سبتمبر/أيلول – أكتوبر/تشرين الأول 2012 المجلد 42 العدد

Page 1

‫النشــرة‬

‫اإلخبارية‬ ‫م�����ن أج�������ل ال���م���ع���ن���ي���ي���ن ب����ح����ق����وق اإلن����س����ان‬ ‫المجلد ‪ 42‬العدد ‪005‬‬ ‫سبتمبر‪/‬أيلول – أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪ 2012‬‬

‫مـعـنـا‬ ‫قـفـوا‬ ‫فلنوقف طرد أوروبا للروما تعسفاً‬


‫في هذا العدد‬ ‫من النشرة اإلخبارية‬ ‫صورة الغالف‬ ‫محتجون يطالبون السلطات المحلية بعدم إغالق «تور دي تشينتشي»‪ ،‬وهو‬ ‫مخيم للروما في العاصمة اإليطالية‪ ،‬روما‪ ،‬يوليو‪/‬تموز ‪ .2012‬وأثناء الفعالية‪،‬‬ ‫تحدث ممثلون وموسيقيون وعزفوا مقطوعات موسيقية‪ ،‬بينما قدّ م شبان‬ ‫وفتيات من الروما عروضاً على المسرح‪ ،‬وقام ناشطون بجمع التواقيع على‬ ‫عريضة ضد إغالق المخيم‪.‬‬

‫«ما الذي يتعلمه أطفالنا من هذا؟»‬

‫إلتقوا أشخاصاً من «الروما» يواجهون اإلخالء القسري الوشيك في إيطاليا‪ ،‬ثم‬ ‫وقعوا بطاقتنا البريدية وابعثوا بها إلى رئيس وزراء إيطاليا‪ .‬الصفحة ‪4‬‬

‫عقوبة في طور االختفاء‬

‫«إن القضاء على عقوبة اإلعدام سيجعل منا مجتمعاً أفضل بكثير»‪ .‬هذا ما‬ ‫يقوله الناشط المخضرم من أجل إلغاء عقوبة اإلعدام‪ ،‬كاميلو كامبوس‪-‬كروز‪.‬‬ ‫في هذا العدد‪ ،‬يتحدث إلى «النشرة الحية» بمناسبة الذكرى العاشرة لليوم‬ ‫الدولي لمناهضة عقوبة اإلعدام‪ ،‬التي تصادف في ‪ 10‬أكتوبر‪/‬تشرين األول‪.‬‬

‫الصفحة ‪8‬‬

‫«عندما يصبح البحر مقبرة»‬ ‫يختفي العديد من التونسيين الشبان في البحر وهم في طريقهم إلى أوروبا‪.‬‬ ‫تبيَّن كيف تُفاقم سياسة الهجرة األوروبية من هذه المأساة‪ .‬الصفحة ‪12‬‬

‫الحقيقة لن تموت‬ ‫قبل ‪ 20‬سنة‪ ،‬ذهب ‪ 200‬شخص في إل كاالبوز‪ ،‬في والية إل ساالفاد‪ ،‬ضحية‬ ‫مذبحة مروعة‪ .‬وما زال الناجون والناجيات ينتظرون أن تتحقق العدالة‪ :‬يرجى‬ ‫توقيع البطاقة البريدية وإرسالها إلى الرئيس فونيس‪ .‬الصفحة ‪14‬‬

‫الحصول على النشرة األخبارية‬

‫تتوافر النشرة اإلخبارية للتنزيل في‬ ‫الموقع ‪www.amnesty.org/en/stay-‬‬ ‫‪informed/enewsletters/the-wire‬‬ ‫ويمكن االشتراك الستالم ست نسخ في‬ ‫السنة مقابل ‪ 15‬جنيهاً استرلينياً‪ 24 /‬دوالرا ً‬ ‫أمريكياً‪ 17/‬يورو (أو ‪ 22‬جنيهاً استرلينياً‪/‬‬ ‫‪ 35‬دوالرا ً أمريكياً‪ 25/‬يورو للمؤسسات)‪.‬‬ ‫وتستطيع فروع منظمة العفو الدولية‬ ‫وهياكلها شراء نسخ بأسعار مخفضة‪.‬‬ ‫يرجى إرسال رسالة إلكترونية إلينا على‬ ‫العنوان ‪wire.subscribe@amnesty.org‬‬ ‫أو االتصال بالهاتف رقم ‪+44 207 413‬‬ ‫‪.5814/5507‬‬ ‫لالنضمام إلى منظمة العفو الدولية‬ ‫يرجى زيارة ‪www.amnesty.org/en/join‬‬

‫«البدون» في الكويت‬ ‫مضى ‪ 50‬سنة على تجاهل وضع «البدون» ممن ال يحملون أية جنسية في‬ ‫الكويت‪ .‬إقرأ حول نضاالتهم من أجل االعتراف بهم كمواطنين‪ .‬الصفحة ‪16‬‬

‫أزرار رقمية لالستنفار‬ ‫تبيَّن كيف يمكن الستخدام التقانة الجديدة أن يساعد على حماية ناشطي‬ ‫حقوق اإلنسان‪ .‬الصفحة ‪19‬‬

‫ماذا أيضاً؟‬

‫صدرت للمرة األولى في ‪ 2012‬عن‬ ‫مطبوعات منظمة العفو الدولية‬ ‫‪www.amnesty.org‬‬ ‫‪© Amnesty International Ltd‬‬ ‫رقم الوثيقة‪NWS 21/005/2012 :‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪ISSN: 1472-443X‬‬ ‫الطباعة‪Sudbury Print Grup, :‬‬ ‫‪Suffolk, UK‬‬ ‫جميع الحقوق محفوظة‪ .‬وال يجوز‬ ‫استنساخ أي جزء من هذه المطبوعة‬ ‫أو تخزينه أو نقله بأية صورة من‬ ‫الصور أو أية وسيلة كانت أو نسخه أو‬ ‫تسجيله أو بخالف ذلك بدون الحصول‬ ‫على إذن مسبق من الناشر‪.‬‬

‫أخبار سارة وتحديثات (الصفحة ‪ ،)20‬رسائل من الجئين وطالبي لجوء‬ ‫محتجزين في قبرص (الصفحة ‪ )18‬وأخبار الحمالت (الصفحة ‪.)2‬‬

‫النشرة اإلخبارية‪ ،‬برنامج المطبوعات‬ ‫‪Wire, Editorial and Publishing‬‬ ‫‪Programme, Amnesty International‬‬ ‫‪International Secretariat, Peter‬‬ ‫‪Benenson House, 1 Easton Street,‬‬ ‫‪London WC1X 0DW, United Kingdom‬‬

‫مناشدات عالمية‬ ‫بادر إلى القراءة والتوزيع والتحرك – انظر الملحق الداخلي‬

‫صورة الغالف‪:‬‬

‫‪© Amnesty International‬‬ ‫(بعدسة ‪)© Fernando Vasco Chironda‬‬


‫‪© Amnesty International‬‬

‫ناشطو منظمة العفو الدولية أثناء مهرجان‬ ‫بولونيا لزهو المثليين في إيطاليا‪ ،‬يونيو‪/‬‬ ‫حزيران ‪ .2012‬وتقول فقاعة الحديث في‬ ‫الجانب األيمن‪« :‬حرة في أن أكون سحاقية»‪.‬‬


‫جدول األعمال‬ ‫أخبار من الفرق والحمالت اإلقليمية لمنظمة العفو الدولية‬

‫ ‬

‫البرازيل‪ -‬بإمكانكم البقاء‬ ‫في الوقت الراهن‬ ‫أخبار طيبة لسكان الرانجيرا نهيانديرو في‬ ‫البرازيل‪ ،‬الذين سمح لهم بالبقاء فوق‬ ‫أرض األجداد‪ .‬إذ ع َّلقت إحدى المحاكم‬ ‫مؤخرا ً أمرا ً بإخالئهم إلى حين تحقق‬ ‫فريق من علماء اإلنسان من ادعائهم‬ ‫ملكية مزرعة «سانتو أنطونيو دي نوفا‬ ‫إسبيرانثا»‪ .‬وقد بعث ناشطون من شتى‬ ‫أنحاء العالم برسائل تدعم مطالب‬ ‫مجتمع السكان األصليين هذا عقب‬ ‫إصدار منظمة العفو تحركاً عاج ًال بشأن‬ ‫قضيتهم في السنة الماضية‪.‬‬

‫‪© Amnesty International Korea‬‬

‫«قلبي يؤلمني من أجل‬ ‫أصدقائي»‬

‫(‬

‫ «انضممت إلى منظمة العفو‬ ‫الدولية ألنهم قدموا لي عرضاً‬ ‫خاصاً؛ اشت ِر واحداً‪ ،‬وأطلق‬ ‫سراح واحد آخر»‪.‬‬ ‫الممثل الهزلي من المملكة‬ ‫المتحدة غاري ديالني‬

‫)‬

‫هجمة على الحقوق‬ ‫الجنسية واإلنجابية‬ ‫في مؤتمر ريو ‪ +20‬لألمم المتحدة‬ ‫حول التنمية المستدامة‪ ،‬قاد «الكرسي‬ ‫الرسولي» (الفاتيكان) هجمة على‬ ‫الحقوق الجنسية واإلنجابية‪ ،‬مدعوماً‬ ‫من قبل «جي ‪ ،»77‬وهي منظمة‬ ‫للدول النامية‪ .‬فإلى جانب كندا والواليات‬ ‫المتحدة األمريكية‪ ،‬ناهضت «جي ‪»77‬‬ ‫تضمين تحميل الشركات المسؤولية عن‬ ‫ضمان هذه الحقوق ضمن الحقوق‬ ‫التي يجب احترامها في مسودة الوثيقة‬ ‫النهائية‪ .‬كما أدلت حكومات بتنويهات‬ ‫استهدفت فيها حرية التعبير والتجمع‪.‬‬ ‫اِقرأ المزيد على الموقع‪:‬‬

‫أفرج عن مون ميونغ‪ -‬جين (مناشدات‬ ‫عالمية‪ ،‬مارس‪/‬آذار‪ -‬أبريل‪/‬نيسان ‪،2012‬‬ ‫في الصورة أعاله) من السجن في كوريا‬ ‫الجنوبية في ‪ 29‬يونيو‪/‬حزيران‪ .‬قال‪:‬‬ ‫«تلقيت رسائل عديدة من أعضاء منظمة‬ ‫العفو الدولية‪ .‬لم ألتقهم شخصياً‪،‬‬ ‫ولكنهم بعثوا إلي برسائل من قبيل 'أقف‬ ‫إلى جانبك‪ ،‬وسأعمل من أجل اإلفراج‬ ‫عنك‪ ،‬وأدعم ما تؤمن به‪ '.‬كان لهذه‬ ‫الكلمات معنى كبيرا ً عندي وأتوجه‬ ‫إليهم بالشكر‪ .‬إن قلبي موجع من أجل‬ ‫أصدقائي الذين ما زالوا في السجن بجريرة‬ ‫اعتراضهم على الخدمة العسكرية بوازع‬ ‫الضمير»‪ .‬إنتقل إلى مطويتنا في منتصف‬ ‫النشرة لترى كيف يمكنك إرسال مناشدات‬ ‫من أجل أفراد آخرين معرضين للخطر‪.‬‬

‫(‬

‫العدالة للناجيات من‬ ‫العنف الجنسي في‬ ‫كولومبيا‬

‫التقى فريق لمنظمة العفو في اآلونة‬ ‫األخيرة ناجيات من العنف الجنسي‬ ‫الذي تعرضن له في سياق النزاع المسلح‬ ‫لكولومبيا‪ ،‬وكذلك أقارب لضحايا وأعضاء‬ ‫في منظمات محلية‪ .‬وكان هدف الرحلة‬ ‫التخطيط للمرحلة التالية من حملة‬ ‫للمطالبة بالعدالة للنساء الالتي عانين‬ ‫من العنف الجنسي إبان النزاع‪ .‬انتظروا‬ ‫أنباء أنشطة الحملة في وقت الحق‬ ‫من السنة‪ .‬وفي هذه األثناء‪ ،‬تستطيعون‬ ‫إظهار تضامنكم على‪:‬‬

‫‪facebook.com/solidaridadcolombia‬‬

‫ «أشعر بالفخر ألنني بادرت بالتحرك‪.‬‬ ‫نقرة بسيطة على فأر الحاسوب‬ ‫يمكن أن تحدث التغيير!»‬

‫‪2‬‬

‫)‬

‫فالديمير ليونوف‪ ،‬الذي شارك في حملة‬ ‫إغراق الفاكسات من أجل حرية التعبير‬

‫النشرة اإلخبارية ] سبتمبر‪/‬أكتوبر ‪[ 2012‬‬

‫)‪© Amnesty International (Photo: Manuel Finol‬‬

‫‪bit.ly/Rioplus20-rights‬‬

‫أقرب إلى إلغاء عقوبة‬ ‫اإلعدام‬ ‫يمكن أن تصبح والية كونكتيكت الوالية‬ ‫األمريكية ‪ 17‬التي تلغي عقوبة اإلعدام‬ ‫عقب تصويت مجلس الشيوخ في‬ ‫الوالية إلى جانب إلغائها‪ .‬وينتظر مشروع‬ ‫القانون اآلن موافقة مجلس النواب‬

‫وتوقيع حاكم الوالية‪ ،‬مالوي‪ ،‬إلقراره‪.‬‬ ‫وتعليقاً على قرار مجلس الشيوخ‪ ،‬قالت‬ ‫سوزان نوسل من فرع الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية لمنظمة العفو إن «مشرعي‬ ‫كونكتيكت قد فعلوا األمر الصواب وب ّينوا‬ ‫خصالهم القيادية في ترقية حقوق‬ ‫اإلنسان»‪.‬‬ ‫‪Bit.ly/Connecticut-deathpenalty‬‬


‫جدول األعمال‬

‫«أوقفوا العيارات النارية»‪ :‬واحدة‬ ‫من جداريات عديدة رسمت في‬ ‫كراكاس‪ ،‬بفنزويال‪ ،‬أثناء أسبوع منظمة‬ ‫العفو للتحرك ضد العنف المسلح‬ ‫في يونيو‪/‬حزيران ‪.2012‬‬

‫مالحظات من الميدان‬

‫)‬

‫‪© Amnesty International‬‬

‫(‬

‫ «أنا نفسي‪ .‬وحاسوبي‪.‬‬ ‫والموقع اإللكتروني لمنظمة‬ ‫العفو‪ .‬و‪ 14‬رسالة»‪.‬‬ ‫ناشط منظمة العفو جون‬ ‫كميك من كندا‪ ،‬الذي‬ ‫شارك في حملتنا «كتابات‬ ‫من أجل الحقوق»‪.‬‬

