اﻟدﯾن واﻟﻌﻠم)( ﺣ ﺎ ﺔ اﻟﻌﻠم واﻟدﯾن ﺑدأت ﻣﻊ ﺑدء اﻹﻧﺳﺎن ،إﻧﻬﺎ ﺣ ﺎ ﺔ طرﻔﺔ:
1ـ ﺧَﻠ ﷲ اﻹﻧﺳﺎن وﺧَﻠ ﻣﻌﻪ اﻟدﯾن واﻟﻌﻠم ﻣﻌﺎ ﺟﻧﺎﺣﯾن ﻟﻪ ،ﻓﺎﻟدﯾن ِ ﺎس ط َرَة ﱠ }ﻓ ْ ﻪﻠﻟااِ ﱠاﻟِﺗﻲ َﻓ َ َ َ ط َر اﻟﱠﻧ َ ً ِ ﻪﻠﻟااِ{ ]اﻟروم ) [30 ،ﻣﺎ ﻌﻠن اﻟﻘرآن اﻟﻛرم( ،واﻟدﯾن »ﻧﺎﻣوس« ﻓﻲ أر اﻟﻌﻬد ﯾﻞ ِﻟ َﺧْﻠ ِ ﱠ َﻋَﻠ ْﯾ َﻬﺎ َﻻ ﺗَْﺑد َ اﻟﺟدﯾد ،وﻗد ُ ﺗب )ﻋﻠﻰ ﺣد ﺗﻌﺑﯾر اﻟﻌﻬد اﻟﻘد م( ﺑﺈﺻ ﻊ ﷲ ﻋﻠﻰ ذات اﻹﻧﺳﺎن. واﻟدﯾن ﺣﺳب أر
ﺎر ﻋﻠﻣﺎء ﺗﺎرﺦ اﻷد ﺎن ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻷﺧﯾر »طﺑ ﻌﺔ أﺻﯾﻠﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺳﺎن«،
وﻟ س ﻋﻘدة ﻧﻔﺳ ﺔ ﺣﺻﻠت ﻟﺧوف اﻹﻧﺳﺎن أو ﻋﺟزﻩ أو ﺿﻌﻔﻪ أو ﻋواﻣﻞ أﺧر ،ﺑﻞ ﺗؤ د دراﺳﺎت ﻌم اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟ ﺷرﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠﻒ أﻧواﻋﻬﺎ و ﻣﺗد إﻟﻰ أﺳﺑ ﺗﺎرﺧ ﺔ وأﺛرﺔ أن اﻟﺷﻌور اﻟدﯾﻧﻲ ّ ﺗﺟﻣﻌﺎت اﻹﻧﺳﺎن ﻣﻧذ ﺗﻛو ن ﻫذﻩ اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت. ﺛم أن ﻣﻧط
اﻟﻘﺎﺋﻠﯾن ﺑوﺟود اﻟدﯾن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﻌواﻣﻞ اﻟطﺎرﺋﺔ ﻻ ﯾﺟﯾب ﻋن ﺳؤال أﺳﺎﺳﻲ ﻫو أن
اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺑداﺋﻲ ﻟو ﻟم ﺳﺗﻌﯾن ﻪ؟
ﻔﺳر ﻪ اﻷﺣداث أو ن ﻌرف اﻟدﯾن ﺑذاﺗﻪ ﯾﻒ ﺗﻣ ن أن ﯾﻠﺟﺄ إﻟ ﻪ أو ّ
ﻓﺎﻟدﯾن ﻓﻲ أر ﻣﻧﺎ ﻊ اﻟدﯾن ُوﻟد ﺑوﻻدة اﻹﻧﺳﺎن ،و ؤ د ﻫذا اﻟ أر اﻟﺗﺎرﺦ واﻵﺛﺎر واﻟﺑرﻫﺎن اﻟﻌﻠﻣﻲ. ﻣﻠﺣﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻌرﻓﺔ، أﻣﺎ اﻟﻌﻠم ﻓﺑﺈﻣ ﺎﻧﻧﺎ أن ﻧﺷﻬد وﻻدﺗﻪ ﻣﻊ وﻻدة اﻟطﻔﻞ ،ﺣﯾث ﻧﺷﺎﻫدﻩ ﻓﻲ رﻏ ﺔ ّ
ﺗﺑدو ﻓﻲ ﻋﯾوﻧﻪ وﻧظراﺗﻪ اﻟﻔﺎﺣﺻﺔ ﺛم ﻓﻲ أﺳﺋﻠﺗﻪ اﻟﻼﻣﺣدودة ﻋن ﻞ ﻣﺎ ﺣوﻟﻪ ،وﻫ ذا ﻧﺄﺗﻲ إﻟﻰ وﻟدا و ﻧﺗًﺎ ﻣﻊ وﻻدة اﻹﻧﺳﺎن ﺻورة ﺑداﺋ ﺔ ﻧﻬﺎ ﺔ اﻟﻔﺻﻞ اﻷول ﻣن ﺣ ﺎ ﺔ اﻟدﯾن واﻟﻌﻠم ،ووﺟدﻧﺎﻫﻣﺎ ً وﺳﺎذﺟﺔُ ،وِﻟدا ﻣرﺗ طﯾن ﻓﻲ اﻟﺧﻠ ﺎﻹﻧﺳﺎن.
