ﻣوﺳﻰ اﻟﺻدر ﻣدﺧﻞ :ﻻ ﺻ ﺎﻧﺔ ﻟﻠﺣرﺔ إﻻ ﻟﻠﺣرﺔ *ﺗﺳﺟﯾﻞ ﺻوﺗﻲ ﻣن ﻣﺣﻔوظﺎت ﻣر ز اﻹﻣﺎم ﻣوﺳﻰ اﻟﺻدر ﻟﻼ ﺣﺎث واﻟدراﺳﺎت ،ذ ر أﺳﺑوع ﻋﻠﻰ اﻏﺗ ﺎل اﻟﺻﺣﺎﻓﻲ ﺎﻣﻞ ﻣروة ،ﺑﺗﺎرﺦ 30/5/1966ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟزرارﺔ. رﺣﻣك ﷲ ﺎ أ ﺎ ﺟﻣﯾﻞ ،ﻟﻘد ﻧت ﻓ ًذا ﻋ ﻘرًﺎ ﻓﻲ ﻣوﺗك ،ﻌد ﻣﺎ ﻧت ﻓ ًذا ﻋ ﻘرًﺎ ﻓﻲ ﺣ ﺎﺗك. ﱠ ﺻرﻌﺎ ﻓﻲ ﻣﺣراﺑﻬﺎ. ﻣت وأﻧت ﻓﻲ اﻟﺳﺎح ،ﺳﻘطت ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ،ووﻗﻌت ً ﺿﺎ إذا ﻣﺎ ﻗﺎﻣت ﺑواﺟﺑﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻣﺧدع ﻓﺎﻟﺻﺣﺎﻓﺔ أﯾﻬﺎ اﻹﺧوان ﻣﺣراب ﻟﻌ ﺎدة ﷲ وﻟﺧدﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن ،واﻟﺻﺣﺎﻓﺔ أ ً ﻟﻠﺷ طﺎن. ﺗﻛون اﻟ أر اﻟﻌﺎم ،وﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﺧﻠ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻬﻲ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻣن أﻫم ﻣ ﺎدﯾن اﻟﺟﻬﺎد وأدﻗﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ّ ﻏذاء ﻟﻠروح ،ﺗﻧﻣﯾﻬﺎ وﺗﺧﻠ ﻣرﺣﻠﺔ ﺟدﯾدة ﻣن اﻟروح ،ﺗﻧﺎﺳب ﻣﺳﺗو ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ. ﺑدورﻫﺎ ﺗﺣﺎول أن ﺗﻬﯾﺊ ً اﻧﻔﻌﺎﻻ ﻠ ًﺎ ﺎﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻓﺎﻟروح أﯾﻬﺎ اﻹﺧوانٕ ،وان ﻗﻠﻧﺎ أﻧﻬﺎ ﻟ ﺳت ﺟﺳﻣﺎﻧ ﺔ اﻟﺣدوث ﻓﻼ ﺷك أﻧﻬﺎ ﺗﻧﻔﻌﻞ ً وﺗﻌطﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺻورة ﺟدﯾدة ﻟﻠروح ﺗﺧﺗﻠﻒ ﻋن ﺳﺎﺋر ﺻورﻫﺎ .ﻓﺎﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﺑدورﻫﺎ ،ﻓﻲ ﺗﻛو ن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺗﻛون ﻣرﺣﻠﺔ ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﻧﻔس اﻹﻧﺳﺎﻧ ﺔ .وﻣن وﺗوﺟ ﻪ اﻟﻌﺎطﻔﺔ ﻟﻠﺟﻣﺎﻫﯾر ،ﺗﻌطﻲ ﺻورة ﺟدﯾدة ﻟﻠروح ،ﺑﻞ ُﻗﻞ ّ ﻧﺎﺣ ﺔ ﺛﺎﻧ ﺔ ،ﻓﺎﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ وﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ وأﻋﻣدة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﺑﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ وﻟﻠﺣ وﻣﺔ وﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت، ﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﻧظ م ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﻧﺳﺎن ،ﺑﯾﺋﺔ اﻹﻧﺳﺎن، دور ًا ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬﺎ ﻟﺗﻧظ م اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﺳ ﺎﺳﺔ ،ﺗﻠﻌب اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﺑﻬذا ًا ﺗﻛون اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻣن اﻟروح ﻣن ﻧﺎﺣ ﺔ ،وﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ ﺑدن اﻹﻧﺳﺎن ﻣن ﺧﺎدم ﺟﺳد اﻹﻧﺳﺎن .ﻓﺎﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ّ ﻧﺎﺣ ﺔ اﺧر .ﻓﺑﺈﻣ ﺎﻧﻧﺎ أن ﻧﻘول أن اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻫﻲ إﺣد دﻋﺎﺋم ﺗﻛو ن اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣدﻧﻲ.
ﻻ أرد أن أﻣدح اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ أﻣﺎم رﺟﺎﻟﻬﺎ وﻓﻲ ﺑﻠدﻫﺎ وأﻣﺎم ﺟﻣﺎﻫﯾر ﻗراﺋﻬﺎ ،وﻟﻛﻧﻧﻲ أرد أن أﺳﺗﺧﻠص ﻣن ﻫذا اﻟﺑ ﺎن ﻧﻘطﺔ ،أذ ّ ر ﻧﻔﺳﻲ ٕواﺧواﻧﻲ ﺣﺳﺎﺳ ﺔ ﻣﻘﺎم اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ .ﻓﺎﻟﺻﺣﻔﻲ ﺑﺈﻣ ﺎﻧﻪ أن ﯾﺧﻠ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺻﺎﻟﺢ؛ وﻫو ﺣﯾﻧﻣﺎ
ﺗﻔﺳﯾر ﻟﻸﺣداث ،ﻌرف ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻌﻣﻞ ﻫذا أﻧﻪ ّون ًا ﺗب ﻠﻣﺔ أو ﯾﻧﺷر ﺻورة أو ﯾﺑرز ﻋﻧو ًاﻧﺎ أو ﻔﺳر و ﺗب ﻣﺧﻠﺻﺎ ﺻد ًﻘﺎ ،و ﺈﻣ ﺎﻧﻪ أن ون ﺧﺎﺋًﻧﺎ ﻣﺣرًﻓﺎ ﻟﻠﻛﻠم ﻣرﺷدا اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺟدﯾدة ،ﻓﺑﺈﻣ ﺎﻧﻪ أن ون أًﺎ ً ً
ﻋن ﻣواﺿﻌﻪ.
1