اﻟﻌﻧوان :ﻓﺎطﻣﺔ ﻓﺻﻞ ﻣن ﺗﺎب اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻹﻟﻬ ﺔ اﻟﻣوﺿوع :ﻣﻘدﻣﺔ ﺗﺎب – ﻓﺎطﻣﺔ اﻟزﻫراء )ع( وﺗر ﻓﻲ ﻏﻣد ﻘﻠم اﻹﻣﺎم ﻣوﺳﻰ اﻟﺻدر اﻟﻣ ﺎن واﻟﺗﺎر ﺦ :ﺻور1968/9/22 - اﻟﻣرﺟﻊ :ﺗﺎب "ﻓﺎطﻣﺔ اﻟز ا وﺗٌر ﻓﻲ ﻏﻣد" ﻫرء ْ ﺳم ﷲ اﻟرﺣﻣن اﻟرﺣ م ﻫرء أوًﻻ -ﻓﺎطﻣﺔ اﻟز ا
إن ﷲ ﻟ ﻐﺿب ﻟﻐﺿب ﻓﺎطﻣﺔ و رﺿﻰ ﻟرﺿﺎﻫﺎ .ﻓﺎطﻣﺔ ﺿﻌﺔ ﻣﻧﻲ ﻣن آذاﻫﺎ ﻓﻘد آذاﻧﻲ وﻣن أﺣﺑﻬﺎ ﻓﻘد أﺣﺑﻧﻲ .ﻓﺎطﻣﺔ ﻗﻠﺑﻲ وروﺣﻲ اﻟﺗﻲ ﺑﯾن ﺟﻧﺑﻲ .ﻓﺎطﻣﺔ ﺳﯾدة ﻧﺳﺎء اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن. ﻫذﻩ اﻟﺷﻬﺎدات وأﻣﺛﺎﻟﻬﺎ ﺗواﺗرت ﻓﻲ ﺗب اﻟﺣدﯾث واﻟﺳﯾرة ﻋن رﺳول ﷲ ﻣﺣﻣد ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ ﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠم ،اﻟذ ﻻ ﯾﻧط ﻋن اﻟﻬو وﻻ ﯾﺗﺄﺛر ﺑﻧﺳب أو ﺳﺑب وﻻ ﺗﺄﺧذﻩ ﻓﻲ ﷲ ﻟوﻣﺔ ﻻﺋم.
ﻣواﻗﻒ ﻣن ﻧﺑﻲ اﻹﺳﻼم اﻟذ
ذاب ﻓﻲ دﻋوﺗﻪ ،و ﺎن ﻟﻠﻧﺎس ﻓ ﻪ أﺳوة ﻓﺄﺻ ﺣت ﺧﻔﻘﺎت ﻗﻠ ﻪ
وﻧظرت ﻋﯾﻧﻪ وﻟﻣﺳﺎت ﯾدﻩ وﺧطوات ﺳﻌ ﻪ ٕواﺷﻌﺎﻋﺎت ﻓ رﻩ ،ﻗوﻟﻪ وﻓﻌﻠﻪ وﺗﻘر رﻩ ،وﺟودﻩ ﻠﻪ أﺻ ﺢ ا ﺗﻌﺎﻟ م اﻟدﯾن وأﺣ ﺎم ﷲ وﻣﺻﺎﺑ ﺢ اﻟﻬدا ﺔ وﺳﺑﻞ اﻟﻧﺟﺎة.
ﻣر اﻟزﻣن و ﻠﻣﺎ ﺗطورت أوﺳﻣﺔ ﻣن ﺧﺎﺗم اﻟرﺳﻞ ﻋﻠﻰ ﺻدر ﻓﺎطﻣﺔ اﻟز ا ﻫرء ،وﺗزداد ﺗﺄﻟًﻘﺎ ﻠﻣﺎ ّ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت و ﻠﻣﺎ ﻻﺣظﻧﺎ اﻟﻣﺑدأ اﻷﺳﺎس ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ ﻼﻣﻪ ﻟﻬﺎ " :ﺎ ﻓﺎطﻣﺔ إﻋﻣﻠﻲ ﻟﻧﻔﺳك ﻓﺈﻧﻲ ﺷﯾﺋﺎ". ﻻ أﻏﻧﻲ ﻋﻧك ﻣن ﷲ ً
ﻫرء ﻫذﻩ ﻣﺛﺎل اﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ ﯾردﻫﺎ ﷲ ،ﻗطﻌﺔ ﻣن اﻹﺳﻼم اﻟﻣﺟﺳد ﻓﻲ ﻣﺣﻣد ،وﻗدوة ﻓﻲ ﻓﺎطﻣﺔ اﻟز ا ﺣ ﺎﺗﻬﺎ ﻟﻠﻣرأة اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ وﻟﻺﻧﺳﺎن اﻟﻣؤﻣن ﻓﻲ ﻞ زﻣﺎن وﻣ ﺎن. ودرﺳﺔ ﺣ ﺎﺗﻬﺎ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼم وذﺧﯾرة إن ﻣﻌرﻓﺔ ﻓﺎطﻣﺔ ﻓﺻﻞ ﻣن ﺗﺎب اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻹﻟﻬ ﺔ ،ا ﻗّﻣﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن اﻟﻣﻌﺎﺻر. ﺛﺎﻧً ﺎ -ﻣﻊ اﻟﻣؤﻟﻒ ﺑﻬذا اﻹﺣﺳﺎس ﻧت أﺳﺗﻣﻊ إﻟﻰ اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﺟﻠﯾﻞ واﻷدﯾب اﻟﻌ ﻘر ﺳﻠ ﻣﺎن اﻟﻛﺗﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻوﻣﻌﺗﻪ ﻫرء وﺗر ﻓﻲ ﻏﻣد( .ﻧت ﺑﺑﻠدة ﺳ ﻧﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻔﺢ ﺟﺑﻞ ﺻﻧﯾن ،وﻫو ﯾﺗﻠو ﺗﺎ ﻪ اﻟﻌزز )ﻓﺎطﻣﺔ اﻟز ا أﺳﺗﻣﻊ إﻟ ﻪ وأر أﻣﺎﻣﻲ ﻟوﺣﺎت ارﺋﻌﺔ ،ﺗﻛﺷﻒ ﺑوﺿوح ﺟﻣﺎل ذوﻗﻪ وروﻋﺔ ﻓﻧﻪ. ِ رت ﻣﻌﻪ ﺳﺎﻋﺎت ﻓﻲ دﻧ ﺎ ﻓﺎطﻣﺔ اﻟرﺣ ﺔ اﻟﻣﺷرﻗﺔ ،ﻓﺄﺷﻌر ﺎﻟﺳﻣو واﻟرﻓﻌﺔ وأﻧﻌم اﻟ ﺻر واﻟ ﺻﯾرة ﺳ ُ ﻟﺗرث اﻟﻣﺟﯾد اﻟﻣوﺟﻪ. وأﻋﺗز ﻌﻘﻠﻲ وﻗﻠﺑﻲ أﻣﺎم ﻫذا ا ا
1
ﻣﺗﻌﺔ اﻟﻌﻣر ﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺳﺎﻋﺎت ،أﻣﺎم اﻟﺟﻣﺎل اﻹﻟﻬﻲ ﻓﻲ ﺟﻠوة ﻓﺎطﻣﺔ اﻟﻣﻧﻌ ﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻓ ر وﻗﻠب ﻫذا اﻟرﺟﻞ اﻟﻣرآة اﻟود ﻊ. ﻫرء ﻣﺗﻧ ًار ﻗدر وﻋدت إﻟﻰ ﻣﻘدﻣﺔ اﻟﻛﺗﺎب ﻓﺳﻣﻌﺗﻪ ﯾﺗﺎ ﻊ و ﻘرأ" :ﻟﻬذا ﻓﺳوف أﻛﺗب ﻓﻲ ﻓﺎطﻣﺔ اﻟز ا اﻹﻣ ﺎن ﻟﺣرف اﻟﺟر ﻫذا ﻌﻧﻲ ﺣرف "ﻋن" اﻻداة اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺗب اﻟﺳﯾر وﺳﺄﻛون ﻣﺗﻧ ًار ﻟﻠﺳرد
ﺿﺎ ،ﻓﺎﻟرﺷﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﻲ أﻧﻣﻠﻲ ،ﻟ س ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗﻛون ﻣﺧﺗﺑر ﺣﻠﻞ ﻧﺳ ﺔ اﻟﺣدﯾد واﻟﻛﺑرت ﻓﻲ ﺳﺎق ًا أ ً زﻫرة ،أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﻟﻬﺎ أن ﺗرﺳم اﻟﻠون ﻓﯾﻬﺎ وﺗﻬﺗز ﻣن ﻓوح اﻟﻌﺑﯾر".
ﻗﻠت ﻟﻪ :وﻫﻞ ﺧﺻﺻت ﻣﻌرﺿك اﻟﻔﺎطﻣﻲ اﻟﺑد ﻊ ﻫذا ،ﺎﻟذﯾن ﻋرﻓوا ﻓﺎطﻣﺔ واطﻠﻌوا ﻋﻠﻰ ﺣ ﺎﺗﻬﺎ ﻋن طر
ﺗب اﻟﺳﯾرة واﻟﺳرد ،وﻣﻧﻌت اﻟذﯾن ﯾردون أن طﻠﻌوا ﻋﻠﻰ ﺳﯾرﺗﻬﺎ.
ﻫﻼ رﺳﻣت اﻟطر ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻋﯾن اﻟﺷﻣس وﻧ ﻊ اﻟﺣ ﺎة ،ﻟﻛﻲ ﯾﺗﻣ ن ﻣﺟﺗﻣﻌﻧﺎ اﻟذ
ﻘر اﻟﻛﺗﺎب أ
ﻣن ﺗر ﺔ اﻟﻣرأة اﻟﻔﺎطﻣ ﺔ واﻟرﺟﻞ اﻟﻔﺎطﻣﻲ. ﻟرﺋﻌﺔ ﺳوف ﺗﻌﺟب وﺗﺟﺗذب أرواح اﻟﻧﺎس اﻟﺣﺎﺋرة ،اﻟﺗﻲ ﺿﺎﻗت ﻗﻠت ﻟﻪ :إن ﻫذﻩ اﻟﻠوﺣﺎت ا ا ﺎﻷ ﺣﺎث واﻵراء واﻟﺗﺟﺎرب ﻋن اﻟﻣرأة ،ﺣﺗﻰ أﺻ ﺣت اﻟﻣرأة ﻫﻲ ﻋﻘدة اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻘد م واﻟﺣدﯾث؛ وﻫذا اﻹﻋﺟﺎب واﻻﺟﺗذاب ﺑدورﻫﻣﺎ ﯾؤد ﺎن إﻟﻰ اﻟ ﺣث واﻟﺗﻔﺗ ش ﻋن اﻟﻣواد اﻟﺗﻲ وﻧت
ﻫذﻩ اﻟﻠوﺣﺎت ،ﻋن اﻟﺣدﯾد واﻟﻛﺑرت ،وﻋن اﻟﻣدﺧﻞ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﺑﯾوت اﻟﺗﻲ أذن ﷲ أن ﺗُرﻓﻊ.
إن اﻟ ﺎﺣﺛﯾن اﻟﺟدد ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟم اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺳﻣوﻧﻬﺎ ﺣﺿﺎرة اﻟﺟﻧس ،وﻫذا
ﺷﻒ ﻋن ﺧطورة
ﺟرء اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ﺗﺟرﺔ اﻟﺣﺿﺎرة ﺣول ﻟر ﻓﻲ اﻟﻣرأة وﻋن اﻷﺧطﺎء اﻟﻛﺑر اﻟﺗﻲ ﻧﻌﺎﻧﯾﻬﺎ ﻣن ا ﻋﻘدة ا أ اﻟﻣرأة. إن آراء اﻟﻛﺗّﺎب وﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس واﻟﻣﺎد ﺔ اﻟﻣﺗﺣ ﻣﺔ ﻓﻲ ﻞ ﺷﻲء وﻓﻲ اﻟﻣرأة ﺎﻟذات ،ﻗد أظﻠﻣت اﻟدروب وأﻏرﻗﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻫواء ﻓﺿﺎع اﻟﺻواب وﻋﻣت اﻟﺣﯾرة ،واﻧﻬﺎرت إﻧﺳﺎﻧ ﺔ اﻟﻣرأة ﺗﺣت وطﺄة اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﻘد ﻣﺔ واﻟﺣدﯾﺛﺔ. إﻧﻧﺎ ﻧﺷﻌر اﻟﯾوم أﻛﺛر ﻣن أ
ﻫرء ،ﻟﻛﻲ وﻗت ﻣﺿﻰ ﺎﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺳرد ﻣوﺟز ﻟﺣ ﺎة ﻓﺎطﻣﺔ اﻟز ا
ﻧﺟﻌﻠﻬﺎ ﻗﺎﺋدة وﻧﻘﺗ س ﻣن ﻓ ض ﺳﯾرﺗﻬﺎ ﻓﻲ طر اﻟﺻﻼح واﻹﺻﻼح. ﻗﻠت ﻟﻪ ﻫذا ﻠﻪ .ﻓﺳﻣﻌﺗﻪ ﻘول ﺻوت واﺛ و ﺷﻌور ﻣن أ ّد اﻟواﺟب: ﻟﻘد ﺗر ت ﻟك ﻫذا اﻷﻣر ﺣﺗﻰ ﺗﻛﺗب ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ اﻟﻛﺗﺎب وﺗؤد ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ ،ﻓ ﺗﻣﻞ اﻟﻌﻘد و ﺑﻠﻎ اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻧﺻﺎب. ﺷﻌرت ﺎﻹ ا ﺿﺎ ،ﻓﻧﻘﻠت ﻟﻪ ﻼم اﻟﻣﻘدس اﻹﻣﺎم ﻋﺑد ﺣرج اﻟﻛﺑﯾر أﻣﺎم اﻟﻐﺎ ﺔ اﻟﺳﺎﻣ ﺔ وأﻣﺎم اﻟوﺳﯾﻠﺔ أ ً اﻟﺣﺳﯾن ﺷرف اﻟدﯾن ﻓﻲ ﺗﻘرظ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺎب" :اﻹﻣﺎم ﻋﻠﻲ ﺻوت اﻟﻌداﻟﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧ ﺔ" ،ﻣﺧﺎطًﺎ
ﻗر ﻪ ﺗﺎ ك(. ﻣؤﻟﻔﻪ اﻷدﯾب اﻟﻼﻣﻊ )أﻋرﻧﻲ ﻗﻠﻣك ﻟﻛﻲ أ ّ ﻫذﻩ ﻠﻣﺎت ﻣن أﺿﺎءت ﺗ ﻪ ورﺳﺎﺋﻠﻪ ﺳﻣﺎء اﻟﻛﺗب ،وﻋﺎﻟم اﻷ ﺣﺎث واﻟرﺳﺎﺋﻞ ،ﻓ ﯾﻒ ﻘﻠﻣﻲ
اﻟﻘﺎﺻر و ﺿﺎﻋﺗﻲ اﻟﻣزﺟﺎة. 2
ﻫرء ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﻣﺗواﺿﻌﺔ ،وأؤد وﻣﻊ ذﻟك ﻠﻪ ﻓﺳوف أﺳﺗﻣد ﻣن ﻓﺎطﻣﺔ اﻟز ا
اﻟﻣﺳﺗطﺎع ﺳﺎﺋ ًﻼ اﻟﻣوﻟﻰ ﻟﻲ وﻟﻠﻘﺎرئ اﻟﻛرم ﺗوﻓﯾ اﻟرؤ ﺔ اﻟﺻﺎﺋ ﺔ واﻹﻗﺗ ﺎس.
