اختصاص الحسين

Page 1

‫اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺣﺳﯾن)‪(‬‬ ‫اﻟرِﺣ ِم‬ ‫اﻟر ْﺣ َﻣ ِن ﱠ‬ ‫ﻪﻠﻟااِ ﱠ‬ ‫ِ ْﺳ ِم ّ‬ ‫اﻟﺣﻣد ﻪﻠﻟ رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن واﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻋﻠﻰ ﺳﯾدﻧﺎ ﻣﺣﻣد وﻋﻠﻰ آﻟﻪ اﻟطﯾﺑﯾن اﻟطﺎﻫرن‪ .‬اﻟﺳﻼم‬

‫أﺑدا ﻣﺎ ﻘﯾت و ﻘﻲ‬ ‫ﻋﻠ ك ﺎ أ ﺎ ﻋﺑد ﷲ وﻋﻠﻰ اﻷرواح اﻟﺗﻲ ﺣﻠت ﻔﻧﺎﺋك‪ ،‬ﻋﻠ ك ﻣﻧﻲ ﺳﻼم ﷲ ً‬ ‫اﻟﻠﯾﻞ واﻟﻧﻬﺎر‪ ،‬وﻻ ﺟﻌﻠﻪ ﷲ آﺧر اﻟﻌﻬد ﻣﻧﻲ ﻟزﺎرﺗك‪ ،‬اﻟﺳﻼم ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺳﯾن وﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ اﺑن اﻟﺣﺳﯾن‬ ‫وﻋﻠﻰ أوﻻد اﻟﺣﺳﯾن وﻋﻠﻰ أﺻﺣﺎب اﻟﺣﺳﯾن‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﻫذا اﻟﯾوم اﻟذ ﻧﻌ ش ﻓ ﻪ ذ ر ﺎت اﺳﺗﺷﻬﺎد اﻹﻣﺎم اﻟﺣﺳﯾن )س( ﻗﺑﻞ ﻞ ﺷﻲء ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ أن‬ ‫ﻧﻧﺗ ﻪ‬

‫ﻞ وﺟودﻧﺎ إﻟﻰ ﺣﻘ ﻘﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎﺳ ﺔ وأﻫداﻓﻬﺎ وأ ﻌﺎدﻫﺎ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻗﺑﻞ ﻞ ﺷﺧص آﺧر‪...‬‬

‫ﻷن اﻟﺣﺳﯾن )ع( ﯾﺧﺻﻧﺎ ﻗﺑﻞ ﻞ ﺷﺧص آﺧر‪ ،‬ﯾﺧﺻﻧﺎ ﻧﺣن أﻫﻞ اﻟﻣﺳﺟد وأﻫﻞ اﻟﺻﻼة‬

‫واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾن ﻷﺟﻞ اﻟﺻﻼة ﯾوم اﻟﺟﻣﻌﺔ‪ ،‬ﻷن اﻟﺣﺳﯾن )س( ﻗﺎل وﻋﯾﱠن ﻫدﻓﻪ ﻣن ﻫذﻩ اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ‬ ‫أدت إﻟﻰ اﺳﺗﺷﻬﺎدﻩ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺧرج ﻣن اﻟﻣدﯾﻧﺔ؛ ﻌﻧﻲ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺑدأ ﻫذﻩ اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﻗﺗﻠﻪ‬ ‫واﺳﺗﺷﻬﺎدﻩ ‪-‬وﻻ ﻧﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻻﺟﺗﻬﺎد واﻻﺳﺗﻧ ﺎ ﻓﻲ ﻫدﻓﻪ اﻟﻣ ﺎرك‪ -‬ﻫو ﻗﺎل‪ :‬وﷲ إﻧﻲ ﻣﺎ ﺧرﺟت‬ ‫ﻣﻔﺳدا أردت اﻹﺻﻼح ﻓﻲ أﻣﺔ ﺟد‬ ‫ظﺎﻟﻣﺎ وﻻ‬ ‫طر وﻻ‬ ‫أﺷر وﻻ ًا‬ ‫ًا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﺎﻟﻣﻌروف واﻟﻧﻬﻲ ﻋن اﻟﻣﻧ ر‪.‬‬

‫ﻣﺎ اﺳﺗطﻌت‪ ،‬أرد اﻷﻣر‬

‫ﻓﺈ ًذا‪ ،‬اﻟﻬدف ﯾﺗﺑﯾن ﻣن أول ﺳﺎﻋﺔ أن ﺧروﺟﻪ ﻣﺎ ﺎن ﻟﻣطﺎﻟﺑﺗﻪ ﺎﻟ ُﻣﻠك واﻟﺧﻼﻓﺔ وﻻ ﺎن ﻟﺧﻠ ﻓﺗﻧﺔ‬ ‫أو ﻓوﺿﻰ ﻓﻲ أﻣﺔ ﺟدﻩ‪ .‬وﺧﺻوﻣﺗﻪ ﻣﻊ ﯾزد وأﻋوان ﯾزد‪ ،‬ﻣﺎ ﺎﻧت ﻷﺟﻞ اﻟﺧﺻوﻣﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺔ‬ ‫اﻟوراﺛ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺎﻧت ﺑﯾن ﺑﻧﻲ أﻣ ﺔ و ﻧﻲ ﻫﺎﺷم ﻗﺑﻞ اﻹﺳﻼم؛ ﻷن ﻫذﻩ اﻷﻣور اﻧﺗﻬت ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣن‬ ‫ﺟﺎﻧب رﺳول ﷲ وأوﻻدﻩ وأﺻﺣﺎ ﻪ اﻧﺗﻬت ﻫذﻩ اﻟﺧﺻوﻣﺎت‪ .‬ﻓﺧروﺟﻪ ﻟ س إﻻ ﻟﻺﺻﻼح وﻟﻸﻣر‬

‫ﺎﻟﻣﻌروف وﻟﻠﻧﻬﻲ ﻋن اﻟﻣﻧ ر‪ .‬ﻌﻧﻲ ﺧروﺟﻪ ﺎن ﻷﺟﻞ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ دﯾن ﷲ‪ ،‬ﻷﺟﻞ إﻗﺎﻣﺔ‬

‫اﻟﺻﻼة ٕواﯾﺗﺎء اﻟز ﺎة واﻷﻣر ﺎﻟﻣﻌروف واﻟﻧﻬﻲ ﻋن اﻟﻣﻧ ر‪ ،‬واﻹﺻﻼح ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ‬

‫ﻘدر اﻻﺳﺗطﺎﻋﺔ واﻟﻛﻠﻣﺔ اﻷﺧﯾرة اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻲ أول اﻟرﺣﻠﺔ ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻠﺔ ﻣﻧﻘوﻟﺔ ﻋﻧﻪ‪ ،‬وﻓﻲ آﺧر‬

