صخب كلمات

Page 1



‫صخب كلمات‬


‫صخب كلمات‬

‫قصائد نثرية‬ ‫للدكتور بديع القشاعلة‬ ‫مجيع احلقوق حمفوظة للشاعر‬ ‫حيذر نسخ أو نشر أو اقتباس او تصوير أي مادة من‬ ‫هذا الكتاب‬ ‫‪Badeea75@gmail.com‬‬ ‫‪https://www.facebook.com/BdyAlqshalt‬‬

‫‪0509316282‬‬

‫الطبعة األوىل‬ ‫رهط ‪ -‬النقب فلسطني‬ ‫‪ 2014‬م‬


‫أ� إلهداء‪:‬‬ ‫أ�هدي هذه اجملموعة من القصائد النرثية إ�ىل أ�رسيت ومجيع‬ ‫أ�صدقايئ و أ�حبايئ‪..‬‬ ‫أ�هداء خاص للك من قدم يل يد العون يف ا إلصدار واملراجعة‬ ‫والتشكيل‪ :‬الشاعر صاحل الزايدنه‪ ،‬الطالبة فاطمة ابو مديغم‬ ‫من لكية «يك»‪ ،‬الاخ صاحل ابو جعفر مدير املكتبة العامة‬ ‫مدينة رهط وغريمه‪..‬‬


‫تقديم‬ ‫ترنيمات من ِّ‬ ‫املنثور لباكورة أعما ٍل شعريّة للكاتب‬ ‫عر‬ ‫كلمات‪ ،‬هو‬ ‫صخب‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫د‪.‬بديع القشاعلة‪ ،‬يض ّم أكثر من ستني قصيدة ومقطوعة شعرية‪.‬‬ ‫ورغم أن القصائد من الشعر املنثور إال أنها تلتزم تفعيل ًة أو تفعيالت خمتلفة تضفي‬ ‫الشعر ونغمته‪ ،‬ويتجلّى ذلك يف معظم قصائد الديوان‪ ،‬كما نرى يف‬ ‫عليها موسق َة ِ‬

‫القصيدة األوىل اليت بعنوان صخب كلمات واليت حيمل الكتاب امسها‪ ،‬وجند أنها‬ ‫أقرب إىل شعر التفعيلة منها إىل الشعر املنثور‪:‬‬ ‫كسبْ َحيت…‬ ‫"كلماتي ُ‬ ‫نظم خرزاتِها…‬ ‫يف ِ‬ ‫أُلَِّو ُح بها يف وج ِه جالّدي…‬

‫َ‬ ‫خلف‬ ‫قضبان احلديدْ…‬ ‫ِ‬ ‫وهدي ُر أنفاسي‪..‬‬

‫كعصف الرعودْ"‪.‬‬ ‫كخرير ماءٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫وتستمر التفعيالت على ذلك النمط‪:‬‬


‫ِ‬ ‫البنفسج يومَ عيد‪..‬‬ ‫كعطر‬ ‫" َد ِمي على ِ‬ ‫ثوب َس َّجاني‪ِ ..‬‬ ‫مطر شديد"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ووقع ٍ‬ ‫كعزف الريح‪ِ ..‬‬

‫تغي‬ ‫وهكذا حال معظم قصائد الديوان‪ ،‬تفعيلة ح ّرة تدور مرةً‪ ،‬وتعو ُد مرةً أخرى‪ ،‬رّ‬

‫ثوبها ومقاساتها‪ ،‬ولكنها تظ ّل سلسل ًة مجيل ًة مستساغة‪ ،‬حتمل عبق الشعر وأريح‬ ‫البيان‪ .‬ومن خالل مطالعة الديوان ميكن أن نشعر بتأثر الكاتب بالقرآن الكريم‪،‬‬ ‫آيات خمتلف ًة تندمج يف ثنايا شعره بعفوي ٍة ودون تكلُّ ٍف أو تصنُّع‪،‬‬ ‫حيث ُ‬ ‫يقتبس منه ٍ‬ ‫نتيجة ملعرفته بكتاب اهلل سبحانه وتالوته له‪ ،‬وما يعلق يف ذاكرة املؤمن من اآليات‬ ‫العطرة والذكر احلكيم‪ ،‬ويف قصيدة همس احلروف يقول‪:‬‬ ‫أنا وه ٌم َ‬ ‫وخيا ْل‪..‬‬ ‫وخفقات‪..‬‬ ‫كلمات‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫"سراب حيسبُه الظمآ ُن ماءْ"‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ويف قصيدة طالسم‪:‬‬ ‫أت آي َة ال ُكر ِس ّي‪..‬‬ ‫"وَقَرَ ْ‬ ‫أحد‪..‬‬ ‫وَ ُق ْل ُهوَ اهللُ َ‬

‫فَ َخ َ‬ ‫اف ال ّشبَ ُح وَتَال َشى‪..‬‬ ‫وَ َكأ ْن لَفّ ُه َحبْ ٌل ِم ْن َم َسد‪..‬‬


‫ُق ْل أَعُو ُذ بِ َر ِّب الفَلَق ‪..‬‬ ‫وَ ِم ْن َش ِّر َحا ِس ٍد إِ َذا َح َسد"‪.‬‬ ‫ويف قصيدة ِّ‬ ‫الظ ّل‪:‬‬ ‫"وكأنّي أذك ُر هدهد سليمان‪..‬‬ ‫وكأنّي أذكر فتاة سبأ"‪.‬‬ ‫اقتباسات أخرى يف عد ٍد آخر من قصائد الديوان‪.‬‬ ‫وهناك‬ ‫ٌ‬ ‫وال ّ‬ ‫وترو جيد فيه مجاالً يف األلفاظ واملعاني‪ ،‬وانتقاءً‬ ‫بعمق ٍّ‬ ‫شك أ ّن الذي يقرأ الديوان ٍ‬ ‫أحاسيس الشاعر وأنغا ُم روحه الرقيقة‪.‬‬ ‫املعبة تفوح منها‬ ‫للكلمات الصادقة رّ‬ ‫ُ‬ ‫وهناك صيغ ٌة من صيغ مجع املؤنث السامل هي صيغة "فاعالت" تكررت كثرياً‬ ‫ِ‬ ‫يف الكتاب‪ ،‬رمبا ألن الكاتب يستعذبها‪ ،‬أو جيد فيها نغم ًة قريبة إىل قلبه‪ ،‬أو‬ ‫يرتاح هلا أكثر من غريها‪ ،‬ومهما كانت األسباب فقد تكررت يف العديد من قصائد‬ ‫الديوان‪.‬وجتدر اإلشارة إىل أن هذا الكتاب هو املولود الرابع للمؤلف بعد كتابني‬ ‫يف علم النفس جمال ختصص الكاتب وعمله‪ ،‬وكتاب آخر يض ّم مقاالت وخواطر‬ ‫خمتلفة‪.‬‬ ‫ختاماً أمتنى للكاتب التقدّم والنجاح‪ ،‬وأن يظ ّل بلبالً يغ ّرد على دوحة الشعر‪ ،‬وأن‬ ‫نسمع سقسقة أنغامه بني احلني واآلخر‪ ،‬واهلل أسأل أن يوفّقه ويوفق سائر املسلمني‬ ‫ملا حيبّه ويرضاه‪ ،‬إنه على ك ّل شيءٍ قدير‪.‬‬ ‫رهط يف‪:‬‏األحد‏‪ 7 ،‬‏‪ 2‬نيسان‏‪2014 ،‬م‪.‬‬ ‫الشاعر صاحل الزيادنه‬


‫صخب كلمات‬ ‫َص َخ ُب َكلِ َمات‪..‬‬ ‫كسبْ َحيت…‬ ‫كلماتي ُ‬ ‫نظم خرزاتِها…‬ ‫يف ِ‬ ‫أُلَِّو ُح بها يف وج ِه جالّدي…‬ ‫َ‬ ‫خلف‬ ‫قضبان احلديدْ…‬ ‫ِ‬ ‫وهدي ُر أنفاسي‪..‬‬ ‫كعصف الرعودْ‪..‬‬ ‫كخرير ماءٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫***‬ ‫َص َخ ُب َكلِ َمات‪..‬‬ ‫كصلصل ِة القيودْ‪..‬‬ ‫يف ظلم ِة ال ّس ْج ِن العتيقْ‪..‬‬ ‫السرداب‪..‬‬ ‫يف عتم ِة‬ ‫ِ‬ ‫الصقيع وبر ِد اجلليدْ‪..‬‬ ‫وقت‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫***‬

‫‪9‬‬


‫َص َخ ُب َكلِ َمات‪..‬‬ ‫كحلُ ٍم قديم‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫يف آخر الليل‪..‬‬ ‫فزعت األروا ُح فيه‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫***‬

‫َص َخ ُب َكلِ َمات‪..‬‬

‫سجاني‪..‬‬ ‫ثوب ّ‬ ‫دمي على ِ‬ ‫تناثرَ كالقَ ْط ِر‪..‬‬ ‫كعطر البنفسج يومَ عيدْ‪..‬‬ ‫ِ‬

‫ريح‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫كعزف ٍ‬

‫مطر شديدْ‪..‬‬ ‫ووقع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫***‬

‫‪10‬‬


‫َص َخ ُب َكلِ َمات‪..‬‬ ‫خ ْذ جسدي رهين ًة‪..‬‬ ‫خالف‪ ..‬اقتل ْع عيين‪..‬‬ ‫اصلبْين من ٍ‬

‫وستبقى حرويف وكلماتي‪..‬‬ ‫َ‬ ‫الطبول من جديدْ‪..‬‬ ‫تقر ُع‬ ‫ك ّل يوم‪..‬‬ ‫ك ّل ساعة‪..‬‬

‫ون‪ ..‬عربَ احلدودْ‪..‬‬ ‫عربَ‬ ‫جدران ُّ‬ ‫الس ُج ِ‬ ‫ِ‬ ‫***‬ ‫َص َخ ُب َكلِ َمات‪..‬‬

‫كخلخا ِل عاشق ٍة‪..‬‬

‫ك ِظ ٍّل بعيدْ‪..‬‬ ‫***‬

‫‪11‬‬


‫َص َخ ُب َكلِ َمات‪..‬‬

‫علق ٌم‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫قول احلقيق ِة ُم ّر‪..‬‬ ‫مؤملٌ ‪..‬‬

‫هو الكال ُم‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫واحلروف العاريات‪..‬‬ ‫واملعاني النابيات‪..‬‬ ‫***‬ ‫َص َخ ُب َكلِ َمات‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫حنظل‪..‬‬ ‫هو السكونُ‪..‬‬ ‫والشفاه الصامتات‪..‬‬ ‫والعيو ُن الشاخصات ‪..‬‬ ‫***‬ ‫‪12‬‬


‫َص َخ ُب َكلِ َمات‪..‬‬

‫أمج ُع أوراقي‪..‬‬ ‫وأمج ُع حقيب َة السفرْ ‪...‬‬

‫أنوي املغادرةَ والرحيل‪..‬‬ ‫ساعات املطرْ‪..‬‬ ‫قب َل‬ ‫ِ‬

‫ُ‬ ‫جواز سفري‪..‬‬ ‫وأحبث عن ِ‬ ‫يف ِّ‬ ‫كل األدراج ‪..‬‬ ‫اص ًة من ورق‪..‬‬ ‫فأجد ُق َص َ‬

‫مكتوب فيها سطرْ‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫فألبس نظارتي‪..‬‬ ‫ُ‬

‫وأقرأ‪:‬‬

‫ممنو ٌع من السفرْ ‪..‬‬ ‫***‬

‫‪13‬‬


‫َص َخ ُب َكلِ َمات‪..‬‬

‫البنادق والرصاص‪..‬‬ ‫أقوى من‬ ‫ِ‬

‫هي الكلمات‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫ثوب االستشهاد‪..‬‬ ‫وحروف تو ّش ْ‬ ‫حت َ‬ ‫صدحت بألف صوت‪..‬‬ ‫وحناج ُر‬ ‫ْ‬ ‫َز ْت َ‬ ‫ه َّ‬ ‫امللوك‪..‬‬ ‫عروش ِ‬ ‫بالياقوت‪..‬‬ ‫رص َع‬ ‫ْ‬ ‫وحطمت التا َج املُ َّ‬ ‫ِ‬ ‫***‬ ‫َص َخ ُب َكلِ َمات‪..‬‬

‫كالزلزا ِل هي الكلمات‪..‬‬

‫تفجرَ يف وج ِه السلطان‪..‬‬ ‫كربكان ّ‬ ‫ٍ‬ ‫***‬

‫‪14‬‬


‫َص َخ ُب َكلِ َمات‪..‬‬ ‫انفطرت ُ‬ ‫األرض وانشقّ ْت ‪..‬‬ ‫ِ‬

‫وارجتت‪..‬‬ ‫القلوب‬ ‫ارتعبت هلا‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬

‫وشخصت هلا األبصار ‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫فت رمادْ‪..‬‬ ‫خلّ ْ‬ ‫باكيات‪..‬‬ ‫وعيو ٌن‬ ‫ْ‬

‫حاملات‪..‬‬ ‫ونسا ٌء‬ ‫ْ‬

‫***‬ ‫َص َخ ُب َكلِ َمات‪..‬‬

‫خفت الضوءُ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫واشتع َل احللمْ‪،‬‬

‫اخرتقتين حتّى النُّخاع‪..‬‬ ‫حتّى العظمْ‪..‬‬ ‫‪15‬‬


‫تأبطتين ‪..‬‬

‫كالسحر القديم‪،‬‬ ‫بلواح َظ‬ ‫ِ‬

‫كاملشعو ِذ العظيمْ‪..‬‬

‫قيت‪،‬‬ ‫تق ّمصتْين ببطءٍ َم ْ‬ ‫فجرت جمرى الدمْ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫باتت ُ‬ ‫أبيت‪..‬‬ ‫حيث ْ‬ ‫ْ‬

‫***‬

‫َص َخ ُب َكلِ َمات‪..‬‬

‫ُّ‬ ‫كل شيء أخذتُه مين‪..‬‬ ‫خمدّتي‪..‬‬ ‫ودفرتي العتيقْ‪،‬‬ ‫حتى القلمْ‪..‬‬ ‫‪16‬‬


‫تأبطتين ‪..‬‬

‫جلست يف حجري كظلّي‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫كنفسي‪ ،‬من ُذ القدمْ‪..‬‬ ‫***‬

‫‪17‬‬


‫همس احلروف‬ ‫فص َدقَ ْت!‬ ‫نَ َطقَ ْت َ‬ ‫قالت فَ َحقَّ ْت ‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫أَيُّها ا َ‬ ‫حل ُّق البَعيد ‪..‬‬ ‫أَما آ َن َ‬ ‫لك أ ْن تأتِ َي لِتستعيد ‪..‬‬ ‫كل ا َ‬ ‫َّ‬ ‫حلقائِ ِق ‪..‬‬

‫َّ‬ ‫مات‪..‬‬ ‫وكل ال َكلِ ْ‬

‫أما آ َن َ‬ ‫لك أ ْن تَ ُعودْ‪..‬‬ ‫لِتُنْ ِش َد اللَّ ْح َن ا َ‬ ‫جلديدْ‪..‬‬ ‫ِّ‬ ‫مات‪..‬‬ ‫وتوز َع البَ َس ْ‬ ‫***‬ ‫‪18‬‬


‫فص َدقَ ْت !‬ ‫نَ َطقَ ْت َ‬ ‫أيُّها اآل ِف ُل‪..‬‬

‫تغازلُين‪..‬‬ ‫همساتُ َك ِ‬

‫إحساس َك الدف ُ‬ ‫ني يحَ ْ ُضنُين‪..‬‬ ‫ُ‬

‫الرحي ْل‪..‬‬ ‫ويأبى َّ‬

‫ُ‬ ‫يغازل َّ‬ ‫العشق األصيل‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫حلظات من ِ‬ ‫فيِ‬ ‫ويُشع ُل فيما تبقّى من الليل‪..‬‬

‫َّ ُّ‬ ‫موع‪..‬‬ ‫كل الش ِ‬ ‫***‬

‫فص َدقَ ْت !‬ ‫نَ َطقَ ْت َ‬ ‫ساع َة األصي ْل‪...‬‬ ‫‪19‬‬


‫أُ ْط ِر ُق أُ ْصغي لِوَقْ ِع املَ َطر ‪..‬‬ ‫وحلن جمَ ي ْل‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫فأرى َ‬ ‫فيك َّ‬ ‫كل النُّجوم‪..‬‬

‫وأج ُد َ‬ ‫فيك ليلي ال ّطوي ْل ‪..‬‬ ‫ِ‬

‫يا مجَ ْ رى القَ َدرْ‪..‬‬ ‫***‬

‫فص َدقَ ْت !‬ ‫نَ َطقَ ْت َ‬ ‫غروب الشمس ‪...‬‬ ‫فيك َ‬ ‫أعش ُق ِ‬ ‫ومحرةَ املساءِ يف وجنتَيْ َك‪...‬‬

‫ونظرةَ عينِك ساع َة َه ْمس‪...‬‬ ‫السكونْ‪..‬‬ ‫أعش ُق فيك ُّ‬ ‫‪20‬‬


‫حتّى َ‬ ‫تلك اللحظات‪..‬‬ ‫ِم َن ُّ‬ ‫الش ُجونْ‪..‬‬ ‫***‬ ‫فص َدقَ ْت !‬ ‫نَ َطقَ ْت َ‬ ‫َ‬ ‫أريدك أنت‪..‬‬ ‫أهوى َ‬ ‫فيك ا ُ‬ ‫جلنونْ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫كيف لي؟ أن أكونْ‪..‬‬ ‫مات من سننيْ‪..‬‬ ‫وقليب َ‬ ‫خلعتُه من صدري‪..‬‬ ‫وما عا َد يكونْ‪..‬‬ ‫***‬ ‫‪21‬‬


‫فص َدقَ ْت !‬ ‫نَ َطقَ ْت َ‬ ‫أنا وه ٌم َ‬ ‫وخيا ْل‪..‬‬ ‫وخفقات‪..‬‬ ‫كلمات‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫سراب حيسبُه الظمآ ُن ماءْ‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫***‬ ‫فص َدقَ ْت !‬ ‫نَ َطقَ ْت َ‬ ‫شذرات ا ُ‬ ‫حللُم البعيدْ‪..‬‬ ‫تراودُني‬ ‫ُ‬ ‫وحيتويين ا ُ‬ ‫جلنونْ‪..‬‬ ‫األفق املديدْ‪..‬‬ ‫يأخ ُذني إىل ِ‬ ‫***‬

‫‪22‬‬


‫فص َدقَ ْت !‬ ‫نَ َطقَ ْت َ‬ ‫حل ٌم قص ٌري ينتهي‬ ‫ٌ‬ ‫رحيل ب َ‬ ‫ني األقمارْ‪..‬‬ ‫شئت‪..‬‬ ‫وأنت كما َ‬ ‫َ‬ ‫عب ٌق ميألُ الدُّنيا‪..‬‬ ‫الفجر األصي ْل‪..‬‬ ‫نسم ٌة يف ساع ِة ِ‬ ‫أنت الواق ُع‪..‬‬ ‫َ‬

‫وأنا الوه ُم اجلمي ْل‪..‬‬ ‫***‬ ‫فص َدقَ ْت !‬ ‫نَ َطقَ ْت َ‬ ‫تكاتفت‪..‬‬ ‫ساعات‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫‪23‬‬


‫تهاتفت‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫مر ال ِكرام‪..‬‬ ‫علي َّ‬ ‫أَ ْن ُم ّري َّ‬ ‫اقتلي َّ َّ‬ ‫كل الكالم‪..‬‬ ‫فيِ‬ ‫لمَْلِمي ُحرويف ‪..‬‬ ‫فتعاونت‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫فوق سفح جبال‪..‬‬ ‫ومن ِ‬ ‫وتطاولت‪..‬‬ ‫تدلّ ْت‬ ‫ْ‬ ‫حبوافرها األرض‪..‬‬ ‫ضربت‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َمألَ ِت الدُّنيا ُغبار‪..‬‬

‫***‬ ‫‪24‬‬


‫فص َدقَ ْت !‬ ‫نَ َطقَ ْت َ‬ ‫تبخرتت‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫عت‪..‬‬ ‫وتطلْ ْ‬ ‫ساعات عمري!‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫الذكريات ‪...‬‬ ‫وكل‬ ‫ْ‬ ‫أفق الزمان‪..‬‬ ‫يف ِ‬ ‫ّدت‪..‬‬ ‫تبد ْ‬ ‫وتناثرت‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫***‬ ‫فص َدقَ ْت !‬ ‫نَ َطقَ ْت َ‬ ‫عش ٌر ِم َن األعوام‪..‬‬ ‫‪25‬‬


