سابقات الغدير مقدمة كتاب معنى (حديث الغدير) لمؤلفه آية الله السيد مرتضى خسروشاهي 1978 والذي صدرت ال

Page 1

‫سابقات الغدير‬ ‫موسى الصدر‬ ‫* مقدمة كتبها اإلمام موسى الصدر لكتاب "معنى حديث الغدير" لمؤلفه آية‬ ‫هللا السيد مرتضى خسروشاهي الذي صدرت الطبعة الثانية منه سنة ‪1398‬‬ ‫هـ‪ .‬في قم‪-‬إيران‬ ‫الحادثة‬ ‫في السنة العاشرة من الهجرة‪ ،‬رجع النبي (ص) من حجة الوداع‪ ،‬فلما وصل إلى‬ ‫الجحفة حيث مفترق الطرق‪ ،‬وقف هناك قريبًا من غدير يقال له‪( :‬غدير خم) ودعا الحجاج‬ ‫بأمر هللا‪ ،‬فاجتمعوا من مختلف طرقهم تحت منبر ُ‬ ‫صنِ َ‬ ‫ع له من أحداج اإلبل في ظل دوحة‪،‬‬ ‫وكان ذلك يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة‪ .‬وقام في الجمع خطيبًا فقال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫إني أوشك أن أدعى فأجيب‪ ،‬وإني مسؤول وأنتم مسؤولون‪ ،‬فماذا أنتم قائلون؟ قالوا‪:‬‬ ‫نشهد أنك بلغت ونصحت وجاهدت‪ ،‬فجزاك هللا خيرًا‪ .‬قال‪ :‬ألستم تشهدون أن ال إله إال‬ ‫هللا وأن محم ًدا عبده ورسوله‪ ،‬وأن جنته حق‪ ،‬وأن ناره حق‪ ،‬وأن الموت حق‪ ،‬وأن الساعة‬ ‫آتية ال ريب فيها‪ ،‬وأن هللا يبعث من في القبور؟ قالوا‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬اللهم اشهد‪ .‬ثم قال‪:‬‬ ‫فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين‪ ،‬فنادى منا ٍد‪ :‬وما الثقالن يا رسول هللا؟ قال‪ :‬الثقل‬ ‫األكبر كتا هللا‪ ،‬طر بيد هللا وطر بأيديمم فتمسموا به ال تللوا‪ ،‬واخآخر األصغر عترتي‪،‬‬ ‫ي الحوض‪ ،‬فال تقدموهما فتهلموا‬ ‫وأن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى ي َِردا عل ّ‬ ‫وال تقصروا عنهما فتهلموا‪ .‬ثم أخذ بيدي علي فرفعهما حتى رؤي بياض إبطيهما وعرفه‬ ‫القوم أجمعون‪ ،‬فقال‪ :‬أيها الناس‪ ،‬من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا‪ :‬هللا‬ ‫ورسوله أعلم‪ .‬قال‪ :‬إن هللا موالي‪ ،‬وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم‪ ،‬فمن‬ ‫ل من وااله وعا ِد من عاداه‪ ،‬وأحب من أحبه وابغض من‬ ‫كنت مواله فعلي مواله‪ ،‬اللهم وا ِ‬ ‫ّ‬ ‫فليبلغ الشاهد‬ ‫أبغله‪ ،‬وانصر من نصره واخذل من خذله‪ ،‬وأدر الحق معه حيثما دار‪ ...‬أال‬ ‫ِ‬ ‫الغائب‪.‬‬ ‫ونزلت اخآية المريمة‪﴿ :‬اليوم أكملت لمم دينمم وأتممت عليمم نعمتي ورضيت لمم‬ ‫اإلسالم دي ًنا﴾ [المائدة‪ ،]3 ،‬فقال رسول هللا‪ :‬هللا أكبر‪ ،‬والحمد هلل على إكمال الدين‪،‬‬ ‫ي من بعدي‪.