يمثل انتاج لوكوربوزيه ) ،Le Corbusier (1965-1887المعمار الكثر شهرة وتأثيرا في الوسط المهني، يمثل مرحلة أساسية ومهمة من مراحل تطور "العمارة الحديثة " في فرنسا ،فترة ما بين الحربين .واعتبرات تقصياته التكوينية وطروحاته السلوبية وأعماله المعمارية بمنزلة امثلة ناصعة للفكر المعماري الحداثي ليس فقط في فرنسا ،وإنما في مناطق عديدة من العالم. ويعد هذا المعمار – واسمه الحقيقي شارل -ادورد جانيريه ) (Charles- Edowrad Jeanneretوالمولود في قرية سويسرية هي "لو شو دي فون La Chaux de Fondsيعد شخصية متعدد الهتمامات ،فبالاضافة إلى كونه معمارا مجددا كان مخططا للمدن ،ورساما وكاتبا ،ومصمما ومّنرظرا ،وساهمت اهتماماته المتعددة تلك إلى تكريس حاضوره اللمع في المشهد المعماري العالمي .وعلى الرغم من أن البنية التي نفذها " لوكوربوزيه" تعد قليلة نسبيا لكنها كل منها كان بمثابة خطوة كبيرة في تطور مبادئ "العمارة الحديثة". تمتاز المباني التي صممها " لوكوربوزيه" في فترة ما بين الحربين بحاضور وااضح للهندسة الصافية المعتمدة على الشكال الساسية كالمكعب ،ومتوازي الاضل ع والسطوانة ،وقد كتب مرة "أن مشاكل البناء الحديث الكبرى يمكن حلها فقط عبر استخدام الهندسة المنترظمة" في نفس الوقت كان هم المعمار المهني متجها نحو تألق أشكال " فورمات" المباني التي صممها مع التقاليد المستقاة من العمارة الشعبية والنزعة لستخدام المواد النشائية المصنعة جنبا إلى جنب مع المواد البنائية الطبيعية. في عام ،1919أصدر لوكوربوزيه مجلة فنية تدعى " اسبيري نوفو) "Es[rit Nouveau -الروح الجديدة؛ الفكر الجديد( بالشتراك مع مجموعة من رجال الفن والتخطيط والعمارة والدب يشاطرونه آرائه الطليعية بوجوب إرساء مفاهيم جديدة لعمارة جديدة ،وقد نادى عبر مقالت عديدة فيها باضرورة التغيير الجذري لسس التشكيل المعماري والتوجه نحو تورظيف التقنية الحديثة للوصول إلى تلك الغايات ،وقد وجد في الخرسانة المسلحة وكذلك في منرظومات الهيكل النشائي مرجعية جديدة تكفل تحقيق مراميه التكوينية بعيدا عن الساليب التقليدية، كما سعى لربط طبيعة العمارة المنتجة على هذا الساس ،مع جماليات الناتج اللي ،مطوعا الشكال الجديدة إلى تكوينات تصميمية تتسم اشكالها بحاضور عاِل للزوايا القائمة. ولكي ياضفي على المنرظومة الهيكلية التي روج لها كثيرا ،بعداً جماليا فقد لجأ لوكوربوزيه عام ،1915وعبر لغة غرافيكية إلى إنشاء هيكل شفاف لبيت سكني دعاه ) دوم -اينو – (Dom- Inoوهو عبارة عن ستة مساند دقيقة من الخرسانة تستند ثلثة سطوح أفقية ،تم ربطها بسلم طليق وبالمكان تغيير طبيعة الفورم في هذه المنرظومة طبقا لنوعية العلقة التي يحددها المعمار ،بيد أن الحساس بالفاضاء والهندسية يرظلن يمثلن اساس المعالجات التكوينية للمبنى. يعتبر لوكوربوزيه مشايعا كبيرا ونصيرا مهما لمفهوم النتاج المتسلسل ،والمولع بااضفاء "روح" التكرار في العمارة ،كما يحرص ليجاد طرق مثلى لتنرظيم عملية تكرار العناصر النشائية بصورة آلية ،وابتداءا من نموذج ) دوم -اينو( وهو يعمل دائما على تطويع مهام التقييس Stan dardization.