أبعاد حركة المحرومين (3-1-1975)

Page 1

‫اﻟﻌﻧوان‪:‬‬

‫اﻟﺗﺎرﺦ‪:‬‬ ‫اﻟﻣ ﺎن‪:‬‬

‫أ ﻌﺎد ﺣر ﺔ اﻟﻣﺣروﻣﯾن‬

‫‪1975/01/03‬‬

‫ﻠ ﺔ اﻟﺣﻘوق‪ -‬اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻠﺑﻧﺎﻧ ﺔ‬

‫اﻟﻣﻧﺎﺳ ﺔ‪:‬‬

‫اﺳﺗﺷﻬﺎد اﻟطﺎﻟب ﻣﺣﻣود ﻗﻌﯾ‬

‫اﻟﻣراﺟﻊ‪:‬‬

‫ﺗﺳﺟﯾﻞ ﺻوﺗﻲ ﻣن ﻣﺣﻔوظﺎت ﻣر ز اﻹﻣﺎم ﻣوﺳﻰ اﻟﺻدر ﻟﻸ ﺣﺎث واﻟدراﺳﺎت‬

‫اﻟرِﺣ ِم‬ ‫اﻟر ْﺣ َﻣ ِن ﱠ‬ ‫ﻪﻠﻟااِ ﱠ‬ ‫ِ ْﺳ ِم ّ‬ ‫أﯾﻬﺎ اﻷﺧوات واﻹﺧوة‪،‬‬

‫ﻞ ﻣرة أﺣﺿر ﻣﻌ م ﻟﻠﺗﺣدث أﻣﺎم اﻟطﻼب أﺷﻌر ﺎﻋﺗزاز ﺳ ﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺎن اﻟﺗﻣﺛﻞ ﻓﻲ ﻠ ﺔ‬

‫ﺿﺎ ﻫو اﻟ ﻌد اﻷﺻﯾﻞ ﻟﺣر ﺔ‬ ‫اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﻷن اﻟﺣ ﻫو ﻣﺣور اﻟﻛون وﻗﺎﻋدة اﻟﺧﻠ ‪ ،‬وﻷن اﻟﺣ أ ً‬ ‫اﻟﻣطﺎﻟ ﺔ‪ ،‬ﻷن اﻟﻣﺣروم ﻫو اﻟذ ُﺣرم ﻣن ﺣﻘﻪ‪ ،‬ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﻧﺗﺣدث ﻋن اﻟﻣﺣروم ﻧﺟد اﻟﺣ أﻣﺎﻣﻧﺎ‪،‬‬ ‫داﺋﻣﺎ وﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﺣر ﺔ ﺄﻧﻧﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻣ ﺎن اﻟطﺑ ﻌﻲ‬ ‫و ﻠ ﺔ اﻟﺣﻘوق ﻷﻧﻬﺎ ﻠ ﺔ اﻟﺣ ﺗﺷﻌرﻧﻲ ً‬ ‫و ﯾن أﻫﻠﻬﺎ‪ ،‬ﺑﯾن أﻫﻠﻲ‪ ،‬ﻞ ﻣرة أﺟد ﻧﻔﺳﻲ أﻣﺎم اﻟطﻼب أﺷﻌر ﺎﻋﺗزاز‪ ،‬وﻟﻛن ﻫذﻩ اﻟﻣرة ﯾﺧﺗﻠﻒ‬ ‫ﺷﻌور وﻗﻧﺎﻋﺗﻲ وﺟرأﺗﻲ وطﻣوﺣﻲ وأﻣﻠﻲ واﻧﺳﺟﺎﻣﻲ‪ ،‬ﺗﺧﺗﻠﻒ اﻟﻣﺷﺎﻋر ﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرة ﻋن‬ ‫ﻏﯾر ﻫذا اﻟﯾوم ﻣن اﻟﻔرص اﻟﺗﻲ أُﺗ ﺣت ﻟﻲ ﻟﻠﺗﺣدث‪.‬‬

‫اﻟﻔرق ﻫو أﻧﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻠﯾﻠﺔ طﯾﻒ ﻟروح رﻣﺔ ﺗﺗﻣﺛﻞ وﺗﺣ ط وﺗﻠﻒ ﻣن ﺳﻣﺎﺋﻪ أرواﺣﻧﺎ‪ ،‬ﻫذا‬ ‫اﻟطﺎﻟب اﻟﻌزز ﻣﺣﻣود ﻗﻌﯾ اﻟذ‬

‫ﺎن زﻣ ًﻼ ﻟﻛم ﻫو اﻵن ﻣﻊ رﻓﺎق ﻟﻪ وﺿﻊ اﻟﺣﺟر اﻷﺳﺎس ﻓﻲ‬

‫راﻣﺔ اﻟوطن واﻟدﻓﺎع ﻋن اﻹﻧﺳﺎن وﻋن اﻷرض ﻓ ﻪ‪ ،‬ﻣﻬﻣﺎ ﺎن أﺳﻠو ﻪ أو ﺧطﻪ أو أﻓ ﺎرﻩ أو‬

‫ﺳﺎﻋﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل وﺳﺎﺋﻠﻪ ﻓﻬو اﻟﺷﻬﯾد وﻫو اﻟﺧﺎﻟد وﻫو اﻟذ‬

‫ﺳﺗ ﺷر ﺎﻟذﯾن ﻟم ﯾﻠﺣﻘوا ﻪ ﻋﻠﻰ ﺣد‬

‫ﺗﻌﺑﯾر اﻟﻘرآن‪.‬‬ ‫ﻓﺧر أن‬ ‫ﺿﺎ ًا‬ ‫ﻓﻧﺣن ﻓﻲ ﺛﻧﺎء روﺣﻪ اﻟﻌظ ﻣﺔ ﻧﻘﻒ ﺧﺎﺷﻌﯾن ﻣ رﻣﯾن ﻔﯾﻧﺎ ًا‬ ‫ﻓﺧر وﺗﻛﻔﻲ اﻟﻛﻠ ﺔ أ ً‬ ‫ون ﻫذا اﻟﺷﺎب اﻟذ ﻻ أﻋرﻓﻪ ﻓﻲ ﺣ ﺎﺗﻪ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻧﻲ أﻋرف ﻻﻧﻬﺎﺋ ﺔ روﺣﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺳﺎﻋﺔ ﻟﻛم وﻟﻧﺎ‬ ‫ﻣﻞء اﻟﻔﺧر واﻟﺛﻘﺔ ﻧﻠﺗﻘﻲ ﻓﻲ ﺛﻧﺎء روﺣﻪ اﻟطﺎﻫرة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺳﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻓﺗﺗﺣدث وﻫذا ﯾﺟﻌﻠﻧﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ‬ ‫اﻟﺳﺎﻋﺔ ﻏﯾر ﺣدﯾﺛﻲ ﻓﻲ أ ﺔ ﺳﺎﻋﺔ أﺧر ‪ ،‬ﻓﻧﺣن ﻓﻲ ﺟو أﺷرف ﺗﺿﺣ ﺔ وأﺻدق ﻠﻣﺔ‪.‬‬

‫أﯾﻬﺎ اﻹﺧوة‪،‬‬

‫ﺎن ﻣوﺿوع اﻟﺣدﯾث‪ :‬اﻟﺣر ﺔ وأ ﻌﺎدﻫﺎ‪ ،‬واﻟﺣر ﺔ ﺣر ﺔ اﻟﻣطﺎﻟ ﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﺣروﻣﯾن‪ ،‬وأ ﻌﺎدﻫﺎ‬

‫ﻏﺎﻣﺿﺎ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻟﺗوﺿ ﺢ‪ ،‬ﺑﻞ ﻫﻲ ﺳ طﺔ ﺳﻬﻠﺔ‪ ،‬أو ﺳﻬﻞ ﻣﻣﺗﻧﻊ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت‬ ‫أﻣر‬ ‫ﻟ ﺳت ًا‬ ‫ً‬ ‫ﻣن ﺛرة وﺿوﺣﻬﺎ اﺳﺗدﻋﻰ أن اﻟطﻼب ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ طﻠﺑون ﻣﻧﻲ إ ﺿﺎﺣﻬﺎ ٕوا ﺿﺎح أ ﻌﺎدﻫﺎ‪.‬‬

‫‪1 ‬‬ ‫‪ ‬‬


‫وأﻧﺎ أﻗول أن ﺳﺎطﺔ اﻟﺣر ﺔ ﺗﺗﻛون ﻣن وﺿوح ﻣﺣﺗواﻫﺎ‪ ،‬ﻣﺣﺗو اﻟﺣر ﺔ اﻟﺳﻌﻲ ﻟﻛﻲ ﻻ ﯾ ﻘﻰ ﻓﻲ‬ ‫ﻟﺑﻧﺎن ﻣﺣروم‪ ،‬وﻟﻛﻲ ﻻ ﺗ ﻘﻰ ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن ﻣﻧطﻘﺔ ﻣﺣروﻣﺔ‪ .‬ﻫ ذا‬

‫ﻞ وﺿوح و ﺳﺎطﺔ‪ ،‬وﻣﻊ ﻗطﻊ‬

‫اﻟﻧظر ﻋن ﻞ ﻣﻼ ﺳﺎت ﻫذﻩ اﻟﻣطﺎﻟ ﺔ وﻟوازﻣﻬﺎ وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم وﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ وﻋﻠﻰ ﺷ ﻞ‬ ‫اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻞ واﻟوﺳﺎﺋﻞ اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﻹ ﺻﺎﻟﻧﺎ إﻟ ﻪ؛ إﻧﻬﺎ ﻞ وﺿوح ﻣﺣﺎرﺔ اﻟﺣرﻣﺎن وﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣ ‪ ،‬وﻟﻛن‬ ‫ون اﻟﺣر ﺔ ﺳﻬﻠﺔ وﻣﻣﺗﻧﻌﺔ ﻧﺗﺞ ﻋن ظروف ﺣ ﺎﺗ ﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺷرﻗﻧﺎ وﻓﻲ ﻋﺎﻟﻣﻧﺎ اﻟﻌرﻲ‪،‬‬

‫و ﺻورة ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ وطﻧﻧﺎ ﻟﺑﻧﺎن‪ .‬ﻟﻣﺎذا أﺻ ﺢ اﻟوﺿوح وﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣ ‪ ،‬أﺻ ﺣت ﻣﻣﺗﻧﻌﺔ؟‬

‫ﻣﻠﯾﺋﺎ ﺎﻟﻣﺟد‪ ،‬ورﺛﻧﺎ‬ ‫ﺗﺎرﺧﺎ ﻣﺷرًﻗﺎ ﺎﻟ طوﻻت‬ ‫أﻋﺗﻘد أن اﻟﺳﺑب أﻧﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺷرق ﻠﻪ ورﺛﻧﺎ ﺗ ارﺛًﺎ ً‬ ‫ً‬ ‫واﻟﻌطﺎء‪ ،‬ﻋظﻣﺔ اﻟﻣﺎﺿﻲ أﻟﻬﺗﻧﺎ ﻋن اﻟﻌﻣﻞ ﻓﺑدأﻧﺎ ﻧﺗﻐﻧﻰ ﺎﻟﻣﺎﺿﻲ ﻣﺎ ﺣﺿر اﻟﺟواﻫر ﻓﻲ ﺷﻌرﻩ‬

‫اﻟﻣﻌروف ﻌد ﻣﻌر ﺔ ﺗﺄﻣ م اﻟﻘﻧﺎل‪ ،‬ﺷﯾر ﻓﻲ ﺷﻌرﻩ اﻟﻣﻌروف‬

‫ﻧﺎﻧﺔ ﷲ‪ ،‬أن ﻫﻧﺎك أﻧﺎس ﯾﻠﺗﻬون‬

‫ﻣن اﻟﺳﯾﻒ ﺑزﻫو ﺣﻣﺎﺋﻠﻪ؛ ﺟﻣﺎل اﻟﺣﻣﺎﺋﻞ ﻗد ﯾﻠﻬﻲ اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬وﺟﻣﺎل اﻷﻧﺛﻰ‪ ،‬أو اﻟﻛﺗﺎب أو اﻟﺷﺧص‬

‫ﻗد ﺳرق اﻧﺗ ﺎﻩ اﻹﻧﺳﺎن‪.‬‬

‫ﻣﺎﺿﯾﻧﺎ اﻟﻣﺟﯾد أﻟﻬﺎﻧﺎ وﻋﺷﻧﺎ ﺗﻐﻧًﺎ ﺎﻟﻣﺎﺿﻲ‪ ،‬واﻋﺗﺑرﻧﺎ أن ﻫذا اﻟﺗﻐﻧﻲ ﻋﻣﻞ‪ .‬وﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن ﺻورة‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ ذ ﺎؤﻧﺎ اﻟﺧﺎرق وﺗﺣﻠ ﻼﺗﻧﺎ اﻟ ﻌﯾدة وﺗﺑر راﺗﻧﺎ ﻟﻛﻞ ظﺎﻫرة ﺟﻌﻠﺗﻧﺎ ﻧﻌ ش ﻓﻲ اﻷﻏﻠب‪ ،‬اﻟﻛﻠﻣﺔ‬

‫دون اﻟﻌﻣﻞ‪ .‬ﺣﺎﺿرﻧﺎ اﻟﻣﻌﻘد ﺗﻌﻘﯾدات وطﻧﻧﺎ‪ ،‬اﻟﻘو ‪ ،‬اﻟطواﺋﻒ‪ ،‬اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت‪ ،‬اﻟظروف اﻟﻣﺣﻠ ﺔ‪،‬‬

‫اﻟظروف اﻟدوﻟ ﺔ‪ ،‬ﺗﻠك اﻟﺗﻌﻘﯾدات اﻟﻛﺛﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﺣ ط ﺑﻧﺎ وﺗﺟﻌﻞ اﻟﻌﻣﻞ ﺻﻌًﺎ‪ ،‬ﺟﻌﻠﺗﻧﺎ ﻧﺗﻣﺳك أﻛﺛر‬ ‫وأﻛﺛر ﺎﻟﺗﺣﻠﯾﻞ و ﺎﻟﻘول و ﺎﻟﺧطﺎب‪ ،‬ﺑذ ر اﻟﻌﻘﺎﺋد و ﺗﻔﺳﯾر اﻷﺣداث‪ .‬أﻋﺗﻘد أن ﻫذﻩ ﺣﻘ ﻘﺔ ﻣرة‬ ‫ﺛﯾر وﻟﻛن اﻟﻌﻣﻞ أﻗﻞ ﻣن ذﻟك ﺣﺗﻰ ﺑﺗﻧﺎ ﻧﺧﺷﻰ ﻣن أن‬ ‫ﺛﯾرا‪ ،‬وﻧﻔ ر ًا‬ ‫ﺛﯾرا‪ ،‬وﻧﺣﻠﻞ ً‬ ‫ﻧﻌ ﺷﻬﺎ ﻧﺗﺣدث ً‬ ‫ﻧﺿﻊ اﻟﻛﻠﻣﺔ ﺑدﯾﻠﺔ ﻋن اﻟﻌﻣﻞ‪.‬‬

‫أﺣدﻧﺎ ﯾﺗﻛﻠم و ﺣﺗﺞ و ﺻرخ ﺛم ﻔ ر أﻧﻪ أد‬ ‫ﻌﺗﺑرون‬ ‫ﺎﻟﺗﻌﺎﻟ م‬

‫واﺟ ﻪ اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬واﻟﻧﺎس ﻓﻲ ﺛﯾر ﻣن اﻷﺣ ﺎن‪،‬‬ ‫ﯾذ رﻧﺎ‬

‫أﻧﻪ أد واﺟ ﻪ‪ ،‬ﺛرة اﻟﻛﻼم وﺧطورة ﺣﻠوﻟﻪ ﻣﺣﻞ اﻟﻌﻣﻞ‪ ،‬ذﻟك اﻟﺧطر اﻟذ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﯾدا * ُ ْﺻ ِﻠ ْﺢ َﻟ ُﻛ ْم‬ ‫ﻪﻠﻟاا َوُﻗوُﻟوا َﻗ ْوًﻻ َﺳد ً‬ ‫اﻹﻟﻬ ﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘول‪ َ﴿ :‬ﺎ أَﱡﯾ َﻬﺎ اﱠﻟذ َ‬ ‫آﻣُﻧوا ا ﱠﺗُﻘوا ﱠ َ‬ ‫ﯾن َ‬ ‫َوَ ْﻐ ِﻔْر َﻟ ُﻛ ْم ُذُﻧوَ ُ ْم﴾ ]اﻷﺣزاب‪ .[71-70 ،‬ﻼم ﷲ ﻌﺗﺑر أن طر إﺻﻼح اﻟﻣﺎﺿﻲ‬

‫َﻋ َﻣﺎَﻟ ُﻛ ْم‬ ‫أْ‬ ‫ﻠﻪ‪ٕ ،‬واﺻﻼح اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻞ ﻠﻪ‪ ،‬إﺻﻼح ﺣ ﺎﺗﻧﺎ ﺟﻣ ًﻌﺎ ﯾﺗﻠﺧص ﻓﻲ ﻧﻘطﺔ واﺣدة أن ﻧﻘرن اﻟﻘول‬ ‫ﺎﻟﻌﻣﻞ؛ وأن ﻻ ﻧزد اﻟﻘول ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻞ‪ .‬ﻫ ذا ﻞ ﺳﺎطﺔ ﻧﻌ ش اﻷﻓ ﺎر‪ ،‬ﺣﺗﻰ اﻷﻓ ﺎر اﻟﻔﻠﺳﻔ ﺔ‪،‬‬

