اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺣﺳﯾن)( اﻟرِﺣ ِم اﻟر ْﺣ َﻣ ِن ﱠ ﻪﻠﻟااِ ﱠ ِ ْﺳ ِم ّ اﻟﺣﻣد ﻪﻠﻟ رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن واﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻋﻠﻰ ﺳﯾدﻧﺎ ﻣﺣﻣد وﻋﻠﻰ آﻟﻪ اﻟطﯾﺑﯾن اﻟطﺎﻫرن .اﻟﺳﻼم
أﺑدا ﻣﺎ ﻘﯾت و ﻘﻲ ﻋﻠ ك ﺎ أ ﺎ ﻋﺑد ﷲ وﻋﻠﻰ اﻷرواح اﻟﺗﻲ ﺣﻠت ﻔﻧﺎﺋك ،ﻋﻠ ك ﻣﻧﻲ ﺳﻼم ﷲ ً اﻟﻠﯾﻞ واﻟﻧﻬﺎر ،وﻻ ﺟﻌﻠﻪ ﷲ آﺧر اﻟﻌﻬد ﻣﻧﻲ ﻟزﺎرﺗك ،اﻟﺳﻼم ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺳﯾن وﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ اﺑن اﻟﺣﺳﯾن وﻋﻠﻰ أوﻻد اﻟﺣﺳﯾن وﻋﻠﻰ أﺻﺣﺎب اﻟﺣﺳﯾن.
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﯾوم اﻟذ ﻧﻌ ش ﻓ ﻪ ذ ر ﺎت اﺳﺗﺷﻬﺎد اﻹﻣﺎم اﻟﺣﺳﯾن )س( ﻗﺑﻞ ﻞ ﺷﻲء ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﻧﺗ ﻪ
ﻞ وﺟودﻧﺎ إﻟﻰ ﺣﻘ ﻘﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎﺳ ﺔ وأﻫداﻓﻬﺎ وأ ﻌﺎدﻫﺎ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻗﺑﻞ ﻞ ﺷﺧص آﺧر...
ﻷن اﻟﺣﺳﯾن )ع( ﯾﺧﺻﻧﺎ ﻗﺑﻞ ﻞ ﺷﺧص آﺧر ،ﯾﺧﺻﻧﺎ ﻧﺣن أﻫﻞ اﻟﻣﺳﺟد وأﻫﻞ اﻟﺻﻼة
واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾن ﻷﺟﻞ اﻟﺻﻼة ﯾوم اﻟﺟﻣﻌﺔ ،ﻷن اﻟﺣﺳﯾن )س( ﻗﺎل وﻋﯾﱠن ﻫدﻓﻪ ﻣن ﻫذﻩ اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ اﺳﺗﺷﻬﺎدﻩ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺧرج ﻣن اﻟﻣدﯾﻧﺔ؛ ﻌﻧﻲ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺑدأ ﻫذﻩ اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﻗﺗﻠﻪ واﺳﺗﺷﻬﺎدﻩ -وﻻ ﻧﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻻﺟﺗﻬﺎد واﻻﺳﺗﻧ ﺎ ﻓﻲ ﻫدﻓﻪ اﻟﻣ ﺎرك -ﻫو ﻗﺎل :وﷲ إﻧﻲ ﻣﺎ ﺧرﺟت ﻣﻔﺳدا أردت اﻹﺻﻼح ﻓﻲ أﻣﺔ ﺟد ظﺎﻟﻣﺎ وﻻ طر وﻻ أﺷر وﻻ ًا ًا ً ً ﺎﻟﻣﻌروف واﻟﻧﻬﻲ ﻋن اﻟﻣﻧ ر.
ﻣﺎ اﺳﺗطﻌت ،أرد اﻷﻣر
ﻓﺈ ًذا ،اﻟﻬدف ﯾﺗﺑﯾن ﻣن أول ﺳﺎﻋﺔ أن ﺧروﺟﻪ ﻣﺎ ﺎن ﻟﻣطﺎﻟﺑﺗﻪ ﺎﻟ ُﻣﻠك واﻟﺧﻼﻓﺔ وﻻ ﺎن ﻟﺧﻠ ﻓﺗﻧﺔ أو ﻓوﺿﻰ ﻓﻲ أﻣﺔ ﺟدﻩ .وﺧﺻوﻣﺗﻪ ﻣﻊ ﯾزد وأﻋوان ﯾزد ،ﻣﺎ ﺎﻧت ﻷﺟﻞ اﻟﺧﺻوﻣﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺔ اﻟوراﺛ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺎﻧت ﺑﯾن ﺑﻧﻲ أﻣ ﺔ و ﻧﻲ ﻫﺎﺷم ﻗﺑﻞ اﻹﺳﻼم؛ ﻷن ﻫذﻩ اﻷﻣور اﻧﺗﻬت ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣن ﺟﺎﻧب رﺳول ﷲ وأوﻻدﻩ وأﺻﺣﺎ ﻪ اﻧﺗﻬت ﻫذﻩ اﻟﺧﺻوﻣﺎت .ﻓﺧروﺟﻪ ﻟ س إﻻ ﻟﻺﺻﻼح وﻟﻸﻣر
ﺎﻟﻣﻌروف وﻟﻠﻧﻬﻲ ﻋن اﻟﻣﻧ ر .ﻌﻧﻲ ﺧروﺟﻪ ﺎن ﻷﺟﻞ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ دﯾن ﷲ ،ﻷﺟﻞ إﻗﺎﻣﺔ
اﻟﺻﻼة ٕواﯾﺗﺎء اﻟز ﺎة واﻷﻣر ﺎﻟﻣﻌروف واﻟﻧﻬﻲ ﻋن اﻟﻣﻧ ر ،واﻹﺻﻼح ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ
ﻘدر اﻻﺳﺗطﺎﻋﺔ واﻟﻛﻠﻣﺔ اﻷﺧﯾرة اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ ،ﻓﻲ أول اﻟرﺣﻠﺔ ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻠﺔ ﻣﻧﻘوﻟﺔ ﻋﻧﻪ ،وﻓﻲ آﺧر
اﻟرﺣﻠﺔ ،ﻌﻧﻲ ﺳﺎﻋﺔ اﺳﺗﺷﻬﺎدﻩ وﻟﺣظﺔ ﻗﺗﻠﻪ وﻣﻼﻗﺎة وﺟﻪ رﻪ ﻗﺎل :إن ﺎن دﯾن ﻣﺣﻣد ﻟم ﺳﺗﻘم إﻻ ﻘﺗﻠﻲ ﺎ ﺳﯾوف ﺧذﯾﻧﻲ.