‫وبقيت فيها‪..‬‬ ‫فت‪ُ ،‬‬ ‫توقّ ْ‬ ‫ال تغاد ُرني وال أغاد ُرها‪..‬‬ ‫عش ٌر ِم َن األعوام‪..‬‬ ‫اقتطعتُها من عمري‪..‬‬ ‫مكثت أُناغيها‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫تداولُين وأداولهُ ا‪..‬‬ ‫عش ٌر ِم َن األعوام‪..‬‬

‫َ‬ ‫حروف سنيّها‪..‬‬ ‫َخ ّط ْت يف دفرتي‪،‬‬

‫عش ٌر من األعوام ‪..‬‬ ‫زلت أُناديها‪..‬‬ ‫ما ُ‬ ‫***‬ ‫‪26‬‬


‫معاني تراقصت‪..‬‬ ‫ومشيت‪..‬‬ ‫َم َش ْت‬ ‫ُ‬ ‫سايرتُها‪..‬‬ ‫وسايرتين‪..‬‬ ‫فتسربلت‪..‬‬ ‫تلكأت ُخطاي‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫تكلمت ‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫تَبَ َّس َم ْت‪..‬‬ ‫َض ِح َك ال َكوْ ُن ِم ْن َحوْلِي‪..‬‬ ‫دت ‪..‬‬ ‫تن ّه ْ‬ ‫ست‪..‬‬ ‫وتنفّ ْ‬

‫أومأت برأ ِسها‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫حلن أنفا ِسها يُغَنيّ ‪..‬‬ ‫فرفرف ط ٌري على ِ‬ ‫ُ‬ ‫شعرها الليل ّي‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫فتناثرت خصال ِ‬ ‫توزعت على وجنتيها‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫‪27‬‬


‫أومأت برأ ِسها‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫بلون الور ِد على َخ َّديْهَا‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫فشعشعت محر ٌة ِ‬ ‫واكتحلت ُ‬ ‫بنور َّ‬ ‫الش ْم ِس‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫رموشهَا ِ‬ ‫وارمتت ُ‬ ‫الغروب على َعيْنَيْهَا ‪..‬‬ ‫ظالل‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫فارتسمت بره ٌة من وَلَ ٍه وهيام‪..‬‬ ‫ْ‬

‫أومأت برأ ِسها‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ثغرهَا َّ‬ ‫ومتكنَ ْت‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫فرتاقصت حروف كلماتِهَا من ِ‬ ‫حمل ٌة مجيل ٌة مل تحُ تسب فيها اللحظات‪..‬‬ ‫تسارعت‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫وانتهت‪..‬‬ ‫ْ‬

‫فاختفت ‪..‬‬ ‫اجلنون‬ ‫تناثرت ح ّد‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫***‬

‫‪28‬‬


‫صدى اهلمس‪..‬‬ ‫َما أَرْوَعك!‬

‫َما أَجمْ َلك!‬ ‫كالم كالم‪..‬‬ ‫َما أَجمْ َلك!‬

‫آهِ يَا َسالَم‪..‬‬ ‫َما أَرْوَعك!‬

‫الر ُم ُ‬ ‫وش فو َق ال ُعيُون‪..‬‬ ‫أنت ُّ‬ ‫َما أَجمْ َلك!‬

‫أنت القم ُر ليل َة ُس ُكون‪..‬‬ ‫غيبة مشس لمَِا تَ ُكون‪..‬‬ ‫غري ُظنُون‪..‬‬ ‫أنت البد ُر من ِ‬ ‫‪29‬‬


‫ب َ‬ ‫ني األَنَام‪..‬‬ ‫القلب أنت احلنون‪...‬‬ ‫أنت ُ‬ ‫َما أَرْوَعك!‬

‫ُك ّل الكالم‪..‬‬ ‫َما أَرْوَعك!‬ ‫رَ ْسم ا ُ‬ ‫حل ُروف‪..‬‬

‫َما أَرْوَعك!‬

‫خل َصام‪..‬‬ ‫َ‬ ‫وقت ا ِ‬

‫َما أَرْوَعك!‬

‫خلتَام ‪..‬‬ ‫ِم ْس ُك ا ِ‬ ‫***‬ ‫‪30‬‬


‫طالسم‪..‬‬ ‫«النّفَّاثَات فيِ ال ُعقَد!»‬ ‫ات ِم ْن ُع ْم ِق َّ‬ ‫الظالم‪...‬‬ ‫أَ ْصوَ ٌ‬

‫ات فيِ املَنَام‪..‬‬ ‫َوقَرْقَ َع ٌ‬ ‫وَ َشبَ ٌح يحَ ُو ُم َحوْلِي َكال َغ َمام‪...‬‬ ‫َع ْن نَفْ ِسهَا تحَ َ َّدثَ ْت‪..‬‬

‫أَ َشارَ ْت وَتَ َكلَّ َم ْت‪...‬‬

‫َطال ِس ُم تُ ِش ُّعهَا النُّفُوس‪..‬‬ ‫َكال ٌم وَ َكالم‪..‬‬

‫ُو ُجو ٌه بَا ِهتَ ٌة بَينْ َ األَنَام ‪..‬‬

‫رَأَ ْت َخياالً أَ ْسوَد‪..‬‬ ‫َكاللّيْل‪..‬‬

‫‪31‬‬


‫َجاءَ لِيَأْ ُخ َذهَا َم َع ُه‪..‬‬ ‫إلىَ َحيْ ُث ال أَ َحد‪..‬‬

‫تَبَ ْهنَ َس ْت‪..‬‬ ‫َخافَ ْت وَانْ َك َم َش ْت‪..‬‬ ‫أت آي َة ال ُكر ِس ّي‪..‬‬ ‫َوقَ َر ْ‬ ‫وَ ُ‬ ‫أحد»‪..‬‬ ‫«ق ْل ُهوَ اهللُ َ‬

‫فَ َخ َ‬ ‫اف ال ّشبَ ُح وَتَال َشى‪..‬‬ ‫وَ َكأ ْن لَفّ ُه َحبْ ٌل ِم ْن َم َسد‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫«ق ْل أَعُو ُذ بِ َر ِّب الفَلَق» ‪..‬‬ ‫وَ « ِم ْن َش ِّر َحا ِس ٍد إِ َذا َح َسد»‪..‬‬ ‫َهرَج وَ َمرَج‪..‬‬ ‫«النَّفَاثَات فيِ ال ُعقَد»‪..‬‬ ‫***‬ ‫‪32‬‬


‫لو اني اعلم!‬ ‫لَوْ أَنِّي أَ ْعلَُم !‬

‫أَنَّ َك لَ ْن تَبْقَى ‪..‬‬ ‫لهَ​َ َجرْتُ َك ُمنْ ُذ َز َمان ‪..‬‬ ‫وَلَ ُكنْ ُت رَ َحلْت ‪..‬‬

‫وَأَ َخ ْذ ُت ِر َساالتِي وَ ْ‬ ‫اختَفَيْت ‪..‬‬

‫لَوْ أَنِّي أَ ْعلَُم !‬

‫َما ُكنْ ُت أُبَ ْعثِ ُر أَوْرَاقِي ‪..‬‬ ‫وَ ِري َشتيِ وَ َدوَاتِي ‪..‬‬ ‫وَلَ ُكنْ ُت َغا َدرْت ‪..‬‬

‫لَوْ أَنِّي أَ ْعلَُم !‬

‫لَ َصفَ ْعتُ َك بِقَبْ َضتيِ ‪..‬‬ ‫‪33‬‬


‫وَ َدفَاتِ ِري فيِ وَ ْج ِه َك َم َّزقْت‬ ‫لَوْ أَنِّي أَ ْعلَُم !‬

‫الد ْم َع َعلَى َما َكان‪..‬‬ ‫لحَ َ بَ ْس ُت َّ‬ ‫وَلمَ​َا ا ْشتَ َكيْت ‪..‬‬

‫لَوْ أَنِّي أَ ْعلَُم !‬ ‫َما ُكنْ ُت بَقَيْت ‪..‬‬ ‫***‬

‫‪34‬‬


‫صديقي !‬ ‫الدنْيَا‪..‬‬ ‫فَارَ َق ُّ‬ ‫إِلىَ َجنَّ ِة ا ُ‬ ‫خللْ ِد َمثْوَاه‪..‬‬

‫بَ َك ِت ال ُعيُو ُن وَقَلْ ٌب لَ ْن يَنْ َساه‪..‬‬

‫الدنْيَا ُمبَ ِّك َراً‪..‬‬ ‫َغا َد َر ُّ‬ ‫يَا رَ ُّب أَ ْح ِس ْن َمثْوَاه‪..‬‬

‫يب‪..‬‬ ‫َز َم ٌن َغ ِر ٌ‬ ‫قَ ْد يمَ ُُّر يَوْ ٌم فَال نَلْقَاه‪..‬‬

‫ُص ِّد ُق ال َعقْ ُل‪..‬‬ ‫ال ي َ‬ ‫لَوال أَ ْن ال َعينْ َ تَرَاه‪..‬‬ ‫رَحمْ َ ُة اهللِ َعلَيْ َك‪..‬‬

‫َص ِديقَاً َكا َن فيِ القَلْ ِب َغاله‪..‬‬ ‫وَقَ َع ا َ‬ ‫خل رَُب َعلَ َّي‪..‬‬ ‫‪35‬‬


‫َك َجبَ ٍل َعلَى َصد ِْري َح َّط َمرْ َساه‪...‬‬ ‫بِاألَ ْم ِس ُكنَّا ِص َغارَاً نَلْ َع ُب‪..‬‬ ‫وَتَبْقَى األَ َما ِك ُن تَ ْش َه ُد ِذ ْكرَاه‪...‬‬ ‫أَنْوَر! لَ ُه ِمنيِّ َسال ٌم‪..‬‬ ‫َحيْ ُث ُهنَ َ‬ ‫اك‪َ ..‬حيْ َث رَبِّي يَلْقَاه‪..‬‬

‫***‬

‫‪36‬‬


‫أشتكي !‬ ‫إ ْزعَل!‬ ‫بَ ْع ِرف َّ‬ ‫الزعَل ُمو ِزين‪...‬‬

‫وَقْ َت ا ُ‬ ‫حل ُزن‪..‬‬ ‫إ ْزعَل!‬

‫بَ ْع ِرف َّ‬ ‫الزعَل يَقْتُل‪..‬‬ ‫***‬ ‫إبْ ِكي!‬ ‫الد ْمع ي ِسيل‪..‬‬ ‫َخلِّي َّ‬ ‫ميْ ِكن تَ ْش ُعر قَلْبَك ثَقِيل‪..‬‬ ‫بَ ْس تِقْدَر إنَّك تِ ْزعَل‪..‬‬ ‫***‬ ‫‪37‬‬


‫إ ْشتَ ِكي!‬ ‫لِلْنَّ ِجم‪..‬‬

‫لِلْفَ ْج ِر ال َعلِيل‪..‬‬

‫ُكثْر َما تِقْدَر إ ْشتَ ِكي‪..‬‬

‫لِلْبَ ْحر‪..‬‬ ‫لِلَّْر ْمل‪..‬‬ ‫لِلَّيْل‪..‬‬

‫تصري أَ ْح َسن‪..‬‬ ‫يمِ ْ ِكن ِ‬

‫ميْ ِكن تُ ْصبِح جمَ ِ يل‪..‬‬ ‫***‬ ‫‪38‬‬


‫امنييت !‬ ‫يَا ُدنْيَتيِ !‬ ‫يَا أُ ْمنِيَّتيِ القَ ِدميَة!‬ ‫أَنْ ِت ا َ‬ ‫حليَاة‪..‬‬ ‫أَنْ ِت المُْنَاة‪..‬‬

‫لمَ​َّا أَ ُشوفَك‪..‬‬ ‫وَرْدَة حمَ ْ َرة أَنْتَقِي‪..‬‬ ‫تَبْتَ ِسم‪ ،‬وَ َعلَى َخدِّك‪..‬‬ ‫بَ ْس َمة ِطفْل تَلْتَقِي ‪..‬‬

‫***‬ ‫يَا ُدنْيَتيِ !‬ ‫أَ ْكرَ ُه فِيك أَنَّك َعنِيد‪..‬‬ ‫َعقْلُ َك‪..‬‬ ‫أَنْ َت يَا َح ِديد‪..‬‬

‫‪39‬‬


‫لحَ ْ َظة ُحزْن يَوْم ِعيد‪..‬‬ ‫تِ ْزعَل ‪..‬‬ ‫تبْ ِعد ‪..‬‬ ‫ترْ َجع ِم ْن َج ِديد‪..‬‬ ‫َخلِّينيِ أبْ ِعد‪..‬‬ ‫ميْ ِكن أَ ْحلَى ِم ْن بَ ِعيد‪..‬‬

‫بَ ْس َمتك‪..‬‬ ‫ميْ ِكن ِتزيد‪..‬‬ ‫ُك ّل ِشي ُمو أَ ِكيد‪..‬‬ ‫أُ ْس ُكت‪ ..‬أَ ْح ِكي‪..‬‬ ‫يَالَّ ِعيد‪..‬‬ ‫ُك ّل يُوم القِ َّصة ِم ْن َج ِديد‪..‬‬ ‫***‬ ‫‪40‬‬


‫يَا ُدنْيَتيِ !‬ ‫النُّ ُجو ُم ال َعالِيَات‪..‬‬ ‫وَال ُغ ُصو ُن المَْائِالت ‪..‬‬ ‫الصبَايَا ا َ‬ ‫حلالمَِات‪..‬‬ ‫وَ َّ‬ ‫وَال ُو ُرو ُد َّ‬ ‫الزا ِهرَات‪..‬‬

‫تَبَ َّس ْم َن لمَ​َّا رَأَيْنَ ِك تَبْتَ ِس ِمني‪...‬‬

‫***‬ ‫يَا ُدنْيَتيِ !‬ ‫عَانِد قَ ّد َما تِقْدَر‪...‬‬

‫َما أَجمْ َل َعلَيْك ال ِعنَاد‪..‬‬

‫ُقول َما تقُول ‪..‬‬ ‫‪41‬‬


‫َما أَقْدَر َعنَّك بُ َعاد‪..‬‬

‫أَ ْع َشق فِيك ِر ْم َشك‪..‬‬

‫لحَ ْ ظ َعيْنَك يَا ِعنَاد‪...‬‬

‫***‬ ‫يَا ُدنْيَتيِ !‬ ‫بَ ْسمتك يَوْم تَبْتَ ِسم ‪...‬‬ ‫َساعَة ُصبْح تَرْتَ ِسم‪..‬‬ ‫بَلْ َسم وَرْد و َزهْر‪..‬‬

‫َض ْحكتك ِطيب و ِعطر‪..‬‬ ‫َخلِّيك يَوْم نلْتَقِي‪..‬‬

‫َعيْنيِ ب َعيْنك تَبْتَ ِسم‪..‬‬ ‫***‬

‫‪42‬‬


‫قهر!‬ ‫أخ يا القهرْ‪..‬‬ ‫صرخ ُة أ ّم!‬ ‫صرخ ُة طف ْل!‬ ‫ليل وغيم ومطرْ‪..‬‬ ‫حزن ودمع سال‪..‬‬ ‫كث ُر النجم‪،‬‬ ‫ك ُرب البحر‪..‬‬ ‫***‬ ‫أخ يا القهرْ‪..‬‬ ‫العرب!‬ ‫دنيا ْ‬ ‫حلظة قدرْ‪..‬‬ ‫‪43‬‬


‫صيحة زمل!‬ ‫يوم وسنة وشهرْ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫طال الدهرْ‪..‬‬ ‫***‬

‫أخ يا القهرْ‪..‬‬ ‫أنّة شهيدْ!‬ ‫جرح القلب ساعة َس َحرْ‪..‬‬ ‫صرخت مصرْ!‬ ‫ْ‬ ‫العرب‪..‬‬ ‫وشا ُم ْ‬

‫يبكي الشجرْ‪..‬‬ ‫أخ يا القهرْ‪..‬‬ ‫***‬

‫‪44‬‬


‫مصر !‬ ‫الغراب‪..‬‬ ‫بلون‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫رايات سو ٌد ِ‬

‫الرتاب‪..‬‬ ‫أرض الكنان ِة فو َق‬ ‫ْ‬ ‫على ِ‬ ‫وصوت الثكاىل‪..‬‬ ‫ُ‬

‫يضج املكانُ‪..‬‬ ‫ُّ‬

‫وزغاري ُد النساءِ‪..‬‬ ‫ُّ‬ ‫تزف الشهيدْ‪..‬‬

‫النيل ُّ‬ ‫وأن ُ‬ ‫وكل الربوعْ‪..‬‬ ‫ني ِ‬ ‫بلون الدماءْ‪..‬‬ ‫ِ‬

‫الليل‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫وموت أسو ُد ِ‬ ‫بلون ِ‬

‫وصوت احلنني‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ماض بعيدْ‪..‬‬ ‫إىل ٍ‬ ‫مص ُر احلزين ُة‪..‬‬ ‫مرت بعيدْ‪..‬‬ ‫ما ْ‬

‫‪45‬‬


‫مص ُر الثقيل ُة ‪..‬‬

‫تلفعت َسوادْ‪..‬‬ ‫ْ‬

‫دماءْ‪..‬‬

‫نساءْ‪..‬‬ ‫حز ٌن ٌ‬ ‫ثقيل ودم ٌع يسي ْل‪..‬‬ ‫مص ُر احلبيب ُة‬ ‫ما م ّر ْت بعيدْ‪..‬‬

‫بكت النساءُ دمْ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الرجال‬ ‫صا َح‬ ‫َه ّمْ !‬ ‫َه ّمْ!‬

‫***‬ ‫‪46‬‬


‫كلمات‬ ‫ال تَترْ ُ ِكينيِ ‪..‬‬ ‫َ َ‬ ‫اك‬ ‫ْر ُف َص ِديقاً ِسوَ ِ‬ ‫فَأنَا ال أع ِ‬ ‫ال تَ َذ ِرينيِ ‪..‬‬ ‫فَإِنِّي أَ َخ ُ‬ ‫اك‬ ‫اف إِ ْن لمَْ أَرَ ِ‬

‫ال تَ ْه ُجرينيِ ‪..‬‬ ‫فَقَلْ خَ ْ‬ ‫اك‬ ‫يفِ ُق فيِ َه َو ِ‬ ‫بيِ‬

‫ال تجَ ْ َز ِعي‪..‬‬

‫ُكلُّنَا نجَ ُ ُ‬ ‫اك‬ ‫ول فيِ سمَ َ ِ‬ ‫نَقْ َط ُع َّ‬ ‫الطريْ َق عَبرَْ ِك‬ ‫َن جَ‬ ‫امليءِ‪..‬‬ ‫ال تَتَوَقَّفِي ع ِ‬ ‫ا ْسترَْ ِسلِي‪..‬‬ ‫‪47‬‬


‫اك‪..‬‬ ‫ُمدِّي ُخ َط ِ‬ ‫ريي وَانْبَ ِعثِي‪..‬‬ ‫ِس ِ‬

‫َاك‪..‬‬ ‫ُو ُرودًا وَ َش َذى نَد ِ‬ ‫نَسمات الصبَ ِ‬ ‫اح‬ ‫َ َ ٍ فيِ َّ‬ ‫اك‪..‬‬ ‫يِ‬ ‫ُضيءُ نَفْ ِسي َسنَ ِ‬

‫ال تَترْ ُ ِكينيِ ‪..‬‬ ‫َاك‪..‬‬ ‫ُر ِ‬ ‫وحي وَقَلَ ِمي فِد ِ‬ ‫***‬

‫‪48‬‬


‫مطر!‬ ‫فيِ بِال ِدي قَ ْص ُف رَ ْع ٍد‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫يح‪..‬‬ ‫َعزْف ِر ٍ‬

‫َغ ٌ‬ ‫يث فيِ بِال ِدي‪..‬‬ ‫َم َط ٌر يَ ْش ُط ُف َّ‬ ‫الط ِري َق‪..‬‬ ‫ِذ ْكرَيِاتِي وَآهَاتِي‪..‬‬

‫َات‪ ،‬وَ ُشبَّا ِكي‬ ‫اجه ِ‬ ‫َم َط ٌر يمَْ َس ُح الوَ ِ‬ ‫الصقِيع‪..‬‬ ‫نَ َس َم ٌ‬ ‫ات ِم َن َّ‬

