خواطر قرآنية ) الستاذ عمرو خالد( كل سورة من سور القرآن الكريم لها وحدة موضوع وكل آيات السورة تأتي لتصب في هذا الموضوع .وفيما يلي نحاول دراسة سور القرآن الكريم كل على حدة لنحدد اهداف ومحاور كل سورة ليسهل علينا فهمها وتدبر معانيها وحفظها وهدفها وما هو مطلوب
منا عمله لن هذا القرآن جمع أحكام العبادة والتشريع والوعظ من خلل قصص المم
السابقة حتى نأخذ منها العبر التي تفيدنا في تطبيق منهج ال تعالى حتى نحقق الهدف
الذي من أجله خلقنا )وما خلقت الجن والنس إل ليعبدون( .ولو أننا جمعنا الرسائل القرآنية في كل سورة لحصلنا على منهج متكامل راقي ينقل من يعمل به من الظلمات إلى
النور.
- 1سورة الفاتحة ) هدف السورة: شاملة لهداف القرآن(
سميت الفاتحة وأم الكتاب والشافية والوافية والكافية والساس والحمد والسبع المثاني
والقرآن العظيم كما ورد في صحيح البخاري أن النبي صلى ال عليه وسلم قال لبي
سعيد بن المعّلى) :لعّلمّن ك سورة هي أعظم السور في القرآن :الحمد ل رب العالمين
هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته( وقد وصفها ال تعالى بالصلة
فما هو سر هذه السورة؟ سورة الفاتحة مكية وآياتها سبع بالجماع وسميت الفاتحة لفتتاح الكتاب العزيز بها
فهي اول القرآن ترتيبا ل تنزيل وهي على قصرها حوت معاني القرآن العظيم واشتملت
مقاصده الساسية بالجمال فهي تتناول أصول الدين وفروعه ،العقيدة ،العبادة،
التشريع ،العتقاد باليوم الخر واليمان بصفات ال الحسنى وافراده بالعبادة والستعانة والدعاء والتوجه اليه جّل وعل بطلب الهداية الى الدين الحق والصراط المستقيم
والتضرع اليه بالتثبيت على اليمان ونهج سبيل الصالحين وتجنب طريق المغضوب 1
عليهم والضآلين وفيها الخبار عن قصص المم السابقين والطلع على معارج السعداء ومنازل الشقياء وفيها التعبد بأمر ال سبحانه ونهيه وغير ذل ك من مقاصد
وأهداف فهي كالم بالنسبة لباقي السور الكريمة ولهذا تسمى بأم الكتاب .إذن اشتملت سورة الفاتحة على كل معاني القرآن فهدف السورة التشتمال على كل معاني واهداف القرآن.
والقرآن نص على :العقيدة والعبادة ومنهج الحياة .والقرآن يدعو للعتقاد بال ثم عبادته ثم حدد المنهج في الحياة وهذه نفسها محاور سورة الفاتحة. •
العقيدة :الحمد ل رب العالمين ،الرحمن الرحيم ،مال ك يوم الدين
•
العبادة :إيا ك نعبد إوايا ك نستعين
•
مناهج الحياة :إهدنا الصراط المستقيم ،صراط الذين أنعمت عليهم ،غير المغضوب عليهم ول الضآلين.
وكل ما يأتي في كل سور وآيات القرآن هو شرح لهذه المحاور الثل.ث. تذكر سورة الفاتحة بأساسيات الدين ومنها: •
شكر نعم ال )الحمد ل(،
•
والخلص ل )إيا ك نعبد وايا ك نستعين(،
•
الصحبة الصالحة )صراط الذين أنعمت عليهم(،
•
وتذكر أسماء ال الحسنى وصفاته )الرحمن ،الرحيم(،
•
الستقامة )إهدنا الصراط المستقيم(،
•
الخرة )مال ك يوم الدين( ويوم الدين هو يوم الحساب.
•
أهمية الدعاء،
•
وحدة المة )نعبد ،نستعين( ورد الدعاء بصيغة الجمع مما يدل على الوحدة ولم
يرد بصيغة الفراد.
وسورة الفاتحة تعلمنا كيف نتعامل مع ال فأولها ثناء على ال تعالى )الحمد ل رب
العالمين( وآخرها دعاء ل بالهداية )إهدنا الصراط المستقيم( ولو قسمنا حروف سورة
الفاتحة لوجدنا أن نصف عدد حروفها ثناء ) 63حرف من الحمد ل الى ايا ك نستعين(
ونصف عدد حروفها دعاء ) 63حرف من اهدنا الصراط الى ول الضآلين( وكأنها اثبات للحدي.ث القدسي) :قسمت الصلة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ،فاذا قال 2
العبد :الحمد ل رب العالمين قال ال عز وجل :حمدني عبدي ،واذا قال :الرحمن الرحيم قال ال عز وجل :أثنى علي عبدي ،واذا قال :مال ك يوم الدين ،قال عز وجل: مجدني عبدي ،وقال مرة فوض الي عبدي ،فاذا قال :ايا ك نعبد وايا ك نستعين ،قال:
هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ،فإذا قال :اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين
انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ول الضآلين ،قال :هذا لعبدي ولعبدي ما سأل(
فسبحان ال العزيز الحكيم الذي قّد رر كل شيء .وقد سئل عمر بن عبد العزيز رضي
ال عنه لماذا يقف بعد كل آية من آيات سورة الفاتحة فأجاب لستمتع برد ربي.
إذن سورة الفاتحة تسلسل مبادئ القرآن )عقيدة ،عبادة ،منهج حياة( وهي تثني على ال تعالى وتدعوه لذا فهي اشتملت على كل اساسيات الدين.
أنزل ال تعالى 104كتب وجمع هذه الكتب كلها في 3كتب )الزبور ،التوراة والنجيل( ثم جمع هذه الكتب الثلثة في القرآن وجمع القرآن في الفاتحة وجمعت الفاتحة في الية )إياك نعبد واياك
نستعين( .وقد افتتح القرآن بها فهي مفتاح القرآن وتحوي كل كنوز القرآن وفيها مدخل
لكل سورة من باقي سور القرآن وبينها وبين باقي السور تسلسل بحي.ث انه يمكن وضعها قبل أي سورة من القرآن ويبقى التسلسل بين السور والمعاني قائما. لطائف سورة الفاتحة:
•
آخر سورة الفاتحة قوله تعالى )غير المغضوب عليهم ول الضآلين( وجاءت سورة البقرة بعدها تتحد.ث عن المغضوب عليهم )بني إسرائيل( وكيف عصوا ربهم ورسولهم وجاءت سورة آل عمران لتتحد.ث عن الضآلين )النصارى( .وآخر كلمات سورة
الفاتحة الدعاء جاءت مرتبطة ببداية سورة البقرة )هدى للمتقين( فكأن )اهدنا الصراط
المستقيم( في الفاتحة هو الهدى الذي ورد في سورة البقرة .بداية السورة )الحمد ل رب العالمين( وهذه أول كلمات المصحف ،يقابلها آخر كلمات سورة الناس )من الجنة
والناس( ابتدأ تعالى بالعالمين وختم بالجنة والناس بمعنى أن هذا الكتاب فيه الهداية
للعالمين وكل مخلوقات ال تعالى من الجنة والناس وليس للبشر وحدهم او
للمسلمين فقط دون سواهم.
• أحكام التجويد في سورة الفاتحة جاءت ميسرة وليس فيها أيًا من الحكام الصعبة وهذا والعلم عند ال لتيسير تلوتها وحفظها من كل الناس عربًا كانوا او عجما.
3
وال تعالى هو الرحمن الرحيم وهو مال ك يوم الدين وعلينا أن نحذر عذابه يوم القيامة ويوم الحساب .والناس هم بحاجة الى معونة ال تعالى لعبادته فلول معونته سبحانه ما عبدناه )إيا ك نعبد إوايا ك نستعين( .وندعو ال تعالى للهداية إلى الصراط المستقيم )اهدنا
الصراط المستقيم( وهذا الصراط المستقيم ما هو إل صراط النبي صلى ال عليه وسلم
وصراط السلف الصالح من الصحابة والمقربين )صراط الذين أنعمت عليهم( وندعوه أن يبعدنا عن صراط المغضوب عليهم والضآلين من اليهود والنصارى وكل الكفار الين يحاربون ال ورسوله صلى ال عليه وسلم والسلم والمسلمين في كل زمن وعصر
)غير المغضوب عليهم ول الضالين( .الن وقد عرفنا أهداف سورة الفاتحة التي نكررها 17
مرة في صلة الفريضة يوميًا ما عدا النوافل ل ش ك اننا سنستشعر هذه المعاني ونتدبر معانيها ونحمد ال تعالى ونثني عليه وندعوه بالهداية لصراطه المستقيم.
- 2سورة البقرة ) هدف السورة: الستخلف في الرض ومنهجه(
سورة البقرة وآياتها ) 286آية( هي أول سورة نزلت في المدينة بعد هجرة الرسول صلى ال عليه وسلم ومع بداية تأسيس المة السلمية )السور المدنية تعنى بجانب التشريع( وأطول سور القرآن وأول سورة في الترتيب بعد الفاتحة .وفضل سورة البقرة وثواب
قراءتها ورد في عدد من الحادي.ث الصحيحة منها) :يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله
الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما( وفي رواية )كأنهما غمامتان او ظلتان( وعن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال:
"ل تجعلوا بيوتكم مقابر ،إن الشيطان ينفر من البيت الذي تق أر فيه سورة البقرة" أخرجه
مسلم والترمذي .وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم "اق أروا سورة البقرة فإن أخذها
بركة وتركها حسرة ول يستطيعها البطلة" أي السحرة ،رواه مسلم في صحيحه.
هدف السورة :الستخلف في الرض )البشر هم المسؤولون عن الرض( ولذا جاء ترتيبها
الول في المصحف .فالرض مل ك ل عز وجل وهو خلقها وهو يريد ان تسير وفق
إرادته فل بد أن يكون في الرض من هو مسؤول عنها وقد استخلف ال تعالى قبل آدم
الكثير من المم وبعد آدم أيضًا فمنهم من فشل في مهمة الستخلف ومنهم من نجح.
4
لذا عندما نق أر السورة يجب علينا أن نستشعر مسؤولية في خلفة الرض .كما أسلفنا فإن هدف السورة هو الستخلف في الرض ،وسورة البقرة هي أول سور المصحف
ترتيبًا وهي أول ما نزل على الرسول صلى ال عليه وسلم في المدينة مع بداية تأسيس
وتكوين دولة السلم الجديدة فكان يجب أن يعرف المسلمون ماذا يفعلون ومما
يحذرون .والمسؤولية معناها أن نعبد ال كما شاء وأن نتبع أوامره وندع نواهيه .والسورة
مقسمة إلى أربعة أقسام :مقدمة – القسم الول – القسم الثاني – خاتمة .وسنشرح هدف كل قسم على حدة.
•
المقدمة :وفيها وصف أصناف الناس وهي تقع في الربع الول من السورة من الية
•
الربع الول :أصناف الناس :المتقين )آية (5 – 1الكافرين )آية (7 – 6المنافقين
)(29 – 1
)آية (20 – 8والطناب في ذكر صفات المنافقين للتنبيه الى عظيم خطرهم وكبير
ضررهم لنهم يظهرون اليمان ويبطنون الكفر وهم أشد من الكافرين .ثم ننتقل الى القسم الول للسورة وهو باقي الجزء الول وفيه هذه المحاور:
•
كِلْلَم لَرئَِك ِةر ِإّني الربع الثاني :استخلف آدم في الرض )تجربة تمهيدية ( )َو إِارْذرَقاَل َر ّبر َ َج ارِع ٌل رِفير الَْر ِ ض رَخ ِلرريفًَة( )الية (30واللطيف أنه سبحانه أتبع هذه الية بر )َوَعر لّرَمآَد َمر الَْس َمرارء ُك لّرَها ِ ِ ص ارِد ِق ريرَن( )آية (31 ثُّم َع َرر َ ضرهُرْمَع لَررى اْلَم لَرئَك ةر فََقاَل َأنبُِئوِني بِأَْس َمرارء َهرُؤلء ِإن ُك نرتُْم َ
وهذه الية محورية تعني أنه إذا أردت أن تكون مسؤول عن الرض يجب أن يكون
عند ك علم لذا عّلم ال تعالى السماء كلها وعّلمه الحياة وكيف تسير وعّلمه تكنولوجيا
ض رِفَرراشًاَوارلّس َمرارءبَِناء الحياة وعّلمه أدوات الستخلف في الرض )الِّذ ي ر َج َعرَلر لَُك ُمر الَْر َ ل تَْج َع رلُروْا ِللِّه َأنَد اردًا َوأَرنتُْم تَْع لَرُم ورَن (رر)آية.(22 َوَأرنَز َلرِم َنر الّس َمرارء َم ارء فَأَْخ َررَجبِِه ِم َنر الثَّم َرراِتِر ْز رقرلًّاُك ْمر فَ َ
وهذا إرشاد لمة السلم إن أرادوا ان يكونوا مسؤولين عن الرض فل بد لهم من العلم مع العبادة فكأن تجربة سيدنا آدم عليه السلم هي تجربة تعليمية للبشرية بمعنى وكيفية طراُن َع ْنرهَرا فَأَْخ َر رَجر هُرَم اِرم ّمرار َك ارَنا ِفيرِه َو ُقرْلَنا المسؤولية عن الرض .ثم جاءت الية )َفَأَز لّرهَُم ارالّش ْير َ ضر َع ُدرّور َو لَرُك ْمرِفير الَْر ِ ضرُكرْمرِلَبْع ٍ ض رُم ْسرتَرقَّر َو َمرتَراٌع ِإَلى ِح يرٍن آية 36ترشدنا أن النعمة اْه ِبرطُوْا َبْع ُ تزول بمعصية ال تعالى .وتختم قصة آدم بآية مهمة جدًا )ُقْلَنار اْه ِبرطُوْا ِم ْنرهَرا َج ِم ريرعًا فَِإّم ار
5
ِ ف رَع لَرْي ِهرْمرَوَل ُهْم َيْح َز رُنرروَن ( ر آية 38وهي تؤكد ما ورد في ي فَ َ ل َخ ْور ٌ َيْأتَيّنُك مر ّم ّنري ُهًد ىر فََم نر تَبَِع ُهَد ار َ
أول سورة البقرة )هدى للمتقين( ومرتبطة بسورة الفاتحة )إهدنا الصراط المستقيم(.
•
الربع الثالث الى الربع السابع :نموذج فاتشل من الستخلف في الرض :قصة بني
اسرائيل الذين استخلفوا في الرض فأفسدوا )لية ) (40يا بني اسرائيل اذكروا تعمتي التي
أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين( .وأول كلمة في قصة بني اسرائيل )أني فضلتكم على العالمين( اي أنهم مسؤولون عن الرض ،وأول كلمة في قصة آدم عليه السلم )إني
جاعل في الرض خليفة( أي مسؤول عن الرض ،وأول كلمة في قصة بني اسرائيل
)واذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم( وأول كلمة في الفاتحة )الحمد ل رب العالمين( والحمد
يكون على النعم .فذكر نعم ال تعالى واستشعارها هي التي افتتح بها القرآن الكريم والتي افتتحت بها قصة بني اسرائيل. •
تعداد نعم ال تعالى على بني اسرائيل :اليات 52 - 51 – 50 – 49
َو إِإْذ نَّج نْيإْنَكاُك مإ ّمْنإ آِل فِْرَعْو َنإيَس وإُمونَُك ْ مإ ُس َوإ َء إبالَْعَذ باإ ِ ب يَُذ بّإُح وإَن َأبإْنَكاءُك ْ مإ َو يإَْس تَإْح نْيُإإوَن نَِس كاإءُك ْ مإ َو ِفإ ي َذلُِك مإ َبالء ّمنإ ّربُّك ْ مإ َعِظ نْيإٌ م )آية ُ (49 َو إِإْذ فإَرْقإْنَكا بُِك ُ مإ بالْبَْح َرإ فََأنَج نْيإْنَكاُك ْ مإ َوأَإْغَرْقإْنَكا آَل فِْرَعْو َنإَوأَإنتُْ م َتنظُُروَن )آية (50 َو إِإْذ َوباإَعْد نَإكا ُموَس ىإ أَْربَِعنْيَن لَنْيإْلًَة ثُّ م باتَّخ ْذإتُإُ م بالِْعْج َلإ ِم نإ بإَْعِدإِهإ َوأَإنتُْ م ظَكالُِم وإَن )آية (51 ك لََعلُّك ْ مإ تَْش ُكإُرإوَن )آية (52 ثُّ م َعَف ْوإنَإكا َعنُك ِ مإ ّمنإ بإَْعِدإ َذلِ َ
• عرض أخطاء بني اسرائيل )بهدف اصل ح المة السلمية( اليات 61 – 55
وفي عرض أخطاء بني اسرائيل التي وقعوا فيها توجيه لمة محمد صلى ال عليه وسلم واصلحها ومن هذه الخطاء :أن بني اسرائيل لم يرضوا تنفيذ شرع ال تعالى – المادية
– الجدل الشديد – عدم طاعة رسل ال – التحايل على شرع ال – عدم اليمان بالغيب.
وقصة البقرة باختصار أن رجل من بني اسرائيل قتل ولم يعرف قاتله فسألوا سيدنا موسى فأوحى ال تعالى اليه أن يأمرهم بذبح بقرة لها صفات معينة ويضربوا الميت
بجزء من البقرة المذبوحة فيحيا باذن ال تعالى ويدل على قاتله )اليات (71 – 69وهذا
برهان مادي لبني اسرائيل وغيرهم على قدرة ال جّل وعل في احياء الخلق بعد الموت.
وذل ك أن بنو اسرائيل كانوا ماديين جدًا ويحتاجون الى دليل مادي ليصدقوا ويؤمنوا.
وهذه السورة تقول لمة محمد صلى ال عليه وسلم أنهم مسؤولون عن الرض وهذه
أخطاء المم السابقة قل يقعوا فيها حتى ل ينزل عليهم غضب ال تعالى ويستبدلهم 6
بأمم أخرى .وتسمية السورة بهذا السم )البقرة( إحياء لهذه المعجزة الباهرة وحتى تبقى قصة بني اسرائيل ومخالفتهم لمر ال وجدالهم لرسولهم وعدم إيمانهم بالغيب وماديتهم
وما أصابهم جّراءذل ك تبقى حاضرة في أذهاننا فل نقع فيما وقعوا فيه من أخطاء أدت
الى غضب ال تعالى عليهم .وهذه القصة تأكيد على عدم ايمان بني اسرائيل بالغيب
وهو مناسب ومرتبط بأول السورة )الذين يؤمنون بالغيب( وهي من صفات المتقين .وفي قصة البقرة أخطاء كثيرة لنها نموذج من الذين أخطأوا وهي امتحان من ال تعالى
ل تَُقولُوْا لمدى ايماننا بالغيب.وتتابع أخطاء بني اسرائيل الى الية )َيا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروْا َ
ب أَِليٌم (ر آية 104وكان العرب يفهمون هذه الكلمة َراِع َنرارَو قُررولُوْا انظُْر َنرارَوارْس َمرُعر ْواَو ِلررلَك ارِف ِرريرَنَع َذرار ٌ
)راعنا( على أنها عادية ولكنها تعني السباب عند بني اسرائيل فأراد ال تعالى ان يتميز
المسلمون عن اليهود حتى بالمصطلحات اللفظية وأمرهم أن يقولوا )انظرنا(. •
بالربع بالثكامن :نموذج نكاجح للستخال ف ف ي بالرض )ْقصة سنْيدنكا بابرباهنْي م عليه الصلة و السلم وهي آخر تجربة ورد ذكرها في السورة .اول ابتلى سبحانه آدم في أول الخلق )تجربة تمهيدية(
ثم بني اسرائيل فكانت تجربة فاشلة ثم ابتلى ابراهيم عليه الصلة و السلم فنجح
)واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعل ك للناس إماما قال ومن ذريتي قال ل ينال إ
عهدي الظالمين( وفي هذه الية اثبات أن الستخلف في الرض ليس فيه محاباة
فالذي يسير على منهج ال وطاعته يبقى مسؤول عن الرض والذي يتخلى عن هذا
المنهج ل ينال عهد ال )ل ينال عهدي الظالمين( .امتحن ال تعالى سيدنا ابراهيم
عليه الصلة و السلم بكلمات فلما أتمهن قال تعالى )اني جاعل ك للناس اماما( ثم دعا ابراهيم ربه أن يبع.ث في هذه المة رسول منهم )ربنا وابع.ث فيهم رسول منهم ( آية .136
وفي نهاية قصة سيدنا ابراهيم الية )قولوا آمنا بما أنزل الينا وما أنزل الى ابراهيم ( جاء
ذكر النبياء كلهم وهذا مرتبط بآية سورة الفاتحة )صراط الذين أنعمت عليهم( فكأنما
كل هؤلء المذكورين في آية سورة البقرة هم من الذين أنعم ال تعالى عليهم والذين يجب أن نتبع هداهم والصراط الذي اتبعوه.
وملخص القول في القسم الول من السورة أن بداية القصص الثل.ث :قصة آدم )إني
جاعل في الرض خليفة( وقصة بني اسرائيل )واني فضلتكم على العالمين( وقصة سيدنا ابراهيم عليه الصلة و السلم )إني جاعل ك للناس اماما( هذه القصص الثل.ث بدايتها
7
واحدة وهي الستخلف في الرض وعلينا نحن امة المسلمين أن نتعلم من تجارب الذين سبقونا وأن نستشعر الخطاء التي وقعت فيها المم السابقة ونعرضها على انفسنا دائما لنرى ان كنا نرتكب مثل هذه الخطاء فتوقف عن ذل ك ونحذو حذو المم السابقة
الذين نجحوا في مهمة الستخلف في الرض كسيدنا ابراهيم عليه الصلة و السلم
وفي القصص الثل.ث ايضًا اختبار نماذج مختلفة من الناس في طاعة ال تعالى
فاختبار سيدنا آدم عليه الصلة و السلم كان في طاعة ال )أكل من الشجرة ام ل(
واختبار بني اسرائيل في طاعتهم لوامر ال من خلل رسوله واختبار سيدنا ابراهيم
عليه الصلة و السلم بذبح ابنه اسماعيل ايضا اختبار طاعة ل تعالى )واذ ابتلى ابراهيم
ربه بكلمات( .وخلصة أخرى أن المة مسؤولة عن الرض والفرد أيضا مسؤول وللقيام بهذه المسؤولية فهو محتاج للعبادة وللخذ بالعلم والتكنولوجيا.
• القسم الثاني من السورة )الجزء الثاني( :أوامر ونواهي للمة المسؤولة عن الرض
وفي هذا القسم توجيه للناس الذين أروا المناهج السابقة وتجارب المم الغابرة يجب أن يتعلموا من الخطاء وسنعطيكم أوامر ونواهي كي تكونوا مسؤولين عن الرض بحق
وتكونوا نموذجا ناجحا في الستخلف في الرض .وينقسم هذا القسم الى:
طرالّتَُك ورُنوْا ُش هَرَد ارء َع لَررى الّنا ِ س َو َيرُك ورَن كَج َعرْلرَناُك ْمرأُّم ًةر َو َسر ً • الربع الول :تغيير القبلة )َو َكرَذرِلر َ ّ ب الّر ُسرورُلَع لَرْي ُكرْمر َش ِهريرًد ار َو َمرارَج َعرْلرَناراْلِقْبرلَرَة الِّتي ُك نر َ ت َع لَرْي هَرا ِإل ِلَنْع لَرَم َم نر َيتّبُِع الّر ُسرورَلِم ّمرنر َينَقِل ُ تر لََك بِريرةًِإلّ َع لَررى الِّذ يرن َهَدرىر اللّهُ و مرارَك ارن اللّهُ ِلُي ِ ض يررَع ِإيَم ارَنُك ْمر ِإّن اللَّه َع لَررى َع ِقرَبرْي ِهر َو إِارنرَك ارَن ْ ََ َ َ َ ِبالّنا ِ طرَرر كَش ْ ض رارَهارفََو ّل رَو ْجر هَ ر َ كرِفير الّس َمرارء َفلَُنَو لّرَيّن َ ب َو ْجر ِه ر َ س لََر ُؤ رور ٌ ك ِقْبرلَرًة تَْر َ فّر ِحر يرٌم* قَْد َنَرىرتََقلّ َ ب لََيْع لَرُم ورَن أَّنهُ اْلَح ّ ق ر ِم نر .ثرَم ار ُك نرتُْم فََو لّروْا ُوُجر ِورَهرُكرْمرَش ْ اْلَم ْسرِجرِد راْلَح َررراِمَو َحر ْي ر ُ طرَررهَُو إِارّنرالِّذ يرَن أُْو تُروْا اْلِك تَرا َ ّر ّبرِه ْمرَو َمراراللّهُ بَِغارِفٍلر َع ّمرار َيْع َمرلُروَن آية (143-144لماذا جاءت الية في تغيير القبلة من
بيت المقدس الى بيت ال الحرام؟ المسلمون أمة أرادها ال تعالى ان تكون متميزة
وقوله تعالى )وكذل ك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس( فبما انكم
ستكونون شهداء على الناس ل بد من ان تكونوا متميزين فل استخلف بدون تميز
لذا كان ل بد من أن تتميزالمة المسلمة:
• بقبلتها )بدون تقليد أعمى لغيرها من المم السابقة( آية 104 • بمصطلحاتها )انظرنا بدل راعنا( آية 144 •
بالمنهج )اهدنا الصراط المستقيم( سورة الفاتحة 8
• الربع الثاني :التوازن في التميز ل ج نرراح ع لَري ِهر َأن ي ّ ف ربِِه َمرار َو َمرنر )ِإّن ال ّ طّو َ تر أَِو اْع تَرَم َرر فَ َ ُ َ َ َ ْ ص فَررا َوارْلَم ْرر َوررِمةَرنر َش َعرآرئِِر اللِّه فََم ْنر َح ّجر اْلَبْي َ َ طّوَع َخ ْي رًررافَِإّن اللَّه َش ارِك ٌرر َع ِلرريٌم (ر آية .158وسبب هذه الية أن الصحابة لما نزلت آيات تَ َ
تغيير القبلة ليتميزوا عن الكفار اعتبروا ان الصفا والمروة من شعائر الكفار وعليهم ان يدعوه ايضا حتى يكونوا متميزبن لكن جاءت الية من ال تعالى ان ليس على
المسلمين أن يتميزوا عن كل ما كان يفعله الكفار فل جناح عليهم ان يطوفوا بالصفا والمروة لنها من شعائر ال وليس فيه تقليد للمم السابقة .إذن علينا أن نبتعد عن
التقليد العمى لمن سبقنا لكن مع البقاء على التوازن اي اننا امة متميزة لكن متوازنة. •
الربع الثال.ث:عملية اصلح شامل
ِ الية )لّْي َسر اْلبِّر َأن تَُو لّروْا ُو ُجر ورَهُكرْمرِقَبرَلر اْلَم ْشرِرر ِ برو لَرِك ّنراْلبِّر َم ْنر آَم َنر ِباللِّه َوارْلَيْو ِم رالِخ ِر ر قرَوارْلَم ْغرِرر َ
َوارْلَم آلرئَِك ِةرَوارْلِك تَراِب َوارلّنبِّييَن َوآرَتى اْلَم ارَل َع لَررى ُح ّبرِه َذ ِوري اْلقُْر َبرىرَوارْلَيَتاَم ىرَوارْلَم َسرارِك يرَنَوارْب َنرالّس بِريِل ص ارِبِر ير ِ نفير اْلَبْأَس ارء ص لرةَ َو آرَتى الّز َكرارةََوارْلُم ورُفوَنبَِعْهرِد ِهرْمرِإَذ ار َع ارَهُدروْرا َوارل ّ َوارلّس آرئِِليَن َو ِفريرالّر قَرراِبَوأَرَقاَم ال ّ َ س ُأولَرئِ َ ِّ ض ّررراءَو ِحر يرَناْلَبْأ ِ وال ّ ص َد رقُروا َوأُرولَرئَِ ك ُهُم اْلُم تّرُقوَن آية (177فيها اشياء كثيرة .فبعد ك الذ يرَن َ
أن اطاعوا وتميزوا مع الحفاظ على التوازن كان ل بد لهم من منهج اصلحي شامل )اليمان بال ،بالغيب ،ايتاء المال ،اقامة الصدقة ،ايتاء الزكاة ،الوفاء بالعهود،
الصابرين ،الصادقين ،المتقين( وكأنما الربعين الول والثاني كانوا بمثابة تمهيد للمة طاعة وتميز بتوازن واصلح شامل وتبدأ من هنا اليات بالوامر والنواهي المطلوبة. • • •
•
•
أوامر ونواهي شاملة لنواحي الصلح: ِ ِ صر ار ِ ص َح َيرراةٌ َيْا ُأوِلْي الَْلَباِب لََع لّرُك ْمر تَتُّقوَن ( ر التتشريع الجنائي :آية َ)179و لَرُك ْمرفير اْلق َ كرَخ ْي رررااْلو ِ ض رَر رأََح َدرُكرمراْلَم ْور ُ ِ صر ّير رةُ ب َع لَرْي ُكرْمر ِإَذ ار َح َ التركات والوصيات آية ُ)180ك تِر َ ُ ت رإن تََر َ ً َ ِلْلوارِلَد ْيرِنروارلْقر بِررينِباْلم عررر و ر ِ فَح قّررا َع لَررى اْلُم تّرِقيرَن ( ر َ َ َ َ ُْ َ ب َع لَررى الِّذ يرَن ِم نر ب َع لَرْي ُكرُمر ال ّ ص َيرراُم َك َمرار ُك تِر َ التشريع التعبدي آية َ) 183يا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروْا ُك تِر َ قَْب ِلرُك ْمر لََع لّرُك ْمر تَتُّقوَن ( ر التعبد واحكام الصيام الجهاد وال ننفاق فيها دفاع عن المنهج ول دفاع بدون مال وانفاقَ ).وَأرنِف قُوْا ِفير َس بِريِل
ل تُْلقُوْا بِأَْي ِدر يرُك ْمرِإَلى التّْهلَُك ِةر َوَأرْح ِس رُنرَوِإْارّن اللَّه ُيِح ّ ب ر اْلُم ْحر ِس رنِريَن ( ر آية195 اللِّه َو َ ِ آية ) 177لّْي َسر اْلبِّر َأن تَُو لّروْا ُو ُجر ورَهُكرْمرِقَبرَلر اْلَم ْشرِرر ِ برو لَرِك ّنراْلبِّر َم ْنر آَم َنر ِباللِّه َوارْلَيْو ِم رالِخ ِر ر قرَوارْلَم ْغرِرر َ َوارْلَم آلرئَِك ِةرَوارْلِك تَراِب َوارلّنبِّييَن َوآرَتى اْلَم ارَل َع لَررى ُح ّبرِه َذ ِوري اْلقُْر َبرىرَوارْلَيَتاَم ىرَوارْلَم َسرارِك يرَنَوارْب َنرالّس بِريِل ص ارِبِر يرَنِفير اْلَبْأَس ارء ص لرةَ َو آرَتى الّز َكرارةََوارْلُم ورُفوَنبَِعْهرِد ِهرْمرِإَذ ار َع ارَهُدروْرا َوارل ّ َوارلّس آرئِِليَن َو ِفريرالّر قَرراِبَوأَرَقاَم ال ّ
9
س ُأولَرئِ َ ِّ ض ّررراءَو ِحر يرَناْلَبْأ ِ وال ّ ص َد رقُروا َوأُرولَرئَِ ك ُهُم اْلُم تّرُقوَن( مفصلة في هذه الحكام وكلما ك الذ يرَن َ تأتي اليات في تشريع تنتهي بذكر التقوى لنه ل يمكن تنفيذ قوانين ال بالتقوى وهي
مناسبة ومرتبطة بهدى للمتقين في اول السورة ونلحظ كلمة التقوى والمتقين في اليات السابقة.
إذن فالطار العام لتنفيذ المنهج هو :طاعة – تميز – تقوى ونستعرض هذا التدرج الرائع: •
ِّ ِ ِ ب َعَل ى بالِّذ يإَن ِم نإ ْقإَْبِلُك ْ مإ لََعلُّك ْ مإ تَإتإُّقوَن (إ آية 183 ب َعلَْنْيُك ُ مإ بال ّ ص نْيَإكاُم َك َمإكاإ ُك تإ َ )يَكا َأيإَّه كاإ بالذ يإَن آَمنُإوباْ ُك تإ َ ِ ِ ص َح نْيَإكاةٌ يَكاْ ُأولِ ي بالَلْبَكا ِ صإكاإ ِ ب لََعلُّك ْ مإ تَإتإُّقون( آية َ179 )َو لَإُك ْ مإ ف ي بالْق َ ْ ث َمكاإ ُك نإتُْ م فإَو لّإوباْ كإَش طْإَر بالَْم ْسإِجإ ِد إبالَْح َرإباِم َوَح ْنْيإ ُ كإِف ي بال ّ ضإكاإَه كاإ فإَو ّلإ َوْج َهإ َ س َمإكاإء فإََلنإَُو لّإنْيإَنّ َ ب َوْج ِهإ َ ك ِْقبإْلًَة تإَْر َ )ْقَْد نإَر ى تإَق لّإ َ ِ ِ صَفإكاإ ب لَنْيإَْعلَإُم وإَن أَنّهُ بالَْح ّقإ ِم نإ ّربِّه ْ مإ َو َمإكاإ باللّهُ بِغَكافٍِل َعّم كاإ يإَْعَمإلُإوَن (آية ) –144إِّن بال ّ ُوُج ِوإَه ُكإْ مإَش طْإَرهُ َو إِإّن بالّذ يإَن أُْو تُإوباْ بالْكتَكا َ ع َخ نْيإًْربا فَِإ ّنإ باللَّه َش كاإكٌِر َعِلنْيٌ م(آية ت أَِو باْعتَإَم َرإ فَالَ ُج نَإكاَح َعلَْنْيِه َأن يَطّّو َ َوباإلَْم ْرإَوإةَإِم نإ َش َعإئآئِِر باللِّه فََم ْنإ َح ّجإ باْلبإَْنْي َ فإ بِِه َمإكاإ َو َمإنإ تَطَّو َ 158
• •
وكل من هذه اليات هي اول آية في الربع التي ذكرت فيه. • الربع الرابع :باقي أجزاء منهج الستخلف ل ل تَْع تَرُد وْرا ِإّن اللَّه َ • الجهاد والنفاق )آية َ) (191 – 190و َقرراتِلُوْا ِفير َس بِريِل اللِّه الِّذ يرَن ُيَقاتُِلوَنُك ْمر َو َ ُيِح ّ ل .ثر ثَِق ْفرتُُم ورُهْم َوأَرْخ ِررُجر ورُ ّ .ثر أَْخ َر رُجر ورُك ْمَروارْلِفتْرَنةُأََش ّدر ِم َنر اْلقَْتِل َو َ همم ْنر َح ْير ُ ب ر اْلُم ْعرتَرِد يرَن * ر َوارْقتُُلوُهْمرَح ْير ُ ك َج َزرراءاْلَك ارِفِرريرَن ( ر تَُقاتُِلوُهْمر ِع نرَد اْلَم ْسرِجرِد راْلَح َررراِمَح تّررى ُيَقاتُِلوُك ْمر ِفيرِه فَِإن َقاتَُلوُك ْمر َفاْقتُُلوُهْم َك َذرِلر َ • الحج وأحكامه )(200 - 196
لماذا جاء آيات أحكام الحج بعد الجهاد؟ لن الحج هو أعلى تدريب على القتال واعلى مجاهدة النفس .وأيات الحج بالتفصيل وردت في سورة البقرة استجابة لدعوة سيدنا
ابراهيم في الربع الثامن من القسم الول )وأرنا مناسكنا( آية 128ونلحظ أن سورة البقرة اشتملت على أركان السلم الخمسة :الشهادة والصلة والزكاة والصوم والحج ولم
ص لررت في سورة البقرة. ص لر هذه الركان في القرآن كما ف ّ تف ّ
ل تَتِّبُعوْا ُخ طُرَوارِتالّش ْير َ السلم منهج متكاملَ) :يا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروْا اْد ُخرلُروْا ِفير الّس ْلرِمر َك آرفًّة َو َ طراِن ِإّنهُ لَُك ْمر َع ُدرّور ّم بِريٌن ( ر آية 208والسلم هو السلم وهو توجيه للمسلمين ان ل يكونوا كبني
ضر اْلِك تَراِب َو تَرْك فُرُر ورَنبَِبْع ٍ اسرائيل الذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض)أَفَتُْؤ ِمرُنرروَن بَِبْع ِ ضر ( ر
آية 85وأن يأخذوا الدين كامل غير مجت أز فكأنما يوجهنا ال تعالى في سياق السورة
الى الطاعة والتميز ثم يعطينا بعض عناصر المنهج ثم يأمرنا أن نأخذ السلم كافة و 10
ل نفعل كما فعل بنو اسرائيل ثم يكمل لنا باقي المنهج .وهذ الية )ادخلوا في السلم كافة كان ل بد من وجودها في مكانها بعد الطاعة والتميز واتباع الوامر والنواهي والجهاد والنفاق للحفاظ على المنهج ثم الخذ بالدين كافة ثم التقوى التي تجعل المسلمين
ينفذون.
• الربع :اكتمال المنهج )اليات (242 – 219
وفيه اكمال المنهج من أحكام السرة من زواج وطلق ورضاعة وخطبة وخلع وعدة وغيرها وسياق كل ذل ك التقوى ونلحظ نهاية اليات بكلمة تقوى او مشتقاتها .وقد تأخرت آيات احكام السرة عن احكام الصيام لن ال تعالى بعدما أعد المسلمين
بالتقوى وبطاعته جاءت أحكام السرة التي ل ينفذها إل من اتقى وأطاع ربه فالمنهج الخلقي والعملي متداخلين في السلم .ل ينفع أن يبدأ باحكام السرة ما لم يكن
هنال ك تقوى في النفوس البشرية.
• الربع :قصة طالوت وجالوت )آية (251 – 246
وهي قصة أناس تخاذلوا عن نصرة الدين وجاء ذكرها في موضعها لن المنهج يجب أن يحافظ عليه ول يتم ذل ك إل بوجود أناس يحافظون عليه.
ل َنْو ٌم رلّهُ َم ار ِفير الّس َمرارَوارِتَو َمرارِفير ل تَْأُخ ُذرهُر ِس َن رةٌ َو َ ل ِإلَرَه ِإلّ ُهَو اْلَح ّي راْلقَّيوُم َ • آية الكرسي )اللّهُ َ الَْر ِ طوَن بَِش ْير ٍء رّم ْنر ل ُيِح ي ر ُ ض رَم نر َذ ار الِّذ ي ر َيْش فَرُع ِع ْن رَدرهُرِإلّ بِِإْذ نِرِه َيْع لَرُم َم ار َبْي َنر أَْي ِدر يرِه ْمرَو َمرارَخ ْلرفَهُْم َو َ ّ ل َيُؤ ورُد هُر ِح ْفرظُهَُم ار َوُهرَو اْلَع ِلرّي اْلَعِظر يرُم (ر )آية ضَرو َ ِع ْلرِم ِهرِإل بَِم ار َش ارء َو ِسر َع رُك ْرر ِس ر ّي رهُالّس َمرارَوارِتَوارلَْر َ
(255موضعها في السورة مهم جدا وتدلنا الى أنه اذا اردنا تطبيق المنهج يجب ان
نستشعر قدرة ال وعظمته وجلله )ال ل إله ال هو الحي القيوم( فالمنهج ثقيل ويتطلب الكثير من الجهد لكنه يستحق التطبيق لنه منهج ال تعالى )ال ل اله إل هو( .ثم ل ِإْك َررراهَِفير الّد يرِن َقد تَّبّيَن الّر ْشرُدرِم َنر اْلَغّير فََم ْنر تأتي بعدها آية غاية في كرم ال وعدله ) َ
كرِباْلعر وررِةارْلو ثْرقَى َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ّ ِ صر ارَم لََها َوارللّهُ َس ِمريرٌع َع ِلرريٌم (ر أمر ل انف َ َيْك فُرْر بالطاُغ ورت َو ُيرْؤ مرنرباللّه فَقَد اْس تَرْم َسر َ ُ ْ َ ُ َ من ال بان ل نكره أحدا على الدين لماذا؟ لن الدين واضح معناه بعد قوله )ال ل
اله ال هو( فالذي ل يعرف معنى )ال ل اله إل هو( ول يستشعر عظمة هذا المعنى ل مجال لكراهه على الدين .فالرشد بٌين والغي بٌين.
• قدرة ال تعالى في الكون )دل ئنل احياء الموتى(:من الية )(261 – 258 جاءت ف ثل ث قصص: 11
كر ِإْذ • قصة ابراهيم مع النمرود آية ) 258أَلَْم تََر ِإَلى الِّذ ي ر َح آرّج ِإْب َرراِه يرَمِفير ِر ّبرِهأَْن آَتاهُ اللّهُ اْلُم ْلر َ تَقاَل ِإْب َرراِه يرُمفَِإّن اللَّه َيْأِتي ِبالّش ْمر ِ سر ِم َنر تَقاَل أََنا أُْح يِرري َوأُرِم ير ُ َقاَل ِإْب َرراِه يرُمَر ّبرَيرالِّذ ي ر ُيْح يِرري َو ُيرِم ير ُ ل يهِد ي راْلقَو م رال ّ قرفَْأِت بِها ِم نر اْلم ْغرِررِبرفَُبِه َ ِّ اْلَم ْشرِرر ِ ظاِلِم يرَن ( ر تر الذ ي ر َك فَرَر َوارللّهُ َ َ ْ َ َ َ َْ • قصة عزير والقرية الخاوية آية ) 259أَْو َك ارلِّذ ي رَم ّرر َع لَررى َقْر َيرٍةَوِهرَيرَخ ارِو َيرةٌَع لَررى ُع ُرر ورِش هَراَقاَل ضر ت َقاَل لَبِثْ ُ أَّنَى ُيْح يِرري َه رَِذ ِه ر اللّهُ َبْع َدر َم ْور تِرَهافَأََم ارتَهُ اللّهُ ِم َئرَة َع ارٍم ثُّم َبَعثَرهُ َقاَل َك ْمر لَبِثْ َ ت َيْو ًم رارأَْو َبْع َ كآَيًة ت ِم َئرةَر َع ارٍم َفانظُْر ِإَلى َ كرَو ِلرَنْج َع رلَر َ كلَْم َيتََس ّنرْه َوارنظُْر ِإَلى ِح َمرارِر َ كر َو َش رَررابِ َ طَعارِم َ َيْو ٍم رَقاَل َب لر لّبِثْ َ ّللّنا ِ فر ُننِش ُزرَهارثُّم َنْك ُسرورَهار لَْح ًم رارَفلَّم ار تََبّيَن لَهُ َقاَل أَْع لَرُم أَّن اللَّه َع لَررى ُك ّلر س َوارنظُْر ِإَلى الِع َ ظرراِم َك ْير َ َش ْير ءٍ رقَِد يرٌر (ر ر • قصة ابراهيم والطير آية َ) 261و إِارْذرَقاَل ِإْب َرراِه يرُمَر ّ فر تُْح يِرري اْلَم ْور تَررىَقاَل أََو لَرْم تُْؤ ِمرنر برَأِر نِري َك ْير َ ّ َقاَل َب لَرى و لَرِك نرلَّي ْ ِ كر ثُّم اْج َع رْلرَع لَررى ُك ّلر َج َبرٍلر ص ْررُهّنِإلَْي َ طَمرئرّن َقْلِبي َقاَل فَُخ ْذر َأْر َبرَع ةًرّم َنر الطْي ِرر فَ ُ َ ِ ِ كر َس ْعرًيرا َواْع لَرْمأَّن اللَّه َع ِزريرٌزَح كريرٌم (ر ّم ْنرهُرّن ُج ْزر ءً رارثُّم اْد ُعرهُرّن َيْأتيَن َ
وفي القصص الثل.ث تأكيد على قدرة ال تعالى وأنه )ل اله إل هو( فكيف ل نقبل بتنفيذ
المنهج او نكون مسؤولين عن الرض بعدما أرانا ال تعالى قدرته في الكون؟ • الربع الخير :ال ننفاق )اليات (283 – 261
)يَكا َأيإَّه كاإ بالِّذ يإَن آَمنُإوباْ باتإُّقوباْ باللَّه َو َذإُروباْ َمكاإ بَِق يإ ِم َنإ بالّربَكا ِإن ُك نإُت م ّمْؤ ِمإنِإنْيَن *فَِإ نإ لّْ م تإَْف َعإُلوباْ فَأَْذُنوباْ بَِح ْرإ ٍ بإ ّمَنإ باللِّه َوَرُس وإلِِه َو إِإن تإْبُتُْ م فإَلَُك ْ مإ َ س أَْم َوإباإلُِك ْ مإ لَ تَظْلُِم وإَن َولَ تُظْلَُم وإَن (آية 278 ُرُؤو ُ
وهو آخر جزء من المنهج وفيه حملة شديدة على جريمة الربا التي تهدد كيان المحتمع
وتقوض بنيانه وحملت على المرابين باعلن الحرب من ال تعالى ورسوله على كل من يتعامل بالربا او يقدم عليه .وعرض للمنهج البديل فالسلم ل ينهى عن أمر بدون ان يقدم البديل الحلل .وقد جاءت آيات الربا بين آيات النفاق لتؤكد معنى وجود المنهج
البديل للمال والرزق الحلل.
• الخاتمة :وهذه أروع آيات السورة )آَم َنر الّر ُسرورُلبَِم ار ُأنِز َلرِإلَْي ِهر ِم نر ّر ّبرِهَوارْلُم ْؤر ِم رُنروَنُك ّلر آَم َنر ِباللِّه كر قرَبْي َنر أََح ٍد ر ّم نر ّر ُسرِلرِهَو َقررالُوْا َس ِمرْعرَنرارَوأَر َ َو َمرآلرئَِك تِرِهَو ُكرتُربِِه َو ُررُسرِلرِه َ كرَر ّبرَنارَو إِارلَرْي َ طْع َنرارُغ ْفرَراَن َ ل ُنَفّر ُ اْلم ِ صر يررُر (ر ر آية 285فالتكاليف كثيرة والتعاليم والمنهج شاق وثقيل فكان ل بد من ان تأتي آية َ ف اللّهُ َنْفًس ار ِإلّ ُو ْسرَعرهَرالََها َم ار الدعاء ل تعالى حتى يعيننا على أداء وتنفيذ هذا المنهج ) َ ل ُيَك لّر ُ طرْأَنار ر ّبرَنارو َ ِ ت ر ّبرَنار َ ِ ِ ِ ص ًرراَك َمرار َك َسرَبر ْ ل تَْح م رْلرَع لَرْي َنرا ِإ ْ تر َوَعر لَرْي هَراَم ار اْك تَرَس َبر ْ َ ل تَُؤاخ ْذ رَنرارإن ّنس يرَنارأَْو أَْخ َ َ َ ت ل َ ل تَُح ّمرْلرَنار َم ار َ َح َمرْلرتَهُ َع لَررى الِّذ يرَن ِم نر قَْب ِلرَنار َر ّبرَنارَو َ طاقََة لََنار بِِه َواْع ُ فرَع ّنرا َواْغ ِفرْررلََنار َوارْر َحرْمرَنَرآرأن َ ص ْررَنرراَع لَررى اْلقَْو ِم راْلَك ارِفِرريرَن ( ر آية286 َم ْورلََنارَفان ُ
12
اي أعنا يا ربنا على تنفيذ المنهج لنه سيوجد اعداء يمنعوننا من ذل ك ولن نقدر على تطبيق المنهج بغير معونة ال .واشتملت الخاتمة بتوجيه المؤمنين الى التوبة والنابة
والتضرع الى ال عّز وجّل برفع الغلل والصار وطلب النصرة على الكفار والدعاء
ت َم ْورلََنا ل َ ل تَُح ّم رْلرَنا َم ار َ لما فيه سعادة الدارين )َر ّبرَنارَو َ طاقََة لََنا بِِه َوارْع ُ فرَع ّنرا َوارْغ ِفرْررلََنا َوارْر َحرْم رَنَرآرأن َ
ص ْررَنرراَع لَررى اْلقَْو ِم راْلَك ارِفِرريرَن ( روقد ختمت السورة بدعاء المؤمنين كما بدأت بأوصاف َفان ُ المؤمنين وبهذا يلتئم شمل السورة أفضل التئام فسبحان ال العلي العظيم.
خلصة :نحن مسؤولون عن الرض والمنهج كامل وعلينا ان ندخل في السلم كافة
والمنهج له إطار :طاعة ال وتميز وتقوى .اما عناصر المنهج فهي :تشريع جنائي،
مواري.ث ،إنفاق ،جهاد ،حج ،أحكام صيام ،تكاليف وتعاليم كثيرة فل بد أن نستعين بال
تعالى على أدائها لنكون أهل للستخلف في الرض ول نقع في أخطاء المم السابقة.
- 3سورة آل عمران ) هدف السورة: الثبات(
كل سورة من سور القرآن الكريم لها وحدة موضوع واسم كل سورة مستوحى من هذا الموضوع .وهدف سورة آل عمران :الثبات ،فبعد أن عرض ال تعالى لنا المنهج الذي
يجب علينا ان نتبعه في سورة البقرة جاءت سورة آل عمران لتدلنا على الطرق التي
تعيننا على الثبات على هذا المنهج سواء كنا من حديثي العهد بالمنهج او قديمي العهد
كل المؤمنين يحتاجون الى الثبات على المنهج حتى ل يتخاذلوا ول يخافوا أن يزيغوا او يضلوا.
وسورة آل عمران تنقسم الى قسمين اثنين: .1
القسم الول من الية (120 – 1هذه اليات تدلنا على كيفية الثبات فكريًا في
.2
القسم الثاني من الية) – 121الى نهاية السورة( وفيها كيفية الثبات داخليًا
مواجهة الفكار الخارجية
وقد بدأت سورة آل عمران بالثبات فكريًا من الخارج لتجهيز البيئة المحيطة ثم انتقلت للثبات الداخلي للفرد .وسورة آل عمران تتمحور حول حادثتين:
13
حادثة وفد نصارى نجران الذي يمثل أول حوار للديان في التاريخ وكيف نثبت في
.1
مواجهة الفكار الخارجية من خلل المناقشة مع وفد نصارى نجران وهي تعلمنا فكرة مناقشة أهل الكتاب عامة
والحادثة الثانية غزوة أحد لتدلنا على كيفية الثبات العملي ورغم أن غزوة أحد وقعت
.2
ل ثم قبل حادثة وفد نجران إل أن ورودها بعدها انما هو لتحقيق فكرة الثبات الخارجي او ً الداخلي.
ب بداية السورة ونهايتها يدلن على ان الحق معنا وعلينا ان نتمس ك بهَ) .نّز َلرَع لَرْي َ كر اْلِك تَرا َ ِّ ِ ّ ِباْلَح ّ صرا ربُِر وْار صر ّد رقرًا لَم ار َبْي َنر َيَد ْيرهر َوَأرنَز َلرالتّْو َررراةََوارِل نرِج يرَل .ر آية (3و)َيا أَّيَها الذ يرَن آَم ُنروْا ا ْ ص بِرُر وْارَو َ ق ر ُم َ
َو َرررابِطُوْاَوارتّقُوْا اللَّه لََع لّرُك ْمر تُْف ِلرُح ورَن .آية (200ونستعرض سورة آل عمران ومحاورها:
الثبات على الحق :اليات كثيرة في الثبات لكل الطبقات وكل الناس
)يَكا َأيإَّه كاإ بالِّذ يإَن آَمنُإوباْ باتإُّقوباْ باللَّه َح ّقإ تإَُق كاإتِِه َولَ تَُم وإتُّن إِلّ َوأَإنُت م ّمْس ِلإُم وإَن (إ آية 102 )وباإْع تَإ ِ ص ُمإوإباْبَِح ْبإِل باللِّه َج ِمإنْيإًعكا َولَ تإَف ّرإُْقوْبا( آية 103 َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ّ ِ بإ ح ي ه ل إل با و با نو إ كا ك إ ت س با إ كا إ م و با إ و ف إ ع ض إ كا إ م و ه ل بال ل نْي إ ب س ف ي إ م ه إ إب كا ص َ أ إ كا م ل با إو ن إ ه و إ كا م ف ر نْي إ ث ك ن نْيو إ رب ه إ ع م ل ت كا ْق ي ب ن إ ن م ين إ أ ك و َ ّ ّ َ َ َ ُُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َ ُ ُ ّ َ ) َ َ ّ ّ ّ َ َ َ َ َ ُ ّ َ َ ٌ َ َ َ َ ُ ْ َ َ َُ ْ
• • •
صكاإبِِريَن (إ آية 146 بال ّ ِّ س ْقَْد َج َمإعُإوباْ لَُك ْ مإ فَكاْخ َشإْوإ ُهإْ مإفإَزباَدُهإْ مإ ِإيَم كاإنكاً َو ْقَإكاُلوباْ َح ْسإبإنَُكا باللّهُ َو نإِْعَ مإ بالَْوكِنْيُل * فَكانَق لَإُبوباْ س إِّن بالنّكا َ )بالذ يإَن ْقَكاَل لَُه ُ مإ بالنّكا ُ ض ٍلإ َعِظ نْيإٍ م ( إ آية 174 – 173 ض َوإباإَن باللِّه َوباإللّهُ ُذو فَ ْ بِنِْعَمإٍةإ ّمَنإ باللِّه َو فَإ ْ ض ٍلإ لّْ م يَْم َسإْسإُهإْ مإُسوإٌء َوباإتّإبإَُعوباْ ِر ْ
•
ِّ صراربُِر وْاَرو َرررابِطُوْاَوارتّقُوْا اللَّه لََع لّرُك ْمر تُْف ِلرُح ورَن ( ر آية200 )يا أَّيَها الذ يرَن آَم ُنروْا ا ْ ص بِرُر وْارَو َ
•
وسورة آل عمران ُتحّذ رر من الشياء التي تضيع الثبات وتشكل عقبة في طريقه.:عقبات الثبات:
•
ُز ّيرَنِللّنا ِ طَرِةِم َنر الّذ َهرِبر َوارْلِف ّ س ُح ّ ضر ِةر بر الّش هَرَوارِت ِم َنر الّنَس ارء َوارْلَبِنيَن َوارْلقََناِط يرِراْلُم قَرن َ
ع اْلَح َيرراِة الّد ْنرَيرا َوارللّهُ ِع نرَد هُر ُح ْسرُنراْلَم آرِب )آية (14 َوارْلَخ ْيرِلراْلُم َسرّور َمرِةرَوارلَْن َعرارِم َوارْلَح ْرر ِ َ .ثذرِلر َ ك َم تَرا ُ طراُن بَِبْع ِ ضر َم ار َك َسرُبروْا َو لَرقَْد َع فَرا .1 ِإّن الِّذ يرَن تََو لّرْو ْارِم نرُك ْمر َيْو َم راْلتََقى اْلَج ْم رَعرارِنِإّنَم ار اْس تَرَز لّرهُُمالّش ْير َ اللّهُ َع ْنرهُرْم ِإّن اللَّه َغ فُروٌر َح ِلرريٌم )آية (155وهي تدل على ان الذين تولوا في غزوة احد من
المسلمين استزلهم الشيطان نتيجة بعض ذنوبهم السابقة.
.2
ِ ص ْب رتُرم ّم ْثرلَْي هَرا ُقْلتُْم أَّنى َه رَذ ار ُقْل ُهَو ِم ْنر ِع نرِد أَْن فُرِس ُك رْمرِإّن اللَّه َع لَررى ص ارَبتُْك مر ّم صر يررَبةٌرقَْد أَ َ أََو لَرّم ارأَ َ
ُك ّلر َش ْير ءٍ رقَِد يرٌر )آية .(165أي كان المسلمون قد انتصروا اول المر على الكفار ثم نتيجة حب الشهوات عصوا الرسول
ومن معاصيهم.
صلى ال عليه
وسلم لذا فان ما اصابهم هو من عند انفسهم
14
ثم تتحد.ث السورة عن :عوامل الثبات:
ت .1 اللجوء الى ال تعالىَ) :ر ّبرَنار َ ل تُِز ْ ك َر ْحر َم رًةِإرّن َ برلََنار ِم نر لُّد نر َ غ ُقُلوَبَنار َبْع َدر ِإْذ َهَدرْيرتَرَنار َوَهر ْ ك َأن َ ك م نر تُْد ِخرِل رالّنار فَقَْد َأْخ َز ريرتَرهو مرارِلل ّ ظاِلِم يرَن ِم ْنر اْلَوّهرا ُ َ ْ َُ َ ب ( ر آية ،8واليات في آخر السورة )َر ّبرَنارِإّن َ َ ص ارٍر * ّر ّبرَنارِإّنَنار َس ِمرْعرَنرارُم َنراِد ًيرارُيَناِد ي رِل ِ ل يرَم ارِن أَْن آِم ُنروْا بَِر ّبرُك ْمرَفآَم ّنرا َر ّبرَنارَفاْغ ِفرْرر لََنار ُذ ُنروَبَنار َو َكرفّرْر َع ّنرا َأن َ ف ك َ كَو َ ل تُْخ ِز رَنرارَيْو َم راْلِقَيراَم ِةر ِإّن َ َس ّيرَئاتَِنار َو تَرَو فّرَناَم َعر الْب َرراِر* َر ّبرَنارَوآرتَِنارَم ار َوَعردرتَّنارَع لَررى ُر ُسرِلر َ ل تُْخ ِل ر ُ اْلِم يرَعارَد (ر ) (192،193،194وكذل ك دعاء زوجة عمران )ِإْذ َقالَِت اْم َررأَةُِع ْم رَررراَنَر ّ تر برِإّنير َنَذ ْرر ُ
لََ ك َم ار ِفير َبْطِني ُم َحر ّر ر ًرفَراتَقَّب ْلر ِم ّنرير ِإّنَ ك َأنَت الّس ِمريرُع اْلَع ِلريُم (ر آية 35وكذل ك دعوة سيدنا زكريا
ك َد َعرار َز َكرِررّيَرار ّبرهَُقاَل َر ّ طّيَبًة ِإّنَ ك َس ِمريرُع الّد َعرارء )آية (38وسورة آل كر ُذ ّررّيرًة َ بر ِلي ِم نر لُّد ْنر َ )ُهَناِل َ برَه ْ
عمران هي أكثر السور التي ورد فيها دعاء لننا إذا اردنا الثبات على المنهج علينا أن
ندعو ال تعالى ونلجأ إليه حتى يعيننا على الثبات لننا بأمّس الحاجة إلى عون ال تعالى للثبات.
ع ّبراد .السيدة مريم وعبادتها) :فتقّب لرها َر ّبرَهابِقَُبوٍل .2 العبادة :وهذه السورة مليئة بنماذج ُ بَو َجر َد رِع نرَد َهرارِر ْز رقراًَقاَل َيا َم ْرر َيرُمر َح َسرٍنر َوأَرنَبتََها َنَباًتا َح َسرًنرار َو َكرّفرلََها َز َكرِررّيراُك لّرَم ار َد َخر َل رَع لَرْي هَرا َز َكرِررّياراْلِم ْحر َررا َ
أَّنى لَِ ك َه رَذ ار َقالَْت ُهَو ِم ْنر ِع نرِد اللِّه إّن اللَّه َيْر ُزررُقَرم نر َيَش ارء بَِغْيرِرر ِح َسرارٍب ( ر ر آية ، 37وسيدنا زكريا
ِ ِ صر ّد رقًرا بَِك ِلرَم ٍةر ّم َنر اللِّه َو َسرّيرًد ار ص لّرري ِفير اْلِم ْحر َررا ِ أَ بّن اللَّه ُيَبّش ُرر َ كربَِيْح َيررى ُم َ )فََناَد تْرهُ اْلَم آلرئَك ةُر َوُهرَو َقائٌم ُي َ ص ارِلِح يرَن ( ر آيةّ) ، 39ر ّبرَناِإّنَنار َس ِمرْعرَنرارُم َنراِد ًيرارُيَناِد ي رِل ِ ل يرَم ارِن أَْن آِم ُنروْا ِبَر ّبرُك ْمرَفآَم ّنرا راو َنربِّيا ّم َنر ال ّ َو َحر ُ صرورً َ َر ّبرَنارَفاْغ ِفرْرر لََنا ُذ ُنروَبَنار َو َكرفّرْر َع ّنرا َس ّيرَئاتَِنار َو تَرَو فّرَناَم َعر الْب َرراِر (ر ر آية.193 .3
الدعوة إلى ال :لنه لما يدعو أحدنا غيره إلى ال تعالى فهذا يعين على الثبات.
.5
الخّوة :تركيز على الخّوةر في الدين بشكل شديد لنها من أهم ما ُيعين على
)و ْلرتَُك نرّم نرُك مر أُّم ةٌر َيْد ُعرورن ِإَلى اْلَخ ْيرِرر و َيرْأم رر و رنِباْلم عررر و ر ِ كُهُم اْلُم ْفرِلرُح ورَن ( ر فَو َيرْن هَرْو َن رَع ِنر اْلُم نرَك ِرر َوأُرْو لَ رئِ َ َ َ ُُ َ َ ُْ ْ َ فو تَرْن هرو ن رَع ِنر اْلم نرَك ِرر و تُرؤ ِم رُنررونِباللّهِ س تَْأم رر و رنِباْلم عررر و ر ِ ِ ٍ آية ،104و)ُك نرتُْم َخ ْيرَرر أُّم ةر أُْخ ِررَجر ْ َ ت رللّنا ِ ُ ُ َ َ ْ ُ َ َ ْ َ ُ َ ْ َو لَرْو آَم َنر أَْه ُلر اْلِك تَراِب لََك ارَن َخ ْيرًررالُّهم ّم ْنرهُرُم اْلُم ْؤر ِمرُنرروَنَوأَرْك ثَرُرُهُماْلَفاِس قُرروَن ( ر آية110 وضوح الهدف :يجب أن يكون الهدف واضحًا في الحياة) .الِّذ يرَن َيْذ ُكرُرر ورَناللَّه ِقَيراًم ار .4 ق الّس َمرارَوارِتَوارلَْر ِ َو قُرُعوًد ارَوَعر لَرىُج ُنرروبِِه ْمر َو َيرتَفَّك ُرر ورَنِفير َخ ْلر ِ كرفَِقَنرا ت َهذرا َباِط ً ل رُس ْبرَحر ارَن َ ضَرر ّبرَنارَم ار َخ لَرْق َ َ ب الّناِر (ر ر آية191 َع َذرار َ الثبات) .وارْع تَر ِ ف َبْي َنر ص ُمرروْاربَِح ْبرِلراللِّه َج ِمريرًعارَو َ ل تَفَّر قُروْا َوارْذ ُكرُرر ونِْارْع َمرَةر اللِّه َع لَرْي ُكرْمر ِإْذ ُك نرتُْم أَْع َدرارء فَأَلّ َ َ
ك ُيَبّيُنر اللّهُ لَُك ْمر آَياتِِه ص َبرْح تُررم بِنِْع َمرتِرِه ِإْخ َورارًناَو ُكرنرتُْم َع لَرَى َش فَرا ُح ْفرَرٍةّم َنر الّناِر فََأنقََذ ُكرمر ّم ْنرهَرا َك َذرِلر َ ُقُلوبُِك ْمر فَأَ ْ
15
كلَهُْم لََع لّرُك ْمر تَْهتَُد ورَن ( ر آية ،103و)َو َ ت َوأُرْو لَ رئِ َ ل تَُك ورُنوْا َك ارلِّذ يرَن تَفَّر قُروْا َوارْخ َترَلفُوْاِم نر َبْع ِدر َم ار َج اررءُهُم اْلَبّيَنا ُ ب َع ِظر يرٌم (ر آية.105 َع َذرار ٌ
النصف الول من سورة آل عمران يدعو للثبات فكريًا ويتمثل في مناقشة راقية للرسول ال عليه
الرسول
صلى
وسلم مع أهل الكتاب ليعرض معهم أين الحق .وقد أقام وفد نجران في مسجد صلى ال عليه
وسلم وناقشهم فيه أيضًا .وعلينا ان نتخذ هذه التعاليم لمحاورة الذين
اختلفوا معنا في المعتقد ونقتدي بالرسول صلى اللع عليه وبار ك وسلم
كنْيف تثّبت سورة آل عمربان بالمؤمننْين؟: •
•
•
ل ِإلَرَه ِإلّ ُهَو َوارْلَم لَرئَِك ةُرَوأُرْو لُروْااْلِع ْلرِم َقآئَِم ًار تقوية عقيدة المسلمين قبل النقاشَ) .ش ِهرَدر اللّهُ أَّنهُ َ ف الِّذ يرَن أُْو تُروْا ِباْلِقْسرِطر َ ل ِإلَرَه ِإلّ ُهَو اْلَعِزريرُزاْلَح ِكريرُم * ِإّن الّد يرَن ِع نرَد اللِّه اِل ْس رلَرُم َو َمراراْخ تَ رلَ َ ب ِإلّ ِم نر َبْع ِدر َم ار َج اررءُهُم اْلِع ْلرُمر َبْغ ًيرا َبْي َنرهُْم َو َمرنرَيْك فُرْر ِبآَياِت اللِّه فَِإّن اللِّه َس ِرريرُعاْلِح َس رارِب اْلِك تَرا َ ِ ِّ ِِ ب َوارلُّم ّيريَن أَأَْس لَرْم تُرْم * َفإْن َح آرّج ور َ ك فَُقْل أَْس لَرْم ُ ترَو ْجر ِه رَيرللّه َو َمرِنراتَّبَع ِنر َو ُقررل لّلذ يرَن أُْو تُروْا اْلك تَرا َ غ وارللّهُ َب ِ ص يررٌر ِباْلِع َبرراِد ( ر )اليات(20 – 18 فَِإْن َأْس لَرُم وْار فَقَِد اْه تَرَد وْار ّو إِا نرتََو لّرْو ْارفَِإّنَم ار َع لَرْي َ كر اْلَبلَ ُ َ واليات )) (87 – 85 – 83أَفََغْيرَرر ِد يرِن اللِّه َيْب ُغروَن َو لَرهُ أَْس لَرَم َم نر ِفير الّس َمرارَوارِتَوارلَْر ِ ضر طْو ًعرارَو َك رْررًهرَارو إِارلَرْي ِهرُيْر َجرُعرروَن* َو َمرنرَيْب تَرِغ َغ ْيرَرر اِل ْس رلَرِم ِد يرًنا َفَلن ُيْقَب َلر ِم ْنرهُر َوُهرَو ِفير الِخ َررِةِم َنر َ اْلَخ ارِس ِر ريرَن ( ر إيجاد نقاط اتفاق بين المسلمين وأهل الكتاب )الية 64و ُ) (84قْل َيا أَْه َلر اْلِك تَراِب تََعارلَْو ْار ضرَنرار َبْع ضرًا َأْر َبرراًبار كربِِه َش ْيرًئرار َو َ ِإَلى َك لَرَم ٍةر َس َورارءَبْي َنرَنار َو َبرْي َنرُك ْمرأَلّ َنْع ُبرَد ِإلّ اللَّه َو َ ل ُنْش ِرر َ ل َيتِّخ َذ ر َبْع ُ ّم نر ُد ورِن اللِّه فَِإن تََو لّرْو ْارفَُقولُوْا اْش هَرُد وْرا بِأَّنا ُم ْسر ِلرُم ورَن ( ر )ُقْلآَم ّنرا ِباللِّه َو َمرارُأنِز َلرَع لَرْي َنرار َو َمرارُأنِز َلر ب َوارلَْس َبرراِطَو َمرارُأوتَِي ُم ورَس ىر َوِعر يرَس ىرَوارلّنبِّيوَن ِم نر َع لَررى ِإْب َرراِه يرَمَو إِارْسرَمرارِع يرَلَو إِارْسرَحر َ ق رَو َيرْع قُرو َ قرَبْي َنر أََح ٍد ر ّم ْنرهُرْم َو َنرْح ُن رلَهُ ُم ْسر ِلرُم ورَن ( ر ّر ّبرِه ْمر َ ل ُنَفّر ُ
الحجج والبراهين وسيلة القرآن للتثبيت :من أسس الحوار والمناقشة بعد ما سبق أن
نقيم الدلة العقلية والمنطقية لقناع من نحاورهمِ) .إّن َم ثَرَل ِع يرَس ىر ِع نرَد اللِّه َك َمرثَرِل آَد َمر
•
َخ لَرقَهُ ِم نر تَُراٍب ثِّم َقاَل لَهُ ُك نر فََيُك ورُن ( ر آية َ) ،59يا أَْه َلر اْلِك تَراِب ِلَم تَُح آرّج ورَن ِفير ِإْب َرراِه يرَمَو َمرار ل تَْع ِقرلُروَن ( ر آية َ) ،65هارَأنتُْم َه ُؤرلء َح ارَج ْجرتُرْمِفيرَم ار لَُك مر ُأنِز لَرِت الّتوَراةُ َوارلنِج يرُلِإلّ ِم نر َبْع ِدر ِه رأَفَ َ ل تَْع لَرُم ورَن ( ر آيةَ) ،66م ار َك ارَن بِِه ِع لرٌم َفِلَم تَُح آرّج ورَن ِفيرَم ار لَْي َسر لَُك مر بِِه ِع ْلرٌم َوارللّهُ َيْع لَرُم َوأَرنتُْم َ ب َوارْلُح ْكرَمرَوارلّنُبّوةَرثُّم َيُقوَل ِللّنا ِ س ُك ورُنوْا ِع َبرراًد ارّلي ِم نر ُد ورِن اللِّه َو لَرِك نر ِلَبَش ٍرر َأن ُيْؤ تِرَيهُر اللّهُ اْلِك تَرا َ ب َو بِرَم ارُك نرتُْم تَْد ُررُسرورَن (ررآية.79 ُك ورُنوْا َر ّبررانِّييَنبَِم ار ُك نرتُْم تَُع لّرُم ورَن اْلِك تَرا َ تحذير أهل الكتاب من التكذيب )َيا أَْه َلر اْلِك تَراِب ِلَم تَْك فُرُر ورَنِبآَياِت اللِّه َوأَرنتُْم تَْش هَرُد ورَن * َيا ق ر ِباْلَباِط ِل رَو تَرْك تُرُم ورَناْلَح ّ أَْه َلر اْلِك تَراِب ِلَم تَْلبُِس ورَن اْلَح ّ ق ر َوأَرنتُْم تَْع لَرُم ورَن ( ر آيةَ) ، 71 70و ِمرْنر
16
•
•
•
كر ِإلّ َم ار أَْه ِلر اْلِك تَراِب َم ْنر ِإن تَْأَم ْنرهُر بِِقنر َ كر َو ِم رْنرهُرمّم ْنر ِإن تَْأَم ْنرهُر بِِد يرَناٍر لّ ُيَؤ ّدرِهرِإلَْي َ طاٍر ُيَؤ ّدرِهرِإلَْي َ ب رَوُهرْم تر َع لَرْي ِهر َقآئًِم ار َذ ِلر َ ُد ْمر َ ك بِأَّنهُْم َقالُوْا لَْي َسر َع لَرْي َنرا ِفير الُّم ّيريَن َس بِريٌل َو َيرُقوُلوَن َع لَررى اللِّه اْلَك ِذر َ َيْع لَرُم ورَن (رآية.75 عر أَْب َنراءَنار كرِفيرِه ِم نر َبْع ِدر َم ار َج اررء َ التحّد ير الشديد) :فََم ْنر َح آرّج َ ك ِم َنر اْلِع ْلرِمر فَُقْل تََعارَلْو ْارَنْد ُ َوأَرْب َنراءُك ْمرَو نِرَس ارءَنارَو نِرَس ارءُك ْمرَوأَرنفَُس َنراروَأنفَُس ُكرْمر ثُّم َنْب تَرِه ْلر فََنْج َع رلرلّْع َنرةُ اللِّه َع لَررى اْلَك ارِذ بِرريَن ( ر آية61 كر َو ِم رْنرهُرم العدل في النظرة الى أهل الكتاب )َو ِمرْنرأَْه ِلر اْلِك تَراِب َم ْنر ِإن تَْأَم ْنرهُر بِِقنر َ طاٍر ُيَؤ ّدرِهرِإلَْي َ ّم نر ِإن تَْأم ْنرهر بِِد يرناٍر لّ يؤ ّدرِهرِإلَي َ ّ ك بِأَّنهُْم َقالُوْا لَْي َسر َع لَرْي َنرار ِفير تر َع لَرْي ِهر َقآئًِم ار َذ ِلر َ َُ ْ كر ِإل َم ار ُد ْمر َ َ ُ َ ْ ب رَوُهرْم َيْع لَرُم ورَن (ررآيةَ) ،75لْي ُسروْرا َس َورارءّم ْنر أَْه ِلر اْلِك تَراِب الُّم ّيريَن َس بِريٌل َو َيرُقوُلوَن َع لَررى اللِّه اْلَك ِذر َ أُّم ةٌر َقآئَِم ةٌر َيْتُلوَن آَياِت اللِّه آَناء اللّْي ِلر َوُهرْم َيْس ُجرُدرورَن ( ر آية.113 طرَفى آَد َمر َو ُنرروًح ا رَوآرَل ص َ الثناء على النبياء الذين ُأرسلوا الى اليهود والنصارى )ِإّن اللَّه ا ْ ِ ِ ِ ِ ِ طرَفاِ ك ص َ ِإْب َرراه يرَمَوآرَل ع ْم رَررراَنَع لَررى اْلَعارلَم يرَن ( ر آيةَ) ،33و إِارْذرَقالَت اْلَم لَرئَك ةُر َيا َم ْرر َيرُمرِإّن اللَّه ا ْ و َ ِ طرَفاِ كَع لَررى نَِس ارء اْلَعارلَِم يرَن ( ر آية.42 ص َ ط رهَّر كرَوار ْ َ
بعد كل هذه البراهين يثبت المؤمن فكريًا .ونلحظ أن القسم الول من السورة اختتمت السور بآية تتكلم عن الثبات )ِإن تَم سرسرُكرمرَح سرَنرةٌر تَس ؤرُهمرو إِارنرتُ ِ ص ْبررُكرْمرَس ّيرَئةٌر َيْفَر ُحر وْاربَِها َو إِارنر ْ َ ْ ْ َ ُْ َْ
ط( آية .120واختتمت آيات القسم ض ّررُكرْمرَك ْيرُدرُهرْم َش ْيرًئرار ِإّن اللَّه بَِم ار َيْع َمرلُروَن ُم ِحر ي ر ٌ ص بِرُر وْارَو تَرتّقُوْا َ ل َي ُ تَ ْ ِّ صراربُِر وْاَرو َررراِبطُوْاَوارتّقُوْا اللَّه لََع لّرُك ْمر الثاني بآية تتكلم عن الثبات أيضًا )يا أَّيَها الذ يرَن آَم ُنروْا ا ْ ص بِرُر وْارَو َ تُْف ِلرُح ورَن ( ر آية200
النصف الثاني من السورة :يتحد.ث هذا القسم عن غزوة أحد لنها تركت في نفوس
المسلمين أث ًار شديدا من جّراءعصيانهم لوامر الرسول صلى اله عليه وبار ك وسلم
ونلحظ تسلسل قصة غزوة أحد وتثبيت المسلمين تأتي على سياق غاية في الحكمة
ك تَُبّوىُء اْلُم ْؤر ِمرنِرريَن سبحانه ،أو ً ت رِم ْنر أَْه ِلر َ ل يذكر ال تعالى فضله على المسلمين )َو إِارْذرَغ َدرْور َ م قَراِع َد رِلْلِقتَراِل وارللّه س ِمريرع ع ِلرريم * ِإْذ هّمرتر ّ لر َوارللّهُ َو ِلرّيهَُم ارَوَعر لَررىاللِّه َفْلَيتََو ّك رِلر طآئِفََتاِن ِم نرُك ْمر َأن تَْفَش َ َ َ َُ ٌَ ٌ َ ِ ِ ّ ّ ِ ص َر رُكرُمراللّهُ بَِبْد ٍرر َوأَرنتُْم أَذ لرةٌ َفاتّقُوْا اللَّه لََع لرُك ْمر تَْش ُكرُرر ورَن* ِإْذ تَُقوُل لْلُم ْؤر ِم رنرريَنأََلن اْلُم ْؤر ِمرُنرروَن* َو لَرقَْد َن َ َيْك ِفريرُك مر َأن ُيِم ّدرُكرمر ر ّبرُك مربِثَلَثَِة آلَ ٍ ف ّم َنر اْلَم آلرئَِك ِةر ُم نرَز ِلرريَن ( ر )الياتمن (124 – 121ثم يرفع من َْ ْ
ص َدرقَرُك ُمراللّهُ َوْعر َدرهُرِإْذ روحهم المعنوية فيخفف عنهم ثم يلوم المخالفين لومًا رقيقًا )َو لَرقَْد َ ِ ِ ِِ صر ْي رتُرمّم نر َبْع ِدر َم ار أََراُك مرّم ار تُِح ّبرروَن ِم نرُك مر ّم نر ُيِر يرُد تَُح ّسرورَنُهم بِِإْذ نره َح تّررى ِإَذ ار فَش ْل رتُْم َو تَرَناَزْع تُرْمفير الَْم ِرر َوَعر َ ِ ض ٍل رَع لَررى اْلُم ْؤر ِمرنِرريَن ( ر ص َر رفَرُك ْمرَع ْنرهُرْم ِلَيْب تَرِلَيُك ْمر َو لَرقَْد َع فَرا َع نرُك ْمر َوارللّهُ ُذ ور فَ ْ الّد ْنرَيرا َو ِم رنرُك مرّم نر ُيِر يرُدالخ َررةَثُّم َ )آية (152ثم يرفع روحهم المعنوية مرة أخرى )ثُّم َأنَز َلرَع لَرْي ُكرمر ّم نر َبْع ِدر اْلَغّمر أََم َنرةًر ّنَعارًس ار َيْغ َشرىر َ طآئِفَةً
17
طررآئِفَةٌ قَْد أََهّمرتْرهُْم َأنفُُس هُرْم َيظُّنوَن ِباللِّه َغ ْيرَرر اْلَح ّ ظّن اْلَج ارِه ِلرّيِة َيُقوُلوَن َهلر لَّنار ِم َنر الَْم ِرر ِم نر قر َ ّم نرُك ْمر َو َ ك َيُقوُلوَن لَْو َك ارَن لََنار ِم َنر الَْم ِرر َش ْير ٌء رّم ار َش ْير ءٍ رُقْل ِإّن الَْم َرر ُك لّرهُ ِللِّه ُيْخ فُرروَن ِفير َأنفُِس ِه رمرّم ار َ ل ُيْب ُدرورَن لَ َ ضر ارِج ِعرِهرْمرَو ِلرَيْب تَرِلَياللّهُ َم ار ِفير ب َع لَرْي ِهرُمراْلقَْتُل ِإَلى َم َ قُتِْلَنار َهارُهَنا ُقل لّْو ُك نرتُْم ِفير ُبُيوتُِك ْمر لََبَر َزررالِّذ يرَن ُك تِر َ ص ُدرورِر (ر ر )آية (154ثم يذكر أسباب الهزيمة ص رَم ار ِفير ُقُلوبُِك ْمر َوارللّهُ َع ِلرريٌم بَِذ ارِت ال ّ ص ُدرورِر ُكرْمرَو ِلرُيَم ّحر َ ُ والمعصية )الية .(152مرتبط ببدايات السورة في قوله تعالى )زين للناس حب الشهوات(
وهذه الشهوات هي التي تدفع للمعصية وكذل ك الربا تؤدي الى الخلفات ولهذا وردت آية ضر ارَع فَرًة َوارتّقُوْا اللَّه الربا في سورة آل عمران أيضًا )َيا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروْا َ ل تَْأُك لُروْا الّر َبرارأَ ْ ض َعرارًفا ّم َ لََع لّرُك ْمر تُْف ِلرُح ورَن ( ر آية130
أما تسمية السورة بر )آل عمران( فهي إكرام لزوجة عمران والسيدة مريم ابنة عمران فالسيدة مريم عليها السلم كانت رم ًاز للثبات في العبادة والعّفة وزوجة عمران كانت رم ًاز للثبات
بنصرة السلم )َر ّ ت رلََ ك َم ار ِفير َبْطنِري ُم َحر ّرر ًررا(وحينها كان المسجد القصى برِإّني َنَذ ْرر ُ
مأخوذًا من المؤمنين فنذرت ما في بطنها لخدمة المسجد القصى ووضعتها أنثى
وتقبلها ال تعالى منها .وكذل ك سورة آل عمران فيها نظرة عالية للمرأة بذكر زوجة عمران ومريم عليها السلم التي رفعت من الروح المعنوية لدى سيدنا زكريا فدعا ربه
أن يهب له ذرية صالحة .وفي هذا إشارة أن رمز الثبوت هم النساء ولذا جاء ترتيب سورة النساء مباشرة بعد سورة آل عمران .هذا وال أعلم
- 4سورة النساء ) هدف السورة : العدل والرحمة بالضعفاء(
سورة البقرة حددت المنهج الذي يجب أن يتبعه الذين استخلفهم ال تعالى في الرض، وسورة آل عمران ركزت على الثبات على هذا المنهج وتأتي سورة النساء حتى تدلنا
على أن العدل والرحمة بالضعفاء من أهم ما يحتاجه الناس لتباع المنهج .وآيات سورة النساء تتحد.ث عن أنواع عديدة من المستضعفين والضعفاء منهم اليتامى والنساء
والعبيد والماء والقليات غير المسلمة التي تعيش بين المسلمين الذين قد يظلمهم الناس .فالعدل إذن والرحمة بالضعفاء هي أساس المسؤولية في الرض.
