِلر َ‬ ‫ ك ُيوِح ي ر ِإلَْي َ‬ ‫سورة الشورى‪َ) :‬ك َذرِلر َ‬

‫الزخرف‪َ) :‬وارْلِك تَراِب اْلُم بِريِن (ر ر آية‪ ،2‬سورة الدخان‪َ) :‬وارْلِك تَراِب اْلُم بِريِن (ر ر آية‪ ،2‬سورة‬

‫الجاثية‪َ) :‬تنِز يرُل اْلِك تَراِب ِم َنر اللِّه اْلَعِزريرِزاْلَح ِكريرِم ( ر آية‪ ،2‬سورة الحقاف‪) :‬تَْن ِزريرُلاْلِك تَراِب‬

‫‪.3‬‬

‫ِم َنر اللِّه اْلَعِزريرِزاْلَح ِكريرِم ( ر آية‪2‬‬

‫ص لررت‪):‬‬ ‫كلها ذكرت موسى ودوره في دعوة قومه من بني اسرائيل إلى ال‪ :‬سورة ف ّ‬

‫ت ِم نر ّر ّبر َ ِ‬ ‫ض ير رَبْي َنرهم و إِارّنرهم لَِفير َش ّ‬ ‫ كر‬ ‫ف ِفيرِه َو لَرْوَلَك ِلرَم ةٌر َس َبرقَ ْ‬ ‫ب َفاْخ تُرِل َ‬ ‫َو لَرقَْد آتَْي َنرار ُم ورَس ىر اْلِك تَرا َ‬ ‫ كلَقُ َ ُ ْ َ ُْ‬ ‫صرى ربِ​ِه ُنوًح ا ر َوارلِّذ ي رأَْو َحرْيرَنرار‬ ‫علَُك مر ّم َنر الّد يرِن َم ار َو ّ‬ ‫ّم ْنرهُر ُم ِرريرٍب ( ر ر آية‪ ، 45‬سورة الشورى‪َ) :‬ش َرر َ‬ ‫صرْيرَنراربِ​ِه ِإْب َرراِه يرَمَو ُمرورَس ىرَوِعر يرَس ىرأَْن َأِقيرُم ورا الّد يرَن َوَل تَتَفَّر قُروا ِفيرِه َك ُبرَر َع لَررى‬ ‫ كر َو َمرارَو ّ‬ ‫ِإلَْي َ‬ ‫ب ( ر آية ‪ ،13‬سورة‬ ‫اْلُم ْشرِررِكريرَنَم ار تَْد ُعرورُهْمر ِإلَْي ِهر اللّهُ َيْج تَرِبي ِإلَْي ِهر َم نر َيَش ارء َو َيرْهِد ي رِإلَْي ِهر َم نر ُيِني ُ‬ ‫‪102‬‬


‫‪.4‬‬

‫الزخرف‪َ) :‬و لَرقَْد َأْر َسرْلرَناُم ورَس ىر ِبآَياتَِنار ِإَلى ِفْررَع ْور َنور َمرلَرئِ​ِهفَ​َقاَل ِإّني َر ُسرورُلَر ّ‬ ‫براْلَعارلَِم يرَن ( ر آية‬ ‫‪ ،46‬سورة الدخان‪) :‬أَْن َأّد ورا ِإلَّي ِع َبرراَد اللِّه ِإّني لَُك ْمر َر ُسرورٌلأَِم يرٌن ( ر آية ‪ ،18‬سورة الجاثية‪:‬‬ ‫)ِم نر َو َرررائِ​ِه ْمرَج هَرّنُم َوَل ُيْغ نِري َع ْنرهُرم ّم ار َك َسرُبروا َش ْيرًئرار َوَل َم ار اتَّخ ُذرورا ِم نر ُد ورِن اللِّه أَْو ِلرَياء َو لَرهُْم‬ ‫ب‬ ‫ب ُم ورَس ىر ِإَم ارًم ار َو َررْحر َم رًَةروَهرَذرارِك تَرا ٌ‬ ‫َع َذرار ٌ‬ ‫ب َع ِظر يرٌم (ر آية‪ ،10‬سورة الحقاف‪َ) :‬و ِمرنرقَْب ِلرِه ِك تَرا ُ‬ ‫ىرْلُم ْحر ِس رنِريَن ( ر آية‪12‬‬ ‫ظَلُم ورا َو ُبرْش َرر ِل‬ ‫قرلَّس ارًنار َع َرربِرّيالُّينِذ َر ر الِّذ يرَن َ‬ ‫صر ّد ر ٌ‬ ‫ّم َ‬ ‫ص لررت‪َ ):‬و لَرقَْد آتَْي َنرار‬ ‫كلها رّك زنت على الوحدة وحّذ رنت من خطورة الفرقة‪ .‬سورة ف ّ‬

‫ت ِم نر ّر ّبر َ ِ‬ ‫ض ير رَبْي َنرهم و إِارّنرهم لَِفير َش ّ‬ ‫ كر ّم ْنرهُر‬ ‫ف ِفيرِه َو لَرْوَلَك ِلرَم ةٌر َس َبرقَ ْ‬ ‫ب َفاْخ تُرِل َ‬ ‫ُم ورَس ىر اْلِك تَرا َ‬ ‫ كلَقُ َ ُ ْ َ ُْ‬ ‫ُم ِرريرٍب( آية ‪ ، 45‬سورة الشورى‪َ) :‬و َمراراْخ تَ رلَْفتُْم ِفيرِه ِم نر َش ْير ٍء رفَُح ْكرُمرهُرِإَلى اللِّه َذ ِلرُك ُمر اللّهُ َر ّبرير‬ ‫ب ( ر آية ‪ ،10‬سورة الزخرف‪َ) :‬و لَرّم ارَج اررء ِع يرَس ىرِباْلَبّيَناِت َقاَل قَْد ِج ْئرتُرُك مر‬ ‫َع لَرْي ِهر تَ​َو ّك رْلر ُ‬ ‫ت َو إِارلَرْي ِهرأُِني ُ‬ ‫ضر الِّذ ي ر تَْخ تَرِلُفوَن ِفيرِه َفاتّقُوا اللَّه َوأَرِط يرُعوِن (ر ر آية‪ ،63‬سورة الجاثية‪:‬‬ ‫ِباْلِح ْكرَمرِةرَوِلَُبّيَن لَُك مر َبْع َ‬ ‫ كَيْق ِ‬ ‫ض ير ر‬ ‫)َو آرتَْي َنراُهم َبّيَناٍت ّم َنر اْلَْم ِرر فَ​َم ار اْخ َترَلفُوا ِإّل ِم نر َبْع ِدر َم ار َج اررءُهْم اْلِع ْلرُم َبْغ ًيرار َبْي َنرهُْم ِإّن َر ّبر َ‬ ‫َبْي َنرهُْم َيْو َم راْلِقَيراَم ِةر ِفيرَم ار َك ارُنوا ِفيرِه َيْخ تَرِلُفوَن ( ر آية‪،17‬‬ ‫كلها تحدثت عن انتقال الرسالة من بني اسرائيل إلى أمة محمد صلى ال عليه‬ ‫‪.5‬‬ ‫ كر‬ ‫علَُك مر ّم َنر الّد يرِن َم ار َو ّ‬ ‫صرى ربِ​ِه ُنوًح ا ر َوارلِّذ ي رأَْو َحرْيرَنرارِإلَْي َ‬ ‫وبار ك وسلم‪ :.‬سورة الشورى )َش َرر َ‬

‫صرْيرَنراربِ​ِه ِإْب َرراِه يرَمَو ُمرورَس ىرَوِعر يرَس ىرأَْن َأِقيرُم ورا الّد يرَن َوَل تَتَفَّر قُروا ِفيرِه َك ُبرَر َع لَررى اْلُم ْشرِررِكريرَنَم ار‬ ‫َو َمرارَو ّ‬

‫ب ( ر آية ‪ ،13‬سورة الجاثية )ثُّم‬ ‫تَْد ُعرورُهْمر ِإلَْي ِهر اللّهُ َيْج تَرِبي ِإلَْي ِهر َم نر َيَش ارء َو َيرْهِد ي رِإلَْي ِهر َم نر ُيِني ُ‬

‫َج َعرْلرَناَ ك َع لَررى َش ِرريرَعٍةرّم َنر اْلَْم ِرر َفاتّبِْع هَرا َوَل تَتّبِْع َأْه َورارءالِّذ يرَن َل َيْع لَرُم ورَن ( ر آية‪ ،18‬سورة‬

‫قرلَّس ارًنار َع َرربِرّيالُّينِذ َر ر الِّذ يرَن‬ ‫صر ّدر ٌ‬ ‫ب ُم ورَس ىر ِإَم ارًم ار َو َررْحر َم رًَةروَهرَذرارِك تَرا ٌ‬ ‫الحقاف )َو ِمرنرقَْب ِلرِه ِك تَرا ُ‬ ‫ب ّم َ‬ ‫ىرْلُم ْحر ِس رنِريَن ( ر آية‪12‬‬ ‫ظَلُم ورا َو ُبرْش َرر ِل‬ ‫َ‬

‫‪.6‬‬ ‫كلها رّك زرت على أهمية الصفح والمهال‪ :‬سورة الشورى‪َ) :‬ذ ِلر َ‬ ‫ ك الِّذ ي ر ُيَبّش ُرر اللّهُ‬ ‫ص ارِلَح ارِت ُقل ّل أَْس أَرلُ​ُك ْمر َع لَرْي ِهر أَْج ًرراِإّل اْلَم َور ّدرةَرِفير اْلقُْر َبرىرَو َمرنر‬ ‫ِع َبرراَد هُر الِّذ يرَن آَم ُنروا َوَعرِمرلُرواال ّ‬

‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ص فَرْح‬ ‫َيْقتَِر ْ‬ ‫فرَح َسرَنرةًر ّنِز ْدرلَهُ فيرَها ُح ْسرًنرار ِإّن اللَه َغ فُروٌر َش ُكرورٌر (ر ر آية‪ ،23‬سورة الزخرف‪َ) :‬فا ْ‬ ‫برِإّنُهم ّم ْرر تَرِق ُبروَن( آية‬ ‫َع ْنرهُرْم َو ُقرْل َس َلر ٌم رفَ رَس ْور َ‬ ‫ف رَيْع لَرُم ورَن ( آية ‪ ،89‬سورة الدخان‪َ) :‬فاْر تَرِق ْ‬ ‫ِّ ِ‬ ‫ِ ِ ِّ‬ ‫ّ​ِّ‬ ‫يقَْو ًم رارِبما َك ارُنوا‬ ‫‪ ،59‬سورة الجاثية‪ُ) :‬قل للذ يرَن آَم ُنروا َيْغ فرُرر وارللذ يرَن ل َيْر ُجروررنأَّياَم الله لَيْج ِز ر َ‬ ‫ِ‬ ‫ص َبرَرر أُْو لُروا اْلَعْزر ِم رِم َنر الّر ُسرِلرَوَل تَْس تَرْع ِجر ل ر‬ ‫َيْك سر ُبرروَن ( ر آية‪ ،14‬سورة الحقاف‪َ) :‬فا ْ‬ ‫ص بِرْر َك َمرار َ‬ ‫ ك ِإّل اْلقَْو ُم ر‬ ‫لّهُْم َك أَرّنهُْم َيْو َم رَيَر ْو رَنَرم ار ُيوَع ُدرورَن لَْم َي ْلرَبثُوا ِإّل َس ارَع ًةر ّم نر ّنَهاٍر َبَل ٌ‬ ‫غ رفَرهَْل ُيْهلَ ُ‬ ‫اْلَفاِس قُرروَن ( آية ‪35‬‬

‫‪103‬‬


‫الهدف الرئيسي الذ ي يجمع هذه السور الستة هو‪ :‬أنتم يا أمة محمد مسؤولون عن الرسالة‬ ‫مسؤولية نهائية ولكن هنا ك واجبات ومحاذير‪ ،‬وهذا الهدف مختلف هن هدف سورة‬

‫ص لررة‪.‬‬ ‫البقرة لن في سورة البقرة كان الهدف عرض المنهج فقط بدون أية توصيات مف ّ‬

‫أما في الحواميم فكل سورة من السورة تأتي لتعرض جانبًا من التوصيات للمنهج وهي‬

‫كلها عبارة عن تحذيرات وواجبات يجب أن يراعيها من سيتولى المسؤولية في الرض‬

‫على الرسالة وعلى المنهج الذي شّرعهال تعالى للستخلف في الرض‪.‬‬

‫ص لر بها اليات ووضح فيها الدلئل‬ ‫سورة ف ّ‬ ‫ص لنت‪ :‬سمّيت بهذا السم لن ال تعالى ف ّ‬ ‫على قدرته ووحدانيته وأقام البراهين القاطعة على وجوده وعظمته وخلقه لهذا الكون‬

‫البديع الذي ينطق بجلل ال وعظيم سلطانه‪ .‬وفيها وعد ال تعالى للبشرية بأن يطلعهم‬ ‫على بعض أسرار هذا الكون في آخر الزمان ليستدلوا على صدق ما أخبر عنه القرآن‬

‫وهذا ل يتحقق إل إذا تدّبروا وتفكروا في عظيم خلق ال تعالى في كونه بعد أن أرشدهم‬ ‫إلى آيات الخلق الباهرة في الكون الفسيح‪.‬‬

‫وبتام الواميم ينتهي أسلو ب المهال والتغيب‪ ،‬والرق‪:‬ة والصفح الذي جاءت به السور الست‪:‬ة وبعدها تنتقل السور إل سورة ممد الت هي‬ ‫سورة مواجه‪:‬ة شديدة‪ ،‬بعد أن انتهت فتة المهال ث تأت بعدها سورة الفتح الت فيها تت الواجه‪:‬ة بفتح مك‪:‬ة وتطيم الشرك ورموزه‪،.‬‬

‫خلصة الحواميم‪ :‬إياكم والكبر والفرقة والنخداع بالمظاهر المادية واحرصوا على‬ ‫الشورى حتى تقودوا الرض بما عليها وتطبقوا منهج ال تعالى كما أراده في كونه حتى‬

‫تنعموا في الدنيا والخرة‪.‬‬

‫‪ . 42‬سورة الشورى ‪ ) :‬هدف‬ ‫السورة‪ :‬أهمية الشورى والوحدة‬ ‫وخطورة الفرقة(‬

‫فمثًل سورة التشور ى‪ :‬ترّك زر سورة الشورى على واجب من واجبات السمؤولية عن المنهج‬

‫أل وهو أهمية الوحدة والحّذ رر من خطورة الفرقة‪ .‬وأوضح أن الختلف وارد ومن‬

‫طبيعة النفس البشرية ونتيجة إختلف الناس وآرائهم لكنه تعالى يوضح ما هو واجب‬

‫في حال الختلف أل وهو التحكيم إلى ال تعالى وكتابه )َو َمراراْخ تَ رلَْفتُْم ِفيرِه ِم نر َش ْير ٍء رفَُح ْكرُمرهُر‬ ‫ب ( ر آية ‪ ،10‬ففي الختلف يأمر ال تعالى بأن يرد‬ ‫ِإَلى اللِّه َذ ِلرُك ُمر اللّهُ َر ّبرريَع لَرْي ِهر تَ​َو ّكرْلر ُ‬ ‫ترَو إِارلَرْي ِهرأُِني ُ‬ ‫صرى ربِ​ِه ُنوًح ا ر‬ ‫علَُك مر ّم َنر الّد يرِن َم ار َو ّ‬ ‫المر ل أما في الفرقة فقد عاب على المم السابقة فرقتهم )َش َرر َ‬ ‫‪104‬‬


‫صرْيرَنراربِ​ِه ِإْب َرراِه يرَمَو ُمرورَس ىرَوِعر يرَس ىرأَْن َأِقيرُم ورا الّد يرَن َوَل تَتَفَّر قُروا ِفيرِه َك ُبرَر َع لَررى‬ ‫ كر َو َمرارَو ّ‬ ‫َوارلِّذ ي رأَْو َحرْي رَنرارِإلَْي َ‬

‫ب ( ر آية ‪ .13‬وحتى نتجنب‬ ‫اْلُم ْشرِررِكريرَنَم ار تَْد ُعرورُهْمر ِإلَْي ِهر اللّهُ َيْج تَرِبي ِإلَْي ِهر َم نر َيَش ارء َو َيرْهِد ي رِإلَْي ِهر َم نر ُيِني ُ‬

‫ان تحصل أية فرقة يجب أن نأخذ ونطبق مبدأ الشورى وهذا واجب يجب الحرص‬

‫عليه ‪ ،‬والشورى تكون في كل أمر ابتداء من تعامل البشر في بيوتهم إلى قضايا الحكم‬ ‫وغيرها‪ .‬والشورى هي أصل من أصول السلم العظيمة وسياج لحماية المنهج في كل‬

‫أمور الحياة لن الخلف حاصل ومتوقع وطبيعي‪ .‬وعلى هذا المبدأ ولهميته في‬ ‫السلم سمّيت السورة بر )الشورى( فلمنهج الشورى الثر العظيم في حياة الفرد‬

‫ص َلر ةَ​َر روأَرْم ُررُهْمرُش ورَرىرَبْي َنرهُْم‬ ‫والمجتمع مصداقًا لقوله تعالى‪َ) :‬وارلِّذ يرَناْس تَرَج ارُبوا ِلَر ّبرِه ْمرَوَأرَقاُم ورا ال ّ‬ ‫َو ِم رّمرارَر َز رْقرَناُه ُْمرينِف قُروَن ( ر آية ‪.38‬‬

‫‪ . 43‬سورة الزخرف ‪ ) :‬هدف‬ ‫السورة‪ :‬تحذير من النخداع‬ ‫بالمظاهر المادية(‬

‫سورة الزخرف‪ :‬هي سورة المتعلقين بالمظاهر المادية‪ .‬وفيها تحذير من النخداع‬

‫بالمظاهر المادية‪ .‬لن النخداع بها واعتبارها وسيلة لتقييم المور فيه ضياع للمة‬

‫كما ضاعت المم السابقة )لحظ تكرار ذكر الذهب والفضة وبريقها في اليات( لن‬

‫المم السابقة انخدعت واعتبرت أن متاع الحياة الدنيا وزخرفها هو النعيم الحقيقي‬ ‫ف َع لَرْي ِهرمر‬ ‫وغاب عنهم أن النعيم الحقيقي إنما هو نعيم الخرة الذي ل ينتهي‪ُ) .‬ي َ‬ ‫طا ُ‬

‫ص َحررار ٍ‬ ‫بِ ِ‬ ‫فّم نر َذ َهرٍبر َوَأرْك َورارٍبَو ِفريرَها َم ار تَْش تَرِه يرِه ا ْ َلنفُ​ُس َو تَرلَّذ اْلَْع ُيرُن َوأَرنتُْم ِفيرَها َخ ارِلُد ورَن ( ر آية‪،71‬‬

‫فالزخرف الحقيقي ليس زخرف الدنيا الزائل‪.‬‬

‫وتتحد‪.‬ث السورة عن أن مظاهر التكذيب كانت مظاهر مادية )َو َقررالُوا لَْوَل ُنّز َلرَهَذرار اْلقُْرآُن‬ ‫َع لَررى َر ُجر ٍلرّم َنر اْلَقْر َيرتَْي ِنرَع ِظر يرٍم ( ر آية‪ 31‬في قصة ابراهيم‪ ،‬و)َو َنرراَد ىرِفْررَع ْور ُِفن رير قَْو ِم رِهرَقاَل َيا قَْو ِم رأَلَْي َسر‬ ‫ ك ِم صر ر روَهرِذر ِه راْلَْن هرار تَْج ِررريِم نر تَْح تِرري أَفَ​َل تُْب ِ‬ ‫ِ‬ ‫صر ُرر رورَن* أَْم أَ​َنا َخ ْي رٌرر ّم ْنر َهَذرار الِّذ ي ر ُهَو َم ِهريرٌن‬ ‫َُ‬ ‫لي ُم ْلر ُ ْ َ َ‬ ‫َوَل َيَك ارُد ُيِبيُن * َفلَْوَل أُْلِقَير َع لَرْي ِهر أَْس ِورَررةٌّم نر َذ َهرٍبر أَْو َج اررء َم َعرهُر اْلَم َلر ئِ ررَك ةُرُم ْقرتَِر نِريَن ( ر آية‪ 51‬إلى ‪53‬‬

‫في قصة موسى مع فرعون‪ .‬وآيات السورة ترّك زر على أن الشرف الحقيقي ليس المال‬ ‫فتُرْس أَرُلوَن ( ر آية ‪،44‬‬ ‫ ك َو ِلرقَْو ِم ر َ‬ ‫والجاه والمظاهر المادية إنما هو الدين )َو إِارّنرهُ لَِذ ْكرٌررلّ َ‬ ‫ كَرو َسرْور َ‬

‫)الذكر هنا بمعنى الشرف( وتحدثت اليات عن عيسى ‪ ‬لنه رمز الزهد وعدم‬

‫‪105‬‬


‫ضر‬ ‫النخداع بالمظاهر المادية )َو لَرّم ارَج اررء ِع يرَس ىرِباْلَبّيَناِت َقاَل قَْد ِج ْئرتُرُك مر ِباْلِح ْكرَمرِةرَوِلَُبّيَن لَُك مر َبْع َ‬

‫الِّذ ي ر تَْخ تَرِلُفوَن ِفيرِه َفاتّقُوا اللَّه َوأَرِط يرُعوِن (ر ر آية‪ 63‬جاء بالحكمة بدل المظاهر المادية الزائلة‪.‬‬ ‫ضرهُرْم ِلَبْع ٍ‬ ‫ضر َع ُدرّور ِإّل‬ ‫السورة كلها تتحد‪.‬ث عن خطورة المظاهر المادية )اْلَِخ ّلر ءَير رْو َم رئِرٍذَبْع ُ‬

‫اْلُم تّرِقيرَن ( ر آية ‪ 67‬لن سر اختيار الصحبة في الدنيا يتوقف على المظاهر المادية لكن‬

‫التقوى والحكمة هما اللتان تبقيان في الخرة فعلينا اختيار الصحبة في الدنيا على أسس‬

‫صحيحة من التقوى والحكمة ل ننخدع بالمظاهر المادية الزائفة التي ليس لها وزن ول‬ ‫قيمة في الخرة‪.‬‬

‫وقد سّيت السورة بذا السم لا فيها من تثيل رائع لتاع الدنيا الزائل بريقها الادع بالزخرف اللمع الذي بنخدع به الكثيون مع أنا ل‬ ‫تساوي عند ال جناح بعوض‪:‬ة‪ ،‬ولذا فالدنيا يعطيها ال تعال للبرار والفّمج ا‪،‬ر وينالا الخيار والشرار أما الخرة فل ينحها إل لعباده‬ ‫التقي فالدنيا دار الفناء والخرة دار البقاء‪.‬‬

‫‪ . 44‬سورة الدخان ‪ ) :‬هدف‬ ‫السورة‪ :‬تحذير من النخداع‬ ‫بالسلطة والتمكين(‬

‫سورة الدخان‪ :‬هذه السورة ترّك زر على مظهر آخر من المظاهر المادية أل وهو مظهر‬

‫التمكين والسلطة )َو َنرْع َمرٍةرَك ارُنوا ِفيرَها َفاِك ِهريرَن ( ر آية‪ 27‬وعرضت السورة قصة فرعون وقومه‬ ‫وما حّل بهم من العذاب بسبب الطغيان والجرام وكيف تركوا كل آثارهم وقصورهم‬

‫وحدائقهم بسبب ما حّل بهم من ضياع وتشرد بسبب طغيانهم في الرض وعصيانهم‬ ‫لوامر ال بعد أن مّك نرهم ال في الرض فلم يحافظوا على المانة واستكبروا بما‬

‫أعطاهم ال تعالى فكان عاقبتهم الهل ك والضياع‪.‬‬

‫‪ . 45‬سورة الجاثية ‪ ) :‬هدف‬ ‫السورة‪ :‬خطورة التك ّبر في الرض(‬

‫سورة الجاثية‪ :‬ترّك زر السورة على خطورة التكبر في الرض لنها ستضّيع الرسالة‬ ‫مصداقًا لحدي‪.‬ث الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم )ل يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة‬

‫من كبر( فالتكبر محظور وخطر )َيس مرعر آَياِت اللِّه تُْتَلى َع لَرْي ِهر ثُّم ُي ِ‬ ‫ص ّرر رُم ْسرتَرْك بِرًراَك أَرن لّْم‬ ‫َْ ُ‬ ‫ب ّم ِهريرٌن ( ر آية‪ 8‬و‬ ‫َيْس َمرْعرهَرا فَ​َبّش ْررهُربَِعَذرارٍب أَِليٍم * َو إِارَذرارَع ِلرَم ِم ْنر آَياتَِنار َش ْيرًئرار اتَّخ َذرَهرار ُهُز ًوراأرُْو لَ رئِ َ‬ ‫ ك لَهُْم َع َذرار ٌ‬

‫‪106‬‬


‫‪ .9‬وسمّيت السورة هذا السم للهوال التي يلقاها الناس يوم الحساب حي‪.‬ث تجثو‬

‫الخلئق على الركب من الفزع في انتظار الحساب‪.‬‬

‫‪ . 46‬سورة الحقاف ‪ ) :‬هدف‬ ‫السورة‪ :‬الستجابة توفيق وهداية‬ ‫من ا لمن أراد أن يسمع(‬

