الزهراء - فصل من كتاب الرسالة الإلهية _ مقدمة كتاب (فاطمة الزهراء (ع) وتر في غمد) تاريخ 22-9-1968

Page 1

‫اﻟﻌﻧوان‪ :‬ﻓﺎطﻣﺔ ﻓﺻﻞ ﻣن ﺗﺎب اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻹﻟﻬ ﺔ‬ ‫اﻟﻣوﺿوع‪ :‬ﻣﻘدﻣﺔ ﺗﺎب – ﻓﺎطﻣﺔ اﻟزﻫراء )ع( وﺗر ﻓﻲ ﻏﻣد ﻘﻠم اﻹﻣﺎم ﻣوﺳﻰ اﻟﺻدر‬ ‫اﻟﻣ ﺎن واﻟﺗﺎر ﺦ‪ :‬ﺻور‪1968/9/22 -‬‬ ‫اﻟﻣرﺟﻊ‪ :‬ﺗﺎب "ﻓﺎطﻣﺔ اﻟز ا‬ ‫وﺗٌر ﻓﻲ ﻏﻣد" ‪ ‬‬ ‫ﻫرء ْ‬ ‫ﺳم ﷲ اﻟرﺣﻣن اﻟرﺣ م ‪ ‬‬ ‫ﻫرء‬ ‫أوًﻻ‪ -‬ﻓﺎطﻣﺔ اﻟز ا‬

‫إن ﷲ ﻟ ﻐﺿب ﻟﻐﺿب ﻓﺎطﻣﺔ و رﺿﻰ ﻟرﺿﺎﻫﺎ‪ .‬ﻓﺎطﻣﺔ ﺿﻌﺔ ﻣﻧﻲ ﻣن آذاﻫﺎ ﻓﻘد آذاﻧﻲ وﻣن‬ ‫أﺣﺑﻬﺎ ﻓﻘد أﺣﺑﻧﻲ‪ .‬ﻓﺎطﻣﺔ ﻗﻠﺑﻲ وروﺣﻲ اﻟﺗﻲ ﺑﯾن ﺟﻧﺑﻲ‪ .‬ﻓﺎطﻣﺔ ﺳﯾدة ﻧﺳﺎء اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن‪.‬‬ ‫ﻫذﻩ اﻟﺷﻬﺎدات وأﻣﺛﺎﻟﻬﺎ ﺗواﺗرت ﻓﻲ ﺗب اﻟﺣدﯾث واﻟﺳﯾرة ﻋن رﺳول ﷲ ﻣﺣﻣد ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ ﻪ وآﻟﻪ‬ ‫وﺳﻠم‪ ،‬اﻟذ ﻻ ﯾﻧط ﻋن اﻟﻬو وﻻ ﯾﺗﺄﺛر ﺑﻧﺳب أو ﺳﺑب وﻻ ﺗﺄﺧذﻩ ﻓﻲ ﷲ ﻟوﻣﺔ ﻻﺋم‪.‬‬

‫ﻣواﻗﻒ ﻣن ﻧﺑﻲ اﻹﺳﻼم اﻟذ‬

‫ذاب ﻓﻲ دﻋوﺗﻪ‪ ،‬و ﺎن ﻟﻠﻧﺎس ﻓ ﻪ أﺳوة ﻓﺄﺻ ﺣت ﺧﻔﻘﺎت ﻗﻠ ﻪ‬

‫وﻧظرت ﻋﯾﻧﻪ وﻟﻣﺳﺎت ﯾدﻩ وﺧطوات ﺳﻌ ﻪ ٕواﺷﻌﺎﻋﺎت ﻓ رﻩ‪ ،‬ﻗوﻟﻪ وﻓﻌﻠﻪ وﺗﻘر رﻩ‪ ،‬وﺟودﻩ ﻠﻪ أﺻ ﺢ‬ ‫ا‬ ‫ﺗﻌﺎﻟ م اﻟدﯾن وأﺣ ﺎم ﷲ وﻣﺻﺎﺑ ﺢ اﻟﻬدا ﺔ وﺳﺑﻞ اﻟﻧﺟﺎة‪.‬‬

‫ﻣر اﻟزﻣن و ﻠﻣﺎ ﺗطورت‬ ‫أوﺳﻣﺔ ﻣن ﺧﺎﺗم اﻟرﺳﻞ ﻋﻠﻰ ﺻدر ﻓﺎطﻣﺔ اﻟز ا‬ ‫ﻫرء‪ ،‬وﺗزداد ﺗﺄﻟًﻘﺎ ﻠﻣﺎ ّ‬ ‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت و ﻠﻣﺎ ﻻﺣظﻧﺎ اﻟﻣﺑدأ اﻷﺳﺎس ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ ﻼﻣﻪ ﻟﻬﺎ‪ " :‬ﺎ ﻓﺎطﻣﺔ إﻋﻣﻠﻲ ﻟﻧﻔﺳك ﻓﺈﻧﻲ‬ ‫ﺷﯾﺋﺎ"‪.‬‬ ‫ﻻ أﻏﻧﻲ ﻋﻧك ﻣن ﷲ ً‬

‫ﻫرء ﻫذﻩ ﻣﺛﺎل اﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ ﯾردﻫﺎ ﷲ‪ ،‬ﻗطﻌﺔ ﻣن اﻹﺳﻼم اﻟﻣﺟﺳد ﻓﻲ ﻣﺣﻣد‪ ،‬وﻗدوة ﻓﻲ‬ ‫ﻓﺎطﻣﺔ اﻟز ا‬ ‫ﺣ ﺎﺗﻬﺎ ﻟﻠﻣرأة اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ وﻟﻺﻧﺳﺎن اﻟﻣؤﻣن ﻓﻲ ﻞ زﻣﺎن وﻣ ﺎن‪.‬‬ ‫ودرﺳﺔ ﺣ ﺎﺗﻬﺎ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼم وذﺧﯾرة‬ ‫إن ﻣﻌرﻓﺔ ﻓﺎطﻣﺔ ﻓﺻﻞ ﻣن ﺗﺎب اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻹﻟﻬ ﺔ‪ ،‬ا‬ ‫ﻗّﻣﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن اﻟﻣﻌﺎﺻر‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻧً ﺎ‪ -‬ﻣﻊ اﻟﻣؤﻟﻒ‬ ‫ﺑﻬذا اﻹﺣﺳﺎس ﻧت أﺳﺗﻣﻊ إﻟﻰ اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﺟﻠﯾﻞ واﻷدﯾب اﻟﻌ ﻘر ﺳﻠ ﻣﺎن اﻟﻛﺗﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻوﻣﻌﺗﻪ‬ ‫ﻫرء وﺗر ﻓﻲ ﻏﻣد(‪ .‬ﻧت‬ ‫ﺑﺑﻠدة ﺳ ﻧﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻔﺢ ﺟﺑﻞ ﺻﻧﯾن‪ ،‬وﻫو ﯾﺗﻠو ﺗﺎ ﻪ اﻟﻌزز )ﻓﺎطﻣﺔ اﻟز ا‬ ‫أﺳﺗﻣﻊ إﻟ ﻪ وأر أﻣﺎﻣﻲ ﻟوﺣﺎت ارﺋﻌﺔ‪ ،‬ﺗﻛﺷﻒ ﺑوﺿوح ﺟﻣﺎل ذوﻗﻪ وروﻋﺔ ﻓﻧﻪ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫رت ﻣﻌﻪ ﺳﺎﻋﺎت ﻓﻲ دﻧ ﺎ ﻓﺎطﻣﺔ اﻟرﺣ ﺔ اﻟﻣﺷرﻗﺔ‪ ،‬ﻓﺄﺷﻌر ﺎﻟﺳﻣو واﻟرﻓﻌﺔ وأﻧﻌم اﻟ ﺻر واﻟ ﺻﯾرة‬ ‫ﺳ ُ‬ ‫ﻟﺗرث اﻟﻣﺟﯾد اﻟﻣوﺟﻪ‪.‬‬ ‫وأﻋﺗز ﻌﻘﻠﻲ وﻗﻠﺑﻲ أﻣﺎم ﻫذا ا ا‬

‫‪ 1‬‬ ‫‪ ‬‬


‫ﻣﺗﻌﺔ اﻟﻌﻣر ﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺳﺎﻋﺎت‪ ،‬أﻣﺎم اﻟﺟﻣﺎل اﻹﻟﻬﻲ ﻓﻲ ﺟﻠوة ﻓﺎطﻣﺔ اﻟﻣﻧﻌ ﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻓ ر وﻗﻠب‬ ‫ﻫذا اﻟرﺟﻞ اﻟﻣرآة اﻟود ﻊ‪.‬‬ ‫ﻫرء ﻣﺗﻧ ًار ﻗدر‬ ‫وﻋدت إﻟﻰ ﻣﻘدﻣﺔ اﻟﻛﺗﺎب ﻓﺳﻣﻌﺗﻪ ﯾﺗﺎ ﻊ و ﻘرأ‪" :‬ﻟﻬذا ﻓﺳوف أﻛﺗب ﻓﻲ ﻓﺎطﻣﺔ اﻟز ا‬ ‫اﻹﻣ ﺎن ﻟﺣرف اﻟﺟر ﻫذا ﻌﻧﻲ ﺣرف "ﻋن" اﻻداة اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺗب اﻟﺳﯾر وﺳﺄﻛون ﻣﺗﻧ ًار ﻟﻠﺳرد‬

‫ﺿﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟرﺷﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﻲ أﻧﻣﻠﻲ‪ ،‬ﻟ س ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗﻛون‬ ‫ﻣﺧﺗﺑر ﺣﻠﻞ ﻧﺳ ﺔ اﻟﺣدﯾد واﻟﻛﺑرت ﻓﻲ ﺳﺎق‬ ‫ًا‬ ‫أ ً‬ ‫زﻫرة‪ ،‬أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﻟﻬﺎ أن ﺗرﺳم اﻟﻠون ﻓﯾﻬﺎ وﺗﻬﺗز ﻣن ﻓوح اﻟﻌﺑﯾر"‪.‬‬

‫ﻗﻠت ﻟﻪ‪ :‬وﻫﻞ ﺧﺻﺻت ﻣﻌرﺿك اﻟﻔﺎطﻣﻲ اﻟﺑد ﻊ ﻫذا‪ ،‬ﺎﻟذﯾن ﻋرﻓوا ﻓﺎطﻣﺔ واطﻠﻌوا ﻋﻠﻰ ﺣ ﺎﺗﻬﺎ‬ ‫ﻋن طر‬

‫ﺗب اﻟﺳﯾرة واﻟﺳرد‪ ،‬وﻣﻧﻌت اﻟذﯾن ﯾردون أن طﻠﻌوا ﻋﻠﻰ ﺳﯾرﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻫﻼ رﺳﻣت اﻟطر ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻋﯾن اﻟﺷﻣس وﻧ ﻊ اﻟﺣ ﺎة‪ ،‬ﻟﻛﻲ ﯾﺗﻣ ن ﻣﺟﺗﻣﻌﻧﺎ اﻟذ‬

‫ﻘر اﻟﻛﺗﺎب‬ ‫أ‬

‫ﻣن ﺗر ﺔ اﻟﻣرأة اﻟﻔﺎطﻣ ﺔ واﻟرﺟﻞ اﻟﻔﺎطﻣﻲ‪.‬‬ ‫ﻟرﺋﻌﺔ ﺳوف ﺗﻌﺟب وﺗﺟﺗذب أرواح اﻟﻧﺎس اﻟﺣﺎﺋرة‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺿﺎﻗت‬ ‫ﻗﻠت ﻟﻪ‪ :‬إن ﻫذﻩ اﻟﻠوﺣﺎت ا ا‬ ‫ﺎﻷ ﺣﺎث واﻵراء واﻟﺗﺟﺎرب ﻋن اﻟﻣرأة‪ ،‬ﺣﺗﻰ أﺻ ﺣت اﻟﻣرأة ﻫﻲ ﻋﻘدة اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻘد م‬ ‫واﻟﺣدﯾث؛ وﻫذا اﻹﻋﺟﺎب واﻻﺟﺗذاب ﺑدورﻫﻣﺎ ﯾؤد ﺎن إﻟﻰ اﻟ ﺣث واﻟﺗﻔﺗ ش ﻋن اﻟﻣواد اﻟﺗﻲ وﻧت‬

‫ﻫذﻩ اﻟﻠوﺣﺎت‪ ،‬ﻋن اﻟﺣدﯾد واﻟﻛﺑرت‪ ،‬وﻋن اﻟﻣدﺧﻞ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﺑﯾوت اﻟﺗﻲ أذن ﷲ أن ﺗُرﻓﻊ‪.‬‬

‫إن اﻟ ﺎﺣﺛﯾن اﻟﺟدد ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟم اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺳﻣوﻧﻬﺎ ﺣﺿﺎرة اﻟﺟﻧس‪ ،‬وﻫذا‬

‫ﺷﻒ ﻋن ﺧطورة‬

‫ﺟرء اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ﺗﺟرﺔ اﻟﺣﺿﺎرة ﺣول‬ ‫ﻟر ﻓﻲ اﻟﻣرأة وﻋن اﻷﺧطﺎء اﻟﻛﺑر اﻟﺗﻲ ﻧﻌﺎﻧﯾﻬﺎ ﻣن ا‬ ‫ﻋﻘدة ا أ‬ ‫اﻟﻣرأة‪.‬‬ ‫إن آراء اﻟﻛﺗّﺎب وﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس واﻟﻣﺎد ﺔ اﻟﻣﺗﺣ ﻣﺔ ﻓﻲ ﻞ ﺷﻲء وﻓﻲ اﻟﻣرأة ﺎﻟذات‪ ،‬ﻗد أظﻠﻣت‬ ‫اﻟدروب وأﻏرﻗﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻫواء ﻓﺿﺎع اﻟﺻواب وﻋﻣت اﻟﺣﯾرة‪ ،‬واﻧﻬﺎرت إﻧﺳﺎﻧ ﺔ اﻟﻣرأة ﺗﺣت وطﺄة‬ ‫اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﻘد ﻣﺔ واﻟﺣدﯾﺛﺔ‪.‬‬ ‫إﻧﻧﺎ ﻧﺷﻌر اﻟﯾوم أﻛﺛر ﻣن أ‬

‫ﻫرء‪ ،‬ﻟﻛﻲ‬ ‫وﻗت ﻣﺿﻰ ﺎﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺳرد ﻣوﺟز ﻟﺣ ﺎة ﻓﺎطﻣﺔ اﻟز ا‬

‫ﻧﺟﻌﻠﻬﺎ ﻗﺎﺋدة وﻧﻘﺗ س ﻣن ﻓ ض ﺳﯾرﺗﻬﺎ ﻓﻲ طر اﻟﺻﻼح واﻹﺻﻼح‪.‬‬ ‫ﻗﻠت ﻟﻪ ﻫذا ﻠﻪ‪ .‬ﻓﺳﻣﻌﺗﻪ ﻘول ﺻوت واﺛ و ﺷﻌور ﻣن أ ّد اﻟواﺟب‪:‬‬ ‫ﻟﻘد ﺗر ت ﻟك ﻫذا اﻷﻣر ﺣﺗﻰ ﺗﻛﺗب ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ اﻟﻛﺗﺎب وﺗؤد ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ‪ ،‬ﻓ ﺗﻣﻞ اﻟﻌﻘد و ﺑﻠﻎ‬ ‫اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻧﺻﺎب‪.‬‬ ‫ﺷﻌرت ﺎﻹ ا‬ ‫ﺿﺎ‪ ،‬ﻓﻧﻘﻠت ﻟﻪ ﻼم اﻟﻣﻘدس اﻹﻣﺎم ﻋﺑد‬ ‫ﺣرج اﻟﻛﺑﯾر أﻣﺎم اﻟﻐﺎ ﺔ اﻟﺳﺎﻣ ﺔ وأﻣﺎم اﻟوﺳﯾﻠﺔ أ ً‬ ‫اﻟﺣﺳﯾن ﺷرف اﻟدﯾن ﻓﻲ ﺗﻘرظ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺎب‪" :‬اﻹﻣﺎم ﻋﻠﻲ ﺻوت اﻟﻌداﻟﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧ ﺔ"‪ ،‬ﻣﺧﺎطًﺎ‬

‫ﻗر ﻪ ﺗﺎ ك(‪.‬‬ ‫ﻣؤﻟﻔﻪ اﻷدﯾب اﻟﻼﻣﻊ )أﻋرﻧﻲ ﻗﻠﻣك ﻟﻛﻲ أ ّ‬ ‫ﻫذﻩ ﻠﻣﺎت ﻣن أﺿﺎءت ﺗ ﻪ ورﺳﺎﺋﻠﻪ ﺳﻣﺎء اﻟﻛﺗب‪ ،‬وﻋﺎﻟم اﻷ ﺣﺎث واﻟرﺳﺎﺋﻞ‪ ،‬ﻓ ﯾﻒ ﻘﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻘﺎﺻر و ﺿﺎﻋﺗﻲ اﻟﻣزﺟﺎة‪.‬‬ ‫‪ 2‬‬ ‫‪ ‬‬


‫ﻫرء ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﻣﺗواﺿﻌﺔ‪ ،‬وأؤد‬ ‫وﻣﻊ ذﻟك ﻠﻪ ﻓﺳوف أﺳﺗﻣد ﻣن ﻓﺎطﻣﺔ اﻟز ا‬

‫اﻟﻣﺳﺗطﺎع ﺳﺎﺋ ًﻼ اﻟﻣوﻟﻰ ﻟﻲ وﻟﻠﻘﺎرئ اﻟﻛرم ﺗوﻓﯾ اﻟرؤ ﺔ اﻟﺻﺎﺋ ﺔ واﻹﻗﺗ ﺎس‪.‬‬

‫اﻟواﺟب ﻗدر‬

‫ﺛﺎﻟ ًﺛﺎ‪ -‬اﻟﻣرأة‪:‬‬

‫اﻟﺣﻘ ﻘﺔ أن اﻛﺗﺷﺎف ﻣوﻗﻒ اﻹﺳﻼم ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣرأة ﻓﻲ ﻫذا اﻟوﻗت ﻻ ﯾﺧﻠو ﻣن ﻌض اﻟﺻﻌو ﺎت‪،‬‬ ‫وزدت اﻟﺻﻌو ﺔ‬ ‫ﺣﯾث إن ﻫﻧﺎك آﺛﺎ ًار دﯾﻧ ﺔ إﺳﻼﻣ ﺔ ﺗﺑدو ﻓﻲ ﺎدئ اﻷﻣر أﻧﻬﺎ ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ وﻣﺗﺧﺎﻟﻔﺔ‪ ،‬ا‬ ‫ﺗزل ﻋﻧد ﻌض اﻟﺷﻌوب اﻹﺳﻼﻣ ﺔ‪ ،‬اﺧﺗﻠطت ﻫذﻩ‬ ‫ﺣﯾﻧﻣﺎ اﺧﺗﻠطت ﻌض اﻟﻌﺎدات‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺎﻧت وﻻ ا‬ ‫ﻓﺧّﯾﻞ ﻟﻠ ﺎﺣث أن ﺟﻣ ﻌﻬﺎ ﻣن اﻹﺳﻼم‪.‬‬ ‫اﻟﻌﺎدات ﺎﻟﺗﻌﺎﻟ م اﻹﺳﻼﻣ ﺔ اﻷﺻﯾﻠﺔ ُ‬ ‫ٕواذا ﻻﺣظﻧﺎ آراء اﻟﻣﺳﺗﺷرﻗﯾن‪ ،‬ﺣﺗﻰ أﺻﺣﺎب اﻟﻧوا ﺎ اﻟﺣﺳﻧﺔ ﻣﻧﻬم‪ ،‬ودرﺳﻧﺎ ﻣﺎ ﺗ ﻪ ﻌض اﻟﻛﺗّﺎب‬ ‫ﻟدرﺳ ﺔ ﺟﻌﻠت اﻟﻣوﻗﻒ اﻟﺣﻘ ﻘﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣرأة‬ ‫ﺿﺎ‪ ،‬ﻧﺟد أن ﻫذﻩ اﻟﺻﻌو ﺎت ا ا‬ ‫اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن أ ً‬