ووسائل النتاج الصناعي في قاضايا التشكيل المعماري ،وساعيا لتقريب العمارة مع خصوصيات عمل اللة ،فقد وجد لوكوربوزيه في الخيرة، مصدرا لعلقة جديدة بين الشكل الفورم ومحتواه الورظيفي ،وقد عبر عن طروحاته التصميمية تلك ببلغة عندما رظل يؤكد بأن ) التقنية المعاصرة بإمكانها أن تحمل لنا شاعرية جديدة( .ومع اهتمامه العالي بالتكنولوجيا فقد رظل لوكوربوزيه في قرارة نفسه فنانا وجد في الشكال الهندسية المنترظمة لغة فنية لعمارة جديدة تتجاوب على نحو كبير مع عصر ) تصنيع( وسائل الحياة ،وهو بهذا قريب جدا من طروحات المعمارين والفنانيين الهولنديين الذين
أسسوا مجموعة دي ستيل De Stijleفي العشرينات. تعد المباني التي صممها ونفذها لوكوربوزيه في فترة ما بين الحربين ،تعد بمثابة أحداث مهمة في تطور نهج "العمارة الحديثة" وتكريس مفاهيمها ولقت تصاميمه ذات اللغة المعمارية المعبرة والمميزة كثيرا من التيا ع سواء في فرنسا ذاتها أم في بلدان أخرى عديدة ،ورغم تجاهل الوساط المعمارية الرسمية والكاديمية لطروحاته التصميمية على مدى سنين كثير فقد رظل اسمه يقيم كمؤسس حقيقي "للعمارة الحديثة" ،وممثل أصيل لرؤياها وقيمها. في المعرض الدولي للفنون التزينية المقام في باريس عام ،1925صمم لوكوربوزيه جناحه الخاص المسمى ) الروح الجديدة -اسبيري -نوفو( على اسم المنشور الذي سبق وأن اصدره مع زملءه المعماريين عام ،1919 وأاضحى منشأه الباريسي الول ،بالاضافة إلى جناح التحاد السوفياتي للمعمار ميلنيكوف ؛ اضربة المعرض ومفاجأته المثيرة. أن تصميم الجناح يكرر تصميم وحدة سكنية ذات تكوين فاضائي جديد ،سبق وأن تناول لوكوربوزيه فكرتها عام ،1922عندما اقترح حل جديدا لمبنى سكني اضمن حدود المدينة وفي إطارها الحاضري .والجناح – الشقة- يتكون من غرفة واسعة ذات ارتفاعين Double Volumeتمثل النواة الفاضائية المركزية للتصميم ،ويحيط بهذه النواة غرف مساعدة في نفس مستوى منسوبها ،أما غرف النوم فقد وقعت في الطابق العلى ،وثمة سلم داخلي يربط بين المنسوبين. يعد الحل التصميمي للوحدة السكنية في الجناح المقترح المنطوي على معالجات فاضائية جديدة حل منطقيا وورظيفيا في آن ،إذ يولي التصميم اهتماما خاصا لفاضاء غرفة المعيشة كغرفة رئيسية في الشقة عبر منح بنيتها حجما مميزا وواسعا ،مما ساهم مساهمة أكيدة في إثراء الجانب البصري لمكونات الفاضاء الداخلي للوحدة السكنية. في الشقة المقترحة لم تكن عناصر التأثيث حااضرة بصريا بالمعنى الدارج لهذه الكلمة ،فقد استعيض جزءا منها بخزائن داخلية مثبتة بالحائط تحتوي في داخلها الملبس والشراشف والحذية وجميع الحاجيات الخرى التي يمكن استخدامها في أوقات معينة تبعا لنوعية الستعمال وورظيفته ،أما وحدات الثاث الخرى فامتازت أشكالها المصممة على قدر كبير من الحداثة وعدم المألوفية. وبالرغم من كل