18
وأول العدل يكون في البيت مع النساء فلو عدل النسان مع زوجته ولورحمها لستطاع أن يعدل في مجتمعه مع باقي الناس مهما اختلفت طبقاتهم .وال تعالى يريد أن يرى عدل الناس خاصة بالنساء قبل أن يستأمّنا على الرض.
سورة آل عمران مّهدت لتكريم المرأة في قصة زوجة عمران ومريم عليها السلم اللتان
هما رمز الثبات في الرض ولن النساء هن مصانع الرجال والجيال ،فالم هي التي ل .وسميت السورة بر)النساء( تكريمًأ لهن ولدورهن تربي أطفال المة حتى يصبحوا رجا ً في المة السلمية.
ونستعرض آيات سورة النساء ومعانيها وكل آيات هذه السورة فيها عدل ورح:ة: •
وتبدأ من أول آية التي يذكرنا ال تعالى فيها أنه خلقنا من نفس واحدة وأصل
س اتّقُوْا َر ّبنُك ُمنالِّذ ين َخ َلنقَُك من ّم نن ّنْف ٍ ق س َو انِح َدنٍةنَو َخنَلن َ واحد فكيف يظلم بعضنا بعضاَ ).يا أَّيَه ان الّنا ُ ِ ِ ِم ْننهنانَز و نَجنهنانو َبن ّ ِ س انءُلوَن ِبِه َو انلَْر َحنانَإِمّن اللَّه َك انَن س انءَو انتّقُوْا اللَّه الّذ ين تَ َ ث م ْننُهنَم انِرَج انًلَك ثنيًراَو ِنن َ َ ْ ََ َع لَنْي ُكنْمنَر ِقنيًبا(
•
ذكر انواع الضعفاء من اليتامى والنساء والسفهاء وغيرهم والح.ث على العدل
والرحمة بهم.
و آنتُوْا اْلَيَتام ىن أَم ونانلَُهموَل تَتََبّد لُنوْا اْلَخ ِبنيَث ِبال ّ طّيِب َوَل تَأُْك لُوْا أَْم َونانلَُهْمنإَِلى أَْم َونانِلُك ْمنإِّنُه َك انَن ُحونًبا .1 َ ْ َ َْ َ َك ِبنيًرا .2 .3 .4 .5 .6 .7 •
•
ِ ِ ِ ِ ع فَِإ ْنإ ِخ ْف إتُإْ م أَلّ تإَْعِدإلُإوباْ فإَو باإِح َد إًةإأَْو َمكاإ ب لَُك مإ ّمَنإ بالنَّس كاإء َمثإَْن ى َو ثإُالَ َ ث َوُربَكا َ َو إِإْن خ ْف إتُإْ م أَلّ تإُْق سإ طُإإوباْ ف ي بالْنْيَتَكاَم ىإ فَكانكُح وإباْ َمكاإ طَكا َ ك أَْد نَإ ى أَلّ تإَُعوُلوباْ َملَإَك ْ تإ أَيَْم كاإنُُك ْ مإ َذلِ َ ص ُدإْقَإكاتِِه ّنإ نِْح لَإًة فَِإ نإ ِط ْبإَن لَُك ْ مإ َعن َش ْ يإ ٍء إّمْنإهُ نإَْف ًسإكاإ فَُك لُإوهُ َه نِإنْيئًكا ّمِرإيئًكا َوآإُتوباْ بالنَّس كاإء َ ِ ِ ِّ سإوإُه ْ مإَو ْقُإوُلوباْ لَُه ْ مإ ْقإَْو لًإ ّمْعُرإوفًكا َولَ تإُْؤ تُإوباْ بال ّ س َفإَهإكاإء أَْم َوإباإلَُك ُ مإ بالت ي َج َعإَل باللّهُ لَُك ْ مإ ْقنْيَكامكاً َوباإْرُزُْقوُه ْ مإفنْيَه كاإ َوباإْك ُ َوباإبْإتإَُلوباْ بالْنْيَتَكاَم ىإ َح تّإَ ى إَِذبا بإَلَُغوباْ بالنَّك كاإَح فَِإ ْنإ آنَْس تُإ م ّمنإُْه ْ مإ ُرْش ًدإباإفَكاْد فإَُعوباْ إِلَْنْيِه ْ مإ أَْم َوإباإلَُه ْ مإ َولَ تَأُْك لُإوَه كاإ إِْس َرإبافًكا َو بِإَد باإًربا َأن يَْك بإَُروباْ َو َمإنإ فإ و مإنإ َك كاإَن فَِق نْيإربا فإْلنْيأُْك لإ بِكالْم عإرإو ِ ِ ِ ف فَِإ َذإبا َدفإَْعتُإْ م إِلَْنْيِه ْ مإ أَْم َوإباإلَُه ْ مإ فَأَْش ِهإُدإوإباْ َعلَْنْيِه ْ مإ َوَك َفإ ىإبِكاللِّه َح ِسإ نْي إبًكا َك كاإَن غَننْيّكا فإَْلنْيَْس تإَْع فإ ْ َ َ ً ََ ْ َ ْ ُ ضإَرإ بالِْق ْسإَمإةَإ أُْو لُإوباْ بالُْقْربَإ ى َوباإلْنْيَتَكاَم ىإ َوباإلَْم َسإكاإكِنْيُن فَكاْرُزُْقوُه مإ ّمْنإهُ َو ْقُإوُلوباْ لَُه ْ مإ ْقإَْو لًإ ّمْعُرإوفًكا َو إِإَذبا َح َ و لْإنْيْخ شإبالِّذ يإن لَو تإرُك وإباْ ِم نإ َخ ْلإِف ِهإ مإ ذُّريًّة ِ ض َعإكافًكا َخ كاإُفوباْ َعلَْنْيِه ْ مإ فإَْلَنْيتإُّقوبا باللَّه َو لْإنْيإَُقوُلوباْ ْقإَْو لًإ َس ِدإيإًد باإ ْ ََ َ َ ْ َ ْ
تحذير الذين يظلمون بعاقبة الظلم) :إِّن الِّذينَن َيأُْك لُنوَن أَْم َونانَلاْلَيَتاَم ىن ظُْلًم ان إِّنَم ان َيأُْك ُلوَن ِفي س ِعنينًرا( آية10 ننن ُب ُ سنَين ْ ص لَنْو َ َ طوِنِه ْمن َناًرا َو َ آيات الميرا.ث وما تضمنته من نصيب الولد والبوين والزواج والزوجات في
حالة وفاة أحدهم.
19
ِ ُيو ِ ص ينُك مناللُّه ِفي أَْو لَنِد ُكنمنِللّذ َكنِرن ِم ثْنُل َح ّ قنناثَْنتَْي ِنن َفلَُهّن ثُلَُثا َم ان تََر َكن ظن ا ُ .1 س انء فَْو َ لنثََيْي ِنن فَِإ نن ُك ّنن ن َ ْ ُ ِ سن ِم ّمنان تََر َكنِإن َك انَن لَُه َو لَنٌد فَِإ نن لّْم َيُك نن فنَولََبَو ْينِهِلنُك ّلن َو انِح ٍدنّم ْننُهنَم انال ّ ص ُ َو إِانن َك انَنْت َو انح َدنةًنَفلََه ان الّن ْ س ُدن ُ صن ّينٍةُيو ِ س ُدنسن ِم نن َبع ِدن و ِ ِ ص ي نِبَه ان أَْو َد ْينٍنن لُّه َو لَنٌد َو َو نِر نثَ أُهََبَو انهُ فَلُّم ِهن الثّلُ ُ ْ َ ث فَِإن َك انَن لَُه إِْخ َونةٌنفَلُّم هن ال ّ ُ ض ًةنّم َنن اللِّه إِّن اللَّه َك انَن َع ِلنيما َح ِكنينًم ان )آية بنلَُك ْمن َنْفعاً فَِر ين َ آَبؤآُؤ ُك ْمنَو أَنبناُؤ ُكنْمنَل تَْد ُرنونَن أَّيُهْم أَْقَر ُ (11
ِ صإ نْيّإٍة يو ِ ِ ِ ِ ص نْيإَن بَِه كاإ أَْو َديْإٍن ص ُ َ .2و لَإُك ْ مإ نِ ْ فإ َمكاإ تإَرَك أَْزَوباإُج ُكإْ مإِإن لّْ م يَُك نإ لُّه ّنإ َو لَإٌد فَِإ نإ َك كاإَن لَُه ّنإ َو لَإٌد فإَلَُك ُ مإ بالّربُُع م ّمإكاإ تإَرْك َنإ م نإ بإَْعدإ َو ُ ِ ِ ِ ِ ٍ صوإَن بَِه كاإ أَْو َديْإٍن َو إِإن َك كاإَن َو لَإُه ّنإ بالّربُُع م ّمإكاإ تإَرْك تُإْ م ِإن لّْ م يَُك نإ لُّك ْ مإ َو لَإٌد فَِإ نإ َك كاإَن لَُك ْ مإ َو لَإٌد فإَلَُه ّنإ بالثُّم ُنإ م ّمإكاإ تإَرْك تُإ م ّمنإ بإَْعدإ َو صإ نْيّإة ُتو ُ ِ ِ ك فإُه مإ ُشرإَك كاإء ِف ي بالثإّلُ ِ س ُدإ ُ ِ ث ِم نإ بإَْعِدإ تإ فَلُِك ّلإ َوباإِح ٍد إّمنإُْه َمإكاإ بال ّ َرُج ٌلإ ُيوَر ُ ث َك الَإلَةً َأو باْم َرإأَةٌ َو لَإهُ أَ ٌ خ أَْو أُْخ ٌ سإ فَإ نإ َك كاإنإَُو باْإ أَْك ثإَر م نإ َذل َ َ ْ َ ِ ٍ ض ئآإّر و ِ صإ نْيّإًة ّمَنإ باللِّه َوباإللّهُ َعِلنْيٌ م َح لِإنْيٌ م )آية (12 َو صإ نْيّإة ُيو َ ص ىإ بَِه ئآإ أَْو َديْإٍن غَنْيإَْر ُم َ َ ·
ِ ِ ِ سنولَُهيْد ِخنْلنُه َج ّنناٍت تَْج ِرن يِم نن بيان خطورة عدم العدل) :ت ْلَك ُح ُدنوُد اللّه َو َمنننُيط ِعناللَّه َو َر ن ُ
·
أوامر للتوجيه لحسن التعامل مع النساء :والح.ث على عشرتهن بالمعروف بعدم ظلمهن
تَْح ِتنَه انالَْن َهناُر َخ انِلِدينَن ِفيَه ان َو َذنِلنَكاْلَفْو ُزنناْلَعِظ ينُم (ن آية 13
وتحمل الذى منها والصبر عليها وترقق قلبها لتنسى الظلم والساءة .يبدأ بالعشرة
بالمعروف ثم الصبر عليها ثم إذا كرهتموهن فل حرج من استبدالها لكن ل يأخذ أموالها
كرهًا وليتذكروا ما كان بينهم من عشرة وعلقة حميمة ولذا جاءت كلمة أفضى بكل معانيها الجميلة وليتذكر الرجال أنهم استحلوا نساءهم بميثاق غليظ على سنة ال
.1
.2 .3
ورسوله.
ِ ِ ضنُلنوُهّن ِلتَْذ َهنُبوْا ِبَبْع ِ ضن َم ان س انء َك ْرنًهاَوَل تَْع ُ َيا أَّيَه ان الّذينَن آَم ُننوْا َل َيح ّلنلَُك ْمن َأن تَِرثُوْا الّن َ
ِ ِ ٍ آتَْي تُم ونُهّن إِلّ َأن َيأِْتيَن ِبَفاِح َ ٍ تش ْينًئا س ىن َأن تَْك َرنُهوْا َ تشنةنّم َبنّيَنة َو َعنانتش ُرننونُه ِّنباْلَم ْعنُرنو نففَِإن َك ِرنْه تُنُم ونُهّنفََع َ ُ َو َينْج َعنَلناللُّه ِفيِه َخ ْينًراَك ِثنيًرا َو إِإْن أََردتُّ م باْس تِإْبَد باإَل َزْوٍج ّمَك كاإَن َزْوٍج َوآإتإَْنْيتُْ م إِْح َدإباإُه ّنإِْقنطَكاًربا فَالَ تَأُْخ ُذإوإباْ ِم ْنإهُ َش ْنْيإئًكا أَتَأُْخ ُذإوإنَهُ بإُْه تَإكانكاً َو إِإْثمكاً ّمبِنْينكاً ضإُك ْ مإ إَِل ى بإَْع ٍ ضإ َوأَإَخ ْذإَنإِم نإُك مإ ّمنْيثَكاْقًكا غَِلنْيظًكا َوَك ْنْيإ َ ض ىإ بإَْع ُ ف تَأُْخ ُذإوإنَهُ َو ْقَإْد أَفْ َ
وكذل ك توجيه بالعدل مع الماء ،ومن رحمة ال تعالى أن جاء بكلمة أهلهن بدل
أسيادهن،ونصحهم بأن ل يتخذن أخذان أي أصحاب حتى ل تتأذى لن قلوب النساء
ِ صنَنناِتاْلُم ْؤنِمنَنناِتفَِم نن ّم ان َم لَنَك ْتن س تَنِط ْعنِم ننُك ْمن َ رقيقة وتتأذى بشدةَ) .و َمنننلّْم َي ْ طْو لًنَأن َينك َحن اْلُم ْحن َ
ضنُكنمنّم نن َبْع ٍ ضن َفانِك ُحنونُهّن ِبِإ ْذ ِننأَْه ِلنِه ّنن أَْي َمنانُنُك من ّم نن فَتََياِتُك ُمن اْلُم ْؤنِمنَنناِتَو انللُّه أَْع َلنُم ِبِإيَم انِنُك ْمنَبْع ُ فم ْحن صنَنناٍتَغ ْينر م سنانِفَح انٍتوَل م تّنِخ َذنانِت أَْخ َدنانٍن فَِإ َذ ان أُْح ِ ِ صن ّن نفَِإ ْنن أَتَْي َنن َ ُ َ َو آنُتوُهّن أُُج ونَرُهّنِباْلَم ْعنُرنو ن ُ َ َ ُ ِ ِ ِ ِ ِِ ِ ِبَفاِح َ ٍ ص ِبنُر وْان ص ُ صنَنناتم َنن اْلَع َذ انِب َذ لنَك لَم ْنن َخ تشن َي ناْلَعَنَت م ْننُك ْمنَو أَنن تَ ْ تشنةنفََع لَنْي ِهنّننن ْ فنَم ان َع لَنى اْلُم ْحن َ َخ ْينٌرن لُّك ْمن َو انللُّه َغ فُنوٌر ّر ِحنينٌم (ن آية25 20
·
.1 .2 .3 ·
·
ذكر رحمة ال تعالى التي هي أوسع من كل شيء:
ِ ِ س َنَن الِّذينَن ِم نن قَْب ِلنُك ْمن َو َينُتوَب َع َلنْي ُكنْمنَو انللُّه َع ِلنيٌم َح ِكنينٌم ُيِر ينُد اللُّه لُيَبّيَن لَُك ْمن َو َينْه دنَينُك ْمن ُ َو انللُّه ُيِر ينُد َأن َيُتوَب َع لَنْي ُك ْمنَو ُينِر ينُدالِّذينَن َيتِّبُعوَن ال ّ تش َهنَو انِتَأن تَِم ينلُواْ َم ْينلًن َع ِظنينًم ان ض ِعنينًفا ُيِر ينُد اللُّه َأن ُيَخ ّفن َ ف َع ننُك ْمن َو ُخنِلن َ س انُن َ قاِل ن ن َ
العدل في النفس والموال )َيا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا َل تَأُْك لُوْا أَْم َونانلَُك ْمنَبْي َنُك ْمن ِباْلَباِط ِلنإِلّ َأن تَُكوَن ِتَج انَرةًَع نن تََرا ٍ س ُكنْمن إِّن اللَّه َك انَن ِبُك ْمن َر ِحنينًم ان( آية29 ض ّم ننُك ْمن َولَ تَْقتُلُواْ َأنفُ َ
ضوابط ليستقيم العدل داخل السرة :مع المر بالعدل يأتي التشديد على وجود ضوابط
حتى تستقيم المور ول تتجاوز الحدود المسموح بها .كما في الية ) 34الّر َجنانُلَقّو انُم ونَن ضنُهنْم َع لَنى َبْع ٍ ت س انء ِبَم ان فَ ّ ضن َو ِبنَم انَأنَفقُوْا ِم ْنن أَْم َونانِلِه ْمنَفال ّ ت َقاِنَتا ٌ صانِلَح ان ُ ض َلن اللُّه َبْع َ َع لَنى الّن َ ظنوُهّن و انْه ُجنرنونُه ِّ ضنانِج ِعن تشوَزُهّنَفِع ُ ت لّْلَغْي ِبن ِبَم ان َح ِفن َ َح انِف َ ظ اللُّه َو انللِّتي تََخ انُفوَن ُن ُ ظا ٌ نفي اْلَم َ َ ُ ض ِرنُبوُهّنفَِإ ْن أََطْع َننُك ْمن فََل تَْبُغواْ َع لَنْي ِهنّننَس ِبنيًل إِّن اللَّه َك انَن َع ِلنّيا َك ِبنيًرا( فالتسلسل واضح فيها َو ان ْ
فالول يبدأ الوعظ ثم الهجر في المضاجع وأخي ًار الضرب والضرب جاء في النشوز
وجاء متأخ ًار في الترتيب فجاء بعد الوعظ والهجر فإذا لم ينفع أيًا من هذه المور يتركها عسى ال أن يبدله خي ار منها.
·
ِ سنانًنا َو ِبنِذ يناْلقُْر َبنى العدل في المجتمع كلهَ) :و انْع ُبنُد وْااللَّه َوَل تُ ْ تش ِرنُك وْان ِبِه َ تش ْينًئا َو ِبنناْلَو انلَد ْين ِإِننْح َ صانِح ِ ِ س ِبنيِل َو َمنانَم لَنَك ْتن بنبالَجننِب َو انْب ِننال ّ سنانِك ينِنَو انْلَج انِرِذ ين اْلقُْر َبنىَو انْلَج انِراْلُج ُننِب َو انل ّ َو انْلَيَتاَم ىنَو انْلَم َ
أَْيَمنانُنُك ْمن إِّن اللَّه َل ُيِح ّبن َم نن َك انَن ُم ْخن تَناًل فَُخ ونًرا( آية .36ونلحظ في الية الكريمة تعداد أنواع من الضعفاء.
·
·
·
مشاكل تؤثر على القدرة على العدل والرحمة بالضعفاء :منها البخل )الِّذينَن َيْب َخ ُلنوَن ض ِلنِه َو أَنْع َتنْد َنناِلْلَك انِف ِر ينَنَع َذنانًبا ّم ِهنينًنا( آية ،37 س ِباْلُبْخ ِلنَو َينْك تُنُم ونَنَم ان آَتاُهُم اللُّه ِم نن فَ ْ َو َينأُْم ُرنونَنالّنا َ والرياء )َو انلِّذينَنُينِفُقوَن أَْم َونانلَُهْمنِرَئناء الّنا ِ س َوَل ُيْؤ ِمنُننوَن ِباللِّه َوَل ِباْلَيْو ِم نالِخ ِرن َو َمنننَيُك ِنن ال ّ طاُن تش ْين َ س انء ِق ِر ينًنا( آية 38 لَُه قَِر ينًنا فَ َ ِ ِ ض انِع ْفنَه ان سنَننًة ُي َ ال تعالى يعاملنا بالفضل قبل العدل )إِّن اللَّه َل َيْظلُم م ثْنَقاَل َذ ّرنٍةَو إِانن تَُك َح َ
َو ُينْؤ ِتنِم نن لُّد ْن ُهن أَْج ًرناَع ِظنينًم ان( آية40
فن إَِذ ان ِج ْئنَننا ِم نن ُك ّلن أّم ٍةن الرسول صلى اله عليه وبار ك وسلم يشهد على عدلنا )فََك ْين َ
تش ِهنينًد ان( آية 41 تش ِهنينٍد َو ِجنْئنَناِب َك َع لَنى َهنُؤلء َ ِب َ
21
·
·
آية محورية هي قلب الصورة في أهمية أداء المانات) :إِّن اللَّه َيأُْم ُرنُكنْمنَأن ُتؤّد وْان الََم انَناِت إَِلى أَْه ِلنَه ان َو إِانَذ انَح َكنْمنتُنم َبْي َنن الّنا ِ ظنُك من ِبِه إِّن اللَّه َك انَن س َأن تَْح ُكنُم وْان ِباْلَعْد ِلنإِّن اللَّه ِنِع ّمنانَيِع ُ س ِمنينعانَب ِ ص ينًرا( آية58 َ ً
ِ ِ س ِبنيِل تنتقل السورة إلى محور جديد هو القتال لضمان حقوق المستضعفين )َفْلُيَقاتْل في َ
ِ ِ ِ ِ ِ ف نُنْؤ ِتنيِه اللِّه الِّذينَن َي ْ س ْون َ س ِبنيِل اللّه فَُيْقتَْل َأو َيْغ لنْب فَ َ تش ُرنونَناْلَح َيناةَ الّد ْننَينا ِبالخ َرنِةَو َمنننُيَقاتْلن في َ أَْج رناَع ِظنينم ان* و منلَانُك من َل تَُقاِتُلوَن ِفي س ِبنيِل اللِّه و انْلم سنتَن ْ ِ ِ س انءَو انْلِو ْلنَد انِنالِّذينَن َ ُ ْ ض َعنفيَنم َنن الّر َجنانِلَو انلّن َ َ ً َ َ ْ ً َيُقوُلوَن ر ّبنَناأَْخ ِرنْج َننناِم ْنن َهنِذ ِهناْلقَر َينِةال ّ ظاِلِم أَْه لُنَه ان َو انْج َعنلنلَّنا ِم نن لُّدنَك َو ِلنّيا َو انْج َعنلنلَّنا ِم نن لُّدنَك ْ َ
َنِص ينًرا( آية .75 – 74وقد يتغرب البعض من ورود آيات القتال في سورة النساء
والحقيقة أن مكان اليات في هذه السورة لن النساء هن مصنع المقاتلين والمرأة مقاتلة في بيتها بصبرها وطاعتها لزوجها.
·
الح.ث على العدل أثناء الجهاد ومعاملة الناس برحمة حتى في القتال وهذا من أخلق
·
خطورة المنافقين :تنتقل اليات في ربع كامل للتنبيه إلى خطورة المنافقين لن أكثر
ِ س لَنَم س ِبنيِل اللِّه َفتََبّيُنوْا َوَل تَُقولُوْا ِلَم ْنن أَْلَقى إِلَْي ُكنُمن ال ّ الحربَ) :يا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا إَِذ ان َ ض َرنْبنتُنْمفي َ ضناْلَح َيناِة الّد ْننَينا فَِع ننَد اللِّه َم َغناِنُمن َك ِثنيَرةٌَك َذنِلنَك ُكنُتم ّم نن قَْب ُلن فََم ّنن اللُّه َع َلنْي ُكنْمن س َتن ُم ْؤنِمنًنناتَْب تَنُغوَن َع َرن َ لَ ْ َفتََبّيُنوْا إِّن اللَّه َك انَن ِبَم ان تَْع َمنلُنوَن َخ ِبنيًرا( آية94
ما يعيق اتمام العدل هو انتشار المنافقين
·
·
ظاِلِمين أَْن فُنِس ِه نْمنَقالُوْا ِفيَم ُكنتُْم توصيات للقليات المستضعفة) :إِّن الِّذينَن تََو فّناُهُم اْلَم آلنِئَك ُةن َ ض َعنِفيَنِفي الَْر ِ ضناللِّه َو انِس َعنًةنَفتَُه انِج ُرنوْانِفيَه ان فَأُْو لَ نِئ َك َم أْنَو انُهْم ضنَقاْلَو اْنأَلَْم تَُك ْنن أَْر ُ سنتَن ْ َقالُوْا ُك ّنا ُم ْ صن ي نرا* إِلّاْلم سنتَن ْ ِ ِ ِ س تَنِط ينُعوَن ِحينلًَة َوَل س انءَو انْلِو ْلنَد انِنَل َي ْ ُ ْ ض َعنفيَنم َنن الّر َجنانِلَو انلّن َ َج َهنّنُم َو َ سنانءْتَم ً ل( آية 98 – 97 س ِبني ً َيْه تَنُدوَن َ
رحمة ال تعالى بعباده :ومنها رحمته بنا حتى في الصلة فشّرعقصر الصلة )َو إِانَذ ان
ض َرنْبنتُْمِفي الَْر ِ لنِة إِْن ِخ ْفنتُْم َأن َيْفِتَنُك ُمن الِّذينَن َك فَنُر وْانإِّن ص ُرنوْانِم َنن ال ّ ص َ َ سن َع لَنْي ُكنْمنُج َنناٌ ح َأن تَْق ُ ضنَفلَْي َ اْلَك انِف ِر ينَنَك انُنوْا لَُك ْمن َع ُدنّو انّم ِبنيًنا ( آية ،101وصلة الخوف )َو إِانَذ انُكنَت ِفيِه ْمن فَأَقَْم َتن لَُهُم ال ّ ص َ لنةَ طؤآِئفٌَة ّم ْننهم ّم عنَك و ْلنَيأُْخ ُذنوْانأَ ِ طؤآِئفٌَة أُْخ َرنن ىلَْم س َجنُدنوْان َفْلَيُكوُنوْا ِم نن َو َرنآِئُك ْمَنو ْلنتَأِْت َ َفْلتَقُْم َ ْ س لنَح َتنُهْم فَِإ َذ ان َ ُ َ َ ِ ُيص ّلنوْا َفْلُيص ّلنوْا م عنَك و ْلنَيأُْخ ُذنوْانِح ْذنرنُهمو أَن ِ س ِلنَح ِتنُك ْمنَو أَنْم ِتنَعِتُك ْمن س لنَح َتنُهْمنَو ّدنالّذينَن َك فَنُر وْانلَْو تَْغ ُفنُلوَن َع ْنن أَ ْ َ َْ ْ َ ََ َ َ ض ُعنوْا فََيِم ينُلوَن َع لَنْي ُك منّم ْينلَنًة َو انِح َدنةًنَوَل ُج َنناَ ح َع لَنْي ُكنْمنِإن َك انَن ِبُك ْمن أًَذ ىن ّم نن ّم َ ضنىنَأن تَ َ طنٍر أَْو ُكنُتم ّم ْرن َ س ِلنَح َتنُك ْمنَو ُخنُذنوْانِح ْذنَرنُكنْمإِنّن اللَّه أََع ّدن ِلْلَك انِف ِر ينَنَع َذنانًبا ّم ِهنينًنا( آية 102 أَ ْ
22
·
العدل مع القليات المسلمة التي تعيش مع المسلمين :فالعدل واجب للمسلمين وغيرهم
س ِبم ان أَراَك اللُّه وَل تَُك نن لّْلَخ ؤآنِئِنيَن َخ ِ ايضًا )إِّنا َأنَز ْلنَنا إِلَْي َكن اْلِك تَناَب ِباْلَح ّ ِ صنينًم ان( َ قنلتَْح ُكنَمن َبْي َنن الّنا ِ َ َ
ِ ِ ِّ ِ ّ س ُهنْمن آية 105و)َو لَنْو لَنفَ ْ ض ُلناللّه َع لَنْي َكن َو َر نْحن َمنتُنلَُهَه ّم تن طؤآئفٌَة ّم ْننُهنْم َأن ُيض لّنوَك َو َمنانُيض لّنوَن إِل َأنفُ َ ض ُلناللِّه ض ّرنونَنَكِم نن َ تش ْين ٍءنَو أَننَز َل ناللُّه َع لَنْي َكن اْلِك تَناَب َو انْلِح ْكنَمنَةَنو َعنّلنَم َكنَم ان لَْم تَُك ْنن تَْع لَنُم َو َكنانَنفَ ْ َو َمنانَي ُ َع لَنْي َكن َع ِظنينًم ان( آية113 ِ ِ ِ تش َه َد انء ِللِّه َو لَنْو َع َلنى َأنفُِس ُك نْمن أَِو اْلَو انِلَد ْينِنن س ِطن ُ تذكرة بالعدلَ) :يا أَّيَه ان الّذينَن آَم ُننوْا ُكوُنوْا َقّو انم ينَنِباْلق ْ ضوْان َو انلَْقَر ِبنيَنِإن َيُك ْنن َغ ِننّيا أَْو َفَقيًرا َفاللُّه أَْو لَننى ِبِه َمنانفَ َ ل تَتِّب ُعوْا اْلَه َو ىنَأن تَْع ِدنُلنوْا َو إِانن تَْلُو وْانأَْو تُْع ِرن ُ فَِإ ّنن اللَّه َك انَن ِبَم ان تَْع َمنلُنوَن َخ ِبنيًرا( آية 135 ومن لطائف هذه السورة الكري:ة أن أكثر آياتا ختمت بأساء ال السن )عليم ،،حكيم،أو من صفات القدرة والرح:ة والفغفرة( وقد ورد 42اساً من هذه الساء ف آيات السورة ما يشدد على أهي:ة العدل والرح:ة ف سورة النساء لن العلم والقدرة والكم:ة والفغفرة والرح:ة هي من دلئل العدل .فسبحان ال العدل الكيم الرحيم الفغفور،.
. 5سورة المائدة ) هدف السورة: الوفاء بالعهود(
سورة المائدة هي أول سورة ابتدأت بن )يا أيها الذين آمنوا( وتكرر فيها هذا النداء 16مرة
من أصل 88مرة وردت في القرآن كله .وهي آخر ما نزل على رسول ال صلى ال
عليه وسلم وبار ك في المدينة بعد حجة الوداع .وقد اشتملت على العديد من الحكام : أحكام العقود ،الذبائح ،الصيد ،الحرام ،نكاح الكتابيات ،الردة ،أحكام الطهارة ،حد السرقة ،حد البغي والفساد في الرض ،أحكام الميسر والخمر ،كفارة اليمين ،قتل
الصيد في الحرام ،الوصية عند الموت ،البحيرة والسائبة ،الحكم على من تر ك العمل بشريعة ال وغيرها .وقد ورد عن النبي صلى ال عليه وسلم وبار ك أنه قال ":عّلموا رجالكم سورة المائدة" لما فيها من أحكام ووفاء بالعهود والمواثيق.
والخطاب من ال تعالى للمؤمنين بر )يا أيها الذين آمنوا( بمعنى يا من آمنتم بي ورضيتم
أن تدخلوا في ديني عليكم أن تنفذوا أوامري لتفلحوا وتكونوا من المؤمنين حقًا.
وسميت السورة بر )المائدة( لورود قصة المائدة في نهاية السورة في قصة سيدنا عيسى
والحواريين .لكن التسمية ل تتعلق فقط بذكر المائدة في السورة ولكن العبرة من القصة
هي الهدف وتسميتها تتناسب مع هدف السورة ،لن ال تعالى حذر الحواريين أنه
سينزل عليهم المائدة ولكن من كفر بعدها ولم يؤمن سيعذبه ال عذابًا شديدًا وهذا توجيه 23
وتحذير للمسلمين بأن عليهم الوفاء بالعهود والمواثيق إوال سيكون العذاب جزاؤهم كما في قصة المائدة.
والسورة شددت ف معظم آياتا على العهود والواثيق باختلفها وكل نداء )يا أيها الذين آمنوا( ينص على عهد متلف ،واليات تذكر باستمرار بأهي:ة الوفاء بالعهود واللتزام با.
النداء الول :العقد الول في الطيبات من الكل وهي أول ضروريات الحياة ،وما أحله
ال تعالى لنا .ومن رحمة ال أنه ابتدأ الحكام بما أحّل وليس بما حّر مرَ) .يا أَّيَه ان الِّذينَن ص ْينِدن َو أَننتُْم ُح ُرنٌمنإِّن اللَّه آَم ُننوْا أَْو فُنوْا ِباْلُعُقوِد أُِح ّلنْت لَُك من َبِه ينَم ُةنالَْن َعاِم إِلّ َم ان ُيْتَلى َع لَنْي ُك ْمنَغ ْينَر ُم ِحنّلني ال ّ
َيْح ُكنُمنَم ان ُيِر ينُد ( )آية (1 تش َعنؤآِئ َر اللِّه َوَل ال ّ ينَوَل اْلَقآلِئَد َول النداء الثانيَ) :يا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا َل تُِح ّلنوْا َ تش ْهنَرن اْلَح َرناَمَوَل اْلَه ْدن َ تش َننؤآُن قَْو ٍم ن ص َ ض ً طنناُد وْا َوَل َيْج ِرنَم ّننُك ْمن َ لنّم نن ّر ّبنِه ْمنَو ِر ن ْ آّم ينَن اْلَبْي َتن اْلَح َرناَمَيْب تَنُغوَن فَ ْ ض َونانًَناو إِانَذ انَح َلنْلتُْم َفا ْ سنِجنِدناْلَح َرناِمَأن تَْع تَنُد وْان َو تَنَعاَو ُننوْاَع لَنى اْلبّر َو انلتّْقَو ىنَوَل تََعاَو ُننوْا َع َلنى اِل ثِْنم ص ّدنونُك ْمنَع ِنن اْلَم ْ َأن َ َو انْلُعْد َونانِنَو انتّقُوْا اللَّه إِّن اللَّه َتش ِدنينُد اْلِع قَناِب (ننن آية . 2هذه الية فيها الح.ث على مبادئ اسلمية
عظيمة وانتقل من طيبات الطعام إلى مبادئ النسانية والعدل ووحدة المجتمع.
آية تحريم بعض الطعام وآية إكمال الدينُ) :ح ّرنَمنْتنَع َلنْي ُك ُمناْلَم ْينتَنُة َو انْلّد ُمنَو لَنْح ُمناْلِخ ْننِز ينِرَو َمنانأُِه ّلن
س ُبنُع إِلّ َم ان َذ ّكنْينتُنْم َو َمنانُذ ِبَح َع َلنى ِلَغْي ِرن اللِّه ِبِه َو انْلُم ْننَخ ِننقَُةَو انْلَم ْون قُننوَذ ةَُنو انْلُم تَنَر ّدنَين َُةو انلّنِط ينَح َُةنو َمنانأََك َلن ال ّ ِ ِ ِ ِ الّنص ِبن و أَنن تَ ِ تشنْونُهنْم س الِّذينَن َك فَنُر وْانِم نن ِدينِنُك ْمنفَ َ ل تَْخ َ سٌ س تَنْقس ُم نوْانِبالَْزلَم َذ لنُك ْمن ف ْ ْ قن اْلَيْو َم نَيئ َ ُ َ تنَع لَنْي ُك منِنع منِتني و ر ن ِ ض طُنّر ِفي تشنْون ِاْل ضن ي ن ُلَ َو انْخ َ سنلَنَم ِدينًنا فََم ِنن ا ْ ت لَُك ْمن ِدينَنُك ْمنَو أَنتَْم ْمن ُ نننَيْو َم نأَْك َمنْلن ُ تُك ُمن اِل ْ ْ َْ َ َ م ْخن منصنٍةنَغ ْينرن م تَنَج انِن ٍ فن ِّل ثٍْنم فَِإ ّنن اللَّه َغ فُنوٌر ّر ِحنينٌم .ن( آية 3وفيها حّر مرربنا تعالى بعض أنواع َ َ َ َ ُ
الطعام وجاءت فيها )اليوم أكملت لكم دينكم( لن الدين قد اكتمل وتم وعلينا أن نعاهد
ال تعالى على كمال هذا الدين والعمل به.
تشريع نكاح الكتابيات ،بعد ذكر الطيبات من الطعام ذكر ال تعالى لنا الطيبات من الزوجات .وأحّل ال تعالى للمسلمين الزواج من الكتابيات ما دمن محصنات عفيفات.
ِ )اْلَيْو م نأُِح ّلن لَُك من ال ّ تِم َنن طنَعاُمالِّذينَن ُأوتُوْا اْلِك تَناَب ِح ّلن لُّك ْمن َو َ ت َو َ صنَننا ُ طّيَبا ُ طنَعاُم ُكنْمنح ّلن لُّهْم َو انْلُم ْحن َ ُ َ تِم َنن الِّذينَن ُأوتُوْا اْلِك تَناَب ِم نن قَْب ِلنُك من إَِذ ان آتَْي تُنم ونُهّن أُُجونرُهّنم ْحن ِ ِ صن ِنننيَنَغ ْينَر صنَننا ُ اْلُم ْؤنِمنَنناتَو انْلُم ْحن َ ْ َ ُ ُ ط َع َمنلُنُه َو ُهنَو ِفي الِخ َرنِةِم َنن اْلَخ انِس ِر نينَن ( ن سنانِفِحينَنَوَل ُم تّنِخ ِذن ينأَْخ َدنانٍن َو َمنننَيْك فُنْر ِباِل ينَم انِنفَقَْد َح ِبن َ ُم َ آية 5
النداء الثالث :أحكام الوضوء .بعد ذكر الطيبات من الطعام والزوجات ل بد من ذكر
طيبات الروح وطهارتها لذا جاءت آية الوضوء هنا في السورةَ) .يا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا إَِذ ان 24
ص لنِة فاْغ ِسن لُنوْا ُو ُجنونَهُك ْمنَو أَنْي ِدنَينُك ْمنإَِلى اْلَم َرناِف ِ سنُحنوْانِب ُر ُؤننونِس ُك نَْمنو أَنْر ُجنَلنُك ْإِمنَلى اْلَك ْعنَبنيِن قُْم تُنْم إَِلى ال ّ قَو انْم َ ِِ و إِانن ُكنتُم ُج ُننًبا َفا ّ سنتُنُم ض أ طّه ُر وْانَو إِانن ُكنُتم ّم ْرن َ س فَنٍر أَْو َج انء أََح ٌدن ّم ننُك من ّم َنن اْلَغائط أَْو لََم ْ نىنَْو َع لَنى َ َ ْ سنُحنوْانِبُو ُجنونِه ُكنْمنَو أَنْي ِدنينُك منّم ْننُهن َم ان ُيِر ينُد اللُّه ِلَيْج َعنَلن ص ِعنينًد ان َ طّيًبا َفاْم َ س انء َفلَْم تَِج ُدنوْان َم انء َفتََيّم ُمنوْان َ الّن َ تش ُكنُر ونَن ( ن آية6 َع لَنْي ُكنمنّم ْنن َح َرنٍجَو لَنِك ننُيِر ينُد ِلُي َ طّه َر ُكنْمنَو ِلنُيِتّمنِنْع َمنتَنُه َع لَنْي ُكنْمنلََع لّنُك ْمن تَ ْ
تذكير بضرورة الوفاء بالعهود :بعد كل بضع آيات عن العهود تأتي آية تذكر بأهمية الوفاء ِ ِ ِ ِ طْع َننا س ِمنْعنَننا َو أَن َ بالعهود كما في الية )َو انْذ ُكنُرنوْاننْع َمنَةناللّه َع لَنْي ُك ْمنَو ِمنينَثاقَُه الّذ ين َو انثَقَُك منِبه إِْذ ُقْلتُْم َ ص ُدنوِر ( ن آية7 َو انتّقُوْا اللَّه إِّن اللَّه َع ِلنيٌم ِب َذ انِت ال ّ النداء الرابع :العدل .فمن ضمن ما نعاهد ال تعالى عليه ،العدل حتى لو ظلم المسلم
ويذكرنا تعالى بأنه وّفى بعهده مع عباده فكيف ل يوّفي العباد بعهودهم مع ربهم ومع ِ تش َننؤآُن قَْو ٍم نَع َلنى أَلّ س ِطنَوَل َيْج ِرنَم ّننُك ْمن َ الناسَ) .يا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا ُكوُنوْا َقّو انِم ينَنِللِّه ُ تش َه َد انء ِباْلق ْ
بنِللتّْقَو ىنَو انتّقُوْا اللَّه إِّن اللَّه َخ ِبنيٌر ِبَم ان تَْع َمنلُنوَن ( ن آية 8 تَْع ِدنُلنوْا اْع ِدنُلنوْا ُهَو أَْقَر ُ
النداء الخامس :التذكير بنعمة ال على عباده )َيا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا اْذ ُكنُر وْانِنْع َمنَتناللِّه َع َلنْي ُك ْمنإِْذ سنطُنوْا إِلَْي ُكنْمن أَْي ِدنَينُهْم فََك ّ فن أَْي ِدنَينُهْم َع ننُك ْمن َو انتّقُوْا اللَّه َو َعنَلنىاللِّه َفْلَيتََو ّكنِلناْلُم ْؤنِمنُننوَن ( ن آية َهّم قَْو ٌم نَأن َيْب ُ 11
قصة بني اسرائيل :جاء ذكرها هنا لن بني اسرائيل قد نقضوا الكثير من العهود وهم
نموذج لمن ينقض بالعهود والمواثيق ).و لَنقَْد أََخ َذن اللُّه ِم ينَثا َ ِ س َرنآِئيَلَو َبنَعثَْناِم ننُهُم اثَْنْي ق َبني إِ ْ َ سنِلنيَو َعنّزن ْر نُتنُم ونُهْم تشنَرن َنِقيًبا َو قَنناَل اللُّه إِّني َم َعنُك ْمن لَِئ ْن أَقَْم تُنُم ال ّ َع َ ص لَنةَ َو آنتَْي تُنُم الّز َكنانةََو آنَم ننُتم ِب ُر ُ س ّينَئاِتُك ْمنَولُْد ِخنَلنّنُك ْمنَج ّنناٍت تَْج ِرن يِم نن تَْح ِتنَه انالَْن َهناُر فََم نن َو أَنْقَر ْ ضن تُنُماللَّه قَْر ً سنًننا ّلَُك فّنَر ّن نَع ننُك ْمن َ ضنانَح َ س ِبنيِل * ن فَِبم اَنْق ِ ض ِه نمنّم ينَثاقَُهْم َلعّناُهْم َو َجنَعنْلنَناُقُلوَبُهْم َقاِس َينًة س َونانءال ّ َك فَنَر َبْع َدن َذ ِلنَك ِم ننُك ْمن فَقَْد َ ض ّلن َ َ ُيَح ّرنفُنوَناْلَك ِلنم َع نن ّم ونان ِ ض ِع نِهنو َننس واْنَح ّ ظنا ّم ّمنان ُذ ّك ُرنواْنِبِه َولَ تََزاُل تَطِّلُع َع َلنَى َخ ؤآنِئَنٍة ّم ْننُهْم إِلّ َقِليلً َ ُ َ َ بن اْلُم ْحن ِسن ِنننيَن ( ن آية13 – 12 ص فَنْحإِّن اللَّه ُيِح ّ ّم ْننُهُم َفاْع ُ فن َع ْننُهْم َو ان ْ س ىن ِلقَْو ِم نِهنَيا قَْو ِم ناْذ ُكنُرنوْانِنْع َمنَةناللِّه َع َلنْي ُكنْمنإِْذ َج َعنَلن قصة سيدنا موسى ودخول القدسَ) :و إِانْذ َقاَل ُم ون َ ِفيُك ْمن َأنِب َياء َو َجنَعنلَنُك منّم لُنوًك ان َو آنَتاُك منّم ان لَْم ُيْؤ ِتنأََح ًدنان ّم نن اْلَعالَِم ينَن * َ *..قاَل فَِإ ّنَه ان ُم َحنّرنَمنٌةنَع َلنْي ِه ْمن ِ س َننًة َيِتيُهوَن ِفي الَْر ِ ضنفَلَ تَأَْس َع لَنى اْلقَْو ِم ناْلَفاِس ِقننيَن ( ن الياتمن .26 – 20وفي أَْر َبنع ينَن َ
ورودها تأكيد آخر على نموذج نقض العهود من بني اسرائيل والفرق بين رد ال تعالى
عليهم )فإنها محرمة عليهم( وبين خطابه سبحانه للمؤمنين )أحل لكم الطيبات(
قصة ابني آدم :ورودها في هذه السورة بعد قصة بني اسرائيل لن بني اسرائيل نقضوا
العهود من جبنهم وقابيل قتل أخاه هابيل بتسرعه ونقضه للعهدَ) .و انْتُل َع َلنْي ِه ْمنَنَبأَ اْب َنْي آَد َمن 25
قنإِْذ قَّر َبنا قُْر َبناًنافَتُقُّب َلن ِم نن أََح ِدنِهنَمنانَو لَنْم ُيتَقَّب ْلن ِم َنن الَخ ِرن َقاَل َلَْقتُلَّنَك َقاَل إِّنَم ان َيتَقَّب ُلن اللُّه ِم َنن ِباْلَح ّ اْلُم تّنِقيَن ( آية .31 – 27 النداء السادس :تأكيد وسيلة تعين على الوفاء بالعهود وهي تقوى ال والجهاد في سبيله ِ ِ ِ ِ ِ س ِبنيِلِه لََع لّنُك ْمن تُْف ِلنُحونَن ( ن آية35 )َيا أَّيَه ان الّذينَن آَم ُننوْا اتّقُوْا اللَّه َو انْب تَنُغوْا إَِليه اْلَو سنني نلََةَو َجنانه ُدنوْافي َ
ِ ِ ر ىْو ِلنَياء ص انَ أَ النداء السابع والثامن :الؤآيات َ) 66 – 51يا أَّيَه ان الّذينَن آَم ُننوْا َل تَتّخ ُذنوْان اْلَيُهوَد َو انلّن َ ضن و منننَيتَو لّنُهم ّم ننُك من فَِإ ّنُه ِم ْننُهنم إِّن اللَّه َل َيْه ِدن يناْلقَْو م نال ّ ظاِلِم ينَن * ن َ *..ياأَّيَه ان َبْع ُ ضنُهنْمنأَْو ِلنَياء َبْع ٍ َ َ َ ْ ْ َ ِ ِِ ِ ِ ف نَيأِْتين اللُّه ِبقَْو ٍم نُيِح ّبنُهْم َو ُينِح ّبنوَنُهأَِذ ّلنٍة َع َلنى اْلُم ْؤنِمنِننيَن س ْون َ الّذينَن آَم ُننوْا َم نن َيْر تَنّد م ننُك ْمن َع نن ديننه فَ َ ِ ِ ِ ِ تش انء ض ُلناللِّه ُيْؤ ِتنيِه َم نن َي َ س ِبنيِل اللِّه َوَل َيَخ انُفوَن لَْو َم نَةنلِئٍم َذ ِلنَك فَ ْ أَع ّزنٍةَع لَنى اْلَك انف ِر ينَنُيَج انه ُدنوَن في َ َو انللُّه َو انِس ٌع نَع ِلنيٌم (ن وفيها دعوة الى عدم اتخاذ اليهود والنصار ى أولياء وهذا ل يعني عدم التسامح .يجب أن تكون للمسلمين هوية خاصة بعيداً عن التقليد العمى .وهذه اليات سبقها ِ س انِرُع ونَنِفي اْلُك ْفِر ِم َنن الِّذينَن َقالُوْا آَم ّننا سنوُلَل َيْح ُزنننَكالّذينَن ُي َ ربع كامل من الية َ) 41يا أَّيَه ان الّر ُ ِ ِ ِ ِ ِ س ّمنانُع ونَن ِلقَْو ٍم نآَخ ِرنينَنلَْم َيأُْتوَك س ّمنانُع ونَن لْلَك ذنِبن َ ِبأَْفَو انه ِهنْمنَو لَنْم تُْؤ ِمنننُقُلوُبُهْم َو ِمنَننالّذينَن ه انُد وْان َ ُيَح ّرنفُنوَناْلَك ِلنم ِم نن َبع ِدن م ونان ِ ض ِع ن َِيهنُقوُلوَن إِْن ُأوِتيتُْم َهنَذ ان َفُخ ُذنوهُ َو إِانن لّْم تُْؤ تَنْو ُهنَفاْح َذنُرنوْانَو َمنننُيِرِد اللُّه ْ ََ َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ي تش ْينًئا أُْو لَ نئ َك الّذينَن لَْم ُيِرِد اللُّه َأن ُي َ ِفتَْنتَُه َفَلن تَْم لنَك لَُه م َنن اللّه َ طّه َرن ُقُلوَبُهْم لَُهْم في الّد ْننَينا خ ْزن ٌ ِِ ِ و لَنهم ِفي الِخ رنِةَع َذنان ٌ ِ سنُننِم َنن اللِّه ُح ْكنًمنان ب َع ظنينٌم (ن إلىالية ) 50أَفَُح ْكنَمن اْلَج انه لنّية َيْب ُغوَن َو َمنْننأَْح َ َ َ ُْ لّقَْو ٍم نُيوِقُنوَن ( ن بتوجيهات
النداء التاسع :عقاب الذين ينقضون العهود أن يستبدلهم ال تعالى بغيرهمَ) .يا أَّيَه ان الِّذينَن ِ ِِ ِ ف نَيأِْتين اللُّه ِبقَْو ٍم نُيِح ّبنُهْم َو ُينِح ّبنوَنُهأَِذ ّلنٍة َع َلنى اْلُم ْؤنِمنِننيَنأَِع ّزنٍة س ْون َ آَم ُننوْا َم نن َيْر تَنّد م ننُك ْمن َع نن ديننه فَ َ ِ ِ ِ تش انء َو انللُّه ض ُلناللِّه ُيْؤ ِتنيِه َم نن َي َ س ِبنيِل اللِّه َوَل َيَخ انُفوَن لَْو َم نَةنلِئٍم َذ ِلنَك فَ ْ َع لَنى اْلَك انف ِر ينَنُيَج انه ُدنوَن في َ َو انِس ٌع نَع ِلنيٌم (ن آية 54
النداء العاتشر :النهي عن اتخاذ الكفار والمستهزئين بالدين أولياء )َيا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا َل تَتِّخ ُذنوْان الِّذينَن اتَّخ ُذنوْا ِدينَنُك ْمنُهُز ًو نانَو لَنِع ًبناّم َنن الِّذينَن ُأوتُوْا اْلِك تَناَب ِم نن قَْب ِلنُك ْمن َو انْلُك ّفاَرأَْو ِلنَياء َو انتّقُوْا اللَّه ِإن ُكنُتم ّم ْؤنِمنِننيَن ( ن آية57 النداء الحاد ي عتشر :النهي عن تحريم ما أحّل ال تعالىَ) .يا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا َل تَُح ّرنُمنوْان بن اْلُم ْعنتَنِد ينَن ( ن آية87 طّيَباِت َم ان أََح ّلن اللُّه لَُك ْمن َوَل تَْع تَنُد وْا إِّن اللَّه َل ُيِح ّ َ
النداء الثاني عتشر :النهي عن الخمر والميسر وهي من ضمن الوفاء بالعهود وعلى
المسلم أن يعاهد ال تعالى على تر ك هذه الموبقات وان يحفظ عهده )َيا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا سنّم ْنن َع َمنِلنال ّ طناِن َفاْج تَنِنُبوهُ لََع لّنُك ْمن تُْف ِلنُحونَن ( ن آية90 إِّنَم ان اْلَخ ْمنُرنَو انْلَم ْينِس ُرَنو ان َ تش ْين َ ص ان ُ بَو انلَْزلَُمِرْج ٌ لن َ
26
ص ْينِدن تََنالُُه أَْي ِدنينُك ْمن َو ِرنَم انُح ُكنْمن تش ْين ٍءنّم َنن ال ّ النداء الثالث عتشرَ) :يا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا لََيْب لُنَو ّننُك ُمناللُّه ِب َ ب أَِليٌم (ن آية 94 ِلَيْع لَنَم اللُّه َم نن َيَخ انفُُه ِباْلَغْي ِبن فََم ِنن اْع تَنَد ىن َبْع َدن َذ ِلنَك َفلَُه َع َذنان ٌ
النداء الرابع عتشر :من رحمة ال تعالى بنا أن جعل لنا بعد التشدد في العهود والوفاء بها
ِ س أَنلُوْا َع ْنن ضوابط بأن ل نضّيق على أنفسنا بالسؤال عما ل يعنيناَ) .يا أَّيَه ان الّذينَن آَم ُننوْا َل تَ ْ س أَنلُوْا َع ْننَه ان ِحينَن ُيَنّز ُل ناْلقُْرآُن تُْب َدن لَُك ْمن َع فَنا اللُّه َع ْننَهنانَو انللُّه َغ فُنوٌر أَ ْ س ْؤنُكنْمنَو إِانن تَ ْ تش َيناء ِإن تُْب َدن لَُك ْمن تَ ُ َح ِلنيٌم ( آية 101
النداء الخامس عتشر :وفي هذه الية يضع ال تعالى لنا ضابطًا آخر بأنه علينا بأنفسنا
لَ) .يا ول يضرنا لو ضل كل من حولنا علينا أن نحفظ عهدنا مهما كان من حولنا ضا ً ِ ض ّلن إَِذ ان اْه تَنَد ْينتُنْم إَِلى اللِّه َم ْرنِجنُعنُك ْمنَج ِمنينًعا فَُيَنّبُئُك من ِبَم ان ض ّرنُكنمنّم نن َ س ُكنْمن َل َي ُ أَّيَه ان الّذينَن آَم ُننوْا َع لَنْي ُكنْمنَأنفُ َ ُكنتُْم تَْع َمنلُنوَن ( ن آية 105
ضنَرن النداء السادس عتشر :حكم الوصية والشهادة )ِيا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا َ تش َهناَد ةُن َبْي ِننُك ْمن إَِذ ان َح َ ت نِحينَن اْلو ِ ض َرنْبنتُْمِفي الَْر ِ ضن أََح َدنُكنُمناْلَم ْون ُ صن ّينِةاثَْناِن َذ َونانَع ْدنٍلنّم ننُك ْمن أَْو آَخ َرناِنِم ْنن َغ ْينِرُك ْمنإِْن َأنتُْم َ َ ِ ِ تش تَنِر ي ِبِه ثََم ًننا سوَنُهَم انِم نن َبْع ِدن ال ّ ص لَنِة فَُيْقِس َم نانِن ِباللِّه إِِن اْر تَنْب تُنْم َل َن ْ ص انَبتُْك من ّم صن ينَبُةاْلَم ْون ت نتَْح ِبن ُ فَأَ َ تش َهناَد ةَن اللِّه إِّنا إًِذ ان لِّم َنن الِثِم ينَن ( آية 106 َو لَنْو َك انَن َذ ان قُْر َبنى َوَل َنْك تُنُم َ
أهداف الشريعة السلمية :ذكر الفقهاء أن مقاصد الشريعة هي خمسة :حفظ الدين
والعقل والمال والنفس والعرض ،وهذه المقاصد الخمسة هي لمصلحة المؤمن فعليه أن يفي بعهوده وهذه المقاصد موجودة في سورة المائدة: ·
·
·
ِ ِِ ِ ِ ف نَيأِْتين اللُّه ِبقَْو ٍم ن س ْون َ حفظ الدين )َيا أَّيَه ان الّذينَن آَم ُننوْا َم نن َيْر تَنّد م ننُك ْمن َع نن ديننه فَ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ ِ س ِبنيِل اللِّه َوَل ُيح ّبنُهْم َو ُينح ّبنوَنُهأَذ ّلنة َع لَنى اْلُم ْؤنِمنننيَنأَع ّزنٍةَع لَنى اْلَك انف ِر ينَنُيَج انه ُدنوَن في َ تش انء َو انللُّه َو انِس ٌع نَع ِلنيٌم (ن آية 54 ض ُلناللِّه ُيْؤ ِتنيِه َم نن َي َ َيَخ انُفوَن لَْو َم نَةنلِئٍم َذ ِلنَك فَ ْ حفظ النفس )ِم ْنن أَْج ِلن َذ ِلنَك َك تَنْب َننا َع لَنى َبِني إِ ِ س ان ِبَغْي ِرن َنْف ٍ س أَْو ْ س َرنائيَلأَّنُه َم نن قَتََل َنْف ً ِ س انٍد ِفي الَْر ِ س َج ِمنينًعانَو لَنقَْد س َج منينًعانَو َمنْننأَْح َينناَها فََك أَنّنَم ان أَْح َيننا الّنا َ ضنفََك أَنّنَم ان قَتََل الّنا َ فَ َ سنلُنَناِبالَبّيَناِت ثُّم إِّن َك ِثنيًراّم ْننُهم َبْع َدن َذ ِلنَك ِفي الَْر ِ سنِرنُفوَن ( ن آية32 ضنلَُم ْ َج انء تُْهْم ُر ُ
حفظ العرض )اْلَيْو م نأُِح ّلن لَُك من ال ّ طنَعاُم ُكنْمن طنَعاُمالِّذينَن ُأوتُوْا اْلِك تَناَب ِح ّلن لُّك ْمن َو َ ت َو َ طّيَبا ُ ُ َ ِ ِح ّلن لّهم و انْلم ْحن صنَننا ُِ تِم َنن الِّذينَن ُأوتُوْا اْلِك تَناَب ِم نن قَْب ِلنُك ْمن إَِذ ان صنَننا ُ تم َنن اْلُم ْؤنِمنَنناتَو انْلُم ْحن َ ُْ َ ُ َ ِ ِ سنانِفِحينَنَوَل ُم تّنِخ ِذن ينأَْخ َدنانٍن َو َمنننَيْك فُنْر ِباِل ينَم انِنفَقَْد آتَْي تُُم ونُهّن أُُج ونَرُهّنُم ْحن صن ننيَنَغ ْينَرن ُم َ ط َع َمنلُنُه َو ُهنَو ِفي الِخ َرنِةِم َنن اْلَخ انِس ِر نينَن ( ن آية5 َح ِبن َ
27
·
·
ِ سنَبنا َنَك انًل ّم َنن اللِّه َو انللُّه قَنو انل ّ حفظ المال )َو انل ّ س انِرقَُةَفاْق َ س انِر ُ طُعوْا أَْي دنَينُهَم انَج َزناءِبَم ان َك َ َع ِزنينٌز َح ِكنينٌم (ن آية 38 سنّم ْنن حفظ العقل )َيا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننواْ إِّنَم ان اْلَخ ْمنُرنَو انْلَم ْينِس ُرَنو ان َ ص ان ُ بَو انلَْزلَُمِرْج ٌ لن َ َع َمنِلنال ّ طناِن َفاْج تَنِنُبوهُ لََع لّنُك ْمن تُْف ِلنُح ونَن ( ن آية90 تش ْين َ
سنَلنفََيُقوُل َم انَذ ان أُِج ْبنتُنْم َقالُوْا َل ختام السورة :مراجعة العقود يوم القيامةَ) :يْو َم نَيْج َمنعُناللُّه الّر ُ ِع ْلنَم لََنا إِّنَك َأنَت َع لّنُم اْلُغُيوِب (ننن آية109 وقد اشتملت السورة من أولها إلى خاتمتها بالعقود وأهمية الوفاء بها :بداية السورة )َيا
ِ سنوُلَب لّنْغ َم ان ُأنِز َل نإِلَْي َكن ِم نن ّر ّبنَك َو إِانن لّْم أَّيَه ان الّذينَن آَم ُننوْا أَْو فُنوْا ِباْلُعُقوِد (ن آية 1ووسطها )َيا أَّيَه ان الّر ُ تَْفع ْلن فَم ان َب لّنْغ َتن ِرس انلَتَُه و انللُّه َيع ِ صن ُم نَكنِم َنن الّنا ِ س إِّن اللَّه َل َيْه ِدن يناْلقَْو َم ناْلَك انِف ِر ينَن ( ن آية67 ْ َ َ َ َ ص انِد ِقنيَن ِ ت تَْج ِرن يِم نن تَْح ِتنَه انالَْن َهناُر َخ انِلِدينَن ونهايتها )َقاَل اللُّه َهَذ ان َيْو ُم نَينفَُع ال ّ ص ْد نقُنُهْملَُهْم َج ّننا ٌ ِفيه ان أََبًد ان ّر ِ ضنوْانَع ْننُهن َذ ِلنَك اْلَفْو ُزنناْلَعِظ ينُم (ن آية 119 ضن َي ناللُّه َع ْننُهنْم َو َر ن ُ َ صانِد ِقنيَن ِ ص ْد نقُنُهْملَُهْم وآخر سورة المائدة مرتبط بأول السورة ايضًا )َقاَل اللُّه َهَذ ان َيْو ُم نَينفَُع ال ّ
ت تَْج ِرن يِم نن تَْح ِتنه انالَْن هار َخ انِلِدينَن ِفيه ان أََبًد ان ّر ِ ضنوْانَع ْننُهن َذ ِلنَك اْلَفْو ُزنناْلَعِظ ينُم (ن َج ّننا ٌ ضن َي ناللُّه َع ْننُهْم َو َر ن ُ َ َ َُ آية 119فالذين يصدقون هم الذين يوفون بالعهود وهم المؤمنون )َيا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا أَْو فُنوْا ِباْلُعُقوِد (ن آية 1
. 6سورة النعام ) هدف السورة: التوحيد الخالص لله في العتقاد والسلوك(
سورة النعام هي اول سورة مكي:ة ف ترتيب الصحف بعد ما سبقها من سور مدني:ة ،وهي أول سورة ابتدأت بالمد )المد ل الذي خلق السموات والرض( ،ومن ميزاتا أنا نزلت ليلً دفع:ة واحدة وأنه شّيعها سبعون ألف ملك والسبب ف هذا المتياز أنا مشتمل:ة على دلئل التوحيد والعدل والنبوة والعاد وإبطال مذاهب البطلي واللحدين ،ويقول المام القرطب إن هذه السورة أصُل ف ماج:ة الشركي وغيهم ،من البتدعي ومن كّذ ب ،بالبعث والنشور وهذا يقتضي إنزالا جل:ة واحدة .ونزولا ليلً لا ف الليل من سكين:ة للقلب ومدعاة للتأمل والتفكر ف قدرة ال تعال وعظمته ،.وتناولت ،سورة النعام القضايا الساسي:ة ،الكب ى لصول العقيدة واليان وهذه القضايا يكن تلخيصها فيما يلي: قضي:ة البعث والزاء قضي:ة الوحي والرسال:ة قضي:ة اللوهي:ة،
والحدي.ث في هذه السورة يدور بشدة حول هذه الصول الساسية للدعوة ونجد سلحها في ذل ك الحجة والبرهان والدلئل القاطعة للقناع لنها نزلت في مكة على قوم
مشركين ،ومما يلفت النظر في السورة الكريمة أنها عرضت لسلوبين بارزين ل نكاد 28
نجدهما بهذه الكثرة في غيرها من السور وهما :أسلوب التقرير وأسلوب التلقين .ونرى هذين السلوبين يأتيان بالتتابع في السورة فتأتي اليات التي يذكر ال تعالى لنا البراهين على عظمته وقدرته في الكون ثم تنتقل اليات للحجة مع المشركين والملحدين
والبعيدين عن التوحيد.
أسلوب التقرير :يعرض القرآن الدلة المتعلقة بتوحيد ال والدلئل المطلوبة على وجوده وقدرته وسلطانه وقهره في صورة الشأن المسّلم ويضع لذل ك ضمير الغائب عن الحس الحاضر في القلب الذي ل يماري فيه قلب سليم ول عقل راشد في أنه تعالى المبدع
للكائنات صاحب الفضل والنعام فيأتي بعبارة )هو( الدالة على الخالق المدبر الحكيم.
وفي هذه اليات تصوير قرآني فني بديع بحي.ث يستشعر قارئ اليات عظمة ال وقدرته وكأن اليات مشاهد حية تعرض أمام أعيننا .وقد ورد لفظ )هو( 38مرة في السورة
ومن هذه اليات: ·
· · · ·
·
·
·
·
ِ ضنو َجنعنَلنال ّ ظلَُم انِت َو انلّنوَر ثُّم الِّذينَن َك فَنُر وْان ق ال ّ اْلَح ْمنُدنِللِّه الِّذ ين َخ َلن َ س َمنانَو انتَو انلَْر َ َ َ ِبَر ّبنِه منَيْع ِدنُلنوَن )آية (1
لن َو أَنَج ٌلنّم سنّم ىن ِع ننَد هُنثُّم َأنتُْم تَْم َتنُر ونَن )آية (2 ضىن أََج ً ُهَو الِّذ ين َخ َلنقَُك من ّم نن ِط ينٍن ثُّم قَ َ س َمنانَو انِتَو ِفننيالَْر ِ ضنَيْع لَنُم ِس ّر نُكنْمنَو َجنهنَر ُكن َْمنو َينْع لَنُمَم ان تَْك ِسن ُبننوَن )آية (3 َو ُهنَو اللُّه ِفي ال ّ قننِع َبنناِد ِهنَو ُهنَو اْلَح ِكنينُم اْلَخ ِبنيُر )آية (18 َو ُهنَو اْلَقاِه ُرن فَْو َ
ِ ِ ط ِم نن َو َر نقَنٍة س قُن ُ َو ِعنننَد هُنَم فَناتُح اْلَغْي ِبن َل َيْع لَنُم َهنانإِلّ ُهَو َو َينْع لَنُمَم ان في اْلَبّر َو انْلَبْح ِرنَو َمنانتَ ْ ضنَوَل َر ْطنٍبَوَل َياِب ٍ إِلّ َيْع لَنُم َهنانَوَل َح ّبنٍة ِفي ظُلَُم انِت الَْر ِ س إِلّ ِفي ِك تَناٍب ّم ِبنيٍن )آية (59 ضىنأََج ٌلن َو ُهنَو الِّذ ين َيتََو فّناُك منِباللّْي ِلن َو َينْع لَنُمَم ان َج َرنْحن تُننمِبالّنَهاِر ثُّم َيْب َعثُُك ْمن ِفيِه ِلُيْق َ سنّمنىنثُّم إِلَْي ِهن َم ْرنِجنُعنُك ْمنثُّم ُيَنّبُئُك من ِبَم ان ُكنتُْم تَْع َمنلُنوَن )آية (60 ّم َ ت نتََو فّنتُْه قننِع َبنناِد ِهنَو ُينْر ِسن ُلَنع لَنْي ُكنمنَح َفن َ ظًة َح ّتنَى إَِذ ان َج انء أََح َدنُكنُمناْلَم ْون ُ َو ُهنَو اْلَقاِه ُرن فَْو َ سنلُنَناَو ُهنْم َل ُيفَّر طُنوَن )آية (61 ُر ُ قنَو َينْو َمَينُقوُل ُكن فََيُكوُن قَْو لُنُه اْلَح ّ قنَو لَنُه ضنِباْلَح ّ ق ال ّ س َمنانَو انِتَو انلَْر َ َو ُهنَو الِّذ ين َخ َلن َ ص َون ِر نَع انِلُم اْلَغْي ِبن َو انل ّ تش َهناَد ِةنَو ُهنَو اْلَح ِكنينُم اْلَخ ِبنيُر )آية (73 اْلُم ْلنُك َيْو َم نُينفَُخ ِفي ال ّ ص ْلنَنا الَياِت َو ُهنَو الِّذ ين َج َعنَلنلَُك ُمن الّنُج ونَم ِلتَْه تَنُد وْان ِبَه ان ِفي ظُلَُم انِت اْلَبّر َو انْلَبْح ِرنقَْد فَ ّ
ِلقَْو ٍم نَيْع لَنُم ونَن )آية (97
29
·
تش أَنُك من ّم نن ّنْف ٍ ِ ٍ ِ ص ْلنَنا الَياِت ِلقَْو ٍم ن سنتَنْو َد نعٌقَنْد فَ ّ ين َأن َ سنتَنقَّر َو ُمن ْ س َو انح َدنةنفَُم ْ َو ُهنَو الّذ َ
·
قننَبْع ٍ ف الَْر ِ ضن َد َرنَجنانٍتلَّيْب لُنَو ُكنْمنِفي َم ان َو ُهنَو الِّذ ين َج َعنلَنُك ْمنَخ َ لنِئن َ ضنُكنْمنفَْو َ ضنَو َر نفَنَعَبْع َ
َيْفقَُهوَن )آية (98
س ِرنينُع اْلِع قَناِب َو إِانّنُه َلَغُفوٌر ّر ِحنينٌم)آية (165 آَتاُك ْمن إِّن َر ّبنَك َ
أما أسلوب التلقين فإنه يظهر جليًا في تعليم الرسول
صلى ال عليه
وسلم تلقين الحجة ليقذف
بها في وجه الخصم بحي.ث تأخذ عليه سمعه وتمل ك عليه قلبه فل يستطيع التخلص أو
التفلت منها ،ويأتي هذا السلوب بطريق السؤال والجواب يسألهم ثم يجيب ونلحظ في السورة كثرة استخدام كلمة )قل( فقد وردت في السورة 42مرة .هكذا تعرض السورة
الكريمة لمناقشة المشركين وافحامهم بالحجج الساطعة والبراهين القاطعة التي تقصم ظهر الباطل .ومن هنا كانت أهمية سورة النعام في تركيز الدعوة السلمية ،تقرر
حقائقها وتثبت دعائمها وتحاجج المعارضين لها بطريقة المناظرة والمجادلة .والسورة
تذكر توحيد ال جّل وعل في الخلق واليجاد وفي التشريع والعبادة وتذكر موقف
المكذبين للرسل وتقص عليهم ما حاق بأمثالهم السابقين وتذكر بالبع.ث والجزاء .وفيما يلي بعض اليات التي ورد فيها كلمة )قل(: ·
ُقْل ِس ينُر وْانِفي الَْر ِ فن َك انَن َع انِقَبُة اْلُم َكنّذنِبنيَن )آية ) (11تبين ضنثُّم انظُُر وْانَك ْين َ
الية أن ل تعالى هو الملك المسيطر على المكان( ·
·
· ·
·
س َمنانَو انِتَو انلَْر ِ ضنُقل ِللِّه َك تَنَب َع َلنى َنْفِس ِه نالّر ْحن َمنَةنلََيْج َمنَعنّنُك ْمنإَِلى ُقل لَّم نن ّم ان ِفي ال ّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ س ُهنْمن فَُهْم َل ُيْؤ ِمنُننوَن)آية ) (12تبين هذه َيْو ِم ناْلق َياَم ةنَل َر ْينَبنفيه الّذينَن َخ سن ُرننوْانَأنفُ َ الية أن ال تعالى هو الملك المسيطر على الزمان(
س َمنانَو انِتَو انلَْر ِ ضنَو ُهنَو ُيْطِع ُمنَوَل ُيْطَعُمن ُقْل إِّنَي ُقْل أََغ ْينَرن اللِّه أَتِّخ ُذن َو ِلنّيا َفاِط ِرنال ّ تشنِرنَك ينَن)آية (14 س َلنَم َوَل تَُكوَنّن ِم َنن اْلُم ْ أُِم ْرن ُ تنأَْن أَُكوَن أَّو َل نَم ْنن أَ ْ تنَر ّبني َع َذنانَب َيْو ٍم نَع ِظنينٍم )آية (15 ُقْل إِّنَي أََخ ان ُ صنْين ُ ف إِْن َع َ س انَع ُةن أََغ ْينَرن اللِّه تَْد ُعنونَن ِإن ُكنتُْم ب اللِّه أَْو أَتَتُْك ُمن ال ّ ُقْل أََرأَْي تُنُك منإِْن أََتاُك ْمن َع َذنان ُ ص انِد ِقنيَن)آية (40 َ ت أَْن أَْع ُبنَد الِّذينَن تَْد ُعنونَن ِم نن ُدوِن اللِّه ُقل لّ أَتِّب ُع أَْه َونانءُك ْمنقَْد ُقْل إِّني ُنِه ين ُ ت إًِذ ان َو َمنانأََنْا ِم َنن اْلُم ْهنتَنِد ينَن )آية (56 ض َلنْل ُ َ
30
·
·
·
· ·
·
·
· ·
ّ ِ ِ ِ ٍ س تَنْع ِجنُلنوَن ِبِه إِِن اْلُح ْكنمنإِلّ ُقْل إِّني َع لَنى َبّيَنة ّم نن ّر ّبني َو َكنذنْبنتُنمِبه َم ان ع نند ينَم ان تَ ْ ُ قنو ُهنو َخ ْينرن اْلَفا ِ ص ِلنيَن )آية (57 ِللِّه َيقُ ّ ص اْلَح ّ َ َ ُ ُقل لّو أَّن ِع ننِد ينم ان تَس تَنع ِجنُلنوَن ِبِه لَقُ ِ ض َي نالَْم ُرن َبْي ِنين َو َبنْي َننُك ْمنَو انللُّه أَْع َلنُم َ ْ ْ ْ ِبال ّ ظاِلِم ينَن )آية (58
ض ّرنعاًَو ُخنْفنَيًةلِّئ ْن َأنَج انَنا ِم ْنن ُقْل َم نن ُيَنّجينُك منّم نن ظُلَُم انِت اْلَبّر َو انْلَبْح ِرنتَْد ُعنونَنُه تَ َ
َهنِذ ِهنلََنُكوَنّن ِم َنن ال ّ تش انِك ِرنينَن)آية (63
تش ِرنُكوَن )آية (64 ُقِل اللُّه ُيَنّجينُك منّم ْننَه ان َو ِمنننُك ّلن َك ْرنٍبنثُّم َأنتُْم تُ ْ ُقْل ُهَو اْلَقاِد ُرن َع لَنى َأن َيْب َعَثن َع لَنْي ُك ْمنَع َذنانًبا ّم نن فَْو ِقنُك ْمنأَْو ِم نن تَْح ِتن أَْر ُجنِلنُك ْمنأَْو
س َبْع ٍ فنالَياِت لََع لّنُهْم َيْفقَُهوَن ص ّرن ُ ضن انظُْر َك ْين َ س ُكنْمنِتش َيننعاً َو ُينِذين َ قَبْع َ فن ُن َ ضنُكنمنَبأْ َ َي ْلنِب َ )آية (65
ِ ِ ف نتَْع لَنُم ونَن َم نن تَُكوُن لَُه َع انِقَبُة س ْون َ ُقْل َيا قَْو ِم ناْع َمنلُنوْا َع لَنى َم َكنانَنتُك ْمنإِّني َع انم ٌلنفَ َ الّد انِر إِّنُه َل ُيْف ِلُح ال ّ ظاِلُم ونَن )ننآية (135 ِ ٍ ِ ِ سنتَنِقيٍم ِدينًنا ِقَيًم ان ّم لّنَة إِْب َراِه ينَمَح ِننيًفا َو َمنانَك انَن ِم َنن ُقْل إِّنني َهَد انني َر ّبني إَِلى ص َرانطّم ْ تشنِرنِك ينَن)آية (161 اْلُم ْ لنِتني و ُنن ِ يَو َمنَمنانِتيِللِّه َر ّبناْلَعالَِم ينَن )آية (162 س ك ينَو َمنْحن َيننا َ ص َ َ ُ ُقْل إِّن َ ب نُك ّلن َنْف ٍ س إِلّ َع َلنْي َه انَوَل تَِز ُرن ُقْل أََغ ْينَرن اللِّه أَْب ِغنين َر ّبنا َو ُهنَو َر ّ بنُك ّلن َ تش ْين ٍءنَوَل تَْك ِسن ُ َو انِز َرنةٌِو ْزن َرأُنْخ َرنن ىثُّم إَِلى َر ّبنُك منّم ْرنِجنُعنُك ْمنفَُيَنّبُئُك من ِبَم ان ُكنتُْم ِفيِه تَْخ تَنِلُفوَن )آية (164
وهكذا تتوال السورة بمجموع:ة ،من اليات الت تدل على قدرة ال تعال ث تتبعها آيات مادل:ة ومواجه:ة مع الشركي واللحدين.
ثم تأتي قصة سيدنا ابراهيم مع قومه وسبب ورود هذه الجزئية من قصة سيدنا ابراهيم في سورة النعام مناسب لسلوب الحجة إواقامة البراهين والدلة عند مواجهة المشركين
والملحدين فجاءت اليات تعرض قصة سيدنا ابراهيم ومحاجته لقومه من اليات -74 .83
ثم تأتي آية فاصلة في السورة تدلنا على أن آيات ال تعالى في الكون ترى ولكن القلوب
إذا عميت ل تراها وتجحد بها وتكفر .قَْد َج انءُك من َب ِ ِ ص َرن َفِلَنْفِس ِه نَو َمنْنن ص ؤآنئ ُر م نن ّر ّبنُك ْمنفََم ْنن أَْب َ َ َع ِمنَينفََع لَنْي َهنان َو َمنانأََنْا َع لَنْي ُك منِبَح ِفنيٍظ )الية (104
ثم تختم السورة بربع كامل بالوصايا العشر التي نزلت في تل ك الكتب السابقة ودعا اليها جميع النبياء السابقين )قل تعالوا أتل ما حّر مرربكم عليكم(..وتنتهي يآية فذة تكشف 31
للنسان عن مركزه عند ربه في هذه الحياة وهو أنه خليفة في الرض وأن ال تعالى جعل عمارة الكون تحت يد النسان تتعاقب عليه أجياله وأن ال تعالى فاوت في
المواهب بين البشر لغاية سامية وحكمة عظيمة وهي البتلء والختبار في القيام بتبعات هذه الحياة وذل ك شأن يرجع اليه كماله المقصود من هذا الخلق وذل ك النظام.
وهذا كله مرتبط بهدف سورة البقرة وهو الستخلف في الرض.سورة النعام تتحد.ث
عن مل ك ال تعالى في الكون وكأنما يقول تعالى لنا وحدوني أملككم الرض وأجعلكم
قننَبْع ٍ ف الَْر ِ ضن َد َرنَجنانٍتلَّيْب لُنَو ُكنْمنِفي َم ان آَتاُك ْمن خلئفَ) .و ُهنَو الِّذ ين َج َعنلَنُك ْمنَخ َ لنِئن َ ضنُكنْمنفَْو َ ضنَو َر نفَنَعَبْع َ
س ِرنينُع اْلِع قَناِب َو إِانّنُه َلَغُفوٌر ّر ِحنينٌم( آية 165 إِّن َر ّبنَك َ سميت السورة )ال ننعام( ليس لورود كلمة النعام فيها فقط إوانما لذل ك سبب رئيسي أن
النعام عند قريش كانت هي الكل والشرب والغذاء والمواصلت والثروة وعصب الحياة
،وكان كفار قريش يقولون نعبد ال لكن عصب الحياة لنا نتصرف فيها كيف نشاء لكن
ال تعالى يخبرهم أن التوحيد يجب أن يكون في العتقاد وفي التطبيق ايضًا يجب أن نوحد ال في كل التصرفات وليس في المعتقدات فقط ،وهذا توجيه ليس فقط لكفار
قريش إوانما توجيه لعامة الناس الذين يعتقدون بوحدانية ال تعالى ولكن تطبيقهم ينافي
معتقدهم ،إذن ل إله إل ال يجب أن تكون في المعتقد والتطبيق ،وهذا يناسب ما جاء في سورة المائدة في قوله )اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم
ل وأن نوّح در ال تعالى في المعتقد والتطبيق. السلم دينا( فعلينا أن نأخذ الدين كام ً
. 7سورة العراف ) هدف السورة: احسم موقفك ول تكن سلبيا(
سورة العراف من أطول السور المكية وهي أول سورة عرضت بالتفصيل قصص
النبياء من بداية خلق آدم إلى نهاية الخلق مرو ًار بنوح ،هود ،صالح ،لوط ،شعيب،
موسى عليهم وعلى رسولنا أفضل الصلة والسلم .والسورة تجسد الصراع الدائم بين
الحق والباطل وكيف أن الباطل يؤدي إلى الفساد في الرض ،وفي قصص كل النبياء
الذين ورد ذكرهم في السورة تظهر لنا الصراع بين الخير والشر وبيان كيد إبليس لدم وذريته لذا وجه ال تعالى أربعة نداءات متتالية لبناء آدم بر )يابني آدم( ليحذرهم من
32
عدوهم الذي وسوس لبيهم آدم حتى أوقعه في المخالفة لمر ال تعالى .كما تعرضت السورة الكريمة إلى أصناف البشر فهم على مّر العصور ثلثة أصناف :المؤمنون
الطائعون ،العصاة ،والسلبيون الذين هم مقتنعون لكنهم ل ينفذون إما بدافع الخجل أو المبالة وعدم الكترا.ث .والسلبية هي من أهم المشاكل التي تواجه الفرد والمجتمع والمة .وجاءت الية لتحذرنا أنه علينا ان نحسم مواقفنا في هذه الحياة ونكون من
المؤمنين الناجين يوم القيامة ول نكون كأصحاب العراف الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم وينتظرون أن يحكم ال فيهم.
