أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗر ﺔ اﻹﺳﻼﻣ ﺔ أُﻟﻘﯾت ﻓﻲ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺛﺎﻣن ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫرة ﺳﻧﺔ ،1977وُﻧﺷرت ﻓﻲ "اﻹﺳﻼم ﻋﻘﯾدة راﺳﺧﺔ" ﻓﻲ ﺳﻧﺔ .1979 أن اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﯾ ﺣث ﻓﻲ أن أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗر ﺔ ﻌﯾدة ﻋن أﺻول اﻟدﯾن ،ﺣﯾث ّ ﻗد ﯾﺑدو ﻟﻠوﻫﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ّ ﻗﺳم اﻵداب واﻟﺳﻧن ،وﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋﻞ اﻟوﻻدة ﻣن ﺗﺎب اﻟﻧ ﺎح ﻋن ﺗر ﺔ اﻟطﻔﻞ ﻣﺛﻼً ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻷﺻول ﻫﻲ اﻷوﻟ ﺎت واﻟﺑدا ﺎت ﻓ ﻪ . اﻟﺟذور اﻟﻌﻘﯾد ﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓ ﺔ ﻟﻺﺳﻼم ،وﻫﻲ ّ
أن اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﻧﻔﺳﻪ ﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﺗر ﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،أﻓراداً وﺟﻣﺎﻋﺎت أﺳﻠوب وﻟﻛن اﻟﻣزد ﻣن اﻟﺗﺄﻣﻞ ،ﺷﻒ ّ أن ﻓﺻﻞ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗرو ﺔ ﻋن اﻷﺻول ﻫو اﻟﺗﻘﯾد ﺎﻷﺻول ﻣﺎ ﻧﺷﺎﻫد ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ،ﻣﺎ ﯾﺛﺑت ّ ّ ِ ﺟزء ﻣن اﻟﻣﺄﺳﺎة اﻟﻛﺑر ﻻﺳﺗ ﻌﺎب اﻹﺳﻼم وﻟﻠدﻋوة إﻟ ﻪ . إن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﻌرض أوﻻً أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗر ﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﺛم ﺗﺣﺎول اﻛﺗﺷﺎف اﻷﺳﻠوب اﻟﻘرآﻧﻲ وﻫو اﻟﺗ ار ط ّ اء ﻋﻠﻰ طرﻘﺔ اﻟﻘرآن ﻟﻌرض اﻹﺳﻼم اﻟﻣﺗﯾن ﺑﯾن اﻷﺳﻠوب اﻟﺗرو و ﯾن اﻷﺻول ،وﻫﻧﺎ ﺗﻠﻘﻲ اﻟدراﺳﺔ أﺿو ً واﻟدﻋوة إﻟ ﻪ ،وﻫﻲ طرﻘﺔ ﺗﺧﺗﻠﻒ ﻠ ﺎً ﻋن اﻟطرﻘﺔ اﻷﻛﺎد ﻣ ﺔ ،وﻫﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﺗﻘﺳ م ﻣﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﻘﯾدة أو
اﻟﺷرﻌﺔ ،وﺗﻔﺻﯾﻞ اﻟﺷرﻌﺔ اﻟﻰ اﻟﻔﻘﻪ واﻷﺧﻼق ،ﺛم ﺗﻘﺳ م اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻰ ﺗب ﻓﻲ اﻟﻌ ﺎدات واﻟﻣﻌﺎﻣﻼت واﻟﺳ ﺎﺳﺎت واﻷﺣ ﺎم ..وﻫ ذا .
وﻓﻲ ﻧﻬﺎ ﺔ اﻟدراﺳﺔ ﻧ ﺣث ﻋن اﻟﺿرورات اﻟﺗرو ﺔ اﻟﺣﺎدة اﻟﻣﻌﺎﺻرة وﻋن ﻌض اﻟﻣﻘﺗرﺣﺎت ﻟﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ . أوﻻً -اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗرو ﺔ واﻷﺳﻠوب اﻟﻘرآﻧﻲ : أن ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾ اًر إن اﻷﺳﻠوب اﻟﺑداﺋﻲ ﻟﻠﺗر ﺔ ﻫو ﺗوﺟ ﻪ اﻷﻣر واﻟﻧﻬﻲ اﻟﻰ ﻣوﺿوع اﻟﺗر ﺔ )اﻟﻣرّﻲ( ،وﻻ ﺷك ّ ّ ﻣﺣدوداً وﻣﺿﺎﻋﻔﺎت ﺳﻠﺑ ﺔ أﺣ ﺎﻧﺎً ،ﺳ ﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ُﺳﺗﻌﻣﻞ اﻟﻌﻧﻒ ﻓﻲ ﺳﺑﯾﻠﻪ وﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﯾؤﺧذ وﺿﻊ اﻟﻣرّﻲ
اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻌﯾن اﻻﻋﺗ ﺎر.
و ﺄﺗﻲ اﻷﺳﻠوب اﻷرﻗﻰ ﻣن ذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﺳﺗﻌﻣﻞ اﻟﻣرّﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻗﻧﺎع و ﺣﺎول اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻋﻘﻞ اﻟﻣرﻲ وﻗﻠ ﻪ ﻟﻛﻲ ﻘﺗﻧﻊ ﺎﻟﻬدف و ﺣّﻪ ﻟﯾﻧطﻠ ﻧﺣوﻩ. أﻣﺎ اﻷﺳﻠوب اﻟﺛﺎﻟث اﻟذ ﻌﺗز ﻪ أﺻﺣﺎب اﻟﻣدارس اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻬو اﻟﺗوﺟﻪ أوﻻً اﻟﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻟﻠﻣرّﻲ ﻓرداً ﺎن أو ﺟﻣﺎﻋﺔ ،ﻟﺗﺻ ﺢ ﻣﻧﺎﺧﺎً ﻣﻼﺋﻣﺎً ﻟﻠﻬدف اﻟﺗرو وﻟﯾﺗﻛون ﺗ ﺎر ﻧﺣوﻩ ﺳﻬﻞ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣرّﻲ اﻟﻌﻣﻞ واﻹﻗﻧﺎع.
1
واﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﺳﺗﻌﻣﻞ ﻫذﻩ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻓﻲ آن ﻣﻌﺎً ،و ﺿﯾﻒ أﺳﻠو ﺎً ار ﻌﺎً ﻫو ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ وُﻌﺗﺑر ﻣن ﻣﻌﺟزات اﻹﺳﻼم ،ﺣﯾث ﺗﺣﺎول اﻟﻣدارس اﻹﺻﻼﺣ ﺔ واﻟﺛورﺔ اﻟﻣﺗﺄﺧرة أن ﺗﻘﺗ س ﻣﻧﻪ.
