املشاركــــــــون: ياسمينة متويل ليليان وجدي محمد املشد محمد عالم نادين مرويش نغم عثامن أسامة داوود روان الشيمي سلمى عرفة طارق حفني نود توجيه الشكر لكل من املرشفني عىل الورشات ملداخالتهم القيمة: رنا النمر – فنانة لينا عطا الله – مديرة تحرير املرصي اليوم الطبعة اإلنجليزية جامل عيد – محامي ومدير الشبكة العربية ملعلومات حقوق اإلنسان تيسري هواري – أحد مؤسيس إميريج تكنولوجي عالء الدين عبد النبي – مصور توماس هارتويل – مصور صحايف نود توجيه الشكر لكل من رنا النمر ولينا عطا الله وأحمد عزت وآنيا فان دي بوت وبيرت بلويس ونقدر تفضلهم بدعمنا وتشجيعنا ونصحنا. ترجمة: زينب بهجت محمد عبد الله تصميم: عمرو ثابث منسقة املرشوع: سيلفيا ملييك أبريل /نيسان - 2102القاهرة ،مرص نرشة غري دورية وغري مخصصة للبيع رقم اإليداع0102/19422 : اآلراء املطروحة يف هذه النرشة تعرب فقط عن وجهات نظر أصحابها ،وال تعكس بالرضورة وجهة نظر مركز الصورة املعارصة.
�أ�سامة داود
يقول أحد أصحاب املحال «اعتربنا هذه الفرتة (مشريا ً إىل املعارك وإقامة الجدار) إجازة مل نخطط لها». يف الفرتة ما بني إنشاء الحائط وحتى إزالته تباينت طرق تعامل الناس مع األمر؛ قام البعض ببساطة بتغيري مساراتهم وسلك طرق جانبية .وحيث أن الشارع يؤدي إىل عدد من رشكات ومؤسسات القطاع العام ،فلم يقترص األمر عىل إزعاج سكان املنطقة فحسب بل تخطاهم إىل غريهم من الناس .ومع استمرار تشييد الجدران مل يتغري الحال إال ليزداد تفاقامً. «كنت أستغرق عدة دقائق لالنتقال داخل وسط البلد ،اآلن قد يستغرق األمر ساعة» ،قال أحد املارة املتجهني إىل وزارة الصحة. لعل أحد الظواهر املثرية لالهتامم املتعلقة بهذا الجدار هو تلك الثغرة وشعار «مش حنطاطي» ،التي نتجت عن إزالة حجر واحد من مكانه مام أحدث فراغاً صغريا ً يتيح لشخص واحد املرور إذا انحني ومر من خاللها زحفاً .فإذا بردة فعل الناس تنسج ثقافة جمعية حول هذه الثغرة :يتعاون الناس عىل املرور من خاللها ،البعض يحاول إقناع البعض اآلخر بأمان املرور ،حتى أن رجالً بال مأوى يُدعى سيد قد قام عىل حراسة الفتحة مطالباً برسم مرور قيمته 25قرشاً. أصبح الجدار مساحة للتعبري يصور فنون الجرافيتي املعادية للمجلس العسكري يذكّر املا ّرة مبا متثله تلك الحوائط من أدوات للقمع .تعاقبت الرسوم عىل جدار محمد محمود ،يف طبقات يتجدد رسمها مرة تلو األخرى ،مبا يشهد عىل إرصار الشارع عىل الرد بأسلوب مبدع عىل بناء تلك الجدران.
جدران استعامرية إن تلك الجدران واألسالك الشائكة ونقاط املراقبة األمنية لتستدعي إىل الذهن حالة االستعامر. لقد توىل الجيش مقاليد السلطة عقب االنقالب العسكري الذي قام به الضباط األحرار يف 1952وأطاح بامللك فاروق فيام يعرف بثورة .52قدم الضباط إبانها وعودهم للشعب املرصي بعودة الحقوق االجتامعية ودولة الدميقراطية ،أعقب ذلك مزيج من املواقف األبوية والقومية انقلب بعدها الجيش قوة مهيمنة تدفع مبزيد من سياسة االنفصال عن الشارع .فقد آثر الحكام املرصيون املصالح الشخصية عىل العامة ،واستغلوا موارد البالد ومناصبهم لتكوين ثروات ،فاسترشى الفساد عىل جميع األصعدة ونفر أغلبية الشعب منهم .اليزال الجيش يقبض زمام املجتمع بسبل متعددة ومتشابكة (االقتصادي منها واملجتمعي والسيايس والثقايف) .ولذا فحني ننظر إىل ثورة الخامس والعرشين من يناير /كانون ثاين فإننا ننظر لثورة عىل جميع القوى الفاعلة منذ ،1952وليس عىل نظام مبارك وحده .ورمبا لذلك السبب تحديدا ً التزال الثورة املرصية تناطح تلك القوى ،أمالً يف أن تمُ ّهد األرض ملجتمع مغاير ،عىل الرغم من خلع مبارك. إن الجدران تكتيك اسرتاتيجي من جملة ما يستعان به لفرض الهيمنة وبسط السيطرة .ويف نهاية املطاف ،فإن كان ما قاله الفيفر عن كون «البناءات الحرضية نتاجاً مجتمعياً» صحيحاً ،فلعله ليس صادماً إذن أن تجد الجدران مكانها يف قلب حياة املرصيني اليومية .عىل صعيد آخر فقد هدم املتظاهرون واملواطنون الغاضبون جدارا ً منهم ،والبقية سوف تأت بال شك .فرمبا يتغري ذلك املجتمع رغم كل يشء.
إىل يومنا هذا ،يظل حائط محمد محمود هو الحائط الوحيد الذي تم هدمه .وعقب أحداث كرة القدم يف بورسعيد التي أودت بحياة أكرث من 70مشجعاً انتفضت أعداد غفرية من املتظاهرين يف مسرية انطلقت من النادي األهيل يف اتجاه وزارة الداخلية .وحني اصطدم املتظاهرون بالحواجز األسمنتية ،بدأ العديد منهم يف اليوم الثاين من فرباير بإزالتها جز ًء جز ًء .ورغم أن هذه املحاوالت مل تسفر عن أكرث من ثغرة صغرية تسمح باملرور ،فإن الوضع مل يستمر إال أياماً معدودة إىل أن قام أصحاب املحال يف املنطقة بتأجري رافعة إلزالة ما تبقى من الجدار.
روان الشيمي
كرس الحواجز :الجدران كنتاج مجتمعي مارس /آذار2012
الهياكل الحرضية واملجتمع
ليس بجديد أن تطرح مسألة الهيكل العمراين وما يستتبعه من تفاعل بني أعضاء املجتمع الذين يأهلونه .ابتدع الفيلسوف عامل االجتامع والنظرية املاركسية هرني لوفيفر مصطلح «اإلنتاج املجتمعي للفضاءات» يف كتابه الذي يحمل العنوان نفسه. ويشري فيه إىل الفضاء االجتامعي باعتباره نتاجاً من صنع املجتمع ،يف محاولة للتأمل يف فكرة الحياة والناس الذين يعيشون داخل هذا املجتمع. السلطة والجدران قامت الحكومة املرصية ببناء مثانية جدران خرسانية وأخرى من األسالك الشائكة ومركبات الرشطة ،زعامً بأنها تحمي وزارة الداخلية املستهدفة من جانب املتظاهرين .اإلضافة إىل انعكاس طبيعة املجتمعات هياكلها الحرضية ،فقد استكشفت نظريات لوفيفر مسألة املساحات الحرضية واستخدامها كأداة للسيطرة ،وبالتايل الهيمنة والسلطة وهو األمر الذي ال ميكن أن يكون أكرث جالء من هذا النموذج.