المزايا اليجابية التي انطوت عليها الوحدة السكنية في جناح " اسبيري-نوفو" فقد استقبلت الوساط المعمارية المحافرظة وقتذاك طروحات لوكوربوزيه بخصومة عنيفة محاولة تجاهل وإنكار وإهمال كل ما تحقق في الجناح من أفكار معمارية حديثة وقيم تكوينية مبدعة. وتمثل واقعة مسابقة مبنى قصر المم الخاص بمنرظمة عصبة المم إحدى مرظاهر التعامل الرظالم والقاسي والغير عادل التي جابهت مسيرة لوكوربوزيه المعمارية ،فقد استقطبت تلك المسابقة المعمارية التي نرظمتها منرظمة عصبة المم لتصميم مقر لها في مدينة جنيف /سويسرا ،استقطبت مشاركين عديدين من بلدان مختلفة؛ ووصل عدد المشاريع المقدمة إلى 360مشروعا. وعدت هيئة تحكيم المسابقة مشرو ع لوكوربوزيه – دون أن تعرف مصممه -كأفاضل مشرو ع يتسم على مزايا ورظيفية واقتصادية ،وأثنت على خصائصه التكوينية المعّبرة وأشادت بحسن تنرظيم مسارات الحركة فيه سواء لمورظفي المبنى أم للوفود وغير ذلك من المزايا التصميمية ،وبالفعل فقد كانت عمارة المبنى المقترح مشّبعة بروح الحداثة والنأي بعيدا عن التقاليد السلوبية الدارجة ،فبدل من استخدام مفردات التكوينات المألوفة ذات الطابع
الرسماني كراواق العمدة في الواجهات لمنح المبنى تداعيات الحساس بمفهوم " القصر" صمم لوكوربوزيه مبنى غير تماثلي ذا شكل بسيط وموقع بشكل جيد اضمن خصوصية البيئة المحيطة وتاضاريسها؛ مع التأكيد على استخدام مفردة السطوح المستوية والنوافذ الشريطية كعناصر معمارية جديدة وطازجة في التشكيل المعماري المقترح. ومع وجود جميع الحسنات التصميمية في مشرو ع لوكوربوزيه فقد رفاضته هيئة التحكيم بعد أن علمت باسم مصممه ،بحجة شكلية واهية ،وهي أن المشرو ع منفذ بحبر المطابع وليس باستخدام )الحبر الصيني( كما تقتاضي أعراف الرظهار المعماري! ووااضح جدا أن قرار هيئة تحكيم المسابقة ،المؤلفة من أعاضاء جلهم من المعمارين ذوي النزعات المحافرظة والكاديمية ،يشم منه رائحة العداء السافر لتوجهات "العمارة الحديثة" ،بصورة عامة وأفكار لوكوربوزيه المعمارية ،وطروحاته التصميمية على وجه الخصوص. ويبدو أن هيئة التحكيم بقرارها المجحف ذلك كانت تتوخى الستخفاف من لوكوربوزيه نفسه والبخس من مكانته والستصغار من شعبيته؛ ولم تقدر تقديرا مناسبا ردود الفعل المتوقعة جراء قرارها غير العقلني إذ شن أنصار لوكوربوزيه حملة واسعة من الحتجاجات والعترااضات ساهم بها معماريون كثيرون من بلدان أوروبية مختلفة، مما وسم تلك الحملة بطابع الفاضيحة الدولية! المر الذي حدى بالكثير من أتباعه وأنصاره إلى المناداة بلزوم ايجاد تنرظيم مؤسساتي بدافع عن مبادئ "العمارة الحديثة" وقيمها ،وبالفعل فقد تجمع عددا كبيرا منهم في مدينة لسارا السويسرية معلنين ميلد تنرظيم معماري جديد هو المؤتمر الدولي للعمارة الحديثة Congres Internatioal d ( ( 'Architecture Moderne CIAMالذي رظل راعيا ومحافرظا ومرجعا لمبادئ "العمارة الحديثة" طيلة سنين عديدة حتى تم حله في نهاية الخمسينات. في