أساليب التربية الإسلامية (1977)

Page 1

‫أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗر ﺔ اﻹﺳﻼﻣ ﺔ‬ ‫أُﻟﻘﯾت ﻓﻲ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺛﺎﻣن ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫرة ﺳﻧﺔ ‪ ،1977‬وُﻧﺷرت ﻓﻲ "اﻹﺳﻼم ﻋﻘﯾدة راﺳﺧﺔ" ﻓﻲ‬ ‫ﺳﻧﺔ ‪.1979‬‬ ‫أن اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﯾ ﺣث ﻓﻲ‬ ‫أن أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗر ﺔ ﻌﯾدة ﻋن أﺻول اﻟدﯾن‪ ،‬ﺣﯾث ّ‬ ‫ﻗد ﯾﺑدو ﻟﻠوﻫﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ّ‬ ‫ﻗﺳم اﻵداب واﻟﺳﻧن‪ ،‬وﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋﻞ اﻟوﻻدة ﻣن ﺗﺎب اﻟﻧ ﺎح ﻋن ﺗر ﺔ اﻟطﻔﻞ ﻣﺛﻼً‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻷﺻول ﻫﻲ‬ ‫اﻷوﻟ ﺎت واﻟﺑدا ﺎت ﻓ ﻪ ‪.‬‬ ‫اﻟﺟذور اﻟﻌﻘﯾد ﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓ ﺔ ﻟﻺﺳﻼم‪ ،‬وﻫﻲ ّ‬

‫أن اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﻧﻔﺳﻪ ﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﺗر ﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن‪ ،‬أﻓراداً وﺟﻣﺎﻋﺎت أﺳﻠوب‬ ‫وﻟﻛن اﻟﻣزد ﻣن اﻟﺗﺄﻣﻞ‪ ،‬ﺷﻒ ّ‬ ‫أن ﻓﺻﻞ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗرو ﺔ ﻋن اﻷﺻول ﻫو‬ ‫اﻟﺗﻘﯾد ﺎﻷﺻول ﻣﺎ ﻧﺷﺎﻫد ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ‪ ،‬ﻣﺎ ﯾﺛﺑت ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ﺟزء ﻣن اﻟﻣﺄﺳﺎة اﻟﻛﺑر ﻻﺳﺗ ﻌﺎب اﻹﺳﻼم وﻟﻠدﻋوة إﻟ ﻪ ‪.‬‬ ‫إن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﻌرض أوﻻً أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗر ﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﺛم ﺗﺣﺎول اﻛﺗﺷﺎف اﻷﺳﻠوب اﻟﻘرآﻧﻲ وﻫو اﻟﺗ ار ط‬ ‫ّ‬ ‫اء ﻋﻠﻰ طرﻘﺔ اﻟﻘرآن ﻟﻌرض اﻹﺳﻼم‬ ‫اﻟﻣﺗﯾن ﺑﯾن اﻷﺳﻠوب اﻟﺗرو و ﯾن اﻷﺻول‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﺗﻠﻘﻲ اﻟدراﺳﺔ أﺿو ً‬ ‫واﻟدﻋوة إﻟ ﻪ‪ ،‬وﻫﻲ طرﻘﺔ ﺗﺧﺗﻠﻒ ﻠ ﺎً ﻋن اﻟطرﻘﺔ اﻷﻛﺎد ﻣ ﺔ‪ ،‬وﻫﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﺗﻘﺳ م ﻣﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﻘﯾدة أو‬

‫اﻟﺷرﻌﺔ‪ ،‬وﺗﻔﺻﯾﻞ اﻟﺷرﻌﺔ اﻟﻰ اﻟﻔﻘﻪ واﻷﺧﻼق‪ ،‬ﺛم ﺗﻘﺳ م اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻰ ﺗب ﻓﻲ اﻟﻌ ﺎدات واﻟﻣﻌﺎﻣﻼت‬ ‫واﻟﺳ ﺎﺳﺎت واﻷﺣ ﺎم‪ ..‬وﻫ ذا ‪.‬‬

‫وﻓﻲ ﻧﻬﺎ ﺔ اﻟدراﺳﺔ ﻧ ﺣث ﻋن اﻟﺿرورات اﻟﺗرو ﺔ اﻟﺣﺎدة اﻟﻣﻌﺎﺻرة وﻋن ﻌض اﻟﻣﻘﺗرﺣﺎت ﻟﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ‪.‬‬ ‫أوﻻً ‪-‬اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗرو ﺔ واﻷﺳﻠوب اﻟﻘرآﻧﻲ ‪:‬‬ ‫أن ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾ اًر‬ ‫إن اﻷﺳﻠوب اﻟﺑداﺋﻲ ﻟﻠﺗر ﺔ ﻫو ﺗوﺟ ﻪ اﻷﻣر واﻟﻧﻬﻲ اﻟﻰ ﻣوﺿوع اﻟﺗر ﺔ )اﻟﻣرّﻲ(‪ ،‬وﻻ ﺷك ّ‬ ‫ّ‬ ‫ﻣﺣدوداً وﻣﺿﺎﻋﻔﺎت ﺳﻠﺑ ﺔ أﺣ ﺎﻧﺎً‪ ،‬ﺳ ﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ُﺳﺗﻌﻣﻞ اﻟﻌﻧﻒ ﻓﻲ ﺳﺑﯾﻠﻪ وﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﯾؤﺧذ وﺿﻊ اﻟﻣرّﻲ‬

‫اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻌﯾن اﻻﻋﺗ ﺎر‪.‬‬

‫و ﺄﺗﻲ اﻷﺳﻠوب اﻷرﻗﻰ ﻣن ذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﺳﺗﻌﻣﻞ اﻟﻣرّﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻗﻧﺎع و ﺣﺎول اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻋﻘﻞ اﻟﻣرﻲ‬ ‫وﻗﻠ ﻪ ﻟﻛﻲ ﻘﺗﻧﻊ ﺎﻟﻬدف و ﺣّﻪ ﻟﯾﻧطﻠ ﻧﺣوﻩ‪.‬‬ ‫أﻣﺎ اﻷﺳﻠوب اﻟﺛﺎﻟث اﻟذ ﻌﺗز ﻪ أﺻﺣﺎب اﻟﻣدارس اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻬو اﻟﺗوﺟﻪ أوﻻً اﻟﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ‬ ‫ﻟﻠﻣرّﻲ ﻓرداً ﺎن أو ﺟﻣﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻟﺗﺻ ﺢ ﻣﻧﺎﺧﺎً ﻣﻼﺋﻣﺎً ﻟﻠﻬدف اﻟﺗرو وﻟﯾﺗﻛون ﺗ ﺎر ﻧﺣوﻩ ﺳﻬﻞ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﻣرّﻲ اﻟﻌﻣﻞ واﻹﻗﻧﺎع‪.‬‬

‫‪1‬‬


‫واﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﺳﺗﻌﻣﻞ ﻫذﻩ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻓﻲ آن ﻣﻌﺎً‪ ،‬و ﺿﯾﻒ أﺳﻠو ﺎً ار ﻌﺎً ﻫو ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ‬ ‫وُﻌﺗﺑر ﻣن ﻣﻌﺟزات اﻹﺳﻼم‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺣﺎول اﻟﻣدارس اﻹﺻﻼﺣ ﺔ واﻟﺛورﺔ اﻟﻣﺗﺄﺧرة أن ﺗﻘﺗ س ﻣﻧﻪ‪.‬‬

