3450 AlmashriqNews

Page 1

‫العنوان‪ :‬العراق ‪ -‬بغداد ‪ -‬البتاوين محلة‬ ‫(‪ ،)101‬زقاق (‪ ، )53‬شارع (‪)18‬‬ ‫هاتف التحرير‪07903502984 :‬‬ ‫‪E-mail: almashriq_co@yahoo.com‬‬

‫أخيرة‬

‫‪Chairman of Administration Council‬‬ ‫‪Dr. Gandhi Muhammad Abdulkareem‬‬

‫طبعت مبطابع �شركة جمموعة امل�شرق للطباعة‬

‫الأحد املوافق ‪ 27‬من �آذار ‪ 2016‬العدد ‪ - 3450‬ال�سنة الثالثة ع�شرة‬

‫رقم االيداع يف دار الكتب والوثائق ببغداد (‪ )791‬ل�سنة ‪2004‬‬

‫‪Sunday,27 March, 2016 - No. 3450 Year 13‬‬

‫يومي��ة عراقية دولية م�س��تقلة ت�ص��در عن م�ؤ�س�س��ة امل�ش��رق لال�س��تثمارات االعالمي��ة والثقافية‬

‫الآراء والأفكار املن�شورة ال تعرب بال�ضرورة عن ر�أي اجلريدة بل تعرب عن وجهات نظر ا�صحابها‬

