ﻣوﺳﻰ اﻟﺻدر ﻣدﺧﻞ :ﻻ ﺻ ﺎﻧﺔ ﻟﻠﺣرﺔ إﻻ ﻟﻠﺣرﺔ *ﺗﺳﺟﯾﻞ ﺻوﺗﻲ ﻣن ﻣﺣﻔوظﺎت ﻣر ز اﻹﻣﺎم ﻣوﺳﻰ اﻟﺻدر ﻟﻼ ﺣﺎث واﻟدراﺳﺎت ،ذ ر أﺳﺑوع ﻋﻠﻰ اﻏﺗ ﺎل اﻟﺻﺣﺎﻓﻲ ﺎﻣﻞ ﻣروة ،ﺑﺗﺎرﺦ 30/5/1966ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟزرارﺔ. رﺣﻣك ﷲ ﺎ أ ﺎ ﺟﻣﯾﻞ ،ﻟﻘد ﻧت ﻓ ًذا ﻋ ﻘرًﺎ ﻓﻲ ﻣوﺗك ،ﻌد ﻣﺎ ﻧت ﻓ ًذا ﻋ ﻘرًﺎ ﻓﻲ ﺣ ﺎﺗك. ﱠ ﺻرﻌﺎ ﻓﻲ ﻣﺣراﺑﻬﺎ. ﻣت وأﻧت ﻓﻲ اﻟﺳﺎح ،ﺳﻘطت ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ،ووﻗﻌت ً ﺿﺎ إذا ﻣﺎ ﻗﺎﻣت ﺑواﺟﺑﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻣﺧدع ﻓﺎﻟﺻﺣﺎﻓﺔ أﯾﻬﺎ اﻹﺧوان ﻣﺣراب ﻟﻌ ﺎدة ﷲ وﻟﺧدﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن ،واﻟﺻﺣﺎﻓﺔ أ ً ﻟﻠﺷ طﺎن. ﺗﻛون اﻟ أر اﻟﻌﺎم ،وﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﺧﻠ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻬﻲ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻣن أﻫم ﻣ ﺎدﯾن اﻟﺟﻬﺎد وأدﻗﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ّ ﻏذاء ﻟﻠروح ،ﺗﻧﻣﯾﻬﺎ وﺗﺧﻠ ﻣرﺣﻠﺔ ﺟدﯾدة ﻣن اﻟروح ،ﺗﻧﺎﺳب ﻣﺳﺗو ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ. ﺑدورﻫﺎ ﺗﺣﺎول أن ﺗﻬﯾﺊ ً اﻧﻔﻌﺎﻻ ﻠ ًﺎ ﺎﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻓﺎﻟروح أﯾﻬﺎ اﻹﺧوانٕ ،وان ﻗﻠﻧﺎ أﻧﻬﺎ ﻟ ﺳت ﺟﺳﻣﺎﻧ ﺔ اﻟﺣدوث ﻓﻼ ﺷك أﻧﻬﺎ ﺗﻧﻔﻌﻞ ً وﺗﻌطﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺻورة ﺟدﯾدة ﻟﻠروح ﺗﺧﺗﻠﻒ ﻋن ﺳﺎﺋر ﺻورﻫﺎ .ﻓﺎﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﺑدورﻫﺎ ،ﻓﻲ ﺗﻛو ن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺗﻛون ﻣرﺣﻠﺔ ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﻧﻔس اﻹﻧﺳﺎﻧ ﺔ .وﻣن وﺗوﺟ ﻪ اﻟﻌﺎطﻔﺔ ﻟﻠﺟﻣﺎﻫﯾر ،ﺗﻌطﻲ ﺻورة ﺟدﯾدة ﻟﻠروح ،ﺑﻞ ُﻗﻞ ّ ﻧﺎﺣ ﺔ ﺛﺎﻧ ﺔ ،ﻓﺎﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ وﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ وأﻋﻣدة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﺑﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ وﻟﻠﺣ وﻣﺔ وﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت، ﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﻧظ م ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﻧﺳﺎن ،ﺑﯾﺋﺔ اﻹﻧﺳﺎن، دور ًا ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬﺎ ﻟﺗﻧظ م اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﺳ ﺎﺳﺔ ،ﺗﻠﻌب اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﺑﻬذا ًا ﺗﻛون اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻣن اﻟروح ﻣن ﻧﺎﺣ ﺔ ،وﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ ﺑدن اﻹﻧﺳﺎن ﻣن ﺧﺎدم ﺟﺳد اﻹﻧﺳﺎن .ﻓﺎﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ّ ﻧﺎﺣ ﺔ اﺧر .ﻓﺑﺈﻣ ﺎﻧﻧﺎ أن ﻧﻘول أن اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻫﻲ إﺣد دﻋﺎﺋم ﺗﻛو ن اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣدﻧﻲ.