‫اﻟرﺣﻠﺔ‪ ،‬ﻌﻧﻲ ﺳﺎﻋﺔ اﺳﺗﺷﻬﺎدﻩ وﻟﺣظﺔ ﻗﺗﻠﻪ وﻣﻼﻗﺎة وﺟﻪ رﻪ ﻗﺎل‪ :‬إن ﺎن دﯾن ﻣﺣﻣد ﻟم ﺳﺗﻘم إﻻ‬ ‫ﻘﺗﻠﻲ ﺎ ﺳﯾوف ﺧذﯾﻧﻲ‪.‬‬

‫ﻓﺈ ًذا‪ ،‬ﻟ س ﻫﻧﺎك ﻣن ﺷك ﻓﻲ ﻫدف اﻹﻣﺎم وأن اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﺻﻌ ﺔ واﻻﺳﺗﺷﻬﺎد واﻟﺗﺿﺣ ﺔ اﻟﻛﺑر اﻟﺗﻲ‬

‫ﻻ ﺗﺷﺑﻬﻬﺎ ﺗﺿﺣ ﺔ ﺎﻧت ﻷﺟﻞ اﻟدﯾن ﻓ ﻞ ﻣن ﺎن ﻋﻧدﻩ دﯾن‪ ،‬اﻟﺣﺳﯾن ﺷﻬﯾد ﻷﺟﻠﻪ وﻟﺧدﻣﺗﻪ وﻓﻲ‬

‫دﻣﺎ أو أن ﻘﺗﻞ وﻟﻛن ﻪﻠﻟ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ دﯾن ﷲ‪.‬‬ ‫ﺳﺑﯾﻠﻪ وﻟﻬذا ﻧﺳﻣ ﻪ ﺛﺎر ﷲ‪ ...‬ﺣﺎﺷﺎ ﻪﻠﻟ أن ون ﻟﻪ ً‬ ‫ﻓﺎﻟﺷﻬﯾد ﻷﺟﻞ دﯾن ﷲ ﻫو ﺷﻬﯾد ﻷﺟﻞ ﷲ؛ واﻟﺷﻬﯾد ﻪﻠﻟ ﻫو اﻟﺷﻬﯾد ﻷﺟﻞ اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﺑدﯾن ﷲ‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ ‬ﺗﺳﺟﯾﻞ ﺻوﺗﻲ ﻣن ﻣﺣﻔوظﺎت ﻣر ز اﻹﻣﺎم ﻣوﺳﻰ اﻟﺻدر ﻟﻸ ﺣﺎث واﻟدراﺳﺎت‪.‬‬ ‫‪ 1‬‬ ‫‪ ‬‬


‫ﻣﺎﻧﺎ ﯾزداد اﺧﺗﺻﺎص‬ ‫واﻟﺳﺎﻟﻛﯾن ﻓﻲ ﺳﺑﯾﻞ ﷲ‪ .‬ﻓﺎﻟﺣﺳﯾن ﺷﻬﯾد ﻞ ﻣؤﻣن و ﻠﻣﺎ ازداد اﻹﻧﺳﺎن إ ً‬ ‫ﻣﺛﻼ‬ ‫اﻟﺣﺳﯾن ﻪ؛ ﻓﺎﻟذ ﻋﻧدﻩ درﺟﺔ ﻣن اﻹ ﻣﺎن‪ ،‬اﻟﺣﺳﯾن ﯾﺧﺻﻪ درﺟﺔ‪ ،‬واﻟذ ﻋﻧدﻩ ‪ 10‬درﺟﺎت ً‬

‫ﯾﺧﺻﻪ اﻟﺣﺳﯾن ‪ 10‬درﺟﺎت‪ .‬ﻓﺄﻧﺎ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻗﻠت أن اﻟذﯾن ﺻﻠون و ﺣﺿرون اﻟﻣﺳﺟد و ﻘ ﻣون‬

‫ﺷﻌﺎﺋر ﷲ‪ ...‬أﻧﺗم اﻟﻣؤﻣﻧون‪ ،‬إذا ﻗﻠﻧﺎ أن اﻟﺣﺳﯾن ﯾﺧﺻ م ﻗﺑﻞ ﻞ أﺣد ﻣﺎ ﺎﻟﻐﻧﺎ ﻷﻧ م ﺻﻼﺗﻛم‬ ‫و ﺎﺟﺗﻣﺎﻋ م و ﺈﻗﺎﻣﺗﻛم ﻟﺷﻌﺎﺋر ﷲ ﻧدﻋﻲ ﻧﺣن أﻧﻧﺎ ﻣن اﻟﻣؤﻣﻧﯾن‪ ،‬ﻓ ﻣﻘدار ﻣﺎ ﻧدﻋﻲ ﯾﺧﺻﻧﺎ‬ ‫اﻟﺣﺳﯾن ﻷﻧﻪ ﻗﺗﻞ ﻷﺟﻠﻧﺎ‪ ،‬ﻷﺟﻞ دﯾﻧﻧﺎ‪ ،‬ﻷﺟﻞ ﺧطﻧﺎ ﻷﺟﻞ ﺳﻠو ﻧﺎ‪.‬‬ ‫ﻓ ﻠﻣﺎ ﺷﻌرت ﺣزﻧك ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺳﯾن دﻟﯾﻞ إ ﻣﺎﻧك‪ٕ ،‬واذا ﺷﻌرت ﺎﻟﻼﻣ ﺎﻻة وﻋدم اﻻﻧﺗ ﺎﻩ دﻟﯾﻞ ﺿﻌﻒ‬ ‫اﺿﺣﺎ اﻟﻣوﺿوع؟ وﻟﻬذا اﻹﻣﺎم )س( ﯾؤ د ﺄن أﺗ ﺎﻋﻪ وأﺗ ﺎﻋﻬم ﻫم اﻟذﯾن ﺣزﻧون‬ ‫إ ﻣﺎﻧك‪ .‬أﻟ س و ً‬ ‫ﻟﺣزﻧﻬم و ﻔرﺣون ﻟﻔرﺣﻬم‪ .‬ﻓﻧﺣن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷ ﺎم ﻧﺷﻌر ﺎﻟﺣزن اﻟﻌﻣﯾ أﻛﺛر ﻣن أن ﻧﺷﻌر ﺣزن‬

‫ﻌر ٕواﻧﻣﺎ أﻗول‬ ‫ﻋﻠﻰ وﻓﺎة ﻋزز أو ﺻدﯾ أو رﺣم‪ .‬ﻟﻣﺎذا أﻛﺛر ﺎ أﺧﻲ؟ ﻻ أ ﺎﻟﻎ وﻻ أﻧظم ﺷ ًا‬ ‫ﺳﻧدا‪ ،‬ﻓﻘد‬ ‫رﺣﻣﺎ ﻓ ﺣزن ﻋﻠ ﻪ‪ .‬ﻟﻣﺎذا ﺣزن؟ ﻷﻧﻪ ﻓﻘد‬ ‫ﻋﺿدا‪ ،‬ﻓﻘد ً‬ ‫ً‬ ‫اﻟﺣﻘ ﻘﺔ‪ ،‬اﻹﻧﺳﺎن ﻔﻘد ﺻد ًﻘﺎ أو ً‬ ‫ﻣﺎﻻ ‪.‬‬ ‫ﻣﺟدا‪ ،‬ﻓﻘد رﻋﺎ ﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ً‬ ‫ً‬ ‫اﻟﺣﺳﯾن ﺧدﻣﺎﺗﻪ ﻟﻠدﯾن ﺗﻔوق أ‬