اﻟواﺟب ﻗدر
ﺛﺎﻟ ًﺛﺎ -اﻟﻣرأة:
اﻟﺣﻘ ﻘﺔ أن اﻛﺗﺷﺎف ﻣوﻗﻒ اﻹﺳﻼم ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣرأة ﻓﻲ ﻫذا اﻟوﻗت ﻻ ﯾﺧﻠو ﻣن ﻌض اﻟﺻﻌو ﺎت، وزدت اﻟﺻﻌو ﺔ ﺣﯾث إن ﻫﻧﺎك آﺛﺎ ًار دﯾﻧ ﺔ إﺳﻼﻣ ﺔ ﺗﺑدو ﻓﻲ ﺎدئ اﻷﻣر أﻧﻬﺎ ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ وﻣﺗﺧﺎﻟﻔﺔ ،ا ﺗزل ﻋﻧد ﻌض اﻟﺷﻌوب اﻹﺳﻼﻣ ﺔ ،اﺧﺗﻠطت ﻫذﻩ ﺣﯾﻧﻣﺎ اﺧﺗﻠطت ﻌض اﻟﻌﺎدات ،اﻟﺗﻲ ﺎﻧت وﻻ ا ﻓﺧّﯾﻞ ﻟﻠ ﺎﺣث أن ﺟﻣ ﻌﻬﺎ ﻣن اﻹﺳﻼم. اﻟﻌﺎدات ﺎﻟﺗﻌﺎﻟ م اﻹﺳﻼﻣ ﺔ اﻷﺻﯾﻠﺔ ُ ٕواذا ﻻﺣظﻧﺎ آراء اﻟﻣﺳﺗﺷرﻗﯾن ،ﺣﺗﻰ أﺻﺣﺎب اﻟﻧوا ﺎ اﻟﺣﺳﻧﺔ ﻣﻧﻬم ،ودرﺳﻧﺎ ﻣﺎ ﺗ ﻪ ﻌض اﻟﻛﺗّﺎب ﻟدرﺳ ﺔ ﺟﻌﻠت اﻟﻣوﻗﻒ اﻟﺣﻘ ﻘﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣرأة ﺿﺎ ،ﻧﺟد أن ﻫذﻩ اﻟﺻﻌو ﺎت ا ا اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن أ ً
ﻣﺿﺎ ﻣﺟﻬوًﻻ ،ﺣﺗﻰ إن أﻛﺛرﻫم ﺗﺑﻧوا آراء ﻌﯾدة ﻋن اﻟﺣﻘ ﻘﺔ و ﻌﺿﻬم اﻋﺗﺑر اﻟﻣرأة ﻣظﻠوﻣﺔ ﻓﻲ ﻏﺎ ً اﻹﺳﻼم. ﻟﺗرث ،ﻓﻬﻧﺎك ﺗﻌﺎﻟ م دﯾﻧ ﺔ ﻣﺄﺛورة وﻋﺎدات ﻣوروﺛﺔ ﻏﯾر واﻟﺣﻘ ﻘﺔ أن ﻋﻧد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻧوﻋﯾن ﻣن ا ا
واردة ﻓﻲ اﻵﺛﺎر اﻟدﯾﻧ ﺔ و ﺟب اﻟدﻗﺔ واﻻﻫﺗﻣﺎم ﻟﻔﺻﻞ أﺣدﯾﻬﻣﺎ ﻋن اﻷﺧر .ﺛم أن اﻵﺛﺎر اﻟدﯾﻧ ﺔ
ﺿﺎ ﻧوﻋﺎن :ﻗﺳم ﯾﺗﺣدث ﻋن وﺿﻊ اﻟﻣرأة ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﺗﺎرﺦ ،واﻟﻘﺳم اﻵﺧر اﻹﺳﻼﻣ ﺔ أ ً ﻫو ﺗﻌﺎﻟ م أﺳﺎﺳ ﺔ ﺧﺎﻟدة.
ﻟﻔت ﻧظر اﻟ ﺎﺣث إﻟﻰ ﻣﺻطﻠﺢ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻣﻧط وأﺻول اﻟﻔﻘﻪ ،ﺣﯾث ﻔرﻗون وﺗوﺿ ًﺣﺎ ﻟﻬذا ا أ ﻟر أ ُ ﻓﻲ ﻞ ﺧﺑر )وﺣﺳب ﻣﺻطﻠﺣﻬم ﻞ ﻗﺿ ﺔ( ،ﺑﯾن اﻟﻘﺿ ﺔ اﻟﺣﻘ ﻘ ﺔ واﻟﻘﺿ ﺔ اﻟﺧﺎرﺟ ﺔ :ﺣﯾث إن
اﻷوﻟﻰ ﺗ ﺣث ﻋن اﻷﺣ ﺎم اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻟﻠﻣوﺿوع أﯾﻧﻣﺎ وﺟدت وﻓﻲ ﻞ زﻣﺎن وﻣ ﺎن ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﺗﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣوﺿوع اﻟﻘﺎﺋم ﻓﻲ زﻣﺎن ﺻدور اﻟﺣ م وﺗ ﺣث ﻋن ﺣﺎﻟﺗﻪ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت دون ﺳواﻩ.
أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻘرﻧ ﺔ وﻷﺟﻞ اﻛﺗﺷﺎف ﺣﻘ ﻘﺔ اﻟﻣوﻗﻒ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣرأة ،ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﺟﻌﻞ ﻣن اﻵ ﺎت ا ا ً
ﻟﻠ ﺣث ﻋن اﻟﻣرأةٕ ،واطﺎ ًار ﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﻌﺎﻟ م اﻟﺣﻘ ﻘ ﺔ ﻻ اﻟﺧﺎرﺟ ﺔ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﻣرأة ،وﻋﻧدﺋذ ﻓﻘط ﻧﺗﻣ ن ﻣن ﻓﺻﻞ اﻟﻌﺎدات ﻋن اﻷﺣ ﺎم ،وﻣن ﻣﻌرﻓﺔ اﻷﺣ ﺎم اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ وﺗﻣﯾﯾزﻫﺎ ﻋن اﻵراء اﻟﻣرﺣﻠ ﺔ. أر اﻟﻘرآن ﻓﻲ اﻟﻣرأة:
اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﺟﻣ ﻊ اﻵراء اﻟﻔﻠﺳﻔ ﺔ واﻟﻣذﻫﺑ ﺔ واﻟﻌﺎدات اﻟﺗﻲ ﺎﻧت ﻗﺑﻞ وﺣﺎل ﻧزوﻟﻪ وﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﺛﯾر ﻣن اﻵراء واﻟﻌﺎدات اﻟﻣﺗﺎﺧرة ،اﻟﻘرآن ﺣدد اﻟﻣرأة و ﻌﺗﺑرﻫﺎ ﻣﺛﻞ اﻟرﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﺣﻘ ﻘﺔ وﻓﻲ اﻟذات﴿ :وﻣن آ ﺎﺗﻪ أن ﺧﻠ ﻟﻛم ﻣن أﻧﻔﺳ م أزوا ًﺟﺎ﴾ ]اﻟروم .[21 ،ﺛم ﻌﻠن أﻧﻬﺎ ﻣﻣر ﻹﻧﺟﺎب اﻟرﺟﻞ وﻻ ﺣﻘ ًﻼ ﻟﺑذرﻩ ﴿ :ﺎ أﯾﻬﺎ ﺗﺷﺎرك ﻣﺷﺎر ﺔ ﺟوﻫرﺔ ﻓﻲ ﺗﻛو ن اﻟطﻔﻞ ،وﻟ ﺳت ًا اﻟﻧﺎس اﺗﻘوا ر م اﻟذ
ﺛﯾر وﻧﺳﺎ ًء﴾ ﺧﻠﻘﻛم ﻣن ﻧﻔس واﺣدة وﺧﻠ ﻣﻧﻬﺎ زوﺟﻬﺎ و ث ﻣﻧﻬﻣﺎ رﺟ ًﺎﻻ ًا 3
ﻣﺣﻣدا ﺎﻟذات ﺷﺎﻫد ﺻدق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣوﻗﻒ ،ﺣﯾث ﺟﻌﻞ ﻧﺳﻠﻪ ]اﻟﻧﺳﺎء .[10 ،وﻗد ﺟﻌﻞ ﷲ اﻟﻧﺑﻲ ً ﻣن ﻓﺎطﻣﺔ ورد ﻋﻠﻰ ﻣن ﺳﻣﺎﻩ أﺑﺗر ﻌد ﻣوت ا ا ﺑرﻫ م اﺑﻧﻪ ﻣن ﻣﺎر ﺎ اﻟﻘ ط ﺔ﴿ :إﻧﺎ اﻋطﯾﻧﺎك اﻟﻛوﺛر * ﻓﺻﻞ ﻟرك واﻧﺣر * إن ﺷﺎﻧﺋك ﻫو اﻷﺑﺗر﴾ ]اﻟﻛوﺛر[ ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻣن اﻟﻬﺟرة.
و ؤ د اﻟﻘرآن ﻓﻲ ﺛﯾر ﻣن اﻵ ﺎت ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎواة و رر ﻋ ﺎرة " ﻌﺿﻬم ﻣن ﻌض" ،ﺛم ﺳن ﻗواﻧﯾن ﺟزء اﻟﺟﺳد ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻧﻔس ﻌﻧﻲ ﺣﺗرم ﻧﻔس اﻟﻣرأة وطرف اﻟﻣرأة ،اﻟطرف ﻓﻲ ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻔﻘﻬﺎء أ ا ﻻ ا اﻟﺣ ﺎة ،ﻓﺎﻟد ﺔ واﻟﻘود واﻟﻘﺻﺎص ﺛﺎﺑﺗﺔ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠرﺟﻞ واﻟﻣرأة ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺻﯾﻞ ﻣذ ور ﻓﻲ اﻟﻛﺗب اﻟﻔﻘﻬ ﺔ، ﺣﺗرم ﻋﻣﻞ اﻟﻣرأة ﻣﺎدًﺎ ،ﻣن اﻟﻣﺣرﻣﺎت اﻟﻛﺑﯾرة ﻓرض ﻋﻣﻞ ﻋﻠﻰ اﻟرﺟﻞ وﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة ﺣﺗﻰ ﻣن وﻻ ا زوﺟﻬﺎ ،أو ﻣﻧﻊ اﻟرﺟﻞ أو اﻟﻣ أرة ﻣن اﻟﻌﻣﻞ وﺣﺟز ﺣرﺗﻬﻣﺎ ،أو ﺣرﻣﺎن اﻟﻌﺎﻣﻞ أو اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ أﺟرﺗﻬﻣﺎ.
ﻋﻣرنٕ [195 ،واﻗﺗﺻﺎدًﺎ، ا وﻣﻌﻧوًﺎ﴿ ،إﻧﻲ ﻻ أﺿ ﻊ ﻋﻣﻞ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻧ م ﻣن ذ ر أو أﻧﺛﻰ﴾ ]آل ﴿ﻟﻠرﺟﺎل ﻧﺻﯾب ﻣﻣﺎ ﺳﺑوا وﻟﻠﻧﺳﺎء ﻧﺻﯾب ﻣﻣﺎ اﻛﺗﺳﺑن﴾ ]اﻟﻧﺳﺎء .[32 ،وﺳ ﺎﺳًﺎ ﴿ :ﺎ أﯾﻬﺎ اﻟﻧﺑﻲ
ﺷﯾﺋﺎ وﻻ ﺳرﻗن وﻻ ﯾزﻧﯾن وﻻ ﻘﺗﻠن أوﻻدﻫن إذا ﺟﺎءك اﻟﻣؤﻣﻧﺎت ﯾ ﺎ ﻌﻧك ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﺷر ن ﺎﻪﻠﻟ ً وﻻ ﺄﺗﯾن ﺑﺑﻬﺗﺎن ﻔﺗرﻧﻪ ﺑﯾن أﯾدﯾﻬن وأرﺟﻠﻬن وﻻ ﻌﺻﯾﻧك ﻓﻲ ﻣﻌروف ﻓ ﺎ ﻌﻬن واﺳﺗﻐﻔر ﻟﻬن﴾
ﻟﻣﯾرث﴿ ،ﻟﻠرﺟﺎل ﻧﺻﯾب ﻣﻣﺎ ﺗرك اﻟواﻟدان واﻷﻗرون ﻟﻘرﺑﺗﻬﺎ ﻓﻲ ا ا ﺣﺗرﻣﻪ ا ]اﻟﻣﻣﺗﺣﻧﺔ [13 ،و ؤ د ا ا
ﻣﻔروﺿﺎ﴾ ]اﻟﻧﺳﺎء[7 ، وﻟﻠﻧﺳﺎء ﻧﺻﯾب ﻣﻣﺎ ﺗرك اﻟواﻟدان واﻷﻗرون ﻣﻣﺎ ﻗﻞ ﻣﻧﻪ أو ﺛر ﻧﺻﯾًﺎ ً ﻋﺗرﻓﻪ ﺑﺟﻣ ﻊ ﺣﻘوﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻣ ﻊ ﺷؤون اﻟﺣ ﺎة﴿ .وﻟﻬن ﻣﺛﻞ اﻟذ ﻋﻠﯾﻬن﴾ ]اﻟ ﻘرة.[22 ، وا ا
وﻻ ﻧﺟد ﻓﻲ ﺟﻣ ﻊ اﻵ ﺎت اﻟﻘرآﻧ ﺔ ﻣﺎ ﻣﻧﻊ اﻟﻣرأة ﻣن اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ أﻣواﻟﻬﺎ ،ﺣﺗﻰ ﻌد اﻟزواج] ،ﻓ ﻣﺎ[ ﯾزل ﻌض اﻟﻘواﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﻌﺎﺻر وﻓﻲ اﻟ ﻼد اﻟﻣﺗﺣﺿرة ،ﺣﺟر ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة ﻌد اﻟزواج ﻻ ا
ﻓﻲ ﻣﺎ ﻟﻬﺎ .أو ﺳﻣﺢ ﻔرض اﻟزواج ﻋﻠﯾﻬﺎ دون رﺿﺎﻫﺎ .وﺣ
اﻟواﻟد ﻓﻲ زواﺟﻬﺎ اﻷول ﺣ
اﺳﺗﺷﺎر وﻟ س ﻟﻪ ﻓرض اﻟزواج ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﺛم أن اﻟواﻟد إذا ﻋﺿﻞ وﻣﻧﻊ اﻟﺑﻧت ﻣن اﻟزواج ﻣﻊ وﺟود اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ واﻟﻛﻔﺎءة ،ﺳﻘط ﺣﻘﻪ. ﺟدا، واﻵ ﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺿﯾﻒ اﻟﻣرأة إﻟﻰ اﻟرﺟﻞ ﻟﺑ ﺎن اﻷﺣ ﺎم أو اﻟﺗﻘدﯾر أو اﻟﻣواﻋظ أو اﻟﻌﺑر ﺛﯾرة ً
ﻟﺣﺎ ﻣن ذ ر دون أن ﺗﻘﻠﻞ ﻣن ﻣﻘﺎﻣﻬﺎ أو ﺗﺣﺗﻘرﻫﺎ أو ﺗﻌﺗﺑرﻫﺎأاﻗﻞ ﺷﺄًﻧﺎ ﻣن اﻟرﺟﻞ﴿ .ﻣن ﻋﻣﻞ ﺻﺎ ً أو أﻧﺛﻰ وﻫو ﻣؤﻣن ﻓﻠﻧﺣﯾﯾﻧﻪ ﺣ ﺎة طﯾ ﺔ وﻟﻧﺟزﻧﻬم أﺟرﻫم ﺄﺣﺳن ﻣﺎ ﺎﻧوا ﻌﻣﻠون﴾ ]اﻟﻧﺣﻞ.[97 ،
﴿إن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن واﻟﻣﺳﻠﻣﺎت واﻟﻣؤﻣﻧﯾن واﻟﻣؤﻣﻧﺎت واﻟﻘﺎﻧﺗﯾن واﻟﻘﺎﻧﺗﺎت واﻟﺻﺎدﻗﯾن واﻟﺻﺎدﻗﺎت واﻟﺻﺎﺑرن واﻟﺻﺎﺑرات واﻟﺧﺎﺷﻌﯾن واﻟﺧﺎﺷﻌﺎت واﻟﻣﺗﺻدﻗﯾن واﻟﻣﺗﺻدﻗﺎت واﻟﺻﺎﺋﻣﯾن واﻟﺻﺎﺋﻣﺎت واﻟﺣﺎﻓظﯾن ﻓروﺟﻬم واﻟﺣﺎﻓظﺎت واﻟذاﻛرن ﷲ ًا ﺟر ﻋظ ًﻣﺎ﴾ ﺛﯾر واﻟذاﻛرات أﻋد ﷲ ﻟﻬم ﻣﻐﻔرة وأ ًا ]اﻷﺣزاب.[35 ، وﻓﻲ ﺧﺻوص اﻟﺣ ﺎة اﻟزوﺟ ﺔ وﻷﺟﻞ ﺻ ﺎﻧﺔ اﻟزوﺟﺔ ،وﻋدم وﺻول اﻟﺣ ﺎة اﻟﻣﺷﺗر ﺔ ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن
إﻟﻰ ﻣﺄزق ،وﺣﺗﻰ ﻣ ن اﻟﺑت ﺎﻷﻣور اﻟﻌﺎﺋدة إﻟﻰ ﺷؤوﻧﻬﻣﺎ اﻟﻣﺷﺗر ﺔ ﺟﻌﻞ ﻟﻠرﺟﻞ ﻋﻠﻰ زوﺟﺗﻪ، 4
دون ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻧﺳﺎء درﺟﺔ ،وذﻟك ﻌد أن أﻛد ﺗﻣﺎﺛﻞ اﻟﺣﻘوق واﻟواﺟ ﺎت ﻓﻲ اﻵ ﺔ اﻟﻛرﻣﺔ﴿ :وﻟﻬن ﻣﺛﻞ اﻟذ ﻋﻠﯾﻬن ﺎﻟﻣﻌروف وﻟﻠرﺟﺎل ﻋﻠﯾﻬن درﺟﺔ﴾ ]اﻟ ﻘرة.[22 ،
وﻫذﻩ اﻟدرﺟﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻋﺑر اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣ ﺎن آﺧر﴿ .اﻟرﺟﺎل ﻗواﻣون ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺳﺎء ﻣﺎ
ﻓﺿﻞ ﷲ ﻌﺿﻬم ﻋﻠﻰ ﻌض و ﻣﺎ أﻧﻔﻘوا﴾ ]اﻟﻧﺳﺎء.[34 ،
درﺳﺔ اﻟﻘرآن اﻟﻛر م ﯾﺟد أن اﻟﻔروق اﻟﺗﻲ ﯾﺛﺑﺗﻬﺎ ﺑﯾن اﻟرﺟﻞ واﻟﻣرأة ،ﺗﻛرس اﻟﻣﺳﺎواة واﻟﻣﺗﻌﻣ ﻓﻲ ا
اﻟذاﺗ ﺔ وﺗوﻟﻲ اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟﻌﺎدل ﺄﻣرﻫﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء .ﻓﺎﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ اﻷﺣ ﺎم وﻓﻲ اﻟواﺟ ﺎت
واﻟﺣﻘوق ،إﻧﻣﺎ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎءات ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ٕواﻟﻰ اﺧﺗﺻﺎص ﻞ ﻣﻧﻬﻣﺎ ،ﻓﻲ أﻛﺛر اﻷﺣ ﺎن ،ﺑﻧوع ﺧﺎص ﻣن اﻹﺳﺗﻌداد ﯾﺧﺗﻠﻒ ﻋن اﻵﺧر. ﻓﺎﻟﻣرأة ﻣﻘﺗﺿﻰ َﺧ ِﻠﻘﻬﺎ اﻟﺟﺳد واﻟروﺣﻲ ﺗﺻﻠﺢ ﻟﻸﻣوﻣﺔ وﻟﺗر ﺔ اﻟطﻔﻞ وﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻋﺗﺑرت أﻫم ﺑﻧﺎء ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻣوﺟب اﻟﺣدﯾث اﻟﻧﺑو . ﺑﻧﺎء أﺣب ﻋﻧد ﷲ ﻣن اﻟزواج) .ﺣدﯾث ﺷرﻒ(. ﻣﺎ ﺑﻧﻲ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ً إن ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘﻞ ﺗﺄ ًا ﺛﯾر ﻋن أ ﻣﻬﻣﺔ ﺣ ﺎﺗ ﺔ أﺧر ،ﺣﯾث إﻧﻬﺎ ﺗﺻﻧﻊ اﻟﻔرد وﻫو ﻗوام
اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ،أن ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻟﻣرأة ،ﻓﺎﻹﺳﻼم ﯾﻧﺻﺣﻬﺎ ﺑﺗﺣﻣﻞ ﻫذﻩ اﻟرﺳﺎﻟﺔ دون أن
ﻔرض ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻓﻠ س اﻟزواج واﺟًﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻻ أداء ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﺎم ﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﺳب اﻟﺗﻔﺎﺻﯾﻞ اﻟﻣذ ورة ﻓﻲ ﺗب اﻟﻔﻘﻪ .ﺛم ﺣﺎول ﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟﺟو اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻬﺎ ﻟﻛﻲ ﺗﺗﻔرغ ﻷداء ﻫذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ،
ﻓ ﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟرﺟﻞ أن ُﯾﻧﻔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﺳﻬ ًﻼ ﻟﻣﻬﻣﺗﻬﺎ. ﻌوض ﻋﻠﻰ اﻟرﺟﻞ ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ ﺣﺻﺗﻪ ﻓﻲ ا ا ﻟﻣﯾرث ﻟﺣﺻﺗﻬﺎ ،ﺣﺗﻰ ﺗﺗﺣﻘ اﻟﻌداﻟﺔ وﺣﺗﻰ ﻻ و ّ
ون
اﻟﻣﺎل﴿ :دوﻟﺔ ﺑﯾن اﻻﻏﻧ ﺎء ﻣﻧ م﴾ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺗﻌﺑﯾر اﻟﻘرآن اﻟﻛرم.
