10 صحيفة الهوية العدد

Page 1

‫القا�ضي يهدد بك�شف معلومات خطرية عن علي حم�سن والأخري يخطط الغتيال وزير الدفاع‬ ‫رئي�س جلنة االت�صاالت املركزية بحزب التحرير يف حوار مع "‬

‫"‪:‬‬

‫�أمريكا �شقت الإ�صالح وطهران ت�سعى لتكوين �إمرباطورية كربى‬ ‫ال�سعودية تعترب اليمن حمافظة تابعة لها‪ ..‬وح�سابات احلكومة خط�أ‬ ‫نا�شد املجتمع الدويل التدخل لإنقاذ �شعب اجلنوب‬

‫�أ�سبوعية ‪ -‬م�ستقلة ‪� -‬شاملة‬ ‫‪ 12‬صفحة‬

‫البي�ض يتهم نظام �صنعاء بالعمل على‬ ‫ت�سليم اجلنوب للقاعدة‬

‫النا�شر‪ /‬رئي�س التحرير‬

‫حممــد علي العـــماد‬ ‫‪ 60‬ريا ًال‬

‫‪ 19‬جمادى األولى ‪1433‬هـ األربعاء ‪ 11‬إبريل ‪2012‬م العدد ‪10‬‬

‫و�صفت ما تناقلته و�سائل اعالم �سعودية عن ذهاب جماعة منها اىل �سوريا مل�ساندة‬ ‫نظام اال�سد بالهراء والفرقعات ال�سخيفة‬

‫"ان�صار اهلل" حتمل اال�صالح م�س�ؤولية االعتداءات يف عاهم‬ ‫وتدعو العقالء للوقوف بحزم امام تلك الت�صرفات‬ ‫خا�ص‪ :‬و�ص ��ف املكتب االعالم ��ي جلماعة ان�صار‬ ‫الل ��ه (احلوثيني) ما تناولت ��ه و�سائل اع�ل�ام �سعودية اال�سبوع‬ ‫املا�ض ��ي عن ار�س ��ال عنا�صر من جماعة (احلوث ��ي) اىل �سوريا‬

‫مل�سان ��دة نظام الرئي�س ب�شار اال�سد بالهراء والكذب والفرقعات‬ ‫االعالمية التي ال ميكن و�صفها بغري ال�سخيفة‪.‬‬ ‫وا�ضاف املتحدث با�سم املكتب‬ ‫البقية �ص ‪10‬‬

‫متابعات‪�:‬أعل ��ن الرئي� ��س اال�سب ��ق عل ��ي �س ��امل البي� ��ض‬ ‫�إدانتته البالغ ��ة والرف�ض التام واملطلق لتحوي ��ل �أر�ض اجلنوب اىل‬ ‫�ساح ��ة لت�صفية احل�سابات ب�ي�ن من و�صفهم بق ��وى االحتالل اليمني‬ ‫املت�صارع ��ة‪ ،‬او لل�صراع ��ات الدولية واالقليمية حت ��ت ذريعة مكافحة‬ ‫االرهاب‪.‬‬ ‫م�ؤك ��دا ان �شع ��ب اجلنوب �شري ��ك ا�صيل يف مكافح ��ة الإرهاب بل �إن‬ ‫�شع ��ب اجلنوب �أح ��د �ضحايا قوى الإرهاب الت ��ي �شاركت يف احتالل‬ ‫اجلنوب عام ‪1994‬م ودم ��رت كيان دولة اجلنوب وا�ستباحت الدماء‬ ‫والأرواح والأعرا�ض ح�سب قوله‪.‬‬ ‫وطال ��ب البي� ��ض يف بي ��ان ا�ص ��دره مكتبه االثن�ي�ن املا�ض ��ي املجتمع‬ ‫العرب ��ي والإقليمي والدويل اىل م�ساعدة �شعب اجلنوب يف ا�سرتداد‬ ‫�أر�ض ��ه من خالل فر�ض �إرادته ومتكين ��ه من الدفاع عن م�صاحله التي‬ ‫تنتهكها قوى ال�شر والإرهاب التي يرعاها‬ ‫البقية �ص ‪10‬‬

‫بعد �صدور عدة قرارات رئا�سية‪ :‬مواقع مقربة من امل�ؤمتر تتحدث عن فجوة بني ال�شعبي العام واللواء حممد نا�صر احمد‬ ‫ومواقع مقربة من قائد الفرقة وامل�شرتك تتحدث عن تعيني يحيى �صالح نائبا لرئي�س اجلمهورية‬

‫طرفا احلكم يتبادالن االتهامات‪ ..‬والقا�ضي يهدد قائد الفرقة‬ ‫متابعات‪:‬‬

‫هدد اللواء عبد ال�ل�اه القا�ضي بك�شف ملفات‬ ‫قائد الفرقة االوىل علي حم�سن الأحمر ون�شر‬ ‫معلوم ��ات خط�ي�رة تتعل ��ق ب�صفق ��ات �سالح‬ ‫وعالقات «املن�شق» بتنظيم القاعدة بالإ�ضافة‬ ‫لق�ضايا �أخرى ‪.‬‬

‫وق ��ال مقربون م ��ن اللواء القا�ض ��ي انه وجه‬ ‫هذه التهدي ��دات للأحم ��ر يف ات�صال تلفوين‬ ‫بينهم ��ا �أم� ��س االول عل ��ى خلفي ��ة وق ��ف‬ ‫م�ستحقاته من ��ذ ثالثة �أ�شهر ‪ ،‬متوعدا باتخاذ‬ ‫خط ��وات �أخ ��رى �إذا مل يت ��م �إع ��ادة االعتماد‬ ‫املايل املقرر له ‪.‬‬

‫تقر�أون داخل العدد‬

‫املر�أة يف �سقطرى‪ ..‬خفايا الأمل و�أ�سرار املعاناة‬

‫ويعترب الل ��واء عبدالاله القا�ضي من القيادات‬ ‫الع�سكري ��ة املقرب ��ة م ��ن عل ��ي حم�س ��ن الأحمر‬ ‫و�شغ ��ل ع ��ددا م ��ن املنا�ص ��ب الع�سكري ��ة كان‬ ‫�آخره ��ا قيادة حم ��ور العند‪ ،‬و�أعل ��ن ان�ضمامه‬ ‫للأخ�ي�ر يف مار�س ‪2011‬م عقب �إعالن الأحمر‬ ‫ان�شقاقه عن اجلي�ش اليمني‪.‬‬ ‫البقية �ص ‪10‬‬

‫هل تنجح‬ ‫م�سلحو القاعدة يقتلون ‪ 8‬جنود وي�صيبون جهود هادي يف تهدئة‬ ‫ح�ضرموت‬ ‫يف‬ ‫بجروح‬ ‫آخرين‬ ‫�‬ ‫‪7‬‬ ‫امللفات ال�ساخنة؟‬

‫فيما املعلومات ت�شري اىل التخطيط القتحام االمن ال�سيا�سي ب�صنعاء‬

‫متابعات‪:‬‬

‫�شباب الثورة‪ :‬املارينز يف اليمن بداية احتالل‬

‫�إعالم الدولة يتعر�ض لهجمة �شر�سة‪ ،‬وثائر‬ ‫يروي معاناته يف �سجون الفرقة‬

‫توا�صل ن�شر ملفات الف�ساد الأعداد القادمة‬

‫ك�ش ��ف م�ص ��در �أمن ��ي �أم� ��س ع ��ن‬ ‫خمط ��ط لتنظيم القاع ��دة القتحام‬ ‫مبن ��ى "الأمن ال�سيا�س ��ي" الكائن‬ ‫و�سط العا�صم ��ة �صنعاء و�إطالق‬ ‫ع ��دد م ��ن معتقليه ��ا املحتجزي ��ن‬ ‫داخ ��ل ال�سج ��ن امللح ��ق باملبن ��ى‪،‬‬ ‫بدع ��م وت�سهي ��ل م ��ن الل ��واء علي‬ ‫حم�سن الأحمر ‪.‬‬ ‫وق ��ال امل�ص ��در‪� :‬إن الأجه ��زة‬ ‫الأمني ��ة ح�صل ��ت عل ��ى معلومات‬ ‫ب�ش� ��أن حت�ض�ي�رات للقاع ��دة‬ ‫ون�ش ��اط خلالي ��ا �إرهابي ��ة عل ��ى‬ ‫ارتب ��اط به ��ا وجتمعه ��ا يف �شقق‬ ‫�سكني ��ة يف �أحي ��اء حميط ��ة مبقر‬ ‫اجلهاز وانتظاره ��ا �ساعة ال�صفر‬ ‫ملبا�شرة الهجوم وفق خطة �أعدت‬ ‫له ��ذا الغر� ��ض‪ ،‬و�أن دعم ��ا تقني ��ا‬ ‫ولوج�ستيا يقدم لتلك اخلاليا من‬

‫تقرير خا�ص‪:‬‬

‫�أطراف ع�سكري ��ة (من�شقة) ت�سهل‬ ‫عملي ��ة حتركه ��م وتنقله ��م داخ ��ل‬ ‫العا�صم ��ة وتزوده ��م مبعلوم ��ات‬ ‫و�صفت بـ (احل�سا�سة) بح�سب ما‬ ‫ذكر نبا نيوز ‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف امل�ص ��در ‪� :‬أن الأجه ��زة‬

‫الأمني ��ة �أخ ��ذت ه ��ذه املعلوم ��ات‬ ‫عل ��ى حمم ��ل اجل ��د واتخ ��ذت‬ ‫�إج ��راءات احرتازي ��ة وعززت من‬ ‫�إجراءاته ��ا ح ��ول املق ��ر الأمن ��ي‬ ‫وكثفت من حترياتها يف حميطه ‪.‬‬ ‫البقية �ص ‪10‬‬ ‫ويحتجز عدد‬

‫تت�ص ��در الق�ضي ��ة اجلنوبي ��ة حالي ��ا امل�شه ��د‬ ‫ال�سيا�س ��ي كواحدة م ��ن �أهم امللف ��ات ال�ساخنة‬ ‫ه ��ذه الأيام خا�ص ��ة مع اال�ستع ��دادات اجلارية‬ ‫لإجراء احلوار الوطني ال�شامل الذي ي�ضم كل‬ ‫�أطي ��اف العم ��ل ال�سيا�سي واحلزب ��ي يف اليمن‬ ‫مبن فيهم (�أن�صار الله) احلوثيون‏‪.‬‏‬ ‫مل يرتك ��ز االهتم ��ام بجن ��وب اليم ��ن كق�ضي ��ة‬ ‫مطلبية وحقوقية عادلة �شغلت ال�شارع اليمني‬ ‫عل ��ي مدار �سنوات ولكن م ��ن منطلق �أنها رمبا‬ ‫حت ��دد مالمح النظام ال�سيا�س ��ي اليمني و�شكل‬ ‫الد�ست ��ور اجلدي ��د ال ��ذي �سيت ��م �صياغت ��ه يف‬ ‫امل�ستقب ��ل القري ��ب‪ ,‬خا�ص ��ة يف ظ ��ل احلدي ��ث‬ ‫املكثف عن خيار الفيدرالية ك�أحد احللول التي‬ ‫قد ت�ضمن بقاء اليمن دولة احتادية من �إقليمني‬ ‫�أو �أكرث‪.‬‬ ‫وفيم ��ا يعمل الرئي� ��س عبدربه من�ص ��ور هادي‬ ‫على جمع خمتلف القوى‬ ‫البقية �ص ‪10‬‬


‫‪2‬‬

‫تقارير‬

‫العدد ‪ 10‬األربعاء ‪ 11‬إبريل ‪2012‬م‬

‫اعرتفوا مبقتل ‪ 4‬وا�صابة ‪ 16‬منهم ومعلومات عن مقتل ‪� 44‬شح�صا بينهم ‪ 14‬ع�سكريا يف لودر‬

‫�أن�صار ال�شريعة ت�شن هجوما على موقع ع�سكري يف م�أرب ي�سفر عن �سقوط ‪ 15‬قتيال و‪ 3‬جرحى‬ ‫�ش ��ن م�سلح ��ون م ��ن �أن�ص ��ار ال�شريعة فج ��ر ام�س‬ ‫على اح ��د املواقع الع�سكري ��ة يف منطقة ال�ضويبي‬ ‫القريب ��ة من منطقة العرب مبحافظ ��ة م�أرب هجوما‬ ‫مباغت ��ا مما �أ�سفر عن مقتل ‪ 15‬جندي وجرح ثالثة‬ ‫�آخرين بع�ضهم جراحهم خطرية ‪.‬‬ ‫ونق ��ل �أحد ال�شه ��ود الذي ق ��ام ب�إ�سع ��اف اجلرحى‬ ‫نق�ل�ا ع ��ن �أحد اجلن ��ود اجلرح ��ى " �أن جماميع من‬ ‫�أن�صار ال�شريعة كان ��وا ي�ستقلون �سيارتني باغتوا‬ ‫املوقع الع�سكري فج ��ر �أم�س بهجوم م�سلح ‪ ,‬حيث‬ ‫ق ��ام �أحدهم بالت�سل ��ل �إىل بوابة املوق ��ع الع�سكري‬ ‫ومت �ض ��رب اجلندي يف قدميه بالر�صا�ص ثم قتلة‪,‬‬ ‫وقبيل قتلة ق ��ام اجلندي ب�إطالق النار جوا لإيقاظ‬ ‫زمالئه النائمني يف �أحد العنابر‪.‬‬ ‫وبح�سب مارب بر�س فقد عم ��دت عنا�صر ال�شريعة‬ ‫بالتمرك ��ز يف �أكرث من جهة م ��ن املوقع الع�سكري ‪,‬‬ ‫وكلما قام �أي جن ��دي باخلروج من بوابة العنرب "‬ ‫كان يت ��م �ضربه بالأ�سلح ��ة الثقيلة "‪ ,‬كما مت �ضرب‬ ‫العنرب ال ��ذي كان ينام فيه الع�ساكر بالبوازيك‪ ,‬يف‬ ‫ح�ي�ن كان ي�سم ��ع تكب�ي�ر عنا�صر ال�شريع ��ة يف تلك‬ ‫اللحظات‪.‬‬ ‫و�أع ��رب ال�شاهد يف و�صفه ان امل�شهد جرمية نكراء‬ ‫مل ي�شاه ��د ب�شاعتها طيلة حيات ��ه‪ ,‬وم�ضيفا ب�أن من‬ ‫ق ��ام بذلك العمل ال ميكن �أن يك ��ون م�ؤمنا بالله وال‬ ‫بر�سوله‪.‬‬ ‫م ��ن جهة �أخ ��رى اع�ت�رف �أن�ص ��ار ال�شريع ��ة �أم�س‬ ‫"با�ست�شه ��اد �أربع ��ة جماهدي ��ن" "و�إ�صاب ��ة �ست ��ة‬ ‫ع�ش ��ر �آخري ��ن" م ��ن �أن�صاره ��م يف هج ��وم وا�سع‬ ‫النط ��اق �شنت ��ه اجلماع ��ة عل ��ى مدينة ل ��ودر بهدف‬ ‫ا�ستع ��ادة ال�سيط ��رة عليها بعد خروجه ��م منها منذ‬ ‫نحو ع�ش ��رة �أ�شهر يف وقت �أكدوا فيه �أنهم "غنموا‬ ‫كمي ��ات كب�ي�رة م ��ن الأ�سلح ��ة الثقيل ��ة واملتو�سطة‬ ‫واخلفيف ��ة‪ ،‬بينها �أربع دباب ��ات وثالثة مدافع "دي‬ ‫�س ��ي وقواذف �صواريخ بي ‪ 10‬وم�ضاد طريان ‪23‬‬ ‫وع ��دد كبري من الأطق ��م الع�سكرية من بينها طقمان‬ ‫م�صفحان"‪ -‬وفق ت�أكيدهم‪.‬‬ ‫وكان ��ت معلوم ��ات �صحفي ��ة نقل ��ت �أن ‪� 44‬شخ�صا‬ ‫بينه ��م ‪ 14‬ع�سكري ��ا لق ��وا م�صرعه ��م �أم� ��س االول‬ ‫يف هج ��وم �شنه مقاتل ��و تنظيم القاع ��دة �ضد ثكنة‬ ‫ع�سكري ��ة عل ��ى تخوم مدين ��ة ل ��ودر مبحافظة �أبني‬ ‫جن ��وب اليمن ويف ا�شتب ��اكات تلت ه ��ذا الهجوم‪،‬‬ ‫ح�س ��ب ما �أفادت به م�صادر ع�سكرية وقبلية لوكالة‬ ‫ال�صحافة الفرن�سية‪.‬‬ ‫وان�سح ��ب اجلي�ش م ��ن ه ��ذه الثكنة ت ��اركا �ساحة‬ ‫املعرك ��ة لأبن ��اء القبائ ��ل املوال�ي�ن ل ��ه‪ ،‬بح�س ��ب ما‬ ‫�أف ��ادت به م�صادر ع�سكرية وحملي ��ة‪ .‬ي�أتي ذلك يف‬ ‫وقت اغت ��ال فيه م�سلح ��ون يعتقد �أنه ��م مت�شددون‬ ‫�إ�سالمي ��ون‪� ،‬ضابط ��ا يف املخاب ��رات اليمني ��ة يف‬ ‫حمافظة تعز جنوب البالد‪.‬‬ ‫وقال ��ت م�صادر مطلعة يف لودر �إن م�سلحي جماعة‬ ‫«�أن�ص ��ار ال�شريعة» التابعة لتنظي ��م القاعدة‪ ،‬قاموا‬ ‫بع ��د �صالة فج ��ر االثنني بهجوم عل ��ى مدينة لودر‬ ‫من عدة مناط ��ق بغية ال�سيطرة عليه ��ا و�إخ�ضاعها‬ ‫ل�سيطرته ��م‪ ،‬عل ��ى غ ��رار �سيطرته ��م عل ��ى مدين ��ة‬ ‫زجنب ��ار‪ ،‬عا�صم ��ة املحافظ ��ة وغريه ��ا م ��ن امل ��دن‬ ‫بح�سب «ال�شرق الأو�سط»‪.‬‬ ‫وق ��ال م�ص ��در يف «ملتقى �شباب ل ��ودر» �إن ال�شباب‬ ‫من �أبناء املنطقة ت�صدوا لهجوم عنا�صر «القاعدة»‬ ‫ب�أ�سلحته ��م ال�شخ�صية (الكال�شينكوف)‪ ،‬وما زالوا‬ ‫يوا�صل ��ون الدف ��اع ع ��ن املدين ��ة ك ��ي ال ت�سقط يف‬

‫�أيدي تل ��ك العنا�صر املتطرفة‪ ،‬و�أ�ش ��ار امل�صدر �إىل‬ ‫�أن امل�سلح�ي�ن هاجموا الكتيب ��ة الع�سكرية املرابطة‬ ‫بجوار حمطة الكهرباء الواقعة يف جنوب املدينة‪،‬‬ ‫ومتكن ��وا م ��ن ال�سيط ��رة عل ��ى املوق ��ع الع�سك ��ري‬ ‫للكتيبة واال�ستيالء عل ��ى العتاد الع�سكري داخلها‪،‬‬ ‫مب ��ا يف ذل ��ك الدباب ��ات والعرب ��ات الع�سكرية التي‬ ‫ت�سمى «حمي�ضة»‪ ،‬وغريها‪.‬‬ ‫وذكر امل�صدر �أن �ضب ��اط و�أفراد اجلي�ش املرابطني‬ ‫يف الكتيب ��ة ان�سحب ��وا م ��ن مواقعه ��م م ��ن دون‬ ‫مقاوم ��ة امل�سلحني املهاجم�ي�ن‪ ،‬و�أن عنا�صر جماعة‬ ‫«�أن�ص ��ار ال�شريع ��ة» متكن ��وا �أي�ض ��ا م ��ن ال�سيطرة‬ ‫عل ��ى موقع ال�سري ��ة الع�سكري ��ة املرابطة يف «جبل‬ ‫يو�س ��ف» الكائ ��ن يف �شم ��ال �شرق ��ي مدين ��ة لودر‪،‬‬ ‫وو�صف امل�ص ��در مقاومة �أبن ��اء املدينة للمهاجمني‬ ‫ب�أنه ��ا �سطرت «بط ��والت» يف الدفاع ع ��ن مدينتهم‪،‬‬ ‫وبالأ�سلح ��ة ال�شخ�صي ��ة‪ ،‬يف وق ��ت ا�ستخ ��دم في ��ه‬ ‫عنا�ص ��ر «القاعدة» املدفعي ��ة وال�سيارات الع�سكرية‬ ‫الت ��ي ا�ستول ��وا عليه ��ا يف هجماته ��م عل ��ى مواقع‬ ‫اجلي� ��ش يف عدة مناطق مبحافظ ��ة �أبني‪ .‬و�أ�شارت‬ ‫معلوم ��ات ميداني ��ة �إىل �أن الهج ��وم اجلدي ��د‬ ‫لـ«القاع ��دة» عل ��ى مدين ��ة ل ��ودر‪ ،‬يه ��دف �إىل �إعادة‬ ‫ال�سيط ��رة عل ��ى املدينة التي طرده ��م منها م�سلحو‬ ‫«ملتق ��ى �شباب ل ��ودر» يف يوليو (مت ��وز) املا�ضي‪،‬‬ ‫بعد مواجه ��ات عنيفة‪ ،‬دامت عدة �أ�سابيع‪ ،‬يف حني‬ ‫ي�سيط ��ر ه� ��ؤالء امل�سلحون على عدة م ��دن وبلدات‬ ‫يف حمافظة �أب�ي�ن‪ ،‬وي�سعون‪ ،‬بني وقت و�آخر‪� ،‬إىل‬ ‫ال�سيطرة على بقية مدن املحافظة ومدن �أخرى يف‬ ‫حمافظتي البي�ضاء وحلج املجاورتني‪.‬‬ ‫وعلى �صعيد اخل�سائ ��ر الناجتة عن املواجهات يف‬ ‫ل ��ودر‪ ،‬ذكرت امل�صادر لـ«ال�شرق الأو�سط»‪� ،‬أن ‪ 5‬من‬ ‫�شباب «ملتق ��ى لودر» قتل ��وا يف املواجهات وجرح‬ ‫‪� 15‬آخري ��ن‪ ،‬جرى نقله ��م �إىل م�ست�شفيات حمافظة‬ ‫البي�ض ��اء املج ��اورة‪ ،‬و�أ�ش ��ارت ذات امل�ص ��ادر �إىل‬ ‫ر�ؤية مواطنني جلثث عنا�صر «القاعدة» وهي ملقاة‬ ‫يف الطرقات‪ ،‬غ�ي�ر �أن �أحدا مل يتمكن من الو�صول‬ ‫�إليه ��ا‪ ،‬ب�سب ��ب انت�ش ��ار القنا�ص ��ة‪� ،‬أم ��ا ال�سلط ��ات‬ ‫اليمني ��ة فق ��د �أعلنت ر�سمي ��ا مقت ��ل ‪ 15‬عن�صرا من‬

‫عنا�ص ��ر «القاعدة» يف تل ��ك املواجه ��ات التي قالت‬ ‫�إن اللواء الع�سكري «‪ »111‬هو من خا�ض املواجهة‬ ‫فيه ��ا‪ .‬وي�ؤكد الهجوم �سع ��ي التنظيم املتطرف �إىل‬ ‫ال�سيط ��رة على ه ��ذه املدين ��ة اال�سرتاتيجي ��ة التي‬ ‫تع ��د منطقة ات�صال بني ع ��دة حمافظات يف جنوب‬ ‫اليم ��ن‪ .‬وذكر م�ص ��در ع�سك ��ري لوكال ��ة ال�صحافة‬ ‫الفرن�سي ��ة �أن الهج ��وم واال�شتباكات الت ��ي �أعقبته‬ ‫�أ�سف ��را عن مقتل ‪ 14‬ع�سكري ��ا بينهم �ضباط‪ ،‬بينما‬ ‫�أكدت م�ص ��ادر قبلية وحملية �أن ب�ي�ن القتلى �أي�ضا‬ ‫�ست ��ة مقاتلني من �أبن ��اء القبائل املوالي ��ة للجي�ش‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل ‪ 24‬عن�صرا من «القاعدة»‪.‬‬ ‫وكان ��ت ح�صيل ��ة �سابق ��ة �أ�ش ��ارت �إىل �سق ��وط ‪37‬‬ ‫قتي�ل�ا يف هذه الأح ��داث‪ .‬و�أتى ان�سح ��اب اجلي�ش‬ ‫يف �أعق ��اب �سقوط هذا الع ��دد الكبري من القتلى يف‬ ‫�صفوفه‪.‬‬ ‫م ��ن جهت ��ه‪� ،‬أك ��د م�ص ��در يف ال�سلط ��ة املحلي ��ة �أن‬ ‫«اجلي�ش ان�سحب حتت وط�أة الهجوم»‪ ،‬و�أن «�أبناء‬ ‫لودر هم من يحمون مدينتهم»‪.‬‬ ‫وقد �سيطر ه�ؤالء عل ��ى موقع الثكنة بعد ان�سحاب‬ ‫اجلي� ��ش من ��ه‪ .‬و�أ�شار امل�ص ��در �إىل ت�ضرر جزء من‬ ‫�سالح اجلي�ش يف املكان‪ ،‬بينما متكن �أبناء القبائل‬ ‫املوال ��ون للجي� ��ش من ال�سيط ��رة على ج ��زء �آخر‪.‬‬ ‫وذك ��ر امل�ص ��در �أن ال�شب ��اب القبليني هم م ��ن �أبناء‬ ‫ل ��ودر وكانوا �أقام ��وا من ��ذ �أ�شهر «مواق ��ع موازية‬ ‫للجي� ��ش» حلماية ه ��ذه املدين ��ة اال�سرتاتيجية يف‬ ‫جنوب اليمن‪.‬‬ ‫وبح�س ��ب ب�ل�اغ �أن�ص ��ار ال�شريع ��ة ال ��ذي وزع يف‬ ‫وق ��ت مت�أخر من ليل ��ة �أم� ��س االول "�أن جماهديهم‬ ‫جنح ��وا يف ب�س ��ط �سيطرتهم على �أط ��راف املدينة‬ ‫بع ��د �أن متكن ��وا من �إ�سقاط ثالث ��ة مواقع ع�سكرية‬ ‫تابع ��ة للواء ‪ 111‬وغنيمة ما بها من �أ�سلحة" نافني‬ ‫يف ذات الوق ��ت الأنب ��اء الت ��ي قالوا �أنه ��ا "ترددت‬ ‫ح ��ول ان�سحابهم �إىل خارج املدين ��ة‪ ،‬وم�ؤكدين �أن‬ ‫قواته ��م جنحت يف فر�ض ح�صار قوي على املدينة‬ ‫ا�ستع ��دادا لدخوله ��ا وتطهريه ��ا من بقي ��ة عنا�صر‬ ‫مرتزقة اللجان"‪-‬وفق تعبري البالغ‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار �أن�ص ��ار ال�شريع ��ة �إىل "�أنهم �ص ��دوا حملة‬

‫ع�سكري ��ة تقدم ��ت من الل ��واء ‪ 111‬بع ��د ا�شتباكات‬ ‫عنيف ��ة �أ�سف ��رت ع ��ن �سقوط ع ��دد كبري م ��ن القتلى‬ ‫واجلرح ��ى يف �صفوف جنود نظ ��ام �صنعاء الذين‬ ‫فر من تبقى منه ��م تاركني �أ�سلحتهم خلفهم ليغنمها‬ ‫املجاه ��دون ولل ��ه احلم ��د واملنة"‪ -‬ح�س ��ب و�صف‬ ‫البالغ‪.‬‬ ‫وح�س ��ب وكالة "فرن�س بر�س" فقد هاجم نحو‪300‬‬ ‫م ��ن مقاتل ��ي القاعدة يف �صباح �أم� ��س ثكنة ياتوف‬ ‫ الل ��واء ‪ 111‬عل ��ى تخ ��وم مدينة ل ��ودر مبحافظة‬‫اب�ي�ن جنوب اليم ��ن‪ ،‬والتي تعترب معق�ل�ا للتنظيم‪،‬‬ ‫وحاج ��زا ع�سكري ��ا يف جنوب املدين ��ة‪ ،‬ويف تطور‬ ‫قال ��ت �أن ��ه ي�ؤكد عل ��ى ق ��درة القاعدة عل ��ى تو�سيع‬ ‫نط ��اق عمله ��ا يف جن ��وب اليم ��ن‪ ،‬يف ح�ي�ن تواجه‬ ‫احلكوم ��ة �صعوب ��ات يف �إع ��ادة تنظي ��م اجلي� ��ش‬ ‫وق ��وات الأمن التي ال يزال ق�سم منها حتت �سيطرة‬ ‫املقربني من الرئي�س ال�سابق علي عبدالله �صالح‪.‬‬ ‫ونقلت الوكال ��ة عن م�صادر ع�سكري ��ة وقبلية‪ ":‬ان‬ ‫اال�شتب ��اكات حول ل ��ودر �أوقعت اربع�ي�ن قتيال يف‬ ‫�صف ��وف القاعدة‪ .‬وقال م�س�ؤول ��ون يف املنطقة ان‬ ‫اجلثث حمل ��ت يف عربات �شوهدت تغ ��ادر اجلبهة‬ ‫وتدفن يف مناط ��ق قريبة‪ .‬ويف املقابل‪ ،‬قال م�صدر‬ ‫ع�سكري ان ‪ 14‬جنديا قتلوا بينهم �ضابط‪ ،‬كما قتل‬ ‫�ستة م ��ن مقاتلي جلنة املقاوم ��ة ال�شعبية امل�ساندة‬ ‫للجي� ��ش يف تلك املعارك امل�ستمرة حتى امل�ساء على‬ ‫ثالثة حم ��اور‪ :‬يف جنوب و�ش ��رق وجنوب‪�-‬شرق‬ ‫لودر‪ ،‬حي ��ث ي�سعى مقاتل ��و القاعدة وف ��ق امل�صدر‬ ‫الع�سكري اىل ا�ستعادة ال�سيطرة على املدينة التي‬ ‫ت�شكل م�ل�اذا طبيعيا لهم نظ ��را لطبيعتها اجلبلية‪،‬‬ ‫وحتميهم من غارات الطائرات والق�صف البحري‪،‬‬ ‫�إ�ضاف ��ة �إىل �أن ه ��ذه املدين ��ة اال�سرتاتيجية ت�شكل‬ ‫منطقة ات�صال بني ع ��دة حمافظات بجنوب اليمن‪.‬‬ ‫وفق ذات امل�صادر‪.‬‬ ‫اىل ذل ��ك قال م�صدر قبلي االثنني املا�ضي �إن �سكانا‬ ‫حملي�ي�ن يف منطق ��ة وادي عبيدة ر�ص ��دوا تواجد‬ ‫القي ��ادي الب ��ارز يف تنظي ��م القاع ��دة وامل�س� ��ؤول‬ ‫الع�سكري لتنظي ��م قاعدة اجلهاد يف جزيرة العرب‬ ‫قا�س ��م الرمي ��ي واملكن ��ى "�أبو هري ��رة" يف املنطقة‬ ‫القبلية الواقعة يف حمافظة م�أرب (�شرق اليمن) ‪.‬‬ ‫وقال امل�صدر‪� :‬أن القي ��ادي القاعدي قدم للمحافظة‬ ‫يف اليوم�ي�ن املا�ضي�ي�ن قادم ��ا من حمافظ ��ة �شبوة‬ ‫و�أنه يقيم باملنطق ��ة القبلية بحماية �شخ�صيات يف‬ ‫تنظي ��م الإخوان امل�سلمني يف اليمن (حزب التجمع‬ ‫اليمني للإ�صالح) يف منطقة وادي عبيدة ‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف امل�ص ��در‪� :‬أن الطائ ��رات النمام ��ة (يف‬ ‫�إ�شارة للط�ي�ران اال�ستطالعي) كثف ��ت من حتليقها‬ ‫ف ��وق املنطق ��ة يف ال�ساع ��ات املا�ضي ��ة ‪ ،‬و�أن هنالك‬ ‫احتم ��االت كبرية لتعر� ��ض املنطقة لغ ��ارات جوية‬ ‫مرجح ��ا انتقال القي ��ادي الرميي (وه ��و من �أخطر‬ ‫العنا�ص ��ر املطلوب ��ة يف تنظي ��م القاع ��دة) خ ��ارج‬ ‫حمافظت ��ي م�أرب و�شب ��وة بعد ال�ضرب ��ات اجلوية‬ ‫الت ��ي نف ��ذت عل ��ى مواق ��ع التنظي ��م م�ؤخ ��را يف‬ ‫املحافظت�ي�ن ‪ ..‬متوقع ��ا �أن يتوج ��ه الرميي ملنطقة‬ ‫�أرحب (�شمال العا�صمة �صنعاء) وفقا ملا نقله موقع‬ ‫اليمن اجلديد‪.‬‬ ‫وكان ��ت م�ص ��ادر �إعالمي ��ة ق ��د حتدث ��ت ع ��ن جناة‬ ‫القيادي يف تنظيم القاعدة قا�سم الرميي من ق�صف‬ ‫نفذت ��ه طائ ��رة حربية ال�سب ��ت املا�ض ��ي وا�ستهدف‬ ‫�سيارة كان ي�ستقله ��ا يف منطقة ع�سيالن مبحافظة‬ ‫�شبوة (جنوب �شرق اليمن)‪.‬‬

‫�إعالم الدولة يتعر�ض‬ ‫لهجمة �شر�سة نتيجة عودته‬ ‫�إىل جادة ال�صواب!!!‬ ‫�أحمد �أبو اخلليل‬ ‫يظ ��ل م ��ن البديه ��ي ج ��د ًا �أن يتعر�ض الإع�ل�ام الر�سمي‬ ‫يف بالدن ��ا خ�ل�ال مثل ه ��ذه الظ ��روف ال�صعب ��ة للكثري‬ ‫م ��ن االنتق ��ادات نتيجة ق�ص ��وره يف �أداء مه ��ام ر�سالته‬ ‫ال�سامي ��ة عل ��ى الوج ��ه املطل ��وب �شريط ��ة �أن تك ��ون‬ ‫االنتق ��ادات عب ��ارة ع ��ن مطال ��ب ل�صالح عام ��ة ال�شعب‬ ‫ولي�س ل�صالح فئة معينة‪.‬‬ ‫وهن ��ا نق ��ول واحلق يق ��ال �أن الف�ضائي ��ة اليمنية وغري‬ ‫من و�سائل الإعالم الر�سمية قد بد�أ اجلميع يف ال�ساحة‬ ‫املحلية يلم�سون �صدق توجهه ��ا خلدمة ق�ضايا وهموم‬ ‫الوط ��ن واملواط ��ن بعي ��د ًا ع ��ن متجي ��د ال�شخ�صي ��ات‬ ‫وتزيي ��ف احلقائ ��ق الت ��ي كان ��ت عليه ��ا خ�ل�ال الف�ت�رة‬ ‫املا�ضي ��ة وال ينك ��ر ه ��ذا �إىل �شخ�ص قد �أ�صاب ��ه م�س �أو‬ ‫بع�ض ًا من اجلنون‪.‬‬ ‫�صحي ��ح �أن ع ��ودة تل ��ك الو�سائ ��ل �إىل حا�ض ��رة الوطن‬ ‫وال�شع ��ب يب ��دوا هزي�ل ً�ا يف م ��ن خ�ل�ال بع� ��ض املوارد‬ ‫املقدم ��ة ولك ��ن مما ال �شد فيه �أن تل ��ك الو�سائل تتعر�ض‬ ‫للكث�ي�ر م ��ن ال�ضغوطات واملماحكة نتيج ��ة عودتها �إىل‬ ‫ج ��ادة ال�ص ��واب �إىل �ص ��ح التعبري والع ��ودة �إىل احلق‬ ‫ف�ضيلة ويحتاج �إىل املزيد من املثابرة وال�صرب من قبل‬ ‫القائمني على تلك الو�سائل‪.‬‬ ‫وهن ��ا نقول ال �ضري �أن وجهت االنتق ��ادات والتهديدات‬ ‫�إىل تل ��ك الو�سائ ��ل من جه ��ات د�أبت تل ��ك الو�سائل على‬ ‫مديحها وال�شط ��ح والنطح با�سمها لعق ��ود طويله فتلك‬ ‫اجله ��ات رمبا ال تفق بعد م ��ن هول ال�صدمة التي تلقتها‬ ‫به ��د �أن ثار ال�شعب �ضدها و�أطاح برموزها فانتقاداتهم‬ ‫م ��ن امل�ؤك ��د لن تغ�ي�ر يف الأم ��ر �شيء وما ه ��ي كا يقول‬ ‫اخلرباء واملحلل�ي�ن �سواء فقاقيع �أو فرقعات جاءت يف‬ ‫الوق ��ت ال�ضائع فتلك اجلهات ال �شك �أن هول ال�صدمة ال‬ ‫زالت م�ؤثرة بها ورمبا �سيظل الت�أثري ل�شهور و�سنوات‬ ‫قب ��ل �أن ��ة ت ��زول فامل�صيب ��ة كب�ي�ر ة والفاجع ��ة عظيم ��ة‬ ‫بح ��ق تلك الفئات الت ��ي اعتادت طول عق ��ود على مديح‬ ‫تل ��ك الو�سائ ��ل وال�آن عندم ��ا تتاب ��ع تل ��ك الو�سائ ��ل وال‬ ‫م ��ن ميدحه ��ا �أو حتى يذكره ��ا بخري تتح ��رق وتعت�صر‬ ‫�أمل� � ًا ونحن قلوبنا م ��ع تلك الفئات ( ي ��ا رحمتاه) فنحن‬ ‫ن�شف ��ق عليها يف ال�سابق واحلايل فال�سابق كرث املديح‬ ‫له ��ا ف�أعماها عن ال�صواب ف�س�ألن ��ا �ألله كثري ًا لها الهداية‬ ‫حي ��ث كنا وال زلنا م�ؤمنني ب�أن الله ميلي للظامل وميهله‬ ‫لكنه �إذا �أخ ��ذه مل يفته كما جاء يف الأثر عن �سيد الأنام‬ ‫والآن نح ��ن نت�أ�سى حلال تلك الفئ ��ة التي عادت لتعاتب‬ ‫وتنتق ��د �أداء و�سائلنا الإعالمية فلتنتقد ما �شاءت‪.‬وهنا‬ ‫نق ��ول لو�سائلنا الإعالمية �ضع ��وا ق�ضايا الوطن ن�صب‬ ‫�أعينك ��م و�أعملوا لأجلها فقد وىل الظلم وبقية عتمته لن‬ ‫تدوم طوي ًال والله من وراء الق�صد‪...‬‬

‫هل �أرادت احلكومة من رفع �أ�سعار امل�شتقات مكاف�أة ال�شعب �أم تكرمي �شهداء الثورة؟!‬ ‫املحرر ال�سيا�سي‬ ‫م ��ن العيب ج ��د ًا �أن ت�أت ��ي حكومة الوف ��اق املوقرة‬ ‫ويف ظ ��ل هذه الظروف امل�أ�ساوي ��ة والو�ضع العام‬ ‫ال ��رديء جد ًا لت�صدر قرار ًا برف ��ع �أ�سعار امل�شتقات‬ ‫النفطي ��ة‪� ،‬أال تعل ��م �أن مث ��ل ه ��ذا الق ��رار يف ه ��ذه‬ ‫الظروف بالذات يعد مبثاب ��ة الإجهاز على ال�شعب‬ ‫اجلري ��ح الذي ينزف منذ �سن ��وات‪ ،‬بل ومنذ عقود‬ ‫نتيج ��ة اجلرع ��ات ال�سعري ��ة الت ��ي ق�صم ��ت ظهور‬ ‫اجلمي ��ع‪ ،‬وحول ��ت �أكرث م ��ن ن�صف �أبن ��اء ال�شعب‬ ‫�إىل فق ��راء يعي�شون حتت خط الفق ��ر‪ ،‬كما �أجربت‬ ‫م ��ا يزيد ع ��ن ربع �س ��كان الب�ل�اد على الت�ش ��رد من‬ ‫منازله ��ا بحث� � ًا ع ��ن ك�سرة اخلب ��ز الت ��ي تقيهم من‬

‫خط ��ر امل ��وت جوع� � ًا؟! �أمل ت ��ر حكومتن ��ا املوق ��رة‬ ‫حرائر اليمن وهن يت�سولن يف اجلوالت و�شوارع‬ ‫املدن و�أعدادهن تتزاي ��د يوم ًا بعد �آخر؟!! هل جاء‬ ‫التواف ��ق ي ��ا حكومة الوف ��اق من �أج ��ل �إثقال كاهل‬ ‫املواط ��ن اليمن ��ي بالكث�ي�ر م ��ن اجلرعات ب ��د ًال من‬ ‫التخفي ��ف علي ��ه؟!! خ�ل�ال الف�ت�رات املا�ضي ��ة �شهد‬ ‫اجلميع انتعا�شا لقيمة الريال اليمنى �أمام العمالت‬ ‫الأجنبية‪ ،‬ومتن ��ى الكثري من املحلل�ي�ن واملتابعني‬ ‫على حكوم ��ة الوفاق �أن ت�ستغل تلك الفر�صة لتقدم‬ ‫له ��ذا ال�شع ��ب املغل ��وب على �أم ��ره قربان� � ًا حتظى‬ ‫بوبا�سطته بثقته من خ�ل�ال تخفي�ض �أ�سعار املواد‬ ‫املتعلق ��ة بحي ��اة املواط ��ن املعي�شي ��ة امل�ست ��وردة‬ ‫م ��ن اخل ��ارج‪ ،‬عل ��ى اعتب ��ار �أن �أ�سع ��ار �شرائها قد‬ ‫انخف�ض ��ت مع انتعا�ش �سعر العمل ��ة الوطنية �أمام‬

‫العم�ل�ات الأجنبي ��ة‪ ،‬غ�ي�ر �أن ه ��ذا مل يح ��دث‪ ،‬ومل‬ ‫تفطن حكومتن ��ا �إىل تلك الفر�صة!! بحجة ما ردده‬ ‫بع�ض املحلل�ي�ن االقت�صاديني من �أن ذلك االنتعا�ش‬ ‫غري طبيعي ولن يطول بقا�ؤه‪ ،‬وهذه الر�ؤى كانت‬ ‫حمق ��ة‪ ،‬لكن حكومتنا مل تق ��دم �أي جميل يذكر منذ‬ ‫توليها زمام مهامها‪ ،‬قال ��ت �إن التقطعات �ستنتهي‪،‬‬ ‫وهاه ��ي اليوم يف �أوجه ��ا بعد نحو ب�ضع ��ة �أ�شهر‬ ‫م ��ن ت�سل ��م ه ��ذه احلكوم ��ة ملهامه ��ا!! وقال ��ت‪� :‬إن‬ ‫انقطاع ��ات الكهرب ��اء واالعت ��داءات عل ��ى �أبراجها‬ ‫وخطوطه ��ا �ستنتهي‪ ،‬وهاهي اليوم ال زالت باقية‪،‬‬ ‫قالت‪� :‬ستفر�ض الأم ��ن واال�ستقرار خالل �أ�سابيع‪،‬‬ ‫وه ��ا هو اليوم ال زال مفقود ًا!! وبرغم من انتخاب‬ ‫رئي�س جديد للبالد !!‪..‬‬ ‫وهنا نقول للحكومة‪ :‬نح ��ن واجلميع ندرك متام ًا‬

‫م ��دى امله ��ام اجل�سيمة امللقاة عل ��ى عاتقها‪ ،‬وندرك‬ ‫�أي�ض ًا مدى خطورة املرحلة التي �شاءت الأقدار لها‬ ‫�أن تت�سلم مقاليد الأمور فيها‪ ،‬و�أنه لي�س من ال�سهل‬ ‫مب ��كان �أن تعم ��ل على �إ�صالح م ��ا �أف�سده الدهر يف‬ ‫حلظات �أو �أيام‪ .‬ولكن م ��ا يريده اجلميع �أن تعمل‬ ‫ب ��كل ما �أوتيت من ق ��وة من �أجل جتمي ��د التدهور‬ ‫ال ��ذي ت�شهده خمتل ��ف قطاعات التنمي ��ة يف مكانه‬ ‫�إن كان ��ت ال زالت عاجزة عن بدء مرحلة الإ�صالح‪،‬‬ ‫واجلميع يعتق ��د �أنه مبقدورها ذل ��ك‪� .‬أما �أن تعمل‬ ‫م ��ن �أج ��ل م�ضاعفة املعان ��اة وزي ��ادة الأمل وتدمري‬ ‫املدم ��ر بفعل قراراتها فهذا م ��ا ال يريده عامة �أبناء‬ ‫ال�شعب والذين خل ��ق لديهم قرار احلكومة الهادف‬ ‫�إىل رف ��ع �أ�سع ��ار امل�شتق ��ات النفطي ��ة ردود �أفع ��ال‬ ‫غا�ضبة وم�ستنكرة وجعلته ��م يت�ساءلون‪ :‬هل هذا‬

‫�سكرتري التحرير‪:‬‬ ‫نائب مدير التحرير‪:‬‬ ‫مدير التحرير‪:‬‬ ‫�أحمــد املحـ ـفــلي‬ ‫�صربي الدرواين‬ ‫فا�ضل الهجري‬ ‫الآراء املن�شورة تعرب عن �أ�صحابها وال تعرب بال�ضرورة عن ر�أي ال�صحيفة‬ ‫�شـ ـ ـ ــارع الــزبـ ـ ــريي ـ خـ ـلــف بـنــك الـي ـمـن الــدويل ـ �صـنـ ــعاء ـ الـيـ ـمـ ــن‬ ‫‪Tel : +967 1 406866 - Fax : +967 1 215172 - Mobile : +967 711711755 / 735393539‬‬

‫الق ��رار مكاف� ��أة ل�ص�ب�ر ال�شعب؟ �أم تك ��رمي ل�شهداء‬ ‫الث ��ورة الذي ��ن �سفكت دما�ؤه ��م الزكية يف خمتلف‬ ‫�ساح ��ات التغي�ي�ر يف الب�ل�اد‪ ،‬وقدم ��وا �أرواحه ��م‬ ‫رخي�صة من �أجل �أن يحظى بقية �أبناء ال�شعب ولو‬ ‫بج ��زء ي�سري من احلي ��اة الكرمية بع ��د �أن �أذاقتهم‬ ‫حكوم ��ات الف�س ��اد ال�سابق ��ة وال�سلط ��ة امل�ستب ��دة‬ ‫�صنوف ًا ال ح�صر لها من الذل والهوان‪..‬‬ ‫ختام� � ًا نقول‪� :‬إن مم ��ا ال �شك فيه �أن وراء الأكمة ما‬ ‫ور�آءه ��ا و�أن املتفقني املختلف�ي�ن ال يزالون عازمني‬ ‫على الإجه ��از عل ��ى �ضحيتهم املتمثل ��ة يف ال�شعب‬ ‫اليمن ��ي‪ ،‬و�أن م�سل�س ��ل العق ��اب اجلماع ��ي له ��ذا‬ ‫ال�شع ��ب مازال ��ت حلقات ��ه متوا�صل ��ة مل تنته بعد!!‬ ‫ورمبا �ستكون حلقات ذروته �أ�شد �إيالم ًا وق�سوة‪..‬‬ ‫فالله امل�ستعان يا حكومة!!! ‪..‬‬

‫ال�شئون الإدارية‪:‬‬ ‫عبدالوهاب الو�شلي ت‪734444337 :‬‬ ‫‪Web: www.alhawyah.com‬‬ ‫‪Email: alhawyah.mi@gmail.com‬‬

‫على الفي�س بوك‪� :‬صحيفة الهوية‪.‬‬


‫ا�ستطالع‬

‫العدد ‪ 10‬األربعاء ‪ 11‬إبريل ‪2012‬م‬

‫يف ا�ستطالع لـ "‬

‫‪3‬‬

‫"‪:‬‬

‫�شباب الثورة‪ :‬وجود عنا�صر املارنز الأمريكي يف اليمن بداية احتالل‬ ‫يف الآونة الأخرية ازدادت تدخالت ال�سفري الأمريكي‬ ‫يف ال�ش�ؤون الداخلية لليمن وات�ضحت جلي ًا من خالل‬ ‫الت�صريحات التي كان يديل بها هنا وهناك والتي كان‬ ‫�آخرها املقابلة التي �أجرتها معه جريدة «احلياة»‬ ‫حتى بات اجلميع مدرك ًا �أنه �صاحب القرار احلقيقي‬ ‫بال مناف�س‪.‬‬ ‫فقد و�صل احلال بال�سفري الأمريكي �إىل �أن يتدخل‬ ‫يف ال�ش�ؤون الداخلية لليمن بل وال�ش�ؤون الداخلية‬ ‫للأحزاب ال�سيا�سية‪ ،‬ومنها على �سبيل املثال ت�صنيفه‬ ‫لعبد املجيد الزنداين �ضمن قائمة املطلوبني يف ما‬ ‫ي�سمى بالإرهاب ليفر�ض على حزب التجمع اليمني‬ ‫للإ�صالح ا�ستبعاده من احلزب‪..‬‬ ‫ويرى �سيا�سيون ب�أن تدخ ًال مثل هذا يجب على حزب‬ ‫الإ�صالح قبل �أي جهة �أخرى ر�سمية �أو غري ر�سمية‬ ‫الوقوف �أمامه وبحزم‪ ،‬و�أن ال�سماح مبثل هكذا تدخل‬ ‫قد يعطي ال�ضوء الأخ�ضر لأمريكا لت�ضع من ت�شاء‬ ‫حتت التهديد واالبتزاز ال�سيا�سي على ح�ساب �سيادة‬ ‫احلاكم الفعلي لبالدنا هو ال�سفري الأمريكي!!‬ ‫ع ��ز الدي ��ن �سعيد املخ�ل�ايف �أحد القي ��ادات ال�شبابي ��ة البارزة يف‬ ‫�ساح ��ة التغي�ي�ر ونا�شط �سيا�س ��ي معروف حتدث �إلين ��ا بالقول‪:‬‬ ‫نح ��ن من �سمحنا ملثل ه ��ذه ال�شخ�صي ��ات ال�سيا�سية بالتدخل يف‬ ‫�ش�ؤونن ��ا‪ ،‬وذلك باختالفاتنا فيما بيننا‪ ،‬فعلى �سبيل املثال لو قتل‬ ‫مين ��ي يف �صعدة فل�سان احلال يق ��ول «ي�ستاهل حوثي �أو �سلفي»‬ ‫ون�سكت‪ ..‬و�إذا ُقتل مين ��ي يف �أرحب نقول «ي�ستاهل �إخواين»‪..‬‬ ‫ويقتل مين ��ي يف �أبني ونقول «ي�ستاهل قاع ��دة» ويقتل ميني يف‬ ‫اجلنوب ونق ��ول «ي�ستاهل حراكي»‪ ..‬كل واح ��د من ه�ؤالء يفرح‬ ‫عندما يُقتل �شخ�ص من املخالفني له فكري ًا �أو عقائدي ًا �أو �سيا�سي ًا‪،‬‬ ‫حتى و�إن كان من قام بقتله هي �أطراف و�أيا ٍد خارجية‪.‬‬ ‫وفيما يخ�ص حكومة الوفاق و�صمتها فيربره املخاليف ب�أنه رمبا‬ ‫تقاب ��ل مثل هذه التدخالت – وخ�صو�ص ًا العمليات الع�سكرية يف‬ ‫�أبني وغريها – ببع�ض الر�ضا لأن من ي�ستهدف الآن هم ما ي�سمى‬ ‫بالقاعدة‪ ،‬ويُرجع ذلك �أي�ض ًا �إىل عدم مقدرة احلكومة �إىل الآن �أن‬ ‫حتكم نف�سها واحلاكم الفعلي هو ال�سفري الأمريكي نظر ًا النق�سام‬ ‫احلكومة‪.‬‬ ‫وي ��رى ب�أن احل ��ل‪« :‬عندما يكون ه ��دف احلكومة وطني ��ا و تكون‬ ‫م�صلح ��ة الوطن ف ��وق م�صلحة �أحزابه ��م وحركاته ��م فالأمل كبري‬ ‫باحلل ��ول‪� ..‬أم ��ا الثورة فه ��ي م�ستم ��رة با�ستمرار الف�س ��اد من �أي‬ ‫حكومة وال�شعب مراقب و�سيقول (ال) حتى لأحزابه �إن �شاء الله»‪.‬‬ ‫ملاذا مت ا�ستدعاء املارنز؟!!!‬ ‫�أم ��ا يحي ��ى املخ�ل�ايف القيادي‬ ‫والنا�ش ��ط البارز بائتالف نا�س‬ ‫ال�شباب ��ي يف �ساحة التغيري يف‬ ‫�صنعاء فقد عرب عن ذلك بقوله‪:‬‬ ‫�إنن ��ا م�ست ��ا�ؤون ملا يج ��ري من‬ ‫تدخ�ل�ات م�شين ��ة بح ��ق �سيادة‬ ‫الوط ��ن واملتمثل ��ة يف الو�ض ��ع‬ ‫الراهن يف حمافظة �أبني‪ ،‬وكلنا‬ ‫نع ��رف �أن الق ��وات الأمريكي ��ة‬ ‫�أنزل ��ت ‪ 300‬جندي من املارينز‬ ‫بح�س ��ب م ��ا ن�ش ��ر يف ال�صحف‪ ،‬حتى و�ص ��ل الأم ��ر �إىل ا�ستدعاء‬ ‫جنود من املارينز �إىل �صنعاء بذريعة حماية ال�سفارة الأمريكية‪،‬‬ ‫وكلن ��ا نعلم �أن ��ه ال ميكن الو�صول �إىل ال�سف ��ارة الأمريكية لكرثة‬ ‫احلواج ��ز و�إغالق ال�ش ��وارع املج ��اورة لها واحلرا�س ��ة امل�شددة‬ ‫م ��ن جان ��ب الأمن اليمن ��ي‪ ،‬و�أن ا�ستدع ��اء اجلنود يعت�ب�ر تدخ ًال‬ ‫�سافر ًا وا�ستفزاز ًا وا�ستنقا�ص ًا بقدراتنا الوطنية‪ .‬ون�صح �أمريكا‬ ‫وغريه ��ا بقوله‪� :‬إن كان ��وا يرعون م�صاحلهم ف� ��إن م�صاحلهم مع‬ ‫ال�شع ��ب اليمني ف�ل�ا داعي �أن ي�سيئ ��وا لل�شعب به ��ذه الت�صرفات‬ ‫الغري الئقة والغري ملتزمة «بالدبلوما�سية امل�ؤدبة» و�أن يحافظوا‬ ‫على عالقات طيبة مع ال�شعب‪.‬‬ ‫ُلق املخاليف اللوم عليها على‬ ‫�أما بخ�صو�ص حكومة الوفاق فلم ي ِ‬ ‫اعتب ��ار �أن هذا امللف �أكرب منه ��ا لأنهم مل يفوا مبا وعدوا به جتاه‬ ‫م�س�ي�رة احلياة والتي وعدت احلكومة ب�أنها �ستلقي القب�ض على‬ ‫القتلة خالل �أربعة وع�شرين �ساعة‪ ،‬وكلف باملهمة وزير الداخلية‬ ‫ووزي ��ر الدفاع‪ ،‬لكن للأ�سف مرت احلادثة دون �إلقاء القب�ض على‬ ‫القتلة – من وجهة نظره ‪.-‬‬ ‫ويف خت ��ام حديث ��ه �أك ��د يحي ��ى �أن التدخ�ل�ات لي�س ��ت يف �صالح‬ ‫الوالي ��ات املتح ��دة و�إمنا هي �إح ��راج و�إف�شال حلكوم ��ة الوفاق‪،‬‬ ‫و�أن �شباب الثورة ال يريدون من حكومة الوفاق �إال �شيئ ًا واحد ًا‪،‬‬ ‫وه ��و �أن ينددوا مبثل تل ��ك التدخالت على الأقل حتى يعلم الر�أي‬ ‫العام بتلك التدخالت‪.‬‬