إن اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﺄﻣر و ﻧﻬﻰ ﻣﺧﺗﻠﻒ اﻟﺗﻌﺎﺑﯾر واﻟوﺳﺎﺋﻞ ،و ذ ر اﻟدﻟﯾﻞ ﺗﻠو اﻟدﻟﯾﻞ ،و ﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻔطرة ّ اﻟﻌﺑر اﻟﺗﻲ ﻣ ن اﺳﺗﺧﻼﺻﻬﺎ ﻣن اﻷﻣم اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ ،و ﺳﺗﻌﻣﻞ وﻋﻠﻰ اﻟﻣرﺗﻛزات اﻟراﺳﺧﺔ ﻋﻧد اﻟﺷﻌوب وﻋﻠﻰ َ "اﻟطﯾ ﺎت واﻟﺧ ﺎﺋث" ،و ذ ّ ر داﺋﻣﺎً ﺑرﺣﻣﺔ ﷲ وﻣﺣﺑﺗﻪ وِﻧﻌﻣﻪ وﻋﻠﻣﻪ أﻟﻔﺎظﺎً ﺗﺷ ﻪ اﻷدّﻟﺔ ،ﻣﺛﻞ ﻠﻣﺎت ّ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻧﺎس ،ﻞ ذﻟك ﺣﺗﻰ ﺗﻛون اﻟﻘﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﻘﺗرﻧﺔ ﺎﻟﻣﺷﺎﻋر )ﻣﺗوﺟﻬﺔ( ﻧﺣو اﻟوظﺎﺋﻒ )اﻷﺳﻠوب اﻟﺛﺎﻧﻲ.(.. ﻘر وﻟﻘد أﻋﻠن اﻟرﺳول اﻷﻋظم ﻓﻲ ﺧط ﺔ اﻟوداع) :أﯾﻬﺎ اﻟﻧﺎس ،ﻣﺎ ﻣن ﺷﻲء ّ اﻟﺟﻧﺔ ﻘر م اﻟﻰ اﻟﻧﺎر و ﺎﻋد م ﻋن ّ اﻟﻧﺎر إﻻ وﻗد أﻣرﺗُﻛم ﻪ ،وﻣﺎ ﻣن ﺷﻲء ّ
اﻟﺟﻧﺔ و ﺎﻋد م ﻋن م اﻟﻰ ّ إﻻ وﻗد ﻧﻬﯾﺗﻛم ﻋﻧﻪ(.
أﻣﺎ اﻫﺗﻣﺎم اﻹﺳﻼم ﺑﺗﻛو ن اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺻﺎﻟﺣﺔ ﻓﯾﺑدو ﻣن ﺗﻌﺎﻟ ﻣﻪ اﻟﻘﺎطﻌﺔ ﺣول وﺟوب إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وﻣن ﺗوﺟﯾﻬﻪ اﻟﺗﺎم ﻣن أﺟﻞ ﻣﻧﺎﺧﺎت ﻣﻼﺋﻣﺔ ﺎﻟﺟﻣﺎﻋﺔ واﻟﺟﻣﻌﺔ واﻟﺣﺞ وﺷﻬر رﻣﺿﺎن واﻷﻋ ﺎد ِ اﻟﻔﺳﻘﺔ واﻟﻌﺻﺎة إﻻ ورﻓض اﻻﻋﺗزال ﻋن اﻟﻧﺎس وﻋدم اﻋﺗزال اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ واﻟﻣﻧﻊ ﻋن ﻋﺷرة اﻟﻣﻔﺳدﯾن و َ ﻹﺻﻼﺣﻬم وﻫ ذا . ﻧﺳﻣ ﻪ ﺛورة ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎﻫ م أو ﺗﺣوﻻً وﻣﻊ ذﻟك ﻠﻪ ﺳﺗﻌﻣﻞ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم أﺳﻠو ﻪ اﻟﺧﺎص اﻟذ ﻣ ن أن ّ ﻋﻣ ﻘﺎً ﻓﻲ اﻟرؤ ﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛون واﻟﺣ ﺎة وارﺗ ﺎ اﻟﻬدف اﻟﺗرو . وﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﺳم اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﺻورة اﻟﺧﻠ واﻟﻣوﺟودات واﻟﺣ ﺎة ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻘﺎﺋد وﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
ﺄن اﻟ ﻘﺎء ﺣس ﻣﻌﻪ ّ اﻟﺗﻲ ﺗﺿ ﻔﻬﺎ آ ﺎﺗﻪ ّ اﻟﺑﯾﻧﺎت إﻟﯾﻧﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺣﺎول ﺧﻠ ﻣﻧﺎخ وﻧﻲ ﻋﺎم ﻓﻲ ذﻫن اﻹﻧﺳﺎن ّ ان اﻟوﺟود ﯾﻧﺑذ ﻞ ﻓرد و ﻞ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻻ ﺗﻧﺳﺟم واﻟﻧﺟﺎح واﻟﺧﻠود ﻫو ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام ﺎﻟﺗوﺟﯾﻬﺎت اﻹﺳﻼﻣ ﺔ ،و ّ ان ﻣﺻﯾرﻫﻣﺎ ﻫو اﻟﻔﻧﺎء واﻟﻧﺳ ﺎن . ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ،و ّ
ﺗﻔوﻗﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺳﺎ ﻘﺔ ﻻ ﻘﺑﻞ اﻟﺟدل ،وﻟﻪ ﻣ از ﺎ ﻣﺗﻌددة ﻧﺣﺎول ﺗﻌدادﻫﺎ ﻌد ّ إن ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ ّ إ ﺿﺎح ﻣﻌﺎﻟم ﻫذا اﻷﺳﻠوب واﺳﺗﻌراﺿﻪ .. ووﺿﻊ اﻟﻣﯾزان أﻻّ ﺗطﻐوا ﻓﻲ اﻟﻣﯾزان ،وأﻗ ﻣوا ﻓﻲ ﺳورة اﻟرﺣﻣن ]اﻵ ﺎت [9-7 :ﻣﻧﻬﺎ﴿ :واﻟﺳﻣﺎء رَﻓﻌﻬﺎ َ اﻟوزن ﺎﻟﻘﺳط وﻻ ُﺗﺧﺳروا اﻟﻣﯾزان﴾ ،ﻧﻼﺣظ اﻟرط ﺑﯾن طﻠب ﻋدم اﻟطﻐ ﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﯾزان ٕواﻗﺎﻣﺔ اﻟوزن ﺎﻟﻘﺳط و ﯾن رﻓﻊ اﻟﺳﻣﺎء ووﺿﻊ اﻟﻣﯾزان اﻟذ ﻫو ﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺣﺳﺎب واﻟﻧظﺎم واﻟﻌداﻟﺔ اﻟﻛوﻧ ﺔ .
وﻓﻲ ﺳورة آل ﻋﻣران ]اﻵ ﺔ﴿ :[18 :ﺷ ِﻬد ﷲ أﻧﻪ ﻻ إﻟﻪ إﻻ ﻫو واﻟﻣﻼﺋ ﺔ وأوﻟو اﻟﻌﻠم ﻗﺎﺋﻣﺎً ﺎﻟﻘﺳط﴾، إن اﻟذﯾن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻶ ﺔ اﻷوﻟﻰ ،وأوﺿﺣﻬﺎّ ﴿ :
وﻫﻧﺎ ﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻣ ﺔ ﷲ ﺎﻟﻘﺳط ،وﻧﺟد آ ﺎت أﺧر
2
ٍ ﻌذاب اﻟﻧﺑﯾﯾن ﻐﯾر ﺣ و ﻘﺗﻠون اﻟذﯾن ﺄﻣرون ﺎﻟﻘﺳط ﻣن اﻟﻧﺎس ﻓ ّﺷرﻫم ﻔرون ﺂ ﺎت ﷲ و ﻘﺗﻠون ّ أﻟ م﴾ ]آل ﻋﻣران ،[21 :ﺣﯾث أن اﻹداﻧﺔ ﻟﻣﻌﺎد اﻟﻘﺳط وﻟﺧﺻوم اﻟﻌداﻟﺔ ﱠ ﻣﻌﻠﻠﺔ ﻘﺎﺋﻣ ﺔ ﷲ ﺎﻟﻘﺳط وﺛﻣرة ّ ﻣن ﺛﻣﺎرﻫﺎ . وﻓﻲ ﺳورة اﻷﻧﺑ ﺎء ]آ ﺔ [16 :ﻧﻘرأ﴿ :وﻣﺎ ﺧﻠﻘﻧﺎ اﻟﺳﻣﺎء واﻷرض وﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻻﻋﺑﯾن﴾ ،وﻓﻲ اﻵ ﺔ 18 ﻧﺻﻞ اﻟﻰ ﻌض ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ" :ﺑﻞ ﻧﻘذف ﺎﻟﺣ ﻋﻠﻰ اﻟ ﺎطﻞ ﻓﯾدﻣﻐﻪ ﻓﺈذا ﻫو زاﻫ وﻟﻛم اﻟو ﻞ ﻣﻣﺎ
ﺗﺻﻔون "..