‫سورة الحقاف‪ :‬تأني هذه السورة لتوضح أنه بعد أن عرض القرآن كل ما سبق من‬

‫منهج وتوجيهات من المؤكد أنه سيكون هنا ك من سيسمع ومن سيرفض هذا المنهج‬

‫وفي السورة تناقضات عجيبة فقد ضرب ال تعالى مثل من استمع للقرآن وهم الجّن‬ ‫ضرُرر وهرَُقالُوا‬ ‫ص َررْفرَنارِإلَْي َ‬ ‫ كر َنفًَرا ّم َنر اْلِج ّن رَيْس تَرِم ُعرروَن اْلقُْرآرَنَفلَّم ار َح َ‬ ‫وكيف تفاعلوا معه )َو إِارْذر َ‬ ‫ص تُرروا َفلَّم ار قُ ِ‬ ‫َأن ِ‬ ‫ض َير رَو لّرْو ارِإَلى قَْو ِم رِهرمرّم نرِذ ِر ريرَن* َقالُوا َيا قَْو َم رَنرارِإّنا َس ِمرْعرَنرارِك تَراًبا ُأنِز َلرِم نر َبْع ِدر‬ ‫طِر ير ٍ‬ ‫صر ّدرقًرا لَّم ار َبْي َنر َيَد ْيرِهر َيْهِد ي رِإَلى اْلَح ّ‬ ‫ق ّم ْسرتَرِقيرٍم * َيا قَْو َم رَنرارأَِج يرُبوا‬ ‫ق ر َو إِارلَرى َ‬ ‫ُم ورَس ىر ُم َ‬ ‫ب ر َد ارِع َي ر‬ ‫َد ارِع َي راللِّه َوآرِم ُنروابِ​ِه َيْغ ِفرْرر لَُك مر ّم نر ُذ ُنروبُِك ْمر َو ُيرِج ْر رُكر ّرم ْنر َع َذرارٍب أَِليٍم * َو َم رنرّل ُيِج ْ‬ ‫اللِّه َفلَْي َسر بُِم ْعرِجر ٍز رِفير اْلَْر ِ‬ ‫ض َلر ٍل رّمربِريٍن (ر ر آية‪29‬‬ ‫ضرَو لَرْي َسرلَهُ ِم نر ُد ورنِ​ِه َأوِلَياء أُْو لَ رئِ َ‬ ‫ ك ِفير َ‬ ‫ل آخر لب يدعو ابنه ليطيعه والبن يرفض )َوارلِّذ ي رَقاَل لَِوارِلَد ْيرِهر‬ ‫إلى ‪ 32‬وضرب لنا مث ً‬ ‫أُ ّ‬ ‫ ك آِم ْنر ِإّن‬ ‫ت اْلقُ​ُر ورُنِم نر قَْب ِلري َوُهرَم ارَيْس تَرِغ يرَثاِن اللَّه َو ْيرلَر َ‬ ‫ف لُّك َمرار أَتَِع َدرارنِ​ِني أَْن أُْخ َررَجَو قَرْد َخ لَر ْ‬ ‫وْعر َدراللِّه َح ّ‬ ‫قر فَ​َيُقوُل َم ار َهَذرار ِإّل أَ​َس ارِط يرُر اْلَّو ِلرريَن ( ر آية‪ 17‬وكذل ك قصة أخا عاد إذ أنذر‬ ‫َ‬ ‫قومه بالحقاف )وارْذ ُكرررأَ​َخ ار َع ارٍد ِإْذ َأنَذ رر قَو م رهُرِباْلَْح قَررا ِ‬ ‫ت الّنُذ ُرر ِم نر َبْي ِنر َيَد ْيرِهر‬ ‫ف َو قَرْد َخ لَر ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ب َيْو ٍم رَع ِظر يرٍم ( ر آية‪ .21‬وخلصة‬ ‫َو ِمرْنرَخ ْلرِفِهر أَّل تَْع ُبرُد ورا ِإّل اللَّه ِإّنير أَ​َخ ار ُ‬ ‫ف َع لَرْي ُكرْمر َع َذرار َ‬ ‫القول أن الستجابة لموامر ال ولمنهجه هو أمر من ال وتوفيق وهداية منه سبحانه‬

‫لمن أراد أن يسمع‪.‬‬

‫وسمّيت السورة بهذا السم لن الحقاف من أرض اليمن هي مساكن عاد الذين أهلكهم‬ ‫ال تعالى بطغيانهم وجبروتهم‬

‫‪107‬‬


‫‪ . 47‬سورة محمد ‪ ) :‬هدف السورة‪:‬‬ ‫إ ّتباع محمدهو مقياس قبول العمال(‬

‫سمّيت السورة بر )محمد( تذكي ًار باتباع محمد صلى ال عليه وبار ك وسلم‪ .‬الذي هو‬ ‫مقياس لقبول العمال‪.‬‬

‫سورة محمد والفتح والحجرات يجمعها محور واحد وهو الرسول صلى ال عليه وسلم‬

‫والسور الثلثة مدنية ولكل منها هدف خاص بها نستعرضه فيما يلي كل سورة على‬

‫حدة‪ .‬ورد في سورة محمد ذكر إحباط العمال وقبولها ‪ 12‬مّرةفي ‪ 38‬آية وهذا لهمية‬

‫العمال في حياة المسلم‪ ،‬وتربط السورة دائمًا مسألة قبول أو إحباط العمال بإطاعة‬

‫الرسول صلى ال عليه وسلم واّتباع أوامره وسّنته‪ .‬كما جاء في السورة ذكر القتال لنه‬ ‫ق على النفس فطاعة‬ ‫امتحان لصدق أتباع الرسول صلى ال عليه وسلم وهو أمر شا ُ‬ ‫الرسول تتمثل في إقبالهم على الجهاد في سبيل ال‪ ,.‬والحبوط لغة هو انتفاخ بطن‬

‫الّد اربة حيت تأكل نوعًا سامًا من الكل ثم تلقى حتفها‪ ،‬وهذا اللفظ أنسب شيء لوصف‬

‫العمال التي يظّن أصحابها أنها رابحة ولكنها تنتهي إلى البوار‪ .‬طاعة الرسول صلى‬

‫ال عليه وبار ك وسلم‪.‬وارتباطه بقبول أو إحباط العمال‪:‬‬

‫ِّ‬ ‫ض ّل ر أَْع َمرارلَهُْم )آية ‪(1‬‬ ‫صرّدروراَع نر َس بِريِل اللِّه أَ َ‬ ‫الذ يرَن َك فَرُر وارَو َ‬ ‫ص ارِلَح ارِت َوآرَم ُنروابَِم ار ُنّز َلرَع لَررى ُم َحر ّم رٍدرَوُهَو اْلَح ّ‬ ‫ق ر ِم نر ّر ّبرِه ْمرَك فّرَر َع ْنرهُرْم َس ّيرَئاتِ​ِه ْمر‬ ‫َوارلِّذ يرَنآَم ُنروا َوَعرِمرلُرواال ّ‬ ‫ص لَرَحَبالَهُْم )آية ‪(2‬‬ ‫َوأَر ْ‬ ‫ض ّل رأَْع َمرارلَهُْم )آية ‪(8‬‬ ‫َوارلِّذ يرَنَك فَرُر وارفَتَْع ًسرار لّهُْم َوأَر َ‬ ‫طر أَْع َمرارلَهُْم )آية ‪(9‬‬ ‫ ك بِأَّنهُْم َك ِررُهواَم ار َأنَز َلراللّهُ فَأَْح َب ر َ‬ ‫َذ ِلر َ‬ ‫طر أَْع َمرارلَهُْم )آية ‪(28‬‬ ‫ضر َورارَن فَهُأَْح َب ر َ‬ ‫ ك بِأَّنهُ​ُم اتَّبُعوا َم ار أَْس َخر َ‬ ‫َذ ِلر َ‬ ‫ط راللَّه َو َكرِررُهواِر ْ‬ ‫َو لَرْو َنَش ارء َلَ​َر ْيرَنراَك هُرْمَفَلَع َررْفرتَُهمبِ​ِس يرَم ارُهْم َو َلرتَْع ِررفَرّنهُْمِفير لَْح ِن راْلقَْو ِل رَوارللّهُ َيْع لَرُم أَْع َمرارلَُك ْمر)آية ‪(30‬‬ ‫َيا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا َأِط يرُعوا اللَّه َوَأرِط يرُعواالّر ُسرورَلَوَل تُْب ِطر لُروا أَْع َمرارلَُك ْمر )آية ‪(33‬‬ ‫فَ​َل تَِه ُنروا َو تَرْد ُعروراِإَلى الّس ْلرِمر َوأَرنتُ​ُم اْلَْع لَرْو َن رَوارللّهُ َم َعرُكرْمر َو لَررن َيتَِر ُكرْمرأَْع َمرارلَُك ْمر)آية ‪(35‬‬ ‫ت ُس ورَرةٌّم ْحر َك رَمرةٌرَو ُذرِكرَررِفيرَها‬ ‫تُس ورَرةٌفَِإَذ ار ُأنِز لَر ْ‬ ‫ثم تتوسط السورة آية محورية )َو َيرُقوُل الِّذ يرَن آَم ُنروا لَْوَل ُنّز لَر ْ‬ ‫طاَع ةٌر‬ ‫ظَر اْلَم ْغرِشر ّي رَع لَرْي ِهر ِم َنر اْلَم ْور ِت رفَأَْو لَررى لَهُْم * َ‬ ‫ كر َن َ‬ ‫ضرَينظُ​ُر ورَنِإلَْي َ‬ ‫ترالِّذ يرَن ِفير ُقُلوبِ​ِه مر ّم َرر ٌ‬ ‫اْلِقتَراُل َرأَْي َ‬

‫ص َد رقُروا اللَّه لَ​َك ارَن َخ ْيرًررالّهُْم (ر آية ‪ 20‬و ‪ 21‬تخبر المسلمين أنه‬ ‫َو قَرْو ٌل رّم ْعرُرر و ر ٌ‬ ‫ففَِإَذ ار َع َزرَمراْلَْم ُرر َفلَْو َ‬

‫أولى لهم طاعة الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم‪ .‬إذا أرادوا قبول أعمالهم لن كل‬

‫‪108‬‬


‫طريق إل طريق محمد فهو ضلل كما قال‪ .‬وقد قال المام ابن حنبل‪ :‬نظرت في‬ ‫القرآن فوجدت )أطيعوا الرسول( ‪ 33‬مرة ثم سمعت قوله تعالى )فليحذر الذين يخالفون‬

‫عن أمره(‪.‬‬

‫وختمت السورة بذكر عقاب المؤمنين الذين ل يّتبعون الرسول صلى اله عليه وبار ك‬ ‫وسلم‪َ) .‬هارَأنتُْم َهُؤرَل ءتُرْرد َعرْور َن رلُِتنِفقُروا ِفير َس بِريِل اللِّه فَِم نرُك مر ّم نر َيْب َخر ُل رَو َمرنرَيْب َخر ْل رفَِإّنَم ار‬ ‫َيْب َخر ُل رَع نر ّنْفِس ِه رَوارللّهُ اْلَغنِرّي َوأَرنتُ​ُم اْلفُقَ​َراءَو إِارنرتَتَ​َو لّرْو ارَيْس تَرْب ِدر ْل رقَْو ًم رارَغ ْيرَررُكرْمرثُّم َل َيُك ورُنوا‬ ‫أَْم ثَرالَُك ْمر (ر آية ‪38‬‬

‫الفتح ) هدف السورة‪:‬‬ ‫‪ . 48‬سورة‬ ‫سورة الفتوحات والتج ّليات الربانية(‬

‫نزلت هذه السورة الكريمة على الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم بعد عودته من صلح الحديبية‬

‫ب إلّي من الدنيا‬ ‫ولّم ار نزلت فرح بها فرحًا شديدًا وقال‪" :‬أنزلت علّي الليلة سورة هي أح ّ‬ ‫وما فيها(‪ .‬وقد كان الصحابة محبطين من منعهم من أداء العمرة ثم عقدوا صلح‬

‫الحديبية فكانت فترة الصلح بمثابة الهدنة‪ .‬ومن عظيم الخطاب القرآني وعظم الرسالة‬

‫أن تسّم ىر هذه السورة الفتح مع أنها تتحد‪.‬ث عن فترة هدنة وصلح وهذا دليل على أن‬

‫السلم يدعو للصلح ول يدعو للحرب كما يتصوره البعض من ضعفاء النفوس‪ ،‬ولقد‬

‫كانت فترة الهدنة هذه من أهّم الفترات في انتشار الرسالة إواسلم العديد من الناس وهي‬

‫أكثر فترة ينتشر فيها الدين‪ .‬ولقد سأل عمر بن الخطاب رضي ال عنه الرسول‬

‫صلى ال‬

‫عليه وسلم‪ :‬أفتح هو؟ قال ‪ :‬يا عمر إّنه لفتح‪ .‬وهي من أكثر السورة التي ذكر فيها‬ ‫الصحابة بخير لنهم لّم ار غضبوا بعد منعهم من العمرة كان غضبهم ل ورسوله وليس‬ ‫ض لر عليهم من رب‬ ‫لنفسهم فكانوا مخلصين في إحساسهم وغضبهم لدينهم فجاء التف ّ‬

‫العزة بالمدح والثناء عليهم في هذ السورة الكريمة‪.‬‬

‫وهذه السورة هي سورة الفتوحات بحق فكل آية فيها تشير إلى نوع من أنواع الفتح‬ ‫نستعرضها فيما يلي‪:‬‬

‫ ك فَتًْح ا ر ّم بِريًنا( آية ‪1‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫مفغرة الذنوب )ِإّنا فَتَْح َنرار لَ َ‬ ‫ كر‬ ‫‪.2‬‬ ‫ ك َو َمرارتَأَّخ َر ر َو ُيرتِّم نِْع َمرتَرهُ َع لَرْي َ‬ ‫ ك اللّهُ َم ار تَقَّد َمر ِم نر َذ نربِ َ‬ ‫إتمام النعمة والهداية )ِلَيْغ ِفرَرر لَ َ‬ ‫ كر ِ‬ ‫طاّم ْسرتَرِقيرًم ار* ا( آية ‪2‬‬ ‫ص َرررا ً‬ ‫َو َيرْهِد َي ر َ‬ ‫‪109‬‬


‫النصر )و َيررنص رر َ ّ‬ ‫ص ًرراَع ِزريرًز ( ر ر آية‪3‬‬ ‫ كراللهُ َن ْ‬ ‫َ َُ‬

‫‪.3‬‬ ‫‪.4‬‬

‫إنزال السكينة )ُهَو الِّذ ي ر َأنَز َلرالّس ِكريرَنَة ِفير ُقُلوِب اْلُم ْؤر ِم رنِريَنِلَيْز َد رارُد وراِإيَم ارًنا ّم َعر ِإيَم ارنِ​ِه ْمر‬

‫َو ِلرلِّه ُج ُنرروُد الّس َمرارَوارِتَوارْلَْر ِ‬ ‫ضَرو َكرارَناللّهُ َع ِلرريًم ارَح ِكريرًم ار( آية ‪ .4‬نلحظ وردت السكينة ‪3‬‬

‫مّراتفي السورة‬

‫الجّنة )ِلُيْد ِخرَل راْلُم ْؤر ِمرنِرريَنَوارْلُم ْؤر ِم رَنراِتَج ّنرراٍت تَْج ِررريِم نر تَْح تِرَها اْلَْن هَراُر َخ ارِلِد يرَن ِفيرَها‬ ‫‪.5‬‬ ‫ ك ِع نرَد اللِّه فَْو ًزرراَع ِظر يرًم ار( آية‪5‬‬ ‫َو ُيرَك فّرَر َع ْنرهُرْم َس ّيرَئاتِ​ِه ْمر َو َكرارَن َذ ِلر َ‬

‫‪.6‬‬

‫كشف المنافقين )و ي رعّذربراْلم نراِف ِقريرن وارْلم نراِف قَراِتوارْلم ْشرِررِكريرنوارْلم ْشرِررَكرارِتال ّ‬ ‫ظاّنيَن ِباللِّه‬ ‫َ ُ َ َ َُ َ َ َُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬

‫تم ِ‬ ‫ضر َ ّ‬ ‫ظّن الّس ور ِءر رَع لَرْي ِهرمرَد ارئِرةُالّس ور ِءر روَغر ِ‬ ‫صر يررًرا(‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫بر راللهُ َع لَرْي ِهرْمرَو لَرَعَنرهُْم َوأَرَع ّدرلَهُْم َج هَرّنَم َو َسرارء ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫آية ‪6‬‬

‫الرضى عن المؤمنين )لَقَْد ر ِ‬ ‫ت رالّش َجر َررِةفَ​َع ِلرَم‬ ‫‪.7‬‬ ‫ضر َير راللّهُ َع ِنر اْلُم ْؤر ِمرنِرريَنِإْذ ُيَبايُِعوَن َ‬ ‫ ك تَْح َ‬ ‫َ‬ ‫َم ار ِفير ُقُلوبِ​ِه ْمر َفَأنَز َلرالّس ِكريرَنَةر َع لَرْي ِهرْمرَوأَرَثاَبهُْم فَتًْح ا ر َقِر يرًبا( آية‪18‬‬ ‫‪.8‬‬ ‫الغنائم )َو َمرَغرارنَِمَك ثِريَرةًَيْأُخ ُذرورَنَها َو َكرارَناللّهُ َع ِزريرًزاَح ِكريرًم ار* َوَعرَدرُكرُمراللّهُ َم َغرارنَِم َك ثِريَرةً‬ ‫س َع نرُك مر و ِلرتَُك ورن آَيًة لّْلم ؤر ِمرنِررينو َيرهِد َيرُك مر ِ‬ ‫تَْأُخ ُذرورَنها فَعّجر َلر لَُك مر َهِذر ِهرو َكر ّ ِ‬ ‫ي رالّنا ِ‬ ‫طا‬ ‫ص َرررا ً‬ ‫َ‬ ‫فرأَْي در َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ْ َ​َ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ّم ْسرتَرِقيرًم ار( آية ‪ 19‬و ‪20‬‬

‫‪.9‬‬

‫ِّ‬ ‫صرّدرورُك ْمرَع ِنر اْلَم ْسرِجرِد راْلَح َررراِم‬ ‫طمأنينة القلية المؤمنة في مكة )ُهُم الذ يرَن َك فَرُر وارَو َ‬

‫طُؤ ورُهْم‬ ‫تلّْم تَْع َلرُم ورُهْمر َأن تَ َ‬ ‫يرَم ْعرُكرورًفا َأن َيْب لُرَغ َم ِحر لّرهُ َو لَرْوَلِرَجر ارٌلّم ْؤر ِمرُنروَنَو نِرَس ارء ّم ْؤر ِم رَنرا ٌ‬ ‫َوارْلهَْد َ‬ ‫فَتُ ِ‬ ‫ص يررَبُك مرّم ْنرهُرم ّم َعرّررةٌبَِغْيرِرر ِع ْلرٍم ِلُيْد ِخرَل راللّهُ ِفير َر ْحر َم رتِرِهَم نر َيَش ارء لَْو تَ​َز ّيرلُروالَ​َعّذرْبرَنرا الِّذ يرَن َك فَرُر وار‬ ‫ِم ْنرهُرْم َع َذرارًبار أَِليًم ار( آية ‪25‬‬

‫قر اللّهُ َر ُسرورلَهُالّر ْؤ رَيرارِباْلَح ّ‬ ‫ص َدر َ‬ ‫ق ر لَتَْد ُخرلُررّن اْلَم ْسرِجرَد راْلَح َررراَمِإن َش ارء اللّهُ‬ ‫‪ .10‬بشرى فتح مكة )لَقَْد َ‬ ‫ ك فَتًْح ا ر‬ ‫آِم نِريَن ُم َحر لّرِقيرَن ُر ُؤ رورَس ُكرْمرَو ُمرَقر ّ‬ ‫ص ِررير َ​َ‬ ‫نل تَ​َخ ارُفوَن فَ​َع ِلرَم َم ار لَْم تَْع َلرُم ورا فَ​َج َع رَلر ِم نر ُد ورِن َذ ِلر َ‬ ‫َقِر يرًبا( آية‪27‬‬

‫‪ .11‬إظهار الدين )ُهَو الِّذ ي ر َأْر َسرَلرَر ُسرورلَهُِباْلهَُد ىر َو ِدريرِناْلَح ّ‬ ‫ظِهرَررهَُع لَررى الّد يرِن ُك لّرِه َو َكرفَرى‬ ‫ق رِلُي ْ‬ ‫ِباللِّه َش ِهريرًد ار( آية ‪28‬‬

‫‪ .12‬الوعد‪ ،‬بالفغفرة والنصر العظيم‬ ‫‪ .13‬أكب عدد دخل السلم بعد صلح الديبي‪:‬ة‬

‫‪ .14‬آية الرضوان )لَقَْد ر ِ‬ ‫ت رالّش َجر َررِةفَ​َع ِلرَم َم ار ِفير‬ ‫ضر َير راللّهُ َع ِنر اْلُم ْؤر ِمرنِرريَنِإْذ ُيَبايُِعوَن َ‬ ‫ ك تَْح َ‬ ‫َ‬ ‫ُقُلوبِ​ِه ْمر َفَأنَز َلرالّس ِكريرَنَة َع لَرْي ِهرْمرَوأَرَثاَبهُْم فَتًْح ا ر َقِر يرًبا( آية‪18‬‬

‫‪110‬‬


‫فلماذا استحق المسلمون هذا الفتح كّله؟ لنهم ببساطة صدقوا ال في العبادة وعلم ال‬

‫صدقهم )لَقَْد ر ِ‬ ‫ت ر الّش َجر َررِةفَ​َع ِلرَم َم ار ِفير ُقُلوبِ​ِه ْمر َفَأنَز َلرالّس ِكريرَنَة‬ ‫ضر َير راللّهُ َع ِنر اْلُم ْؤر ِم رنِريَنِإْذ ُيَبايُِعوَن َ‬ ‫ كر تَْح َ‬ ‫َ‬ ‫َع لَرْي ِهرْمرَوأَرَثاَبهُْم فَتًْح ا ر َقِر يرًبا( آية‪18‬‬ ‫ثم تأتي اليات تدل على مواصفات الفئة المستحقة للفتح‪ّ) :‬م َحر ّمرٌدرّر ُسرورُلاللِّه َوارلِّذ يرَنَم َعرهُر‬ ‫س يرَم ارُهْمِفير‬ ‫ضر َورارًنِار‬ ‫ض ًل رّم َنر اللِّه َو ِرر ْ‬ ‫أَِش ّد رارء َع لَررى اْلُك فّراِر ُر َحر َمرارءَبْي َنرهُْم تَ​َراُهْمرُر ّكرًعرارُس ّجر ًدرارَيْب تَرُغوَن فَ ْ‬ ‫ظ‬ ‫ ك َم ثَرلُهُْم ِفير التّْو َررراِةَو َمرثَرلُهُْم ِفير ا ِْل نرِج يرِل َك َزر ْر ر ٍأَعْخ َررَجَش ْ‬ ‫طرأَهُ َفآَز َر رهَُفاْس تَرْغ لَر َ‬ ‫ُو ُجر ورِه ِهرمرّم ْنر أَثَِر الّس ُجر ورِد َذ ِلر َ‬ ‫ص ارِلَح ارِت ِم ْنرهُرم‬ ‫ظ بِ​ِه ُمر اْلُك فّراَر َوَعرَدراللّهُ الِّذ يرَن آَم ُنروا َوَعرِمرلُرواال ّ‬ ‫عَيِغ ير َ‬ ‫ب رالّز ّررا ِلَ‬ ‫َفاْس تَرَوى َع لَررى ُس ورِق ِهر ُيْع ِجر ُ‬

‫ّم ْغرِفرَررةًَوأَرْج ًرراَع ِظر يرًم ار( آية ‪ 29‬وهذه آية خطيرة لنها أوضحت صفات الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم والذين معه وجمعت لهم الصفات التي لم تكن عند اليهود والنصارى من قبلهم‪،‬‬

‫جمعت لهم العبادة الخالصة ل )رّك عرًا سّج درًا( مقابل صفات اليهود الماديين الذين لم‬ ‫يتصفوا بالعبادة‪ .‬وجمعت لهم صفة العمل والجد والنجاح )كزرع أخرج شطأه( بنّية‬

‫إغاظة الكّفار وهذه صفات لم تكن عند النصارى الذين كانوا رّبانيين ورهبانا وروحانّيون‬ ‫ولم يكونوا يدعون للعمل‪ ،‬وكأن صفات المؤمنين الذين يستحقون الفتح من ال هي‬ ‫الصفات التي تجمع بين العبادة والعمل فهم المة الوحيدة التي جمعت هاتين الصفتين‬

‫معًا‪ .‬اليهود كانوا ماديين فقط والنصارى كانوا روحانيين وربانيين فقط‪.‬‬

‫لفتة‪ :‬في ختام سورة محمد السابقة ختمت السورة )َو إِارنرتَتَ​َو لّرْو ارَيْس تَرْب ِدر ْل رقَْو ًم رارَغ ْيرَررُكرْمرثُّم َل َيُك ورُنوا‬ ‫أَْم ثَرالَُك ْمر ( وختمت هذه السورة بصفات المؤمنين الذين يطيعون الرسول )ّم َحر ّم رٌدرّر ُسرورُلاللِّه‬