جدران خارج السياق السيايس
قد يكون حضور الجدران يف السياق السيايس أمرا ً مستجدا ً يف مرص .ولكننا إن استطلعنا املشهد األعم فسوف نجد جدراناً قامئة يف كافة أرجاء بنيتنا األساسية .رمبا ليس بالشكل التقليدي ملا نعهده من جدران ،بل باعتبارها طريقة للتعامل مع أي مشكلة تقع .الطرق الرسيعة تعرتضها مصدات الرسعة إلرغام السائقني عىل التمهل ،وهو ما ينتهي بالتسبب يف وقوع حوادث أكرث .ويجد بعضنا أحد الحارات مغلقة بهدف فرض تعديل مروري للسري يف اتجاه واحد؛ مام يؤدي إىل مضاعفة تكدس السيارات يف ما يسمى بـ»عنق الزجاجة» .بل ويتم تشييد جدراناً داخل أحياء املدينة للفصل بني املواطنني حسب مستوى الدخل .مل يخدش كل ذلك قرشة موضوع كم الجدران املش ّيدة يف البنية التحتية ،سواء تلك التي اخرتنا بنائها أو التي فرضها علينا أولئك القابعني أعىل السلم .وبالعودة إىل نظريات لوفيفر تعكس تلك الجدران سيطرة الحكومة وتقسيامت الطبقات االجتامعية والحواجز الثقافية التي تعد واقعاً معاشاً يف مجتمعنا.
حائط محمد محمود
أتذكر يوم إقامة هذا الجدار .لقد كان اليوم السادس من معركة مستمرة بني املتظاهرين وقوات األمن املركزي .وقد تباينت اآلراء يف الشارع إبان تشييد الجدار :فالبعض أبدى ارتياحاً لفكرة حاجز مادي يضع حدا ً للقتال .يف الواقع وبعد ستة أيام مل يكن أحدا ً واثقاً من سبب استمرار االشتباكات. آخرون أبدو غضباً بسبب هذا املنهج املشابه ملسلك االحتالل اإلرسائييل ،وبسبب ما تحمله الجدران من معنى .مل أكن شخصياً واثقة مام ينبغي أن تكون عليه مشاعري .كنت قد شهدت الكثري من الدماء والضحايا وسعدت حني توقفت املعركة .وبينام رصت قطع الخرسانة فوق بعضها البعض ،علمت أن ذلك لن يكون آخر هذا النوع من أفعال املجلس األعىل للقوات املسلحة.
يقوم املصورون بشكل جمعي من خالل تلك الصور بنسج حكاية عن املكان والحركة توحي مبا كان يجري من تغريات أخرى يف نفس الفرتة .بهذه الطريقة ،فإنهم يرسمون جزء من اللوحة األكرب لذكرى فرتة بعينها تناولتها وسائل نرش وإعالم أخرى. ولذلك يصبح ما يعرضونه بوصفه حقيقة واحدا ً من بني نسخ أخرى لحقائق تلك املرحلة ،يسعون من خالله إىل التأثري عىل املنظور العام لتلك الفرتة ،أو ذلك الحدث أو املكان أو الشخص. يتفق الجميع أنه ليس بإمكان أحد أن التكهن بكيفية تخيل الثورة ومجرياتها بعد خمسني سنة من اآلن .كام أن جميعنا يتفق عىل أهمية محاولة اإلسهام يف تخليد الثورة بأسمى ما يكون التخليد .فبعد مرور عام وحسب عىل الثورة ،بدأت مالمح الشوارع والبنايات والتاريخ يف التغري بالفعل .ولذا فإن الرصاع من أجل التأريخ للثورة وفرض النسخة الحقيقية منها قد دخل اآلن مرحلته الحاسمة. وبوصفنا مصورين وصحافيني وناشطني فإنه يتعني علينا أن ندرك كوننا جزء من ذلك الرصاع ،ولسنا مجرد أداة لتسجيل التاريخ مسلوبة اإلرادة وإمنا هو مكون أسايس يف عملنا.
من املمكن أن تكتسب األحداث التي تصطبغ بصبغة عامة زوايا مختلفة تبعاً للصور التي يتم التقاطها إبان وقوعها .وقد أصبح التقاط الصور يف إطار املدنية رسيعة التحول مبثابة أداة لتخليد بعض املشاهد السلبية. قد تكون الصورة خارج إطار الزمن أو عابرة له .وعندما يأخذ املص ّور يف التقاط صور ملشاهد دامئة التبدل -سواء نجم ذلك التبدل عن دمار أو رصاع -فإن تلك الصور قد تؤدي إىل تخليد اللحظة التي تم التقاطها أثناءها .عادة ما تكون املعامل املادية الخالدة وسيلة الستدعاء ذاكرة ما أو خلقها .ويبدو أن مص ّوري الثورة قد انهمكوا يف محاولة تصوير ذكرى الثورة مبا ال يدع مجاالً ألية محاولة قد تجري مستقبالً الستغالل تلك الذكرى من خالل إعادة االستحواذ عىل تلك املساحات املفتوحة للعامة.
ال�شوراع واجلدران �إن �إحدى العالمات البارزة ملدى التوتر احلا�صل بني الدولة واحلكومة احلالية التي ي�سيطر عليها
املجل�س الع�سكري وبني املجتمع ،هو اجلرافيتي الذي يغطي حوائط ال�شوارع يف و�سط املدينة واجلدران الأ�سمنتية التي قام اجلي�ش وال�شرطة بت�شييدها.
التحول .فما �أن يقوم ال�شباب بطالء �سرعان ما تزول اجلدران وتتال�شى املحاوالت الفنية دائمة ّ جداريات ال�شهداء وو�سم �شعاراتهم االحتجاجية ،ت�سارع ال�سلطات بطم�سها بالطالء الأبي�ض ،ت�صبح
بدورها خلفية نا�صعة جديدة تغري ال�شباب بالإقدام على حماولة جديدة من الكر والفر.
لقد كانت ال�شوارع املحيطة بتلك اجلدران مفرو�شة ب�أكوام احلجارة التي كانت تت�ساقط يف كل مكان،
وكانت تت�صاعد �أل�سنة النريان ليختلط دخانها برائحة الغاز امل�سيل للدموع� .أما اليوم فلم يتبق �إال النزر القليل من �آثار املعارك ،فكيف لنا �أن نحفظ تلك الذكريات؟
يثق حممد ال�شاهد ب�أهمية ال�صورة الفوتوغرافية “�إن �أف�ضل ما ميكن عمله هو التوثيق امل�ستمر
بال�صور ومقاطع الفيديو ملا تركه املواطنون من �أ�شكال تذكارية ت�شهد على �إجنازاتهم� .إن الن�صب ً عادة ما ت�سعى �إىل الدعاية؛ يف حني �أن الأ�شكال التذكارية التي يفرزها ال�شعب و�إن التذكارية ً كانت فانية ف�إنها �أكرث �صدقا يف التعبري عن حقيقة ما وقع”.