وﻓﻲ ﻌض اﻟﻣﻘﺎﻣﺎت ِ ﺗرد اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻗﺑﻞ اﻟﻣ ﺎدئ ،وﻣﻧﻬﺎ ]اﻵ ﺎت 25 :و [29ﻣن ﺳورة اﻟدﺧﺎن ﴿:م ﺗر وا
ﻣن ﺟّﻧﺎت وﻋﯾون وزروع وﻣﻘﺎم ر م وﻧﻌﻣﺔ ﺎﻧوا ﻓﯾﻬﺎ ﻓﺎﻛﻬﯾن ذﻟك و أورﺛﻧﺎﻫﺎ ﻗوﻣﺎً آﺧر ن ﻓﻣﺎ ت
ﻋﻠﯾﻬم اﻟﺳﻣﺎء واﻷرض وﻣﺎ ﺎﻧوا ﻣﻧظر ن﴾﴿ ،ﻣﺎ ﺧﻠﻘﻧﺎ اﻟﺳﻣوات واﻷرض وﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻻﻋﺑﯾن ﻣﺎ
اﻟﺟﻧﺎت أن ﻓﻧﺎء اﻟذﯾن ﯾﺗر ون ّ ﺧﻠﻘﻧﺎﻫﻣﺎ إﻻ ﺎﻟﺣ وﻟﻛن أﻛﺛرﻫم ﻻ ﻌﻠﻣون﴾ ]اﻟدﺧﺎن ،[39-38 :ﺣﯾث ّ إن ﻓﻧﺎء واﻟﻌﯾون دون أ رد ﻓﻌﻞ ،ﻷن ﻗوم ﺗّﻊ ﺎﻧوا أﻗو ﻣﻧﻬم ،وﻫم ﺗﻧ روا ﻟﻠ ﻌث واﻟﺣﺳﺎب ،أﻗول ّ
ﻫؤﻻء أﺛر طﺑ ﻌﻲ ﻟﺧﻠ اﻟﺳﻣوات واﻷرض ﻣﺑﻧ ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣ ..
ﻣﺳﻣﻰ ،ﻣﻊ وﺿوح ﻣﻌﻧﻰ اﻷ ﺎم ﻓﻲ أن َ اﻵ ﺎت اﻟﺗﻲ ﺗؤ د ّ اﻟﺧﻠ ﺎن ﻓﻲ ﺳﺗﺔ أّﺎم وأﻧﻪ ﺎن ﺧﻼل أﺟﻞ ّ ﻓﺻﻠت .أﻗول اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻘرآﻧﻲ و ّ أن اﻟﻣﻘﺻود ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣراﺣﻞ واﻟﻌﻬود ﻣﺎ ﯾﺗﺿﺢ ذﻟك ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ ﺳورة ّ
ﻣﺳﻣﻰ ﺳﺗﺔ أ ﺎم ،ﺗﻣﻬﯾد ﻟﻠﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗرو ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ ّ إن اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ون اﻟﺧﻠ ﺣﺻﻞ ﺧﻼل أﺟﻞ ّ ﻋﻧﻬﺎ ،وﻫﻲ ﺣﺳب اﻟوﺻﻒ اﻟﻘرآﻧﻲ اﻧﻬزام اﻟروم ﻌد ﻏﻠﺑﺗﻬم ،وأﻧﻬم ﻌﻠﻣون ظﺎﻫ اًر ﻣن اﻟﺣ ﺎة اﻟدﻧ ﺎ )ﺳورة
اﻟروم( ،وﺿرورة اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﻰ ﷲ ودﻋﺎﺋﻪ ﺗﺿرﻋﺎً وﺧﻔ ﺔ وﺧوﻓﺎً وطﻣﻌﺎً( ﺳورة اﻷﻋراف( ،وﺗﺷﺟ ﻊ اﻟﻣؤﻣﻧﯾن اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ﺎﻟﻘﺳط واﻟﻣﻠﺗزﻣﯾن ﺎﻟﺳﻧن واﻟﺣﺳﺎب واﻟﻣﺗﻔ رن ﻓﻲ اﺧﺗﻼف اﻟﻠﯾﻞ واﻟﻧﻬﺎر واﻟظواﻫر اﻟﻛوﻧ ﺔ
اﻷﺧر )ﺳورة ﯾوﻧس( ،واﻻﺧﺗ ﺎر ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺳ ﺎق ﻧﺣو اﻟﺻﺎﻟﺣﺎت )ﺳورة ﻫود(.
ن اء )ﺳورة اء وﺷﻣﺎﺗﺔ واﻓﺗر ً وأﺧﯾ اًر وﻟ س آﺧ اًر ﻟﻠﺗو ﻞ ﻋﻠﻰ ﷲ وﺗﺳﺑ ﺣﻪ وذ رﻩ واﻟﺻﺑر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻘوﻟو اﺳﺗﻬز ً اﻟﻔرﻗﺎن وﺳورة ق(.. اﻟﺗﻘﯾد ﺄﺻول وﻣﺟﻣﻞ اﻟﻘول ّ أن اﻟﺗر ﺔ اﻟﻘرآﻧ ﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟوﺳﺎﺋﻞ اﻟﺗرو ﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ّ اﻟﻣﺳﻣﻰ اﻟدﯾن وﻣﺎ ﺗﻌ ﺳﻪ اﻷﺻول ﻫذﻩ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺧﻠ وﺗﺄﺳ ﺳﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺣ واﻟﻌدل واﻷﺟﻞ ّ
وﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻷﺳﺎﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﻌﻠﻧﻬﺎ اﻟﻘرآن و رط ﺑﯾﻧﻬﺎ و ﯾن اﻟﻣطﺎﻟب اﻟﺗرو ﺔ وﺗوﺟ ﻪ ﺣ ﺎة اﻹﻧﺳﺎن
اﻟذ ﯾرد اﻟﻧﺟﺎح ﻧﺣو اﻟﻣﺳﻠك اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻟﻌدل واﻟﺣ واﻟﻣﻧطﺑ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎت ﷲ وﺗﻌﻠ ﻣﻪ ﺎﻋﺗﻣﺎد ﺧطﺔ ﻋﻣﻞ ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺟدول زﻣﻧﻲ ﻻ ﻣﺗﻧ اًر ﻟﻠزﻣن وﻻ ِ ﻣﻬﻣﻼً ﻟﻠﺗﺣدﯾد ﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﺧﻠ . ﺛﺎﻧ ﺎً -ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫذا اﻷﺳﻠوب :
3
وﻟﻣﺛﻞ ﻫذا اﻷﺳﻠوب اﻟﻘرآﻧﻲ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺛﯾرة : ّأوﻟﻬﺎ :ﺗﻣﺗد أ ﻌﺎد اﻟﻌﻣﻞ اﻟﻣطﻠوب ﻓﻲ ﺗﺻور اﻟﻣرّﻲ وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﻰ اﻟ ﻌﯾد ،ﻓﺗﺻﻞ اﻟﻰ اﻷزل واﻷﺑد واﻟﻰ اﻷرض واﻟﺳﻣﺎء واﻟﻰ أﺳﺎس اﻟﺧﻠ .. وﻫذا اﻹﺣﺳﺎس ﺿﻣن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗر ﺔ ﻣﺎ ﺻون اﺳﺗﻣرارﻫﺎ .. أن اﻟﻣوﺟودات ّﻠﻬﺎ ﺗراﻓﻘﻪ ،وﻻ ﺣس أن اﻹﻧﺳﺎن أﻣﺎم ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﺷﻌر ﺎﻟﻣواﻛ ﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣ ﺔ ،و ّ ﺛﺎﻧﯾﻬﺎّ : أﺑداً ﺎﻟﻐرﺔ ﺣﺗﻰ وﻟو ﺎن ﺳﻠو ﻪ ﻣﺧﺎﻟﻔﺎً أو ﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺎً أو ﻣﺣﺎر ﺎً ﻣﻊ ﺳﻠوك اﻵﺧرن و ﻠﻣس ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣدﯾث
ﻗﻞ ﺳﺎﻟﻛوﻩ ".. اﻟﺷرﻒ" :ﻻ ّ ﯾﻬوﻟﻧك طر اﻟﺣ ٕوان ّ
وﻫذﻩ اﻟﻣﯾزة ﺎﻟذات واردة ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﻋﻧدﻣﺎ ﯾؤ د ﺳﺟود اﻟﺷﻣس واﻟﻘﻣر واﻟﻧﺟوم واﻷﺷﺟﺎر واﻟ ﺣﺎر
واﻟرﻋد واﻟدواب ،و ّرر أﻧﻬﺎ ّﻠﻬﺎ ﺳﺎﺟدة ﻪﻠﻟ ﻣﺻّﻠ ﺔ ﻟﻪ ،واﻹﻧﺳﺎن ﻔطرﺗﻪ و ﺟﺳﻣﻪ أ ﺿﺎً ﻣﺷﻲ ﻓﻲ ﻫذا ﺗﺳﻬﻞ ﺟداً ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺳﺎن أن ط ﻊ اﻷﻣر واﻟﻧﻬﻲ وأن ﺳﺟد و ﺳّﺢ اﻟر ب اﻟﻛوﻧﻲ اﻟﻛﺑﯾر ،وﻫذﻩ اﻟﻣواﻛ ﺔ ّ و ﺻّﻠﻲ و ﻌﻣﻞ اﻟﺻﺎﻟﺣﺎت .