‫قلم رصاص‬

‫عندما يكون الكذب‬ ‫�سيد املواقف‬ ‫أحمد الجنديل‬ ‫�أن يَغي ��ب ال�ص ��دق ع ��ن امل�شهد مهما كان نوع ��ه و�شكله فاقر�أ علي ��ه ال�سالم‪ ،‬ال‬ ‫مب ��ادئ ب ��دون �ص ��دق‪ ،‬وال ثقافة ب ��دون �صدق‪ ،‬وال حي ��اة كرمي ��ة �إذا افتقدت‬ ‫ال�صدق‪.‬‬ ‫وعندم ��ا تكون امل�سافة بني ر�أ� ��س ال�سيا�سي ول�سانه �أطول من امل�سافة املمتدة‬ ‫بني الأر�ض وال�سماء فهذه امل�صيبة الكربى‪ ،‬و�أن يكون فعل الكذب حم�صورا‬ ‫بني الفقراء‪ ،‬ومن�صبا على ر�ؤو�س الرعية فهذا هو البالء العظيم‪.‬‬ ‫وال�سيا�سي ��ون يف بل ��دي يتفنن ��ون يف �صناع ��ة الك ��ذب‪ ،‬خج ��ل ال�شيطان من‬ ‫وقاحته ��م‪ ،‬حت ��ى و�صل ��وا �إىل درج ��ة اال�ستثنائي ��ة يف �صياغت ��ه و�إخراج ��ه‬ ‫وت�سويق ��ه �إىل امل�ساك�ي�ن م ��ن �أبن ��اء هذا ال�شع ��ب الذي فقد �صواب ��ه من كرثة‬ ‫الأل�سن التي تكذب عليه‪ ،‬و�أ�صابه ال�صداع من �شدة �صراخ دعاة الكذب‪ ،‬وبد�أ‬ ‫البع� ��ض ممّن يتمتع مبوهبة الغب ��اء ي�صدق كذب �سا�ست ��ه‪ ،‬وين�صاع �إىل لغة‬ ‫الكذب التي متار�س عليه‪.‬‬ ‫وال�سيا�سيون وعلى مر تاريخنا امللطخ بغزي الأفعال‪ ،‬واملح�شور بني دهاليز‬ ‫الت�آم ��ر واالنقالبات واحلق ��د والثارات والتخوين‪ ،‬واملختن ��ق بدخان النفاق‬ ‫واالنتهازي ��ة‪ ،‬والزاخر يف فن ��ون التقدي�س املخجل‪ ،‬ال ميلكون من الدنيا غري‬ ‫مت ��اع الك ��ذب‪ ،‬وال تعمل قواه ��م العقلي ��ة �إال ببطاريات ال�شح ��ن ال�سلبية‪ ،‬وال‬ ‫يجي ��دون غ�ي�ر منطق املراوغ ��ة والت�سويف يف �إدارة �ش� ��ؤون البالد‪ ،‬فمع كل‬ ‫ا�شراق ��ة �شم�س‪ ،‬يخرج ال�سيا�سي علينا حمم�ل�ا بكل �صنوف الكذب امل�ستورد‬ ‫وامل�صن ��وع حمليا‪ ،‬ويلقي ب�ضاعت ��ه املغ�شو�شة التي تب�شرن ��ا بو�صول ع�صر‬ ‫الأم ��ن والأمان‪ ،‬واحلرية وال�سعادة‪ ،‬واملنافق ��ون ي�صفقون ويهتفون بحياته‬ ‫وحي ��اة ع�صر النه�ض ��ة واالزدهار‪ ،‬ومع غياب اجلميع و حل ��ول الظالم‪ ،‬يبد�أ‬ ‫امل ��وت الأ�س ��ود يح�ص ��د �أرواح امل�ساك�ي�ن‪ ،‬وين�ش ��ر غباره على رب ��وع الوطن‬ ‫املثقل بالوي�ل�ات‪ .‬يخرج ال�سيا�سيون حاملني معهم عدة احلروب‪ ،‬ووا�ضعني‬ ‫عل ��ى ر�ؤو�سهم قيم التاريخ وال�ت�راث بعدما �أفرغوه م ��ن �أ�صالته‪ ،‬وعلى قرع‬ ‫الطبول‪ ،‬ومواعظ الزنادقة‪ ،‬تكون ال�سيوف قد �أكلت �أج�ساد الفقراء‪ ،‬والنريان‬ ‫قد التهمت �أرواح امل�ساكني‪ ،‬وان احلرب قد �أجنبت حربا‪ ،‬وال�سيوف قد خلفت‬ ‫�سيوف ��ا‪ ،‬وما بني احل ��روب املتوا�صل ��ة ت�صدح حناجرنا و�س ��ط �شالالت الدم‬ ‫التي تغ�سل �أر�ض الوطن ال�سعيد‪.‬‬ ‫يف بلد الكفر‪ ،‬يكذب ال�سيا�سيون ل�صالح �أوطانهم و�شعوبهم‪ ،‬ويف بلد التقوى‬ ‫والإميان يكذب والة الأمر من �أجل �أن ينتزعوا اللحم عن جلد ال�شعب‪ ،‬و�سط‬ ‫دخان ال�شعارات الكاذبة واملقوالت املزيفة‪.‬‬ ‫ويف بل ��د ال�سف ��ور والفجور‪ ،‬يعاق ��ب ال�سيا�سي ب�أ�شد العقوب ��ات عندما متتد‬ ‫يده �إىل �أم ��وال �شعبه‪ ،‬ويف بلد الت�سابيح والرتاوي ��ح يزيّن �صدر ال�سيا�سي‬ ‫بالأو�سم ��ة والنيا�شني عندما ي�شفط �أموال الأرامل والأيتام‪ ،‬والويل ملن يقف‬ ‫يف وجهه فدع ��اة التقدي�س له باملر�صاد‪� ،‬أ�ستثني من ال�سيا�سيني �أولئك الذين‬ ‫�إذا ح�ض ��ر الواحد منهم ال ي ّع ��د‪ ،‬و�إذا غاب ال يفتقد‪ ،‬الذي ��ن ي�سرقون ب�صمت‪،‬‬ ‫ويكذبون ب�صمت حتت قناع التوا�ضع والأريحية والت�سامح‪.‬‬ ‫�إىل اللقاء‬