ﻓﺈ ًذا ،ﻟ س ﻫﻧﺎك ﻣن ﺷك ﻓﻲ ﻫدف اﻹﻣﺎم وأن اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﺻﻌ ﺔ واﻻﺳﺗﺷﻬﺎد واﻟﺗﺿﺣ ﺔ اﻟﻛﺑر اﻟﺗﻲ
ﻻ ﺗﺷﺑﻬﻬﺎ ﺗﺿﺣ ﺔ ﺎﻧت ﻷﺟﻞ اﻟدﯾن ﻓ ﻞ ﻣن ﺎن ﻋﻧدﻩ دﯾن ،اﻟﺣﺳﯾن ﺷﻬﯾد ﻷﺟﻠﻪ وﻟﺧدﻣﺗﻪ وﻓﻲ
دﻣﺎ أو أن ﻘﺗﻞ وﻟﻛن ﻪﻠﻟ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ دﯾن ﷲ. ﺳﺑﯾﻠﻪ وﻟﻬذا ﻧﺳﻣ ﻪ ﺛﺎر ﷲ ...ﺣﺎﺷﺎ ﻪﻠﻟ أن ون ﻟﻪ ً ﻓﺎﻟﺷﻬﯾد ﻷﺟﻞ دﯾن ﷲ ﻫو ﺷﻬﯾد ﻷﺟﻞ ﷲ؛ واﻟﺷﻬﯾد ﻪﻠﻟ ﻫو اﻟﺷﻬﯾد ﻷﺟﻞ اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﺑدﯾن ﷲ
ﺗﺳﺟﯾﻞ ﺻوﺗﻲ ﻣن ﻣﺣﻔوظﺎت ﻣر ز اﻹﻣﺎم ﻣوﺳﻰ اﻟﺻدر ﻟﻸ ﺣﺎث واﻟدراﺳﺎت. 1
ﻣﺎﻧﺎ ﯾزداد اﺧﺗﺻﺎص واﻟﺳﺎﻟﻛﯾن ﻓﻲ ﺳﺑﯾﻞ ﷲ .ﻓﺎﻟﺣﺳﯾن ﺷﻬﯾد ﻞ ﻣؤﻣن و ﻠﻣﺎ ازداد اﻹﻧﺳﺎن إ ً ﻣﺛﻼ اﻟﺣﺳﯾن ﻪ؛ ﻓﺎﻟذ ﻋﻧدﻩ درﺟﺔ ﻣن اﻹ ﻣﺎن ،اﻟﺣﺳﯾن ﯾﺧﺻﻪ درﺟﺔ ،واﻟذ ﻋﻧدﻩ 10درﺟﺎت ً
ﯾﺧﺻﻪ اﻟﺣﺳﯾن 10درﺟﺎت .ﻓﺄﻧﺎ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻗﻠت أن اﻟذﯾن ﺻﻠون و ﺣﺿرون اﻟﻣﺳﺟد و ﻘ ﻣون
ﺷﻌﺎﺋر ﷲ ...أﻧﺗم اﻟﻣؤﻣﻧون ،إذا ﻗﻠﻧﺎ أن اﻟﺣﺳﯾن ﯾﺧﺻ م ﻗﺑﻞ ﻞ أﺣد ﻣﺎ ﺎﻟﻐﻧﺎ ﻷﻧ م ﺻﻼﺗﻛم و ﺎﺟﺗﻣﺎﻋ م و ﺈﻗﺎﻣﺗﻛم ﻟﺷﻌﺎﺋر ﷲ ﻧدﻋﻲ ﻧﺣن أﻧﻧﺎ ﻣن اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ،ﻓ ﻣﻘدار ﻣﺎ ﻧدﻋﻲ ﯾﺧﺻﻧﺎ اﻟﺣﺳﯾن ﻷﻧﻪ ﻗﺗﻞ ﻷﺟﻠﻧﺎ ،ﻷﺟﻞ دﯾﻧﻧﺎ ،ﻷﺟﻞ ﺧطﻧﺎ ﻷﺟﻞ ﺳﻠو ﻧﺎ. ﻓ ﻠﻣﺎ ﺷﻌرت ﺣزﻧك ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺳﯾن دﻟﯾﻞ إ ﻣﺎﻧكٕ ،واذا ﺷﻌرت ﺎﻟﻼﻣ ﺎﻻة وﻋدم اﻻﻧﺗ ﺎﻩ دﻟﯾﻞ ﺿﻌﻒ اﺿﺣﺎ اﻟﻣوﺿوع؟ وﻟﻬذا اﻹﻣﺎم )س( ﯾؤ د ﺄن أﺗ ﺎﻋﻪ وأﺗ ﺎﻋﻬم ﻫم اﻟذﯾن ﺣزﻧون إ ﻣﺎﻧك .أﻟ س و ً ﻟﺣزﻧﻬم و ﻔرﺣون ﻟﻔرﺣﻬم .ﻓﻧﺣن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷ ﺎم ﻧﺷﻌر ﺎﻟﺣزن اﻟﻌﻣﯾ أﻛﺛر ﻣن أن ﻧﺷﻌر ﺣزن
ﻌر ٕواﻧﻣﺎ أﻗول ﻋﻠﻰ وﻓﺎة ﻋزز أو ﺻدﯾ أو رﺣم .ﻟﻣﺎذا أﻛﺛر ﺎ أﺧﻲ؟ ﻻ أ ﺎﻟﻎ وﻻ أﻧظم ﺷ ًا ﺳﻧدا ،ﻓﻘد رﺣﻣﺎ ﻓ ﺣزن ﻋﻠ ﻪ .ﻟﻣﺎذا ﺣزن؟ ﻷﻧﻪ ﻓﻘد ﻋﺿدا ،ﻓﻘد ً ً اﻟﺣﻘ ﻘﺔ ،اﻹﻧﺳﺎن ﻔﻘد ﺻد ًﻘﺎ أو ً ﻣﺎﻻ . ﻣﺟدا ،ﻓﻘد رﻋﺎ ﺔ ،ﻓﻘد ً ً اﻟﺣﺳﯾن ﺧدﻣﺎﺗﻪ ﻟﻠدﯾن ﺗﻔوق أ
ﺧدﻣﺔ أﺧر ﻻ ﻣﺛﯾﻞ ﻟﺧدﻣﺎﺗﻪ ﻓﻲ أﺧﻲ وﻓﻲ أﺑﻲ وﻓﻲ أﻫﻠﻲ وﻓﻲ
ﺻد ﻘﻲ وﻓﻲ ﻋﺿد ؛ ﻓﺈذا ﺣزﻧت ﻷﺑﻲ ﯾﺟب أن أﺣزن ﻟـﻠﺣﺳﯾن أﻛﺛر ﻷن أﺑوة اﻟﺣﺳﯾن ﻟﻲ وﻋﺻر وﻟ ًﻼ وﻓﻲ أﻧﺎء اﻟﻠﯾﻞ وأطراف ًا ﺗﺗﺟﺎوز أﺑوة أﺑﻲ ﻟﻲ .ﻓﺈ ًذا ،ﻧﺣن ﻧﺟﺗﻣﻊ وﻧﻘ م ﻣﺟﺎﻟس ﺻ ًﺣﺎ اﻟﻧﻬﺎر ﺣﺗﻰ ﻧؤ د ﺄن ﺣزﻧﻧﺎ ﻟـﻠﺣﺳﯾن ﻔوق أ ﺣزن وﻟﻬذا ﻓﻧﺣن ﻻ ﻧﺣﺗﻔﻞ ﺑوﻓﺎة أﻋزاﺋﻧﺎ إﻻ ﻣرة أو ﻣرﺗﯾن أو أﺳﺑوع أو أرﻌﯾن أو ﺳﻧﺔ .أﻣﺎ ﻟـﻠﺣﺳﯾن ﻓ ﻞ ﺳﻧﺔ و ﻞ وﻗت و ﻞ ﻣﺟﻠس و وم ﻋﺎﺷوراء