ميدان التحرير لقد ترادف ا�سم امليدان مع ن�ضال م�صر من �أجل احلرية والعدالة ،حيث اعت�صم املتظاهرون فيه ملدة 18يوم ًا يف العام املا�ضي وجنحوا يف �إ�سقاط نظام مبارك .ومنذ ذلك احلني ،تنطلق معظم امل�سريات من امليدان �أو تتخذه قبلة �أو متر عربه؛ بينما تبقى فيه جمموعة دائمة من خيام املعت�صمني.
مل يكن ميدان التحرير قبل اخلام�س والع�شرين من يناير موقع ًا يق�صده عامة ال�شعب؛ مل يكن منطقة لقاء �أو تبادل الآراء ،و�إمنا �شغل دور ًا وظيفي ًا وا�ستبعدت �أية حماوالت ال�ستغالله ب�أية �صورة �أخرى. كان اال�ستثناء الوحيد يف العام 2003حني �شهد امليدان �أكرب تظاهرة قبل ثورة 2011تندد باحلرب على العراق .تقول رندا �شعث �أن ال�سلطات «مل تتوقع مدى غ�ضب ال�شعب والذي دفع بح�شود املتظاهرين
من جميع ال�شوارع املحيطة بامليدان؛ ومن ثم مل تتمكن ال�سلطات من ال�سيطرة عليهم»� .أ�سفرت تلك الواقعة عن مد حواجز معدنية خ�ضراء حول امليدان ملنع تكرار امل�شهد.
تقول مي الإبرا�شي «�إن ال�شيء الوحيد الذي �أود تغيريه هو ذلك ال�سياج الب�شع (احلواجز اخل�ضراء)
القائم بامليدان ملنع امل�شاة من اخت�صار م�سارات عبورهم .البد �أن يزال».
أن ب�إمكانه وقد تقدم البع�ض منهم حممد ال�شاهد باقرتاح بتحويل امليدان �إىل منطقة للم�شاة .رغم � ّ التمييز بني ما يرغب يف حدوثه ،وبني ما يحدث على �أر�ض الواقع.
«�أحيط ما يزيد على ن�صف م�ساحة امليدان بال�سياج ملدة ع�شرين عام ًا ،بزعم بناء �ساحة انتظار
لل�سيارات حتت الأر�ض» ،يقول حممد يف �إ�شارة �إىل املنطقة الواقعة خلف فندق النيل ريتز كارلتون. وي�ستطرد قائ ً ال «كنت �أتخيل دوم ًا هذه امل�ساحة وقد غطتها �أ�شجار وارفة ويتخللها منتزه عام ومنطقة
معبدة بها مقاعد للجلو�س� .أعلنت احلكومة عن خطة لتحويلها �إىل مبنى جتاري عام �أ�سفله �ساحة ّ انتظار �سيارات حاملا يتم االنتهاء منها؛ ولكن �إمكانات هذه امل�ساحة ت�ؤهلها كي تكون موقع ًا للتظاهر،
وهو ما ال ترغب فيه احلكومة .لقد �سمعت باقرتاحات لتحويلها �إىل باحة مرتفعة تظ ّلها �أ�شجار النخيل ،وهو لي�س منظر ًا جمي ً ال يف ت�صوري ،كما �أنه ال ميكن ا�ستخدام الباحة املرتفعة موقع ًا للتظاهر
كالف�ضاءات امل�ستوية».
مبنى احلزب الوطني الدميقراطي يف 28يناير /كانون ثاين -يوم الغ�ضب � -أ�ضرمت النريان يف مبنى مقر احلزب ال�سيا�سي
للرئي�س املخلوع ح�سني مبارك ،لي�صبح �شاهد ًا ب�صري ًا على �أنّه بالإمكان �إ�سقاط النظم الفا�سدة والديكتاتورية.
وتكبدها الهيكل ال يعرف �أحد من �أ�شعل النريان يف املبنى� ،أو حجم اخل�سائر التي ت�سبب فيها احلريق ّ الداخلي للمبنى“ .حتمل الإجابات التي ت�سمعها رد ًا على هذه الأ�سئلة م�ضمون ًا �سيا�سي ًا �أكرث منه
فني ًا .يقول من يرغبون يف �إزالته من امل�شهد �إنه لي�س من املمكن بقا�ؤه” ،ت�شري رندا �شعث املحررة
الفوتوغرافية جلريدة ال�شروق والتي �ش ّنت حملة يف العام املا�ضي ملناق�شة �إمكانات املبنى.
ترى رندا �أنه البد من الإبقاء على الواجهة على حالها “كي ّ تذكر ال�شعب واجليل القادم الذي لن ً يدرك ما كان يقف يوم ًا ما يف هذا املوقع ...من املمكن حتويله �إىل متحف للثورة ،ي�ضم �صورا و�شرائط
فيديو وتذكارات .ف�إن الذاكرة �أ�سا�سية من �أجل بناء التاريخ ،ومن ثم امل�ضي قدم ًا”.
يقول حممد ال�شاهد ،وهو باحث دكتوراه و�صاحب مدونة “كايروبزرفر “ Cairobserverيجب الإبقاء على الق�شرة اخلارجية للمبنى كي تباهي مبا خ ّلفته النريان من ندوب قادت �إىل �إ�سقاط �أحد �أكرث النظم قوة وقهر ًا يف تاريخ ال�شرق الأو�سط احلديث”.
ترى مي الإبرا�شي ،وهي �أحد م�ؤ�س�سي املجموعة املعمارية “جماورة” �أن “ما ينبغي عمله الآن
هو عملية تقت�ضي م�شاركة �أفراد املجتمع تعيد توظيف املبنى خلدمتهم .رمبا نحوله �إىل �صالة �أفراح متعددة الأغرا�ض؟”
ولكن لدى احلكومة احلالية خطط �أخرى ،قد تت�ضمن هدم املبنى بالكامل .فقد تقدم يف الآونة الأخرية وزير الآثار حممد �إبراهيم علي �إىل رئي�س الوزراء بطلب �ضم �أر�ض املبني �إىل املتحف امل�صري كي ت�صبح جز ًء من احلديقة املحيطة به.
ت�صور لف�ضاءات م�شوهة يف و�سط املدينة �إعادة توفيق و�إعادة ّ مار�س� /آذار2102
اجللية للمعارك ال�ضارية التي اجتاحت بريوت ملدة 15عام ًا من احلرب الأهلية هو �إن �إحدى العالمات ّ ً قاعدة لهم .ت�شرف واجهته التي نخرها الهيكل املتهالك لفندق هيلتون والذي ا�ستخدمه القنا�صة الر�صا�ص وحرقتها �آلة احلرب على فندق فنيقيا ذي النجوم اخلم�س ،وكالهما يطل على البحر املتو�سط ب�أمواجهاملتلألئة.
