و ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻧﺎ آﺬﻟﻚ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗ ًﺎ ﺧﻔﻴﻔﺎً ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻲ .أدرت ج ﻣﻦ رأﺳﻲ ﺑﺤﺪة ...آﺎﻧﻮ ﺟﻮزﻓﻴﻦ ﻋﻨﺪ ﻓﺘﺤﺘﺔ ﺳﻴﺎ ٍ ﺖ وﺟﻬﻬﺎ ﺗﻔﺎﺣ ٌﺔ آﺒﻴﺮة، ﻲ و ﻗﺪ ﺣﺠﺒ ْ اﻟﺸﺠﺮ ﺗﻨﻈﺮ إﻟ ﱠ ذهﺒﺖ ﺗﺠﺎهﻬﺎ. ﻣﺮﺟﺒﺎ ﺟﻮزﻓﻴﻦ.ت ﻟﻢ ﺗﺠﺒﻨﻲ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ اﺧﺘﻔﺖ ﺧﻠﻒ اﻟﺴﻴﺎج ،و ﻋﺒﺮ ُ اﻟﻄﺮﻳﻖ و ﺗﺒﻌﺘﻬﺎ .آﺎﻧﺖ ﺗﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪ ﺧﺸﺒﻲ ﺻﺪئ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻳﺢ ﻋﻨﺪ ﺑﺮآﺔ اﻟﺴﻤﻚ و ﺗﺤﺮك ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ و هﻲ ﺗﻘﻀﻢ اﻟﺘﻔﺎﺣﺔ. ﻲ ﺑﺎآﺘﺌﺎب و ﺷﻲ ٍء ﻻ أﺣﺴﺒﻪ إﻻ اﻟﻌﺪاء. آﺎﻧﺖ ﺗﻨﻈﺮ إﻟ َّ ﻗﻠﺖ: هﺎ ﻗﺪ ﺟﺌﺖ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻳﺎ ﺟﻮزﻓﻴﻦ.آﺎﻧﺖ ﺑﺪاﻳﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ،ﻟﻜﻦ آﺎن ﺻﻤﺖ ﺟﻮزﻓﻴﻦ و ﻋﻴﻨﺎهﺎ اﻟﺠﺎﺣﻈﺘﺎن ﻳﺜﻴﺮان اﻷﻋﺼﺎب. و ﻣﺎزاﻟﺖ ﺻﺎﻣﺘﺔ ﺗﻔﻜﺮ ﺗﻔﻜﻴﺮًا ﻋﻤﻴﻘ ًﺎ .ﺳﺄﻟﺘُﻬﺎ: -هﻞ هﺬﻩ ﺗﻔﺎﺣﺔ ﺟﻴﺪة؟
آﺘﻤﺖ ﻗﻨﺎﻋﺘﻲ ﺑﺄن ﺟﻮزﻓﻴﻦ آﺎﻧﺖ هﻨﺎك ،و ﺗﺬآﺮت اﻟﺬآﺎء ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ اﻟﺴﻮداوﻳﻦ اﻟﺼﻐﻴﺮﺗﻴﻦ. و آﻠّﻤﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﺑﺎﻟﻬﺎﺗﻒ و ﺳﺄﻟﺘﻬﺎ إن آﺎﻧﺖ ﺗﺄذن ﻟﻲ ﺑﺎﻟﻘﺪوم ﺛﺎﻧﻴﺔ؟ أرﺟﻮك أن ﺗﺄﺗﻲ ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ. آﻴﻒ ﺗﺴﻴﺮ اﻷﻣﻮر؟ ﻻ ﺑﺄس ،ﻣﺎ زاﻟﻮا ﻳﻔﺘﺸﻮن اﻟﺒﻴﺖ ،ﻋ ّﻢ ﻳﺒﺤﺜﻮن؟ ﻻ أدري. إﻧﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﻏﺎﺿﺒﻮن ﺟﺪاً ،ﺗﻌﺎل ﻓﻲ أﺳﺮع وﻗﺖ،ﺳﻮف أﺣﻦ إذا ﻟﻢ أﺗﻜﻠﻢ ﻣﻊ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ. ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﺑﺄﻧﻲ ﺳﺂﺗﻲ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻮرًا. ﻟﻢ أ ًر أﺣﺪًا و أﻧﺎ ﻗﺎدم ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎرة إﻟﻰ اﻟﺒﺎب اﻷﻣﺎﻣﻲ. أﻋﻄﻴﺖ اﻟﺴﺎﺋﻖ أﺟﺮﻩ و ﻧﺰﻟﺖ .ﺗﺮددت :هﻞ أﻗﺮع اﻟﺠﺮس أم أدﺧﻞ ،ﻓﻘﺪ آﺎن اﻟﺒﺎب ﻣﻔﺘﻮﺣ ًﺎ.
- 13ﺗﺮآﺖ أﺑﻲ و دهﺒﺖ إﻟﻰ ))اﻟﺒﻴﺖ اﻟﻤﺎﺋﻞ(( و ﺷﻌﻮر ﻗﻠﻴﻞ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﻳﻼزﻣﻨﻲ ،ﻟﻘﺪ آﺮرت ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻤﻊ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ أﺳﺮار ﺟﻮزﻓﻴﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺮوﺟﺮ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أﻗﻞ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﺣﻮل ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑﺮﻳﻨﺪا و ﻟﻮراﻧﺲ ﺑﺮاون و رﺳﺎﺋﻞ اﻟﺤﺐ. إﻧﻲ ﻣﻌﺬور ،ﻓﻘﺪ ﺣﺴﺒﺖ ﻣﺎ ﺑﻴﺘﻬﻢ روﻣﺎﻧﺴﻴﺔ ﻣﺠﺮدة و ﻟﻢ أﻋﻠﻢ ﺳﺒ ًﺎ ﻳﺜﺒﺖ ﺻﺤﺔ ذﻟﻚ ،ﻟﻜﻨﻲ آﺮهﺖ أن أﺟﻤﻊ أدﻟﺔ أﺧﺮى ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻳﻨﺪا ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ،آﻨﺖ أﺷﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻦ ﻟﻬﺎ اﻟﻌﺪاء و هﻲ ﻣﺘﺠﻤﻌﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺒﻮة .ﻟﻮ آﺎن ﻣﺜﻞ ﺗﻜ ّ هﺬﻩ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻼ ﺷﻚ أن ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ و أﻋﻮاﻧﻪ ﺳﻴﺠﺪوﻧﻬﺎ ،آﻨﺖ أآﺮﻩ أن أآﻮن ﺳﺒﺎ ﻓﻲ ﻃﺮح ﻧﻬﻤﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ اﻣﺮأة ﺗﻌﻴﺶ وﺿﻌ ًﺎ ﺻﻌﺒ ًﺎ! ﺛﻢ إﻧﻬﺎ أآﺪت ﻟﻲ ﺑﻬﺪوء أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ و ﺑﻴﻦ ﻟﻮراﻧﺲ أﻳﺔ ﻋﻼﻗﺔ ،و ﺷﻌﺮت أﻧﻲ أﻣﻴﻞ إﻟﻰ أن أﺻﺪﻗﻬﺎ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ))اﻟﻘﺰم اﻟﺤﻘﻮد(( ﺟﻮزﻓﻴﻦ! أﻟﻢ ﺗﻘﻞ ﺑﺮﻳﻨﺪا ﺑﻠﺴﺎﻧﻬﺎ ﺑﺄن ﺟﻮزﻓﻴﻦ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ هﻨﺎك؟
*****
ﺟﻮزﻓﻴﻦ؟ ﺗﻌﻨﻲ ا ّﻻ أﺑﻮح ﻟﻬﺎ ﺑﻤﺎ أﻧﻮي أن أﻓﻌﻠﻪ؟ آﻼ ،ﻟﻢ أﻗﺼﺪ ذﻟﻚ ،ﺑﻞ أﻗﺼﺪ أن ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﻬﺎ ،ﻓﻼ ﻧﺮﻳﺪأن ﻳﺼﻴﺒﻬﺎ ﺷﻲء. ﺖ إﻟﻴﻪ ،ﻓﻘﺎل: ﺣ َﺪ ْﻗ ُ َ ﻼ ﻳﻘﺘﻞ ﺑﺪم هﻴﺎ ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ ،إن ﺑﻴﻦ أهﻞ اﻟﺒﻴﺖ ﻗﺎﺗ ًﺑﺎرد ،و ﻳﻈﻬﺮ أن اﻟﻄﻔﻠﺔ ﺟﻮزﻓﻴﻦ ﺗﻌﺮف ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي. إﻧﻬﺎ ﺗﻌﺮف آﻞ ﺷﻲء ﻋﻦ روﺟﺮ ،و رﺑﻤﺎ أﺧﻄﺄتج ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺤﺘﺎل و ﻟﻜﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻬﺎ ﺗﺒﺪو ﺑﺎﻟﻘﻔﺰ إﻟﻰ إﺳﺘﻨﺘﺎ ٍ ﺻﺤﻴﺤﺔ! ﻧﻌﻢ ،ﻧﻌﻢ .إن ﺷﻬﺎدة اﻟﻄﻔﻞ هﻲ أﻓﻀﻞ اﻟﺸﻬﺎدة و أﻧﺎأﺻﺪﻗﻬﺎ آﻞ ﻣﺮة ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻔﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻗﻄﻌﺎً؛ ﻷن اﻷﻃﻔﺎل ﻻ ﻳﻄﻴﻘﻮن ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ،ﺑﻞ ﺗﺮاهﻢ ﻳﻬﻤﻬﻤﻮن و ﻳﺒﺪون ﺑﻠﻬﺎء و ﻳﻘﻮﻟﻮن ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﻓﻲ أﻓﻀﻞ أﺣﻮاﻟﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺒﺎهﻮن .ﺳﻮف ﺗﺴﻤﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺰﻳﺪًا ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ :ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻬﺎ أﺳﺌﻠﺔ، ﻦ ﻋﻠﻴﻚ أن اﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺸﻌﺮ أﻧﻚ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻟﺘﺜﻴﺮهﺎ ،و ﻟﻜ ّ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺄﻣﺮهﺎ ،ﻓﻠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻌﺮف آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ أﺟﻞ ﺳﻼﻣﺔ إﻧﺴﺎن!
أﺧﺒﺮﺗُﻪ ﻋﻨﺪهﺎ أن ﺻﻮﻓﻴﺎ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻦ اﻟﻘﺴﻮة ﻓﻲ ت أﻧﻮاﻋ ًﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﺎهﺘﻢ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،و ذآﺮ ْ اهﺘﻤﺎﻣﺎً آﺒﻴﺮًا و ﻗﺎل: أﺟﻞ ،إن ﻟﺪى ﻓﺘﺎﺗﻚ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻓﻲ هﺬا اﻷﻣﺮ ،إن اﻟﺼﻔﺎتاﻟﻮراﺛﻴﺔ ﺷﻲء ﻳﺜﻴﺮ اﻻهﺘﻤﺎم .ﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻗﺴﻮة دي هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ ،و ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺴﻤﻴﻪ ﻋﺪﻳﻤﻴﺔ اﻟﻀﻤﻴﺮ ﻋﻨﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز .إن ﻋﺎﺋﻠﺔ هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ ﻃﺒﻴﻌﻴﻴﻦ ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮا ﻋﺪﻳﻤﻲ اﻟﻀﻤﻴﺮ أﻣﺎ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻓﻬﻢ رﻏﻢ ﺗﺠﺮدهﻢ ﻣﻦ اﻟﻀﻤﻴﺮ إﻻ أﻧﻬﻢ ﻋﻄﻮﻓﻮن ،و ﻟﻜﻦ أﺣﺪهﻢ ورث هﺎﺗﻴﻦ اﻟﺼﻔﺘﻴﻦ ﻣﺠﺘﻤﻌﺘﻴﻦ .هﻞ ﺗﻔﻬﻢ ﻣﺎ أﻋﻨﻴﻪ؟ ﻟﻢ أﻓﻜﺮ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً ،و ﻗﺎل واﻟﺪي: ﻟﻦ أرهﻘﻚ ﺑﺎﻟﺼﻔﺎت اﻟﻤﻮروﺛﺔ ،ﻓﻬﺬا أﻣﺮ دﻗﻴﻖ وﻣﻌﻘّﺪ ﺟﺪًا .اذهﺐ ﻳﺎ وﻟﺪي و دﻋﻬﻢ ﻳﺤﺪﺛﻮﻧﻚ .إن ﻓﺘﺎﺗﻚ ﻣﺤﻘﺔ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ﻓﻲ ﺷﻲء واﺣﺪ :ﻟﻦ ﻳﻨﻔﻌﻚ و ﻳﻨﻔﻌﻬﺎ ﺳﻮى اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. ﺛﻢ أﺿﺎف ﻓﻴﻤﺎ آﻨﺖ أﻏﺎدر اﻟﻐﺮﻓﺔ :و اﺣﺬْر اﻟﻄﻔﻠﺔ!
ﻼ ﻏﻴﺮ ﻣﻐﺮور .إن اﻟﻐﺮور هﻮ اﻟﺬي أﺟﻞ ،ﻟﻢ َأ َر ﻗﺎﺗ ًﻳﺆدي إﻟﻰ آﺸﻔﻬﻢ ﻏﺎﻟﺒﺎً ،رﺑﻤﺎ ﻳﺨﺎﻓﻮن اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻒ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﺘﺒﺎهﻲ و ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن آ ّ اﻻﺧﺘﻴﺎل ،و هﻢ ﻋﺎدة ﻳﻜﻮﻧﻮن ﻣﺘﺄآﺪﻳﻦ أﻧﻬﻢ أذآﻴﺎء ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻬﻢ أﺣﺪ ،و هﻨﺎ ﺷﻲء ﺁﺧﺮ :إن اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺘﺤﺪث. ﻳﺘﺤﺪث؟ أﺟﻞ ،إن اﻟﻘﺎﺗﻞ ﺣﻴﻦ ﻳﻘﺘﻞ ﻳﺼﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﺰﻟﺔ ﺷﺪﻳﺪة،ﻓﻬﻮ ﻳﺤﺐ أن ﻳﺼﺎرح أﺣﺪًا ﺑﻜﻞ ﺷﻲء ،ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ. و هﺬا ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺨﺒﺮ ﺑﺎﻟﻤﺰﻳﺪ ،و هﻜﺬا :إن آﺎن ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻘﻮل آﻴﻒ ﻓﻌﻞ هﺬا ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ و ﻳﻨﺎﻗﺸﻪ و ﻳﻄﺮح ﻧﻈﺮﻳﺎت ﻟﺘﺪرﺳﻬﺎ. ﻟﻮ آﻨﺖ ﻣﻜﺎﻧﻚ ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ ﻟﻨﺘﺒﻬﺖ ﻟﻬﺬا اﻷﻣﺮ .اذهﺐ ﻂ ﺑﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ و هﻨﺎك ﻣﺮ ًة أﺧﺮى و اﻗﻌ ْﺪ ﺑﻴﻨﻬﻢ و اﺧﺘﻠ ْ ﻼ ﺳﻬﻼً ،و ﺳﻮاء آﺎﻧﻮا اﺟﻌﻠْﻬﻢ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن .ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻋﻤ ً ﻣﺮﺟﻤﻴﻦ أو أﺑﺮﻳﺎء ﻓﺴﻴﻜﻮﻧﻮن ﺳﻌﺪاء ﺑﻔﺮﺻﺔ اﻟﺘﺤﺪث ﻣﻊ رﺟﻞ ﻏﺮﻳﺐ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﺳﻴﻘﻮﻟﻮن ﻟﻚ أﺷﻴﺎء ﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮﻧﻬﺎ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ،و ﻟﻌﻠﻚ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺘﺒﻴﻦ اﻻﺧﺘﻼف ،ﻓﺎﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻜﺘﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ ﻳﻄﻴﻖ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻚ ،و آﺎن رﺟﺎل اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات ﻳﺪرآﻮن ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ت ﺳﺘﻔﺸﻲ اﺳﻤﻚ و رﺗﺒﺘﻚ و ﺳ ْﺮ َ أﻳﺎم اﻟﺤﺮب .ﻟﻮ أﻧﻚ ُأ ِ رﻗﻤﻚ اﻟﻌﺴﻜﺮي و ﻻ ﺷﻲء ﻏﻴﺮهﺎ .أﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺤﺎوﻟﻮن
ﺣﻴﻦ ﺗﻘﻮل)):آﺮاهﻴﺔ(( ﻓﺈﻧﻨﻲ أﻇﻨﻪ أﻧﻚ ﺗﻘﺼﺪ أن اﻟﺤﺐ ﻗﺪ اﻧﻘﻀﻰ .آﺮاهﻴﺔ اﻟﻐﻴﺮة أﻣﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ؛ ﻷﻧﻪ هﺬﻩ ﺗﻨﺸﺄ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻖ و اﻹﺣﺒﺎط .اﻟﻨﺎس ﻳﻘﻮﻟﻮن ﺑﺄن آﻮﻧﺴﺘﺎﻧﺲ ِآﻨْﺖ آﺎﻧﺖ ﺗﺤﺐ أﺧﺎهﺎ اﻟﺮﺿﻴﻊ اﻟﺬي ﻗﺘﻠﺘﻪ ﺣﺒ ًﺎ آﺒﻴﺮاً، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻈﻦ أﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﻧﺰع اﻧﺘﺒﺎﻩ و ﻣﺤﺒﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﻪ .اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻳﻘﺘﻠﻮن ﻣﻦ ﻳﺤﺒﻮن أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻜﺮهﻮن؛ ﻷن اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺤﺒﻬﻢ هﻢ وﺣﺪهﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن أن ﻳﺠﻌﻠﻮا ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻻ ﺗﻄﺎق! ﻟﻜﻦ هﺬا ﻻ ﻳﺴﺎﻋﺪك آﺜﻴﺮاً ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ آﺄن اﻟﺬي ﺗﺮﻳﺪﻩ ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ هﻮ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺎ أو إﺷﺎرة ﺗﺴﺎﻋﺪك ﻓﻲ آﺸﻒ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ أهﻞ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺬي ﻳﺒﺪون أﻧﺎﺳ ًﺎ ﻋﺎدﻳﻴﻦ ﻳﺒﻌﺜﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺮور ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ ﻧﻌﻢ ،هﺬا هﻮ ﻣﺎ أرﻳﺪﻩ. و هﻞ ﺗﺮى ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺻﻔﺔ ﻣﺸﺘﺮآﺔ؟ﻼ و هﻮ ﻳﻔﻜﺮ ﺛﻢ ﻗﺎل: و ﺳﻜﺖ ﻗﻠﻴ ً ﻟﻮ آﺎن آﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻨﻲ أﻣﻴﻞ إﻟﻰ اﻟﻘﻮل ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟﻐﺮور. -اﻟﻐﺮور؟
ﻟﻮ آﺎن أﺣﺪ ﻳﻜﺮﻩ اﻟﻌﺠﻮز ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ،ﻓﻬﻞ ﻳﻜﻮناﻟﻜﺮﻩ ﺳﺒ ًﺎ ﻟﻘﺘﻠﻪ؟ آﺮاهﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ؟ هﺬا ﺑﻌﻴﺪ ﺟﺪًا ﺣﺴﺐ ﻇﻨﻲ...ﻼ: ﻲ ﺑﻔﻀﻮل ﻗﺎﺋ ً و ﻧﻈﺮ إﻟ ﱠ
ﻻ أدري إن آﻨﺖ أﻧﺎ اﻟﺬي ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺴﺄﻟﻪ ،أﺳﺘﻄﻴﻊأن أوﺻﻠﻚ ﺑﺎﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ أﻃﺒﺎء اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆدون أﻋﻤﺎ ًﻻ ﻟﻨﺎ و ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﺪم ﻟﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ،و ﻟﻌﻠﻚ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺴﻤﻊ رأﻳﻲ أﻧﺎ ﺑﺴﺐ ﺧﺒﺮﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ ﻗﻠﺖ ﺑﺎﻣﺘﻨﺎن: ﻧﻌﻢ ،هﺬا ﻣﺎ أرﻳﺪﻩ.رﺳﻢ واﻟﺪي ﺑﺄﺻﺒﻌﻪ داﺋﺮة ﺻﻐﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎوﻟﺔ: ﻣﺎ هﻮ ﺷﻜﻞ اﻟﻘﺘﻠﺔ؟و اﺑﺘﺴﻢ ﺑﺴﻤﺔ ﺑﺎهﺘﺔ آﺌﻴﺒﺔ و هﻮ ﻳﻀﻴﻒ: ﺑﻌﻀﻬﻢ آﺎن ﻟﻄﻴﻔ ًﺎ ﺟﺪًا.ﻼ: ﻼ .و اﺳﺘﻤﺮ واﻟﺪي ﻗﺎﺋ ً ﺖ ﻗﻠﻴ ً ﻟﻌﻠّﻲ ﺟﻔﻠ ُ ﻧﻌﻢ .آﺎﻧﻮا ﻟِﻄﺎﻓ ًﺎ ﻣﺜﻠﻚ و ﻣﺜﻠﻲ و ﻣﺜﻞ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬيﺧﺮج اﻵن روﺟﺮ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز .اﻟﻘﺘﻞ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺘﺮﻓَﺔ. إﻧﻨﻲ أﺗﺤﺪث ﻋﻦ ﻧﻮع اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ و ﻟﻴﺲ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت .أﺷﻌﺮ أﺣﻴﺎﻧﺎ آﺜﻴﺮة أن هﺆﻻء
- 12ﺧﺮج ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ و ﻣﺎزﻟﻨﺎ ﺻﺎﻣﺘْﻴﻦ .ﺛﻢ ﻗﻠﺖ ﺑﻌﺪ ﺑﺮهﺔ: آﻴﻒ ﻳﻜﻮن ﺷﻜﻞ اﻟﻘﺘﻠﺔ ﻳﺎ أﺑﻲ؟ﻼ .آﻨﺎ ﻧﻔﻬﻢ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺟﻴﺪًا ﻓﻔﻬﻢ ﻧﻈﺮ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﺠﻮز ﻣﺘﺄﻣ ً ﻣﺎ آﻨﺖ أﻓﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﺣﻴﻦ ﺳﺄﻟﺘﻪ .و أﺟﺎﺑﻨﻲ ﺑﺠﺪﻳﺔ ﺗﺎﻣﺔ: أﺟﻞ .هﺬا ﻣﻬﻢ ﺟﺪا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻚ ،ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺢ اﻟﻘﺘﻞﻓﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣﻨﻚ ،ﻓﻤﺎ ﻋﺎد ﻣﻤﻜﻨﺎ أن ﻧﺘﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﻌﻴﻦ اﻟﻤﺮاﻗﺐ اﻟﺒﻌﻴﺪ. آﻨﺖ أهﺘﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻀﺎﺑﺎ اﻟﻤﺜﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺎﺣﺚ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻲ آﻨﺖ – آﻤﺎ ﻗﺎل أﺑﻲ – أﻃ ّﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ .أﻣﺎ اﻵن ﻓﻘﺪ ﺻﺎر اﻷﻣﺮ ﻗﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣﻨﻲ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .و ﻻ ﺑﺪ أن ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻗﺪ أردآﺖ ذﻟﻚ ﺑﺴﺮﻋﺔ أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ. ﻗﺎل اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﺠﻮز:
إذن ﻓﻠﻮ اﺧﺘﻔﺖ اﻟﻮﺻﻴﺔ ﻓﺈن ﺑﺮﻳﻨﺪا ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز هﻲأآﺜﺮ اﻷﺷﺨﺎص اﻧﺘﻔﺎﻋﺎً ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ ﺑﻠﻰ .ﻟﻮ آﺎن هﻨﺎك ﺧﺪاع ﻓﻠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﺘﻮرﻇﺔ ﻓﻴﻪ.و ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﺧﺪﻋﺔ ،ﻟﻜﻨﻲ ﻻ أﻋﻠﻢ آﻴﻒ هﻲ؟ ﻟﻢ اآﻦ أﻋﺮف أﻧﺎ اﻵﺧﺮ .أﻇﻦ أﻧﻨﺎ آﻨﺎ ﺣﻤﻘﻰ؛ ﻷﻧﻨﺎ آﻨﺎ ﻧﻨﻈﺮ ﻟﻸﻣﺮ ﻣﻦ اﻟﺰاوﻳﺔ اﻟﺨﻄﺄ.
*****
ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺪور ﻓﻲ ذهﻨﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي؟ ﻟﻮ أن أرﻳﺴﺘﺎﻳﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻋﺎش 24ﺳﺎﻋﺔ أﺧﺮىﻟﻜﺎن روﺟﺮ ﺑﺨﻴﺮ! ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺶ 24ﺳﺎﻋﺔ ،ﻣﺎت ﻓﺠﺄة ﻼ! ﺑﺼﻮرة ﻣﺜﻴﺮة ﺧﻼل ﺳﺎﻋﺔ أو أآﺜﺮ ﻗﻠﻴ ً هﻞ ﺗﻈﻦ أن أﺣﺪًا ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ آﺎن ﻳﺴﻌﻰ ﻹﻓﻼسروﺟﺮ؟ ﺷﺨﺺ ﻟﻪ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﻀﺎدة ،أﻻ ﺗﺮى هﺬا؟ ﺳﺄل واﻟﺪي: ﻣﺎ هﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻮﺻﻴﺔ؟ ﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﺮث أﻣﻮالﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ؟ ﺗﻨﻬﺪ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﻋﻤﻴﻘ ًﺎ و ﻗﺎل: أﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻬﻨﺔ اﻟﻤﺤﺎﻣﺎة :اﻟﻤﺤﺎﻣﻮن ﻻ ﺗﺴﻤﻊ ﻣﻨﻬﻢﺟﻮاﺑ ًﺎ ﺻﺮﻳﺤﺎ .هﻨﺎك وﺻﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ آﺘﺒﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺗﺰوج ﺑﺮﻳﻨﺪا .ﺛﻢ هﺬﻩ اﻟﻮﺻﻴﺔ ﺗﻘﺴﻢ ﻟﺒﺮﻳﻨﺪا اﻟﻨﺼﻴﺐ ﻧﻔﺴﻪ ،و أﻗﻞ ﻣﻨﻪ ﻟﻶﻧﺴﺔ دي هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ و اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻴﻦ ﻓﻴﻠﻴﺐ و روﺟﺮ .ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ هﺬﻩ اﻟﻮزﺻﻴﺔ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﻓﺈن اﻟﻮﺻﻴﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺳﺘﻜﻮن ﻣﻌﺘﻤﺪة ﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﻳﺒﺪو ﺻﻌﺒ ًﺎ .أو ًﻻ :إن آﺘﺎﺑﺔ اﻟﻮﺻﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻗﺪ أﺑﻄﻠﺖ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،و ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺷﻬﻮد ﻋﻠﻰ إﻣﻀﺎﺋﻬﺎ ،و هﻨﺎك ))ﻧﻴﺔ اﻟﻤﻮﺻﻲ(( .ﻟﻮ ﺗﺒﻴﻦ أﻧﻪ
هﺪأ واﻟﺪي ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺴﺨﻂ اﻟﻤﻔﺎﺟﺌﺔ .ﻧﻬﺾ و ﺻﺎﻓﺤﻪ ﻼ: ﻗﺎﺋ ً ﻦ ﺷﻜﺮًا ﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز! ﻟﻘﺪ ﺳﺎﻋﺪﺗﻨﺎ آﺜﻴﺮاً ،ﻟﻜ ْآﺎن ﻳﺠﺐ أن ﺗﺨﺒﺮﻧﺎ ﺑﻬﺬا ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. ﺖ ﻷﻧﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ أﻏﻠﻖ اﻟﺒﺎب وراء روﺟﺮ .و ﻧﻬﻀ ُ ﻓﻮق ﻃﺎوﻟﺔ واﻟﺪي ﻓﻴﻤﺎ رد ّد ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﻣﺘﻤﻨﻴ ًﺎ: ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺰورة.ﻗﺎل واﻟﺪي :رﺑﻤﺎ .ﻟﻜﻨﻲ ﻻ أﻇﻦ ذﻟﻚ ،ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻘﺒﻞ ﺑﻬﺎ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ آﻤﺎ هﻲ. آﺎن اﻟﻌﺠﻮز ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻣﺴﺘﻌﺪًا ﻟﻴﺨﺮج اﺑﻨﻪ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻮرﻃﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻌّﺎﻟﺔ و هﻮ ﻣﺎ ﻳﺰال ﺣﻴ ًﺎ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ روﺟﺮ ﻋﻤﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ،ﻻ ﺳﻴّﻤﺎ ﺑﻌﺪ أن أﺻﺒﺢ ﻣﻌﺮوﻓﺎً اﻵن أن أﺣﺪًا ﻟﻢ ﻳﺠﺪ اﻟﻮﺻﻴﺔ ﻓﻐﺪا ﻧﺼﻴﺐ روﺟﺮ ﻣﺸﻜﻮآﺎً ﻓﻴﻪ ،و هﺬا ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺘﺄﺧﻴﺮ و اﻟﻌﻘﺒﺎت ،و ﺣﺴﺐ ﻣﺎ هﻲ اﻟﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ اﻵن ﻓﺈن اﻟﻜﺎرﺛﺔ ﻗﺎدﻣﺔ! ﻻ ﻳﺎ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ، ﻟﻴﺲ ﻟﺪى روﺟﺮ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز أو زوﺟﺘﻪ داﻓﻊ ﻟﻘﺘﻞ اﻟﻌﺠﻮز. ﺑﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ... ﻼ آﺄن ﻓﻜﺮة ﺳﻜﺖ أﺑﻲ و آﺮر آﻠﻤﺘﻪ اﻷﺧﻴﺮة ﻣﺘﺄﻣ ً ﺧﻄﺮت ﻟﻪ ﻓﺠﺄة .ﺳﺄﻟﻪ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ:
هﻞ ﻣﻦ ﺷﻲء ﺁﺧﺮ؟ هﻞ ﻓﻬﻤﺘﻢ اﻵن اﻷﻣﺮ آﻴﻒ آﺎن؟ﻗﺎل ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ: هﻞ أﻋﻄﺎك اﻟﺴﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز هﺬﻩ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺛﻢ ﻏﺎدرﺗﻪ،ﻣﺎذا ﻓﻌﻠﺖ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ؟ رﺟﻌﺖ ﺳﺮﻳﻌ ًﺎ إﻟﻰ ﺟﻨﺎﺣﻲ اﻟﺨﺎص ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺰل .آﺎﻧﺖزوﺟﺘﻲ ﻗﺪ دﺧﻠﺖ ﻟﺘﻮهﺎ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻬﺎ ﺑﻨﻴﺔ واﻟﺪي و آﻴﻒ آﺎن راﺋﻌ ًﺎ .إﻧﻨﻲ – ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ – ﻟﻢ أﻋﻠﻢ ﻣﺎذا آﻨﺖ أﻓﻌﻞ! ﺛﻢ ﻣﺮض واﻟﺪك ،ﺑﻌﺪ آﻢ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﺣﺪث ذﻟﻚ؟ دﻋﻨﻲ أﺗﺬآﺮ ...رﺑﻤﺎ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ،أو ﺳﺎﻋﺔ .ﺟﺎءتﺑﺮﻳﻨﺪا ﻣﺴﺮﻋﺔ ﺧﺎﺋﻔﺔ ،ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺒﺪو ﻏﺮﻳﺒ ًﺎ .و ﻗﺪ ...و ﻗﺪ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻌﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻲ أﺧﺒﺮﺗﻜﻢ ﺑﻜﻞ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. ﺧﻼل زﻳﺎرﺗﻚ اﻷوﻟﻰ ﻟﺠﻨﺎح واﻟﺪك .هﻞ ذهﺒﺖ إﻟﻰاﻟﺤﻤﺎم اﻟﻤﺠﺎور ﻟﻐﺮﻓﺘﻪ؟ ﻻ أﻇﻦ .ﻻ ...ﻻ ...إﻧﻲ ﻟﻢ أﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻗﻄﻌﺎً .ﻟﻤﺎذا؟ ﻻ .ﻻﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻈﻨﻮا أﻧﻨﻲ..
ﻣﺎ زﻟﺖ أﺣﺘﻔﻆ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ .آﻨﺖ ﺳﺄرﺳﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﺮﻳﺪ،ﻟﻜﻨﻲ ﻧﺴﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ...ﻣﻦ اﻟﺼﺪﻣﺔ و اﻟﻔﻮﺿﻰ! رﺑﻤﺎ أﺣﻀﺮﺗﻬﺎ و ﻟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻲ اﻵن. أﺧﺮج ﻣﺤﻔﻈﺘﻪ و ﺑﺪأ ﻳﺒﺤﺚ ﻓﻴﻬﺎ ،و أﺧﻴﺮًا وﺟﺪ ﻣﺎ آﺎن ﻳﺮﻳﺪﻩ .أﺧﺮج ﻇﺮﻓﺎًﻣﺠﻌﺪًا ﻋﻠﻴﻪ ﻃﺎﺑﻊ ،و آﺎن ﻋﻨﻮاﻧﻪ)):ﺷﺮآﺔ ﻏﺮﻳﺘﻮ رﻳﻜﺲ و هﺎﻧﺒﺮي(( .ﻗﺎل: ﻓﻠﺘﻘﺮأْهﺎ ﺑﻨﻔﺴﻚ إن آﻨﺖ ﻻ ﺗﺼﺪﻗﻨﻲ.ﻓﺘﺢ واﻟﺪي اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،و ذهﺐ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ وراءﻩ .ﻟﻢ أر اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ وﻗﺘﺌ ٍﺬ ﻟﻜﻨﻲ رأﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ :آﺎﻧﺖ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ))ﺷﺮآﺔ ﻏﺮﻳﺘﻮ و هﺎﻧﺒﺮي(( أن ﺗﺴﻴّﻞ اﺳﺘﺜﻤﺎرات ﻣﻌﻴﻨﺔ و ﺗﺮﺳﻞ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ أﺣﺪ أﻋﻀﺎء اﻟﺸﺮآﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺷﺮوط ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺸﺆون ﺷﺮآﺔ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰ اﻟﻐﺬاﺋﻲ. آﺎن اﻟﺴﻴﺪ أرﻳﺴﺘﺎﻳﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻳﺘﺨﺬ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻼزﻣﺔ إﻳﻘﺎف اﻟﺸﺮآﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى. ﻼ: اﺣﺘﻔﻆ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻗﺎﺋ ً ﻼ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز. ﺳﻨﻌﻄﻴﻚ وﺻ ًﻼ: ﻚ و ﻧﻬﺾ ﻗﺎﺋ ً أﺧﺬ روﺟﺮ اﻟﺼ ّ
ﻟﻪ ﺑﺄن رﺣﻴﻠﻲ ﻟﻴﺲ ﺑﺴﺐ اﻟﻤﺎل و إﻧﻤﺎ إﺣﺴﺎﺳﻲ أﻧﻲ ﺧﺬﻟﺘﻪ ﺑﻌﺪ أن وﺛﻖ ﺑﻲ! ﺛﻢ ﺗﻐﻴﺮ ﺻﻮت روﺟﺮ و ﺟﻌﻞ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﻧﻔﻌﺎل: ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺘﺨﻴﻞ آﻢ آﺎن اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﺠﻮز ﻃﻴﺒ ًﺎ ﻣﻌﻲ.ﻟﻢ ﻳﻮﺑﺨﻨﻲ ،ﺑﻞ آﺎن ﻟﻄﻴﻔ ًﺎ .أﺧﺒﺮﺗﻪ أﻧﻨﻲ ﻻ أرﻳﺪ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة و أﻓﻀّﻞ أﻻ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ و أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺮ أن ﻲ .ﻟﻘﺪ أرﺣﻞ آﻤﺎ آﻨﺖ أﺧﻄﻂ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺎ آﺎن ﻟﻴﻀﻐﻲ إﻟ ّ أﺻﺮ ﻋﻠﻰ إﻧﻘﺎذي و ﻋﻠﻰ دﻋﻢ ﺷﺮآﺔ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰات اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻟﺘﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. ﻗﺎل ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﺑﺤﺪة: أﺗﺮﻳﺪﻧﺎ أن ﻧﺼﺪق أن واﻟﺪك آﺎن ﻳﻨﻮي ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻚﻣﺎدﻳﺎً؟ آﺎن ﻳﻨﻮي ذﻟﻚ ﻳﻘﻴﻨﺎً ،و ﻗﺪ أوﺻﻰ ﺳﻤﺎﺳﺮﺗﻪ هﻨﺎ وهﻨﺎك ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻲ. ﻗﺮأ روﺟﺮ اﻟﺸﻚ ﻓﻲ ﻋﻴﻮن اﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ،ﻓﺎﺣﻤ ّﺮ وﺟﻬﻪ و ﻗﺎل:
ﻗﺎل أﺑﻲ ﺑﺠﻔﺎء: و ﻣﺎ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻚ ﺗﻐﻴﺮ رأﻳﻚ؟ أﻏﻴّﺮ رأﻳﻲ؟ ﻧﻌﻢ ،ﻟﻤﺎذا ﻋﺰﻣﺖ أن ﺗﺬهﺐ إﻟﻰ أﺑﻴﻚ و ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪاﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﻌﺪ آﻞ هﺬا؟ ق روﺟﺮ إﻟﻰ أﺑﻲ و ﻗﺎل ﻣﻨﺪهﺸ ًﺎ: ﺣ َﺪ َ َ ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ أﻓﻌﻞ ذﻟﻚ. هﻴّﺎ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز. ﻟﻘﺪ أﺧﻄﺄ ﻣﻦ أﺑﻠﻐﻜﻢ ذﻟﻚ .أﻧﺎ ﻟﻢ أذهﺐ إﻟﻴﻪ ،ﺑﻞ هﻮأرﺳﻞ ﻓﻲ ﻃﻠﺒﻲ .آﺄﻧﻪ ﺳﻤﻊ – ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ – ﻣﻦ أهﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .ﻟﻌﻠﻬﺎ آﺎﻧﺖ إﺷﺎﻋﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ آﺎن ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﺣﻮﻟﻪ داﺋﻤ ًﺎ .ﺻﺎرﺣﻨﻲ أﺑﻲ ،ﺛﻢ ،أﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﻜﻞ ﺷﻲء و ﻗﻠﺖ
اﻧﺤﻨﻰ روﺟﺮ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم: ﻟﻢ أآﻦ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﺧﺸﻴﺖ أن ﻳﻔﻬﻢﻲ أﻧﻲ أﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ًﻻ آﺄﻧﻲ أﺳﺘﻨﺠﺪ ﺑﻪ ﻟﻴﻮﻗﻔﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣ ّ ﻣﺮة أﺧﺮى .ﻟﻘﺪ ..ﻟﻘﺪ آﺎن ﻳﺤﺒﻨﻲ آﺜﻴﺮاً ،و آﺎن ﺳﻴﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ،ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ أﺳﺘﻄﻊ ...ﻟﻢ أﺳﺘﻄﻊ اﻟﻤﻮاﺻﻠﺔ. آﺎﻧﺖ اﻟﻤﻮاﺻﻠﺔ ﺗﻌﻨﻲ ورﻃﺔ ﻣﺮة أﺧﺮى .إﻧﻲ ﻻ أﺻﻠﺢ ﻟﻬﺬا اﻟﻌﻤﻞ ،ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻋﻨﺪي اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻴﻪ .أﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﺜﻞ أﺑﻲ .آﻨﺖ أﻋﻠﻢ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻣﻨﻪ ،ﻟﻘﺪ ﺣﺎوﻟﺖ ﻓﻠﻢ أﻧﻔﻊ .آﻨﺖ ﺗﻌﻴﺴ ًﺎ ﺟﺪًا! ﻳﺎ إﻟﻬﻲ! إﻧﻚ ﻻ ﺗﻌﺮف ﺗﻌﺎﺳﺘﻲ اﻟﺘﻲ ذﻗﺘﻬﺎ و أﻧﺎ أﺣﺎول اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ و أرﺟﻮ رﺿﺎﻩ و ﺁﻣﻞ أ ّﻻ ﻖ أي أﺿﻄﺮ ﻟﻠﺒﻮح ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻟﻠﺮﺟﻞ اﻟﻌﺠﻮز! و ﻟﻜﻦ ﻟﻢ َﻳ ْﺒ َ أﻣﻞ ﻓﻲ ﺗﺠﻨﺐ اﻟﻜﺎرﺛﺔ. زوﺟﺘﻲ آﻠﻤﻴﻨﺴﻲ ،ﺗﻔﻬّﻤﺖ اﻷﻣﺮ و واﻓﻘﺘﻨﻲ اﻟﺮأي ،و ﻓﻜﺮﻧﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺨﻄﺔ ﻣﻌ ًﺎ .ﻟﻢ ﻧﻘﻞ ﻷﺣﺪ ﺷﻴﺌﺎ :ﻧﻬﺮب و ﻧﺪع اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺗﺜﻮر. آﻨﺖ ﺳﺎﺗﺮك ﻷﺑﻲ رﺳﺎﻟﺔ أﻓﺼّﻞ اﻷﻣﺮ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ و آﻴﻒ أﻧﻨﻲ آﻨﺖ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺨﺰي ،و أﺗﻮﺳﻞ إﻟﻴﻪ أن ﻳﺴﺎﻣﺤﻨﻲ! آﺎن ﻃﻴﺒ ًﺎ ﻣﻌﻲ داﺋﻤ ًﺎ! ﻦ اﻟﻮﻗﺖ آﺎن ﻣﺘﺄﺧﺮًا إن هﻮ أراد أن ﻳﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌ ًﺎ .ﻣﺎ ﻟﻜ ّ آﻨﺖ أرﻳﺪ ﻣﻨﻪ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ،آﻨﺖ أرﻳﺪ أن أﺑﺪأ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﺁﺧﺮ .أﺣﻴﺎ ﺣﻴﺎة ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ :أزرع اﻟ ُﺒﻦّ و اﻟﻔﻮاآﻪ ﻟﺘﻜﻮن ﻋﻨﺪي ﺿﺮورﻳﺎت اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻘﻂ .و آﺎن ذﻟﻚ
ﻧﻌﻢ .ﻟﻘﺪ ﻓﺎت اﻵوان ﻓﻼ أﺳﺘﻄﻴﻊ إﻧﻘﺎذهﺎ اﻵن! إنت ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ! ﻟﻴﺖ أﺑﻲ ﻣﺎت دون أن ﻳﻌﺮف ذﻟﻚ! اﻻﻧﻬﻴﺎر ﺁ ٍ إﻧﻨﻲ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻌﺎر و اﻟﺨﺰي اﻟﺸﺪﻳﺪ... و هﻞ هﻨﺎك اﺣﺘﻤﺎل ﻟﺤﺪوث ﻣﻘﺎﺿﺎة ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ؟اﻧﺘﺼﺐ روﺟﺮ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻣﺘﺤﺪًا: ﻻ .ﺳﻴﻜﻮن إﻓﻼس ﻟﻜﻨﻪ إﻓﻼس ﺷﺮﻳﻒ :ﺳﻨﺪﻓﻊﻟﻠﻤﺴﺎهﻤﻴﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺷﻠﻨﺎ ﻟﻜﻞ ﺟﻨﻴﻪ ﻧﺎهﻴﻚ ﻋﻦ ﻣﻮﺟﻮداﺗﻲ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ .إن اﻟﺨﺰي اﻟﺬي أﺻﺎﺑﻨﻲ ﺳﺒﺒﻪ أﻧﻨﻲ ﺧﺬﻟﺖ واﻟﺪي! ﻟﻘﺪ آﺎت ﻳﺜﻖ ﺑﻲ و ﻋﻬﺪ ﺑﻬﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻲ و هﻮ أآﺒﺮ اهﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ .آﺎن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﻔﻀﻞ ﻟﺪﻳﻪ .إﻧﻪ إﻟ ّ ﻟﻢ ﻳﺘﺪﺧّﻞ ﻳﻮﻣ ًﺎ و ﻻ ﺳﺄﻟﻨﻲ ﻋﻤﺎ آﻨﺖ أﻓﻌﻠﻪ .آﺎن ﻳﺜﻖ ﺑﻲ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺧﺬﻟﺘﻪ! ﻗﺎل أﺑﻲ ﺑﺠﻔﺎف: هﻞ ﻗﻠﺖ)):ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻘﺎﺿﺎة ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ((؟ إذن ﻓﻠﻢﺧﻄﻄﺖ أﻧﺖ و زوﺟﺘﻚ ﻟﻠﺴﻔﺮ دون إﻋﻼن أو ﺧﺒﺮ؟ و ﺗﻌﺮف هﺬا أﻳﻀﺎ؟ -أﺟﻞ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز.
ﻳﺎ إﻟﻬﻲ!و ﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ آﺮﺳﻲ و ﻏﻄﻰ وﺟﻬﻪ ﺑﻴﺪﻳﻪ .اﺑﺘﺴﻢ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ آﺎﻟﻘﻄﺔ اﻟﻤﻄﻤﺌﻨﺔ: أﺗﻌﺘﺮف ﻳﺎ ﺳﻴﺪ روﺟﺮ أﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺻﺮﻳﺤ ًﺎ ﻣﻌﻨﺎ؟ن ﻻ أﺣﺪ آﺎن ﻳﻌﻠﻤﻪ .ﻻ آﻴﻒ ﻋﺮﻓﺘﻢ ﺑﺬﻟﻚ؟ آﻨﺖ أﻇﻦ أ ْأﻓﻬﻢ آﻴﻒ ﻋﻠﻤﻪ ﻏﻴﺮي؟ ﻟﺪﻳﻨﺎ وﺳﺎﺋﻠﻨﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ هﺬﻩ اﻷﻣﻮر ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز. و ﺳﻜﺖ ﺳﻜﺘﺔ ﻣﻬﻴﺒﺔ ﺛﻢ ﻗﺎل: أﻇﻦ أﻧﻚ ﺗﻔﻬﻢ اﻵن .ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ ﻟﻚ أن ﺗﺨﺒﺮﻧﺎﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. ﻧﻌﻢ ،ﻧﻌﻢ .ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺳﺄﺧﺒﺮآﻢ .ﻣﺎذا ﺗﺮﻳﺪون أن ﺗﻌﺮﻓﻮا؟ هﻞ ﺻﺤﻴﺢ أن ﺷﺮآﺔ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰ اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﺗﻮﺷﻚ أنﺗﻨﻬﺎر؟
ﺑﺪا روﺟﺮ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻣﺘﺤﻴﺮًا: آﺘﻤﺘﻬﺎ؟ ﻟﻜﻨﻲ أﺧﺒﺮﺗﻚ ﺑﻜﻞ ﺷﻲء ،آﻞ ﺷﻲء دونآﺘﻤﺎن! ﻻ ،ﻟﻘﺪ ﺟﺮى ﺑﻴﻨﻚ و ﺑﻴﻦ اﻟﻔﻘﻴﺪ ﺣﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﻣﺴﺎء ﻳﻮمﻣﻘﺘﻠﻪ ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ ﺑﻠﻰ ﺑﻠﻰ ،ﺷﺮﺑﺖ ﻣﻌﻪ اﻟﺸﺎي .ﻟﻘﺪ أﺧﺒﺮﺗﻜﻢ ﺑﺬﻟﻚ. أﺟﻞ ،أﺧﺒﺮﺗﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ ،ﻟﻜﻨﻚ ﻟﻢ ﺗﺨﺒﺮﻧﺎ ﻣﺎذا دار ﺑﻴﻨﻜﻤﺎ. ﻟﻘﺪ ...آﺎن ...ﺣﺪﻳﺜ ًﺎ ﻟﻴﺲ ﻏﻴﺮ. ﻓﻴﻢ ﺗﺤﺪﺛﺘﻤﺎ؟ ﻓﻲ اﻷﻣﻮر اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ :اﻟﺒﻴﺖ ،ﺻﻮﻓﻴﺎ... ﻓﻤﺎذا ﻋﻦ ﺷﺮآﺔ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰ اﻟﻐﺬاﺋﻲ؟ هﻞ ذآﺮﺗﻤﺎهﺎ؟ﺗﻤﻨﻴﺖ ﺳﺎﻋﺘﺌ ٍﺬ أن ﺗﻜﻮن ﺟﻮزﻓﻴﻦ ﻗﺪ اﺧﺘﺮﻋﺖ اﻟﻘﺼﺔ آﻠﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ هﺬا اﻷﻣﻞ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﻼﺷﻰ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻐﻴﺮ وﺟﻪ روﺟﺮ ،ﺗﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ واﺣﺪة إﻟﻰ ﺷﻲء ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ اﻟﻴﺄس ،و ﻗﺎل:
هﻞ أردت رؤﻳﺘﻲ؟ هﻞ وﺟﺪت ﺷﻴﺌﺎً؟ ﻣﺮﺣﺒﺎ ﻳﺎﺷﺎرﻟﺰ .ﻟﻢ أرك .ﺟﻤﻴﻞ ﻣﻨﻚ أن ﺗﺄﺗﻲ هﻨﺎ .و ﻟﻜﻨﻲ أرﺟﻮك أن ﺗﺨﺒﺮﻧﻲ ﻳﺎ ﺳﻴﺮ ﺁرﺛﺮ... إﻧﻪ رﺟﻞ ﻟﻄﻴﻒ ،و ﻟﻜﻦ آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻘﺘﻠﻪ آﺎﻧﻮا رﺟﺎ ًﻻ ﻟِﻄﺎﻓﺎً ،و ذﻟﻚ ﻣﺎ آﺎن ﻳﺆآﺪﻩ أﺻﺪﻗﺎؤهﻢ اﻟﻤﺬهﻮﻟﻮن ﺑﻌﺪ ﺟﺮاﺋﻤﻬﻢ .و اﺑﺘﺴﻤﺖ ﻣﺤﻴّﻴ ًﺎ. ﻼ ﺣﺎزﻣ ًﺎ هﺎدﺋ ًﺎ ﻳﺤﺘﺮس ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ،ﻓﺠﺮت آﺎن أﺑﻲ رﺟ ً آﻠﻤﺎﺗﻪ ﻋﻔﻮﻳﺔ :اﻟﺸﻬﺎدة ..ﺳﻮف ﺗﺪون ...ﻻ إآﺮاﻩ... ﻣﺤﺎ ٍم... أزاح روﺟﺮ ﻟﻴﻮﻧﺎدز آﻞ هﺬﻩ اﻷﺷﻴﺎء ﺟﺎﻧﺒ ًﺎ ﻏﻴﺮ ﺻﺎﺑﺮ، و رأﻳﺖ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ اﻟﻤﻔﺘﺶ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ اﻟﺴﺎﺧﺮة ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ ﻓﻌﺮﻓﺖ ﻣﺎ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺎﻟﻪ ،آﺎن ﻳﻘﻮل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ)):إﻧﻬﻢ واﺛﻘﻮن ﻣﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ .هﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص ﻻ ﻳﺨﻄﺌﻮن .إﻧﻬﻢ أذآﻴﺎء!((. و ﺟﻠﺴﺖ ﻓﻲ زاوﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺰواﻳﺎ و أﺿﻐﻴﺖ .ﻗﺎل واﻟﺪي: ﻟﻘﺪ دﻋﻮﺗْﻚ هﻨﺎ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ روﺟﺮ ﻻ ﻣﻦ أﺟﻞ أن أﻋﻄﻴﻚ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺟﺪﻳﺪة و ﻟﻜﻦ ﻷﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ آﺘﻤﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.