و ﺑﻧﻲ اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻫذا اﻹﺧﺗﺻﺎص وﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﺎﺋر أﺣ ﺎﻣﻪ ﻓ ﺣ م ﻘﺑول ﺷﻬﺎدة
اﻟﻣرأة ﻓﻲ إطﺎر ﻋﻣﻠﻬﺎ واﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻣﺛ ًﻼ.
أﻣﺎ ﻣوﺿوع اﻟﻐطﺎء ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،ﻓﻠ س اﻟﻣﻘﺻود ﻣﻧﻪ ﺗﺣﻘﯾر اﻟﻣرأة أو ﺣ ﺳﻬﺎ أو اﻟﺗﻔﺧ م واﻟﺗﻣﺟﯾد
ا ا ﻟزﺋد ﻟﻬﺎ ،ﻣﺎ ﺎن ﻣﺗﻌﺎرًﻓﺎ ﻋﻧد ﻌض اﻟﺷﻌوب ،ﺑﻞ إﻧﻪ ﺳﻼح ﻟﻠﻣرأة وﻣﻧﻊ ﻟطﻐ ﺎن اﻷﻧوﺛﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة ،ﻟﺋﻼ ﯾﺗﻐﻠب ﻫذا اﻟﺟﺎﻧب ﻋﻠﻰ ﺟﻣ ﻊ ﻔﺎءاﺗﻬﺎ .إن ﻫذا اﻟﻘﺻد واﺿﺢ ﻓﻲ اﻵ ﺎت اﻟﻘرآﻧ ﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻣﻧﻊ اﻟﺧﺿوع ﻓﻲ اﻟﻘول ،أو اﻟﺿرب ﺎﻷرﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻲ ،أو اﻟﺗﺑرج أو إﺑداء اﻟزﻧﺔ .اﻵ ﺎت ﻓﻲ ﻗﻠ ﻪ
ﻌﺿﺎ ﻣﻧﻬﺎ﴿ :ﻓﻼ ﺗﺧﺿﻌن ﺎﻟﻘول ﻓ طﻣﻊ اﻟذ اﻟﻘرآﻧ ﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ﺛﯾرة ﻧذ ر ً ﻣرض﴾ ]اﻷﺣازب .[32 ،و﴿وﻻ ﺿرن ﺄرﺟﻠﻬن ﻟ ﻌﻠم ﻣﺎ ﯾﺧﻔﯾن ﻣن زﻧﺗﻬن﴾ ] اﻟﻧور.[31 ، ﴿وﻻ ﺗﺑرﺟن ﺗﺑرج اﻟﺟﺎﻫﻠ ﺔ اﻷوﻟﻰ﴾ ]اﻷﺣازب .[33 ،و﴿وﻻ ﯾﺑدﯾن زﻧﺗﻬن إﻻ ﻣﺎ ظﻬر ﻣﻧﻬﺎ﴾ ]اﻟﻧور.[31 ،
5
ﺑرز ﻣﻔﺎﺗن اﻟﻣرأة ﯾؤد واﻟﺣﻘ ﻘﺔ أن إ ا
إﻟﻰ طﻐ ﺎن ﺟﺎﻧب اﻷﻧوﺛﺔ ﻋﻠﻰ وﺟود اﻟﻣرأة ،ﻓ ﺣوﻟﻬﺎ إﻟﻰ
ﻟوﺣﺔ ﻓﻧ ﺔ ﻓﻘط .إن ﻫذا اﺣﺗﻘﺎر ﻟﻬﺎ وﺗﻧ ر ﻟﻛﻔﺎءاﺗﻬﺎ ،وﺗﻘﻠﯾﻞ ﻟﻌﻣرﻫﺎ وﻟوﻗﺗﻬﺎ وﻓرﺻﻬﺎ اﻟﻐﺎﻟ ﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻷﺧص ﻓﺈن ﻫذا اﻷﻣر ﯾؤد إﻟﻰ ﺣرﻣﺎﻧﻬﺎ وﺣرﻣﺎن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن اﺗﻘﺎﻧﻬﺎ ﺧدﻣﺔ اﻷﻣوﻣﺔ. ﻫذﻩ ﻫﻲ اﻟﻣﻌﺎﻟم اﻟرﺋ ﺳ ﺔ ﻟﻣوﻗﻒ اﻹﺳﻼم ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣرأة ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻣ ﻧﻧﺎ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﺎدات ﺿﺎ ﻣن اﻛﺗﺷﺎف اﻟروا ﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌرض وﺿﻊ اﻟﻣرأة ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ وﺗﻣﯾﯾزﻫﺎ ﻋن اﻷﺣ ﺎم ،وﻧﺗﻣ ن أ ً ﺗﺎرﺧ ﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ. ﺟﻬدا ﻣﺗﻧﺎﻫًﺎ ﻓﻲ رﻓﻊ ﻣﺳﺗو اﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ ﺎﻧت ﺗﻌ ش ﻓﻲ ﻋﺻرﻩ ،واﻟﺗﻲ ﺎﻧت وﻗد ﺑذل رﺳول ﷲ ً وﻋَﻘدﻩ وﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن ﻧظرة اﻟﻧﺎس إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻘد اﻋﺗﺑر أن: ﺗﺣﻣﻞ ﺗ ﻌﺎت اﻻﺿطﻬﺎد ﻟﻠﻣﺎﺿﻲ اﻟطو ﻞُ ، "ﺧﯾر اﻷوﻻد اﻟﺑﻧﺎت" ،وأن "أﺣﺳن اﻟﻧﺎس أﺣﺳﻧﻬم ﻟزوﺟﺗﻪ" ،وأن "اﻟﻣرأة ﻣﺣﺑ ﺔ ﻋﻧدﻩ ﻣن اﻟدﻧ ﺎ ﺎﻟﺻﻼة" ،وأن "اﻟﻧﺳﺎء أﻣﺎﻧﺗﻪ ﻓﻲ أﻣﺗﻪ". واﻋﺗﻘد أن ﻣﺎ ُﻧ ِﻘﻞ ﻋن اﻹﻣﺎم ﻋﻠﻲ ﻋﻠ ﻪ اﻟﺳﻼم ﺣول اﻟﻣرأة ،ﺟﻌﻞ ﻌض اﻟ ﺎﺣﺛﯾن ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺷرﻗﯾن وﻏﯾرﻫم ) ﻌﺗﺑروﻧﻪ( ﻋدو اﻟﻣرأة .ﻧظﯾر ﻗوﻟﻪ" :اﻟﻣرأة ﺷر ﻠﻬﺎ وﺷر ﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ أﻧﻪ ﻻ ﺑد ﻣﻧﻬﺎ" ،أو ﻗوﻟﻪ: "اﻟﻧﺳﺎء ﻋﻲ وﻋورة ﻓﺎﺳﺗروا ﻋﯾﻬن ﺎﻟﺳ وت وﻋورﺗﻬن ﺎﻟﺑﯾوت" ،وأﻣﺛﺎل ذﻟك ...إن ﻫذﻩ اﻟﻌ ﺎارت ﻋﻠﻰ ا ا ﻓﺗرض ﺻدورﻫﺎ ﻋن اﻹﻣﺎم ،إﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﻣن ﻗﺑﯾﻞ اﻟﻘﺿﺎ ﺎ اﻟﺧﺎرﺟ ﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺻطﻠﺢ اﻷﺻوﻟﯾﯾن، ﺗﻌﺑر ﻋن وﺿﻊ اﻟﻣرأة ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺎرﺧ ﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ. وﻟﻺﻣﺎم ﻠﻣﺎت وﺣ م أﺧر ﺗﻧطﺑ ﺗﻣﺎ ًﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ اﺳﺗﻧﺗﺟﻧﺎﻩ ﻣن اﻟﻘرآن اﻟﻛرم .وﻫو ﻓﻲ ﻌض ﻣرة ،ﻓﺣﯾﻧﻣﺎ ﺋﻌﺎ ﻋﻣﺎ ﺎن ﺷﺎ ًﻌﺎ ﺑﯾن اﻟﻧﺎس ﻣن اﻷﻣﺛﺎل ﺣول اﻹ ا ًا اﻷﺣ ﺎن ﺣﺎول أن ﻌطﻲ ﺗﻔﺳﯾر ار ً
ﺳﻣﻊ اﻟﻣﺛﻞ اﻟﺷﺎﺋﻊ" :إن اﻟﻧﺳﺎء ﻧﺎﻗﺻﺎت اﻟﻌﻘول ﻧﺎﻗﺻﺎت اﻟﺣظو ﻧﺎﻗﺻﺎت اﻹ ﻣﺎن" ،ﻔﺳرﻫﺎ ﻟﻣﯾرث واﻟﺷﻬﺎدة ،و ﺎﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ أداء ﻌض ﻣﺛﻞ ﻣﺎ ﺷﺎﻫدﻧﺎﻩ ﻣن اﻟﺗﻌﺎﻟ م اﻟﻘرآﻧ ﺔ ﻣن اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ ا ا
ا ا ﻟﻔرﺋض ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ ،وﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻫو ﻣوﻗﻒ ﺗرو ارﺋﻊ ﻧﺟدﻩ وﻧﺟد ﻣﺛﻠﻪ ﻓﻲ ﺣ ﺎة اﻟﻧﺑﻲ ﻫرء ﻋﻠﯾﻬم اﻟﺳﻼم. واﻷﺋﻣﺔ وﻓﻲ ﺣ ﺎة اﻟز ا
ار ًﻌﺎ -ﺳرد ﻣوﺟز ُوِﻟدت ﻓﺎطﻣﺔ ﻌد ﻣ ﻌث اﻟرﺳول اﻷﻛرم ﺑﺧﻣس ﺳﻧوات ،أ
ﻗﺑﻞ اﻟﻬﺟرة ﺑﺛﻣﺎﻧ ﺔ ﺳﻧوات وﻫﻲ آﺧر
أوﻻد رﺳول ﷲ ﻣن ﺧدﯾﺟﺔ .وﻟدت ﻓﻲ ﻣ ﺔ وﻓﻲ ﺑﯾت اﻟوﺣﻲ واﻟﺟﻬﺎد ،وﻓﻲ أﺟواء اﻟﺻﺑر واﻟﺻﻣود وﺗﺣﻣﻞ اﻟﻣﺷﺎق .وﺗرﻋرﻋت ﻓﻲ ﻏﻣﺎر اﻟﻌواطﻒ اﻟﺻﺎدﻗﺔ واﻟﺣب اﻟطﺎﻫر ،اﻟﻣﺗ ﺎدل ﺑﯾن رﺳول
اﻟرﺣﻣﺔ و ﯾن ﺧدﯾﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﺎ ﻧﺳﻲ اﻟﻧﺑﻲ ﻋواطﻔﻬﺎ ٕواﺧﻼﺻﻬﺎ طوال ﺣ ﺎﺗﻪ. 6
ﻫﺎﺟرت ﻌد رﺳول ﷲ ﻣن ﻣ ﺔ إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻣﻊ اﻷﺧر ﺎت ﻣن أﻫﻞ ﺑﯾت اﻟﻧﺑﻲ ،و رﻋﺎ ﺔ ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب واﻟﺗﺣﻘوا ﺟﻣ ًﻌﺎ ﻣو ب اﻟﻬﺟرة ﻓﻲ ﻣﻧزل ﻗ ﺎ ﺎﻟﻘرب ﻣن اﻟﻣدﯾﻧﺔ. وﺗزوﺟت ﻣن ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻣن اﻟﻬﺟرة ،وﻫو ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ واﻟﻌﺷرن ﻣن ﻋﻣرﻩ
ﻌﻧﻲ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺑﻠﻐت اﻟﻌﺎﺷرة .ﻫذا ﻫو اﻟﻣﺷﻬور ﻓﻲ روا ﺎت آل اﻟﺑﯾت ،وﻫو أﻗرب إﻟﻰ اﻟﺳﯾرة اﻟﻣﺗ ﻌﺔ
ﺳرع ﻓﻲ ﺗزو ﺞ اﻟﺑﻧﺎت .ﺣﯾث أن ﻋﻣر ﻓﺎطﻣﺔ وﻗت زواﺟﻬﺎ ﻣن ﻋﻠﻲ ﺣﺳب ﻫذا ﻣن اﺳﺗﺣ ﺎب اﻹ ا اﻟﻧﻘﻞ ﺳﻧوات،
ون ﻋﺷر ﺳﻧوات ،و ﻣوﺟب اﻟﻧﻘﻞ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋن اﺑن ﻋ ﺎس ،وﻫو وﻻدﺗﻬﺎ ﻗﺑﻞ اﻟ ﻌﺛﺔ ﺑﺧﻣس
ﺳﺗﻐرب اﻟﺣﻣﻞ واﻟوﻻدة ﻓﻲ اﻟﺳﻧﯾن اﻟﻣﺗﺄﺧرة ون ﻋﻣرﻫﺎ ﺣﺎل اﻟزواج ﻋﺷرن ﺳﻧﺔ .أﻣﺎ ا ا
ﻣن ﺣ ﺎة ﺧدﯾﺟﺔ ،ﻓﯾرﻓﻌﻪ إﻣ ﺎن ﺣ ض اﻟﻣرأة اﻟﻘرﺷ ﺔ واﻟﻧ ط ﺔ إﻟﻰ ﺳﺗﯾن ﺳﻧﺔ ،وﻫذا أﺻﻞ ﻣﺷﻬور
ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻬﺎء .وﻗد أﻛد اﻟﻧﺑﻲ ﻷﺻﺣﺎ ﻪ أن ﺗﻔﺿﯾﻞ ﻋﻠﻲ ﻣن ﺑﯾن اﻟﺧﺎطﺑﯾن اﻟﻛﺛر ﻟﻔﺎطﻣﺔ ،ﺎن
ﺑﻧﺻ ﺣﺔ ﻣن اﻟﻐﯾب وﻟﻌدم رﺿﺎﻫﺎ ﻐﯾر ﻋﻠﻲ .ﻟﻘد رﺿﯾت ﻪ دون ﺳواﻩ ﺎﻟرﻏم ﻣن ﻣﺣﺎوﻻت ﺛﯾرة ﻧﺻرﻓﻪ ﺑذﻟﺗﻬﺎ اﻟﻧﺳﺎء ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،ﺣﯾث ﻧﺻﺣن ﻓﺎطﻣﺔ ﻌدم اﻹﻗدام ﻋﻠﻰ اﻟزواج ﻣن ﻋﻠﻲ ﻟﻔﻘرﻩ وﻻ ا ﻟﻠﺟﻬﺎد اﻟﻣﺳﺗﻣر وﻟﺻﻼﺑﺗﻪ ﻓﻲ ذات ﷲ. ﻋﺎﺷت ﻣﻊ ﻋﻠﻲ ﺛﻣﺎن ﺳﻧوات ﺣ ﺎة ﻣﺛﺎﻟ ﺔ ،ﻫﻲ ﻋﻧوان اﻟﺣ ﺎة اﻟزوﺟ ﺔ وأﻧﺟﺑت ﻟﻪ اﻟﺣﺳن واﻟﺣﺳﯾن وزﻧب وأم ﻠﺛوم وﻣﺣﺳن ،اﻟذ أﺟﻬﺿﺗﻪ ﻌد وﻓﺎة أﺑﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺣداث اﻟﻣؤﻟﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت آﻧذاك.