‫حيـاة في العـزلة‬

‫لقد كان انطباعي األول عن سجن «بليكان بيه» ذي‬ ‫اإلجراءات األمنية المشددة التابع لوالية كاليفورنيا‬ ‫يتمثل في التناقض الصارخ بين جمال الطبيعة الريفية‬ ‫المحيطة بالسجن وبين مباني السجن الموحشة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫دمت برائحة الهواء البائت‬ ‫وعندما دخلنا «وحدة اإليواء األمني» ُص‬ ‫ْ‬ ‫كسرت جدار الصمت المطبق‬ ‫أوالً‪ ،‬ثم بالهدوء ثانياً‪ .‬وبعد ذلك‬ ‫ٌ‬ ‫صرخة تنذر بأن الحراس قادمون وهم يقتادون نزي ًال مك َّب ًال باألغالل في‬ ‫معصميه وباألصفاد في كاحليه‪.‬‬ ‫ويُعرف سجن «بليكان بيه» بقسوة األوضاع والعزلة الطويلة األجل‬ ‫التي يعاني منها ما يربو على ألف نزيل‪ .‬وهو عاد ًة ما يكون مغلقاً‬ ‫أمام العالم الخارجي‪ ،‬بيد أنه ُسمح لمنظمة العفو الدولية بدخوله‬ ‫لتقصي إضرابيْن عن الطعام‪ .‬ففي داخل تلك الوحدة يتم احتجاز‬ ‫النـزالء في زنزانات صغيرة تخلو من النوافذ وتحتوي على المقتنيات‬ ‫األساسية فقط وعلى جهاز تلفزيون – إذا كان بمقدور النـزالء شراؤه‪.‬‬ ‫وعبر باب الزنزانة تحدثنا إلى فيكتور‪ ،‬الذي ظل محتجزا ً في الوحدة‬ ‫منذ ما يزيد على عقدين من الزمن‪ ،‬والذي قال لنا‪« :‬أنتم أول أشخاص‬ ‫من خارج السجن أراهم منذ سنوات‪ ».‬ور َّكز بصره كي يرانا من خالل‬ ‫مصمم‬ ‫الفتحات الموجودة في الباب الفوالذي األصم‪ .‬إذ أن السجن‬ ‫َّ‬ ‫لحرمان السجناء من التواصل البشري الطبيعي مع غيرهم‪.‬‬ ‫وال تُتاح للنـزالء فرص للتفاعل االجتماعي فيما بينهم‪.‬‬ ‫فالمكالمات الهاتفية ممنوعة‪ ،‬كما أن سجن «بليكان بيه» يقع في‬ ‫منطقة نائية‪ ،‬حتى أن العديد من النـزالء ال تصلهم زيارات من الخارج‪.‬‬ ‫فعائلة أحد النـزالء التي تحدثنا معها – شأنها شأن عائالت أخرى –‬ ‫تعيش على بعد نحو ‪ 700‬ميل من السجن‪ .‬وحتى في حالة قدوم‬ ‫زوار‪ ،‬فإن السجناء يكونون مفصولين عن زوارهم بواجهة زجاجية‪،‬‬ ‫ويتحدثون معهم بواسطة الهاتف‪.‬‬ ‫وكان لدى الرجال الذين تحدثنا إليهم فضول للتعرف على‬ ‫عمل منظمة العفو الدولية‪ .‬وقد طاب للعديد منهم فرصة الكالم‬ ‫معنا‪ ،‬وكانوا جميعاً على علم بأن خارج أسوار السجن ثمة مجتمع‬ ‫للمتمسكين بالدفاع عن السجناء – ومن بينهم منظمة العفو الدولية‬ ‫– ممن يدعمون نضالهم من أجل تحسين أوضاعهم‪.‬‬

‫بوبال‪ ،‬صورة صامتة‬

‫أثناء دورة لندن لأللعاب األولمبية لسنة‬ ‫‪ ،2012‬سلط ناشطون من جميع أنحاء‬ ‫العالم الضوء على إحدى الكوارث‬ ‫الصناعية األضخم في التاريخ‪ .‬وكان‬ ‫بين هؤالء الفنان الهندي سمر جودها‪،‬‬ ‫الذي أقام منشأة للفنون بالتعاون مع‬ ‫فرع المملكة المتحدة لمنظمة العفو‬ ‫الدولية عرضت فيها صور من مخلفات‬ ‫مصنع يونيون كاربايد للمبيدات الحشرية‬ ‫المهجور‪ .‬ففي ‪ ،1984‬أدى تسرب الغاز‬ ‫السام من المصنع إلى مقتل اآلالف‬ ‫في بوبال‪ ،‬بالهند‪ .‬بينما دعيت شركة‬ ‫«داو كيميكال»‪ ،‬المالك الحالي للمصنع‪،‬‬ ‫إلى تقديم الغالف التجميلي لالستاد‬ ‫األولمبي‪ .‬وبذلنا‪ ،‬نحن بدورنا‪ ،‬كل جهد‬ ‫ممكن لدفع منظمي الدورة األولمبية إلى‬ ‫التوقف عن طمس الصلة ما بين «داو»‬ ‫والكارثة‪ ،‬كما دعونا إلى تنظيف موقع‬ ‫المصنع‪ ،‬وإلى تحقيق العدالة للناجين‪.‬‬ ‫لرؤية المزيد من صور سمر جودها‪ ،‬زوروا‪:‬‬ ‫‪bhopalsilentpicture.com‬‬

‫في غضون‪...‬‬ ‫‪ ...‬دقيقة واحدة‬

‫‪600‬‬ ‫ما يربو على‬

‫طالب ومحاضر جامعي‬

‫اعتقلوا في إيران‬

‫منذ ‪ 2009‬بسبب أنشطتهم السياسية‬

‫إنزع ملصقنا بشأن عقوبة اإلعدام في الصفحتين‬ ‫‪ 11-10‬وقم بتعليقه‬

‫‪ ...‬دقيقتين‬ ‫أضف اسمك إلى إحدى حمالتنا على الموقع‬ ‫‪Amnesty.org/en/activism-center‬‬

‫‪ 5 ...‬دقائق‬ ‫وقع إحدى بطاقاتنا البريدية وأرسلها (أو الثالث‬ ‫جميعاً‪ -‬شاهد القسائم المرفقة]‬ ‫‪ 10 ...‬دقائق‬ ‫أكتب مناشدة من أجل شخص معرض للخطر – أنظر‬ ‫قسيمتنا المرفقة في الوسط وتبيَّن كيف تفعل ذلك‪.‬‬

‫سنحت للباحثة في منظمة العفو‬ ‫الدولية تيسا ميرفي مؤخرا ً فرصة نادرة‬ ‫لإلطالل عن قرب على الحياة التي‬ ‫يعيشها النـزالء المعزولون في سجن‬ ‫«بليكان بيه» ذي اإلجراءات األمنية‬ ‫المشددة التابع لوالية كاليفورنيا‪.‬‬

‫رسائل‬

‫هل ترغب‬ ‫في رؤية آرائك‬ ‫وتعليقاتك‬ ‫منشورة‬ ‫في «جدول‬ ‫األعمال»؟‬ ‫إبعث بها‬ ‫إلى البريد‬ ‫اإللكتروني‪:‬‬ ‫@‪youwire‬‬ ‫‪amnesty.org‬‬

‫يُرجى حث السلطات على وضع حدود الستخدام العزل في سجون كاليفورنيا‪،‬‬ ‫وعلى تحسين أوضاع جميع السجناء المحتجزين في وحدة اإليواء األمنية‪.‬‬ ‫يرجى كتابة المناشدات إلى‪:‬‬ ‫‪Secretary Matthew Cate‬‬ ‫‪California Department of Corrections and Rehabilitation‬‬ ‫‪S Street, Sacramento, CA 95814, USA 1515‬‬ ‫وقراءة تقريرنا المعنون بـ «حافة التحمُّ ل» على موقعنا‪،amnesty.org :‬‬ ‫رقم الوثيقة‪2012/060/AMR 51 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫النشرة اإلخبارية ] سبتمبر‪/‬أكتوبر ‪[ 2012‬‬


‫)‪© Amnesty International (photo: Fernando Vasco Chironda‬‬

‫إيطاليا‬

‫«ما الذي يتعلمه أطفالنا من هذا؟»‬ ‫يجبر الروما (الغجر) على االنتقال بصورة قسرية إلى مخيمات معزولة‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫منظم الحمالت ماتيو دي بيليس يحكي قصة إحدى تجمعاتهم في‬ ‫إيطاليا‪ ،‬حيث يعيش الروما تحت التهديد المستمر باإلخالء‪.‬‬

‫ذات‬

‫تشاور أو تحذير أو تعويض عما فقدوه‪ ،‬أو مكان بديل‬ ‫مرة‪ ،‬أبلغتني مد ِّرسة إيطالية بمدى‬ ‫يؤؤون إليه‪ .‬ويصبح العديدون‪ ،‬ببساطة‪ ،‬بال مأوى‪ .‬وحتى‬ ‫شعورها بالحزن وهي ترى عائالت الروما‬ ‫المحلية تجبر على ترك بيوتها قسراً‪ .‬ووصفت لي كيف من يعيشون في مخيمات «مقبولة» أو «مرخص لها»‪،‬‬ ‫شاهدت موظفي الدولة وهم يدمرون دون أدنى اكتراث وتكون في األصل قد اقيمت أو جرى التخطيط لها من‬ ‫قبل السلطات المحلية‪ ،‬ليسوا بمنأى عن قبضة اإلخالء‬ ‫دفاتر تمارين األطفال المدرسية‪ .‬ومعها كتبهم التي‬ ‫القسري‪ .‬وأحياناً يجري تسكينهم في مخيمات أخرى‬ ‫نقش عليها التالميذ وأهاليهم بعناية كلمات ورسومات‬ ‫نائية مبنية لهذا الغرض‪ .‬والنتيجة النهائية هي ببساطة‬ ‫حاذقة‪ ،‬وبذلوا قصارى جهدهم حتى تظل نظيفة‬ ‫وأنيقة للمدرسة‪ .‬وتساءلت‪« :‬أية رسالة نبعث بها ألطفالنا فصل هؤالء عن المجتمع‪.‬‬ ‫زرت تور دي تشينتشي‪ ،‬وهو مخيم للروما على‬ ‫عندما نسمح لهذا بأن يحدث؟»‬ ‫األطراف الجنوبية للعاصمة اإليطالية‪ ،‬روما‪ ،‬في وقت‬ ‫وقصتها هذه مجرد لقطة مكثفة للطريقة التي‬ ‫سابق من العام‪ .‬شاهدت بالقرب من الحي السكني‬ ‫تتم بها عمليات اإلخالء القسري الوحشية‪ .‬ففي طول‬ ‫أوروبا وعرضها‪ ،‬يمكن أن تشهد الشرطة والجرافات تظهر هناك حاويات معدنية أقامتها الحكومة المحلية قبل‬ ‫نحو ‪ 15‬سنة‪ ،‬وأصدرت التراخيص للناس كي يعيشوا‬ ‫فجأة القتحام ما يسمى بالمخيمات «العشوائية»‪،‬‬ ‫فيها‪ ،‬وقامت ببناء نظام للصرف الصحي لها‪ .‬وأعلنت‬ ‫دونما سابق تحذير‪ ،‬إلخالء من فيها من البشر‪ ،‬فتمزق‬ ‫عن وجود المخيم بواسطة شاخصة جديدة في الشارع‬ ‫أكواخهم المهلهلة إرباً إربا‪ .‬وسرعان ما تعلن شاحنات‬ ‫ما زالت بادية للعيان‪.‬‬ ‫ضخمة عن حضورها لتزيل مالبسهم وقدورهم‬ ‫تعود أصول التجمع الذي يبلغ تعداد أفراده نحو ‪400‬‬ ‫وآنيتهم وأثاثهم وألعاب أطفالهم – وفي الحقيقة كل‬ ‫شخصاً إلى البوسنة والهرسك أو إلى مقدونيا‪ .‬وقد‬ ‫ما لم يسعفهم الوقت إلنقاذه من حاجيات شخصية‪.‬‬ ‫التحق أطفالهم‪ ،‬الذين ولد العديد منهم في إيطاليا‪،‬‬ ‫وينتهي األمر بفقدانهم كل شيء في الفوضى‬ ‫بالمدارس المحلية‪ ،‬وجرى إدماجهم بطريقة نادرا ً ما‬ ‫العارمة التي تحل‪ ،‬أو بتحويله إلى حطام‪.‬‬ ‫عرفها الروما‪ .‬كما تمتعوا بخدمات أساسية شملت‬ ‫ثم يجبر البشر على المغادرة قسراً‪ ،‬وغالباً دونما‬ ‫‪4‬‬

‫النشرة اإلخبارية ] سبتمبر‪/‬أكتوبر ‪[ 2012‬‬

‫سوقاً تجارية محلية وعيادات جراحية يشرف عليها‬ ‫أطباء على مقربة من المساكن‪.‬‬ ‫بيد أن المزاج المحلي والوطني تغير في ‪.2008‬‬ ‫فأعلنت حكومة سيلفيو بيرلوسكوني «حالة طوارئ بشأن‬ ‫المترحلين»‪ ،‬وفوضت بعض موظفي الدولة سلطات‬ ‫خاصة لمعالجة مخيمات الروما‪ .‬ولم يمض وقت طويل‬ ‫حتى أعلنت إدارة روما الجديدة أنها سوف تغلق «تور دي‬ ‫تشينتشي» في سياق «خطة المترحلين» الجديدة التي‬ ‫وضعتها‪ ،‬وأنها سوف تقوم بترحيل السكان إلى مخيم ناء‬ ‫ومعزول يدعى «ال باربوتا»‪.‬‬ ‫«ال باربوتا» هذا‪ ،‬الذي افتتح في يونيو‪/‬حزيران ‪،2012‬‬ ‫مسور تماماً باألسيجة وبآالت التصوير‪ .‬ويمكن لزوار روما‬ ‫أن يشاهدوه من الجو‪ :‬فهو يقع‪ ،‬على نحو مثير لإلزعاج‪،‬‬ ‫بالقرب من مدرج مطار «كيامبينو» خارج العاصمة‪.‬‬ ‫وكان من يعيشون في «تور دي تشينتشي» قد‬ ‫قضوا زمناً تحت تهديد اإلخالء منذ إطالق «خطة‬ ‫المترحلين»‪ .‬واآلن‪ ،‬وبعد أن أصبح «ال باربودا» جاهزا ً‬ ‫الستقبال الم ّرحلين‪ ،‬راحت السلطات المحلية تستعجل‬ ‫أمر ملئه‪ .‬معظم من قابلتهم قالوا إنهم ال يرغبون في‬ ‫الذهاب إلى هناك‪ .‬فالسكن هناك سوف يعزلهم عن‬ ‫الحياة الطبيعية‪ ،‬وعن الخدمات المحلية والمدارس‬ ‫والمواصالت والدكاكين‪.‬‬ ‫ورغم أنه ثمة خيار متاح يكمن في إعادة ترميم‬ ‫المخيم القديم‪ ،‬إال أن السلطات لم تفكر حتى بالنظر‬ ‫في ذلك‪ .‬وتور دي تشينتشي في حالة مزرية‪.‬‬ ‫فالحاويات قد صدئت أصبحت مهلهلة‪ ،‬بينما يحتاج‬ ‫نظام الصرف الصحي إلى إالكثير من الترميم‪ .‬والقمامة‬ ‫في كل مكان‪ .‬وتقول السلطات المحلية إن اعتالل‬


‫‪© Private‬‬

‫)‪© Amnesty International (photo: Fernando Vasco Chironda‬‬

‫‪© Amnesty International‬‬

‫اإلخالء القسري‬

‫إلى اليمين‪ :‬الحياة اليومية في مخيم «تور‬ ‫دي تشينتشي» للروما على أطراف روما‪،‬‬ ‫يوليو‪/‬تموز ‪.2012‬‬ ‫إلى اليسار‪ :‬ال باربوتا‪ ،‬وهو مخيم أقيم ألغراض‬ ‫خاصة ومحاط بكاميرات المراقبة‪ ،‬ويقع‬ ‫بمحاذاة مدرج مطار كيامبينو بروما‪.‬‬ ‫إلى األسفل‪ :‬طفل يتابع المشهد أثناء تدمير‬ ‫السلطات المحلية مستوعبات في «تور دي‬ ‫تشينتشي»‪.‬‬