ﻧﻌﻢ.ﺖ: هﻤﺴ ُ ﺖ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻲ؟((. ﻼ أﺗﻴ ِ ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت ﻟﻠﺬﺑﺎﺑﺔ)):ه ّﻧﻈﺮ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ إﻟﻲ ﻣﻨﺪهﺸ ًﺎ! ﻗﺎل ﺑﻘﺴﻮة: ﺳﻨﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺣﺬرﻧﺎ و ﻧﺤﺘﺮس.ﺑﺪأ اﻟﻌﻤﻞ ،و ﺣﻀﺮ اﻟﻜﺎﺗﺐ .و ﻓﻲ اﻟﺤﺎل ﻗﺮع ﺟﺮس اﻟﻤﻜﺘﺐ ﺛﻢ ،ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻊ دﻗﺎﺋﻖ ،دﺧﻞ روﺟﺮ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻣﺘﻠﻬﻔ ًﺎ ﻣﺮﺗﺒﻜﺎً ،و ﺗﻌﺜﺮت ﻗﺪﻣﻪ ﺑﺄﺣﺪ اﻟﻜﺮاﺳﻲ ﻓﺘﺬآﺮت آﻠﺒ ًﺎ ﺿﺨﻤ ًﺎ ودودًا و ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺮرت ﺟﺎزﻣ ًﺎ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ هﻮ اﻟﺬي ﻧﻔﺬ اﻟﻌﻤﻞ و ﺑﺪل زﺟﺎﺟﺔ اﻹﻳﺴﻴﺮﻳﻦ ﺑﻸﻧﺴﻮﻟﻴﻦ ،إذن ﻟﻜﺎن ﻳﺴﻜﺮهﺎ أو ﻳﺴﻜﺒﻬﺎ أو ﺗﺮﺟﻒ ﻳﺪﻩ و ﻳﻔﺸﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﻠﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أو أﺧﺮى .ﻻ ...ﻻ ﺷﻚ أن آﻠﻴﻤﻨﺴﻲ هﻲ اﻟﻔﺎﻋﻞ و إن آﺎن روﺟﺮ ﻣﺘﻬﻤ ًﺎ ﺑﻌﻠﻤﻪ هﺬا اﻟﻌﻤﻞ. ﺗﺪﻓﻘﺖ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻣﻦ ﻓﻤﻪ:
أﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺳﻬﻞ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺬهﺐ ﻟﻠﻌﺠﻮز ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪزﺐ ﻣﻨﻪ ﻣﺎﻻً؟ ﻓﻴﻄﻠ َ ﻟﻘﺪ ﻓﻌﻞ ﻻذﻟﻚ ،هﺬا ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺘْﻪ اﻟﻄﻔﻠﺔ ،ﻓﻠﻌﻞ اﻟﻌﺠﻮزرﻓﺾ ﺻﺮاﺣﺔ أن ﻳﺪﻓﻊ ﺧﺸﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺴﺎرة ﺛﺎﻧﻴﺔ .ﻟﻘﺪ ذهﺐ روﺟﺮ إﻟﻴﻪ. أﻇﻦ أن ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ آﺎن ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ،ﻓﻘﺪ رﻓﺾ أرﻳﺴﺘﺎﻳﺪ ﻟﻮﻧﺎﻳﺪز دﻋﻢ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﻣﺎﺟﺪا و ﻗﺎل ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺠﻨﻲ أرﺑﺎﺣ ًﺎ ﻓﻲ ﺷﺒﺎك اﻟﺘﺬاآﺮ .ﺛﻢ ﺗﺒﻴّﻦ أﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ .آﺎن ﻼ آﺮﻳﻤ ًﺎ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻀﻴّﻊ اﻟﻤﺎل ﻓﻲ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز رﺟ ً ﻣﺸﺮوﻋﺎت ﻏﻴﺮ راﺑﺤﺔ ،آﻤﺎ أن اﻟﺸﺮآﺔ ﻳﺴﺎهﻢ ﻓﻴﻬﺎ اﻵﻻف و رﺑﻤﺎ ﻣﺌﺎت اﻵﻻف .ﻟﻘﺪ رﻓﺾ ﺻﺮاﺣﺔ ،و ﻟﻴﺲ أﻣﺎم روﺟﺮ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﺠﻨﺐ اﻹﻓﻼس إﻻ وﻓﺎة واﻟﺪﻩ .ﻧﻌﻢ ،ﻻﺑﺪ ﻣﻦ داﻓﻊٍ ﺑﺎﻟﺘﺄآﻴﺪ. ﻧﻈﺮ واﻟﺪي ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺘﻪ و ﻗﺎل: ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ أن ﻳﺤﻀﺮ ،ﺳﻴﻜﻮن هﻨﺎ اﻵن ﻓﻲ أﻳﺔﻟﺤﻈﺔ. -روﺟﺮ؟
ﻼ: ﺢ واﻟﺪي ﻗﺎﺋ ً أﻟ ّ و ﻟﻜﻦ أﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ؟ ﻻ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ.ﺳﺄﻟﺘُﻪ :إذن ﻓﻠ َﻢ ﻳﻘﺘﺮف ﺟﺮﻳﻤﺔ اﻟﻘﺘﻞ؟ رﺑﻤﺎ آﺎن أﺣﻤﻖ ﻻ ﻣﺤﺘﺎﻻً ،ﻟﻜﻦ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ واﺣﺪة .آﺎناﻟﺸﻲء اﻟﺬي ﻳﻨﻘﺬ هﺬﻩ اﻟﺸﺮآﺔ ﻣﻦ اﻹﻓﻼس ﻣﺒﻠﻐ ًﺎ ﺿﺨﻤ ًﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﺪﺑﻴﺮﻩ ﻗﺒﻞ – ﻓﺘﺢ دﻓﺘﺮﻩ و ﻗﺮأ – ...ﻗﺒﻞ اﻷرﺑﻌﺎء اﻟﻘﺎدم ﻋﻠﻰ أﺑﻌﺪ ﺗﻘﺪﻳﺮ. ﻣﺒﻠﻎ آﺎﻟﺬي ﻳﺮﺛﻪ ﺣﺴﺐ وﺻﻴﺔ واﻟﺪﻩ ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ. ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﻤﺒﻠﻎ ﻧﻘﺪًا. ﻟﻜﻨﻪ ﺳﻴﺴﻬّﻞ ﻟﻪ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻋﺘﻤﺎد أو ﻗﺮضﻣﺼﺮﻓﻲ. أوﻣﺄ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﺠﻮز ﺑﺮأﺳﻪ ﻣﻮاﻓﻘﺎً ،ﻗﺎل:
ﻼ ﻣﺜﻞ روﺟﺮ ﻻ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺴﻨﺪ إﻟﻴﻪ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ إن رﺟ ًاﻷﻋﻤﺎل ﺑﺘﺎﺗ ًﺎ. ﻟﻌﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺼﺒﺢ ذﻟﻚ ﻟﻮﻻ أﻧﻪ اﺑﻦ أرﻳﺴﺘﺎﻳﺪﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز. آﺎﻧﺖ اﻟﺸﺮآﺔ ﺣﻴﻦ ﻋﻬﺪ اﻟﻌﺠﻮز إﻟﻴﻪ ﺑﻬﺎ ﺷﺮآﺔﻧﺎﺟﺤﺔ ،و آﺎن ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺼﺒﺢ ))ﻣﻨﺠﻢ ذهﺐ(( .ﻟﻜﻨﻨﻲ أراﻩ ﺟﻠﺲ ﻣﺴﺘﺮﻳﺤ ًﺎ و ﺗﺮك اﻟﺸﺮآﺔ ﺗﺪﻳﺮ ﻧﻔﺴﻬﺎ! هﺰ أﺑﻲ رأﺳﻪ و ﻗﺎل: ﻻ .ﻻ ﺷﺮآﺔ ﺗﺪﻳﺮ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ،ﻓﻲ آﻞ ﺷﺮآﺔﻗﺮارات ﻳﺠﺐ اﺗﺨﺎذهﺎ :ﻓﺼﻞ هﺬا و ﺗﻮﻇﻴﻒ ذاك ،و أﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮل ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺸﺮآﺔ ،أﻣﺎ روﺟﺮ ﻓﻴﺒﺪو أن أﺟﻮﺑﺘﻪ آﺎﻧﺖ داﺋﻤ ًﺎ ﺧﻄﺄ! ﻗﺎل ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ: هﺬا ﺻﺤﻴﺢ .إﻧﻪ رﺟﻞ ﻣﺨﻠﺺ :أﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦاﻟﻔﺎﺷﻠﻴﻦ ﻷﻧﻪ ﻳﻤﻴﻞ إﻟﻴﻬﻢ أو ﻷﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓﻲ اﻟﺸﺮآﺔ ﻣﻨﺬ دهﺮ ﺑﻌﻴﺪ! ﺛﻢ آﺎﻧﺖ ﻟﻪ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ أﻓﻜﺎر ﻃﺎﺋﺸﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ و آﺎن ﻳﺼ ّﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ رﻏﻢ ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﺒﺎهﻈﺔ.
إدارة روﺟﺮ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز؟ ﻧﻌﻢ ،إن ﺳﻠﻄﺘﻪ ﻗﻮﻳﺔ آﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ. و ﻗﺪ اﺧﺘﻠﺲ ﻣﺎ ًﻻ...؟ﻼ و ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻻ ﻻ ،ﻻ ﻧﻈﻦ أﻧﻪ ﻓﻌﻠﻬﺎ .ﻗﺪ ﻳﻜﻮن روﺟﺮ ﻗﺎﺗ ًﻧﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻣﺤﺘﺎل ،و ﺑﺼﺮاﺣﺔ ﻟﻘﺪ آﺎن أﺑﻠﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ أدﻧﻰ ﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ ،آﺎن ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺣﻴﻦ ﻳﻠﺰﻣﻪ أن ﻳﺘﻮﻗﻒ ،و ﻳﺘﺮدد و ﻳﺘﺮاﺟﻊ ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺪر ﺑﻪ اﻻﻧﻄﻼق و اﻟﺘﻘﺪم ،و آﺎن ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ رﺟﺎل و ﻳﻮآﻞ إﻟﻴﻬﻢ أﻋﻤﺎ ًﻻ هﻢ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺗﻮآﻞ إﻟﻴﻬﻢ ﻣﺜﻠﻬﺎ .إﻧﻪ رﺟﻞ ﻳﺜﻖ ﺑﺎﻟﻨﺎس اﻟﺬي ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮن اﻟﺜﻘﺔ ،و ﻓﻲ آﻞ ﻣﺮة و آﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻳﻌﻤﻞ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺨﻄﺄ! ﻗﺎل واﻟﺪي :رأﻳﺖ رﺟﺎ ًﻻ ﻣﻦ ﺻﻨﻔﻪ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮا أﻏﺒﻴﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .إﻧﻬﻢ ﻳﺨﻄﺌﻮن ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﺎل ﺖ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻓﻴﻪ اﻟﺤﻤﺎس. ﻓﺤﺴﺐ ،و ﻳﺘﺤﻤﺴﻮن ﻓﻲ وﻗ ٍ ﻗﺎل ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ:
رﻓﻌﺖ ﺑﺼﺮي ﻷرى اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﺠﻮز ﻳﺮاﻗﺒﻨﻲ: ﻓﻴﻢ ﺗﻔﻜﺮ ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ؟و ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ أﺧﺒﺮﻩ ﺣﻴﻨﺌ ٍﺬ.
*** دُﻋﻴﺖ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻮﺟﺪت واﻟﺪي و ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﻣﻌ ًﺎ .آﺎن ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﻣﺴﺮورًا ﻗﻠﻴﻼً ،و ﻗﺎل واﻟﺪي: إن ﺷﺮآﺔ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰ اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﻴﺮ اﻟﻬﺎوﻳﺔ.ﻗﺎل ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ: أﺟﻞ ...إﻧﻬﺎ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻼﻧﻬﻴﺎر ﻓﻲ أﻳﺔ ﻟﺤﻈﺔ.ﻗﻠﺖ :ﻋﻠﻤﺖ أن اﻷﺳﻬﻢ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻧﺰو ًﻻ ﺣﺎداً ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﺎدت و ارﺗﻔﻌﺖ هﺬا اﻟﺼﺒﺎح. ﻗﺎل ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ :ﻳﺠﺐ أن ﻧﺘﺤﻘﻖ ﺑﺤﺬر ﺷﺪﻳﺪ .ﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎت ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺗﺴﺒﺐ اﻟﺬﻋﺮ أو ﺗﺮوع ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ اﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻔﺮار ،ﻓﻠﺪﻳﻨﺎ ﻣﺼﺎدر ﺧﺎﺻﺔ و اﻷﺧﺒﺎر أآﻴﺪة ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ. ﺷﺮآﺔ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰ اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﻴﺮ اﻟﻬﺎوﻳﺔ و ﻗﺪ ﺗﻌﺠﺰ
ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ :أﻋﺮف ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ،أﺗﺮاﻧﻲ ﺟﺎهﻼص؟ ﻟﻜﻨﻲ ﻻ أﻇﻦ روﺟﺮ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺼﻨﻒ. و هﻞ ﺗﺬآﺮ ﺑﺮﻳﺘﺸﺎرد ﻳﺎ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ؟ ﻟﻘﺪ آﺎن ﺑﺮﻳﺘﺸﺎردﻣﺎزﺟ ًﺎ ﻣﺎهﺮًا ﻟﻠﺴﻢ! إذن ﻟﻨﻔﺘﺮض أﻧﻬﻤﺎ آﺎﻧﺎ ﻣﺸﺘﺮآﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌ ًﺎ.ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ و اﻧﺼﺮف ،و ﻗﺎل واﻟﺪي: أﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻚ ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ أﻧﻬﺎ ﺗﺸﺒﻪ اﻟﻠﻴﺪي ﻣﺎآﺒﺚ ﻓﻲرواﻳﺔ ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ؟ ﺗﺨﻴﻠﺖ اﻟﻤﺸﻬﺪ :اﻟﻤﺮأة اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺗﻘﻒ ﻗﺮب اﻟﻨﺎﻓﺬة ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﻣﺘﻘﺸﻔﺔ ،و ﻗﻠﺖ: ﻟﻴﺲ ﺗﻤﺎﻣﺎً ،ﻓﻘﺪ آﺎﻧﺖ اﻟﻠﻴﺪي ﻣﺎآﺒﻴﺚ اﻣﺮأة ﺟﺸﻌﺔآﺜﻴﺮاً ،و آﻠﻴﻤﻨﺴﻲ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻏﻴﺮ ﺟﺸﻌﺔ .أﻇﻦ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻤﺎل و ﻻ ﺗﺤﺮص أن ﺗﺤﻮزﻩ و ﺗﻤﻠﻜﻪ. ﻟﻜﻦ أﻻ ﻳﻬﻤﻬﺎ ﻧﺠﺎة زوﺟﻬﺎ و ﺳﻼﻣﺘﻪ؟ ﺑﻠﻰ ،و رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻃﺒﻌ ًﺎ ﻗﺎﺳﻴﺔ اﻟﻘﻠﺐ. ...هﺬا ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ ﺻﻮﻓﻴﺎ )):ﻗﺴﻮة اﻟﻘﻠﺐ((!
أو أن زوﺟﺘﻪ ﻓﻌﻠﺘْﻬﺎ :ﺻﻌﺪت إﻟﻰ اﻟﺠﻨﺎح اﻷﺧﺮ ﺑﻌﺪ أن ﻋﺎدت إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﻣﺪﻋﻴ ًﺔ أﻧﻬﺎ ذاهﺒﺔ ﻟﺘﺤﻀﺮ ﻏﻠﻴﻮن روﺟﺮ اﻟﺬي ﺗﺮآﻪ هﻨﺎك .آﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ أن ﺗﺼﻌﺪ هﻨﺎك ﻟﺘﻐﻴﺮ اﻟﻤﺤﻠﻮل ﻗﺒﻞ أن ﺗﻌﻮد ﺑﺮﻳﻨﺪا إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ ﻟﺘﻌﻄﻴﻪ اﻟﺤﻘﻨﺔ .إﻧﻬﺎ راﺑﻄﺔ اﻟﺠﺄش و ﺗﻘﺪر ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ! أوﻣﺄت ﺑﺮأﺳﻲ و ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ .آﺄﻧﻲ أراهﺎ هﻲ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ،ﻓﺈن ﻟﺪﻳﻬﺎﻗﺪرة ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﺒﻂ ﻧﻔﺴﻬﺎ و ﻟﺠﻢ اﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻬﺎ ،و ﻻ أﻇﻦ أن روﺟﺮ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻪ اﻟﺴﻢ وﺳﻴﻠﺔ؛ ﻷن ﺣﻴﻠﺔ اﻷﻧﺴﻮﻟﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ راﺋﺤﺔ أﻧﺜﻮﻳﺔ! ﻗﺎل واﻟﺪي ﺑﻐﻠﻈﺔ: -آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮن اﻟﺴﻢ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﻞ.
إذن اﻟﻄﻔﻠﺔ أﺧﺒﺮﺗﻚ ذﻟﻚ؟ إﻧﻬﺎ ﺗﺒﺪو ﻃﻔﻠﺔ واﻋﻴﺔ ﻟﻤﺎﻳﺪور ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺒﻴﺖ! ﻗﺎل واﻟﺪي ﻣﻌﻠّﻘ ًﺎ: اﻷﻃﻔﺎل هﻜﺬا ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة.ﻟﻮ آﺎن هﺬا اﻟﺨﺒﺮ ﻳﻘﻴﻨ ًﺎ ﻓﺴﻮف ﻳﺘﻐﻴﺮ اﻟﻤﻮﻗﻒ آﻠﻪ .ﻟﻮ آﺎن روﺟﺮ آﻤﺎ زﻋﻤﺖ ﺟﻮزﻓﻴﻦ)):ﻳﺨﺘﻠﺲ(( أﻣﻮال ﺷﺮآﺔ اﻟﻐﺬاء ،ﻟﻮ آﺎن اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﺠﻮز ﻗﺪ آﺸﻒ أﻣﺮﻩ ﻓﻴﻠﺰم روﺟﺮ و زوﺟﺘﻪ اﺳﻜﺎت اﻟﻌﺠﻮز ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز و ﻣﻐﺎدرة إﻧﻜﻠﺘﺮا ﻗﺒﻞ اآﺘﺸﺎف اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ...رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن روﺟﺮ ﻗﺪ ارﺗﻜﺐ هﺬﻩ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ! ﺗﻢ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ إﺟﺮاء اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ ﺷﺆون ﺷﺮآﺔ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰ اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﻓﻮرًا دون ﺗﺄﺧﻴﺮ .ﻗﺎل واﻟﺪي: ﻟﻮ أن ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ ﻏﺎدر ﻟﻜﺎﻧﺖ آﺎرﺛﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ .إﻧﻬﺎﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻬﻢ أﻧﺎﺳ ًﺎ آﺜﻴﺮاً ،ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻼﻳﻴﻦ اﻟﻨﺎس. ﻟﻮ آﺎﻧﺖ اﻟﺸﺮآﺔ ﻓﻲ أزﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ أو ورﻃﺔ ﻓﺴﻮفﺗﺘﻀﺢ اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ :اﻷب ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ روﺟﺮ ،ﻳﻨﻬﺎر روﺟﺮ و
اﺣﻤ ّﺮ وﺟﻪ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ: ﻣﻦ أﻳﻦ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت؟ إن آﻨﺖﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﺪم... ﻣﺎذا ﺗﻘﺼﺪ ﺑﻘﻮﻟﻚ؟ و إﻧﻲ أﻋﺘﺮف – وﻓﻖ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻤﻘﺮرة ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺺﺢ ﺑﺄﻧﻬﺎ – ﻗﺪ ﺗﻔﻮﻗﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ – ﺑﺄﻧﻪ – أو ﺑﺎﻷﺻ ّ اﻟﺸﺮﻃﺔ .ﺛﻢ إن اﻟﺘﺤﺮي اﻟﺨﺎص ﺑﻲ ﻟﺪﻳﻪ أﺷﻴﺎء ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﻳﺰال ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ. ﻓﺘﺢ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﻓﻤﻪ ﺛﻢ ﺳﻜﺖ ﻣﺮة أﺧﺮى .أراد أن ﻳﺴﺄل أﺳﺌﻠﺔ آﺜﻴﺮًا ﻟﻜﻨﻪ أدرك أن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ أن ﻳﺒﺪأ .ﺛﻢ ﻗﺎل: روﺟﺮ! أهﻮ روﺟﺮ ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ؟آﺮهﺖ أن أﻓﻀﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﺴﺮ ،ﻓﻘﺪ آﻨﺖ أﺣﺐ روﺟﺮ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز .آﺮهﺖ – و أﻧﺎ أﺗﺬآﺮ ﻏﺮﻓﺘﻪ اﻟﻤﺮﻳﺤﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ و ﺳﺤﺮ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻮدود – أن ﻳﻨﻄﻠﻖ رﺟﺎل اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻋﻠىﺄﺛﺮﻩ ﻓﻴﻌﺘﻘﻠﻮﻩ .رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن أﺧﺒﺎر ﺟﻮزﻓﻴﻦ آﻠﻬﺎ ﻏﻴﺮ
- 11وﺻﻠﺖ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪ اﻟﻤﻔﻮض ﻓﻲ ﺳﻜﻮﺗﻼﻧﺪﻳﺎرد ﻼ: ﻷﺟﺪ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﻳُﻨﻬﻲ ﺳﺮدﻩ ﻟﺘﻔﺼﻴﻼت اﻟﺘﺤﻘﺒﻴﻖ ﻗﺎﺋ ً و اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ أﻧﻨﻲ ﻏﺎدرﺗُﻬﻢ و ﻟﻢ أﺣﺼﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ أيﺷﻲء! ﻻ دواﻓﻊ ،ﻻ أﺣﺪ ﻣﻬﻢ آﺎن ﻣﻌﺴﺮاً ،آﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎﻩ ﺿﺪ ﺑﺮﻳﻨﺪا و ﺻﺪﻳﻘﻬﺎ اﻟﺸﺎب هﻮ أﻧﻪ آﺎن ﻳﺮﻣﻘﻬﺎ ﺑﻨﻈﺮاﺗﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﺴﻜﺐ ﻟﻪ اﻟﻘﻬﻮة. ﺖ :ﻻ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻳﺎ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﺿﻴﻒ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻗﻠ ُ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ. ﺣﻘﺎً؟ ﺣﺴﻨ ًﺎ ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ ،ﻣﺎذا ﻋﻨﺪك؟ﺟﻠﺴﺖ أﺗﺤﺪث و ﻗﺪ أﺳﻨﺪت ﻇﻬﺮي إﻟﻰ اﻟﻤﻘﻌﺪ: آﺎن روﺟﺮ و زوﺟﺘﻪ ﻳﺨﻄﻄﺎن ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ ﻳﻮم اﻟﺜﻼﺛﺎءاﻟﻘﺎدم ،و ﻗﺪ اﻟﺘﻘﻰ روﺟﺮ ﻣﻊ واﻟﺪﻩ ﻟﻘﺎ ًء ﻋﺎﺻﻔ ًﺎ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم
ﺧﺮﺟﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺔ اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل: ﻣﺎذا آﻨﺖ ﺗﻔﻌﻠﻴﻦ ﻳﺎ ﺟﻮزﻓﻴﻦ؟ آﻨﺖ أﺳﺎﻋﺪ ﻧﺎﻧﻲ. ﺑﻞ آﻨﺖ وراء اﻟﺒﺎب ﺗﺘﻨﺼّﺘﻴﻦ.ﻧﻈﺮت ﺟﻮزﻓﻴﻦ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﺷﻤﺌﺰاز ﺛﻢ اﻧﺴﺤﺒﺖ .و ﻗﺎﻟﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ: -هﺬﻩ اﻟﻄﻔﻠﺔ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ!
*****
أﻻ ﺗﺒﻘﻰ و ﺗﺄآﻞ اﻟﻐﺪاء ﻣﻌﻨﺎ ﻳﺎ ﺣﻀﺮة اﻟﻤﻔﺘﺶ؟ ﺷﻜﺮًا ﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ،و ﻟﻜﻨﻲ ﺳﺄﻗﺎﺑﻞ اﻟﺪآﺘﻮرﻏﺮاي ﻓﻲ ﺳﻮﻳﻨﻠﻲ دﻳﻦ. اﻟﺘﻔﺖ ﻓﻴﻠﻴﺐ إﻟﻰ اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ: هﻞ ﺗﺘﻐﺪى ﻣﻌﻨﺎ ﻳﺎ ﺟﻴﺘﺴﻴﻜﻞ؟ ﺷﻜﺮًا ﻟﻚ ﻳﺎ ﻓﻴﻠﻴﺐ.ﺖ: ﺖ إﻟﻰ ﺻﻮﻓﻴﺎ و هﻤﺴ ُ ﻧﻬﻀﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ .ﺗﻘﺪﻣ ُ هﻞ أﻣﻜﺚ أم أﻏﺎدر؟ أرى أﻧﻪ ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ أن ﺗﻐﺎدر.ﺖ ﺑﻬﺪوء ﺧﺎرج اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ أﺛﺮ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ .آﺎﻧﺖ و اﻧﺴﻠ ْﻠ ُ ﺟﻮزﻓﻴﻦ ﺗﻤﺸﻲ ﺟﻴﺌﺔ و ذهﺎﺑ ًﺎ ﻗﺮب ﺑﺎب أﺧﻀﺮ ﻳﺆدي إﻟﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ،و آﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪو ﻣﺴﺮورة ﺟﺪًا ﻣﻦ ﺷﻲء ﻣﺎ .ﻗﺎﻟﺖ: -اﻟﺸﺮﻃﺔ أﻏﺒﻴﺎء!
ﻗﺎل روﺟﺮ :إن اﻷﻣﺮ آﻠﻪ ﻏﺮﻳﺐ! آﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ هﻨﺎك ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺤﺪث ذﻟﻚ؟ ﺳﻌﻠﺖ اﻵﻧﺴﺔ دي هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ ﺳﻌﻠﺔ ﺟﺎﻓﺔ و ﻗﺎﻟﺖ: هﺬا آﻼم ﻻ ﻳﺠﺪي ﻗﻂّ ،آﻴﻒ ﺗﻘﻮل ﻓﻲ ﺷﻲء ﻗﺪ ﺣﺪثإﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ...و ﻣﺎ هﻮ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻵن؟ هﺬا ﻣﺎ أو ّد ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ. أﺻﺒﺢ ﺟﻴﺘﺴﻴﻜﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل ﻣﺤﺎﻣﻴ ًﺎ ﺣﺬرًا .ﻗﺎل: ﺗﺠﺐ دراﺳﺔ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﺑﺤﺮص .إن هﺬﻩ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺗﺒﻄﻞﻗﻄﻌﺎً آﻞ اﻟﻮﺻﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﻬﺎ ،و ﺛﻤﺔ ﻋﺪد آﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﻮد اﻟﺬي رأوا اﻟﺴﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻳﻮﻗﻊ ﺑﺤﺴﻦ ﻧﻴﺔ ﻣﺎ آﺎن ﻳﻈﻨﻪ ﻳﻘﻴﻨ ًﺎ أﻧﻪ هﺬﻩ اﻟﻮﺻﻴﺔ .هﺬا ﻋﺠﻴﺐ! إﻧﻬﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮة .ﻻ ﺑﺄس. ﻧﻈﺮ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ إﻟﻰ ﺳﺎﻋﺘﻪ: أﺧﺸﻰ أﻧﻨﻲ أؤﺧﺮآﻢ ﻋﻦ ﻏﺪاﺋﻜﻢ!ﺳﺄﻟﻪ ﻓﻴﻠﻴﺐ:
هﻞ آﺎن اﻟﻤﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻮﺿﻊ اﻟﺬي هﻮ ﻓﻴﻪاﻵن؟ أﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺎب أو اﻟﺸﺒﺎك أو أﻳﺔ ﺳﺘﺎرة؟ ﺑﻞ ﺣﻴﺚ هﻮ اﻵن. إﻧﻨﻲ أﺟﺘﻬﺪ أن أرى آﻴﻒ ﺗﺘﻐﻴﺮ أﻣﻜﻨﺔ اﻷﺷﻴﺎء ،ﻓﻼﺑﺪأن ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻗﺪ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻜﺎﻧﻪ .ﻟﻘﺪ آﺎن اﻟﺴﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻋﺎزﻣ ًﺎ أن ﻳﻮﻗﻊ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺮأهﺎ ﻟﺘﻮﻩ ﻋﻠﻴﻜﻢ. روﺟﺮ :أﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺘﻮاﻗﻴﻊ ﻗﺪ ﻣﺤﻴﺖ؟ ﻻ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ روﺟﺮ .ﻻﺑﺪ أن ﺗﺘﺮك أﺛﺮًا ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ .ﻟﻌﻞهﺬﻩ ﻟﻴﺴﺖ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ أرﺳﻠﻬﺎ اﻟﺴﻴﺪ ﺟﻴﺘﺴﻴﻜﻞ إﻟﻰ اﻟﺴﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز و اﻟﺘﻲ وﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻀﻮرآﻢ. ﻗﺎل اﻟﺴﻴﺪ ﺟﻴﺘﺴﻴﻜﻞ :آﻼ ،ﺑﻞ إن هﺬﻩ هﻲ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ .ﻓﻲ اﻟﻮرﻗﺔ ﺷﻖ ﺻﻐﻴﺮ ﻓﻲ أﻋﻼهﺎ إﻟﻰ اﻟﻴﺴﺎر ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻃﺎﺋﺮة ،ﻟﻘﺪ ﻻﺣﻈﺘﻪ ﺁﻧﺬاك. ﻧﻈﺮ اﻟﺤﺎﺿﺮون إﻟﻰ ﺑﻌﻀﻬ ُﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺬهﻮل و أآﻤﻞ ﺟﻴﺘﺴﻴﻜﻞ: إﻧﻬﺎ ﻇﺮوف ﻏﺮﻳﺒﺔ ﺟﺪًا ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻴﻞ ﺧﻼلﻋﻤﻠﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ!
آﻴﻒ آﺎن ﺑﺼﺮ أﺑﻴﻚ؟ آﺎن ﻣﺼﺎﺑﺎ ﺑﺎﻟﻐﻠﻮآﻮﻣﺎ ،و آﺎن ﻳﻀﻊ ﻧﻈﺎرة ﺳﻤﻴﻜﺔﻋﻨﺪ اﻟﻘﺮاءة. هﻞ آﺎن ﻳﻀﻊ هﺬﻩ اﻟﻨﻈﺎرة ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﺴﺎء؟ ﻧﻌﻢ ،ﻃﺒﻌﺎً ،إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﺰع ﻧﻈﺎرﺗﻪ إﻻ ﺑﻌﺪ أن وﻗﻊاﻟﻮﺻﻴﺔ ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ ﻳﺎ آﻠﻴﻤﻨﺴﻲ؟ هﺬا ﺻﺤﻴﺢ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ. هﻞ أﻧﺘﻢ ﻣﺘﺄآﺪون أن أﺣﺪًا ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺮب ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻗﺒﻞﺗﻮﻗﻴﻊ اﻟﻮﺻﻴﺔ؟ ﻼ: ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺎﺟﺪا و هﻲ ﺗﻐﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻗﻠﻴ ً ﺗﺮى ﻟﻮ أن أﺣﺪًا ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺼﻮر ذﻟﻚ ﻣﺮة أﺧﺮى!ﻗﺎﻟﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ :ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺮب اﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻜﺘﺐ ،و ﺟﺪي ﺟﻠﺲ وراءﻩ ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ.
إﻧﻬﺎ ﻣﻔﺎﺟﺄة ﻻ أﻓﻬﻤﻬﺎ ﺑﺘﺎﺗ ًﺎ! ...هﻞ ﻟﻲ أن أﺳﺄﻟﻚ أﻳﻦآﺎﻧﺖ هﺬﻩ؟ ﻓﻲ اﻟﺨﺰاﻧﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﺑﻴﻦ أوراق اﻟﺴﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪزاﻷﺧﺮى. ﺳﺄل روﺟﺮ :و ﻟﻜﻦ ﻣﺎ هﺬﻩ؟ ﻟـ َﻢ آﻞ هﺬﻩ اﻟﻀﺠﺔ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ؟ هﺬﻩ هﻲ اﻟﻮﺻﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﺪدﺗُﻬﺎ ﻟﻮاﻟﺪك ﻟﻴﻮﻗﻌﻬﺎ ﻳﺎروﺟﺮ ،و ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻮﻗﻌﺔ! ﻣﺎذا؟ أﻇﻨﻬﺎ ﻣﺴﻮّدة. ﻻ .ﻟﻘﺪ أﻋﺎد اﻟﺴﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز اﻟﻤﺴﻮّدة ﻟﻲ ،ﺛﻢ ﺻﻐﺖاﻟﻮﺻﻴﺔ :هﺬﻩ اﻟﻮﺻﻴﺔ – و ﻧﻘﺮهﺎ ﺑﺄﺻﺒﻌﻪ – و أرﺳﻠﺘﻬﺎ ﻟﻪ آﻲ ﻳﻮﻗﻌﻬﺎ .و وﻓﻖ ﺷﻬﺎدﺗﻜﻢ ﻓﻘﺪ وﻗﻊ اﻟﻮﺻﻴﺔ أﻣﺎﻣﻜﻢ أﺟﻤﻌﻴﻦ و ﺷﻬﺪهﺎ ﺷﺎهﺪان ،ﻟﻜﻦ هﺬﻩ اﻟﻮﺻﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻮﻗﻊ! ﺻﺎح ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﺑﻘﻮة و ﺟﻌﻞ ﻓﻤُﻪ ﻳﻬﺪُر: هﺬا ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ!ﺳﺄﻟﻪ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ:
ﻧﻌﻢ. و هﻞ ﻧﻬﺾ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ أو ﺗﺮك اﻟﻜﺘﺐ ﺑﻌﺪ ﻗﺮاءةاﻟﻮﺻﻴﺔ و ﻗﺒﻞ ﺗﻮﻗﻴﻌﻬﺎ؟ ﻻ. هﻞ آﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎن اﻟﺨﺎدﻣﻴﻦ ﻗﺮاءة اﻟﻮﺻﻴﺔ ﺣﻴﻦ وﻗّﻌﻬﺎآﻼهﻤﺎ؟ ﻻ ،ﻓﻘﺪ وﺿﻊ ﺣﻤﺎي ورﻗﺔ ﺑﻴﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺰءاﻟﻌﻠﻮي ﻣﻦ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ. ﻓﻴﻠﻴﺐ :أﺟﻞ ،ﻓﻤﺎ آُﺘﺐ ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻬﻢ اﻟﺨﺪم. ﻼ و اﻧﺤﻨﻰ و ﺑﺤﺮآﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ أﺧﺮج ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﻇﺮﻓ ًﺎ ﻃﻮﻳ ً ﻼ: ﻟﻴﺴﻠّﻤﻪ ﻟﻠﻤﺤﺎﻣﻲ ﻗﺎﺋ ً اﻧﻈﺮ إﻟﻰ هﺬا و أﺧﺒﺮﻧﻲ ﻣﺎ هﻮ؟أﺧﺮج اﻟﺴﻴﺪ ﺟﻴﺴﺘﻴﻜﻞ وﺛﻴﻘﺔ ﻣﻄﻮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻈﺮف .ﻧﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺬهﻮ ًﻻ و ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﺮة ﺗﻠﻮ اﻷﺧﺮى:
ذاك هﻮ اﻟﺼﻮاب ،ﻳﺠﺐ أن ﻳﻮﻗﻊ اﻟﻤﻮﺻﻲ اﻟﻮﺻﻴﺔﻓﻲ ﺣﻀﻮر ﺷﺎهﺪﻳﻦ ﻳﻮﻗﻌﺎن ﻓﻲ اﻟﺰﻣﺎن و اﻟﻤﻜﺎن ﻧﻔﺴﻪ. و ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ؟ ﺷﻜﺮهﻤﺎ ﺣﻤﺎي و ﺧﺮﺟﺎ ،و أﺧﺬ اﻟﻮﺻﻴﺔ و وﺿﻌﻬﺎﻓﻲ ﻣﻐﻠﻒ ﻃﻮﻳﻞ و أﻋﻠﻦ أﻧﻪ ﺳﻮف ﻳﺮﺳﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺴﻴﺪ ﺟﻴﺴﺘﻴﻜﻞ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ. ﻧﻈﺮ رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻔﺘﺸﻴﻦ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﺣﻮﻟﻪ و ﻗﺎل: هﻞ ﺗﻮاﻓﻘﻮن ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﻋﻠﻰ أن هﺬا ﺳﺮد دﻗﻴﻖ ﻟﻤﺎﺣﺪث؟ و ﺳﻤﻌﻨﺎ هﻤﺴﺎت ﻣﻮاﻓﻘﺔ .ﺛﻢ ﺳﺄل ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ آﻠﻴﻤﻨﺴﻲ: ﺖ .آﻢ آﺎﻧﺖ آﺎﻧﺖ اﻟﻮﺻﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻜﺘﺐ آﻤﺎ ﻗﻠ ِي ﻣﻨﻜﻢ و ذﻟﻚ اﻟﻤﻜﺘﺐ؟ اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻦ أ ﱟ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻗﺼﻴﺮة ﺟﺪًا .رﺑﻤﺎ آﺎن ﻳﺒﻌﺪ ﻋﻨﻪأﻗﺮﺑﻨﺎ أرﺑﻌﺔ أﻣﺘﺎر أو ﺧﻤﺴﺔ. أآﺎن اﻟﺴﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻳﺠﻠﺲ ﺧﻠﻒ اﻟﻤﻜﺘﺐ و هﻮ ﻳﻘﺮأاﻟﻮﺻﻴﺔ ﻋﻠﻴﻜﻢ؟
و ﻣﺎذا ﺣﺪث ﺑﻌﺪ ﻗﺮﺑﺎءة اﻟﻮﺻﻴﺔ؟روﺟﺮ :ﺑﻌﺪ أن ﻗﺮأهﺎ وﻗﻌﻬﺎ. ﻼ: ﻣﺎل ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم ﺳﺎﺋ ً آﻴﻒ وﻗﻌﻬﺎ و ﻣﺘﻰ؟ﻧﻈﺮ روﺟﺮ إﻟﻰ زوﺟﺘﻪ آﺄﻧﻤﺎ ﻳﺴﺘﻨﺠﺪهﺎ ،ﻓﺘﻜﻠﻤﺖ آﻠﻴﻤﻨﺴﻲ و ﻗﺪ ﺑﺪا ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ راﺿﻴﻦ: ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻌﺮف ﻣﺎ اﻟﺬي ﺣﺪث ﺗﻤﺎﻣﺎً؟ أرﺟﻮك ﻳﺎ ﺳﻴﺪة روﺟﺮ!وﺿﻊ ﺣﻤﺎي اﻟﻮﺻﻴﺔ ﻋﻠﻰ درْج ﻣﻜﺘﺒﻪ و دﻋﺎ أﺣﺪﻧﺎ – أﻇﻨﻪ روﺟﺮ – ﻟﻴﻘﺮع اﻟﺠﺮس ﻓﻔﻌﻞ .ﺣﻴﻦ ﺟﺎء ﺟﻮﻧﺴﻦ ﻲ ﻣﻨﻪ أن ﻳﺬهﺐ و ﻳﺪﻋﻮ ﺧﺎدﻣﺔ ﻟﻴﺠﻴﺐ اﻟﺠﺮس ﻃﻠﺐ ﺣﻤ ّ اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل ﺟﺎﻧﻴﺖ ُوﻟْﻤﺮ ،و ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎء اﻻﺛﻨﺎن وﻗﻊ اﻟﻮﺻﻴﺔ و أﻣﺮهﻤﺎ أن ﻳﺸﻬﺪا و ﻳﻮﻗﻌﺎ ﺑﺎﺳﻤﻴﻬﻤﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻦ. ﻗﺎل اﻟﺴﻴﺪ ﺟﻴﺴﺘﻴﻜﻞ:
ﻟﻘﺪ ﻗﺮأهﺎ اﻟﻮاﻟﺪ ﻋﻠﻴﻨﺎ و ﺳﺄﻟﻨﺎ إن آﺎن ﻟﻨﺎ أﻳﺔﻣﻼﺣﻈﺔ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﻮﺻﻴﺔ ،ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻼﺣﻈﺔ. ﻗﺎﻟﺖ اﻵﻧﺴﺔ دي هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ: ﺑﺮﻳﻨﺪا ﻗﺪﻣﺖ ﻣﻼﺣﻈﺔ.ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺎﺟﺪا ﺑﺘﻠﺬذ :ﻧﻌﻢ ،ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ اﺣﺘﻤﺎل ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ اﻟﻌﺠﻮز أرﻳﺴﺘﺎﻳﺪ و هﻮ ﻳﺬآﺮ اﻟﻤﻮت؛ ﻷن هﺬا ﻳﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺬﻋﺮ ،و هﻲ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ إن هﻮ ﻣﺎت! و ﻋﻠﺮﻗﺖ إﻳﺪﻳﺚ دي هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ ﻓﻮرًا: آﺎن ذﻟﻚ اﻋﺘﺮاﺿ ًﺎ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳ ًﺎ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻃﺒﻘﺘﻬﺎاﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. آﺎﻧﺖ هﺬﻩ آﻠﻤﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ و ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻣﻦ دي هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ ،و أدرآﺖ ﻓﺠﺄة آﻢ ﺗﻜﺮﻩ إﻳﺪﻳﺚ دي هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ ﺑﺮﻳﻨﺪا! ﻗﺎل اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﺟﻴﺴﺘﻴﻜﻞ: -إﻧﻪ ﺗﻮزﻳﻊ ﻋﺎدل و ﻣﻌﻘﻮل ﺟﺪا ﻷﻣﻼآﻪ.
و ﻣﺎ هﻲ ﺑﻨﻮد ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺻﻴﺔ؟أوﺷﻚ ﺟﻴﺴﺘﻴﻜﻞ أن ﻳُﺠﻴﺐ اﻟﻤﻔﺘﺶ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻪ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻼ: ﻟﻜﻦ روﺟﺮ ﺳﺒﻘﻪ ﻗﺎﺋ ً آﺎﻧﺖ وﺻﻴﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً ،ﻓﻘﺪ ﻣﺎﺗﺖ إﻟﻜْﺘﺮا وﺟﻮﻳﺲ ﻓﻌﺎدت ﺣﺼﺘﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﻟﻮاﻟﺪي .و ﻗﺘﻞ وﻳﻠﻴﺎم اﺑﻦ ﺟﻮﻳﺲ ﻓﻲ ﻣﻌﺮآﺔ ﻓﻲ ﺑﻮرﻣﺎ ﻓﺬهﺐ اﻟﻤﺎل اﻟﺬي ﺗﺮآﻪ ﻷﺑﻴﻪ .و ﻗﺪ ﺑﻘﻲ ﻓﻴﻠﻴﺐ و أﻧﺎ و اﻷﻃﻔﺎل اﻷﻗﺮﺑﺎء وﺣﺪﻧﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻟﻴﺲ ﺳﻮاﻧﺎ .و ﻗﺪ ﻓﺼّﻞ واﻟﺪي وﺻﻴﺘﻪ :ﺧﻤﺴﻮن أﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ ﺑﻼ ﺿﺮاﺋﺐ إﻟﻰ اﻟﺨﺎﻟﺔ إﻳﺪﻳﺚ ،و ﻣﺎﺋﺔ أﻟﻒ ﺑﻼ ﺿﺮﻳﺒﺔ إﻟﻰ ﺑﺮﻳﻨﺪا ،و هﺬا اﻟﺒﻴﺖ ﻟﺒﺮﻳﻨﺪا أو ﻧﺸﺘﺮي ﻟﻬﺎ ﺑﻴﺘ ًﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒ ًﺎ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن ﺣﺴﺐ رﻏﺒﺘﻬﺎ هﻲ. و أﻣﺎ اﻟﺒﻘﻴﺔ ﻓﺘُﻘﺴﻢ ﺛﻼث ﺣﺼﺺ :واﺣﺪة ﻟﻲ ،و واﺣﺪة ﻟﻔﻴﻠﻴﺐ ،و اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺗﻘﺴﻢ ﺑﻴﻦ ﺻﻮﻓﻴﺎ و ﻳﻮﺳﺘﻴﺲ و ﺟﻮزﻓﻴﻦ ،و ﺣﺼﺔ اﻻﺛﻨﻴﻦ اﻷﺧﻴﺮﻳﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﺗﺤﺖ اﻟﻮﺻﺎﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻐﺎ اﻟﺴﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ .أﻇﻦ هﺬا ﺻﺤﻴﺤﺎً ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﺟﻴﺴﺘﻴﻜﻞ؟ -ﺑﻠﻰ ،إﻧﻬﺎ ﺑﻨﻮد اﻟﻮﺻﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﻐﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ.
ﻗﺎل روﺟﺮ ﻣﺘﻠﻬﻔ ًﺎ: هﺬا ﺻﺤﻴﺢ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ .آﺎن ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺷﻬﺮ ﺗﺸﺮﻳﻦاﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﻤﺎﺿﻲ .أﺗﺬآﺮ ﻳﺎ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﺣﻴﻦ ﺟﻤﻌﻨﺎ واﻟﺪي ذات ﻣﺴﺎء ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ و ﻗﺮأ اﻟﻮﺻﻴﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ؟ اﻟﺘﻔﺖ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ إﻟﻰ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز: أﺗﺬآﺮﻩ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﻓﻴﻠﻴﺐ؟ ﻧﻌﻢ. ﺁﻧﺴﺔ ﺻﻮﻓﻴﺎ؟ ﻧﻌﻢ ،أﺗﺬآﺮ ذﻟﻚ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ.ﺳﺄل ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ:
ﻟﻘﺪ ﻓﻬﻤﺖ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺪة ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز أﻧﻪ وﺿﻊ اﻟﻮﺻﻴﺔ ﻓﻲﻦ هﻨﺎك. اﻟﻤﺼﺮف ﻟﺘﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﺄﻣ ٍ هﺰ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ رأﺳﻪ ﻧﺎﻓﻴ ًﺎ: ﻟﻘﺪ اﺗﺼﻠﺖ ﺑﺎﻟﻤﺼﺮف ،ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪهﻢ أﻳﺔ ورﻗﺔ ﺗﺨﺺاﻟﺴﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻣﺎ ﻋﺪا ﺳﻨﺪات ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ. ﻗﺎل ﻓﻴﻠﻴﺐ :إﻧﻨﻲ أﺗﺴﺎءل إن آﺎن روﺟﺮ ...او ﺧﺎﻟﺘﻲ إﻳﺪﻳﺚ ...و رﺑﻤﺎ ﺻﻮﻓﻴﺎ .هﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ دﻋﻮﺗﻬﻢ ﻟﻴﺄﺗﻮا إﻟﻰ هﻨﺎ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ روﺟﺮ ذا ﻓﺎﺋﺪة ﺣﻴﻦ دﻋﻲ إﻟﻰ اﻻﺟﺘﻤﺎع .ﻗﺎل: هﺬا هﺮاء ،هﺮاء ﺑﻼ ﺷﻚ .واﻟﺪي ﻗﺪ وﻗﻊ اﻟﻮﺻﻴﺔ وأﻋﻠﻦ أﻧﻪ ﺳﻮف ﻳﺮﺳﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﺮﻳﺪ إﻟﻰ اﻟﺴﻴﺪ ﺟﻴﺘﺴﻜﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ! ﻗﺎل اﻟﺴﻴﺪ ﺟﻴﺘﺴﻜﻴﻞ و هﻮ ﻳﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ اﻟﻜﺮﺳﻲ ﻣﻐﻤﻀ ًﺎ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻧﺼﻒ إﻏﻤﺎض: إن ﻟﻢ ﺗﺨﻨﻲ ذاآﺮﺗﻲ ﻓﻘﺪ أرﺳﻠﺖ ﻟﻪ ﻣﺴﻮدّة وﺻﻴﺔﻓﻲ اﻟﺮاﺑﻊ و اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺻﻐﺘﻬﺎ ﺣﺴﺐ إرﺷﺎد اﻟﺴﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻧﻔﺴﻪ ،و
و اﻵن ﻳﺎ ﺳﻴﺪة ﻓﻴﻠﻴﺐ .ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﻈﻦ اﻟﺸﻲء ،ﺑﻞ هﻮﺳﺆال ﻋﻦ ﻣﻜﺎن اﻟﻮﺻﻴﺔ! ﻟﻜﻨﻪ أرﺳﻠﻬﺎ إﻟﻴﻚ .أﺟﻞ ،أرﺳﻠﻬﺎ إﻟﻴﻚ ﺣﺘﻤ ًﺎ ﺑﻌﺪ أنوﻗّﻌﻬﺎ ،هﻮ أﺧﺒﺮﻧﺎ ﺑﺬﻟﻚ! أﻋﺘﻘﺪ أن اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻗﺪ ﻗﻠّﺒﻮا أوراق أرﻳﺴﺘﺎﻳﺪ اﻟﺨﺎﺻﺔ.ﺳﻮف أﺗﻨﺎﻗﺶ ﻣﻊ رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻔﺘﺸﻴﻦ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﻓﻲ هﺬا. ﺖ ﻣﺎﺟﺪا ﺗﺨﺎﻃﺐ ﺻﻮﻓﻴﺎ: و ﻏﺎدر اﻟﻐﺮﻓﺔ ،ﻓﺼﺮﺧ ْ ﻟﻘﺪ ﻣﺰّﻗﺘْﻬﺎ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ .أﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ. هﺬا هﺮاء ﻳﺎ أﻣﻲ ،إﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺘﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻏﺒﻴ ًﺎ آﻬﺬا. إﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻏﺒ ّﻴ ًﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق :إذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺛﻤﺔ وﺻﻴﺔﻓﺴﻮف ﺗﺮث آﻞ ﺷﻲء! ﺻﻪ ...هﺎ هﻮ ﺟﻴﺘﺴﻴﻜﻞ ﻋﺎد ﻣﺮة أﺧﺮى.دﺧﻞ اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،و ﺟﺎء ﻣﻌﻪ رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻔﺘﺸﻴﻦ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻓﻴﻠﻴﺐ .و ﻗﺎل ﺟﻴﺘﺴﻜﻴﻞ:
أدﺧﻠﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ رأﺳﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺎب و ﻗﺎﻟﺖ هﻤﺴ ًﺎ ﺗﺬآ ّﺮ ﻣﺎﺟﺪا: ﺟﻴﺘﺴﻜﻴﻞ! أﻋﺮف.دﺧﻠﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻊ ﻟﺤﻈﺎت ﻳﻠﺤﻘﻬﺎ رﺟﻞ ﻋﺠﻮز ﺿﺌﻴﻞ اﻟﺤﺠﻢ ،و وﺿﻌﺖ ﻣﺎﺟﺪا ﻋﻠﺒﺘﻬﺎ اﻟﻤﺰﺧﺮﻓﺔ و ﺟﺎءت ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺘﻪ. ﺻﺒﺎح اﻟﺨﻴﺮ ﻳﺎ ﺳﻴﺪة ﻓﻴﻠﻴﺐ .إﻧﻨﻲ ذاهﺐ إﻟﻰ اﻷﻋﻠﻰ،ﻓﺎﻟﻈﺎهﺮ أن هﻨﺎك ﺳﻮء ﻓﻬﻢ ﺑﺨﺼﻮص اﻟﻮﺻﻴﺔ .ﻟﻘﺪ آﺘﺐ ﻲ ﻣﻮﺣﻴ ًﺎ أن اﻟﻮﺻﻴﺔ ﻋﻨﺪي ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ آﻨﺖ ﻗﺪ زوﺟﻚ إﻟ ّ ﻓﻬﻤﺖ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻧﻔﺴﻪ أن اﻟﻮﺻﻴﺔ آﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺣﻮزﺗﻪ ،ﻻ أﻇﻨﻜﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮن ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻋﻨﻬﺎ ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ ﻓﺘﺤﺖ ﻣﺎﺟﺪا ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺑﺬهﻮل: ﻓﻲ ﺷﺄن وﺻﻴﺔ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ؟ ﻻ ،ﻗﻄﻌﺎً ﻻ .ﻻ ﺗﻘﻞي ﻗﺪ أﺗﻠﻔﺘﻬﺎ. ﻟﻲ أن ﺗﻠﻚ اﻟﺮﻣﺄة اﻟﺸﺮﻳﺮة ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﻌﻠﻮ ّ ه ّﺰ اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ أﺻﺒﻌﻪ ﻣﻮﺑّﺨ ًﺎ:
ﻟﻢ أﻋﺮف ﻣﺎذا أﻗﻮل ﺑﻌﺪهﺎ ،و ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺳﻴﺎرة ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ ،ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ ﺟﻮزﻓﻴﻦ ﺳﺮﻳﻌ ًﺎ إﻟﻰ اﻟﻨﺎﻓﺬة و أﻟﺰﻗﺖ أﻧﻔﻬﺎ اﻷﻓﻄﺲ ﺑﺰﺟﺎج اﻟﻨﺎﻓﺬة .ﺳﺄﻟ ُﺘﻬﺎ: ﻣﻦ هﺬا؟ إﻧﻪ اﻟﺴﻴﺪ ﺟﻴﺘﺴﻜﻴﻞ ،ﻣﺤﺎﻣﻲ ﺟﺪي .أﻇﻦ أﻧﻪ ﺟﺎءﻟﻴﻨﺎﻗﺶ اﻟﻮﺻﻴﺔ. ﺖ إﻟﻰ ﺧﺎرج اﻟﻐﺮﻓﺔ و هﻲ هﺎﺋﺠﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﻜﻤﻞ و أﺳﺮﻋ ْ أﻋﻤﺎل اﻟﺘﺤﺮي اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺠﺰهﺎ .و ﺟﺎءت ﻣﺎﺟﺪا ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﺖ ﻣﻨﻲ و أﻣﺴﻜﺖ إﻟﻰ اﻟﻐﺮﻓﺔ ،و ﻟﺸﺪة دهﺸﺘﻲ اﻗﺘﺮﺑ ْ ﺑﻴﺪي .ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ: ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰي ،أﺷﻜﺮ اﷲ أﻧﻚ ﻣﺎ ﺗﺰال هﻨﺎ ،إﻧﻲ ﻣﺤﺘﺎﺟﺔإﻟﻰ رﺟﻞ. ﺖ إﻟﻰ آﺮﺳﻲ ﻟﻪ ﻇﻬﺮ ﻋﺎ ٍل و ﺖ ﻳﺪي و ذهﺒ ْ و أﻓﻠﺘ ْ زﺣﺰﺣﺘْﻪ ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ و ﻧﻈﺮت إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺮﻣﺂة، ﺛﻢ رﻓﻌﺖ ﻋﻠﺒﺔ ﻣﺰﺧﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺎوﻟﺔ و وﻗﻔﺖ ﺣﺰﻳﻨ ًﺔ ﺗﻔﺘﺤﻬﺎ و ﺗﻐﻠﻘﻬﺎ.