وﺗوﻓﯾت ﻌد أﺑﯾﻬﺎ ﺄﺷﻬر ﻗﻠﯾﻠﺔ ودﻓﻧت ﻓﻲ ﻣ ﺎن ﻣﺟﻬول ﺣﺳب وﺻﯾﺗﻬﺎ ،ﻣﺎ وأن دﻓﻧﻬﺎ وﺗﺷﯾ ﻌﻬﺎ ﺣﺻﻼ ًا ﺳر وﻓﻲ اﻟﻠﯾﻞ ﺗﻧﻔﯾ ًذا ﻟرﻏﺑﺗﻬﺎ .و ﻌض اﻵﺛﺎر اﻟﺗﺎرﺧ ﺔ واﻷﺣﺎدﯾث اﻟﻣﺄﺛورة ﺗؤ د أن ﻗﺑرﻫﺎ ﻓﻲ أﺣد اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺛﻼث :ﻓﻲ اﻟ ﻘ ﻊ أو ﻓﻲ ﺑﯾﺗﻬﺎ اﻟﻣﻠﺗﺻ ،ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻧﺎ ﻫذا ،ﻘﺑر اﻟﻧﺑﻲ ،أو ﻓﻲ اﻟروﺿﺔ اﻟﺷرﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﺑﯾن ا ﻣﺣرب اﻟرﺳول وﻗﺑرﻩ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز اﻵن ﺄﻋﻣدة ﺧﺎﺻﺔ.
أﻣﺎ ﻋﻣرﻫﺎ ﻓﯾﺑﻠﻎ ﺛﻣﺎﻧ ﺔ ﻋﺷر ﺳﻧﺔ وأﺷﻬر ،وﻫو ﻋﻣر ﻗﺻﯾر وﻟﻛﻧﻪ ﻣﺛﺎل ﺎﻣﻞ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﺣ ﺎة اﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ ﯾردﻫﺎ ﷲ و ﺳﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘ ﻘﻬﺎ دﯾن ﷲ.
إن اﻟﺗﻌﺎﻟ م اﻟدﯾﻧ ﺔ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻧﻣﺎذج ﻣن اﻟ ﺷر ﯾﺟﺳدوﻧﻬﺎ ،و ﺣﻘﻘون ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﺗﺣﻘ ًﻘﺎ ﺎﻣ ًﻼ ﻟﻛﻲ ﯾﺧرﺟوﻫﺎ ﻋن اﻟﻔرﺿ ﺔ اﻟﻣﺛﺎﻟ ﺔ )إﯾد ﺎﻟ ﺔ( ،وﻟﻛﻲ ﻻ ون ﻟﻠﻧﺎس ﻋﻠﻰ ﷲ ﺣﺟﺔ. وﺣﯾﻧﻣﺎ أارد رﺳول ﷲ أن ُﯾ ﺎﻫﻞ) ،واﻟﻣ ﺎﻫﻠﺔ اﺑﺗﻬﺎل إﻟﻰ ﷲ ﻟﻛﺷﻒ اﻟﺣﻘ ﻘﺔ ﻌد ﻋدم اﻗﺗﻧﺎع اﻟﺧﺻم ﺎﻟﺣﺟﺔ وﻗد ﺎﻧت اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻧﺎﺟﻌﺔ اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ دﻋوة اﻷﻧﺑ ﺎء وﻓﻲ ﻧﺻرة ﷲ ﻟﻠدﯾن اﻟﺣ ( ،وأُﻣر ﺑذﻟك ﻣوﺟب اﻵ ﺔ اﻟﻛرﻣﺔ﴿ :ﻓﻘﻞ ﺗﻌﺎﻟوا ﻧدعُ أﺑﻧﺎءﻧﺎ وأﺑﻧﺎء م وﻧﺳﺎءﻧﺎ وﻧﺳﺎء م وأﻧﻔﺳﻧﺎ وأﻧﻔﺳ م ﺛم ﻋﻣرن .[61 ،ﻓﺄﺻ ﺢ اﻟرﺳول اﻷﻛرم ﻓﻲ ﻣﻘﺎم ﻋرض ا ﻧﺑﺗﻬﻞ ﻓﻧﺟﻌﻞ ﻟﻌﻧﺔ ﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺎذﺑﯾن﴾ ]آل
اﻷﺑﻧﺎء واﻟﻧﺳﺎء واﻷﻧﻔس ،اﻟذﯾن ﻣﺛﻠون رﺟﺎل اﻹﺳﻼم وﻧﺳﺎءﻩ وأﺑﻧﺎءﻩ ،ﻋﻧد ذﻟك اﺧﺗﺎر ﻋﻠًﺎ وﻓﺎطﻣﺔ ﻣﻌﻠﻧﺎ ﺑذﻟك إ ﻣﺎﻧﻪ ﺎﻟﺣ و ﺗﻣﺛﯾﻞ ﻫؤﻻء ﻟدﯾﻧﻪ ﺗﻣﺛ ًﻼ ﺎﻣ ًﻼ. واﻟﺣﺳﻧﯾن ً 7
ﻫرء اﻟﺗﻲ ﻫﻲ اﻟﻣﺛﺎل اﻟﺻﺣ ﺢ ﻟﻠﻣرأة اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ﻌد ﻫذا ﻓﻠﻧدرس ﺻورة ﻣوﺟزة ﻫذﻩ اﻟﻣرأة ﻓﺎطﻣﺔ اﻟز ا اﻟﺳرد اﻟﻣﻘﺗﺿب ﻟﺣ ﺎﺗﻬﺎ. ﻣﺳﺎ -أم أﺑﯾﻬﺎ: ﺧﺎ ً ﻟﻔرغ اﻟﻌﺎطﻔﻲ اﻟذ إن ﻓﺎطﻣﺔ اﻟﻔﺗﺎة ﺗﺣﺎول أن ﺗﺷﺎرك ﻓﻲ ﺟﻬﺎد أﺑﯾﻬﺎ ،ﻓﺗﺳﻌﻰ ﻣﺧﻠﺻﺔ ﻟﺳد ا ا
ﺎن
ﻟﻔرغ ﺎن ﯾزﻋﺞ اﻟﻧﺑﻲ ،و ﻧﻌ س ﻋﻠﻰ ﻗﻠ ﻪ ﻌ ﺷﻪ اﻟرﺳول ﻌد أن ﻓﻘد أﺑو ﻪ ﻓﻲ أول ﺣ ﺎﺗﻪ .وﻫذا ا ا اﻟرﻫﯾﻒ اﻟﻣﺷﺗﺎق إﻟﻰ اﻟﺣب. إن اﻟرﺳول ﺎن ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻋطﻒ اﻷم ورﻋﺎﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺣ ﺎﺗﻪ ،وﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ اﻟﺷﺎق واﻟﻣﺿﻧﻲ ،وﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺑﯾﺋﺗﻪ اﻟﻘﺎﺳ ﺔ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ إﻟ ﻪ ،وﻗد وﺟد ﻫذا ﻠﻪ ﻓﻲ ﻓﺎطﻣﺔ.
ﻧﺗﻔﺎ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻣواﻗﻒ اﻷﻣوﻣ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺎﻧت ﺗﺻدر ﻋن ﻓﺎطﻣﺔ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ إن اﻟﺗﺎرﺦ ﻻ ﺣدﺛﻧﺎ إﻻ ً ﻟﻠرﺳول ،وﻟﻛﻧﻪ ﯾؤ د ﻧﺟﺎح ﻓﺎطﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺗﻲ أﻋﺎدت إﻟﻰ ﻣﺣﻣد اﻹﻛﺗﻔﺎء اﻟﻌﺎطﻔﻲ، اﻟذ ﺳﺎﻋدﻩ دون ﺷك ﻓﻲ ﺗﺣﻣﻞ اﻷﻋ ﺎء اﻟرﺳﺎﻟ ﺔ اﻟﻛﺑر .
ﺗﻛرًار ﻋن ﻟﺳﺎﻧﻪ" :ﻓﺎطﻣﺔ أم أﺑﯾﻬﺎ" .وﺣﯾﻧﻣﺎ ﻧر أﻧﻪ ﺎن ﻌﺎﻣﻠﻬﺎ إن اﻟﺗﺎرﺦ ﯾؤ د ﻫذا ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﻧﻘﻞ ا ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷم ﻓ ﻘﺑﻞ ﯾدﻫﺎ ،و ﺑدأ ﺑز ﺎرﺗﻬﺎ ﻋﻧد ﻋودﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،و ودﻋﻬﺎ و ﻧطﻠ ﻣن ﻋﻧدﻫﺎ إﻟﻰ
اﻷﺳﻔﺎر واﻟرﺣﻼت ،و ﺄﻧﻪ ﯾﺗزود ﻣن ﻫذا اﻟﻧ ﻊ اﻟﺻﺎﻓﻲ ﻋﺎطﻔﺔ ﻟﺳﻔرﻩ.
وﻣن ﻧﺎﺣ ﺔ أﺧر ،ﻧﺟد أن إﺣﺳﺎس اﻟﻧﺑﻲ ﺎﻷﺑوة ﺎن ﯾﺗﺟﺳد ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻪ ﻣﻊ ﻓﺎطﻣﺔ ،وﺣﯾﻧﻣﺎ أُﻣر
ﻣﺣﻣدا ﺑرﺳول ﷲ وﻧﻔذت ﻓﺎطﻣﺔ ﻫذا اﻷﻣر ،ﻣﻧﻌﻬﺎ رﺳول ﷲ وطﻠب ﻣﻧﻬﺎ أن اﻟﻧﺎس ﺄن ﯾﺧﺎطﺑوا ً ﺗﺧﺎط ﻪ " ﺎ أ ﻪ". وﻧﻼﺣظ ﻓﻲ ﺳﯾرة اﻟرﺳول اﻷﻛرم ،ﺛرة دﺧوﻟﻪ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﺗﻌ ﻪ وآﻻﻣﻪ ،أو ﺣﯾﻧﻣﺎ ُﯾﺟرح ﻓﻲ اﻟﺣروب أو ﺣﺎل ﺟوﻋﻪ أو ﻓﻘرﻩ أو دﺧول ﺿﯾﻒ ﻋﻠ ﻪ ،ﺛم ﺗﻘﺎﺑﻠﻪ ﻓﺎطﻣﺔ اﻷم ﺗرﻋﺎﻩ وﺗﺣﺗﺿﻧﻪ وﺗﺿﻣد ﺟروﺣﻪ وﺗﺧﻔﻒ ﻣن آﻻﻣﻪ ،وﺗﻘﺎﺑﻠﻪ ﻓﺎطﻣﺔ اﻟﺑﻧت ﺗﺧدﻣﻪ وﺗط ﻌﻪ وﺗﻬﯾﺊ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺣﺗﺎج إﻟ ﻪ، وﻫ ذا ﻧﺟد دورﻫﺎ اﻟﻌظ م ﻓﻲ ﺣ ﺎة رﺳول ﷲ. دﺳﺎ -زوج ﻋﻠﻲ: ﺳﺎ ً ﻘول ﻋﻠﻲ ﻋﻠ ﻪ اﻟﺳﻼم" ،أﺗﯾت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ ﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠم ﻓﻠﻣﺎ رآﻧﻲ ﺿﺣك وﻗﺎل :ﻣﺎ
ﻗرﺑﺗﻲ وﻗدﻣﻲ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم وﻧﺻرﺗﻲ ﻟﻪ وﺟﻬﺎد .ﻓﻘﺎل :ﺎ ﺟﺎء ك ﺎ أ ﺎ اﻟﺣﺳن .ﻗﺎل :ﻓذ رت ﻟﻪ ا
ﻋﻠﻲ ﺻدﻗت ،ﻓﺄﻧت أﻓﺿﻞ ﻣﻣﺎ ﺗذ ر .ﻓﻘﻠت ﺎ رﺳول ﷲ :ﻓﺎطﻣﺔ ،ﺗزوﺟﻧﯾﻬﺎ .ﻓﻘﺎل :ﺎ ﻋﻠﻲ ،إﻧﻪ ﻟﻛرﻫﺔ ﻓﻲ وﺟﻬﻬﺎ ،وﻟﻛن ﻋﻠﻰ رﺳﻠك ﺣﺗﻰ أﺧرج ﻓرﯾت ا ا ﻗد ذ رﻫﺎ ﻗﺑﻠك رﺟﺎل ﻓذ رت ذﻟك ﻟﻬﺎ أ إﻟ ك .ﻓدﺧﻞ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻘﺎﻣت ﻓﺄﺧذت رداءﻩ وﻧزﻋت ﻧﻌﻠ ﻪ وأﺗﺗﻪ ﺎﻟوﺿوء ﻓوﺿﺄﺗﻪ ﺑﯾدﻫﺎ وﻏﺳﻠت رﺟﻠ ﻪ ﺛم ﻗﻌدت .ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ :ﺎ ﻓﺎطﻣﺔ .ﻓﻘﺎﻟت :ﻟﺑ ك ﻟﺑ ك ،ﺣﺎﺟﺗك ﺎ رﺳول ﷲ .ﻗﺎل :إن ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ 8
ﻗرﺑﺗﻪ وﻓﺿﻠﻪ ٕواﺳﻼﻣﻪٕ ،واﻧﻲ ﻗد ﺳﺄﻟت رﻲ أن ﯾزوﺟك ﺧﯾر ﺧﻠﻘﻪ وأﺣﺑﻬم طﺎﻟب ﻣن ﻗد ﻋرﻓت ا
ﺷﯾﺋﺎ ﻓﻣﺎ ﺗرن؟ ﻓﺳ ﺗت وﻟم ِ ﺗول وﺟﻬﻬﺎ ،وﻟم َﯾر رﺳول ﷲ ﻓﯾﻬﺎ ارﻫﺔ. إﻟ ﻪ ،وﻗد ذ ر ﻣن أﻣرك ً ﻗررﻫﺎ. ﻓﻘﺎم وﻫو ﻘول ﷲ أﻛﺑر ﺳ وﺗﻬﺎ ا ا ﺟﺑرﺋﯾﻞ ﻓﻘﺎل :ﺎ ﻣﺣﻣد زوﺟﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب ،ﻓﺈن ﷲ ﻗد رﺿﯾﻬﺎ ﻟﻪ ورﺿ ﻪ ﻟﻬﺎ .ﻗﺎل ﻓﺄﺗﺎﻩ ا ﻋﻠﻲ :ﻓزوﺟﻧﻲ رﺳول ﷲ ﺛم أﺗﺎﻧﻲ ﻓﺄﺧذ ﺑﯾد
ﻓﻘﺎل :ﻗم ﺳم ﷲ وﻗﻞ ﻋﻠﻰ ﺑر ﺔ ﷲ وﻣﺎ ﺷﺎء ﷲ
وﻻ ﻗوة إﻻ ﺎﻪﻠﻟ وﺗو ﻠت ﻋﻠﻰ ﷲ .ﺛم ﺟﺎء ﺑﻲ ﺣﺗﻰ اﻗﻌدﻧﻲ ﻋﻧدﻫﺎ ،ﺛم ﻗﺎل :اﻟﻠﻬم اﻧﻬﻣﺎ أﺣب
ﺧﻠﻘك إ ظﺎٕ ،واﻧﻲ أُﻋﯾذﻫﻣﺎ ك وذرﺗﻬﻣﺎ ﻣن ﻟﻲ ﻓﺄﺣﺑﻬﻣﺎ و ﺎرك ﻓﻲ ذرﺗﻬﻣﺎ واﺟﻌﻞ ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ ﻣﻧك ﺣﺎﻓ ً ّ اﻟﺷ طﺎن اﻟرﺟ م.