‫وﺣﺗﻰ اﻟﻣواﻗﻒ اﻟﺳ ﺎﺳ ﺔ اﺳﻣﺣوا ﻟﻲ أن أﺗﺣدث ﺑ ﻌض اﻟﺻراﺣﺔ واﻟوﺿوح و ﺛﯾر ﻣن اﻟﻌﻔو ﺔ‬ ‫واﻷﺧوة وأﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌداد ﻟﻘﺑول اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ‪.‬‬ ‫ﺷدﯾدا ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻧﺣن ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن ﻧﺟد ﺧﻼﻓﺎت‪ ،‬ﻓﻬﻧﺎك ﻣن ﻘول ﺎﻟﻘوﻣ ﺔ اﻟﻌر ﺔ‪ ،‬وﻫﻧﺎك ﻣن ﻘﻒ وﻗوًﻓﺎ ً‬ ‫اﻷﻣﺔ اﻟﻠﺑﻧﺎﻧ ﺔ وﻋﻠﻰ اﻟوطن اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ‪ ،‬وﻧراﻫم ﯾﺗﻧﺎزﻋون و ﺗﻧﺎﻓﺳون و ﺣﺛون و ﻧﺎﻗﺷون‪ ،‬ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺄﺗﻲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻟﻌﻣﻞ اﻟﺟد‬

‫واﻟﺧطوات واﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻧﺗﺳﺎءل‪ ،‬ﻫﻞ اﻟذﯾن ﻗﺎﻟوا ﺎﻟﻘوﻣ ﺔ اﻋﺗﺑروا أن‬

‫ﺟﻣ ﻊ اﻟوطن اﻟﻛﺑﯾر ﻣﻘدم ﻋﻠﻰ ﻣوﺿﻊ إﻗﺎﻣﺗﻬم؟ ﻫﻞ اﻟذ ﻗﺎل ﺎﻟﻘوﻣ ﺔ اﻟﻌر ﺔ ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟﺗﻧ ر ﻟﻠﺑﻧﺎن‬ ‫‪2 ‬‬

‫‪ ‬‬


‫وﻋدم اﻟﺳﻌﻲ ﻷﺟﻞ ﻋﻣران ﻟﺑﻧﺎن؟ وﻣن اﻟذ‬

‫ﻗﺎل ﺎﻟﻘوﻣ ﺔ ﺑﻬذا اﻟﻣﻔﻬوم؟ إﻧﻧﻲ أﺗﻧ ر ﻟﻣوطﻧﻲ‬

‫ﻟﻣوﺿﻊ ﺣ ﺎﺗﻲ ﻟﻣدﯾﻧﺗﻲ ﻟﻣﻧطﻘﺗﻲ وأﻓﺿﻞ اﻟﻣﻧﺎط اﻟ ﻌﯾدة اﻟﺗﻲ ﻫﻲ داﺧﻞ أﻣﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﻣ ﺎﻧﻲ ﻫﻞ‬ ‫ﻗﺎل ذﻟك أﺣد؟‬

‫ﺛم ﻧﺳﺄل ﺳؤاﻻً آﺧر‪ ،‬إذا ﺗﻣﺳ ﻧﺎ ﺑﻬذا اﻟوطن وﻗﻠﻧﺎ ﺑﻬذﻩ اﻟوﺣدة اﻟﺗﺎرﺧ ﺔ ﻓﻲ إطﺎر وطﻧﻧﺎ ﻟﺑﻧﺎن‪،‬‬ ‫ﻫﻞ ﻫذا ﻣﺎرس ﺷ ﻞ ﺟد و ﻣﻌزل ﻋن اﻟﻣﻧﺎط واﻟط ﻘﺎت واﻟﻔﺋﺎت؟ أﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﻘ ﻘﺔ ﻋﻧدﻣﺎ أذﻫب‬

‫إﻟﻰ اﻟﺟﻧوب أو إﻟﻰ اﻟﻬرﻣﻞ أو إﻟﻰ ﻋ ﺎر أو إﻟﻰ ﻌض اﻷﺣ ﺎء ﺣول ﺑﯾروت ﺛم أﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ أﻣﺎﻛن‬ ‫وﻣﻧﺎط أﺧر ‪ ،‬أﺗﺳﺎءل ﻫﻞ ﻞ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎط ﻟﺑﻧﺎن واﺣد و ﻠد واﺣد؟‬

‫إ ًذا‪ ،‬أوﻟﺋك اﻟذﯾن ﯾﺗﻣﺳ ون و ﺣﺎرون و ﺿﺣون ﻷﺟﻞ ﻟﺑﻧﺎن اﻟوطن واﻟﻘوم واﻷﻣﺔ‪ ،‬ﻫﻞ أوﻟﺋك اﻟذﯾن‬ ‫ﯾﺗﻣﺳ ون و ﺣﺎرون و ﺿﺣون ﻷﺟﻞ ﻟﺑﻧﺎن اﻟوطن واﻟﻘوم واﻷﻣﺔ‪ ،‬ﻫﻞ أوﻟﺋك ﻣﺎرﺳوا اﻟﺧطوة اﻷوﻟﻰ‬ ‫ﻓوﺣد اﻟﻣﺳﺗو ﻣﺷﻣوﻻً ﺎﻟﻌداﻟﺔ ﻣﺗﺳﺎو‬ ‫ﻓﻲ ﺳﺑﯾﻞ وﺣدة ﻫذا اﻟوطن ﻓﺟﻌﻠوا ﻣﻧﺎطﻘﻪ وطواﺋﻔﻪ وﻓﺋﺎﺗﻪ‪ّ ،‬‬ ‫اﻟﺣظو واﻟﻔرص؟‬ ‫ﻣﻌﺎ‬ ‫ًا‬ ‫ﺛم ﻧرﺟﻊ وﻧﺟد اﻟﺻراع ﺑﯾن اﻟﻣدرﺳﺗﯾن‬ ‫ﻣﺳﺗﻣر واﻟﺣﺎل أن اﻟﺧطوات اﻷوﻟﻰ ﺧﻼل اﻟﻣدرﺳﺗﯾن ً‬ ‫ﻏﯾر ﻣﻧﻔذة‪ ،‬ﻧرﺟﻊ إﻟﻰ اﻷﻓ ﺎر اﻟﺳ ﺎﺳ ﺔ اﻷﺧر واﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت اﻟطو ﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟر ﻓﻲ أﻧدﯾﺗﻧﺎ وﻓﻲ‬

‫ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻧﺎ ﺣول اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﻔﺿﻞ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷﻛﺛر رﻓﺎﻫ ﺔ وﻋداﻟﺔ وﻓرﺻﺔ‪ ،‬ﺛم ﻧﺟد أن اﻟطرح‬ ‫واﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻋن ﺻورة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ اﻟ ﻌﯾد اﻟ ﻌﯾد ﺣﺎل دون اﻫﺗﻣﺎﻣﻧﺎ ﺎﻟوﺿﻊ اﻟﺣﺎﺿر وﺧﺑز ﯾوﻣﻧﺎ‪.‬‬

‫أﻟ س اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟوطن أ ﺳط واﺟ ﺎﺗﻧﺎ وأوﺿﺢ ﻣﺳوؤﻟ ﺎﺗﻧﺎ؟‬

‫ﻫﻞ ﻫﻧﺎك ﻣن ﻣدرﺳﺔ ﻓ رﺔ د ﻣوﻗراط ﺔ أو د ﺗﺎﺗورﺔ‪ ،‬رأﺳﻣﺎﻟ ﺔ أو اﺷﺗراﻛ ﺔ‪ ،‬ﻣﯾﻧ ﺔ أو ﺳﺎرﺔ‪،‬‬ ‫ﻫﻞ ﻫﻧﺎك ﻣؤﺳﺳﺔ رﺳﻣ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺗﺑﻧت أ ﺔ ﻓ رة ﻣن اﻷﻓ ﺎر؟ ﻫﻞ ﻫﻧﺎك أﺣد أو ﻣؤﺳﺳﺔ أو ﻓﺋﺔ‬ ‫ﺗﻧﺳﻰ أن أول واﺟ ﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬اﻟدﻓﺎع؟‬

‫إ ًذا‪ ،‬ﻧﺣن ﻣن ﺛرة اﻟﺗﺣدث واﻟﺗﻔ ﯾر واﻟطرح واﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻌﻠﻣ ﺔ اﻟﻔﻠﺳﻔ ﺔ اﻹﯾدﯾوﻟوﺟ ﺔ‪ ،‬ﻣن ﺛرة‬ ‫ﻫذﻩ اﻷﻣور ﺑﺗﻧﺎ ﻧﺑﺗﻌد ﻋن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻷوﻟ ﺔ اﻟواﺟ ﺔ‪ ،‬ﻋﻧد ذﻟك ﻧﺗﻣ ن أن ﻧﻘول إن اﻟﺗﺑﻧﻲ ﻟﻌﻣﻞ‬

‫اﺿﺣﺎ‪ ،‬وﻣﻬﻣﺎ ﺎن ﺿرورًﺎ ﺗﺑﻧﻲ اﻟﺧﺑز‪ ،‬ﺗﺑﻧﻲ اﻟدﻓﺎع‪ ،‬ﺗﺑﻧﻲ اﻟﻌداﻟﺔ‪ ،‬ﺗﺑﻧﻲ اﻟﺣﻘوق‬ ‫ﻣﺎ ﻣﻬﻣﺎ ﺎن و ً‬ ‫اﻟﻌﺎد ﺔ اﻟواﺿﺣﺔ‪ ،‬ﺗﺑﻧﻲ اﻷﻣن‪ ،‬ﺗﺑﻧﻲ إﻧﻣﺎء ﺣ ﺎة اﻟﻧﺎس‪ ،‬ﺗﺑﻧﻲ أ ﺔ ﺧطوة ﻣن اﻟﺧطوات‪ ،‬وأ ﻫدف‬ ‫ﻣن اﻷﻫداف ﻓﻲ ﻣﻧﺗﻬﻰ اﻟوﺿوح واﻟﺳﻬوﻟﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﻓﻲ ﻣﻧﺗﻬﻰ اﻟﺻﻌو ﺔ واﻻﻣﺗﻧﺎع ﻣن ﺟﻬﺔ‪.‬‬ ‫طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﻌﺎﻟم ﻠﻬم ﻣﻠﺗﻬﯾن ﺎﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻞ اﻟ ﻌﯾد اﻟ ﻌﯾد‪ ،‬وﻫم ﯾﻠﺗﻬون ﺎﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻞ ﻋن اﻟﺣﺎﺿر‪.‬‬

‫ﺿﺎﺣﺎ ﻟﻬﺎ ٕوا‬ ‫ﻟذﻟك أﻗول إن ﻫذﻩ اﻟﺣر ﺔ اﻟﺗﻲ طﻠب ﻣﻧﻲ طﻼب ﻠ ﺔ اﻟﺣﻘوق أن أذ ر إ‬ ‫ﺿﺎﺣﺎ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﻷ ﻌﺎدﻫﺎ‪ ،‬وﻫﻲ ﺣر ﺔ ﻋﻔو ﺔ واﺿﺣﺔ ﺳﺎذﺟﺔ إﻟﻰ درﺟﺔ ﻻ ﻏﻣوض ﻓﯾﻬﺎ وﻻ اﻟﺗ ﺎس‪ ،‬ﯾﻒ‬ ‫أﻣﻧﺎ أو ﻫو ﺔ؟‬ ‫ﺳﺄﻟوﻧﻧﻲ ﻫذا اﻟﺳؤال؟ ﻫﻞ ﻫﻧﺎك ﻣن ﻏﻣوض ﻓﻲ أن طﻠب اﻹﻧﺳﺎن ًا‬ ‫ﺧﺑز أو ً‬ ‫اﺳﻌﺎ ﻟﻠﺗﺧﻔﯾﻒ ﻋن ﺑﯾروت وﻹﻧﻌﺎش اﻟﻣﻧﺎط ؟ ﻫﻞ ﻫﻧﺎك‬ ‫ﻫﻞ ﻫﻧﺎك ﻣن ﻏﻣوض أن طﻠب طر ًﻘﺎ و ً‬

‫ﻣن ﻏﻣوض ﻓﻲ إﻧﻌﺎش آﺛﺎر ﻟﺑﻧﺎن؟ أﺣد طﻠ ﺎﺗﻧﺎ اﻟﻌﺷرن‪ ،‬اﻵﺛﺎر ﺛروة ﻟﺑﻧﺎن وﺗراث ﻟﺑﻧﺎن ورﺻﯾد‬ ‫‪3 ‬‬ ‫‪ ‬‬


‫ﻟﺑﻧﺎن اﻟﺳ ﺎﺣﻲ‪ .‬ﻫﻞ ﻫﻧﺎك ﻣن ﻏﻣوض إذا ﻗﻠﻧﺎ أن ﺿواﺣﻲ ﺑﯾروت ﺣزام اﻟﺑؤس ﯾﺟب أن ﺗﺗﻐﯾر‬ ‫و ﺟب أن ﺗﺗﺻﻠﺢ؟ ﻣﺳﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﻣﻧﺗﻬﻰ اﻟوﺿوح‪.‬‬ ‫إذا ﻗﻠﻧﺎ أن اﻟﻠ طﺎﻧﻲ ﻓﻲ أ ﺎم اﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن ﻓ روا ﻓ ﻪ وﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 45‬وﺿﻌوا ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذﻩ ﺛم‬

‫ﻋﺎﻣﺎ أو أﻛﺛر وﺻرﻓوا أرﻊ ﻣﺋﺔ ﻣﻠﯾون ﻟﯾرة )‪ (400‬أو أﻛﺛر وﻟم ﺗزل اﻟدراﺳﺎت ﻏﯾر‬ ‫ﻣر ﻋﺷرون ً‬ ‫ﻣ ﺗﻣﻠﺔ واﻟﺣدود ﻏﯾر واﺿﺣﺔ‪ .‬وﺿوح ﻓﻲ ﻗﻣﺔ اﻟوﺿوح وﻏﻣوض‪ ،‬ﻟﻣﺎذا اﻟﻐﻣوض؟ ﻷن اﻟﻛﻼم‬ ‫ﺛﯾر واﻟﺷﻌﺎر ﺛﯾر واﻟﺗﻔ ﯾر ﺛﯾر‪ ،‬واﻟﺣ ﺎة اﻟﻌﻣ ﻘﺔ‪ ،‬واﻟﺧوض ﺎﻷﻓ ﺎر اﻟ ﻌﯾدة ﺛﯾر و ﺛﯾر و ﻠﻬﺎ‬ ‫أﻣس‪ ،‬وأن أﻗﻠﻞ ﻣن ﻗ ﻣﺔ اﻟﺗﻔ ﯾر واﻟﻌﻘﺎﺋد واﻻﺗﺟﺎﻫﺎت واﻷﻓ ﺎر اﻟﺳ ﺎﺳ ﺔ‪ ،‬ﻼ!‬ ‫ﻣﻘدر ﻻ أﺣﺎول أن ّ‬ ‫وﻟﻛن أﻗول ﻫذﻩ اﻻﻫﺗﻣﺎﻣﺎت ﻻ ﯾﺟوز أن ﺗﺣول دون ﻫﻣوم ﺣﺎﺿرﻧﺎ ودون ﺳؤاﻟﻧﺎ أن اﻟﻌﺎﺻﻲ اﻟذ‬

‫أُﺳس ﻣﺷروﻋﻪ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 43‬ﻌﻧﻲ ﻗﺑﻞ واﺣد وأرﻌﯾن ﺳﻧﺔ ‪ 41‬وﻧﺣن ﻧﻌرف أن ﻣﻊ ﻞ ﺳﻧﺔ ﺗزداد‬

‫اﻟﺣﻘوق اﻟﻣ ﺗﺳ ﺔ ﻟﻠﺷﻘ ﻘﺔ ﺳورﺎ ﺎﻋﺗ ﺎر أن ﻫذﻩ اﻟﻣ ﺎﻩ ﺗُزرع ﺣوﻟﻬﺎ أﺷﺟﺎر‪ ،‬و ﻠﻣﺎ ُزرﻋت أﺷﺟﺎر‬ ‫ﺗزداد ﺣﻘوﻗﻬم اﻟﻣ ﺗﺳ ﺔ‪ .‬أﻧﺗم ﺗﻌرﻓون أن اﻟﻌﺎﺻﻲ ﺳﻣﻰ ﻋﺎﺻﻲ ﻷﻧﻪ ﯾﺧرج ﻣن اﻟﺑﻠد ﻓ ﻣر ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺳورﺎ وﻋﻠﻰ ﺗر ﺎ‪ ...‬اﻟﻣﺗﻣرد ﻣن اﻷﻧﻬﺎر‪.‬‬ ‫إ ًذا‪ ،‬ﻣﻊ ﻞ ﺳﻧﺔ رﺢ وﻣﻊ اﻹﺳراع ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع‪ ،‬وﻓﻲ ﻞ ﺳﻧﺔ ﻣزد ﻣن اﻟﺣ ‪ ،‬ﯾﻒ ﻣ ن‬