‬‬ ‫وإتمام النعمة‪ ،‬ورضى الر برسالتي والوالية لعل ّ‬ ‫تواترها‬ ‫هذه واقعة الغدير‪ ،‬وقد حفظها المسلمون‪ ،‬وذكرها علماؤهم في مراجع التاريخ واألد‬ ‫والتفسير والحديث والمالم واللغة‪ ،‬ونحن ناقلون بعض مصادرها عن كتب "عبقات األنوار"‬ ‫للسيد حامد حسين (‪ 1306‬هـ)‪ ،‬و"المراجعات" لسيدنا المقدس اإلمام شر الدين‬ ‫(‪ 1377‬هـ)‪ ،‬و"الغدير" للحجة األميني (‪ 1390‬هـ)‪" ،‬ودالئل الصدق" للعالمة المظفر‬ ‫(‪ 1375‬هـ)‪.‬‬ ‫المؤرخون‬ ‫ذكر حادثة الغدير من المؤرخين‪ :‬البالذري (‪ 279‬هـ) في "أنسا‬

‫األشرا "‪ ،‬وابن قتيبة‬


‫(‪ 276‬هـ) في كتابيه "المعار " و"اإلمامة والسياسة"‪ ،‬والطبري (‪ 310‬هـ) في كتا‬ ‫مفرد‪ ،‬وابن زوالق الليثي المصري (‪ 387‬هـ) في كتابه‪ ،‬والخطيب البغدادي (‪ 463‬هـ) في‬ ‫تاريخه‪ ،‬وابن عبد البر (‪ 463‬هـ) في "االستيعا "‪ ،‬والشهرستاني (‪ 548‬هـ) في "الملل‬ ‫والنحل"‪ ،‬وابن عساكر (‪ 571‬هـ) في تاريخه‪ ،‬وياقوت الحموي (‪ 626‬هـ) في "معجم‬ ‫األدباء"‪ ،‬وابن األثير (‪ 630‬هـ) في "أسد الغابة"‪ ،‬وابن أبي الحديد (‪ 656‬هـ) في "شرح‬ ‫نهج البالغة"‪ ،‬وابن خلمان (‪ 681‬هـ) في تاريخه‪ ،‬والشافعي (‪ 768‬هـ) في "مرآة الجنان"‪،‬‬ ‫وابن الشيخ البلوي (‪ 604‬هـ) في "ألف باء"‪ ،‬وابن كثير الشامي (‪ 774‬هـ) في "البداية‬ ‫والنهاية"‪ ،‬وابن خلدون (‪ 808‬هـ) في مقدمة تاريخه‪ ،‬وشمس الدين الذهبي (‪ 748‬هـ)‬ ‫في "تذكرة الحفاظ"‪ ،‬والنويري (‪ 733‬هـ) في "نهاية األر في فنون األد "‪ ،‬وابن حجر‬ ‫العسقالني (‪ 852‬هـ) في كتابيه "اإلصابة" و"تهذيب التهذيب"‪ ،‬وابن الصباغ المالمي‬ ‫(‪ 855‬هـ) في "الفصول المهمة"‪ ،‬والمقريزي (‪ 845‬هـ) في "الخطط"‪ ،‬وجالل الدين‬ ‫السيوطي (‪ 911‬هـ) في غير واحد من كتبه‪ ،‬والقرماني الدمشقي (‪ 1019‬هـ) في "أخبار‬ ‫الدول"‪ ،‬ونور الدين الحلبي (‪ 1044‬هـ) في "السيرة" وغيرهم‪.‬‬ ‫المحدثون‬ ‫وذكرها من أئمة الحديث‪ :‬أبو عبد هللا محمد بن ادريس الشافعي (‪ 204‬هـ)‪ ،‬وأحمد بن‬ ‫حنبل (‪ 241‬هـ) في مسنده ومناقبه‪ ،‬وابن ماجه (‪ 273‬هـ) في "السنن"‪ ،‬والترمذي (‪279‬‬ ‫هـ) في "سنن التزمذي"‪ ،‬والنسائي (‪ 303‬هـ) في "الخصائص"‪ ،‬وأبو يعلى الموصلي‬ ‫ُّ‬ ‫السنة"‪ ،‬والدوالبي (‪ 310‬هـ) في‬ ‫(‪ 307‬هـ) في مسنده‪ ،‬والبغوي (‪ 