‫اليمن‪..‬‬ ‫يف حني يذهب �شباب الثورة �إىل القول ب�أن اللوم ال‬ ‫يقع على ال�سفري الأمريكي �أو م�ساعد وزير خارجية‬ ‫بلده (فيلتمان) فهو بكل الأحوال يخدم بلده‬ ‫وال�سيا�سة اخلا�صة حلكومته‪ ،‬ولكن اللوم على من منح‬ ‫ال�سفري �أو غريه حق التدخل والتغا�ضي والتجاهل‬ ‫عما ي�صرح به‪ ،‬ورمبا ي�صل احلال �إىل التعاطي معه‬ ‫وك�أن فري�ستاين له حق �شرعي يف ممار�سة �أن�شطته‬ ‫ال�سيا�سية ولو على ح�ساب انتهاك �سيادة �سلطة‬ ‫�شرعية اختارها ال�شعب ُمكره ًا (ك�أقل ال�ضررين)‪..‬‬ ‫يف هذا املو�ضوع ا�ستطلعت (الهوية) �آراء �شباب‬ ‫�ساحة التغيري ب�صنعاء عن مواقفهم جتاه تدخالت‬ ‫ال�سفري الأمريكي يف ال�ش�ؤون ال�سيا�سية لليمن و�صمت‬ ‫حكومة الوفاق جتاه هذه التدخالت فكانت احل�صيلة‬ ‫التالية‪-:‬‬

‫يحيى حممد ال�شريف‬

‫ملاذا �سكت امل�شرتك عن التدخالت الأجنبية؟‬ ‫م�شري ال�شارحي �إعالم ��ي ونا�شط ب�ساحة التغيري وع�ضو قيادي‬ ‫يف الرابط ��ة الإعالمي ��ة ل�شباب الث ��ورة‪ :‬يعتقد �أن ��ه �أمام حكومة‬ ‫الوف ��اق الوطن ��ي حالي ًا م�سائل �أك�ب�ر و�أهم م ��ن �أن تنظر وحتلل‬ ‫مث ًال ت�صريحات ال�سف�ي�ر الأمريكي‪ ،‬ومن هذه الأولويات �إخراج‬ ‫اليم ��ن من عنق الزجاجة‪ ..‬يف حني يذه ��ب �إىل القول ب�أن هذا ال‬ ‫يعن ��ي �أن ت�سكت عما يحدث الآن من ت�صرف ��ات و�صفها بالوقحة‬ ‫م ��ن قبل وا�شنطن و�سفارتها يف �صنع ��اء من خالل التدخالت يف‬ ‫�ش�ؤوننا الأمنية والع�سكرية و�ش�ؤوننا الداخلية‪..‬‬ ‫وي�ضي ��ف‪ :‬فق ��ط لأن الأم ��ور تتطلب نف�س� � ًا عميق� � ًا‪ ،‬وال يجب �أن‬ ‫ن�شغله ��ا �أكرث من ذلك‪ ،‬فاليمن مل تعد حتتمل‪ ،‬وبالن�سبة ملا يحدث‬ ‫يف �أب�ي�ن من ق�ص ��ف بوا�سطة الط�ي�ران الأمريك ��ي فعلى حكومة‬ ‫الوف ��اق �أن جتد ح�ل ً�ا ملا يحدث‬ ‫وتق ��ف يف وج ��ه مث ��ل ه ��ذه‬ ‫الت�صرف ��ات والتدخ�ل�ات‪ ،‬وال‬ ‫تقف فقط عند الن�صح للحكومة‬ ‫الأمريكي ��ة‪ ،‬ب ��ل يج ��ب عل ��ى‬ ‫ع ��دة قوى وعل ��ى ر�أ�سها اللقاء‬ ‫امل�ش�ت�رك ال ��ذي يعت�ب�ر ج ��زء ًا‬ ‫م ��ن حكومة الوفاق والذي كان‬ ‫يرف� ��ض كل ما يحدث يف اليمن‬ ‫م ��ن تدخ�ل�ات �أجنبي ��ة يف عهد‬ ‫�صالح املخل ��وع‪ ,‬وكانت ترمي‬ ‫كل �أ�سب ��اب م ��ا يحدث �ص ��وب �صالح‪� ،‬أما الآن ي ��ا حكومة الوفاق‬ ‫فلم يعد علي �صالح حاكم ًا لليمن‪ ،‬فماذا �ستقولون؟‪ ..‬لأن ال�صمت‬ ‫جتاه ما يحدث عار‪.‬‬ ‫معت�ب� ً‬ ‫را ت�صريحات ال�سف�ي�ر الأمريكي ت�أتي نتاج� � ًا ملا يحدث يف‬ ‫وا�شنط ��ن‪ ،‬ومثلما خرج ال�شعب وثار �ضد نظام م�ستبد عمره ‪33‬‬ ‫�سن ��ة فلن ي�ست�صع ��ب على هذا ال�شعب �إخ ��راج ال�سفري الأمريكي‬ ‫من �صنعاء‪..‬‬ ‫ما �أ�شبه الليلة بالبارحة!!‬ ‫�أم ��ا ال�شاب ‪ /‬حمزة ال�شيباين النا�ش ��ط ب�ساحة التغيري فقد قال‪:‬‬ ‫ل�س ��ت مع التدخل اخلارجي‪ ،‬كون ذلك يعد انتهاك ًا ل�سيادة اليمن‪،‬‬ ‫ويفت ��ح ثغرة جديدة الحت�ل�ال اليمن‪� ،‬أو ي� ��ؤدي �إىل ت�صوير فلم‬ ‫جدي ��د يحمل اجلزء الثاين من احتالل الع ��راق «اليمن»‪ ..‬م�شري ًا‬ ‫�إىل �أن �أبن ��اء اليمن ه ��م وحدهم من ي�ستطيع ��ون �إبعاد �أي خطر‬ ‫على �أمن البالد وا�ستقرارها �سوا ًء �أكانت قاعدة �أو غريه‪.‬‬ ‫خ�ضوع حكومتنا �أذلنا!!‬ ‫�إىل ذل ��ك ق ��ال‪ :‬عبد العزي ��ز ال�سيد علي قي ��ادي يف حركة ال�شباب‬ ‫اجلامع ��ي ب� ��أن حكوم ��ة الوف ��اق �ضعيف ��ة ولي�س ��ت ق ��ادرة عل ��ى‬ ‫فع ��ل �ش ��يء يف الوق ��ت احلايل جت ��اه التدخ�ل�ات ال�ساف ��رة على‬ ‫�سي ��ادة اليمن من قب ��ل �أمريكا وبخا�صة �سفريه ��ا‪ ،‬و�أن احلكومة‬ ‫واقعة حت ��ت ال�ضغوط الدولية وخا�ص ��ة الأمريكية مقابل الدعم‬ ‫الأمريكي‪ ،‬معترب ًا ب�أن هذا ال�ضعف قد ازداد بعد ق�صف الطائرات‬ ‫الأمريكية للمدن اليمنية وقتل اليمنيني ب�شكل يومي‪.‬‬ ‫وي�ضي ��ف‪ :‬حت ��ى �إن احلكوم ��ة مل تب ��دِ موقف� � ًا وا�ضح ًا م ��ن ذلك‪،‬‬ ‫وكذل ��ك التدخ�ل�ات يف �إعادة هيكل ��ة اجلي�ش وحماولته ��ا الإبقاء‬ ‫على عائلة �صالح على ر�أ�س الأجهزة الأمنية‪.‬‬ ‫ودع ��ا عبدالعزي ��ز حكوم ��ة الوف ��اق �إىل حتدي ��د موقفه ��ا من تلك‬ ‫التدخ�ل�ات الت ��ي ال تلبي تطلع ��ات ال�شب ��اب والث ��ورة ال�شبابية‪،‬‬ ‫معت�ب� ً‬ ‫را �إياه ��ا ب�أنه ��ا تق ��ف عائق� � ًا �أمام حتقي ��ق �أه ��داف الثورة‬ ‫اليمنية‪.‬‬

‫اعتداء ي�ستدعي طرد ال�سفري‪..‬‬ ‫التدخل الأمريكي‬ ‫ٌ‬ ‫�أم ��ا عادل ال�سبئ ��ي النا�ش ��ط ال�سيا�س ��ي يف للتنظي ��م الوحدوي‬ ‫النا�صري و�أحد �شباب الثورة فقد �أ�شار بقول‪ :‬التدخل الأمريكي‬ ‫ال�سيا�س ��ي والع�سك ��ري م�سا�س� � ًا واعت ��دا ًء �ساف ��ر ًا عل ��ى ال�سيادة‬ ‫اليمنية‪..‬‬ ‫وي�ضي ��ف‪ :‬التدخ ��ل الأمريك ��ي يظه ��ر جلي� � ًا ووا�ضح� � ًا من خالل‬ ‫التحك ��م يف م�س ��ار العملي ��ة‬ ‫ال�سيا�سية يف اليم ��ن وتوجيهها‬ ‫مب ��ا تخ ��دم م�صاحلها وم ��ا نراه‬ ‫وما ن�سمعه من ت�صرفات جيفري‬ ‫فيلتم ��ان ال�ساف ��رة يف ال�ش� ��أن‬ ‫اليمن ��ي املحلي ال ��ذي ال يخ�صهم‬ ‫�إطالق� � ًا �إمنا يدل على �أن فيلتمان‬ ‫ال ميث ��ل احلكوم ��ة الأمريكي ��ة‬ ‫فق ��ط بل ويعت�ب�ر نف�س ��ه احلاكم‬ ‫الفعل ��ي لليمن و�إطال ��ة عمر علي‬ ‫�صال ��ح يف ال�سلط ��ة ه ��ذه الف�ت�رة كله ��ا نتيج ��ة الدع ��م الأمريكي‬ ‫الوا�ض ��ح م ��ن ت�صريحاته ��م وتعاملهم م ��ع العمل الث ��وري الذي‬ ‫يقوم ب ��ه �شباب الثورة وت�صريح فيلتمان على �أن م�سرية احلياة‬ ‫غري �سلمية وطلبه ��م الأخري لفيلتمان ونائبت ��ه �إليزابيث بت�أجيل‬ ‫هيكل ��ة اجلي�ش �إىل ما بعد مرحلة احل ��وار وما نلم�سه من الواقع‬ ‫ال�سيا�س ��ي يدل على �أن الأقط ��اب ال�سيا�سية يف اليمن تعمل بهذه‬ ‫التوجيهات‪.‬‬ ‫ويعترب ال�سبئي التدخ ��ل الع�سكري واخرتاق الطريان الأمريكي‬ ‫للأج ��واء اليمني ��ة والقي ��ام بعملي ��ات ق�ص ��ف وتنفي ��ذ عملي ��ات‬ ‫ع�سكري ��ة يف �أبني والذي خلف العديد م ��ن القتلى واجلرحى من‬ ‫�أطف ��ال ون�ساء و�شيوخ‪ ،‬و�أحداث «املعجل ��ة» يف �أبني �شاهد حتى‬ ‫عل ��ى جرائمهم يف اليمن‪ ،‬و�أنه اعتداء وا�ضح و�سافر على �سيادة‬ ‫اليمن‪.‬‬ ‫وفيم ��ا يخ� ��ص حكوم ��ة الوف ��اق ق ��ال �أ‪ /‬ع ��ادل �أن م ��ن واج ��ب‬ ‫حكوم ��ة الوف ��اق جتاه ه ��ذه املمار�س ��ات والت�صرف ��ات الأمريكية‬ ‫وت�صريحاتهم امل�ستمرة يف ال�ش� ��أن اليمني وجتاوزهم للأعراف‬ ‫الدبلوما�سي ��ة و�ضع ح � ٍ�ل لهذا اال�ستهتار والتج ��اوز واملمار�سات‬ ‫وطرد هذا ال�سفري الذي جتاوز حدود اللياقة‪.‬‬ ‫ويف ختام حديثه وجه ال�سبئي ر�سالة لأمريكا‪ :‬ب�أن عهد �صالح قد‬ ‫وىل‪ ،‬وولت معه التدخالت الأمريكية‪ ،‬و�أن اليمن لليمنيني «دولة‬ ‫م�ستقل ��ة ذات �سيادة» وطالبها بوق ��ف العمل الع�سكري واالعتداء‬ ‫ال�سافر على املدنيني يف �أبني‪.‬‬ ‫حكومتنا قطعة �شطرجن يف يد الأمريكان!!‬ ‫فيا� ��ض النعمان �إعالمي و رئي�س حترير �شبكة �صوت احلرية يف‬ ‫ال�ساح ��ة و�صف التدخ�ل�ات الأمريكية يف اليم ��ن بقوله‪ :‬التدخل‬ ‫الأمريك ��ي بكل �صغ�ي�رة وكبرية‬ ‫يف ظل ال�صم ��ت العارم حلكومة‬ ‫الوف ��اق يجعلها جمرد جندي يف‬ ‫رقعة ال�شط ��رجن املتحكم بها من‬ ‫الأم�ي�ركان‪ ،‬ال يختل ��ف اثنان من‬ ‫اليمني�ي�ن �أن ال�سف�ي�ر الأمريك ��ي‬ ‫يتخط ��ى اخلط ��وط ال�سيادي ��ة‬ ‫لليم ��ن‪ ،‬وذل ��ك يف ظ ��ل ال�صم ��ت‬ ‫وع ��دم الرف� ��ض من قب ��ل حكومة‬ ‫الوفاق‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪ :‬وت ��دل ه ��ذه التدخ�ل�ات ال�ساف ��رة والوا�ضح ��ة م ��ن‬ ‫الأم�ي�ركان عل ��ى متري ��ر �سيا�س ��ات خط�ي�رة ته ��دف له ��ا الإدارة‬

‫الأمريكي ��ة لل�سيط ��رة على املنطقة م ��ن خالل �صناع ��ة القرار يف‬ ‫املطب ��خ الرئا�سي واحلكومي اليمني ك ��ون اليمن نقطة حمورية‬ ‫لل�ش ��رق الأو�س ��ط ويف عه ��د الرئي� ��س املخل ��وع كان ��ت القرارات‬ ‫ت�صدر م ��ن الريا�ض بطريقة �سرية وكان ��ت احلكومات املتالحقة‬ ‫جمرد ديكور‪ ،‬والربكاين خري دليل على ذلك عند حتوله ملعار�ض‬ ‫يف جمل�س الراع ��ي للقرارات االرجتالية الت ��ي ت�صدرها حكومة‬ ‫با�سن ��دوة‪ ،‬ويف املقاب ��ل �أع�ض ��اء الوف ��اق للم�شرتك بع ��د توليهم‬ ‫املنا�ص ��ب وتقا�س ��م احلقائ ��ب كفروا بالث ��ورة ال�شعبي ��ة ال�سلمية‬ ‫و�أطروه ��ا وحجموها «ب�أزمة �سيا�سي ��ة �أو اقت�صادية» ور�ضخوا‬ ‫للقرارات ال�صادرة من وا�شنطن لتطبيقها ‪.‬‬ ‫ال�سكوت على التدخالت عيب �أ�سود!!‬ ‫من جانبه قال ال�شاب والنا�شط بال�ساحة والع�ضو قيادي بائتالف‬ ‫�أح ��رار للتغي�ي�ر‪ /‬ر�ض ��وان احليم ��ي نرف� ��ض موق ��ف م ��ا ي�سمى‬ ‫بحكوم ��ة الوف ��اق‪ ،‬وبطبيع ��ة‬ ‫احل ��ال كان هذا املوق ��ف نتاج ًا ملا‬ ‫�سبق ��ه‪ ،‬فحكوم ��ة الوف ��اق ت�ستمد‬ ‫�شرعيته ��ا من املب ��ادرة الأمريكية‬ ‫التي �سميت باخلليجية‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪� :‬أعتقد �أي�ض ًا �أن ال�صمت‬ ‫امل ��زري ال ��ذي تنتهجه م ��ا ي�سمى‬ ‫حكوم ��ة الوف ��اق والرئي�س هادي‬ ‫جتاه التدخ ��ل الأمرو�سعودي قد‬ ‫فتح املجال �أم ��ام الدول الإقليمية‬ ‫الأخ ��رى للتدخ ��ل ه ��ي �أي�ض� � ًا‪.‬‬ ‫ورف� ��ض ب�ش ��دة ما يح�صل من تدخ ��ل يف ال�ش� ��ؤون اليمنية الذي‬ ‫ق ��ال �إنه مي� ��س بال�سيادة الوطنية‪ ،‬و�أن م ��ا ن�شاهده اليوم هو �أن‬ ‫ال�سف�ي�ر الأمريكي وال�سعودي ومن �س ��ار على منوالهما يقومون‬ ‫بالإ�ش ��راف على ما تقوم به حكوم ��ة الوفاق �أو هادي و�أكرب دليل‬ ‫قراراته �أم�س الأول‪.‬‬ ‫حكم �صالح وراء كل التدخالت !!‬ ‫�أم ��ا ها�شم الأبارة �أحد �شباب ال�ساحة فقد قال‪ :‬كلنا نعلم جيد ًا �أن‬ ‫ه ��ذه االنتهاكات لي�ست وليدة اللحظة و�إمنا هي عملية متوا�صلة‬ ‫ملا كان يف ظل حك ��م املخلوع علي �صالح وهو الذي ر�سخها وهو‬ ‫الذي �أعطى الفر�صة للأمريكان بالتدخل والتمادي‪..‬‬ ‫و�أي�ض� � ًا كان عل ��ي �صال ��ح يح ��اول ج ��ر الب�ل�اد �إىل مرب ��ع العنف‬ ‫و�إغراق اليمن واملنطقة املجاورة‬ ‫يف حمي ��ط العن ��ف‪ ،‬وه ��ي الت ��ي‬ ‫جعلت الع ��امل يتدخ ��ل يف ال�ش�أن‬ ‫اليمن ��ي حفاظ� � ًا عل ��ى م�صاحلهم‪،‬‬ ‫لك ��ن رغم ذلك نح ��ن ك�شباب ثورة‬ ‫نرف� ��ض ه ��ذه التدخ�ل�ات جمل ��ة‬ ‫وتف�صي�ل ً�ا‪ ،‬و�سننا�ض ��ل م ��ن �أجل‬ ‫وط ��ن ح ��ر وذي �سي ��ادة كامل ��ة‪،‬‬ ‫وعل ��ى كل دول الع ��امل �أن تتعامل‬ ‫م ��ع اليمن عل ��ى �أ�سا� ��س امل�صالح‬ ‫املتبادل ��ة‪ ،‬وتعامل الند والند‪ ..‬ونحن ق ��ادرون على حل م�شاكلنا‬ ‫ب�أنف�سنا‪.‬‬ ‫وخت ��ام الق ��ول ‪� :‬أخ�ي� ً‬ ‫را ف� ��إن عل ��ى جمي ��ع املعني�ي�ن م ��ن �سيا�سيني‬ ‫و�أكادميي�ي�ن ومثقف�ي�ن وكيان ��ات �سيا�سي ��ة �سلطوي ��ة كان ��ت �أو غري‬ ‫ذي �سلط ��ة‪ ،‬بل وكل مين ��ي يهمه ويحر�ص على �أمر بل ��ده و�سيادته‪،‬‬ ‫�أن يقف ��وا بجد �أم ��ام هكذا انته ��اك ويتخذوا موق ��ف الرف�ض املطلق‬ ‫للتدخ ��ل الأمريك ��ي يف ال�ش� ��ؤون الداخلي ��ة واخلارجي ��ة ال�سيا�سية‬ ‫وغري ال�سيا�سية للجمهورية اليمنية التي توحدت يف العام ‪1990‬م‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫حتليل‬

‫العدد ‪ 10‬األربعاء ‪ 11‬إبريل ‪2012‬م‬

‫املبادرة اخلليجية والق�ضية اجلنوبية ر�ؤية حتليلية‬ ‫اعترب يوم الواحد والع�شرين من فرباير ‪ 2012‬يوم ًا مهم ًا يف‬ ‫حياة اليمنيني‪ ،‬وهو يوم ف�صل بني مرحلة مهمة كان على ر�أ�سها‬ ‫علي عبد اهلل �صالح الذي ظل يف احلكم ‪ 33‬عاما‪ ،‬بلغت ذروتها‬ ‫�أحداث م�أ�ساوية يف عام ‪ 2011‬دفع ال�شعب اليمني ب�أكمله ثمنا‬ ‫غاليا لها‪ ،‬من معي�شته وا�ستقراره و�أمنه‪ ،‬وجاء هذا اليوم الفا�صل‬ ‫لي�س فقط بانتخاب رئي�س جديد لليمن هو عبد ربه من�صور‬ ‫هادي‪ ،‬و�إمنا باحل�شود الكبرية التي خرجت يف اليمن‪ ،‬لتعلن عن‬ ‫بدء مرحلة جديدة يف حياة اليمن واليمنيني‪ ،‬رمبا هكذا يقر�أ‬ ‫ال�شعب اليمني ر�ؤيته للم�ستقبل‪ ،‬ولكن هناك من يقول ان الرئي�س‬ ‫اجلديد لليمن ال يقر�أ امل�ستقبل بعيون غريه‪ ،‬فهو الذي حذر كثريا‬ ‫من ان هناك عقبات كثرية ما زالت تعيق طريق الأمن واال�ستقرار‪،‬‬ ‫وعليه ان يقابلها ب�إرادة قوية وعزمية ثابتة‪ ،‬كما عليه �أي�ضا‬ ‫اال�ستعداد حلل اكرب عقبتني تقفان �أمامه‪ ،‬ا�ستتباب الأمن وهيكلة‬ ‫"املبادرة اخلليجية" وجملـ�س الأمـن‬ ‫ج ��اءت املب ��ادرة اخلليجي ��ة املوقع ��ة يف العا�صم ��ة‬ ‫ال�سعودي ��ة الريا� ��ض يوم ‪ 23‬نوفم�ب�ر ‪2011‬م‪ ،‬لنزع‬ ‫فتي ��ل الأزم ��ة املتفج ��رة ب�ي�ن �أط ��راف ع ��دة‪ ،‬وظل ��ت‬ ‫املباحثات وقتا طويال حتى ا�ستقر الأمر على توقيعها‬ ‫ب�ي�ن كافة الأطراف املتنازعة‪ ،‬وخا�صة قطبي ال�صراع‬ ‫امل�ؤمت ��ر ال�شعب ��ي الع ��ام وحلفائ ��ه واللق ��اء امل�شرتك‬ ‫و�شركائ ��ه‪ ،‬وت�ضمنت هذه االتفاقي ��ة الآلية التنفيذية‬ ‫املزمن ��ة للمب ��ادرة اخلليجي ��ة‪� ،‬أما ما يخ� ��ص الق�ضية‬ ‫اجلنوبي ��ة فلم ت�أت املب ��ادرة بعناوي ��ن وا�ضحة تلبي‬ ‫تطلع ��ات (اجلنوبي�ي�ن) يف حل ق�ضيته ��م حال جذريا‪،‬‬ ‫و�إمن ��ا م ��ا ج ��اء �إ�ش ��ارات عام ��ة للح ��وار الوطني‪ ،‬مل‬ ‫يذك ��ر فيها (احل ��راك اجلنوب ��ي) �سوى مرت�ي�ن فقط‪،‬‬ ‫امل ��رة الأوىل ج ��اءت به ��ذا الن�ص"مع بداي ��ة املرحلة‬ ‫االنتقالي ��ة الثاني ��ة يدعو الرئي� ��س املنتخب وحكومة‬ ‫الوف ��اق الوطن ��ي‪� ،‬إىل عق ��د م�ؤمت ��ر ح ��وار وطن ��ي‬ ‫�شام ��ل‪ ،‬لكل الق ��وى والفعالي ��ات ال�سيا�سي ��ة مبا فيها‬ ‫ال�شب ��اب واحل ��راك اجلنوب ��ي‪ ،‬واحلوثي ��ون و�سائر‬ ‫الأح ��زاب‪ ،‬وممثل ��ون ع ��ن املجتم ��ع امل ��دين والقطاع‬ ‫الن�سائ ��ي"‪ ،‬واملرة الثانية ج ��اءت بعبارة �أدق‪ " ،‬يقف‬ ‫احل ��وار �أم ��ام الق�ضية اجلنوبية مب ��ا يف�ضي �إىل حل‬ ‫وطن ��ي ع ��ادل لها يحف ��ظ لليم ��ن وحدت ��ه وا�ستقراره‬ ‫و�أمن ��ه"‪� ،‬أما بقية الإ�شارات فهي وكم ��ا قلنا �إ�شارات‬ ‫عام ��ة‪ ،‬مثل �إطالق" م�ؤمتر احلوار الوطني"‪ ،‬و"عند‬ ‫ت�شكي ��ل حكوم ��ة الوف ��اق الوطن ��ي تت ��وىل وب�ش ��كل‬ ‫فع ��ال التوا�ص ��ل م ��ع ح ��ركات ال�شب ��اب يف ال�ساحات‬ ‫م ��ن خمتل ��ف الأط ��راف"‪ ،‬ه ��ذا م ��ا ج ��اء يف املب ��ادرة‬ ‫اخلليجية‪ ،‬ولذلك نرى ان القادة اجلنوبيني واحلراك‬ ‫اجلنوبي اعتربوا �أنف�سهم غري معنيني باملبادرة ولهم‬ ‫يف ذل ��ك مربراته ��م‪� ،‬أم ��ا ق ��رار جمل�س الأم ��ن الدويل‬ ‫رق ��م ‪ 2014‬لع ��ام ‪2011‬م ح ��ول اليمن‪ ،‬فل ��م يت�ضمن‬ ‫بن ��ودا وا�ضحة تخ� ��ص الق�ضية اجلنوبي ��ة‪ ،‬و�إمنا ما‬ ‫ج ��اء يف الق ��رار ه ��و ت�أيي ��ده للوحدة بن� ��ص وا�ضح‬ ‫ج ��اء في ��ه‪" ،‬و�إذ يعي ��د ت�أكي ��د التزامه الق ��وي بوحدة‬ ‫و�سي ��ادة وا�ستقالل ووح ��دة �أرا�ضي اليمن"‪ ،‬لكن يف‬ ‫الفق ��رة (‪ )5‬من قرار جمل�س الأم ��ن �أيد وب�شكل قاطع‬ ‫التجمع ��ات ال�سلمية بن�ص �أو�ض ��ح "يطالب ال�سلطات‬ ‫اليمني ��ة �ضمان تطاب ��ق �أعمالها مبا�ش ��رة بالتزاماتها‬ ‫مبوجب القانون الدويل الإن�ساين وحقوق الإن�سان‪،‬‬ ‫وال�سماح لل�شعب اليمني ممار�سة حقوقهم الإن�سانية‬ ‫واحلري ��ات الأ�سا�سية‪ ،‬مبا يف ذل ��ك حقهم يف التجمع‬ ‫ال�سلمي للمطالبة ب�أن�ص ��اف مظاملهم وحرية التعبري‪،‬‬ ‫مب ��ا يف ذل ��ك و�سائ ��ل الإع�ل�ام‪ ،‬واتخ ��اذ الإج ��راءات‬ ‫الالزمة لو�ضع حد للهجم ��ات �ضد املدنيني والأهداف‬ ‫املدنية من جانب قوات الأمن"‪.‬‬ ‫�إذن هذا ما جاء يف املب ��ادرة اخلليجية وقرار جمل�س‬ ‫الأم ��ن‪ ،‬ن�صو�ص تخلو من ذك ��ر "الق�ضية اجلنوبية"‬ ‫مبا�شرة‪ ،‬ولو متعنا يف �صياغة الكلمات التي تناولت‬ ‫الق�ضي ��ة اجلنوبي ��ة‪ ،‬ف�سوف جندها كلم ��ات ال تعطي‬ ‫له ��ذه الق�ضي ��ة حقه ��ا م ��ن التو�ضي ��ح والتف�صيل‪ ،‬وال‬ ‫ت�ش�ي�ر �إىل ان هناك حقوقا له ��ذا الطرف‪ ،‬و�إمنا تدعو‬ ‫فق ��ط �إىل ح ��وار وطني �شام ��ل يناق�ش كاف ��ة الق�ضايا‬ ‫ومنه ��ا ق�ضية (احل ��راك اجلنوب ��ي)‪ ،‬وال�س� ��ؤال هنا‪،‬‬ ‫ه ��ل هناك جتاوب من قبل بع� ��ض القيادات اجلنوبية‬ ‫ �س ��واء الذي ��ن ه ��م يف اخل ��ارج �أو الذي ��ن يق ��ودون‬‫احل ��راك اجلنوب ��ي يف الداخ ��ل‪ -‬للقب ��ول بامل�شارك ��ة‬ ‫وط ��رح الق�ضي ��ة اجلنوبي ��ة حت ��ت مظل ��ة املجتم ��ع‬ ‫ال ��دويل‪ ،‬يف اعتقادي ان هناك قيادات �سوف ت�شارك‪،‬‬ ‫وه ��ي تعد العدة من الآن حل�شد جماهريي يف الداخل‬ ‫وبني �أو�س ��اط املغرتبني يف اخل ��ارج‪ ،‬وهناك لقاءات‬ ‫مت ��ت بني ق ��ادة جنوبي�ي�ن مع بع� ��ض رج ��ال الأعمال‬ ‫واملغرتب�ي�ن يف ال ��دول اخلليجي ��ة‪ ،‬يقوده ��ا حالي ��ا‬ ‫املحاف ��ظ ال�ساب ��ق حممد علي احمد‪ ،‬كم ��ا خرج بع�ض‬ ‫الق ��ادة بت�صريح ��ات ت�ؤيد مث ��ل هذا احل ��وار �إذا كان‬ ‫�س ��وف يعيد االعتب ��ار للق�ضية اجلنوبي ��ة‪ ،‬و�أمام ذلك‬ ‫جن ��د ان الأم�ي�ن الع ��ام للح ��زب اال�شرتاك ��ي اليمن ��ي‬ ‫ال�ساب ��ق عل ��ي �س ��امل البي�ض يرف� ��ض وب�ش ��كل قاطع‬ ‫احل ��وار �أو امل�شاركة يف امل�ؤمتر القادم‪ ،‬ويطالب فقط‬

‫اجلي�ش‪ ،‬وحل م�شكلتي (احلوثيني) يف حمافظة �صعدة و(احلراك‬ ‫اجلنوبي) يف املحافظات اجلنوبية‪ ،‬وقد و�ضع لهاتني الق�ضيتني‬ ‫عنوانا عري�ضا �ضمن املبادرة اخلليجية وقرار جمل�س الأمن رقم‬ ‫‪2014‬م واخلا�ص بق�ضية الأزمة يف اليمن‪ ،‬ويت�ضمن هذا العنوان‬ ‫�إطالق نقا�ش مفتوح حول م�ستقبل البالد من خالل م�ؤمتر احلوار‬ ‫الوطني ال�شامل‪ ،‬ي�شمل كافة الأطراف التي تطالب ب�إ�صالحات‬ ‫جادة‪� ،‬أو �أطراف ترى ان لها ر�ؤى تختلف عن غريها مثل ق�ضية‬ ‫(احلراك اجلنوبي)‪ ،‬التي لها �أكرث من ر�ؤية طرحت من قبل �أكرث‬ ‫من طرف‪ ،‬وهو ما �سنتناوله يف هذا التحليل لواقع اليمن وق�ضية‬ ‫(احلراك اجلنوبي)‪ ،‬خا�صة يف ظل واقع �أكدته املبادرة اخلليجية‬ ‫وقرار جمل�س الأمن‪ ،‬وت�صريحات كبار امل�س�ؤولني الأمريكيني‬ ‫والربيطانيني واالحتاد الأوربي‪ ،‬وجميعهم �أدلوا بت�صريحات‬ ‫�أكدوا من خاللها على وحدة الأر�ض اليمنية وال�شعب اليمني‪ ،‬ويف‬

‫بتحقيق ف ��ك االرتب ��اط واال�ستقالل‪ ،‬وه ��ذا ما �سوف‬ ‫نتناوله يف امل�شاريع املطروحة لق�ضية اجلنوب‪.‬‬ ‫امل�شاريع والأطروحات اجلنوبية‪:‬‬ ‫هن ��اك م�شاريع كث�ي�رة طرحت من قبل ق ��ادة جنوبيني‬ ‫�سابق�ي�ن‪� ،‬أو م ��ن قب ��ل ر�ؤ�س ��اء �أح ��زاب‪� ،‬أو م ��ن قب ��ل‬ ‫�سالط�ي�ن و�أمراء �سابق�ي�ن يف املحمي ��ات وال�سلطنات‬ ‫ال�سابق ��ة‪ ،‬واب ��رز ه ��ذه امل�شاريع والتي تط ��رح اليوم‬ ‫ب�شكل قوي يف ال�ساحة اجلنوبية‪ ،‬م�شروع علي �سامل‬ ‫البي�ض الأمني العام ال�سابق للحزب اال�شرتاكي اليمني‬ ‫وال�شري ��ك املوق ��ع م ��ع عل ��ي عبدالل ��ه �صال ��ح الرئي�س‬ ‫ال�سابق للجمهوري ��ة اليمنية‪ ،‬والتي مت التوقيع عليها‬ ‫يف ‪ 22‬ماي ��و ‪ 1990‬م ‪ ،‬وللبي� ��ض ت�صريح ��ات كثرية‬ ‫يف ه ��ذا ال�ش�أن‪ ،‬كان عرب ال�صح ��ف اليمنية والعربية‪،‬‬ ‫�أم م ��ن خ�ل�ال الف�ضائي ��ات الإخباري ��ة‪ ،‬ولأج ��ل ه ��ذا‬ ‫الهدف قام م�ؤخ ��را بافتتاح املرك ��ز الإقليمي لف�ضائية‬ ‫(عدن الي ��ف) يف بريوت‪ ،‬لدعم م�ش ��روع "االنف�صال"‬ ‫�إعالمي ��ا‪ ،‬ومل يت�سن يل مقابل ��ة علي �سامل البي�ض لكي‬ ‫�أ�س�أل ��ه حول الآلية التي من خاللها ميكن ان يتحقق له‬ ‫(فك االرتب ��اط)‪ ،‬وعودة جمهورية اليمن الدميقراطية‬ ‫ال�شعبي ��ة كدول ��ة قائمة ومع�ت�رف به ��ا‪ ،‬يف ظل رف�ض‬ ‫عرب ��ي ودويل لإع ��ادة الو�ض ��ع �إىل م ��ا كان علي ��ه قبل‬ ‫‪ 22‬ماي ��و ‪1990‬م‪ ،‬واملرة الوحيدة الت ��ي التقيته فيها‬ ‫كان يف ع ��ام ‪1994‬م‪� ،‬ضمن لقائه بالقي ��ادات وكوادر‬ ‫ال�شباب والريا�ضة‪ ،‬وكنت حينها مديرا لإدارة الإعالم‬ ‫بوزارة ال�شب ��اب والريا�ضة بعدن‪ ،‬ويقول البي�ض يف‬ ‫�أك�ث�ر من لق ��اء (�إن ف ��ك االرتباط وا�ستق�ل�ال اجلنوب‬ ‫العرب ��ي ق ��رار ال رجع ��ة في ��ه)‪ ،‬راف�ض� � ًا �أي ح ��وار مع‬ ‫"ال�شم ��ال" ال يقوم على �أ�سا�س "ا�ستقالل اجلنوب"‪،‬‬ ‫�سواء كان يف عهد الرئي�س �صالح �أو من يليه‪ ،‬ويعترب‬ ‫ان ق�ضي ��ة اجلنوب ق�ضية حترر وا�ستقالل‪ ،‬قائال بهذا‬ ‫ال�ص ��دد (نحن ب�صدد و�ضع خارط ��ة طريق لكل الفئات‬ ‫يف اجلنوب‪ ،‬ونوا�صل ن�ضالنا من �أجل ا�ستقاللنا على‬ ‫�أ�سا�س مطالب �شعبنا يف حق تقرير م�صريه)‪.‬‬ ‫�إذن عل ��ي �س ��امل البي� ��ض يط ��رح م�شروع ��ه يف (ف ��ك‬ ‫االرتب ��اط) دون تو�ضي ��ح الآلي ��ة �أو اخلط ��وات الت ��ي‬ ‫�س ��وف ينف ��ذ به ��ا ه ��ذا امل�ش ��روع‪ ،‬ويف نف� ��س الوقت‬ ‫يعتقد كثري من املتابعني واملراقبني لهذا الطرح ان فيه‬ ‫لب�سا وع ��دم و�ضوح‪ ،‬فالبي�ض يري ��د االنف�صال بني ما‬ ‫كان ي�سم ��ى باجلمهورية العربي ��ة اليمنية وجمهورية‬ ‫اليم ��ن الدميقراطي ��ة ال�شعبية‪ ،‬ويعني ذل ��ك االنف�صال‬ ‫والعودة �إىل ما قبل ‪ 22‬مايو ‪1990‬م‪ ،‬وهو يوم �إقامة‬ ‫الوحدة بني البلدين حتت ا�سم (اجلمهورية اليمنية)‪،‬‬ ‫يقابله طرح يطالب فيه ب�إعادة الو�ضع �إىل ما كان عليه‬ ‫قب ��ل ا�ستق�ل�ال املحافظ ��ات اجلنوبية م ��ن اال�ستعمار‬ ‫الربيط ��اين يف ‪ 30‬نوفم�ب�ر‪1967‬م‪ ،‬وم ��ا كان ي�سمى‬ ‫(باجلن ��وب العرب ��ي) �أو (االحتاد الفي ��درايل) ويقول‬ ‫البي� ��ض (نحن قبل اال�ستقالل عام ‪1967‬م كنا ننا�ضل‬ ‫حت ��ت ا�س ��م اجلن ��وب العرب ��ي‪ ،‬والآن نح ��ن نري ��د �أن‬ ‫ن�ستعي ��د دولتن ��ا عل ��ى �أ�سا�س ق ��رارات جمل� ��س الأمن‬ ‫الدويل‪ ،‬وبعد ذلك �سوف ن�ستفتي �شعبنا على ت�سميته‬ ‫وم�ستقبل ��ه)‪� ،‬إذن من جانب ه ��و يطالب بفك االرتباط‬ ‫وباال�ستقالل (حتت نظرية ان ار�ض اجلنوب حمتل)‪،‬‬ ‫ويف اجلانب الآخ ��ر يطالب بعودة (اجلنوب العربي)‬ ‫وه ��و الو�ضع الذي كان عليه اجلن ��وب قبل اال�ستقالل‬ ‫م ��ن بريطاني ��ا يف ‪ 30‬نوفم�ب�ر ‪1967‬م‪ ،‬عندم ��ا كان‬ ‫اجلن ��وب مق�سم ��ا حينه ��ا �إىل ح ��وايل ‪ 23‬م�شيخ ��ة‬ ‫و�سلطنة‪ ،‬كل منها لها نظامها اخلا�ص‪ ،‬وكان اجلنوب‬ ‫مق�س ��م �إىل حمميت�ي�ن �شرقي ��ة وغربي ��ة‪ ،‬ويف ع ��ام‬ ‫‪1959‬م عمل ��ت بريطانيا على ت�شكي ��ل "�إحتاد �إمارات‬ ‫اجلن ��وب العربي" كاحت ��اد فيدرايل له ��ذه ال�سلطنات‬ ‫وامل�شيخ ��ات‪ ،‬ير�أ�سه ��ا ح ��كام حملي ��ون يطل ��ق عليهم‬ ‫ال�سالط�ي�ن �أو الأم ��راء �أو امل�شاي ��خ‪ ،‬ويف عام ‪1962‬م‬ ‫مت �ض ��م ع ��دن �إىل ه ��ذا االحت ��اد وحتوي ��ل ا�سم ��ه �إىل‬ ‫"احتاد اجلنوب العربي"‪ ،‬غري ان عدن ان�سحبت منه‬ ‫بع ��د ذلك نظرا لكونها كانت تتمت ��ع بحكم ذاتي‪ ،‬وكان‬ ‫له ��ا رئي� ��س وزراء ووزراء وجمل�س ت�شريعي منتخب‬ ‫من �أبناء املدينة‪ ،‬لذلك ف�إن "فك االرتباط" يعني عودة‬

‫الو�ضع �إىل ما قبل ‪ 22‬مايو ‪1990‬م‪ ،‬واملطالبة بعودة‬ ‫"اجلنوب العربي" يعني عودة الو�ضع �إىل ما قبل ‪30‬‬ ‫نوفم�ب�ر ‪1967‬م‪� ،‬أي ع ��ودة احت ��اد اجلن ��وب العربي‬ ‫وعودة ال�سالطني وامل�شايخ �إىل حممياتهم ومناطقهم‬ ‫القدمية‪ ،‬وما ي�ؤكد هذا الطرح هو ما جاء يف م�شروع‬ ‫ال�سلط ��ان ال�ساب ��ق غال ��ب ب ��ن عو� ��ض القعيط ��ي �أخر‬ ‫�سلط ��ان ل�سلطن ��ة القعيط ��ي والت ��ي متث ��ل ج ��زءا من‬ ‫ح�ضرموت الكربى‪.‬‬ ‫دولة ح�ضرموت اجلديدة‪:‬‬ ‫م ��ن اب ��رز النق ��اط الت ��ي طرحه ��ا ال�سلط ��ان القعيطي‬ ‫يف م�شروع ��ه واعتربه ��ا خمل�صة لأبن ��اء اجلنوب من‬ ‫ارتباطهم بالوحدة‪� ،‬إقامة دولة مدنية دميقراطية ذات‬ ‫�سي ��ادة‪ ،‬م�ؤ�س�س ��ة على املفاهي ��م الرا�سخة ب� ��أن العدل‬ ‫�أ�سا� ��س امللك‪ ،‬وان تك ��ون عا�صمتها عدن �أو غريها من‬ ‫املدن اجلنوبية املنا�سبة‪( ،‬يالحظ ان م�شروع القعيطي‬ ‫يري ��د عا�صم ��ة �أخ ��رى لدولت ��ه‪ ،‬ورمب ��ا ي�سع ��ى �إىل‬ ‫تكوين دول ��ة �أخرى تقوم على كاف ��ة �أرا�ضي حمافظة‬ ‫ح�ضرم ��وت‪� ،‬أو م ��ن ال�سلطنتني ال�سابقت�ي�ن الكثريي‬ ‫والقعيطي وت�ض ��م لها حمافظة املهرة ورمبا �شبوة �أو‬ ‫�أجزاء منه ��ا)‪ ،‬وان يكون هناك جمل� ��س �أعلى للأعيان‬ ‫من املراجع والرموز الوطنية التاريخية والعلمية من‬ ‫�سالط�ي�ن و�شيوخ واعيان ووزراء و�شخ�صيات دولية‬ ‫�سابقة‪ ،‬وت�أ�سي�س جمل�س خا�ص مكون من �شخ�صيات‬ ‫قبلي ��ة وخ�ب�راء لرعاية �شئ ��ون القبائ ��ل وم�صاحلهم‪،‬‬ ‫ومتثيله ��ا �أمام ال�سلط ��ات والقطاعات املعني ��ة العليا‪،‬‬ ‫وت�أ�سي� ��س جمل�س من كبار فقهاء الب�ل�اد ير�أ�سه مفتي‬ ‫الديار‪ ،‬ملراجعة ت�شريعات و�سيا�سات الدولة ملطابقتها‬ ‫م ��ع تعاليم الدين الإ�سالمي احلني ��ف‪ ،‬وان يكون لقب‬ ‫ر�أ� ��س الدول ��ة منبثق ��ا م ��ن �أعم ��اق التاري ��خ والعرف‬ ‫والتقاليد الإ�سالمية‪� ،‬أ�س ��وة ب�أنظمة احلكم يف الدول‬ ‫املجاورة‪ ،‬ويجب ان يك ��ون هذا "الر�أ�س" الد�ستوري‬ ‫من �أ�سرة تاريخية عريقة‪ ،‬وعليه �أي�ضا ان يكون ممثال‬ ‫لأكرب واهم املناطق �أو املحافظات يف اجلنوب العربي‬ ‫من جميع النواحي‪ ،‬مث ��ل ح�ضرموت التي متثل ثلثي‬ ‫املنطق ��ة‪ ،‬و�أكرثها تعدادا من حي ��ث ال�سكان‪ ،‬و�أكربها‬ ‫بكث�ي�ر كم�ساه ��م م ��ن حي ��ث م ��وارد الدول ��ة‪( ،‬وا�ضح‬ ‫م ��ن املوا�صف ��ات املطروح ��ة لر�أ� ��س الدول ��ة ان يكون‬ ‫واح ��د من ه� ��ؤالء ال�سالط�ي�ن)‪ ،‬و�إذا ما قر�أن ��ا �أبرز ما‬ ‫ورد يف ه ��ذه النق ��اط التي ج ��اءت يف �ش ��كل م�شروع‬ ‫ال�سلط ��ان القعيط ��ي‪ ،‬ف�س ��وف جن ��د ان القعيطي يريد‬ ‫دول ��ة مف�صلة ومبني ��ة على طريقة ونظ ��ام ال�سلطنات‬ ‫ال�سابق ��ة (الكثريي والقعيطي) وهم ��ا ت�شكالن وحدة‬ ‫ح�ضرموت الكربى‪ ،‬وب ��رر ذلك بكونها الأكرث م�ساحة‬ ‫والأكرب عددا و�صاحبة النفوذ املايل والتجاري (ن�سبة‬ ‫كب�ي�رة م ��ن رج ��ال العم ��ال يف ال�سعودية م ��ن �أ�صول‬ ‫ح�ضرمية)‪� ،‬إذن هو م�ش ��روع ح�ضرموت الكربى‪ ،‬يف‬ ‫دولة اجلنوب العربي‪ ،‬و�إذا ما عدنا �إىل الأم�س البعيد‬ ‫ف�سوف ندرك جيدا ان هذا امل�شروع هو �إحياء مل�شروع‬ ‫قدمي‪ ،‬ال جمال لتناوله الآن ولكن ال يعني انه م�ستبعد‬ ‫من قبل بع�ض الأطراف‪.‬‬ ‫م�شروع الفيدرالية واال�ستفتاء‪:‬‬ ‫يف امل�ؤمتر اجلنوبي الذي عقد يف القاهرة بجمهورية‬ ‫م�ص ��ر العربي ��ة يف الف�ت�رة م ��ن ‪ 22 -20‬نوفم�ب�ر‬ ‫‪2011‬م وهو امل�ؤمتر ال ��ذي �ضم عددا كبريا من �أبناء‬ ‫املحافظ ��ات اجلنوبية‪ ،‬ج ��اء يف بيان ��ه ال�سيا�سي انه‬ ‫ي�ؤك ��د على ح ��ق �شعب اجلنوب يف حتقي ��ق م�صريه‪،‬‬ ‫كح ��ق �شرع ��ي تكفله كاف ��ة املواثي ��ق الدولي ��ة وبنود‬ ‫القان ��ون الدويل‪ ،‬ور�أى ان خي ��ار �صياغة الوحدة يف‬ ‫دول ��ة فيدرالي ��ة احتادي ��ة ب�إقليمني جنوب ��ي و�شمايل‬ ‫عل ��ى خ ��ط الدولت�ي�ن املوقعت�ي�ن عل ��ى �إع�ل�ان وح ��دة‬ ‫‪ 22‬ماي ��و ‪1990‬م‪ ،‬ه ��و املخ ��رج الآمن حل ��ل الق�ضية‬ ‫اجلنوبية وامل�ش ��روط بحق �شعب اجلنوب يف تقرير‬ ‫م�صريه بعد فرتة انتقالية ال تزيد عن خم�س �سنوات‪،‬‬ ‫وان ع ��دم اال�ستجاب ��ة له ��ذا احلل يعط ��ي اجلنوبيني‬ ‫احل ��ق يف اللج ��وء �إىل كاف ��ة اخلي ��ارات‪ ،‬كما جاء يف‬ ‫بي ��ان امل�ؤمتر‪ ،‬على �أن جميع �أبن ��اء ال�شعب اجلنوبي‬

‫قرار جمل�س الأمن رقم ‪ 2014‬لعام ‪ ،2011‬جاء بالن�ص (التزامه‬ ‫القوي بوحدة و�سيادة وا�ستقالل اليمن)‪ ،‬وهذه الفقرة حتديدا‬ ‫تتعار�ض مع �أحد �أطراف (احلراك اجلنوبي) القوية‪ ،‬الذي‬ ‫يتزعمه علي �سامل البي�ض الأمني العام ال�سابق للحزب اال�شرتاكي‬ ‫اليمني (‪1990 –1986‬م) ونائب الرئي�س يف دولة الوحدة‬ ‫(‪1994 –1990‬م)‪ ،‬وقبل ان ندخل يف التفا�صيل الدقيقة لكل‬ ‫املواقف اجلنوبية‪ ،‬ال بد �أوال من قراءة دقيقة ملا ورد يف املبادرة‬ ‫اخلليجية واليتها املزمنة‪ ،‬وقرار جمل�س الأمن رقم ‪ 2014‬لعام‬ ‫‪2011‬م‪ ،‬حول ق�ضية (احلراك اجلنوبي) وامل�ؤمتر الوطني الذي‬ ‫�ست�شارك فيه �أطراف خليجية وعربية ودولية‪ ،‬للإ�شراف على‬ ‫احلوار وتقريب وجهات النظر‪.‬‬

‫جميل حم�سن‬

‫�ش ��ركاء يف �صن ��ع م�ستقب ��ل وطنه ��م و�أن وحدته ��م‬ ‫�ش ��رط �أ�سا� ��س لالنت�ص ��ار والتق ��دم والنم ��اء وللأمن‬ ‫ولال�ستق ��رار‪ ،‬مهما اختلفت �أو مهم ��ا تباينت �أفكارهم‬ ‫ور�ؤاهم ال�سيا�سية‪ ،‬و�أكد امل�ؤمتر االلتزام قو ًال وفع ًال‬ ‫مبب ��د�أ الت�صالح والت�سامح ال ��ذي �أقره �أبناء اجلنوب‬ ‫يف لقاءاته ��م التاريخي ��ة التي �شكل ��ت الأ�سا�س املتني‬ ‫النط�ل�اق احلراك اجلنوب ��ي ال�شعب ��ي ال�سلمي‪ ،‬وقبل‬ ‫التعليق على امل�شروع اخلا�ص بالفيدرالية والذي كما‬ ‫ذكرنا �سابق ��ا انه يجري حاليا ح�ش ��د جماهريي كبري‬ ‫بني �أو�ساط املغرتبني يف اخلارج و�أي�ضا يف الداخل‪،‬‬ ‫�أحب �أن �أنوه �إىل �إنني التقيت بالرئي�س ال�سابق علي‬ ‫نا�ص ��ر حممد مرت�ي�ن يف العا�صمة امل�صري ��ة القاهرة‪،‬‬ ‫وبداي ��ة �أ�شك ��ره خال� ��ص ال�شك ��ر عل ��ى ا�ستقبال ��ه يل‬ ‫بحفاوة كبرية يف منزله بالقاهرة‪ ،‬كذلك التقيت حيدر‬ ‫�أبوبكر العطا�س �أول رئي�س وزراء يف دولة الوحدة ‪،‬‬

‫له ��ا)‪� ،‬أم ��ا ر�ؤيته فق ��د خل�صه ��ا باالت ��ي‪ ( ،‬ر�ؤيتي يف‬ ‫ح ��ل الق�ضية اجلنوبية ت�أتي من خالل �إقرار امل�ؤمتر‬ ‫اجلنوب ��ي الأول يف القاه ��رة ‪ ،‬بقي ��ام نظ ��ام احتادي‬ ‫فيدرايل ب�ي�ن �إقليمي ال�شمال واجلنوب‪ ،‬وملدة خم�س‬ ‫�سن ��وات عل ��ى �أن يك ��ون بعد ذل ��ك الق ��رار لل�شعب من‬ ‫خ�ل�ال ا�ستفتاء‪ ،‬وهذه الفرتة كافية ل ��و �أراد �أ�صحاب‬ ‫الق ��رار ت�صحيح امل�سار والع ��ودة �إىل كلمة �سواء من‬ ‫خ�ل�ال م�ؤمت ��ر وطني جام ��ع يت�سم بالندي ��ة واجلدية‬ ‫وامل�سو�ؤلي ��ة)‪� ،‬إذن نحن �أمام نظ ��ام فيدرايل خلم�س‬ ‫�سن ��وات‪ ،‬ث ��م بعد ذل ��ك يج ��ري ا�ستفتاء بح ��ق تقرير‬ ‫امل�صري‪ ،‬كيف �سيكون الو�ض ��ع بعد ذلك؟ حقيقة الأمر‬ ‫ال يحت ��اج �إىل اجته ��اد فالنم ��وذج ال�س ��وداين حا�ضر‬ ‫�أمامنا‪ ،‬م ��ع فارق ان دولة اجلن ��وب �سوف تبنى على‬ ‫�أ�س� ��س دولة مدني ��ة‪ ،‬وعل ��ى �أر�ضي ��ة اقت�صادية قوية‬ ‫�أركان دعمها رجال الأعمال اجلنوبيني‪.‬‬