وسيت السورة )العراف( لورود ذكر اسم العراف فيها وهو سور مضرو ب بي الن:ة والنار يول بي أهلهما ورو ى جرير عن حذيف:ة أنه سئل عن أصحا ب العراف فقال :هم قوم تساوت حسناتم وسيئاتم ،فقعدت بم سيئاتم عن دخول الن:ة وتلفت بم حسناتم عن دخول النار فوقفوا هنالك على السور حت يقضي ال تعال فيهم. ·
وقد بدأت السورة بمعجزة القرآن الكريم على الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم وأن هذا القرآن نعمة من ال تعالى على النسانية جمعاء فعليهم أن
يتمسكوا بتوجيهاته وارشاداته ليفوزوا بسعادة الدارين ويكونوا من الناجين يوم
ِ ص ْدنِرنَكَح َرنٌجّم ْننُهن ِلُتنِذ َرن ِبِه ب ُأنِز َل نإِلَْي َكن فَ َ القيامة ومن أهل الجنةِ) .ك تَنا ٌ ل َيُك نن في َ
و ِذنْكنر لِ ل ّم ان ن ىْلُم ْؤنِمنِننيَن * ن اتِّبُعوْاَم ان ُأنِز َل نإِلَْي ُك من ّم نن ّر ّبنُك ْمنَوَل تَتِّبُعواْ ِم نن ُدوِنِه أَْو ِلنَياء َقِلي ً َ َ تََذ ّكنُرنونَن ( ن آية3- 2 ·
النموذج الول من صراع الحق والباطل :قصة آدم مع ابليس ويبين لنا تعالى
في هذه القصة كما في باقي السورة كيف أن الحق ينتصر في النهاية على
الباطل .وقد جاءت كلمة )فدلهما بغرور( )فََد لّنُهَم ان ِبُغُر ونٍر َفلَّم ان َذ انَقا ال ّ تش َجنَرنةََبَد ْتن
طنِف َقاَيْخ ِ صن فَناِنَع لَنْي ِه َمنانِم نن َو َر ن ِ قانْلَج ّننِة َو َننناَد انُهَم انَر ّبنُهَم انأَلَْم أَْن َهنُكنَم انَع نن س ْون َءنانتُُهَم انَو َ لَُهَم ان َ
ِتْلُك َم انالّتش َجنَرنِةَو أَنُقل لُّك َم ان إِّن الّتش ْينَطؤآَن لَُك َم ان َع ُدنّون ّم ِبنيٌن (ن آية 22في وصف إغواء
الشيطان لدم لتبين لنا معنا كيف أن الذين ليحسمون أمورهم ومواقفهم كأنهم
معلقين في البئر ل هم هالكون ول هم ناجون مما يؤكد على أن علينا أن نحدد موقفنا من الصراع بين الحق والباطل .فسبحانه تعالى ما أبلغ هذا القرآن وما
أحكم وصفه وألفاظه. ·
عرض يوم القيامة وقصة أصحاب العراف) :اليات (51- 44تذكر اليات
قصة أصحاب العراف الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم وبقوا على العراف 33
ينتظرون حكم ال تعالى فيهم .والعراف قنطرة عالية على شكل عرف بين الجنة والنار والمك.ث عليها مؤقت لن في الخرة الناس إما في النار أو في
الجنة .وأصحاب العراف كانوا يعرفون الحق والباطل لكنهم لم يحسموا أمرهم
ب َو َعنَلنى فحبسوا بين الجنة والنار حتى يقضي ال تعالى فيهم )َو َبنْي َنُهَم انِح َجنان ٌ ِ ِ ِ س لَنٌم َع َلنْي ُكنْمنلَْم َيْد ُخنُلنوَهان الَْع َرنافِرَج انٌلَيْع ِرنُفوَن ُك لّن ِب س ينَم انُهْمَو َننناَد ْونأْاَن ْ ص َحننانَب اْلَج ّننة َأن َ َو ُهنْم َيْطَم ُعنوَن ( ن آية .46فعلينا أن ل نضع أنفسنا في هذا الموقف ونعمل جاهدين
على أن نكون من أهل الجنة حتى ل نقف هذا الموقف على العراف.
·
عرض نماذج من صراع الحق والباطل عبر قصص النبياء على مر
العصور :عرضت اليات قصة كل نبي مع قومه والصراع بين الخير والشر
وكيف أن ال تعالى ينجي نبيه ومن اتبعه على عدوهم .قصة نوح مع قومه
)َفَك ّذنُبنوهُ فََأنَج ْينَنناهُ َو انلِّذينَنَم َعنُه ِفي اْلُفْلِك َو أَنْغ َرنْقنَ ا نالِّذينَن َك ّذنُبنوْا ِبؤآَياِتَنا إِّنُهْم َك انُنوْا قَْو م ناً طْع َنناَد انِب َر الِّذينَن َك ّذنُبنوْا َع ِمنينَن ( ن آية ،64قصة هود )فََأنَج ْينَناهُ َو انلِّذينَنَم َعنُه ِبَر ْحن َمنٍةنّم ّننا َو قَن َ ِبؤآَياِت َنا َو َمنانَك انُنوْا ُم ْؤنِمنِننيَن ( ن آية ،72قصة صالح )آية ،(79 – 73قصة لوط )فََأنَج ْينَنناهُ
ِ ِ س تَنْك َبنُر وْان َو أَنْه لَنُه إِلّ اْم َرنأَتَُهَك انَنْت م َنن اْلَغاِب ِر ينَن ( آية ، 83قصة تشعيب )َقاَل اْلَم لُن الّذينَن ا ْ بن َو انلِّذينَنآَم ُننوْا َم َعنَك ِم نن قَْر َينِتَناأَْو لَتَُعوُد ّنن ِفي ِم لّنِتَنا َقاَل أََو لَنْو ِم نن قَْو ِم نِهنَلُنْخ ِرنَج ّننَكَيا ُ تش َعْي ُ ُك ّنا َك انِرِه ينَن ( ن آية.88 ·
مقارنة بين الحسم والتردد في قصة موسى وفرعون والسحرة :اليات توضح كيف
حسم السحرة موقفهم من نبي ال موسى بعدما أروا الحق وأخذوا موقفًا واضحًا
من فرعون وأتباعه وآمنوا بال تعالى وبما جاء به موسى )لُقَ ّ طَع ّنن أَْي ِد َينُك ْمنَو أَنْر ُجنَلنُك من
ّم ْنن ِخ َ ٍ ص ّلنَبّنُك ْمن أَْج َمنِعنينَن * ن َقالُوْاإِّنا إَِلى َر ّبنَناُم ننَقِلُبوَن * َو َمنانَتنِقُمن ِم ّننا إِلّ أَْن آَم ّننا لنف ثُّم لُ َ ّ سنِلنِم ينَن ( ن اليات-125 – 124 ِبؤآَياِت َر ّبنَنالَّم ان َج انءتَْنا َر ّبنَناأَْفِر ْ ص ْبنًراَو تَنَو فنَناُم ْ غ َع لَنْي َنا َ
ِ ،126وتردد بني اسرائيل باتباع موسى )َقاَل م ونس ىن ِلقَو ِم نِهنا ِ ص ِبنُر وْان س تَنعينُنوا ِباللّه َو ان ْ ْ ُ َ ْ تش انء ِم ْنن ِع َبنناِد ِهنَو انْلَعاِقَبُةِلْلُم تّنِقيَن * ن َقالُوْا ُأوِذينَنا ِم نن قَْب ِلن َأن ضنِللِّه ُيوِرثَُه ان َم نن َي َ إِّن الَْر َ ِ ِ ِ س تَنْخ ِلنفَُك ْمنِفي الَْر ِ ضنفََينظَُر سنىن َر ّبنُك ْمنَأن ُيْه لنَك َع ُدنّو ُكنْمنَو َين ْ تَأْتيَنا َو ِمنننَبْع دن َم ان ِج ْئنتََنا َقاَل َع َ
فن تَْع َمنلُنوَن ( ن )اليات (129 – 128وهذه عبرة لنا بأن التردد ل يؤدي الى الحق َك ْين َ والجنة.
34
·
قصة أهل السبت :وكيف تحايلوا على ال تعالى لنهم لم يحسموا مواقفهم بالتسليم الكلي ل وتطبيق ما يعتقدونه عمليًا حتى يكونوا من الفائزين ،لكنهم
كانوا يعتقدون شيئًا ويمارسون شيئًا آخر) .واَس أَنْلهم َع ِنن اْلقَر َينِةالِّتي َك انَنْت َح ان ِ ض َر نةَ ْ ْ ُْ ِ ِ اْلَبْح ِرنإِْذ َيع ُدنوَن ِفي ال ّ ِ س ِبنُتوَن َل تَأِْتيِه ْمن س ْبنِتِه ْمن ُ تش ّرعاًَو َينْو َم نَل َي ْ ْ س ْبنتن إِْذ تَأْتيِه ْمن حينَتاُنُهْم َيْو َم ن َ ِ س قُنوَن ( ن آية 163 َك َذنلنَك َنْب لُنوُهم ِبَم ان َك انُنوا َيْف ُ ·
فئات بني اسرائيل :عرضت السورة فئات بني تسرائيل الثلثة ،فهم إما:
عصاة ،أو مؤمنون ينهون عن المعاصي ،إواما متفرجون سلبيون وهذه الفئات
ظنوَن قَْو ًم ناناللُّه موجودة في كل المجتمعات .السلبيون قالوا )َو إِانَذ َقالَْت أُّم ٌةن ّم ْننُهْم ِلَم تَِع ُ تش ِدنينًد ان( آية 164والمؤمنون ردوا )َقالُواْ َم ْعنِذنَرنةًإَِلى َر ّبنُك ْمن ُم ْهنِلنُك ُهنْم أَْو ُم َعنّذ ُبنُهْمنَع َذنانًبا َ
َو لَنَع لّنُهْمَيتُّقوَن ( ن آية .164وقد ذكر ال تعالى لنا كيف نّج ىر الفئة المؤمنة وعاقب
س وْا َم ان ُذ ّك ُرنوْانِبِه َأنَج ْينَنا الِّذينَن الفئة العاصية كما في قصة أصحاب العراف )َفلَّم ان َن ُ ظَلُم وْان ِبَع َذ انٍب َبِئي ٍ سقُنوَن ( ن آية ،165ولم َيْن َه ْون َنننَع ِنن ال ّ س ونِء َو أَنَخ ْذنَنناالِّذينَن َ س ِبَم ان َك انُنوْا َيْف ُ
يذكر هنا مصير الفئة السلبية ،بعض العلماء يقولون أنهم مع الفئة الضالة
الظالمة لنهم لم ينهوا عن السوء والبعض الخر يرى أنهم سكتوا عن الحق
وال تعالى سيحسم وضعهم يوم القيامة لذا لم يرد ذكرهم في السورة وال أعلم.
إذن بعد هذا العرض للسورة نستنتج أنه علينا البتعاد عن السلبية وعلينا أن نحسم
مواقفنا من الن لننا تريد أن ندخل الجنة بإذن ال ول نريد أن نكون مذبذبين ل إلى
هؤلء ول إلى هؤلء وعلينا أن ل يثنينا عن نصرة الحق ل خجل ول عدم مبالة او قلة اكترا.ث ول ضعف .ولعل الغفلة هي من أهم أسباب التردد والسلبية فعلينا ان نسعى أن ل نكون من الغافلين لن الغافل قد يكون أسوأ من العاصي ،فالعاصي قد يتوب كما فعل سحرة فرعون أما الغافل فقد يتمادى في غفلته إلى حين ل ينفع معه الندم ول ب لّ َيْفقَُهوَن ِبَه ان و لَنُهم أَْع ُينٌن لّ العودةَ) .و لَنقَْد َذ َرنأَْناِلَج َهنّننَم َك ِثنيًراّم َنن اْلِج ّننَو انِل ن ن ِ سلَُهْم ُقُلو ٌ َ ْ
ِ ض ّلن أُْو لَ نِئ َك ُهُم اْلَغاِفُلوَن ( ن آية س َمنُعنوَن ِبَه ان أُْو لَ نِئ َك َك انلَْن َعاِم َب ْلن ُهْم أَ َ ُيْب ص ُرننونَنِبَه ان َو لَنُهْم آَذ انٌن لّ َي ْ .179
ض ّرنعاً وتأتي ختام السورة لتركز على البعد عن الغفلة وحسم المر )َو انْذ ُكنرنّر ّبنَك ِفي َنْفِس َك نتَ َ ِ ِ ص انِلَوَل تَُك نن ّم َنن اْلَغاِف ِليَن ( ن آية 205 َو خنينفًَةَو ُدننوَناْلَج ْهنِرنم َنن اْلقَْو ِلنننِباْلُغُد ّون َو انل َ
35
والسجدة في الية الخيرة كأنما جاءت لتزيد في النفس الستعداد للحسم فربما بهذه السجدة يصحى الغافل من غفلته ويحسم السلبي موقفه إذا عرف بين يدي من يسجد فيعود الى
الحق )إِّن الِّذينَن ِع ننَد َر ّبنَك َل َيْس تَنْك ِبنُر ونَنَع ْنن ِع َبنناَد ِتنِهَو ُينَس ّبنُحونَنُهَو لَنُه َيْس ُجنُدنوَن ( آية .206وقد ختمت السورة بإثبات التوحيد كما بدأت به وفي هذا دعوة إلى اليمان بوحدانية ال
تعالى في البدء والختام .وهذه السوة مرتبطة بسورة النعام لن البتعاد عن السلبية وحسم الموقف هو من توحيد ال تعالى في المعتقد والتطبيق أيضًا.
. 8سورة النفال ) هدف السورة: قوانين النصر ربان ّية ومادية(
ساها سورة النفال سورة مدني:ة نزلت عقب غزوة بدر الت كانت فات:ة الفغزوات ف تاريخ السلم اليد وبداي:ة النصر لند الرحن حت ّ ساها ال تعال ف القرآن الكري ب)،الفرقان( .لنا تناولت أحدا ث هذه الوقع:ة باسها ب ورست ،الط:ة بعض الصحاب:ة بسورة بدر و ّ التفصيلي:ة للقتال وبّينت ،ما ينبفغي أن يكون عليه ،السلم من البطول:ة ،والوقوف ف وجه الباطل بكل جرأة وشمجاع:ة ،وصمود ،.وقد كان عدد السلمي 313مقابل 1000من الشركي لكن السلمي على قل:ة عددهم انتصروا بعون ال تعال وباستعدادهم للحر ب على الشركي مع كثرتم وكانت اول العارك بي الق والباطل ف التاريخ السلمي. وقد سبق ف السور الطوال الت سبقت النفال أن عرض ال تعال لنا النهج وكيف نثبت عليه بالتوحيد الالص ل وبالعدل وحسم الواقف ث جاءت سورة النفال ليّبي لنا أنه حت ينتصر النهج يب أن يكون له قواني للنصر فالنصر ل يأت صدف:ة ول فمجأة وإنا يتاج إل قواني ،فسورة النفال تتحد ث عن قانون النصر ف غزوة بدر والت يكن أن تكون عام:ة لكل الفغزوات والعارك بي الق والباطل. قواني مادي:ة )الستعداد للقتال بالعدة والتهيئ:ة النفسي:ة قواني رّباني:ة) ،النصر من عند ال( والعسكري:ة(
والسورة تنقسم الى قسمين بارزين كل منهما يتناول أحد هذه القوانين .والسورة تحتوي على توازن بين القانونين ،النصر من عند ال فبعد التوحيد الخالص ل في سورة النعام
وأن كل شيء ل تعالى كان النصر من عند ال ام ًار طبيعيًا ،ولكن ل بد من التخطيط والستعداد )َذ ِلنَك ِبأَّن اللَّه لَْم َيُك ُم َغنّيًراّنْع َمنًةنأَْن َعنَم َهنان َع لَنى قَْو ٍم نَح ّتنى ُيَغّيُر وْانَم ان ِبَأنفُِس ِه نْمنَو أَنّن اللَّه
َس ِمنينٌع َع ِلنيٌم (ن ،آية 53بمعنى نبذل كل الجهد ونتوكل على ال حتى ينصرنا.
وسمّيت السورة بال ننفال لورود كلمة النفال فيها وهي لغة تعني الغنائم وكان المسلمون بعد انتصارهم قد اختلفوا كيف توزع الغنائم عليهم وال تعالى اراد ان ينبههم إلى أن
الغنائم هي من الدنيا والختلف عليها خلف على الدنيا وال تعالى يريد أن يرّس خر في قلوب المسلمين قوانين النصر بعيدًا عن الدنيا ورموزها ،والنفال قضية فرعية أمام
القضية الهامة التي هي تقوى ال ولذا فإن السورة ابتدأت بالسؤال عن النفال في الية 36
ِِ ص ِلنُحوْانَذ انَت ِبْي ِنُك ْمن َو أَنِط ينُعوْااللَّه لنَفاِل ُقِل ا َ س أَنُلوَنَك َع ِنن ا َ سنوِلَفاتّقُوْا اللَّه َو أَن ْ َ) 1ي ْ لنَفاُل للّه َو انلّر ُ سنولَُهِإن ُكنُتم ّم ْؤنِمنِننيَن ( ن ولمتأتي الجابة على السؤال إل في الية َ) 41و انْع َلنُم وْانأَّنَم ان َغ ِننْم ُتنم َو َر ن ُ ِ ِِ س ِبنيِل ِإن ُكنتُْم آَم ننتُْم سنانِك ينِنَو انْب ِننال ّ ّم نن َ سنوِلَو ِلنذ يناْلقُْر َبنىَو انْلَيَتاَم ىنَو انْلَم َ سنُهنَو ِلننلّر ُ تش ْين ٍءنفَأَّن للّه ُخ ُمن َ ِباللِّه َو َمنانَأنَز ْلنَنا َع لَنى َع ْبنِد َننا َيْو َم ناْلفُْر قَناِن َيْو َم ناْلتََقى اْلَج ْمنَعناِنَو انللُّه َع َلنى ُك ّلن َتش ْين ٍءنقَِدينٌر ( نولهذا
حكمة من ال تعالى .إذن فالمعنى أن سورة النفال تتحد.ث عن قوانين النصر وأكثر ما
يؤثر على قوانين النصر الدنيا والنفال هي من الدنيا فكأن النفال هي التي تضّيع النصر ،وفي السورة تحذير للمسلمين من الفرقة من أجل الدنيا وتوجيه لهم بالوحدة والخّوةر والتخطيط والرجوع إلى ال لتحقيق النصر.
القسم الول :وما النصر إل من عند ال) :اليات في الربعين الولين( تذكير أن ال تعالى هو الذي نصرهم فعلينا ان نثق بال تعالى ونتوكل عليه لنه صانع النصر.
ودليل ذل ك:
قنَو إِانّن فَِر ينقاً ّم َنن اْلُم ْؤنِمنِننيَن · كنر ّبنَك ِم نن َبْي ِتَكن ِباْلَح ّ التتيب ،للمعرك:ة من ال تعال )َك َمنان أَْخ َرنَجن ََ لََك انِرُهوَن * ن ُيَج انِد ُلنوَن َِ س انُقوَن إَِلى اْلَم ْون ِت نَو ُهنْم َينظُُر ونَن * ن َو إِانْذ كفي اْلَح ّ قنَبْع َدنَمنانتََبّيَن َك أَنّنَم ان ُي َ َيِع ُدنُك مناللُّه إِْح َدن ىنال ّ طاِئفَِتْي ِنن أَّنَه ان لَُك ْمن َو تَنَو ّدنونَنأَّن َغ ْينَرن َذ انِت ال ّ تش ْون َك نِةنتَُكوُن لَُك ْمن َو ُينِر ينُداللُّه ُ قنْلَح ّ قن الَح ّ َأن ُيِح ّ طَعَد انِب َر اْلَك انِف ِر ينَن * ن ِلُيِح ّا قن ِبَك ِلنَم انِتِهنَو َينْق َ قنَو ُينْب ِط َلانْلَباِط َلنَو لَنْو َك ِرنهَ اْلُم ْجن ِرنُم ونَن ( ن اليات8 – 7 – 6 – 5
·
العداد النفسي للمعركة )إِْذ ُيَغ ّ س َمنانء َم انء س أََم َننًة ّم ْننُهن َو ُينَنّز ُل نَع َلنْي ُكنمنّم نن ال ّ تش ينُك ُمن الّنَعا َ طّه َر ُكنمنِبِه َو ُينْذ ِهنَبنَع ننُك ْمن ِرْج َزنال ّ طَع َلنى ُقُلوِبُك ْمن َو ُينثَّبَت ِبِه الَْقَد انَم (ن آية ،11 طناِن َو ِلنَيْر ِبن َ تش ْين َ لُّي َ ِِ سنوِلَو ِلنِذ يناْلقُْر َبنىَو انْلَيَتاَم ىن و )َو انْع َلنُم وْانأَّنَم ان َغ ِننْم تُنم ّم نن َ سنُهنَو ِلننلّر ُ تش ْين ٍءنفَأَّن للّه ُخ ُمن َ س ِبنيِل ِإن ُكنتُْم آَم ننتُْم ِباللِّه َو َمنانَأنَز ْلنَنا َع َلنى َع ْبنِد َنناَيْو َم ناْلفُْر قَناِن َيْو َم ناْلتََقى سنانِك ينِنَو انْب ِننال ّ َو انْلَم َ تش ْين ٍءنقَِدينٌر ( آية ،41و )َو إِانْذ ُيِر ينُك ُم ونُهْمإِِذ اْلتَقَْي تُنْم ِفي أَْع ُينِن ُك ْمن اْلَج ْمنَعناِنَو انللُّه َع لَنى ُك ّلن َ ل و ُينَقلّلُُك منِفي أَْع ُينِنِه منِلَيْق ِ ِ ض َي ناللُّه أَْم ًرناَك انَن َم ْفنُعوًل َو إِانَلى اللِّه تُْر َجنُعنالُم ونُر ( ن آية44 َقلي ً َ ْ ْ نزول الملئكة )إِْذ تَس تَنِغينُثوَن ر ّبنُك منَفاس تَنَج انَب لَُك من أَّني م ِمنّدنُكنمنِبأَْل ٍ ف ّم َنن اْلَم آلنِئَك ِةن َ ْ ْ ْ ْ ُ
·
س َفنَل ص َون ىنَو انلّر ْكن ُ بأَن ْ موعد ،ومكان العرك:ة بتتيب ،من ال تعال )إِْذ َأنُتم ِباْلُعْد َونِةنالّد ْننَيا َو ُهنم ِباْلُعْد َونِةناْلقُ ْ ِم ننُك من و لَنو تَو انَع دنتّم لَْخ تَنلَْفتُم ِفي اْلِم ينعاِد و لَنِك ننلَّيْق ِ مرًن َك انَن َم ْفنُعوًل لَّيْه ِلنَك َم ْنن َه لََك ض َي ناللُّه أَ ْ ا َ َ َْ ْ َ ْ ْ
·
ِ ِ ِ ِ ِ س أُنْلِقين ِفي ُم ْرنِدنفنيَن ( ن آية ،9و )إِْذ ُيوح ين َر ّبنَك إَِلى اْلَم آلنئ َك ةنأَّني َم َعنُك ْمن َفثَّبتُواْ الّذينَن آَم ُننوْا َ قننالَْع َننا ِ ض ِرنُبوْاِم ْننُهْم ُك ّلن َبَناٍن ( ن آية 12 ق َو ان ْ ض ِرنُبوْافَْو َ ُقُلوِب الِّذينَن َك فَنُر وْانالّرْع َبنَفا ْ
َع نن َبّيَنٍة َو َينْح َيننىَم ْنن َح ّين َع نن َبّيَنٍة َو إِانّن اللَّه لََس ِمنينٌع َع ِلنيٌم (ن آية .42لّم ار أنزل ال تعالى
37
المطر جعل الرض عند المسلمين صلبة تعينهم على خفة الحركة وجعل الرض عند المشركين طينية أعاقت حركتهم في المعركة وهذا بتدبير ال عز
وجل. ·
ِ ِ ص ُرنإِلّ ِم ْنن ِع ننِد نتيجة المعركة )َو َمنانَج َعنلَنُه اللُّه إِلّ ُب ْ تش َرن ىَو ِلنتَْطَم ئنّننِبه ُقُلوُبُك ْمن َو َمنانالّن ْ
اللِّه إِّن اللَّه َع ِزنينٌز َح ِكنينٌم (ن آية ،10و)َفلَْم تَْقتُُلوُهْم َو لَنِك ّنناللَّه قَتَلَُهْم َو َمنانَر َمنْينَتنإِْذ َر َمنْينَتن ِ ِ ِ ِ س ِمنينٌع َع ِلنيٌم (ن آية 17 سننناً إِّن اللَّه َ َو لَنك ّنناللَّه َر َمنىنَو ِلنُيْب لنَياْلُم ْؤنِمنننيَنم ْننُهن َبلء َح َ
كل هذه اليات تدل على أن ال تعال هو الذي صنع النصر ف غزوة بدر
القسم الثاني من السورة :تناوله الربعين الخيرين من السورة ويتحد.ث في القوانين المادية
للنصر ·
·
ِ طْع تُنم ّم نن قُّو ٍةنَو ِمنننّر َبناِط اْلَخ ْينِلنتُْرِه ُبنوَنِبِه َع ْدنّون س تَن َ أهمية التخطيط )َو أَنع ّدنوْانلَُهم ّم ان ا ْ اللِّه و َعنُدنّو ُكنمنو آنَخ ِرنينَنِم نن ُدوِنِه منَل تَع لَنم ونَنهمن اللُّه َيع لَنم هنم و منانُتنِفقُوْا ِم نن َ ِ س ِبنيِل تش ْين ٍءنفي َ َْ َ ْ ُ ُْ َ َ ْ ْ ُ ُُ اللِّه ُيَو ّ فنإِلَْي ُك ْمن َو أَننتُْم َل تُْظلَُم ونَن ( ن آية 60 موازين القوى )َيا أَّيَه ان الّنِب ّي َح ّرن ِ تشنُرنونَن ضناْلُم ْؤنِمنِننيَنَع َلنى اْلِقَتاِل ِإن َيُك نن ّم ننُك ْمن ِع ْ ص انِب ر ونَنَيْغ ِلنُبواْ ِم َئنتَْي ِنن و إِانن َيُك نن ّم ننُك من ّم َئنٌة َيْغ ِلنُبواْ أَْلًفا ّم َنن الِّذينَن َك فَنر واْنِبأَّنُهم قَْو م نلّ َ ُ َ ُ ْ ٌ ص انِب َرةٌَيْغ ِلنُبوْا َيْفقَُهوَن * ن الَن َخ ّفن َ ف اللُّه َع ننُك ْمن َو َعنِلنَمأَّن ِفيُك ْمن َ ض ْعنفًنا فَِإ نن َيُك نن ّم ننُك من ّم َئنٌة َ صانِب ِر ينَن ( ن آية،66 – 65 ف َيْغ ِلنُبوْا أَْلفَْي ِنن ِبِإ ْذ ِنناللِّه َو انللُّه َم َعن ال ّ ِم َئنتَْي ِنن َو إِانن َيُك نن ّم ننُك ْمن أَْل ٌ
السباب المادية مهمة أيضًا حتى أن هزيمة الكفار تعود إلى السباب المادية
لنهم لم يكونوا يفهمون الحرب جيدًا ولم يعرفوا عدوهم.
·
ِ ص ِبنُر وإِْانّن اللَّه سنولَُهَوَل تََناَزُع وْانَفتَْف َ تش لُنوْا َو تَنْذ َهنَبنِر ينُح ُكنْمنَو ان ْ الخّوةَ) :و أَنط ينُعوْااللَّه َو َر ن ُ ف َبْي َنن ُقُلوِبِه ْمن لَْو َأنفَْقَت َم ان ِفي الَْر ِ ضنَج ِمنينعاً ّم ان أَلّفَْت َبْي َنن َم َعن ال ّ ص انِب ِر ينَن ( ن آيةَ) ،46و أَنلّ َ ِ سنُبنَك اللُّه َو َمنِنناتَّبَع َك ِم َنن ُقُلوِبِه ْمن َو لَنِك ّنناللَّه أَلّ َ ف َبْي َنُهْم إِّنُه َع ِزنينٌز َح كنينٌم *ن َيا أَّيَه ان الّنِب ّي َح ْ اْلُم ْؤنِمنِننيَن ( ن آية 63و .64فقضية الخّو ةنهي من أهم السباب المادية التي تصنع
النصر فالمؤمنون مهما اختلفت أجناسهم أمة واحدة .ونلحظ ارتباط هذه السورة بسورة آل عمران من منطلق الخو ةن)و انْع تَن ِ ص ُم نوِْانبَح ْبنِلناللِّه َج ِمنينًعا َوَل تََفّر قُنوْا َو انْذ ُكنُر وْاِننْع َمنَةناللِّه ّ َ تش فَنا ُح ْفنَرٍةّم َنن ص َبنْح تُننم ِبِنْع َمنِتنِه إِْخ َونانًناَو ُكنننتُْم َع َلنَى َ َع لَنْي ُكنْمنإِْذ ُكنتُْم أَْع َدنانء فَأَلّ َ ف َبْي َنن ُقُلوِبُك ْمن فَأَ ْ الّناِر فََأنقََذ ُكنمن ّم ْننَهنانَك َذنِلنَك ُيَبّيُن اللُّه لَُك ْمن آَياِتِه لََع لّنُك ْمن تَْه تَنُدوَن ( ن آية 103و )َوَل تَُكوُنوْا
ب َع ِظنينٌم (ن آية105 َك انلِّذينَن تََفّر قُنوْا َو انْخ َتنَلفُوْاِم نن َبْع ِدن َم ان َج انءُهُم اْلَبّيَنا ُ ت َو أُنْو لَ نِئ َكلَُهْم َع َذنان ٌ
38
في آل عمران تعين على الثبات كما هو هدف السورة وآية 46في سورة ال ننفال وهي من قوانين النصر المادية
وفي سورة النفال لفتة كريمة في صفات المؤمنين .نلحظ أن اليات في بداية السورة
وصفت المؤمنين )إِّنَم ان اْلُم ْؤنِمنُننوَنالِّذينَن إَِذ ان ُذ ِك َرن اللُّه َو ِجنَلنْتُقُلوُبُهْم َو إِانَذ انتُِلَيْت َع َلنْي ِهنْمنآَياتُُه ص لَنةَ َو ِمنّمنانَر َز نْقنَناُهْمُينِفُقوَن * ن أُْو لَ نِئ َكُهُم َزاَد تْنُهْمنِإيَم انًنا َو َعنلَنىَر ّبنِه ْمنَيتََو ّكنلُنوَن * ن الِّذينَنُيِقيُم ونَن ال ّ قننِرنينٌم (ن آية 4-2،وفي ختام السورة جاء تِع ننَد َر ّبنِه ْمنَو َمنْغنِفنَر َةٌو ِر نْزن ٌَك اْلُم ْؤنِمنُننوَنَح ّقنا لُّهْم َد َرنَجنان ٌ
ِ ِ ِ ِ ص ُرنوْان س ِبنيِل اللّه َو انلّذينَنآَو وْانّو َنن َ وصف المؤمنين أيضًا )َو انلّذينَنآَم ُننوْا َو َهناَج ُرنوْاَنو َجنانَه ُد وْافي َ
قننِرنينٌم (ن آية ،74لكن هنا ك بين فرق بين الصفات ُأوَلنِئ َك ُهُم اْلُم ْؤنِمنُننوَنَح ّقنا لُّهم ّم ْغنِفنَرةٌَو ِر نْزن ٌَك
في اليتين وهذا الفرق هو اثبات لقانوني النصر في السورة ،فصفات المؤمنين في الية 4هي صفات إيمانية يتحلى بها المؤمنون الذين يثقون بال وبقدرته وبأن النصر من
عنده وجاءت في القسم الول )القوانين الرّبانية( .أما الية 74فأعطت صفات المؤمنين المناسبة للمور المادية والقوانين المادية وجاءت في القسم الثاني للسورة )القوانين المادية( وهكذا مثلت صفات المؤمنين في السورة التوازن بين قوانين النصر
الربانية والمادية.
وجاءت في سورة النفال نداءات إلهية للمؤمنين ست مرات بوصف اليمان )يا أيها الذين
آمنوا( كحافز لهم على الصبر والثبات في مجاهدتهم لعداء ال وتذكير لهم بأن هذه
التكاليف التي أمروا بها من مقتضيات اليمان الذي تحلوا به وأن النصر الذي حازوا
عليه كان بسبب اليمان:
النداء الول :التحذير من الفرار من المعركة والوعيد للمنهزمين أمام العداء بالعذاب ل تَُو لّننوُهُم الَْد َبناَر ( ن آية15 الشديد )َيا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا إَِذ ان لَِقيتُُم الِّذينَن َك فَنُر وْانَز ْحنفناًفَ َ
النداء الثاتي المر بالسمع والطاعة لمر ال وأمر الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم ِ ِ س َمنُعنوَن ( ن آية20 سنولَُهَوَل تََو لّنْو انَع ْننُهن َو أَننتُْم تَ ْ )َيا أَّيَه ان الّذينَن آَم ُننوْا أَط ينُعوْا اللَّه َو َر ن ُ
النداء الثال.ث :بيان أن ما يدعو إليه الرسول هو العزة والسعادة في الدنيا والخرةَ) .يا أَّيَه ان
ِ ِِ ِ ءننو َقنْلِبِه الّذينَن آَم ُننوْا ا ْ سنوِلإَِذ ان َد َعنانُك منلَم ان ُيْح ِيننيُك ْمنَو انْع َلنُم وْانأَّن اللَّه َيُحونُل َبْي َنن اْلَم ْرن َِ س تَنِجينُبوْا للّه َو ِلننلّر ُ تشنُرنونَن ( ن آية24 َو أَنّنُه إِلَْي ِهن تُْح َ النداء الرابع :بيان أن إفشاء سر المة للعداء هو خيانة ل ورسوله صلى ال عليه
ِ سنوَلَو تَنُخونُنوْاأََم انَناِت ُك ْمن َو أَننتُْم تَْع لَنُم ونَن ( ن آية27 وبار ك وسلم )َيا أَّيَه ان الّذينَن آَم ُننوْا َل تَُخ وُنوْا اللَّه َو انلّر ُ 39
النداء الخامس :التنبيه إلى ثمرة التقوى )ِيا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا َإن تَتّقُوْا اللَّه َيْج َعنلنلُّك ْمن فُْر قَناناً ض ِلناْلَعِظ ينِم ( ن آية29 س ّينَئاِتُك ْمنَو َينْغ ِفنْرلَُك ْمن َو انللُّه ُذو اْلفَ ْ َو ُينَك فّنْرَع ننُك ْمن َ النداء السادس :بيان طريق العزة وأسس النصر بالثبات والصبر واستحضار عظمة ال
تعالى والعتصام بالمدد الروحي الذي يعين على الثباتَ) .يا أَّيَه ان الِّذينَن آَم ُننوْا إَِذ ان لَِقيتُْم ِفَئًة َفاثُْبتُوْا َو انْذ ُكنُر وْاناللَّه َك ِثنيًرالَّع لّنُك ْمن تُْف لَُح ونَن ( ن آية45
. 9سورة التوبة ) هدف السورة: التوبة(
هذه السورة الكريمة هي من أواخر ما نزل على رسول ال
صلى ال عليه
وسلم عقب غزوة
تبو ك أي بعد 22عامًا من بدء الرسالة والوحي .وكأن هذه السورة تمثل البيان الختامي
للدعوة والرسالة وقد نزلت في وقت كان المسلمون يستعدون للخروج برسالة السلم إلى خارج الجزيرة العربية والنفتاح بهذه الرسالة على العالم كله ،لذا فإن توقيت نزول سورة
التوبة في غاية الدقة والحكمة. وهي السورة الوحيدة ف القرآن الت ل تبدأ بالبسمل:ة ،،فالبسمل:ة ،هي بثاب:ة بواب:ة تنقل القارئ من عال إل آخر تت اسم ال تبارك وتعال. والسّر ف عدم افتتاح السورة بالبسمل:ة هي أن السورة نزلت ف فضح الكّف ا،ر وأعمالم ،وقد قال المام علي بن أب طالب رضي ال عنه عندما سئل عن عدم كتاب:ة البسمل:ة ،ف سورة التوب:ة :إن )بسم ال الرحن الرحيم( أمان ،وبراءة )أي سورة التوب:ة( نزلت بالسيف ليس فيها أمان .والسورة نزلت ف النافقي ول أمان للمنافقي وكأنا حرمهم ال تعال من رحته بالبسمل:ة . ،وقد روي عن حذيف:ة بن اليمان أنه قال: إنكم تسمونا سورة التوب:ة وإنا هي سورة العذا ب ،وال ما تركت أحداً من النافقي إل نالت منه.
تسمى سورة التوبة بأسماء عديدة وصلت إلى 14اسمًا منها :براءة ،التوبة ،المخزية، الفاضحة ،الكاشفة ،المنكلة ،سورة العذاب ،المدمدمة ،المقشقشة ،المبعثرة ،المشردة،
المثيرة والحافرة .وقد فضحت هذه السورة الكفار والمنافقين والمتخاذلين وكشفت أفعالهم. وورود سورة التوبة بعد النفال له حكمة هي أن النفال تحدثت عن أول غزوة للمسلمين )غزوة بدر( والتوبة تتحد.ث عن غزوة تبو ك وهي آخر غزوة في عهد الرسول
صلى ال عليه
وسلم ،حتى نستشعر الفرق في المجتمع السلمي بين الغزوتين وكأنها تعطي صورة تحليلية للمجتمع فكأنهما سورة واحدة بدايتهما نصر أّم ةر ونهايتهما تمكين أّم ةر.
وسميت السورة )التوبة( لنها كانت آخر ما نزل من القرآن على الرسول
صلى ال عليه ،وسلم،
وبما أنها النداء الخير للبشرية أراد ال تعالى بعد أن فضح الكفار والمنافقين
والمتخاذلين وحّذ رر المؤمنين كان ل بد من أن يعلمهم أن باب التوبة مفتوح فعليهم أن
40
يعجلوا بها قبل أن نغرغر .فسبحان الذي وسعت رحمته كل شيء وسبقت رحمته غضبه ،سبحانه رحيم بعباده غفور لهم .ولقد ورد ذكر كلمة )التوبة( في هذه السورة ) 17مرة( أكثر من أية سورة أخرى في القرآن كله ،فقد وردت في البقرة ) 13مرة(،
النساء ) 12مرة( ،المائدة ) 5مرات( فسبحان الذي يفتح أبواب التوبة للجميع من كفار
وعصاة ومنافقين برغم كل ما اقترفوه في حياتهم.
وتتوال اليات ف سورة التوب:ة بسياق رائع غاي:ة ف الكم:ة فتبدأ اليات بالتهديد وتريض ،المؤمني وفضح للمنافقن ث تفتح با ب التوب:ة ،ث التهديد ،ث التوب:ة ،وهكذا سياق كل آيات السورة وحت المؤمني تطالبهم السورة بالتوب:ة فهي تتحد ث عن أخطاء وصفات ث تفتح با ب التوب:ة ،ث أخطاء أخر ى ث توب:ة ث تدعو المؤمني للقتال ونصرة الدين والتحفيز للاء النافقي على التوب:ة ،،ونلحظ أن ف سورة النساء القتال الذي أمر به ال تعال كان لنصرة الستضعفي والقتال ف هذه السورة للاء النافقي للعودة إل ال والتوب:ة .والسورة بشكل عام فضحت النافقي وكشفت أعمالم ،وأساليب نفاقهم وألوان فتنتهم وتذيلهم للممؤمني ،لتواجههم با حت يتوبوا وكذلك حّرضت المؤمني على قتال النافقي ليدفعوهم للتوب:ة أيضًا .ودعوة المؤمني للتوب:ة خاص:ة التخاذلي منهم فالتخاذل عن نصرة الدين يتاج للتوب:ة تاماً كما يتاج المؤمن للتوب:ة من ذنوبه.
ِ سنوِلِهإَِلى الِّذينَن َع انَهدّتم ّم َنن المحور الول :تبدأ اليات الولى بشدة )َبَراءةٌ ّم َنن اللّه َو َر ن ُ
تشنِرنِك ينَن ( ن آيةَ) 1فِس ينُح وْانِفي الَْر ِ تش ُهنٍر َو انْع َلنُم وْانأَّنُك ْمن َغ ْينُرن ُم ْعنِجنِزن ياللِّه َو أَنّن اللَّه ضنأَْر َبنَعَةنأَ ْ اْلُم ْ ُم ْخن ِزن ياْلَك انِفِر ينَن ( ن آية .2وهذه اليات نزلت في المشركين الذين نقضوا العهد مع المسلمين
مرات عديدة فقطع ال تعالى مابينهم وبين المسلمين من صلت ومنحهم فرصة كافية
أربعة أشهر يسيحوا في الرض ليتمكنوا من النظر والتدبر في أمرهم.
ث م تأت ي آيكات بالتوبة )َوأَإَذباٌن ّمَنإ باللِّه َوَرُس وإلِِه إَِل ى بالنّكا ِ س يإَْو َمإ بالَْح ّجإ بالَْك بَإِر أَّن باللَّه بَِرءيٌء ّمَنإ بالُْم ْشإِرإكِنْيَن َوَرُس وإلُهُ فَِإ نإ تإْبُتُْ م فإَُه َوإ َخ نْيإٌْر ش ِرإ بالِّذ يإَن َك َفإرإوباْ بَِعَذ باإ ٍ لُّك ْ مإ َو إِإن تإَو لّإْنْيتُْ م فَكاْعلَإُم وإباْ أَنُّك ْ مإ غَنْيإُْر ُمْع ِجإ ِزإءي باللِّه َو بَإ ّ ب أَلِنْيٍ م ( إ آية ) ،3فَِإ َذإبا بانَس لَإَخ بالَْش ُهإُرإ بالُْح ُرإُم فَكاْقْإتإُُلوباْ ُ صالَإَة َوآإتإَُوباْإ بالّزَك كاإَة فََخ لّإوباْ َس بِإنْيلَُه ْ مإ إِّن صإٍدإفَِإ نإ تَكاُبوباْ َوأَإْقَكاُموباْ بال ّ بالُْم ْشإِرإكِنْيَن َح ْنْيإ ُ صإُروُه ْ مإَوباإْقإْعُُد وإباْ لَُه ْ مإ ُك ّلإ َمْرإ َ ث َوَج دإتُّم وإُه ْ مإَوُخ ُذإوإُه ْ مإَوباإْح ُ ِ صإلإ باليكا ِ ت لَِق ْوإٍمإيإَْعلَإُم وإَن (إ آية ،11 باللَّه غَُفوإٌر ّرِح نْيإٌ م(إ آية ) ،5فَِإ نإ تَكاُبوباْ َوأَإْقَكاُموباْ بال ّ صالَإَة َوآإتإَُو باْإ بالّزَك كاإَة فَِإ ْخإَوإباإنُُك ْ مإف ي بالّد يإِن َو نإَُف ّ ُ َ ِ ظ ْقإُلوبِِه مإ و يإُتوب باللّهُ َعَل ى منإ يَش كاإء وباإللّهُ َعِلنْي م ح ِكإنْي م(إ آية 15وتخللت هذه باليكات آيكات تهديد )باْش تإرو باْإبِئآيكا ِ ت بإغَْنْي َ ُ ْ َ َ ُ َْ َ )َو يإُْذ هإ ْ ٌ َ ٌ َ َ َ ِ ِ ص ّدإوإباْ َعنإ َس بِإنْيلِِه ِإنإُّه ْ مإ َس كاإء َمكاإ َك كاإُنوباْ يإَْعَمإلُإوَن (إ آية ) ، 9أَلَ تإَُق كاإتُِلوَن ْقإَْو ًمإكاإ نَّك ثُإوباْ أَيَْم كاإنإَُه ْ مإ َو َهإّمإوإباْ بِإ ْخإَرإباِج بالّرُس وإِل َو ُهإ مإ باللّه ثََم نًإكا ْقَلنْيالً فَ َ شإْوإنإَُه ْ مإفَكاللّهُ أََح ّقإ َأن تَْخ َشإْوإ هُإِإن ُك نإُت م ّمُؤ ِمإنِإنْيَن (إ آية13 بََد ُؤإوُك ْ مإ أَّوَلإ َمّرإٍة أَتَْخ َ واللحظ أن الشدة ف سورة التوب:ة إنا هي رح:ة من ال تعال لنا تث على التوب:ة وتفتح بابا حت لشد الناس كفراً ونفاقاً ومعصي:ة، وهذا من فضل ال تعال ورحته بعباده مصداقاً لقوله تعال ف الديث القدسي )لو خلقتهم لرحتهم( ،.وقد وردت كلم:ة) ،رحيم( 9مرات ف السورة وكلم:ة )غفور( 5 ،مرات.
ثم تنتقل السورة إلى المحور الثاتي وتوجيه الخطاب للمؤمنينُ) :قْل ِإن َك انَن آَباُؤ ُك ْمنَو أَنْب َننؤآُؤ ُكنْمن
بن ضنْون َننَهأَانَح ّ تشنْون َ َ َو إِانْخ َونانُنُك َْمنو أَنْز َو نانُج ُكنَْمونَعنِتشنينَر تُنُك َْمنو أَنْم َونانٌلاْقتََر ْفنتُُم ونَهاَو ِتنَج انَرةٌتَْخ َ سنانِك ُننتَْر َ سنانَد َهنا َو َمن َ نننك َ إِلَْي ُكنمن ّم َنن اللِّه و ر نسنوِلِهو ِجنهناٍدِفي ِ ِ ص وْانَح ّتنى َيأِْتَين اللُّه ِبأَْم ِرنِهَو انللُّه َل َيْه ِدن يناْلقَْو َم ن َ َ ُ َ َ س ِبنيله َفتََر ّبن ُ َ اْلَفاِس ِقننيَن ( ن آية 24في هذه الية يبّين لنا تعالى ثمانية أشياء حلل في أصلها )آباؤكم،
أبناؤكم ،إخوانكم ،أزواجكم ،عشيرتكم ،أموال ،تجارة ،مساكن( ولكن إذا أحببناها أكثر
41
من رسول ال
صلى ال عليه
وسلم والجهاد في سبيل ال إعتبرنا فاسقين .ثم تحدثت اليات
ص َرنُكنُمناللُّه ِفي َم َونانِط َننَك ِثنيَرٍةَو َينْو َم نُح َننْي ٍنن إِْذ أَْع َجنَبنتُْك ْمنَك ثْنَر تُنُك ْمنَفلَْم تُْغ ِنن َع ننُك ْمن عن غزوة حنين )لَقَْد َن َ
ضنِبَم ان َر ُحنَبنْتثُّم َو لّنْي ُتم ّم ْدنِبنِر ينَن ( ن آية .25ثم يتوب ال تعالى من بعد َ ضننانقَْتَع لَنْي ُك ُمنالَْر ُ تش ْينًئا َو َ ذل ك وقد تردد ذكر غفور رحيم كثي ًار في هذه السورة مع آيات التوبة.
ِ ِ ِ ِ س ِبنيِل اللِّه اّثاَقْلتُْم إَِلى تحريض المؤمنينَ) :يا أَّيَه ان الّذينَن آَم ُننوْا َم ان لَُك ْمن إَِذ ان قيَل لَُك ُمن انف ُر وْانفي َ ضنأَر ِ ع اْلَح َيناِة الّد ْننَينا ِفي الِخ َرنِةإِلّ َقِليٌل(ن آية ،38 ضن ينُتمِباْلَح َيناِة الّد ْننَيا ِم َنن الِخ َرنِةفََم ان َم تَنا ُ الَْر ِ َ ّ ص ُرنو نهُ فَقَْد وتحريض المؤمنين واجب من أول ما بدأ الجهاد إلى يومنا هذا إوالى آخر الدنيا) .إِل َتن ُ ص َرنهُاللُّه( آية .40 َن َ تحذير المتخاذلين عن نصرة الدين) :فَِإن ّر َجنعنَكناللُّه إَِلى َ ِ ٍ س تَنأَْذ ُننوَك ِلْلُخ ُرنونِجفَُقل ّلن طؤآئفَة ّم ْننُهنْم َفا ْ َ ِ ِ ِ تَْخ ُرنُج وْانَم ِعنَينأََبًد ان َو لَننن تَُقاِتلُوْا َم ِعنَينَع ُدنّو انإِّنُك ْمن َر ضن ينُتمِباْلقُُعوِد أَّو َل نَم ّرنٍةَفاْقُعُد وْا َم َعن اْلَخ انلفيَن ( ن آية ) ،83و إِانَذ آنُأنِزلَْت سورةٌأَْن آِم ُننوْا ِباللِّه و َجنانِه ُدنوْانم عن ر ِ س تَنأَْذ َننَك أُْو لُنوْا الطّْو ِلنننِم ْننُهْم َو َقنالُوْا َذ ْرنَننا سنوِلها ْ َ ََ ُ َ َ ُ َ ضنواْنِبَأن َيُكوُنوْا م عن اْلَخ ونانِل ِ فَو طُنِب َع َع َلنى ُقُلوِبِه ْمن فَُهْم َل َيْفقَُهوَن ( ن َنُك نن ّم َعن اْلَقاِع ِدننينَن ( ن آيةَ) ،86ر ُ ََ َ آية 87
سنوِلاللِّه َو َكنِرنُهوْاَأن ُيَج انِه ُدنوْان ِبأَْم َونانِلِه ْمنَو أَننفُِس ِه نْمنِفي تهديد تشديد) :فَِرَ ح اْلُم َخنّلنُفوَن ِبَم ْقنَعِد ِهنْمنِخ َ لن َ ف َر ُ ض َحنُكنوْان س ِبنيِل اللِّه َو َقننالُوْا َل َتنِف ُر وْانِفي اْلَح ّرن ُقْل َناُر َج َهنّننَم أَ َ تش ّدن َح ّرنالّْو َك انُنوا َيْفقَُهوَن ( ن آية َ) ،81فْلَي ْ َ ل َو ْلنَيْب ُكنوْانَك ِثنيًراَج َزناءِبَم ان َك انُنوْا َيْك ِسن ُبننوَن ( ن آية82 َقِلي ً
بعد التهديد ،يعود سياق السورة للتوب:ة ،وتعطي كل صنف من أصناف البشري:ة التوب:ة الاص:ة به قبل الوداع الخي وهذا أجل ختام للثلث الول من القرآن بعد السور السبع الطوال بفتح با ب التوب:ة،:
توبة المنافقين والمرتّد يرنَ) :يْح ِلنُفوَن ِباللِّه َم ان َقالُوْا َو لَنقَْد َقالُوْا َك ِلنَم َةن اْلُك ْفِر َو َكنفَنُر وْانَبْع َدن .1 إِ ِ ّ ض ِلنِه فَِإ نن َيُتوُبواْ سنولُُهِم نن فَ ْ ْ س لَنم ِهنْمنَو َهنّم وْانِبَم ان لَْم َيَنالُواْ َو َمنانَنقَُم واْن إِل أَْن أَْغ َنناُهُم اللُّه َو َر ن ُ َيُك َخ ْينًرالُّهْم َو إِانن َيتََو لّنْو انُيَعّذ ْبنُهنُم اللُّه َع َذنانًبا أَِليًم ان ِفي الّد ْننَيا َو انلِخ َرنِةَو َمنانلَُهْم ِفي الَْر ِ ضنِم نن و ِلنّي وَل َن ِ ص ينٍر ( ن آية74 َ َ .2
نْع تَنر فُنوْاِبُذ ُنوِبِه منَخ َلنطُوْا َع منلًن ِ سنىن س ّينًئا َع َ ص انلًح انَو آنَخ َرن َ َ َ ْ توبة المترددينَ) :و آنَخ ُرنو ن َا َ
اللُّه َأن َيُتوَب َع لَنْي ِه ْمنإِّن اللَّه َغ فُنوٌر ّر ِحنينٌم (ن آية102
تذكرة للجميع بالتوبة) :أَلَْم َيْع لَنُم وْان أَّن اللَّه ُهَو َيْقَب ُلن التّْو َبنَة َع ْنن ِع َبنناِد ِهنَو َينأُْخ ُذن .3 ب الّر ِحنينُم (ن آية104 ال ّ ص َدنقَناِت َو أَنّن اللَّه ُهَو التّّو ان ُ توبة على النبي والمهاجرين والنصار) :لََقد ّتاَب ال َع َلنى الّنِب ّي َو انْلُم َهناِج ِرنينَن .4
ِ ِ ِ ب فَِر ين ٍ ق ّم ْننُهْم ثُّم َتاَب َو ان َ س َرنِةِم نن َبْع ِدن َم ان َك انَد َيِز ينُغ ُقُلو ُ س انَع ةن اْلُع ْ ص انِرالّذينَن اتَّبُعوهُ في َ لن َ فّر ِحنينٌم (ن آية117 َع لَنْي ِه ْمنإِّنُه ِبِه ْمن َر ُؤ نون ٌ 42
ضنِبَم ان َر ُحنَبنْت .5 ض انقَْت َع َلنْي ِه ُمنالَْر ُ توبة أخيرةَ) :و َعنلَنىالثّلَ ثَنِة الِّذينَن ُخ لّنفُوْا َح ّتنى إَِذ ان َ ظنّنوْا َأن لّ َم ْلنَج َأنِم َنن اللِّه إِلّ إِلَْي ِهن ثُّم َتاَب َع َلنْي ِهنْمنِلَيُتوُبوْا إِّن اللَّه س ُهنْم َو َ َو َ ضننانقَْتَع لَنْي ِهنْمنَأنفُ ُ
ُهَو التّّو انُب الّر ِحنينُم (ن آية 118للثلثة الذين خّلفوا وتقاعسوا عن غزوة تبو ك.
ِ ِ ِ ص سنوٌلّم ْنن َأنفُس ُك نْمن َع ِزنينٌز َع َلنْي هن َم ان َع ننتّْم َح ِرنين ٌ وتأتي آيات رائعة في ختام السورة )لَقَْد َج انءُك ْمن َر ُ َع لَنْي ُكنمنِباْلم ْؤنِمنِننيَنر ُؤ نون ٌ ِ سنِبنَيناللُّه ل إَِلنَه إِلّ ُهَو َع َلنْي ِهن فّر حنينٌم (ن آية 128و )فَِإن تََو لّنْو ْانفَُقْل َح ْ َ ُ
بناْلَع ْر ِ شناْلَعِظ ينِم ( آية ،129ختام رائع مع الرسول صلى ال عليه وبار ك ت َو ُهنَو َر ّ تََو ّكنْلن ُ
وسلم فإن ال تعالى إن حرم الكفار والمنافقين من الرحمة في أول السورة بعدم ذكر البسملة فإنه أعطاهم في آخرها رحمة ورأفة وهذه الختام مع رسول ال
صلى ال عليه
وسلم.
لفتة :في برنامج النبأ العظيم للدكتور أحمد الكبيسي تحّد .ثر الدكتور عن هذه السورة
وكيف وصف ال تعالى واقع المجتمع في عصر الرسالة الول وعّد در شرائح المجتمع
ق ومنها على الباطل .وهذه الشرائح هي كما وردت المتناقضة منها من كان على الح ّ في السورة: .1
البدو الذين كانوا جفاة كما قال الرسول
صلى ال عليه
وسلم :من بدا جفا .كما
تش ّدن ُك ْفًراَو ِننَفاًقا َو أَنْج َدنُرنأَلّ َيْع لَنُم وْان ُح ُدنوَد َم ان َأنَز َل ناللُّه َع َلنى بأَ َ في قوله تعالى )الَْع َرنا ُ سنوِلِهَو انللُّه َع ِلنيٌم َح ِكنينٌم (ن آية 97 َر ُ شريحة من البدو الذين آمنوا )َو ِمنَننالَْع َرناِبَم نن ُيْؤ ِمنُننِباللِّه َو انْلَيْو ِم نالِخ ِرن َو َينتِّخ ُذن .2 ِ ِ ٍ ِ س ُينْد ِخنُلنُهُماللُّه ِفي َر ْحن َمنِتنِهإِنّن َم ان ُينِف ُ سنوِلَأل إِّنَه ان قُْر َبنٌة لُّهْم َ صنَلنَو انتالّر ُ ق قُُر َبنات ع ننَد اللّه َو َ اللَّه َغ فُنوٌر ّر ِحنينٌم (ن آية98
.3
السابقون الّو لررون من المهاجرين والنصار وهم أحباب ال والذين على
.4
المنافقون الذين يظهرون دائمًا مع قوة الدين وهؤلء أشد على المسلمين من
ص انِرَو انلِّذينَناتَّبُعوُهم س انِبُقوَنالَّو لُننوَن ِم َنن اْلُم َهناِج ِرنينَنَو ان َ أكتافهم انتشر الدينَ) :و انل ّ لن َ ِبِإ ْح سنانٍنّر ِ ضنوْانَع ْننُهن َو أَنَع ّدنلَُهْم َج ّنناٍت تَْج ِرن يتَْح تَنَه ان الَْن َهناُر َخ انِلِدينَن ِفيَه ان ضن َي ناللُّه َع ْننُهنْم َو َر ن ُ َ ِ ِ أََبًد ان َذ لنَك اْلَفْو ُز ناْلَعظ ينُم (ن آية 100
الكّفار فأهل مكة كانوا كّفا ًار كانوا يجاهرون بالكفر لن السلم كان ضعيفًا في مكة ،أما في المدينة فقوي السلم والمنافقون ازدادوا لنهم ل يتجرأون على
المجاهرة بالعداوة لقوة السلم في المدينة .والنفاق عمومًا يظهر في قوة السلم
43
.5
ويختفي بضعفهَ) .و ِمنّمنْننَح ْون لَنُك منّم َنن الَْع َرناِبُم َنناِفُقوَن َو ِمنْننأَْه ِلن اْلَم ِدنينَنِة َم َرنُدنوْانَع َلنى الّنَفا ِ س ُننَعّذ ُبنُهم ّم ّرنتَنْي ِننثُّم ُيَر ّدنونَنإَِلى َع َذنانٍب َع ِظنينٍم ( ن آية101 ق َل تَْع لَنُم ُهنْم َنْح ُننَنْع لَنُم ُهنْم َ
كل الشرائح السابقة كانت متساوية في العدد نوعًا ما وهنا ك شريحة كانت
قليلة في عهد الرسول
صلى ال عليه
وسلم ولكنها الن أصبحت كثيرة العدد في
نْع تَنر فُنوْاِبُذ ُنوِبِه منَخ َلنطُوْا َع منلًن ِ سنىن اللُّه س ّينًئا َع َ ص انلًح انَو آنَخ َرن َ َ َ ْ عصرنا الحاليَ) :و آنَخ ُرنو ن َا َ ض حر ال تعالى في الية َأن َيُتوَب َع لَنْي ِه ْمنإِّن اللَّه َغ فُنوٌر ّر ِحنينٌم (ن آية 102وهؤلء و ّ التي بعدها للرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم كيف يتعامل معهم )ُخ ْذن ِم ْنن
ِ س ِمنينٌع َع ِلنيٌم (ن ص َ ص َدنقَنًة تُ َ س َكنٌنن لُّهْم َو انللُّه َ لنتَنَك َ صنّلنَع لَنْي ِهنْمنإِّن َ طّه ُرُهْم َو تُنَز ّكنينِه مِبنَه ان َو َ أَْم َونانلِه ْمن َ
آية 103فالصدقة منهم تطّهرهم وتزكيهم والصدقة هنا غير الزكاة إوانما هي
النفاق من خير الموال وصلة الرسول
صلى ال عليه
وسلم أي دعاؤه لهم هو سكن
لهم وكلمة عسى من ال تعالى تعني أنه تحقق بإذن ال فهذه الشريحة إن
تصدقت وصّلى عليها الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم استحقت مغفرة ال
تعالى إنه هو الغفور الرحيم سبحانه. شريحة قد فعلوا أشياء تُِخ ّل ر بالمن العام ومنهم الذين تخلفوا عن الغزوة .6 .7
ب َع َلنْي ِهنْمنَو انللُّه َع ِلنيٌم َح ِكنينٌم (ن آية 106 )َو آنَخ ُرنونَنُم ْرنَجنْون َِننلَننْم ِرن اللِّه إِّم ان ُيَعّذ ُبنُهْمن َو إِانّم انَيُتو ُ
وأخي ًار هنا ك الشريحة الطائفية التي ُترّس خر العداوة بين المسلمين وتقوم على
ِ ِ راو ُكنْفًرا تكفير بعض طوائف المسلمين للتفريق بينهم )َو انلّذينَناتَّخ ُذنوْا َم ْ سنِجنًدنانض َرانً َ و تَنْفِر ينًقاَبْي َنن اْلم ْؤنِمنِننيَنو إِانر صنانًدلّانم ْنن َح انر َبناللَّه و ر نسنولَُهِم نن قَْب ُلن و لَنَيْح ِلنفَّنإِْن أَر ْدنَنناإِلّ َ َ َ ُ َ َ َ َ ْ َ َ ُ تش َهنُدن إِّنُهْم لََك انِذ ُبنوَن ( ن آية107 سنَننى َو انللُّه َي ْ اْلُح ْ
10سورة يونس ) هدف السورة: اليمان بالقضاء والقدر(
سورة يونس من السور المكية التي تعنى بأصول العقيدة السلمية ،اليمان بال تعالى وبالكتب والرسل والبع.ث والجزاء وبخاصة اليمان بالقضاء والقدر.فالكثير من الناس
مشككين في هذا المر ويحتارون ويجادلون في القضاء والقدر وهل النسان مسّير أم ل لو مخّير ويشككون في عدل ال تعالى وحكمته ويسألون أسئلة مشككة فيقولون مث ً هداني ال لهتديت أو أن ال يعلم المؤمنين من الكافرين في علمه الزلي فلن يفيد
44
المرء ما يعمل إن كان ال تعالى قد كتبه في النار وهذا كله من ضعف اليمان ومن لم للعبيد .تأتي هذه السورة التشكي ك بأن ال تعالى هو الحكيم العدل وأنه ليس بظ ّ
بآياتها ومعانيها لتثبت حقيقة اليمان بوحدانية ال جّل وعل واليمان بالقضاء والقدر
تارة عن طريق قصص النبياء وتارة عن طريق تذكير ال تعالى للناس بقدرته وحكمته
وعدله في الكون .وفي حدي.ث للنبي
صلى ال عليه
وسلم أن جبريل سأله أخبرني عن اليمان
فقال :اليمان أم تؤمن بال وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر والقضاء والقدر خيره
وشره .والذي يحدد ما إذا كنا مؤمنين بالقضاء والقدر سؤال واحد نطرحه على أنفسنا: هل ال تعالى عادل حكيم أم ظالم والعياذ بال إواجابتنا هي التي تحدد موقفنا.
تبدأ السورة بكلمة تثبت الحكمة ل تعالى )الر ِتْلَك آَياُت اْلِك تَناِب اْلَح ِكنينِم ( آية 1وتدل على أن
ِ الحكمة موجودة ثم تليها الية )أََك انَن ِللّنا ِ س س َع َجنًبنا أَْن أَْو َحنْينَنناإَِلى َر ُجنٍلنّم ْننُهْم أَْن َأنذ ِرن الّنا َ َو َبنّتش ِرنالِّذينَن آَم ُننوْا أَّن لَُهْم قََد َمن ِص ْد نٍقنِع ننَد َر ّبنِه ْمنَقاَل اْلَك انِفُر ونَنإِّن َهنَذ ان لََس انِح ٌرنّم ِبنيٌن (ن آية 2وكأن
الذين يتعجبون من اختيار محمد
صلى ال عليه،
وسلم ،للرسالة كأنما ل يؤمنون بالقضاء
والقدر لنهم لو آمنوا لما شككوا وتعجبوا ولعلموا أن هذا بأمر ال تعالى. ·
ضنِفي ق ال ّ س َمنانَو انِتَو انلَْر َ تدبير ال وحكمته في الكون) :إِّن َر ّبنُك ُمناللُّه الِّذ ين َخ َلن َ ِ ِ ٍ س تَنَو ىنَع لَنى اْلَع ْر ِ تش ِفنيٍع إِلّ ِم نن َبْع ِدن إِْذ ِننِهن َذ ِلنُك ُمن اللُّه شنُيَد ّبنُر الَْم َرن َم ان ِم نن َ س تّنة أَّيام ثُّم ا ْ ق ثُّم َر ّبنُك ْمنَفاْع ُبنُد ونهُ أَفَ َ ل تََذ ّكنُرنونَن * ن إِلَْي ِهنَم ْرنِجنُعنُك ْمنَج ِمنينًعانَو ْعنَدناللِّه َح ّقنا إِّنُه َيْب َد أُن اْلَخ ْلن َ ُيِع ينُد هُن ِلَيْج ِزن يالِّذينَن آم ُننوْا و َعنِمنلُنوْاال ّ ِ ِ ِ بّم ْنن س ِطنَو انلِّذينَنَك فَنُر وْانلَُهْم َ تش َرنا ٌ ص انلَح انت ِباْلق ْ َ َ َ تش منسن ِ ِ َح ِمنينٍم و َعنَذنان ٌ ِ ض َيناء َو انْلقََم َرنُنوًرا بأَليٌم ِبَم ان َك انُنوْا َيْك فُنُر ونَن * ن ُهَوالّذ ين َج َعنَلنال ّ ْ َ َ ِ و قَنّد رنهُم َنناِز َل نِلتَع لَنم واْن َع َدنَدن ال ّ ِ ص ُلن الَياِت ق اللُّه َذ ِلنَك إِلّ ِباْلَح ّ قنُيفَ ّ سنانَبَم ان َخ َلن َ س ننيَن َو انْلح َ ْ ُ َ َ َ ِلقَو ٍم نَيع لَنم ونَن * إِّن ِفي اْخ ِتنلَ ِ س َمنانَو انِتَو انلَْر ِ ضن ق اللُّه ِفي ال ّ ف اللّْي ِلن َو انلّنَهاِرَو َمنانَخ َلن َ ْ ْ ُ س َمنانء َو انلَْر ِ ضن لَياٍت لّقَْو ٍم نَيتُّقوَن ( ن آية .6 ،5، ،4 ،3واليات )ُقْل َم نن َيْر ُز نقُنُك منّم َنن ال ّ صنانَر َو َمنننُيْخ ِرنُجاْلَح ّينِم َنن اْلَم ّينِت َو ُينْخ ِرنُجاْلَم ّينَت ِم َنن اْلَح ّينَو َمننن أَّم نن َيْم ِلنُك ال ّ س ْمنَعنوالَْب َ ل تَتُّقوَن * فََذ ِلنُك ُمن اللُّه َر ّبنُك ُمناْلَح ّ قن قن فََم انَذ ان َبْع َدن اْلَح ّ س َينُقوُلوَن اللُّه فَُقْل أَفَ َ ُيَد ّبنُر الَْم َرن فَ َ
ص َرنفُنوَن ( ن 31و 32تأتي اليات تستعرض لحكمة ال تعالى إِلّ ال ّ ض لَنُلن فَأَّنى تُ ْ
في الكون وفي كل ما خلق وتدعونا للتفكر في هذا الكون الذي لم يخلق عبثًا
ول صدفة إنما خلقه الحكيم العدل إواثبات ذل ك واضح في تكرار كلمة )الحق( في هذه السورة فقد تكررت في السورة ) 23مرة( لن الحق عكس العب.ث
45
والصدفة وكل شيء في الكون خلق ويحيا بحكمة ال تعالى لذا علينا أن نسّلم بال ونتوكل عليه ول نشك ك بقدرته وتدبيره سبحانه .وكذل ك ترددت
س تَننِب ُئوَنَكأََح ّ قن كلمة )يدبر( في السورة كثي ًا ر فكيف نشك ك بقضاء ال وقدره )َو َين ْ
ُهَو ُقْل ِإ ي َو َر نّبنيإِّنُه لََح ّقن َو َمنانَأنتُْم ِبُم ْعنِجنِزنينَن ( ن آية 53و )َأل ِإّن ِللِّه َم ار ِفير ِ ل ِإّن وْعر َدراللِّه َح ّ ِ ل َيْع لَرُم ورَن ( ر آية55 قر َو لَرِك ّنرأَْك ثَرَرُهْم َ الّس َمرارَوارتَوارلَْر ضأَر َ َ وكل هذه اليات تؤكد أن ال حق وأن إدارة هذا الكون حق ،وعّر فرتاليات
بصفات الله الحق بذكر آثار قدرته ورحمته الدالة على التدبير الحكيم وأن
ما في هذا الكون المنظور هو من آثار القدرة الباهرة التي هي أوضح
البراهين على عظمة ال وجلله وسلطانه. ·
تنبيه للغافلين الذين يشككون ول يؤمنون بالقضاء والقدر فهؤلء بفقدون ضنوْاِنباْلَحيناِة الّد ْننَينا َو انْطَم أَنّنوْا الجدية واليمان الحق )إَّن الِّذ يرَن َ ل َيْر ُجنونَنِلَقاءَنا َو َر ن ُ ِبَه ان َو انلِّذينَنُهْم َع ْنن آَياِتَنا َغ انِفُلوَن ( ن آية 7وال تعالى ل يظلم الناس ابدًا لكن
الناس يظلمون أنفسهم نتيجة ذنوبهم ومعاصيهم لنه حاشا ل أن يظلم أحدا
سنلُنُهمِباْلَبّيَناِت َو َمنانَك انُنوْا لُِيْؤ ِمنُننوْا )َو لَنقَْد أَْه لَنْك َننا اْلقُُر ونَن ِم نن قَْب ِلنُك ْمن لَّم ان َ ظَلُم وْان َو َجنانءتُْهْمُر ُ ف ِفي الَْر ِ فن َك َذنِلنَك َنْج ِزن ياْلقَْو َم ناْلُم ْجن ِرنِم ينَن* ثُّم َج َعنْلنَناُك ْمنَخ َ ضنِم نن َبْع ِدنِهنمنِلَننظَُر َك ْين َ لنِئن َ ِ ِ س ُهنْمن س َ س َأنفُ َ تش ْينًئا َو لَنك ّننالّنا َ تَْع َمنلُنوَن ( ن آية ،14 ،13و )إِّن اللَّه َل َيْظلُم الّنا َ َيْظِلُم ونَن ( ن آية44
إذن فليس ف الكون صدف:ة ول عبث فالكم:ة واضح:ة والق واضح فل يب أن نشكك بالقضاء والقدر وال تعال ل يظلم أحداً ول يب أحدا على فعل ما لنه سبحانه لو أجبنا على أعمالنا لا حاسبنا لذا فالناس مّي و،ن ف أفعالم. .1
أفعال الناس تجاه قضاء ال تعالى :اليات تواجه المتعجبون من قدر ال ولكن
أفعالهم أشد غرابة )َفلَّم ان َأنَج انُهْم إَِذ ان ُهْم َيْب ُغوَن ِفي الَْر ِ س ضنِبَغْي ِرن اْلَح ّ قنَيا أَّيَه ان الّنا ُ ع اْلَح َيناِة الّد ْننَيا ثُّم إَِليَنا َم ْرنِجنُعنُك ْمنفَُنَنّبُئُك من ِبَم ان ُكنتُْم تَْع َمنلُنوَن ( ن إِّنَم ان َبْغ ُينُك ْمن َع لَنى َأنفُِس ُك نمن ّم تَنا َ
آية . 23فبعد أن نجاهم ال تعالى بغوا في الرض بغير الحق فكيف يلجأ
الناس إلى ال تعالى فقط في ساعة الشدة ويعرفون أن لهم ربًا يلجأؤون إليه ثم يتكبرون بعد النجاة وكأن نجاتهم كانت من عند أنفسهم,
.2
قصص ال ننبياء عن التوكل على ال :عرضت السورة قصص ثل.ث من النبياء
الذين توكلوا على ال فنجاهم ال تعالى وقد عرضت السورة الجزئية الخاصة 46
بالتوكل في كل قصة من القصص المذكورة وهذا لخدمة هدف السورة .وهذه القصص تؤكد أن المؤمنين بقضاء ال وقدره يتكلون على ال والذين ل
يؤمنون هم المشككون والمجادلون في حكمة ال وعدله:
• قصة نوح الذي توكل على ال تعالى فأنجاه ال ومن معه )َو انْتُل َع َلنْي ِهنْمنَنَبأَ ُنوٍ ح إِْذ َقاَل تَفأَْج ِمنُعنوْا أَْم َرنُكنْمن ِلقَْو ِم نِهنَيا قَْو ِم نِإن َك انَن َك ُبنَر َع لَنْي ُكنمنّم قَناِم ينَو تَنْذ ِكنينِر يِبؤآَياِت اللِّه فََع لَنى اللِّه تََو ّكنْلن ُ ض وْان إِلَّي َوَل ُتنِظ ُرننونِن ( ن آية71 َو ُ تشنَر َكنانءُك ْمثُنّم َل َيُك ْنن أَْم ُرنُكنْمنَع لَنْي ُكنْمنُغ ّمنًةن ثُّم اْق ُ س ىن َيا قَْو ِم نِإن ُكنتُْم آَم ننُتم ِباللِّه فََع لَنْي ِهن تََو ّكنلُنوْا ِإن ُكنُتم • قصة موسى مع فرعون )َو قَنناَل ُم ون َ سنِلنِم ينَن* َفَقالُوْا َع لَنى اللِّه تَو ّكنْلنَنار ّبنَنا َل تَْج عنْلنَنا ِفتَْنًة لّْلقَْو ِم نال ّ ظاِلِم ينَن ( ن آية 84و .85 ّم ْ َ َ َ ّ تشنْفنَنا َع ْننُهنْم س لَّم ؤآن آَم ُننوْا َك َ • قصة قوم يونس )َفلَْو لَنَك انَنْت قَْر َينٌة آَم َننْت فََنفََعَه ان ِإيَم انُنَه ان إِل قَْو َم نُيوُن َ َع َذنانَب الِخ ْزنِ يِفي اْلَح َيناةَ الّد ْننَيا َو َمنتّنْع َنناُهْمإَِلى ِحينٍن ( ن آية.98
وقد يتبادر الى الذهن لماذا أغرق ال تعالى فرعون بعدما قال أنه آمن ونّج ار قوم يونس
لم الغيوب أن فرعون إنما والحالتان متشابهتان نوعًا ما؟ نقول أن ال تعالى علم وهو ع ّ
قال آمنت أضط ار ًار ل إختيا ًار ولو عاد إلى الدنيا لضّل وأضل ولم يكن كلماته صادقة
ِ قن س َرناِئيَلاْلَبْح َرنفَأَتَْبَع ُهْم ِف ْرَع ْون َُو ننن ُجنُننوُد هُنَبْغ ًينا َو َعنْدنًونانَح ّتنى إَِذ ان أَْد َرنَكنُهناْلَغ َر ُ بأنه آمن )َو َجنانَو ْز نَنِبناَبني إِ ْ
ت أَّنُه ل إِِلنَه إِلّ الِّذ ين آم َننْت ِبِه َبُنو إِس رناِئيَلو أَنَنْا ِم َنن اْلم ِ ِ صنْينَتنقَْب ُلن َقاَل آَم نن ُ ُ ْ سنلنم ينَن* آلَن َو قَنْد َع َ َْ َ َ َو ُكنننَتِم َنن اْلُم ْفنِس ِدننينَن ( ن آية 90و .91وقال المام الفخر :آمن فرعون ثل.ث مرات أولها
قوله )آمنت( وثانيها )ل إله إل الذي آمنت به بنو اسرائيل( وثالثها )وأنا من المسلمين(
فما السبب في عدم قبول إيمانه؟ والجواب أنه إنما آمن عند نزول العذاب واليمان في هذا الوقت غير مقبول لنه يصير الحال حال إلجاء فل تنفع التوبة ول اليمان قال
تعالى) :فلم ي ك ينفعهم إيمانهم لّم ار أروا بأسنا( .أما قوم يونس فقد علم ال تعالى أنهم
سيكونون مؤمنين حقًا فعفا عنهم وكانوا على وش ك الهل ك بعذاب ال لكنهم حسن
إيمانهم وقد أثبت التاريخ ذل ك فأصبحوا قومًا صالحين طائعين مؤمنين ،وال تعالى يريد
من عباده إيمان الختيار ل إيمان الكراه والضطرار )َفلَْو لَنَك انَنْت قَْر َينٌة آَم َننْت فََنفََعَه ان ِإيَم انُنَه ان
ّ تشنْفنَنا َع ْننُهنْم َع َذنانَب الِخ ْزنِ يِفي اْلَح َيناةَ الّد ْننَيا َو َمنتّنْع َنناُهْمإَِلى ِحينٍن ( ن آية98 س لَّم ؤآن آَم ُننوْا َك َ إِل قَْو َم نُيوُن َ
فمن كان ليعلم هذا إل ال الحكيم العليم ولهذا علينا أن نؤمن بقضاء ال وقدره لنه ليس
عبثًا ولكن لكل أمر حكمة قد نعلمها وقد يخفيها ال تعالى عنا وهذا ليمتحن صدق إيماننا به فلو علمنا الحكمة من كل شيء فما قيمة إيماننا بالغيب إذن؟
47
تشنِرنِك ينَن* َوَل تَْد عُن ِم نن ُدوِن • ختام السورةَ) :و أَنْن أَِقْم َو ْجنَهنَكنِللّد ينِن َح ِننيًفا َوَل تَُكوَنّن ِم َنن اْلُم ْ ض ّرنَكنفَِإ نن فَع ْلنَت فَِإ ّنَك إًِذ ان ّم َنن ال ّ ظاِلِم ينَن ( ن اليات :106 – 105 اللِّه َم ان َل َينفَُعَك َوَل َي ُ َ
كيف نتعامل مع قضاء ال بالجدّية والتوكل على ال ثم تأتي الية فيها توجيه للرسول
صلى ال عليه
وسلم المؤمنين بالتوكل على ال واللجوء إليه والصبر على
ما يلقوه من الذى في سبيل ال والستمسا ك بشريعة ال تعالى فهو سبحانه
ص ِبنْرَح ّتنَى َيْح ُكنَمناللُّه َو ُهنَو َخ ْينُرن اْلَح انِك ِمنينَن( آية الحكيم العدل )َو انتِّب ْع َم ان ُيوَح ىن إِلَْي َكن َو ان ْ .109
سمّيت السورة بن )سورة يونس( لذكر قصته فيها وماتضمنته من العبرة والعظة برفع
العذاب عن قومه حين آمنوا بعد أن كاد يحل بهم العذاب والبلء وهذه من الخصائص
ص ال تعالى بها قوم يونس لصدق توبتهم إوايمانهم وأن ال ل يظلم الناس فلو التي خ ّ علم صدق إيمان أي عبد من عباده ينجيه في الدنيا والخرة لنه هو الحكيم العدل.
وف خواطر الشيخ ممد متول الشعراوي رحه ال لا سئل عن ورود قص:ة نوح وموسى مع فرعون ويونس ،متمعي ف هذه السورة قال أن الذي يمع بينهم هو الاء فال تعال أغرق قوم نوح بالاء ،وأغرق فرعون بالاء أما يونس ،فقد ناه ال من بطن الوت بعد أن قذف ف الاء .فالاء كان مرة مصدر هلك ومرة مصدر ناة فسّم ى ،ال تعال السورة باسم من ّناه من الاء وهو يونس عليه ،السلم ،وال أعلم،.
. 11سورة هود ) هدف السورة: الستمرار في الصلح دون ته ّور أو ركون( هذه السورة وأخواتها سورتي يونس السابقة وسورة يوسف هي أول ثل.ث سور لسماء
أنبياء وكلما كان اسم السورة على اسم نبي كانت قصة هذا النبي هي محور السورة وفي ختام السورة تأتي أية تلّخ صر للقصة وكأنها قاعدة في كل السور المسماة بأسماء أنبياء.
وهذه السور الثل.ث نزلت في وقت واحد وبنفس الترتيب التي ورد في المصحف ونزلت السور الثل.ث بعد وفاة السيدة خديجة رضي ال عنها ووفاة عم الرسول
أبو طالب وما لقاه
صلى ال عليه،
صلى ال عليه ،وسلم،
وسلم ،من أذى في الطائف والرفض دعوته ونصرته من
قبائل العرب وكانت تل ك الفترة عصيبة جدًا على الرسول
صلى ال عليه
وسلم وعلى
المسلمين في مكة لما لقوه من أذى المشركين فمنهم من أمره الرسول
صلى ال عليه وسلم
بالهجرة الى الحبشة ومنهم من بقي في مكة يتعرض للذى والتضييق من قبل كفار 48
قريش ،فكأنما أنزل ال تعالى هذه اليات تسلية للنبي
صلى ال عليه،
وسلم ،وتسرية عنه لنها
ص عليه ما حد.ث لخوانه الرسل من أنواع البتلء ليتأّس ىر بهم في الصبر والثبات. تق ّ
وجاءت السورة لتوضح لنا أن من يمر بهذه الزمات والمحن قد يتصرف وفق احد هذه التصرفات: .1يفقد المل والعمل .2يتهور ويلمجأ ،إل العنف والتصرفات غي السوب:ة وتدمي ،الفغي .3يركن للقوي ويعيش ف ظله ويتك قضيته وينتهي أمره على هذا النحو.
