االفتتــاح ّية كانـت القدس تتهيّ ـأ للدخول يف عـام تكريسهـا عاصمـة للثقافـة العربيّـة ،واالحتفاء
غزة هبـا مدينـة للروح والـتوق واألمل ،عنـدما انـدلعت النـريان اجلهنميّـة عىل ختومهـا ،يف ّ هـاشـم ،فتح ّــولت األعــراس هنـاك إىل مــآتم ،واألغـنيـات إىل ن ٍ لكن غ ّـزة ـدب وعـويـلّ .
ال األي ـام ال ّـص عبـة ،أمـام عيـون العـامل ،فص ً البطـولــة والصمـود أعـادت ،عىل امتـداد تلك ّ جديـد ًا من فـصول املـقاومـة والتصـدي للغـزاة ،التـي عرفـها تـارخيهـا الطـويل ،وعـاشتـها أرضها املباركة. قـبل ّأيام قلـيلة مـن دخولنـا هذا العـام ،2009 ،وهو العـام الذي اختـاره وزراء الثقـافة
الـعرب ليكـون عام ثقـافة القـدس يف بالد العرب ،وعـام الثقافـة العربيّـة يف مدينـة القدس، ثقافية لأل ّمة ،بعد وفيام كانت العروس ختطو نحو صمدهتا ،لكي يليق هبا اختيارها عاصمة ّ
تكرسـت حقيقتها ،وعىل مـدى تاريخ طويـل ،عاصمة للـروح وعنواناً للـقداسة ،إجتهت أن ّ أنظـار العـامل إىل بـوابـة اجلحـيم الـتي فـتحهــا اجليـش اإلرسائـييل ،وبق ـرار سيــايس إرسائييل
عـدواين ،يف غ ّــزة البطـولــة والصمـود .وقـد شـاهـد العـامل ،بـأم عـينه ،مئـات الصــواريخ التي فوهـات الدبـابات اهنالـت عىل املديـنة ،تلقـيها الـطائـرات املغرية ،وأطـنان القـذائف ُتطلقهـا ّ
احلربية الرابضة يف البحر. الغازية ،تعززها البوارج ّ
لقــد وقفت القـدس مـذهـولـة أمـام محـأة النـار املـشتعلـة يف جــزء ال ينفـصل من بـدهنـا
ال آخر من غزة هاشـم ..وفص ً وروحها ،لـتشهد صـورة من صور املـأساة والبطـولة املاثلـة يف ّ فصول املحرقة املتواصلة ،دون انقطاع ،عىل أرض فلسطني.
4
األول من هذا العـام ( ،)2009تكثّف البُعد الداليل للعبارة التي أطلقها خالل الشهر ّ
غزة بأهنا "أرض البؤس والبأس" .ومل يعش ّ الشاعر الراحل حممود درويش ،عندما وصف ّ ٍ وبشكل مجاعي عاصف، الشاعر الرائي الكـبري ،لريى مشهد البؤس يف أجل جتلياته :موت ّ ّ متـواصل .فام أن ُتنـتشـل جثث أرسة بكـاملهـا من حتت ركـام البـيوت اهلـابطـة عىل سـاكنيـها الـسكنيـة ،ح ّتى حتـصد النـريان اآلتية مـن ّ كل مكان بفعـل القذائف املـتالحقة عـىل األحياء ّ
أرسًا كـاملة الذت بـمدرسـة ،ظنـاً منهـا أهنا تلـجأ إىل مكـان آمن ،وأهنـا أمام عـدو حيرتم دور الدولية يف احلروب. تنص عىل ذلك االتفاقيات العلم والعبادة ،كام ّ ّ