‫إن اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﺄﻣر و ﻧﻬﻰ ﻣﺧﺗﻠﻒ اﻟﺗﻌﺎﺑﯾر واﻟوﺳﺎﺋﻞ‪ ،‬و ذ ر اﻟدﻟﯾﻞ ﺗﻠو اﻟدﻟﯾﻞ‪ ،‬و ﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻔطرة‬ ‫ّ‬ ‫اﻟﻌﺑر اﻟﺗﻲ ﻣ ن اﺳﺗﺧﻼﺻﻬﺎ ﻣن اﻷﻣم اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ‪ ،‬و ﺳﺗﻌﻣﻞ‬ ‫وﻋﻠﻰ اﻟﻣرﺗﻛزات اﻟراﺳﺧﺔ ﻋﻧد اﻟﺷﻌوب وﻋﻠﻰ َ‬ ‫"اﻟطﯾ ﺎت واﻟﺧ ﺎﺋث"‪ ،‬و ذ ّ ر داﺋﻣﺎً ﺑرﺣﻣﺔ ﷲ وﻣﺣﺑﺗﻪ وِﻧﻌﻣﻪ وﻋﻠﻣﻪ‬ ‫أﻟﻔﺎظﺎً ﺗﺷ ﻪ اﻷدّﻟﺔ‪ ،‬ﻣﺛﻞ ﻠﻣﺎت‬ ‫ّ‬ ‫ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻧﺎس‪ ،‬ﻞ ذﻟك ﺣﺗﻰ ﺗﻛون اﻟﻘﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﻘﺗرﻧﺔ ﺎﻟﻣﺷﺎﻋر )ﻣﺗوﺟﻬﺔ( ﻧﺣو اﻟوظﺎﺋﻒ )اﻷﺳﻠوب‬ ‫اﻟﺛﺎﻧﻲ‪.(..‬‬ ‫ﻘر‬ ‫وﻟﻘد أﻋﻠن اﻟرﺳول اﻷﻋظم ﻓﻲ ﺧط ﺔ اﻟوداع‪) :‬أﯾﻬﺎ اﻟﻧﺎس‪ ،‬ﻣﺎ ﻣن ﺷﻲء ّ‬ ‫اﻟﺟﻧﺔ‬ ‫ﻘر م اﻟﻰ اﻟﻧﺎر و ﺎﻋد م ﻋن ّ‬ ‫اﻟﻧﺎر إﻻ وﻗد أﻣرﺗُﻛم ﻪ‪ ،‬وﻣﺎ ﻣن ﺷﻲء ّ‬

‫اﻟﺟﻧﺔ و ﺎﻋد م ﻋن‬ ‫م اﻟﻰ ّ‬ ‫إﻻ وﻗد ﻧﻬﯾﺗﻛم ﻋﻧﻪ(‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻫﺗﻣﺎم اﻹﺳﻼم ﺑﺗﻛو ن اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺻﺎﻟﺣﺔ ﻓﯾﺑدو ﻣن ﺗﻌﺎﻟ ﻣﻪ اﻟﻘﺎطﻌﺔ ﺣول وﺟوب إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬

‫اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬وﻣن ﺗوﺟﯾﻬﻪ اﻟﺗﺎم ﻣن أﺟﻞ ﻣﻧﺎﺧﺎت ﻣﻼﺋﻣﺔ ﺎﻟﺟﻣﺎﻋﺔ واﻟﺟﻣﻌﺔ واﻟﺣﺞ وﺷﻬر رﻣﺿﺎن واﻷﻋ ﺎد‬ ‫ِ‬ ‫اﻟﻔﺳﻘﺔ واﻟﻌﺻﺎة إﻻ‬ ‫ورﻓض اﻻﻋﺗزال ﻋن اﻟﻧﺎس وﻋدم اﻋﺗزال اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ واﻟﻣﻧﻊ ﻋن ﻋﺷرة اﻟﻣﻔﺳدﯾن و َ‬ ‫ﻹﺻﻼﺣﻬم وﻫ ذا ‪.‬‬ ‫ﻧﺳﻣ ﻪ ﺛورة ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎﻫ م أو ﺗﺣوﻻً‬ ‫وﻣﻊ ذﻟك ﻠﻪ ﺳﺗﻌﻣﻞ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم أﺳﻠو ﻪ اﻟﺧﺎص اﻟذ ﻣ ن أن ّ‬ ‫ﻋﻣ ﻘﺎً ﻓﻲ اﻟرؤ ﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛون واﻟﺣ ﺎة وارﺗ ﺎ اﻟﻬدف اﻟﺗرو ‪.‬‬ ‫وﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﺳم اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﺻورة اﻟﺧﻠ واﻟﻣوﺟودات واﻟﺣ ﺎة ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻘﺎﺋد وﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‬

‫ﺄن اﻟ ﻘﺎء‬ ‫ﺣس ﻣﻌﻪ ّ‬ ‫اﻟﺗﻲ ﺗﺿ ﻔﻬﺎ آ ﺎﺗﻪ ّ‬ ‫اﻟﺑﯾﻧﺎت إﻟﯾﻧﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﺣﺎول ﺧﻠ ﻣﻧﺎخ وﻧﻲ ﻋﺎم ﻓﻲ ذﻫن اﻹﻧﺳﺎن ّ‬ ‫ان اﻟوﺟود ﯾﻧﺑذ ﻞ ﻓرد و ﻞ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻻ ﺗﻧﺳﺟم‬ ‫واﻟﻧﺟﺎح واﻟﺧﻠود ﻫو ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام ﺎﻟﺗوﺟﯾﻬﺎت اﻹﺳﻼﻣ ﺔ‪ ،‬و ّ‬ ‫ان ﻣﺻﯾرﻫﻣﺎ ﻫو اﻟﻔﻧﺎء واﻟﻧﺳ ﺎن ‪.‬‬ ‫ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد‪ ،‬و ّ‬

‫ﺗﻔوﻗﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺳﺎ ﻘﺔ ﻻ ﻘﺑﻞ اﻟﺟدل‪ ،‬وﻟﻪ ﻣ از ﺎ ﻣﺗﻌددة ﻧﺣﺎول ﺗﻌدادﻫﺎ ﻌد‬ ‫ّ‬ ‫إن ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ ّ‬ ‫إ ﺿﺎح ﻣﻌﺎﻟم ﻫذا اﻷﺳﻠوب واﺳﺗﻌراﺿﻪ ‪..‬‬ ‫ووﺿﻊ اﻟﻣﯾزان أﻻّ ﺗطﻐوا ﻓﻲ اﻟﻣﯾزان‪ ،‬وأﻗ ﻣوا‬ ‫ﻓﻲ ﺳورة اﻟرﺣﻣن ]اﻵ ﺎت‪ [9-7 :‬ﻣﻧﻬﺎ‪﴿ :‬واﻟﺳﻣﺎء رَﻓﻌﻬﺎ َ‬ ‫اﻟوزن ﺎﻟﻘﺳط وﻻ ُﺗﺧﺳروا اﻟﻣﯾزان﴾‪ ،‬ﻧﻼﺣظ اﻟرط ﺑﯾن طﻠب ﻋدم اﻟطﻐ ﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﯾزان ٕواﻗﺎﻣﺔ اﻟوزن‬ ‫ﺎﻟﻘﺳط و ﯾن رﻓﻊ اﻟﺳﻣﺎء ووﺿﻊ اﻟﻣﯾزان اﻟذ ﻫو ﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺣﺳﺎب واﻟﻧظﺎم واﻟﻌداﻟﺔ اﻟﻛوﻧ ﺔ ‪.‬‬

‫وﻓﻲ ﺳورة آل ﻋﻣران ]اﻵ ﺔ‪﴿ :[18 :‬ﺷ ِﻬد ﷲ أﻧﻪ ﻻ إﻟﻪ إﻻ ﻫو واﻟﻣﻼﺋ ﺔ وأوﻟو اﻟﻌﻠم ﻗﺎﺋﻣﺎً ﺎﻟﻘﺳط‪﴾،‬‬ ‫إن اﻟذﯾن‬ ‫ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻶ ﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬وأوﺿﺣﻬﺎ‪ّ ﴿ :‬‬

‫وﻫﻧﺎ ﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻣ ﺔ ﷲ ﺎﻟﻘﺳط‪ ،‬وﻧﺟد آ ﺎت أﺧر‬

‫‪2‬‬


‫ٍ‬ ‫ﻌذاب‬ ‫اﻟﻧﺑﯾﯾن ﻐﯾر ﺣ و ﻘﺗﻠون اﻟذﯾن ﺄﻣرون ﺎﻟﻘﺳط ﻣن اﻟﻧﺎس ﻓ ّﺷرﻫم‬ ‫ﻔرون ﺂ ﺎت ﷲ و ﻘﺗﻠون ّ‬ ‫أﻟ م﴾ ]آل ﻋﻣران‪ ،[21 :‬ﺣﯾث أن اﻹداﻧﺔ ﻟﻣﻌﺎد اﻟﻘﺳط وﻟﺧﺻوم اﻟﻌداﻟﺔ ﱠ‬ ‫ﻣﻌﻠﻠﺔ ﻘﺎﺋﻣ ﺔ ﷲ ﺎﻟﻘﺳط وﺛﻣرة‬ ‫ّ‬ ‫ﻣن ﺛﻣﺎرﻫﺎ ‪.‬‬ ‫وﻓﻲ ﺳورة اﻷﻧﺑ ﺎء ]آ ﺔ‪ [16 :‬ﻧﻘرأ‪﴿ :‬وﻣﺎ ﺧﻠﻘﻧﺎ اﻟﺳﻣﺎء واﻷرض وﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻻﻋﺑﯾن﴾‪ ،‬وﻓﻲ اﻵ ﺔ ‪18‬‬ ‫ﻧﺻﻞ اﻟﻰ ﻌض ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ‪" :‬ﺑﻞ ﻧﻘذف ﺎﻟﺣ ﻋﻠﻰ اﻟ ﺎطﻞ ﻓﯾدﻣﻐﻪ ﻓﺈذا ﻫو زاﻫ وﻟﻛم اﻟو ﻞ ﻣﻣﺎ‬