وﺛﺎﻟﺛﻬﺎ :ﺗﻼﻗﻲ ﺎﻓﺔ طﺎﻗﺎت اﻟﻔرد ﻓﻲ ﺟﻣ ﻊ أﺣواﻟﻪ وأزﻣﺎﻧﻪ ،وﺗﻼﻗﻲ طﺎﻗﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﺧﺗﻠﻒ اﻟﻔﺋﺎت
ﻷن اﻟﻣﻧطﻠ واﺣد واﻟﺧط واﺣد واﻷﺳﻠوب واﺣد ،و ذﻟك ﺗﺗﻛون ﻗوة ﺑﯾرة ﻣن اﻟطﺎﻗﺎت ﻻ واﻟﻣﺳﺗو ﺎت ،ذﻟك ّ إن طﺎﻗﺎت اﻟﻔرد ﺛﯾرة وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺗﺷﺗت ،وطﺎﻗﺎت ﺗﻌﺟز ﻋن ﺗﺣﻘﯾ أ ﻫدف ﻣﻬﻣﺎ ﺎن ﺻﻌ ﺎً وﻣﺳﺗﻌﺻ ﺎًّ . اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﺗﻔوق درﺟﺔ اﻟﺗﺻور وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺗﻧﺎﻗض و ﺻطدم ﻌﺿﻬﺎ ﺑ ﻌض ،وﻣﻊ ﺗوﺟ ﻪ ﻫذﻩ اﻟطﺎﻗﺎت ﻓﺈن اﻟﻘوة اﻟذاﺗ ﺔ ﻟﻸﻣﺔ ﻻ ﺗُﻬزم . وﺗﻧﺳ ﻘﻬﺎ وﺗﺟﻧﯾدﻫﺎ ّ ﺛﺎﻟﺛﺎً -طرﻘﺔ اﻟﻘرآن ﻟﻌرض اﻹﺳﻼم واﻟدﻋوة إﻟ ﻪ : و ﻌد أن ﻧﺳﺗوﻋب ﻫذا اﻷﺳﻠوب اﻟﻘرآﻧﻲ اﻟﻣﻌﺟز ﻟﻠﺗر ﺔ ﻧﺻﻞ اﻟﻰ ﻧﻘطﺔ أﺳﺎﺳ ﺔ أﺧر ﻗد ﺗﻛون ﺑر
أن اﻹﺳﻼم ﻟد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﺣﺗﻰ ﻟد اﻟﻌﻠﻣﺎء واﻟ ﺎﺣﺛﯾن ﻟ ﺣﺛﻧﺎ اﻟﺗرو ،أﻻ وﻫﻲ وﺣدة اﻹﺳﻼم ،ﻣﻊ اﻟﻌﻠم ّ وﻷﺳ ﺎب ﺗﻌﻠ ﻣ ﺔ ﯾﻧﻘﺳم اﻟﻰ ﻋدة أﻗﺳﺎم : (1ﻋﻠم اﻟﻌﻘﺎﺋد واﻟﻌﻠوم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﻪ ﺎﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻹﻟﻬ ﺔ . (2ﻋﻠم اﻟﻛﻼم وﻋﻠم اﻟﻔﻘﻪ ﺄﻗﺳﺎﻣﻪ اﻟﻌدﯾدة )ﻋ ﺎدات وﻣﻌﺎﻣﻼت وﺳ ﺎﺳﺎت وأﺣ ﺎم ﻣﻊ اﻟﻛﺗب اﻟﻣﺗﻌددة ﻓﻲ ﻞ ﻗﺳم(.
(3وأﺧﯾ اًر :ﻋﻠم اﻷﺧﻼق .
4
أن ﺗﻘﺳ م اﻹﺳﻼم اﻟﻰ أﺻول ﺣﺗﺎج اﻟﻰ إ ﻣﺎن ودﻟﯾﻞ ﻗﺎطﻊ واﻟﻰ ﻓروع ..وﻫ ذا . وﻧﺷﺎﻫد أ ﺿﺎً ّ إن ﻫذﻩ اﻟﺗﻔﺻ ﻼت اﻟﺗﻲ ﺣﺻﻠت ﺑدو ٍاع ﻋﻠﻣ ﺔ .،وﻋﻠﻰ أﺳﺎس درﺟﺔ اﻷﻫﻣ ﺔ أﺣ ﺎﻧﺎً ،ﺧﻠﻘت ﻧوﻋﺎً ﻣن ّ ﻌﺗزوا ﺑﺈﺳﻼﻣﻬم ﻓﻲ ﻗﻠو ﻬم، اﻟﺿﻌﻒ اﻟﺗرو و ﺛﯾ اًر ﻣن اﻻﺳﺗﻬﺗﺎر ،ﺣﺗﻰ ﺑﻠﻎ اﻷﻣر ﺑ ﻌض اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن أن ّ وﻟﻛﻧﻬم ﺻﺎرﺣون ﻌدم اﻻﻟﺗزام ﺎﻟﻌ ﺎدات ..
أﻣﺎ اﻟُﻌد ﻋن اﻷﺧﻼﻗ ﺎت اﻹﺳﻼﻣ ﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻣرض ﺷﺎﺋﻊ ﺣﺗﻰ ﻋﻧد اﻟﻣﺗدﯾﻧﯾن ،و ذﻟك ﯾﺟﻬﻞ اﻟﻛﺛﯾرون ﻣن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣﺳﺎﺋﻞ اﻟﺣ ﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ واﻟﺳ ﺎﺳ ﺔ . و ﻌود اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﺟﻣ ﻊ ذﻟك اﻟﻰ ﻫذا اﻟﺗﻘﺳ م اﻷﻛﺎد ﻣﻲ ﻟﻺﺳﻼم .أﻣﺎ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﻓﺈﻧﻪ ﻘرن اﻟﻣﺳﺎﺋﻞ
اﻟﻌﻘﯾد ﺔ ﺎﻟﻣﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﻣﻠ ﺔ ،و رط ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ و ﯾن اﻷﺧﻼق ﻣﺎ ﺷﺎﻫدﻧﺎ ذﻟك ﻓﻲ أﺳﻠو ﻪ اﻟﺗرو .