أ ّما البـأس ،فقد ّ جتـىل يف صور الصمـود األسطوري الـذي مارسه اإلنـسان الفلـسطيني
غزة البـطولة واملقاومة .فـرغم اجلوع واحلصار وعواصف املـوت والنار التي مل ختمد طوال يف ّ الشعب الفـلسطـيني هنـاك موقفـاً بطـولياً ثـابتاً .وشـهدت تلك نحـو شهر ،فقـد وقف أبنـاء ّ األّيام ،عـىل جبهة املـواجهة ،صـورة من صور الـوحدة الـوطنيـة لرفـاق النضـال ،متنينـا هلا أن ٍ تستمـر وتتواصل يف ّ زمـان ومكان .فمـواجهة العـدوان اإلرسائييل ومططـاته يف القدس كل وغزة و ّ كل مكان يف فلسطني ،ينبغي هلا أن تتسم بالديمومة والثبات ،كون العدوان هو فعل ّ ائييل مستمر ومتواصل دون انقطاع . إرس ّ
ائـيليـة ،خالل شهـر آذار املــايض ،عن شهــادات جلنـود لقـد كـشفت الـصحـافـة اإلرس ّ
إرسائيليني شاركوا يف احلـرب ،إنطوت عىل اعرتافات ودالئل ،تشري إىل اقرتاف هؤالء اجلنود ـصهيونيـة ،أمام تلك جـرائم حرب أثنـاء العدوان اإلرسائييل عىل غ ّـزة .ومل جتد آلة الـدعاية ال ّ احلقــائق الــدامغـة ،ســوى معـاودة احلـديـث عن أخـالقيــات اجلنـدي اإلرسائـييل وطهـارة
سالحه! وطــوال أيــام الـقتـل والتــدمري والـتخــريب الـتي مــارسهــا اجليـش اإلرسائـييل يف غـ ّـزة، وبعدهـا ،كان الـفعل العدواين اإلرسائيـيل يتواصل عىل القـدس ،التي أصبحت هتـوي شيئاً املتحـركـة ،يف حني يـتضـاءل عـدد األيـدي ،عىل املـستـويني العـريب فـشيئـاً يف رمـال التهـويـد ِّ واإلسـالمي ،املمـدودة النـتشـاهلـا ،يف ٍ الربيـة :إنقـذوا وقت يـضيع فـيه الصـوت ّ الصـارخ يف ّ 5
مديـنة الـروح وعاصـمة الـثقافـة من اخلطـر الداهـم الذي يـتهددهـا ..ولنتح ّـرك مجيـعاً ،عىل
املستويني العريب واإلسالمي ..فالقدس يف خطر.
*** قـدسـة مـن أخطـار ،هـي تلك املـتع ِّلقــة بمحـاوالت تتعـرض له املــدينـة امل ُ ّ إن ّ أشـد مــا ّ
تكونت عرب الرتاكم إرسائيل املتواصلة سلب املدينة ّ العربية هويتها ،وتغيري شخصيتها التي ّ
الزمني الطويل.
اهلوية ،هو السؤال الذي تعمل إرسائيل عىل نفيه ،وعىل متزيق حقيقته الثّابتة. وسؤال ّ
ـوية ،فـإننـا نفهم الـفعالـية اإلنـسان ّـية واحل فإذا كـانت الـثقافـة هي ـضاريـة التي تـؤ ِّكد اهل ّ ّ ّ
ـنية ،ومعـاركها املتـواصلة من ائـيلية عـىل الثقافـة العرب ّـية الفلـسطي ّ أسبـاب تلك احلرب اإلرس ّ
أجل تكريس مالمح ثقافيّة بديلة يف القدس املحت ّلة.