ﻋﺻر وﻟ ًﻼ...ﻫذا دﻟﯾﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎذا؟ ﻫذا دﻟﯾﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﻧﺎ ﻧرد أن ﻧﻘول ﻌﻣﻠﻧﺎ ﺻ ًﺣﺎ و ًا أو أ ﺎم اﻟﻌﺷر ُ زﺎدة ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎﻧﻧﺎ ،ﻧرد أن ﻧﻘول ﻌﻣﻠﻧﺎ ﺄﻧﻧﺎ ﻧﺷﻌر ﻌظم اﻟﻣﺻﺎب وﺧطورة اﻟﺣزن واﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻌﻣﯾ ﻟﻬذا اﻻﺳﺗﺷﻬﺎد ﻓﻲ ﻗﻠو ﻧﺎ.
أﻣﺎ ﻓـﺎﻟﺣﺳﯾن ﺷﻬﯾدﻧﺎ ﻗﺑﻞ أن ون ﺷﻬﯾد ﻏﯾرﻧﺎ .ﻧﺣن ﻧﺣزن ﻷﻧﻧﺎ ﻓﻘدﻧﺎ ً ﺷﯾﺋﺎ ﯾﺧﺻﻧﺎ ﻓﻘدﻧﺎ أًﺎ و ً أﺧﺎ و ً وﻣﺟدا ورﻋﺎ ﺔ و ﻞ ﺷﻲء .ﻓﻘدﻧﺎﻩ ﺳ ﻣﺎ وﻧﺣن ﻧﺷﻌر ﺄﻧﻪ ﺿﺣﻰ ﻷﺟﻠﻧﺎ .ﻣﺎ وﺳﻧدا وﺻد ًﻘﺎ ً وﻋﺿدا ً ً
ﻣﻌﻧﻰ ﻷﺟﻠﻧﺎ؟ أ ﺎﻟﻎ؟ ﻻ ،ﻷﺟﻠﻧﺎ .ﻫﻧﺎك ﻣن ﻣوت و ﺿﺣﻲ ﻷﺟﻞ ﻣﺎﻟك ،اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟك أو
اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟدك ،أو اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻋرﺿك ،أو اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ راﻣﺗك ...ﻓـﺎﻟﺣﺳﯾن ﺿﺎ ﺿﺣﻰ ﻷﺟﻞ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺋﻞ ﻣن أﺟﻠﻲ وأﺟﻠك؛ ﻓﻧﺣن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﻌور ﺎﻟﺣزن اﻟﻌﻣﯾ ﻧﺷﻌر أ ً ﺎﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻌﻣﯾ ،ﻧﺷﻌر ﺄﻧﻧﺎ ﻣدﯾﻧون ﻟـﻠﺣﺳﯾن َد ًﯾﻧﺎ ﻻ ﻣ ن وﻓﺎؤﻩ ،وﻫو ﻟﻪ ﻓﺿﻞ وﻣّﻧﺔ وﺧدﻣﺔ ﻻ أﺑدا. ﺎﻓﺊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ً 2
ﻫذﻩ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ،ﺻﺣ ﺢ؟! ﻌﻧﻲ ﻧﺣن أول اﻟﻣﺣزوﻧﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺳﯾن وأول اﻟﻣﻘدرن ﻟﺗﺿﺣ ﺔ اﻟﺣﺳﯾن؛ ﺿﺎ ﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺳﯾن ﻷﻧﻪ ﻣﺎ ﺧدم ﺣﺗﻰ ﺄﺧذ ﺗﻌو ً وﻟﻬذا ،ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﻘدم اﻟﺧدﻣﺎت ﻻ ﺗﻌو ً ﻣﻧﺎ. ّ
ﺧدﻣﺎﺗﻧﺎ ﻟـﻠﺣﺳﯾن ﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﻧﺟﺎح اﻟﺣﺳﯾن واﻧﺗﺻﺎرﻩ ﻓﻲ ﺟﻬﺎدﻩ ،ﻧﺣن ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺗطﺑﯾ أﻫداف ﻣﻧﺗﺻر أﻛﺛر ﻷﻧﻪ ﻟﻣﺎذا ﻗﺗﻞ؟ ﻷﺟﻞ اﻟدﯾن ،ﻓ ﻠﻣﺎ زاد ًا اﻟﺣﺳﯾن ﻓﻲ اﻟﺣﻘ ﻘﺔ ﻧﻔذﻧﺎ وﺟﻌﻠﻧﺎ اﻟﺣﺳﯾن اﻟدﯾن ﯾﻧﺗﺻر اﻟﺣﺳﯾن أﻛﺛر .ﻟو وﺟد ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻣﺋﺔ درﺟﺔ ﻣن اﻟدﯾن ،اﻟﺣﺳﯾن اﻧﺗﺻر ﻣﺋﺔ درﺟﺔ، ﻟو وﺟد ﻣﺋﺔ ودرﺟﺔ اﻟﺣﺳﯾن اﻧﺗﺻر درﺟﺔ أﻛﺛر ،أﻟ س ﺻﺣ ًﺣﺎ ﻫذا؟ أﻟ ﺳت واﺿﺣﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺋﻞ؟