516‬هـ) في "مصابيح‬ ‫"المنى واألسماء"‪ ،‬والطحاوي (‪ 321‬هـ) في "مشمل اخآثار"‪ ،‬والحاكم (‪ 405‬هـ) في‬ ‫"المستدرك"‪ ،‬وابن المغازلي المتوفى (‪ 483‬هـ) في "مناقب علي"‪ ،‬وابن منده‬ ‫األصبهاني (‪ 475‬هـ) في تأليفه‪ ،‬والخطيب الخوارزمي (‪ 568‬هـ) في "مناقب علي بن‬ ‫أبي طالب" و"مقتل الحسين"‪ ،‬والمنجي الشافعي (‪ 658‬هـ) في "كفاية الطالب"‪ ،‬ومحب‬ ‫الدين الطبري (‪ 694‬هـ) في "الرياض النلرة" و"ذخائر العقبى"‪ ،‬والحمويني (‪ 722‬هـ) في‬ ‫"فرائد السمطين"‪ ،‬والهيثمي (‪ 807‬هـ) في "مجمع الزوائد"‪ ،‬والذهبي (‪ 748‬هـ) في‬ ‫"اختصار مستدرك الحاكم"‪ ،‬وابن الجزري (‪ 833‬هـ) في "أسنى المطالب"‪ ،‬والقسطالني‬ ‫(‪ 923‬هـ) في "المواهب اللدنية"‪ ،‬والمتقى الهندي (‪ 975‬هـ) في "كنز العمال"‪ ،‬والهروي‬ ‫القاري (‪ 1014‬هـ) في "شرح مشماة المصابيح"‪ ،‬وتاج الدين المناوي (‪ 1031‬هـ) في‬ ‫"كنوز الحقائق" و"فيض القدير"‪ ،‬والشيخاني القادري (ق‪ 11.‬هـ) في "الصراط السوي"‪،‬‬ ‫وابن باكثير الممي (‪ 1047‬هـ) في "وسيلة المآل في ع ّ‬ ‫د مناقب اخآل"‪ ،‬وأبو عبد هللا‬ ‫الزرقاني (‪ 1122‬هـ) في "شرح المواهب"‪ ،‬وابن حمزة الدمشقي (‪ 1120‬هـ) في "البيان‬ ‫والتعريف"‪.‬‬ ‫المفسرون‬ ‫وذكرها من أئمة التفسير‪ :‬الطبري (‪ 310‬هـ) في تفسيره‪ ،‬والثعلبي (‪ 429‬هـ) في‬ ‫تفسيره‪ ،‬والواحدي (‪ 468‬هـ) في "أسبا النزول"‪ ،‬والقرطبي (‪ 671‬هـ) في تفسيره‪ ،‬وأبو‬ ‫السعود (‪ 982‬هـ) في تفسيره‪ ،‬والفخر الرازي (‪ 606‬هـ) في تفسيره "التفسير المبير"‪،‬‬ ‫وابن كثير الشامي (‪ 774‬هـ) في تفسيره‪ ،‬والنيسابوري ( ‪ 553 .‬هـ) في تفسيره‪،‬‬ ‫والسيوطي (‪ 911‬هـ) في تفسيره‪ ،‬والخطيب الشربيني (‪ 977‬هـ) في تفسيره‪،‬‬ ‫واأللوسي (‪ 1270‬هـ) في تفسيره‪.‬‬ ‫المتكلمون‬


‫وذكرها من المتملمين‪ :‬القاضي أبو بمر الباقالني (‪ 403‬هـ) في "التمهيد"‪ ،‬والقاضي عبد‬ ‫الرحمن األيجي الشافعي (‪ 756‬هـ) في "المواقف"‪ ،‬والسيد الشريف الجرجاني (‪618‬‬ ‫هـ) في "شرح المواقف"‪ ،‬والبيلاوي (‪ 685‬هـ) في "طوالع األنوار"‪ ،‬وشمس الدين‬ ‫األصفهاني (‪ 749‬هـ) في "مطالع األنظار"‪ ،‬والتفتازاني (‪ 793‬هـ) في "شرح المقاصد"‪،‬‬ ‫والقوشجي (‪ 879‬هـ) في "شرح التجريد"‪ ،‬والقاضي أبو الفلل نجم الدين محمد‬ ‫الشافعي (‪ 876‬هـ) في "بديع المعاني في شرح عقائد الشيباني"‪ ،‬والسيوطي (‪911‬‬ ‫هـ) في "األربعين"‪ ،‬وحامد بن علي العمادي (‪ 1171‬هـ) في "الصالة الفاخرة"‪ ،‬واأللوسي‬ ‫(‪ 1324‬هـ) في "نثر الآللي في شرح نظم األمالي"‪.