الفترة المحصورة بين العشرينات وبداية الثلثينات صمم لوكوربوزيه عدة فيلت دور سكنية في باريس واضواحيها ،وكان الهاجس الساسي في تكوينات هذه المباني الصغيرة نسبيا السعي إلى اختبار مبادئه التصميمية الجديدة التي نادى بها دائما ،وامتحانها على أرض الواقع تلك المبادئ التي روح لها في " نقاطه الخمس" الشهيرة، رفع المبنى عن الرض بواسطة العمدة ،السقف الحديقة ،المخطط الحر ،والنافذة الشريطية والواجهة الحرة، واضمن سياق هذه الممارسة نفذ فيل اوزا تفان ،1922وفيل لروش ،1923وبيت كوك ،1926وفيل شتاين ،1927وفيل سافوي في بواسي ،1931-1929وتبعا لواضوح الشكل المعماري ونقائه وإيجاز الهيئة العامة واقتصارها فإن فيل سافوي تشغل المرتبة الولى اضمن ممارسة تصاميم الفيلت التي أنجزها لوكوربوزيه وقتذاك. تقع فيل سافوي savoyeفي بواسي Puissyأحد مروج غابات اضواحي باريس ،وترتفع الفيل عن الرض بواسطة أعمدة دقيقة تحمل القسم السكني الرئيسي ذي الشكل المتوازي المستطيلت المنترظم والمحفور من جوانبه بنوافذ شريطية .لم يشأ لوكوربوزيه أن يشغل جميع مساحة الطابق الراضي بالبناء ،فتركه مبنيا بشكل جزئي ؛ فهنا المرآب " الكراج" وغرف مساعدة ،وفاضاءات مخصصة للحارس وآخرى إلى الورش ،في حين جعل موقع الفاضاءات الساسية للفيل في الطابق الول .أن السلم الذي يربط بين مستوى الطابق الراضي مع الطابق العلى السكني؛ له –لهذا السلم -ورظيفة خدمية محاضة ،ذلك لن مهام التصال الرئيسي في الفيل تنهض بها مرقاة خرسانية مائلة Rampفالصعود عبر هذه المرقاة وفقا لرؤى لوكوربزيه ،يمنح المرء نقاط نرظر مختلفة وأحيانا غير متوقعة للفاضاء الداخلي للفيل. استخدم لوكوربوزيه منرظومة ما سمي "بالفاضاء المنساب" ،بشكل واسع في المعالجات التكوينية لفيل سافوي فهو
هنا ينز ع بصريا إلى توحيد فاضاء الغرفة الرئيسية ) غرفة المعيشة( في الطابق الول مع الشفة المفتوحة الواقعة بجوارها ،إذ أن الجدار الفاصل بينهما المعمول بأكمله من الزجاج ل يعرقل الحساس بالدغام والتوحد بين الشرفة المفتوحة وغرفة المعيشة المستقفة! من ناحية آخرى ،سعى لوكوربوزيه إلى ترتيب مكان خاص للتشميس في سطح الفيل ،وإحاطة بشاشة عرياضة ذات شكل ملتوي وهذه الشاشة /الجدار الرقيقة تدرك من الخارج كأسطوانة بياضاء كبيرة جعلها المعار عنصرا أساسيا في التكوين الحجمي للفيل ،مخففا بذلك من صرامة الهيئة الساسية ذات الزوايا المستقيمة. لقد حرص لوكوربوزيه لن يكون تشكيل الهئية العامة لفيل سافوي متسمة على قدر كبير من الحساس بالهندسية المنترظمة ؛ وتم تأمين ذلك من خلل تورظيف شكل الخطوط الفقية للسطح المستوي والمعالجات البسيطة والمنطقية للواجهات ذات النوافذ الشريطية ،وحرصا على تأكيد طبيعة التشكيل الهندسي الساسي للمبنى فقد لجأ المعمار إلى استخدام الحلول الوسيطة ،جاعل من أشكال نوافذ الشرفة المفتوحة في الطابق الول أشكال مماثلة إلى نوافذ الغرف السكينة المغلقة ،مفسرا ذلك بالرغبة إلى إرهاف المنرظر الخارجي