2ـ ﺧﻠ ﷲ اﻟﻌﻠم واﻟدﯾن ﺗوأﻣﯾن ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺧﻠ اﻹﻧﺳﺎن ﻷن ﺑﯾن اﻟﻌﻠم واﻟدﯾن رط ﻣﺻﯾر وﻫﻣﺎ
ﻘرران ﻣﺻﯾر اﻹﻧﺳﺎن و ﻣﺎﻟﻪ ،ﻓﺎﻟﻌﻠم دون ﺗﻛﻠﻒ ﻓﻠﺳﻔﻲ أو ﺗﺣدﯾد ﻣﻧطﻘﻲ ﻫو ﺿ ﺎء ﻟﻛﺷﻒ اﻟواﻗﻊ وﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺣﻘ ﻘﺔ .واﻟﺣﻘ ﻘﺔ ﻫﻲ ِﻓﻌﻞ ﷲ وأﻣرﻩ ،ﻓﺎﻟﻌﻠم طر طﺑ ﻌﻲ ﻟرؤ ﺔ آﺛﺎر اﻟﺧﺎﻟ ، وﺗزداد ﻣﻌرﻓﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻠﺧﺎﻟ
ﺎزد ﺎد اﻟﻌﻠم.
ﻣﺎ ﺷﻣﻞ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ( أداة ﻟﻛﺷﻒ ﺣﻘ ﻘﺔ اﻟﻛون وﺣﻘ ﻘﺔ اﻹﻧﺳﺎن وارﺗ ﺎ
ﺿﺎ ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟﻌﺎم )أ اﻟﻌﻠم أ ً اﻹﻧﺳﺎن ﺎﻟﻛون و ﺎﻟﻣوﺟودات ودور اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم وﻓﻲ اﻟﺣ ﺎة وﻓﻲ اﻟﻛون. واﻟدﯾن
ﺷﻒ ﺻورة ﻗﺎطﻌﺔ ﻋن ﻫذا اﻟدور و دﻋو إﻟﻰ ﻗ ﺎم اﻹﻧﺳﺎن ﺑدورﻩ اﻟﻛوﻧﻲ ،ﺑﻞ أن اﻟدﯾن
ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر ﻌض اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻫو رط اﻹﻧﺳﺎن ﺎﻟﻛون ،وﻫذا اﻟﺗﻔﺳﯾر ﯾﺗﻔ ﻣﻊ ﺗﻔﺳﯾر اﻟدﯾن اﻟذ ﯾرط
وﻧﺷرت ﻓﻲ ّ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻛﺗﺎب »اﻟﻌﻠوم اﻟطﺑ ﻌ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم« ﻟﻠد ﺗور ﯾوﺳﻒ ﻣروة ﺑﺗﺎرﺦ ُ ،1967/12/19
»ﻣﻧﺑر وﻣﺣراب« ﺑﺗﺎرﺦ .1981/8/31
1