‫ﻣﺿﺎ ﻣﺟﻬوًﻻ‪ ،‬ﺣﺗﻰ إن أﻛﺛرﻫم ﺗﺑﻧوا آراء ﻌﯾدة ﻋن اﻟﺣﻘ ﻘﺔ و ﻌﺿﻬم اﻋﺗﺑر اﻟﻣرأة ﻣظﻠوﻣﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﻏﺎ ً‬ ‫اﻹﺳﻼم‪.‬‬ ‫ﻟﺗرث‪ ،‬ﻓﻬﻧﺎك ﺗﻌﺎﻟ م دﯾﻧ ﺔ ﻣﺄﺛورة وﻋﺎدات ﻣوروﺛﺔ ﻏﯾر‬ ‫واﻟﺣﻘ ﻘﺔ أن ﻋﻧد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻧوﻋﯾن ﻣن ا ا‬

‫واردة ﻓﻲ اﻵﺛﺎر اﻟدﯾﻧ ﺔ و ﺟب اﻟدﻗﺔ واﻻﻫﺗﻣﺎم ﻟﻔﺻﻞ أﺣدﯾﻬﻣﺎ ﻋن اﻷﺧر ‪ .‬ﺛم أن اﻵﺛﺎر اﻟدﯾﻧ ﺔ‬

‫ﺿﺎ ﻧوﻋﺎن‪ :‬ﻗﺳم ﯾﺗﺣدث ﻋن وﺿﻊ اﻟﻣرأة ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﺗﺎرﺦ‪ ،‬واﻟﻘﺳم اﻵﺧر‬ ‫اﻹﺳﻼﻣ ﺔ أ ً‬ ‫ﻫو ﺗﻌﺎﻟ م أﺳﺎﺳ ﺔ ﺧﺎﻟدة‪.‬‬

‫ﻟﻔت ﻧظر اﻟ ﺎﺣث إﻟﻰ ﻣﺻطﻠﺢ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻣﻧط وأﺻول اﻟﻔﻘﻪ‪ ،‬ﺣﯾث ﻔرﻗون‬ ‫وﺗوﺿ ًﺣﺎ ﻟﻬذا ا أ‬ ‫ﻟر أ ُ‬ ‫ﻓﻲ ﻞ ﺧﺑر )وﺣﺳب ﻣﺻطﻠﺣﻬم ﻞ ﻗﺿ ﺔ(‪ ،‬ﺑﯾن اﻟﻘﺿ ﺔ اﻟﺣﻘ ﻘ ﺔ واﻟﻘﺿ ﺔ اﻟﺧﺎرﺟ ﺔ‪ :‬ﺣﯾث إن‬

‫اﻷوﻟﻰ ﺗ ﺣث ﻋن اﻷﺣ ﺎم اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻟﻠﻣوﺿوع أﯾﻧﻣﺎ وﺟدت وﻓﻲ ﻞ زﻣﺎن وﻣ ﺎن‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﺛﺎﻧ ﺔ‬ ‫ﺗﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣوﺿوع اﻟﻘﺎﺋم ﻓﻲ زﻣﺎن ﺻدور اﻟﺣ م وﺗ ﺣث ﻋن ﺣﺎﻟﺗﻪ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت دون ﺳواﻩ‪.‬‬

‫أﺳﺎﺳﺎ‬ ‫ﻟﻘرﻧ ﺔ‬ ‫وﻷﺟﻞ اﻛﺗﺷﺎف ﺣﻘ ﻘﺔ اﻟﻣوﻗﻒ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣرأة‪ ،‬ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﺟﻌﻞ ﻣن اﻵ ﺎت ا ا‬ ‫ً‬

‫ﻟﻠ ﺣث ﻋن اﻟﻣرأة‪ٕ ،‬واطﺎ ًار ﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﻌﺎﻟ م اﻟﺣﻘ ﻘ ﺔ ﻻ اﻟﺧﺎرﺟ ﺔ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﻣرأة‪ ،‬وﻋﻧدﺋذ ﻓﻘط ﻧﺗﻣ ن‬ ‫ﻣن ﻓﺻﻞ اﻟﻌﺎدات ﻋن اﻷﺣ ﺎم‪ ،‬وﻣن ﻣﻌرﻓﺔ اﻷﺣ ﺎم اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ وﺗﻣﯾﯾزﻫﺎ ﻋن اﻵراء اﻟﻣرﺣﻠ ﺔ‪.‬‬ ‫أر اﻟﻘرآن ﻓﻲ اﻟﻣرأة‪:‬‬

‫اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﺟﻣ ﻊ اﻵراء اﻟﻔﻠﺳﻔ ﺔ واﻟﻣذﻫﺑ ﺔ واﻟﻌﺎدات اﻟﺗﻲ ﺎﻧت ﻗﺑﻞ وﺣﺎل ﻧزوﻟﻪ‬ ‫وﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﺛﯾر ﻣن اﻵراء واﻟﻌﺎدات اﻟﻣﺗﺎﺧرة‪ ،‬اﻟﻘرآن ﺣدد اﻟﻣرأة و ﻌﺗﺑرﻫﺎ ﻣﺛﻞ اﻟرﺟﻞ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺣﻘ ﻘﺔ وﻓﻲ اﻟذات‪﴿ :‬وﻣن آ ﺎﺗﻪ أن ﺧﻠ ﻟﻛم ﻣن أﻧﻔﺳ م أزوا ًﺟﺎ﴾ ]اﻟروم‪ .[21 ،‬ﺛم ﻌﻠن أﻧﻬﺎ‬ ‫ﻣﻣر ﻹﻧﺟﺎب اﻟرﺟﻞ وﻻ ﺣﻘ ًﻼ ﻟﺑذرﻩ‪ ﴿ :‬ﺎ أﯾﻬﺎ‬ ‫ﺗﺷﺎرك ﻣﺷﺎر ﺔ ﺟوﻫرﺔ ﻓﻲ ﺗﻛو ن اﻟطﻔﻞ‪ ،‬وﻟ ﺳت ًا‬ ‫اﻟﻧﺎس اﺗﻘوا ر م اﻟذ‬

‫ﺛﯾر وﻧﺳﺎ ًء﴾‬ ‫ﺧﻠﻘﻛم ﻣن ﻧﻔس واﺣدة وﺧﻠ ﻣﻧﻬﺎ زوﺟﻬﺎ و ث ﻣﻧﻬﻣﺎ رﺟ ًﺎﻻ ًا‬ ‫‪ 3‬‬

‫‪ ‬‬


‫ﻣﺣﻣدا ﺎﻟذات ﺷﺎﻫد ﺻدق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣوﻗﻒ‪ ،‬ﺣﯾث ﺟﻌﻞ ﻧﺳﻠﻪ‬ ‫]اﻟﻧﺳﺎء‪ .[10 ،‬وﻗد ﺟﻌﻞ ﷲ اﻟﻧﺑﻲ‬ ‫ً‬ ‫ﻣن ﻓﺎطﻣﺔ ورد ﻋﻠﻰ ﻣن ﺳﻣﺎﻩ أﺑﺗر ﻌد ﻣوت ا ا‬ ‫ﺑرﻫ م اﺑﻧﻪ ﻣن ﻣﺎر ﺎ اﻟﻘ ط ﺔ‪﴿ :‬إﻧﺎ اﻋطﯾﻧﺎك اﻟﻛوﺛر‬ ‫* ﻓﺻﻞ ﻟرك واﻧﺣر * إن ﺷﺎﻧﺋك ﻫو اﻷﺑﺗر﴾ ]اﻟﻛوﺛر[ ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻣن اﻟﻬﺟرة‪.‬‬

‫و ؤ د اﻟﻘرآن ﻓﻲ ﺛﯾر ﻣن اﻵ ﺎت ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎواة و رر ﻋ ﺎرة " ﻌﺿﻬم ﻣن ﻌض"‪ ،‬ﺛم ﺳن ﻗواﻧﯾن‬ ‫ﺟزء اﻟﺟﺳد ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻧﻔس ﻌﻧﻲ‬ ‫ﺣﺗرم ﻧﻔس اﻟﻣرأة وطرف اﻟﻣرأة‪ ،‬اﻟطرف ﻓﻲ ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻔﻘﻬﺎء أ ا‬ ‫ﻻ ا‬ ‫اﻟﺣ ﺎة‪ ،‬ﻓﺎﻟد ﺔ واﻟﻘود واﻟﻘﺻﺎص ﺛﺎﺑﺗﺔ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠرﺟﻞ واﻟﻣرأة ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺻﯾﻞ ﻣذ ور ﻓﻲ اﻟﻛﺗب اﻟﻔﻘﻬ ﺔ‪،‬‬ ‫ﺣﺗرم ﻋﻣﻞ اﻟﻣرأة ﻣﺎدًﺎ‪ ،‬ﻣن اﻟﻣﺣرﻣﺎت اﻟﻛﺑﯾرة ﻓرض ﻋﻣﻞ ﻋﻠﻰ اﻟرﺟﻞ وﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة ﺣﺗﻰ ﻣن‬ ‫وﻻ ا‬ ‫زوﺟﻬﺎ‪ ،‬أو ﻣﻧﻊ اﻟرﺟﻞ أو اﻟﻣ أرة ﻣن اﻟﻌﻣﻞ وﺣﺟز ﺣرﺗﻬﻣﺎ‪ ،‬أو ﺣرﻣﺎن اﻟﻌﺎﻣﻞ أو اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ أﺟرﺗﻬﻣﺎ‪.‬‬

‫ﻋﻣرن‪ٕ [195 ،‬واﻗﺗﺻﺎدًﺎ‪،‬‬ ‫ا‬ ‫وﻣﻌﻧوًﺎ‪﴿ ،‬إﻧﻲ ﻻ أﺿ ﻊ ﻋﻣﻞ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻧ م ﻣن ذ ر أو أﻧﺛﻰ﴾ ]آل‬ ‫﴿ﻟﻠرﺟﺎل ﻧﺻﯾب ﻣﻣﺎ ﺳﺑوا وﻟﻠﻧﺳﺎء ﻧﺻﯾب ﻣﻣﺎ اﻛﺗﺳﺑن﴾ ]اﻟﻧﺳﺎء‪ .[32 ،‬وﺳ ﺎﺳًﺎ‪ ﴿ :‬ﺎ أﯾﻬﺎ اﻟﻧﺑﻲ‬

‫ﺷﯾﺋﺎ وﻻ ﺳرﻗن وﻻ ﯾزﻧﯾن وﻻ ﻘﺗﻠن أوﻻدﻫن‬ ‫إذا ﺟﺎءك اﻟﻣؤﻣﻧﺎت ﯾ ﺎ ﻌﻧك ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﺷر ن ﺎﻪﻠﻟ ً‬ ‫وﻻ ﺄﺗﯾن ﺑﺑﻬﺗﺎن ﻔﺗرﻧﻪ ﺑﯾن أﯾدﯾﻬن وأرﺟﻠﻬن وﻻ ﻌﺻﯾﻧك ﻓﻲ ﻣﻌروف ﻓ ﺎ ﻌﻬن واﺳﺗﻐﻔر ﻟﻬن﴾‬

‫ﻟﻣﯾرث‪﴿ ،‬ﻟﻠرﺟﺎل ﻧﺻﯾب ﻣﻣﺎ ﺗرك اﻟواﻟدان واﻷﻗرون‬ ‫ﻟﻘرﺑﺗﻬﺎ ﻓﻲ ا ا‬ ‫ﺣﺗرﻣﻪ ا‬ ‫]اﻟﻣﻣﺗﺣﻧﺔ‪ [13 ،‬و ؤ د ا ا‬

‫ﻣﻔروﺿﺎ﴾ ]اﻟﻧﺳﺎء‪[7 ،‬‬ ‫وﻟﻠﻧﺳﺎء ﻧﺻﯾب ﻣﻣﺎ ﺗرك اﻟواﻟدان واﻷﻗرون ﻣﻣﺎ ﻗﻞ ﻣﻧﻪ أو ﺛر ﻧﺻﯾًﺎ‬ ‫ً‬ ‫ﻋﺗرﻓﻪ ﺑﺟﻣ ﻊ ﺣﻘوﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻣ ﻊ ﺷؤون اﻟﺣ ﺎة‪﴿ .‬وﻟﻬن ﻣﺛﻞ اﻟذ ﻋﻠﯾﻬن﴾ ]اﻟ ﻘرة‪.[22 ،‬‬ ‫وا ا‬

‫وﻻ ﻧﺟد ﻓﻲ ﺟﻣ ﻊ اﻵ ﺎت اﻟﻘرآﻧ ﺔ ﻣﺎ ﻣﻧﻊ اﻟﻣرأة ﻣن اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ أﻣواﻟﻬﺎ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﻌد اﻟزواج‪] ،‬ﻓ ﻣﺎ[‬ ‫ﯾزل ﻌض اﻟﻘواﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﻌﺎﺻر وﻓﻲ اﻟ ﻼد اﻟﻣﺗﺣﺿرة‪ ،‬ﺣﺟر ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة ﻌد اﻟزواج‬ ‫ﻻ ا‬

‫ﻓﻲ ﻣﺎ ﻟﻬﺎ‪ .‬أو ﺳﻣﺢ ﻔرض اﻟزواج ﻋﻠﯾﻬﺎ دون رﺿﺎﻫﺎ‪ .‬وﺣ‬

‫اﻟواﻟد ﻓﻲ زواﺟﻬﺎ اﻷول ﺣ‬

‫اﺳﺗﺷﺎر وﻟ س ﻟﻪ ﻓرض اﻟزواج ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬ﺛم أن اﻟواﻟد إذا ﻋﺿﻞ وﻣﻧﻊ اﻟﺑﻧت ﻣن اﻟزواج ﻣﻊ وﺟود‬ ‫اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ واﻟﻛﻔﺎءة‪ ،‬ﺳﻘط ﺣﻘﻪ‪.‬‬ ‫ﺟدا‪،‬‬ ‫واﻵ ﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺿﯾﻒ اﻟﻣرأة إﻟﻰ اﻟرﺟﻞ ﻟﺑ ﺎن اﻷﺣ ﺎم أو اﻟﺗﻘدﯾر أو اﻟﻣواﻋظ أو اﻟﻌﺑر ﺛﯾرة ً‬

‫ﻟﺣﺎ ﻣن ذ ر‬ ‫دون أن ﺗﻘﻠﻞ ﻣن ﻣﻘﺎﻣﻬﺎ أو ﺗﺣﺗﻘرﻫﺎ أو ﺗﻌﺗﺑرﻫﺎأاﻗﻞ ﺷﺄًﻧﺎ ﻣن اﻟرﺟﻞ‪﴿ .‬ﻣن ﻋﻣﻞ ﺻﺎ ً‬ ‫أو أﻧﺛﻰ وﻫو ﻣؤﻣن ﻓﻠﻧﺣﯾﯾﻧﻪ ﺣ ﺎة طﯾ ﺔ وﻟﻧﺟزﻧﻬم أﺟرﻫم ﺄﺣﺳن ﻣﺎ ﺎﻧوا ﻌﻣﻠون﴾ ]اﻟﻧﺣﻞ‪.[97 ،‬‬

‫﴿إن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن واﻟﻣﺳﻠﻣﺎت واﻟﻣؤﻣﻧﯾن واﻟﻣؤﻣﻧﺎت واﻟﻘﺎﻧﺗﯾن واﻟﻘﺎﻧﺗﺎت واﻟﺻﺎدﻗﯾن واﻟﺻﺎدﻗﺎت‬ ‫واﻟﺻﺎﺑرن واﻟﺻﺎﺑرات واﻟﺧﺎﺷﻌﯾن واﻟﺧﺎﺷﻌﺎت واﻟﻣﺗﺻدﻗﯾن واﻟﻣﺗﺻدﻗﺎت واﻟﺻﺎﺋﻣﯾن واﻟﺻﺎﺋﻣﺎت‬ ‫واﻟﺣﺎﻓظﯾن ﻓروﺟﻬم واﻟﺣﺎﻓظﺎت واﻟذاﻛرن ﷲ ًا‬ ‫ﺟر ﻋظ ًﻣﺎ﴾‬ ‫ﺛﯾر واﻟذاﻛرات أﻋد ﷲ ﻟﻬم ﻣﻐﻔرة وأ ًا‬ ‫]اﻷﺣزاب‪.[35 ،‬‬ ‫وﻓﻲ ﺧﺻوص اﻟﺣ ﺎة اﻟزوﺟ ﺔ وﻷﺟﻞ ﺻ ﺎﻧﺔ اﻟزوﺟﺔ‪ ،‬وﻋدم وﺻول اﻟﺣ ﺎة اﻟﻣﺷﺗر ﺔ ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن‬

‫إﻟﻰ ﻣﺄزق‪ ،‬وﺣﺗﻰ ﻣ ن اﻟﺑت ﺎﻷﻣور اﻟﻌﺎﺋدة إﻟﻰ ﺷؤوﻧﻬﻣﺎ اﻟﻣﺷﺗر ﺔ ﺟﻌﻞ ﻟﻠرﺟﻞ ﻋﻠﻰ زوﺟﺗﻪ‪،‬‬ ‫‪ 4‬‬ ‫‪ ‬‬


‫دون ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻧﺳﺎء درﺟﺔ‪ ،‬وذﻟك ﻌد أن أﻛد ﺗﻣﺎﺛﻞ اﻟﺣﻘوق واﻟواﺟ ﺎت ﻓﻲ اﻵ ﺔ اﻟﻛرﻣﺔ‪﴿ :‬وﻟﻬن‬ ‫ﻣﺛﻞ اﻟذ ﻋﻠﯾﻬن ﺎﻟﻣﻌروف وﻟﻠرﺟﺎل ﻋﻠﯾﻬن درﺟﺔ﴾ ]اﻟ ﻘرة‪.[22 ،‬‬

‫وﻫذﻩ اﻟدرﺟﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻋﺑر اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣ ﺎن آﺧر‪﴿ .‬اﻟرﺟﺎل ﻗواﻣون ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺳﺎء ﻣﺎ‬

‫ﻓﺿﻞ ﷲ ﻌﺿﻬم ﻋﻠﻰ ﻌض و ﻣﺎ أﻧﻔﻘوا﴾ ]اﻟﻧﺳﺎء‪.[34 ،‬‬

‫درﺳﺔ اﻟﻘرآن اﻟﻛر م ﯾﺟد أن اﻟﻔروق اﻟﺗﻲ ﯾﺛﺑﺗﻬﺎ ﺑﯾن اﻟرﺟﻞ واﻟﻣرأة‪ ،‬ﺗﻛرس اﻟﻣﺳﺎواة‬ ‫واﻟﻣﺗﻌﻣ ﻓﻲ ا‬

‫اﻟذاﺗ ﺔ وﺗوﻟﻲ اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟﻌﺎدل ﺄﻣرﻫﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء‪ .‬ﻓﺎﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ اﻷﺣ ﺎم وﻓﻲ اﻟواﺟ ﺎت‬