آﺜﻴﺮًا ﺟﺪًا. و أﻧﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪﻳﻦ أﻧﻚ ﺗﻌﺮﻓﻴﻦ ﻗﺎﺗﻞ ﺟﺪك؟ﻲ أن أآﺸﻒ ﺑﻌﺾ اﻷدﻟﺔ اﻷﺧﺮى – و ﻧﻌﻢ ،ﻟﻜﻦ ﻋﻠ ّﻼ – ..هﻞ ﻳﻈﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻔﺘﺸﻴﻦ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ أن ﺖ ﻗﻠﻴ ً ﺳﻜﺘ ْ ﺑﺮﻳﻨﺪا هﻲ اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺒﺖ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ أ ،أﻧﻬﺎ هﻲ و ﻟﻮراﻧﺲ ﻣﻌ ًﺎ ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻳﺤﺒﺎن ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ؟ ﻳﺠﺐ أﻻ ﺗﻘﻮﻟﻲ أﺷﻴﺎء آﻬﺬﻩ ﻳﺎ ﺟﻮزﻓﻴﻦ! ﻟﻢ ﻻ؟ إﻧﻬﻤﺎ ﻳﺤﺒﺎن ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ. إﻧﻚ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ،ﻓﻼ ﺗﺤﻜﻤﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻟﻢ ﻻ؟ هﻤﺎ ﻳﻜﺎﺗﺒﺎن ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺑﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺤﺐ. ﺟﻮزﻓﻴﻦ ،آﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ ذﻟﻚ؟ ﻵﻧﻨﻲ ﻗﺮأﺗﻬﺎ ...رﺳﺎﺋﻞ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ .ﻟﻮراﻧﺲ رﺟﻞﻋﺎﻃﻔﻲ ،و آﺎن ﺧﺎﺋﻔ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﺎل ﻓﻲ اﻟﺤﺮب .ﻟﻘﺪ ذهﺐ إﻟﻰ اﻟﺴﺮادﻳﺐ ﻟﻴﺨﺘﺒﻲء ،و آﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ إﻳﻘﺎد اﻟﻨﺎر ﻓﻲ
ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻟﻮا ﻟﻲ ﻃﺒﻌﺎً ،ﻟﻜﻨﻚ إذا أردت أن ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺷﻴﺌ ًﺎﻓﻌﻠﻴﻚ أن ﺗﺘﻨﺼّﺖ وراء اﻟﺒﺎب .أﻧﺎ واﺛﻘﺔ أن رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻔﺘﺸﻴﻦ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺜﻠﻲ ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ ت ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺔ و أردﻓﺖ ﺟﻮزﻓﻴﻦ: ﻓﻜﺮ ُ و ﻋﻠﻰ أﻳﺔ ﺣﺎل ﻓﺈن آﺎن ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻓﺈناﻟﺮﺟﻞ اﻵﺧﺮ ﻳﻔﻌﻠﻪ ،ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻳﻠﺒﺲ اﻟﺤﺬاء اﻟﺴﻮﻳﺪي ،آﻤﺎ أﻧﻬﻢ ﻳﻔﺘﺸﻮن أدراج اﻟﻨﺎس و ﻳﻘﺮؤون رﺳﺎﺋﻠﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ و ﻳﻔﻀﺤﻮن أﺳﺮارهﻢ آﻠﻬﺎ ...إﻧﻬﻢ أﻏﺒﻴﺎء ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن آﻴﻒ ﻳﻔﺘﺸﻮن! آﺎﻧﺖ ﺟﻮزﻓﻴﻦ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﺘﻔﺎﺧﺮ ﻗﻠﻴﻞ ،و آﻢ آﻨﺖ أﺣﻤﻖ ﻷﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﻓﻬﻢ رأﻳﻬﺎ هﺬا ،و ﺟﻌﻠﺖ اﻟﻄﻔﻠﺔ اﻟﺒﻐﻴﻀﺔ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ: إﻧﻲ و ﻳﻮﺳﺘﻴﺲ ﻧﻌﺮف آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻷﻣﻮر ،و أﻧﺎأﻋﺮف أآﺜﺮ ﻣﻨﻪ و ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻦ أﺧﺒﺮﻩ ﺑﻪ .إﻧﻪ ﻳﺰﻋﻢ أن ﻦ ﻓﻲ أﻋﻤﺎل اﻟﺘﺤﺮي ﻟﻜﻨﻲ اﻟﻨﺴﺎء ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻌﻦ أن ﻳﺘﻔﻮ ْﻗ َ أﻗﻮل ﺑﺄﻧﻬﻦ ﻳﺴﺘﻄﻌﻦ .ﺳﻮف أدون آﻞ ﺷﻲء ﻓﻲ دﻓﺘﺮي، ﺛﻢ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺤﻴﺮ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ أﺗﻘﺪم أﻧﺎ إﻟﻴﻬﻢ و أﻗﻮل ﻟﻬﻢ)):أﻧﺎ أﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ((. -هﻞ ﺗﻘﺮﺋﻴﻦ ﻗﺼﺼﺎً ﺑﻮﻟﻴﺴﻴﺔ ﻣﺜﻴﺮة ﻳﺎ ﺟﻮزﻓﻴﻦ؟
ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ .ﺟﻮزﻓﻴﻦ ،هﻞ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﻟﻤﺎذا آﺎن ﻋﻤﻚﺳﻴﺮﺣﻞ؟ ﻧﻈﺮت إﻟﻲ ﻧﻈﺮة ﻣﺎآﺮة ﻣﻦ ﻃﺮف ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ: أﻇﻨﻨﻲ أﻋﻠﻢ ...رﺑﻤﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺷﻲء ذي ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻤﻜﺘﺐاﻟﻌﻢ روﺟﺮ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن ،ﻟﻌﻠﻪ اﺧﺘﻠﺲ ﺷﻴﺌ ًﺎ. ﻟﻤﺎذا ﺗﻈﻨﻴﻦ ذﻟﻚ؟اﻗﺘﺮﺑﺖ ﺟﻮزﻓﻴﻦ ﻣﻨﻲ أآﺜﺮ و هﻤﺴﺖ ﻓﻲ أذﻧﻲ: ﻳﻮم ﺗﺴﻤﻢ ﺟﺪي آﺎن ﻋﻤﻲ روﺟﺮ ﻣﻊ ﺟﺪي ﻓﻲﻏﺮﻓﺘﻪ و أﻏﻠﻖ اﻟﺒﺎب ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ .آﺎﻧﺎ ﻳﺘﺤﺪﺛﺎن و ﻳﺘﺤﺪﺛﺎن ،و ﻗﺎل ﻋﻤﻲ روﺟﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌُﺪ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﻌﻤﻞ و أﻧﻪ ﺳﻴﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺟﺪي ...ﻟﻴﺲ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻤﺎل ،ﻟﻜﻦ ﺑﺴﺐ إﺣﺴﺎﺳﻪ أﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ .ﻟﻘﺪ آﺎن ﻓﻲ ﺣﺎل ﺳﻴﺌﺔ. ﻼ أن ﺟﻮزﻓﻴﻦ ،أﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻟﻚ أﺣﺪ أﺑﺪًا أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺟﻤﻴ ًﺗﺘﻨﺼﺘﻲ وراء اﻷﺑﻮاب؟ هﺰت ﺟﻮﻓﻴﻦ رأﺳﻬﺎ ﺑﻘﻮة:
ﺛﻢ ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﺎرﺿﺔ: هﻞ ﺗﺤﺐ هﺬا اﻟﺒﻴﺖ؟ رﺑﻤﺎ ،ﻟﺴﺖ ﻣﺘﺄآﺪًا ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ. أﻇﻨﻪ ﺳﻮف ﻳًﺒﺎع إﻻ إذا ﻗﺮرت ﺑﺮﻳﻨﺪا أن ﺗﻤﻜﺚ ﻓﻴﻪ،و أﻇﻦ أن اﻟﻌﻢ روﺟﺮ و آﻠﻴﻤﻨﺴﻲ ﻟﻦ ﻳﺮﺣﻼ اﻵن. ﺳﺄﻟﺘﻬﺎ ﺑﺎهﺘﻤﺎم آﺒﻴﺮ: أوآﺎﻧﺎ ﺳﻴﺮﺣﻼن؟ ﻧﻌﻢ ،آﺎﻧﺎ ﺳﻴﺮﺣﻼن ﻳﻮم اﻟﺜﻼﺛﺎء ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﺮة إﻟﻰ ﻣﻜﺎنﻣﺎ ،و ﻗﺪ اﺷﺘﺮت آﻠﻴﻤﻨﺴﻲ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﺟﺪﻳﺪة. ﻟﻢ أﺳﻤﻊ أﻧﻬﻤﺎ آﺎﻧﺎ ﺳﻴﺮﺣﻼن. أﺟﻞ ،ﻓﻼ أﺣﺪ ﻳﻌﺮف و هﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺨﺒﺮا أﺣﺪًا ﺑﺬﻟﻚ ،وآﺎﻧﺎ ﻳﻨﻮﻳﺎن أن ﻳﺘﺮآﺎ رﺳﺎﻟﺔ ﻟﺠﺪي ﻣﻦ وراﺋﻬﻤﺎ ,ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺳﻔﺮهﻤﺎ أآﻴﺪًا ...آﺎن ذﻟﻚ ﺑﺎﻷﺳﻠﻮب اﻟﺬي آﺎﻧﺖ اﻟﺰوﺟﺎت ﻳﻔﻌﻠﻨﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺮآﻦ أزواﺟﻬﻦ ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ اﻵن ﻓﻌﻞ ﺳﺨﻴﻒ!
ت ﺟﻮزﻓﻴﻦ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻠﻐﺰ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﺑﻀﻊ ﻟﺤﻈﺎت، ﻓﻜﺮ ْ و ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ: إﻧﻨﻲ ﺁﺳﻒ ﻷن اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻓﺸﻠﺖ! ﻧﻌﻢ .آﺎﻧﺖ أﻣﻲ آﺌﻴﺒﺔ ،ﻓﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت آﺎﻧﺖ ﻣﺨﻴﻔﺔ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺮأﺗﻬﺎ اﻧﻔﺠﺮت ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء و آﺎﻧﺖ ﺗﺒﻜﻲ ﻃﻮال اﻟﻴﻮم، و أﻟﻘﺖ ﺑﻄﺒﻖ اﻹﻓﻄﺎر ﻋﻠﻰ ﻏﻠﻴﺪز ﻓﻨﻄﻘﺖ ﻏﻠﻴﺪز ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ. أرى أﻧﻚ ﺗﺤﺒﻴﻦ اﻟﺪراﻣﺎ ﻳﺎ ﺟﻮزﻓﻴﻦ! ﻟﻘﺪ ﺷﺮّح اﻷﻃﺒﺎء ﺟﺜﺔ ﺟﺪي ﻟﻴﻌﻠﻤﻮا ﺳﺒﺐ ﻣﻮﺗﻪ. أأﻧﺖ ﺁﺳﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺗﻪ؟ رﺑﻤﺎ ،و ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ أآﻦ أﺣﺒﻪ آﺜﻴﺮاً؛ ﻷﻧﻪ ﻣﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦﺗﻌﻠّﻢ رﻗﺺ اﻟﺒﺎﻟﻴﻪ. هﻞ آﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺗﻌﻠﻢ رﻗﺺ اﻟﺒﺎﻟﻴﻪ؟ أﺟﻞ ،و آﺎﻧﺖ أﻣﻲ ﺗﺮﻏﺐ أن أﺗﻌﻠﻤﻪ و واﻟﺪي ﻟﻢ ﻳﻜﻦﻳﻤﺎﻧﻊ ،ﻟﻜﻦ ﺟﺪي زﻋﻢ أن هﺬا ﻟﻦ ﻳﻨﻔﻌﻨﻲ!
ﺟﺪي آﺎن ﻳﻘﻮل داﺋﻤ ًﺎ أﻧﻬﺎ ﺳﺘﻔﺸﻞ ﻓﻲ ﺟﻴﺰﺑﻴﻞ .ﻗﺎلإﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺪﻓﻊ ﺟُﻨﻴﻬ ًﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻤﻮﻳﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ .ﺗﺸﺎءم ﺑﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﻟﻜﻦ أﻣﻲ آﺎﻧﺖ ﻣﺘﺤﻤﺴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺮﺣﻴﺔ .أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﻠﻢ أﺣﺐ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ آﺜﻴﺮاً، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺜﻞ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ؛ ﻓﺠﻴﺰﺑﻴﻞ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺷﺮﻳﺮة ﺑﻞ اﻣﺮأة وﻃﻨﻴﺔ و ﻟﻄﻴﻔﺔ ﺟﺪاً ،و هﺬا ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺄم .ﻻ ﺑﺄس ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ أﻟﻘﻮهﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎك و ﻟﻜﻦ اﻟﻜﻼب ﻟﻢ ﺗﻨﻬﺸﻬﺎ ،أﻇﻦ أن ذﻟﻚ ﻣﺆﺳﻒ، أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ آﻨﺖ أﺣﺐ أن أرى اﻟﻜﻼب و هﻲ ﺗﺄآﻠﻬﺎ! أﻣﻲ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺄن ﺳﻮْق اﻟﻜﻼب إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺮح ﺷﻲء ﻣﺴﺎﺣﻴﻞ ،و ﻟﻜﻨﻲ ﻻ أﻓﻬﻢ ﻟﻤﺎذا ،ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻜﻠﺐ ﻳﺆدي دورًا ﻣﺎ. ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻮزﻓﻴﻦ آﻠﻤﺔ ﻣﻘﺘﺒﺴﺔ: ))و ﻗﺪ أآﻠﺘْﻬﺎ آﻠﻬﺎ ﺳﻮى راﺣﺘﻴْﻬﺎ((! ﻟ َﻢ ﻟﻢ ﺗﺄآﻞاﻟﻜﻼم راﺣﺘﻴﻬﺎ؟ ﻻ أدري.ﻟﻌ ّﻞ اﻟﻜﻼب آﺎﻧﺖ ﻣﺮوّﺿﺔ؟ إن آﻼﺑﻨﺎ ﻟﻴﺴﺖ آﺬﻟﻚ... ﺗﺄآﻞ آﻞ ﺷﻲء!
أﺟﻞ .ﻓﻘﺪ ﺟﺪّت أﺷﻴﺎء آﺜﻴﺮة اﻵن .ﺳﻨﺬهﺐ و ﻧﻌﻴﺶﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن ﻋﻨﺪ اﻟﺠﺴﺮ .أﻣﻲ ﺗﺮﻳﺪ ذﻟﻚ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ. ﺳﺘﻜﻮن ﻓﺮِﺣﺔ ﺟﺪاً ،و أﺑﻲ ﻟﻦ ﻳﻤﺎﻧﻊ أن ﻧﺤﻤﻞ آﺘﺒﻪ أﻳﻀﺎً، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻄﻴﻖ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،و آﻢ ﺧﺴِﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل ﻣﻦ أﺟﻞ ))ﺟﻴﺰﺑﻴﻞ((! ﺟﻴﺰﺑﻴﻞ؟ ﻧﻌﻢ ،أﻟﻢ ﺗﺮهﺎ؟ هﺎ! هﻞ آﺎﻧﺖ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ؟ ﻻ ،ﻟﻢ أرهﺎ ،آﻨﺖ ﻣﺴﺎﻓﺮًا. إﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗُﻌﺮض ﻃﻮﻳﻼً ،و اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﻬﺎ ﻋﻤﻞ ﻓﺎﺷﻞ ،ﻻأرى أن أﻣﻲ ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻒ اﻟﺬي ﻳﻨﺎﺳﺐ دور ﺟﻴﺰﺑﻴﻞ، أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ ﻓﻜﺮت ﻓﻲ ﻣﺎﺟﺪا ،ﻻ ﺗﻨﺎﺳﺒﻬﺎ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺟﻴﺰﺑﻴﻞ ،ﻻ ﻓﻲ ﻦ ﻟﻤﺎﺟﺪا ﺻﻮرًا اﻟﺜﻮب اﻟﻘﺮﻧﻔﻠﻲ و ﻻ ﻓﻲ ﺑﺪﻟﺘﻬﺎ ،ﻟﻜ ّ أﺧﺮى ﻟﻢ أرهﺎ ﺑﻌﺪ .و ﻗﻠﺖ ﺑﺤﺬر: -رﺑﻤﺎ ﻻ.
ﺟﻠﺴﺖ ﻋﻠﻰ ذراﻋﻲ اﻟﻜﺮﺳﻲ و أﻣﻌﻨﺖ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ وﺟﻬﻲ ﻓﺘﻀﺎﻳﻘﺖ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻗﺎﻟﺖ: ﺟﺪي ﻗﺪ ﻗُﺘﻞ ،هﻞ ﻋﺮﻓﺖ؟ أﺟﻞ ،ﻋﺮﻓﺖ.ﺖ هﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻘﺪ ﺗﺴﻤﻢ ﺑﺎﻹي ...ﺳﻴﺮ ...ﻳﻦ – ﻧﻄﻘ ْﺑﺤﺬر ﺷﺪﻳﺪ – أﻻ ﻳﺜﻴﺮ ذﻟﻚ اﻻهﺘﻤﺎم؟ ﺑﻠﻰ. أﻧﺎ و ﻳﻮﺳﺘﻴﺲ ﻣﻬﺘﻤﺎن آﺜﻴﺮًا .إﻧﻨﺎ ﻧﺤﺐ اﻟﻘﺼﺺاﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ ،و ﻗﺪ ﺗﻤﻨﻴﺖ داﺋﻤ ًﺎ أن أآﻮن ﻓﺘﺎة ﺗَﺤﺮﱟ ،و اﻵن أﻧﺎ أﺗﺤﺮى و أﺟﻤﻊ اﻷدﻟﺔ. أﺣﺴﺴﺖ أﻧﻬﺎ آﺎﻟﻐﻮل ،و ﻋﺎدت إﻟﻰ اﻟﻤﻮﺿﻮع: ﺐ رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻔﺘﺸﻴﻦ اﻟﺬي ﺟﺎء ﻣﻌﻪ ﻣﺤﻘﻖ ﺣ ُ و هﻞ ﺻﺎ ِأﻳﻀﺎً؟ ﺗﺪل اﻟﺮواﻳﺎت أﻧﻚ ﺗﻘﺪر ﻋﻠﻰ آﺸﻒ اﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﺒﺴﻮن ﺛﻴﺎﺑﻬﻢ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻣﻦ أﺣﺬﻳﺘﻬﻢ ،ﻟﻜﻦ هﺬا اﻟﻤﺤﻘﻖ ﻳﻠﺒﺲ ﺣﺬاء ﺳﻮﻳﺪﻳﺎً ﻣﻦ اﻟﻘﻤﺎش! -ﻟﻘﺪ ﺗﻐﻴﺮ اﻷﻣﺮ اﻟﻘﺪﻳﻢ.
أﻧﺎ ﺟﻮزﻓﻴﻦ.آﻨﺖ ﻗﺪ اﺳﺘﻨﺘﺠﺖ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .آﻨﺖ أﻋﻠﻢ أن ﺟﻮزﻓﻴﻦ أﺧﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﺸﺮة أو اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ ﻋﻤﺮهﺎ .آﺎﻧﺖ ﻃﻔﻠﺔ ﻗﺒﻴﺤﺔ ﻣﻊ ﺷﺒﺔ واﺿﺢ ﺑﺠﺪهﺎ ،و ﻟﻌﻞ ﻼ ﻣﺜﻞ ﻋﻘﻠﻪ أﻳﻀ ًﺎ .ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻮزﻓﻴﻦ: ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻘ ً أأﻧﺖ رﺟﻞ ﺻﻮﻓﻴﺎ؟أﻗﺮرتُ ،ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻟﻜﻨﻚ ﺟﺌﺖ هﻨﺎ ﻣﻊ رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻔﺘﺸﻴﻦ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ،ﻟﻤﺎذاﺟﺌﺖ ﻣﻌﻪ؟ إﻧﻪ ﺻﺪﻳﻘﻲ. ﺣﻘﺎً؟ أﻧﺎ ﻻ أﺣﺒﻪ ،و ﻟﻦ أﻗﻮل ﻟﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ. و ﻣﺎ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﺗﻘﻮﻟﻴﻬﺎ ﻟﻪ! اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ أﻋﺮﻓﻬﺎ ...أﻋﺮف أﺷﻴﺎء آﺜﻴﺮة ،ﻓﺄﻧﺎأﺣﺐ آﺜﺮة اﻟﺴﺆال.
- 10ﺖ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎً ﻓﻠﻢ أآﻦ أدرك ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ أﻧﻨﻲ آﻨﺖ أﻓ ْﻘ ُ ﻧﺎﺋﻤ ًﺎ. آﺎن ﺷﺬى اﻷزهﺎر ﻓﻲ أﻧﻔﻲ .رأﻳﺖ ﻧﻘﻈﺔ آﺒﻴﺮة ﺑﻴﻀﺎء ﺗﻄﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎء ،ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻊ ﺛﻮان أدرآﺖ أﻧﻨﻲ آﻨﺖ أﻧﻈﺮ إﻟﻰ وﺟﻪ ﺑﺸﺮ ،وﺟﻪ ﻣﻌﻠّﻖ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻗﺪم ﺖ أو ﻗﺪﻣﻴﻦ ﻣﻨﻲ .و ﺑﻌﺪ أن اﺳﺘﻌﺪت إدراآﻲ أﺻﺒﺤ ْ رؤﻳﺘﻲ أآﺜﺮ دﻗﺔ ،و ﻣﺎ زال اﻟﻮﺟﻪ ﻳﻮﺣﻲ أﻧﻪ وﺟﻪ ﻋﻔﺮﻳﺖ :وﺟﻪ ﻣﺪوّر ﻓﻴﻪ ﺣﺎﺟﺒﺎن ﻣﻨﺘﻔﺨﺎن و ﺷﻌﺮ إﻟﻰ اﻟﻮراء و ﻋﻴﻨﺎن ﺳﻮداوان ﺻﻐﻴﺮﺗﺎن آﺄﻧﻬﻤﺎ ﺧﺮزﺗﺎن، ﻟﻜﻨﻪ آﺎن ﺣﺘﻤﺎ وﺟﻪ إﻧﺴﺎن ﺻﻐﻴﺮ ﻧﺤﻴﻞ .آﺎﻧﺖ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻧﻈﺮات ﺣﺎدة .ﻗﺎﻟﺖ: ﻣﺮﺣﺒ ًﺎ.أﺟﺒﺘﻬﺎ و ﻋﻴﻨﺎي ﺗﻄﺮﻓﺎن: -ﻣﺮﺣﺒ ًﺎ!
ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ ﺟﻮاﻧﺐ و أﺑﻌﺎد ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﺄﻳﻬﺎ هﻮ اﻟﺼﺤﻴﺢ؟ ﻼ ﺟﺪًا ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ اﻷﻣﺲ ،و ﻗﺪ اﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﺖ ﻗﻠﻴ ً آﻨﺖ ﻗﺪ ﻧﻤ ُ ﻣﺒﻜﺮًا ﻷراﻓﻖ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ .و اﻵن ،ﻓﻲ هﺬا اﻟﺠﻮ اﻟﺪاﻓﻲء اﻟﺬي ﺗﻌﺒﻖ ﻓﻴﻪ راﺋﺤﺔ اﻟﺰهﻮر ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ اﺳﺘﻘﺒﺎل ﻣﺎﺟﺪا ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ،اﺳﺘﺮﺧﻰ ﺟﺴﺪي ﻓﻮق اﻟﻤﻘﻌﺪ اﻟﻜﺒﻴﺮ و ﺳﻘﻄﺖ ﺟﻔﻮﻧﻲ .ﺗﺒﺪدت أﻓﻜﺎري و أﻧﺎ أﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻨﺪا و ﺻﻮﻓﻴﺎ و ﺻﻮرة اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﺠﻮز ،ﺛﻢ ﻧﻤﺖ.
*****
آﺎن ﻋﻨﺪ ﺟﺪي ﻃﺎهﻴﺔ و ﻣﺪﺑﺮة ﻣﻨﺰل و ﺧﺎدﻣﺔاﺳﺘﻘﺒﺎل و ﺧﺎدم .آﺎن ﻳﺤﺐ اﻟﺨﺪم و ﻳُﻌﻄﻲ آﺜﻴﺮًا ﻟﻜﻲ ﻳﺠﻠﺒﻬﻢ .أﻣﺎ آﻠﻴﻤﻨﺴﻲ و روﺟﺮ ﻓﻌﻨﺪهﻤﺎ ﺧﺎدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎر ﻓﻘﻂ ﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻨﻈﻴﻒ ﻓﻬﻤﺎ ﻻ ﻳﺤﺒﺎن اﻟﺨﺪم ،أو أن آﻠﻴﻤﻨﺴﻲ ﻻ ﺗﺤﺒﻬﻢ ،و ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ روﺟﺮ ﻳﺄآﻞ وﺟﺒﺔ ﻣﺸﺒﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ آﻞ ﻳﻮم ﻟﻤﺎت ﻣﻦ اﻟﺠﻮع؛ ﻵن ﺲ و اﻟﻄﻤﺎﻃﻢ و آﻠﻴﻤﻨﺴﻲ ﻻ ﺗﻌﺮف ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎم إﻻ اﻟﺨ ّ اﻟﺠﺰر .أﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﺄﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻜﻮن ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺧﺪم ﺛﻢ ﺗﺼﻴﺐ أﻣﻲ إﺣﺪى ﻧﻮﺑﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻓﻴﺘﺮآﻮن اﻟﻤﻨﺰل! و ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺧﺪم ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎر ﻓﺘﺮات ﻗﺼﻴﺮة ﺛﻢ ﻳﺬهﺒﻮن .ﻧﺎﻧﻲ هﻲ اﻟﺪاﺋﻤﺔ ﻋﻨﺪﻧﺎ و هﻲ ﺗﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ﺣﺎﻻت اﻟﻄﻮارئ .و اﻵن ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ آﻞ ﺷﻲء. ﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪ ﻣﻈﺮز أﻓﻜﺮ ..ﻓﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ .و ﺟﻠﺴ ُ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﻌﻠﻮي رأﻳﺖ ﺟﺎﻧﺐ ﺑﺮﻳﻨﺪا ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ،و هﻨﺎ – ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻷرﺿﻲ – رأﻳﺖ ﺟﺎﻧﺐ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺄدرآﺖ ﻋﺪاﻟﺔ ﻗﻮل ﺻﻮﻓﻴﺎ – و هﻮ ﻣﺎ اﺳﻤﻴﻪ ﻧﻈﺮة أﺳﺮة ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز – ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﻜﺮهﻮن اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ اﻟﺘﻲ دﺧﻠﺖ اﻟﺒﻴﺖ ﺑﻮﺳﻴﻠﺔ ﺧﺴﻴﺴﺔ .آﺎﻧﻮا ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ آﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ)):ﻋﻠﻰ اﻟﻮرق ﻻ ﺗﺒﺪو وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺣﺴﻨﺔ((... ﻟﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺬي رأﻳﺘﻪ أﻧﺎ و ج ﻋﺎﺟﻲ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺮوﻩ ،ﻓﻘﺪ آﺎﻧﻮا أﻏﻨﻴﺎء ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ ﺑﺮ ٍ ﻳﺬوﻗﻮا ﻏﺼﺔ اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة .ﺑﺮﻳﻨﺪا ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز آﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﺜﺮوة
ﺻﻮﻓﻴﺎ!اﻧﺼﺮﻓﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ إﻟﻰ اﻟﺒﺎب: ﺲ اﻷﻣﺮ ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ .ﻻﺑﺪ أن أُﺗ ّﻢ إﻋﺪاد اﻟﻐﺪاء. اﻧ َ ﺳﺄﻗﻮم ﻣﻌﻚ ﻷﺳﺎﻋﺪك.ﻖ هﻨﺎ .إن وﺟﻮد رﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺒﺦ ﺳﻮف ﻳﺰﻋﺞ ﻻ ،اﺑ َﻧﺎﻧﻲ. و ﺧﺮﺟﺖ ﻓﻨﺎدﻳﺖ: ﺻﻮﻓﻴﺎ! ﻣﺎذا؟ﺺ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻷرﺿﻲ هﻨﺎ أﺳﺄﻟﻚ ﻋﻦ اﻟﺨﺪم :ﻟﻤﺎذا ﻳﻨﻘ ُﺧﺎدﻣﺔ ،و اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﻌﻠﻮي ﻓﻴﻪ ﺧﺎدﻣﺔ ﺗﻠﺒﺲ اﻟﻤﺮﻳﻠﺔ و ﺗﻔﺘﺢ ﻟﻨﺎ اﻟﺒﺎب؟
ﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻔﺘﺸﻴﻦ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ و رﺟﺎﻟﻪ اﻟﻌﻔﺎرﻳﺖ؟ أ ِﻣ ْﻧﻌﻢ ،هﻢ ﻣﺮﻋﺒﻮن! أﻻ ﺗﺮى ﻟﻮراﻧﺲ ﻓﻲ ﺣﺎ ٍل هﺴﺘﻴﺮﻳﺔ؟ أﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ .ﻟﻘﺪ ﺗﺼﺮّف أﻣﺎﻣﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺨﻴﻒ.أﺗﺴﺎءل ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﻌﺠﺐ هﺬﻩ اﻟﻤﺮأة ﻓﻴﻪ؟ أﻻ ﺗﻔﻬﻢ ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ؟ إن ﻟﻮراﻧﺲ – ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ –ﺟﺬاب! ﻗﻠﺖ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺪق: رﺟﻞ ﺿﻌﻴﻒ آﻬﺬا! ﻋﺠﺒ ًﺎ ﻟﻠﺮﺟﺎل! ﻟﻤﺎذا ﺗﻈﻨﻮن أن رﺟﻞ اﻟﻜﻬﻒ وﺣﺪَﻩهﻮ اﻟﺬي ﻳﺠﺬب اﻟﻨﺴﺎء ﻟﻴﺲ ﻏﻴﺮ؟ -و ﻧﻈﺮت ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻲ – إﻧﻲ أرى ﺑﺮﻳﻨﺪا ﻗﺪ اﺻﻄﺎدﺗﻚ ﻻ ﺷﻚ. إﻟ ّ ﻻ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﺷﺨﻴﻔﺔ .إﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺣﺴﻨﺎء .و هﻲ ﺣﺘﻤ ًﺎﻟﻴﺴﺖ... ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻐﺮﻳﺔ؟ ﺑﺮﻳﻨﺪا ﻟﻴﺴﺖ ﺣﺴﻨﺎء و ﻻ هﻲ ذاتذآﺎء ﺣﻘﻴﻘﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺼﻔﺔ واﺣﺪة هﻲ :اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ
و هﻞ آﺎن ﺗﻮﻇﻴﻒ ﻟﻮراﻧﺲ ﺑﺮاون ﻣﻌﻠﻤ ًﺎ هﻮ ﻧﺠﺎﺣ ًﺎﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻧﺠﺎﺣﺎت ﺟﺪك؟ ﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ: ﻗﻄﺒ ْ ﻟﺴﺖ ﻣﺘﺄآﺪة ...ﻟﻌﻠﻪ آﺬﻟﻚ .أراد ﺟﺪي أن ﻳُﺴﻌﺪ ﺑﺮﻳﻨﺪاو ﻳﺴﻠﻴﻬﺎ .رﺑﻤﺎ آﺎن ﻳﻈﻦ أن اﻟﺠﻮاهﺮ و اﻟﺜﻴﺎب ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻜﻒِ ،و ﻟﻌﻠﻪ ﻗﺪّر أن ﺷﺎﺑ ًﺎ ﻣﺜﻞ ﻟﻴﻮراﻧﺲ ﺑﺮاون – و هﻮ رﺟﻞ ﻣﺮوﱠض ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ – ﺳﻴﻘﻮم ﺑﻌﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﺤﻴﻠﺔ: اﻟﺼﺪاﻗﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ اﻟﻤﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﻃﻔﺔ اﻟﻤﺸﻮﺑﺔ ﺑﺎﻻآﺘﺒﺌﺎب ﺳﺘﻤﻨﻊ ﺑﺮﻳﻨﺪا ﻣﻦ ﻋﺸﻖ رﺟﻞ ﻏﺮﻳﺐ ،أﻇﻦ أن ﺟﺪي ﻗﺪ ﺣﻘﻖ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﺑﻬﺬا اﻟﻔﺘﻰ ،ﻟﻘﺪ آﺎن ﻋﺠﻮزًا ﺷﻴﻄﺎﻧ ًﺎ! و ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ اﻟﺘﻨﺒﺆ أن ذﻟﻚ ﺳﻴﻘﺘﻠﻪ! – و ﺻﺎر ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻋﻨﻴﻔ ًﺎ – و أﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﺳﺘﺒﻌﺪ أﻧﻬﺎ ﻓﻌﻠﺖ ذﻟﻚ ،ﻓﻠﻮ آﺎﻧﺖ ﺧﻄﻄﺖ ﻟﻘﺘﻠﻪ أو اﺗﻔﻘﺖ ﻣﻊ ﻟﻮراﻧﺲ ﻟﻌﺮف ﺟﺪي ذﻟﻚ و آﺸﻔﻪ .أﻧﺖ أﻳﻀ ًﺎ ﺗﺴﺘﺒﻌﺪﻩ ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ ﻧﻌﻢ ،أﻋﺘﺮف ﺑﺬﻟﻚ. أﻧﺖ ﻻ ﺗﻌﺮف ﺟﺪي ﺣﻘ ًﺎ .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺘﻐﺎﺿﻰ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔﻗﺘﻠﻪ. -ﺑﺮﻳﻨﺪا ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻳﺎ ﺻﻮﻓﻴﺎ ،ﺧﺎﺋﻔﺔ ﺟﺪًا!
ﺖ ﺑﺮﻳﻨﺪا ،و اﻵن هﺬا هﻮ اﻟﺼﺤﻴﺢ .ﻟﻘﺪ ﺳﻤﻌ َﻓﻠﺘﺴﻤﻌﻨﻲ :أﻧﺎ أﺑﻐﺾ اﻟﻤﺮأة اﻟﺸﺎﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﺮع ﻗﺼﺔ ﺣﻈﻬﺎ اﻟﻌﺎﺛﺮ و ﺗﺘﺰوج ﻋﺠﻮزًا ﺛﺮﻳ ًﺎ اﻋﺘﻤﺎدًا ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﻘﺼﺔ .ﻻ أﺣﺐ هﺬا اﻟﺼﻨﻒ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء و ﻻ أﺗﻈﺎهﺮ ﺑﺄﻧﻨﻲ أﺣﺒﻬﺎ ﺑﺘﺎﺗ ًﺎ .و ﻟﻮ ﻗﺮأت أﻧﺖ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻣﺠﺮدة ﻓﻲ ورﻗﺔ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻟﻤﺎ أﺣﺒﺒﺖ هﺬا اﻟﺼﻨﻒ أﻳﻀ ًﺎ. و هﻞ آﺎﻧﺖ ﻗﺼﺔ ﻣﺨﺘﺮﻋﺔ؟ رﺑﻤﺎ ،هﺬا ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪﻩ أﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ.ك أن ﺟﺪك ﻗﺪ اﻧﺨﺪع ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻘﺼﺔ؟ و هﻞ ﺳﺎء ِﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ و ﻗﺎﻟﺖ: ﺿﺤﻜ ْ ﺟﺪي ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺨﺪوﻋﺎً ،ﻻ أﺣﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺧﺪاع ﺟﺪياﻟﻌﺠﻮز! آﺎن ﻳﺮﻳﺪ ﺑﺮﻳﻨﺪا .أراد أن ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ دور اﻟﻤﻨﻘﺬ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺨﺎدﻣﺔ اﻟﻤﺘﻮﺳﻠﺔ و هﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ،و ﻗﺪ ﺗﺤﻘﻖ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺟﻤﻴﻞ وﻓﻖ ﺧﻄﺔ ﻣﺎ .إن اﻟﺰواج – ﻼ ﻣﺜﻞ ﺳﺎﺋﺮ أﻋﻤﺎﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺟﺪي – ﻗﺪ ﻧﺠﺢ ﻧﺠﺎﺣ ًﺎ آﺎﻣ ً اﻷﺧﺮى. ﺳﺄﻟﺘﻬﺎ ﺳﺎﺧﺮًا:
هﻞ رأﻳﺖ ﺑﺮﻳﻨﺪا؟ ﻣﺎ ﻗﻮﻟﻚ ﻓﻴﻬﺎ؟ ﺑﺼﺮاﺣﺔ؟ إﻧﻲ ﻣﺸﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ!ﺿﺤﻜﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ و ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﻬﻤﺖ .ﻟﻘﺪ آﺴﺒﺘﻚ ﻓﻲ ﺻﻔﻬﺎ!ﻼ و ﻗﻠﺖ :أرى اﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ أﺣﺴﺴﺖ ﺑﺎﻻﻧﻔﻌﺎل ﻗﻠﻴ ً و ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻚ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻴﻦ رؤﻳﺔ ذﻟﻚ. ﻣﺎذا ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ؟ ﻗﻮﻟﻲ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ ﻳﺎ ﺻﻮﻓﻴﺎ :هﻞ آﺎن أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔﻟﻄﻴﻔ ًﺎ ﻣﻌﻬﺎ أو ﻳﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﺑﻌﺪل ﻣﻨﺬ ﺟﺎءت إﻟﻰ هﻨﺎ؟ آﻼ ،ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻟﻄﻔﺎء ﻣﻌﻬﺎ ،و ﻟﻤﺎذا ﻧﻜﻮن آﺬﻟﻚ؟ إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺷﻲء ﻓﻤﻦ أﺟﻞ اﻟﻮازع اﻷﺧﻼﻗﻲ. أﻧﺖ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻷﺧﻼق ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ؟ ﻻﺑﺪ أن ﺑﺮﻳﻨﺪاﺖ دورهﺎ ﺟﻴﺪًا! ﻗﺪ أﺣﺴﻨ ْ -ﻣﺎذا أﺻﺎﺑﻚ ﻳﺎ ﺻﻮﻓﻴﺎ؟
أﻇﻨﻬﻤﻮ ﻳﻌﺘﻘﺪون أﻧﻚ أﻧﺖ ...و ...ﻟﻮراﻧﺲ ...ﺗﺤﺒﺎنﺑﻌﻀﻜﻤﺎ ،و أﻧﻜﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪان اﻟﺰواج. ت آﺎﻟﺴﻬﻢ: ﻧﺸﺰ ْ هﺬا ﻗﻮل ﻓﻈﻴﻊ! ﻟﻴﺲ ﺻﺤﻴﺤ ًﺎ! إﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻘﻞ آﻠﻤﺔ ﻣﻦذﻟﻚ ﻟﺒﻌﻀﻨﺎ .آﻨﺖ ﻓﻘﻂ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻷﺳﻒ ﻷﺟﻠﻪ و ﺣﺎوﻟﺖ أن أﺳﺎﻋﺪﻩ ﻓﺤﺴﺐ ،هﺬا آﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ .اﻧﺖ ﺗﺼﺪﻗﻨﻲ... أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ أآﺪت ﻟﻬﺎ ﺑﺄﻧﻨﻲ أﺻﺪﻗﻬﺎ ﺣﻘﺎُ ،و أﻇﻦ أﻧﻬﺎ و ﻟﻮراﻧﺲ ﻼ. ﻟﻴﺴﺎ إﻻ ﺻﺪﻳﻘﻴﻦ ،ﻟﻜﻨﻲ آﻨﺖ أﺷﻚ أﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﺤﺒﻪ ﻓﻌ ً ﻧﺰﻟﺖ إﻟﻰ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺴﻔﻠﻲ ﻷرى ﺻﻮﻓﻴﺎ و ﻓﻲ رأﺳﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﻜﺮة .و ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻧﺎ ﻋﻠﻰ وﺷﻚ دﺧﻮل ﻏﺮﻓﺔ اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل أﻃﻠﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﺑﺮأﺳﻬﺎ ﻣﻦ أﺣﺪ اﻷﺑﻮاب ﻓﻲ اﻟﻤﻤﺮ و ﻗﺎﻟﺖ: ﻣﺮﺣﺒ ًﺎ! أﻧﺎ أﺳﺎﻋﺪ ﻧﺎﻧﻲ ﻓﻲ إﻋﺪاد اﻟﻐﺪاء.آﻨﺖ ﺳﺄﻧﻀﻢ إﻟﻴﻬﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺧﺮﺟﺖ إﻟﻰ اﻟﻤﻤﺮ و أﻏﻠﻘﺖ اﻟﺒﺎب وراءهﺎ و ﻗﺎدﺗﻨﻲ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل و هﻲ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﺬراﻋﻲ ،و آﺎﻧﺖ اﻟﻐﺮﻓﻮ ﺧﺎﻟﻴﺔ ،ﻓﻘﺎﻟﺖ:
ﻣﻦ هﻮ و ﻣﻦ أﻳﻦ ﺟﺎء؟ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺨﺠﻞ: ﻆ هﺬا إﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺤﺪدًا .إﻧﻪ ﻣﺜﻠﻲ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ .أي ﺣ ٍاﻟﺬي ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﻌﺪوﻧﻨﺎ؟ أﻻ ﺗﺮﻳﻦ أﻧﻚ أﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ هﺴﺘﻴﺮﻳﺔ ﺑﻌﺾاﻟﺸﻲء؟ ﻻ ،ﻻ أﻋﺘﻘﺪ .هﻢ ﻳﺮﻳﺪون أن ﻳُﻌﻠﻨﻮا أن اﻟﻔﺎﻋﻞ هﻮ أﻧﺎأو ﻟﻮراﻧﺲ ،و ﻗﺪ آﺴﺒﻮا ذاك اﻟﺸﺮﻃﻲ إﻟﻰ ﺻﻔّﻬﻢ ﻓﺄﻳﺔ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻲ إذن؟ إهﺪﺋﻲ ...إﻧﻚ ﺗﺜﻴﺮﻳﻦ ﻧﻔﺴﻚ آﺜﻴﺮًا. ﻟﻢ ﻻ ﻳﻜﻮن اﻟﻔﺎﻋﻞ واﺣﺪًا ﻣﻨﻬﻢ؟ أو ﻳﻜﻮن اﻟﻘﺎﺗﻞﺷﺨﺼ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج أو ﺧﺎدﻣ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﺪم؟ و ﻟﻜﻦ أﻳﻦ اﻟﺪاﻓﻊ؟ي أو ﻟﺪى ﻟﻮراﻧﺲ؟ أوﻩ! داﻓﻊ؟ أﻳﺪاﻓﻊ ﻟﺪ ّﺷﻌﺮت ﺑﻌﺪم اﻻرﺗﻴﺎح و أﻧﺎ أﻗﻮل:
أﺛﺎرت ﺷﻔﻘﺘﻲ .آﺎن ازدراؤهﻢ ﻟﻬﺎ و ﺗﻤﻨﻴﻬﻢ أن ﺗﻠﺘﺼﻖ ﺑﻬﺎ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻳﺒﺪو ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﺳﻠﻮآ ًﺎ ﻏﻴﺮ إﻧﺴﺎﻧﻲ ﺣﺘﻤ ًﺎ .آﺎﻧﺖ وﺣﺪهﺎ دون ﻣﺪاﻓﻊ و ﻻ ﺣﻮل ﻟﻬﺎ و ﻻ ﻗﻮة. ﻗﺎﻟﺖ: و إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻘﺎﺗﻞ أﻧﺎ ،ﻓﻬﻢ ﻳﻄﻨﻮن أﻧﻪ ﻟﻮراﻧﺲ. و ﻣﺎذا ﻋﻦ ﻟﻮراﻧﺲ؟ أﻧﺎ ﺁﺳﻔﺔ آﺜﻴﺮًا ﻷﺟﻠﻪ! ...رﺟﻞ ﻟﻄﻴﻒ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أنﻳﻘﺎﺗﻞ ،ﻟﻴﺲ ﺟﺒﺎﻧ ًﺎ ﻟﻜﻨﻪ رﻗﻴﻖ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ! و ﻗﺪ اﺟﺘﻬﺪت أن أﺳﺎﻋﺪﻩ و أﺟﻌﻠﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة .ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻌﻠّﻢ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﻔﻈﻴﻌﻴﻦ .ﻳﻮﺳﺘﺲ ﻳﻬﺰأ ﺑﻪ آﺜﻴﺮاً ،و ﺟﻮزﻓﻴﻦ .هﻞ رأﻳﺖ ﺟﻮزﻓﻴﻦ؟ ﻟﻮ رأﻳﺘﻬﺎ ﻓﺴﺘﻌﺮف ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ. ﻟﻢ أر ﺟﻮزﻓﻴﻦ ﺑﻌﺪ. أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﻜﻮن ﻋﻘﻠﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻃﻔﻮﻟﻲ .إن ﻟﻬﺎ ﻃﺮﻗ ًﺎ ﺣﻘﻴﺮةﺟﺪاً ،و هﻲ ﺗﺒﺪو ﻏﺮﻳﺒﺔ اﻷﻃﻮار ،إﻧﻬﺎ ﺗﺮﻋﺒﻨﻲ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ! ﺖ إﻟﻰ ﻟﻢ اآﻦ أرﻳﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺟﻮزﻓﻴﻦ ﻓﺮﺟﻌ ُ ﻣﻮﺿﻮع ﻟﻮراﻧﺲ ﺑﺮاون و ﺳﺄﻟﺘﻬﺎ:
و هﻜﺬا آﺎن ،وﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺐ ﺧﺎدﻣﺔ ﺑﺎﺋﺴﺔ! ...إرﻳﺴﺘﺎﻳﺪ آﺎن راﺋﻌﺎً ،وﻋﺪﻧﻲ أن أآﻮن ﺁﻣﻨﺔ ،ﻗﺎل إﻧﻪ وﺣﻴﺪ و أﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺘﺰوج ﻓﻮرًا .و آﺎن ذﻟﻚ ﻋﻨﺪي آﺎﻟﺤﻠﻢ! ﺛﻢ ﻋﺮﻓﺖ أﻧﻪ اﻟﺴﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺬي ﻳﻤﺘﻠﻚ أﻋﺪادًا ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﻼت و اﻟﻤﻄﻌﺎم و اﻷﻧﺪﻳﺔ اﻟﻠﻴﻠﻴﺔ .آﺎن ذﻟﻚ ﻣﺜﻞ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ ﻗﻠﺖ ﺑﺘﺤﻔﻆ :ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺺ اﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ. ﺗﺰوﺟﻨﺎ ﻓﻲ آﻨﻴﺴﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﺛﻢ ﺳﺎﻓﺮﻧﺎﻟﻠﺨﺎرج .ﻋﺎهﺪت ﻧﻔﺴﻲ أن أآﻮن زوﺟﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ .آﻨﺖ أﻃﻠﺐ ﻟﻪ آﻞ أﺻﻨﺎف ﺗﺎﻃﻌﺎم اﻟﺘﻲ ﻳﺸﺘﻬﻴﻬﺎ ،و أﻟﺒﺲ ﻟﻪ اﻟﻤﻼﺑﺲ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺒﻬﺎ ،و أﺳﻌﻰ دوﻣ ًﺎ إﻟﻰ رﺿﺎﻩ! و آﺎن ﺞ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ،آﺎﻧﻮا ﻳﺄﺗﻮن إﻟﻴﻪ هﻮ ﺳﻌﻴﺪًا .ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻟﻢ ﻧ ْﻨ ُ ﻓﻴﻌﻄﻴﻬﻢ .اﻟﻌﺠﻮز دي هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ آﺎن ﻳﺠﺐ أن ﺗﺮﺣﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺰوج ،و أﻧﺎ ﻗﻠﺖ هﺬا ﻟﻜﻦ أرﻳﺴﺘﺎﻳﺪ ﻗﺎل)):إﻧﻬﺎ ﺗﻌﻴﺶ هﻨﺎ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ ،اﻟﺒﻴﺖ اﻵن ﺑﻴﺘﻬﺎ(( .آﺎن زوﺟﻲ ﻳﺤﺐ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﺣﻮﻟﻪ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ و رﻏﻢ أﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﻳﺴﻴﺌﻮن ﻲ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻠﺤﻆ ذﻟﻚ أو ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻪ .إن روﺟﺮ ﻳﻜﺮهﻨﻲ! إﻟ ّ هﻞ رأﻳﺖ روﺟﺮ؟ آﺎن داﺋﻤﺎ ﻳﻜﺮهﻨﻲ .إﻧﻪ ﻏﻴﻮر .و ﻓﻴﻠﻴﺐ آﺎن ﻣﺘﻌﺠﺮﻓﺎً ﺟﺪًا و ﻟﻢ ﻳﻜﻠﻤﻨﻲ أﻟﺒﺘﺔ .و اﻵن ﻳﺰﻋﻤﻮن أﻧﻨﻲ ﻗﺘﻠﺘﻪ و أﻧﺎ ﻟﻢ أﻓﻌﻞ ،ﻟﻢ أﻓﻌﻞ! أرﺟﻮك ﺻﺪﻗﻨﻲ! أﻧﺎ ﻟﻢ أﻗﺘﻠﻪ!