‫ﺗﺻﻔون ‪"..‬‬

‫وﻓﻲ ﻌض اﻟﻣﻘﺎﻣﺎت ِ‬ ‫ﺗرد اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻗﺑﻞ اﻟﻣ ﺎدئ‪ ،‬وﻣﻧﻬﺎ ]اﻵ ﺎت‪ 25 :‬و‪ [29‬ﻣن ﺳورة اﻟدﺧﺎن‪ ﴿:‬م ﺗر وا‬

‫ﻣن ﺟّﻧﺎت وﻋﯾون وزروع وﻣﻘﺎم ر م وﻧﻌﻣﺔ ﺎﻧوا ﻓﯾﻬﺎ ﻓﺎﻛﻬﯾن ذﻟك و أورﺛﻧﺎﻫﺎ ﻗوﻣﺎً آﺧر ن ﻓﻣﺎ ت‬

‫ﻋﻠﯾﻬم اﻟﺳﻣﺎء واﻷرض وﻣﺎ ﺎﻧوا ﻣﻧظر ن﴾‪﴿ ،‬ﻣﺎ ﺧﻠﻘﻧﺎ اﻟﺳﻣوات واﻷرض وﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻻﻋﺑﯾن ﻣﺎ‬

‫اﻟﺟﻧﺎت‬ ‫أن ﻓﻧﺎء اﻟذﯾن ﯾﺗر ون ّ‬ ‫ﺧﻠﻘﻧﺎﻫﻣﺎ إﻻ ﺎﻟﺣ وﻟﻛن أﻛﺛرﻫم ﻻ ﻌﻠﻣون﴾ ]اﻟدﺧﺎن‪ ،[39-38 :‬ﺣﯾث ّ‬ ‫إن ﻓﻧﺎء‬ ‫واﻟﻌﯾون دون أ رد ﻓﻌﻞ‪ ،‬ﻷن ﻗوم ﺗّﻊ ﺎﻧوا أﻗو ﻣﻧﻬم‪ ،‬وﻫم ﺗﻧ روا ﻟﻠ ﻌث واﻟﺣﺳﺎب‪ ،‬أﻗول ّ‬

‫ﻫؤﻻء أﺛر طﺑ ﻌﻲ ﻟﺧﻠ اﻟﺳﻣوات واﻷرض ﻣﺑﻧ ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣ ‪..‬‬

‫ﻣﺳﻣﻰ‪ ،‬ﻣﻊ وﺿوح ﻣﻌﻧﻰ اﻷ ﺎم ﻓﻲ‬ ‫أن َ‬ ‫اﻵ ﺎت اﻟﺗﻲ ﺗؤ د ّ‬ ‫اﻟﺧﻠ ﺎن ﻓﻲ ﺳﺗﺔ أّﺎم وأﻧﻪ ﺎن ﺧﻼل أﺟﻞ ّ‬ ‫ﻓﺻﻠت‪ .‬أﻗول‬ ‫اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻘرآﻧﻲ و ّ‬ ‫أن اﻟﻣﻘﺻود ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣراﺣﻞ واﻟﻌﻬود ﻣﺎ ﯾﺗﺿﺢ ذﻟك ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ ﺳورة ّ‬

‫ﻣﺳﻣﻰ ﺳﺗﺔ أ ﺎم‪ ،‬ﺗﻣﻬﯾد ﻟﻠﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗرو ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ‬ ‫ّ‬ ‫إن اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ون اﻟﺧﻠ ﺣﺻﻞ ﺧﻼل أﺟﻞ ّ‬ ‫ﻋﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻫﻲ ﺣﺳب اﻟوﺻﻒ اﻟﻘرآﻧﻲ اﻧﻬزام اﻟروم ﻌد ﻏﻠﺑﺗﻬم‪ ،‬وأﻧﻬم ﻌﻠﻣون ظﺎﻫ اًر ﻣن اﻟﺣ ﺎة اﻟدﻧ ﺎ )ﺳورة‬

‫اﻟروم(‪ ،‬وﺿرورة اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﻰ ﷲ ودﻋﺎﺋﻪ ﺗﺿرﻋﺎً وﺧﻔ ﺔ وﺧوﻓﺎً وطﻣﻌﺎً( ﺳورة اﻷﻋراف(‪ ،‬وﺗﺷﺟ ﻊ اﻟﻣؤﻣﻧﯾن‬ ‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ﺎﻟﻘﺳط واﻟﻣﻠﺗزﻣﯾن ﺎﻟﺳﻧن واﻟﺣﺳﺎب واﻟﻣﺗﻔ رن ﻓﻲ اﺧﺗﻼف اﻟﻠﯾﻞ واﻟﻧﻬﺎر واﻟظواﻫر اﻟﻛوﻧ ﺔ‬

‫اﻷﺧر )ﺳورة ﯾوﻧس(‪ ،‬واﻻﺧﺗ ﺎر ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺳ ﺎق ﻧﺣو اﻟﺻﺎﻟﺣﺎت )ﺳورة ﻫود(‪.‬‬

‫ن‬ ‫اء )ﺳورة‬ ‫اء وﺷﻣﺎﺗﺔ واﻓﺗر ً‬ ‫وأﺧﯾ اًر وﻟ س آﺧ اًر ﻟﻠﺗو ﻞ ﻋﻠﻰ ﷲ وﺗﺳﺑ ﺣﻪ وذ رﻩ واﻟﺻﺑر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻘوﻟو اﺳﺗﻬز ً‬ ‫اﻟﻔرﻗﺎن وﺳورة ق‪(..‬‬ ‫اﻟﺗﻘﯾد ﺄﺻول‬ ‫وﻣﺟﻣﻞ اﻟﻘول ّ‬ ‫أن اﻟﺗر ﺔ اﻟﻘرآﻧ ﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟوﺳﺎﺋﻞ اﻟﺗرو ﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ّ‬ ‫اﻟﻣﺳﻣﻰ‬ ‫اﻟدﯾن وﻣﺎ ﺗﻌ ﺳﻪ اﻷﺻول ﻫذﻩ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺧﻠ وﺗﺄﺳ ﺳﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺣ واﻟﻌدل واﻷﺟﻞ‬ ‫ّ‬

‫وﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻷﺳﺎﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﻌﻠﻧﻬﺎ اﻟﻘرآن و رط ﺑﯾﻧﻬﺎ و ﯾن اﻟﻣطﺎﻟب اﻟﺗرو ﺔ وﺗوﺟ ﻪ ﺣ ﺎة اﻹﻧﺳﺎن‬

‫اﻟذ ﯾرد اﻟﻧﺟﺎح ﻧﺣو اﻟﻣﺳﻠك اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻟﻌدل واﻟﺣ واﻟﻣﻧطﺑ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎت ﷲ وﺗﻌﻠ ﻣﻪ ﺎﻋﺗﻣﺎد ﺧطﺔ‬ ‫ﻋﻣﻞ ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺟدول زﻣﻧﻲ ﻻ ﻣﺗﻧ اًر ﻟﻠزﻣن وﻻ ِ‬ ‫ﻣﻬﻣﻼً ﻟﻠﺗﺣدﯾد ﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﺧﻠ ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻧ ﺎً‪ -‬ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫذا اﻷﺳﻠوب ‪:‬‬

‫‪3‬‬


‫وﻟﻣﺛﻞ ﻫذا اﻷﺳﻠوب اﻟﻘرآﻧﻲ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺛﯾرة ‪:‬‬ ‫ّأوﻟﻬﺎ‪ :‬ﺗﻣﺗد أ ﻌﺎد اﻟﻌﻣﻞ اﻟﻣطﻠوب ﻓﻲ ﺗﺻور اﻟﻣرّﻲ وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﻰ اﻟ ﻌﯾد‪ ،‬ﻓﺗﺻﻞ اﻟﻰ اﻷزل واﻷﺑد واﻟﻰ‬ ‫اﻷرض واﻟﺳﻣﺎء واﻟﻰ أﺳﺎس اﻟﺧﻠ ‪..‬‬ ‫وﻫذا اﻹﺣﺳﺎس ﺿﻣن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗر ﺔ ﻣﺎ ﺻون اﺳﺗﻣرارﻫﺎ ‪..‬‬ ‫أن اﻟﻣوﺟودات ّﻠﻬﺎ ﺗراﻓﻘﻪ‪ ،‬وﻻ ﺣس‬ ‫أن اﻹﻧﺳﺎن أﻣﺎم ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﺷﻌر ﺎﻟﻣواﻛ ﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣ ﺔ‪ ،‬و ّ‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﻬﺎ‪ّ :‬‬ ‫أﺑداً ﺎﻟﻐرﺔ ﺣﺗﻰ وﻟو ﺎن ﺳﻠو ﻪ ﻣﺧﺎﻟﻔﺎً أو ﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺎً أو ﻣﺣﺎر ﺎً ﻣﻊ ﺳﻠوك اﻵﺧرن و ﻠﻣس ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣدﯾث‬