‫واﻟﺣﻘوق‪ ،‬إﻧﻣﺎ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎءات ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ٕواﻟﻰ اﺧﺗﺻﺎص ﻞ ﻣﻧﻬﻣﺎ‪ ،‬ﻓﻲ أﻛﺛر‬ ‫اﻷﺣ ﺎن‪ ،‬ﺑﻧوع ﺧﺎص ﻣن اﻹﺳﺗﻌداد ﯾﺧﺗﻠﻒ ﻋن اﻵﺧر‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻣرأة ﻣﻘﺗﺿﻰ َﺧ ِﻠﻘﻬﺎ اﻟﺟﺳد واﻟروﺣﻲ ﺗﺻﻠﺢ ﻟﻸﻣوﻣﺔ وﻟﺗر ﺔ اﻟطﻔﻞ وﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻋﺗﺑرت أﻫم‬ ‫ﺑﻧﺎء ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻣوﺟب اﻟﺣدﯾث اﻟﻧﺑو ‪.‬‬ ‫ﺑﻧﺎء أﺣب ﻋﻧد ﷲ ﻣن اﻟزواج‪) .‬ﺣدﯾث ﺷرﻒ(‪.‬‬ ‫ﻣﺎ ﺑﻧﻲ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ً‬ ‫إن ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘﻞ ﺗﺄ ًا‬ ‫ﺛﯾر ﻋن أ ﻣﻬﻣﺔ ﺣ ﺎﺗ ﺔ أﺧر ‪ ،‬ﺣﯾث إﻧﻬﺎ ﺗﺻﻧﻊ اﻟﻔرد وﻫو ﻗوام‬

‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت‪ ،‬أن ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻟﻣرأة‪ ،‬ﻓﺎﻹﺳﻼم ﯾﻧﺻﺣﻬﺎ ﺑﺗﺣﻣﻞ ﻫذﻩ اﻟرﺳﺎﻟﺔ دون أن‬

‫ﻔرض ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻠ س اﻟزواج واﺟًﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻻ أداء ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﺎم ﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﺳب اﻟﺗﻔﺎﺻﯾﻞ‬ ‫اﻟﻣذ ورة ﻓﻲ ﺗب اﻟﻔﻘﻪ‪ .‬ﺛم ﺣﺎول ﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟﺟو اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻬﺎ ﻟﻛﻲ ﺗﺗﻔرغ ﻷداء ﻫذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ‪،‬‬

‫ﻓ ﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟرﺟﻞ أن ُﯾﻧﻔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﺳﻬ ًﻼ ﻟﻣﻬﻣﺗﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﻌوض ﻋﻠﻰ اﻟرﺟﻞ ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ ﺣﺻﺗﻪ ﻓﻲ ا ا‬ ‫ﻟﻣﯾرث ﻟﺣﺻﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﺗﺗﺣﻘ اﻟﻌداﻟﺔ وﺣﺗﻰ ﻻ‬ ‫و ّ‬

‫ون‬

‫اﻟﻣﺎل‪﴿ :‬دوﻟﺔ ﺑﯾن اﻻﻏﻧ ﺎء ﻣﻧ م﴾ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺗﻌﺑﯾر اﻟﻘرآن اﻟﻛرم‪.‬‬

‫و ﺑﻧﻲ اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻫذا اﻹﺧﺗﺻﺎص وﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﺎﺋر أﺣ ﺎﻣﻪ ﻓ ﺣ م ﻘﺑول ﺷﻬﺎدة‬

‫اﻟﻣرأة ﻓﻲ إطﺎر ﻋﻣﻠﻬﺎ واﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻣﺛ ًﻼ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﻣوﺿوع اﻟﻐطﺎء ﻓﻲ اﻹﺳﻼم‪ ،‬ﻓﻠ س اﻟﻣﻘﺻود ﻣﻧﻪ ﺗﺣﻘﯾر اﻟﻣرأة أو ﺣ ﺳﻬﺎ أو اﻟﺗﻔﺧ م واﻟﺗﻣﺟﯾد‬

‫ا ا‬ ‫ﻟزﺋد ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺎ ﺎن ﻣﺗﻌﺎرًﻓﺎ ﻋﻧد ﻌض اﻟﺷﻌوب‪ ،‬ﺑﻞ إﻧﻪ ﺳﻼح ﻟﻠﻣرأة وﻣﻧﻊ ﻟطﻐ ﺎن اﻷﻧوﺛﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﻣرأة‪ ،‬ﻟﺋﻼ ﯾﺗﻐﻠب ﻫذا اﻟﺟﺎﻧب ﻋﻠﻰ ﺟﻣ ﻊ ﻔﺎءاﺗﻬﺎ‪ .‬إن ﻫذا اﻟﻘﺻد واﺿﺢ ﻓﻲ اﻵ ﺎت اﻟﻘرآﻧ ﺔ اﻟﺗﻲ‬

‫ﺗﻣﻧﻊ اﻟﺧﺿوع ﻓﻲ اﻟﻘول‪ ،‬أو اﻟﺿرب ﺎﻷرﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻲ‪ ،‬أو اﻟﺗﺑرج أو إﺑداء اﻟزﻧﺔ‪ .‬اﻵ ﺎت‬ ‫ﻓﻲ ﻗﻠ ﻪ‬

‫ﻌﺿﺎ ﻣﻧﻬﺎ‪﴿ :‬ﻓﻼ ﺗﺧﺿﻌن ﺎﻟﻘول ﻓ طﻣﻊ اﻟذ‬ ‫اﻟﻘرآﻧ ﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ﺛﯾرة ﻧذ ر ً‬ ‫ﻣرض﴾ ]اﻷﺣازب‪ .[32 ،‬و﴿وﻻ ﺿرن ﺄرﺟﻠﻬن ﻟ ﻌﻠم ﻣﺎ ﯾﺧﻔﯾن ﻣن زﻧﺗﻬن﴾ ‪] ‬اﻟﻧور‪.[31 ،‬‬ ‫﴿وﻻ ﺗﺑرﺟن ﺗﺑرج اﻟﺟﺎﻫﻠ ﺔ اﻷوﻟﻰ﴾ ]اﻷﺣازب‪ .[33 ،‬و﴿وﻻ ﯾﺑدﯾن زﻧﺗﻬن إﻻ ﻣﺎ ظﻬر ﻣﻧﻬﺎ﴾‬ ‫]اﻟﻧور‪.[31 ،‬‬

‫‪ 5‬‬ ‫‪ ‬‬


‫ﺑرز ﻣﻔﺎﺗن اﻟﻣرأة ﯾؤد‬ ‫واﻟﺣﻘ ﻘﺔ أن إ ا‬

‫إﻟﻰ طﻐ ﺎن ﺟﺎﻧب اﻷﻧوﺛﺔ ﻋﻠﻰ وﺟود اﻟﻣرأة‪ ،‬ﻓ ﺣوﻟﻬﺎ إﻟﻰ‬

‫ﻟوﺣﺔ ﻓﻧ ﺔ ﻓﻘط‪ .‬إن ﻫذا اﺣﺗﻘﺎر ﻟﻬﺎ وﺗﻧ ر ﻟﻛﻔﺎءاﺗﻬﺎ‪ ،‬وﺗﻘﻠﯾﻞ ﻟﻌﻣرﻫﺎ وﻟوﻗﺗﻬﺎ وﻓرﺻﻬﺎ اﻟﻐﺎﻟ ﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻰ‬ ‫اﻷﺧص ﻓﺈن ﻫذا اﻷﻣر ﯾؤد إﻟﻰ ﺣرﻣﺎﻧﻬﺎ وﺣرﻣﺎن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن اﺗﻘﺎﻧﻬﺎ ﺧدﻣﺔ اﻷﻣوﻣﺔ‪.‬‬ ‫ﻫذﻩ ﻫﻲ اﻟﻣﻌﺎﻟم اﻟرﺋ ﺳ ﺔ ﻟﻣوﻗﻒ اﻹﺳﻼم ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣرأة‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻣ ﻧﻧﺎ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﺎدات‬ ‫ﺿﺎ ﻣن اﻛﺗﺷﺎف اﻟروا ﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌرض وﺿﻊ اﻟﻣرأة ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ‬ ‫وﺗﻣﯾﯾزﻫﺎ ﻋن اﻷﺣ ﺎم‪ ،‬وﻧﺗﻣ ن أ ً‬ ‫ﺗﺎرﺧ ﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬ ‫ﺟﻬدا ﻣﺗﻧﺎﻫًﺎ ﻓﻲ رﻓﻊ ﻣﺳﺗو اﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ ﺎﻧت ﺗﻌ ش ﻓﻲ ﻋﺻرﻩ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺎﻧت‬ ‫وﻗد ﺑذل رﺳول ﷲ ً‬ ‫وﻋَﻘدﻩ وﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن ﻧظرة اﻟﻧﺎس إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻘد اﻋﺗﺑر أن‪:‬‬ ‫ﺗﺣﻣﻞ ﺗ ﻌﺎت اﻻﺿطﻬﺎد ﻟﻠﻣﺎﺿﻲ اﻟطو ﻞ‪ُ ،‬‬ ‫"ﺧﯾر اﻷوﻻد اﻟﺑﻧﺎت"‪ ،‬وأن "أﺣﺳن اﻟﻧﺎس أﺣﺳﻧﻬم ﻟزوﺟﺗﻪ"‪ ،‬وأن "اﻟﻣرأة ﻣﺣﺑ ﺔ ﻋﻧدﻩ ﻣن اﻟدﻧ ﺎ‬ ‫ﺎﻟﺻﻼة"‪ ،‬وأن "اﻟﻧﺳﺎء أﻣﺎﻧﺗﻪ ﻓﻲ أﻣﺗﻪ"‪.‬‬ ‫واﻋﺗﻘد أن ﻣﺎ ُﻧ ِﻘﻞ ﻋن اﻹﻣﺎم ﻋﻠﻲ ﻋﻠ ﻪ اﻟﺳﻼم ﺣول اﻟﻣرأة‪ ،‬ﺟﻌﻞ ﻌض اﻟ ﺎﺣﺛﯾن ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺷرﻗﯾن‬ ‫وﻏﯾرﻫم ) ﻌﺗﺑروﻧﻪ( ﻋدو اﻟﻣرأة‪ .‬ﻧظﯾر ﻗوﻟﻪ‪" :‬اﻟﻣرأة ﺷر ﻠﻬﺎ وﺷر ﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ أﻧﻪ ﻻ ﺑد ﻣﻧﻬﺎ"‪ ،‬أو ﻗوﻟﻪ‪:‬‬ ‫"اﻟﻧﺳﺎء ﻋﻲ وﻋورة ﻓﺎﺳﺗروا ﻋﯾﻬن ﺎﻟﺳ وت وﻋورﺗﻬن ﺎﻟﺑﯾوت"‪ ،‬وأﻣﺛﺎل ذﻟك‪ ...‬إن ﻫذﻩ اﻟﻌ ﺎارت‬ ‫ﻋﻠﻰ ا ا‬ ‫ﻓﺗرض ﺻدورﻫﺎ ﻋن اﻹﻣﺎم‪ ،‬إﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﻣن ﻗﺑﯾﻞ اﻟﻘﺿﺎ ﺎ اﻟﺧﺎرﺟ ﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺻطﻠﺢ اﻷﺻوﻟﯾﯾن‪،‬‬ ‫ﺗﻌﺑر ﻋن وﺿﻊ اﻟﻣرأة ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺎرﺧ ﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬ ‫وﻟﻺﻣﺎم ﻠﻣﺎت وﺣ م أﺧر ﺗﻧطﺑ ﺗﻣﺎ ًﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ اﺳﺗﻧﺗﺟﻧﺎﻩ ﻣن اﻟﻘرآن اﻟﻛرم‪ .‬وﻫو ﻓﻲ ﻌض‬ ‫ﻣرة‪ ،‬ﻓﺣﯾﻧﻣﺎ‬ ‫ﺋﻌﺎ ﻋﻣﺎ ﺎن ﺷﺎ ًﻌﺎ ﺑﯾن اﻟﻧﺎس ﻣن اﻷﻣﺛﺎل ﺣول اﻹ ا‬ ‫ًا‬ ‫اﻷﺣ ﺎن ﺣﺎول أن ﻌطﻲ‬ ‫ﺗﻔﺳﯾر ار ً‬

‫ﺳﻣﻊ اﻟﻣﺛﻞ اﻟﺷﺎﺋﻊ‪" :‬إن اﻟﻧﺳﺎء ﻧﺎﻗﺻﺎت اﻟﻌﻘول ﻧﺎﻗﺻﺎت اﻟﺣظو ﻧﺎﻗﺻﺎت اﻹ ﻣﺎن"‪ ،‬ﻔﺳرﻫﺎ‬ ‫ﻟﻣﯾرث واﻟﺷﻬﺎدة‪ ،‬و ﺎﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ أداء ﻌض‬ ‫ﻣﺛﻞ ﻣﺎ ﺷﺎﻫدﻧﺎﻩ ﻣن اﻟﺗﻌﺎﻟ م اﻟﻘرآﻧ ﺔ ﻣن اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ ا ا‬

‫ا ا‬ ‫ﻟﻔرﺋض ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬وﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻫو ﻣوﻗﻒ ﺗرو ارﺋﻊ ﻧﺟدﻩ وﻧﺟد ﻣﺛﻠﻪ ﻓﻲ ﺣ ﺎة اﻟﻧﺑﻲ‬ ‫ﻫرء ﻋﻠﯾﻬم اﻟﺳﻼم‪.‬‬ ‫واﻷﺋﻣﺔ وﻓﻲ ﺣ ﺎة اﻟز ا‬

‫ار ًﻌﺎ‪ -‬ﺳرد ﻣوﺟز‬ ‫ُوِﻟدت ﻓﺎطﻣﺔ ﻌد ﻣ ﻌث اﻟرﺳول اﻷﻛرم ﺑﺧﻣس ﺳﻧوات‪ ،‬أ‬

‫ﻗﺑﻞ اﻟﻬﺟرة ﺑﺛﻣﺎﻧ ﺔ ﺳﻧوات وﻫﻲ آﺧر‬

‫أوﻻد رﺳول ﷲ ﻣن ﺧدﯾﺟﺔ‪ .‬وﻟدت ﻓﻲ ﻣ ﺔ وﻓﻲ ﺑﯾت اﻟوﺣﻲ واﻟﺟﻬﺎد‪ ،‬وﻓﻲ أﺟواء اﻟﺻﺑر واﻟﺻﻣود‬ ‫وﺗﺣﻣﻞ اﻟﻣﺷﺎق‪ .‬وﺗرﻋرﻋت ﻓﻲ ﻏﻣﺎر اﻟﻌواطﻒ اﻟﺻﺎدﻗﺔ واﻟﺣب اﻟطﺎﻫر‪ ،‬اﻟﻣﺗ ﺎدل ﺑﯾن رﺳول‬

‫اﻟرﺣﻣﺔ و ﯾن ﺧدﯾﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﺎ ﻧﺳﻲ اﻟﻧﺑﻲ ﻋواطﻔﻬﺎ ٕواﺧﻼﺻﻬﺎ طوال ﺣ ﺎﺗﻪ‪.‬‬ ‫‪ 6‬‬ ‫‪ ‬‬


‫ﻫﺎﺟرت ﻌد رﺳول ﷲ ﻣن ﻣ ﺔ إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻣﻊ اﻷﺧر ﺎت ﻣن أﻫﻞ ﺑﯾت اﻟﻧﺑﻲ‪ ،‬و رﻋﺎ ﺔ ﻋﻠﻲ ﺑن‬ ‫أﺑﻲ طﺎﻟب واﻟﺗﺣﻘوا ﺟﻣ ًﻌﺎ ﻣو ب اﻟﻬﺟرة ﻓﻲ ﻣﻧزل ﻗ ﺎ ﺎﻟﻘرب ﻣن اﻟﻣدﯾﻧﺔ‪.‬‬ ‫وﺗزوﺟت ﻣن ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻣن اﻟﻬﺟرة‪ ،‬وﻫو ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ واﻟﻌﺷرن ﻣن ﻋﻣرﻩ‬

‫ﻌﻧﻲ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺑﻠﻐت اﻟﻌﺎﺷرة‪ .‬ﻫذا ﻫو اﻟﻣﺷﻬور ﻓﻲ روا ﺎت آل اﻟﺑﯾت‪ ،‬وﻫو أﻗرب إﻟﻰ اﻟﺳﯾرة اﻟﻣﺗ ﻌﺔ‬

‫ﺳرع ﻓﻲ ﺗزو ﺞ اﻟﺑﻧﺎت‪ .‬ﺣﯾث أن ﻋﻣر ﻓﺎطﻣﺔ وﻗت زواﺟﻬﺎ ﻣن ﻋﻠﻲ ﺣﺳب ﻫذا‬ ‫ﻣن اﺳﺗﺣ ﺎب اﻹ ا‬ ‫اﻟﻧﻘﻞ‬ ‫ﺳﻧوات‪،‬‬

‫ون ﻋﺷر ﺳﻧوات‪ ،‬و ﻣوﺟب اﻟﻧﻘﻞ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋن اﺑن ﻋ ﺎس‪ ،‬وﻫو وﻻدﺗﻬﺎ ﻗﺑﻞ اﻟ ﻌﺛﺔ ﺑﺧﻣس‬

‫ﺳﺗﻐرب اﻟﺣﻣﻞ واﻟوﻻدة ﻓﻲ اﻟﺳﻧﯾن اﻟﻣﺗﺄﺧرة‬ ‫ون ﻋﻣرﻫﺎ ﺣﺎل اﻟزواج ﻋﺷرن ﺳﻧﺔ‪ .‬أﻣﺎ ا ا‬

‫ﻣن ﺣ ﺎة ﺧدﯾﺟﺔ‪ ،‬ﻓﯾرﻓﻌﻪ إﻣ ﺎن ﺣ ض اﻟﻣرأة اﻟﻘرﺷ ﺔ واﻟﻧ ط ﺔ إﻟﻰ ﺳﺗﯾن ﺳﻧﺔ‪ ،‬وﻫذا أﺻﻞ ﻣﺷﻬور‬

‫ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻬﺎء‪ .‬وﻗد أﻛد اﻟﻧﺑﻲ ﻷﺻﺣﺎ ﻪ أن ﺗﻔﺿﯾﻞ ﻋﻠﻲ ﻣن ﺑﯾن اﻟﺧﺎطﺑﯾن اﻟﻛﺛر ﻟﻔﺎطﻣﺔ‪ ،‬ﺎن‬

‫ﺑﻧﺻ ﺣﺔ ﻣن اﻟﻐﯾب وﻟﻌدم رﺿﺎﻫﺎ ﻐﯾر ﻋﻠﻲ‪ .‬ﻟﻘد رﺿﯾت ﻪ دون ﺳواﻩ ﺎﻟرﻏم ﻣن ﻣﺣﺎوﻻت ﺛﯾرة‬ ‫ﻧﺻرﻓﻪ‬ ‫ﺑذﻟﺗﻬﺎ اﻟﻧﺳﺎء ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﻧﺻﺣن ﻓﺎطﻣﺔ ﻌدم اﻹﻗدام ﻋﻠﻰ اﻟزواج ﻣن ﻋﻠﻲ ﻟﻔﻘرﻩ وﻻ ا‬ ‫ﻟﻠﺟﻬﺎد اﻟﻣﺳﺗﻣر وﻟﺻﻼﺑﺗﻪ ﻓﻲ ذات ﷲ‪.‬‬ ‫ﻋﺎﺷت ﻣﻊ ﻋﻠﻲ ﺛﻣﺎن ﺳﻧوات ﺣ ﺎة ﻣﺛﺎﻟ ﺔ‪ ،‬ﻫﻲ ﻋﻧوان اﻟﺣ ﺎة اﻟزوﺟ ﺔ وأﻧﺟﺑت ﻟﻪ اﻟﺣﺳن واﻟﺣﺳﯾن‬ ‫وزﻧب وأم ﻠﺛوم وﻣﺣﺳن‪ ،‬اﻟذ أﺟﻬﺿﺗﻪ ﻌد وﻓﺎة أﺑﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺣداث اﻟﻣؤﻟﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت آﻧذاك‪.‬‬