يتربك به املارة ،فقد فر�ض النزاع الدائر على �أر�ض الفندق مل يكن مق�صود ًا �أن ي�صبح الفندق طوطم ًا ّ ّ فيذكر – �إىل حني -املدينة ال�صغرية وملكيته عدم القدرة على اتخاد �أي قرار يخ�ص ما ينبغي عمله ب�ش�أنه. التي تبدو دوم ًا على �شفا حرب �أهلية جديدة ،وقودها نخبة حاكمة تتقن ف�صاحة الكالم وتخفي ميول
دموية ،مبا حل بها يوم ًا من دمار ذاتي و�آالم يف ما�ض لي�س ببعيد .فت�شهد البنايات على تاريخ ف�شلت البلد يف �أن تتفق عليه.
على �صعيد �آخر ،ف�إن اخلارطة املعمارية للقاهرة – وال �سيما و�سط املدينة – حتمل كافة دالئل وقوع معركة
و�صراع وما خلفاه من دمار وما �أفرزاه من انت�صار .فت�شكل البنايات ال�سامقة املط ّلة على نهر النيل جمموعة من الألواح اخلر�سانية التي تعود �إىل خم�سينيات القرن املا�ضي؛ �إذ ت�ضم املبنى امل�شوه ملقر احلزب الوطني
الدميقراطي ال�سابق ،وفندق هيلتون النيل الذي يعاد �إن�شا�ؤه با�سم جديد هو “الريت�س كارلتون” وميدان التحرير ،فتجتمع رموز ف�ضاءات �شهدت �ألوان ًا من النزاع والزخم ال�سيا�سي ،تنوء ب�إرث تاريخي ثقيل. افرتا�ض ًا �أن ال�شعب �سوف يتمكن يوم ًا من االلتفات م�سرتجع ًا ثورة م�صر التي انطلقت يف العام ،2011ومت�أم ً ال
ما اعرتاها من �أ�صنف العنف وب�شائر الن�صر يف �آن واحد؛ فما هو م�صري تلك البنايات؟ كيف حُتفظ تلك الفرتة يف
أح�ست بدبيب املتظاهرين و�سمعت هتافاتهم؟ ذاكرة ال�شوارع التي حملت من �سقطوا و�سمعت من �أنّوا ،التي � ّ
هل �سي�أخذ التخطيط املعماري باعتبارات الذاكرة اجلمعية للثورة؟
ي�ضم هذا امل�شروع جمموعة من �صور ف�ضاءات يف و�سط املدينة ،حتمل جراح الثورة .تعر�ض ال�صور كيف يجري �إعادة توفيق املواقع املتنازع عليها كي تنا�سب �أغرا�ض ًا ما ووفق ًا ملبادرات فردية .ويف البحث امل�صاحب لهذا
التقدمي ،مت توجيه �س�ؤال ملجموعة من املثقفني من العاملني باملعمار والتخطيط العمراين والتوثيق حول كيفية �إعادة ت�صور تلك الف�ضاءات بغر�ض ّ تذكرها يف امل�ستقبل ،مع مراعاة اعتبارات ثقل ما حتمله من تاريخ. ّ
ففي الصورة ذاتها تكمن كل العنارص املمكنة لنسج حوار حولها .ليس مقصودا ً للصورة األصلية أن تظل معارصة للحدث أو أن تكون مؤقتة ،بل إنها تخضع إلعادة التشكل والتكون عىل امتداد الزمن وتغري األوقات.
عندما تصبح الصورة منربا ً مفتوحاً للتعبري ،فإن الرسد املصاحب لها يصبح هو اآلخر عرضة لعدد النهايئ من التأويالت .غري أن تأويل الصورة أو تفسريها ال يعني بالرضورة فرض قيود عىل ما تحمله من معنى ،بل إن املناقشة قد تكون مضمنة يف الصورة ذاتها .فاملصور يقوم بالتقاط الصورة داخل إطار معني ويسمح لآلخرين باستخدام تلك املساحة املحصورة يف اإلطار كمنتدى شخيص للحوار ،مام قد يسهم يف تغيري معنى الصورة كلية وإضفاء قدر من التفاعل والبهجة عليها.
حمدي عطية
حازم امل�ستكاوي
احمد كامل
حممد عبد الكرمي
حممد امل�رصي
طارق حفني
احمد ال�شاعر
احمد �صربي
عمرو الكفراوي
احمد ح�سني
لقد بدأت هذا املرشوع ىف العام ،2005وظهرت الصورة بوصفها أيقونة ميكن التعامل معها بأشكال مختلفة. كانت الصورة التي أنتجتها متثل احتجاجاً عىل نظام الرشطة يف مرص وثقافة العنف الخاصة به. كانت بداية املرشوع من خالل معرض «نور الشكل» بقرص الفنون ،2005حيث قمت بعرض الصورة بحجم كبري إىل جوار عرض أدايئ ،وقد جازف معي الفنان محمد املرصي بتصوير بعض اللقطات ،ثم تتالت بعض أعامل الفيديو والتى تناولت أيضاً فكرة العسكرى بشكل عام. أما اليوم 2012فتتشكّل تلك اللعبة البسيطة – التى تتخذ هيئة مسابقة إبداعية -يف إرسال الصورة لبعض األصدقاء الفنانني ىك يتعاملوا «جرافيكياً» معها وكام يحلو لهم ،ولكن ىف وقت محدود ودون فرصة التفكري العميق... وبشكل أبسط :كيف ميكنك تص ّور هذه الصورة من وجهة نظرك؟ الصورة متاحة عىل املوقع ،وبإمكانكم أيضاً أن تشاركوا يف اللعبة. يسقط يسقط حكم العسكـــــــــــر للمزيد وملشاهدة األعمـــــــــــــــــال : www.mohamedallam.com
يف بعض األحيان ،توظّف الصورة وتوجه صوب تحقيق غاية ما .فامزالت صورة الوجه املشوه لخالد سعيد تُستخدم لتأجيج املشاعر حول األسلوب الوحيش الذي انتهجته الرشطة. لقد عززت الصور اإلحساس مبدى انتشار مظاهرات الشوارع الغاضبة يف كل مكان إبان الثورة ،وخلقت شعورا بالتوحد يف «يوم الغضب» (الثامن والعرشين من يناير ،)2011تجىل ذلك يف مجموعة من الصور تم التقاطها يف كل أنحاء مرص وتم توظيفها يك تبينّ سياق األحداث. تشابهت صور القنابل املسيلة للدموع والخوذ والفوىض العارمة والرصاع يف كل بقعة من بقاع مرص .لذا يجوز القول بأنه قد تسهم الصورة يف خلق وهم (أو واقع) التجربة املشرتكة. قد تحمل الصورة قيمة جاملية ،بيد أن ذلك مل يعد مهام يف الوقت الراهن .فقد بدأ الناس يف التحرر من قيود الصحافة التقليدية من خالل مشاركة بعضهم البعض لتجاربهم والسامح لوجهات نظرهم أو صورهم بااللتحام مع الواقع البرصي ليوم أو مكان أو حدث ما. الصورة يف هذه الحالة ليست يف حاجة إىل إدراك معني أو حتى أن تشغل االنتباه .كام أنها ليست بحاجة إىل صياغة فردية، ألنها تستقي كثريا ً من قيمتها من مجرد كونها جزء من صورة أو مغزى أكرب.
اإلسكندرية :سيارة أمن مركزي أحرقها املتظاهرون قرب جامع القائد إبراهيم يوم جمعة الغضب املتظاهرون قرب جامع القائد إبراهيم يوم جمعة الغضب محمد سمري شعبان.