رأﻳﺖ ﻳﺪهﺎ اﻟﻤﻤﺪودة آﺄﻧﺎ ﻣﺨﻠﺐ اﻟﻘﻂ ،و ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗﻬﺎ اﻟﻬﺎدر ،ﻗﺎﻟﺖ و ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﺒﺘﺴﻢ: ﻣﺎ اﻟﻌﻴﺐ ﻓﻲ ذﻟﻚ؟ ﻟﻘﺪ آﻨﺖ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻣﻌﻪ و ﺟﻌﻠﺘﻪﺳﻌﻴﺪًا! و ﻣﺎﻟﺖ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم :هﻞ ﺗﻌﻠﻢ آﻴﻒ اﻟﺘﻘﻴﻨﺎ؟ و ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺟﻮاﺑﻲ: آﺎن ﻟﻘﺎؤﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻄﻢ ﺷﺎﻣﺮوك .ﻃﻠﺐ ﺑﻴﻀ ًﺎ ﻣﻘﻠﻴ ًﺎﻋﻠﻰ ﺧﺒﺰ ﺗﻮﺳﺖ ،و ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺣﻀﺮﺗُﻪ ﻟﻪ آﻨﺖ أﺑﻜﻲ .ﻗﺎل ﻟﻲ)):اﺟﻠﺴﻲ ،و أﺧﺒﺮﻳﻨﻲ ﻣﺎﻟﻲ ﻳﺤﺰﻧﻚ(( ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ )):ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﻣﺤﺎدﺛﺘﻚ ﻷﻧﻬﻢ ﺳﻴﻔﺼﻠﻮﻧﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ إن ﻓﻌﻠﺖ(( ﻓﻘﺎل)):ﻻ ،ﻟﻦ ﻳﻔﺼﻠﻚ أﺣﺪ ﻓﺄﻧﺎ ﺻﺎﺣﺐ هﺬا اﻟﻤﻜﺎن((! ﻧﻈﺮت إﻟﻴﻪ .ﻓﻜﺮت ...إن اﻟﺬي أﻣﺎﻣﻲ هﻮ ﻋﺠﻮز ﺿﺌﻴﻞ اﻟﺤﺠﻢ ﻏﺮﻳﺐ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻪ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺟﺬاﺑﺔ! و ﻗﺼﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻷﻣﺮ آﻠﻪ! و أﻇﻨﻚ ﺳﺘﺴﻤﻊ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻴﻘﻮﻟﻮا ﻟﻚ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺳﻴﺌﺔ ،ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ أآﻦ آﺬﻟﻚ ...ﻟﻘﺪ ﺗﺮﺑﻴﺖ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺣﺴﻨﺔ ،و آﺎن ﻟﻨﺎ دآﺎن راﺋﻊ ﻓﻴﻪ أﺷﻐﺎل و ﻣﻄﺮزات .ﻟﻢ أآﻦ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﺘﻴﺎت اﻟﻼﺗﻲ ﻳﺘﺨﺬن أﺻﺤﺎﺑ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎن ،أو ﻳﺒﻴﻌﻦ أﻧﻔﺴﻬﻦ ،ﻟﻜﻦ ﺗﻴﺮي آﺎن ﻣﺨﺘﻠﻔ ًﺎ... إﻳﺮﻟﻨﺪي ﻳﺴﺎﻓﺮ إﻟﻰ ﻣﺎ وراء اﻟﺒﺤﺎر ،و ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻜﺎﺗﺒﻨﻲ أﺑﺪًا .آﻢ آﻨﺖ ﺣﻤﻘﺎء!
آﺎﻧﻮا داﺋﻤ ًﺎ ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻧﻨﻲ ﺑﺤﻘﺎرة ،ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ .ﻗﺎﻟﻮا:ﻟﻤﺎذا أﺗﺰوج أﺑﺎهﻢ اﻟﻌﺰﻳﺰ؟ و ﻣﺎذا ﻳﻬﻤﻬﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ؟ ﻟﻘﺪ أﻋﻄﺎهﻢ اﻟﻤﺎل ،ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻋﻘﻮل ﻟﻜﻲ ﻳﺠﻤﻌﻮا اﻟﻤﺎل ﻲ ﺑﺠﺮأة : -ﻟﻤﺎذا ﻻ ﻳﺘﺰوج اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ – و ﻧﻈﺮت إﻟ ّ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ آﺎن آﺒﻴﺮاً؟ إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻃﺎﻋﻨ ًﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻦ ،و ﻗﺪ أﺣﺒﺒﺘﻪ آﺜﻴﺮًا! ﻓﻬﻤﺖ .ﻓﻬﻤﺖ. ﻟﻌﻠﻚ ﻻ ﺗﺼﺪﻗﻨﻲ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .ﻟﻘﺪ ﺳﺌﻤﺖ اﻟﺮﺟﺎل.ﻼ ﻳﺤﻨﻮ ﻋﻠﻲ و ﻳﻘﻮل ﻗﻮ ًﻻ آﻨﺖ أرﺟﻮ ﺑﻴﺘﺎً و ﻋﺎﺋﻠﺔ و رﺟ ً ﻼ .أرﻳﺴﺘﺎﻳﺪ آﺎن ﻳﺆﻧﺴﻨﻲ ،و آﺎن ﻣﺮﺣﺎً ،و ذآﻴ ًﺎ و ﺟﻤﻴ ً آﺎن ﻳﺒﺘﺪع آﻞ أﺳﻠﻮب ﺣﺘﻰ ﻳﺠﺘﻨﺐ آﻞ هﺬﻩ اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ ﺖ ﺑﻤﻮﺗﻪ. اﻟﺴﺨﻴﻔﺔ! ﻟﻘﺪ ﻓﺠﻌ ُ أﺳﻨﺪت ﻇﻬﺮهﺎ إﻟﻰ اﻷرﻳﻜﺔ و اﺑﺘﺴﻤﺖ ﺑﺴﻤﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻼدة: آﻨﺖ هﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪة و ﺁﻣﻨﺔ ،آﻨﺖ أذهﺐ إﻟﻰ اﻟﺨﻴﺎﻃﻴﻦاﻟﻤﻬﺮة اﻟﺬﻳﻦ آﻨﺖ أﻗﺮأ ﻋﻨﻬﻢ ،و ارﻳﺴﺘﺎﻳﺪ ﻗﺪ أﻋﻄﺎﻧﻲ أﺷﻴﺎء ﺟﻤﻴﻠﺔ – و ﻣﺪت ﻳﺪهﺎ و هﻲ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻳﺎﻗﻮﺗﺔ ﻓﻴﻬﺎ – و آﻨﺖ ﻃﻴﺒﺔ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ.
-9وﺟﺪت ﺑﺮﻳﻨﺪا ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﺗﺠﻠﺲ ﺣﻴﺚ ﺗﺮآﻨﺎهﺎ ،و ﻟﺪى ﺖ: دﺧﻮﻟﻲ رﻓﻌﺖ ﺑﺼﺮهﺎ ﺑﺤﺪة و ﺳﺄﻟ ْ أﻳﻦ اﻟﻤﻔﺘﺶ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ؟ هﻞ ﺳﻴﻌﻮد؟ ﻟﻴﺲ ﺑﻌﺪ. ﻣﻦ أﻧﺖ؟أﺧﻴﺮًا ﺳﻤﻌﺖ اﻟﺴﺆال اﻟﺬي آﻨﺖ أﺗﻮﻗﻌﻪ ﻃﻮال اﻟﺼﺒﺎح، و أﺟﺒﺘﻬﺎ ﺑﺼﺮاﺣﺔ: أﻧﺎ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺸﺮﻃﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ أﻳﻀ ًﺎ. اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ؟ إﻧﻲ أآﺮهﻬﻢ ﺟﻤﺒﻌ ًﺎ.ﻲ و ﻓﻤﻬﺎ ﻳﺘﺤﺮك و ﺑﺪت ﻋﺎﺑﺴ ًﺔ ﺧﺎﺋﻔ ًﺔ و ﻧﻈﺮت إﻟ ّ ﻏﺎﺿﺒ ًﺔ.
ﻟﻮ آﺎن ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺷﻲء ﻟﺮﺁﻩ اﻟﺨﺪم .أﺗﺪري؟ ﻟﻘﺪ ﺑﺪأتن ﻻ ﺷﻴﺊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ! أﻋﺘﻘﺪ أ ْ ث ﻣﻌﻬﺎ، ﺟ ْﻊ إﻟﻴﻬﺎ و ﺗﺤﺪ ْ ﻲ ﺛﻢ ﻗﺎل :ار ِ و ﻧﻈﺮ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ إﻟ ّ أرﻳﺪ أن أﻋﺮف اﻧﻄﺒﺎﻋﻚ ﻋﻨﻬﺎ. ذهﺒﺖ و أﻧﺎ ﺷﺒﻪ آﺎرﻩ رﻏﻢ أﻧﻨﻲ آﻨﺖ ﻣﺘﺸﻮﻗ ًﺎ ﻟﺬﻟﻚ.
*****
اﻟﻘﺘﻞ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي! ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،رﺑﻤﺎ ﺑﻌﺪ زﻣﻦٍ ،ﻳﻜﻮن اﻟﺰواج ﻣﻦ اﻣﺮأةﺗﺮث ﻣﺌﺔ أﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ ﻣﻌﻔﺎة ﻣﻦ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ و ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﺌﺔ أﻟﻒ أﺧﺮى و آﻮﻣﺔ آﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻴﺎﻗﻮت و اﻟﺰﻣﺮد – و ﺗﻨﻬﺪ ﺖ ﻓﻲ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ – ﻟﻜﻦ هﺬا آﻠﻪ ﻇﻨﻮن و ﺗﺨﻤﻴﻦ .ﻟﻘﺪ ﻧﺠﺤ ُ ارهﺎﺑﻪ ،و ﻟﻜﻦ هﺬا ﻻ ﻳﺜﺒﺖ أي ﺷﻲء؛ ﻷﻧﻪ آﺎن ﺳﻴﺨﺎف ﺣﺘﻰ ﻟﻮ آﺎن ﺑﺮﻳﺌ ًﺎ .و ﻋﻠﻰ أﻳﺔ ﺣﺎل ﻓﺄﻧﺎ ﻻ أﺟﺰم أﻧﻪ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ،أرى أن اﻣﺮأة هﻲ اﻟﺘﻲ ﻓﻌﻠﺘﻬﺎ ،و ﻟﻦ ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ َﺗ ْﺮ ِم ﻗﻨﻴﻨﺔ اﻷﻧﺴﻮﻟﻴﻦ ﺑﻌﻴﺪًا أو ﺗﻐﺴﻠْﻬﺎ؟ و اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﺮﻗﻴﺐ ﻳﺨﺎﻃﺒﻪ :أﻻ ﻳﻮﺟﺪ دﻟﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺨﺪم؟ اﻟﺨﺎدﻣﺔ زﻋﻤﺖ أﻧﻬﻤﺎ آﺎﻧﺎ ﻳﺤﺒﺎن ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ. و ﻣﺎذا ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺰﻋﻢ هﺬا؟ ﻧﻈﺮاﺗﻪ إﻟﻴﻬﺎ و هﻲ ﺗﺼﺐ اﻟﻘﻬﻮة ﻟﻪ. هﺬا أﻣﺮ ﻻ ﺗﺴﺘﻨﺪ إﻟﻴﻪ ﻣﺤﻜﻤﺔ ،أﻻ ﺗﻮﺟﺪ أﺣﺪاثواﻗﻌﻴﺔ؟ -ﻟﻢ ﻳﻠﺤﻆ أﺣﺪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ.
ﻟﻜﻨﻚ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ .أﻋﻠﻢ أﻧﻚ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ ،و هﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎﻳﻔﻜﺮون ﻓﻴﻪ .إﻧﻬﻢ ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻲ ...إﻧﻨﻲ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﻣﻮاﺻﻠﺔ ﺣﺪﻳﺜﻲ ﻣﻌﻚ! إﻧﻨﻲ ﻣﺘﻌﺐ و ﻣﺘﻮﺗﺮ اﻷﻋﺼﺎب! ﻲ: و ﻧﺎﻃﻠﻖ ﺧﺎرﺟ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ .اﻟﺘﻔﺖ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ إﻟ ّ ﺣﺴﻨﺎ؟ ﻣﺎذا ﺗﺮى ﻓﻴﻪ؟ ﻟﻘﺪ ﺧﺎف آﺜﻴﺮًا! ﻧﻌﻢ أﻋﺮف ،ﻟﻜﻦ هﻞ هﻮ اﻟﻘﺎﺗﻞ؟ﻗﺎل اﻟﺮﻗﻴﺐ ﻻﻣﺐ: أﺗﺪري ﻳﺎ ﺳﻴﺪي؟ إﻧﻨﻲ أراﻩ ﺟﺒﺎﻧ ًﺎ ﻻ ﻳﺠﺮؤ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚأﺑﺪًا. واﻓﻘﺔ رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻔﺘﺸﻴﻦ: إﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻀﺮب أﺣﺪ ﻋﻠﻰ رأﺳﻪ و ﻟﻦ ﻳﻄﻠﻖ رﺻﺎﺻﺔﻣﻦ ﻣﺴﺪس .ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻋﺴﺎﻩ أن ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻼ ﻋﺠﻮزًا اﻟﺴﻬﻠﺔ؟ ﻳﻌﺒﺚ ﺑﺰﺟﺎﺟﺘﻴﻦ ﻓﺤﺴﺐُ ،ﻳﻌِﻴﻦ رﺟ ً ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻼص ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻟﻤﺔ ﻧﺴﺒﻴ ًﺎ.
اﺣﺘﺞ اﻟﺸﺎب ﺑﻌﻨﻒ: آﻼ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ،ﻻ ﺷﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ .أﻋﺮف ﻣﺎ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﻪ ،وﻟﻜﻨﻚ واهﻢ .آﺎﻧﺖ اﻟﺴﻴﺪة ﺑﺮﻳﻨﺪا آﺮﻳﻤﺔ ﺟﺪًا ﻣﻌﻲ و آﻨﺖ ﻦ اﺣﺘﺮاﻣ ًﺎ ﻋﻈﻴﻤ ًﺎ ﻟﻬﺎ ،ﻻ ﺷﻲء أآﺜﺮ ﻣﻦ هﺬا .أؤآﺪ ﻟﻚ أآ ﱡ ذﻟﻚ ،إﻧﻪ أﻣﺮ ﺑﺸﻊ أن ﺗﻘﻮل هﺬا! ﺑﺸﻊ! ﻟﻢ أﻗﺘﻞ اﺣﺪاً ،و ﻟﻢ أﻋﺒﺚ ﺑﺎﻟﺰﺟﺎﺟﺎت! إن ﻣﺠﺮد ﻓﻜﺮة اﻟﻘﺘﻞ ﻋﻨﺪي ﺖ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﺴﻮف ﻳﺘﻔﻬّﻤﻮن أن آﺎﺑﻮس رهﻴﺐ .ﻟﻮ دﺧﻠ ُ ﻟﺪي دواﻓﻊ دﻳﻨﻴﺔ ﺗﻤﻨﻌﻨﻲ أن أﻗﺘﺮف اﻟﻘﺘﻞ! ﻟﻘﺪ آﻨﺖ أﺷﺘﻐﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎت و آﻨﺖ ﻗﺒﻠﻬﺎ أذآﻲ اﻟﻨﺎر ﻓﻲ ﻣﺮاﺟﻞ اﻟﻘﻄﺎرات و هﻮ ﻋﻤﻞ ﺷﺎق ﻟﻢ أﺗﺤﻤﻠْﻪ، ﻟﻜﻦ اﻟﺠﻴﺶ أذن ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ .ﻟﻘﺪ ﺑﺬﻟﺖ ﻣﺎ ﺑﻮﺳﻌﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻳﻮﺳﺘﻴﺲ و ﺟﻮزﻓﻴﻦ اﻟﻄﻔﻠﺔ اﻟﺬآﻴﺔ و اﻟﺼﻌﺒﺔ ،و آﺎن آﻞ واﺣﺪ ﻟﻄﻴﻔ ًﺎ ﻣﻌﻲ إﻟﻰ أﺑﻌﺪ ﺣﺪ :اﻟﺴﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز و زوﺟﺘﻪ و اﻵﻧﺴﺔ دي هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ! و اﻵن ﻳﻘﻊ هﺬا اﻷﻣﺮ ﻲ أﻧﺎ ...أﻧﻨﻲ ﻗﺘﻠﺘﻪ؟ اﻟﺮهﻴﺐ و أﻧﺖ ﺗﺸﻚ ﻓﻲّ ،ﻓ ّ ﺣﻤﻠﻖ اﻟﻤﻔﺘﺶ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﺎهﺘﻤﺎم و ﻗﺎل: -أﻧﺎ ﻟﻢ أﻗﻞ هﺬا.
أﻻ ﺗﻌﻠﻢ أن أﻗﻮاﻟﻚ ﺗُﺪوّن؟ أﻧﺎ ﺑﺮيء ،أﻗﺴﻢ إﻧﻨﻲ ﻟﺒﺮئ! ﻟﻢ أﻗﻞ ﺑﺄﻧﻚ ﻣﺠﺮم.ﻼ: ﻼ ﺛﻢ أﺿﺎف ﻗﺎﺋ ً ﺳﻜﺖ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﻗﻠﻴ ً آﺎﻧﺖ اﻟﺴﻴﺪة ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز أﺻﻐﺮ ﻣﻦ زوﺟﻬﺎ ﺑﺴﺘﺔﻋﻘﻮد ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ أﻇﻦ ذﻟﻚ ...أﻗﺼﺪ :ﻧﻌﻢ ،هﺬا ﺻﺤﻴﺢ. ﻻ ﺑﺪ أﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﻀﺠﺮ ﻣﻦ اﻟﻮﺣﺪة أﺣﻴﺎﻧﺎً؟ﻇﻞ ﻟﻮراﻧﺲ ﺻﺎﻣﺘ ًﺎ و ﻟﻢ ﻳُﺠﺒﻪ ،ﻓﻘﻂ ﻣﺮّر ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ اﻟﺠﺎﻓﺘﻴﻦ. ﻼ ﻳﻌﻴﺶ إن وﺟﻮد رﻓﻴﻖ ﻟﻬﺎ أﺻﻐﺮ ﻣﻨﻬﺎ أو أآﺒﺮ ﻗﻠﻴ ًهﻨﺎ آﺎن أﻣﺮًا ﻣﻨﺎﺳﺒﺎً ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ إﻧﻨﻲ ...ﻻ ،إﻃﻼﻗ ًﺎ ...أﻗﺼﺪ :ﻻ أدري! -ﻳﺒﺪو ﻟﻲ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﺗﻨﺸﺄ ﺑﻴﻨﻜﻤﺎ ﻋﻼﻗﺔ.
ﺣﺴﻨﺎ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﺑﺮاون .إن ﺑﻴﺎن اﻟﻤﺨﺘﺒﺮ ﺟﺎزم ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ:اﻹﻳﺴﻴﺮﻳﻦ هﻮ ﻣﺎ ﻗﺘﻞ اﻟﺴﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز. إﻧﻨﻲ ...هﻞ ﺗﻘﺼﺪ ...أن اﻟﺴﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻗﺪ ﺗﺴﻤﻢ؟آﻨﺖ ﺁﻣﻞ... ﻗﺎل اﻟﻤﻔﺘﺶ ﺑﻐﻠﻈﺔ: ﺳﻤﱢﻢ .ﺷﺨﺺ ﻣﺎ اﺳﺘﺒﺪل ﺑﺎﻷﻧﺴﻮﻟﻴﻦ ﻗﻄﺮة ﻟﻘﺪ ُاﻹﻳﺴﻴﺮﻳﻦ اﻟﻠﻌﻴﻦ. ﻻ أﺻﺪق .ﻻ أﺻﺪق! ﻣﻦ اﻟﺬي أﻗﺪم ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ؟ﺻﺮخ اﻟﺸﺎب: ﻻ أﺣﺪ .ﻻ أﺣﺪ ﺑﺘﺎﺗ ًﺎ. هﻞ ﺗﺮﻳﺪ ﺣﻀﻮر ﻣﺤﺎﻣﻴﻚ؟ ﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﻣﺤﺎ ٍم ...ﻻ أرﻳﺪ ﻣﺤﺎﻣﻴ ًﺎ .ﻻ ﺷﻲء ﻋﻨﺪيأﺧﻔﻴﻪ ...ﻻ ﺷﻲء!
أوﻩ! ﺻﺒﺎح اﻟﺨﻴﺮ ﻳﺎ ﺣﻀﺮة اﻟﻤﻔﺘﺶ.آﺎن ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﻓﻈ ًﺎ: ﺻﺒﺎح اﻟﺨﻴﺮ .هﻞ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﺤﺪث إﻟﻴﻚ؟ ﻧﻌﻢ ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻳﺴﺮﻧﻲ ذﻟﻚ.ﻧﻬﺾ ﻳﻮﺳﺘﻴﺲ و ﻗﺎل ﺑﻤﺮح: هﻞ أﻣﻀﻲ أﻧﺎ ﻳﺎ ﺣﻀﺮة اﻟﻤﻔﺘﺶ؟ﻗﺎل اﻟﻤﻌﻠﻢ: ﺳﻮف ...ﺳﻮف ﻧﻮاﺻﻞ دروﺳﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ.ﺧﺮج ﻳﻮﺳﺘﻴﺲ ﻣﺨﺘﺎ ًﻻ و ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻞ اﻟﺒﺎ وﻗﻌﺖ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻲ ﻓﺘﺒﺴﻢ ﺛﻢ أﻏﻠﻖ اﻟﺒﺎ وراءﻩ .ﻗﺎل ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ: ﻋﻠ ّ
ﻟﻮراﻧﺲ؟ ﻟﻤﺎذا؟ إﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮف ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺸﺄن. ﻟﻜﻨﻲ أرﻳﺪ أن أآﻠﻤﻪ.ﺣﺪﻗﺖ ﻓﻴﻪ ﺑﺎرﺗﻴﺎب: إﻧﻪ ﻳﺪرّس ﻳﻮﺳﺘﻴﺲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔاﻟﺪرس ،أﺗﺮﻳﺪﻩ أن ﻳﺄﺗﻲ هﻨﺎ؟ ﻻ ،ﺳﻮف ﻧﺬهﺐ إﻟﻴﻪ.ﺧﺮج ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﺳﺮﻳﻌ ًﺎ و ﺗﺒﻌﺘﻪ أﻧﺎ و اﻟﺮﻗﻴﺐ. ﻗﺎل اﻟﺮﻗﻴﺐ ﻻﻣﺐ: ﻟﻘﺪ أرﻋﺒﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي!و ﺻﻌﺪﻧﺎ ﺑﻀﻊ درﺟﺎت ﺛﻢ ﺳﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻤﺮ و دﺧﻠﻨﺎ ﻏﺮﻓﺔ آﺒﻴﺮة ﺗُﺸﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ و ﻓﻴﻬﺎ ﻃﺎوﻟﺔ .ﺟﻠﺲ وراء اﻟﻄﺎوﻟﺔ ﺷﺎب أﺷﻘﺮ اﻟﺸﻌﺮ وﺳﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ،و ﻓﺘﻰ أﺳﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻋﺸﺮة. دﺧﻠﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻓﺮﻓﻌﺎ ﺑﺼﺮهﻤﺎ إﻟﻴﻨﺎ .ﻳﻮﺳﺘﻴﺲ ،أﺧﻮ ﺻﻮﻓﻴﺎ ،ﻧﻈﺮ إﻟﻲ ،و ﻧﻈﺮ ﻟﻮراﻧﺲ ﺑﺮاون إﻟﻰ رﺋﻴﺲ
ﻟﻢ ﻳﺮد ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻻ ﺑﺪ ...ﻻ أرى ﺷﺨﺼ ًﺎ ﺁﺧﺮ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ. هﻞ أﻧﺖ ﻣﺘﺄآﺪة؟ ﻓﻜﺮي ﻳﺎ ﺳﻴﺪة ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ،أﻟﻴﺲﻋﻨﺪك ﻓﻜﺮة ﺗﻔﺴﺮ ﻣﺎ ﺣﺪث؟ أﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻏﻴﺮ ودّﻳﺔ؟ ﻣﺸﺎﺟﺮات؟ أﺣﻘﺎد؟ ﺣﺪﻗﺖ إﻟﻴﻪ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ واﺳﻌﺘﻴﻦ ﺟﺮﻳﺌﻴﻦ ،ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ: ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪي أﻳﺔ ﻓﻜﺮة. هﻞ ﻗﻠﺖ إﻧﻚ آﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ذﻟﻚ اﻟﻤﺴﺎء؟ ﻧﻌﻢ ،ﻋﺪت ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ و اﻟﻨﺼﻒ ،وﻗﺖإﺑﺮة اﻷﻧﺴﻮﻟﻴﻦ .ﺣﻘﻨﺘﻪ اﻹﺑﺮة ﺑﻬﺪوء ﺛﻢ أﺻﺎﺑﺘﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ .ارﺗﻌﺒﺖ .اﺳﺮﻋﺖ إﻟﻰ روﺟﺮ... و ﻋﻼ ﺻﻮﺗﻬﺎ و ﺟﻌﻠﺖ ﺗﺘﻜﻠﻢ آﺄن اﻟﻬﺴﺘﻴﺮﻳﺎ أﺻﺎﺑﺘﻬﺎ: ﻲ أن أﻋﺒﺪ آﻞ هﺬا ﻣﺮة ﻟﻘﺪ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ آﻞ هﺬا ﺁﻧﻔﺎً ،هﻞ ﻋﻠ ّ ﺗﻠﻮ اﻷﺧﺮى؟ أﺳﻒ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﺗﻲ! و اﻵن هﻞ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أآﻠﻢ اﻟﺴﻴﺪﺑﺮاون؟
ﻻﺣﻈﺖ أن أﺻﺎﺑﻌﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﻌﺒﺚ ﺑﻌﻘﺪة ﻓﻲ ﻓﺴﺘﺎﻧﻬﺎ ﺑﺎﺿﻄﺮاب. ﻧﻘﻮل ﺟﺎزﻣﻴﻦ ﺑﺄن زوﺟﻚ ﻗﺪ ﺗﺴﻤﻢ ﺑﺎﻹﻳﺴﻴﺮﻳﻦ وﻣﺎت. ﺗﻘﺼﺪ أن ﻗﻄﺮة اﻟﻌﻴﻦ ﺗﻠﻚ ﻗﺪ ﻗﺘﻠﺘﻪ؟ ﻣﻦ اﻟﻤﺆآﺪ أن اﻟﺴﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﺣﻴﻦ ﺣُﻘﻦ ﺑﺘﻠﻚ اﻹﺑﺮةاﻷﺧﻴﺮة ﺗﺴﻤﻢ؛ ﻷن ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ آﺎن إﻳﺴﻴﺮﻳﻨ ًﺎ ﻻ أﻧﺴﻮﻟﻴﻨ ًﺎ. ﻟﻢ أآﻦ أﻋﻠﻢ ذﻟﻚ .ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻲ ﺑﻬﺬا ﻳﺎ ﺣﻀﺮةاﻟﻤﻔﺘﺶ! ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻲ أي ﻋﻼﻗﺔ! إذن ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ أن أﺣﺪًا ﻏﻴّﺮ اﻷﻧﺴﻮﻟﻴﻦ ﻋﻤﺪًا و ﻋﺒﺄاﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ﺑﺎﻟﻘﻄﺮة. ﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺷﺮﻳﺮ! هﻞ ﺗﻈﻦ أن أﺣﺪًا ﻗﺪ ﻓﻌﻠﻬﺎﻋﻤﺪًا أم أﻧﻪ ﻗﺪ أﺧﻄﺄ؟ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﻤﺰاح هﻨﺎ ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ ﻻ ﻧﻈﻦ أﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﺰاﺣ ًﺎ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﺗﻲ. -ﻟﻌﻠﻪ أﺣﺪ اﻟﺨﺪم...
إن آﻨﺖ ﺗﺮﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ دﻋﻮة ﻣﺤﺎﻣﻴﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﺗﻲ ﻓﻬﺬاﻳﻮاﻓﻖ اﻟﻨﻈﺎم ﺗﻤﺎﻣﺎً ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ ﺖ ﻣﺪﻟﻮل هﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺎت؟ ﻣﻦ ﺗﺴﺎﺋﻠﺖ إن آﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻓﻬﻤ ْ اﻟﻮاﺿﺢ إﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﻬﻢ .ﻋﺒﺴﺖ و ﻗﺎﻟﺖ: ﻻ أﺣﺐ اﻟﺴﻴﺪ ﺟﻴ ْﺘﺴْﻜﻴﻞ و ﻻ أرﻳﺪﻩ. ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺤﻀﺮي ﻣﺤﺎﻣﻴ ًﺎ ﺧﺎﺻ ًﺎ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪةﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز. هﻞ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ؟ أﻧﺎ ﻻ أﺣﺐ اﻟﻤﺤﺎﻣﻴﻦ ،إﻧﻬﻢﻣﺰﻋﺠﻮن. ﺗﺒﺴﻢ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ و ﻗﺎل: اﻷﻣﺮ إﻟﻴﻚِ ،إذن ﻓﻬﻞ ﻧﻮاﺻﻞ؟أﻣﺴﻚ اﻟﺮﻗﻴﺐ ﻻﻣﺐ ﺑﻘﻠﻤﻪ و ﺟﻠﺴﺖ ﺑﺮﻳﻨﺪا ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻋﻠﻰ اﻷرﻳﻜﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ و ﺳﺄﻟﺘﻪ: -هﻞ وﺟﺪﺗﻢ ﺷﻴﺌ ًﺎ.
ﻼ: اﻧﻔﺘﺢ اﻟﺒﺎ و دﺧﻞ اﻟﺮﻗﻴﺐ ﻻﻣﺐ ﻗﺎﺋ ً ﻟﻘﺪ ﻋﻤﻠﺖ اﻟﻼزم ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ،اﺳﺘﺠﻮﺑﺖ اﻟﺨﺪم ﺟﻤﻴﻌ ًﺎو ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ أﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ أي ﺷﻲء. ﺗﻨﻬﺪ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أﺧﺮج اﻟﺮﻗﺒﻴﺐ ﻻﻣﺐ دﻓﺘﺮﻩ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ و رﺟﻊ ﺑﻌﻴﺪًا ﺛﻢ ﺟﻠﺲ .و اﻧﻔﺘﺢ اﻟﺒﺎب ﻣﺮة أﺧﺮى و دﺧﻠﺖ زوﺟﺔ أرﻳﺴﺘﺎﻳﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ. آﺎﻧﺖ ﺗﻠﺒﺲ ﺛﻮﺑﺎ أﺳﻮدًا ﻓﺎﺧﺮًا ﺳﺘﺮ ﺑﺪﻧﻬﺎ آﻠﻪ .آﺎن ﻼ ﻣﺼﻔﻔ ًﺎ وﺟﻬﻬﺎ ﻣﻌﺘﺪل اﻟﺠﻤﺎل ،و ﺷﻌﺮهﺎ ﺑﻨﻴ ًﺎ ﺟﻤﻴ ً ﺑﺈﺗﻘﺎن ،و ﻋﻠﻰ ﺻﺪرهﺎ ﻋﻘﺪ ﻵﻟﺊ آﺒﻴﺮة ،و آﺎن ﻓﻲ إﺣﺪى ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺧﺎﺗﻢ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺮد و ﻓﻲ اﻷﺧﺮى ﺧﺎﺗﻢ آﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻴﺎﻗﻮت. ﺖ أﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﺒﻜﻲ ،و ﻧﻈﺮت إﻟﻰ وﺟﻬﻬﺎ اﻟﻤﺰﻳّﻦ ﻓﻌﺮﻓ ُ ﻻﺣﻈﺖ أﻧﻬﺎ ﺧﺎﺋﻔﺔ .و ﺧﺎﻃﺒﻬﺎ ﺗﺎﻓﺜﻴﺮﻧﺮ ﺑﻠﻄﻒ: ﺻﺒﺎح اﻟﺨﻴﺮ ﻳﺎ ﺳﻴﺪة ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ،إﻧﻨﻲ ﺁﺳﻒ ﻹزﻋﺎﺟﻚﻣﺮة أﺧﺮى. ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﻮت ﻓﺎﺗﺮ: -ﻳﺒﺪو أﻧﻚ ﻣﻀﻄﺮ ﻟﺬﻟﻚ.
هﺬا هﻮ .رﺳﻤﻬﺎ أوﻏﺴﻄﺲ ﺟﻮن .إن ﺷﺨﺼﻴﺘﻪﻗﻮﻳﺔ ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ ﺑﻠﻰ.ﺖ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮل إﻳﺪﻳﺚ دي هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ إذ ﻗﺎﻟﺖ أن و ﻓﻬﻤ ُ اﻟﺒﻴﺖ ﻳﺒﺪو ﻳﺪوﻧﻪ ﺧﺎﻟﻴﺎً .ﻣﺎ اﻏﺮب هﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺼﻐﻴﺮ اﻣﻠﻨﺤﻨﻲ :اﻟﺬي ﺑﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺼﻐﻴﺮ اﻟﻤﺎﺋﻞ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻏﺎب َﻓﻘَﺪ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺼﻐﻴﺮ اﻟﻤﺎﺋﻞ ﻣﻌﻨﺎﻩ! ﻗﺎل ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ: و ﺗﻠﻚ زوﺟﺘﻪ اﻷوﻟﻰ هﻨﺎك .رﺳﻤﻬﺎ ﺳﺎرﺟِﻨﺖ.ﺖ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﻮرة اﻟﻤﻌﻠّﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺋﻂ ﺑﻴﻦ أﻣﻌﻨ ُ اﻟﺸﺒّﺎآﻴﻦ .آﺎن ﻓﻴﻬﺎ وﺣﺸﻴﺔ ﻣﺎ ﻣﺜﻞ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ رﺳﻮم ﺳﺎرﺟﻨﺖ ،و ﻗﺪ ُرﺳِﻢ اﻟﻮﺟﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﻟَﻎ ﻓﻴﻪ ﻓﻈﻬﺮ آﺄﻧﻪ وﺟﻪ ﻓﺮس .آﺎﻧﺖ رﺳﻤﺔ ﻟﺴﻴﺪة إﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻳﻒ ﻻ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺔ اﻟﻨﺒﻼء ،أﻧﻴﻘﺔ ﻟﻜﻨﻚ ﻻ ﺗﻠﻤﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﻴﺎة ،ﺳﻴﺪة ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺒﺘﺴﻢ ،ﺑﻞ آﺎﻧﺖ ﻣﺴﺘﺒﺪة ﻗﻮﻳﺔ!
-8ﻓﺘﺤﺖ اﻟﺨﺎدﻣﺔ ﺑﺎب اﻟﺠﻨﺎح اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ و أﺻﺎﺑﻬﺎ اﻟﺨﻮف ﺣﻴﻦ رأت ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ و إن آﺎﻧﺖ ﻣﺴﺤﺔ ﻣﻦ اﻹزدراء ﻇﺎهﺮة ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻗﺎﻟﺖ: ﻟﻌﻠﻚ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺮى اﻟﺴﻴﺪة؟ ﻧﻌﻢ ،ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ.ﺖ. و ﺗﻘﺪﻣﺘﻨﺎ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﺠﻠﻮس اﻟﻜﺒﻴﺮة و ﺧﺮﺟ ْ آﺎن أﺛﺎﺛﻬﺎ ﻳﺸﺒﻪ ذاك اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻷرﺿﻲ :ﻗﻤﺎش اﻟﺮﻳﺘﻮن ﻣﻠﻮﻧ ًﺎ ﺑﺄﻟﻮان زاهﻴﺔ ،و ﺳﺘﺎﺋﺮ ﺣﺮﻳﺮﻳﺔ ﻣﺨﻄﻄﺔ ،و ﻟﻮﺣﺔ ﻓﻮق رف اﻟﻤﻮﻗﺪ ﻟﻔﺘﺖ اﻧﺘﺒﺎهﻲ ،ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻴﺪ اﻟﺒﺎرﻋﺔ اﻟﺘﻲ رﺳﻤﺘﻬﺎ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ أﻳﻀﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻮﺟﻪ اﻵﺳﺮ ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺼﻮرة. آﺎﻧﺖ رﺳﻤ ًﺎ ﻟﺮﺟﻞ ﺿﺌﻴﻞ .ﻋﻴﻨﺎﻩ داآﻨﺘﺎن ﺧﺎرﻗﺘﺎن، ﻋﻠﻰ رأﺳﻪ ﻗﻠﻨﺴﻮة ﻣﻦ اﻟﻤﺨﻤﻞ اﻷﺳﻮد ،و ﻗﺪ اﻟﺘﺼﻖ
ﻟﻢ أآﻦ أﻋﻠﻢ أآﺎن ﻳﻘﺼﺪ آﻠﻴﻤﻨﺴﻲ و روﺟﺮ أم ﻓﻴﻠﻴﺐ و ﻣﺎﺟﺪا؟ آﺎﻧﺖ آﻠﻤﺎﺗﻪ ﺗﻨﻄَﺒﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺰواﺟﻴﻦ ﻟﻜﻦ اﻟﺰواﺟﻴﻦ آﻼهﻤﺎ ﺳﻌﻴﺪ ،آﺎن زواج آﻠﻴﻤﻨﺴﻲ و روﺟﺮ ﺳﻌﻴﺪًا ﺣﺘﻤ ًﺎ .ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻨﻲ: هﻞ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺠﺮﻣﺎ ﻳﻀﻊ اﻟﺴﻢ؟ هﻞ ﺗﻘﻮلﻼ ﺧﺸﻨ ًﺎ .أﻣﺎ زوﺟﺘﻪ ﻓﺎﻻﺣﺘﻤﺎل ﻋﻨﻪ ذﻟﻚ؟ ﻻ أﺣﺴﺒﻪ رﺟ ً ﻟﺪﻳﻬﺎ أآﺒﺮ .إﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻨﻒ اﻟﻨﺴﺎء ﻋﺪﻳﻤﺎت اﻟﺮﺣﻤﺔ ،و رﺑﻤﺎ آﺎن ﺑﻬﺎ ﻣﺲ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﻮن! ﻟﻜﻨﻲ أﻇﻦ أﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻘﺘﻞ أﺣﺪًا ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻟﻤﺠﺮّد أنهﺪﻓﻪ و أﺳﻠﻮب ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺿﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺎ .رﺑﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﻜﺮﻩ اﻟﻌﺠﻮز ﺣﻘﺎً ،و ﻟﻜﻦ هﻞ ﺗُﺮﺗﻜﺐ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺑﺴﺐ اﻟﻜﺮاهﻴﺔ اﻟﺨﺎﻟﺼﺔ؟ ﻼ ﺟﺪاً ،و أﻧﺎ ﻟﻢ أﺻﺎدف ﺣﺎﻟﺔ آﻬﺬﻩ .ﻻ .أﻇﻦ أﻧﻨﺎ ﻗﻠﻴ ًﻓﻲ ﺣﺎل أآﺜﺮ أﻣﺎﻧ ًﺎ ﻟﻮ اﺷﺘﺒﻬﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺪة ﺑﺮﻳﻨﺪا ،ﻟﻜﻦ أﻳﻦ اﻟﺪﻟﻴﻞ؟
*****
ﻣﺘﻰ ﺑﻠﻐﻚ أن أﺑﺎك ﻣﺮﻳﺾ؟ أﺳﺮﻋﺖ ﺑﺮﻳﻨﺪا ﺗﻨﺎدﻳﻨﻲ ،ﻗﺎﻟﺖ إن ﻧﻮﺑﺔ ﻣﺮﺿﻴﺔ ﻣﺎأﺻﺎﺑﺖ أﺑﻲ ،و آﻨﺖ أﺟﻠﺲ ﻣﻊ اﻟﻌﺠﻮز اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﺑﻨﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻘﻂ ،و آﺎن ﻓﻲ ﺻﺤﺔ ﺗﺎﻣﺔ! أﺳﺮﻋﺖ إﻟﻴﻪ و آﺎن ﻳﻠﻬﺚ و وﺟﻬﻪ أزرق .ﻧﺰﻟﺖ ﻣﺴﺮﻋ ًﺎ إﻟﻰ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻓﺎﺗﺼﻞ ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﺐ .إﻧﻨﻲ ...إﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺴﺘﻄﻊ أن ﻧﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌ ًﺎ! ﻟﻢ ﻼ ﻏﺮﻳﺒ ًﺎ. أﺗﺨﻴﻞ ﻗﻄﻌﺎً و ﻻ ﻟﺤﻈﺔ واﺣﺪة ﺑﺄن هﻨﺎك ﻋﻤ ً ﻏﺮﻳﺐ؟ هﻞ ﻗﻠﺖ :ﻏﺮﻳﺐ؟ ﻳﺎ إﻟﻬﻲ ﻳﺒﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ آﻠﻤﺔ اﺳﺘﺨﺪﻣﺘﻬﺎ. و ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺧﻠﺼﻨﺎ أﻧﻔﺴﻨﺎ أﻧﺎ و ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﻮ اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻟﻐﺮﻓﺔ روﺟﺮ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ،و وﺟﺪﻧﺎ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﺧﺎرج اﻟﺒﺎب ﻣﺮة أﺧﺮى ﻋﻨﺪ أول اﻟﺪرج .ﻗﺎل ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ: إﻧﻪ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ﻋﻦ أﺧﻴﻪ ...أﺷﻴﺎء و ﻏﺮفﻏﺮﻳﺒﺔ ،هﺬا ﻳﺨﺒﺮك آﺜﻴﺮًا ﻋﻤﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻴﻬﺎ. أﺟﻞ. و ﻏﺮﻳﺒﻮن هﺆﻻء اﻟﻨﺎس ،و زواﺟﻬﻤﺎ ﻏﺮﻳﺐ أﻳﻀ ًﺎأﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟
و ﻧﻈﺮ ﺣﻮﻟﻪ آﺄﻧﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ،و ﻟﻢ ﺗﻜﻦ آﻠﻴﻤﻨﺴﻲ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﺛﻢ ﺗﺎﺑﻊ. إﻧﻬﺎ راﺋﻌﺔ ،أﻋﻨﻲ زوﺟﺘﻲ .رﻏﻢ آﻞ اﻟﺬي ﺟﺮى ﻓﻬﻲراﺋﻌﺔ! ﻻ ﺗﺪري آﻢ أﻧﺎ ﻣﻌﺠﺐ ﺑﻬﺎ! ﻓﻘﺪ ﻋﺎﺷﺖ وﻗﺘ ًﺎ ﻋﺼﺒﻴ ًﺎ ﻣﺨﻴﻔ ًﺎ ﻗﺒﻞ أن ﻧﺘﺰوج أﺣﺐ أن أﺧﺒﺮك ﻋﻨﻪ .ﻟﻘﺪ ﻼ ﻋﻈﻴﻤ ًﺎ – أﻗﺼﺪ أﻧﻪ ذو ﻋﻘﻞ آﺎن زوﺟﻬﺎ اﻷول رﺟ ً ﻋﻈﻴﻢ – ﻟﻜﻦ ﺟﺴﻤﻪ آﺎن ﺿﻌﻴﻔ ًﺎ ﻣﻦ ﻣﺮض اﻟﺴﻞ ،و آﺎن ﻼ ﻣﻊ ﻳﻨﺠﺰ ﺑﺤﺜ ًﺎ ﻗﻴﻤ ًﺎ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﺒﻠﻮرﻳﺎت ،و آﺎن راﺗﺒﻪ ﻗﻠﻴ ً ﺖ أﻧﻪ آﺎن ﻣﺘﻔﻮﻗﺎً ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ .ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ،و ﻗﺪ آﺪﺣ ْ ﻚ ﺑﺘﺎﺗ ًﺎ ﻣﻦ أﺟﻠﻪ ﻓﻠﻢ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ أن آﺎن ﻳﻤﻮت ،و ﻟﻢ ﺗﺸﺘ ِ و ﻟﻢ ﺗﺘﺬﻣﺮ ،و آﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪو داﺋﻤ ًﺎ ﺳﻌﻴﺪة! ﺖ ﺑﺎﻟﺰواج ﺖ ﻋﻠﻴﻪ آﺜﻴﺮاً ،و أﺧﻴﺮًا رﺿﻴ ْ ﺛﻢ ﻣﺎت ﻓﺤﺰﻧ ْ ﻣﻨﻲ ،و آﻨﺖ ﺳﻌﻴﺪًا ﺟﺪًا ﻷﻧﻨﻲ آﻨﺖ ﻗﺎدرًا أن أﻣﻨﺤﻬﺎ اﻟﺴﻌﺎدة و اﻟﺮاﺣﺔ .و ﻗﺪ رﺟﻮﺗﻬﺎ أن ﺗﺘﺮك اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ أن اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﺮب آﺎن واﺟﺒ ًﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ و ﻣﺎ ﺗﺰال ﺗﺸﻌﺮ أﻧﻬﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻬﺎ ...زوﺟﺔ راﺋﻌﺔ! ﻟﻘﺪ آﻨﺖ ﻣﺤﻈﻮﻇ ًﺎ! آﻨﺖ ﺳﺎﻓﻌﻞ آﻞ ﺷﻲء ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ. أﺟﺎﺑﻪ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﺟﻮاﺑ ًﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒ ًﺎ ﺛﻢ ﻋﺎد إﻟﻰ أﺳﺌﻠﺘﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ:
أﺣﺴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ...هﺎهﻮ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﺁﺧﺮ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺒﻴﺖ اﻷﻋﻮج اﻟﺬي ﻳﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ اﻟﻜﺂﺑﺔ. آﺎن ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻜﺘﺐ آﺒﻴﺮ ﺗﺒﻌﺜﺮت ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﺤﻒ و اﻟﻐﻠﻴﻮﻧﺎت اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ و رﻣﺎد اﻟﺘﺒﻎ ،و آﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﻲ آﺒﻴﺮة ﻋﺘﻴﻘﺔ .و اﻟﺴﺠّﺎ ُد اﻟﻌﺠﻤﻲ ﻳﻐﻄﻲ اﻟﺒﻼط ،و آﺮاﺳ ّ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﻄﺎن ﺻﻮر ﺑﺎهﺘﺔ ﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ﻣﺪرﺳﻴﺔ و ﺟﻤﺎﻋﺔ ))آﺎﻟﺮﻳﻜﻴﺖ(( و اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،و رﺳﻮﻣﺎت ﺑﺎﻷﻟﻮان اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺼﺤﺮاء و اﻟﻤﻨﺎرات و اﻟﻘﻮارب اﻟﻤﺒﺤﺮة و اﻟﺒﺤﺮ و ﻏﺮوب اﻟﺸﻤﺲ .آﺎﻧﺖ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﺻﺎﻓﻴﺔ ،ﻏﺮﻓﺔ رﺟﻞ ﻣﺤﺐ ﺣﻨﻮن و ﺣﻠﻮ اﻟﻤﻌﺸﺮ. آﺎن روﺟﺮ ﻳﺼﺐ ﻟﻨﺎ اﻟﻠﻴﻤﻮن ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﺑﺎرﻋﺔ ﻣﻦ وﺟﺎﺟﺔ و هﻮ ﻳُﺒﻌﺪ اﻟﻜﺘﺐ و اﻟﺼﺤﻒ ﻋﻦ أﺣﺪ اﻟﻜﺮاﺳﻲ. ﻗﺎل: اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻓﻮﺿﻰ! آﻨﺖ أﻓﺮغ اﻟﻐﺮﻓﺔ و أﺗﺨﻠﺺ ﻣﻦاﻟﺼﺤﻒ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ...ﻗﺪم ﻟﻨﺎ اﻟﻠﻴﻤﻮن ﺛﻢ ﺗﺎﺑﻊ آﻼﻣﻪ ﻣﻠﺘﻔﺘُﺎ إﻟﻰ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ: أرﺟﻮ أن ﺗﺴﺎﻣﺤﻨﻲ ...ﻟﻘﺪ ﻓﻘﺪ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻋﺮي.
إذن ﻓﺄﻧﺖ ﺗﻌﻤﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻘﻞ اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ اﻟﺬرﻳﺔ ،أﻟﻴﺲآﺬﻟﻚ؟ ﺲ اﻟﻘﺪرة اﻟﺘﺪﻣﻴﺮﻳﺔ ﻟﻠﻘﻨﺒﻠﺔ اﻟﺬرﻳﺔ، ﻋﻤﻠﻲ ﻻ ﻳﻤ ّﻓﺎﻟﻤﻌﻬﺪ ﻳﻨﻔﺬ ﺗﺠﺎرب ﻓﻲ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻌﻼﺟﻲ. و ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻬﺾ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ أﺑﺪى رﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ رؤﻳﺔ ﻼ ﻟﻜﻨﻬﺎ أﻇﻬﺮت ﺟﻨﺎﺣﻬﻤﺎ اﻟﺨﺎص ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﺘﻔﺎﺟﺄت ﻗﻠﻴ ً ﻟﻪ اﺳﺘﻌﺪادهﺎ اﻟﻜﺎﻣﻞ. ذآﺮﺗﻨﻲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻨﻮم ﺑﺴﺮﻳﺮهﺎ اﻟﻤﺰدوج ذي اﻷﻏﻄﻴﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ أو ﺑﺼﻮﻣﻌﺔ د ْﻳ ِﺮ ﻣﻦ اﻷدﻳﺮة! أﻣﺎ اﻟﺤﻤﺎم ﻓﻜﺎن ﺑﺴﻴﻄ ًﺎ ﻻ ﺗﺮى ﻓﻴﻪ أي أداة رﻓﺎهﻴﺔ و ﻻ ﻣﻮاد ﺗﺠﻤﻴﻞ ،و آﺎن اﻟﻤﻄﺒﺦ ﺧﺎﻟﻴﺎً ﻣﻦ اﻷﺛﺎث ﻧﻈﻴﻔ ًﺎ و ت ﻣﻦ اﻟﻨﻮع اﻟﻌﻤﻠﻲ .ﺛﻢ ﺟﺌﻨﺎ ﻣﺠﻬﺰًا ﺗﺠﻬﻴﺰًا ﺟﻴﺪًا ﺑﺄدوا ٍ إﻟﻰ ﺑﺎب ﻓﺘﺤﺘﻪ آﻠﻴﻤﻨﺴﻲ ﻗﺎﺋﻠﺔ: هﺬﻩ ﻏﺮﻓﺔ زوﺟﻲ اﻟﺨﺎﺻﺔ.ﻗﺎل روﺟﺮ: -أدﺧﻠﻮا .ﺗﻔﻀﻠﻮا.