لكننا نرى أن الرسل لم يأخذوا أي واحد من هذه التصرفات وكذل ك جاءت اليات تدعو الرسول
صلى ال عليه
وسلم لعدم التصرف بهذه التصرفات إوانما جاءت آية محورية التي
س تَنِقْمن َك َمنان أُِم ْرنَتنَو َمنننَتاَب َم َعنَك َوَل تَْطَغ ْو ْانإِّنُه هي أساس السورة والتي تدور اليات حولهاَ) :فا ْ ِبم ان تَع منلُنوَن َب ِ سنُكنُمن الّناُر َو َمنانلَُك من ّم نن ُدوِن اللِّه ظلَُم واْن فَتََم ّ ص ينٌر ( ن آية 112و)َوَل تَْر َكنُننوْاإَِلى الِّذينَن َ َ َْ
ِ ص ُرنونَن ( ن آية .113وهذه اليات تضمنت التوجيه للرسول م ْنن أَْو ِلنَياء ثُّم َل ُتن َ
صلى ال عليه
وسلم ،والمسلمين كيف يتصرفون في هذه المحنة وفي أي محنة قد تصيبهم في أي زمن
وفي أي مكان .إن هذه الية تعالج حالة نفسية لناس في وضع صعب للغاية فجاءت بالمر الول )استقم( أي اصبر واستمر بالدعوة ،ثم جاء المر الثاني) :ل تطغوا( أي
اياكم والتهور والطغيان وجاء المر الثال.ث) :ول تركن( بمعنى إيا ك أن تعيش في ظل القوي وتستسلم له .وهذه الوامر الثل.ث هي على عكس التصرفات المتوقعة ممن
أصابته المحن كما أوردنا سابقًا .وقد قال الحسن رضي ال عنه :سبحان الذي جعل اعتدال الدين بين لئين :ل تطغوا ول تركنوا.
وجاءت آيات السورة تتحد.ث عن نماذج من النبياء الذين أصابتهم المحن ولقوا من
المصاعب ما لقوا خلل دعوتهم لقوامهم ومع هذا كله صبروا واتبعوا هذه الوامر الثل.ث .وهذه السورة هي في غاية الهمية للمسلمين لذا قال الرسول
صلى ال عليه
وسلم :
شّيبتني هود وأخواتها.
ص َلنْت ِم نن ب أُْح ِكنَمنْتنآَياتُُه ثُّم فُ ّ تبدأ السورة بتمجيد القرآن العظيم الذي أحكمت آياته )اَلر ِك تَنا ٌ لُّد ْن َح ِكنينٍم َخ ِبنيٍر ( ن آية 1وتدعو إلى توحيد ال تعالى )أَلّ تَْع ُبنُد وْا إِلّ اللَّه إِّنِنين لَُك من ّم ْننُهن َنِذينٌر َو َبنِتش ينٌر ( ن آية .2وعرضت الظروف الصعبة التي كان يعيتشها المسلمون )َأل إِّنُهْم َيثُْنوَن ِ ِ ِ تشنوَن ِث َياَبُهْم َيْع لَنُم َم ان ُيِس ّرننونَنَو َمنانُيْع ِلنُنوَن إِّنُه َع ِلنيٌم ِب َذ انِت س تَنْغ ُ س تَنْخ فُنوْا م ْننُهن َأل حينَن َي ْ ص ُدنوَرُهْملَي ْ ُ
49
ص ُدنوِر ( ن آية .5ويدعو ال تعالى رسوله للثبات والستمرار في الدعوة رغم كل الظروف )َفلََع لّنَك ال ّ ضننؤآنِئ ٌ ِ ص ْدنُرنَكنَأن َيُقولُوْا لَْو لَنُأنِز َل نَع َلنْي ِهن َك ننٌز أَْو َج انء َم َعنُه َم لَنٌك إِّنَم ان َتاِرٌك َبْع َ ضن َم ان ُيوَحىن إِلَْي َكن َو َ قِبه َ تش ْين ٍءنَو ِكنينٌل (ن آية ،12وعرضت لعناصر الدعوة السلمية في ظل كل َأنَت َنِذينٌر َو انللُّه َع لَنى ُك ّلن َ الظروف الصعبة عن طريق الحجج العقلية مع الموازنة بين فريقي الضل لن والهد ى وفّر قنت بينهما كما تفرق التشمس بين الظلمات والنور ) م ثَنُل اْلفَِر ينقَْي ِننَك انلَْع منىنو انلَص ّمنو انْلَب ِ س ِمنينِعَهْل ص ينِرَو انل ّ َ َ َ َ َ َيْس تَنِو َيناِن َم ثَنًل أَفََل تََذ ّكنُرنونَن ( ن آية 24ويتحد.ث الربع الول من السورة )أول 30آية( عن
هذا المعنى :التكذيب شديد وتأثيره شديد على المسلمين.
ث تنتقل اليات تتحد ث عن سبع ناذج من الرسل الكرام وصبهم ،على ما لقوه من قومهم:
قصة نوح أبو البشر الثاني وقد وردت قصة نوح في هذه السورة
·
بتفصيل لم تذكره أية سورة أخرى من السور حتى سورة نوح نفسها .وتشرح ل أطول من أي نبي آخر كيف صبر نوح على قومه فقد لب.ث فيهم عم ًار طوي ً 950عامًا يدعوهم وهم على تعنتهم ويسخرون منه ولّم ار طلب ال منه أن
يصنع الفل ك استمرت هذه العملية سنوات عديدة حتى زرع الشجر ثم أخذ
منها الخشب وصنع السفينة وكان يمكن ل تعالى ان يهل ك قوم نوح من غير انتظار هذه المدة الطويلة لكن حكمته أرادت أن يظهر طول معاناة نوح
وصبره كل هذه السنوات على الذى حتى نتعلم منه الصبر مهما طال
الذى وعدم اليأس والستمرار بالدعوة .ولم يكن رد نوح على قومه انفعاليًا ول غاضبًا إنما قالَ) :قاَل ِإّنَم ار َيْأِتيُك مر بِِه اللّهُ ِإن َش ارء َو َمرارَأنُتم بُِم ْعرِجر ِز ريرَن ( ر آية .33فكأنه استقام كما أمره ال وصبر على الدعوة واستمر فيها ولم
يتهور في ردة فعله إوانما كان ينصح لهم )اليات
( 28،29،30،31،32،33،34،35ولم يركن حتى الى ابنه الذي كان من
المغرقين ولم ترد قصة ابن نوح إل في هذه السورة لمناسبة ورودها لهدف
السورة وتحقيق معنى ل تركن ولو كان الكافر الظالم من أهله )َو َننناَد ىنُنوٌ ح ّر ّبنُه فََقاَل َر ّبنإِّن اُبِني ِم ْنن أَْه ِلني َو إِانّن َو ْعنَدنَكناْلَح ّ قنَو أَننَت أَْح َكنُمناْلَح انِك ِمنينَن ( ن آية 45وآية سن ِلي ِبِه ِع ْلنٌم َو إِانلّ تَْغ ِفنْر ِلي َو تَنْر َحنْمنِنن أَينُك نن َ) 47قاَل َر ّبنإِّني أَُع ونُذ ِب َك أَْن أَ ْ س أَنلََك َم ان لَْي َ ِ ص ِبنْر إِّن اْلَعاِقَبَة ِلْلُم تّنِقيَن ( ن آية ّم َنن اْلَخ انس ِر نينَن ( ن وتأتيالعبرة في نهاية قصة نو ح َ) فا ْ .49
50
·
ثم تأتي قصة هود مع قومه وقد سميت السورة باسمه تخليدًا لجهوده
الكريمة في الدعوة إلى ال فقد كان قومه من العتاة المتجبرين الذين اغتروا ل فردًا بين الجّم بقوتهم وقالوا من أشد منا قوة؟ فواجههم هود وكان رج ً الغفير من عتاة عاد الغلظ الشداد وقد حّقرهم وانتقص آلهتهم وحّثهم على التصدي له وهي من أعظم اليات أن يواجه بهذا الكلم رجل واحد أمة عطاشًا إلى إراقة دمه وذل ك لثقته بربه وقد قال لهم هود كلمًا جامعًا في
أية واحدة ما قالها نبي ول رسول لقومه أبدًا اشتملت كل المعاني الثلثة التي
ذكرناها سابقًا )ِإن ّنُقوُل إِلّ اْع تَنراَكَبع ُ ِ ِ تش َهنُدنوْا تش ِهنُدن اللِّه َو ان ْ س َو ٍء نَقاَل إِّني أُ ْ َ ْ ضن آلَه ت َنا ِب ُ ت أَّني َبِر يٌء ّم ّمنان تُ ْ تش ِرنُكوَن * ِم نن ُدوِنِه فَِك ينُدوِنين َج ِمنينًعا ثُّم َل ُتنِظ ُرننونِن* إِّني تََو ّكنْلن ُ ِ ٍ ِ ِ ِ ٍ ِ ِ سنتَنِقيٍم * َع لَنى اللّه َر ّبني َو َر نّبنُك منّم ان م نن َد آنّبة إِلّ ُهَو آخ ٌذن ِبَناص َي نتَه انإِّن َر ّبني َع َلنى ص َرانطّم ْ فَِإ نن تَو لّنو ْانفَقَْد أَْب لَنْغ تُنُك من ّم ان أُر ِسن ْل ن ُ ِ ض ّرنونَنُه س تَنْخ ِلن ُ فَر ّبني قَْو ًم نانَغ ْينَرنُكنْمنَوَل تَ ُ تِبه إِلَْي ُك ْمن َو َين ْ َ ْ ْ َتش ْينًئا إِّن َر ّبني َع لَنَى ُكّلن َتش ْين ٍءنَح ِفنيٌظ( اليات .57 - 56-55-54فكأنما جمعت
هذه اليات )استقم واصبر واستمر بالدعوة ول تطغى ول تركن الى الذين
ظلموا( فلم يتحد.ث أحد بقوة وعدم ركون واصرار على الرسالة إل سيدنا هود ولذا سمى ال تعالى السورة باسمه.
·
ثم جاءت قصة نبي ال صالح ثم قصة لوط وشعيب ثم قصة موسى
وهارون صلوات ال وسلمه عليهم جميعًا ثم التعقيب المباشر بما في هذه
القصص من العبر والعظات التي تدور حول محور السورة وتخدم أهدافها وتعرض صبر كل نبي على أذى قومه وعدم ركونه وطغيانه. ·
ثم ختمت السورة الكريمة ببيان الحكمة من ذكر قصص المرسلين
لتثبيت قلب النبي صلى ال عليه وبار ك وسلم أمام الشدائد والهوال اتي
ِ ت ِبِه فَُؤاَد َكنَو َجنانءَكِفي َهنِذ ِهن تعرض لها )َو ُك نلّّنقُ ّ سنِلنَم ان ُنثَّب ُ ص َع لَنْي َكن م ْنن َأنَباء الّر ُ
اْلَح ّقنَو َمنْونِعنَظنٌَةو ِذنْكنَر ِلن ىْلُم ْؤنِمنِننيَن ( ن آية .120ثم يعرض ال تعالى لنا كيفية تنفيذ ص اررنا بها ويدلنا أن العبادة هي التي تعين على الستقامة الوامر التي و ّ
س نّيَئاِت َذ ِلنَك ِذ ْكنَرن ى سنَنناِت ُيْذ ِهنْبنَننال ّ )َو أَنِقِم ال ّ ص لَنةَ َ طَر فَنِي الّنَهاِر َو ُز نلَنًفاّم َنن اللّْي ِلن إِّن اْلَح َ ِللّذ انِك ِرنينَن ( ن آية ،114والصبر الية ) 115و انص ِبنرفَِإ ّنن اللَّه َل ُي ِ ض ينُع أَْج َرن َ ْ ْ
51
اْلُم ْحن ِسنِنننيَن (نن،وكأنما اليات كلها من الية 113إلى نهاية السورة تعين عى تنفيذ الهدف .وتختم السورة بالتوحيد كما بدأت به ليتناسق البدء مع الختام )َو ِلنلِّه س َمنانَو انِتَو انلَْر ِ ضنَو إِانلَْي ِهنُيْر َجنُعنالَْم ُرن ُك لُّه َفاْع ُبنْد هُن َو تَنَو ّكنْلنَع َلنْي ِهن َو َمنانَر ّبنَك ِبَغاِفٍل بن ال ّ َغ ْين ُ َع ّمنان تَْع َمنلُنوَن ( آية .123
ومن لطائف سورة هود البلغية أن الوامر بأفعال الخير أفردت للنبي صلى ال عليه وبار ك وسلم إوان كانت عامة في المعنى )فاستقم كما أمرت ،وأقم الصلة ،واصبر(
وفي المنهّيات جمعت للمة )ول تطغوا ،ول تركنوا إلى الذين طلموا(.
. 12سورة يوسف ) هدف السورة: الثقة بتدبير ا ) إصبر ول تيأس(
سورة يوسف هي إحدى السور المكية التي تناولت قصص النبياء باسهاب إواطناب ص ل ر وفي اليجاز والطناب )لَقَْد َك انَن ِفي دللة على إعجاز القرآن في المجمل والمف ّ ق الِّذ ين َبْي َنن َيَد ْينِهن و تَنْف ِ ِ ِ قَ ِ ِ ص ينَلُك ّلن ص ِدننين َ ص صن ِه نْمنع ْبنَرةٌّلُْو ِلنني الَْلَباِب َم ان َك انَن َح دنينًثا ُيْفتََر ى َو لَنك ننتَ ْ َ َ
َتش ْين ٍءنَو ُهنًد ىنَو َر نْحن َمنلًّةنقَْو ٍم نُيْؤ ِمنُننوَن( آية . 111وقد أفردت الحدي.ث عن قصة نبي ال
يوسف بن يعقوب وما لقاه من أنواع البلء ومن ضروب المحن والشدائد من إخوته والخرين في بيت عزيز مصر والسجن وفي تآمر النسوة حتى نّج ارره ال تعالى.
والمقصود بهذه السورة التسرية عن النبي
صلى ال عليه
وسلم بعدما مّر به من أذى ومن
محن في عام الحزن وما لقاه من أذى القريب والبعيد فأراد ال تعالى أن يقص عليه
قصة أخيه يوسف وما لقاه هو في حياته وكيف أن ال تعالى فّرجعنه في النهاية لنه
وثق بتدبير ال تعالى ولم ييأس ل هو ول أبوه يعقوب .ونلحظ أن سورة يوسف تناولت
قصة يوسف النسان وليس يوسف النبي إنما جاء ذكره كنبي في سورة غافر لذا فقصته في سورة يوسف لها ملمح إنسانية تنطبق على يوسف وقد نتطبق على أي من البشر.
وقصة يوسف تمثل قصة نجاح في الدنيا )أصبح عزيز مصر( وقصة نجاح في الخرة أيضًا )وقوفه أمام إغراءات امرأة العزيز رغم كل الظروف المحيطة به خوفًا من ال عّز وجّل (رر.
52
وقد اشتملت قصة يوسف على كل عناصر القصة الدبية واشتملت على الكثير من المشاهد التصويرية بحي.ث تجعل القارئ يرى فعل ما حد.ث وكأنه ماثل أمام ناظريه.
وللسورة أسلوب فذ فريد في ألفاظها وتعبيرها وأدائها وفي قصصها الممتع اللطيف
وتسري مع النفس سريان الدم في العروق وجريان الروح في الجسد ومع أن السور
المكية تحمل في الغالب طابع النذار والتهديد إل أن سورة يوسف اختلفت عن هذا السلوب فجاءت نّد يرة في أسلوب ممتع رقيق يحمل جو النس والرحمة وقد قال عطاء: "ل يسمع سورة يوسف محزون إل استراح إليها" وقال خالد بن معدان" :سورة يوسف
فن ِلَِبيِه س ُ ومريم مما يتفّك هر به أهل الجنة في الجنة" .ولقد ابتدأت السورة بحلم )إِْذ َقاَل ُيو ُ
ِ تشنَرن َك ْون َك نًبناَو انل ّ س انِج ِدنينَن ( ن آية 4وانتهت بتفسير تنأََح َدن َع َ َيا َأبِت إِّني َرأَْي ُ سنَو انْلقََم َرنَرأَْي تُنُهْم لي َ تش ْمن َ ِ الحلم )َو َر نفَنَعأََبَو ْينِهنَع لَنى اْلَع ْر ِ يِم نن قَْب ُلن قَْد َج َعنلَنَه ان س ّج ًدنانَو قَنناَل َيا أََبت َهنَذ ان تَأِْو ينُل ُر ْؤ نَينا َ شنَو َخنّرنوْالَنُه ُ َر ّبني َح ّقنا( آية 100.
وتسي أحدا ث القص:ة بشكل مدهش فالصل أن يكون مب:ة ال ب لبنه شيء جيل لكن مع يوسف تول هذا الب لن جعله إخوته ف البئر ،ث إن الوجود ف البئر أمر سيء لكن ال تعال ينمجي يوسف بأن التقطه بعض السّيارة ث كونه ف بيت عزيز مصر كان من هت به امرأة العزيز ،ث السمجن يبدو سيئاً لكن ال تعال ينمجيه منه ويعله ،على خزائن الرض ث الفروض أن يكون أمراً حسناً لول ما ّ يصبح عزيز مصر وكأن الرسم البيان للسورة يسي على النحو التال: عزيز مصر قصر العزيز بيت ال ب السمجن البئر
وقد أسهبت السورة في ذكر صبر يوسف على محنته بدءًا من حسد إخوته له وكيدهم ثم
ب ومحنة تعلق إمرأة العزيز به ومراودته عن نفسه ثم محنة السجن بعد رميه في الج ّ
الرغد الذي عاشه في بيت العزيز ولّم ار صبر على الذى في سبيل العقيدة وصبر على
الضر والبلء نقله ال تعالى من السجن إلى القصر وجعله عزيز مصر ومّلكه خزائن الرض وجعله السيد المطاع والعزيز المكرم .وهكذا يفعل ال تعالى بأوليائه ومن
يصبر على البلء فل بد لرسول ال
صلى ال عليه،
وسلم ،أن يقتدي بمن سبقه من المرسلين
طد نفسه على تحمل البلء )فاصبر كما صبر أولي العزم من الرسل( .وكأنما قصة ويو ّ يوسف مشابهة نوعًا ما لما حصل مع الرسول
إخوته والرسول
صلى ال عليه،
صلى ال عليه،
وسلم ،فيوسف لقى الذى من
وسلم ،لقاه من أقرب الناس إليه من أقاربه وعشيرته ويوسف
هاجر من بلده إلى مصر وفيها أكرمه ال بجعله عزيز مصر وفي هذا إشارة للنبي ال عليه
صلى
وسلم أنه بهجرته إلى المدينة سيكون له النصرة والمنعة ويحقق ال تعالى له
53
النصر على من آذوه وأخرجوه من مكة .وقد تحدثت اليات كثي ًار عن عدم اليأس في
سورة يوسف فالمل والصبر موجودان دائمًا للمؤمن مهما بلغت به المحن والبليا )َيا َبِن ّي ِ فن و أَنِخينِهوَل تَْي أَ ِ سن ِ س ِم نن ّر ْو نِ حناللِّه إِلّ اْلقَْو ُم ن س واْن م نن ّر ْو نِ حناللّه إِّنُه لَ َيْي أَن ُ ُ َ س َ َ سنوْا م نن ُيو ُ اْذ َهنُبوْا َفتََح ّ ُ ِ ِ ص ُرنَننا سنُلنَو َ ظنّنوْا أَّنُهْم قَْد ُك ذ ُبنوْا َج انءُهْم َن ْ اْلَك انف ُر ونَن ( ن آية 87وآية َ) 110ح ّتنى إَِذ ان ا ْ س الّر ُ س تَنْي أَن َ ع ِنن اْلقَْو ِم ناْلُم ْجن ِرنِم ينَن (نن.ولننظر إلى قمة التواضع عند يوسف فَُنّج َين َم نن ّن َ س َننا َ تش انء َوَل ُيَر ّدنَبأْ ُ
فبعد كل ما أعطاه ال تعالى إياه من مل ك مصر وجمعه بإهله جميعًا ماذا طلب من ربه
س َمنانَو انِت بعد هذا كله؟ قالَ) :ر ّبنقَْد آتَْي تَنِني ِم َنن اْلُم ْلنِك َو َعنلّنْم تَنِنينِم نن تَأِْو ينِل الََح انِد ينِث َفاِط َرنال ّ
ِّ ِ ِ َو انلَْر ِ صانِلِحينَن ( ن آية ،101فيا لتواضعه. سنِلنًم انَو أَنْلِح ْقنِنينِبال ّ ضنَأنَت َو ِلنّيي في الّد ُننَيا َو انلخ َرنِةتََو فنني ُم ْ
. 13سورة الرعد ) هدف السورة: قوة الحق وضعف الباطل(
سورة الرعد من السور الدني:ة الت تقرر وحداني:ة ال تعال والرسال:ة والبعث والزاء .وتدور السورة حول مور مهم هو أن الق واضح بّي راسخ وثابت والباطل ضعيف زائف خادع مهما ظهر وعل على الق ببهرجهه وزيفه .وعلينا أن ل ننخدع ببيق ،الباطل الزائف لنه زائل ل مال:ة وبيقى الق يسطع بنوره على الكون كله ،.وعرضت ،السورة للمتناقضات الوجودة ف الكون ف آيات عديدة حت الرعد هو من هذه التناقضات لذا ورد ذكره ف السورة وسيت ،السورة به.
ولقد سميت السورة )سورة الرعد( لتل ك الظاهرة الكونية العجيبة التي تتجلى فيها قدرة ال
تعالى وسلطانه وهذا الرعد جمع النقيضين فهو على كونه مخيفًا في ظاهره إل أنه فيه
الخير كله من الماء الذي ينزل من السحاب الذي يحمل الماء والصواعق وفي الماء الحياء وفي الصواعق الفناء والهل ك وقد قال القائل:
جُع النقيضي من أسرار قدرته وتسي اليات ف السورة على النحو التال:
هذا السحا ب به ما ٌء به نار
•
الكتاب :تبدأ السورة بقضية اليمان بوجود ال ووحدانيته ومع سطوع الحق
•
مظاهر الحق في الكون :جاءت اليات تقرر كمال قدرة ال وعجيب خلقه في
ووضوحه إل أن المشركين كذبوا بالقرآن وجحدوا وحدانية الرحمن) .،المر ِت ْلَك ِ آَيا ُ ِ قنَو لَنِك ّننأَْك ثَنَر الّنا ِ ينُأنِز َل نإِلَْي َكن ِم نن ّر ّبنَك اْلَح ّ س َل ُيْؤ ِمنُننوَن ( ن آية1 ت اْلك تَناِب َو انلّذ َ
الكون كله وكيف يدبر المر ويفصل اليات ويمد الرض ويغشي الليل النهار فال هو الحق وقرآنه حق واّتباعه حق وبعد إظهار كل هذا الحق يشك ك
المشركون بالبع.ث بعد الموت ،فليتفكروا في عظيم خلق ال في الكون) .اللُّه ٍ ِ س تَنَو ىنَع َلنى اْلَع ْر ِ سنّخنَرنال ّ سنَو انْلقََم َرنُك ّلن الِّذ ين َر فَنَع ال ّ س َمنانَو انتِبَغْي ِرن َع َمندنتََر ْو نَننَه انثُّم ا ْ تش ْمن َ شنَو َ 54
ص ُلن الَياِت لََع لّنُك من ِب ِلَقاء َر ّبنُك ْمنُتوِقُنوَن * َو ُهنَو الِّذ ين َم ّدن سنّمنىنُيَد ّبنُر الَْم َرن ُيفَ ّ َيْج ِرن يلََج ٍلن ّم َ ِ ِ ي نو أَنْن َهناًراَو ِمنننُك ّلن الثَّم َرناِت َج َعنَلنِفيَه ان َز ْو نَجنْين ِاننثَْنْي ِنن ُيْغ ِتشني ناللّْي َلن الَْر َ ضنَو َجنَعنَلنفيَه ان َر َو نانس َ الّنَهاَر إِّن ِفي َذ ِلنَك َل َي نانٍتلّقَْو ٍم نَيتَفَّك ُرنونَنز* َو ِفننيالَْر ِ تّم ْنن أَْع َنناٍب ضنِق َ تَو َجنّننا ٌ طٌع ّم تَنَج انِو َرنا ٌ ِ و َز نر ن ٌ ِ ِ ضنَهنانَع َلنى َبْع ٍ ضن ِفي الُُك ِلن س قَنى ِبَم انء َو انِح ٍدنَو ُننفَ ّ ض ُلنَبْع َ عو َننخينٌلص ْن نَونانٌنَو َغنْينُرنص ْن نَونانٍنُي ْ َ ْ َ إِّن ِفي َذ ِلنَك َل َي نانٍتلّقَْو ٍم نَيْع ِقنُلوَن ( ن اليات.4 -3 – 2 •
المتناقضات الموجودة في الكون :جمعت اليات 32متناقضًا في الكون وعلينا أن نفكر أن الذي جمع كل هذه المتناقضات هو الحق ول يتم ذل ك إل بإرادته
تش ْين ٍءنِع ننَد هُن ض الَْر َحنانُمَو َمنانتَْز َدنانُدَو ُكنّلن َ سبحانه )اللُّه َيْع لَنُم َم ان تَْح ِمنُلنُك ّلن ُأنَثى َو َمنانتَِغ ين ُ ٍ ِ ِ ب سنانِر ٌ س ّرن اْلقَْو َلننَو َمنننَج َهنَرن ِبه َو َمنْننُهَو ُم ْ سنتَنْخ فنِباللّْي ِلن َو َ س َونانءّم ننُك من ّم ْنن أَ َ ِبم ْقنَد انٍر ( ن ) َ
ِبالّنَهاِر ( ن اليات 39 – 17 – 16 – 15 -12 – 10 – 8وحتى الرعد فيه
متناقضات أنه موجب وسالب وأنه على ظاهره المخيف يحمل الخير والمطر
الذي ينبت الزرع ويسقي الناس والبهائم.
•
س ّير ْتنِبِه اْلِج َبناُل أَْو قُ ّ ضنأَْو ُك لّنَم ِبِه اْلَم ْون تَننىَب لن طَعْت ِبِه الَْر ُ الكون والقرآنَ) :و لَنْو أَّن قُْرآًنا ُ َ
لّلِّه الَْم ُرن َج ِمنينًعانأََفلَْم َيْي أَ ِ س َج ِمنينًعا َوَل َيَزاُل س الِّذينَن آَم ُننوْا َأن لّْو َي َ تش انء اللُّه لََه َد ىن الّنا َ ِ ِ ص َننُعواْ َقاِرَع ٌةنأَْو تَُح ّلن قَِر ينًبا ّم نن َد انِرِه ْمنَح ّتنى َيأِْتَين َو ْعنُدناللِّه إِّن اللَّه الّذينَن َك فَنُر واْنتُص ينُبُهمنِبَم ان َ
ف اْلِم ينَعاَد (ن آية 31القرآن هو الوحيد في الكون الذي يمكنه أن يحر ك الدنيا َل ُيْخ ِلن ُ
ويحر ك الرض والكون من عظمته وقوة الحق فيه ولّم ار وعى المسلمون السابقون
هذا المر وصلت المة السلمية إلى أوجها وعمت الدنيا.
•
ِ ِ قوة الحق) :لَُه َد ْعنونةُناْلَح ّ ِ تش ْين ٍءنإِلّ َك َبناِس ِط ن س تَنِج ينُبوَن لَُهم ِب َ قنَو انلّذينَنَيْد ُعنونَن م نن ُدوِنه َل َي ْ َ لنٍلن( ن آية14 ض َ َك فّنْي ِهن إَِلى اْلَم انء ِلَيْب لُنَغ َفاهُ َو َمنانُهَو ِب َباِلِغ ِهنَو َمنانُد َع انء اْلَك انِف ِر ينَنإِلّ ِفي َ س ْينُلن َز َبنًد انّراِبًياَو ِمنّمنانُيوِق ُدوَن َع َلنْي ِهن س انلَْت أَْو ِد نَينٌةِبقََد ِرنَهاَفاْح تَنَم َلنال ّ و)َأنَز َل نِم َنن ال ّ س َمنانء َم انء فَ َ باللُّه اْلَح ّ ب ِفي الّناِر اْب ِتَغاء ِح ْلنَيٍة أَْو َم تَناٍع َز َبنٌد ّم ثْنلُُه َك َذنِلنَك َي ْ قنَو انْلَباِط َلنفَأَّم ان الّز َبنُد فََيْذ َهن ُ ض ِرن ُ ثن ِفي الَْر ِ ض ِرنُباللُّه الَْم ثَناَل (ن آية 17الحق س فََيْم ُكن ُ ضنَك َذنِلنَك َي ْ ُج فَناء َو أَنّم انَم ان َينفَُع الّنا َ
قوي له دعوة والباطل زائف تمامًا كالسيل يجرف معه على سطح الماء الوساخ
وأما الذي يبقى وهو الطمي هو المفيد للزرع ،وكذل ك عندما يصفى الذهب
تصعد الشوائب للعلى ويبقى الذهب الخالص في السفل .وهذا إشارة أن
55
الباطل يكون على السطح لنه ظاهر لكن الحق راسخ وقد يكون غير ظاهر للوهلة الولى.
•
ختام السورة تشهد للرسول بالنبوة والرسالة وأنه مرسل من عند الَ) .و َينُقوُل الِّذينَن تش ِهنينًد انَبْي ِني َو َبنْي َنُك ْمنَو َمنْننِع ننَد هُن ِع ْلنُم اْلِك تَناِب ( آية .43 سنلًنُقْل َك فَنى ِباللِّه َ َك فَنُر وْانلَ ْ س َتن ُم ْرن َ
. 14سورة ابراهيم ) هدف السورة :نعمة اليمان ونقمة الكفر(
تتحد.ث السورة عن مواجهة الرسل مع أقوامهم الرافضين لدعوتهم وترّك زر السورة على أن
أهم نعمة على الطلق هي نعمة اليمان وأشّر نقمة هي الكفر .وقد يتخيل البعض أن
النعم هي نعم الدنيا المادية ويتعلقون بها ويحرصون على كسبها والتنعم بها على
طاُن لَّم ان قُ ِ حساب الخرة .وتتحد.ث السورة أيضًا عن خطبة إبليس في جهنم )َو قَنناَل ال ّ ض َي ن تش ْين َ
ِ طاٍن إِلّ َأن َد َعنْون تُنُك ْمن الَْم ُرن إِّن اللَّه َو َعنَدنُكنْمنَو ْعنَدناْلَح ّ س ْلن َ قنَو َو نَعندنتُّك ْمنفَأَْخ لَنْفتُُك ْمن َو َمنانَك انَن لَي َع َلنْي ُك منّم نن ُ ِ صن ِرنِخ ّإِ تنِبَم ؤآن س تَنَج ْبنتُْم ِلي فَ َ ينّني َك فَنْر ُ صن ِرنخ ُكنْمَنو َمنانَأنتُْم ِبُم ْ س ُكنمن ّم ان أََنْا ِبُم ْ َفا ْ ل تَُلوُم ونِني َو لُننوُم وْانَأنفُ َ أَْتش َرنْكنتُنُم ونِنِم نن قَْب ُلن إِّن الّظاِلِم ينَن لَُهْم َع َذنانٌب أَِليٌم (ن آية 22وكيف يتب أر ممن أغواهم .ثم تنتقل طّيَبٍة تشنَجنرٍنة َ ل َك ِلنَم ًةن َ ض َرنَبناللُّه َم ثَن ً طّيَبًة َك َ السورة إلى أعظم نعمة في الرض )أَلَْم تََر َك ْين َ فن َ
ص لُنَه ان َثاِبٌت َو فَنْرُع َهناِنفي الّس َمنانء( آية 24وهذه الكلمة الطيبة هي كلمة التوحيد وهي أفضل أَ ْ النعم ل النعم المادية من مال وبنين .مثلما يثمر شجر الدنيا بأطيب الثمار نأكلها فإن التوحيد يثمر في الخرة جنة ونعيمًا خالدًا ،أما الكفر فهو كالكلمة الخبيثة أي الشر ك.
ثم تنتقل السورة إلى عرض نموذج سيدنا إبراهيم الذي عرف أن نعمة ال تعالى تتجلى
ِ ِ ِ ِِ ِ س َحن َإِ س ِمنينُع الّد َعنانء س َمنانع ينَلَو إِان ْ في نعمة اليمان )اْلَح ْمنُدنللّه الّذ ين َو َهنَبلي َع لَنى اْلك َبنِر إِ ْ قنّن َر ّبني لَ َ
ص لَنِة َو ِمنننُذ ّر ّينِتيَر ّبنَناَو تَنقَّب ْلنُد َع انء( آية 40 – 39ولذا سميت السورة * َر ّبناْج َعنْلنِنيُم ِقنيَم ال ّ
باسمه لنه خير نموذج لمن قّد رر النعمة.
ل َع ّمنان سنَبنّن اللَّه َغ انِف ً ثم تختم السورة )العشر آيات الواخر( باظهار خطورة الكفر )َوَل تَْح َ تش َخن ِ ِ ِ ِّ ص انُر ( ن آية 42إلى نهاية السورة ،وكأنما صنفيه الَْب َ َيْع َمنُلن الظالُم ونَن إِّنَم ان ُيَؤّخ ُرنُهْملَيْو ٍم نتَ ْ ُ
السورة عرضت لنموذجين أحدهما عرف قدر نعمة اليمان والوحيد والخر كفر بالنعمة فكانت نقمة عليه وهذا هو هدف السورة ومحورها الذي دارت حولها اليات. 56
. 15سورة الحجر ) هدف السورة: حفظ ا لدينه(
السورة مكية ونزلت في وقت اشتد الذى على الرسول
صلى ال عليه
وسلم والمسلمين في
مكة وتعرضوا للستهزاء والتهام كحال المسلمين الن فجاءت هذه السورة وكأنها رسالة قرآنية من ال تعالى ليطمئن رسوله والمسلمين أن هذا الدين محفوظ من ال تعالى وما
على المسلمين إل الستمرار في الدعوة والتركيز عليها وعدم النبهار بقوة اعدائهم او الستشعار بالضعف والوهن والنهزامية أمام العداء.
الحجر هو مكان سكنت فيه ثمود الذين ابتعدوا عن منهج ال تعالى وكانوا قد نحتوه في
الجبال ليختبئوا من الزلزل والصواعق بظنهم أنه مكان آمن لهم يقيهم ويحفظهم )َو َكنانُنوْا
َيْنِح ُتنوَن ِم َنن اْلِج َبناِل ُبُيوًتا آِم ِننيَن ( ن آية ، 82لكن ال تعالى أهلكهم بالصيحة التي دخلت
آذانهم فتركتهم صرعى ولم ينفعهم كل ما احتاطوا له ومكثهم في الحجر ما منع قضاء
ال وعذابه من أن يحّل بهم )فََم ان أَْغ َننى َع ْننُهنم ّم ان َك انُنوْا َيْك ِسن ُبننوَن ( ن آية .84وفي هذا دللة
على أن ال تعالى هو الحافظ ول يتم الحفظ او الحجر بالوسائل المادية وهذا حجر ثمود
أكبر دليل على ذل ك .ولقد سميت السورة بسورة الحفظ لن كل آياتها تؤكد أن ال تعالى
يحفظ كل شيء ،ولذا جاءت فيها آية ) 9إِّنا َنْح ُننَنّز ْلنَناالّذ ْكنَرن َو إِانّنا لَُه لََح انِفُظوَن ( نخاصة دون
غيرها من سور القرآن.
بداي:ة السورة ونايتها تتحد ث عن حفظ ال تعال للكون
ت اْلِك تَناِب و قُنرآٍنّم ِبنيٍن ( ن آية 1و)و لَنقَْد َنع لَنم أَّنَك َي ِ س ّبنْح ض ين ُ )الََر ِت ْلَك آَيا ُ ص ْدنُرنَكنِبَم ان َيُقوُلوَن * فَ َ ق َ َ َ ْ ْ ُ ِبَح ْمنِدنَر ّبنَك َو ُكنننّم َنن الّس انِج ِدنينَن* َو انْع ُبنْدَر ّبنَك َح ّتنى َيأِْتَيَك اْلَيِقيُن ( آية .97،98،99وكأن
اليات الخيرة هي الحل والتوجيه حتى يحفظنا ال تعالى.
ظوَن ( ن آية9 يحفظ القرآن )إِّنا َنْح ُننَنّز ْلنَناالّذ ْكنَرن َو إِانّنا لَُه لََح انِف ُ
س َمنانء ُبُر ونًج انَو َز نّينّناَهاِللّناِظ ِرنينَن* َو َحنِفنْظَناَهاِم نن ُك ّلن والسموات والرض )َو لَنقَْد َج َعنْلنَنا ِفي ال ّ طاٍن ّر ِجنينٍم ( ن آية 16و 17 تش ْين َ َ تش ْين ٍءنإِلّ ِع ننَد َننا َخ َزناِئُنُهَو َمنانُنَنّز لُنُه إِلّ ِبقََد ٍرن ّم ْعنلُنوٍم ( ن آية21 والرزق )َو إِانن ّم نن َ
57
والمؤمنون وقد تحدثت اليات عن الشيطان كيف واجه ربه بأنه سيغوي عباد ال إل
ِ ِ ِ ِ ّ ِ سن الذين حفظهم ال تعالى )إِل ع َبنناَد َكنم ْننُهُم اْلُم ْخن لَنص ينَن( آية 40وقال تعالى )إِّن ع َبنناد ينلَْي َ طاٌن إِلّ َم ِنن اتَّبَع َك ِم َنن اْلَغاِو ينَن ( ن آية42 س ْلن َ لََك َع لَنْي ِهنْمن ُ
وقد جاءت جزئية قصة إبليس عندما قال لربه )َقاَل َر ّبنِبَم ؤآن أَْغ َون ْينتَنِنينلَُز ّينَنّن لَُهْم ِفي الَْر ِ ضن
َولُْغ ِونَينّنُهْمأَْج َمنِعنينَن ( ن آية 39في هذه السورة خاصة بمعنى أنه سيحاول أن يخدع
المسلمين ويغويهم بالباطل لذا جاءت الية بعدها )َل تَُم ّدنّنن َع ْينَنْي َكنإَِلى َم ان َم تّنْع َننا ِبِه أَْز َو نانًج ان
ضنَج َنناَح َكنِلْلُم ْؤنِمنِننيَن ( ن آية .88فالسورة كلها تؤكد للمسلمين أن ّم ْننُهْم َوَل تَْح َزن ْن نَع لَنْي ِه ْمنَو انْخ ِفن ْ
ال حافظهم والمؤمنون حقًا هم الذين يحفظهم ال تعالى من الشيطان ونزغه )إل عباد ك
منهم المخلصين(
. 16سورة النحل ) هدف السورة: الشكر على النعم(
هي من السور الكي:ة وهي سورة مليئ:ة بنعم ال تعال وبشكر النعم.
ونعم ال في الكون إما أن تكون نعم ظاهرة يراها النسان في حياته ويدركها بحولسه وهي
صور حّية مشاهدة دالة على وحدانية ال تعالى وناطقة بآثار قدرته التي أبدع بها
الكائنات من البحار والجبال والسهول والوديان والسماوات والرض والمطر والزرع
والفل ك التي تجري في البحر والنجوم التي يهتدي بها السالكون في ظلمات الليل والنعام والخيل والبغال والحمير ونعمة خلق النسان ونعمة الغذاء ،إواما أن تكون نعم في
الكون ل نراها ول ندركها بأسماعنا وأبصارنا لكنها موجودة في الكون نستفيد منها بدون أن نلمسها مثل المخلوقات الموجودة في أعماق البحار وما تحويه الرض من خيرات ل ندركها وقوانين الجاذبية وغيرها من القوانين التي يسير بها الكون أو تعمل بها أجسادنا
ضن ق ال ّ س َمنانَو انِتَو انلَْر َ أو ما حولنا من مخلوقات ال تعالى التي ل تعد ول تحصى )َخ َلن َ تش ِرنُكوَن* َ *...و َعنلنَم انٍتَو ِبننالّنْج ِمنُهْم َيْه تَنُدوَن ( ن الياتمن 3إلى .16 ِباْلَح ّ قنتََعاَلى َع ّمنان ُي ْ
وهنا ك نعمة أخرى هي نعمة كيف يخرج ال تعالى هذه النعم )َو إِانّن لَُك ْمن ِفي الَْن َعاِم لَِع ْبنَرنةً ِ ّنس ِقنيُك من ّم ّمنان ِفي ُب ُ ِ ِ ٍ ٍ س ؤآنِئًغا ِلل ّ تش انِرِبيَن (ننآية 66و )َو انللُّه أَْخ َرنَجنُكنمن ْ ص ان َ طوِنهن م نن َبْي ِنن فَْر ثنَو َدنمنلَّبًنا َخ انل ً تش ُكنُر ونَن ( ن آية.78 تش ْينًئنا َو َجنَعنَلنلَُك ُمن اْل ّ ّم نن ُب ُ صنانَرَو انلَْفِئَد ةَنلََع لّنُك ْمن تَ ْ طوِن أُّم َهناِتُك ْمن َل تَْع لَنُم ونَن َ س ْمنَعنَو انلَْب َ
)وان تعدوا نعمة ال ل تحصوها( آية فنعم ال تعالى كثيرة جدًا مصداقًا لقوله تعالى إ
58
.18وأهم من هذه النعم كلها وهي ما ابتدأت به السورة هي نعمة الوحي )ُيَنّز ُل ناْلَم آلنِئَك َةن
ِباْلّر ونِ حِم ْنن أَْم ِرنِه َع لَنى َم نن َيَتش انء ِم ْنن ِع َبنناِد ِهنأَْن َأنِذ ُرنوْانأَّنُه َل إَِلنَه إِلّ أََنْا َفاتُّقوِن ( ن آية .2وقد جاء
ترتيب نعمة الوحي ثم نعمة نزول المطر لن الوحي ينزل على القلوب فيحييها والمطر ينزل على الرض فيحييها وهذا الربط بين سورة ابراهيم وسورة النحل ،فسورة ابراهيم
تحدثت عن نعمة الوحي واليمان وسورة النحل تتحد.ث عن باقي نعم ال في الكون.
ِ ِ صننونَها إِّن اللَّه َلَغُفوٌر وتأتي في السورة آية محورية هي محور السورة )َو إِانن تَُعّد وْان نْع َمنَةناللّه َل تُْح ُ ّر ِحنينٌم (ن آية 18وفيها تذكير بأن نعم ال على الخلق أكبر من أن تعد أو أن تحصى. ثم تنتقل السورة إلى التحذير من سوء استخدام هذه النعم :فما أكثر ما يستخدم النسان نعم
ال في معصيته أو فيما يعود عليه بالضر والفساد له أو اغيره أو للكون )قَْد َم َكنَرن الِّذينَن ِم نن
ثن َل قَْب ِلنِه ْمنفَأََتى اللُّه ُبْن َيناَنُهم ّم َنن اْلَقَو انِع ِدنفََخ ّرن َع لَنْي ِه ُمنال ّ ب ِم ْنن َح ْين ُ س ْقن ُ ف ِم نن فَْو ِقنِه ْمنَو أَنَتاُهُم اْلَع َذ ان ُ ِ ف نتَْع لَنُم ونَن ( ن آية 55و)َو إِانَذ انُب ّ تش َرن أََح ُدنُهنْم َي ْ س ْون َ تش ُعنُر ونَن ( ن آية 26و )لَيْك فُنُر وْانِبَم ان آتَْي َناُهْم َفتََم تّنُعوْا فَ َ ِ ِ ِ سوِء َم ان ُب ّ تش َرن ِبِه أَُيْم ِسن ُك نُهنَع َلنى ُهوٍن ِبا ُ لنَثى َ ظّل َو ْجنُهنُهُم ْ سنَون ّدنانَو ُهنَو َك ظنينٌم * َيتََو انَر ىم َنن اْلقَْو ِم نم نن ُ أَم َيُد ّ ِ س انء َم ان َيْح ُكنُم ونَن ( ن آية 59 ،58و)َو ِمنننثََم َرناِت الّنِخينِل َو انلَْع َنناِبتَتِّخ ُذنوَن س ُهن في التَّراِب أَلَ َ ْ ِ سنًننا إِّن ِفي َذ ِلنَك لَيًة لّقَْو ٍم نَيْع ِقنُلوَن ( ن آية 67و)َيْع ِرنُفوَن ِنْع َمنَتناللِّه ثُّم ُينِك ُرنونَنَه ان س َكنًرناَو ِر نْزنقًناَح َ م ْننُهن َ َو أَنْك ثَنُرُهُماْلَك انِفُر ونَن ( ن آية .83وتأتي فواصل في السورة دائمًا تذكر بأن النعم هذه هي من ض ّرن فَِإ لَْي ِهن تَْج أَنُر ونَن ( ن آية.53 سنُكنُمنال ّ عند ال تعالى )َو َم رارِبُك من ّم نن ّنْع َمنٍةن فَِم َنن اللِّه ثُّم إَِذ ان َم ّ
والنعمة قيدها الشكر لذا يجب أن يعرف النسان عظمة نعم ال عليه ثم يشكره عليها
بأن يوجهها لطاعة ال ويحذر من استخدامها في معصيته كما في مثل القرية المطمئنة ل قَْر َينًةَك انَنْت آِم َننًة ّم ْطنَم ِئنّنًة َيأِْتيَه ان ِر ْزنقُنَه انَرَغ ًدنانّم نن ُك ّلن َم َكنانٍن فََك فَنَر ْتنِبأَْن ُعنِم اللِّه ضنَرنَبناللُّه َم ثَن ً )َو َ ِ ص َننُعوَن ( ن آية.112 س اْلُج ونِع َو انْلَخ ْون ِِب ف نَم ان َك انُنوْا َي ْ فَأََذ انقََه ان اللُّه لَبا َ
نىنر ّبنَك إَِلى الّنْح ِلنأَِن اتِّخ ِذن ينِم َنن اْلِج َبناِل ُبُيوًتا َو ِمنَننال ّ تش َجنِرن سميت السورة بسورة النحل )َو أَنْو َحن َ
تشوَن* ثُّم ُك ِلي ِم نن ُك ّلن الثّم رناِت َفا ِ ف ل َيْخ ُرنُجِم نن ُب ُ س ُبَل َر ّبنِك ُذ لُ ً طوِنَه ان َ َو ِمنّمنانَيْع ِرن ُ بّم ْخن تَنِل ٌ تش َرنا ٌ ْ س ُلنك ين ُ ََ أَْلَو انُنُه ِفيِه ِتش فَناء ِللّنا ِ س إِّن ِفي َذ ِلنَك لَيًة لّقَْو ٍم نَيتَفَّك ُرنونَن ( ن آية 69 - 68وهي نعمة من ال
تعالى أيضًا فقد أمر ال تعالى النحل )إتخذي ،اسلكي ،كلي( فلّم ار نّفذت النحل أوامر
ال تعالى أخرج سبحانه من بطونها غذاء نافع مفيد هو العسل .وهذا توجيه للعباد بأن عليهم أن ينفذوا أوامر ال تعالى وويتبعوا الوحي حتى يخرج ال تعالى للمجتمع خي اًر
نافعًا مثلما أخرج العسل من النحل .ولهذا نزلت آية النحل في هذه السورة خاصة لنها 59
من نعم ال تعالى .فلو استعملنا نعم ال في مرضاته أخرج لنا من الخير كله ويزداد الخير في المجتمع.
. 17سورة السراء ) هدف السورة: قيمة القرآن(
سورة السراء من السور المكية التي تعنى بشؤون الدين والعقيدة والوحدانية لكن تميزت هذه السورة بأنها تتكلم عن القرآن بشكل تفصيلي لم يرد في باقي سورة القرآن .وقد
تعّر ضرتالسورة لمعجزة السراء التي كانت مظه ًار من مظاهر التكريم اللهي لنبيه الكريم بعد ما لقاه من أذى المشركين .وهي قصة إسراء النبي الكريم
صلى ال عليه ،وسلم،
من مكة إلى المسجد القصى حي.ث التقى بجميع النبياء من آدم إلى عيسى عليهم جميعًا وعلى رسولنا أفضل الصلة والسلم ،وتقدم الرسول
صلى ال عليه،
وسلم ،فقال له
جبريل" :تقدم يامحمد فصّل بالنبياء إماما" .وهذه معجزة ليس لها مثيل في تاريخ
البشرية ولم تأتي مصادفة أو عبثًا إوانما هدفها كان تسليم الرسالة التي تناقلها النبياء
من قبل إلى رسولنا
صلى ال عليه،
وسلم ،وأمته الذين سيحملون هذه الرسالة الخاتمة إلى يوم
القيامة .فكأن تسمية السورة تفيد انتقال الكتاب من بني إسرائيل إلى أمة محمد عليه
وسلم وكذل ك أن كل أنبياء بني إسرائيل صلّوا خلف الرسول
صلى ال عليه
صلى ال
وسلم .وهذه
السورة هي أكثر سورة ورد فيها ذكر القرآن ) 11مرة( .وكما سبق فإن هذه السورة رّك زرت
على قيمة القرآن وعظمته كما لم يرد في أي من سور القرآن الكريم .إذن قيمة القرآن هو محور السورة وقد جاء الحدي.ث الشريف ليؤكد هذا المحور ":قال الرسول صلى ال عليه
وبار ك وسلم :أل إنها ستكون فتنة فقال المام علي فما المخرج منها؟ قال كتاب ال فيه نبأ من قبلكم وخبر من بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من
جّبار قصمه ال ومن ابتغى الهدى من غيره أضّله ال وهو حبل ال المتين وهو الذكر
الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي ل تزيغ به الهواء ول تلتبس به اللسنة ول
يشبع منه العلماء ول يبلى من كثرة الرّد ول تنقضي عجائبه وهو الذي لم ينته الجّن إذ
سمعوه إل أن قالوا :إنا سمعنا قرآنًا عجبا هو الذي من قال به صدق ومن حكم به عدل
ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم".
60
واليات ف السورة تعرض الاور التالي:ة: ·
· ·
·
·
ِ سنِجنِدن س َرن ىِبَعْب ِد ِهنلَْي ً ل ّم َنن اْلَم ْ س ْب َح انَن الّذ ين أَ ْ انتقال الكتاب إلى المة الجديدةُ ) : س ِمنينع الَب ِ ِ ِ ِ ِ اْلَح رناِمإَِلى اْلم ِ ص ينُر ( ن صىن الّذ ين َباَر ْكنَنناَح ْون لَنُهلُنِر َينُه م ْنن آَياتَنا إِّنُه ُهَو ال ّ ُ َ ْ سنِجندنالَْق َ َ آية 1 ِ ِ س َرناِئيَلأَلّ تَتِّخ ُذنوْان س ىن اْلك تَناَب َو َجنَعنْلنَناهُُهًد ىن لَّبنين إِ ْ إنتقال الكتاب عبر المم )َو آنتَْي َنا ُم ون َ تش ُكنوًرا( آية 2و .3 ِم نن ُدوِني َو ِكنين ً ل* ُذ ّر ّينَةَم ْنن َح َمنْلنَنا َم َعن ُنوٍ ح إِّنُه َك انَن َع ْبنًدنان َ ِ س َرناِئيَلِفي اْلِك تَناِب لَتُْفِس ُدننّننِفي تفريط بني إسرائيل بالكتاب )َو قَن َ ض ْينَناإَِلى َبني إِ ْ الَْر ِ ضنَم ّرنتَنْي ِننَو لَنتَْع لُنّن ُع لُنّو انَك ِبنيًرا ( ...آية 4 وصول القرآن إلى أمة محمد صلى ال عليه وبارك وسلم )إِّن َهنَذ ان اْلقُْرآَن ِيْه ِدن ين
ِللِّتي ِه ين أَْقَو ُم نَو ُينَب ّ صانِلَح انِت أَّن لَُهْم أَْج ًرناَك ِبنيًرا( آية9 تش ُرناْلُم ْؤنِمنِننيَنالِّذينَن َيْع َمنلُنوَن ال ّ َ ِ ّ ّ سنانًنا إِّم ان َيْب لُنَغّن قيمة الكتاب وأوامرهَ) :و قَن َ ضىنَر ّبنَك أَل تَْع ُبنُد واْن إِل إِّياهُ َو ِبنناْلَو انلَد ْين ِإِننْح َ
ل تَُقل لُّهَم ؤآن أُ ّ ف َوَل تَْن َه ْرنُهَم انَو ُقننل لُّهَم ان قَْو لًنَك ِرنينًم ان**.... ِع ننَد َكناْلِك َبنَر أََح ُدنُهَم انأَْو ِك لَنُهَم ان فَ َ
ُكّلن َذ ِلنَك َك انَن َس ّينُئُه ِع ْننَدنَر ّبنَك َم ْكنُرنونًها( الياتمن 23إلى .38ربع كامل تقريبًا يتحد.ث عن هذه الوامر التي هي أوامر الفطرة البشرية مثل :بر الوالدين ،إيتاء ذوي
القربى واليتامى ،عدم التبذير وعدم البخل ،عدم قتل الولد ،البتعاد عن الزنى، عدم قتل النفس ،عدم أكل أموال اليتامى ،الوفاء بالعهود ،القسط في الكيل والميزان ،التواضع وعدم الخيلء.
·
·
التعقيب :قيم:ة هذا الكتا بَ) :ذ ِلنَك ِم ّمنان أَْو َحننىنإِلَْي َكن َر ّبنَك ِم َنن اْلِح ْكنَمنِةنَوَل تَْج َعنْلنَم َعن اللِّه إِلًَه ان آَخ َرن ِ ص ّرنْفنَناِفي َهنَذ ان اْلقُْرآِن ِلَيّذ ّكنُرنوْانَو َمنان فَتُْلَقى في َج َهنّننَم َم لُنوًم ان ّم ْدنُحنونًرا( آية 39و )َو لَنقَْد َ َيِز ينُد ُهْم إِلّ نُُفوًرا ( آية 41 ِ ِ ِ سنتُنوًرا( قيم:ة القرآنَ) :و إِانَذ انَقَرأَْت اْلقُرآَن َج َعنْلنَنا َبْي َننَك َو َبنْي َننالّذينَن َل ُيْؤ ِمنُننوَن ِبالخ َرنِةح َجنانًبا ّم ْ تش ِدنينًد انَك انَن آية َ) ،45و إِانن ّم نن قَْر َينٍةإِلّ َنْح ُننُم ْهنِلنُكوَها قَْب َلن َيْو ِم ناْلِقَياَم ِةنأَْو ُم َعنّذ ُبنوَها َع َذنانًبا َ ِ ِ ِ ط ِبالّنا ِ س َو َمنانَج َعنْلنَنا الّر ؤنَيا سنطُنوًرا( آيةَ) ،58و إِانْذ ُقْلَنا لََك إِّن َر ّبنَك أََح ان َ َذ لنك في اْلك تَناِب َم ْ
الِّتي أََر ْينَناَك إِلّ ِفتَْنًة ّللّنا ِ س َو انل ّ تش َجنَرناةَْلَم ْلنُعوَنَة ِفي القُْرآِن َو ُننَخ ّونفُنُهْمفََم ان َيِز ينُد ُهْم إِلّ طُْغ َيناًنا ل( آية 73 س ِبني ً َك ِبنيًرا( آية ،60و)َو َمنننَك انَن ِفي َهنِذ ِهنأَْع َمنىن فَُهَو ِفي الِخ َرنِةأَْع َمنىن َو أَن َ ض ّلن َ ·
تش ْمن ِ ص لَنةَ ِلُد ُلوِك ال ّ سن ِ قن اللّْي ِلن َو قُنْرآَن حلوة القرآن :هو الشفاء والرحمة )أَِقِم ال ّ سنإَِلى َغ َ ِ ِ سنىن َأن َيْب َعثََك َر ّبنَك اْلفَْج ِرنإِّن قُْرآَن اْلفَْج ِرنَك انَن َم ْ تشنُهنوًد ان* َو ِمنَنناللّْي ِلن فَتََه ّج ْدن ِبه َناف لًَة لَّك َع َ َم قَناًم ان ّم ْحن ُمنونًد ان( آية 78و َ) 79و ُننَنّز ُلِنم َنن اْلقُْرآِن َم ان ُهَو ِتش فَناء َو َر نْحن َمن لٌّةنْلُم ْؤنِمنِننيَنَوَل ّ ِِ ّ سنانًرا( آية82 َيِز ينُد الظالم ينَن إَل َخ َ 61
·
·
·
ِ ِ س َو انْلِج ّننَع َلنى َأن َيأْتُوْا ِبِم ثْنِل َهنَذ ان اْلقُْرآِن َل َيأُْتوَن عظم:ة القرآنُ) :قل لّئ ِن اْج تَنَم َعنت اِل ن ن ُ ص ّرنْفنَناِللّنا ِ ضنُهنْم ِلَبْع ٍ س ِفي َهنَذ ان اْلقُْرآِن ِم نن ُك ّلن َم ثَنٍل ضن َ ِبِم ثْنِلِه َو لَنْو َك انَن َبْع ُ ظِه ينًرا* َو لَنقَْد َ فَأََبى أَْك ثَنُر الّنا ِ س إِلّ ُك ُفوًرا( آية 88و .89 سنْلنَناَكإِلّ ُم َبن ّ قنَأنَز ْلنَناهُ َو ِبنناْلَح ّ دور القرآنَ) :و ِبنناْلَح ّ تش ًرناَو َننِذينًرا* َو قُنْرآناً قنَنَز َل نَو َمنانأَْر َ فََر ْقنَناهُ ِلتَْقَرأَهُ َع لَنى الّنا ِ ل ( آية 105و 106 س َع لَنى ُم ْكنٍثنَو َننّز ْلنَناهَُتنِز ين ً
ختام السورة ،:أحباء القرآنُ) :قْل آِم ُننوْا ِبِه أَْو َل تُْؤ ِمنُننوْا إِّن الِّذينَن ُأوتُواْ اْلِع ْلنَم ِم نن قَْب ِلنِه إَِذ ان ِ ِ س ْب َحنانَن َر ّبنَناِإن َك انَن َو ْعنُدنَر ّبنَنالََم ْفنُعوًل * س ّج ًدنان * َو َينُقوُلوَن ُ ُيْتَلى َع لَنْي ِه ْمنَيخ ّرنونَنللَْذ قَناِن ُ
تشنوًع ان( اليات من 107إلى 109 َو َينِخ ّرنو ن َِل نلَْذ قَناِن َيْب ُكنوَن َو َينِز ينُد ُهْمُخ ُ
وكأن السورة كلها تدعو لعدم التخلي عن القرآن كما فعلت المم السابقة ،لّم ار تخلوا عن الكتاب استبدلهم ال بأمم أخرى تحافظ على الكتاب .وهذا القرآن هو الذي يخرج من الظلمات إلى النور وعلينا أن نتمس ك به كما
ص اررنا صلى ال عليه، و ّ
وسلم" :،تركت فيكم ما إن
تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب ال وسنتي" والحرف فيه بحسنة ل أقول ألم حرف إوانما أقول ألف حرف ،لم حرف وميم حرف.
وهذه السورة تقع ف وسط القرآن وكأنا هي تذكي ،أن القرآن هو كتا ب هذه الم:ة الت جعلها تعال أم:ة وسطا .وآخر السورة فيها سمجدة، حت نسمجد ونستشعر قيم:ة هذا القرآن العظيم الذي كان الذين أوتوه من قبلنا إذا سعوه يّرون للذقان يبكون ويزيدهم خشوعا وف هذا توجيه للمسلمي ،أن يافظوا على هذا القرآن ويستشعروا عظمته ،ويرصوا على تطبيق تعاليمه حت ل ينزع من هذه الم:ة كما نزع من سبقها. سورة السراء تدثت عن القرآن وتبدأ ،سوة الكهف مباشرة بعدها بقوله تعال )المد ل الذي أنزل على عبده الكتا ب( فسبحان ال العلي القدير.
. 18سورة الكهف ) هدف السورة: العصمة من الفتن(
سورة الكهف هي من السورة المكية وهي إحدى خمس سورة بدأت بر )الحمد ل(
)الفاتحة ،النعام ،الكهف ،سبأ ،فاطر( وهذه السورة ذكرت أربع قصص قرآنية هي أهل
الكهف ،صاحب الجنتين ،موسى والخضر وذو القرنين .ولهذه السورة فضل كما قال النبي
صلى ال عليه
وسلم " :من ق أر سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء ال له من النور
ما بين قدميه وعنان السماء" وقال" من أدر ك منكم الدجال فق أر عليه فواتح سورة الكهف كانت له عصمة من الدّج اررل" والحادي.ث في فضلها كثيرة.
62
وقصص سورة الكهف الربعة يربطها محور واحد وهو أنها تجمع الفتن الربعة في الحياة :فتنة الدين )قصة أهل الكهف( ،فتنة المال )صاحب الجنتين( ،فتنة العلم
)موسى والخضر( وفتنة السلطة )ذو القرنين( .وهذه الفتن شديدة على الناس والمحر ك
الرئيسي لها هو الشيطان الذي يزّين هذه الفتن ولذا جاءت الية )َو إِارْذرُقْلَنار ِلْلَم َلر ئِ ررَك ِةارْس ُجرُدرورا
قر َع ْنر أَْم ِرر َر ّبرِهأَفَتَتِّخ ُذرورَنهُر َو ُذ رّررّيرتَهُأَْو ِلرَياء ِم نر ُد ورِني َوُهرْم لَُك ْمر ِل َد ررَمرَفَس َجر ُدرورا ِإّل ِإْب ِلريَس َك ارَن ِم َنر اْلِج ّنر فَفََس َ ع ُدرّور بِْئ سر ِلل ّ ظاِلِم يرَن َبَد ًلر ( ر ر آية 50وفي وسط السورة أيضًا .ولهذا قال الرسول َ َ
صلى ال عليه
وسلم أنه من قرأها عصمه ال تعالى من فتنة المسيح الدّج اررل لنه سيأتي بهذه الفتن
الربعة ليفتن الناس بها .وقد جاء في الحدي.ث الشريف" :من خلق آدم حتى قيام ما فتنة أشّد من فتنة المسيح الدجال" وكان
صلى ال عليه
وسلم يستعيذ في صلته من أربع منها
فتنة المسيح الدجال .وقصص سورة الكهف كل تتحد.ث عن إحدى هذه الفتن ثم يأتي
بعده تعقيب بالعصمة من الفتن: .1
فتنة الدين :قصة الفتية الذين هربوا بدينهم من المل ك الظالم فآووا إلى
الكهف حي.ث حدثت لهم معجزة إبقائهم فيه ثلثمئة سنة وازدادوا تسعا وكانت
القرية قد أصبحت كلها على التوحيد .ثم تأتي آيات تشير إلى كيفية العصمة
كر َم َعر الِّذ يرَن َيْد ُعرورَن َر ّبرُهمِباْلَغَدرارِة َوارْلَعِشر ّيُيرِر يرُد ورَنَو ْجر هَ رهَُوَل تَْع ُدر ص بِرْرَنْفَس َ من هذه الفتنة )َوار ْ
ِ ِ ِ َع ْيرَنرا َ ك َع ْنرهُرْم تُِر يرُد ِز يرَنَةاْلَح َيرراة الّد ْنرَيرا َوَل تُط ْع ر َم ْنر أَْغ َفرْلَنار َقْلَبهُ َع نر ذ ْك رِررَنرارَوارتَّبَع َه َوراهُ َو َكرارَنأَْم ُررهُ ق ر ِم نر ّر ّبرُك مرفَم نر َش ارء َفْليؤ ِمرنرو مرنرَش ارء َفْليْك فُرر ِإّنا أَع تَرْد نرار ِلل ّ طرا * َو ُقرِل اْلَح ّ ظاِلِم يرَن َناًرا فُُر ً ْ َ َ ْ ُْ َ َ ْ َ ت أََح ار َ بَو َسرارء ْ ط بِِه ْمر ُس َرراِد قُرَهاَو إِارنرَيْس تَرِغ يرثُوا ُيَغارثُوا بَِم ارء َك ارْلُم ْهرِل َيْش ِورياْلُو ُجر ورهَبِْئ َسر الّش َررا ُ
ُم ْرر تَرفًَقا( آية .29 – 28فالعصمة من فتنة الدين تكون بالصحبة الصالحة وتذكر
.2
الخرة.
فتنة المال :قصة صاحب الجنتين الذي آتاه ال كل شيء فكفر بأنعم ال
وأنكر البع.ث فأهل ك ال تعالى الجنتين .ثم تأتي العصمة من هذه الفتنة
ت اْلَْر ِ ص َبرَح برُهم ّم ثَرَل اْلَح َيرراِة الّد ْنرَيرا َك َمرارء َأنَز ْلرَناهُِم َنر الّس َمرارء َفاْخ تَ رلَ َ ض ِر ر ْلَ )َوار ْ ط بِِه َنَبا ُ ض رفَأَ ْ َهِشر يرًم ارتَْذ ُرر وهرُالّر َيراُحَو َكرارَن اللّهُ َع لَررى ُك ّلر َش ْير ءٍ رّم ْقرتَِد ًرررا* اْلَم ارُل َوارْلَبُنوَن ِز يرَنةُاْلَح َيرراِة الّد ْنرَيرا ت َخ ْيرٌرر ِع نرَد َر ّبرَ كثََوارًبا َو َخر ْيرٌررأََم ًلر ( ر رآية 45و .46والعصمة من فتنة تال ّ ص ارِلَح ار ُ َوارْلَباِقَيرا ُ
المال تكون في فهم حقيقة الدنيا وتذكر الخرة.
63
فتنة العلم :قصة موسى مع الخضر وكان موسى صلى ال عليه وسلم ظّن .3 أنه أعلم أهل الرض فأوحى له ال تعالى بأن هنا ك من هو أعلم منه فذهب
للقائه والتعلم منه فلم يصبر على ما فعله الخضر لنه لم يفهم الحكمة في أفعاله
إوانما أخذ بظاهرها فقط .وتأتي آية العصمة من هذه الفتنة )َقاَل َس تَرِج ُدرنِري ِإن َش ارء
اللّهُ ص اربِراوَل أَْع ِ صر يرلَرَ ك أَْم ًرررا( آية .69والعصمة من فتنة العلم هي التواضع وعدم َ ً َ
.4
الغرور بالعلم.
ل يمتل ك العلم وينتقل من فتنة السلطة :قصة ذو القرنين الذي كان ملكًا عاد ً
مشرق الرض إلى مغربها عين الناس ويدعو إلى ال وينشر الخير حتى وصل
لقوم خائفين من هجوم يأجوج ومأجوج فأعانهم على بناء سد لمنعهم عنهم وما
زال السّد قائمًا إلى يومنا هذا .وتأتي آية العصمة )ُقْل َهْلر ُنَنّبُئُك ْمر ِباْلَْخ َس رِرريرَنأَْع َمرارًل ِ ِ ِ * الِّذ يرَن َ ّ ص ْنرًعرار( آية 103و ض ل ر َس ْعرُيرهُْم فير اْلَح َيرراة الّد ْنرَيرار َوُهرْم َيْح َس رُبروَن أَّنهُْم ُيْح س رُنرروَن ُ
.104فالعصمة من فتنة السلطة هي الخلص ل في العمال وتذكر الخرة.
.5
ختام السورة :العصمة من الفتن :آخر آية من سورة الكهف ترّك زر على
العصمة الكاملة من الفتن بتذكر اليوم الخرة )ُقْل ِإّنَم ار أََنار َبَش ٌرر ّم ْثرلُُك ْمر ُيوَح ى ر ِإلَّي أَّنَم ار
ِ ِ ِ ص ارِلًح ا رَوَل ُيْش ِررْ كربِِع َبرراَد ِةرَر ّبرِهأََح ًدرار ( آية ِإلَهُُك ْمر ِإلَهٌ َوارح ٌد رفََم نر َك ارَن َيْر ُجرولرَقاء َر ّبرهَفْلَيْع َمرْلرَع َمرًلر َ
ل صالحًا صحيحًا ومخلصًا ل حتى َيقبل ،والنجاة من 110فعلينا أن نعمل عم ً
الفتن إنتظار لقاء ال تعالى. وممكا يالحظ ف ي سورة بالكهف مكا يل ي:
.1
الحركة في السورة كثيرة )فانطلقا ،فآووا ،قاموا فقالوا ،فابعثوا ،ابنوا ،بلغا،
جاوزا ،فوجدا ،آتنا (،وكأن المعنى أن المطلوب من الناس الحركة في الرض لنها تعصم من الفتن ولهذا قال ذو القرنين) :فأعينوني بقوة( أي دعاهم
للتحر ك ومساعدته ولهذا فضل قراءتها في يوم الجمعة الذي هو يوم إجازة .2
للمسلمين حتى تعصمنا من فتن الدنيا.
وهي السورة التي ابتدأت بالقرآن وختمت بالقرآن) :اْلَح ْمرُدرِللِّه الِّذ ي ر َأنَز َلرَع لَررى َع ْبرِدر ِه ر
ب َو لَرْم َيْج َع رلرلّهُ ِع َو رَجر ارر( آية 1و )ُقل لّْو َك ارَن اْلَبْح ُر رِم َدرارًد ارلَّك ِلرَم ارِت َر ّبرريلََنِفَدر اْلَبْح ُر رقَْب َلر اْلِك تَرا َ
64
ت َر ّبريرَو لَرْو ِج ْئرَنرار بِِم ْثرِلِه َم َدرًدرار( آية .109وكأن حكمة ال تعالى في هذا َأن َتنفََد َك ِلرَم ار ُ .3
.4
القرآن ل تنتهي وكأن العصمة من الفتن تكون بهذا القرآن والتمس ك به.
الدعوة إلى ال موجودة بكل مستوياتها :فتية يدعون المل ك وصاحب يدعو
صاحبه ومعّلم يدعو تلميذه وحاكم يدعو رعيته.
ذكر الغيبيات كثيرة في السورة :في كل القصص :عدد الفتية غيب وكم لبثوا
غيب وكيف بقوا في الكهف غيب والفجوة في الكهف غيب ،وقصة الخضر مع موسى كلها غيب ،وذو القرنين غيب .وفي هذا دللة على أن في الكون
أشياء ل ندركها بالعين المجردة ول نفهمها ولكن ال تعالى يدّبر بقدرته في
الكون وعلينا أن نؤمن بها حتى لو لم نراها أو نفهمها إوانما نسّلم بغيب ال تعالى.
سميت السورة بن)سورة الكهف( :الكهف في قصة الفتية كان فيه نجاتهم مع إن ظاهره
يوحي بالخوف والظلمة والرعب لكنه لم يكن كذل ك إنما كان العكس )َو إِارِذراْع تَرَز ْلرتُُم ورُهْمرَو َمرار
ِ ّ ّ ئر لَُك مر ّم ْنر َأْم ِررُكرمرّم ْرر فَرًقا( آية. 16 َيْع ُبرُد ورَن ِإل اللَه فَْأُو وار ِإَلى اْلَك ْهرفر َينُش ْرر لَُك ْمر َر ّبرُك مرّم نر ّر حرمتهوُيهَّي ْ
فالكهف في السورة ما هو إل تعبير أن العصمة من الفتن أحيانًا تكون باللجوء إلى ال حتى لو أن ظاهر المر مخيف.وهو رمز الدعوة إلى ال فهو كهف الدعوة وكهف
التسليم ل ولذا سميت السورة )الكهف( وهي العصمة من الفتن.
. 19سورة مريم ) هدف السورة: أهمية توريث الدين للبناء(
ب البناء ولكنه كما ف كل الرزق الذي يرزقنا به يب أن نستعمله ف طاع:ة ال ومرضاته وال تعال يريد فطر ال تعال اللق على ح ّ ب البناء أمر فطري ولكن للذري:ة من عباده أن يعلوا أولدهم ،حفظ:ة للدين حت تتوارثه ،الجيال كما نور ث أبناءنا الال من بعدنا .فح ّ هدف أسى من التع:ة الفطري:ة بم أل وهو حفظ الدين للجيال .ولذا فإن أكثر كلمتي ،تكررتا ف السورة ها )الولد والورائ:ة(.
وراثة الدين :تبدأ هذه السورة المكية بالحدي.ث عن وراثة الدين التي تمثلت في دعوة سيدنا .ثرِم ْنر ب ِلي ِم نر لُّد نر َ ك َو ِلرّيا* َيِر ثرُِنيَو َيرِر ُ ت اْلَم َورارِلَيِم نر َو َررراِئيَو َكرارَنِتراْم َررأَِتيَع ارِقًررافَهَ ْ زكريا )َو إِارّنري ِخ ْفر ُ برر ِ ص بِرّيا( آية ضر ّيررا( آية 5و 6إلى )َيا َيْح َيرىر ُخ ِذر اْلِك تَرا َ آِل َيْع قُرو َ ب بِقُّوٍة َوآرتَْي َنراهُ اْلُح ْكرَمر َ ب َوارْج َع رْلرهَُر ّ َ
12نتيجة الدعاء .والسبب الذي من أجله طلب زكريا الولد هو لير.ث الرسالة والكتاب،
كما هي الحال في آل عمران فزوجة عمران وهبت ما في بطنها ل وزكريا يريد ابنًا ير.ث
الدين من بعده ومريم وعيسى ثم ابراهيم واسحق ويعقوب ثم اسماعيل وأولده فكل هؤلء
65
آباء تور.ث أبناءهم هذا الدين .المر واضح صدق سيدنا زكريا ربه بدعائه وعلم الهدف حقاُ فاستجاب له تعالى بأن وهبه سيدنا يحيى الذي آتاه الحكم صبيا.
عيسى عليه الصلة والسلم :النموذج الثاني في القصة و سيدنا عيسى َ) قاَل ِإّني َع ْبرُدر اللِّه
آَتانَِي اْلِك تَراَب َو َجر َعرلَرِنيَنبِّيا * َ *...و َبرّراِبَوارِلَد تِري َو لَرْم َيْج َع رْلرِني َج ّبرراًراَش ِقرّيرا( آية 30و .32وجاءت
كلمة البر على لسان عيسى ويحيى وهذا لن أهلهم رّبوهم ليرثوا هذا الدين فكان البناء باّر يرنبأهلهم وهذا دليل حسن الخلف لخير السلف.
ابراهيم عليه السلم :قصة ابراهيم الخليل هي نموذج عكسي لما سبق إذ أن ابراهيم هو الذي كان ينصح أباه المشر ك برفق وأدب ورقة )تمررت كلمة با أبت اربع مرات( ولّم ار لم
يستجب له أبوه واعتزلهم وهب ال تعالى له اسحق ويعقوب ليكونوا من ورثة دينه الحنيف )َفلَّم ار ب َو ُكرّلرَج َعرْلرَنارَنبِّيا( آية . 49 اْع تَرَز لَرهُْمَو َمرارَيْع ُبرُد ورَن ِم نر ُد ورِن اللِّه َوَهرْبرَنرالَهُ ِإْس َحر َ ق رَو َيرْع قُرو َ ص َلر ِة ر روارلّز َكرارِةو َكرارن ِع نرَد ر ّبرِهم رر ِ ِ ضر ّيررا( َ َ َ َْ ثم تصل اليات إلى سيدنا اسماعيل )َو َكرارَنَيْأُم ُرر أَْه لَرهُ بال ّ َ
آية 55وكيف كان يأمر أهله بالصلة والزكاة.
ك الِّذ يرَن أَْن َعرَمر اللّهُ َع لَرْي ِهرمرّم َنر الّنبِّييَن ِم نر ُذ ّررّيرِةآَد َمر َو ِم رّمرْنرَح َمرْلرَنارَم َعر ُنوٍح َو ِمرنرُذ ّررّيرِة التعقيب) :أُْو لَ رئِ َ
ت الّر ْحر َم رنرَخ ّرر وارُس ّجر ًدرارَو ُبرِك ّيرا( آية58 ِإْب َرراِه يرَمَو إِارْسرَررراِئي ََلو ِم رّمرْنرَهَدرْيرَنرار َوارْج تَرَبْي َنرارِإَذ ار تُْتَلى َع لَرْي ِهرْمرآَيا ُ
ل وراء جيل) .نلحظ وتذكر الية الذرية الصالحة الذين يتوارثون الدين والرسالة جي ً
فر ف ِم نر َبْع ِدر ِهرْمرَخ ْلر ٌ تكرار كلمة ذرية( ويأتي مقابل هذا الر.ث من لم يطبق هذا المر )فََخ لَر َ
ف رَي ْلرقَْو َن رَغ ّيرا( آية 59كيف سيحّل عليهم عذاب ال. ض ارُع ورا ال ّ ص َلر ةََر روارتَّبُعوا الّش هَرَوارِت فََس ْور َ َأ َ
ونرى بديع سياق اليات القرآنية ووكأنها بناء متماس ك يطلب توري.ث البناء الرسالة والمنهج الحق ويعرض عقوبة الذي يخالف هذا المنهج.
ومن سياق اليات نلحظ أن ثلث:ة أرباع السورة تقريباً تدثت ،عن حاج:ة البشر للولد ،وناذج متلف:ة بأسلو ب رقيق فمجاءت فواصل اليات رقيق:ة عذب:ة ،لن الولد نفسه يثل الرق:ة والنو والعطف وقد وردت كلم:ة ،الرحن ف السورة 16مرة .أما الربع الخي من السورة فمجاءت اليات تنفي حاج:ة ال تعال للولد وهو خالق اللق كلهم وجاء أسلو ب اليات قاسياً وفواصل اليات شديدة ،لن هذا المر تر البال له وتكاد السموات يتفطرن وتنشق الرض منه فال تعال واحد أحد فرد صمد ل يلد ول يولد ،ل إله إل هو ل شريك له وما اتذ صاحب:ة ول ولدا سبحانه وتعال عما يقولون ويفتون،.
سميت السورة بن )مريم( تخليدًا لمعجزة خلق إنسان بل أب ولن الم التي تمثلت في مريم عليها السلم هي المؤسسة والمورثة الحقيقية للبناء وهي تمثل نموذجًا للمصاعب
والمحن التي يواجهها توري.ث الدين للبناء وهي سيدة نساء العالمين الطاهرة العذراء
البتول.
66
. 20سورة طه ) هدف السورة: السلم سعادة ل شقاء(
سورة طه مكية أيضًا ومحور السورة يتمثل في الية الولى من السورة )طه * َم ار َأنَز ْلرَنار ش قَررى ( آية 1و 2وكأنما سبحانه يريد أن يطمئن رسوله صلى ال عليه كر اْلقُْرآرَنِلتَ ْ َع لَرْي َ وسلم وأمته من بعده أن هذا المنهج لم يأت حتى يشقى الناس به إنما هو منهج يضمن السعادة لمن تبعه وطّبقه إوانما هو تذكرة وهوسبب السعادة في الدنيا والخرة فل يعقل
أن يكون المؤمن شقيًا كئيبًا مغتّم ًار قانطًا من رحمة ال مهما واجهته من مصاعب
ومحن في حياته وخلل تطبيقه لهذا المنهج الرّباني فل بد أن يجد السعادة البدية
بتطبيقه .وهذا هو هدف سورة طه .وهذا المنهج الذي أنزله ال تعالى لنا إنما جاء من
عند )الرحمن( فكيف يعقل أن يكون فيه شقاؤنا .وكلنا يعلم معنى كلمة الرحمن .وقد
تكررت في السورة كثي ًار فهو رحمن الدنيا والخرة ورحيمهما يرحم خلقه أجمعين .وهذه الية تؤكد وجود مصاعب في الحياة ومحن وتذكر لنا قصة موسى وتعرض لنا ما واجهه لكن دائمًا تأتي اليات فيها رحمة ال تعالى بين آيات الصعوبات والمحن
ص َنرَعرَع لَررى َع ْيرنِري( آية 39آية فالمؤمن والقائم على منهج ال ترَع لَرْي َ )َوأَرْلقَْي ُ كر َم َحر ّبرًة ّم ّنري َو ِلرتُ ْ
تعالى في سعادة ولو كان في وسط المحن فالسعادة والشقاء مصدرها القلب وقد يعتقد البعض أن من سيلتزم بهذا المنهج والدين سيكون شقيًا ل يخرج من بيته ول يضح ك ول يخالط الناس وهذا هو السائد في أيامنا هذه وقد يكون هذا السبب الوحيد الذي يمنع
الكثير من المسلمين من تطبيق المنهج لن عندهم فكرة مغلوطة عن حقيقة السعادة والشقاء في تطبيق منهج ال.