والتشديد عليه من خلل فتحات الجدار المحيط بالشرفة مؤكدا بأن أشكال تلك الفتحات المشغولة في جدار الشرفة بإمكانها أن تؤدي ذات الدور الذي يلعبه الطار في اللوحة الفنية المعلقة بالجدار! يعتبر مبنى سكن الطلبة السويسريين في المدينة الجامعية بباريس 1932-1930من أاضخم المباني التي شيدها لوكوربوزيه في العاصمة الفرنسية ،ويعد تنفيذ هذا المبنى ) بالاضافة إلى مبنى اضخم آخر شيد في باريس لحقا هو مبنى جيش الخلص (1933يعد حدثا مؤثرا في حياة المعمار المهنية ،إذ منح إمكانية أن يجسد لول مرة مبادئه التصميمية في مبنى عام وبمقياس كبير نسبيا ،لقد كانت مهمة تقصي شكل معماري مؤثر لتلك المباني يجري جبنا إلى جنب إيجاد حلول منطقية للمشاكل الهندسية مثل العزل الصوتي ،والتقييس ،واستخدام العناصر المصنعة والستعمالت الواسعة للوسائل الميكانيكية كتكييف الهواء والخدمات الكهربائية وما شابه ،وتأثير كل ذلك على العملية التصميمية ذاتها لتلك المباني. في الجناح السويسري ،وهو السم الذي أطلق على مبنى القسم الداخلي للطلبة السويسريين بالمدينة الريااضية، يرظل الحجم الموشوري Parellelpedأساس المعالجات التشكيلية المعمارية للمبنى ،يعالج لوكوربوزيه الواجهة الجنوبية للجناح المطلة على الحديقة الريااضية بتزجيج كامل لها في حين يبقى الجهة الشمالية المقابلة صلدة نوعا ما ،عامل بها فتحات لنوافذ صغيرة ،تكون كافية لنارة الممر الجانبي الذي يقود إلى غرف الطلبة أما الواجهتان القصيرتان الشرقية والغربية فيتركهما صماء بالكامل. يرظل المر المثير في الحل التكويني لمبنى الجناح السويسري متمثل في نقاط الرتكاز ،بين القسم العلى السكنى الممتلئ والمؤلف من أربعة طوابق سكنية ،والقسم السفل الفارغ الذي تخترقه ستة مساند مزدوجة Pilotisترفع الجزء العلى ،وقد تم توقيع المساند الواقعة ليس على خطوط محيط المبنى كما هي العادة ،وإنما رتب مواضعها على امتداد المحور الطولي وبصورة عراضية منه؛ المر الذي توخى المعمار منه الحصول على أقصى شعور بجهد المنرظومة التركيبية الحاملة وإعطاء الحساس بتوتر عناصرها النشائية ،وليس من دون مغزى أن يتذكر المرء في هذا المقام مقولة لوكوربوزيه من أن "… بمقدور النفعال أن يخلق دراما حقيقية حتى ولو من ...المادة الخاملة"! يحاول لوكوربوزيه في مبنى الجناح السويسري أن يؤسس مفهوما تشكيل جديدا ينأى به بعيدا عن الشكال الهندسية الساسية المنترظمة والتي طالما ما استخدمها في تصاميمه السابقة؛ فيحرص على إاضافة حجوم صغيرة
مهمتها إثراء الحلول التكوينية ،الحجمية للمبنى .وفي هذا الصدد فإنه يجعل كتلة بهو المدخل وفاضاء المكتبة المجاورة له كتلة مستقلة موقعة خارج إطار الهيئة العامة للجناح ،بيد أن هذه الكتلة ترظل متصلة بالمبنى الرئيسي كما يسعى المعمار من ناحية أخرى إلى جعل الحائط المرصوف بالحجر غير المهندم ) ،والذي يذكرنا أسلوب رصفه ،يرصف جدران العنابر القديمة المنتشرة في الرياف الوروبية( إلى جعله مجاورا إلى الجدارن الملساء لكتلة المبنى الساسية ،ذات المواد النشائية المصنعة الحديثة .