‫ﺧدﻣﺔ أﺧر ﻻ ﻣﺛﯾﻞ ﻟﺧدﻣﺎﺗﻪ ﻓﻲ أﺧﻲ وﻓﻲ أﺑﻲ وﻓﻲ أﻫﻠﻲ وﻓﻲ‬

‫ﺻد ﻘﻲ وﻓﻲ ﻋﺿد ؛ ﻓﺈذا ﺣزﻧت ﻷﺑﻲ ﯾﺟب أن أﺣزن ﻟـﻠﺣﺳﯾن أﻛﺛر ﻷن أﺑوة اﻟﺣﺳﯾن ﻟﻲ‬ ‫وﻋﺻر وﻟ ًﻼ وﻓﻲ أﻧﺎء اﻟﻠﯾﻞ وأطراف‬ ‫ًا‬ ‫ﺗﺗﺟﺎوز أﺑوة أﺑﻲ ﻟﻲ‪ .‬ﻓﺈ ًذا‪ ،‬ﻧﺣن ﻧﺟﺗﻣﻊ وﻧﻘ م ﻣﺟﺎﻟس ﺻ ًﺣﺎ‬ ‫اﻟﻧﻬﺎر ﺣﺗﻰ ﻧؤ د ﺄن ﺣزﻧﻧﺎ ﻟـﻠﺣﺳﯾن ﻔوق أ ﺣزن وﻟﻬذا ﻓﻧﺣن ﻻ ﻧﺣﺗﻔﻞ ﺑوﻓﺎة أﻋزاﺋﻧﺎ إﻻ ﻣرة أو‬ ‫ﻣرﺗﯾن أو أﺳﺑوع أو أرﻌﯾن أو ﺳﻧﺔ‪ .‬أﻣﺎ ﻟـﻠﺣﺳﯾن ﻓ ﻞ ﺳﻧﺔ و ﻞ وﻗت و ﻞ ﻣﺟﻠس و وم ﻋﺎﺷوراء‬

‫ﻋﺻر وﻟ ًﻼ‪...‬ﻫذا دﻟﯾﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎذا؟ ﻫذا دﻟﯾﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﻧﺎ ﻧرد أن ﻧﻘول ﻌﻣﻠﻧﺎ‬ ‫ﺻ ًﺣﺎ و ًا‬ ‫أو أ ﺎم اﻟﻌﺷر ُ‬ ‫زﺎدة ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎﻧﻧﺎ‪ ،‬ﻧرد أن ﻧﻘول ﻌﻣﻠﻧﺎ ﺄﻧﻧﺎ ﻧﺷﻌر ﻌظم اﻟﻣﺻﺎب وﺧطورة اﻟﺣزن واﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻌﻣﯾ‬ ‫ﻟﻬذا اﻻﺳﺗﺷﻬﺎد ﻓﻲ ﻗﻠو ﻧﺎ‪.‬‬

‫أﻣﺎ‬ ‫ﻓـﺎﻟﺣﺳﯾن ﺷﻬﯾدﻧﺎ ﻗﺑﻞ أن ون ﺷﻬﯾد ﻏﯾرﻧﺎ‪ .‬ﻧﺣن ﻧﺣزن ﻷﻧﻧﺎ ﻓﻘدﻧﺎ ً‬ ‫ﺷﯾﺋﺎ ﯾﺧﺻﻧﺎ ﻓﻘدﻧﺎ أًﺎ و ً‬ ‫أﺧﺎ و ً‬ ‫وﻣﺟدا ورﻋﺎ ﺔ و ﻞ ﺷﻲء‪ .‬ﻓﻘدﻧﺎﻩ ﺳ ﻣﺎ وﻧﺣن ﻧﺷﻌر ﺄﻧﻪ ﺿﺣﻰ ﻷﺟﻠﻧﺎ‪ .‬ﻣﺎ‬ ‫وﺳﻧدا‬ ‫وﺻد ًﻘﺎ‬ ‫ً‬ ‫وﻋﺿدا ً‬ ‫ً‬

‫ﻣﻌﻧﻰ ﻷﺟﻠﻧﺎ؟ أ ﺎﻟﻎ؟ ﻻ‪ ،‬ﻷﺟﻠﻧﺎ‪ .‬ﻫﻧﺎك ﻣن ﻣوت و ﺿﺣﻲ ﻷﺟﻞ ﻣﺎﻟك‪ ،‬اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟك أو‬

‫اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟدك‪ ،‬أو اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻋرﺿك‪ ،‬أو اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ راﻣﺗك‪ ...‬ﻓـﺎﻟﺣﺳﯾن‬ ‫ﺿﺎ‬ ‫ﺿﺣﻰ ﻷﺟﻞ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺋﻞ ﻣن أﺟﻠﻲ وأﺟﻠك؛ ﻓﻧﺣن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﻌور ﺎﻟﺣزن اﻟﻌﻣﯾ ﻧﺷﻌر أ ً‬ ‫ﺎﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻌﻣﯾ ‪ ،‬ﻧﺷﻌر ﺄﻧﻧﺎ ﻣدﯾﻧون ﻟـﻠﺣﺳﯾن َد ًﯾﻧﺎ ﻻ ﻣ ن وﻓﺎؤﻩ‪ ،‬وﻫو ﻟﻪ ﻓﺿﻞ وﻣّﻧﺔ وﺧدﻣﺔ ﻻ‬ ‫أﺑدا‪.‬‬ ‫ﺎﻓﺊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ً‬ ‫‪ 2‬‬ ‫‪ ‬‬