كفر الشيخ :تواجد كثيف لقوات األمن املركزي قرب ميدان مسجد الخياط يوم جمعة الغضب مصطفى جعفر.
القاهرة :قنابل الغاز املسيل للدموع متطر جامعة القاهرة يوم جمعة الغضب محمد حسن. ميكن كان من أوائل املصابني بالخرطوش بس انا كنت مذهول محمد سعد الله حنترية. يف ميدان الجالء بعد علقة الغاز محمد سعد الله حنترية.
القاهرة :الصورة دى من يوم 28يناير 2011من شارع رمسيس أمام مستشفى القبطى ،وقصتها إن اللوحة الصاج دى كان متعلق عليها بانر لصورة حسنى مبارك وعليه كالم. أول مل مسرية الوايىل وحدايق القبة والرشابية وصلت للبانر فضلوا يحدفوه بالطوب بغزارة ،حتى إلىل كانوا ىف املستشفى بصوا من الشبابيك ىف قلق لغاية ما اتطمنوا إن الناس غرضها الصورة بس .الناس اتعاونت واتشعبطت لغاية ماقطعوا البانر وبعدين واحد كتب عىل الصاج «الشعب يريد إسقاط النظام» زى ما هو باين ىف الصورة. بعد سنة كاملة لسة اللوحة الصاج زى ماهي بس من غري الكتابة طبعاً مش متأكد الكتابة امتسحت بفضل عوامل التعرية وال أحد «املواطنني الرشفاء».
املنصورة [الدقهلية] :مسرية ألهايل املنصورة بجوار جامع النرص وديوان عام املحافظة يوم جمعة الغضب املصدر غري معلوم.
طنطا [الغربية] :متظاهر يحمل الفتة تطالب مبارك بالرحيل أثناء مسرية نحو قسم أول طنطا يوم جمعة الغضب محمد أبو العزم.
مدينة السويس :متظاهرون يشتبكون مع الرشطة يف ميدان األربعني املصدر غري معلوم.
من منا ال يتذكر الثامن والعرشين من يناير؟ ماليني من املرصيني خرجت إىل شوارع البالد السقاط نظام ظل جامثاً عىل صدورها ألكرث من ثالثة عقود... تسعى نرشة «جمعة الغضب ...شوارع وذكريات» إىل إحياء ذكرى ذلك اليوم العظيم يف تاريخ الثورة،واالحتفاء بدور املواطنني يف توثيق هذا اليوم ليس فقط داخل العاصمة وإمنا أيضاً خارجها ...ليس فقط يف امليادين وإمنا أيضاً يف الشوارع واألزقة. جمعت هذه الصور من محافظات مرص املختلفة بناء عىل دعوة وجهتها ليليان وجدي ،وتنرش هنا دون تدخل تحريري .قدم املصورون كالً من الصور والتعليقات.
ميكن للصحافة التقليدية أن تتسم بالشفافية؛ فلقد اختارت صحف مختلفة أن تخلّد صورا ً بعينها عىل صدر صفحاتها .بل وقد أمطرتنا تلك الصحف بوابل من الصور بشكل يومي إىل درجة أصبح فيها اختيار الصور مكافئاً ألهمية التقاطها .تحتفظ كربى الصحف بأرشيف يضم آالف الصور التي مل تر النور بعد ،حيث أن ما اختري يك يتصدر الصفحات األوىل قد اختري لسبب وجيه. لقد حاول اإلعالم التقليدي عرب أزمنة طويلة انتزاع الحق يف إعالم الجمهور بحقيقة ما يجري يف البالد وقت حدوثه .غري أن شبكة اإلنرتنت وغريها من وسائل اإلعالم غري التقليدية نجحت يف أن تضع الوسائل التقليدية عىل محك االختبار .لقد باتت الصحف مبثابة منتديات للرأي السيايس املو ّجه ،األمر الذي أسهم يف إضافة مزيد من الغموض والتعتيم اإلعالمي عىل ما يجري وما يعرض ،مع ما يجري عىل ساحات اإلعالم غري التقليدي للمتلقي حكايات متنوعة ومختلفة. عادة ما متيل الصور الرمزية إىل البوح مبكنوناتها بأسلوبها الخاص ،وذلك وفق هوى املح ّرر .وقد تتشابه الصور مع بعضها البعض عند عرضها عرب وسائل إعالم مختلفة ،غري أن الكلامت والتعليقات املصاحبة لها هي ما يطرح لكل منها رواية مختلفة.
31/1
1/2
2/2
28/1
29/1
30/1
سلمى عرفـة عاللي خبر واللي حصل: خللي الدماغ صاحي
إن كل من يحيط بعبد الهادي اآلن هم أطرافه ،أو بدالؤه كما يحلو له وصفهم .وما كان يعد لحظة مأساوية قد صار اآلن واقعًا معاشًا .إلى جانب كونهم عونًا له ،فإنهم يمثلون قوة دافعة للحياة .يقول عبد الهادي « الواحد لو اترمى في صحرا من غير ناس ،من سنّة الكون إن الواحد كل ما يكون لوحده عزيمته بتقل ،أعتقد أي واحد كدة .وجودهم يخلي الواحد عايز يقوم علشان يرد لهم الجميل ،يقوم علشان يفرحهم».
جسد عبد الهادي يبدو له طبيعيًا ،فقد رأى جروحًا من قبل في التلفاز وفي الواقع .يمكنه الشعور بجسده وتحريك كتفه. يقول « اللي أنا عارفه في الحالة دي إن مفروض ماكنش حاسس بأي حاجة تحت الرقبة» .ولكن يقول الطبيب إنه لن يتمكن من تحريك أطرافه .عبد الهادي ليس في حاجة إلى طبيب يخبره بذلك ،بل هو في حاجة إلى طبيب يمنحه اإليمان بقدرة جسده على التغلب على هذا الوضع.
لقد تغيرت عالقة عبد الهادي بجسده ،فبينما يرقد جسده أمامه تزداد رغبته في إمالء ما يستطيع من حركة عليه .يقول « الكاريزما بتاعت الحياة إتغيرت تمامًا».
تقول سونتاج «عادة ما تميل الصور الفوتوغرافية إلى التحول مهما اختلفت موضوعاتها .وألنها مجرد صور ،فقد يبدو ما تحمله جميالً أو بشعًا أو غير محتمل أو محتمل إلى حد ما ،وذلك خالفًا للواقع».
ألهذا السبب يمقت عبد الهادي التقاط الصور له؟ ألهذا السبب ال يتم التدقيق والتمحيص في الصور التي تكشف أهوال الحروب ،أألن مهمتها تتعدى مجرد إظهار ما يجري في الواقع؟
يقول عبد الهادي « لما بقف بحس إني في كامل نشاطي ،بتبسط طبعًا ».إن الوقوف رفاهية باهظة الثمن؛ ثمنها الكثير من البشر ومن األلم ومن الزمن.