سيدنا موسى عرف هذا المعنى فكان دائمًا يدعو ربه ليشرح له صدره مهما كانت ِ الصعوبات التي سيواجهها )َقاَل َر ّ ص ْدرِررري( آية ،25حتى سحرة فرعون لّم ار براْش َررْحلي َ آمنوا بال ورغم أنهم تعرضوا للذى من فرعون إل أنهم علموا أنهم سيحصلون على كرَع لَررى َم ار َج اررءَنار ِم َنر اْلَبّيَناِت السعادة الحقيقية بتطبيق المنهج في الدنيا والخرة )َقالُوا َلن ّنْؤ ِثرَر َ
ض ِإّنم ار تَْق ِ طَر َنرارَفاْق ِ ض ير رَهِذر ِهراْلَح َيرراةَ الّد ْنرَيرا( آية 72و)َو َمرْنرَيْأتِِه ُم ْؤر ِمرًنرراقَْد َع ِمرَلر َوارلِّذ ي رَف َ ضر َم ار َأن َ ت َقا ٍ َ تاْلُع لَرى( آية 75مع أن الموقف كان شديدًا في مواجهة ال ّ ص ارِلَح ارِت فَأُْو لَ رئِ َ ك لَهُُم الّد َررَجر ار ُ
فرعون لكنهم أحسوا بالسعادة التي تغمرهم باتباع الدين .أما فرعون فكان في شقاء حيًا
67
وميتًا وعندما تقوم الساعة أدخوا آل فرعون أشد العذاب .إذن موسى والسحرة كانوا سعداء وفرعون هو الشقي وذل ك لنهم استشعروا السعادة في قربهم من ال تعالى
وتطبيق منهجه الذي فرضه.
ضرَع ْنرهُر فَِإّنهُ َيْح ِم رُلرَيْو َم راْلِقَيراَم ِةر ِو ْزر ًرررا* َخ ارِلِد يرَن ِفيرِه َو َسرارء لَهُْم َيْو َم ر التعقيب على القصةَ) :م ْنر َأْع َرر َ اْلِقَيراَم ِةر ِح ْمرًلر( آية 100و :101تعّلق اليات على مفهوم السعادة وتعطي نموذج لمن ل يطبق ب َم ْنر َح َمرَلرظُْلًم ار * َو َمرنر منهج ال تعالى كيف سيكون في شقاء )َوَعرَنرِتاْلُو ُجر ورهُِلْلَح ّي راْلقَّيوِم َو قَرْد َخ ار َ ضر ًم رار( آية 112-111 َيْع َمرْلر ِم َنر ال ّ ص ارِلَح ارِت َوُهَو ُم ْؤر ِمرٌنرفََل َيَخ ار ُ ف ظُْلًم ار َوَل َه ْ
قصة آدم وحواء :السعادة في المنهج :تعرض اليات نموذج آدم وكيف أن السعادة
كَرل ك َو ِلرَز ْو رِجر فَ الحقيقية هي في طاعة ال تعالى فل شقاء )فَُقْلَنا َيا آَد ُمر ِإّن َهَذرار َع ُدرّور لّ َ ُيْخ ِررَجر ّنرُك َمراِرم َنر اْلَج ّنرِة فَتَْش قَررى( آية .117
ضرُكرْمرِلَبْع ٍ ضر َع ُدرّور فَِإّم ار َيْأتَِيّنُك مر ّم ّنري ُهًد ىر فََم ِنر اتَّبَعر التشقاء بترك المنهجَ) :قاَل اْه بِر َ طا ِم ْنرهَرا َج ِمريرًعارَبْع ُ ُهَد اري فََل َي ِ كاْلَيْو َم رُتنَس ىر( آية ك آَياتَُنار فََنِس ي رتََها َو َكرَذرِلر َ ك أَتَتْ َ ض ّلر رَوَل َيْش قَرى( اليات 123إلى )َقاَل َك َذرِلر َ َ را .فال تعالى يقول أن )فمن اتبع هداي .126ونلحظ تكرار كلمة يشقى في السورة كثي ً
فل يضل ول يشقى( وهذا كلم ال أفل نصدقه؟ يجب أن نصدقه لنه القول الحق وأنه
من َيعرض عن ذكر ربه سيكون شقيًا في الدنيا والخرة .فعلينا أن نتبع هدى ال تعالى لنحظى بسعادة الدارين فالمؤمن في سعادة في الدنيا وسعادة في الخرة.
التعقيب الخير :رضى ال تعالى هو أعلى درجات السعادة التي علينا أن ندركهها
كقَْب َلر طُُلوِع الّش ْمر ِ سر َو قَرْب َلرُغ ُرر و ربَِهاَو ِمرْنرآَناء اللّْي ِلر فََس ّبرْح ص بِرْر َع لَررى َم ار َيُقوُلوَن َو َسرّبرْحبَِح ْمرِدرَر ّبر َ )َفا ْ ض رىرر( آية.130 َوأَر ْ فالّنَهاِر لََع لّر َ طَرا َ ك تَْر َ
سمّيت السورة )سورة طه( وهو اسم من أسماء المصطفى الشريفة تطييبًا لقلبه وتسلية
لفؤاده عما يلقاه من صدود وعناد ولهذا ابتدأت السورة بملطفته بالنداء )طه * َم ار َأنَز ْلرَنار كر اْلقُْرآَنِلتَْش قَررى( آية 1و .2 َع لَرْي َ
. 21سورة النبياء ) هدف السورة: دور النبياء هو تذكرة البشربة(
سورة النبياء مكية تتحد.ث عن قصص النبياء كما هو واضح من اسمها وفيها عرض
لقصص النبياء ودورهم في مواجهة أقوامهم ومحاولة إصلحهم ودعوتهم إلى ال
68
تعالى إوالى رسالة التوحيد .والناس ينقسمون في كل العصور إلى أنواع ثلثة ل رابع
لهم :إما التقاة المؤمنون بالمنهج إواما العصاة المشركين إواما الفئة الغافلة الذين هم بين
الفئتين فهم مؤمنون بالمنهج إل أن أعمالهم وتطبيقاتهم ل تدل على ذل ك .وهذه الفئة هي التي تحتاج إلى المجهود الكبر لما في الغفلة من خطورة .ولهذا بدأت السورة
برِللّنا ِ ضرورَن ( ر آية 1لتدل على خطورة الغفلة وأهمية س ِح َسرارُبهُْم َوُهرْم ِفير َغ ْفرلَرٍة ّم ْعرِرر ُ بالية )اْقتََر َ
الذكر ودور النبياء يكون في تذكير الغافلين بخطورة غفلتهم ودعوتهم للذكر والتذكر.
قرو لَرُك مراْلو ْيرُلرِم ّمرار تَ ِ ِ ِِ ِ ف رِباْلَح ّ ص فُرروَن ( ر ثم تأتي الية َ) 18ب ْلر َنْقِذ ُ ق ر َع لَررى اْلَباط ل رفََيْد َمرُغرهُ فَإَذ ار ُهَو َزاه ٌ َ ُ َ
في السورة التي تّر كرزعلى أن الحق ظاهر والباطل زاهق وهذا ما يجب أن نعيه حتى
ننتبه من الغفلة.
وتنتقل آيات السورة للحدي.ث عن نماذج ال ننبياء الذين هم بمثابة قدوة لنا نقتدي بهم.
والملحظ في اليات أنها تحدثنا عن نماذج النبياء في دعوتهم لقوامهم وهذا لتعلمنا
كيف نقتدي بهم في الدعوة إلى ال وتأتي كذل ك بنموذج هؤلء النبياء في عبادتهم
لربهم حتى نقتدي بهم كذل ك في عبادتنا لربنا وتقربنا إليه .فتأتي قصة النبي ثم كيف يدعو ربه ويأتي الرد من ال تعالى أنه استجاب لهم في قصة ابراهيم ولوط ونوح )َو ُنرروًح ا ر
ِإْذ َناَد ىر ِم نر قَْب ُلر َفاْس تَرَج ْبرَنرارلَهُ فََنّج ْيرَنراهُ َوأَرْه لَرهُ ِم َنر اْلَك ْرر ِب راْلَعِظر يرِم ( ر آية 76أيوب )َفاْس تَرَج ْب رَنرارلَهُ فََك َشرْفرَنار ىرْلَعاربِِد يرَن ( ر آية 84وأسماعيل ض ّرر َوآرتَْي َنراهُ أَْه لَرهُ َو ِمرْثرلَُهم ّم َعرهُرْم َر ْحر َم رًةرّم ْنر ِع نرِد َنرارَو ِذرْك رَرر ِل َم ار بِِه ِم نر ُ وادريس وذا الكفل )َوأَرْد َخرْلرَناُهْمرِفير َر ْحر َم رتِرَناِإرّنُهم ّم َنر ال ّ ص ارِلِح يرَن ( ر آية 86وذا النون )َفاْس تَرَج ْب رَنرارلَهُ كُننِج ي ر اْلُم ْؤر ِمرنِرريَن ( ر آية .88ثم بعد كل هذه القصص للنبياء تأتي الية َو َنرّج ْيرَنراهُِم َنر اْلَغّمر َو َكرَذرِلر َ ِ) 92إّن َهِذر ِهرأُّم تُرُك ْمر أُّم ًةر َوارِح َدرةًرَوأَرَنا َر ّبرُك ْمرَفاْع ُبرُد ورِن (ر رتذكرة بأن هذه المة هي أمة واحدة أمة
ب واحد والرسالة واحدة والرسل جميعًا التوحيد والرسالة وفي هذا دللة على أن الر ّ
ل بعد جيل ومهما اختلف الرسل إل أن الرسالة هي واحدة يتوارثون هذه الرسالة جي ً
تدعو لعبادة رب واحد ل إله إل هو؟
ختام السورة تبّين للناس أن من سار على نهج النبياء وخطاهم سيفلح في النهاية )َو لَرقَْد ِ ِ ص ارِلُح ورَن * ِإّن ِفير َهَذرار لََبَل ًغر رارلّقَْو ٍم ر ي رال ّ َك تَرْب َنرا ِفير الّز ُبروِرِم نر َبْع ِدر الّذ ْكرِرر أَّن اْلَْر َ ض رَيِر ثُرَها ع َبرراد َ
َع اربِِد يرَن ( ر آية 105و 106وأن القوم العابدين الصالحين هم الذين سيرثون هذه الرض.
وتأتي الية الخيرة )َو َمرارَأْر َس رْلرَناَ كِإّل َر ْحر َم رًةلّرْلَعارلَِم يرَن ( ر 107بتوجيه الخطاب للرسول الكريم 69
صلى ال عليه وبار ك وسلم بأن كل نبي من النبياء السابقين جاء إلى قومه فقط وأما الرسول
صلى ال عليه
وسلم فقد جاء رحمة للعالمين جميعًا.
. 22سورة الحج ) هدف السورة: دور الحج في بناء ال ّمة(
سورة الج هي من أعاجيب سور القرآن الكري ففيها آيات نزلت ف الدين:ة ،وأخر ى نزلت ف مك:ة ،وآيات نزلت ليلً وأخر ى نارًا، وآيات نزلت ف الضر وأخر ى ف السفر وجعت بي أشياء كثية ،.وهي السورة الوحيدة ف القرآن كله الت سّيت باسم ركن من أركان السلم وهو الج .فالسورة تتحد ث عن مواضيع كثية منها يوم القيام:ة والبعث والنشور والهاد والعبودي:ة ل فما علق:ة كل هذه المور ببعضها وبالج؟ الواقع أن الج هو العبادة الت تبن الم:ة لا فيه من عب ل يعلمها إل من حّج واستشعر كل معان الج القيقي:ة.
فالحج يذكرنا بيوم القيامة وبزحمة ذل ك اليوم والناس يملون أرجاء الرض
.1
وكلهم متجهون إلى مكان واحد في لباس واحد في حّر الشمس )النفرة من
مزدلفة والنزول من عرفة والتوجه لرمي الجمرات( .ولذا جاءت اليات في أول
السورة عن يوم القيامة )َيا أَّيَها الّناُس اتّقُوا َر ّبرُك ْمرِإّن َز ْلرَز لَرَةالّس ارَع ِةر َش ْير ٌء رَع ِظر يرٌم * َيْو َم ر تَر و رَن رهاتَْذ َهرُلر ُك ّلر م رر ِ ض ُع رُك ّلر َذ ارِت َح ْمرٍلرَح ْمرلَرَها َو تَرَرىرالّناَس ُس َكرارَرىر ضرَعر ْ ترَو تَر َ ضر َعررٍةرَع ّمرار َأْر َ ُْ َ ْ َ
َو َمرارُهم بُِس َكرارَرىرَو لَرِك ّنرَع َذرارَب اللِّه َش ِدر يرٌد (ر آية 1و 2وكم تساءلنا عند قراءتنا لسورة
الحج ما الرابط بين يوم القيامة وسورة الحج! والن وضحت الصورة وفهمنا مراد
ال تعالى من هذه اليات فما أنزل ال تعالى اليات إل في مكانها المناسب
بتدبير وحكمة ل يعلمها إل هو ولكن العبد يجتهد في تحّريهذا المعنى حتى يفهم هدف اليات التي يتلوها فسبحان الحكيم القدير.
.2
.3
والحج يذكرنا بيوم البعث ،فمنظر الحجيج في مزدلفة وهم نيام بعد وقوفهم في
عرفة عليهم آثار التعب ويعلوهم التراب والغبار ثم يؤذن لصلة الصبح فتراهم يقومون وينفضون عنهم التراب كما لو أنهم بعثوا من قبورهم يوم البع.ث.
والحج يذكرنا بالجهاد ولذا جاءت آيات الجهاد في السورة بعد آيات الحج
لّن الحج تدريب قاس على الجهاد لما فيه ارتحال من مكان لخر وتعب والتزام بأوقات ومشاعر أمر بها ال تعالى وعّلمنا إياها رسولنا الكريم
.4
وسلم.
صلى ال عليه
والحج يذكرنا بالعبودية الخالصة ل تعالى فالكل في الحج يدعون إلهًا واحدا
في عرفة حتى الشجر والدواب والطير والسموات والرض كلهم يدعو ربه
70
ويسبحه لكن ل نفقه تسبيحهم) .أَلَْم تََر أَّن اللَّه َيْس ُجرُدرلَهُ َم نر ِفير الّس َمرارَوارِتَو َمرنرِفير
س َو َكرثِريٌر َح ّ بَو َكرثِريٌر ّم َنر الّنا ِ اْلَْر ِ ض رَوارلّش ْمرُسرَوارْلقََم ُررَوارلّنُج ورُمَوارْلِج َبرراُلَوارلّش َجر ُر رَوارلّد َورار ّ قر ب َو َمرنرُيِه ِنر اللّهُ فََم ار لَهُ ِم نر ّم ْكرِررٍمرِإّن اللَّه َيْفَع ُلر َم ار َيَش ارء( آية .18 َع لَرْي ِهر اْلَعَذرار ُ في ختام السورة تأتي آية سجدة )َيا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا اْر َكرُعرواَوارْس ُجرُدروراَواْع ُبرُد وراَر ّبرُك ْمرَوارْفَع لُروا اْلَخ ْي رَرر
لََع لّرُك ْمر تُْف ِلرُح ورَن ( ر آية 77وهنا ك مفارقة بين هذه السجدة والسجدة في سورة العلق )كل ل
تطعه واسجد واقترب( فالسجدة في سورة العلق كانت أول آية سجدة في القرآن وهي خاصة بالرسول
صلى ال عليه
وسلم وحده أما آية السجدة في آخر سورة الحج فهي آخر
آية سجدة نزلت وهي موجهة للمؤمنين جميعًا .فسبحان ال العظيم.
. 23سورة المؤمنون ) هدف السورة :مقارنة صفات المؤمنين بمصير الكافرين(
سورة المؤمنون من السور الكي:ة وهي تعرض من اسها صفات المؤمني وتشرح مصي من ل يسي على هذه الصفات فعلينا أن نتوقف عند هذه الصفات وناسب ،أنفسنا قبل أن ياسبنا ال تعال ونر ى أي نوع من المؤمني نن وكم ،من الصفات الذكورة ف اليات نتحلى با وكم من الصفات ما زلنا نتاج لن نكتسبها.
صفات المؤمنين :ابتدأت اليات بذكر صفات المؤمنين العامة :من آية 1إلى آية ) ،9قَْد ِ ِّ ضر ورَن* َوارلِّذ يرَنُهْم ص َلر تِ ررِه ْمرَخ ارِش ُعرروَن* َوارلِّذ يرَنُهْم َع ِنر اللّْغ ِور ُم ْعرِرر ُ أَْف لَرَح اْلُم ْؤر ِمرُنرروَن* الذ يرَن ُهْم فير َ تر أَْي َمرارُنهُْم فَِإّنهُْم َغ ْيرُرر ِللّز َكرارِةَفاِع لُرروَن * َوارلِّذ يرَنُهْم ِلفُُر ورِج ِهرْمرَح ارِفظُروَن * ِإّل َع لَررى أَْز َوررارِج ِهرأْمرْو َم ار َم لَرَك ْ ك ُهُم اْلَعارُد ورَن * َوارلِّذ يرَنُهْم ِلََم ارَناتِِه ْمر َوَعرْهرِد ِهرْمَرراُع ورَن* ك فَأُْو لَ رئِ َ َم لُروِم يرَن * فََم ِنر اْب تَرَغ ىر َو َررراءَذ ِلر َ ِّ ص لَرَوارتِِه ْمرُيَح ارِفظُروَن ( ر َوارلذ يرَنُهْم َع لَررى َ ك ُهُم جزاء المؤمنين :ثم تنتقل اليات للتذكير بجزاء من تحلى بهذه الصفات )أُْو لَ رئِ َ اْلَوارِر ثُروَن* الِّذ يرَن َيِر ثُروَن اْلِفْرر َدرْور َسُرهْم ِفيرَها َخ ارِلُد ورَن ( آية 10و .11
تاريخ المؤمنين عبر الجيال :تعرض السورة تاريخ المؤمنين عبر الجيال،
صفات إضافية للمؤمنين :ثم تستكمل اليات صفات إضافية لمؤمنين من درجة أعلى في
اليات من 57إلى ِ) 61إّن الِّذ يرَن ُهم ّم ْنر َخ ْشرَيرِة َر ّبرِه مرّم ْشرِفرقُروَن * َوارلِّذ يرَنُهم ِبآَياِت َر ّبرِه ْمرُيْؤ ِم رُنروَن * ك َوارلِّذ يرَنُهم ِبَر ّبرِه ْمرَل ُيْش ِررُكرورَن * َوارلِّذ يرَنُيْؤ تُرروَن َم ار آتَوا ّو ُقرُلوُبهُْم َو ِجر لَرةٌأَّنهُْم ِإَلى َر ّبرِه ْمرَراِج ُعرروَنأُْو لَ رئِ َ
ِ ِ ص ةر بمؤمنين حقا. ُيَس ارِرُع ورَنفير اْلَخ ْي رَرراتَوُهرْم لََها َس اربُِقوَن (ر ,هذه صفات راقية وخا ّ
71
ختام السورة :الدعاء .تختم اليات بالدعاء )َو ُقررل ّر ّ ت َخ ْيرُرر الّراِح ِمريرَن( آية براْغ ِفرْرر َوارْر َحر َْم روأَرن َ
118والدعاء ضروري لن المؤمنين ل بد وأن يقعوا في أخطاء ول يغفر هذه الخطاء
إل الدعاء الصادق الخالص ل تعالى الذي يغفر الذنوب.
واللحظ ف سور القرآن الكري أن الثلث الول من القرآن )من سورة البقرة إل التوب:ة( ،تدثت اليات والسور عن معال النهج الذي شّرعه ال تعال للمستخلفي ف الرض وهذا النهج صعب لذا فتح ف ناي:ة هذا الثلث با ب التوب:ة ،لن كل من يريد تطبيق النهج يتاج إل التوب:ة الدائم:ة ،.ث يأت الثلث الثان تتحد ث اليات عن طرق إصلح السلمي الستخلفي ف الرض .فلو جعنا كل هذه الفاهيم نصل على إنسان متكامل ومعّد خي إعداد ليكون الستخلف ف الرض والخطاء واردة وحاصل:ة ل مال:ة لذا يأت الدعاء والستفغفار الذي ل غن لنسان عنه.
. 24سورة النور ) هدف السورة: شرع ا هو نور المجتمع(
سورة النور سورة مدنية تهتم بالداب الجتماعية عامة وآداب البيوت خاصة وقد
وّج هررت المسلمين إلى أسس الحياة الفاضلة الكريمة بما فيها من توجيهات رشيدة وآداب
سامية تحفظ المسلم ومجتمعه وتصون حرمته وتحافظ عليه من عوامل التفك ك الداخلي والنهيار الخلقي الذي يدّم رر المم .وقد نزلت فيها آيات تبرئة السيدة عائشة رضي ال ِ ِّ صر َب رةٌ ّم نرُك ْمر َل تَْح َس رُبروهُ َش ّررالُّك مر َب ْلر ُهَو َخ ْيرٌرر لُّك ْمر عنها بعد حادثة الف ك )ِإّن الذ يرَن َج ارُؤ وراِبا ِْل ْف ر كر ُع ْ
ِلُك ّلر اْم ِرر ٍ ب َع ِظر يرٌم (ر آية 11وكل اليات بر ِم َنر ا ِْل ثْرِم َوارلِّذ ي رتََو لّررى ِك ْبرَررهُِم ْنرهُرْم لَهُ َع َذرار ٌ ئّم ْنرهُرم ّم ار اْك تَرَس َ ظّن التي سبقتها إنما كانت مقدمة لتبرءتها .ثم يأتي التعقيب في )لَْوَل ِإْذ َس ِمرْعرتُرُم ورهُ َ
اْلُم ْؤر ِمرُنرروَنوارْلُم ْؤر ِمرَنررا ُبِ تَأنفُِس ِه رْمرَخ ْي رًرراَو َقررالُوا َهَذرار ِإْفٌ ك ّم بِريٌن ( ر الية 12وفيها توجيه للمسلمين َ
بإحسان الظّن بإخوانهم المسلمين وبأنفسهم وأن يبتعدوا عن سوء الظن بالمؤمنين،
ك وشددت على أهمية إظهار البّينة )لَْوَل َج ارُؤ وراَع لَرْي ِهر ِبَأْر َبرَع ِةرُش هَرَد ارء فَِإْذر لَْم َيْأتُوا ِبالّش هَرَد ارء فَأُْو لَ رئِ َ ِع نرَد اللِّه ُهُم اْلَك ارِذ ُبرروَن ( ر آية 13ويأتي الوعظ اللهي في الية َ) 17يِع ظُرُك ُمر اللّهُ َأن تَُعوُد ورا ِلِم ْثرِلِه أََبًد ار ق سورة الداب ِإن ُكنرُتم ّم ْؤر ِم رنِريَن (.ر فالسورة بشكل عام هي لحماية أعراض الناس وهي بح ّ
الجتماعية.
ضر َنرراَهَاروَأرنَز ْلرَناِرفيرَها آَياٍت َبّيَناٍت لَّع لّرُك ْمر تََذ ّكرُرر ورَن ( ر تبدأ السورة بآية شديدة جدًا )ُس ورَرةٌَأنَز ْلرَناَهارَو َفرَر ْ
آية 1وفيها تنبيه للمسلمين لن السورة فيها أحكام وآداب هي قوام المجتمع السلمي
القويم.
72
تنتقل اليات إلى عقوبة الزناة )الّزانَِيةَُوارلّزاِنيَفاْج ِلرُد ورا ُك ّلر َوارِح ٍد رّم ْنرهُرَم ار ِم َئرَة َج ْلرَد ٍةرَوَل تَْأُخ ْذرُكرمربِِه َمرار
طائِفَةٌ ّم َنر اْلُم ْؤر ِمرنِرريَن ( ر آية،2 َرْأفَةٌِفير ِد يرِن اللِّه ِإن ُك نرتُْم تُْؤ ِمرُنرروَن ِباللِّه َوارْلَيْو ِمارْل ِخ ررِر رَو ْلرَيْش هَرْدَع َذرارَبهَُم ار َ
والصل في الدين الرأفة والرحمة أما في أحوال الزناة فالمر يحتاج إلى الشدة والقسوة
إوال فسد المجتمع جّراءالتساهل في تطبيق شرع ال وحماية حدوده ،لذا جاءت اليات تدل على القسوة وعلى كشف الزناة .لكن يجب أن نفهم الدللة من هذه الية ،فال
تعالى يأمرنا بأن نطبق هذه العقوبة بعد أن نستكمل بعض الضمانات لحماية المجتمع
التي تتحد.ث عنها بالتفصيل اليات التالية في السورة .والملحظ في هذه السورة تقديم
الزانية على الزاني وكما يقول الدكتور أحمد الكبيسي في هذا التقديم أن سببه أن المرأة
هي التي تقع عليها مسؤولية الزنا فهي لو أرادت وقع الزنا إوان لم ترد لم يقع فبيدها
المنع والقبول ،وهذا على عكس عقوبة السرقة )والسارق والسارقة( فهنا قدم السارق لن طبيعة الرجل هو الذي يسعى في الرزق على أهله فهو الذي يكون معرضًا لفعل هذه الجريمة هذا وال أعلم.
ضمانات لحماية المجتمع:
.1
الستئذانَ) :يا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا َل تَْد ُخرلُروا ُبُيوًتا َغ ْيرَرر ُبُيوتُِك ْمر َح تّررى تَْس تَرْأنُِس ورا َو تُرَس لّرُم ورا
َع لَررى أَْه ِلرَها َذ ِلرُك ْمر َخ ْي رٌرر لُّك ْمر لََع لّرُك ْمر تََذ ّكرُرر ورَن ( ر آية 27تعلمنا اليات ضرورة الستئذان
لدخول البيوت وحتى داخل البيت الواحد للطفال والخدم في ساعات الراحة
تر أَْي َمرارُنُك ْمر التي قد يكون الب والم في خلوة )َيا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا ِلَيْس تَرْأِذ نرُك ُمرالِّذ يرَن َم لَرَك ْ
ٍِ ض ُعرروَن ثَِياَبُك مر ّم َنر َوارلِّذ يرَنلَْم َيْب لُرُغوا اْلُح لُرَم ِم نرُك ْمر ثََل َ ص َلر ِةارْلرفَْج ِر رَو ِحر يرَنتَ َ .ث ر رَم ّرراتم نر قَْب ِلر َ ّ .ث ر رَع ور رررا ٍلّ ِ ِ ِ تُك ْمر لَْي َسر َع لَرْي ُكرْمر َوَل َع لَرْي ِهرْمرُج َنرراٌح َبْع َدرُهرّن الظِه يرَرِةَو ِمرنرَبْع در َ ص َلر ةارْلرع َشرارء ثََل ُ ْ َ ضرُكرْمرَع لَررى َبْع ٍ ك ُيَبّيُن اللّهُ لَُك ُمر اْل َي رارِتَوارللّهُ َع ِلرريٌم َح ِكريرٌم (ر آية 58 َ ضر َك َذرِلر َ طّواُفوَن َع لَرْي ُكرمر َبْع ُ
ومن آداب السلم أن ل يدخل البناء على والديهم بدون استئذان.
ض البصر وحفظ الفرجُ) :قل لّْلم ؤر ِمرنِررينَيُغ ّ ِ صر ارِرِه ْمَرو َيرْح َف رظُوافُُر ورَج هُرْم .2 غ ّ ُْ َ ض وار م ْنر أَْب َ ّ ص َنرُعوَن ( ر آية 30وهذا توجيه للرجال والنساء معًا َذ ِلر َ ك َأْز َك رىرلَهُْم ِإّن اللَه َخ بِرريٌر بَِم ار َي ْ
فهم جميعًا مطالبون بغض البصر.
ضر ْ ِ ظ َنرفُُر ورَج هُررّنَوَل ُيْب ِدر يرَن .3 صر ارِرِه ّنَرو َيرْح فَ ر ْ الحجابَ) :و ُقررل لّْلُم ْؤر ِمرَنرراِتَيْغ ُ ضر َن رم ْنر أَْب َ ض ِر رْبر َبِنرُخ ُمرِررِه ّنرَع لَررى ُج ُيرروبِِه ّنر َوَل ُيْب ِدر يرَن ِز يرَنتَهُّن ِإّل ِلُبُعولَتِِه ّنر أَْو ِز يرَنتَهُّن ِإّل َم ار َ ظهََر ِم ْنرهَرا َو ْلرَي ْ آَبائِِه ّنر أَْو آَباء ُبُعولَتِِه ّنر أَْو أَْب َنرائِِه ّنر أَْو أَْب َنراء ُبُعولَتِِه ّنر أَْو ِإْخ َورارنِِه ّنرأَْو َبِني ِإْخ َورارنِِه ّنرأَْو َبِني 73
تر أَْي َمرارُنهُّن أَِو الّتابِِع يرَن َغ ْيرِرر أُْو ِلرري ا ِْل ْر رَبرِةرِم َنر الّر َجر ارِلأَِو الطّْف ِلر َأَخ َورارتِِه ّنرأَْو نَِس ارئِِه ّنر أَْو َم ار َم لَرَك ْ ض ِر رْبرَنربِأَْر ُجرِلرِه ّنِرلُيْع لَرَم َم ار ُيْخ ِفريرَن ِم نر ِز يرَنتِِه ّنرَو تُرروُبوا الِّذ يرَن لَْم َي ْ ظهَُر وارَع لَررى َع ْور َررراِتالّنَس ارء َوَل َي ْ ِإَلى اللِّه َج ِمريرًعارأَّيَها اْلُم ْؤر ِم رُنروَنلََع لّرُك ْمر تُْف ِلرُح ورَن ( ر آية31 ص ارِلِح يرَنِم ْنر ِع َبرراِد ُكرْمرَو إِارَمرارئُِك ْمرِإن .4 تسهيل تزويح التشباب )َوَأرنِك ُحر واراْلََياَم ىر ِم نرُك ْمر َوارل ّ ض ِلرِه َوارللّهُ َوارِس ٌع رَع ِلرريٌم (ر آية 32وتسهيل هذا الزواج لحماية َيُك ورُنوا فُقََراء ُيْغ نِرِه ُمر اللّهُ ِم نر فَ ْ
ل. الشباب الذي بلغ سن الزواج وبالتالي حماية المجتمع كام ً
منع البغاء) :و ْلرَيس تَرع ِفر ِ ض ِلرِه َوارلِّذ يرَن .5 فرالِّذ يرَن َل َيِج ُدرورَن نَِك ارًح ا رَح تّررى ُيْغ نِرَيهُْم اللّهُ ِم نر فَ ْ َ ْ ْ تر أَْي َمرارُنُك ْمر فََك ارتُِبوُهْمر ِإْن َع ِلرْم تُرْم ِفيرِه ْمر َخ ْي رًرراَوآرُتوُهم ّم نر ّم ارِل اللِّه الِّذ ي ر ب ِم ّمرار َم لَرَك ْ َيْب تَرُغوَن اْلِك تَرا َ ضراْلَح َيرراِة الّد ْنرَيرا َو َمرنر آَتاُك ْمر َوَل تُْك ِررُهوافَتََياتُِك ْمر َع لَررى اْلبَِغارء ِإْن َأَر ْدرَنرتََح ّ صرًنرارلّتَْب تَرُغوا َع َرر َ ُيْك ِرررههّّنفَِإّن اللَّه ِم نر َبْع ِدر ِإْك َرراِه ِهرّنرَغ فُروٌر ّر ِحر يرٌم (ر آية33 منع إتشاعة الفواحش بإظهار خطورة انتتشارهاِ) :إّن الِّذ يرَن ُيِح ّبرروَن َأن تَِش يرَع اْلَفاِح َشرةُر .6 ب أَِليٌم ِفير الّد ْنرَيرار َوارْل ِخ ررََرروِةارللّهُ َيْع لَرُم َوأَرنتُْم َل تَْع لَرُم ورَن ( ر آية 19و)ِإّن ِفير الِّذ يرَن آَم ُنروا لَهُْم َع َذرار ٌ ِّ ب َع ِظر يرٌم * ص رَنرراِتاْلَغارِفَلر ِتارْرلُم ْؤر ِم رَنراِتلُِع ُنروا ِفير الّد ْنرَيرا َوارْل ِخ ررَ َرروِةلَرهُْم َع َذرار ٌ الذ يرَن َيْر ُمرورَناْلُم ْحر َ َيْو َم رتَْش هَرُد َع لَرْي ِهرْمرأَْلِس َن رتُهُْم َوأَرْي ِدر يرِه ْمرَوأَرْر ُجرلُرُهمبَِم ار َك ارُنوا َيْع َمرلُروَن ( ر آية 23و .24فلقد لعن ال
تعالى الذين يشيعون الفاحشة أو يرمون المحصنات وحذرهم من عذابه في
الدنيا والخرة.
نعود لآليات الولى في حّد الزنى ونرى أنه ل تطبيق لهذا الحّد إل إذا تحققت هذه
ل وبعدها لو حدثت حادثة زنا ل يقام الحد حتى يشهد أربع الضمانات الجتماعية أو ً
شهود ومن غير الشهود ل يطبق الحّد فكأن إقامة الحد مستحيلة وكأنما في هذا توكيد
على أن ال تعالى يحب الستر ول يفضح إل من جهر بالفاحشة ولنا أن نتخيل أي
إنسان يزني أمام أربع شهود إل إذا كان فاج ًار مجاه ًار عندها هذا هو الذي يقام عليه
الحّد حتى ل يفسد المجتمع بفجوره وتجرئه على ال وعلى أعراض الناس في مجتمعه. فلو كان قد وقع في معصية ولم يكن له إل ثل.ث شهود ل يقام عليه الحد ويجب عليه
ض ُل راللِّه َع لَرْي ُكرْمر التوبة والستغفار ولهذا جاءت في السورة آيات التوبة والمغفرة َ) .و لَرْوَلفَ ْ
ص َلرُح وارفَِإّن اللَّه َغ فُروٌر ّر ِحر يرٌم (ر ب َح ِكريرٌم (ر آية 10و)ِإّل الِّذ يرَن َتاُبوا ِم نر َبْع ِدر َذ ِلر َ َو َررْحر َم رتُر َهُوأَرّن اللَّه تَّوا ٌ ك َوَأر ْ ب َع ِظر يرٌم (ر ض تُرْم ِفيرِه َع َذرار ٌ ض ُل راللِّه َع لَرْي ُكرْمر َو َررْحر َم رتُرِفهُير الّد ْنرَيرار َوارْل ِخ ررَلَررَِةم ّسرُكرْمر ِفير َم ار أَفَ ْ آية 5و )َو لَرْوَلفَ ْ فَر ِحر يرٌم (ر آية.14 ض ُل راللِّه َع لَرْي ُكرْمر َو َررْحر َم رتُر َهُوأَرّن الّله َر ُؤ رور ٌ آية 14و)َو لَرْوَلفَ ْ 74
حد القذف :حّذ ررنا ال تعالى في هذه السورة من قذف المحصنات وبّين لنا العقوبة التي تقع على هؤلء وهي لعنة ال وعذابه في الدنيا والخرة.
آية النور :هذه الية التي سمّيت السورة باسمها فيها من العجاز ما توقف عنده الكثير
من العلماء .ووجودها في سورة النور هو بتدبير وبحكمة من ال تعالى ،فلو طّبق المجتمع السلمي الضمانات التي أوردتها اليات في السورة لشّع النور في المجتمع
ولخرج الناس من الظلمات إلى النور ،وشرع ال تعالى هو النور الذي يضيء المجتمع
ولذا تكررت في السورة )آيات مبّينات وآيات بّينات( 9مّرات لن هذه اليات وما فيها من
منهج تبّين للناس طريقهم والنور من خصائصه أن يبّين وَيظهر ويكشف .هذا النور
س مإكاإو باإ ِ ت َوباإْلَْر ِ ض َم ثَرُل ُنوِرِهَك ِمرْشرَكرارٍةِفيرَها الذي ينير المجتمع السلمي إنما مصدره )باللّهُ ُنوُر بال ّ َ َ ِ ِ يرُيوقَُد ِم نر َش َجر َررٍةّم َبراَر َكرٍةرَز ْيرتُرونٍِةّل َش ْرر ِق رّيرٍةَوَل برُد ّرر ّ صر َبرراُحِفير ُز َجر ارَج ٍة رالّز َجر ارَج ةُرَك أَرّنَها َك ْور َك ر ٌ صر َبرراٌح اْلم ْ م ْ َغ رر بِرّيٍةَيَك ارُد َز ْيرتُرهاُي ِ ض ير رءُ َو لَرْو لَْم تَْم َسرْسرهُرَناٌر ّنوٌر َع لَررى ُنوٍر َيْهِد ي راللّهُ ِلُنوِرِهَم نر َيَش ارء َو َير ْ براللّهُ ض ِر ر ُ ْ َ ش ير ءٍ رع ِلرريم (ر آية ،35وينزل هذا النور في المساجد )ِف ي بإنْيو ٍ اْلَم ثَراَل ِللّنا ِ ّ ّ ت أَِذ َنإ باللّهُ َأن تإُْرفَإَع ُ ْ س َوارللهُ بُِك لر َ ْ َ ٌ ِ ِ ص ررارِل (ر ر آية 36وينزل على )ِرَج كاإٌل ّل تإُْلِه نْيإِه ْ مإ تَِج كاإَرةٌ َوَل َبْي ٌعر َو ُيرْذ َكرَررفيرَها اْس ُمرهُر ُيَس ّبرُحر لَهُ فيرَها ِباْلُغُد ّور َوارْل َ صر ارُر (ر ر آية 37والذي ل َع نر ِذ ْكرِرراللِّه َو إِارقَراِم ال ّ ب ِفيرِه اْلُقُلو ُ ص َلر ِةَر رو إِاريرَتاء الّز َكرارِةَيَخ ارُفوَن َيْو ًم رارتَتََقلّ ُ ب َوارْلَْب َ يسير على شرع ال يكون حاله كما في الية )وارلِّذ يرنَك فَرر وارأَع مرارلُهم َك سررراٍببِِقيرع ٍةر يح س ربره ال ّ ظْم آرُن َ َ ْ َُ ُ َ َ ُ ْ َ ُْ َ َ َم ارء َح تّررى ِإَذ ار َج اررءهُ لَْم َيِج ْدرهُرَش ْيرًئرار َو َورَجر َد راللَّه ِع نرَد هُر فََو فّرراهُ ِح َسرارَبهُ َوارللّهُ َس ِرريرُعاْلِح َسرارِب * أَْو َك ظُرلَُم ارٍت ق رَبْع ٍ ضر ِإَذ ار أَْخ َررَجَيَد هُر لَْم ب ظُلَُم ار ٌ ضرهَررا فَْو َ ِفير َبْح ٍر رلّّج ّي ر َيْغ َشرارهُ َم ْورٌجّم نر فَْو ِق رِهرَم ْورٌجّم نر فَْو ِق رِهرَس َحر ار ٌ ت َبْع ُ َيَك ْدر َيَراَهارَو َمرنرلّْم َيْج َع رِلراللّهُ لَهُ ُنوًرا فََم ار لَهُ ِم نر ّنوٍر (ر ر آية 39و 40 وسّيت سورة النور لا فيها من إشعاعات النور الرًبان بتشريع الحكام والدا ب والفضائل النساني:ة الت هي قبس من نور ال على عباده ي يوقد من شمجرة مبارك:ة ،،هذا وفيض من فيوضات رحته.وتشبيه النور بشكاة فيها مصباح ،الصباح ف زجاج:ة الزجاج:ة كأنا كوكب ،در ّ التشبيه كأنه يدّل على أن النور حت نافظ عليه مضيئاً يب أن نيطه با يفظه والفتيل الذي به نشعل النور إنا هو الي:ة الول ف السورة هذه الي:ة الشديدة ،الت ترك الناس لضاءة مصباح متماعاتم الصال:ة بتحقيق الضمانات الخلقي:ة حت يبقى النور مشّعًا. إضاف:ة:
بعد أن سمعت هذا الشرح كنت أصّلي العصر فجاءني خاطر بهذا التفسير :أنه
من الممكن أن يكون القصد من الية وال أعلم أن النسان هو المصباح والزجاجة هي ل النسان ثم المجتمع والمشكاة هي المة والفتيل هو تطبيق شرع ال الذي ينير أو ً
ينعكس نوره على مجتمعه ثم على أمته فتكون مضيئة ومنيرة لغيرها من المم في أخلقها وفي التزامها بشرع ال فلو صلح الفرد يصلح المجتمع وفي أخلق الناس
انعكاس على بعضهم البعض وعلى مجتماعاتهم هذا وال أعلم.
75
. 25سورة الفرقان ) هدف السورة: سوء عاقبة التكذيب(
سورة الفرقان سورة مكّية وقد سمّيت بهذا السم لن ال تعالى ذكر فيه الكتاب المجيد
الذي أنزله على عبده ورسوله محمد
صلى ال عليه
وسلم وكانت النعمة الكبرى على
النسانية وهو الذي فرق ال تعالى به بين الحق والباطل والكفر واليمان فاستحق هذا
الكتاب العظيم أن يسّم ىر الفرقان وتسمى السورة بهذا السم تخليدًا لهذا الكتاب الكريم. والسورة تدور آياتها حول إثبات صدق القرآن وبيان سوء عاقبة المكّذ برين به.
واليات ف هذه السورة تسي بسياق متمّيز فتبدأ بآيات فيها ما قاله الكذبون )وقالوا( ث تأت آيات تدئ:ة الرسول وتعقيب على ما قالوا، ث تأت آيات تتحد ث عن عاقب:ة التكذيب ويستمر هذا السياق إل ف معظم آيات السورة الكري:ة .وهذا التسلسل والسياق ف اليات مفيد جداً للمسلمي ،ف كل زمان ومكان لنا تعرض عليهم ،عاقب:ة التكذيب فيتدعوا عن التكذيب بالفرقان وبدين ال الواحد.
ك اْفتََراهَُوأَرَع ارَنهَُع لَرْي ِهر قَْو ٌم رآَخ ُرر ورَنفَقَْد َج ارُؤ وراظُْلًم ار اليات من َ) 4و قَرراَل الِّذ يرَن َك فَرُر وارِإْن َهَذرار ِإّل ِإْف ٌ ض لّروا فََل َيْس تَرِط يرُعوَن َس بِريًل ( ر رتعرضما قاله ض َررُبروالَ َ َو ُزر ورًرا( إلى) 9انظُْر َك ْير َ ك اْلَْم ثَراَل َف َ فر َ ك كرالِّذ ي ر ِإن َش ارء َج َعرَلر لَ َ المكذبون ،ثم تأتي آيات التهدئة للرسول الكريم صل ى بال علنْيه وسل م )تََباَر َ ص ورًرا( آية 10ثم آيات اظهار عاقبة ك َج ّنرراٍت تَْج ِررريِم نر تَْح تِرَها اْلَْن هَراُر َو َيرْج َع رلرلّ َ َخ ْيرًرراّم نر َذ ِلر َ ك قُ ُ بر ِبالّس ارَع ِةر َس ِعر يرًرا* ِإَذ ار َرأَتُْهم ّم نر ّم َكرارٍن َبِع يرٍد َس ِمرُعروا لََها التكذيب )َب ْلر َك ّذرُبروا ِبالّس ارَع ِةر َوأَرْع تَرْد َنرارِلَم نر َك ّذر َ ك ثُُبوًرا * َل تَْد ُعرورا اْلَيْو َم رثُُبوًرا َوارِح ًدرار تََغّير ً ض ّيرًقا ُم َقرّر نِرريَنَد َعرْورارُهَناِل َ ظا َو َزرِفريرًرا* َو إِارَذرارأُْلقُوا ِم ْنرهَرا َم َكرارًنار َ َوارْد ُعروراثُُبوًرا َك ثِريًرا( من الية 11إلى . 14ثم يتكرر السياق نفسه )َو قَرراَل الِّذ يرَن َل َيْر ُجرورَنِلَقاءَنا لَْوَل ُأنِز َلرَع لَرْي َنرار اْلَم َلر ئِ ررَك ةُأَرْو َنَرىرَر ّبرَنارلَقَِد اْس تَرْك َبرُر وارِفير َأنفُِس ِه رْمرَوَعرتَرْو ُع تُرّوار َك بِريًرا(آية 21ثم عاقبة التكذيب )و يرو ميرع ّ ّ تر َم َعر الّر ُسرورِلَس بِريًل * َيا َو ْيرلَرَتى لَْي تَرِني لَْم ضر الظاِلُم َع لَررى َيَد ْيرِهر َيُقوُل َيا لَْي تَرِني اتَّخ ْذر ُ َ َ ْ ََ َ طراُن ِل ْ ِ ل نرَس ارِن َخ ُذروًرل ( ر ر اليات27 ض لّرِني َع ِنر الّذ ْكرِرر َبْع َدر ِإْذ َج اررءِني َو َكرارَنالّش ْير َ أَتِّخ ْذ ر فَُل ًن رارَخ ِلرريًل * لَقَْد أَ َ إلى ،29وآيات التعقيب)َو قَرراَل الّر ُسرورُلَيا َر ّ برِإّن قَْو ِم ريراتَّخ ُذرورا َهَذرار اْلقُْرآَنَم ْهرُج ورًرا( آية 30والطمأنة ب اْلَج ّنرِة َيْو َم رئِرٍذَخ ْيرٌرر ّم ْسرتَرقَّراَوأَرْح َس رُنرَم ِقريرًل ( ر رآية .24وكذل ك في ص َح رار ُ للرسول صل ى بال علنْيه وسل م )أَ ْ كرَو َررتّرْلَناهُتَْر تِرريًل ( ر ر تر بِِه فَُؤاَد َ الية َ) 32و قَرراَل الِّذ يرَن َك فَرُر وارلَْوَل ُنّز َلرَع لَرْي ِهر اْلقُْرآُنُج ْمرلَرًة َوارِح َدرةًرَك َذرِلر َ ك ِلُنثَّب َ ك ِباْلَح ّ ق ر َوأَرْح َس رَنرتَْفِس يرًرا( آية 33ثم عاقبة التكذيب كر بَِم ثَرٍل ِإّل ِج ْئرَنرا َ ثم التهدئة للرسول )َوَل َيْأُتوَن َ
ض ّل رَس بِريًل ( ر رآية .34وهكذا حتى )الِّذ يرَن ُيْح َش رُرر ورَنَع لَررى ُو ُجر ورِه ِهرْمرِإَلى َج هَرّنَم أُْو لَ رئِ َ ك َش ّرر ّم َكرارًنار َوأَر َ
ت تَُك ورُن َع لَرْي ِهر َو ِكريرًل ( ر ر ترَم ِنر اتَّخ َذ ر ِإلَهَهُ َهَورارهُ أَفََأن َ نصل إلى آية محورية في هذه السورة )أََرأَْي َ
76
آية 43وهي تعرض لماذا يكذب المكذبين؟ لسبب واضح جلّي هو أنهم يّتبعون أهواءهم فالمشكلة إذن تكمن في اّتباع الهوى وهذا هو أساس تكذيب الناس للحق.
بعد كل اليات التي عرضت للتكذيب بالقرآن ،تأتي آيات إثبات قدرة ال تعالى في الكون
وقد نتساءل لماذا تأتي هذه اليات الكونية هنا في معرض الحدي.ث عن التكذيب؟ نقول
إنه أسلوب القرآن الكريم عندما يشّتد الذى على الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم
وعلى المسلمين تأتي اليات الكونية تطمئنهم أن ال الذي أبدع في خلقه ما أبدع وخلق الخلق والكوان كلها قادر على نصرتهم فكما مّد ال تعالى الظل للرض سيمّد تعالى
الظّل للمؤمنين ويذهب عنهم ضيقهم والذى الذي يلحقهم من تكذيب المكذبين فسبحان
فر م ّدر ال ّ ظّل َو لَرْو َش ارء لََج َعرلَرهُ َس ارِك ًنرا ثُّم َج َعرْلرَنارالّش ْمرَسر َع لَرْي ِهر ال الحكيم القدير )أَلَْم تََر ِإَلى َر ّبر َ كَك ْير َ َ ل )َوُهرَو َد ِلريًل ( ر رآية .45وفي استعراض هذه الشارات الكونية تبدأ اليات بجّو السكينة أو ً ِّ ّ ِ ِّ ير الذ ي ر َج َعرَلر لَُك ُمر اللْي َلر لَباًس ار َوارلّنْو َم رُس َبراًتا َو َجر َعرَلرالّنَهاَر ُنُش ورًرا* َوُهَو الذ ي ر َأْر َس رَلرالّر َيرراَحُبْش ًرراَبْي َنر َيَد ْ طُهوًرا( آية 47و .48فاختيار اليات مناسب لمعنى الطمأنة َر ْحر َم رتِرِهَوَأرنَز ْلرَنارِم َنر الّس َمرارء َم ارء َ
التي أرادها تعالى لرسوله صلى ال عليه وبار ك وسلم وهي تخدم هدف السورة تمامًا. ثم تنتقل اليات من تكذيب المكذبين بالقرآن إلى ما هو أعظم وهو
بالتكذيب بكالرحمن سبحكانه
)َو إِارَذرارِقيرَل لَهُُم اْس ُجرُدرورا ِللّر ْحر َم رِنرَقالُوا َو َمرارالّر ْحر َم رُنأَرَنْس ُجرُدرِلَم ار تَْأُم ُررَنرارَو َزرراَد ُهرْمُنُفوًرا( آية ،60والرد على هؤلء المكذبين بالرحمن يأتي بصيغة هي غاية في العظمة فال تعالى رّد عليهم بعرض صفات عباد الرحمن )َو ِعر َبرراُدالّر ْحر َم رِنارلِّذ يرَن َيْم ُشرورَن َع لَررى اْلَْر ِ طَبهُُم اْلَج ارِه لُروَن َقالُوا َس َلر ًم ررار( ض رَهْور ًنرراَو إِارَذرارَخ ار َ آية 63إلى )َخ ارِلِد يرَن ِفيرَها َح ُسرَنرْت ُم ْسرتَرقَّراَو ُمرقَراًم ار( آية ،76ولم يعرض صفاته جّل وعل ،فهم
ل يستحقون الرد على سؤالهم من الرحمن؟ فكأنما يقول لهم أن هنا ك أناس أمثالكم
لكنهم صدقوا القرآن وآمنوا بال الرحمن وعبدوه حق عبادته فاستحقوا وصفهم نسبة إليه سبحانه نسبة تشريف وتكريم بعباد الرحمن .وفي صفات الرحمن صفة هامة هي
دعاؤهم بأن يكونوا للمتقين إمامًا وهكذا يجب أن يكون المسلم إمامًا وقدوة لغيره من
الخلق لنه على الحق القويم وعلى الصراط المستقيم .وتختم السورة بآية تّلخص فيها
ف رَيُك ورُن ِلَزاًم ار( آية رد ال على هؤلء المكذبين )ُقْل َم ار َيْع َبرأُر بُِك ْمر َر ّبرريلَْوَل ُد َعرارُؤ ُكرْمرفَقَْد َك ّذرْبرتُرْم فََس ْور َ .77
77
وقد قال القرطب :وصف ال تعال عباد الرحن بإحد ى عشرة خصل:ة هي أوصافهم الميدة من التحلي ،والتخلي وهي التواضع ،واللم، والتهمجد ،والوف ،وترك السراف والقتار ،والبعد عن الشرك ،والنزاه:ة عن الزن والقتل ،والتوب:ة ،وتنب ،الكذ ب ،وقبول الواعظ، والبتهال إل ال .ث بّي جزاءهم الكري وهو نيل الفغرف:ة أي الدرج:ة الرفيع:ة وهي أعلى منازل الّن:ة وأفضلها أعلى مساكن الدنيا.
. 26سورة الشعراء ) هدف السورة :أسلوب تبليغ رسالة ا تعالى(
السورة مكّية وقد عالجت أم ًار هامًا نحن بأمّس الحاجة إلى فهمه في عصرنا هذا، فاليات في السورة تتحد.ث عن أساليب توصيل الرسالة بأحسن الوسائل الممكنة
والجتهاد في إيجاد الوسيلة المناسبة في كل زمان ومكان .بمعنى آخر السورة هي
بمثابة رسالة إلى العلميين خاصة في كل زمن وعصر وللمسلمين بشكل عام.
والسورة رّك زرت على حوار النبياء مع أقوامهم فكّل نبي كان يتمّيز بأسلوب خاص به في حواره مع قومه مختلف عن غيره من النبياء وهذا دليل أن لكل عصر أسلوب دعوي
خاص فيه يعتمد على الناس أنفسهم وعلى وسائط الدعوة المتوفرة في أي عصر من
العصور وعلى مؤهلت الداعية إوامكانياته. والسورة تتحد.ث عن العلم والشعراء الذين هم رمز العلم خاصة في عصر النبي صلى ال عليه
وسلم كان شعراء السلم وسيلة تأثير هاّم ةر في المجتمع آنذا ك خاصة أن
العرب كانوا أهل شعر وفصاحة فكانت هذه الوسيلة تخاطب عقولهم بطريقة خاصة. أما في عصر موسى فكان السحر هو المنتشر فجاءت حجة موسى
صلى ال عليه وسلم
بالسحر الذي يعرفه أهل ذل ك العصر جيدًا وهكذا على مّر العصور والزمان .وفي كل
العصور فإن وسيلة العلم سلح ذو حدين قد تستخدم للهداية )كسحر موسى وشعراء السلم( وقد تستخدم للغواية والضلل والضلل )كسحرة فرعون وشعراء قريش
الكّفار(.
سمّيت السورة بالتشعراء كما أسلفنا لن الشعراء في عصر النّبوة كانوا من أحد وسائل
العلم ولم يكونوا جميعًا كما وصفتهم الية َ) 226وأَرّنهُْم َيُقوُلوَن َم ار َل َيْفَع لُروَن ( ريقولون ما ل ّ ِ يفعلون إنما كان منهم )ِإّل الِّذ يرن آم ُنروا وَعرِمرلُرواال ّ ِ ِ ص ُرر وارِم نر َبْع ِدر َم ار ص ارلَح ارت َو َذرَكرُرر واراللَه َك ثريًراَوارنتَ َ َ َ َ
ظَلُم ورا أَّي ُم نرَقلٍَب َينَقِلُبوَن ( آية 227وسيلة للدعوة والهداية. ظُِلُم ورا َو َسرَيرْع لَرُمالِّذ يرَن َ
78
وقد ختمت السورة كما ابتدأت بالرد على افتراء المشركين على القرآن الذي أنزله ال تعالى هداية للخلق وشفاء لمراض النسانية.
. 27سورة النمل ) هدف السورة: التفوق الحضاري مع تذكر ا تعالى(
سورة النمل سورة مكّية وهي سورة خطيرة عن التفوق الحضاري لتثبت أن الدين ليس
دين عبادة فقط وأنما هو دين علم وعبادة ويجب أن تكون المة المسلمة الموّح دررة متفوقة في العلم ومتفوقة حضاريًا لن هذا التفوق هو سبب لتمّيز أمة السلم كما حصل في
العصر الذهبي للسلم الذي انتشر من الشرق إلى الندلس بالعلم والدين الحنيف وقد تمّيز فيه العلماء المسلمون في شتى مجالت العلوم.
وفي سورة النمل خطة محكمة لبناء مؤسسة أو شركة أو مجتمع أو أمة غاية في الرقي والتفوق من خلل آيات قصة سيدنا سليمان مع بلقيس ونستعرض عناصر قوة هذه
المملكة الراقية التي يعلمنا إياها القرآن الكريم:
أهمية العلم :ابتداء القصة من الية َ) 15و لَرقَْد آتَْي َنرار َد ارُو ورَد َو ُس رلَرْي َمرارَنِع ْلرًم ارَو قَرراَل اْلَح ْم رُدرِللِّه الِّذ ي ر
فَ ّ ض لَرَنار َع لَررى َك ثِريٍر ّم ْنر ِع َبرراِد ِه راْلُم ْؤر ِمرنِرريَن ( رفقد كان عند داوود وسليمان تفوق حضاري بالعلم
الذي آتاهم إياه ال تعالى وهم مدركين قيمة هذا العلم.
.ثرُس لَرْي َمرارُن َد ارُو ورَد َو قَرراَل َيا أَّيَها الّناُس ُع لّرْم َنررا َمنإِطَقإ بالطّْنْيِر َوأُإوتِنْينَكا ِم نإ ُك ّلإ َش ْ يإ ٍءإِإّن توارث الجيال للعلم )َو َورِرر َ
ض ُل راْلُم بِريُن ( ر آية 16والهتمام باللغات المختلفة )لغة الطير( وأهمية وجود َهَذرار لَهَُو اْلفَ ْ المكانيات والموارد والعمل على زيادتها )وأوتينا من كل شيء(
وجود نظام ضبط وربط ووجود تعدد في الجنسيات والكائنات )َو ُحرِشر َرِل رُس لَرْي َمرارَن ُج ُنرروُد هُر ِم َنر اْلِج ّن ر َوار ِْل ن ر ِ سَوارلطّْي ِررفَهُْم ُيوَزُع ورَن ( ر آية.17 أهمية التدريب الميداني للفرادَ) :و تَرفَقَّد الطّْي َرر فََقاَل َم ار ِلَي َل َأَرىراْلهُْد ُهرَد أَْم َك ارَن ِم َنر اْلَغارئِِبيَن ( ر آية
20بدليل أن الهدهد كان في مهمة تدريبية
طاٍن ّم بِريٍن (ر ر آية21 تفقد الرئيس ومتابعيه لعّم انله )َلَُع ّذرَبرّنهُ َع َذرارًبار َش ِدر يرًد ارأَْو َلَْذ َبرَح ّنرهُ أَْو لََيْأتَِيّنير بُِس ْلر َ
إيجابية الموظفين في العمل الستكتشافي وتحر ي المعلومات الصحيحة :فالهدهد كان موظفًا
.ثر َغ ْيرَرر َبِع يرٍد فََقاَل غير عادي وكان عنده إيجابية وجاء بأخبار صحيحة ودقيقية )فََم َكر َ كِم نر َس َبرٍإر بَِنَبٍإر َيِقيرٍن (رر آية 22 ت بَِم ار لَْم تُِح ْ ط ر بِِه َو ِجر ْئ رتُر َ أََح طر ُ
79
مسؤولية الموظفين تجاه الرسالةَ) :و َجر درتَّها َو قَرْو َم رهَراَيْس ُجرُدرورَن ِللّش ْمر ِ سرِم نر ُد ورِن اللِّه َو َزرّيرَنلَهُُم ص ّد رُهرْم َع ِنر الّس بِريِل فَهُْم َل َيْهتَُد ورَن ( ر آية 24فالهدهد استنكر أن يجد أقوامًا الّش ْير َ طراُن أَْع َمرارلَهُْم فَ َ
يعبدون غير ال وهذا حرص منه على رسالة التوحيد.
ت ِم َنر اْلَك ارِذ بِرريَن ( ر تر أَْم ُك نر َ ص َد رْقر َ أهمية تحّر ي الخبار والتأكد من صحتها وتحليلهاَ) :قاَل َس َنرنظُُر أَ َ
آية 27لم يصدق سليمان الهدهد بمجرد أن أخبره لكنه أراد أن يتحرى صدقه فيما أخبر
به وهذا حرص المسؤول على صدق ما يصله من معلومات من عّم ارله.
تجربة تحّر ي الخبار) :اْذ َهربر ّبِك تَراِبي َهَذرار فَأَْلِق ْهر ِإلَْي ِهرْمر ثُّم تََو ّل رَع ْنرهُرْم َفانظُْر َم ارَذ ار َيْر ِجرُعرروَن ( ر آية28
إرسال الكتاب مع الهدهد إلى بلقيس وقومها.
ت َقاِط َع رًةر أَْم ًررراَح تّررى تَْش هَرُد ورِن (ر ر آية32 أهمية التشور ىَ) :قالَ ْ ت َيا أَّيَها الَم َلُر أَْفُتوِني ِفير َأْم ِررريَم ار ُك نر ُ
مشاورة بلقيس لقومها.
سياسية جس النبضَ) :و إِارّنريُم ْرر ِسر لَ رةٌِإلَْي ِهرمر بِهَِد ّيرٍة فََناِظ َر رةٌبَِم َيْر ِجرُعارْلُم ْرر َس رلُروَن ( ر آية 35بلقيس
أرسلت هدية لسليمان لترى ردة فعله.
همم ْنرهَرا أَِذ لّرًة َوُهرْم إمتل كن قوة عسكرية هائلة) :اْر ِجرْعِإرلَْي ِهرْمر َفلََنْأتَِيّنهُْم بُِج ُنرروٍد ّل ِقَبرَلر لَُهم بَِها َو لَرُنْخ ِررَجر ّنر ُ ّ ص ارِغ ُر رورَن ( ر آية 37وهي ضرورية لية أمة تريد أن تنشر دين ال في الرض وتدافع َ
عنه.
ت ّم َنر التكنولوجيا الراقيةَ) :قاَل َيا أَّيَها الَم َلُر أَّيُك ْمر َيْأِتيِني ِبَعْرر ِشر هَراقَْب َلر َأن َيْأُتوِني ُم ْسر ِلرِم يرَن* َقاَل ِع ْفرري ٌ ي أَِم يرٌن * َقاَل الِّذ ي ر ِع نرَد هُر ِع ْلرٌم ّم َنر اْلِك تَراِب أََنار كر َو إِارّنري َع لَرْي ِهر َلَقِو ّ ك بِِه قَْب َلر َأن تَُقوَم ِم نر ّم قَراِم َ اْلِج ّنر أََنا آِتي َ ض ِل رَر ّبريرِلَيْب لُرَو نِرريأَأَْش ُكرُرر أَْم أَْك فُرُر كر َ طْر فُر َ ك بِِه قَْب َلر َأن َيْر تَرّدِإلَْي َ آِتي َ كَفلَّم ار َرآهُُم ْسرتَرِق ّرراِع نرَد هُر َقاَل َهَذرار ِم نر فَ ْ
َو َمرنرَش َكرَرر فَِإّنَم ار َيْش ُكرُرر ِلَنْفِس ِه رَو َمرنرَك فَرَر فَِإّن َر ّبرريَغ نِرّي َك ِرريرٌم (ر آية 38إلى آية 40نقل عرش
بلقيس في زمن قياسي من مكانه إلى قصر سليمان وهو ما يعرف في عصرنا الحاضر بانتقال المادة
ت َك أَرّنهُ ُهَو َوأُروِتيَنار اْلِع ْلرَم ِم نر ت ِقيرَل أََهَكرَذرار َع ْرر ُشرِ كرَقالَ ْ الذكاء والديبلوماسية في السياسةَ) :فلَّم ار َج اررء ْ
قَْب ِلرَها َو ُكرّنرا ُم ْسر ِلرِم يرَن ( ر آية 42أجابت بلقيس كأنه هو حتى ل يظهر أنها ل تعرف.
تَع نر الستسلم أمام تكنولوجيا غير عاديةِ) :قيرَل لََها اْد ُخرِلرري ال ّ ص ْررَحَفلَّم ار َرأَتْهُ َح ِسر َب رتْهُلُّج ًةر َو َكرَشرفَر ْ ترَم َعر ُس لَرْي َمرارَن ِللِّه َر ّ ت َر ّ بر برِإّنير َ ص ْررٌحّم َمرّررٌدرّم نر قََوارِر يرَرَقالَ ْ تر َنْفِس ي رَوأَرْس لَرْم ُ ظلَْم ُ َس ارقَْي هَرا َقاَل ِإّنهُ َ اْلَعارلَِم يرَن ( ر آية 44جعل الزجاج فوق الماء كانت تكنولوجيا غير عادية في ذل ك الزمان فلم
تستطع بلقيس إل أن تسلم .وهنا نلحظ الفرق بين رّد بلقيس التي كانت تقّد رر العلم فقد
80
بهرتها هذه التكنولوجيا التي رأتها بأم عينها فأسلمت مباشرة بل تردد ،أما في الية )َفلَّم ار
َج اررءتْهم آَياتَُنار م ْبر ِ صر َرر رَةًقالُوا َهَذرار ِس ْح رٌر رّم بِريٌن ( ر 13في قصة سيدنا موسى اعتبر قومه اليات ُْ ُ المعجزة التي جاء بها سحر لنه لم يكن لديهم علم أو تكنولوجيا.
نلّخ صر عناصر التفوق الحضار ي بالنقاط التالية: .1
ض ارِح ًك رارّم نر قَْو ِلرَها َو قَرراَل َر ّ ك الِّتي برأَْو ِزرْع نِر أَ ريْن أَْش ُكرَرر نِْع َمرتَر َ الهدف السامي )فَتََبّس َمر َ
ك ر ترَع لَرّي َوَعر لَررىَوارِلَد ّ كِفير ِع َبرراِد َ ض رارهَُوأَرْد ِخرْلرِنيبَِر ْحر َم رتِر َ أَْن َعرْمر َ ص ارِلًح ا رتَْر َ يرَوأَرْن أَْع َمرَلر َ ص ارِلِح يرَن ( ر آية19 ال ّ ق رالطّْي ِرر َوأُروِتيَنار ِم نر ُك ّلر .2 العلم )َو َورِرر َ .ثرُس لَرْي َمرارُن َد ارُو ورَد َو قَرراَل َيا أَّيَها الّناُس ُع لّرْم َنرار َم نرِط َ ض ُل راْلُم بِريُن ( ر آية 16 َش ْير ءٍ رِإّن َهَذرار لَهَُو اْلفَ ْ
.3 التكنولوجيا )ِقيرَل لََها اْد ُخرِلرري ال ّ ص ْررَحَفلَّم ار َرأَتْهُ َح ِسر َب رتْهُلُّج ًةر َو َكرَشرفَر ْ تَع نر َس ارقَْي هَرا َقاَل ِإّنهُ ترَم َعر ُس لَرْي َمرارَن ِللِّه َر ّ ت َر ّ براْلَعارلَِم يرَن ( ر برِإّني َ ص ْررٌحّم َمرّررٌدرّم نر قََوارِر يرَرَقالَ ْ تر َنْفِس ي رَوأَرْس لَرْم ُ ظلَْم ُ َ آية 44
همم ْنرهَرا .4 القوة المادية والعسكرية )اْر ِجرْعِإرلَْي ِهرْمر َفلََنْأتَِيّنهُْم بُِج ُنرروٍد ّل ِقَبرَلر لَُهم بَِها َو لَرُنْخ ِر رَجر ّن ر ُ ّ ِّ ص ارِغ ُر رورَن ( ر آية37 أَذ لرًة َوُهرْم َ
.5
إيمان أفراد المة بغايتهم )قصة الهدهد(
تتحد.ث اليات بعد هذا التفصيل عن عناصر التفوق الحضاري عن ْقدرة بال ف ي بالكون من
ِ ِ ِ ِّ ِّ ِ طرَفى آللّهُ َخ ْيرٌرر أَّم ار ُيْش ِررُكرورَن* ص َ الية 59إاى آية ُ) 64قِل اْلَح ْمرُدرلله َو َسرَلر ٌم رَعر لَررى ع َبرراد ه رالذ يرَن ا ْ ت َبْهَج ٍة رّم ار َك ارَن لَُك ْمر َأن ضَروَأرنَز َللَرُك مر ّم َنر الّس َمرارء َم ارء فََأنَبتَْنار بِِه َح َدرارئِ َ أَّم ْنر َخ لَر َ ق َذ ار َ ق الّس َمرارَوارِتَوارْلَْر َ ض رقََراًراَو َجر َعرَلرِخ َلر لَ ررَهاأَْن هَراًراَو َجر َعرَلر ُتنِبتُوا َش َجر َررَهاأَرِإلَهٌ ّم َعر اللِّه َب ْلر ُهْم قَْو ٌم رَيْع ِدر لُرروَن * أَّم نر َج َعرَلر اْلَْر َ ِ طرّر ِإَذ ار ضر َ ب اْلُم ْ يورَجر َعرَلرَبْي َنر اْلَبْح َر رْيرِنرَح ارِج ًزرراأَِإلَهٌ ّم َعر اللِّه َب ْلر أَْك ثَرُرُهْمرَل َيْع لَرُم ورَن * أَّم نر ُيِج ير ُ لََها َر َورارس َ ف رالّس ورَء َو َيرْج َع رلُرُك ْمرُخ لَرَفاء اْلَْر ِ ض رأَِإلَهٌ ّم َعر اللِّه َقِليًل ّم ار تََذ ّكرُرر ورَن* أَّم نر َيْهِد يرُك ْمرِفير ظُلَُم ارِت َد َعرارهُ َو َيرْك ِشر ُ ِ ير َر ْحر َم رتِرِهأَِإلَهٌ ّم َعر اللِّه تََعارَلى اللّهُ َع ّمرار ُيْش ِررُكرورَن* أَّم نر َيْب َدرأُر اْلَبّر َوارْلَبْح ِر رَو َمرنرُيْر سر ُل رالّر َيرراَحُبْش ًرراَبْي َنر َيَد ْ ِّ ق ثُّم ُيِع يرُد هُر َو َمرنرَيْر ُزر رقُرُك مّرم َنر الّس َمرارء َوارْلَْر ِ ص ارِد ِق ريرَن ( ر اْلَخ ْلر َ ضأَرِإلَهٌ ّم َعر الله ُقْل َهارتُوا ُبْرَهرارَنُك ْمرِإن ُك نرتُْم َ
وكأن هذا النتقال يحّذ رر من أن يلهينا التفوق الحضاري عن تذكر ال تعالى وقدرته في الخلق والكون وفي ملكه فهو الذي سبب السباب لكل عناصر التفوق فل يجب أن
ننشغل بالسباب عن المسبب ،فنلحظ تكرر كلمة )ءإله مع ال( بمعنى إياكم أن تنسوا رب الكون أو أن تجعلوا له شركاء في تفوقكم.
81
وتختم السورة بنموذج من نماذج التفوق الحضار ي أل وهي النملة هذه الحشرة الصغيرة قد ظمة أودع ال تعالى فيها من مقومات التفوق ما ل نحصيه فالنمل يعيش في أمة من ّ
تنظيمًا دقيقًا وعندهم تخزين وعندهم تكييف في أجسادهم وعندهم جيوش إواشارات
تخاطب وعنده تكنولوجيا ل نعلمها والعلماء يكتشفون يومًا بعد يومًا أشياء ل يمكن
للعقل تصورها عن هذه الحشرة الضغيرة الحجم .فعلينا أن نتعلم من هذه الحشرة التفوق ت َنْم لَرةٌ َيا أَّيَها الحضاري فهي التي قالت مخاطبة النمل )َح تّررى ِإَذ ار َأتَْو ار َع لَررى َوارِد ي رالّنْم ِلر َقالَ ْ الّنْم ُلر اْد ُخرلُروا َم َسرارِك َنرُك ْمرَل َيْح ِط رَم رّنرُك ْمرُس لَرْي َمرارُن َو ُجرُنرروُد هُرَوُهرْم َل َيْش ُعرُر ورَن ( ر آية 18حفاظًا عليهم من
خطر قادم وكأن لديها جهاز إنذار ،وقولها )وهم ل يشعرون( دللة إواشارة واضحة أنه
حتى النمل يعرف أن عباد ال المؤمنين ل يمكن أن يظلموا غيرهم أو يحطمونهم حتى ولو كان مجموعة من النمل .ولهذا تبسم سليمان ضاحكًا من قولها ثم دعا ربه وشكره لنه فهم معنى ما قالته النملة.
وسمّيت السورة بن)النمل( دللة على أن النمل هذه الحشرات نحجت في الداء وحسن التنظيم والتفوق فكيف بالبشر الذين أعطاهم ال تعالى العقل والفهم فهم أحرى أن
ينجحوا كما نجح النمل في مهمتهم في الرض وفيها دللة عظيمة على علم الحيوان.
. 28سورة القصص ) هدف السورة: الثقة بوعد ا تعالى(
سورة القصص سورة مكّية ترّك زر في آياتها على قصة سيدنا موسى في مرحلة الولدة،
النشأة ،الزواج ،العودة إلى مصر وتحقق وعد ال ولم ترّك زر السورة على بني إسرائيل.
وقد نزلت هذه السورة وقت هجرة الرسول حزينًا لفراق مكة كما قال
صلى ال عليه
صلى ال عليه
وسلم من مكة إلى المدينة وكان
ب بلد ال إلى قلبي ولول أن وسلم" :وال إن ك أح ّ
قوم ك أخرجوني ما خرجت" .فأنزل ال تعالى هذه السورة تطمينًا لرسوله
صلى ال عليه
وسلم بأن وعده ستحقق تمامًا كما تحقق وعد ال تعالى لموسى .ففي قصة سيدنا موسى
قال تعالى )وأَرو َحرْيرَنرِإارَلى أُّم م ورس ىر أَْن َأر ِ ضر ِعرريرِفَهِإَذ ار ِخ ْفرِت َع لَرْي ِهر فَأَْلِقيرِه ِفير اْلَيّمر َوَل تََخ ارِفير َوَل تَْح َز رنِرري ُ َ ْ َ ْ
ِإّنا َراّد ورهُِإلَْي ِ كر َو َجر ارِع لُرروهُِم َنر اْلُم ْرر َس رِلرريَن ( ر آية 7وفي قصة سيدنا محمد صل ى بال علنْيه وسل م قال تعالى ض َلر ٍل ر ر كر اْلقُْرآَنلََراّد َ ضرَع لَرْي َ كرِإَلى َم َعرارٍد ُقل ّر ّبريأَْع لَرُم َم نر َج اررء ِباْلهَُد ىر َو َمرْنرُهَو ِفير َ )ِإّن الِّذ ي ر َفَر َ ّم بِريٍن (ر ر آية 85وهذا تطمين من ال تعالى لرسوله الذي خرج من بلده بعدما ناله قومه
82
بشتى أنواع الذى وأخبره تعالى أنه كما عاد موسى إلى مصر منصو اُر كذل ك سيعود
الرسول
صلى ال عليه
وسلم إلى مكة فاتحًا منتص ًار مصداقًا لوعد ال تعالى .ومن
المفارقات في قصة موسى ورسولنا
صلى ال عليه
وسلم أن موسى مك.ث خارج مصر بين
8و 10سنوات التي كانت مهر ابنة شعيب ،والرسول صلى اله عليه وبار ك وسلم عاد
لفتح مكة في السنة الثامنة واخننمت الرسالة في السنة العاشرة ،والرسول خرج من مكة
متخفيًا وكذل ك خرج موسى من مصر خائفًا يترقب ،فكأنما القصتان متشابهتان إلى أبعد الحدود .وفي هذه السورة توجيه لمة السلم أنه مهما كانت الظروف صعبة فعليهم أن
يثقوا بوعد ال تعالى لهم )وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في
الرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من
بعد خوفهم أمنا يعبدونني ل يشركون بي شيئًا ومن كفر بعد ذل ك فأولئ ك هم الفاسقون( سورة النور آية .55
تبدأ السورة )َنْتلُوا َع لَرْي َ كر ِم نر ّنَبِإر ُم ورَس ىر َو ِفرْررَع ْور َِبان رْلَح ّق ر ِلقَْو ٍم رُيْؤ ِم رُنروَن ( ر آية : 3الخطاب موّج هر
للمؤمنين لنهم يؤمنون ويثقون بوعد ال.
عرض الواقع الصعب لموسى صلى اله عليه وبار ك وسلم ِ) :إّن ِفْررَع ْور َن رَع َلر ِفير اْلَْر ِ ض رَو َجر َعرَلر
طائِفًَة ّم ْنرهُرْم ُيَذ ّبرُح أَْب َنراءُهْم َو َيرْس تَرْح يِررينَِس ارءُهْمر ِإّنهُ َك ارَن ِم َنر اْلُم ْفرِس ِد ريرَن ( ر آية،4 فر َ ض ِع ر ُ أَْه لَرَها ِش َيرًع ارَيْس تَر ْ
فالوضع قاتم والظروف المحيطة صعبة للغاية.
ض ِع رفُرواِفير اْلَْر ِ ض رَو َنرْج َع رلَرهُْمأَئِّم ًةر َو َنرْج َع رلَرهُُماْلَوارِر ثِريَن* مراد ال تعالىَ) :و ُنرِر يرُدَأن ّنُم ّنر َع لَررى الِّذ يرَن اْس تُر ْ َو ُنرَم ّكرَنرلَهُْم ِفير اْلَْر ِ ض رَو ُنرِريِفْررَع ْور ََن روَهرارَم ارَنَو ُجرُنرروَد ُهرَم ارِم ْنرهُرم ّم ار َك ارُنوا َيْح َذ رُرر ورَن ( ر آية 5و 6فهو
سبحانه يريد أن يمّن على عباده.
الخطوة الولى في تحقيق مراد ال تعالى الذي يتم عبر عدة خطوات ويستغرق زمنًا طويل
فقد رجع موسى نبيًا لقومه بعد 10سنوات من خروجه من مصًر )َوأَرْو َحرْيرَنرِإارَلى أُّم ُم ورَس ىر
أَْن َأر ِ ضر ِعرريرِفَهِإَذ ار ِخ ْفرِت َع لَرْي ِهر فَأَْلِقيرِه ِفير اْلَيّم َوَل تََخ ارِف ير َوَل تَْح َز رنِرريِإّنا َراّد ورهُِإلَْي ِ كر َو َجر ارِع لُرروهُِم َنر ْ
اْلُم ْرر َس رِلرريَن ( ر آية .7فالخطوة الولى تبدأ بأم ترضع أبنها وبقصة مولد أّم ةر بطفل يرمى في
البحر بعدما أرضعته أمه ،فما هذه الثقة بوعد ال من أم موسى التي يوحي لها تعالى أن إذا خفت عليه ألقيه في اليم؟ أي أٍم يمكن أن تفعل هذا؟ هي أم موسى لنه تعالى قال وقوله حق ووعده حق) :إنا ارّد وره إلي ك( ثم يلتقط موسى الرضيع أشد أعدائه فيقذف تعالى 83
حب موسى في قلب زوج فرعون .وهنا ل بد من الشارة أن للمرأة في قصة سيدنا موسى دور كبير بارز ومؤثر جدًا :من أمه التي أطاعت وحي ال ،إلى زوجة فرعون
التي رّبته كابنها ،إلى أخت موسى )فبصرت به عن جنب( التي دّلت آل فرعون على
أهل بيت يكفلونه )اي أمه( ،إلى دور ابنة شعيب التي تزوجها فيما بعد لما قالت لبيها )يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي المين( وهكذا هي الحال مع الرسول صلى اله
عليه وبار ك وسل
فقد ككان لدور بالسنْيدة خديجة رض ي بال عنهكا أبلغ بالثر ف ي بدباية بالدعوة وبالوح ي.
تحقيق وعود ال :الوعد الول )وأَرو َحرْي رَنرِإارَلى أُّم م ورس ىر أَْن َأر ِ ضر ِعرريرِفَهِإَذ ار ِخ ْفرِت َع لَرْي ِهر فَأَْلِقيرِه ِفير اْلَيّم ُ َ ْ َ ْ َوَل تََخ ارِفير َوَل تَْح َز رنِرريِإّنا َراّد ورهُِإلَْي ِ كر َو َجر ارِع لُرروهُِم َنر اْلُم ْرر َس رِلرريَن ( ر آية 7تحقق في )َفَر َدرْدرَنرراهُِإَلى أُّم ِهر َك ْير تَقَّر َع ْيرُنرَها َوَل تَْح َز رَنرَو ِلرتَْع لَرَم أَّن َوْعر َدراللِّه َح ّ ق ر َو لَرِك ّنرأَْك ثَرَرُهْمَل َيْع لَرُم ورَن ( ر الية 13والوعد الخر )جاعلوه من المرسلين( آية 7تحقق الوعد في قوله )َفلَّم ار أََتاَهار ُنوِد ي ر ِم نر َش ارِط ِئ راْلَوارِد ي راْلَْي َمرِنر ِفير اْلُبْقَعِةر اْلُم َبراَر َكرِةرِم َنر الّش َجر َررِةَأن َيا ُم ورَس ىر ِإّنير أََنا اللّهُ َر ّبراْلَعارلَِم يرَن ( ر آية .30ثم وعد آخر في قوله طاًنار فََل َي ِ ص لُرروَن ِإلَْي ُكرَمرارِبآَياتَِنار َأنتَُم ار َو َمرِنراتَّبَع ُكرَمرار ك َو َنرْج َع رُلرلَُك َمرار ُس ْلر َ كربِأَِخ ير َ ضرَدر َ )َقاَل َس َنرُش ّدر َع ُ
فر َك ارَن اْلَغارِلُبوَن ( ر آية 35ويتحقق هذا الوعد في )فَأََخ ْذ رَنرراهُ َو ُجرُنرروَد هُرفََنَبْذ َنرراُهْم ِفير اْلَيّم َفانظُْر َك ْير َ ع ارِقبرةُر ال ّ ظاِلِم يرَن ( ر آية 40فوعد االه تعالى تحقق بغرق فرعون وقيادة موسى لبني إسرائيل. َ َ
فالسورة عبارة عن وعود من ال تعالى لموسى ثم تتحقق هذه الوعود.
