أساليب التربية الإسلامية (1977)

Page 1

‫أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗر ﺔ اﻹﺳﻼﻣ ﺔ‬ ‫أُﻟﻘﯾت ﻓﻲ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺛﺎﻣن ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫرة ﺳﻧﺔ ‪ ،1977‬وُﻧﺷرت ﻓﻲ "اﻹﺳﻼم ﻋﻘﯾدة راﺳﺧﺔ" ﻓﻲ‬ ‫ﺳﻧﺔ ‪.1979‬‬ ‫أن اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﯾ ﺣث ﻓﻲ‬ ‫أن أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗر ﺔ ﻌﯾدة ﻋن أﺻول اﻟدﯾن‪ ،‬ﺣﯾث ّ‬ ‫ﻗد ﯾﺑدو ﻟﻠوﻫﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ّ‬ ‫ﻗﺳم اﻵداب واﻟﺳﻧن‪ ،‬وﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋﻞ اﻟوﻻدة ﻣن ﺗﺎب اﻟﻧ ﺎح ﻋن ﺗر ﺔ اﻟطﻔﻞ ﻣﺛﻼً‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻷﺻول ﻫﻲ‬ ‫اﻷوﻟ ﺎت واﻟﺑدا ﺎت ﻓ ﻪ ‪.‬‬ ‫اﻟﺟذور اﻟﻌﻘﯾد ﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓ ﺔ ﻟﻺﺳﻼم‪ ،‬وﻫﻲ ّ‬

‫أن اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﻧﻔﺳﻪ ﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﺗر ﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن‪ ،‬أﻓراداً وﺟﻣﺎﻋﺎت أﺳﻠوب‬ ‫وﻟﻛن اﻟﻣزد ﻣن اﻟﺗﺄﻣﻞ‪ ،‬ﺷﻒ ّ‬ ‫أن ﻓﺻﻞ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗرو ﺔ ﻋن اﻷﺻول ﻫو‬ ‫اﻟﺗﻘﯾد ﺎﻷﺻول ﻣﺎ ﻧﺷﺎﻫد ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ‪ ،‬ﻣﺎ ﯾﺛﺑت ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ﺟزء ﻣن اﻟﻣﺄﺳﺎة اﻟﻛﺑر ﻻﺳﺗ ﻌﺎب اﻹﺳﻼم وﻟﻠدﻋوة إﻟ ﻪ ‪.‬‬ ‫إن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﻌرض أوﻻً أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗر ﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﺛم ﺗﺣﺎول اﻛﺗﺷﺎف اﻷﺳﻠوب اﻟﻘرآﻧﻲ وﻫو اﻟﺗ ار ط‬ ‫ّ‬ ‫اء ﻋﻠﻰ طرﻘﺔ اﻟﻘرآن ﻟﻌرض اﻹﺳﻼم‬ ‫اﻟﻣﺗﯾن ﺑﯾن اﻷﺳﻠوب اﻟﺗرو و ﯾن اﻷﺻول‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﺗﻠﻘﻲ اﻟدراﺳﺔ أﺿو ً‬ ‫واﻟدﻋوة إﻟ ﻪ‪ ،‬وﻫﻲ طرﻘﺔ ﺗﺧﺗﻠﻒ ﻠ ﺎً ﻋن اﻟطرﻘﺔ اﻷﻛﺎد ﻣ ﺔ‪ ،‬وﻫﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﺗﻘﺳ م ﻣﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﻘﯾدة أو‬

‫اﻟﺷرﻌﺔ‪ ،‬وﺗﻔﺻﯾﻞ اﻟﺷرﻌﺔ اﻟﻰ اﻟﻔﻘﻪ واﻷﺧﻼق‪ ،‬ﺛم ﺗﻘﺳ م اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻰ ﺗب ﻓﻲ اﻟﻌ ﺎدات واﻟﻣﻌﺎﻣﻼت‬ ‫واﻟﺳ ﺎﺳﺎت واﻷﺣ ﺎم‪ ..‬وﻫ ذا ‪.‬‬

‫وﻓﻲ ﻧﻬﺎ ﺔ اﻟدراﺳﺔ ﻧ ﺣث ﻋن اﻟﺿرورات اﻟﺗرو ﺔ اﻟﺣﺎدة اﻟﻣﻌﺎﺻرة وﻋن ﻌض اﻟﻣﻘﺗرﺣﺎت ﻟﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ‪.‬‬ ‫أوﻻً ‪-‬اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗرو ﺔ واﻷﺳﻠوب اﻟﻘرآﻧﻲ ‪:‬‬ ‫أن ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾ اًر‬ ‫إن اﻷﺳﻠوب اﻟﺑداﺋﻲ ﻟﻠﺗر ﺔ ﻫو ﺗوﺟ ﻪ اﻷﻣر واﻟﻧﻬﻲ اﻟﻰ ﻣوﺿوع اﻟﺗر ﺔ )اﻟﻣرّﻲ(‪ ،‬وﻻ ﺷك ّ‬ ‫ّ‬ ‫ﻣﺣدوداً وﻣﺿﺎﻋﻔﺎت ﺳﻠﺑ ﺔ أﺣ ﺎﻧﺎً‪ ،‬ﺳ ﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ُﺳﺗﻌﻣﻞ اﻟﻌﻧﻒ ﻓﻲ ﺳﺑﯾﻠﻪ وﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﯾؤﺧذ وﺿﻊ اﻟﻣرّﻲ‬

‫اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻌﯾن اﻻﻋﺗ ﺎر‪.‬‬

‫و ﺄﺗﻲ اﻷﺳﻠوب اﻷرﻗﻰ ﻣن ذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﺳﺗﻌﻣﻞ اﻟﻣرّﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻗﻧﺎع و ﺣﺎول اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻋﻘﻞ اﻟﻣرﻲ‬ ‫وﻗﻠ ﻪ ﻟﻛﻲ ﻘﺗﻧﻊ ﺎﻟﻬدف و ﺣّﻪ ﻟﯾﻧطﻠ ﻧﺣوﻩ‪.‬‬ ‫أﻣﺎ اﻷﺳﻠوب اﻟﺛﺎﻟث اﻟذ ﻌﺗز ﻪ أﺻﺣﺎب اﻟﻣدارس اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻬو اﻟﺗوﺟﻪ أوﻻً اﻟﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ‬ ‫ﻟﻠﻣرّﻲ ﻓرداً ﺎن أو ﺟﻣﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻟﺗﺻ ﺢ ﻣﻧﺎﺧﺎً ﻣﻼﺋﻣﺎً ﻟﻠﻬدف اﻟﺗرو وﻟﯾﺗﻛون ﺗ ﺎر ﻧﺣوﻩ ﺳﻬﻞ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﻣرّﻲ اﻟﻌﻣﻞ واﻹﻗﻧﺎع‪.‬‬

‫‪1‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.
أساليب التربية الإسلامية (1977) by Amy Mediasolutions - Issuu