‫ﻫذﻩ اﻟﻣﻘدﻣﺔ‪ ،‬ﺻﺣ ﺢ؟! ﻌﻧﻲ ﻧﺣن أول اﻟﻣﺣزوﻧﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺳﯾن وأول اﻟﻣﻘدرن ﻟﺗﺿﺣ ﺔ اﻟﺣﺳﯾن؛‬ ‫ﺿﺎ‬ ‫ﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺳﯾن ﻷﻧﻪ ﻣﺎ ﺧدم ﺣﺗﻰ ﺄﺧذ ﺗﻌو ً‬ ‫وﻟﻬذا‪ ،‬ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﻘدم اﻟﺧدﻣﺎت ﻻ ﺗﻌو ً‬ ‫ﻣﻧﺎ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫ﺧدﻣﺎﺗﻧﺎ ﻟـﻠﺣﺳﯾن ﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﻧﺟﺎح اﻟﺣﺳﯾن واﻧﺗﺻﺎرﻩ ﻓﻲ ﺟﻬﺎدﻩ‪ ،‬ﻧﺣن ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺗطﺑﯾ أﻫداف‬ ‫ﻣﻧﺗﺻر أﻛﺛر ﻷﻧﻪ ﻟﻣﺎذا ﻗﺗﻞ؟ ﻷﺟﻞ اﻟدﯾن‪ ،‬ﻓ ﻠﻣﺎ زاد‬ ‫ًا‬ ‫اﻟﺣﺳﯾن ﻓﻲ اﻟﺣﻘ ﻘﺔ ﻧﻔذﻧﺎ وﺟﻌﻠﻧﺎ اﻟﺣﺳﯾن‬ ‫اﻟدﯾن ﯾﻧﺗﺻر اﻟﺣﺳﯾن أﻛﺛر‪ .‬ﻟو وﺟد ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻣﺋﺔ درﺟﺔ ﻣن اﻟدﯾن‪ ،‬اﻟﺣﺳﯾن اﻧﺗﺻر ﻣﺋﺔ درﺟﺔ‪،‬‬ ‫ﻟو وﺟد ﻣﺋﺔ ودرﺟﺔ اﻟﺣﺳﯾن اﻧﺗﺻر درﺟﺔ أﻛﺛر‪ ،‬أﻟ س ﺻﺣ ًﺣﺎ ﻫذا؟ أﻟ ﺳت واﺿﺣﺔ ﻫذﻩ‬ ‫اﻟﻣﺳﺎﺋﻞ؟‬

‫ﻓﺈ ًذا‪ ،‬ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻧﺣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌون ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺳﺟد اﻟﻣ ﺎرك وﻓﻲ ﻫذا اﻟﯾوم اﻟﻣ ﺎرك ﻗﺑﻞ ﻞ أﺣد أن ﻧﻌﻲ‬ ‫ﻣﺎ ﻣﻌﻧﻰ ﻋﺎﺷوراء؟ ﻟﻣﺎذا ﻧ ﻲ؟ ﻟﻣﺎذا ﻧﺣزن؟ ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﻌﻲ ﻣﺎ ﻫو واﺟﺑﻧﺎ ﺗﺟﺎﻩ ﻫذا اﻟﻣوﻗﻒ؟ ﻫذا‬ ‫اﻟواﺟب ﯾﺟب أن ﯾﺑرز و ﺟب أن ﯾﺗﺣﻘ ﺑﻠﺳﺎﻧﻧﺎ ﻘﻠﺑﻧﺎ ﯾﺟب أن ﯾﺑدو ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﻧﺎ وﻋﻠﻰ ﺷﻌورﻧﺎ‪،‬‬

‫ﺻرﺣﺎ ﻷﻧﻧﺎ أول ﻣن ﻘدر و ﺣزن و ﻌﻣﻞ و ﺳﻌﻰ‬ ‫ظﻬور‬ ‫ًا‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎﻧﻧﺎ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻧﯾﺗﻧﺎ وﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎﻟﻧﺎ‬ ‫ً‬ ‫ﺷﯾﺋﺎ‪ ،‬ﻣﺎ اﻣﺗﻧﻊ ﻣن ﺑذل ﻣﺎل أو‬ ‫ﻷﺟﻞ ﺗﺣﻘﯾ اﻷﻫداف‪ .‬وﺣﯾﻧﻣﺎ ﻧﻔ ر ﺄن اﻟﺣﺳﯾن ﻣﺎ وّﻓر ﻟﻧﻔﺳﻪ ً‬ ‫ﻗدم اﻟﻛﻞ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻧﻔ ر أن اﻟﺣﺳﯾن ﻣﺎ وﱠﻓر ﻟﻧﻔﺳﻪ‬ ‫ﺟﺎﻩ أو أﻫﻞ أو أطﻔﺎل أو أﺻدﻗﺎء أو أﺻﺣﺎب‪ّ ،‬‬ ‫ﺣﺗﻰ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ﺑذل اﻟﻛﻞ‪.‬‬

‫ﻓﺈ ًذا‪ ،‬ﺧدﻣﺎﺗﻪ ﺗﻌﺎدل ﻞ اﻟﺧدﻣﺎت‪ .‬أﺗﻔﺗﻛر أن اﻟﺣﺳﯾن ﻣﺎ ﺎن ﺣب اﺑﻧﻪ ‪-‬ﻓﻘط أﻧﺎ وأﻧت ﻧﺣب‬ ‫أﺑﻧﺎءﻧﺎ‪ -‬ﻣﺎ ﺎن ﺣب اﺑﻧﻪ اﻟذ‬

‫ﻋﺑﱠر ﻋﻧﻪ ﻣن دون أ‬

‫ﻣﺟﺎﻣﻠﺔ ﺻراﺣﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻗﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺻرع‬

‫ﺄن ﻫذا اﺑﻧﻪ ﺷﺎب و ﺣ ﻪ وﻣﺎ ﺣب أن‬ ‫ﻋﻠﻲ اﻷﻛﺑر‪ :‬ﻋﻠﻰ اﻟدﻧ ﺎ ﻌدك اﻟﻌﻔﺎ!؟ أﻟم ن ﺷﻌر ّ‬ ‫ﻘﺗﻞ؟ ﻓﻘط أﻧﺎ وأﻧت ﻧﺣب أوﻻدﻧﺎ‪ ...‬ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻘﻒ و ؤ ن اﻟﻌ ﺎس ﻫو أﻟم ن ﺣب أﺧﺎﻩ؟ أﻟم ن‬ ‫ﺷﻌر ﺑوﺟود ﻫذا اﻷخ وﻗوﺗﻪ وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻓﻲ ﺣ ﺎﺗﻪ؟ وﻣﺎ ﺎن ﺷﻌر م ﺗﻌب ﻣن أﺟﻞ ﻫذا اﻷخ؟ وﻟﻬذا‬ ‫ﻋﺑر ﺎﻧ ﺳﺎر ظﻬرﻩ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ﺿﺎ ﺎن ﺣب إﺧوﺗﻪ وأوﻻدﻩ‪ ،‬ﺎن ﺣب اﻟﺣ ﺎة‪ ،‬ﺎن ﺣب اﻟراﺣﺔ‪ ،‬ﺎن ﺣب ﻞ ﻧﻌم‬ ‫ﻓﺈ ًذا‪ ،‬ﻫو أ ً‬ ‫ﺷﯾﺋﺎ وﻗدم‬ ‫ﺷﯾﺋﺎ‪ ،‬وﻣﺎ ﺗرك ً‬ ‫ﷲ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻷرض‪ ،‬وﻟﻛن ﻣﺎ وﱠﻓر ﻷﺟﻠك وﻷﺟﻠﻲ‪ .‬اﻟﺣﺳﯾن ﻣﺎ وّﻓر ً‬ ‫ﻞ ﻣﺎ ﻣﻠك ﻷﺟﻞ ﺳﻌﺎدﺗك وﻷﺟﻞ ﺳﻌﺎدﺗﻲ‪ .‬ﻣﺎ ﻫو واﺟﺑﻧﺎ ﺗﺟﺎﻩ ﻫذا اﻟﻣوﻗﻒ؟ ﻫﻞ ﺗﻔﺗﻛر أﻧﻧﻲ إذا‬