ﻓﻔﻲ ﺑدا ﺎت ﺳورة اﻟ ﻘرة ﺻﻒ اﻟﻣﺗﻘﯾن ﺻﻔﺎت ﺧﻣس :ﺛﻼث ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻘﯾد ﺔ ،وﻫﻲ :اﻹ ﻣﺎن ﺎﻟﻐﯾب، واﻹ ﻣﺎن ﻣﺎ أُﻧزل اﻟﻰ اﻟﻧﺑﻲ واﻟﻰ اﻷﻧﺑ ﺎء ،واﻟ ﻘﯾن ﺎﻵﺧرة ،واﺛﻧﺗﺎن ﻣﻧﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﻣﻠ ﺔ ،وﻫﻣﺎ
أن اﻟﺻﻼة ﻣن دون اﻟز ﺎة ﺗﺳﺗﺣ اﻟﺻﻼة واﻟز ﺎة ،ﺗﺄﻛﯾداً ﻋﻠﻰ ّ أن اﻟﺻﻼة ﻫﻲ ﺻ ﺎﻧﺔ اﻹ ﻣﺎن ﺎﻟﻐﯾب و ّ وﻗﻞ ﻣﺎ ِ ﯾرد ﻓﻲ اﻟﻘرآن دون ذ ر اﻟﻌﻣﻞ اﻟﺻﺎﻟﺢ ،ﻣﻊ أﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺳﺎ ﺎت اﻟﺗﻘﺳ م اﻟو ﻞ )ﺳورة اﻟﻣﺎﻋون(ّ . اﻟﻔﻧﻲ ﻣن ﻣﻘوﻟﺗﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﺗﯾن . أن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻌﻣﻠ ﺔ ﻫﻲ ذات ﺗﺄﺛﯾر وﻓﻲ دراﺳﺔ دﻗ ﻘﺔ ﻟﻸﺣ ﺎم اﻹﺳﻼﻣ ﺔ ﻧﻼﺣظ اﻟﺗﻔﺎﻋﻞ اﻟواﺿﺢ ﺑﯾﻧﻬﺎ و ّ أن اﻟﻣﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﻘﯾد ﺔ ﺗرﺳم اﻟﺧطﺔ واﺳﻊ ﻋﻠﻰ اﻹ ﻣﺎن ،واﻹ ﻣﺎن ﻗﺎﻋدة ﻟﻸﺧﻼق ،و ﺗﺄﺛر ﺑﻬﺎ أ ﺿﺎً ،ﻣﺎ و ّ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎ ﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ ورؤاﻫﺎ ..
وﻫذﻩ اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت ﺷﯾر إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﻓﻲ أﻣﺎﻛن ﻣﺗﻌددة ،ﻣﻧﻬﺎ﴿ :ﺛم ﺎن ﻋﺎﻗ ﺔ اﻟذﯾن أﺳﺎؤا اﻟﺳوأ
أن ّذﺑوا ﺂ ﺎت ﷲ و ﺎﻧوا ﺑﻬﺎ ﺳﺗﻬزؤون﴾ ]اﻟروم﴿ ،[10:ﺑﻞ ﯾر د اﻹﻧﺳﺎن ﻟ ﻔﺟر أﻣﺎﻣﻪ ﺳﺋﻞ أ ﺎن ﯾوم اﻟﻘ ﺎﻣﺔ﴾ ]اﻟﻘ ﺎﻣﺔ ،[6-5 :ﻓﺎﻵ ﺎت ﻫذﻩ ﺗؤ د ﺗﺄﺛﯾر اﻷﻋﻣﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﯾدة.
واﻷﺣﺎدﯾث ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺣرم ِ اﻟﻛﺑر ﺗﻌﺗﺑرﻩ ﻧوﻋﺎً ﻣن اﻟﺷرك واﻟﺗﺷّﻪ ﺳﻠطﺎن ﷲ ﻋز وﺟﻞ ،واﻟﻛﺛﯾرون ﻣن اﻟﻛﻔﺎر ّ و ﺑﯾرﻫم إﺑﻠ س اﺳﺗﻛﺑروا ﻓ ﻔروا" :ﺧﻠﻘﺗَﻧﻲ ﻣن ﻧﺎر وﺧﻠﻘﺗَﻪ ﻣن طﯾن" ]اﻷﻋراف. [12/
أﻣﺎ ﺗﺄﺛﯾر أﺻول اﻟدﯾن ﺳ ﻣﺎ اﻟﺗوﺣﯾد ﻓﯾﻧﻌ س ﻋﻠﻰ اﻟﻌ ﺎدات وﻋﻠﻰ ﺗرو ض اﻹﻧﺳﺎن ٕواﺻﻼﺣﻪ ﻟﻛﻲ وﺣﺳن ظن وﺗﻛﺎﻓؤ دون أن ﯾﺗﺧذ ﻣﻧﻪ إﻟﻬﺎً أو ﺷ طﺎﻧﺎً ﺻ ﺢ ﻣﺗﻌﺎوﻧﺎً ﻣﺗﻔﺎﺋﻼً ﻌﺎﻣﻞ أﺧﺎﻩ اﻹﻧﺳﺎن ﺎﻧﻔﺗﺎح ُ
أو ﻋﺑداً ،و ذﻟك ،ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﻌﺎد ﻋﻠﻰ دﻗﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺳﻠو ﻪ وﻣﺣﺎﺳﺑﺗﻪ ﻟﻧﻔﺳﻪ ٕواﺣﺳﺎﺳﻪ ﺎﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ ،وﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت واﻟﺗﺄﺛﯾرات .ﻓﻬﻲ ﺗﻔوق إﻣ ﺎﻧ ﺔ اﻟ ﺣث واﻟﺣﺻر. إن اﻟدراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣ ﺔ ﺗﺣﺗﺎج اﻟﻰ ﻣﺎدة ﺧﺎﺻﺔ ﺑوﺣدة اﻹﺳﻼم واﻋﺗ ﺎرﻩ ُ ﻼًّ ﻻ ﯾﺗﺟزأ ،و ﺟب اﻟﺗﺣدث ﻓﯾﻬﺎ ّ 5
ﻋن ﺗ ار ط اﻷﺣ ﺎم ،وﻻ ﺑد ﻣن اﻋﺗ ﺎر ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺿرورﺔ ﻟﺟﻣ ﻊ اﻟدارﺳﯾن واﻟدﻋﺎة . ار ﻌﺎً -ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋﻞ اﻟﺗرو ﺔ اﻟﺣﺎدة اﻟﻣﻌﺎﺻرة: ِ وﺟﺎﻫﻞ ،ﺑﻞ أﻛﺛر اﻟﻧﺎس ﻣﺗﺎز ﻋﺻرﻧﺎ ﺄﻧﻪ ﻋﺻر اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ،وﻻ ﻣ ن ﺗﺻﻧﯾﻒ اﻟﻧﺎس اﻟﻰ ﻋﺎﻟِم ﺣد ذاﺗﻪ ﯾﺟﻌﻞ اﻟدﻋوة واﻟﺗر ﺔ أﺻﻌب ﻣﻣﺎ ﺎﻧت ﺳﺎ ﻘﺎً . أﺻ ﺣوا ﻋﻠﻣﺎء ٌﻞ ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ،وﻫذا ّ ﻓﺈن اﻷﻓ ﺎر اﻟﺳ ﺎﺳ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧطو ﻓﻲ اﻷﻏﻠب ﻋﻠﻰ ﻣطﺎﻣﻊ اﻗﺗﺻﺎد ﺔ أﺻ ﺣت اﻟﯾوم وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧر ّ ﻣروﺟﯾﻬﺎ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣ ﺔ ﺗﺗﺑﻧﻰ ﻋﻘﺎﺋد وآراء ﻓﻠﺳﻔ ﺔ ﺗدﻋو إﻟﯾﻬﺎ ﺑﺟﻣ ﻊ اﻟوﺳﺎﺋﻞ ،وﺗﻧطﻠ ﻣن طﺑ ﻌﺔ ّ
ﻣزودة ﺄﺣدث اﻷﺳ ﺎب وأدق اﻷﺟﻬزة وأﻏﻧﻰ اﻟوﺳﺎﺋﻞ .. اﻟﺗﻲ ﺗؤ دﻫﺎ ،وﻫﻲ ّ
وﻫذﻩ اﻟﻣدارس اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎرب اﻷد ﺎن ،ﺗﺗﺑﻧﻰ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت طرق اﻟدﻋوة اﻟدﯾﻧ ﺔ وﺗطﻠب اﻹ ﻣﺎن ﻣ ﺎدﺋﻬﺎ،
وﺗﻘﻒ ﻘوة و ﺧطط ﻣدروﺳﺔ ﺿد دﻋوﺗﻧﺎ اﻹﺳﻼﻣ ﺔ ،وﻻ ﺗﺗورع ﻋن اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺟﻣ ﻊ اﻟطرق ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﻠﯾﻬﺎ ..
وﻟ س اﻟﺗﻬﺟم ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﯾﻧ ﺔ وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻫو اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟدﯾﻬﺎ ،ﺑﻞ ﺗﺧﻠ اﻻﻧﻘﺳﺎﻣﺎت
وﺗﺟﻧد ﻋﻧﺎﺻر ،ﻌﻠﻣﻬﺎ أو ﺑدون ﻋﻠﻣﻬﺎ ﻟﻠﺗﺻد ﻟﻠﻘﺎدة اﻟروﺣﯾﯾن وﻟﺗﺣدﯾﻬم ٕواﺛ ﺎت واﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟداﺧﻠ ﺔ ّ ﺗﺣﻣﻞ اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ .. ﻋﺟزﻫم ﻋن ّ أن ﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻧﺎ أﺻ ﺣت ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺻراع اﻟﻌﻘﯾد ﻣﺗﻌدد اﻷطراف ﻣﻊ ﻋدم اﻟﺗﻛﺎﻓؤ ﻓﻲ إذن ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧدرك ّ اﻟوﺳﺎﺋﻞ واﻷﺳ ﺎب .. ﻓﺈن ﺗﻌدد اﻟﺳ ﺎﺳﺎت اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﻼد وﻣن ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ ،و ﺳﺑب اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺳ ﺎﺳﺎت ﻋﻠﻰ واﺟﻬﺎت ﻋﻘﯾد ﺔّ ، اﻹﺳﻼم ﺟﻌﻞ اﻟﺗﺷﺗت اﻟﻔ ر ﺑﯾن اﻟ ﻼد وداﺧﻠﻬﺎ أﻣ اًر ﻣﺣﺗوﻣﺎً .. أن اﻟوﺿﻊ اﻟﻣؤﻟم وﺗﺻﺎﻋد اﻟﺗﺷ ك ﻓﻲ اﻟﻘ ﺎدات ﯾدﻓﻌﺎن ﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻷن ﯾﺗﺻدوا ﺛم ّ ﻟﻠﻣﺷ ﻠﺔ ،رﻏم ﻋدم ﻔﺎءاﺗﻬم ﺳﺑب اﻵﻻم اﻟﻧﻔﺳ ﺔ ،وﻫذا اﻟوﺿﻊ ﺑدورﻩ ﯾدﻓﻌﻬم اﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﺟﺎت ﺧﺎطﺋﺔ ﻣﺗطرﻓﺔ أﺣ ﺎﻧﺎً ،ﻣﺳﺎﯾرة ﻣﺎ ﻌﺔ أﺣ ﺎﻧﺎً أﺧر ،وﻟﻛﻞ ﻣن اﻟطرﻘﺗﯾن ردود ﻓﻌﻠﻬﻣﺎ وﺗﻔﺎﻋﻼﺗﻬﻣﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ،
وﻣن ﺟﻣﻠﺗﻬﺎ اﻟﺗﻌرض ﻟﻸﻗﻠ ﺎت اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﺑدورﻫﺎ ﻣﺻﺎ ﺔ ﻣﺛﻞ ﻫذﻩ اﻷﻣراض ،ﻓ ﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺟو اﻟدﻓﺎع أو ﻌطﻲ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣر ذرﻌﺔ ﺗﺟﻌﻞ اﻷﻗﻠ ﺎت ﻓﻲ أﺟواء اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﻧﻔس ،ﻓﺗزداد اﻟﺻﻌو ﺎت .وﻫ ذا .
ﻞ ﻫذﻩ اﻟﻣﺣن ،وﻻ ﻧزال ﻧﺗﺣدث ﻋن اﻷرﺿ ﺔ اﻟﺗرو ﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻣﻧﺎ اﻹﺳﻼﻣﻲ دون أن ﻧذ ر
إﺳراﺋﯾﻞ وﺷرورﻫﺎ وﺳﻣوﻣﻬﺎ ووﺳﺎﺋﻠﻬﺎ اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ اﻟﺧطرة ،ودون أن ﻧﺗﺣدث ﻋن اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر وﻗدرﺗﻪ وﺣ ﺎﺋﻠﻪ
وﺛﻘﺎﻓﺎﺗﻪ وﺗ ﺷﯾرﻩ .ﻓﺈذا أردﻧﺎ اﺳﺗﻌراض اﻟوﺿﻊ ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳ ﺔ وﺣﺎوﻟﻧﺎ دراﺳﺔ اﻟﻣﺷ ﻠﺔ ﺑﺟﻣ ﻊ
6
ﻓﺈن اﻷﻓ ﯾﺑدو ﺣﺎﻟﻛﺎً واﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻞ ﻣظﻠﻣﺎً واﻟﻌواﺻﻒ اﻟﻬوﺟﺎء ﺗﻌﺻﻒ ﺑﻧﺎ ﻣن ﻞ ﺟﺎﻧب . أ ﻌﺎدﻫﺎ ّ ﻫﻞ اﻟﻣﺣﻧﺔ اﻟﻘﺎﺳ ﺔ ﺗدﻋوﻧﺎ اﻟﻰ اﻟ ﺄس؟ ﻼ .إﻧﻪ ﻻ ﯾ ﺄس ﻣن روح ﷲ إﻻ اﻟﻘوم اﻟﻛﺎﻓرون ،وﻟﻛن اﻻﺳﺗﻬﺗﺎر ﺎﻟﻣﺷ ﻠﺔ وﻋدم اﻻﺳﺗﻌداد ﻟﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻻ ﯾﺟﺗﻣﻌﺎن ﻣﻊ روح اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ ،ﻓﺎﻟﻣﺑدأ اﻟذ ﻧرﻓض ﻪ اﻟ ﺄس ﺄﺗﻲ ﻌد ﻗول ﻌﻘوب ﴿ :ﺎ ﺑﻧﻲ اذﻫﺑوا ﻓﺗﺣﺳﺳوا ﻣن ﯾوﺳﻒ وأﺧ ﻪ﴾ ]ﯾوﺳﻒ.[87 : ّ
ﺧﺎﻣﺳﺎً -ﻌض اﻟﻣﻘﺗرﺣﺎت : إن ﻣن ﻋﻧﺎ ﺎت ﷲ وﺟودﻧﺎ اﻵن ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر ﺿم ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣن أﻗطﺎر اﻟﻌﺎﻟم ،وﻫو اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﺛﺎﻣن، ّ أن أﻣﺎﻣﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﺟﺎرب ﺗﻣ ّﻧﻪ ﻣن ﺗﻘﯾ م اﻷﻣر .ووﺟود ﻣﺟﻣﻊ اﻟ ﺣوث اﻹﺳﻼﻣ ﺔ دﻟﯾﻞ ﻋﻠﻰ ﻌﻧﻲ ّ
ﻋزم اﻷزﻫر اﻟﺷرﻒ ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺷ ﻼت ﺑروح اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ .وﻟﺳت ﻫﻧﺎ ﻷﻗﺗرح ﻣزداً ﻣن اﻷﻋ ﺎء واﻟﺗﻛﺎﻟﯾﻒ ﻋﻠﻰ اﻷزﻫر دون أن أدﻋو ﻧﻔﺳﻲ ورﻓﺎﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺗﻣر ﻷﺟﻞ ﺗﺣﻣﻞ ﻣﺳؤوﻟ ﺎت اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة .ﻓﺎﻟﻣﻘﺗرﺣﺎت ﻟﻠدرس واﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ وﻟﻛﻲ ﻘوم ٌﻞ ﻣﻧﺎ ﺑدورﻩ ..