‫تخَ ْ نِ ُق ِّ‬ ‫الضيَاءَ ال َعالِيَات‪..‬‬ ‫َط ٌري يُرَفْ ِر ُف‪ ،‬وَبُلْب ٌ‬ ‫ُل َشا ِدي‪..‬‬

‫الس َماء‪..‬‬ ‫وَرَقَ ٌة َخ ْضرَاءُ تَ ِط رُْ‬ ‫ي فيِ َّ‬ ‫الرعُو ُد فيِ ال ُغيُوم‪..‬‬ ‫تَ رْ ِب ُق ُّ‬ ‫‪49‬‬


‫تُ ِضيءُ ُّ‬ ‫ات َّ‬ ‫الضيِّقَات‪..‬‬ ‫الط ُرقَ ِ‬ ‫َص ْم ٌت يمَْألُ املَ َكان‪..‬‬ ‫يُ ْه ِج ُع ُك َّل َحا ِكي‪..‬‬

‫َم َط ٌر يَ ْط ُر ُق ُّ‬ ‫الشبَاك‪..‬‬

‫ات د َ‬ ‫ُخانِي‪..‬‬ ‫ات ال ّراقِ َص ِ‬ ‫وَيَرْ ُس ُم الفَرا َش ِ‬

‫َش ٌ‬ ‫اي وفِنْ َجانِي‪..‬‬

‫فيِ بِال ِدي فيِ بِال ِدي‪..‬‬ ‫السنني‪..‬‬ ‫يَ ْش ُط ُف املَ َط ُر ُّ‬

‫تَبْتَ ِس ُم ال ُعيُو ُن وَتُنَا ِغي‪،‬‬

‫ات‬ ‫وَاأللحْ َ ا َن ‪ ..‬تُنْ ِش ُدهَا ال َغانِيَ ُ‬ ‫ات‬ ‫فيِ بِال ِدي تَنَا ُم ال َكائِنَ ُ‬ ‫***‬ ‫‪50‬‬


‫صدى !‬ ‫إ ْك ِذبِي!‬ ‫إِ َّد ِعي ُك َّل األَقْوَال!‬

‫إِ ْخ َد ِعينيِ ‪..‬‬ ‫وَ ِّز ِعينيِ ُح ُروفاً وَ َكلِ َمات‪،‬‬ ‫قِيالً وَقَال‪..‬‬

‫َخرْبِ ِشي فيِ َصفْ َحتيِ وَ َم ِّزقِي َدفْترَ ِي‪..‬‬ ‫َحتّى َذلِ َك الفِنْ َجال‪،‬‬

‫الّ ِذي أَ ْه َديْتُ ِك إِيَّا ُه َز َمان‪..‬‬ ‫إِ ْك ِس ِريْ ِه وَلمَْلِ ِمي ِه‪..‬‬

‫إِ ْن ِشئْ ِت‪..‬‬

‫ُح ِّطيْ ِه فيِ ِشوَال‪..‬‬ ‫‪51‬‬


‫ُك‪..‬‬ ‫فَ َكلِ َماتُ ِك تُ ْشبِه ِ‬ ‫ِحينْ تخَ ْ تَفِ َ‬ ‫اآلصال‪..‬‬ ‫ني فيِ َ‬ ‫إ ْك ِذبِي!‬ ‫ف َم ْجنُونَ ٌة أَنْ ِت‪..‬‬ ‫ات ا ُ‬ ‫جلنُون‪...‬‬ ‫وَفِيْ ِك ُك ُّل سمِ َ ِ‬ ‫اض ٌح‪..‬‬ ‫ُجنُونُ ِك وَ ِ‬ ‫ُو ُضو َح َّ‬ ‫َار َصيْ ٍف فيِ بِال ِدي‪..‬‬ ‫الش ْم ِس فيِ نَه ِ‬ ‫يك‪..‬‬ ‫وَ ُك ُّل املَ َخالِ ِب فِ ِ‬ ‫ات فِيْ ِك‪..‬‬ ‫رات ال َعابِ َس ِ‬ ‫وَ ُك ُّل النَّ َظ ِ‬ ‫ُك َّل يَوْم يَ ْزدَا ُد ا ُ‬ ‫يك‪..‬‬ ‫جلنُو ُن وَيَ ْك رَُب فِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫أَ ْمقُ ُت فِيْ ِك ذلِك ِحيْنا ‪..‬‬ ‫يك َذلِ َك أَ ْحيَان‪..‬‬ ‫وَأَ ْع َش ُق فِ ِ‬ ‫***‬ ‫‪52‬‬


‫قمرية‪..‬‬ ‫ُعيُونُ ِك جمَ ِ يلٌَة‪..‬‬

‫ُك قَ َم ِريَّ ٌة ‪..‬‬ ‫الم ِ‬ ‫َم حِ‬

‫َرَائِ َع ٌة بَ ْس َمتُ ِك ‪..‬‬

‫تَأْ ُخ ُذنِي إِلىَ َحيْ ُث تَنْ َع ِد ُم ا َ‬ ‫جلا ِذبِيَّ ُة‪...‬‬ ‫وَيُ َسي ِط ُر الفَرَ ُح ‪..‬‬

‫مس ِك‪..‬‬ ‫وَرْ َدةً بَنَفْ َس ِجيَّ ًة أَرْ ُ‬

‫فَتَ ْجتَ ِم ُع ُك ُّل األَلْوَ ِان فِيْ ِك‪..‬‬

‫ني أَ َما ِمي وَتَلُ ِّو ِح َ‬ ‫تَر ُك ِض َ‬ ‫ني بِيَ َديْ ِك‪..‬‬

‫وَ ُعيُونِ َي ا َ‬ ‫ات تَتْبَ ُع ِك‪..‬‬ ‫حلالمَِ ُ‬ ‫وَ ِخ َص ُ‬ ‫رك‪..‬‬ ‫ال َش ْع ِ‬

‫ات‪..‬‬ ‫تُدَا ِعبُهَا النَّ َس َم ُ‬ ‫‪53‬‬


‫ني وَتَ ْض َح ِك َ‬ ‫تَرْ ُك ِض َ‬ ‫ني وَتُقَ ْهقِ ِهنيَ‪...‬‬ ‫تك يُد َِّوي‪..‬‬ ‫وَ َصدَى َصوْ ِ‬ ‫يَلِ ُج فيِ َصد ِْري‪..‬‬ ‫وَيمَْ َس ُح ُك َّل ال َعبرَ​َات ‪..‬‬ ‫***‬

‫‪54‬‬


‫األمل‪..‬‬ ‫لَوْ َكا َن لِي!‬ ‫الس َماء‪...‬‬ ‫لَلَ​َم ْس ُت ال َغيْ َم فيِ َّ‬ ‫وَلمَ​َ َشيْ ُت َعلَى المَْاء‪..‬‬

‫وَلجَ َ لَ ْس ُت أَ ْشرَ ُب َّ‬ ‫الش َ‬ ‫اي فيِ المَْ َساء‪..‬‬ ‫ات ‪..‬‬ ‫أُدَا ِع ُب الفَرَا َش ِ‬ ‫وَأُ ْط ِع ُم ال َع َصافِريَ البَيْض‪..‬‬

‫***‬ ‫لَوْ َكا َن لِي!‬ ‫َ َ َ‬ ‫ور َّ‬ ‫الش ْم ِس ُخيُو َطاً‪..‬‬ ‫أ ْن أ ْغ ِزل ِم ْن نُ ِ‬ ‫أَ ْن أَرْ ِمي ِشبَا ِكي‪..‬‬ ‫فيِ ُع ْم ِق البَ ْح ِر‪..‬‬ ‫‪55‬‬


‫اب‪..‬‬ ‫أَ ْن أَ ْط ُر َق البَ َ‬ ‫أَ ْن أَ ِسريَ ُّ‬ ‫الط ُرقِات‪...‬‬ ‫فيِ‬ ‫***‬

‫لَوْ َكا َن لِي!‬ ‫أَ ْن أَ ِع َ‬ ‫يش!‬ ‫أَ ْن أَعْبرَُ َّ‬ ‫ات‪،‬‬ ‫الط ِري َق دُو َن الْتِفَ ْ‬ ‫أَ ْن أَبُو َح!‬ ‫ات‪،‬‬ ‫أَ ْن أَ ْمألَ ُّ‬ ‫الدنْيَا َصيْ َح ْ‬ ‫أَ ْن أَُم َّد ا ُ‬ ‫ات!‬ ‫خل ُطوَ ْ‬ ‫اب‪..‬‬ ‫أَ ْن أَ ْط ُر َق البَ َ‬

‫أَ ْن أَتْ ُر َك ِّ‬ ‫ات‪..‬‬ ‫الذ ْكرَيَ ْ‬ ‫***‬ ‫‪56‬‬


‫لَوْ َكا َن لِي!‬ ‫ات‪،‬‬ ‫أَ ْن أَلْفِ َظ ُك َّل يَوْ ٍم َكلِ َم ْ‬ ‫ات‪،‬‬ ‫ات وَابْتِ َسا َم ْ‬ ‫َكلِ َم ٍ‬

‫أَ ْن أَجمْ َ َع ال ُو ُرود!‬

‫أَقْ ُط َف أَ ْزهَارَ ا َ‬ ‫حليَاة‪،‬‬

‫أَ ْن أُقَبِّ َل ا َ‬ ‫جلبِني!‬ ‫الت‪،‬‬ ‫أَ ْن أَ ْم َس َح ُّ‬ ‫السائِ ْ‬ ‫الد ُمو َع َّ‬

‫أَ ْن أَرْ ُسمَ الوَ ْج َه ا َ‬ ‫جل ِميل!‬ ‫َات‪..‬‬ ‫أَ ْن أَ ْح ُض َن اآله ْ‬ ‫***‬ ‫‪57‬‬


‫لَوْ َكا َن لِي!‬ ‫أَ ْن أَتْ ُر َك الوَ َجع‪..‬‬

‫ات‪،‬‬ ‫أَ ْن أَ ْش ُط َف ال ُعيُو َن البَا ِكيَ ْ‬ ‫ات!‬ ‫أَ ْن أَ ْجتَا َز ال َعثَرَ ْ‬

‫أَ ْن أُ ْغ ِم َ‬ ‫ات‪،‬‬ ‫السا ِهرَ ْ‬ ‫ض ال ُعيُو َن َّ‬

‫أَ ْن أَ ِعيش!‬

‫أَ ْن أَعْبرَُ َّ‬ ‫ات‬ ‫الط ِري َق دُو َن الْتِفَ ْ‬ ‫***‬

‫‪58‬‬


‫ضياء‪..‬‬ ‫ال وال تَ ْكفِي ِّ‬ ‫الضيَاء‪..‬‬ ‫رقب الطري َق ‪..‬‬ ‫أَ ُ‬ ‫الضياءَ املنبعث َة على استحياء‪...‬‬ ‫ومشاعر استياء‪..‬‬ ‫ِ‬

‫ِم ْن ِّ‬ ‫كل َشيء‪..‬‬ ‫وَ ِم ْن نَفْ ِسي‪..‬‬ ‫***‬

‫ال وال تَ ْكفِي ِّ‬ ‫الضيَاء‪..‬‬ ‫َّرب الطوي َل‪..‬‬ ‫أَ ُ‬ ‫رقب الد َ‬ ‫الس َماء‪..‬‬ ‫الليل ووجن َة َّ‬ ‫خدو َد ِ‬ ‫‪59‬‬


‫الد ْه َش ِة‪..‬‬ ‫مشاعرَ َّ‬ ‫ِم ْن ِّ‬ ‫كل َشيء‪..‬‬ ‫وَ ِم ْن نَفْ ِسي‪..‬‬ ‫***‬ ‫ال وال تَ ْكفِي ِّ‬ ‫الضيَاء‪..‬‬ ‫الذهن البغيض‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫همسات من شرو ِد ِ‬ ‫ِم ْن ِّ‬ ‫كل َشيء‪..‬‬ ‫وَ ِم ْن نَفْ ِسي‪..‬‬ ‫***‬

‫‪60‬‬


‫ال وال تَ ْكفِي ِّ‬ ‫الضيَاء‪..‬‬ ‫َ‬ ‫احلرف اجلميل‪..‬‬ ‫أحض ُن‬ ‫أحق ُر العابثني‪..‬‬ ‫والبسم َة الصفراء‪..‬‬

‫وال ُ‬ ‫يزال شعا ُع الضوءِ البعيد‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ينبعث على استحياء‪..‬‬ ‫***‬

‫ال وال تَ ْكفِي ِّ‬ ‫الضيَاء‪..‬‬ ‫اخلد اجلميل ‪..‬‬ ‫أيها ُّ‬

‫أعش ُق َ‬ ‫قطرات املاء‪..‬‬ ‫فيك‬ ‫ِ‬

‫ولصف َة الضوءِ البعيد‪..‬‬ ‫***‬

‫‪61‬‬


‫ال وال تَ ْكفِي ِّ‬ ‫الضيَاء‪..‬‬ ‫لفحات م َن َّ‬ ‫الش ِّك املقيت‪..‬‬ ‫تعرتيين‬ ‫ٌ‬ ‫ِم ْن ِّ‬ ‫كل َشيء‪..‬‬ ‫وَ ِم ْن نَفْ ِسي‪..‬‬ ‫***‬

‫‪62‬‬


‫احذري!‬ ‫احذري!‬

‫اللحظات اجملنون ُة‪..‬‬ ‫أيتها‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫كل اجلنون‪،‬‬

‫املتأبطة كماً من الالمعقول‪،‬‬

‫تسريين خبطواتِ ِك السريعة تهرولني‪..‬‬ ‫***‬

‫احذري!‬ ‫متهلي وال ختتالي‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫حيب ا ُ‬ ‫خليَالء‪...‬‬ ‫ال أحد ُّ‬

‫املتكبين‪..‬‬ ‫حيب رِّ‬ ‫ال أحد ُّ‬

‫الطريق دو َن التفات‪..‬‬ ‫السائرين يف‬ ‫ِ‬ ‫***‬ ‫‪63‬‬


‫احذري!‬ ‫من ِّ‬ ‫كل الغرور‪،‬‬ ‫فالسماءُ بعيد ٌة والنجوم‪...‬‬ ‫لن تُ َزيِّ بها َش ْعرَ ِك األسو َد َّ‬ ‫الط ِويل‪..‬‬ ‫نيِ‬ ‫أردت‪..‬‬ ‫متادي إ ْن ِ‬ ‫تسلَّقِي ُك َّل احلبا ِل لل ُوصول‪...‬‬ ‫إىل ُّ‬ ‫ُب العاليات‪..‬‬ ‫الشه ِ‬ ‫فل ْن تلمسيها ‪..‬‬ ‫تأخ ِذي منها لونَهَا َّ‬ ‫ول ْن ُ‬ ‫الذ َهبيِ َّ ‪..‬‬ ‫***‬

‫‪64‬‬


‫احذري!‬ ‫توقَّفِي !‬ ‫أيتها اللحظات!‬ ‫َن ال َع ِويل!‬ ‫ُكفِّي ع ِ‬ ‫أصميت!‬ ‫فالص ْم ُت أمج ُل األفعال‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫اهدأي‪..‬‬ ‫َدئِي من رَوْ ِعك‪،‬‬ ‫وَه ِّ‬

‫احلياةُ أمج ُل م ْن أَ ْن مَُ‬ ‫ن َّر عليها َم َّر ال ِكرَام‪..‬‬ ‫***‬ ‫‪65‬‬


‫احذري!‬ ‫أيتها اللحظات‪..‬‬ ‫شئت‪..‬‬ ‫ِسريي كما ِ‬ ‫أخلطي ُك َّل األوراق‪..‬‬ ‫افْ َعلِي هذا وذاك‪..‬‬ ‫لن تكوني إال َساعَات‪..‬‬ ‫***‬ ‫احذري!‬ ‫ات ُر ِكي اللي َل الطويل‪..‬‬ ‫َخلِّي بيين وب َ‬ ‫ني الليل‪..‬‬ ‫فالنجو ُم تعش ُق َكلِ َماتِي‬ ‫َحتَّى ا َ‬ ‫حلرْف األَ ِصيل‪..‬‬ ‫***‬ ‫‪66‬‬


‫احذري!‬ ‫اللحظات‪..‬‬ ‫أيتها‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫احلرف وأنا الكلم ُة ‪..‬‬ ‫فأنا‬ ‫أنا ُ‬ ‫النبض أنا الشريان‪،‬‬ ‫وأنت السكو ُن فو َق ا َ‬ ‫حلرْ ِف‪..‬‬ ‫ِ‬

‫الصدَى والمَْ​َعان‪..‬‬ ‫أَنْ ِت َّ‬ ‫***‬

‫‪67‬‬


‫زخم‪..‬‬ ‫َما ُك ُّل هَذا َّ‬ ‫الز َخم ؟‬ ‫َت َعدَم‪..‬‬ ‫َحقَائِ ُق َغد ْ‬

‫ظات نَدَم‪..‬‬ ‫لحَ َ ُ‬ ‫َات ا ُ‬ ‫ْن ال َع ِميق‪..‬‬ ‫َحتَّى َساع ُ‬ ‫حلز ِ‬ ‫ال تمَْن ُح النَّفْ َس ا ُ‬ ‫هلدوء‪..‬‬

‫السرور‪..‬‬ ‫لب ُّ‬ ‫وَال تَب َع ُث يف القَ ِ‬ ‫َت َعدَم‪..‬‬ ‫َحقَائِ ُق َغد ْ‬

‫ا ْعتَ ِدل!‬ ‫قِ ْف مكانَ َك َوارْتَفِع‪..‬‬ ‫فالدُّخا ُن ال َك ُ‬ ‫ثيف ل ْن يحَ ْ نِيَ َك مجُ َدَّداً‪..‬‬ ‫َع ْن ُك ِّل َشيءٍ ا ْمتَنِع‪..‬‬ ‫الصمو َد ا َ‬ ‫حليَاة‪..‬‬ ‫إال ُّ فيِ‬ ‫َ‬ ‫مار البَ ْحر‬ ‫أ ْعلَُم أنَّ َك ِم ْن َخ ِ‬ ‫وض ِغ ِ‬ ‫‪68‬‬


‫لَن تخَ َ ف‪..‬‬ ‫ِق ْف فيِ وَ ْج ِه املَوْ ِج َما ا ْستَ َط ْع َت‪..‬‬ ‫قِ ْف وَا ْعتَ ِدل !‬ ‫فَالدُّخا ُن ال َكثِ ُ‬ ‫يف لَ ْن يُثْنِيَك مجُ َدَّداً‪..‬‬ ‫َما عَا َد يَنْفَ ُع النَّ َدمْ‪..‬‬ ‫َز ْغ ِردي بِ َصوْتِ ِك يَا أُمْ‪..‬‬ ‫ات َّ‬ ‫الشهي ُد وَابْتَ َسمْ ‪..‬‬ ‫َم َ‬ ‫الشوَارع َس َ‬ ‫فيِ َّ‬ ‫ال َدمْ‪..‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َدمْ ‪..‬‬

‫َدمْ ‪..‬‬ ‫َت َعدَم‪..‬‬ ‫َحقَائِ ُق َغد ْ‬ ‫***‬

‫‪69‬‬


‫زمن‪..‬‬ ‫أَيَّا ٌم وَلحَ َ َظات‪..‬‬ ‫َك َع َصا َّ‬ ‫الض ِرير‪..‬‬

‫تَفِ ُّر ِم ْن َصد ِْري‪..‬‬

‫َك َماء‪..‬‬

‫وت َخرير‪..‬‬ ‫َك َص ِ‬ ‫َز َم ٌن ك َطري‪..‬‬ ‫يَ ِطري‪..‬‬ ‫وَلَيالِي تَ ِسري ‪..‬‬ ‫***‬ ‫‪70‬‬


‫بيت قديم‪..‬‬ ‫ات َم َط ٍر تَ ْط ُر ُق ُّ‬ ‫الشبَاك‪..‬‬ ‫رَ َّش ُ‬

‫يت قَ ِدي ٌم أَ ْصبَ َح ِذ ْكرَيَات‪..‬‬ ‫وَبَ ٌ‬ ‫َخ َطأٌ أَمْ َصوَاب؟‬

‫َب ا َ‬ ‫حل ِري ُق فيِ البَيْ ِت القَ ِديم‪..‬؟‬ ‫أ ْن د َّ‬ ‫وَإ ْن تَ ْشتَ ِع ِل النَّ َس َمات‪..‬؟‬ ‫ات َم َط ٍر تَقْرَ ُع َم ْس َم ِعي‪..‬‬ ‫رَ َّش ُ‬