‫ﺿﺣﯾت ﺳﺎﻋﺔ ﻣن راﺣﺗﻲ أو ﺳﺎﻋﺔ ﻣن وﻗﺗﻲ أو إذا ﺗر ت ﻌض ﻋﺎداﺗﻲ‪ ،‬أو إذا ﻧّﻔذت واﺟ ﺎت‬ ‫ﺗﺣﻣﻞ اﻟﺻﻌﺎب أﻛﺛر‪ ،‬ﻓﻼ‬ ‫ﷲ أو إذا ﺗر ت ﻣﻌﺎﺻﻲ ﷲ‪ ،‬ﺻﻌب؟ ﻟﻛن ﻣﻬﻣﺎ ﺎن ﺻﻌًﺎ‪ ،‬اﻟﺣﺳﯾن ّ‬ ‫ﻣﺛﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺻ ﺔ اﻟﻔﻼﻧ ﺔ ﯾﻒ أرد أن أﺗر ﻬﺎ؟ ﻫذا ﺻﻌب؛ ﻣﻬﻣﺎ‬ ‫ﺗﻘﻞ أﻧﻲ ﻣﺗﻌود ً‬

‫ﺎن ﺻﻌب‬

‫ﻋﻠ ك‪ ..‬اﻟﺣﺳﯾن ﻗﺎم ﻣﺎ ﻫو أﺻﻌب ﻣن ﻫذا اﻟﺷﻲء‪ ،‬أﻧت ﺗﻘول أﻧﺎ ﺻﻌب ﻋﻠﻲ أن أﺗرك ﻌض‬ ‫ّ‬ ‫ﻣﺛﻼ‪.‬‬ ‫ﻣﺛﻼ أو ﺑدﻓﻊ اﻟﺣﻘوق ً‬ ‫ﻣﺛﻼ أو ﺎﻟﺣﺞ ً‬ ‫اﻟوﻗت وأﺗﻘﯾد ﺎﻟﺻﻠوات ً‬ ‫‪ 3‬‬ ‫‪ ‬‬


‫أﻗول ﻟك أن اﻟﺣﺳﯾن ﻣوﻗﻔﻪ ﺎن أﺻﻌب ﻣن ﻣوﻗﻔك‪ ،‬وﻣﺎ وّﻓر‪َ ﴿ ...‬ﻫ ْﻞ َﺟ َزاء ِْ‬ ‫اﻹ ْﺣ َﺳ ِ‬ ‫ﺎن ِإﱠﻻ‬ ‫ﺎن﴾ ]اﻟرﺣﻣن‪ ،[60 ،‬ﻫو ﺧدﻣك‪ ...‬أﻧت ﻻ ﺗرد أن ﺗﺧدم ﻧﻔﺳك ﺑﺗﺣﻘﯾ أﻫداف اﻟﺣﺳﯾن‪.‬‬ ‫اِْﻹ ْﺣ َﺳ ُ‬ ‫ﻓﺈ ًذا‪ ،‬ﻣﻘدار ﻣﺎ ﻧﺷﻌر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷ ﺎم ِﻌظم اﻟﻣﺻﺎب و ﺎﻟﺣزن اﻟﻌﻣﯾ و ﺎﻟﺗﻘدﯾر اﻟ ﺎﻟﻎ‪ ،‬ﺑﻧﻔس‬

‫اﻟﻣﻘدار ﯾﺟب أن ﻧﺑدأ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺟدﯾدة ﻟﺣ ﺎﺗﻧﺎ وﻟوﺿﻌﻧﺎ وﻓﻲ ﺧط ﺟدﯾد ﻟﺳﯾرﻧﺎ وﺳﻠو ﻧﺎ‪ ،‬ﯾﺟب أن‬ ‫ﻧ ون ﻧﺣن أﻣﺛﻠﺔ ﻟﻠﺣﺳﯾﻧ ﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻷرض‪ ،‬وﻣﺎ أﺣوﺟﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺣﺳﯾﻧ ﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟوﻗت!‬

‫اﻟﺣﺳﯾﻧ ﺔ ﻌﻧﻲ ﺑﻠوغ اﻹﻧﺳﺎن ﻏﺎ ﺔ اﻟﺗﺿﺣ ﺔ‪ ،‬ﺑﻠوغ اﻹﻧﺳﺎن ﻧﻬﺎ ﺔ اﻟﺗﻘد م واﻟوﻓﺎء واﻟﺧدﻣﺔ‪ ،‬ﺑﻠوغ‬ ‫اﻹﻧﺳﺎن أﻛﺛر ﻣﺎ ﻣ ن ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت واﻟﺑذل واﻟﻌطﺎء‪ ،‬ﺑﻠوغ اﻹﻧﺳﺎن أﻛﺛر ﻣﺎ ﻣ ن ﻣن اﻟﻌﻔو‬ ‫واﻟﺗﺳﺎﻣﺢ‪ .‬أﻧت ﺗﻔﺗﻛر أﻧك ﻏﺿﺑت إذا ﻏﺿﺑت ﻋﻠﻰ أﺣد‪ ،‬ﺻﻌب ﻋﻠ ك أن ﺗﺗﻧﺎزل ﻋن أﻧﺎﻧﯾﺗك‬ ‫وﻏرورك‪ ،‬ﺻﺣ ﺢ ﺻﻌب‪ ،‬ﻟﻛن اﻟﺣﺳﯾن ﻣﺎ ﺎن ﻋﻠ ﻪ ﺻﻌًﺎ أن ﻘوم ﻣﺎ ﻗﺎم ﻪ‪.‬‬ ‫ﻓﺈ ًذا‪ ،‬ﻧﺣن ﻓﻲ ظﻼل ذ ر اﻟﺣﺳﯾن وﻓﻲ أ ﺎم اﻟﺣﺳﯾن ﻧﺣﺎول أن ﻧﺑدأ ﻣن ﺟدﯾد ﺑدرس ﺣ ﺎﺗﻧﺎ‪،‬‬ ‫ﻧﺣن وﺿﻌﻧﺎ اﻟداﺧﻠﻲ واﻟﺧﺎرﺟﻲ ﺄﺷﺧﺎص‪ ،‬ﻌﺎﺋﻼت‪ ،‬ﺑﻠد‪ ،‬ﺄﻓراد‪ ،‬ﺄﻣﺔ‪ ...‬وﺿﻊ ﻏﯾر ﺳﻠ م‬