ﻓﺈ ًذا ،ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻧﺣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌون ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺳﺟد اﻟﻣ ﺎرك وﻓﻲ ﻫذا اﻟﯾوم اﻟﻣ ﺎرك ﻗﺑﻞ ﻞ أﺣد أن ﻧﻌﻲ ﻣﺎ ﻣﻌﻧﻰ ﻋﺎﺷوراء؟ ﻟﻣﺎذا ﻧ ﻲ؟ ﻟﻣﺎذا ﻧﺣزن؟ ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﻌﻲ ﻣﺎ ﻫو واﺟﺑﻧﺎ ﺗﺟﺎﻩ ﻫذا اﻟﻣوﻗﻒ؟ ﻫذا اﻟواﺟب ﯾﺟب أن ﯾﺑرز و ﺟب أن ﯾﺗﺣﻘ ﺑﻠﺳﺎﻧﻧﺎ ﻘﻠﺑﻧﺎ ﯾﺟب أن ﯾﺑدو ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﻧﺎ وﻋﻠﻰ ﺷﻌورﻧﺎ،
ﺻرﺣﺎ ﻷﻧﻧﺎ أول ﻣن ﻘدر و ﺣزن و ﻌﻣﻞ و ﺳﻌﻰ ظﻬور ًا ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎﻧﻧﺎ ،وﻋﻠﻰ ﻧﯾﺗﻧﺎ وﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎﻟﻧﺎ ً ﺷﯾﺋﺎ ،ﻣﺎ اﻣﺗﻧﻊ ﻣن ﺑذل ﻣﺎل أو ﻷﺟﻞ ﺗﺣﻘﯾ اﻷﻫداف .وﺣﯾﻧﻣﺎ ﻧﻔ ر ﺄن اﻟﺣﺳﯾن ﻣﺎ وّﻓر ﻟﻧﻔﺳﻪ ً ﻗدم اﻟﻛﻞ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻧﻔ ر أن اﻟﺣﺳﯾن ﻣﺎ وﱠﻓر ﻟﻧﻔﺳﻪ ﺟﺎﻩ أو أﻫﻞ أو أطﻔﺎل أو أﺻدﻗﺎء أو أﺻﺣﺎبّ ، ﺣﺗﻰ ﻧﻔﺳﻪ ،ﺑذل اﻟﻛﻞ.
ﻓﺈ ًذا ،ﺧدﻣﺎﺗﻪ ﺗﻌﺎدل ﻞ اﻟﺧدﻣﺎت .أﺗﻔﺗﻛر أن اﻟﺣﺳﯾن ﻣﺎ ﺎن ﺣب اﺑﻧﻪ -ﻓﻘط أﻧﺎ وأﻧت ﻧﺣب أﺑﻧﺎءﻧﺎ -ﻣﺎ ﺎن ﺣب اﺑﻧﻪ اﻟذ
ﻋﺑﱠر ﻋﻧﻪ ﻣن دون أ
ﻣﺟﺎﻣﻠﺔ ﺻراﺣﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻗﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺻرع
ﺄن ﻫذا اﺑﻧﻪ ﺷﺎب و ﺣ ﻪ وﻣﺎ ﺣب أن ﻋﻠﻲ اﻷﻛﺑر :ﻋﻠﻰ اﻟدﻧ ﺎ ﻌدك اﻟﻌﻔﺎ!؟ أﻟم ن ﺷﻌر ّ ﻘﺗﻞ؟ ﻓﻘط أﻧﺎ وأﻧت ﻧﺣب أوﻻدﻧﺎ ...ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻘﻒ و ؤ ن اﻟﻌ ﺎس ﻫو أﻟم ن ﺣب أﺧﺎﻩ؟ أﻟم ن ﺷﻌر ﺑوﺟود ﻫذا اﻷخ وﻗوﺗﻪ وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻓﻲ ﺣ ﺎﺗﻪ؟ وﻣﺎ ﺎن ﺷﻌر م ﺗﻌب ﻣن أﺟﻞ ﻫذا اﻷخ؟ وﻟﻬذا ﻋﺑر ﺎﻧ ﺳﺎر ظﻬرﻩ. ّ ﺿﺎ ﺎن ﺣب إﺧوﺗﻪ وأوﻻدﻩ ،ﺎن ﺣب اﻟﺣ ﺎة ،ﺎن ﺣب اﻟراﺣﺔ ،ﺎن ﺣب ﻞ ﻧﻌم ﻓﺈ ًذا ،ﻫو أ ً ﺷﯾﺋﺎ وﻗدم ﺷﯾﺋﺎ ،وﻣﺎ ﺗرك ً ﷲ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻷرض ،وﻟﻛن ﻣﺎ وﱠﻓر ﻷﺟﻠك وﻷﺟﻠﻲ .اﻟﺣﺳﯾن ﻣﺎ وّﻓر ً ﻞ ﻣﺎ ﻣﻠك ﻷﺟﻞ ﺳﻌﺎدﺗك وﻷﺟﻞ ﺳﻌﺎدﺗﻲ .ﻣﺎ ﻫو واﺟﺑﻧﺎ ﺗﺟﺎﻩ ﻫذا اﻟﻣوﻗﻒ؟ ﻫﻞ ﺗﻔﺗﻛر أﻧﻧﻲ إذا
ﺿﺣﯾت ﺳﺎﻋﺔ ﻣن راﺣﺗﻲ أو ﺳﺎﻋﺔ ﻣن وﻗﺗﻲ أو إذا ﺗر ت ﻌض ﻋﺎداﺗﻲ ،أو إذا ﻧّﻔذت واﺟ ﺎت ﺗﺣﻣﻞ اﻟﺻﻌﺎب أﻛﺛر ،ﻓﻼ ﷲ أو إذا ﺗر ت ﻣﻌﺎﺻﻲ ﷲ ،ﺻﻌب؟ ﻟﻛن ﻣﻬﻣﺎ ﺎن ﺻﻌًﺎ ،اﻟﺣﺳﯾن ّ ﻣﺛﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺻ ﺔ اﻟﻔﻼﻧ ﺔ ﯾﻒ أرد أن أﺗر ﻬﺎ؟ ﻫذا ﺻﻌب؛ ﻣﻬﻣﺎ ﺗﻘﻞ أﻧﻲ ﻣﺗﻌود ً