‫وَيَ ْعلُو الدُّخا ُن األَ ْسوَ ُد َكاللّيْل‪..‬‬ ‫ات‪..‬‬ ‫وَتخَ ْ فُ ُت األَ ْصوَ ُ‬ ‫اس َّ‬ ‫تَلْه ُ َ َ‬ ‫الظالم‪..‬‬ ‫َث األنْف ُ فيِ‬ ‫وَيمَْتَلِئ البَيْ ُت َه َم َسات‪..‬‬

‫اجلدَار‪..‬‬ ‫ا ْشتَ َعلَ ِت النَّا ُر فيِ ِ‬ ‫‪71‬‬


‫ُح َطا ٌم وَرَ َماد‪..‬‬ ‫ُك ُّل َشيءٍ بَات‪..‬‬ ‫َحتَّى لُ ْعبَتيِ َ القَدميَ ُة التيِ بِال ُروح‪..‬‬ ‫أَ ْض َح ْت ُرفَات‪..‬‬ ‫ات َم َط ٍر تَ ْط ُر ُق ُّ‬ ‫الشبَاك‪..‬‬ ‫رَ َّش ُ‬ ‫وَتَ ْشتَ ِع ُل ِّ‬ ‫الذ ْك َريات‬

‫***‬

‫‪72‬‬


‫عنيد‪..‬‬ ‫عَني ٌد َحتَّى النُّ َخاع‪..‬‬ ‫أَنَا وَ ُك ّل أَ ْمال ِكي‪..‬‬ ‫مجَ ُمو َع ُة َكلِ َمات‪..‬‬ ‫ُح ُر ٌ‬ ‫وف وَآهات‪..‬‬ ‫يل َّ‬ ‫الطويل‪..‬‬ ‫َساع ٌ‬ ‫َات ِم َن اللَّ ِ‬

‫أَرْ ُف ُ‬ ‫يات‪..‬‬ ‫ض ال ُعيو َن البَا ِك ِ‬

‫وَأَ ْع َش ُق ِّ‬ ‫الشفَاهَ البَاسمِ ات‪..‬‬ ‫وَالنُّجو َم َ‬ ‫آخ ِر اللَّيل‪..‬‬ ‫فيِ‬ ‫وَا َ‬ ‫هلواءَ وَالنَّ َسمات‪..‬‬

‫أَنا َكال َكلِمات‪...‬‬ ‫فيِ ُك ِّل َشيءٍ أَوْ أَ ِّي َشيء‪..‬‬ ‫‪73‬‬


‫عَني ٌد َك ِّ‬ ‫الصغري‪..‬‬ ‫الطفْ ِل َّ‬

‫أَرْ ُف ُ‬ ‫ض َحتَّى اال ْستِ َماع‪..‬‬

‫أَرْ ُف ُ‬ ‫اإلص َغاءَ َحتَّى لنَفْ ِسي‪..‬‬ ‫ض ْ‬ ‫لِ َعقلِي‪..‬‬ ‫لِقَلْبيِ ‪..‬‬ ‫وَأُ ِجي ُد اإل ْمتِنَاع‪..‬‬ ‫َعنِي ٌد َحتَّى النُّ َخاع‪..‬‬

‫أُ ْص ِغي لَلْ ُطيور‪..‬‬

‫ْ ُ ُ َّ‬ ‫وم َكوْ َم ًة ِم َن ُّ‬ ‫الزهور‪..‬‬ ‫أق ِطف كل يَ ٍ‬ ‫السطور‪..‬‬ ‫أُ َخبِّئُها بَينْ َ ُّ‬

‫الس َمات‪..‬‬ ‫َشأنِي َغ ٌ‬ ‫ريب فيِ ُك ِّل ِّ‬ ‫‪74‬‬


‫عَني ٌد َحتَّى النُّ َخاع‬

‫أُ ْخفِي َمال ِم َح سمَ ْ راءَ‪..‬‬ ‫ثات وَ َكلمات‪..‬‬ ‫لهَ ٍ‬ ‫وأكرَ ُه اآلهَات‬ ‫***‬

‫‪75‬‬


‫الظل‪..‬‬ ‫يل َّ‬ ‫الطويل‪..‬‬ ‫َحتَّى فيِ َساع ِ‬ ‫َات اللَّ ِ‬ ‫َحيْ ُث ال ِظ ّل هُناك‪..‬‬

‫أَ ِج ُد ِظلَّك‪..‬‬

‫أَتْ ُر ُك فِيك ُجنونِ َي ا َ‬ ‫جلميل‪..‬‬ ‫َكوَ ْج ِهك أَنْت‪...‬‬

‫َكبَ ْس َمتك أَنْت‪...‬‬

‫يل عَليل‪..‬‬ ‫َكلَ ٍ‬

‫أَ َخ ْذت َم َعك َدفْترَ ي‪..‬‬ ‫َدوَاتي وَبَقَايا ِري َشتيِ ‪...‬‬ ‫وَ َصرباً جمَ ِ يل‪...‬‬

‫ألنِّي أَراك فيِ ُك ِّل املَرايَا‪..‬‬ ‫‪76‬‬


‫يَا وَ ْج َه البَ ْحر‪..‬‬

‫يَا َع َ‬ ‫ني األَ ِصيل‪..‬‬

‫وَ َكأنِّي أَ ْذ ُك ُر ُه ْد ُه َد ُسلَي َمان‪..‬‬

‫وَ َكأنِّي أَ ْذ ُك ُر فَتَاةَ َسبأ‪..‬‬

‫فَأَتْ ُر ُك فِيك ُك َّل ال ِعناد‪..‬‬ ‫وَ ِذ ْكرَى قَ ِصرية‪...‬‬ ‫وَ ِح رْباً يَ ِسيل‪...‬‬ ‫***‬

‫‪77‬‬


‫تكلمت‪..‬‬ ‫أَنَا ِطفْلٌَة عَا ِديَّ ٌة‪..‬‬ ‫تَبَ َّس َم ْت‪ ،‬تحَ َ َّدثَ ْت‪..‬‬

‫أَنَا ِذ ْكرَى جمَ ِ يلٌَة‪َ ،‬ك َشفَ ْت‪..‬‬ ‫َع ْن ِسنِّهَا وَتَ َكلَّ َم ْت‬ ‫أَنَا وَ َج ُع َّ‬ ‫الز َمان‪..‬‬

‫ات‪..‬‬ ‫وَال ُعيُو ُن البَا ِكيَ ْ‬

‫أَنَا َعبَ ُق النِّ ْسيَان‪..‬‬

‫ات‪..‬‬ ‫وَالمَْ​َعانِي ال َغالِيَ ْ‬ ‫ِطفْلٌَة نَقِيَّ ٌة‪..‬‬

‫ات‪..‬‬ ‫الصبَا َح وَالنَّ َس َم ْ‬ ‫أُعَانِ ُق َّ‬ ‫وحي َملَ ِكيِّ ٌة‪..‬‬ ‫ُر ِ‬ ‫‪78‬‬


‫ات‪..‬‬ ‫أَنْ ُش ُد النُّ ُجومَ ال َعالِيَ ْ‬ ‫ات‪..‬‬ ‫الصافِيَ ْ‬ ‫وَال ُعيُو َن َّ‬

‫الد ْه ُر‪،‬‬ ‫أَنَا َّ‬ ‫أَنَا القَ ْه ُر‪،‬‬

‫وَال ُو ُرو ُد َّ‬ ‫ات‪..‬‬ ‫الشائِ َك ْ‬ ‫ات‪..‬‬ ‫ُعيُونِي َع َسلِيَّ ٌة‪ ،‬وَالبَ َس َم ْ‬

‫أَنَا ِطفْلٌَة عَا ِديَّ ٌة‪..‬‬

‫َات‪..‬‬ ‫الساع ْ‬ ‫أَنَا اللَ ْح َظ ُة‪ ،‬أَنَا َّ‬ ‫وَ ُخ ُصالَ ُت َش ْع ِري اللَيْلِ ّي تَنَاثَرَ ْت‪..‬‬

‫تَ َكلَّ ْم ْت وَتَبَ َّس َم ْت‪..‬‬ ‫***‬

‫‪79‬‬


‫احلقيقة‪..‬‬ ‫َش َخ َص ِت ال ُعيُون‪..‬‬ ‫وَ ِم ْن َغد ِْر َّ‬ ‫ان ا ْشتَ َك ْت‪،‬‬ ‫الز َم ِ‬ ‫ِم ْن ُك ِّل َشيءٍ َحوْلهَ​َا‪..‬‬

‫الساعَات تَوَقَّفَ ْت‪،‬‬ ‫َحتَّى َّ‬ ‫وَ َسا َعتيِ فيِ يَ ِدي‪..‬‬ ‫َعقَ ِاربُهَا القَ ِدميَ ُة تَ َع َّطلَ ْت‪،‬‬ ‫وَال ُعيُو ُن البَا ِهتَات‪..‬‬

‫ِو ْج ِه ا َ‬ ‫حلقِيقَ ِة الدَّا ِم َغ ِة‪،‬‬ ‫فيِ‬ ‫بِ ُك ِّل ا َ‬ ‫ات ا ْستَ ْسلَ​َم ْت‪،‬‬ ‫حل َسرَ ِ‬ ‫وَال ُو ُجو ُه ال َعابِ َسات‪..‬‬ ‫وَ ِّ‬ ‫الشفَا ُه تَ َشقَّقَ ْت‪،‬‬

‫‪80‬‬


‫السوَا ِد ا ْكتَ َس ْت‪،‬‬ ‫َش ُحبَ ْت أَلْوَانُهَا‪ ،‬وَبِ َّ‬

‫ان‪ ،‬وَال ُو ُرود‪..‬‬ ‫َحتَّى َشقَائِ ُق النُّ ْع َم ِ‬ ‫َما بَقِيَ ْت وَ َما نمَ​َ ْت ‪،‬‬

‫َّ‬ ‫ات‪..‬‬ ‫إن ال ُعيُو َن البَا ِكيَ ِ‬

‫فيِ أُ​ُف ِق َّ‬ ‫ان تَ َس َّمرَ ْت‬ ‫الز َم ِ‬ ‫***‬

‫‪81‬‬


‫بربك!‬ ‫بِرَبِّ َك َم ْن تَ ُكون؟‬ ‫ُح ٌ‬ ‫روف وَ َكلِ َمات؟‬ ‫اب َعلَى َج َس ٍد َمات؟‬ ‫َما ٌء بَ ِار ٌد انْ َس َ‬

‫ات فَات؟‬ ‫أَ َما آ َن لَ َك أَ ْن تَ ْعلَمَ أَ َّن َما فَ َ‬ ‫بِرَبِّ َك َم ْن تَ ُكون؟‬ ‫فوس الترَُّهات‪..‬‬ ‫تُ ِش ُّع فيِ النُّ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫وم أنْ َت فيِ لَوْن‪..‬‬ ‫كل يَ ٍ‬ ‫وَ َصوْتُ َك ُم ْز ِع ٌج َحتَّى املَ​َمات‪..‬‬ ‫الساعَات‪..‬‬ ‫وَال َز َما ُن يَس ُ‬ ‫ري وَ َّ‬ ‫ِم ْن بَينْ ِ ِع َظا ِمي وَأَنْفَا ِسي‪..‬‬ ‫‪82‬‬


‫بِرَبَِّ َك َم ْن تَ ُكون؟‬ ‫الريح‪..‬‬ ‫تَنْ َس ُ‬ ‫اب َك ِّ‬ ‫ُك ّل َما فِ َ‬ ‫يك أَ ْم َسى ُرفات‪..‬‬ ‫بِرَبِّ َك َم ْن تَ ُكون؟‬ ‫احترَ​َقَ ْت‪..‬‬ ‫فيِ َدفْترَ ِي ُحروفيِ َ‪ِ ،‬‬ ‫َج َّف قَلَ ِمي وَدَواتِي‪..‬‬ ‫أت‪..‬‬ ‫تَوَقَّفَ ْت ِعبَاراتِي وَا ْهترَ​َ ْ‬ ‫ُّخا ُن ال َكثِ ُ‬ ‫وَتَ َعاىل الد َ‬ ‫يف َح َّد املَقْت‪..‬‬ ‫اس‪..‬‬ ‫وَقَفَ ْت األنْفَ ُ‬ ‫يل أَ ْصبَ َح ْت‪..‬‬ ‫َك ُّ‬ ‫الر َك ِام الثَّقِ ِ‬ ‫‪83‬‬


‫فَ َهوَ ْت املَ​َعانِي القَ ِدميَ ُة‪..‬‬ ‫وَ ِم ْن لِ َسانِي وَتَ َطايَرَ ْت‪..‬‬ ‫لوب تَوَقفَ ْت‪..‬‬ ‫وَفَو َق ال ُعقو ِل وَالقُ ِ‬ ‫وَتَ َعاىل الد َ‬ ‫ُّخانُ‪ ،‬وَ ْ‬ ‫اختَنَقَ ْت‪..‬‬ ‫***‬

‫‪84‬‬


‫طفليت‪..‬‬ ‫أَ ْكتُ ُب َكلِ َماتِي‪..‬‬ ‫وَ َد ْم ٌع فيِ َعيْنيِ َسال‪..‬‬ ‫َجاءَتْنيِ تُ َهرْ ِو ُل وَ ِه َي تُرَفْ ِر ُف بِيَ َديْهَا‪...‬‬ ‫ا َ‬ ‫جل ِميلَتَينْ ِ األَ َّخا َذتَينْ ‪..‬‬ ‫وَتُ ِشي ُح بِوَ ْج ِههَا ُّ‬ ‫الطفُولِ ّي‪،‬‬ ‫احرَةً ‪..‬‬ ‫وَتَبْتَ ِس ُم ابْتِ َسا َم ًة َس ِ‬ ‫وَ َصوْتُهَا ا َ‬ ‫حلنُون‪..‬‬ ‫وَ َض ْح َكتُهَا التيِ تخَ ْ ِط ُف األَبْ َصار‪..‬‬ ‫الرائِ َعتَينْ ‪،‬‬ ‫ال تَنْ ُظ ُر إِلَ َّي بِ َعيْنَيْهَا َّ‬ ‫وحهَا وَ ِو ْجدَانِهَا‪،‬‬ ‫بَ ْل تَنْ ُظ ُر إِلَ َّي بِ ُر ِ‬ ‫‪85‬‬


‫وحهَا تَتَقَ َّم ُصنيِ ‪..‬‬ ‫َكانَ ْت ُر ُ‬ ‫تُوْ جَُ‬ ‫ل فيِ َّ َحتَّى َح ِّد ال َع ْظم‪..‬‬ ‫تُنَا ِغي بِ َعالمَِهَا ا َ‬ ‫اص‪..‬‬ ‫خل ّ‬ ‫نيِ‬ ‫وَ ِه َي تَلَْم ُحنيِ ‪..‬‬ ‫فَيَ ْخفِ ُق قَلْبيِ َش َغفَاً بِهَا‪..‬‬ ‫وَ َش ْع ُرهَا األَ ْسوَ ُد اللَيْلِ ّي القَ ِصري‪،‬‬ ‫اب فيِ َكفِّي‪..‬‬ ‫يَنْ َس ُ‬ ‫احتَ ِضنُ ُه وَأَشمُ ُّ ُه‪،‬‬ ‫فَأُلمَْلُِم ُه وَ ْ‬ ‫الص ِغريَةِ تَقُو ُدنِي ‪..‬‬ ‫وَبِأَنَا ِملِهَا َّ‬ ‫‪86‬‬


‫إِلىَ َحيْ ُث تَ َشاء‪..‬‬ ‫لمَْ أَسمْ َ ْع ِمنْهَا قَ ُّط َكلِ َم َة‪« :‬أَبِي»‪،‬‬

‫ات وَالمَْ​َعانِي‪..‬‬ ‫وَلَ ِكنيِّ أَرَى فيِ َعيْنَيْهَا ُك َّل ال َكلِ َم ِ‬ ‫َكمْ أَتُو ُق إِلىَ َعالمَِهَا‪..‬‬ ‫ْت التَّنَفُّ َس ِم ْن أَنْفَا ِسهَا‪..‬‬ ‫وَ َكمْ أَرَد ُ‬

‫ِطفْلَ ا َ‬ ‫جل ِميلَة‪..‬‬ ‫تيِ‬ ‫إبنيت‪..‬‬ ‫***‬

‫‪87‬‬


‫خيال‪..‬‬

‫أَيَّتُهَا الربيئة!‬ ‫ا َ‬ ‫جل ِميلَ ُة الوَ ِدي َع ُة‪،‬‬

‫ري ا َ‬ ‫جل ِميل‪..‬‬ ‫َذ ُ‬ ‫ات األَنْ ِف َّ‬ ‫الص ِغ ِ‬

‫الرائِ َعتِني‪،‬‬ ‫وَال َعيْنَينْ ِ َّ‬ ‫الّتيِ تمَْألُهَا البرَ​َاءَةُ‪،‬‬ ‫َمال ِم ُح ُّ‬ ‫الطفولَ ِة فيِ وَ ْج ِه ِك تَقْتُلُنيِ ‪،‬‬

‫وَجمَ ُ‬ ‫َال املَرْأَةِ فيِ وَ ْجنَتَيْ ِك يَ ُش ُّدنِي‪،‬‬ ‫ري بِي إلىَ َحيْ ُث ال أد ِْري‪،‬‬ ‫يَ ِط ُ‬

‫الس َماء‪،‬‬ ‫إلىَ َحيْ ُث تَتَ َعانَ ُق النُّجو ُم وَيَ ْع َش ُق القَ َم ُر َّ‬

‫وَ ِض ْح َكتُ ِك تجَ ْ َعلُ أَفْقِ ُد ا َ‬ ‫جلا ِذبِيَّ َة وَأَ ِطري‪،‬‬ ‫نيِ‬ ‫الس َحاب‪،‬‬ ‫فَأَ ْم ِشي فَوْ َق َّ‬ ‫‪88‬‬


‫َحنَانُ ِك جمَ ِ ٌ‬ ‫يل يَقْ َط ُع األَنْفَاس‪..‬‬

‫تَأْ ُخ ِذينَنيِ إلىَ الال َم َكان‪،‬‬ ‫الالحدو َد وَا َ‬ ‫خليَال‪..‬‬ ‫َحيْ ُث ُ‬

‫ري وَنَ ْض َح ُك َض ِح َك ِطفْلَينْ ِ َم ًعا‪،‬‬ ‫نَط ُ‬

‫وَنَ ْعدُوا وَتَ ْسبُقِينيِ ‪،‬‬ ‫وَعَلى َشا ِط ِئ البَ ْح ِر نَ ِهيم‪..‬‬

‫ُك األَ ْموا ُج بِلُ ْط ٍف ‪..‬‬ ‫فَتُدا ِعبيِ نَ َس َماتِ ِه وَتُدَا ِعب ِ‬ ‫ص أَ ْموا ُج البَ ْح ِر َطرَبًا‪،‬‬ ‫وَتَرْ ُق ُ‬

‫وَأَ ْسنَانُ ِك البِ ُ‬ ‫اجل ِميَل ُة‪،‬‬ ‫يض ِ‬ ‫ات أَنْفَا ِسك‪،‬‬ ‫وَلهَ​َثَ ُ‬

‫ِّك املحُ ْ َم ِّر َخ َجلاً ‪،‬‬ ‫وَتَناثُ ُر قَ َط ِ‬ ‫رات املَاءِ َعلَى َخد ِ‬ ‫‪89‬‬


‫يَرْس ُم ُصورَةً وَرْ ِديّة‪،‬‬ ‫روب َّ‬ ‫الش ْمس‪،‬‬ ‫يحَ ْ ِس ُدهَا ُغ ُ‬ ‫وتحَ ْ ِسدُها ال َع َصافِري‪..‬‬ ‫ابْتَ ِس ِمي وَ ْ‬ ‫اض َح ِكي‪..‬‬ ‫وَدَا ِعبيِ ال َكوا ِك َب البَ ِعيدَة‪،‬‬ ‫ُك ُخلِ َق لِيَكو َن َس ِعيدًا‪..‬‬ ‫فَقَلْب ِ‬ ‫***‬

‫‪90‬‬


‫صلصلة‪..‬‬ ‫اص ُم َّ‬ ‫مس البَ ْحر‪..‬‬ ‫الش َ‬ ‫تخُ ِ‬ ‫وَتُعانِ ُق ال َكوا ِك َب فيِ الفَ َضاء‪..‬‬ ‫الس َحاب‪،‬‬ ‫وَيَلْ َع ُق لِ َسا ُن ُش َع ِاع الفَ ْج ِر َّ‬ ‫املُتَنَاثِرَ فيِ ُك ّل َمكان‪..‬‬