‫ﻗﻞ ﺳﺎﻟﻛوﻩ ‪"..‬‬ ‫اﻟﺷرﻒ‪" :‬ﻻ‬ ‫ّ‬ ‫ﯾﻬوﻟﻧك طر اﻟﺣ ٕوان ّ‬

‫وﻫذﻩ اﻟﻣﯾزة ﺎﻟذات واردة ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﻋﻧدﻣﺎ ﯾؤ د ﺳﺟود اﻟﺷﻣس واﻟﻘﻣر واﻟﻧﺟوم واﻷﺷﺟﺎر واﻟ ﺣﺎر‬

‫واﻟرﻋد واﻟدواب‪ ،‬و ّرر أﻧﻬﺎ ّﻠﻬﺎ ﺳﺎﺟدة ﻪﻠﻟ ﻣﺻّﻠ ﺔ ﻟﻪ‪ ،‬واﻹﻧﺳﺎن ﻔطرﺗﻪ و ﺟﺳﻣﻪ أ ﺿﺎً ﻣﺷﻲ ﻓﻲ ﻫذا‬ ‫ﺗﺳﻬﻞ ﺟداً ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺳﺎن أن ط ﻊ اﻷﻣر واﻟﻧﻬﻲ وأن ﺳﺟد و ﺳّﺢ‬ ‫اﻟر ب اﻟﻛوﻧﻲ اﻟﻛﺑﯾر‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟﻣواﻛ ﺔ ّ‬ ‫و ﺻّﻠﻲ و ﻌﻣﻞ اﻟﺻﺎﻟﺣﺎت ‪.‬‬

‫وﺛﺎﻟﺛﻬﺎ‪ :‬ﺗﻼﻗﻲ ﺎﻓﺔ طﺎﻗﺎت اﻟﻔرد ﻓﻲ ﺟﻣ ﻊ أﺣواﻟﻪ وأزﻣﺎﻧﻪ‪ ،‬وﺗﻼﻗﻲ طﺎﻗﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﺧﺗﻠﻒ اﻟﻔﺋﺎت‬

‫ﻷن اﻟﻣﻧطﻠ واﺣد واﻟﺧط واﺣد واﻷﺳﻠوب واﺣد‪ ،‬و ذﻟك ﺗﺗﻛون ﻗوة ﺑﯾرة ﻣن اﻟطﺎﻗﺎت ﻻ‬ ‫واﻟﻣﺳﺗو ﺎت‪ ،‬ذﻟك ّ‬ ‫إن طﺎﻗﺎت اﻟﻔرد ﺛﯾرة وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺗﺷﺗت‪ ،‬وطﺎﻗﺎت‬ ‫ﺗﻌﺟز ﻋن ﺗﺣﻘﯾ أ ﻫدف ﻣﻬﻣﺎ ﺎن ﺻﻌ ﺎً وﻣﺳﺗﻌﺻ ﺎً‪ّ .‬‬ ‫اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﺗﻔوق درﺟﺔ اﻟﺗﺻور وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺗﻧﺎﻗض و ﺻطدم ﻌﺿﻬﺎ ﺑ ﻌض‪ ،‬وﻣﻊ ﺗوﺟ ﻪ ﻫذﻩ اﻟطﺎﻗﺎت‬ ‫ﻓﺈن اﻟﻘوة اﻟذاﺗ ﺔ ﻟﻸﻣﺔ ﻻ ﺗُﻬزم ‪.‬‬ ‫وﺗﻧﺳ ﻘﻬﺎ وﺗﺟﻧﯾدﻫﺎ ّ‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎً ‪-‬طرﻘﺔ اﻟﻘرآن ﻟﻌرض اﻹﺳﻼم واﻟدﻋوة إﻟ ﻪ ‪:‬‬ ‫و ﻌد أن ﻧﺳﺗوﻋب ﻫذا اﻷﺳﻠوب اﻟﻘرآﻧﻲ اﻟﻣﻌﺟز ﻟﻠﺗر ﺔ ﻧﺻﻞ اﻟﻰ ﻧﻘطﺔ أﺳﺎﺳ ﺔ أﺧر ﻗد ﺗﻛون ﺑر‬

‫أن اﻹﺳﻼم ﻟد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﺣﺗﻰ ﻟد اﻟﻌﻠﻣﺎء واﻟ ﺎﺣﺛﯾن‬ ‫ﻟ ﺣﺛﻧﺎ اﻟﺗرو ‪ ،‬أﻻ وﻫﻲ وﺣدة اﻹﺳﻼم‪ ،‬ﻣﻊ اﻟﻌﻠم ّ‬ ‫وﻷﺳ ﺎب ﺗﻌﻠ ﻣ ﺔ ﯾﻧﻘﺳم اﻟﻰ ﻋدة أﻗﺳﺎم ‪:‬‬ ‫‪ (1‬ﻋﻠم اﻟﻌﻘﺎﺋد واﻟﻌﻠوم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﻪ ﺎﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻹﻟﻬ ﺔ ‪.‬‬ ‫‪ (2‬ﻋﻠم اﻟﻛﻼم وﻋﻠم اﻟﻔﻘﻪ ﺄﻗﺳﺎﻣﻪ اﻟﻌدﯾدة )ﻋ ﺎدات وﻣﻌﺎﻣﻼت وﺳ ﺎﺳﺎت وأﺣ ﺎم ﻣﻊ اﻟﻛﺗب اﻟﻣﺗﻌددة ﻓﻲ‬ ‫ﻞ ﻗﺳم(‪.‬‬

‫‪ (3‬وأﺧﯾ اًر‪ :‬ﻋﻠم اﻷﺧﻼق ‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫أن ﺗﻘﺳ م اﻹﺳﻼم اﻟﻰ أﺻول ﺣﺗﺎج اﻟﻰ إ ﻣﺎن ودﻟﯾﻞ ﻗﺎطﻊ واﻟﻰ ﻓروع‪ ..‬وﻫ ذا ‪.‬‬ ‫وﻧﺷﺎﻫد أ ﺿﺎً ّ‬ ‫إن ﻫذﻩ اﻟﺗﻔﺻ ﻼت اﻟﺗﻲ ﺣﺻﻠت ﺑدو ٍاع ﻋﻠﻣ ﺔ‪ .،‬وﻋﻠﻰ أﺳﺎس درﺟﺔ اﻷﻫﻣ ﺔ أﺣ ﺎﻧﺎً‪ ،‬ﺧﻠﻘت ﻧوﻋﺎً ﻣن‬ ‫ّ‬ ‫ﻌﺗزوا ﺑﺈﺳﻼﻣﻬم ﻓﻲ ﻗﻠو ﻬم‪،‬‬ ‫اﻟﺿﻌﻒ اﻟﺗرو و ﺛﯾ اًر ﻣن اﻻﺳﺗﻬﺗﺎر‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﺑﻠﻎ اﻷﻣر ﺑ ﻌض اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن أن ّ‬ ‫وﻟﻛﻧﻬم ﺻﺎرﺣون ﻌدم اﻻﻟﺗزام ﺎﻟﻌ ﺎدات ‪..‬‬

‫أﻣﺎ اﻟُﻌد ﻋن اﻷﺧﻼﻗ ﺎت اﻹﺳﻼﻣ ﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻣرض ﺷﺎﺋﻊ ﺣﺗﻰ ﻋﻧد اﻟﻣﺗدﯾﻧﯾن‪ ،‬و ذﻟك ﯾﺟﻬﻞ اﻟﻛﺛﯾرون ﻣن‬ ‫اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣﺳﺎﺋﻞ اﻟﺣ ﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ واﻟﺳ ﺎﺳ ﺔ ‪.‬‬ ‫و ﻌود اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﺟﻣ ﻊ ذﻟك اﻟﻰ ﻫذا اﻟﺗﻘﺳ م اﻷﻛﺎد ﻣﻲ ﻟﻺﺳﻼم‪ .‬أﻣﺎ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﻓﺈﻧﻪ ﻘرن اﻟﻣﺳﺎﺋﻞ‬