‫وﺗوﻓﯾت ﻌد أﺑﯾﻬﺎ ﺄﺷﻬر ﻗﻠﯾﻠﺔ ودﻓﻧت ﻓﻲ ﻣ ﺎن ﻣﺟﻬول ﺣﺳب وﺻﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺎ وأن دﻓﻧﻬﺎ وﺗﺷﯾ ﻌﻬﺎ‬ ‫ﺣﺻﻼ ًا‬ ‫ﺳر وﻓﻲ اﻟﻠﯾﻞ ﺗﻧﻔﯾ ًذا ﻟرﻏﺑﺗﻬﺎ‪ .‬و ﻌض اﻵﺛﺎر اﻟﺗﺎرﺧ ﺔ واﻷﺣﺎدﯾث اﻟﻣﺄﺛورة ﺗؤ د أن ﻗﺑرﻫﺎ‬ ‫ﻓﻲ أﺣد اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺛﻼث‪ :‬ﻓﻲ اﻟ ﻘ ﻊ أو ﻓﻲ ﺑﯾﺗﻬﺎ اﻟﻣﻠﺗﺻ ‪ ،‬ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻧﺎ ﻫذا‪ ،‬ﻘﺑر اﻟﻧﺑﻲ‪ ،‬أو ﻓﻲ‬ ‫اﻟروﺿﺔ اﻟﺷرﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﺑﯾن ا‬ ‫ﻣﺣرب اﻟرﺳول وﻗﺑرﻩ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز اﻵن ﺄﻋﻣدة ﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﻋﻣرﻫﺎ ﻓﯾﺑﻠﻎ ﺛﻣﺎﻧ ﺔ ﻋﺷر ﺳﻧﺔ وأﺷﻬر‪ ،‬وﻫو ﻋﻣر ﻗﺻﯾر وﻟﻛﻧﻪ ﻣﺛﺎل ﺎﻣﻞ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﺣ ﺎة اﻟﻣرأة‬ ‫اﻟﺗﻲ ﯾردﻫﺎ ﷲ و ﺳﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘ ﻘﻬﺎ دﯾن ﷲ‪.‬‬

‫إن اﻟﺗﻌﺎﻟ م اﻟدﯾﻧ ﺔ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻧﻣﺎذج ﻣن اﻟ ﺷر ﯾﺟﺳدوﻧﻬﺎ‪ ،‬و ﺣﻘﻘون ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﺗﺣﻘ ًﻘﺎ ﺎﻣ ًﻼ ﻟﻛﻲ‬ ‫ﯾﺧرﺟوﻫﺎ ﻋن اﻟﻔرﺿ ﺔ اﻟﻣﺛﺎﻟ ﺔ )إﯾد ﺎﻟ ﺔ(‪ ،‬وﻟﻛﻲ ﻻ ون ﻟﻠﻧﺎس ﻋﻠﻰ ﷲ ﺣﺟﺔ‪.‬‬ ‫وﺣﯾﻧﻣﺎ أارد رﺳول ﷲ أن ُﯾ ﺎﻫﻞ‪) ،‬واﻟﻣ ﺎﻫﻠﺔ اﺑﺗﻬﺎل إﻟﻰ ﷲ ﻟﻛﺷﻒ اﻟﺣﻘ ﻘﺔ ﻌد ﻋدم اﻗﺗﻧﺎع اﻟﺧﺻم‬ ‫ﺎﻟﺣﺟﺔ وﻗد ﺎﻧت اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻧﺎﺟﻌﺔ اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ دﻋوة اﻷﻧﺑ ﺎء وﻓﻲ ﻧﺻرة ﷲ ﻟﻠدﯾن اﻟﺣ (‪ ،‬وأُﻣر‬ ‫ﺑذﻟك ﻣوﺟب اﻵ ﺔ اﻟﻛرﻣﺔ‪﴿ :‬ﻓﻘﻞ ﺗﻌﺎﻟوا ﻧدعُ أﺑﻧﺎءﻧﺎ وأﺑﻧﺎء م وﻧﺳﺎءﻧﺎ وﻧﺳﺎء م وأﻧﻔﺳﻧﺎ وأﻧﻔﺳ م ﺛم‬ ‫ﻋﻣرن‪ .[61 ،‬ﻓﺄﺻ ﺢ اﻟرﺳول اﻷﻛرم ﻓﻲ ﻣﻘﺎم ﻋرض‬ ‫ا‬ ‫ﻧﺑﺗﻬﻞ ﻓﻧﺟﻌﻞ ﻟﻌﻧﺔ ﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺎذﺑﯾن﴾ ]آل‬

‫اﻷﺑﻧﺎء واﻟﻧﺳﺎء واﻷﻧﻔس‪ ،‬اﻟذﯾن ﻣﺛﻠون رﺟﺎل اﻹﺳﻼم وﻧﺳﺎءﻩ وأﺑﻧﺎءﻩ‪ ،‬ﻋﻧد ذﻟك اﺧﺗﺎر ﻋﻠًﺎ وﻓﺎطﻣﺔ‬ ‫ﻣﻌﻠﻧﺎ ﺑذﻟك إ ﻣﺎﻧﻪ ﺎﻟﺣ و ﺗﻣﺛﯾﻞ ﻫؤﻻء ﻟدﯾﻧﻪ ﺗﻣﺛ ًﻼ ﺎﻣ ًﻼ‪.‬‬ ‫واﻟﺣﺳﻧﯾن ً‬ ‫‪ 7‬‬ ‫‪ ‬‬


‫ﻫرء اﻟﺗﻲ ﻫﻲ اﻟﻣﺛﺎل اﻟﺻﺣ ﺢ ﻟﻠﻣرأة اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ﻌد ﻫذا‬ ‫ﻓﻠﻧدرس ﺻورة ﻣوﺟزة ﻫذﻩ اﻟﻣرأة ﻓﺎطﻣﺔ اﻟز ا‬ ‫اﻟﺳرد اﻟﻣﻘﺗﺿب ﻟﺣ ﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﻣﺳﺎ‪ -‬أم أﺑﯾﻬﺎ‪:‬‬ ‫ﺧﺎ ً‬ ‫ﻟﻔرغ اﻟﻌﺎطﻔﻲ اﻟذ‬ ‫إن ﻓﺎطﻣﺔ اﻟﻔﺗﺎة ﺗﺣﺎول أن ﺗﺷﺎرك ﻓﻲ ﺟﻬﺎد أﺑﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺗﺳﻌﻰ ﻣﺧﻠﺻﺔ ﻟﺳد ا ا‬

‫ﺎن‬

‫ﻟﻔرغ ﺎن ﯾزﻋﺞ اﻟﻧﺑﻲ‪ ،‬و ﻧﻌ س ﻋﻠﻰ ﻗﻠ ﻪ‬ ‫ﻌ ﺷﻪ اﻟرﺳول ﻌد أن ﻓﻘد أﺑو ﻪ ﻓﻲ أول ﺣ ﺎﺗﻪ‪ .‬وﻫذا ا ا‬ ‫اﻟرﻫﯾﻒ اﻟﻣﺷﺗﺎق إﻟﻰ اﻟﺣب‪.‬‬ ‫إن اﻟرﺳول ﺎن ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻋطﻒ اﻷم ورﻋﺎﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺣ ﺎﺗﻪ‪ ،‬وﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ اﻟﺷﺎق واﻟﻣﺿﻧﻲ‪ ،‬وﻓﻲ‬ ‫ﻣواﺟﻬﺔ ﺑﯾﺋﺗﻪ اﻟﻘﺎﺳ ﺔ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ إﻟ ﻪ‪ ،‬وﻗد وﺟد ﻫذا ﻠﻪ ﻓﻲ ﻓﺎطﻣﺔ‪.‬‬

‫ﻧﺗﻔﺎ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻣواﻗﻒ اﻷﻣوﻣ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺎﻧت ﺗﺻدر ﻋن ﻓﺎطﻣﺔ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ‬ ‫إن اﻟﺗﺎرﺦ ﻻ ﺣدﺛﻧﺎ إﻻ ً‬ ‫ﻟﻠرﺳول‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ ﯾؤ د ﻧﺟﺎح ﻓﺎطﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺗﻲ أﻋﺎدت إﻟﻰ ﻣﺣﻣد اﻹﻛﺗﻔﺎء اﻟﻌﺎطﻔﻲ‪،‬‬ ‫اﻟذ ﺳﺎﻋدﻩ دون ﺷك ﻓﻲ ﺗﺣﻣﻞ اﻷﻋ ﺎء اﻟرﺳﺎﻟ ﺔ اﻟﻛﺑر ‪.‬‬

‫ﺗﻛرًار ﻋن ﻟﺳﺎﻧﻪ‪" :‬ﻓﺎطﻣﺔ أم أﺑﯾﻬﺎ"‪ .‬وﺣﯾﻧﻣﺎ ﻧر أﻧﻪ ﺎن ﻌﺎﻣﻠﻬﺎ‬ ‫إن اﻟﺗﺎرﺦ ﯾؤ د ﻫذا ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﻧﻘﻞ ا‬ ‫ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷم ﻓ ﻘﺑﻞ ﯾدﻫﺎ‪ ،‬و ﺑدأ ﺑز ﺎرﺗﻬﺎ ﻋﻧد ﻋودﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ‪ ،‬و ودﻋﻬﺎ و ﻧطﻠ ﻣن ﻋﻧدﻫﺎ إﻟﻰ‬

‫اﻷﺳﻔﺎر واﻟرﺣﻼت‪ ،‬و ﺄﻧﻪ ﯾﺗزود ﻣن ﻫذا اﻟﻧ ﻊ اﻟﺻﺎﻓﻲ ﻋﺎطﻔﺔ ﻟﺳﻔرﻩ‪.‬‬

‫وﻣن ﻧﺎﺣ ﺔ أﺧر ‪ ،‬ﻧﺟد أن إﺣﺳﺎس اﻟﻧﺑﻲ ﺎﻷﺑوة ﺎن ﯾﺗﺟﺳد ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻪ ﻣﻊ ﻓﺎطﻣﺔ‪ ،‬وﺣﯾﻧﻣﺎ أُﻣر‬

‫ﻣﺣﻣدا ﺑرﺳول ﷲ وﻧﻔذت ﻓﺎطﻣﺔ ﻫذا اﻷﻣر‪ ،‬ﻣﻧﻌﻬﺎ رﺳول ﷲ وطﻠب ﻣﻧﻬﺎ أن‬ ‫اﻟﻧﺎس ﺄن ﯾﺧﺎطﺑوا‬ ‫ً‬ ‫ﺗﺧﺎط ﻪ " ﺎ أ ﻪ"‪.‬‬ ‫وﻧﻼﺣظ ﻓﻲ ﺳﯾرة اﻟرﺳول اﻷﻛرم‪ ،‬ﺛرة دﺧوﻟﻪ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﺗﻌ ﻪ وآﻻﻣﻪ‪ ،‬أو ﺣﯾﻧﻣﺎ ُﯾﺟرح ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺣروب أو ﺣﺎل ﺟوﻋﻪ أو ﻓﻘرﻩ أو دﺧول ﺿﯾﻒ ﻋﻠ ﻪ‪ ،‬ﺛم ﺗﻘﺎﺑﻠﻪ ﻓﺎطﻣﺔ اﻷم ﺗرﻋﺎﻩ وﺗﺣﺗﺿﻧﻪ‬ ‫وﺗﺿﻣد ﺟروﺣﻪ وﺗﺧﻔﻒ ﻣن آﻻﻣﻪ‪ ،‬وﺗﻘﺎﺑﻠﻪ ﻓﺎطﻣﺔ اﻟﺑﻧت ﺗﺧدﻣﻪ وﺗط ﻌﻪ وﺗﻬﯾﺊ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺣﺗﺎج إﻟ ﻪ‪،‬‬ ‫وﻫ ذا ﻧﺟد دورﻫﺎ اﻟﻌظ م ﻓﻲ ﺣ ﺎة رﺳول ﷲ‪.‬‬ ‫دﺳﺎ‪ -‬زوج ﻋﻠﻲ‪:‬‬ ‫ﺳﺎ ً‬ ‫ﻘول ﻋﻠﻲ ﻋﻠ ﻪ اﻟﺳﻼم‪" ،‬أﺗﯾت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ ﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠم ﻓﻠﻣﺎ رآﻧﻲ ﺿﺣك وﻗﺎل‪ :‬ﻣﺎ‬

‫ﻗرﺑﺗﻲ وﻗدﻣﻲ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم وﻧﺻرﺗﻲ ﻟﻪ وﺟﻬﺎد ‪ .‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﺎ‬ ‫ﺟﺎء ك ﺎ أ ﺎ اﻟﺣﺳن‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬ﻓذ رت ﻟﻪ ا‬

‫ﻋﻠﻲ ﺻدﻗت‪ ،‬ﻓﺄﻧت أﻓﺿﻞ ﻣﻣﺎ ﺗذ ر‪ .‬ﻓﻘﻠت ﺎ رﺳول ﷲ‪ :‬ﻓﺎطﻣﺔ‪ ،‬ﺗزوﺟﻧﯾﻬﺎ‪ .‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﺎ ﻋﻠﻲ‪ ،‬إﻧﻪ‬ ‫ﻟﻛرﻫﺔ ﻓﻲ وﺟﻬﻬﺎ‪ ،‬وﻟﻛن ﻋﻠﻰ رﺳﻠك ﺣﺗﻰ أﺧرج‬ ‫ﻓرﯾت ا ا‬ ‫ﻗد ذ رﻫﺎ ﻗﺑﻠك رﺟﺎل ﻓذ رت ذﻟك ﻟﻬﺎ أ‬ ‫إﻟ ك‪ .‬ﻓدﺧﻞ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻘﺎﻣت ﻓﺄﺧذت رداءﻩ وﻧزﻋت ﻧﻌﻠ ﻪ وأﺗﺗﻪ ﺎﻟوﺿوء ﻓوﺿﺄﺗﻪ ﺑﯾدﻫﺎ وﻏﺳﻠت رﺟﻠ ﻪ‬ ‫ﺛم ﻗﻌدت‪ .‬ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ‪ :‬ﺎ ﻓﺎطﻣﺔ‪ .‬ﻓﻘﺎﻟت‪ :‬ﻟﺑ ك ﻟﺑ ك‪ ،‬ﺣﺎﺟﺗك ﺎ رﺳول ﷲ‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬إن ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ‬ ‫‪ 8‬‬ ‫‪ ‬‬


‫ﻗرﺑﺗﻪ وﻓﺿﻠﻪ ٕواﺳﻼﻣﻪ‪ٕ ،‬واﻧﻲ ﻗد ﺳﺄﻟت رﻲ أن ﯾزوﺟك ﺧﯾر ﺧﻠﻘﻪ وأﺣﺑﻬم‬ ‫طﺎﻟب ﻣن ﻗد ﻋرﻓت ا‬

‫ﺷﯾﺋﺎ ﻓﻣﺎ ﺗرن؟ ﻓﺳ ﺗت وﻟم ِ‬ ‫ﺗول وﺟﻬﻬﺎ‪ ،‬وﻟم َﯾر رﺳول ﷲ ﻓﯾﻬﺎ ارﻫﺔ‪.‬‬ ‫إﻟ ﻪ‪ ،‬وﻗد ذ ر ﻣن أﻣرك ً‬ ‫ﻗررﻫﺎ‪.‬‬ ‫ﻓﻘﺎم وﻫو ﻘول ﷲ أﻛﺑر ﺳ وﺗﻬﺎ ا ا‬ ‫ﺟﺑرﺋﯾﻞ ﻓﻘﺎل‪ :‬ﺎ ﻣﺣﻣد زوﺟﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب‪ ،‬ﻓﺈن ﷲ ﻗد رﺿﯾﻬﺎ ﻟﻪ ورﺿ ﻪ ﻟﻬﺎ‪ .‬ﻗﺎل‬ ‫ﻓﺄﺗﺎﻩ ا‬ ‫ﻋﻠﻲ‪ :‬ﻓزوﺟﻧﻲ رﺳول ﷲ ﺛم أﺗﺎﻧﻲ ﻓﺄﺧذ ﺑﯾد‬

‫ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻗم ﺳم ﷲ وﻗﻞ ﻋﻠﻰ ﺑر ﺔ ﷲ وﻣﺎ ﺷﺎء ﷲ‬

‫وﻻ ﻗوة إﻻ ﺎﻪﻠﻟ وﺗو ﻠت ﻋﻠﻰ ﷲ‪ .‬ﺛم ﺟﺎء ﺑﻲ ﺣﺗﻰ اﻗﻌدﻧﻲ ﻋﻧدﻫﺎ‪ ،‬ﺛم ﻗﺎل‪ :‬اﻟﻠﻬم اﻧﻬﻣﺎ أﺣب‬

‫ﺧﻠﻘك إ‬ ‫ظﺎ‪ٕ ،‬واﻧﻲ أُﻋﯾذﻫﻣﺎ ك وذرﺗﻬﻣﺎ ﻣن‬ ‫ﻟﻲ ﻓﺄﺣﺑﻬﻣﺎ و ﺎرك ﻓﻲ ذرﺗﻬﻣﺎ واﺟﻌﻞ ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ ﻣﻧك ﺣﺎﻓ ً‬ ‫ّ‬ ‫اﻟﺷ طﺎن اﻟرﺟ م‪.‬‬

‫ﻣﻬر‪ ،‬وﺻرﻓت ﻗ ﻣﺗﻪ ﻟﺗﺟﻬﯾز اﻟﺑﯾت‬ ‫ﻣرﺳ م اﻟزواج وﻗد ﺟﻌﻞ ﻋﻠﻲ درﻋﻪ ًا‬ ‫ﺑﻬذﻩ اﻟ ﺳﺎطﺔ ﺗﻣت ا‬ ‫وﺳرر‬ ‫ًا‬ ‫درﻫم‪ ،‬وﻗط ﻔﺔ ﺳوداء ﺧﯾﺑرﺔ‪،‬‬ ‫درﻫم‪ ،‬وﺧﻣﺎ ًار ﺄرﻌﺔ ا‬ ‫ﺻﺎ ﺳ ﻌﺔ ا‬ ‫ﻓﺎﺷﺗر ﺑﻬﺎ اﻟطﯾب وﻗﻣ ً‬ ‫ﻣزﻣ ًﻼ ﺷرط )أ‬

‫وﻓرﺷﺎن ﻣن ﺧ ش ﻣﺻر ﺣﺷو أﺣدﻫﻣﺎ ﻟﯾﻒ وﺣﺷو اﻵﺧر‬ ‫ﻣﻠﻔوف ﺑﺧوص(‪ ،‬ا‬

‫ﻣن ﺟز اﻟﻐﻧم‪ ،‬وأرﻊ‬ ‫ورﺣﻰ ﻟﻠﯾد‪ ،‬وﻣﺧﺻًﺎ‬

‫ﺧﺿرء‬ ‫ا‬ ‫وﻣطﻬرة وﺟرة‬

‫وﺣﺻﯾر َﻫ َﺟرًﺎ‬ ‫ًا‬ ‫وﺳﺗر ﻣن ﺻوف‬ ‫ًا‬ ‫ﻣرﻓ ﻣن أدم اﻟطﺎﺋﻒ ﺣﺷوﻫﺎ اذﺧر‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ﻣن ﻧﺣﺎس وﺳﻘﺎء ﻣن أدم وﻗﻌًﺎ ) ﺄ ٍ‬ ‫س ﻣن ﺧﺷب ﻣﻘﻌر( ﻟﻠﺑن ًّ‬ ‫وﺷﻧﺎ ﻟﻠﻣﺎء‬ ‫ﯾزن ﺧزف‪ .‬وﻫ ذا ﺗم اﻟﺗﺟﻬﯾز وﻗ ض اﻟﻣﻬر‪.‬‬ ‫و ا‬