ﺎن ﺻﻌب
ﻋﻠ ك ..اﻟﺣﺳﯾن ﻗﺎم ﻣﺎ ﻫو أﺻﻌب ﻣن ﻫذا اﻟﺷﻲء ،أﻧت ﺗﻘول أﻧﺎ ﺻﻌب ﻋﻠﻲ أن أﺗرك ﻌض ّ ﻣﺛﻼ. ﻣﺛﻼ أو ﺑدﻓﻊ اﻟﺣﻘوق ً ﻣﺛﻼ أو ﺎﻟﺣﺞ ً اﻟوﻗت وأﺗﻘﯾد ﺎﻟﺻﻠوات ً 3
أﻗول ﻟك أن اﻟﺣﺳﯾن ﻣوﻗﻔﻪ ﺎن أﺻﻌب ﻣن ﻣوﻗﻔك ،وﻣﺎ وّﻓرَ ﴿ ...ﻫ ْﻞ َﺟ َزاء ِْ اﻹ ْﺣ َﺳ ِ ﺎن ِإﱠﻻ ﺎن﴾ ]اﻟرﺣﻣن ،[60 ،ﻫو ﺧدﻣك ...أﻧت ﻻ ﺗرد أن ﺗﺧدم ﻧﻔﺳك ﺑﺗﺣﻘﯾ أﻫداف اﻟﺣﺳﯾن. اِْﻹ ْﺣ َﺳ ُ ﻓﺈ ًذا ،ﻣﻘدار ﻣﺎ ﻧﺷﻌر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷ ﺎم ِﻌظم اﻟﻣﺻﺎب و ﺎﻟﺣزن اﻟﻌﻣﯾ و ﺎﻟﺗﻘدﯾر اﻟ ﺎﻟﻎ ،ﺑﻧﻔس
اﻟﻣﻘدار ﯾﺟب أن ﻧﺑدأ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺟدﯾدة ﻟﺣ ﺎﺗﻧﺎ وﻟوﺿﻌﻧﺎ وﻓﻲ ﺧط ﺟدﯾد ﻟﺳﯾرﻧﺎ وﺳﻠو ﻧﺎ ،ﯾﺟب أن ﻧ ون ﻧﺣن أﻣﺛﻠﺔ ﻟﻠﺣﺳﯾﻧ ﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻷرض ،وﻣﺎ أﺣوﺟﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺣﺳﯾﻧ ﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟوﻗت!
اﻟﺣﺳﯾﻧ ﺔ ﻌﻧﻲ ﺑﻠوغ اﻹﻧﺳﺎن ﻏﺎ ﺔ اﻟﺗﺿﺣ ﺔ ،ﺑﻠوغ اﻹﻧﺳﺎن ﻧﻬﺎ ﺔ اﻟﺗﻘد م واﻟوﻓﺎء واﻟﺧدﻣﺔ ،ﺑﻠوغ اﻹﻧﺳﺎن أﻛﺛر ﻣﺎ ﻣ ن ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت واﻟﺑذل واﻟﻌطﺎء ،ﺑﻠوغ اﻹﻧﺳﺎن أﻛﺛر ﻣﺎ ﻣ ن ﻣن اﻟﻌﻔو واﻟﺗﺳﺎﻣﺢ .أﻧت ﺗﻔﺗﻛر أﻧك ﻏﺿﺑت إذا ﻏﺿﺑت ﻋﻠﻰ أﺣد ،ﺻﻌب ﻋﻠ ك أن ﺗﺗﻧﺎزل ﻋن أﻧﺎﻧﯾﺗك وﻏرورك ،ﺻﺣ ﺢ ﺻﻌب ،ﻟﻛن اﻟﺣﺳﯾن ﻣﺎ ﺎن ﻋﻠ ﻪ ﺻﻌًﺎ أن ﻘوم ﻣﺎ ﻗﺎم ﻪ. ﻓﺈ ًذا ،ﻧﺣن ﻓﻲ ظﻼل ذ ر اﻟﺣﺳﯾن وﻓﻲ أ ﺎم اﻟﺣﺳﯾن ﻧﺣﺎول أن ﻧﺑدأ ﻣن ﺟدﯾد ﺑدرس ﺣ ﺎﺗﻧﺎ، ﻧﺣن وﺿﻌﻧﺎ اﻟداﺧﻠﻲ واﻟﺧﺎرﺟﻲ ﺄﺷﺧﺎص ،ﻌﺎﺋﻼت ،ﺑﻠد ،ﺄﻓراد ،ﺄﻣﺔ ...وﺿﻊ ﻏﯾر ﺳﻠ م
أﺑدا. ً
ﻟ س ﻋﻧدﻧﺎ ﺷﻲء ﻣن اﻟﻛﻣﺎﻻت اﻟﻧﻔﺳ ﺔ ،وﻟ س ﻋﻧدﻧﺎ ﺷﻲء ﻣن اﻟﻛﻣﺎﻻت أﻣﺎم اﻟﻌﺎﻟم ...ﻟ س ﻋﻧدﻧﺎ ﻣﺟد وﻋز وﻟ س ﻋﻧدﻧﺎ ﻣﺛﺎﻟ ﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﻠ ،ﻟ س ﻋﻧدﻧﺎ ﻣﺛﺎﻟ ﺔ ﻓﻲ ِﻋ ْﺷرة اﻵﺧر ن وﻣﻌﺎﻣﻠﺔ
اﻵﺧرن ،ﻟ س ﻋﻧدﻧﺎ ﻣﺛﺎﻟ ﺔ ﻓﻲ ﺗر ﺔ اﻷوﻻد ،اﻟوﺿﻊ ﻏﯾر ﺳﻠ م ،وﻻ أرد أن أﺷرح ،واﻟﻣﺳؤول ظﻼﱠم ِّﻟْﻠﻌ ِﺑ ِ ﯾد﴾ ]آل ﻋﻣران .[182 ،إن ﷲ ﺳ ﺣﺎﻧﻪ ﻧﺣنَ ﴿ :ذ ِﻟ َك ِ َﻣﺎ َﻗﱠد َﻣ ْت أَْﯾ ِد ُ ْم َوأ ﱠ ﻪﻠﻟاا َﻟْ َ س َِ ٍ َ َن ّ َ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﯾﺧﺗص ﺄﺣد دون أﺣد ،وﻻ ﺄﻣﺔ دون أﻣﺔ ،وﻻ ﺷﻌب دون ﺷﻌب .ﻧﺣن ﻣﺳؤوﻟون ﻋن وﺿﻌﻧﺎ وﻗﺎدرون ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾﯾر وﺿﻌﻧﺎ.