‫اﻟﻌﻘﯾد ﺔ ﺎﻟﻣﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﻣﻠ ﺔ‪ ،‬و رط ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ و ﯾن اﻷﺧﻼق ﻣﺎ ﺷﺎﻫدﻧﺎ ذﻟك ﻓﻲ أﺳﻠو ﻪ اﻟﺗرو ‪.‬‬

‫ﻓﻔﻲ ﺑدا ﺎت ﺳورة اﻟ ﻘرة ﺻﻒ اﻟﻣﺗﻘﯾن ﺻﻔﺎت ﺧﻣس‪ :‬ﺛﻼث ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻘﯾد ﺔ‪ ،‬وﻫﻲ‪ :‬اﻹ ﻣﺎن ﺎﻟﻐﯾب‪،‬‬ ‫واﻹ ﻣﺎن ﻣﺎ أُﻧزل اﻟﻰ اﻟﻧﺑﻲ واﻟﻰ اﻷﻧﺑ ﺎء‪ ،‬واﻟ ﻘﯾن ﺎﻵﺧرة‪ ،‬واﺛﻧﺗﺎن ﻣﻧﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﻣﻠ ﺔ‪ ،‬وﻫﻣﺎ‬

‫أن اﻟﺻﻼة ﻣن دون اﻟز ﺎة ﺗﺳﺗﺣ‬ ‫اﻟﺻﻼة واﻟز ﺎة‪ ،‬ﺗﺄﻛﯾداً ﻋﻠﻰ ّ‬ ‫أن اﻟﺻﻼة ﻫﻲ ﺻ ﺎﻧﺔ اﻹ ﻣﺎن ﺎﻟﻐﯾب و ّ‬ ‫وﻗﻞ ﻣﺎ ِ‬ ‫ﯾرد ﻓﻲ اﻟﻘرآن دون ذ ر اﻟﻌﻣﻞ اﻟﺻﺎﻟﺢ‪ ،‬ﻣﻊ أﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺳﺎ ﺎت اﻟﺗﻘﺳ م‬ ‫اﻟو ﻞ )ﺳورة اﻟﻣﺎﻋون(‪ّ .‬‬ ‫اﻟﻔﻧﻲ ﻣن ﻣﻘوﻟﺗﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﺗﯾن ‪.‬‬ ‫أن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻌﻣﻠ ﺔ ﻫﻲ ذات ﺗﺄﺛﯾر‬ ‫وﻓﻲ دراﺳﺔ دﻗ ﻘﺔ ﻟﻸﺣ ﺎم اﻹﺳﻼﻣ ﺔ ﻧﻼﺣظ اﻟﺗﻔﺎﻋﻞ اﻟواﺿﺢ ﺑﯾﻧﻬﺎ و ّ‬ ‫أن اﻟﻣﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﻘﯾد ﺔ ﺗرﺳم اﻟﺧطﺔ‬ ‫واﺳﻊ ﻋﻠﻰ اﻹ ﻣﺎن‪ ،‬واﻹ ﻣﺎن ﻗﺎﻋدة ﻟﻸﺧﻼق‪ ،‬و ﺗﺄﺛر ﺑﻬﺎ أ ﺿﺎً‪ ،‬ﻣﺎ و ّ‬

‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎ ﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ ورؤاﻫﺎ ‪..‬‬

‫وﻫذﻩ اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت ﺷﯾر إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﻓﻲ أﻣﺎﻛن ﻣﺗﻌددة‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ‪﴿ :‬ﺛم ﺎن ﻋﺎﻗ ﺔ اﻟذﯾن أﺳﺎؤا اﻟﺳوأ‬

‫أن ّذﺑوا ﺂ ﺎت ﷲ و ﺎﻧوا ﺑﻬﺎ ﺳﺗﻬزؤون﴾ ]اﻟروم‪﴿ ،[10:‬ﺑﻞ ﯾر د اﻹﻧﺳﺎن ﻟ ﻔﺟر أﻣﺎﻣﻪ ﺳﺋﻞ أ ﺎن‬ ‫ﯾوم اﻟﻘ ﺎﻣﺔ﴾ ]اﻟﻘ ﺎﻣﺔ‪ ،[6-5 :‬ﻓﺎﻵ ﺎت ﻫذﻩ ﺗؤ د ﺗﺄﺛﯾر اﻷﻋﻣﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﯾدة‪.‬‬

‫واﻷﺣﺎدﯾث ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺣرم ِ‬ ‫اﻟﻛﺑر ﺗﻌﺗﺑرﻩ ﻧوﻋﺎً ﻣن اﻟﺷرك واﻟﺗﺷّﻪ ﺳﻠطﺎن ﷲ ﻋز وﺟﻞ‪ ،‬واﻟﻛﺛﯾرون ﻣن اﻟﻛﻔﺎر‬ ‫ّ‬ ‫و ﺑﯾرﻫم إﺑﻠ س اﺳﺗﻛﺑروا ﻓ ﻔروا‪" :‬ﺧﻠﻘﺗَﻧﻲ ﻣن ﻧﺎر وﺧﻠﻘﺗَﻪ ﻣن طﯾن" ]اﻷﻋراف‪. [12/‬‬

‫أﻣﺎ ﺗﺄﺛﯾر أﺻول اﻟدﯾن ﺳ ﻣﺎ اﻟﺗوﺣﯾد ﻓﯾﻧﻌ س ﻋﻠﻰ اﻟﻌ ﺎدات وﻋﻠﻰ ﺗرو ض اﻹﻧﺳﺎن ٕواﺻﻼﺣﻪ ﻟﻛﻲ‬ ‫وﺣﺳن ظن وﺗﻛﺎﻓؤ دون أن ﯾﺗﺧذ ﻣﻧﻪ إﻟﻬﺎً أو ﺷ طﺎﻧﺎً‬ ‫ﺻ ﺢ ﻣﺗﻌﺎوﻧﺎً ﻣﺗﻔﺎﺋﻼً ﻌﺎﻣﻞ أﺧﺎﻩ اﻹﻧﺳﺎن ﺎﻧﻔﺗﺎح ُ‬

‫أو ﻋﺑداً‪ ،‬و ذﻟك‪ ،‬ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﻌﺎد ﻋﻠﻰ دﻗﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺳﻠو ﻪ وﻣﺣﺎﺳﺑﺗﻪ ﻟﻧﻔﺳﻪ ٕواﺣﺳﺎﺳﻪ ﺎﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ‪ ،‬وﻏﯾر‬ ‫ذﻟك ﻣن اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت واﻟﺗﺄﺛﯾرات‪ .‬ﻓﻬﻲ ﺗﻔوق إﻣ ﺎﻧ ﺔ اﻟ ﺣث واﻟﺣﺻر‪.‬‬ ‫إن اﻟدراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣ ﺔ ﺗﺣﺗﺎج اﻟﻰ ﻣﺎدة ﺧﺎﺻﺔ ﺑوﺣدة اﻹﺳﻼم واﻋﺗ ﺎرﻩ ُ ﻼًّ ﻻ ﯾﺗﺟزأ‪ ،‬و ﺟب اﻟﺗﺣدث ﻓﯾﻬﺎ‬ ‫ّ‬ ‫‪5‬‬


‫ﻋن ﺗ ار ط اﻷﺣ ﺎم‪ ،‬وﻻ ﺑد ﻣن اﻋﺗ ﺎر ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺿرورﺔ ﻟﺟﻣ ﻊ اﻟدارﺳﯾن واﻟدﻋﺎة ‪.‬‬ ‫ار ﻌﺎً‪ -‬ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋﻞ اﻟﺗرو ﺔ اﻟﺣﺎدة اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫وﺟﺎﻫﻞ‪ ،‬ﺑﻞ أﻛﺛر اﻟﻧﺎس‬ ‫ﻣﺗﺎز ﻋﺻرﻧﺎ ﺄﻧﻪ ﻋﺻر اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت‪ ،‬وﻻ ﻣ ن ﺗﺻﻧﯾﻒ اﻟﻧﺎس اﻟﻰ ﻋﺎﻟِم‬ ‫ﺣد ذاﺗﻪ ﯾﺟﻌﻞ اﻟدﻋوة واﻟﺗر ﺔ أﺻﻌب ﻣﻣﺎ ﺎﻧت ﺳﺎ ﻘﺎً ‪.‬‬ ‫أﺻ ﺣوا ﻋﻠﻣﺎء ٌﻞ ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ‪ ،‬وﻫذا ّ‬ ‫ﻓﺈن اﻷﻓ ﺎر اﻟﺳ ﺎﺳ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧطو ﻓﻲ اﻷﻏﻠب ﻋﻠﻰ ﻣطﺎﻣﻊ اﻗﺗﺻﺎد ﺔ أﺻ ﺣت اﻟﯾوم‬ ‫وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧر ّ‬ ‫ﻣروﺟﯾﻬﺎ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣ ﺔ‬ ‫ﺗﺗﺑﻧﻰ ﻋﻘﺎﺋد وآراء ﻓﻠﺳﻔ ﺔ ﺗدﻋو إﻟﯾﻬﺎ ﺑﺟﻣ ﻊ اﻟوﺳﺎﺋﻞ‪ ،‬وﺗﻧطﻠ ﻣن طﺑ ﻌﺔ ّ‬