‫املوت يغيب الفنان كارلو هارتيون عن عمر يناهز الـ‪ 85‬عام ًا‬ ‫ُت ��ويف الفن ��ان العراق ��ي الكب�ي�ر كارل ��و هارتيون‬ ‫ام� ��س ال�سب ��ت‪ ،‬يف الوالي ��ات املتح ��دة الأمريكية‬ ‫ع ��ن عمر يناهز ال� �ـ‪ 85‬عاما‪ ،‬ق�ضاه ��ا يف االخراج‬ ‫ال�سينمائ ��ي والتلفزيوين واالذاع ��ي يف العراق‪.‬‬ ‫وكت ��ب احد �أف ��راد �أ�سرته عل ��ى �صفحته يف موقع‬ ‫التوا�ص ��ل االجتماع ��ي (الفي�سب ��وك)‪� ،‬إن "الفنان‬ ‫العراقي كارلو هارتيون فارق احلياة مبقر �إقامته‬ ‫يف الوالي ��ات املتح ��دة االمريكية ع ��ن عمر يناهز‬ ‫ال� �ـ‪ 85‬عاما"‪ .‬ويحت ��ل املخرج الراح ��ل واملولود‬ ‫يف الع ��ام ‪ 1931‬مكان ��ة مهم ��ة يف م�س�ي�رة الف ��ن‬ ‫العراق ��ي مل ��ا قدمه من خدمات كب�ي�رة يف ال�سينما‬ ‫والتلفزي ��ون‪ ،‬ويح�س ��ب له ان ��ه �أول من �صور يف الفن ��ون اجلميلة) ثم در� ��س ال�سينما يف هنغاريا‪،‬‬ ‫الدرام ��ا التلفزيوني ��ة خارج اال�ستودي ��و ال �سيما و ح�ي�ن عاد �إىل بغداد بعد الع ��ام ‪ 1965‬ا�سهم يف‬ ‫يف م�س�أل ��ة ال�ص ��وت ال ��ذي يعد م�شكل ��ة �آنذاك يف ت�أ�سي� ��س وحدة الإنت ��اج ال�سينمائي يف امل�ؤ�س�سة‬ ‫ال�سبعين ��ات وما قبله ��ا‪ .‬وبد�أ كارل ��و يف ال�سينما العام ��ة لالذاع ��ة والتليفزي ��ون واخ ��رج له ��ا �أول‬ ‫رغم انه خريج م�س ��رح يف العام ‪(1957‬من معهد �أفالم ��ه الوثائقي ��ة (النه ��ر الثال ��ث) ال ��ذي حظ ��ي‬

‫جمجمة �شك�سبري اختفت من قربه‬ ‫خل�ص عامل �آث ��ار �إىل �أن جمجمة وليام‬ ‫َ‬ ‫�شك�سبري قد تكون فقدت من قربه وهو‬ ‫ما ي�ؤكد �شائع ��ات منت�شرة منذ �سنوات‬ ‫ع ��ن �سرق ��ة الق�ب�ر وي�ضف ��ي مزي ��د ًا من‬ ‫الغمو� ��ض املحي ��ط برف ��ات �شك�سب�ي�ر‪.‬‬ ‫وبع ��د ‪ 400‬ع ��ام م ��ن وفات ��ه ودفنه يف‬ ‫كني�سة هويل ترينيتي يف �سرتا�سفورد‬ ‫و�س ��ط �إنكل�ت�را ُ�سمِ ح لباحث�ي�ن ب�إجراء‬ ‫م�سح بالرادار لقرب �أعظم كاتب م�سرحي‬ ‫يف تاري ��خ �إنكل�ت�را‪ .‬لك ��ن يف املنطق ��ة‬ ‫حت ��ت �أر�ضي ��ة الكني�س ��ة حي ��ث يعتق ��د‬ ‫�أن تك ��ون جمجم ��ة �شك�سب�ي�ر موجودة‬ ‫ُوج ��دت �آثار تدخ ��ل‪ .‬وق ��ال كيفن كولز‬ ‫عامل الآثار يف جامعة �سرتا�سفورد�شري‬ ‫«لدين ��ا ق�ب�ر �شك�سب�ي�ر وب ��ه ت�شوي� ��ش‬ ‫غري ��ب عن ��د نهاية الر�أ� ��س ولدينا ق�صة‬ ‫ت�شي ب�أن ��ه يف وقت ما يف التاريخ جاء‬ ‫�شخ�ص م ��ا و�أخذ جمجم ��ة �شك�سبري»‪.‬‬ ‫«�إن ��ه م ��ن املقن ��ع ج ��د ًا بالن�سب ��ة يل �أن‬ ‫جمجمت ��ه لي�س ��ت يف (كني�س ��ة) ه ��ويل‬ ‫ترينيت ��ي باملرة»‪ .‬وتعم ��ق االكت�شافات‬ ‫الغمو� ��ض ح ��ول �آخ ��ر م ��كان رق ��د فيه‬