‫ُ َ‬ ‫َُ‬ ‫الس َماء‪..‬‬ ‫ْغ َّ‬ ‫وَتش ْع ِش ُع حمُ ْ رَة اخل َج ِل عَلى ُصد ِ‬ ‫فَترَْتَ ِس ُم أَيْقُونَ ٌة خَ ْ‬ ‫اجلنَان‪..‬‬ ‫يفِ ُق لهَ ا ِ‬

‫فَأُ ْط ِر ُق أُ ْص ِغي لِلَ ْهفَ ٍة‪،‬‬

‫َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫يل ِّ‬ ‫الشتَاء‪،‬‬ ‫ك َصل َصل ِة َس َع ِف الن ِخ ِ فيِ‬ ‫تُدا ِعبُهَا النَّ َسمات‪..‬‬

‫لجُ َ ٌج ُم ْض َط ِر ٌد يمَْتَ ِز ُجنيِ ‪..‬‬ ‫‪91‬‬


‫رات ندى‪..‬‬ ‫روحي قَ َط ِ‬ ‫يُبَ ْعثِ ُر ِ‬ ‫ْزوج ِة الفَرَ ِح القَديم‪،‬‬ ‫َكأُه َ‬ ‫َتيق‪،‬‬ ‫عَلى ِم ْز َم ٍار ع ٍ‬

‫يب خُ َ‬ ‫يلْ ِخ ُل ال َعظم‪،‬‬ ‫وَ َطبْ ٌل رَتِ ٌ‬

‫يَ ُر ُّج ال َكيان‪..‬‬ ‫َات الفَ ْجر ‪..‬‬ ‫َوفيِ َساع ِ‬ ‫رات َّ‬ ‫الط ِّل عَلى األَفْنَان‪..‬‬ ‫َحرَ ُج قَ َط ُ‬ ‫تَتَد ْ‬ ‫اح ًة‪،‬‬ ‫أَ ْستَنْ ِش ُق رَائِ َح ًة َع ِطرَةً فَ َّو َ‬ ‫ور ٍّي تَفَتَّ َح ْت‪..‬‬ ‫ِم ْن وَرْ َدةِ ُج ِ‬

‫عج فيِ املَقَام‪..‬‬ ‫انْبَ َعثَ ْت َعبَقاً َيمَْألُ اآلفا َق‪ ،‬وَيَ ُّ‬ ‫‪92‬‬


‫حات الفَ ْج ِر األَصيل‪،‬‬ ‫تَنَاثَرَ ْت َم َع نَفَ ِ‬

‫َت ِطيباً وآمال‪..‬‬ ‫َشاع ْ‬

‫َت لحَ ْ َظ ًة ِم ْن َش َغ ٍف‪ ،‬تَ َسرْبَلَتْنيِ ‪..‬‬ ‫أَوْ َجد ْ‬ ‫فَا ْعترَ تْنيِ َصبَابَة وَ ِهيَام ‪..‬‬ ‫***‬

‫‪93‬‬


‫حمصور‪..‬‬ ‫اختَفي أَيُّتَهَا ا ُ‬ ‫ْ‬ ‫حلدُود!‬ ‫اقْترَ​َبِي أَيَّتُهَا البُلْدَانُ!‬ ‫ُكونِي َك َما تَ َشائِنيَ‪،‬‬

‫ُكونِي َه َواءً أَوْ َذ َهبَاً أَوْ َر َصاص‪..‬‬ ‫ُكونِي َك َما يحَ ْ لُو لَك‪..‬‬ ‫َولَ ِك ْن ا ْغ ِربِي َعنيِّ ‪،‬‬

‫ال أُ ِح ُّب أَ ْن أَرَاك‪..‬‬

‫َو َد ِعي األَرْ َوا َح تَلْتَقِي َوتَتَهَا َمس‪،‬‬

‫َت‪..‬‬ ‫َد ِعيهَا تَتَ َج َّو ُل فيِ َشوَ ِار ِع ِك الوَا ِس َع ِة َمتَى َشاء ْ‬ ‫بِدُون ُص َو ٍر أَوْ أَ ْش َكال‪..‬‬

‫فَال يَ ْستَوْقِفُهَا أَ َحد‪..‬‬

‫‪94‬‬


‫وَال يَ ْسأَلهَُا أَ َحد‪..‬‬ ‫ِم ْن أَيْ َن أَنْت؟‬

‫وَ ِم ْن أَيْ َن أَتَيْت؟‬ ‫وَأَ ّي وَثِيقَ ِة َسفَ ٍر تحَ ْ ِملِني؟‬ ‫اقْترَ ِبِي أَيَّتُهَا البُلْدَا ُن وَتَ َعانَقَ ْي‪..‬‬ ‫ُض ِّمينيِ بَيْنَك‪..‬‬ ‫الروح‪،‬‬ ‫َخلِّي بَيْنيِ وَبَينْ َ تِلْ َك ُّ‬ ‫ال تجَ ْ لِ ُس ُهنَ َ‬ ‫اك ُمتَوَ ِّش َح ًة ثَوْبَهَا‬ ‫تيِ‬ ‫األَ ْسوَ َد َّ‬ ‫الط ِوي َل وَ ِغ َطاءَ رَأْ ِسهَا‬ ‫َذ ِرينيِ وَالفَالةِ وَ ْح ِدي‪،‬‬ ‫الر ْم ِل وَ ْح ِدي‪..‬‬ ‫أُقَابِ ُل َذ َّر ِ‬ ‫ات َّ‬ ‫ُ‬ ‫ات َّ‬ ‫الش ْم ِس وَ ْح ِدي‪..‬‬ ‫اج ُه لَفَ َح ِ‬ ‫أوَ ِ‬ ‫‪95‬‬


‫اختَفِي أَيُّتَهَا ا ُ‬ ‫ْ‬ ‫حلدُود‪..‬‬

‫وَ َحتَّى لَوْ لمَْ تخَ ْ تَفِي‪..‬‬ ‫وحي‪،‬‬ ‫اك بِقَلْبيِ وَ ُر ِ‬ ‫َسأَتخَ َ َّط ِ‬ ‫َسأَ ْجتَا ُز ِك ُر ْغ َماً َعنَّك!‬

‫ري فيِ َشوَ ِار ِعك‪،‬‬ ‫وَأَ ِس ُ‬ ‫أَرْ ُق ُب المَْ َّارةَ وَ ُك َّل ا َ‬ ‫حلالمِ​ِني‪..‬‬

‫الش ِارع َّ‬ ‫فيِ َّ‬ ‫يل‪،‬‬ ‫الط ِو ِ‬ ‫ِ‬ ‫اختَفي أَيُّتَهَا ا ُ‬ ‫ْ‬ ‫حلدُود!‬

‫وَاقْترَ​َبِي أَيَّتُهَا البُلْدَان!‬

‫َحتَّى وَإِ ْن َكا َن ا َ‬ ‫خليَال‪..‬‬ ‫فيِ‬ ‫***‬ ‫‪96‬‬


‫أجب !‬ ‫يب بِرَبِّ َك؟‬ ‫َما َذا تجُ ِ ُ‬

‫السائِلُون‪...‬‬ ‫يَوْمَ يَ ْسأَ ِل َّ‬

‫يَوْمَ يُنَا ِدي المُْنَادُون‪..‬‬ ‫يَوْ َم تَقُ ُ‬ ‫ول َج ّهنَ ُم َه ْل ِم ْن َم ِزيد ‪..‬‬

‫يَوْمَ يَرَ َ‬ ‫اك َّ‬ ‫الش ِهيد‪..‬‬

‫اص ِة بُنْ ُدقِيَّ ٍة اقْتَنَيْتَهَا‪..‬‬ ‫قَتَلْتَ ُه بِرَ َص َ‬

‫وت يَوْ ِم ِه‪..‬‬ ‫ِم ْن ُق ِ‬

‫فَأَبْ َكيْ َت أَ ْهلَ ُه وَنَا َس ُه يَوْ َم ِعيد‪..‬‬

‫يب بِرَبِّ َك؟‬ ‫َما َذا تجُ ِ ُ‬

‫وَا ُ‬ ‫الشوَارع وَا َ‬ ‫جلثَ ُث ُملْقَا ٌة فيِ ُك ِّل َّ‬ ‫حلنَايَا‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫‪97‬‬


‫َت أَ ْشالَءً يُلَ ْملُِمهَا ال َكفَن‪..‬‬ ‫تَوَ َّزع ْ‬ ‫الس َماء‪..‬‬ ‫فَ َصارَ َكفَنَاً بِلَوْ ِن َشفَ ِق َّ‬

‫َت فيِ ُك ِّل َّ‬ ‫الزوَايَا‪..‬‬ ‫ِد َما ٌء تَوَ َّزع ْ‬ ‫وَ ُد ُمو ُع اليَتَا َمى تَ ْش َه ُد َعلَيْ َك يَوْ َم النِّدَاء‪..‬‬ ‫يب بِرَبِّ َك؟‬ ‫َما َذا تجُ ِ ُ‬

‫ات‪..‬‬ ‫ات وَ َصيْ َح ٌ‬ ‫ات وَ َصرْ َخ ٌ‬ ‫وَأَ ْصوَ ٌ‬ ‫َص َم ْم َت أُ ْذنَيْ َك َعنْهَا وَلمَْ تُبَا ِل‪..‬‬

‫َما َذا َستَقُ ُ‬ ‫ول؟‬ ‫َستَقُ ُ‬ ‫ول‪ :‬إنَّ َك ُكنْ َت أَنْ َت ا َ‬ ‫حلا ِمي؟‬ ‫أم ُكنْ َت تُ َكفْ ِك ُف َد ْم َعاً فيِ ُمقْلَ ِة ِطفْ ٍل َح ِزين؟‬ ‫‪98‬‬


‫أَمْ أَنَّ َك ُكنْ َت أَنْ َت ا َ‬ ‫حلانِي؟‬ ‫َما َجوَابُك؟‬ ‫َما ِخ َطابُك؟‬ ‫َما َمفَادُك؟‬ ‫يب بِرَبِّ َك؟‬ ‫َما َذا تجُ ِ ُ‬

‫قَتَلْ َت أَلْفَاً ُمؤَلَّفَ ًة وَأَ ْكثَر‪...‬‬

‫وَ َما َز َ‬ ‫ال القَتِي ُل ُهوَ َّ‬ ‫اجلانِي‪..‬‬ ‫َه َد ْم َت بَيْتَاً وَ َصوْ َم َع ًة وَ ِمئْ َذنَ ًة‪..‬‬

‫وَرَبُّ َك يَ ْش ُه ُد َعلَيْ َك وَأَنْ َت الفَانِي‪..‬‬

‫أَتحَ ْ َس ُب أَنَّ َك فَ ِار ٌس م ْغوَا ٌر ؟‬ ‫‪99‬‬


‫أَمْ أَنَّ َك َستُ ْصبِ ُح يَوْ َماً إ ْمبرَ​َا ُطورَاً ؟‬ ‫أَمْ ُرؤْيَا رَأَيْتَهَا فيِ المَْنَام؟‬ ‫صا َ‬ ‫هلا ِدي؟‬ ‫إِنَّ َك أَنْ َت ُهوَ املُ َخلِّ ُ‬

‫يب بِ َربِّ َك؟‬ ‫َما َذا تجُ ِ ُ‬

‫أَيُّهَا ا ُ‬ ‫جلنْ ِد ُّي ال ِذي ُخنْ َت قَوْ َمك‪..‬‬ ‫أَ ِج ْب ُسؤَاالً تَرَدَّد‪..‬‬ ‫***‬

‫‪100‬‬


‫وجوه‪..‬‬ ‫حاس‪..‬‬ ‫ُوجو ٌه َكالنُّ ِ‬

‫َكا ِدحات‪..‬‬ ‫َكالحِ ات‪..‬‬ ‫فَاتِنات‪..‬‬ ‫ُمثريات‪..‬‬

‫َك َغي َم ٍة سمَ اءِ ِّ‬ ‫الشتاءِ ‪..‬‬ ‫فيِ‬ ‫حاس‪..‬‬ ‫وَ ُوجو ٌه َكالنُّ ِ‬ ‫ُر ٌي‪..‬‬ ‫َكأنَّها َكو َك ٌب د ِّ‬

‫الش ْم ِس َسا َع َة َّ‬ ‫تَل َم ُع فيِ َّ‬ ‫الظهريَةِ‪..‬‬ ‫انً َعك َست عَليهَا َمال ِم ُح َّ‬ ‫الزمان‪..‬‬ ‫َات األَيَّام ‪..‬‬ ‫وَارْتَ َس َم ْت فِيها آه ُ‬ ‫‪101‬‬


‫حاس‪..‬‬ ‫وَ ُوجو ٌه َكالنَّ ِ‬ ‫قَا ِسيات‪..‬‬

‫َجافِيات‪..‬‬ ‫َاريات‪..‬‬ ‫عِ‬

‫اس‪..‬‬ ‫ويل يمَ ُُّر فِي ِه النَّ ُ‬ ‫ريق َط ٍ‬ ‫َك َط ٍ‬

‫رام‪..‬‬ ‫َم َّر ال ِك ِ‬

‫َكقَلْ َع ٍة َشامخِ َ ٍة تَ َعلَّقَ ْت فِيهَا بَقَايا ِسهَام‪..‬‬

‫حاس‪..‬‬ ‫وَ ُوجو ٌه َكالنُّ ِ‬ ‫عَالِيات‪..‬‬ ‫بَ ِار َزات‪..‬‬

‫َكأَ ْسنِ َم ِة الب ْ‬ ‫ُخ ِت‪..‬‬ ‫‪102‬‬


‫َكاألَيَّام‪..‬‬ ‫ْن ِعميق‪..‬‬ ‫َكلَ ْح َظة ُحز ٍ‬ ‫َكوَ َجع َّ‬ ‫الز َمان‪..‬‬ ‫ِ‬

‫الدهْر‪..‬‬ ‫َك َّ‬

‫حاس‪..‬‬ ‫وَ ُوجو ٌه َكالنُّ ِ‬ ‫تَلْ ِص ُف ِحيناً ‪..‬‬ ‫وَتُ ْعتِ ُم أَ ْحياناً‪..‬‬

‫عان وَآمال‪..‬‬ ‫تَ ِش ُّع َم ٍ‬

‫بيع‪..‬‬ ‫وريَّ ٍة فيِ ُصلْ ِب َّ‬ ‫َكوَرْدةٍ ُج ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫يتون إ ْكتَنَ َز ْت‪..‬‬ ‫َك َحبَّ ِة َز ٍ‬ ‫فَلَ َصفَ ْت‪..‬‬

‫‪103‬‬


‫َك ُغ ْص ٍن يَافِ ٍع تحَ َ َّر َك وَ َمال‪..‬‬

‫حاس‪..‬‬ ‫وَ ُوجو ٌه َكالنُّ ِ‬

‫وَدُمو ٌع َكاملَ َطر‪..‬‬

‫الطري َق َّ‬ ‫يَ ْش ِط ُف َّ‬ ‫الطويل‪..‬‬ ‫وج ٍة تَ َك َّسرَ ْت عَلى َشا ِطئ البَ ْحر‪..‬‬ ‫َك َم َ‬ ‫ني لمَ تَنَمْ‪..‬‬ ‫َك َع ٍ‬ ‫***‬

‫‪104‬‬


‫ذكرياتي‪..‬‬ ‫ِذ ْكرياتِي‪..‬‬ ‫أَ ْستَلْقِي َعلَى َظ ْه ِري فيِ حقْ ِل أَبِي‪...‬‬ ‫أَ ُشم َعبَ َق ال ُع ْش ِب‪..‬‬

‫وَتَ ْغ ُم ُرنِي رَائِ َح ُة البَابونِج األَ ْصفَ ِر ا َ‬ ‫جلميل‪...‬‬

‫يات ‪..‬‬ ‫وَتَ ْعترَ ينيِ ِذ ْكرَ ٌ‬ ‫اضي البِعي ِد املُْمتَ ِّد َح َّد النِّ ْسيان‪..‬‬ ‫آِتِيَ ٌة ِم ْن لجُ َ ج املَ ِ‬ ‫***‬ ‫ِذكرَياتِي‪..‬‬ ‫ِه َي األَيَّا ُم تَ ْكتُبُنيِ ‪...‬‬ ‫قَ ِصي َدةً ِش ْعريَّ ًة قَ ِصريَةً‪..‬‬ ‫ِه َي األَيَّا ُم تَرْسمُ ُ نيِ ‪..‬‬

‫‪105‬‬


‫َعلَى ا ُ‬ ‫ْران لَوْ َح ًة َزيتِيَّ ًة ‪..‬‬ ‫جلد ِ‬ ‫ِه َي األَيَّا ُم تخَ ُ ُّطنيِ ‪..‬‬ ‫َحرْفاً فَ ِارسيّاً ُملْتَ ِوياً‪..‬‬ ‫***‬ ‫ِذكرياتي‪..‬‬

‫لت هلا‪ :‬إنّي أُ ِحبُّك‪..‬‬ ‫ِحينَها ُق ُ‬

‫ظرات ِم َن الدّهش ِة وَشيئاً ِمن ا ُ‬ ‫حلزن‪...‬‬ ‫أَذ ُك ُر نَ ٍ‬ ‫ا ْستكانَ ْت وقالَ ْت‪:‬‬ ‫َكم أَنا أوَدّك !‬

‫ولكنيِّ ال أُ ِحبُّك ‪...‬‬ ‫ّسأكو ُن لَ َك َشيئًا َ‬ ‫آخر ‪..‬‬ ‫‪106‬‬


‫َسأكو ُن َصديقَتَك‪..‬‬

‫ِحينَها عَل ْم ُت أَنِّي فَقدتُها إىل األبَد ‪..‬‬

‫***‬ ‫ذكرياتي‪..‬‬ ‫أَن ُظ ُر يف ع َ‬ ‫َينيك ا َ‬ ‫حلزينتني ِحيناً‪...‬‬ ‫وحيناً أَن ُظ ُر يف أُ​ُف ِق ال ّسماء‪...‬‬

‫فيُغازلُين ُذ ُ‬ ‫بول عَينَيك‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫وتخُ ا ِطبُين نَظرات‪..‬‬ ‫قَالت لِلْزمان يَوماً‪:‬‬

‫ال أُطي ُق ال َعناء‪...‬‬

‫ذات َمساء‪...‬‬ ‫وتجَ ْ لسني يَوماً َ‬ ‫‪107‬‬


‫رب نَافذةٍ تُ ُّ‬ ‫َرب طويل‪...‬‬ ‫طل على د ٍ‬ ‫بقُ ِ‬

‫مس على َخدّيك‪..‬‬ ‫فيَنْع ِك ُس ُشعا ُع ال ّش ِ‬ ‫فيُلقي ِظالالً رَائِعاً حتت َجفْنَيك‪..‬‬ ‫قلتيك الباردتني‪..‬‬ ‫ويف ُم ِ‬ ‫تجَ َ ُ ّ‬ ‫صقيع ال ّشتاء‪..‬‬ ‫ّمع كل ِ‬

‫***‬

‫‪108‬‬


‫أقوى من الرصاص‪..‬‬ ‫وت اخلافِت الـ ُمتواني‪..‬‬ ‫الص ُ‬ ‫َحتّى ّ‬ ‫حتّى ا َ‬ ‫هل ْمس‪..‬‬ ‫وت ال ّرصاص‪..‬‬ ‫ي ْعلو فَو َق َص ِ‬ ‫حتّى ا َ‬ ‫هل ْمس‪..‬‬ ‫ي ْعلو فَوق أَزيز ال ّطائِرات‪..‬‬ ‫يحُ ّط ُم الدّبابات‪..‬‬ ‫َخرا ِطي ُمها ال ّطويله‪..‬‬ ‫تلفِظ ال ّشر واألموات‪..‬‬ ‫ري عُزرائي ُل يف ال ّسماء‪..‬‬ ‫ويَط ُ‬ ‫وتَب ِكي الـ ُمدن وا َ‬ ‫حلنايا‪،‬‬ ‫‪109‬‬


‫وتَبقى ال ِع َزة فَو َق ُك ّل َشيء‪..‬‬ ‫وتخَ تَفي الفَراشات‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫راب ال ّسماء‪،‬‬ ‫وتمَ أل ُطيو ُر ال ُغ ِ‬

‫وَي ْه ُرب األ ْط ُ‬ ‫فال والنّساء‪..‬‬ ‫وض َ‬ ‫َص َخ ٌب َ‬ ‫وضاء‪..‬‬

‫الـ َمدافِ ُع و ُغبا ُر الدّبابات‪..‬‬ ‫وَدُخا ُن ا َ‬ ‫حلرائِق‪،‬‬ ‫وقَهقه ُة اجملر ِمني وَد ّق ال ّطبُول‬ ‫صوت هَمسات‪..‬‬ ‫وَ ُ‬ ‫تَعلُو فَوق َصفري ال ّرصاص‪،‬‬ ‫‪110‬‬