اﻟﻔرﺻﺔ ،ﻓرﺻﺔ أ ﺎم اﻟﺣﺳﯾن ﻓرﺻﺔ ﻣﺗﻧﺎﺳ ﺔ ﻟﺗﻐﯾﯾر ﻞ أوﺿﺎﻋﻧﺎ ،ﻟﻣﺎذا؟ ﻷن اﻟﺑﻧﺎء واﻷﺳﺎس واﻟﺧطو
اﻷﺻﻠ ﺔ ﻓﻲ ﺣ ﺎﺗﻧﺎ ،واﻟﻣﺳﻠك اﻟذ
ﻧﺣن ﻧﺳﻠﻛﻪ ﻓﻲ ﺣ ﺎﺗﻧﺎ ﺧﺎطﺊ ،ﻟ س اﻟﻣﺳﻠك
اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ؛ ﻣن اﻟﯾوم وﻣن أ ﺎم اﻟﺣﺳﯾن ﻧﺗﻣ ن أن ﻧﺳﻠك ﺳﻠوك اﻟﺣﺳﯾن ،وﻧﺧطو ﻓﻲ ﺧطﻰ اﻟﺣﺳﯾن
وﻧﻘدر اﺳﺗﺷﻬﺎد اﻟﺣﺳﯾن ،وﻧﺣزن وﻧﻌوض ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﺻﺎﺑﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺻﺎب اﻟﺣﺳﯾن )س( .ﻫذا ّ ّ اﻟﻣﺻﺎب اﻟﻌظ م ،ﺑﺈﻣ ﺎﻧﻧﺎ ﯾﻒ ﻧﺗﻣ ن أن ﻧ ون ﺣﺳﯾﻧﯾﯾن وﻓﻲ ﺧط اﻟﺣﺳﯾن إذا ﻗﻣﻧﺎ ﺎﻟﺗﺿﺣ ﺔ،
إذا ﻗﻣﻧﺎ ﺎﻟﺧدﻣﺎت واﻟﺳﻌﻲ وﻋدم اﻟﺗوﻓﯾر ،إذا ﺗﻧﺎزﻟﻧﺎ ﻋن أﻧﺎﻧ ﺎﺗﻧﺎ ﻞ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻛﻠﻣﺔ. ﻧﺣن أﻣﺎﻣﻧﺎ ﺗﺟﺎرب ،ﺗﺻور اﻟﺗﺟرﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ أﻣﺎم أﻋﯾﻧﻧﺎ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻣﺷ ﻠﺔ ﻓﻠﺳطﯾن .دول وﺟﻣﺎﻋﺎت
وﺷﻌوب وأﺳﻠﺣﺔ وﻋﺎﻟم وﻣﻼﯾﯾن اﻟ ﺷر واﻷﻣوال ﻣﺎ ﻗدروا أن ﻌﻣﻠوا ﺷ ًﯾﺋﺎ ،وﻟﻛن م واﺣد ﻓداﺋﻲ
ﻣﺿﺢ ،واﺿﻊ رأﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﻔﻪ ،واﺿﻊ ﻧﻔﺳﻪ ﺑﯾدﻩ ،ﺿﺣﻲ ﺗﻣ ن أن ﯾﻬز ﻫذﻩ اﻟﻌﺻﺎ ﺔ ﺗﻣ ن أن ٍ ﯾﻬز
ﺎن ﻫذا اﻟﺑﻠد .ﻓﺈ ًذا ،أﻟ ﺳت ﻫذﻩ ﺗﺟرﺔ؟ م واﺣد ﻓداﺋﻲ ﻘوﻣون ﺑﻬذا اﻟﻌﻣﻞ؟ ﯾﺑﻠﻎ ﻋددﻫم
،400 ،500ﻻ أﺣد ﻌرف! ﻟﻛن ﻧﻌرف أﻧﻬم ﻗﻠﺔ؛ ﻓﺈ ًذا ،ﻓﺋﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻣن اﻟﻧﺎس .أﻗول ﻟك ﺣﺗﻰ ﻻ 4
ﺗﺣﺗﻘر ﻧﻔﺳك ،ﻻ ﺗﺳﺗﺻﻐر ﻧﻔﺳك ،ﻻ ﺗﻘول أﻧﺎ ﻣﺎذا أﻗدر أن أﻋﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺣ ﺎة ،ﺗﻘدر ﺗﻌﻣﻞ ﻞ ﺷﻲء ،ﻟﻛن ﺷر أن ﺗﻧزع ﻫذﻩ اﻷﻧﺎﻧ ﺔ ﻣن ﻧﻔﺳك وأن ﺗﻛون ﻓﻲ ﺧط اﻟﺣﺳﯾن ،أن ﺗﺗﻣ ن أن
ﺗﺑذل ﻣﺎ ﯾردﻩ اﻟﺣﺳﯾن ] [...وﻣﺎ ﺗردﻩ اﻟﻣﻌر ﺔ ،وﻣﺎ ﺗردﻩ اﻟﺣ ﺎة ،وﻣﺎ ﯾردﻩ اﻟﺻراع ﻓﻲ اﻟﺣ ﺎة أن
ﺗﺑذل ﻞ ﻣﺎ ﯾﺟب ﻋﻠ ك أن ﺗﺑذل .ﻧﺣن إذا ﺗﻣ ﻧﺎ أن ﻧﺗﻧﺎزل ﻋن راﺣﺗﻧﺎ ،ﻧﻘدر أن ﻧﺷﺗﻐﻞ .إذا ﺗﻣ ﻧﺎ أن ﻧﺗﻧﺎزل ﻋن ﻋﺎداﺗﻧﺎ ﻧﺗﻣ ن أن ﻧﺳﻣو .إذا ﺗﻣ ﻧﺎ أن ﻧﺗﻧﺎزل ﻋن أﺣﻘﺎدﻧﺎ ﻧﺗﻣ ن ﻣن أن
ﻧﺳﻣو وأن ﻧﺗﺻﺎدق وأن ﻧﺗﺻﺎﻓﺢ وأن ﻧ ون إﺧوة.