ﻻ أرد أن أﻣدح اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ أﻣﺎم رﺟﺎﻟﻬﺎ وﻓﻲ ﺑﻠدﻫﺎ وأﻣﺎم ﺟﻣﺎﻫﯾر ﻗراﺋﻬﺎ ،وﻟﻛﻧﻧﻲ أرد أن أﺳﺗﺧﻠص ﻣن ﻫذا اﻟﺑ ﺎن ﻧﻘطﺔ ،أذ ّ ر ﻧﻔﺳﻲ ٕواﺧواﻧﻲ ﺣﺳﺎﺳ ﺔ ﻣﻘﺎم اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ .ﻓﺎﻟﺻﺣﻔﻲ ﺑﺈﻣ ﺎﻧﻪ أن ﯾﺧﻠ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺻﺎﻟﺢ؛ وﻫو ﺣﯾﻧﻣﺎ
ﺗﻔﺳﯾر ﻟﻸﺣداث ،ﻌرف ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻌﻣﻞ ﻫذا أﻧﻪ ّون ًا ﺗب ﻠﻣﺔ أو ﯾﻧﺷر ﺻورة أو ﯾﺑرز ﻋﻧو ًاﻧﺎ أو ﻔﺳر و ﺗب ﻣﺧﻠﺻﺎ ﺻد ًﻘﺎ ،و ﺈﻣ ﺎﻧﻪ أن ون ﺧﺎﺋًﻧﺎ ﻣﺣرًﻓﺎ ﻟﻠﻛﻠم ﻣرﺷدا اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺟدﯾدة ،ﻓﺑﺈﻣ ﺎﻧﻪ أن ون أًﺎ ً ً
ﻋن ﻣواﺿﻌﻪ.
1
ﻓﺎﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻣن أﻫم ﻣ ﺎدﯾن اﻟﺟﻬﺎد ،وﻣن أﺳﺑ أﻋﻣدة ﺗﻛو ن اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣدﻧﻲ .ﻫذا اﻟﻣﻘﺎم ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ ﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣﻔﻲ واﺟًﺎ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،و ﻌط ﻪ ﺣًﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .ﺣﻘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻫو واﺟب اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أﻣﺎﻣﻪ ،وواﺟ ﻪ
ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻫو ﺣ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠ ﻪ .ﺣﻘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أن ﻌطﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻟﻪ اﻟﺣرﺔ .ﻧﻌم ،اﻟﺣرﺔ و ﺻوﻧﻪ ﻋن أﺳ ﺎب اﻟﻔﺳﺎد واﻻﻧﺣراف. أﻣﺎ اﻟﺣرﺔ ،أﯾﻬﺎ اﻹﺧوة ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻣون ،ﻫﻲ أﻓﺿﻞ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺟﻧﯾد طﺎﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎن ﻠﻬﺎ ،ﻓﺧدﻣﺔ اﻟﻔرد أ ﻓرد ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻻ ﺗﺳودﻩ اﻟﺣرﺔ ،ﺧدﻣﺔ ﻫذا اﻟﻔرد ﺟزء ﻣن طﺎﻗﺎﺗﻪ ﻻ ﺟﻣ ﻊ طﺎﻗﺎﺗﻪ .