‫ضر َورارًنار‬ ‫ض ًل رّم َنر اللِّه َو ِرر ْ‬ ‫َوارلِّذ يرَنَم َعرهُر أَِش ّد رارء َع لَررى اْلُك فّراِر ُر َحر َم رارءَبْي َنرهُْم تَ​َراُهْمُر ّكرًعرارُس ّجر ًدرارَيْب تَرُغوَن فَ ْ‬ ‫ ك َم ثَرلُهُْم ِفير التّْو َررراِةَو َمرثَرلُهُْم ِفير ا ِْل نرِج يرِل َك َزر ْر ر ٍأَعْخ َررَجَش ْ‬ ‫ِس يرَم ارُهْمرِفير ُو ُجر ورِه ِهرمرّم ْنر أَثَِر الّس ُجر ورِد َذ ِلر َ‬ ‫طرأَهُ‬ ‫ظ بِ​ِه ُمر اْلُك فّراَر َوَعرَدراللّهُ الِّذ يرَن آَم ُنروا َوَعرِمرلُروا‬ ‫عَيِغ ير َ‬ ‫َفآَز َر رهَُفاْس تَرْغ لَر َ‬ ‫ب رالّز ّررا ِلَ‬ ‫ظ َفاْس تَرَوى َع لَررى ُس ورِق ِهر ُيْع ِجر ُ‬ ‫ص ارِلَح ارِت ِم ْنرهُرم ّم ْغرِفرَررةًَوأَرْج ًرراَع ِظر يرًم ار(‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫‪ . 49‬سورة‬ ‫السورة‪:‬‬

‫الحجرات ) هدف‬ ‫أدب العلقات(‬

‫سورة الحجرات هي سورة تتحد‪.‬ث عن أدب العلقات والتعامل مع الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم ومع المسلمين والناس عامة‪ .‬وكأن الهدف من هذه الداب والتوجيهات أنكم يا من‬

‫سينّز لرعليكم الفتح تأدبوا بالعلقات مع الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم هذا بالضافة إلى‬

‫‪111‬‬


‫الصفات التي أوردها ال تعالى في سورة الفتح )آية ‪ .(29‬فكأنما أراد ال تعالى أن‬ ‫ل للفتح‬ ‫يجمع لهم صفات العبادة والعمل مع الصفات الخلقية والذوقية حتى يكونوا أه ً‬

‫من عند ال تعالى‪ .‬وقد تضّم نرت السورة العديد من الداب نستعرضها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬الدب مع الشرع‪َ) :‬يا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا َل تَُقّد ُمرورا َبْي َنر َيَد ِير اللِّه َو َررُسرورِلِهَوارتّقُوا اللَّه ِإّن‬ ‫اللَّه َس ِمريرٌع َع ِلرريٌم (ر آية ‪1‬‬

‫‪ .2‬الدب مع النبي صلى ال عليه وبار ك وسلم‪َ) :.‬يا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا َل تَْر َفرُعوا‬

‫ق رص ورِت رالّنبِّي وَل تَْج ه رر وارلَهُ ِباْلقَو ِل رَك َجر هرِرر َبع ِ‬ ‫ضر ُكررْمرِلَبْع ٍ‬ ‫طر‬ ‫ضر َأن تَْح َب ر َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َأ ْ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫ص َورارتَُك ْمرفَْو َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫أَْع َمرارلُ​ُك ْمر َوأَرنتُْم َل تَْش ُعرُر ورَن* ِإّن الِّذ يرَن َيُغ ّ‬ ‫ ك‬ ‫ص َورارتَهُْمِع نرَد َر ُسرورِلاللِّه أُْو لَ رئِ َ‬ ‫ض ورَن َأ ْ‬ ‫الِّذ يرَن اْم تَرَح َن راللّهُ ُقُلوَبهُْم ِللتّْقَوى لَُهم ّم ْغرِفرَررةٌَوأَرْج ٌر رَع ِظر يرٌم (ر آية‪ 2‬و ‪3‬‬ ‫ق ربَِنَبٍأر َفتَ​َبّيُنوا َأن تُ ِ‬ ‫ص يررُبوا‬ ‫‪ .3‬أدب تلّقي الخبار‪َ) :‬يا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا ِإن َج اررءُك ْمر َفاِس ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ص ِبرُح وار َع لَررى َم ار فَ​َع ْلرتُْم َناِد ِمريرَن ( ر آية‪6‬‬ ‫قَْو ًم راربَِج هَررالَة َفتُ ْ‬ ‫ص ِلرُح وار َبْي َنر أَ​َخ َورْي رُكرْمرَوارتّقُوا اللَّه‬ ‫‪ .4‬أدب الخّوة بين المؤمنين‪ِ) :‬إّنَم ار اْلُم ْؤر ِمرُنرروَنِإْخ َو رةٌرَفَأ ْ‬ ‫لَ​َع لّرُك ْمر تُْر َحرُمرورَن ( ر آية‪10‬‬

‫طائِفَ​َتاِن ِم َنر اْلُم ْؤر ِم رنِريَناْقتَ​َتلُوا‬ ‫‪ .5‬أدب الصلح في حال وقوع خلف‪َ) :‬و إِارنر َ‬

‫تر ِإْح َد رارُهَم ارَع لَررى اْلُْخ َررىرَفَقاتِلُوا الِّتي تَْب ِغر ي ر َح تّررى تَِفيرَء ِإَلى‬ ‫ص ِلرُح وار َبْي َنرهَُم ار فَِإن َبَغ ْ‬ ‫َفَأ ْ‬ ‫ص ِلرُح وار َبْي َنرهَُم ار ِباْلَعْدر ِلر َوَأرْقِس طُرواِإّن اللَّه ُيِح ّ‬ ‫ب ر اْلُم ْقرِس ِط ريرَن ( ر آية‬ ‫أَْم ِرر اللِّه فَِإن َفاء ْ‬ ‫ت َفَأ ْ‬ ‫‪9‬‬

‫‪ .6‬الداب الجتماعية بين المسلمين ‪َ) :‬يا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا َل َيْس َخرْر رَقوٌم ّم نر قَْو ٍم ر‬

‫َع َسرىر َأن َيُك ورُنوا َخ ْيرًرراّم ْنرهُرْم َوَل نَِس ارء ّم نر ّنَس ارء َع َسرىر َأن َيُك ّنر َخ ْيرًرراّم ْنرهُرّن َوَل تَْلِم ُزر وار‬ ‫ ك ُهُم‬ ‫ب فَأُْو لَ رئِ َ‬ ‫َأنفَُس ُكرْمر َوَل تَ​َناَبُز وارِباْلَْلَقاِب بِْئ َسر اِل ْس رُمراْلفُ​ُس ور ُ‬ ‫ق َبْع َدر ا ِْل يرَم ارِن َو َمرنرلّْم َيتُ ْ‬ ‫ظّن ِإّن بع ضر ال ّ‬ ‫ظاِلم ورن * يا أَّيها الِّذ يرن آم نروا اج تَرِنبوا َك ثِريراّم نر ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ظّن ِإثٌْم َوَل‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َُ ْ ُ‬ ‫ً َ‬ ‫ال ُ َ َ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ضر ا رأَُيِح ّ‬ ‫ضرُكرمرَبْع ً‬ ‫تَ​َج ّس رُسرورا َوَل َيْغ تَرب ّبْع ُ‬ ‫ب ر أَ​َح ُدرُكرْمرَأن َيْأُك َلر لَْح َم رأَخ يره َم ْيرتًرا َفَك ِررْه تُرُم ورهُ‬ ‫ب ّر ِحر يرٌم (ر آية‪ 11‬و ‪12‬‬ ‫َوارتّقُوا اللَّه ِإّن اللَّه تَّوا ٌ‬ ‫‪ .7‬أدب التعامل مع الناس بشكل عام‪َ) :‬يا أَّيَها الّناُس ِإّنا َخ لَرْقَناُك مر ّم نر َذ َكرٍرر َوأُرنَثى‬ ‫َو َجر َعرْلرَناُك ْمرُش ُعروًبار َو قَرَبائَِل ِلتَ​َعارَر فُرواِإّن َأْك َررَمرُكرْمرِع نرَد اللِّه أَتَْقاُك ْمر ِإّن اللَّه َع ِلرريٌم َخ بِرريٌر (ر ر آية‬

‫‪ . 13‬وقد تأخر ذكر أدب التعامل مع الناس في السورة وهذا ليرشدنا أنه‬

‫قبل أن نتعامل مع الناس بأدب علينا أن نحقق ونكتسب كل الداب‬

‫السابقة في التعامل مع رسولنا وفيما بيننا حتى نتمّيز بأخلقنا وآدابنا‬ ‫‪112‬‬


‫وحتى نتر ك عند الناس من غير المسلمين النطباع الحسن لن الخلق‬ ‫الحسن قد يفتح من البلد وقلوب العباد ما ل تفتحه الحروب والمعار ك‪.‬‬

‫وكم من الناس دخلوا في السلم بأخلق المسلمين الفاتحين ل بالسيف‪.‬‬

‫ كر أَْن َأْس َلرُم ورا ُقل ّل تَُم ّنروا َع لَرّي‬ ‫‪ .8‬أدب التعامل مع اليمان ومع ال تعالى‪َ) :‬يُم ّنروَن َع لَرْي َ‬ ‫ِإْس َلر َم ررُكر َمبرِلر اللّهُ َيُم ّنر َع لَرْي ُكرْمر أَْن َهَدرارُك ْمر ِل ْ ِ‬ ‫ص ارِد ِقريرَن ( ر آية‪17‬‬ ‫ل يرَم ارِن ِإن ُك نرتُْم َ‬

‫فهذه بالسورة ه ي حقكاً سورة بالدباب بالجتمكاعنْية وْقد سمّنْيت بإ )بالحجربات( لن بال تعكال ى ذكر فنْيهكا حرمة بنْيوت بالنب ي وه ي‬

‫بالحجربات بالت ي ككان يسكنهكا أمهكات بالمؤمننْين بالطكاهربات رضوبان بال علنْيه م وهذا لتربطنا بالنبي صلى ال عليه‬ ‫وبار ك وسلم‪.‬وفي هذا دللة أيضًا على ارتباط السور الثلثة محمد والفتح والحجرات‬

‫بمحور واحد هو )محمد صلى ال عليه وبار ك وسلم‪ (.‬ففي سورة محمد كان الهدف‬

‫إّتباع الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم‪.‬وفي سورة الفتح مواصفات أتباعه وفي سورة‬ ‫الحجرات أدب التعامل مع الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم‪ .‬والمجتمع‪.‬‬

‫الجزء السابع والعشرين الهدف‬ ‫العام ‪ :‬قضية الختيار‬

‫هذا الجزء يشتمل على ثماني سور يجمعهم محور واحد وتتفرد كل منهم بهدف من‬

‫أهداف المحور الرئيسي للجزء كّله‪ .‬بعد أن عرضت الجزاء السابقة في القرآن الكريم‬

‫للمنهج يأتي هذا الجزء والذي يخّيرنا ال تعالى بين أمور عدة علينا أن نحسن الختيار‬ ‫حتى نفوز في النهاية‪ .‬وقد عرضت السور واليات عدة طرق للختيار منها‪ :‬طريق‬

‫إرضاء ال وطريق إغضابه‪ ،‬وطريق الجنة وطريق النار‪ ،‬وطرق النعم وطريق النقم‪،‬‬

‫وطريق الرزق وغيرها والمطلوب من ك أيها المسلم المؤمن أن تحسم أمر ك وتختار بعد‬ ‫أن عرفت عن كل هذه الختيارات ما يعين ك على حسن الختيار‪ .‬وهذا الجزء كله‬

‫يرّك زر على التذكرة بالخرة وفيه اسلوب ترقيق القلوب الذي هو من أنجع الساليب في‬ ‫الدعوة وتطهير القلوب والنفس البشرية‪ .‬والسور كلها مّك يرة ما عدا سورة الحديد فهي‬ ‫مدنية‪ .‬وأربع منها ابتدأت بالقسم )ق‪ ،‬الطور‪ ،‬النجم‪ ،‬الذاريات(‪.‬‬

‫‪113‬‬


‫ق ) هدف السورة‪:‬‬ ‫‪ . 50‬سورة‬ ‫إختيار طريق الج ّنة أو طريق النار(‬

‫السورة مّك ي‪:،‬ة وقد بدأت بالقسم بالقرآن الكري الذي يكذ ب به الرمون‪ .‬وفيها تعرض اليات طريق النار وطريق الن‪:‬ة عن طريق حوار ف‬ ‫ي ‪َ ،‬عِتي ٌد (‪ ،‬آي‪:‬ة ‪ 23‬إل )ي‪َْ،‬و َم‪ ،‬ن‪َُ،‬قو‪ُ،‬ل ِلَ​َه نّ‪َ،‬م َه ِل‪ ،‬اْم تَ‪َ،‬لِْت َو ت‪َُ،‬قو‪ُ،‬ل َه ْل‪ِ ،‬م ن‪،‬‬ ‫اليات بي اللئك‪:‬ة وأهل النار والعياذ بال )َو قَ‪،‬اَل قَِرينُهُ َه َذ‪،‬ا‪َ ،‬م ا‪ ،‬لَ​َد ّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ي‪َ ،‬غي‪َْ،‬ر بَِعيٍد (‪ ،‬آي‪:‬ة ‪ 31‬إل ) َُلم ّما‪ ،‬يَ​َش ا‪ُ،‬ؤوَن ِفيَه ا‪َ ،‬و لَ‪َ،‬د ي‪َْ،‬نا َمِز‪،‬ي ٌد‬ ‫ّمِز‪،‬يد (‪ .30 ،‬وبينهم‪ ،‬وبي أهل الن‪:‬ة جعلنا ال تعال منهم )َوأُْزلَف ت‪ ،‬اْلَنّ‪:‬ةُ لْلُم تّ‪،‬ق َ‬ ‫( ‪ .35‬ونلحظ بلغ‪:‬ة التعبي القرآن ف قوله تعال )يوم نقول لهنم هل امتلت وتقول هل من مزيد(‪ ،‬وبي قوله تعال )وأزلفت الن‪:‬ة‬ ‫للمتقي( فالنار تقول هل من مزيد دليل على سع‪:‬ة جهنم وأنا تتسع لكل الرمي والكفار لو ألقوا فيها‪ ،‬أما الن‪:‬ة فقد أدنيت من المؤمني‬ ‫التقي حت تكون برأ ى منهم زيادة ف إكرامهم‪ .‬فبعد هذا التصوير الدقيق يا تر ى ماذا نتار؟؟‬

‫وفي السورة أيضًا عرضت اليات للنوازع الثلثة التي قد تؤّثر على النسان وتؤدي إلى‬ ‫هلكه‪:‬‬

‫برِإلَْي ِهر ِم ْنر َح ْبرِلراْلَو ِرريرِد ( ر‬ ‫وسوس‪:‬ة‪ ،‬النفس البشري‪:‬ة‪َ) :‬و لَرقَْد َخ لَرْقَنار ا ِْل نرَس ارَن َو َنرْع لَرُمَم ار تَُو ْسرِورُس ربِ​ِه َنْفُس هُر َو َنرْح ُن رَأْقَر ُ‬ ‫آية ‪16‬‬

‫ير َع تِريٌد (ر آية ‪23‬‬ ‫وسوس‪:‬ة‪ ،‬الشيطان‪َ) :‬و قَرراَل َقِر يرُنهُ َهَذرار َم ار لَ​َد ّ‬

‫ب أَْو أَْلَقى الّس ْمرَعر َوُهَو َش ِهريرٌد (ر آية ‪37‬‬ ‫الغفلة‪ِ) :‬إّن ِفير َذ ِلر َ‬ ‫ ك َلِذ ْك رَررىِلرَم نر َك ارَن لَهُ َقْل ٌ‬

‫وتختم اليات في هذه السورة بتذكرة الناس بالقرآن الكريم لن فيه التذكرة لمن خاف‬ ‫ت َع لَرْي ِهرمر‬ ‫عذاب ال وأراد أن يّتقيه فينجو بفضل ال تعالى )َنْح ُن رأَْع لَرُم بَِم ار َيُقوُلوَن َو َمرارَأن َ‬

‫ف َوِعر يرِد( آية ‪. 45‬‬ ‫بَِج ّبرراٍر فَ​َذ ّكرْرر ِباْلقُْرآِنَم نر َيَخ ا ر ُ‬

‫‪ . 51‬سورة الذاريات ) هدف‬ ‫السورة‪ :‬العطاء والمنع بيد ا‬ ‫تعالى(‬

‫هذه السورة مكّية أيضًا وتبدأ يالقسم بالذاريات )َوارلّذ ارِر َيراِتَذ ْرر ًوررار* َفاْلَح ارِم َلر ِتِ رورْقرًرا*‬ ‫َفاْلَج ارِر َيراِتُيْس ًرررا* َفاْلُم قَرّس َمرارِت أَْم ًرررا( آية‪ 1‬إلى ‪ ،4‬فالذاريات‪ :‬هي الريح الشديدة التي تفتت‬

‫السحاب المحّم لر بالمطر فتمنعه عن النزال‪ ،‬والحاملت‪ :‬هي الرياح التي تدفع‬

‫السحاب ليتجّم عر وينزل المطر بإذن ال وهذ دليل قدرة ال تعالى أنه مّرةيسّخ رر الريح‬

‫لتفرق السحاب ومرة لتجمعه‪ ،‬الجاريات‪ :‬هي الفل ك تجري في البحر بدفع الرياح لها‬

‫تجلب الرزق للناس‪ ،‬المقسمات‪ :‬هي الملئكة التي أمرت أن تقسم أرزاق العباد‪ .‬فالجأ‬

‫إلى ال لنه هو الذي يعطي الرزق أو يمنعه بأمره وقدرته‪ .‬تتحد‪.‬ث اليات كلها عن‬

‫‪114‬‬


‫رزق ال ولهذا جاءت فيها الية المحورية )َو ِفريرالّس َمرارء ِر ْز رقُرُك َْمرو َمرارُتوَع ُدرورَن ( ر آية ‪ .22‬حتى‬

‫ورود قصة سيدنا ابراهيم في السورة جاء ليخدم الهدف وهو الرزق فرّك زرت على رزق ال‬

‫تعالى له بالغلم بعد سنين طويلة لن الولد هم من رزق ال وعطائه سبحانه‪ ،‬ثم إكرام‬

‫ابراهيم لضيفه )فراغ إلى أهله( دليل الكرم ‪ ،‬ثم جاء لهم بعجل سمين وهذا من باب‬

‫الكرم والرزق والعطاء‬

‫وتختم اليات بأنه إذا كان العطاء والمنع من ال تعالى ففروا أيها الناس إليه )فَِفّرر وارِإَلى‬ ‫اللِّه ِإّنير لَُك مر ّم ْنرهُر َنِذ يرٌر ّم بِريٌن ( ر آية ‪ ،50‬وتأتي الية محورية في السورة )َم ار أُِر يرُد ِم ْنرهُرم ّم نر ّر ْز ر ٍ‬ ‫قَ رو َمرار‬ ‫أُِر يرُد َأن ُيْطِعر ُمرورِن * ِإّن اللَّه ُهَو الّر ّزراُقُذ ور اْلقُّوِة اْلَم تِريُن ( ر آية ‪ 57‬و ‪ 58‬فالرزق من عند ال وعلينا‬

‫الختيار بين من يعطي الرزق ومن ل يمل ك الرزق‪.‬‬

‫‪ . 52‬سورة الطور ) هدف السورة‪:‬‬ ‫إختيار الج ّنة أو النار(‬

‫سورة الطور تبدأ يالقسم بخمسة أمور دليل على أهمية الموضوع وهو أهوال الخرة وما‬ ‫يلقاه الكافرون في ذل ك الموقف الرهيب وأقسمت أن العذاب واقع بالكفار ل محالة ول‬

‫يمنعه مانع‪ .‬والسورة تطرح اختيا ًار جديدًا هو‪ :‬ماذا نختار؟ عذاب أهل النار أو نعيم‬

‫أهل الجّنة؟ تبدأ السورة بوصف جهنم وأهلها )فَ​َو ْيرٌلرَيْو َم رئِرٍذِلْلُم َكرّذربِريَن ( ر آية‪ 11‬ثم تنتقل إلى‬ ‫وصف الجّنة وأهلها من المتقين )ِإّن اْلُم تّرِقيرَن ِفير َج ّنرراٍت َو َنرِع يرٍم ( ر آية‪ . 17‬وفي السورة آية‬

‫محورية )َوارلِّذ يرَنآَم ُنروا َوارتَّبَعتْرهُْم ُذ ّررّيرتُ​ُهم بِ​ِإيَم ارٍن أَْلَح ْقرَنا بِ​ِه ْمر ُذ ّررّيرتَهُْمَو َمرارأَلَتَْناُهم ّم ْنر َع َمرِلرِه مرّم نر َش ْير ٍء رُك ّلر‬

‫اْم ِرر ٍ‬ ‫بر َرِه يرٌن ( ر آية‪.21‬‬ ‫ئبَِم ار َك َسر َ‬

‫وقد سمّيت الطور لن ال تعالى بدأ بالقسم بجبل الطور الذي كّلم ال تعالى عليه‬

‫موسى وقد نال هذا الجبل من النوار والتجليات اللهية ما جعله مكانًا مشّر فرًاعلى سائر‬ ‫الجبال في الرض‪.‬‬

‫‪115‬‬


‫‪ . 53‬سورة النجم ) هدف السورة‪:‬‬ ‫مصادر العلم والمعرفة من ا‬ ‫تعالى(‬ ‫ابتدأت السورة بالقسم بالنجم الذي هوى ويفّس رر المفسرون هوى بمعنى سجد ليتناسب مع‬ ‫جلل الموقف في قصة المعراج ويتناسب مع خواتيم سورة الطور وال أعلم‪ .‬وهذه‬

‫السورة تعرض لنا أن العلوم والمعرفة بال وبخالق الكوان لها طريقان‪ :‬طريق الظنون‬ ‫والوهام وطريق الوحي الذي جاء به النبي‬

‫صلى ال عليه‬

‫عندكم من غير طريق الوحي هو الظن والوهم‪.‬‬

‫وسلم وهو الكلم الصادق وما‬

‫ق رَع ِنر اْلهَ​َوى * ِإْن‬ ‫وقد أسهبت اليات في عرض أن الوحي صدق من ال تعالى‪َ) :‬و َمرارَينِط ُ‬ ‫ِّ‬ ‫طَغىر(‬ ‫ص ُر رَو َمرار َ‬ ‫بر اْلفَُؤاُد َم ار َرَأى( آية‪ ،11‬و )َم ار َزا َ‬ ‫ي رُيوَح ىرر( آية ‪ 3‬و ‪ ،4‬و)َم ار َك َذر َ‬ ‫غاْلَب َ‬ ‫ُهَو إل َو ْحر ٌ‬

‫آية ‪ 17‬وكلها تؤكد على أن العلم والمعرفة هي من ال تعالى‪ .‬فإياكم أن يكون في النفس‬

‫ش ك أو ريب في صدق هذا الوحي الذي هو من علم ال تعالى إواياكم أن تكونوا كالمم‬

‫السابقة فيصيبكم ما أصابهم )ِإْن ِه َير ِإّل أَْس َمرارء َس ّمرْيرتُرُم ورَهارَأنتُْم َوآرَباُؤ ُكرمرّم ار َأنَز َلراللّهُ بَِها ِم نر‬ ‫لنفُ​ُس َو لَرقَْد َج اررءُهم ّم نر ّر ّبرِه ُمراْلهَُد ىر( آية ‪ ،23‬و)َو َمرارلَُهم بِ​ِه‬ ‫طاٍن ِإن َيتّبُِعوَن ِإّل الظّ​ّن َو َمرارتَْهَوى ا ْ َ‬ ‫ُس ْلر َ‬ ‫ِم ْنر ِع ْلرٍم ِإن َيتّبُِعوَن ِإّل الظّ​ّن َو إِارّنرالظّ​ّن َل ُيْغ نِري ِم َنر اْلَح ّ‬ ‫ ك َم ْبرلَرُغُهم ّم َنر اْلِع ْلرِمر‬ ‫ق ر َش ْيرًئرا( آية ‪ ،28‬و )َذ ِلر َ‬ ‫ض ّل ر َع نر َس بِريِلِه َوُهَو أَْع لَرُم بَِم ِنر اْه تَرَد ىر( آية ‪ 30‬و )أَِع نرَد هُر ِع ْلرُم اْلَغْيرِبر فَهَُو‬ ‫ِإّن َر ّبر َ‬ ‫ كُهَو أَْع لَرُم بَِم نر َ‬ ‫َيَرى( آية‪.35‬‬

‫وعلينا أن نقارن من أين نستقي العلم والمعرفة عن ال تعالى‪ .‬فالنجم وهو يهوي أو‬ ‫يسقط هو ظاهرة مادية واضحة ومع وضوحها فكذل ك الوحي الذي نزل على النيي‬

‫صادق وواضح والنبي‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم ل يضل ول يهوي وهذا دليل وثوق الوحي‬

‫والقرآن‪.‬‬

‫‪ . 54‬سورة القمر ) هدف السورة‪:‬‬ ‫التع ّرف على ا من خلل النقم(‬

‫هذه السورة تتحد‪.‬ث بمعظم آياتها على نماذج لمن كّذ بر بآيات القرآن وتحمل السورة‬

‫طابع التهديد والوعيد والنذار مع صور شّتى من مشاهد العذاب والدمار‪ .‬وقد تكرر‬ ‫‪116‬‬


‫فيها ذكر )فكيف كان عذابي ونذر( وكذل ك )ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مّد كرر(‬