ﻣﻬر ،وﺻرﻓت ﻗ ﻣﺗﻪ ﻟﺗﺟﻬﯾز اﻟﺑﯾت ﻣرﺳ م اﻟزواج وﻗد ﺟﻌﻞ ﻋﻠﻲ درﻋﻪ ًا ﺑﻬذﻩ اﻟ ﺳﺎطﺔ ﺗﻣت ا وﺳرر ًا درﻫم ،وﻗط ﻔﺔ ﺳوداء ﺧﯾﺑرﺔ، درﻫم ،وﺧﻣﺎ ًار ﺄرﻌﺔ ا ﺻﺎ ﺳ ﻌﺔ ا ﻓﺎﺷﺗر ﺑﻬﺎ اﻟطﯾب وﻗﻣ ً ﻣزﻣ ًﻼ ﺷرط )أ
وﻓرﺷﺎن ﻣن ﺧ ش ﻣﺻر ﺣﺷو أﺣدﻫﻣﺎ ﻟﯾﻒ وﺣﺷو اﻵﺧر ﻣﻠﻔوف ﺑﺧوص( ،ا
ﻣن ﺟز اﻟﻐﻧم ،وأرﻊ ورﺣﻰ ﻟﻠﯾد ،وﻣﺧﺻًﺎ
ﺧﺿرء ا وﻣطﻬرة وﺟرة
وﺣﺻﯾر َﻫ َﺟرًﺎ ًا وﺳﺗر ﻣن ﺻوف ًا ﻣرﻓ ﻣن أدم اﻟطﺎﺋﻒ ﺣﺷوﻫﺎ اذﺧر، ا ﻣن ﻧﺣﺎس وﺳﻘﺎء ﻣن أدم وﻗﻌًﺎ ) ﺄ ٍ س ﻣن ﺧﺷب ﻣﻘﻌر( ﻟﻠﺑن ًّ وﺷﻧﺎ ﻟﻠﻣﺎء ﯾزن ﺧزف .وﻫ ذا ﺗم اﻟﺗﺟﻬﯾز وﻗ ض اﻟﻣﻬر. و ا
واﻧﺗﻘﻠت ﻓﺎطﻣﺔ إﻟﻰ ﺑﯾت ﻋﻠﻲ اﻟﻣؤﻟﻒ ﻣن ﻏرﻓﺔ واﺣدة ﺎﻧت ﻷم ﺳﻠﻣﺔ زوﺟﺔ اﻟﻧﺑﻲ ،وﺻﻌد ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻰ روة ﻫﻧﺎك وﻧﺎد :أﺟﯾﺑوا إﻟﻰ وﻟ ﻣﺔ ﻓﺎطﻣﺔ ،ﻓﺄﻗﺑﻞ اﻟﻧﺎس واﺷﺗر وا ﻓﻲ ﻓرﺣﺔ آل ﺑﯾت اﻟرﺳول. و دأت ﻓﺎطﻣﺔ ﺣ ﺎﺗﻬﺎ اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ ﺑﯾت ﻋﻠﻲ ،ﻓ ﺎﻧت ﺗﻘوم ﺑواﺟ ﺎت اﻟﺑﯾت ﻓﺗطﺣن وﺗﻌﺟن وﺗﺧﺑز و ﺎن ﻋﻠﻲ ﺷﺎر ﻬﺎ ﻓﻲ ﺧدﻣﺎت اﻟﺑﯾت ،ﻓ ﺎن
ﻧس اﻟﺑﯾت ﻓﻲ ﻌض اﻷوﻗﺎت و ﺣﻠب اﻟﻌﻧز
و ﺣﺗطب و ﺳﺗﻘﻲ وﻗد ﻗﺿﻰ رﺳول ﷲ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﻓوزع ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ ﺧدﻣﺎت اﻟﺑﯾت ﻓﺟﻌﻞ ﻟﻌﻠﻲ ﻣﺎ ﻫو ﻓﻲ ﺧﺎرج اﻟ ﺎب وﻟﻔﺎطﻣﺔ ﻣﺎ دوﻧﻪ.
وأﻧﺟﺑت ﻟﻪ اﻷوﻻد و ﺎﻧت ﺗﻘوم ﺑﺗرﯾﺗﻬم وﺧدﻣﺎﺗﻬم ﺣﺗﻰ ﺗﺿﺎ ﻘت ﻟﻛﺛرة اﻷﻋﻣﺎل وﻟﻘ ﺎﻣﻬﺎ وﺣدﻫﺎ
ﺑﻬﺎ رﻋﺎ ﺔ ﻟﻔﻘر ﻋﻠﻲ و رﻣﻪ. ورﺟﻌت ﺣﺳب طﻠب زوﺟﻬﺎ رﺳول ﷲ ﻟﻌﻠﻪ ﺳﺎﻋدﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام ﺧﺎدﻣﺔ ﺗﻌﯾﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻌض ا ﻟﺻﻔﺔ ،أﺻﺣﺎ ﻪ اﻷﻋﻣﺎل ،وﺳﻣﻌت أ ﺎﻫﺎ ﻌﺗذر ﻋن ذﻟك و ذ رﻫﺎ ﻔﻘر اﻟﻧﺎس و ﺛرة أﺻﺣﺎب ا ﱡ
ﻟﻔﻘرء اﻟذﯾن ﻻ ﻣﻠﻛون ﻣﺳ ًﻧﺎ وﻻ ﻗوﺗًﺎ ﺎﻓًﺎ. ا ا و ﻌد ﻓﺗرة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺣﺳن وﺿﻊ اﻷﻣﺔ ﻓﯾﻬﺎ ،اﺳﺗﺟﺎب اﻟرﺳول ﻟطﻠﺑﻬﺎ وأرﺳﻞ ﻟﻬﺎ ﺧﺎدﻣﺔ ،ﻓوزﻋت اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺑﯾﺗ ﺔ ﺑﯾﻧﻬﺎ و ﯾن اﻟﺧﺎدﻣﺔ ،ﻓﯾوم ﻟﻬﺎ و وم ﻟﺧﺎدﻣﺗﻬﺎ دون ﺗﻔﺎوت. 9
وأﻧﻬت ﻓﺎطﻣﺔ ﺣ ﺎﺗﻬﺎ ﻣﻠﺧﺻﺔ ﺗﺻرﻓﺎﺗﻬﺎ اﻟزوﺟ ﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﻠﺔ ﺗﺧﺎطب ﺑﻬﺎ ﻋﻠًﺎ ﻣﻌﺗذرة ﻣودﻋﺔ " :ﺎ اﺑن ﻋم :ﻣﺎ ﻋﻬدﺗﻧﻲ ﺎذ ﺔ وﻻ ﺧﺎﺋﻧﺔ وﻻ ﺧﺎﻟﻔﺗك ﻣﻧذ ﻋﺎﺷرﺗك" ،ﺛم ﺗﻣوت ﻣطﻣﺋﻧﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﺳﻣﻊ ﻋﻠًﺎ ﻘول ﻟﻬﺎ" :ﻣﻌﺎذ ﷲ أﻧت أﻋﻠم ﺎﻪﻠﻟ وأﺑر وأﺗﻘﻰ وأﻛرم ،وأﺷد ﺧوًﻓﺎ ﻣن ﷲ أن أو ﺧك ﻋز ﻋﻠﻲ ﻣﻔﺎرﻗﺗك". ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻲ ،ﻗد ّ ّ ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص أوﺟزﺗﻬﺎ ﻫﻧﺎ وﻫﻲ ﺗﻐﻧﯾﻧﻲ ﻋن اﻟ ﺣث واﻹ ﺿﺎح ﺣول ﺣ ﺎﺗﻬﺎ اﻟﺑﯾﺗ ﺔ. ﺳﺎ ًﻌﺎ -ﻓﻲ طﻠب اﻟﻌﻠم: إن ﻓﺎطﻣﺔ ﻻ ﺗﻛﺗﻔﻲ ﻣﺎ ﻫ ﺄ ﻟﻬﺎ ﺑﯾت اﻟوﺣﻲ ﻣن اﻟﻣﻌﺎرف واﻟﺛﻘﺎﻓﺎت ﻋﻠﻰ ﺛرﺗﻬﺎ ،وﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻧﺎرة اﻟﻌﻠﻣ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺎﻧت ﺗﻬﯾﺊ ﻟﻬﺎ ﺷﻣوس اﻟﻌﻠم واﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺣ طﺔ ﺑﻬﺎ ﻣن ﻞ ﺟﺎﻧب .ﻻ! إن
ﻧرﻫﺎ ﻓﻲ ﺟﻬدا ﻓﻲ ﺳﺑﯾﻞ ﺳب ﻫذا اﻟﺷرف .ﻟذﻟك ا ﻓﺎطﻣﺔ ﺗرد أن ﺗﻛدح ﻓﻲ طﻠب اﻟﻌﻠم وﻻ ﺗوﻓر ً ﻟﻘﺎءاﺗﻬﺎ ﻣﻊ رﺳول ﷲ وﻣﻊ ﻋﻠﻲ ،ﺎب ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻌﻠم ،ﺗﺣﺎول اﻣﺗﺻﺎص اﻟﻌﻠوم واﻟﻣﻌﺎرف ﻞ وﺳﯾﻠﺔ و ﻣﺧﺗﻠﻒ اﻷﺳ ﺎب واﻟطرق.
وﻣن أﺟﻣﻞ ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋﻞ ،إرﺳﺎل وﻟدﯾﻬﺎ اﻟﺣﺳﻧﯾن إﻟﻰ ﻣﺟﻠس اﻟرﺳول ﻣﻧذ طﻔوﻟﺗﻬﻣﺎ ﺻورة داﺋﻣﺔ، ﺛم اﺳﺗﻧطﺎﻗﻬﻣﺎ ﻌد اﻟﻌودة إﻟﯾﻬﺎ واﻟﺳؤال ﻋﻣﺎ ﯾﺟر ﻣن ﺳؤال وﺟواب ووﺣﻲ ﻫﻧﺎك ،و ﻬذﻩ اﻟطرﻘﺔ
ﺎﻧت ﺗﺣرص ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘدم اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﻧﻔﺳﻬﺎ ،ﻣﻊ ﺗﺷﺟ ﻊ وﻟدﯾﻬﺎ وﺗرﯾﺗﻬﻣﺎ اﻟﻌﻣﻠ ﺔ ﻻﺳﺗ ﻌﺎب ﺎﻣﻞ ﻟﻠﻣﻌﺎرف واﻟﻌﻠوم ،ﺣﯾث ﯾﺗﻣ ﻧﺎن ﻣن ﻧﻘﻠﻬﺎ.
ﻫذا اﻟﺟﻬد اﻟﻣﺗواﺻﻞ ﻓﻲ طﻠب اﻟﻌﻠم رﻏم اﻷوﻗﺎت واﻟطﺎﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺎﻧت ﺗﺑذﻟﻬﺎ ﻓﺎطﻣﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﯾﻞ أداء واﺟ ﺎﺗﻬﺎ اﻟﺑﯾﺗ ﺔ وﻣﺳؤوﻟ ﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻫذا اﻟﺟﻬد ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣن ﺑر ﺎت رواة اﻟﺣدﯾث وﺣﻣﻠﺔ اﻟﺳﻧﺔ
اﻟﻣطﻬرة .و ﺎن ﻋﻧد أﺑﻧﺎﺋﻬﺎ اﻻﺋﻣﺔ اﻟﻣﻌﺻوﻣﯾن ﺗﺎب ﺑﯾر ﻟﻬﺎ ،ﺎﺳم ﻣﺻﺣﻒ ﻓﺎطﻣﺔ ﯾﻧﻘﻠون ﻋﻧﻪ ﻋﺗزز. ﺛﯾر و ﺗﺣدﺛون ﻋﻧﻪ ﺎ ا ًا
وﻗد أرﯾت ﻫﻧﺎ أن أﻛﺗﻔﻲ ﺑﻧﻘﻞ ﺧطﺑﺗﻬﺎ اﻟﺷﻬﯾرة اﻟﺗﻲ أﻟﻘﺗﻬﺎ ﻌد رﺳول ﷲ ،و ﺣﺿور ﺎر أﺻﺣﺎ ﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺟد ﺣﯾث إﻧﻬﺎ ﺻورة ارﺋﻌﺔ ﻋن ﻋﻣ
ﺗﻔ ﯾرﻫﺎ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،واﺗﺳﺎع ﺛﻘﺎﻓﺗﻬﺎ وﻗوة ﻣﻧطﻘﻬﺎ،
ورﻓﻌﺔ أدﺑﻬﺎ ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺧط ﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﺻوت اﻟﺣ واﻟﺟﻬر ﻪ ،وﻫذا ﺟﻬﺎد أﻛﺑر: ﻗدم ،ﻣن ﻋﻣوم ﻧﻌم اﺑﺗدأﻫﺎ ،وﺳﺑوغ "اﻟﺣﻣد ﻪﻠﻟ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻧﻌم ،وﻟﻪ اﻟﺷ ر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻟﻬم ،واﻟﺛﻧﺎء ﻣﺎ ّ ﺟم ﻋن اﻹﺣﺻﺎء ﻋددﻫﺎ ،وﻧﺄ ﻋن اﻟﺟزاء أﻣدﻫﺎ ،وﺗﻔﺎوت ﻋن آﻻء أﺳداﻫﺎ ،وﺗﻣﺎم ﻣﻧن أوﻻﻫﺎّ ، اﻹدراك أﺑدﻫﺎ ،واﺳﺗدﻋﻰ اﻟﺷ ور ﺄﻓﺿﺎﻟﻬﺎ ،واﺳﺗﺣﻣد إﻟﻰ اﻟﺧﻼﺋ ﺑﺈﺟزاﻟﻬﺎ ،وﺛﻧﻰ ﺎﻟﻧدب إﻟﻰ وﺿﻣن اﻟﻘﻠوب أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ ﷲ وﺣدﻩ ﻻ ﺷرك ﻟﻪ ،ﻠﻣﺔ ﺟﻌﻞ اﻹﺧﻼص ﺗﺄو ﻠﻬﺎ، أﻣﺛﺎﻟﻬﺎ ،وأﺷﻬد ّ ّ ﻣوﺻوﻟﻬﺎ ،وأﻧﺎر ﻓﻲ اﻟﺗﻔ ر ﻣﻌﻘوﻟﻬﺎ ،اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﻋن اﻷ ﺻﺎر رؤ ﺗﻪ ،وﻣن اﻷﻟﺳن ﺻﻔﺗﻪ ،وﻣن اﻷوﻫﺎم
ﻔﯾﺗﻪ ،اﺑﺗدع اﻷﺷ ﺎء ﻻ ﻣن ﺷﻲء ﺎن ﻗﺑﻠﻬﺎ ،وأﻧﺷﺄﻫﺎ ﻼ اﺣﺗذاء أﻣﺛﻠﺔ اﻣﺗﺛﻠﻬﺎّ ،وﻧﻬﺎ 10
ﻘدرﺗﻪ ،وذرأﻫﺎ ﻣﺷﯾﺋﺗﻪ ،ﻣن ﻏﯾر ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻛو ﻧﻬﺎ ،وﻻ ﻓﺎﺋدة ﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﺻو رﻫﺎ ،إﻻ ﺗﺛﺑﯾﺗﺎً ﻟﺣ ﻣﺗﻪ،
از ﻟدﻋوﺗﻪ ،ﺛم ﺟﻌﻞ اﻟﺛواب ﻋﻠﻰ طﺎﻋﺗﻪ، وﺗﻌﺑ ًدا ﻟﺑرﺗﻪٕ ،واﻋزًا وﺗﻧﺑﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ طﺎﻗﺗﻪٕ ،وا ًا ظﻬﺎر ﻟﻘدرﺗﻪّ ، ً ووﺿﻊ اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺻﯾﺗﻪ. وأﺷﻬد أن أﺑﻲ وﺳﻣﺎﻩ ﻗﺑﻞ أن اﺟﺗ ﺎﻩ، ً ﻣﺣﻣدا )ص( ﻋﺑدﻩ ورﺳوﻟﻪ ،اﺧﺗﺎرﻩ واﻧﺗﺟ ﻪ ﻗﺑﻞ أن أرﺳﻠﻪّ ، واﺻطﻔﺎﻩ ﻗﺑﻞ أن اﺑﺗﻌﺛﻪ ،إذ اﻟﺧﻼﺋ ﺎﻟﻐﯾب ﻣ ﻧوﻧﺔ ،و ﺳﺗر اﻷوﻫﺎم ﻣﺻوﻧﺔ ،و ﻧﻬﺎ ﺔ اﻟﻌدم ﻣﻘروﻧﺔ ،ﻋﻠﻣﺎً ﻣن ﷲ ﻣﺂل اﻷﻣورٕ ،واﺣﺎطﺔ ﺣوادث اﻟدﻫور ،وﻣﻌرﻓﺔ ﻣواﻗﻊ اﻟﻣﻘدور. اﺑﺗﻌﺛﻪ ﷲ إﺗﻣﺎﻣﺎ ﻷﻣرﻩ ،وﻋزﻣﺔ ﻋﻠﻰ إﻣﺿﺎء ﺣ ﻣﻪٕ ،واﻧﻔﺎ ًذا ﻟﻣﻘﺎدﯾر ﺣﺗﻣﻪ ،ﻓ أر اﻷﻣم ﻓرًﻗﺎ ﻓﻲ ً ظَﻠ َﻣﻬﺎ، أد ﺎﻧﻬﺎ ،ﻋ ّ ًﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﯾراﻧﻬﺎ ،ﻋﺎﺑدة ﻷوﺛﺎﻧﻬﺎ ،ﻣﻧ رة ﻪﻠﻟ ﻣﻊ ﻋرﻓﺎﻧﻬﺎ ،ﻓﺄﻧﺎر ﷲ ﺄﺑﻲ ﻣﺣﻣد ُ و ﺷﻒ ﻋن اﻟﻘﻠوب ﺑﻬﻣﻬﺎ ،وﺟّﻠﻰ ﻋن اﻷ ﺻﺎر ﻏﻣﻣﻬﺎ ،وﻗﺎم ﻓﻲ اﻟﻧﺎس ﺎﻟﻬدا ﺔ ،وأﻧﻘذﻫم ﻣن
ﺻرﻫم ﻣن اﻟﻌﻣﺎ ﺔ ،وﻫداﻫم إﻟﻰ اﻟدﯾن اﻟﻘو م ،ودﻋﺎﻫم إﻟﻰ اﻟطر اﻟﻣﺳﺗﻘ م. اﻟﻐوا ﺔ ،و ّ
ﺛم ﻗ ﺿﻪ ﷲ إﻟ ﻪ ﻗ ض رأﻓﺔ واﺧﺗ ﺎر ،ورﻏ ﺔ ٕواﯾﺛﺎر ،ﻓﻣﺣﻣد ﻋن ﺗَ َﻌب ﻫذﻩ اﻟدار ﻓﻲ راﺣﺔ ،ﻗد ﻒ ﺎﻟﻣﻼﺋ ﺔ اﻷﺑرار ،ورﺿوان اﻟرب اﻟﻐﻔﺎر ،وﻣﺟﺎورة اﻟﻣﻠك اﻟﺟ ﺎر ،ﺻّﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻰ أﺑﻲ ،ﻧﺑ ﻪ ُﺣ ّ وأﻣﯾﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟوﺣﻲ ،وﺻﻔّﻪ ﻓﻲ اﻟذ ر وﺧﯾرﺗﻪ ﻣن اﻟﺧﻠ و ر ﺎﺗﻪ.