‬‬ ‫اللغويون‬ ‫ومن أئمة اللغة ذكرها‪ :‬ابن دريد محمد بن الحسن (‪ 321‬هـ) في "جمهرة اللغة"‪ ،‬وابن‬ ‫األثير (‪ 606‬هـ) في "النهاية"‪ ،‬والحموي (‪ 626‬هـ) في "معجم البلدان"‪ ،‬والزبيدي (‪1205‬‬ ‫هـ) في "تاج العروس"‪ ،‬والنبهاني (‪ 1350‬هـ) في "المجموعة النبهانية"‪.‬‬ ‫الحديث عبر العصور‬ ‫ً‬ ‫رجال‪ ،‬ومن‬ ‫رواه من الصحابة (‪ ،)106‬ومن التابعين (‪ ،)84‬ومن علماء القرن الثاني (‪)84‬‬ ‫ما‪ ،‬ومن القرن الخامس (‪ )23‬عال ً‬ ‫ما‪ ،‬ومن القرن الرابع (‪ )43‬عال ً‬ ‫القرن الثالث(‪ )92‬عال ً‬ ‫ما‪،‬‬ ‫ما‪ ،‬ومن القرن السابع (‪ )20‬عال ً‬ ‫ومن القرن السادس (‪ )20‬عال ً‬ ‫ما‪ ،‬ومن القرن الثامن (‪)18‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عال ً‬ ‫ما‪ ،‬ومن القرن التاسع (‪ )15‬عالما‪ ،‬ومن القرن العاشر (‪ )14‬عالما‪ ،‬ومن القرن الحادي‬ ‫ما‪ ،‬ومن القرن الثاني عشر (‪ )12‬عال ً‬ ‫عشر (‪ )11‬عال ً‬ ‫ما‪ ،‬ومن القرن الثالث عشر (‪)11‬‬ ‫ما‪ ،‬ومن القرن الرابع عشر (‪ )18‬عال ً‬ ‫عال ً‬ ‫ما‪ .‬نقل الحجة األميني في كتابه "الغدير"‪ ،‬كل‬ ‫ً‬ ‫نقال عن كتبهم أو عن المتب المعتبرة مع أسمائهم‪ ،‬فراجع‪.‬‬ ‫هذا‬ ‫كتب الغدير‬ ‫وألف جماعة من األعالم كتبًا في هذا الحديث وأسانيده وداللته فمنهم‪:‬‬ ‫الطبري (‪ 310‬هـ) في كتا "الوالية في طرق حديث الغدير"‪ ،‬ذكره الحموي (‪ 626‬هـ) في‬ ‫"معجم األدباء"‪ ،‬وابن عقدة الهمداني (‪ 333‬هـ) في كتا "الوالية"‪ ،‬وأبو بمر محمد بن‬ ‫عمر الجعابي المتوفى (‪ 355‬هـ) في كتا "من روى حديث غدير خم"‪ ،‬وأبو طالب عبيد‬ ‫هللا بن أحمد بن زيد األنباري الواسطي (‪ 356‬هـ) في كتا "طرق حديث الغدير"‪ ،‬وأبو‬ ‫غالب أحمد بن محمد بن محمد الزراري (‪ 368‬هـ)‪ ،‬وأبو المفلل محمد بن عبد هللا بن‬ ‫المطلب الشيباني (‪ 387‬هـ) في كتا "من روى حديث غدير خم"‪ ،‬والدارقطني (‪385‬‬ ‫هـ)‪ ،‬والشيخ محسن بن الحسين أحمد النيسابوري الخزاعي (‪ 1270‬هـ) في كتا "بيان‬ ‫من كنت مواله"‪ ،‬وعلي بن عبد الرحمن بن عيسى الجراح القناني (‪ 413‬هـ) في كتا‬ ‫"طرق خبر الوالية"‪ ،‬وأبو عبد هللا الحسين بن عبيد هللا الغلائري (‪ 411‬هـ) في كتا "يوم‬ ‫الغدير"‪ ،‬والحافظ أبو سعيد السجستاني (‪ 477‬هـ) في كتا "الدراية في حديث الوالية"‪،‬‬ ‫رواه عن مائة وعشرين صحابيًا‪ ،‬وأبو الفتح المراجمي (‪ 449‬هـ) في كتا "عدة البصير‬ ‫في حجج يوم الغدير"‪ ،‬وعلي بن بالل المهلبي (ق‪ 450 .