‫ج�س ��د �شك�سب�ي�ر‪ .‬وبن ��اء عل ��ى طلبه ��م‬ ‫للبح ��ث عل ��ى جمجم ��ة �شك�سب�ي�ر حقق‬ ‫فري ��ق كولز �أيـ�ض ًا ب�ش� ��أن حكاية قدمية‬ ‫كانت خمب�أة داخــــل �سرداب يف كني�سة‬ ‫�أخ ��رى تبعد ‪ 24‬كيلوم�ت�ر ًا عن املنطقة‬ ‫الريفي ��ة الإنكليزي ��ة يف وور�سرت�شري‪.‬‬ ‫لك ��ن حتلي�ل ً�ا لتلك اجلمجم ��ة �أظهر �أنها‬ ‫ل�سيدة كانت يف ال�سبعينيات من عمرها‬ ‫عندم ��ا توفي ��ت‪ .‬وظه ��رت ق�ص ��ة �سرقة‬ ‫جمجمة �شك�سبري يف جملة (�أرجوزي)‬ ‫عام ‪ 1879‬الت ��ي �ألقت بامل�س�ؤولية على‬ ‫ل�صو�ص من القرن ال�سابق عندما كانت‬ ‫�سرقة القبور �شائعة‪.‬‬

‫باعج ��اب كب�ي�ر يف مهرج ��ان مو�سك ��و واليب ��زك‬ ‫وغريها‪ .‬كم ��ا اخرج فيلم (البديل) ب� �ـ(‪ )18‬دقيقة‬ ‫ثم حت ��ول �إىل ال�سينم ��ا الروائية فق ��دم �أول فيلم‬ ‫درام ��ي تليفزي ��وين ه ��و فيل ��م (اللوح ��ة) ق�ص ��ة‬ ‫الراح ��ل (مع ��اذ يو�سف) ونال كارل ��و عدة جوائز‬ ‫فني ��ة ث ��م ق ��دم فيلم ��ه الث ��اين (البندول) ث ��م توج‬ ‫ن�شاطه ال�سينمائي بفيلم ��ه الروائي الأول (�شيء‬ ‫م ��ن القوة) وكان فيلما جمي�ل�ا وذا �صنعة حمكمة‬ ‫وحق ��ق جناحا كبريا للعاملني فيه ملا احتوى عليه‬ ‫م ��ن موا�صف ��ات ناجح ��ة‪ .‬وح�ي�ن ب ��د�أت ال�سينما‬ ‫يف الع ��راق تتع�ث�ر وقل الإنت ��اج �أو توقف ب�سبب‬ ‫احل�ص ��ار االقت�ص ��ادي ال ��ذي فر� ��ض يف الع ��ام‬ ‫‪ ،1991‬مل يتوق ��ف كارلو بل اجته �إىل امل�سل�سالت‬ ‫التلفزيوني ��ة ف�أخرج فيها �أعم ��اال مهمة نذكر منها‬ ‫(�سيد املن ��زل) و(تبادل املراك ��ز) و(�شارع �ستني)‬ ‫وغريها من الأعمال املتميزة‪.‬‬

‫هند �صربي تقاتل‬ ‫مع تنظيم داع�ش‬ ‫�رت ال�شركة املنتجة لفيلم “زهرة حل ��ب”‪ ،‬الذي تلعب بطولته‬ ‫ن�ش � ِ‬ ‫املمثلة التون�سية هند �صربي‪ ،‬الربومو الر�سمي له؛ متهيدا لعر�ضه‬ ‫قريبا‪ .‬وي�ستعر�ض الفيلم حياة اجلماعات املت�شددة التي انت�شرت‬ ‫بع ��د ث ��ورات الربي ��ع العربي يف بع� ��ض البل ��دان‪ ،‬ومنه ��ا تون�س‬ ‫و�سوري ��ا وليبيا واليم ��ن‪ .‬وقال ��ت املمثلة التون�سي ��ة هند �صربي‬ ‫�إن فيل ��م “زه ��رة حلب” يناق�ش فك ��رة ان�ضمام ال�شب ��اب التون�سي‬ ‫�إىل تنظي ��م داع� ��ش‪ ،‬معت�ب�رة �إياه عم�ل�ا وطنيا و�إن�ساني ��ا يتناول‬ ‫مو�ضوع ��ا يهم كل بيت عرب ��ي‪ .‬و�أ�ضافت �صربي �أن الفيلم “يع ّري‬ ‫جمتم ��ع (داع� ��ش) املظلم ب�شكل ع ��ام وبكل تفا�صيل ��ه‪ ،‬كما يتطرق‬ ‫�إىل ممار�ساته ��م اجلن�سية‪ ،‬لكنه لي�س مو�ضوع العمل الأ�سا�سي”‪.‬‬ ‫الفيلم مت ت�صويره بني دولتي تون�س ولبنان‪ ،‬و�شارك يف بطولته‪:‬‬ ‫ه�شام ر�ستم‪ ،‬وفاطمة نا�صر من تون�س‪ ،‬وبا�سم لطفي‪ ،‬وحممد �آل‬ ‫ر�ش ��ي‪ ،‬وجهاد زغبي من �سوريا‪ ،‬وهو م ��ن �إخراج التون�سي ر�ضا‬ ‫الباه ��ي‪ .‬وتك�ش ��ف امل�شاه ��د املن�ش ��ورة حال ��ة ال�ش ��ارع التون�سي‪،‬‬ ‫وظه ��ور بع�ض اجلماعات الت ��ي حاولت �أن تفر� ��ض �أ�سلوبها على‬ ‫املجتمع ��ات‪ .‬وتقدم هند �ص�ب�ري يف هذا العم ��ل �شخ�صية �سلمى‪،‬‬ ‫التي تعم ��ل ممر�ضة وم�سعف ��ة‪ ،‬وتواجه �صعوب ��ات ب�سبب الفقر‪،‬‬ ‫كما تع ��اين من م�شاكل زوجية؛ ب�سبب �إدم ��ان زوجها الكحول‪ ،‬ثم‬ ‫تفاج�أ به ��روب ابنها الوحيد وان�ضمامه لتنظيم داع�ش‪ ،‬فتقرر هي‬ ‫الأخرى االن�ضمام للجماعة وحتمل ال�سالح‪.‬‬