‫ﻣزودة ﺄﺣدث اﻷﺳ ﺎب وأدق اﻷﺟﻬزة وأﻏﻧﻰ اﻟوﺳﺎﺋﻞ ‪..‬‬ ‫اﻟﺗﻲ ﺗؤ دﻫﺎ‪ ،‬وﻫﻲ ّ‬

‫وﻫذﻩ اﻟﻣدارس اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎرب اﻷد ﺎن‪ ،‬ﺗﺗﺑﻧﻰ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت طرق اﻟدﻋوة اﻟدﯾﻧ ﺔ وﺗطﻠب اﻹ ﻣﺎن ﻣ ﺎدﺋﻬﺎ‪،‬‬

‫وﺗﻘﻒ ﻘوة و ﺧطط ﻣدروﺳﺔ ﺿد دﻋوﺗﻧﺎ اﻹﺳﻼﻣ ﺔ‪ ،‬وﻻ ﺗﺗورع ﻋن اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺟﻣ ﻊ اﻟطرق ﻟﻠﻘﺿﺎء‬ ‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ‪..‬‬

‫وﻟ س اﻟﺗﻬﺟم ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﯾﻧ ﺔ وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻫو اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟدﯾﻬﺎ‪ ،‬ﺑﻞ ﺗﺧﻠ اﻻﻧﻘﺳﺎﻣﺎت‬

‫وﺗﺟﻧد ﻋﻧﺎﺻر‪ ،‬ﻌﻠﻣﻬﺎ أو ﺑدون ﻋﻠﻣﻬﺎ ﻟﻠﺗﺻد ﻟﻠﻘﺎدة اﻟروﺣﯾﯾن وﻟﺗﺣدﯾﻬم ٕواﺛ ﺎت‬ ‫واﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟداﺧﻠ ﺔ ّ‬ ‫ﺗﺣﻣﻞ اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ ‪..‬‬ ‫ﻋﺟزﻫم ﻋن ّ‬ ‫أن ﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻧﺎ أﺻ ﺣت ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺻراع اﻟﻌﻘﯾد ﻣﺗﻌدد اﻷطراف ﻣﻊ ﻋدم اﻟﺗﻛﺎﻓؤ ﻓﻲ‬ ‫إذن ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧدرك ّ‬ ‫اﻟوﺳﺎﺋﻞ واﻷﺳ ﺎب ‪..‬‬ ‫ﻓﺈن ﺗﻌدد اﻟﺳ ﺎﺳﺎت اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﻼد‬ ‫وﻣن ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ‪ ،‬و ﺳﺑب اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺳ ﺎﺳﺎت ﻋﻠﻰ واﺟﻬﺎت ﻋﻘﯾد ﺔ‪ّ ،‬‬ ‫اﻹﺳﻼم ﺟﻌﻞ اﻟﺗﺷﺗت اﻟﻔ ر ﺑﯾن اﻟ ﻼد وداﺧﻠﻬﺎ أﻣ اًر ﻣﺣﺗوﻣﺎً ‪..‬‬ ‫أن اﻟوﺿﻊ اﻟﻣؤﻟم وﺗﺻﺎﻋد اﻟﺗﺷ ك ﻓﻲ اﻟﻘ ﺎدات ﯾدﻓﻌﺎن ﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻷن ﯾﺗﺻدوا‬ ‫ﺛم ّ‬ ‫ﻟﻠﻣﺷ ﻠﺔ‪ ،‬رﻏم ﻋدم ﻔﺎءاﺗﻬم ﺳﺑب اﻵﻻم اﻟﻧﻔﺳ ﺔ‪ ،‬وﻫذا اﻟوﺿﻊ ﺑدورﻩ ﯾدﻓﻌﻬم اﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﺟﺎت ﺧﺎطﺋﺔ‬ ‫ﻣﺗطرﻓﺔ أﺣ ﺎﻧﺎً‪ ،‬ﻣﺳﺎﯾرة ﻣﺎ ﻌﺔ أﺣ ﺎﻧﺎً أﺧر ‪ ،‬وﻟﻛﻞ ﻣن اﻟطرﻘﺗﯾن ردود ﻓﻌﻠﻬﻣﺎ وﺗﻔﺎﻋﻼﺗﻬﻣﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ‪،‬‬

‫وﻣن ﺟﻣﻠﺗﻬﺎ اﻟﺗﻌرض ﻟﻸﻗﻠ ﺎت اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﺑدورﻫﺎ ﻣﺻﺎ ﺔ ﻣﺛﻞ ﻫذﻩ اﻷﻣراض ‪ ،‬ﻓ ﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺟو اﻟدﻓﺎع أو‬ ‫ﻌطﻲ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣر ذرﻌﺔ ﺗﺟﻌﻞ اﻷﻗﻠ ﺎت ﻓﻲ أﺟواء اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﻧﻔس‪ ،‬ﻓﺗزداد اﻟﺻﻌو ﺎت‪ .‬وﻫ ذا ‪.‬‬

‫ﻞ ﻫذﻩ اﻟﻣﺣن‪ ،‬وﻻ ﻧزال ﻧﺗﺣدث ﻋن اﻷرﺿ ﺔ اﻟﺗرو ﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻣﻧﺎ اﻹﺳﻼﻣﻲ دون أن ﻧذ ر‬

‫إﺳراﺋﯾﻞ وﺷرورﻫﺎ وﺳﻣوﻣﻬﺎ ووﺳﺎﺋﻠﻬﺎ اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ اﻟﺧطرة‪ ،‬ودون أن ﻧﺗﺣدث ﻋن اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر وﻗدرﺗﻪ وﺣ ﺎﺋﻠﻪ‬

‫وﺛﻘﺎﻓﺎﺗﻪ وﺗ ﺷﯾرﻩ‪ .‬ﻓﺈذا أردﻧﺎ اﺳﺗﻌراض اﻟوﺿﻊ ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳ ﺔ وﺣﺎوﻟﻧﺎ دراﺳﺔ اﻟﻣﺷ ﻠﺔ ﺑﺟﻣ ﻊ‬

‫‪6‬‬


‫ﻓﺈن اﻷﻓ ﯾﺑدو ﺣﺎﻟﻛﺎً واﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻞ ﻣظﻠﻣﺎً واﻟﻌواﺻﻒ اﻟﻬوﺟﺎء ﺗﻌﺻﻒ ﺑﻧﺎ ﻣن ﻞ ﺟﺎﻧب ‪.‬‬ ‫أ ﻌﺎدﻫﺎ ّ‬ ‫ﻫﻞ اﻟﻣﺣﻧﺔ اﻟﻘﺎﺳ ﺔ ﺗدﻋوﻧﺎ اﻟﻰ اﻟ ﺄس؟ ﻼ‪ .‬إﻧﻪ ﻻ ﯾ ﺄس ﻣن روح ﷲ إﻻ اﻟﻘوم اﻟﻛﺎﻓرون‪ ،‬وﻟﻛن اﻻﺳﺗﻬﺗﺎر‬ ‫ﺎﻟﻣﺷ ﻠﺔ وﻋدم اﻻﺳﺗﻌداد ﻟﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻻ ﯾﺟﺗﻣﻌﺎن ﻣﻊ روح اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺑدأ اﻟذ ﻧرﻓض ﻪ اﻟ ﺄس ﺄﺗﻲ‬ ‫ﻌد ﻗول ﻌﻘوب‪ ﴿ :‬ﺎ ﺑﻧﻲ اذﻫﺑوا ﻓﺗﺣﺳﺳوا ﻣن ﯾوﺳﻒ وأﺧ ﻪ﴾ ]ﯾوﺳﻒ‪.[87 :‬‬ ‫ّ‬