‬هـ) في كتا "حديث الغدير"‪،‬‬ ‫والشيخ منصور الالتي الرازي (القرن الخامس الهجري) في كتا "حديث الغدير"‪،‬‬ ‫والشيخ علي بن حسن الطاطري في كتا "الوالية"‪ ،‬وأبو القاسم عبيد هللا بن عبد هللا‬


‫الحسماني ( ‪ 470 .‬هـ) في كتا "دعاء الهداة إلى أداء حق المواالة"‪ ،‬وشمس الدين‬ ‫محمد بن محمد الدمشقي المقري ابن الجزري (‪ 833‬هـ) له كتا "أسنى المطالب في‬ ‫مناقب علي بن أبي طالب"‪ ،‬والمولى عبد هللا بن شاه منصور القزويني ( ‪ 1027 .‬هـ)‪،‬‬ ‫والسيد نجم الحسن اللمهنوي (‪ 1360‬هـ) في كتا "حديث الغدير"‪ ،‬والسيد مير حامد‬ ‫حسين (‪ 1306‬هـ) في مجلدين ضخمين في ألف وثمانمائة صفحة من مجلدات كتابه‬ ‫الجليل "عبقات األنوار"‪ ،‬والسيد مهدي الغريفي (‪ 1343‬هـ) له كتا "حديث الوالية في‬ ‫حديث الغدير"‪ ،‬والحاج الشيخ عباس القمي (‪ 1359‬هـ) له كتا "فيض القدير فيما يتعلق‬ ‫بحديث الغدير"‪ ،‬والخطيب السيد مرتلى حسين [الفتحيوري[‪ ،‬والشيخ محمد رضا طاهر‬ ‫آل فرج هللا النجفي (‪ 1386‬هـ) له كتا "الغدير في اإلسالم"‪ ،‬والحجة السيد مرتلى‬ ‫الخسروشاهي التبريزي (‪ 1372‬هـ) له كتا "إهداء الحقير في معنى حديث الغدير"‪،‬‬ ‫وأخيرًا العالمة الحجة األميني (‪ 1390‬هـ) له كتا "الغدير في المتا والسنة واألد " في‬ ‫ظ َ‬ ‫م في الغدير طوال‬ ‫عشرين مجل ًدا‪ ،‬صدر منه أحد عشر مجل ًدا يذكر فيه جميع ما نُ ِ‬ ‫القرون‪ ،‬وهو كتا جليل يحلل أكثر المواضيع المهمة في تاريخنا اإلسالمي‪.‬‬ ‫هذه المتب المؤلفة في خصوص الغدير؛ وأما المتب المؤلفة في البحث عن إمامة علي‬ ‫(ع)‪ ،‬والمشتملة على حديث الغدير فيبلغ عددها مئات مئات‪ ،‬فراجع كتا "الذريعة إلى‬ ‫تصانيف الشيعة" للشيخ العالمة الطهراني (‪ 1416‬هـ)‪.‬‬ ‫طرفة‬ ‫يعد صاحب "العبقات" جماعة من أكابر العلماء أجمعوا على تواتر الحديث المبارك‪ ،‬منهم‬ ‫الرازي (‪ 606‬هـ) في تفسيره المبير‪ ،‬فراجع‪ .‬ثم ينقل عن كتا "ينابيع المودة" للشيخ‬ ‫سليمان الحنفي (‪ 1294‬هـ)‪ ،‬أنه حمى عن أبي المعالي (‪ 478‬هـ) إمام الحرمين أستاذ‬ ‫أبي حامد الغزالي (‪ 505‬هـ) قوله متعجبًا‪ :‬رأيت مجل ًدا في بغداد بيد ص ّ‬ ‫حا فيه روايات‬ ‫خبر غدير خم‪ ،‬ممتوبًا عليه (المجلد الثامن والعشرون) من طرق قوله (ص)‪" :‬من كنت‬ ‫مواله فعلي مواله" ويتلوه (المجلد التاسع والعشرون)‪.