‫واﻧﺗﻘﻠت ﻓﺎطﻣﺔ إﻟﻰ ﺑﯾت ﻋﻠﻲ اﻟﻣؤﻟﻒ ﻣن ﻏرﻓﺔ واﺣدة ﺎﻧت ﻷم ﺳﻠﻣﺔ زوﺟﺔ اﻟﻧﺑﻲ‪ ،‬وﺻﻌد ﻋﻠﻲ‬ ‫ﻋﻠﻰ روة ﻫﻧﺎك وﻧﺎد ‪ :‬أﺟﯾﺑوا إﻟﻰ وﻟ ﻣﺔ ﻓﺎطﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺄﻗﺑﻞ اﻟﻧﺎس واﺷﺗر وا ﻓﻲ ﻓرﺣﺔ آل ﺑﯾت‬ ‫اﻟرﺳول‪.‬‬ ‫و دأت ﻓﺎطﻣﺔ ﺣ ﺎﺗﻬﺎ اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ ﺑﯾت ﻋﻠﻲ‪ ،‬ﻓ ﺎﻧت ﺗﻘوم ﺑواﺟ ﺎت اﻟﺑﯾت ﻓﺗطﺣن وﺗﻌﺟن وﺗﺧﺑز‬ ‫و ﺎن ﻋﻠﻲ ﺷﺎر ﻬﺎ ﻓﻲ ﺧدﻣﺎت اﻟﺑﯾت‪ ،‬ﻓ ﺎن‬

‫ﻧس اﻟﺑﯾت ﻓﻲ ﻌض اﻷوﻗﺎت و ﺣﻠب اﻟﻌﻧز‬

‫و ﺣﺗطب و ﺳﺗﻘﻲ وﻗد ﻗﺿﻰ رﺳول ﷲ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ‪ ،‬ﻓوزع ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ ﺧدﻣﺎت اﻟﺑﯾت ﻓﺟﻌﻞ ﻟﻌﻠﻲ ﻣﺎ ﻫو ﻓﻲ‬ ‫ﺧﺎرج اﻟ ﺎب وﻟﻔﺎطﻣﺔ ﻣﺎ دوﻧﻪ‪.‬‬

‫وأﻧﺟﺑت ﻟﻪ اﻷوﻻد و ﺎﻧت ﺗﻘوم ﺑﺗرﯾﺗﻬم وﺧدﻣﺎﺗﻬم ﺣﺗﻰ ﺗﺿﺎ ﻘت ﻟﻛﺛرة اﻷﻋﻣﺎل وﻟﻘ ﺎﻣﻬﺎ وﺣدﻫﺎ‬

‫ﺑﻬﺎ رﻋﺎ ﺔ ﻟﻔﻘر ﻋﻠﻲ و رﻣﻪ‪.‬‬ ‫ورﺟﻌت ﺣﺳب طﻠب زوﺟﻬﺎ رﺳول ﷲ ﻟﻌﻠﻪ ﺳﺎﻋدﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام ﺧﺎدﻣﺔ ﺗﻌﯾﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻌض‬ ‫ا‬ ‫ﻟﺻﻔﺔ‪ ،‬أﺻﺣﺎ ﻪ‬ ‫اﻷﻋﻣﺎل‪ ،‬وﺳﻣﻌت أ ﺎﻫﺎ ﻌﺗذر ﻋن ذﻟك و ذ رﻫﺎ ﻔﻘر اﻟﻧﺎس و ﺛرة أﺻﺣﺎب ا ﱡ‬

‫ﻟﻔﻘرء اﻟذﯾن ﻻ ﻣﻠﻛون ﻣﺳ ًﻧﺎ وﻻ ﻗوﺗًﺎ ﺎﻓًﺎ‪.‬‬ ‫ا ا‬ ‫و ﻌد ﻓﺗرة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺣﺳن وﺿﻊ اﻷﻣﺔ ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬اﺳﺗﺟﺎب اﻟرﺳول ﻟطﻠﺑﻬﺎ وأرﺳﻞ ﻟﻬﺎ ﺧﺎدﻣﺔ‪ ،‬ﻓوزﻋت‬ ‫اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺑﯾﺗ ﺔ ﺑﯾﻧﻬﺎ و ﯾن اﻟﺧﺎدﻣﺔ‪ ،‬ﻓﯾوم ﻟﻬﺎ و وم ﻟﺧﺎدﻣﺗﻬﺎ دون ﺗﻔﺎوت‪.‬‬ ‫‪ 9‬‬ ‫‪ ‬‬


‫وأﻧﻬت ﻓﺎطﻣﺔ ﺣ ﺎﺗﻬﺎ ﻣﻠﺧﺻﺔ ﺗﺻرﻓﺎﺗﻬﺎ اﻟزوﺟ ﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﻠﺔ ﺗﺧﺎطب ﺑﻬﺎ ﻋﻠًﺎ ﻣﻌﺗذرة ﻣودﻋﺔ‪ " :‬ﺎ‬ ‫اﺑن ﻋم‪ :‬ﻣﺎ ﻋﻬدﺗﻧﻲ ﺎذ ﺔ وﻻ ﺧﺎﺋﻧﺔ وﻻ ﺧﺎﻟﻔﺗك ﻣﻧذ ﻋﺎﺷرﺗك"‪ ،‬ﺛم ﺗﻣوت ﻣطﻣﺋﻧﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﺳﻣﻊ‬ ‫ﻋﻠًﺎ ﻘول ﻟﻬﺎ‪" :‬ﻣﻌﺎذ ﷲ أﻧت أﻋﻠم ﺎﻪﻠﻟ وأﺑر وأﺗﻘﻰ وأﻛرم‪ ،‬وأﺷد ﺧوًﻓﺎ ﻣن ﷲ أن أو ﺧك‬ ‫ﻋز ﻋﻠﻲ ﻣﻔﺎرﻗﺗك"‪.‬‬ ‫ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻲ‪ ،‬ﻗد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص أوﺟزﺗﻬﺎ ﻫﻧﺎ وﻫﻲ ﺗﻐﻧﯾﻧﻲ ﻋن اﻟ ﺣث واﻹ ﺿﺎح ﺣول ﺣ ﺎﺗﻬﺎ اﻟﺑﯾﺗ ﺔ‪.‬‬ ‫ﺳﺎ ًﻌﺎ‪ -‬ﻓﻲ طﻠب اﻟﻌﻠم‪:‬‬ ‫إن ﻓﺎطﻣﺔ ﻻ ﺗﻛﺗﻔﻲ ﻣﺎ ﻫ ﺄ ﻟﻬﺎ ﺑﯾت اﻟوﺣﻲ ﻣن اﻟﻣﻌﺎرف واﻟﺛﻘﺎﻓﺎت ﻋﻠﻰ ﺛرﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻻﺳﺗﻧﺎرة اﻟﻌﻠﻣ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺎﻧت ﺗﻬﯾﺊ ﻟﻬﺎ ﺷﻣوس اﻟﻌﻠم واﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺣ طﺔ ﺑﻬﺎ ﻣن ﻞ ﺟﺎﻧب‪ .‬ﻻ! إن‬

‫ﻧرﻫﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﺟﻬدا ﻓﻲ ﺳﺑﯾﻞ ﺳب ﻫذا اﻟﺷرف‪ .‬ﻟذﻟك ا‬ ‫ﻓﺎطﻣﺔ ﺗرد أن ﺗﻛدح ﻓﻲ طﻠب اﻟﻌﻠم وﻻ ﺗوﻓر ً‬ ‫ﻟﻘﺎءاﺗﻬﺎ ﻣﻊ رﺳول ﷲ وﻣﻊ ﻋﻠﻲ‪ ،‬ﺎب ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻌﻠم‪ ،‬ﺗﺣﺎول اﻣﺗﺻﺎص اﻟﻌﻠوم واﻟﻣﻌﺎرف ﻞ وﺳﯾﻠﺔ‬ ‫و ﻣﺧﺗﻠﻒ اﻷﺳ ﺎب واﻟطرق‪.‬‬

‫وﻣن أﺟﻣﻞ ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋﻞ‪ ،‬إرﺳﺎل وﻟدﯾﻬﺎ اﻟﺣﺳﻧﯾن إﻟﻰ ﻣﺟﻠس اﻟرﺳول ﻣﻧذ طﻔوﻟﺗﻬﻣﺎ ﺻورة داﺋﻣﺔ‪،‬‬ ‫ﺛم اﺳﺗﻧطﺎﻗﻬﻣﺎ ﻌد اﻟﻌودة إﻟﯾﻬﺎ واﻟﺳؤال ﻋﻣﺎ ﯾﺟر ﻣن ﺳؤال وﺟواب ووﺣﻲ ﻫﻧﺎك‪ ،‬و ﻬذﻩ اﻟطرﻘﺔ‬

‫ﺎﻧت ﺗﺣرص ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘدم اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﻧﻔﺳﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﺷﺟ ﻊ وﻟدﯾﻬﺎ وﺗرﯾﺗﻬﻣﺎ اﻟﻌﻣﻠ ﺔ ﻻﺳﺗ ﻌﺎب‬ ‫ﺎﻣﻞ ﻟﻠﻣﻌﺎرف واﻟﻌﻠوم‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺗﻣ ﻧﺎن ﻣن ﻧﻘﻠﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻫذا اﻟﺟﻬد اﻟﻣﺗواﺻﻞ ﻓﻲ طﻠب اﻟﻌﻠم رﻏم اﻷوﻗﺎت واﻟطﺎﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺎﻧت ﺗﺑذﻟﻬﺎ ﻓﺎطﻣﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﯾﻞ‬ ‫أداء واﺟ ﺎﺗﻬﺎ اﻟﺑﯾﺗ ﺔ وﻣﺳؤوﻟ ﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻫذا اﻟﺟﻬد ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣن ﺑر ﺎت رواة اﻟﺣدﯾث وﺣﻣﻠﺔ اﻟﺳﻧﺔ‬

‫اﻟﻣطﻬرة‪ .‬و ﺎن ﻋﻧد أﺑﻧﺎﺋﻬﺎ اﻻﺋﻣﺔ اﻟﻣﻌﺻوﻣﯾن ﺗﺎب ﺑﯾر ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﺎﺳم ﻣﺻﺣﻒ ﻓﺎطﻣﺔ ﯾﻧﻘﻠون ﻋﻧﻪ‬ ‫ﻋﺗزز‪.‬‬ ‫ﺛﯾر و ﺗﺣدﺛون ﻋﻧﻪ ﺎ ا‬ ‫ًا‬

‫وﻗد أرﯾت ﻫﻧﺎ أن أﻛﺗﻔﻲ ﺑﻧﻘﻞ ﺧطﺑﺗﻬﺎ اﻟﺷﻬﯾرة اﻟﺗﻲ أﻟﻘﺗﻬﺎ ﻌد رﺳول ﷲ‪ ،‬و ﺣﺿور ﺎر أﺻﺣﺎ ﻪ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺟد ﺣﯾث إﻧﻬﺎ ﺻورة ارﺋﻌﺔ ﻋن ﻋﻣ‬

‫ﺗﻔ ﯾرﻫﺎ اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬واﺗﺳﺎع ﺛﻘﺎﻓﺗﻬﺎ وﻗوة ﻣﻧطﻘﻬﺎ‪،‬‬

‫ورﻓﻌﺔ أدﺑﻬﺎ ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺧط ﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﺻوت اﻟﺣ واﻟﺟﻬر ﻪ‪ ،‬وﻫذا ﺟﻬﺎد أﻛﺑر‪:‬‬ ‫ﻗدم‪ ،‬ﻣن ﻋﻣوم ﻧﻌم اﺑﺗدأﻫﺎ‪ ،‬وﺳﺑوغ‬ ‫"اﻟﺣﻣد ﻪﻠﻟ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻧﻌم‪ ،‬وﻟﻪ اﻟﺷ ر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻟﻬم‪ ،‬واﻟﺛﻧﺎء ﻣﺎ ّ‬ ‫ﺟم ﻋن اﻹﺣﺻﺎء ﻋددﻫﺎ‪ ،‬وﻧﺄ ﻋن اﻟﺟزاء أﻣدﻫﺎ‪ ،‬وﺗﻔﺎوت ﻋن‬ ‫آﻻء أﺳداﻫﺎ‪ ،‬وﺗﻣﺎم ﻣﻧن أوﻻﻫﺎ‪ّ ،‬‬ ‫اﻹدراك أﺑدﻫﺎ‪ ،‬واﺳﺗدﻋﻰ اﻟﺷ ور ﺄﻓﺿﺎﻟﻬﺎ‪ ،‬واﺳﺗﺣﻣد إﻟﻰ اﻟﺧﻼﺋ ﺑﺈﺟزاﻟﻬﺎ‪ ،‬وﺛﻧﻰ ﺎﻟﻧدب إﻟﻰ‬ ‫وﺿﻣن اﻟﻘﻠوب‬ ‫أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ ﷲ وﺣدﻩ ﻻ ﺷرك ﻟﻪ‪ ،‬ﻠﻣﺔ ﺟﻌﻞ اﻹﺧﻼص ﺗﺄو ﻠﻬﺎ‪،‬‬ ‫أﻣﺛﺎﻟﻬﺎ‪ ،‬وأﺷﻬد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ﻣوﺻوﻟﻬﺎ‪ ،‬وأﻧﺎر ﻓﻲ اﻟﺗﻔ ر ﻣﻌﻘوﻟﻬﺎ‪ ،‬اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﻋن اﻷ ﺻﺎر رؤ ﺗﻪ‪ ،‬وﻣن اﻷﻟﺳن ﺻﻔﺗﻪ‪ ،‬وﻣن‬ ‫اﻷوﻫﺎم‬

‫ﻔﯾﺗﻪ‪ ،‬اﺑﺗدع اﻷﺷ ﺎء ﻻ ﻣن ﺷﻲء ﺎن ﻗﺑﻠﻬﺎ‪ ،‬وأﻧﺷﺄﻫﺎ ﻼ اﺣﺗذاء أﻣﺛﻠﺔ اﻣﺗﺛﻠﻬﺎ‪ّ ،‬وﻧﻬﺎ‬ ‫‪ 10‬‬

‫‪ ‬‬


‫ﻘدرﺗﻪ‪ ،‬وذرأﻫﺎ ﻣﺷﯾﺋﺗﻪ‪ ،‬ﻣن ﻏﯾر ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻛو ﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻻ ﻓﺎﺋدة ﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﺻو رﻫﺎ‪ ،‬إﻻ ﺗﺛﺑﯾﺗﺎً ﻟﺣ ﻣﺗﻪ‪،‬‬

‫از ﻟدﻋوﺗﻪ‪ ،‬ﺛم ﺟﻌﻞ اﻟﺛواب ﻋﻠﻰ طﺎﻋﺗﻪ‪،‬‬ ‫وﺗﻌﺑ ًدا ﻟﺑرﺗﻪ‪ٕ ،‬واﻋزًا‬ ‫وﺗﻧﺑﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ طﺎﻗﺗﻪ‪ٕ ،‬وا ًا‬ ‫ظﻬﺎر ﻟﻘدرﺗﻪ‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ووﺿﻊ اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺻﯾﺗﻪ‪.‬‬ ‫وأﺷﻬد أن أﺑﻲ‬ ‫وﺳﻣﺎﻩ ﻗﺑﻞ أن اﺟﺗ ﺎﻩ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ﻣﺣﻣدا )ص( ﻋﺑدﻩ ورﺳوﻟﻪ‪ ،‬اﺧﺗﺎرﻩ واﻧﺗﺟ ﻪ ﻗﺑﻞ أن أرﺳﻠﻪ‪ّ ،‬‬ ‫واﺻطﻔﺎﻩ ﻗﺑﻞ أن اﺑﺗﻌﺛﻪ‪ ،‬إذ اﻟﺧﻼﺋ ﺎﻟﻐﯾب ﻣ ﻧوﻧﺔ‪ ،‬و ﺳﺗر اﻷوﻫﺎم ﻣﺻوﻧﺔ‪ ،‬و ﻧﻬﺎ ﺔ اﻟﻌدم‬ ‫ﻣﻘروﻧﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻣﺎً ﻣن ﷲ ﻣﺂل اﻷﻣور‪ٕ ،‬واﺣﺎطﺔ ﺣوادث اﻟدﻫور‪ ،‬وﻣﻌرﻓﺔ ﻣواﻗﻊ اﻟﻣﻘدور‪.‬‬ ‫اﺑﺗﻌﺛﻪ ﷲ‬ ‫إﺗﻣﺎﻣﺎ ﻷﻣرﻩ‪ ،‬وﻋزﻣﺔ ﻋﻠﻰ إﻣﺿﺎء ﺣ ﻣﻪ‪ٕ ،‬واﻧﻔﺎ ًذا ﻟﻣﻘﺎدﯾر ﺣﺗﻣﻪ‪ ،‬ﻓ أر اﻷﻣم ﻓرًﻗﺎ ﻓﻲ‬ ‫ً‬ ‫ظَﻠ َﻣﻬﺎ‪،‬‬ ‫أد ﺎﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻋ ّ ًﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﯾراﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻋﺎﺑدة ﻷوﺛﺎﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻧ رة ﻪﻠﻟ ﻣﻊ ﻋرﻓﺎﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺄﻧﺎر ﷲ ﺄﺑﻲ ﻣﺣﻣد ُ‬ ‫و ﺷﻒ ﻋن اﻟﻘﻠوب ﺑﻬﻣﻬﺎ‪ ،‬وﺟّﻠﻰ ﻋن اﻷ ﺻﺎر ﻏﻣﻣﻬﺎ‪ ،‬وﻗﺎم ﻓﻲ اﻟﻧﺎس ﺎﻟﻬدا ﺔ‪ ،‬وأﻧﻘذﻫم ﻣن‬

‫ﺻرﻫم ﻣن اﻟﻌﻣﺎ ﺔ‪ ،‬وﻫداﻫم إﻟﻰ اﻟدﯾن اﻟﻘو م‪ ،‬ودﻋﺎﻫم إﻟﻰ اﻟطر اﻟﻣﺳﺗﻘ م‪.‬‬ ‫اﻟﻐوا ﺔ‪ ،‬و ّ‬

‫ﺛم ﻗ ﺿﻪ ﷲ إﻟ ﻪ ﻗ ض رأﻓﺔ واﺧﺗ ﺎر‪ ،‬ورﻏ ﺔ ٕواﯾﺛﺎر‪ ،‬ﻓﻣﺣﻣد ﻋن ﺗَ َﻌب ﻫذﻩ اﻟدار ﻓﻲ راﺣﺔ‪ ،‬ﻗد‬ ‫ﻒ ﺎﻟﻣﻼﺋ ﺔ اﻷﺑرار‪ ،‬ورﺿوان اﻟرب اﻟﻐﻔﺎر‪ ،‬وﻣﺟﺎورة اﻟﻣﻠك اﻟﺟ ﺎر‪ ،‬ﺻّﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻰ أﺑﻲ‪ ،‬ﻧﺑ ﻪ‬ ‫ُﺣ ّ‬ ‫وأﻣﯾﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟوﺣﻲ‪ ،‬وﺻﻔّﻪ ﻓﻲ اﻟذ ر وﺧﯾرﺗﻪ ﻣن اﻟﺧﻠ‬ ‫و ر ﺎﺗﻪ‪.‬‬