ورﺿّﻪ ،واﻟﺳﻼم ﻋﻠ ﻪ ورﺣﻣﺔ ﷲ
ﻧﺻ ُب أﻣرﻩ وﻧﻬ ﻪ ،وﺣﻣﻠﺔ دﯾﻧﻪ ووﺣ ﻪ ،وأﻣﻧﺎء ﷲ ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺳ م ،و ﻘّﺔ اﺳﺗﺧﻠﻔﻬﺎ أﻧﺗم ﻋ ﺎد ﷲ ُ ﻋﻠ م :ﺗﺎب ﷲ اﻟﻧﺎط واﻟﻘرآن اﻟﺻﺎدق ،واﻟﻧور اﻟﺳﺎطﻊ ،واﻟﺿ ﺎء اﻟﻼﻣﻊّ ،ﺑﯾﻧﺔ ﺻﺎﺋرﻩ ،ﻣﻧ ﺷﻔﺔ ٍ ﻣؤد إﻟﻰ اﻟﻧﺟﺎة اﺳﺗﻣﺎﻋﻪ، ﻗﺎﺋدا إﻟﻰ اﻟرﺿوان أﺗ ﺎﻋﻪّ ، ﺳراﺋرﻩ ،ﻣﺗﺟﻠ ﺔ ظواﻫرﻩ ،ﻣﻐﺗ طﺔ ﻪ أﺷ ﺎﻋﻪً ، اﻟﻣﻔﺳرة ،وﻣﺣﺎرﻣﻪ اﻟﻣﺣ ّذرة ،و ّﯾﻧﺎﺗﻪ اﻟﺟﺎﻟ ﺔ ،و راﻫﯾﻧﻪ اﻟﻛﺎﻓ ﺔ، اﻟﻣﻧورة ،وﻋزاﺋﻣﻪ ﻓ ﻪ ﺑ ﺎن ﺣﺟﺞ ﷲ ّ ّ وﻓﺿﺎﺋﻠﻪ اﻟﻣﻧدو ﺔ ،ورﺧﺻﻪ اﻟﻣوﻫو ﺔ ،وﺷراﺋﻌﻪ اﻟﻣ ﺗو ﺔ.
ﺗطﻬﯾر ﻟﻛم ﻣن اﻟﺷرك ،واﻟﺻﻼة ﻓﺟﻌﻞ ﷲ اﻹ ﻣﺎن ﺗﻧزﻬﺎ ﻟﻛم ﻋن اﻟﻛﺑر ،واﻟز ﺎة ﺗز ﺔ ﻟﻠﻧﻔس ًا ً ﺗﺷﯾﯾدا ﻟﻠدﯾن ،واﻟﻌدل ﺗﻧﺳ ًﻘﺎ ﻟﻠﻘﻠوب ،وطﺎﻋﺗﻧﺎ وﻧﻣﺎء ﻓﻲ اﻟرزق ،واﻟﺻ ﺎم ﺗﺛﺑﯾﺗًﺎ ﻟﻺﺧﻼص ،واﻟﺣﺞ ً ً وذﻻ ﻷﻫﻞ اﻟﻛﻔر واﻟﻧﻔﺎق ،واﻟﺻﺑر أﻣﺎﻧﺎ ﻣن اﻟﻔرﻗﺔ ،واﻟﺟﻬﺎد ًا ﻋز ﻟﻺﺳﻼم ً ﻧظﺎﻣﺎ ﻟﻠﻣﻠﺔٕ ،واﻣﺎﻣﺗﻧﺎ ً ً ﻣﻌوﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﯾﺟﺎب اﻷﺟر ،واﻷﻣر ﺎﻟﻣﻌروف واﻟﻧﻬﻲ ﻋن اﻟﻣﻧ ر ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﺔ ،و ّر اﻟواﻟدﯾن ﺣﻘﻧﺎ ﻟﻠدﻣﺎء ،واﻟوﻓﺎء ﺎﻟﻧذر وﻗﺎ ﺔ ﻣن اﻟﺳﺧط ،وﺻﻠﺔ اﻷرﺣﺎم ﻣﻧﺳﺄة ﻓﻲ اﻟﻌﻣر ،واﻟﻘﺻﺎص ً
ﺗﻧزﻬﺎ ﻋن اﻟرﺟس، ﺗﻐﯾﯾر ﻟﻠﺑﺧس ،واﻟﻧﻬﻲ ﻋن اﻟﺧﻣر ًا رﺿﺎ ﻟﻠﻣﻐﻔرة ،وﺗوﻓ ﺔ اﻟﻣ ﺎﯾﯾﻞ واﻟﻣوازن ﺗﺣ ً ً إﺧﻼﺻﺎ ﻟﻪ وﺣرم ﷲ اﻟﺷرك واﺟﺗﻧﺎب اﻟﻘذف ﺣﺟﺎًﺎ ﻋن اﻟﻠﻌﻧﺔ ،وﺗرك اﻟﺳرﻗﺔ إﯾﺟﺎًﺎ ﻟﻠﻌّﻔﺔّ ، ً 11
ﺎﻟرو ﺔ ،ﻓﺎﺗﻘوا ﷲ ﺣ ﺗﻘﺎﺗﻪ ،وﻻ ﺗﻣوﺗن إﻻ وأﻧﺗم ﻣﺳﻠﻣون ،وأط ﻌوا ﷲ ﻓﻲ ﻣﺎ أﻣر م ﻪ وﻧﻬﺎﻛم ﻋﻧﻪ ،ﻓﺈﻧﻣﺎ ﯾﺧﺷﻰ ﷲ ﻣن ﻋ ﺎدﻩ اﻟﻌﻠﻣﺎء. طﺎ ،وﻻ أﻓﻌﻞ ﻋودا و د ًءا ،وﻻ أﻗول ﻣﺎ أﻗول ﻏﻠ ً أﯾﻬﺎ اﻟﻧﺎس ،اﻋﻠﻣوا أﻧﻲ ﻓﺎطﻣﺔ وأﺑﻲ ﻣﺣﻣد ،أﻗول ً ط ،ﻟﻘد ﺟﺎء م رﺳول ﻣن أﻧﻔﺳ م ﻋزز ﻋﻠ ﻪ ﻣﺎ ﻋﻧﺗم ﺣرص ﻋﻠ م ﺎﻟﻣؤﻣﻧﯾن رؤوف ﻣﺎ أﻓﻌﻞ ﺷ ً طً رﺣ م ،ﻓﺈن ﺗُﻌزوﻩ وﺗﻌرﻓوﻩ ،ﺗﺟدوﻩ أﺑﻲ دون ﻧﺳﺎﺋ م ،وأﺧﺎ اﺑن ﻋﻣﻲ دون رﺟﺎﻟﻛم ،وﻟﻧﻌم اﻟﻣﻌز ﻣﺎﺋﻼ ﻋن ﻣدرﺟﺔ اﻟﻣﺷر ﯾن ،ﺿﺎرًﺎ ﺛﺑﺟﻬم ،آﺧ ًذا ﺄﻛظﺎﻣﻬم ،داﻋًﺎ إﻟﻰ إﻟ ﻪ ،ﻓﺑّﻠﻎ ﺻﺎدﻋﺎ ﺎﻟﻧذارةً ، ً
ﺳر اﻷﺻﻧﺎم ،و ﻧ ث اﻟﻬﺎم ،ﺣﺗﻰ اﻧﻬزم اﻟﺟﻣﻊ ووّﻟوا
ﺳﺑﯾﻞ رّﻪ ﺎﻟﺣ ﻣﺔ واﻟﻣوﻋظﺔ اﻟﺣﺳﻧﺔ، ﺗﻔر اﻟﻠﯾﻞ ﻋن ﺻ ﺣﻪ ،وأﺳﻔر اﻟﺣ ّ ﻋن ﻣﺣﺿﻪ ،وﻧط زﻋ م اﻟدﯾن ،وﺧرﺳت اﻟدﺑر ،وﺣﺗﻰ ّ ﺷﻘﺎﺋ اﻟﺷ ﺎطﯾن ،وطﺎح وﺷ ظ اﻟﻧﻔﺎق ،واﻧﺣﻠت ﻋﻘدة اﻟﻛﻔر واﻟﺷﻘﺎق ،وِﻓ ْﻬﺗُم ﻠﻣﺔ اﻹﺧﻼص ﻓﻲ ﻧﻔر ﻣن اﻟﺑ ض اﻟﺧﻣﺎص ،و ﻧﺗم ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎ ﺣﻔرة ﻣن اﻟﻧﺎرِ ،ﻣ ْذَﻗﺔ اﻟﺷﺎرب وﻧﻬزة اﻟطﺎﻣﻊ ،وﻗ ﺳﺔ
اﻟﻌﺟﻼن ،وﻣوطﺊ اﻷﻗدام ،ﺗﺷرون اﻟطرق ،وﺗﻘﺗﺎﺗون اﻟورق ،أذﻟﺔ ﺧﺎﺳﺋﯾن ،ﺗﺧﺎﻓون أن ﯾﺗﺧطﻔ م
اﻟﻧﺎس ﻣن ﺣوﻟﻛم ،ﻓﺄﻧﻘذ م ﷲ ﻣﺣﻣد )ص( ﻌد اﻟّﻠﺗ ﺎ واﻟﻠﺗﻲ ،و ﻌد أن ﻣﻧﻲ ﺑﺑﻬم اﻟرﺟﺎل وذﺋ ﺎن
ﻧﺎر ﻟﻠﺣرب أطﻔﺄﻫﺎ ﷲ ،أو ﻧﺟم ﻗرن ﻟﻠﺷ ﺎطﯾن أو ﻓﻐرت اﻟﻌرب وﻣردة أﻫﻞ اﻟﻛﺗﺎبّ ،ﻠﻣﺎ أوﻗدوا ًا ﻓﺎﻏرة ﻣن اﻟﻣﺷر ﯾن ﻗذف أﺧﺎﻩ ﻓﻲ ﻟﻬواﺗﻬﺎ ،ﻓﻼ ﯾﻧ ﻔﺊ ﺣﺗﻰ طﺄ ﺻﻣﺎﺧﻬﺎ ﺄﺧﻣﺻﻪ ،و ﺧﻣد ﻟﻬﺑﻬﺎ
ﻣﺷﻣر ًا دودا ﻓﻲ ذات ﷲ ،ﻣﺟﺗﻬداً ﻓﻲ أﻣر ﷲ ،ﻗر ًﺎ ﻣن رﺳول ﷲ ،ﺳﯾد أوﻟ ﺎء ﷲ، ﺳ ﻔﻪ ،ﻣ ً ﻧﺎﺻﺣﺎًّ ، ﺎدﺣﺎ ،وأﻧﺗم ﻓﻲ رﻓﺎﻫ ﺔ ﻣن اﻟﻌ ش ،وادﻋون ﻓﺎﻛﻬون آﻣﻧون ،ﺗﺗرﺻون ﺑﻧﺎ اﻟدواﺋر، ﻣﺟدا ً ً وﺗﺗوّ ﻔون اﻷﺧ ﺎر ،وﺗﻧ ﺻون ﻋﻧد اﻟﻧزال ،وﺗﻔرون ﻣن اﻟﻘﺗﺎل.
ﻓﻠﻣﺎ اﺧﺗﺎر ﷲ ﻟﻧﺑ ﻪ دار أﻧﺑ ﺎﺋﻪ ،وﻣﺄو أﺻﻔ ﺎﺋﻪ ،ظﻬر ﻓ م ﺣﺳ ﺔ اﻟﻧﻔﺎق ،وﺳﻣﻞ ﺟﻠ ﺎب اﻟدﯾن، وﻧط
ﺎظم اﻟﻐﺎو ن ،وﻧ ﻎ ﺧﺎﻣﻞ اﻷﻗﻠﯾن ،وﻫدر ﻓﯾﻧ
ﻫﺎﺗﻔﺎ اﻟﺷ طﺎن رأﺳﻪ ﻣن ﻣﻐرزﻩ ً
اﻟﻣ طﻠﯾن ،ﻓﺧطر ﻓﻲ ﻋرﺻﺎﺗﻛم ،وأطﻠﻊ
م ،ﻓﺄﻟﻔﺎﻛم ﻟدﻋوﺗﻪ ﻣﺳﺗﺟﯾﺑﯾن ،وﻟﻠﻐرة ﻓ ﻪ ﻣﻼﺣظﯾن ،ﺛم
اﺳﺗﻧﻬﺿ م ﻓوﺟد م ﺧﻔﺎًﻓﺎ ،وأﺣﻣﺷ م ﻓﺄﻟﻘﺎﻛم ﻏﺿﺎًﺎ ،وأوردﺗم ﻏﯾر ﺷر م.
اﺑﺗدار زﻋﻣﺗم ﺧوف اﻟﻔﺗﻧﺔ، ًا ﻟﻣﺎ ُﻘﺑر، ﻟﻣﺎ ﯾﻧدﻣﻞ ،واﻟرﺳول ّ ﻫذا واﻟﻌﻬد ﻗرب واﻟﻛﻠم رﺣﯾب ،واﻟﺟرح ّ أﻻ ﻓﻲ اﻟﻔﺗﻧﺔ ﺳﻘطوا ٕوان ﺟﻬﻧم ﻟﻣﺣ طﺔ ﺎﻟﻛﺎﻓرن ،ﻓﻬﯾﻬﺎت ﻣﻧ م ،و ﯾﻒ م ،و ّأﻧﻰ ﺗؤﻓ ون وﻫذا ﺗﺎب ﷲ ﺑﯾن أظﻬر م ،أﻣورﻩ ظﺎﻫرة ،وأﺣ ﺎﻣﻪ ﺎﻫرة ،وزواﺟرﻩ ﻻﺋﺣﺔ ،وأواﻣرﻩ واﺿﺣﺔ ،ﻗد ﺧﻠﻔﺗﻣوﻩ
ﯾﺑﺗﻎ ﻏﯾر اﻹﺳﻼم ﺑدﻻ ،وﻣن ِ وراء ظﻬور م ،أرﻏ ﺔ ﻋﻧﻪ ﺗدﺑرون؟ أم ﻐﯾرﻩ ﺗﺣ ﻣون؟ ﺑﺋس ﻟﻠظﺎﻟﻣﯾن ً
دﯾﻧﺎ ﻓﻠن ﻘﺑﻞ ﻣﻧﻪ وﻫو ﻓﻲ اﻵﺧرة ﻣن اﻟﺧﺎﺳرن ،ﺛم ﻟم ﺗﻠﺑﺛوا إﻻ رﺛﻣﺎ ﺗﺳ ن ﻧﻔرﺗﻬﺎ و ﺳﻠس ً ﻗ ﺎدﻫﺎ ،ﺛم أﺧذﺗم ﺗورون وﻗدﺗﻬﺎ وﺗﻬﯾﺟون ﺟﻣرﺗﻬﺎ ،وﺗﺳﺗﺟﯾﺑون ﻟﻬﺗﺎف اﻟﺷ طﺎن اﻟﻐو ٕ ،واطﻔﺎء ﺣﺳوا ﻓﻲ ارﺗﻐﺎء ،وﺗﻣﺳون ﻷﻫﻠﻪ ووﻟدﻩ ﻓﻲ ﻧور اﻟدﯾن اﻟﺟﻠﻲٕ ،واﻫﻣﺎد ﺳﻧن اﻟﻧﺑﻲ اﻟﺻﻔﻲ ،ﺗﺳرون ً 12
اﻟﺧﻣر واﻟﺿراء ،وﻧﺻﺑر ﻣﻧ م ﻋﻠﻰ ﻣﺛﻞ ﺣز اﻟﻣد
ووﺧز اﻟﺳﻧﺎن ﻓﻲ اﻟﺣﺷﺎ ،واﻵن ﺗزﻋﻣون أن
ﻻ إرث ﻟﻲ ﻣن أﺑﻲ ،أﻓﺣ م اﻟﺟﺎﻫﻠ ﺔ ﺗ ﻐون وﻣن أﺣﺳن ﻣن ﷲ ﺣ ﻣًﺎ ﻟﻘوم ﯾوﻗﻧون؟ أﻓﻼ ﺗﻌﻠﻣون؟
ﺑﻠﻰ ،ﻗد ﺗﺟﻠﻰ ﻟﻛم ﺎﻟﺷﻣس اﻟﺿﺎﺣ ﺔ أﻧﻲ اﺑﻧﺗﻪ.