‫يف لقاء خا�ص �أي�ضا مبنزله يف القاهرة‪.‬‬ ‫وحقيقة �سعدت جدا لهذي ��ن اللقاءين حيث دار نقا�ش‬ ‫حول ق�ضاي ��ا عدة كان �أبرزها (م�ش ��روع الفيدرالية)‪،‬‬ ‫وكان ح�صيل ��ة ه ��ذه اللق ��اءات ه ��ي الر�ؤي ��ة املتف ��ق‬ ‫عليها م ��ن بع�ض الأط ��راف اجلنوبي ��ة‪ ،‬والتي تعترب‬ ‫حاليا ه ��ي الأقوى والأك�ث�ر ن�ضوجا وتقب�ل�ا من قبل‬ ‫املجتم ��ع الدويل‪� ،‬إذا م ��ا �أراد فعال وجود حل للق�ضية‬ ‫اجلنوبي ��ة‪ ،‬ومب ��ا ي�ص ��ون و�شائج الإخ ��اء والتعاون‬ ‫والتكام ��ل‪ ،‬وي�ضم ��ن ان�سياب م�صال ��ح ال�شعب �شماال‬ ‫وجنوب ��ا ويعزز �أمنه وا�ستقراره‪ ،‬بعيدا عن امل�صالح‬ ‫الذاتي ��ة وال�سلطوي ��ة والنخ ��ب ال�سيا�سي ��ة والفئوية‬ ‫واحلزبي ��ة ‪( ،‬كما ج ��اء على ل�سانهم ��ا) وتت�ضمن هذه‬ ‫الر�ؤي ��ة �إع ��ادة �صياغ ��ة الوح ��دة يف دول ��ة احتادي ��ة‬ ‫فيدرالي ��ة حتم ��ل ا�س ��م الدول ��ة اجلديدة م ��ن �إقليمني‬ ‫�شم ��ايل وجنوبي بحدود ‪21‬ماي ��و ‪1990‬م‪ ،‬بد�ستور‬ ‫جدي ��د يحتوى ال�ضمان ��ات الد�ستوري ��ة الالزمة ملنع‬ ‫�إع ��ادة �إنت ��اج الدول ��ة الراهنة‪ ،‬ويكف ��ل ت�أمني �سالمة‬ ‫م�ستقب ��ل ال�شع ��ب �شم ��اال وجنوب ��ا و�إر�س ��اء الأ�س�س‬ ‫الرا�سخ ��ة لبن ��اء الدول ��ة املدني ��ة الدميقراطية‪ ،‬ومبا‬ ‫ي�ضم ��ن ال�سي ��ادة للد�ستور ولق ��وة القانون يف عموم‬ ‫البالد �شما ًال وجنوب ��ا على حد �سواء‪ ،‬وبناء مقومات‬ ‫النج ��اح وال�شراك ��ة والثق ��ة لفرتة ال تزي ��د عن خم�س‬ ‫�سن ��وات‪ ،‬بعدها يتم �إجراء ا�ستفت ��اء ل�شعب اجلنوب‬ ‫لتقري ��ر م�ص�ي�ره وحتدي ��د م�ستقبل ��ه بنف�س ��ه‪ ،‬لك ��ن‬ ‫الرا�صد له ��ذا امل�شروع واملتعم ��ق يف �أدبياته يجد ان‬ ‫مبد�أ القب ��ول بالفيدرالية على الأ�س� ��س التي طرحت‪،‬‬ ‫تعن ��ي �أوال احلوار ونيل ما ميكن احل�صول عليه‪ ،‬يف‬ ‫ظ ��ل موقف عرب ��ي ودويل مت قراءت ��ه ب�شكل دقيق من‬ ‫قبل بع� ��ض الأطراف‪ ،‬واخلط ��وة الثانية يف م�شروع‬ ‫الفيدرالي ��ة بح�سب قراءتنا ومتابعتن ��ا له‪ ،‬يعني �أوال‬ ‫االع�ت�راف بالفيدرالي ��ة بح�سب ما ط ��رح لها من بنود‬ ‫و�آليات تنفيذي ��ة‪ ،‬واخلطوة الثانية بن ��اء وا�ستعادة‬ ‫مقوم ��ات الدول ��ة‪ ،‬و�إر�س ��اء نظ ��ام جديد يك ��ون �أكرث‬ ‫قربا من دول اجلوار‪ ،‬ومتعاي�شا مع بقية دول العامل‪،‬‬ ‫وهذا ل ��ن يت�أتى بالطريق ��ة التي يط ��رح فيها م�شروع‬ ‫(فك االرتب ��اط واال�ستق�ل�ال) الذي يتبن ��اه علي �سامل‬ ‫البي� ��ض‪ ،‬بينم ��ا ما يطرح م ��ن قبل عل ��ي نا�صر حممد‬ ‫و�أبو بكر العطا� ��س ومعهم عدد من القادة اجلنوبيني‬ ‫�أبرزهم املحافظ ال�سابق حممد علي احمد‪ ،‬هو جتميع‬ ‫وتوحي ��د كافة القوى اجلنوبية‪ ،‬وح�شد عدد كبري من‬ ‫�أبناء املحافظات اجلنوبية لت�أييد هذا امل�شروع‪ ،‬وهو‬ ‫م ��ا �أكده الرئي�س ال�سابق علي نا�صر حممد عندما قال‬ ‫(ان الع ��امل اليوم على معرفة تامة بالق�ضية اجلنوبية‬ ‫�إقليمي ��ا ودولي ��ا‪ ،‬وقد عملن ��ا وعمل غرين ��ا يف �سبيل‬ ‫تو�ضيحه ��ا و�إبرازه ��ا كق�ضي ��ة �سيا�سي ��ة بامتي ��از‪،‬‬ ‫وحقوقية و�إن�سانية يف املقام التايل‪ ،‬وق�ضية �شرعية‬ ‫�أي�ض� � ًا وفق ��ا لقرارات جمل� ��س الأمن ال ��دويل املتعلقة‬ ‫بح ��رب ‪94‬م‪ ،‬و�أي جتاه ��ل له ��ذه الق�ضي ��ة يندرج يف‬ ‫�إط ��ار الرغب ��ة يف حل ع ��ام لليمن‪ ،‬ولكن ه ��ذه الرغبة‬ ‫�ست�صطدم مع �إرادة �شعب اجلنوب يف تقرير م�صريه‬ ‫�إن مل يتح ��ول �أي جهد �سيا�سي حل ��ل امل�شكلة اليمنية‬ ‫�إىل جه ��د ع ��ادل ينظ ��ر للق�ضية اجلنوبي ��ة كما ينبغي‬

‫احلزب اال�شرتاكي �أيـن؟!‬ ‫يف ‪1978‬م ت�أ�س�س احل ��زب اال�شرتاكي اليمني كحزب‬ ‫طليعي‪ ،‬و�ضم حت ��ت لوائه بع�ض الف�صائ ��ل الي�سارية‬ ‫يف جن ��وب و�شم ��ال الوط ��ن‪ ،‬وظ ��ل يحك ��م املحافظات‬ ‫اجلنوبي ��ة حتى ع ��ام ‪ ،1990‬بعدها �أ�صب ��ح حزبا لكل‬ ‫اليمني�ي�ن و�أح ��د �أع�ض ��اء اللق ��اء امل�ش�ت�رك م ��ع بع�ض‬ ‫الأح ��زاب �أبرزه ��ا التجم ��ع اليمن ��ي للإ�ص�ل�اح‪ ،‬وق ��د‬ ‫ي�س� ��أل �سائل‪� :‬أي ��ن ر�أي احل ��زب اال�شرتاك ��ي اليمني‪،‬‬ ‫م ��ع ما يطرح من م�شاريع تخ� ��ص (الق�ضية اجلنوبية)‬ ‫وه ��و الذي دخ ��ل �شريكا م ��ع امل�ؤمت ��ر ال�شعب ��ي العام‬ ‫يف اقت�س ��ام ال�سلط ��ة يف ‪1990‬م؟ واحلقيق ��ة �أنن ��ي‬ ‫كن ��ت �أود �سم ��اع ر�أي حممد غالب احم ��د رئي�س دائرة‬ ‫االت�ص ��ال اخلارج ��ي باحل ��زب اال�شرتاك ��ي اليمن ��ي‪،‬‬ ‫ولظ ��روف تع ��ذر علي ذل ��ك رغ ��م االت�صال ب ��ه‪ ،‬ولكني‬ ‫وج ��دت يف كلم ��ة الدكت ��ور عيدرو� ��س النقي ��ب وه ��و‬ ‫قي ��ادي يف احلزب اال�شرتاك ��ي وع�ضو جمل�س النواب‬ ‫م ��ا يعرب ع ��ن ذلك‪ ،‬فقد كت ��ب النقيب مقاال ع ��ن الق�ضية‬ ‫اجلنوبي ��ة كتب فيه (�إن انعقاد م�ؤمتر احلوار الوطني‬ ‫�سيمث ��ل وقفة جادة للتناول امل�س� ��ؤول ملخلفات النظام‬ ‫ال�ساب ��ق‪ ،‬ونح ��ن نق ��ول‪ :‬وقفة ج ��ادة لي� ��س لأننا نثق‬ ‫ببقاي ��ا النظ ��ام امل�شارك ��ة يف احلك ��م والت ��ي �ست�شارك‬ ‫يف امل�ؤمت ��ر‪ ،‬لك ��ن لأن امل�ؤمتر �سيك ��ون ب�إ�شراف دويل‬ ‫و�إقليم ��ي ج ��اد هذه امل ��رة‪ ،‬لقد �سمعت الكث�ي�ر من قادة‬ ‫احل ��راك يقولون‪� :‬إنهم لن يدخل ��وا �أي حوار �إال حوار‬ ‫الن ��د للند‪ ،‬و�إن مل يحددوا بعد موقفهم من امل�شاركة يف‬ ‫م�ؤمت ��ر احلوار الوطني املزمع انعق ��اده قريبا‪ ،‬و�أقول‬ ‫له� ��ؤالء الزم�ل�اء �إن اجلمي ��ع مدعوا �إىل �إب ��داء قدر من‬ ‫التوا�ضع‪ ،‬وامل�س�ؤولي ��ة ال�سيا�سية‪ ،‬واملوقف الراف�ض‬ ‫للحوار يخدم �أو ال يخدم الق�ضية اجلنوبية‪ ،‬لكن علينا‬ ‫�أن نط ��رح ال�س� ��ؤال الت ��ايل‪� :‬إذا كن ��ا �سنقاط ��ع م�ؤمترا‬ ‫ي�ش ��رف علي ��ه املجتم ��ع ال ��دويل والإقليمي م ��ن خالل‬ ‫م�شارك ��ة ممثلي منظم ��ة الأمم املتح ��دة ودول جمل�س‬ ‫التع ��اون اخلليج ��ي‪ ،‬واالحتاد الأوروب ��ي‪ ،‬والواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬والدول الدائم ��ة الع�ضوية يف جمل�س الأمن‪،‬‬ ‫ف� ��أي م�ست ��وى من الفعالي ��ات الدولية تنتظ ��رون؟ وما‬ ‫ه ��ي اخلدمة التي تقدمها املقاطع ��ة للمواطن اجلنوبي‬ ‫وللق�ضية اجلنوبية برمتها؟ ثم ماذا تبقى من اخليارات‬ ‫�أمام احلراك لتقدمي ق�ضيت ��ه للعامل �إذا ما ا�ستنكف عن‬ ‫امل�شارك ��ة يف ه ��ذه الفعالي ��ة الدولي ��ة؟)‪ ،‬والنقيب هنا‬ ‫هو ال يخاط ��ب �أبناء املحافظ ��ات اجلنوبية وهي التي‬ ‫ت�سري امل�س�ي�رات وتن�شئ املعت�صم ��ات‪ ،‬و�إمنا يخاطب‬ ‫بع�ض القي ��ادة اجلنوبية الذين يرف�ضون مبد�أ احلوار‬ ‫وامل�ؤمت ��ر الوطن ��ي ب�شكل ع ��ام‪ ،‬وبع� ��ض الأطراف يف‬ ‫الداخ ��ل التي ت�سري على نف� ��س نهج علي �سامل البي�ض‪،‬‬ ‫�أم ��ا �أبناء املحافظات اجلنوبية فهم ال ي�ست�شارون فيما‬ ‫يطرح من م�شاري ��ع‪ ،‬ويف اعتقادي �أنهم مل يقولوا بعد‬ ‫كلمتهم الفا�صلة‪ ،‬فاالنق�سامات موجودة بينهم‪ ،‬مثل ما‬ ‫هي موج ��ودة يف قادة احلراك اجلنوب ��ي يف الداخل‪،‬‬ ‫ولكن تبقى الكلمة احلا�سمة هي التي �سوف تنطلق من‬ ‫"ع ��دن" التاريخ واحل�ضارة والعنوان الأكرب للحركة‬ ‫الثورية يف اليمن ولي�س من �أماكن �أخرى‪.‬‬ ‫�صحفي بجريدة (البيان) الإماراتية‬


‫العدد ‪ 10‬األربعاء ‪ 11‬إبريل ‪2012‬م‬

‫املر�أة يف �سقطرى‬

‫‪5‬‬

‫حتقيق‬

‫خفايا و�أ�سرار وم�آ�س تك�شفها (‬

‫ال�شاب والثائر خالد الفقيه يروي لـ"الهوية"‬ ‫معاناته يف �سجون الفرقة‪:‬‬

‫)‬

‫املراة يف �سقطرى تعاين الكثري من ال�صعوبات‬ ‫كمثيالتها يف اغلب املناطق الريفية‪ ،‬فهى‬ ‫تعاين من احلرمان من حق التعليم ومن الزواج‬ ‫املبكر ا�ضافة اىل القيام بالوجبات االخرى‬ ‫كجلب احلطب وحمل املاء ورعي االغنام‪،‬‬ ‫وبرغم ان �سقطرى حتتوي على �أكرث من‬ ‫خم�سني مدر�سة اال ان هذه املدار�س حتوي‬ ‫التعليم اال�سا�سي وتفتقر اىل التعليم الثانوي‬ ‫حيث يرتكز التعليم الثانوي يف عوا�صم‬ ‫املديريات حديبوه وقلن�سية‪.‬‬ ‫املراة يف �سقطرى تعاين من عدم توفري‬ ‫اخلدمات اال�سا�سية‪ ،‬ولكننا يف هذا التحقيق‬ ‫تطرقنا اىل معاناتها يف اجلانب التعليمي‪.‬‬

‫�أكد ال�شاب ‪ /‬خالد‬ ‫حممد الفقيه‪� ،‬أحد‬ ‫ن�شطاء الثورة يف‬ ‫�ساحة التغيري‬ ‫ب�صنعاء‪ ،‬يف حديث‬ ‫خ�ص به الهوية �أنه‬ ‫تعر�ض لالعتقال‬ ‫التع�سفي يوم اخلمي�س‬ ‫بتاريخ ‪2012/1/18‬‬ ‫من قبل نقطة تفتي�ش‬ ‫تتبع الفرقة الأوىل‬ ‫مدرع ي�شرف عليها �أحد‬ ‫�ضباط احلزام الأمني‬ ‫حيث مت اقتياده �إىل �أحد �سجون الفرقة الواقعة يف عمارة �سكنية‬ ‫جوار اجلامعة القدمية حيث مت التحقيق معه وتوجيه العديد من‬ ‫التهم �إليه‪.‬‬

‫حممد القريي‬ ‫التفين��ا باال�ست��اذة ‪ /‬ا�ش��واق عبد‬ ‫اهلل �سامل وكيل��ة مدر�سة الزهراء‬ ‫للبنات‪ :‬ك��م عدد املدار���س للبنات‬ ‫يف حديبوة؟‬ ‫لدينا مدر�س ��ة واحدة ثانوية هى مدر�سة‬ ‫الزهراء‪ ،‬وت�أتي اليه ��ا الفتيات من اغلب‬ ‫مناطق املديري ��ة‪ ،‬وت�صل كثافة الطالبات‬ ‫يف هذه املدر�سة اكرث من ‪750‬طالبة‪.‬‬ ‫كيف تالحظني �إقب��ال الفتاة على‬ ‫التعليم يف اجلزيرة ؟‬ ‫اقب ��ال الطالب ��ات عل ��ى التعلي ��م �ضعي ��ف‬ ‫حيث بد�أ االهايل يعون يف احلاق بناتهم‬ ‫على التعليم‪.‬‬ ‫ما هى امل�ش��اكل التي تعانيها الفتاة‬ ‫يف �سقطرى؟‬ ‫ه ��و بع ��د املناطق ع ��ن املدر�س ��ة حيث ان‬ ‫الفتاة بحاج ��ة اىل امكاني ��ات لكي ت�صل‬ ‫اىل املدر�س ��ة من ناحي ��ة املوا�صالت‪� ،‬إال‬ ‫�إذا وج ��دت �سيارة مع والدها او اخوها‪،‬‬ ‫واذا وجدت ال�سي ��ارة فان اغلب االحيان‬ ‫ال يتواجد وق ��ود ال�سيلرات يف اجلزيرة‬ ‫بالكامل‪.‬‬ ‫فاملدر�س ��ة بحاج ��ة اىل با� ��ص خا� ��ص‬ ‫به ��ا لنقل الفتي ��ات القادمات م ��ن الناطق‬ ‫البعيدة‪.‬‬ ‫ماه��و الذي يعرقل تعليم الفتاة يف‬ ‫احلزيرة؟‬ ‫اكرب ما تواجه ��ه الفتيات من عراقيل هو‬ ‫ال ��زواج املبكر حيث تت ��زوج الفتاة وهى‬ ‫الت ��زال يف ال�ص ��ف ال�ساب ��ع او الثام ��ن‬ ‫م ��ن مرحل ��ة التعلي ��م اال�سا�س ��ي‪ ،‬واذا‬ ‫تزوجت الفت ��اة فانها بعده ��ا ال ت�ستطيع‬ ‫موا�صل ��ة التعلي ��م‪ ،‬حيث تخل ��ف وهى ال‬ ‫تزال �صغرية يف ال�س ��ن‪ ،‬وتتحمل ا�سرة‬ ‫وتربي ��ة االطف ��ال والت�ستطي ��ع موا�صلة‬ ‫التعلي ��م ونح ��ن بد�أن ��ا نوع ��ي الطالبات‬ ‫داخ ��ل املدر�س ��ة مبعن ��ى ال ��زواج املبك ��ر‬ ‫وماهى ا�ضرارة على الفتاة‪.‬‬ ‫ما ه��ى امل�شاكل الت��ي تعانيها املراة‬ ‫يف �سقطرى ب�شكل عام؟‬ ‫هى قل ��ة التوعية ل ��دى املواطنني وكذلك‬ ‫التق�ص�ي�ر م ��ن قب ��ل اجله ��ات املعنية يف‬ ‫توعي ��ة املواطنني وتوعية املر�أة وتوفري‬ ‫اخلدم ��ات اال�سا�سي ��ة مثل مي ��اه ال�شرب‬ ‫واملوا�صالت واملراكز ال�صحية‪.‬‬ ‫التقين��ا اي�ض��ا باال�ست��اذة لين��ا‬ ‫عب��د ال��رب اليزي��دي مدر�سة لغة‬ ‫اجنليزي��ة مبدر�س��ة الزه��راء‬ ‫للبن��ات‪ :‬ماهى معاناتك��م كمعلمني‬ ‫هنا يف �سقطرى ؟‬ ‫نع ��اين م ��ن نق� ��ص الف�ص ��ول وكثاف ��ة‬ ‫الطالب ��ات يف الف�ص ��ول‪ ،‬واك�ب�ر معان ��اة‬

‫نعانيه ��ا هى نق� ��ص املعلم�ي�ن خا�صة يف‬ ‫امل ��واد العلمي ��ة‪ ،‬وللأ�س ��ف ان اجلامع ��ة‬ ‫التي لدين ��ا يف حديبو لها من عام ‪2000‬‬ ‫اىل االن ال تدر� ��س �سوى اللغ ��ة العربية‬ ‫والرتبي ��ة اال�سالمي ��ة وقريبا فت ��ح ق�سم‬ ‫الإجنلي ��زي‪ ،‬والفت ��اة الت ��ي تتخ ��رج‬ ‫م ��ن الثانوي ��ة اليوج ��د امامه ��ا �إال هذان‬ ‫املجاالن ملوا�صلة تعليمها‪ ،‬ونحن نطالب‬ ‫اجله ��ات املعني ��ة بتو�سي ��ع اجلامعة اىل‬ ‫كليات اخرى نظرا حلاجة اجلزيرة غلى‬ ‫الكثري من التخ�ص�صات‪.‬‬ ‫كيف تنظري��ن اىل اقبال الفتيات‬ ‫على التعليم؟‬ ‫االقب ��ال على التعلي ��م للفتيات كبري جدا‪،‬‬ ‫وا�صب ��ح ع ��دد الطالب ��ات الالت ��ي يقبل ��ن‬ ‫على التعليم اكرث من االوالد‪ ،‬واجلزيرة‬ ‫ه ��ذه تعترب منطق ��ة �سياحي ��ة و�أ�صبحت‬ ‫اللغة الجنليزي ��ة هى لغة الع�صر‪ ،‬ونحن‬ ‫ن�شج ��ع اللغة االجنليزي ��ة‪ ،‬وامل�شكلة يف‬ ‫اجلزي ��رة ه ��ى يف الأ�سا� ��س ان التعلي ��م‬ ‫لي� ��س قويا‪ ،‬ونحن نح ��اول بجهد توفري‬

‫�صعقت بالكهرباء واملياه‬ ‫الباردة وال�ضرب املربح ومنع‬ ‫عني العالج!!!‬

‫ال�شه ��ادات للطالب ��ات ونح ��ن نطال ��ب‬ ‫يف تن ��وع التخ�ص�ص ��ات‪ ،‬ولال�س ��ف ان‬ ‫املدار� ��س لديه ��م تخ�ص� ��ص واح ��د وهذا‬ ‫يخلق م�شكلة كبرية بالن�سبة للطالب‪.‬‬ ‫وم ��ا نعاني ��ه هن ��ا يف �سقط ��رى كذلك هو‬ ‫عدم وج ��ود ال�سك ��ن الداخل ��ي للطالبات‬ ‫والوافدات م ��ن خارج املديري ��ة‪ ,‬واغلب‬ ‫االه ��ايل يحرم ��ون بناته ��م م ��ن التعلي ��م‬ ‫ب�سب ��ب بعد املدار�س‪ ،‬واذا كان االب لديه‬ ‫بنت ��ان او ثالث يف الثانوية فال ي�ستطيع‬ ‫دفع ايج ��ار املوا�صالت فاحلالة املعي�شية‬ ‫للمواطن ب�سيطة جدا‪.‬‬ ‫حيث ان االه ��ايل يعتم ��دون على الرعي‬ ‫و�صي ��د اال�سم ��اك ولي� ��س له ��م م�ص ��ادر‬ ‫اخرى للدخ ��ل‪ ،‬فلهذا تقل ��ع الفتاة ل�سبب‬ ‫قلة االمكاني ��ات عند رب اال�س ��رة‪ ،‬فنحن‬ ‫نطالب م ��ن اجلهات املعني ��ة توفري �سكن‬ ‫للبن ��ات او توفري با�صات لنق ��ل الفتيات‬ ‫اىل املناطق البعي ��دة‪ ،‬ولي�س بال�ضرورة‬ ‫ان ي�صل البا�ص اىل كل بيت ولكن ي�صل‬ ‫اىل مناط ��ق قريب ��ة م ��ن م�ساكنه ��م‪ ،‬وانا‬

‫اوجه ندائي اىل امل�س�ؤولني يف اجلزيرة‬ ‫وكل اجله ��ات املعني ��ة ب ��ان يول ��وا املر�أة‬ ‫اهتمام ��ا اك�ث�ر حي ��ث ان اغل ��ب االهتمام‬ ‫موج ��ه نحو العن�صر الذك ��وري‪� ،‬صحيح‬ ‫الرج ��ال قوام ��ون عل ��ى الن�س ��اء‪ ،‬لك ��ن‬ ‫مينحونا بع� ��ض احلق ��وق‪ ،‬واملثل يقول‬ ‫م ��ا يحك ل ��ك اال ظفرك‪ ،‬فامل ��ر�أة هى التي‬ ‫تعرف ماه ��ى حقوقها وتري ��د ان يهتموا‬ ‫بها‪.‬‬ ‫التقينا باحد الطالبات اجلامعيات‬ ‫ع‪.‬م‪ ،‬والت��ي و�صف��ت لن��ا معان��اة‬ ‫الفتيات باجلامعة بقولها‪:‬‬ ‫ان اجلامع ��ة يف حديب ��وة ال يوج ��د‬ ‫به ��ا �س ��وى تخ�ص�ص�ي�ن هما لغ ��ة عربية‬ ‫وا�سالمي ��ة‪ ،‬وفت ��ح قريب ��ا ق�س ��م لغ ��ة‬ ‫اجنليزي ��ة‪ ,‬وان اجلامع ��ة تدر�س طالبها‬ ‫يف دكاك�ي�ن عل ��ى ال�ش ��ارع‪ ،‬وه ��ذا مم ��ا‬ ‫ي�صع ��ب اال�ستيعاب ل ��دى الطلبة ب�سبب‬ ‫ازعاج ال�سيارات وامل ��ارة وحتى االغنام‬ ‫تدخل اىل داخل الف�صول‪.‬‬ ‫كذل ��ك الكت ��اب اجلامع ��ي غ�ي�ر موج ��ود‬ ‫ونواج ��ه �صعوب ��ة يف احل�ص ��ول علي ��ه‬ ‫ول ��دى اجلامعة كتب ولكنه ��ا ولال�سف ال‬ ‫تزال يف الكراتني ومل تو�ضع يف املكتبة‪،‬‬ ‫وكذل ��ك ال ي�سم ��ح للطال ��ب با�ستع ��ارة‬ ‫الكتاب او االطالع وتو�سيع معارفه‪.‬‬ ‫واذا كان ��ت الف�ص ��ول الدرا�سي ��ة غ�ي�ر‬ ‫موج ��ودة ب�ش ��كل جيد فما بال ��ك باملرافق‬ ‫االخرى؟ مثل البوفية واحلمامات فنحن‬ ‫نظل حما�صرات م ��ن ال�صباح اىل الظهر‬ ‫الن�ستطي ��ع ن ��اكل وال ن�ستطي ��ع ق�ض ��اء‬ ‫حاجاتنا‪.‬‬ ‫ونطالب اجلهات امل�س�ؤولة بان ت�ستاجر‬ ‫لنا مبنى �آخ ��ر وتقوم ببناء اجلامعة هنا‬ ‫يف حديب ��و واالدوات لي�س ��ت عاجزة عن‬ ‫هذا ال�شيء‪.‬‬

‫مو�ضح� � ًا بقوله‪ :‬كنت �أعمل يف مذبح يف �أعمال الديكورات ونتيجة مل�شاكل‬ ‫ا�ضط ��ررت �إىل ت�صفية العمل‪ ،‬حت ��ى �أتت الثورة املبارك ��ة‪ ،‬فقلت‪� :‬أنزل مع‬ ‫الث ��ورة �ض ��د النظام اجلائر‪ ،‬وبد�أن ��ا نعمل منذ بداية الث ��ورة على التوعية‬ ‫الثوري ��ة عل ��ى �صفح ��ات الفي�سب ��وك‪ ،‬ول ��دي �صفح ��ة خا�ص ��ة ب ��ي وا�سمها‬ ‫ال�صفح ��ة البي�ض ��اء ل�شباب التغي�ي�ر‪ ،‬ومنذ انطالق ��ة ثورة الربي ��ع العربي‬ ‫نعم ��ل �أنا وجمموعة من ال�شباب على توعي ��ة ال�شعب التوعية الثورية �ضد‬ ‫النظ ��ام‪ ،‬وكانت االنطالقة الأوىل وهي عرب بوابة احلرم اجلامعي‪ ،‬وكانت‬ ‫م�شاركتي يف معركة �شارع الرباط وال�ستني‪ ،‬وختام ًا باالعت�صام يف �ساحة‬ ‫التغي�ي�ر من ��ذ الي ��وم الأول‪ ،‬و�أنا من �ضم ��ن امل�صابني يف جول ��ة القاد�سية‪،‬‬ ‫وجمعة الكرامة‪ ،‬وجولة كنتاكي‪ ،‬ومت اعتقايل ق�سري ًا ومنعي من التوا�صل‬ ‫ب�أ�سرتي و�أقاربي‪.‬‬ ‫م�ضيف ًا‪ :‬كنت متوجها �إىل التحرير يف ‪2012/1/18‬م م�ساء عندما �أنزلني‬ ‫م ��ن البا� ��ص قائ ��د احل ��زام الأمن ��ي عب ��د الرب‬ ‫ال�ش ��دادي و�أف ��راد نقط ��ة التفتي�ش الت ��ي كانت ‪ -‬من حقي‬ ‫يف �ش ��ارع ‪16‬ب�صنع ��اء التاب ��ع للفرق ��ة الأوىل الدميقراطي‪،‬‬ ‫م ��درع حيث مت تفتي�ش احلقيب ��ة التي‬ ‫بحوزتي والد�ستوري‪ ،‬و�أن‬ ‫والتي كانت حتتوي على اوراق خا�صة ب�إن�شاء‬ ‫احلزب ال�سيا�سي الذي كنت �أنوي الإعالن عنه‪� ،‬أعرب عن ر�أيي‪،‬‬ ‫وبع�ض ال�صحف و�أوراقي ال�شخ�صية اخلا�صة ونحن كنا داخل‬ ‫ب ��ي‪ ،‬ومت م�ص ��ادرة كل �أ�شيائ ��ي مب ��ا فيها‬ ‫مبلغ ال�ساحة ومت‬ ‫مايل ق ��دره �سبعة �آالف ريال ميني وخم�سمائة‬ ‫ريال �سعودي‪ ،‬وتلفوين اجلوال و�أخذوين �إىل تهمي�شنا من قبل‬ ‫جه ��ة جمهولة‪ ،‬وبعد ذلك عرفت �أين حمتجز يف الإ�صالح‬ ‫عم ��ارة يف ركن اجلامعة القدمي ��ة‪ ،‬وبالتحديد‬ ‫يف عم ��ارة مطعم الهالل‪ ،‬ومت حج ��زي بزنزانة‬ ‫غ�ي�ر �صحية حتى (ق�ضاء احلاج ��ة) ال يكون �إال ‪ -‬املحقق اتهمني‬ ‫يف عل ��ب والتغذي ��ة �سيئ ��ة حي ��ث مت التحقي ��ق �أين تابع لعارف‬ ‫مع ��ي‪ ،‬عن احل ��زب الذي كن ��ت �أن ��وى ت�شكيله‪ ،‬الزوكا‪ ،‬و�أين‬ ‫وم ��ن يدعم ��ه وميول ��ه‪ ،‬وم ��ن �أن�ش� ��أه‪ ،‬و�‬ ‫أجبته بلطجي و�صفعني‬ ‫�إجاب ��ة �صريح ��ة قلت �أن ��ا �صاحب الفك ��رة و�أن‬ ‫ال ��ذي تبنيته‪ ،‬و�أنا الذي جه ��زت م�شروع العمل على وجهي‬ ‫ال�سيا�س ��ي‪ ،‬و�أع ��ددت النظ ��ام الأ�سا�س ��ي‪ ،‬فقيل‬ ‫يل‪� :‬أن ��ت داخل الثورة وتعمل حزب؟ وهذا غري‬ ‫م�سم ��وح‪ ،‬فقل ��ت ‪ :‬ه ��ذا من حق ��ي الدميقراطي‪،‬‬ ‫والد�ست ��وري‪ ،‬حق ��ي �أن �أع�ب�ر ع ��ن ر�أي ��ي‪ ،‬ونحن كن ��ا داخ ��ل ال�ساحة ومت‬ ‫تهمي�شن ��ا من قبل الإ�صالح‪ ،‬ف�أنا من حق ��ي �أن �أعرب عن ر�أي‪ ،‬ف�أنا لن �أتنازع‬ ‫�أنا و�أنتم على املن�صة‪ ،‬ولن �أتقاتل �أنا و�أنتم‪ ،‬وال نختلف‪ ،‬فقد ان�سحبت من‬ ‫داخل ال�ساحة وعدت �إىل البيت‪ ،‬منذ منت�صف �شعبان‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬وجهت ىل تهم �أين تابع لعارف الزوكا وزير الريا�ضة ال�سابق‪ ،‬و�أين‬ ‫بلطج ��ي‪ ،‬و�أج�ب�رين على �أداء بع� ��ض التمارين‪ ،‬وعندم ��ا رف�ضت املوا�صلة‬ ‫عل ��ى التماري ��ن نتيجة لتعب ��ي قام ب�صفع ��ي‪ ،‬املحقق ال ��ذي كان يدعى عادل‬ ‫حم ��ود الأجهر‪ ،‬وعندما �أردت �أن �أدافع ع ��ن نف�سي‪ ،‬تعر�ضت حينها لل�ضرب‬ ‫مربح� � ًا‪ ،‬وكنت م�صاب ��ا بالعديد من الأمرا�ض‪ ،‬وق ��د و�ضعوين و�سط الربد‬ ‫حت ��ى �أ�صبت وزاد علي املر�ض‪ ،‬وطلب ��ت منهم العالج‪ ،‬ومل ي�سمحوا يل به‪،‬‬ ‫واحتج ��وا ب�أين �أكذب و�أخرجوين �إىل احلمام و�ص ��ب املاء البارد علي‪ ،‬ما‬ ‫زاد مر�ضي‪ ،‬وبعدها �أخذوين �إىل اخليمة الطبية فوق الإ�سعاف �إىل جممع‬ ‫�أح ��رار التغيري و�ضربوا يل �إبره فلرتي ��ن وردوين الزنزانة‪ ،‬وطلبوا مني‬ ‫االع�ت�راف‪ ،‬وعذبوين بال�صعق الكهربائ ��ي و�ضربي �ست مرات تقريب ًا وقد‬ ‫�أث ��رت عل ��ى �صحتي ب�شكل كبري وكن ��ت �أ�صيح من �ش ��دة الوجع‪ ،‬ومن �شدة‬ ‫التعذي ��ب قل ��ت له ��م انا اع�ت�رف �أين �أمن قوم ��ي‪ ،‬ورويت له ق�ص ��ة خيالية‪،‬‬ ‫ون�سب ��ت لهم دع ��م احلزب وغريه ��ا‪ ،‬وطلب من ��ي التوقي ��ع والتب�صيم على‬ ‫املح�ض ��ر‪ ،‬وطلب ��ت منه �أن يحولن ��ي النيابة وفق ًا للقان ��ون‪ ،‬بعدها �أخذوين‬ ‫�إىل الفرق ��ة‪ ،‬وا�ستلمني �ضاب ��ط النيابة‪ ،‬وطلب من ��ي �أن �أب�صم على �أوراق‬ ‫�سحبوه ��ا من الإنرتنت تقول �إين من جماعة عنا�صر كتائب املوت‪ ،‬ومكثت‬ ‫�شهري ��ن‪ ،‬وج ��اء رئي�س النيابة احلا�ض ��ري‪ ،‬وعندما عر�ض ��ت عليه ق�ضيتي‬ ‫و�أنه ��م �أدخل ��وين يف ق�ضية �إرهابي ��ة با�سم كتائب امل ��وت وبقيت مرمي ًا يف‬ ‫�سجن الفرقة حتى تاريخ خروجي يف ‪2012/4/8‬م‪.‬‬ ‫ونا�ش ��د الفقي ��ه يف خت ��ام حديث ��ه قائ ��د الفرق ��ة الأوىل مدرع الل ��واء‪ /‬علي‬ ‫حم�س ��ن الأحمر ب�سرعة العمل عل ��ى تعوي�ضه جراء التعذي ��ب والآالم التي‬ ‫تعر� ��ض له ��ا من قب ��ل املحققني التابعني ل ��ه‪ ،‬وك ��ذا �إرجاع �أ�شيائ ��ه التي مت‬ ‫م�صادرتها �أثناء �أعتقاله‪..‬‬


‫‪6‬‬

‫حوار‬

‫العدد ‪ 10‬األربعاء ‪ 11‬إبريل ‪2012‬م‬

‫اخلبري النفطي ورئي�س جلنة االت�صاالت املركزية بحزب التحرير "واليـــــــــــــــــ‬

‫�أعمال القيادات الع�سكرية املقالة فقاعات وال ن�ستبعد ا�ستخدام القاعدة يف �أعـ ـ ـ‬ ‫ك�شف الأ�ستاذ‪ /‬نا�صر اللهبي رئي�س جلنة االت�صاالت املركزية يف حزب التحرير( والية‬ ‫اليمن) يف حوار �ساخن مع الهوية الكثري من تفا�صيل التدخالت اخلارجية يف ال�ش�ؤون اليمنية‬ ‫حيث قال �أن حكومة الوفاق والرئي�س التوافقي جاء بناء على توافق �أمريكي بريطاين‬ ‫وو�صف الأحزاب اجلديد بال�سيارات املحطمة وبع�ض قيادات امل�شرتك وم�شايخ اليمن‬ ‫بالربيطانيني كما حتدث عن خمططات �سعودية و�أخرى �إيرانية يتم تنفيذها يف اليمن وقال‬ ‫�إن احلوار الوطني مامل يعتمد فيه املتحاورون قوة املبد�أ النابع من الإ�سالم وحب الوطن بعيد ًا‬ ‫عن ال�ضغوطات اخلارجية ف�إن م�آله غلى الف�شل كما خ�ضنا معه يف كثري من اجلوانب غاية يف‬ ‫الأهمية ف�إىل تفا�صيل ما دار يف احلوار‪...‬‬

‫حاوره‪�/‬أحمد املحـفلي‬

‫‪almahfali2011@hotmail.com‬‬ ‫بداي��ة نرحب بالأ�ستاذ‪ /‬نا�صر اللهبي رئي�س‬ ‫جلنة االت�ص��االت املركزية يف حزباللتحرير‬ ‫والية اليمن �إىل هذا احل��وار الذي نتمنى �أن‬ ‫يجيب على الكثري من الت�سا�ؤالت املثارة حالي ًا‬ ‫يف ال�ش��ارع املحلي‪� ،‬سواء عن الو�ضع القائم‪� ،‬أو‬ ‫عن حزب التحري��ر‪ .‬ففي ظل الو�ضع الراهن‬ ‫�أي��ن موق��ع ح��ز ب التحري��ر من��ه؟ وم��ا ه��ي‬ ‫نظرتكم لواقع اليمن اليوم؟‬ ‫ح ��زب التحرير حزب عاملي‪ ،‬وه ��و يعمل ال�ستئناف‬ ‫احلي ��اة الإ�سالمية‪ ،‬واحلكم مب ��ا انزل الله‪ ،‬وحتويل‬ ‫املجتم ��ع م ��ن جمتم ��ع غ�ي�ر �إ�سالم ��ي اىل جمتم ��ع‬ ‫�إ�سالم ��ي‪ ،‬عن طري ��ق �إقامة دولة اخلالف ��ة الرا�شدة‪،‬‬ ‫وحزب التحري ��ر حدد هدفه وغايت ��ه‪ ،‬وبني طريقته‪،‬‬ ‫وكل ذل ��ك تباينات من الإ�سالم لي� ��س غري‪ ،‬فال يوجد‬ ‫يف ح ��زب التحري ��ر �أي ر�أي او حكم لي� ��س �إ�سالميا‪،‬‬ ‫وبالتايل فهو ينظر �إىل الأحداث من منظار الإ�سالم‪،‬‬ ‫وبالن�سب ��ة ملوقع حزب التحرير م ��ن الو�ضع احلايل‬ ‫ال ��ذي تعي�شه اليمن ف� ��إن حزب التحرير ق ��ام ب�أعمال‬ ‫كث�ي�رة منه ��ا الن�ص ��ح والإر�ش ��اد وتق ��دمي ال ��ر�ؤى‬ ‫ال�سيا�سي ��ة الت ��ي حتل م�ش ��اكل اليمن‪� ،‬أقمن ��ا العديد‬ ‫م ��ن امل�ؤمت ��رات والن ��دوات ح ��ول ه ��ذا املو�ض ��وع‪،‬‬ ‫ولك ��ن الق ��وى ال�سيا�سي ��ة واملتنفذي ��ن يف البل ��د هم‬ ‫الذي ��ن يقومون بالأعمال ال�سيا�سي ��ة‪ ،‬وهذه الأعمال‬ ‫ال�سيا�سي ��ة قد ال ي�ستمع ��ون �إىل الآخر لأنه يتعار�ض‬ ‫مع م�صاحله ��م‪ ،‬وبالتايل ف� ��إن �آراء احلزب و�أفكاره‬ ‫تتعار� ��ض مع م�صالح القادة وال�سيا�سيني‪ ،‬وبالتايل‬ ‫ال ي�أخ ��ذون به ��ا‪ ،‬لأنه ��ا ت�ضره ��م �أكرث مم ��ا تنفعهم‪،‬‬ ‫لأنه ��م ال ينظروا للم�سالة من ب ��اب احلالل واحلرام‪،‬‬ ‫�إمن ��ا ينظرون �إليه ��ا من ب ��اب النفعي ��ة وامل�صلحة‪..‬‬ ‫ور�ؤيتن ��ا للواق ��ع املعا� ��ش �أن الواق ��ع ال ��ذي تعي�شه‬ ‫اليم ��ن اليوم ه ��و واقع م ��زري للأ�سف‪ ،‬وق ��ادم على‬ ‫الأحداث الكبرية التي ميكن �أن ت�ؤثر على اليمن يف‬ ‫وحدت ��ه ويف ا�ستقالل ��ه ويف �سيادت ��ه‪ ،‬ومن هنا البد‬ ‫�أن ن ��درك �أن اليمن ما مل يتج ��ه اليمنيون �إىل �إيجاد‬ ‫نظ ��ام �صحيح لهم بناء على د�ست ��ور �صحيح وقيادة‬ ‫خمل�صة ونزيهة وعلى رقابة وحما�سبة وعلى �أن كل‬ ‫�شخ� ��ص يع ��رف �أن ما يقوم به هو �ض ��رر على اليمن‬ ‫ف�إن اليمن لن يخرج من م�أزقه احلايل �إال �إذا وجد لها‬ ‫رجاال خمل�صني وقيادة خمل�صة ونزيهة‪..‬‬ ‫خ�لال الف�ترة املا�ضي��ة ج��رت االنتخاب��ات‬ ‫وقبله��ا مت ت�شكي��ل حكوم��ة الوف��اق وح�ص��ل‬ ‫الكث�ير م��ن الأخذ وال��رد حولها م��ن خمتلف‬ ‫الأطياف فما كانت ر�ؤيتكم حول كل هذا؟؟‬ ‫يج ��ب ان ن ��درك ان اليم ��ن كغريه ��ا م ��ن البل ��دان‬ ‫العربي ��ة والإ�سالمي ��ة لي� ��س قراره ��ا بيده ��ا فهن ��اك‬ ‫تدخالت اقليمي ��ة وعاملية فالأمريكان والربيطانيون‬ ‫وال�سعودي ��ون والإيراني ��ون يعمل ��ون يف اليم ��ن‬ ‫و�سفرا�ؤه ��م و�سفاراته ��م ومنظماته ��م يعمل ��ون ليال‬ ‫ونه ��ارا‪ ،‬وق ��رار اليم ��ن هو بي ��د �أمري ��كا وبريطانيا‬ ‫وال�سعودي ��ة و�إي ��ران‪ ،‬وبالت ��ايل جن ��د �أن �أمري ��كا‬ ‫وال�سفري الأمريكي وال�سفارات ومنظماتهم يعملون‬ ‫لي ��ل نه ��ار لإيجاد املعاجل ��ات التي تخ ��دم م�صاحلهم‬ ‫وبالت ��ايل فاالنتخاب ��ات ه ��ى كانت من وجه ��ة النظر‬ ‫الأمريكي ��ة والربيطاني ��ة عندما اتف ��ق الربيطانيون‬ ‫والأمريكيون على �صفقة بينهما على ان يجدوا حال‬ ‫توافقي ��ا لليمن‪ ،‬وبالتايل كانت االنتخابات وحكومة‬ ‫الوفاق هي توافق بريط ��اين �أمريكي لإخراج اليمن‬ ‫مم ��ا هي في ��ه‪ ،‬وه ��ذا التوافق خ ��دم م�صال ��ح الغرب‬ ‫وفئ ��ات معينة م ��ن النا� ��س وق ��وى متنف ��ذة‪ ،‬ولكنه‬ ‫مل يخ ��دم ال�ش ��ارع اليمن ��ي واملواطن اليمن ��ي‪ ،‬الذي‬ ‫يعي� ��ش اليوم يف فقر‪ ،‬فه ��ل االنتخابات حلت م�شكلة‬ ‫الفق ��ر والبطالة؟ ح�س ��ب منظورنا يف حزب التحرير‬ ‫مل يكمن هن ��اك انتخابات‪ ،‬بل هن ��اك اختيار �شخ�ص‬ ‫مع�ي�ن ال يوجد له مناف�س‪� ،‬إذن ه ��ذا التوافق خمطط‬ ‫�أمريك ��ي بريطاين لإخراج اليمن مم ��ا فيه‪ ،‬ولكنه مل‬

‫يخدم اليمن وال م�صاحله‪..‬‬ ‫ه��ل تق�ص��د �أن التواف��ق على الرئي���س هادي‬ ‫وعلى حكومة الوفاق مل يكن توافقا مينيا بل‬ ‫كان توافقا �أمريكيا �سعوديا؟‬ ‫ه ��و تواف ��ق دويل �أك�ث�ر مم ��ا ه ��و تواف ��ق مين ��ي‪،‬‬ ‫فاليمني ��ون لي�س قرارهم ب�أيديهم‪ ،‬هذا ما هو حا�صل‬ ‫اليوم‪ ،‬ومن ناحية �سيا�س ��ة ال�سفري الأمريكي الذي‬ ‫يتح ��رك لي ��ل نه ��ار‪ ،‬الطائ ��رات الأمريكي ��ة ت�ض ��رب‬ ‫وتنتهك ال�سيادة يوميا يف طلعات جوية على اليمن‬ ‫وتقتل ابن ��اء اليمن امل�سلمني وال يتحرك النظام‪ ،‬بل‬ ‫انه يبارك ويق ��ول للأمريكان اقتلوا‪ ،‬ونحن �سنقول‬ ‫نحن الذين قتلنا‪ ،‬وه ��ذه خطرية جدا بالن�سبة مل�سلم‬ ‫ينتهك عر�ض ��ه او ماله وامل�سلم�ي�ن يتفرجون فيجب‬ ‫عل ��ى ال�شعب اليمن ��ي �أن يقول ال حلكومة الوفاق يف‬ ‫اتفاقه ��ا م ��ع �أمريكا يف ما ي�سم ��ى حماربة الإرهاب‪،‬‬ ‫وان يق ��ول ال‪ ،‬المري ��كا بان هذه ب�ل�اد اليمن ال يجوز‬ ‫ل ��ك ان تعتدي على �سيادتها‪ ،‬و�أنا ال �أدري كيف �سكت‬ ‫امل�ش�ت�رك بهذه ال�صورة التي نراه ��ا اليوم؟ و�أمريكا‬ ‫تخط ��ط وتعم ��ل االفعال الكب�ي�رة جدا عل ��ى ال�شعب‬ ‫اليمن ��ي‪ ،‬وهن ��ا نق ��ول للق ��اء امل�ش�ت�رك‪� :‬إن امل�صالح‬ ‫وحده ��ا ه ��ي املقيا� ��س ب ��ل يج ��ب ان يك ��ون عندك ��م‬ ‫مقيا�س القيم والأخالق‪..‬‬ ‫وه��ل كنت��م يف ح��زب التحري��ر م��ع �أو �أ�ض��د‬ ‫االنتخابات ؟‬ ‫ال يوج ��د انتخاب ��ات‪ ،‬العملي ��ة متثلي ��ة ومهزلة وهي‬ ‫عبارة عن م�سرحية قام بها املتوافقون على امل�صالح‬ ‫وكان احلل هو ان ال�شعب اليمني كان يقول للطرفني‬ ‫اذهب ��وا فانتم الذين دمرمت الي�ل�اد واوجدمت الفا�ساد‬ ‫واال�ستب ��داد‪ ،‬كان على ال�شعب اليمني ان يب�صم على‬ ‫طرد الفريقني ويختار لليمن قيادة نزيهة‪.‬‬ ‫�شه��دت الف�ترة املا�ضي��ة �أي�ضا ن�ش��وء العديد‬ ‫من الأح��زاب التي قال عنه��ا البع�ض �أحزاب‬ ‫نقي�ض��ة مثل حزب الر�شاد والأمة �أي �أحزاب‬ ‫ت�صارع بع�ضها البع�ض‪ ،‬كيف ترون ذلك؟‬ ‫عندم ��ا اطلعنا يف حزب التحرير على برامج و�أعمال‬ ‫تل ��ك الأحزاب مل جند �أنها ج ��اءت بجديد فهي عبارة‬ ‫�أن يكون لديك ‪� 40‬سيارة حمطمة وتزيد فوقها ‪3‬او‪4‬‬ ‫�سي ��ارات مك�سرة فح ��زب العدالة والأح ��رار والبناء‬ ‫وتكتل ال�شب ��اب وغريها هي جاءت مبناهج وبرامج‬ ‫ال تختل ��ف عن برام ��ج الإ�صالح وامل�ؤمت ��ر وبالتايل‬ ‫ملاذا نوجد �أح ��زاب ال تقدم جديدا وال برنامج متميز‬ ‫ع ��ن غ�ي�ره م ��ن الأح ��زاب حت ��ى يظه ��ر يف ال�ساح ��ة‬ ‫ولك ��ن ان ي�أت ��وا كله ��م بنف� ��س الربامج‪ ،‬كله ��م يقروا‬ ‫باجلمهوري ��ة والدميقراطي ��ة وال�سوق احل ��رة‪� ،‬إذن‬ ‫ما الفرق بينها؟ على م ��اذا يت�صارعون؟ ونحن نقول‬ ‫ان احل ��زاب ه ��ي برام ��ج و مناه ��ج فعندم ��ا تختلف‬ ‫الربام ��ح واملناهج فعال تختل ��ف ر�ؤى تلك الأحزاب‬ ‫وتق ��ول له ��م‪ :‬هن ��اك تعددية حزبي ��ة كنا نح ��ن نرى‬ ‫يف ح ��زب التحري ��ر �أن ‪ 40‬حزبا هذه كله ��ا براجمها‬ ‫واحدة وبالت ��ايل ال داعي لوجوده ��ا �أ�صال‪ ،‬فالأ�صل‬ ‫يف الأح ��زاب �أنها تنتمي اىل امل�ؤمتر �أو الإ�صالح �أو‬ ‫امل�شرتك وتنتهي لكنه ��م يريدان ان ينتجا من جديد‪،‬‬ ‫فخطة ال�سيا�سية اجلديدة �أن الأحزاب الأوىل �شاخت‬ ‫و�أ�صبحت لي�س لها �سمعة يف ال�شعب اليمني ف�أردوا‬ ‫ان ينتج ��وا �أحزاب ��ا جديدة وم ��ن جهة ثاني ��ة �أردوا‬ ‫�أن يحت ��ووا جمموع ��ة م ��ن اجلماه�ي�ر مل تكن حتت‬ ‫مظلته ��م‪ ،‬فامل�ؤمت ��ر الآن فرخ جمموعة م ��ن الأحزاب‬ ‫من ��ه وح ��زب الإ�ص�ل�اح كذلك م ��ن اج ��ل �أن يوجد له‬ ‫قاعدة قوية مثل تلك الأحزاب و�أن ي�سحب امل�ستقلني‬ ‫الذي ��ن كونوا تكت�ل�ا معينا يف ذلك الوق ��ت والتكتل‬ ‫�سيحقق م�صاحله على �سبيل املثال املجل�س الوطني‬ ‫املعار�ض الذي ه ��و عبارة عن جمموعة من الأحزاب‬ ‫ال�صغ�ي�رة الت ��ي ال ميك ��ن �أن تعط ��ي يف االنتخابات‬ ‫‪� 2000‬شخ� ��ص وهذا ثبت يف كثري م ��ن االنتخابات‬ ‫وبت ��ايل ال داع ��ي لوجوده ��ا �أ�ص�ل�ا الن الأ�ص ��ل يف‬

‫الأح ��زاب �أنها توج ��د للأمر باملع ��روف والنهي على‬ ‫املنك ��ر ال الربام ��ج ال�سيا�سي ��ة وغريه‪ ،‬لذل ��ك فحزب‬ ‫التحرير حزب متغ�ي�ر عن تلك الأحزاب يف برناجمه‬ ‫�س ��واء يف احلك ��م او االقت�ص ��اد او املعام�ل�ات او‬ ‫الق�ض ��اء او التعليم‪ ،‬وبالتايل نقول‪ :‬ان حزب متميز‬ ‫الن ل ��ه برناجما يختلف عن بقي ��ة الأحزاب‪� .‬إذن ملاذا‬ ‫نكرث من الأح ��زاب؟ فكرثة الأحزاب يف اليمن لي�ست‬ ‫ظاه ��رة طيبة فهي عبارة ع ��ن خلل كبري يدلل على ان‬ ‫هذه التكتالت تله ��ي النا�س عن االلتحاق يف احلزب‬ ‫الر�شي ��د‪ ،‬ام ��ا بالن�سبة حل ��زب الر�ش ��اد ال�سلفي فهو‬ ‫االن مل يظه ��ر برناجم ��ه ال�سيا�س ��ي وفكرت ��ه وغايته‬ ‫وطريقته وبالتايل ال ن�ستطيع ان نحكم عليه قبل �أن‬ ‫نع ��رف ما هو منهجه ال�سيا�سي‪ ،‬ف�أنا ح�ضرت م�ؤمتر‬ ‫الر�ش ��اد وهو عبارة ع ��ن �أرواق عمل قدمت عن واقع‬ ‫العم ��ل ال�سيا�س ��ي ومعوقاته ووجبات ��ه‪ ،‬ومع ذلك مل‬ ‫يك ��ن هن ��اك برنامج يف احلك ��م‪ ،‬االقت�ص ��اد‪ ،‬التعليم‪،‬‬ ‫وال اي برنام ��ج ظه ��ر لل�ساح ��ة حت ��ى ن�ستطي ��ع ان‬ ‫نحك ��م عليه حكما دقيقا‪ ،‬اما حزب الأمة فربناجمه ال‬ ‫يختلف �أي�ضا عن برنامج امل�ؤمتر �أو حزب الإ�صالح‪،‬‬ ‫انا عندما اطلعت على برنامج حزب الأمة وجدت انه‬ ‫م�شابه للأح ��زاب املوج ��ودة يف ال�ساحة‪ ،‬وهو وجد‬ ‫كتكت ��ل عل ��ى �أ�سا�س �أن هن ��اك فئة معينة م ��ن النا�س‬ ‫يريدون ان يتكتلوا مل�صلحة معينة‪..‬‬ ‫هل ظهور حزبي الر�شاد والأمة جاء ملواجهة‬ ‫�أو مقارع��ة بع�ضهما البع�ض �أم من �أجل تنفيذ‬ ‫�أجنده خارجية؟‬ ‫رمب ��ا‪ ..‬لك ��ن مم ��ا ال�ش ��ك في ��ه ان ال�ص ��راع موج ��ود‬ ‫ب�ي�ن �إي ��ران وال�سعودي ��ة‪ ،‬وال�ش ��ك ان ال�سعودي ��ة‬ ‫تدع ��م ال�سلفيني وال�ش ��ك �أن �إيران تدع ��م احلوثيني‪،‬‬ ‫وه ��ذا لي�س عيب ��ا ولي�س خمفيا‪ ،‬ولكن ال ��ذي نقوله‪:‬‬ ‫ان ال�ص ��راع ب�ي�ن امل�سلم�ي�ن ح ��رام‪ ،‬لأن الأ �ص ��ل يف‬ ‫امل�سلم�ي�ن ان يلتقيا بعقليهم ��ا ولي�س ب�سيفيهما‪ ،‬وان‬ ‫هذا ال�ص ��راع املوجود بني حزب الأم ��ة والر�شاد‪ ،‬او‬ ‫ب�ي�ن �إي ��ران وال�سعودية ه ��و �ص ��راع مذهبي ويجب‬ ‫ان نك�ب�ر عن هذا ال�ص ��راع‪ ،‬ونعمل على توحيد الأمة‬ ‫حتت راية وحدة وحكم ودولة واحدة لتحقيق القوة‬ ‫والع ��زة ب ��دل الت�ص ��ارع فيم ��ا بينهم‪ ،‬فان ��ا ان�صحهم‬ ‫ان يرجع ��وا اىل الله �سبحانه وتع ��اىل‪ ،‬واىل �إحكام‬ ‫الإ�س�ل�ام ويف ع ��دم ال�ص ��راع بينهم ��ا الن ذاك ينف ��ذ‬ ‫خمططا وذاك خمطط ��ا وكالهما يعمالن على متزيق‬ ‫الأمة �أكرث مما هى ممزقة‪.‬‬ ‫التق��ارب احلا�صل حاليا ب�ين بع�ض القيادات‬ ‫الإ�صالحية والأمريكان والتي �أكدها ال�سفري‬ ‫الأمريك��ي يف �أح��د ت�صريحات��ه‪ ..‬م��ا ر�أي��ك‬ ‫فيها؟‬ ‫�أمري ��كا بع ��د �أن حاربت الإ�سالم ع ��ن طريق الإرهاب‬ ‫والطائفي ��ة والعن�صرية وغريها م ��ن الأ�ساليب التي‬ ‫ا�ستخدمته ��ا يف حربه ��ا �ض ��د الإره ��اب ف�شل ��ت يف‬ ‫ذل ��ك فجاءت بفك ��رة جدي ��دة بفكرة الإ�س�ل�ام املعتدل‬ ‫والإ�س�ل�ام املت�ش ��دد‪ ،‬وبالت ��ايل �أمري ��كا ت ��رى ان‬ ‫الإ�ص�ل�اح فيهم تياران‪ :‬تيار معت ��دل‪ ،‬وتيار مت�شدد‪،‬‬ ‫التيار املعتدل هو الذي ميكن ان تتعامل معه �أمريكا‬ ‫�سيا�سي ��ا وان تدعم ��ه وممكن جتعل ��ه ي�صل �إىل حكم‬ ‫اليم ��ن‪ ،‬كم ��ا ح�ص ��ل الردوغ ��ان يف تركي ��ا‪ ،‬ولكن ما‬ ‫ترى من بع�ض الأف ��راد املت�شددين كجماعة الإخوان‬ ‫امل�سلم�ي�ن كالزن ��داين والعلم ��اء الذي ��ن يف �صف ��ه‪..‬‬ ‫ف ��ان �أمريكا ترى �أنه ��م خطر عل ��ى م�صاحلها‪ ،‬وعلى‬ ‫خططه ��ا يف املنطق ��ة ولذل ��ك هي ت ��رى ان ��ه ال بد من‬ ‫ف�صل الإ�صالح اىل تيارين تيار معتدل و�آخر مت�شدد‬ ‫و�أي�ضا لإيج ��اد التيار املعتدل يف احلكم‪ ،‬وهذا الذي‬ ‫ت�سع ��ى �إلي ��ه �أمري ��كا‪ ..‬ولذل ��ك �أمريكا دعم ��ت التيار‬ ‫املعت ��دل يف الإ�ص�ل�اح للو�صول �إىل تقا�س ��م ال�سلطة‬ ‫م ��ع امل�ؤمتر وفعال �أو�صلت ��ه اىل ال�سلطة‪ ،‬وهي االن‬ ‫تريد ان تو�صله ليكون هناك �إ�سالم معتدل يف العامل‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬ليكون بدال من ان ي�صل الإ�سالم املت�شدد‪،‬‬