‫ض رُع ُيروًنار َفاْلتَ​َقى اْلَم ارء َع لَررى أَْم ٍرر قَْد قُِد َرر ( ر ر آية‪ ،12‬وقوم عاد‬ ‫وتحدثت عن قوم نوح )َو َفرّج ْررَنرارْلَْر َ‬ ‫صرًرِفرراير َيْو ِم رَنْح ٍ‬ ‫س رّم ْسرتَرِم ّرر ( ر ر آية‪ ،19‬وقوم ثمود )ِإّنا َأْر َس رْلرَنارَع لَرْي ِهرْمر‬ ‫ص ْر ر َ‬ ‫)ِإّنا َأْر َسرْلرَناَع لَرْي ِهرْمرِر يرًح ا ر َ‬

‫ص ْيرَحر ًة روارِح َدرةًرَفَك ارُنوا َك هرِش يرِم اْلم ْحر تَرِظ ِر ر (ر ر آية‪ ،31‬وقوم لوط‪ِ) :‬إّنا َأر س رْلرَنارَع لَرْي ِهرمرَح ار ِ‬ ‫ص ًبرراِإّل آَل ُلوٍط‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّنّج ْيرَنراُهم بَِس َحر ٍر ر (ر ر آية‪ ،34‬وآل فرعون‪َ) :‬ك ّذرُبروا ِبآَياتَِنار ُك لّرَها فَأَ​َخ ْذرَنرراُهْم أَْخ َذ رَع ِزريرٍزّم ْقرتَِد ٍرر (ر ر آية‪.42‬‬

‫وكلها تتحد‪.‬ث عن كيفية غضب ال تعالى لنتعرف عليه من خلل النقم التي لحقت بمن‬

‫كّذ بر بهذا القرآن‪ .‬وقد ختمت السورة بآية بّينت مآل السعداء المتقين لتحافظ على توازن‬ ‫اسلوب القرآن في الترغيب والترهيب )ِإّن اْلُم تّرِقيرَن ِفير َج ّنرراٍت َو َنرهٍَر (ر ر آية‪54‬‬

‫‪ . 55‬سورة الرحمن ) هدف‬ ‫السورة‪ :‬التعرف إلى ا تعالى‬ ‫من خلل النعم(‬

‫سورة الرحمن مّك يرة وهي تعرف بر )عروس القرآن( كما ورد في الحي‪.‬ث الشريف‪) :‬لكل‬ ‫شيء عروس وعروس القرآن سورة الرحمن(‪ .‬وقد ابتدأت بتعداد نعم ال تعالى على‬

‫عباده التي ل تحصى ول تعد وفي طليعتها تعليم القرآن‪ .‬ثم أسهبت اليات في ذكر‬

‫ضرَعارْلِم يرَزاَن ( ر آية‪ ،7‬و‬ ‫نعم ال تعالى وآلئه في الكون وفي ما خلق فيه )َوارلّس َمرارءَر فَرَعهَراَو َور َ‬

‫ب رُذ ور اْلعصر ِ‬ ‫ضرَعرهَراِلْلَ​َناِم ( ر آية ‪ ،10‬و )َوارْلَح ّ‬ ‫ف رَوارلّر ْيرَحر ارُن ( ر آية‪ ،12‬و )َم َررَجاْلَبْح َر رْيرِنر‬ ‫ضَرو َ‬ ‫)َوارْلَْر َ‬ ‫َ ْ‬

‫فراْلُم ْجر ِر رُمرورَنبِ​ِس يرَم ارُهْمرفَُيْؤ َخر ُذ ر‬ ‫َي ْلرتَِقَيراِن (ر ر آية‪ .19‬ثم عرضت السورة لحال المجرمين )ُيْع َرر ُ‬

‫ِبالّنوار ِ‬ ‫ف َم قَراَم َر ّبرِهَج ّنرَتاِن (ر ر آية‪ 46‬وتكرر‬ ‫ص يرَروارْلَْقَد ارِم ( ر آية‪ 41‬وحال المتقين السعداء )َو ِلرَم ْنرَخ ار َ‬ ‫َ‬

‫فيها ذكر )فبأي آلء ربكما تكذبان( وردت ‪ 31‬مرة في السورة‪ .‬وقد ورد في الحدي‪.‬ث عن‬

‫ابن عمران أن رسول ال صلى ال عليه وبار ك وسلم ق أر سورة الرحمن على أصحابه‬

‫فسكتوا فقال‪ :‬ما لي أسمع الجّن أحسن جوابًا لربها منكم؟ ما أتيت على قول ال تعالى‬

‫)قبأي آلء ربكما تكذبان( إل قالوا‪ :‬ل بشيء من نعم ك نكذب فل ك الحمد‪ .‬فكيف نختار بعد‬

‫أن تعّر فرناعلى كل هذه النعم من ال تبار ك وتعالى؟‬

‫وهذ السورة هي أول سورة في القرآن موجهة إلى الجّن والنس معًا وفيها خطاب مباشر‬

‫ي آَل ء رَرر ّبرُك َمرارتَُك ّذرَبراِن * َيا َم ْعرَشرَرراْلِج ّن ر َوار ِْل ن ر ِ‬ ‫طْع تُرْم َأن‬ ‫غلَُك ْمر أَّيَها الثّقَ​َل ِن ر ر* فَبِأَ ّ‬ ‫سِإِن اْس تَر َ‬ ‫للجن )َس َنرْفُر ُ‬ ‫طاِر الّس َمرارَوارِتَوارْلَْر ِ‬ ‫طاٍن (ر ر آية‪ 31‬إلى ‪.33‬‬ ‫ضَرفانفُ​ُذ ورا َل َتنفُ​ُذ ورَن ِإّل بُِس ْلر َ‬ ‫َتنفُ​ُذ ورا ِم ْنر أَْق َ‬ ‫‪117‬‬


‫وختمت السورة بتمجيد ال تعالى والثناء عليه لن النعم تستحق الثناء على المنعم وهو‬ ‫ كرِذ ي ر اْلَج َلر ِل ر ر‬ ‫ كراْس ُمر َر ّبر َ‬ ‫أنسب ختام لسورة سمّيت باسم من أسماء ال الحسنى )تَ​َباَر َ‬

‫َوار ِْل ْك رَرراِ(م آية ‪ 78‬وهذا الختام يتناسب مع البداية في أروع صور البيان‪.‬‬

‫‪ . 56‬سورة الواقعة ) هدف‬ ‫السورة‪ :‬الختيار بين نماذج ثلثة(‬

‫سورة الواقعة مّك يرة وهي تشتمل على أحوال يوم القيامة وترّك زر على انقسام الناس إلى‬

‫ِ‬ ‫ب اْلَم ْيرَمرَنرِة (ر آية‪ ،8‬أصحاب‬ ‫ص َح رار ُ‬ ‫ص َح رار ُ‬ ‫ب اْلَم ْيرَمرَنرة َم ار أَ ْ‬ ‫ثل‪.‬ث طوائف )أصحاب اليمين )فَأَ ْ‬

‫ِ‬ ‫ب اْلَم ْشرأَرَم ِةر(ر آية‪ ، 9‬والسابقون )َوارلّس اربُِقوَن الّس اربُِقوَن ( ر آية‬ ‫ص َح رار ُ‬ ‫ص َح رار ُ‬ ‫باْلَم ْشرأَرَم ةرَم ار أَ ْ‬ ‫الشمال )َوأَر ْ‬

‫‪ ( 10‬وتحدثت السورة عن مآل كل من هذه الطوائف وما أعده ال تعالى لهم من الجزاء‬

‫العادل ‪ .‬وتحدثت السورة عن دلئل قدرة ال تعالى في الكون )أَفَ​َرأَْي تُرم ّم ار تُْم ُنرروَن ( ر آية ‪ 58‬و‬ ‫)أَفَ​َرأَْي تُرم ّم ار تَْح ُر رثُروَن ( ر آية‪ ، 63‬و )أَفَ​َرأَْي تُرُم اْلَم ارء الِّذ ي ر تَْش َررُبرروَن ( رآية ‪ ،68‬و)أَفَ​َرأَْي تُرُمالّناَر الِّتي‬

‫ُتوُر ورَن ( ر آية‪ 71‬لتجيب عن سؤال‪ :‬من مال ك الكون غير ال تعالى؟ ثم تتحد‪.‬ث عن‬ ‫لحظات خروج الروح وحال كل من الطوائف الثل‪.‬ث في هذا الموقف ثم تنتقل إلى‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َح رارِب‬ ‫التذكير بعاقبة كل منهم )فَأَّم ار ِإن َك ارَن م َنر اْلُم َقرّر بِريَن ( ر آية‪ 88‬و)َوأَرّم ارِإن َك ارَن م َنر أَ ْ‬ ‫اْلَيِم يرِن (ر ر‪ 90‬و )َوأَرّم ارِإن َك ارَن ِم َنر اْلُم َكرّذربِريَن ال ّ‬ ‫ض ارّليَن ( ر آية‪.92‬‬

‫فكأنما السورة ابتدأت بذكر الطوائف الثل‪.‬ث ثم عرضت لقدرة ال تعالى في الكون وبأنه‬

‫مال ك الكون كله في الوسط ثم اختتمت بذكر الطوائف الثل‪.‬ث وعاقبتهم في الخرة‪.‬‬

‫وختمت السورة )فَ​َس ّبرْح ِباْس ِمر َر ّبرَ كراْلَعِظر يرِم ( آية ‪ 96‬تسبيح ل تعالى العظيم لتمّهد لبداية سورة‬ ‫الحديد‪.‬‬

‫‪ . 57‬سورة الحديد ) هدف السورة‪:‬‬ ‫التوازن بين المادية والروحانية(‬

‫السورة مدنية وهي تدل في آياتها على أنه علينا التوازن بين المادية والروحانية وتحدثت‬

‫السورة عن نوعين من الناس‪ :‬الماديين الذي أخذتهم الحياة وخاطبهم ال تعالى‪) :‬أَلَْم َيْأِن‬

‫ِللِّذ يرَن آَم ُنروا َأن تَْخ َش رَعر ُقُلوُبهُْم ِلِذ ْكرِرراللِّه َو َمرارَنَز َلرِم َنر اْلَح ّ‬ ‫ب ِم نر قَْب ُلر‬ ‫ق رَوَل َيُك ورُنوا َك ارلِّذ يرَن ُأوتُوا اْلِك تَرا َ‬ ‫طاَل َع لَرْي ِهرُمراْلَ​َم ُدر فَقَ​َس ْتر ُقُلوُبهُْم َو َكرثِريٌرّم ْنرهُرْم َفاِس قُرروَن ( ر آية‪ ،16‬وتكلمت أن الذين عاشوا في‬ ‫فَ َ‬

‫‪118‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫روحانية مطلقة وخاطبهم ال تعالى‪) :‬ثُّم قَفّْي َنرا َع لَررى آَثاِرِه مرِبُر ُسرلرَنارَو قَرفّْي َنراربِع يرَس ىر اْب ِنر َم ْرر َيرَمرَو آرتَْي َنراهُ‬ ‫ا ِْل نرِج يرَل َو َجر َعرْلرَنارِفير ُقُلوِب الِّذ يرَن اتَّبُعوهُ َرْأفًَةَو َررْحر َم ر ًَةرو َررْه َبرانِّي اًةْب تَرَد ُعرورَه ار َم ار َك تَرْب َنراَه ار َع لَرْي ِهرْمرِإّل اْب تِرَغارء‬ ‫ضر َورارِناللِّه فَ​َم ار َرَع ْورَهرارَح ّ‬ ‫ق ر ِرَع ارَيتَِهاَفآتَْي َنرار الِّذ يرَن آَم ُنروا ِم ْنرهُرْم أَْج َررُهْمَو َكرثِريٌر ّم ْنرهُرْم َفاِس قُرروَن ( ر آية‪،27‬‬ ‫ِر ْ‬

‫والنموذجين لم يستطيعوا أن يكملوا حمل الرسالة والمنهج‪ .‬وجاءت الية بعد خطاب‬

‫ض رَبْع َدر َم ْور تِرَهاقَْد َبّيّنا لَُك ُمر اْل َي رارِتلَ​َع لّرُك ْمر تَْع ِقرلُروَن ( ر آية ‪ 17‬أن ال‬ ‫الماديين )اْع َلرُم ورا أَّن اللَّه ُيْح يِرري اْلَْر َ‬

‫الذي يحيي الرض بعد موتها فال تعالى القادر على إحياء الرض بعد موتها قادر‬ ‫على أن يحيي القلوب في الصدور‪.‬‬

‫فالسورة تقول مخاطبة أمة محمد‪ :‬أنتم ل ماديين كبني إسرائيل ول متفرغين للروحانية‬

‫كالنصارى إنما أنتم متوازنين بين الثنين‪.‬‬

‫وفي السورة آية محورية هي من أهم آيات السورة )لَقَْد َأْر َسرْلرَناُر ُسرلَرَنارِباْلَبّيَناِت َوَأرنَز ْلرَنارَم َعرهُرُم‬ ‫ب َوارْلِم يرَزا َِلنَيُقوَم الّناُس ِباْلِقْسرِطر َوَأرنَز ْلرَن ارْلَح ِدريرَد ِفيرِه َبْأٌسر َش ِدر يرٌد َو َمرَنراِف ُعرِللّنا ِ‬ ‫س َو ِلرَيْع لَرَماللّهُ َم نر‬ ‫اْلِك تَرا َ‬

‫ص ُررهَُو ُررُسرلَرهُِباْلَغْيرِبر ِإّن اللَّه َقِوّي َع ِزريرٌز (ر ر آية‪) 25‬لقد أرسلنا رسلنا بالبينات(‪ :‬تدل على‬ ‫َين ُ‬

‫الروحانية‪ ،‬و)أنزلنا الحديد(‪ :‬تدل على المادّية‪ .‬وعليها سمّيت السورة‪) :‬الحديد( وفي قوله‬

‫)وليعلم ال من ينصره( إشارة إلى استعمال الحديد في الصناعات وعدة الحروب‬ ‫والغواصات والمدافع والسيوف والرماح‪ .‬فيا أمة محمد‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم يا أمة الحديد‬

‫وأمة اليمان وازنوا لن الكون كله متوازن ولذا بدأت السورة بعرض كل المتضادات في‬ ‫الكون وكل شيء متوازن بأمر ال تعالى فهل يعقل أن تكون أمة سورة الحديد ليس لديها‬ ‫تكنولوجيا؟ فعلينا أن نهتم بالصناعات التي فيها قوة النسان في السلم وفي الحرب‬

‫وعّد تره في البنيان والعمران‪.‬‬

‫‪119‬‬


‫الجزء الثامن والعشرون ) السور ‪:‬‬ ‫ف‪ ،‬الجمعة‪،‬‬ ‫المجادلة‪ ،‬الحشر‪ ،‬الص ّ‬ ‫الممتحنة‪ ،‬التغابن‪ ،‬الطلق‪ ،‬التحريم(‬ ‫هدف الجزء‪ :‬النتماء للسلم‬ ‫والتبرأ من المشركين والكفر‬

‫كل السور في الجزء الثامن والعشرون تهدف إلى الدعوة للنتماء لللسلم والتب أر من‬ ‫الكفر ومن المشركين فل بد يا من أيقنت وآمنت بالقرآن أن تكون في حالة وحدة مع‬

‫المؤمنين والنتماء هذا يبدأ بالسرة التي يجب أن تكون متماسكة وموّح دررة‪ .‬يجب أن‬ ‫تشعر أن كيان ك كّله مرتبط بهذا الدين فولئ ك وانتمائ ك ومناصرت ك كّله للمؤمنين وتتب أر‬

‫من كل شخص ل ينتمي لهذا الدين‪ .‬وقد سبقت لسور القرآن أن عرضت على المسلمين‬

‫المنهج ثم جاءت السور تؤكد أدوات المؤمن لحمل المنهج ثم جاء الختيار في الجزء‬ ‫السابق والن هذه السور تؤكد أنه ل بد من الحساس النتماء فل يكفي للمسلم أن‬

‫يؤدي عباداته كالصلة والزكاة‪ .‬ونستعرض السورة كل على حدة فكل منها تخدم جانبًا‬

‫ف ‪،‬ر‬ ‫من جوانب الهدف الرئيسي للجزء فالسور الربعة الولى )المجادلة‪ ،‬الحشر‪ ،‬الص ّ‬ ‫الجمعة( كلها تدعو للجتماع والوحدة والنتماء ودليل هذا النتماء هو ترابط المؤمنين‬ ‫ووحدتهم‪ .‬ثم تأتي سورة الممتحنة التي فيها امتحان ايمان المسلم وتعطي نماذج عن‬

‫أناس امتحنوا في إيمانهم وثم سورة المنافقين لن أكثر ما يضّيع وحدة الصف عند‬ ‫المسلمين والنتماء لدينهم هو النفاق والمنافقين‪ .‬ثم تأتي مجموعة السور الخيرة‬

‫)التغابن‪ ،‬الطلق‪ ،‬التحريم( كلها ترّك زر على الشواغل التي تمنع من النتماء كالولد‬

‫والذرية والبيوت‪:‬‬

‫‪ . 58‬سورة المجادلة‬

‫صلن الولء للمؤمنين وال ننتماء للدين والتب أر من المعادين للدين(‪ .‬وقضية السرة مهمة‬ ‫)تف ّ‬

‫للغاية لن ترابط المجتمع يبدأ من ترابط السرة‪ .‬وكأن هذه السورة هي مفتاح باقي‬

‫السور في الجزء ففيها موضوع النتماء والتبرأ‪ ،‬وباقي السور تأتي لتشرح هذا المبدأ‪.‬‬

‫‪120‬‬


‫ ك ِفير َز ْو رِجرهَرَراو تَرْش تَرِك يرِإَلى اللِّه َوارللّهُ َيْس َمرُعرتَ​َح ارُو َررُكرَمرِإارّن‬ ‫تبدأ السورة )قَْد َس ِمرَعر اللّهُ قَْو َل رالِّتي تَُج ارِد لُر َ‬

‫اللَّه س ِمريرع َب ِ‬ ‫ص يررٌر (ر ر آية‪ 1‬بقضية السرة من حادثة خولة بنت ثعلبة التي ظاهر منها زوجها‬ ‫َ ٌ‬

‫وجاءت تشتكي إلى النبي حتى أنزل ال تعالى الوحي بهذه السورة وفّرجكربتها وأنز ك‬

‫كّفارة الظهار‪ .‬وهذا يدل على كرامة المرأة في السلم والحرص على حقها‪ .‬والمرأة‬ ‫عندما تتيقن أن هذا الدين ينصفها ويعطيها حقها تربي أسرتها على مبادىء هذا الدين‬ ‫وعلى الوحدة‪ .‬ومن اللفت أن هذا الجزء )‪ (28‬إبتدأ بقصة امرأة وانتهى بذكر نماذج‬

‫نسائية في آخر سورة التحريم )امرأة فرعون ومريم بنت عمران(‪ .‬تمامًا كما جاءت سورة‬

‫كاملة باسم النساء وهذا حجة ودليل على من يّد عرون أن السلم أبخس المرأة حقها في‬

‫المجتمع‪.‬‬

‫ثم تأتي اليات في ختام السورة تبين الفرق بين من يتبع حزب الشيطان ومن يكون في‬

‫طراِن‬ ‫ب رالّش ْير َ‬ ‫ب رالّش ْير َ‬ ‫حزب ال )اْس تَرْح َو رَذ رَع لَرْي ِهرُمرالّش ْير َ‬ ‫طراُن فَ​َأنَس ارُهْم ِذ ْك رَرراللِّه أُْو لَ رئِ َ‬ ‫طراِن أَ​َل ِإّن ِح ْزر َ‬ ‫ ك ِح ْزر ُ‬

‫ُهُم اْلَخ ارِس ُر رورَن ( ر آية‪ 19‬و )َل تَِج ُد ر قَْو ًم رارُيْؤ ِم رُنروَنِباللِّه َوارْلَيْو ِمارْل ِخ ررِرُريَوارّد ورَنَم ْنر َح ارّد اللَّه َو َررُسرورلَهَُو لَرْو‬ ‫ب ِفير ُقُلوبِ​ِه ُمر ا ِْل يرَم ارَن َوأَرّيَد ُهرمربُِر ورٍح ّم ْنرهُر‬ ‫َك ارُنوا آَباءُهْم أَْو أَْب َنراءُهْمر أَْو ِإْخ َورارَنهُْمأَْو َع ِشر يرَر تَرهُْمأُْو لَ رئِ َ‬ ‫ ك َك تَر َ‬ ‫و ُيرْد ِخرلُرهمَج ّنرراٍت تَْج ِررريِم نر تَْح تِ رها اْلَْن هرار َخ ارِلِد يرن ِفيرها ر ِ‬ ‫ب راللِّه‬ ‫ضروارَع ْنرهُر أُْو لَ رئِ َ‬ ‫ ك ِح ْزر ُ‬ ‫ضر َير راللّهُ َع ْنرهُرْم َو َرر ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬

‫أَ​َل ِإّن ِح ْزرَب راللِّه ُهُم اْلُم ْفرِلرُح ورَن ( آية ‪ .22‬وفي الختام آية مهمة تبّين حقيقة الحب في ال‬

‫والبغض في ال الذي هو أصل اليمان ول بد في اكتمال الدين من معاداة أعداء ال‪،‬‬ ‫فالمنتمي لهذ الدين ل يمكن أن يواّد من حارب ال ورسوله أبدا‪.‬‬

‫‪ . 59‬سورة الحشر‬

‫في هذه السورة معاني عجيبة فهي تتكلم عن يهود بني النضير وكيف أجلهم النبي‬ ‫صلى ال عليه‬

‫وسلم من المدينة وكيف وقف المنافقون في صف اليهود وحاولوا مساعدتهم‬

‫بالوعود فقط لكنهم لم يعاونوهم حقيقية أبدًا لنهم كما عهدناهم ل يوفون بالعهود‬

‫ويقولون ما ل يفعلون‪) .‬أَلَْم َتر ِإَلى الِّذ يرَن َناَفقُوا َيُقوُلوَن ِ​ِل ْخ رَورارنِ​ِه ُمارلِّذ يرَن َك فَرُر وارِم ْنر أَْه ِلر اْلِك تَراِب لَئِْن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص َررّنرُك ْمرَوارللّهُ َيْش هَرُد ِإّنهُْم لَ​َك ارِذ ُبرروَن ( ر آية‬ ‫أُْخ ِررْجر تُرْملَ​َنْخ ُر رَجر ّنَرم َعرُكرْمر َوَل ُنط يرُع فيرُك ْمر أَ​َح ًدرار أَ​َبًد ار َو إِارنرُقوتِْلتُْم لَ​َنن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ُرر ورُهْملَُيَو لّررّن اْلَْد َبراَر ثُّم َل‬ ‫ص ُرر ورَنهُْمَو لَرئن ّن َ‬ ‫‪ 11‬و )لَئْن أُْخ ِر رُجر وارَل َيْخ ُر رُجر ورَنَم َعرهُرْم َو لَرئن ُقوِتلُوا َل َين ُ‬ ‫ص ُر ر ورَن ( ر آية‪ .12‬فالسورة تبرز نوعين من الناس المنتمي للسلم والمتبرأ‪.‬‬ ‫ُين َ‬

‫‪121‬‬


‫وتعطي السورة نموذجًا ثانيًا عندما يتخلى الشيطان عن أتباعه من أهل الكفر )َك َمرثَرِل‬ ‫طراِن ِإْذ َقاَل ِل ْ ِ‬ ‫ف اللَّه َر ّ‬ ‫بر‬ ‫الّش ْير َ‬ ‫ل نرَس ارِن اْك فُرْر َفلَّم ار َك فَرَر َقاَل ِإّني َبِريٌءّم نر َ‬ ‫ ك ِإّنير أَ​َخ ار ُ‬ ‫ ك ج َزرراءال ّ‬ ‫ظاِلِم يرَن ( ر آية ‪ 16‬و‬ ‫اْلَعارلَِم يرَن * فَ​َك ارَن َع ارِقَبرتَرهَُم ار أَّنهَُم ار ِفير الّناِر َخ ارِلَد ْيرِنرِفيرَها َو َذرِلر َ َ‬ ‫‪ .17‬ثم وصفت اليات في السوة أصناف أهل اليمان على مّر الجيال فهم واحد من‬

‫أصناف ثلثة‪ :‬منتمين للسلم )ِلْلفُقَ​َراءاْلُم هَراِج ِرريرَنالِّذ يرَن أُْخ ِر رُجر وارِم نر ِد يرراِرِه ْمرَوَأرْم َورارِلِه َْميرْب تَرُغوَن‬ ‫ص ارِد قُرروَن ( ر آية‪ ،8‬النصار )َوارلِّذ يرَن‬ ‫ ك ُهُم ال ّ‬ ‫ص ُرر ورَناللَّه َو َررُسرورلَهُأُْو لَ رئِ َ‬ ‫ض ًل رّم َنر اللِّه َو ِرر ْ‬ ‫فَ ْ‬ ‫ضر َورارًنَوارَيررن ُ‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ص ُدرورِرِه ْمرَح ارَج ةًرّم ّمرار ُأوتُوا‬ ‫تَ​َبّو ُؤروراالّد ارَر َوار ِْل يرَم ارَنم نر قَْب لرِه ْمر ُيح ّبرروَن َم ْنر َهارَج َر رِإلَْي ِهرْمر َوَل َيِج ُدرورَن فير ُ‬ ‫ِ‬ ‫ ك ُهُم اْلُم ْفرِلرُح ورَن ( ر آية‪ ،9‬أو‬ ‫ق ُش ّحر َنْفِس ِه رفَأُْو لَ رئِ َ‬ ‫ص ةٌرَو َمرنرُيو َ‬ ‫صرا ر َ‬ ‫َو ُيرْؤ ثِرُر ورَنَع لَررى َأنفُس ِه رْمرَو لَرْو َك ارَن بِ​ِه ْمر َخ َ‬ ‫الجيال المتعاقبة )َوارلِّذ يرَنَج ارُؤ وراِم نر َبْع ِدر ِه رْمرَيُقوُلوَن َر ّبرَناراْغ ِفرْرر لَ​َنا َوِ​ِل ْخ رَورارنَِناارلِّذ يرَن َس َبرُقوَنار ِبا ِْل يرَم ارِن َوَل‬ ‫فّر ِحر يرٌم (ر آية‪10‬‬ ‫تَْج َع رْلر ِفير ُقُلوبَِنار ِغ ّل رلّلِّذ يرَن آَم ُنروا َر ّبرَنارِإّن َ‬ ‫ ك َر ُؤ رور ٌ‬