‫أﺑدا‪.‬‬ ‫ً‬

‫ﻟ س ﻋﻧدﻧﺎ ﺷﻲء ﻣن اﻟﻛﻣﺎﻻت اﻟﻧﻔﺳ ﺔ‪ ،‬وﻟ س ﻋﻧدﻧﺎ ﺷﻲء ﻣن اﻟﻛﻣﺎﻻت أﻣﺎم اﻟﻌﺎﻟم‪ ...‬ﻟ س‬ ‫ﻋﻧدﻧﺎ ﻣﺟد وﻋز وﻟ س ﻋﻧدﻧﺎ ﻣﺛﺎﻟ ﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﻠ ‪ ،‬ﻟ س ﻋﻧدﻧﺎ ﻣﺛﺎﻟ ﺔ ﻓﻲ ِﻋ ْﺷرة اﻵﺧر ن وﻣﻌﺎﻣﻠﺔ‬

‫اﻵﺧرن‪ ،‬ﻟ س ﻋﻧدﻧﺎ ﻣﺛﺎﻟ ﺔ ﻓﻲ ﺗر ﺔ اﻷوﻻد‪ ،‬اﻟوﺿﻊ ﻏﯾر ﺳﻠ م‪ ،‬وﻻ أرد أن أﺷرح‪ ،‬واﻟﻣﺳؤول‬ ‫ظﻼﱠم ِّﻟْﻠﻌ ِﺑ ِ‬ ‫ﯾد﴾ ]آل ﻋﻣران‪ .[182 ،‬إن ﷲ ﺳ ﺣﺎﻧﻪ‬ ‫ﻧﺣن‪َ ﴿ :‬ذ ِﻟ َك ِ َﻣﺎ َﻗﱠد َﻣ ْت أَْﯾ ِد ُ ْم َوأ ﱠ‬ ‫ﻪﻠﻟاا َﻟْ َ‬ ‫س َِ ٍ َ‬ ‫َن ّ َ‬ ‫وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﯾﺧﺗص ﺄﺣد دون أﺣد‪ ،‬وﻻ ﺄﻣﺔ دون أﻣﺔ‪ ،‬وﻻ ﺷﻌب دون ﺷﻌب‪ .‬ﻧﺣن ﻣﺳؤوﻟون ﻋن‬ ‫وﺿﻌﻧﺎ وﻗﺎدرون ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾﯾر وﺿﻌﻧﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻔرﺻﺔ‪ ،‬ﻓرﺻﺔ أ ﺎم اﻟﺣﺳﯾن ﻓرﺻﺔ ﻣﺗﻧﺎﺳ ﺔ ﻟﺗﻐﯾﯾر ﻞ أوﺿﺎﻋﻧﺎ‪ ،‬ﻟﻣﺎذا؟ ﻷن اﻟﺑﻧﺎء واﻷﺳﺎس‬ ‫واﻟﺧطو‬

‫اﻷﺻﻠ ﺔ ﻓﻲ ﺣ ﺎﺗﻧﺎ‪ ،‬واﻟﻣﺳﻠك اﻟذ‬

‫ﻧﺣن ﻧﺳﻠﻛﻪ ﻓﻲ ﺣ ﺎﺗﻧﺎ ﺧﺎطﺊ‪ ،‬ﻟ س اﻟﻣﺳﻠك‬

‫اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ؛ ﻣن اﻟﯾوم وﻣن أ ﺎم اﻟﺣﺳﯾن ﻧﺗﻣ ن أن ﻧﺳﻠك ﺳﻠوك اﻟﺣﺳﯾن‪ ،‬وﻧﺧطو ﻓﻲ ﺧطﻰ اﻟﺣﺳﯾن‬

‫وﻧﻘدر اﺳﺗﺷﻬﺎد اﻟﺣﺳﯾن‪ ،‬وﻧﺣزن‬ ‫وﻧﻌوض ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﺻﺎﺑﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺻﺎب اﻟﺣﺳﯾن )س(‪ .‬ﻫذا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اﻟﻣﺻﺎب اﻟﻌظ م‪ ،‬ﺑﺈﻣ ﺎﻧﻧﺎ ﯾﻒ ﻧﺗﻣ ن أن ﻧ ون ﺣﺳﯾﻧﯾﯾن وﻓﻲ ﺧط اﻟﺣﺳﯾن إذا ﻗﻣﻧﺎ ﺎﻟﺗﺿﺣ ﺔ‪،‬‬

‫إذا ﻗﻣﻧﺎ ﺎﻟﺧدﻣﺎت واﻟﺳﻌﻲ وﻋدم اﻟﺗوﻓﯾر‪ ،‬إذا ﺗﻧﺎزﻟﻧﺎ ﻋن أﻧﺎﻧ ﺎﺗﻧﺎ ﻞ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻛﻠﻣﺔ‪.‬‬ ‫ﻧﺣن أﻣﺎﻣﻧﺎ ﺗﺟﺎرب‪ ،‬ﺗﺻور اﻟﺗﺟرﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ أﻣﺎم أﻋﯾﻧﻧﺎ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻣﺷ ﻠﺔ ﻓﻠﺳطﯾن‪ .‬دول وﺟﻣﺎﻋﺎت‬

‫وﺷﻌوب وأﺳﻠﺣﺔ وﻋﺎﻟم وﻣﻼﯾﯾن اﻟ ﺷر واﻷﻣوال ﻣﺎ ﻗدروا أن ﻌﻣﻠوا ﺷ ًﯾﺋﺎ‪ ،‬وﻟﻛن م واﺣد ﻓداﺋﻲ‬

‫ﻣﺿﺢ‪ ،‬واﺿﻊ رأﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﻔﻪ‪ ،‬واﺿﻊ ﻧﻔﺳﻪ ﺑﯾدﻩ‪ ،‬ﺿﺣﻲ ﺗﻣ ن أن ﯾﻬز ﻫذﻩ اﻟﻌﺻﺎ ﺔ ﺗﻣ ن أن‬ ‫ٍ‬ ‫ﯾﻬز‬

‫ﺎن ﻫذا اﻟﺑﻠد‪ .‬ﻓﺈ ًذا‪ ،‬أﻟ ﺳت ﻫذﻩ ﺗﺟرﺔ؟ م واﺣد ﻓداﺋﻲ ﻘوﻣون ﺑﻬذا اﻟﻌﻣﻞ؟ ﯾﺑﻠﻎ ﻋددﻫم‬

‫‪ ،400 ،500‬ﻻ أﺣد ﻌرف! ﻟﻛن ﻧﻌرف أﻧﻬم ﻗﻠﺔ؛ ﻓﺈ ًذا‪ ،‬ﻓﺋﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻣن اﻟﻧﺎس‪ .‬أﻗول ﻟك ﺣﺗﻰ ﻻ‬ ‫‪ 4‬‬ ‫‪ ‬‬