‫�سيا�سة بريطانيا يف‬ ‫اليمن �أخطر من ال�سيا�سة‬ ‫الأمريكية‪ ،‬وهي ر�أ�س الكفر‪،‬‬ ‫فالو�سط ال�سيا�سي يف اليمن �أغلبه‬ ‫بريطاين‪ ،‬وم�شائخ القبائل‬ ‫بريطانيون‪ ،‬والأحزاب كثري من‬ ‫قادتها بريطانيون‪.‬‬ ‫احلوثيون تكتل ال ي�ستهان‬ ‫به‪ ،‬وعليهم �إظهار برناجمهم‬ ‫ال�سيا�سي كامال ‪ ..‬وال ن�ستطيع �أن‬ ‫ن�شهد ب�أن �إيران تدعم احلوثيني‬ ‫باملال وال�سالح‪.‬‬ ‫�أمريكا ا�ستطاعت �أن ت�شق‬ ‫جتمع الإ�صالح �إىل ق�سمني‬ ‫مت�شدد ومعتدل وال�سعودية‬ ‫تعترب اليمن واحدة من‬ ‫حمافظاتها‪ ،‬وتعطي رواتب �شهرية‬ ‫لـ‪�22‬ألف �شيخ ميني‪ ،‬وتدعم �أتباع‬ ‫الوادعي وحممد الإمام وحزب‬ ‫الر�شاد وع�سكريني‪ ،‬و�ستبقى‬ ‫تتدخل فيه ما بقى هذا الهاج�س‬ ‫لديها‪ ،‬وما بقى �أهل اليمن‬ ‫منق�سمني‪.‬‬ ‫�أعمال القيادات الع�سكرية‬ ‫املقالة فقاعات وم�شاكل الوطن‬ ‫�أكرب منها وقد ت�ضر باليمن وال‬ ‫ن�ستبعد ا�ستخدام القاعدة يف‬ ‫�أعمال معينة‪...‬‬ ‫الن �أمري ��كا تخاف من قيام دول ��ة اخلالفة الإ�سالمية‬ ‫ووحدة الأمة تخاف من �إيجاد الإ�سالم ال�صحيح يف‬ ‫احلك ��م‪ ،‬ولذلك ه ��ي توجد �إ�سالما �آخ ��ر غري الإ�سالم‬ ‫احلقيق ��ي‪� ..‬إ�س�ل�ام �أمري ��كاين ولي� ��س �إ�سالم حممد‬ ‫ب ��ن عبد الله‪ ،‬ه ��ذا الإ�سالم الأمري ��كاين وجد �ضالته‬ ‫يف بع� ��ض اجلماعات الإ�سالمية التي �أردت ان تظهر‬ ‫للغرب بانها معه وانها تركت جز من الإ�سالم من اجل‬ ‫ان تر�ض ��ي الغرب وتل ��وي عنق الآي ��ات والأحاديث‬ ‫لكي تتنا�سب مع �أطروحات �أمريكا يف املنطقة‪ ،‬وهذا‬ ‫خط ��ر كبري على الإ�سالم وعل ��ى الذين �سي�صلون �إىل‬ ‫احلكم لأنهم �سي�ضلل ��ون الأمة عن الإ�سالم ال�صحيح‬ ‫ويف نف�س الوقت �سيقومون ب�أعمال لي�ست �إ�سالمية‬ ‫ويظهر عليها �أنها �إ�سالمية وهذا �سي�ضلل امل�سلمني‪..‬‬ ‫حتدث��ت التقاري��ر الأخ�يرة ع��ن �ش��رخ �أو‬ ‫اخت�لاف ب�ين قي��ادات الإ�ص�لاح‪ ..‬ه��ل ه��ذا‬ ‫يعني �أن �أمريكا ا�ستطاعت ان حتقق غايتها؟‬ ‫يف الأ�ص ��ل ال�شرخ نوعان يف الإ�ص�ل�اح نوع فكري‬ ‫ونوع �سيا�سي‪ ..‬فالنوع الفن ي ان هناك اختالف يف‬ ‫الأفكار التي يتبناها الإ�ص�ل�اح‪ ،‬فمثال الدولة املدنية‬ ‫هناك كتاب كثري من علم ��اء الإ�صالح رف�ضوا الدولة‬ ‫املدنية منهم ال�شيخ عارف ال�صربي و�صادق املغل�س‬

‫وعب ��د الوه ��اب الديلم ��ي ومنه ��م م ��ن قال ��وا الدولة‬ ‫املدني ��ة ولك ��ن با�س ��م �إ�سالم ��ي ه ��ذا طبع ��ا اختلفوا‬ ‫فيه ف ��كان من اجل املراة هل يج ��وز لها الرت�شح يف‬ ‫املنا�ص ��ب العلي ��ا �أو ال يج ��وز لها؟ و�أي�ض ��ا ال�شهادة‬ ‫والربنام ��ج ال�سيا�سي للإ�ص�ل�اح وغريها من الأفكار‬ ‫الكبرية الت ��ي اختلفوا فيها‪ ،‬وح�ص ��ل �شق يف الفكر‬ ‫داخ ��ل الإ�ص�ل�اح والث ��اين �سيا�سيي وه ��و هل يقوم‬ ‫الإ�ص�ل�اح بعمل �سيا�سة خمالف ��ة للإ�سالم �أم ال يقوم‬ ‫به ��ا؟ ه ��ل يت�صل بالأمري ��كان �أو ال يت�ص ��ل بهم؟ هل‬ ‫يكون م ��ع الربيطانيني او ال يك ��ون؟ هنا ح�صل �شق‬ ‫بينه ��م‪ ،‬وفعال ا�ستطاعت �أمري ��كا من ناحية �سيا�سية‬ ‫تف ��رق الإ�ص�ل�اح �إىل ق�سم�ي�ن ق�س ��م مت�ش ��دد وق�س ��م‬ ‫معتدل‪.‬‬ ‫يف لق��اء �ساب��ق لكم �أ�ش��رت �أن هن��اك �صراعا‬ ‫�أمريكي��ا بريطاني��ا يف اليمن‪ ،‬م��ا طبيعة هذا‬ ‫ال�صراع؟ و�أين يوجد؟؟‬ ‫بريطاني ��ا ه ��ي ر�أ� ��س الكف ��ر والربيطاني ��ون ه ��م‬ ‫الده ��اة يف ال�سيا�س ��ة ويف املخطط ��ات وامل�ؤامرات‪،‬‬ ‫فربيطانيا الي ��وم ت�ساير �أمريكا يف �سيا�ساتها وهي‬ ‫تق ��وم ب�إعم ��ال �سيا�سية كب�ي�رة ج ��دا يف اليمن ولها‬ ‫عم�ل�اء كثريي ��ن يف اليم ��ن و الو�س ��ط ال�سيا�سي يف‬ ‫اليمن اغلبه بريط ��اين‪ ،‬م�شائخ القبائل بريطانيون‪،‬‬ ‫الأحزاب كثري من قادته ��ا بريطانيون‪ ،‬ولكن �أمريكا‬ ‫عندم ��ا جاءت للعامل بخططه ��ا و�أ�ساليبها كانت اكرب‬ ‫م ��ن بريطاني ��ا من حي ��ث �سيطرته ��ا عل ��ى املنظمات‬ ‫الدولي ��ة والقوى الع�سكري ��ة واالقت�صادية‪ ،‬ولذلك ال‬ ‫ت�ستطي ��ع بريطانيا �أن تواجهه ��ا‪ ،‬ف�أخذت ت�سايرها‪،‬‬ ‫ولذل ��ك نح ��ن نق ��ول‪� :‬إن بريطانيا يف اليم ��ن ت�ساير‬ ‫�أم ��ركا م�ساي ��رة‪ ،‬وال تواجهه ��ا‪ ،‬وجن ��د �أن بريطانيا‬ ‫له ��ا �أعمال كث�ي�رة يف اليمن �سرية �أك�ث�ر من االعمال‬ ‫اجلهري ��ة‪ ،‬واملتتب ��ع لتح ��ركات ال�سف�ي�ر الربيطاين‬ ‫يج ��د ان ��ه يق ��وم ب�أعم ��ال كبرية ج ��دا �سري ��ة‪ ،‬ولكن‬ ‫لي� ��س كال�سف�ي�ر الأمريكي ال ��ذي يظهرعلن ��ا ب�أعماله‬ ‫ال�سيا�سي ��ة‪ ،‬فال ��دور الربيط ��اين موج ��ود يف اليمن‬ ‫وال�ص ��راع ب�ي�ن م�صال ��ح �أمري ��كا وبريطاني ��ا يف‬ ‫اليم ��ن موج ��ود‪� ،‬س ��واء يف الناحي ��ة ال�سيا�سي ��ة او‬ ‫االقت�صادي ��ة و او الع�سكري ��ة‪ ،‬ولذل ��ك عندم ��ا مت‬ ‫التقا�س ��م يف اليم ��ن على من ي�صي ��غ الد�ستور؟ ومن‬ ‫ال ��ذي يهي ��كل اجلي�ش؟ وم ��ن الذي يدع ��م م�ؤ�س�سات‬ ‫الدولة؟ ومن ال ��ذي يدعم احلوار الوطني؟ انق�سموا‬ ‫�إىل �أرب ��ع ف ��رق‪ :‬ففرن�س ��ا �أخذت الد�ست ��ور ت�صيغه‪،‬‬ ‫و�أمري ��كا تهي ��كل اجلي�ش والأم ��ن‪ ،‬وبريطانيا تعمل‬ ‫داخ ��ل م�ؤ�س�سات الدول ��ة يف وزارة املالية واخلدمة‬ ‫املدنية والعدل‪� ،‬أملاني ��ا تقيم م�ؤمتر احلوار الوطني‬ ‫ولذل ��ك ال ��دور الربيطاين موجود وتعم ��ل بريطانيا‬ ‫ولكنها تعمل �سرا‪.‬‬ ‫يتحدث الكث�يرون �أن اليم��ن �أ�ضحت م�سرح ًا‬ ‫للتدخ�لات ال�سعودي��ة والإيراني��ة‪� ..‬أي��ن‬ ‫توجد تل��ك التدخالت بر�أيك؟ وم��ا هو ر�أكم‬ ‫يف احلوثيني ؟‬ ‫ال�سعودي ��ة تعترب اليم ��ن يف خا�صرتها وتعترب �أن‬ ‫اليم ��ن هو امل ��د الإقليمي له ��ا‪ ،‬وبالتايل ه ��ي البد �أن‬ ‫يك ��ون له ��ا ت�أثري عل ��ى اليمن‪ ،‬و�أي ح ��دث يحدث يف‬ ‫اليم ��ن يوثر على ال�سعودية ‪ ،‬لذل ��ك ال�سعودية تنظر‬ ‫�إىل اليم ��ن ب�أنها عبارة ع ��ن حمافظة من حمافظاتها‪،‬‬ ‫ولكنه ��ا حمافظ ��ة من�سي ��ة فه ��ي تدع ��م حمافظاته ��ا‪،‬‬ ‫وتعم ��ل له ��ا كل امل�شاريع لكن اليم ��ن ال تعمل لها اى‬ ‫�ش ��ي‪ ،‬امنا تدعم م ��ن ناحية �سيا�سي ��ة لأن ال�سعودية‬ ‫تعط ��ي روات ��ب �شهري ��ة لنح ��و ‪� 22‬أل ��ف �شي ��خ يف‬


‫‪7‬‬

‫حوار‬

‫العدد ‪ 10‬األربعاء ‪ 11‬إبريل ‪2012‬م‬

‫ـــــــــــــــــة اليمن" يف حوار �ساخن مـــع (‬

‫)‪:‬‬

‫ـ ـ ـ ـمال معينة وقرار رفع �أ�سعار امل�شتقات �صفعة قوية يف وجه ثورة ال�شباب‬ ‫اليمن‪ ..‬مل ��اذا تعطيهم ال�سعودي ��ة؟!! كانت‬ ‫تدع ��م �صال ��ح ونظام ��ه‪ ،‬الن له ��ا م�صال ��ح‬ ‫معين ��ة فهي �أخذت احلدود ببال�ش و�أخذت‬ ‫�أرا�ضينا جنران وع�س�ي�ر ومنطقة �شرورة‬ ‫والوديع ��ة ه ��ى منطقة نفطية كب�ي�رة ‪،‬ولها‬ ‫م ��د لل�سلفيني يف اليم ��ن ولها �أي�ضا خمطط‬ ‫تعم ��ل م ��ن خالل ��ه جلع ��ل اليم ��ن يف �صفها‬ ‫�ض ��د �أي تدخل �إي ��راين �أو خارجي �إذن لها‬ ‫م�صالح كب�ي�رة ولذلك جندها تدعم جماعة‬ ‫الوادع ��ي وحمم ��د الإمام وح ��زب الر�شاد‪،‬‬ ‫واي�ض ��ا تق ��وم بعملي ��ة دع ��م للم�شائخ من‬ ‫اج ��ل ان يحقق ��وا م�صاحله ��ا و�أي�ضا تدعم‬ ‫ع�سكريني‪ ،‬ولذلك هى تعمل يف اليمن ك�أنها‬ ‫تعم ��ل يف اح ��دى حمافظ ��ات ال�سعودي ��ة‪،‬‬ ‫�أم ��ا �إيران فله ��ا بعد كبري‪ ،‬وه ��ي �أن توجد‬ ‫الإمرباطوري ��ة الفار�سية عن طريق املذهب‬ ‫ال�شيع ��ي يف الع ��امل‪ ..‬وه ��ذا املذه ��ب ه ��و‬ ‫طبيعي بالن�سبة للدول التي تريد �أن يكون‬ ‫له ��ا دور �إقليم ��ي كب�ي�ر وعامل ��ي‪ ،‬فالتفكري‬ ‫واخلط ��ط التي تق ��وم بها �إي ��ران هي تفكر‬ ‫�أن يكون لها �إمرباطورية كبرية يف العامل‪،‬‬ ‫واملذهب ال�شيعي يف كل �أنحاء العامل‪� ،‬إذن‬ ‫اليم ��ن م�ستهدف ��ة بالن�سبة لإي ��ران كما هى‬ ‫م�ستهدف ��ة بالن�سبة لل�سعودي ��ة وهى تقوم‬ ‫بعم ��ل هذا الأم ��ر عن طري ��ق جماعات‪ ،‬الن‬ ‫�إي ��ران ال ت�ستطيع �أن تقوم بنف�سها وتدخل‬ ‫اليم ��ن �إمن ��ا ت�أت ��ي ع ��ن طري ��ق جماع ��ات‬ ‫تدعمه ��م ليجدوا هذا املذه ��ب‪ ،‬وهذا االمر‬ ‫طبيعي بالن�سة لنا كم�سلمني حيث نقول �إن‬ ‫من يوحد امة الإ�س�ل�ام ومن ي�سعى لإيجاد‬ ‫دولة الإ�سالم فنحن نبايعه �إذا كان يحكمنا‬ ‫بكتاب الله و�سنة ر�سوله‪...‬‬ ‫انت��م والإ�صالحي��ون �أو الإخ��وان‬ ‫امل�سلمون اتفقتم يف الر�ؤية يف جانب‬ ‫الدع��م الإي��راين وكذل��ك التو�س��ع‬ ‫الإي��راين يف اليم��ن‪ ..‬ه��ل لديك��م‬ ‫دالئل مادية تثبت ذلك؟‬ ‫ال‪ ..‬ه ��ذا �أم ��ر ظاه ��ر م ��ن حي ��ث �أن �إي ��ران‬ ‫ت�سعى بعدد من الأ�ساليب لإيجاد دورعاملي‬ ‫له ��ا يف العامل من �ضمنه ��ا مثال �أنها حتافظ‬ ‫عل ��ى اجلماع ��ات ال�شيعي ��ة وتدعمه ��ا يف‬ ‫الع ��امل وتداف ��ع عنه ��ا وت�سع ��ى الن يك ��ون‬ ‫له ��ا مو�ضع ق ��دم يف كل بلد‪ ،‬وه ��ذا وا�ضح‬ ‫ولي� ��س خمفي ��ا‪ ،‬وما يقول ��ه الإ�صالح طبعا‬ ‫نح ��ن نختل ��ف ع ��ن الإ�ص�ل�اح يف ر�ؤيتن ��ا‬ ‫لإي ��ران واحلوث�ي�ن‪ ،‬فنح ��ن ال ننظ ��ر �إليهم‬ ‫م ��ن ناحي ��ة طائفي ��ة وال �إىل �إي ��ران ب�أنه ��ا‬ ‫دولة معادي ��ة‪ ،‬بينم ��ا اال�صطالحون يرون‬ ‫ان ��ه ميك ��ن �أن احلوثي�ي�ن ي�أخ ��ذون مراكز‬ ‫النف ��وذ يف اليم ��ن ب ��دال عنه ��م‪ ،‬وي�سحبوا‬ ‫الب�س ��اط من حت ��ت الإ�صالح فه ��م يخافون‬ ‫عل ��ى هذا‪� ..‬أ�ص ��ح بالبن�سبة لن ��ا فالإ�صالح‬ ‫�إخوتنا واحلوث ��ون �أي�ضا �أخوتنا ماداموا‬ ‫ملتزم�ي�ن بكت ��اب الله و�سن ��ة ر�سوله وعلى‬ ‫�أ�ص ��ول املذهب الزيدي ب�شرطني االول‪� :‬أن‬ ‫ال يقوموا بالقت ��ال بني امل�سلمني الن القتال‬ ‫بني امل�سلمني ح ��رام‪ ،‬والثاين‪ :‬ع ��دم �إثارة‬ ‫الطائفي ��ة �أو العن�صرية يف بلد اليمن‪ ،‬و�أنا‬ ‫ان�ص ��ح كل اجلماع ��ات الإ�سالمية �أن تبتعد‬ ‫عن الع�صبية والعن�صرية والطائفية‪..‬‬ ‫الل��واء ‪ /‬يح��ي ال�شام��ي حماف��ظ‬ ‫�صع��ده الأ�سب��ق ويف ح��وار �أجريناه‬ ‫مع��ه الع��دد املا�ض��ي �أكد �أن��ه عندما‬ ‫كان حمافظ�� ًا ل�صعدة بحث عن دليل‬ ‫لدع��م �إي��ران جلماع��ة �أن�ص��ار اهلل‬ ‫ومل يج��د �أي دليل مادي يثبت ذلك‪،‬‬ ‫و�أك��د ان الأ�سلح��ة التي وجدت لدى‬ ‫احلوثي�ين ه��ي �أ�سلح��ة غنموه��ا من‬ ‫املع�سكرات التي �سيطروا عليها؟؟‬ ‫نح ��ن الظاهر لن ��ا �أن �إيران تدع ��م �سيا�سيا‬ ‫ومذهبي ��ا و�إ�سالمي ��ا‪ ..‬ولك ��ن ناحية مادية‬ ‫ك�سالح �أو غريه فنحن ال ن�ستطيع �أن ن�صل‬ ‫�إليه ��ا وال ن�ستطي ��ع �أن ن�شه ��د �شه ��ادة ب�أن‬ ‫�إيران تدعم احلوثيني باملال وال�سالح‪.‬‬ ‫�أ�ش��رت �إىل �أن اململك��ة ال�سعودي��ة‬ ‫تدع��م ال�سلفي�ين ويف وق��ت �ساب��ق‬ ‫كان��ت تدع��م الإ�صالحي�ين كي��ف‬ ‫ذلك؟؟‬ ‫ال�سعودي ��ة تدع ��م كل م ��ن ترى ان ��ه يحقق‬ ‫م�صاحلها يف اليمن‪ ،‬ف�إذا ر�أت �أن الإ�صالح‬ ‫يحقق م�صاحلها تدعمه ��م او ال�سلفييني او‬

‫�صالح او حتى م�شائخ القبائل‪.‬‬ ‫ا�صدار الرئي�س التوافقي لقرارات‬ ‫�أط���اح���ت ب��ال��ك��ث�ير م���ن ال��ق��ي��ادات‬ ‫ال��ع�����س��ك��ري��ة امل��ق��رب��ة م���ن ���ص��ال��ح‬ ‫وب��روز تنظيم القاعدة يف املناطق‬ ‫اجلنوبية؟ كيف تقر�أ ذلك؟‬ ‫احلقيق ��ة بالن�سبة للق ��رارات التي �أ�صدرها‬ ‫عب ��د رب ��ه ه ��ي ق ��رارات �شخ�صي ��ة الف ��راد‬ ‫معين�ي�ن كانوا مع نظ ��ام �صالح يف احلكم‪،‬‬ ‫وه ��ى تعترب �ضرب ��ة لنظام �صال ��ح‪ ،‬ولكنها‬ ‫ال تكف ��ي حل ��ل م�شكل ��ة اليم ��ن‪ ،‬الن م�شكلة‬ ‫اليم ��ن اك�ب�ر م ��ن �أن تتمح ��ور يف قل ��ة من‬ ‫الأ�شخا� ��ص‪ ،‬فعندن ��ا هيكل ��ة اجلي�ش مهمة‬ ‫ج ��دا والد�ست ��ور الب ��د �أن يك ��ون د�ست ��ورا‬ ‫�إ�سالمي ��ا‪ ،‬وهذا مهم ج ��دا‪ ،‬وان يكون لدينا‬ ‫قي ��ادة نزيه ��ة خمل�ص ��ة و�إدارة كف� ��ؤة وان‬ ‫يكون هناك جه ��از رقابة قوي‪ ،‬ف�إذا وجدت‬ ‫قي ��ادة للدول ��ة ووج ��دت قي ��ادة خمل�ص ��ة‬ ‫وت�شريع ��ات �سليم ��ة فه ��ذه النق ��اط كفيل ��ة‬ ‫لإقام ��ة الدول ��ة‪� ..‬أم ��ا بن�سب ��ة للقاعدة فهي‬ ‫تتبن ��ى العمل اجله ��ادي وحمارب ��ة �أمريكا‬ ‫وم ��ن وااله ��ا‪ ،‬ويتبن ��ون �أعم ��اال معين ��ة‬ ‫و�إن كن ��ا نختل ��ف يف ح ��زب التحرير عنهم‬ ‫لأن ح ��زب التحري ��ر ال يتبن ��ى العن ��ف‪ ،‬وال‬ ‫ي�ستخدم الأعمال املادية يف طريقته‪ ،‬ولكن‬ ‫ما ي�سم ��ى بالقاعدة ال يوجد لديهم م�شروع‬ ‫�إقام ��ة دول ��ة‪ ،‬وال م�شروع منهج ��ي لدولة‪،‬‬ ‫وميك ��ن ب�سهول ��ة �أن ت�ستخ ��دم القاعدة من‬ ‫قبل خمابرات معين ��ة لتنفيذ �أعمال معينة‪،‬‬ ‫ه ��ذا ميك ��ن �أن ي�ستخ ��دم ب�سب ��ب اندفاعهم‬ ‫للجهاد والبيع وبالتايل ميكن �أنهم يقولون‬ ‫�أنه ��م ي�ستغلوا الآخري ��ن لتحقيق �أهدافهم‪،‬‬ ‫هذا �أي�ضا فيه خط ��ر من الناحية ال�شرعية‪،‬‬ ‫الن ��ه ال يجوز قتل امل�سلم�ي�ن‪ ،‬ومن الناحية‬ ‫ال�سيا�سية لأنه ممك ��ن ان ت�ستخدم القاعدة‬ ‫يف �أعمال لي�ست �صحيحة‪.‬‬ ‫الكثري م��ن املحللني ربط��وا يف ر�ؤاهم‬ ‫ب�ين �إقال��ة القائ��د الب��ارز مقول��ة‬ ‫املق��رب م��ن �صال��ح وب��روز جماع��ة‬ ‫�أن�ص��ار ال�شريع��ة �أو القاع��دة يف‬ ‫اجلن��وب‪ ..‬كي��ف تنظ��ر �إىل ه��ذا‬ ‫اجلانب؟؟‬ ‫�أو ًال الأعم ��ال الت ��ي يق ��وم به ��ا الق ��ادة‬ ‫الع�سكري ��ون �أو املدني ��ون املقال ��ون م ��ن‬ ‫منا�صبه ��م ننظ ��ر �إليه ��ا م ��ن ناحي ��ة �أنه ��م‬ ‫يري ��دون �أن يرفعوا �سق ��ف مطالبهم بحيث‬ ‫�أنه ��م يري ��دون �أن يح�صل ��وا عل ��ى املزي ��د‬ ‫م ��ن احل�صان ��ة واملزيد من ع ��دم املحا�سبة‪،‬‬ ‫وعلى املزيد من ع ��دم املالحقة فقط ‪ ،‬ولكن‬ ‫ه ��ذه الأعم ��ال عبارة عن فقاع ��ات لكنها يف‬ ‫احلقيق ��ة ت�ضر باليم ��ن وم�صاحله ��ا‪ ،‬ومن‬ ‫يربط ب�ي�ن هذه الأعم ��ال �أو تل ��ك القيادات‬ ‫والقاع ��دة نق ��ول‪ :‬القاع ��دة موج ��ودة يف‬ ‫�أب�ي�ن وزجنبار منذ ع�ش ��رات ال�سنني ولكن‬ ‫ا�ستخدامه ��م للقي ��ام ب�أعم ��ال معين ��ة ه ��ذا‬ ‫مل ن�ستط ��ع �أن نرب ��ط بينهم ��ا بعم ��ل مادي‬ ‫او بخي ��ط م ��ادي ب�ي�ن القاع ��دة وه� ��ؤالء‬ ‫الع�سكري�ي�ن والتحلي�ل�ات ال�سيا�سي ��ة التي‬ ‫�أ�ش ��رت يف �س�ؤال ��ك �إليه ��ا ق ��د �سمعن ��ا به ��ا‬ ‫وو�صل ��ت �إىل ح ��زب التحري ��ر‪ ،‬ولك ��ن مل‬ ‫ن�ستطع �أن نقف عل ��ى رابط مادي �أو خيط‬ ‫مادي ي ��دل على هذه الأعم ��ال و�إن كانت ال‬ ‫ت�ستبعد م ��ن قبل هذه القي ��ادات الع�سكرية‬ ‫الت ��ي �أعل ��ن عل ��ي عب ��د الل ��ه �صال ��ح عندما‬ ‫ق ��ال �أن ��ا �أوالطوفان‪� ،‬أنا �أوتدم�ي�ر اليمن‪..‬‬ ‫وبالت ��ايل ه ��ذه الأعمال الت ��ي يقومون بها‬ ‫ه ��و و�أ�صهاره و�أن�سابه ت ��دل على �أنه فع ًال‬ ‫ك�أنهم يقولون احلكم هذا حكمنا ولن نرتكه‬ ‫حتى لو ا�ستعنا بكل الذين كانوا �أعداءنا‪.‬‬ ‫حت��دث الكث�ير فيما يخ���ص جماعة‬ ‫�أن�ص��ار اهلل يف �صع��دة �أنه��ا �أ�صبح��ت‬ ‫�أكرث تنظيم�� ًا و�أك�ثر �سيا�سة من ذي‬ ‫قب��ل‪ ،‬الأو�ض��اع الأمني��ة ا�ستتب��ت‬ ‫�أف�ض��ل مم��ا كان��ت و�أ�صب��ح ل��دى‬ ‫اجلماع��ة القن��وات الإعالمي��ة م��ن‬ ‫�ضمنه��ا قن��اة امل�س�يرة وع��دد م��ن‬ ‫املواق��ع االخباري��ة‪ ،‬كيف تنظر �إىل‬ ‫ه��ذا التبل��ور يف امل�س��ار اجلديد لهذه‬ ‫اجلماعة ؟‬ ‫احلوثي ��ون �أ�صبحوا تكت�ل�ا ال ي�ستهان به‪،‬‬ ‫و�أ�صب ��ح له ��م العديد م ��ن و�سائ ��ل الإعالم‬

‫الكب�ي�رة الت ��ي االن يروج ��وا به ��ا لفكرهم‬ ‫ال�سيا�سي واالقت�صادي والثقايف وغريه‪..‬‬ ‫ولكننا نريد من جماعه احلوثي ان يظهروا‬ ‫لنا برناجمه ��م ال�سيا�سي الكام ��ل وال�شامل‬ ‫‪ ..‬حت ��ى يت�ض ��ح �أم ��ام ال�شع ��ب اليمن ��ي‬ ‫لأن ��ه حت ��ى االن مل جن ��د م ��ا ال ��ذي يري ��ده‬ ‫احلوثي ��ون وماهو برناجمه ��م ال�سيا�سي؟‬ ‫وهل ه ��م ي�سع ��ون �إىل ا�ست�ل�ام الدولة؟ ام‬ ‫م ��اذا يري ��دون؟ واىل الآن مل نح�ص ��ل على‬ ‫برناجمهم ال�سيا�سي ‪.‬‬ ‫فيم��ا يخ�ص خف��وت دور حزبكم يف‬ ‫الف�ترة الأخرية يف جان��ب التح�ضري‬ ‫مل�ؤمت��ر احل��وار الوطن��ي‪� ،‬أال يوج��د‬ ‫لديك��م ر�ؤي��ة ح��ول م��ا �ستقدمون��ه‬ ‫يف ه��ذا امل�ؤمت��ر و�أي�ض��ا ر�ؤيتك��م‬ ‫له��ذا الربنام��ج او له��ذا احل��وار‬ ‫ال��ذي �سيك��ون يف ظ��ل وج��ود جميع‬ ‫الأط��راف مع بقاء �صال��ح او القيادة‬ ‫ال�سابقة لليمن؟‬ ‫ح ��زب التحري ��ر هو ح ��زب عامل ��ي وي�سعي‬ ‫بطريق ��ه معينه وهي طريقة الر�سول (�ص)‬ ‫للو�صول اىل هدفه وغايته‪ ..‬فهو مل يخفت‬ ‫وامنا هو ي�سري بطريقته وما يزال و�سيظل‬ ‫حتى يحقق الله الغاي ��ة وهي العمل لإقامه‬ ‫اخلالف ��ة الرا�ش ��دة‪� ..‬أم ��ا ح ��زب التحري ��ر‬ ‫فقد ق ��ام باعمال كثرية مث ��ل �إ�صدار العديد‬ ‫م ��ن البيان ��ات ح ��ول الأح ��داث ال�سيا�سي ��ة‬ ‫يف اليم ��ن وتبن ��ى ر�ؤى معين ��ه للع�ل�اج‪،‬‬ ‫ولك ��ن كما قل ��ت لك الق ��ادة او املتنفذون هم‬ ‫مرتبط ��ون بالغ ��رب و�أمري ��كا وبريطاني ��ا‬ ‫ولذل ��ك ال ير�ض ��ون ان يتبن ��وا ر�أي او فكر‬ ‫ح ��زب التحري ��ر‪ ..‬االم ��ر الث ��اين ان عندنا‬ ‫ر�ؤية مل�ؤمتر احلوار الوطني وهذه الر�ؤية‬ ‫�أوال يجب ان ننطلق فيه من الد�ستور الذي‬ ‫ه ��و ميثاق �شرف ل ��كل اليمنيني ونعمل مبا‬ ‫في ��ه فق ��ط ول�سن ��ا بحاج ��ة �إىل د�ست ��ور �أو‬ ‫ميث ��اق �ش ��رف جديد �أو معاه ��دة‪ ،‬ومع هذا‬ ‫فق ��د مت تعطيل الد�ست ��ور لأنه م ��ادام لديك‬ ‫د�ستور ولديك ميثاق �شرف وهو الد�ستور‬ ‫ملاذا تلج�أ اىل ميثاق �شرف وحوار وطني‪،‬‬ ‫اذ ًا د�ست ��ورك الذي تبنيت ��ه عطلته‪ ..‬فنحن‬ ‫يف الأ�ص ��ل نبح ��ث ع ��ن �إيج ��اد د�ست ��ور‬ ‫�إ�سالم ��ي للحوار الوطني‪ ..‬ف�أول نقطة هي‬ ‫�إيجاد د�ستور �إ�سالمي مبني على كتاب الله‬ ‫و�سنة ر�سوله قبل احلوار‪ .‬الأمر الثاين ان‬ ‫هذا الد�ست ��ور يحدد الواجب ��ات واحلقوق‬ ‫ل ��كل مواط ��ن بحي ��ث يك ��ون في ��ه توزي ��ع‬ ‫لل�ث�روة وال�سلط ��ة بح ��ق وع ��دل‪ ،‬و�إزال ��ه‬ ‫الفق ��ر والبطال ��ة ومعاجلة م�ش ��اكل النا�س‬ ‫يك ��ون في ��ه غاي ��ة وه ��دف للدول ��ة ‪ ..‬تخيل‬ ‫الآن الدول ��ة اليمني ��ة منذ ان ق ��ام االنقالب‬ ‫الع�سك ��ري عل ��ى الإمام حت ��ى االن ال يوجد‬ ‫هدف وغاية للدول ��ة‪ ..‬نحن لنادري ك�شعب‬ ‫ميني ماه ��و هدفن ��ا وغايتن ��ا يف احلياة‪..‬‬ ‫فمث�ل ً�ا �إي ��ران لها ه ��دف وه ��و ان يكون لها‬ ‫دور �إقليم ��ي او عاملي‪ ..‬وبالتايل تعمل يف‬ ‫بل ��دان لك ��ي تعمل لها ه ��ذا الدور له ��ا غاية‬ ‫يف احلي ��اة‪ ،‬امري ��كا تري ��د ان ت�سيطر على‬ ‫العامل وت�ستعمره ولها غاية وكذلك ال�سفري‬ ‫الأمريك ��ي يف �صنع ��اء وال�سف�ي�ر الإيراين‬ ‫يعم�ل�ان لنف�س الهدف والغاية التي وجدت‬ ‫م ��ن اجلهما الغاي ��ة‪ ،‬لكن �سفرين ��ا يف لندن‬ ‫م ��اذا يفعل؟ �سفرين ��ا يف امريكا ماذا يفعل؟‬ ‫ال يوجد له غاي ��ة او هدف‪ ،‬وكذلك بالن�سبه‬ ‫لنا ك�شعب‪ ،‬الإعالم يج ��ب ان يوجهنا نحو‬ ‫اله ��دف والغاي ��ة واجلي� ��ش كذل ��ك يوجهنا‬ ‫نح ��و اله ��دف والغاي ��ة‪ ..‬وكذل ��ك النا� ��س‬ ‫والدول ��ة‪ ..‬ولكن ال يوج ��د للدولة هدف او‬ ‫غاي ��ة‪ ،‬لذلك يجب اوال قب ��ل م�ؤمتر احلوار‬ ‫الوطن ��ي ان يوج ��د د�ست ��ور يح ��دد ه ��دف‬ ‫وغاية الدولة ومقومات الدولة‪ ،‬ثم بعد ذلك‬ ‫ينظر م ��اذا �ستقدم م ��ن اوراق ومعاجلات‪،‬‬ ‫نح ��ن قدمنا يف كتيب ح ��ل ازمات وم�شاكل‬ ‫اليمن‪ ،‬ح�ل�ا مل�شكله �صعدة وح�ل�ا للم�شكلة‬ ‫اجلنوبي ��ة‪ ،‬وحال مل�شكل ��ة االقت�صاد‪ ،‬وحال‬ ‫مل ��ا ي�سم ��ى م�شكلة االره ��اب‪ ،‬ه ��ذه الر�ؤى‬ ‫موج ��ودة يف ح ��زب التحري ��ر‪ ،‬وقدمناه ��ا‬ ‫ون�شرناها يف بع�ض و�سائل االعالم‪.‬‬ ‫فيم��ا يخ���ص ح��ل م�شكل��ه الإرهاب‪،‬‬ ‫ه��ل طرحتم ر�ؤي��ة مت�صل��ة بتنظيم‬ ‫القاع��دة؟ وكي��ف تطرقتم اىل هذه‬

‫اجلوانب؟‬ ‫تطرقنا اىل ح ��ل م�شكلة االرهاب من حيث‬ ‫اال�س�س التي بني عليها ماي�سمى باالرهاب‬ ‫او اجل ��ذور له ��ذه امل�شكلة وبين ��ا بان هناك‬ ‫�س ��وء فه ��م لبع� ��ض الآي ��ات والأحادي ��ث‪،‬‬ ‫وقلن ��ا ب�أن هن ��اك خمالفة لطريق ��ة الر�سول‬ ‫(� ��ص) يف الدع ��وة‪ ،‬فالر�س ��ول (� ��ص) �سار‬ ‫يف ث�ل�اث مراح ��ل م ��ن اج ��ل اقام ��ة الدولة‬ ‫اال�سالمي ��ة املرحل ��ة االوىل كان ��ت بايج ��اد‬ ‫تكت ��ل خمل� ��ص م�ؤم ��ن بعقي ��دة الإ�س�ل�ام‬ ‫وفك ��ره وطريقت ��ه‪ .‬االمر الث ��اين‪ :‬التفاعل‬ ‫م ��ع املجتم ��ع بال�ص ��راع الفك ��ري والكفاح‬ ‫ال�سيا�س ��ي وطل ��ب الن�صرة م ��ن اهل القوة‬ ‫لك ��ي نوج ��د نقط ��ة ارت ��كاز للدول ��ة‪ .‬االمر‬ ‫الثال ��ث‪ :‬ا�ست�ل�ام احلك ��م واقام ��ه دول ��ة‪،‬‬ ‫الر�سول يف العه ��د املكي او دار الكفر التي‬ ‫نعي�شها اليوم او املجتمع الغري ا�سالمي مل‬ ‫يت�ب�ن العنف‪ ،‬ومل ي�ستخ ��دم العمالة املادية‬ ‫ولذل ��ك هن ��اك فرق ب�ي�ن العم ��ل للخالفة او‬ ‫العم ��ل لال�س�ل�ام ‪ -‬اذا كان ��ت القاع ��دة تريد‬ ‫�إقام ��ة دول ��ة ا�سالمي ��ة‪ -‬وب�ي�ن اجله ��اد يف‬ ‫�سبيل الله‪ ،‬فاجلهاد له �شروطه ومتطلباته‪،‬‬ ‫والب ��د ان يكون له امري والب ��د ان يكون له‬ ‫جي�ش‪ ،‬وبالتايل قب ��ل ان يقيم النبي (�ص)‬ ‫الدول ��ة يف املدينة مل ي�ستخ ��دم العنف وال‬ ‫العمالة املالية مطلق ًا‪.‬‬ ‫هن��اك �أي�ض�� ًا يف قي��ادة الإ�ص�لاح‬ ‫م��ن حت��دث ع��ن ظه��ور القاع��دة يف‬ ‫�إجراء معادلة املوازنة على ال�ساحة‬ ‫املحلي��ة‪ ..‬ه��ل لديكم خي��وط تفيد‬ ‫ب���أن هن��اك دعم��ا م��ن جان��ب بع�ض‬ ‫قي��ادات امل�ش�ترك �أو بع���ض قيادات‬ ‫الإ�صالح ملثل هذه التنظيمات؟‬ ‫حقيق ��ة ه ��ذه التنظيم ��ات ال ت�ستطي ��ع �أن‬ ‫ت�ص ��ل �إىل واقعه ��ا احلقيق ��ي م ��ن حي ��ث‬ ‫الدعم امل ��ادي لك ��ن ممك ��ن �أن ت�ستخدم من‬ ‫جه ��ة �أخرى بحيث �أنها تدع ��م مادي ًا فتقوم‬ ‫ب�أعم ��ال مادي ��ة‪ ،‬وخط ��ورة ه ��ذا املو�ضوع‬ ‫بالن�سبة للقاع ��دة �أو �أن�صار ال�شريعة‪ ،‬هذه‬ ‫هي امل�شكلة التي نعاين منها �أنهم ممكن �أن‬ ‫يتلق ��وا دعما من �أي جهة ويقومون ب�أعمال‬ ‫مادية‪ ،‬فهم ال يتحرون بالن�سبة للدعم بقدر‬ ‫ما يقومون ب�أعم ��ال اجلهاد‪ ،‬وهذه خطرية‬ ‫جد ًا‪ ،‬ولذل ��ك نحن نق ��ول �أن القاعدة ممكن‬ ‫�أن ت�ستخ ��دم من هذه اجله ��ة �أو تلك‪ ،‬ولكن‬ ‫مل ن�ستطع الربط بني �أعمالهم وبني قيادات‬ ‫�أقيلت من اجلي�ش �أو بينهم وبني الإ�صالح‬ ‫من حيث الدعم املادي‪.‬‬ ‫حتدث��ت ع��ن امل�صال��ح الإيرانية يف‬ ‫التو�س��ع‪ ،‬وعن امل�صال��ح الأمريكية يف‬ ‫اليمن‪ ،‬فما هي امل�صالح ال�سعودية؟‬ ‫امل�صال ��ح ال�سعودي ��ة �أ�شرن ��ا �إليه ��ا وه ��ي‬ ‫ق�ضي ��ة احلدود‪ ،‬ع ��دم فتح ملف ��ات الأطفال‬ ‫املهربني والن�س ��اء املهربات‪ ،‬املحافظة على‬ ‫ال�سعودي ��ة م ��ن ه ��ذا‪ ،‬ل ��و ق ��ام �أي انق�ل�اب‬ ‫ع�سك ��ري يف اليم ��ن �أو قام ��ت �أي دول ��ة‬ ‫�إ�سالمي ��ة يف اليم ��ن �أو قامت دولة اخلالفة‬ ‫يف اليمن فال�سعودي ��ة �سوف تت�أثر‪ ،‬ولذلك‬ ‫ال�سعودي ��ة تدع ��م يف اليمن جه ��ات معينة‬ ‫وق ��وى ناف ��ذة م ��ن �أج ��ل �أن حتاف ��ظ عل ��ى‬ ‫�سي ��ادة ال�سعودي ��ة يف بالده ��ا ويف ب�ل�اد‬ ‫اليم ��ن �أي�ض� � ًا‪ ،‬عن ��دك م�س�ألة ملف ��ات كثرية‬ ‫جد ًا كمل ��ف ال�صراع �ضد �إي ��ران‪ ،‬هذا ملف‬ ‫موج ��ود يف اليمن‪ ،‬ال�سعودية ت�صارع �ضد‬ ‫�إي ��ران يف اليم ��ن‪ ،‬وه ��ذا ملف مه ��م ولذلك‬ ‫ال�سعودي ��ة تري ��د �أن يك ��ون له ��ا جمموع ��ة‬ ‫كب�ي�رة من النا� ��س �أو الفعاليات التي تعمل‬ ‫مل�صاحله ��ا م ��ن �أج ��ل �أن ت�ض ��رب املخط ��ط‬ ‫الإيراين يف اليمن‪.‬‬ ‫ه��ل تخ�شى ال�سعودية م��ن انك�شاف امللفات‬ ‫هذه �إذا �إيران دعمت ان�صار اهلل؟‬ ‫ال�شع ��ب اليمن ��ي م ��درك �أن هن ��اك ملف ��ات‬ ‫كث�ي�رة لل�سعودي�ي�ن يف اليم ��ن ولكنه ��م‬ ‫للأ�سف ي�سكتون‪ ،‬والقوى املتنفذة ت�سيطر‬ ‫عليه‪ ،‬مث ًال م�شائخ القبائل ي�أخذون رواتب‬ ‫م ��ن ال�سعودي ��ة‪ ،‬ه� ��ؤالء ي�سيط ��رون عل ��ى‬ ‫قبائله ��م احل ��كام احلالي�ي�ن‪ ،‬مث�ل ً�ا عبدربه‬ ‫من�ص ��ور ه ��ادي الآن دعمت ��ه ال�سعودي ��ة‬ ‫مببادرة اخلليج دعم ًا كبري ًا جد ًا‪ ،‬وبالتايل‬ ‫فه ��و �سيحق ��ق م�صال ��ح ال�سعودي ��ة يف‬ ‫اليم ��ن‪ ،‬وكذلك غريها م ��ن املخططات‪ ،‬و�إن‬

‫من الطبيعي �أن تخطط‬ ‫�إيران لتكون �إمرباطورية‬ ‫كبرية يف العامل من خالل‬ ‫دعم جماعات املذهب ال�شيعي‪،‬‬ ‫ومن يعمل من �أجل توحيد‬ ‫دولة الإ�سالم نحن نبايعه‪...‬‬ ‫قرارات الرئي�س هادي‬ ‫�ضربة لنظام �صالح‪،‬‬ ‫ولكنها ال تكفي حلل م�شكلة‬ ‫اليمن‪..‬‬ ‫يجب على ال�شعب اليمني‬ ‫�أن يقول‪ :‬ال حلكومة‬ ‫الوفاق يف اتفاقها مع �أمريكا‬ ‫فيما ي�سمى حماربة الإرهاب‪،‬‬ ‫و�أ�س�أل امل�شرتك‪ :‬ملاذا ي�سكت‬ ‫على قتل اليمنيني بقذائف‬ ‫الطريان الأمريكية؟!!‬ ‫حجم الإنتاج احلقيقي‬ ‫من النفط يف اليمن مل‬ ‫يطلع عليه حتى الآن �أحد‬ ‫حتى جمل�س النواب واجلهاز‬ ‫املركزي للرقابة واملحا�سبة‬ ‫وهيئة مكافحة الف�ساد‬ ‫كان ��ت ال�سعودي ��ة نف�سها هي تاب ��ع للغرب‬ ‫‪ ،‬وتعم ��ل عل ��ى حتقيق م�صال ��ح الغرب يف‬ ‫اليم ��ن فال�سعودية هي تابعة لربيطانيا من‬ ‫�أ�سا�س ن�ش�أتها و�أي�ض ًا الآن تنفذ املخططات‬ ‫الأمريكي ��ة يف اليمن‪ ،‬وبالت ��ايل ال�سعودية‬ ‫تنف ��ذ خمطط ��ات �إقليمي ��ة له ��ا وخمططات‬ ‫عاملية لأمريكا‪.‬‬ ‫كي��ف ن�ستطي��ع �أن جنم��ع م��ا ب�ين‬ ‫�أن ال�سعودي��ة تنف��ذ خمطط��ات‬ ‫�أمريكي��ة وبريطانية م��ع �أن اجلانب‬ ‫الربيطاين والأمريكي خمتلفان؟‬ ‫هناك اختالف يف امل�صالح بينهما‪ ،‬ولكنهما‬ ‫يف اليم ��ن اتفقا كما قلن ��ا �سابق ًا على �صفقة‬ ‫معين ��ة‪ ،‬وه ��ي �إيج ��اد حكوم ��ة التواف ��ق‬ ‫الوطن ��ي وعبدرب ��ه من�ص ��ور ه ��ادي �ضمن‬ ‫املبادرة اخلليجية‪ ،‬فاتفق ��ا على هذا‪ ،‬وهي‬ ‫ال�صفقة بني بريطانيا و�أمريكا وال�سعودية‬ ‫حتقق هذه ال�صفقة‪.‬‬ ‫ث��ورة ال�شب��اب‪ ..‬م��ا ر�أي ح��زب‬ ‫التحرير فيها؟‬ ‫ث ��ورة ال�شب ��اب‪ ..‬الث ��ورة عادة ه ��ي جيدة‬ ‫ع ��دة نواح ��ي �إيجابي ��ة وهي ك�س ��ر حاجز‬ ‫اخلوف‪� ،‬إيجاد تغي�ي�ر‪� ،‬أمر مبعروف نهي‬ ‫ع ��ن منك ��ر‪� ،‬إىل �آخ ��ر الأه ��داف التي ميكن‬ ‫�أن حتققه ��ا ث ��ورة ال�شباب‪ ،‬ولك ��ن للأ�سف‬ ‫ث ��ورة ال�شباب �سرق ��ت واحتويت وانتهت‪،‬‬ ‫وبالتايل عندم ��ا مت التقا�سم ب�ي�ن امل�شرتك‬ ‫وامل�ؤمت ��ر ه ��ذا التقا�سم ال ��ذي مت هو الذي‬ ‫�أنه ��ى ثورة ال�شباب ودمره ��ا تدمريا‪ ،‬لذلك‬ ‫نحن نق ��ول �أن ال�شب ��اب قد �أنه ��وا ثورتهم‬ ‫و�سرق ��ت ثورتهم ومل حتق ��ق حتى الآن �أي‬ ‫هدف من �أهدافها‪.‬‬ ‫فيم��ا يخ���ص الق��رار ال��ذي اتخذت��ه‬ ‫احلكومة م�ؤخ��ر ًا لرفع �أ�سعار امل�شتقات‬ ‫النفطي��ة‪ ،‬كيف تنظ��ر �إىل هذا القرار‬ ‫و�إىل �أهداف ثورة ال�شباب؟‬ ‫بالن�سب ��ة لرف ��ع �أ�سع ��ار امل�شتق ��ات النفطية‬ ‫ه ��و ق ��رار خاطئ ولي� ��س �صائب ��ا و�سي�ضر‬ ‫بامل ��زارع و�سي�ض ��ر باملواط ��ن‪ ،‬و�أي�ض ًا من‬ ‫ناحي ��ة �أخرى فالنف ��ط ملكية عام ��ة ولي�س‬ ‫ملكي ��ة الدول ��ة كما ق ��ال الد�ست ��ور اليمني‪،‬‬