‫وقد وعظت السورة المؤمنين بتذكر يوم الحتشر ذل ك اليوم الرهيب الذي ل ينفع فيه حسب ول‬

‫نسب وبّينت الفراق بين أهل الجنة وأهل النار ومصيرهم في الخرة‪.‬‬

‫وفي السورة آية هي من أجمل اليات وتصّو ررلنا عظمة هذا القرآن )لَْو َأنَز ْلرَنارَهَذرار اْلقُْرآَن‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ض ِر رُبرَهاِللّنا ِ‬ ‫س لَ​َع لّرهُْم َيتَفَّك ُرر ورَن ( ر آية‬ ‫ص ّد رًعرارّم ْنر َخ ْشرَيرِة اللِّه َو تِرْل َ‬ ‫ كراْلَْم ثَراُل َن ْ‬ ‫َع لَررى َج َبرٍلر لَرأَْي تَرهَُخ ارش ًعرارّم تَر َ‬

‫‪ 21‬ووجود هذه الية في موقعها في السورة إثبات لليهود الذين ظنوا أن حصونهم‬

‫مانعتهم من ال فإذا كان الجبل الصلب العظيم يخشع إذا أنزل عليه القرآن فكيف‬

‫بالحصون والقلع؟ ومن أشّد الجبل العظيم أم القلع والحصون؟ فل ناصر ول معين‬

‫إل ال تعالى‪ .‬وقد ختمت السورة بآيات )ُهَو اللّهُ الِّذ ي ر َل ِإلَ​َه ِإّل ُهَو َع ارِلُم اْلَغْيرِبر َوارلّش هَراَد ِةرُهَو‬ ‫ ك اْلقُّد ورُس الّس َلر ُمار رْلُم ْؤر ِمرُنراْلُم هَرْي ِمرُنراْلَعِزريرُزاْلَج ّبرراُر‬ ‫الّر ْحر َم رُنرالّر ِحر يرُم * ُهَو اللّهُ الِّذ ي ر َل ِإلَ​َه ِإّل ُهَو اْلَم ِلر ُ‬ ‫اْلُم تَرَك ّبرُر ُس ْبرَحر ارَن اللِّه َع ّمرار ُيْش ِررُكرورَن * ُهَو اللّهُ اْلَخ ارِل ُ‬ ‫صر ّو رُررلَهُ اْلَْس َمرارء اْلُح ْسرَنرىرُيَس ّبرُح لَهُ‬ ‫ق اْلَباِرئُاْلُم َ‬ ‫َم ار ِفير الّس َمرارَوارِتَوارْلَْر ِ‬ ‫ضَروُهرَو اْلَعِزريرُزاْلَح ِكريرُم ( آية ‪ .24 ،23 ،22‬اشتملت على العديد من‬

‫أسماء ال الحسنى وهي كلها أسماء تدل على العظمة والقوة‪ ،‬فكيف أيها المؤمن ل‬

‫تنتمي ل الذي هذه بعض من صفاته والذي له السماء الحسنى سبحانه؟! ول ننسى أن‬ ‫السورة ابتدأت ايضًا بتنزيه ال وتمجيده فالكون كله وما فيه من متناقضات إوانسان‬ ‫وحيوان ونبات وجماد كله شاهد على وحدانية ال وقدرته ناطق بعظمته وسلطانه‬ ‫سبحانه )َس ّبرَح ِللِّه َم ار ِفير الّس َمراروارِتو َمرارِفير اْلَْر ِ‬ ‫ض رَوُهرَوراْلَع ِزريرُزاْلَح ِك ريرُم (ر‪ .‬آية ‪.1‬‬ ‫َ َ‬

‫‪122‬‬


‫‪ . 60‬سورة الممتحنة‬

‫ابتدأت السورة )َيا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا َل تَتِّخ ُذرورا َع ُدرّوريَوَعرُدرّور ُكرْأَمرْو ِلرَياء تُْلُقوَن ِإلَْي ِهرمر ِباْلَم َور ّدرِةرَو قَرْد َك فَرُر وار‬

‫بَِم ار َج اررءُك مر ّم َنر اْلَح ّ‬ ‫ق ر ُيْخ ِررُجر ورَنالّر ُسرورَلَو إِارّيراُك ْمرَأن تُْؤ ِم رُنروا ِباللِّه َر ّبرُك ْمرِإن ُك نرتُْم َخ َررْجر تُرْمِج هَرراًد ار ِفير َس بِريِلي‬ ‫ض ّل ر‬ ‫ضرارِتيتُِس ّر رورَنِإلَْي ِهرمر ِباْلَم َور ّدرِةرَوأَرَنارأَْع لَرُم بَِم ار أَْخ فَرْي تُرْم َو َمرارأَْع لَررنتُْم َو َمرنرَيْفَع ْلرهُر ِم نرُك ْمر فَقَْد َ‬ ‫َوارْب تِرَغ ارءَم ْرر َ‬ ‫َس َورارءالّس بِريِل (ر ر آية ‪ 1‬بالدللة على النتماء ويجب أن ننتبه أن السلم ل يدعو إلى عدم‬

‫التعامل مع غير المسلمين إوانما النهي يكون عن الذين يقاتلون المسلمين ويؤذونهم )َل‬ ‫َيْن هَراُك ُمر اللّهُ َع ِنر الِّذ يرَن لَْم ُيَقاتُِلوُك ْمر ِفير الّد يرِن َو لَرْم ُيْخ ِررُجر ورُك مرّم نر ِد َيرراِر ُكرْمرَأن تَ​َبّر ورُهْمَو تُرْقِس طُرواِإلَْي ِهرْمر ِإّن اللَّه‬ ‫ُيِح ّ‬ ‫ب ر اْلُم ْقرِس ِط ريرَن* ِإّنَم ار َيْن هَراُك ُمر اللّهُ َع ِنر الِّذ يرَن َقاتَُلوُك ْمر ِفير الّد يرِن َوأَرْخ َر رُجر ورُك ّمرنر ِد َيرراِر ُكرْمرَو ظَرراَه ُرر وارَع لَررى‬ ‫ ك هم ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظاِلُم ورَن ( ر آية ‪ 8‬و ‪ .9‬ويجب أن يكون هنا ك توازن‬ ‫إْخ َرراج ُك رَْمرأن تَ​َو لرْو ُهرْمرَو َمرنرَيتَ​َو ل رهُْم فَأُْو لَ رئ َ ُ ُ‬

‫بين عدم اّتخاذ العداء أولياء وبين القسط والبر بالذين لم يقاتلوا المسلمين‪ .‬وهذه السورة‬

‫ ك َع لَررى َأن ّل ُيْش ِررْكرَنرِباللِّه َش ْيرًئرار َوَل‬ ‫تُيَبايِْع َنر َ‬ ‫هي سورة المتحانات )َيا أَّيَها الّنبِّي ِإَذ ار َج اررء َ‬ ‫ ك اْلُم ْؤر ِمرَنررا ُ‬ ‫َيس ِررْقرنوَل َيْز نِررينوَل َيْقتُْلنر أَوَل َد ررُهرّنوَل َيْأِتين بُِبهَتاٍن َيْفتَِر يرَنهَُبْي نر أَْي ِدر يرِه ّنروأَرر ُجرِلرِه ّنروَل َيع ِ‬ ‫ كرِفير‬ ‫صر يررَن َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ْ َ​َ‬ ‫م عررر و ر ٍ‬ ‫ففَ​َبايِْع هُرّن َوارْس تَرْغ ِفرْررلَهُّن اللَّه ِإّن اللَّه َغ فُروٌر ّر ِحر يرٌم (ر آية‪ 12‬وفيها امتحانات أربعة‪ :‬أولها‬ ‫َ ُْ‬

‫نموذج امُتحن فأخطأ وهي حادثة حاتم بن أبي بلتعة الذي كتب إلى أهل مكة يخبرهم‬ ‫بأن الرسول يتجهز لفتح مكة وأنه يريد غزوهم وذل ك لنه كان له قرابات في مكة أراد أن‬ ‫يحميهم فنزل الوحي على الرسول وأخبره بذل ك فعفا عنه الرسول لنه كان ممن شهدوا‬

‫ر ونزلت الية آية ‪ .1‬والختبار الثاني إختبار سيدنا ابراهيم الذي امُتحن فنجح )قَْد‬ ‫بد ًا‬ ‫ت لَُك ْمر أُْس َورةٌرَح َسرَنرةٌر ِفير ِإْب َرراِه يرَمَوارلِّذ يرَنَم َعرهُر ِإْذ َقالُوا ِلقَْو ِم رِهرْمرِإّنا ُبَراءِم نرُك ْمر َو ِمرّمرارتَْع ُبرُد ورَن ِم نر ُد ورِن اللِّه‬ ‫َك ارَن ْ‬ ‫ضر اررءأَ​َبًد ار َح تّررى تُْؤ ِم رُنروا ِباللِّه َو ْحر َد رهُرِإّل قَْو َل رِإْب َرراِه يرَمِلَِبيِه‬ ‫َك َفرْر َنراربُِك ْمر َو َبرَد ارَبْي َنرَنار َو َبرْي َنرُك ُمراْلَعَدرارَو ةُرَوارْلَبْغ َ‬ ‫ كراْلم ِ‬ ‫صر يررُر (ر ر آية‪، 4‬‬ ‫ كر تَ​َو ّكرْلرَنارَو إِارلَرْي َ‬ ‫ ك ِم َنر اللِّه ِم نر َش ْير ٍء رّر ّبرَنارَع لَرْي َ‬ ‫ ك لَ َ‬ ‫ ك َو َمرارأَْم ِلر ُ‬ ‫َلَْس تَرْغ ِفرَرر ّنرلَ َ‬ ‫ كرأَ​َنْب َنرار َو إِارلَرْي َ َ‬ ‫والثال‪.‬ث إمتحان العدل في معاملة غير المسلمين آية ‪ 8‬و ‪ ،9‬وآخرها امتحان المبايعة للنساء‬ ‫آية ‪.12‬‬

‫وعلى المسلم أن يأخذ العبر ويستعد لمتحانه فماذا يفعل عندما يكون المتحان هو‬ ‫النتماء للسلم؟‪.‬‬

‫‪ . 61‬سورة الص ّ‬ ‫ف‬

‫ص في سبيل ال وفيها آيات تدل على المزيد من‬ ‫من اسمها فيها دعوة للص ّ‬ ‫ف والوحدة والت ار ّ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫النتماء )ِإّن اللَّه ُيِح ّ ِّ‬ ‫ص (ر ر رآية‪،4‬‬ ‫صرور ٌ‬ ‫ص فّررا َك أَرّنُهم ُبنَياٌن ّم ْرر ُ‬ ‫ب ر الذ يرَن ُيَقاتُلوَن فير َس بِريله َ‬ ‫‪123‬‬


‫طِف ُؤرورا ُنوَر اللِّه ِبَأْفَوارِه ِهرْمرَوارللّهُ ُم تِرّم ُنوِرِه َو لَرْو َك ِررهَاْلَك ارِفُرر ورَن ( ر‬ ‫وآيات تدل على العكس )ُيِر يرُد ورَنِلُي ْ‬

‫آية ‪ 8‬وتختم السورة بسيدنا عيسى ودعوته إلى الحواررين أن ينتموا إلى السلم )َيا أَّيَها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ص ارِريِإَلى اللِّه َقاَل‬ ‫ص ارَر الله َك َمرار َقاَل ع يرَس ىراْب ُنر َم ْرر َيرَمرلْلَح َورارِر ّيريَنَم ْنر َأن َ‬ ‫الذ يرَن َآَمرُنروا ُك ورنوا َأن َ‬ ‫طائِفَةٌ ّم نر بِني ِإس رراِئيَلو َكرَفرر تر ّ‬ ‫نح ن رَأنص ا رر اللِّه فَآَم نرتر ّ‬ ‫طائِفَةٌ فَأَّيْد َنرار الِّذ يرَن َآَمرُنروا َع لَررى‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫اْلَح َورارِر ّيرو َ​َن ْ ُ َ ُ‬ ‫ظاِه ِرريرَن( آية ‪ ،14‬فالنتماء حتى عند سيدنا عيسى والحواريين والدين‬ ‫ص َبرُح وار َ‬ ‫َع ُدرّورِهرْمرَفَأ ْ‬

‫ليس محصو ًار بالصلة والصوم والعبادة إوانما هو النتماء للدين أيضًا‪.‬‬

‫‪ . 62‬سورة الجمعة‬

‫رمز الوحدة والنتماء والوحدة بين المؤمنين وبعضهم واجتماع المؤمنين‪ .‬والسورة حددت‬

‫‪.‬ثر ِفير اْلُّم ّيريَن َر ُسروًرلّم ْننُهْم َيْتُلو َع َلنْي ِهنْمنآَياِتِه َو ُينَز ّكنينِه ْمن‬ ‫أهداف صلة الجمعة )ُهَو الِّذ ي ر َبَع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َلر ٍل رّمربِريٍن (ر ر آية‪ 2‬يتلوا آياته‪ ،‬يزكيهم‪ ،‬يعلمهم‬ ‫َو ُينَع لّنُم ُهنُماْلك تَناَب َو انْلح ْكنَمنَةَنو إِارنرَك ارُنوا م نر قَْب ُلر لَفير َ‬

‫الكتاب والحكمة‪ ،‬هذه الهداف التي يجب أن تكون عليها صلة الجمعة فهل تؤدي‬

‫الصلة الن الهدف بالتزكية والوحدة والجتماع؟ الجمعة هو يوم وحدة المة ويوم تذكرة‬ ‫ص َلر ِة رِمرنر َيْو ِم راْلُج ُمرَعرِةر‬ ‫المة وهذا من ضمن النتماء للسلم )َيا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا ِإَذ ار ُنوِد ي ر ِلل ّ‬

‫َفاْس َعرْورارِإَلى ِذ ْك رِرراللِّه َو َذ رُرر وارْلَبْي َعر َذ ِلرُك ْمر َخ ْيرٌرر لُّك ْمر ِإن ُكنرتُْم تَْع لَرُم ورَن ( ر آية‪ 9‬وقد جاء في السورة ذكر‬ ‫اليهود الذين لم ينتموا )َم ثَرُل الِّذ يرَن ُح ّمرلُروا التّْو َررراةَثُّم لَْم َيْح ِم رلُروَه ارَك َمرثَرِل اْلِح َمرارِر َيْح ِم رُلرأَْس فَراًرابِْئ َسر‬ ‫م ثَرُل اْلقَو ِم رالِّذ يرن َك ّذربروا ِبآياِت اللِّه وارللّه َل يهِد ي راْلقَو م رال ّ‬ ‫ظاِلِم يرَن ( ر آية ‪.5‬‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ ُ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬

‫‪ . 63‬سورة المنافقون‬

‫ ك لَ​َر ُسرورُلاللِّه َوارللّهُ َيْع لَرُم ِإّن َ‬ ‫ ك اْلُم َنراِف قُروَن َقالُوا َنْش هَرُد ِإّن َ‬ ‫تتكلم عن صفات المنافقين )ِإَذ ار َج اررء َ‬ ‫ ك لَ​َر ُسرورلُهُ‬ ‫َوارللّهُ َيْش هَرُد ِإّن اْلُم َنراِفِقريرَن لَ​َك ارِذ ُبرروَن ( ر آية‪ 1‬ومن اللمسات البيانية في هذه الية ورود )وال يعلم‬

‫أن ك لرسوله( لنها لو لم ترد لكان المعنى أن ال تعالى يكّذ بر المنافقين الذين شهدوا‬ ‫للرسول بالرسالة وحاشا ل أن يشهد هذا‪ .‬لكنه علم ما في نواياهم وما قصدوه من‬

‫شهادتهم هذه‪ .‬وجاء في السورة ذكر خمسة عشر صفة للمنافقين وهم يمنعون وحدة‬

‫ف ‪ .‬ر وتختم اليات بدعوة المؤمنين بعدم جعل الولد والموال أداة تلهيهم عن‬ ‫الص ّ‬

‫ ك‬ ‫إنتمائهم لهذا الدين )َيا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا َل تُْلِه ُكرْمر َأْم َورارلُ​ُك ْمرَوَل أَْوَل ُد ررُكرْمرَع نر ِذ ْك رِرراللِّه َو َمرنرَيْفَع ْلر َذ ِلر َ‬

‫فَأُْو لَ رئَِ ك ُهُم اْلَخ ارِس ُر رورَن ( ر آية‪ 9‬وفي هذا تقديم لما سيأتي بالتفصيل في السور الثلثة اللحقة‬ ‫)التغابن‪ ،‬التحريم‪ ،‬الطلق(‪.‬‬

‫‪124‬‬


‫سورة التغابن والطلق والتحريم‬ ‫) كل هذه السور تتحدث عن الشواغل‬ ‫التي تمنع من النتماء للدين أو‬ ‫تشغل عنه‪(.‬‬ ‫‪ . 64‬سورة التغابن‬

‫بّينت خطورة بعض بالولد وبالزوجكات بالذين ْقد يلهوبا بالمسل م عن بالنتمكاء للسالم )َيا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا ِإّن ِم ْنر‬

‫أَْز وررارِج ُك رمروأَروَل ِد ررُك رَم ّ‬ ‫ص َفرُح وارَو تَرْغ ِفرُرر وافَرِإّن اللَّه َغ فُروٌر ّر ِحر يرٌم (ر آية‪14‬‬ ‫عرُدرّورارلُك ْمر َفاْح َذ رُرر ورُهْمَو إِارنرتَْع فُروا َو تَر ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ‬

‫وهذا في الغبن )ذكر من أولدكم أي ليس الكل( أما في الفتنة فجاءت الية )ِإّنَم ار َأْم َورارلُ​ُك ْمر‬

‫َوأَرْوَل ُد ررُكرِفْمتْرَنةٌ َوارللّهُ ِع نرَد هُر أَْج ٌر رَع ِظر يرٌم (ر ‪ 15‬للكل ولم يستثني أحدا‪ .‬ولكي تحافظ على النتماء‬ ‫علي ك أن تنتبه لما قد يشغل ك عن الدين وانتمائ ك له‪.‬‬

‫‪ . 65‬سورة الطلق‬

‫بّينت نوعكاً آخر من بالتفكك بالجتمكاع ي الذي يجب أن نحرص على التقوى فيه حتى ل تتفك ك‬ ‫المجتمعات والسر فإذا وجدت التقوى في كل المور تبقى وحدة المجتمع ويبقى‬

‫طلُّقوُهّنر‬ ‫النتماء وقد جاءت كلمة التقوى كثي ًا‬ ‫طلّْقتُ​ُم الّنَس ارء َف َ‬ ‫ر في السورة )َيا أَّيَها الّنبِّي ِإَذ ار َ‬

‫ِ​ِ ِ‬ ‫ص روراْلِع ّدرةَر َوارتّقُوا اللَّه َر ّبرُك ْمرَل تُْخ ِر رُجر ورُهّنِم نر ُبُيوتِ​ِه ّنر َوَل َيْخ ُر رْجر َِإن رّل َأن َيْأِتيَن بَِفاِح َشرٍةر ّم َبرّيَنٍةر‬ ‫لع ّدرترِه ّنرَوَأرْح ُ‬ ‫ ك أَْم ًرررا( آية‪،1‬‬ ‫ كرُح ُدرورُد اللِّه َو َمرنرَيتَ​َعّدر ُح ُدرورَد اللِّه فَقَْد َ‬ ‫‪.‬ث رَبْع َدر َذ ِلر َ‬ ‫َو تِرْل َ‬ ‫ظلَ​َم َنْفَس هُر َل تَْد ِررريلَ​َع ّلر اللَّه ُيْح ِد ر ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ي َع ْدرٍلر ّم نرُك ْمر َوَأرِقيرُم وراالّش هَراَد ةَر‬ ‫)فَِإَذ ار َب لَرْغ َنر أَ​َج لَرهُّن َفَأْم سر ُك رورُهّنبَِم ْعرُرر و رفأَْو َفاِر قُروُهّن بَِم ْعرُرر و رفَوَأرْش ِهرُدروراَذ َور ْ‬ ‫ظر بِ​ِه َم نر َك ارَن ُيْؤ ِمرُنرِباللِّه َوارْلَيْو ِمارْل ِخ ررِر رَو َمرنرَيتّ ِ‬ ‫ق اللَّه َيْج َع رلرلّهُ َم ْخر َر رًجر ارر( آية‪،2‬‬ ‫ِللِّه َذ ِلرُك ْمر ُيوَع ُ‬ ‫)َوارلّل ئِ رريَيئِْس َنر ِم َنر اْلَم ِحر ير ِ‬ ‫ترر‬ ‫ض ِم نر ّنَس ارئُِك ْمر ِإِن اْر تَرْب تُرْمفَِع ّدرتُرهُّن ثَ​َل ثَ ر رةُ أَْش هُرٍر َوارلّل ئِ رريلَْم َيِح ْ‬ ‫ضرَن رَوأُرْوَل ُ‬ ‫ض ْعرَنرَح ْمرلَرهُّن َو َمرنرَيتّ ِ‬ ‫ ك أَْم ُرر اللِّه‬ ‫ق اللَّه َيْج َع رلرلّهُ ِم ْنر أَْم ِررِهُيْس ًررا( آية‪َ) ،4‬ذ ِلر َ‬ ‫اْلَْح َم رارِل أَ​َج لُرهُّن َأن َي َ‬ ‫َأنَز لَرهُِإلَْي ُكرْمر َو َمرنرَيتّ ِ‬ ‫ق اللَّه ُيَك فّرْر َع ْنرهُر َس ّيرَئاتِ​ِه َو ُيرْع ِظر ْملَرهُ أَْج ًررا( آية‪.5‬‬

‫‪ . 66‬سورة التحريم‬

‫دور بالسرة ف ي ْقضنْية بالنمكاء دور هام وعظيم )َيا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا قُوا َأنفَُس ُكرْمر َوأَرْه ِلريُك ْمرَناًراَو قُرروُد َهرارالّناُس‬ ‫وارْلِح َجرا ررةَُع لَرْي هرا م َلر ئِ ررَك ةٌرِغ َل ر ٌ ِ‬ ‫صرورَن اللَّه َم ار أَ​َم َررُهْمَو َيرْفَع لُروَنَم ار ُيْؤ َم رُرر ورَن ( ر آية‪ 6‬فالسرة‬ ‫ظ ر رش َد رارٌد َل َيْع ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬

‫محور أساسي في ترابط المجتمع وبدونها يتفك ك ول يوجد انتماء والمرأة لها دور أساسي‬

‫‪125‬‬


‫في كل هذا لنها هي التي تربي الجيال وتؤثر على أفراد المجتمع وهي مصنع الرجال‪.‬‬ ‫وقد ضرب لنا القرآن الكريم أمثلة عن نماذج نساء نجحوا في انتمائهم كامرأة فرعون‬

‫ت َر ّ‬ ‫ كرَبْي تًرا ِفير‬ ‫براْب ِنر ِلي ِع نرَد َ‬ ‫براللّهُ َم ثَرًل لّلِّذ يرَن آَم ُنروا ِاْمر َررأَةَِفْررَع ْور َِإن رْذ َقالَ ْ‬ ‫ض رَرر َ‬ ‫ومريم بنت عمران )َو َ‬ ‫اْلج ّنرِة و نرّج نِرريِم نر ِفررع ور نورعرمرِلرِهو نرّج نِرريِم نر اْلقَو ِم رال ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ظاِلِم يرن * و م ررر َي رامرْب َنر َ ِ‬ ‫ت‬ ‫ص رَن ر ْ‬ ‫ْ َْ َ َ​َ َ َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ت ع ْم رَررراَنالتي أَْح َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ َْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ترِم َنر اْلَقانِ​ِتيَن ( آية ‪ 11‬و ‪12‬‬ ‫تبَِك ِلرَم ارِت َر ّبرَهاَو ُكرتُربِ​ِه َو َكرارَن ْ‬ ‫صرّد رقَر ْ‬ ‫فَْر َجرهَررافَ​َنفَْخ َنرار فيره م نر ّر و رح َنرارَو َ‬

‫براللّهُ َم ثَرًل لّلِّذ يرَن‬ ‫ض َرر َ‬ ‫وأخريات فشلوا في هذا النتماء للدين واختاروا غيره فنالوا عقابهم ) َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ص ارِلَح ْيرِنرفَ​َخ ارَنَتاُهَم ارَفلَْم ُيْغ نِرَيا َع ْنرهُرَم ار ِم َنر اللِّه‬ ‫َك فَرُر واراْمر َررأَةَُنوٍح َوِارْمر َررأَ ُةَلوٍط َك ارَنَتا تَْح َ‬ ‫ت ر َع ْبرَدرْيرِنرم ْنر ع َبرراد َنرار َ‬