أرأﻳﺖ ﺣﻤﺎك؟ ﻻ .آﻨﺖ ﻗﺪ رأﻳﺘﻪ ﺁﺧﺮ ﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﺻﺒﻖوﻓﺎﺗﻪ و ﺷﺮﺑﻨﺎ اﻟﻘﻬﻮة ﻣﻌﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺸﺎء. أﻟﻢ ﺗﺮ ْﻳ ِﻪ ﻳﻮم وﻓﺎﺗﻪ؟ ذهﺒﺖ – ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ – إﻟﻰ ﺟﻨﺎﺣﻪ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ ﻷنروﺟﺮ ﺣﺴِﺐ أن ﺗﺮك ﻏﻠﻴﻮﻧﻪ ﻋﻨﺪ واﻟﺪﻩ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮﻣﻪ ...ﻏﻠﻴﻮن ﺛﻤﻴﻦ ﺟﺪاً ،ﻟﻜﻨﻨﻲ وﺟﺪﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﺼﺎﻟﺔ هﻨﺎك ﻓﻠﻢ أرﻏﺐ أن أزﻋﺞ اﻟﻌﺠﻮز .آﺎن ﻏﺎﻟﺒ ًﺎ ﻳﻨﺎم ﻧﻮﻣ ًﺎ ﺧﻔﻴﻔ ًﺎ ﻓﻲ ﺣﻮاﻟﻲ اﻟﺴﺎدﺳﺔ. ﻣﺘﻰ ﺑﻠﻐﻚ ﻧﺒﺄ ﻣﺮﺿﻪ؟ ﺟﺎءت ﺑﺮﻳﻨﺪا ﻣﺴﺮﻋﺔ .آﺎن ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ اﻟﺴﺎدﺳﺔ واﻟﻨﺼﻒ ﺑﺪﻗﻴﻘﺔ أو اﺛﻨﺘﻴﻦ. ﻟﻢ ﺗﻜﻦ هﺬﻩ اﻷﺳﺌﻠﺔ هﺎﻣﺔ آﻤﺎ ﻋﻠﻤﺖ ،ﻟﻜﻨﻲ أدرآﺖ آﻴﻒ ﻳﺤﺮص اﻟﻤﻔﺘﺶ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ أن ﻳﻤﻌﻦ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﺠﻴﺐ ﻋﻦ اﺳﺌﻠﺘﻪ. ﺳﺄﻟﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن ﻓﻘﺎﻟﺖ أﻧﻪ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻹﺷﻌﺎﻋﻲ ﻟﻠﺘﻔﺠﻴﺮ اﻟﻨﻮوي.
ﻼ: ﺠً ﺧِ ﻧﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ َ ﺁﺳﻒ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ.ﻼ :أﺳﻒ ﻓﻌـﻼً ،ﻟﻘﺪ ﻏﻠﺒﺘﻨﻲ ﺛﻢ اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻴﻨـﺎ ﻗﺎﺋ ً ﻣﺸﺎﻋﺮي .إﻧﻨﻲ ...اﻋﺬروﻧﻲ. و ﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،و ﻗﺎﻟﺖ زوﺟﺘﻪ ﻓﻲ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺑﺎهﺘﺔ: اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺆذي ذﺑﺎﺑﺔ!ﻗﺒِﻞ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ آﻠﻤﺘﻬﺎ ﺑﺄدب ﺛﻢ ﺷﺮع ﻓﻲ أﺳﺌﻠﺘﻪ اﻟﺮوﺗﻴﻨﻴﺔ. أﻳﻦ آﻨﺘﻤﺎ ﻳﻮم ﻣﺎت اﻟﺴﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز؟ آﺎن روﺟﺮ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن ﻓﻲ ﺑﻮآْﺲ هﺎوْس – و هﻮﻣﺮآﺰ ﺷﺮآﺔ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰ اﻟﻐﺬاﺋﻲ – ﺛﻢ ﻋﺎد ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎء و أﻣﻀﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻊ أﺑﻴﻪ ،و هﺬﻩ ﻋﺎدﺗﻪ .أﻧﺎ آﻨﺖ – آﺎﻟﻌﺎدة – ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ ﻻﻣ ِﺒﺮْت ﻓﻲ ﺷﺎرع ﺖ إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ ﻗﺒﻞ ﻏﻮرو ﺣﻴﺚ ﻣﻜﺎن ﻋﻤﻠﻲ ،و رﺟﻌ ُ اﻟﺴﺎدﺳﺔ.
آﻔﻰ ﻳﺎ روﺟﺮ! ﻻ ﺗﺠﻬﺪ ﻧﻔﺴﻚ!أﻣﺴﻚ ﺑﻴﺪهﺎ و ﻗﺎل: أﻋﺮف ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ .أﻋﺮف ،و ﻟﻜﻦ آﻴﻒ أﻗﻌﺪ هﺎدﺋﺎً؟آﻴﻒ أﺗﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻲ؟ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺒﻘﻰ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ هﺎدﺋﻴﻦ .إن اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻤﻔﺘﺶ ﻳﺮﻳﺪﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻨﺎ. هﺬا ﺻﺤﻴﺢ ﻳﺎ ﺳﻴﺪة ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز.ﺻﺎح روﺟﺮ: هﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎ أود أن أﻓﻌﻞ؟ ﻟﻮ أﻧﻨﻲ أﺣﻨﻖ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮأةﺖ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﻌﺠﻮز ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻴﻦ ي آﻠﺘﻴﻬﻤـﺎ! ﻟﻘﺪ ﺿ ّﻨ ْ ﺑﻴﺪ ّ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة! ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ أﻣﺴﻚ ﺑﻬﺎ! – ...وﻗﻒ روﺟﺮ و هﻮ ﻳﺮﺗﻌﺶ ﻣﻦ اﻟﻐﻴﻆ ،و ﻣ ّﺪ ﻳﺪﻳﻪ اﻟﻤﺮﺗﻌﺸﺘﻴﻦ – أﺟﻞ ،آﻨﺖ ﺳﺄﻟﻮي ﻋﻨﻘﻬﺎ ...أﻟﻮي ﻋﻨﻘﻬﺎ. زﺟﺮﺗﻪ آﻠﻴﻤﻨﺴﻲ: -روﺟﺮ!
آﺎﻧﺖ اﻟﻮﻓﺎة ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﺴﻤﻢ ﺑﺎﻹﻳﺴﻴﺮﻳﻦ. ﺣﻘﺎً؟ ﻳﺎ إﻟﻬﻲ! إذن ﻻﺑﺪ أﻧﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮأة! ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊاﻻﻧﺘﻈﺎر! ﻟﻘﺪ أﺧﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺎة اﻟﻔﻘﺮ ،أهﻜﺬا ﺟﺰاؤﻩ؟ ﻗﺘﻠﺘﻪ ﺑﺪم ﺑﺎرد! ﻳﺎ إﻟﻬﻲ! إن دﻣﻲ ﻳﻐﻠﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻓﻜﺮ ﺑﻬﺬا. هﻞ ﻟﺪﻳﻚ ﺳﺒﺐ ﻣﺤﺪّد ﻳﺠﻌﻠﻚ ﺗﻌﺘﻘﺪ ذﻟﻚ؟آﺎن روﺟﺮ ﻳُﺮاوح ﺟﻴﺌﺔ و ذهﺎﺑ ًﺎ و هﻮ ﻳﺸﺪ ﺷﻌﺮﻩ ﺑﻴﺪﻳﻪ: ﺳﺒﺐ؟ ﻟِﻢَ؟ ﻣﻦ ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻏﻴﺮهﺎ؟ ﻟﻢ أآﻦأﺛﻖ ﺑﻬﺎ ﻳﻮﻣ ًﺎ .ﻟﻢ أﺣﺒﻬﺎ أﻟﺒﺘﺔ.ﻻ أﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻳﺤﺒﻬﺎ .ﻟﻘﺪ ﺖ أﻧﺎ و ﻓﻴﻠﻴﺐ ﺣﻴﻦ دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ واﻟﺪي ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻣﻦ اﻷﻳﺎم ﻓﺰِﻋ ُ و أﺧﺒﺮﻧﺎ أﻧﻪ ﺗﺰوج! ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻋﻤﺮﻩ؟ ذاك ﺟﻨﻮن... ﻼ ﻣﺪهﺸ ًﺎ ﻳﻌﺠﺒﻚ ﻳﺎ ﺣﻀﺮة اﻟﻤﻔﺘﺶ. ﺟﻨﻮن! آﺎن أﺑﻲ رﺟ ً آﺎن ﻋﻘﻠﻪ ﻣﺪﺑّﺮًا آﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﺳﻦ اﻷرﺑﻌﻴﻦ .إن آﻞ ﺷﻲء أﻣﻠِﻜُﻪ هﻮ ﻣﻦ ﺧﻴﺮﻩ و ﻓﻀﻠﻪ .ﻟﻘﺪ ﻓﻌﻞ آﻞ ﺷﻲء ﻣﻦ أﺟﻠﻲ .ﻟﻢ ﻳﺨﺬﻟﻨﻲ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﺑﻞ أﻧﺎ اﻟﺬي ﺧﺬﻟﺘﻪ! إﻧﻲ آﻠّﻤﺎ ت ذﻟﻚ!... ذآﺮ ُ و أﻟﻘﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺮﺳﻲ ﺑﻘﻮة ،و ﺟﺎءت إﻟﻴﻪ زوﺟﺘﻪ:
ﻟﻤﺎذا؟ ﻻ ﺗﻌﺠﺒﻨﻲ أهﺪاﻓﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة و ﻻ أﺳﻠﻮﺑﻪ ﻓﻲﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ. و اﻟﺴﻴﺪة ﺑﺮﻳﻨﺪا؟ ﺑﺮﻳﻨﺪا؟ ﻟﻢ أآﻦ أراهﺎ آﺜﻴﺮًا. هﻞ ﺗﻈﻨﻴﻦ أن ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ و ﺑﻴﻦاﻟﺴﻴﺪ ﻟﻮراﻧﺲ ﺑﺮاون؟ ﺗﻘﺼﺪ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﺐ؟ ﻻ ،ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ أآﻦ أﻋﻠﻢ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ. ﺑﺪا ﻣﻦ ﺻﻮﺗﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻬﺘﻤﺔ. رﺟﻊ زوﺟﻬﺎ روﺟﺮ ﻣﺴﺮﻋ ًﺎ ﺑﻨﻔﺲ ﺣﺮآﺘﻪ اﻟﻄﻨﺎﻧﺔ اﻟﻤﺰﻋﺠﺔ و ﻗﺎل: ﻟﻘﺪ ﺗﺄﺧﺮت ...ﻣﻜﺎﻟﻤﺔ هﺎﺗﻔﻴﺔ .ﺣﺴﻨﺎ ﻳﺎ ﺣﻀﺮةاﻟﻤﻔﺘﺶ ،ﻣﺎذا هﻨﺎك؟ ﺣﺴﻨﺎ ،هﻞ ﻟﺪﻳﻚ أﺧﺒﺎر؟ ﻣﺎ اﻟﺬي ﺳﺒﺐ وﻓﺎة واﻟﺪي؟
اﺟﻠﺲ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ ﻳﺎ ﺣﻀﺮة اﻟﻤﻔﺘﺲ! هﻞ ﻋﻨﺪكأﺧﺒﺎر ﺟﺪﻳﺪة؟ آﺎن ﻣﻮﺗﻪ ﺑﺴﺐ اﻹﻳﺴﻴﺮﻳﻦ ﻳﺎ ﺳﻴﺪة ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز.ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺘﺄﻣﻠﺔ: إذن ﻓﻬﺬا ﻳﺠﻌﻞ اﻷﻣﺮ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ! أﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮنﺣﺎدﺛ ًﺎ ﻣﻦ أي ﻧﻮع؟ ﻻ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﺗﻲ. أرﺟﻮ أن ﺗﻜﻮن ﻟﻄﻴﻔ ًﺎ ﻣﻊ زوﺟﻲ ﻳﺎ ﺣﻀﺮة اﻟﻤﻔﺘﺶ،ﻓﻬﺬا اﻷﻣﺮ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻴﻪ آﺜﻴﺮًا .ﻟﻘﺪ آﺎن ﻳﺤﺐ أﺑﺎﻩ آﺜﻴﺮًا و هﻮ ﻣﺮهﻒ اﻹﺣﺴﺎس ﻋﺎﻃﻔﻲ إﻟﻰ أﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪود. هﻞ آﻨﺘﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﺴﻨﺔ ﻣﻊ ﺣﻤﺎك ﻳﺎ ﺳﻴﺪةﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز؟ ﻧﻌﻢ ،ﻋﻼﻗﺔ ﺣﺴﻨﺔ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ .ﺛﻢ أﺿﺎﻓﺖ ﺑﻬﺪوء :و ﻟﻜﻨﻲﻟﻢ أآﻦ أﺣﺒّﻪ آﺜﻴﺮًا.
آﺎﻧﺖ زوﺟﺘﻪ واﻗﻔﺔ ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﺸﺒﺎك .أﺳﺮﺗﻨﻲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻬﺎ اﻟﺠﺬاﺑﺔ و ﺷﺪّت اﻧﺘﺒﺎهﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺘﻲ آﻨﺎ ﻧﻘﻒ ﻓﻴﻬﺎ .آﺎﻧﺖ اﻟﺤﻴﻄﺎن ﻣﺼﺒﻮﻏﺔ ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻷﺑﻴﺾ .اﻷﺑﻴﺾ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ، ﻏﻴﺮ اﻟﻌﺎﺟﻲّ و ﻻ اﻟﻤﺎﺋﻞ إﻟﻰ اﻟﺼﱡﻔﺮة ،و ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻼ ﻣﻦ اﻟﺼّﻮر ﺳﻮى واﺣﺪة ﻓﻮق رف اﻟﻤﻮﻗﺪ آﺎﻧﺖ ﻋﻤ ً هﻨﺪﺳﻴ ًﺎ ﻏﻴﺮ ﺗﻘﻠﻴﺪي :ﻣﺜﻠﺜﺎت رﻣﺎدﻳﺔ داآﻨﺔ و ﺳﻔﻴﻨﺔ زرﻗﺎء! آﺎﻧﺖ اﻟﺴﻴﺪة روﺟﺮ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺪة ﻓﻴﻠﻴﺐ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ. ﻣﺎﺟﺪا ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ دور ﺳﺖ ﻧﺴﺎء ﻣﺨﺘﻠﻔﺎت، ﻟﻜﻦ آﻠﻴﻤﻨﺴﻲ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز – هﻮ ﻣﺎ آﻨﺖ ﻣﺘﻜﺄدًا ﻣﻨﻪ – ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن أﺑﺪًا واﺣﺪة أﺧﺮى ﻏﻴﺮ ذاﺗﻬﺎ :آﻠﻴﻤﻨﺴﻲ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز .آﺎﻧﺖ اﻣﺮأة ذات ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺣﺎدة واﺿﺤﺔ. أﻇﻦ أﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺨﻤﺴﻴﻦ .ﺷﻌﺮهﺎ رﻣﺎدي ﻗﺼﻴﺮ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺰﻳﺪ رأﺳﻬﺎ اﻟﺼﻐﻴﺮ اﻟﺠﻤﻴﻞ ﺟﻤﺎ ًﻻ! ووﺟﻬﻬﺎ رﻗﻴﻖ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﺬآﺎء ،و ﻋﻴﻨﺎهﺎ رﻣﺎدﻳﺘﺎن ﺗﺪﻻن ﻋﻠﻰ ﻗﻮة ﻏﺮﻳﺒﺔ ﺣﺎدة .و آﺎﻧﺖ ﺗﻠﺒﺲ ﺛﻮﺑ ًﺎ ﺧﻤﺮﻳ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﻮف ﻳﻨﺎﺳﺐ ﻗﻮاﻣﻬﺎ اﻟﻨﺤﻴﻒ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ. ت ﻓﻮرًا أﻧﻬﺎ اﻣﺮأة ﻣﺬﻋﻮرة؛ ﻷن ﻣﺴﺘﻮى و ﺷﻌﺮ ُ اﻟﻤﻌﻴﺸﺔ اﻟﺬي ﺗﻌﻴﺸﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ذﻟﻚ اﻟﺬي ﺗﻌﻴﺸﻪ اﻣﺮأة ﻋﺎدﻳﺔ ،و ﻓﻬﻤﺖ ﻟﻤﺎذا اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﺗﻌﺒﻴﺮ اﻟﻘﺴﻮة
ﻋﻨﺪ رأس اﻟﺪرج آﺎن ﺛﻤﺔ ﺑﺎب ﻳﺴﺪ اﻟﻤﻤﺮ اﻷﻳﻤﻦ و آﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻄﺮﻗﺔ ﻧﺤﺎﺳﻴﺔ .ﻃﺮق اﻟﻤﻔﺘﺶ اﻟﺒﺎ آﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻓﻔﺘﺤﻪ رﺟﻞ ﺑﺪت ﻓﻲ وﺟﻬﻪ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺪهﺸﺔ و اﻟﻤﻔﺎﺟﺄة. ﻻ ﺑﺪ أﻧﻪ آﺎن ﻳﻘﻒ وراء اﻟﺒﺎب! ﻼ ﻋﻤﻼﻗ ًﺎ ﻟﻚ آﺘﻔﺎن ﻗﻮﻳﺎن و ﺷﻌﺮ أﺳﻮد ﺟﻌﺪ آﺎن رﺟ ً ووﺟﻬﻪ ﻗﺒﻴﺢ إﻟﻰ أﺑﻌﺪ ﺣ ّﺪ ﻏﻴﺮ أﻧﻪ وﺟﻪ ﻟﻄﻴﻒ. ﻧﻈﺮ إﻟﻴﻨﺎ ﺛﻢ ر ّد ﺑﺼﺮﻩ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻤﺘﺤﻴﺮة ﻳﻨﻈﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺼﺎدق اﻟﺤﻴﻲّ ،و ﻗﺎل: ﺗﻔﻀﻼ .ﻧﻌﻢ .أرﺟﻮآﻤﺎ! آﻨﺖ أﻧﻮي اﻟﺨﺮوج ﻟﻜﻦ هﺬاﻻ ﻳﻬﻢ .ﺗﻔﻀﻼ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﺠﻠﻮس .ﺳﺄﻧﺎدي آﻠﻴﻤﻨﺴﻲ... هﺎ! اﻧﺖ هﻨﺎ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ؟ إﻧﻪ رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻔﺘﺸﻴﻦ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ... هﻞ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺗﺒﻎ؟ أرﺟﻮك اﻧﺘﻈﺮ ﻟﺤﻈﺔ. اﺻﻄﺪم ِﺑﺴُﻮ ٍر و ﻗﺎل ﻣﺮﺗﺒﻜ ًﺎ: أرﺟﻮ اﻟﻤﻌﺬرة!ﺛﻢ ﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ آﺎﻟﻨﺤﻠﺔ اﻟﻄﻨﺎﻧﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮك وراءهﺎ ﺻﻤﺘ ًﺎ!
إذن ﻓ ِﻠ َﻢ ﻻ ﺗﺘﺮك اﻷﻣﺮ هﻜﺬا؟ ﻻ ﺗﺸﺮح أﺑﺪًا .هﺬاأﺳﻠﻮب ﺟﻴﺪ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻣﻀﻄﺮب آﻬﺬا اﻟﺒﻴﺖ :آﻞ ﺴﺒُﻪ ﻳﻔﻜﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺷﻐﻠﺘْﻪ ﻣﺸﺎآﻠﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ و ﻣﺨﺎوﻓﻪ ﻓﻼ أﺣ َ ﻓﻲ أﻣﺮك .ﺳﻮف ﻳﺮﺿﻮْن ﺑﻮﺟﻮدك ﻣﺎ دﻣﺖ ﺗﺒﺪو واﺛﻘ ًﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻚ .إن ﻗﻮل أي ﺷﻲء ﺧﻄﺄ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﺎ دﻣﺖ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺿﺮورة ﻟﺬﻟﻚ .و اﻵن هﻴﺎ إﻟﻰ اﻟﺪرج ،ﻻ ﺷﻲء ﻣﻐﻠﻘ ًﺎ هﻨﺎ. أﻧﺖ ﺗﻔﻬﻢ ﻃﺒﻌ ًﺎ أن هﺬﻩ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﻲ أﺳﺄﻟﻬﺎ آﻠﻬﺎ هﺮاء. إن اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻋﻤﻦ آﺎن ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ و ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻏﻴﺮ هﺎﻣﺔ، أو :أﻳﻦ آﺎﻧﻮا ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم؟ إذن ﻓﻠﻤﺎذا..؟؟ ﻷﻧﻬﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﻷﻧﻈﺮ إﻟﻴﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﻓﺄآﻮّن اﻧﻄﺒﺎﻋﺎﺗﻲ وأﺳﻤﻊ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪون ﻗﻮﻟﻪ ،رﺑﻤﺎ ﻳﻌﻄﻴﻨﻲ أﺣﺪهﻢ – ﺑﺎﻟﻤﺼﺎدﻓﺔ اﻟﻤﺨﺼﺔ – ﻣﺆﺷﺮًا ﻣﻔﻴﺪًا.. ﺴ ُﻢ أن ﻣﺎﺟﺪا ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻼ ﺛﻢ هﻤﺲُ :أ ْﻗ ِ و ﺻﻤﺖ ﻗﻠﻴ ً ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﻜﺸﻒ أﺷﻴﺎء آﺜﻴﺮة ﻟﻮ أرادت ذﻟﻚ. و هﻞ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ آﻼﻣﻬﺎ هﺬا؟ ﻻ ،ﻟﻦ ﻳُﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺮﺷﺪﻧﺎ إﻟﻰ وﺟﻬ ٍﺔ ﻣﺎﻓﻲ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ! آﻞ أﺣ ٍﺪ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺒﻴﺖ اﻟﻤﻠﻌﻮن ﻟﻪ وﺳﺎﺋﻠﻪ و ﻓﺮﺻﺘﻪ .ﻣﺎ أﺳﻌﻰ إﻟﻴﻪ هﻮ اﻟﺪاﻓﻊ.
ﺖ ﺖ ﻟﺤﺮآﺔ ﻣﺘﻌﺠﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﺻﻮﻓﻴﺎ و أﺳﺮﻋ ُ اﺳﺘﺠﺒ ُ ﺧﺎرﺟ ًﺎ وراء ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ .ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﺎﻟﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ و هﻮ ﻳﻠﺞ اﻟﺒﺎب إﻟﻰ اﻟﺪرج ،ﻗﺎل: ﺳﺄﺻﻌﺪ ﻷرى اﻷخ اﻷآﺒﺮ.أوﺿﺤﺖ ﻟﻪ ﻣﺸﻜﻠﺘﻲ دون ﺿﺠﺔ ﻣﺴﺘﻔﺴﺮًا: أرﺟﻮك اﺳﻤﻌﻨﻲ ﻳﺎ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ! ﻣﺎذا ﻳﻔﺘﺮض أن أآﻮن؟اﻧﺪهﺶ: ﻣﺎذا ﻳﻔﺘﺮض أن ﺗﻜﻮن؟ أﺟﻞ ،ﻣﺎذا أﻓﻌﻞ هﻨﺎ ،ﻓﻲ هﺬا اﻟﺒﻴﺖ؟ إن ﺳﺄﻟﻨﻲ أﺣ ٌﺪﻓﻤﺎذا أﻗﻮل؟ ﻓﻜﺮ اﻟﻤﻔﺘﺶ ﻟﺤﻈﺔ و ﻗﺎل: هﺎ! ﻓﻬﻤﺖ – ...و اﺑﺘﺴﻢ – ..و هﻞ ﺳﺄﻟﻚ أﺣ ٌﺪ ﺷﻴﺌﺎً؟ -ﻻ.
ﻟﻘﺪ أدﻳﺖ ذﻟﻚ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻤﻴﻞ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ.ﻓﺘﻠﺖ ﻣﺎﺟﺪا ﺧﺼﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ وراء أذﻧﻬﺎ اﻟﻴﻤﻨﻰ و ﻧﻈﺮت وﺟﻬﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺁة .ﻗﺎﻟﺖ: ﻧﻌﻢ ...ﻧﻌﻢ .أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻨﻲ أدﻳﺖ ﻋﻤﻠﻲ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔاﻟﺼﺤﻴﺤﺔ. ﻲ و ﺳﺄﻟﺖ: ﻧﻈﺮت ﺻﻮﻓﻴﺎ إﻟ ّ أﻣﺎ آﺎن ﻳﺠﺐ أن ﺗﺨﺮج وراء اﻟﻤﻔﺘﺶ؟ اﺳﻤﻌﻴﺐ ﻳﺎ ﺻﻮﻓﻴﺎ ،ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻲ...؟ﺳﻜﺖ ﻟﺴﺎﻧﻲ .ﻟﻢ أﺳﺘﻄﻊ ﺳﺆاﻟﻬﺎ ﺻﺮاﺣﺔ أﻣﺎم أﻣﻬﺎ ﻋﻦ دوري اﻟﺬي ﻳﺠﺐ أن أﻗﻮم ﺑﻪ؛ ﻵن ﻣﺎﺟﺪا ﻟﻢ ﺗُﺒ ِﺪ – ﺣﺘﻰ اﻵن – أﻗﻞ اهﺘﻤﺎم ﺑﻲ .ﻟﻌﻠﻲ آﻨﺖ ﻓﻲ ﻧﻈﺮهﺎ ﺻﺤﻔﻴ ًﺎ أو ﻣﺴﺘﺸﺎرًا ﻋﻨﺪ اﺑﻨﺘﻬﺎ! رﺑﻤﺎ أآﻮن ﺻﺤﻔﻴ ًﺎ أو ﻋﻴﻨ ًﺎ ﻟﻠﺸﺮﻃﺔ أو ﺣﺘﻰ ﻧﺎﺣﻮﺗﻴﺎً ،إ ْذ آﻞ هﺬﻩ اﻷﺷﻴﺎء ﻋﻨﺪ ﻣﺎﺟﺪا واﺣﺪة؛ ﻓﺎﻟﺸﺮﻃﻲ و اﻟﺼﺤﻔﻲ و اﻟﺤﺎﻧﻮﺗﻲ آﻠﻬﻢ ﻋﻨﺪهﺎ ))ﺟﻤﻬﻮر((! ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺎﺟﺪا و هﻲ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ ﺑﺴﺨﻂ: -هﺬا اﻟﺤﺬاء ﺗﺎﻓﻪ!
أأﻧﺖ راﺿﻴﺔ ﻋﻦ ﺗﺪرﻳﺴﻪ؟ أﻇﻦ ذﻟﻚ ،ﻻ أﻋﺮف .و ﻟﻜﻦ آﺎن ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻳﺒﺪو راﺿﻴ ًﺎ.ﺟﺮّب ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ أﺳﻠﻮب اﻟﺼﺪﻣﺔ: ﺁﺳﻒ ﻟﺴﺆاﻟﻲ هﺬا :هﻞ آﺎن هﻨﺎك ﺑﺮأﻳﻚ أي ﻋﻼﻗﺔﺣﺐ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻴﺪ ﺑﺮاون و اﻟﺴﻴﺪة ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز؟ ﻧﻬﻀﺖ ﻣﺎﺟﺪا ﻣﺜﻞ ﺳﻴﺪة ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻼء و ﻗﺎﻟﺖ: ﻟﻢ أرى أي دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﻦ هﺬا ،و أﺣﺴﺐ – ﻳﺎﺣﻀﺮة اﻟﻤﻔﺘﺶ – أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺣﻘﻚ أن ﺗﺴﺄﻟﻨﻲ ﻣﺜﻞ هﺬا ﻲ. اﻟﺴﺆال ،ﻓﺒﺮﻳﻨﺪا آﺎﻧﺖ زوﺟﺔ ﺣﻤ ّ ﻼ: اﺳﺘﺤﺴﻨﺖ ﺟﻮاﺑﻬﺎ هﺬا .أﻣﺎ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﻓﻘﺪ وﻗﻒ ﻗﺎﺋ ً هﻞ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺳﺄل اﻟﺨﺪم هﺬا اﻟﺴﺆال؟ﻟﻢ ﺗُﺠﺒْﻪ ﻣﺎﺟﺪا ،ﻓﺘﺎﺑﻊ :ﺷﻜﺮًا ﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪة ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز. و ﺧﺮج اﻟﻤﻔﺘﺶ ،ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻷﻣﻬﺎ ﺑﺤﺮارة:
هﻞ آﺎﻧﺖ اﻟﺴﻴﺪة ﺑﺮﻳﻨﺪا ﺳﻌﻴﺪة ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ؟ أﻇﻦ ذﻟﻚ. ﻷم ﺗﺤﺪث ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﺸﺎﺟﺮات؟ﻣﺮة أﺧﺮى هﺰت رأﺳﻬﺎ و هﻲ ﺗﺒﺘﺴﻢ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻟﻄﻴﻔﺔ: اﻟﺤﻖ أﻧﻨﻲ ﻻ أﻋﺮف ﻳﺎ ﺣﻀﺮة اﻟﻤﻔﺘﺶ ،ﻓﺠﻨﺎﺣﻬﻤﺎﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ ﻣﻨﻔﺼﻞ ﻋﻨﺎ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ. أﻟﻢ ﺗﻜﻦ هﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﺪاﻗﺔ ﺣﻤﻴﻤﺔ ﻣﻊ اﻟﺴﻴﺪ ﻟﻮرﻧﺲﺑﺮاون؟ ﻋﺒﺴﺖ ﻣﺎﺟﺪا ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ،ﻓﺘﺤﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺗﻨﻈﺮان إﻟﻰ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﻧﻈﺮة ﺗﻮﺑﻴﺦ ،و ﻗﺎﻟﺖ ﺑﻮﻗﺎر: ﻣﺎ آﺎن ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻚ أن ﺗﺴﺄﻟﻨﻲ أﺳﺌﻠﺔ آﻬﺬﻩ .آﺎﻧﺖﺑﺮﻳﻨﺪا ﻣﺤﺒﻮﺑﺔ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ،آﺎﻧﺖ اﻣﺮأة ﻟﻄﻴﻔﺔ ﺟﺪًا! هﻞ أﻧﺖ راﺿﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺪ ﺑﺮاون؟ إﻧﻪ رﺟﻞ هﺎدئ ﻟﻄﻴﻒ ،ﻟﻜﻨﻚ ﻻ ﺗﺤﺲ ﺑﻮﺟﻮدﻩ .أﻧﺎ ﻟﻢأرﻩ آﺜﻴﺮًا!
ارﺗﻔﻊ ﺻﻮت ﻣﺎﺟﺪا ،و ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻣﺪّت ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻳﺪهﺎ ﺑﻬﺪوء ﻓﻌﺪّﻟﺖ ﻟﻮﺣﺔ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﻮق اﻟﻤﻮﻗﺪ ،و ﻓﻲ اﻟﺤﺎل اﻧﺨﻔﺾ ﺻﻮت ﻣﺎﺟﺪا: آﻨﺖ أﺣﺒﻪ آﺜﻴﺮًا .آﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ آﺬﻟﻚ.ﻟﻘﺪ آﺎن ﻃﻴﺒ ًﺎ ﺟﺪًاﻣﻌﻨﺎ! هﻞ آﺎﻧﺖ ﻋﻼﻗﺘﻚ ﺟﻴﺪة ﻣﻊ اﻟﺴﻴﺪة ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز؟ ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﺮى ﺑﺮﻳﻨﺪا آﺜﻴﺮًا. و ﻟﻢ آﺎن ذﻟﻚ؟ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﻴﻨﻨﺎ أﺷﻴﺎء آﺜﻴﺮة ﻣﺸﺘﺮآﺔ .ﻣﺴﻜﻴﻨﺔ ﺑﺮﻳﻨﺪا!ﻻ ﺑ ّﺪ أن ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﺻﻌﺒﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن. ﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﺑﺎﻟﻠﻮﺣﺔ ﻓﻮق اﻟﻤﻮﻗﺪ. ﻣﺮة أﺧﺮى ﻋﺒﺜ ْ ﺣﻘﺎً؟ و آﻴﻒ؟هﺰت ﻣﺎﺟﺪا رأﺳﻬﺎ و اﺑﺘﺴﻤﺖ ﺑﺴﻤﺔ ﺣﺰﻳﻨﺔ ﻗﺼﻴﺮة: -ﺁﻩ! ﻻ أدري.
ئ آﺎن ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺧﺎﻓﺘ ًﺎ و ﺧﺎﻟﻴﺎً ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ،ﺻﻮت اﻣﺮ ٍ ﻋﺎزم ﻋﻠﻰ ﺿﺒﻂ اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ اﻟﺜﻤﻦ ،و ﻗﺎﻟﺖ: أرﺟﻮ أن ﺗﺨﺒﺮﻧﻲ :هﻞ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻚ ﺑﺸﻲء؟ ﺷﻜﺮًا ﻟﻚ ﺳﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز :أﻳﻦ آﻨﺖ ﻳﻮم اﻟﻤﺄﺳﺎة؟ آﻨﺖ ﻗﺎدﻣﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻲ ﻣﻦ ﻟﻨﺪن ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﻐﺪاءﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﻓﻲ ﻣﻄﻌﻢ إﻳﻔﻲ ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻟﻲ ،ﺛﻢ ذهﺒﻨﺎ ﻟﻨﺸﺎهﺪ ﻋﺮض أزﻳﺎء و ﺷﺮﺑﻨﺎ اﻟﻘﻬﻮة ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺖ راﺟﻌﺔ إﻟﻰ اﻷﺻﺪﻗﺎء ﻓﻲ ﺑﻴﺮآﻠﻲ ،و ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻧﻄﻠﻘ ُ اﻟﺒﻴﺖ و ﺣﻴﻦ وﺻﻠﺖ رأﻳﺖ آﻲ ﺷﻲء ﻣﻀﻄﺮﺑ ًﺎ... ﻼ و هﻲ ﺗﻘﻮل :وﺟﺪت ﺣﻤﺎي ﻗﺪ و ارﺗﻌﺶ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻗﻠﻴ ً أﺻﺎﺑﺘﻪ ﻧﻮﺑﺔ ﻓﺠﺄة ...آﺎن ﻣﻴﺘ ًﺎ! أآﻨﺖ ﺗﺤﺒﻴﻦ ﺣﻤﺎك؟رﻓﻌﺖ ﺻﻮﺗﻬﺎ: -آﻨﺖ أﺣﺐ...
ﺧﺮﺟﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺔ اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل و ﻗﺎﻟﺖ: واﻟﺪﺗﻲ هﻨﺎ ﻳﺎ ﺣﻀﺮة اﻟﻤﻔﺘﺶ.ﺖ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻜﺒﻴﺮة .ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺗﺒﻌ ُ ﻟﻢ أﺳﺘﻂ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ ﺟﻠﺴﺖ ﻋﻠﻰ اﻷرﻳﻜﺔ اﻟﻤﻄﺮزة .آﺎن ﺷﻌﺮهﺎ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻋﺎﻟﻴﺎً ﻓﻮق رأﺳﻬﺎ ﺑﺘﺴﺮﻳﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻬﺪ اﻹدواردي ،و آﺎﻧﺖ ﺗﻠﺒﺲ ﻣﻌﻄﻔ ًﺎ أﺧﻀﺮ أﻧﻴﻘ ًﺎ و ﺗﻨﻮرة و ﻗﻤﻴﺼ ًﺎ ﺑﻨﻔﺴﺠﻴﺎً ﺑﺎهﺖ اﻟﻠﻮن ﻣﺜﺒﺘ ًﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺮﻗﺒﺔ ﺑﺪﺑﻮس ﺻﻐﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺮ اﻟﻜﺮﻳﻢ. أدرآﺖ ﻷول ﻣﺮة ﺳﺤﺮ أﻧﻔﻬﺎ اﻟﻤﺎﺋﻞ اﻟﺬي ذآّﺮﻧﻲ ﺑﺄﺛﻴﻦ ﺳﻴﻠﺮ ،و ﻟﻢ أﺻﺪق أن هﺬﻩ اﻟﻤﺮأة آﺎﻧﺖ هﻲ ذات اﻟﻤﺮأة اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺜﻮب اﻟﻤﺨﻤﻠﻲ اﻟﻔﻀﻔﺎض! ﻗﺎﻟﺖ: اﻟﻤﻔﺘﺶ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ؟ هﻼ دﺧﻠﺖ و ﺟﻠﺴﺖ؟ ...هﻞ ﺗﺪﺧﻦ؟هﺬا ﻋﻤﻞ ﻓﻈﻴﻊ ﺟﺪًا! إﻧﻨﻲ أﺷﻌﺮ اﻵن ﺑﺎﻟﻨﻔﻮر ﻣﻦ اﻟﺘﺪﺧﻴﻦ!
-7ﻗﺎل ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ: و اﻵن ﺳﻨﺬهﺐ ﻟﻨﺘﺤﺪث ﻣﻊ اﻟﺴﻴﺪة ﻓﻴﻠﻴﺐ .اﺳﻤﻬﺎاﻟﻔﻨّﻲ هﻮ ))ﻣﺎﺟﺪا وﻳﺴﺖ((. و هﻞ ﺗﻔﻴﺪﻧﺎ؟ أﻋﺮف اﺳﻤﻬﺎ ،و ﻟﻘﺪ رأﻳﺘﻬﺎ ﻓﻲﻣﺴﺮﺣﻴﺎت ﻋﺪة ﻟﻜﻦ ﻻ أذآﺮ ﻣﺘﻰ و أﻳﻦ؟ ﺖ إﻧﻬﺎ واﺣﺪة ﻣﻦ ﻓﺆﻗﺔ ))اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ(( ،ﻣﺜﻠ ْدور اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻣﺮة أو ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﻏﺮﺑﻲ إﻧﻜﻠﺘﺮا ،و ﻗﺪ ﻧﺠﺤﺖ و اﺷﺘﻬﺮت ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎرح اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺮﻓﻴﻌﺔ و أﻧﺪﻳﺔ اﻷﺣﺪ .أﻇﻦ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺮح ﻓﻲ آﺴﺐ اﻟﺮزق .آﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺨﺘﺎر اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺠﺒﻬﺎ و ﺗﺬهﺐ ﺣﻴﺚ ﺗﺸﺎء ،و ﻣﻦ وﻗﺖ ﻵﺧﺮ آﺎﻧﺖ ﺗﺪﻓﻊ اﻟﻤﺎل ض ﻓﻴﻪ دور أﺣﺒﺘﻪ ،و ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮﺿﻰ ﺑﺄي ﻣﻦ أﺟﻞ ﻋﺮ ٍ ﻼ إﻟﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ اﻟﻬﻮاة أآﺜﺮ دور .اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ أﻧﻬﺎ ﺗﺮاﺟﻌﺖ ﻗﻠﻴ ً ﻣﻦ آﻮﻧﻬﺎ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻣﺤﺘﺮﻓﺔ! إﻧﻬﺎ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﺟﻴﺪة ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳﺎ ﻟﻜﻦ اﻟﻤﺨﺮﺟﻴﻦ ﻻ ﻳﺤﻮﻧﻬﺎ آﺜﻴﺮاً ،ﻳﺰﻋﻤﻮن أﻧﻬﺎ
ﻧﻬﺾ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ و ﻗﺎل: ﺣﺴﻨﺎً ،ﺷﻜﺮًا ﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز.و ﺗﺒﻌﺘﻪ دون ﻓﻀﻮل ﺧﺎرج اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻓﺴﻤﻌﺘﻪ ﻳﻘﻮل: -إﻧﻪ رﺟﻞ ﻓﺎﺗﺮ.
*****
آﺎن ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺟﻨﺎح أﺑﻴﻚ و ﻟﻴﺲ هﻨﺎ ،أﻟﻴﺲآﺬﻟﻚ؟ ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﻌﻠﻮي ﻏﺮف آﺜﻴﺮة. أرﺟﻮ أﻻ ﻳﺴﻮؤك هﺬا اﻟﺴﺆال :هﻞ ﻻﺣﻈﺖ ﻣﺎ ﻳﺪلﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﻏﺮا ٍم ﺑﻴﻦ ﻟﻮراﻧﺲ ﺑﺮاون و زوﺟﺔ أﺑﻴﻚ؟ ﻟﻢ ﺗﺘﻬﻴﺄ ﻟﻲ ﻓﺮﺻﺔ ﺣﺘﻰ أﻻﺣﻆ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﺜﻞ هﺬا. أﻟﻢ ﺗﺴﻤﻊ آﻼﻣ ًﺎ أو ﺛﺮﺛﺮة ﻓﻲ هﺬا اﻷﻣﺮ؟ أﻧﺎ ﻻ أﺻﻐﻲ إﻟﻰ اﻟﺜﺮﺛﺮة ﻳﺎ ﺣﻀﺮة اﻟﻤﻔﺘﺶ. هﺬا ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻹآﺒﺎر! إذن ﻓﺄﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﺴﻤﻊ ﺳﻮءًا و ﻟﻢﺗﺮ ﺳﻮءًا و ﻻ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻨﻄﻖ ﺑﺴﻮء ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ إن آﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻔﻬﻤﻬﺎ آﻄﺬﻟﻚ ،ﻓﻠﻚ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻳﺎﺣﻀﺮة اﻟﻤﻔﺘﺶ.
هﻞ ﻏﻀﺒﺖ ﻣﻦ زواﺟﻪ؟ آﺎن واﻟﺪي ﺣﺮًا ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﺎء. آﻴﻒ آﺎﻧﺖ ﻋﻼﻗﺘﻚ ﻣﻊ اﻟﺴﻴﺪة ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز؟ ﻋﺎدﻳﺔ. هﻞ أﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ودﻳﺔ ﻣﻌﻬﺎ؟ إﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻜﺎد ﻧﻠﺘﻘﻲ.ﻏﻴﺮ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ: هﻼ أﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ﺑﺸﻲء ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺪ ﻟﻮرﻧﺲ ﺑﺮاون؟ أﺧﺸﻰ أﻧﻨﻲ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ! واﻟﺪي هﻮ اﻟﺬي وﻇﻔﻪ. ﻟﻜﻨﻪ آﺎن ﻳﻌﻠّﻢ أﻃﻔﺎﻟﻚ أﻧﺖ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز. ﺻﺤﻴﺢ .آﺎن اﺑﻨﻲ ﻣﺼﺎﺑ ًﺎ ﺑﺸﻠﻞ اﻷﻃﻔﺎل إﺻﺎﺑﺔﺑﺴﻴﻄﺔ و ﻗﺪ ﻧﺼﺢ اﻷﻃﺒﺎء أﻻ ﻧﺮﺳﻠﻪ إﻟﻰ ﻣﺪرﺳﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ،ﻓﺄﺷﺎر أﺑﻲ أن ﻧﻌﻴﺖ ﻟﻪ ﻣﻌﻠﻤ ًﺎ ﻳﻌﻠﻤﻪ هﻮ و اﺑﻨﺘﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺟﻮزﻳﻔﻴﻦ ،و آﺎن اﻟﺨﻴﺎر ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ
ﻻ أﻇﻦ ذﻟﻚ. أﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﺮْق آﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺴﻦ؟ ﺑﻠﻰ. اﺳﻤﺢ ﻟﻲ :هﻞ واﻓﻘﺖ ﻋﻠﻰ زواج أﺑﻴﻚ اﻟﺜﺎﻧﻲ؟ ﻟﻢ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻮاﻓﻘﺘﻲ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ. هﺬا ﻟﻴﺲ ﺟﻮاﺑﺎ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي.ﻼ ﻏﻴﺮ ﻣﺎدﻣﺖ ﺗﺼﺮ ﻓﺈﻧﻨﻲ أﻗﻮل أن زواﺟﻪ آﺎن ﻋﻤ ًﺣﻜﻴﻢ. و هﻞ ﺗﻨﺎزﻋﺖ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ؟ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻪ آﺎن اﻟﺰواج ﺗ ّﻢ و اﻧﻘﻀﻰ اﻷﻣﺮ! هﻞ ﺻﺪﻣﻚ اﻟﺨﺒﺮ؟ﻟﻢ ﻳُﺠﺒْﻪ ﻓﻴﻠﻴﺐ.
و هﻞ أوﺻﻰ ﺑﺸﻲء ﻟﻠﺨﺪم أو اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺨﻴﺮﻳﺔ؟ ﻻ .إن اﻟﺮواﺗﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﻟﻠﺨﺪم آﺎﻧﺖ ﺗﺰاد ﺳﻨﻮﻳﺎ ﻣﺎداﻣﻮا ﻓﻲ اﻟﺨﺪﻣﺔ. هﻞ أﻧﺖ – و ﻋﺬرًا ﻟﺴﺆاﻟﻲ هﺬا ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز –ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳّﺔ ﻟﻠﻤﺎل؟ ﺿﺮﻳﺒﺔ اﻟﺪﺧﻞ – آﻤﺎ ﺗﻌﺮف ﻳﺎ ﺣﻀﺮة اﻟﻤﻔﺘﺶ –آﺒﻴﺮة ،ﻟﻜﻦ دﺧﻠﻲ ﻳﻜﻔﻲ ﺣﺎﺟﺘﻲ و ﺣﺎﺟﺔ زوﺟﺘﻲ أﻳﻀ ًﺎ. ﻒ إﻟﻴﻪ أن واﻟﺪي آﺎن داﺋﻢ اﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ،و إذا ﻃﺮأت ﻟﻨﺎ ﺿ ْ أ ِ ن ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪي أي ﺿﻴﻖ ﺣﺎﺟﺔ آﺎن ﻳﺴﺪّهﺎ ﻓﻮرًا! ﺗﺄآ ْﺪ أ ْ ﻣﺎﻟﻲ ﻳﺪﻓﻌﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﻮت أﺑﻲ ﻳﺎ ﺣﻀﺮة اﻟﻤﻔﺘﺶ. ﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ أﻧﺎ ﺁﺳﻒ ﺟﺪًا ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻻ أﻋﻨﻲ هﺬا ﻟﻜ ّأن ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻞ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ .أﺧﺸﻰ أﻧﻪ ﻳﺠﺐ أن أﺳﺄﻟﻚ ﺑﻌﺾ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺤﺮﺟﺔ ...هﻞ آﺎن واﻟﺪك و زوﺟﺘﻪ ﺳﻌﻴﺪﻳﻦ ﻣﻌﺎً؟ ﺣﺴﺐ ﻇﻨﻲ آﺎﻧﺎ ﺳﻌﻴﺪﻳﻦ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ. -أﻟﻢ ﺗﺤﺪث ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﺸﺎﺟﺮات أو ﺧﻼﻓﺎت؟
آﻼ ﺑﺎﻟﺘﺄآﻴﺪ ،ﺑﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺮاﺣﺔ .آﺎن أﺑﻲ ﻳﺮﺣﺐ ﺑﻨﺎداﺋﻤ ًﺎ ﻟﻨﻌﻴﺶ ﻋﻨﺪﻩ ،و ﻷﺳﺒﺎب ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ آﻨﺖ أرﻏﺐ هﺬا. آﻨﺖ أﺣﺐ أﺑﻲ آﺜﻴﺮًا .ﺟﺌﺖ هﻨﺎ ﻣﻊ أﺳﺮﺗﻲ ﻋﺎم .1937ﻻ أدﻓﻊ أﺟﺮة ﻟﻜﻨﻲ أدﻓﻊ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ. و أﺧﻮك؟ أﺧﻲ ﺟﺎء هﻨﺎ هﺎرﺑ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻐﺎرة اﻟﺠﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ دﻣﺮتﺑﻴﺘﻪ ﻋﺎم 1943ﻓﻲ ﻟﻨﺪن. و اﻵن ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ،هﻞ ﻟﺪﻳﻚ أﻳﺔ ﻓﻜﺮة ﻋﻦﻣﺤﺘﻮﻳﺎت وﺻﻴﺔ واﻟﺪك؟ ﻓﻜﺮة واﺿﺤﺔ ﺟﺪًا .ﻟﻘﺪ أﻋﺎد أﺑﻲ آﺘﺎﺑﺔ وﺻﻴﺘﻪ ﻋﺎم .1946ﻟﻢ ﻳﻜﻦ واﻟﺪي آﺘﻮﻣ ًﺎ و آﺎن ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺄﻓﺮاد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ، ﻓﻌﻘﺪ اﺣﺘﻤﺎﻋ ًﺎ ﺧﺎﺻ ًﺎ ﻟﻸﺳﺮة ﺣﻀﺮﻩ ﻣﺤﺎﻣﻴﻪ اﻟﺬي ﺷﺮح ﻟﻨﺎ ﺑﻨﻮد اﻟﻮﺻﻴﺔ ،و أﻇﻨﻢ أﻧﻚ اﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻼﺷﻚ أن اﻟﺴﻴﺪ ﺟﻴ ْﺘﺴْﻜﻴﻞ ﻗﺪ أﺑﻠﻐﻚ ﺑﻬﺎ. ﻟﻘﺪ أوﺻﻰ ﺑﻤﺌﺔ أﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﻟﺰوﺟﺘﻪ ﻧﺎهﻴﻚ ﻋﻦ ))هﺒﺔ اﻟﺰواج(( اﻟﺴﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﺛﻢ ﺟﻌﻞ أﻣﻼآﻪ ﺛﻼث ﺣﺼﺺ :واﺣﺪة ﻟﻲ ،و اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻷﺧﻲ ،و اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺗﺤﺖ اﻟﻮﺻﺎﻳﺔ ﻷﺣﻔﺎدﻩ اﻟﺜﻼﺛﺔ. إن اﻟﺒﻴﺖ آﺒﻴﺮ ﻟﻜﻦ ﺿﺮﻳﺒﺔ اﻹرث ﺳﺘﻜﻮن آﺒﻴﺮة.
أرﺟﻮ أن ﻻ ﺗﺨﻄﺊ ﻓﻬﻤﻲ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻟﻮ أﻧﻨﻲﺳﺄﻟﺘﻚ :آﻴﻒ ﻳﺆﺛﺮ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﻮت أﺑﻴﻚ ﻓﻲ وﺿﻌﻚ اﻟﻤﺎﻟﻲ؟ أﻗﺪر ﺗﻤﺎﻣًﺎ أﻧﻚ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﺴﺘﻘﻠﻴﻦﻣﺎدﻳ ًﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻴﻦ ﻋﺪة .ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ أﺧﻲ رﺋﻴﺴ ًﺎ و ﻣﺴﺎهﻤ ًﺎ ﻓﻲ ﺷﺮآﺔ ﻟﺘﺠﻬﻴﺰ اﻷﻏﺬﻳﺔ ،و هﻲ أآﺒﺮ ﺷﺮآﺔ ﻟﻪ ،و وﺿﻊ إدارﺗﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﻳﺪﻩ. و ﻟﻘﺪ ﺧﺼﺺ ﻟﻲ ﻣﺎ أﻋﺘﺒﺮﻩ ﻣﺒﻠﻐ ًﺎ ﻣﺴﺎوﻳ ًﺎ :ﻣﺌﺔ و ﺧﻤﺴﻴﻦ أﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺳﻨﺪات ﻣﺎﻟﻲ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،و آﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ أن أﺳﺘﺜﻤﺮ رأس اﻟﻤﺎل آﻴﻒ أﺷﺎء .آﻤﺎ ﻲ اﻟﻠﺘﻴﻦ ﺗﻮﻓﻴﺘﺎ ﺑﻌﺪ ﺧﺼﺺ ﻧﺼﻴﺒ ًﺎ آﺒﻴﺮًا أﻳﻀ ًﺎ ﻟﺸﻘﻴﻘﺘ ّ ذﻟﻚ. ﻼ ﻏﻨﻴ ًﺎ ﺟﺪاً؟ و رﻏﻢ ذﻟﻚ ﻇﻞ رﺟ ًاﺑﺘﺴﻢ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻷول ﻣﺮة اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺑﺎهﺘﺔ و ﻗﺎل: ﻻ ،ﻓﻘﺪ اﺣﺘﻔﻆ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﺪﺧﻞ ﻣﺘﻮاﺿﻊ ﻧﺴﺒﻴ ًﺎ ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺪأﺑﻤﺸﺎرﻳﻊ ﺟﺪﻳﺪة ﻓﺼﺎر أﻏﻨﻰ ﻣﻦ ذي ﻗﺒﻞ! ﻟﻘﺪ ﺟﺌﺖ أﻧﺖ و أﺧﻮك ﻟﻠﻌﻴﺶ هﻨﺎ .هﻞ آﺎن ذﻟﻚﺑﺴﺒﺐ ﺻﻌﻮﺑﺎت ﻣﺎﻟﻴﺔ؟
أﺧﻲ روﺟﺮ هﻮ اﻟﺬي ﻳﺴﻜﻦ اﻟﺠﻨﺎح اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦاﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺬي ﻓﻮﻗﻨﺎ ﺟﺎء هﺮوﻟﺔ ﻟﻴﺨﺒﺮﻧﻲ أن أﺑﻲ ﻗﺪ اﻧﺘﺎﺑﺘﻪ ﻧﻮﺑﺔ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ ،و ﻗﺎل أﻧﻪ ﻳﺘﻨﻔﺲ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ و أﻧﻪ ﻳﺒﺪو ﻣﺮﻳﻀ ًﺎ ﺟﺪًا... ﻓﻤﺎذا ﻓﻌﻠﺖ؟ اﺗﺼﻠﺖ ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﺐ ،ﺣﻴﺚ ﺑﺪا ﻟﻲ أن أﺣﺪًا ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲاﺳﺘﺪﻋﺎﺋﻪ .و آﺎن اﻟﻄﺒﻴﺐ ﺧﺎرﺟ ًﺎ ﻓﺘﺮآﺖ ﻟﻪ ﺑﻼﻏ ًﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﻓﻮرﻩ ﺛﻢ ﺻﻌﺪت إﻟﻰ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻷﻋﻠﻰ.. و ﺑﻌﺪهﺎ؟ أﺑﻲ آﺎن ﻓﻲ ﺣﺎل ﺧﻄﻴﺮة .ﻟﻘﺪ ﻣﺎت ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﻞاﻟﻄﺒﻴﺐ! ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺻﻮﺗﻪ أي اﻧﻔﻌﺎل ،آﺎن ﺑﻴﺎﻧﺎ ﺑﺴﻴﻄﺎ ﻋﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ! أﻳﻦ آﺎن ﺑﻘﻴﺔ أﻓﺮاد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ؟ زوﺟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن و ﻋﺎدت ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺑﻮﻗﺖﻗﺼﻴﺮ ،و أﻇﻦ أن ﺻﻮﻓﻴﺎ آﺎﻧﺖ ﻏﺎﺋﺒﺔ هﻲ اﻷﺧﺮى .أﻣﺎ ﻳﻮﺳﺘﻴﺲ و ﺟﻮزﻳﻔﻴﻦ ﻓﻘﺪ آﺎﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ.