وكذل ك بالنسبة إلى رسولنا الكريم صلى اله عليه وبار ك وسلم وعده ال تعالى )ِإّن الِّذ ي ر
ض َلر ٍل رر(ر ر آية 85وقد كر اْلقُْرآَنلََراّد َ ضرَع لَرْي َ كرِإَلى َم َعرارٍد ُقل ّر ّبريأَْع لَرُم َم نر َج اررء ِباْلهَُد ىر َو َمرْنرُهَو ِفير َ َفَر َ تحقق هذا الوعد وفتح الرسول
صلى ال عليه
وسلم مكة وأسلمت الجزيرة العربية وتحقق
وعد ال تعالى لرسوله صلى اله عليه وبار ك وسلم كما تحقق وعد ال لموسى عليه السلم وأمه.
ك الّد ارُر اْل ِخ ررَررَنةُْج َع رلُرَها ِللِّذ يرَن َل ُيِر يرُد ورَنُع لُرّوارِفير اْلَْر ِ ض رَوَل لمن تتحقق الوعود؟ تأتي الية ) 83تِْل َ
فََس ارًد ار َوارْلَعارِقَبرةُرِلْلُم تّرِقيرَن ( رفي نهاية السورة تخبرنا أن وعد ال تعالى يتحقق لعباده المتقين
والذين ل يريدون الستعلء في الرض .وهذه هي الية التي قالها عمر بن عبد العزيز
وهو يسلم الروح .إن وعد ال تعالى يتحقق للمؤمنين من عباده.
84
ص يرره( ص لغة هو اتباع الثر حتى نهايته )وقالت لخته ق ّ سمّيت السورة بن )القصص( :ق ّ
ص عليه القصص( فلو تتبعنا القصص في هذه السورة سنجد أن وعد ال )ولّم ار جاءه وق ّ يتحقق دائمًا.
ملحوظة :السورة تؤكد على أن المل ك كله ل ،وبين هذه السورة وقصة موسى مع الخضر في سورة الكهف تشابه فكل القصص التي استنكرها موسى واعترض عليها وهو
بصحبة الخضر حصلت له في حياته في سورة القصص :اعترض على خرق السفينة
ل ،واعترض على عدم وهو رمي في البحر ،واعترض على قتل الغلم وهو قتل رج ً استضافة أهل القرية لهم وموسى استضافه شعيب وأهله.
توجيه :إذا كانت الدنيا صعبة والظروف قاسية فثقوا في وعد ال إذا كنتم مؤمنين إواذا كان ال تعالى وعد أمة السلم أنه سيستخلفهم في الرض ويمكن لهم دينهم فثقوا أن
هذا الوعد سيتحقق بإذن ال وقد قال
صلى ال عليه
وسلم في الحدي.ث الشريف" :إن ال
زوى الرض لي فوجدت أن مل ك أمتي سيبلغ ما زوى ال لي من الرض" .فصدق ال تعالى بوعده وصدق رسوله الكريم
صلى ال عليه
وسلم .فهما كان حال المة المسلمة هذا
الزمان فل بد لنا من الثقة بوعد ال لكن علينا أن نكون مؤمنين حقًا ليتحقق لنا وعده جّل وعل.
. 29سورة العنكبوت ) هدف السورة :جاهد الفتن(
سورة العنكبوت مكّية وتدور آيات السورة حول الفتن وسّنة البتلء في هذه الحياة وقد
نزلت في وقت كان المسلمون يتعرضون في مكة لقسى أنواع المحنة والشّد ةر .فالنسان معّر ضرلن يفتن في كثير من المور كفتنة المال والبنين والدنيا والسلطة والشهوات والصحة والهل وهذا من تدبير ال تعالى ليبلوا الناس أيهم أحسن عمل وليعلم صدق العباد وليختبرهم في إيمانهم وصدقهم.
تبدأ السورة الكريمة تتحد.ث بصراحة عن فريق من الناس يحسبون اليمان كلمة تقال باللسان فإذا نزلت بهم محنة انتكسوا إلى جحيم الضلل وارتدوا عن السلم تخاصًا من ب رالّناُس َأن ُيتَْر ُكروراَأن َيُقولُوا آَم ّنرا َوُهرْم َل عذاب الدنيا وكأن عذاب الخرة أهون) .أََح ِسر َ 85
ُيْفتَُنوَن ( ر آية 2وكذل ك تأتي الية الخيرة في السورة )َوارلِّذ يرَنَج ارَهُدرورا ِفيرَنار لََنْهِد َيرّنهُْم ُس ُبرلَرَنار َو إِارّنر
اللَّه لََم َعر اْلُم ْحر ِس رنِريَن( آية ،69تتحد.ث عن الفتن وكأن في ذل ك إشارة إلى أن الفتن مستمرة في حياة الناس
عرض الفتن التي قد يمتحن ال تعالى بها الخلق وذكر كيفية مجاهدتها
استعراض قصص ال ننبياء وكيف واجهوا الفتن وجاهدوها ابتداء من قتنة سيدنا نوح في قومه وقد ذكرت اليات مدة لب.ث نوح في أهله لتأكيد استمرار الفتن على مًر العصور،
ثم تتحد.ث اليات عن فتنة سيدنا ابراهيم ثم لوط وشعيب وتحدثت اليات عن بعض المم الطغاة المتجبرين كعاد وثمود وقارون وهامان وغيرهم مع ذكر ما حّل بهم من
الهل ك والدمار .وفي هذ القصص كلها دروس من المحن والبتلء تتمثل في ضخامة الجهد الذي يبذله النبياء وضآلة الحصيلة فما آمن مع نوح إل قليل.
تختم السورة )َوارلِّذ يرَنَج ارَهُدرورا ِفيرَنار لََنْهِد َيرّنهُْم ُس ُبرلَرَنار َو إِارّنراللَّه لََم َعر اْلُم ْحر ِس رنِريَن( آية 69ببيان جزاء
الذين صبروا أمام المحن وجاهدوا بأنواع الجهاد النفسي والمالي ووقفوا في وجه المحنة والبتلء.
تر لماذا سمّيت السورة بن )العنكبوت(؟َ) :م ثَرُل الِّذ يرَن اتَّخ ُذرورا ِم نر ُد ورِن اللِّه أَْو ِلرَياء َك َمرثَرِل اْلَعنرَك ُبروِت اتَّخ َذر ْ
تر اْلَعنرَك ُبروِت لَْو َك ارُنوا َيْع لَرُم ورَن ( ر الية 41ضرب ال تعالى لنا هذا المثل َبْي تًرا َو إِارّنرَأْو َهرَنراْلُبُيوِت لََبْي ُ ليدلنا على أن مثلما تتشاب ك وتتعدد خيوط العنكبوت التي ينسجها كذل ك هي الفتن في
هذه الحياة متعددة ومتشابكة لكن إذا استعان العبد بال فإن هذه الفتن كلها تصبح واهية
كبيت العنكبوت تمامًا ،كيف؟ لن الدراسات العلمية أثبتت مؤخ ًار حقيقة علمية أن ذكر
العنكبوت ما إن يلّقح النثى حتى تقضي عليه وتقطعه ثم إذا كبر صغار العنكبوت
ق من أوهن البيوت اجتماعيًا .فسبحان الذي يضرب المثال وهو يقتلون أمهم فهو بح ّ
العليم الحكيم .وومثل العنكبوت هنا على عكس المثلة التي ضربها تعالى في النمل
والنحل .فالنمل عبارة عن أّم ةر منظمة دقيقة رمز التفوق الحضاري ،أما النحل فضربه
ل أنها لما أطاعت خالقها أخرج من بطونها العسل ،سبحانه ما أعظم ال تعالى لنا مث ً خلقه وما أحكم تدبيره.
86
. 30سورة الروم ) هدف السورة: آيات ا واضحة ب ّينة(
سورة الروم سورة مكّية وقد نزلت لتنبئ الرسول
صلى ال عليه
وسلم والمسلمين بأمر غيبي
سيقع بعد أعوام وهو انتصار الروم على الفرس بعد أن هزموا وهذا الخبار بأمر غيبي
هو في قمة العجاز ومن أظهر الدللت على نبوة وصدق الرسول الكريم
صلى ال عليه
وسلم .وآيات السورة تتحد.ث عن آيات ال المبهرة في الكون وقد تكررت كلمة )ومن آياته
في السورة 7مّرات( .وهذهاليات واضحة بّينة لمن نظر وأمعن في ملكوت ال ومخلوقاته وكأن هذه اليات هي كتاب ال المنظور التي منها يستدل النسان على
عظمة ال وقدرته والقرآن الكريم هو كتاب ال المقروء الذي يوصلنا إلى معرفة ال واستشعار عظمته في خلقه سبحانه.
َو ِمرْنرآَياتِِه أَْن َخ لَرقَُك مر ّم نر تَُراٍب ثُّم ِإَذ ار َأنُتم َبَش ٌرر َتنتَِش ُر رورَن)آية (20 .1 ق لَُك مر ّم ْنر َأنفُِس ُك رْمر أَْز َوررارًج لّا رتَْس ُكرُنروا ِإلَْي هَرا َو َجر َعرَلرَبْي َنرُك مر ّم َور ّدرةًرَو َررْحر َم رِإًةرّن .2 َو ِمرْنرآَياتِِه أَْن َخ لَر َ ك َل َي رارٍتلّقَْو ٍم رَيتَفَّك ُرر ورَن)آية (21 ِفير َذ ِلر َ قر الّس َمرارَوارِتَوارْلَْر ِ ك َل َي رارٍت ضَروارْخ تِرَل ُأَ .3 فْلر رِس َن رتُِك ْمرَوَأرْلَوارنُِك ْمرِإّن ِفير َذ ِلر َ َو ِمرْنرآَياتِِه َخ ْلر ُ لّْلَعارِلِم يرَن )آية (22
ك َل َي رارٍتلّقَْو ٍم رَيْس َمرُعروَن .4 ض ِلرِه ِإّن ِفير َذ ِلر َ َو ِمرْنرآَياتِِه َم َنراُم ُكرمرِباللّْي ِلر َوارلّنَهاِر َوارْب تِرَغ ارُؤ ُكرمرّم نر فَ ْ )آية (23
.5
ض رَبْع َدر ق رَخ ْورفًرراَو َ َو ِمرْنرآَياتِِه ُيِر يرُك ُمراْلَبْر َ طرَم ًعرارَو ُيرَنّزر ُلرِم َنر الّس َمرارء َم ارء فَُيْح يِرري بِِه اْلَْر َ
ك َل َي رارٍتلّقَْو ٍم رَيْع ِقرلُروَن )آية (24 َم ْور تِرَهاِإّن ِفير َذ ِلر َ
ضبِرأَْم ِررِهثُّم ِإَذ ار َد َعرارُك ْمر َد ْعر َورةًرّم َنر اْلَْر ِ ض رِإَذ ار َأنتُْم .6 َو ِمرْنرآَياتِِه َأن تَُقوَم الّس َمرارء َوارْلَْر ُ تَْخ ُر رُجر ورَن)آية (25
.7
ك بِأَْم ِررِهَو ِلرتَْب تَرُغوا َو ِمرْنرآَياتِِه َأن ُيْر ِسر َل رالّر َيرراَحُم َبرّش َرراٍتَو ِلرُيِذ يرقَُك مرّم نر ّر ْحر َم رتِرِهَو ِلرتَْج ِر ر َا يْلُفْل ُ
ض ِلرِه َو لَرَع لّرُك ْمرتَْش ُكرُرر ورَن .ر )آية(46 ِم نر فَ ْ
ضَرو َمرارَبْي َنرهَُم ار ِإّل ِباْلَح ّ قر وتطلب منا اليات )أََو لَرْم َيتَفَّك ُرر وارِفير َأنفُِس ِه رْمرَم ار َخ لَر َ ق اللّهُ الّس َمرارَوارِتَوارْلَْر َ َوأَرَج ٍل رّم َسرّمرىرَو إِارّنرَك ثِريًراّم َنر الّنا ِ س بِِلَقاء َر ّبرِه ْمرلََك ارِف ُرر ورَن ( ر آية 8أن نتفكر في خلق ال بالنظر إلى
هذه اليات المبهرة المنشرة في السموات والرض.
87
اليات )ُغ ِلرَب ِ ت الّر و رم* ِفير أَْد نَإ ى باْلَْر ِ ض ِع رِس نِريَن ِللِّه اْلَْم ُرر ِم نر ض َوُهرم ّم نر َبْع ِدر َغ لَربِِه ْمر َس َيرْغ ِلرُبوَن * ِفير بِ ْ ُ ِّ ٍِ ص ُرر َم نر َيَش ارء َوُهرَو اْلَعِزريرُزالّر ِحر يرُم* َوْعر َدراللِّه َل قَْب ُلر َو ِمرنرَبْع ُدر َو َيرْو َم رئرذَيْفَرُحاْلُم ْؤر ِم رُنروَن* بَِن ْ ص ِر رالله َين ُ ف اللّهُ َوْعر َدرهُرَو لَرِك ّنرأَْك ثَرَر الّنا ِ س َل َيْع لَرُم ورَن ( ر من 2إلى 6تتحد.ث عن الخبار بنصر الروم ُيْخ ِل ر ُ
بعد سنين وهذا وعد من ال تعالى وهي عبارة عن آية مادية للمتشككين في آيات ال
الكونية فلّم ار حصل ما أخبر ال تعالى به يتفكر هؤلء بأن إذا كانت هذه الية المادية
تحققت فهذا دليل صدق الرسالة والنبوة فيصدقوا كل اليات الكونية ويؤمنوا بخالق هذا
الكون .وفي السورة دليل إعجاز علمي آخر وهو في قوله تعالى )في أدنى الرض( ولم
يكتشف العلم إل مؤخ ًار أن هذه الرض التي هي البحر المّيت إنما هي حقيقة أخفض
نقطة على سطح الرض وهذه معجزة أخرى.
وقد اشتملت السورة على آيات غير الكونية منها آيات اقتصادية في تحريم الربا )َو َمرار
آتَْي تُرم ّم نر ّر ًبرارلَّيْر ُبرَوِفير َأْم َورارِلالّنا ِ ك ُهُم س فََل َيْر ُبرروِع نرَد اللِّه َو َمرارآتَْي تُرم ّم نر َز َكرارٍةتُِر يرُد ورَن َو ْجر َه راللِّه فَأُْو لَ رئِ َ ضر ِع رفُرروَن ( ر آية ،39وقد أثبت العلم القتصادي مؤخ ًار أن أفضل اقتصاد هو الذي تكون اْلُم ْ
الفائدة فيه صفر وهذا ل يحصل إل بإلغاء الربا .وكذل ك هنا ك أيات أخرى في علم الحيولوجيا والفل ك والقتصاد وغيرها فسبحانه تبار ك ال أحسن الخالقين.
. 31سورة لقمان ) هدف السورة: تربية الولد(
سورة لقمان سورة مكّية وهي تمّثل بحق أفضل طرق تربية الولد وجاءت آياتها فيها رقة
وحنو ولطف وهدوء ،لقمان ينصح ابنه بكل مودة ولطف ورّقة ويكثر من استخدام كلمة )يا بني( وقد أوصاه بوصايا هي قمة الداب الجتماعية والخلق الحميدة. .1
أوصاه بعدم الشر ك بال )َو إِارْذرَقاَل لُْقَم ارُن ِل ْبر رنِرِهَوُهَو َيِع ظُرهُ َيا ُبَنّي َل تُْش ِررْ كرِباللِّه ِإّن
.2
ِ ِ صر ارلُهُِفير َع ارَم ْيرِنر بر الوالدين )َو َور ّ ص رْيرَنرارِْل نرَس ارَن بَِوارلَد ْيرهرَح َمرلَرتْهُ أُّم هُر َوْهرًنرارَع لَررى َوْهرٍنرَو ِف ر َ
.3
ص َلر ةَ ر ر عبادة ال وحسن الخلق ومعرفة حقيقة الدنيا بالصبرَ) :يا ُبَنّير أَِقِمر ال ّ
ك رلَظُْلٌم َع ِظر يرٌم (ر آية13 الّش ْرر َ
كِإرلَّي اْلم ِ صر يررُر (ر ر آية14 أَِن اْش ُكرْرر ِلي َو ِلرَوارِلَد ْير َ َ
ِ ك ِم ْنر َع ْزرِم راْلُُم ورِر (ر ر آية17 كر ِإّن َذ ِلر َ ص ارَب َ َوْأرُم ْررِباْلَم ْعرُرر و رفَوارْن هَرَع ِنر اْلُم نرَك ِرر َوار ْ ص بِرْرَع لَررى َم ار أَ َ
88
شر ِفير اْلَْر ِ س َوَل تَْم ِ كر ِللّنا ِ ض رَم َررًحر اِإرّن اللَّه َل .4 ص ّعرْرر َخ ّدر َ الداب والخلق )َوَل تُ َ ُيِح ّ ب ر ُك ّلر ُم ْخر تَراٍل فَُخ ورٍر (ر ر آية18 ضر ْ ِ الذوق وخفض الصوت )وارْق ِ كِإّن َأنَك َرر .5 ص ْورتِ ر َ ص ْدرِفرير َم ْشريِر َ ك َوارْغ ُ ضرم نر َ َ
.6
ِ ت راْلَح ِم ريرِر (ر ر آية19 ص ْور ُ اْلَ ْ ص َورارتلَ َ
ضر ْ ِ وضع هدف للحياة وأهمية التخطيط) :وارْق ِ ك ص ْورتِ ر َ ص ْدرِفرير َم ْشريِر َ ك َوارْغ ُ ضرم نر َ َ
ِ ت راْلَح ِمريرِر (ر ر آية ،19لن معنى القصد قد يكون أن يكون له ص ْور ُ ِإّن َأنَك َرر اْلَ ْ ص َورارتلَ َ
هدف في الحياة.
ب ورقة حنان وتركز على أن السلم فهذه السورة تضع لآلباء أسلوب وعظ البناء بح ّ
يرفض التباع العمى لآلباء )َو إِارَذرارِقيرَل لَهُُم اتّبُِعوا َم ار َأنَز َلراللّهُ َقالُوا َب ْلر َنتّبُِع َم ار َو َجر ْدرَنرارَع لَرْي ِهر آَباءَنا طراُن َيْد ُعرورُهْم ِإَلى َع َذرارِب الّس ِعريرِر (ر ر آية ،21لكن على الباء أن يساعدوا أبناءهم أََو لَرْو َك ارَن الّش ْير َ
ويشرحوا لهم حقيقة الحياة ويعظوهم لما فيه خيرهم بأسلوب رقيق لطيف.
وتختم السورة بالتأكيد على علم ال تعالى وقدرته في الكون )َيا أَّيَها الّناُس اتّقُوا َر ّبرُك ْمر َوارْخ َش رْورَيارْو ًم رارّل َيْج ِزرريَوارِلٌد َع نر َو لَرِد ِه رَوَل َم ْور لُرروٌدُهَو َج ارٍز َع نر َوارِلِد ِه رَش ْيرًئرار ِإّن َوْعر َدراللِّه َح ّ ق ر فََل تَُغّر ّنرُك ُمر .ثر َو َيرْع لَرُمَم ار ِفير اْلَْر َحرارِم اْلَح َيرراةُ الّد ْنرَيرار َوَل َيُغّر ّنرُك مرِباللِّه اْلَغُرر ورُر* ِإّن اللَّه ِع نرَد هُر ِع ْلرُم الّس ارَع ِةر َو ُيرَنّزر ُلارْلَغْير َ ي َأْر ٍ ت ِإّن اللَّه َع ِلرريٌم َخ بِرريٌر ( آية 33و ب رَغ ًدرار َو َمرارتَْد ِررريَنْفٌس بِأَ ّ ض رتَُم ور ُ َو َمرارتَْد ِررريَنْفٌس ّم ارَذ ار تَْك ِسر ُ
34وهذا ما يجب أن يرّبي الباء أبناءهم عليه فل يغتروا بالحياة الدنيا وينسوا من وهب
هذه الحياة ومن خلق الكون ابتداًء .وذكرت الية الخيرة
ث س كاإَعِة َو يإُنإَّزُل بالْغَْنْي َ )ِإّن اللَّه ِع نرَد هُر ِع ْلإُ م بال ّ
ِ ِ ِ ءي أَْر ٍ ت ِإّن اللَّه َع ِلرريٌم َخ بِرريٌر (ر ر آية سإ بِأَ ّ ض تَُم وإ ُ سإ ّمكاَذبا تَْك سإ ُ ب إغًَد باإ َو َم رارتَْد ِرررينإَْف ٌ َو يإَْعلَإُ م َمكاإ ف ي باْلَْرَح كاإم َو َم رارتَْد ِرررينإَْف ٌ
34خمس غيبيات ل يعلمها إل ال تعالى :علم الساعة ،انزال الغي.ث ،علم ما في
الرحام ،الرزق والكسب ،ساعة ومكان الموت.
. 32سورة السجدة ) هدف السورة: الخضوع لله تبارك وتعالى(
سورة السجدة سورة مكية وهدفها واضح من اسمها ،أل وهو الخضوع ل تعالى لن
السجود هو صفة الخضوع ل تعالى .وفيها آية السجدة )ِإّنَم ار ُيْؤ ِمرُنرِبآَياتَِنار الِّذ يرَن ِإَذ ار ُذ ّكرُرر وار
بَِها َخ ّرر وارُس ّجر ًدرارَو َسرّبرُح واربَِح ْم رِدرَر ّبرِه ْمرَوُهرْم َل َيْس تَرْك بِرُر ورَن ( ر آية 15التي صّو ررت المؤمنين يخّر ورن سجدًا وهذه قمة الخضوع ولذل ك كان الرسول صلى اله عليه وبار ك وسلم يقرأها في
89
الركعة الولى من صلة الصبح يوم الجمعة وهو اليوم الذي مّن ال تعالى بخلق آدم
.
نتيجة عدم الخضوع :تبين السورة كذل ك عقاب من ل يخضع ل في الدنيا فعدم الخضوع
ل في الدنيا إيمانًا به وتعظيمًا له ينتج عنه خضوع ذٍل في الخرة )فَُذ ورقُوا بَِم ار َنِس ي رتُْم ِلَقاء ب اْلُخ ْلرِدر بَِم ار ُك نرتُْم تَْع َمرلُروَن ( ر آية 14و )َوأَرّم ارالِّذ يرَن َفَس قُروا َفَم ْأرَوارُهُم َيْو ِم رُكرْمرَهَذرار ِإّنا َنِس يرَناُك ْمرَو ُذرورقُوا َع َذرار َ ب الّناِر الِّذ ي ر ُك نرُتم بِِه تَُك ّذرُبروَن ( ر آية الّناُر ُك لّرَم ار َأَراُد وراَأن َيْخ ُر رُجر وارِم ْنرهَرا أُِع يرُد ورا ِفيرَها َو ِقريرَل لَهُْم ُذ ورقُوا َع َذرار َ .20أما المؤمنون فهم خاضعون ل والسجود ل عندهم عزة ورفعة )تَتََج ارَفى ُج ُنرروُبهُْم َع ِنر
طرَم ًعرارَو ِمرّمرارَر َز رْقرَناُه ُْمينِف قُروَن ( ر آية .16 ضر ارِج ِع رَيْد ُعرورَن َر ّبرهُْم َخ ْورفًرراَو َ اْلَم َ
رسالة السورة هي توجيه للناس بأن يتذكروا الخرة ويخضعوا في الدنيا حتى يكونوا من
الفائزين في الدنيا والخرة.
ونلحظ من خلل أهداف سور القرآن الكريم أنها عبارة عن رسائل لو جمعناها تعطي رسالة كاملة ومنهج متكامل راقي للّم ةر التي تستحق أن تكون مستخلفة في الرض.
وهذا القرآن نقل أّم ةر كانت ترعى الغنم إلى أمة قائدة ومعجزة القرآن أنه إذا قرأناه وعملنا
به ننتقل من أناس ل قيمة لهم إلى عظماء قادة يحكموا الرض بالعدل وبمنهج ال تعالى. .33سورة الزحزاب )هدف السورة :الستسل م ل في المواقف الزحرجة(
الجزاء التي سبقت من القرآن الكريم من الجزء الول إلى جزء 21شملت المنهج الكامل للمسلم الذي هو مستخلف في الرض وكان لكل سورة هدف واضح محدد
ض حر لنا عنص ًار من عناصر هذا المنهج .أما الجزاء القادمة في القرآن من 22إلى يو ّ 30فكل مجموعة من السور تشتر ك في هدف محدد مجتمعة وتتطرق كل سورة من
السور إلى جانب من هذا الهدف كما سنلحظ في السور القادمة .ونبدأ بالجزئين 22و 23من سورة الحزاب إلى سورة ص والواضح أنها مجتمعة تهدف إلى الدعوة إلى
الستسلم إلى ال تعالى واسم ديننا السلم وهو التسليم الكامل ل رب العالمين خالقنا والخضوع التام للخالق عّز وجّل .ر وكل سورة في هذين الجزئين ترّك زر على جانب من
ص لر جوانب الستسلم ل تعالى :ونستعرض سريعًا هذه الهداف كما هو مبين ثم نف ّ
كل سورة على حدة:
90
بالسورة
بالهد ف
سورة الحزاب
الستسلم ل في المواقف الحرجة
سورة سبأ
الستسلم ل سبيل بقاء الحضارات
سورة فاطر
الستسلم ل هو سبيل العزة
سورة يس
الستسلم ل بالصرار على الدعوة
ص ارّفات سورة ال ّ
الستسلم ل إوان لم تفهم المر
سورة ص
الستسلم ل بالعودة للحق بل عناد
وكأن ال تعالى يريدنا أن نعلم بعد أن استقّر المنهج ومعنى اليمان الذي أوضحه في سور القرآن في الجزاء 21 – 1يجب أن تكون خاضعين مستسلمين ل تعالى الذي
شّرعهذا المنهج وارتضى هذا الدين لنا .ولنعلم أن عّز ترناهي في استسلمنا ل تعالى
والخضوع التام له وفي هذا يتحقق معنى العبودية التامة ل كيف؟ اليمان بال قد يكون
على هيئتين فقد يؤمن أحدنا بال تعالى لكن بعد أن يعلم الحكمة من كل أوامر ال ويطمئن لها عقله وقلبه فيؤمن ومنها أن يؤمن بال لما يرى من ابداع خلق الكون
ق أن تؤمن وأنت ل تفهم مراد ال تعالى في والمخلوقات من حوله ،ولكن اليمان الح ّ
أوامره ونواهيه وهذا اليمان المطلق بال أنا أؤمن بال سواء عرفت الحكمة من المتثال لوامره ام لم أعرف لني على يقين أن هذا هو الحق واليمان هو التصديق التام
والخضوع التام ل فيما أمر وفيما نهى عنه .إوال فكيف أكون مؤمنًا إذا طالبت في كل
مرة أن أعرف المقصود من أمر ال وأفهم الحكمة من وراء ذل ك؟ واستسلمي ل هو
الذي يعطيني العّزةفي الدنيا وهو الذي يعطيني اليقين بأني لو أخطأت ل أستكبر عن
العودة للحق.
ننتقل للحدي.ث عن سورة الحزاب ،وهي سورة مدنية تحدثت عن غزوة الحزاب )او
ّ صرَد ر َ قراللّهُ َو َررُسرورلُهُ غزوة الخندق( )َو لَرّم ارَرَأىاْلُم ْؤر ِم رُنروَناْلَْح َزرا َ بَقالُوا َهَذرار َم ار َوَعرَدرَنراراللهُ َو َررُسرورلُهَُو َ ِ ِ ِ ّ ض ىر ص َدرقُروا َم ار َع ارَهُدرورا اللَّه َع لَرْي ِهر فَِم ْنرهُرم ّم نر قَ َ َو َمرارَزاَد ُهرْمرِإل ِإيَم ارًنا َو تَرْس لرريًم ار* م َنر اْلُم ْؤر ِم رنريَنِرَجر ارٌل َ َنْح َب رهُر َو ِمرْنرهُرمّم نر َينتَِظ ُر رَو َمرارَبّد لُروا تَْب ِدر يرًل ( آية 22و 23وصورتها تصوي ًار دقيقًا بتآلب قوى الشّر على المؤمنين وقد أحاط المشركون بالمسلمين من كل جانب )ِإْذ َج ارُؤ ورُك مرّم نر فَْو ِق رُكرْمرَو ِمرْنرأَْس َفرَل ك اْب تُرِلَي اْلُم ْؤر ِم رُنروَن ب اْلَح َنرراِج َر رَو تَرظُّنوَن ِباللِّه الظُّنوَنار * ُهَناِل َ ِم نرُك ْمر َو إِارْذرَزاَغ ْ صر ارُر َو َبرلَرَغِتراْلُقُلو ُ تراْلَْب َ 91
َو ُزرْلرِز لُر ِواز ْلرَزاًلَش ِدر يرًد ار( آية 10و 11وكان موقف المسلمين حرج للغاية ولكن هذا هو
البتلء من ال تعالى ولتأكيد معنى أنه لّم ار استسلم المؤمنون ل تعالى في هذا الموقف
رد تعالى كيد أعدائهم بارسال الملئكة والريح .وتحدثت السورة عن عدة مواقف صعبة مّر ترعلى الرسول
صلى ال عليه
وسلم وعلى المسلمين في تل ك الفترة منها إلغاء التبني
طر ِع نرَد اللِّه فَِإن لّْم تَْع َلرُم ورا آَباءُهْم َفِإْخ َورارُنُك ْمرِفير الّد يرِن َو َمرَورارِليُك ْمرَو لَرْي َسرَع لَرْي ُكرْمر )اْد ُعرورُهْمر ِل َب رارئِِه ْمرُهَو أَْقَس ُ
طرْأُتم بِِه َو لَرِك نرّم ار تََعّمرَدرْتر ُقُلوُبُك ْمر َو َكرارَن اللّهُ َغ فُروًراّر ِحر يرًم ار( آية ،5وتطليق زيد بن ُج َنرراٌح ِفيرَم ار أَْخ َ
حارثة لزينب بنت جحش ثم يتزوجها الرسول صلى اله عليه وبار ك وسلم ثم موقف
ّ ِ ِ ك أَْد َنرىر ك َو نِرَس ارء اْلُم ْؤر ِمرنِرريَنُيْد نِرريَن َع لَرْي ِهرّنرِم نر َج َلر بِ ريربِِه ّنرَذ ِلر َ ك رو َبرَناتِ َ الحجاب )َيا أَّيَها الّنبّي ُقل لَْز َوررارج ََ
َأن ُيْع َررْفرَنرفََل ُيْؤ َذرْيرَنرَو َكرارَناللّهُ َغ فُروًراّر ِحر يرًم ار( آية ،59نقض اليهود عهدهم مع الرسول صلى
اله عليه وبار ك وسلم.
ض ى ر اللّهُ َو َررُسرورلُهُأَْم ًررراَأن َيُك ورَن لَهُُم ومحور هذه السورة هي الية )َو َمرارَك ارَن ِلُم ْؤر ِمرٍنرَوَل ُم ْؤر ِمرَنرٍةرِإَذ ار قَ َ اْلِخ َيرَرةُِم ْنر أَْم ِررِه ْمرَو َمرنرَيْع ِ ض َلر ًل رّمربِريًنا( آية .36تؤكد على معنى ض ّل ر َ صر اللَّه َو َررُسرورلَهُفَقَْد َ
الستسلم ل تعالى والمتثال لوامره وأوامر رسوله
صلى ال عليه
وسلم بدون معرفة
الحكمة من وراء ذل ك فهو ال وطاعته لزمة واجبة و نتج أر بأن نطيعه في أمور ونقول له لن أطيع في هذا المر إل بعد أن أعرف الحكمة من ورائه ،تخّي لر هذا المعنى من رفض الستسلم ل إواطاعته! إن كان البشر ل يتجرأون أن يعصوا ولي المر أو رئيسهم في العمل إوانما ينفذون الوامر بل تردد فكيف بنا بأوامر خالق الخلق؟!
ضر َن رارْلََم ارَنةَر َع لَررى الّس َمرارَوارِتَوارْلَْر ِ ضَروارْلِج َبرراِلفَأََبْي َنر َأن َيْح ِم رْلرَنَهاَوأَرْش فَرْقَن وتأتي ختام السورة )ِإّنا َع َرر ْ ظُلوًم ار َج هُروًل ( ر ر آية 72عرض المانة على السموات والرض ِم ْنرهَرا َو َحر َمرلَرَهاا ِْل نرَس ارُن ِإّنهُ َك ارَن َ
والجبال فرفضت حملها لنها أرادت أن تبقى مستسلمة ل بدون أن تكون مخّيرة وخافوا
ل ثقلها والعواقب الوخيمة التي تقع من حمل المانة أم النسان فحملها لنه كان جاه ً على من يفّر طربها.
سمّيت السورة بر )الحزاب( لن غزوة الحزاب هي رمز لصعب موقف مّر به
الصحابة )ُهَناِلَ ك اْب تُرِلَي اْلُم ْؤر ِمرُنرروَنَو ُزرْلرِز لُر ِواز ْلرَزاًلَش ِدر يرًد ار( آية 11بعد أن تحّز برعليهم المشركين
من كل جهة ولكن ال رّد هرم وكفى المؤمنين المستسلمين له الخاضعين له القتال.
92
. 34سورة سبأ ) هدف السورة: الستسلم لله سبيل بقاء الحضارات(
هذه السورة مكّية وقد ضربت مثالين مهمّين لنماذج حضارات راقية :قصة سيدنا داوود
وسليمان وقصة سبأ.
أما قصة سيدنا داوود وسليمان فكانت نموذجًا لحضارة قوية راقية استقّر تروانتشرت
ّ لنها كانت مستسلمة ل تعالى )َو لَرقَْد آتَْي َنرار َد ارُو ورَد ِم ّنرا فَ ْ ض ًل رَيا ِج َبرراُل أَّو بِرري َم َعرهُر َوارلطْي َررَوأَرلَّنا لَهُ اْلَح ِدريرَد (ر آية 10وفي استخدام القرآن لكلمة )أّو برري( دللة على منتهى الستسلم ،وقد
سخر ال تعالى لسليمان الريح وعين القطر والجن لّم ار استسلم ل تعالى.
ويأتي النموذج العكسي لقصة سليمان وداوود في قصة سبأ )لَقَْد َك ارَن ِلَس َبرٍإر ِفير َم ْسرَكرنِرِه ْمرآَيةٌ ِ ٍ ِ ِ طّيَبةٌر َو َرر ّ ضروارَفَأْر َس رْلرَنار ق رر ّبرُك ْمرَوارْش ُكرُرر لوَارهُ َب ْلرَد ةٌر َ برَغ فُروٌر * فَأَْع َرر ُ َج ّنرَتاِن َع نر َيم يرٍن َو شر َم رارلُك لُروا م نر ّر ْز ر َِ ك َع لَرْي ِهرْمرَس ْيرَلر اْلَعِررِمرَو َبرّد ْلرَناُهمربَِج ّنرتَْي ِهرْمرَج ّنرتَْي ِنر َذ َورارَتى أُُك ٍلر َخ ْمرٍطرَوأَرْثٍل َو َش رْير ٍء رّم نر ِس ْد رٍررَقِليٍل * َذ ِلر َ َج َزرْيرَنراُهمبَِم ار َك فَرُر وارَوَهرْلرُنَج ارِزيِإّل اْلَك فُروَر ( ر ر آية 15إلى .17هذه الحضارة العريقة لنها لم
تستسلم ل تعالى ولم تعبده كان مصيرها الزوال.
وتسمية السورة بر )سبأ( هو رمز لي حضارة ل تستسلم ل تعالى لن الستسلم ل هو سبيل بقاء الحضارات أما الحضارات البعيدة عن ال لن تستمر في الكون مهما ارتقت
وعظمت تمامًا مثل مملكة سبأ .ففي كل عصر يمكننا أن نضع اسمًا مكان سبأ ينطبق عليهم قول ال تعالى فيهم فلكل عصر سبأ خاص.
. 35سورة فاطر ) هدف السورة: الستسلم هو سبيل الع ّزة(
سورة فاطر مكّية نزلت قبل هجرة الرسول
صلى ال عليه
وسلم .الستسلم هو كمال
الطاعة والستسلم ليس مذلة وأنما هو عّز فالعبودية للبشر ذُل وصغار والعبودية ل
تعالى رفعة وعّز ،ر رفالعّزةتبدأ بالستسلم ل تعالى )َم نر َك ارَن ُيِر يرُداْلِع ّزرةََفِللِّه اْلِع ّزرةَُج ِمريرًعارِإلَْي ِهر ّ ك ُهَو بر َوارْلَعَمرُلرال ّ ب َش ِدر يرٌد َو َمرْكرُررأُْو لَ رئِ َ ص ارِلُح َيْر فَرُعهَُوارلِّذ يرَنَيْم ُكرُرر ورَنالّس ّيرَئاِت لَهُْم َع َذرار ٌ ص َع رُدر اْلَك ِلرُم الطّي ُ َي ْ َيُبوُر (ر ر آية ،10والناس مهما كانوا وتعاظموا هم الفقراء وال تعالى هو الغني )َيا أَّيَها الّناُس َأنتُُم اْلفُقََراءِإَلى اللِّه َوارللّهُ ُهَو اْلَغنِرّي اْلَح ِمريرُد (ر آية.15
93
ثم تتحد.ث آيات كثيرة في السورة )اليات ،28 ،27 ،13 ،12 ،11 ،9 ،3 ،2 ،1 (44 ،41عن آيات ال تعالى في الكون ودلئل القدرة والسيطرة على هذا الكون الفسيح
وكأنما في هذا تأكيد أن الستسلم لخالق هذا الكون وما فيه ومن فيه ل يمكن أن يكون ل أبدًا إنما هو عُز ما بعده عز أن أستسلم وأخضع لمن خلق السموات والرض وخلق ذً
الكوان والخلق والكائنات على اختلفها وكل هذه المخلوقات تشهد بعظمة الخالق
وتنطق بعظمة الواحد القّهار فتبار ك الخالق رب العالمين .وأن كان أحدنا يستسلم لرأي
طبيبه ويرى أنه هو الصواب وعليه أن ينّفذ التعليمات كما وصفها وهو بشر ل يمل ك أن
يضر او ينفع إل بإذن ال ول أسأله ما الحكمة من وراء هذا العلج بالذات أخضع لمره دون مناقشة ثم أعترض على خالق الخلق بأن ل أستسلم بالكّلية لوامره وهو القدير
الحكيم العليم؟ يا لجهالة البشر بخالقهم وصدق تعالى )وما قدروا ال حق قدره(
سمّيت السورة بر )فاطر( لذكر هذا السم الجليل في طليعتها لما يحمل هذا الوصف من دلئل البداع واليجاد من عدم ولما فيه من التصوير الدقيق الذي يشير لعظمة ال
وقدرته الباهرة وخلقه المبدع في هذا الكون.
. 36سورة يس ) هدف السورة: الستسلم هو سبيل الصرار على الدعوة(
سورة يس مّك يرة نزلت قبل هجرة الرسول
صلى ال عليه
وسلم إلى المدينة وهي ترّك زر على
أهمية الستمرار في الدعوة لن الناس مهما كانوا بعيدين عن الحق فقد تكون قلوبهم
حّية وقد تستجيب للدعوة في وقت ما وعلينا أن ل نفقد المل من دعوتهم )ِإّنَم ار ُتنِذ ُر ر َم ِنر
اتَّبَعر الّذ ْكرَرر َو َخر ِشر َي رالّر ْحر َم رنرِباْلَغْيرِبر فََبّش ْررهُربَِم ْغرِفرَررٍةَوأَرْج ٍر رَك ِرريرٍم ( ر آية .11وتتحد.ث السورة عن الذين
لم يؤمنوا )َو َسرَورارءَع لَرْي ِهرْمرَأَأنَذ ْرر تَرهُْمأَْم لَْم ُتنِذ ْررُهرْمرَل ُيْؤ ِم رُنروَن ( ر آية .10ثم تعرض نموذج لقرية
)إنطاكية( أرسل ال لهم ثلثة أنبياء ليدعوهم فكذبوهم لكن ارسال هؤلء النبياء لم يمنع
ِ ص ىر رجل مؤمن أن يأتي من أقصى المدينة ويبذل الجهد لينصح القوم )َو َجر اررءم ْنر أَْق َ
اْلَم ِدريرَنِةرَر ُجرٌلرَيْس َعرىر َقاَل َيا قَْو ِم راتِّبُعوا اْلُم ْرر َسرِلرريَن ( رآية 20وهذا دليل إيجابية من هذا الرجل أنه
لم يتر ك أمر الدعوة للرسل فقط إوانما أخذ المبادرة بأن يدعو قومه عندما لم يصدقوا
94
الرسل .قد يكون هنا ك أناس قد فقد المل من دعوتهم لكن علينا أن نتصور أنه ما زال لديهم قلوب حّية قد تؤمن فمن آمن فاز ونجا أما الذين يصّر ورنويرفضون الستسلم ل فلكل شيء نهاية وجاءت نهاية السورة تتحد.ث عن الموت والنهاية فكلنا إلى موت وكل
شيء له نهاية في هذا الكون ،ولذا جاءت اليات الكونية في السورة تخدم هدف السورة
ك تَْقِد يرُر اْلَعِزريرِزاْلَع ِلريِم * َوارْلقََم َررَقّد ْرر َنرراهَُم َنراِز َلرَح تّررى َع ارَد َك ارْلُعْر ُجرورِن )َوارلّش ْمرُسرتَْج ِررريِلُم ْسرتَرقَّر لَّها َذ ِلر َ
اْلقَِد يرِم ( ر آية 38و ،39فالشمس تسير إلى زوال وكذل ك القمر والكون كله مآله إلى نهاية،
وهذا دليل إعجاز القرآن باختيار اليات الكونية التي تخدم هدف السورة بشكل واضح جلّي فسبحان من أنزل الكتاب وخلق الكوان.
وربما يكون في هذا المعنى من دعوة القلوب الحّية ربطًا بحدي.ث الرسول صلى اله عليه وبار ك وسلم )اق أروا يس على موتاكم( لن المّيت عندما تخرج روحه يبقى قلبه حّيًا
وربما عندما يسمع اليات يستسلم قلبه لها هذا وال أعلم.
فضل سورة يس :قال رسول ال صلى اله عليه وبار ك وسلم " :إن لكل شيء قلبًا وقلب
القرآن يس ،وددت لو أنها في قلب كل إنسان من أمتي"
صا ّفات ) هدف . 37سورة ال ّ السورة :الستسلم لله وإن لم تفهم المر(
سورة الصافات مّك يرة ابتدأت بالحدي.ث عن الملئكة البرارواستعرضت السورة مجموعة
من النبياء استسلموا لمر ال من غير أن يعرفوا الحكمة من ذل ك المر وأفضل مثال
بر ِإَلى َر ّبريرَس َيرْهِد يرِن * على ذل ك قصة ابراهيم صلى ال عليه وبار ك وسلم )َو قَرراَل ِإّنير َذ ارِه ٌ َر ّ ص ارِلِح يرَن * َفَبّش ْرر َنرراهُبُِغَل ٍم ر رَح ِلرريٍم * َفلَّم ار َب لَرَغ َم َعرهُر الّس ْعرَير َقاَل َيا ُبَنّي ِإّني َأَرىرِفير بر ِلي ِم َنر ال ّ برَه ْ ص اربِِر يرَن* كرَفانظُْر َم ارَذ ار تََرىرَقاَل َيا أََبِت اْفَع ْلر َم ار تُْؤ َمرُررَس تَرِج ُد رنِري ِإن َش ارء اللّهُ ِم َنر ال ّ اْلَم َنراِم أَّني أَْذ َبرُح َ َفلَّم ار أَْس لَرَم ار َو تَرلّهُ ِلْلَج بِرريِن ( آية 99إلى ، 103الذي وهبه ال تعالى الولد الحليم )اسماعيل(
بعدما كبر سّنه وفقد المل من النجاب وفرح به ابراهيم فرحًا شديدًا ثم جاءه في المنام
أمر بذبح هذا الولد بيده ولم يكن وحيًا في اليقظة لكنه استسلم لمر ربه وقال لبنه ماذا رأى وكأنما أراد أن يشاركه ابنه هذا الستسلم ل حتى ينال الجزاء معه فما كان من
95
اسماعيل إل أن كان أكثر استسلما وقال لبيه افعل ما تؤمر ولم ينته المر هنا بل أن ل )َفلَّم ار أَْس لَرَم ارَو تَرلّهُ ِلْلَج بِرريِن (ر ر آية 103عندها تحقق من ابراهيم ابراهيم باشر بالتنفيذ فع ً واسماعيل الستسلم التام ل فجاء وحي ال بأن فدى اسماعيل بذبح عظيم .أطاع ال واستسلم له وهكذا نحن علينا بعد أن عرفنا منهج ال في عشرين جزء مضى من
القرآن علينا أن نستسلم ل كما استسلم ابراهيم لربه عّز وجّل وهذه قمة العبودية والخضوع ل.
وفي السورة توجيه هام في اليات التي تتحد.ث عن يوم القيامة وهو أنه على الناس أن يستسلموا في الدنيا استسلم عبادة بدل أن يستسلوا في الخرة استسلم ذل ومهانة.
سمّيت السورة بر )الصافات( تذكي ًار للعباد بالمل العلى من الملئكة الطهار الذين
يصطّفون لعبادة ال خاضعين مستسلمين له يصّلون ويسبحون ول ينفّك ورن عن عبادة ال تعالى.
ص ) هدف السورة: . 38سورة الستسلم في العودة إلى الحق(
سورة ص سورة مّك يرة ابتدأت بالقسم بالقرآن المعجز المشتمل على المواعظ البليغة التي
تشهد أنه حق وأن سيدنا محمد صلى ال عليه وبار ك وسلم حق.
والسورة تعرض جوابًا على سؤال هام :ماذا يحد.ث عندما يحصل خطأ ما مع انسان
مؤمن مع استسلمه ل تعالى؟ السورة تتحد.ث عن ثلثة أنبياء استسلموا ل تعالى بعما أخذوا ق اررات ظّنوها بعيدة عن الحق ثم عادوا إلى الحق وكيف رّد ال تعالى عليهم ،ثم
تحدثت عن نموذج عكسي وهو ابليس الذي عاند ورفض ان يستسلم بعدما عرف الحق.
ب( آية 17 ص بِرْر َع لَررى َم ار َيُقوُلوَن َوارْذ ُكرْررَع ْبنَد َننا َد ارُو ورَد َذ ار اْلَْي ِدر ِإّنهُ أَّو ان ٌ قصة داوود) :ا ْ عودته للحقَ) :فاْس تَرْغ فَرَر َر ّبرهَُو َخر ّر رَراِك ًعرارَو أَنَناَب( آية 24 ب( آية 30 قصة سليمانَ) :و َورَهرْبرَنراِلرَد ارُو ورَد ُس لَرْي َمرارَن نِْع َمر اْلَعْب ُدن ِإّنهُ أَّو ان ٌ عودته للحقَ) :و لَرقَْد فَتَّنا ُس لَرْي َمرارَن َوأَرْلقَْي َنرارَع لَررى ُك ْرر ِس ر ّيرِهَج َسرًدرارثُّم أََناَب( آية 34
ص ٍب رَوَعرَذرارٍب ( ر ر آية41 ب ِإْذ َناَد ىر َر ّبرهُأَّني َم ّسرنِرَي الّش ْير َ قصة أيوب )َوارْذ ُكرْررَع ْبنَد َننا أَّيو َ طراُن بُِن ْ
ك ر ِ ب( آية ض ِر ربرّبِه َوَل تَْح َن ر ْ عودته للحقَ) :و ُخرْذربَِيِد َ ض ْغر رثًرا َفا ْ ص اربًِرانِْع َمر اْلَعْبرُدر ِإّنهُ أَّو ان ٌ .ث ِإّنا َو َجر ْد رَنراهُ َ 44 96
في هذه القصص الثل.ث يعطي ال تعالى لكل نبي صفة )عبدنا ،العبد( وكلمة أّواب معناها سريع العودة وذا اليد معناها كثير الخير .ونلحظ تكرار كلمة )أناب( رمز
العودة إلى الحق.
هذه القصص الثل.ث نأخذ منها عبرة أن المستسلم ل يكون سهل الهودة إلى ال إوالى الحق. تختم السورة بنموذج عكسي للعودة إلى الحق وهو نموذج ابليس اللعين وعناده )فََس َجر َد ر
كر َأن تَْس ُجرَدر اْلَم َلر ئِ ررَك ةُرُك لّرهُْم أَْج َم رُعروَن * ر ِإّلِإْب ِلريَس اْس تَرْك َبرَرر َو َكرارَنِم ْنر اْلَك ارِفِرريرَن* َقاَل َيا ِإْب ِلريُس َم ار َم َنرَع َ ت ِم َنر اْلَعارِليَن * َقاَل أََنا َخ ْي رٌرر ّم ْنرهُر َخ لَرْقتَِني ِم نر ّناٍر َو َخر لَرْقتَهُِم نر ِط يرٍن ( ت بَِيَد ّ تأَرْم ُك نر َ ير َأْس تَرْك َبرْر َ ِلَم ار َخ لَرْق ُ آية 73إلى .76
فلنقارن بين هذه النماذج التي تعود إلى الحق لنها استسلمت ل والنموذج الذي لم يستسلم ل وعاند فكانت نتيجة عدم استسلمه غضب شديد من ال تعالى ولعنة منه
كر لَْع َنرِتي ِإَلى ك َر ِجر يرٌم *ر َو إِاّنرَع لَرْي َ وطرد من رحمة ال وعذاب في الخرة أشد )َقاَل َفاْخ ُررْجِم ْنرهَرا فَِإّن َ
َيْو ِم رالّد يرِن (رر آية 77إلى .78
خلصة القول إن الستسلم ل تبار ك وتعالى عّز نراوسبب بقائنا واستم اررنا في الرض
ولهذا سمى ال تعالى هذا الدين )السلم(.
ال ّزمر ) هدف السورة: . 39سورة الخلص لله تعالى(
هذه السورة مّك يرة وتدور حول محور الخلص ل تعالى في كل المور وتبدأ بدعوة الرسول الكريم
صلى ال عليه
وسلم باخلص الدين له وتنزيهه عن مشابهة المخلوقين.
كما ذكرت اليات البراهين على وحدانية ال في ابداعه في الخلق .وشددت على أهمية الخلص ل حتى يوصلنا هذا الخلص للجنة مع زمرة المؤمنين .وهي سورة رقيقة تذكرنا بأهمية الخلص ل تعالى وتر ك الرياء .والخلص يكون في عدة أمور:
إخلص العبادة ل إواخلص النّية والخلص في كل أمور الدنيا والحرص على أن
يكون كل ما نعمله في هذا الدنيا خالصًا ل رب العالمين حتى ننال خير الجزاء ونسعد
بالجنة ونعيمها .وقد وردت كلمة الخلص ومشتقاتها في هذه السورة 4مّراتللدللة
على أهميته.
97
ِ ِّ ِ ق ر َفاْع ُبرِد اللَّه م ْخر ِل ر ّ ب ِباْلَح ّ ص تبدأ السورة )ِإّنا َأنَز ْلرَنارِإلَْي َ كر اْلِك تَرا َ ص ا رلهُ الّد يرَن * أََل لله الّد يرُن اْلَخ ارل ُ ً ُ َوارلِّذ يرَناتَّخ ُذرورا ِم نر ُد ورنِِه أَْو ِلرَياء َم ار َنْع ُبرُد ُهرْمر ِإّل ِلُيقَّر ُبروَنارِإَلى اللِّه ُز ْلرَفىِإّن اللَّه َيْح ُك رُمرَبْي َنرهُْم ِفير َم ار ُهْم ِفيرِه ب رَك فّراٌر (ر ر آية 2و 3بالدعوة لخلص العبادة ل وأن َيْخ تَرِلُفوَن ِإّن اللَّه َل َيْهِد ي رَم ْنر ُهَو َك ارِذ ٌ )وان لكم في النعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه الدين ل وحده .وكما جاء سابقًا في القرآن إ
من بين فر.ث ودم لبنًا خالصًا سائغًا للشاربين( سورة النحل ،آية ،66من بين الفر.ث والدم يخرج لنا اللبن الخالص من الشوائب النقي ،كذل ك العبادة ل يجب أن تكون خالصة ل مهما
ِ ّ تِرلَْن أَُك ورَن أَّو َلر ص ا رلّهُ الّد يرَن * َوأُرِم ْرر ُ أحاطها من زيف الدنيا .و)ُقْل ِإّني أُِم ْرر ُ ت رأَْن أَْع ُبرَد اللَه ُم ْخر ل ر ً ِ ّ ِ ٍ ص ا رلّهُ ِد يرِني ( اْلُم ْسر ِلرِم يرَن* ُقْل ِإّني أََخ ار ُ صر ْي ر ُ ترَر ّبرريَع َذرار َ ب َيْو ٍم رَع ظر ي رم * ُقِل اللَه أَْع ُبرُد ُم ْخر ل ر ً ف ِإْن َع َ
اليات من 11إلى 14كلها تدعو لخلص الدين ل .
براللّهُ َم ثَرًل ّر ُجرًلرِفيرِه ض َرر َ ثم تنتقل اليات لبيان من أولى بالخلص له :ال تعالى ام غيره؟ ) َ
ُش َررَكرارءُم تَرَش ارِك ُسرورَن َو َررُجرًلرَس لَرًم ار لَّر ُجر ٍلرَهْلر َيْس تَرِو َيرراِنَم ثَرًل اْلَح ْمرُدرِللِّه َب ْلر أَْك ثَرُرُهْمَل َيْع لَرُم ورَن ( ر آية29
فالحمد ل أنه إله واحد ل شري ك له إياه نعبد مخلصين له الدين.
ت آَناء اللّْي ِلر َس ارِج ًدرارَو قَررائًِم ارَيْح َذ رُرراْل ِخ ررَررَةَو َيرْر ُجر َورر ْحر َم رَةَرر ّبرِهُقْل َهْلر إخلص العبادة) :أَّم ْنر ُهَو َقانِ ٌ َيْس تَرِويالِّذ يرَن َيْع لَرُم ورَن َوارلِّذ يرَنَل َيْع لَرُم ورَن ِإّنَم ار َيتََذ ّكرُرر أُْو لُروا اْلَْلَباِب ( ر ر آية9 ِ ِ ي رالِّذ يرَن أَْس َررفُرواَع لَررى َأنفُِس ِه رْمرَل تَْقَنطُوا ِم نر ّر ْحر َم رِةراللِّه ِإّن اللَّه َيْغ ِفرُرر إخلص التوبةُ) :قْل َيا ع َبرراد َ ب ثُّم َل ب َج ِمريرًعارِإّنهُ ُهَو اْلَغ فُروُر الّر ِحر يرُم* َوَأرِنيُبوا ِإَلى َر ّبرُك ْمرَوَأرْس ِلرُم ورالَهُ ِم نر قَْب ِلر َأن َيْأتَِيُك ُمر اْلَعَذرار ُ الّذ ُنرو َ ص ُر ر ورَن ( ر آية 53و ،54استخدام كلمة )أنيبوا( للدللة على سرعة العودة ل .وذكر ُتن َ
الصحابة رضوان ال عليهم أن هذه الية هي من أرجى آيات القرآن الكريم لما فيها من
سعة رحمة ال ومغفرته لذنوب عباده ودعوتهم لحسن الظّن به وبعفوه عنهم مهما تعاظمت ذنوبهم فهي ل شيء أمام سعة رحمة ال تعالى فله الحمد وله الشكر.
كر َو إِارلَرى الِّذ يرَن تحذير من التشراك بالُ) :قْل أَفََغْيرَرر اللِّه تَْأُم ُرر ورّنيرأَْع ُبرُد أَّيَها اْلَج ارِه لُروَن * َو لَرقَْد ُأوِح َي ر ِإلَْي َ ك َو لَرتَُك ورَنّن ِم َنر اْلَخ ارِس ِر ريرَن* َب ِلر اللَّه َفاْع ُبرْد َو ُكرنرّم ْنر الّش ارِك ِرريرَن ( ر تلرََيْح َب ر َ طّن َع َمرلُر َ ِم ْنر قَْب ِلر َ ك لَئِْن َأْش َررْكر َ 64إلى .66
عظمة ال في الخلق تدفعنا للخلص له )َو َمرارقََد ُرر واراللَّه َح ّ ضر تُرهُ َيْو َم ر ض رَج ِمريرًعارقَْب َ ق ر قَْد ِررِهَوارْلَْر ُ
تبَِيِم يرنِِه ُس ْبرَحر ارَنهُرَو تَرَعارَلى َع ّمرار ُيْش ِررُكرورَن ( ر آية .67وهذه أساس عدم تَم ْ طرِور ّيررا ٌ اْلِقَيراَم ِةر َوارلّس مراَوار ُ الخلص لنه لو علم العبد قدر ال تعالى لما أشر ك معه أحدا من مخلوقاته.
98
وصف المخلصين في يوم القيامة ومقارنتهم بالكفار .الكّل يساق زم ًار الكفار يساقون الى
ت ر َأْب َورارُبَها َو قَرراَل لَهُْم َخ َزرَنرتَُهاأَلَْم َيْأتُِك ْمر قالِّذ يرَن َك فَرُر وارِإَلى َج هَرّنَم ُز َمرًرراَح تّررى ِإَذ ار َج ارُؤ ورَهارفُتَِح ْ الّنارَ) :و ِسر ي ر َ
ت َك ِلرَم ةُر اْلَعَذرارِب َع لَررى ُر ُسرٌلرّم نرُك ْمر َيْتُلوَن َع لَرْي ُكرْمر آَياِت َر ّبرُك ْمرَو ُيررنِذ ُرر ورَنُك ِلْمرَقاء َيْو ِم رُكرْمرَهَذرار َقالُوا َب لَرى َو لَرِك ْنرَح قّر ْ قالِّذ يرَن اتَّقْو ار َر ّبرهُْم ِإَلى اْلَج ّنرِة ُز َمرًرراَح تّررى اْلَك ارِفِرريرَن ( ر آية ،71والمخلصون يساقون إلى الجنة زم ًار )َو ِسر ي ر َ ِإَذ ار َج ارُؤ ورَهارَو فُرتَِح ْت رَأْب َورارُبَها َو قَرراَل لَهُْم َخ َزرَنرتَُهاَس َلر ٌم ر رَع لَرْي ُكرْمرِط ْب رتُرْم َفاْد ُخرلُرروَهار َخ ارِلِد يرَن ( ر آية 73لن ال
تعالى يأبى أن يدخل المؤمن وحيدًا إلى الجنة إوانما يدخل قي صحبته الصالحة في
الدنيا وكأن هذا الجمع والدخول الجماعي هو ثمرة الخلص في الدنيا فالصحبة
الصالحة أساسية في الدنيا لنها تعين على إخلص العبادة ل وفي الخرة تدخل
أفرادها زم ًار لجنة الخلد .فكّل زمرة تحابوا في ال في الدنيا يدخلون الجّنة سويًا إن شاء
ال.
ومن اللمسات البيانية في هذه السورة الفرق بين وصف دخول الكفار إلى النار ودخول المؤمنين إلى الجنة والفرق بينهما حرف واحد غّير معنى اليتين وهو حرف )الواو( .في وصف دخول الكفار قال تعالى )حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها( وفي دخول المؤمنين
الجنة قال) :حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها( والفارق أن جهنم هي كالسجن أبوابها مقفلة ل
تفتح إل لداخل أو خارج فالصل أن تكون البواب مغلقة ول تفتح إل لدخال العصاة
إليها وفي هذا الوصف تهويل ومفاجأة للكفار الذي يساقون ثم فجأة وهم ل يدرون أين
يذهبون تفتح أبوب النار فيفاجأوا ويصابوا بالهلع .أما في حال المؤمنين فالجنة أبوابها مفتوحة على الدوام وأهلها يتنقلون فيها من مكان آخر في يسر وسرور وهم في طريقهم
إليها يرونها من بعيد فيسعدون ويسّر ورنبالجزاء والنعيم الذي ينتظرهم وكأن ال تعالى
يريد أن يعّج لر لهم شعورهم بالرضا والسعادة بجزائهم وبالنعيم المقيم الذي ينتظرهم .ومن
الناحية البيانية أن جواب الشرط في حال جهنم )إذا جاؤوها( الجواب هو) :فتحت أبوابها(
أما في حال الجنة فل يوجد جواب للشرط لنه يضيق على المرء ذكر النعمة التي
سيجدها في الجنة فكل ما يقال في اللغة يضيق بما في الجنة والجواب يكون في الجنة نفسها .فسبحانه جّل جلله )عن الدكتور فاضل السامرائي في برنامج لمسات بيانية(.
99
وسمّيت السورة بن )الزمر( لن ال تعالى ذكر فيها زمرة السعداء من أهل الجنة وزمرة
الشقياء من أهل النار وفي هذا دللة على أهمية الصحبة في الدنيا فلنحسن صحبتنا
في الدنيا عسى ال أن يحشرنا معهم زم ًار إلى الجنة اللهم آمين.
غافر ) هدف السورة: . 40سورة وتفويض المر لله( أهمية الدعوة
سورة غافر مكّية وهي من أكثر سور القرآن الكريم التي فيها دعاء فقد ابتدأت بذكر
صفتين من صفات رحمة ال ومغفرته )َغ ارِفِرر الّذ نرِب َو قَررابِِل التّْو ِب ر ( ر ر آية 3ثم أعقبت بدعوة الملئكة للمؤمنين )الِّذ يرَن َيْح ِم رلُروَن اْلَعْرر َش رَو َمرْنرَح ْورلَ رهُُيَس ّبرُح ورَن بَِح ْم رِدرَر ّبرِه ْمرَو ُيرْؤ ِم رُنرروَنبِِه
ك َو ِقرِهرْمر ترُك ّلر َش ْير ءٍ رّر ْحر َم رًةرَوِعر ْلرًم ارَفاْغ ِفرْرر ِللِّذ يرَن َتاُبوا َوارتَّبُعوا َس بِريلَ َ َو َيرْس تَرْغ ِفرُرر و رَِلنلِّذ يرَن آَم ُنروا َر ّبرَنارَو ِسر ْع ر َ
َع َذرارَب اْلَج ِحريرِم ( ر آية 7وفيها دعوة ال تعالى عباده لدعائه وأعقب هذا الدعاء بالستجابة
ب رلَُك ْمر ِإّن الِّذ يرَن َيْس تَرْك بِرُر ورَنَع ْنر ِع َبرراَد تِري َس َيرْد ُخرلُرروَن َج هَرّنَم َد ارِخ ِرريرَن ( ر آية60 )َو قَرراَل َر ّبرُك ُمراْد ُعرورِني أَْس تَرِج ْ
وفيها دعوة ال عباده بالدعاء له وهو يضمن لهم الجابة فهو غافر الذنب وقابل التوب سبحانه.
والسورة تتحد.ث عن نماذج أناس دعوا إلى ال تعالى والهم أنهم فّو ضروا أمرهم ل لن
الداعي إلى ال قد يواجه بالذى ممن يدعوهم ولهذا يحتاج إلى أن يفوض أمره إلى ال بعد أن يبذل كل ما بوسعه في سبيل الدعوة ل .ومن هذه النماذج نموذج موسى في
دعوته لفرعون الطاغية الجّبار وقومه وقد جابه فرعون موسى حتى كاد أن يقتله فّو ضر
ف َأن ُيَبّد َلر ِد يرَنُك ْمر أَْو َأن موسى أمره إلى ال )َو قَرراَل ِفْررَع ْور َُ عرَر ّبرهُِإّني أََخ ار ُ نذرُرر ورِنيأَْقتُْل ُم ورَس ىر َو ْلرَيْد ُ
ظِهرَرر ِفير اْلَْر ِ تر ِبَر ّبريرَو َررّبرُك مرّم نر ُك ّلر ُم تَرَك ّبرٍرر ّل ُيْؤ ِمرُنربَِيْو ِم ر ُي ْ ض راْلفََس ارَد * َو قَرراَل ُم ورَس ىر ِإّني ُع ْذر ُ اْلِح َسرارِب ( ر ر آية 26و 27وفي هذا الموقف الصعب يظهر من آل فرعون رجل يكتم إيمانه
وهذه المرة الولى التي يحدثنا القرآن عن قصة هذا المؤمن من آل فرعون مع أن قصة موسى تكررت كثي ًار في القرآن لكن وجود هذه الجزئية من القصة هنا يخدم هدف السورة تمامًا .وهذا الرجل المؤمن جادل فرعون وقومه بأساليب متعددة:
باستخدام المنطق )َو قَرراَل َر ُجرٌلرّم ْؤر ِمرٌنرّم ْنر آِل ِفْررَع ْور َين رْك تُرُم ِإيَم ارَنهُ أَتَْقتُُلوَن َر ُجرًلرَأن َيُقوَل َر ّبرَيراللّهُ َو قَرْد ك ص ارِد قًررا ُي ِ ِ ِ َج اررءُك مر ِباْلَبّيَناِت ِم نر ّر ّبرُك مرو إِارنرَي ُ ِ ضر الِّذ ي ر َيِع ُدرُكرْمرِإّن اللَّه ص ْبررُكرمرَبْع ُ ك َك ارذ ًبرار فََع لَرْي هر َك ذر ُبرهُ َو إِارنرَي ُ َ َْ ّ ب ( ر آية28 َل َيْهِد ي رَم ْنر ُهَو ُم ْسرِرر ٌ فرَك ذرار ٌ 100
ص ُررَنرارِم نر َبْأ ِ ظاِه ِرريرَنِفير اْلَْر ِ س اللِّه ِإْن َج اررءَنار ك اْلَيْو َم ر َ باستخدام العاطفة )َيا قَْو ِم رلَُك ُمر اْلُم ْلر ُ ض رفََم نر َين ُ
َقاَل ِفْررَع ْور ُنَمرار أُِر يرُك ْمرِإّل َم ار َأَرىرَو َمرارأَْه ِدر يرُك ْمرِإّل َس بِريَل الّر َشرارِد ( ر آية ،29ومن اللفت في هذه
الدعوة أنه نسب المل ك لهم أي لل فرعون )لكم المل ك( ولّم ار تحد.ث عن العذاب شمل نفسه معهم )فمن ينصرنا من بأس ال( اظها ًار للمودة وحب الخير لقومه
ف َع لَرْي ُكرمر ب والخوف عليهم والحرص على نجاتهم )َو قَرراَل الِّذ ي ر آَم َنر َيا قَْو ِم رِإّني أََخ ار ُ باستخدام الح ّ
ّم ْثرَل َيْو ِم راْلَْح َزراِب* ِم ْثرَل َد ْأرِب قَْو ِم رُنوٍح َوَعرارٍدَو ثَرُم ورَد َوارلِّذ يرَنِم نر َبْع ِدر ِه رْمرَو َمراراللّهُ ُيِر يرُد ظُْلًم ار لّْلِع َبرراِد ( ر آية 30و 31
فر ِم نر قَْب ُلر ِباْلَبّيَناِت فَم ار ِز ْلرتُم ِفير َش ّ كر ّم ّمرار َج اررءُك مر بِِه َح تّررى ِإَذ ار باستخدام التاريخ )َو لَرقَْد َج اررءُك ْمر ُيوُس ُ ْ َ
ك ُي ِ ب ( ر آية ،34التذكير .ثر اللّهُ ِم نر َبْع ِدر ِه رَر ُسروًرلَك َذرِلر َ َهلَر َ ك ُقْلتُْم َلن َيْب َعر َ ض ّلر راللّهُ َم ْنر ُهَو ُم ْسرِرر ٌ فرّم ْرر تَرا ٌ
بتاريخ من سبق وصنيعهم مع رسولهم للعبرة والتعاظ.
ثم ذّك رن بيوم القيامة وبلقاء ال تعالى لنها من أهم السباب التي ترقق القلب)َو َيررا قَْو ِم رِإّنير
ف َع لَرْي ُكرْمر َيْو َم رالتَّناِد ( ر آية ، 32كلمة )التناد( في وصف يوم القيامة ليظهر لنا صورة أََخ ار ُ
كيف ينادي الناس بعضهم البعض في هذا الحشر العظيم وفي هذا الموقف الهائل
وحرصه على نجاتهم في هذا الموقفَ) .يو م رتُو لّررون م ْدرِبرِر يرنم ار لَُك مر ّم نر اللِّه ِم ْنر َع ار ِ ص ٍمر رَو َمرنر َ ََ ََْ َ ُ
ض ِلرِل اللّهُ فََم ار لَهُ ِم ْنر َهارٍد ( ر آية .33ثم عاد إلى العقل )َو َيررا قَْو ِم رَم ار ِلي أَْد ُعرورُك ْمر ِإَلى الّنَج ارِة ُي ْ
َو تَرْد ُعرورَنِنيِإَلى الّناِر (ر ر آية ،41ثم عاد للتفويض مرة ثانية بعد أن جادلهم بكل الوسائل
ضإ أَْم ِرإءي ِإَلى اللِّه ِإّن اللَّه َب ِ ص يررٌر س تَرْذ ُكرُرر ورَنَم ار أَُقوُل لَُك ْمر َوأُإفإَّو ُ الممكنة ،فلّم ار فّو ض رأمره إلى ال )فَ َ قِبآِل ِفْررَع ْور َن رُس ورُء ِباْلِع َبرراِد ( ر آية 44جاء الرد من ال تعالى )فََو قَرراهُ اللّهُ َس ّيرَئاِت َم ار َم َكرُرر وارَو َحر ار َ تر ِبَر ّبرري اْلَعَذرارِب ( آية وكذل ك مع موسى صلى ال عليه وبار ك وسلم )َو قَرراَل ُم ورَس ىر ِإّنير ُع ْذر ُ َو َررّبرُك مرّم نر ُك ّلر ُم تَرَك ّبرٍرر ّل ُيْؤ ِمرُنربَِيْو ِم راْلِح َسرارِب ( ر ر آية27
سمّيت السورة بن )غافر( لن ال تعالى ذكر لنا هذا الوصف الجليل الذي هو من صفاته
الحسنى )غافر الذنب وقابل التوب( وكرر ذكر المغفرة في السورة وفي دعوة الرجل المؤمن )وأنا أدعوكم إلى العزيز الغّفار( وهذا كله لنعلم أن ال تعالى رحيم بالعباد وعليهم أن ل
يقنطوا من رحمته لن رحمته سبقت غضبه ورحمته وسعت كل شيء.
101
صلت ،الشورى، الحواميم :ف ّ الزخرف ،الدخان ،الجاثية ،الحقاف صلت : . 41سورة ف ّ
هذه السور الست يطلق عليها اسم الحواميم لنها ابتدأت كلها بر )حم( وقد قيل الكثير
عن الحرف المقطعة في القرآن الكريم ولعل من أبلغ ما قيل أن ال تعالى يتحّد ىر بهذه الحروف العرب أهل اللغة والشعر بأن هذه هي نفس الحروف التي تعرفونها وتنظمون
الشعر البليغ منها وقد أنزل ال بها القرآن المعجز الذي عجزتم عن التيان بعشر سور
أو سورة أو حتى آية واحدة منه .فمع أن الحروف متوفرة هي هي التي أنزل بها القرآن إل أنكم ل يمكنكم أن تأتوا بمثله وكأن القرآن روح لذل ك قال تعالى )وكذل ك أوحينا ل ك
روحًا من أمرنا( والحواميم تشتر ك في محاور كثيرة ولذا جاءت متتابعة الترتيب ،ومن
الملحظ أن سورة البقرة وآل عمران والعنكبوت كلها ابتدأت بر )ألم( وهي مشتركة فيما
بينها بأن البقرة أعطت المنهج وكل آياتها فيها )ألم( وآل عمران أوصت بالثبات على
المنهج وكل آياتها فيها )ألم( والعنكبوت رّك زرت على المجاهدة من أجل تحقيق المنهج فكأنما هذه الحرف المقطعة في أوائل السور هي بمثابة رمز )أو كود( لما يجمعهم.
وتتشترك الحواميم في صفات كثيرة: .1 .2
كلها سور مّك ينة
ص لررتَ ):تنِز يرٌل ّم َنر الّر ْحر َم رِنرالّر ِحر يرِم ( ر آية، 2 كلها افتتحت بقيمة القرآن :سورة ف ّ
ك اللّهُ اْلَعِزريرُزاْلَح ِكريرُم (ر آية ،3سورة كر َو إِارلَرى الِّذ يرَن ِم نر قَْب ِلر َ ك ُيوِح ي ر ِإلَْي َ سورة الشورىَ) :ك َذرِلر َ
الزخرفَ) :وارْلِك تَراِب اْلُم بِريِن (ر ر آية ،2سورة الدخانَ) :وارْلِك تَراِب اْلُم بِريِن (ر ر آية ،2سورة
الجاثيةَ) :تنِز يرُل اْلِك تَراِب ِم َنر اللِّه اْلَعِزريرِزاْلَح ِكريرِم ( ر آية ،2سورة الحقاف) :تَْن ِزريرُلاْلِك تَراِب
.3
ِم َنر اللِّه اْلَعِزريرِزاْلَح ِكريرِم ( ر آية2
ص لررت): كلها ذكرت موسى ودوره في دعوة قومه من بني اسرائيل إلى ال :سورة ف ّ
ت ِم نر ّر ّبر َ ِ ض ير رَبْي َنرهم و إِارّنرهم لَِفير َش ّ كر ف ِفيرِه َو لَرْوَلَك ِلرَم ةٌر َس َبرقَ ْ ب َفاْخ تُرِل َ َو لَرقَْد آتَْي َنرار ُم ورَس ىر اْلِك تَرا َ كلَقُ َ ُ ْ َ ُْ صرى ربِِه ُنوًح ا ر َوارلِّذ ي رأَْو َحرْيرَنرار علَُك مر ّم َنر الّد يرِن َم ار َو ّ ّم ْنرهُر ُم ِرريرٍب ( ر ر آية ، 45سورة الشورىَ) :ش َرر َ صرْيرَنراربِِه ِإْب َرراِه يرَمَو ُمرورَس ىرَوِعر يرَس ىرأَْن َأِقيرُم ورا الّد يرَن َوَل تَتَفَّر قُروا ِفيرِه َك ُبرَر َع لَررى كر َو َمرارَو ّ ِإلَْي َ ب ( ر آية ،13سورة اْلُم ْشرِررِكريرَنَم ار تَْد ُعرورُهْمر ِإلَْي ِهر اللّهُ َيْج تَرِبي ِإلَْي ِهر َم نر َيَش ارء َو َيرْهِد ي رِإلَْي ِهر َم نر ُيِني ُ 102
.4
الزخرفَ) :و لَرقَْد َأْر َسرْلرَناُم ورَس ىر ِبآَياتَِنار ِإَلى ِفْررَع ْور َنور َمرلَرئِِهفََقاَل ِإّني َر ُسرورُلَر ّ براْلَعارلَِم يرَن ( ر آية ،46سورة الدخان) :أَْن َأّد ورا ِإلَّي ِع َبرراَد اللِّه ِإّني لَُك ْمر َر ُسرورٌلأَِم يرٌن ( ر آية ،18سورة الجاثية: )ِم نر َو َرررائِِه ْمرَج هَرّنُم َوَل ُيْغ نِري َع ْنرهُرم ّم ار َك َسرُبروا َش ْيرًئرار َوَل َم ار اتَّخ ُذرورا ِم نر ُد ورِن اللِّه أَْو ِلرَياء َو لَرهُْم ب ب ُم ورَس ىر ِإَم ارًم ار َو َررْحر َم رًَةروَهرَذرارِك تَرا ٌ َع َذرار ٌ ب َع ِظر يرٌم (ر آية ،10سورة الحقافَ) :و ِمرنرقَْب ِلرِه ِك تَرا ُ ىرْلُم ْحر ِس رنِريَن ( ر آية12 ظَلُم ورا َو ُبرْش َرر ِل قرلَّس ارًنار َع َرربِرّيالُّينِذ َر ر الِّذ يرَن َ صر ّد ر ٌ ّم َ ص لررتَ ):و لَرقَْد آتَْي َنرار كلها رّك زنت على الوحدة وحّذ رنت من خطورة الفرقة .سورة ف ّ
ت ِم نر ّر ّبر َ ِ ض ير رَبْي َنرهم و إِارّنرهم لَِفير َش ّ كر ّم ْنرهُر ف ِفيرِه َو لَرْوَلَك ِلرَم ةٌر َس َبرقَ ْ ب َفاْخ تُرِل َ ُم ورَس ىر اْلِك تَرا َ كلَقُ َ ُ ْ َ ُْ ُم ِرريرٍب( آية ، 45سورة الشورىَ) :و َمراراْخ تَ رلَْفتُْم ِفيرِه ِم نر َش ْير ٍء رفَُح ْكرُمرهُرِإَلى اللِّه َذ ِلرُك ُمر اللّهُ َر ّبرير ب ( ر آية ،10سورة الزخرفَ) :و لَرّم ارَج اررء ِع يرَس ىرِباْلَبّيَناِت َقاَل قَْد ِج ْئرتُرُك مر َع لَرْي ِهر تََو ّك رْلر ُ ت َو إِارلَرْي ِهرأُِني ُ ضر الِّذ ي ر تَْخ تَرِلُفوَن ِفيرِه َفاتّقُوا اللَّه َوأَرِط يرُعوِن (ر ر آية ،63سورة الجاثية: ِباْلِح ْكرَمرِةرَوِلَُبّيَن لَُك مر َبْع َ كَيْق ِ ض ير ر )َو آرتَْي َنراُهم َبّيَناٍت ّم َنر اْلَْم ِرر فََم ار اْخ َترَلفُوا ِإّل ِم نر َبْع ِدر َم ار َج اررءُهْم اْلِع ْلرُم َبْغ ًيرار َبْي َنرهُْم ِإّن َر ّبر َ َبْي َنرهُْم َيْو َم راْلِقَيراَم ِةر ِفيرَم ار َك ارُنوا ِفيرِه َيْخ تَرِلُفوَن ( ر آية،17 كلها تحدثت عن انتقال الرسالة من بني اسرائيل إلى أمة محمد صلى ال عليه .5 كر علَُك مر ّم َنر الّد يرِن َم ار َو ّ صرى ربِِه ُنوًح ا ر َوارلِّذ ي رأَْو َحرْيرَنرارِإلَْي َ وبار ك وسلم :.سورة الشورى )َش َرر َ
صرْيرَنراربِِه ِإْب َرراِه يرَمَو ُمرورَس ىرَوِعر يرَس ىرأَْن َأِقيرُم ورا الّد يرَن َوَل تَتَفَّر قُروا ِفيرِه َك ُبرَر َع لَررى اْلُم ْشرِررِكريرَنَم ار َو َمرارَو ّ
ب ( ر آية ،13سورة الجاثية )ثُّم تَْد ُعرورُهْمر ِإلَْي ِهر اللّهُ َيْج تَرِبي ِإلَْي ِهر َم نر َيَش ارء َو َيرْهِد ي رِإلَْي ِهر َم نر ُيِني ُ
َج َعرْلرَناَ ك َع لَررى َش ِرريرَعٍةرّم َنر اْلَْم ِرر َفاتّبِْع هَرا َوَل تَتّبِْع َأْه َورارءالِّذ يرَن َل َيْع لَرُم ورَن ( ر آية ،18سورة
قرلَّس ارًنار َع َرربِرّيالُّينِذ َر ر الِّذ يرَن صر ّدر ٌ ب ُم ورَس ىر ِإَم ارًم ار َو َررْحر َم رًَةروَهرَذرارِك تَرا ٌ الحقاف )َو ِمرنرقَْب ِلرِه ِك تَرا ُ ب ّم َ ىرْلُم ْحر ِس رنِريَن ( ر آية12 ظَلُم ورا َو ُبرْش َرر ِل َ
.6 كلها رّك زرت على أهمية الصفح والمهال :سورة الشورىَ) :ذ ِلر َ ك الِّذ ي ر ُيَبّش ُرر اللّهُ ص ارِلَح ارِت ُقل ّل أَْس أَرلُُك ْمر َع لَرْي ِهر أَْج ًرراِإّل اْلَم َور ّدرةَرِفير اْلقُْر َبرىرَو َمرنر ِع َبرراَد هُر الِّذ يرَن آَم ُنروا َوَعرِمرلُرواال ّ
ّ ِ ص فَرْح َيْقتَِر ْ فرَح َسرَنرةًر ّنِز ْدرلَهُ فيرَها ُح ْسرًنرار ِإّن اللَه َغ فُروٌر َش ُكرورٌر (ر ر آية ،23سورة الزخرفَ) :فا ْ برِإّنُهم ّم ْرر تَرِق ُبروَن( آية َع ْنرهُرْم َو ُقرْل َس َلر ٌم رفَ رَس ْور َ ف رَيْع لَرُم ورَن ( آية ،89سورة الدخانَ) :فاْر تَرِق ْ ِّ ِ ِ ِ ِّ ِّّ يقَْو ًم رارِبما َك ارُنوا ،59سورة الجاثيةُ) :قل للذ يرَن آَم ُنروا َيْغ فرُرر وارللذ يرَن ل َيْر ُجروررنأَّياَم الله لَيْج ِز ر َ ِ ص َبرَرر أُْو لُروا اْلَعْزر ِم رِم َنر الّر ُسرِلرَوَل تَْس تَرْع ِجر ل ر َيْك سر ُبرروَن ( ر آية ،14سورة الحقافَ) :فا ْ ص بِرْر َك َمرار َ ك ِإّل اْلقَْو ُم ر لّهُْم َك أَرّنهُْم َيْو َم رَيَر ْو رَنَرم ار ُيوَع ُدرورَن لَْم َي ْلرَبثُوا ِإّل َس ارَع ًةر ّم نر ّنَهاٍر َبَل ٌ غ رفَرهَْل ُيْهلَ ُ اْلَفاِس قُرروَن ( آية 35
103
الهدف الرئيسي الذ ي يجمع هذه السور الستة هو :أنتم يا أمة محمد مسؤولون عن الرسالة مسؤولية نهائية ولكن هنا ك واجبات ومحاذير ،وهذا الهدف مختلف هن هدف سورة
ص لررة. البقرة لن في سورة البقرة كان الهدف عرض المنهج فقط بدون أية توصيات مف ّ
أما في الحواميم فكل سورة من السورة تأتي لتعرض جانبًا من التوصيات للمنهج وهي
كلها عبارة عن تحذيرات وواجبات يجب أن يراعيها من سيتولى المسؤولية في الرض
على الرسالة وعلى المنهج الذي شّرعهال تعالى للستخلف في الرض.