‫َش ْيرًئرار َو ِقريرَل اْد ُخرَلرالّناَر َم َعر الّد ارِخ ِلرريَن ( ر آية‪ .10‬فالنتماء مسألة هوية وآن لنا أن ننتمي للدين‬ ‫وللّم ةر السلمية‪.‬‬

‫الجزء التاسع والعشرون ) السور ‪:‬‬ ‫الملك‪ ،‬القلم‪ ،‬الحاقة‪ ،‬المعارج‪ ،‬نوح‪،‬‬ ‫ن‪ ،‬الم ّزمل‪ ،‬الم ّدثر‪ ،‬القيامة‪،‬‬ ‫الج ّ‬ ‫النسان‪ ،‬المرسلت ( هدف الجزء‪:‬‬ ‫الدعوة إلى ا‬

‫الجزء كله له هدف واحد أساسي وهو الدعوة إلى ال‪ .‬وهذه وصية القرآن ما قبل‬ ‫الخيرة‪.‬واجب المسلمين أن يدعوا إلى ال ويأخذوا هذا المنهج ويحملوه للرض‬

‫كلها‪.‬مصداقًا لقول الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم )بّلغوا عني ولو آية( وقال المام ابن‬

‫حنبل‪ :‬من علم مسألة فهو بها عالم‪ .‬وعليه فإن كل إنسان مسلم مسؤول عن الدعوة‬

‫إلى ال مهما كان حدي‪.‬ث العهد بالسلم فأبو بكر رضي ال عنه أول ما أسلم دعا سبع‬ ‫رجال للسلم‪ .‬فالكل مسؤول عن الدعوة مهما كان العلم الذي عندنا‪.‬‬

‫‪ . 67‬سورة الملك‬

‫تدور حول معنى واحد هو‪) :‬إعر ف ْقدر بال(‬

‫واليات في السورة كلها تتحد‪.‬ث عن‬

‫قدرة ال تعالى والمل ك بيد ال فإذا عرفت قدر رب ك‪ ،‬ننتقل إلى سورة القلم‪.‬‬

‫‪126‬‬


‫‪ . 68‬سورة القلم‬

‫فيها دعوة لتوثنْيق بالعل م‪ .‬وهذه السورة هي ثاني السور ونزلت بعد سورة العلق )إقرأ( الن جاء‬ ‫دور الح‪.‬ث على توثيق هذا العلم )والقلم وما يسطرون( فالعلم يوّثق بالكتابة ولهذا ورد‬ ‫ذكر القلم المتعارف على وظيفته بالكتابة والتدوين وهو وسيلة تثبيت العلم‪ .‬لنه متى‬

‫وّثقنا العلم كان سلحًا لنا في الدعوة وقد كان للمسلمين مكتبة عامرة بالعلوم هي مكتبة‬ ‫بغداد فأين نحن الن في عصر العلم من توثيق علومنا؟ وتأتي السورة أيضاُ وصف‬

‫)وان ك لعلى‬ ‫أخلق الداعية وما يجب أن يتحلى به الداعية من أخلق ولذا قال تعالى‪ :‬إ‬ ‫خلق عظيم( لن الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم هو سّيد الدعاة وأشرفهم خلقًا وعلمًا ودينًا‪.‬‬

‫وتذكر السورة بالمقابل من كانت أخلقه سيئة مثل أصحاب الجنة فل يصح لي داعية‬

‫أن تكون أخلقه سيئة وعليه أن يقتدي بأخلق الرسول‬ ‫آياتها كلها‬

‫صلى ال عليه‬

‫‪ . 69‬سورة الحاقة‬

‫تذّك رإ بكالخرة‪.‬‬

‫وسلم‪.‬‬

‫والتذكرة بالخرة هي وسيلة مهمة للداعية وهي من أهم ما يجب أن‬

‫يستخدمه الداعية في دعوته لن التذكرة بالخرة ترقق القلوب القاسية‪ .‬وقد احتوت‬

‫السورة على مشاهد عظيمة من يوم القيامة يوم يظهر الحق الكامل ويعلم الناس إذا‬ ‫كانوا في الجنة أو النار‪.‬‬

‫‪ . 70‬سورة المعارج‬

‫تتحد‪.‬ث آيات السورة عن صفكات بالمؤمننْين وهي مشابهة لسورة المؤمنون وهي مكّم لرة لها لن‬

‫الداعية عليه أن يتحّلى بالصفات العبادية التي وردت في سورة المؤمنون وكذل ك‬ ‫بالصفات الخلقية للمؤمن التي وردت في هذه السورة أيضًا‪.‬‬

‫‪ . 71‬سورة نوح‬

‫بعد أن عرفنا قدر ال )سورة المل ك( وتعلمنا ووّثقنا العلم )سورة القلم( وحّس نرا أخلقنا‬

‫)سورة القلم( وتذكير بالخرة )القلم( والتحلي بصفات وأخلق الداعية )المعارج( تأتي‬

‫سورة نوح سورة مركزية في وسط الجزء تعطينا نموذجكاً من بالدعكاة من بالبشر وتعرض وسائل‬

‫الدعوة في قصة نوح ‪ .‬فهو مك‪.‬ث في قومه ‪ 950‬سنة يدعوهم إلى ال بشتى الوسائل‬

‫وفي كل الوقات وآيات السورة كأنها تعرض كشف حساب يقدمه نوح ‪ ‬إلى ربه‪.‬‬

‫‪127‬‬


‫والسورة اشتملت على فن الدعوة )ليل ونهارا( )َقاَل َر ّ‬ ‫ت رقَْو ِم ريرلَْي ًلر َو َنرَهاًرا( آية‪5‬‬ ‫برِإّنير َد َعرْور ُ‬

‫ل ول‬ ‫ل لتدل على أنه لم يفتر في دعوته ل لي ً‬ ‫واللحاح في الدعوة وقد ابتدأ بالدعوة لي ً‬

‫ت لَهُْم‬ ‫نها ًرا‪ ،‬وقد دعا قومه س ًار وجه ًا‬ ‫ر وعلنية )ثُّم ِإّني َد َعرْور تُرهُْمِج هَرراًرا* ثُّم ِإّني أَْع لَررن ُ‬ ‫تهرُْم ِإْس َررراًرا( آية‪ 8‬و ‪ .9‬ومن فنون الدعوة إلى ال البدء بترغيب الناس ل بتخويفهم‬ ‫َوَأرْس َرر ْر ر لَُ‬ ‫ت اْس تَرْغ ِفرُرر وارَر ّبرُك ْمرِإّنهُ َك ارَن َغ فّراًرا( آية‪ 10‬ذّك ررهم بنعم ال تعالى في الكون‬ ‫بدللة قوله )فَُقْل ُ‬

‫ودعاهم لستغفار ال تعالى‪ .‬ثم ذّك ررهم بتذكير سورة المل ك وعدد لهم في اسلوب الدعوة‬

‫عظمة ال تعالى في الكون )ّم ار لَُك ْمر َل تَْر ُجرورَنِللِّه َو قَرراًرا( آية ‪ 13‬إلى )ِلتَْس لُرُك ورا ِم ْنرهَرا ُس ُبرًل‬ ‫ِفَجر ارًج ارر( آية ‪ 20‬وتذكرة بالخرة )َقاَل ُنوٌح ّر ّ‬ ‫صر ْورنِرريَوارتَّبُعوا َم نر لّْم َيِز ْدرهُرَم ارلُهُ َو َورلَرُد هُرِإّل‬ ‫برِإّنهُْم َع َ‬

‫ِ‬ ‫َخ َسرارًرا(آية ‪ 21‬كما في سورة الحاقة‪ ،‬وهذا مرتبط بالجزء ‪ِ) 28‬إّنَم ار َأْم َورارلُ​ُك ْمرَوأَرْوَل ُد ررُكر ْفتمإرْنَةٌ َوارللّهُ‬ ‫ِع نرَد هُر أَْج ٌر رَع ِظر يرٌم (ر سورة التغابن‪ ،‬آية ‪ 15‬الذين انشغلوا بالمال والولد عن طاعة ال‪.‬‬ ‫وتختم السورة بدعاء سيدنا نوح )َر ّ‬ ‫يرَو ِلرَم نرَد َخر َل رَبْي تِرَي ُم ْؤر ِمرًنرراَو ِلرْلُم ْؤر ِمرنِرريَن‬ ‫براْغ ِفرْرر ِلي َو ِلرَوارِلَد ّ‬ ‫وارْلم ؤر ِم رنراِتوَل تَِز ِدرال ّ‬ ‫ظاِلِم يرَن ِإّل تَ​َباًرا ( آية ‪ 28‬لنه من صفات الداعية وواجباته أن يدعو‬ ‫َ ُْ َ َ‬

‫للمة كلها‪.‬‬

‫‪ . 72‬سورة الج ّ‬ ‫ن‬

‫نموذج ثاني للدعاة لكن هذه المرة من الجّن‪ .‬فالجّن تحولوا إلى دعاة إلى ال لما سمعوا‬

‫كلم ال والقرآن‪ُ) .‬قْل ُأوِح َي ر ِإلَّي أَّنهُ اْس تَرَم َعر َنفٌَر ّم َنر اْلِج ّن رَفَقالُوا ِإّنا َس ِمرْعرَنرارقُْرآًنارَع َجر ًبررا( آية ‪ 1‬تدل‬

‫ كربَِر ّبرَنارأَ​َح ًدرار( آية ‪ ،2‬و )َوأَرّنهُ َك ارَن ِرَجر ارٌلّم َنر‬ ‫على النتماء‪ ،‬و)َيْهِد ي رِإَلى الّر ْشرِدرَفآَم ّنرا بِ​ِه َو لَررن ّنْش ِرر َ‬ ‫ا ِْل ن ر ِ‬ ‫س َيُعوُذ ورَن بِ​ِرَجر ارٍلّم َنر اْلِج ّن رَفَزاُد ورُهْمَرَه قًرا( آية‪ 6‬وفيه تحذير من خطورة الستعانة بالجّن‬

‫واتخاذهم ملجأ من دون ال لن هذا سيؤدي إلى تعاستهم ‪ .‬وهذا كلم مشابه لما قاله‬

‫نوح ‪ ‬في دعوته لقومه )َوأَرلِّو اْس تَرَقاُم ورا َع لَررى الطِّر يرقَِة َلَْس قَرْي َنراُهمر ّم ارء َغ َدرقًرا( آية ‪ .16‬ثم تأتي‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص رى رُك ّلر َش ْير ٍء رَع َدرًدرار( آية ‪28‬‬ ‫ت رررّبرِه ْمرَوأَرَح ار َ‬ ‫طبَِم ار لَ​َد ْيرِهرْمر َوأَرْح َ‬ ‫ختام السورة )لَيْع لَرَم َأن قَْد َأْب َلرُغوا ِر َسرارَل َ‬

‫فيها تركيز على الدعوة‪.‬‬

‫‪ . 73‬سورة الم ّزمل‬

‫هذه السورة هي زاد الداعية‪ .‬فالداعية محتاج للزاد الذي هو قيام الليل حتى يعينه على‬

‫الدعوة ويقويه )قُِم اللّْي َلر ِإّل َقِليًل ( ر رآية‪ ،2‬ثم تنتقل إلى موسى ‪ ‬وهو يواجه فرعون الذي‬

‫‪128‬‬


‫تكّبر )ِإّنا َأْر َس رْلرَنارِإلَْي ُكرْمر َر ُسروًرلَش ارِه ًدرارَع لَرْي ُكرْمر َك َمرار َأْر َسرْلرَناِإَلى ِفْررَع ْور َن رر ُسروًرل ( ر ر آية‪ 15‬فقيام الليل هو‬ ‫الذي يعين على صعوبات الحياة وعلى دعوة الناس بالنهار )زاد ك قيام الليل(‪ .‬وفي‬

‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫طررائِفَةٌ ّم َنر‬ ‫ص فَ رهَُو ثُرلُثَهُ َو َ‬ ‫ كَيْع لَرُم أَّن َ‬ ‫الية الخيرة في السورة )ِإّن َر ّبر َ‬ ‫ ك تَُقوُم أَْد َنرىر م نر ثُلُثَِي اللْي ِلر َو نِر ْ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫الِّذ يرن م عر َ ّ‬ ‫ب َع لَرْي ُكرْمر َفاْقَر ُؤ روراَم ار تَ​َيّس َرر ِم َنر اْلقُْرآِنَع ِلرَم‬ ‫ص رورهُ فَ​َتا َ‬ ‫ كر َوارللهُ ُيقَّد ُرر اللْي َلر َوارلّنَهاَر َع لرَم َأن لن تُْح ُ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ض ِر رُبروَنِفير اْلَْر ِ‬ ‫نَقاتُِلوَن ِفير‬ ‫ض ِل راللِّه َوآرَخ ُرر و رَُي‬ ‫ضرىَرو آرَخ ُرر و رَ​َي‬ ‫ض رَيْب تَرُغوَن ِم نر فَ ْ‬ ‫ن ْ‬ ‫َأن َس َيرُك ورُن ِم نرُك مر ّم ْرر َ‬ ‫ضرا رَح َسرًنرار َو َمرارتَُقّد ُمرورا‬ ‫َس بِريِل اللِّه َفاْقَر ُؤ روراَم ار تَ​َيّس َرر ِم ْنرهُر َوَأرِقيرُم وراال ّ‬ ‫ضر واراللَّه َقْر ً‬ ‫ص َلر ةَ​َر روآرتُوا الّز َكرارةَ​َوأَرْقِر ُ‬ ‫ظرَمأَْج ًرراَوارْس تَرْغ ِفرُرر واراللَّه ِإّن اللَّه َغ فُروٌر ّر ِحر يرٌم( آية ‪20‬‬ ‫َِ‬ ‫لنفُِس ُك رمر ّم ْنر َخ ْيرٍرر تَِج ُدرورهُ ِع نرَد اللِّه ُهَو َخ ْيرًرراَوأَرْع َ‬

‫كان قيام الليل في أول الدعوة مفروضًا على الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم والصحابة حتى‬

‫يتقووا على الدعوة ثم خففت بعد السنة الولى لن فيها تمهيد للذين سيقاتلون في‬ ‫السمتقبل )فتح مكة(‪.‬‬

‫‪ . 74‬سورة المد ّثر‬

‫سورة الدعوة للقيام بالدعوة‪ .‬عرضت اليات النماذج والصفات والزاد فأصبح الداعية‬ ‫جاه ًاز للدعوة وهذه السورة تدعو هذا الداعية للدعوة‪ .‬وتدعو اليات لتكبير قدر ال‬

‫تعالى في الرض وجعل ال تعالى الكبر بين الخلق‪ .‬وبالمقارنة بين سورتي المزمل‬ ‫والمدثر نلحظ سياق اليات يسير ببطء في سورة المزمل مقارنة بالسياق السريع في‬ ‫سورة المدثر وهذه السرعة أو البطء مناسب لهدف السورتين‪ .‬وختمت سورة المدثر‬

‫ترِم نر قَْس َورَررٍة (ر آية‪ 50‬و‬ ‫بالتشبيه بفرار الحمار الوحشي من السد )َك أَرّنهُْم ُح ُمرٌرر ّم ْسرتَرنِف َررةٌ* َفّر ْ‬ ‫‪ 51‬وهذا كله يفيد الحركة والسرعة‪.‬‬

‫‪ . 75‬سورة القيامة‬

‫اعلموا أن نهاية الدعوة موت فالحياة كلها مؤآلها إلى الموت والنهاية‪ .‬وهذه السورة سورة‬

‫رقيقة تذكر بالموت ولقاء ال تعالى‪ .‬وفي السورة تذكير للناس أن يستمروا بالدعوة حتى‬ ‫لو لم يستجيب الناس لدعوتهم ويكون الفاصل يوم القيامة حين يوّفي ال تعالى كل‬

‫ كرَيْو َم رئِرٍذاْلُم ْسرتَرقَّر ( ر ر آية‪ 12‬و )ُيَنّبأُ ا ِْل نرَس ارُن َيْو َم رئِرٍذبَِم ار قَّد َمر َوأَرّخ َرر ( ر ر آية‪.13‬‬ ‫إنسان عمله )ِإَلى َر ّبر َ‬

‫‪129‬‬


‫‪ . 76‬سورة النسان‬

‫عليك الدعوة وعلى ال الهداية )ِإّنا َهَدرْيرَنراهُ الّس بِريَل ِإّم ار َش ارِك ًرراَو إِارّمرارَك فُروًرا( آية‪ 3‬ثم تتكلم السورة‬

‫عن نوعين من البشر أناس استجابوا للدعوة وآخرين عاندوا ورفضوا الدعوة ومصير كل‬ ‫منهما في الخرة‪ .‬والنسان يتحمل نتيجة أفعاله‪.‬‬

‫‪ . 77‬سورة المرسلت‬

‫فيها آية متكررة هي هدف السورة )ويل للمكذبين( فكأن سورة القيامة والنسان تقول‬

‫للداعية ادع واتر ك الهداية ل وسورة المرسلت تقول يا من كذبتم الدعوة عقابكم )ويل‬ ‫يومئذ للمكذبين( هذا عذابكم في الخرة‪.‬‬

‫وخلصة القول إن الدعوة إلى ال فريضة على كل مسلم ومسلمة حتى تتحقق فيهم آية‬ ‫)كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر( واستعينوا بقيام‬

‫الليل على الدعوة واشحذوا هممكم بقيام الليل وعلى المسلمين الجتهاد في الدعوة‬

‫والهداية من عند ال تعالى فمن صدق الدعوة فاز ومن كّذ بر بال فالويل له من عذاب‬ ‫يوم عظيم‪.‬‬

‫م(‬ ‫الجزء الثلثون ) جزء ع ّ‬ ‫) السور ‪ :‬من سورة النبأ إلى سورة‬ ‫الناس(‬ ‫هدف الجزء‪ :‬الخرة لله تعالى‬ ‫وتذكير بالخرة وبلقاء ا‬

‫جزء عّم وهو الجزء الثلثون والخير في القرآن الكريم يحتوي على ‪ 37‬سورة هي من‬

‫السور القصيرة والمحور الرئيسي لهذه السور وللجزء بشكل عام هو أن الخرة ل تعالى‬ ‫ل برب ك طائعًا ل تعالى لن المر كله بيد ال تبار ك وتعالى‬ ‫ويا أيها النسان كن موصو ً‬

‫وهذا الجزء يذّك رر بالخرة وبالمعاد وبلقاء ال عز وجّل وقدرته ال تعالى في الكون‬

‫وكل هذا يأتي في سور قصيرة مؤثرة ورقيقة‪.‬‬

‫‪130‬‬


‫وفيما يلي نتعرض لبعض المعاني في بعض السور التي وردت في هذا الجزء‪.‬‬ ‫ونلحظ أن هذا الجزء احتوى سورة العلق وسورة النصر أما الولى فهي إيذان ببدء‬

‫الرسالة والدعوة )اق أر باسم رب ك الذي خلق( والثانية أي سورة النصر هي سورة نهاية الرسالة‬

‫ونعي الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم‪.‬‬

‫وهكذا هي سور الجزء الثلثين من القرآن الكريم كأنما كل سورة فيه تلّخ صر هدفًا من‬ ‫الهداف التي وردت في الجزاء التسع وعشرون السابقة مع تذكرة بالخرة وبلقاء ال‬

‫تعالى حتى ل ينسى أحدنا أن تطبيق هذا المنهج فريضة على المسلمين وأنهم سوف‬ ‫يحاسبون على هذا يوم القيامة يوم يقف الناس بين يدي ال تعالى للحساب على ما‬

‫قدموه لهذا الدين ونصرته وما عملوا من أعمال في حياتهم الدنيا وما طبقوه من تعاليم‬

‫هذا الدين وتشريعه وأخلقياته في حياتهم وفي تعاملهم مع غيرهم من الناس‪.‬‬

‫‪ . 78‬سورة النبأ‬

‫هي سورة مكّية وسمّيت النبأ لن فيها الخبر الهام عن القيامة والبع‪.‬ث والنشور وتدور‬

‫آياتها حول إثبات عقيدة البع‪.‬ث التي أنكرها المشركون‪ .‬وقد أخبرت اليات عن موضوع‬

‫القيامة والبع‪.‬ث والجزاء وأقامت الدلئل على قدرة ال تعالى في الكون وأن القادر على‬

‫خلق هذا الكون بما فيه قادر على إعادة خلق النسان بعد موته‪ .‬وذكرت البع‪.‬ث وجهنم‬

‫التي أعدت للكافرين وما فيها من أنواع العذاب المهين للكفار والمشركين وفي مقابل‬

‫هذا جاء وصف ما أعده ال تعالى للمتقين وهذا أسلوب الترغيب والترهيب الذي كثي ًار ما‬ ‫نجده في اليات والسور‪ .‬ثم ختمت السورة بالحدي‪.‬ث عن أهوال يوم القيامة‪.‬‬

‫‪ . 79‬سورة النازعات‬

‫سورة مكّية تتحد‪.‬ث آياتها عن القيامة وأهوالها والساعة وعن مآل المتقين ومآل‬

‫المجرمين‪ .‬ويتناسب مع اليات ذكر قصة موسى ‪ ‬مع فرعون الطاغية الذي تجّبر‬ ‫وتكّبر وادعى اللوهية وكيف كان عفابه الذي هو عقاب كل متكبر جّبار في الرض‬

‫وفي القصة عبرة لمشركي مكة الذين طغوا وتمردوا على الرسول صلى ال عليه وبار ك‬ ‫وسلم فذّك ررهم ال بأنهم أضعف من كثير من مخلوقات ال في الكون‪ .‬وختمت السورة‬

‫بالحدي‪.‬ث عن الساعة الذي أنكره المشركون وكّذ بروا به وما علم الساعة إل ل تعالى وما‬

‫‪131‬‬


‫على الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم إل أن ينذر الناس فقط وختام السورة يأتي مناسبًا للقسم‬

‫في أولها من اثبات البع‪.‬ث والشر كأنه الدليل على مجيء القيامة والساعة‪.‬‬

‫‪ . 80‬سورة عبس‬

‫سورة مكّية وفيها تتحد‪.‬ث اليات عن دلئل القدرة والوحدانية في الخلق كله والقيامة‬

‫وأهوالها‪ .‬وهذه السورة نزلت بعد حادثة عبد ال بن أبي مكتوم العمى الذي أعرض عنه‬

‫الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫ل مع كبراء قريش لعلهم يسلمون ويسلم معهم‬ ‫وسلم لنه كان منشغ ً‬

‫من يتبعهم وهذا الفعل لم يقصد به النبي صلى ال عليه وبار ك وسلم أي انحياز طبقي‬

‫بين الغني والفقير لكنه ظّن أن الغني سيكون مؤث ًار في الدعوة إن أسلم أكثر من العمى‬ ‫الفقير وأنه سيفيد السلم أكثر فجاء الرد من ال تعالى بأن الدعوة ل بد وأن تكون‬ ‫شاملة للغني والفقير على حد سواء وهذه دعوة عامة للناس جميعًا بعدم الهتمام‬

‫بالمظاهر المادية للناس فال تعالى أعلم بالسرائر وأعلم من ينصر دينه ونزلت الية‬

‫تعاتب الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم عتابًا رقيقًا حتى أن ال تعالى لم يوجه‬ ‫الخطاب مباشرة للرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم تلطفًا به إوانما جاء بصيغة المجهول )عبس‬

‫وتوّلى أن جاءه العمى( ثم بعدها جاء ضمير المخاطب )وما يدري ك لعله يّز كرى( وهذا‬ ‫من حب ال تعالى لرسوله صلى ال عليه وبار ك وسلم ولطفه به لنه يعلم أنه لم‬ ‫يعرض عن العمى تكب ًار إوانما حرصه الشديد على إسلم كبراء قريش‪ .‬ثم تناولت‬ ‫اليات جحود النسان بنعم ال المتعددة وكفره بهذه النعم )قتل النسان ما أكفره(‪ .‬ثم‬

‫تناولت اليات دلئل قدرة ال تعالى في الكون فقد يّس رر ال تعالى للنسان والبهائم كل‬

‫مقومات الحياة )فلينظر النسان إلى طعامه‪ .(..‬وتختم السورة بآيات تتحد‪.‬ث عن أهوال يوم‬

‫ب من شدة هول الموقف الذي يجد نفسه فيه )يوم‬ ‫القيامة وفرار النسان من كل من يح ّ‬

‫يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه* وصاحبته وبنيه( ‪.‬وقد ذكر ال تعالى فرار النسان من‬

‫أحبابه ورتبهم على مراتبهم من الحنو والشفقة فبدأ بالقل )أخيه( وختم بالقرب )بنيه(‬

‫لن الولد هو أحب الناس إلى قلب النسان والكثر مدعاة للشفقة‪.‬‬

‫‪132‬‬


‫‪ . 81‬سورة التكوير‬

‫سورة مكية تتحد‪.‬ث آياتها عن القيامة وعن الوحي والرسالة وهي من لوازم اليمان‪ .‬وقد‬ ‫ابتدأت بعرض مشاهد من يوم القيامة وما يحد‪.‬ث فيها من انقلب كوني شديد وتبديل‬