يبلغ عبدا لهادي فرج من العمر 21عامًا ،وهو طالب أصيب بذخيرة حية استقرت في عنقه إبان مشاركته في مظاهرة سلمية في 28يناير 2011في حي السيدة زينب الذي يقطن فيه ،مما أسفر عن شلل رباعي له .بناء على رأي طبيبه المعالج فقد نجى عبد الهادي خالفًا لجميع التوقعات ،ويمكنه اآلن القيام ببعض الوظائف العصبية الدقيقة.
«مش عايز إن يبص لي حد أو ألي مصاب إنه الزم إن يأخذ حقه أو تعويض من الحكومة ،إستحالة حد يقدر يعوضنا بمعنى التعويض». طلب مني بعد ذلك أن أنقل الصور التي التقطتها له إلى الكمبيوتر المحمول الخاص به قائالً «ده الملف الوحيد بصوري في الجهاز».
جزء ال يتجزأ من أنشطته الشخصية .وعلى الرغم من ذلك ،فهو يرفض أن تلتقط له صورًا خالل قيامه بهذه لقد صار المحيطون به ً األنشطة (كتناول الطعام أو الشراب أو الدواء أو األعمال المتعلقة بنظافته الشخصية) .إنه ال يرغب في االحتفاظ بما يذكره بجسامة ما تعرض له من إصابة.
حتى في كالمه ،يرفض عبد الهادي اإلشارة إلى إصابته باعتبارها تضحية ال فكاك منها .فيقول « مش دة (اإلصابة) اللي أنا عايز أكون قدمته .عايز أعمل واشتغل بكامل طاقاتي. حتى لو كان بس دور أي واحد عادي شغال بدوره».
يشير عبد الهادي إلى ما حدث باعتبارها «حالة» ال أكثر ،ويشير إلى لحظة إصابته ودخوله المستشفى بقوله «لما تعبت» ،أو «أنا دلوقتي في فترة استراحة ...استراحة من الحياة».
أبدا أن يرى تلك البقعة على جانب رقبته والبالغة مساحتها 1سم. لقد كانت مجرد نقرة على الرقبة .لم ير دمًا ولن يمكنه ً تلك البقعة التي غيرت مجرى حياته .لقد رأتها أخته وتوقفت عن النظر إليها؛ فما عادت تثير فضولها بل صارت أحد األمور الدائمة واالعتيادية.
دوما ،ينتظر عبد الهادي. كما هو الحال ً
لقد كانت المشاركة في المظاهرات بالنسبة لعبد الهادي عمالً ثوريًا .لكن ما خلفته تلك المشاركة قد جاء نتاج حظ عثر. « كان ممكن يحصل لي نفس اإلصابة وأنا بالعب كورة» ،قالها وهو يتذكر األيام الخوالي حين كان العب كرة قدم مقبل على االحتراف.
كان عبد الهادي قبل هذا التحول الذي تعرض له يمقت أن تلتقط له صورًا ،ومازال يكره ذلك كما يقول « كنا بندور على صورة لي وأنا كبير ،قبل ما أتعب ،وما لقيناش غير صورة واحدة ،وأنا في البلد مع أهل والدي ».في اللحظات القليلة التي كنت أرفع فيها الكاميرا تجاهه لم يشعر بالخجل أو اإلحجام عن الظهور في الصورة ،على الرغم من رفضه أن ّ يصور بالفيديو أو فوتوغرافيًا في وسائل إعالم أخرى رغبت في مقابلة «بطل من أبطال الثورة».
«تقدم التعليقات المصاحبة للصور الفوتوغرافية إما تفسيرًا أو تكذيبًا لها»
وتضيف «وسواء إن تعاملنا مع الصورة الفوتوغرافية بوصفها عمل بسيط أو عمل ّ مركب لفنان مخضرم ،فإن معناها واستجابة المشاهد لها يعتمدان على كيفية التعريف بالصورة أو إساءة التعريف بها ،وهو ما تقوم به بالكلمات» .سوزان سونتاج في «حول أالم األخرين» ()2002
تجدر اإلشارة إلى أنه كلما لعب األطفال ،اتسمت تصرفات الكبار بقدر من الغموض.
محمد المشد
عبدالهادي فرج
العرف السائد ،أو يصبح هو الحياة كما هي. في الختام يفرض أي ظرف دائم أو أسلوب حياة يومي نفسه فيصير هو ُ ونظرًا لما ّ تخلفه اعتيادية األحداث وتكرارها من شعور بالسأم ،فإن ذلك من شأنه أن يؤجّج أحالم يقظة يهيم بها العقل ،بينما يواصل الجسد عمله ،أو ما يُعمل به.
يقول عبد الهادي « :ساعات الواحد يسرح بخياله للمستقبل ،وأفكر أن كل األيام دي هفتكرها وأحكيها على أنها أهم مرحلة في حياتي. أكون متزوج ووسط عيالي وأنا بحكي لهم عن الفترة اللي غيرت حياتي من صفر لمئة وثمانين.
عندما يفقد المخ سيطرته على الجسد ،فإنه يستعيض بمحاولة استعادة رغبته في التالعب به ولو جزئيًا.
وعلى الرغم مما يحيط بعبد الهادي من أشخاص ومعدّات ،يقول عبد الهادي أنه «ممكن أعمل كل شيء». عادة ما يقوم بذلك دون فعل حقيقي .يحب المحيطين به ،ولكنهم دائمًا حوله ،لهذا فليس بغريب أن يغفل عن وجودهم أو أن يستغرق في أفكاره وهم من حوله ،أو أثناء قيامه بعمل ما.
فيبنصب التركيز على االنشغال بالوجهة. لقد بات الجلوس في مقعد الركاب يخفف من وطأة التفكير في القيادة، ّ قبل الجلوس في المقعد يراجع عبد الهادي نفسه ،لكنه يدرك في النهاية أن ما ضاع قد ضاع حقًا.
قد تكون حالة اإلدراك ومشاعر التعاطف والقبول املصاحبة ملشاهدة الصورة كلها نواتج ثانوية لتلك الصورة التي تستعرض آالم الغري أو ما يواجهونه من قيود ،عىل الرغم من كونها حاالت ومشاعر غري حقيقية يف حد ذاتها .يف الوقت نفسه ،ميارس املص ّور عن وعي تام دور الرقيب عندما يناقش مع نفسه األخالقيات التي تستدعيها هذه النوعية من الصور.
كثرية هي الصور التي تسعى إىل تعظيم املصابني أو الضحايا بطريقة تجعل منهم أبطاالً ،كام لو كانت تريد أن تظل شاهدا ً برصياً عىل بطوالتهم .غري أن تلك الصور يف سعيها للتأكيد عىل التضحية العظمى التي قدمها أولئك ،والرعب الناجم عن الرصاع، قد تختزل يف الوقت ذاته كثريا ً من املؤثرات الدقيقة املتعلقة بالصدمة التي قد تعرض لها امل ُصاب. تسعى تلك الصور إىل خلق حالة من الوفاق الجامعي حول ما يتم تصويره من خالل فرض حالة من املشاركة الوجدانية إزائه .ومن جانب آخر ،فثمة عالقة وطيدة بني ما يص َّور وبني من يلتقط الصورة ،عالوة عىل املوقف الذي تعكسه .تتحرك النفس عقب املشاهدة نحو الشعور إما بالتعايف أو اإلنكار أو الرفض أو القبول أو أي شعور آخر مام يصعب التقاطه ،وإذا ما التقط فإنه يظل عصياً عىل الفهم .تقول سوزان سونتاج يف كتابها «عن آالم الغري» (« :)2002ليس مثة مكان لكلمة «نحن» عندما نشهد آالم الغري».