‫ورﺿّﻪ‪ ،‬واﻟﺳﻼم ﻋﻠ ﻪ ورﺣﻣﺔ ﷲ‬

‫ﻧﺻ ُب أﻣرﻩ وﻧﻬ ﻪ‪ ،‬وﺣﻣﻠﺔ دﯾﻧﻪ ووﺣ ﻪ‪ ،‬وأﻣﻧﺎء ﷲ ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺳ م‪ ،‬و ﻘّﺔ اﺳﺗﺧﻠﻔﻬﺎ‬ ‫أﻧﺗم ﻋ ﺎد ﷲ ُ‬ ‫ﻋﻠ م‪ :‬ﺗﺎب ﷲ اﻟﻧﺎط واﻟﻘرآن اﻟﺻﺎدق‪ ،‬واﻟﻧور اﻟﺳﺎطﻊ‪ ،‬واﻟﺿ ﺎء اﻟﻼﻣﻊ‪ّ ،‬ﺑﯾﻧﺔ ﺻﺎﺋرﻩ‪ ،‬ﻣﻧ ﺷﻔﺔ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣؤد إﻟﻰ اﻟﻧﺟﺎة اﺳﺗﻣﺎﻋﻪ‪،‬‬ ‫ﻗﺎﺋدا إﻟﻰ اﻟرﺿوان أﺗ ﺎﻋﻪ‪ّ ،‬‬ ‫ﺳراﺋرﻩ‪ ،‬ﻣﺗﺟﻠ ﺔ ظواﻫرﻩ‪ ،‬ﻣﻐﺗ طﺔ ﻪ أﺷ ﺎﻋﻪ‪ً ،‬‬ ‫اﻟﻣﻔﺳرة‪ ،‬وﻣﺣﺎرﻣﻪ اﻟﻣﺣ ّذرة‪ ،‬و ّﯾﻧﺎﺗﻪ اﻟﺟﺎﻟ ﺔ‪ ،‬و راﻫﯾﻧﻪ اﻟﻛﺎﻓ ﺔ‪،‬‬ ‫اﻟﻣﻧورة‪ ،‬وﻋزاﺋﻣﻪ‬ ‫ﻓ ﻪ ﺑ ﺎن ﺣﺟﺞ ﷲ ّ‬ ‫ّ‬ ‫وﻓﺿﺎﺋﻠﻪ اﻟﻣﻧدو ﺔ‪ ،‬ورﺧﺻﻪ اﻟﻣوﻫو ﺔ‪ ،‬وﺷراﺋﻌﻪ اﻟﻣ ﺗو ﺔ‪.‬‬

‫ﺗطﻬﯾر ﻟﻛم ﻣن اﻟﺷرك‪ ،‬واﻟﺻﻼة‬ ‫ﻓﺟﻌﻞ ﷲ اﻹ ﻣﺎن‬ ‫ﺗﻧزﻬﺎ ﻟﻛم ﻋن اﻟﻛﺑر‪ ،‬واﻟز ﺎة ﺗز ﺔ ﻟﻠﻧﻔس‬ ‫ًا‬ ‫ً‬ ‫ﺗﺷﯾﯾدا ﻟﻠدﯾن‪ ،‬واﻟﻌدل ﺗﻧﺳ ًﻘﺎ ﻟﻠﻘﻠوب‪ ،‬وطﺎﻋﺗﻧﺎ‬ ‫وﻧﻣﺎء ﻓﻲ اﻟرزق‪ ،‬واﻟﺻ ﺎم ﺗﺛﺑﯾﺗًﺎ ﻟﻺﺧﻼص‪ ،‬واﻟﺣﺞ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وذﻻ ﻷﻫﻞ اﻟﻛﻔر واﻟﻧﻔﺎق‪ ،‬واﻟﺻﺑر‬ ‫أﻣﺎﻧﺎ ﻣن اﻟﻔرﻗﺔ‪ ،‬واﻟﺟﻬﺎد ًا‬ ‫ﻋز ﻟﻺﺳﻼم ً‬ ‫ﻧظﺎﻣﺎ ﻟﻠﻣﻠﺔ‪ٕ ،‬واﻣﺎﻣﺗﻧﺎ ً‬ ‫ً‬ ‫ﻣﻌوﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﯾﺟﺎب اﻷﺟر‪ ،‬واﻷﻣر ﺎﻟﻣﻌروف واﻟﻧﻬﻲ ﻋن اﻟﻣﻧ ر ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬و ّر اﻟواﻟدﯾن‬ ‫ﺣﻘﻧﺎ ﻟﻠدﻣﺎء‪ ،‬واﻟوﻓﺎء ﺎﻟﻧذر‬ ‫وﻗﺎ ﺔ ﻣن اﻟﺳﺧط‪ ،‬وﺻﻠﺔ اﻷرﺣﺎم ﻣﻧﺳﺄة ﻓﻲ اﻟﻌﻣر‪ ،‬واﻟﻘﺻﺎص ً‬

‫ﺗﻧزﻬﺎ ﻋن اﻟرﺟس‪،‬‬ ‫ﺗﻐﯾﯾر ﻟﻠﺑﺧس‪ ،‬واﻟﻧﻬﻲ ﻋن اﻟﺧﻣر‬ ‫ًا‬ ‫رﺿﺎ ﻟﻠﻣﻐﻔرة‪ ،‬وﺗوﻓ ﺔ اﻟﻣ ﺎﯾﯾﻞ واﻟﻣوازن‬ ‫ﺗﺣ ً‬ ‫ً‬ ‫إﺧﻼﺻﺎ ﻟﻪ‬ ‫وﺣرم ﷲ اﻟﺷرك‬ ‫واﺟﺗﻧﺎب اﻟﻘذف ﺣﺟﺎًﺎ ﻋن اﻟﻠﻌﻧﺔ‪ ،‬وﺗرك اﻟﺳرﻗﺔ إﯾﺟﺎًﺎ ﻟﻠﻌّﻔﺔ‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫‪ 11‬‬ ‫‪ ‬‬


‫ﺎﻟرو ﺔ‪ ،‬ﻓﺎﺗﻘوا ﷲ ﺣ ﺗﻘﺎﺗﻪ‪ ،‬وﻻ ﺗﻣوﺗن إﻻ وأﻧﺗم ﻣﺳﻠﻣون‪ ،‬وأط ﻌوا ﷲ ﻓﻲ ﻣﺎ أﻣر م ﻪ وﻧﻬﺎﻛم‬ ‫ﻋﻧﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻣﺎ ﯾﺧﺷﻰ ﷲ ﻣن ﻋ ﺎدﻩ اﻟﻌﻠﻣﺎء‪.‬‬ ‫طﺎ‪ ،‬وﻻ أﻓﻌﻞ‬ ‫ﻋودا و د ًءا‪ ،‬وﻻ أﻗول ﻣﺎ أﻗول ﻏﻠ ً‬ ‫أﯾﻬﺎ اﻟﻧﺎس‪ ،‬اﻋﻠﻣوا أﻧﻲ ﻓﺎطﻣﺔ وأﺑﻲ ﻣﺣﻣد‪ ،‬أﻗول ً‬ ‫ط‪ ،‬ﻟﻘد ﺟﺎء م رﺳول ﻣن أﻧﻔﺳ م ﻋزز ﻋﻠ ﻪ ﻣﺎ ﻋﻧﺗم ﺣرص ﻋﻠ م ﺎﻟﻣؤﻣﻧﯾن رؤوف‬ ‫ﻣﺎ أﻓﻌﻞ ﺷ ً‬ ‫طً‬ ‫رﺣ م‪ ،‬ﻓﺈن ﺗُﻌزوﻩ وﺗﻌرﻓوﻩ‪ ،‬ﺗﺟدوﻩ أﺑﻲ دون ﻧﺳﺎﺋ م‪ ،‬وأﺧﺎ اﺑن ﻋﻣﻲ دون رﺟﺎﻟﻛم‪ ،‬وﻟﻧﻌم اﻟﻣﻌز‬ ‫ﻣﺎﺋﻼ ﻋن ﻣدرﺟﺔ اﻟﻣﺷر ﯾن‪ ،‬ﺿﺎرًﺎ ﺛﺑﺟﻬم‪ ،‬آﺧ ًذا ﺄﻛظﺎﻣﻬم‪ ،‬داﻋًﺎ إﻟﻰ‬ ‫إﻟ ﻪ‪ ،‬ﻓﺑّﻠﻎ‬ ‫ﺻﺎدﻋﺎ ﺎﻟﻧذارة‪ً ،‬‬ ‫ً‬

‫ﺳر اﻷﺻﻧﺎم‪ ،‬و ﻧ ث اﻟﻬﺎم‪ ،‬ﺣﺗﻰ اﻧﻬزم اﻟﺟﻣﻊ ووّﻟوا‬

‫ﺳﺑﯾﻞ رّﻪ ﺎﻟﺣ ﻣﺔ واﻟﻣوﻋظﺔ اﻟﺣﺳﻧﺔ‪،‬‬ ‫ﺗﻔر اﻟﻠﯾﻞ ﻋن ﺻ ﺣﻪ‪ ،‬وأﺳﻔر اﻟﺣ ّ ﻋن ﻣﺣﺿﻪ‪ ،‬وﻧط زﻋ م اﻟدﯾن‪ ،‬وﺧرﺳت‬ ‫اﻟدﺑر‪ ،‬وﺣﺗﻰ ّ‬ ‫ﺷﻘﺎﺋ اﻟﺷ ﺎطﯾن‪ ،‬وطﺎح وﺷ ظ اﻟﻧﻔﺎق‪ ،‬واﻧﺣﻠت ﻋﻘدة اﻟﻛﻔر واﻟﺷﻘﺎق‪ ،‬وِﻓ ْﻬﺗُم ﻠﻣﺔ اﻹﺧﻼص ﻓﻲ‬ ‫ﻧﻔر ﻣن اﻟﺑ ض اﻟﺧﻣﺎص ‪ ،‬و ﻧﺗم ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎ ﺣﻔرة ﻣن اﻟﻧﺎر‪ِ ،‬ﻣ ْذَﻗﺔ اﻟﺷﺎرب وﻧﻬزة اﻟطﺎﻣﻊ‪ ،‬وﻗ ﺳﺔ‬

‫اﻟﻌﺟﻼن‪ ،‬وﻣوطﺊ اﻷﻗدام‪ ،‬ﺗﺷرون اﻟطرق‪ ،‬وﺗﻘﺗﺎﺗون اﻟورق‪ ،‬أذﻟﺔ ﺧﺎﺳﺋﯾن‪ ،‬ﺗﺧﺎﻓون أن ﯾﺗﺧطﻔ م‬

‫اﻟﻧﺎس ﻣن ﺣوﻟﻛم‪ ،‬ﻓﺄﻧﻘذ م ﷲ ﻣﺣﻣد )ص( ﻌد اﻟّﻠﺗ ﺎ واﻟﻠﺗﻲ‪ ،‬و ﻌد أن ﻣﻧﻲ ﺑﺑﻬم اﻟرﺟﺎل وذﺋ ﺎن‬

‫ﻧﺎر ﻟﻠﺣرب أطﻔﺄﻫﺎ ﷲ‪ ،‬أو ﻧﺟم ﻗرن ﻟﻠﺷ ﺎطﯾن أو ﻓﻐرت‬ ‫اﻟﻌرب وﻣردة أﻫﻞ اﻟﻛﺗﺎب‪ّ ،‬ﻠﻣﺎ أوﻗدوا ًا‬ ‫ﻓﺎﻏرة ﻣن اﻟﻣﺷر ﯾن ﻗذف أﺧﺎﻩ ﻓﻲ ﻟﻬواﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻧ ﻔﺊ ﺣﺗﻰ طﺄ ﺻﻣﺎﺧﻬﺎ ﺄﺧﻣﺻﻪ‪ ،‬و ﺧﻣد ﻟﻬﺑﻬﺎ‬

‫ﻣﺷﻣر‬ ‫ًا‬ ‫دودا ﻓﻲ ذات ﷲ‪ ،‬ﻣﺟﺗﻬداً ﻓﻲ أﻣر ﷲ‪ ،‬ﻗر ًﺎ ﻣن رﺳول ﷲ‪ ،‬ﺳﯾد أوﻟ ﺎء ﷲ‪،‬‬ ‫ﺳ ﻔﻪ‪ ،‬ﻣ ً‬ ‫ﻧﺎﺻﺣﺎ‪ًّ ،‬‬ ‫ﺎدﺣﺎ‪ ،‬وأﻧﺗم ﻓﻲ رﻓﺎﻫ ﺔ ﻣن اﻟﻌ ش‪ ،‬وادﻋون ﻓﺎﻛﻬون آﻣﻧون‪ ،‬ﺗﺗرﺻون ﺑﻧﺎ اﻟدواﺋر‪،‬‬ ‫ﻣﺟدا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وﺗﺗوّ ﻔون اﻷﺧ ﺎر‪ ،‬وﺗﻧ ﺻون ﻋﻧد اﻟﻧزال‪ ،‬وﺗﻔرون ﻣن اﻟﻘﺗﺎل‪.‬‬

‫ﻓﻠﻣﺎ اﺧﺗﺎر ﷲ ﻟﻧﺑ ﻪ دار أﻧﺑ ﺎﺋﻪ‪ ،‬وﻣﺄو أﺻﻔ ﺎﺋﻪ‪ ،‬ظﻬر ﻓ م ﺣﺳ ﺔ اﻟﻧﻔﺎق‪ ،‬وﺳﻣﻞ ﺟﻠ ﺎب اﻟدﯾن‪،‬‬ ‫وﻧط‬

‫ﺎظم اﻟﻐﺎو ن‪ ،‬وﻧ ﻎ ﺧﺎﻣﻞ اﻷﻗﻠﯾن‪ ،‬وﻫدر ﻓﯾﻧ‬

‫ﻫﺎﺗﻔﺎ‬ ‫اﻟﺷ طﺎن رأﺳﻪ ﻣن ﻣﻐرزﻩ ً‬

‫اﻟﻣ طﻠﯾن‪ ،‬ﻓﺧطر ﻓﻲ ﻋرﺻﺎﺗﻛم‪ ،‬وأطﻠﻊ‬

‫م‪ ،‬ﻓﺄﻟﻔﺎﻛم ﻟدﻋوﺗﻪ ﻣﺳﺗﺟﯾﺑﯾن‪ ،‬وﻟﻠﻐرة ﻓ ﻪ ﻣﻼﺣظﯾن‪ ،‬ﺛم‬

‫اﺳﺗﻧﻬﺿ م ﻓوﺟد م ﺧﻔﺎًﻓﺎ‪ ،‬وأﺣﻣﺷ م ﻓﺄﻟﻘﺎﻛم ﻏﺿﺎًﺎ‪ ،‬وأوردﺗم ﻏﯾر ﺷر م‪.‬‬

‫اﺑﺗدار زﻋﻣﺗم ﺧوف اﻟﻔﺗﻧﺔ‪،‬‬ ‫ًا‬ ‫ﻟﻣﺎ ُﻘﺑر‪،‬‬ ‫ﻟﻣﺎ ﯾﻧدﻣﻞ‪ ،‬واﻟرﺳول ّ‬ ‫ﻫذا واﻟﻌﻬد ﻗرب واﻟﻛﻠم رﺣﯾب‪ ،‬واﻟﺟرح ّ‬ ‫أﻻ ﻓﻲ اﻟﻔﺗﻧﺔ ﺳﻘطوا ٕوان ﺟﻬﻧم ﻟﻣﺣ طﺔ ﺎﻟﻛﺎﻓرن‪ ،‬ﻓﻬﯾﻬﺎت ﻣﻧ م‪ ،‬و ﯾﻒ م‪ ،‬و ّأﻧﻰ ﺗؤﻓ ون وﻫذا‬ ‫ﺗﺎب ﷲ ﺑﯾن أظﻬر م‪ ،‬أﻣورﻩ ظﺎﻫرة‪ ،‬وأﺣ ﺎﻣﻪ ﺎﻫرة‪ ،‬وزواﺟرﻩ ﻻﺋﺣﺔ‪ ،‬وأواﻣرﻩ واﺿﺣﺔ‪ ،‬ﻗد ﺧﻠﻔﺗﻣوﻩ‬

‫ﯾﺑﺗﻎ ﻏﯾر اﻹﺳﻼم‬ ‫ﺑدﻻ‪ ،‬وﻣن ِ‬ ‫وراء ظﻬور م‪ ،‬أرﻏ ﺔ ﻋﻧﻪ ﺗدﺑرون؟ أم ﻐﯾرﻩ ﺗﺣ ﻣون؟ ﺑﺋس ﻟﻠظﺎﻟﻣﯾن ً‬

‫دﯾﻧﺎ ﻓﻠن ﻘﺑﻞ ﻣﻧﻪ وﻫو ﻓﻲ اﻵﺧرة ﻣن اﻟﺧﺎﺳرن‪ ،‬ﺛم ﻟم ﺗﻠﺑﺛوا إﻻ رﺛﻣﺎ ﺗﺳ ن ﻧﻔرﺗﻬﺎ و ﺳﻠس‬ ‫ً‬ ‫ﻗ ﺎدﻫﺎ‪ ،‬ﺛم أﺧذﺗم ﺗورون وﻗدﺗﻬﺎ وﺗﻬﯾﺟون ﺟﻣرﺗﻬﺎ‪ ،‬وﺗﺳﺗﺟﯾﺑون ﻟﻬﺗﺎف اﻟﺷ طﺎن اﻟﻐو ‪ٕ ،‬واطﻔﺎء‬ ‫ﺣﺳوا ﻓﻲ ارﺗﻐﺎء‪ ،‬وﺗﻣﺳون ﻷﻫﻠﻪ ووﻟدﻩ ﻓﻲ‬ ‫ﻧور اﻟدﯾن اﻟﺟﻠﻲ‪ٕ ،‬واﻫﻣﺎد ﺳﻧن اﻟﻧﺑﻲ اﻟﺻﻔﻲ‪ ،‬ﺗﺳرون ً‬ ‫‪ 12‬‬ ‫‪ ‬‬


‫اﻟﺧﻣر واﻟﺿراء‪ ،‬وﻧﺻﺑر ﻣﻧ م ﻋﻠﻰ ﻣﺛﻞ ﺣز اﻟﻣد‬

‫ووﺧز اﻟﺳﻧﺎن ﻓﻲ اﻟﺣﺷﺎ‪ ،‬واﻵن ﺗزﻋﻣون أن‬

‫ﻻ إرث ﻟﻲ ﻣن أﺑﻲ‪ ،‬أﻓﺣ م اﻟﺟﺎﻫﻠ ﺔ ﺗ ﻐون وﻣن أﺣﺳن ﻣن ﷲ ﺣ ﻣًﺎ ﻟﻘوم ﯾوﻗﻧون؟ أﻓﻼ ﺗﻌﻠﻣون؟‬