‫ﺗﺣﺗﻘر ﻧﻔﺳك‪ ،‬ﻻ ﺗﺳﺗﺻﻐر ﻧﻔﺳك‪ ،‬ﻻ ﺗﻘول أﻧﺎ ﻣﺎذا أﻗدر أن أﻋﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺣ ﺎة‪ ،‬ﺗﻘدر ﺗﻌﻣﻞ‬ ‫ﻞ ﺷﻲء‪ ،‬ﻟﻛن ﺷر أن ﺗﻧزع ﻫذﻩ اﻷﻧﺎﻧ ﺔ ﻣن ﻧﻔﺳك وأن ﺗﻛون ﻓﻲ ﺧط اﻟﺣﺳﯾن‪ ،‬أن ﺗﺗﻣ ن أن‬

‫ﺗﺑذل ﻣﺎ ﯾردﻩ اﻟﺣﺳﯾن ]‪ [...‬وﻣﺎ ﺗردﻩ اﻟﻣﻌر ﺔ‪ ،‬وﻣﺎ ﺗردﻩ اﻟﺣ ﺎة‪ ،‬وﻣﺎ ﯾردﻩ اﻟﺻراع ﻓﻲ اﻟﺣ ﺎة أن‬

‫ﺗﺑذل ﻞ ﻣﺎ ﯾﺟب ﻋﻠ ك أن ﺗﺑذل‪ .‬ﻧﺣن إذا ﺗﻣ ﻧﺎ أن ﻧﺗﻧﺎزل ﻋن راﺣﺗﻧﺎ‪ ،‬ﻧﻘدر أن ﻧﺷﺗﻐﻞ‪ .‬إذا‬ ‫ﺗﻣ ﻧﺎ أن ﻧﺗﻧﺎزل ﻋن ﻋﺎداﺗﻧﺎ ﻧﺗﻣ ن أن ﻧﺳﻣو‪ .‬إذا ﺗﻣ ﻧﺎ أن ﻧﺗﻧﺎزل ﻋن أﺣﻘﺎدﻧﺎ ﻧﺗﻣ ن ﻣن أن‬

‫ﻧﺳﻣو وأن ﻧﺗﺻﺎدق وأن ﻧﺗﺻﺎﻓﺢ وأن ﻧ ون إﺧوة‪.‬‬

‫ﻧﺣن إذا ﺗﻧﺎزﻟﻧﺎ ﻋن ﻋﺎداﺗﻧﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟﻧﺎس ﻫ ذا ﯾردون‪ ،‬ﻫ ذا اﻟﻣوﺿﺔ‪ ،‬ﻫذا اﻟﺗ ﺎر‪ ،‬ﻫذﻩ اﻟﻣوﺟﺔ‪،‬‬

‫ِ‬ ‫ﻣش اﻟﺣﺳﯾن ﺿد اﻟﺗ ﺎر؟! أﻟم ﻘﺎﺑﻞ اﻟﺣﺳﯾن اﻟطﻐﺎة ﻘﺿﻬم وﻗﺿ ﺿﻬم‪ ،‬ﺄﺳﻠﺣﺗﻬم‬ ‫ﻓﻠ ن‪ ،‬أﻟم‬

‫وﺟﯾوﺷﻬم‪ ،‬ﺄﻓ ﺎرﻫم وآراﺋﻬم وﺧدﻣﺎﺗﻬم ودﻋواﺗﻬم؟! ﺎن ﺿد ﻞ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎرك‪ ،‬وﻗﻒ وﺣدﻩ وﻟﻛن ﻣﺎ‬

‫ﻗدم ﻞ ﺷﻲء‪.‬‬ ‫وﱠﻓر‪ّ ،‬‬ ‫ﻓﺈذا ﻧرد أن ﻧﺑﻠﻎ اﻟﺧط اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻬدف اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ‪ ...‬إذا ﻧرد أن ﻧﺻﻞ إﻟﻰ ﻣﺟدﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﺣﺳﯾن‬ ‫ﻓﻲ ﺣ ﺎﺗﻧﺎ ﯾﺟب أن ﻧﺳﻠك ﻫذا اﻟﺧط‪ .‬إذا أﻧت ﺗرد أن ﺗﺗﻣﺳك‬

‫ﻞ ﻣﺎ ﻋﻧدك ﻣن اﻟراﺣﺔ واﻟﻣﺎل‬

‫واﻟﻌﺎﻓ ﺔ واﻷﻧﺎﻧ ﺔ واﻟﺧﻠ واﻟﻣﺳﺎﺋﻞ اﻷﺧر ﺗﻘﻒ ﻓﻲ ﻣ ﺎﻧك ﻻ ﺗﺗﻐﯾر ﻗﯾد ﺷﻌرة‪ ،‬أﻧت أﻧت ﻣن ‪20‬‬

‫ﺳﻧﺔ إﻟﻰ اﻟﯾوم‪ ،‬وأﻧت أﻧت ﻣن اﻟﯾوم وﺣﺗﻰ ‪ 20‬ﺳﻧﺔ‪ ،‬وﻟﺋن ﺗﻣوت وﻧﻣوت ﻠﻧﺎ‪ .‬إذا أردت أن ﺗﻛون‬ ‫ﻘﯾت ﻧﻔﺳك ﻓﻲ ﻣ ﺎﻧك ﻣﺛﻞ اﻟﺣﺟﺎرة ﻻ‬ ‫رﺳﻣت ﻫدﻓك‬ ‫ﻧت‪ ،‬ﻫذا ﻫو!‬ ‫وﻗﻠﻠت ﻣن أﻫداﻓك وأ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﻣﺎ َ‬ ‫ﺷﯾﺋﺎ ﻣن اﻷﻧﺎﻧ ﺎت‪.‬‬ ‫ﺗﺗﻐﯾر ﻟﻛن ﻠﻣﺎ‬ ‫ﺣﺎوﻟت أن ﺗطﻠﻊ وﺗﺳﻣو وﺗﺗﻘدم‪ ،‬ﺗﺗﻣ ن ﺄ ﺷ ﻞ ﺄن ﺗﺗرك ً‬ ‫َ‬

‫ﻓﺈ ًذا‪ ،‬اﻟﯾوم وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷ ﺎم وﻓﻲ ظﻼل ذ ر اﻟﺣﺳﯾن اﻟﻌظ م ﻧﺣن ﺑﺈﻣ ﺎﻧﻧﺎ أن ﻧﺑدأ ﺻﻔﺣﺔ ﺟدﯾدة‬

‫ﻓﻲ ﺣ ﺎﺗﻧﺎ‪.‬‬

‫ﺻورة ﻣوﺟزة أذ ر ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻟﻛﻲ أوﺟﻬﻬﺎ إﻟﻰ ﻧﻔﺳﻲ ٕواﻟ م وأﻋﻠن ﻟﻛم وﻟﻲ ﺄﻧﻧﺎ أﻣﺎم ﻓﺻﻞ‬ ‫ﺟدﯾد ﻣن ﺣ ﺎﺗﻧﺎ‪ ،‬أﻣﺎم وﻗت ﺟدﯾد وﻓرﺻﺔ ﺟدﯾدة ﻣن ﺣ ﺎﺗﻧﺎ ﺑﺈﻣ ﺎﻧﻧﺎ أن ﻧﺑدأ‬ ‫وﻧﻐﯾر اﻻﺗﺟﺎﻩ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وﻧﺗوﺟﻪ إﻟﻰ ﺣﯾث اﺗﺟﻪ اﻟﺣﺳﯾن )س(؛ و ون ﻟﻧﺎ أﺣﺳن ﻣن ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا‪ ،‬وﻟﻛﻲ ﻧؤ د ﻫذﻩ اﻟﻧﻘﺎ‬