ائيليـة الكـاملـة عىل القـدس ،بعـد حزيـران ،1967شنّت سلـطات فمع اهلـيمنـة اإلرس ّ ـقدسـة .طاردت ـينيـة يف املديـنة امل ُ ّ ـافيـة الفلـسط ّ اإلحتالل محلـة شعـواء عىل املـؤسسـات الثق ّ املثقفـني واملبـدعـني وفتحـت هلم أبـواب سجـوهنـا .حـاربـت ِ ـرسحيـة واألغـنيـة الكتـاب وامل ّ واللـوحـة الـتشـكيليّـة ،وعـملت عىل تـدمـري البنـى الـتحتيّـة الثقـافيّـة يف املـدينـة ،والـتي هتيء العريب يف املدينة. اهلوية ،وتعمل عىل تكريس وجهها ّ بقوة عىل سؤال ّ لنتاجات جتيب ّ
الرشسة يف القـدس هي ،يف وجه من وجوههـا ،جزء ال ينفصل االستيطانـية ّ إن اهلجمـة ّ
اهلـويـة األصيلـة للقـدس .فـأهـداف االسـتيطـان ال تتـو ّقف عنـد إسكـان من معـركـة تبـديـد ّ املهاجـرين من املستوطنني اليهود وإحالهلم يف األرض الفلـسطينيّة املُحت ّلة واملُصادرة ،وإنام
هوية بديلة. اهلوية األصيلة للمكان وإحالل ّ أيضاً حماولة نزع ّ
ائيلية تـنجح ،إىل حني ،يف االستيالء عىل األرض القـوة اإلرس ّ ولكـن ،إذا كانت سيـاسة ّ
ـيليـة يف املـدينـة وإقـامـة املـستـوطنــات وحشـدهـا بـالغـربـاء ،فـإن أكرب املـستـوطنـات اإلرسائ ّ قدسـة ،بل وجمموع املستوطنـات االرسائيليّة التي وبجدار الـفصل العنرصي بالغ الزيف، امل ُ ّ الضاربـة يف عمق املكان والزمان ،والتي ُيشري إليها تبقـى عاجزة عن نفي املالمح احلضارية ّ ّ 6
الدينية حجر واحد مـن احلجارة التي تتعـانق منذ زمن بعيـد ،لتبني أسوار القـدس ومبانيهـا ّ
هـوية املدينة .فام بـالنا بدورها الـتارخيي كحارضة عربيّـة إسالميّة ومركز ًا والـتارخييّة ،وتصوغ ّ لـلثقـافــة واآلداب والعلـوم ودور الـكتـب ،وقيـمتهــا كمـتحف إسالم ّـي مفتـوح بـسع ٍـة عىل الكون؟! *** ورغم عمليـات احلفر والتـنقيب التي يقـوم هبا االحتالل منـذ أكثر من أربعـة عقود من ائيلية املختلفـة ،متكاتفة الـزمن ،ورصف املليارات لتهـويد املدينـة ،وجهود املؤسسـات اإلرس ّ
أي من ومتعـاضدة ،يف العـثور عىل مـا يشـري إىل "هويـة إرسائيل ّـية" عـرفها تـاريخ املكـان يف ٍّ ّ اهلوية امل ُ ّدعاة ،مل ُيعثر عىل ما يؤكدها أو يومئ حقبه املتعاقبـة منذ آالف القرون .إالّ أن تلك ّ
إليها من بعيد أو قريب.
هلـويـة اآلخـر يف القـدس وعىل أرض فـلسـطني ،طلع أمـام مثل هـذا الغيـاب الكـاسح ّ
عـلينـا عبـاقـرة الـتضلـيل التـورايت يف إرسائـيل ،من مـروجي فكـرة "احلق اإلهلي" ،بـمرشوع اتية" يف القدس! أطلقوا عليه "املتنزهات التور ّ
املرشوع املقرتح ،واملـايض يف طريقه إىل التنفـيذ ،يعتدي عىل أرايض القـدس الرشقيّة عــربيّـة امل ُلـكيّ ــة والتــاريخ ،كجـزء مـن مطـط التهـويـد الــذي متيض بـه إرسائيل بـشكل متسارع .وهيـدف املرشوع إىل إنشاء تـسع حدائق عا ّم ة حـول املدينة القـديمة ،ويف موقع
قلب منها. ـويــة مفربكـة للقـدس ،عرب مـرة أخـرى يـواصل الـتطـرف الـسيــايس اليهـودي اخرتاع ه ّ ُّ ّ