‫ﻟﻠﻣﻔ رن‪ ،‬ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن‪ ،‬ﻟﻠﺳ ﺎﺳﯾﯾن‪ ،‬ﻟﻠﻣﻬﻧدﺳﯾن‪ ،‬ﻟﻠﺧﺑراء ﯾﻒ ﻣ ن أن ﯾﻧﺗظروا أرﻌﯾن ﺳﻧﺔ وﻓﻲ ﻞ‬ ‫ﻣﺗر ﻣ ﻌًﺎ؟ ﻓﻲ ﻞ ﺳﻧﺔ ﺧﺳﺎرة وﺧﺳﺎرة وﺧﺳﺎرة‪ ،‬ﺧﺳﺎرة‬ ‫ﻣﺗر أو ﻣﻠﯾوﻧﯾن ًا‬ ‫ﺳﻧﺔ ﯾﺧﺳرون ﻣﻠﯾون ًا‬ ‫ﺣ وﻻ ﯾﻧﻔذوﻩ‪ .‬ﻫذا ﻫو اﻟﺳؤال‪.‬‬

‫ﺟدا‪ ،‬ﻣﺣﺎرﺔ اﻟﺣرﻣﺎن‪ ،‬رﻓﻊ اﻟﺣرﻣﺎن ﻋن اﻹﻧﺳﺎن ورﻓﻊ اﻟﺣرﻣﺎن ﻋن‬ ‫إ ًذا‪ ،‬اﻟﺣر ﺔ ﻣﺣﺗواﻫﺎ واﺿﺢ ً‬ ‫اﻟﻣﻧﺎط ‪ ،‬ﺻ ﺎﻧﺔ ﻫذا اﻟوطن ﻓﻲ ﻣﻧﺎخ ﻋﺎدل ﺳﻠ م ﯾﺗﻣ ن اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣواطن أن ﻌ ش ﻓ ﻪ راﻣﺔ‬ ‫ﻻ أﻛﺛر وﻻ أﻗﻞ واﺿﺢ وﺳﺑب ﻏﻣوﺿﻪ واﻟﺗﺳﺎؤل ﻋﻧﻪ ﺛرة اﻟﺗﺣدث‪ .‬و ﺛرة اﻷﻓ ﺎر اﻟدﻗ ﻘﺔ‬

‫اﻣﺎ ﻟﻛﻠ ﺔ اﻟﺣﻘوق وﻟطﻼﺑﻬﺎ وﻟﺣﺿورﻫﺎ‪ ،‬أﺣﺎول‬ ‫ﻟﻠﺣر ﺎت‪ ،‬وﻟﻛﻧﻲ رﻏم ذﻟك‪ ،‬رﻏم ﻫذا اﻟوﺿوح ٕواﻛر ً‬ ‫ﻌﺎدا ﻟﻠﺣر ﺔ‪ ،‬وﻟﻛن اﻟﺣر ﺔ طﺎﻟﻣﺎ‬ ‫ﻌﺎدا ﻟﻠﺣر ﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﻘ ﻘﺔ‪ ،‬أ ﻌﺎد أﻧﺎ وﻟ ﺳت أ ً‬ ‫أن أﺿﻊ أ ً‬

‫أﻧﻧﻲ ﻧت ﻣن اﻟﻣﻧﺎدﯾن ﺑﻬﺎ‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎداة ﻣرت ﻋﻠﻰ أ ﻌﺎد ﺧﻠﻔ ﺔ وذاﺗ ﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻲ وﻓﻲ ﻧﻔس‬ ‫رﻓﺎﻗﻲ وﻓﻲ ﻧﻔﺳ م ﺣﯾث ﺗﺗﺑﻧون وﺗؤ دون وﺗﺷﺟﻌون‪.‬‬

‫إ ًذا‪ ،‬ﻧﺗﺣدث ﻌض اﻟﺷﻲء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻠﻘﺎء ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻷ ﻌﺎد اﻟﺣر ﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ أ ﻌﺎد اﻟﻣﺗﺣر ﯾن‪ ،‬وﻟ ﺳت‬

‫أ ﻌﺎد اﻟﺣر ﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﻣﺳ ﺔ اﻟطﯾ ﺔ اﻟﻣﺷرﻗﺔ ﻓﻲ ذﻫﻧﻲ‪ .‬اﻟﺣﻘ ﻘﺔ أن اﻟ ﻌد ﻟﻬذﻩ اﻟﺣر ﺔ ﺣﺎوﻟت أن‬

‫أﺻﻧﻔﻪ طوﻟًﺎ وﻋرﺿًﺎ وﻋﻣﻘًﺎ‪ُ .‬ﻌد ﻓﻲ اﻟطول‪ ،‬وُﻌد ﻓﻲ اﻷرض‪ ،‬وُﻌد ﻓﻲ اﻟﻌﻣ ﻋﻠﻰ طرﻘﺔ‬ ‫ﻞ اﻷﺟﺳﺎم اﻟﻬﻧدﺳ ﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎرﻓﺔ‪.‬‬ ‫أﺻﻧﻒ اﻟﺣر ﺔ وأ ﻌﺎدﻫﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﻣور‪ :‬أﻣﺎ اﻟ ﻌد ﻓﻲ اﻟﻌﻣ ‪ ،‬أ اﻟدواﻓﻊ ﻟﻬذﻩ اﻟﺣر ﺔ‪ ،‬اﻟﻣوﺟ ﺎت‬ ‫ﻟﻬذﻩ اﻟﺣر ﺔ‪ ،‬ﻣن أ‬

‫ﻧ ﻊ اﺳﺗﻘت اﻟﺣر ﺔ؟ وﻣد‬

‫ﻋﻣ‬

‫ﻫذا اﻟﯾﻧﺑوع اﻟذ‬

‫أطﻠ‬

‫ﻫذﻩ اﻟﺣر ﺔ؟‬

‫ﺑﺈﻣ ﺎﻧﻲ أن أﻗول إن اﻟ ﻌد اﻟﻌﻣﻘﻲ ﻟﻠﺣر ﺔ‪ ،‬ﻫو اﻹ ﻣﺎن‪ .‬اﻹ ﻣﺎن ﺎﻪﻠﻟ ﻫ ذا‪ ،‬واﻹ ﻣﺎن ﺎﻪﻠﻟ ﻻ‬ ‫‪4 ‬‬ ‫‪ ‬‬


‫ﯾﻧﻔﺻﻞ ﻋن اﻹ ﻣﺎن ﺎﻹﻧﺳﺎن ﻷن اﻹ ﻣﺎن ﺎﻪﻠﻟ ﻓﻲ اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺻﺣ ﺢ ﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﺎﻪﻠﻟ وﻟﻪ ﺻﻠﺔ‬ ‫رﻓض ﻋ ﺎدة اﻟﻧﻔس ورﻓض ﻋ ﺎدة اﻷﺷﺧﺎص ورﻓض‬

‫ﺎﻟﻧﺎس‪ .‬ﻋﻧدﻣﺎ ُطﻠب ﻣﻧﺎ اﻹ ﻣﺎن ﺎﻪﻠﻟ‪ ،‬أ‬ ‫ﻋ ﺎدة اﻷﺷ ﺎء‪ ،‬ﻋﻧدﻣﺎ ﻘﺎل اﻹ ﻣﺎن ﺎﻪﻠﻟ أ أن ﻗدس اﻷﻗداس ﻫو ﻣﺎ وراء اﻟﻣﺎدة‪ .‬إ ًذا‪ ،‬اﻟﻣﺎدة ﻠﻬﺎ‬

‫آﻟﺔ ووﺳﯾﻠﺔ وﻣﺗطورة ﻻ ﺗُﻌﺑد‪ ،‬ﻧﺗﺣرك ﺑداﻓﻊ ﻣن ﷲ‪ ،‬أ ﻻ ﻧﻌﺑد أﻧﻔﺳﻧﺎ‪ ،‬أ ﻻ ﻧﺟﻌﻞ أﻧﻔﺳﻧﺎ ﻣﺣور‬ ‫اﻟﻧﺷﺎ ﻓﻲ اﻟﺣ ﺎة‪.‬‬

‫إﻟﻬﺎ‪ ،‬ﺄﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﻋﻠﻰ ﻣﺳرح اﻟﻛون ﻏﯾرﻩ‪،‬‬ ‫اﻹﻧﺳﺎن ﻋﻧدﻣﺎ وﺿﻊ ﻧﻔﺳﻪ ﻣﺣور اﻟﺗﺣرك اﻋﺗﺑر ﻧﻔﺳﻪ ً‬ ‫ﻓ ﺳﻌﻰ ﻟﺑﻧﺎء ﻣﺟد ﻧﻔﺳﻪ و ﺳﻌﻰ ﻟﻛﺳب اﻟﻣﺎل‪ ،‬و ﺳﻌﻰ ﻟﻛﺳب اﻟﺟﺎﻩ و ﺳﻌﻰ ﻟﻛﺳب اﻟراﺣﺔ ﺣﺗﻰ‬

‫ﻓﻘر ﻟﻶﺧرن أو ﻣﺟدﻩ ذﻻً ﻟﻶﺧرن‪ ،‬ﻣﺎ ﺳﻣﻰ ﻓﻲ‬ ‫وﻟو ﺎﻧت راﺣﺗﻪ ﻋذاًﺎ ﻟﻶﺧرن أو ﺛروﺗﻪ ًا‬ ‫ﻣﺻطﻠﺣﻧﺎ اﻟﯾوم اﻷﻧﺎﻧ ﺔ وﺣب اﻟذات‪.‬‬ ‫ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﻓض اﻹﻧﺳﺎن ﻋ ﺎدة ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬و رﻓض ﻋ ﺎدة ﻣﺛﻠﻪ‪ ،‬ﯾرﻓض اﻟﺧﺿوع أﻣﺎم اﻟطﺎﻏوت آﻟﻬﺔ‬ ‫اﻷرض‪ ،‬ﯾرﻓض اﻟﻌ ﺎدة ﻵﻟﻬﺔ اﻟﻣﺎل وﻵﻟﻬﺔ اﻟﺳﻠطﺎن وﻵﻟﻬﺔ اﻟﻘﻬر وﻵﻟﻬﺔ اﻹﻏراء‪ ،‬ﯾرﻓض ﻞ‬ ‫ﺷﻲء‪.‬‬ ‫ﻫذا ﻣﻌﻧﻰ ﻋ ﺎدة ﷲ‪ ،‬أ أﻧﻧﻲ ﻻ أﺑذل ﻞ ﺳﻌﻲ ﻹرﺿﺎء زد أو ﻋﻣر ﻣن اﻟﻧﺎس أو ﺧوًﻓﺎ ﻣن زد‬ ‫طﻣﻌﺎ ﻓﻲ زد أو ﻋﻣر ﻣن اﻟﻧﺎس‪ .‬إ ًذا‪ ،‬اﻟ ﺷر ﻣﺛﻠﻬم ﻣﺛﻠﻲ ﻻ أﻧﺣﻧﻲ أﻣﺎﻣﻬم‬ ‫أو ﻋﻣر ﻣن اﻟﻧﺎس أو ً‬ ‫وﻻ أرﺿﯾﻬم ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻵﺧرن‪ ،‬ﻋﻧدﻣﺎ رﻓﺿت ﻋ ﺎدة ﻧﻔﺳﻲ وﻋ ﺎدة اﻵﺧرن‪ ،‬ورﻓﺿت ﻋ ﺎدة‬ ‫ﯾوﻣﺎ ﻣﺎ ﺎن اﻹﻧﺳﺎن ﻌﺑد اﻟﺷﻣس أو اﻟﻧﺟوم أو اﻟ ﺣر أو اﻟﺛﻌﺎﺑﯾن‪ ،‬وﻟﻛن ﻫذﻩ ﻋﺎدات‬ ‫اﻷﺷ ﺎء‪ً ،‬‬ ‫ﻣﺿت‪ .‬اﻟﯾوم ﻋ ﺎدة اﻷﺷ ﺎء ﻌﻧﻲ ﻋ ﺎدة اﻟﻣﺎل‪ ،‬ﻋ ﺎدة اﻟﺟﺎﻩ‪ ،‬ﻋ ﺎدة اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟوﻫﻣ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﻰ‬ ‫ﺛﯾر ﻣﺎ ﺎﻟﻛراﻣﺔ‪ ،‬ﻋ ﺎدة اﻟﺧوف‪ ،‬ﻋ ﺎدة اﻟﻘﻠ ‪ ،‬ﻧرﻓض ﻫذﻩ اﻟﻌ ﺎدات‪ ،‬وﻧﻌﺑد ﷲ‪ ،‬أ ﻻ ﻧﺧﺻم وﻻ‬ ‫ًا‬ ‫ﻧﻘﻠﻞ وﻻ ﻧﺳرق ﻣن ﺣ إﻧﺳﺎن ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺷﺧص أو ﻧﻔس أو ﺷﻲء‪ .‬ﺧدﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻫﻧﺎ ﺗﻠﺗﻘﻲ ﻣﻊ‬ ‫ﻋ ﺎدة ﷲ وﻗد ﺻرﺣت ﺑذﻟك اﻟﺗﻌﺎﻟ م اﻟدﯾﻧ ﺔ ﻻ ﻋ ﺎدة ﷲ ﻣﻊ ﺗﺟﺎﻫﻞ ٕواﻫﻣﺎل ﻟﺧدﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن‪ .‬ﻫﻧﺎ‬ ‫ﺟدا ﻫﻧﺎ أن اﻟرط ﺑﯾن اﻟﻌ ﺎدة ﻪﻠﻟ‪ ،‬اﻹ ﻣﺎن ﻪﻠﻟ‪ ،‬و ﯾن اﻟﺧدﻣﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن‬ ‫اﻷﻣر واﺿﺢ‪ ،‬اﻟﻧﻘطﺔ اﻟﻬﺎﻣﺔ ً‬

‫ﯾﺟﻌﻞ اﻟﻣؤﻣن ﺎﻪﻠﻟ ﻣﻊ اﻟﻣؤﻣن ﺎﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺟﺑﻬﺔ واﺣدة‪ .‬ﻫﻧﺎك أﻧﺎس ﻻ ﯾؤﻣﻧون ﺎﻪﻠﻟ وﻟﻛن‬

‫ﯾؤﻣﻧون ﺎﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬ﯾﻧطﻠﻘون ﻣن ﺧدﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬ﺧدﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﺗﺷ ﻞ ﻗدس أﻗداﺳﻬم‪ ،‬ﻣﺎ اﻟﻔرق ﺑﯾن‬

‫رﻓﺎق ﻫذﻩ اﻟﺟﺑﻬﺔ؟‬

‫أﺛر ﻟﻺ ﻣﺎن ﺎﻪﻠﻟ ﻫو اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻼﻣﺗﻧﺎﻫﻲ‪ ،‬أﻣﺎ‬ ‫ﻫﻧﺎ ﻧﻘﻒ ﻟﺣظﺔ‪ ،‬اﻹﻧﺳﺎن اﻟذ ﺷ ﻞ اﻹ ﻣﺎن ﻪ ًا‬ ‫اﻟذ ﻻ ﯾؤﻣن ﺎﻪﻠﻟ ﻓﺈﻧﺳﺎﻧﻪ ظﺎﻫرة وﻧ ﺔ‪ ،‬اﻹﻧﺳﺎن ﻏﯾر اﻟﻣؤﻣن ظﺎﻫرة ﻓردة ﻣن ظواﻫر ﻫذا اﻟﻛون‬

‫اﻟﻣﺎد ‪ .‬ﻓﻔﻲ اﻟﻛون اﻟظواﻫر‪ ،‬اﻟ ﺣر ظﺎﻫرة‪ ،‬واﻟﺷﺟر ظﺎﻫرة‪ ،‬واﻟﺑﻧﺎء ظﺎﻫرة‪ ،‬واﻟﻧﺟوم واﻟﻣﻧﺎﺟم‬ ‫ظﺎﻫرة واﻹﻧﺳﺎن ظﺎﻫرة‪ ،‬ﺗﺧﺗﻠﻒ ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻋن اﻟظواﻫر اﻷﺧر وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻣﺣدودة اﻷ ﻌﺎد‪ .‬ﺑﯾﻧﻣﺎ‬

‫اﻹﻧﺳﺎن اﻟذ‬

‫ﯾراﻩ اﻟﻣؤﻣن ﺎﻪﻠﻟ إﻧﺳﺎن ﻏﯾر ﻣﺣدود اﻟﻛﻔﺎءات رأﺳﻪ إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء‪ ،‬ﻌدﻩ اﻟزﻣﻧﻲ ﻣﺗد‬

‫‪5 ‬‬ ‫‪ ‬‬


‫ﻣن اﻷزل إﻟﻰ اﻷﺑد‪ ،‬ﻔﺎءاﺗﻪ اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻻ ﺣد ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺎن اﻹﻧﺳﺎن ﻏﯾر اﻟﻣؤﻣن ﯾﻠﺗﻘﻲ ﻓﻲ ﺗﻛرﻣﻪ‬ ‫ﻓورا‪.‬‬ ‫ﻟﻺﻧﺳﺎن ﻣﻊ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣؤﻣن ﻓﻼ ﻧزاع وﻻ ﺣث‪ ،‬ﻓﺎﻟﻠﻘﺎء ﺛﺎﺑت ً‬