آﺎﻧﺖ ...آﺎﻧﺖ زﺟﺔ أﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ. و هﻞ آﺎن ﻃﺒﻴﻌﻴﺎً آﺎﻟﻌﺎدة؟أﺟﺎب ﻓﻴﻠﻴﺐ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﺒﻄﻨﺔ: ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ أﻧﻪ ﺳﻴﻘﺘﻞ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم. هﻞ ﺟﻨﺎح أﺑﻴﻚ ﻣﻨﻔﺼﻞ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ﻋﻦ هﺬا اﻟﺠﻨﺎح؟ أﺟﻞ ،ﻻ ﻣﺪﺧﻞ إﻟﻴﻪ إﻻ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻘﺎﻋﺔ. و ﺑﺎب اﻟﻘﺎﻋﺔ هﻞ ﻳﻈﻞ ﻣﻐﻠﻘﺎً؟ ﻻ .ﻟﻢ أﻋﻠﻢ أﻧﻪ ﻳﻐﻠﻖ. هﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أي واﺣﺪ أن ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺑﻴﻦ دﻟﻚاﻟﺠﻨﺎح و هﺬا؟ أﺟﻞ .ﻟﻘﺪ آﺎن ﻣﻔﺼﻮ ًﻻ ﻣﻦ أﺟﻞ راﺣﺔ أهﻞ اﻟﻤﻨﺰل. -آﻴﻒ ﺑﻠﻐﻚ أول ﻣﺮة ﻧﺒﺄ ﻣﻮت أﺑﻴﻚ؟
ﻓﻬﻤﺖ.ﻼ و اﻵن ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ،هﻞ ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ وﺻﻔ ًﺎ ﻣﻔﺼ ًﻟﺘﺤﺮآﺎﺗﻚ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻴﻪ وﻓﺎة واﻟﺪك. أﺟﻞ ﻳﺎ ﺣﻀﺮة اﻟﻤﻔﺘﺶ :آﻨﺖ هﻨﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻐﺮﻓﺔﻃﻮال اﻟﻴﻮم ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء أوﻗﺎت وﺟﺒﺎت اﻟﻄﻌﺎم. أﻟﻢ َﺗ َﺮ واﻟﺪك ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق؟ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ)) :ﺻﺒﺎح اﻟﺨﻴﺮ(( ﺑﻌﺪ اﻹﻓﻄﺎر ،و هﻲﻋﺎدﺗﻲ. -هﻞ آﻨﺘﻤﺎ وﺣﺪآﻤﺎ ﻋﻨﺪﺋﺬ؟
هﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪ ذﻟﻚ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺳﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز؟ ﻧﻌﻢ ،هﺬا ﻳﺒﺪو ﻟﻲ ﻣﻤﻜﻨ ًﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎً؛ ﻷﻧﻪ آﺎن ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦاﻟﺘﺴﻌﻴﻦ و ﺑﺼﺮﻩ ﺿﻌﻴﻒ! ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺮغ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎت زﺟﺎﺟﺔ ﻗﻄﺮة اﻟﻌﻴﻦ ﻓﻲ زﺟﺎﺟﺔاﻷﻧﺴﻮﻟﻴﻦ .هﻞ ﻳﺒﺪو هﺬا اﻗﺘﺮاﺣ ًﺎ ﻣﻌﻘﻮ ًﻻ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز؟ ﻟﻢ ﻳُﺠﺒﻪ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﺣﺘﻰ أن وﺟﻬﻪ أﺻﺒﺢ ﺧﺎﻟﻴﺎً ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ. و أ:ﻣﻞ اﻟﺘﺎﻓﻴﺮﻧﺮ: ﻟﻘﺪ وﺟﺪﻧﺎ زﺟﺎﺟﺔو اﻟﻘﻄﺮة ﻓﺎرﻏﺔ ﻓﻲ ﺳﻠﺔاﻟﻤﻬﻤﻼت و ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺼﻤﺎت ،و هﺬا ﺷﻲء ﻏﺮﻳﺐ ﺑﺤﺪ ذاﺗﻪ ،ﻓﻔﻲ اﻷﺣﻮال اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ آﺎن ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن هﻨﺎك ﺑﺼﻤﺎت أﺻﺎﺑﻊ ،ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺑﺼﻤﺎت أﺑﻴﻚ أو ﺑﺮﻳﻨﺪا أو اﻟﺨﺎدم!... رﻓﻊ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﺑﺼﺮﻩ: اﻟﺨﺎدم؟ ﻣﺎذا ﻋﻦ ﺟﻮﻧﺴﻮن؟ هﻞ ﺗﺮى أن ﺟﻮﻧﺴﻮن هﻮ اﻟﻤﺠﺮم؟ إن ﻟﺪﻳﻪ ﻓﺮﺻﺔﺑﺎﻟﺘﺄآﻴﺪ .ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﺪاﻓﻊ ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔ ًﺎ.
ﻗﺎﻟﺖ اﻵﻧﺴﺔ دي هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ ﻓﺠﺄة: هﻞ ﺗﺮﻳﺪﻧﻲ ﻳﺎ ﺣﻀﺮة اﻟﻤﻔﺘﺶ؟ ﻟﻴﺲ اﻵن ﻳﺎ ﺁﻧﺴﺔ دي هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ ،رﺑﻤﺎ ،ﻣﻦ ﺑﻌﺪُ،ﻼ. أﺗﺤﺪث ﻣﻌﻚ ﻗﻠﻴ ً ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﺳﺄآﻮن ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﻌﻠﻮي.و ﺧﺮﺟﺖ دي هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ و أﻏﻠﻘﺖ اﻟﺒﺎب وراءهﺎ .و ﻗﺎل ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻣﺮة ﺛﺎﻧﻴﺔ: ﺣﺴﻨﺎ ﻳﺎ ﺣﻀﺮة اﻟﻤﻔﺘﺶ؟ أﻋﻠﻢ أﻧﻚ رﺟﻞ أﻋﻤﺎل ﻣﻨﺸﻐﻞ ﺟﺪًا و ﻻ أرﻳﺪ أنأﻋﻮّﻗﻚ آﺜﻴﺮاً ،ﻟﻜﻦ ﺷﻜﻮآﻨﺎ رﺑﻤﺎ ﺗﺼﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻌ ُﺪ ﻣﺆآﺪة. إن أﺑﺎك ﻟﻢ ﻳﻤﺖ ﻣﻴﺘﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻣﺎت ﻣﻦ ﺟﺮﻋﺔ زاﺋﺪة ﻣﻦ ﻣﺎدة ﺳﺎﻣﺔ)) :ﻓﺎﻳﺴﻮﺳﺘﺠﻤﺎﻳﻦ(( و هﻲ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻋﺎدة ))اﻹﻳﺴﻴﺮﻳﻦ(( .هﻞ ﻳﻮﺣﻲ ﻟﻚ هﺬا ﺷﻴﺌﺎً؟ و ﻣﺎذا ﻳﻮﺣﻲ؟ إن رأﻳﻲ أن أﺑﻲ ﻻﺑﺪ ﻗﺪ أﺧﺬ اﻟﺴﻢدون ﻗﺼﺪ.
ﻻ ﺗﻘﻠﻘﻲ .ﺳﺘﺆدي اﻟﺪور آﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻤﻨﺘﺞ ،و أﻧﺎاﻟﻤﻨﺘﺞ. و ﺧﺮﺟﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ وراء أﻣﻬﺎ ﺛﻢ اﻟﺘﻔﺘﺖ ﻟﺘﻘﻮل: هﺎهﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻔﺘﺸﻴﻦ ﺟﺎء ﻳﺮاك ﻳﺎ أﺑﻲ .ﻟﻦ ﺗﻤﺎﻧﻊأن ﻳﺒﻘﻰ ﺗﺸﺎرﻟﺰ هﻨﺎ ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ أﻇﻦ أﻧﻨﻲ ﻟﻤﺤﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻴﺮة ﻋﻠﻰ وﺟﻪ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ،رﺑﻤﺎ ،ﻟﻜﻨﻪ هﻤﺲ ﺑﺼﻮت ﻏﺎﻣﺾ: أوﻩ ﺑﺎﻟﺘﺄآﻴﺪ ...ﺑﺎﻟﺘﺄآﻴﺪ.دﺧﻞ رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻔﺘﺸﻴﻦ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ و ﻗﺪ ﺑﺪا اﻟﺤﺰم ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺤﻪ ،أﻣﺎ ﺳﻠﻮآﻪ ﻓﻜﺄﻧﻪ آﺎن ﻳﻘﻮل)):ﺳﻨﺘﺤﻤﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻜﺎرﻩ ﺛﻢ ﻧﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ و ﻻ ﻧﻌﻮد أﺑﺪاً ،و ﻟﻦ ﻳﻜﻮن أﺣﺪ أآﺜﺮ ﺳﺮورًا ﻣﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ ..أؤآﺪ ﻟﻚ أﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺄت ﻟﻨﺘﺴﻜﻊ((. ﻻ أدري آﻴﻒ ﻓﻬﻤﻨﺎ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻣﻦ آﻠﻤﺔ واﺣﺪة ﺳﻮى أﻧﻪ ﺳﺤﺐ آﺮﺳﻴ ًﺎ إﻟﻰ اﻟﻄﺎوﻟﺔ .و ﺟﻠﺴﺖ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻄﻔﻞ ﺑﻌﻴﺪًا ﻼ .ﻗﺎل ﻓﻴﻠﻴﺐ: ﻗﻠﻴ ً -ﻧﻌﻢ ﺣﻀﺮة اﻟﻤﻔﺘﺶ؟
أﺟﻞ ،أﻇﻦ ذﻟﻚ ،اﺣﺘﺮزي ﻓﻲ اﻟﻜﻼم ،هﺬﻩ هﻲ اﻟﻔﻜﺮة.اﺑﺘﺴﻤﺖ اﻷم ﺑﺴﻤﺔ رﺿﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺿﺎﻓﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ: ﺸﻜُﻼﺗﻪ ،إﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﻟﻘﺪ ﺻﻨﻌﺖ ﻟﻚ ﺑﻌﺾ اﻟ ُاﻻﺳﺘﻘﺒﺎل. هﺎ! ﺟﻴﺪ! أآﺎد أﻣﻮت ﺟﻮﻋ ًﺎ.وﻗﻔﺖ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺎب و ﻗﺎﻟﺖ: ﻣﺎ أﺟﻤﻞ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻚ اﺑﻨﺔ!و ﻟﻢ أد ِر هﻞ آﺎﻧﺖ ﺗﺨﺎﻃﺒﻨﻲ أم ﺗﺨﺎﻃﺐ رف اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺬي ﻓﻮق رأﺳﻲ؟ ﺛﻢ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ ،ﻓﻘﺎﻟﺖ اﺁﻧﺴﺔ دي هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ ﺗﺨﺎﻃﺐ ﺻﻮﻓﻴﺎ: اﷲ أﻋﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﺳﺘﻘﻮل أﻣﻚ ﻟﻠﺸﺮﻃﺔ! ﺳﺘﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮام. -ﻗﺪ ﺗﻘﻮل ﺷﻴﺌ ًﺎ!
ﻗﺎﻟﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ و هﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎب اﻟﻤﻔﺘﻮح: أﻣﻲ ،ﻻ ﻧﺮﻳﺪك أن ﺗﺨﺒﺮي اﻟﻤﻔﺘﺶ آﺜﻴﺮًا ﻣﻦاﻷآﺎذﻳﺐ. ﺻﻮﻓﻴﺎ ،ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ! أﻋﺮف أﻧﻚ ﻗﺪ أﻋﺪدت آﻞ ﺷﻲء و أﻧﻚ ﺗﻬﻴﺄت ﻷداءدور ﺟﻤﻴﻞ ﺟﺪاً ،ﻟﻌﻠﻚ ﺣﻔﻈ ِﺘ ِﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺧﺎﻇﺌﺔ .ﺧﺎﻃﺌﺔ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ! هﺮاء ..أﻧﺖ ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻴﻦ. إﻧﻨﻲ أﻋﺮف .ﻳﺠﺐ أن ﺗﻤﺜﻠﻲ هﺬا اﻟﺪور ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞﻣﺨﺘﻠﻒ ﺗﻤﺎﻣًﺎ :ﺗﻜﻮﻧﻴﻦ ﻣﺘﺤﻔﻈﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﻜﻼم ،ﺗﻜﺒﺤﻴﻦ ﺟﻤﺎح ﻟﺴﺎﻧﻚ و ﺗﺤﺮﺻﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ. ﻇﻬﺮت ﻋﻠﻰ وﺟﻪ ﻣﺎﺟﺪا ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﺣﻴﺮة ﻃﻔﻠﺔ ﺳﺎذﺟﺔ. ﻗﺎﻟﺖ: -ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ،هﻞ ﺗﻈﻨﻴﻦ ﺣﻘ ًﺎ..؟
ﺑﻘﻴﺖ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺨﻮف اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﺎدﻳﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻬﺎ ﻗﻠﻴﻼً، ﺛﻢ اﻧﺒﺴﻂ وﺟﻬﻬﺎ و ﺗﺠﻌﺪ ،و أﺻﺒﺤﺘﻤﺜﻞ ﻃﻔﻠﺔ ﻣﺘﺤﻴﺮة ﺗﻮﺷﻚ أن ﺗﺒﻜﻲ .و ﻓﺠﺄة زال آﻞ اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت و ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ ﺑﻨﺒﺮة رﺳﻤﻴﺔ و ﻗﺪ اﻟﺘﻔﺘﺖ إﻟﻲ: أﻻ ﺗﻌﺘﻘﺪ أن هﺬﻩ هﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﺮض ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ))إﻳﺪﻳﺚ ﺗﻮﻣﺒﺴﻮن((؟ واﻓﻘﺘُﻬﺎ .ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﺳﺘﻄﻌﺖ أن أﺗﺬآﺮ ﺑﻐﻤﻮض ﺷﺪﻳﺪ إﻳﺪﻳﺚ ﺗﻮﻣﺒﺴﻮن ،ﻟﻜﻨﻲ آﻨﺖ ﻣﻬﺘﻤ ًﺎ أن أﺑﺪأ ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﻴﺪة ﻣﻊ واﻟﺪة ﺻﻮﻓﻴﺎ .ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺎﺟﺪا: إﻳﺪﻳﺚ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﺮﻳﻨﺪا ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ هﻞ ﺗﻌﺮف أﻧﻨﻲ ﻟﻢأﻓﻜﺮ ﺑﺬﻟﻚ أﺑﺪًا .ﻏﻨﻪ ﻣﺸﻮق ﺟﺪا ،هﻞ ﻳﺠﺐ أن أوﺿﺢ هﺬا ﻟﻠﻤﻔﺘﺶ؟ ﻼ ﺛﻢ ﻗﻄﺐ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺠﺎﻟﺲ وراء اﻟﻤﻜﺘﺐ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻗﻠﻴ ً ﻗﺎل: ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻳﺎ ﻣﺎﺟﺪا أن ﺗَﺮﻳْﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق .ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أنأﺧﺒﺮﻩ ﺑﻜﻞ ﺷﻲء ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ. ارﺗﻔﻊ ﺻﻮﺗﻬﺎ :ﻻ أراﻩ؟ ﺑﻞ ﻳﺠﺐ أن أراﻩ .إﻧﻚ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ﺿﻴﻖ اﻟﺨﻴﺎل ﻻ ﺗﻔﻬﻢ أهﻤﻴﺔ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ .ﺳﻮف ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ
و ﻣﺪت ذراﻋﻴﻬﺎ ،ﻓﺴﻄﻘﺖ اﻟﻠﻔﺎﻓﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﻃﺎوﻟﺔ ﻓﻴﻠﻴﺐ اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺎهﻮﻏﺎﻧﻴﺎﻟﻤﺼﻘﻮل و ﺟﻌﻠﺖ ﺗﺤﺮﻗﻪ ،ﻓﺄﻣﺴﻜﻬﺎ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﺑﻬﺪوء و أﻟﻘﺎهﺎ ﻓﻲ ﺳﻠﺔ اﻟﻤﻬﻤﻼت. هﻤﺴﺖ ﻣﺎﺟﺪا و ﻗﺪ اﺳﺘﺴﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎهﺎ ﻓﺠﺄة و ﺗﺸﻨﺞ وﺟﻬﻬﺎ: -ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ اﻟﺮﻋﺐ!
اﻟﺼﻮت اﻟﺬي آﺎن ﻳﺸﺒﻪ ﺻﻮت اﻟﺴﻴﺪة ﻣﺎﺟﺪا آﺎن ﺻﻮﺗ ًﺎ ﻋﺎﻟﻴﺎً ﻳﺘﺤﺪث ﺑﺴﺮﻋﺔ آﺒﻴﺮة و ﻳﻘﺘﺮب ﺑﺴﺮﻋﺔ .و اﻧﻔﺘﺢ اﻟﺒﺎب ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻲ ﺑﻘﻮة و دﺧﻠﺖ اﻣﺮأة آﺄﻧﻬﺎ ﺛﻼث ﻧﺴﺎء ﻻ واﺣﺪة! آﺎﻧﺖ ﺗﺪﺧﻦ ﻟﻔﺎﻓﺔ ﻓﻲ ِﻣﻤْﺴﻚ ﻃﻮﻳﻞ ،و ﺗﻠﺒﺲ ﺛﻮﺑﺎ ﻼ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺗﺎن ﻗﺮﻧﻔﻠﻲ اﻟﻠﻮن ﺗﻤﺴﻚ ﺑﻪ ﺑﻴﺪ ﻓﻀﻔﺎﺿ ًﺎ ﻃﻮﻳ ً واﺣﺪة ،و آﺎن ﺷﻌﺮهﺎ اﻟﻐﺰﻳﺮ اﻟﻤﺘﻤﻮج ﻣﺴﺘﺮﺳﻼ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮهﺎ ،وﺟﻬﻬﺎ ﺑﻼ ﻣﺴﺎﺣﻴﻖ آﺄﻧﻪ ﻟﻮﺣﺔ زﻳﺘﻴﺔ ،و ﻋﻴﻨﺎهﺎ زرﻗﺎوﻳﻦ ﺟﺎﺣﻈﺘﻴﻦ ،و آﺎﻧﺖ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﺴﺮﻋﺔ و ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻟﺴﺎﻧﻬﺎ ﺑﺼﻮت ﺟﺬاب ﻗﻮي و ﻧﻈﻖ واﺿﺢ! ﻗﺎﻟﺖ: ﺣﺒﻴﺒﻲ ﻓﻴﻠﻴﺐ ،ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﺣﺘﻤﺎل ذﻟﻚ ،أﻟﻢ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲاﻟﺒﻼﻏﺎت؟ إﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻒ ﺑﻌﺪ و ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺘﻨﺘﺸﺮ ﺣﺘﻤﺎ .و ﻻ أﻋﺮف ﻣﺎذا أﻟﺒﺲ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ؟ ﻟﻦ أﻟﺒﺲ ﺛﻮﺑ ًﺎ أﺳﻮد ،رﺑﻤﺎ ﺛﻮﺑﺎ أرﺟﻮاﻧﻴﺎً .و ﻟﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻨﺪي آﻮﺑﻮﻧﺎت ،ﻟﻘﺪ أﺿﻌﺖ ﻋﻨﻮان ذاك اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺒﻌﻴﺾ اﻟﺬي ﻳﺒﻴﻌﻬﺎ ﻟﻲ! إن اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺷﺎرع ﺷﻴﻔ ْﺘﺴْﺒﻮري ،و ﻟﻮ ذهﺒﺖ هﻨﺎك ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرة ﻓﺈن اﻟﺸﺮﻃﺔ ﺳﻴﺘﺒﻌﻮﻧﻨﻲ و رﺑﻤﺎ ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻨﻲ أﺳﺌﻠﺔ ﺳﻤﺠﺔ ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ ﻣﺎذا أﻗﻮل ﻟﻬﻢ؟ أﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺘﺮك هﺬا اﻟﺒﻴﺖ اﻟﻜﺮﻳﻪ اﻵن؟ ﺣﺮﻳﺔ .ﺣﺮﻳﺔ! ﺁﻩ! إﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﻏﻴﺮ ﻟﻄﻴﻒ .اﻟﻌﺠﻮز اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ! ﻧﺤﻦ ﻟﻢ ﻧﺘﺮآﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﺣﻴﻦ آﺎن ﺣﻴ ًﺎ .و آﺎن ﻳﺤﺒﻨﺎ رﻏﻢ آﻞ اﻟﻤﺸﺎآﻞ اﻟﺘﻲ ﺣﺎوﻟﺖ أن ﺗﺜﻴﺮهﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻷﻋﻠﻰ!
أﻇﻦ أن رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻔﺘﺸﻴﻦ – و ﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰاﻟﻄﺎوﻟﺔ – ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﻗﺎدم ﻟﻴﺘﺤﺪث ﻣﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل. أﻳﻦ هﻮ اﻵن؟ ﻻ أدري ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺘﻲ إﻳﺪﻳﺚ ،أﻇﻦ أﻧﻪ ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﻌﻠﻮي. ﻣﻊ ﺑﺮﻳﻨﺪا؟ ﻻ أﻋﺮف.ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻲ وﺟﻪ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻟﻦ ﺗﺼﺪق أن ﺟﺮﻳﻤﺔ وﻗﻌﺖ ﻗﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣﻨﻪ .ﺳﺄﻟﺘﻪ إﻳﺪﻳﺚ: أﻣﺎﺗﺰال ﻣﺎﺟﺪا ﻓﻮق؟ ﻻ أﻋﻠﻢ ،ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻻ ﺗﺬهﺐ هﻨﺎك ﻗﺒﻞ اﻟﺤﺎدﻳﺔﻋﺸﺮة. ﻗﺎﻟﺖ إﻳﺪﻳﺚ: -هﺬا اﻟﺼﻮت ﻳﺸﺒﻪ ﺻﻮﺗﻬﺎ.
و ﻋﻨﺪﻣﺎ دﺧﻠﻨﺎ ﻧﻬﺾ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻣﻦ وراء ﻃﺎوﻟﺘﻪ آﺎن ﻼ أﻧﻴﻘ ًﺎ ﻓﻲ ﺣﻮاﻟﻲ اﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ. ﻼ ﻃﻮﻳ ً رﺟ ً آﺎن اﻟﻨﺎس ﻳﺬآﺮون آﺜﻴﺮًا ﻗﺒﺢ أرﻳﺴﺘﺎﻳﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز، ﻓﺘﻮﻗﻌﺖ أن ﻳﻜﻮن اﺑﻨﻪ ﻗﺒﻴﺤ ًﺎ ﻣﺜﻠﻪ ،و ﻟﻢ أآﻦ ﻣﺴﺘﻌﺪًا ﻟﺮؤﻳﺔ رﺟﻞ آﺎﻣﻞ اﻷوﺻﺎف :اﻷﻧﻒ اﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ،اﻟﺨﻂ اﻟﻤﺘﺼﺪع ﻓﻲ ﻓﻜﻪ ،اﻟﺸﻌﺮ اﻷﺷﻘﺮ اﻟﺬي ﺧﻄﻪ اﻟﺸﻴﺐ و اﻟﻤﺼﻔﻒ إﻷى اﻟﺨﻠﻒ ،و اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ. ﻗﺎﻟﺖ إﻳﺪﻳﺚ: هﺬا ﺗﺴﺎرﻟﺰ هﻴﻮارد ﻳﺎ ﻓﻴﻠﻴﺐ. هﺎ! آﻴﻒ ﺣﺎﻟﻚ؟ﻻ أدري إن آﺎن ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻗﺪ ﺳﻤﻊ ﺑﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ؟ ﻓﻘﺪ ﺻﺎﻓﺤﻨﻲ ﺑﺮود و ﻟﻢ ﻳﻜﻦ وﺟﻬﻪ ﻓﻀﻮﻟﻴﺎً ،وﻗﻒ دون اهﺘﻤﺎم .و ﺳﺄﻟﺘﻪ إﻳﺪﻳﺚ: -أﻳﻦ رﺟﺎل اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﺒﻐﻴﻀﻮن؟ هﻞ ﺟﺎؤوا إﻟﻰ هﻨﺎ؟
هﻞ آﻨﺖ ﺣﻘ ًﺎ أرﻳﺪ ﻟﻘﺎءﻩ؟ ﻻ أدري! آﻨﺖ ﻓﻘﻂ أرﻳﺪ رؤﻳﺔ ﺻﻮﻓﻴﺎ ،و هﺬا ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ.. ﺖ ﺣﻘﺎ ﻓﻲ ﺧﻄﺔ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﺠﻮز ،أﺑﻲ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻘﺪ ﺳﺎهﻤ ُ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻗﺪ اﻧﺴﺤﺒﺖ اﻵن و ﻻ ﺑ ّﺪ أﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﺗﺘﺼﻞ هﺎﺗﻔﻴ ًﺎ ﻟﺘﻄﻠﺐ اﻟﺴﻤﻚ. و ﻟﻢ أﻋﺮف آﻴﻒ أﺑﺪأ اﻟﻌﻤﻞ؟ هﻞ أﺗﻘﺮب ﻣﻦ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز آﺸﺎب ﻳﺮﻳﺪﺧﻄﺒﺔ اﺑﻨﺘﻪ أم ﻣﺠﺮد ﺻﺪﻳﻖ ﻋﺎﺑﺮ دﺧﻞ اﻟﺒﻴﺖ ﻟﻠﺰﻳﺎرة أم آﺮﺟﻞ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺸﺮﻃﺔ؟ ﻟﻢ ﺗﻌﻄﻨﻲ اﻷﻧﺴﺔ دي هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ أي وﻗﺖ ﻟﻜﻲ أﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﺳﺆاﻟﻬﺎ، اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺳﺆا ًﻻ ﺑﻞ آﺎن إﺻﺮاراً .ﻗﺎﻟﺖ: ﺳﻨﺬهﺐ إﻟﻰ اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ.ﻗﺎدﺗﻨﻲ ﺧﺎرج ﻏﺮﻓﺔ اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل ﻋﺒﺮ ﻣﻤﺮ ﻃﻮﻳﻞ ،ﺛﻢ دﺧﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺑﺎب ﺁﺧﺮ .آﺎﻧﺖ ﻏﺮﻓﺔ ﻓﺴﻴﺤﺔ ﺗﻤﻠﺆهﺎ اﻟﻜﺘﺐ ،و ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﻜﺘﺐ ﻓﻲ اﻟﺨﺰاﺋﻨﺎﻟﺘﻲ وﺻﻠﺖ ﺣﺪ اﻟﺴﻘﻒ ،ﺑﻞ ﻲ و اﻟﻄﺎوﻻت و ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ اﻷرض .و آﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺮاﺳ ّ ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﻮﺿﻰ. آﺎﻧﺖ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑﺎردة آﺄن أﺣﺪًا ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ،و آﺎﻧﺖ راﺋﺤﺔ ﻋﻔﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﺘﻴﻘﺔ و ﺷﻤﻊ اﻟﻌﺴﻞ ﺗﺨﺮج ﻣﻨﻬﺎ .و
-6اﻧﻔﺘﺢ اﻟﺒﺎب و دﺧﻠﻨﺎ إﻟﻰ ﻗﺎﻋﺔ رﺣﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺪهﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﻃﻘﻢ ﻣﻦ ﺧﺸﺐ اﻟﺒﻠﻮط اﻟﺪاآﻦ و ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﺤﺎﺳﻴﺎت ﺑﺮّاﻗﺔ .و ﻗﺎﻟﺖ إﻳﺪﻳﺚ: هﺬا ﺟﻨﺎح زوج أﺧﺘﻲ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ ،و ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻖاﻷرﺿﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻠﻴﺐ و ﻣﺎﺟْﺪا. دﺧﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﻟﻴﺴﺎر إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ اﺳﺘﻘﺒﺎل آﺒﻴﺮة، ﺣﻴﻄﺎﻧﻬﺎ ﻣﺪهﻮﻧﺔ ﺑﺎﻷزرق اﻟﻔﺎﺗﺢ و أﺛﺎﺛﻬﺎ ﻣﻐﻄﻰ ﺑﻘﻤﺎش ﻣﻄﺮز .و ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﻄﺎن آﺎﻧﺖ ﺻﻮر و رﺳﻮﻣﺎت اﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻦ و اﻟﺮاﻗﺼﻴﻦ و ﺻﻮؤ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺎت ﻣﻌﻠﻘﺔ .و آﺎﻧﺖ ﻓﻮق رف اﻟﻤﻮﻗﺪ ﺻﻮرة ﻟﺮاﻗﺼﻲ )اﻟﺒﺎﻟﻴﻪ( ،و ﻣﺰهﺮﻳﺎت آﺒﻴﺮة ﻓﻴﻬﺎ زهﻮر اﻷﻗﺤﻮان و اﻟﻘﺮﻧﻔﻞ .و ﻗﺎﻟﺖ إﻳﺪﻳﺚ أﻳﻀ ًﺎ: -أﻇﻨﻚ ﺗﺮﻳﺪ رؤﻳﺔ ﻓﻴﻠﻴﺐ؟
و ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ذﻟﻚ آﺎن ﻳﻨﺒﻐﻲ أن أﻋﺮﻓﻬﺎ أآﺜﺮ.
*****
ﻗﻠﺖ :ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻟﺔ... ﻗﺎﻟﺖ اﻵﻧﺴﺔ دي هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ ﺑﺤﺪة: ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ .اﻷﻗﺎوﻳﻞ ﻣﺰﻋﺠﺔﻃﺒﻌﺎً ،ﻟﻜﻨﻬﺎ – ﻋﻠﻰ أﻳﺔ ﺣﺎل – ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ. أﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪك أﻓﻜﺎر أﺧﺮى؟ و ﻣﺎ هﻲ اﻷﻓﻜﺎر اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮنﻋﻨﺪي؟ ﺗﺴﺎءﻟﺖ؟ آﺎن ﻋﻨﺪي ﺷﻚ ﺑﺄن هﻨﺎك اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻳﺪور ﻓﻲ رأﺳﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﻻ أﻋﺮﻓﻪ و ﻓﻜﺮت أن وراء ﻏﺮورهﺎ و ﻼ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺪهﺎء ﺷﺪﻳﺪ ،و ﻗﻠﺖ ﻓﻲ آﻼﻣﻬﺎ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﺮاﺑﻂ ﻋﻘ ً ﻧﻔﺴﻲ :هﻞ ﺗﻜﻮن اﻵﻧﺴﺔ دي هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻗﺪ ﺳﻤﻤﺖ أرﻳﺴﺘﺎﻳﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز؟ ﻻ ﺗﺒﺪو اﻟﻔﻜﺮة ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ .و ﺗﺬآﺮت آﻴﻒ ﺳﺤﻘﺖ ﻧﺒﺎت اﻟﺒﻼب ﺑﻘﺪﻣﻬﺎ ﺑﻘﺴﻮة ﺗﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻘﺪ. و ﺗﺬآﺮت آﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﺻﻮﻓﻴﺎ))..اﻟﻘﺴﻮة(( .و اﺧﺘﻠﺴﺖ ﻧﻈﺮة إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻋﻴﻨﻲ .إﻧﻬﺎ ﺗﻌﻄﻲ ﺳﺒﺒﺎ ﻣﻘﻨﻌﺎً، ﻟﻜﻦ ،ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺒﺪو ﻹﻳﺪﻳﺚ دي هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ ﺳﺒﺒ ًﺎ ﻣﻘﻨﻌﺎً؟
ﻧﻌﻢ ،إﻧﻬﻢ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪون ﺟﻤﻴﻌﺎً ،ﻳﺄﺧﺬون ﻣﺰﻳﺪًا ﻣﻦاﻟﻤﺎل آﻠﻬﻢ ،و ﻟﻮ أﻧﻬﻢ ﻃﻠﺒﻮﻩ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ أﻳﺔ ﺣﺎل ﻷﻋﻄﺎهﻢ. هﻞ ﻋﻨﺪك ﻓﺮآﺔ ﻋﻤﻦ ﺳﻤﻤﻪ ﻳﺎ ﺁﻧﺴﻪ دي هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ؟ردت ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻤﻴﺰة: ﻼ أن ﺗﻔﻜّﺮ أن ﻻ .ﻟﻘﺪ أزﻋﺠﻨﻲ ذﻟﻚ آﺜﻴﺮًا .ﻟﻴﺲ ﺟﻤﻴ ًﺷﺨﺼ ًﺎ آﻬﺬا ﻳﺘﺠﻮل ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﻃﻠﻴﻘ ًﺎ .أﻇﻦ أن اﻟﺸﺮﻃﺔ ﺳﻮف ﻳﻠﺼﻘﻮن اﻟﺘﻬﻤﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺑﺮﻳﻨﺪا. أﻟﻴﺴﻮا ﻋﻠﻰ ﺻﻮاب ﻓﻲ ﻇﻨﻬﻢ هﺬا؟ ﻻ أدري .آﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪو ﻟﻲ داﺋﻤ ًﺎ ﺷﺎﺑﺔ ﻏﺒﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎﻣﺒﺘﺬﻟﺔ ...ﺷﺎﺑﺔ ﻋﺎدﻳﺔ ﻻ أﻇﻨﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻀﻊ ﻟﻪ اﻟﺴﻢ. ﻟﻜﻦ إذا ﺗﺰوج رﺟﻞ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ ﻓﺘﺎة ﻓﻲ اﻟﺮاﺑﻌﺔ و اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻓﻼ ﺷﻚ أﻧﻬﺎ ﻗﺒﻠﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻤﺎل .آﻨﺎ ﻧﺘﻮﻗﻊ – ﺣﺴﺐ اﻷﺣﺪاث – أن ﺗﺼﺒﺢ أرﻣﻠﺔ ﻏﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻳﺐ اﻟﻌﺎﺟﻞ ،ﻟﻜﻦ أرﻳﺴﺘﺎﻳﺪ آﺎن ﻋﺠﻮزًا ﻗﻮﻳ ًﺎ ﺑﺼﻮرة ﻣﺘﻤﻴﺰة ي ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻪ ،و رﺑﻤﺎ آﺎن و ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺮض اﻟﺴﻜﺮ ّ ﺳﻴﻌﻴﺶ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣ ًﺎ أﺧﺮى! أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻬﺎ ﺳﺌﻤﺖ اﻻﻧﺘﻈﺎر.
ﻳﺆﻟﻒ اﻟﻜﺘﺐ .ﻻ أﻋﺮف ﻟﻤﺎذا ،ﻓﻼ أﺣﺪ ﻳﺮﻳﺪ أنﻳﻘﺮأهﺎ ،ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻏﻴﺮ أﺧﺒﺎر ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻣﺠﺮدة ﻟﻢ ﻧﺴﻤﻊ ﺑﻬﺎ ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ ﺑﻠﻰ. آﺎن ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺎل آﺜﻴﺮ .ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس أن ﻳﺨﺎﻟﻔﻮاﻧﺰواﺗﻬﻢ و ﻳﻜﺴﺒﻮا ﻋﻴﺸﻬﻢ. أﻟﻴﺴﺖ هﺬﻩ اﻟﻜﺘﺐ ﻣﺮﺑﺤﺔ؟ ﻗﻄﻌﺎً ﻻ .ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻳﺴﺘﺤﻖ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺮﺟﻌﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻓﻲﻋﺼﻮر ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻀﻈﺮًا أن ﻳﺠﻌﻞ آﺘﺒﻪ ﺗﺪر ﻋﻠﻴﻪ أرﺑﺎﺣﺎً ،ﻓﻘﺪ ﺧﺼﺺ ﻟﻪ أرﻳﺴﺘﺎﻳﺪ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ﻣﺌﺔ أﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ! و ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﻳﺠﻨﺐ أرﻳﺴﺘﺎﻳﺪ أﺑﻨﺎءﻩ ﺿﺮاﺋﺐ اﻹرث ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺟﻌﻞ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻧﺼﻴﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺪة: روﺟﺮ ﻳﺪﻳﺮ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻟﻠﺘﺠﻬﻴﺰ اﻟﻐﺬاﺋﻲ ،و ﺻﻮﻓﻴﺎ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﻼ آﺒﻴﺮًا ﺟﺪاً ،و أﻣﻮال اﻷﻃﻔﺎل ﺗﺤﺖ اﻟﻮﺻﺎﻳﺔ. دﺧ ً إذن ﻓﻼ أﺣﺪ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻣﻦ وﻓﺎﺗﻪ.ﻧﻈﺮت إﻟﻲ ﻧﻈﺮة ﻏﺮﻳﺒﺔ.
ﺖ أﺻﻐﻲ إﻟﻰ إﻳﺪﻳﺚ دي هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ و هﻲ و ﻣﻀﻴ ُ ﺗﺮوي ذآﺮﻳﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ: ﻼ هﻨﺎ ،أآﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻌﻴﻦ ﻋﺎﻣ ًﺎ. ﻟﻘﺪ ﻋﺸﺖ دهﺮًا ﻃﻮﻳ ًﺟﺌﺖ إﻟﻰ هﺬا اﻟﺒﻴﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻓﻴﺖ أﺧﺘﻲ .هﻮ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ ذﻟﻚ ..ﺳﺒﻌﺔ أﻃﻔﺎل أﺻﻐﺮهﻢ ﻟﻪ ﺳﻨﺔ واﺣﺪة ﻓﻜﻴﻒ ﻼ .آﻨﺖ أﺷﻌﺮ أﺗﺮآﻬﻢ ﻟﻠﻤﺮﺑﻴﺔ؟ آﺎن زواﺟﻬﻤﺎ ﻣﺴﺘﺤﻴ ً ت ﺑﻪ :أﺟﻨﺒﻲ ﻗﺒﻴﺢ و ﻗﺰم ﺧﺴﻴﺲ! أن ﻣﺎرﺳﻴﺎ ﻗﺪ ﺳُﺤﺮ ْ أﻋﺘﺮف أﻧﻪ أﻃﻠﻖ ﻳﺪي ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﻲ إﺣﻀﺎر اﻟﻤﺮﺑﻴﺎت و اﻟﺨﺎدﻣﺎت و ﺷﺆون اﻟﻤﺪارس. ﺖ :و هﻞ ﻋﺸﺖ هﻨﺎ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ؟ هﻤﺴ ُ أﺟﻞ ..أﻣﺮ ﻋﺠﻴﺐ! آﻨﺖ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻏﺎدر اﻟﺒﻴﺖﻋﻨﺪﻣﺎ آﺒﺮ اﻷﻃﻔﺎل و ﺗﺰوﺟﻮا .آﻨﺖ ﻣﻬﺘﻤﺔ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﺛﻢ ﻼ ﺗﺰوج ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻨﻪ آﺎن هﻨﺎك ﻓﻴﻠﻴﺐ .ﻟﻮ أن رﺟ ً أن ﻳﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﺤﻴﺎ ﺣﻴﺎة ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ .ﻟﻤﺎذا ﺗﻨﺠﺐ اﻟﻤﻤﺜﻠﺔ أﻃﻔﺎﻻً؟ ﻓﺤﺎﻟﻤﺎ ﻳﻠﺪن أﻃﻔﺎﻟﻬﻦ ﻳﺴﺮﻋﻦ إﻟﻰ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻓﻲ ﻣﺴﺮح رﻳ َﺒﺮْﺗﻮري ﻓﻲ إﻳﺪَﻧﺒﺮغ أو أي ﻣﻜﺎ ﺑﻌﻴﺪ ﺁﺧﺮ. ﻟﻘﺪ أﺣﺴﻦ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎء إﻟﻰ هﻨﺎ ...ﻣﻊ آﺘﺒﻪ. -و ﻣﺎذا ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز؟
ﺖ إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ ﺑﺨﻔﺔ و ﺗﺒﻌﺘﻬﺎ اﻵﻧﺴﺔ دي أﺳﺮﻋ ْ ت ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ .ﻗﺎﻟﺖ: هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ ﺑﺒﻂء ،و ﺳﺮ ُ ﻻ أﻋﺮف ﻣﺎذا آﻨﺎ ﺳﻨﻔﻌﻞ دون اﻟﺨﺎدﻣﺎت؟ آﻞاﻣﺮئ ﻟﺪﻳﻪ ﺧﺎدﻣﺔ ﻋﺠﻮز .إﻧﻬﻦ ﻳﻐﺴﻠﻦ و ﻳﻜﻮﻳﻦ و ﻳﻄﺒﺨﻦ و ﻳُﻨﺠﺰن اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ ...ﻣﺨﻠﺼﺎت .ﻟﻘﺪ اﺧﺘﺮت هﺬﻩ اﻟﺨﺎدﻣﺔ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺳﻨﻴﻦ. ﺖ و اﻗﺘﻠﻌﺖ ﻧﺒﺘﺔ ﻣﻦ ﺣﻮض زهﻮر ﺑﻘﻮة: ﺗﻮﻗﻔ ْ ﻧﺒﺘﺔ آﺮﻳﻬﺔ ،إﻧﻬﺎ اﻟﻠﺒﻼب ،أﺳﻮأ ﻧﺒﺘﺔ :ﺗﻠﺘﻒ وﺗﻨﻌﻘﺪ و ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻗﺘﻼﻋﻬﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻤﺘﺪ ﻓﻲ اﻷرض. ﺖ ﺑﻌﻀ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻠﺒﻼب ﺑﻘﺪﻣﻬﺎ ﺛﻢ ﻧﻈﺮت إﻟﻰ و ﺳﺤﻘ ْ اﻟﺒﻴﺖ ﻗﺎﺋﻠﺔ: ﻣﺎ أﺳﻮأ هﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ هﻴﻮارد! ﻣﺎ هﻮ رأي ﺖ ﺣﺪودي ،ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻃﺔ؟ أﺧﺸﻰ أﻧﻨﻲ ﺗﻌﺪﻳ ُ اﻟﻐﺮﻳﺐ اﻻﻋﺘﻘﺎد أن أرﻳﺴﺘﺎﻳﺪ ﻗﺪ ﺗﻤﺴﻤﻢ و ﻣﺎت! إﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﺣﺒﻪ ﻗﻂّ ،ﻟﻜﻨﻲ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻻﻋﺘﻴﺎد ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮة ﻣﻮﺗﻪ. إن هﺬا ﻳﺠﻌﻞ اﻟﺒﻴﺖ ﻳﺒﺪو ﻓﺎرﻏ ًﺎ!
أﺟﺒﺘُﻬﺎ و ﻗﺪ ﺗﻔﺎﺟﺄت: إﻧﻪ ﺑﺨﻴﺮ! أﻋﺮﻓﻪ ﻣﻨﺬ آﺎن ﺻﺒﻴﺎً ،و أﻋﺮف أﻣﻪ ﺟﻴﺪًا .أﻧﺖﺗﺸﺒﻬﻬﺎ .هﻞ ﺟﺌﺖ ﻟﺘﺴﺎﻋﺪﻧﺎ أم ﻣﻦ أﺟﻞ أﻣ ٍﺮ ﺁﺧﺮ؟ ﻗﻠﺖ ﻣﺘﻀﺎﻳﻘ ًﺎ: أرﺟﻮ أن أﺳﺎﻋﺪآﻢ!ﺞ ﻟﻌﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﺗﻨﻔﻌﻨﺎ .إن اﻟﻤﻜﺎن ﻳﻌ ّﺑﺎﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮاﻗﺒﻮﻧﻨﺎ ﻣﻦ آﻞ ﺻﻮْب ،و أﻧﺎ ﻻ أﺣﺐ ﺑﻌﻀ ًﺎ ﻣﻨﻬﻢ .ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻮﻟﺪ اﻟﺬي آﺎن ﻓﻲ ﻣﺪرﺳﺔ ﻣﺤﺘﺮﻣﺔ أن ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻃﺔ .ﻟﻘﺪ رأﻳﺖ اﺑﻦ ﻣﻮﻳﺮا آﻴﻨﻮل أﻣﺲ ﻳﺪﻳﺮ إﺷﺎرة اﻟﻤﺮور ﻓﻲ ﻣﺎرﺑﻞ ﺁرش... ﻳﺠﻌﻠﻚ ﺗﺸﻌﺮ آﺄﻧﻚ ﻓﻲ دوّاﻣﺔ! و اﻟﺘﻔﺘﺖ إﻟﻰ ﺻﻮﻓﻴﺎ و ﻗﺎﻟﺖ :إن اﻟﺨﺎدﻣﺔ ﺗﺴﺄل ﻋﻨﻚ ﻳﺎ ﺻﻮﻓﻴﺎ ...اﻟﺴﻤﻚ. ﻗﺎﻟﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ :ﻳﺎ إﻟﻬﻲ! ﺳﻮف أذهﺐ و أﺗﺼﻞ ﺑﺎﻟﻬﺎﺗﻒ ﺑﺨﺼﻮص ذﻟﻚ.
-5أﻗﺒﻠﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻣﺮأة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺗﻤﺸﻲ ﺑﺨﻔﺔ .آﺎﻧﺖ ﺗﻠﺒﺲ ﻗﺒﻌﺔ ﺑﺎﻟﻴﺔ ،و ﺗﻨﻮرة ﻻ ﺷﻜﻞ ﻟﻬﺎ ،و آﻨﺰة ﺛﻘﻴﻠﺔ .و ﻗﺎﻟﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ: إﻧﻬﺎ اﻟﺨﺎﻟﺔ إﻳﺪﻳﺚ.ﺗﻮﻗﻔﺖ اﻟﻤﺮأة ﻣﺮة أو ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﻓﻲ أﺣﻮاض ﺖ ﻣﺤﻴّﻴ ًﺎ. اﻟﺰهﻮر ،ﺛﻢ ﺟﺎءت إﻟﻴﻨﺎ ﻓﻨﻬﻀ ُ ﻲ ﺖ إﻟ ّ هﺬا هﻮ ﺗﺸﺎرﻟﺰ هﻴﻮارد ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺘﻲ – و اﻟﺘﻔﺘ ْ– ﺧﺎﻟﺘﻲ اﻵﻧﺴﺔ دي هﺎﻟﻔﻴﻼﻧﺪ. آﺎﻧﺖ إﻳﺪﻳﺚ دي هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ اﻣﺮأة ﻓﻲ ﺣﺪود اﻟﺴﺒﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮهﺎ ،ﺷﻌﺮهﺎ رﻣﺎدي ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺗﺐ ،ذات ﻧﻈﺮات ﺧﺎرﻗﺔ ﻻذﻋﺔ .ﻗﺎﻟﺖ: آﻴﻒ ﺣﺎﻟﻚ؟ ﻟﻘﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻨﻚ و ﻋﻠﻤﺖ أﻧﻚ ﻋﺪتﻣﻦ اﻟﺸﺮق .آﻴﻒ ﺣﺎل أﺑﻴﻚ؟
أﺣﺴﺴﺖ ﻓﺠﺄة ﺑﺎﻷﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻳﻨﺪا ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز.
*****
أﺑﻲ ﻳﻀﺒﻂ ﻧﻔﺴﻪ .ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﻓﻴﻢ ﻳﻔﻜﺮ ،و ﻻ ﻳُﻈﻬﺮ أياﻧﻔﻌﺎل ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق .رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﻧﻮﻋ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﻼواﻋﻲ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ ﺿﺪ واﻟﺪﺗﻲ اﻟﻤﻨﻐﻤﺴﺔ ﻓﻲ ﻼ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن. اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ،ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻳﻀﺎﻳﻘﻨﻲ ﻗﻠﻴ ً أﻧﺖ ﻳﺎ ﻃﻔﻠﺘﻲ ﺗﺜﻴﺮﻳﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺿﺮورة .إناﻟﺬي ﻧﻔﻬﻤﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ هﻮ أن آﻞ ﺷﺨﺺ رﺑﻤﺎ آﺎن ﻗﺎدرًا ﻋﻠﻰ ارﺗﻜﺎب اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ. أﺟﻞ ،ﺣﺘﻰ أﻧﺎ. ﻟﻴﺲ أﻧﺖ! ﻻ ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ ،ﻻ ﺗﺴْﺘ ْﺜﻨِﻨﻲ ،أﻋﺘﻘﺪ أن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ أنن ﺣﺪث ذﻟﻚ ﻓﻼﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ أﻗﺘﻞ ﺷﺨﺼ ًﺎ ..و ﻟﻜﻦ إ ْ أﺟﻞ ﺷﻲء ﻳﺴﺘﺤﻖ. ﺖ .ﻟﻢ أﻣﻠﻚ أ ّﻻ أﺿﺤﻚ ،و اﺑﺘﺴﻤﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ و و ﺿﺤﻜ ُ ﻗﺎﻟﺖ: رﺑﻤﺎ آﻨﺖ ﺣﻤﻘﺎء ،و ﻟﻜﻦ آﺎن ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ اآﺘﺸﺎفاﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺣﻮل وﻓﺎة ﺟﺪي ،ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ .ﻟﻴﺘﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﺑﺮﻳﻨﺪا!..
آﻞ هﺆﻻء اﻷﺟﺪاد ﺻﺎﺋﺪي اﻟﺜﻌﺎﻟﺐ و اﻟﺠﻨﺮاﻻت اﻟﻌﺠﺎﺋﺰ اﻟﺬﻳﻦ آﺎن اﻟﻘﺘﻞ ﻳﺴﺮي ﻓﻲ دﻣﺎﺋﻬﻢ ،ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻐﺮور و اﻻﻋﺘﺰاز ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ،و ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻳﺨﺎﻓﻮن ﺗﺤﻤﻞ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة و اﻟﻤﻮت. أﻟﻴﺲ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ؟ ﺑﻠﻰ ،أﻇﻦ ذﻟﻚ ،و ﻟﻜﻨﻨﻲ أﺧﺎف هﺬا اﻟﻨﻮع آﺜﻴﺮاً،إﻧﻪ ﻣﻌﺘ ﱞﺪ ﻗﺎﺳﻲ اﻟﻔﺆاد .ﺛﻢ هﻨﺎك واﻟﺪﺗﻲ .آﺎﻧﺖ ﻣﻤﺜﻠﺔ. إﻧﻨﻲ أﺣﺒﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻐﺮورة و ﻏﻴﺮ واﻋﻴﺔ ﺗﺮى اﻟﺸﻲء ﺣﺴﺐ ﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﻓﻴﻬﺎ و ﻻ ﻳﻬﻤﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس .إن هﺬا ﻣﺨﻴﻒ! و هﻨﺎك زوﺟﺔ ﻋﻤﻲ روﺟﺮ .اﺳﻤﻬﺎ آﻠﻴﻤﻨﺴﻲ .إﻧﻬﺎ ﻋﺎﻟﻤﺔ ﺑﺎﺣﺜﺔ ﺗﻘﻮم ﺑﺈﻋﺪاد أﺑﺤﺎث هﺎﻣﺔ ﺟﺪاً ،و هﻲ ﻗﺎﺳﻴﺔ اﻟﻘﻠﺐ أﻳﻀ ًﺎ اذت دم ﺑﺎرد ﻋﺪﻳﻤﺔ اﻹﺣﺴﺎس .أﻣﺎ ﻋﻤﻲ روﺟﺮ ﻓﻬﻮ ﻋﻜﺴﻬﺎ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ :ﻟﻌﻠﻪ أﻟﻄﻒ و أﺣﺐ اﻣﺮى ٍء ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻟﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﺣﺪة ﺑﻐﻴﻀﺔ ،إذا أﺻﺎﺑﻪ أﻣﺮ ﺟﻌﻞ دﻣُﻪ ﻳﻐﻠﻲ ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﻌﺮف ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ! و هﻨﺎك أﺑﻲ... و ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻃﻮﻳﻼً ،ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺒﻂء:
ﻼ و ﺿﻐﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻬﺎ و ﻗﺎﻟﺖ ارﺗﻌﺸﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻗﻠﻴ ً ﺑﺼﻮت ﺧﺎﻓﺖ: ﻷن هﺬﻩ ﺧﻘﻴﻘﺔ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻔﻬﻤﻬﺎ ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ .ﻧﺤﻦ –آﻤﺎ ﺗﺮى – ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﺟﺪاً ،و هﻨﺎك اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺴﻮة ﻓﻲ داﺧﻠﻨﺎ ...أﻧﻮاع آﺜﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻘﺴﻮة. ﻟﻌﻠّﻬﺎ رأت ﻋﺪم اﻟﻔﻬﻢ ﺑﺎدﻳ ًﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻲ و ﻟﻜﻨﻬﺎ اﺳﺘﻤﺮت ﺗﺘﺤﺪث ﺑﻨﺸﺎط: ﻼ– ﺳﻮف أﺣﺎول أن أوﺿﺢ ﻣﺎ أﻋﻨﻴﻪ .ﺟﺪّي – ﻣﺜ َآﺎن ﻳﺤﺪﺛﻨﺎ ذات ﻣﺮة ﻋﻦ ﺻﺒﺎﻩ ﻓﻲ اﻟﻴﻮﻧﺎن ،و ذآﺮ ﻋﺮﺿ ًﺎ و ﺑﺪون أي اهﺘﻤﺎم أﻧﻪ ﻃﻌﻦ رﺟﻠﻴﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﺷﺠﺎر ﺣﺪث هﻨﺎك ﺑﺼﻮرة ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ و ﻧُﺴﻲ هﺬا اﻟﺤﺎدث .و ﻟﻜﻦ ﺑﺪا ﻏﺮﻳﺒ ًﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ هﻨﺎ ﻓﻲ إﻧﻜﻠﺘﺮا ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻌﺮﺿﻴﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺒﺎﻟﻴﺔ. أوﻣﺄت ﺑﺮأﺳﻲ ﻣﻮاﻓﻘ ًﺎ و أآﻤﻠﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ: آﺎن ذﻟﻚ ﻧﻮﻋ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺴﻮة .ﺛﻢ آﺎﻧﺖ ﺟﺪﺗﻲ اﻟﺘﻲأآﻄﺎد ﻻ أﺗﺬآﺮهﺎ ،ﻟﻜﻨﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻨﻬﺎ آﺜﻴﺮًا .أﻇﻦ أﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻗﺎﺳﻴﺔ أﻳﻀﺎً ،و ﻟﻌﻞ ﺳﺒﺐ ﻗﺴﻮﺗﻬﺎ اﻓﺘﻘﺎرهﺎ إﻟﻰ اﻟﺤﻨﻜﺔ.
ﻋﺠﻴﺐ! اﻟﻨﺎس ﻳﻔﺎﺟﺌﻮن ﺑﻌﻀﻬﻢ آﺜﻴﺮاً ،أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﺗﻈﻦ ﺑﺈﻧﺴﺎنﺷﻴﺌﺎ ﻓﻴﻜﻮن ﻇﻨﻚ ﺧﺎﻃﺌﺎً ،ﻟﻴﺲ داﺋﻤﺎً ،أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ.. ت رأﺳﻬﺎ و ﻗﺎﻟﺖ: و هﺰ ْ ﺑﺮﻳﻨﺪا آﺎﻧﺖ ﺗﺘﺼﺮف داﺋﻤ ًﺎ ﺗﺼﺮﻓﺎت ﻣﻨﺎﺳﺒﺔﻟﻠﻨﺴﺎء :ﺗﺤﺐ اﻟﺠﻠﻮس ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ و أآﻞ اﻟﺤﻠﻮى و ﻟﺒﺲ اﻟﺜﻴﺎب اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ و اﻟﻤﺠﻮهﺮات ،و آﺎﻧﺖ ﺗﻘﺮأ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺮﺧﻴﺼﺔ و ﺗﺬهﺐ إﻟﻰ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ. و ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻳﺐ أن ﺟﺪي آﺎن ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ و اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ ﻟﻜﻨﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﺤﺒﻪ ،آﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﻗﻮة ﻣﺆﺛﺮة ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻤﺮأة ﺗﺸﻌﺮ آﺄﻧﻬﺎ ﻣﻠﻜﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﺮهﺎ! و ﻟﻌﻠّﻪ أﻗﻨﻊ ﺑﺮﻳﻨﺪا أﻧﻬﺎ اﻣﺮأة ﻣﺘﻤﻴﺰة ،ﻓﻘﺪ آﺎن ذآﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻨﺴﺎء ﻃﻮال ﺣﻴﺎﺗﻪ. و ﺗﺮآﺖ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺑﺮﻳﻨﺪا و رﺟﻌﺖ إﻟﻰ آﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﺻﻮﻓﻴﺎ أزﻋﺠﺘﻨﻲ .ﺳﺄﻟﺘﻬﺎ: -ﻟﻤﺎذا ﻗﻠﺖ إﻧﻚ ﺧﺎﺋﻔﺔ؟
ﻧﻌﻢ ،ﺧﺎﺋﻔﺔ ،ﺧﺎﺋﻔﺔ ،ﺧﺎﺋﻔﺔ .اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻳﻌﺘﻘﺪون ،وواﻟﺪك ﻳﻌﺘﻘﺪ ،و أﻧﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪ ،اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻌﺘﻘﺪون أن ﺑﺮﻳﻨﺪا هﻲ اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ. اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت... ﺁﻩ! إﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮد اﺧﺘﻤﺎﻻت .إﻧﻬﺎ ﻣﻤﻜﻨﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺣﻴﻦأﻗﻮل)):ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ أن ﺑﺮﻳﻨﺪا ﻓﻌﻠﺖ ذﻟﻚ(( ﻓﺈﻧﻨﻲ أدرك ﺗﻤﺎﻣﺎ أن ذﻟﻚ ﻣﺎ هﻮ إﻻ أﻣﻨﻴﺔ أﺗﻤﻨﺎهﺎ؛ ﻷﻧﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻ أﻋﺘﻘﺪ ذﻟﻚ. ﻗﻠﺖ ﺑﻂء: أﻻ ﺗﻌﺘﻘﻴﺪن ذﻟﻚ؟ﺖ ﻋﻦ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج آﻤﺎ ﻻ أدري ،ﻟﻘﺪ ﺳﻤﻌ َت ﻟﻚ ذﻟﻚ ،و اﻵن ﺳﻮف أرﻳﻚ إﻳﺎهﺎ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ. أرد ُ إﻧﻨﻲ – ﺑﺴﺎﻃﺔ – ﻻ أﺷﻌﺮ أن ﺑﺮﻳﻨﺪا ﺗﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﻮﻗﻌﻬﻞ ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺮ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ آﺜﻴﺮًا. و ﻣﺎذا ﻋﻦ هﺬا اﻟﺸﺎب ﻟﻮرﻧﺲ ﺑﺮاون؟ ﻟﻮرﻧﺲ ﺟﺒﺎن آﺎﻷرﻧﺐ ،ﻟﻴﺴﺖ ﻟﺪﻳﻪ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻟﻔﻌﻞذﻟﻚ؟
إن أﺑﺎك رﺟﻞ ذآﻲ ﺟﺪًا! اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﺠﻮز ﻟﻪ أهﺪاﻓﻪ ،أﻇﻦ أﻧﻬﺎ ﻓﻜﺮة ﺣﻘﻴﺮة،ﻟﻜﻦ... ﻗﺎﻃﻌﺘﻨﻲ ﻗﺎﺋﻠﺔ :ﻻ .ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻜﺮة ﺣﻘﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق، ﺑﻞ هﻲ اﻟﺸﻲء اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻔﻴﺪًا .إن أﺑﺎك ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ ﻳﻌﺮف ﻳﻘﻴﻨ ًﺎ ﻣﺎ ﻳﺪور ﻓﻲ دﻣﺎﻏﻲ ،ﻳﻌﺮﻓﻪ أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻌﺮﻓﻪ أﻧﺖ. و أﻃﺒﻘﺖ آﻔﻴﻬﺎ ﺑﻌﻨﻒ ﻳﺎﺋﺲ و ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺤﺪّة: ﻳﺠﺐ أن أﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .ﻳﺠﺐ أن أﻋﺮف! هﻞ هﺬا ﺑﺴﺒﻨﺎ؟ ﻟﻜﻦ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ...ﺐ ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ .ﻳﺠﺐ أن أﻋﺮف ﻟﻴﺲ ﺑﺴﺒﻨﺎ ﻓﺤﺴ ُﺣﺘﻰ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﺑﺎﻟﻲ .إﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﺧﺒﺮك ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ هﻲ ....إﻧﻨﻲ ﺧﺎﺋﻔﺔ! -ﺧﺎﺋﻔﺔ؟
أﻧﺖ؟ ﻟﻘﺪ ﺟﺌﺖ ﻷﺗﺤﺪث ﻣﻌﻚ ﻳﺎ ﺻﻮﻓﻴﺎ ،أﻳﻦ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أنﻧﺬهﺐ؟ اﻋﺘﻘﺪت ﻓﻲ اﻟﺒﺎدﻳﺔ أﻧﻬﺎ ﺳﺘﺮﻓﺾ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ اﻟﺘﻔﺘﺖ و ﻗﺎﻟﺖ: ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻖ. ﺳﺮﻧﺎ ﻓﻮق اﻟﻤﺮﺟﺔ ،آﺎن اﻟﻤﻨﻈﺮ راﺋﻌ ًﺎ ﻋﺒﺮ ﻣﻠﻌﺐاﻟﻐﻮﻟﻒ ﻓﻲ ﺳﻮﻳﻨﻠﻲ دﻳﻦ ،ﺣﻴﺚ آﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪو ﻓﻲ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ أﺷﺠﺎر اﻟﺼﻨﻮﺑﺮ ﻓﻮق إﺣﺪى اﻟﺘﻼل ،و اﻟﺮﻳﻒ ﻳﻤﺘﺪ وراءهﺎ داآﻨ ًﺎ. أﺧﺬﺗﻨﻲ ﺻﻮﻓﻴﺎ إﻟﻰ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺻﺨﺮﻳﺔ ،و ﺟﻠﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪ ﺧﺸﺒﻲ ﺑﺴﻴﻂ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻳﺢ .ﻗﺎﻟﺖ: ﺣﺴﻨﺎً؟ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻣﺸﺠﻌ ًﺎ .أﺧﺒﺮﺗُﻬﺎ ﻋﻦ دوري آﻠﱢﻪ و ﻲ ﺑﺈﺻﻐﺎء ﺷﺪﻳﺪ و آﺎن وﺟﻬﻬﺎ ﻳﺨﺒﺮك ﺑﻤﺎ ﺖ إﻟ ﱢ اﺳﺘﻤﻌ ْ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺣﻴﻦ أﺗﻤﻤﺖ آﻼﻣﻲ ﺗﻨﻬﺪت ﻋﻤﻴﻘ ًﺎ و ﻗﺎﻟﺖ:
و ﻟﻘﺪ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﻔﻜﺮة .ﻓﻜﺮة ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻄﻌﻢ ﻳﻮﻧﺎﻧﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ،آﺎن ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺑﻴﺖ رﺟﻞ إﻧﻜﻠﻴﺰي ﻣﺒﻨﻲ ﺑﺤﺠﻢ اﻟﻘﻠﻌﺔ! ﺗُﺮى ،ﻣﺎذا آﺎن رأي اﻟﺴﻴﺪة ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﺣﻴﻦ رأﺗﻪ أول ﻣﺮة؟ أﻇﻦ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺸﺮ و ﻟﻢ َﺗ َﺮ ﻣﺨﻄﻂ اﻟﺒﻨﺎء ﺑﻞ اﻷرﺟﺢ أﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﻔﺎﺟﺄة ﻣﻦ زوﺟﻬﺎ اﻟﻐﺮﻳﺐ ،ﻟﻜﻨﻲ أﻇﻨﻬﺎ ﻋﺎﺷﺖ ﻓﻴﻪ راﺿﻴﺔ. و ﻗﺎل اﻟﻤﻔﺘﺶ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ: إﻧﻪ ﻳﺤﻴﺮ اﻟﻨﺎﻇﺮ ﻗﻠﻴﻼً ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ آﺄن اﻟﻌﺠﻮزرأى ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﺣﻴﻦ ﺑﻨﺎﻩ ﺷﻴﺌ ًﺎ آﺒﻴﺮًا ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﺟﻬّﺰ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ ﺑﻤﺜﻞ ﺑﻴﻮت ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻣﻊ ﻣﻄﺎﺑﺨﻬﺎ ،و ُ اﻟﻔﻨﺎدق اﻟﻔﺨﻤﺔ. و ﺟﺎءت ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺎب اﻷﻣﺎﻣﻲ ﺣﺎﺳﺮة اﻟﺮأس ﺗﻠﺒﺲ ﻗﻤﻴﺼﺎ أﺧﻀﺮ و ﺗﻨﻮرة ﻣﻦ اﻟﺼﻮف اﻟﺨﺸﻦ، ﻓﻮﺟﺌﺖ ﻣﻦ رؤﻳﺘﻲ و ﺻﺎﺣﺖ:
أﺟﻞ ،ﻟﻘﺪ ﻓﻬﻤﺖ. ﻟﻢ ﻻ ﺗﻠﺠﺄ إﻟﻴﻬﺎ؟ هﻞ ﺗﻘﺪ أﺳﺄل ﺻﻮﻓﻴﺎ إن آﻨﺖ..؟ﺖ و ﻣﺎ زال اﻟﻌﺠﻮز ﻳﻮﻣﻲء ﺑﺮأﺳﻪ ﺑﻘﻮة: ﺛﻢ ﺳﻜ ﱡ ﻧﻌﻢ ﻧﻌﻢ .ﻻ أﻗﺼﺪ أن ﺗﺘﺤﻴّﻞ و ﺗﺨﺎدﻋﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أنﺗﺼﺎرﺣﻬﺎ .اﻧﻈﺮ ﻣﺎذا ﺗﻘﻮل. و هﻜﺬا ﺣﺪث ،ﺧﺮﺟﺖ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻊ رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻔﺘﺸﻴﻦ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ و اﻟﺮﻗﻴﺐ اﻟﺘﺤﺮي ﻻﻣﺐ إﻟﻰ ﺳﻮﻳﻨﻠﻲ دﻳﻦ. اﻧﻌﻄﻔﻨﺎ إﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺿﻴﻘﺔ وراء ﻣﻠﻌﺐ اﻟﻐﻮﻟﻒ ﻋﻨﺪ واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﺒﻮاﺑﺎت ،و ﺳﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرة ﻋﻠﻰ ﻃﻮل ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻠﺘﻮﻳﺔ ﻏﻄﺖ اﻷﻋﺸﺎب ﺟﻨﺒﺎﺗﻬﺎ ،و اﻧﺘﻬﺖ هﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻰ آﻮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻰ ﻋﻨﺪ ﺑﺎب اﻟﺒﻴﺖ. ﻋﺠﺒﺖ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺒﻴﺖ ،و أﺣﺴﺴﻦ أﻧﻪ ﻣﺸﻮّﻩ ﻏﺮﻳﺐ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ،و ﻟﻌﻠّﻲ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﺴﺒﺐ ،ﻓﺎﻟﺒﻴﺖ آﺎن ﻋﻠﻰ
ﻲ أن أﺟﻠﺐ و هﻞ أﻧﺎ ﺟﺎﺳﻮس ﻟﻠﺸﺮﻃﺔ؟ هﻞ ﻋﻠ ّﻣﻌﻠﻮﻣﺎت داﺧﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺻﻮﻓﻴﺎ اﻟﺘﻲ أﺣﺒﻬﺎ و ﺗﺤﺒﻨﻲ و ﺗﺜﻖ ﺑﻲ؟ اﻧﻔﻌﻞ اﻟﻌﺠﻮز آﺜﻴﺮا و ﻗﺎل ﻣﺤﺘﺪًا: أرﺟﻮك ﻻ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻸﻣﺮ هﻜﺬا .أو ًﻻ :هﻞ ﺗﻈﻦ أن ﻓﺘﺎﺗﻚاﻟﺸﺎﺑﺔ ﻗﺪ ﻗﺘﻠﺖ ﺟﺪهﺎ؟ آﻼ ،هﺬﻩ ﻓﻜﺮة ﺳﺨﻴﻔﺔ دون ﺷﻚ. ﺣﺴﻨﺎً ،و ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﻈﻦ ذﻟﻚ أﻳﻀﺎً؛ ﻷن ﺻﻮﻓﻴﺎ آﺎﻧﺖﻓﻲ اﻟﺨﺎرج ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻴﻦ ،و آﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ودﻳﺔ ﻣﻌﻪ داﺋﻤﺎً ،و آﺎﻧﺖ ﺗﺘﻘﺎﺿﻰ راﺗﺒﺎً ﺳﺨﻴ ًﺎ ﻣﻨﻪ ،و ﻻ ﺷﻚ أن ﺧﻄﻮﺑﺘﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﺳﺘﺴﺮﻩ .إﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺸﺘﺒﻪ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻲ أرﻳﺪك أن ﺗﻌﻠﻢ ﺷﻴﺌﺎ واﺣﺪًا :إذا ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺣﻞ هﺬﻩ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻓﻠﻦ ﺗﺘﺰوﺟﻚ اﻟﻔﺘﺎة ،إﻧﻨﻲ ﻣﺘﺄآﺪ ﻣﻤﺎ أﻗﻮل ﺑﺴﺐ ﻣﺎ أﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ﺑﻪ ،و هﺬﻩ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﻻ ﺗﺤ ّﻞ أﺑﺪًا. رﺑﻤﺎ ﻧﻜﻮن – ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ – ﻣﺘﺄآﺪﻳﻦ أن اﻟﺰوﺟﺔ و ﻦ إﺛﺒﺎﺗﻪ ﺻﺪﻳﻘﻬﺎ اﻟﺸﺎب ﺗﻌﺎوﻧﺎ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻜ ّ ﻣﺴﺄﻟﺔ أﺧﺮى .و ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻦ أﻳﺪﻳﻨﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻗﻀﻴﺔ ﺑﻴّﻨﺔ ﻧﺮﻓﻌﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻋﻲ اﻟﻌﺎم ،و ﻣﺎ ﻟﻢ ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ دﻟﻴﻞ
-4ذهﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﻣﻨﺰل ﺛﺮي ﻏﺎﺑِﻠْﺰ ﻣﻊ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ .آﺎن ﻣﻮﻗﻔﻲ ﻏﺮﻳﺒ ًﺎ و ﻏﻴﺮ ﺗﻘﻠﻴﺪي أﺑﺪاً ،ﻟﻜﻦ اﻟﻌﺠﻮز ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳ ًﺎ ﺑﺘﺎﺗ ًﺎ. و آﺎﻧﺖ ﻟﻲ ﻣﻜﺎﻧﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺒﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺳﻜﻮﺗﻼﻧﺪﻳﺎرد ﻓﻲ أﻳﺎم اﻟﺤﺮب اﻷوﻟﻰ ،و ﻋﻤﻠﻲ ذاك ﻗﺪ ﺑﻮأﻧﻲ ﻣﻜﺎﻧﺔ رﺳﻤﻴﺔ إﻟﻰ ﺣ ّﺪ ﻣﺎ ،و إن آﺎﻧﺖ ﻣﻬﻤﺘﻲ اﻵن ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ .و ﻗﺎل أﺑﻲ: إذا أردﻧﺎ ﺣﻞ هﺬﻩ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰﻣﻌﻠﻮﻣﺎت داﺧﻠﻴﺔ ،ﻳﺠﺐ أن ﻧﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺒﻴﺖ ،ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻌﺮﻓﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ﻻ اﻟﺨﺎرج. أﻧﺖ وﺣﺪك اﻟﺬي ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ. ﻟﻢ أآﻦ أﺣﺐ ذﻟﻚ .أﻟﻘﻴﺖ ﻋﻘﺐ ﻟﻔﺎﻓﺔ اﻟﺘﺒﻎ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻔﻀﺔ و أﻧﺎ أﻗﻮل:
ﻼ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺴﻴﺪة ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻗﺪ أﺟﻞ ،آﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﻧﺮﻳﺪ دﻟﻴ ً ﺳﻤﻤﺖ زوﺟﻬﺎ .ﺻﻮﻓﻴﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪﻩ ،و ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻔﺘﺸﻴﻦ ،و آﺬﻟﻚ أﻧﺎ ،و آﻞ ﺷﻲء ﺳﻴﻜﻮن ﺣﺴﻨﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ. ﻟﻜﻦ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺘﺄآﺪة ،و أﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﺘﺄآﺪاً ،و رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻔﺘﺸﻴﻦ ﻣﺜﻠﻨﺎ!
*****
ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أﺣ ٌﺪ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻧﺼﻴﺒﻪ أآﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊأآﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷرﻣﻠﺔ ،هﻞ آﺎن ﺻﺪﻳﻘﻬﺎ ذا ﻣﺎل؟ ﺑﻞ ﻓﻘﻴﺮا ﻣﺜﻞ ﻓﺄر اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ!و ﻓﺠﺄة ﻟﻤﻌﺖ ﻓﻲ ذهﻨﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻓﻜﺎر .ﺗﺬآﺮت ﻋﺒﺎرة ﺻﻮﻓﻴﺎ اﻟﻤﻘﺘﻴﺴﺔ ،و ﺗﺬآﺮت ﻓﺠﺄة أﺑﻴﺎت ﻧﺸﻴﺪﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺎﻧﺔ: ﻦ ﺷ ْﻠ ٍ ))رﺟ ٌﻞ ﻣﻠﺘ ٍﻮ ﻣﺸﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻣﻴ ٍﻞ ﻣﻠﺘ ٍﻮ ﻓﻮﺟﺪ ﻗﻄﻌﺔ ِ ﻣﻠﺘﻮﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﺑﺎب ﻣﻠﺘ ٍﻮ و ﻗﻄّﻪ اﻟﻤﻠﺘﻮي أﻣﺴﻚ ﺑﻔﺄ ٍر ﻣﻠﺘﻮٍ، ﺖ ﺻﻐﻴ ٍﺮ ﻣﻠﺘ ٍﻮ((. و ﻋﺎﺷﻮا ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﻣﻌ ًﺎ ﻓﻲ ﺑﻴ ٍ ﻗﻠﺖ أﺧﺎﻃﺐ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ: آﻴﻒ وﺟﺪت اﻟﺴﻴﺪوﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز و ﻣﺎ رأﻳﻚ ﻓﻴﻬﺎ؟ر ّد ﺑﻂء: إﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻬﻠﺔ ،هﺎدﺋﺔ ﺟﺪًا ﻗﻼ ﺗﻌﺮف ﻣﺎ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺤﺐ اﻟﻌﻴﺶ اﻟﻬﺎديء ،أﻗﺴﻢ إﻧﻨﻲ ﻟﻌﻠﻰ ﺣﻖ ﻓﻲ هﺬا .إﻧﻬﺎ ﺗﺬآﺮﻧﻲ ﺑﻘﻄﺔ ،ﻗﻄﺔ آﺴﻮﻟﺔ آﺒﻴﺮة ﺗﻬﺮهﺮ ،و
أﻧﺖ ﺗﻘﺼﺪ.. رﺑﻤﺎ راهﻨﺖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻨﺘﺎج ﺳﺘﺼﻠﻮن إﻟﻴﻪ ﺑﺄن أﺣﺪًا ﻻﻼ آﻬﺬا. ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺑﺎﻟﻐﺒﺎء اﻟﺬي ﻳﺒﺪو ﻟﻜﻲ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﻋﻤ ً ﻋﻠﻰ أﻳﺔ ﺣﺎل ،هﻞ هﻨﺎك ﻣﺸﺒﻮهﻮن ﺁﺧﺮون! آﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﻣﺸﺒﻮهﻮن ﺟﻤﻴﻌﺎً ،و ﻗﺪ آﺎن ﻓﻴﻪﻣﺨﺰون آﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻧﺴﻮﻟﻴﻦ ﻳﻜﻔﻲ أﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ،ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺖ ﻳ ٌﺪ ﺑﺈﺣﺪى اﻟﻘﻮارﻳﺮ و ﺗﻢ وﺿﻌﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻋﺒﺜ ْ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﻘﺮر. و هﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ آﻞ ﻣﻨﻬﻢ أن ﻳﺼﻞ إﻟﻴﻬﺎ؟ أﺟﻞ ،ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﺧﺰاﻧﺔ ﻣﻘﻔﻠﺔ ،ﺑﻞ آﺎﻧﺖ ﺗﺤﻔﻆ ﻋﻠﻰرف ﺧﺰاﻧﺔ اﻷدوﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻤﺎم ،و آﻞ ﺳﺎآﻦ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﻳﺄﺗﻲ و ﻳﺬهﺐ إﻟﻴﻪ ﺑﺤﺮﻳﺔ. و ﻣﺎذا ﻳﺪﻓﻌﻬﻢ ﻟﻘﺘﻠﻪ؟ﺗﻨﻬﺪ أﺑﻲ و ﻗﺎل: ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰي ﺗﺸﺎرﻟﺰ ،آﺎن أرﻳﺴﺘﺎﻳﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻏﻨﻴ ًﺎﺟﺪاً ،ﺻﺤﻴﺢ أﻧﻪ ﺧﺼّﺺ ﻣﺎ ًﻻ آﺜﻴﺮًا ﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻪ ،و ﻟﻜﻦ ﻟﻌﻞ أﺣﺪهﻢ أراد اﻟﻤﺰﻳﺪ.
آﺎن آﻞ ﺷﻲء ﻳﺘﻀﺢ أآﺜﺮ ﻓﺄآﺜﺮ ،ﻟﻜﻦ آﺎن واﺿﺤﺎ أن اﻟﻤﻔﺘﺶ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺳﻌﻴﺪًا ﺑﺬﻟﻚ .ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ: ﻻ ﻳﺒﺪو أﻧﻚ ﻣﻘﺘﻨﻊ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ؟ﻼ ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﻟﻮ أﻧﻬﺎ ﻓﻌﻠﺖ ذﻟﻚ ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ ﻟﻜﺎن ﺳﻬ ًﺗﺴﺘﺒﺪل ﺑﺎﻟﻘﻨّﻴﻨﺔ ﻗﻨﻴﻨﺔ أﻧﺴﻮﻟﻴﻦ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻓﻬﻢ ِﻟ َﻢ ﻟ ْﻢ ﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ؟ و هﻞ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻧﺴﻮﻟﻴﻦ؟ن ﻣﻸى و أﺧﺮى ﻓﺎرﻏﺔ ،و ﻟﻮ أﻧﻬﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ أﺟﻞ ،ﻗﻨﺎ ٍﻟﻤﺎ اﺳﺘﻄﺎع اﻟﻄﺒﻴﺐ آﺸﻔﻪ ﻗﻂّ ،ﻷن ﺟﺴﻢ اﻹﻧﺴﺎن إذا ﺗﺴﻤﻢ ﺑﺎﻹﻳﺴﻴﺮﻳﻦ ﻓﻤﺎت ﻻ ﻳُﻌﺮف ﻓﻲ اﻷﻋﺮاض اﻟﺘﻲ ﻼ ﺟﺪًا .أﻣﺎ اﻟﺬي ﺣﺼﻞ هﻨﺎ ﻓﻬﻮ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺜﺔ إﻻ ﻗﻠﻴ ً أن اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻗﺪ ﻓﺤﺺ زﺟﺎﺟﺔ اﻷﻧﺴﻮﻟﻴﻦ ﻓﻌﺮف ﻓﻮرًا أن اﻟﺬي ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﻧﺴﻮﻟﻴﻨ ًﺎ. ﻼ: ﻗﻠﺖ ﻣﺘﺄﻣ ً إذن ﻓﺈﻣﺎ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺴﻴﺪة ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻏﺒﻴﺔ ﺟﺪًا و إﻣﺎأن ﺗﻜﻮن ذآﻴﺔ ﺟﺪًا.
آﺎن دواءﻳﺘﺪاوى ﺑﻪ ...ﻟﻘﺪ آﺎن ﻗﻄﺮة ﻋﻴﻦ.ﻗﺎل أﺑﻲ :آﺎن ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻣﺼﺎﺑ ًﺎ ﺑﺎﻟﺴﻜﺮي ،و آﺎن ﻳﺄﺧﺬ ﻲ ﺣﻘﻨ ًﺎ دورﻳّﺔ ﻣﻦ اﻷﻧﺴﻮﻟﻴﻦ .آﺎن اﻷﻧﺴﻮﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﻨﺎﻧ ّ ﺻﻐﻴﺮة أﻏﻄﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻄﺎط ،ﻓﻴﻮﺧﺰ اﻟﻐﻄﺎء ﺑﺈﺑﺮة اﻟﺤﻘﻦ ﺛﻢ ﺗﺴﺤﺐ اﻟﺤﻘﻨﺔ و ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻧﺴﻮﻟﻴﻦ. ﻗﻠﺖ ﻣﺴﺘﻨﺘﺠ ًﺎ: و ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﺬي ﻓﻲ اﻟﺰﺟﺎﺟﺔ اﻷﻧﺴﻮﻟﻴﻦ ،ﺑﻞاٌﻳﺴﻴﺮﻳﻦ ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ. و ﻣﻦ اﻟﺬي ﺣﻘﻨﻪ اﻹﺑﺮة؟زوﺟﺘﻪ. ﻟﻘﺪ ﻓﻬﻤﺖ اﻵن ﻣﺎذا آﺎﻧﺖ ﺗﻘﺼﺪ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ)):ذﻟﻚ اﻟﺸﺨﺺ(( .و ﺳﺄﻟﺘﻪ: و آﻴﻒ آﺎﻧﺖ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﻊ اﻟﺴﻴﺪة ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ؟ -ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺟﻴﺪة ،و ﻧﺎدرًا ﻣﺎ ﺗﺒﺪﻟﻮا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ.
و ﺧﺎﻃﺒﻨﻲ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ: إﻧﻨﻲ أﺳﺄﻟﻚ أﻧﺖ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ،ﻓﺎﻟﻔﺘﺎة ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ اﻟﺮاﺑﻌﺔ وﻦ ﺧﻄﺮة .و هﻲ ﻓﺘﺎة ﺗﺤﺐ اﻟﻌﻴﺶ اﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ،و هﺬﻩ ﺳ ّ ب ﻏﺮﻳﺐ ﻳﻌﻠّﻢ اﻷﻃﻔﺎل ،و هﻮ اﻟﻬﺎديء ،و ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﺷﺎ ّ ض أﺻﺎب ﻗﻠﺒﻪ ،و آﺎﻧﺖ ﻟﻢ ﻳﺬهﺐ إﻟﻰ اﻟﺤﺮب ﻟﻤﺮ ٍ ﻋﻼﻗﺘﻬﻤﺎ ﻣﻌ ًﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﻤﻴﻤﺔ. ﻧﻈﺮت إﻟﻴﻪ ﻣﺘﺄﻣﻼً ،آﺎن ذﻟﻚ ﻧﻤﻮذﺟ ًﺎ ﻗﺪﻳﻤ ًﺎ و ﻣﺄﻟﻮﻓ ًﺎ: ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻨﺔ اﻷﻓﺮاد ،و ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺴﻴﺪة ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ – ﺣﺴﺐ آﻼم أﺑﻲ – اﻣﺮأة ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺎﻻﺣﺘﺮام ،و ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺠﺪر أن ﻧﻨﺴﻰ أن اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﺮاﺋﻢ ارﺗﻜﺒﺖ دوﻣﺎ ﻣﺴﺘﺘﺮ ًة ﺑﺜﻮب اﻻﺣﺘﺮام. و ﺳﺄﻟﺖ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ: و ﻣﺎذا آﺎن ذﻟﻚ اﻟﺴﻢ؟ أهﻮ اﻟﺰرﻧﻴﺦ؟ ﻟﻢ ﻳﺄﺗﻴﻨﺎ – ﺑﻌ ُﺪ – ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻟﻤﺨﺘﺒﺮ ،ﻟﻜﻦ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻳﻈﻦﺳﻢّ اﻹﻳﺴﻴﺮﻳﻦ. أﻧﻪ ُ ﻼ ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ ﺣﺘﻤﺎ هﺬا ﻣُﺴﺘﻐﺮَب ﻗﻠﻴ ًآﺸﻒ اﻟﻤﺸﺘﺮي.
ﺑﻞ ﻗُﺘﻞ ﺑﻼ ﺷﻚ ،ﺗﺴﻤﻢ ،ﻟﻜﻦ إﺛﺒﺎت اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻓﻲ أﺣﻮالاﻟﺘﺴﻤﻢ هﺬﻩ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺑﺮاﻋﺔ ﺷﺪﻳﺪة ،ﻗﺪﺗﺸﻴﺮ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻮﺟﻮﻩ إﻟﻰ اﺗﺠﺎﻩ واﺣﺪ .إﻧﻬﺎ ﻗﻀﻴﺔ واﺿﺤﺔ ،ﺟﺮﻳﻤﺔ آﺎﻣﻠﺔ، ﻟﻜﻨﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﺮة ،إﻧﻬﺎ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻣﺘﻘﻨﺔ ﺟﺪًا! ﻧﻈﺮت إﻟﻰ اﻟﻌﺠﻮز ﻣﺴﺘﻐﻴﺜﺎً ،ﻓﻘﺎل ﺑﻂء: أﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ أن اﻟﺤﻞ اﻟﻮاﺿﺢ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎاﻟﻘﺘﻞ ﻳﻜﻮن ﻏﺎﻟﺒﺎ هﻮ اﻟﺤﻞ اﻟﺼﺤﻴﺢ .ﻟﻘﺪ ﺗﺰوج اﻟﻌﺠﻮز ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻣﺮة ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ. و هﻮ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ و اﻟﺴﺒﻌﻴﻦ؟ أﺟﻞ ،ﺗﺰوج ﻓﺘﺎة ﻓﻲ اﻟﺮاﺑﻌﺔ و اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ!ت ﻣﻨﺪهﺸ ًﺎ: ﺻﻔَﺮ ُ و ﻣﻦ هﻲ؟ ﻓﺘﺎة آﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻘﻬﻰ ،ﻣﺤﺘﺸﻤﺔ و ﺣﺴﻨﺎء،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺿﻌﻴﻔﺔ و ﻣﻬﻤِﻠﺔ. -أﺗﻜﻮن هﻲ ﻗﺘﻠﺘْﻪ؟
ﻗﺎل ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ :إﻧﻬﺎ داﺋﻤﺔ اﻟﺤﻤﺎس ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻐﻴﺮ رأﻳﻬﺎ ﻓﻲ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ،ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺎرض ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز و ﺗﻨﻘﺪ أﺳﻠﻮﺑﻪ. ﻗﻠﺖ: ﺣﺴﻨﺎ ،ﻳﺒﺪو إﻧﻪ ﺑﻴﺖ ﻣﻠﻲء ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ! ﻓﻤﻦ ﺗﻈﻨﻪ اﻟﻘﺎﺗﻞ؟هﺰ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ رأﺳﻪ و ﻗﺎل: اﻟﻮﻗﺖ ﻣﺎ ﻳﺰال ﻣﺒﻜﺮا ﻟﻘﻮل ذﻟﻚ.ﻗﻠﺖ: ﻣﺎذا دهﺎك ﻳﺎ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ؟ أﻧﺎ واﺛﻖ ﺑﺄﻧﻚ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﻘﺎﺗﻞ،ﺗﺤﺪث ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻓﻨﺤﻦ ﻟﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻳﺎ رﺟﻞ! ﺗﺠﻬّﻢ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ و ﻗﺎل: ﻻ ،و رﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﻨﻌﻘﺪ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ أﺑﺪًا. -هﻞ ﺗﻘﺼﺪ أﻧﻪ رﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﻗُﺘﻞ؟
و هﻞ ﺗﺮآﺘﻪ ﻣﻊ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﻃﻔﺎل؟ﻼ و اﺛﻨﺎن ﻗُﺘﻼ ﻓﻲ اﻟﺤﺮب اﻷﺧﻴﺮة ،و أﺣﺪهﻢ ﻣﺎت ﻃﻔ ًآﺎن هﻨﺎك ﺛﻼث ﺑﻨﺎت إﺣﺪاهﻦ ﺗﺰوﺟﺖ و رﺣﻠﺖ إﻟﻰ أﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ و ﻣﺎﺗﺖ هﻨﺎك ،و اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻘﻴﺖ ﻋﺎﻧﺴ ًﺎ ﺛﻢ ﺻﺪﻣﺘﻬﺎ ﺳﻴﺎرة ﻓﻤﺎﺗﺖ ،و اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﺎﺗﺖ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﺔ أو اﺛﻨﺘﻴﻦ .و ﻣﺎ زال ﻣﻦ أﺑﻨﺎﺋﻪ اﺛﻨﺎن ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة: روﺟﺮ ،اﻟﻮﻟﺪ اﻷآﺒﺮ ،ﺗﺰوج و ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺐ أﻃﻔﺎﻻً ،و ﻓﻴﻠﻴﺐ اﻟﺬي ﺗﺰوج ﻣﻤﺜﻠﺔ ﺷﻬﻴﺮة ﻓﺄﻧﺠﺒﺖ ﻟﻪ ﺛﻼﺛﺔ أﻃﻔﺎل: ﺻﺎﺣﺒﺘﻚ ﺻﻮﻓﻴﺎ ،و ﻳُﻮﺳْﺘﻴﺲ ،و ﺟﻮزﻓﻴﻦ. و هﻞ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﻓﻲ ..ﻣﺎ اﺳﻢ ذﻟﻚ اﻟﺒﻴﺖ؟ ﺛﺮيﻏﺎﺑﻠﺰ؟ أﺟﻞ ،ﻟﻘﺪ ﺗﺪﻣﺮ ﺑﻴﺖ روﺟﺮ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻣﻦ اﻟﻘﺼﻒ ﻓﻲأوب اﻟﺤﺮب .أﻣﺎ ﻓﻴﻠﻴﺐ و ﺑﻨﺎﺗﻪ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮن هﻨﺎك ﻣﻦ ﻋﺎم .1937و هﻨﺎك اﻟﺨﺎﻟﺔ اﻟﻌﺠﻮز أﺧﺖ اﻟﺴﻴﺪة ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز – اﻵﻧﺴﺔ دي هﺎﻓﻴﻼﻧﺪ – اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﺸﻤﺌﺰ ﻣﻦ زوج ﺖ أن ﻣﻦ واﺟﺒﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻮت أﺧﺘﻬﺎ أن أﺧﺘﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﺮﻓ ْ ﺗﻘﺒﻞ دﻋﻮة اﻟﺴﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻟﻜﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﻋﻨﺪﻩ و ﺗﺮﺑﻲ اﻷﻃﻔﺎل.
ﻻ ،آﺎن زواج ﺣﺐ .ﻟﻘﻴَﺘْﺦ اﻟﻔﺘﺎة ﻟﺘﺒﺤﺚ ﻣﻌﻪ ﺷﺄنﺑﻌﺾ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰ اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﻓﻲ ﺣﻔﻞ زﻓﺎف ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻮﻗﻌﺖ ﺖ ﻓﻲ اﻟﺰواج ﺤ ْ ﻓﻲ ﺣﺒﻪ .و ﺳﺨِﻂ أﺑﻮهﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ أﻟ ّ ﻣﻨﻪ .ﻟﻘﺪ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺑﺄن ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺳﺤﺮًا ﻋﺠﻴﺒ ًﺎ ﺟﺬﺑﻬﺎ ،و ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺳﺌﻤﺖ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﻴﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ. و هﻞ آﺎن زواﺟﻬﻤﺎ ﺳﻌﻴﺪاً؟ آﺎن ﺳﻌﻴﺪًا ﺟﺪا .و رﻏﻢ أن أﺻﺪﻗﺎءهﻤﺎ اﻟﻤﺤﺘﺮﻣﻴﻦﻟﻢ ﻳﺨﺎﻟﻄﻮهﻤﺎ ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻘﻠﻘﻬﻤﺎ ،و ﻋﺎﺷﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أﺻﺪﻗﺎء .و ﺑﻨﻰ زوﺟﻬﺎ ﺑﻴﺘ ًﺎ ﺗﻨﻜﺮﻩ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ و اﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ ﺳﻮﻳﻨﻠﻲ دﻳﻦ ،و ﺳﻜﻨﺎ هﻨﺎك و أﻧﺠﺒﺖ هﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﻃﻔﺎل. آﺎن اﻟﻌﺠﻮز ﻟﻴﻨﺎﻳﺪز ذآﻴﺎ ﺣﻴﻦ اﺧﺘﺎر ﺳﻮﻳﻨﻠﻲ دﻳﻦ؛ ﻷﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻣﺘﻄﻘﺔ ﻧﻤﻮذﺟﻴﺔ راﻗﻴﺔ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ – ﺑﻌ ُﺪ – ﻣﻠﻌﺒﺎ اﻟﻐﻮﻟﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ و اﻟﺜﺎﻟﺚ. و آﺎن ﺣﻮﻟﻬﻤﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن اﻟﻘﺪاﻣﻰ اﻟﺬي آﺎﻧﻮا ﻳﺤﺒﻮن ﺣﺪاﺋﻘﻬﻢ آﺜﻴﺮاً ،أﺣﺒﻮا ﺟﺎرﺗﻬﻢ اﻟﺴﻴﺪة ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز، و أﺣﺒﻮا رﺟﺎل اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻷﻏﻨﻴﺎء اﻟﺬﻳﻦ أﺗﻮا ﻟﻴﻌﻴﺸﻮا ﺟﻮار اﻟﺴﻴﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز. أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﺳُﻌﺪاء ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺗﺖ اﻟﺴﻴﺪة ﻓﻲ ﻋﺎم 1905ﺑﻤﺮض ذات اﻟﺮﺋﺔ!
ﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺤﺘﺎﻻً ،و هﻮ – و ج و ﻟﻜ ْ ﻻ ،آﺎن ﻓﻴﻪ ﻋِﻮ ٌإن ﻟﻢ ﻳﺨﺮج ﻋﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن – إ ّﻻ أﻧﻪ آﺎن ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺄي أﺳﻠﻮب ﻟﻼﻟﺘﻔﺎف ﻋﻠﻴﻪ .ﻟﻘﺪ ﺟﻨﻰ أرﺑﺎﺣ ًﺎ آﺒﻴﺮة ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،و ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﺤﺮب اﻷﺧﻴﺮة رﻏﻢ أﻧﻪ آﺎن أﺛﻨﺎءهﺎ ﻃﺎﻋﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻦ .ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ،ﻟﻜﻨﻪ آﺎن إذا ﺷﺮع ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﻳﻠﺘﻤﺲ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻣﺨﺮﺟ ًﺎ ﺛﻢ ﻳﻜﻮن ﻗﺪ اﻧﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﻏﻴﺮﻩ! أرﺟﻮ أن ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ﻓﻬﻤﺖ ﻣﺎ أﻋﻨﻴﻪ. ﻗﻠﺖ: إﻧﻪ ﻻ ﻳﺒﺪو ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺟﺬاﺑﺔ. ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻳﺐ إﻧﻪ آﺎن ﺟﺬاﺑ ًﺎ ﻗﻮي اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺣﺘﻰ أﻧﻚﻟﺘﺸﻌﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻟﻤﺤﺔ واﺣﺪة .و إذا ﻧﻈﺮت إﻟﻴﻪ ﻟﻢ َﺗ َﺮ ﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮ إﻋﺠﺎﺑﻚ ،آﺎن ﻗﺰﻣ ًﺎ ﻗﺒﻴﺤ ًﺎ ﻟﻜﻨﻪ آﺎن ﺳﺎﺣﺮ ،ﻓﻤﺎ أآﺜﺮ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻼﺋﻲ أﺣﺒﺒْﻨﻪ! ﻗﺎل أﺑﻲ :ﻟﻘﺪ ﺗﺰوج زواﺟ ًﺎ ﻳﺼﺪم اﻟﺴﺎﻣﻊ ،ﺗﺰوج اﺑﻨﺔ ض ﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﻟﺜﻌﺎﻟﺐ. إﻗﻄﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺮﻳﻒ ﺻﺎﺣﺐ ارا ٍ ﻲ ﻣﻦ اﻟﺪهﺸﺔ و ﻗﻠﺖ: ﺖ ﺣﺎﺟﺒ ّ رﻓﻌ ُ اﻟﻤﺎل!؟هﺰ اﻟﻌﺠﻮز رأﺳﻪ و ﻗﺎل:
و دﺧﻞ رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻔﺘﺸﻴﻦ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ إﻟﻰ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻓﺄوﻣﺄت ﺑﺮأﺳﻲ ﻣﺤﻴّﻴﺎً ،ﻓﻠﻘﺪ آﻨﺖ أﻋﺮﻓﻪ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻴﻦ .ﺣﻴّﺎﻧﻲ ﺑﺤﺮارة و هﻨﺄﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻮدﺗﻲ ﺳﺎﻟﻤ ًﺎ .ﺛﻢ ﻗﺎل أﺑﻲ: إﻧﻨﻲ أﺑﻴﻦ اﻟﺼﻮرة ﻟﺘﺸﺎرﻟﺰ ،ﻓﺈن أﻧﺎ أﺧﻄﺄت ﻓﺬ ّآﺮْﻧﻲﻳﺎ ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ .وﺻﻞ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز إﻟﻰ ﻟﻨﺪن ﻋﺎم ،1844ﺣﻴﺚ أﻧﺸﺄ ﻣﻄﻌﻤ ًﺎ ﺻﻐﻴﺮًا ﻓﻲ ﺳﻮهﻮ ،و آﺎن ﻧﺎﺟﺤﺎً ،ﻓﺄﻧﺸﺄ ﻣﻄﻌﻤ ًﺎ ﺁﺧﺮ ،و ﻣﺎ زال هﻜﺬا ﺣﺘﻰ ﺻﺎر ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻄﺎﻋﻢ أو ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ،و آﺎﻧﺖ آﱡﻠﻬﺎ راﺑﺤﺔ! ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ :ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻳﺨﻄﺊ ﻓﻲ أي ﺷﻲء ﻳﻔﻌﻠﻪ. أﺑﻲ :آﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﺣﺎﺳﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ،و ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ أﺻﺒﺢ وراء ﻣﻌﻈﻢ ﻣﻄﺎﻋﻢ ﻟﻨﺪن اﻟﻜﺒﺮى .ﺛﻢ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﺳﻮق اﻟﺘﺠﻬﻴﺰات اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ،و آﺎن ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺿﺨﻤ ًﺎ ﺣﻘ ًﺎ. ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ :و آﺎن ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز وراء ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺠﺎرات اﻷﺧﺮى ﻣﺜﻞ اﻟﺜﻴﺎب اﻟﺒﺎﻟﻴﺔ و ﻣﺤﺎ ّل اﻟﺠﻮاهﺮ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ و ﻼ ﻏﻴﺮ أﻣﻴﻦ. ﻏﻴﺮهﺎ آﻴﺮ! ..و آﺎن رﺟ ً ﻗﺎل ﺗﺎﻓﻴﺮﻧﺮ اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﺑﻌﺪ هﻨﻴﻬﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ، ﻼ: ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻗﺎﺋ ً -أآﺎن ﻣﺤﺘﺎﻻً؟
ﻧﻌﻢ ،هﺬا ﺟﻴﺪ .ﺳﻮف أﺑﺪأ ﺑﺎﻷب اﻟﻜﺒﻴﺮ إرﻳﺴﺘﺎﻳﺪﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ،ﻓﻘﺪ وﺻﻞ إﻟﻰ إﻧﻜﻠﺘﺮا و هﻮ ﻓﻲ اﻟﺮاﺑﻌﺔ و اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ. ﻳﻮﻧﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺳﻤﻴﺮﻧﺎ؟ هﺎ أﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ هﺬا! أﺟﻞ ،ﻟﻜﻦ هﺬا هﻮ آﻞ ﻣﺎ أﻋﺮﻓﻪ.و اﻧﻔﺘﺢ اﻟﺒﺎب ،و دﺧﻞ ﺟﻠﻮﻓﺮ ﻟﻴﻘﻮل إن رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻔﺘﺸﻴﻦ ﺗﺎﻓﻴْﺮﻧﺮ ﺣﻀﺮ ﻓﻘﺎل أﺑﻲ: إﻧﻪ اﻟﻤﺴﺆول ﻋﻦ اﻟﻘﺼﺔ ﻓ ْﻠﻨُﺪﺧﻠْﻪ ،ﻟﻘﺪ آﺎن ﻳﻄﻠﻊﻒ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،و هﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻦ أﻓﺮادهﺎ أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻠ ّ أﻋﻠﻢ. ﺖ أﺑﻲ إن آﺎﻧﺖ داﺋﺮة اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻗﺪ و ﺳﺄﻟ ُ اﺳﺘﺪﻋﺖ ﺳﻜﻮﺗﻼﻧﺪﻳﺎرد ﻓﻘﺎل: إﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻨﺎ ،ﻷن ﺳﻮﻳﻨﻠﻲ دﻳﻦ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔﻟﻨﺪن اﻟﻜﺒﺮى.