‫فان ما يكفي‪،‬‬ ‫لمَ يب َق ِم َن األ ْك ِ‬ ‫يُدفن الشهداء بال أكفان‪..‬‬ ‫لمَ يب َق ُمتّس ٌع ِم ْن َمكان‪،‬‬ ‫تَبْ ِكي القُبو ُر ِمن ِشدّة ال ّزحام‪،‬‬ ‫لمَ يب َق َمن يحَ فِ ُر القُبور‪..‬‬ ‫َما أكثر النّساءَ الباكيات‪..‬‬ ‫وَتَبقى ال ِع ّزة فوق ُك ّل َشيء‪..‬‬ ‫وَيبقَى ا َ‬ ‫هل ْمس‪..‬‬ ‫أَعلى ِمن َصوت ال ّرصاص‪..‬‬ ‫وال َكل َم ُة ا َ‬ ‫حل ّق فَوق ُك ّل ال ّرايات‪..‬‬ ‫‪111‬‬


‫يَ ُ‬ ‫األصنام‪..‬‬ ‫زول ال ّظل ُم وتَتَ َح ّط ُم ْ‬ ‫إذا جاءَ نَصر اهللِ والفَتح‪..‬‬ ‫وتَتَفتّ ُح َشقائِ ُق النّعمان‪..‬‬ ‫لمات حتّى ا َ‬ ‫هلمسات‪..‬‬ ‫وَتبقَى ال َك ُ‬ ‫تَعلو هَديرَ ا ُ‬ ‫روب وَأزي َز ال ّطائرات‪..‬‬ ‫حل ِ‬ ‫***‬

‫‪112‬‬


‫صمت ‪..‬‬

‫سكو ٌن خُييِّم على األَنفاس‪،‬‬

‫ويَأس ُر بقايا ال ّذ ْكرى‪...‬‬ ‫مت املُقيت‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫وَ‬ ‫حلظات َم َن ّ‬ ‫الص ِ‬ ‫يل تَعترَ ينيِ ‪،‬‬ ‫أموا ٌج ِم َن اللّ ِ‬ ‫تَتَلَفَّ ُعين وتَ ُه ّزني‪..‬‬ ‫فَ ُ‬ ‫وارقب الطري َق ْ‬ ‫واألضواء‪،‬‬ ‫أنتفض واقفًا ُ‬ ‫وجنوماً َخ َ‬ ‫لف أ ْستَ ِار ال َغ َمام‪..‬‬

‫ارقب ال ّسائري َن الـ ُم حّ‬ ‫رتنني‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫وَجمُ و َع الـ ُمهرولني‪..‬‬ ‫يحُ دِّقون يف ُ‬ ‫األف ِق البعيد‪..‬‬ ‫الصا ِمتون والبَاكون‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫‪113‬‬


‫سكو ٌن خُييِّم على الـ َمكان‪،‬‬ ‫وتخَ تَفي النّجو ُم َ‬ ‫خلف ال َغ َمام‪،‬‬ ‫وَتن َطفِ ُئ األضواء‪..‬‬ ‫األصوات‪..‬‬ ‫ويَ ْهدأ اللّي ُل وتَهج ُع ْ‬ ‫ويتَفي ا َ‬ ‫خَ ْ‬ ‫حلالـمون‪..‬‬ ‫ا َ‬ ‫حلا ِملون على أكتافهم ال ّزمان‪..‬‬ ‫احلالـمو َن بِ َغد ُمشرق‪..‬‬ ‫الصا ِمتون‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫***‬

‫‪114‬‬


‫مرآة الزمان‪..‬‬ ‫أُح ّد ُق بمِ رآةِ ال ّزمان‪..‬‬

‫فيَنتابُين ا َ‬ ‫خلوف‪..‬‬

‫و َشي ٌء ِم َن التّوَهان‪..‬‬

‫المي‪..‬‬ ‫أَرَى فيها َم حِ‬ ‫َشفَتيَ ّ وَعَي ّ‬ ‫ين ال ّذابلتني‪..‬‬ ‫أُح ّد ُق بِإمعان‪..‬‬ ‫َمال ِم ُح القَ ْهر‪..‬‬

‫ُ‬ ‫در ُك لل َم ّرة األُوىل‪..‬‬ ‫فأ ِ‬

‫أَنّها األيّام‪..‬‬

‫َت َح ّد ا ُ‬ ‫جلنون‪..‬‬ ‫تَسارع ْ‬ ‫فت ُسنون‪...‬‬ ‫تَكاتَ ْ‬ ‫‪115‬‬


‫فتناثرت رَذاذا َكرذا ِذ اليَ ِّم‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫ُك ّل يوم‪..‬‬ ‫ُك ّل لحَ ظة‪..‬‬ ‫آن وَمكان‪..‬‬ ‫فيِ ُك ّل ٍ‬ ‫أُ ْح ِصي ُخطو َط وَجهي‪..‬‬ ‫كريات وَاملعان‪..‬‬ ‫تحَ ِم ُل ال ّذ ِ‬ ‫تحَ م ُل ثِقْ َل اللّحظات‪..‬‬ ‫***‬

‫‪116‬‬


‫جنون ‪..‬‬ ‫أَ ْشبَا ٌح بِال ُصورَه‪..‬‬

‫بِال َط ْع ٍم وال َصوْت‪...‬‬

‫تحُ َ ِّر ُك النّفْ ِس ُك َّل َّ‬ ‫الطاقَات‪..‬‬ ‫فيِ‬ ‫وَتَ ْغ ِر ُس فِيها ُك َّل ُّ‬ ‫الش ْحنَات‪..‬‬ ‫الس َماء‪..‬‬ ‫تَدُو ُر وَتَ ْص َع ُد فيِ َّ‬ ‫ال تَقِ ْف َك ْي تَ ْستَ ِكني‪..‬‬ ‫فَتَتَح ّر ُك ال ّسا ِكنات‪..‬‬

‫تض ُح ُك ا َ‬ ‫ِمن َحولهِ ا وَ ْ‬ ‫جلمادات‪..‬‬ ‫وتَ ْه ِم ُس إِليها بِ َكلِ َمات‪..‬‬ ‫فَتُكلُّمها ال َكائِنات‪..‬‬

‫ات ِمن َمال ِم َح َغريبَة‪..‬‬ ‫وَ َم َض ٌ‬ ‫‪117‬‬


‫شعها فيِ النّفس‪..‬‬ ‫تُ ُّ‬ ‫ُصبِ ُح ا َ‬ ‫خلطأُ َصوَاب‪..‬‬ ‫فَي ْ‬

‫ويض َح ُك ّ‬ ‫ويَتَها َم ُس َم ْن َحولهَ ا ْ‬ ‫احكونَ‪...‬‬ ‫الض ِ‬ ‫وي ْغ ِم ُز الغ ّمازون‪...‬‬ ‫فَتَنْ َك ِم ُش وتَ ْستَ ِحي‪..‬‬ ‫مكان ُمظلِ ٍم حالِ ِك ال ّسواد‪..‬‬ ‫وتَنْ َز ِوي فيِ ٍ‬ ‫ال يراها فِي ِه إنْ ٌس وَال َجان‪..‬‬

‫ويقرأُ ال ّشي ُخ ُسورَةَ الفَاتحِ َ ِة والبَقرةِ َ‬ ‫وآل عمران‪..‬‬ ‫وبسم اهللِ ال ّرمحن‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫َم ٌّس ِم َن اجلان‪،‬‬

‫َس َحرَةُ فرعَون ‪..‬‬ ‫‪118‬‬


‫فيَبتس ُم ال ّشي ُخ ويقول‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫وصفِّد يف األ ْغالل‪..‬‬ ‫اختَفى ُ‬ ‫حل ُ‬ ‫و َما َ‬ ‫زال ا َ‬ ‫ال هُو احلال‪..‬‬ ‫الواقِ ُع َخيال‪..‬‬ ‫وتبْ ِكي ال ُعيُون‪..‬‬ ‫ويَ ْض َحك ّ‬ ‫احكون‪..‬‬ ‫الض ِ‬ ‫ويَغم ُز الغ ّمازون‪..‬‬ ‫فَتدْوي َصرخات‪..‬‬ ‫فس ويَضيع َم ْن َحولهَ ا‪،‬‬ ‫فَتضي ُع النّ ُ‬ ‫وتَهوي عَميقاً يف مكان‪..‬‬ ‫ويَبكي البَاكون‪...‬‬ ‫‪119‬‬


‫وينْد ُ‬ ‫هزئون‪..‬‬ ‫َهش الـ ُمستَ ِ‬

‫وَيكثر ا َ‬ ‫هل ّمازون‪..‬‬ ‫ويُعاقِ ُب املُعاقِبون‪..‬‬

‫اقْتُلوا ال ّشيطا َن واقْتُلوا ال ّشر يف ال ُعيون‪..‬‬

‫الت وتَتوقّف ّ‬ ‫الض ِحكات‪..‬‬ ‫وتَ ْكثُر التّسا ُؤ ُ‬ ‫وترهات ‪..‬‬ ‫ُجنو ٌن‬ ‫ٌ‬

‫تُش ّعها النّفوس يف ك ّل مكان‪..‬‬ ‫خَيتلِ ُط اآل ُن واملكان‪..‬‬

‫وتَكثُر التّسا ُؤالت‪..‬‬ ‫لحَ ْ ظ ٌة ِم ْن ُجنون النّفْس‪..‬‬ ‫لحَ ظ ٌة ِمن ُجنون‪..‬‬ ‫***‬ ‫‪120‬‬


‫حلن رتيب‪..‬‬ ‫يب يَقْرَ ُع َم ْس َم ِعي‪..‬‬ ‫لحَ ْ ٌن رَتِ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫الس ُكون‪..‬‬ ‫وَأَ ْصوَ ٌ‬ ‫ات آتِي ٌة ِم ْن لجُ َ ج َّ‬ ‫الص ْم ِت وَ ُع ْم ِق ُّ‬ ‫اب وَ َضبَاب‪..‬‬ ‫َضبَ ٌ‬ ‫وَ َج ٌّو يمَْلَُؤ ُه َس َحاب‪..‬‬ ‫ات ِم َن املَ َطر‪..‬‬ ‫وَ َز َّخ ٌ‬ ‫م ْن َخلْف ُز َج ِ‬ ‫اج نَافِ َذتِي أَرْ ُق ُب ِّ‬ ‫الضيَاء‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وَبَيتًا قَ ِدميًا َكان‪...‬‬ ‫لمَْ يَ ُع ْد ِسوَى ِذ ْكرَيات‪..‬‬ ‫اض َغ رَب‪..‬‬ ‫ِذ ْكرَ ُ‬ ‫يات َم ٍ‬ ‫ُعيُو ٌن بَا ِكيَ ٌة‪...‬‬

‫وَ ُد ُمو ٌع َج ِاريَ ٌة‪..‬‬ ‫‪121‬‬


‫وَ ُجفُو ٌن َكا َ‬ ‫جل ْمر‪..‬‬ ‫تَ ُ‬ ‫اس وَ َّ‬ ‫الط ِريق‪..‬‬ ‫رق َب النَّ َ‬

‫تَرْ ُق ُب َّ‬ ‫الزائِرين‪..‬‬ ‫املُ ُصا ِفحني‪..‬‬ ‫الرائِ ِحني‪..‬‬ ‫َّ‬

‫ال َغا ِدين‪..‬‬ ‫وَاملَُع ِّزين‪..‬‬

‫ات املَ َطر‪..‬‬ ‫وَال تَ َز ُال َز َّخ ُ‬ ‫تَعب ُق املَ َكان‪..‬‬

‫وَتُرْ ِس َل األً َم َل ا َ‬ ‫جل ِميل‪..‬‬

‫ُت فيِ َص ْخر‪..‬‬ ‫َك َز ْهرَةٍ جمَ ِ يْلَ ٍة تَنْب ُ‬ ‫***‬ ‫‪122‬‬


‫‪..48‬‬ ‫َكيْ َف لِي?‬ ‫أَ ْن أَ ْشرَ َح لِ َصديقِي ِم ْن وَرَاءِ البِ َحار‪..‬‬

‫أنِّي أَ ْس ُك ُن فيِ رَقْ َمني ؟‬ ‫مجَ ْ ُمو ُع ُه َما يُ َس ِاوي اثْنيَ َع َشر‪..‬‬ ‫ثمَ​َاني ًة وَأرْبَ ِعني‪..‬‬

‫وَ َكيْ َف لِ َع َد َديْ ِن أَ ْن يَتَّ ِس َعا آل َمالِي وَتَ َطلُّ َعاتِي‪..‬‬ ‫فَرْ َحتيِ ‪..‬‬

‫أحال ِمي‪..‬‬ ‫ْ‬

‫أحزانِي‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫وَآهَاتِي‪..‬‬ ‫‪123‬‬


‫أَ ِع ُ‬ ‫يش فيِ ال وَ َطن‪..‬‬ ‫ال قريَة‪..‬‬ ‫ال َم ِدينَة‪..‬‬ ‫َويَّة‪..‬‬ ‫ال ه ِ‬ ‫***‬

‫‪124‬‬


‫حلم‪..‬‬ ‫أَ ْحلُ​ُم ُحلَْماً قَ ِصريَاً‪..‬‬ ‫فِي ِه أَرَانِي أَ ْكتُ ُب َكلِ َمات‪..‬‬ ‫ُح ُروفَاً وَلمَحَ َ ات‪..‬‬ ‫ات َكالْوَ َم َضات‪..‬‬ ‫أَ ُخ ُّطهَا لحَ َ َظ ٍ‬ ‫المي‪..‬‬ ‫فَترَْتَ ِس ُم فِيهَا َم حِ ِ‬ ‫تَقَا ِطي ُع وَ ْج ِهي ‪..‬‬ ‫َسوَا ُد َعيْنيَ ّ ‪..‬‬ ‫وَ ِظ ٌ‬ ‫الر ْهبَ ِة‪..‬‬ ‫الل َم َن َّ‬ ‫ان فَات‪..‬‬ ‫وَ َمال ِم ُح َز َم ٍ‬ ‫ان آت‪..‬‬ ‫وَ َز َم ٍ‬ ‫‪125‬‬


‫تَبْتَ ِس ِمني ‪..‬‬ ‫وَ ِم ْن ثَ ْغ ِر ِك يَ ُضو ُع ِطيب‪...‬‬

‫فَ رَيْتجَ ِ ُف الفُؤَا ُد وَيَ ْسترَ ِيب‪..‬‬

‫يك‪..‬‬ ‫أُنَا ِغ ِ‬

‫فَ َعبَثَاً ال مجُ ِ يب‪...‬‬ ‫***‬

‫‪126‬‬


‫بعمق‪..‬‬ ‫َجلَ َس وَفِنْ َج َ‬ ‫ال القَ ْهوَةِ فيِ يَ ِده‪...‬‬ ‫الرائِ َعتَينْ ِ ِظ ُ‬ ‫الل َّ‬ ‫الش ْمس‪..‬‬ ‫وَقَ ْد تَ َش َّكلَ ْت َحوْ َل َعيْنَي ِه َّ‬ ‫َ‬ ‫الص ْمت‪..‬‬ ‫فَتَ َج َّسد ْ‬ ‫يق َح َّد َّ‬ ‫َت لحَ ْ َظ ٌة ِم ْن تَأ ُّم ٍل َع ِم ٍ‬

‫***‬

‫‪127‬‬


‫القمر‪..‬‬ ‫يَا وَ ْج َه القَ ْمر!‬

‫السا ِك ُن َحيْ ُث ُهنَاك!‬ ‫أَيُّهَا الوَ ْج ُه َّ‬

‫أَ ِجبْنيِ !‬ ‫الرا ِك َد ِفيك‪..‬‬ ‫الس َح َ‬ ‫َع َّ‬ ‫اب َّ‬ ‫وَد ِ‬ ‫يَنْبَ ِع ُث َم َطر‪..‬‬

‫يُرْ ِوي َحيرَْتِي وَ َحنِينيِ ‪..‬‬ ‫الصلْ َصلَ ِة َكنَ ِف َّ‬ ‫َحنِ ٌ‬ ‫الظالَم‪..‬‬ ‫ني َك َّ‬ ‫فيِ‬ ‫احنيِ ‪..‬‬ ‫رَ ْغبَ ٌة تجَ ْ تَ ُ‬ ‫أَرْ َغ ُب فيِ أَ ْن أُ َم ِّز َق الثَّوْ َب القَ ِديم‪،‬‬ ‫وَأَ ْن أَ ْه ِدمَ البَيْ َت القَ ِديم‪،‬‬

‫وَأَنْبَ ِع ُث فَ ْجرَاً َج ِديد‪..‬‬

‫‪128‬‬


‫قَلْبَاً ُمتَ َم ِّرد‪..‬‬ ‫الش ُمو َخ وَيَرْ ُف ُ‬ ‫يَ ْع َش ُق ُّ‬ ‫السبَات‪..‬‬ ‫ض ُّ‬

‫وَأُ ْط ِر ُق أُ ْص ِغي لِ َصوْ ٍت رَتِيب‪..‬‬ ‫اي َح ِزين‪..‬‬ ‫َصوْ ِت نَ ٍ‬

‫فَيُ َغنيِّ ال َعا ِشقُون‪..‬‬

‫صا َ‬ ‫حلالمُِون‪،‬‬ ‫وَيَرْ ُق ُ‬ ‫اضي المُْْمتَد َح َّد النِّ ْسيَان‪..‬‬ ‫أُ ْغنِيَ َة المَْ ِ‬ ‫الصفْر‪..‬‬ ‫وَالمُْ َشتَّت َح َّد ِّ‬

‫فَأُ َسافِ ُر َحيْ ُث ال ُحلْم‪..‬‬

‫وَالَ َخيَال‪..‬‬ ‫َحيْ ُث ال َغ َض ٌب وَال َج َزع‪..‬‬ ‫‪129‬‬


‫أَرْتحَ ِ ل‪..‬‬

‫ُ‬ ‫يك عَبرَْ المَْ َطر‪..‬‬ ‫اج ِ‬ ‫وَأنَ ِ‬ ‫عَبرَْ َموْ ِج البَ ْحر‪..‬‬ ‫الدهْر‪..‬‬ ‫بِ َض ٌع ِم َن َّ‬

‫يُد ُِ‬ ‫َاولنيِ‬ ‫يَتَلَفَّ ُع َّ‬ ‫الض َجر‪..‬‬ ‫نيِ‬ ‫‪..‬‬

‫َوفيِ َكفِّي تجَ َ َّم َع ْت‪..‬‬ ‫يَنَابِي ٌع ِم َن القَ ْهر‪..‬‬

‫انْتَهَى رَ ِحيلِي بَينْ َ األَقْ َمار‪..‬‬

‫السفَر‪،‬‬ ‫وَانْتَهَى َّ‬ ‫وَقَ ِاربِي المْحُ َ َّطم‪..‬‬ ‫‪130‬‬


‫الدنْيَا َكدَر‪..‬‬ ‫يمَْألُ ُّ‬ ‫عَبرَْ ُطو ِل المَْ َسافَات‪..‬‬

‫أَ ُش ُّم رَائِ َح َة َحنِينِك‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫اجيك‪..‬‬ ‫أنَ ِ‬ ‫أُنَا ِغيك‪..‬‬

‫ا ْم َس ِحي بِ َكفِّ ِك ِعلَى رَأْ ِسي‪..‬‬ ‫َع َسى أَ ْن يُ َزايِلَ َّ‬ ‫الض َجر‪..‬‬ ‫نيِ‬ ‫***‬

‫‪131‬‬


‫يف الغروب‪..‬‬ ‫َساعَات ال ُغ ُروب‪..‬‬ ‫وَ َّ‬ ‫الس َماء‪..‬‬ ‫الش ْم ُس تُفَ ِار ُق َّ‬