ونزعة التاضاد التي نراها حااضرة في الحلول التكوينية لمبنى الجناح السويسري سوف تتكرر في أغلب المباني التي سينفذها لوكوروبوزيه لحقا. لقد أثرت عمارة الجناح السويسري تأثيرا عميقا على مسار "العمارة الحديثة" وباتت أساليب صياغاتها التكوينية مرجعا لكثير من المعماريين الذين ساروا على نهج العمارة الحديثة ،ويكتب رينر بنهام النقاد النكليزي المعروف حول أهمية الجناح السويسري ،على تطور مسار العمارة الحديثة فيقول … " :إذا توصلت إلى ادراك الجناح السويسري" فستجد أنك قد قطعت شوطا بعيدا في محاولة فهم العمارة الحديثة ،إذ أنه ياضم الشيء الكثير من البراعة الحديثة الساسية التي حافرظت على نقائها خلل جميع تقلبات الساليب السطحية وقد انتشر تأثيره حول العالم ،وكان له دوره المتميز في تغيير مجرى العمارة الحديثة إلى البد ،كما أنه يجمع بين كل ما هو " القل سطحية" في كل السلوبين الجديد والقديم.". لقد جعلت الشهرة الواسعة التي حرظي بها لوكوربوزيه جعلت منه معمارا مطلوبا لتنفيذ العديد من المشاريع العمرانية ليس فقط في فرنسا وإنما في بلدان آخرى ،وقد ساهم مساهمة فعالة في تخطيط مدينة الجزائر العاصمة، وتقدم في حينها بمقترحات هامة أثارت الهتمام في قاضايا تنرظيم السكن العمودي ،ومشاكل التخطيط الحاضري وكما هو معروف فقد قدم أياضا وأثناء عمله على تصاميم الجزائر مقترحه الخاص ولول مرة عن منرظومة عمل ) كاسرات الشمس( Louvresبسطوح أفقية وعمودية مهمتها ترظليل فتحات الواجهات والمحافرظة على الفاضاءات الداخلية من وهج الحرارة وسطو ع الاضياء ،وبهذه المعالجة فقد أثرى لوكوربوزيه لغة العمارة الحديثة وأساليبها التصميمية ماضيفا إلى خزين مفرداتها إاضافة هامة وملموسة. وجاءت إاضافات لوكوربوزيه تلك في مكانها ،نرظرا لبروز مخاوف جدية في نهاية الثلثينات من أن لغة "العمارة الحديثة" في طريقها إلى استنفاذ أساليبها الشكلية بعد أن كثر اجترار مفرداتها التصميمية في عمارة المباني المشيدة وفق أسلوب العمارة الحديثة ذلك الجترار الذي انطوى على قدر كبير من العادات الرتيبة والتكرار الممل.ومن خلل استخدام موتيف كاسرات الشمس في المبنى ،فقد ااضاف لو كوربوزيه ااضافة محسوسة لجهة تطّور الشكال المعمارية ،تلك الاضافة التى اقترن رظهورها ليس بسبب المتطلبات الورظيفية فحسب ؛ وإنما الحرص على اكساب المبنى قوة تعبيرية فنية أياضا. لقد كان لوكوربوزيه شخصية نافذة ومتعددة المؤهلت ،ومن خلل كتاباته الكثيرة ومحااضراته العديدة التي ألقاها في مختلف البلدان الوروبية وفي أمريكا تعززت مكانتته ومنزلته المعمارية ،وأرظهرته كواحد من أشهر المعماريين المحدثين ،بيد أنه لم يكن ممثل وحيدا لنهج العمارة الحديثة في فرنسا إبان الفترة الزمنية التي نتكلم عنها ،فقد عمل على تطور طروحات المدرسة المعمارية الحديثة وتكريس قيمها في المشهد المعماري الفرنسي مصممون آخرون وكثيرون.