))ﻻ ﺷﻲء((؟ أﻟﻢ ﺗﺨﺒﺮك اﻟﻔﺘﺎة؟ ﻻ ،ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺤﺐ أن أرى اﻷﻣﺮ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮيﻣﻦ ﻏﻴﺮﺗﺄﺛﻴ ٍﺮ ﻣﻨﻬﺎ. ﻟﻤﺎذا؟ أﻟﻴﺲ ذﻟﻚ واﺿﺤﺎً؟ ﻻ ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ.و ﺟﻌﻞ أﺑﻲ ﻳﺮوح و ﻳﺠﻲء و ﻣﺎ زال ﻋﺎﻳﺴ ًﺎ .أﺷﻌﻞ اﻟﺴﻴﻐﺎر و ﻧﻔﺚ دﺧﺎﻧﻪ ،ﻓﻌﺮﻓﺖ أن اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻌﺠﻮز اﻧﺰﻋﺞ. ﺛﻢ ﻓﺎﺟﺄﻧﻲ ﺑﺴﺆال: ﻣﺎذا ﺗﻌﺮف ﻋﻦ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ؟ ﺗﺒ ًﺎ! أﻋﺮف أن هﻨﺎك اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﺠﻮز و اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦأﺑﻨﺎﺋﻪ و أﺣﻔﺎدﻩ و أزواﺟﻬﻢ .ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ أﺳﺘﻮﻋﺐ ﺟﻤﻴﻊ أﻓﺮاد هﺬﻩ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ،ﻟﻴﺘﻚ ﻳﺎ أﺑﻲ ﺗﻮﺿﺢ اﻟﺼﻮرة ﻟﻲ! ﻗﺎل و هﻮ ﻳﺠﻠﺲ:
ﻟﻢ أآﻦ ﻷﻣﺎﻧﻊ ذﻟﻚ ﻗﺒﻞ أﺳﺒﻮع .إﻧﻬﺎ أﺳﺮة ﻏﻨﻴﺔ ﺟﺪاً،ﻰ ﺑﺎﻟﻎ ﻋﺎﻗﻞ راﺷﺪ، و اﻟﻔﺘﺎة ﺳﻮف ﺗﺮث اﻟﻤﺎل ،و أﻧﺖ ﻓﺘ ً و ﻟﻜﻦ.. ﻣﺎذا ﻳﺎ أﺑﻲ؟ ﺳﻴﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﻟﻮ.. ﻣﺎذا؟ ﻟﻮ آﺎن اﻟﺬي ﻓﻌﻠﻬﺎ هﻮ ذاك اﻟﺸﺨﺺ!ﻟﻠﻤﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ أﺳﻤﻊ اﻟﻌﺒﺎرة ذاﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ،و ﺑﺪأت أﺗﺸﻮق ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ و ﺟﻼء اﻟﻤﻮﺿﻮع: ﻣﻦ هﻮ ذﻟﻚ اﻟﺸﺨﺺ؟ﻲ ﻧﻈﺮة ﺣﺎدّة: ﻧﻈﺮ إﻟ ﱠ ﻣﺎذا ﺗﻌﺮف ﻋﻦ هﺬا اﻷﻣﺮ؟ ﻻ ﺷﻲء.ﺗﺴﺎءل ﻣﻨﺪهﺸ ًﺎ:
ﺖ ﻋﻠﻰ أﻧﺒﻮب اﻟﻤﻴﺎﻩ ﻣﻦ ﺷﺒﺎك أﺟﻞ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ اﻧﺰﻟﻘ ْاﻟﺤﻤﺎم. اﺑﺘﺴﻢ اﻟﻌﺠﻮز اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ و ﻗﺎل: ﺗﺒﺪو ﻓﺘﺎة داهﻴﺔ! ﻟﻜﻦ ﺷﺮﻃﺘﻜﻢ ﻗﺪﻳﺮون ﺗﻤﺎﻣﺎً ،ﻓﻘﺪ ﺗﺒﻌﻬﺎ ﺷﺮﻃﻲ إﻟﻰﻣﻄﻌﻢ ﻣﺎرﻳﻮ ،و ﺳﻮف ﺗﺮى أوﺻﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ :اﻟﻄﻮل ﺧﻤﺴﺔ أﻗﺎم و أﺣﺪ ﻋﺸﺮ إﻧﺸﺎً ،اﻟﺸﻌﺮ ﺑﻨﻲ ،اﻟﻌﻴﻨﺎن ﻋﺴﻠﻴﺘﺎن ،ﺑﺪﻟﺔ آﺤﻠﻴﺔ ﻣﻘﻠّﻤﺔ.. ﻲ ﻧﻈﺮة ﻗﺎﺳﻴﺔ ،و ﺳﺄﻟﻨﻲ: ﻧﻈﺮ اﻟﻌﺠﻮز إﻟ ّ أهﺬا آﻼم ﺟﺎد؟ أﺟﻞ ،إﻧﻪ آﻼم ﺟﺪا ﻳﺎ أﺑﻲ!ﺻﻤﺘﻨﺎ ﺑﺮهﺔ ﻗﺼﻴﺮة ،ﺛﻢ ﺳﺄﻟﺘﻪ: -و هﻞ ﺗﻤﺎﻧﻊ ذﻟﻚ؟
ﺖ هﻨﺎ ،إﻧﻨﻲ ﺁﺳﻒ ﻷﻧﻨﻲ آﻨﺖ ﺧﺎرﺟ ًﺎ ﺣﻴﻦ وﺻﻠ َﻏﺎرق ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﺣﺘﻰ أذﻧﻲّ ،ﺗﺒ ًﺎ! ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت أدرﺳﻬﺎ اﻵن.. أﺳﻨﺪت ﻇﻬﺮي إﻟﻰ اﻟﻜﺮﺳﻲ و ﺳﺄﻟﺘﻪ: ﻗﻀﻴﺔ أرﻳﺴﺘﺎﻳﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز؟ﻋﺒﺲ اﻟﻌﺠﻮز و ﻗﻄﺐ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ و ﻧﻈﺮ إﻟﻲ ﻧﻈﺮة ﺗﻘﺪﻳﺮ، و ﻗﺎل ﺑﻠﺴﺎن هﺎدئ و ﻗﻮي: ﺗﺸﺎرﻟﺰ ،آﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ ذﻟﻚ؟ ﺑﻠﻐﺘﻨﻲ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت. ﻣﺎ ﺧﻄﺒﻚ ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ؟ أﺧﺒﺮﻧﻲ. أﺧﺸﻰ أﻻ ﻳﻌﺠﺒﻚ آﻼﻣﻲ! ﻟﻘﺪ ﻟﻘﻴﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪزﻓﻲ اﻟﻘﺎهﺮة .أﺣﺒﺘﻬﺎ ،و ﺳﻮف أﺗﺰوﺟﻬﺎ .أﻟﺘﻔﻴﻨﺎ هﺬﻩ اﻟﻠﻴﻠﺔ .ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺸّﺖ ﻣﻌﻲ. ﺗﻌﺸﺖ ﻣﻌﻚ؟ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن؟ و آﻴﻒ ﺧﺮﺟﺖْ؟ ﻟﻘﺪ ﻃﻠﺒﻨﺎﻣﻦ أﻓﺮاد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ أ ّﻻ ﻳﻐﺎدروا اﻟﺒﻴﺖ.
-3اهﺘﻤﻤﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام ﺑﻌﻤﻞ أﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻃﺔ ،ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ أﺗﻬﻴﺄ ﻟﻠّﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ أآﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻬﺘﻤ ًﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ هﻜﺬا. و ﻟﻢ أآﻦ ﺑﻌ ُﺪ ﻗﺪ رأﻳﺖ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﺠﻮز ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ وﺻﻠﺖ اﻟﺒﻴﺖ آﺎن هﻮ ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج .ﺑﻌﺪﻣﺎ اﻏﺘﺴﻠﺖ و ﺣﻠﻘﺖ ذﻗﻨﻲ و ﻏﻴّﺮت ﺛﻴﺎﺑﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺻﻮﻓﻴﺎ ،و ﺣﻴﻦ رﺟﻌﺖ أﺧﺒﺮﻧﻲ ﺟﻠﻮﻓﺮ أﻧﻪ آﺎن ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﺘﻪ. آﺎن ﻳﺠﻠﺲ وراء ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻋﺎﺑﺴ ًﺎ ﻳﻄﺎﻟﻊ آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ ﻼ ﻗﻔﺰ ﻋﻦ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﺮﺣ ّﺒ ًﺎ: اﻷوراق ،و ﺣﻴﻦ رﺁﻧﻲ داﺧ ً ﺗﺸﺎرﻟﺰ ،ﻟﻢ أرك ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ.آﺎن ﻟﻘﺎؤﻧﺎ ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﺮب ﻟﻘﺎء ﻳﺼﻴﺐ أي ﻓﺮﻧﺴﻲ ﺑﺨﻴﺒﺔ أﻣﻞ ،و اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﻨﺎ آﺎن ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻋﺎﻃﻔﺔ اﺟﺘﻤﺎع اﻟﺸﻤﻞ؛ ﻓﺄﻧﺎ و اﻟﻌﺠﻮز ﻧﺤﺐ ﺑﻌﻀﻨﺎ آﺜﻴﺮًا و ﻧﻔﻬﻢ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺟﻴﺪًا .ﻗﺎل اﻟﻌﺠﻮز:
ﻻ ﺷﻚ ﺑﺘﺎﺗﺎً ،و ﻻ ﺗﻘﻮﻟﻲ )):ﻟﺴﻮء اﻟﺤﻆ(( ،ﻟﻘﺪ ﺑﻘﻴﺖأﻧﺎ و أﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة أﺛﻨﺎء اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،و ﻧﺠﻮﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت اﻟﻤﻔﺎﺟﻲء آﺜﻴﺮا ،و ﻻ أﻋﻠﻢ آﻴﻒ ﻳﺪهﻢ اﻟﻤﻮت ﻋﺠﻮزًا ﻓﺠﺄة؟ ..آﻢ آﺎن ﻋﻤﺮﻩ؟ ﺳﺒﻌﺔ و ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻋﺎﻣ ًﺎ! أﺟﻞ ،ﻗﺮأﺗﻪ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺪة ))ﺗﺎﻳﻤﺰ(( و ﻟﻮ ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ ﻟﻘﻠﺖأﻧﻪ ﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ،و أن أي ﻃﺒﻴﺐ ﻳﺤﺘﺮم ﻧﻔﺴﻪ ﺳﻮف ﻳﺮﺿﻰ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. ﺳﻔْﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺗﻪ! ﺖ ﺗﻌﺮف ﺟﺪي ﻷ ِ -ﻟﻮ آﻨ َ
*****
إذن ﻓﺎﻷﻣﺮ ﺳﻲّء إﻟﻰ هﺬا اﻟﺤﺪ؟ أﻇﻦ ذﻟﻚ ،هﻞ ﺗﺮى رﺟﻼ ﻳُﻄﻴﻞ اﻟﺠﻠﻮس إﻟﻰ ﻃﺎوﻟﺔﻼ وﺳﻴﻤ ًﺎ ﺑﻠﻴﺪًا آﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﺮب اﻟﺒﺎب وﺣﻴﺪاً؟ رﺟ ً ﻓﻲ اﻟﺠﻴﺶ؟ ﻟﻘﺪ آﺎن هﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ رﺻﻴﻒ ﻣﺤﻄﺔ ﺖ اﻟﻘﻄﺎر. ﺳﻮﻳﻨﻠﻲ دﻳﻦ هﺬا اﻟﻤﺴﺎء ﺳﺎﻋﺔ دﺧﻠ ُ ﺗﻘﺼﺪﻳﻦ إﻧﻪ ﺗﺒِﻌﻚ إﻟﻰ هﻨﺎ؟ ﻧﻌﻢ ،أﻇﻦ أﻧﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﺗﺤﺖ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ،ﻟﻘﺪ أﻟﻤﺤﻮا إﻟﻴﻨﺎأن ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ أن ﻧﻤﻜﺚ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ،و ﻟﻜﻨﻨﻲ آﻨﺖ ﻋﻘﺪت اﻟﻌﺰم ﻋﻠﻰ رؤﻳﺘﻚ – و ﺑﺮز ذﻗﻨﻬﺎ اﻟﺼﻐﻴﺮ و هﻲ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻣﺸﺎآﺴﺔ – ﻟﻘﺪ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺷﺒﺎك اﻟﺤﻤﺎم ة اﻧﺰﻟﻘﺖ ﻋﻠﻰ أﻧﺒﻮب اﻟﻤﻴﺎﻩ! ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ! ﻟﻜﻦ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻗﺪﻳﺮون ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻬﻢ ،و هﻨﺎك ﻃﺒﻌ ًﺎاﻟﺒﺮﻗﻴ ُﺔ اﻟﺘﻲ أرﺳﻠ ُﺘﻬﺎ ﻟﻚ .ﺣﺴﻨﺎً ،ﻻ ﺗﺆاﺧﺬﻧﻲ ،إﻧﻨﺎ هﻨﺎ ﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ اﻵن ﻓﺼﺎﻋﺪًا أن ﻧﻔﺘﺮق ..و ﺳﻜﺘﺖ ﻣﻌ ًﺎ ﻟﻜ ّ ﻼ ﺛﻢ أﺿﺎﻓﺖ: ﻗﻠﻴ ً و ﻟﺴﻮء اﻟﺤﻆ ،ﻓﺈن أ ّﻳ ًﺎ ﻣﻨﺎ ﻻ ﻳﺸﻚ ﺑﺤﺐ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻟﻪﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ!
ﻻ ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ ،ﻟﻦ أﻗﻮل ﺷﻴﺌﺎ ﺁﺧﺮ .رﺑﻤﺎ ﻗﻠﺖ آﺜﻴﺮًاﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ أﺻﺮرت ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﻲء هﻨﺎ و ﻟﻘﺎﺋﻚ هﺬﻩ اﻟﻠﻴﻠﺔ؛ ﻟﻜﻲ أراك ﺑﻌﻴﻨﻲ و أﻓﻬﻤﻚ .ﻟﻦ ﻧﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺠﻠﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ. ﺧﺒﺮﻳﻨﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ. ﻻ أرﻳﺒﺪ ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ ،ﻻ أرﻳﺪك أن ﺗﺮى اﻷﻣﺮ ﻣﻦزاوﻳﺘﻲ ،ﺑﻞ أرﻳﺪ أن ﺗﻜﻮن ﻧﻈﺮﺗﻚ ﺻﻮاﺑ ًﺎ و أن ﺗﺮى اﻷﻣﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ. آﻴﻒ أﻓﻌﻞ ذﻟﻚ؟ﻲ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ زرﻗﺎوﻳﻦ ﺗﺒﺮﻗﺎن ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ و هﻲ ﺗﻨﻈﺮ إﻟ ﱠ ﺑﻮهﺞ ﻏﺮﻳﺐ: ﻓﻠﺘﺴﻤﻌﻪ ﻣﻦ أﺑﻴﻚ.آﻨﺖ ﻗﺪ أﺧﺒﺮت ﺻﻮﻓﻴﺎ – و ﻧﺤﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺎهﺮة – أن أﺑﻲ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﻣﻔﻮّض ﻓﻲ ﺳﻜﻮﺗﻼﻧﺪﻳﺎرد ،و هﻮ ﻣﺎ ﻳﺰال آﺬﻟﻚ .و ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻟﺖ آﻠﻤﺘﻬﺎ اﻷﺧﻴﺮة أﺣﺴﺴﺖ ﺑﺎﻹﺣﺒﺎط ﻓﻘﻠﺖ ﻣﺴﺘﻔﺴﺮًا:
ﻟﻢ أﺟﺎدﻟﻬﺎ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻓﺘﺎة ذآﻴﺔ ﺟﺪاً ،ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺁراء ﺻﺎﺋﺒﺔ و اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت ﺳﻠﻴﻤﺔ ،ﺑﻞ ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﺟﺎدًا: ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻟﺸﻜﻮآﻬﺨﻢ أﺳﺒﺎﺑُﻬﺎ ،ﻟﻮ أن ﻟﻬﺎ أﺳﺒﺎﺑﺎًﻓﻜﻴﻒ ﻳﺆﺛﺮ هﺬا ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻻﺛﻨْﻴﻦ؟ ﻗﺪ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال ،ﻓﺄﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻚاﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ .إﻧﻬﻢ ﺷﺪﻳﺪو اﻻهﺘﻤﺎم ﺑﺄﻣﺮ اﻟﺰوﺟﺎت .ﻻ، أرﺟﻮك ﻻ ﺗﻘﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺘﻔﻄّﺮ ﻟﻪ ﻗﻠﺒﻚ! آﺄﻧﻚ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻘﻮل)):أرﻳﺪ أن ﻳﻜﻮن زواﺟﻨﺎ ﺣﺴﻨﺎً ،ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻷﺣ ٍﺪ ﻣﻨﺎ أن ﻳﻀﺤﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﺐ!(( ،ﻓﻤﺎ ﻳﺪرﻳﻚ ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ؟ رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن آﻞ ﺷﻲء ﻃﺒﻴﻌﻴ ًﺎ.. أﻳﻜﻮن اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻗﺪ ارﺗﻜﺐ ﺧﻄﺄ؟ و إن ﻟﻢ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﺧﻄﺄ ﻓﻼ ﻳﻬﻢ ﻣﺎ دام ذﻟﻚ اﻟﺸﺨﺺ ﻗﺪﻗﺘﻠﻪ. ﻣﺎذا ﺗﻘﺼﺪﻳﻦ ﻳﺎ ﺻﻮﻓﻴﺎ؟ إﻧﻪ أﻣﺮ ﺑﻐﻴﺾ ﻟﻜﻨﻨﻲ أرﻳﺪ أن أآﻮن ﺻﺮﻳﺤﺔ.ﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ آﻠﻤﺎﺗﻲ ﻗﺒﻞ أن أﻗﻮﻟﻬﺎ ،ﻓﻘﺎﻟﺖ: و أدرآ ْ
ﻻ ،ﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ – ..و ﺧﻔﻀﺖ ﺻﻮﺗﻬﺎ – ..ﺑﻞ ﺑﺴﺒﺐﻣﻮت ﺟﺪي. ﻣﻮت ﺟﺪك؟ ﻟﻤﺎذا؟ و ﻣﺎ اﻟﻔﺮق؟ إﻧﻚ ﻻ ﺗﻘﺼﺪﻳﻦﺣﺘﻤ ًﺎ أن اﻣﺘﻨﺎﻋﻚ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻤﺎل ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ و هﻞ ﺗﺮك ﻦ اﻷﻣﺮ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ.. ﺟﺪك ﻣﺎﻻً؟ ﻟﻜ ّ إﻧﻪ ﻟﻴﺲ اﻟﻤﺎل – و اﺑﺘﺴﻤﺖ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ – أﻇﻦأﻧﻚ ﺳﻜﺘﻮن راﻏﺒ ًﺎ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ أن ﺗﺄﺧﺬﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪة آﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺜﻞ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،ﺛﻢ إن ﺟﺪي ﻟﻢ ﻳﺨﺴﺮ ﻣﺎ ًﻻ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ. إذن ﻓﻤﺎ اﻷﻣﺮ؟ أﻇﻦ – ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ – أن ﺟﺪي ﻟﻢ ﻳﻤﺖ ﻣﻮﺗ ًﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎً،رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﻗﺘﻞ! ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻜﺮة ﻏﺮﻳﺒﺔ! ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻠﻚ ﺗﻈﻨﻴﻦ أنﺟﺪك ﻗُﺘﻞ؟ أﻧﺎ ﻟﻢ أﻓﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺑﻞ آﺎن اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻳﺸﻚ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ .إﻧﻪﻟﻢ ﻳﻮﻗّﻊ ﺷﻬﺎدة اﻟﻮﻓﺎة ،و ﺳﻮف ﻳﺸﺮّح اﻷﻃﺒﺎء اﻟﺠﺜﺔ، ﻓﻠﻌﻞ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﻏﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ.
أﺣﻤﺪ اﷲ أن هﺬا اﻷﻣﺮ ﻗﺪ اﻧﺘﻬﻰ و وﻟّﻰ .ﻣﺎ اﻟﺬيأﺻﺎﺑﻨﺎ؟ رﺑﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﻏﻠﻄﺘﻲ ،آﻨﺖ ﺣﻤﻘﺎء! هﻞ اﻷﻣ ُﺮ اﻵن ﻃﺒﻴﻌﻲ؟ أﺟﻞ ..ﻃﺒﻴﻌﻲ اﻵن.و اﺑﺘﺴﻤﻨﺎ ،ﻓﻘﻠﺖ: ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ،هﻞ ﻧﺘﺰوج ﻗﺮﻳﺒﺎً؟اﻧﻄﻔﺄت اﺑﺘﺴﻤﺘﻬﺎ ﻓﺄﺻﺎﺑﻨﻲ اﻻﻧﻘﺒﺎض ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﻗﺎﻟﺖ: رﺑﻤﺎ ،ﻻ أدري ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ إن آﻨﺖ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻟﺰواجﺑﻚ؟ و ِﻟ َﻢ ﻻ ﻳﺎ ﺻﻮﻓﻴﺎ؟ أﻷﻧﻚ ﺗﺸﻌﺮﻳﻦ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻏﺮﻳﺐ؟ﻼ ﺖ رﺟ ً ﻲ ﺛﺎﻧﻴﺔ؟ هﻞ ﻋﺮﻓ ِ أﺗﺮﻳﺪﻳﻦ وﻗﺘ ًﺎ ﻟﺘﻌﺘﺎدي ﻋﻠ ﱠ ﻏﻴﺮي؟ هﺰت رأﺳﻬﺎ و ﻗﺎﻟﺖ:
واﺳﻴﺘﻬﺎ ﺑﻮﻓﺎة ﺟﺪهﺎ و ﻗﺎﻟﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﺑﻬﺪوء ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﺠﺄة آﻠﱡﻬﺎ. ﺛﻢ اﻃﻨﻠﻘﺖ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻟﻠﺬآﺮﻳﺎت ،وﺑﺪأت أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺨﻮف ﻣﻦ ﺷﻲء ﻣﺎ ،ﺷﻲء ﻏﻴﺮ اﻻرﺗﺒﺎك اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻣﻦ اﻟﻠﻘﺎء ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻏﻴﺒﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ .آﺎن ﻓﻲ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﺷﻲء ﻏﻴﺮ ﻼ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮي ﺖ رﺟ ً ﻃﺒﻴﻌﻲ ﺣﺘﻤ ًﺎ :هﻞ ﺗﺨﺒﺮﻧﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋﺮﻓ ْ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﻪ أآﺜﺮ ﻣﻨﻲ و أن إﺣﺴﺎﺳﻬﺎ ﺑﻲ آﺎن ﺧﺪاﻋﺎً؟ ﺳﺎورﻧﻲ إﺣﺴﺎس ﻋﻤﻴﻖ ﺑﺄن اﻷﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ آﺬﻟﻚ ،و ﻟﻜﻨﻲ ﻓﺸﻠﺖ ﻓﻲ اﻻهﺘﺪاء إﻟﻰ اﺣﺘﻤﺎل ﺁﺧﺮ ،و ﻓﻲ ﻏﻀﻮن ذﻟﻚ أآﻤﻠﻨﺎ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ اﻟﻤﺼﻄﻨﻊ! ﺛﻢ ﻓﺠﺄة ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺿﻊ اﻟﺴﺎﻗﻲ اﻟﻘﻬﻮة ﻟﻨﺎ و ﺗﺮاﺟﻊ و هﻮ ﻳﻨﺤﻨﻲ ،ﺑﺪأ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﺘﻐﻴﺮ ،ﻓﺄﻧﺎ أﺟﻠﺲ اﻵن ﻣﻊ ﺻﻮﻓﻴﺎ آﻤﺎ آﻨﺎ ﻧﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﻗﺒ ُﻞ آﺜﻴﺮًا ﻋﻠﻰ ﻃﺎوﻟﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻓﻲ ﻣﻄﻌﻢ ،آﺄن ﺳﻨﻴﻦ اﻟﻐﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺸﻨﺎهﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ أﺑﺪًا. ﺖ: ﻗﻠ ُ ﺻﻮﻓﻴﺎ! ﺗﺸﺎرﻟﺰ!ت ﻋﻤﻴﻘ ًﺎ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻻرﺗﻴﺎح و ﻗﻠﺖ: ﺗﻨﻬﺪ ُ
ﺗﺸﺎرﻟﺰ(( وﺻﻠﺘﻨﻲ ﺑﺮﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺎدﺳﺔ و أﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ أﺑﻲ: ﻼ. ))ﺳﺄآﻮن ﻓﻲ ﻣﺎرﻳﻮ ﻓﻲ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻟﻴ ً ﺻﻮﻓﻴﺎ(( ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ﻓﻜﺮة ﻟﻘﺎء ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻋﺼﺒﻴ ًﺎ .و آﺎن اﻟﻮﻗﺖ ﻳﻤ ّﺮ ﺑﻂء ﻳﺜﻴﺮ اﻟﺠﻨﻮن .آﻨﺖ أﻧﺘﻈﺮهﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺎرﻳﻮ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻮﻋﺪ ﺑﺜُﻠﺚ ﺳﺎﻋﺔ و ﺗﺄﺧﺮت هﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻮﻋﺪ ﺧﻤﺲ دﻗﺎﺋﻖ. ﻚ ع ﻃﻮﻳ ٍﻞ ﻣﺮﺑ ٌ إن ﻟﻘﺎء ﺷﺨﺺ ﻣﺮة أﺧﺮى ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻄﺎ ٍ إﻟﻰ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ و إن ﻳﻜﻦ ﺣﺎﺿﺮًا ﻓﻲ ذهﻨﻚ ﻃﻮال ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة. ﺣﻴﻦ دﺧﻠﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺎب اﻟﺪوار آﺎن ﻟﻘﺎؤﻧﺎ ﻣﺘﻜﻠﱢﻔ ًﺎ. آﺎﻧﺖ ﺗﻠﺒﺲ اﻷﺳﻮد ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺤﺪاد ﺑﻼ رﻳﺐ ،و ﻗﺪ ﻓﺎﺟﺄﻧﻲ أن ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﺒﺴﻮن اﻷﺳﻮد ﺣﻘ ًﺎ ﺣﺪاداً ﻋﻠﻰ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﺎت! ﺷﺮﺑﻨﺎ ﻋﺼﻴﺮًا ﺛﻢ ذهﺒﻨﺎ إﻟﻰ ﻃﺎوﻟﺘﻨﺎ .ﺗﺤﺎدﺛﻨﺎ ﺳﺮﻳﻌ ًﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺤﻤﻮﻣﺔ ،ﻧﺴﺄل ﻋﻦ اﻷﺻﺪﻗﺎء اﻟﻘﺎدﻣﻰ أﻳﺎم آﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎهﺮة .و آﺎن ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﻃﻐﻰ ﻋﻠﻰ اﻻرﺗﺒﺎك اﻟﺬي ﺳﺎد ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻠﻘﺎء.
ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺴﺎﻋﺘﻴﻦ آﻨﺖ أﺟﻠﺲ أﻗﺮأ ﺟﺮﻳﺪة ))اﻟﺘﺎﻳﻤﺰ(( ﺖ و أﺗﻔﺤﺺ أﻋﻤﺪة اﻟﻤﻮاﻟﻴﺪ و اﻟﺰواج و اﻟﻮﻓﻴﺎت ،ﻓﻮﻗﻌ ْ ﻋﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﺳﻢ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز: ))ﻓﻲ 19أﻳﻠﻮل ،ﻓﻲ ﺛﺮي ﻏﺎ ِﺑﻠْﺰ ،ﺳﻮﻳﻨﻠﻲ دﻳﻦ ،ﻣﺎت أرﻳﺴﺘﺎﻳﺪﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز زوج ﺑﺮﻳﺪﻧﺎ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز اﻟﻤﺤﺐ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﻳﻨﺎهﺰ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ و اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ .ﻣﻊ اﻷﺳﻒ اﻟﻌﻤﻴﻖ!(( ت إﻋﻼﻧ ًﺎ ﺁﺧﺮ: ﺛﻢ ﻗﺮأ ُ ))ﻣﺎت أرﻳﺴﺘﺎﻳﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻓﺠﺄة ﻓﻲ ﻣﺴﻜﻨﻪ ﺛﺮي ﻏﺎﺑﻠﺰ، ﺳﻮﻳﻨﻠﻲ دﻳﻦ! ﻳﻨﻌﺎﻩ أوﻻدﻩ و أﺣﻔﺎدﻩ اﻟﻤﺤﺒﻮن ﺑﻌﻤﻖ اﻷﺳﻰ! ﺗﺮﺳﻞ اﻟﻮرود إﻟﻰ آﻨﻴﺴﺔ اﻟﻘﺪﻳﺲ إ ْﻟﻴﺮْد ﻓﻲ ﺳﻮﻳﻨﻠﻲ دﻳﻦ(( أﺛﺎر اﻹﻋﻼن اﺳﺘﻐﺮاﺑﻲ ،ﻓﺮﺑﻤﺎ أدّى ﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻦ ﺷﻐﻠﻲ اﻟﻤﺤﺮرﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ إﻟﻰ هﺬا اﻹزدواج ،ﻟﻜ ّ اﻟﺸﺎﻏﻞ آﺎن ﺻﻮﻓﻴﺎ. أرﺳﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﺑﺮﻗﻴﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ: ))ﻟﻘﺪ ﻗﺮأت ﻟﺘﻮي ﺧﺒﺮ وﻓﺎة ﺟﺪك ..ﺁﺳﻒ ﺟﺪًا! ﻣﺘﻰ أﺳﺘﻄﻴﻊ رؤﻳﺘﻚ؟
-2آﺎن ذﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻮدﺗﻲ إﻟﻰ ﺑﻠﺪي .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺳﻨﻴﻦ اﻟﻐﺮﺑﺔ ﺳﻬﻠﺔ ،آﻨﺖ أآﺘﺐ ﺻﻮﻓﻴﺎ و أﺳﻤﻊ ﻣﻨﻬﺎ آﺜﻴﺮاً ،و آﺎﻧﺖ رﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ﻣﺜﻞ رﺳﺎﺋﻠﻲ :رﺳﺎﺋﻞ ﺻﺪﻳﻘﻴﻦ ﺣﻤﻴﻤﻴﻦ ﻻ رﺳﺎﺋﻞ ﺣﺐ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ هﻲ ﺗﻜﺜﺮ ﻣﻦ ذآﺮ ﺷﺆون اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ آﻨﺖ أﻋﺮف أن ﻣﺸﺎﻋﺮ أﺣﺪﻧﺎ ﺗﺠﺎﻩ اﻵﺧﺮ آﺎﻧﺖ ﺗﺰداد و ﺗﻘﻮى. و رﺟﻌﺖ إﻟﻰ إﻧﻜﻠﺘﺮا ﻓﻲ ﻳﻮم هﺎدئ آﺌﻴﺐ ﻣﻦ أﻳﺎم أﻳﻠﻮل :ﺑﺪت اﻷوراق ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺠﺎر ذهﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺿﻮْء اﻟﻤﺴﺎء ،و آﺎﻧﺖ اﻟﺮﻳﺢ ﺗﻌﺼِﻒ. أرﺳﻠﺖ ﻟﺼﻮﻓﻴﺎ ﺑﺮﻗﻴﺔ ﻣﻦ أرض اﻟﻤﻄﺎر: ))ﻟﻘﺪ ﻋﺪت ﻟﺘﻮي. أرﺟﻮ أن ﻧﺘﻨﺎول اﻟﻌﺸﺎء ﻣﻌ ًﺎ هﺬا اﻟﻤﺴﺎء ﻓﻲ ﻣﺎرﻳﻮ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ! ﺗﺸﺎرﻟﺰ((
*****
ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﻌﻴﺶ ﻣﻌﺎً ،ﻟﻜﻦ اﻟﺤﺮب و اﻟﻐﺮات اﻟﺠﻮﻳﺔهﻲ اﻟﺘﻲ اﺿﻄﺮﺗﻨﺎ أن ﻧﺠﺘﻤﻊ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ أدري – ..و ﻗﻄﺒﺖ ﺣﺎﺟﺒﻴﻬﺎ ﺗﻔﻜﺮ .. -رﺑﻤﺎ آﺎن أﺑﻨﺎء اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻣﻌ ًﺎ ﻓﻲ اﻟﺮوح ﺗﺤﺖ رﻗﺎﺑﺔ ﺟﺪي و ﺣﻤﺎﺋﺘﻪ ،إﻧﻪ رﺟﻞ ﻟﻪ ﺷﺄﻧﻪ .ﻟﻘﺪ ﺗﺠﺎوز اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ،و هﻮ ﻗﺼﻴﺮ اﻟﻘﺎﻣﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻗﻮﻳﺔ ﺑﺪرﺟﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎدﻳﺔ. ﻳﺒﺪو ﻣﺜﻴﺮا ﻟﻼهﺘﻤﺎم. إﻧﻪ ﻓﻌﻼ آﺬﻟﻚ ،ﻓﻬﻮ ﻳﻮﻧﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺳﻤﻴﺮْﻧﺎ ،اﺳﻤﻪأرﻳﺴﺘﺎﻳﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز .ﺛﻢ أﺿﺎﻓﺖ و ﻋﻴﻨﺎهﺎ ﺗﻄﺮﻓﺎن :و هﻮ ﻏﻨﻲ ﺟﺪًا! ﻣﻦ ﻳﺮﺛﻪ ﺑﻌﺪ وﻓﺎﺗﻪ؟ ﺟﺪي ﺳﻴﻘﺮر ،و ﻟﻦ ﻳﺌﺜﺮ ﻓﻴﻪ أي أﺳﻠﻮب أوﻳﺰﺣﺰﺣﻪ ،إﻧﻪ داهﻴﺔ! ﺗﺮى ،هﻞ ﺳﺘﺤﺒﻪ؟ و هﻞ ﺗﺤﺒﻴﻨﻪ أﻧﺖ؟ -أآﺜﺮ ﻣﻦ أي ﺷﺨﺺ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ.
إﻧﻨﻲ أﻋﻴﺶ ﻓﻲ ﺳْﻮﻳﻨﻠﻲ دﻳﻦ.ت ﺑﺮأﺳﻲ ﺣﻴﻦ ذآﺮت هﺬﻩ اﻟﻀﺎﺣﻴﺔ اﻟﺸﻬﻴﺮة ﻓﻲ أوﻣﺄ ُ ﺖ ﻟﻨﺪن اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﺎهﻰ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﻣﻼﻋﺐ ﻏﻮﻟﻒ ،و أﺿﺎﻓ ْ ﺑﻬﺪوء و ﺻﻮت ﻣﻄﻤﺌﻦ: ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺻﻐﻴﺮ ﻣﺎﺋﻞ..ﺖ ﻗﻠﻴﻼً ،ﺛﻢ أردﻓﺖ ﺑﺠﻤﻠﺔ ﻣﻘﺘﺒﺴﺔ: ﺖ ﻓﺠﻔﻠ ُ و ﺿﺤﻜ ْ ))و آﺎﻧﻮا ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺻﻐﻴﺮ ﻣﺎﺋﻞ((،هﺬﻩ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﻧﺤﻦ ،ﺑﻴﺘﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﺘﺎ ﺻﻐﻴﺮا ،ﻟﻜﻨﻪ ﺣﺘﻤﺎ ﻣﻨﺤﺮف ﺧﺸﺒﻲ ﻣﻮﺷﻮر اﻟﺸﻜﻞ ،ﻓﻲ ﺳﻄﺤﻪ زواﻳﺎ آﺜﻴﺮة! هﻞ أﻧﺖ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ آﺒﻴﺮة؟ إﺧﻮﺗﻚ و أﺧﻮاﺗﻚ؟أخ واﺣﺪ و أﺧﺖ واﺣﺪة ،و أﺑﻲ و أﻣﻲ و ﻋﻤﻲ و زوﺟﺘﻪ و ﺟﺪي و زوﺟﺘﻪ و ﺧﺎﻟﺔ ﻋﺠﻮز. ﻼ: ﺻﺤﺖ و أﻧﺎ ﻣﺮﺗﺒﻚ ﻗﻠﻴ ً ﻳﺎ إﻟﻬﻲ!ﺿﺤﻜﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ:
هﻞ ﺗﻌﻠﻤﻴﺒﻦ ﺑﻢ أﺷﻌﺮ؟هﻤﺴﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ: ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﻐﺰل اﻵن. ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ،أﻻ ﺗﻔﻬﻤﻴﻦ؟ ﻟﻘﺪ ﺣﺎوﻟﺖ أﻻ أﻗﻮل ﺑﺄﻧﻨﻲأﺣﺒﻚ.. ﻗﺎﻃﻌﺘْﻨﻲ: إﻧﻨﻲ أﻓﻬﻢ ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ ،و أﻧﺎ أﺣﺐ أﺳﻠﻮﺑﻚ اﻟﻐﺮﻳﺐ ،ﻗﺪﺗﺄﺗﻲ ﻟﺘﺮاﻧﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻌﻮد إن آﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ أن.. و ﻗﺎﻃﻌﺘُﻬﺎ: ﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ ذﻟﻚ. اﻟﺸﻚ ﻳﺪﺧﻞ آﻞ اﻟﻘﻠﻮب ﻳﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ ،ﻗﺪ ﻳﻈﻬﺮأﺣﻴﺎﻧﺎًأﻣ ٌﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺴﻮب و ﻻ ﻣﻘﺪّر ﻳﻐﻴﺮ اﻷﺣﺪاث آﻠﻬﺎ. ﺗﺬآّﺮ أﻧﻚ ﻻ ﺗﻌﺮف ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻋﻨﻲ ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ -ﺑﻠﻰ ،ﺣﺘﻰ أﻧﻨﻲ ﻻ أﻋﺮف أﻳﻦ ﺑﻴﺘﻜﻢ ﻓﻲ إﻧﻜﻠﺘﺮا؟
ﻗﺪ ﻻ ﻧﻠﺘﻘﻲ ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻣﻴﻦ ،ﻻ أﻋﺮف ﻣﺘﻰ أﻋﻮد إﻟﻰإﻧﻜﻠﺘﺮا ،ﻟﻜﻦ أول ﺷﻲء أﻓﻌﻠﻪ ﺣﻴﻦ أرﺟﻊ إﻟﻰ إﻧﻜﻠﺘﺮا هﻮ اﻟﻤﺠﻲء ﻟﻜﻲ أراك و أﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ أن ﺗﺘﺰوﺟﻴﻨﻲ. ﺗﻘﺒﻠﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ اﻷﻣﺮ دون أن ﻳﻄﺮف ﻟﻬﺎ ﺟﻔﻦ ،و ﺖ ﻧﺤﻨﺴﻲ اﻟﻘﻬﻮة دون أن ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻲّ ،و ﺷﻌﺮت ﺟﻠﺴ ٍ ﺑﺎﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻗﻠﻴﻼً ،ﻗﻠﺖ: اﺳﻤﻌﻲ ،ﺳﺄﻓﻌﻞ آﻞ ﺷﻲء إﻻ ﺷﻴﺌ ًﺎ واﺣﺪً ،ﻟﻦ أﻃﻠﺐﻣﻨﻚ اﻟﺰواج اﻵن ،رﺑﻤﺎ ﺗﺮﻓﻀﻴﻨﻨﻲ ﻓﺄرﺣﻞ ﺑﻌﺪهﺎ ﻳﺎﺋﺴﺎً، و رﺑﻤﺎ أﻋﺸﻖ ارﻣﺄة أﺧﺮى ﻗﺒﻴﺤﺔ ﺣﺘﻰ أﻧﺘﻘﻢ ﻟﻐﺮوري، ﺖ ﻓﻤﺎ ﻋﺴﺎﻧﺎ أن ﻧﻔﻌﻞ إزاء هﺬا اﻷﻣﺮ؟ و ﺣﺘﻰ ﻟﻮ واﻓﻘ ِ ﻧﺘﺰوج ﻓﻲ اﻟﺤﺎل؟ ﻧﻌﻠﻦ ﺧﻄﺒﺘﻨﺎ ﺛﻢ ﻧﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎل زﻣﻨ ًﺎ ﻃﻮﻳﻼً؟ ﻻ أﺣﺘﻤﻞ رؤﻳﺘﻚ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﺤﺎل ،ﻓﻘﺪ ﺗﻠﺘﻘﻴﻦ رﺟﻼ ﻚ أن ﺗﻜﻮزﻧﻲ ﻣﺨﻠﺼﺔ ﻟﻲ. ﻏﻴﺮي ﺛﻦ ﺗﺸﻌﺮﻳﻦ ﺑﺄن ﻋﻠﻴ ِ أﺣﺐ أن أراك ﺗﻌﻮدﻳﻦ إﻟﻰ وﻃﻨﻚ ﺣﺮة ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﻨﻈﺮي ﺣﻮﻟﻚ و ﺗﻌﺮﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب اﻟﺠﺪﻳﺪ و ﺗﻘﺮري ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪﻳﻨﻪ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻓﺎﻟﺬي ﺑﻴﻨﻲ و ﺑﻴﻨﻚ ﻳﺎ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﺧﺎﻟﺪًا ﻷﻧﻨﻲ ﻟﻦ أﺗﺰوج أي اﻣﺮأة أﺧﺮى. -و أﻧﺎ أﻳﻀ ًﺎ..
آﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪو إﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻣﻤﺘﻠﺌﺔ ﺑﺎﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ،و ﻗﺪ أﻋﺠﺒﻨﻲ ذﻟﻚ آﺜﻴﺮاًﺑﻌﺪ ﺛﻼث ﺳﻨﻴﻦ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻏﺎﺋﺒﺎ ﻋﻦ ﺑﻠﺪي .و ن ﻻ أﺣﺪ ﻳﺒﺪو إﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺎ أآﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ.. ﻓﻜﺮت ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ أ ْ ﺗﺮى هﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻜﻮن إﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﺣﻘﺎ آﻤﺎ ﺗﺒﺪو؟ هﻞ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺸﻲء اﻟﺰاﺋﻒ آﺎﻟﺸﻲء اﻟﺨﺎﻟﺺ ﻓﻲ اﻟﻜﻤﺎل؟ أدرآﺖ أن ﺻﻮﻓﻴﺎ – رﻏﻢ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ اﻟﺤﺮ اﻟﻄﻮﻳﻞ و ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻷﻓﻜﺎر ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺤﺐ و ﻣﺎ ﻧﻜﺮﻩ و اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ و أﺻﺪﻗﺎﺋﻨﺎ اﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ – ﻟﻢ ﺗﺬآﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻦ ﺑﻴﺘﻬﺎ و أﺳﺮﺗﻬﺎ. ﻟﻘﺪ ﻋﺮﻓﺖ آﻞ ﺷﻲء ﻋﻨﻲ – و آﺎﻧﺖ ﻣﺴﺘﻤﻌﺔ ﺟﻴﺪة – و ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ أﻋﺮف ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ! آﻨﺖ أﻗﺪر أن ﻟﻬﺎ اﻟﺠﺬور اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻨﻬﺎ ﻗﻂّ ،و ﻟﻢ أدرك اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺣﺘﻰ هﺬﻩ اﻟﻠﺤﻈﻮ .ﺳﺄﻟﺘْﻨﻲ: ﻓﻴﻢ آﻨﺖ ﺗﻔﻜﺮ؟أﺟﺒﺘﻬﺎ ﺑﺼﺪق: أﻧﺖ! -ﻋﺮﻓﺖ ذﻟﻚ.
-1ﺖ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز أول ﻣﺮة ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻗﺒﻞ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺮﻓ ُ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ .آﺎﻧﺖ ﺗﺸﻐﻞ ﻣﻨﺼﺒ ًﺎ إدارﻳﺎ رﻓﻴﻌ ًﺎ ﻓﻲ إﺣﺪى دواﺋﺮ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ هﻨﺎك ،و ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ أﺛﻨﺎء وﻇﻴﻔﺘﻲ ﺑﺼﻔﺔ رﺳﻤﻴﺔ ﻓﺄُﻋﺠﺒﺘﻔﻲ اﻟﺤﺎل ﺑﻜﻔﺎءﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ أوﺻﻠﺘﻬﺎ إﻟﻰ ذاك اﻟﻤﻨﺼﺐ رﻏﻢ ﺻﻐﺮ ﺳﻨﻬﺎ إذ آﺎﻧﺖ ﺁﻧﺬاك ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ و اﻟﻌﺸﺮﻳﺖ ﻣﻦ ﻋﻤﺮهﺎ. و إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺣﺴﻦ ﻣﻈﻬﺮهﺎ ﻓﻘﺪ آﺎﻧﺖ ذآﻴﺔ و ﺻﺮﻳﺤﺔ ﺗﺴﻬﻞ ﻣﺤﺎدﺛﺘﻬﺎ رﻏﻢ ﻣﻴﻠﻬﺎ ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ ،ﻓﺄﺻﺒﺤﻨﺎ ﺻﺪﻳﻘﻴﻦ ،و أﺣﺒﺒﺘﻬﺎ و رﻏﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﺰواج ﺑﻬﺎ .آﺎن ذﻟﻚ ﺣﻴﻦ ﺗﻘﺮر ﻧﻘﻠﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺮق ﺑﻌﺪ ﺧﻤﻮد اﻟﺤﺮب ﻓﻲ أوروﺑﺎ. ﻋﺰﻣﺖ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻘﺮار ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﻨﺎوﻟﻨﺎ اﻟﻌﺸﺎء ﻓﻲ ﻓﻨﺪق ﺷﺒﺮد ،ﻓﺄﻗﺮرت ﺑﺤﻘﻴﻘ ٍﺔ آﻨﺖ أﻋﺮﻓﻬﺎ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ ،ﻓﻘﺪ أﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ﻣﻨﺬ رأﻳﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﺮب! أﻋﺠﺒﻨﻲ آﻞ ﺷﻲء رأﻳﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ :اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺪاآﻦ اﻷﺟﻌﺪ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺘﺸﺎﻣﺦ إﻟﻰ أﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺟﺒﻬﺘﻬﺎ ،و اﻟﻌﻴﻨﺎن اﻟﺰرﻗﺎوان اﻟﻤﻔﻌﻤﺘﺎن
ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻤﺆﻟﻔﺔ هﺬﻩ اﻟﻘﺼﺔ ﻣﻦ أﺧﺺ رواﻳﺎﺗﻲ اﻟﻤﻔﻀﻠﺔ ،و ﻗﺪ ﺣﻔﻈﺘﻬﺎ ﺳﻨﻴﻦ ﻃﻮﻳﻠﺔ أﻓﻜﺮ ﻓﻲ أﻣﺮهﺎ و أﻋﻴﺪ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ. أﻗﻮل ﻟﻨﻔﺴﻲ :ﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﺎ ،ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ،ﺣﻴﻦ أرﻳﺪ إﻣﺘﺎع ﻧﻔﺴﻲ ﺣﻘﺎ ،ﺷﻮف أﺑﺪأ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﺘﻬﺎ. إن رواﻳﺘﻲ )) اﻟﺒﻴﺖ اﻟﻤﺎﺋﻞ (( آﺎﻧﺖ ﻣﺘﻌﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ .و أﺗﺴﺎءل آﺜﻴﺮا :هﻞ ﻳﻈﻦ اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺮؤون اﻟﻜﺘﺐ أن اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻋﻤﻞ ﺻﻌﺐ أم ﻣﺘﻌﺔ؟ و آﺎن اﻟﻨﺎس ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻟﻲ ﻣﺮة ﺑﻌﺪ أﺧﺮى)) :ﻻ ﺑﺪ أﻧﻚ اﺳﺘﻤﺘﻌﺖ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ هﺬﻩ اﻟﻘﺼﺔ أو ﺗﻠﻚ((. ﺖ ﺑﻌﻨﺎد أن ﺗﺨﺮج آﻤﺎ أﺗﻤﻨﻰ، أﻣﺎ هﺬﻩ اﻟﻘﺼﺔ ﻓﺄ َﺑ ْ ﻓﺸﺨﺼﻴﺎﺗﻬﺎ ﺑﻐﻴﻀﺔ و ﻋﻘﺪﺗﻬﺎ ﻣﺘﺸﺎﺑﻜﻰ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺿﺮورة ،و اﻟﺤﻮار ﻣﺘﻜﻠﻒ .و رﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻜﻮن اﻟﻤﺆﻟﻒ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻪ ،و ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﻗﺮأ رواﻳﺔ )) اﻟﺒﻴﺖ اﻟﻤﺎﺋﻞ (( ﻗﺪ أﺣﺒّﻬﺎ ،و ﻣﻦ أﺟﻞ هﺬا أﻗﻮل ﺑﺄﻧﻬﺎ واﺣﺪة ﻣﻦ أﻓﻀﻞ رواﻳﺎﺗﻲ. ﻻ أﻋﺮف آﻴﻒ ﺟﺎﺋﺘﻨﻲ ﻓﻜﺮة ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز؟ ﻓﻘﺪ ﺟﺎءت هﻜﺬا ،ﺛﻢ – آﻤﺎ ﻳﻘﻮل ﺗﻮﺑْﺴﺎي )) : -ﻟﻘﺪ ﻧﻤﺖ و ﺖ((. ﺗﺮﻋﺮﻋ ْ إﻧﻨﻲ أﺷﻌﺮ ﺑﺄﻧﻨﻲ آﻨﺖ ﻧﺎﺳﺨ ًﺔ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮة ﻟﻴﺲ ﻏﻴﺮ. أﻏﺎﺛﺎ آﺮﻳﺴﺘﻲ.
ﻃُﺒﻌﺖ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻋﺎم 1949 ﺗﺮﺟﻤﺔ :ﻣﺤﻤﻮد اﻟﺨﻄﻴﺐ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ :ﺟﻬﺎد اﻟﻜﺮدي ﺗﺤﺮﻳﺮ :رﻣﺰي راﻣﺰ ﺣﺴّﻮن ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻐﻼف :ﻋﺮوة ﻣﺆﻣﻦ دﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ :هﻴﺴﺘﻴﻨﻐﺰ
ﺖ اﻟﻤَﺎﺋِﻞ اﻟ َﺒ ْﻴ ُ آﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز ﻋﺎﺋﻠﺔ آﺒﻴﺮة ﺳﻌﻴﺪة ﻳﻌﻴﺶ أﻓﺮادهﺎ ﺑﻘﻨﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ واﺳﻊ )آﺜﻴﺮ اﻟﺰواﻳﺎ و اﻷﺷﻜﺎل اﻟﻤﺜﻠﺜﺔ( ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺿﻮاﺣﻲ ﻟﻨﺪن اﻟﻔﺎﺧﺮة .و ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﻜﺘﺸﻔﻮن – ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺘﻞ أرﻳﺴﺘﺎﻳﺪ ﻟﻴﻮﻧﺎﻳﺪز – أن ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻼ... ﻗﺎﺗ ً اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻳﺮاﻗﺒﻮن و ﻳﺤﻘﻘﻮن ،و ﻟﻜﻦ ﺟﺮﻳﻤﺔ أﺧﺮى آﺎدت ﺗﻘﻊ أﻣﺎم أﻧﻈﺎر اﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﺛﻢ ﻳﻜﺎد ﺷﺨﺺ ﺛﺎﻟﺚ أن ﻳﻠﻘﻰ ﺣﺘﻔﻪ .هﻞ أﻣﺴﻚ اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﻘﺎﺗﻞ اﻟﺼﺤﻴﺢ؟ "إﻧﻬﺎ واﺣﺪة ﻣﻦ أﻓﻀﻞ رواﻳﺎﺗﻲ... أﻏﺎﺛﺎ آﺮﻳﺴﺘﻲ"