‫ﯾﺟب أن ﻧﻌ ش ﻓﻲ ذ رﺎت اﻟﺣﺳﯾن‪ ،‬ﻧﺣﺿر اﻟﻣﺟﺎﻟس وﻧﺳﺗﻣﻊ ﻟﻠﻣﺟﺎﻟس ﻧﺗذ ر وﻧﻔ ر‪ ،‬اﻟﺣزن‬ ‫ﯾﺑدو ﻋﻠﻰ ﺳﯾرﺗﻧﺎ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻣﻼ ﺳﻧﺎ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺑﯾوﺗﻧﺎ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺳﻬراﺗﻧﺎ ﺣﺗﻰ ﻧﻌ ش اﻟذ رﺎت‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻣن‬

‫اﻟﺻﻌب أن ﯾﺗﻣ ن اﻹﻧﺳﺎن أن ﻐﯾر ﻧﻔﺳﻪ وﻟﻛن ﺗذ ر ﻫذﻩ اﻟﻠوﺣﺎت اﻟﻌظ ﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺎر ﺦ رﻼء‪،‬‬ ‫ﺗذ ر ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎظر وﻫذﻩ اﻟﻔﺟﺎﺋﻊ وﻫذﻩ اﻟﺗﺿﺣ ﺎت وﻫذﻩ اﻟﺗﻘد ﻣﺎت‪ِ .‬ﻋ ْش ﻟﺣظﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﻬﺗز دﻓﻌﺔ‬ ‫رﺟﻼ ﻘﺎل‬ ‫واﺣدة وﻗد ﺗﻐﯾر ﻗﺑﻠك ﻓﻲ ﻣﺛﻞ ﻫذﻩ اﻷ ﺎم ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻋﺑﯾد ﷲ ﺑن اﻟﺣر اﻟﺟﻌﻔﻲ ﻣﺎ ﺎن ً‬

‫رﺟﻼ ﻣﻧﺣرًﻓﺎ‪ ،‬وﻟﻛن ﻓﻲ ﻫذﻩ‬ ‫ﻋﻧﻪ أﻧﻪ ﻋﺛﻣﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻌﻧﻲ طﺎﻟب اﻹﻣﺎم ﺑدم اﻟﺧﻠ ﻔﺔ ﻋﺛﻣﺎن؛ ﻌﻧﻲ ﺎن ً‬ ‫اﻷ ﺎم ﻋﺎش ﻫذﻩ اﻟذ رﺎت دﻓﻌﺔ واﺣدة‪ ،‬اﻧﺗﻘﻞ وﻗﻔز ﻣن ﺧط اﻟ ﺎطﻞ إﻟﻰ اﻟﺧط اﻟﺻﺣ ﺢ اﻟﺣ ‪.‬‬ ‫ﻣﻣ ن ﻫذا‪.‬‬

‫‪ 5‬‬ ‫‪ ‬‬


‫إﺧواﻧﻲ‪ ،‬ﻻ ﺣﺗﺎج اﻷﻣر إﻟﻰ ﻼم‪ .‬أﻧﺗم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔرﺻﺔ‪ ،‬ﺑﺈﻣ ﺎﻧ م أن ﺗﺿﻌوا ﻧﻘطﺔ وﺧطﺔ ﺟدﯾدة‬ ‫وﻋز ﻷﻣﺗﻛم‪ ،‬ﻹﺧواﻧ م‪ ،‬ﻷوﻻد م‪،‬‬ ‫ﻣﺟدا ًا‬ ‫ﻓﺗﺻﻠﺣوا ﺣ ﺎﺗﻛم اﻟﺧﺎﺻﺔ وﺣ ﺎﺗﻛم اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﺗﻛﺳﺑوا‬ ‫ً‬ ‫ﻟﺣ ﺎﺗﻛم‪ ...‬ﻣﻣ ن ﺗﻐﯾروا اﻟواﻗﻊ‪ .‬وأﻧﺗم أﺻﺣﺎب اﻟﻣﺳﺟد‪ ،‬أﻧﺗم اﻟﻣﺻﻠون اﻟﺻﺎﺋﻣون اﻟﺳﺎﺟدون‪،‬‬ ‫اﻟﻣﻘ ﻣون ﻟﺷﻌﺎﺋر ﷲ أوﻟﻰ ﻣن ﻏﯾر م‪ ،‬أﻧﺗم إﺑدأوا‪.‬‬

‫ﻫذﻩ ﻟ ﺳت ﺣ ﺎة أﯾﻬﺎ اﻹﺧوان‪ ،‬ﻫذا ﻣوت ﺗدرﺟﻲ أن اﻹﻧﺳﺎن ﻌ ش اﻟﻣﺷﺎﻛﻞ واﻟذل‪ ،‬ﻌ ش‬

‫اﻷﺣﻘﺎد واﻟﻣﺻﺎﺋب‪ ،‬ﻌ ش اﻧﺗظﺎر اﻷﺧ ﺎر ﻣن اﻵﺧرن‪ ،‬واﻵﺧرون ﻘررون ﻣﺻﯾرﻩ‪ .‬ﻫذﻩ ﻟ ﺳت‬

‫أﺑدا‪ .‬وﻧﺣن ﯾﺟب أن ﻧ ون أول ﻣن ﻧﺳﻌﻰ‬ ‫ﺣ ﺎة‪ ،‬ﻫذا ﻣوت وزﻒ وﻣﺎ أراد ﷲ ورﺳوﻟﻪ ﻟﻧﺎ ذﻟك ً‬ ‫وﻧﻐﯾر وﻧﺑدأ ﻷﻧﻧﺎ ﻣﻘدار ﻣﺎ ﻋﻧدﻧﺎ ﻣن اﻟدﯾن ﻧﺧص اﻟﺣﺳﯾن و ﺧﺻﻧﺎ اﻟﺣﺳﯾن أﻛﺛر ﻣن ﻏﯾرﻩ‪.‬‬ ‫ﻓﻠﻧﺑدأ ﻣن ﻫذﻩ اﻷ ﺎم اﻟﻣ ﺎر ﺔ وﻻ ﺷك أن ﷲ ﺳ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺄﺧذ ﺑﯾدﻧﺎ و وﻓﻘﻧﺎ و ﺟﻌﻠﻧﺎ ﻣن‬ ‫أﻧﺻﺎر اﻟﺣﺳﯾن )س(‪.‬‬ ‫واﻟﺳﻼم ﻋﻠ م‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ 6‬‬ ‫‪ ‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.