‬‬ ‫سابقة الغدير‬ ‫َس َ‬ ‫ما تقدم يبين أن يوم الغدير ر َ‬ ‫خ يو ًما خال ًدا في تاريخ اإلسالم‪ ،‬ويظهر من العناية به ما‬ ‫يعمس له أهميته المبرى‪.‬‬ ‫فما هي أهميته هذه؟‬ ‫أهميته تنبع من تعيين رئيس يحيل مبادىء العدل والحرية والمساواة‪ ،‬وقيم العلم والعمل‬ ‫حركة حية في تركيب المجتمع وفق نظام اإلسالم‪ ،‬ويمد هذا الدين المحرر كما شاءه هللا‬ ‫م َن َّ‬ ‫فردوسا على األرض‪ .‬ولم يمن لشخص الرئيس ال ُ‬ ‫ً‬ ‫صب في يوم الغدير‪ ،‬اعتبار‬ ‫والرسول‬ ‫بنظر النبي وراء مناقبه الروحية والجسدية وطاقاته العلمية والعملية‪ ،‬التي جعلت منه‬ ‫ً‬ ‫أساسا لما ُن ِهضَ‬ ‫ضمانة لتطبيق اإلسالم حق التطبيق‪ .‬وبهذا اعتبر هذا اليوم العظيم‬ ‫بعده من حركات تقدمية وتطورات حلارية في أصول الحمم وحقوق اإلنسان ال يممن أن‬ ‫السفر القيّم الخالد لإلمام علي‬ ‫نشير إليها في هذه المقدمة‪ ،‬فللباحث أن يراجع ويدرس‬ ‫ِّ‬ ‫بن أبي طالب "نهج البالغة"‪.‬‬ ‫وال نزيد على ما قلناه‪ ،‬إال قول صاحبه الخليفة‪ ،‬عمر بن الخطا‬

‫(رض)‪ ،‬حيث يخاطبه‬


‫ويقول‪" :‬لو أن البحر مداد‪ ،‬والرياض أقالم‪ ،‬واألنس كتا ‪ ،‬والجن حسا ‪ ،‬ما أحصوا فلائلك‬ ‫يا أبا الحسن"؛ فماذا أقول بعد قوله؟ لقد استوحاها أبو حفص من معلمهما األعظم‪،‬‬ ‫وحسب عظيم أن يشهد بعظمته محمد (ص)‪.‬‬ ‫هذا الكتاب‬ ‫قد أشرنا فيما تقدم‪ ،‬أن كثيرًا من األعالم ألفوا كتبًا حول الغدير وحديثه وأسانيده وداللته‪،‬‬ ‫وهذا المتا من جملة هذه المؤلفات القيمة‪ ،‬حيث يبحث بدقة معمقة في داللة الحديث‬ ‫ويوضح معناه؛ والمؤلف الراحل كان من أكابر علماء الشيعة في آذربيجان‪ ،‬في إيران‪ .‬وطبع‬ ‫المتا مرة في العراق[‪ ]1‬واليوم يصدره مركز البحوث اإلسالمية من جامعة قم اإلسالمية‬ ‫بإشرا خلف المؤلف المجاهد األستاذ العالمة األخ السيد هادي الخسروشاهي‪ ،‬مزي ًدا‬ ‫ومنق ً‬ ‫حا‪ ،‬لتعم الفائدة‪.‬‬ ‫نسأل هللا تعالى أن يوفقه دو ًما للقيام بواجبه في الدعوة إلى الحق‪ ،‬وأداء وظيفته تجاه‬ ‫الرسالة اإلسالمية العالمية‪.‬‬ ‫وهللا الموفق والمعين‪.‬‬ ‫بيروت‬ ‫المجلس اإلسالمي الشيعي األعلى‬ ‫موسى الصدر‬ ‫_________________________________‬ ‫[‪ُ 1‬‬ ‫]طبِع بعنوان "إهداء الحقير في معنى حديث الغدير"‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.