ﺷﯾﺋﺎ ﻓرًﺎ ،أﻓﻌﻠﻰ ﻋﻣد و ًﻬﺎ أﯾﻬﺎ اﻟﻣﺳﻠﻣون ،أﻓﻲ ﺗﺎب ﷲ أن ﺗرث أ ﺎك وﻻ أرث أﺑﻲ؟ ﻟﻘد ﺟﺋت ً اﻗﺗص ﻣن ﺗر ﺗم ﺗﺎب ﷲ وﻧﺑذﺗﻣوﻩ وراء ظﻬور م؟ إذ ﻘول﴿ :وورث ﺳﻠ ﻣﺎن داود﴾ ،وﻗﺎل ﻓﻲ ﻣﺎ ّ
ﺧﺑر ﺣﯾﻰ ﺑن ز رﺎ ،إذ ﻗﺎل﴿ :ﻓﻬب ﻟﻲ ﻣن ﻟدﻧك وﻟًﺎ * ﯾرﺛﻧﻲ و رث ﻣن آل ﻌﻘوب﴾ ،وﻗﺎل: ﴿وأوﻟو اﻷرﺣﺎم ﻌﺿﻬم أوﻟﻰ ﺑ ﻌض ﻓﻲ ﺗﺎب ﷲ﴾ ،وﻗﺎل﴿ :ﯾوﺻ م ﷲ ﻓﻲ أوﻻد م ﻟﻠذ ر ﻣﺛﻞ ﺧﯾر اﻟوﺻ ﺔ ﻟﻠواﻟدﯾن واﻷﻗرﯾن ﺎﻟﻣﻌروف ﺣًﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻘﯾن﴾، ﺣظ اﻷﻧﺛﯾﯾن﴾ ،وﻗﺎل﴿ :إن ﺗرك ًا وزﻋﻣﺗم أن ﻻ ﺣظوة ﻟﻲ وﻻ إرث ﻟﻲ ﻣن أﺑﻲ وﻻ رﺣم ﺑﯾﻧﻧﺎ، أﻓﺧﺻ م ﷲ ﺂ ﺔ أﺧرج ﻣﻧﻬﺎ أﺑﻲ ّ ﻣﺣﻣدا؟ أم ﺗﻘوﻟون :أﻫﻞ ﻣﻠﺗﯾن ﻻ ﯾﺗوارﺛﺎن؟ أوﻟﺳت أﻧﺎ وأﺑﻲ ﻣن أﻫﻞ ﻣّﻠﺔ واﺣدة؟ أم أﻧﺗم أﻋﻠم ً ﻋﻣﻲ؟ ﻓدوﻧ م ﻣﺧطوﻣﺔ ﻣرﺣوﻟﺔ ﺗﻠﻘﺎك ﯾوم ﺣﺷرك ،وﻧﻌم ﺑﺧﺻوص اﻟﻘرآن وﻋﻣوﻣﻪ ﻣن أﺑﻲ واﺑن ّ
اﻟﺣ َ م ﷲ ،واﻟزﻋ م ﻣﺣﻣد واﻟﻣوﻋد اﻟﻘ ﺎﻣﺔ ،وﻋﻧد اﻟﺳﺎﻋﺔ ﯾﺧﺳر اﻟﻣ طﻠون ،وﻻ ﯾﻧﻔﻌ م إذ ﺗﻧدﻣون، َ ﻟﻛﻞ ﻧ ﺄ ﻣﺳﺗﻘر ،وﺳوف ﺗﻌﻠﻣون ﻣن ﺄﺗ ﻪ ﻋذاب ﯾﺧزﻪ و ﺣﻞ ﻋﻠ ﻪ ﻋذاب ﻣﻘ م.
ِ اﻟﺳﻧ ُﺔ ﻋن ظﻼﻣﺗﻲ؟ ﺎ ﻣﻌﺷر اﻟﻧﻘﯾ ﺔ وأﻋﺿﺎد اﻟﻣّﻠﺔ وأﻧﺻﺎر اﻹﺳﻼم ،ﻣﺎ ﻫذﻩ اﻟﻐﻣﯾزة ﻓﻲ ﺣﻘﻲ و ّ أﻣﺎ ﺎن رﺳول ﷲ أﺑﻲ ﻘول" :اﻟﻣرء ﺣﻔظ ﻓﻲ وﻟدﻩ"؟ ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ أﺣدﺛﺗم ،وﻋﺟﻼن ذا إﻫﺎﻟﺔ ،وﻟﻛم
ﻓﺧطب ﺟﻠﯾﻞ ،اﺳﺗوﺳﻊ وﻫﻧﻪ طﺎﻗﺔ ﻣﺎ أﺣﺎول ،وﻗوة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أطﻠب وأزاول ،أﺗﻘوﻟون ﻣﺎت ﻣﺣﻣد؟ ٌ واﺳﺗﻧﻬر ﻓﺗﻘﻪ ،واﻧﻔﺗ رﺗﻘﻪ ،وأظﻠﻣت اﻷرض ﻟﻐﯾﺑﺗﻪ ،و ﺳﻔت اﻟﺷﻣس واﻟﻘﻣر ،واﻧﺗﺛرت اﻟﻧﺟوم
ﻟﻣﺻﯾﺑﺗﻪ ،واﺗﺣدت اﻵﻣﺎل ،وﺧﺷﻌت اﻟﺟ ﺎل ،وأﺿ ﻊ اﻟﺣرم ،وأزﻠت اﻟﺣرﻣﺔ ﻋﻧد ﻣﻣﺎﺗﻪ ،ﻓﺗﻠك وﷲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ اﻟﻛﺑر ،واﻟﻣﺻﯾ ﺔ اﻟﻌظﻣﻰ ،ﻻ ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻧﺎزﻟﺔ ،وﻻ ﺎﺋﻘﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ ،أﻋﻠن ﺑﻬﺎ ﺗﺎب ﷲ ﺟﻞ ﺣﻞ ﺄﻧﺑ ﺎء ﷲ ورﺳﻠﻪ ،ﺣ م ﺛﻧﺎؤﻩ ،ﻣﻣﺳﺎﻛم وﻣﺻ ﺣ م ،ﻫﺗﺎًﻓﺎ وﺻر ً اﺧﺎ وﺗﻼوة و ً أﻟﺣﺎﻧﺎ ،وﻟﻘﺑﻠﻪ ﻣﺎ ّ ﻓﺻﻞ وﻗﺿﺎء ﺣﺗم﴿ :وﻣﺎ ﻣﺣﻣد إﻻ رﺳول ﻗد ﺧﻠت ﻣن ﻗﺑﻠﻪ اﻟرﺳﻞ أﻓﺈن ﻣﺎت أو ﻗﺗﻞ اﻧﻘﻠﺑﺗم ﻋﻠﻰ ﺷﯾﺋﺎ وﺳﯾﺟز ﷲ اﻟﺷﺎﻛرن﴾. أﻋﻘﺎ م وﻣن ﯾﻧﻘﻠب ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺑ ﻪ ﻓﻠن ﺿر ﷲ ً ﻣﻧﻲ وﻣﺳﻣﻊ ،وﻣﻧﺗد
إﯾﻬﺎ ﺑﻧﻲ ﻗﯾﻠﺔ ،أأﻫﺿم ﺗراث أﺑﻲ ،وأﻧﺗم ﻣ أر ً اﻟﺟّﻧﺔ ،ﺗواﻓ م اﻟدﻋوة ﻓﻼ وﺗﺷﻣﻠﻛم اﻟﺧﺑرة ،وأﻧﺗم ذوو اﻟﻌدد و ّ اﻟﻌدة ،واﻷداة واﻟﻘوة ،وﻋﻧد م اﻟﺳﻼح و ُ ﺗﺟﯾﺑون ،وﺗﺄﺗ م اﻟﺻرﺧﺔ ﻓﻼ ﺗﻐﯾﺛون ،وأﻧﺗم ﻣوﺻوﻓون ﺎﻟﻛﻔﺎح ،ﻣﻌروﻓون ﺎﻟﺧﯾر واﻟﺻﻼح، واﻟﻧﺧ ﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺗﺧﺑت ،واﻟﺧﯾرة اﻟﺗﻲ اﺧﺗﯾرت ﻟﻧﺎ أﻫﻞ اﻟﺑﯾت.
13
وﻣﺟﻣﻊ؟ ﺗﻠ ﺳ م اﻟدﻋوة،
اﻟﻛد واﻟﺗﻌب ،وﻧﺎطﺣﺗم اﻷﻣم ،و ﺎﻓﺣﺗم اﻟﺑﻬم ،ﻓﻼ ﻧﺑرح أو ﺗﺑرﺣون ،ﻧﺄﻣر م ﻗﺎﺗﻠﺗم اﻟﻌرب، وﺗﺣﻣﻠﺗم ّ ّ ودر ﺻﻠب اﻷ ﺎم ،وﺧﺿﻌت ﻧﻌرة اﻟﺷرك ،وﺳ ﻧت ﻓﺗﺄﺗﻣرون ،ﺣﺗﻰ إذا دارت ﺑﻧﺎ رﺣﻰ اﻹﺳﻼمّ ،
ﻓﺄﻧﻰ ﺣرﺗم ﻌد ﻓورة اﻹﻓك ،وﺧﻣدت ﻧﯾران اﻟﻛﻔر ،وﻫدأت دﻋوة اﻟﻬرج ،واﺳﺗوﺳ ﻧظﺎم اﻟدﯾنّ ، اﻟﺑ ﺎن؟ وأﺳررﺗم ﻌد اﻹﻋﻼن؟ وﻧ ﺻﺗم ﻌد اﻹﻗدام؟ وأﺷر ﺗم ﻌد اﻹ ﻣﺎن؟ ﺑؤﺳﺎً ﻟﻘوم ﻧ ﺛوا
وﻫﻣوا ﺑﺈﺧراج اﻟرﺳول ،وﻫم ﺑدأو م أول ﻣرة ،أﺗﺧﺷوﻧﻬم ﻓﺎﻪﻠﻟ أﺣ ّ أن ﺗﺧﺷوﻩ إن ﻧﺗم أ ﻣﺎﻧﻬمّ ، ﻣؤﻣﻧﯾن.
أﻻ وﻗد أر أن ﻗد أﺧﻠدﺗم إﻟﻰ اﻟﺧﻔض ،وأ ﻌدﺗم ﻣن ﻫو أﺣ وﻧﺟوﺗم ﺎﻟﺿﯾ
ﺎﻟ ﺳط واﻟﻘ ض ،ور ﻧﺗم اﻟﻰ اﻟدﻋﺔ
ﻣن اﻟﺳﻌﺔ ،ﻓﻣﺟﺟﺗم ﻣﺎ وﻋﯾﺗم ،ووﺳﻌﺗم ﻣﺎ ﺗﺳوﻏﺗم ،ﻓﺈن ﺗﻛﻔروا أﻧﺗم وﻣن ﻓﻲ
ﻓﺈن ﷲ ﻟﻐﻧﻲ ﺣﻣﯾد. اﻷرض ﺟﻣ ﻌﺎً ّ أﻻ وﻗد ﻗﻠت ﻣﺎ ﻗﻠت ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻧﻲ ﺎﻟﺧذﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺧﺎﻣرﺗﻛم ،واﻟﻐدرة اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺷﻌرﺗﻬﺎ ﻗﻠو م، وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻓ ﺿﺔ اﻟﻧﻔس ،و ﺛّﺔ اﻟﺻدر ،وﻧﻔﺛﺔ اﻟﻐ ظ ،وﺗﻘدﻣﺔ اﻟﺣﺟﺔ ،ﻓدوﻧ ﻣوﻫﺎ ﻓﺎﺣﺗﻘﺑوﻫﺎ دﺑرة اﻟظﻬر،
ﻧﻘ ﺔ اﻟﺧﻒ ﺎﻗ ﺔ اﻟﻌﺎر ،ﻣوﺳوﻣﺔ ﻐﺿب ﷲ وﺷﻧﺎر اﻷﺑد ،ﻣوﺻوﻟﺔ ﺑﻧﺎر ﷲ اﻟﻣوﻗدة اﻟﺗﻲ ﺗطّﻠﻊ ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺋدة ،ﻓ ﻌﯾن ﷲ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠون ،وﺳ ﻌﻠم اﻟذﯾن ظﻠﻣوا أ ﻣﻧﻘﻠب ﯾﻧﻘﻠﺑون ،وأﻧﺎ اﺑﻧﺔ ﻧذﯾر ﻟﻛم ﺑﯾن
ﯾد ﻋذاب ﺷدﯾد ،ﻓﺎﻋﻣﻠوا إﻧﺎ ﻋﺎﻣﻠون ،واﻧﺗظروا ّإﻧﺎ ﻣﻧﺗظرون". ﻫرء ﻓﻬو ﺎﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت اﻟﺟﺎرﺔ ﺣول ﻧﻬﺞ أﻣﺎ اﻟﺗﺷ ك ﻓﻲ ﺻدور ﻫذﻩ اﻟﺧط ﺔ ﻋن ﻓﺎطﻣﺔ اﻟز ا
ﺳﺗﻐرب ﻣﺟرد ﻋن اﻟﻣﺳﺗﻧدات وطرق ﻧﻘد اﻟﺣدﯾث واﻟﺗﺎرﺦ. اﻟ ﻼﻏﺔ ،ﺗﺻدر ﻏﺎﻟًﺎ ﻋن ا ا
ﻌﺷرت ﻣن اﻷﺳﺎﻧﯾد اﻟﻣوﺛوﻗﺔ وﻗد وردت ﻓﻲ ﺗب ﻗدﻣﺎء اﻷﺻﺣﺎب ،و ﺎﻧت ا واﻟﺧط ﺔ ﻫذﻩ ﻧﻘﻠت ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻲ ﯾرو ﻬﺎ ﻣﺷﺎﯾﺦ آل أﺑﻲ طﺎﻟب و ﻌﻠﻣوﻧﻬﺎ أﺑﻧﺎءﻫم ﺣﺳب ﻧﻘﻞ ﺗﺎب ﻼﻏﺎت اﻟﻧﺳﺎء ﻷﺑﻲ اﻟﻔﺿﻞ أﺣﻣد ﺑن أﺑﻲ طﺎﻫر.
ﻓﻘرت ﻣﻧﻬﺎ ﺣﺳب واﻟﻛﺗب اﻟﺗﺎرﺧ ﺔ وﻣﺳﺎﻧﯾد اﻟرواة واﻟﻛﺗب اﻟﻔﻘﻬ ﺔ ﻣﻧذ اﻟﻘرون اﻷوﻟﻰ ،ﺗﻧﻘﻞ ا
اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻺﺳﺗﻧﺎد واﻹﺳﺗﺷﻬﺎد.
واﻟﺧط ﺔ ﻫذﻩ ﺗﺷﻣﻞ ﻋﻠﻰ اﺣﺗﺟﺎج ﺷدﯾد ﺣول إﻏﺗﺻﺎب ﻓدك ،وﻟﻔدك ﻫذﻩ ﺣث آﺧر .واﻟﺣﻘ ﻘﺔ أﻧﻬﺎ ﺎﻧت وﺳﯾﻠﺔ ﻷﻫداف أﺧر ﺗﺗﺧطﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﺎد .ﻓﺎﻏﺗﺻﺎﺑﻬﺎ ﺎن ﺟزًءا ﻣن ﺳ ﺎﺳﺔ اﻟﻌزل واﻹﻓﻘﺎر اﺳﺗﻌﻣﻠت ﺗﺟﺎﻩ ﻋﻠﻲ اﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب زوج ﻓﺎطﻣﺔ ﻌد وﻓﺎة اﻟرﺳول ،وﻫذا اﻟﻬدف ﯾﺑدو ﺑوﺿوح ﻓﻲ ﻣﺣﺎدﺛﺔ ﺟرت ﺑﯾن ﻋﻣر ﺑن ﻋﺑد اﻟﻌزز اﻟﺧﻠ ﻔﺔ اﻷﻣو ﻓ ﻣﺎ ﻌد ،و ﯾن ﻌض أﺑﻧﺎء
ﻓﺎطﻣﺔ ﺣول ﺗﺣدﯾد ﻓدك ﺣﯾﻧﻣﺎ أارد اﻟﺧﻠ ﻔﺔ إﻋﺎدﺗﻬﺎ إﻟﯾﻬم.