اتيـة مل يثبـت وجودهـا يف املديـنة ،يف حـني تورد الـتوراة نفـسها ن ّـصاً احلـديث عن أمكـنة تـور ّ ٍ وجود هيودي ،عىل اإلطالق ،يف مدينة اليبوسيني! يشري إىل أنه مل يكن ث ّمة عربيـة يف القدس القديمة، األنكـى من ذلك أن املرشوع ال يقتيض فحسـب هدم بيوت ّ
أثريـة إسالميّـة يف املديـنة .األمـر الذي سـيؤجج الـرصاع يف املديـنة، وإنام أيضـاً هدم مـواقع ّ وحي ِّـوله إىل ش ٍ ـكل من أشكـال النـزاع الــديني الـذي يقـوده وعىل أرض فـلسـطني التـارخييـةُ ، ّ 7
متطـرفون هيـود ال يعرتفـون باآلخـر ،أو باحلـوار معه ،وغري مقـتنعني عىل اإلطالق بـالسالم وسيلة ّ حلل الرصاع التارخيي بني اجلانبني. وال يـمكن املـرور هنـا دون اإلشــارة إىل خطـورة جـدار الفـصل العـنرصي الـذي حيـيط باملـدينـة ،واحلزام االسـتيطـاين املمـتد واملـتصل من جـبعات زئـيف يف الشامل إىل جـنوب رام اهلل ،مـرور ًا بمـستـوطنـات القـدس ومعـالـيه أدوميـم .ويعمل اجلــدار عىل استكـامل املرشوع ال مع مسـتوطـنة االستيـطاين الـذي يسـتهدف إغـالق القدس ،يف مـا يسمـى بـ ،E1متـواص ً كـيدار ،وصـوالً إىل أبوغـنيم يف اجلنـوب ،وامتـداد ًا إىل ميشـور أدوميم وكفـار أدوميـم وأرحيو لـيتم إغـالق القدس بـكامـلها وجيـري فصلهـا عن الضفـة الغربـية، قرب أرحيـا إىل الرشقّ ، وتق ّطع إىل أجـزاء متناثـرة .كل ذلك يعرض يف إطـار ما يسمـى بعملية الـسالم ،حتت عنوان (الكتل االستيطانية) التي تطالب إرسائيل هبا. *** إحتفاليـة تزداد كثـافتها يف ثقافيـة ّ هوية القـدس ،ليست جم ّـرد فعاليـات ّ إن معركـة تأكيـد ّ ـنفض مع رحيـل العام ،2009ولكـنها معـركة ـكرس للقـدس عاصمـة ثم ت ّ ثقافـيةّ ، ّ العام امل ُ ّ دائمـة ومتـواصلـة تنـدرج يف املرشوع الـتنمـوي الـفلسـطينـي ،ويف مرشوع مـواجهـة املرشوع الصهيوين يف فلـسطني وأطامعه يف القدس الرشيف .وهو أمر يقتيض إيالء اإلهتامم بالعمل الثقايف الفلـسطيني ،ووضع االسرتاتـيجيات التي حتـرس ذاكرة املدينـة من عمليات الـتبديد تتعـرض هلــا برشاسـة من اجلـانـب اإلرسائييل .وإذا كـانـت التقـديـرات تـشري إىل مبـالغ التـي ّ
خهـا املنظامت الصهيونيّة يف العـامل إىل إرسائيل ،وتتجاوز العرشة مليارات دوالر ضخمة تض ُّ ـسؤولية امللقاة عىل قدسـة ،فإننا نُدرك حجم امل سنويـاً ،لتُرصف عىل مشاريع هتويـد املدينة امل ُ ّ ّ عاتق جبهـة مواجهة عمليات التهـويد ،عىل املستويني العريب واإلسالمـي ،سياسياً ،ومالياً،
وثقافياً. وتتط ّلـب املواجهة ،إىل جـانب بناء وتطـوير القدرات الـذاتيّة ،العمل عىل ع ّـدة جبهات
العربية حارضة يف أذهان العامل. هوية القدس ّ دولية ،حتّى تبقى ّ ّ 8
فالقدس حتتاج إىل ُم طـط إعالمي واسع النطاق ،يتجاوز االكـتفاء برتديد خطاب "القـدس لنـا" ،والـوقـوف عنـد حـدوده كـشع ٍ ـاطفي ،بل يـذهـب إىل أن يسـتثمـر ـار ع ّ بـذكـاء معـطيـات العـوملـة وإمكـانيـاهتـا الـواسعـة لتـأكيـد احلق العـريب الفلـسـطيـني يف ـاري ـة للمـدينـة ،ومـوروثهـا الثقـايف القـدس ،وتـرويـج حقيقـة اهلـوي ـة التـارخييّ ـة واحلض ّ ّ
املرتاكم عرب آالف السنني.