‫اﻟﻣﻬم أن ﻧﺗﻔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻧﻘطﺔ ﺄن أﺷرف ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟوﺟود ﻫو اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬وأﺷرف ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟوطن ﻫو‬

‫اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬اﻟوطن ﻻ ُﻌﺑد ﺑﻞ اﻟوطن ﯾﺧدم ﻣوت اﻹﻧﺳﺎن ﻷﺟﻞ وطﻧﻪ وﻟﻛﻧﻪ ﻻ ﻌﺑدﻩ‪ ،‬اﻟوطن‬ ‫ﻟﻺﻧﺳﺎن‪ ،‬ﻟﻛراﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬ﻟﺷﺄن اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬ﻟﺗوﻓﯾر اﻟﻣﻧﺎخ ﻣن أﺟﻞ إﺑراز ﻔﺎءات اﻹﻧﺳﺎن وﻋطﺎءات‬ ‫اﻹﻧﺳﺎن‪ .‬اﻟﻣوت ﻓﻲ ﺳﺑﯾﻞ اﻟوطن واﺟب وﻟﻛﻧﻪ ﻻ ﻌﻧﻲ ﻋ ﺎدة اﻟوطن‪ .‬ﻓﺎﻟوطن ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن‪،‬‬ ‫اﻹﻧﺳﺎن ﻫو اﻟذ‬

‫ﺷ ﻞ اﻟوطن وﻫو اﻟذ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺧدﻣﺗﻪ اﻟوطن‪.‬‬

‫اﻹﻧﺳﺎن ﺑﻬذا اﻟﻣﺳﺗو أﺷرف ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟوﺟود واﻟﻐﺎ ﺔ ﻣن اﻟوطن‪ ،‬ﻫذا اﻹﻧﺳﺎن أ ﻌﺎدﻩ ﻻﻣﺗﻧﺎﻫ ﺔ‪،‬‬

‫ﻔﺎءاﺗﻪ ﺛﯾرة ﻋ ﻘرﺗﻪ ﻻ ﺣد ﻟﻬﺎ‪ .‬ﻫذا اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﻞ وطن ﺳﯾد اﻷوطﺎن‪ ،‬وﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎﻧﻧﺎ ﺎﻟذات‬

‫ﻟ س ﻓﻲ وطﻧﻧﺎ ﻏﯾر اﻹﻧﺳﺎن؛ ﻓﻲ ﻏﯾر ﻟﺑﻧﺎن ﻧﺟد ﺑﺗروﻻً ﻹﺳﻌﺎد اﻟ ﺷرﺔ وﻧﺟد زرًﻋﺎ وﺧﺻًﺎ وﻧﺟد‬ ‫ﺛروة وﻗوة وﻧﺟد أﺷ ﺎء وأﺷ ﺎء ﺑﺈﻣ ﺎن ﺗﻠك اﻷوطﺎن أن ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟ ﺷر ﺑﺛرواﺗﻬﺎ‪ .‬ﻧﺣن‬ ‫ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن ﺑﻠدﻧﺎ اﻟﺻﻐﯾر اﻟﻛﺑﯾر‪ ،‬ﻣﺎذا ﻧﻘدم ﻟﻠﻧﺎس؟‬ ‫ﻧﻘدم ﻣﺎ ﻧﺎ ﻧﻘدﻣﻪ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﺗﺎرﺧﻧﺎ اﻷﺳطور ﯾﺑدأ ﺎﻟﻣ ﺎﻟﻐﺔ واﻟﺳﻣو اﻟﻼﻣﺗﻧﺎﻫﻲ ﻓﻲ اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬ﺧذ‬

‫ﻗدﻣوس وﺗﻌرﻓون أن ﻗدﻣوس اﺑن اﻟﻣﻠك ﺣﯾرام ذﻫب ﻣن ﺻور أو ﻣن ﺻﯾدا ـ ﻟن ﻧﺧﺗﻠﻒ ط ًﻌﺎ ـ‬ ‫ذﻫب ﻣن ﺻور أو ﻣن ﺻﯾدا ﻋﻠﻰ ﻞ ﺣﺎل ﻣن اﻟﺟﻧوب وﻟ س ﻣن اﻟ ﻘﺎع ـ ذﻫب ﻗدﻣوس ﻌد أن‬ ‫ُﺧطﻔت ﺷﻘ ﻘﺗﻪ أوروب اﻷﺳطورة ﺗﻘول ﻫ ذا‪ .‬واﻷﺳطورة ﺗﻘول إن أورو ﺎ اﻟﺟﺎﻧب اﻵﺧر ﻣن اﻟ ﺣر‬ ‫اﻷﺑ ض اﻟﻣﺗوﺳط ﺳﻣﯾت اﻟﻘﺎرة ﺎﺳم ﻓﺗﺎة ﻣن ﻼدﻧﺎ‪ ،‬ﻓ ر ﻓﻲ اﻷﺳطورة‪ ،‬ﻠﻬﺎ ﻔﺎءات اﻹﻧﺳﺎن‬ ‫وﻋ ﻘرﺔ اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬ﻋظﻣﺔ اﻟﻔﺗﺎة اﻟﻣﺧطوﻓﺔ وﻋظﻣﺔ اﻟﻔﺗﻰ اﻟذ ﺣﺎول أن ﯾذﻫب و ﻌﯾد ﺷﻘ ﻘﺗﻪ ﺣﺗﻰ‬

‫اﻟﺗﺎرﺦ اﻷﺳطور ﻋﻧدﻧﺎ‪ ،‬ﻋظﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬ﺗﺟﺎرﺗﻧﺎ‪ ،‬أﺑﺟدﯾﺗﻧﺎ‪ ،‬ﺗﺎر ﺧﻧﺎ‪ ،‬ﻣﺳ ﺣﻧﺎ‪ ،‬ﺟﺑﻞ ﻋﺎﻣﻠﻧﺎ‪،‬‬ ‫ﻋﻠﻣﺎؤﻧﺎ‪ ،‬أد ﺎؤﻧﺎ‪ ،‬ﻠ ﺔ اﻟﺣﻘوق ﻗﺑﻞ اﻟﻘرون اﻟﻘرون‪ ...‬ﺧدﻣﺎت إﻧﺳﺎﻧ ﺔ وﺣﺗﻰ اﻵن رﺻﯾدﻧﺎ وﺛروﺗﻧﺎ‪،‬‬

‫اﻹﻧﺳﺎن‪.‬‬ ‫إ ًذا‪ ،‬اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﻞ وطن ﻣن ﺛرواﺗﻪ‪ ،‬أﺷرف ﺛرواﺗﻪ‪ ،‬وﻟﻛن ﻓﻲ وطﻧﻧﺎ ﺛروﺗﻧﺎ اﻟوﺣﯾدة‪ ،‬وﻟذﻟك‬

‫اﻹﻧﺳﺎن ﻫﻧﺎ ﯾﺟب أن ﯾؤﱠﻣن ﻟﻪ ـ أرﺟو اﻻﻧﺗ ﺎﻩ ـ ﯾﺟب أن ﯾؤﻣن ﻟﻪ اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﻣﻼﺋم ﻟﻧﻣو ﻔﺎءﺗﻪ‪،‬‬

‫ﻟذﻟك اﻟﺣرﺔ ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن‪ :‬ﻧﻔﺳﻧﺎ‪ ،‬ﺣ ﺎﺗﻧﺎ‪ ،‬رأس ﻣﺎﻟﻧﺎ‪ ،‬ﻟﻣﺎذا؟ ﻷن اﻟﺣرﺔ إذا ﻓﻘدت ﻓﺎﻟﺻورة اﻟﺗﻲ‬

‫ﻣﺛﻼ ﻟﻠﻣرأة اﻟﺻﯾﻧ ﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺗﻌطﻲ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن ﻫﻲ ﺻورة اﻟﺣﺎﻛم اﻟﻣﺳﺗﺑد‪ ،‬ذ رت ﻓﻲ ﻣﺣﺎﺿرة ﺳﺎ ﻘﺔ ً‬ ‫ﺻﻐﯾرا‪ ،‬ﺗ ﻘﻰ ِ‬ ‫اﻟرﺟﻞ‬ ‫ﺣذاء ﺣدﯾدًﺎ‬ ‫ﺳﺎﺑ اﻟزﻣن أن اﻟﻣرأة اﻟﺻﯾﻧ ﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺎﻧت طﻔﻠﺔ ﺎﻧوا ﯾﻠ ﺳوﻧﻬﺎ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺣذاء وﻻ ﺗﻧﻣو إﻻ ﺄﺣﺟﺎم ﻣﺣدودة‪ ،‬واﻟﻐﺎ ﺔ ﻣن ذﻟك ﺟﻣﺎل اﻟﻘدم ﻟد اﻟﻔﺗﺎة ﺎﻧوا‬ ‫ﻌﺗﺑرون أن ﺻﻐر اﻟﻘدم ﺟﻣﺎل‪ ،‬واﻟﻐﺎ ﺔ اﻟﺛﺎﻧ ﺔ أن اﻟﺟﺳم اﻟﻛﺑﯾر واﻟﻘدم اﻟﺻﻐﯾرة ﻻ ﻣ ﻧﺎن اﻟﻣرأة‬

‫ﻣن اﻟﺗﺣرك اﻟﻛﺛﯾر ﻓﺗ ﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت أﻛﺛر وﻻ ﺗﺗﺣرك‪ .‬ﺑﻬذﻩ اﻟطرﻘﺔ ﺎﻧوا ﻔرﺿون ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة ﻗﻠﺔ‬ ‫اﻟﺗﺣرك‪.‬‬ ‫‪6 ‬‬ ‫‪ ‬‬


‫آﺧذ ﻫذا اﻟﻣﺛﻞ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻧﺎﺣ ﺔ أن اﻟﺣدود اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺳم اﻟﻧﺎﻣﻲ ﺳﺗﻘﻠﺻﻪ وﺗﺣددﻩ وﻫذا‬ ‫اﻟﺷﻲء طﺑ ﻌﻲ إذا ﻋﺷﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ د ﺗﺎﺗور ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﺗوﺿﻊ ﻟﻠﻣواطن ﻫﻲ ﺣدود ﻣن‬ ‫ﻣﺳﺗو‬

‫ﻔﺎءة اﻟﻔردة ﺗﻘﻠص وﺗﻘزم اﻟﻣواطن وﺗﺣدد ﻔﺎءات اﻟﻣواطن‪ ،‬ﻟو أﺗﯾت ﺎﻟﻌﻣﻼق ووﺿﻌﺗﻪ‬

‫ﻣﺳﺗﺑدا ﻟﺣددت أﺣﺟﺎم اﻟﻣواطﻧﯾن و ﻣ ﺔ ﻋطﺎﺋﻬم وﺣدود ﻋ ﻘرﺎﺗﻬم و ﻔﺎءاﺗﻬم‪.‬‬ ‫ﺣﺎﻛﻣﺎ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أﻣﺎ إذا ﺗر ت اﻟﺣرﺔ ﻟﻠﻧﺎس ﻓﺎﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﻣﻧﺎخ اﻟﺣرﺔ ﯾﻧﻣو و ﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻔﺎءاﺗﻪ واﺧﺗﺻﺎﺻﻪ‬ ‫وﺗﻛون آﻻف ﻣن‬ ‫و ﻧﻣو ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻛﻔﺎءة واﻟﻛﻔﺎءات اﻟﻛﺛﯾرة‪ ،‬ﻔﺎءات اﻟﺷﻌب اﻟﻛﺛﯾرة ﺗﺗﺟﻣﻊ ﱠ‬

‫أ ﻌﺎد اﻟﻔ ر اﻟﻌﻣﻼق اﻟذ ُﻔﺗرض أن ﯾﺗﺣ م ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬ ‫إ ًذا‪ ،‬اﻟﺣرﺔ ﻓﻲ ﺑﻠدﻧﺎ ﺿرورة ﺣ ﺎﺗ ﺔ‪ ،‬أ إذا ﻣﻧﻌﻧﺎ اﻟﺣرﺔ ﻋن اﻟﻧﺎس وﺣﺟزﻧﺎ ﻔﺎءات اﻟﻧﺎس‬

‫ﺣﺟزﻧﺎ وﺣددﻧﺎ ﺛروﺗﻧﺎ اﻟوﺣﯾدة إﻧﺳﺎﻧﻧﺎ و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓّﻘرﻧﺎ ﻼدﻧﺎ‪ .‬إ ًذا‪ ،‬ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﻧﺎ إذا ﻗﻠﻧﺎ إن اﻹﻧﺳﺎن‬ ‫ﻫو اﻟرﺻﯾد اﻟوﺣﯾد ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺣرﺔ‪ ،‬وﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﻧﺎ ﻫﻧﺎ ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺣرﺔ اﻟﺣﻘ ﻘ ﺔ وﻟ ﺳت اﻟﺣرﺔ‬ ‫اﻟﺷ ﻠ ﺔ‪ ،‬أن ﯾﺗﻣ ن اﻹﻧﺳﺎن ﻣن اﻟﻛﻼم‪ ،‬وأن ﯾﺗﻣ ن اﻹﻧﺳﺎن ﻣن اﻟﺧطﺎ ﺔ‪ ،‬وأن ﯾﺗﻣ ن اﻹﻧﺳﺎن ﻣن‬ ‫اﻟﻛﺗﺎ ﺔ ﻓﻬذﻩ ﺣرﺔ‪ .‬وﻟﻛن أن ﻻ ﯾﺗﻣ ن اﻹﻧﺳﺎن ﻣن اﻟﺗﻌﻠم‪ ،‬أن ﻻ ﯾﺗﻣ ن اﻹﻧﺳﺎن ﻣن اﺧﺗ ﺎر ﺣر‬ ‫ﺣ ﺎﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻔﺎءﺗﻪ‪ ،‬أن ﻻ ﯾﺗﻣ ن اﻹﻧﺳﺎن ﻣن اﺧﺗ ﺎر اﻟﻣ ﺎن اﻟﻣﻧﺎﺳب واﻟﻣوﻗﻊ‬

‫اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻪ‪ ،‬ﻫذا ﻧﻘص ﻓﻲ اﻟﺣرﺔ‪ .‬و ﻌ ﺎرة أﺧر ﻟﻛﻲ ﻧﺗﻣ ن ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر أو ﺑﺗﻌﺑﯾر ]‪[...‬‬

‫ﻓﻲ ﻣﺳﺗو ﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن ﻓ ﺎن ﻓﻲ ﺑﯾروت اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﻣدارس ﻓﯾﻬﺎ أﺳﺎﺗذة اﻛﻔﺎء ﯾﺗﻘﻧون‬ ‫ﻣوادﻫم و ﻌرﻓون اﻟﻠﻐﺎت اﻷﺟﻧﺑ ﺔ‪ ،‬و ﺗﻘﻧون ﻣﺧﺗﻠﻒ اﻟﻣواد‪ .‬وﻟﻛن اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻓﻲ اﻟ ﻘﺎع‬

‫اﻟﻐرﻲ‪ ،‬أو ﻓﻲ ﺟرود ﺟﺑﯾﻞ‪ ،‬أو ﻓﻲ ﻣﻧﺎط‬

‫ﻋ ﺎر‪ ،‬أو ﻓﻲ ﺿواﺣﻲ ﺑﯾروت‪ ،‬أو اﻟﺟﻧوب أو‬

‫اﻟﺷﻣﺎل‪ ،‬إذا ﺎﻧت اﻟﻣدارس ﻫﻧﺎك ﻣﺎ ﻫو اﻵن ﻣدارس اﻟﻣﻌﻠﻣﯾن ﻓ ﻪ أﻗﻞ‪ ،‬و ﻔﺎءاﺗﻬم أﻗﻞ‪ ،‬واﺗﻘﺎﻧﻬم‬

‫أﻣﻧت اﻟﻔرﺻﺔ‬ ‫ﻟﻠﻐﺎت أﻗﻞ‪ ،‬و ﻧﺎء ﻣدرﺳﻲ ﻏﯾر ﻻﺋ ‪ ،‬واﻟﺑرد واﻟﺣر واﻟﻐ ﺎب وﻋدم اﻷﻣن‪ ،‬ﻓﻬﻞ ّ‬ ‫اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠﻧﻣو اﻟﻌ ﻘر اﻟذ ﻌ ش ﻓﻲ اﻟ ﻘﺎع اﻟﻐرﻲ أو ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎط اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ؟ ﻋﻧد ذﻟك ﺧﺳرت‬

‫ﻣﻼﺋﻣﺎ ون‪.‬‬ ‫إﻧﺳﺎﻧﺎ اﻟذ ﺎن ﻣن اﻟﻣﻣ ن أﻧﻪ إذا وﺟد ﻣ ًﺎﻧﺎ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﺣﺳن ﺎﻣﻞ اﻟﺻ ﺎح ﻓﺗﻰ اﻟﻛﻬرﺎء‪ ،‬ﺎن أﻣﺎﻣﻪ‪ ...‬وﺟد ﻓرﺻﺔ ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻓﺗﻌﻠم وأﺻ ﺢ ﻋ ﻘرًﺎ ﻣن‬ ‫ﻋ ﻘرﺎت اﻟﻌﺻر‪ .‬إ ًذا‪ ،‬اﻟﻔرص ﻟﻠﺟﻣ ﻊ ﺷر أﺳﺎﺳﻲ ﻟﺗﺣﻘﯾ ﻣﻔﻬوم اﻟﺣرﺔ‪ ،‬واﻟﺣرﺔ ﺷر أﺳﺎﺳﻲ‬ ‫ﻻﻏﺗﻧﺎم رأس ﻣﺎﻟﻧﺎ اﻟوﺣﯾد إﻧﺳﺎﻧﻧﺎ‪ .‬إ ًذا‪ ،‬ﻻ وﺟود ﻟرأﺳﻣﺎل وﻟرﺻﯾد ﻓﻲ وطﻧﻧﺎ ﻣن دون اﻟﻔرص‬ ‫اﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ‪.‬‬