‫ﺑﻠﻰ‪ ،‬ﻗد ﺗﺟﻠﻰ ﻟﻛم ﺎﻟﺷﻣس اﻟﺿﺎﺣ ﺔ أﻧﻲ اﺑﻧﺗﻪ‪.‬‬

‫ﺷﯾﺋﺎ ﻓرًﺎ‪ ،‬أﻓﻌﻠﻰ ﻋﻣد‬ ‫و ًﻬﺎ أﯾﻬﺎ اﻟﻣﺳﻠﻣون‪ ،‬أﻓﻲ ﺗﺎب ﷲ أن ﺗرث أ ﺎك وﻻ أرث أﺑﻲ؟ ﻟﻘد ﺟﺋت ً‬ ‫اﻗﺗص ﻣن‬ ‫ﺗر ﺗم ﺗﺎب ﷲ وﻧﺑذﺗﻣوﻩ وراء ظﻬور م؟ إذ ﻘول‪﴿ :‬وورث ﺳﻠ ﻣﺎن داود﴾‪ ،‬وﻗﺎل ﻓﻲ ﻣﺎ ّ‬

‫ﺧﺑر ﺣﯾﻰ ﺑن ز رﺎ‪ ،‬إذ ﻗﺎل‪﴿ :‬ﻓﻬب ﻟﻲ ﻣن ﻟدﻧك وﻟًﺎ * ﯾرﺛﻧﻲ و رث ﻣن آل ﻌﻘوب﴾‪ ،‬وﻗﺎل‪:‬‬ ‫﴿وأوﻟو اﻷرﺣﺎم ﻌﺿﻬم أوﻟﻰ ﺑ ﻌض ﻓﻲ ﺗﺎب ﷲ﴾‪ ،‬وﻗﺎل‪﴿ :‬ﯾوﺻ م ﷲ ﻓﻲ أوﻻد م ﻟﻠذ ر ﻣﺛﻞ‬ ‫ﺧﯾر اﻟوﺻ ﺔ ﻟﻠواﻟدﯾن واﻷﻗرﯾن ﺎﻟﻣﻌروف ﺣًﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻘﯾن﴾‪،‬‬ ‫ﺣظ اﻷﻧﺛﯾﯾن﴾‪ ،‬وﻗﺎل‪﴿ :‬إن ﺗرك ًا‬ ‫وزﻋﻣﺗم أن ﻻ ﺣظوة ﻟﻲ وﻻ إرث ﻟﻲ ﻣن أﺑﻲ وﻻ رﺣم ﺑﯾﻧﻧﺎ‪،‬‬ ‫أﻓﺧﺻ م ﷲ ﺂ ﺔ أﺧرج ﻣﻧﻬﺎ أﺑﻲ‬ ‫ّ‬ ‫ﻣﺣﻣدا؟ أم ﺗﻘوﻟون‪ :‬أﻫﻞ ﻣﻠﺗﯾن ﻻ ﯾﺗوارﺛﺎن؟ أوﻟﺳت أﻧﺎ وأﺑﻲ ﻣن أﻫﻞ ﻣّﻠﺔ واﺣدة؟ أم أﻧﺗم أﻋﻠم‬ ‫ً‬ ‫ﻋﻣﻲ؟ ﻓدوﻧ م ﻣﺧطوﻣﺔ ﻣرﺣوﻟﺔ ﺗﻠﻘﺎك ﯾوم ﺣﺷرك‪ ،‬وﻧﻌم‬ ‫ﺑﺧﺻوص اﻟﻘرآن وﻋﻣوﻣﻪ ﻣن أﺑﻲ واﺑن ّ‬

‫اﻟﺣ َ م ﷲ‪ ،‬واﻟزﻋ م ﻣﺣﻣد واﻟﻣوﻋد اﻟﻘ ﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻋﻧد اﻟﺳﺎﻋﺔ ﯾﺧﺳر اﻟﻣ طﻠون‪ ،‬وﻻ ﯾﻧﻔﻌ م إذ ﺗﻧدﻣون‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ﻟﻛﻞ ﻧ ﺄ ﻣﺳﺗﻘر‪ ،‬وﺳوف ﺗﻌﻠﻣون ﻣن ﺄﺗ ﻪ ﻋذاب ﯾﺧزﻪ و ﺣﻞ ﻋﻠ ﻪ ﻋذاب ﻣﻘ م‪.‬‬

‫ِ‬ ‫اﻟﺳﻧ ُﺔ ﻋن ظﻼﻣﺗﻲ؟‬ ‫ﺎ ﻣﻌﺷر اﻟﻧﻘﯾ ﺔ وأﻋﺿﺎد اﻟﻣّﻠﺔ وأﻧﺻﺎر اﻹﺳﻼم‪ ،‬ﻣﺎ ﻫذﻩ اﻟﻐﻣﯾزة ﻓﻲ ﺣﻘﻲ و ّ‬ ‫أﻣﺎ ﺎن رﺳول ﷲ أﺑﻲ ﻘول‪" :‬اﻟﻣرء ﺣﻔظ ﻓﻲ وﻟدﻩ"؟ ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ أﺣدﺛﺗم‪ ،‬وﻋﺟﻼن ذا إﻫﺎﻟﺔ‪ ،‬وﻟﻛم‬

‫ﻓﺧطب ﺟﻠﯾﻞ‪ ،‬اﺳﺗوﺳﻊ وﻫﻧﻪ‬ ‫طﺎﻗﺔ ﻣﺎ أﺣﺎول‪ ،‬وﻗوة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أطﻠب وأزاول‪ ،‬أﺗﻘوﻟون ﻣﺎت ﻣﺣﻣد؟‬ ‫ٌ‬ ‫واﺳﺗﻧﻬر ﻓﺗﻘﻪ‪ ،‬واﻧﻔﺗ رﺗﻘﻪ‪ ،‬وأظﻠﻣت اﻷرض ﻟﻐﯾﺑﺗﻪ‪ ،‬و ﺳﻔت اﻟﺷﻣس واﻟﻘﻣر‪ ،‬واﻧﺗﺛرت اﻟﻧﺟوم‬

‫ﻟﻣﺻﯾﺑﺗﻪ‪ ،‬واﺗﺣدت اﻵﻣﺎل‪ ،‬وﺧﺷﻌت اﻟﺟ ﺎل‪ ،‬وأﺿ ﻊ اﻟﺣرم‪ ،‬وأزﻠت اﻟﺣرﻣﺔ ﻋﻧد ﻣﻣﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻓﺗﻠك‬ ‫وﷲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ اﻟﻛﺑر ‪ ،‬واﻟﻣﺻﯾ ﺔ اﻟﻌظﻣﻰ‪ ،‬ﻻ ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻧﺎزﻟﺔ‪ ،‬وﻻ ﺎﺋﻘﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ‪ ،‬أﻋﻠن ﺑﻬﺎ ﺗﺎب ﷲ ﺟﻞ‬ ‫ﺣﻞ ﺄﻧﺑ ﺎء ﷲ ورﺳﻠﻪ‪ ،‬ﺣ م‬ ‫ﺛﻧﺎؤﻩ‪ ،‬ﻣﻣﺳﺎﻛم وﻣﺻ ﺣ م‪ ،‬ﻫﺗﺎًﻓﺎ وﺻر ً‬ ‫اﺧﺎ وﺗﻼوة و ً‬ ‫أﻟﺣﺎﻧﺎ‪ ،‬وﻟﻘﺑﻠﻪ ﻣﺎ ّ‬ ‫ﻓﺻﻞ وﻗﺿﺎء ﺣﺗم‪﴿ :‬وﻣﺎ ﻣﺣﻣد إﻻ رﺳول ﻗد ﺧﻠت ﻣن ﻗﺑﻠﻪ اﻟرﺳﻞ أﻓﺈن ﻣﺎت أو ﻗﺗﻞ اﻧﻘﻠﺑﺗم ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺷﯾﺋﺎ وﺳﯾﺟز ﷲ اﻟﺷﺎﻛرن﴾‪.‬‬ ‫أﻋﻘﺎ م وﻣن ﯾﻧﻘﻠب ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺑ ﻪ ﻓﻠن ﺿر ﷲ ً‬ ‫ﻣﻧﻲ وﻣﺳﻣﻊ‪ ،‬وﻣﻧﺗد‬

‫إﯾﻬﺎ ﺑﻧﻲ ﻗﯾﻠﺔ‪ ،‬أأﻫﺿم ﺗراث أﺑﻲ‪ ،‬وأﻧﺗم ﻣ أر‬ ‫ً‬ ‫اﻟﺟّﻧﺔ‪ ،‬ﺗواﻓ م اﻟدﻋوة ﻓﻼ‬ ‫وﺗﺷﻣﻠﻛم اﻟﺧﺑرة‪ ،‬وأﻧﺗم ذوو اﻟﻌدد و ّ‬ ‫اﻟﻌدة‪ ،‬واﻷداة واﻟﻘوة‪ ،‬وﻋﻧد م اﻟﺳﻼح و ُ‬ ‫ﺗﺟﯾﺑون‪ ،‬وﺗﺄﺗ م اﻟﺻرﺧﺔ ﻓﻼ ﺗﻐﯾﺛون‪ ،‬وأﻧﺗم ﻣوﺻوﻓون ﺎﻟﻛﻔﺎح‪ ،‬ﻣﻌروﻓون ﺎﻟﺧﯾر واﻟﺻﻼح‪،‬‬ ‫واﻟﻧﺧ ﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺗﺧﺑت‪ ،‬واﻟﺧﯾرة اﻟﺗﻲ اﺧﺗﯾرت ﻟﻧﺎ أﻫﻞ اﻟﺑﯾت‪.‬‬

‫‪ 13‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وﻣﺟﻣﻊ؟ ﺗﻠ ﺳ م اﻟدﻋوة‪،‬‬


‫اﻟﻛد واﻟﺗﻌب‪ ،‬وﻧﺎطﺣﺗم اﻷﻣم‪ ،‬و ﺎﻓﺣﺗم اﻟﺑﻬم ‪ ،‬ﻓﻼ ﻧﺑرح أو ﺗﺑرﺣون‪ ،‬ﻧﺄﻣر م‬ ‫ﻗﺎﺗﻠﺗم اﻟﻌرب‪،‬‬ ‫وﺗﺣﻣﻠﺗم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ودر ﺻﻠب اﻷ ﺎم‪ ،‬وﺧﺿﻌت ﻧﻌرة اﻟﺷرك‪ ،‬وﺳ ﻧت‬ ‫ﻓﺗﺄﺗﻣرون‪ ،‬ﺣﺗﻰ إذا دارت ﺑﻧﺎ رﺣﻰ اﻹﺳﻼم‪ّ ،‬‬

‫ﻓﺄﻧﻰ ﺣرﺗم ﻌد‬ ‫ﻓورة اﻹﻓك‪ ،‬وﺧﻣدت ﻧﯾران اﻟﻛﻔر‪ ،‬وﻫدأت دﻋوة اﻟﻬرج‪ ،‬واﺳﺗوﺳ ﻧظﺎم اﻟدﯾن‪ّ ،‬‬ ‫اﻟﺑ ﺎن؟ وأﺳررﺗم ﻌد اﻹﻋﻼن؟ وﻧ ﺻﺗم ﻌد اﻹﻗدام؟ وأﺷر ﺗم ﻌد اﻹ ﻣﺎن؟ ﺑؤﺳﺎً ﻟﻘوم ﻧ ﺛوا‬

‫وﻫﻣوا ﺑﺈﺧراج اﻟرﺳول‪ ،‬وﻫم ﺑدأو م أول ﻣرة‪ ،‬أﺗﺧﺷوﻧﻬم ﻓﺎﻪﻠﻟ أﺣ ّ أن ﺗﺧﺷوﻩ إن ﻧﺗم‬ ‫أ ﻣﺎﻧﻬم‪ّ ،‬‬ ‫ﻣؤﻣﻧﯾن‪.‬‬

‫أﻻ وﻗد أر أن ﻗد أﺧﻠدﺗم إﻟﻰ اﻟﺧﻔض‪ ،‬وأ ﻌدﺗم ﻣن ﻫو أﺣ‬ ‫وﻧﺟوﺗم ﺎﻟﺿﯾ‬

‫ﺎﻟ ﺳط واﻟﻘ ض‪ ،‬ور ﻧﺗم اﻟﻰ اﻟدﻋﺔ‬

‫ﻣن اﻟﺳﻌﺔ‪ ،‬ﻓﻣﺟﺟﺗم ﻣﺎ وﻋﯾﺗم‪ ،‬ووﺳﻌﺗم ﻣﺎ ﺗﺳوﻏﺗم‪ ،‬ﻓﺈن ﺗﻛﻔروا أﻧﺗم وﻣن ﻓﻲ‬

‫ﻓﺈن ﷲ ﻟﻐﻧﻲ ﺣﻣﯾد‪.‬‬ ‫اﻷرض ﺟﻣ ﻌﺎً ّ‬ ‫أﻻ وﻗد ﻗﻠت ﻣﺎ ﻗﻠت ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻧﻲ ﺎﻟﺧذﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺧﺎﻣرﺗﻛم‪ ،‬واﻟﻐدرة اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺷﻌرﺗﻬﺎ ﻗﻠو م‪،‬‬ ‫وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻓ ﺿﺔ اﻟﻧﻔس‪ ،‬و ﺛّﺔ اﻟﺻدر‪ ،‬وﻧﻔﺛﺔ اﻟﻐ ظ‪ ،‬وﺗﻘدﻣﺔ اﻟﺣﺟﺔ‪ ،‬ﻓدوﻧ ﻣوﻫﺎ ﻓﺎﺣﺗﻘﺑوﻫﺎ دﺑرة اﻟظﻬر‪،‬‬

‫ﻧﻘ ﺔ اﻟﺧﻒ ﺎﻗ ﺔ اﻟﻌﺎر‪ ،‬ﻣوﺳوﻣﺔ ﻐﺿب ﷲ وﺷﻧﺎر اﻷﺑد‪ ،‬ﻣوﺻوﻟﺔ ﺑﻧﺎر ﷲ اﻟﻣوﻗدة اﻟﺗﻲ ﺗطّﻠﻊ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺋدة‪ ،‬ﻓ ﻌﯾن ﷲ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠون‪ ،‬وﺳ ﻌﻠم اﻟذﯾن ظﻠﻣوا أ ﻣﻧﻘﻠب ﯾﻧﻘﻠﺑون‪ ،‬وأﻧﺎ اﺑﻧﺔ ﻧذﯾر ﻟﻛم ﺑﯾن‬

‫ﯾد ﻋذاب ﺷدﯾد‪ ،‬ﻓﺎﻋﻣﻠوا إﻧﺎ ﻋﺎﻣﻠون‪ ،‬واﻧﺗظروا ّإﻧﺎ ﻣﻧﺗظرون"‪.‬‬ ‫ﻫرء ﻓﻬو ﺎﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت اﻟﺟﺎرﺔ ﺣول ﻧﻬﺞ‬ ‫أﻣﺎ اﻟﺗﺷ ك ﻓﻲ ﺻدور ﻫذﻩ اﻟﺧط ﺔ ﻋن ﻓﺎطﻣﺔ اﻟز ا‬

‫ﺳﺗﻐرب ﻣﺟرد ﻋن اﻟﻣﺳﺗﻧدات وطرق ﻧﻘد اﻟﺣدﯾث واﻟﺗﺎرﺦ‪.‬‬ ‫اﻟ ﻼﻏﺔ‪ ،‬ﺗﺻدر ﻏﺎﻟًﺎ ﻋن ا ا‬

‫ﻌﺷرت ﻣن اﻷﺳﺎﻧﯾد اﻟﻣوﺛوﻗﺔ وﻗد وردت ﻓﻲ ﺗب ﻗدﻣﺎء اﻷﺻﺣﺎب‪ ،‬و ﺎﻧت‬ ‫ا‬ ‫واﻟﺧط ﺔ ﻫذﻩ ﻧﻘﻠت‬ ‫ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻲ ﯾرو ﻬﺎ ﻣﺷﺎﯾﺦ آل أﺑﻲ طﺎﻟب و ﻌﻠﻣوﻧﻬﺎ أﺑﻧﺎءﻫم ﺣﺳب ﻧﻘﻞ ﺗﺎب ﻼﻏﺎت‬ ‫اﻟﻧﺳﺎء ﻷﺑﻲ اﻟﻔﺿﻞ أﺣﻣد ﺑن أﺑﻲ طﺎﻫر‪.‬‬

‫ﻓﻘرت ﻣﻧﻬﺎ ﺣﺳب‬ ‫واﻟﻛﺗب اﻟﺗﺎرﺧ ﺔ وﻣﺳﺎﻧﯾد اﻟرواة واﻟﻛﺗب اﻟﻔﻘﻬ ﺔ ﻣﻧذ اﻟﻘرون اﻷوﻟﻰ‪ ،‬ﺗﻧﻘﻞ ا‬

‫اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻺﺳﺗﻧﺎد واﻹﺳﺗﺷﻬﺎد‪.‬‬

‫واﻟﺧط ﺔ ﻫذﻩ ﺗﺷﻣﻞ ﻋﻠﻰ اﺣﺗﺟﺎج ﺷدﯾد ﺣول إﻏﺗﺻﺎب ﻓدك‪ ،‬وﻟﻔدك ﻫذﻩ ﺣث آﺧر‪ .‬واﻟﺣﻘ ﻘﺔ أﻧﻬﺎ‬ ‫ﺎﻧت وﺳﯾﻠﺔ ﻷﻫداف أﺧر ﺗﺗﺧطﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﺎد ‪ .‬ﻓﺎﻏﺗﺻﺎﺑﻬﺎ ﺎن ﺟزًءا ﻣن ﺳ ﺎﺳﺔ اﻟﻌزل‬ ‫واﻹﻓﻘﺎر اﺳﺗﻌﻣﻠت ﺗﺟﺎﻩ ﻋﻠﻲ اﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب زوج ﻓﺎطﻣﺔ ﻌد وﻓﺎة اﻟرﺳول‪ ،‬وﻫذا اﻟﻬدف ﯾﺑدو‬ ‫ﺑوﺿوح ﻓﻲ ﻣﺣﺎدﺛﺔ ﺟرت ﺑﯾن ﻋﻣر ﺑن ﻋﺑد اﻟﻌزز اﻟﺧﻠ ﻔﺔ اﻷﻣو ﻓ ﻣﺎ ﻌد‪ ،‬و ﯾن ﻌض أﺑﻧﺎء‬

‫ﻓﺎطﻣﺔ ﺣول ﺗﺣدﯾد ﻓدك ﺣﯾﻧﻣﺎ أارد اﻟﺧﻠ ﻔﺔ إﻋﺎدﺗﻬﺎ إﻟﯾﻬم‪.‬‬

‫‪ 14‬‬ ‫‪ ‬‬


‫ﺻرر ﻋﻠﯾﻬﺎ واﻹﺣﺗﺟﺎج ﺑﻬذﻩ اﻟﺻورة اﻟﻌﻠﻧ ﺔ اﻟﻘو ﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻧوع ﻣن اﻹداﻧﺔ أﻣﺎم‬ ‫أﻣﺎ اﻟﻣطﺎﻟ ﺔ واﻹ ا‬ ‫ﻟر اﻟﻌﺎم وﻟﻠﺗﺎرﺦ ﺻ ﺎﻧﺔ ﻟﻠﺣ اﻟﺻرﺢ‪ ،‬ﺣﺗﻰ وﻟو ﺎن اﻹ ا‬ ‫ا أ‬ ‫در ﻋن ﺑﯾر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن‬ ‫ﻧﺣرف ﺻﺎ ًا‬ ‫ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻣًﻧﺎ‪ -‬اﻟﺟﻬﺎد اﻟﻣﺗواﺻﻞ‪:‬‬ ‫ﻟﻘد ﻻﺣظ اﻟﻘﺎرئ ﺧﻼل ﺳطور ﻫذﻩ اﻟﻣﻘدﻣﺔ‪ ،‬ﻧﻣﺎذج ﻣن ﺟﻬﺎد ﻓﺎطﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﯾت أﺑﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻓﻲ ﺑﯾﺗﻬﺎ‪،‬‬ ‫وﻓﻲ ﻣواﻗﻔﻬﺎ اﻹﯾﺟﺎﺑ ﺔ واﻟﺳﻠﺑ ﺔ ﺗﺟﺎﻩ اﻷﺣداث اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﺣﺗﻰ ﻓﻲ وﺻﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺣﯾث ﺟﻌﻠت ﻣن ﺳرﻊ‬ ‫ﻋﺗرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﺿﻊ اﻟﻌﺎم‪.‬‬ ‫دﻓﻧﻬﺎ ٕواﺧﻔﺎء ﻗﺑرﻫﺎ ﺳﻧدﯾن ﻻ ا‬