‫الد�ستور اليمني يقول �أن النفط والرثوات‬ ‫وما يف باطن الأر�ض هو ملك للدولة ولكنه‬ ‫ملكية عام ��ة‪ ،‬وامللكي ��ة العام ��ة تقت�ضي �أن‬ ‫املواط ��ن �شري ��ك يف ه ��ذه ال�ث�روة‪ ،‬ولي�س‬ ‫زبون ��ا فعندم ��ا املواط ��ن �أ�صب ��ح زبون ��ا‬ ‫�أ�صبح ��ت الدول ��ة تبي ��ع ل ��ه ه ��ذا امل�شت ��ق‬ ‫ب�أ�سعار ت�ضاهي �أ�سع ��اره الدولية‪ ،‬فعندما‬ ‫يت ��م ح�ساب �سعر اللرت يح�سب على �أ�سا�س‬ ‫ال�سعر الدويل بال ��دوالر‪ ،‬وي�ضرب الدوالر‬ ‫بثمن ��ه بالري ��ال‪ ،‬ث ��م ت�ض ��اف �إىل �ضرائ ��ب‬ ‫ال�سي ��ارات و�ضرائ ��ب الدخ ��ل والعوائ ��د‬ ‫املالي ��ة وتكالي ��ف النق ��ل والت�سوي ��ق‪ ،‬كل‬ ‫هذه ت�ض ��اف على اللرت‪ ،‬كله ��ا حت�سب على‬ ‫املواط ��ن الغلبان ولك ��ن لو دققن ��ا لنجد �أن‬ ‫�أ�سا� ��س ه ��ذه املعادل ��ة احل�سابي ��ة �أ�سا� ��س‬ ‫خاطئ حيث �أنها حت�سب بالدوالر وحت�سب‬ ‫بال�سعر العاملي‪ ،‬الأم ��ر الآخر ي�ضاف عليك‬ ‫�ضرائ ��ب ال�سي ��ارات �ضرائ ��ب ال�سي ��ارات‬ ‫كان ��ت (‪ )2000‬ريال كمل�ص ��ق يل�صق على‬ ‫واجه ��ة ال�سي ��ارة الي ��وم عن ��دك �ضرائ ��ب‬ ‫ال�سي ��ارة كلما ا�شرتيت ل�ت�را �أ�ضافوا عليك‬ ‫ري ��اال ون�صفا يف الل�ت�ر �ضرائب لل�سيارات‬ ‫مبعن ��ى �أن ��ك كلما عب� ��أت بنزين �أك�ث�ر كلما‬ ‫دفع ��ت �ضريب ��ة �سي ��ارة �أك�ب�ر في�ص ��ل الآن‬ ‫بدل ال� �ـ(‪ )2000‬ريال �إىل (‪� )120‬ألف ريال‬ ‫تدفعه ��ا �ضرائب ل�سيارت ��ك اخلا�صة �إ�ضافة‬ ‫�إىل ذل ��ك العوائ ��د املالي ��ة ال ن ��دري م ��ا هي‬ ‫ت�ضاف (‪ )6‬ري ��االت يف اللرت وعندك �أي�ض ًا‬ ‫�ضريبة الدخل �أي�ض ًا ال ندري ما هي ت�ضاف‬ ‫(‪ )3‬ري ��االت يف اللرت و�أي�ض ًا تكاليف النقل‬ ‫والت�سوي ��ق‪ ،‬هن ��اك قاط ��رات و�شاحن ��ات‬ ‫ملتنفذي ��ن و�شركائه ��م يف احلكم تقوم بنقل‬ ‫امل�شتقات النفطية وه ��ذه التكاليف ت�ضاف‬ ‫عل ��ى املواطن امل�سك�ي�ن فعندم ��ا تدقق فيها‬ ‫جت ��د �أنه ��ا يف �سن ��ة (‪ )2009‬بلغ ��ت (‪)3‬‬ ‫ملي ��ارات ريال �أ�ضيفت تكالي ��ف النقل على‬ ‫امل�شتقات النفطية على املواطن الغلبان �إذ ًا‬ ‫ف�أ�سا�س احل�ساب خط�أ‪ ،‬وما بني على باطل‬ ‫كان باط ��ل فالأ�ص ��ل يع ��اد �أ�س� ��س الت�سعري‬ ‫حتى نعرف ما هو ال�سعر احلقيقي فالدولة‬ ‫كان ��ت تق ��ول يف ال�سن ��وات املا�ضي ��ة �أنه ��ا‬ ‫تق ��دم مليارات �أو مئات املليارات من الدعم‬ ‫للبنزي ��ن والدي ��زل ه ��ي ح�ساب ��ات وهمية‬ ‫على ال ��ورق ال يوجد دعم وال غري ذلك و�أنا‬ ‫ب�صفت ��ي خب�ي�ر يف النف ��ط ومهند� ��س يف‬ ‫النف ��ط جند �أن كل املعادالت التي يعملونها‬ ‫م ��ن �أجل ح�ساب �سع ��ر البنزين واللرت كلها‬ ‫بني ��ت على �أ�س�س باطلة فعندما قالوا‪� :‬إنهم‬ ‫زادوا �سع ��ر البنزي ��ن و�سع ��ر الدي ��زل �ألف‬ ‫ري ��ال ب�ألف ري ��ال بناء عل ��ى ال�سعر القدمي‬ ‫�أل ��ف وخم�سمائ ��ة و�أل ��ف ري ��ال ه ��ذا الأمر‬ ‫يدل ��ل لك عل ��ى �أن احل�ساب ��ات كانت خاطئة‬ ‫فنح ��ن يج ��ب �أن نعي ��د املعادلة ب� ��أن جنعل‬ ‫النف ��ط م ��ورد ع ��ام و�أن املواط ��ن اليمن ��ي‬ ‫�شري ��ك في ��ه و�أن ي�ؤخ ��ذ منه فق ��ط تكاليف‬ ‫اال�ستك�شاف والنقل واحلفر والتكرير فقط‬ ‫لي� ��س �إال‪ ،‬وبعد ذلك يوزع باقي النفط على‬ ‫ع ��دد لرتات معين ��ة‪ ،‬فنعرف ك ��م �سعر اللرت‬ ‫‪ ،‬فعندم ��ا ندق ��ق فيه جند �أن �سع ��ر البنزين‬ ‫ق ��د يكون �أقل م ��ن (‪ )1000‬و�سع ��ر الديزل‬ ‫ممك ��ن �أن ي�ص ��ل �إىل (‪ )450‬ري ��ال‪ ،‬وه ��ذه‬ ‫طبع� � ًا �سيا�س ��ة خاطئة‪ ،‬يج ��ب على حكومة‬ ‫الوف ��اق الرتاجع عنه ��ا‪ ،‬وللأ�س ��ف ال�شديد‬ ‫ف�إنه ��ا �س ��ارت عل ��ى طريق ��ة و�شاكل ��ة نظام‬ ‫علي عبدالل ��ه �صالح ال فرق بني علي �صالح‬ ‫وحكوم ��ة الوفاق اجلدي ��دة‪ ،‬فهما ي�سريان‬ ‫على نف�س الد�ستور‪ ،‬نف� ��س الأنظمة‪ ،‬نف�س‬ ‫الت�شريع ��ات‪ ،‬نف�س ال�سيا�سات‪ ،‬وبالتايل ال‬ ‫جديد‪.‬‬ ‫م��ا ه��ي الآث��ار الت��ي خلفته��ا تل��ك‬ ‫الق��رارات عل��ى ث��ورة ال�شب��اب التي‬ ‫قام��ت يف اال�سا���س من �أج��ل حماية‬ ‫املواطن من جور تلك القرارات؟؟‬ ‫تل ��ك الق ��رارات ق ��د �ضربت ث ��ورة ال�شباب‪،‬‬ ‫ب ��ل وجه ��ت �صفع ��ة قوي ��ة �إىل وج ��ه ثورة‬ ‫ال�شباب‪ ،‬كون ثورة ال�شباب تنادي بخف�ض‬ ‫�أ�سعار املواد اال�ستهالكية للمواطن اليمني‬ ‫وتوفري احلي ��اة الكرمية ل ��ه املتمثلة �أي�ض ًا‬ ‫يف �أن يح�صل على املال وامل�شرب وامل�سكن‬ ‫وامللب� ��س ب�ص ��ورة ير�ضاه ��ا ه ��و وتلب ��ي‬ ‫حاجاته‬

‫البقية �ص ‪10‬‬


‫‪8‬‬

‫�أوىل القبلتني‬

‫لماذا نقاطع‬

‫جون�سون �آند جون�سون‬

‫�شركة عاملية م�س���اندة للحركة ال�صهيونية‬ ‫خم�ص�صة النتاج كرميات العناية بال�شرة‬ ‫واملرطبات و ال�شامبوهات‪.‬‬ ‫منتجاته���ا مت�ل�ا ال�ص���يدليات واملح�ل�ات‬ ‫التجارية ‪.‬‬ ‫وق���د قام���ت هذه ال�ش���ركة ب�ش���راء �ش���ركة‬ ‫(بيو�سين�س) اال�سرائلية املوجودة يف حيفا‬ ‫مقابل اربعمائة مليون دوالر‬

‫امل�ستوطنون ي�ستبيحون البلدة القدمية وقوات االحتالل تعتقل ثمانية فل�سطينيني‬ ‫�شه ��دت القد� ��س املحتلة احداث عدي ��دة اال�سبوع‬ ‫املن�صرم حيث ا�ستباح امل�ستوطنون �أم�س البلدة‬ ‫القدمية يف القد�س املحتلة و�أدوا طقو�سا خا�صة‬ ‫بعي ��د الف�ص ��ح اليه ��ودي يف �ش ��وارع و�أ�س ��واق‬ ‫البل ��دة ا�ستفزت م�شاع ��ر املقد�سي�ي�ن‪ .‬و�أفاد احد‬ ‫حرا� ��س امل�سج ��د االق�ص ��ى املب ��ارك �أن ع�ش ��رات‬ ‫املتطرفني اليه ��ود ا�ستباحوا امل�سجد املبارك منذ‬ ‫�ساع ��ات ال�صباح الأوىل‪ ،‬مو�ضح ��ا �أن املتطرفني‬ ‫يقتحم ��ون االق�ص ��ى ع�ب�ر جمموع ��ات �صغ�ي�رة‬ ‫ولكنها متتالية وغري متوقف ��ة من بوابة املغاربة‬ ‫املُف�ضي ��ة لباح ��ة حائ ��ط ال�ب�راق حي ��ث يتجم ��ع‬ ‫املتطرفون‪.‬‬ ‫وح ��ذر املفتي العام للقد� ��س والديار الفل�سطينية‬ ‫ال�شي ��خ حمم ��د ح�س�ي�ن م ��ن خط ��ورة ا�ستم ��رار‬

‫�إج ��راءات مت� ��س بحرية العب ��ادة الت ��ي تنتهجها‬ ‫�سلط ��ات االحتالل ال�صهيوين يف فل�سطني‪ .‬وبني‬ ‫املفتي يف بيان �صحفي �أم�س �أن هذه االعتداءات‬ ‫تطال �أب ��رز م�سجدين يف فل�سط�ي�ن (االق�صى يف‬ ‫القد� ��س واحل ��رم االبراهيم ��ي باخللي ��ل) وهم ��ا‬ ‫م ��ن امل�ساج ��د الت ��ي ت�ستقط ��ب اهتم ��ام امل�سلمني‬ ‫وقلوبهم يف العامل كافة‪.‬‬ ‫كما اعتقلت ق ��وات االحتالل ثماني ��ة فل�سطينيني‬ ‫يف مدينت ��ي جنني واخللي ��ل يف ال�ضفة الغربية‪.‬‬ ‫وذك ��رت م�ص ��ادر فل�سطيني ��ة ان ق ��وات االحتالل‬ ‫دهم ��ت املدينت�ي�ن و�س ��ط اط�ل�اق ن ��ار كثي ��ف‬ ‫واعتقلتهم‪ .‬وت�شن قوات االحتالل يوميا حمالت‬ ‫دهم واعتقال تطال ع�شرات الفل�سطينيني يف مدن‬ ‫وبلدات ال�ضفة الغربية بحجج وذرائع خمتلفة‪.‬‬

‫وفاة القيادي يف حما�س ونائبها يف املجل�س الت�شريعي «حامد البيتاوي»‬

‫القد� ��س ‪ -‬متابع ��ات‪ :‬ت ��ويف الأربع ��اء املا�ض ��ي‪،‬‬ ‫النائ ��ب يف املجل�س الت�شريع ��ي والقيادي بحركة‬ ‫حما� ��س ال�شي ��خ حام ��د البيت ��اوي رئي� ��س رابطة‬ ‫علم ��اء فل�سط�ي�ن‪ ،‬يف م�شف ��ى املقا�ص ��د بالقد� ��س‬ ‫املحتل ��ة حي ��ث �أجري ��ت ل ��ه عملي ��ة قل ��ب مفت ��وح‬ ‫م�ؤخ ًرا‪.‬‬ ‫وقال ��ت عائل ��ة البيت ��اوي‪� ،‬إن �سلط ��ات االحت�ل�ال‬ ‫الإ�سرائيل ��ي رف�ض ��ت �إعطاءها ت�صاري ��ح لدخول‬ ‫القد� ��س‪ ،‬بعد �إعالن وف ��اة ال�شي ��خ البيتاوي لنقل‬ ‫اجلثمان‪ ،‬كما رف�ض ��ت التن�سيق الإن�ساين للعائلة‬

‫الذي قامت به منظمة ال�صليب الأحمر الدولية‪.‬‬ ‫و�أو�ضحت عائل ��ة البيتاوي‪� ،‬أن �سلطات االحتالل‬ ‫كان ��ت قد منع ��ت النائب البيت ��اوي (‪ )70‬عاما من‬ ‫ال�سفر لإجراء عملية القلب املفتوح يف الأردن‪ ،‬ما‬ ‫ا�ضطره لإجرائها يف القد�س‪.‬‬ ‫و�أ�شارت العائل ��ة �إىل �أن قوات االحتالل اعتقلت‪،‬‬ ‫فجر �أم�س‪ ،‬جنله ف�ضل بعد مداهمة منزله مبنطقة‬ ‫ال�ضاحي ��ة �ش ��رق مدين ��ة نابل� ��س �شم ��ال ال�ضف ��ة‬ ‫الغربية املحتلة‪.‬‬ ‫وكان ال�شيخ البيتاوي �أج ��رى عددًا من العمليات‬

‫‪%68‬من ال�صهاينة ي�ؤيدون وقف املفاو�ضات مع الفل�سطينني‬ ‫ك�ش ��ف ا�ستط�ل�اع لل ��ر�أي �أن نح ��و‪%64‬‬ ‫م ��ن الإ�سرائيلي�ي�ن ي ��رون �أن احتم ��ال‬ ‫قي ��ام الدولة الفل�سطينية خالل اخلم�س‬ ‫�سن ��وات القادمة ه ��و احتم ��ال �ضعيف‬ ‫وغ�ي�ر وارد‪ ،‬بينما ي ��رى حوايل ن�صف‬ ‫امل�ستطلع �آراءهم �أن قرار حل الدولتني‬ ‫هو قرار فا�شل‪.‬‬ ‫« وم ��ن جانبه ��ا ذك ��رت االذاع ��ة‬ ‫الفل�سطيني ��ة �سم ��ا ان اال�ستطالع الذي‬ ‫�أع ��ده معه ��د «طروم ��ن» التاب ��ع لق�س ��م‬ ‫ال�صحاف ��ة يف اجلامع ��ة العربي ��ة يف‬ ‫مدينة تل �أبيب �أو�ضح �أن نحو ‪ %68‬من‬ ‫الإ�سرائيليني ي�ؤيدون موقف احلكومة‬ ‫الإ�سرائيلية يف رف�ض مو�ضوع العودة‬ ‫للمفاو�ض ��ات مع اجلان ��ب الفل�سطيني‪،‬‬ ‫مقابل وق ��ف �سيا�سة بناء امل�ستوطنات‪،‬‬

‫و�إقامة الدول ��ة الفل�سطينية على حدود‬ ‫عام ‪.1967‬‬ ‫‪ %62‬م ��ن الإ�سرائيلي�ي�ن يعار�ض ��ون‬ ‫�أي تدخ ��ل �إ�سرائي ��ل ويف املو�ض ��وع‬ ‫ال�سوري بني اال�ستطالع ان املو�ضوع‬

‫ال�س ��وري‪ ،‬مقابل ‪ %3‬ي�ؤي ��دون التدخل‬ ‫الع�سكري يف �سوريا‪،‬‬ ‫كم ��ا و�أظه ��ر اال�ستط�ل�اع �أن نح ��و ‪%6‬‬ ‫ي�ؤي ��دون تزوي ��د الث ��وار ال�سوري�ي�ن‬ ‫بال�س�ل�اح‪ ،‬و�أن نح ��و ‪ %26‬ي�ؤي ��دون‬

‫�إر�س ��ال م�ساع ��دات �إن�ساني ��ة ل�سوري ��ا‬ ‫ومن ��ح الث ��وار ال�سوريني ح ��ق اللجوء‬ ‫ال�سيا�سي يف �إ�سرائيل‪.‬‬ ‫وعل ��ى �صعي ��د مو�ض ��وع الن ��ووي‬ ‫الإي ��راين ك�ش ��ف اال�ستط�ل�اع �أن نح ��و‬ ‫‪ %69‬م ��ن الإ�سرائيلي�ي�ن ي�ؤي ��دون �شن‬ ‫هجوم ع�سكري عل ��ى املن�ش�آت النووية‬ ‫الإيراني ��ة‪� ،‬شريطة �أن يتم هذه الهجوم‬ ‫بالتع ��اون م ��ع الوالي ��ات املتح ��دة‬ ‫الأمريكية‪.‬‬ ‫وب�ي�ن اال�ستط�ل�اع نح ��و ‪ %42‬م ��ن‬ ‫الإ�سرائيلي�ي�ن ي�ؤيدون �شن هجوم على‬ ‫�إي ��ران دون م�ساعدة الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫بينم ��ا يرى نحو‪%73‬م ��ن الإ�سرائيليني‬ ‫�أن الهج ��وم عل ��ى �إي ��ران �سي� ��ؤدي �إىل‬ ‫حرب �إقليمية كبرية يف املنطقة‪.‬‬

‫مدن تأريخية‬

‫�أريحا ‪ :‬مدينة القمر وعطر الب�ساتني الفل�سطينية‬ ‫تعت�ب�ر �أريح ��ا م ��ن �أق ��دم املدن فه ��ي �أول‬ ‫حا�ض ��رة يف التاري ��خ الإن�س ��اين‪ ،‬حي ��ث‬ ‫جن ��د فيه ��ا �آثار ث ��ورة الع�ص ��ر احلجري‬ ‫والت ��ي انتق ��ل فيه ��ا الإن�س ��ان م ��ن حياة‬ ‫التنق ��ل و الرتحال بحثا ع ��ن الطعام �إىل‬ ‫حياة اال�ستقرار التي تعتمد على الزراعة‬ ‫وتدج�ي�ن املا�شي ��ة وب�ص ��ورة خا�ص ��ة‬ ‫«القم ��ح» و «اجل ��دي»‪ .‬وت�ستم ��ر الأهمية‬ ‫التاريخي ��ة له ��ا لتبلغ ذروته ��ا يف الع�صر‬ ‫الكنع ��اين وم ��ن ث ��م الع�ص ��ر الروم ��اين‬ ‫والأم ��وي حتى وقتن ��ا احلا�ض ��ر و التي‬ ‫�أ�صبحت في ��ه م�شتى فل�سط�ي�ن الرئي�سي‬ ‫حي ��ث لعبت مي ��اه ع�ي�ن ال�سلط ��ان وعني‬ ‫الديوك ومي ��اه واد القل ��ط دورا �أ�سا�سيا‬ ‫يف ت�شكيل �أهميتها جلميع ال�شعوب التي‬ ‫تعاقبت على ثراها عرب التاريخ‪.‬‬ ‫تظه ��ر اجلذور الكنعاني ��ة يف ا�سم مدينة‬ ‫�أريح ��ا العرب ��ي‪ ،‬ف�أريح ��ا هي مدين ��ة �إله‬ ‫القم ��ر الكنع ��اين «ياري ��خ» وم ��ن نف� ��س‬ ‫امل�ص ��در الثالث ��ي جن ��د الكلم ��ة «يري ��ح»‬ ‫مبعن ��ى العطر‪ .‬ف�أريحا ه ��ي مدينة القمر‬ ‫العطرة ن�سب ��ة لب�ساتينها و�أزهارها التي‬ ‫تغ ��رق املدين ��ة بعبقه ��ا ع�ب�ر التاري ��خ‪ ،‬و‬ ‫تذك ��ر الأ�ساطري الكنعانية �أن نيكال وهي‬ ‫�آله ��ة الب�سات�ي�ن ق ��د تزوج ��ت م ��ن ياريخ‬ ‫ال ��ذي م ��ن �أهم وظائف ��ه الت ��ي ارتبط بها‬ ‫جن ��د ن ��دى اللي ��ل‪ ،‬فباقرتانهم ��ا يق�ت�رن‬ ‫الن ��دى باحلديقة لتزده ��ر �أرا�ضي �أريحا‬ ‫الزراعية خ�صوبة‪.‬‬ ‫تق ��ع �أريحا على م�ستوى ‪ 258‬مرتا حتت‬

‫�إعداد‪� /‬صابرين املحمدي‬

‫العدد ‪ 10‬األربعاء ‪ 11‬إبريل ‪2012‬م‬

‫�سط ��ح البح ��ر و بالت ��ايل ف�إنه ��ا تعت�ب�ر‬ ‫�أوط�أ مدينة يف الع ��امل ومياهها وخا�صة‬ ‫مي ��اه ع�ي�ن ال�سلطان ال تنقط ��ع �صيفا وال‬ ‫�شت ��اء حي ��ث يبل ��غ تدفقه ��ا �أل ��ف جالون‬ ‫مرب ��ع بالدقيق ��ة �أ�ض ��ف �إىل ذل ��ك اعتدال‬ ‫جوه ��ا معظ ��م ال�سن ��ة وتربته ��ا احلمراء‬ ‫اخل�صب ��ة‪.‬و نلم� ��س هن ��ا ت�ضاف ��ر جميع‬ ‫ه ��ذه العنا�ص ��ر لتجعلها منطق ��ة زراعية‬ ‫خ�صب ��ة �أتاح ��ت الفر�ص ��ة لأوىل حركات‬ ‫اال�ستيطان الب�شرية‪.‬‬ ‫يف هذه البيئة الطبيعية الغنية مبقومات‬ ‫احلي ��اة‪ ،‬اكت�ش ��ف الإن�س ��ان الأول ومن ��ذ‬ ‫الع�ص ��ر احلج ��ري �أن ��ه ويف حال ��ه كفره‬ ‫حلب ��ة القمح اجلافة ف�إنه ��ا يوما بعد يوم‬ ‫�ستنب ��ت غل ��ة وف�ي�رة م ��ن القم ��ح‪ .‬بينما‬ ‫اكت�شف �أن ��ه لو حافظ عل ��ى اجلديان يف‬

‫حظ�ي�رة واعتمد فق ��ط عل ��ى �أكل الذكور‬ ‫وترك الإناث للتكاثر ف�إنه ي�ستطيع زيادة‬ ‫ما�شيته‪.‬‬ ‫بتدجين ��ه للقم ��ح واجلدي ق ��ام الإن�سان‬ ‫بامل�شارك ��ة يف انتخاب وتف�ضي ��ل �أنواع‬ ‫معينة من القم ��ح واجلديان التي نعرفها‬ ‫الآن‪.‬‬ ‫يف «تل عني ال�سلط ��ان»‪ ،‬و التي ال نعرف‬ ‫ا�سمه ��ا يف الع�ص ��ر احلج ��ري وال القوم‬ ‫الذي ��ن �سكنوها‪ ،‬توف ��ر لأول مرة فائ�ض‬ ‫يف الكربوهي ��درات والربوت�ي�ن �أت ��اح‬ ‫الفر�ص ��ة لتوزي ��ع العم ��ل والتخ�ص� ��ص‬ ‫يف خمتل ��ف ال�صناع ��ات يف املجتم ��ع‬ ‫الإن�س ��اين البدائ ��ي فتخ�ص� ��ص البع�ض‬ ‫يف الزراع ��ة و�آخرون يف �صناعة الفخار‬ ‫و�آخ ��رون يف احلرا�سة كجنود و�آخرون‬

‫يف البن ��اء و�آخري ��ن بتق ��دمي القراب�ي�ن‬ ‫و�إقام ��ة خمتلف الطقو�س الدينية و التي‬ ‫ت�سوقنا �إىل ما اكت�شفه العلماء يف �أريحا‬ ‫من بوادر للفكر الديني حيث وجد علماء‬ ‫الآثار عظ ��ام املوتى وقد رتبت على هيئة‬ ‫اجلنني بالرحم بداخل جرات فخارية‪.‬‬ ‫و ق ��د اكت�ش ��ف العلماء يف بع� ��ض املنازل‬ ‫يف �أريح ��ا بع�ضا م ��ن الر�ؤو� ��س الآدمية‬ ‫وق ��د �شكل ��ت باجلب�س وو�ض ��ع يف مكان‬ ‫الع�ي�ن �ص ��دف م ��ن احللزوني ��ات املائي ��ة‬ ‫الت ��ي تعي� ��ش يف مي ��اه ع�ي�ن ال�سلط ��ان‬ ‫وهذه باملنا�سبة متثل �أول ت�شكيالت فنية‬ ‫ان�سانية‪ .‬كم ��ا جند �أي�ض ��ا �أول التجارب‬ ‫الإن�ساني ��ة يف البن ��اء با�ستخدام احلجر‬ ‫�أال و ه ��و ال�س ��ور املبن ��ي و م ��ا يلحق به‬ ‫م ��ن برج يبل ��غ ارتفاعه حت ��ى االن �سبعة‬ ‫�أمتار و ي�سبق بنا�ؤه عظمة �سومر ب�آالف‬ ‫ال�سنني‪.‬‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إىل موقعه ��ا كميناء بحري –‬ ‫فالبح ��ر املي ��ت كان قريب ��ا ج ��دا للمدينة‬ ‫قدميا‪ -‬فقد ا�شتهرت املدينة ملوقعها على‬ ‫تقاط ��ع الط ��رق التجاري ��ة وملحا�صيله ��ا‬ ‫الزراعية املتنوعة ولكن ال�صناعة احتلت‬ ‫�أهمي ��ة ك�ب�رى يف �شه ��رة ه ��ذه املدينة و‬ ‫خا�صة عملية ت�صنيع �أمالح البوتا�سيوم‬ ‫ال�ضروري ��ة يف عملي ��ة التحني ��ط عن ��د‬ ‫الفراعن ��ة فكانت �أريحا ه ��ي هدية القائد‬ ‫الروم ��اين م ��ارك انط ��وين �إىل فرعونة‬ ‫م�صر كيليوبرتا‪.‬‬

‫اجلراحي ��ة كان �آخرها عملي ��ة "ق�سطرة" بامل�شفى‬ ‫العرب ��ي بنابل� ��س وعملي ��ات �أخرى لب�ت�ر �أ�صابع‬ ‫قدميه لإ�صابته مبر�ض ال�سكري‪.‬‬ ‫وق ��ال �أحم ��د االب ��ن الأ�صغ ��ر للنائ ��ب‪� ،‬إن وال ��ده‬ ‫ي�ص ��ارع املر� ��ض من ��ذ �أك�ث�ر م ��ن ‪ 20‬عا ًم ��ا‪ ،‬حيث‬ ‫�أ�صي ��ب مبر�ض ال�سكري مما �أدى �إىل برت عدد من‬ ‫�أ�صابع قدميه‪.‬‬ ‫ونعت فاعليات ر�سمية و�شعبية وف�صائلية عديدة‬ ‫ال�شي ��خ البيتاوي‪ ،‬ودع ��وا الل ��ه �أن ي�سكنه ف�سيح‬ ‫جناته و�أن يلهم �أهله وذويه ال�صرب وال�سلوان‬

‫ق�صة �شهيدة‬ ‫�آيات الأخر�س‬ ‫امتزجت الزغاريد بالب ��كاء؛ فاليوم عر�سها‪ ،‬و�إن‬ ‫مل تلب�س الف�ست ��ان الأبي�ض و ُتـ ��زف �إىل عري�سها‬ ‫الذي انتظر يوم زفافه ما يزيد على عام ون�صف‪..‬‬ ‫وارت ��دت ب ��دال من ��ه بدل ��ة اجلندي ��ة والكوفي ��ة‬ ‫الفل�سطينية‪ ،‬وتزينت بدمها الأحمر احلر لتحوله‬ ‫�إىل عر� ��س فل�سطيني يدخ ��ل البهجة والفرح على‬ ‫قلب �أم كل �شهيد وجريح‪.‬‬ ‫ففي مثل �شهر يولي ��و القادم من العام ‪ 2002‬كان‬ ‫املتوقع �أن تقيم �آيات حممد الأخر�س حفل زفافها‬ ‫ك�أي فتاة يف العامل‪ ،‬ولكنها �أبت �إال �أن ُتزف ببدلة‬ ‫ال ��دم الت ��ي ال ُي ��زف به ��ا �إال مثله ��ا؛ لت�صنع جمد‬ ‫�شعبه ��ا الفل�سطين ��ي بنجاحه ��ا يف قت ��ل و�إ�صابة‬ ‫ع�ش ��رات املحتل�ي�ن ال�صهاينة يف عملي ��ة بطولية‬ ‫ناجحة نفذتها فتاة يف قلب الكيان ال�صهيوين‪.‬‬ ‫عر�س ال عزاء‬ ‫ويف بي ��ت متوا�ض ��ع يف خمي ��م الدهي�ش ��ة �أقي ��م‬ ‫عزاء ال�شهي ��دة �آيات الأخر�س‪ ،‬اعت ��دت �أن �أ�سمع‬ ‫�ص ��وت العويل وال�صراخ عل ��ى العرو�س التي مل‬ ‫تكتمل فرحتها‪ ،‬ولكني فوجئت ب�صوت الزغاريد‬ ‫والغن ��اء تط ��رب ل ��ه الآذان عل ��ى ُبع ��د �أمت ��ار من‬ ‫املن ��زل‪ ،‬ووال ��دة ال�شهي ��دة ال�صاب ��رة املحت�سب ��ة‬ ‫ت�ستقب ��ل املهنئات له ��ا‪ ،‬وب�صعوب ��ة ا�ستطعت �أن‬ ‫�أف ��وز باحلديث معها لت�ص ��ف يل �صباح �آخر يوم‬ ‫خرجت فيه «�آيات» من املنزل‪ ،‬فقالت‪« :‬ا�ستيقظت‬ ‫�آي ��ات مبكرة على غري عادته ��ا‪ ،‬و�إن مل تكن عينها‬ ‫ق ��د عرفت الن ��وم يف ه ��ذه الليلة‪ ،‬و�ص ّل ��ت �صالة‬ ‫ال�صب ��ح‪ ،‬وجل�س ��ت تق ��ر�أ م ��ا تي�سر لها م ��ن كتاب‬ ‫الل ��ه‪ ،‬وارت ��دت مالب�سه ��ا املدر�سي ��ة‪ ،‬و�أخربتني‬ ‫�أنه ��ا ذاهبة للمدر�سة لتح�ضر ما فاتها من درو�س‪،‬‬ ‫فا�ستوقفته ��ا؛ فالي ��وم اجلمعة عطل ��ة ر�سمية يف‬ ‫جمي ��ع مدار�س الوطن ولكنه ��ا �أخربتني �أنه �أهم‬ ‫�أي ��ام حياته ��ا‪ ،‬فدعوت الل ��ه �أن يوفقه ��ا وير�ضى‬ ‫عنها»‪.‬‬ ‫وتكم ��ل الأم‪ :‬وم ��ا ك ��دت �أكمل ه ��ذه اجلملة حتى‬ ‫الحظ ��ت بري ��ق عينيه ��ا وك�أين دفعت به ��ا الأمل‪،‬‬ ‫ووهبته ��ا النجاح يف هذه الكلم ��ات‪ ،‬فنظرت �إ ّ‬ ‫يل‬ ‫بابت�سامته ��ا امل�شرق ��ة‪ ،‬وقالت‪ :‬هذا كل م ��ا �أريده‬ ‫منك يا �أمي‪ ،‬وخرجت م�سرعة ت�صاحبها �شقيقتها‬ ‫�سماح �إىل املدر�سة‪.‬‬ ‫العلم لآخر رمق‬ ‫ال�شهي ��دة «الأخر�س» من موالي ��د ‪،1985-2-20‬‬ ‫طالب ��ة يف ال�صف الثالث الثان ��وي‪ ،‬والرابعة بني‬ ‫�أخواتها ال�سبع و�إخوانها الثالثة‪ ،‬عُرفت بتفوقها‬ ‫الدرا�س ��ي؛ حي ��ث ح�صلت على تقدي ��ر امتياز يف‬ ‫الف�ص ��ل الأول لهذا العام‪ ،‬ورغ ��م معرفتها مبوعد‬ ‫ا�ست�شهاده ��ا ف�إنه ��ا وا�صل ��ت مذاك ��رة درو�سه ��ا‪،‬‬ ‫وق�ضت ط ��وال �ساعات �آخر ليل ��ة تذاكر درو�سها‪،‬‬ ‫وذهبت �إىل مدر�ستها لتح�ضر �آخر در�س تعليمي‬ ‫لت�ؤكد لزميالتها �أهمية العلم الذي �أو�صتهم به‪.‬‬ ‫وح ��ول ذل ��ك ت�ؤك ��د زميلته ��ا يف مقع ��د الدرا�س ��ة‬ ‫«هيف ��اء» �أنه ��ا �أو�صته ��ا وزميالته ��ا ب�ض ��رورة‬ ‫االهتم ��ام بالدرا�س ��ة‪ ،‬واحلر� ��ص عل ��ى �إكم ��ال‬

‫م�شواره ��ن التعليم ��ي مهم ��ا �أ َّمل به ��ن من ظروف‬ ‫و�أخطار‪.‬‬ ‫وت�ضي ��ف هيفاء ‪-‬التي ما زالت ترف�ض �أن ت�صدق‬ ‫خ�ب�ر ا�ست�شهاد �آيات ‪ -:‬منذ �أ�سبوع حتتفظ �آيات‬ ‫بكاف ��ة �صور ال�شه ��داء يف مقعدها الدرا�سي الذي‬ ‫كتب ��ت عليه العديد من ال�شعارات التي تبني ف�ضل‬ ‫ال�شه ��ادة وال�شه ��داء‪ ،‬ولك ��ن مل يدُر بخل ��دي �أنها‬ ‫تن ��وي �أن تلحق بهم؛ فهي حري�ص ��ة على جتميع‬ ‫�ص ��ور ال�شه ��داء من ��ذ مطل ��ع االنتفا�ض ��ة‪ ،‬وه ��ي‬ ‫�أ�ش ��د حر�صا عل ��ى �أن حت�صد �أعل ��ى الدرجات يف‬ ‫املدر�سة‪.‬‬ ‫وداع �سماح‬ ‫وت�ستط ��رد والدة الأخر�س بع ��د �أن �سقطت دمعة‬ ‫م ��ن عينه ��ا �أب ��ت �إال ال�سق ��وط‪ :‬وع ��ادت �شقيقتها‬ ‫�سم ��اح مع متام ال�ساع ��ة العا�شرة بدونها؛ فخفت‬ ‫وب ��د�أت دقات قلبي تت�ص ��ارع؛ فالأو�ضاع الأمنية‬ ‫�صعبة ج ��دا‪ ،‬واملخيم ميكن �أن يتعر�ض لالقتحام‬ ‫يف �أي حلظة‪ ،‬وغرقت يف هاج�س اخلوف ووابل‬ ‫الأ�سئلة الت ��ي ال تنتهي �أين ذهبت؟ وهل يعقل �أن‬ ‫تكون قد نف ��ذت ما حتلم به من اال�ست�شهاد؟ ولكن‬ ‫كي ��ف؟ وخطيبه ��ا؟ ومالب�س الفرح الت ��ي �أعدتها؟‬ ‫و�أحالمها؟‪.‬‬ ‫وبينم ��ا الأم يف �صراعها بني �ص ��وت عقلها الذي‬ ‫ينف ��ي‪ ،‬ودق ��ات قلبه ��ا التي ت�ؤك ��د قيامه ��ا بعملية‬ ‫ا�ست�شهادية‪ ،‬و�إذ بو�سائل الإعالم تعلن عن تنفيذ‬ ‫عملي ��ة ا�ست�شهادية يف نتاني ��ا‪ ،‬و�أن منفذها فتاة‪،‬‬ ‫وت�ضي ��ف الأم وق ��د اختنق ��ت عرباته ��ا بدموعها‪:‬‬ ‫ف�أيقن ��ت �أن �آي ��ات ذهبت ول ��ن تع ��ود‪ ،‬و�أ�صبحت‬ ‫عرو� ��س فل�سط�ي�ن؛ فق ��د كان ��ت م�صممة عل ��ى �أن‬ ‫تنتقم لكل م ��ن «عي�سى فرح» و»�سائد عيد» اللذين‬ ‫ا�ست�شه ��دا �إثر ق�صف �صاروخ ��ي ملنزلهم املجاور‬ ‫لنا‪.‬‬ ‫�صناعة املوت‬ ‫وي�ش ��ار �إىل �أن ال�شهي ��دة الأخر�س كانت حري�صة‬ ‫عل ��ى �أن حتتفظ بكاف ��ة �أ�سماء و�ص ��ور ال�شهداء‪،‬‬ ‫وخا�ص ��ة اال�ست�شهادي�ي�ن الذين كان ��ت حتلم ب�أن‬ ‫ت�صب ��ح مثله ��م‪ ،‬ولك ��ن طبيعته ��ا الأنثوي ��ة كانت‬ ‫�أك�ب�ر عائ ��ق �أمامها‪ ،‬فق�ضت �أيامه ��ا �شاردة الذهن‬ ‫غارق ��ة يف �أحالم ال�شهادة حت ��ى جنحت ال�شهيدة‬ ‫وف ��اء �إدري� ��س بتنفي ��ذ �أول عملي ��ة ا�ست�شهادي ��ة‬ ‫تنفذه ��ا فت ��اة فل�سطيني ��ة‪ ،‬وزادت رغبته ��ا يف‬ ‫تعق ��ب خطاه ��م‪ ،‬وحطمت كاف ��ة القي ��ود الأمنية‪،‬‬ ‫وا�ستطاعت �أن ت�ص ��ل �إىل قادة العمل الع�سكري‪،‬‬ ‫ليت ��م جتنيده ��ا يف كتائ ��ب �شه ��داء الأق�صى رغم‬ ‫رف�ضه ��ا ال�ساب ��ق اتب ��اع �أي تنظي ��م �سيا�س ��ي �أو‬ ‫امل�شاركة يف الأن�شطة الطالبية‪.‬‬ ‫و�أك ��دت والدة الأخر�س �أنه ��ا كانت جتاهد نف�سها‬ ‫لتغط ��ي حقيق ��ة رغبته ��ا بال�شه ��ادة الت ��ي ال تكف‬ ‫احلديث عنها‪ ،‬وقولها‪« :‬م ��ا فائدة احلياة �إذا كان‬ ‫امل ��وت يالحقنا من كل جان ��ب؟ �سنذهب له قبل �أن‬ ‫ي�أتينا‪ ،‬وننتقم لأنف�سنا قبل �أن منوت»‪.‬‬


‫العدد ‪ 10‬األربعاء ‪ 11‬إبريل ‪2012‬م‬

‫من اختــــــــــار لنا الدين ؟‬ ‫عبا�س علي ال�شعباين‬ ‫بالن�سب ��ة لن ��ا ك�أ�شخا� ��ص وك�أفراد يف ه ��ذه الأر�ض يف‬ ‫�أي منطق ��ة �أو بلد مل نخرت الدين لأنف�سنا ‪ ,‬فانا مل �أخرت‬ ‫دين ��ي‪ ،‬و�أنت مل تخرت دينك ‪ ,‬بل ال ��ذي اختار يل الدين‬ ‫هو �أبي وجدي‪ ،‬و�أنت كذلك‪ ،‬فقد �أختار لك دينك �أ�سالفك‬ ‫ول�سن ��ا �إال وارثني لرتاث ديني مرتاك ��م و�أفكار قدمية‪،‬‬ ‫فل ��و كنت �أنا من مواليد ال�صني لكن ��ت بوذي ًا‪ ,‬ولو كنت‬ ‫يف الهند لكن ��ت هندو�سي ًا‪ ,‬ولو كن ��ت يف �أوروبا لكنت‬ ‫م�سيحي� � ًا قطع ًا بال �شك‪ ,‬ولو كان ذلك الأوربي موجود ًا‬ ‫يف �أي قط ��ر عربي ل ��كان م�سلم ًا‪� ,‬إذ ًا فال ��كل مل يختاروا‬ ‫الدين لأنف�سهم �إمنا اختاره �آبا�ؤهم وهم مقلدين‪.‬‬ ‫فلم ��اذا الإن�س ��ان وبالأخ� ��ص ع ��امل الدين يتح ��ول �إىل‬ ‫ممثل �شرعي لل ��ه �سبحانه وتعاىل ووكي ��ل �شرعياعلى‬ ‫رق ��اب النا�س رغ ��م �أنه ورث دينه من �آبائ ��ه؟ من �أعطاه‬ ‫هذه الوكالة ؟ فهو ورث دينه من �آبائه وال يعرف �صحة‬ ‫م ��ا و�صل �إليه م ��ن بطالنه‪(,‬دينه ح�س ��ب جمتمعه الذي‬ ‫ن�ش�أ فيه) فهذا ع ��امل الدين الإ�سالمي لو كان من مواليد‬ ‫�أي بل ��د غربي ل ��كان ق�س ��ا يف الكني�سة يدع ��و �إىل قتال‬ ‫امل�سلم�ي�ن‪ ،‬ولو ول ��د يف تل �أبيب ل ��كان حاخاما يهوديا‬ ‫يدع ��و �إىل قت ��ل الفل�سطيني�ي�ن بدع ��وى �أر� ��ض امليع ��اد‬ ‫والث�أر لدي ��ن الله والعك�س الق� ��س امل�سيحي لو ولد يف‬ ‫بل ��د �إ�سالمي لكان مفتي ��ا للمجاهدين يف قتال امل�شركني‬ ‫(الن�صارى وغريهم ح�سب زعمه)!‬ ‫�إذن ال ف ��رق بني الق�س تريى جون ��ز الذي احرق القر�آن‬ ‫ودع ��ا �إىل قت ��ل امل�سلم�ي�ن‪ ،‬وبني بن الدن ال ��ذي دعا �إىل‬ ‫قتل الكفار �أعداء الل ��ه (اليهود والن�صارى)‪ ،‬واحلاخام‬ ‫عوفادي ��ا يو�سف ال�صهيوين الذي ي�صف امل�سلمني �أنهم‬ ‫ب�شعني مثل دينهم‪،‬‬ ‫كل فرق ��ه ه ��ي ن ��اجت ل�ت�راث مرتاك ��م وم ��وروث ل ��دى‬ ‫�أ�سالفه ��ا‪ ،‬ف�ل�ا احد من كل ه� ��ؤالء له �صل ��ة بال�سماء الن‬ ‫الكل قد �أغلق الباب لقولهم بانقطاع الوحي من ال�سماء‬ ‫�إمنا هو اجتهاد لفهم الن�ص املوروث لديهم‪ ،‬وال�س�ؤال‪:‬‬ ‫كي ��ف ن�صبوا �أنف�سهم وكالء لل ��ه؟ وذبحوا النا�س بهذه‬ ‫الدع ��وى خدمة دي ��ن الله‪ ،‬رغ ��م �أنهم ورث ��وا دينهم من‬ ‫�آبائه ��م وال يع ��رف احدهم ك ��م �صحة ما و�ص ��ل �إليه من‬ ‫الدي ��ن؟ وه ��ل ماعن ��ده خط�أ؟ رغ ��م �إن كل دي ��ن موجود‬ ‫ال ي�ستطي ��ع تعري ��ف نف�س ��ه‪ ،‬هوع ��دة �أف ��كار متناق�ضة‬ ‫وعدة مذاهب خمتلفة وداخ ��ل كل مذهب مئات الأقوال‬ ‫املتناق�ض ��ة‪ ،‬حتى تعريف دينه ��م الي�ستطيعون تعريفه‪،‬‬ ‫وكل �شخ� ��ص يخال ��ف الآخر يف التعري ��ف‪ ،‬وهذا ناجت‬ ‫عن فهم كل �شخ�ص للن�ص الديني لديه‪ ،‬ففهمي للإ�سالم‬ ‫خمتل ��ف عن فهم �أبي ل ��ه‪ ،‬والعامل الف�ل�اين فهمه خالف‬ ‫فه ��م الع ��امل الآخر‪ ،‬فكل واح ��د من مالي�ي�ن امل�سلمني له‬ ‫فهمه اخلا�ص للإ�سالم ‪..‬‬ ‫فكي ��ف ي�صبح الع ��امل �أو ال�شي ��خ املفتي ه ��ذا نائبا لله؟‬ ‫م ��ن �أعطاه تفوي�ض ًا ب�إ�ص ��دار فتاوى القتل بحق النا�س‬ ‫�س ��واء بحق امل�سلمني من ال�سنة �أو من ال�شيعة �أو بحق‬ ‫الديانات الأخرى كاليهود والن�صارى �أو غريهم؟‬ ‫�إن ال�شع ��وب امل�سلم ��ة هي �أك�ث�ر الأمم معاناة من جراء‬ ‫وي�ل�ات ه�ؤالء املدعني نيابة الل ��ه وال جتد بلدا �إ�سالميا‬ ‫�إال وفي ��ه حرب‪� ،‬ألي�ست الآن ب�ل�اد امل�سلمني من م�شرقها‬

‫�إىل مغربه ��ا تع ��اين ه ��ذه الوي�ل�ات واحل ��روب؟! وكل‬ ‫اجلماع ��ات الإ�سالمي ��ة ه ��م �أ�صح ��اب ال�سب ��ق يف هذه‬ ‫املع ��ارك ويدع ��ون �أنه ��م وكالء لله وهدف ��ه الوحيد رفع‬ ‫راية الدي ��ن عالية‪ ,‬فهذا جي�ش ال ��رب‪ ,‬وذاك حزب الله‪,‬‬ ‫وه�ؤالء �أن�ص ��ار الرحمن‪ ,‬و�أولئك جند ال�سماء وكتائب‬ ‫قل �أعوذ برب النا�س واجلي�ش الإ�سالمي ‪ ...‬الخ ‪.‬‬ ‫فجماع ��ة الدع ��وة واجله ��اد املعروف ��ة با�س ��م بوك ��و‬ ‫ح ��رام النيجرية تهجم عل ��ى م�سلمني فق ��راء وتذبحهم‬ ‫بال�سكاك�ي�ن جه ��ادا يف �سبيل الل ��ه‪ ،‬وال�شب ��اب املجاهد‬ ‫ال�صوم ��ايل يحرق الأخ�ضر والياب� ��س جهادا يف �سبيل‬ ‫الل ��ه‪ ،‬و�أن�صار ال�شريعة يف اليم ��ن تفتك باخللق جهادا‬ ‫يف �سبي ��ل الل ��ه‪� ،‬أم ��ا العراق ال ��وكالء هناك ف�ل�ا ح�صر‬ ‫له ��م‪ ،‬والكل يقاتل يف �سبيل الل ��ه‪ ،‬االنتحاريون يف كل‬ ‫مكان يفج ��رون امل�ساج ��د واملدار�س ورو�ض ��ة الأطفال‬ ‫ومدار�س الأيتام حتى م�صحة املجانني مت قتلهم هناك‪،‬‬ ‫القتل هناك ليال ونهارا‪ ،‬والثوار يف ليبيا �أن�صار ال�سنة‬ ‫يقتلون �أن�صار الق ��ر�آن وجي�ش التوحيد ي�سحق كتائب‬ ‫ال�سنة‪� ,‬إنهم املدع ��ون الوكالة با�سم الله من �أفغان�ستان‬ ‫�إىل باك�ست ��ان �إىل الع ��راق �إىل �سوريا �إىل جميع البالد‬ ‫الإ�سالمي ��ة‪ ،‬وق ��د بلغ عدد من ن�صب ��وا �أنف�سهم وكال لله‬ ‫�أك�ث�ر من ع ��دد الأنبي ��اء الذين �أر�س ��ل الله م ��ن �آدم �إىل‬ ‫حممد‪.‬‬ ‫�أم ��ا الأتب ��اع فه ��م عبيد يبحث ��ون عن �صن ��م ب�شري هنا‬ ‫�أوهن ��اك‪ ,‬و�أنا �أعتق ��د انه اليوجد مع واح ��د منهم دليل‬ ‫عل ��ى قتل ��ه للآخري ��ن‪ ،‬لوعدنا قلي�ل��آ �إيل اخلل ��ف و�إىل‬ ‫الفتوحات الإ�سالمية وال�صراع بني الديانات ال�سماوية‬ ‫ال�سابقة لوجدنا �إن �أتباع كل نبي بعد �أن يفارقوا نبيهم‬ ‫يخو�ضوا �أعتا احلروب ويطحنوا الآالف من اجلماجم‬ ‫حتت دع ��وى ن�ص ��رة نبيه ��م‪ ,‬فاليهود خرج ��وا لن�صرة‬ ‫مو�س ��ى م ��ن بعده وخا�ض ��وا احلروب‪ ،‬ثم ج ��اء بعدهم‬ ‫الن�صارى وهك ��ذا �إىل يومنا هذا‪ ،‬وا�ستمروا حتى جاء‬ ‫حمم ��د وهم يحاربون‪ ،‬وجاء امل�سلمون من بعدهم على‬ ‫نف� ��س النهج‪� ،‬صراع قد�س ��ي مبارك م ��ن ال�سماء‪ ،‬وكان‬ ‫االقتت ��ال بينهم من اجل احلفاظ عل ��ى املذهب �أو الدين‬ ‫وكله عمل جهادي‪ ،‬والت�ضحية بالنف�س �أو قتل املخالف‬ ‫لتل ��ك التعاليم الإلهية تقربهم �إىل الل ��ه زلفى‪ ،‬وتقودهم‬ ‫�إىل جن ��ة اخلل ��د‪ ،‬وه ��م يتعلل ��ون لذال ��ك بن�صو� ��ص‬ ‫و�أحادي ��ث مقد�س ��ة ال ميك ��ن دح�ضه ��ا �أو الت�شكي ��ك بها‬ ‫ح�سب زعمهم ‪.‬‬ ‫�إن مترت� ��س اجلماعات الإ�سالمية خلف الدين هي حيلة‬ ‫حلماية �أنف�سهم‪ ,‬والعجيب يف ذلك �أن ال�صراع الب�شري‬ ‫�سبب ��ه الرئي�س ه ��و علماء ال�س ��وء‪ ,‬و�أ�صح ��اب الأديان‬ ‫الذي ��ن جاءوا بدون وكالة وب ��دون تعيني الهي‪ ،‬مبجرد‬ ‫�أن ��ه حف ��ظ الن�صو�ص الديني ��ة �أ�صبح �إله ��ا يف الأر�ض‬ ‫ي�شرع ويحكم ويقتل ويعطى ومينع‪ ,‬و�أب�سط املقومات‬ ‫ملعرف ��ة هذا اخلل ��ل الفظيع داخل املناه ��ج الدينية التي‬ ‫يتق ��وى به ��ا ه� ��ؤالء املدع ��ون قوله ��م �أن ال عالق ��ة له ��م‬ ‫بال�سم ��اء (الوح ��ي) �إمنا هو اجته ��اد م ��ن �أنف�سهم‪ ،‬فال‬ ‫اح ��د يتلق ��ى الوح ��ي‪ ،‬ولو قل ��ت لأحد ه� ��ؤالء‪ :‬مطلوب‬ ‫من ��ك تعيني �سفري لبلدك يف احد البلدان الأخرى‪ ،‬ل�ضج‬ ‫وقال‪ :‬هذا من اجلن ��ون والهراء‪� ،‬أن �أعني �سفريا لدولة‬ ‫و�أن ��ا ل�ست رئي�سه ��ا‪ ,‬ونحن ن�س�ألهم‪ :‬فكي ��ف جعلتم من‬

‫القوة امل�سلحة لغة الع�صر‬ ‫�شنكاو ه�شام‬

‫‪chengaouhicham@yahoo.com‬‬

‫�إن ك�ث�رة اللجوء �إىل الق ��وة الع�سكرية على م�ستوى‬ ‫العالق ��ات ب�ي�ن ال ��دول �أ�صب ��ح له ��ا انعكا� ��س وا�ضح‬ ‫عل ��ى امل�شه ��د ال ��دويل بحي ��ث ال يخل ��و ه ��ذا امل�شه ��د‬ ‫م ��ن ال�صراع ��ات واحلرب ث ��م العنف املتزاي ��د نتيجة‬ ‫ك�ث�رة التدخ�ل�ات الع�سكري ��ة‪ ،‬وتقت�ص ��ر �أ�سباب هذه‬ ‫احل ��روب عل ��ى جمموع ��ة م ��ن العوامل �س ��واء كانت‬ ‫اقت�صادي ��ة �أو�سيا�سية ومن الأ�سباب الرئي�سية �أي�ضا‬ ‫الرغب ��ة يف تو�سي ��ع مناط ��ق النف ��وذ وامت�ل�اك القوة‬ ‫االقت�صادي ��ة والع�سكري ��ة‪ ،‬وذل ��ك مبا يخ ��دم م�صالح‬ ‫الق ��وى العظم ��ى التي ت ��رى �أن لها احل ��ق يف ترتيب‬ ‫الأو�ض ��اع الدولي ��ة مب ��ا يخ ��دم م�صاحله ��ا ويحق ��ق‬ ‫�أهدافه ��ا يف ال�سيطرة والتحكم من �أجل ب�سط النفوذ‬ ‫على ال ��دول امل�ست�ضعفة‪ ،‬ومن �أب ��رز القوى املتحكمة‬ ‫يف ه ��ذا الع�صر جند الواليات املتحدة الأمريكية هي‬ ‫الدول ��ة الت ��ي ا�ستطاع ��ت �أن تنتهك القان ��ون الدويل‬ ‫وتف�ش ��ل مبد�أ حت ��رمي اللجوء �إىل الق ��وة الع�سكرية‪،‬‬ ‫وبذل ��ك ا�ستطاع ��ت الوالي ��ات املتح ��دة الأمريكية �أن‬ ‫ت�صن ��ع لنف�سه ��ا �سيا�سات عامة ترتك ��ز على جمموعة‬ ‫من الأه ��داف ومنه ��ا ال�سيطرة على �أقط ��ار �أو معظم‬ ‫الأقط ��ار العربي ��ة‪ ،‬وذل ��ك ل�ضم ��ان م�صاحله ��ا‪ ،‬ث ��م‬

‫اال�ستيالء على النفط‪ ،‬ثم ال�سيطرة على النفط منابعا‬ ‫و�إنتاجا وعوائد‪ ،‬ك�أنها �سوف تتحكم يف باقي العامل‪،‬‬ ‫ث ��م جعل �أمري ��كا يف موقع ميكنها م ��ن حد �أي هجوم‬ ‫يهددها‪ ،‬وبهذا �أرادت الواليات املتحدة الأمريكية �أن‬ ‫ت�صنع م�شهدا دوليا يتنا�سب مع �أهدافها ثم الت�سويق‬ ‫مل�شروعاته ��ا الت ��ي تعتم ��د عل ��ى الق ��وة واحل ��رب‬ ‫والتدم�ي�ر بدعوى الإ�ص�ل�اح والتغ�ي�ر‪ ،‬وكل ذلك يتم‬ ‫بوا�سطة القوة الع�سكرية واالقت�صادية وال�سيا�سية‪،‬‬ ‫وبهذا ف�إن هذه االندفاعية واخلرق امل�ستمر من طرف‬ ‫الوالي ��ات املتح ��دة لأحكام القانون ال ��دويل ورف�ضها‬ ‫االمتث ��ال ملواثيق منظمة الأمم املتح ��دة �سوف ينتج‬ ‫جمموعة من ال�صراعات واحلروب التي �سوف يكون‬ ‫له ��ا ت�أثري بال ��غ عل ��ى الواق ��ع الب�ش ��ري واحل�ضاري‬ ‫للإن�س ��ان‪ ،‬فالقوة التي ت�ستعمل الي ��وم هي �أ�شد فتكا‬ ‫وتدم�ي�را‪ ،‬بحيث مت تدمري دول و�إخراجها من �سياق‬ ‫التاريخ وخراب �أفغان�ست ��ان‪ ،‬و بتدمري العراق لي�س‬ ‫عنا ببعيد‪ ،‬ثم حماولة تخريب لبنان‪ ،‬فالأ�سلحة التي‬ ‫مت ا�ستعماله ��ا يف ه ��ذه احل ��روب جعل ��ت منه ��ا دوال‬ ‫بدائية ومتخلفة‪ ،‬وبذلك ا�ستطاعت �أمريكا وحلفا�ؤها‬ ‫تفتيت الو�ض ��ع العربي وخلق �سل�سل ��ة من النزاعات‬ ‫املتزاي ��دة دون حل ��ول والإكث ��ار م ��ن الف�ت�ن الطائفية‬ ‫والعن�صرية كما يف لبن ��ان والعراق‪ ،‬وازدياد ظاهرة‬ ‫ال�صراع ��ات الدينية يف بع�ض الأقطار‪ ،‬وخلق �أزمات‬ ‫اقت�صادية يف الوطن العربي‪ ،‬ثم ن�شر الثقافة الغربية‬