‫أﻣﻧﺎ ﻣدرﺳﺔ ﻓﻲ ﺟﻧوب اﻟﻬرﻣﻞ ﻣﺎ ﻧؤﻣن ﻓﻲ ﺑﯾروت أو‬ ‫إ ًذا‪ ،‬ﻻ وﺟود ﻟوطﻧﻧﺎ وﻻ ﻣﯾزة ﻟوطﻧﻧﺎ إذا ﻣﺎ ّ‬ ‫ﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب‪ ،‬ﻣﺎ ﻧؤﻣن ﻓﻲ اﻟﺟﺑﻞ‪ ،‬أو ﻣدرﺳﺔ ﻣﻬﻧ ﺔ ﻫﻧﺎ وﻫﻧﺎك ﻣﺎ ﻧؤﻣن ﻫﻧﺎ‪ .‬ﻟ س‬ ‫ﻟ ًﺳﺎ وﺗرًﻓﺎ ﻣن اﻟﺣ ﺎة اﻟﻣطﺎﻟ ﺔ ﺎﻟﻌداﻟﺔ‪.‬‬ ‫أﯾﻬﺎ اﻹﺧوة اﻟﻛرام‪،‬‬

‫‪7 ‬‬ ‫‪ ‬‬


‫أﻧﺗم أﻛﺛر م أﺑﻧﺎء اﻟﻛﻠ ﺎت أو ﺛﯾر ﻣﻧ م ﻣن أﺑﻧﺎء اﻟﻘر ‪ ،‬ﻣن أﺑﻧﺎء اﻟﻣﻧﺎط‬

‫اﻟ ﻌﯾدة وﺗﺟدون‬

‫اﻟﻔرص وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺣ ﺎة اﻹﻧﺳﺎن وﺣ ﺎة اﻟﻣواد‪ .‬إ ًذا‪ ،‬اﻟﻧﻘطﺔ اﻷوﻟﻰ ﺣﺗﻰ ﻻ ﻧﺿ ﻊ ﻓﻲ ﺧﺿم‬ ‫اﻟﺣدﯾث اﻟطو ﻞ‪ ،‬وﻻ ﻧﺑﺗﻠﻲ ﺎﻟﻣﺣﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺷ وﻧﺎ ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬ﺛرة اﻟﻛﻼم‪.‬‬

‫ﻧﻘﻒ ﻋﻧد ﻫذﻩ اﻟﻧﻘطﺔ‪ ،‬اﻹ ﻣﺎن ﺎﻪﻠﻟ ﻌﻧﻲ اﻹ ﻣﺎن ﺎﻹﻧﺳﺎن اﻟﻼﻣﺗﻧﺎﻫﻲ ﻓﻲ ﻔﺎءات ﻻﻣﺗﻧﺎﻫ ﺔ‪،‬‬ ‫وﻫذا اﻹﻧﺳﺎن ﻫو رﺻﯾدﻧﺎ اﻟوﺣﯾد وﻣﯾزة وطﻧﻧﺎ اﻷوﻟﻰ واﻷﺧﯾرة‪ .‬وﻫذا ﯾﺗطﻠب ﻋدم وﺟود اﻟﺣرﻣﺎن‪،‬‬ ‫ﯾﻞ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ﻪﻠﻟاا َو َﻻ‬ ‫ﻫذا ﯾﺗطﻠب ﺗوﻓﯾر ﻞ اﻟﻔرص‪ ،‬وﻫذا ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻌﻠ م اﻟدﯾﻧﻲ اﻟذ ﻘول‪َ ﴿ :‬وأَﻧﻔُﻘوْا ﻓﻲ َﺳ ِﺑ ِ ّ‬ ‫ُﺗْﻠُﻘوْا ِﺄَْﯾ ِد ُ ْم ِإَﻟﻰ اﻟ ﱠﺗ ْﻬُﻠ َﻛ ِﺔ﴾ ]اﻟ ﻘرة‪ ،[195 ،‬أ إذا ﺳﺎﻋدﺗم ووﻓرﺗم اﻟﻔرص ﻟﻠﻣﺣروﻣﯾن ﴿ َو َﻣﺎ‬ ‫ُﺗ ِ‬ ‫ﻧﻔُﻘوْا ِﻣ ْن َﺧْﯾ ٍر ُﯾ َو ﱠ‬ ‫ف ِإَﻟْ ُ ْم﴾ ]اﻟ ﻘرة‪ ،[272 ،‬اﻟﺧﯾر ﻌود إﻟﻰ ﻣﺟﺗﻣﻌ م‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﺗر ﺗم ذﻟك ﻓﺄﻟﻘﯾﺗم‬ ‫أﻣﻧﺎ اﻟﺣ واﻟﻌداﻟﺔ‪ ،‬إذا ﻘﻲ اﻟﻣواطﻧون ﻣﺣروﻣﯾن‬ ‫ﺄﻧﻔﺳ م ﺎﻟﺗﻬﻠﻛﺔ‪ .‬إذا ﻣﺎ وﻓرﻧﺎ اﻟﻔرص‪ ،‬إذا ﻣﺎ ّ‬ ‫ﻌد ذﻟك ﻗﺿﯾﻧﺎ ﻋﻠﻰ وطﻧﻧﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﺷ ﻠﺔ اﻷﺧر ﻣﺷ ﻠﺔ اﻟﺗﻌﻘﯾدات اﻟﻧﻔﺳ ﺔ واﻟﺗﻧﺎﻗﺿﺎت‬

‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ واﺷﺗداد اﻟﺻراع اﻟذ ﯾؤد إﻟﻰ اﻻﻧﻔﺟﺎر‪ ،‬ﻣﺎ أد ﻓﻲ ﺛﯾر ﻣن اﻟ ﻼد أﻣﺎﻣﻧﺎ‪.‬‬ ‫إ ًذا‪ ،‬اﻟ ﻌد اﻷول اﻟذ‬

‫ﻫو اﻟ ﻌد ﻓﻲ اﻟﻌﻣ ‪ ،‬ﺣر ﺗﻧﺎ ﺗﻧﺑﺛ‬

‫ﻣن إ ﻣﺎﻧﻧﺎ ﺎﻪﻠﻟ‪ ،‬وﻫو ﺑذاﺗﻪ إ ﻣﺎﻧﻧﺎ‬

‫ﺎﻹﻧﺳﺎن ﺎﻟﻛﻔﺎءات اﻟواﺳﻌﺔ‪ ،‬وﻫو ﺑذاﺗﻪ إ ﻣﺎﻧﻧﺎ ﺎﻟوطن ﻓﻼ وطن ﺑدون اﻹﻧﺳﺎن وﻻ إﻧﺳﺎن ﻓﻲ‬

‫اﻟوطن ﺑدون اﻟﻔرص اﻟﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ‪ .‬ﻫذا اﻟداﻓﻊ اﻷول‪ ،‬وأﻋﺗﻘد أﻧﻧﺎ ﻣﺗﻔﻘون ﻋﻠ ﻪ‪ ،‬ﻻ ﻏ ﺎر ﻋﻠﻰ ﻫذا‬ ‫اﻟ ﺣث‪.‬‬

‫َرَْﯾ َت اﱠﻟ ِذ ُ َ ِّذ ُب‬ ‫ﺑدون ﺷك ﻫذﻩ اﻟﺣر ﺔ ﻓﻌﻞ إ ﻣﺎﻧﻧﺎ ﺎﻪﻠﻟ‪ٕ ،‬واﻻ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻔﺎر‪ ،‬اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻘرآﻧﻲ ﴿أَأ‬ ‫ِ ِّ‬ ‫ط َﻌﺎ ِم اْﻟ ِﻣ ْﺳ ِ ِ‬ ‫ﺎﻟد ِ‬ ‫ﯾن * َﻓ َذﻟِ َك اﱠﻟ ِذ َﯾ ُد ﱡع اْﻟَﯾ ِﺗ َم * َوَﻻ َ ُﺣ ﱡ‬ ‫ﯾن﴾ ]اﻟﻣﺎﻋون‪ 1 ،‬ـ ‪ [3‬اﻟذ ﻻ‬ ‫ض َﻋَﻠﻰ َ‬

‫ﯾﻬﺗم ﺷؤون اﻟﻔﻘراء واﻟﻣﻌذﺑﯾن ﻫذا ذب ﺎﻟدﯾن‪ ،‬ﺎﻓر ﻣن ﻻ ﯾ ﺎﻟﻲ ﺷؤون اﻵﺧرن‪ ،‬ﻫذا ﻣﻔﻬوﻣﻧﺎ‬ ‫اﻟدﯾﻧﻲ‪ .‬واﻟذ‬

‫ﻻ ﻣﺎرس ﺎﻓر ﺎﻪﻠﻟ‪ ،‬ﺎﻓر ﺎﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬ﺎﻓر ﺎﻟوطن‪ ،‬ﻓﻠ ﻌرﻓوا ذﻟك أن ذﻟك ﯾﺗطﻠب‬

‫ﺗﺣر ﻧﺎ ﺟﻣ ًﻌﺎ وﻻ ﻣ ن ﺳ وﺗﻧﺎ‪ ،‬ﻷن ﺳ وﺗﻧﺎ ﻔر ﻣﻧﺎ ﺎﻪﻠﻟ و ﺎﻹﻧﺳﺎن و ﺎﻟوطن‪.‬‬ ‫ﻗﻠت ذﻟك ﺣﺗﻰ أذ ر ﻣد ﺗﻣﺳ ﻲ ﺎﻟﺣر ﺔ‪ ،‬واﻟﺗزاﻣﻲ ﺑﻬﺎ وﺗﻌﻣ ﻫذﻩ اﻟﺣر ﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻲ وﻓﻲ ﻗﻠﺑﻲ‬ ‫وﻓﻲ ﻗﻠب رﻓﺎﻗﻲ وأﻧﻔﺳﻬم‪ .‬أﻣﺎ اﻟ ﻌد اﻟﺛﺎﻧﻲ وﻫو اﻟﻌرض ﻣﺎ ذ رﻧﺎ‪ ،‬ﻋرض اﻟﺣر ﺔ‪ ،‬ﺻﻔوف‬

‫اﻟﺣر ﺔ‪ ،‬ﺟﻣﺎﻫﯾر اﻟﺣر ﺔ‪ .‬ﻓ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻣون اﻟﺣر ﺔ ﺎﻧت ﺷ ﻌ ﺔ‪ ،‬ﻟﻣﺎذا ﺎﻧت ﺷ ﻌ ﺔ؟ ﻷن أﻛﺛرﺔ‬ ‫اﻟﺷ ﻌﺔ ﺎﻧوا ﻣن اﻟﻣﺣروﻣﯾن ﻓﻌرﻓت ذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺛم اﻟﺣر ﺔ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ وﻗود‪ ،‬إﻟﻰ‬

‫ﻗوة‪ ،‬إﻟﻰ داﻓﻊ‪ .‬ﯾﻒ ﯾﺟﺗﻣﻌون ﻣﻌﻲ؟ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﺣر ﺔ‪.‬‬

‫إ ًذا‪ ،‬ﺷ ﻌ ﺔ اﻟﺣر ﺔ ﺎﻧت ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن أﻛﺛرﺔ اﻟﺣرﻣﺎن ﻓﻲ ﺻﻔوﻓﻬم و ﺎﻧت ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن إﻣ ﺎﻧ ﺔ إﺛﺎرة‬

‫اﻟﻘوة ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺣروﻣﯾن ﻣن ﻧﺎﺣ ﺔ ﺛﺎﻧ ﺔ‪ .‬أﻣﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺻﻔوف ﻓﻬﻲ وطﻧ ﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻻ ﺗﺧﺗص‬ ‫أﺑدا‪ .‬ﻓﻘد ﻗﻠت ﻣﺎ ﺳﻣﻌﺗم أن ﺣ ﺎﺗﻲ ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻟﺻﻔﺎء وﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺣروﻣﯾن‪،‬‬ ‫ﺎﻟﺷ ﻌﺔ وﻻ ﺎﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ً‬ ‫ﻣﻘﺳﻣﺎ ﺎﻪﻠﻟ ررت اﻟﺗزاﻣﻲ اﻟﺳﺎﺑ ﻋﻧدﻣﺎ ﻗﻠت ﻌد‬ ‫وأﻛدت ﺻورة ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ زرت دﯾر اﻷﺣﻣر‬ ‫ً‬

‫اﺣدا ﺷ ﻌًﺎ ﺎن أو ﻏﯾر ﺷ ﻌﻲ‪ ،‬وأﻧﻧﺎ ﻟن‬ ‫اﻷ ﺎﻣﯾن أﻧﻧﺎ ﻟن ﻧﺳ ت طﺎﻟﻣﺎ ﯾوﺟد ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن‬ ‫ﻣﺣروﻣﺎ و ً‬ ‫ً‬ ‫‪8 ‬‬

‫‪ ‬‬


‫ﻧﺳ ت طﺎﻟﻣﺎ أﻧﻪ ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن ﻣﻧطﻘﺔ ﻣﺣروﻣﺔ ﺷ ﻌ ﺔ ﺎﻧت أو ﻏﯾر ﺷ ﻌ ﺔ‪ .‬أﺑرزت ذﻟك ﻓﻲ دﯾر‬ ‫اﻷﺣﻣر ﻋﻧدﻣﺎ ﻗﻠت ﺎ ﻣﺳ ﺣﯾﻲ ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ﺎ ﻣوارﻧﺔ ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬أوﺿﺢ ﻣن ذﻟك أﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌداد وأﺗﻣﻧﻰ‬ ‫أن أﻣوت ﻓﻲ ﺳﺑﯾﻞ رﻓﻊ اﻟﺣرﻣﺎن ﻋﻧ م‪.‬‬ ‫أﻗول ذﻟك اﻵن‬ ‫ِ ِّ‬ ‫ﺎﻟد ِ‬ ‫ﯾن * َﻓ َذ ِﻟ َك‬

‫وﻗﻠت ﺳﺎ ًﻘﺎ ﻻ ﻣﺟﺎﻣﻠﺔ وﻻ ﺧوًﻓﺎ وﻻ ﻗﻠًﻘﺎ‬ ‫اﱠﻟ ِذ َﯾ ُد ﱡع اْﻟَﯾ ِﺗ َم * َوَﻻ َ ُﺣ ﱡ‬ ‫ض َﻋَﻠﻰ َط َﻌﺎ ِم‬

‫ﻫذا ﺣﻘ ﻘﺔ إ ﻣﺎﻧﻧﺎ ﴿أَأَ‬ ‫َرْﯾ َت اﱠﻟ ِذ ُ َ ِّذ ُب‬ ‫اْﻟ ِﻣ ْﺳ ِ ﯾن ِ◌﴾ ]اﻟﻣﺎﻋون‪ 1 ،‬ـ ‪ [3‬اﻟﻘرآن‬

‫اﻟذ أؤﻣن ﻪ ﻼم ﻪﻠﻟ رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن اﻟذ أﻋﺑدﻩ‪ ...‬ﻘول ﻣن ﻻ ﯾﻬﺗم ﺷؤون اﻟﯾﺗ م واﻟﻣﺳ ﯾن‪ ،‬أ‬

‫ﻌﺎﻧﺎ‬ ‫ﯾﺗ م ﺎن أو أ ﻣﺳ ﯾن ﺎن ﻫذا ذب ﺎﻟدﯾن و ﻘول‪ :‬ﻣﺎ آﻣن ﺎﻪﻠﻟ واﻟﯾوم اﻵﺧر ﻣن ﺎت ﺷ ً‬

‫وﺟﺎرﻩ ﺟﺎﺋﻊ‪ .‬ﻣن دون اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟطﺎﺋﻔﺔ ٕواﻟﻰ اﻟﻣذﻫب وﻏﯾر ذﻟك ﻫذﻩ اﻷﻣور اﻟﺗﻲ وﺿﻌت طرق‬ ‫وﻣذاﻫب ووﺳﺎﺋﻞ وﻣﻣﺎرﺳﺎت وﻣدارس ﺛم اﺳﺗﻐﻠت ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن ﻓوﺿﻌت ﻓﻲ ﺻﻣ م ﺣ ﺎة اﻹﻧﺳﺎن ﻣن‬ ‫دون أن‬

‫ون ﻓﻲ ذﻟك ﺗﺄﺛﯾر ﻟﻠدﯾن‪ .‬إ ًذا‪ ،‬اﻟ ﻌد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟ ﻌد اﻟوﺟود ‪ ،‬اﻟ ﻌد اﻟﻌرﺿﻲ‪ ،‬ﺎﻓﺔ‬