ص لر بها اليات ووضح فيها الدلئل سورة ف ّ ص لنت :سمّيت بهذا السم لن ال تعالى ف ّ على قدرته ووحدانيته وأقام البراهين القاطعة على وجوده وعظمته وخلقه لهذا الكون
البديع الذي ينطق بجلل ال وعظيم سلطانه .وفيها وعد ال تعالى للبشرية بأن يطلعهم على بعض أسرار هذا الكون في آخر الزمان ليستدلوا على صدق ما أخبر عنه القرآن
وهذا ل يتحقق إل إذا تدّبروا وتفكروا في عظيم خلق ال تعالى في كونه بعد أن أرشدهم إلى آيات الخلق الباهرة في الكون الفسيح.
وبتام الواميم ينتهي أسلو ب المهال والتغيب ،والرق:ة والصفح الذي جاءت به السور الست:ة وبعدها تنتقل السور إل سورة ممد الت هي سورة مواجه:ة شديدة ،بعد أن انتهت فتة المهال ث تأت بعدها سورة الفتح الت فيها تت الواجه:ة بفتح مك:ة وتطيم الشرك ورموزه،.
خلصة الحواميم :إياكم والكبر والفرقة والنخداع بالمظاهر المادية واحرصوا على الشورى حتى تقودوا الرض بما عليها وتطبقوا منهج ال تعالى كما أراده في كونه حتى
تنعموا في الدنيا والخرة.
. 42سورة الشورى ) :هدف السورة :أهمية الشورى والوحدة وخطورة الفرقة(
فمثًل سورة التشور ى :ترّك زر سورة الشورى على واجب من واجبات السمؤولية عن المنهج
أل وهو أهمية الوحدة والحّذ رر من خطورة الفرقة .وأوضح أن الختلف وارد ومن
طبيعة النفس البشرية ونتيجة إختلف الناس وآرائهم لكنه تعالى يوضح ما هو واجب
في حال الختلف أل وهو التحكيم إلى ال تعالى وكتابه )َو َمراراْخ تَ رلَْفتُْم ِفيرِه ِم نر َش ْير ٍء رفَُح ْكرُمرهُر ب ( ر آية ،10ففي الختلف يأمر ال تعالى بأن يرد ِإَلى اللِّه َذ ِلرُك ُمر اللّهُ َر ّبرريَع لَرْي ِهر تََو ّكرْلر ُ ترَو إِارلَرْي ِهرأُِني ُ صرى ربِِه ُنوًح ا ر علَُك مر ّم َنر الّد يرِن َم ار َو ّ المر ل أما في الفرقة فقد عاب على المم السابقة فرقتهم )َش َرر َ 104
صرْيرَنراربِِه ِإْب َرراِه يرَمَو ُمرورَس ىرَوِعر يرَس ىرأَْن َأِقيرُم ورا الّد يرَن َوَل تَتَفَّر قُروا ِفيرِه َك ُبرَر َع لَررى كر َو َمرارَو ّ َوارلِّذ ي رأَْو َحرْي رَنرارِإلَْي َ
ب ( ر آية .13وحتى نتجنب اْلُم ْشرِررِكريرَنَم ار تَْد ُعرورُهْمر ِإلَْي ِهر اللّهُ َيْج تَرِبي ِإلَْي ِهر َم نر َيَش ارء َو َيرْهِد ي رِإلَْي ِهر َم نر ُيِني ُ
ان تحصل أية فرقة يجب أن نأخذ ونطبق مبدأ الشورى وهذا واجب يجب الحرص
عليه ،والشورى تكون في كل أمر ابتداء من تعامل البشر في بيوتهم إلى قضايا الحكم وغيرها .والشورى هي أصل من أصول السلم العظيمة وسياج لحماية المنهج في كل
أمور الحياة لن الخلف حاصل ومتوقع وطبيعي .وعلى هذا المبدأ ولهميته في السلم سمّيت السورة بر )الشورى( فلمنهج الشورى الثر العظيم في حياة الفرد
ص َلر ةََر روأَرْم ُررُهْمرُش ورَرىرَبْي َنرهُْم والمجتمع مصداقًا لقوله تعالىَ) :وارلِّذ يرَناْس تَرَج ارُبوا ِلَر ّبرِه ْمرَوَأرَقاُم ورا ال ّ َو ِم رّمرارَر َز رْقرَناُه ُْمرينِف قُروَن ( ر آية .38
. 43سورة الزخرف ) :هدف السورة :تحذير من النخداع بالمظاهر المادية(
سورة الزخرف :هي سورة المتعلقين بالمظاهر المادية .وفيها تحذير من النخداع
بالمظاهر المادية .لن النخداع بها واعتبارها وسيلة لتقييم المور فيه ضياع للمة
كما ضاعت المم السابقة )لحظ تكرار ذكر الذهب والفضة وبريقها في اليات( لن
المم السابقة انخدعت واعتبرت أن متاع الحياة الدنيا وزخرفها هو النعيم الحقيقي ف َع لَرْي ِهرمر وغاب عنهم أن النعيم الحقيقي إنما هو نعيم الخرة الذي ل ينتهيُ) .ي َ طا ُ
ص َحررار ٍ بِ ِ فّم نر َذ َهرٍبر َوَأرْك َورارٍبَو ِفريرَها َم ار تَْش تَرِه يرِه ا ْ َلنفُُس َو تَرلَّذ اْلَْع ُيرُن َوأَرنتُْم ِفيرَها َخ ارِلُد ورَن ( ر آية،71
فالزخرف الحقيقي ليس زخرف الدنيا الزائل.
وتتحد.ث السورة عن أن مظاهر التكذيب كانت مظاهر مادية )َو َقررالُوا لَْوَل ُنّز َلرَهَذرار اْلقُْرآُن َع لَررى َر ُجر ٍلرّم َنر اْلَقْر َيرتَْي ِنرَع ِظر يرٍم ( ر آية 31في قصة ابراهيم ،و)َو َنرراَد ىرِفْررَع ْور ُِفن رير قَْو ِم رِهرَقاَل َيا قَْو ِم رأَلَْي َسر ك ِم صر ر روَهرِذر ِه راْلَْن هرار تَْج ِررريِم نر تَْح تِرري أَفََل تُْب ِ ِ صر ُرر رورَن* أَْم أََنا َخ ْي رٌرر ّم ْنر َهَذرار الِّذ ي ر ُهَو َم ِهريرٌن َُ لي ُم ْلر ُ ْ َ َ َوَل َيَك ارُد ُيِبيُن * َفلَْوَل أُْلِقَير َع لَرْي ِهر أَْس ِورَررةٌّم نر َذ َهرٍبر أَْو َج اررء َم َعرهُر اْلَم َلر ئِ ررَك ةُرُم ْقرتَِر نِريَن ( ر آية 51إلى 53
في قصة موسى مع فرعون .وآيات السورة ترّك زر على أن الشرف الحقيقي ليس المال فتُرْس أَرُلوَن ( ر آية ،44 ك َو ِلرقَْو ِم ر َ والجاه والمظاهر المادية إنما هو الدين )َو إِارّنرهُ لَِذ ْكرٌررلّ َ كَرو َسرْور َ
)الذكر هنا بمعنى الشرف( وتحدثت اليات عن عيسى لنه رمز الزهد وعدم
105
ضر النخداع بالمظاهر المادية )َو لَرّم ارَج اررء ِع يرَس ىرِباْلَبّيَناِت َقاَل قَْد ِج ْئرتُرُك مر ِباْلِح ْكرَمرِةرَوِلَُبّيَن لَُك مر َبْع َ
الِّذ ي ر تَْخ تَرِلُفوَن ِفيرِه َفاتّقُوا اللَّه َوأَرِط يرُعوِن (ر ر آية 63جاء بالحكمة بدل المظاهر المادية الزائلة. ضرهُرْم ِلَبْع ٍ ضر َع ُدرّور ِإّل السورة كلها تتحد.ث عن خطورة المظاهر المادية )اْلَِخ ّلر ءَير رْو َم رئِرٍذَبْع ُ
اْلُم تّرِقيرَن ( ر آية 67لن سر اختيار الصحبة في الدنيا يتوقف على المظاهر المادية لكن
التقوى والحكمة هما اللتان تبقيان في الخرة فعلينا اختيار الصحبة في الدنيا على أسس
صحيحة من التقوى والحكمة ل ننخدع بالمظاهر المادية الزائفة التي ليس لها وزن ول قيمة في الخرة.
وقد سّيت السورة بذا السم لا فيها من تثيل رائع لتاع الدنيا الزائل بريقها الادع بالزخرف اللمع الذي بنخدع به الكثيون مع أنا ل تساوي عند ال جناح بعوض:ة ،ولذا فالدنيا يعطيها ال تعال للبرار والفّمج ا،ر وينالا الخيار والشرار أما الخرة فل ينحها إل لعباده التقي فالدنيا دار الفناء والخرة دار البقاء.
. 44سورة الدخان ) :هدف السورة :تحذير من النخداع بالسلطة والتمكين(
سورة الدخان :هذه السورة ترّك زر على مظهر آخر من المظاهر المادية أل وهو مظهر
التمكين والسلطة )َو َنرْع َمرٍةرَك ارُنوا ِفيرَها َفاِك ِهريرَن ( ر آية 27وعرضت السورة قصة فرعون وقومه وما حّل بهم من العذاب بسبب الطغيان والجرام وكيف تركوا كل آثارهم وقصورهم
وحدائقهم بسبب ما حّل بهم من ضياع وتشرد بسبب طغيانهم في الرض وعصيانهم لوامر ال بعد أن مّك نرهم ال في الرض فلم يحافظوا على المانة واستكبروا بما
أعطاهم ال تعالى فكان عاقبتهم الهل ك والضياع.
. 45سورة الجاثية ) :هدف السورة :خطورة التك ّبر في الرض(
سورة الجاثية :ترّك زر السورة على خطورة التكبر في الرض لنها ستضّيع الرسالة مصداقًا لحدي.ث الرسول
صلى ال عليه
وسلم )ل يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة
من كبر( فالتكبر محظور وخطر )َيس مرعر آَياِت اللِّه تُْتَلى َع لَرْي ِهر ثُّم ُي ِ ص ّرر رُم ْسرتَرْك بِرًراَك أَرن لّْم َْ ُ ب ّم ِهريرٌن ( ر آية 8و َيْس َمرْعرهَرا فََبّش ْررهُربَِعَذرارٍب أَِليٍم * َو إِارَذرارَع ِلرَم ِم ْنر آَياتَِنار َش ْيرًئرار اتَّخ َذرَهرار ُهُز ًوراأرُْو لَ رئِ َ ك لَهُْم َع َذرار ٌ
106
.9وسمّيت السورة هذا السم للهوال التي يلقاها الناس يوم الحساب حي.ث تجثو
الخلئق على الركب من الفزع في انتظار الحساب.
. 46سورة الحقاف ) :هدف السورة :الستجابة توفيق وهداية من ا لمن أراد أن يسمع(
سورة الحقاف :تأني هذه السورة لتوضح أنه بعد أن عرض القرآن كل ما سبق من
منهج وتوجيهات من المؤكد أنه سيكون هنا ك من سيسمع ومن سيرفض هذا المنهج
وفي السورة تناقضات عجيبة فقد ضرب ال تعالى مثل من استمع للقرآن وهم الجّن ضرُرر وهرَُقالُوا ص َررْفرَنارِإلَْي َ كر َنفًَرا ّم َنر اْلِج ّن رَيْس تَرِم ُعرروَن اْلقُْرآرَنَفلَّم ار َح َ وكيف تفاعلوا معه )َو إِارْذر َ ص تُرروا َفلَّم ار قُ ِ َأن ِ ض َير رَو لّرْو ارِإَلى قَْو ِم رِهرمرّم نرِذ ِر ريرَن* َقالُوا َيا قَْو َم رَنرارِإّنا َس ِمرْعرَنرارِك تَراًبا ُأنِز َلرِم نر َبْع ِدر طِر ير ٍ صر ّدرقًرا لَّم ار َبْي َنر َيَد ْيرِهر َيْهِد ي رِإَلى اْلَح ّ ق ّم ْسرتَرِقيرٍم * َيا قَْو َم رَنرارأَِج يرُبوا ق ر َو إِارلَرى َ ُم ورَس ىر ُم َ ب ر َد ارِع َي ر َد ارِع َي راللِّه َوآرِم ُنروابِِه َيْغ ِفرْرر لَُك مر ّم نر ُذ ُنروبُِك ْمر َو ُيرِج ْر رُكر ّرم ْنر َع َذرارٍب أَِليٍم * َو َم رنرّل ُيِج ْ اللِّه َفلَْي َسر بُِم ْعرِجر ٍز رِفير اْلَْر ِ ض َلر ٍل رّمربِريٍن (ر ر آية29 ضرَو لَرْي َسرلَهُ ِم نر ُد ورنِِه َأوِلَياء أُْو لَ رئِ َ ك ِفير َ ل آخر لب يدعو ابنه ليطيعه والبن يرفض )َوارلِّذ ي رَقاَل لَِوارِلَد ْيرِهر إلى 32وضرب لنا مث ً أُ ّ ك آِم ْنر ِإّن ت اْلقُُر ورُنِم نر قَْب ِلري َوُهرَم ارَيْس تَرِغ يرَثاِن اللَّه َو ْيرلَر َ ف لُّك َمرار أَتَِع َدرارنِِني أَْن أُْخ َررَجَو قَرْد َخ لَر ْ وْعر َدراللِّه َح ّ قر فََيُقوُل َم ار َهَذرار ِإّل أََس ارِط يرُر اْلَّو ِلرريَن ( ر آية 17وكذل ك قصة أخا عاد إذ أنذر َ قومه بالحقاف )وارْذ ُكرررأََخ ار َع ارٍد ِإْذ َأنَذ رر قَو م رهُرِباْلَْح قَررا ِ ت الّنُذ ُرر ِم نر َبْي ِنر َيَد ْيرِهر ف َو قَرْد َخ لَر ْ َ ْ َ ْ َ ب َيْو ٍم رَع ِظر يرٍم ( ر آية .21وخلصة َو ِمرْنرَخ ْلرِفِهر أَّل تَْع ُبرُد ورا ِإّل اللَّه ِإّنير أََخ ار ُ ف َع لَرْي ُكرْمر َع َذرار َ القول أن الستجابة لموامر ال ولمنهجه هو أمر من ال وتوفيق وهداية منه سبحانه
لمن أراد أن يسمع.
وسمّيت السورة بهذا السم لن الحقاف من أرض اليمن هي مساكن عاد الذين أهلكهم ال تعالى بطغيانهم وجبروتهم
107
. 47سورة محمد ) :هدف السورة: إ ّتباع محمدهو مقياس قبول العمال(
سمّيت السورة بر )محمد( تذكي ًار باتباع محمد صلى ال عليه وبار ك وسلم .الذي هو مقياس لقبول العمال.
سورة محمد والفتح والحجرات يجمعها محور واحد وهو الرسول صلى ال عليه وسلم
والسور الثلثة مدنية ولكل منها هدف خاص بها نستعرضه فيما يلي كل سورة على
حدة .ورد في سورة محمد ذكر إحباط العمال وقبولها 12مّرةفي 38آية وهذا لهمية
العمال في حياة المسلم ،وتربط السورة دائمًا مسألة قبول أو إحباط العمال بإطاعة
الرسول صلى ال عليه وسلم واّتباع أوامره وسّنته .كما جاء في السورة ذكر القتال لنه ق على النفس فطاعة امتحان لصدق أتباع الرسول صلى ال عليه وسلم وهو أمر شا ُ الرسول تتمثل في إقبالهم على الجهاد في سبيل ال ,.والحبوط لغة هو انتفاخ بطن
الّد اربة حيت تأكل نوعًا سامًا من الكل ثم تلقى حتفها ،وهذا اللفظ أنسب شيء لوصف
العمال التي يظّن أصحابها أنها رابحة ولكنها تنتهي إلى البوار .طاعة الرسول صلى
ال عليه وبار ك وسلم.وارتباطه بقبول أو إحباط العمال:
ِّ ض ّل ر أَْع َمرارلَهُْم )آية (1 صرّدروراَع نر َس بِريِل اللِّه أَ َ الذ يرَن َك فَرُر وارَو َ ص ارِلَح ارِت َوآرَم ُنروابَِم ار ُنّز َلرَع لَررى ُم َحر ّم رٍدرَوُهَو اْلَح ّ ق ر ِم نر ّر ّبرِه ْمرَك فّرَر َع ْنرهُرْم َس ّيرَئاتِِه ْمر َوارلِّذ يرَنآَم ُنروا َوَعرِمرلُرواال ّ ص لَرَحَبالَهُْم )آية (2 َوأَر ْ ض ّل رأَْع َمرارلَهُْم )آية (8 َوارلِّذ يرَنَك فَرُر وارفَتَْع ًسرار لّهُْم َوأَر َ طر أَْع َمرارلَهُْم )آية (9 ك بِأَّنهُْم َك ِررُهواَم ار َأنَز َلراللّهُ فَأَْح َب ر َ َذ ِلر َ طر أَْع َمرارلَهُْم )آية (28 ضر َورارَن فَهُأَْح َب ر َ ك بِأَّنهُُم اتَّبُعوا َم ار أَْس َخر َ َذ ِلر َ ط راللَّه َو َكرِررُهواِر ْ َو لَرْو َنَش ارء َلََر ْيرَنراَك هُرْمَفَلَع َررْفرتَُهمبِِس يرَم ارُهْم َو َلرتَْع ِررفَرّنهُْمِفير لَْح ِن راْلقَْو ِل رَوارللّهُ َيْع لَرُم أَْع َمرارلَُك ْمر)آية (30 َيا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا َأِط يرُعوا اللَّه َوَأرِط يرُعواالّر ُسرورَلَوَل تُْب ِطر لُروا أَْع َمرارلَُك ْمر )آية (33 فََل تَِه ُنروا َو تَرْد ُعروراِإَلى الّس ْلرِمر َوأَرنتُُم اْلَْع لَرْو َن رَوارللّهُ َم َعرُكرْمر َو لَررن َيتَِر ُكرْمرأَْع َمرارلَُك ْمر)آية (35 ت ُس ورَرةٌّم ْحر َك رَمرةٌرَو ُذرِكرَررِفيرَها تُس ورَرةٌفَِإَذ ار ُأنِز لَر ْ ثم تتوسط السورة آية محورية )َو َيرُقوُل الِّذ يرَن آَم ُنروا لَْوَل ُنّز لَر ْ طاَع ةٌر ظَر اْلَم ْغرِشر ّي رَع لَرْي ِهر ِم َنر اْلَم ْور ِت رفَأَْو لَررى لَهُْم * َ كر َن َ ضرَينظُُر ورَنِإلَْي َ ترالِّذ يرَن ِفير ُقُلوبِِه مر ّم َرر ٌ اْلِقتَراُل َرأَْي َ
ص َد رقُروا اللَّه لََك ارَن َخ ْيرًررالّهُْم (ر آية 20و 21تخبر المسلمين أنه َو قَرْو ٌل رّم ْعرُرر و ر ٌ ففَِإَذ ار َع َزرَمراْلَْم ُرر َفلَْو َ
أولى لهم طاعة الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم .إذا أرادوا قبول أعمالهم لن كل
108
طريق إل طريق محمد فهو ضلل كما قال .وقد قال المام ابن حنبل :نظرت في القرآن فوجدت )أطيعوا الرسول( 33مرة ثم سمعت قوله تعالى )فليحذر الذين يخالفون
عن أمره(.
وختمت السورة بذكر عقاب المؤمنين الذين ل يّتبعون الرسول صلى اله عليه وبار ك وسلمَ) .هارَأنتُْم َهُؤرَل ءتُرْرد َعرْور َن رلُِتنِفقُروا ِفير َس بِريِل اللِّه فَِم نرُك مر ّم نر َيْب َخر ُل رَو َمرنرَيْب َخر ْل رفَِإّنَم ار َيْب َخر ُل رَع نر ّنْفِس ِه رَوارللّهُ اْلَغنِرّي َوأَرنتُُم اْلفُقََراءَو إِارنرتَتََو لّرْو ارَيْس تَرْب ِدر ْل رقَْو ًم رارَغ ْيرَررُكرْمرثُّم َل َيُك ورُنوا أَْم ثَرالَُك ْمر (ر آية 38
الفتح ) هدف السورة: . 48سورة سورة الفتوحات والتج ّليات الربانية(
نزلت هذه السورة الكريمة على الرسول
صلى ال عليه
وسلم بعد عودته من صلح الحديبية
ب إلّي من الدنيا ولّم ار نزلت فرح بها فرحًا شديدًا وقال" :أنزلت علّي الليلة سورة هي أح ّ وما فيها( .وقد كان الصحابة محبطين من منعهم من أداء العمرة ثم عقدوا صلح
الحديبية فكانت فترة الصلح بمثابة الهدنة .ومن عظيم الخطاب القرآني وعظم الرسالة
أن تسّم ىر هذه السورة الفتح مع أنها تتحد.ث عن فترة هدنة وصلح وهذا دليل على أن
السلم يدعو للصلح ول يدعو للحرب كما يتصوره البعض من ضعفاء النفوس ،ولقد
كانت فترة الهدنة هذه من أهّم الفترات في انتشار الرسالة إواسلم العديد من الناس وهي
أكثر فترة ينتشر فيها الدين .ولقد سأل عمر بن الخطاب رضي ال عنه الرسول
صلى ال
عليه وسلم :أفتح هو؟ قال :يا عمر إّنه لفتح .وهي من أكثر السورة التي ذكر فيها الصحابة بخير لنهم لّم ار غضبوا بعد منعهم من العمرة كان غضبهم ل ورسوله وليس ض لر عليهم من رب لنفسهم فكانوا مخلصين في إحساسهم وغضبهم لدينهم فجاء التف ّ
العزة بالمدح والثناء عليهم في هذ السورة الكريمة.
وهذه السورة هي سورة الفتوحات بحق فكل آية فيها تشير إلى نوع من أنواع الفتح نستعرضها فيما يلي:
ك فَتًْح ا ر ّم بِريًنا( آية 1 .1 مفغرة الذنوب )ِإّنا فَتَْح َنرار لَ َ كر .2 ك َو َمرارتَأَّخ َر ر َو ُيرتِّم نِْع َمرتَرهُ َع لَرْي َ ك اللّهُ َم ار تَقَّد َمر ِم نر َذ نربِ َ إتمام النعمة والهداية )ِلَيْغ ِفرَرر لَ َ كر ِ طاّم ْسرتَرِقيرًم ار* ا( آية 2 ص َرررا ً َو َيرْهِد َي ر َ 109
النصر )و َيررنص رر َ ّ ص ًرراَع ِزريرًز ( ر ر آية3 كراللهُ َن ْ َ َُ
.3 .4
إنزال السكينة )ُهَو الِّذ ي ر َأنَز َلرالّس ِكريرَنَة ِفير ُقُلوِب اْلُم ْؤر ِم رنِريَنِلَيْز َد رارُد وراِإيَم ارًنا ّم َعر ِإيَم ارنِِه ْمر
َو ِلرلِّه ُج ُنرروُد الّس َمرارَوارِتَوارْلَْر ِ ضَرو َكرارَناللّهُ َع ِلرريًم ارَح ِكريرًم ار( آية .4نلحظ وردت السكينة 3
مّراتفي السورة
الجّنة )ِلُيْد ِخرَل راْلُم ْؤر ِمرنِرريَنَوارْلُم ْؤر ِم رَنراِتَج ّنرراٍت تَْج ِررريِم نر تَْح تِرَها اْلَْن هَراُر َخ ارِلِد يرَن ِفيرَها .5 ك ِع نرَد اللِّه فَْو ًزرراَع ِظر يرًم ار( آية5 َو ُيرَك فّرَر َع ْنرهُرْم َس ّيرَئاتِِه ْمر َو َكرارَن َذ ِلر َ
.6
كشف المنافقين )و ي رعّذربراْلم نراِف ِقريرن وارْلم نراِف قَراِتوارْلم ْشرِررِكريرنوارْلم ْشرِررَكرارِتال ّ ظاّنيَن ِباللِّه َ ُ َ َ َُ َ َ َُ َ ُ َ ُ
تم ِ ضر َ ّ ظّن الّس ور ِءر رَع لَرْي ِهرمرَد ارئِرةُالّس ور ِءر روَغر ِ صر يررًرا( َ ْ َ بر راللهُ َع لَرْي ِهرْمرَو لَرَعَنرهُْم َوأَرَع ّدرلَهُْم َج هَرّنَم َو َسرارء ْ َ ْ ْ َ آية 6
الرضى عن المؤمنين )لَقَْد ر ِ ت رالّش َجر َررِةفََع ِلرَم .7 ضر َير راللّهُ َع ِنر اْلُم ْؤر ِمرنِرريَنِإْذ ُيَبايُِعوَن َ ك تَْح َ َ َم ار ِفير ُقُلوبِِه ْمر َفَأنَز َلرالّس ِكريرَنَةر َع لَرْي ِهرْمرَوأَرَثاَبهُْم فَتًْح ا ر َقِر يرًبا( آية18 .8 الغنائم )َو َمرَغرارنَِمَك ثِريَرةًَيْأُخ ُذرورَنَها َو َكرارَناللّهُ َع ِزريرًزاَح ِكريرًم ار* َوَعرَدرُكرُمراللّهُ َم َغرارنَِم َك ثِريَرةً س َع نرُك مر و ِلرتَُك ورن آَيًة لّْلم ؤر ِمرنِررينو َيرهِد َيرُك مر ِ تَْأُخ ُذرورَنها فَعّجر َلر لَُك مر َهِذر ِهرو َكر ّ ِ ي رالّنا ِ طا ص َرررا ً َ فرأَْي در َ َ َ ُ ْ ََ ْ ْ ْ َْ َ ّم ْسرتَرِقيرًم ار( آية 19و 20
.9
ِّ صرّدرورُك ْمرَع ِنر اْلَم ْسرِجرِد راْلَح َررراِم طمأنينة القلية المؤمنة في مكة )ُهُم الذ يرَن َك فَرُر وارَو َ
طُؤ ورُهْم تلّْم تَْع َلرُم ورُهْمر َأن تَ َ يرَم ْعرُكرورًفا َأن َيْب لُرَغ َم ِحر لّرهُ َو لَرْوَلِرَجر ارٌلّم ْؤر ِمرُنروَنَو نِرَس ارء ّم ْؤر ِم رَنرا ٌ َوارْلهَْد َ فَتُ ِ ص يررَبُك مرّم ْنرهُرم ّم َعرّررةٌبَِغْيرِرر ِع ْلرٍم ِلُيْد ِخرَل راللّهُ ِفير َر ْحر َم رتِرِهَم نر َيَش ارء لَْو تََز ّيرلُروالََعّذرْبرَنرا الِّذ يرَن َك فَرُر وار ِم ْنرهُرْم َع َذرارًبار أَِليًم ار( آية 25
قر اللّهُ َر ُسرورلَهُالّر ْؤ رَيرارِباْلَح ّ ص َدر َ ق ر لَتَْد ُخرلُررّن اْلَم ْسرِجرَد راْلَح َررراَمِإن َش ارء اللّهُ .10بشرى فتح مكة )لَقَْد َ ك فَتًْح ا ر آِم نِريَن ُم َحر لّرِقيرَن ُر ُؤ رورَس ُكرْمرَو ُمرَقر ّ ص ِررير ََ نل تََخ ارُفوَن فََع ِلرَم َم ار لَْم تَْع َلرُم ورا فََج َع رَلر ِم نر ُد ورِن َذ ِلر َ َقِر يرًبا( آية27
.11إظهار الدين )ُهَو الِّذ ي ر َأْر َسرَلرَر ُسرورلَهُِباْلهَُد ىر َو ِدريرِناْلَح ّ ظِهرَررهَُع لَررى الّد يرِن ُك لّرِه َو َكرفَرى ق رِلُي ْ ِباللِّه َش ِهريرًد ار( آية 28
.12الوعد ،بالفغفرة والنصر العظيم .13أكب عدد دخل السلم بعد صلح الديبي:ة
.14آية الرضوان )لَقَْد ر ِ ت رالّش َجر َررِةفََع ِلرَم َم ار ِفير ضر َير راللّهُ َع ِنر اْلُم ْؤر ِمرنِرريَنِإْذ ُيَبايُِعوَن َ ك تَْح َ َ ُقُلوبِِه ْمر َفَأنَز َلرالّس ِكريرَنَة َع لَرْي ِهرْمرَوأَرَثاَبهُْم فَتًْح ا ر َقِر يرًبا( آية18
110
فلماذا استحق المسلمون هذا الفتح كّله؟ لنهم ببساطة صدقوا ال في العبادة وعلم ال
صدقهم )لَقَْد ر ِ ت ر الّش َجر َررِةفََع ِلرَم َم ار ِفير ُقُلوبِِه ْمر َفَأنَز َلرالّس ِكريرَنَة ضر َير راللّهُ َع ِنر اْلُم ْؤر ِم رنِريَنِإْذ ُيَبايُِعوَن َ كر تَْح َ َ َع لَرْي ِهرْمرَوأَرَثاَبهُْم فَتًْح ا ر َقِر يرًبا( آية18 ثم تأتي اليات تدل على مواصفات الفئة المستحقة للفتحّ) :م َحر ّمرٌدرّر ُسرورُلاللِّه َوارلِّذ يرَنَم َعرهُر س يرَم ارُهْمِفير ضر َورارًنِار ض ًل رّم َنر اللِّه َو ِرر ْ أَِش ّد رارء َع لَررى اْلُك فّراِر ُر َحر َمرارءَبْي َنرهُْم تََراُهْمرُر ّكرًعرارُس ّجر ًدرارَيْب تَرُغوَن فَ ْ ظ ك َم ثَرلُهُْم ِفير التّْو َررراِةَو َمرثَرلُهُْم ِفير ا ِْل نرِج يرِل َك َزر ْر ر ٍأَعْخ َررَجَش ْ طرأَهُ َفآَز َر رهَُفاْس تَرْغ لَر َ ُو ُجر ورِه ِهرمرّم ْنر أَثَِر الّس ُجر ورِد َذ ِلر َ ص ارِلَح ارِت ِم ْنرهُرم ظ بِِه ُمر اْلُك فّراَر َوَعرَدراللّهُ الِّذ يرَن آَم ُنروا َوَعرِمرلُرواال ّ عَيِغ ير َ ب رالّز ّررا ِلَ َفاْس تَرَوى َع لَررى ُس ورِق ِهر ُيْع ِجر ُ
ّم ْغرِفرَررةًَوأَرْج ًرراَع ِظر يرًم ار( آية 29وهذه آية خطيرة لنها أوضحت صفات الرسول
صلى ال عليه
وسلم والذين معه وجمعت لهم الصفات التي لم تكن عند اليهود والنصارى من قبلهم،
جمعت لهم العبادة الخالصة ل )رّك عرًا سّج درًا( مقابل صفات اليهود الماديين الذين لم يتصفوا بالعبادة .وجمعت لهم صفة العمل والجد والنجاح )كزرع أخرج شطأه( بنّية
إغاظة الكّفار وهذه صفات لم تكن عند النصارى الذين كانوا رّبانيين ورهبانا وروحانّيون ولم يكونوا يدعون للعمل ،وكأن صفات المؤمنين الذين يستحقون الفتح من ال هي الصفات التي تجمع بين العبادة والعمل فهم المة الوحيدة التي جمعت هاتين الصفتين
معًا .اليهود كانوا ماديين فقط والنصارى كانوا روحانيين وربانيين فقط.
لفتة :في ختام سورة محمد السابقة ختمت السورة )َو إِارنرتَتََو لّرْو ارَيْس تَرْب ِدر ْل رقَْو ًم رارَغ ْيرَررُكرْمرثُّم َل َيُك ورُنوا أَْم ثَرالَُك ْمر ( وختمت هذه السورة بصفات المؤمنين الذين يطيعون الرسول )ّم َحر ّم رٌدرّر ُسرورُلاللِّه
ضر َورارًنار ض ًل رّم َنر اللِّه َو ِرر ْ َوارلِّذ يرَنَم َعرهُر أَِش ّد رارء َع لَررى اْلُك فّراِر ُر َحر َم رارءَبْي َنرهُْم تََراُهْمُر ّكرًعرارُس ّجر ًدرارَيْب تَرُغوَن فَ ْ ك َم ثَرلُهُْم ِفير التّْو َررراِةَو َمرثَرلُهُْم ِفير ا ِْل نرِج يرِل َك َزر ْر ر ٍأَعْخ َررَجَش ْ ِس يرَم ارُهْمرِفير ُو ُجر ورِه ِهرمرّم ْنر أَثَِر الّس ُجر ورِد َذ ِلر َ طرأَهُ ظ بِِه ُمر اْلُك فّراَر َوَعرَدراللّهُ الِّذ يرَن آَم ُنروا َوَعرِمرلُروا عَيِغ ير َ َفآَز َر رهَُفاْس تَرْغ لَر َ ب رالّز ّررا ِلَ ظ َفاْس تَرَوى َع لَررى ُس ورِق ِهر ُيْع ِجر ُ ص ارِلَح ارِت ِم ْنرهُرم ّم ْغرِفرَررةًَوأَرْج ًرراَع ِظر يرًم ار(. ال ّ
. 49سورة السورة:
الحجرات ) هدف أدب العلقات(
سورة الحجرات هي سورة تتحد.ث عن أدب العلقات والتعامل مع الرسول
صلى ال عليه
وسلم ومع المسلمين والناس عامة .وكأن الهدف من هذه الداب والتوجيهات أنكم يا من
سينّز لرعليكم الفتح تأدبوا بالعلقات مع الرسول
صلى ال عليه
وسلم هذا بالضافة إلى
111
الصفات التي أوردها ال تعالى في سورة الفتح )آية .(29فكأنما أراد ال تعالى أن ل للفتح يجمع لهم صفات العبادة والعمل مع الصفات الخلقية والذوقية حتى يكونوا أه ً
من عند ال تعالى .وقد تضّم نرت السورة العديد من الداب نستعرضها فيما يلي:
.1الدب مع الشرعَ) :يا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا َل تَُقّد ُمرورا َبْي َنر َيَد ِير اللِّه َو َررُسرورِلِهَوارتّقُوا اللَّه ِإّن اللَّه َس ِمريرٌع َع ِلرريٌم (ر آية 1
.2الدب مع النبي صلى ال عليه وبار ك وسلمَ) :.يا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا َل تَْر َفرُعوا
ق رص ورِت رالّنبِّي وَل تَْج ه رر وارلَهُ ِباْلقَو ِل رَك َجر هرِرر َبع ِ ضر ُكررْمرِلَبْع ٍ طر ضر َأن تَْح َب ر َ ْ ْ َأ ْ َُ ْ ص َورارتَُك ْمرفَْو َ َ ْ َ أَْع َمرارلُُك ْمر َوأَرنتُْم َل تَْش ُعرُر ورَن* ِإّن الِّذ يرَن َيُغ ّ ك ص َورارتَهُْمِع نرَد َر ُسرورِلاللِّه أُْو لَ رئِ َ ض ورَن َأ ْ الِّذ يرَن اْم تَرَح َن راللّهُ ُقُلوَبهُْم ِللتّْقَوى لَُهم ّم ْغرِفرَررةٌَوأَرْج ٌر رَع ِظر يرٌم (ر آية 2و 3 ق ربَِنَبٍأر َفتََبّيُنوا َأن تُ ِ ص يررُبوا .3أدب تلّقي الخبارَ) :يا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا ِإن َج اررءُك ْمر َفاِس ٌ ٍ ص ِبرُح وار َع لَررى َم ار فََع ْلرتُْم َناِد ِمريرَن ( ر آية6 قَْو ًم راربَِج هَررالَة َفتُ ْ ص ِلرُح وار َبْي َنر أََخ َورْي رُكرْمرَوارتّقُوا اللَّه .4أدب الخّوة بين المؤمنينِ) :إّنَم ار اْلُم ْؤر ِمرُنرروَنِإْخ َو رةٌرَفَأ ْ لََع لّرُك ْمر تُْر َحرُمرورَن ( ر آية10
طائِفََتاِن ِم َنر اْلُم ْؤر ِم رنِريَناْقتََتلُوا .5أدب الصلح في حال وقوع خلفَ) :و إِارنر َ
تر ِإْح َد رارُهَم ارَع لَررى اْلُْخ َررىرَفَقاتِلُوا الِّتي تَْب ِغر ي ر َح تّررى تَِفيرَء ِإَلى ص ِلرُح وار َبْي َنرهَُم ار فَِإن َبَغ ْ َفَأ ْ ص ِلرُح وار َبْي َنرهَُم ار ِباْلَعْدر ِلر َوَأرْقِس طُرواِإّن اللَّه ُيِح ّ ب ر اْلُم ْقرِس ِط ريرَن ( ر آية أَْم ِرر اللِّه فَِإن َفاء ْ ت َفَأ ْ 9
.6الداب الجتماعية بين المسلمين َ) :يا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا َل َيْس َخرْر رَقوٌم ّم نر قَْو ٍم ر
َع َسرىر َأن َيُك ورُنوا َخ ْيرًرراّم ْنرهُرْم َوَل نَِس ارء ّم نر ّنَس ارء َع َسرىر َأن َيُك ّنر َخ ْيرًرراّم ْنرهُرّن َوَل تَْلِم ُزر وار ك ُهُم ب فَأُْو لَ رئِ َ َأنفَُس ُكرْمر َوَل تََناَبُز وارِباْلَْلَقاِب بِْئ َسر اِل ْس رُمراْلفُُس ور ُ ق َبْع َدر ا ِْل يرَم ارِن َو َمرنرلّْم َيتُ ْ ظّن ِإّن بع ضر ال ّ ظاِلم ورن * يا أَّيها الِّذ يرن آم نروا اج تَرِنبوا َك ثِريراّم نر ال ّ ّ ظّن ِإثٌْم َوَل َْ َ َ َُ ْ ُ ً َ ال ُ َ َ َ ِ ِ ضر ا رأَُيِح ّ ضرُكرمرَبْع ً تََج ّس رُسرورا َوَل َيْغ تَرب ّبْع ُ ب ر أََح ُدرُكرْمرَأن َيْأُك َلر لَْح َم رأَخ يره َم ْيرتًرا َفَك ِررْه تُرُم ورهُ ب ّر ِحر يرٌم (ر آية 11و 12 َوارتّقُوا اللَّه ِإّن اللَّه تَّوا ٌ .7أدب التعامل مع الناس بشكل عامَ) :يا أَّيَها الّناُس ِإّنا َخ لَرْقَناُك مر ّم نر َذ َكرٍرر َوأُرنَثى َو َجر َعرْلرَناُك ْمرُش ُعروًبار َو قَرَبائَِل ِلتََعارَر فُرواِإّن َأْك َررَمرُكرْمرِع نرَد اللِّه أَتَْقاُك ْمر ِإّن اللَّه َع ِلرريٌم َخ بِرريٌر (ر ر آية
. 13وقد تأخر ذكر أدب التعامل مع الناس في السورة وهذا ليرشدنا أنه
قبل أن نتعامل مع الناس بأدب علينا أن نحقق ونكتسب كل الداب
السابقة في التعامل مع رسولنا وفيما بيننا حتى نتمّيز بأخلقنا وآدابنا 112
وحتى نتر ك عند الناس من غير المسلمين النطباع الحسن لن الخلق الحسن قد يفتح من البلد وقلوب العباد ما ل تفتحه الحروب والمعار ك.
وكم من الناس دخلوا في السلم بأخلق المسلمين الفاتحين ل بالسيف.
كر أَْن َأْس َلرُم ورا ُقل ّل تَُم ّنروا َع لَرّي .8أدب التعامل مع اليمان ومع ال تعالىَ) :يُم ّنروَن َع لَرْي َ ِإْس َلر َم ررُكر َمبرِلر اللّهُ َيُم ّنر َع لَرْي ُكرْمر أَْن َهَدرارُك ْمر ِل ْ ِ ص ارِد ِقريرَن ( ر آية17 ل يرَم ارِن ِإن ُك نرتُْم َ
فهذه بالسورة ه ي حقكاً سورة بالدباب بالجتمكاعنْية وْقد سمّنْيت بإ )بالحجربات( لن بال تعكال ى ذكر فنْيهكا حرمة بنْيوت بالنب ي وه ي
بالحجربات بالت ي ككان يسكنهكا أمهكات بالمؤمننْين بالطكاهربات رضوبان بال علنْيه م وهذا لتربطنا بالنبي صلى ال عليه وبار ك وسلم.وفي هذا دللة أيضًا على ارتباط السور الثلثة محمد والفتح والحجرات
بمحور واحد هو )محمد صلى ال عليه وبار ك وسلم (.ففي سورة محمد كان الهدف
إّتباع الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم.وفي سورة الفتح مواصفات أتباعه وفي سورة الحجرات أدب التعامل مع الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم .والمجتمع.
الجزء السابع والعشرين الهدف العام :قضية الختيار
هذا الجزء يشتمل على ثماني سور يجمعهم محور واحد وتتفرد كل منهم بهدف من
أهداف المحور الرئيسي للجزء كّله .بعد أن عرضت الجزاء السابقة في القرآن الكريم
للمنهج يأتي هذا الجزء والذي يخّيرنا ال تعالى بين أمور عدة علينا أن نحسن الختيار حتى نفوز في النهاية .وقد عرضت السور واليات عدة طرق للختيار منها :طريق
إرضاء ال وطريق إغضابه ،وطريق الجنة وطريق النار ،وطرق النعم وطريق النقم،
وطريق الرزق وغيرها والمطلوب من ك أيها المسلم المؤمن أن تحسم أمر ك وتختار بعد أن عرفت عن كل هذه الختيارات ما يعين ك على حسن الختيار .وهذا الجزء كله
يرّك زر على التذكرة بالخرة وفيه اسلوب ترقيق القلوب الذي هو من أنجع الساليب في الدعوة وتطهير القلوب والنفس البشرية .والسور كلها مّك يرة ما عدا سورة الحديد فهي مدنية .وأربع منها ابتدأت بالقسم )ق ،الطور ،النجم ،الذاريات(.
113
ق ) هدف السورة: . 50سورة إختيار طريق الج ّنة أو طريق النار(
السورة مّك ي:،ة وقد بدأت بالقسم بالقرآن الكري الذي يكذ ب به الرمون .وفيها تعرض اليات طريق النار وطريق الن:ة عن طريق حوار ف ي َ ،عِتي ٌد ( ،آي:ة 23إل )يَْ،و َم ،نَُ،قوُ،ل ِلََه نَّ،م َه ِل ،اْم تََ،لِْت َو تَُ،قوُ،ل َه ْلِ ،م ن، اليات بي اللئك:ة وأهل النار والعياذ بال )َو قَ،اَل قَِرينُهُ َه َذ،اَ ،م ا ،لََد ّ ِ ِ ٍ ِ ِ يَ ،غيَْ،ر بَِعيٍد ( ،آي:ة 31إل ) َُلم ّما ،يََش اُ،ؤوَن ِفيَه اَ ،و لََ،د يَْ،نا َمِز،ي ٌد ّمِز،يد ( .30 ،وبينهم ،وبي أهل الن:ة جعلنا ال تعال منهم )َوأُْزلَف ت ،اْلَنّ:ةُ لْلُم تّ،ق َ ( .35ونلحظ بلغ:ة التعبي القرآن ف قوله تعال )يوم نقول لهنم هل امتلت وتقول هل من مزيد( ،وبي قوله تعال )وأزلفت الن:ة للمتقي( فالنار تقول هل من مزيد دليل على سع:ة جهنم وأنا تتسع لكل الرمي والكفار لو ألقوا فيها ،أما الن:ة فقد أدنيت من المؤمني التقي حت تكون برأ ى منهم زيادة ف إكرامهم .فبعد هذا التصوير الدقيق يا تر ى ماذا نتار؟؟
وفي السورة أيضًا عرضت اليات للنوازع الثلثة التي قد تؤّثر على النسان وتؤدي إلى هلكه:
برِإلَْي ِهر ِم ْنر َح ْبرِلراْلَو ِرريرِد ( ر وسوس:ة ،النفس البشري:ةَ) :و لَرقَْد َخ لَرْقَنار ا ِْل نرَس ارَن َو َنرْع لَرُمَم ار تَُو ْسرِورُس ربِِه َنْفُس هُر َو َنرْح ُن رَأْقَر ُ آية 16
ير َع تِريٌد (ر آية 23 وسوس:ة ،الشيطانَ) :و قَرراَل َقِر يرُنهُ َهَذرار َم ار لََد ّ
ب أَْو أَْلَقى الّس ْمرَعر َوُهَو َش ِهريرٌد (ر آية 37 الغفلةِ) :إّن ِفير َذ ِلر َ ك َلِذ ْك رَررىِلرَم نر َك ارَن لَهُ َقْل ٌ
وتختم اليات في هذه السورة بتذكرة الناس بالقرآن الكريم لن فيه التذكرة لمن خاف ت َع لَرْي ِهرمر عذاب ال وأراد أن يّتقيه فينجو بفضل ال تعالى )َنْح ُن رأَْع لَرُم بَِم ار َيُقوُلوَن َو َمرارَأن َ
ف َوِعر يرِد( آية . 45 بَِج ّبرراٍر فََذ ّكرْرر ِباْلقُْرآِنَم نر َيَخ ا ر ُ
. 51سورة الذاريات ) هدف السورة :العطاء والمنع بيد ا تعالى(
هذه السورة مكّية أيضًا وتبدأ يالقسم بالذاريات )َوارلّذ ارِر َيراِتَذ ْرر ًوررار* َفاْلَح ارِم َلر ِتِ رورْقرًرا* َفاْلَج ارِر َيراِتُيْس ًرررا* َفاْلُم قَرّس َمرارِت أَْم ًرررا( آية 1إلى ،4فالذاريات :هي الريح الشديدة التي تفتت
السحاب المحّم لر بالمطر فتمنعه عن النزال ،والحاملت :هي الرياح التي تدفع
السحاب ليتجّم عر وينزل المطر بإذن ال وهذ دليل قدرة ال تعالى أنه مّرةيسّخ رر الريح
لتفرق السحاب ومرة لتجمعه ،الجاريات :هي الفل ك تجري في البحر بدفع الرياح لها
تجلب الرزق للناس ،المقسمات :هي الملئكة التي أمرت أن تقسم أرزاق العباد .فالجأ
إلى ال لنه هو الذي يعطي الرزق أو يمنعه بأمره وقدرته .تتحد.ث اليات كلها عن
114
رزق ال ولهذا جاءت فيها الية المحورية )َو ِفريرالّس َمرارء ِر ْز رقُرُك َْمرو َمرارُتوَع ُدرورَن ( ر آية .22حتى
ورود قصة سيدنا ابراهيم في السورة جاء ليخدم الهدف وهو الرزق فرّك زرت على رزق ال
تعالى له بالغلم بعد سنين طويلة لن الولد هم من رزق ال وعطائه سبحانه ،ثم إكرام
ابراهيم لضيفه )فراغ إلى أهله( دليل الكرم ،ثم جاء لهم بعجل سمين وهذا من باب
الكرم والرزق والعطاء
وتختم اليات بأنه إذا كان العطاء والمنع من ال تعالى ففروا أيها الناس إليه )فَِفّرر وارِإَلى اللِّه ِإّنير لَُك مر ّم ْنرهُر َنِذ يرٌر ّم بِريٌن ( ر آية ،50وتأتي الية محورية في السورة )َم ار أُِر يرُد ِم ْنرهُرم ّم نر ّر ْز ر ٍ قَ رو َمرار أُِر يرُد َأن ُيْطِعر ُمرورِن * ِإّن اللَّه ُهَو الّر ّزراُقُذ ور اْلقُّوِة اْلَم تِريُن ( ر آية 57و 58فالرزق من عند ال وعلينا
الختيار بين من يعطي الرزق ومن ل يمل ك الرزق.
. 52سورة الطور ) هدف السورة: إختيار الج ّنة أو النار(
سورة الطور تبدأ يالقسم بخمسة أمور دليل على أهمية الموضوع وهو أهوال الخرة وما يلقاه الكافرون في ذل ك الموقف الرهيب وأقسمت أن العذاب واقع بالكفار ل محالة ول
يمنعه مانع .والسورة تطرح اختيا ًار جديدًا هو :ماذا نختار؟ عذاب أهل النار أو نعيم
أهل الجّنة؟ تبدأ السورة بوصف جهنم وأهلها )فََو ْيرٌلرَيْو َم رئِرٍذِلْلُم َكرّذربِريَن ( ر آية 11ثم تنتقل إلى وصف الجّنة وأهلها من المتقين )ِإّن اْلُم تّرِقيرَن ِفير َج ّنرراٍت َو َنرِع يرٍم ( ر آية . 17وفي السورة آية
محورية )َوارلِّذ يرَنآَم ُنروا َوارتَّبَعتْرهُْم ُذ ّررّيرتُُهم بِِإيَم ارٍن أَْلَح ْقرَنا بِِه ْمر ُذ ّررّيرتَهُْمَو َمرارأَلَتَْناُهم ّم ْنر َع َمرِلرِه مرّم نر َش ْير ٍء رُك ّلر
اْم ِرر ٍ بر َرِه يرٌن ( ر آية.21 ئبَِم ار َك َسر َ
وقد سمّيت الطور لن ال تعالى بدأ بالقسم بجبل الطور الذي كّلم ال تعالى عليه
موسى وقد نال هذا الجبل من النوار والتجليات اللهية ما جعله مكانًا مشّر فرًاعلى سائر الجبال في الرض.
115
. 53سورة النجم ) هدف السورة: مصادر العلم والمعرفة من ا تعالى( ابتدأت السورة بالقسم بالنجم الذي هوى ويفّس رر المفسرون هوى بمعنى سجد ليتناسب مع جلل الموقف في قصة المعراج ويتناسب مع خواتيم سورة الطور وال أعلم .وهذه
السورة تعرض لنا أن العلوم والمعرفة بال وبخالق الكوان لها طريقان :طريق الظنون والوهام وطريق الوحي الذي جاء به النبي
صلى ال عليه
عندكم من غير طريق الوحي هو الظن والوهم.
وسلم وهو الكلم الصادق وما
ق رَع ِنر اْلهََوى * ِإْن وقد أسهبت اليات في عرض أن الوحي صدق من ال تعالىَ) :و َمرارَينِط ُ ِّ طَغىر( ص ُر رَو َمرار َ بر اْلفَُؤاُد َم ار َرَأى( آية ،11و )َم ار َزا َ ي رُيوَح ىرر( آية 3و ،4و)َم ار َك َذر َ غاْلَب َ ُهَو إل َو ْحر ٌ
آية 17وكلها تؤكد على أن العلم والمعرفة هي من ال تعالى .فإياكم أن يكون في النفس
ش ك أو ريب في صدق هذا الوحي الذي هو من علم ال تعالى إواياكم أن تكونوا كالمم
السابقة فيصيبكم ما أصابهم )ِإْن ِه َير ِإّل أَْس َمرارء َس ّمرْيرتُرُم ورَهارَأنتُْم َوآرَباُؤ ُكرمرّم ار َأنَز َلراللّهُ بَِها ِم نر لنفُُس َو لَرقَْد َج اررءُهم ّم نر ّر ّبرِه ُمراْلهَُد ىر( آية ،23و)َو َمرارلَُهم بِِه طاٍن ِإن َيتّبُِعوَن ِإّل الظّّن َو َمرارتَْهَوى ا ْ َ ُس ْلر َ ِم ْنر ِع ْلرٍم ِإن َيتّبُِعوَن ِإّل الظّّن َو إِارّنرالظّّن َل ُيْغ نِري ِم َنر اْلَح ّ ك َم ْبرلَرُغُهم ّم َنر اْلِع ْلرِمر ق ر َش ْيرًئرا( آية ،28و )َذ ِلر َ ض ّل ر َع نر َس بِريِلِه َوُهَو أَْع لَرُم بَِم ِنر اْه تَرَد ىر( آية 30و )أَِع نرَد هُر ِع ْلرُم اْلَغْيرِبر فَهَُو ِإّن َر ّبر َ كُهَو أَْع لَرُم بَِم نر َ َيَرى( آية.35
وعلينا أن نقارن من أين نستقي العلم والمعرفة عن ال تعالى .فالنجم وهو يهوي أو يسقط هو ظاهرة مادية واضحة ومع وضوحها فكذل ك الوحي الذي نزل على النيي
صادق وواضح والنبي
صلى ال عليه
وسلم ل يضل ول يهوي وهذا دليل وثوق الوحي
والقرآن.
. 54سورة القمر ) هدف السورة: التع ّرف على ا من خلل النقم(
هذه السورة تتحد.ث بمعظم آياتها على نماذج لمن كّذ بر بآيات القرآن وتحمل السورة
طابع التهديد والوعيد والنذار مع صور شّتى من مشاهد العذاب والدمار .وقد تكرر 116
فيها ذكر )فكيف كان عذابي ونذر( وكذل ك )ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مّد كرر(
ض رُع ُيروًنار َفاْلتََقى اْلَم ارء َع لَررى أَْم ٍرر قَْد قُِد َرر ( ر ر آية ،12وقوم عاد وتحدثت عن قوم نوح )َو َفرّج ْررَنرارْلَْر َ صرًرِفرراير َيْو ِم رَنْح ٍ س رّم ْسرتَرِم ّرر ( ر ر آية ،19وقوم ثمود )ِإّنا َأْر َس رْلرَنارَع لَرْي ِهرْمر ص ْر ر َ )ِإّنا َأْر َسرْلرَناَع لَرْي ِهرْمرِر يرًح ا ر َ
ص ْيرَحر ًة روارِح َدرةًرَفَك ارُنوا َك هرِش يرِم اْلم ْحر تَرِظ ِر ر (ر ر آية ،31وقوم لوطِ) :إّنا َأر س رْلرَنارَع لَرْي ِهرمرَح ار ِ ص ًبرراِإّل آَل ُلوٍط ْ َ َ ْ َ ُ َ ّنّج ْيرَنراُهم بَِس َحر ٍر ر (ر ر آية ،34وآل فرعونَ) :ك ّذرُبروا ِبآَياتَِنار ُك لّرَها فَأََخ ْذرَنرراُهْم أَْخ َذ رَع ِزريرٍزّم ْقرتَِد ٍرر (ر ر آية.42
وكلها تتحد.ث عن كيفية غضب ال تعالى لنتعرف عليه من خلل النقم التي لحقت بمن
كّذ بر بهذا القرآن .وقد ختمت السورة بآية بّينت مآل السعداء المتقين لتحافظ على توازن اسلوب القرآن في الترغيب والترهيب )ِإّن اْلُم تّرِقيرَن ِفير َج ّنرراٍت َو َنرهٍَر (ر ر آية54
. 55سورة الرحمن ) هدف السورة :التعرف إلى ا تعالى من خلل النعم(
سورة الرحمن مّك يرة وهي تعرف بر )عروس القرآن( كما ورد في الحي.ث الشريف) :لكل شيء عروس وعروس القرآن سورة الرحمن( .وقد ابتدأت بتعداد نعم ال تعالى على
عباده التي ل تحصى ول تعد وفي طليعتها تعليم القرآن .ثم أسهبت اليات في ذكر
ضرَعارْلِم يرَزاَن ( ر آية ،7و نعم ال تعالى وآلئه في الكون وفي ما خلق فيه )َوارلّس َمرارءَر فَرَعهَراَو َور َ
ب رُذ ور اْلعصر ِ ضرَعرهَراِلْلََناِم ( ر آية ،10و )َوارْلَح ّ ف رَوارلّر ْيرَحر ارُن ( ر آية ،12و )َم َررَجاْلَبْح َر رْيرِنر ضَرو َ )َوارْلَْر َ َ ْ
فراْلُم ْجر ِر رُمرورَنبِِس يرَم ارُهْمرفَُيْؤ َخر ُذ ر َي ْلرتَِقَيراِن (ر ر آية .19ثم عرضت السورة لحال المجرمين )ُيْع َرر ُ
ِبالّنوار ِ ف َم قَراَم َر ّبرِهَج ّنرَتاِن (ر ر آية 46وتكرر ص يرَروارْلَْقَد ارِم ( ر آية 41وحال المتقين السعداء )َو ِلرَم ْنرَخ ار َ َ
فيها ذكر )فبأي آلء ربكما تكذبان( وردت 31مرة في السورة .وقد ورد في الحدي.ث عن
ابن عمران أن رسول ال صلى ال عليه وبار ك وسلم ق أر سورة الرحمن على أصحابه
فسكتوا فقال :ما لي أسمع الجّن أحسن جوابًا لربها منكم؟ ما أتيت على قول ال تعالى
)قبأي آلء ربكما تكذبان( إل قالوا :ل بشيء من نعم ك نكذب فل ك الحمد .فكيف نختار بعد
أن تعّر فرناعلى كل هذه النعم من ال تبار ك وتعالى؟
وهذ السورة هي أول سورة في القرآن موجهة إلى الجّن والنس معًا وفيها خطاب مباشر
ي آَل ء رَرر ّبرُك َمرارتَُك ّذرَبراِن * َيا َم ْعرَشرَرراْلِج ّن ر َوار ِْل ن ر ِ طْع تُرْم َأن غلَُك ْمر أَّيَها الثّقََل ِن ر ر* فَبِأَ ّ سِإِن اْس تَر َ للجن )َس َنرْفُر ُ طاِر الّس َمرارَوارِتَوارْلَْر ِ طاٍن (ر ر آية 31إلى .33 ضَرفانفُُذ ورا َل َتنفُُذ ورَن ِإّل بُِس ْلر َ َتنفُُذ ورا ِم ْنر أَْق َ 117
وختمت السورة بتمجيد ال تعالى والثناء عليه لن النعم تستحق الثناء على المنعم وهو كرِذ ي ر اْلَج َلر ِل ر ر كراْس ُمر َر ّبر َ أنسب ختام لسورة سمّيت باسم من أسماء ال الحسنى )تََباَر َ
َوار ِْل ْك رَرراِ(م آية 78وهذا الختام يتناسب مع البداية في أروع صور البيان.
. 56سورة الواقعة ) هدف السورة :الختيار بين نماذج ثلثة(
سورة الواقعة مّك يرة وهي تشتمل على أحوال يوم القيامة وترّك زر على انقسام الناس إلى
ِ ب اْلَم ْيرَمرَنرِة (ر آية ،8أصحاب ص َح رار ُ ص َح رار ُ ب اْلَم ْيرَمرَنرة َم ار أَ ْ ثل.ث طوائف )أصحاب اليمين )فَأَ ْ
ِ ب اْلَم ْشرأَرَم ِةر(ر آية ، 9والسابقون )َوارلّس اربُِقوَن الّس اربُِقوَن ( ر آية ص َح رار ُ ص َح رار ُ باْلَم ْشرأَرَم ةرَم ار أَ ْ الشمال )َوأَر ْ
( 10وتحدثت السورة عن مآل كل من هذه الطوائف وما أعده ال تعالى لهم من الجزاء
العادل .وتحدثت السورة عن دلئل قدرة ال تعالى في الكون )أَفََرأَْي تُرم ّم ار تُْم ُنرروَن ( ر آية 58و )أَفََرأَْي تُرم ّم ار تَْح ُر رثُروَن ( ر آية ، 63و )أَفََرأَْي تُرُم اْلَم ارء الِّذ ي ر تَْش َررُبرروَن ( رآية ،68و)أَفََرأَْي تُرُمالّناَر الِّتي
ُتوُر ورَن ( ر آية 71لتجيب عن سؤال :من مال ك الكون غير ال تعالى؟ ثم تتحد.ث عن لحظات خروج الروح وحال كل من الطوائف الثل.ث في هذا الموقف ثم تنتقل إلى
ِ ِ ص َح رارِب التذكير بعاقبة كل منهم )فَأَّم ار ِإن َك ارَن م َنر اْلُم َقرّر بِريَن ( ر آية 88و)َوأَرّم ارِإن َك ارَن م َنر أَ ْ اْلَيِم يرِن (ر ر 90و )َوأَرّم ارِإن َك ارَن ِم َنر اْلُم َكرّذربِريَن ال ّ ض ارّليَن ( ر آية.92
فكأنما السورة ابتدأت بذكر الطوائف الثل.ث ثم عرضت لقدرة ال تعالى في الكون وبأنه
مال ك الكون كله في الوسط ثم اختتمت بذكر الطوائف الثل.ث وعاقبتهم في الخرة.
وختمت السورة )فََس ّبرْح ِباْس ِمر َر ّبرَ كراْلَعِظر يرِم ( آية 96تسبيح ل تعالى العظيم لتمّهد لبداية سورة الحديد.
. 57سورة الحديد ) هدف السورة: التوازن بين المادية والروحانية(
السورة مدنية وهي تدل في آياتها على أنه علينا التوازن بين المادية والروحانية وتحدثت
السورة عن نوعين من الناس :الماديين الذي أخذتهم الحياة وخاطبهم ال تعالى) :أَلَْم َيْأِن
ِللِّذ يرَن آَم ُنروا َأن تَْخ َش رَعر ُقُلوُبهُْم ِلِذ ْكرِرراللِّه َو َمرارَنَز َلرِم َنر اْلَح ّ ب ِم نر قَْب ُلر ق رَوَل َيُك ورُنوا َك ارلِّذ يرَن ُأوتُوا اْلِك تَرا َ طاَل َع لَرْي ِهرُمراْلََم ُدر فَقََس ْتر ُقُلوُبهُْم َو َكرثِريٌرّم ْنرهُرْم َفاِس قُرروَن ( ر آية ،16وتكلمت أن الذين عاشوا في فَ َ
118
ِ ِ روحانية مطلقة وخاطبهم ال تعالى) :ثُّم قَفّْي َنرا َع لَررى آَثاِرِه مرِبُر ُسرلرَنارَو قَرفّْي َنراربِع يرَس ىر اْب ِنر َم ْرر َيرَمرَو آرتَْي َنراهُ ا ِْل نرِج يرَل َو َجر َعرْلرَنارِفير ُقُلوِب الِّذ يرَن اتَّبُعوهُ َرْأفًَةَو َررْحر َم ر ًَةرو َررْه َبرانِّي اًةْب تَرَد ُعرورَه ار َم ار َك تَرْب َنراَه ار َع لَرْي ِهرْمرِإّل اْب تِرَغارء ضر َورارِناللِّه فََم ار َرَع ْورَهرارَح ّ ق ر ِرَع ارَيتَِهاَفآتَْي َنرار الِّذ يرَن آَم ُنروا ِم ْنرهُرْم أَْج َررُهْمَو َكرثِريٌر ّم ْنرهُرْم َفاِس قُرروَن ( ر آية،27 ِر ْ
والنموذجين لم يستطيعوا أن يكملوا حمل الرسالة والمنهج .وجاءت الية بعد خطاب
ض رَبْع َدر َم ْور تِرَهاقَْد َبّيّنا لَُك ُمر اْل َي رارِتلََع لّرُك ْمر تَْع ِقرلُروَن ( ر آية 17أن ال الماديين )اْع َلرُم ورا أَّن اللَّه ُيْح يِرري اْلَْر َ
الذي يحيي الرض بعد موتها فال تعالى القادر على إحياء الرض بعد موتها قادر على أن يحيي القلوب في الصدور.
فالسورة تقول مخاطبة أمة محمد :أنتم ل ماديين كبني إسرائيل ول متفرغين للروحانية
كالنصارى إنما أنتم متوازنين بين الثنين.
وفي السورة آية محورية هي من أهم آيات السورة )لَقَْد َأْر َسرْلرَناُر ُسرلَرَنارِباْلَبّيَناِت َوَأرنَز ْلرَنارَم َعرهُرُم ب َوارْلِم يرَزا َِلنَيُقوَم الّناُس ِباْلِقْسرِطر َوَأرنَز ْلرَن ارْلَح ِدريرَد ِفيرِه َبْأٌسر َش ِدر يرٌد َو َمرَنراِف ُعرِللّنا ِ س َو ِلرَيْع لَرَماللّهُ َم نر اْلِك تَرا َ
ص ُررهَُو ُررُسرلَرهُِباْلَغْيرِبر ِإّن اللَّه َقِوّي َع ِزريرٌز (ر ر آية) 25لقد أرسلنا رسلنا بالبينات( :تدل على َين ُ
الروحانية ،و)أنزلنا الحديد( :تدل على المادّية .وعليها سمّيت السورة) :الحديد( وفي قوله
)وليعلم ال من ينصره( إشارة إلى استعمال الحديد في الصناعات وعدة الحروب والغواصات والمدافع والسيوف والرماح .فيا أمة محمد
صلى ال عليه
وسلم يا أمة الحديد
وأمة اليمان وازنوا لن الكون كله متوازن ولذا بدأت السورة بعرض كل المتضادات في الكون وكل شيء متوازن بأمر ال تعالى فهل يعقل أن تكون أمة سورة الحديد ليس لديها تكنولوجيا؟ فعلينا أن نهتم بالصناعات التي فيها قوة النسان في السلم وفي الحرب
وعّد تره في البنيان والعمران.
119
الجزء الثامن والعشرون ) السور : ف ،الجمعة، المجادلة ،الحشر ،الص ّ الممتحنة ،التغابن ،الطلق ،التحريم( هدف الجزء :النتماء للسلم والتبرأ من المشركين والكفر
كل السور في الجزء الثامن والعشرون تهدف إلى الدعوة للنتماء لللسلم والتب أر من الكفر ومن المشركين فل بد يا من أيقنت وآمنت بالقرآن أن تكون في حالة وحدة مع
المؤمنين والنتماء هذا يبدأ بالسرة التي يجب أن تكون متماسكة وموّح دررة .يجب أن تشعر أن كيان ك كّله مرتبط بهذا الدين فولئ ك وانتمائ ك ومناصرت ك كّله للمؤمنين وتتب أر
من كل شخص ل ينتمي لهذا الدين .وقد سبقت لسور القرآن أن عرضت على المسلمين
المنهج ثم جاءت السور تؤكد أدوات المؤمن لحمل المنهج ثم جاء الختيار في الجزء السابق والن هذه السور تؤكد أنه ل بد من الحساس النتماء فل يكفي للمسلم أن
يؤدي عباداته كالصلة والزكاة .ونستعرض السورة كل على حدة فكل منها تخدم جانبًا
ف ،ر من جوانب الهدف الرئيسي للجزء فالسور الربعة الولى )المجادلة ،الحشر ،الص ّ الجمعة( كلها تدعو للجتماع والوحدة والنتماء ودليل هذا النتماء هو ترابط المؤمنين ووحدتهم .ثم تأتي سورة الممتحنة التي فيها امتحان ايمان المسلم وتعطي نماذج عن
أناس امتحنوا في إيمانهم وثم سورة المنافقين لن أكثر ما يضّيع وحدة الصف عند المسلمين والنتماء لدينهم هو النفاق والمنافقين .ثم تأتي مجموعة السور الخيرة
)التغابن ،الطلق ،التحريم( كلها ترّك زر على الشواغل التي تمنع من النتماء كالولد
والذرية والبيوت:
. 58سورة المجادلة
صلن الولء للمؤمنين وال ننتماء للدين والتب أر من المعادين للدين( .وقضية السرة مهمة )تف ّ
للغاية لن ترابط المجتمع يبدأ من ترابط السرة .وكأن هذه السورة هي مفتاح باقي
السور في الجزء ففيها موضوع النتماء والتبرأ ،وباقي السور تأتي لتشرح هذا المبدأ.
120
ك ِفير َز ْو رِجرهَرَراو تَرْش تَرِك يرِإَلى اللِّه َوارللّهُ َيْس َمرُعرتََح ارُو َررُكرَمرِإارّن تبدأ السورة )قَْد َس ِمرَعر اللّهُ قَْو َل رالِّتي تَُج ارِد لُر َ
اللَّه س ِمريرع َب ِ ص يررٌر (ر ر آية 1بقضية السرة من حادثة خولة بنت ثعلبة التي ظاهر منها زوجها َ ٌ
وجاءت تشتكي إلى النبي حتى أنزل ال تعالى الوحي بهذه السورة وفّرجكربتها وأنز ك
كّفارة الظهار .وهذا يدل على كرامة المرأة في السلم والحرص على حقها .والمرأة عندما تتيقن أن هذا الدين ينصفها ويعطيها حقها تربي أسرتها على مبادىء هذا الدين وعلى الوحدة .ومن اللفت أن هذا الجزء ) (28إبتدأ بقصة امرأة وانتهى بذكر نماذج
نسائية في آخر سورة التحريم )امرأة فرعون ومريم بنت عمران( .تمامًا كما جاءت سورة
كاملة باسم النساء وهذا حجة ودليل على من يّد عرون أن السلم أبخس المرأة حقها في
المجتمع.
ثم تأتي اليات في ختام السورة تبين الفرق بين من يتبع حزب الشيطان ومن يكون في
طراِن ب رالّش ْير َ ب رالّش ْير َ حزب ال )اْس تَرْح َو رَذ رَع لَرْي ِهرُمرالّش ْير َ طراُن فََأنَس ارُهْم ِذ ْك رَرراللِّه أُْو لَ رئِ َ طراِن أََل ِإّن ِح ْزر َ ك ِح ْزر ُ
ُهُم اْلَخ ارِس ُر رورَن ( ر آية 19و )َل تَِج ُد ر قَْو ًم رارُيْؤ ِم رُنروَنِباللِّه َوارْلَيْو ِمارْل ِخ ررِرُريَوارّد ورَنَم ْنر َح ارّد اللَّه َو َررُسرورلَهَُو لَرْو ب ِفير ُقُلوبِِه ُمر ا ِْل يرَم ارَن َوأَرّيَد ُهرمربُِر ورٍح ّم ْنرهُر َك ارُنوا آَباءُهْم أَْو أَْب َنراءُهْمر أَْو ِإْخ َورارَنهُْمأَْو َع ِشر يرَر تَرهُْمأُْو لَ رئِ َ ك َك تَر َ و ُيرْد ِخرلُرهمَج ّنرراٍت تَْج ِررريِم نر تَْح تِ رها اْلَْن هرار َخ ارِلِد يرن ِفيرها ر ِ ب راللِّه ضروارَع ْنرهُر أُْو لَ رئِ َ ك ِح ْزر ُ ضر َير راللّهُ َع ْنرهُرْم َو َرر ُ َ َ َ َُ َ ُْ َ
أََل ِإّن ِح ْزرَب راللِّه ُهُم اْلُم ْفرِلرُح ورَن ( آية .22وفي الختام آية مهمة تبّين حقيقة الحب في ال
والبغض في ال الذي هو أصل اليمان ول بد في اكتمال الدين من معاداة أعداء ال، فالمنتمي لهذ الدين ل يمكن أن يواّد من حارب ال ورسوله أبدا.
. 59سورة الحشر
في هذه السورة معاني عجيبة فهي تتكلم عن يهود بني النضير وكيف أجلهم النبي صلى ال عليه
وسلم من المدينة وكيف وقف المنافقون في صف اليهود وحاولوا مساعدتهم
بالوعود فقط لكنهم لم يعاونوهم حقيقية أبدًا لنهم كما عهدناهم ل يوفون بالعهود
ويقولون ما ل يفعلون) .أَلَْم َتر ِإَلى الِّذ يرَن َناَفقُوا َيُقوُلوَن ِِل ْخ رَورارنِِه ُمارلِّذ يرَن َك فَرُر وارِم ْنر أَْه ِلر اْلِك تَراِب لَئِْن ِ ِ ص َررّنرُك ْمرَوارللّهُ َيْش هَرُد ِإّنهُْم لََك ارِذ ُبرروَن ( ر آية أُْخ ِررْجر تُرْملََنْخ ُر رَجر ّنَرم َعرُكرْمر َوَل ُنط يرُع فيرُك ْمر أََح ًدرار أََبًد ار َو إِارنرُقوتِْلتُْم لََنن ُ ِ ِ ِ ص ُرر ورُهْملَُيَو لّررّن اْلَْد َبراَر ثُّم َل ص ُرر ورَنهُْمَو لَرئن ّن َ 11و )لَئْن أُْخ ِر رُجر وارَل َيْخ ُر رُجر ورَنَم َعرهُرْم َو لَرئن ُقوِتلُوا َل َين ُ ص ُر ر ورَن ( ر آية .12فالسورة تبرز نوعين من الناس المنتمي للسلم والمتبرأ. ُين َ
121
وتعطي السورة نموذجًا ثانيًا عندما يتخلى الشيطان عن أتباعه من أهل الكفر )َك َمرثَرِل طراِن ِإْذ َقاَل ِل ْ ِ ف اللَّه َر ّ بر الّش ْير َ ل نرَس ارِن اْك فُرْر َفلَّم ار َك فَرَر َقاَل ِإّني َبِريٌءّم نر َ ك ِإّنير أََخ ار ُ ك ج َزرراءال ّ ظاِلِم يرَن ( ر آية 16و اْلَعارلَِم يرَن * فََك ارَن َع ارِقَبرتَرهَُم ار أَّنهَُم ار ِفير الّناِر َخ ارِلَد ْيرِنرِفيرَها َو َذرِلر َ َ .17ثم وصفت اليات في السوة أصناف أهل اليمان على مّر الجيال فهم واحد من
أصناف ثلثة :منتمين للسلم )ِلْلفُقََراءاْلُم هَراِج ِرريرَنالِّذ يرَن أُْخ ِر رُجر وارِم نر ِد يرراِرِه ْمرَوَأرْم َورارِلِه َْميرْب تَرُغوَن ص ارِد قُرروَن ( ر آية ،8النصار )َوارلِّذ يرَن ك ُهُم ال ّ ص ُرر ورَناللَّه َو َررُسرورلَهُأُْو لَ رئِ َ ض ًل رّم َنر اللِّه َو ِرر ْ فَ ْ ضر َورارًنَوارَيررن ُ
ِ ِ ِ ِ ص ُدرورِرِه ْمرَح ارَج ةًرّم ّمرار ُأوتُوا تََبّو ُؤروراالّد ارَر َوار ِْل يرَم ارَنم نر قَْب لرِه ْمر ُيح ّبرروَن َم ْنر َهارَج َر رِإلَْي ِهرْمر َوَل َيِج ُدرورَن فير ُ ِ ك ُهُم اْلُم ْفرِلرُح ورَن ( ر آية ،9أو ق ُش ّحر َنْفِس ِه رفَأُْو لَ رئِ َ ص ةٌرَو َمرنرُيو َ صرا ر َ َو ُيرْؤ ثِرُر ورَنَع لَررى َأنفُس ِه رْمرَو لَرْو َك ارَن بِِه ْمر َخ َ الجيال المتعاقبة )َوارلِّذ يرَنَج ارُؤ وراِم نر َبْع ِدر ِه رْمرَيُقوُلوَن َر ّبرَناراْغ ِفرْرر لََنا َوِِل ْخ رَورارنَِناارلِّذ يرَن َس َبرُقوَنار ِبا ِْل يرَم ارِن َوَل فّر ِحر يرٌم (ر آية10 تَْج َع رْلر ِفير ُقُلوبَِنار ِغ ّل رلّلِّذ يرَن آَم ُنروا َر ّبرَنارِإّن َ ك َر ُؤ رور ٌ
وقد وعظت السورة المؤمنين بتذكر يوم الحتشر ذل ك اليوم الرهيب الذي ل ينفع فيه حسب ول
نسب وبّينت الفراق بين أهل الجنة وأهل النار ومصيرهم في الخرة.