‫لحوال النسان والمخلوقات في الكون من الشمس والجبال والبحار والسماء وغيرها )إذا‬

‫الشمس كورت‪ (...‬وهي صور سريعة ومشاهد تقشعر منها البدان من هولها وهي‬

‫مصّو رةر تصوي ًار بديعًا ودقيقًا حتى يتخيل للقارئ أنه يرى ما سيحد‪.‬ث أمام عينيه من دقة‬ ‫الوصف‪ .‬ثم تنتقل اليات للحدي‪.‬ث عن حقيقة الوحي وصفة الرسول‬

‫صلى ال عليه وسلم‬

‫الذي يتلقاه )فل أقسم بالخّنس‪ .(..‬وتختم السورة بآيات تبطل مزاعم المشركين حول القرآن‬

‫الكريم وأنه ذكر للعالمين لكن لمن أراد الستقامة والهداية ول يكون ذل ك إل بتوفيق من‬

‫ال تعالى وبمشيئته )إن هو إل ذكر للعالمين‪.(..‬‬

‫‪ . 82‬سورة النفطار‬

‫سورة مكية وهي كما سورة التكوير تتحد‪.‬ث عن النقلب الكوني في يوم القيامة )إذا‬

‫السماء انفطرت‪ ،(..‬ثم تتحد‪.‬ث اليات عن جحود النسان وكفره بأنعم ال تعالى )كل بل‬

‫تكذبون بالدين( وذل ك لن النسان ينسى أن الملئكة تسّج لر كل أعماله وأفعاله في كتاب‬ ‫يقرأه يوم الحساب‪ .‬ثم تبين أحوال البرار وأحوال الفّج اررر في ذل ك اليوم العصيب وما‬

‫يؤولون إليه من نعيم أو جحيم )كل إن البرار لفي نعيم إوان الفجار لفي جحيم(‪.‬‬

‫‪ . 83‬سورة المطففين‬

‫سورة مكية وقد ابتدأت بالحرب على المطففين في الكيل والميزان وبّينت عقابهم في‬ ‫الخرة لنهم ل يخافون الخرة ول يفكرون في يوم وقوفهم بين يدي رب العالمين‬

‫للحساب )ويل للمطفين* الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون إواذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون‪(..‬‬

‫وفي مقابل هؤلء المطففين تعرض اليات أحوال البرار والنعيم الذي يلقونه يوم‬

‫الحساب وهذا من باب الترغيب والترهيب كما ورد سابقًا )إن البرار لفي نعيم‪ (..‬وفي الية‬

‫تأكيد بر )إن( وتأكيد بر )اللم( لتوكيد الجزاء والمعنى‪ .‬ثم ختمت السورة ببيان موقف‬

‫الفّج اررر الكّفار الذين كانوا يسخرون من عباد ال المؤمنين )إن الذين أجرموا كانوا من الذين‬ ‫آمنوا يضحكون‪ (..‬وكيف سيكون جزاءهم في الخرة )هل ثّو برالكفار ما كانوا يفعلون(‪.‬‬

‫‪133‬‬


‫‪ . 84‬سورة النشقاق‬

‫سورة مكية تناولت كما السو السابقة في هذا الجزء أهوال يوم القيامة وبعض المشاهد‬ ‫من ذل ك اليوم العصيب )إذا السماء انشقت‪ (..‬ثم تحدثت عن خلق النسان الذي يتعب في‬ ‫سبيل تحصيل الرزق ويأتي يوم القيامة لتعرض عليه أعماله فإن قّد مر خي ًار فهو خير له‬

‫إوان قّد مر ش ًار فسيكون حسابه عسي ار وهذا هو الجزاء من ال العدل الحكيم الذي ل يظلم‬ ‫الناس شيئًا ولكن الناس يظلمون أنفسهم )يا أيها النسان إن ك كادح إلى رب ك كدحًا‬

‫فملقيه‪ .(..‬ثم انتقلق السورة للحدي‪.‬ث عن عقاب المشركين الذين كذبوا بالقرآن العظيم‬

‫)فل أقسم بالشفق‪ (..‬وتأتي ختام السورة بتوبيخ شديد للمشركين على كفرهم بال تعالى‬ ‫مع وضوح اليات على وحدانيته )فما لهم ل يؤمنون‪ (..‬وتبشرهم بالعذاب في نار الجحيم‬ ‫)فبشرهم بعذاب أليم‪.(..‬‬

‫‪ . 85‬سورة البروج‬

‫سورة مكية وتتناول آياتها قصة أصحاب الخدود وهي قصة التضحية بالنفس في سبيل‬ ‫العقيدة واليمان‪ .‬وقد ابتدأت السورة بالقسم بالسماء وما فيها من نجوم هائلة ومدارات‬

‫ضخمة وبيوم القيامة وبالرسل )والسماء ذات البروج‪ (..‬على دمار المجرمين )قتل أصحاب‬ ‫الخدود‪ (..‬ثم تأتي اليات بالوعيد للفجار على ما مفعلوه بالمؤمنين )إن الذين فتنوا‬

‫المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق(‪ .‬وتنتقل أليات للحدي‪.‬ث‬ ‫عن قدرة اله تعالى على النتقام من أعدائه )إن بطش رب ك لشديد( ثم تختم السورة بقصة‬ ‫فرعون الطاغية الجّبار وما أصابه وقومه من هل ك ودمار بسبب بغيه وطغيانه وهذة‬

‫القصة تناسب سياق اليات من الحدي‪.‬ث عن أصحاب الخدود )هل أتا ك حدي‪.‬ث الجنود‪(..‬‬ ‫وتختم السورة بآيات عن القرآن الكريم الذي حفظه ال تعالى في اللوح المحفوظ )بل هو‬

‫قرآن مجيد* في لوح محفوظ( فهما كذب به المكذبون الكفار الفجرة فإنه يبقى محفوظًا من‬

‫الزيادة والنقصان والتحريف والتبديل بقدرة ال تعالى فهو كتاب عظيم شريف يسمو على‬

‫سائر الكتب السماوية بحفظ ال تعالى له‪.‬‬

‫‪134‬‬


‫‪ . 86‬سورة الطارق‬

‫سورة مكية وتدور آياتها حول اليمان بالبع‪.‬ث وقد أقامت الدليل على قدرة ال تعالى في‬ ‫خلقه وفي كونه‪ .‬وقد ابتدأت السورة بالقسم بمخلوفين من مخلوقات ال العظيمة السماء‬

‫والطارق إوان كان ال تعالى يقسم بمخلوقاته التي نرى كل يوم عظمتها وبديع صنعها‬

‫فكيف ل نؤمن بمن خلق هذه المخلوقات وقّد رر لها حركتها على أحسن وجه وفي أحسن‬

‫صورة فسبحان ال خالق الكون المبدع العظيم‪ .‬ثم تنتقل اليات للحدي‪.‬ث خلق آخر من‬ ‫خلق ال المبدع وهو كيفية خلق النسان من نقطة ماء )فلينظر النسان مم خلق(‪،‬‬

‫واللطيف في هذه السورة أن اليات تعرض أيضًا خلق الزرع من ماء المطر )والسماء‬

‫ذات الرجع( أي المطر و)الرض ذات الصدع( الرض تتصدع ويخرج منها الزرع بعد أن‬ ‫نزل عليها المطر‪ .‬وكأنما هذه اليات تثبت أن الخالق واحد ل شري ك له لن طريقة‬

‫الخلق واحدة‪ ،‬خلق النسان من ماء وخلق الزرع من ماء ولو كان هنا ك آلهة متعددة‬

‫لتعددت طرق الخلق واليجاد أما وحدة طريقة الخلق فهي تدل على وحدة الخالق‬

‫سبحانه‪ .‬فالمطر ينزل إلى رحم الرض فيخرج الزرع المختلف ونقطة ماء الرجل تدخل‬

‫رحم المرأة فيخرج المولود بعد أن كان جنينًا في رحم أمه‪ ،‬فسبحان خالق النسان‬

‫والكون‪ .‬وقد ختمت السورة كما في السورة السابقة بالحدي‪.‬ث عن القرآن العظيم معجزة‬

‫رسولنا الكريم صلى ال عليه وبار ك وسلم وتبّين صدقه )إنه لقول فصل * وما هو بالهزل(‬

‫وبّينت إمهال ال تعالى للمكذبين بهذا القرآن )فمّهل الكافرين أمهلهم رويدا(‬

‫‪ . 87‬سورة العلى‬

‫سورة مكية وهي تعالج مواضيع عدة هي‪ :‬بعض صفات ال تبار ك وتعالى والدلئل على‬ ‫قدرته ووحدانيته سبحانه )سبح اسم رب ك العلى* الذي خلق فسوى* والذي قدر‬ ‫فهدى* والذي أخرج المرعى‪ ،(..‬وتتناول الوحي والقرآن الذي أنزل على الرسول‬

‫صلى‬

‫ال عليه وسلم وتيسير حفظه عليه )سنقرئ ك فل تنسى* إل ما شاء ال إنه يعلم الجهر وما‬

‫يخفى(‪ ،‬وتعالج موضوع الموعظة الحسنة التي ينتفع بها أصحاب القلوب الحّية وأهل‬

‫اليمان والسعادة )فذّك رر إن نفعت الذكرى* سّيكر من يخشى* ويتجنبها التقى(‪ .‬واختتمت‬ ‫السورة ببيان فوز من طّهر نفسه من الذنوب والمعاصي والثام وزّك ىر نفسه بصالح‬

‫‪135‬‬


‫العمال وبيان أن الخرة هي أبقى للنسان من الدنيا الزائلة الفانية )قد أفلح من تزكى*‬ ‫وذكر اسم ربه فصلى‪.(..‬‬

‫‪ . 88‬سورة الغاشية‬

‫سورة مكّية تناولت موضوعين أساسيين‪:‬‬

‫الول‪ :‬القيامة وأهوالها وما يلقاه المؤمن من النعيم )وجوه يومئذ ناعمة( والجزاء مقابل ما‬ ‫يلقاه الكافر من العذاب والبلء )وجوه يومئذ خاشعة(‪.‬‬

‫والثاني‪ :‬عرض بعض الدلة والبراهين على وحدانية ال تعالى وقدرته في الكون والخلق‬

‫البديع )أفل ينظرون إلى البل كيف خلقت* إوالى السماء كيف رفعت* إوالى الجبال كيف نصبت*‬

‫إوالى الرض كيف سطحت(‪ .‬وبعد عرض دلئل القدرة والتوحيد يأمر ال تعالى رسوله‬

‫صلى‬

‫ال عليه وسلم بتذكير المكذبين ووعظهم لنه ل يمكنه أن يجبرهم على اليمان )فذكر إنما‬

‫أنت مذكر* لست عليهم بمسيطر( فهؤلء عقابهم عند ال الذي يحاسبهم جزاء كفرهم‬ ‫وتكذيبهم )إن إلينا إيابهم* ثم إن علينا حسابهم(‬

‫‪ . 89‬سورة الفجر‬

‫سورة مكية تذكر قصص بعض المم السابقو من الذين كذبوا رسل ال تعالى كقوم عاد‬ ‫وثمود وقوم فرعون وتبين ما حل بهم من العذاب بسبب طغيانهم )ألم تر كيف فعل رب ك‬

‫بعاد‪ .(..‬ثم تبين اليات سنة ال تعالى في ابتلء العباد بالخير والشر والغنى والفقر )فأما‬

‫النسان إذا ما ابتله ربه فأكرمه ونّعمه فيقول ربي أكرمن‪ (..‬وطبيعة النفس البشرية في حب‬ ‫ل لما*‬ ‫المال )كل بل ل تكرمون اليتيم* ول تحاضون على طعام المسكين* وتأكلون الترا‪.‬ث أك ً‬

‫وتحبون المال حبًا جًم ار(‪ .‬ثم تنتقل اليات للحدي‪.‬ث عن أهوال القيامة وشدائدها وانقسام‬ ‫الخلئق إلى أشقياء في النار أو سعداء في الجنة )كل إذا دكت الرض دكًا دكا‪..‬فاخلي‬ ‫عبادي وادخلي جنتي(‪.‬‬

‫‪ . 90‬سورة البلد‬

‫سورة مكية ابتدأت بالقسم بالبلد الحرام بلد الرسول‬

‫الكفار آذوا رسول ال‬

‫صلى ال عليه‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم وفيه لفتة لن‬

‫وسلم في بلد ال الحرام الذي يجب أن كون آمنا وفي‬

‫هذا توبيخ لهم على أنهم استحلوا حرمة المكان وهي من الكبائر عند ال تعالى )ل أقسم‬

‫‪136‬‬


‫بهذا البلد* وأنت حٌل بهذا البلد(‪ ،‬ثم تتحد‪.‬ث اليات عن اغترار كفار قريش بقوتهم‬

‫تسلطوا وعاندوا وكذبوا الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم وأهلكوا أموالهم بغير وجه‬ ‫حق )يقول أهلكت ماًل لبدا(‪ ،‬ثم تناولت السورة كما هي الحال في كل سور هذا الجزء‬

‫الخير أهوال يوم القيامة والمصاعب التي يواجهها النسان والتي ل يمّك نره من تجاوزها‬

‫إل عنله الصالح )ثم كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة(‬ ‫زاختتمت السورة بالتفريق بين المؤمنين والكفار في يوم القيامة ومآل كل منهم )أولئ ك‬

‫أصحاب الميمنة* والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشئمة* عليهم نار مؤصدة(‬

‫‪ . 91‬سورة الشمس‬

‫سورة مكية ابتدأت بالقسم بسبعة أشياء من مخلوقات ال تعالى في كونه وهذا القسم‬ ‫العظيم كله على فلح النسان إذا اتقى ربه وهلكه إذا عصاه‪ .‬وقد تناولت آياتها‬

‫موضوع النفس البشرية وما جبلت عليه من الخير والشر وأهمية تزكية هذه النفس لترقى‬ ‫بصاحبها إلى جنات النعيم وبيان عقوبة من لم يزكي نفسه )ونفس وما سواها * فألهمها‬

‫فجورها وتقواها* قد أفلح من زكاها* وقد خاب من دساها(‪ .‬ثم تنتقل اليات لعرض قصة ثمود‬ ‫الذين طغوا وعقروا الناقة فاستحقوا الهل ك والعذاب من ال تعالى )كذبت ثمود بطغواها‪.(..‬‬

‫وختمت السورة بتأكيد على ما هو واضح في سياق كل سور هذا الجزء الثلثين من أن‬

‫الخرة ل تعالى وأنه ل ُيسأل عما يفعل من عقاب الكافرين وثواب المؤمنين‪ .‬فله المر‬

‫وله الحكم سبحانه‪ .‬وهذه السورة تتحد‪.‬ث عن ربط ظواهر كونية ببعضها من الشمس‬

‫والقمر إلى الليل والنهار والسماء والرض وتمر اليات سريعة في وصف هذه الظواهر‬

‫الكونية ثم تأتي اليات تتحد‪.‬ث عن النسان )ونفس وما سواها‪ ،‬فألهمها فجورها وتقواها‪ ،‬قد‬

‫أفلح من زّك ارها وقد خاب من دّس ارها( وكأنها تريد أن تعلمنا أن النسان هو أهم شيء في‬

‫الكون كله وأن كل المخلوقات في الكون الفسيح إنما سّخ ررت لجل النسان فكأنما‬ ‫النسان هو المميز بين مخلوقات ال تعالى كلها‪.‬‬

‫‪ . 92‬سورة الليل‬

‫سورة مكّية وتتمحور آياتها عن سعي النسان وعمله وعن نضاله في هذه الحياة ثم‬

‫نهايته إلى النعيم أو إلى الجحيم‪ .‬وقد ابتدأت السورة بالقسم كما في الكثير من سور هذا‬ ‫الجزء )والليل إذا يغشى‪ (..‬وقد أقسم ال تعالى على أن سعي النسان في هذه الحياة‬

‫‪137‬‬


‫مختلف ومتباين )إن سعيكم لشتى( ثم أوضح لنا سبل السعادة )فأما من أعطى واتقى‪(..‬‬

‫وسبل الشقاء )وأما من بخل واستغنى‪ (..‬وجزاء كل منهما‪ .‬ثم حّذ ررت اليات من أن يغتر‬

‫النسان بماله الذي لن يغني عنه شيئًا يوم القيامة )وما يغني عنه ماله إذا ترّد ىر( وحذرت‬

‫أهل مكة من عذاب ال لتكذيبهم للرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم )فأنذرتكم نا ًار‬

‫ظى‪ .(..‬وختمت السورة بنموذج للمؤمن الصالح الذي ينفق أمواله في سبيل ال وابتغاء‬ ‫تل ّ‬

‫مرضاته وبّين جزاءه )وسيجنبها التقى* الذي يؤتي ماله يتزّك ىر‪ (..‬وهذه اليات نزلت في أبو‬

‫بكر الصّد يرق رضي ال عنه حين أعتق بلل بعد أن اشتراه من سيده‪.‬‬

‫‪ . 93‬سورة الضحى‬

‫هذه السورة وسورة الشرح وسورة الكوثر سور مليئة بمحبة ال تعالى لرسوله الكريم‬

‫وكأنها تعويض عن عتاب ال الرقيق لرسوله صلى ال عليه وبار ك وسلم في سورة‬ ‫عبس‪ .‬وهي تتناول شخصية الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم وما أنعم ال تعالى‬

‫عليه من النعم في الدنيا والخرة )ولسوف يعطي ك رب ك فترضى( ويتكرر فيها قوله تعالى‬

‫)ألم يجد ك( وكأنها إشارة للرسول الكريم بأن ال تعالى ل يمكن أن ينسا ك أو يقل ك وقد‬

‫أنعم علي ك بكل هذه النعم التي ذكرها من اليواء والهداية والستغناء )ألم يجد ك يتيمًا‬

‫ل فأغنى(‪ .‬ثم أوصاه تعالى بثل‪.‬ث وصايا مقابل‬ ‫ل فهدى* ووجد ك عائ ً‬ ‫فآوى* ووجد ك ضا ً‬ ‫النعم التي أنعم ال تعالى بها على رسوله صلى ال عليه وبار ك وسلم )فأما اليتيم فل‬

‫تقهر* وأما السائل فل تنهر* وأما بنعمة رب ك فحّد ‪.‬ثر( وقد أقسم ال تعالى بالضحى والليل إذا‬ ‫سجى وهما وقتان في منتهى الرّقة على النفس البشرية وقت الضحى وهو أول ابتداء‬

‫النهار ووقت الليل إذا سجى أي أول وقت الليل وهو الوقت اللطيف من الليل وليس‬

‫الوقت المظلم الموحش‪ .‬فهذان القسمان مناسبان تمامًا لطبيعة السورة الرقيق والمليء‬ ‫بالمحبة للرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم والسورة كلها فيها من جمال اللفظ وروعة البيان‬

‫ورقيق المعاني ما يدل على محبة ال تعالى للرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم ولطفه‬ ‫وعنايته به‪.‬‬

‫‪138‬‬


‫‪ . 94‬سورة الشرح‬

‫سورة مكّية وكما سورة الضحى تتحد‪.‬ث عن مكانة الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم‬

‫ومقامه الرفيع عند رب العالمين وعددت نعم ال تعالى على الرسول‬

‫صلى ال عليه وسلم‬

‫وذل ك بشرح صدره اتطييب نفس الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم بعد ما لقاه في‬ ‫سبيل الدعوة من أذى ومشقة ومصاعب ومحاربة من قومه )ألم نشرح ل ك صدر ك* ووضعنا‬

‫عن ك وزر ك* الذي أنقض ظهر ك( كما تحدثت السورة عن إعلء مكانة الرسول الذي يقترن‬

‫اسمه مع اسم ال تعالى في الشهادة التي يكررها المسلمون مرات عديدة وبالصلة عليه‬

‫عند ذكر اسمه صلى ال عليه وبار ك وسلم )ورفعنا ل ك ذكر ك(‪ .‬وكأن السورة كلها تطييب‬ ‫لخاطر الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم الذي عانى ما عاناه في سبيل الدعوة إلى‬

‫ال ووحدانيته واليمان به )فإن مع العسر يسرا* إن مع العسر يسرا( واختتمت اليات بأجما‬ ‫المعاني وهي تذكير الرسول صلى ال عليه وسلم بالتفرغ للعبادة بعدما بّلغ الرسالة وفي هذا‬ ‫شكر ل تعالى على نعمه لن النعم تستحق الشكر وشكر النعم تكون على قدر المنِع مر‬ ‫وعطائه ونعم ال تعالى عظيمة لنها من العظيم سبحانه فأهل هو أن يحمد وأهل هو‬

‫أن يشكر وُيعبد حق العبادة )فإذا فرغت فانصب* إوالى رب ك فارغب(‪.‬‬

‫‪ . 95‬سورة التين‬

‫هي سورة مكّية تعالج موضوعين أساسيين هما تكريم ال تعالى للنسان وموضوع‬

‫اليمان بالحساب والخرة‪ .‬ما علقة التين والزيتون بمكة والطور في هذه السورة؟ ال‬ ‫تعالى يقسم بثلثة أشياء هامة )والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد المين( يقسم بمكانين‬

‫هما جبل الطور الذي كّلم ال تعالى موسى عليه ومكة المكرمة )البلد المين( أما التين‬

‫والزيتون فليس القصد منهما الفاكهة إوانما يقصد بهما المكان وهو أرض فلسطين فال‬

‫ص هررا ال تعالى بانزال رسله‬ ‫تعالى يقسم بثلثة أماكن هي من أطهر بقاع الرض التي خ ّ‬

‫وأنبيائه دون سائر بقاع الرض وبهذا القسم يريد ال تعالى أن يعلمنا أنه كما أقسم‬

‫بأطهر الرض التي خلقها كذل ك فقد خلق سبحانه النسان في أحسن تقويم وأطهر‬ ‫وأحسن شكل )لقد خلقنا النسان في أحسن تقويم(‪ ،‬ولّم ار عصى النسان ربه تعالى نكس‬ ‫النسان نفسه )ثم رددناه أسفل سافلين( ويبقى طاه ًار الذين آمنوا وعملوا الصالحات‪.‬‬

‫‪139‬‬


‫وختمت اليات ببيان عدل ال تعالى في حساب الناس على أعمالهم )أليس ال بأحكم‬

‫الحاكمين( بلى وال إواني على ذل ك من الشاهدين‪.‬‬

‫‪ . 96‬سورة العلق‬

‫وتسمى سورة إق أر وهي سورة مكّية وأول ما نزل من الوحي على الرسول صلى ال عليه‬ ‫وبار ك وسلم في غار حراء وهي إيذان ببداية الرسالة‪ .‬وهذا الموضوع الساسي للسورة‬ ‫)لق أر باسم رب ك الذي خلق* خلق النسان من علق*إق أر ورب ك الكرم* الذي عّلم بالقلم* عّلم‬

‫النسان ما لم يعلم( وتتحد‪.‬ث السورة عن طغيان النسان بالمال وتمرده على أوامر ربه‬ ‫)كل إن النسان ليطغى* أن رآه استغنى* إن إلى رب ك الرجعى( ثم تناولت السورة قصة أبو‬

‫جهل الذي يمّثل فرعون المة ووعيد ال تعالى له بأشد العذاب والعقاب )أرأيت الذي‬

‫ينهى* عبدًا إذا صّلى‪ (..‬وأمرت الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم بعدم الصغاء إليه‬ ‫والسجود شك ًار ل تعبدًا وتقربًا إليه )كل ل تطعه واسجد واقترب(‪ .‬وقد اشتملت هذه السورة‬

‫على العلم والعمل والعبادة فابتدأت بالدعوة للعلم وانتهت بالمر بالعبادة والسجود‬

‫والصلة‪.‬‬

‫‪ . 97‬سورة القدر‪:‬‬

‫سورة مكّية وتتحد‪.‬ث عن بدء نزول القرآن الكريم )إنا أنزلناه في ليلة القدر( وفضل ليلة‬

‫القدر على سائر الليالي واليام والشهور )وما أدرا ك ما ليلة القدر( والتي هي عند ال خير‬ ‫من ألف شهر )ليلة القدر خير من ألف شهر( وفي تفسير الشيخ الشعراوي رحمه ال كان‬

‫يقول أن ليلة القدر هي ليلة مميزة قبل نزول القرآن فيها وشّر فرتأكثر بنزول القرآن في‬

‫تل ك الليلو ودليله على ذل ك قوله تعالى )إنا أنزلناه في ليلة القدر( أي أنها كانت معروفة‬

‫باسمها ومميزة وسّم يرت بليلة القدر قبل نزول القرآن فيها كما جاء في سورة الدخان )إنا‬

‫أنزلناه في ليلة مباركة( وال أعلم‪.‬‬

‫‪ . 98‬سورة الب ّينة‪:‬‬

‫وتسمى سورة )لم يكن( وهي سورة مدنية وتتحد عن موقف أهل الكتاب من رسالة محمد‬ ‫صلى ال عليه وبار ك وسلم )لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم‬

‫البّينة* رسول من ال يتلوا صحفًا مطهرة* فيها كتب قّيمة( وتتحد‪.‬ث عن موضوع إخلص‬

‫‪140‬‬


‫ب العقيدة والدين وهذا هدف أساسي من الهداف التي‬ ‫العبادة ل تعالى الذي هو ل ّ‬

‫وردت في السور السابقة من القرآن ) وما أمروا إل ليعبدوا ال مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا‬

‫الصلة ويؤتوا الزكاة وذل ك دين القّيمة( ثم تناولت السورة مصير السعداء )إن الذين آمنوا‬

‫وعملوا الصالحات أولئ ك هم خير البرّية( ومصير الشقياء في الخرة )إن الذين كفروا من‬ ‫أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئ ك هم شر البرية(‪.‬‬