‫اﻟﻣﺣروﻣﯾن‪.‬‬

‫ﺑدأﻧﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﺣروﻣﯾن ﺛم وﺟدﻧﺎ أﻣﺎﻣﻧﺎ ط ﻘﺔ ﻣ ﺎر ﺔ ﻣن اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن ﺎدروا ﻓﻲ وﺿﻊ ﺑ ﺎن اطﻠﻌﺗم ﻋﻠ ﻪ‬ ‫ﺷﺧﺻﺎ ﻣن رﺟﺎل اﻷدب واﻟﻔ ر ﺗﺑﻧوا اﻟﺣر ﺔ وأﻋﻠﻧوا ﻋن اﺳﺗﻌدادﻫم ﻟﻠﺗﻔﺎﻋﻞ‬ ‫وﻗﻌﻪ ﻣﺋﺔ وﺗﺳﻌﯾن‬ ‫ً‬ ‫وﻟﻠﺳﻌﻲ وﻟﻠوﻗوف ﻣﻊ اﻟﺣر ﺔ ﻓﻲ ﺟﻣ ﻊ اﻟوﺳﺎﺋﻞ‪ .‬وﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺷر اﻟﺑ ﺎن ﺳﻣﻌت ﻋﺷرات وﻋﺷرات ﻣن‬

‫اﻟﻧﺎس ﻌﺎﺗﺑون‪ ،‬ﻟﻣﺎذا ﻣﺎ ﺗرك ﻟﻧﺎ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﺗوﻗ ﻊ؟‬

‫إ ًذا‪ ،‬اﻟﻣﺛﻘﻔون ُﻌد ﻫذﻩ اﻟﺣر ﺔ وﺻﺣﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣر ﺔ ووﺟﻪ ﻫذﻩ اﻟﺣر ﺔ‪ ،‬وأﺣﺟﺎم اﻟ ﻌد اﻟﻣوﺿوﻋﻲ‬ ‫ﯾوﻣﺎ ﻣن أ ﺎم اﻷﺳﺑوع ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﻣﺳﺗﻣر ﻣﻊ‬ ‫ﻟﻬذﻩ اﻟﺣر ﺔ أ ً‬ ‫ﺿﺎ وﺳﺄﻗوم ﺑﺈذن ﷲ ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟدﯾدة ً‬

‫اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن ﻓﻲ ﻣ ﺎن ﻣﺎ ﺳﻧﻌﻠن ﻋﻧﻪ ﺷ ﻞ ﻋﺎﺟﻞ ﺑﺈذن ﷲ‪.‬‬

‫وأﺿﯾﻒ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﺑب وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل وﺣول اﻟ ﻌد اﻟﻣوﺿوﻋﻲ‪ ،‬أﻗول إن اﻟطﻼب أﻋرف أﻧﻬم‬

‫ﯾواﻛﺑون ﻫذﻩ اﻟﺣر ﺔ ﻣن ﺧﻼل أﺣﺎدﯾﺛﻬم وﻣن ﺧﻼل ﻟﻘﺎءاﺗﻬم‪ .‬ﻫﻧﺎ اﻟﻘﺎﻋﺔ ﻻ ﺗﺣﺗو اﻟﻌدد رﻏم‬ ‫أﻧ م ﻋﻧد م دروس‪ ،‬وﻋﻧد م أﻋﻣﺎل واﻟﻣ ﺎن ﺿﯾ وﻟﻛن ﺣﺿور م واﺳﺗﻣﺎﻋ م دﻟﯾﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺑﻧ م أو‬ ‫ﺑﯾر وﻓﻲ ﻠ ﺔ اﻵداب‬ ‫ﺣﺷدا ًا‬ ‫ﺿﺎ‬ ‫ً‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ اﻫﺗﻣﺎﻣ م ﺎﻟﺣر ﺔ‪ .‬وﻗد ﺷﺎﻫدﻧﺎ ﻓﻲ ﻠ ﺔ اﻟﻌﻠوم أ ً‬ ‫ﺿﺎ ووﺟدﻧﺎ ﻗﺑﻞ ذﻟك ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷﻣﯾر ﺔ‬ ‫ﺣﺷدا ًا‬ ‫ﺿﺎ ً‬ ‫ﺑﯾر وﺳﻧﺟد ﯾوم اﻹﺛﻧﯾن ﻓﻲ اﻟ ﺳوﻋ ﺔ أ ً‬ ‫أ ً‬

‫وﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧو ﺎت اﻷﺧر ﻣﻣﺎ ﯾؤ د أن ﺣر ﺗﻧﺎ ُﻌدﻫﺎ اﻟﻛﺑﯾر اﻟواﻋﻲ‪ُ ،‬ﻌد اﻟطﻼب‪.‬‬ ‫رﻏم أن اﻟﺣر ﺔ اﻟطﻼﺑ ﺔ ﺣﺗﻰ اﻵن ﻟم ﺗﺣﺿر ﺷ ﻞ اﻟﺗﻌﺎون ﻣن ﺧﻼل ﺗﺄﺳ س اﻟﺟﺑﻬﺔ اﻟطﻼﺑ ﺔ‬

‫ﻟدﻋم ﻫذﻩ اﻟﺣر ﺔ‪ ،‬وﻧﺣن ﺎﻧﺗظﺎر اﻟﺷ ﺎب ﺣﺗﻰ ﯾؤﻣﻧوا ﻫذﻩ اﻟﺟﺑﻬﺔ و ﻧظﻣوا ﻫذا اﻟﺗﻌﺎون وﻟﻲ‬ ‫اﻟﺷرف أن‬

‫ون ﻓﻲ ﻫذا اﻟ ﻌد‪ .‬و ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك أﻧﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﺑواب اﻻﺗﺻﺎﻻت أو ﺿﻣن‬

‫اﻻﺗﺻﺎﻻت ﺎﻟﻌﻣﺎل ﻟﻛﻲ‬

‫وﻧوا ﻓﻲ ﺻﻔوف ﻫذﻩ اﻟﺣر ﺔ‪ .‬اﻟﻌﻣﺎل وﻫم ﻓﺋﺔ ﺑﯾرة ﻧﺎﺷطﺔ ﻣن‬

‫اﻟﻣﺣروﻣﯾن ﺳﻧﺗﻌﺎون ﻣﻌﻬم ﻣن ﺧﻼل اﻟ ﻌد اﻟﻌرﺿﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﺣر ﺔ‪ .‬ﻧﺎﻫ ك ﻋن رﻓﺎﻗﻧﺎ وزﻣﻼﺋﻧﺎ‬

‫‪9 ‬‬ ‫‪ ‬‬


‫ﻋﻠﻣﺎء اﻟدﯾن ورﺟﺎل اﻟدﯾن وﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻠﺑﻧﺎﻧ ﺔ اﻟﻛرﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرد اﻟﺧﯾر وﻟﻬﺎ طﻣوح‬ ‫ﺎﻟﻧﺳ ﺔ إﻟﻰ ﻟﺑﻧﺎن‪.‬‬

‫اﻟ ﻌد اﻟﺛﺎﻟث‪ ،‬اﻟ ﻌد اﻟطوﻟﻲ‪ ،‬إﻟﻰ أﯾن ﺗﺻﻞ اﻟﺣر ﺔ؟‬ ‫ﻫذا اﻟﺳؤال ﻌد وﺿوح اﻷﺳ ﺎب‪ ،‬اﻟ ﻌد اﻟﻌﻣﻘﻲ‪ ،‬ووﺿوح اﻟﺣﺟم أﻋﺗﻘد أﻧﻪ واﺿﺢ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻬدف رﻓﻊ‬

‫اﻟﺣرﻣﺎن‪ ،‬واﻟﺣرﻣﺎن ﺿد اﻟﺣ طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﺣرﻣﺎن ﻗﺎﺋم ﻧﺣن ﻧﺗﺣرك‪ .‬ﺄ ﺔ وﺳﯾﻠﺔ؟ ﻟ ﺳت اﻟوﺳﯾﻠﺔ‬ ‫ﻫﻲ اﻷﺳﺎس‪ ،‬اﻟوﺳﯾﻠﺔ وﺳﯾﻠﺔ و ﻣﺎل اﻟوﺳﯾﻠﺔ أن ﺗﺣﺗﻔظ‬

‫وﻧﻬﺎ وﺳﯾﻠﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﺳﺑﯾﻞ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ‬

‫اﻟﺣ ‪ٕ ،‬واﻟﻰ رﻓﻊ اﻟﺣرﻣﺎن‪ ،‬إن ﺎن اﻟﺳﺑب واﻟوﺳﯾﻠﺔ‪ .‬اﻟﻣﺣﺎﺿرات ﻋﻣﻠﻧﺎﻫﺎ‪ ،‬اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ﻗﻣﻧﺎ ﺑﻬﺎ‪،‬‬ ‫اﻟﻣطﺎﻟ ﺎت‪ ،‬ﻣﺎرﺳﻧﺎﻫﺎ؛ وﻋﻧدﻣﺎ وﺟدﻧﺎ أن ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻻ ﺗﻧﻔﻊ وأن اﻟﺣ ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن‬ ‫اﻟزﻣن ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن وﻟد‬

‫ﻓﺋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﻧﺎس أن اﻟﺣ‬

‫ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻌض اﻟﻘوة‪ .‬ﻓﺑدأﻧﺎ ﻧﻣﺎرس‬

‫اﻷﺳﻠوب اﻟذ ﻟم ن ﻗر ًﺎ ﻣن ﻗﻠﺑﻧﺎ ﻣن ﻣظﺎﻫرات واﺣﺗﺟﺎﺟﺎت وﻣﻬرﺟﺎﻧﺎت وﻏﯾر ذﻟك‪ ،‬وﻟﻛن‬ ‫اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻫﻲ اﻟوﺳﯾﻠﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻟم ﻣ ن أن اﻹﻧﺳﺎن ﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﻬدف ﺎﻟوﺳﺎﺋﻞ اﻟد ﻣوﻗراط ﺔ‪،‬‬ ‫ﺎﻟﻣﻧﺎﺷدات‪ ،‬ﺎﻟدراﺳﺎت‪ ،‬ﺎﻟوﺳﺎﺋﻞ اﻟﻬﺎدﺋﺔ‪ ،‬ﻓﺳ ﺻﻞ ﺎﻟوﺳﺎﺋﻞ ﻏﯾر اﻟد ﻣوﻗراط ﺔ و ﺎﻟوﺳﺎﺋﻞ ﻏﯾر‬

‫اﻟﺳﻠﻣ ﺔ‪ .‬طﺑ ﻌﺔ اﻟﺣﺎل أ ﺔ ﻓرﺻﺔ وأ ﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﺗﻣ ﻧﻧﺎ ﻣن رﻓﻊ اﻟﺣرﻣﺎن وﻟو ﺎن ﺟزﺋًﺎ؟‬ ‫وأﻧﺎ ﻣﺗﺄﻛد ﻣن ﺧﻼل ﺗﺟرﺗﻲ أن اﻟﻌﻣﻞ ﻫو اﻟذ‬

‫ﯾﺟﻣﻊ اﻟ ﺷر ﯾﺟﻣﻊ اﻟﻌرب ﯾﺟﻣﻊ اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﯾن‪،‬‬

‫اﻟﻌﻣﻞ وﺣدﻩ ﯾﺟﻣﻊ‪ ،‬وﻟذﻟك ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻧﺟﺎح اﻟﺣر ﺔ اﻟﻌﻣﻞ ﻣ ﺎﺷرة‪ ،‬ﻋﻧد‬

‫ﻣﺛﺎﻟﯾن ﺻﻐﯾرن ﺳ طﯾن‬

‫ﺟدا‪ .‬أول ﻣﺎ ﺑدأت ﻣﻣﺎرﺳﺔ أﻋﻣﺎﻟﻲ ﻧت ﻓﻲ ﺻور‪ ،‬ﺷﯾﺦ ﺻور‪ ،‬أﻣﺎرس أﻋﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﺗواﺿﻌﯾن ً‬ ‫اﻟﻣﺳﺟد وﻓﻲ اﻟﻧﺎد وﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‪ .‬وﺟدت ﻓﻲ ﺧﺿم اﻟﺷﻌﺎرات وﻓﻲ ﺣر ﻣن اﻟﻧﺷﺎطﺎت ﻣن‬ ‫ﻻ‬ ‫رﺟﺎل اﻟدﯾن وﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﻣﺗوﻓرة ﻫﻧﺎك‪ ،‬وﺟدت ﻓﻲ ﺻور ﻣﺋﺔ وﺧﻣﺳﯾن ﻣﺗﺳو ً‬

‫ﺷﺣﺎﺗًﺎ‪ .‬ﻻﺣظت أن اﻟﻣﺗﺳول راﻣﺗﻪ ﺗﻬدر‪ ،‬ﺟو ﺑﯾﺗﻪ ﻣﻬﯾﺊ ﻻﻧﺣراف أوﻻدﻩ وأطﻔﺎﻟﻪ‪ ،‬اﻟﻣﺗﺳول‬ ‫ﯾﺟرح راﻣﺔ اﻟوطن‪ ،‬وﺷﺎﻫدت ﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﺻورن ﺻورون ﻫذﻩ اﻟﺻور ﻟﻠﻣﺟﻼت اﻷﺟﻧﺑ ﺔ‪،‬‬ ‫وﻣﻬﯾﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ أﺟﻧﺑ ﺔ ﻋن اﻟﻣﺗﺳوﻟﯾن ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن‪.‬‬ ‫ﻋﺟﺎ‬ ‫وﺷﺎﻫدت ًا‬ ‫ً‬ ‫ﺗﻘرر ﻣز ً‬ ‫ﻻﺣظت أن ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﯾﺟب أن ﺗﻠﻐﻰ‪ ،‬ﻓ رت ﻌض اﻟﺷﻲء و ﺳﻬوﻟﺔ ﺗﻣ ﻧت ﻣن إﻟﻐﺎﺋﻬﺎ‪ .‬اﺗﻔﻘﻧﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ أن ﻫؤﻻء اﻟﻣﺗﺳوﻟﯾن ﻧدرس أوﺿﺎﻋﻬم‪ ،‬وﻧؤﻣن ﺣ ﺎﺗﻬم‪ ،‬ﻧرﻲ أوﻻدﻫم؛ ﻓﻲ اﻟﻣدارس اﻟﻣﺟﺎﻧ ﺔ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺣﺻﻠون ﻣن اﻟﺗﺳول‪ ،‬إذا ﻟم ن ﻫﻧﺎك ﻣﺻدر ﻗوت آﺧر‬ ‫اﻟﻛﺗب ﻣﺗوﻓرة‪ ،‬ﻧؤﻣن ﻟﻬم ﻣﻘدار ﻣﺎ‬ ‫أﻣﻧﺎ اﻟﺷﻌور واﻟﺿﻣﯾر ﻟﻠﻣواطن‬ ‫وأﻏﻠﺑﻬم ﻟﻬم ﻣﺻﺎدر ﻗوت أﺧر ‪ ،‬وﻧؤﻣن ﻟﻬم ﻫذا اﻟﻣﺑﻠﻎ ﻌد أن ّ‬ ‫أﻣﻧﺎ ذﻟك طﺎﻟﺑﻧﺎ اﻟﻧﺎس أن ﻻ ﯾﺗﺻدﻗوا ﺻدﻗﺔ ﻓرد ﺔ‬ ‫اﻟذ ﯾﺗﺄﺛر ﺑوﺟود ﻣﺗﺳول و ﻣد ﯾدﻩ‪ .‬ﻌد أن ّ‬

‫وزودﻧﺎ ﻫذا اﻟطﻠب ﺎﻟﺗﻌﺎﻟ م اﻟدﯾﻧ ﺔ واﻷ ﺣﺎث اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ واﻟﻣﺣﺎﺿرات واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻣﺗﻧﻊ‬

‫أﻫﻞ ﺻور ﻣن دﻓﻊ اﻟﺻدﻗﺎت‪ ،‬ﻓﻲ اﻷﺳﺑوع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋدد اﻟﻣﺗﺳوﻟﯾن ﻣن ﻣﺋﺔ وﺧﻣﺳﯾن ﺻﺎر ﺛﻼﺛﺔ‬ ‫أﺷﺧﺎص واﻧﺗﻬﻰ اﻟﺗﺳول ﻓﻲ ﺻور ﻣن ﻏﯾر رﺟﻌﺔ‪.‬‬

‫‪10 ‬‬ ‫‪ ‬‬


‫ﻋﻣﻞ ﺳ ط ﻋﺎﻟﺟﻧﺎﻩ ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ ﺳ طﺔ‪ ،‬ﺗﺄﻛدوا أﯾﻬﺎ اﻹﺧوة واﻷﺧوات أن اﻟﻣﻧطﻠ اﻷول ﻟﺗﺣر ﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﺟدﯾدا ﺎن ﻣن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن‬ ‫اﻣﺎ‬ ‫ﻟوﻧﺎ‬ ‫أﺟواء ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬واﻟذ أﻋطﻰ ﻟﺣر ﺗﻲ ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﺟدﯾدا وﺛﻘﺔ ﺟدﯾدة واﺣﺗر ً‬ ‫اﻷﻋﻣﺎل‪ ،‬ﻋﻣﻞ ﺳ ط وﻣﺗواﺿﻊ ﺎن ﻟﻪ ﻣﻔﻌول ﺑﯾر أد إﻟﻰ اﻻﻟﺗﻔﺎف ﻓﻲ ﺻور ﻓﻲ أ ﺳط ﻋﻣﻞ‬ ‫ﻣﻣ ن أن ﺷﻬدﻩ‪.‬‬