وفي السورة آية هي من أجمل اليات وتصّو ررلنا عظمة هذا القرآن )لَْو َأنَز ْلرَنارَهَذرار اْلقُْرآَن ِ ّ ض ِر رُبرَهاِللّنا ِ س لََع لّرهُْم َيتَفَّك ُرر ورَن ( ر آية ص ّد رًعرارّم ْنر َخ ْشرَيرِة اللِّه َو تِرْل َ كراْلَْم ثَراُل َن ْ َع لَررى َج َبرٍلر لَرأَْي تَرهَُخ ارش ًعرارّم تَر َ
21ووجود هذه الية في موقعها في السورة إثبات لليهود الذين ظنوا أن حصونهم
مانعتهم من ال فإذا كان الجبل الصلب العظيم يخشع إذا أنزل عليه القرآن فكيف
بالحصون والقلع؟ ومن أشّد الجبل العظيم أم القلع والحصون؟ فل ناصر ول معين
إل ال تعالى .وقد ختمت السورة بآيات )ُهَو اللّهُ الِّذ ي ر َل ِإلََه ِإّل ُهَو َع ارِلُم اْلَغْيرِبر َوارلّش هَراَد ِةرُهَو ك اْلقُّد ورُس الّس َلر ُمار رْلُم ْؤر ِمرُنراْلُم هَرْي ِمرُنراْلَعِزريرُزاْلَج ّبرراُر الّر ْحر َم رُنرالّر ِحر يرُم * ُهَو اللّهُ الِّذ ي ر َل ِإلََه ِإّل ُهَو اْلَم ِلر ُ اْلُم تَرَك ّبرُر ُس ْبرَحر ارَن اللِّه َع ّمرار ُيْش ِررُكرورَن * ُهَو اللّهُ اْلَخ ارِل ُ صر ّو رُررلَهُ اْلَْس َمرارء اْلُح ْسرَنرىرُيَس ّبرُح لَهُ ق اْلَباِرئُاْلُم َ َم ار ِفير الّس َمرارَوارِتَوارْلَْر ِ ضَروُهرَو اْلَعِزريرُزاْلَح ِكريرُم ( آية .24 ،23 ،22اشتملت على العديد من
أسماء ال الحسنى وهي كلها أسماء تدل على العظمة والقوة ،فكيف أيها المؤمن ل
تنتمي ل الذي هذه بعض من صفاته والذي له السماء الحسنى سبحانه؟! ول ننسى أن السورة ابتدأت ايضًا بتنزيه ال وتمجيده فالكون كله وما فيه من متناقضات إوانسان وحيوان ونبات وجماد كله شاهد على وحدانية ال وقدرته ناطق بعظمته وسلطانه سبحانه )َس ّبرَح ِللِّه َم ار ِفير الّس َمراروارِتو َمرارِفير اْلَْر ِ ض رَوُهرَوراْلَع ِزريرُزاْلَح ِك ريرُم (ر .آية .1 َ َ
122
. 60سورة الممتحنة
ابتدأت السورة )َيا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا َل تَتِّخ ُذرورا َع ُدرّوريَوَعرُدرّور ُكرْأَمرْو ِلرَياء تُْلُقوَن ِإلَْي ِهرمر ِباْلَم َور ّدرِةرَو قَرْد َك فَرُر وار
بَِم ار َج اررءُك مر ّم َنر اْلَح ّ ق ر ُيْخ ِررُجر ورَنالّر ُسرورَلَو إِارّيراُك ْمرَأن تُْؤ ِم رُنروا ِباللِّه َر ّبرُك ْمرِإن ُك نرتُْم َخ َررْجر تُرْمِج هَرراًد ار ِفير َس بِريِلي ض ّل ر ضرارِتيتُِس ّر رورَنِإلَْي ِهرمر ِباْلَم َور ّدرِةرَوأَرَنارأَْع لَرُم بَِم ار أَْخ فَرْي تُرْم َو َمرارأَْع لَررنتُْم َو َمرنرَيْفَع ْلرهُر ِم نرُك ْمر فَقَْد َ َوارْب تِرَغ ارءَم ْرر َ َس َورارءالّس بِريِل (ر ر آية 1بالدللة على النتماء ويجب أن ننتبه أن السلم ل يدعو إلى عدم
التعامل مع غير المسلمين إوانما النهي يكون عن الذين يقاتلون المسلمين ويؤذونهم )َل َيْن هَراُك ُمر اللّهُ َع ِنر الِّذ يرَن لَْم ُيَقاتُِلوُك ْمر ِفير الّد يرِن َو لَرْم ُيْخ ِررُجر ورُك مرّم نر ِد َيرراِر ُكرْمرَأن تََبّر ورُهْمَو تُرْقِس طُرواِإلَْي ِهرْمر ِإّن اللَّه ُيِح ّ ب ر اْلُم ْقرِس ِط ريرَن* ِإّنَم ار َيْن هَراُك ُمر اللّهُ َع ِنر الِّذ يرَن َقاتَُلوُك ْمر ِفير الّد يرِن َوأَرْخ َر رُجر ورُك ّمرنر ِد َيرراِر ُكرْمرَو ظَرراَه ُرر وارَع لَررى ك هم ال ّ ِ ّ ّ ِ ِ ظاِلُم ورَن ( ر آية 8و .9ويجب أن يكون هنا ك توازن إْخ َرراج ُك رَْمرأن تََو لرْو ُهرْمرَو َمرنرَيتََو ل رهُْم فَأُْو لَ رئ َ ُ ُ
بين عدم اّتخاذ العداء أولياء وبين القسط والبر بالذين لم يقاتلوا المسلمين .وهذه السورة
ك َع لَررى َأن ّل ُيْش ِررْكرَنرِباللِّه َش ْيرًئرار َوَل تُيَبايِْع َنر َ هي سورة المتحانات )َيا أَّيَها الّنبِّي ِإَذ ار َج اررء َ ك اْلُم ْؤر ِمرَنررا ُ َيس ِررْقرنوَل َيْز نِررينوَل َيْقتُْلنر أَوَل َد ررُهرّنوَل َيْأِتين بُِبهَتاٍن َيْفتَِر يرَنهَُبْي نر أَْي ِدر يرِه ّنروأَرر ُجرِلرِه ّنروَل َيع ِ كرِفير صر يررَن َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ ََ ْ ََ م عررر و ر ٍ ففََبايِْع هُرّن َوارْس تَرْغ ِفرْررلَهُّن اللَّه ِإّن اللَّه َغ فُروٌر ّر ِحر يرٌم (ر آية 12وفيها امتحانات أربعة :أولها َ ُْ
نموذج امُتحن فأخطأ وهي حادثة حاتم بن أبي بلتعة الذي كتب إلى أهل مكة يخبرهم بأن الرسول يتجهز لفتح مكة وأنه يريد غزوهم وذل ك لنه كان له قرابات في مكة أراد أن يحميهم فنزل الوحي على الرسول وأخبره بذل ك فعفا عنه الرسول لنه كان ممن شهدوا
ر ونزلت الية آية .1والختبار الثاني إختبار سيدنا ابراهيم الذي امُتحن فنجح )قَْد بد ًا ت لَُك ْمر أُْس َورةٌرَح َسرَنرةٌر ِفير ِإْب َرراِه يرَمَوارلِّذ يرَنَم َعرهُر ِإْذ َقالُوا ِلقَْو ِم رِهرْمرِإّنا ُبَراءِم نرُك ْمر َو ِمرّمرارتَْع ُبرُد ورَن ِم نر ُد ورِن اللِّه َك ارَن ْ ضر اررءأََبًد ار َح تّررى تُْؤ ِم رُنروا ِباللِّه َو ْحر َد رهُرِإّل قَْو َل رِإْب َرراِه يرَمِلَِبيِه َك َفرْر َنراربُِك ْمر َو َبرَد ارَبْي َنرَنار َو َبرْي َنرُك ُمراْلَعَدرارَو ةُرَوارْلَبْغ َ كراْلم ِ صر يررُر (ر ر آية، 4 كر تََو ّكرْلرَنارَو إِارلَرْي َ ك ِم َنر اللِّه ِم نر َش ْير ٍء رّر ّبرَنارَع لَرْي َ ك لَ َ ك َو َمرارأَْم ِلر ُ َلَْس تَرْغ ِفرَرر ّنرلَ َ كرأََنْب َنرار َو إِارلَرْي َ َ والثال.ث إمتحان العدل في معاملة غير المسلمين آية 8و ،9وآخرها امتحان المبايعة للنساء آية .12
وعلى المسلم أن يأخذ العبر ويستعد لمتحانه فماذا يفعل عندما يكون المتحان هو النتماء للسلم؟.
. 61سورة الص ّ ف
ص في سبيل ال وفيها آيات تدل على المزيد من من اسمها فيها دعوة للص ّ ف والوحدة والت ار ّ ِِ ِ ِ النتماء )ِإّن اللَّه ُيِح ّ ِّ ص (ر ر رآية،4 صرور ٌ ص فّررا َك أَرّنُهم ُبنَياٌن ّم ْرر ُ ب ر الذ يرَن ُيَقاتُلوَن فير َس بِريله َ 123
طِف ُؤرورا ُنوَر اللِّه ِبَأْفَوارِه ِهرْمرَوارللّهُ ُم تِرّم ُنوِرِه َو لَرْو َك ِررهَاْلَك ارِفُرر ورَن ( ر وآيات تدل على العكس )ُيِر يرُد ورَنِلُي ْ
آية 8وتختم السورة بسيدنا عيسى ودعوته إلى الحواررين أن ينتموا إلى السلم )َيا أَّيَها ِ ِ ِّ ِّ ص ارِريِإَلى اللِّه َقاَل ص ارَر الله َك َمرار َقاَل ع يرَس ىراْب ُنر َم ْرر َيرَمرلْلَح َورارِر ّيريَنَم ْنر َأن َ الذ يرَن َآَمرُنروا ُك ورنوا َأن َ طائِفَةٌ ّم نر بِني ِإس رراِئيَلو َكرَفرر تر ّ نح ن رَأنص ا رر اللِّه فَآَم نرتر ّ طائِفَةٌ فَأَّيْد َنرار الِّذ يرَن َآَمرُنروا َع لَررى ََ َ َْ َ َ اْلَح َورارِر ّيرو ََن ْ ُ َ ُ ظاِه ِرريرَن( آية ،14فالنتماء حتى عند سيدنا عيسى والحواريين والدين ص َبرُح وار َ َع ُدرّورِهرْمرَفَأ ْ
ليس محصو ًار بالصلة والصوم والعبادة إوانما هو النتماء للدين أيضًا.
. 62سورة الجمعة
رمز الوحدة والنتماء والوحدة بين المؤمنين وبعضهم واجتماع المؤمنين .والسورة حددت
.ثر ِفير اْلُّم ّيريَن َر ُسروًرلّم ْننُهْم َيْتُلو َع َلنْي ِهنْمنآَياِتِه َو ُينَز ّكنينِه ْمن أهداف صلة الجمعة )ُهَو الِّذ ي ر َبَع َ ِ ِ ِ ِ ض َلر ٍل رّمربِريٍن (ر ر آية 2يتلوا آياته ،يزكيهم ،يعلمهم َو ُينَع لّنُم ُهنُماْلك تَناَب َو انْلح ْكنَمنَةَنو إِارنرَك ارُنوا م نر قَْب ُلر لَفير َ
الكتاب والحكمة ،هذه الهداف التي يجب أن تكون عليها صلة الجمعة فهل تؤدي
الصلة الن الهدف بالتزكية والوحدة والجتماع؟ الجمعة هو يوم وحدة المة ويوم تذكرة ص َلر ِة رِمرنر َيْو ِم راْلُج ُمرَعرِةر المة وهذا من ضمن النتماء للسلم )َيا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا ِإَذ ار ُنوِد ي ر ِلل ّ
َفاْس َعرْورارِإَلى ِذ ْك رِرراللِّه َو َذ رُرر وارْلَبْي َعر َذ ِلرُك ْمر َخ ْيرٌرر لُّك ْمر ِإن ُكنرتُْم تَْع لَرُم ورَن ( ر آية 9وقد جاء في السورة ذكر اليهود الذين لم ينتموا )َم ثَرُل الِّذ يرَن ُح ّمرلُروا التّْو َررراةَثُّم لَْم َيْح ِم رلُروَه ارَك َمرثَرِل اْلِح َمرارِر َيْح ِم رُلرأَْس فَراًرابِْئ َسر م ثَرُل اْلقَو ِم رالِّذ يرن َك ّذربروا ِبآياِت اللِّه وارللّه َل يهِد ي راْلقَو م رال ّ ظاِلِم يرَن ( ر آية .5 َ ُ َ َ ُ َْ ْ َ َْ
. 63سورة المنافقون
ك لََر ُسرورُلاللِّه َوارللّهُ َيْع لَرُم ِإّن َ ك اْلُم َنراِف قُروَن َقالُوا َنْش هَرُد ِإّن َ تتكلم عن صفات المنافقين )ِإَذ ار َج اررء َ ك لََر ُسرورلُهُ َوارللّهُ َيْش هَرُد ِإّن اْلُم َنراِفِقريرَن لََك ارِذ ُبرروَن ( ر آية 1ومن اللمسات البيانية في هذه الية ورود )وال يعلم
أن ك لرسوله( لنها لو لم ترد لكان المعنى أن ال تعالى يكّذ بر المنافقين الذين شهدوا للرسول بالرسالة وحاشا ل أن يشهد هذا .لكنه علم ما في نواياهم وما قصدوه من
شهادتهم هذه .وجاء في السورة ذكر خمسة عشر صفة للمنافقين وهم يمنعون وحدة
ف .ر وتختم اليات بدعوة المؤمنين بعدم جعل الولد والموال أداة تلهيهم عن الص ّ
ك إنتمائهم لهذا الدين )َيا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا َل تُْلِه ُكرْمر َأْم َورارلُُك ْمرَوَل أَْوَل ُد ررُكرْمرَع نر ِذ ْك رِرراللِّه َو َمرنرَيْفَع ْلر َذ ِلر َ
فَأُْو لَ رئَِ ك ُهُم اْلَخ ارِس ُر رورَن ( ر آية 9وفي هذا تقديم لما سيأتي بالتفصيل في السور الثلثة اللحقة )التغابن ،التحريم ،الطلق(.
124
سورة التغابن والطلق والتحريم ) كل هذه السور تتحدث عن الشواغل التي تمنع من النتماء للدين أو تشغل عنه(. . 64سورة التغابن
بّينت خطورة بعض بالولد وبالزوجكات بالذين ْقد يلهوبا بالمسل م عن بالنتمكاء للسالم )َيا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا ِإّن ِم ْنر
أَْز وررارِج ُك رمروأَروَل ِد ررُك رَم ّ ص َفرُح وارَو تَرْغ ِفرُرر وافَرِإّن اللَّه َغ فُروٌر ّر ِحر يرٌم (ر آية14 عرُدرّورارلُك ْمر َفاْح َذ رُرر ورُهْمَو إِارنرتَْع فُروا َو تَر ْ ْ َْ ْ َ
وهذا في الغبن )ذكر من أولدكم أي ليس الكل( أما في الفتنة فجاءت الية )ِإّنَم ار َأْم َورارلُُك ْمر
َوأَرْوَل ُد ررُكرِفْمتْرَنةٌ َوارللّهُ ِع نرَد هُر أَْج ٌر رَع ِظر يرٌم (ر 15للكل ولم يستثني أحدا .ولكي تحافظ على النتماء علي ك أن تنتبه لما قد يشغل ك عن الدين وانتمائ ك له.
. 65سورة الطلق
بّينت نوعكاً آخر من بالتفكك بالجتمكاع ي الذي يجب أن نحرص على التقوى فيه حتى ل تتفك ك المجتمعات والسر فإذا وجدت التقوى في كل المور تبقى وحدة المجتمع ويبقى
طلُّقوُهّنر النتماء وقد جاءت كلمة التقوى كثي ًا طلّْقتُُم الّنَس ارء َف َ ر في السورة )َيا أَّيَها الّنبِّي ِإَذ ار َ
ِِ ِ ص روراْلِع ّدرةَر َوارتّقُوا اللَّه َر ّبرُك ْمرَل تُْخ ِر رُجر ورُهّنِم نر ُبُيوتِِه ّنر َوَل َيْخ ُر رْجر َِإن رّل َأن َيْأِتيَن بَِفاِح َشرٍةر ّم َبرّيَنٍةر لع ّدرترِه ّنرَوَأرْح ُ ك أَْم ًرررا( آية،1 كرُح ُدرورُد اللِّه َو َمرنرَيتََعّدر ُح ُدرورَد اللِّه فَقَْد َ .ث رَبْع َدر َذ ِلر َ َو تِرْل َ ظلََم َنْفَس هُر َل تَْد ِررريلََع ّلر اللَّه ُيْح ِد ر ُ ٍ ٍ ِ ي َع ْدرٍلر ّم نرُك ْمر َوَأرِقيرُم وراالّش هَراَد ةَر )فَِإَذ ار َب لَرْغ َنر أََج لَرهُّن َفَأْم سر ُك رورُهّنبَِم ْعرُرر و رفأَْو َفاِر قُروُهّن بَِم ْعرُرر و رفَوَأرْش ِهرُدروراَذ َور ْ ظر بِِه َم نر َك ارَن ُيْؤ ِمرُنرِباللِّه َوارْلَيْو ِمارْل ِخ ررِر رَو َمرنرَيتّ ِ ق اللَّه َيْج َع رلرلّهُ َم ْخر َر رًجر ارر( آية،2 ِللِّه َذ ِلرُك ْمر ُيوَع ُ )َوارلّل ئِ رريَيئِْس َنر ِم َنر اْلَم ِحر ير ِ ترر ض ِم نر ّنَس ارئُِك ْمر ِإِن اْر تَرْب تُرْمفَِع ّدرتُرهُّن ثََل ثَ ر رةُ أَْش هُرٍر َوارلّل ئِ رريلَْم َيِح ْ ضرَن رَوأُرْوَل ُ ض ْعرَنرَح ْمرلَرهُّن َو َمرنرَيتّ ِ ك أَْم ُرر اللِّه ق اللَّه َيْج َع رلرلّهُ ِم ْنر أَْم ِررِهُيْس ًررا( آيةَ) ،4ذ ِلر َ اْلَْح َم رارِل أََج لُرهُّن َأن َي َ َأنَز لَرهُِإلَْي ُكرْمر َو َمرنرَيتّ ِ ق اللَّه ُيَك فّرْر َع ْنرهُر َس ّيرَئاتِِه َو ُيرْع ِظر ْملَرهُ أَْج ًررا( آية.5
. 66سورة التحريم
دور بالسرة ف ي ْقضنْية بالنمكاء دور هام وعظيم )َيا أَّيَها الِّذ يرَن آَم ُنروا قُوا َأنفَُس ُكرْمر َوأَرْه ِلريُك ْمرَناًراَو قُرروُد َهرارالّناُس وارْلِح َجرا ررةَُع لَرْي هرا م َلر ئِ ررَك ةٌرِغ َل ر ٌ ِ صرورَن اللَّه َم ار أََم َررُهْمَو َيرْفَع لُروَنَم ار ُيْؤ َم رُرر ورَن ( ر آية 6فالسرة ظ ر رش َد رارٌد َل َيْع ُ َ َ َ َ
محور أساسي في ترابط المجتمع وبدونها يتفك ك ول يوجد انتماء والمرأة لها دور أساسي
125
في كل هذا لنها هي التي تربي الجيال وتؤثر على أفراد المجتمع وهي مصنع الرجال. وقد ضرب لنا القرآن الكريم أمثلة عن نماذج نساء نجحوا في انتمائهم كامرأة فرعون
ت َر ّ كرَبْي تًرا ِفير براْب ِنر ِلي ِع نرَد َ براللّهُ َم ثَرًل لّلِّذ يرَن آَم ُنروا ِاْمر َررأَةَِفْررَع ْور َِإن رْذ َقالَ ْ ض رَرر َ ومريم بنت عمران )َو َ اْلج ّنرِة و نرّج نِرريِم نر ِفررع ور نورعرمرِلرِهو نرّج نِرريِم نر اْلقَو ِم رال ّ ِّ ظاِلِم يرن * و م ررر َي رامرْب َنر َ ِ ت ص رَن ر ْ ْ َْ َ ََ َ َ َ ََ ت ع ْم رَررراَنالتي أَْح َ َ ْ َ َ َْ َ ِ ِ ِ ِ ترِم َنر اْلَقانِِتيَن ( آية 11و 12 تبَِك ِلرَم ارِت َر ّبرَهاَو ُكرتُربِِه َو َكرارَن ْ صرّد رقَر ْ فَْر َجرهَررافََنفَْخ َنرار فيره م نر ّر و رح َنرارَو َ
براللّهُ َم ثَرًل لّلِّذ يرَن ض َرر َ وأخريات فشلوا في هذا النتماء للدين واختاروا غيره فنالوا عقابهم ) َ ِ ِ ِ ِ ص ارِلَح ْيرِنرفََخ ارَنَتاُهَم ارَفلَْم ُيْغ نِرَيا َع ْنرهُرَم ار ِم َنر اللِّه َك فَرُر واراْمر َررأَةَُنوٍح َوِارْمر َررأَ ُةَلوٍط َك ارَنَتا تَْح َ ت ر َع ْبرَدرْيرِنرم ْنر ع َبرراد َنرار َ
َش ْيرًئرار َو ِقريرَل اْد ُخرَلرالّناَر َم َعر الّد ارِخ ِلرريَن ( ر آية .10فالنتماء مسألة هوية وآن لنا أن ننتمي للدين وللّم ةر السلمية.
الجزء التاسع والعشرون ) السور : الملك ،القلم ،الحاقة ،المعارج ،نوح، ن ،الم ّزمل ،الم ّدثر ،القيامة، الج ّ النسان ،المرسلت ( هدف الجزء: الدعوة إلى ا
الجزء كله له هدف واحد أساسي وهو الدعوة إلى ال .وهذه وصية القرآن ما قبل الخيرة.واجب المسلمين أن يدعوا إلى ال ويأخذوا هذا المنهج ويحملوه للرض
كلها.مصداقًا لقول الرسول
صلى ال عليه
وسلم )بّلغوا عني ولو آية( وقال المام ابن
حنبل :من علم مسألة فهو بها عالم .وعليه فإن كل إنسان مسلم مسؤول عن الدعوة
إلى ال مهما كان حدي.ث العهد بالسلم فأبو بكر رضي ال عنه أول ما أسلم دعا سبع رجال للسلم .فالكل مسؤول عن الدعوة مهما كان العلم الذي عندنا.
. 67سورة الملك
تدور حول معنى واحد هو) :إعر ف ْقدر بال(
واليات في السورة كلها تتحد.ث عن
قدرة ال تعالى والمل ك بيد ال فإذا عرفت قدر رب ك ،ننتقل إلى سورة القلم.
126
. 68سورة القلم
فيها دعوة لتوثنْيق بالعل م .وهذه السورة هي ثاني السور ونزلت بعد سورة العلق )إقرأ( الن جاء دور الح.ث على توثيق هذا العلم )والقلم وما يسطرون( فالعلم يوّثق بالكتابة ولهذا ورد ذكر القلم المتعارف على وظيفته بالكتابة والتدوين وهو وسيلة تثبيت العلم .لنه متى
وّثقنا العلم كان سلحًا لنا في الدعوة وقد كان للمسلمين مكتبة عامرة بالعلوم هي مكتبة بغداد فأين نحن الن في عصر العلم من توثيق علومنا؟ وتأتي السورة أيضاُ وصف
)وان ك لعلى أخلق الداعية وما يجب أن يتحلى به الداعية من أخلق ولذا قال تعالى :إ خلق عظيم( لن الرسول
صلى ال عليه
وسلم هو سّيد الدعاة وأشرفهم خلقًا وعلمًا ودينًا.
وتذكر السورة بالمقابل من كانت أخلقه سيئة مثل أصحاب الجنة فل يصح لي داعية
أن تكون أخلقه سيئة وعليه أن يقتدي بأخلق الرسول آياتها كلها
صلى ال عليه
. 69سورة الحاقة
تذّك رإ بكالخرة.
وسلم.
والتذكرة بالخرة هي وسيلة مهمة للداعية وهي من أهم ما يجب أن
يستخدمه الداعية في دعوته لن التذكرة بالخرة ترقق القلوب القاسية .وقد احتوت
السورة على مشاهد عظيمة من يوم القيامة يوم يظهر الحق الكامل ويعلم الناس إذا كانوا في الجنة أو النار.
. 70سورة المعارج
تتحد.ث آيات السورة عن صفكات بالمؤمننْين وهي مشابهة لسورة المؤمنون وهي مكّم لرة لها لن
الداعية عليه أن يتحّلى بالصفات العبادية التي وردت في سورة المؤمنون وكذل ك بالصفات الخلقية للمؤمن التي وردت في هذه السورة أيضًا.
. 71سورة نوح
بعد أن عرفنا قدر ال )سورة المل ك( وتعلمنا ووّثقنا العلم )سورة القلم( وحّس نرا أخلقنا
)سورة القلم( وتذكير بالخرة )القلم( والتحلي بصفات وأخلق الداعية )المعارج( تأتي
سورة نوح سورة مركزية في وسط الجزء تعطينا نموذجكاً من بالدعكاة من بالبشر وتعرض وسائل
الدعوة في قصة نوح .فهو مك.ث في قومه 950سنة يدعوهم إلى ال بشتى الوسائل
وفي كل الوقات وآيات السورة كأنها تعرض كشف حساب يقدمه نوح إلى ربه.
127
والسورة اشتملت على فن الدعوة )ليل ونهارا( )َقاَل َر ّ ت رقَْو ِم ريرلَْي ًلر َو َنرَهاًرا( آية5 برِإّنير َد َعرْور ُ
ل ول ل لتدل على أنه لم يفتر في دعوته ل لي ً واللحاح في الدعوة وقد ابتدأ بالدعوة لي ً
ت لَهُْم نها ًرا ،وقد دعا قومه س ًار وجه ًا ر وعلنية )ثُّم ِإّني َد َعرْور تُرهُْمِج هَرراًرا* ثُّم ِإّني أَْع لَررن ُ تهرُْم ِإْس َررراًرا( آية 8و .9ومن فنون الدعوة إلى ال البدء بترغيب الناس ل بتخويفهم َوَأرْس َرر ْر ر لَُ ت اْس تَرْغ ِفرُرر وارَر ّبرُك ْمرِإّنهُ َك ارَن َغ فّراًرا( آية 10ذّك ررهم بنعم ال تعالى في الكون بدللة قوله )فَُقْل ُ
ودعاهم لستغفار ال تعالى .ثم ذّك ررهم بتذكير سورة المل ك وعدد لهم في اسلوب الدعوة
عظمة ال تعالى في الكون )ّم ار لَُك ْمر َل تَْر ُجرورَنِللِّه َو قَرراًرا( آية 13إلى )ِلتَْس لُرُك ورا ِم ْنرهَرا ُس ُبرًل ِفَجر ارًج ارر( آية 20وتذكرة بالخرة )َقاَل ُنوٌح ّر ّ صر ْورنِرريَوارتَّبُعوا َم نر لّْم َيِز ْدرهُرَم ارلُهُ َو َورلَرُد هُرِإّل برِإّنهُْم َع َ
ِ َخ َسرارًرا(آية 21كما في سورة الحاقة ،وهذا مرتبط بالجزء ِ) 28إّنَم ار َأْم َورارلُُك ْمرَوأَرْوَل ُد ررُكر ْفتمإرْنَةٌ َوارللّهُ ِع نرَد هُر أَْج ٌر رَع ِظر يرٌم (ر سورة التغابن ،آية 15الذين انشغلوا بالمال والولد عن طاعة ال. وتختم السورة بدعاء سيدنا نوح )َر ّ يرَو ِلرَم نرَد َخر َل رَبْي تِرَي ُم ْؤر ِمرًنرراَو ِلرْلُم ْؤر ِمرنِرريَن براْغ ِفرْرر ِلي َو ِلرَوارِلَد ّ وارْلم ؤر ِم رنراِتوَل تَِز ِدرال ّ ظاِلِم يرَن ِإّل تََباًرا ( آية 28لنه من صفات الداعية وواجباته أن يدعو َ ُْ َ َ
للمة كلها.
. 72سورة الج ّ ن
نموذج ثاني للدعاة لكن هذه المرة من الجّن .فالجّن تحولوا إلى دعاة إلى ال لما سمعوا
كلم ال والقرآنُ) .قْل ُأوِح َي ر ِإلَّي أَّنهُ اْس تَرَم َعر َنفٌَر ّم َنر اْلِج ّن رَفَقالُوا ِإّنا َس ِمرْعرَنرارقُْرآًنارَع َجر ًبررا( آية 1تدل
كربَِر ّبرَنارأََح ًدرار( آية ،2و )َوأَرّنهُ َك ارَن ِرَجر ارٌلّم َنر على النتماء ،و)َيْهِد ي رِإَلى الّر ْشرِدرَفآَم ّنرا بِِه َو لَررن ّنْش ِرر َ ا ِْل ن ر ِ س َيُعوُذ ورَن بِِرَجر ارٍلّم َنر اْلِج ّن رَفَزاُد ورُهْمَرَه قًرا( آية 6وفيه تحذير من خطورة الستعانة بالجّن
واتخاذهم ملجأ من دون ال لن هذا سيؤدي إلى تعاستهم .وهذا كلم مشابه لما قاله
نوح في دعوته لقومه )َوأَرلِّو اْس تَرَقاُم ورا َع لَررى الطِّر يرقَِة َلَْس قَرْي َنراُهمر ّم ارء َغ َدرقًرا( آية .16ثم تأتي
ِ ِ ص رى رُك ّلر َش ْير ٍء رَع َدرًدرار( آية 28 ت رررّبرِه ْمرَوأَرَح ار َ طبَِم ار لََد ْيرِهرْمر َوأَرْح َ ختام السورة )لَيْع لَرَم َأن قَْد َأْب َلرُغوا ِر َسرارَل َ
فيها تركيز على الدعوة.
. 73سورة الم ّزمل
هذه السورة هي زاد الداعية .فالداعية محتاج للزاد الذي هو قيام الليل حتى يعينه على
الدعوة ويقويه )قُِم اللّْي َلر ِإّل َقِليًل ( ر رآية ،2ثم تنتقل إلى موسى وهو يواجه فرعون الذي
128
تكّبر )ِإّنا َأْر َس رْلرَنارِإلَْي ُكرْمر َر ُسروًرلَش ارِه ًدرارَع لَرْي ُكرْمر َك َمرار َأْر َسرْلرَناِإَلى ِفْررَع ْور َن رر ُسروًرل ( ر ر آية 15فقيام الليل هو الذي يعين على صعوبات الحياة وعلى دعوة الناس بالنهار )زاد ك قيام الليل( .وفي
ّ ِ طررائِفَةٌ ّم َنر ص فَ رهَُو ثُرلُثَهُ َو َ كَيْع لَرُم أَّن َ الية الخيرة في السورة )ِإّن َر ّبر َ ك تَُقوُم أَْد َنرىر م نر ثُلُثَِي اللْي ِلر َو نِر ْ ّ ِ ّ الِّذ يرن م عر َ ّ ب َع لَرْي ُكرْمر َفاْقَر ُؤ روراَم ار تََيّس َرر ِم َنر اْلقُْرآِنَع ِلرَم ص رورهُ فََتا َ كر َوارللهُ ُيقَّد ُرر اللْي َلر َوارلّنَهاَر َع لرَم َأن لن تُْح ُ َ ََ ض ِر رُبروَنِفير اْلَْر ِ نَقاتُِلوَن ِفير ض ِل راللِّه َوآرَخ ُرر و رَُي ضرىَرو آرَخ ُرر و رََي ض رَيْب تَرُغوَن ِم نر فَ ْ ن ْ َأن َس َيرُك ورُن ِم نرُك مر ّم ْرر َ ضرا رَح َسرًنرار َو َمرارتَُقّد ُمرورا َس بِريِل اللِّه َفاْقَر ُؤ روراَم ار تََيّس َرر ِم ْنرهُر َوَأرِقيرُم وراال ّ ضر واراللَّه َقْر ً ص َلر ةََر روآرتُوا الّز َكرارةََوأَرْقِر ُ ظرَمأَْج ًرراَوارْس تَرْغ ِفرُرر واراللَّه ِإّن اللَّه َغ فُروٌر ّر ِحر يرٌم( آية 20 َِ لنفُِس ُك رمر ّم ْنر َخ ْيرٍرر تَِج ُدرورهُ ِع نرَد اللِّه ُهَو َخ ْيرًرراَوأَرْع َ
كان قيام الليل في أول الدعوة مفروضًا على الرسول
صلى ال عليه
وسلم والصحابة حتى
يتقووا على الدعوة ثم خففت بعد السنة الولى لن فيها تمهيد للذين سيقاتلون في السمتقبل )فتح مكة(.
. 74سورة المد ّثر
سورة الدعوة للقيام بالدعوة .عرضت اليات النماذج والصفات والزاد فأصبح الداعية جاه ًاز للدعوة وهذه السورة تدعو هذا الداعية للدعوة .وتدعو اليات لتكبير قدر ال
تعالى في الرض وجعل ال تعالى الكبر بين الخلق .وبالمقارنة بين سورتي المزمل والمدثر نلحظ سياق اليات يسير ببطء في سورة المزمل مقارنة بالسياق السريع في سورة المدثر وهذه السرعة أو البطء مناسب لهدف السورتين .وختمت سورة المدثر
ترِم نر قَْس َورَررٍة (ر آية 50و بالتشبيه بفرار الحمار الوحشي من السد )َك أَرّنهُْم ُح ُمرٌرر ّم ْسرتَرنِف َررةٌ* َفّر ْ 51وهذا كله يفيد الحركة والسرعة.
. 75سورة القيامة
اعلموا أن نهاية الدعوة موت فالحياة كلها مؤآلها إلى الموت والنهاية .وهذه السورة سورة
رقيقة تذكر بالموت ولقاء ال تعالى .وفي السورة تذكير للناس أن يستمروا بالدعوة حتى لو لم يستجيب الناس لدعوتهم ويكون الفاصل يوم القيامة حين يوّفي ال تعالى كل
كرَيْو َم رئِرٍذاْلُم ْسرتَرقَّر ( ر ر آية 12و )ُيَنّبأُ ا ِْل نرَس ارُن َيْو َم رئِرٍذبَِم ار قَّد َمر َوأَرّخ َرر ( ر ر آية.13 إنسان عمله )ِإَلى َر ّبر َ
129
. 76سورة النسان
عليك الدعوة وعلى ال الهداية )ِإّنا َهَدرْيرَنراهُ الّس بِريَل ِإّم ار َش ارِك ًرراَو إِارّمرارَك فُروًرا( آية 3ثم تتكلم السورة
عن نوعين من البشر أناس استجابوا للدعوة وآخرين عاندوا ورفضوا الدعوة ومصير كل منهما في الخرة .والنسان يتحمل نتيجة أفعاله.
. 77سورة المرسلت
فيها آية متكررة هي هدف السورة )ويل للمكذبين( فكأن سورة القيامة والنسان تقول
للداعية ادع واتر ك الهداية ل وسورة المرسلت تقول يا من كذبتم الدعوة عقابكم )ويل يومئذ للمكذبين( هذا عذابكم في الخرة.
وخلصة القول إن الدعوة إلى ال فريضة على كل مسلم ومسلمة حتى تتحقق فيهم آية )كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر( واستعينوا بقيام
الليل على الدعوة واشحذوا هممكم بقيام الليل وعلى المسلمين الجتهاد في الدعوة
والهداية من عند ال تعالى فمن صدق الدعوة فاز ومن كّذ بر بال فالويل له من عذاب يوم عظيم.
م( الجزء الثلثون ) جزء ع ّ ) السور :من سورة النبأ إلى سورة الناس( هدف الجزء :الخرة لله تعالى وتذكير بالخرة وبلقاء ا
جزء عّم وهو الجزء الثلثون والخير في القرآن الكريم يحتوي على 37سورة هي من
السور القصيرة والمحور الرئيسي لهذه السور وللجزء بشكل عام هو أن الخرة ل تعالى ل برب ك طائعًا ل تعالى لن المر كله بيد ال تبار ك وتعالى ويا أيها النسان كن موصو ً
وهذا الجزء يذّك رر بالخرة وبالمعاد وبلقاء ال عز وجّل وقدرته ال تعالى في الكون
وكل هذا يأتي في سور قصيرة مؤثرة ورقيقة.
130
وفيما يلي نتعرض لبعض المعاني في بعض السور التي وردت في هذا الجزء. ونلحظ أن هذا الجزء احتوى سورة العلق وسورة النصر أما الولى فهي إيذان ببدء
الرسالة والدعوة )اق أر باسم رب ك الذي خلق( والثانية أي سورة النصر هي سورة نهاية الرسالة
ونعي الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم.
وهكذا هي سور الجزء الثلثين من القرآن الكريم كأنما كل سورة فيه تلّخ صر هدفًا من الهداف التي وردت في الجزاء التسع وعشرون السابقة مع تذكرة بالخرة وبلقاء ال
تعالى حتى ل ينسى أحدنا أن تطبيق هذا المنهج فريضة على المسلمين وأنهم سوف يحاسبون على هذا يوم القيامة يوم يقف الناس بين يدي ال تعالى للحساب على ما
قدموه لهذا الدين ونصرته وما عملوا من أعمال في حياتهم الدنيا وما طبقوه من تعاليم
هذا الدين وتشريعه وأخلقياته في حياتهم وفي تعاملهم مع غيرهم من الناس.
. 78سورة النبأ
هي سورة مكّية وسمّيت النبأ لن فيها الخبر الهام عن القيامة والبع.ث والنشور وتدور
آياتها حول إثبات عقيدة البع.ث التي أنكرها المشركون .وقد أخبرت اليات عن موضوع
القيامة والبع.ث والجزاء وأقامت الدلئل على قدرة ال تعالى في الكون وأن القادر على
خلق هذا الكون بما فيه قادر على إعادة خلق النسان بعد موته .وذكرت البع.ث وجهنم
التي أعدت للكافرين وما فيها من أنواع العذاب المهين للكفار والمشركين وفي مقابل
هذا جاء وصف ما أعده ال تعالى للمتقين وهذا أسلوب الترغيب والترهيب الذي كثي ًار ما نجده في اليات والسور .ثم ختمت السورة بالحدي.ث عن أهوال يوم القيامة.
. 79سورة النازعات
سورة مكّية تتحد.ث آياتها عن القيامة وأهوالها والساعة وعن مآل المتقين ومآل
المجرمين .ويتناسب مع اليات ذكر قصة موسى مع فرعون الطاغية الذي تجّبر وتكّبر وادعى اللوهية وكيف كان عفابه الذي هو عقاب كل متكبر جّبار في الرض
وفي القصة عبرة لمشركي مكة الذين طغوا وتمردوا على الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم فذّك ررهم ال بأنهم أضعف من كثير من مخلوقات ال في الكون .وختمت السورة
بالحدي.ث عن الساعة الذي أنكره المشركون وكّذ بروا به وما علم الساعة إل ل تعالى وما
131
على الرسول
صلى ال عليه
وسلم إل أن ينذر الناس فقط وختام السورة يأتي مناسبًا للقسم
في أولها من اثبات البع.ث والشر كأنه الدليل على مجيء القيامة والساعة.
. 80سورة عبس
سورة مكّية وفيها تتحد.ث اليات عن دلئل القدرة والوحدانية في الخلق كله والقيامة
وأهوالها .وهذه السورة نزلت بعد حادثة عبد ال بن أبي مكتوم العمى الذي أعرض عنه
الرسول
صلى ال عليه
ل مع كبراء قريش لعلهم يسلمون ويسلم معهم وسلم لنه كان منشغ ً
من يتبعهم وهذا الفعل لم يقصد به النبي صلى ال عليه وبار ك وسلم أي انحياز طبقي
بين الغني والفقير لكنه ظّن أن الغني سيكون مؤث ًار في الدعوة إن أسلم أكثر من العمى الفقير وأنه سيفيد السلم أكثر فجاء الرد من ال تعالى بأن الدعوة ل بد وأن تكون شاملة للغني والفقير على حد سواء وهذه دعوة عامة للناس جميعًا بعدم الهتمام
بالمظاهر المادية للناس فال تعالى أعلم بالسرائر وأعلم من ينصر دينه ونزلت الية
تعاتب الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم عتابًا رقيقًا حتى أن ال تعالى لم يوجه الخطاب مباشرة للرسول
صلى ال عليه
وسلم تلطفًا به إوانما جاء بصيغة المجهول )عبس
وتوّلى أن جاءه العمى( ثم بعدها جاء ضمير المخاطب )وما يدري ك لعله يّز كرى( وهذا من حب ال تعالى لرسوله صلى ال عليه وبار ك وسلم ولطفه به لنه يعلم أنه لم يعرض عن العمى تكب ًار إوانما حرصه الشديد على إسلم كبراء قريش .ثم تناولت اليات جحود النسان بنعم ال المتعددة وكفره بهذه النعم )قتل النسان ما أكفره( .ثم
تناولت اليات دلئل قدرة ال تعالى في الكون فقد يّس رر ال تعالى للنسان والبهائم كل
مقومات الحياة )فلينظر النسان إلى طعامه .(..وتختم السورة بآيات تتحد.ث عن أهوال يوم
ب من شدة هول الموقف الذي يجد نفسه فيه )يوم القيامة وفرار النسان من كل من يح ّ
يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه* وصاحبته وبنيه( .وقد ذكر ال تعالى فرار النسان من
أحبابه ورتبهم على مراتبهم من الحنو والشفقة فبدأ بالقل )أخيه( وختم بالقرب )بنيه(
لن الولد هو أحب الناس إلى قلب النسان والكثر مدعاة للشفقة.
132
. 81سورة التكوير
سورة مكية تتحد.ث آياتها عن القيامة وعن الوحي والرسالة وهي من لوازم اليمان .وقد ابتدأت بعرض مشاهد من يوم القيامة وما يحد.ث فيها من انقلب كوني شديد وتبديل
لحوال النسان والمخلوقات في الكون من الشمس والجبال والبحار والسماء وغيرها )إذا
الشمس كورت (...وهي صور سريعة ومشاهد تقشعر منها البدان من هولها وهي
مصّو رةر تصوي ًار بديعًا ودقيقًا حتى يتخيل للقارئ أنه يرى ما سيحد.ث أمام عينيه من دقة الوصف .ثم تنتقل اليات للحدي.ث عن حقيقة الوحي وصفة الرسول
صلى ال عليه وسلم
الذي يتلقاه )فل أقسم بالخّنس .(..وتختم السورة بآيات تبطل مزاعم المشركين حول القرآن
الكريم وأنه ذكر للعالمين لكن لمن أراد الستقامة والهداية ول يكون ذل ك إل بتوفيق من
ال تعالى وبمشيئته )إن هو إل ذكر للعالمين.(..
. 82سورة النفطار
سورة مكية وهي كما سورة التكوير تتحد.ث عن النقلب الكوني في يوم القيامة )إذا
السماء انفطرت ،(..ثم تتحد.ث اليات عن جحود النسان وكفره بأنعم ال تعالى )كل بل
تكذبون بالدين( وذل ك لن النسان ينسى أن الملئكة تسّج لر كل أعماله وأفعاله في كتاب يقرأه يوم الحساب .ثم تبين أحوال البرار وأحوال الفّج اررر في ذل ك اليوم العصيب وما
يؤولون إليه من نعيم أو جحيم )كل إن البرار لفي نعيم إوان الفجار لفي جحيم(.
. 83سورة المطففين
سورة مكية وقد ابتدأت بالحرب على المطففين في الكيل والميزان وبّينت عقابهم في الخرة لنهم ل يخافون الخرة ول يفكرون في يوم وقوفهم بين يدي رب العالمين
للحساب )ويل للمطفين* الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون إواذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون(..
وفي مقابل هؤلء المطففين تعرض اليات أحوال البرار والنعيم الذي يلقونه يوم
الحساب وهذا من باب الترغيب والترهيب كما ورد سابقًا )إن البرار لفي نعيم (..وفي الية
تأكيد بر )إن( وتأكيد بر )اللم( لتوكيد الجزاء والمعنى .ثم ختمت السورة ببيان موقف
الفّج اررر الكّفار الذين كانوا يسخرون من عباد ال المؤمنين )إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون (..وكيف سيكون جزاءهم في الخرة )هل ثّو برالكفار ما كانوا يفعلون(.
133
. 84سورة النشقاق
سورة مكية تناولت كما السو السابقة في هذا الجزء أهوال يوم القيامة وبعض المشاهد من ذل ك اليوم العصيب )إذا السماء انشقت (..ثم تحدثت عن خلق النسان الذي يتعب في سبيل تحصيل الرزق ويأتي يوم القيامة لتعرض عليه أعماله فإن قّد مر خي ًار فهو خير له
إوان قّد مر ش ًار فسيكون حسابه عسي ار وهذا هو الجزاء من ال العدل الحكيم الذي ل يظلم الناس شيئًا ولكن الناس يظلمون أنفسهم )يا أيها النسان إن ك كادح إلى رب ك كدحًا
فملقيه .(..ثم انتقلق السورة للحدي.ث عن عقاب المشركين الذين كذبوا بالقرآن العظيم
)فل أقسم بالشفق (..وتأتي ختام السورة بتوبيخ شديد للمشركين على كفرهم بال تعالى مع وضوح اليات على وحدانيته )فما لهم ل يؤمنون (..وتبشرهم بالعذاب في نار الجحيم )فبشرهم بعذاب أليم.(..
. 85سورة البروج
سورة مكية وتتناول آياتها قصة أصحاب الخدود وهي قصة التضحية بالنفس في سبيل العقيدة واليمان .وقد ابتدأت السورة بالقسم بالسماء وما فيها من نجوم هائلة ومدارات
ضخمة وبيوم القيامة وبالرسل )والسماء ذات البروج (..على دمار المجرمين )قتل أصحاب الخدود (..ثم تأتي اليات بالوعيد للفجار على ما مفعلوه بالمؤمنين )إن الذين فتنوا
المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق( .وتنتقل أليات للحدي.ث عن قدرة اله تعالى على النتقام من أعدائه )إن بطش رب ك لشديد( ثم تختم السورة بقصة فرعون الطاغية الجّبار وما أصابه وقومه من هل ك ودمار بسبب بغيه وطغيانه وهذة
القصة تناسب سياق اليات من الحدي.ث عن أصحاب الخدود )هل أتا ك حدي.ث الجنود(.. وتختم السورة بآيات عن القرآن الكريم الذي حفظه ال تعالى في اللوح المحفوظ )بل هو
قرآن مجيد* في لوح محفوظ( فهما كذب به المكذبون الكفار الفجرة فإنه يبقى محفوظًا من
الزيادة والنقصان والتحريف والتبديل بقدرة ال تعالى فهو كتاب عظيم شريف يسمو على
سائر الكتب السماوية بحفظ ال تعالى له.
134
. 86سورة الطارق
سورة مكية وتدور آياتها حول اليمان بالبع.ث وقد أقامت الدليل على قدرة ال تعالى في خلقه وفي كونه .وقد ابتدأت السورة بالقسم بمخلوفين من مخلوقات ال العظيمة السماء
والطارق إوان كان ال تعالى يقسم بمخلوقاته التي نرى كل يوم عظمتها وبديع صنعها
فكيف ل نؤمن بمن خلق هذه المخلوقات وقّد رر لها حركتها على أحسن وجه وفي أحسن
صورة فسبحان ال خالق الكون المبدع العظيم .ثم تنتقل اليات للحدي.ث خلق آخر من خلق ال المبدع وهو كيفية خلق النسان من نقطة ماء )فلينظر النسان مم خلق(،
واللطيف في هذه السورة أن اليات تعرض أيضًا خلق الزرع من ماء المطر )والسماء
ذات الرجع( أي المطر و)الرض ذات الصدع( الرض تتصدع ويخرج منها الزرع بعد أن نزل عليها المطر .وكأنما هذه اليات تثبت أن الخالق واحد ل شري ك له لن طريقة
الخلق واحدة ،خلق النسان من ماء وخلق الزرع من ماء ولو كان هنا ك آلهة متعددة
لتعددت طرق الخلق واليجاد أما وحدة طريقة الخلق فهي تدل على وحدة الخالق
سبحانه .فالمطر ينزل إلى رحم الرض فيخرج الزرع المختلف ونقطة ماء الرجل تدخل
رحم المرأة فيخرج المولود بعد أن كان جنينًا في رحم أمه ،فسبحان خالق النسان
والكون .وقد ختمت السورة كما في السورة السابقة بالحدي.ث عن القرآن العظيم معجزة
رسولنا الكريم صلى ال عليه وبار ك وسلم وتبّين صدقه )إنه لقول فصل * وما هو بالهزل(
وبّينت إمهال ال تعالى للمكذبين بهذا القرآن )فمّهل الكافرين أمهلهم رويدا(
. 87سورة العلى
سورة مكية وهي تعالج مواضيع عدة هي :بعض صفات ال تبار ك وتعالى والدلئل على قدرته ووحدانيته سبحانه )سبح اسم رب ك العلى* الذي خلق فسوى* والذي قدر فهدى* والذي أخرج المرعى ،(..وتتناول الوحي والقرآن الذي أنزل على الرسول
صلى
ال عليه وسلم وتيسير حفظه عليه )سنقرئ ك فل تنسى* إل ما شاء ال إنه يعلم الجهر وما
يخفى( ،وتعالج موضوع الموعظة الحسنة التي ينتفع بها أصحاب القلوب الحّية وأهل
اليمان والسعادة )فذّك رر إن نفعت الذكرى* سّيكر من يخشى* ويتجنبها التقى( .واختتمت السورة ببيان فوز من طّهر نفسه من الذنوب والمعاصي والثام وزّك ىر نفسه بصالح
135
العمال وبيان أن الخرة هي أبقى للنسان من الدنيا الزائلة الفانية )قد أفلح من تزكى* وذكر اسم ربه فصلى.(..
. 88سورة الغاشية
سورة مكّية تناولت موضوعين أساسيين:
الول :القيامة وأهوالها وما يلقاه المؤمن من النعيم )وجوه يومئذ ناعمة( والجزاء مقابل ما يلقاه الكافر من العذاب والبلء )وجوه يومئذ خاشعة(.
والثاني :عرض بعض الدلة والبراهين على وحدانية ال تعالى وقدرته في الكون والخلق
البديع )أفل ينظرون إلى البل كيف خلقت* إوالى السماء كيف رفعت* إوالى الجبال كيف نصبت*
إوالى الرض كيف سطحت( .وبعد عرض دلئل القدرة والتوحيد يأمر ال تعالى رسوله
صلى
ال عليه وسلم بتذكير المكذبين ووعظهم لنه ل يمكنه أن يجبرهم على اليمان )فذكر إنما
أنت مذكر* لست عليهم بمسيطر( فهؤلء عقابهم عند ال الذي يحاسبهم جزاء كفرهم وتكذيبهم )إن إلينا إيابهم* ثم إن علينا حسابهم(
. 89سورة الفجر
سورة مكية تذكر قصص بعض المم السابقو من الذين كذبوا رسل ال تعالى كقوم عاد وثمود وقوم فرعون وتبين ما حل بهم من العذاب بسبب طغيانهم )ألم تر كيف فعل رب ك
بعاد .(..ثم تبين اليات سنة ال تعالى في ابتلء العباد بالخير والشر والغنى والفقر )فأما
النسان إذا ما ابتله ربه فأكرمه ونّعمه فيقول ربي أكرمن (..وطبيعة النفس البشرية في حب ل لما* المال )كل بل ل تكرمون اليتيم* ول تحاضون على طعام المسكين* وتأكلون الترا.ث أك ً
وتحبون المال حبًا جًم ار( .ثم تنتقل اليات للحدي.ث عن أهوال القيامة وشدائدها وانقسام الخلئق إلى أشقياء في النار أو سعداء في الجنة )كل إذا دكت الرض دكًا دكا..فاخلي عبادي وادخلي جنتي(.
. 90سورة البلد
سورة مكية ابتدأت بالقسم بالبلد الحرام بلد الرسول
الكفار آذوا رسول ال
صلى ال عليه
صلى ال عليه
وسلم وفيه لفتة لن
وسلم في بلد ال الحرام الذي يجب أن كون آمنا وفي
هذا توبيخ لهم على أنهم استحلوا حرمة المكان وهي من الكبائر عند ال تعالى )ل أقسم
136
بهذا البلد* وأنت حٌل بهذا البلد( ،ثم تتحد.ث اليات عن اغترار كفار قريش بقوتهم
تسلطوا وعاندوا وكذبوا الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم وأهلكوا أموالهم بغير وجه حق )يقول أهلكت ماًل لبدا( ،ثم تناولت السورة كما هي الحال في كل سور هذا الجزء
الخير أهوال يوم القيامة والمصاعب التي يواجهها النسان والتي ل يمّك نره من تجاوزها
إل عنله الصالح )ثم كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة( زاختتمت السورة بالتفريق بين المؤمنين والكفار في يوم القيامة ومآل كل منهم )أولئ ك
أصحاب الميمنة* والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشئمة* عليهم نار مؤصدة(
. 91سورة الشمس
سورة مكية ابتدأت بالقسم بسبعة أشياء من مخلوقات ال تعالى في كونه وهذا القسم العظيم كله على فلح النسان إذا اتقى ربه وهلكه إذا عصاه .وقد تناولت آياتها
موضوع النفس البشرية وما جبلت عليه من الخير والشر وأهمية تزكية هذه النفس لترقى بصاحبها إلى جنات النعيم وبيان عقوبة من لم يزكي نفسه )ونفس وما سواها * فألهمها
فجورها وتقواها* قد أفلح من زكاها* وقد خاب من دساها( .ثم تنتقل اليات لعرض قصة ثمود الذين طغوا وعقروا الناقة فاستحقوا الهل ك والعذاب من ال تعالى )كذبت ثمود بطغواها.(..
وختمت السورة بتأكيد على ما هو واضح في سياق كل سور هذا الجزء الثلثين من أن
الخرة ل تعالى وأنه ل ُيسأل عما يفعل من عقاب الكافرين وثواب المؤمنين .فله المر
وله الحكم سبحانه .وهذه السورة تتحد.ث عن ربط ظواهر كونية ببعضها من الشمس
والقمر إلى الليل والنهار والسماء والرض وتمر اليات سريعة في وصف هذه الظواهر
الكونية ثم تأتي اليات تتحد.ث عن النسان )ونفس وما سواها ،فألهمها فجورها وتقواها ،قد
أفلح من زّك ارها وقد خاب من دّس ارها( وكأنها تريد أن تعلمنا أن النسان هو أهم شيء في
الكون كله وأن كل المخلوقات في الكون الفسيح إنما سّخ ررت لجل النسان فكأنما النسان هو المميز بين مخلوقات ال تعالى كلها.
. 92سورة الليل
سورة مكّية وتتمحور آياتها عن سعي النسان وعمله وعن نضاله في هذه الحياة ثم
نهايته إلى النعيم أو إلى الجحيم .وقد ابتدأت السورة بالقسم كما في الكثير من سور هذا الجزء )والليل إذا يغشى (..وقد أقسم ال تعالى على أن سعي النسان في هذه الحياة
137
مختلف ومتباين )إن سعيكم لشتى( ثم أوضح لنا سبل السعادة )فأما من أعطى واتقى(..
وسبل الشقاء )وأما من بخل واستغنى (..وجزاء كل منهما .ثم حّذ ررت اليات من أن يغتر
النسان بماله الذي لن يغني عنه شيئًا يوم القيامة )وما يغني عنه ماله إذا ترّد ىر( وحذرت
أهل مكة من عذاب ال لتكذيبهم للرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم )فأنذرتكم نا ًار
ظى .(..وختمت السورة بنموذج للمؤمن الصالح الذي ينفق أمواله في سبيل ال وابتغاء تل ّ
مرضاته وبّين جزاءه )وسيجنبها التقى* الذي يؤتي ماله يتزّك ىر (..وهذه اليات نزلت في أبو
بكر الصّد يرق رضي ال عنه حين أعتق بلل بعد أن اشتراه من سيده.
. 93سورة الضحى
هذه السورة وسورة الشرح وسورة الكوثر سور مليئة بمحبة ال تعالى لرسوله الكريم
وكأنها تعويض عن عتاب ال الرقيق لرسوله صلى ال عليه وبار ك وسلم في سورة عبس .وهي تتناول شخصية الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم وما أنعم ال تعالى
عليه من النعم في الدنيا والخرة )ولسوف يعطي ك رب ك فترضى( ويتكرر فيها قوله تعالى
)ألم يجد ك( وكأنها إشارة للرسول الكريم بأن ال تعالى ل يمكن أن ينسا ك أو يقل ك وقد
أنعم علي ك بكل هذه النعم التي ذكرها من اليواء والهداية والستغناء )ألم يجد ك يتيمًا
ل فأغنى( .ثم أوصاه تعالى بثل.ث وصايا مقابل ل فهدى* ووجد ك عائ ً فآوى* ووجد ك ضا ً النعم التي أنعم ال تعالى بها على رسوله صلى ال عليه وبار ك وسلم )فأما اليتيم فل
تقهر* وأما السائل فل تنهر* وأما بنعمة رب ك فحّد .ثر( وقد أقسم ال تعالى بالضحى والليل إذا سجى وهما وقتان في منتهى الرّقة على النفس البشرية وقت الضحى وهو أول ابتداء
النهار ووقت الليل إذا سجى أي أول وقت الليل وهو الوقت اللطيف من الليل وليس
الوقت المظلم الموحش .فهذان القسمان مناسبان تمامًا لطبيعة السورة الرقيق والمليء بالمحبة للرسول
صلى ال عليه
وسلم والسورة كلها فيها من جمال اللفظ وروعة البيان
ورقيق المعاني ما يدل على محبة ال تعالى للرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم ولطفه وعنايته به.
138
. 94سورة الشرح
سورة مكّية وكما سورة الضحى تتحد.ث عن مكانة الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم
ومقامه الرفيع عند رب العالمين وعددت نعم ال تعالى على الرسول
صلى ال عليه وسلم
وذل ك بشرح صدره اتطييب نفس الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم بعد ما لقاه في سبيل الدعوة من أذى ومشقة ومصاعب ومحاربة من قومه )ألم نشرح ل ك صدر ك* ووضعنا
عن ك وزر ك* الذي أنقض ظهر ك( كما تحدثت السورة عن إعلء مكانة الرسول الذي يقترن
اسمه مع اسم ال تعالى في الشهادة التي يكررها المسلمون مرات عديدة وبالصلة عليه
عند ذكر اسمه صلى ال عليه وبار ك وسلم )ورفعنا ل ك ذكر ك( .وكأن السورة كلها تطييب لخاطر الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم الذي عانى ما عاناه في سبيل الدعوة إلى
ال ووحدانيته واليمان به )فإن مع العسر يسرا* إن مع العسر يسرا( واختتمت اليات بأجما المعاني وهي تذكير الرسول صلى ال عليه وسلم بالتفرغ للعبادة بعدما بّلغ الرسالة وفي هذا شكر ل تعالى على نعمه لن النعم تستحق الشكر وشكر النعم تكون على قدر المنِع مر وعطائه ونعم ال تعالى عظيمة لنها من العظيم سبحانه فأهل هو أن يحمد وأهل هو
أن يشكر وُيعبد حق العبادة )فإذا فرغت فانصب* إوالى رب ك فارغب(.
. 95سورة التين
هي سورة مكّية تعالج موضوعين أساسيين هما تكريم ال تعالى للنسان وموضوع
اليمان بالحساب والخرة .ما علقة التين والزيتون بمكة والطور في هذه السورة؟ ال تعالى يقسم بثلثة أشياء هامة )والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد المين( يقسم بمكانين
هما جبل الطور الذي كّلم ال تعالى موسى عليه ومكة المكرمة )البلد المين( أما التين
والزيتون فليس القصد منهما الفاكهة إوانما يقصد بهما المكان وهو أرض فلسطين فال
ص هررا ال تعالى بانزال رسله تعالى يقسم بثلثة أماكن هي من أطهر بقاع الرض التي خ ّ
وأنبيائه دون سائر بقاع الرض وبهذا القسم يريد ال تعالى أن يعلمنا أنه كما أقسم
بأطهر الرض التي خلقها كذل ك فقد خلق سبحانه النسان في أحسن تقويم وأطهر وأحسن شكل )لقد خلقنا النسان في أحسن تقويم( ،ولّم ار عصى النسان ربه تعالى نكس النسان نفسه )ثم رددناه أسفل سافلين( ويبقى طاه ًار الذين آمنوا وعملوا الصالحات.
139
وختمت اليات ببيان عدل ال تعالى في حساب الناس على أعمالهم )أليس ال بأحكم
الحاكمين( بلى وال إواني على ذل ك من الشاهدين.
. 96سورة العلق
وتسمى سورة إق أر وهي سورة مكّية وأول ما نزل من الوحي على الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم في غار حراء وهي إيذان ببداية الرسالة .وهذا الموضوع الساسي للسورة )لق أر باسم رب ك الذي خلق* خلق النسان من علق*إق أر ورب ك الكرم* الذي عّلم بالقلم* عّلم
النسان ما لم يعلم( وتتحد.ث السورة عن طغيان النسان بالمال وتمرده على أوامر ربه )كل إن النسان ليطغى* أن رآه استغنى* إن إلى رب ك الرجعى( ثم تناولت السورة قصة أبو
جهل الذي يمّثل فرعون المة ووعيد ال تعالى له بأشد العذاب والعقاب )أرأيت الذي
ينهى* عبدًا إذا صّلى (..وأمرت الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم بعدم الصغاء إليه والسجود شك ًار ل تعبدًا وتقربًا إليه )كل ل تطعه واسجد واقترب( .وقد اشتملت هذه السورة
على العلم والعمل والعبادة فابتدأت بالدعوة للعلم وانتهت بالمر بالعبادة والسجود
والصلة.
. 97سورة القدر:
سورة مكّية وتتحد.ث عن بدء نزول القرآن الكريم )إنا أنزلناه في ليلة القدر( وفضل ليلة
القدر على سائر الليالي واليام والشهور )وما أدرا ك ما ليلة القدر( والتي هي عند ال خير من ألف شهر )ليلة القدر خير من ألف شهر( وفي تفسير الشيخ الشعراوي رحمه ال كان
يقول أن ليلة القدر هي ليلة مميزة قبل نزول القرآن فيها وشّر فرتأكثر بنزول القرآن في
تل ك الليلو ودليله على ذل ك قوله تعالى )إنا أنزلناه في ليلة القدر( أي أنها كانت معروفة
باسمها ومميزة وسّم يرت بليلة القدر قبل نزول القرآن فيها كما جاء في سورة الدخان )إنا
أنزلناه في ليلة مباركة( وال أعلم.
. 98سورة الب ّينة:
وتسمى سورة )لم يكن( وهي سورة مدنية وتتحد عن موقف أهل الكتاب من رسالة محمد صلى ال عليه وبار ك وسلم )لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم
البّينة* رسول من ال يتلوا صحفًا مطهرة* فيها كتب قّيمة( وتتحد.ث عن موضوع إخلص
140
ب العقيدة والدين وهذا هدف أساسي من الهداف التي العبادة ل تعالى الذي هو ل ّ
وردت في السور السابقة من القرآن ) وما أمروا إل ليعبدوا ال مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا
الصلة ويؤتوا الزكاة وذل ك دين القّيمة( ثم تناولت السورة مصير السعداء )إن الذين آمنوا
وعملوا الصالحات أولئ ك هم خير البرّية( ومصير الشقياء في الخرة )إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئ ك هم شر البرية(.
. 99سورة الزلزلة:
ومع أنها سورة مدنية إل أن أسلوبها يشبه أسلوب السور المكّية وفيها أهوال يوم القيامة والزلزال الذي سيكون يوم القيامة فيدمر كل شيء وينهار كل شامخ )إذا زلزلت الرض
زلزالها( وتخرج الرض ما بداخلها )وأخرجت الرض أثقالها( وتشهد على عمل بني آدم
)يومئذ تحّد .ثر أخبارها( وينقسم الخلئق إلى فريقين شقي وسعيد )يومئذ يصدر الناس أشتاتًا
ليروا أعمالهم* فمن يعمل مثقال ذرة خي ًار يره* ومن يعمل مثقال ذرو ش ًار يره(.
. 100سورة العاديات:
سورة مكّية تتحد.ث عن خيل المجاهدين في سبيل ال وأقسم ال تعالى بها إظها اًر
افضلها وشرفها عند ال تعالى )والعاديات ضبحا * فالمريات قدحا* فالمغيرات صبحا*(
وتحدثت اليات عن كفران النسان وحجوده بنعم ال تعالى عليه وحبه الشديد للمال )إن
النسان لربه لكنود* إوانه على ذل ك لشهيد* إوانه لحب الخير لشديد*( ثم بّينت اليات أن الخرة ل تعالى ومرّد الناس جميعًا ل رب العالمين الذي سيحاسبهم على أعمالهم في الدنيا
ص لر ما في ولن ينفعهم يومها إل العمل الصالح )أفل يعلم إذا بعثر ما في القبور* وح ّ الصدور* إن ربهم بهم يومئذ لخبير*(
. 101سورة القارعة:
سورة مكّية تتمحور كما باقي سور هذا الجزء حول أهوال يوم القيامة وشدائدها وما فيها
من أحدا.ث عظام حي.ث يهيم الناس على غير نظام من شدة حيرتهم وفزعهم وذهولهم للموقف الذي هم فيه )القارعة* ما القارعة* وما أدرا ك ما القارعة* يوم يكون الناس كالفراش
المبثو.ث* وتكون الجبال كالعهن المنفوش*( ثم توضح الفرق بين المؤمنين الطائعين
وجزاؤهم )فأما من ثقلت موازينه* فهو في عيشة راضية( والكافرين العصاة المكذبين )وأما من
خفت موازينه* فأمه هاويه* وما أدرا ك ما هي* نار حامية*( وقد سمى ال تعالى النار أم لن 141
الم عادة هب مأوى ولدها ومفزعه ونار جهنم في الخرة تؤوي هؤلء الكفرة المكذبين وتضمهم كما يأوي الولد إلى أمهم فتضمهم .وهاوية اسم من أسماء النار وسمّيت هكذا لبعد قعرها فيهوي فيها الكفار كما قيل سبعون خريفا أعاذنا ال منها .والتكرار في هذه السورة لكلمة القارعة دليل على التهويل.
. 102سورة التكاثر:
سورة مكّية تتحد.ث هذه السورة عن انشغال الناس بمغريات الحياةوحطام الدنيا حتى
يأتيهم الموت بغتة ويقطع عنهم متعتهم )ألهاكم التكاثر* حتى زرتم المقابر* كل سوف
تعلمون* ثم كل سوف تعلمون*( .فبعض الناس يعيشون لجسادهم ويهملون الروح.
وتتوعد من عاش لجسده .والنهي في هذه السورة عن التكاثر ليس المقصود منه النهي عن التكاثر بعينه إوانما المقصود النهي عن التلهي بالتكاثر )من الموال والولد والزينة(
عن عبادة ال الواحد سبحانه وتعالى .وفي اليات تحذير للذين عاشوا لجسادهم
وللذين ألهاهم التكاثر عن عبادة ال الواحد أن نهاية هذه الجساد فهو إلى الموت حي.ث تفنى الجساد وتصعد الرواح إلى خالقها .وتحذر اليات الناس :إياكم أن تعيشوا
لجسادكم فقد خلق ال تعالى الجسد وخلق فيه الروح التي لها غذاء خاص أل وهو
طاعة ال والقبال عليه ،فلو أصّر الناس على العيش لجسادهم فإنهم سيرون الجحيم
عين اليقين ثم يسألهم ال تعالى عن نعيم الجسد )كل لو تعلمون علم اليقين* لترون الجحيم*
ثم لترونها عين اليقين* ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم( .فالنسان مطالب بالتوازن بين متطلبات الجسد المادية ومتطلبات الروح من عبادات ومحافظة على الصلوات والستغفار والتقرب إلى ال وطاعته.
. 103سورة العصر:
سورة مكّية وهي سورة في غاية اليجاز في اللفظ وفي غاية الشمول من حي.ث المعنى
ويقول المام الشافعي في هذه السورة :لو لم ينزل ال تعالى من القرآن سوى سورة
العصر لكفت الناس .لن السلم في النهاية يرتكز على أربعة أمور فهو إيمان وعمل
الصالحات والتواصي بالحق لنصرة الدين في الرض والتواصي بالصبر لن نصرة الدين
تعّر ضرصاحبها للمتاعب والمشقة فيحتاج إلى الصبر لتحملها في سبيل نصرة الدين
142
والدعوة إلى ال .والذي ل يسير على المنهج الذي ارتضاه ال تعالى يكون من الخاسرين )إن النسان لفي خسر( وهذه السورة تأتي مقابل سورة الفاتحة فقوله إهدنا
الصراط المستقيم مقابل قوله وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .وهذه السورة فيها كل مقومات الحضارة وهي الهتمام بالزمن والعمل فالوقت عامل أساسي لقيام المم
والحضارات فالهتمام بالوقت وبالعمل والتواصي بالحق والصبر هي من أهم مقومات
الحضارة النسانية .والقسم في هذه السورة بأحد مخلوقات ال تعالى )والعصر( وهو
الدهر والزمان كما جاء في كثير من آيات هذا الجزء.
. 104سورة الهمزة:
سورة مكّية وتتمحور حول الذين يعيبون الناس ويلمزونهم بالطعن والنتقاص منهم
والسخرية وهذا كله فعل السفهاء من الناس )ويل لكل همزة لمزة( كما تذم السورة الذين
ل وعدده*( وكأنهم خالدون في هذا الحياة الدنيا وأن يكّد سرون الثروات )الذي جمع ما ً
هذا المال الذي يكنزونه هو الذي سيخلدهم )يحسب أن ماله أخلده( ول يدري هؤلء الشقياء
أن عاقبتهم ستكون في نار جهنم التي ل تنطفئ أبدا )كل لينبذن في الحطمة* وما أدرا ك ما
الحطمة* نار ال الموقدة* التي تطلع على الفئدة* إنها عليهم مؤصدة* في عمد ممددة( وسمّين النار هنا بالحطمة لنها تحطم العظام حتى تصل إلى القلوب.
. 105سورة الفيل:
سورة مكية تتحد.ث حول قصة أصحاب الفيل الذين قصدوا الكعبة المشرفة لهدمها
وحدثت هذه القصة في العام الذي ولد فيه أشرف الخلق سيدنا محمد صلى ال عليه وبار ك وسلم .وهي سورة فيها عبرة لكل طاغية متكبر متجبر في كل العصور
والزمان )لذا جاء فعل تر في قوله )ألم تر( بصيغة المضارع للدللة على الستمرار والتجدد( فكل من طغى وتجّبر على ال تعالى سيكون عقابه ومصيره كمصير أبرهة
وجيشه لما حاولوا هدم الكعبة المشّر فرةوسيكون كيدهم في تضليل )ألم يجعل كيدهم في تضليل* وأرسل عليهم طي ًار أبابيل* ترميهم بحجارة من سّج يررل* فجعلهم كعصف مأكول(.
143
. 106سورة قريش:
سور مكّية تتحد.ث عن آفة خطيرة تصيب الناس عامة والمتدينين خاصة أل وهي إلف النعمة .فالنسان قد يألف النعمة التي أنعمها ال تعالى عليه بحي.ث ل يعود يشعر بها
وبعظمتها ول يؤدي حقها وهو شكر ال تعالى وحمده على نعمه .كما فعل كّفار قريش الذين ألفوا رحلة الشتاء والصيف وغاب عنهم أن ال تعالى هو الذي سّهل لهم هاتين الرحلتين ومّهد الطريق ووّفر التجارة لهم وأنعم عليهم بنعمة المن وعدم الجوع والفقر
)فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف( فعلى الناس جميعًا شكر ال
تعالى على نعمه والمداومة عى العبودية ل تعالى المنعم على عباده بشتى النعم.
وقد قال المام الفخر :إعلم أن ال ننعام على قسمين: أحدهما دفع ضر وهو ما ذكره في سورة الفيل، والثاني :جلب منفعة وهو ما ذكره في هذه السورة ولما دفع ال عنهم الضر وجلب لهم
المنفعة وهما نعمتان عظيمتان أمرهم تعالى بالعبمودية وأداء الشكر )فليعبدوا رب هذا البيت* الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف(.
. 107سورة الماعون:
سورة مكّية تتمحور حول الحدي.ث عن صنفين من البشرهما الكافر الجاحد لنعم ال
ع اليتيم* ول يحض على طعام والمكذب بيوم الحساب )أرأيت الذي يكذب بالدين* فذل ك الذي يد ّ
المسكين( والصنف الخر هو المنافق المرائي الذي ل يقصد بعمله وجه ال تعالى إوانما يرائي في كل أعماله وعبادته )فويل للمصلين* الذين هم عن صلتهم ساهون* الذين هم
يراؤون* ويمنعون الماعون( .وقد قال عبد ال بن عباس رضي ال عنهما :الحمد ل الذي
أنقذنا بحرف عن حرف ،قال عن صلتهم ولم يقل في صلتهم فمن مّنا ل يسهو في
صلته( لنه لو قال )في صلتهم( لكانت في المؤمنين والمؤمن قد يسهو في صلته أما أنها جاءت في الية )عن صلتهم( فقد ُفهم أنها في المنافقين لن سهو المصلي المنافق فهو الغافل عنها والذي يؤخرها تهاونًا ول يتم ركوعها ول سجودها.
144
. 108سورة الكوثر:
سورة مكّية هي من أعظم السور التي تظهر نعم ال تعالى على رسوله صلى ال عليه
وبار ك وسلم وفضله العظيم وعطائه الكثير له في الدنيا والخرة )إنا أعطينا ك الكوثر(
وكما في سابق السور التي فيها إخبار بالنعم من ال تعالى تأتي نهاية السورة بالدعوة للشكر وعبادة ال تعالى والنحر شك ًار ل على نعمه العظيمة وآلئه الكثيرة )فصل لرب ك
وانحر( وقد ختمت السورة بذم أعداء الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم وبيان أنهم هم
المقطوعون من كل خير في الدنيا والخرة أما الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم فقد
أعلى ال تعالى ذكره في الدنيا وأعطاه في الدنيا والخرة ما هو أهل له واسمه وذكره خالد إلى آخر الزمان )إن شانئ ك هو البتر( لن معنى البتر المقطوع من كل خير.
. 109سورة الكافرون:
سورة مكّية وهي سورة التوحيد والبراءة من الشر ك والضلل وقد نزلت بعد أن طلب كفار قريش من الرسول
صلى ال عليه
وسلم أن يعبد آلهتهم سنة ويعبدون إلهه سنة وفيها قطع
لطماع الكافرين وفصل النزاع وأن هذا الدين دين الحق وليس فيه مهادنة )قل يا أيها
الكافرون* ل أعبد ما تعبدون* ول أنتم عابدون ما أعبد* ول أنا عابد ما عبدتم* ول أنتم عابدون ما أعبد*( إما أن يتبعوه فينجوا إواما يعرضوا عنه فيلقوا العذاب الليم في الخرة ) لكم دينكم ولي دين(.
. 110سورة النصر:
سورة مدنية تتحد.ث عن فتح مكة الذي أعز ال تعالى به المسلمين وانتشر به السلم في جزيرة العرب وانتصر الحق وزهق الباطل ودخل الناس في دين ال أفواجا وقد كان
الخبار من ال تعالى بفتح مكة قبل وقوعه وهذا من دلئل نبوته صلى ال عليه وبار ك
وسلم وهي اعلم من ال تعالى باتمام الرسالة وفيها نعي الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم ) .إذا جاء نصر ال والفتح* ورأيت الناس يدخلون في دين ال أفواجا* فسّبح بحمد رب ك
واستغفره إنه كان توابا( وقد نستغرب ونقول ما علقة النصر بالستغفار في هذه السورة؟
إن الفاتحين والمنتصرين عبر العصور والزمان عادة ما يصيبهم الكبر والعجب
والعجاب بالنفس لما حققوه من انتصارات وينسون ال تعالى الذي نصرهم ،أما المة
145
السلمية فلها منهج محدد فيأتي الستغفار ليعّلم هذه المة أن النصر ليس وقت الكبر ل وهكذا تعلمنا سورة والعجب لكنه وقت عودة النفس لرّبها الذي أعان على النصر أص ً
النصر أنه في نهاية العمال العظيمة في ديننا ل بد من الستغفار تمامًا كما نفعل عقب الصلوات والحج والصوم وكل العمال العبادية التي نقوم بها وهذا كّله حتى يحمينا ال تعالى من الوقوع في الكبر والعجب والزهو بالنفس ومهما كان ما حققه
المسلم يجب أن يذكر تقصيره أمام عظمة ال تعالى ونعمه فيستغفر رّبه في كل الحوال.
. 111سورة المسد:
سورة مكّية وتسمى سورة اللهب وسورة تّبت وتتمحور حول هل ك أبي لهب عدو ال
تعالى ورسوله صلى ال عليه وبار ك وسلم الذي صد الناس عن اليمان وآذى الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم وقد توعده ال تعالى بنار موقدة يصلها هو وزوجته التي اختصها ال تعالى بلون خاص من العذاب وهو الحبل الذي يلف عنقها لتجذب به إلى النار زيادة في التنكيل بها لما فعلوه بالرسول الكريم صلى ال عليه وبار ك وسلم وما
ب * ر ما أغنى عنه ماله وما كسب* سيصلى نا ًار ذات لهب* آذوه في مكة )تّبت يدا أبي لهب وت ّ
وامرأته حّم ارلة الحطب* في جيدها حبل من مسد( وقد قال ابن المسّيب في امرأة أبو لهب أنها
كانت لها قلدة فاخرة من جوهر فقالت :واللت والعزى لنفقنها في عداوة محمد فأعقبها ل في جيدها من مسد النار. ال تعالى منها حب ً
. 112سورة الخلص:
سورة مكّية تتحد.ث عن صفات ال تعالى الواحد الحد والمنزه عن صفات النقص وعن
المماثلة والمجانسة وقد رّد تر على النصارى الذين يقولون بالتثلي.ث وعلى المشركين
الذين جعلوا ل تعالى الذرية والصاحبة .وسبب نزولها أن فريقًا من المشركين سألوا
الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم أن يصف لهم ربه أمن ذهب هو أم من فضة أم
من زبرجد أم من ياقوت؟ فنزلت الية )قل هو ال أحد* ال الصمد* لم يلد ولم يولد* ولم يكن
له كفوًا أحد*( .وسرة الخلص تعدل ثل.ث القرآن كما في الحادي.ث الشريفة كما روي عن
النبي صلى ال عليه وبار ك وسلم أنه قال :من ق أر )قل هو ال أحد( فكأنما ق أر بثل.ث
146
القرآن( وقال العلماء لما تضمنته من المعاني والعلوم والمعارف فعلوم القرآن ثلثة :توحيد وأحكام وقصص وقد اشتملت هذه السورة على التوحيد فهي ثل.ث القرآن بهذا العتبار لنها أساس وحدانية ال تعالى إوافراده بالعبادة دون شري ك ول ولد سبحانه عما يقولون ويفترون.
. 113سورة الفلق:
سورة مكّية وفيها تعليم للعباد للجوء إلى ال تعالى )قل أعوذ برب الفلق( والستعاذة به من
شر مخلوقاته )من شر ما خلق( ومن شر الليل إذا أظلم لنه يثير في النفس الوحشة )ومن
شر غاسق إذا وقب( ومن شر الحساد والسحرة )ومن شر النفاثات في العقد* ومن شر حاسد إذا
حسد( وهي من إحدى المعوذتين اللتين كان النبي صلى ال عليه وبار ك وسلم يعّو ذر
نفسه بهما .وفي هذه السورة إستعاذة بال من الشرور الواقعة على النسان من الخارج
ول يمكنه دفعها كالليل والغاسق والحسد والسحر ،وهي استعاذة من شرور المصائب. وفي هذه السورة استعاذة بال وحده من شرور كثيرة.
. 114سورة الناس:
سورة مكّية وهي ثاني المعوذتين وفيها الستجارة والحتماء برب العالمين )قل أعوذ برب
الناس* مل ك الناس* إله الناس( من شر أشد العداء ابليس وأعوانه من شياطين النس والجن )من شر الوسواس الخّناس( الذين يغوون الناس بشتى أنواع الغواية ليضلوهم
ويبعدوهم عن عبادة ال الواحد الدّيان )الذي يوسوس في صدور الناس* من الجنة والناس( . الستعاذة في هذه السورة هي من شرور النسان الداخلية التي تقع عليه أم على غيره
وهي استعاذة من المعايب .وفي هذه السورة استعاذة من شر واحد أل وهو شر وسوسة الشيطان المهلكة بالرب والمل ك والله .وكلمة الناس المتكررة كل منها تدل على معنى
مختلف لتتناسب مع كلمة رب ومل ك إواله .فالناس الولى أقل من الناس التي بعدها والخيرة فقد تدرج معنى كلمة الناس من القلة إلى الكثرة على عكس كلمة الرب والمل ك والله فقد تدرج من الكثرة إلى القلة ،فالرب هو المرشد الموجه وقد يكون هنا ك العديد
من المرشدين في المجتمع لكن لكل دولة مل ك خاص بها والدنيا فيها ملو ك كثر ولكن الله واحد ل شري ك له لكل الخلق من النس والجن .فالله إله الخلق جميعًا وناسه كثر ب ناسه أقل لن الرب هو رب المؤمنين أما المل ك فناسه أقل من الله وكذل ك الر ّ الطائعين فقط وليس كل الناس مؤمنين.
147
وهذه السورة اختتم بها آيات المصحف الشريف وهي خير ختام لهذا القرآن ويتناسب مع بدايته بسورة الفاتحة التي خاطب بها ال تعالى الناس بقوله )الحمد ل رب العالمين(
)إيا ك نعبد إوايا ك نستعين( ثم جاءت هذه السورة )من الجنة والناس( لتشمل العالمين جميعًا
وهم كلهم من بداية المر إلى نهايته يستعينون بال تعالى ويلجأؤون إليه .ومن الملحظ
أن ال تعالى قدم الجنة على الناس لن الجّنة هم الصل في الوسوسة .هذا وال أعلم. وهذا ختام هذا الجزء وختام القرآن الكريم الذي أوصيكم وأوصي نفسي بعدم هجره بأي
طريقة من طرق الهجر ول نكون ممن قال فيهم الرسول صلى ال عليه وبار ك وسلم )إن
ْقوم ي باتخذوبا هذبا بالقرآن مهجوربا( ولنعمل به كما أوصانا رسولنا وقدوتنا محمد صلى ال عليه وبار ك وسلم )تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا كتاب ال وسنتي(.
ومثل الذي يق أر القرآن ول يقرأه كمثل الحّي والميت ،فلنحيي قلوبنا وبيوتنا بالقرآن العظيم وبتدبر آياته واّتباع أوامره واجتناب نواهيه ولنتخّلق بأخلقه ولنقيم حدوده ولنزداد من الحسنات لن هذا القرآن العظيم هو كنز الحسنات فمن ق أر منه حرفًا فله به حسنة
والحسنة بعشر أمثالها ،ل أقول ألم حرف وأنما ألف حرف ولم حرف وميم حرف ،فكيف
بعد هذا النعيم كله وهذا الكنز العظيم يمكن لحدنا أن يهجر هذا القرآن العظيم أو ل يتدبره فهو منهج حياة المسلم والذي يؤدي به إلى رضى ال تعالى وجنات عدن التي
وعد ال عباده المؤمنين بها ،جعلنا ال إواياكم ممن يستمع القول فيّتبع أحسنه وممن يقيم حدود القرآن ل من يقيم حروفه ويضّيع حدوده ووفقنا جميعًا لفهم كتابه العزيز وتطبيق
أحكامه والمتثال لوامره حتى ننعم بسعادة الدارين ونكون من أهل القرآن وخاصته
الذين هم أحباب ال تعالى وجعلنا ال تعالى ممن يشفع لهم القرآن يوم القيامة ويقول حرمته النوم بالليل فشّفعني فيه اللهم آمين .
وهذا القرآن العظيم فيه شفاء للصدور والمراض النفسية ومراد ال تعالى في هذا القرآن
عظيم وهو صالح لكل زمان ومكان وفيه الخير لمتنا ول تنقضي عجائبه والغوص إلى أعماقه ليس بالمر اليسير ولكن هذه الصفحات ما هي إل محاولة بسيطة لسبر أغوار
هذا الكنز العظيم ولتدبر آياته ومعانيه فال تعالى نسأل التوفيق وأن يعّلمنا ما ينفعنا
ل بأحكامه وما توفيقي إل بال العزيز وينفعنا بما عّلمنا وأن يزيدنا فهمًا لكتابه وعم ً
148
الحكيم وآخر دعوانا أن الحمد ل رب العالمين والصلة والسلم على المبعو.ث رحمة للعالمين أشرف النبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا ودليلنا إلى الخير رسولنا محمد صلى ال عليه وبار ك وسلم .
149