وﻻ ﻣ ن ﻟﻺﻧﺳﺎن أن ﯾﺟﻧد ﺟﻣ ﻊ طﺎﻗﺎﺗﻪ ،و ﻧﻣﻲ ﺟﻣ ﻊ ﻣواﻫ ﻪ إﻻ إذا أطﻠﻘت ﻟﻪ اﻟﺣرﺔ .ﻓﺎﻟﺣرﺔ أﻓﺿﻞ وﺳﯾﻠﺔ ﻻﺳﺗﺛﻣﺎر طﺎﻗﺎت اﻟﻔرد وﻻﺳﺗﺧدام راﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن ،ﺣﺳن اﻟظن
ﺿﺎ اﻋﺗراف ﺑواﻗﻊ اﻹﻧﺳﺎن، ﺟﻣ ﻊ طﺎﻗﺎت اﻟﻔرد ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ ﻣﺟﺗﻣﻌﻪ .واﻟﺣرﺔ أ ً ﺎﻹﻧﺳﺎن؛ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻋدم اﻟﺣرﺔ إﺳﺎءة ﻟﻠظن ﺎﻹﻧﺳﺎن ،وﺗﻘﻠﯾﻞ ﻟﻛراﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن وﺷك داﺋم ﻓﻲ ﺻﻼﺣ ﺔ اﻹﻧﺳﺎن .ﻻ ﻘوم ﺑﺗﺣدﯾد ﺣرﺎت اﻟﻔرد إﻻ ﻣن ﻔر ﻔطرة اﻹﻧﺳﺎن" ،ﻓطرة ﷲ اﻟﺗﻲ ﻓطر اﻟﻧﺎس ﻋﻠﯾﻬﺎ" ]اﻟروم ،[30 ،اﻟﻔطرة اﻟﺗﻲ ﻫﻲ اﻟﻧﺑﻲ اﻟ ﺎطن ﻟﻺﻧﺳﺎن. ﻓﺎﻟﺣرﺔ ﺧدﻣﺔ ﻟﻠﺻﺣﻔﻲ ،ﺣ ﻟﻠﺻﺣﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻟﻛن اﻟﺣرﺔ ﺧدﻣﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑدورﻩ .وﻻ ﺻ ﺎﻧﺔ ﻟﻠﺣرﺔ إﻻ أﺑدا ،وﺣدود اﻟﺣرﺔ إﻟﻰ اﻟﻼﻧﻬﺎ ﺔ .ﻓﺎﻟﺣرﺔ ﻻ ﺗُﺣد ﺣﺗﻰ ﻋﻧد ﺣد ﺣرﺔ ﺎﻟﺣرﺔ ،ﻓﺎﻟﺣرﺔ ﻌ س ﻣﺎ ﻘﺎل ﻻ ﺗُﺣد ً اﻵﺧرن ﻋﻠﻰ ﺣد اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺷﺎﺋﻊ .ﺑﻞ اﻟﺣﻘ ﻘﺔ إن اﻟﺣرﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻫﻲ اﻟﺣ ،ﻫﻲ ﻣن ﷲ ،ﻻ ﺣد ﻟﻬﺎ. وﻟﻛن اﻟﺣرﺔ اﻟﺣﻘ ﻘ ﺔ ﻫﻲ اﻟﺣرﺔ ﻣن أﺳ ﺎب اﻟﺿﻐط اﻟﺧﺎرﺟﻲ وﻣن أﺳ ﺎب اﻟﺿﻐط اﻟداﺧﻠﻲ .ﻓﻌﻠﻰ ﺣد ﺗﻌﺑﯾر ﻧﺑﯾن وﻧﺣدد اﻟﺣرﺔ ،ﻧﻔﺳرﻫﺎ ﺄن اﻟﺣرﺔ ﺗﺣرر ﻣن اﻟﻐﯾر وﺗﺣرر اﻹﻣﺎم :ﻣن ﺗرك اﻟﺷﻬوات ﺎن ًا ﺣر .ﻓﺈذا ﻧرد أن ّ
ﻣن اﻟﻧﻔسٕ .واذا ﻓﺳرﻧﺎ اﻟﺣرﺔ ﺑﻬذﻩ اﻟطرﻘﺔ ﺑﺈﻣ ﺎﻧﻧﺎ أن ﻻ ﻧﻌﺗﻘد ﺑوﺟود ﺣد ﻟﻠﺣرﺔ ،ﻷن اﻟﺣرﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻطدم
ﺣرﺔ اﻵﺧرن ﻋﺑود ﺔ ﻟﻠﻧﻔس ،وﻣﺗﺎ ﻌﺔ ﻟﻠﺷﻬوات .ﻓﺎﻟﺣرﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻﻞ ﻣن اﻟﺟﻬﺎد ﺗﺣﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺗﻌﺑﯾر اﻟﻧﺑﻲ
اﻟﻛرم ﺎﻟﺟﻬﺎد اﻷﺻﻐر ،وﻫو اﻟﺟﻬﺎد ﻣﻊ اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺳﺗﻐﻞ اﻟﻣﺳ طر ،وﻣﻊ اﻟﺟﻬﺎد ﻣﻊ اﻟﻧﻔس اﻟﺟﻬﺎد اﻷﻛﺑر، اﻟﺗﺣرر ﻣن اﻟﺷﻬوات .وﻟﻌﻞ أﻓﺿﻞ طرﻘﺔ ﻟﺗﻛرس اﻟﺗﺣرر ﻣن اﻟﻧﻔس أﺳﻠوب اﻟﻧﻘد اﻟذاﺗﻲ ﻣﻊ ﻣﺷﺎر ﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﯾن ﻓﻲ اﻟ أر . ﺿﺎ ﺿﺎ .وﻣن ﺣ اﻟﺻﺣﻔﻲ أ ً ﻓﺣ اﻟﺻﺣﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗﺄﻣﯾن اﻟﺣرﺔ ﻟﻪ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺣ ﺧدﻣﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ أ ً أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺻوﻧﻪ و ﻣﻧﻌﻪ ﻣن ﺑواﻋث اﻟﺿﻐط اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﻣﻐرﺎت واﻟﺿﻐط اﻟروﺣﻲ ،و ﻬذا ﻓﻘد ﺧدم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
2
ﻧﻔﺳﻪ وأد دورﻩ واﻏﺗﻧم ﺟﻣ ﻊ طﺎﻗﺎت ﺧﺎدﻣﻪ وﻣﺟﺎﻫدﻩ .ﻓﺎﻟﺣرﺔ ،ﻫذﻩ اﻟطرﻘﺔ اﻟﻣﺛﻠﻰ ﻟﺗﺟﻧﯾد طﺎﻗﺎت اﻟﺻﺣ ﻔﺔ وﻟطﺎﻗﺎت ﻞ ﺧﺎدم ،ﻫﻲ اﻟطرﻘﺔ اﻟﻣﺛﻠﻰ ﻷداء ﻫذا اﻟﺣ . ﻓﺎﻟﺻﺣﻔﻲ ﻻ ُﯾﻬﺎن ،واﻟﺻﺣﻔﻲ ﻻ ُﺣﺎرب ﺎﻟﺿﻐط .واﻟﺻﺣﻔﻲ ﻻ ُﺣﺎرب ﺎﻟﻔﻘر واﻟﺻﺣﻔﻲ ﻻ ُﻐﺗﺎل. أﻣﺎ اﻻﻏﺗ ﺎل ﻓﻬو ﻣن اﺳوأ اﻷﺳﺎﻟﯾب وأﻓﺷﻠﻬﺎ وأﺟﺑﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟﻬدف ،أ ﻫدف ﺎن .ﺛم إن اﻻﻏﺗ ﺎل ظﺎﻫرة ﺿﺎ ،ﻷن اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ واﻟﺣ م واﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﯾد ﺷﺧص واﺣد .ﻓﺈذا اﻧﻔﺗﺢ ﻫذا اﻟ ﺎب ﻓﻼ ﻣ ن ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ ﺧطرة أ ً