‫وﻗد ﻗﻣت ﺑ ﺎدرة أﺧر ﺣول اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻟﻣﺳ ﺣﯾﯾن ﺑﯾن اﻟﻣﺳ ﺣﯾﯾن واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﻗﺻﺔ ﻣﻌروﻓﺔ‬ ‫ُ ﺗب ﻋﻧﻬﺎ ذﻟك اﻟﯾوم‪ ،‬ﺟﺎءﻧﻲ ﺷﺎب ﯾﺑ ﻊ اﻟﺑوظﺔ اﻵ س رم‪ ،‬ﻓﻲ ﺻور اﺳﻣﻪ ﺟورج اﻟﺷﺎﻣﻲ‬

‫ﻓﺷ ﺎ ﻟﻲ أن زﻣﯾﻠﻪ اﻟﻣﺳﻠم‪ ،‬وﻟﻪ ﻣﺣﻞ ﻟﺑ ﻊ اﻟﺑوظﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺣﻠﻪ‪ ،‬ﺣﺎرﻪ ﻣﺣﺎرﺔ دﻧﯾﺋﺔ ﻓ ﻘول إن‬

‫ﻫذا ﺑوظﺗﻪ ﻟ ﺳت طﺎﻫرة! ﻧﺟﺳﺔ‪ .‬طﻠﺑت ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺣﻞ وﻗﻠت ﻟﻪ ﺎ أ ﺎ ﺣﺳن ﻫذا اﻟﻌﻣﻞ أﻧﺎ ﻻ‬

‫أﻗﺑﻞ ﻪ ﻷﻧك ﺗﺗﺟﻧﻰ ﻋﻠﻰ اﻟرﺟﻞ وﺗﻘول اﻟ ﺎطﻞ‪ ،‬ﺛم اﻟﻌﻣﻞ ﯾؤد‬

‫إﻟﻰ اﻟﻔﺗﻧﺔ‪ .‬ﻣﺣﻞ ﺑ ﻊ اﻟﺑوظﺔ‬

‫ﻋﺎدة ﻣﺣﻞ وﺟود اﻟﻘ ﺿﺎ ﺎت ﻓ ون ﻫﻧﺎك ﺟﻣﺎﻋﺔ وﻫﻧﺎ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻓ ﺻﯾر ﻓﺗﻧﺔ واﻟﻔﺗﻧﺔ ﺗﺟرﻧﺎ وﺗورطﻧﺎ‪.‬‬

‫ﻓﺄﻧﺎ ﻻ أﻗﺑﻞ ﻟك وﻣﻧك ذﻟك‪ ،‬وأؤ د ﻟك أﻧك إذا ررت ﻫذا اﻟﻛﻼم ﻣرة أﺧر ﻓﺳوف آﺧذ ﺟﻣ ﻊ‬ ‫اﻟﻣﺻﻠﯾن ﯾوم اﻟﺟﻣﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺟد وأذﻫب ﻋﻧد ﺟورج اﻟﺷﺎﻣﻲ وآﻛﻞ ﺑوظﺔ وأﻋﻣﻞ ﻟﻪ دﻋﺎ ﺎت‪ ،‬وﻋﻧد‬ ‫ذﻟك ظﻧك ﺧﺎب‪ ،‬وﺗﺟرﺗك ﻓﺷﻠت‪ ،‬وﺧطﺗك ﻣﺎ ﻧﺟﺣت‪ .‬ﺎﻟﻔﻌﻞ أﺑو ﺣﺳن ﺗرك‪ ...‬ﻣﺎ ﻗﺎل اﻟﻛﻠﻣﺔ‪،‬‬ ‫وﻋﺎﺷوا ﺳﻼم‪.‬‬

‫ﺟدا‪،‬‬ ‫ﯾوﻣﺎ ﻋﻔوًﺎ و ﻠﻣﺔ ﻋﻔو ﺔ ﻋﺎﺑرة ً‬ ‫ﻋﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﻧﺗﻬﻰ اﻟ ﺳﺎطﺔ واﻟﺟزﺋ ﺔ وأﻧﺎ أؤ د ﻟﻛم ﺄﻧﻪ ﺎن ً‬ ‫ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺷﺎﻫدت اﻧطﻼق اﻟﻔ رة واﻧﺗﻘﺎﻟﻬﺎ ﻣن ﻣ ﺎن إﻟﻰ ﻣ ﺎن و ﻧت أﺳﻣﻊ ﻓﻲ أﺟواء ﻋﺎﻟ ﺔ وﻓﻲ‬ ‫ﺟدا وﻣن ِﻗﺑﻞ رﺟﺎل اﻟدﯾن اﻟﻛ ﺎر ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن ﯾﺗﺣدﺛون ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺔ‪ ،‬وأﻧﺎ أﺧﺟﻞ‬ ‫ﻣﺳﺗو ﺎت رﻓ ﻌﺔ ً‬ ‫ﻣن ﺗواﺿﻊ اﻟﻛﻠﻣﺔ وﻟﻛﻧﻬم ﺣﺗرﻣون و ؤ دون ذﻟك ﻟ س إﻻ ﻷﻧﻪ ﻣوﻗﻒ ﻋﻣﻠﻲ واﺣد وﻟو ﺎن ﻣو ًﻗﻔﺎ‬

‫ﺻﻐﯾرا‪.‬‬ ‫ً‬

‫ﻣن ﻫﻧﺎ أﻧطﻠ ﻟﻛﻲ أﻗول أ‬

‫ﻋﻣﻞ ﺟد‬

‫أ‬

‫ﺗﺣﻘﯾ ﺳرﻊ ﻷ ﺳط اﻷﻣور‬

‫ﻔﻞ و ﺿﻣن اﻟﺗﻔﺎف‬

‫اﻟﻧﺎس‪ ،‬أﻧﺎ ﻣﺗﺄﻛد ﻣﻊ رﻓﺎﻗﻲ ﺄن ﻫذﻩ اﻟﺣر ﺔ إذا ﺎﻧت ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬إذا ﻣﺎ‬ ‫ﺗﺣوﻟت إﻟﻰ ﻣﺻﺎﻟﺢ ﺳ ﺎﺳ ﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬إذا ﻣﺎ ﺗﺣوﻟت إﻟﻰ أﻓ ﺎر ﺗﺟرد ﺔ ﻌﯾدة اﻟﻣد ‪ ،‬إذا ﻣﺎ‬ ‫ﺗﺣوﻟت إﻟﻰ ﺗﺟﺎﻫﻞ اﻵﺧرن ﻓﺳﺗ ﻘﻰ ﻣﺗﺿﺎﻣﻧﺔ ﻣﺗﻛﺎﻓﻠﺔ وﺳﺗﺟذب أﻛﺑر ﻣ ﺔ ﻣن اﻟﺷﻌب اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ‬ ‫وﻣن اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻟطﻼب وﻣﺛﻘﻔﯾن وﻋﻣﺎل وﻏﯾرﻫم وﻋﻧد ذﻟك ﻓﻔرﺿﻬﺎ ﻷﻫداﻓﻬﺎ أﺳﻬﻞ‬

‫ﺟدا‪.‬‬ ‫واﻟطر اﻟذ ﯾﺟب أن ﺗﺗ ﻌﻪ اﻟﺣر ﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﯾﻞ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻷﻫداف ون ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول اﻟﯾد ً‬

‫ﻧﺣن ﻧﻘول أن اﻟﻐﺎ ﺔ ﺗﺣﻘﯾ ﻫذﻩ اﻷﻫداف واﻟوﺳﯾﻠﺔ أ‬

‫وﺳﯾﻠﺔ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻟﺣر ﺔ وﻣﻊ أﻫداﻓﻬﺎ‪،‬‬

‫ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ظروف ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ظروف اﻟﻣﻧطﻘﺔ‪ ،‬ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻟدراﺳﺎت واﻷوﺿﺎع اﻟﺗﻲ‬

‫ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻣدروﺳﺔ ﻓﻲ ﻞ ﻋﻣﻞ ﺟد ‪ ،‬أ ﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﺎﻧت اﻟﺳﺑﯾﻞ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ رﻓﻊ اﻟﺣﺎﺋط‬

‫ﻧﺣن ﻧﻣﺎرﺳﻬﺎ طﺎﻟﻣﺎ أن ﻫﻧﺎك ﺿﻣﺎﻧﺔ‪ ،‬وﺟود اﻟﻧﺎس‪ ،‬وطﺎﻟﻣﺎ أﻧﻧﻲ أﺣد اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﺑﻬذﻩ اﻟﺣر ﺔ ﻗﻠت‬ ‫وأؤ د ﻟﻛم ﺄﻧﻧﻲ ﻻ أوﻓر ﺣ ﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﺳﺑﯾﻞ ﻫذا اﻟﺷﻲء‪ ،‬ﻋﻧد ذﻟك ﻻ أﻋﺗﻘد أﻧﻪ ﺣ ﻷﺣد أن ﯾﻧﺗﻘد‬ ‫‪11 ‬‬ ‫‪ ‬‬


‫أو ﺳﺄل ﻋن اﻟوﺳﯾﻠﺔ أو ﻋن اﻟﺳﺑب أو ﻋن اﻟﻧﻘد ﻟﻧوﻋ ﺔ اﺧﺗ ﺎر اﻟوﺳﯾﻠﺔ‪ .‬إ ًذا‪ ،‬ﻫذا اﻟطر ﺳﺎﺋرن‬

‫ﻓ ﻪ‪ ،‬وُﻌدﻧﺎ ﺗﺣﻘﯾ اﻟﻬدف‪ ،‬ﻌﻧﻲ ﺗﺣﻘﯾ اﻹﻧﺳﺎن وذﻟك ﺄ وﺳﯾﻠﺔ ﺎن‪.‬‬ ‫اﻟﯾوم ﺎﻟذات ﻧت ﻓﻲ اﻟطﯾ ﺔ‪ ،‬اﻟﺟﻧوب ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻣون ﻣن اﻟﻧﺎﺣ ﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻘدم وﻟﻛن‬

‫ﺗﺧﻠﻔﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣ ﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ؛ ﻓ ﻪ ﺛﻘﺎﻓﺔ وﻣﺎل‪ ،‬وﻓ ﻪ إﻣ ﺎﻧﺎت‪ ،‬وﻓ ﻪ‬ ‫ﻟ س ﻣن أﻛﺛر اﻟﻣﻧﺎط‬ ‫ً‬ ‫ﺣرﻣﺎﻧﺎ‬ ‫ﺟدا‪ .‬ﻫﻧﺎك ﻣﻧﺎط ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن أﻛﺛر‬ ‫ً‬ ‫ﺧﺻو ﺔ‪ ،‬وﻓ ﻪ ﺑﯾوت‪ ،‬ﻣﺳﺗو ﻟ س اﻟﻣﺳﺗو اﻟﻣﺗدﻧﻲ ً‬

‫ﻣن اﻟﻧﺎﺣ ﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ ﻣن اﻟﺟﻧوب‪ ،‬ﻟﻛن اﻟﻣﺄﺳﺎة ﻣﺄﺳﺎة اﻟدﻓﺎع ﻧﺣن ﻻ ﻧﺗﻣ ن ﻣن إدراك اﻟﺳﺑب‬

‫ﻟﻬذا اﻹﻫﻣﺎل اﻟذ‬

‫ﻣﺎرس ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن اﻟﺟﻧوب‪ ،‬ﻟ س ﻫﻧﺎك ﻣن دﻓﺎع ﻋﺎم وﻟ س ﻫﻧﺎك ﻣن‬

‫دﻓﺎع ﺧﺎص‪ ،‬ﻌﻧﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾدﺧﻞ اﻟﻛوﻣﺎﻧدوس اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻓﻲ ﻗرﺔ و طﻠب ﻣن اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﺑﯾت‬

‫أن ﯾﺧرج ﺛم ﯾﻬدم اﻟﺑﯾت و ﺣطم اﻟﺑﯾت‪ ،‬أو ﻘﺗﻞ اﻟﺷﺧص أو ﯾﻬﯾﻧﻪ و ر ﻌﻪ و ذﻟﻪ‪ .‬أﻧﺎ ﻻ أﺗﻣ ن أن‬ ‫أﺗﺻور اﻟﺳﺑب ﻓﻲ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ذﻟك‪ ،‬ﻣﺎ ﻫو اﻟﺳﺑب؟ وﻟذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﺳﻣﻌت أن ﻫؤﻻء اﻟﺷ ﺎب‬

‫أطﻠﻘوا اﻟﻧﺎر‪ ،‬ورﻣﺎ أﺻﺎﺑوا اﻟﻌدو وﻟﻛن اﻟﻌدو ﻋﺎدة ﻻ ﯾﺗرك اﻷﺟﺳﺎد واﻟﻘﺗﻠﻰ واﻟﺟرﺣﻰ‪ ...‬ﺣﻣﻠﻬم‬ ‫ﻣﻌﻪ‪ .‬رﻣﺎ أﺻﺎﺑوا‪ ،‬ﺎن ﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟ ﺎدرة ﺧطو أوﻟﻰ وأﻧﺎ أﻧﺎد اﻟﻧﺎس ﺟﻣ ًﻌﺎ وأطﺎﻟﺑﻬم ﺑوﺟوب‬ ‫ﺿﺎ إذا ﻟم ﯾداﻓﻊ ﯾﺧﺷﻰ أن اﻟﻌدو ﯾﺗﺟ أر‬ ‫اﻟدﻓﺎع‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻧﻔﺗرض أن اﻟﺳﻠطﺎت ﻟم ﺗداﻓﻊ‪ ،‬اﻟﻣواطن أ ً‬ ‫ﺑدﻻ ﻣن أن ﺿرب ﻗواﻋد‬ ‫ﻣﺎ ﺗﺟ أر و ﻌﺗﺑر أن اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﺟﻧوب أﺳﻬﻞ‪ ،‬ﻓ ﺳﺗﺳﻬﻞ اﻷﻣور ً‬

‫اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾن ﻓﻲ ﺳورﺎ ﯾﺧﺗﻠ اﻷﻋذار وﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎط اﻟﺗﻲ ﺗﺿرب إﺳراﺋﯾﻞ ﻟ ﺳت ﻗواﻋد ﻓﻠﺳطﯾﻧ ﺔ‪.‬‬

‫اﻵن ﻓﻲ ﻣﺟدل زون أو ﻓﻲ اﻟطﯾ ﺔ أو ﻓﻲ ﺑﻠﯾدا أو أﻣﺛﺎل ذﻟك ﻟ س ﻫﻧﺎك ﻣن ﻗواﻋد ﻓﻠﺳطﯾﻧ ﺔ‪.‬‬

‫ﻋذر ﻌﺗذرون ﻪ طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﻌدو ﺳﺗﺳﻬﻞ ﻫذا اﻷﻣر ﯾﺧﺷﻰ أن ﯾﺗطور اﻟوﺿﻊ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻫو أﺳوأ‪.‬‬ ‫ﻌﻧﻲ اﻵن ﻓﻲ اﻷوﺳﺎ اﻟدوﻟ ﺔ ﻘﺎل أ‬

‫ﻟوطن ﻟﺑﻧﺎﻧﻲ ﻻ ﯾداﻓﻊ ﻋﻧﻬﺎ أﺣد؟‬

‫ﺟﻧوب ﻫذا ﻻ ﯾداﻓﻊ ﻋﻧﻪ أﺣد‪ ،‬وﻫﻞ ﻫﻧﺎك أرض ﻟﺑﻧﺎﻧ ﺔ‬

‫طﺎ ﻟﻠﺿﻣﯾر اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪ ،‬ﺣﺎوﻟﻧﺎ وﺳﻧﺣﺎول‬ ‫ًا‬ ‫ﺧطر و‬ ‫ﻻ ﯾﺗﺻورون ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم وﻫذا ﺷ ﻞ ًا‬ ‫اﺳﺗﻬﺗﺎر وﺳﻘو ً‬ ‫طرح ﻗﺿ ﺔ اﻟﺟﻧوب ﻟﻛﻞ اﻟﻌﺎﻟم‪ ،‬ﻟﻛﻲ ﻧ ﺷﻒ ﻫذا اﻟظﻠم اﻟذ ﻣﺎرس ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب‪ .‬وﻟﻛن ﻻ ﻔﻲ‪،‬‬

‫دﻓﺎﻋﺎ اﻧﺗﺣﺎرًﺎ ﻻ ﺑد ﻣن إﻟﻘﺎء اﻟﻣوت ٕواذاﻗﺔ اﻟﻣوت ﻟﻠﻌﺳ ر اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ‬ ‫ﻻ ﺑد ﻣن اﻟدﻓﺎع وﻟو ﺎن ً‬ ‫اﻟذ ﯾدﺧﻠون وﻟو ُﻗِﺗ َﻞ ﻣﺋﺔ ﻣرة أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﻘﺗﻞ اﻵن‪.‬‬ ‫إذا ُﻗِﺗ َﻞ ﺷﺧص واﺣد ﻣﻧﻬم‪ ،‬وُﻗِﺗ َﻞ ﻣﺋﺔ ﻟﺑﻧﺎﻧﻲ أﻧﺎ ﻣﺳؤول دﯾﻧﻲ أﺷﻬد ﷲ أﻧﻲ أﺑﻠﻐ م أن ﷲ ر ٍ‬ ‫اض‬ ‫ِ‬ ‫وﻫ ِّد َﻣت ﻗرﺔ ﺄﻛﻣﻠﻬﺎ أﻧﺎ أﺗﺣﻣﻞ اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ وأﻗول‬ ‫ﻣن ﻫذا اﻟﺷﻲء‪ ،‬إذا ُﻫ ّدم ﺑﯾت واﺣد ﺛم ﻋدو رﺟﻊ ُ‬