‫اق َط ِويل‪..‬‬ ‫بَ ْع َد ِعنَ ٍ‬

‫ات َعلِيلَ ٍة تُدَا ِع ُب المَْ َكان‪،‬‬ ‫وَنَ َس َم ٍ‬

‫َت المَْ​َعانَي ا ُ‬ ‫حل ُروف‪..‬‬ ‫تَدَاع ِ‬ ‫الروح ‪..‬‬ ‫َاوي ُّ‬ ‫تُد ِ‬

‫وَتَرْ َح ُل ِح َ‬ ‫ني َم َساء‪،‬‬ ‫َحيْ ُث الفَرَا َشات‪..‬‬

‫َ‬ ‫َازي ُج ال َعتِيقَة‪..‬‬ ‫َحيْ ُث األه ِ‬

‫وَ َكا َن اللِّقَاء‪..‬‬

‫لِقَاء َم َشا ِعرَ دُو َن ِمي َعاد‪..‬‬ ‫‪132‬‬


‫وَدُو َن الْتِقَاءِ الُْعيُون‪،‬‬

‫وَأَ ْطلَقَ ْت لِنَفْ ِسهَا ا ُ‬ ‫حل ِّريَ َة دُو َن َعنَاء‪..‬‬

‫لِتَ ِع َ‬ ‫يش فيِ ُحلُ ٍم جمَ ِ يل‪..‬‬ ‫اقْتَ َط َع ْت ِم َن َّ‬ ‫ان بُرْ َه ًة وَ ِجي َزةً‪..‬‬ ‫الز َم ِ‬

‫وَ َسافَرَ ْت بِها إِلىَ الال َم ْعقُول فيِ َخفَاء‪..‬‬ ‫َكا َن َصوْ ُت المَْ َشا ِع ِر أَقْوَى ِم ْن ُك ِّل َشيء‪..‬‬ ‫اب المَْاء‪،‬‬ ‫انْ َسابَ ْت َكانْ ِسيَ ِ‬

‫َكانَ ْت أَقْوَى ِم َن الوَاقِع‪..‬‬ ‫ات وَالهَْ َم َسات‪..‬‬ ‫الْتَقَ ْت فِيهَا ال َكلِ َم ُ‬ ‫الالحدُود‪..‬‬ ‫َت إِلىَ َحيْ ُث ُ‬ ‫وَتمَ​َاد ْ‬ ‫َكانَ ْت أَجمْ َل َكلِ َمات‪..‬‬ ‫‪133‬‬


‫َات اللَّيْ ِل َّ‬ ‫اس نِيَام‪..‬‬ ‫َه َم َس ٌ‬ ‫يل وَالنَّ ُ‬ ‫ات فيِ َساع ِ‬ ‫الط ِو ِ‬ ‫ات تمَْ ُحو ا َ‬ ‫جلا ِذبِيَّ َة فَنَلَْمس ال َغ َمام‪،‬‬ ‫َه َم َس ٌ‬

‫وَتِلْ َك ال ُغيُوم البِيض‪..‬‬ ‫َهوَا ُؤهَا ال َعلِيل‪..‬‬ ‫ات الفَ ْج ِر األَ ِصيل‪..‬‬ ‫وَنَ َس َم ُ‬ ‫َه ْم ُس َكلِ َمات‪..‬‬

‫تمَْ ِز ُجهَا ابْتِ َسا َمات‪..‬‬ ‫َكمْ َصا ِدقَة تِلْ َك االبْتِ َسا َمات‪..‬‬

‫التيِ لمَْ تَلْتَ ِق‪ ،‬وَلمَْ تَلْتَ ِق ال ُعيُون‪..‬‬ ‫ُجنُو ُن َكلِ َمات ‪..‬‬ ‫***‬ ‫‪134‬‬


‫ستعلم ‪..‬‬ ‫ِحينَهَا‪..‬‬ ‫َستَعلَُمها ا َ‬ ‫حلقِيقَة‪...‬‬ ‫َستَ ْعلَُم ‪..‬‬

‫َكمْ أَنْ َت َم ْع ُز ٌ‬ ‫اس‪..‬‬ ‫ول ع ِ‬ ‫َن النَّ ِ‬

‫َكمْ وَ ِحيدًا تَ ِع ُ‬ ‫يش بَ َ‬ ‫ني األَنَام‪..‬‬

‫َكمْ بَ ِعيدَة ِهي البَ َسمات ‪..‬‬ ‫وَ َكمْ َطويلَة ِه َي املَ َسافَات ‪...‬‬ ‫َستَ ْعلَُم ‪..‬‬

‫اجهَا ‪ ...‬وَتَتُو ُق إِليهَا ‪..‬‬ ‫أَنَّ َك تحَ ْ تَ ُ‬ ‫ثينَة ِهي اللّ َح َظات ‪..‬‬ ‫وَ َكمْ مَ ِ‬

‫***‬ ‫‪135‬‬


‫أنت‪..‬‬ ‫أَ ْذ ُك ُرك أَنْت‪،‬‬ ‫رَ ْغمَ القُيُود‪..‬‬ ‫أُ ِريدُك أَنْت‪،‬‬

‫ُر ْغمَ ا ُ‬ ‫حلدُود‪..‬‬

‫َ‬ ‫راق َّ‬ ‫الش َجر‪،‬‬ ‫بِ َع ّد أوْ ِ‬ ‫رات املَ َطر‪..‬‬ ‫وَقَ َط ِ‬ ‫نت القُيُود‪..‬‬ ‫فَأَ ِ‬ ‫وَأَنْت ا ُ‬ ‫حلدود‪..‬‬ ‫***‬ ‫‪136‬‬


‫نفس املكان ‪..‬‬ ‫ويبقَى ُّ‬ ‫كل شيءٍ َك َما َكان‪..‬‬ ‫املكا ُن هوَ املكان‪..‬‬

‫ُ َّ‬ ‫ارع َك َما َكانَ ْت‪..‬‬ ‫وأعمدة الش ِ‬ ‫َ‬ ‫الر ِص ُ‬ ‫يف القَ ِديم‪..‬‬ ‫وذلك َّ‬

‫اللوز‪،‬‬ ‫الذي ُ‬ ‫كنت أَ ْك ِس ُر َعلَيْ ِه َحبَّ ِ‬ ‫ات ِ‬

‫هوَ َك َما َكان‪..‬‬ ‫ومل يَتَ َغيرَّْ‪..‬‬

‫وأنظ ُر يف مرآةِ أُ ِّمي القدمية‪..‬‬ ‫ْت‪..‬‬ ‫اليت أهداها إياها أَبِي لمَ​َّا ُولِد ُ‬ ‫فأرَى تَ َغيرَُّ وَ ْج ِهي والزمان ‪..‬‬

‫كنت‪..‬‬ ‫عدت كما ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫اللوز يف يَ ِدي‪..‬‬ ‫وَ َص ُغ َر ْت َحبَّ ُة ِ‬ ‫‪137‬‬


‫أجلس على الرصيف‪..‬‬ ‫وما ُ‬ ‫عدت ُ‬ ‫الذي كان‪...‬‬ ‫عدت أُ َم ِّر ُغ وَ ْج ِهي يف الترَُّاب‪...‬‬ ‫وما ُ‬ ‫ض َ‬ ‫وأر ُك ُ‬ ‫خلف الدِّيدَان‪..‬‬ ‫الصبَاح‪..‬‬ ‫أَجمْ َ ُعهَا‬ ‫للعصافري يف َّ‬ ‫ِ‬ ‫وأُلمَْلُِم العيدان‪..‬‬ ‫الص ِغري‪..‬‬ ‫ألُ ْش ِع َل موقدي َّ‬ ‫ويبقى ُك ُّل َشيءٍ َك َما َكان‪..‬‬

‫ومرآةُ أُ ِّمي القدمية ما َزالَ ْت‪..‬‬ ‫ُم َعلَّقَ ًة َعلَى ا َ‬ ‫حلائِط ‪..‬‬ ‫وَاملكا ُن هوَ املكان‪..‬‬ ‫***‬ ‫‪138‬‬


‫أصغي‪..‬‬ ‫أُ ْط ِر ُق أُ ْص ِغي لِتِ َ‬ ‫لك املَعانِي ‪...‬‬ ‫وَتِلْ َك ا ُ‬ ‫ات‪...‬‬ ‫وف ال ّراقِ َص ِ‬ ‫حل ُر ِ‬

‫وأُنْ ِص ُت لِ َعز ِ َ‬ ‫اس‪...‬‬ ‫ْف األنْفَ ِ‬ ‫ِ‬

‫ات‪،‬‬ ‫وَوَقْ ِع اللّ َح َظ ِ‬

‫أَ ْعلَُم أَنّك تخُ ْ فِي َعنيِّ البَ َسمات‬ ‫أَ ْعلَُم أَنَّك تخُ ْ فِي عين خفقات ‪...‬‬ ‫أَعلَُم أنَّك تُلَ ْملُِم أنْفَاسك ‪...‬‬ ‫وَلهَ​َثَاتك‪..‬‬ ‫وَتَ َض ُعهَا تحَ ْ َت مخَ َ دّتك‪..‬‬ ‫فَال يَراهَا ِسوَاك‪..‬‬ ‫‪139‬‬


‫أَ ْعلَُم أنّك تَ ْكتُ ُب اسمْ اً فيِ َدفْترَ ِك‪..‬‬ ‫وَتَرْ ُس ُم قَلَبَني‪..‬‬ ‫وَوَرْ َدتَني ‪..‬‬ ‫َو َشفَتَينْ ‪..‬‬ ‫***‬

‫‪140‬‬


‫أمرية قليب‪..‬‬ ‫الصبَاح‪...‬‬ ‫ِعنْ َد َما أَرَاك فيِ ّ‬ ‫أَنْ ُظ ُر إِليك…‬ ‫فَأَرَى بَ ْه َج َة َّ‬ ‫الش ْم ِس فيِ َخ َّديْك…‬ ‫ني فَتَتَ َعانَ ُق ُر ُ‬ ‫وَتَبْتَ ِس ِم َ‬ ‫موش َعيْنَيْك…‬ ‫وَيَنْبَ ِع ُث ُس ُرو ًرا ِم ْن وَ ْجنَتَيْك…‬ ‫فَتُلَّو ِح َ‬ ‫ني بِيَ َديْك‪..‬‬ ‫تَ ْه ُربِ َ‬ ‫ني ِمنيِّ ‪..‬‬ ‫فَتَ ْغ ُم ُر ِك حمُ ْ رَةُ ا َ‬ ‫خل َجل…‬ ‫فَأَ ْش ُع ُر أَنِّي َملِ ٌك ُمتَ َّو ٌج‪..‬‬ ‫‪141‬‬


‫وَأَنَّ ِك أَ ِميرَْةُ قَلْب…‬ ‫الزهُور الفَاتِنَات تَقُ ُ‬ ‫ول لَك…‬ ‫وَ ُك ّل ُّ ِ‬ ‫لَبَيّك‪..‬‬ ‫***‬

‫‪142‬‬


‫أعلم ‪..‬‬ ‫أَ ْعلَُم !‬ ‫أنَّك تخُ ْ فِي ا َ‬ ‫حلقِيقَ َة َعنيِّ ‪..‬‬ ‫وَتخُ ْ فِي قَلْبَك َعنيِّ ‪..‬‬ ‫َوتَأبَى ال َكالم‪..‬‬

‫أَ ْعلَُم !‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫الم َكالم‪...‬‬ ‫أ َّن ِم ْن َو َراءِ الك ِ‬

‫فَأِنِّي رَأَيْتُ َك فيِ املَنَام‪..‬‬ ‫تحَ ْ ِم ُل شمَ ْ ع ًة َو ِقنْديالً‪..‬‬

‫َ‬ ‫بيض ا َ‬ ‫جلميل تَسري‪...‬‬ ‫وَبِثَوْبِك األ ِ‬

‫تُ ْش ِعل ِم ْن َحولِ َك َّ‬ ‫الظالم‪...‬‬

‫أَ ْعلَُم !‬

‫‪143‬‬


‫أَ ّن ع َ‬ ‫َينك لمَْ تَلتَ ِق ع َّ‬ ‫َيين‪..‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْر ُف َمن تَ ُكون‪..‬‬ ‫وَأنِّي ال أع ِ‬ ‫أَوْ َك َ‬ ‫يف تَ ُكون‪..‬‬

‫َغريَ أَنِّي أَ ْطرَ ُح ع َ‬ ‫يل ال ّسالم‪..‬‬ ‫َليك فيِ اللَّ ِ‬ ‫أَ ْعلَُم !‬ ‫َ‬ ‫اجلبَال‪..‬‬ ‫أنَّ َك تخُ ْ فِي هُموماً َك ِ‬ ‫وَدَمعاً عَلى َخدّك َسال‪..‬‬

‫دات وَآهات‪..‬‬ ‫ات وَتَ ُّ‬ ‫نه ٍ‬ ‫وَلهَ​َثَ ٍ‬

‫أَ ْعلَُم !‬

‫أَنَّك ستَأتِينيِ يَوْماً‪..‬‬ ‫تحَ ْ ِمل فيِ َجوْفِك َمالم‪..‬‬ ‫‪144‬‬


‫وَتُلقِي فيِ وَجهي رَسائِلي‪..‬‬ ‫واهليام‪..‬‬ ‫وَدَفاتِري وَلحَ ٍ‬ ‫ظات ِم َن ال ِع ْش ِق ِ‬

‫ألنَّ َك َك َّ‬ ‫ناح ُه فَال يَطري‪..‬‬ ‫جمرو ٌح َج ُ‬ ‫ري ْ‬ ‫الط ِ‬ ‫وألَنَّ َك تَ ْع َش ُق ع ْشقًا َكاأل َساطري‪..‬‬

‫وَألَنَّك تحَ ْ ِم ُل فيِ َصد ِْر َك قَلباً جمَ يل‪..‬‬ ‫أَ ْعلَُم !‬ ‫أَ ْعلَُم !‬ ‫***‬

‫‪145‬‬


‫وهم ‪..‬‬ ‫وَ ْه ٌم يُ َط ِار ُدنِي‪..‬‬ ‫وَ ُحلٌُم يُ َسافِ ُر بِي‪..‬‬ ‫إِلىَ َحيْ ُث ال َم َكان ‪..‬‬ ‫وَ َحيْ ُث النِّ ْسيَان‪..‬‬ ‫ات اللَّيْ ِل َّ‬ ‫الط ِويل‪...‬‬ ‫فيِ ُط ُرقَ ِ‬ ‫َوفيِ ثَنَايَا َّ‬ ‫الز َمان‪..‬‬

‫***‬

‫‪146‬‬


‫امسعيين!‬ ‫جمَ يلَيت!‬ ‫إسمْ َ ِعينيِ وَا ْعلَ ِمي‪..‬‬ ‫أَنِّي َع ِشقْتُ ِك ِم ْن َز َمان…‬ ‫وَأَ َّن ُحبيِّ فيِ َحياتِي‪..‬‬ ‫ُهوَ أَنْ ِت‪ ،‬يَ ُكو ُن وَ َكان‪..‬‬ ‫اص ُمين‪..‬‬ ‫قَلْبيِ خُي ِ‬ ‫اجلوار ُح‪..‬‬ ‫تُ َعانِ ُدنِي‬ ‫ِ‬ ‫لمَّا نَ ُكو ُن فيِ َخ َصام…‬ ‫إسمْ َ عينيِ وَا ْعلَ ِمي‪..‬‬ ‫َشات ُفؤا ِدي‪..‬‬ ‫َرع ُ‬ ‫‪147‬‬


‫ات ِو ْجدانِي‪..‬‬ ‫َه َم َس ُ‬ ‫َص ْم ُت أَنْفَا ِسي‪..‬‬

‫تَزْدا ُد وَتمَْقُتُنيِ ‪..‬‬ ‫ري َسالم‪..‬‬ ‫لمَّا تمَُ ّري َن َعنيِّ ِم ْن َغ ِ‬ ‫***‬

‫‪148‬‬


‫الباكون‪..‬‬ ‫أيُّهَا البَاكو َن فَو َق األ ْطالل‪..‬‬ ‫إِنْ َص ِر ُفوا !‬ ‫إبْتَ ِعدُوا !‬ ‫إِ ْختَفُوا !‬ ‫ِصريُوا تُراب‪..‬‬ ‫أَوْ ُكونُوا ِظالل‪..‬‬ ‫أَيُّهَا املُنْتَ ِحبُو َن عَلى َّ‬ ‫الزمان‪..‬‬ ‫ِصرنَا ِع َظام‪...‬‬ ‫ُرفاتُنَا تَوَ َّز َع ُغباراً أَسود فيِ األُ​ُف ِق‪..‬‬ ‫حَ ْ‬ ‫نوَ ال َغمام‪..‬‬ ‫‪149‬‬


‫أيُّهَا ا َ‬ ‫حلالمُِون ‪..‬‬ ‫املاضي البَعي ِد َح َّد التَّوَهان‪..‬‬ ‫ُحلُمَ ِ‬ ‫واري القُ ُصور‪...‬‬ ‫بِهارو َن َّ‬ ‫الرشي ِد وَ َج ِ‬

‫ُقصورنَا تَ َه ّد َمت‪..‬‬ ‫َصارَ ْت ُركام‪..‬‬

‫وَ ُك ّل األ َسا ِطري تمَْقُتُنيِ ‪..‬‬ ‫وار ِس ال ِذي َن َكانُوا‪..‬‬ ‫وَ ُك ّل الفَ ِ‬ ‫وَ ُك ّل القُبور‪..‬‬

‫ِّين وَالفُرسان ‪...‬‬ ‫َحتَّى َصال ُح الد ِ‬

‫أَ ْض َحوا ِعظام‪...‬‬

‫‪150‬‬


‫خات النِّساءِ البَا ِكيات‪...‬‬ ‫وَ َصرَ ُ‬ ‫تصماً ممُْتَشقاً ُحسام‪..‬‬ ‫تَنْتَ ِظ ُر ُم ْع ِ‬ ‫أَيُّها ا َ‬ ‫حلالمِ ون‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫وق ُرؤو ِس ُكم‪..‬‬ ‫أنْفُضوا ال ُغبارَ م ْن فَ ِ‬

‫ِوا ْعلَموا أَنَّكمْ نِيام‪...‬‬ ‫***‬

‫‪151‬‬


‫حلم‪..‬‬ ‫فيِ ُحل ِمنَا البَ ِعيد‪..‬‬ ‫تَقَاسمَ ْ نَا اإلبْتِ َسا َم َة وَال َكلِ َم َة واللّقْ َم َة‪،‬‬ ‫اسنَا تَقَاسمَ ْ نَاهَا‪..‬‬ ‫َحتَّى أَنْفَ ُ‬ ‫فيِ ُحل ِمنَا البَعيد‪..‬‬ ‫خل ُ‬ ‫َحيْ ُث ا َ‬ ‫يال‪ ،‬وَأ ْزهَا ُر النَّرْ ِجس‪..‬‬ ‫تُ َعانِ ُق َشقَائِ َق النُّ ْع َمان‪،‬‬ ‫َحيْ ُث تَبْتَ ِس ُم النُّجوم‪..‬‬ ‫ري ا ُ‬ ‫خل ْضر‪،‬‬ ‫ص َعلَى نَ َغماتِهَا ال َع َصافِ ُ‬ ‫وَتَرْ ُق ُ‬ ‫وَالفَرا َشات‪..‬‬ ‫فيِ ُحلْ ِمنَا البَعيد‪..‬‬ ‫‪152‬‬


‫تَتَعانَ ُق األَرْوا ُح وَتمَْتَ ِز ُج القُلُوب‪..‬‬

‫الرائِ َعات‪..‬‬ ‫تَرْ ُق ُب ال ُعيو َن َّ‬ ‫فَيَبْتَ ِس ُم الثَّ ْغ ُر ا َ‬ ‫جلمي ُل‪..‬‬

‫ُ َِّ ُ َ َ ُ‬ ‫يات‪..‬‬ ‫يوم ال َعالِ ِ‬ ‫أ َحلق فوْق الغ ِ‬ ‫وَ َصدى أَنْفاسها يحَ ْ ُضنُنيِ ‪..‬‬ ‫ص َكا َ‬ ‫هلواء‪،‬‬ ‫فَأُ ْم ِس ُكها فَتَتَ َملَّ ُ‬

‫ض تَتَمايَ ُل َك َصفْ َصافَ ٍة ِّ‬ ‫وَتَرْ ِك ُ‬ ‫الشتاء‪..‬‬ ‫فيِ‬ ‫فيِ ُحلْ ِمنَا البَ ِعيد‪،‬‬

‫َحيْ ُث ِّ‬ ‫الضياء‪..‬‬

‫وَحمُ ْ رَةُ ا َ‬ ‫خل َجل‪..‬‬ ‫‪153‬‬


‫ُحلُ ُمنَا َكلَيْلِنَا َّ‬ ‫الطويل‪،‬‬ ‫يَ ْس َه ُر فِي ِه القَ َمر‪..‬‬ ‫وَال يُد ِْر ُك ُه البَ َصر‪،‬‬