‫وﻗد اﺷﺗر ت ﻓﺎطﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﺣروب اﻟﺗﻲ ﺧﺎﺿﻬﺎ اﻟﻣﺳﻠﻣون دﻓﺎ ًﻋﺎ ﻋن‬ ‫ﻟﻛرﻣﺗﻬم وﺣرﺗﻬم‪ .‬وﻗﺎﻣت ﺑدورﻫﺎ‪ ،‬اﻟدور اﻟذ ﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة اﻟﻣﺟﺎﻫدة ﻓﻲ‬ ‫ﻋﻘﯾدﺗﻬم‪ ،‬وﺻ ﺎﻧﺔ ا‬ ‫ذﻟك اﻟﻌﺻر‪ ،‬ﻣن ﺿﻣﺎد اﻟﺟرح وﻏﺳﻞ اﻟﺛ ﺎب وﺗﻣرض اﻟﺟرﺣﻰ وﺗﺣﺿﯾر ﺎﻓﺔ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺣ ﺎة ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺣرب‪.‬‬ ‫رز وﺷﺎًﻗﺎ ﻓﻲ ﻧﺻرة اﻟﺣ ‪ ،‬واﻟدﻓﺎع ﻋن وﺻ ﺔ اﻟرﺳول ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺎﻧت‬ ‫دور ﺎ ًا‬ ‫ﻟﻛﻧﻬﺎ أ ﻓﺎطﻣﺔ ﻟﻌﺑت ًا‬ ‫ﺗﻘوم ﺑز ﺎارت ﺳرﺔ ﻷﺻﺣﺎب اﻟرﺳول ﺗﺷﺟﻌﻬم ﻋﻠﻰ اﻟوﻗوف ﺑﺟﺎﻧب ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب ﻋﻠ ﻪ‬

‫اﻟﺳﻼم‪ ،‬وﻗد وﻗﻔت ﺷ ﻞ ﻻ ﻣﺛﯾﻞ ﻟﻪ و ﺻورة ﺣﺎدة‪ ،‬ﺣﺳب ﻧﻘﻞ اﻟﻣؤرﺧﯾن‪ ،‬ﻣﻊ ﻋﻠﻲ ﻓﻲ أﺣرج أ ﺎم‬ ‫ﺣ ﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻣؤ دة أن اﻟﺟﺑﻬﺔ اﻟداﺧﻠ ﺔ ﻓﻲ ﺣ ﺎة ﻋﻠﻲ ﺻﺎﻣدة ﻻ ﺗﺷﻌر ﺎﻟﺿﻌﻒ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺗرك ﺗﻘدﯾر‬ ‫اﻟظروف واﻧﺗﺧﺎب اﻟﻣواﻗﻒ ﻟﻘﺎﺋدﻫﺎ وزوﺟﻬﺎ اﻹﻣﺎم ﻘرر و ﺻﻣم و ﺄﻣر ﻓ طﺎع‪.‬‬ ‫وﺳﯾرة ﻓﺎطﻣﺔ ﺗﺗﺣدث أﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻞ ﻏداة اﻟﺳﺑت ﺎﻧت ﺗﺄﺗﻲ ﻗﺑور اﻟﺷﻬداء‪ ،‬وﻗﺑر ﺣﻣزة‪ ،‬وﺗﺗرﺣم‬ ‫ﻋﻠﯾﻬم وﺗﺳﺗﻐﻔر ﻟﻬم‪ .‬وﻫذﻩ اﻟﺑدا ﺔ ﻷﻋﻣﺎل اﻷﺳﺑوع ﺗﻔﺻﺢ ﻋن ﻣد ﺗﻘدﯾر ﻓﺎطﻣﺔ ﻟﻠﺟﻬﺎد وﻟﻠﺷﻬﺎدة‬

‫وﺗﻌﺑر ﺑوﺿوح ﻋن ﺣ ﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﻣﻠ ﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﺑدأ ﺎﻟﺟﻬﺎد وﺗﺳﺗﻧد ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺎد واﻟﺗﺿﺣ ﺔ إﻟﻰ درﺟﺔ‬ ‫اﻹﺳﺗﺷﻬﺎد‪.‬‬

‫ﻟﻣﺣرب‪:‬‬ ‫ﺳﻌﺎ‪ -‬ﻓﺎطﻣﺔ ﻓﻲ ا ا‬ ‫ﺗﺎ ً‬ ‫ﻣﺣرﺑﻬﺎ ﻟﯾﻠﺔ ﺟﻣﻌﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻠم‬ ‫ا‬ ‫"رﯾت أﻣﻲ ﻓﺎطﻣﺔ ﻗﺎﻣت ﻓﻲ‬ ‫ﻘول اﻟﺣﺳن ﺑن ﻋﻠﻲ ﺳﻼم ﷲ ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ‪ :‬أ‬

‫ﺗزل ارﻛﻌﺔ ﺳﺎﺟدة ﺣﺗﻰ اﺗﺿﺢ ﻋﻣود اﻟﺻ ﺢ‪ .‬وﺳﻣﻌﺗﻬﺎ ﺗدﻋو ﻟﻠﻣؤﻣﻧﯾن واﻟﻣؤﻣﻧﺎت وﺗﺳﻣﯾﻬم وﺗﻛﺛر‬

‫اﻟدﻋﺎء ﻟﻬم‪ ،‬وﻻ ﺗدﻋو ﻟﻧﻔﺳﻬﺎ ﺷﻲء"‪.‬‬ ‫وﻓﻲ ﺳﯾرﺗﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﺎﻧت ﺗﺧﺻص اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻷﺧﯾرة ﻣن ﻧﻬﺎر اﻟﺟﻣﻌﺔ ﻟﻠدﻋﺎء‪.‬‬

‫ِّ‬ ‫وﺗﺣرض ﺟﻣ ﻊ ﻣن ﻓﻲ ﺑﯾﺗﻬﺎ‬ ‫وأﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺷر اﻷﺧﯾرة ﻣن ﺷﻬر رﻣﺿﺎن اﻟﻣ ﺎرك ﻻ ﺗﻧﺎم اﻟﻠﯾﻞ‬ ‫ﺑﺈﺣ ﺎء اﻟﻠﯾﻞ ﺎﻟﻌ ﺎدة واﻟدﻋﺎء‪.‬‬ ‫وأﻧﻬﺎ ﺎﻧت ﺗﺷ و ﻣن ﺗورم ﻗدﻣﯾﻬﺎ ﻟﻛﺛرة وﻗوﻓﻬﺎ ﺑﯾن ﯾد رﻬﺎ ﺧﺎﺷﻌﺔ وﻣﺗﻬﺟدة‪.‬‬ ‫‪ 15‬‬ ‫‪ ‬‬


‫ﻟﻣﺣرب؟ وﻫﻞ ﺎﻧت ﺣ ﺎﺗﻬﺎ ﻠﻬﺎ إﻻ اﻟﺳﺟود اﻟداﺋم؟ ﻓﻬﻲ‬ ‫وﻫﻞ ﺧرﺟت ﻓﺎطﻣﺔ ﻓﻲ ﺣ ﺎﺗﻬﺎ ﻠﻬﺎ ﻋن ا ا‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺑﯾت ﺗﻌﺑد ﷲ ﻓﻲ ﺣﺳن اﻟﺗ ﻌﻞ‪ ،‬وﻓﻲ ﺗر ﺔ أوﻻدﻫﺎ‪ ،‬ﺣﯾث‪" :‬إن ﻣﺳﺟد اﻟﻣرأة ﺑﯾﺗﻬﺎ"‪ ،‬وﻫﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﻗ ﺎﻣﻬﺎ ﺎﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺎﻧت ﺗط ﻊ ﷲ وﺗﻌﺑدﻩ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ اﻟذﯾن ﻠﻬم ﻋ ﺎل ﷲ وأﺣب ﺧﻠﻘﻪ إﻟ ﻪ‬ ‫أﻧﻔﻌﻬم ﻟﻌ ﺎﻟﻪ‪.‬‬

‫ﻟﻠﻔﻘرء وﻟﻠﻣﺗﻌﺑﯾن واﻟﻣﻌذﺑﯾن‪ ،‬ﺎﻧت ﺗﻘوم ﻌ ﺎدة ﷲ ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ و ﺄﻫﻞ ﺑﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺣﯾث‬ ‫ا‬ ‫وﻫﻲ ﻓﻲ ﻣواﺳﺎﺗﻬﺎ‬

‫ﺳﯾر﴾‬ ‫إﻧﻬم ﺎﻧوا ﺣﺳب ﻧﻘﻞ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم‪﴿ :‬و طﻌﻣون اﻟطﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﺣ ﻪ ﻣﺳ ًﯾﻧﺎ و ﺗ ًﻣﺎ وأ ًا‬ ‫]اﻹﻧﺳﺎن‪ ،[8 ،‬ﺣﯾن ﺎﻧوا ﴿ﯾؤﺛرون ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺳﻬم وﻟو ﺎن ﺑﻬم ﺧﺻﺎﺻﺔ﴾ ]اﻟﺣﺷر‪ .[9 ،‬واﻟﻐﺎ ﺔ‬ ‫ور﴾ ]اﻹﻧﺳﺎن‪،[8 ،‬‬ ‫ﺟز ًء وﻻ ﺷ ًا‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎﻧﻬم وﻓﻲ ﻗﻠو ﻬم‪﴿ :‬إﻧﻣﺎ ﻧطﻌﻣ م ﻟوﺟﻪ ﷲ ﻻ ﻧرد ﻣﻧ م ا‬ ‫ﺻﻔﺣﺔ ﻣن ﺣ ﺎﺗﻬﺎ ور ﻌﺔ ﻣن ﺻﻼﺗﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﺷر‪ -‬اﻟﻛوﺛر‪:‬‬ ‫ﻋﺎ ً ا‬ ‫ﺑرﻫ م آﺧر أﺑﻧﺎء اﻟرﺳول اﻟﺛﻼﺛﺔ‪ ،‬و ذﻟك ﻘﻲ اﻟرﺳول ﻼ‬ ‫ﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻣن اﻟﻬﺟرة اﻟﻧﺑو ﺔ إ ا‬

‫ﻋﻘب ﺣﺳب اﻟﻣﻧط اﻟﺟﺎﻫﻠﻲ‪ .‬و دأ اﻟﺷﺎﻣﺗون اﻟﻣﻧﺎﻓﻘون ﻔرﺣون و ﻧﺗظرون ﻣوت رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺣﻣد ﻣﻊ‬

‫ﺳﺗﻣرر‬ ‫وﻣﻠﻛﺎ‪ٕ ،‬وان اﻟوﻟد اﻟذ ر ﻫو دون اﻷﻧﺛﻰ ا ا‬ ‫ﻣوﺗﻪ‪ .‬ﺣﯾث إن اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ زﻋﻣﻬم ﺎﻧت وﺳﯾﻠﺔ ً‬ ‫ﻟﺷﺧﺻ ﺔ واﻟدﻩ و ﻘﺎء ﻟﻣﺟدﻩ وذ رﻩ‪ ،‬وﻗد ﻓﻘد ﻣﺣﻣد أوﻻدﻩ اﻟذ ور وﻫو ﻌ ش ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﺳﺎدس ﻣن‬ ‫ﻋﻣرﻩ‪.‬‬ ‫وﻟﻛن اﻟوﺣﻲ اﻹﻟﻬﻲ أوﺿﺢ ﺧطﺎﻫم وزﻒ ﻣﻧطﻘﻬم وأﻋﻠن‪﴿ :‬إﻧﺎ أﻋطﯾﻧﺎك اﻟﻛوﺛر * ﻓﺻﻞ ﻟرك‬ ‫واﻧﺣر * إن ﺷﺎﺋﻧك ﻫو اﻷﺑﺗر﴾ ]اﻟﻛوﺛر[‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟرﺳﺎﻟﺔ ﺎﻗ ﺔ واﻹﺳﻼم ﺧﺎﻟد‪ ،‬وﻣﺟد ﻣﺣﻣد ﻣﻘﺗرن ﻣﻊ ﻣﺟد ﷲ وذ رﻩ ﻣﻸ اﻷﺑد‪ .‬وذرﺗﻪ ﻫم ﺣﻔظﺔ‬ ‫اﻟرﺳﺎﻟﺔ وأﻋﻼم اﻟﻬدا ﺔ‪ ،‬واﻟﺷﺎﻣت اﻟﻣﻧﺎﻓ ﻫو اﻷﺑﺗر‪.‬‬

‫وﻓﺎطﻣﺔ ﻫﻲ ﺗﺟﺳﯾد ﻟﻠﻛوﺛر‪ ،‬ﻓذرﺔ اﻟرﺳول ﻣﻧﻬﺎ وأﺑﻧﺎؤﻫﺎ ﻫم اﻷﺋﻣﺔ اﻟﻣﻌﺻوﻣون ﺛﺎﻧﻲ اﻟﺛﻘﻠﯾن اﻟﻠذﯾن‬

‫ﺗر ﻬﻣﺎ ﻣﺣﻣد ﻓﻲ أﻣﺗﻪ‪ ،‬وﺟﻌﻠﻬم ﻻ ﻔﺗرﻗون ﻋن اﻟﺛﻘﻞ اﻷول‪ ،‬اﻟﻘرآن اﻟﻛرم‪ ،‬ﺻوﻧوﻧﻪ و ﺿﺣون‬ ‫ﺳﺗﻣرر ﻟوﺟود ﻣﺣﻣد ورﺳﺎﻟﺗﻪ ووﺳﯾﻠﺔ ﻟﺳﻼﻣﺔ ﺳﯾرة اﻷﻣﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﻷﺟﻠﻪ واﻟﺛﻘﻼن ﻫذان‪ ،‬اﻟﻛﺗﺎب واﻟﻌﺗرة ا ا‬

‫اﻟﺧط اﻟﺻﺣ ﺢ دون اﻻ ا‬ ‫ﻧﺣرف واﻟﺿﻼل وﻫذا اﻟﺷﺄن اﻟﻔﺎطﻣﻲ اﻟﻌظ م‪ ،‬ورد ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎن رﺳول ﷲ‬

‫ﻓﻲ أﻣﺎﻛن ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻘد ﻗﺎل‪" :‬ذرﺗﻲ ﻣن ﻧﺳﻞ ﻋﻠﻲ وﻓﺎطﻣﺔ"‪ .‬وﻗﺎل‪" :‬اﻟﺣﺳن واﻟﺣﺳﯾن إﺑﻧﺎ‬

‫إﻣﺎﻣﺎن"‪ .‬وﻗﺎل‪" :‬إﻧﻲ ﺗﺎرك ﻓ م اﻟﺛﻘﻠﯾن ﺗﺎب ﷲ وﻋﺗرﺗﻲ أﻫﻞ ﺑﯾﺗﻲ‪ ،‬ﻣﺎ إن ﺗﻣﺳ ﺗم ﺑﻬﻣﺎ ﻟن‬ ‫ﺗﺿﻠوا‪ٕ ،‬واﻧﻬﻣﺎ ﻟن ﻔﺗرﻗﺎ ﺣﺗﻰ ﯾردا ﻋﻠﻲ اﻟﺣوض"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وﻗد ﻗﺎﻣت ﺑﻧﺗﻬﺎ زﻧب ﺑدور ﻣﺻﯾر ﻓﻲ إﻧﺟﺎح ﺣر ﺔ اﻟﺣﺳﯾن‪ ،‬ﻹﻋﺎدة روح اﻹﺳﻼم إﻟﻰ اﻷﻣﺔ‬ ‫ﻧﺣرف ﻋﻧدﻣﺎ ﺎﻧت ﺗﺗﺣ م ﺎﺳم اﻹﺳﻼم‪ ،‬وﻣﺎ ﻘﻲ ﻣن اﻹﺳﻼم‬ ‫وﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟظﻠم واﻻﺳﺗﻌ ﺎد واﻹ ا‬

‫‪ 16‬‬ ‫‪ ‬‬


‫إﻻ اﺳﻣﻪ‪ .‬وﻣواﻗﻒ زﻧب وﺧطﺑﻬﺎ وﺷﻌﺎارﺗﻬﺎ وﺟﻬﺎدﻫﺎ وﻋﻠﻣﻬﺎ ﺻورة ﺣ ﺔ ﻋن ﻓﺎطﻣﺔ‪ ،‬وﻫ ذا ﻧﺟد‬ ‫ﻓ ﻣﺎ ﻗدﻣﻧﺎ وﻓﻲ ﻏﯾرﻩ ﻣﻣﺎ ﻻ ﺳﻌﻪ ﻫذا اﻟﻣﺧﺗﺻر‪ ،‬ﻧﺟد اﻟﻛوﺛر اﻟﻌظ م اﻟذ أﻋطﺎﻩ ﷲ ﻟﻧﺑ ﻪ‪.‬‬ ‫ﻫذﻩ ﻫﻲ ﻓﺎطﻣﺔ‪ ،‬اﺑﻧﺔ أﻋظم ﻧﺑﻲ‪ ،‬وزوﺟﺔ أﻋز إﻣﺎم و طﻞ وأم اﯾﻧﻊ ﺑزﻏﺗﯾن ﻓﻲ ﺗﺎرﺦ اﻹﻣﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ‬ ‫ﻗﺔ ﻷطﻬر ٍ‬ ‫ﺷر ٍ‬ ‫وﺟﻪ‬ ‫ﻘدم ﻓﯾﻬﺎ اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﻛرم ﺳﻠ ﻣﺎن ﺗﺎﻧﺔ ﺗﺎ ﻪ اﻷدﺑﻲ اﻟﻣﻠون‪ ،‬اﻟذ ﻫو ﻓ ض إ ا‬ ‫ﻋرﻓﻪ ﺗﺎرﺦ اﻹﺳﻼم‪.‬‬

‫ﻗرءة اﻟﻛﺗﺎب ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻞ ﻣ ﺗﺷﻔﯾن ﻣﻊ ﻞ ﺻﻔﺣﺔ‬ ‫ﻓﻠﻧﺗﺎ ﻊ ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟرﺷﺔ اﻟﻣﻐﻣوﺳﺔ ﺎﻟطﯾب و ﺎﻟﻠون ا‬ ‫ﻟوﺣﺔ ﻓﻧ ﺔ ارﺋﻌﺔ ﻧﺳﺗﺷﻒ ﺿﻣن ﺧطوطﻬﺎ وﻣن ﺑﯾن ﻞ ظﻞ ﻣن ظﻼﻟﻬﺎ وﺟﻪ ﻓﺎطﻣﺔ اﻟز ا‬ ‫ﻫرء ﻣﺷرًﻗﺎ‬ ‫وﺿﺎ ًء وﻋﻔ ًﻔﺎ ﺳﻧًﺎ‪.‬‬

‫ﺻور‪ -‬ﻣوﺳﻰ اﻟﺻدر‬

‫‪ 17‬‬ ‫‪ ‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.