‫‪ . 99‬سورة الزلزلة‪:‬‬

‫ومع أنها سورة مدنية إل أن أسلوبها يشبه أسلوب السور المكّية وفيها أهوال يوم القيامة‬ ‫والزلزال الذي سيكون يوم القيامة فيدمر كل شيء وينهار كل شامخ )إذا زلزلت الرض‬

‫زلزالها( وتخرج الرض ما بداخلها )وأخرجت الرض أثقالها( وتشهد على عمل بني آدم‬

‫)يومئذ تحّد ‪.‬ثر أخبارها( وينقسم الخلئق إلى فريقين شقي وسعيد )يومئذ يصدر الناس أشتاتًا‬

‫ليروا أعمالهم* فمن يعمل مثقال ذرة خي ًار يره* ومن يعمل مثقال ذرو ش ًار يره(‪.‬‬

‫‪ . 100‬سورة العاديات‪:‬‬

‫سورة مكّية تتحد‪.‬ث عن خيل المجاهدين في سبيل ال وأقسم ال تعالى بها إظها اًر‬

‫افضلها وشرفها عند ال تعالى )والعاديات ضبحا * فالمريات قدحا* فالمغيرات صبحا*(‬

‫وتحدثت اليات عن كفران النسان وحجوده بنعم ال تعالى عليه وحبه الشديد للمال )إن‬

‫النسان لربه لكنود* إوانه على ذل ك لشهيد* إوانه لحب الخير لشديد*( ثم بّينت اليات أن الخرة‬ ‫ل تعالى ومرّد الناس جميعًا ل رب العالمين الذي سيحاسبهم على أعمالهم في الدنيا‬

‫ص لر ما في‬ ‫ولن ينفعهم يومها إل العمل الصالح )أفل يعلم إذا بعثر ما في القبور* وح ّ‬ ‫الصدور* إن ربهم بهم يومئذ لخبير*(‬

‫‪ . 101‬سورة القارعة‪:‬‬

‫سورة مكّية تتمحور كما باقي سور هذا الجزء حول أهوال يوم القيامة وشدائدها وما فيها‬

‫من أحدا‪.‬ث عظام حي‪.‬ث يهيم الناس على غير نظام من شدة حيرتهم وفزعهم وذهولهم‬ ‫للموقف الذي هم فيه )القارعة* ما القارعة* وما أدرا ك ما القارعة* يوم يكون الناس كالفراش‬

‫المبثو‪.‬ث* وتكون الجبال كالعهن المنفوش*( ثم توضح الفرق بين المؤمنين الطائعين‬

‫وجزاؤهم )فأما من ثقلت موازينه* فهو في عيشة راضية( والكافرين العصاة المكذبين )وأما من‬

‫خفت موازينه* فأمه هاويه* وما أدرا ك ما هي* نار حامية*( وقد سمى ال تعالى النار أم لن‬ ‫‪141‬‬


‫الم عادة هب مأوى ولدها ومفزعه ونار جهنم في الخرة تؤوي هؤلء الكفرة المكذبين‬ ‫وتضمهم كما يأوي الولد إلى أمهم فتضمهم‪ .‬وهاوية اسم من أسماء النار وسمّيت‬ ‫هكذا لبعد قعرها فيهوي فيها الكفار كما قيل سبعون خريفا أعاذنا ال منها‪ .‬والتكرار في‬ ‫هذه السورة لكلمة القارعة دليل على التهويل‪.‬‬

‫‪ . 102‬سورة التكاثر‪:‬‬

‫سورة مكّية تتحد‪.‬ث هذه السورة عن انشغال الناس بمغريات الحياةوحطام الدنيا حتى‬

‫يأتيهم الموت بغتة ويقطع عنهم متعتهم )ألهاكم التكاثر* حتى زرتم المقابر* كل سوف‬

‫تعلمون* ثم كل سوف تعلمون*(‪ .‬فبعض الناس يعيشون لجسادهم ويهملون الروح‪.‬‬

‫وتتوعد من عاش لجسده‪ .‬والنهي في هذه السورة عن التكاثر ليس المقصود منه النهي‬ ‫عن التكاثر بعينه إوانما المقصود النهي عن التلهي بالتكاثر )من الموال والولد والزينة(‬

‫عن عبادة ال الواحد سبحانه وتعالى‪ .‬وفي اليات تحذير للذين عاشوا لجسادهم‬

‫وللذين ألهاهم التكاثر عن عبادة ال الواحد أن نهاية هذه الجساد فهو إلى الموت حي‪.‬ث‬ ‫تفنى الجساد وتصعد الرواح إلى خالقها‪ .‬وتحذر اليات الناس‪ :‬إياكم أن تعيشوا‬

‫لجسادكم فقد خلق ال تعالى الجسد وخلق فيه الروح التي لها غذاء خاص أل وهو‬

‫طاعة ال والقبال عليه‪ ،‬فلو أصّر الناس على العيش لجسادهم فإنهم سيرون الجحيم‬

‫عين اليقين ثم يسألهم ال تعالى عن نعيم الجسد )كل لو تعلمون علم اليقين* لترون الجحيم*‬

‫ثم لترونها عين اليقين* ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم(‪ .‬فالنسان مطالب بالتوازن بين‬ ‫متطلبات الجسد المادية ومتطلبات الروح من عبادات ومحافظة على الصلوات‬ ‫والستغفار والتقرب إلى ال وطاعته‪.‬‬

‫‪ . 103‬سورة العصر‪:‬‬

‫سورة مكّية وهي سورة في غاية اليجاز في اللفظ وفي غاية الشمول من حي‪.‬ث المعنى‬

‫ويقول المام الشافعي في هذه السورة‪ :‬لو لم ينزل ال تعالى من القرآن سوى سورة‬

‫العصر لكفت الناس‪ .‬لن السلم في النهاية يرتكز على أربعة أمور فهو إيمان وعمل‬

‫الصالحات والتواصي بالحق لنصرة الدين في الرض والتواصي بالصبر لن نصرة الدين‬

‫تعّر ضرصاحبها للمتاعب والمشقة فيحتاج إلى الصبر لتحملها في سبيل نصرة الدين‬

‫‪142‬‬


‫والدعوة إلى ال‪ .‬والذي ل يسير على المنهج الذي ارتضاه ال تعالى يكون من‬ ‫الخاسرين )إن النسان لفي خسر( وهذه السورة تأتي مقابل سورة الفاتحة فقوله إهدنا‬

‫الصراط المستقيم مقابل قوله وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر‪ .‬وهذه السورة فيها كل‬ ‫مقومات الحضارة وهي الهتمام بالزمن والعمل فالوقت عامل أساسي لقيام المم‬

‫والحضارات فالهتمام بالوقت وبالعمل والتواصي بالحق والصبر هي من أهم مقومات‬

‫الحضارة النسانية‪ .‬والقسم في هذه السورة بأحد مخلوقات ال تعالى )والعصر( وهو‬

‫الدهر والزمان كما جاء في كثير من آيات هذا الجزء‪.‬‬

‫‪ . 104‬سورة الهمزة‪:‬‬

‫سورة مكّية وتتمحور حول الذين يعيبون الناس ويلمزونهم بالطعن والنتقاص منهم‬

‫والسخرية وهذا كله فعل السفهاء من الناس )ويل لكل همزة لمزة( كما تذم السورة الذين‬

‫ل وعدده*( وكأنهم خالدون في هذا الحياة الدنيا وأن‬ ‫يكّد سرون الثروات )الذي جمع ما ً‬

‫هذا المال الذي يكنزونه هو الذي سيخلدهم )يحسب أن ماله أخلده( ول يدري هؤلء الشقياء‬

‫أن عاقبتهم ستكون في نار جهنم التي ل تنطفئ أبدا )كل لينبذن في الحطمة* وما أدرا ك ما‬

‫الحطمة* نار ال الموقدة* التي تطلع على الفئدة* إنها عليهم مؤصدة* في عمد ممددة( وسمّين‬ ‫النار هنا بالحطمة لنها تحطم العظام حتى تصل إلى القلوب‪.‬‬

‫‪ . 105‬سورة الفيل‪:‬‬

‫سورة مكية تتحد‪.‬ث حول قصة أصحاب الفيل الذين قصدوا الكعبة المشرفة لهدمها‬

‫وحدثت هذه القصة في العام الذي ولد فيه أشرف الخلق سيدنا محمد صلى ال عليه‬ ‫وبار ك وسلم ‪ .‬وهي سورة فيها عبرة لكل طاغية متكبر متجبر في كل العصور‬

‫والزمان )لذا جاء فعل تر في قوله )ألم تر( بصيغة المضارع للدللة على الستمرار‬ ‫والتجدد( فكل من طغى وتجّبر على ال تعالى سيكون عقابه ومصيره كمصير أبرهة‬

‫وجيشه لما حاولوا هدم الكعبة المشّر فرةوسيكون كيدهم في تضليل )ألم يجعل كيدهم في‬ ‫تضليل* وأرسل عليهم طي ًار أبابيل* ترميهم بحجارة من سّج يررل* فجعلهم كعصف مأكول(‪.‬‬

‫‪143‬‬


‫‪ . 106‬سورة قريش‪:‬‬

‫سور مكّية تتحد‪.‬ث عن آفة خطيرة تصيب الناس عامة والمتدينين خاصة أل وهي إلف‬ ‫النعمة‪ .‬فالنسان قد يألف النعمة التي أنعمها ال تعالى عليه بحي‪.‬ث ل يعود يشعر بها‬

‫وبعظمتها ول يؤدي حقها وهو شكر ال تعالى وحمده على نعمه‪ .‬كما فعل كّفار قريش‬ ‫الذين ألفوا رحلة الشتاء والصيف وغاب عنهم أن ال تعالى هو الذي سّهل لهم هاتين‬ ‫الرحلتين ومّهد الطريق ووّفر التجارة لهم وأنعم عليهم بنعمة المن وعدم الجوع والفقر‬

‫)فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف( فعلى الناس جميعًا شكر ال‬

‫تعالى على نعمه والمداومة عى العبودية ل تعالى المنعم على عباده بشتى النعم‪.‬‬

‫وقد قال المام الفخر‪ :‬إعلم أن ال ننعام على قسمين‪:‬‬ ‫أحدهما دفع ضر وهو ما ذكره في سورة الفيل‪،‬‬ ‫والثاني‪ :‬جلب منفعة وهو ما ذكره في هذه السورة ولما دفع ال عنهم الضر وجلب لهم‬

‫المنفعة وهما نعمتان عظيمتان أمرهم تعالى بالعبمودية وأداء الشكر )فليعبدوا رب هذا‬ ‫البيت* الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف(‪.‬‬

‫‪ . 107‬سورة الماعون‪:‬‬

‫سورة مكّية تتمحور حول الحدي‪.‬ث عن صنفين من البشرهما الكافر الجاحد لنعم ال‬

‫ع اليتيم* ول يحض على طعام‬ ‫والمكذب بيوم الحساب )أرأيت الذي يكذب بالدين* فذل ك الذي يد ّ‬

‫المسكين( والصنف الخر هو المنافق المرائي الذي ل يقصد بعمله وجه ال تعالى إوانما‬ ‫يرائي في كل أعماله وعبادته )فويل للمصلين* الذين هم عن صلتهم ساهون* الذين هم‬

‫يراؤون* ويمنعون الماعون(‪ .‬وقد قال عبد ال بن عباس رضي ال عنهما‪ :‬الحمد ل الذي‬

‫أنقذنا بحرف عن حرف‪ ،‬قال عن صلتهم ولم يقل في صلتهم فمن مّنا ل يسهو في‬

‫صلته( لنه لو قال )في صلتهم( لكانت في المؤمنين والمؤمن قد يسهو في صلته‬ ‫أما أنها جاءت في الية )عن صلتهم( فقد ُفهم أنها في المنافقين لن سهو المصلي‬ ‫المنافق فهو الغافل عنها والذي يؤخرها تهاونًا ول يتم ركوعها ول سجودها‪.‬‬

‫‪144‬‬


‫‪ . 108‬سورة الكوثر‪:‬‬

‫سورة مكّية هي من أعظم السور التي تظهر نعم ال تعالى على رسوله صلى ال عليه‬

‫وبار ك وسلم وفضله العظيم وعطائه الكثير له في الدنيا والخرة )إنا أعطينا ك الكوثر(‬

‫وكما في سابق السور التي فيها إخبار بالنعم من ال تعالى تأتي نهاية السورة بالدعوة‬ ‫للشكر وعبادة ال تعالى والنحر شك ًار ل على نعمه العظيمة وآلئه الكثيرة )فصل لرب ك‬

‫وانحر( وقد ختمت السورة بذم أعداء الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم وبيان أنهم هم‬

‫المقطوعون من كل خير في الدنيا والخرة أما الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم فقد‬

‫أعلى ال تعالى ذكره في الدنيا وأعطاه في الدنيا والخرة ما هو أهل له واسمه وذكره‬ ‫خالد إلى آخر الزمان )إن شانئ ك هو البتر( لن معنى البتر المقطوع من كل خير‪.‬‬

‫‪ . 109‬سورة الكافرون‪:‬‬

‫سورة مكّية وهي سورة التوحيد والبراءة من الشر ك والضلل وقد نزلت بعد أن طلب كفار‬ ‫قريش من الرسول‬

‫صلى ال عليه‬

‫وسلم أن يعبد آلهتهم سنة ويعبدون إلهه سنة وفيها قطع‬

‫لطماع الكافرين وفصل النزاع وأن هذا الدين دين الحق وليس فيه مهادنة )قل يا أيها‬

‫الكافرون* ل أعبد ما تعبدون* ول أنتم عابدون ما أعبد* ول أنا عابد ما عبدتم* ول أنتم عابدون ما‬ ‫أعبد*( إما أن يتبعوه فينجوا إواما يعرضوا عنه فيلقوا العذاب الليم في الخرة ) لكم دينكم‬ ‫ولي دين(‪.‬‬

‫‪ . 110‬سورة النصر‪:‬‬

‫سورة مدنية تتحد‪.‬ث عن فتح مكة الذي أعز ال تعالى به المسلمين وانتشر به السلم‬ ‫في جزيرة العرب وانتصر الحق وزهق الباطل ودخل الناس في دين ال أفواجا وقد كان‬

‫الخبار من ال تعالى بفتح مكة قبل وقوعه وهذا من دلئل نبوته صلى ال عليه وبار ك‬

‫وسلم وهي اعلم من ال تعالى باتمام الرسالة وفيها نعي الرسول صلى ال عليه وبار ك‬ ‫وسلم ‪) .‬إذا جاء نصر ال والفتح* ورأيت الناس يدخلون في دين ال أفواجا* فسّبح بحمد رب ك‬

‫واستغفره إنه كان توابا( وقد نستغرب ونقول ما علقة النصر بالستغفار في هذه السورة؟‬

‫إن الفاتحين والمنتصرين عبر العصور والزمان عادة ما يصيبهم الكبر والعجب‬

‫والعجاب بالنفس لما حققوه من انتصارات وينسون ال تعالى الذي نصرهم‪ ،‬أما المة‬

‫‪145‬‬


‫السلمية فلها منهج محدد فيأتي الستغفار ليعّلم هذه المة أن النصر ليس وقت الكبر‬ ‫ل وهكذا تعلمنا سورة‬ ‫والعجب لكنه وقت عودة النفس لرّبها الذي أعان على النصر أص ً‬

‫النصر أنه في نهاية العمال العظيمة في ديننا ل بد من الستغفار تمامًا كما نفعل‬ ‫عقب الصلوات والحج والصوم وكل العمال العبادية التي نقوم بها وهذا كّله حتى‬ ‫يحمينا ال تعالى من الوقوع في الكبر والعجب والزهو بالنفس ومهما كان ما حققه‬

‫المسلم يجب أن يذكر تقصيره أمام عظمة ال تعالى ونعمه فيستغفر رّبه في كل‬ ‫الحوال‪.‬‬

‫‪ . 111‬سورة المسد‪:‬‬

‫سورة مكّية وتسمى سورة اللهب وسورة تّبت وتتمحور حول هل ك أبي لهب عدو ال‬

‫تعالى ورسوله صلى ال عليه وبار ك وسلم الذي صد الناس عن اليمان وآذى الرسول‬ ‫صلى ال عليه وبار ك وسلم وقد توعده ال تعالى بنار موقدة يصلها هو وزوجته التي‬ ‫اختصها ال تعالى بلون خاص من العذاب وهو الحبل الذي يلف عنقها لتجذب به إلى‬ ‫النار زيادة في التنكيل بها لما فعلوه بالرسول الكريم صلى ال عليه وبار ك وسلم وما‬

‫ب * ر ما أغنى عنه ماله وما كسب* سيصلى نا ًار ذات لهب*‬ ‫آذوه في مكة )تّبت يدا أبي لهب وت ّ‬

‫وامرأته حّم ارلة الحطب* في جيدها حبل من مسد( وقد قال ابن المسّيب في امرأة أبو لهب أنها‬

‫كانت لها قلدة فاخرة من جوهر فقالت‪ :‬واللت والعزى لنفقنها في عداوة محمد فأعقبها‬ ‫ل في جيدها من مسد النار‪.‬‬ ‫ال تعالى منها حب ً‬

‫‪ . 112‬سورة الخلص‪:‬‬

‫سورة مكّية تتحد‪.‬ث عن صفات ال تعالى الواحد الحد والمنزه عن صفات النقص وعن‬

‫المماثلة والمجانسة وقد رّد تر على النصارى الذين يقولون بالتثلي‪.‬ث وعلى المشركين‬

‫الذين جعلوا ل تعالى الذرية والصاحبة‪ .‬وسبب نزولها أن فريقًا من المشركين سألوا‬

‫الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم أن يصف لهم ربه أمن ذهب هو أم من فضة أم‬

‫من زبرجد أم من ياقوت؟ فنزلت الية )قل هو ال أحد* ال الصمد* لم يلد ولم يولد* ولم يكن‬

‫له كفوًا أحد*(‪ .‬وسرة الخلص تعدل ثل‪.‬ث القرآن كما في الحادي‪.‬ث الشريفة كما روي عن‬

‫النبي صلى ال عليه وبار ك وسلم أنه قال‪ :‬من ق أر )قل هو ال أحد( فكأنما ق أر بثل‪.‬ث‬

‫‪146‬‬


‫القرآن( وقال العلماء لما تضمنته من المعاني والعلوم والمعارف فعلوم القرآن ثلثة‪ :‬توحيد‬ ‫وأحكام وقصص وقد اشتملت هذه السورة على التوحيد فهي ثل‪.‬ث القرآن بهذا العتبار لنها أساس‬ ‫وحدانية ال تعالى إوافراده بالعبادة دون شري ك ول ولد سبحانه عما يقولون ويفترون‪.‬‬

‫‪ . 113‬سورة الفلق‪:‬‬

‫سورة مكّية وفيها تعليم للعباد للجوء إلى ال تعالى )قل أعوذ برب الفلق( والستعاذة به من‬

‫شر مخلوقاته )من شر ما خلق( ومن شر الليل إذا أظلم لنه يثير في النفس الوحشة )ومن‬

‫شر غاسق إذا وقب( ومن شر الحساد والسحرة )ومن شر النفاثات في العقد* ومن شر حاسد إذا‬

‫حسد( وهي من إحدى المعوذتين اللتين كان النبي صلى ال عليه وبار ك وسلم يعّو ذر‬

‫نفسه بهما‪ .‬وفي هذه السورة إستعاذة بال من الشرور الواقعة على النسان من الخارج‬

‫ول يمكنه دفعها كالليل والغاسق والحسد والسحر‪ ،‬وهي استعاذة من شرور المصائب‪.‬‬ ‫وفي هذه السورة استعاذة بال وحده من شرور كثيرة‪.‬‬

‫‪ . 114‬سورة الناس‪:‬‬

‫سورة مكّية وهي ثاني المعوذتين وفيها الستجارة والحتماء برب العالمين )قل أعوذ برب‬

‫الناس* مل ك الناس* إله الناس( من شر أشد العداء ابليس وأعوانه من شياطين النس‬ ‫والجن )من شر الوسواس الخّناس( الذين يغوون الناس بشتى أنواع الغواية ليضلوهم‬

‫ويبعدوهم عن عبادة ال الواحد الدّيان )الذي يوسوس في صدور الناس* من الجنة والناس( ‪.‬‬ ‫الستعاذة في هذه السورة هي من شرور النسان الداخلية التي تقع عليه أم على غيره‬

‫وهي استعاذة من المعايب‪ .‬وفي هذه السورة استعاذة من شر واحد أل وهو شر وسوسة‬ ‫الشيطان المهلكة بالرب والمل ك والله‪ .‬وكلمة الناس المتكررة كل منها تدل على معنى‬

‫مختلف لتتناسب مع كلمة رب ومل ك إواله‪ .‬فالناس الولى أقل من الناس التي بعدها‬ ‫والخيرة فقد تدرج معنى كلمة الناس من القلة إلى الكثرة على عكس كلمة الرب والمل ك‬ ‫والله فقد تدرج من الكثرة إلى القلة‪ ،‬فالرب هو المرشد الموجه وقد يكون هنا ك العديد‬

‫من المرشدين في المجتمع لكن لكل دولة مل ك خاص بها والدنيا فيها ملو ك كثر ولكن‬ ‫الله واحد ل شري ك له لكل الخلق من النس والجن‪ .‬فالله إله الخلق جميعًا وناسه كثر‬ ‫ب ناسه أقل لن الرب هو رب المؤمنين‬ ‫أما المل ك فناسه أقل من الله وكذل ك الر ّ‬ ‫الطائعين فقط وليس كل الناس مؤمنين‪.‬‬

‫‪147‬‬


‫وهذه السورة اختتم بها آيات المصحف الشريف وهي خير ختام لهذا القرآن ويتناسب‬ ‫مع بدايته بسورة الفاتحة التي خاطب بها ال تعالى الناس بقوله )الحمد ل رب العالمين(‬

‫)إيا ك نعبد إوايا ك نستعين( ثم جاءت هذه السورة )من الجنة والناس( لتشمل العالمين جميعًا‬

‫وهم كلهم من بداية المر إلى نهايته يستعينون بال تعالى ويلجأؤون إليه‪ .‬ومن الملحظ‬

‫أن ال تعالى قدم الجنة على الناس لن الجّنة هم الصل في الوسوسة‪ .‬هذا وال أعلم‪.‬‬ ‫وهذا ختام هذا الجزء وختام القرآن الكريم الذي أوصيكم وأوصي نفسي بعدم هجره بأي‬

‫طريقة من طرق الهجر ول نكون ممن قال فيهم الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم )إن‬

‫ْقوم ي باتخذوبا هذبا بالقرآن مهجوربا( ولنعمل به كما أوصانا رسولنا وقدوتنا محمد صلى ال‬ ‫عليه وبار ك وسلم )تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا كتاب ال‬ ‫وسنتي(‪.‬‬

‫ومثل الذي يق أر القرآن ول يقرأه كمثل الحّي والميت‪ ،‬فلنحيي قلوبنا وبيوتنا بالقرآن العظيم‬ ‫وبتدبر آياته واّتباع أوامره واجتناب نواهيه ولنتخّلق بأخلقه ولنقيم حدوده ولنزداد من‬ ‫الحسنات لن هذا القرآن العظيم هو كنز الحسنات فمن ق أر منه حرفًا فله به حسنة‬

‫والحسنة بعشر أمثالها‪ ،‬ل أقول ألم حرف وأنما ألف حرف ولم حرف وميم حرف‪ ،‬فكيف‬

‫بعد هذا النعيم كله وهذا الكنز العظيم يمكن لحدنا أن يهجر هذا القرآن العظيم أو ل‬ ‫يتدبره فهو منهج حياة المسلم والذي يؤدي به إلى رضى ال تعالى وجنات عدن التي‬

‫وعد ال عباده المؤمنين بها‪ ،‬جعلنا ال إواياكم ممن يستمع القول فيّتبع أحسنه وممن يقيم‬ ‫حدود القرآن ل من يقيم حروفه ويضّيع حدوده ووفقنا جميعًا لفهم كتابه العزيز وتطبيق‬

‫أحكامه والمتثال لوامره حتى ننعم بسعادة الدارين ونكون من أهل القرآن وخاصته‬

‫الذين هم أحباب ال تعالى وجعلنا ال تعالى ممن يشفع لهم القرآن يوم القيامة ويقول‬ ‫حرمته النوم بالليل فشّفعني فيه اللهم آمين ‪.‬‬

‫وهذا القرآن العظيم فيه شفاء للصدور والمراض النفسية ومراد ال تعالى في هذا القرآن‬

‫عظيم وهو صالح لكل زمان ومكان وفيه الخير لمتنا ول تنقضي عجائبه والغوص إلى‬ ‫أعماقه ليس بالمر اليسير ولكن هذه الصفحات ما هي إل محاولة بسيطة لسبر أغوار‬

‫هذا الكنز العظيم ولتدبر آياته ومعانيه فال تعالى نسأل التوفيق وأن يعّلمنا ما ينفعنا‬

‫ل بأحكامه وما توفيقي إل بال العزيز‬ ‫وينفعنا بما عّلمنا وأن يزيدنا فهمًا لكتابه وعم ً‬

‫‪148‬‬


‫الحكيم وآخر دعوانا أن الحمد ل رب العالمين والصلة والسلم على المبعو‪.‬ث رحمة‬ ‫للعالمين أشرف النبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا ودليلنا إلى الخير‬ ‫رسولنا محمد صلى ال عليه وبار ك وسلم ‪.‬‬

‫‪149‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.