اﻟﻣﻐﺗﺎل و ﺣ م أن ﺗﺳودﻩ اﻟﻌداﻟﺔ ،ﻷن ﻣن ﯾﺟب أن ﺣ م ﺎﻟﻌدل ،ﯾﺑﺗﻌد ﻋن اﻷﺟواء اﻟﺗﻲ ﺣﺎﻛم اﻟﻣﺟرم ﻓﯾﻬﺎ ُ ﻋﻠ ﻪ ﺎﻻﻋدام ،و ؤ د و ﻧﻔذ ﻣﺎ ﺣ ﻣﻪ ﻓﻲ ﻫذا .وﻟﻬذا ،اﻟواﺟب ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،اﻟواﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ، ﻋﻼﺟﺎ ﻗطﻌًﺎ ﺟذرًﺎ. وﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻟو ﺎن ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﺣﻣﺎة أن ﻌﺎﻟﺟوا ظﺎﻫرة اﻻﻏﺗ ﺎل ً رﺣﻣك ﷲ أ ﺎ ﺟﻣﯾﻞ. ﻟﻘد ﱠ أﺑدا ﻟ س ﻓﻧﺎء ،وﻻ ﺗﺣول ﻣن اﻷرض إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء ،وﻣن ﻣت ،وﻟﻛن اﻟﻣوت ً اﻧﻌداﻣﺎ .اﻟﻣوت ﻋﻧد اﻟﻣؤﻣن ّ ً ﺗوﺳﻊ ،اﻟﻣوت ﺗﺣط م ﻟﻠﻘﯾود .أﻟﺳﻧﺎ ﻧؤﻣن ﺎﻟﻘرآن اﻟﻛرم اﻟذ ﻘول﴿ :اﻟذ اﻟﻣﺣدود ﺔ إﻟﻰ اﻟﻼﻣﺣدود ﺔ .اﻟﻣوت ّ
وﺧِﻠ ﻗﺑﻞ اﻟﺣ ﺎة ﻓﻼ ﺣ ﺎة إﻻ ﻌد ﺧﻠ اﻟﻣوت واﻟﺣ ﺎة﴾ ]اﻟﻣﻠك ،[2 ،ﻓﺎﻟﻣوت ﺧﻠ ﻻ اﻧﻌدام ،اﻟﻣوت ُﺧِﻠ ُ ، اﻟﻣوت.
ﺗﺣول إﻻ ﻣﻊ اﻟﻣوت ﻋن اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺣﺎﺿرة ،وﻻ ﻓظﺎﻫرة اﻟﻣوت ﺛم اﻟﺣ ﺎة ﺣﻘ ﻘﺔ اﻟﺗﺣول واﻟﺗطور واﻟﺗﻛﺎﻣﻞ .ﻓﻼ ّ ﺗﻛﺎﻣﻞ إﻻ ﻣﻊ ﺗرك اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻠﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻌ ش ﻓﯾﻬﺎ .ﻓﺎﻟﺑذرة اﻟﺟﺎﻣدة إذا ﻣﺎ ﻣﺎﺗت ﻻ ﻣ ن أن ﺗﺗﺣول إﻟﻰ ﻧ ﺎت، واﻟﻧ ﺎت إذا ﻣﺎ ﻣﺎت ﻋن ﻧ ﺎﺗﯾﺗﻪ ،ﻻ ﯾﺗﺣول إﻟﻰ ﺣﯾوان ﺛم إﻟﻰ إﻧﺳﺎن .واﻹﻧﺳﺎن ،ﺣﺗﻰ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺣﻲ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻔ ر ﻓﺗﺣول اﻟﺧﻼ ﺎ اﻟﺟﺳد ﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺳﺎن إﻟﻰ اﻟﻔ رة، ﺗﻣوت ﺧﻼ ﺎ ﺟﺳﻣﻪ وﺗﺗﻔﺟر ﺧﻼ ﺎ ﺟﺳﻣﻪ ﻟﻛﻲ ﺗﺗﺣول إﻟﻰ اﻟﻔ رة. ُ
ﻻ ﻣ ن أن ون إﻻ ﻌد اﻟﻣوت ﻣن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺎﺿرة .ﻓﺎﻟﻣوت ﺳﺑﯾﻞ اﻟﻛﻣﺎل ،واﻟﻣوت ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﺗﺣول ،واﻟﻣوت ﺧﻠود ،واﻟﻣوت ﺳﺑﯾﻞ ﻻﻧ ﺷﺎف اﻟﺣﻘ ﻘﺔ.
رﺣﻣك ﷲ أ ﺎ ﺟﻣﯾﻞ ،و ﻌث أﻫﻠك وذو ك وزﻣﻼءك وﻣﺣﺑ ك وﻣواطﻧ ك ووطﻧك ،اﻟﺻﺑر اﻟﺟﻣﯾﻞ ،وأﻟﻬﻣﻬم أن ﯾﺧﻠﻘوا ﻣن ﻣوﺗك ﺣ ﺎة ﻓﺿﻠﻰ. واﻟﺳﻼم ﻋﻠ م.
3