ﻧﺣن إذا ﺗﻧﺎزﻟﻧﺎ ﻋن ﻋﺎداﺗﻧﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﻧﺎس ﻫ ذا ﯾردون ،ﻫ ذا اﻟﻣوﺿﺔ ،ﻫذا اﻟﺗ ﺎر ،ﻫذﻩ اﻟﻣوﺟﺔ،
ِ ﻣش اﻟﺣﺳﯾن ﺿد اﻟﺗ ﺎر؟! أﻟم ﻘﺎﺑﻞ اﻟﺣﺳﯾن اﻟطﻐﺎة ﻘﺿﻬم وﻗﺿ ﺿﻬم ،ﺄﺳﻠﺣﺗﻬم ﻓﻠ ن ،أﻟم
وﺟﯾوﺷﻬم ،ﺄﻓ ﺎرﻫم وآراﺋﻬم وﺧدﻣﺎﺗﻬم ودﻋواﺗﻬم؟! ﺎن ﺿد ﻞ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎرك ،وﻗﻒ وﺣدﻩ وﻟﻛن ﻣﺎ
ﻗدم ﻞ ﺷﻲء. وﱠﻓرّ ، ﻓﺈذا ﻧرد أن ﻧﺑﻠﻎ اﻟﺧط اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ ،اﻟﻬدف اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ ...إذا ﻧرد أن ﻧﺻﻞ إﻟﻰ ﻣﺟدﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﺣﺳﯾن ﻓﻲ ﺣ ﺎﺗﻧﺎ ﯾﺟب أن ﻧﺳﻠك ﻫذا اﻟﺧط .إذا أﻧت ﺗرد أن ﺗﺗﻣﺳك
ﻞ ﻣﺎ ﻋﻧدك ﻣن اﻟراﺣﺔ واﻟﻣﺎل
واﻟﻌﺎﻓ ﺔ واﻷﻧﺎﻧ ﺔ واﻟﺧﻠ واﻟﻣﺳﺎﺋﻞ اﻷﺧر ﺗﻘﻒ ﻓﻲ ﻣ ﺎﻧك ﻻ ﺗﺗﻐﯾر ﻗﯾد ﺷﻌرة ،أﻧت أﻧت ﻣن 20
ﺳﻧﺔ إﻟﻰ اﻟﯾوم ،وأﻧت أﻧت ﻣن اﻟﯾوم وﺣﺗﻰ 20ﺳﻧﺔ ،وﻟﺋن ﺗﻣوت وﻧﻣوت ﻠﻧﺎ .إذا أردت أن ﺗﻛون ﻘﯾت ﻧﻔﺳك ﻓﻲ ﻣ ﺎﻧك ﻣﺛﻞ اﻟﺣﺟﺎرة ﻻ رﺳﻣت ﻫدﻓك ﻧت ،ﻫذا ﻫو! وﻗﻠﻠت ﻣن أﻫداﻓك وأ َ َ َ ﻣﺎ َ ﺷﯾﺋﺎ ﻣن اﻷﻧﺎﻧ ﺎت. ﺗﺗﻐﯾر ﻟﻛن ﻠﻣﺎ ﺣﺎوﻟت أن ﺗطﻠﻊ وﺗﺳﻣو وﺗﺗﻘدم ،ﺗﺗﻣ ن ﺄ ﺷ ﻞ ﺄن ﺗﺗرك ً َ
ﻓﺈ ًذا ،اﻟﯾوم وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷ ﺎم وﻓﻲ ظﻼل ذ ر اﻟﺣﺳﯾن اﻟﻌظ م ﻧﺣن ﺑﺈﻣ ﺎﻧﻧﺎ أن ﻧﺑدأ ﺻﻔﺣﺔ ﺟدﯾدة
ﻓﻲ ﺣ ﺎﺗﻧﺎ.