الصور الباقية إن الصورة قد تكون انعكاساً لحقيقة ما أو قراءة لها .عىل سبيل املثال ،قد تصف الصورة رصاعاً دائرا ً من خالل تصويره ،غري أنها لن متثّل الرصاع نفسه. يود «حمو» قول أن الفيل الكبري قد حرر نفسه وهو يجري اآلن يف أرجاء املكان .لقد قيدته حبال رفيعة منعته من الحركة ملدة طويلة ،كيف قيد وهو عىل ما هو عليه من القوة؟ رمبا لعدم تأكده من املكان الذي سوف يقصده .إن الصور تشبه الفيل ،فبإمكانها أن تحرر نفسها من طبيعتها الخانعة .لهذا فالبد ملصوري الفوتوغرافيا والفيديو وغريهم من محرتيف التصوير االجتهاد بغية التقاط كل ما هو «غري ظاهر» و»أسايس» و»جميل» .ماذا يحدث إن جردت الصورة من كافة معانيها ومحتواها غري الظاهر ،فعرضت صورة ال متثل غري نفسها ،ال متثل غري اللحظة التي التقطت فيها .رمبا التقطت مبحض الصدفة ودون قصد وال متثّل جزء من تقرير أو عمل فني ،أو رمبا التقطت قبل وقوع الحدث الفعيل أو بعده .هل تقل أهمية تلك الصور الباقية؟ يف العام ،1924كتب زيغا فريتوف يف بيانه املعنون «ميالد العني املتحركة» قائالً «إن عني السينام هي حقيقة السينام» .إن ما قصده هو أن حقيقة السينام ال تنتمي إىل الواقع املحيط بها ،حيث متثل واقعاً موازياً يحيا بذاته وتنتج عنه مساحات ليس بإمكانها العيش يف العامل الحقيقي .يرتكّب هذا الواقع من سلسلة من الرسائل الوهمية املو ّجهة إىل املتفرج واملحفّزة له يف انتظار تصفيقه .ما من حدود ملا يف إمكان الكامريا تحقيقه؛ فالكامريا ال «تشهد عىل» ما يحدث من حراك فحسب ،بل وتقوم بتسجيله أيضاً ،ومن خالل املونتاج فإنها «تعبث» بذهن املتفرج .لذا فقد استخدم الفيلم منذ أن وجد كوسيلة للدعاية من ِقبل كل من يود التالعب بالجامهري من خالل إعادة صياغة التاريخ ،كام يرى فريتوف .وبناء عىل ذلك ،فإن الفيلم يعد أول وسيلة عاملية لالتصال الجامهريي ،تتحرك برسعة الضوء أمام حدقة املتفرج وتؤثر يف جامهري غفرية يف لحظة .قد يكون من الصعب فهم املعنى املقصود دون الرجوع إىل العام 1895مع ميالد أول فيلم لألخوان لوميري .ففي فيلم «العامل يغادرون املصنع» استغرق إخالء املصنع من األشخاص (العامل) 45ثانية .وعليه فإننا (املشاهدين) نظل نشاهد العامل (املمثلني) وهم يغادرون املصنع ملدة 45دقيقة .قد يبدو املشهد مك ّررا ً وروتينياً ،حيث تبدو ُمى متحركة تغادر املرسح .من املمكن لذلك املشهد أن يقع يف بداية حكاية أو أن يختمها ،وعىل الرغم من أن أول كامريا يف تاريخ صناعة الشخوص د ً الفيلم قد ص ّوبت نحو بوابات املصنع ،فإننا نُدرك اليوم وبعد مرور مائة عام أن السينام مل تتعرض بعد لحياة ال ُعامل عىل النحو الكايف ،وأن معظم األفالم ال تتطرق بالتفصيل نحو حياة العامل داخل نطاق حياتهم اليومية أو خارجه« .العامل يغادرون املصنع « بينام ال نعلم نحن شيئًا عنهم أو عم يفكرون فيه أو إىل أين يتجهون أو إذا ما كانوا غاضبني أم راضني .إن الصورة الباقية هنا هي املشهد املعني ومدته 45ثانية ،ويبقى اإلحساس بعدم اليقني والشك خالدا ً .فلن نستطيع يوماً أن نعرف شيئاً عن يومهم يف املصنع وما يحدث بعد ذلك .فكل شئ وأي شئ وارد!
الفيلم الدمعي هو الطبقة التي تحمي العني من الجفاف ،حيث تقوم بالرتطيب املستمر لسطح العني من خالل حركة الجفون. تطرف عينا اإلنسان مبعدل مرة إىل مرتني كل 10ثوان ،وتستغرق كل طرفة عني حوايل ثلث الثانية .من املمكن التحكم يف تكرار طرف العينني ،غري أن إحساس الحكة غري املحتمل يجعلنا نستسلم بعد مدة ال تتعدى دقيقتني؛ فإن العني تحمي نفسها من الجفاف بطر ِفها .لقد شكك فالدميري يومانيك يف هذه الظاهرة الجسدية عرب األداء الذي قدمه تحت اسم «الفحص» ()2006؛ حيث ظل الفنان مفتوح العينني ملدة ساعتني دون أن يطرف .لقد امتنع واعياً عن السامح لعينيه أن تطرفا ،فظلت جفونه مفتوحة وكأمنا قد تسمرت بفعل عائق طبي .وحني انهمرت الدموع فإنها مل تكن تنم عن حزن ،وإمنا عن تعذيب متعمد .ومن ثم فلم تكن تلك دموعاً تسيل من العني. بل كانت دموع من عيون ال ترى سوى ظل ال ُحكم ،ذلك ال ُحكم الذي أنفذه الفنان بنفسه .لقد كان «الفحص» ُحكامً نافذا ً عىل مرأى من شهود مل يتأهبوا لذلك. لقد شاهد املتفرجون عرضاً ضخامً عىل الحائط بينام يحدق يومانيك يف عدسة الكامريا املواجهة له .إن ما يربط بينهام -املتفرج واملؤدي -هو مشهد العني وقد انهمرت منها الدموع.
ليس من الرضوري للصورة أن تهتم دامئاً مبا يقع قبل التقاطها أو بعدها .فأحياناً قد تعرب الصورة عن لحظة التقاطها فحسب .فيام يخص فن الصحافة ،فإنه أحياناً ما يستغرق يف رشح سياق األحداث وتسلسلها ،ويضفي عناية خاصة بحسن االستهالل وكذا مبتابعة الخرب. أما بالنسبة للصورة فإن ما يأيت قبلها وما يأيت بعدها قد اليعني شيئاً يف الحقيقة. وقد تكون الصورة مطلباً يف حد ذاتها ،وإذا ما تم وضعها يف سياق خربي فقد تصبح عرضة للفحص والتمحيص .وغالباً ما تحرص املنافذ اإلعالمية التقليدية عىل أن يكون للصورة دورا ً فاعالً يف رسد الخرب .فإما تساعد الصورة يف هذه الحالة عىل ملء فراغ برصي ،وبذلك يكتمل معنى الخرب ،أو أن ترتك فراغاً يتعني ملؤه بالخرب ،وبذا يتحقق املعنى املراد من الصورة .أما يف مجال التصوير املجرد من الرسد ،تصبح تلك املساحة بني الصورة والكلمة حيزا ً قامئاً بذاته ينفصل كلية عام يحيط به.