‫كوابيس وأحالم‬

‫ما زال البحث‬ ‫جاري ًا "عنه"!‬ ‫صباح الالمي‬ ‫"على العراقيني � ْأن يغ�سلوا �أيديهم باملاء وال�صابون"‪ ..‬بهذه العبارة ر ّد م�س�ؤول‬ ‫"رفي ��ع" يف احلكوم ��ة ال�سابق ��ة عل ��ى �س� ��ؤال وجهت ��ه �إلي ��ه ع ��ن �إمكاني ��ة وجود‬ ‫"�سيا�سيني حكوميني نزيهني"‪ ،‬ميكن � ْأن ينقذوا البالد‪ .‬كان الر ّد ال�صريح‪� ،‬ضمن‬ ‫ح ��وار مع ّم ��ق ومو�سع �أجريت ��ه مع امل�س� ��ؤول احلكوم ��ي الكبري ال�ساب ��ق‪ ،‬وال �أجد‬ ‫�ض ��رورة الآن لذكر ا�سمه‪ .‬يومه ��ا � ُ‬ ‫أعدت ال�س�ؤال على الرجل‪" :‬مب ��ن فيهم �أنت؟!"‪..‬‬ ‫قال مبت�سم ًا "نعم"!!‪.‬‬ ‫مل �أن� � َ�س هذا الردّ‪ ،‬ووجدت نف�س ��ي �أروي ق�صته يف غالبية احلوارات التي �أجريتها‬ ‫م ��ع برملاني�ي�ن و�سيا�سيني‪ ،‬م�ستطلع� � ًا ر�أيهم يف مثل هذا ال ��كالم‪ .‬بع�ضهم ك�شف عن‬ ‫"ت�أيي ��ده" له ��ذا الر�أي من دون ت ��ردّد‪ ،‬والبع�ض الآخر‪ ،‬و�صف ��ه بـ"املبالغة"‪ ،‬فيما‬ ‫ح�شرج ��تْ "زرادمي" �آخري ��ن ب ��ردود ال طع ��م له ��ا وال لون� � ًا وال رائحة‪� ،‬س ��وى �أنها‬ ‫"ق�شمرة كالم"‪ ،‬ت�ضر وال تنفع‪ .‬و�أذكر � ّأن �أحد ال�سيا�سيني املعروفني‪ ،‬قال يل "بل‬ ‫ليغ�سل العراقي ��ون �أيديهم بالديتول"!!‪� .‬س�أل ُته "لي� ��ش موالنا؟"‪ ،‬فقال‪" :‬هذا ر�أيي‪،‬‬ ‫لك ّني �أحذرك من ن�شره با�سمي ال�صريح"‪.‬‬ ‫بعد مرور �أكرث من اثنتي ع�شرة �سنة على ف�شل الطبقة ال�سيا�سية يف �إدارة الدولة‪،‬‬ ‫و�سطوه ��ا ال�س ّري "املنظم" على ثروات ال�شع ��ب‪ ،‬وتخريب احلال العراقية مبا كان‬ ‫فيه ��ا من مقوّمات وجود‪ ،‬ووح ��دة‪ ،‬و�إمكانيات تطوير ومن ��اء وازدهار‪� ،‬أقول‪ :‬بعد‬ ‫ه ��ذا كله بات ال�شعب العراقي عاجز ًا حتى عن "غ�سل �أيديه" من حاكميه و�سيا�سييه‬ ‫وبرملانيي ��ه"‪ .‬لق ��د �أو�صلنا ه�ؤالء اىل مرحل ��ة "الي�أ�س املطب ��ق"‪ ،‬و�صرنا �أ�شبه مبن‬ ‫يعي�شون يف حالة "�ضالل عامّة"‪.