‫صحة السكان وسالمتهم تبرران إغالق المخيم‪ ،‬رغم أن‬ ‫صيانة المخيم هي في حقيقة األمر من مسؤوليتها‪.‬‬ ‫وتقول ديجانا‪ ،‬وهي إحدى المقيمات في المخيم‪ ،‬إن‬ ‫«السلطات قد رفعت يدها عن هذا المخيم منذ ‪.»2009‬‬ ‫لم يعرب أي شخص التقيته عن رغبة في أن يعيش‬ ‫في مخيم أبداً‪ .‬أحدهم قال‪« :‬أوقفوا المخيمات‪،‬‬ ‫مخيمات البؤس»‪ .‬ولكنه الخيار الوحيد المطروح على‬ ‫الطاولة‪ -‬ولم يتح لهم أي خيار‪ .‬ويفضل كثيرون أن ينتقلوا‬ ‫إلى شقة وأن يدمجوا في باقي المجتمع‪ .‬ويقول‬ ‫البعض إنه ينتظرون منذ سنين دورهم في أن ينقلوا إلى‬ ‫أحد مشاريع اإلسكان االجتماعي‪.‬‬ ‫تواصل السلطات الحديث عن عدم وجود األموال‬ ‫الالزمة للسكن االجتماعي في روما‪ .‬ولكنها‪ ،‬في‬ ‫المقابل‪ ،‬تمكنت من العثور على ‪ 10‬ماليين يورو لبناء «ال‬ ‫باربوتا»‪ .‬كما أنفقت مئات اآلالف على أنظمة المراقبة‬ ‫التلفزيونية في مخيمات روما وميالنو وحدها‪ -‬وهي‬ ‫كافية لدفع أجور سكن العديد من العائالت لسنين‪.‬‬ ‫إن عزل الروما في مخيمات ال يتم ببالش‪ ،‬واألمر كذلك‬ ‫بالنسبة لعمليات اإلخالء القسري‪ .‬فقد تم إخالء نحو‬ ‫‪ 1,000‬من مخيمات الروما في ميالنو وروما وحدهما منذ‬ ‫‪ .2007‬وتقول بعض المصادر إن كل عملية إخالء تكلف‬ ‫ما بين ‪ 20,000 10,000-‬يورو‪ .‬فلماذا ال تنفق هذه األموال‬ ‫على توفير السكن المناسب للروما عوضاً عن ذلك!‬ ‫إن الجواب يكمن‪ ،‬أغلب األمر‪ ،‬في عقلية التحامل‬ ‫والتمييز والتصورات المسبقة‪ .‬ففي شتى أنحاء أوروبا‪ ،‬ما‬ ‫الرحل الذين ال‬ ‫زال الناس ينظرون إلى الروما على أنهم من َّ‬ ‫يحبون البقاء في مكان واحد‪ .‬وما برحوا يعاملون كغرباء‬ ‫غير مرغوب فيهم وال يستحقون أن يكون لهم رأي في‬ ‫‪5‬‬

‫النشرة اإلخبارية ] سبتمبر‪/‬أكتوبر ‪[ 2012‬‬


‫اإلخالء القسري‬

‫التمييز ضد أبناء الروما في أوروبا – حقائق‬ ‫‪ n‬يعيش ما يربو على ‪ 10‬ماليين من أبناء الروما في أوروبا‪.‬‬ ‫وهم أكبر األقليات األشد حرماناً في اإلقليم‪.‬‬ ‫‪ n‬تقل دخول أفراد الروما في العادة عن دخول اآلخرين‪،‬‬ ‫ ‬ ‫ومستوى صحتهم وسكنهم أدنى من مستوى اآلخرين‪،‬‬ ‫ومعدالت اإللمام بالقراءة والكتابة بينهم أدنى من غيرهم‪ ،‬وهم‬ ‫األقرب إلى مواجهة البطالة من سواهم من األوروبيين‪.‬‬ ‫‪ n‬يعيش عشرات اآلالف من الروما في أحياء معزولة من‬ ‫ ‬ ‫الصفيح‪ ،‬وغالباً من دون ماء جا ٍر أو كهرباء‪.‬‬ ‫‪ n‬كثيرا ً ما يتعرض من يقيمون في المخيمات لإلخالء‬ ‫القسري‪ ،‬وأحياناً ألكثر من مرة‪ .‬وغالباً ما ال تعرض السلطات‬ ‫المحلية عليهم سكناً بدي ًال مناسباً‪ .‬ولذا فإن عديدين منهم‬ ‫يصبحون بال مأوى أو يعيشون في سكن مؤقت لسنوات‪.‬‬

‫مستقبلهم‪ .‬أما في واقع الحال‪ ،‬فإن ‪ 97‬بالمئة من الروما‬ ‫في إيطاليا‪ ،‬البالغ عددهم ‪ ،170,000‬ليسوا من المترحلين‪،‬‬ ‫وقد استقر معظمهم في حقيقة األمر أو يحاولون ذلك‪.‬‬ ‫وقرابة نصفهم هم مواطنون إيطاليون‪.‬‬ ‫إن إيطاليا‪ ،‬كدولة عضو في االتحاد األوروبي‪ ،‬ال تفي‬ ‫بالتزاماتها بموجب «توجيه االتحاد األوروبي الخاص‬ ‫بالمساواة بين األعراق لسنة ‪ ،»2000‬الذي يلزم الدول‬ ‫األعضاء بعدم التمييز ضد الروما أو أية جماعة إثنية‬ ‫أخرى‪ .‬ففي ‪ ،2011‬طلبت «المفوضية األوروبية» من‬ ‫الدول األعضاء وضع استراتيجيات وطنية لتوفير فرص‬ ‫أفضل للروما لالستفادة من السكن والعمل والتعليم‬ ‫والخدمات الصحية‪ .‬وفي وقت سابق من السنة‬ ‫قدمت إيطاليا «االستراتيجية الوطنية لدمج‬ ‫الحالية‪َّ ،‬‬ ‫الروما» إلى االتحاد األوروبي‪ ،‬واعدة بوقف فصلهم‬ ‫داخل مخيمات تعزلهم عن المجتمع‪.‬‬ ‫ولكن ما يحدث في حقيقة األمر في إيطاليا‪،‬‬ ‫وفي دول أوروبية أخرى‪ ،‬حالياً هو عكس ذلك‪ .‬فما‬ ‫زالت تجمعات بأسرها تش َّرد أو تجبر على العيش في‬ ‫معازل أقيمت لهذا الغرض دون أدنى تشاور معها بشأن‬ ‫نوع السكن الذي تريد‪ ،‬أو حتى إشعار مسبق بخطط‬ ‫الترحيل قبل أن تصل الجرافات‪.‬‬ ‫ففي يوليو‪/‬تموز وأغسطس‪/‬آب‪ ،‬وعقب أشهر من‬ ‫القلق‪ ،‬تق ّبل نحو ‪ 200‬شخص من «تور دي تشينتشي»‬ ‫رغماً عنهم فكرة االنتقال إلى «ال باربوتا»‪ .‬وفما كان من‬ ‫السلطات المحلية إال أن سارعت إلى هدم حاوياتهم‬ ‫القديمة‪ .‬ثم وقع عمدة روما‪ ،‬جيوفاني أليمانو‪ ،‬أمرا ً‬ ‫قانونياً بإغالق المخيم في ‪ 28‬أغسطس‪/‬آب‪ .‬ولم يتبق‬ ‫لمن واصلوا العيش في حاوياتهم القديمة‪ ،‬إلى جانب‬ ‫‪6‬‬

‫النشرة اإلخبارية ] سبتمبر‪/‬أكتوبر ‪[ 2012‬‬

‫‪ n‬وعندما يعرض عليهم سكن بديل‪ ،‬غالباً ما يكون ذلك في‬ ‫ ‬ ‫مناطق معزولة ومحفوفة بالمخاطر‪ ،‬بمحاذاة أماكن تجميع‬ ‫النفايات أو محطات معالجة المياه العادمة أو مناطق صناعية‬ ‫على أطراف المدن‪.‬‬ ‫‪ n‬كثيرا ً ما يحول التمييز في القانون والممارسة دون تمتع‬ ‫مجتمعات الروما بحقوق السكن والرعاية الصحية والتعليم‬ ‫والعمل‪.‬‬ ‫‪ n‬ومنظمة العفو الدولية تدعو إلى وضع حد للتمييز ضد‬ ‫ ‬ ‫أبناء الروما في أوروبا‪ .‬وينبغي على الحكومات األوروبية‪،‬‬ ‫على وجه الخصوص‪ ،‬وقف عمليات اإلخالء القسري‪ ،‬وإفساح‬ ‫المجال أمام تجمعات الروما كي يكون لها رأي في القرارات‬ ‫التي تؤثر على حياتها‪.‬‬

‫خيار «ال باربوتا»‪ ،‬سوى االنتقال إلى مخيم معزول آخر‬ ‫خارج روما ال تصل إليه أية حافالت‪.‬‬ ‫وفي ‪ 4‬أغسطس‪/‬آب‪ ،‬قبلت محكمة روما المدنية طلباً‬ ‫من منظمة غير حكومية محلية بوقف نقل المزيد من‬ ‫األشخاص إلى «ال باربوتا» إلى حين بت محكمة لمناهضة‬ ‫التمييز في أمر ما إذا كانت عمليات ترحيلهم قانونية‪.‬‬ ‫وفي هذه األثناء‪ ،‬ينتظر األطفال الذين ال يزالون‬ ‫يعيشون في «تور دي تشينتشي» معرفة المدرسة التي‬ ‫سيذهبون إليها هذا الخريف‪ .‬بعد أن اتخذ قرار نقلهم إلى‬ ‫«ال باربوتا» بغض النظر عن رغباتهم‪ .‬فما الذي يتعلمه‬ ‫أطفال الروما من هذا عن مكانهم في المجتمع؟‬ ‫إن منظمة العفو الدولية قد دأبت على تنظيم‬ ‫الحمالت لوقف عمليات اإلخالء القسري للروما ممن‬ ‫يعيشون في المخيمات‪ ،‬وإلى وضع حد لفصلهم‬ ‫عن باقي المجتمع‪ .‬ونريد أن نرى السلطات تضع قوانين‬ ‫ومبادئ توجيهية جديدة لرجال الشرطة ولغيرهم من‬ ‫الموظفين المشاركين في عمليات اإلخالء‪ .‬كما نريد‬ ‫أن تعاد صياغة الخطط الرامية إلى إغالق المخيمات‬ ‫المرخص لها أو المقبولة عقب إجراء تشاور حقيقي مع‬ ‫العائالت المتضررة‪ .‬ونرغب في أن نرى السلطات تعرض‬ ‫على عائالت الروما سكناً بدي ًال ال يقتصر على المخيمات‪.‬‬ ‫فمن شأن هذا أن يبعث برسالة إلى أبناء الروما بأن‬ ‫لهم حقوقاً أيضاً‪ ،‬بما في ذلك بأن ثمة مستقب ًال ينتظرهم‪،‬‬ ‫جنباً إلى جنب مع جيرانهم في مختلف أنحاء أوروبا‪.‬‬

‫بادروا بالتحرك اآلن‬ ‫وقعوا البطاقة البريدية وابعثوا بها للطلب من رئيس وزراء إيطاليا وقف‬ ‫اإلخالء القسري للروما وعزلهم عن المجتمع‪.‬‬

‫هذا مـا يــعـنــــــيــ‬


‫العدالة الدولية‬

‫فلنكشف النقاب عن‬ ‫الظلم حيثما وجد‬ ‫أصبحت لدى من يعيشون تحت وطأة الفاقة اليوم‬ ‫فرصة أفضل لالنتصاف على المستوى الدولي عندما‬ ‫ُتداس حقوقهم في أوطانهم‪.‬‬

‫ثمة‬

‫‪© Amnesty International‬‬

‫عائالت تجبر على مغادرة بيوتها قسرا ً دون سابق إنذار‪ ،‬وتترك في حالة إمالق وبال‬ ‫مأوى‪ .‬وثمة حكومات تفسح المجال أمام الشركات كي تقوم بأعمال التعدين‬ ‫على أراضي األجداد للشعوب األصلية دون الحصول على موافقتها‪ .‬وثمة نصف مليون امرأة‬ ‫يفارقن الحياة كل سنة بسبب مضاعفات أثناء الحمل والوالدة يمكن تفاديها‪.‬‬ ‫هذه ليست سوى بعض األمثلة القليلة على االنتهاكات التي تمارسها الحكومات ضد‬ ‫الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية للناس‪ ،‬كل يوم‪ ،‬وفي شتى أنحاء العالم‪ .‬وحتى‬ ‫يومنا هذا‪ ،‬ما زال من الصعب محاسبتها على أفعالها واالنتصاف منها عندما يتعلق األمر‬ ‫بالمستضعفين وبالفئات المستضعفة على وجه البسيطة‪ .‬وحتى هذه اللحظة‪.‬‬ ‫نقول حتى هذه اللحظة‪ ،‬ألن ثمة معاهدة جديدة في األفق من شأنها أن تتيح للناس‬ ‫فرصة لالنتصاف والتماس العدالة لدى األمم المتحدة‪ ،‬عندما تخذلهم حكوماتهم‪ .‬وقد‬ ‫دأبنا لسنين على تنظيم الحمالت من أجل إقرار هذه اآللية الجديدة للشكاوى – والمدعوة‬ ‫«البروتوكول االختياري الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية‬ ‫والثقافية (البروتوكول االختياري)‪.‬‬ ‫إن العدالة أمر في غاية األهمية لجميع‬ ‫من تنتهك حقوقهم من األفراد والفئات‬ ‫والمجتمعات‪ .‬وهؤالء بحاجة إلى سبيل‬ ‫انتصاف فعال لما عانوه من أذى‪ .‬ويمكن‬ ‫لهذا أن يعني‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬استعادة‬ ‫األشخاص بيوتهم التي أخرجوا منها ظلماً‪،‬‬ ‫وتوفير الضمانة القانونية لكي ال يحدث هذا‬ ‫مرة أخرى‪.‬‬ ‫تعرضت قرية هوي ماي‪ ،‬وتسمى بوس‪،‬‬ ‫وانتهاكات حقوق اإلنسان تحدث ألن‬ ‫للتجريف والحرق حتى سويت باألرض في‬ ‫الحكومات ال تطبق القوانين والسياسات‬ ‫والممارسات الالزمة لوقفها‪ .‬وقد تكون هذه ‪ .2009‬تقول‪« :‬تحول بيتي وأغراضي ومالبسي‪-‬‬ ‫جميعها إلى دخان»‪ .‬وسجنت عقب سفرها إلى‬ ‫الحكومات مهملة‪ ،‬أو تمارس التمييز ضد‬ ‫العاصمة الكمبودية‪ ،‬بنوم بنه‪ ،‬للتقدم بشكوى‬ ‫فئات أو جماعات بعينها‪ .‬أو ربما تكون قد‬ ‫بشأن إخالئها‪ .‬وأفرج عنها عقب توقيعها وثيقة‬ ‫قررت‪ ،‬ببساطة‪ ،‬عدم أداء واجبها في‬ ‫تخلت بموجبها عن حقوقها في أرضها‪.‬‬ ‫حماية هذه الحقوق‪.‬‬ ‫ولكن عندما ينضم بلد ما إلى البروتوكول‬ ‫االختياري‪ ،‬يصبح بمقدور الناس مباشرة تدبير للكشف عن انتهاكات حقوقهم اإلنسانية التي‬ ‫عانوها في أوطانهم كي يراها العالم بأسره‪ .‬ومن شأن اطالع العالم على ما يحدث‪ ،‬وبما ال‬ ‫ترغب به الحكومات‪ ،‬أن يضطرها إلى ادعاء الحرص على حقوق اإلنسان‪ ،‬وعلى سبيل المثال‬ ‫حقوق من يعيشون في أحياء الصفيح‪ ،‬أو حقوق النساء ممن ال يستطعن توفير نفقات‬ ‫مستوى جيد من الرعاية الصحية‪.‬‬ ‫حتى أغسطس‪/‬آب ‪ ،2012‬كانت ثماني دول قد انضمت إلى المعاهدة – وهي األرجنتين‬ ‫وبوليفيا والبوسنة والهرسك واإلكوادور والسلفادور ومنغوليا وسلوفاكيا وأسبانيا‪ .‬وكل ما نحتاج‬ ‫دولة أو دولتين إضافيتين ليصبح البروتوكول ساري المفعول‪ .‬ونحن‪ ،‬بدورنا‪ ،‬ندعو كل دولة من دول‬ ‫العالم إلى االنضمام إلى البروتوكول‪ ،‬وإلى ضمان حماية أفضل للحقوق اإلنسانية لمواطنيها‪.‬‬

‫أفراد من الروما يجري إخالؤهم قسرا ً من فيا سيفيرينا‪ ،‬وهو مخيم آخر للروما‬ ‫َ‬ ‫تعط العائالت سوى‬ ‫في العاصمة اإليطالية‪ ،‬في ‪ 26‬مارس‪/‬آذار ‪ .2012‬ولم‬ ‫بضع ساعات لجمع حاجياتها قبل أن تداهم الجرافات أكواخهم‪.‬‬ ‫جميع الصور ‪© Amnesty International‬‬