‫ﺧﺎﻣﺳﺎً‪ -‬ﻌض اﻟﻣﻘﺗرﺣﺎت ‪:‬‬ ‫إن ﻣن ﻋﻧﺎ ﺎت ﷲ وﺟودﻧﺎ اﻵن ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر ﺿم ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣن أﻗطﺎر اﻟﻌﺎﻟم‪ ،‬وﻫو اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﺛﺎﻣن‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أن أﻣﺎﻣﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﺟﺎرب ﺗﻣ ّﻧﻪ ﻣن ﺗﻘﯾ م اﻷﻣر‪ .‬ووﺟود ﻣﺟﻣﻊ اﻟ ﺣوث اﻹﺳﻼﻣ ﺔ دﻟﯾﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻌﻧﻲ ّ‬

‫ﻋزم اﻷزﻫر اﻟﺷرﻒ ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺷ ﻼت ﺑروح اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ‪ .‬وﻟﺳت ﻫﻧﺎ ﻷﻗﺗرح ﻣزداً ﻣن اﻷﻋ ﺎء‬ ‫واﻟﺗﻛﺎﻟﯾﻒ ﻋﻠﻰ اﻷزﻫر دون أن أدﻋو ﻧﻔﺳﻲ ورﻓﺎﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺗﻣر ﻷﺟﻞ ﺗﺣﻣﻞ ﻣﺳؤوﻟ ﺎت اﻟﻣرﺣﻠﺔ‬ ‫اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪ .‬ﻓﺎﻟﻣﻘﺗرﺣﺎت ﻟﻠدرس واﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ وﻟﻛﻲ ﻘوم ٌﻞ ﻣﻧﺎ ﺑدورﻩ ‪..‬‬

‫إن اﻟﻘ ﺎدة اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن اﻹﺳﻼم ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻰ ﻋﻧﺎﺻر ﺛﻼﺛﺔ ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫أوﻻً ‪:‬ﺗﻛﺛﯾﻒ اﻟﺟﺎﻧب اﻟروﺣﻲ واﻟﺗﻬذﯾب اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠدﻋﺎة‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﺎﻟم اﻟﯾوم رﻏم ﺗﻘدﻣﻪ اﻟﻣﺎد ‪ ،‬ﺑﻞ ﺳﺑب ﻫذا‬ ‫ﺄن ﻣظﺎﻫر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن‬ ‫اﻟﺗﻘدم ﻣﺗﺷوق اﻟﻰ اﻟﺻﻔﺎء اﻟروﺣﻲ و ّ‬ ‫اﻟﺗﻧزﻩ ﻋن اﻟﻣﺎد ﺎت‪ ،‬وﻻ ﺑد ﻣن اﻻﻋﺗراف ّ‬

‫ﻋﻠﻣﺎء اﻟدﯾن ﻻ ﺗوﺣﻲ ﺑﻬذا ‪..‬‬

‫ِ‬ ‫ﻓﺈن اﻹﺳﻼم ﯾرﻓض اﻟرﻫ ﺎﻧ ﺔ‪،‬‬ ‫ﻻ أﻗول أ ّن ّ◌ اﻟﻌﺎﻟم اﻟدﯾﻧﻲ واﻟداﻋ ﺔ ﯾﺟب أن ﯾﺗرك ﻣﺗﻌﺔ اﻟﺣ ﺎة اﻟدﻧ ﺎ‪ّ ،‬‬ ‫وﻋﻠﻲ )ع( ﻘول‪" :‬ﻟ س اﻟزﻫد أﻻ ﺗﻣﻠك ﺷﯾﺋﺎً‪ ،‬ﺑﻞ اﻟزﻫد أﻻ ﻣﻠﻛك ﺷﻲء"‪ ..‬ﺑﻞ أﻗول إ ّن ﻧﻣو اﻟوﺿﻊ‬

‫اﻟﻣﺎد اﻟﻣﺣ ط ﺎﻹﻧﺳﺎن ﯾﺟب أن ﯾراﻓﻘﻪ اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟروﺣﻲ ﻟﻛﻲ ﻻ ﯾﻧﺟرف‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﻧطﺎﻟب ﻪ‬ ‫ﺑﺈﻟﺣﺎح ‪.‬‬

‫ذرة ﻣن اﻟروﺣﺎﻧ ﺔ ﻻ ﺗزال ﺗﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺳ ﺎب اﻟﻣﺎد ﺔ‪ ،‬وﺗﺟﺎرﻧﺎ ﻓﻲ أﻗطﺎر اﻟﻌﺎﻟم‪ ،‬ﺣﺗﻰ‬ ‫ّ‬ ‫إن ّ‬ ‫ﻓﻲ اﻟ ﻼد اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺟداً ﺗﺛﺑت ذﻟك ‪..‬‬ ‫ﺛﺎﻧ ﺎً‪ :‬وﺿوح اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑوﺿﻊ اﻟﻣﻌ ّذﺑﯾن‪ ،‬وﻋدم اﻟرﺿﺎ ﺳﻠوك اﻟظﺎﻟﻣﯾن‪ ،‬واﻟﺳﻌﻲ اﻟداﺋم ﻟﻠﺗﺧﻔﯾﻒ ﻋن آﻻم‬ ‫اﻟﻧﺎس‪ ،‬واﻟﻐﺿب ﻋﻠﻰ ﻣن ﺣرﻣﻬم ﺣﻘﻬم ‪..‬‬

‫ﻟﻣﺎذا ﻧﺗرك اﻟﻧﺿﺎل ﻓﻲ ﺳﺑﯾﻞ اﻟط ﻘﺎت اﻟﻛﺎدﺣﺔ أو اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرة ﺗﺣﺗﻛرﻩ اﻷﺣزاب اﻹﻟﺣﺎد ﺔ؟ واﻹﺳﻼم ﻻ ﻘﺑﻞ‬

‫إ ﻣﺎن ﻣن ﺎت ﺷ ﻌﺎﻧﺎً وﺟﺎرﻩ ﺟﺎﺋﻊ ‪..‬‬

‫أﻟم ﺄﻣرﻧﺎ اﻟرﺳول اﻟﻛرم ﺄن ُﻧﻧ ر اﻟﻣﻧ ر ﺑﯾدﻧﺎ أو ﺑﻠﺳﺎﻧﻧﺎ أو ﻘﻠﺑﻧﺎ؟ وﻋﻠﻰ ﺟﻣ ﻊ اﻻﻓﺗراﺿﺎت‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻏﯾر‬ ‫‪7‬‬


‫ر ٍ‬ ‫اض ﺣﺗﻣﺎً ﻋن ﻣﺳﺎﯾرة اﻟظﺎﻟﻣﯾن واﻟر ون إﻟﯾﻬم ‪..‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺣﻣﻞ اﻷﻧظﻣﺔ واﻷﺷﺧﺎص‬ ‫ّ‬ ‫إن اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻣﻌذب‪ ،‬ﺷﻌر‪ ،‬ﻣﻬﻣﺎ ﺑﻠﻎ‪ ،‬ﺑدرﺟﺔ ﻣن اﻟﺣرﻣﺎن‪ ،‬و ّ‬ ‫ِ‬ ‫ﺣس ﻓﻲ اﻟداﻋﻲ أو اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺳﻠم‬ ‫ﻣﺳؤوﻟ ﺔ ﺣرﻣﺎﻧﻪ وﻋدم ﺗوﻓﯾر اﻟﻔرص اﻟﻣﺗﻧﺎﺳ ﺔ ﻟﻪ‪ ،‬وﻫو ﯾﻧﺗظر أن ّ‬ ‫ﺣ اررة اﻟﻧﺿﺎل وﺻرﺧﺔ اﻟﺣ ‪..‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎً‪ :‬ﺗطو ر اﻟﺷ ﻞ وﺗﺣدﯾﺛﻪ ﻌﻧﻲ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺎﻟوﺳﺎﺋﻞ اﻟﻣﺗطورة واﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻌرض اﻷﻓ ﺎر‬

‫واﻷﺣ ﺎم وﻟﺗﻧظ م اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﯾﻧ ﺔ ﺣﯾث ﺗﺻ ﺢ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷ ﻞ ووﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﻣﻞ ﻣﺳﺗو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‬