إن اﻟﻘ ﺎدة اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن اﻹﺳﻼم ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻰ ﻋﻧﺎﺻر ﺛﻼﺛﺔ : ّ أوﻻً :ﺗﻛﺛﯾﻒ اﻟﺟﺎﻧب اﻟروﺣﻲ واﻟﺗﻬذﯾب اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠدﻋﺎة ،ﻓﺎﻟﻌﺎﻟم اﻟﯾوم رﻏم ﺗﻘدﻣﻪ اﻟﻣﺎد ،ﺑﻞ ﺳﺑب ﻫذا ﺄن ﻣظﺎﻫر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﻘدم ﻣﺗﺷوق اﻟﻰ اﻟﺻﻔﺎء اﻟروﺣﻲ و ّ اﻟﺗﻧزﻩ ﻋن اﻟﻣﺎد ﺎت ،وﻻ ﺑد ﻣن اﻻﻋﺗراف ّ
ﻋﻠﻣﺎء اﻟدﯾن ﻻ ﺗوﺣﻲ ﺑﻬذا ..
ِ ﻓﺈن اﻹﺳﻼم ﯾرﻓض اﻟرﻫ ﺎﻧ ﺔ، ﻻ أﻗول أ ّن ّ◌ اﻟﻌﺎﻟم اﻟدﯾﻧﻲ واﻟداﻋ ﺔ ﯾﺟب أن ﯾﺗرك ﻣﺗﻌﺔ اﻟﺣ ﺎة اﻟدﻧ ﺎّ ، وﻋﻠﻲ )ع( ﻘول" :ﻟ س اﻟزﻫد أﻻ ﺗﻣﻠك ﺷﯾﺋﺎً ،ﺑﻞ اﻟزﻫد أﻻ ﻣﻠﻛك ﺷﻲء" ..ﺑﻞ أﻗول إ ّن ﻧﻣو اﻟوﺿﻊ
اﻟﻣﺎد اﻟﻣﺣ ط ﺎﻹﻧﺳﺎن ﯾﺟب أن ﯾراﻓﻘﻪ اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟروﺣﻲ ﻟﻛﻲ ﻻ ﯾﻧﺟرف ،وﻫذا ﻣﺎ ﻧطﺎﻟب ﻪ ﺑﺈﻟﺣﺎح .
ذرة ﻣن اﻟروﺣﺎﻧ ﺔ ﻻ ﺗزال ﺗﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺳ ﺎب اﻟﻣﺎد ﺔ ،وﺗﺟﺎرﻧﺎ ﻓﻲ أﻗطﺎر اﻟﻌﺎﻟم ،ﺣﺗﻰ ّ إن ّ ﻓﻲ اﻟ ﻼد اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺟداً ﺗﺛﺑت ذﻟك .. ﺛﺎﻧ ﺎً :وﺿوح اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑوﺿﻊ اﻟﻣﻌ ّذﺑﯾن ،وﻋدم اﻟرﺿﺎ ﺳﻠوك اﻟظﺎﻟﻣﯾن ،واﻟﺳﻌﻲ اﻟداﺋم ﻟﻠﺗﺧﻔﯾﻒ ﻋن آﻻم اﻟﻧﺎس ،واﻟﻐﺿب ﻋﻠﻰ ﻣن ﺣرﻣﻬم ﺣﻘﻬم ..
ﻟﻣﺎذا ﻧﺗرك اﻟﻧﺿﺎل ﻓﻲ ﺳﺑﯾﻞ اﻟط ﻘﺎت اﻟﻛﺎدﺣﺔ أو اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرة ﺗﺣﺗﻛرﻩ اﻷﺣزاب اﻹﻟﺣﺎد ﺔ؟ واﻹﺳﻼم ﻻ ﻘﺑﻞ
إ ﻣﺎن ﻣن ﺎت ﺷ ﻌﺎﻧﺎً وﺟﺎرﻩ ﺟﺎﺋﻊ ..
أﻟم ﺄﻣرﻧﺎ اﻟرﺳول اﻟﻛرم ﺄن ُﻧﻧ ر اﻟﻣﻧ ر ﺑﯾدﻧﺎ أو ﺑﻠﺳﺎﻧﻧﺎ أو ﻘﻠﺑﻧﺎ؟ وﻋﻠﻰ ﺟﻣ ﻊ اﻻﻓﺗراﺿﺎت ،ﻓﺈﻧﻪ ﻏﯾر 7
ر ٍ اض ﺣﺗﻣﺎً ﻋن ﻣﺳﺎﯾرة اﻟظﺎﻟﻣﯾن واﻟر ون إﻟﯾﻬم .. ﱠ ﺣﻣﻞ اﻷﻧظﻣﺔ واﻷﺷﺧﺎص ّ إن اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻣﻌذب ،ﺷﻌر ،ﻣﻬﻣﺎ ﺑﻠﻎ ،ﺑدرﺟﺔ ﻣن اﻟﺣرﻣﺎن ،و ّ ِ ﺣس ﻓﻲ اﻟداﻋﻲ أو اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺳﻠم ﻣﺳؤوﻟ ﺔ ﺣرﻣﺎﻧﻪ وﻋدم ﺗوﻓﯾر اﻟﻔرص اﻟﻣﺗﻧﺎﺳ ﺔ ﻟﻪ ،وﻫو ﯾﻧﺗظر أن ّ ﺣ اررة اﻟﻧﺿﺎل وﺻرﺧﺔ اﻟﺣ .. ﺛﺎﻟﺛﺎً :ﺗطو ر اﻟﺷ ﻞ وﺗﺣدﯾﺛﻪ ﻌﻧﻲ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺎﻟوﺳﺎﺋﻞ اﻟﻣﺗطورة واﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻌرض اﻷﻓ ﺎر
واﻷﺣ ﺎم وﻟﺗﻧظ م اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﯾﻧ ﺔ ﺣﯾث ﺗﺻ ﺢ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷ ﻞ ووﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﻣﻞ ﻣﺳﺗو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻌﺎﻟﻣ ﺔ ..