‫ــــه اإلخـــــالء القســـــري‬

‫بادروا بالتحرك اآلن‬ ‫وقعوا البطاقة البريدية وابعثوا بها للطلب من جنوب أفريقيا االنضمام إلى «العهد الدولي الخاص بالحقوق‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية» والبروتوكول االختياري الملحق به‪ .‬ووقعوا على المناشدات المنشورة‬ ‫في الموقعين‪tinyurl.com/SA-demand-protection; tinyurl.com/Senegal-OP-petition :‬‬ ‫‪7‬‬

‫النشرة اإلخبارية ] سبتمبر‪/‬أكتوبر ‪[ 2012‬‬


‫‪© Carmelo Campos-Cruz‬‬

‫حوار حول حقوق اإلنسان‬

‫عقوبة في‬ ‫طور االختفاء‬ ‫احتفاالً بالذكرى العاشرة لليوم الدولي لعقوبة اإلعدام‪،‬‬ ‫في ‪ 10‬أكتوبر‪/‬تشرين األول‪ ،‬تحدثنا إلى كارميلو‬ ‫كامبوس‪-‬كروز‪ ،‬أحد الناشطين الرواد في منطقة البحر‬ ‫الكاريبي‪ ،‬عن كفاحه من أجل إلغاء عقوبة اإلعدام ‪−‬‬ ‫في المنطقة وعلى صعيد العالم بأسره‪.‬‬

‫‪© Amnesty International‬‬

‫لقد تحقق تقدم عظيم‬

‫«يمثل الحفاظ على معارضة قوية لعقوبة اإلعدام تحدياً حقيقياً في ظل ازدياد عدد‬ ‫جرائم القتل‪ ،‬والقسوة الشديدة التي ترافقها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تحقق تقدم كبير نحو القضاء‬ ‫على عقوبة اإلعدام على الصعيد الدولي‪ .‬واألرقام تتحدث عن نفسها‪ :‬فأحكام‬ ‫اإلعدام وعمليات اإلعدام في تناقص مطرد‪ ،‬كما عدد البلدان التي تقوم باستخدام‬ ‫عقوبة اإلعدام‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال تزال بعض الحاالت تنذر بالخطر‪ ،‬كما هو الحال في إيران‪،‬‬ ‫التي أعدمت أكثر من ‪ 360‬شخصاً في ‪.2011‬‬ ‫«وحركة إلغاء عقوبة اإلعدام على صعيد العالم بأسره أفضل تنظيماً وأكثر تكام ًال‬ ‫مما كانت عليه قبل سنوات‪ .‬فنحن نشرك معنا أناساً اعتبروا تاريخياً من أنصار تنفيذ‬ ‫أحكام اإلعدام‪ ،‬مثل عائالت ضحايا القتل‪ ،‬وضباط الشرطة والمدعين العامين وأعضاء‬ ‫في منظمات محافظة‪ .‬وقد ساعد هذا بشكل هائل على كشف النقاب عن بعض‬ ‫الخرافات التي تستخدم لتبرير القتل على يد الدولة»‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫النشرة اإلخبارية ] سبتمبر‪/‬أكتوبر ‪[ 2012‬‬

‫‪© Amnesty International‬‬

‫على خط الجبهة‬

‫«كأحد نشطاء حقوق اإلنسان‪ ،‬عليك أن تكون واضحاً بشأن الهدف الذي تناضل من‬ ‫أجله‪ .‬ويتعين أن تكون على خط الجبهة األمامي في األوقات الصعبة‪ .‬وسوف‬ ‫تحتاج إلى القيام بالعديد من المهام المختلفة – كتابة البيانات الصحفية‪ ،‬وتنظيم‬ ‫المؤتمرات‪ ،‬وجمع التبرعات‪ ،‬وكسب تأييد السياسيين‪ ،‬والبحث في مواضيع مختلفة‪.‬‬ ‫«بدأت العمل في مناهضة عقوبة اإلعدام في ‪ ،1998‬عن طريق الصدفة تقريباً‪.‬‬ ‫إذ ُطلب مني أن أمثل منظمة العفو الدولية في بويرتو ريكو في اجتماع لتشكيل‬ ‫منظمة 'مواطنون ضد عقوبة اإلعدام'‪ .‬وقمت‪ ،‬في ‪ ،2005‬بتأسيس «ائتالف بويرتو‬ ‫ريكو لمناهضة عقوبة اإلعدام»‪ ،‬جنباً إلى جنب مع منظمات أخرى‪ .‬وكانت الفكرة‬ ‫هي الجمع بين أطراف مختلفة من مجتمع بويرتو ريكو ‪ −‬بما في ذلك الكنائس ونقابات‬ ‫العمال والمجتمعات المحلية‪ ،‬والطالب والمنظمات السياسية والمهنية‪ .‬واليوم‪ ،‬يضم‬ ‫التحالف ‪ 40‬هيئة‪ ،‬وهو نفسه عضو في 'االئتالف العالمي لمناهضة عقوبة اإلعدام'‪.‬‬ ‫«والتحالف جزء من حركة عالمية‪ ،‬ولكن منذ عام ‪ ،2007‬ركز جهوده على‬ ‫القضاء على عقوبة اإلعدام في منطقة الكاريبي‪ ،‬التي تشهد دعماً قوياً لعقوبة‬ ‫اإلعدام‪ .‬بينما يشهد العديد من دول الكاريبي ارتفاعاً في معدالت الجريمة‪ ،‬ولكن‬ ‫األدلة تبين أنه ال يوجد أي ارتباط بين معدالت جرائم القتل في بلد ما وبين استخدام‬ ‫عقوبة اإلعدام»‪.‬‬


‫بناء جسور التفاهم‬

‫«تعاني منطقة الكاريبي من حواجز اللغة والعالقات المتشظية بين البلدان‪ .‬ومنذ‬ ‫‪ ،2011‬تعمل مجموعة من المنظمات واألفراد على تشكيل منظمة «منطقة‬ ‫الكاريبي الكبرى من أجل الحياة»‪ ،‬التي سوف تطلق حملة ضد عقوبة اإلعدام استنادا ً‬ ‫إلى أوجه الشبه بين أبناء المنطقة‪ .‬ويعبر اسم الشبكة عن احترام الحق في الحياة‬ ‫في خضم النضال ضد عقوبة اإلعدام‪.‬‬ ‫«والعمل في تحالفات وسيلة مفيدة وفعالة للتصدي لمعظم قضايا حقوق‬ ‫اإلنسان‪ .‬فال تخافوا من تبادل وجهات النظر مع أشخاص يحملون أيديولوجيات‬ ‫مختلفة‪ .‬فعن طريق بناء جسور التفاهم فقط سنكون قادرين على المضي قدماً‬ ‫ونخلق التكامل بين مجتمعاتنا»‪.‬‬

‫اختالف الحمالت المحلية عن الدولية‬

‫«الحمالت الدولية والمحلية شيئان مختلفان‪ ،‬ولكن هناك أوجه تشابه‪ .‬ومن المهم‬ ‫دائماً النظر في الظروف الخاصة بالمنطقة أو البلد التي تستهدفها‪ .‬فعلى سبيل‬ ‫المثال‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية تأخذ بعين االعتبار التكلفة المالية لتنفيذ أحكام‬ ‫اإلعدام‪ ،‬في حين ال تشكل هذه المسألة أمرا ً مهماً في الصين‪ ،‬على سبيل المثال‪.‬‬ ‫«وبالنسبة للمنظمة الناشطة على المستوى المحلي‪،‬‬ ‫من المهم تبادل االستراتيجيات والموارد مع غيرها من‬ ‫ثمة وضع استثنائي يفرض‬ ‫المنظمات المحلية‪ .‬ولكنك تحتاج أيضاً إلى الدعم الدولي‬ ‫تنفيذ الدولة أحكام اإلعدام‬ ‫للتحركات التي تقوم بها في بلدك‪.‬‬ ‫ضد إرادة الشعب‬ ‫«وفي بلد مثل بويرتو ريكو‪ ،‬يظل االتصال مع المجتمع‬ ‫الدولي المناهض لعقوبة اإلعدام أمرا ً هاماً لمساعدتنا على جعلها تفهم ظروفنا‬ ‫غير العادية‪ .‬فحالة بويرتو ريكو فريدة من نوعها في العالم‪ .‬إذ على الرغم من أن‬ ‫عقوبة اإلعدام قد ألغيت في ‪( 1929‬قبل وقت طويل من معظم البلدان التي ألغت‬ ‫العقوبة)‪ ،‬ورغم أن دستور ‪ 1952‬يحظر العقوبة‪ ،‬ال يزال باإلمكان فرض عقوبة اإلعدام‬ ‫من جانب محكمة اتحادية في الواليات المتحدة عن جرائم ارتكبت في بويرتو ريكو‪.‬‬ ‫لذا فثمة وضع استثنائي يفرض تنفيذ الدولة أحكام اإلعدام ضد إرادة الشعب»‪.‬‬

‫«دفنت النفايات حوالي الساعة ‪ 8‬مساء‪ .‬في البداية‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أدت الرائحة إلى خنقنا‪ ،‬ولم نعد قادرين على التنفس»‪.‬‬

‫مقيم في أبيجان‪ ،‬ساحل العاج‬ ‫ستة أعوام‪ ،‬أفاق الناس في أبيجان‪ ،‬عاصمة ساحل العاج‪،‬‬ ‫ليجدوا أن كميات من النفايات السامة قد دفنت في‬ ‫محيط مدينتهم – بالقرب من منازلهم وورش عملهم ومدارسهم‬ ‫وحقولهم‪ .‬ويظهر تقرير جديد لمنظمة العفو الدولية ومنظمة‬ ‫«السالم األخضر» اآلن على وجه الدقة كيف ُسمح لكارثة من صنع‬ ‫اإلنسان مثل هذه‪ ،‬أن تحدث‪.‬‬ ‫جلبت النفايات من أوروبا‪ ،‬وكانت من مخلفات «ترافيغورا»‪ ،‬وهي‬ ‫شركة كبرى لتجارة النفط‪ .‬إذ استأجرت «ترافيغورا» سفينة نقل تحمل اسم‬ ‫«بروبو كواال»‪ ،‬وقامت هذه‪ ،‬في أغسطس‪/‬آب ‪ ،2006‬بنقل النفايات إلى‬ ‫ساحل العاج‪ .‬وذلك بعد أن تعاقدت «ترافيغورا» مع شركة محلية صغيرة‬ ‫كي تنقل النفايات إلى مكب للنفايات تابع لبلدية أكوادو‪ ،‬وهي منطقة‬ ‫سكنية من العاصمة‪ ،‬أبيجان‪ .‬وفي عتمة الليل‪ ،‬قامت الشركة‪ ،‬التي لم‬ ‫يمض على حصولها على الترخيص طوي ًال‪ ،‬بإلقاء عدة شاحنات من‬ ‫النفايات السامة هناك‪ ،‬وفي أجزاء عديدة أخرى من المدينة‪.‬‬ ‫أخذ السكان المحليون يشعرون بأعراض من قبيل الغثيان والصداع‬ ‫والتقيء وآالم البطن والحكة في الجلد والعينين‪ .‬وتدفق عشرات‬ ‫اآلالف من األشخاص على المستشفيات والمراكز الطبية طلباً‬ ‫للمساعدة‪ .‬وصف أحد األطباء ذلك بالقول إن تلك كانت «أكبر كارثة‬ ‫صحية شهدتها ساحل العاج في تاريخها»‪.‬‬

‫قبل‬

‫‪© REUTERS/Thierry Goeugnon‬‬

‫إلى اليمين‪ :‬كاميلو كامبوس – كروز مع شقيقته‪ ،‬هيلين بريجين‪ ،‬مؤلفة كتاب «رجل ميت يمشي»‪.‬‬ ‫إلى األسفل‪ :‬لقطتان من فيلم «فنون رملية»‪ ،‬الذي يتناول عقوبة اإلعدام ومن إنتاج الفرع الكوري‬ ‫لمنظمة العفو الدولية‪ .‬ويمكنكم مشاهدته على الموقع ‪tinyurl.com/death-penalty-film‬‬

‫سدوا الثغرات القانونية‬

‫من الضروري إحداث الفرق‬

‫«ال أستطيع أن أتخيل نفسي دون المشاركة في حمالت‪ ،‬ال سيما في عالم يتفشى‬ ‫فيه الكثير من أوجه عدم المساواة ومن التطلعات المحبطة‪ .‬ومن الضروري إحداث‬ ‫الفارق بطريقة متواضعة وواقعية‪ .‬وما إن يصبح هذا جزءا ً هاماً من حياتك‪ ،‬فسوف‬ ‫تقاتل دائماً ضد الظلم بطريقة أو بأخرى‪.‬‬ ‫«ويأتي التحفيز أساساً من خالل معرفتك إن كنت تفعل ما هو صحيح‪ ،‬بغض‬ ‫النظر عما إذا كان معظم الناس تقبله أم ال‪ .‬وبالنسبة لي‪ ،‬يأتي أيضاً من اعتقاد راسخ‬ ‫بأن القضاء على عقوبة اإلعدام سيجعل منا مجتمعاً أفضل‪ .‬وثمة مصدر هام‬ ‫آخر لإللهام يأتي من األشخاص اآلخرين الذين يشاركون في النضال‪ ،‬من مثل الناس‬ ‫األبرياء الذين أفرج عنهم ممن حكم عليهم باإلعدام ظلماً‪ ،‬ومن ضحايا جرائم القتل‬ ‫المناهضين لعقوبة اإلعدام»‪.‬‬ ‫شارك كارميلو كامبوس كروز في تأسيس «ائتالف بويرتو ريكو لمناهضة عقوبة‬ ‫اإلعدام»‪ ،‬وكان رئيس مجلس إدارة منظمة العفو الدولية في بورتوريكو‪ .‬وهو أيضاً‬ ‫محام وأستاذ جامعي ومرشح لنيل شهادة الدكتور في القانون الدولي‪.‬‬ ‫يصادف ‪ 10‬أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪ 2012‬الذكرى العاشرة لليوم العالمي لمناهضة عقوبة اإلعدام‪.‬‬ ‫وسنركز جهودنا هذا العام على التقدم المحرز في جميع أنحاء العالم نحو إلغاء عقوبة اإلعدام‬ ‫على مدى العقد الماضي وتحديات المستقبل‪ .‬كما سنحث الحكومات على اتخاذ خطوة أخرى‬ ‫نحو إلغاء عقوبة اإلعدام بالتصويت لصالح قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة الرابع المعني بوقف‬ ‫استخدام عقوبة اإلعدام‪.‬‬ ‫وقد دأبت منظمة العفو الدولية على تنظيم الحمالت من أجل إلغاء عقوبة اإلعدام في جميع أنحاء‬ ‫العالم منذ عام ‪ .1977‬ومنذ ذلك الحين‪ ،‬ألغى العديد من البلدان عقوبة اإلعدام وانخفض عدد الدول التي‬ ‫تنفذعمليات اإلعدام‪ .‬ولكن ال يزال هناك الكثير مما ينبغي عمله‪ .‬ولمعرفة كيف يمكنك المشاركة في‬ ‫أنشطة ‪ 10‬أكتوبر‪/‬تشرين األول‪ ،‬قم بزيارة ‪amnesty.org/death-penalty‬‬