وال ّ شك يف أن العـمل اإلعالمي ال ينـفصل عن الـعمل الثقـايف عىل املسـتوى العـاملي، اهلوية وذلك ّ يتم عرب زيـادة وتكثيف عملنا يف اليونـسكو ،واحلرص عىل إعادة تأكـيد ثوابت ّ ائيلية فيها ،من أعامل حفر وتنقيب غري مرشوعة. املقدسية ،والتذكري باالنتهاكات اإلرس ّ ّ خط م ٍ وهـذا األمـر ،يقـتيض بـذل اجلهــد ،والعمـل يف ّ ـواز ومـتالزم ،عىل تـفعيـل جبهـة
املـواجهة القـانونيّـة عىل الصعيـد الدويل ،ومتـابعة طـرح مسـألة انـتهاكـات إرسائيل للقـانون ٍ يومي ،ووضعها حتت طائلة العقاب عىل تدمريها الرتاث الوطني للبلد الذي الدويل بشكل ّ الدولية وقوانينها املُلزمة. الرشعية حتت ّله ،بام يتناىف مع أسس ومبادئ ّ ّ *** وعـندما نطـرح سؤال القدس واحلـال الفلسطينـي يف هذه احلقبة ،فـإن احلزن يتسلل إىل النفـوس رغام ً عـنّا .فـعاصـمة الـدولة الـفلسـطين ّـية املـأمولـة ،تتـط ّلع إليـنا بـأسى ،ملـا أصاب الوطنية من خلل بنيوي ال يمكن حجب حقيقته عن العيون. وحدتنا ّ
غري أن احلـرص عىل مـواجهـة هـذا اخللل ،ومـواصلـة احلـوار بقلـوب صــافيـة وعقـول
مفتوحة ،سـوف يصل إىل النتيجة التي يتـط ّلع إليها الشعب الفلسـطيني بكامله ..يف الوطن والشتات. ــذاتيـة ،وتـطـويـرهـا ملــواجهــة التحـديـات ،هـي من أولـويـات كام أن جتـديـد الـبنـى ال ّ
بقوة وشجاعـة استثنائيـتني ،سواء عىل صعيد مـسؤولياتنـا ّ التارخيية ،التـي علينا أن نتحملهـا ّ إطـارنا الـوطني العـريض ،املتـمثِّل بمـنظمـة التـحريـر الفلـسطـينيّـة ،أو عىل صعـيد سـلطتـنا
ـطينيـة الرائـدة ..حركـة التحـرير الـوطني الوطنـية الفلـسطينـية ،أو عىل صـعيد حـركتنـا الفلس ّ ّ ّ 9
الفلـسـطيـني (فـتح) ..التـي تنـتظـر عقـد مـؤمتـرهـا وجتـديـد دمهــا وتطـويـر رؤاهـا وبـراجمهـا واسرتاتيجياهتا املستقبليّة.
ولن ّ كررنـاه صارخـني :القدس يف خطـر ..القدس يف نكل من طـرح النداء الـذي طاملـا ّ
خطر!
ال ،ونـعمل عىل جتـاوز ـنيـة ،من أن نـنحنـي قلي ً وال ّ بـد لنـا ،عىل مـستـوى الـوحـدة الـوط ّ
خالفـاتنـا قـدر املسـتطـاع ،حتّـى ختـرج القـدس من أرسهـا ،وتنجـو مـن مشـاريع إرسائـيليّـة
تتـهدد عـروبتهـا وروحهـا اإلسالم ّـية -املـسيح ّـية ،وتـسلب منـها جـد ّية ،وبـالغـة اخلطـورةّ ، ّ التارخيية الدامغة! حريتها ..وهويتها ..وحقيقتها ّ
أمحــد قريــع (أبـو عـالء)
10