‫اض واﻟوطن ر ٍ‬ ‫اض واﻟﺗﺎرﺦ ر ٍ‬ ‫ﷲر ٍ‬ ‫اض‪ .‬وﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﻌﻣﻞ ﻷن ﻫذﻩ اﻟﺧطوة ﺳﺗؤ د ﻟﻠﻌﺎﻟم أن اﻷرض‬

‫أرﺿﻧﺎ وﺳﺗﺟﻣﻊ اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﯾن ﻋﻠﻰ ﻠﻣﺔ واﺣدة‪ ،‬ﻫؤﻻء اﻟﺷ ﺎب اﻟذﯾن ﺷﺗﻐﻠون ﺎﺗﺟﺎﻫﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‬ ‫ﺳﺗﺻب ﺟﻬودﻫم ﻠﻬﺎ ﺎﺗﺟﺎﻩ واﺣد وﺳﺗﺟﺗذب اﻟﻘو اﻟﺻد ﻘﺔ واﻟﺷﻘ ﻘﺔ ﻣن ﻞ ﻣ ﺎن‪ ،‬اﻟﻣﻬم أن‬

‫ﻧﺑدأ ﺎﻟﻌﻣﻞ وﻟو اﻟﻌﻣﻞ اﻟﻔرد ‪.‬‬

‫‪12 ‬‬ ‫‪ ‬‬


‫أﺑدا ﺗﺟرﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧ ﺔ‪ ،‬ﻻ أﻧﺳﻰ أﻧﻪ ﻗﺑﻞ ‪ 67‬ﯾﻒ ﺎﻧوا و ﯾﻒ ﺻﺎروا؟‬ ‫أﻧﺎ ﻻ أﻧﺳﻰ ً‬ ‫ﯾﻒ ﺎﻧت اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻔداﺋ ﺔ ﻗﺑﻞ ﺳﻧﺔ ‪ 67‬أﻋﻣﺎﻻ ﻓرد ﺔ ﻧﺎدرة ﻓﻲ ﻣ ﺎن ﻣﺎ! ﺛم ﻌد ‪ 67‬و ﻌد‬ ‫وﺟود ﻫذا اﻟﺷﻌﺎر ﺷﻌﺎر اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ أﺻ ﺣت اﻟﻛﻣ ﺎت واﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟ ﺷرﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ أﻗﺑﻠت إﻟﻰ‬

‫ﺻﻔوف اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺣﺗﻰ ﻟم‬

‫وﻧوا ﯾﺗﻣ ﻧون ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷوﻟﻰ اﻟﺛﻼث ﻣن ﺗﻧظ م اﻷﻋداد اﻟﺗﻲ‬

‫اﺗﺟﻬت إﻟﯾﻬم‪ .‬و ﻌد ذﻟك اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻛﺑر‬

‫اﻟﺗﻲ ﺣﺻﻠت‬

‫ﺎﻧوا ﯾذﻫﺑون و ﺎن ﻣﺗﻧﻊ‬

‫ﺎر‬

‫اﻟﺷﺧﺻ ﺎت إﺳﺄﻟوا ﻗﺎدﺗﻬم ﯾﻒ ﺎﻧوا ﻌﺎﻣﻠوﻧﻬم ﻗﺑﻞ اﻧطﻼق اﻟﺣر ﺔ اﻟﻔداﺋ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﻲ‪.‬‬ ‫ﺎﻧوا ﺻﺎرﺣوﻧﻬم ﺄﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﺣ م وأﻧ م أﻋ ﺎء ﻋﻠﯾﻧﺎ وأﻧﻧﺎ ﻏﯾر ﻣﻘﺗﻧﻌﯾن ﻓ م‪ .‬وﻟﻛن ﻌد ذﻟك ﺻﺎرت‬

‫اﻟدوﻟﺔ واﻟﺷﻌب ﯾﺗﻧﺎﻓﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ﺻﺎرت اﻟﻧﺳﺎء واﻟرﺟﺎل ﯾﺗ ﺎرون ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت واﻟﻣﺳﺎﻋدات‪.‬‬

‫اﻟﻣﻬم اﻟﺑدء ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻞ وﻟذﻟك أﻧﺎ اﻟﯾوم ذ رت اﻟطﯾ ﺔ وأﻗول أﻣﺎﻣ م أﻋﺗﺑر أن ﻫذﻩ ﺻﻔﺣﺔ ﺟدﯾدة‪،‬‬ ‫ﺗطو ر ﺟدﯾد أن ﻘﻒ اﻟﻘرو اﻟﺟﻧو ﻲ و طﻠ‬

‫اﻟﻧﺎر وﻟو أﺻﯾب ظﻔر اﻟﻌدو وﻗﺗﻞ ﺧﻣﺳﺔ ﺑدا ﺔ‬

‫اﻟطرﻘﺔ و دا ﺔ رﺣﻠﺔ اﻷﻟﻒ ﻣﯾﻞ ﻣ ًﻼ‪.‬‬

‫أﻧﺎ أﺗﺻور أن ﻫذا اﻟﻣوﻗﻒ اﻟﺷﻌﺑﻲ ﺳﯾﻠﺗﻒ ﺣوﻟﻪ اﻟﻧﺎس وﺳ ﺣرج اﻟﺳﻠطﺎت‪ ،‬وﺳ ﺣرج اﻟدول‬

‫اﻟﻌر ﺔ اﻟﺷﻘ ﻘﺔ اﻷﺧر ‪ ،‬وﺳ ﺣرج اﻟﻌﺎﻟم‪ .‬ﻻ ﻣ ن ﻟﻧﺎ أن ﻧ ﻘﻰ ﻣن دون ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ‪ .‬ﻫذﻩ اﻟﺧطوة‬

‫ٕواﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻫذﻩ اﻟﺧطوة وﻋﻠﻰ ﺿوء ﻫذﻩ اﻟﺧطوة ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺳﻌﻲ اﻟﺣﺛﯾث ﻟﻔرض اﻟدﻓﺎع ﻋن‬ ‫اﻟﺟﻧوب ﻣﺎ ﻘﺎل ﻫﻧﺎ ﻣن اﻷ ﺣﺎث واﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت واﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ أﻋﺗﺑرﻫﺎ ﻌﯾدة ﻋن أرض اﻟواﻗﻊ‪،‬‬ ‫أﺑدا ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧداﻓﻊ ﻋﻧﻬﺎ ﺄ ﺛﻣن‪.‬‬ ‫ﻟ س ﻫﻧﺎك ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم أرض ﻻ ُﯾداﻓﻊ ﻋﻧﻬﺎ ً‬ ‫إ ًذا‪ ،‬ﻫذﻩ اﻟﺣر ﺔ ﺣر ﺔ ﻋﻣﻠ ﺔ واﺿﺣﺔ ﺗﺣﺎول أن ﺗﺗﺟﻧب اﻟدﺧول ﻓﻲ اﻷ ﺣﺎث واﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟ ﻌﯾدة‬

‫اﻷﻫداف‪ ،‬ﺗﻧطﻠ ﻣن اﻹ ﻣﺎن‪ُ ،‬ﻌدﻫﺎ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻣداﻫﺎ اﻟوﺻول إﻟﻰ رﻓﻊ اﻟﺣﯾﻒ‪ ،‬ورﻓﻊ‬ ‫اﻟﺣرﻣﺎن و ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻣون أن اﻹﻧﺳﺎن ﻋﻧدﻣﺎ اﻋﺗﺑرﻧﺎ أن ﻔﺎءاﺗﻪ ﻻ ﺗﺣد ﺣﻘﻪ ﻻ ﺣد وﻣﻊ ﻞ ﺧطوة‬ ‫ون ﻫﻧﺎك ﺧطوات أﺧر وأﺧر ‪ .‬ﻫذا اﻟﺧط وﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ وﻫذﻩ اﻟطر ‪.‬‬

‫ﻓﺈﻟ م أﯾﻬﺎ اﻟﺷ ﺎب‪ ،‬إﻟ م أﯾﺗﻬﺎ اﻟﺷﺎ ﺎت‪ ،‬إﻟ م ﺎ أﺑﻧﺎء اﻟﺣﻘوق‪ ،‬أﺑﻧﺎء اﻟﺣ ‪ ...‬اﻟﺣ اﻟذ‬

‫ﯾﺟب‬

‫أن ﻣﺎرس أن ُﻌطﻰ‪ ،‬اﻟﺣ اﻟذ ﺑﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ اﻟﻌﺎﻟم‪ ،‬ﺑﻧﯾت ﻋﻠ ﻪ اﻟﺳﻣﺎء واﻷرض‪ ،‬ﻫذا اﻟﺣ ﯾﺟب‬ ‫أن ﯾﺗوﻓر ﺣﺗﻰ ﻧؤﻣن ﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻧﺎ رﺻﯾدﻩ اﻟوﺣﯾد اﻟﻛﺑﯾر‪ ،‬اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻛﺑﯾر‪ ،‬وﻋﻧد ذﻟك ﻧﺗﻣ ن ﻣن أن‬ ‫ﻧؤﻣن ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻧﺎ اﻟذ ﯾﺧﻠ اﻟﻘﻠ اﻟﺷدﯾد ﻓﻲ ﻧﻔوس ﺷ ﺎﺑﻧﺎ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إﻧﻧﻲ أطﻠب ﻣن اﻟﺷ ﺎب ﺎ طﻠﺑت ﻣن اﻟﻛﻠ ﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ أن ﯾﺟﺗﻣﻌوا‪ ،‬وأن ﺷ ﻠوا ار طﺔ طﻼﺑ ﺔ‬

‫ﺟﺑﻬﺔ طﻼﺑ ﺔ ﻟﻣﺳﺎﻧدة اﻟﺟﻧوب اﻟﻘﺿ ﺔ اﻟوطﻧ ﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬اﺣﺗﻼل اﻟﺟﻧوب ﺧطر ﻋﻠﻰ ﺎن ﻟﺑﻧﺎن‪.‬‬ ‫أﯾﻬﺎ اﻹﺧوة واﻷﺧوات‪،‬‬ ‫اﻷدﻟﺔ واﻟﻘراﺋن ﺗؤ د أن ﻫﻧﺎك ﺧطر اﻻﺣﺗﻼل اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻟﻠﻣﺛﻠث اﻟﻌرﻗوب وﻗﺳم ﻣن اﻟﺧ ﺎم وﻗﺳم‬ ‫ﻣن راﺷ ﺎ اﻟﻔﺧﺎر وﻗﺳم ﻣن ﺣﺎﺻﺑ ﺎ‪ ،‬وﺗﻠك اﻟﻣﻧﺎط‬

‫ﻟﺗطو‬

‫اﻟﺟ ش اﻟﺳور ‪ ،‬وﻟﻛﺳر ﺷو ﺔ‬

‫اﻟﻔداﺋﯾﯾن وﻟﺗﺄﺧﯾر ﻣؤﺗﻣر ﺟﻧﯾﻒ وﻟﺣﺻﺎر اﻟﺟ ش اﻟﺳور وﻟﻠﻣﺳﺎوﻣﺎت‪ ،‬وﻟﻠﺗﻌو ض ﻋن اﻟﻔﺷﻞ‬ ‫‪13 ‬‬ ‫‪ ‬‬


‫اﻟداﺧﻠﻲ ﻹﺳراﺋﯾﻞ واﺟﺗذاب اﻟﺻﻬﯾوﻧ ﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣ ﺔ أو ﻣزد ﻣن اﻻﺟﺗذاب‪ .‬ﻫذا اﻟﺧطر ﻣﻣ ن أن‬

‫ﺣﺻﻞ ﺣﺗﻰ ﻣ ن أن ون ﻫذا اﻟﺧطر ﺑد ًﻼ ﻋن اﻟﺣرب اﻟﻛﺑر اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣدﺛون ﻋﻧﻬﺎ ﺑﯾن اﻟﻌرب‬

‫و ﯾن إﺳراﺋﯾﻞ‪ ،‬أﻧﺎ ﻻ أﺧﻔ م ﺄﻧﻲ أﺧﺷﻰ‪ ...‬أﻧﺎﺷد ﻫذا اﻟوطن‪ ،‬أﻧﺎﺷد ﺿﻣﯾر ﻫذا اﻟوطن‪ ،‬ﻣن‬ ‫ﺳﻧوات أﻗول وﻟﻛن اﻟﯾوم أﻛﺛر ﻣن أ‬

‫وﻗت آﺧر أﺷﻌر ﺎﻟﺧطر‪ ،‬ﺧطر اﻻﺣﺗﻼل ﻓﻲ ﻗﺳم ﻣن‬

‫اﻟﺟﻧوب ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻗﺎﺋم ذﻟك اﻟﻘﺳم اﻟذ ﺷ ﻞ ﻣﻧﺎ ﻊ اﻟﻣﺎء ذﻟك اﻟﻘﺳم اﻟذ ُﯾذﻫب اﺳﺗراﺗﯾﺟ ﺔ‬ ‫ﺟﺑﻞ اﻟﺷﯾﺦ ﻠﻪ ذﻟك اﻟﻘﺳم اﻟذ ﺷ ﻞ ﻣﻧطﻘﺔ ﺧﺻ ﺔ اﺳﺗراﺗﯾﺟ ﺔ ﻣﻧ ﻌﺔ ﻟﻠﺑﻧﺎن‪ .‬ﻫذا اﻟﺧطر‬ ‫ﻣوﺟود‪.‬‬ ‫أﻧﺎ ﻻ أﻋﺗﻘد أن ﻫﻧﺎك ﻣﻬﻣﺔ ﻟﻠطﻼب ﻓﻲ ﺣ ﺎﺗﻬم أﻫم ﻣن ﻣﻬﻣﺔ ﺻ ﺎﻧﺔ اﻟوطن‪ٕ ،‬واذا اﺣﺗﻞ ﻻ ﺳﻣﺢ‬ ‫ﷲ ﻗﺳم ﻣن اﻟﺟﻧوب‪ ،‬ﻓﺈﺳراﺋﯾﻞ ﺳوف ﺗﺷرد ﻣﺎ ﺎﻧت ﺗﺷرد ﺳﺎ ًﻘﺎ ﺳﺗﺷرد أﻫﻞ اﻟﻣﻧطﻘﺔ وﺳ ون‬

‫اﻟﺑﻠد اﻟﻣﻬزوم أﻣﺎم ﻣوﺟﺔ ﻣن اﻟﻧﺎزﺣﯾن ﺧطر اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻻ طﺎق‪ ،‬ﺧطر اﻟﺗﻔﺟﯾر ﺧطر اﻟﺗﻔ ك‪ .‬ﻫذا‬

‫اﻟﺧطر ﻣوﺟود‪ .‬أﻧﺎ أطﺎﻟب اﻟﺷ ﺎب ﻣﺎ ﻋﻧدﻫم ﻣن اﻟطﺎﻗﺎت وﻣن اﻟرؤ ﺔ وﻣن اﻟﺧﺑرة أن ﯾﺗﻐﻠﺑوا‪،‬‬ ‫وأن ﯾﺗﺻدوا اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬وأن ﺷ ﻠوا ﺟﺑﻬﺔ طﻼﺑ ﺔ ﻟﻣﺳﺎﻧدة اﻟﺟﻧوب وﻟو ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ‬ ‫ﺎﻟذات وأن ﯾﺗﻔﺎﻫﻣوا ﻣﻌﻧﺎ ﻟﻬم أر ﻧﺳﻣﻊ ﻟرأﯾﻬم ﻟﻬم اﺳﺗ ﺿﺎح ﻧﻘدم ﻟﻬم اﻻﺳﺗ ﺿﺎح ﻟﻬم ﻣﻼﺣظﺎت‬

‫ﻧراﻋﻲ‪ ،‬إذا ﻧﺎ ﻓﻲ ﺻﻒ واﺣد ﻧﺗﻌﺎون وﻧﺗﻔ ﻋﻠﻰ اﻟوﺻول ﻟﻬدف واﺣد‪ .‬وطﻧﻧﺎ ﯾﻧﺎﺷدﻧﺎ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻧﺎ‬ ‫اﺿﺣﺎ وأؤ د ﻟﻛم أن ﻫذا‬ ‫طﻠب ﻣﻧﺎ اﻟﺗﺣرك‪ ،‬ﻣﺟﺎل اﻟﻛﻼم راح‪ .‬ﺗﻛﻠﻣﻧﺎ ًا‬ ‫ﻋﻣﻼ ﺳ ً‬ ‫ﺛﯾر ﻓﻠﻧﻌﻣﻞ ً‬ ‫طﺎ و ً‬ ‫اﻟﻌﻣﻞ اﻟ ﺳ ط ﺳ ون ﺑدا ﺔ اﻟﻌﻣﻞ اﻟواﺳﻊ و ﻧﺎء اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻞ اﻷﻓﺿﻞ ﻟﻬذا اﻟوطن‪.‬‬ ‫واﻟﺳﻼم ﻋﻠ م‪.‬‬

‫‪14 ‬‬ ‫‪ ‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.