‫امرأة تحتج خارج المحاكم القانونية في أبيجان‪ ،‬سبتمبر‪/‬أيلول ‪.2008‬‬

‫وجدت مذنبة في اآلونة األخيرة بجرم تصدير‬ ‫أما «ترافيغورا» فقد ِ‬ ‫نفايات ضارة إلى ساحل العاج بصورة غير قانونية من قبل محكمة في‬ ‫هولندا‪ .‬واستأنفت الشركة الحكم‪ .‬بينما لم تخضع «ترافيغورا» أبدا ً ألي‬ ‫تحقيق مناسب‪ ،‬أو تُقاضى فعلياً على إلقائها النفايات السامة في أبيجان‪.‬‬ ‫إذ توصلت إلى تسوية مالية مع حكومة ساحل العاج‪ ،‬مقابل ضمانات بأن‬ ‫تتمتع بالحصانة القانونية‪ .‬كما قامت بتسوية مجموعة من المطالبات‬ ‫التي تقدم بها الضحايا أمام محاكم المملكة المتحدة قبل أسابيع من نظر‬ ‫الشكاوى من جانب هذه المحاكم‪ .‬ولم يتمكن الضحايا بعد من االطالع‬ ‫على أية معلومات علمية أو طبية تتعلق بالنفايات‪ ،‬أو بآثارها‪.‬‬ ‫يسلط تقريرنا الجديد الضوء على ما تلجأ إليه الشركات من سبل‪،‬‬ ‫حتى اليوم‪ ،‬لتجنب المساءلة عما ترتكبه من جرائم عبر واليات قضائية‬ ‫عديدة‪ ،‬كما هو الحال في هذه القضية؛ كما يحث التقرير الدول على‬ ‫سد جميع الثغرات القانونية التي تسمح بوقوع مثل هذه المصائب‪.‬‬

‫بادروا بالتحرك اآلن‬ ‫واقرأوا تقريرنا الجديد من الموقع ‪tinyurl.com/trafigura-report‬‬ ‫‪9‬‬

‫النشرة اإلخبارية ] سبتمبر‪/‬أكتوبر ‪[ 2012‬‬



‫‪ 10‬أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2012‬‬ ‫اليوم العالمي لمناهضة عقوبة اإلعدام‬

‫‪amnesty.org/death-penalty‬‬

‫«معاً سنصبح أحراراً»‪ ،‬بريشة أونيش أمين اللهي‪ ،‬إيران – وهو واحد من‬ ‫ما يربو على ‪ 2,000‬ملصق قدمت إلى مسابقة في ‪ 2010‬دعي فيها‬ ‫مصممون من شتى أنحاء العالم لتصميم ملصقات للترويج إللغاء عقوبة‬ ‫اإلعدام على صعيد العالم بأسره‪.‬‬ ‫زوروا الموقع‪posterfortomorrow.org :‬‬

‫)‪© 2010 Poster for Tomorrow (design: Onish Aminelahi‬‬


‫‪© Pieter Stockmans – Tussen Vrijheid en Geluk‬‬

‫تونس‬

‫«عندما يصبح‬ ‫البحر مقبرة»‬ ‫يلقى العديد من الشبان التونسيين المعدمين مصرعهم في أعالي البحار‬ ‫وهم يقومون بمحاوالت يائسة للوصول إلى المبيدوسا‪ ،‬الجزيرة اإليطالية‬ ‫الصغيرة‪ ،‬التي تفتح لهم أبواب أوروبا‪ِّ .‬‬ ‫منظمة الحمالت كاثرين بيليغرينو‬ ‫تناقش األسباب مع ناشطة حقوق اإلنسان التونسية‪ ،‬نسرين مباركة حسن‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫النشرة اإلخبارية ] سبتمبر‪/‬أكتوبر ‪[ 2012‬‬

‫تقول‬

‫نسرين مباركة حسن‪ ،‬ناشطة حقوق‬ ‫اإلنسان التونسية‪ ،‬إن أهالي جرجيس‪،‬‬ ‫القرية الساحلية الصغيرة الواقعة في جنوب تونس‪،‬‬ ‫يرفضون أكل السمك‪.‬‬ ‫فالعديد من فتيانهم قد فارقوا الحياة وهم يحاولون‬ ‫اجتيار البحر األبيض المتوسط إلى أوروبا‪ .‬ويعتقد السكان‬ ‫المحليون أن السمك يقتات على أطفالهم‪ .‬تقول نسرين‪:‬‬ ‫«في أعينهم‪ ،‬غدا البحر األبيض المتوسط اليوم مقبرة‪.‬‬ ‫حتى أن بعض األمهات ال يقتربن من شاطئ البحر‪ .‬ولكن‬ ‫أخريات يذهبن إليه للتحدث إلى فلذات أكبادهن»‪.‬‬ ‫التقيت نسرين في المبيدوسا حينما تجمع ناشطو‬ ‫منظمة العفو في يوليو‪/‬تموز هناك‪ ،‬في مخيم دولي‬ ‫لحقوق اإلنسان‪ .‬ففي ‪ ،2011‬كانت الجزيرة اإليطالية‬ ‫الصغيرة‪ ،‬التي ال يزيد عدد سكانها على ‪ ،6,000‬تشهد‬ ‫وصول ‪ 1,000‬من المهاجرين إلى جزيرتهم كل ليلة‪.‬‬ ‫وفي السنة نفسها‪ ،‬اختفى ما ال يقل عن ‪ 1,500‬من‬ ‫راكبي قوارب الموت في عرض البحر وهم يحاولون‬ ‫الوصول إلى أوروبا من شمال أفريقيا‪ ،‬وفق ما تقوله‬ ‫مفوضية األمم المتحدة العليا لشؤون الالجئين‪ .‬ويعتقد‬ ‫أن بعضهم كانوا من طالبي اللجوء والالجئين الفارين‬ ‫من أتون الحرب في ليبيا‪ .‬بينما كان آخرون مجرد شبان‬ ‫تونسيين يتوقون‪ ،‬حد اليأس‪ ،‬إلى الهرب من حياة الفاقة‪.‬‬ ‫وكل سنة‪ ،‬يشد آالف األشخاص الرحال قاصدين‬ ‫الشواطئ األوروبية في قوارب مكتظة‪ ،‬ال قدرة لها على‬


‫‪© Xander Stockmans – Tussen Vrijheid en Geluk‬‬

‫‪© Judith Quax‬‬

‫الالجئون والمهاجرون‬

‫تحمل أنواء البحر‪ .‬ومعظم هذه يفتقر إلى البحارة‬ ‫ُّ‬ ‫المختبرين وإلى تجهيزات السالمة‪ ،‬ويتيه العديد منها‬ ‫في لجة البحر‪.‬‬ ‫ورغم أن مساعدة الناس الذين يواجهون الخطر‬ ‫الداهم في أعالي البحار‪ ،‬بغض النظر عن جنسيتهم أو‬ ‫وضعهم أو ظروفهم‪ ،‬مبدأ أساسي من مبادئ القانون‬ ‫الدولي للبحار‪ .‬إال أن الدول األوروبية قد عمدت إلى صم‬ ‫آذانها‪ ،‬بين الحين واآلخر‪ ،‬عن نداءات االستغاثة التي كان‬ ‫يطلقها أناس غادروا سواحل الشمال األفريقي‪ ،‬فيما بدا‬ ‫محاوالت لتحاشي تحمل المسؤولية عن المهاجرين‬ ‫والالجئين‪.‬‬ ‫لقد رفضت مالطا وإيطاليا عدة مرات السماح‬ ‫ألشخاص تم إنقاذهم من الغرق في المياه الدولية‬ ‫من قبل قوارب خاصة بالرسو في موانئها‪ .‬وفي بعض‬ ‫الحاالت‪ ،‬رفضت السلطات االستجابة لنداءات االستغاثة‬ ‫وأزاحت المسؤولية عن كاهلها نحو آخرين‪ .‬وبينما‬ ‫تتلهى الحكومات بالمحاججات‪ ،‬يفارق من هم على‬ ‫متن هذه القوارب الحياة بسبب العطش‪ ،‬أو يلقون‬ ‫حتفهم غرقاً‪.‬‬ ‫توضح نسرين بأن معظم المهاجرين التونسيين‬ ‫هم من شبان جنوب البالد‪ ،‬من أبناء المناطق التي‬ ‫طالما قام نظام الرئيس السابق‪ ،‬زين الدين بن علي‪،‬‬ ‫بتهميشهم‪« .‬فليس ثمة صناعات في هذه األجزاء‬ ‫من تونس‪ .‬وهي مجرد مناطق صحراوية ال تكاد تعرف‬

‫الزراعة‪ .‬ويظل األمل في العثور على عمل مجرد حلم‬ ‫بعيد بالنسبة للشبان‪ .‬وال يبقى لهؤالء من خيار سوى‬ ‫التوجه شماالً‪ ،‬إلى تونس العاصمة‪ ،‬أو محاولة الوصول‬ ‫إلى أوروبا‪ .‬وجراء كل هذا‪ ،‬يصلون إلى قرار حاسم بأنه‬ ‫'من األفضل لك الموت وأنت تحاول على أن تبقى هنا‪»'.‬‬ ‫وتقول‪ :‬عقب اإلطاحة ببن علي في ‪ 14‬يناير‪/‬كانون‬ ‫الثاني ‪ ،2011‬إبان انتفاضة البالد‪ ،‬واصل المهاجرون‬ ‫التونسيون طلب الرحيل إلى أوروبا‪ .‬تضيف‪« :‬ما برح‬ ‫الشبان يشعرون أن ال مستقبل لهم في تونس‪ .‬وفي‬ ‫حقيقة األمر‪ ،‬ازداد تدفق المهاجرين غير الشرعيين‬ ‫بمعدالت أعلى عقب اندالع االنتفاضة مباشرة‪ .‬وما إن‬ ‫غادر بن علي البالد‪ ،‬حتى أصبحت الهجرة إلى أوروبا‬ ‫تعبيرا ً عن الحرية»‪.‬‬ ‫تقول نسرين إن ثقافة الهجرة قد غدت متجذرة اليوم‬ ‫بعمق في المجتمع التونسي‪« :‬فالجيران واألقارب‬ ‫يغادرون زرافات ال وحداناً‪ .‬وينشرون الكلم فيما بينهم‬ ‫بشأن مواعيد انطالق القوارب إلى أوروبا‪ ،‬ويسافرون‬ ‫سوية»‪ .‬وتجد العائالت بعض عزاء لها في حقيقة أن‬ ‫أبناءها ال يركبون البحر وحدهم‪ .‬فثمة شعور حقيقي‬ ‫بالمصير المشترك»‪.‬‬ ‫وعندما ال يصل أحد القوارب إلى غايته‪ ،‬تعلن بلدات‬ ‫بأكملها الحداد‪« :‬أحياناً‪ ،‬يش ِّيعون ‪ 12‬أو ‪13‬جنازة في‬ ‫البلدة نفسها‪ .‬وأحياناً في البناية الواحدة نفسها‪ .‬وعندما‬ ‫يغرق أحد القوارب‪ ،‬يحل المصاب بمجتمع بأكمله»‪.‬‬

‫أعاله من اليمين‪ :‬بقايا قارب على جزيرة المبيدوسا؛ صور‬ ‫حملها مهاجرون معهم في رحلتهم لعبور البحر وعثر عليها‬ ‫وقد هجرها أصحابها على القوارب؛ نسرين مباركة حسن‪.‬‬

‫وبعض العائالت ال تعرف ما إذا كان أبناؤها الذين شدوا‬ ‫الرحال أحياء أم أموات‪ .‬وقد تمكنت نسرين من إقامة‬ ‫صالت بين بعض هذه العائالت وبين زميل في إيطاليا‬ ‫يقوم عقب ذلك بزيارة بعض مراكز االحتجاز حام ًال قائمة‬ ‫باألسماء‪ ،‬على أمل أن يجد بعض أصحابها على قيد‬ ‫الحياة‪.‬‬ ‫تشك نسرين في توقف الشبان التونسيين محاولة‬ ‫الوصول إلى أوروبا على متن القوارب‪ .‬وتقول‪« :‬ال بد لنا‬ ‫من مطالبة الدول األوروبية بأن تغير من سياساتها في‬ ‫مجال الهجرة‪ .‬ففي الوقت الراهن‪ ،‬يبدو أنها أكثر انشغاالً‬ ‫بهم إبقاء المهاجرين بعيدا ً عن حدودها من اهتمامها‬ ‫ِّ‬ ‫بإنقاذ أرواحهم»‪.‬‬

‫بادروا بالتحرك اآلن‬ ‫وانضموا إلى حملتنا من أجل الحقوق اإلنسانية للمهاجرين‬ ‫وطالبي اللجوء والالجئين في أوروبا وعلى حدودها‪ ،‬على الموقع‪:‬‬ ‫‪whenyoudontexist.eu‬‬

‫‪13‬‬

‫النشرة اإلخبارية ] سبتمبر‪/‬أكتوبر ‪[ 2012‬‬


‫‪© Amnesty International‬‬

‫السلفادور‬

‫الحقيقة لن‬ ‫تموت‬

‫يرفض الناجون وأقارب من ذبحوا‬ ‫في السلفادور قبل ‪ 30‬عاماً أن يتم‬ ‫إسكاتهم – وال يزالون يريدون العدالة‪.‬‬

‫يقول شهود عيان إن الجيش السلفادوري قتل ما‬ ‫يزيد على ‪ 200‬من المدنيين العزل بدم بارد في ذلك‬ ‫اليوم‪ .‬واغتصب الجنود بعض النساء والفتيات قبل‬ ‫قتلهن‪ .‬ووثقت لجنة تقصي الحقيقة التي شكلتها‬ ‫األمم المتحدة عقب انتهاء النزاع في السلفادور مذبحة‬ ‫إل كاالبوزو أيضاً‪ .‬ولكن على الرغم من األدلة‪ ،‬لم يوجه‬ ‫االتهام إلى أحد‪ ،‬أو يحاكم أو يدان‪.‬‬ ‫بدأت الحرب األهلية‪ ،‬التي استمرت طوال ‪ 12‬عاماً‬ ‫في السلفادور‪ ،‬عام ‪ 1980‬بين الحكومة التي يقودها‬ ‫العسكر وبين جبهة «فارابوندو مارتي»‪ ،‬وهو ائتالف‬ ‫من خمس مجموعات يسارية تعتمد أسلوب حرب‬ ‫العصابات‪ .‬ومع تصاعد القمع‪ ،‬اتسع نطاق العنف ووقع‬ ‫الكثير من المذابح‪ .‬وسرعان ما تعلم من يعيشون في‬ ‫دائرة سان فيسنتي‪ ،‬شمالي السلفادور‪ ،‬مثل خيسوس‪،‬‬ ‫أكن أدرك أنني قد بكيت طوال الليل‪ ،‬لكنهم‬ ‫يقولون إنني فعلت ذلك‪ .‬استغرق األمر مني أن يخافوا الجيش‪.‬‬ ‫وفي منتصف أغسطس‪/‬آب ‪ ،1982‬بدأ الجيش‬ ‫سنوات وسنوات‪ ،‬للبدء في تجاوز ما حصل‪ .‬كنت أسير‬ ‫عملية مخططة بعناية في سان فيسنتي‪ .‬وفي ذلك‬ ‫في الشارع وأبكي‪ ،‬وكنت أكل وأنا أبكي‪ ،‬وأتناول العشاء‬ ‫الحين‪ ،‬كان معظم من يعيشون في القرى المحلية‬ ‫وأنا أبكي‪ ،‬ومع كل وجبة‪ ،‬كنت أبكي»‪.‬‬ ‫هذا ما قالته خيسوس‪ ،‬المرأة المسنة‪ ،‬لمنظمة العفو من النساء واألطفال الصغار وكبار السن‪ ،‬الذين بقوا‬ ‫لجني المحاصيل‪.‬‬ ‫الدولية عندما التقيناها في أبريل‪/‬نيسان ‪ .2012‬والدتها‬ ‫فعقب عدة أيام وليال من القصف‪ ،‬سمع القرويون‬ ‫ووالدها‪ ،‬وشقيقها وابنها‪ ،‬البالغ من العمر أربع سنوات‪،‬‬ ‫جميعهم قتلوا في مذبحة إل كاالبوزو يوم ‪ 22‬أغسطس‪ /‬شائعات بقدوم القوات البرية‪ .‬وراح اآلالف يفرون من‬ ‫آب ‪ .1982‬أما هي فنجت‪ .‬واليوم‪ ،‬هي جزء من مجموعة ديارهم وسط عاصفة هوجاء‪ .‬وكافحت األسر كي تشق‬ ‫طريقها نحو النجاة عبر الشجيرات الكثيفة‪ ،‬حاملين‬ ‫ال تزال تكافح من أجل االنتصاف من الدولة السلفادورية‪.‬‬