إﺣﺻﺎء دﻗ ﻘﺎً وﻣﺗﺟدداً ﻋن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﺎَﻟم وﻋن ﺷؤوﻧﻬم اﻟﺗرو ﺔ وﻋن ﻗﺎدﺗﻬم اﻟروﺣﯾﯾن وﻋن إن ّ ً ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬم اﻟدﯾﻧ ﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓ ﺔ وﻋن ﺗﺑﻬم وﺟراﺋدﻫم وﺣﺻﺻﻬم ﻓﻲ اﻹذاﻋﺔ اﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ واﻟﻣرﺋ ﺔ وﻋن
ﺄن أَوﻟﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺑﻬذا اﻷﻣر اﻟذ ﻻ إﻣ ﺎﻧ ﺎﺗﻬم ،ﻞ ذﻟك ﻫو ﻣن أوﻟ ﺎت اﻟﺗطو ر اﻟﻣؤﺳس ،ﻋﻠﻣﺎً ّ ﺗﺗﺣﻘ اﻟرﻋﺎ ﺔ ﺑدوﻧﻪ ﻫو اﻷزﻫر اﻟﺷرﻒ .. إن آﻻم ﻌض اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم أﻣﺛﺎل اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻔﻠﯾﺑﯾن وأرﺗرﺎ واﻟﺣ ﺷﺔ ﻣﻌروﻓﺔ ،وﻟﻛن ّ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻔرﻗﺔ ﺗؤ د وﺟود ٍ ﻣﺂس أﺧر ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋن ﻣﺄﺳﺎة ﻫؤﻻء ﻓﻲ ﺗﺎﯾﻠﻧد وﺳ ﺎم واﻟﻣﺟر وﻏﯾرﻫﺎ .. وﻓﻲ ﺣدود ﻣﺷﺎﻫداﺗﻲ ،ﻟم ن ﻣوﻗﻒ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﻌرب وﻏﯾرﻫم ﺗﺟﺎﻩ ﻣﺣﻧﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ
ﻋظﻣﺔ اﻟﻣﺣﻧﺔ ،و ﺎن ﻫذا ﻧﺎﺗﺟﺎً ﻋن ﻋدم ﻣﻌرﻓﺗﻬم ﺑواﻗﻊ اﻷﺣداث اﻟﺗﻲ ﺟرت ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن وﺗﺟر ﺣﺗﻰ اﻵن
ﻓﻲ ﺟﻧو ﻪ ..
إن وﺿﻊ اﻟﻣذاﻫب اﻹﺳﻼﻣ ﺔ ﻓﻲ أﻗطﺎر اﻟﻌﺎﻟم ﯾﺟب أن ﯾﺗﻌﺎﻟﺞ ﺳﻣﺎﺣﺔ وﺟدّﺔ ﺑﯾرﺗﯾن ﺳ ﻣﺎ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ اﻟﻰ ّ أوﻟﺋك اﻟذﯾن اﻧﺣرﻓوا ﻋن أر ﺎن اﻹﺳﻼم ﺳﺑب ﻌدﻫم ﻋن اﻟظﻬور ﻣﺑﺗدﻋﯾن ﺑﯾﻧﻬم . إﻧﻧﻲ ﻻ أﻋرف ﺣﺗﻰ اﻵن اﻫﺗﻣﺎﻣﺎً ﺎﻟﻣﺳﺗو اﻟﻣطﻠوب ﺑﻬؤﻻء اﻟﻧﺎس أﺑداً ،اﻟﻠﻬم إﻻ طرد اﻟ ﻌض ﻟﻬم، وﻗﺑول اﻵﺧرن دون ﻋﻼج ﻷﻣرﻫم ،وذﻟك رﻏم ﺗﻌطﺷﻬم اﻟﻛﺑﯾر ﻟﺗﺻﺣ ﺢ أﻓ ﺎرﻫم واﻟﺷوق اﻟﻰ اﻟﺗﻼﻗﻲ ﻣﻊ
إﺧوﺗﻬم ﻓﻲ اﻟدﯾن .
إن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻌﻧ ﺔ ﺷؤون اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣن ﻣؤﺗﻣرات وﻣراﻛز ﺛﻘﺎﻓ ﺔ وﻏﯾرﻫﺎ أﺻ ﺣت ﺛﯾرة ،وﻫﻧﺎك ّ ﻧﺷﺎطﺎت واﺳﻌﺔ ﻘوم ﺑﻬﺎ اﻷﻓراد .وﻟﻘد آن اﻷوان ﻷن ﺻ ﺢ ﻣﺟﻣﻊ اﻟ ﺣوث ﻫو اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻘ ﺎد ﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛﻞ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻣؤﺗﻣرات اﻹﺳﻼﻣ ﺔ .وﻫذا اﻷﻣر ﯾﺗطﻠب ﺗﺧﺻ ص ﻫﯾﺋﺔ ﻣن ﺎر ﻋﻠﻣﺎء
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﻣن أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻣﻊ أو اﻟﻣؤﺗﻣر أو ﻣن ﻏﯾرﻫم و ﺗﻛﻠﯾﻒ ﻣن اﻟﻣﺟﻣﻊ ﻟﻠﻘﺿﺎ ﺎ اﻟﻌﻠﻣ ﺔ وﺗﻔرغ
اﻟﻣﺟﻣﻊ وأﻣﺎﻧﺗﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘ ﺎم ﻣﻬﻣﺔ رﻋﺎ ﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ودرس أﺣواﻟﻬم وﺗﺗ ﻌﻬﺎ ،وﻋﻧد ذﻟك ﺻ ﺢ
8
اﻟﻣؤﺗﻣر ﻫذا ﻫﯾﺋﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،و ﺻ ﺢ اﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟﻣﺗﻔرع أﻣﺎﻧﺔ ﻋﺎﻣﺔ داﺋﻣﺔ . أن اﻟﺟﻣ ﻊ ﺣﺳب ﻫذا اﻟطرح ﯾ ﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ داﺋﻣﺔ ﺄﻋﺿﺎء اﻟﻣؤﺗﻣر و ﻐﯾرﻫم ﻻدﺧﺎر وﻏﻧﻲ ﻋن اﻟﻘول ّ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗردﻩ ﺎﻧﺗظﺎم و ﺗﺑو ﺑﻬﺎ ٕوارﺳﺎل ﺗﻘﺎرر ﺷﺄﻧﻬﺎ .. وﻣن أﻫم اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣطﻠو ﺔ ﻣن ﻣﺛﻞ ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻘ ﺎد ﺔ ﻫو ﺗﻧﺳﯾ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻟﻛﻲ
ﯾزود اﻟﻣﺟﻣﻊ ﺳﺎﺋر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺑذﻟك ﺗوﻓﯾ اًر ﻟﻠطﺎﻗﺎت ﻻ ُط ﻊ ﺗﺎب أو ُﯾﺗرﺟم ﻣرات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﺑﻞ ّ وﺗوﺟﯾﻬﺎً ﻧﺣو اﻟﻔراﻏﺎت .. وﺣول اﻟﻣؤﺗﻣر وﻗ ارراﺗﻪ :ﻻ ﺑد ﻣن وﻗﻔﺔ ﺟرﺋﺔ ﻣﺧﻠﺻﺔ ،وﻣن اﻟﺳﻌﻲ ﻟﻌدم إﺻدار ﻗرار ،أ ﻗرار ،أﻛﺛر
ﻣن ﻣرة ،وﻣن اﻟ ﺣث ﺣول اﻷﺳ ﺎب اﻟﺗﻲ ﻣﻧﻌت ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺻدرت ﻣ ار اًر ﻣﻧذ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻷول، وﻣن اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن إﺻدار أ ﺔ ﻗ اررات دون ﺗوﻓﯾر ﺷرو ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎٕ ،واﻻ ﻓﻠ ِ ﺗﻒ اﻟﻣؤﺗﻣر ﺑﺈﺻدار ﻓﺗو أو
ﺗوﺻ ﺔ .
9