--------------------------------------------------------------------------------
من اشهر اعماليه ملمح الفكر المعماري عند لوكوربوزييه** : 1تفريغ المبنى الصندوقي كان للوكوربوزييه وجهة نظر مختلفة في الصندوق الكليسيكي وإن كان لم يهاجم المباني الصندوقية بشكل كبير ..وتتلخص في الحفاظ على شكل الصندوق ولكن بعد عمل تفريغات في الصندوق تسمح باندماج الفراغات الداخلية مع الفراغ الخارجي وكل ذلك داخل الهيئة الهنديسية النقية التي تحدد ملمح الصندوق. كما يساهمت هذه الفكرة في تحقيق هيئة جديدة للحيز المعماري الداخلي ..صحيح أنها تختلف عن الهيئة التي قدمها ”رايت“ من قبل ولكنها ل تقل عنها من ناحية الرثراء الفكري والفراغي والتشكيلي. وجهوده في هذا المجال كثيرة وشملت كل جوانب الفراغ. أو ً ل :الفراغ المعماري :في هذا الاطار لم يعمد ”لوكوربوزييه“ إلى أن يذهب الفراغ الداخلي إلى الفراغ الخارجي بفكر النسيابية الذي حققه ”رايت“ من قبل ولكنه اعتمد على أن يأتي الفراغ الخارجي لكي يندمج مع الفراغ الداخلي من خلل التجويفات التي فعلها في الصندوق ..أضف إلى ذلك قدرته على وضع الحوائط الداخلية في أي مكان بغض النظر عن اختل ف اطوابق المبنى. رثانيًا :الحدود الخارجية )الحوائط( :عمد ”لوكوربوزييه“ إلى تفريغ الصندوق عند الركان بشكل خاص مما يساهم في التصال بين الفراغ الداخلي والخارجي ..كما أنه تمكن من تحرير الحوائط الخارجية من النشاء وبالتالي تمكن من وضعها في أي مكان. رثالثًا :الفتحات :باعتماد مبدأ الفتحات الطويلة فقد تمكن ”لوكوربوزييه“ من تحقيق التصال بين الفراغ الداخلي والخارجي من خلل هذه الشراطة الممتدة. رابعًا :السقف :حاول ”لوكوربوزييه“ معالجة أيسقف الفراغات الداخلية عن اطريق الفتحات التي عملها في هذه اليسقف وقد اشتهرت أعماله بالفراغات المرتفعة بارتفاع اطابقين ”الميزانين“ حيث ينساب الفراغ بين الطابقين. : 2مبادئ العمارة الحديثة عند لوكوربوزييه أو ً ل :المسقط الحر :Free or Open Planبحيث يمكن وضع الحوائط في أي مكان من دون الرتبااط بالنظام النشائي ..عكس النظام القديم الذي ارتبطت فيه الوظيفة بالنشاء. رثانيًا :الواجهات الحرة :Free Facadeبحيث يمكن وضع الحوائط في أي مكان من دون الرتبااط بالنظام النشائي ..عكس النظام القديم الذي ارتبطت فيه الوظيفة بالنشاء. رثالثًا :الشبابيك الفقية الطويلة :Ribbon Windowsحيث تمتد النوافذ أفقيا ً من أول الواجهة حتى آخرها فساعد ذلك على تحقيق ارتبااط قوي بين الفراغ الداخلي والخارجي. رابعًا :رفع المبنى على أعمدة :Pilotsبدلً من أن يغوص المبنى في الرض كما هو في الفكر العضوي ..حيث يسمح للرض بأن تمتد تحت المبنى وتستغل في أغراض كثيرة. خامسًا :حديقة السطح :Roof Gardenوبهذا يتحقق مجموعة من الفوائد الفنية