‫«لم‬

‫‪14‬‬

‫النشرة اإلخبارية ] سبتمبر‪/‬أكتوبر ‪[ 2012‬‬


‫اإلفالت من العقاب‬

‫‪© Amnesty International‬‬

‫‪© Amnesty International‬‬

‫من الصعب التأكد من عدد األشخاص الذين قتلوا‪.‬‬ ‫معهم أولئك الذين لم يستطيعوا المشي‪.‬‬ ‫«مركز ماديلين الغاديك لحقوق اإلنسان»‪« ،‬ليس ثمة‬ ‫ويقال إن الجنود ألقوا بالحمض الحارق على بعض‬ ‫أخبرتنا فيليسيتا‪ ،‬وهي ناجية أخرى‪ ،‬أن «القوات‬ ‫من يتذكر الضحايا – وهم ليسوا على أجندة الحكومة»‪.‬‬ ‫الجثث‪ ،‬وجرف النهر العديد من القتلى‪ .‬وقام الناجون‬ ‫المسلحة أطلقت على العملية اسم 'األرض‬ ‫وقالت لنا‪« :‬األقارب والمجتمعات المحلية‬ ‫المحروقة'‪ ،‬ألنهم كانوا يريدون القضاء على كل شيء – واألقارب بوضع قائمة بأكثر من ‪ 200‬مفقود‪ ،‬بدءا ً ّ‬ ‫بالرضع يصرخون من أجل العدالة والحقيقة‪ .‬ونطلب‪ ،‬نحن‬ ‫الناس‪ ،‬والحيوانات‪ .‬قتلوا األبقار التي رأوها في طريقهم‪ ،‬وانتهاء باألجداد‪.‬‬ ‫الذين نرافقهم‪ ،‬من الدولة االعتراف بالحقيقة‪ ،‬والبحث‬ ‫وقتلوا الخيول والدجاج والكالب والقطط – لم يتركوا شيئاً‬ ‫عندما وضعت الحرب أوزارها في السلفادور عام‬ ‫عن طريقة لتعويض الضحايا»‪ .‬وقد جاءت لحظة أمل‬ ‫للناس‪ .‬وأحرقوا المنازل‪ ،‬وكل شيء»‪.‬‬ ‫‪ ،1992‬بدأ أولئك الذين فروا بالعودة إلى «سان فيسنتي»‪ .‬عندما اعترفت الحكومة الحالية بالمسؤولية الرسمية‬ ‫ورفع الناجون واألقارب دعوى إلى السلطات على أمل‬ ‫فقد تمكن عدة مئات من األشخاص – معظمهم‬ ‫عن مذبحة أخرى في قرية إل موزوتي‪ ،‬وبدأت ببرنامج‬ ‫الحصول على العدالة للذين ذبحوا‪ .‬ولكن على الرغم‬ ‫من النساء واألطفال – من الوصول مساء ‪ 21‬أغسطس‪/‬‬ ‫للتعويضات على المجتمع المحلي‪.‬‬ ‫من األدلة وإفادات شهود العيان‪ ،‬أغلقت المحاكم‬ ‫آب‪ ،‬بعد طول عناء‪ ،‬إلى ضفاف نهر أميتان‪ ،‬عند النقطة‬ ‫لن يطوي النسيان من قتلوا في إل كاالبوزو‪ .‬ففي‬ ‫القضية في ‪.1993‬‬ ‫المعروفة باسم إل كاالبوزو‪ .‬وكانوا يخططون الستئناف‬ ‫‪ 22‬أغسطس‪/‬آب من السنة الحالية‪ ،‬التقى أقاربهم‬ ‫السير بعد أن ينال األطفال قسطاً من الراحة‪ .‬ولكن قبل‬ ‫ومنذ ذلك الحين‪ ،‬واألقارب والباقون على قيد الحياة والناجون ومئات غيرهم مجددا ً في الكنيسة القريبة‬ ‫الفجر‪ ،‬كان الجيش قد وصل‪ .‬ووصفت فيلستا‪ ،‬التي‬ ‫يكافحون حتى تسمع قضيتهم‪ .‬وفي كل مرة يتم إعادة من المكان الذي حصلت فيه المذبحة‪ .‬وكل سنة‪ ،‬يسلك‬ ‫اختبأت بين الشجيرات مع أحد أطفالها‪ ،‬ماحدث بعد ذلك‪ :‬فتح القضية‪ ،‬يواجهون بعقبات قانونية جديدة‪ .‬البعض‬ ‫هؤالء الطريق الصعب نفسه الذي سار عليه أحباؤهم‬ ‫ال يمكن أن ينتظر وقتاً أطول‪ .‬تقول محاميتهم‪ ،‬كلوديا‬ ‫«كان الجنود في أعلى المكان وتحته‪ ،‬بحيث لم‬ ‫حتى وصلوا إلى المكان في تلك الليلة الحزينة قبل‬ ‫يتمكن الناس من الهرب‪ ،‬وأخذوا يضيقون الخناق عليهم‪ .‬انتريانو‪« :‬بعض الناس توفوا بسبب التقدم في السن‪.‬‬ ‫‪ 30‬سنة‪ ،‬ليصلوا إلى النصب التذكاري القريب من ضفة‬ ‫لم يقوموا بتخويف الناس بحيث يعتقدون أنهم كانوا في ويبدو كما لو أنهم ينتظرون أن يلحق بقية الناجون من‬ ‫النهر‪ .‬حيث نقشت أسماء أحبائهم على لوح يشهد‬ ‫المذابح بهم‪ ،‬وكان الله بالسر عليماً»‪.‬‬ ‫طريقهم إلى قتلهم ‪ −‬فقط طلبوا منهم أن يقفوا في‬ ‫على مواصلتهم الكفاح ضد إفالت المجرمين من‬ ‫الصف‪ .‬وصرخ الناس مناشدين عدم قتلهم لوجود أطفال‬ ‫إن الماضي ما زال ينبض بالحياة تماماً في السلفادور‪ .‬العقاب‪ .‬وليظل شاهدا ً على ما فعله من نظموا تلك‬ ‫برفقتهم‪ .‬لكن الضابط المسؤول أعطى األمر بإطالق النار وما زال األشخاص المتهمون بالتورط في مذابح مثل إل‬ ‫المذبحة وارتكبوها وحاولوا التستر على القتلة‪ ،‬وحتى‬ ‫كالبوزو يشغلون مناصب يمارسون النفوذ من خاللها‪.‬‬ ‫عليهم‪ ،‬ثم تعالت صرخات من يذبحون»‪.‬‬ ‫ال يمحوه الزمن‪ .‬ولن يستطيع أحد إسكات من نجوا‪.‬‬ ‫بينما تتجمد القضايا بصورة غامضة لعقود ضمن نظام‬ ‫وحقيقة ما حدث لن تموت أبداً‪.‬‬ ‫قضائي طالما خذل الضحايا‪ .‬وواقع الحال أنه لم يحدث‬ ‫وكما تقول فيليسيتا‪« :‬لقد قاتلنا طوي ًال وما زلنا نعمل‬ ‫إلى اليمين‪ :‬أقارب وناجون يسيرون على الدرب الذي غدا‬ ‫اليوم طريقاً مألوفاً إلى شاطئ النهر‪ ،‬حيث ذبح أحباؤهم في أن دفع أحد ممن أصدروا األوامر بارتكاب أعمال القتل‬ ‫بال كلل‪ .‬وال نستطيع التوقف حتى نرى العدالة تتحقق‬ ‫والتعذيب والعنف الجنسي إبان النزاع‪ ،‬التي أدت إلى‬ ‫لمن رحلوا»‪.‬‬ ‫مجزرة عام ‪ .1982‬‬ ‫مقتل ‪ 75,000‬إنسان‪ ،‬أو قاموا بارتكابها فع ًال‪ ،‬ثمن جرائمه‪.‬‬ ‫إلى األسفل‪ :‬النصب التذكاري لمذبحة إل كاالبوزو‪ :‬مرت ‪30‬‬ ‫بادروا بالتحرك اآلن‬ ‫ويدلِّل عدم اعتراف السلطات رسمياً حتى بأن‬ ‫سنة‪ ،‬وما زال األقارب المسنون والناجون‪ ،‬مثل هؤالء النسوة‪،‬‬ ‫وعدم‬ ‫حدثت‪،‬‬ ‫قد‬ ‫كاالبوزو‬ ‫إل‬ ‫في‬ ‫الوحشية‬ ‫القتل‬ ‫أعمال‬ ‫وقعوا البطاقة البريدية في القسيمة المرفقة لتطلبوا من رئيس‬ ‫يكافحون من أجل العدالة‪ .‬‬ ‫إلى األسفل يسار‪ :‬خيسس تحمل صورة ألبيها‪ ،‬الذي قتل على تعاطيها رسمياً مع الناجين وأقرباء الضحايا‪ ،‬على مدى‬ ‫السلفادور تقديم المسؤولين عن مذبحة إلى كاالبوزو إلى ساحة‬ ‫المباالة الحكومة‪ .‬وبحسب كارولينا كونستانزا‪ ،‬مديرة‬ ‫يد الجيش في إل كاالبوزو‪.‬‬ ‫العدالة‪.‬‬


‫الكويت‬

‫«البدون»‬ ‫في الكويت‬ ‫‪olo7 Photo‬‬ ‫‪ccioni | M‬‬ ‫‪© Ilenia Pi‬‬

‫‪16‬‬

‫النشرة اإلخبارية ] سبتمبر‪/‬أكتوبر ‪[ 2012‬‬

‫‪Agency‬‬

‫«ال‬

‫أستطيع الحصول على شهادة ميالد أو زواج أو طالق‪،‬‬ ‫وال يسمح لي بالعمل في القطاع العام أو امتالك‬ ‫العقار‪ ،‬وال مجال أمام لاللتحاق بالتعليم الجامعي‪ ».‬هذا ما‬ ‫يقوله نواف البدر‪ ،‬البالغ من العمر ‪ 27‬سنة‪ ،‬ملخصاً‪ ،‬بغضب‪ ،‬ما‬ ‫يعنيه أن تكون من «البدون» في الكويت‪.‬‬ ‫مصدر الكلمة هو عبارة بدون جنسية العربية‪ .‬و»البدون»‬ ‫في الكويت هم حرفياً «من ال يملكون» – فهم محرومون من‬ ‫الخدمات األساسية في البلد األغنى من حيث معدل دخل‬ ‫الفرد في العالم‪ .‬وهم بالكاد موجودون على وجه البسيطة‪.‬‬ ‫نواف ال يحمل أية جنسية‪ ،‬رغم أن عائلته قد عاشت في‬ ‫الكويت لثالثة أجيال‪ .‬التقيناه أثناء زيارة بحثية لتقصي انتهاكات‬ ‫حقوق اإلنسان في الكويت في وقت سابق من السنة‬ ‫الحالية‪ .‬وهو عضو في «الجمعية الكويتية لحقوق اإلنسان»‪،‬‬ ‫وعضو في منظمة العفو الدولية‪.‬‬ ‫وقد تعالت أصوات «البدون» في اآلونة األخيرة‪.‬‬ ‫فلطالما حاصرتهم براثن الفقر‪ ،‬وعندما هبت رياح «الربيع‬ ‫العربي»‪ ،‬أوحى لهم ذلك‪ ،‬منذ فبراير‪/‬شباط ‪ ،1911‬بأن‬ ‫عليهم تنظيم احتجاجات جماهيرية لهم‪ .‬فخرج آالف‬ ‫الرجال والنساء للمطالبة بأن يصبحوا مواطنين كويتيين‪.‬‬ ‫ويريدون أن يدمجوا في المجتمع الوحيد الذي عرفوه‪،‬‬ ‫والذي ظل كذلك ألمد طويل‪.‬‬ ‫ردت قوات األمن الحكومية بحملة قمع استهدفت‬ ‫مظاهراتهم واعتقلت بعضهم‪ .‬فأبلغنا عبد الله عطا الله دحام‪،‬‬ ‫البالغ من العمر ‪ 25‬سنة‪ ،‬أنه تعرض للضرب ُ‬ ‫وشبح في أوضاع‬ ‫مؤلمة عقب أحد االحتجاجات في السنة الماضية‪ .‬واحتجز‬ ‫في سجن الكويت المركزي طيلة ‪ 75‬يوماً‪ ،‬قبل أن يخلى‬ ‫سبيله بالكفالة في مارس‪/‬آذار‪ ،‬مع ‪ 32‬شخصاً آخر‪ .‬وما زالت‬ ‫محاكمتهم جارية‪ ،‬بتهمة المشاركة في «تجمع غير مشروع»‪.‬‬ ‫وأبلغني بندر الفضلي‪ ،‬البالغ من العمر ‪ 30‬سنة‪ ،‬أنه ُقبض‬ ‫عليه ست مرات‪ .‬وتعرض للضرب وللركل المتكرر في إحداها‪،‬‬ ‫وقيل له أن يبلل مالبسه عندما طلب أن يذهب إلى المرحاض‪.‬‬ ‫ومن الواضح أن السلطات الكويتية أرادت أن تجعل من هؤالء‬

‫الرياضي األصم علي شامخي‬ ‫الفضلي‪ ،‬وهو من البدون ويبلغ من‬ ‫العمر ‪ 24‬سنة‪ ،‬يقف في ساحة‬ ‫الحرية‪ ،‬بتيماء‪ .‬ومثَّل الكويت في‬ ‫البطولة العربية للصم في تونس‬ ‫في مارس‪/‬آذار ‪ ،2011‬حيث فاز فريقه‬ ‫بعشرين ميدالية‪ .‬ولكن علي محروم‪،‬‬ ‫ألنه من البدون‪ ،‬من التمتع بالخدمات‬ ‫الصحية التي يمكن أن تساعده في‬ ‫مهنته كرياضي‪ ،‬وهو غير قادر على‬ ‫التسجيل كشخص معوق‪ .‬ويحصل‬ ‫على جواز سفر مؤقت للمنافسة في‬ ‫الفعاليات الرياضية في الخارج‪ ،‬ولكن‬ ‫السلطات الكويتية تعود وتصادر جواز‬ ‫السفر حالما يعود‪.‬‬


‫الكويت‬

‫بعد ‪ 50‬عاماً من الصمت‪ ،‬يرفع «بدون» الكويت‬ ‫أصواتهم للمطالبة بحقهم في أن يصبحوا‬ ‫مواطنين‪ .‬بقلم منظمة الحمالت سيما والتينغ‪.‬‬

‫في حين‪ ،‬ترفع السلطات يوماً بعد يوم سقف‬ ‫المتطلبات للتقدم بطلبات التجنيس‪ .‬فعلى األسر أن تثبت‬ ‫أنها كانت جزءا ً من سكان الكويت أثناء اإلحصاء السكاني‬ ‫لسنة ‪ ،1965‬وأنها قد عاشت في البالد بال انقطاع‪ ،‬أو أن‬ ‫أبناءها قد قاموا بأداء الخدمة العسكرية أو كانوا في‬ ‫الخدمة الحكومية‪ .‬وفي نهاية المطاف‪ ،‬يظل القرار في‬ ‫هذا الشأن‪ ،‬رهناً بصالت األشخاص الشخصية بذوي النفوذ‬ ‫وبعالقاتهم مع من بيده األمر‪.‬‬ ‫لقد مضى نصف قرن على ضياع «البدون» وسط حالة‬ ‫من الجحيم القانوني‪ .‬وطريق خالصهم الوحيد هو أن تتوافر‬ ‫لدى السلطات اإلرادة السياسة لتسوية أوضاعهم‪ ،‬مرة واحدة‬ ‫وإلى األبد‪ .‬وبإمكانها القيام بذلك بتبسيط معايير الحصول‬ ‫على الجنسية كثيرا ً وجعلها أكثر نزاهة‪ ،‬وعبر حماية الحقوق‬ ‫اإلنسانية لجميع «البدون» دونما تمييز – وال سيما حقهم‬ ‫في الصحة والتعليم والعمل‪ .‬كما ينبغي السماح ألشخاص‬ ‫مثل نواف وبشاير وناديا بأن يطعنوا في «المواطنتهم» أمام‬ ‫المحاكم‪ ،‬عوضاً عن إخضاع التماساتهم للرفض العشوائي‬ ‫من قبل جهاز بال وجه‪ ،‬دون بيان األسباب‪.‬‬ ‫إن لدى الكويت الخبراء القانونيين وناشطي حقوق اإلنسان‬ ‫الالزمين لوضع حد للتيه الذي يعيشه «البدون» اليوم‪ .‬فليس‬ ‫باستطاعتهم االنتظار ‪ 50‬سنة أخرى‪ ،‬بينما دعواتهم من أجل‬ ‫التغيير تتعالى بثبات‪.‬‬