‫‪9‬‬

‫ر�ؤى‬ ‫�أنف�سكم �سفراء لله بدون تعيني؟!‬ ‫هل يحق لنفر من العلماء �أن يكونوا نواب ًا عن الله؟ من‬ ‫الذي يختارهم؟‬ ‫طبع� � ًا ال يحق لهم وال يجوز لأي �شخ�ص �أن يكون نائب ًا‬ ‫لل ��ه �إال بتعيني من الله وبن�ص من ��ه تبارك وتعاىل‪ ،‬لأن‬ ‫الله هو الذي يختار وهو الذي يعني وحده‪.‬‬ ‫�إن كل الر�ساالت ال�سماوية تدعو �إىل الف�ضيلة والتخلي‬ ‫عن الرذيلة‪ ،‬لكن امل�شكلة تكمن يف الأتباع الذين يدعون‬ ‫ه ��ذه الف�ضائل والت ��ي ال نراها �إال يف رف ��وف املكتبات‬ ‫وبط ��ون املخطوط ��ات‪ ,‬ومل ت�ستط ��ع جت�سيده ��ا واقع ًا‬ ‫�أي حرك ��ة دينية‪ ,‬وق ��د �أثبتت كل احل ��ركات الإ�سالمية‬ ‫ف�شلها جملة وتف�صي ًال حتى و�صل الأمر بالنا�س �إىل �أن‬ ‫يدعوا �إىل ف�صل الدين عن الدولة‪� ,‬أي ف�صل الأر�ض عن‬ ‫ال�سماء‪ ,‬وهم يقولون‪ :‬يكفي ت�سلط ًا با�سم الله ‪.‬‬ ‫م ��ن �أقبح �صور العبادة لدى العلماء اخلطباء تناق�ضهم‬ ‫يف طرحه ��م للدي ��ن‪ ،‬مث�ل�ا‪ :‬يذك ��رون حديث ًا ع ��ن النبي‬ ‫يق ��ول‪� :‬إن امر�أة حب�س ��ت هرة فلم تطعمه ��ا ومل ت�سقها‬ ‫ومل ترتكه ��ا ت�أكل م ��ن خ�شا�ش الأر�ض فمات ��ت ف�أدخلها‬ ‫الل ��ه النار) ه ��ذا احلديث ميثل القي ��م الراقية التي جاء‬ ‫بها الإ�سالم‪ ،‬ديننا يح ��ذر من قتل هذه الهرة‪ ,‬لأن �إيذاء‬ ‫هذه اله ��رة �سي�ؤدي �إىل الهالك‪ ،‬و�إىل دخول نار جهنم‪,‬‬ ‫لك ��ن يف اجلان ��ب الآخ ��ر يفتي ه ��ذا اخلطي ��ب والعامل‬ ‫بخو�ض احلروب والقتال و�سحق ر�ؤو�س النا�س حتت‬ ‫�أي دع ��وى وحت ��ت �أي ذريع ��ة‪ ،‬وتقت ��ل املئ ��ات وت�شرد‬ ‫الأطفال وترم ��ل الن�ساء‪ ،‬كما يحدث الي ��وم يف البلدان‬ ‫الإ�سالمي ��ة‪ ،‬نقول لهم‪ :‬اتقوا الله واجعلوا ه�ؤالء هرر�آ‬ ‫فق ��ط‪ ،‬ال جتعلوهم ب�شرا‪ ،‬فمن قتله ��م دخل النار‪� ،‬ألي�س‬ ‫ه ��ذا ه ��و الدج ��ل والك ��ذب بعينه‪ ،‬كي ��ف تريد من ��ى �أن‬ ‫�أحافظ على قط وت�أمرين بقتل النا�س؟‬ ‫�إن ال�سب ��ب الرئي�س ��ي ال ��ذي �أو�ص ��ل املجتم ��ع �إىل هذه‬ ‫النتائج ال�سلبية هم �أولئك املدعون للوالية من قبل الله‬ ‫ب ��دون برهان‪ ,‬واحلقيقة يف م�س�ي�رة الأنبياء وم�سرية‬ ‫الر�ساالت �أن الله هو الذي يختار و�أنه يف كل زمان البد‬ ‫م ��ن رجل �إلهي‪(( ،‬ورب ��ك يخلق ما ي�شاء ويختار ما كان‬ ‫لهم اخلرية �سبحانه وتعاىل عما ي�شركون))‪ .‬فال ميكن‬ ‫�أنن ��ا نحن نختار نبيا ونقول‪ :‬هذا من عند الله‪ ،‬كذلك ال‬ ‫ميكن �أن �أي �شخ�ص يختار نف�سه وكيال لله وي�أمر بقتل‬ ‫هذا وحماربة هذا بدعوى اجلهاد‪� ،‬إذن البد من �شخ�ص‬ ‫مرتب ��ط بال�سماء‪ ،‬به الله يحا�سبن ��ا �إذا مل نن�صره‪ ،‬و�إال‬ ‫كي ��ف �سيحا�سبن ��ا الله عل ��ى �شيء مل ن ��ره ؟! �أنا مل �أرى‬ ‫النب ��ي ومل الت ��ق به‪� ،‬إمنا ن�ش� ��أت يف جمتمع بينه وبني‬ ‫النب ��ي ‪ 1400‬عام اليعرف من الدي ��ن �إال ما و�صل �إليه‪،‬‬ ‫وه ��و عدة مذاهب وف ��رق متعددة‪ ،‬وم ��ن املعلوم �أن كل‬ ‫�شخ� ��ص وكل فرد وكل �أمة جاءهم نب ��ي و�أر�شدهم �إىل‬ ‫دينه ��م‪ ,‬فبنو �إ�سرائيل جاءهم مائة �ألف نبي‪ ،‬و�أنا مل �أر‬ ‫نبي ًا ومل �أر ر�سو ًال ومل �أرى �أحد ًا‪ ،‬فكيف يحا�سبني الله‬ ‫عل ��ى �شيء مل �أره ؟؟ �إذا البد �أن ي�ستمر خط الهداية �إما‬ ‫بنبي �أو برجل م�صطفى من الله �سبحانه وتعاىل‪ ،‬ومن‬ ‫كان دين ��ه وراثة ال يحق ل ��ه التكلم با�سم الله‪ ،‬والت�سلط‬ ‫على النا�س با�سم الدين‪ ،‬وهذا املقام خا�ص مبن تربطه‬ ‫عالقة بال�سماء‪ ،‬و�أم ��ا كل ه�ؤالء العلماء ول�ست بحاجة‬ ‫�إىل �شهادتهم مادام عامل الدين مثلي يخطئ وي�صيب ‪.‬‬

‫لت�ضيي ��ع مع ��امل ال�شخ�صية العربي ��ة‪ ،‬كل ذلك يتم عن‬ ‫طريق �إح ��داث النزاعات واحل ��روب‪ ،‬واالعتماد على‬ ‫منط ��ق القوة الع�سكري ��ة الذي يعت�ب�ر كمرحلة �أولية‬ ‫م ��ن التدم�ي�ر والتخري ��ب‪ ،‬وعرقلة كل خط ��ط التقدم‬ ‫والتنمية االجتماعية العربية‪.‬‬ ‫ه ��ذه الأ�سب ��اب وغريه ��ا ه ��ي الت ��ي �ساع ��دت عل ��ى‬ ‫ظه ��ور �صراع ��ات وحروب غ�ي�ر متوازن ��ة يف العامل‬ ‫العرب ��ي‪ ،‬ينع ��دم فيه ��ا عن�ص ��ر الت ��وازن الع�سك ��ري‬ ‫واال�سرتاتيج ��ي‪ .‬بحي ��ث ه ��ذه ال ��دول مل ت�ستط ��ع‬ ‫جمابه ��ة القوة الع�سكرية الأمريكية وحلفاءها‪ ،‬وكان‬ ‫م ��ن ال�صع ��ب عليه ��ا مواجهة الع ��دوان ال ��ذي �سوف‬ ‫ينعك�س على واق ��ع احلياة الدولي ��ة وي�ؤ�س�س مليدان‬ ‫من العن ��ف والتطاح ��ن امل�ستمر‪ ،‬الذي �س ��وف ي�ؤدي‬ ‫�إىل ن�ش ��وء �أغلب امل�صاعب �أم ��ام احللول ال�سلمية من‬ ‫�أج ��ل احلد من ه ��ذه النزاعات واحل ��روب امل�ستقبلية‬ ‫التي ق ��د ت� ��ؤدي �إىل زعزع ��ة ا�ستقرار الأم ��ن العاملي‬ ‫يف ظ ��ل كرثة اللجوء �إىل ا�ستخ ��دام القوة الع�سكرية‬ ‫والتهديد با�ستعمالها‪ ،‬مم ��ا �سوف يخلق عواقب غري‬ ‫حمم ��ودة‪ ،‬و�س ��وف تنعك� ��س �آثاره ��ا عل ��ى املجتم ��ع‬ ‫ال ��دويل الذي �س ��وف يفتق ��د �إىل الأم ��ن واال�ستقرار‬ ‫ب�سبب عدم احرتام مب ��د�أ حترمي ا�ستخدام القوة يف‬ ‫العالقات الدولية‪.‬‬ ‫* باحت يف العالقات الدولية‬

‫عن �سيكولوجية «الثوار» اجلدد‬ ‫و�ضــاح اجلليل‬

‫‪Waddah803@hotmail.com‬‬

‫االنتهازي ��ة �أو ال�شعور بالإثم �أو رمبا العمى‪ ،‬تلك �أ�شياء �أظنها حتكم وحترك �أفكار وممار�سات‬ ‫«الثوار اجلدد»‪ ،‬فج�أة وجدوا لأنف�سهم مواقع متقدمة يف �صفوف «الثورة»‪ ،‬قفزوا �إليها ب�سرعة‬ ‫حماول�ي�ن اخت�ص ��ار الزم ��ن وتعوي� ��ض ما يظن ��ون �أن ��ه فاتهم من املج ��د وال�شه ��رة وغريها من‬ ‫اال�ستحقاق ��ات‪ ،‬وكعدا ٍء فا�شل �أو خم ��ادع ال يثق بقدرته على الرك�ض فيلتفت �إىل الوراء ليقي�س‬ ‫امل�ساف ��ة بينه ومناف�سي ��ه‪ ،‬كان «الثوار» اجلدد يجي ��دون احلملقة �إىل اخلل ��ف ليقي�سوا امل�سافة‬ ‫الثوري ��ة الت ��ي قطعوه ��ا باخلداع‪ ،‬ث� � َّم انخدعوا ه ��م �أنف�سهم فانقلب ��ت عليهم اجله ��ات‪ ،‬ولفرط‬ ‫الإح�سا� ��س بالذنب �أو النق�ص‪ ،‬وجدوا �أنف�سهم يوجهون اللوم والنقد �إىل زمالء و�أ�صدقاء لهم‪،‬‬ ‫لت�سجيل نقطة تفوق ثورية‪ ،‬ولتحقيق ما ظنوا �أن زمالءهم و�أ�صدقاءهم �سبقوهم �إليه‪.‬‬ ‫بع� ��ض الث ��وار اجل ��دد كان‪ ،‬و�إىل وقت قري ��ب‪ ،‬يف ِّ‬ ‫�صف النظ ��ام‪ ،‬يتقافز �أحده ��م على �صفحات‬ ‫الفي�س بوك موزع ًا ال�شتائم ميين ًا وي�سار ًا على كل من ي�أتي بالنقد �أو ال�سخرية �ضد اجلرناالت‬ ‫وامل�شائخ «الثوار»‪ ،‬كان قبل هذه «الثورة» يوزع نف�س ال�شتائم على من ينتقد �أو ي�سخر من علي‬ ‫عب ��د الل ��ه �صالح‪ ،‬حتى �إنه كتب مق ��ا ًال طوي ًال وعري�ض ًا يف جريدة «الث ��ورة» ذات يوم معرب ًا عن‬ ‫غ�ضب ��ه من «التط ��اول» الذي يطال «الزعيم» يف الفي�س بوك‪ ،‬ومبدي ��ا عن ح�سراته لأن �صفحات‬ ‫ه ��ذا الفي�س بوك ال ميكن مراقبته ��ا �أو معاقبة من يتطاولون على زعيمه فيها‪ ،‬هاهو الآن يوجه‬ ‫�شتائمه لعلي «عفا�ش» يف الفي�س بوك ويف مقاالته �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫امته ��ن «الث ��وار» اجل ��دد لغة متييزية �صرف ��ة للتعبري ع ��ن طاقاتهم الثورية اجلم ��ة‪ ،‬ويف غمرة‬ ‫انفعاالتهم ن�سوا �أو تنا�سوا ادعاءاتهم باالنتماء �إىل ثقافة ثورية حداثية ترف�ض التمييز‪ ،‬يبذل‬ ‫«�شاع ��ر» منه ��م ق�صارى جهده للنجاة ب�أحالم ��ه و�أمانيه‪ ،‬ث َّم ي�سلمها رهين ��ة �إىل من كان ي�صفهم‬ ‫م ��ن قب ��ل بالـ»متخلف�ي�ن» و»الرجعي�ي�ن»‪ ،‬دون عناي ��ة بامل�صطلحات طبع� � ًا‪ ،‬فال ه ��و م�س�ؤول عن‬ ‫مفهومه لهذين امل�صطلحني «التخلف والرجعية»‪ ،‬وال هو قدمهما يف �سياق ي�ؤديان فيه غر�ضهما‬ ‫ب�إن�ص ��اف‪ ،‬كون هذين امل�صطلحني ا�ستخدما بال هوادة‪ ،‬ويف غري مكانيهما ال�صحيحني ف�أنتجا‬ ‫اخت�ل�االت معرفي ��ة فادحة‪ ،‬وكان له ��ذا «الثائر ال�شاعر» ن�صيبٌ من ه ��ذه االختالالت التي �ساقته‬ ‫�إىل تبن ��ي مواقف غريب ��ة متناق�ضة وغري مفهومة‪ ،‬ي�سمي علي عبد الله �صالح «عفا�ش ًا»‪ ،‬وي�سرد‬ ‫قائمة طويلة من الألقاب والأ�سماء التي يَفرت�ض �أن «الثورة» �ستلغيها باعتبارها �ألقاب تن ُّم عن‬ ‫التمييز لأنها تعود �إىل �أ�سر ها�شمية‪ ،‬وحني ي�س�أله �أحدهم عن لقب «عفا�ش» الذي ذكره يف نف�س‬ ‫ال�سياق‪ ،‬ي�ضطر �إىل التعامل معه بلغة مليئة بالتعايل والإق�صاء ثم احلذف‪.‬‬ ‫كانت اخلفة والب�ساطة –وما زالتا‪ -‬طابع ًا مييز التربيرات التي قدمها الثوار اجلدد لالنتهازية‬ ‫الت ��ي رافقت «الثورة»‪ ،‬ميتلكون قدرات عجيبة يدافع ��ون بها عن كل فعل �إجرامي نقي�ض للفعل‬ ‫الإجرامي الآخر القادم من قبل النظام‪ ،‬بل �إن لبع�ضهم قدرة على اختالق املربرات التي يحر�ض‬ ‫م ��ن خالله ��ا على البدء بانته ��اج العنف من �أج ��ل �إجناح الث ��ورة‪ ،‬مل يقف الأمر عن ��د هذا احلد‪،‬‬ ‫فامل�س�أل ��ة الأخالقية ل ��دى «الثوار» اجلدد مل تكن حا�ضرة �إال يف الدفاع عن اجلهة التي ي�شعرون‬ ‫باالنتم ��اء �أو ال ��دفء بقربه ��ا‪ ،‬ف�سقطت من ممار�ساته ��م الثورة كفعل حت ��رري ينقذ اجلميع من‬ ‫اال�ستالب لثقافة الديكتاتورية‪ ،‬ونقلهم �إىل ثقافة احلرية وف�ضائها الوا�سع‪.‬‬ ‫يف نقا� ��ش حاد مع �أحد املثقفني جد ًا‪� ،‬أعلن ا�ستعداده التام لتقدمي حياته فدا ًء حلميد الأحمر‪ ،‬ال‬ ‫ل�ش ��يء‪� ،‬إال ل َّأن حميد ميثل ر�أ� ��س حربة «الثورة» التي �ست�سقط علي عب ��د الله �صالح‪ ،‬وبالتايل‬ ‫فه ��و ي�ستحق هذه الت�ضحي ��ة‪� ،‬أعلن املثقف جد ًا بعدها �أن التاريخ ال ��ذي ق�ضى عمر ًا يف قراءته‬ ‫يق�ض ��ي به ��ذه الت�ضحية‪ ،‬وي�ؤكد عليه ��ا‪ ،‬فال�شعوب واجلماهري «�أعجز م ��ن �أن تنجز فع ًال ثوري ًا‬ ‫ينت�ص ��ر لكرامته ��ا»‪ ،‬وال بد من وجود «قائ ��د �شجاع وقادر على املواجهة مادي� � ًا ومعنوي ًا‪ ،‬وهذه‬ ‫الأم ��ور ال تتوف ��ر �س ��وى يف حمي ��د‪ ،‬و�إن اختلفن ��ا مع ��ه»‪ُ ،‬خيل يل و�أن ��ا �أح ��اول ا�ستيعاب هذه‬ ‫العب ��ارات �أن التاري ��خ يبكي يف �إحدى الزوايا‪ ،‬و�إىل جواره تن ��دب الثورة حظها العاثر‪ ،‬لكني‬ ‫ابت�سم ��ت و�صديق ��ي املثقف جد ًا ي�سرت�س ��ل يف �إلغاء ذاته وحتويله ��ا �إىل قيمة ي�ستخدمها رجل‬ ‫ق ��وي‪ ،‬ن�سي ��ت �أن �أن�صحه بحمل ال�سالح والتوجه �إىل احل�صب ��ة حيث حميد بحاجة �إىل ج�سده‬ ‫فقط‪ ،‬دون عقله بالت�أكيد‪.‬‬ ‫وك ��ي �أكمل امل�شه ��د؛ كان �صديقي املثقف جد ًا ي�سخ ��ر من عملي يف حق ��وق الإن�سان‪ ،‬وكتاباتي‬ ‫ال�صحفي ��ة التي ي ��رى فيها تنطع ًا وقفز ًا على الواقع‪� ،‬أو حم ��اوالت عبثية يف فراغ عبثي‪ ،‬ومما‬ ‫زاد م ��ن �سخريته عملي الطوعي يف حقوق الإن�س ��ان‪ ،‬والكتابة الطوعية يف ال�صحافة ملنا�صرة‬ ‫ق�ضاي ��ا احلق ��وق واحلري ��ات‪ ،‬كنت بالن�سب ��ة �إليه «رجل مث ��ايل �أكرث من ال�ل�ازم»‪ ،‬و�إن�ساين يف‬ ‫«زم ��ن ال قيم ��ة للإن�سانية في ��ه»‪ ،‬مل ي�صدق مرة �أن الأم ��ر ال عالقة له باملثالية‪ ،‬بق ��در ما له عالقة‬ ‫ب�إر�ضاء قناعات �شخ�صية‪ ،‬وحماوالت لت�أثيث بيئة خا�صة ومنا�سبة �أحرتف من خاللها �إر�ضاء‬ ‫وتلبي ��ة حاجياتي‪ ،‬لكنه ويف عهد اجلرنال احلامي للثورة‪ ،‬وال�شيخ الراعي لها‪ ،‬وعقب قراءاته‬ ‫مل ��ا كتبت ��ه �أكرث من مرة يف اجل�ن�رال وال�شيخ؛ غيرَّ ا�سرتاتيجية قناعات ��ه فانتقلت مبوجب تلك‬ ‫اال�سرتاتيجي ��ة م ��ن �ش ��اب حامل ورومان�س ��ي؛ �إىل «انته ��ازي و�ضيع‪ ،‬وبروليت ��اري رث ال يفقه‬ ‫م�صاحل ��ه»‪ ،‬م�ستغرب ًا كيف يل و�أن ��ا الذي ينتمي �إىل �أ�سرة ريفية فقرية‪� ،‬أملك هذا االنحياز �ضد‬ ‫«الث ��ورة» التي جاءت لتحقيق العدالة يل‪ ،‬ليته ا�ستخ ��دم لفظة انتهازي ُ‬ ‫كنت �س�أبت�سم احرتام ًا‪،‬‬ ‫لكن ��ه عبرَّ ع ��ن ر�ؤيته اجلدي ��دة يل بنف�س الألفاظ الت ��ي رددها الغوغاء كثري ًا م ��ن «مند�س» �إىل‬ ‫«�أمن قومي» مرور ًا بالـ»بلطجي»‪ ،‬كانت «الثورة» التي زعم �أنها �ستنقذين وعائلتي من الفقر‪ ،‬قد‬ ‫جت�سدت يف ذهنه ب�أ�سماء علي حم�سن‪ ،‬وحميد الأحمر‪.‬‬ ‫ثوار �آخرون من «الثوار» اجلدد كانوا حتم ًا يف ّ‬ ‫�صف مناه�ضة النظام قبل حتى فرباير ‪،2011‬‬ ‫لك ��ن �شجاعته ��م مل تك ��ن كافية لأكرث م ��ن الهم�س يف جمال� ��س القات‪ ،‬وهم ينظ ��رون بح�س ٍد �إىل‬ ‫زم�ل�اء و�أ�صدقاء ميتلكون جر�أة تقوده ��م �إىل �إعالن مواقفهم و�آرائه ��م عالنية‪ ،‬واجلهر بها يف‬ ‫ا�ستعداد لتلقي الأذى نيابة عن اجلميع‪ ،‬لكن ما بعد فرباير العام املا�ضي �أعطاهم فر�صة للتنطع‬ ‫والتع ��ايل على �أ�صدقائه ��م‪ ،‬ف�صاروا هم منظري الثورة وقادته ��ا الفكريني‪ ،‬منكلني مبن اختلف‬ ‫معه ��م‪� ،‬أو �سبقه ��م �إىل معار�ضة النظام‪ ،‬كانوا قب ًال �أن�صار العقالني ��ة يف نقد النظام‪ ،‬ث َّم �صارت‬ ‫العقالني ��ة يف نظره ��م ارتزاق ًا‪ ،‬حت ��ى �أن الدفاع عن �سلمي ��ة «الثورة» كان خدم ��ة جليلة يقدمها‬ ‫املرتزق ��ة للنظ ��ام ورئي�سه‪ ،‬ك�أن هذا النظ ��ام كان يتمنى بالفعل ا�ستمرار «الث ��ورة» يف �سلميتها‬ ‫و�أخالقيتها �إىل النهاية‪.‬‬ ‫مل ي�ست � ِ�ح الكث�ي�ر من ه�ؤالء «الكتبة الث ��وار»‪ ،‬وهم يكيلون التهم خل�صومه ��م اجلدد‪� ،‬أ�صدقائهم‬ ‫القدام ��ى‪� ،‬أحدهم اندفع بقوة يف مقالة –لفرط �سذاجته اعتربها تاريخية‪ -‬ليع َّد ق�صة اختطاف‬ ‫ال�صحف ��ي حممد املقال ��ح من قبل الأجهزة الأمنية يف �سبتم�ب�ر ‪2009‬م متثيلية هزلية‪ ،‬لكن ذلك‬ ‫مل يكن �إال بع�ض متثالت الإ�سفاف التي بلغت �أوجها مع دخول املبادرة اخلليجية حيز التنفيذ‪،‬‬ ‫فج�أة انقلب �أولئك «الثوار» اجلدد �إىل دعاة للعقالنية من جديد‪ ،‬وذهبوا لت�سفيه وانتقاد كل من‬ ‫متعال �ضد القوى ال�سيا�سية‬ ‫يخالفه ��م يف ه ��ذا ال�ش�أن‪ ،‬قبل �أن يندفعوا �أكرث �إىل العمل بن�ش ��اط ٍ‬ ‫ن�سي «الثوار»‬ ‫واالجتماعية التي رف�ضت الت�سوية القائمة باعتبارها ت�سوية تتجاوز وجودهم‪َ ،‬‬ ‫اجل ��دد عم ��د ًا �أن القوى الت ��ي جعلوا منها العدو الأك�ب�ر يف مواجهة «الث ��ورة» �سبقت «الثورة»‬ ‫ب�سن ��وات طويلة يف مناه�ض ��ة النظام‪ ،‬وتقدمي الت�ضحي ��ات �أمام �آلت ��ه الع�سكرية والقمعية يف‬ ‫وقتٍ كانوا هم وفئات كثرية من املجتمع ميار�سون ال�صمت‪ ،‬والتواط�ؤ �أحيان ًا كثرية‪.‬‬ ‫تع ��جُّ ال�صح ��ف املمولة من رع ��اة وحماة «الث ��ورة» بالكتاب ��ات والتقارير واملعلوم ��ات املزورة‬ ‫ع ّم ��ا يج ��ري يف �صعدة وحجة �شما ًال‪ ،‬وعدن وحلج و�أب�ي�ن وال�ضالع وح�ضرموت جنوب ًا‪ ،‬اتفق‬ ‫الكتبة من «الثوار» اجلدد مع زمالئهم يف �صحف رموز الطرف الآخر من النظام على ا�ستهداف‬ ‫خ�ص ��وم �آخري ��ن يف �صعدة واجلن ��وب‪ ،‬مل يكون ��وا خ�صوم ًا للوط ��ن‪ ،‬وال للث ��ورة‪ ،‬كانوا فقط‬ ‫خ�صوم� � ًا للنظ ��ام ورموزه‪ ،‬الرموز الت ��ي تختلف حول م�صاحلها ونفوذه ��ا‪ ،‬وتتفق فيما �سوى‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫*و�ضعت مفردتي «الث ��وار» و»الثورة» وغريهما بني مزدوجني لأ�سباب وقناعات خا�صة‪� ،‬أترك‬ ‫لـ»الثوار» اجلدد تف�سريها‪.‬‬


‫‪10‬‬ ‫بقية‪ :‬نا�صر اللهبي رئي�س جلنة الإت�صاالت‬ ‫املركزية بحزب التحرير (والية اليمن)‪..‬‬ ‫وتطلعات ��ه‪ ،‬و�أن حتق ��ق التطبي ��ب والتعليم املجاين‪ ،‬غ�ي�ر �أن ثورة‬ ‫ال�شب ��اب مل حتق ��ق م ��ن �أهدافه ��ا �شيئ ��ا حت ��ى الآن‪ ،‬وزي ��ادة �أ�سعار‬ ‫امل�شتق ��ات النفطي ��ة ر�سال ��ة قوية وجهت لث ��ورة ال�شب ��اب مفادها �أن‬ ‫ثورتك ��م يا �شب ��اب مل حتقق �أيا م ��ن �أهدافها وها نح ��ن نرفع �أ�سعار‬ ‫امل�شتقات‪.‬‬ ‫احلكوم��ات املا�ضية ومنذ بداي��ة ت�سعينيات القرن املن�صرم‬ ‫وه��ي ت��ردد �أن انت��اج اليم��ن م��ن النف��ط ال يتج��اوز رمب��ا‬ ‫‪�300‬أل��ف برمي��ل يومي�� ًا‪ ..‬ه��ل لديك��م �إح�ص��اءات دقيق��ة‬ ‫تو�ضح حجم الإنتاج ؟‬ ‫يف احلقيق ��ة �أن حجم الإنت ��اج احلقيقي من النفط يف اليمن مل يطلع‬ ‫علي ��ه حتى الآن �أحد حتى جمل�س الن ��واب واجلهاز املركزي للرقابة‬ ‫واملحا�سب ��ة وهيئة مكافحة الف�ساد مل يطلعوا عليه حتى الآن وحتى‬ ‫وزارة النف ��ط واللذي ��ن هم قائم ��ون على �إنتاج النف ��ط مل يعطوا �أي‬ ‫�أرقام حمددة تو�ضح احلجم احلقيقي لإنتاج اليمن من النفط يومي ًا‬ ‫حت ��ى الآن وحج ��م �إنتاج النفط يف اليمن ول ��دى القيادات العليا يف‬ ‫البل ��د ال�سابق ��ة يعد �س ��را من الأ�س ��رار واخلطوط احلم ��راء التي ال‬ ‫ميك ��ن لأحد الإط�ل�اع عليها �أو معرفته ��ا ولذا �أنا �أمتن ��ى من حكومة‬ ‫الوف ��اق وم ��ن رئا�س ��ة اجلمهورية ممثل ��ة بفخامة الرئي� ��س عبد ربه‬ ‫من�ص ��ور هادي �أن يظهروا لنا كم حج ��م �إنتاج اليمن من النفط حتى‬ ‫ي�ستطيع املواطن معرفة كم ثروة بلده وكم لديه من هذه الرثوة ؟؟‬ ‫** التقاري ��ر االقت�صادي ��ة الأخ�ي�رة ك�شف ��ت الكثري م ��ن التجاوزات‬ ‫واملخالف ��ات يف الكثري من القطاع ��ات الإنتاجية يف البالد والتي من‬ ‫�أهمها القطاع ال�سمكي‪ ..‬هل لكم من كلمة يف هذا ال�ش�أن الهام؟؟‬ ‫*** كلمتن ��ا ور�ؤيتن ��ا �أن كل امللكيات العامة مدم ��رة وكل القطاعات‬ ‫املنتج ��ة والهامة يف اليمن �شابها �سيا�سات خاطئ ��ة و�سيا�سة ال�سفه‬ ‫واله ��در للموارد منه ��ا النفط والغ ��از والرثوة ال�سمكي ��ة والكهرباء‬ ‫وم�صانع اال�سمن ��ت والفو�سفات والذهب واملع ��ادن واليورانيوم‪..‬‬ ‫ولذل ��ك فلو �أخذنا قط ��اع النفط مث ًال فنحن يف اليم ��ن ال يوجد لدينا‬ ‫�إ�سرتاتيجي ��ة نفطي ��ة وال قانون نفطي وال قان ��ون حلماية البيئة من‬ ‫التل ��وث وال يوجد لدينا �شركة تنقيب مينية وال كادر ميني وال حتى‬ ‫حف ��ار واحد لدى وزارة النف ��ط وال يوجد لدينا م�صف ��اة نفط مينية‬ ‫فم�صف ��اة ع ��دن �أن�ش�أه ��ا الربيطانيون وه ��ي �شبه منتهي ��ة وم�صفاة‬ ‫�صاف ��ر �أن�ش�أتها �شركة هن ��ت لتغطية احتياجاته ��ا اخلا�صة‪ ،‬وما كان‬ ‫لدين ��ا من القطاع ��ات احليوي ��ة مت تدمريها بتعمد‪ ،‬فمث�ل ً�ا كان لدينا‬ ‫م�ست�شف ��ى الب�ت�رول واملع ��ادن �أف�شل ��وه‪ ،‬وتو�سع ��ة م�صف ��اة �صاف ��ر‬ ‫�أف�شلوه ��ا‪ ،‬و�صيان ��ة م�صف ��اة ع ��دن �أف�شلوه ��ا‪ ،‬م�شروع م ��د �أنابيب‬ ‫النفط من امل�صفاة �إىل املحافظات من �أجل تو�صيل البنزين والديزل‬ ‫وامل�شتقات الأخرى �أف�شلوه‪ ،‬وكذا ميناء املنطقة احلرة �أف�شلوه‪ ،‬فما‬ ‫بالك بال�ث�روة ال�سمكية لن تكون �أقل ف�س ��اد ًا من القطاعات الأخرى‪،‬‬ ‫فمياهن ��ا الإقليمي ��ة تكت� ��ض بالكثري م ��ن ال�سفن والبواخ ��ر الهندية‬ ‫وال�صيني ��ة الت ��ي ت�صطاد بطرق غري �شرعي ��ة وبطرق جائرة جترف‬ ‫م ��ن خاللها ال�ث�روة ال�سمكية‪ ،‬وهذا يدل �أن بالدنا ال يوجد فيها دولة‬ ‫حتمي ثروتنا من النهب والتدمري وال يوجد فيها نظام يحكمها‪..‬‬ ‫اجلمي��ع يتداعى �إىل م�ؤمتر احل��وار الوطني املرتقب‪ ،‬كيف‬ ‫تنظ��ر �إىل م�ستقب��ل ه��ذا احل��وار؟ وه��ل تتوق��ع خروج��ه‬ ‫بنتائ��ج جتنب املوطن ما يعي�شة من �أزمات وجتنب الوطن ما‬ ‫يتهدده من خماطر؟؟‬ ‫�أو ًال احل ��وار الوطن ��ي ال ب ��د �أن يك ��ون مبني ��ا عل ��ى �أ�س� ��س �شرعية‬ ‫�صحيح ��ة حتى يلت ��زم بها اجلميع‪ ،‬فم ��ا الذي يل ��زم اجلميع بالعمل‬ ‫بالد�ست ��ور والقوان�ي�ن؟ �إم ��ا قوة املب ��د�أ �أو ق ��وة امل�صلح ��ة �أو القوة‬ ‫اجلربية‪ ،‬ف�إذا كانت القوة اجلربية فت�أثريها و�سيطرتها م�ؤقت و�إذا‬ ‫كان ��ت قوة املبد�أ فهي ال�صحيحة الت ��ي يجب �أن تكون‪ ،‬لذا �إذا اتفقت‬ ‫�أطراف اليمن على قاعدة احلكم‪ ،‬و�آمنت بها و�صدقتها ف�إنها �ستخرج‬ ‫م ��ن امل� ��أزق‪ ،‬و�إذا مل تتف ��ق على قاع ��دة معينة للحك ��م واختلفت فيما‬ ‫بينه ��ا ف�ستظل االختالفات موج ��ودة‪ ،‬فماهي الأ�س� ��س التي �سيبنى‬ ‫عليها احلوار الوطني؟ هذا هو ال�س�ؤال املهم الذي يجب �أن يطرح‪..‬‬ ‫ف� ��إذا بن ��ي احلوار على م ��ا كان عليه يف ال�سابق م ��ن �أ�ساليب وطرق‬ ‫كان يعتمدها النظام ال�سابق وهي جت�سد القوة اجلربية فمن امل�ؤكد‬ ‫�أن احل ��وار فا�شل مقدم� � ًا‪� ،‬أما �إذا اعتمد املتح ��اورون على قوة املبد�أ‬ ‫مبختلف �أطيافهم وهو الإ�سالم ف�إن احلوار �سينجح ال حمالة‪..‬‬ ‫العدي��د م��ن الأط��راف الداعي��ة للح��وار ال زال��ت تر�ض��خ‬ ‫ل�ضغوطات رمبا من �أجل الدخول يف احلوار فهل تتوقع جناح‬ ‫احلوار يف ظل وجود مثل تلك الأطراف الغري مقتنعة به؟‬ ‫هن ��ا �ستك ��ون الق ��وة اجلربية كم ��ا �أ�سلفت تك ��ون �سيطرته ��ا لفرتة‬ ‫وت ��زول فالأط ��راف اللذي ��ن يواجه ��ون �ضغوط ��ات �س ��واء م ��ن قبل‬ ‫الأمري ��كان �أو الربيطاني�ي�ن �أو ال�سعوديني م ��ن �أجل اجناح احلوار‬ ‫ال �ش ��ك �أن احل ��وار والتح ��اور �سينته ��ي عندم ��ا تتغ�ي�ر ال�سيا�س ��ات‬ ‫اخلارجي ��ة جتاه اليمن و�سيعود الو�ضع �إىل ما هو عليه الآن‪ ،‬وهذا‬ ‫ب ��كل ت�أكيد ونح ��ن ال نتمنى ذلك وما نتمناه ه ��و �أن تكون قوة املبد�أ‬ ‫الإ�سالمي ه ��ي الأ�سا�س للحوار عند اجلميع من �أجل �إخراج الوطن‬ ‫مما هو فيه من الأزمات القاتلة والتدمري املتوا�صل‪..‬‬ ‫لنفرت���ض �أنه ح�صل احلوار وجنح وخرج باتفاقات حمددة‬ ‫يف ظ��ل ال�ضغوط��ات اخلارجي��ة والتدخ�لات‪ ..‬ه��ل �سيكون‬ ‫م�ستقبل البالد �أف�ضل من وجهة نظركم يف حزب التحرير؟؟‬ ‫نح ��ن ننظ ��ر �إىل م�ستقب ��ل اليمن من �أن ��ه لن تخرج مما ه ��ي فيه �إال‬ ‫ب�أمري ��ن الأول‪� :‬إيج ��اد نظ ��ام ود�ستور �إ�سالم ��ي �أ�سا�س ��ه كتاب الله‬ ‫و�سن ��ة ر�سول ��ه والثاين قطع ي ��د امل�ستعمر الذي يتدخ ��ل يف �ش�ؤون‬ ‫اليم ��ن وم ��ا مل نقط ��ع يد امل�ستعم ��ر ال ��ذي يتدخل يف �ش� ��ؤون اليمن‬ ‫ب�سيا�سات ��ه وخمططاته وم�ؤامراته وجنع ��ل قرارنا بيدنا و�سيادتنا‬ ‫بيدنا وجنعل اليمن هذه جزءا من �أمة الإ�سالم التي هي �أمة واحدة‬ ‫وثرواته ��ا واحدة وحربها واحد و�سلمها واح ��د عندها لن ي�ستطيع‬ ‫بعده ��ا ال�سفري الأمريكي �أوغريه �أن يتدخ ��ل يف �ش�ؤون بالدنا �أبد ًا‪،‬‬ ‫لك ��ن عندم ��ا تكون اليمن ال زال ��ت جماعات تتبع ل ��دول وعمالء تتبع‬ ‫دول �أخ ��رى �ستظ ��ل يف دوامة ل ��ن تخرج منه ��ا وم ��ا �أدى �إىل تفاقم‬ ‫امل�ش ��اكل يف اليمن ه ��ي الثقاف ��ات الغربية والدخلي ��ة على جمتمعنا‬ ‫ووجود العمالء يف بالد اليمن‪..‬‬ ‫هل لكم من كلمة �أخرية تودون قولها يف نهاية هذا احلوار؟؟‬ ‫كلمت ��ي الأخرية ه ��ي ن�صيحة �أوجهها للقوى امل�ؤث ��رة يف اليمن من‬ ‫�سا�س ��ة ومفكرين و�صانعي قرار �أنه يجب �أن تبتعدوا عن امل�ؤامرات‬ ‫و املخططات اخلارجية ف�إنها دمار لليمن و�أهله‪..‬‬

‫تتمات‬ ‫البي�ض يتهم نظام‬

‫االحت�ل�ال اليمن ��ي للجن ��وب‪ ،‬وال ��ذي ي�سلمه ��ا‬ ‫مع�سكرات ويع ��زز وجودها بالعتاد الع�سكري الذي‬ ‫ت�ستويل عليه ب�سهولة وي�سر‪.‬‬ ‫كم ��ا طال ��ب البي ��ان ال ��دول ال�شريك ��ة يف مكافح ��ة‬ ‫الإره ��اب اىل ال�ضغ ��ط عل ��ى الق ��وى املت�صارعة يف‬ ‫�صنعاء ب�سحب كل مع�سكراتها من مناطق اجلنوب‪،‬‬ ‫والت ��ي �أ�صبح ��ت عبئ ��ا كب�ي�را على �شع ��ب اجلنوب‬ ‫ب�سالحها الثقيل الذي ي�ضحي بيد قوى الإرهاب يف‬ ‫كل املع�سكرات التابعة لقواها املت�صارعة‪.‬‬ ‫داعيا �شعب اجلنوب اىل مزيد من التالحم الكفاحي‬ ‫وال�شعب ��ي ور� ��ص ال�صف ��وف‪ ,‬وموا�صل ��ة الن�ض ��ال‬ ‫ال�سلم ��ي حت ��ى حتري ��ر اجلن ��وب ونيل ��ه احلري ��ة‬ ‫واال�ستقالل بح�سب ما جاء يف البيان‪.‬‬ ‫واته ��م البي� ��ض نظام �صنع ��اء ومن و�صفه ��م بقوى‬ ‫ال�ش ��ر التي ت ��دور يف فلكه بقتل وج ��رح واعتقاالت‬ ‫واختطافات ون�ش ��ر الفو�ضى العارمة يف حمافظات‬ ‫اجلنوب اليمني‪.‬‬ ‫وا�صف ��ا تل ��ك الت�صرف ��ات باملح ��اوالت الهادف ��ة اىل‬ ‫�إ�شاع ��ة وخلق حالة من التذمر ل ��دى �شعب اجلنوب‬ ‫تعطي م�ب�ررات لبقاء م ��ن و�صفه باالحت�ل�ال جاثما‬ ‫على �أر�ض اجلنوب‪.‬‬ ‫م�ش�ي�را اىل �أن النظ ��ام يف �صنعاء يقوم بعمل منظم‬ ‫لت�سليم اجلنوب لرديفه الأكرث �إرهابا والأكرث تخلفا‬ ‫م ��ن خالل �سقوط مع�سكرات بعدته ��ا وعتادها تباعا‬ ‫يف كل مناط ��ق وحمافظ ��ات اجلن ��وب املحتل بيد ما‬ ‫ي�سمى بـ « �إن�صار ال�شريعة»‬ ‫و�أ�ض ��اف البي ��ان « �إن م ��ا ج ��رى يف حمافظ ��ة �أب�ي�ن‬ ‫البا�سلة وما دار ويدور من جمازر �شنيعة يف مدينة‬ ‫لودر خا�صة والتي راح �ضحيتها ع�شرات من القتلى‬ ‫واجلرح ��ى من �أبن ��اء واه ��ايل مدينة ل ��ودر البطلة‬ ‫الع�صي ��ة �إمنا يدل داللة قاطعة على الرف�ض ال�شعبي‬ ‫لقوى ال�شر والإرهاب من خالل امل�شاركة املجتمعية‬ ‫ل�شع ��ب اجلن ��وب يف مكافح ��ة الق ��وى الإرهابي ��ة‬ ‫ورف�ضه ��ا‪ ,‬ومن هنا جن ��دد الدعوة للجماهري يف كل‬ ‫مناطق وحمافظ ��ات اجلنوب املحت ��ل اىل امل�سارعة‬ ‫يف ت�شكي ��ل اللج ��ان ال�شعبي ��ة الت ��ي تداف ��ع ع ��ن‬ ‫م�صاحلها العامة واخلا�صة وحماية ال�سكينة العامة‬ ‫على غرار ما مت ت�شكيله يف مدينة لودر الع�صية»‪.‬‬

‫"ان�صار اهلل" حتمل‬

‫يف ت�صريح خا�ص بالهوية �أن تلك التناوالت ال تهدف‬ ‫اال اىل ال�شح ��ن الطائفي واملذهب ��ي املطلوب امريكيا‬ ‫يف املنطقة ولي�س له اي خلفية واقعية ا�صال ‪.‬‬ ‫م�ش�ي�را اىل �أن تل ��ك الأط ��راف الت ��ي تختل ��ق الك ��ذب‬ ‫واله ��راء مل تعد تع ��رف �أين ت�ضع احلوثي�ي�ن‪ ..‬فتارة‬ ‫يف اجلن ��وب وت ��ارة يتو�سعون يف حج ��ة واملحويت‬ ‫وت ��ارة يف �صنعاء وهك ��ذا‪ ،‬واالن يقاتلون يف �سوريا‬ ‫ويذهبون اىل لبنان‪.‬‬ ‫مذك ��را ب� ��أن ه� ��ؤالء الذي ��ن ين�ش ��رون ه ��ذه االخب ��ار‬ ‫الزائف ��ة كانوا يقولون ب�أن ح ��زب الله يدرب حوثيني‬ ‫واليوم احلوثيون يذهب ��ون للقتال يف �سوريا كونهم‬ ‫متدرب ��ون حلرب الع�صاب ��ات يف ا�شارة اىل التناق�ض‬ ‫البني يف تلك االخبار‪.‬‬ ‫وا�ض ��اف املكت ��ب االعالمي جلماعة ان�ص ��ار الله قائال‬ ‫نريد من ه�ؤالء الأفاك�ي�ن ان يثبتوا على موقف واحد‬ ‫ه ��ل ندرب ح ��زب الله ام ح ��زب الله يدربن ��ا‪ ،‬وت�ساءل‬ ‫م�ستنك ��را‪ :‬هل �سوري ��ا بجي�شها وقوته ��ا وح�ضورها‬ ‫ووق ��وف دول كبرية معها ويف النهاية يحتاجون اىل‬ ‫احلوثيني من �صعدة‪.‬‬ ‫وكان ��ت �صحيف ��ة ال�ش ��رق ال�سعودي ��ة قال ��ت �إن جهاز‬ ‫الأم ��ن القوم ��ي اليمن ��ي �أوف ��د ع ��دد ًا م ��ن رجال ��ه �إىل‬ ‫بريوت للتح ��ري حول �إر�سال عنا�ص ��ر من احلوثيني‬ ‫املتمركزي ��ن �شم ��ال اليم ��ن �إىل �سوري ��ا مل�ساندة نظام‬ ‫ب�شار الأ�سد �ضد الثوار بعد تلقيهم تدريبات يف لبنان‬ ‫و�إر�سالهم �إىل �سوريا عرب احلدود اللبنانية‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ��ت ال�صحيفة �أن «جماميع كبرية من احلوثيني‬ ‫غ ��ادروا اليم ��ن خالل الأ�شه ��ر املن�صرم ��ة �إىل بريوت‬ ‫ب�ش ��كل غ�ي�ر جماع ��ي بحج ��ة ال�سياح ��ة»‪ ،‬غ�ي�ر �أن‬ ‫معلومات توفرت ر�شحت وجود حوثيني يقاتلون مع‬ ‫نظام الأ�سد كونهم متخ�ص�صني يف القتال يف املناطق‬ ‫اجلبلية وحروب الع�صاب ��ات‪ .‬بح�سبما قالت �صحيفة‬ ‫ال�شرق ال�سعودية‪.‬‬ ‫م ��ن جهة �أخ ��رى حم ��ل املكت ��ب االعالم ��ي لل�سيد عبد‬ ‫امللك احلوث ��ي ميلي�شي ��ات الإ�صالح كام ��ل امل�سئولية‬ ‫ع ��ن نق�ضه ��م لل�صل ��ح وممار�سة الع ��دوان حيث �شنت‬ ‫ميلي�شيات الإ�صالح فجر ال�سبت املا�ضي هجوم ًا على‬ ‫(منطقة عاهم ‪ -‬مديرية م�ستبا) م�ستخدم ًة كافة �أنواع‬ ‫الأ�سلح ��ة الثقيلة واخلفيفة دون �أي مربر يذكر �سوى‬ ‫االرتهان للخارج وتنفيذ توجيهاته‪.‬‬ ‫مو�ضح ��ا يف بي ��ان ح�صل ��ت الهوي ��ة عل ��ى ن�سخة منه‬ ‫�أن ذلك ج ��اء عقب عقد اجتماعات متك ��ررة مليلي�شيات‬ ‫الإ�ص�ل�اح يف (منطق ��ة عاه ��م) م ��ع قي ��ادات �سعودية‬ ‫بالقرب من (منطقة ميدي ‪ -‬حمافظة حجة)‪.‬‬ ‫و�أكد البي ��ان �أن ادعاءات اال�صالحيني باطلة وكاذبة‬ ‫ال ميكن �أن تغطي احلقيقةا�سلنا�صعة حيث يرف�ضون‬ ‫التعاي� ��ش ال�سلمي ويتلقون الدع ��م الع�سكري واملايل‬ ‫وكافة �أنواع الدعم من قب ��ل اال�ستخبارات ال�سعودية‬ ‫وم ��ن ورائه ��ا اال�ستخب ��ارات الأمريكية الت ��ي ت�سعى‬ ‫جاه ��دة �إىل ن�ش ��ر الفو�ض ��ى واحل ��روب الداخلي ��ة‬ ‫ليت�سن ��ى له ��ا متري ��ر م�ؤامراته ��ا الدنيئ ��ة و�إح ��كام‬ ‫قب�ضته ��ا على الب�ل�اد �سيا�سي� � ًا وع�سكري� � ًا بح�سب ما‬ ‫جاء يف البيان‪.‬‬ ‫وج ��دد �أن�ص ��ار الل ��ه يف بيانه ��م دعوته ��م للعقالء يف‬ ‫ح ��زب الإ�ص�ل�اح ولغريهم م ��ن احلري�صني عل ��ى �أمن‬ ‫الوط ��ن و�سالمته للوقوف بحزم جتاه هذه التدخالت‬ ‫املك�شوف ��ة و�أن ين�صح ��وا تل ��ك امللي�شي ��ات بالكف عن‬ ‫عدوانه ��ا ف�إنها لن جتن ��ي من وراء ذل ��ك �إال اخل�سران‬ ‫والوبال‪.‬‬

‫القا�ضي يهدد‬

‫ومن جهة �أحرى تناقلت مواق ��ع اخبارية بان اللواء‬ ‫عل ��ي حم�س ��ن يخط ��ط حاليا الغتي ��ال الل ��واء حممد‬ ‫نا�صر احم ��د وزير الدفاع وال�ص ��اق التهمة بامل�ؤمتر‬ ‫ال�شعبي العام م�ستفيدا من الو�ضع الراهن والأخبار‬ ‫املتداولة هنا وهناك والت ��ي تفيد بوجود فجوه بني‬ ‫الوزي ��ر وبع� ��ض قي ��ادات يف امل�ؤمت ��ر بع ��د ان روج‬ ‫الإعالم ب� ��أن وزير الدفاع ان�ض ��م اىل �صفوف اللواء‬ ‫علي حم�سن‪ ،‬ون�شرت مواقع �إعالميه تابعة للم�ؤمتر‬ ‫اخبارا عن وجود هذه الفجوة وفقا للطليعة نت‪.‬‬ ‫اىل ذل ��ك روج ��ت مواق ��ع تابع ��ة للواء عل ��ي حم�سن‬ ‫وامل�شرتك خل�ب�ر �صدور قرار بتعي�ي�ن العميد يحيى‬ ‫حمم ��د عب ��دا لل ��ه �صال ��ح نائب� � ًا لرئي� ��س اجلمهورية‬ ‫وح�س ��ب مراقب�ي�ن ف�إن ه ��ذا الرتويج من قب ��ل �إعالم‬ ‫امل�ش�ت�رك يه ��دف اىل خل ��ط الأوراق و�إيق ��اف �أي‬ ‫ق ��رار رئا�سي قد يف�ض ��ي �إىل هذا االم ��ر ويحاول ان‬