والقتصادية والوظيفية والروحية. : 3يسيطرة المبنى على الطبيعة اختلف ”لوكوربوزييه“ عن ”رايت“ في علقة المبنى بالطبيعة ..حيث رأى”لوكوربوزييه“ أن تسيطر المباني على الطبيعة. كان يقول” :إن المسكن الذي نبنيه يرغب في أن يرى الريف أكثر من أن نضعه بينالشجار والحشائش“. بالطبع فإن هذا يتوافق مع فكره حول حديقة السطح ورفع المبنى على أعمدة وحول تفريغالمبنى الصندوقي والحفاظ على الحدود الخارجية له. : 4تقنيات جديدة لمعالجة المناخ الحار كان ولبد من حل لموضوع النوافذ الطويلة وخصوصا ً في حالة المناخ الحار. كانت فكرة كايسرات الشمس والتي اطورها في أعماله بشكل كبير. يقول ”هنري – رويسل هتشكوك“” :إن كايسرات الشمس التي ايستخدمها لوكوربوزييه قدأجرى بها تصحيحا ً وظيفيا ً للصناديق الزجاجية“. يعتبر البعض هذه التقنية هي النقطة الساديسة ضمن مبادئ العمارة الحديثة التي أعلنها”لوكوربوزييه“ : 5تقنيات جديدة في اطرق ومواد النشاء تميز ”لوكوربوزييه“ بايستخدام الخريسانة المسلحة كمادة بناء بإمكانها أن تحقق رغباته فيالتشكيلت والنشاءات التي قدمها. اقترح ”لوكوربوزييه“ عام 1914م هيكل بيوت الدومينو وهو يتكون من بلاطتينمحمولتين على يستة أعمدة ومتصلتين بسلم خارجي. يقول ”كريستيان نوربرج – شولز“ نقلً عن ”لوكوربوزييه“” :نحن نستطيع أن نقدمنظام النشاء -إنشاء العظم -وهو مستقل تماما ً عن الحتياجات الوظيفية لمسقط المسكن يسمح لنا بمجموعات متعددة من التنظيم الداخلي وعمل المعالجات الممكن تخيلها للفتحات في الواجهات“. نجح ”لوكوربوزييه“ في أن يحول النشاء إلى وظيفة تعبيرية بتحويله من كونه ويسيلةتقنية إلى نظام معماري ..وكما يقول عنه ”يسيجفريد جيدين“” :إن لوكوربوزييه عر ف كيف يوضح السر المدهش للصلة بين النشاء الخريساني واحتياجات النسان والرغبات الملحة التي تأتي على اليسطح ..لقد كانت فكرة لبتكار المساكن بخفة غير مسبوقة“.
**أهم أعماله ** -1صالة صدام لللعاب الرياضية في بغداد - 2تصميم مبنى توتردام دوزوت عام 1956 -1952م -3تصميم كنيسة الحجاج " " Pilgrim churchفي رونتشامب في فرنسا -4تصميم الجائزة الرابحة لقصر عصبة المم " Palace of the League of " Nationsفي جنيف عام /1928 -1927م . - 5تصميم أبنية المحكمة العليا قي شتغهاي عام 1956 -1952م ،والتي تعتبر جزءاً من
مخططه للمدينة برمتها . - 6تم تعيينه ً كأحد المهنديسين المشتركين بوضع مخططات المباني الدائمة للجمعية العامة لل ا مم المتحدة في نيويورك . -7ابتكاره للطوابق المزججة الجدران أو المحااطة بجدران زجاجية خارجية . -8تصميم المبنى السويسري في المدينة الجامعية عام 1932 -1931م