ﺻورة ﻣوﺟزة أذ ر ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻟﻛﻲ أوﺟﻬﻬﺎ إﻟﻰ ﻧﻔﺳﻲ ٕواﻟ م وأﻋﻠن ﻟﻛم وﻟﻲ ﺄﻧﻧﺎ أﻣﺎم ﻓﺻﻞ ﺟدﯾد ﻣن ﺣ ﺎﺗﻧﺎ ،أﻣﺎم وﻗت ﺟدﯾد وﻓرﺻﺔ ﺟدﯾدة ﻣن ﺣ ﺎﺗﻧﺎ ﺑﺈﻣ ﺎﻧﻧﺎ أن ﻧﺑدأ وﻧﻐﯾر اﻻﺗﺟﺎﻩ، ّ وﻧﺗوﺟﻪ إﻟﻰ ﺣﯾث اﺗﺟﻪ اﻟﺣﺳﯾن )س(؛ و ون ﻟﻧﺎ أﺣﺳن ﻣن ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا ،وﻟﻛﻲ ﻧؤ د ﻫذﻩ اﻟﻧﻘﺎ
ﯾﺟب أن ﻧﻌ ش ﻓﻲ ذ رﺎت اﻟﺣﺳﯾن ،ﻧﺣﺿر اﻟﻣﺟﺎﻟس وﻧﺳﺗﻣﻊ ﻟﻠﻣﺟﺎﻟس ﻧﺗذ ر وﻧﻔ ر ،اﻟﺣزن ﯾﺑدو ﻋﻠﻰ ﺳﯾرﺗﻧﺎ ،ﻋﻠﻰ ﻣﻼ ﺳﻧﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺑﯾوﺗﻧﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺳﻬراﺗﻧﺎ ﺣﺗﻰ ﻧﻌ ش اﻟذ رﺎت ،ﻷﻧﻪ ﻣن
اﻟﺻﻌب أن ﯾﺗﻣ ن اﻹﻧﺳﺎن أن ﻐﯾر ﻧﻔﺳﻪ وﻟﻛن ﺗذ ر ﻫذﻩ اﻟﻠوﺣﺎت اﻟﻌظ ﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺎر ﺦ رﻼء، ﺗذ ر ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎظر وﻫذﻩ اﻟﻔﺟﺎﺋﻊ وﻫذﻩ اﻟﺗﺿﺣ ﺎت وﻫذﻩ اﻟﺗﻘد ﻣﺎتِ .ﻋ ْش ﻟﺣظﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﻬﺗز دﻓﻌﺔ رﺟﻼ ﻘﺎل واﺣدة وﻗد ﺗﻐﯾر ﻗﺑﻠك ﻓﻲ ﻣﺛﻞ ﻫذﻩ اﻷ ﺎم ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻋﺑﯾد ﷲ ﺑن اﻟﺣر اﻟﺟﻌﻔﻲ ﻣﺎ ﺎن ً
رﺟﻼ ﻣﻧﺣرًﻓﺎ ،وﻟﻛن ﻓﻲ ﻫذﻩ ﻋﻧﻪ أﻧﻪ ﻋﺛﻣﺎﻧﻲ ،ﻌﻧﻲ طﺎﻟب اﻹﻣﺎم ﺑدم اﻟﺧﻠ ﻔﺔ ﻋﺛﻣﺎن؛ ﻌﻧﻲ ﺎن ً اﻷ ﺎم ﻋﺎش ﻫذﻩ اﻟذ رﺎت دﻓﻌﺔ واﺣدة ،اﻧﺗﻘﻞ وﻗﻔز ﻣن ﺧط اﻟ ﺎطﻞ إﻟﻰ اﻟﺧط اﻟﺻﺣ ﺢ اﻟﺣ . ﻣﻣ ن ﻫذا.
5
إﺧواﻧﻲ ،ﻻ ﺣﺗﺎج اﻷﻣر إﻟﻰ ﻼم .أﻧﺗم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔرﺻﺔ ،ﺑﺈﻣ ﺎﻧ م أن ﺗﺿﻌوا ﻧﻘطﺔ وﺧطﺔ ﺟدﯾدة وﻋز ﻷﻣﺗﻛم ،ﻹﺧواﻧ م ،ﻷوﻻد م، ﻣﺟدا ًا ﻓﺗﺻﻠﺣوا ﺣ ﺎﺗﻛم اﻟﺧﺎﺻﺔ وﺣ ﺎﺗﻛم اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺗﻛﺳﺑوا ً ﻟﺣ ﺎﺗﻛم ...ﻣﻣ ن ﺗﻐﯾروا اﻟواﻗﻊ .وأﻧﺗم أﺻﺣﺎب اﻟﻣﺳﺟد ،أﻧﺗم اﻟﻣﺻﻠون اﻟﺻﺎﺋﻣون اﻟﺳﺎﺟدون، اﻟﻣﻘ ﻣون ﻟﺷﻌﺎﺋر ﷲ أوﻟﻰ ﻣن ﻏﯾر م ،أﻧﺗم إﺑدأوا.
ﻫذﻩ ﻟ ﺳت ﺣ ﺎة أﯾﻬﺎ اﻹﺧوان ،ﻫذا ﻣوت ﺗدرﺟﻲ أن اﻹﻧﺳﺎن ﻌ ش اﻟﻣﺷﺎﻛﻞ واﻟذل ،ﻌ ش
اﻷﺣﻘﺎد واﻟﻣﺻﺎﺋب ،ﻌ ش اﻧﺗظﺎر اﻷﺧ ﺎر ﻣن اﻵﺧرن ،واﻵﺧرون ﻘررون ﻣﺻﯾرﻩ .ﻫذﻩ ﻟ ﺳت
أﺑدا .وﻧﺣن ﯾﺟب أن ﻧ ون أول ﻣن ﻧﺳﻌﻰ ﺣ ﺎة ،ﻫذا ﻣوت وزﻒ وﻣﺎ أراد ﷲ ورﺳوﻟﻪ ﻟﻧﺎ ذﻟك ً وﻧﻐﯾر وﻧﺑدأ ﻷﻧﻧﺎ ﻣﻘدار ﻣﺎ ﻋﻧدﻧﺎ ﻣن اﻟدﯾن ﻧﺧص اﻟﺣﺳﯾن و ﺧﺻﻧﺎ اﻟﺣﺳﯾن أﻛﺛر ﻣن ﻏﯾرﻩ. ﻓﻠﻧﺑدأ ﻣن ﻫذﻩ اﻷ ﺎم اﻟﻣ ﺎر ﺔ وﻻ ﺷك أن ﷲ ﺳ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺄﺧذ ﺑﯾدﻧﺎ و وﻓﻘﻧﺎ و ﺟﻌﻠﻧﺎ ﻣن أﻧﺻﺎر اﻟﺣﺳﯾن )س(. واﻟﺳﻼم ﻋﻠ م.
6