‫اﻟﻌﺎﻟﻣ ﺔ ‪..‬‬

‫إﺣﺻﺎء دﻗ ﻘﺎً وﻣﺗﺟدداً ﻋن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﺎَﻟم وﻋن ﺷؤوﻧﻬم اﻟﺗرو ﺔ وﻋن ﻗﺎدﺗﻬم اﻟروﺣﯾﯾن وﻋن‬ ‫إن‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬم اﻟدﯾﻧ ﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓ ﺔ وﻋن ﺗﺑﻬم وﺟراﺋدﻫم وﺣﺻﺻﻬم ﻓﻲ اﻹذاﻋﺔ اﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ واﻟﻣرﺋ ﺔ وﻋن‬

‫ﺄن أَوﻟﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺑﻬذا اﻷﻣر اﻟذ ﻻ‬ ‫إﻣ ﺎﻧ ﺎﺗﻬم‪ ،‬ﻞ ذﻟك ﻫو ﻣن أوﻟ ﺎت اﻟﺗطو ر اﻟﻣؤﺳس‪ ،‬ﻋﻠﻣﺎً ّ‬ ‫ﺗﺗﺣﻘ اﻟرﻋﺎ ﺔ ﺑدوﻧﻪ ﻫو اﻷزﻫر اﻟﺷرﻒ ‪..‬‬ ‫إن آﻻم ﻌض اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم أﻣﺛﺎل اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻔﻠﯾﺑﯾن وأرﺗرﺎ واﻟﺣ ﺷﺔ ﻣﻌروﻓﺔ‪ ،‬وﻟﻛن‬ ‫ّ‬ ‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻔرﻗﺔ ﺗؤ د وﺟود ٍ‬ ‫ﻣﺂس أﺧر ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋن ﻣﺄﺳﺎة ﻫؤﻻء ﻓﻲ ﺗﺎﯾﻠﻧد وﺳ ﺎم واﻟﻣﺟر وﻏﯾرﻫﺎ ‪..‬‬ ‫وﻓﻲ ﺣدود ﻣﺷﺎﻫداﺗﻲ‪ ،‬ﻟم ن ﻣوﻗﻒ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﻌرب وﻏﯾرﻫم ﺗﺟﺎﻩ ﻣﺣﻧﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ‬

‫ﻋظﻣﺔ اﻟﻣﺣﻧﺔ‪ ،‬و ﺎن ﻫذا ﻧﺎﺗﺟﺎً ﻋن ﻋدم ﻣﻌرﻓﺗﻬم ﺑواﻗﻊ اﻷﺣداث اﻟﺗﻲ ﺟرت ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن وﺗﺟر ﺣﺗﻰ اﻵن‬

‫ﻓﻲ ﺟﻧو ﻪ ‪..‬‬

‫إن وﺿﻊ اﻟﻣذاﻫب اﻹﺳﻼﻣ ﺔ ﻓﻲ أﻗطﺎر اﻟﻌﺎﻟم ﯾﺟب أن ﯾﺗﻌﺎﻟﺞ ﺳﻣﺎﺣﺔ وﺟدّﺔ ﺑﯾرﺗﯾن ﺳ ﻣﺎ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ اﻟﻰ‬ ‫ّ‬ ‫أوﻟﺋك اﻟذﯾن اﻧﺣرﻓوا ﻋن أر ﺎن اﻹﺳﻼم ﺳﺑب ﻌدﻫم ﻋن اﻟظﻬور ﻣﺑﺗدﻋﯾن ﺑﯾﻧﻬم ‪.‬‬ ‫إﻧﻧﻲ ﻻ أﻋرف ﺣﺗﻰ اﻵن اﻫﺗﻣﺎﻣﺎً ﺎﻟﻣﺳﺗو اﻟﻣطﻠوب ﺑﻬؤﻻء اﻟﻧﺎس أﺑداً‪ ،‬اﻟﻠﻬم إﻻ طرد اﻟ ﻌض ﻟﻬم‪،‬‬ ‫وﻗﺑول اﻵﺧرن دون ﻋﻼج ﻷﻣرﻫم‪ ،‬وذﻟك رﻏم ﺗﻌطﺷﻬم اﻟﻛﺑﯾر ﻟﺗﺻﺣ ﺢ أﻓ ﺎرﻫم واﻟﺷوق اﻟﻰ اﻟﺗﻼﻗﻲ ﻣﻊ‬

‫إﺧوﺗﻬم ﻓﻲ اﻟدﯾن ‪.‬‬

‫إن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻌﻧ ﺔ ﺷؤون اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣن ﻣؤﺗﻣرات وﻣراﻛز ﺛﻘﺎﻓ ﺔ وﻏﯾرﻫﺎ أﺻ ﺣت ﺛﯾرة‪ ،‬وﻫﻧﺎك‬ ‫ّ‬ ‫ﻧﺷﺎطﺎت واﺳﻌﺔ ﻘوم ﺑﻬﺎ اﻷﻓراد‪ .‬وﻟﻘد آن اﻷوان ﻷن ﺻ ﺢ ﻣﺟﻣﻊ اﻟ ﺣوث ﻫو اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻘ ﺎد ﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ اﻟﺗﻲ‬ ‫ﺗﺗﻣﺛﻞ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻣؤﺗﻣرات اﻹﺳﻼﻣ ﺔ ‪.‬وﻫذا اﻷﻣر ﯾﺗطﻠب ﺗﺧﺻ ص ﻫﯾﺋﺔ ﻣن ﺎر ﻋﻠﻣﺎء‬

‫اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﻣن أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻣﻊ أو اﻟﻣؤﺗﻣر أو ﻣن ﻏﯾرﻫم و ﺗﻛﻠﯾﻒ ﻣن اﻟﻣﺟﻣﻊ ﻟﻠﻘﺿﺎ ﺎ اﻟﻌﻠﻣ ﺔ وﺗﻔرغ‬

‫اﻟﻣﺟﻣﻊ وأﻣﺎﻧﺗﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘ ﺎم ﻣﻬﻣﺔ رﻋﺎ ﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ودرس أﺣواﻟﻬم وﺗﺗ ﻌﻬﺎ‪ ،‬وﻋﻧد ذﻟك ﺻ ﺢ‬

‫‪8‬‬


‫اﻟﻣؤﺗﻣر ﻫذا ﻫﯾﺋﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬و ﺻ ﺢ اﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟﻣﺗﻔرع أﻣﺎﻧﺔ ﻋﺎﻣﺔ داﺋﻣﺔ ‪.‬‬ ‫أن اﻟﺟﻣ ﻊ ﺣﺳب ﻫذا اﻟطرح ﯾ ﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ داﺋﻣﺔ ﺄﻋﺿﺎء اﻟﻣؤﺗﻣر و ﻐﯾرﻫم ﻻدﺧﺎر‬ ‫وﻏﻧﻲ ﻋن اﻟﻘول ّ‬ ‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗردﻩ ﺎﻧﺗظﺎم و ﺗﺑو ﺑﻬﺎ ٕوارﺳﺎل ﺗﻘﺎرر ﺷﺄﻧﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻣن أﻫم اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣطﻠو ﺔ ﻣن ﻣﺛﻞ ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻘ ﺎد ﺔ ﻫو ﺗﻧﺳﯾ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻟﻛﻲ‬

‫ﯾزود اﻟﻣﺟﻣﻊ ﺳﺎﺋر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺑذﻟك ﺗوﻓﯾ اًر ﻟﻠطﺎﻗﺎت‬ ‫ﻻ ُط ﻊ ﺗﺎب أو ُﯾﺗرﺟم ﻣرات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﺑﻞ ّ‬ ‫وﺗوﺟﯾﻬﺎً ﻧﺣو اﻟﻔراﻏﺎت ‪..‬‬ ‫وﺣول اﻟﻣؤﺗﻣر وﻗ ارراﺗﻪ‪ :‬ﻻ ﺑد ﻣن وﻗﻔﺔ ﺟرﺋﺔ ﻣﺧﻠﺻﺔ‪ ،‬وﻣن اﻟﺳﻌﻲ ﻟﻌدم إﺻدار ﻗرار‪ ،‬أ ﻗرار‪ ،‬أﻛﺛر‬

‫ﻣن ﻣرة‪ ،‬وﻣن اﻟ ﺣث ﺣول اﻷﺳ ﺎب اﻟﺗﻲ ﻣﻧﻌت ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺻدرت ﻣ ار اًر ﻣﻧذ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻷول‪،‬‬ ‫وﻣن اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن إﺻدار أ ﺔ ﻗ اررات دون ﺗوﻓﯾر ﺷرو ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ‪ٕ ،‬واﻻ ﻓﻠ ِ‬ ‫ﺗﻒ اﻟﻣؤﺗﻣر ﺑﺈﺻدار ﻓﺗو أو‬

‫ﺗوﺻ ﺔ ‪.‬‬

‫‪9‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.