‫بادروا بالتحرك اآلن‬

‫‪© Antonio Tiso | Molo7 Photo Agency‬‬

‫الرجال أمثولة لتلقين اآلخرين درساً‪ ،‬ولم تفتح أي‬ ‫تحقيق بعد في مزاعم تعرضهم للتعذيب‪.‬‬ ‫لقد شهدت حكاية «البدون» العديد من التقلبات‬ ‫والمنعطفات‪ .‬فالعديد من «البدون» يتحدرون من‬ ‫قبائل بدوية رعوية كانت تتنقل بحرية عبر حدود بلدان‬ ‫يقدم أجدادهم طلبات للحصول على‬ ‫الخليج‪ .‬ولم ِّ‬ ‫الجنسية في وقت استقالل الكويت عن بريطانيا‪ ،‬سنة‬ ‫‪ .1961‬وكان بعضهم من األميين‪ ،‬أو لم يفهموا معنى‬ ‫المواطنة والحصول على الجنسية‪ .‬ورفض آخرون‬ ‫التخلي عن طريقتهم في العيش التي اعتادوا عليها‬ ‫لقرون كي يلتحقوا بأي بلد واحد‪.‬‬ ‫حملت السلطات‬ ‫الماضي‪،‬‬ ‫وفي ثمانينيات القرن‬ ‫َّ‬ ‫«البدون» مسؤولية سلسلة من الهجمات اإلرهابية‪ ،‬وقامت‬ ‫بفصل أبنائهم من المدارس الحكومية‪ ،‬وحرمتهم من‬ ‫الرعاية الصحية المجانية‪ ،‬وسدت السبل أمام حصولهم‬ ‫على وظائف حكومية معينة‪ .‬ودمغوا بأنهم «مقيمون غير‬ ‫شرعيين»‪ ،‬حيث ادعى المسؤولون الحكوميون أن معظم‬ ‫هؤالء من مواطني الدول المجاورة الذين أتلفوا وثائقهم‬ ‫الثبوتية لالنتفاع باالمتيازات التي توفرها الجنسية الكويتية‪.‬‬ ‫ولدى تحرير الكويت من الغزو العراقي في ‪،1991‬‬ ‫اش ُتبه بأن العديد من «البدون» قد تواطؤوا مع العدو‪ .‬ففقدوا‬ ‫وظائفهم في الجيش والشرطة‪ ،‬وفي القطاع العام‪ .‬وانتهى‬ ‫األمر بالعديد منهم إلى حالة من الفاقة وإلى السكن في‬ ‫أحياء للفقراء على هوامش المجتمع‪.‬‬ ‫وبالنسبة «للبدون»‪ ،‬تشكل الجنسية الكويتية مفتاحاً لعيش‬ ‫أفضل‪ :‬للتعليم المجاني والرعاية الصحية المجانية‪ ،‬ولفرص‬ ‫العمل‪ .‬أبلغتنا بشاير‪ ،‬وهي صبية بدوية‪ ،‬بعينين دامعتين‪ ،‬أنها‬ ‫قد فقدت األمل في االلتحاق بالتعليم العالي‪ .‬فقد ُقبلت في‬ ‫الجامعة ووفرت النقود لتسديد الرسوم المرتفعة‪ ،‬ولكن المدة‬ ‫القانونية لوثائقها الثبوتية انتهت‪ .‬واآلن‪ ،‬غدت حياتها معلقة‪،‬‬ ‫ألنها ال تعلم متى ستجدد الحكومة أوراقها الثبوتية‪ ،‬هذا إذا‬ ‫قامت بتجديدها‪.‬‬

‫ويتعين على جميع «البدون» أن يبرزوا هوياتهم الشخصية‬ ‫للحصول على أشياء أساسية من قبيل رخصة السواقة أو‬ ‫القروض أو الفحوص الطبية‪ ،‬أو حتى الذهاب إلى المدرسة‪.‬‬ ‫ولكن هوياتهم مؤقتة‪ ،‬وعندما تنتهي صالحيتها عقب سنتين‪،‬‬ ‫ليس ثمة ضمانة بأن يتم تجديدها‪ .‬فالعديد ممن تقدموا‬ ‫بطلبات لتجديد هوياتهم قد أخضعوا «لحظر أمني» غامض‬ ‫الصياغة دون إيضاح األسباب لهم‪ .‬ويقول عديدون إن المؤسسة‬ ‫المسؤولة عن شؤونهم‪« ،‬الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع‬ ‫المقيمين بصورة غير قانونية»‪ ،‬ال يفعل شيئاً سوى تثبيط‬ ‫عزائمهم عوضاً عن مساعدتهم على حل مشكالتهم‪.‬‬ ‫وتشعر نساء «البدون» بالتمييز على نحو مكثف‪ .‬فاألسر‬ ‫التي ال تملك القدرة على إرسال أطفالها جميعاً إلى المدارس‬ ‫تفضل أن ترسل األوالد‪ ،‬بينما تتناوب البنات على الذهاب إلى‬ ‫المدرسة سنة بعد سنة‪ .‬وألن هؤالء الفتيات يعلقن في البيوت‪،‬‬ ‫دون تعليم يذكر أو أي تعليم‪ ،‬ال يأملن كثيرا ً في الحصول على‬ ‫عمل‪ .‬وسبيلهن الوحيد إلى الهروب من الفقر ومن أن يصبحن‬ ‫عالة على أحد هو الزواج من رجل غني‪ .‬وقد أبلغتنا بشاير‪،‬‬ ‫وصديقتها ناديا‪ ،‬أن بعض الفتيات يخترن اآلن أال يتزوجن أو ينجبن‬ ‫أطفاالً‪ ،‬ال لشيء إال لتفادي البقاء في الحلقة المفرغة من‬ ‫مسببات اليأس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تقول ناديا‪« :‬بيوتنا صغيرة‪ ،‬وكثيرا ما ينتهي األمر بالبنات إلى‬ ‫أن يفترشن أرض المطبخ‪ .‬وواقع الحال هو أننا ال نعبر عن غضبنا‬ ‫من هذا الوضع‪ .‬فقد تعلمنا أن نبقي تطلعاتنا في الحدود الدنيا‬ ‫وأن ال ننتظر الكثير‪ .‬يقولون لنا إن علينا أن نسعد بما بين أيدينا»‪.‬‬ ‫وتشعر‪ ،‬هي وبشاير‪ ،‬بأنهما ال تستطيعان‪ ،‬كامرأتين‪ ،‬المشاركة‬ ‫في المظاهرات‪ .‬وتقول ناديا‪« :‬لكننا‪ ،‬وعبر 'تويتر'‪ ،‬نستطيع اآلن‬ ‫أن نصرخ بأعلى صوتنا‪ ،‬بعد ‪ 50‬سنة من الصمت»‪.‬‬ ‫لقد ظل حكام الكويت يعيرون أذناً صماء‪ ،‬حتى اآلن‪،‬‬ ‫لمطالبات «البدون» باإلنصاف‪ .‬ففي الكويت اليوم ما يربو‬ ‫على ‪ 100,000‬من «البدون»‪ ،‬رغم أن الحكومة تقول إن‬ ‫عدد من لديهم أي أمل في الحصول على المواطنة ال يزيد‬ ‫على ‪.34,000‬‬

‫الصورة في الداخل‪ :‬شهادة ميالد تعود إلى فتاة من البدون‪.‬‬ ‫ومثل جميع الوثائق الشخصية للبدون‪ ،‬ال يعترف بها كوثيقة‬ ‫قانونية إال إذا أقرت من هيئة حكومية مركزية‪ ،‬وتلك عملية ذات‬ ‫طابع تعسفي يتخللها الكثير من إساءة استعمال السلطة‪.‬‬

‫واطلعوا على المزيد بشأن «البدون» هنا‪tinyurl.com/Kuwait-bidun :‬‬ ‫‪17‬‬

‫النشرة اإلخبارية ] سبتمبر‪/‬أكتوبر ‪[ 2012‬‬


‫‪© Amnesty International‬‬

‫قبرص‬

‫رسالة إلى منظمة العفو الدولية من رجل‬ ‫معتقل في قبرص يحتج فيها على وضعه‬ ‫وعلى ظروف احتجازه‪.‬‬

‫قبرص‪ :‬العقاب دون جريمة‬ ‫«يعاملوننا‬

‫كمجرمين متمرسين»‪ ،‬هذا‬ ‫ما تقوله العديد من الرسائل‬ ‫التي سلمها لنا مؤخرا ً محتجزون في مركز شرطة‬ ‫الكاتاميا‪ ،‬بقبرص‪ ،‬وفي العنبر ‪ 10‬من سجن نيقوسيا‬ ‫المركزي‪« .‬يبقون علينا هنا ألسباب تتعلق بتأشيرة‬ ‫الدخول فقط‪ ،‬ونحن طالبو لجوء والجئون»‪.‬‬ ‫فالمئات محتجزون هنا دون ارتكاب أي جرم‪،‬‬ ‫ولسبب وحيد هو أنه ليس لدى قبرص أية مرافق احتجاز‬ ‫أخرى للمهاجرين‪ .‬ومعظم هؤالء ينتظر الترحيل‪ .‬أمام‬ ‫آخرون – مثل أولئك القادمين من سورية – فال شأن لهم‬ ‫سوى االنتظار‪ :‬إذ تم تعليق عمليات الترحيل إلى سورية‬ ‫بسبب األوضاع المضطربة‪.‬‬ ‫أما األشخاص الذين قابناهم هنا فهم ممن فروا‬ ‫من الحرب واالضطهاد‪ ،‬أو من الفقر الذي كان يطحنهم‬ ‫في بلدان كإيران‪ ،‬أو من بلدان مماثلة عديدة في أفريقيا‬ ‫وآسيا‪ .‬وقد مرت شهور على احتجازهم‪ ،‬وحتى‬ ‫سنوات‪ .‬وبعضهم قد أعلن اإلضراب عن الطعام أو حاول‬ ‫االنتحار‪ ،‬في زنازين ضيقة وقذرة‪.‬‬ ‫رسالة أخرى قالت إنه «ال سبيل أمامنا إلى الهواء‬ ‫الطلق أو ممارسة التمارين الرياضية‪ ،‬وال نرى ضوء‬ ‫الشمس مواجهة‪ ،‬ناهيك عن مشاهدة التلفزيون أو سماع‬ ‫الراديو‪ ،‬وال نستطيع غسل مالبسنا»‪ .‬وكثيرا ً ما يتم الفصل‬ ‫بين أفراد األسرة الواحدة‪ .‬فيقول أحد النزالء‪« :‬ابني يشعر‬ ‫اآلن باالكتئاب وزوجتى تتعرض لضغوط نفسية شديدة»‪.‬‬ ‫إن قبرص تنتهك بهذا القانون الدولي لحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬ألنه ينبغي للمهاجرين غير الشرعيين أن ال‬ ‫‪18‬‬

‫النشرة اإلخبارية ] سبتمبر‪/‬أكتوبر ‪[ 2012‬‬

‫يحتجزوا إال كخيار أخير‪ .‬والعون القانوني المجاني‬ ‫لهؤالء محدود للغاية‪ ،‬بحيث ال يستطيع إال قلة من‬ ‫األشخاص الطعن في قانونية احتجازهم‪ .‬وحتى في‬ ‫الحاالت التي قضت فيها المحكمة العليا بأن االحتجاز‬ ‫غير قانوني‪ ،‬لم يتم اإلفراج عن األشخاص‪.‬‬ ‫إن هذا تصرف خاطئ بال مواربة‪ .‬وكما وصفت‬ ‫إحدى الرسائل الوضع‪« :‬أنا كائن بشري ولي حقوق»‪.‬‬

‫بادروا بالتحرك اآلن‬ ‫وادعوا السلطات القبرصية إلى التوقف عن معاملة المهاجرين غير‬ ‫الشرعيين كمجرمين‪ ،‬عن طريق ما يلي‪:‬‬ ‫‪ n‬توفير مرافق بديلة لالحتجاز؛‬ ‫‪ n‬عدم اللجوء إلى االحتجاز إال كخيار أخير‪ ،‬طبقاً للمعايير‬ ‫الدولية لحقوق اإلنسان؛‬ ‫‪ n‬احترام قرارات المحكمة العليا المتعلقة باإلفراج عن‬ ‫المحتجزين دون استثناء‪.‬‬ ‫واكتبوا إلى‪:‬‬ ‫‪Eleni Mavrou‬‬ ‫‪Minister of Interior‬‬ ‫‪Ministry of Interior‬‬ ‫‪Dimostheni Severi Avenue‬‬ ‫‪Nicosia 1453‬‬ ‫‪Cyprus‬‬

‫أزرار رقـ‬ ‫لالستنفـ‬


‫التقانة وحقوق اإلنسان‬

‫ــمـيـة‬ ‫ـار‬

‫استخدام التقانة الجديدة على نحو خالق يمكن‬ ‫أن يؤدي إلى حماية نشطاء حقوق اإلنسان‬