ماذا لو كان العامل كله مجرد وسيط إعالمي مفتوح ،أو جزء من صورة إعالمية أكرب؟ لكن ،هل حياة اآلراء قصرية كحياة ذلك امللصق رسيع التلف؟ ما زال يحوي االنرتنت رغم اتساعه ورغم كونه سوقاً لتبادل اآلراء ،منتديات موجهة لنرش الفكر والصورة عرب املدونات واملواقع اإلخبارية ومواقع التواصل االجتامعي واإلعالنات. عندما تستقر عملية النرش يف أيدي أصحاب الرأي واملعلومة والصورة ،فإن ما ينرشونه قد يحقق نتائج متباينة ،مهام كان غموض املادة التي يروج لها.
مالحظات -محمد املشد قبل أن نرشع يف تنفيذ مرشوعاتنا ،عقد املشاركون يف الورشة الثانية عدة جلسات ملناقشة مسائل تتعلق باملامرسة املهنية وباستخدام الصورة يف املجال الصحايف. غري أنه مل يكن من املمكن التعاطي مع كثري من النقاط الجدلية التي حملتها تلك املناقشات من خالل املرشوعات وحدها .نستعرض يف السطور القادمة أبرز النقاط التي أثريت أثناء جلسات النقاش.
طارق حفني
{مقدمة} لقد بلغ كم الصور التي أفرزها العام املنرصم قدرا ً مذهالً ،حتى مل تعد املشكلة هي نقص الصور وإمنا قلة الوقت املتاح للتعاطي معها .إن االحتياج الحقيقي اليوم قد صار إىل لحظة للتفكّر وللتفكري النقدي ،لحظة لتأ ّمل ما قد تم إنتاجه وملناقشة محتواه وشكله وطرق تداوله قبل امليض قدماً .ويف سياق التحوالت املجتمعية والسياسية الهادرة التي تشهدها مرص ،كانت وكالة األخبار البديلة مساحة ذهنية ومادية إلثني عرش شخصاًَ الستكشاف ذلك كله. يأيت هذا املرشوع امتدادا ً ملرحلته األوىل والتي انطلقت يف العام ،2010وتركزت منهجيته يف وضع صانعي الصورة الناشئني (من فنانني ومصورين صحافيني ومدونني) يف قلب لقاء نقدي نادر .أما هذا العام ،فقد كان النتقال سياسات الثورة الدولية من الفريض إىل الواقعي أن تقودنا إىل دعوة عدد من املامرسني ذوي الخربة ،ممن تحمل أعاملهم بالفعل دورا ً مؤثرا ً يف كل من قدرتنا عىل إدراك هذه األيام املتغرية ،ويف واقعها املعاش. وكام يف املرة األوىل فقد تباينت خلفيات املشاركني ما بني الفن والصحافة والنشاط السيايس .وقد اجتمعوا أسبوعياً طوال شهرين خالل الفرتة العصيبة من ديسمرب /كانون أول 2011وحتى فرباير /شباط .2012أجج هذه الورشة وقود من مامرسات التعلم الذايت وتبادل الخربات ،وذلك عىل مدار لقاءات جامعية ونقاشات أدارها املشاركون مع ضيوف من املحرتفني منهم لينا عطا الله مديرة تحرير املرصي اليوم الطبعة اإلنجليزية، واملصورين الصحافيني توماس هارتويل وعالء الدين عبد النبي ،والفنانة رنا النمر ،ومطورة املواقع تيسري هواري. قام كل من املشاركني خالل هذه العملية بصياغة مرشوع مختلف ،يستعني بلغته الخاصة يف طرح تساؤالت حول اإلنتاج البرصي وترويجه يف البالد يف هذه األزمنة .دعونا املشاركني إىل التفكري واإلنتاج يف آن ،انتهاء بتكليفهم بإصدار مرشوعات دون قيود حقيقية .ال متثل املساهامت املدرجة يف هذه النرشة أعامالً مكتملة بأي حال ،وإمنا ملحات من مرشوعات بحثية وتجارب وتأمالت قيد التنفيذ. وبناء عىل كل ما سبق ،تتضمن هذه النرشة آرا ًء تعرب عن وجهات نظر أصحابها ،وال تتبنى أي نسق تحريري متسق ،يف الواقع فإن املساهامت املدرجة تطرح بدائالً لإلعالم السائد وكذلك بدائالً لبعضها البعض ،يف مقابل تلك األصوات املطالبة باستمرار برسديات متسقة ومتبلورة. تعرض ياسمينا متويل تأمالتها يف الصور “املتبقية” ،وهو ذلك املحتوى الذي يحذف عادة من مقاطع الفيديو الدعائية بوصفه ال يقدم طرحاً أو رسدا ً مفيدا ً ،وذلك من خالل صورا ً ثابتة ومقاطع فيديو ونصوص .وعىل طرف النقيض من ذلك ،تقف مجموعة صور ليليان وجدي غري املحررة والتي جمعتها من مشاركات عامة من أرجاء الجمهورية ،وتعرض فيها ملد من املعلومات البرصية املميزة للمناخ اإلعالمي يف يومنا هذا .بينام تحرص سلمى عرفة الصفحات األوىل لثالث جرائد قومية وتتحرى اختياراتها التحريرية فيام يخص املحتوى البرصي الذي نرش يف األيام الثامين عرش األول للثورة .يجري محمد املشد حوارا ً مع شاب من مصايب الثورة ،ملقياً الضوء عىل عالقته الخاصة باإلصابة ،فيام وراء عملية التعظيم التي يتعرض لها دون إرادته .وقام محمد عالم بدعوة عدد من أصدقائه من املامرسني للعبث برصياً بصورة قام بإنتاجها يف العام 2005يف انتقاد للدولة املرصية العسكرية .وتنظر كل من نادين مرويش وروان الشيمي بطريقتهام الخاصة يف النسيج الحرضي ملنطقة وسط القاهرة ،وكيفية تعامل الناس مع زخم املعاين التي ح ّملت بها الفضاءات والبنايات .يفتح طارق حفني منصات صغرية للتعبري ،عبارة عن ملصقات بيضاء جاهزة للتوزيع ،بينام يطلق أسامة داود حملة نقدية تسعى إىل الوصول إىل أكرب عدد ممكن من الناس وملس حياتهم اليومية. مل يكن من املمكن أن نقدم متثيال صادقاً للمناقشات املطولة واملوسعة التي دارت داخل املجموعة ،فبدالً من ذلك يحاول محمد املشد يف نصه املنسوج ما بني املرشوعات يف هذا الكتاب أن يقدم تأمالً حول تلك املناقشات. لقد حظينا أيضاً مبشاركة كل من نغم عثامن وماجي أسامة وتامر السعيد خالل فرتة الورشة. وكالة األخبار البديلة مرشوع قام بتنظيمه مركز الصورة املعارصة بدعم كريم من سفارة هولندا بالقاهرة.
سيلفيا ملّييك ميا يانكوفيتش