‫ميت� ��ص الغ�ضب ل ��دى جماهري امل�ؤمت ��ر وردة فعلهم‬ ‫عق ��ب الق ��رارات ال�ص ��ادرة ع ��ن رئي� ��س اجلمهورية‬ ‫والت ��ي �أخ ��ذت دون موافق ��ة امل�ؤمتر ال�شعب ��ي العام‬ ‫باعتب ��اره اح ��د �أطراف العملي ��ة ال�سيا�سي ��ة وتن�ص‬ ‫املب ��ادرة اخلليجية على توافق الأط ��راف ال�سيا�سية‬ ‫فيما يخ� ��ص التعيينات او العزل وه ��و مامل يحدث‪،‬‬ ‫حيث خدمت قرارات رئي�س اجلمهورية التي �صدرت‬ ‫م�ؤخ ��را طرفا واحدا يف العملية ه ��و اللقاء امل�شرتك‬ ‫واللواء علي حم�سن الأحمر على وجه اخل�صو�ص ‪.‬‬ ‫ويف الوق ��ت ال ��ذي ت�س ��ود في ��ه حال ��ة م ��ن اال�ستياء‬ ‫جماهري امل�ؤمتر ال�شعبي العام ي�صرح اللواء حم�سن‬ ‫بان ��ه لن يرف�ض قرار عزل ��ه اذا ما قرر الرئي�س هادي‬ ‫ذل ��ك يف الوقت ال ��ذي ترددت الأنباء ع ��ن رف�ض على‬ ‫حم�سن لق ��رار عزله ابلغه اي ��اه الرئي�س هادي ع�صر‬ ‫ال�سب ��ت املا�ض ��ي‪ ،‬ورد علي ��ه بالرف�ض وه ��و تناق�ض‬ ‫�صري ��ح يف قول وفعل اللواء علي حم�سن الأحمر �إن‬ ‫�صح هذا القول‪.‬‬ ‫فقب ��ل فرتة وجي ��زة �سربت معلوم ��ات يف العا�صمة‬ ‫اليمنية �صنعاء‪ ،‬تتحدث عن قرارات هامة �سي�صدرها‬ ‫الرئي�س اجلديد‪ ،‬عبد ربه من�صور هادي‪ .‬العديد من‬ ‫اليمنيني ظن ��وا �أن الت�سريبات لي�ست �سوى حماولة‬ ‫م ��ن مع�سكر الرئي� ��س لتهدئة االنتق ��ادات املت�صاعدة‬ ‫حول �أدائه منذ اختياره لقيادة مرحلة انتقالية مدتها‬ ‫عامان‪.‬‬ ‫�إ ّال �أن ي ��وم اجلمع ��ة املا�ض ��ي‪� ،‬أثبت ه ��ادي �أنه عازم‬ ‫على بدء معاجلة الو�ضع الأمني وال�سيا�سي املرتدي‬ ‫يف الب�ل�اد‪ ،‬من خالل �إ�صداره جمموعة من املناقالت‬ ‫الع�سكري ��ة طالت ع ��دد ًا من �أبرز الق ��ادة الع�سكريني‪،‬‬ ‫مبن فيهم حم�سوبون على الرئي�س ال�سابق علي عبد‬ ‫الل ��ه �صال ��ح‪ ،‬مطلق ًا بذلك مهمة اع ��ادة هيكلة اجلي�ش‬ ‫اليمن ��ي‪ ،‬الت ��ي تع ��د �شرط� � ًا �أ�سا�سي ًا من قب ��ل العديد‬ ‫من الأطراف ال�سيا�سية لتهيئ ��ة الأجواء �أمام انعقاد‬ ‫م�ؤمتر احلوار الوطني‪.‬‬ ‫ويف �إجراء يعد الأهم منذ توليه من�صبه يف احلادي‬ ‫والع�شري ��ن م ��ن �شهر �شب ��اط املا�ضي‪� ،‬أ�ص ��در هادي‬ ‫ق ��رار ًا باقال ��ة اب ��ن �أخ �صال ��ح‪ ،‬العميد الرك ��ن طارق‬ ‫حمم ��د عب ��د الل ��ه �صالح‪ ،‬م ��ن من�ص ��ب قائ ��د القوات‬ ‫اخلا�ص ��ة‪ ،‬معين� � ًا �إي ��اه قائ ��د ًا لل ��واء ‪ 37‬م ��درع‪ ،‬كما‬ ‫�أق ��ال اللواء حممد �صالح الأحم ��ر‪ ،‬الأخ غري ال�شقيق‬ ‫للرئي� ��س ال�سابق‪ ،‬من من�صب قائ ��د القوات اجلوية‪،‬‬ ‫وعين ��ه م�ساع ��د ًا لوزير الدف ��اع للت�صني ��ع احلربي‪.‬‬ ‫كذلك طالت املناق�ل�ات الع�سكرية اللواء الركن حممد‬ ‫علي حم�سن الأحمر ف�أقيل من من�صبه كقائد للمنطقة‬ ‫الع�سكري ��ة ال�شرقي ��ة‪ ،‬وج ��رى تعيينه نائب� � ًا لرئي�س‬ ‫هيئ ��ة الأركان العامة ل�ش�ؤون الق ��وات الربية‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫ع ��ن تبدي ��ل مواقع ع ��دد �آخر م ��ن ال�ضب ��اط‪ ،‬وتغيري‬ ‫حمافظ ��ي �أرب ��ع حمافظات‪ ،‬م ��ن بينه ��م حمافظ تعز‬ ‫القري ��ب من �صال ��ح بالتزامن مع ب ��دء اللجنة املكلفة‬ ‫بنزع ال�سالح يف �صنعاء �أعمالها‪.‬‬ ‫�إلاّ �أن حر� ��ص ه ��ادي عل ��ى احل�س ��م‪ ،‬دون الت�صادم‪،‬‬ ‫يف قراراته التي اقت�ص ��رت على تبديل مواقع القادة‬ ‫املذكوري ��ن من منا�صبهم وعدم �إحالتهم �إىل التقاعد‪،‬‬ ‫ف�ض�ل ً�ا ع ��ن املوازن ��ة يف الق ��رارات لت�شم ��ل مقربني‬ ‫م ��ن �صالح والل ��واء املن�شق علي حم�س ��ن الأحمر‪ ،‬مل‬ ‫يتقبل ��ه الع�سكري ��ون املقربون من �صال ��ح‪ ،‬وحتديد ًا‬ ‫�أخ ��وه غ�ي�ر ال�شقي ��ق‪ ،‬ال ��ذي اتخ ��ذ ق ��رار ًا بخو�ض‬ ‫معرك ��ة �ض ��د �إزاحته م ��ن من�صب ��ه‪� ،‬سرع ��ان ما تبني‬ ‫�أنها خا�س ��رة‪ .‬ف�أقدم الأخ غري ال�شقي ��ق ل�صالح‪ ،‬على‬ ‫اعالن امتناعه عن تنفيذ القرار �إىل حني «�إبعاد وزير‬ ‫الدف ��اع حممد نا�صر احمد عن من�صبه‪ ،‬و�إقالة اللواء‬ ‫عل ��ى حم�س ��ن الأحم ��ر و�إقال ��ة رئي�س هيئ ��ة الأركان‬ ‫�أحم ��د الأ�ش ��ول‪ ،‬و�إخ ��راج �أوالد الأحم ��ر م ��ن البالد‬ ‫ورفع االعت�صام ��ات»‪ ،‬لكن اخلط�أ اجل�سيم الذي وقع‬ ‫فيه حممد �صالح الأحمر‪ ،‬كان بالإيعاز �إىل ع�سكريني‬ ‫وقبليني موالني له مبحا�صرة واغالق مطار �صنعاء‪،‬‬ ‫ف�ض�ل ً�ا ع ��ن التهدي ��د با�سق ��اط �أي طائ ��رة حتل ��ق يف‬ ‫الأجواء‪ ،‬م�ستغ ًال وقوع مكتب قيادة القوات اجلوية‬ ‫يف املط ��ار‪ .‬ه ��ذه اخلطوة‪� ،‬سرع ��ان م ��ا انقلبت �ضد‬ ‫الأخ غ�ي�ر ال�شقي ��ق ل�صال ��ح‪ ،‬بعدم ��ا �أدى �سلوكه �إىل‬ ‫ا�ستنفار �سف ��راء الدول اخلليجية وال ��دول الغربية‪،‬‬ ‫الذين �أجروا �سل�سلة م ��ن االت�صاالت بحزب امل�ؤمتر‬ ‫ال�شعب ��ي‪� ،‬أبلغوه فيه ��ا دعم ًا مطلق ًا لق ��رارات هادي‪،‬‬ ‫لي� ��ؤدي ال�ضغ ��ط �إىل تراج ��ع الأحمر ع ��ن حما�صرة‬ ‫املطار‪ ،‬وحماولة التن�صل ممّا اقرتفه‪.‬‬ ‫والالف ��ت �أن ته ��ور الأخ غ�ي�ر ال�شقي ��ق ل�صال ��ح مل‬ ‫ين�سحب عل ��ى جنل الرئي�س اليمن ��ي ال�سابق‪� ،‬أحمد‬ ‫عل ��ي عب ��د الله �صال ��ح‪ ،‬ال ��ذي يتوىل قي ��ادة احلر�س‬ ‫اجلمه ��وري‪ ،‬وذل ��ك على الرغم م ��ن الت�سريبات التي‬ ‫تفي ��د �أن املناق�ل�ات الت ��ي �أجراه ��ا الرئي� ��س اليمني‬ ‫لي�س ��ت �سوى مقدم ��ة لتغيري مماث ��ل �سي�ستهدف عما‬ ‫قري ��ب قائ ��د احلر� ��س اجلمه ��وري‪� ،‬إىل جان ��ب ابن‬ ‫�شقي ��ق �صالح‪ ،‬العمي ��د الركن يحيى حمم ��د عبد الله‬ ‫�صال ��ح‪ ،‬ال ��ذي يقود ق ��وات الأمن املرك ��زي‪ .‬واكتفى‬ ‫�أحم ��د عل ��ي ب�إ�ص ��دار بي ��ان �ضبابي حت ��دث فيه عن‬ ‫«م�سان ��دة قي ��ادة احلر� ��س اجلمه ��وري للرئي�س عبد‬ ‫رب ��ه من�صور ه ��ادي»‪ ،‬الفت ًا يف الوق ��ت نف�سه �إىل �أنه‬ ‫«يف ما يخ�ص القرارات الت ��ي يتخذها القائد الأعلى‬ ‫للق ��وات امل�سلح ��ة‪ ،‬ف� ��إن احلر� ��س اجلمه ��وري‪ ،‬منذ‬ ‫ت�أ�س� ��س‪ ،‬يناق�ش الق�ضايا مع قيادات الدولة‪ ،‬بالطرق‬ ‫القانوني ��ة‪ ،‬وال يخو� ��ض معه ��ا نقا�ش� � ًا يف الإع�ل�ام‬ ‫بدوافع حزبية �أو �سيا�سية»‪.‬‬ ‫�أم ��ا اللواء عل ��ي حم�سن‪ ،‬ال ��ذي حتدث ��ت املعلومات‬ ‫ً‬ ‫�أي�ض� � ًا ع ��ن �أنه يج ��ري البح ��ث حالي� �ا يف �إقالته من‬ ‫من�صب ��ه‪ ،‬ومنحه من�صب� � ًا �شرفي� � ًا يف وزارة الدفاع‪،‬‬ ‫عل ��ى اعتب ��ار �أن تعيين ��ه يف من�ص ��ب خ ��ارج البالد‪،‬‬ ‫وحتدي ��د ًا يف دولة غربية‪ ،‬يعر�ض ��ه مل�ساءلة قانونية‬ ‫عل ��ى خلفي ��ة االتهام ��ات الت ��ي تالحق ��ه بارت ��كاب‬ ‫انته ��اكات يف جنوب اليمن و�شمال ��ه‪ ،‬فاكتفى ب�إبداء‬ ‫تفا�ؤل ��ه ب�ش� ��أن التغي�ي�رات‪ ،‬وت�أكي ��د �أن ��ه ل ��ن ي�ض ��ع‬ ‫�شروط� � ًا �إذا م ��ا قررت القي ��ادة ال�سيا�سي ��ة اقالته من‬ ‫من�صب ��ه‪ ،‬لتنتهي جولة املواجه ��ة الأخرية بني هادي‬ ‫ومع�سكر �صالح يف اجلي�ش وحزب امل�ؤمتر الوطني‬ ‫ل�صال ��ح الرئي� ��س اليمن ��ي اجلديد‪ ،‬بعدم ��ا جنح يف‬ ‫فر� ��ض قرارات ��ه‪ ،‬موجه� � ًا ر�سال ��ة ال لب� ��س فيه ��ا ب�أنه‬ ‫ب ��د�أ مبمار�سة �صالحياته كرئي� ��س للبالد‪ ،‬بعدما كان‬ ‫البع� ��ض يتن ��در على ت ��ردده يف �أداء مهمّات ��ه بالقول‬ ‫«�إن م�شكل ��ة هادي تكمن يف �أن ��ه ال يزال غري م�صدق‬ ‫�أن ��ه الرئي�س الفعلي‪ ،‬فيما م�شكلة �صالح تتمحور يف‬ ‫رف�ضه الت�صديق �أنه حتول �إىل رئي�س �سابق»‪.‬‬

‫هل تنجح جهود هادي‬

‫ال�سيا�سي ��ة يف م�ؤمت ��ر احل ��وار الوطن ��ي‪ ،‬الذي من‬ ‫املق ��رر �أن يلتئم يف الن�ص ��ف الأول من العام اجلاري‬ ‫مب�شاركة كل الق ��وى الفاعلة يف ال�شارع اليمني وفق ًا‬ ‫مل ��ا ن�صت علي ��ه املب ��ادرة اخلليجية جن ��د اجلنوبيني‬ ‫يرف�ض ��ون �أي م�شارك ��ة يف م�ؤمت ��ر احل ��وار الوطني‬ ‫م ��ا مل يكن هذا احلوار بني دولتني هما دولة اجلنوب‬

‫العدد ‪ 10‬األربعاء ‪ 11‬إبريل ‪2012‬م‬ ‫أر�ض حماي ��دة‪ ،‬وب�ضمانات‬ ‫ودول ��ة ال�شمال‪ ،‬وعل ��ى � ٍ‬ ‫دولي ��ة‪ ،‬وعل ��ى قاع ��دة اخل ��روج بح ��ل يرت�ض ��ي ب ��ه‬ ‫اجلنوبي ��ون �أقل ��ه الفيدرالية لفرتة حم ��ددة وبعدها‬ ‫ا�ستفت ��اء‪ ،‬يف حني يرى تيار ي�ض ��م �أن�صار ًا وقيادات‬ ‫يف احلراك �أن االنف�صال هو احلل الوحيد‪.‬‬ ‫يف ه ��ذه االثناء تناقل ��ت و�سائل االع�ل�ام �أخبارا عن‬ ‫اعت ��زام ق ��ادة جنوبي ��ون متواج ��دون يف اخل ��ارج‬ ‫الع ��ودة �إىل حمافظة عدن خالل الأي ��ام املقبلة لإنهاء‬ ‫مرحل ��ة غي ��اب ق�س ��ري ا�ستم ��رت م ��ا ب�ي�ن ‪ 22‬عام� � ًا‬ ‫لبع�ضه ��م و‪ 18‬عام� � ًا لآخري ��ن‪ ،‬حتدي ��د ًا �أولئك الذين‬ ‫غادروا املدينة بعد هزمي ��ة اجلنوبيني على يد قوات‬ ‫ال�شمال يف حرب �صيف ‪.1994‬‬ ‫و ُت�ش � ِ ّ�كل عودة زعماء اجلنوب املهاجرين يف اخلارج‬ ‫دفع ��ة قوي ��ة لأبن ��اء اجلن ��وب الذي ��ن �ص ّع ��دوا م ��ن‬ ‫احتجاجاتهم ال�سلمية ال�ستعادة دولتهم ح�سب قولهم‬ ‫ورفعوا �سقف مطالبهم راف�ضني �أي حوار مع حكومة‬ ‫الوفاق مهما كانت ال�ضغوط‪.‬‬ ‫ويوج ��د خ ��ارج اليم ��ن عد ٌد كب�ي�ر من ق ��ادة اجلنوب‬ ‫ال�سيا�سي�ي�ن والإعالمي�ي�ن‪ ،‬عل ��ى ر�أ�سه ��م الرئي� ��س‬ ‫اجلنوب ��ي ال�سابق ونائب رئي� ��س دولة الوحدة‪ ،‬علي‬ ‫�س ��امل البي�ض‪ ،‬والرئي�س اجلنوبي قبل الوحدة‪ ،‬علي‬ ‫نا�ص ��ر حممد‪ ،‬ورئي� ��س وزراء دولة الوح ��دة‪ ،‬حيدر‬ ‫العطا� ��س‪ ،‬و�آخرون م ��ن قيادات احل ��زب اال�شرتاكي‬ ‫اليمن ��ي الذين دعتهم �أحداث ع ��ام ‪� 1994‬إىل مغادرة‬ ‫اليم ��ن ليب ��د�أوا م ��ن هناك رحل ��ة البحث ع ��ن العودة‬ ‫جمدد ًا �إىل وطنهم‪.‬‬ ‫حي ��ث يجم ��ع ع ��د ٌد م ��ن قي ��ادات احل ��راك اجلنوبي‪،‬‬ ‫م ��ن بينهم العمي ��د نا�ص ��ر النوبة‪ ،‬عل ��ى وجوب عدم‬ ‫امل�شارك ��ة يف م�ؤمت ��ر احل ��وار الوطن ��ي‪ ،‬ويدع ��و‬ ‫“النوبة” جميع التيارات اجلنوبية وقوى احلراك‬ ‫اجلنوب ��ي ال�سلم ��ي �إىل الت�ش ��اور واخل ��روج بر�ؤية‬ ‫موح ��دة تف�ض ��ي �إىل عقد م�ؤمتر جنوب ��ي – جنوبي‬ ‫قبل �أي حوار مع ال�شماليني يف نظام �صنعاء‪.‬‬ ‫ويق ��ول “النوب ��ة” يف ت�صري ��ح �صحف ��ي ‪ -‬منتق ��د ًا‬ ‫قي ��ادات حم�سوب ��ة عل ��ى الإخ ��وان امل�سلم�ي�ن �أعلنت‬ ‫نيته ��ا امل�شاركة يف احلوار‪� -‬إن ��ه لي�س لأحد احلق �أن‬ ‫ي�ضع نف�سه و�صي ًا على �أبناء اجلنوب وعلى ق�ضيتهم‬ ‫العادلة‪ ،‬كون �أبناء اجلنوب هم وحدهم من لهم احلق‬ ‫يف تقرير م�صريهم‪.‬‬ ‫ويح ��ذر العمي ��د النوبة قوى احلراك م ��ن االن�صياع‬ ‫ل�سيا�س ��ة اال�ست ��دراج‪ ،‬ال ��ذي ق ��ال �إن نظ ��ام �صنع ��اء‬ ‫يعمد على اتباعها لتفكيكه باعتباره احلامل ال�شرعي‬ ‫للق�ضي ��ة اجلنوبية و�إدخال ��ه يف دوام ��ة التناق�ضات‬ ‫وال�صراع ��ات‪ ،‬بغر�ض �إ�ضعافه ليدخ ��ل يف �أي حوار‬ ‫ب�ص ��ورة امله ��زوم‪ ،‬م�ست ��د ًال مب ��ا يح�ص ��ل الي ��وم من‬ ‫ِق َب ��ل �أح ��زاب اللق ��اء امل�ش�ت�رك التي توا�ص ��ل‪ ،‬ح�سب‬ ‫ر�ؤيته‪ ،‬ا�ستدراج بع�ض قي ��ادات احلراك يف حماولة‬ ‫لإي�ص ��ال ر�سال ��ة �إىل املجتم ��ع ال ��دويل ب� ��أن الق ��وى‬ ‫املنادي ��ة بالفيدرالية وفك االرتباط واال�ستقالل حتت‬ ‫�سيطرته ��ا‪ ،‬و�أن لديه ��ا املقدرة عل ��ى �إقناعهم وجرهم‬ ‫�إىل امل�شارك ��ة يف احل ��وار مت ��ى �ش ��اءت ومب ��ا يتفق‬ ‫و�أهدافها‪.‬‬ ‫م ��ن جهتها‪� ،‬أعلن ��ت ع ��دة نقابات ومنظم ��ات جمتمع‬ ‫م ��دين يف اجلن ��وب انف�صاله ��ا ع ��ن مراك ��ز النقابات‬ ‫الرئي�سي ��ة يف �صنع ��اء‪ ،‬وت�أ�سي�س جل ��ان حت�ضريية‬ ‫وجمال� ��س منتخب ��ة لنقاب ��ات جنوبي ��ة م�ستقل ��ة يف‬ ‫�إط ��ار التح�ضري النتخابات نقابي ��ة يف كل حمافظات‬ ‫اجلن ��وب‪ ،‬و�أ�صبحت نقاب ��ات ال�صحفيني اجلنوبيني‬ ‫واملحام�ي�ن واملهند�س�ي�ن وامله ��ن التعليمي ��ة واحت ��اد‬ ‫ن�س ��اء اجلن ��وب وغريه ��ا م ��ن النقاب ��ات الفاعل ��ة‬ ‫تتمت ��ع با�ستقالل ت ��ام ع ��ن ال�شمال‪ .‬وعق ��دت اللجنة‬ ‫التح�ضريي ��ة لنقاب ��ة ال�صحفيني اجلنوبي�ي�ن �أواخر‬ ‫ال�شه ��ر املا�ض ��ي لق ��ا ًء ت�شاوري ًا للتهيئ ��ة لعقد امل�ؤمتر‬ ‫الت�أ�سي�س ��ي للنقابة‪ ،‬مب�شاركة وا�سع ��ة من �صحفيني‬ ‫و�إعالمي�ي�ن جنوبي�ي�ن‪“ ،‬وذل ��ك ل�ض ��رورات ن�ضالية‬ ‫يفر�ضه ��ا الواقع اجلنوبي‪ ،‬وان�سجام� � ًا مع تطورات‬ ‫ق�ضيت ��ه وث ��ورة �شعب ��ه التحررية املجي ��دة”‪ ،‬ح�سب‬ ‫بيان اللجنة التح�ضريي ��ة‪ .‬كما �أعلنت نقابة املحامني‬ ‫ه ��ي الأخ ��رى انف�صاله ��ا وف ��ك االرتب ��اط الكامل عن‬ ‫نقاب ��ة املحامني اليمنيني‪ ،‬وق ��ال رئي�س جمل�س نقابة‬ ‫املحامني امل�ؤقت يف اجلن ��وب‪ ،‬عدنان �شيخ من�صور‪،‬‬ ‫لـ”ال�ش ��رق”‪� ،‬إن ��ه مل يعد هن ��اك �أي رابط بني حمامي‬ ‫اجلن ��وب ونقاب ��ة �صنع ��اء‪“ ،‬لأن نظ ��ام �صنع ��اء ظل‬ ‫�سنوات طويلة يرتكب اجلرائم بحق �أبناء اجلنوب‪،‬‬ ‫يف حني مل ت�صدر نقابة املحامني اليمنيني حتى بيان‬ ‫�إدان ��ة واح ��د ًا �ضد ه ��ذه الأعم ��ال”‪ ،‬ح�س ��ب حديثه‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف عدن ��ان �شي ��خ �أن ��ه مت اعتق ��ال املحامني يف‬ ‫اجلن ��وب‪ ،‬ومل يكن للق�ضاء اليمن ��ي �أي دور يف هذه‬ ‫التع�سف ��ات‪ .‬وك�شف ع ��ن تكليفه جلن ��ة قانونية لرفع‬ ‫ق�ضي ��ة يف حمكم ��ة اجلناي ��ات الدولي ��ة �ض ��د نظ ��ام‬ ‫�صنع ��اء ولي� ��س �ض ��د �أ�شخا� ��ص‪“ ،‬لأن ال ��ذي ارتكب‬ ‫اجلرائ ��م بح ��ق اجلنوبي�ي�ن هو نظ ��ام متكام ��ل بكل‬ ‫�أجنحته الع�سكرية والقبلية واملدنية”‪ ،‬وفق ر�ؤيته‪.‬‬ ‫�ام متباينة‬ ‫ويتح ��دث قادة احل ��راك اجلنوبي عن �أرق � ٍ‬ ‫عن ع ��دد القتلى واجلرحى واملعتقلني من اجلنوبيني‬ ‫منذ ب ��دء حراكه ��م قبل خم� ��س �سنوات وحت ��ى الآن‪،‬‬ ‫غ�ي�ر �أن غالبي ��ة امل�ص ��ادر ت�ؤكد �أن احل ��راك قدم نحو‬ ‫‪ 800‬قتي ��ل‪ ،‬لك ��ن نا�شط�ي�ن جنوبيني ن�ش ��روا �أ�سماء‬ ‫‪ 553‬قتي�ل ً�ا وخم�سة �آالف جري ��ح‪ ،‬يف حني يزيد عدد‬ ‫املعتقل�ي�ن عل ��ى خم�سني �أل ��ف �أُطلِق �س ��راح غالبيتهم‬ ‫فيما بعد‪.‬‬ ‫وت�ش�ي�ر �إح�صائي ��ة لق ��وى احل ��راك �إىل قت ��ل حكومة‬ ‫الوف ��اق الوطن ��ي من ��ذ ت�شكيله ��ا الع ��ام املا�ض ��ي ‪36‬‬ ‫جنوبي ًا يف حني جُ ِرحَ ‪.112‬‬ ‫وبح�س ��ب ت�صريحات �صحفي ��ة ي ��ري د‪ .‬عبدالله �أبو‬ ‫الغي ��ث �أن خي ��ار الدول ��ة الالمركزي ��ة االحتادية ذات‬ ‫الأقالي ��م املتعددة م ��ازال يحظي بنف� ��س الزخم‪ ,‬و�أنه‬ ‫ق ��د ميث ��ل املخ ��رج الواقع ��ي والآم ��ن حل ��ل الق�ضي ��ة‬ ‫اجلنوبي ��ة‪ ,‬متوقع ��ا �أن ��ه قد يتبل ��ور يف ق ��ادم الأيام‬ ‫لي�صب ��ح يف نهاي ��ة املط ��اف مبثاب ��ة احل ��ل الو�س ��ط‬ ‫املقبول‪.‬‬ ‫فيم ��ا يحبذ الدكت ��ور �سن ��ان عبدالله الدعي� ��س �أ�ستاذ‬ ‫القان ��ون ال ��دويل الع ��ام امل�ساع ��د بجامع ��ة �صنع ��اء‬ ‫املق�ت�رح القائ ��ل بالالمركزي ��ة احلقيقي ��ة ال�شامل ��ة‬ ‫فيدرالي ��ة املحافظ ��ات‪ ,‬م�ب�ررا ذل ��ك ب� ��أن الفيدرالي ��ة‬ ‫ب�ي�ن �إقليم�ي�ن �شم ��ال وجنوب‪ ,‬كم ��ا يط ��رح البع�ض‪,‬‬ ‫ه ��و متهيد لالنف�ص ��ال‪ ,‬وهروب لل ��وراء وال يقدم �أي‬ ‫ح ��ل عمل ��ي ال للجن ��وب وال لل�شم ��ال ب ��ل يغل ��ب عليه‬ ‫الطاب ��ع الأن ��اين وال�شخ�ص ��ي علي الطاب ��ع الوطني‬ ‫واملو�ضوعي‪.‬‬ ‫لك ��ن هناك مواقف تبدو ح ��ادة وحا�سمة يف التعاطي‬ ‫م ��ع ق�ضية اجلنوب مث ��ل الباحثة اليمني ��ة نادرة عبد‬ ‫القدو� ��س والت ��ي ت ��ري �إن الق�ضي ��ة اجلنوبي ��ة ه ��ي‬ ‫ق�ضي ��ة �أر�ض و�شعب مت الغ ��در بهما بليل‪ ,‬وم�صادرة‬ ‫حقوقهم ��ا‪ ,‬وانته ��اك خل�صو�صيتهم ��ا وت�شوي ��ه‬ ‫لهويتهم ��ا‪ ,‬بعد تذويب نظ ��ام م�ؤ�س�سي لدولة مدنية‪,‬‬ ‫يدي ��ن �شعبه ��ا الإ�سالم ويحرتم القوان�ي�ن‪ ,‬يف بوتقة‬

‫الوح ��دة اليمني ��ة الت ��ي مل ت�صه ��ر النظ ��ام الآخ ��ر‪,‬‬ ‫ال�شري ��ك فيه ��ا‪ ,‬واملع ��روف با�ستناده عل ��ي الأعراف‬ ‫القبلية ونفوذها بح�سب ال�شرق االو�سط‪.‬‬ ‫وت ��ري عبدالقدو� ��س �أن احل ��ل احلقيق ��ي للق�ضي ��ة‬ ‫اجلنوبية هو االع�ت�راف ال�صريح بها و�إعادة الأمور‬ ‫�إيل ن�صابها يف خمتلف �صعد احلياة مقرتحة يف ذلك‬ ‫االع�ت�راف بحق �شع ��ب اجلنوب يف تقري ��ر م�صريه‪,‬‬ ‫و�إع ��ادة �صياغ ��ة الوحدة اليمني ��ة يف احتاد فيدرايل‬ ‫م ��ن �إقليمني وبد�ست ��ور جديد ي�ضم ��ن �سالمة الدولة‬ ‫اجلدي ��دة وم�سارها املدين احل�ض ��اري الدميقراطي‪,‬‬ ‫ويكفل �سالمة �شعبها‪.‬‬ ‫ويرى القيادي يف احل ��زب اال�شرتاكي اليمني ح�سن‬ ‫�شك ��ري �أن الدول ��ة الوطني ��ة الدميقراطي ��ة القائم ��ة‬ ‫عل ��ي قاع ��دة الالمركزي ��ة‪ ,‬ال تك ��ون �شيئ ��ا �آخ ��ر غري‬ ‫الدول ��ة االحتادي ��ة الفيدرالي ��ة املكون ��ة م ��ن �إقليم ��ي‬ ‫معادل ��ة ل�شط ��ري الوط ��ن �سابقا‪.‬وم ��ع تزاي ��د اجلدل‬ ‫ح ��ول م�ستقبل جنوب اليمن وال ��ذي �سيقرره م�ؤمتر‬ ‫احلوار الوطني ف�إن حالة االنفتاح الكامل و�شطب كل‬ ‫اخلطوط احلمراء واال�شرتاط ��ات امل�سبقة قد تف�ضي‬ ‫�إيل اختيارات متنح اجلنوبيني كامل حقوقهم �ضمن‬ ‫دولة احتادية ب�صيغة ال تهدد وحدة اليمن‪.‬‬ ‫وم ��ع �أن ع ��ام‪ 1990‬الذي حتققت في ��ه وحدة طوعية‬ ‫فوري ��ة ب�ي�ن �شطري اليم ��ن كخيار �شعب ��ي و�سيا�سي‬ ‫ا�ستح ��وذ عل ��ى م�شاع ��ر وقل ��وب اليمني�ي�ن مبختلف‬ ‫�إنتماءاته ��م باعتبار �أن �إعادة الوحدة ظل حلما كبريا‬ ‫ي ��راود خي ��االت املفكري ��ن والأجيال املتعاقب ��ة اال �أن‬ ‫ه ��ذا احلل ��م بر�أي كثري م ��ن اجلنوبي�ي�ن �أنها حتولت‬ ‫�إىل كابو� ��س �أ َّرق م�ضاجعهم ب�سب ��ب “تعامل القبيلة‬ ‫والع�سك ��ر مع اجلنوب و�أبنائ ��ه كغنيمة حرب ولي�س‬ ‫�شري ��ك ًا ق ��دم دول ��ة ب ��كل مقوماته ��ا لبناء مي � ٍ�ن واحد‬ ‫ت�سوده املواطنة”‪ ،‬ح�سب ر�ؤيتهم و�أن احللم اجلميل‬ ‫تب ��دد بع ��د �أعوام قليل ��ة بح ��رب �شعواء �أطل ��ق عليها‬ ‫ح ��رب �صيف‪ 94‬بني ال�شطرين كانت نتائجها كارثية‪,‬‬ ‫وبعد نحو‪ 13‬عاما وبالتحديد عام‪ 2007‬خرج مئات‬ ‫م ��ن امل�سرحني املدنيني والع�سكري�ي�ن اجلنوبيني من‬ ‫مواقع �أعمالهم‪ ,‬للمطالبة بحقوقهم ومبرتباتهم التي‬ ‫مت توقيفها‪.‬‬ ‫وتع� � ّد الق�ضي ��ة اجلنوبية �أه ��م امللفات الت ��ي تواجه‬ ‫اليمن واملجتمع الدويل الذي �أكد على �ضرورة �إيجاد‬ ‫ح ��ل لها مبا يحفظ وحدة البالد‪ ،‬غري �أن هذا الر�أي مل‬ ‫يع ��د له قب ��ول يف ال�شارع اجلنوبي ال ��ذي ا�ستطاعت‬ ‫ق ��وى احلراك �أن تغذيه بفك ��رة االنف�صال عن ال�شمال‬ ‫�أو ف ��ك االرتب ��اط �أو اال�ستقالل‪ ،‬فهن ��اك اختالف على‬ ‫م�سمى احلل واتفاق على جوهره‪.‬‬ ‫وتع ��ود انطالق ��ة احل ��راك �إىل ع ��ام ‪ ،2007‬حينم ��ا‬ ‫ب ��د�أ عد ٌد م ��ن الع�سكري�ي�ن اجلنوبي�ي�ن تظاهرات يف‬ ‫م ��دن جنوبي ��ة للمطالب ��ة ب�إعادته ��م �إىل وحداتهم يف‬ ‫اجلي� ��ش بعدم ��ا �سُ ِ ّرحوا منه ��ا ب�سبب ح ��رب ‪،1994‬‬ ‫لأنهم حاربوا حينها مع احلزب اال�شرتاكي والرئي�س‬ ‫البي� ��ض الذي �أعلن االنف�صال �إب ��ان احلرب لكنه ه ُِز َم‬ ‫وغادر اليمن‪.‬‬ ‫ورغ ��م �أن م�صطلح االنف�صال كان م ��ن املحرمات بعد‬ ‫هزمي ��ة احل ��زب اال�شرتاك ��ي منت�ص ��ف الت�سعينيات‬ ‫ب�سبب القب�ض ��ة الع�سكرية القوية لنظام علي عبدالله‬ ‫�صالح على اجلنوب‪� ،‬إال �أنه �أ�صبح الآن مطلب ًا �شعبي ًا‬ ‫ينادي به غالبية اجلنوبيني‪ ،‬يف حني يطالب بع�ضهم‬ ‫ب�ش ��كل جديد للنظ ��ام ال�سيا�سي مينحه ��م حكم ًا ذاتي ًا‬ ‫�أو فدرالي ��ة م�ؤقتة يتبعه ��ا ا�ستفتاء عل ��ى الوحدة �أو‬ ‫االنف�صال‪.‬‬ ‫وي ��رى اجلنوبيون �أن تعامل نظ ��ام الرئي�س ال�سابق‬ ‫م ��ع احل ��راك اجلنوبي ات�س ��م بنظرة ا�ستع�ل�اء‪ ،‬ففي‬ ‫البداي ��ة رف�ض مطال ��ب الع�سكريني الذي ��ن اعرت�ضوا‬ ‫عل ��ى التميي ��ز �ضدهم حت ��ى يف املرتب ��ات‪ ،‬حيث كان‬ ‫العقي ��د يف ال�شم ��ال يتقا�ضى مرتب ًا �أعل ��ى من العقيد‬ ‫اجلنوب ��ي‪ ،‬يف عملي ��ة اخت�ل�ال ح ��اول “�صالح” بعد‬ ‫ووجه بت�صحيح‬ ‫ذلك تالفيها باعتباره قائد ًا للجي�ش‪َّ ،‬‬ ‫�أو�ض ��اع الع�سكري�ي�ن اجلنوبي�ي�ن بع ��د �أن و�صل ��ت‬ ‫التظاه ��رات اجلنوبي ��ة �إىل ذروتها‪ .‬وبع ��د �أن قامت‬ ‫وزارة الدف ��اع اليمني ��ة بت�صحي ��ح الأو�ض ��اع املالي ��ة‬ ‫للع�سكري�ي�ن اجلنوبي�ي�ن‪ ،‬مت التوجي ��ه بعودتهم �إىل‬ ‫وحداتهم الع�سكرية‪ ،‬غ�ي�ر �أن غالبيتهم رف�ضوا لأنهم‬ ‫�سيعودون ع�سكريني ولي�س ��وا قادة كما كان و�ضعهم‬ ‫قب ��ل حرب ‪ ،94‬لت�ستمر بعد ذل ��ك م�سرية احتجاجات‬ ‫اجلنوبيني بالتفاف جميع �شرائح املجتمع اجلنوبي‬ ‫حوله ��م يف تظاه ��رات خرج ��ت يف كل حمافظ ��ات‬ ‫اجلنوب‪.‬‬ ‫وت�سببت مواجهة نظام �صنعاء ملظاهرات اجلنوبيني‬ ‫ال�سلمي ��ة بق ��وة ال�س�ل�اح يف رف ��ع ح ��دة التذم ��ر يف‬ ‫�أو�ساطه ��م من النظ ��ام وتعامله العني ��ف مع مطالبهم‬ ‫امل�شروع ��ة‪ ،‬يف الوق ��ت ال ��ذي كان يفاو� ��ض في ��ه‬ ‫اخلاطفني والع�صابات يف ال�شمال‪.‬‬ ‫وبع ��د م ��رور الوق ��ت حتول ��ت الق�ضي ��ة م ��ن املطالبة‬ ‫بالروات ��ب وبتح�س�ي�ن الظروف املعي�شي ��ة �إيل حركة‬ ‫رف� ��ض �سلمي ��ة ل�سيا�سة النظام اليمن ��ي تبلورت فيما‬ ‫بع ��د مبا �سم ��ي احل ��راك اجلنوبي الذي ي�ض ��م حاليا‬ ‫ث�ل�اث تي ��ارات املت�ش ��دد فيه ��ا يطالب بتقري ��ر م�صري‬ ‫اجلنوب وفك الإرتباط م ��ع ال�شمال والإنف�صال عنه‪,‬‬ ‫واملعتدل من ��ه يطالب بالفيدرالي ��ة ب�إقليمني �أو �أكرث‪,‬‬ ‫�أما الط ��رف الثال ��ث فيق ��ول ب�إمكانية �إ�ص�ل�اح م�سار‬ ‫الوح ��دة ومعاجلة ق�ضي ��ة اجلنوب يف �إط ��ار الدولة‬ ‫اليمنية الواحدة‪.‬‬

‫م�سلحو القاعدة يقتلون‬

‫م ��ن عنا�ص ��ر م ��ا ي�سم ��ى تنظي ��م القاع ��دة يف �سجن‬ ‫الأم ��ن ال�سيا�س ��ي‪ ،‬ويح ��اول التنظي ��م حتري ��ر تل ��ك‬ ‫العنا�صر عرب �أعم ��ال اختطاف و�سيطرة على مناطق‬ ‫والتفاو�ض مع الأجهزة احلكومية لإطالقهم ‪.‬‬ ‫اىل ذل ��ك قتل ‪ 8‬جنود مينيني عل ��ى الأقل فيما �أ�صيب‬ ‫نحو ‪� 7‬آخرين بجروح فجر �أم�س الثالثاء‪ ،‬يف هجوم‬ ‫�شن ��ه م�سلح ��ون تابع ��ون لتنظيم القاع ��دة �ضد نقطة‬ ‫ع�سكري ��ة يف منطق ��ة "العرب" مبحافظ ��ة ح�ضرموت‬ ‫�شرقي اليمن‪.‬‬ ‫وق ��ال م�ص ��در �أمن ��ي مين ��ي‪�" :‬إن م�سلح�ي�ن هاجموا‬ ‫النقط ��ة الع�سكرية امل�ستحدثة بني "�صافر" مبحافظة‬ ‫م� ��أرب ومنطقة العرب يف حمافظ ��ة ح�ضرموت‪ ،‬حيث‬ ‫باغت ��وا �أف ��راد النقط ��ة الذي ��ن كان بع�ضه ��م يف نوبة‬ ‫التفتي�ش‪ ،‬و�آخرون نيام ‪.‬‬ ‫ولف ��ت امل�ص ��در �إىل �أن ا�شتب ��اكات دارت ب�ي�ن �أف ��راد‬ ‫النقط ��ة وامل�سلحني‪� ،‬سقط عل ��ى �إثرها نحو ‪ 8‬جنود‪،‬‬ ‫و�إ�صاب ��ة ‪� 7‬آخري ��ن يف ح�صيل ��ة �أولي ��ة‪ ،‬م�شريا �إىل‬ ‫تدمري امل�سلحني عربة مدرعة �شوهدت حترتق‪ ،‬حيث‬ ‫تتوزع النق ��اط على امتداد اخل ��ط ب�آليات مماثلة يف‬ ‫كل نقطة ع�سكرية‪.‬‬ ‫وكان ��ت حالة من التوتر قد خيم ��ت على منطقة العرب‬ ‫مبحافظة ح�ضرموت �شرقي اليمن بعد جتدد املعارك‬ ‫واملواجه ��ات بني العنا�صر املرتبط ��ة بتنظيم القاعدة‬ ‫وقوات اجلي�ش‪.‬‬


‫‪11‬‬

‫بحوث‬

‫العدد ‪ 10‬األربعاء ‪ 11‬إبريل ‪2012‬م‬

‫النظام االجتماعي القبلي واثره على الدور ال�سيا�سي واحل�ضاري للزيدية يف اليمن‬

‫(‪)5-1‬‬

‫مقاربة �سو�سيولوجية لتجربة الهادي الر�سي ال�سيا�سية (‪)297-284‬‬

‫مدخــــل‬

‫مل يكن ال�صعود ال�سيا�سي للعائلة االموية حمل ر�ضا وترحيب من قبل قوى‬ ‫�سيا�سية ودينية واجتماعية م�ؤثرة وا�سا�سية يف املجتمع اال�سالمي انذاك‪,‬‬ ‫بل ان �سيا�سة الدولة االموية والتحوالت ال�سيا�سية واالجتماعية والفكرية‬ ‫التي احدثتها يف املجتمع اال�سالمي كانت تزيد من اثارة نقمة امل�سلمني عليها‬ ‫‪,‬ومنذ قيامها واجهت معار�ضة �سيا�سية وحركات احتجاجية ثورية كالثورة‬ ‫التي قادها احل�سني بن على وثورة عبداهلل بن الزبري وثورات اخلوارج ‪...‬وقد‬ ‫افرز ا�شتداد الدولة االموية يف البط�ش مبعار�ضيها والوح�شية يف قمع خ�صومها‬ ‫والنهاية الدراماتيكية ملذبحة كربالء افرزت عددا من املواقف ال�سيا�سية‪,‬‬ ‫واخذت معظم قوى املعار�ضة يف مراجعة ح�ساباتها فمال البع�ض ل�سيا�سة املهادنة‬ ‫والتكيف مع الو�ضع القائم واللجوء اىل التربير وقد �شجعت الدولة االموية‬ ‫على تنامي هذا التوجه‪ ,‬وزهد اخرون يف ال�سيا�سة مف�ضلني املعار�ضة ال�سلبية‬ ‫باالن�ساحاب من احلياة العامة‪ ،‬وفريق �آثر الوقوف على احلياد‪ ,‬وفريق اخر‬ ‫راى االكتفاء باملقاومة واال�صالح الفكري‪ ,‬وبقي فريق ال يقبل اال باال�صالح‬ ‫ال�شامل الديني واالجتماعي واالقت�صادي‪ ,‬ويرف�ض التكيف مع الو�ضع القائم‬ ‫او املهادنة معه والر�ضي ب�سيا�سة االمر الواقع ‪,‬ويرى ان تردي الواقع ال�سيا�سي‬ ‫والب�ؤ�س االجتماعي ي�ستدعى التحرك العاجل بكل ال�سبل والو�سائل املتاحة‬ ‫بوجه التمادي االموي وكان على را�س هذا الفريق االمام زيد بن على (‪)122-80‬‬ ‫م�ؤ�س�س املذهب الزيدي‪.‬‬ ‫واىل وقت قيام ثورة زيد بن علي كانت املعار�ضة ال�سيا�سية حركة بدون‬ ‫عقيدة حمددة واجلدل العقدي كان الزال يف بدايته مل يتبلور بعد يف منظومات‬ ‫عقدية تتوزع امل�سلمني اىل فرق وطوائف ولذلك كان مع�سكر االمام زيد لفيفا‬ ‫الهادي �سيف وقلم‪:‬‬

‫يعت�ب�ر حتلي���ل �شخ�صية اله���ادي والتكوي���ن العلمي‬ ‫والنف�سي واالجتماعي والف�سيولوجي لها من املفاتيح‬ ‫اال�سا�س���ية لفه���م جتربت���ه ال�سيا�س���ية وم�رشوع���ه‬ ‫الإ�صالح���ي حيث ت�شري بع����ض النظريات االجتماعية‬ ‫�أن هناك �أ�شخا�صا يول���دون ليكونوا قادة‪ ,‬و�إذا �صحت‬ ‫هذه النظري���ة ف�إنها التنطبق على اح���د قدر انطباقها‬ ‫على �شخ�صي���ه الهادي يحي ب���ن احل�سني(‪297-245‬‬ ‫)كم���ا ت�صوره امل�صادر التاريخي���ة ‪-‬فهو من نوع تلك‬ ‫ال�شخ�صي���ات التي خلق���ت لتويل مه���ام قيادية غري‬ ‫عادية‪� ,‬إذ ولد م���زودا بيولوجيا ب�أهم ال�سمات املكونة‬ ‫لل�شخ�صية القيادية ‪.‬‬ ‫يتحدث امل�ؤرخون عن ن�ش�أته وبنائه الف�سيولوجي وانه‬ ‫كان يف �صباه يدخل ال�س���وق ويقول‪ :‬ما طعامكم هذا؟‬ ‫فيقال‪ :‬حنطه فيدخل يده فى الوعاء في�أخذ ما فى كفه‬ ‫ويطحنه بيده ثم يخرجها ويقول‪ :‬هذا دقيق‪.‬‬ ‫وروى �أب���و طالب انه كان غالما َح َز َّورا ً باملدينة وكان‬ ‫طبي���ب يختلف �إىل �أبيه احل�سني بن القا�سم على حمار‬ ‫يعاجله من مر�ض �أ�صابه فنزل عن احلمار يوما وتركه‬ ‫على الباب فاخذ يحي احلم���ار وا�صعده ال�سطح‪ ,‬فلما‬ ‫خرج الطبي���ب مل يجد احلمار‪ ,‬فقي���ل‪� :‬صعد به يحي‪,‬‬ ‫ف�سئ���ل ان ينزله‪ ,‬ومن ثم املثل ال�سائر ينزل احلمار من‬ ‫�صعد به‪ ,‬فانزله وقد دميت نابه فبلغ ذلك �أباه فزجره‬ ‫وخ���اف �أن ترمقه العيون» وكان يعمد �إىل القظيب من‬ ‫احلديد فيلويه على عنق خ�صمه ثم يعاود اىل ت�سويته‬ ‫ما يدل عل���ى متانة بنائه اجل�س���دي اخلارجي وكان‬ ‫يزيد من هيبته الهي���كل اال�سدي كما ت�صوره امل�صادر‬ ‫التاريخية عل���ى» انه كان ا�سديا اجن���ل العني وا�سع‬ ‫ال�ساعدي���ن غليظهما بعيد ما ب�ي�ن املنكبني وال�صدر‬ ‫خفيف ال�ساقني والعجز كالأ�سد»(‪)1‬‬ ‫و بالإ�ضافة اىل متانة بنائه اجل�سدي بدت عليه مبكرا‬ ‫مالمح النجاب���ة والنباهة والنبوغ واظهر عن مقدرات‬ ‫عقليه متقدم���ة تذكر بع�ض الروايات انه بدا الت�صنيف‬ ‫وله من العمر �سبع ع�رشة �سنة(‪)2‬‬ ‫وق���د ت�ضافرت هذه العوامل فى ت�شكيل وبناء ديناميت‬ ‫اجلذب ل�شخ�صيته و�إخراجها على نحو كاريزمي م�ؤثر‪،‬‬ ‫ي�ست�ش���ف هذا من مظاهر الإج�ل�ال والتعظيم التى كان‬ ‫يحاط بها فى حميطه العائلي واالجتماعي كما ي�شهد‬ ‫الناطق باحلق بـان���ه مل ي�سمع «ب�أنه بلغ من تعظيم‬ ‫ب��ش�ر لإن�سان ما كان من تعظيم �أبيه وعمومته له‪ ,‬ومل‬ ‫يكونوا يخاطبونه �إال بالإمام«‪)3(.‬‬ ‫و من دالئل متيزه اعرتاف العلويني بزعامته‪ ,‬ولعل هذا‬ ‫ه���و ما حمل الزيديه وخا�صة فى احلجاز �أن يعقدوا له‬ ‫البيعة (‪280‬هـ‪893/‬م) قبل ان يفكر بالذهاب �إيل اليمن‬ ‫وهو ابن خم����س وثالثني �سنة مع وجود �أبيه و�أعمامه‬ ‫على قيد احلياة‪.‬‬ ‫وكانت كارزما �شخ�صيته تفر�ض ح�ضورا طاغيا وم�ؤثرا‬ ‫عل���ى �أي جمل�س ي�شهده ويثري حفيظ���ة مناف�سيه كما‬ ‫حدث مع الداعي حممد ب���ن زيد حاكم طرب�ستان بعد‬ ‫ان ق�صدها الهادي يف جماعة من اهل بيته ببينهم �أبوه‬ ‫وبع�ض �أعمامه وريثما نزلوا بخان ي�سمى خان العال‬ ‫ب�آمل وقبل ان ي�ستقر بهم املقام تقاطر �أهايل طرب�ستان‬ ‫عليه���م حتى �ضاق اخل���ان بالنا����س وكاد ال�سطح ان‬ ‫ي�سقط لك�ث�رة احلا�رضين‪ ،‬وقد انزعج الداعي لذلك ومل‬ ‫ي�ستطع �أن يخفي تخوفه ‪ .‬ي�ساعده يف ذلك مهارة على‬ ‫احلدي���ث ومقدرة على التخاط���ب مع اجلمهور ي�شنف‬ ‫�آذان �سامعيه بح�س���ن عباراته وجزالة �ألفاظه و�سالمه‬ ‫منطق���ه وقوة حجته فقد كان �شاعرا وخطيبا وحماجا‪,‬‬ ‫وبذل���ك يك���ون قد جم���ع بني �أه���م و�سائ���ل االت�صال‬ ‫التقليدية البليغة الت�أثرييف خماطبة اجلمهور‪.‬‬ ‫كما كانت املكانه الدينية والعلمية للقا�سم بن �إبراهيم‬ ‫(‪246-169‬ه���ـ) ال���ذي كان يلقب بالأو�س���اط العلمية‬ ‫(ترجم���ان الدين)تزيد م���ن جالل وهيب���ة الهادي مع‬ ‫همة ترق���ى �إىل �سماك ال�سماء ونبل وا�ستقامة �أخالقية‬ ‫والثقة واعتداد بالنف�س ‪� .‬صلب �أمام املحن االجتماعية‬ ‫ال يخ���ور وال يبور والتثني���ه ال�صعاب وكلفة املواجهة‬ ‫ع���ن مبتغاه فيحيى كما يق���ول ال�شماحي « كان مثال‬ ‫ل�صف���ات القائد والقدوة احل�سن���ه لأتباعه مرتفعا عن‬ ‫الأه���واء و�سفا�س���ف الأم���ور وعن املت���ع‪� ,‬شجاعا فى‬

‫غري متجان�س مذهبيا ‪ .‬و�أدى اخفاقه يف االطاحة باحلاكم االموي ه�شام بن‬ ‫عبدامللك(‪ )125-71‬اىل زيادة تعميق الفرز للمواقف ال�سيا�سية يف مع�سكر‬ ‫االمام زيد نف�سه و ملكونات املجتمع اال�سالمي ب�شكل عام ‪,‬وكان كل مكون من هذه‬ ‫املكونات يت�أثر يف قرائته للدين مبوقفه ال�سيا�سي مبعنى اخر كان كل فريق‬ ‫ي�صوغ منظمومته العقدية والت�شريعية مبا ين�سجم وموقفه ال�سيا�سي او بوحي‬ ‫منه ومن ثمت ا�صبحت الزيدية ايديولوجية الثورة‪ ,‬ومن ناحية اخرى �ضاعف‬ ‫اخفاق الثوار من حمنة املعار�ضني للدولة االموية ال �سيما العلويني‪ ,‬وعمدت‬ ‫ال�سلطات االموية ومن بعدها العبا�سية اىل تكثيف اجراءاتها القمعية �ضد‬ ‫العلويني وم�شايعيهم ما دفع بهم اىل التفكري يف اماكن اخرى بعيدا عن اعني‬

‫املعارك والأه���وال‪ ,‬وفى تطبيق ما ي�ؤم���ن به ويدعوا‬ ‫�إليه‪ ,‬معتدال حتى مع �أعاديه»(‪)4‬‬ ‫ف���ى اجلملة كان الهادي �شخ�صي���ة قيادية من الدرجة‬ ‫الأوىل وم���ن الرجال العظماء الذين يرتكون �أثرهم علي‬ ‫التاريخ‪ ،‬وهو مبا توافر له من ال�سمات الهامة املكونة‬ ‫لل�شخ�صي���ة القيادي���ة والعوامل وامل�ؤث���رات اال�رسية‬ ‫والثقافي���ة التي تعاورت على بناء �شخ�صيته كان البد‬ ‫�أن يكون قائدا لأنه خلق ليكون كذلك الن القيادة طاقة‬ ‫ميتل���ك الهادي خمزونا �ضخما منها‪ ،‬وقدره �أن ي�رصفها‬ ‫وق���د ت�ساعده الظروف وقد ال ت�ساعده ويف هذا تتفاوت‬ ‫خطوط عظماء التاريخ ‪.‬‬ ‫واله���ادي هو الزعي���م الزيدي الذى انته���ى �إليه حمل‬ ‫امل��ش�روع الإ�صالحي ال���ذى كان قد ب���د�أه الإمام زيد‬ ‫(هـ‪)122‬ويع���د الوري���ث ال�رشعي للم���وروث املعريف‬ ‫لزي���د بن علي باعتبار الزيدية حركة ا�صالحية دينية‬ ‫م�رشوعها ال�سيا�سي يق���وم على مبد�أ الأمر باملعروف‬ ‫والنهى عن املنكر وامل�س�ؤولية االجتماعية وال�سيا�سية‬ ‫وتبنى املعار�ضة ال�سيا�سية وامل�سلحة �إن لزم الأمر ‪.‬‬ ‫وتتناغ���م �شخ�صية الهادي مع خ�صائ�ص الفكر الزيدي‬ ‫املعرفي���ة وال�سيا�سي���ة ‪ ,‬دون ان يعنى ذلك انه جمرد‬ ‫حام���ل �سلبي للموروث املعريف لزي���د بن علي‪ ,‬فهذا‬ ‫يتناف���ى مع طبيع���ة �شخ�صيته اخلالق���ة فما بينهما‬ ‫ن�ش����أت عالقة جدلي���ه خ�صبة فامل���وروث املعرويف‬ ‫للزيدي���ة �أ�سهم بدرجه �أ�سا�سي���ه يف التكوين املعريف‬ ‫لله���ادي‪ ,‬والهادي بدوره �أثرى ه���ذا املوروث بالرتاكم‬ ‫املع���ريف لع�رصه و�أ�ضفى علي���ه طابعا من �شخ�صيته‬ ‫ومن هنا من�ش�أ اخلط�أ الذي وقع فيه فريق من الباحثني‬ ‫يف نظرته���م لله���ادي كم�ؤ�س�س لفرق���ه متميزة داخل‬ ‫الزيدي���ة‪ ,‬وهو خط�أ جر �إليه �سوء فه���م لطبيعة الفكر‬ ‫الزيدى وطبيعة �أدوار الزعام���ات الروحية وال�سيا�سية‬ ‫املتعاقبة على قياده املذهب الزيدية وهام�ش احلركة‬ ‫امل�سوح لها مزاولته يف �إطار املذهب الزيدي‪.‬‬ ‫(التفكري يف ا�ستثمار �رضوف املرحلة) ‪:‬‬ ‫كان���ت الظروف ال�سيا�سي���ة واالجتماعية التي مير بها‬ ‫العامل الإ�سالمي على نهاي���ات القرن الثالث الهجري‬ ‫واملتمثل���ة يف تب���دي مالمح ال�ضع���ف على اخلالفه‬ ‫العبا�سية و�ضعف �سلطتها املركزية وتزايد نفوذ الأتراك‬ ‫وا�ستئثارهم بال�سلطة دون اخللفاء وتف�شي الف�ساد يف‬ ‫�أجهزة ال�سلطة وكرثة االنتفا�ض���ات املناه�ضة للدولة‬ ‫العبا�سي���ة واخلارج�ي�ن عليه���ا والتذم���ر يف �صفوف‬ ‫اجلماهري تدفع بالهادي �إىل التفكري اجلدي يف ا�ستثمار‬ ‫هذه الظ���روف لبدء التحرك ال�سيا�س���ي وو�ضع اخلطه‬ ‫العملي���ة حلركته الإ�صالحية والتي تطمح �إن �ساعدتها‬ ‫الظروف اىل منازلة اخلالف���ه العبا�سية يف بغداد‪ ,‬وقد‬ ‫�أ�شار الهادي �إىل �أهمية اغتنام هذه الظروف يف ر�سالته‬ ‫اىل بع����ض �أهله يف احلجاز ي�ؤنبهم فيها على خمولهم‬ ‫و�سلبيتهم يف التفاعل مع حركته‪.‬‬ ‫وبالفعل بدا اله���ادي يف و�ضع خطته مو�ضع التنفيذ‬ ‫وتذكر امل�ص���ادر التاريخية ان الهادي تردد يف البداية‬ ‫يف التوج���ه �إىل اليم���ن‪ ,‬وتردده كان عل���ى ا�سا�س ان‬ ‫اليم���ن لي�س املكان املف�ضل لدي���ه‪ ،‬لأنه من الطبيعي‬ ‫�أن يفكر �أي زعيم �سيا�سي �أو �صاحب دعوه ا�صالحية �أن‬ ‫يكون اختي���اره ملقر دعوته مبنيا على ا�ستقراء �سليم‬ ‫للمناطق واالختي���ار من بينها �أكرثه���ا منا�سبة التي‬ ‫ت�ساعده عل���ى حتقيق �أهداف دعوت���ه وت�شكل احلامل‬ ‫االجتماع���ي اجليد لها والع�صبي���ة التي تقدم احلماية‬ ‫الالزم���ة ‪ .‬وكان الإم���ام قد قام بج���والت ا�ستطالعيه‬ ‫لبع����ض البلدان فتوجه اىل طرب�ست���ان كما مر‪ ,‬و بعد‬ ‫الرحلة اال�ستطالعية االوىل اىل اليمن عام ‪280‬هـ) عرب‬ ‫عن خيبة امله ‪ ,‬فعلى الرغم من انهم قدموا له فرو�ض‬ ‫الوالء والطاعة مل يحب���وا �رصامته يف التزام ال�رشيعة‬ ‫والق���ران‪ ,‬تذكر بع����ض امل�صادر ان اله���ادي �أراد تنفيذ‬ ‫احلك���م ال�رشعي بحق رجل من �آل طريف من �أقارب �أبى‬ ‫العتاهية بلغه انه �رشب اخلمر‪ ,‬فمانع القوم‪ ,‬فا�ستاء‬ ‫اله���ادي لذلك‪ ,‬وقرر العودة �إىل احلج���از وهو يقول‪ :‬ال‬ ‫اكون كامل�صباح ي�ضيء لغريه ويحرق نف�سه ‪.‬‬ ‫وم���ع معاودة الوفود اليمني���ة املطالبة للمرة الثانية‬ ‫بقدومه فكر اله���ادي ب�رصفهم ملا بدا له ‪ -‬كما يقول‪-‬‬ ‫من قلة رغبتهم يف احل���ق اال انه فى النهاية عدل عن‬