‫ما‬

‫َ‬ ‫متنام للجمع بين التكنولوجيا‬ ‫إن هذه األفكار جزء من اتجاه‬ ‫برحت تكتب في مدونتك انتقادات لقوات الشرطة‬ ‫ٍ‬ ‫واألمن في بلدك بسبب االعتداء على نشطاء حقوق واألنشطة بطريقة خالقة‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬ساعدت‬ ‫المنظمة الكينية «يوشاهيدي»‪ ،‬ومعناها «الشهادة» باللغة‬ ‫اإلنسان واحتجازهم‪ .‬وقد دأبت تلك القوات على اقتياد‬ ‫السواحيلية‪ ،‬على توصيل شهادات الشهود العيان إلى عدد‬ ‫أشخاص تعرفهم شخصياً من بين أولئك النشطاء‪ ،‬ممن‬ ‫أكبر من الناس‪ .‬وهي تستخدم خدمة تربط النقل الحي‬ ‫ُحرموا من المحاكمة العادلة وتعرضوا للتعذيب في بعض‬ ‫والمباشر بموقع خريطة غوغل بواسطة الرسائل النصية‬ ‫األحيان‪ .‬ولم تحصل عائالتهم على أية معلومات بشأنهم‬ ‫القصيرة أو الشبكة العنكبوتية‪ .‬وهذا من شأنه أن يؤدي إلى‬ ‫منذ أسابيع‪ ،‬بل إنها ال تعرف ما إذا كانوا على قيد الحياة أم ال‪.‬‬ ‫تدقيق أكبر من قبل الجمهور العام‪ ،‬ولكنه ُّ‬ ‫يدل النشطاء‬ ‫وتخشى أن يعتقلوك ذات يوم‪ .‬وإذا فعلوا‪ ،‬فإنك تود أن تخبر‬ ‫اآلخرين على المناطق التي ينبغي أن يركزوا جهودهم فيها‪،‬‬ ‫الناس باألمر بسرعة وسهولة‪ ،‬ما دمت تستطيع ذلك‪.‬‬ ‫هذا السيناريو حقيقي تماماً بالنسبة للعديد من األشخاص أو تلك التي ينبغي أن يتجنبوها حرصاً على سالمتهم‪.‬‬ ‫وقد اس ُتخدمت مفاهيم مماثلة على نطاق واسع‬ ‫الذين يدافعون عن حقوق اإلنسان‪ .‬ولذا فإن منظمة العفو‬ ‫لحماية حقوق اإلنسان‪ .‬ففي بوروندي وقرغيزستان‬ ‫الدولية تعكف على القيام بمشروع تجريبي لتطوير أدوات‬ ‫والمكسيك اس ُتخدت منظمة «يوشاهيدي» لنقل تقارير عن‬ ‫رقمية جديدة لحماية النشطاء‪ .‬وفي مطلع هذا العام‪،‬‬ ‫تزوير االنتخابات‪ .‬وفي بنغالدش تقوم منظمة «بيجويا»‬ ‫استضفنا فعالية برمجيات (‪ )hackathone‬مع شركة ‪،IDEO‬‬ ‫بتوثيق االعتداءات على النساء‪ .‬وتقوم منظمة «سيكيوريتي‬ ‫وهي شركة استشارية ريادية للتصميم واإلبداع‪ .‬وتقوم هذه‬ ‫تراكر» بفضح جميع أنواع الجرائم‪ .‬ويقوم مشروع «عين على‬ ‫الشركة بجمع مصمي «الشبكة» العنكبوتية ومهندسي‬ ‫سوريا» ‪ eyesonsyria.org‬في فرع منظمة العفو الدولية في‬ ‫البرمجيات مع الخبراء في المنطقة للتعاون فيما بينهم في‬ ‫الواليات المتحدة بتسجيل انتهاكات حقوق اإلنسان في سوريا‪.‬‬ ‫حل مشكالت محددة‪.‬‬ ‫كما قامت منظمة «‪ »LRA Crisis Tracker‬بتوثيق االعتداءات‬ ‫التحدي‪ :‬كيف يمكن للتقانه أن تساعد نشطاء حقوق‬ ‫وأعمال العنف التي يرتكبها جيش الرب للمقاومة الكونغولي‬ ‫اإلنسان الذين يواجهون االعتقال غير القانوني؟ وقد اختيرت‬ ‫منذ عام ‪.2009‬‬ ‫تسعة مفاهيم مقترحة فائزة من أصل أكثر من ‪ 320‬مقترحاً‪.‬‬ ‫ومن بين المقترحات التي تعكف منظمة العفو الدولية حالياً‬ ‫إن الشبكة الرقمية تخلق مخاطر جديدة وإمكانات‬ ‫جديدة‪ .‬ويقول رئيس قسم حقوق الالجئين والمهاجرين في‬ ‫على تطويرها التطبيق المتعلق بنقرة واحدة على الهاتف‬ ‫الخليوي من أجل األشخاص المع َّرضين لخطر االعتقال الوشيك‪ .‬منظمة العفو الدولية شريف السيد علي‪« :‬إن األشخاص‬ ‫وسيتيح لكم هذا التطبيق إمكانية إرسال معلومات عاجلة المع َّرضين للخطر يجب أال يوضعوا في حالة أشد خطرا ً بسبب‬ ‫التقنيات الجديدة‪ ،‬التي يمكن أن تُستخدم لتحديد هويتهم أو‬ ‫إلى أصدقائكم وعائالتكم وصالتكم المهمة‪ ،‬وذلك‪ ،‬ببساطة‪،‬‬ ‫بالنقر على شاشة هواتفكم‪ .‬وفي المستقبل ربما تستطيعون العثور عليهم»‪.‬‬ ‫ولذا فإن مبدأ أمن البيانات وسرية مصادرها يعتبر أحد‬ ‫إطالق سلسة كاملة من الفعاليات بهذه الطريقة‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫المبادئ التوجيهية األساسية للمشروع وش َّكل أحد االعتبارات‬ ‫إرسال موقعك في نظام تحديد المواقع العالمي ‪ GPS‬إلى‬ ‫صالتك‪ ،‬وتنبيههم لشطب ملفاتك على الحاسوب‪ ،‬أو تحميل الحاسمة للمساهمين في هكاثون‪/‬فعالية يونيو‪/‬حزيران ‪2012‬‬ ‫في برلين وسان فرانسيسكو وغيرهما من المدن‪ ،‬التي َّ‬ ‫نظمتها‬ ‫رسائل مكتوبة مسبقاً على التويتر والفيس بوك‪.‬‬ ‫منظمة «‪ .»ROHK‬والتحدي هو كيف يمكن للتقانة مراقبة‬ ‫وتقول تانيا أو كارول‪ ،‬مسؤولة مشروع الثقافة وحقوق‬ ‫االنتهاكات التي يواجهها الالجئون والمهاجرون بدون تعريض‬ ‫اإلنسان التي ترس مشروع منظمة العفو الدولية مع مدير‬ ‫أمنهم للخطر أو كشف النقاب عن هويتهم‪.‬‬ ‫االتصاالت الرقمية أوين برنغل‪« :‬إن هذا هو الجمال في تطوير‬ ‫في سان فرانسيسكو ط َّور النشطاء مفهوم شبكة العمل‬ ‫برمجيات المصادر المفتوحة»‪ .‬فحالما يخرج التطبيق «التحذير»‬ ‫على االنترنت لتمكين األشخاص المهاجرين من إرسال رسائل‬ ‫‪ ،alert‬فإن اآلخرين يستطيعون التقاطه وتحويله إلى عدد غفير‬ ‫من التطبيقات المختلفة وجعلها محلية وفقاً للمنطقة والقضية إلى أصدقائهم وأفراد عائالتهم حيثما كانوا‪ .‬ومن األمثلة‬ ‫على ذلك «الشبكة الموجودة حالياً للمهاجرين الذين يمرون‬ ‫والحاجة‪ ،‬وهو ما يجعل من الصعب على السلطات تع ُّقبها‪،‬‬ ‫من خالل المالجئ في المكسيك‪ .‬فهي ستوفر لهم فضا ًء‬ ‫كما أنه يضع السيطرة والتحكم في أيدي النشطاء مباشرة‪.‬‬ ‫آمناً على اإلنترنت ليبقوا على اتصال بأحبائهم‪ .‬كما يمكن‬ ‫استخدامها من أجل تبادل المعلومات الق ِّيمة بشأن الطرق‬ ‫سجل الشخص‬ ‫اآلمنة أو المحفوفة بالمخاطر‪ ،‬وأين ومتى َّ‬ ‫آخر مرة في رحلته في حالة اختفائه‪.‬‬ ‫ويحدونا األمل في إمكانية اختبار النماذج األولى في‬ ‫أوضاع حقيقية في أقرب وقت ممكن‪ .‬وبالنسبة لألشخاص‬ ‫الذين يتعرضون لخطر انتهاك حقوقهم اإلنسانية‪ ،‬يمكن أن‬ ‫يكون استخدام التقنيات الجديدة بشكل خالق ُمنقذا ً للحياة‪.‬‬ ‫هذه هي الخطوة األولى في تثوير مقاربة منظمة العفو‬ ‫الدولية تجاه استخدام التقانة لحماية حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫النشرة اإلخبارية ] سبتمبر‪/‬أكتوبر ‪[ 2012‬‬


‫أخبار سارة‬ ‫وتحديثات‬

‫هل تلقيت جواباً من حكومة ما أو من فرد‬ ‫معرض للخطر؟‬ ‫يرجى أن تخبرنا إذا ما تلقيت ردا ً على إحدى مناشدات النشرة الحية‪ .‬اِبعث‬ ‫بقصتك وبنسخة‪/‬نسخة مصورة ألية مراسلة تلقيتها إلى الموقع‬ ‫‪ youwire@amnesty.org‬أو إلى عنواننا المنشور على الغالف الداخلي‪.‬‬

‫تحركاتكم‬ ‫تغيِّر حياة البشر‬ ‫أفرج عن الناشط الهندي نارايانا ريدي بالكفالة عقب قضاء خمسة أشهر في السجن‪.‬‬ ‫وهو ناش��ط في حمل��ة لمناهضة ش��ركة ‪ POSCO‬الكورية الجنوبية‪ ،‬الت��ي تعتزم بناء‬ ‫أوريس��ا‬ ‫مصنع للف��والذ عل��ى أراض عامة يس��تغلها المزارع��ون المحليون في والية‬ ‫ّ‬ ‫الهندية‪ .‬ونعتقد أن التهم التي وجهت إليه كانت ملفقة وترمي إلى إسكات الحملة‬ ‫الجارية‪.‬‬

‫«الكثير من الرسائل»‬ ‫«ع��دة آالف م��ن األش��خاص كتبوا ل��ي‪ .‬وكان هذا مهم��اً للغاية‪ ،‬ليس فحس��ب لرفع‬ ‫معنوياتي‪ ،‬وإنما أيضاً لإلبقاء على اتصالي بقضية حقوق اإلنس��ان في ش��تى أنحاء‬ ‫العال��م‪ .‬إذ كان لفكرة أن حبس��ي جائ��ر أهمية هائل��ة‪ .‬كان هناك الكثير من الرس��ائل –‬ ‫لكنني كنت أتلقى رسائل أكثر من بقية نزالء السجن مجتمعين‪».‬‬ ‫الناش��ط وسجين الرأي السابق بيناياك سن‪ ،‬يتحدث إلى موظفي منظمة العفو‬ ‫في يونيو‪/‬حزيران ‪ .2012‬حيث حكم عليه بالس��جن المؤبد بتهم ذات دوافع سياس��ية‬ ‫في ديس��مبر‪/‬كانون األول ‪ ،2010‬وأخلي سبيله بالكفالة في أبريل‪/‬نيسان ‪ .2011‬وال يزال‬ ‫الحكم النهائي في قضيته ينتظر البت‪.‬‬

‫خون كاوريو (مناش��دات عالمية – مارس‪/‬‬ ‫آذار – أبريل‪/‬نيس��ان ‪ )2012‬واح��د م��ن ما ال‬ ‫يق��ل عن ‪ 20‬س��جيناً سياس��ياً أف��رج عنهم‬ ‫ف��ي ميانمار في ‪ 3‬يوليو‪/‬تموز ‪ .2012‬وكان‬ ‫الناشط الشبابي قد تعرض للتعذيب وحرم‬ ‫من العناية الطبية أثناء استجوابه‪.‬‬ ‫وما زال المئات من السجناء السياسيين‬ ‫غيره خلف القضب��ان في ميانمار‪ .‬ونعتقد‬ ‫أن العدي��د منهم هم س��جناء رأي ينبغي‬ ‫اإلف��راج عنهم ف��ورا ً وبال قيد أو ش��رط‪ .‬كما‬ ‫ينبغي أن يقدم جميع السجناء السياسيين‬ ‫المتبقين إلى محاكم��ة عادلة وفق تهم‬ ‫معت��رف به��ا دولي��اً‪ ،‬وإال فينبغ��ي اإلف��راج‬ ‫عنهم‪.‬‬

‫)‪© Kayan New Generation Youth (KNGY‬‬

‫اإلفراج بالكفالة عن محتج ضد مصنع للفوالذ‬

‫الحرية لخون كاوريو‬

‫اإلفراج عن طبيب‬ ‫إيران تخلي سبيل ناشطة من أجل حقوق المرأة‬ ‫‪© Campaign for Equality‬‬

‫أف��رج في ‪ 10‬مايو‪/‬أيار ‪ 2012‬عن رون��ق صفا زاده‪ ،‬وهي تنتمي‬ ‫إلى األقلية الكردية في إي��ران‪ .‬وكانت قد اعتقلت في ‪ 9‬أكتوبر‪/‬‬ ‫تش��رين األول ‪ ،2007‬عق��ب يوم واحد من جمعه��ا تواقيع من‬ ‫أجل «حمل��ة الملي��ون توقي��ع» (المعروفة أيض��اً بالحملة من‬ ‫أج��ل المس��اواة)‪ ،‬والهادفة إلى وض��ع حد للتمييز ض��د المرأة‬ ‫في القانون اإليراني‪ .‬واعتبرناها‪ ،‬نحن بدورنا في حينه‪ ،‬سجينة‬ ‫رأي محتجزة لس��بب وحيد هو عملها من أجل حقوق المرأة‬ ‫والشعب الكردي في إيران‪.‬‬ ‫ومع أنه فرض عليها قضاء السنوات الخمس المقبلة تحت‬ ‫حكم باإلفراج المشروط‪ ،‬إال أن رونق صفا زاده تكمل اآلن دراستها‬ ‫الجامعية التي بدأتها في السجن‪ .‬وأعربت والدتها عن شكرها‬ ‫ألعضائنا على ما قدموه من دعم في قضية ابنتها‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫النشرة اإلخبارية ] سبتمبر‪/‬أكتوبر ‪[ 2012‬‬

‫كانت أس��ابيع قد انقضت من فترة حكم بالسجن لثالث س��نوات صدر بحق وينسيسالو‬ ‫مانسوغو آلو بتهمة اإلهمال المهني عندما أفرج عنه من السجن في غينيا االستوائية‬ ‫ف��ي ‪ 6‬يونيو‪/‬حزي��ران‪ ،‬عقب ص��دور «عفو» رئاس��ي عنه‪ .‬وعلى ما يب��دو‪ ،‬فقد كانت‬ ‫الته��م الموجهة إليه بدوافع سياس��ية‪ .‬فهو طبيب ومدافع بارز عن حقوق اإلنس��ان‪،‬‬ ‫وعضو سابق في حزب المعارضة المستقل الوحيد في غينيا االستوائية‪.‬‬ ‫ولم يش��مل «العف��و» الجزء من الحك��م المتعلق بدفع غرام��ة تعويض‪ ،‬والذي‬ ‫يحرمه أيضاً من ممارسة مهنة الطب لخمس سنوات‪.‬‬ ‫وقد اس��تأنف وينسيس�لاو مانس��وغو آلو حكم اإلدانة والس��جن عقب محاكمته‬ ‫أمام المحكمة العليا‪ .‬وقرر المضي ُقدماً باس��تئنافه على الرغم من صدور «العفو»‪.‬‬ ‫ويبع��ث بش��كره إلى ناش��طي منظمة العف��و على ما بذل��وا من جهود م��ن أجله‪،‬‬ ‫التي شملت حملة لكتابة الرس��ائل‪ .‬ونحن بدورنا نواصل دعوتنا إلى إسقاط العقوبات‬ ‫المتبقية عنه‪.‬‬


‫‪© Reuben Steains/Amnesty International‬‬

‫‪© Control Arms Coalition/Andrew Kelly‬‬

‫‪© Valérie Chételat‬‬

‫شارك ناشطون من شتى أنحاء العالم بال كلل من أجل إبرام معاهدة‬ ‫فعالة لتجارة األسلحة هذا العام‪ .‬وقد تسببت روسيا والصين‬ ‫والواليات المتحدة في يوليو‪/‬تموز ‪ 2012‬بتأخير ما كان يمكن أن‬ ‫يشكل اتفاقاً تاريخياً بشأن تجارة األسلحة‪ .‬ولكن التوصل إلى اتفاق‬ ‫ما زال ممكناً‪ .‬إذ من المرجح أن تعاد مسودة نص المعاهدة إلى‬ ‫الجمعية العامة لألمم المتحدة في أكتوبر‪/‬تشرين األول‪ .‬الصورة‬ ‫األساسية‪ :‬تحرك في أحد شوارع بيرن تحت شعار «إرفعوا أيديكم من‬ ‫أجل فرض قيود على األسلحة»‪ّ ،‬‬ ‫نظمه الفرع السويسري لمنظمة‬ ‫العفو في يونيو‪/‬حزيران ‪ .2012‬فوق‪ :‬تحرك الئتالف الحد من األسلحة‬ ‫أمام مبنى األمم المتحدة‪ ،‬نيويورك‪ ،‬الواليات المتحدة‪ 2 ،‬يوليو‪/‬تموز‬ ‫‪ .2012‬إلى اليمين‪ :‬مصممة األزياء فيفيان وستوود‪.‬‬


‫«حتى أقل لمسة حنان‬ ‫يمكن أن تخفف‬ ‫المعاناة عن قلب مثقل‪.‬‬ ‫ويمكن للعطف‬ ‫أن يـغـيـّر‬ ‫حياة البشر»‪.‬‬ ‫آونغ سان سو كي‬ ‫خطاب قبول جائزة نوبل‬ ‫‪ 12‬يونيو‪/‬حزيران ‪2012‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.