‬‬ ‫وامل�شكلة الأفدح � ّأن النا�س – بر�أي كثريين من املراقبني – ما زالوا م�ستعدين لإعادة‬ ‫انتخ ��اب وج ��وه كثرية �سائدة منذ ع�شر �سنني"‪ .‬ذلك يعن ��ي �أن الطبقة ال�سيا�سية لن‬ ‫ت�سم ��ح لـ"البديل" بالظهور‪� ،‬إ�ضاف ��ة اىل �أنها مت ّر�ست يف الأ�ساليب التي ت�ستخدمها‬ ‫لدف ��ع النا� ��س "الب�سطاء‪ ،‬املغدوري ��ن‪ ،‬امل�سحوقني‪ ،‬وهم الأكرثية" به ��ذا االجتاه �أو‬ ‫ذاك‪ .‬وحينئذ �سي�ستغل "جهابذة الطبقة ال�سيا�سية" كل �شيء حتى "الدين"!‬ ‫� ّإن فداح ��ة‪� ،‬أو كارثية الأزم ��ة العراقية‪ ،‬تكمن يف � ّأن ال�سيا�سي�ي�ن العراقيني ‪ -‬وهي‬ ‫ت�سمي ��ة جزافي ��ة ال ي�ستحقونه ��ا ‪ -‬يختلفون عل ��ى القومية‪ ،‬وعل ��ى الطائفة‪ ،‬وعلى‬ ‫االنتم ��اء ال�سيا�سي‪ ،‬وعلى �أ�شياء ال ح�صر لها‪ ،‬لك ّنهم م�ص ّرون على "الإجماع" الذي‬ ‫يحم ��ي "احلرامي ��ة"‪ ،‬ما دامت لهم كت ��ل حتظر امل�سا�س بهم‪ .‬وعندم ��ا تختنق احلال‬ ‫ب�أحدهم‪ ،‬فال �أق ّل من � ْأن ي�سمحوا له مبغادرة العراق "هو وما �سرق"!‬ ‫كث�ي�رون م ��ن العراقيني يتم ّن ��ون الآن "نفاد" النف ��ط‪� ،‬أو ك�ساد �سوق ��ه متام ًا‪ ،‬لكي ال‬ ‫ت�شتغ ��ل "عقلي ��ة" الطبق ��ة ال�سيا�سي ��ة باجت ��اه فر�ض املزيد م ��ن ق ��رارات التق�شف‪،‬‬ ‫و"التق ��رمي"‪ ،‬والتق ��زمي‪ ،‬واخل�صخ�ص ��ة‪� ،‬أي بي ��ع ممتل ��كات القط ��اع احلكوم ��ي‪،‬‬ ‫لل�سيا�سي�ي�ن �أنف�سه ��م‪ ،‬والتفك�ي�ر بـ"تن�صي ��ف" روات ��ب املوظف�ي�ن واملتقاعدين‪ ،‬بل‬ ‫لك ��ي ت�شتغ ��ل بعقلية خلق امل ��وارد املالية مم ��ا يف البلد من طاق ��ات و�إمكانات ميكن‬ ‫ا�ستثمارها يف جتارة و�صناعة وزراعة �أو غري ذلك‪.‬‬ ‫�أق ��ول‪ :‬م ��ا زال البحث جاري� � ًا عن "نزي ��ه" �سيا�سي‪ ،‬ف�أرون ��اه‪ ،‬لن�صفق ل ��ه‪ ،‬ونزمّر‪،‬‬ ‫ون�صفـّر‪ ،‬بل لنقول فيه ما مل يقله مالك يف اخلمر!‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.