14
ﺻرر ﻋﻠﯾﻬﺎ واﻹﺣﺗﺟﺎج ﺑﻬذﻩ اﻟﺻورة اﻟﻌﻠﻧ ﺔ اﻟﻘو ﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻧوع ﻣن اﻹداﻧﺔ أﻣﺎم أﻣﺎ اﻟﻣطﺎﻟ ﺔ واﻹ ا ﻟر اﻟﻌﺎم وﻟﻠﺗﺎرﺦ ﺻ ﺎﻧﺔ ﻟﻠﺣ اﻟﺻرﺢ ،ﺣﺗﻰ وﻟو ﺎن اﻹ ا ا أ در ﻋن ﺑﯾر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﻧﺣرف ﺻﺎ ًا ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ. ﺛﺎﻣًﻧﺎ -اﻟﺟﻬﺎد اﻟﻣﺗواﺻﻞ: ﻟﻘد ﻻﺣظ اﻟﻘﺎرئ ﺧﻼل ﺳطور ﻫذﻩ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ،ﻧﻣﺎذج ﻣن ﺟﻬﺎد ﻓﺎطﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﯾت أﺑﯾﻬﺎ ،وﻓﻲ ﺑﯾﺗﻬﺎ، وﻓﻲ ﻣواﻗﻔﻬﺎ اﻹﯾﺟﺎﺑ ﺔ واﻟﺳﻠﺑ ﺔ ﺗﺟﺎﻩ اﻷﺣداث اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺣﺗﻰ ﻓﻲ وﺻﯾﺗﻬﺎ ،ﺣﯾث ﺟﻌﻠت ﻣن ﺳرﻊ ﻋﺗرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﺿﻊ اﻟﻌﺎم. دﻓﻧﻬﺎ ٕواﺧﻔﺎء ﻗﺑرﻫﺎ ﺳﻧدﯾن ﻻ ا
وﻗد اﺷﺗر ت ﻓﺎطﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﺣروب اﻟﺗﻲ ﺧﺎﺿﻬﺎ اﻟﻣﺳﻠﻣون دﻓﺎ ًﻋﺎ ﻋن ﻟﻛرﻣﺗﻬم وﺣرﺗﻬم .وﻗﺎﻣت ﺑدورﻫﺎ ،اﻟدور اﻟذ ﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة اﻟﻣﺟﺎﻫدة ﻓﻲ ﻋﻘﯾدﺗﻬم ،وﺻ ﺎﻧﺔ ا ذﻟك اﻟﻌﺻر ،ﻣن ﺿﻣﺎد اﻟﺟرح وﻏﺳﻞ اﻟﺛ ﺎب وﺗﻣرض اﻟﺟرﺣﻰ وﺗﺣﺿﯾر ﺎﻓﺔ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺣ ﺎة ﻓﻲ اﻟﺣرب. رز وﺷﺎًﻗﺎ ﻓﻲ ﻧﺻرة اﻟﺣ ،واﻟدﻓﺎع ﻋن وﺻ ﺔ اﻟرﺳول ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺎﻧت دور ﺎ ًا ﻟﻛﻧﻬﺎ أ ﻓﺎطﻣﺔ ﻟﻌﺑت ًا ﺗﻘوم ﺑز ﺎارت ﺳرﺔ ﻷﺻﺣﺎب اﻟرﺳول ﺗﺷﺟﻌﻬم ﻋﻠﻰ اﻟوﻗوف ﺑﺟﺎﻧب ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب ﻋﻠ ﻪ
اﻟﺳﻼم ،وﻗد وﻗﻔت ﺷ ﻞ ﻻ ﻣﺛﯾﻞ ﻟﻪ و ﺻورة ﺣﺎدة ،ﺣﺳب ﻧﻘﻞ اﻟﻣؤرﺧﯾن ،ﻣﻊ ﻋﻠﻲ ﻓﻲ أﺣرج أ ﺎم ﺣ ﺎﺗﻪ ،ﻣؤ دة أن اﻟﺟﺑﻬﺔ اﻟداﺧﻠ ﺔ ﻓﻲ ﺣ ﺎة ﻋﻠﻲ ﺻﺎﻣدة ﻻ ﺗﺷﻌر ﺎﻟﺿﻌﻒ ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺗرك ﺗﻘدﯾر اﻟظروف واﻧﺗﺧﺎب اﻟﻣواﻗﻒ ﻟﻘﺎﺋدﻫﺎ وزوﺟﻬﺎ اﻹﻣﺎم ﻘرر و ﺻﻣم و ﺄﻣر ﻓ طﺎع. وﺳﯾرة ﻓﺎطﻣﺔ ﺗﺗﺣدث أﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻞ ﻏداة اﻟﺳﺑت ﺎﻧت ﺗﺄﺗﻲ ﻗﺑور اﻟﺷﻬداء ،وﻗﺑر ﺣﻣزة ،وﺗﺗرﺣم ﻋﻠﯾﻬم وﺗﺳﺗﻐﻔر ﻟﻬم .وﻫذﻩ اﻟﺑدا ﺔ ﻷﻋﻣﺎل اﻷﺳﺑوع ﺗﻔﺻﺢ ﻋن ﻣد ﺗﻘدﯾر ﻓﺎطﻣﺔ ﻟﻠﺟﻬﺎد وﻟﻠﺷﻬﺎدة
وﺗﻌﺑر ﺑوﺿوح ﻋن ﺣ ﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﻣﻠ ﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺑدأ ﺎﻟﺟﻬﺎد وﺗﺳﺗﻧد ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺎد واﻟﺗﺿﺣ ﺔ إﻟﻰ درﺟﺔ اﻹﺳﺗﺷﻬﺎد.
ﻟﻣﺣرب: ﺳﻌﺎ -ﻓﺎطﻣﺔ ﻓﻲ ا ا ﺗﺎ ً ﻣﺣرﺑﻬﺎ ﻟﯾﻠﺔ ﺟﻣﻌﺗﻬﺎ ،ﻓﻠم ا "رﯾت أﻣﻲ ﻓﺎطﻣﺔ ﻗﺎﻣت ﻓﻲ ﻘول اﻟﺣﺳن ﺑن ﻋﻠﻲ ﺳﻼم ﷲ ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ :أ
ﺗزل ارﻛﻌﺔ ﺳﺎﺟدة ﺣﺗﻰ اﺗﺿﺢ ﻋﻣود اﻟﺻ ﺢ .وﺳﻣﻌﺗﻬﺎ ﺗدﻋو ﻟﻠﻣؤﻣﻧﯾن واﻟﻣؤﻣﻧﺎت وﺗﺳﻣﯾﻬم وﺗﻛﺛر
اﻟدﻋﺎء ﻟﻬم ،وﻻ ﺗدﻋو ﻟﻧﻔﺳﻬﺎ ﺷﻲء". وﻓﻲ ﺳﯾرﺗﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﺎﻧت ﺗﺧﺻص اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻷﺧﯾرة ﻣن ﻧﻬﺎر اﻟﺟﻣﻌﺔ ﻟﻠدﻋﺎء.
ِّ وﺗﺣرض ﺟﻣ ﻊ ﻣن ﻓﻲ ﺑﯾﺗﻬﺎ وأﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺷر اﻷﺧﯾرة ﻣن ﺷﻬر رﻣﺿﺎن اﻟﻣ ﺎرك ﻻ ﺗﻧﺎم اﻟﻠﯾﻞ ﺑﺈﺣ ﺎء اﻟﻠﯾﻞ ﺎﻟﻌ ﺎدة واﻟدﻋﺎء. وأﻧﻬﺎ ﺎﻧت ﺗﺷ و ﻣن ﺗورم ﻗدﻣﯾﻬﺎ ﻟﻛﺛرة وﻗوﻓﻬﺎ ﺑﯾن ﯾد رﻬﺎ ﺧﺎﺷﻌﺔ وﻣﺗﻬﺟدة. 15
ﻟﻣﺣرب؟ وﻫﻞ ﺎﻧت ﺣ ﺎﺗﻬﺎ ﻠﻬﺎ إﻻ اﻟﺳﺟود اﻟداﺋم؟ ﻓﻬﻲ وﻫﻞ ﺧرﺟت ﻓﺎطﻣﺔ ﻓﻲ ﺣ ﺎﺗﻬﺎ ﻠﻬﺎ ﻋن ا ا ﻓﻲ اﻟﺑﯾت ﺗﻌﺑد ﷲ ﻓﻲ ﺣﺳن اﻟﺗ ﻌﻞ ،وﻓﻲ ﺗر ﺔ أوﻻدﻫﺎ ،ﺣﯾث" :إن ﻣﺳﺟد اﻟﻣرأة ﺑﯾﺗﻬﺎ" ،وﻫﻲ ﻓﻲ ﻗ ﺎﻣﻬﺎ ﺎﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺎﻧت ﺗط ﻊ ﷲ وﺗﻌﺑدﻩ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ اﻟذﯾن ﻠﻬم ﻋ ﺎل ﷲ وأﺣب ﺧﻠﻘﻪ إﻟ ﻪ أﻧﻔﻌﻬم ﻟﻌ ﺎﻟﻪ.
ﻟﻠﻔﻘرء وﻟﻠﻣﺗﻌﺑﯾن واﻟﻣﻌذﺑﯾن ،ﺎﻧت ﺗﻘوم ﻌ ﺎدة ﷲ ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ و ﺄﻫﻞ ﺑﯾﺗﻬﺎ ،ﺣﯾث ا وﻫﻲ ﻓﻲ ﻣواﺳﺎﺗﻬﺎ
ﺳﯾر﴾ إﻧﻬم ﺎﻧوا ﺣﺳب ﻧﻘﻞ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم﴿ :و طﻌﻣون اﻟطﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﺣ ﻪ ﻣﺳ ًﯾﻧﺎ و ﺗ ًﻣﺎ وأ ًا ]اﻹﻧﺳﺎن ،[8 ،ﺣﯾن ﺎﻧوا ﴿ﯾؤﺛرون ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺳﻬم وﻟو ﺎن ﺑﻬم ﺧﺻﺎﺻﺔ﴾ ]اﻟﺣﺷر .[9 ،واﻟﻐﺎ ﺔ ور﴾ ]اﻹﻧﺳﺎن،[8 ، ﺟز ًء وﻻ ﺷ ًا ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎﻧﻬم وﻓﻲ ﻗﻠو ﻬم﴿ :إﻧﻣﺎ ﻧطﻌﻣ م ﻟوﺟﻪ ﷲ ﻻ ﻧرد ﻣﻧ م ا ﺻﻔﺣﺔ ﻣن ﺣ ﺎﺗﻬﺎ ور ﻌﺔ ﻣن ﺻﻼﺗﻬﺎ. ﺷر -اﻟﻛوﺛر: ﻋﺎ ً ا ﺑرﻫ م آﺧر أﺑﻧﺎء اﻟرﺳول اﻟﺛﻼﺛﺔ ،و ذﻟك ﻘﻲ اﻟرﺳول ﻼ ﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻣن اﻟﻬﺟرة اﻟﻧﺑو ﺔ إ ا
ﻋﻘب ﺣﺳب اﻟﻣﻧط اﻟﺟﺎﻫﻠﻲ .و دأ اﻟﺷﺎﻣﺗون اﻟﻣﻧﺎﻓﻘون ﻔرﺣون و ﻧﺗظرون ﻣوت رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺣﻣد ﻣﻊ
ﺳﺗﻣرر وﻣﻠﻛﺎٕ ،وان اﻟوﻟد اﻟذ ر ﻫو دون اﻷﻧﺛﻰ ا ا ﻣوﺗﻪ .ﺣﯾث إن اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ زﻋﻣﻬم ﺎﻧت وﺳﯾﻠﺔ ً ﻟﺷﺧﺻ ﺔ واﻟدﻩ و ﻘﺎء ﻟﻣﺟدﻩ وذ رﻩ ،وﻗد ﻓﻘد ﻣﺣﻣد أوﻻدﻩ اﻟذ ور وﻫو ﻌ ش ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﺳﺎدس ﻣن ﻋﻣرﻩ. وﻟﻛن اﻟوﺣﻲ اﻹﻟﻬﻲ أوﺿﺢ ﺧطﺎﻫم وزﻒ ﻣﻧطﻘﻬم وأﻋﻠن﴿ :إﻧﺎ أﻋطﯾﻧﺎك اﻟﻛوﺛر * ﻓﺻﻞ ﻟرك واﻧﺣر * إن ﺷﺎﺋﻧك ﻫو اﻷﺑﺗر﴾ ]اﻟﻛوﺛر[.
ﻓﺎﻟرﺳﺎﻟﺔ ﺎﻗ ﺔ واﻹﺳﻼم ﺧﺎﻟد ،وﻣﺟد ﻣﺣﻣد ﻣﻘﺗرن ﻣﻊ ﻣﺟد ﷲ وذ رﻩ ﻣﻸ اﻷﺑد .وذرﺗﻪ ﻫم ﺣﻔظﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ وأﻋﻼم اﻟﻬدا ﺔ ،واﻟﺷﺎﻣت اﻟﻣﻧﺎﻓ ﻫو اﻷﺑﺗر.
وﻓﺎطﻣﺔ ﻫﻲ ﺗﺟﺳﯾد ﻟﻠﻛوﺛر ،ﻓذرﺔ اﻟرﺳول ﻣﻧﻬﺎ وأﺑﻧﺎؤﻫﺎ ﻫم اﻷﺋﻣﺔ اﻟﻣﻌﺻوﻣون ﺛﺎﻧﻲ اﻟﺛﻘﻠﯾن اﻟﻠذﯾن
ﺗر ﻬﻣﺎ ﻣﺣﻣد ﻓﻲ أﻣﺗﻪ ،وﺟﻌﻠﻬم ﻻ ﻔﺗرﻗون ﻋن اﻟﺛﻘﻞ اﻷول ،اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ،ﺻوﻧوﻧﻪ و ﺿﺣون ﺳﺗﻣرر ﻟوﺟود ﻣﺣﻣد ورﺳﺎﻟﺗﻪ ووﺳﯾﻠﺔ ﻟﺳﻼﻣﺔ ﺳﯾرة اﻷﻣﺔ ﻓﻲ ﻷﺟﻠﻪ واﻟﺛﻘﻼن ﻫذان ،اﻟﻛﺗﺎب واﻟﻌﺗرة ا ا
اﻟﺧط اﻟﺻﺣ ﺢ دون اﻻ ا ﻧﺣرف واﻟﺿﻼل وﻫذا اﻟﺷﺄن اﻟﻔﺎطﻣﻲ اﻟﻌظ م ،ورد ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎن رﺳول ﷲ
ﻓﻲ أﻣﺎﻛن ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻘد ﻗﺎل" :ذرﺗﻲ ﻣن ﻧﺳﻞ ﻋﻠﻲ وﻓﺎطﻣﺔ" .وﻗﺎل" :اﻟﺣﺳن واﻟﺣﺳﯾن إﺑﻧﺎ
إﻣﺎﻣﺎن" .وﻗﺎل" :إﻧﻲ ﺗﺎرك ﻓ م اﻟﺛﻘﻠﯾن ﺗﺎب ﷲ وﻋﺗرﺗﻲ أﻫﻞ ﺑﯾﺗﻲ ،ﻣﺎ إن ﺗﻣﺳ ﺗم ﺑﻬﻣﺎ ﻟن ﺗﺿﻠوإ ،واﻧﻬﻣﺎ ﻟن ﻔﺗرﻗﺎ ﺣﺗﻰ ﯾردا ﻋﻠﻲ اﻟﺣوض". ّ وﻗد ﻗﺎﻣت ﺑﻧﺗﻬﺎ زﻧب ﺑدور ﻣﺻﯾر ﻓﻲ إﻧﺟﺎح ﺣر ﺔ اﻟﺣﺳﯾن ،ﻹﻋﺎدة روح اﻹﺳﻼم إﻟﻰ اﻷﻣﺔ ﻧﺣرف ﻋﻧدﻣﺎ ﺎﻧت ﺗﺗﺣ م ﺎﺳم اﻹﺳﻼم ،وﻣﺎ ﻘﻲ ﻣن اﻹﺳﻼم وﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟظﻠم واﻻﺳﺗﻌ ﺎد واﻹ ا
16
إﻻ اﺳﻣﻪ .وﻣواﻗﻒ زﻧب وﺧطﺑﻬﺎ وﺷﻌﺎارﺗﻬﺎ وﺟﻬﺎدﻫﺎ وﻋﻠﻣﻬﺎ ﺻورة ﺣ ﺔ ﻋن ﻓﺎطﻣﺔ ،وﻫ ذا ﻧﺟد ﻓ ﻣﺎ ﻗدﻣﻧﺎ وﻓﻲ ﻏﯾرﻩ ﻣﻣﺎ ﻻ ﺳﻌﻪ ﻫذا اﻟﻣﺧﺗﺻر ،ﻧﺟد اﻟﻛوﺛر اﻟﻌظ م اﻟذ أﻋطﺎﻩ ﷲ ﻟﻧﺑ ﻪ. ﻫذﻩ ﻫﻲ ﻓﺎطﻣﺔ ،اﺑﻧﺔ أﻋظم ﻧﺑﻲ ،وزوﺟﺔ أﻋز إﻣﺎم و طﻞ وأم اﯾﻧﻊ ﺑزﻏﺗﯾن ﻓﻲ ﺗﺎرﺦ اﻹﻣﺎﻣﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻗﺔ ﻷطﻬر ٍ ﺷر ٍ وﺟﻪ ﻘدم ﻓﯾﻬﺎ اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﻛرم ﺳﻠ ﻣﺎن ﺗﺎﻧﺔ ﺗﺎ ﻪ اﻷدﺑﻲ اﻟﻣﻠون ،اﻟذ ﻫو ﻓ ض إ ا ﻋرﻓﻪ ﺗﺎرﺦ اﻹﺳﻼم.
ﻗرءة اﻟﻛﺗﺎب ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻞ ﻣ ﺗﺷﻔﯾن ﻣﻊ ﻞ ﺻﻔﺣﺔ ﻓﻠﻧﺗﺎ ﻊ ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟرﺷﺔ اﻟﻣﻐﻣوﺳﺔ ﺎﻟطﯾب و ﺎﻟﻠون ا ﻟوﺣﺔ ﻓﻧ ﺔ ارﺋﻌﺔ ﻧﺳﺗﺷﻒ ﺿﻣن ﺧطوطﻬﺎ وﻣن ﺑﯾن ﻞ ظﻞ ﻣن ظﻼﻟﻬﺎ وﺟﻪ ﻓﺎطﻣﺔ اﻟز ا ﻫرء ﻣﺷرًﻗﺎ وﺿﺎ ًء وﻋﻔ ًﻔﺎ ﺳﻧًﺎ.
ﺻور -ﻣوﺳﻰ اﻟﺻدر
17