‫الدولة العبا�سية �سيما تلك الواقعة يف االطراف حيث ت�ضعف قب�ضة الدولة‬ ‫فلج�أ ادري�س بن عبداهلل (تـ‪ )177‬اىل املغرب االق�صى يف افريقيا لي�ؤ�س�س هناك‬ ‫الدولة االدري�سية الزيدية اال انها مل تعمر طويال فقد انتهى امرها ب�سقوط‬ ‫مدينة فا�س بيد الدولة الفاطمية عام (‪)212‬وب�سقوط فا�س انتهى امر الزيدية‬ ‫باملغرب �سيا�سيا وفكريا‪ ,‬ويف طرب�ستان جنوب بحر اخلزر ا�س�س احل�سن بن زيد بن‬ ‫حممد(تـ‪ )270‬امللقب بالداعي الدولة الزيدية‪ ,‬وقد انح�سر الوجود الزيدي فيها‬ ‫هي االخرى ل�صالح ال�شيعة االثني ع�شرية ‪.‬‬ ‫ويف الن�صف الثاين من القرن الثالث الهجري انتهت القيادة الروحية للزيدية اىل‬ ‫يحي بن احل�سني الر�سي(‪)298-245‬امللقب بالهادي اىل احلق الذي ا�س�س الدولة‬ ‫الزيدية يف اليمن‪ ,‬والتي تعد االطول عمرا من بني الدول اال�سالمية ‪.‬‬ ‫وتهدف هذه املقاربة ال�سو�سيولوجية اىل التعرف على اثر الرتكيبة القبلية‬ ‫للمجتمع اليمني على الدور ال�سيا�سي واحل�ضاري للزيدية يف مرحلة من اهم‬ ‫مراحلها وهي مرحلة الت�أ�سي�س‪ ,‬و�إعادة قراءة جتربة الهادي الر�سي وحركته‬ ‫اال�صالحية يف �ضوء متثلها ملنظومة البنى التحتية للمجتمع اليمني كما كانت‬ ‫على عهده‪ ,‬على ا�سا�س ان �أي جتربة �سيا�سية تاتي على را�س �شبكة من العالقات‬ ‫املتجادلة بني املتغريات البنوية للمجتمع االقت�صادية واالجتماعية واملعرفية‬ ‫وال�سيكلوجية والتي تعك�س نف�سها يف ت�شكل و�صياغة التجربة ال�سيا�سية ‪.‬‬ ‫وهي لي�ست اكرث من حماولة قد ال يحالفها احلظ يف حتقيق نتائج هامة نظرا الن‬ ‫الوقت كان م�ضغوطا �أكرث من الالزم وثانيا امل�صادرالتاريخية التي تناولت العهد‬ ‫ال�سيا�سي للهادي مل تهتم كثريا لتدوين تفا�صيل احلياة االجتماعية واملعرفية‬ ‫واالقت�صادية وكان تركيزها على ت�سجيل �سري احداث ال�صراع الع�سكري‪.‬‬

‫عبدامللك العجري‬

‫ر�أي���ه ووافق على الذهاب اىل اليمن بعد تردد‪ ..‬فما هى‬ ‫اال�سب���اب الت���ى حملته على العدول ع���ن التوجه اىل‬ ‫اليمن ؟‬ ‫القا�سم امل�شرتك بني الروايات ان �ضغط الوفود اليمنيه‬ ‫اىل احلج���از ومرا�سالت ع���دد من الزعم���اء املحليني‬ ‫والع�شائريني التي تطالب بقدومه وتعهداتهم بااللتزام‬ ‫�أمره وتو�سله���م بعمومته وبابيه لإقناعه بالعدول عن‬ ‫ر�أي���ه والتوجه معهم اىل اليمن هي ال�سبب املبا�رش يف‬ ‫�إقناع الهادي (‪. )5‬‬ ‫فاحل���روب الأهلي���ة قد �أنهك���ت الع�شائ���ر املت�صارعة‬ ‫وا�ستنزف���ت مواردهم االقت�صاديه وكانوا بحاجة ما�سة‬ ‫اىل اال�ستق���رار والتقاط الأنفا�س ول���و لفرتات متقطعة‬ ‫وق�صرية‪.‬‬ ‫ومن ناحي���ة �سيا�سية هنالك ف���راغ �سيا�سي نتيجة‬ ‫لغي���اب ال�سلطة املركزية‪� ,‬إ�ضافة اىل �أن بعد اليمن عن‬ ‫بغداد عا�صم���ة الدولة العبا�سية ووع���ورة ت�ضاري�س‬ ‫اليمن ف�ضال عن تدهور �أو�ضاع اخلالفة العبا�سية التي‬ ‫كانت تغري الطاحمني واملناوئني التقليديني لل�سلطان‬ ‫العبا�سي من �أ�صحاب العقائد الثورية على التمرد على‬ ‫الدولة املركزية‪ ,‬وباعتق���ادي ان الهادي مل يكن �أمامه‬ ‫خيارات كثرية فاملواطن التقليدية للت�شيع يف العراق‬ ‫وخرا�س���ان جتعله يف متن���اول العبا�سيني وطرب�ستان‬ ‫جن���وب بحر اخلزر كان ي�شغله���ا الداعي ح�سن مع انه‬ ‫اقل كف���اءة و�أهليه م���ن الهادي‪ ,‬واحلج���از كانت قد‬ ‫اعتزل���ت ال�سيا�سة منذ وقت مبكر‪ .‬وكانت �آخر م�شاركة‬ ‫لها مع النف�س الزكية‪ ,‬وكانت هذه �أ�سباب كافيه لإقناع‬ ‫اله���ادي‪ ,‬الن الفقه ال�سيا�س���ي الزيدي وان كان ي�شرتط‬ ‫للثورة وج���ود الت�سهيالت الالزمة الت���ي جتعل فكرة‬ ‫جناح الثورة احتماال راجح���ا‪ ,‬حتى ال تكون مغامرة‬ ‫غ�ي�ر حم�سوبة‪ ,‬وال ي�شرتط ت�أك���د النجاح يقينا‪ ,‬وعند‬ ‫توفر احل���د املقبول م���ن الت�سهيالت ي�صب���ح التحرك‬ ‫اال�صالحي �أمرا متحتما وال ي�ؤثر وجود بع�ض العوائق‬ ‫وال�صعوبات �أمام فر�ص النج���اح مادامت فى احلدود‬ ‫املقبول���ة‪ ,‬مبعنى �آخر اال تكون فر����ص الف�شل �أكرث من‬ ‫فر����ص النجاح وهذا �سبب ا�ضاف���ى يدفع بالهادى اىل‬ ‫غمار ال�سيا�سة‪.‬‬ ‫ويفرت�ض عط���ا اهلل عارف ان رغبة الهادي يف ال�سلطة‬ ‫ومباهجه���ا الباع���ث اال�سا�سي له عل���ى التوجه اىل‬ ‫اليمن‪)6(.‬‬ ‫وه���ي ع���ادة تر�سخ���ت لدى ع���دد م���ن الباحثني‬ ‫املعا�رصين‪ ,‬وذلك باخت���زال بواعث احلركة االحيائية‬ ‫لله���ادي و�آل البي���ت عموم���ا يف الهو����س بال�سلطة ‪,‬‬ ‫وال�شع���ور بحرمانه���م من حقهم ال�سيا�س���ي‪ ,‬وال�سعي‬ ‫الدءوب ال�ستعادة هذا احلق العائلي املقد�س‪.‬‬ ‫وهي جمازفة غريموفقة فمع الإقرار بان نظرية الإمامة‬ ‫ال�سيا�سي���ة تت�ضم���ن االعتقاد بالأولوي���ة ال�سيا�سية‬ ‫لأه���ل البيت (م���ن املعروف �أن ا�ش�ت�راط و�ضع عائلي‬ ‫يف ال�سيا�سية كان هو ال�سائ���د على املناخ ال�سيا�سي‬ ‫واالجتماعي والديني ان���ذاك) وان هذا العامل النف�سي‬ ‫من بني �أ�سباب الن�ش���اط ال�سيا�سي للثوار العلويني �إال‬ ‫ان���ه مل يكن جوهريا يف حركته���م ف�ضال عن ان يكون‬ ‫املحرك الرئي�س �أو الوحيد للثورات الزيدية �ضد النظام‬ ‫القائ���م يف ال�شام ثم يف بغداد الحق���ا‪ ،‬يدل على ذلك‬ ‫جملة �أمور‪:‬‬ ‫االم���ر االول‪ :‬ان االعتقاد باحل���ق العائلي موجود لدي‬ ‫اك�ب�ر ف�صيل �شيعي وهم االثن���ا ع�رشية مثلما هو عند‬ ‫الزيدي���ة وعلى نحو �أكرث تطرفا وم���ع وجوده مل ي�ؤثر‬ ‫عنه���م ممار�سة �أي ن�ش���اط �سيا�سي اىل قي���ام الثورة‬ ‫الإيراني���ة‪1979‬م وف�ضل���ت قياداته الروحي���ة العزلة‬ ‫ال�سيا�سي���ة و�إيث���ار ال�سالمة وق��ص�رت ن�شاطها على‬ ‫الأدوار الهام�شي���ة االجتماعية والرتبوية‪ ,‬فلو كان هذا‬ ‫االعتق���اد وم�شاع���ر احلرمان هي املحرك���ة فلماذا مل‬ ‫متار�س مفعولها م���ع ه�ؤالء؟ وكيف كانت تدفع به�ؤالء‬ ‫�إىل غم���ار احلياة العامة ومواجهة املوت يف �شجاعة‬ ‫منقطع���ة النظري وتق���دمي قوافل ال�شه���داء‪ ،‬وتبطل كل‬ ‫مفاعيله���ا ال�سحرية عنداولئك‪� ,‬أال يعن���ى ذلك �أن �أمرا‬ ‫وراءه ميت���از ب���ه احد الف�صلني ه���و الباعث على هذا‬ ‫الإ��ص�رار ال�سيا�سي؟ و�إذا فت�شن���ا عن �أهم ما مييز بني‬ ‫الف�صلني لوجدن���اه يف ت�صور كل ف�صي���ل لتطبيقات‬

‫مب���د�أ الأمر باملع���روف والنهى عن املنك���ر والأبعاد‬ ‫االجتماعي���ة وال�سيا�سي���ة لهذا املبد�أ وفق���ا للنظرية‬ ‫الزيديه ونظرتها �إىل احلياة العامة بكل مظاهرهاعلى‬ ‫�أنها �ش�أن ع���ام يهم كل �أفراد املجتمع امل�سلم و يدخل‬ ‫�ضمن دائرة م�س�ؤوليات امل�ؤمن واهتماماته ال�شخ�صية‬ ‫الديني���ة‪ ,‬و تتعاظم امل�س�ؤولية �أك�ث�ر بالن�سبة لرجال‬ ‫الدين والقيادات الروحية فتفر�ض على امل�ؤهل علميا‬ ‫و�أخالقيا خا�صة �آل النب���ي (�ص) �أن يكون ايجابيا يف‬ ‫التعاط���ي مع ال�ش����أن العام ال�سيا�س���ي واالقت�صادي‬ ‫واالجتماعي والفكري‪ ،‬والهادي كان حم�صلة لهذا الفكر‬ ‫يف �سلوكه وتفك�ي�ره‪ ،‬وال�شخ�ص امل�ؤهل نف�سيا وعلميا‬ ‫و�أخالقي���ا وف�سيولوجيا للقيام به���ذا الدور ولذلك من‬ ‫الطبيعي �أن يتطل���ع الهادي للعب دور �سيا�سي كجزء‬ ‫م���ن امل�س�ؤولية كما يراها‪ ,‬ق���ال الهادي” واهلل الذي ال‬ ‫اله �إال هو وح���ق حممد ما طلبت هذا الأمر اختيارا وال‬ ‫خرج���ت �إال ا�ضطرارا لقيام احلجة”‪ ،‬ومثل هذه العبارة‬ ‫جندها تكرر على ل�سان �أكرث من قائد زيدي ولي�س هناك‬ ‫مربر منطق���ي ال�ستبعاد الدافع الدين���ي وراء احلركة‬ ‫ال�سيا�سي���ة للمعار�ضة ال�شيعية‪� -‬سواء كانوا م�صيبني‬ ‫يف نظرتهم تلك �أم خمطئني‪ -‬وت�صوير �أفراد هذا البيت‬ ‫العلوي عل���ى �أنهم جماعة م���ن املهوو�سني بال�سلطة‬ ‫وان الهو�س بال�سلط���ة هو الذي جعلهم ال ي�ستطيعون‬ ‫العي�ش �إال يف ال�سيا�سية و بها ومعها‪ ,‬فالعامل الديني‬ ‫يعترب من بني �أهم القوى املحركة للتاريخ‪.‬‬ ‫ثاني���ا‪ :‬ال تلتفت ه���ذه التف�سريات اىل اث���ر التحوالت‬ ‫االجتماعي���ة وال�سيا�سية‪ ,‬وهي تف�س�ي�رات ال ت�صح اال‬ ‫يف حالة م���ا اذا كان الو�ضع اال�سالمى العام املرافق‬ ‫للمعار�ض���ة امل�سلح���ة ال يحتمل اى م�ب�رر او عوامل‬ ‫�سيا�سية او ديني���ة او اجتماعية او اقت�صادية غري هذا‬ ‫العامل النف�سي ‪.‬‬ ‫والقراءة العلمية واملحايدة لتطور االحداث واملتغريات‬ ‫فى املحيط االجتماعي اال�سالمى تو�ضح ان التحوالت‬ ‫املتتابعة واملت�سارعة عل���ى جميع ال�صعد منذ نهاية‬ ‫الن�صف االول من الق���رن االول الهجري تفر�ض و�ضعا‬ ‫ثوريا‪ ،‬فعلى املنظورين القريب والبعيد ير�صد الرئي�س‬ ‫الإي���راين ال�سابق خامتي بع�ض �أه���م مظاهر التحول‬ ‫ال�سيا�س���ي واالجتماع���ي ‪ ,‬يف تعمق �أزم���ة ال�رشعية‬ ‫ال�سيا�سي���ة وزيادة االعتم���اد على الق���وه الع�سكرية‬ ‫والقمع الوح�شي للمعار�ضني وممار�سه الإرهاب بحقهم‬ ‫وتف�ش���ى الف�ساد يف الأجه���زة احلكومي���ة وامل�ساوي‬ ‫االجتماعي���ة والتده���ور القيم���ى واحت���دام اخلالفات‬ ‫ال�سيا�سي���ة والكالمية التي �صار الدي���ن حمورا لها‪ ,‬و‬ ‫ال�شك فى �رشعية النظام ال�سيا�سي اخذ ميتد اىل الدين‬ ‫الذي يدعى النظام متثيله فظهرت الزندقة وال�شعوبية ‪،‬‬ ‫و�أفرغت البيعة من مفهومها ال�سيا�سي والقانوين كعقد‬ ‫اجتماعي ب�ي�ن احلاكم واملحكوم مبوجب���ه يلتزم كل‬ ‫طرف للآخر جمموعة من احلقوق والواجبات اىل التزام‬ ‫من طرف واحد (االمة) بالطاعة املطلقة(‪)7‬‬ ‫كم���ا �أق�صي املجتمع عن حقه يف امل�شاركة وامل�ساءلة‬ ‫وتعززت ال�سلبي���ة ال�سيا�سية وم�صادرة �آدمية الإن�سان‬ ‫فلي�س �أكرث من قن عند احلاكم له �أن يت�رصف فيه كيف‬ ‫ي�شاء‪ ,‬وفى الع�رص الأموي كانت العا�صمتان الروحيتان‬ ‫لال�س�ل�ام مكة واملدينة قد فقدت���ا �أهميتهما ال�سيا�سية‬ ‫وحتولت���ا �إىل مدينتني غنائيت�ي�ن واكتظتا باملغنني‬ ‫واملغني���ات وما �صاح���ب ذلك من املج���ون والف�ساد‬ ‫ول���وازم الت���دين واجتمع فى زمن واح���د من م�شهوري‬ ‫الغن���اء جميلة وهي���ت وطوي�س والدالل وب���رد الف�ؤاد‬ ‫ونومة ال�ضحى ورحمة وهب���ة اهلل ومعبد ومالك وابن‬ ‫عائ�شة ونافع بن طنبورة وعزة امليالد وحباب و�سالمة‬ ‫وبلبلة ول���ذة العي����ش و�سعيدة والزرق���اء و�سعيدبن‬ ‫م�سجح وابن �رسيج والغري�ض وابن حمجر”(‪)8‬‬ ‫وهكذاعا�ش���ت املدينة ومكة املقد�ست���ان لفن الغناء‬ ‫ت�سه���ران كل ليلة على �أوتار العيدان والطنابري والآالت‬ ‫املو�سيقية م���ن كل لون وفيهما ظه���ر الغزل ال�رصيح‬ ‫والفاح����ش يف الع��ص�ر االموي يف ح�ي�ن هاجر العزل‬ ‫العفيف او العذري اىل البادية‪.‬‬ ‫وي�ضي���ف الع�شماوى “وهك���ذا يف عز اخلالفة االموية‬ ‫وف���ى �ضح���ى التاري���خ اال�سالم���ي كان الف�سق كثريا‬ ‫والفج���ور �سافرا يقع فى ق�ص���ور اخللفاء ويحدث بني‬

‫�صف���وف امل�سلمني‪ ،‬فكان���ت اخلمر والغن���اء واللواط‬ ‫والتخن���ث والت�شبيب بالن�ساء وح���دث ما ال ميكن ان‬ ‫يح���دث فى وقتن���ا احلاىل ان ت�صل���ى جارية خمموره‬ ‫بامل�سلمني ب���دال من اخلليف���ة‪ ,‬وان يجاه���ر اخللفاء‬ ‫بالف�سق والزندقه والفج���ور‪ ,‬وان ي�رسع امري امل�ؤمنني‬ ‫ف���ى و�ضع مق�صف له فوق الكعبة يلهو وي�سكر ويتلوط‬ ‫فيه» (‪)9‬‬ ‫ومهم���ا تك���ن البواعث ففي النهاي���ة الهادي اختار‬ ‫التوج���ه لليمن ويف �صفر(ه���ـ‪ )284‬و�صل �إىل �صعدة‬ ‫وقد �أم�ضى فيها �أربعة �أ�شه���ر عمل �أثناءهاعلى تهدئة‬ ‫الأو�ضاع والإ�صالح بني القبائ���ل املتنازعة وا�ستطاع‬ ‫الهادي �أن يتو�س���ع �أفقيا وان ميد نفوذه �شماال باجتاه‬ ‫جن���ران وجنوبا باجتاه خيوان و�صنعاء وذمار و�صوال‬ ‫�إىل ع���دن وا�ستطاع الهادي �أن ينتزع �صنعاء من ا�سعد‬ ‫بن يعفر ويف غ�ضون اربع �سنوات ات�سعت رقعة دولته‬ ‫“و�أ�صبحت من جنران �شماال �إىل عدن جنوبا « (‪)10‬‬ ‫غري �أن ه���ذا التو�سع كان �أفقيا وعلى ال�سطح ولأ�سباب‬ ‫موقوت���ة �سنناق�شه���ا الحق���ا لذلك �رسع���ان ما قامت‬ ‫حركات مت���رد و�أعم���ال تخريب يف معظ���م املناطق‬ ‫الت���ي دخلت ف���ى دولته وخالل الفرتة الت���ى �أم�ضاها‬ ‫الهادى فى اليم���ن منذ (‪�)284‬إىل وفات���ه(‪ )298‬ق�ضى‬ ‫معظمه���ا على ظه���ر جوداه ف���ى مواجه���ه التمردات‬ ‫القبلية التي حتركها الزعام���ات املحلية والع�شائرية‬ ‫وفى تقييم التجربة ال�سيا�سية للهادي ميكن القول انه‬ ‫جنح يف حتقيق الأمور التالية ‪:‬‬ ‫‪-1‬الت�أ�سي����س لدوله زيدية تعت�ب�ر الدولة الإ�سالمية‬ ‫العربية الوحيدة الت���ي وا�صلت حكمها وحافظت على‬ ‫كيانها �أكرث من الف �سنة‪.‬‬ ‫‪-2‬مكافحة الع�صبية اجلاهلية بني القبائل املت�صارعة‬ ‫حتى دان���ت له الرقاب ويعت�ب�ر امل�ست�رشق الربيطاين‬ ‫ر‪.‬ب‪� .‬سريجنتت» ان ح�ض���ور االئمة الزيود كان يعنى‬ ‫من املحتمل بداية اال�سلمة لل�شمال‪)11(.‬‬ ‫‪-3‬من القرن التا�سع املي�ل�ادي �أ�صبحت مدينة �صعدة‬ ‫اليمنية من عوا�صم الثقافة‪ ,‬وذلك منذ �أقام الهادي فيها‬ ‫و�أ�س�س فيها للمذهب الزي���دى ومهما عجز الهادى عن‬ ‫تو�سيع رقعه دولته عل���ى اليمن فان عا�صمته �صعدة‬ ‫مل تعج���ز عن التا�سي�س الثق���ايف ولعدد من املدار�س‬ ‫الفكرية والفقهية(‪)12‬‬ ‫‪-4‬و�ض���ع حدا للفو�ضى ال�سيا�سي���ة التي كان يعي�شها‬ ‫اليمن وان مل ينجح يف الق�ضاء عليها ‪.‬‬ ‫وه���ي منجزات على �أهميتها تب���دو متوا�ضع مقارنة‬ ‫ب�أهداف امل�رشوع ال�سيا�سي للهادي ومقارنة مب�ؤهالت‬ ‫�شخ�صيت���ه املادي���ة واملعنوية وجه���وده التي كانت‬ ‫تكف���ى لإقامه �إمرباطورية مرتامي���ة الأطراف وهذه هي‬ ‫الق�ضية املحورية لهذه املقاربة بالوقوف على العوامل‬ ‫والأ�سباب الت���ي �أعاقت جهود الهادي وعرقلت م�ساعي‬ ‫حركته الإ�صالحية‪.‬‬

‫املراجع ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪-1‬احل�س��ن ح�س��ام الدي��ن حميد ب��ن احمد املحل��ي احلدائق‬ ‫الوردية يف مناقب ائمة الزيدية (خمطوط)ج‪� 2‬صـ‪15‬‬ ‫‪-2‬نف�س امل�صدر‬ ‫‪-3‬يحيى بن احل�س�ين اله��اروين (‪)1996‬االفادة يف تاريخ‬ ‫ائمة الزيدية‪ ,‬حتقيق حممد ع��زان ‪,‬ط‪,1‬دار احلكمة اليمانية‬ ‫–�صنعاء‪�,‬صـ‪134‬‬ ‫‪-4‬عب��داهلل عبدالوهاب ال�ش��ماحي(‪ )1985‬اليمن االن�س��ان‬ ‫واحل�ضارة ط‪،3‬من�شورات املدينة‬ ‫‪-5‬ح�سني خ�ض�يري احمد(‪)1996‬قيام الدول��ة الزيدية يف‬ ‫اليمن ‪،297-280‬مكتبة مدبويل �صـ‪122-62‬‬ ‫‪-6‬احم��د عط��ا اهلل ع��ارف (‪)1991‬مقدم��ة يف درا�س��ة‬ ‫االجتاه��ات الفكري��ة وال�سيا�سي��ة يف اليم��ن ‪،‬ط‪،1‬امل�ؤ�س�سة‬ ‫اجلامعية للن�رش –بريوت‬ ‫‪-7‬حممد خامتي (‪)2004‬الدي��ن والفكر يف �رشك اال�ستبداد‬ ‫‪،‬ت ماجد الغرباوي ط‪،2‬دار الفكر املعا�رص –دم�شق‬ ‫‪-8‬حمم��د �سعي��د الع�شم��اوي (‪)1992‬اخلالف��ة اال�سالمي��ة‬ ‫‪،‬ط‪�،2‬سينا للن�رش –م�رص�صـ‪144‬‬ ‫‪-9‬نف�س امل�صدر‬ ‫‪ -10‬ح�سني خ�ضريي‪،‬م�صدر �سابق �صـ‪91‬‬ ‫‪ -11‬ورق��ة بعن��وان الزي��ود ل ر‪.‬ب‪�.‬سريجن��ت من�ش��ورة‬ ‫عل��ى موق��ع مرك��ز ال�تراث والبح��وث اليمن��ي ‪http://‬‬ ‫‪yemenhrc.com/articles.aspx‬‬ ‫‪-12‬عبداهلل الربدوين (‪)2006‬اليمن اجلمهوري ‪،‬ط‪6‬‬


‫العدد ‪10‬‬ ‫�أ�سبوعية ‪ -‬م�ستقلة ‪� -‬شاملة‬

‫األربعاء ‪ 11‬إبريل ‪2012‬م‬ ‫‪ 19‬جمادى األولى ‪1433‬هـ‬

‫�إحياء الذكرى الرابعة لأ�سبوع ال�شهيد يف عدد‬ ‫من حمافظات اجلمهورية‬ ‫�أحيا �أبناء اليمن الذكرى الرابعة لأ�سبوع ال�شهيد‬ ‫الت ��ي بد�أت يوم اخلمي� ��س املا�ضي يف العديد من‬ ‫املحافظ ��ات منها‪� ،‬صع ��دة ‪ ،‬حج ��ة ‪� ،‬صنعاء وعدد‬ ‫م ��ن املناطق منه ��ا بيت نع ��م ووادي ظهر واملدرج‬ ‫و�ض�ل�اع هم ��دان وبيت احلم ��زي‪ ،‬وخ ��والن ـ دار‬ ‫ال�شري ��ف ‪ ،‬الأمان ��ة ـ اجل ��راف‪ ،‬ويف حمافظ ��ة‬ ‫املحوي ��ت ‪�-‬شب ��ام كوكب ��ان ‪،‬حمافظ ��ة اجل ��وف ‪-‬‬ ‫املدين ��ة وحمافظة ذمار ـ املدين ��ة ‪ -‬عمد ـ ذي �سحر‬ ‫ـ الو�شل ‪.‬‬ ‫ه ��ذا وق ��د �أقيم ��ت خ�ل�ال الأ�سب ��وع العدي ��د م ��ن‬ ‫الفعاليات منها زيارة لأ�سر ال�شهداء وتقدمي هدايا‬

‫‪‎Ammar H. Yamani‎‬‬ ‫نحت ��اج �إىل حكوم ��ة ترف ��ع م ��ن قيمتن ��ا‬ ‫الأن�ساني ��ة ‪ ..‬حكوم ��ة ت�ساه ��م يف بناء‬ ‫�شخ�صي ��ة ل�شعبه ��ا ‪ ..‬حكوم ��ة ال تعطي‬ ‫ال�صدقات وال تعل ��م النا�س �أن يتقبلوها‬ ‫‪ ..‬ب ��ل حكومة برناجمها ه ��و الت�أهيل و‬ ‫خل ��ق فر�ص عم ��ل ‪ ..‬حكوم ��ة ال تتحدث‬ ‫ع ��ن م�شاكله ��ا ط ��وال الوقت ‪ ،‬ب ��ل تقدم‬ ‫�أرق ��ام ول ��و ب�سيط ��ة ج ��دا ع ��ن ن�سب ��ة‬ ‫الأ�ص�ل�اح والتح�س ��ن الت ��ي و�صلت اليه‬ ‫وال ��ذي تن�ش ��ده ‪..‬حكوم ��ة ال تقمعنا بل‬ ‫حتاورنا وجتادلنا جدال الند ‪ ..‬حكومة‬ ‫ت�ستطي ��ع �أن تق ��دم لن ��ا ال�ص ��دق ال ��ذي‬ ‫نبح ��ث عن ��ه وال�شفافي ��ة الت ��ي نن�شدها‬ ‫و�سنقف معه ��ا يف �شدائدها ونعذرها ‪..‬‬ ‫فلي�س من ح ��ق �أي حكومة تبقي �شعبها‬ ‫يف الظ ��ل ب�أن تتهمه ب�أي �شيء �أو تتذمر‬ ‫منه ‪..‬‬ ‫‪‎‬‬ ‫‪‎Nazeeh Ahmed Alemad‬‬ ‫م ��ن الواج ��ب عل ��ى جمي ��ع الأط ��راف‬ ‫خ�صو�ص� � ًا تل ��ك الت ��ي �أجتمع ��ت ح ��ول‬ ‫املب ��ادرة اخلليجي ��ة �أن متتث ��ل لقرارات‬ ‫ال�سيد رئي�س اجلمهورية‪...‬‬ ‫وم ��ن حق ال�سيد رئي� ��س اجلمهورية �أن‬ ‫يقوم بفر� ��ض القرارات التي ي ��رى �أنها‬ ‫ت�ش ��كل الطري ��ق الأف�ض ��ل لإر�س ��اء دولة‬ ‫القانون‪,,,‬‬ ‫وم ��ن واجب ��ه كرئي� ��س جمهوري ��ة �أن‬ ‫يتح ��رر من ال�ضغوط ��ات اجلهوية �أثناء‬ ‫�إ�ص ��دراه لقراراته‪ ,‬ك ��ي ال ي�صبح جمرد‬ ‫�أداة بي ��د ط ��رف يح ��ارب ب ��د ًال عنه ��م‬ ‫معاركهم‪,,,‬‬ ‫وعلي ��ه �أال ينط ��رب لت�صفيقات الأعجاب‬ ‫الت ��ي يتلقاها‪,,,‬فه ��ذه الكف ��وف الت ��ي‬ ‫ت�صفق له وترفع ��ه �ستنقلب �إىل �سواعد‬ ‫حت ��اول �أن ترم ��ي به من الأعل ��ى‪ ...‬كما‬ ‫فعلت ب�سلفه‪.‬‬ ‫الإعالمي فار�س �أبوبارعة �صفحةثالثة‬ ‫اجله ��ال �شغل ��و احل ��ارة‪..‬كل ي ��وم وكل‬ ‫واح ��د يراج ��م بي ��ت �صاحبه‪�..‬آخره ��ا‬ ‫�أحم ��د عل ��ي رجم بي ��ت حميد‪..‬مل ��ا ك�سر‬ ‫الزجاج‪..‬حمي ��د يدع ��و جه ��ال احل ��ارة‬ ‫اىل الت�ضام ��ن معه‪�..‬أحن ��ا مت�ضامنني‪..‬‬ ‫ونن�صحك تكلم �أبوه ي�ضبطه‪..‬‬

‫علي جاحز‬

‫يبدو �أن الفرقة الأوىل مدرع ترى نف�سها‬ ‫فوق القانون وفوق اللجنة الع�سكرية و‬ ‫وزير الدفاع ‪ ..‬و كم ��ا يبدو �أنها وجدت‬ ‫م ��ن احل ��ارات و الزقازي ��ق يف �ش ��ارع‬ ‫هائ ��ل و �ش ��ارع ‪ 16‬خماب ��ئ �آمن ��ة ‪ ..‬و‬ ‫ل�س ��ان حاله ��ا يقول « املواط ��ن و اللجنة‬ ‫الع�سكري ��ة و وزي ��ر الدف ��اع ي�ضرب ��وا‬ ‫ر�ؤ�سهم يف اق ��رب حائط «‪� ..‬شكرا لك يا‬ ‫حمم ��د املقالح لأنك وقف بوجههم و قلت‬ ‫له ��م « ارحل ��وا « �أم ��ام الوزي ��ر و اللجنة‬

‫رمزي ��ة وعمل رح�ل�ات ترفيهية لأبن ��اء ال�شهداء‪..‬‬ ‫والعديد م ��ن الأن�شطة كمعار�ض ل�ص ��ور ال�شهداء‬ ‫والأنا�شيد املعربة عن ف�ضل ال�شهادة والتي تهدف‬ ‫�إىل تر�سي ��خ حب ال�شه ��ادة يف نفو�س الأجيال من‬ ‫خالل معرف ��ة قدر ال�شهداء عن ��د الله ودورهم يف‬ ‫تخلي� ��ص املجتمع م ��ن امل�ستكربي ��ن بك�سر حاجز‬ ‫اخلوف وتق ��دمي �أرواحهم رخي�ص ��ة يف �سبيل ما‬ ‫ي�ؤمنون به ويتطلعون �إليه من احلياة الكرمية‪.‬‬ ‫وح�ض ��ر ه ��ذه الفعالي ��ات العدي ��د م ��ن الوجه ��اء‬ ‫وال�شخ�صيات الديني ��ة واالجتماعية وال�سيا�سية‬ ‫يف تلك املناطق‪.‬‬

‫التي مل ت�ستطع ان تقولها لهم منذ �شهور‬ ‫‪ ..‬ن�ضم ا�صواتنا اىل �صوتك و نت�ضامن‬ ‫معك �أيها املنا�ضل الكبري ‪.‬‬

‫البحرية الأمريكية تن�شر للمرة الأوىل حاملتني للطائرات يف اخلليج العربي‬ ‫�صرح ��ت البحري ��ة الأمريكي ��ة‪� ،‬أم� ��س‪ ،‬بن�شره ��ا‬ ‫لث ��اين حاملة طائرات يف منطقة اخلليج العربي‪،‬‬ ‫و�س ��ط توترات مع �إي ��ران على خلفي ��ة برناجمها‬ ‫النووي وتهديدها ب�إغالق م�ضيق هرمز‪.‬‬ ‫وقال م�س� ��ؤول يف البنتاغون لـ«ال�شرق الأو�سط»‬ ‫�إن «ه ��ذه واح ��دة من حت ��ركات روتيني ��ة‪ ،‬ح�سب‬ ‫ا�سرتاتيجيتن ��ا يف املنطق ��ة»‪ .‬و�أ�ش ��ار �إىل بي ��ان‬ ‫كان ��ت �أ�صدرت ��ه قي ��ادة الأ�سط ��ول الأمريك ��ي‬ ‫اخلام� ��س يف البحري ��ن ب� ��أن التح ��ركات لها �صلة‬ ‫بح ��رب �أفغان�ست ��ان وبالقرا�صن ��ة ال�صومالي�ي�ن‪.‬‬ ‫ونف ��ى امل�س�ؤول �أن يك ��ون للتحركات �صلة بتوتر‬ ‫العالق ��ات م ��ع �إي ��ران‪ .‬واكتفى بالق ��ول �إن دخول‬ ‫«�إنرتبرايز» �إىل اخلليج له �أهمية خا�صة لأن هذه‬ ‫�آخر جولة حلاملة الطائ ��رات لأنها �سوف تتوقف‬ ‫ع ��ن العمل مع نهاية ال�سنة‪ .‬وقال �إنه قبل خم�سني‬ ‫�سنة‪ ،‬بدات «�إنرتبرايز» العمل انطالقا من قاعدتها‬ ‫يف نورفولك (والية فرجينيا)‪ ،‬التي �ستعود �إليها‬ ‫نهائيا بعد املهمة احلالية يف اخلليج‪.‬‬ ‫وقالت م�صادر �إخبارية �أمريكية �إنها لي�ست �صدفة‬ ‫�أن تتجمع حاملت ��ا طائرات يف اخلليج‪ ،‬وذلك لأن‬ ‫ذل ��ك حدث خ�ل�ال الع�ش ��ر �سن ��وات املا�ضية ثالث‬ ‫م ��رات فق ��ط‪ :‬يف �سنة ‪ 2003‬خالل غ ��زو العراق‪،‬‬ ‫ويف �سن ��ة ‪ 2007‬عندم ��ا زاد الرئي� ��س ال�ساب ��ق‬ ‫بو� ��ش االبن ع ��دد القوات الأمريكي ��ة يف العراق‪،‬‬ ‫ويف �سنة ‪ 2010‬عندما زاد الرئي�س باراك �أوباما‬ ‫عدد القوات الأمريكية يف �أفغان�ستان‪.‬‬ ‫وح�س ��ب تو�ضيح �آم ��ي ديريك فرو�س ��ت املتحدثة‬ ‫با�سم الأ�سطول اخلام� ��س املوجود يف البحرين‪،‬‬ ‫ف�إن حاملتي الطائ ��رات �ستقدمان الدعم للعمليات‬ ‫الع�سكري ��ة الأمريكية يف �أفغان�ست ��ان وت�ساهمان‬ ‫يف اجله ��ود املبذول ��ة ملكافح ��ة القر�صن ��ة قبال ��ة‬ ‫�سواح ��ل ال�صوم ��ال ويف خلي ��ج ع ��دن‪ ،‬ح�سب ما‬ ‫نقلت وكالة «�أ�سو�شييتد بر�س»‪.‬‬ ‫وتق ��وم ال�سفن احلربية بدوري ��ات كذلك يف طرق‬ ‫نقل النفط يف اخلليج التي هددت �إيران ب�إغالقها‬ ‫ردا على فر� ��ض عقوبات اقت�صادي ��ة عليها‪ .‬ويعد‬ ‫ن�ش ��ر حامل ��ة طائ ��رات ثاني ��ة «�أم ��را روتينيا وال‬

‫‪Loay Obad‬‬ ‫ل�سن ��ا جمهوري ��ة موز ‪ ...‬هيئ ��ات البالد‬ ‫وم�ؤ�س�ساته ��ا لي�س ��ت ع ��زب �أو ملكي ��ات‬ ‫خا�ص ��ة تكت�س ��ب بالتق ��ادم وانق�ض ��اء‬ ‫فرتة ال�صالحية حتى يتم التمرد لأجلها‬ ‫ورف� ��ض التخلي عنه ��ا ‪ ..‬على كل فرد �أن‬ ‫يحرتم مهنت ��ه وبزت ��ه الر�سمية و�سنني‬ ‫العم ��ر التي ق�ضاها يف ه ��ذا املن�صب �أو‬ ‫ذاك‪ ,‬و�أن ين�صاع للأوامر فور �صدورها‬ ‫‪ ..‬مامل فالقانون كفيل بجعله يفعل‪!..‬‬

‫يتعلق ب� ��أي تهديد»‪ ،‬بح�س ��ب فرو�ست التي �أكدت‬ ‫على �إبقاء الوجود الع�سكري البحري الكثيف يف‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫ويف �سن ��ة ‪ ،1960‬عندم ��ا نزل ��ت «�إنرتبرايز» �إىل‬ ‫امل ��اء‪ ،‬كان ��ت �أول حامل ��ة طائ ��رات تعم ��ل بطاق ��ة‬ ‫نووي ��ة‪ .‬وحتى اليوم‪ ،‬هي �أط ��ول حاملة طائرات‬ ‫يف الع ��امل‪ ،‬رغ ��م �أن حامل ��ة الطائ ��رات «نيميت ��ز»‬ ‫هي الأثقل‪ .‬ويعم ��ل يف «�إنرتبرايز» خم�سة �آالف‬ ‫جن ��دي تقريب ��ا‪ ،‬منه ��م جن ��ود قتالي ��ون وجن ��ود‬ ‫م�ساعدون‪.‬‬ ‫وقب ��ل ث�ل�اث �سن ��وات‪ ،‬ق ��ال البنتاغ ��ون �إن ��ه كان‬ ‫يزم ��ع �إع ��ادة تعم�ي�ر «�إنرتبراي ��ز»‪ ،‬لك ��ن تكاليف‬ ‫ذل ��ك ارتفعت �إىل �أكرث م ��ن �ستمائة مليون دوالر‪،‬‬ ‫ولهذا‪ ،‬قرر البنتاغون �إنهاء خدمات «�إنرتبرايز»‪.‬‬ ‫و�ستك ��ون �أول حامل ��ة طائ ��رات تعم ��ل بالطاق ��ة‬ ‫النووية تنهي خدماتها‪ .‬ويتوقع‪ ،‬بعد عودتها من‬ ‫مهمة اخلليج‪� ،‬أن حت ��ول �إىل متحف بحري‪ .‬غري‬ ‫�أن م�صادر �إخبارية �أخرى قالت �إنها �سرت�سل �إىل‬

‫عبدالرحمن العابد‬

‫مثلما ان�ضم علي حم�سن الأحمر للثورة‬ ‫وات�ضايقن ��ا ‪ ..‬قلن ��ا لهم هذا م ��ن النظام‬ ‫وم ��ن نف� ��س العائل ��ه كي ��ف نقبل ��ه بيننا‬ ‫والث ��ورة �ضده ��م ؟ ‪ ..‬قال ��وا لن ��ا ع ��ادي‬ ‫( واح ��ده واح ��ده ) يرح ��ل �صال ��ح وهم‬ ‫عيج ��وا بعده على واح ��د واحد ‪ ..‬و�أكل‬ ‫العن ��ب حبه حب ��ه ‪ ..‬ما لقين ��ا �إال وقدوه‬ ‫حامي الثورة وقائدها‪.‬‬ ‫القرارات حق يوم �أم�س لي�ست تغيري ‪..‬‬ ‫و�إمنا �إ�ستبدال من هذا املكان للثاين ‪.‬‬ ‫وخلوه ��م يطعم ��وا مترد حمم ��د �صالح‬ ‫‪ ..‬مثلم ��ا طعم ��وا مت ��رد عل ��ي حم�سن ‪..‬‬ ‫وميكن حمم ��د �صالح يرجع قائد الثورة‬ ‫امل�ضادة وحاميها ‪ ..‬ويطلع يف القنوات‬ ‫يق ��ول من وجد يل قطع ��ة �أر�ض �أو بيت‬ ‫يف عدن ياخذه له كمان‬ ‫الله ��م �أدمها ث ��ورة واحر�سها من الزوال‬ ‫حتى ال تزال يا�أرحم الراحمني‬ ‫‪Raidan Almutawakel‬‬ ‫كل الق ��وى م�سلحة يف اليم ��ن واحلوار‬ ‫املفرت�ض ينت ��ج عنه تخلي ه ��ذه القوى‬ ‫ع ��ن �سالحها مل�صلحة بناء الدولة املدنية‬ ‫وهذا لي�س باالمر ال�سهل يف ظل انعدام‬ ‫الثق ��ة ب�ي�ن خمتل ��ف الق ��وى واملكونات‬ ‫وترق ��ب كل ط ��رف لالخ ��ر به ��دف‬ ‫االنق�ضا�ض عليه ‪ ..‬عاد املراحل طوال‪.‬‬

‫امل�صدر‪� :‬صحيفة " ال�رشق الأو�سط" اللندنية‬

‫احذروا �أالعيب اال�ستبداد‬ ‫با�سم ال�شعبي‬

‫طاه�ش احلوبان‬

‫اىل ال�سفري االمريكي ب�صنعاء‬ ‫�أن ��ت خليف ��ة الل ��ه يف االر� ��ض مبج ��ال‬ ‫الدميقراطي ��ة وحق ��وق االن�س ��ان وم ��ن‬ ‫تطال ��ب ب�إعتقال ��ه عبداملجي ��د الزنداين‬ ‫خلفي ��ة الل ��ه يف االر�ض مبج ��ال اجلهاد‬ ‫وتنظيم القاعدة ‪...‬‬ ‫انت ��م ثنائ ��ي تعي� ��س ووجه�ي�ن لقب ��ح‬ ‫واااااح ��د �إق�ص ��اء االخري ��ن ‪ ...‬النك ��م‬ ‫ت�ص ��ورون وتقدم ��ون انف�سك ��م بالق ��وة‬ ‫كمخل�ص�ي�ن ومنقذي ��ن لليم ��ن م ��ن كل‬ ‫ال�شرور ‪...‬‬ ‫لعنت ��ي عليك ��م بتج ��دد ي ��ا مت�صدري ��ن‬ ‫االعتدات على حقوق وحرية اليمنيني‪.‬‬

‫�سياتل (والية وا�شنط ��ن) لتفكيكها وبيعها كقطع‬ ‫خردة‪.‬‬ ‫يذك ��ر �أن قائد قوات الدف ��اع اجلوي الإيراين كان‬ ‫ق ��د �أعلن ع ��ن تد�شني ط ��راز جديد من ال ��رادارات‬ ‫يدع ��ى (ثامن) ونزول ��ه �إىل اخلدم ��ة قريبا‪ .‬وقال‬ ‫العمي ��د ف ��رزاد �إ�سماعيلي ملرا�س ��ل وكالة «فار�س»‬ ‫الإيراني ��ة �إن جه ��از ال ��رادار اجلدي ��د �سينزل �إىل‬ ‫اخلدم ��ة الفعلية يف �أقل من ‪� 10‬أيام لأنه يف طور‬ ‫الن�صب الآن‪ ،‬حيث �أطلق عليه (ثامن)‪ ،‬م�ضيفا �أن‬ ‫مدى هذا الرادار جيد وله القدرة على ا�ستك�شاف‬ ‫الأهداف ‪ RCS‬وهي �صغرية احلجم جدا‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف قائ ��د فيلق الدفاع اجلوي الإيراين قائال‬ ‫�إن هذا الرادار �سيتم ن�صبه يف الأماكن احل�سا�سة‬ ‫يف البداي ��ة‪ ،‬وم ��ن ث ��م ين�ص ��ب يف جمي ��ع �أنحاء‬ ‫الب�ل�اد و�أن �إنتاج ��ه ج ��اء م ��ن �أج ��ل العث ��ور على‬ ‫الأهداف اجلوية وا�ستك�شافها‪.‬‬

‫احتاد علماء امل�سلمني يدعو لنزع �صفة "الداعية‬ ‫الإ�سالمي" عن اجلفري‬ ‫دعا االحتاد العاملي لعلماء‬ ‫امل�سلمني لنزع �صفة الداعية‬ ‫اال�سالمي عن اليمني احلبيب‬ ‫اجلفري بعد زيارته للقد�س‬ ‫حتت حماية االحتالل‬ ‫ال�صهيوين‪.‬‬ ‫وا�ستنكر االحتاد زيارة‬ ‫اجلفري‪ ,‬واعترب رئي�س فرع‬ ‫االحتاد يف فل�سطني النائب‬ ‫الدكتور مروان �أبو را�س‬ ‫زيارة اجلفري للم�سجد‬ ‫الأق�صى ب�أنها «تطبيع حقيقي‬ ‫ومق�صود مع االحتالل‬ ‫الإ�سرائيلي»‪.‬‬ ‫و�أكد ـ طبقا لقد�س بر�س ـ على‬ ‫�أن هذه الزيارة «متثل خروج ًا‬ ‫حقيقي ًا عن �صف العلماء‬ ‫امل�سلمني‪ ،‬الذين �أكدوا على‬ ‫عدم زيارة امل�سجد الأق�صى يف‬ ‫ظل االحتالل ونظر ًا ملا تفر�ضه‬ ‫�إ�سرائيل على الزائرين»‪.‬‬ ‫ودعا �أبو را�س �إىل �ضرورة‬ ‫نزع �صفة الداعية الإ�سالمي‬ ‫«و�أي �صفة عن اجلفري‪،‬‬ ‫ملخالفته اجلماعة وزيارته‬ ‫للم�سجد الأق�صى يف و�ضح‬ ‫النهار حتت حرا�سة �أمنية‬ ‫م�شددة �إ�سرائيلية»‪.‬‬ ‫وا�ضاف �أن فتوى ال�شيخ‬

‫يو�سف القر�ضاوي الذي قال‬ ‫فيها �إن زيارة القد�س بت�أ�شرية‬ ‫"�إ�سرائيلية" تطبيع وا�ضح‪ ،‬ال‬ ‫غبار عليها وهي حقيقية"‪.‬‬ ‫من جهته‪ ,‬انتقد ال�شيخ‬ ‫عكرمة �صربي‪ ،‬رئي�س‬ ‫الهيئة الإ�سالمية العليا يف‬ ‫القد�س املحتلة ومفتي الديار‬ ‫الفل�سطينية الأ�سبق وخطيب‬ ‫امل�سجد الأق�صى‪ ،‬ب�شدة قيام‬ ‫اجلفري زيارة مدينة القد�س‬ ‫وامل�سجد الأق�صى بت�أ�شرية‬ ‫وبت�صريح من قبل �سلطات‬

‫االحتالل‪ ،‬معتربا ذلك تطبيع ًا‬ ‫و�إقرار ًا ب�شرعية االحتالل‬ ‫للمدينة ‪.‬‬ ‫وقال ال�شيخ عكرمة �صربي‪،‬‬ ‫"�إن زيارة القد�س املحتلة‬ ‫لل�صالة يف امل�سجد الأق�صى‬ ‫بت�أ�شرية �إ�سرائيلية وبت�صريح‬ ‫من الإحتالل‪ ،‬تطبيع و�إقرار‬ ‫ب�شرعية االحتالل الإ�سرائيلي‬ ‫للمدينة" ‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف "بالن�سبة للدول‬ ‫العربية والإ�سالمية وغريها‬ ‫من الدول التي ال تعرتف‬ ‫بدولة االحتالل‪ ،‬فال يجوز‬ ‫�شرعا زيارة القد�س وهي‬ ‫حتت االحتالل ‪ ،‬كونه تطبيع ًا‬ ‫و�إقرار ًا ب�شرعية االحتالل‬ ‫لفل�سطني وملدينة القد�س‬ ‫املحتلة"‪.‬‬ ‫و�أ�شار ال�شيخ عكرمة �صربي‬ ‫�إىل �أن زيارة القد�س بت�أ�شرية‬ ‫من قبل �سلطات االحتالل‪،‬‬ ‫"لي�ست دعما للقد�س ول�سكانها‬ ‫ودفاعا عنها ‪ ،‬ومن يريد �أن‬ ‫يدافع عن القد�س‪ ،‬عليه دعم‬ ‫�سكانها وم�ؤ�س�ساتها‪ ،‬ولي�س‬ ‫من خالل زيارتها بت�أ�شرية‬ ‫�إ�سرائيلية وبحماية من الأمن‬ ‫الإ�سرائيلي"‪.‬‬

‫ يعتقل‪..‬ث ��م يحر� ��ض عل ��ى قطع‬‫الطرقات‪..‬يقتل ث ��م يدفع متخفيا‬ ‫�إىل ا�شع ��ال احلرائق‪..‬يتالع ��ب‬ ‫باخلدمات ثم يوع ��ز ملعاونيه جر‬ ‫ال�شباب ملمار�سة التخريب والفو�ضى‪..‬‬ ‫ي�صن ��ع امل�شكالت‪...‬وحينم ��ا يعج ��ز ع ��ن مواجهته ��ا‬‫ب�سب ��ب غياب الر�ؤي ��ة ال�سليمة‪..‬ي�سع ��ى �إىل دعم �أفكار‬ ‫وقوى متطرفة حلماية نف�سه يف مواجهة قوى التغيري‪.‬‬ ‫ي�سع ��ى متعمدا �أو جاه�ل�ا �إىل تغيي ��ب وظيفة الدولة‬‫و�إ�شاع ��ة ثقاف ��ة الغ ��اب وتكري� ��س القي ��م ال�سلبي ��ة يف‬ ‫املجتم ��ع وممار�سة االق�ص ��اء واال�ستبع ��اد االجتماعي‬ ‫وحمارب ��ة و�إعاق ��ة �أدوات التغي�ي�ر ‪..‬لقت ��ل الأم ��ل يف‬ ‫نفو� ��س النا�س وم ��ن ثم �إع ��ادة توظي ��ف و توريط من‬ ‫ي�ستطي ��ع �إغواءه ��م يف م�شاريعه التدمريي ��ة والنفعية‬ ‫م�ستغال عواطفهم وجهلهم ورمبا حاجتهم‪.‬‬ ‫الث ��ورة عملي ��ة مرتاكم ��ة ول ��دت م ��ن رح ��م احلاج ��ة‬‫ال�شعبي ��ة للخال� ��ص من كل ه ��ذا العبث‪..‬عملي ��ة فكرية‬ ‫م�ستمرة احتاج ��ت للكثري من الوق ��ت للبحث يف �أفكار‬ ‫جديدة وابداعي ��ة تكون قادرة عل ��ى ال�صمود وحتقيق‬ ‫الن�ص ��ر يف مواجهة ع�ضالت امل�ستب ��د وطي�شه وافكاره‬ ‫امل�ضادة‪�..‬إنه ��ا لي�ست جمرد نزهة �أو لعبة غوغائية كما‬ ‫يتخيله ��ا العوام‪..‬بق ��در ما ه ��ي عملية خما� ��ض �صعبة‬ ‫وع�س�ي�رة در�س ��ت جي ��دا �أدوات امل�ستب ��د وحم�صته ��ا‬ ‫واخت�ب�رت قدرته ��ا وفاعليته ��ا ‪..‬ث ��م و�ضع ��ت الأف ��كار‬ ‫الق ��ادرة عل ��ى مواجهته ��ا و�ش ��ل فاعليته ��ا وتعطيله ��ا‬ ‫واالنت�صار عليها يف الأخري‪.‬‬ ‫انتم ��ت الثورة للم�ستقبل منذ الوهلة الأوىل من خالل‬‫انحيازه ��ا ل�ل��أدوات الفكرية وال�سلمي ��ة احل�ضارية يف‬ ‫مواجهة ا�ستبداد يختزل يف داخله كل �أمرا�ض التاريخ‬ ‫امل�ستع�صي ��ة‪..‬ال ت�صارع الثورة االنظم ��ة اال�ستبدادية‬ ‫فح�سب‪..‬و�إمن ��ا موروث ��ا مثق�ل�ا بامرا� ��ض املا�ض ��ي‬ ‫املختلف ��ة‪ ..‬تق ��وم به ��ذه املهم ��ة اال�ستثنائي ��ة وال�شاقة‬ ‫ع�ب�ر �أدوات ب�سيط ��ة ومتوا�ضع ��ة متمثل ��ة يف (القل ��م‬ ‫والكلمة)‪..‬ت�سع ��ى الث ��ورة �إىل ا�سق ��اط اال�ستب ��داد ث ��م‬ ‫العمل على من ��ع �إعادة انتاجه‪..‬ث ��م االنتقال رويدا �إىل‬ ‫بن ��اء الدول ��ة وتنفيذ م�شروعها احل�ض ��اري املدين على‬ ‫الأر�ض‪.‬‬ ‫ي�ستعج ��ل البع�ض ثمار الثورة‪..‬كم ��ا يطالبها �آخرون‬‫ب�ضمان ��ات خمتلفة‪..‬عو�ض ��ا ع ��ن م ��ن يتربع ب ��دال عن‬ ‫اال�ستبداد بو�ضع العراقيل �أمامها‪�..‬إنها عملية م�ستمرة‬ ‫من مراكمة االعباء حتاول الثورة اجتيازها بكل جناح‬ ‫منتقلة من مرحلة �إىل �أخرى بجهود ذاتية‪.‬‬ ‫الث ��ورة مبا ه ��ي تعبري �ص ��ادق عن حاج ��ة النا�س كل‬‫النا�س‪�..‬ستثب ��ت لهم �أنها عملية انق ��اذ وا�سعة لل�سفينة‬ ‫وركابه ��ا م ��ن الغرق! وم ��ا يح ��دث الآن م ��ن ردود فعل‬ ‫وتخري ��ب وعن ��ف امنا ه ��و املا�ضي يف الن ��زع االخري‪،‬‬ ‫وت�أمل �أن يعي ال�شباب االعيب اال�ستبداد ويحذروا من‬ ‫التورط فيها‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.