‫َحيْ َث تمَْتَ ِز ُج ال َعوا ِط ُف وَاملَ َطر‪..‬‬

‫يس َك َموْ ِج البَ ْحر‪..‬‬ ‫وَتَنَْ َس ِك ُب األَ َحا ِس ُ‬ ‫ُحلُْمنَا البَ ِعيد‪..‬‬ ‫***‬

‫‪154‬‬


‫ألنك ‪..‬‬ ‫ألَنَّ َك أَنْ َت ا َ‬ ‫حلقِيقَ ُة‪..‬‬ ‫وَأَنْ َت الوَاقِ ُع‪..‬‬

‫ألَنَّ َك أَنْ َت ال َكوَا ِك ُب‪..‬‬ ‫فَو َق الفَالة‪..‬‬ ‫الدلِيل‪..‬‬ ‫وَأَنْ َت َّ‬ ‫وَلمَحْ َ ُة فَ ْج ٍر ‪..‬‬

‫تُ َعانِ ُق لَيالً َطويْل‪..‬‬ ‫حل َكايَ ُة‪..‬‬ ‫ألَنَّ َك أَنْ َت ا ِ‬

‫الروَايَ ُة‪..‬‬ ‫أَنْ َت ِّ‬

‫وَأَنْ َت ا َ‬ ‫حلرْ ُف والتَّ ْش ِكيل‪..‬‬ ‫ألَنَّ َك أَنْ َت النَّهَا ُر‪..‬‬

‫‪155‬‬


‫وَأَنْ َت املَنا ُر‪..‬‬

‫روب حلظ األَ ِصيل‪..‬‬ ‫وَحمُ ْ رَةُ ال ُغ ِ‬

‫ألَنَّ َك أَنْ َت ال ُو ُجودُ‪..‬‬ ‫أَنْ َت البِدَايَ ُة‪..‬‬

‫أَنْ َت النِّهَايَ ُة‪..‬‬

‫الرو ُح وَاملَنَاة‪..‬‬ ‫وَأَنْ َت ُّ‬

‫ضا َ‬ ‫ألَنَّ َك نَبْ ُ‬ ‫حليَاة‪..‬‬ ‫وَنَبْ ُ‬ ‫ض الفُؤاد‪..‬‬ ‫وَ ُع ْم ِر َي املَِديد‪..‬‬ ‫***‬

‫‪156‬‬


‫الرحيل‪..‬‬ ‫رَ َح َل ُدوْ َن ا ْستِئْ َذان‪..‬‬ ‫َحتَّى اإللْتِفَاتَ َة ِمنْ ُه‪..‬‬ ‫لمَْ يُ ِعرْنِي‪،‬‬ ‫َحتَّى أَنَّ ُه َما قَ َ‬ ‫ال َسالم‪..‬‬ ‫أَوْ َكالم‪..‬‬ ‫حمَ َل أَ ْمتِ َعتَ ُه ‪..‬‬ ‫َحقاَئِبَ ُه‪..‬‬ ‫أَوْرَاقَ ُه‪..‬‬ ‫َدفَاتِرَهُ‪..‬‬ ‫‪157‬‬


‫اختَفَى َّ‬ ‫الظالم‪..‬‬ ‫وَ ْ فيِ‬ ‫ُر ْغ َم هَذا‪،‬‬ ‫ِمنيِّ إلَيْ ِه َسالم‪...‬‬ ‫***‬

‫‪158‬‬


‫يكفيين‪..‬‬ ‫يَ ْكفِينيِ !‬ ‫أَنَّ َك تَنْ ُظ ُر إِلَ َّي ِح َ‬ ‫ني تُفِيق‪..‬‬ ‫يَ ْكفِينيِ !‬ ‫أَنِّي أَنْ ُظ ُر إِلَ َ‬ ‫يك ِح َ‬ ‫ني تَنَام‪..‬‬ ‫يَ ْكفِينيِ !‬ ‫أَنَّ َك ِح َ‬ ‫ني تَرَانِي تَبْتَ ِس ُم َعيْنَاك‪..‬‬ ‫وَتَرْتَ ِس ُم َشفَتَاك‪..‬‬ ‫يَ ْكفِينيِ !‬ ‫ني أَرَ َ‬ ‫أَنِّي ِح َ‬ ‫اك يَ ْعترَ ِينيِ ِهيَام‪..‬‬ ‫***‬ ‫‪159‬‬


‫اناديك ‪..‬‬ ‫وَأنَا ِدي فِ َ‬ ‫الرو َح يَا ُع ْم ِري‪..‬‬ ‫يك ُّ‬ ‫َك َما األيَّا ُم تَنْ َدهُن…‬

‫الساعَات وَاللَّ َح َظات وَالوَقَفَات…‬ ‫َك َما َّ‬ ‫تَ ْصرَ ُخ فيِ ّ…‬

‫تَبْ َع ُث فيِ نَفْ ِسي…‬ ‫ِع ْشقَا وَ َحنيناً…‬ ‫مان ُكنْ َت فِي ِه…‬ ‫وَيُ َعانَقُنيِ َعبَ ُق َز ٍ‬ ‫بَ َس َمات وَ َه َم َسات‪..‬‬

‫وَأَسمْ َ ُع لهَ​َثاتِك عَلى بُ ْع ٍد…‬ ‫َكالنَّ َسمات…‬ ‫‪160‬‬


‫تُنَا ِدين…‬ ‫اجينيِ ‪..‬‬ ‫تُنَ ِ‬ ‫تُنَا ِغينيِ ‪..‬‬ ‫َك َما النّبَضات‪..‬‬ ‫***‪.‬‬

‫‪161‬‬


‫صميت ‪..‬‬ ‫َص ْم َكالد َ‬ ‫ُّخان!‬ ‫تيِ‬ ‫راب‪...‬‬ ‫َكال َس ِ‬ ‫يَ ْعلُو ُك ّل يَوم‪...‬‬ ‫َك َماءٍ َظنَّ ُه ال َع ْطشان‪..‬‬ ‫دخنَ ٍة ا ْشتَ َعلَت عَلى ُص ُح ِف ِّ‬ ‫ِمن َم َ‬ ‫الذ ْكرَيات‪...‬‬ ‫راشات وَ ُورو ٍد‪..‬‬ ‫فَارت َسمَ فَ ٍ‬ ‫َصافريَ‪..‬‬ ‫وع َ‬ ‫وَ ِغربان‪..‬‬

‫‪162‬‬


‫رب القَ َمر‪..‬‬ ‫تَعالَت ُق َ‬ ‫تُ َغنيِّ وَتَ ُ‬ ‫ص‪...‬‬ ‫رق ُ‬ ‫عَلى لحَ ْ ِن َّ‬ ‫الزمان‪...‬‬ ‫***‬

‫‪163‬‬


‫ً‬ ‫عذرا !‬ ‫ُع ْذراً يا َسيّ َدتِي‪..‬‬ ‫دَعينيِ !‬ ‫َعفْواً يا َسيِّ َدتِي‪..‬‬ ‫أُتْ ُر ِكيين!‬

‫يَا ا ْمرَأَةً !‬

‫ال تَع َشقينيِ ‪..‬‬ ‫إنْ ِسينيِ ‪...‬‬

‫ا ْع ُذ ِرينيِ يَا َسيِّ َدتِي !‬ ‫فَلَ ْس ُت أَ ْملِ ُك قَلْبيِ ‪..‬‬ ‫ُش ُجونِي وَ ُجنونِي‪..‬‬ ‫أَوْراقِي وَ َكلِماتِي‪..‬‬

‫‪164‬‬


‫وَ َحنِينيِ ‪..‬‬ ‫َسبَقَتْ ِك ا ْمرْأ ٌة يا َسيِّ َدتِي‪..‬‬ ‫إِىل قَلْبيِ ‪..‬‬ ‫أَ َخ َذت دَفاتِري ‪..‬‬

‫َكلِ َماتِي وَأَ ْش َع ِاري‪...‬‬

‫َدوَاتِي‪..‬‬ ‫وَ ُك ّل املَعانِي‪...‬‬ ‫أُع ُذ ِري َّ‬ ‫الز َمانَ‪..‬‬ ‫أُ ْع ُذ ِري املَكانَ‪..‬‬ ‫وَافْق ِدي َّ‬ ‫الذا ِكرَةَ‪...‬‬

‫أَوْ تجَ َ َّر ِعي دَواءَ النِّ ْسيَان‪...‬‬ ‫‪165‬‬


‫أُ ْع ُذرينيِ يَا َسيِّ َدتِي !‬ ‫وَ َكأَ َّن َكا َن ما َكانَ‪...‬‬

‫َسأَرْ َح ُل عَبرَْ َّ‬ ‫الز َمان‪...‬‬ ‫وَأُ َسافِ ُر بَ ِعيداً ‪..‬‬

‫أَقْ َط ُع ودْياناً ووديان‪..‬‬

‫أَحمْ ِ ُل َما تبَقَّى ِم ْن وَرَ ٍق ‪..‬‬

‫وَ َما تَبَقَّى ِم ْن ِح رْ ٍب فيِ َدوَاتِي‪...‬‬ ‫ألَرْسمَ لَيالً جمَ ِ يل‪...‬‬ ‫وَأَرْسمَ وَ ْج َه القَ َم ِر ‪..‬‬

‫***‬ ‫‪166‬‬


‫عقل‪..‬‬ ‫َعقْ ٌل تَنَاثَرَ َح َّد ا ُ‬ ‫جلنُون‪..‬‬ ‫وَ َعقْ ٌل تَبَ ْعثَرَ َصوْ َب األُ​ُفق‪..‬‬

‫اب‪..‬‬ ‫أُ​ُف ٌق تَلَبَّ َد َغيْ َماً وَ َضبَ ْ‬ ‫ات َخلَ َط ْت ُك َّل َص َواب‪..‬‬ ‫َو َصرْ َخ ٌ‬

‫وَ َصدَى َصوْ ٍت َما َزال‪..‬‬

‫َك َصلْ َصلَ ٍة فيِ ُع ْم ِق اللَّيْل‪...‬‬ ‫تَ ُر ُّج ال َكيَان‪..‬‬ ‫َولجُ َ ٌج َك َموْ ِج البَ ْحر‪..‬‬ ‫يَ ْص َخ ُب فيِ َّ َح َّد ال َع ْظم‪..‬‬ ‫أَنِ ٌ‬ ‫ني وَ ُش ُجون‪..‬‬ ‫الص ْمت‪..‬‬ ‫َو َج َس ٌد تَبَ ْهنَ َس َح َّد َّ‬ ‫َص ْم ٌت َمقِيت‪..‬‬ ‫‪167‬‬


‫فَتَ َعالىَ َه ْم ٌس‪..‬‬ ‫َه ْم ٌس يَ ِع ُّج المَْ َكان‪..‬‬ ‫ات تَهَاتَفَ ْت‪..‬‬ ‫وَ َكلِ َم ٌ‬

‫ات لَيْ َس ْت َكالْ َكلِ َمات‪...‬‬ ‫َكلِ َم ٌ‬ ‫فَيَ ْختَلِ ُط اليَوْمَ وَأَ ْمس‪..‬‬

‫وَ َعقْ ٌل تَ َش َّردَ‪..‬‬

‫وَ َعقْ ٌل َعرْبَدَ‪..‬‬

‫وَ َعقْ ٌل يَ ْه ِم ُس َه ْمس‪..‬‬

‫وَ َعقْ ٌل تَفَ َّردَ‪..‬‬

‫وَ َعقْ ٌل تمَ​َ َّردَ‪..‬‬ ‫وَ َعقْ ٌل أَ َصابَ ُه َم ّس‪..‬‬ ‫***‬ ‫‪168‬‬


‫صوتي‪..‬‬ ‫كلماتي!‬ ‫َ‬ ‫َمع فيِ ُمقْلَت…‬ ‫كد ٍ‬

‫يَ ِسيل‪..‬‬

‫َحرَ ُج عَلى َخدِّي‪...‬‬ ‫يَتَد ْ‬

‫َح ُر ِج َضبَاب عَلى رَ َ َ‬ ‫ض‪..‬‬ ‫َكتَد ْ‬ ‫اح ِة األرْ ِ‬ ‫ٍ‬

‫َكلِ َماتِي!‬ ‫ريض ‪..‬‬ ‫َك َح ْشرَ َج ِة املَ ِ‬ ‫َك َعلْقَ َم ِة الدَّواء‪..‬‬ ‫َك َّ‬ ‫الض َجر‪..‬‬ ‫َكأنَّ ِة ِطفْ ٍل َضرير‪..‬‬ ‫‪169‬‬


‫عات‪..‬‬ ‫َكقَرْقَ ٍ‬ ‫فيِ ُظلَْم ِة اللَّيل…‬ ‫فيف وَرَ ِق َّ‬ ‫الش َجر‪..‬‬ ‫َك َح ِ‬ ‫فَ ْص ِل ا َ‬ ‫ريف‪..‬‬ ‫خل ِ‬ ‫فيِ‬ ‫وت النَّ ِخيل‪..‬‬ ‫َك َص ِ‬ ‫الس َحر‪..‬‬ ‫َسا َع َة َّ‬ ‫***‬

‫‪170‬‬


‫ناقوس اخلطر‪..‬‬ ‫د َّ‬ ‫السفَ ِر‪..‬‬ ‫َق نَ ُاق ُ‬ ‫وس َّ‬ ‫ِح َ‬ ‫الس َح ِر‪..‬‬ ‫اعات َّ‬ ‫ني َس ِ‬

‫أَيَّتُهَا املَفْتونَ ُة!‬

‫وب ال َغ َمامَ‪..‬‬ ‫تَناثَ ِري َص َ‬

‫تَناثَ ِري ُفتاتاً‪...‬‬ ‫رَذا َذ َماءٍ ‪...‬‬

‫ات املَ َط ِر‪...‬‬ ‫عَبرَْ َز َّخ ِ‬

‫تَ َصا َع ِدي دُخاناً‪..‬‬ ‫َ‬ ‫يل‪..‬‬ ‫أ ْسوَ َد َكاللَّ ِ‬

‫الس َماءِ‪..‬‬ ‫فيِ أُ​ُف ِق َّ‬ ‫‪171‬‬


‫َك ُجنونِي‪..‬‬ ‫َك ِمد َ‬ ‫ْخنَتيِ ‪..‬‬ ‫ات رَ ْم ٍل تَلَفَّ َعت أَ ْموا َج البَ ْح ِر‪...‬‬ ‫َك َذ ّر ِ‬

‫ا ْشتَ ِعلي َح َطباً وكوني كالجَ َ ْم ِر‪...‬‬

‫وس ا َ‬ ‫خل َط ِر‪..‬‬ ‫أَ ْش ِعلِي اللَّي َل وَ ُدقِّي نَ ُاق َ‬

‫تَنَاثَري تَوَ َّز ِعي‪..‬‬ ‫أَيَّاماً كال َده ِْر‪....‬‬

‫ي يَ ْعوَ ُّج عَلى القَ َم ِر‪..‬‬ ‫وَرَفْرَفات َط رْ ٍ‬

‫أيُّها ا ُ‬ ‫نون املَا ِك ُث فيِ ّ‪...‬‬ ‫جل ِ‬

‫َح ّد جُ‬ ‫ون‪..‬‬ ‫امل ِ‬

‫‪172‬‬


‫تَكا ُد أَنْفا ِسي تَنْ َدثِ ُر‪..‬‬ ‫ضات َّ‬ ‫الزمان‪..‬‬ ‫أُعاِنُق نَبَ ِ‬ ‫ني أَنْ َش ِطر‪..‬‬ ‫وَ َكأنَّنيِ لِقِ ْس َم ِ‬ ‫وَيْ َح ا َ‬ ‫حلالمِ نيَ‪..‬‬ ‫وس ا َ‬ ‫د َّ‬ ‫خل َط ِر‬ ‫َق نَ ُاق ُ‬ ‫***‬

‫‪173‬‬


‫أنظر إليك‪..‬‬ ‫َما ِزلْ ُت أَنْ ُظ ُر إلَيْ ِه‪...‬‬

‫وَيَنْ ُظ ُر إِلَ ّي‪..‬‬

‫وَ َما َز َ‬ ‫ال يحُ َا ِدثُنيِ ‪..‬‬ ‫اس ُه ا َ‬ ‫حل َّارةُ تُال ِم ُسنيِ ‪..‬‬ ‫وَأَنْفَ ُ‬

‫َ َ تحُ ْ ُ‬ ‫كن ٍار ِرقنيِ‬ ‫َك ُش ْعلَ ٍة يف ُظلَْم ِة َّ‬ ‫الز َمن‪..‬‬ ‫‪..‬‬

‫وَنَبرَ​َاتُ ُه المُْتَلَفِّ َع ُة َحنِ َ‬ ‫ني األَيَّام ‪..‬‬ ‫ات َّ‬ ‫الز َمان‪..‬‬ ‫وَ َح ْشرَ َج ُ‬ ‫تخُ َ ا ِطبُنيِ ‪..‬‬ ‫ِحينَهَا َكا َن يَبْتَ ِسم‪..‬‬ ‫وَوَ ْج ُه ُه الوَ ِضيءُ‪..‬‬ ‫‪174‬‬


‫يمَْتَلِ ُكنيِ ‪..‬‬ ‫بِوَ ْجنَتَيْ ِه الوَرْ ِديَّتَينْ ‪..‬‬

‫يُرَاقِ ُصنيِ ‪..‬‬ ‫الده ِْر‪..‬‬ ‫وَتحَ ْ َت َجفْنَيْ ِه تَرَبَّ َع ْت َمال ِم ُح َّ‬ ‫السفَ ِر‪..‬‬ ‫وَ َمال ِم ُح َّ‬ ‫فيِ ُمقْلَتَيْ ِه‪..‬‬ ‫وَ ُخ ُطو ِط وَ ْج ِه ِه ِوَ َشفَتَيْ ِه‪..‬‬ ‫ات َعيْنَيْ ِه‪..‬‬ ‫وَفيِ لمَحَ َ ِ‬ ‫اجبَيْ ِه‪..‬‬ ‫وَاقْترِ َ ِان َح ِ‬ ‫وَ َما َز َ‬ ‫ال يحُ َا ِدثُنيِ ‪..‬‬ ‫وَ َما ِزلْ ُت أَنْ ُظ ُر إلَيْ ِه‪..‬‬

‫***‬ ‫‪175‬‬


‫الحظ‪..‬‬

‫الح ْظ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫أَنِّي ِصرْ ُت قَلِي َل ال َكالم‪..‬‬ ‫الح ْظ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ْت أَُق ُ‬ ‫ول ِف َ‬ ‫يك َمالم‪..‬‬ ‫أَنِّي َما ُعد ُ‬ ‫الح ْظ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الم َكالم‪..‬‬ ‫أ َّن َما وَرَاءَ الك ِ‬ ‫الح ْظ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫أَ َّن ُح ُروفيِ َسا َر ْت َصوْ َب ال َغ َمام‪..‬‬ ‫فَال أُ ْم ِس ُكهَا‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫َ ُّ‬ ‫الس َماء‪..‬‬ ‫وم فيِ َّ‬ ‫أبْ ِص ُرهَا كالن ُج ِ‬ ‫فَال أُد ِْر ُكهَا‪..‬‬ ‫الح ْظ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫أَنِّي أَ ْكرَ ُه فِ َ‬ ‫خل َصام‪..‬‬ ‫يك ا ِ‬ ‫***‬ ‫‪176‬‬


‫جلج‪..‬‬ ‫لجَ َ ٌج‪..‬‬ ‫َص َخ ٌب‪..‬‬ ‫ي ُ‬ ‫ُول يفَّ‪..‬‬ ‫جِ‬ ‫يمَْقُتين‪..‬‬ ‫مت ‪..‬‬ ‫الص َ‬ ‫يقْتُل َ‬ ‫يوَزعين بَقَايَا َز َمان‪..‬‬ ‫يعتَ ِص ُر ال ُرو َح من الروح‪..‬‬ ‫َاص ُر بَقَايَا األنفَاس‪..‬‬ ‫ويحُ ِ‬ ‫فس األَخري‪..‬‬ ‫أستَن ِش ُق النَ َ‬ ‫أع َش ُق ا َ‬ ‫حلياة‪..‬‬ ‫وأمقُ ُت املَوت‪..‬‬ ‫وأتُوه َعربَ املكان‪..‬‬ ‫فيُخالجِ ُ ين ُشعو ٌر غريب‪..‬‬ ‫‪177‬‬


‫غضب وأحزان‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫وتَوَهَان‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫أحبث عن مخَ رَ ٍج جديد‪..‬‬ ‫أتنفس َعربَه َهوَاء‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ألَحيَا من جديد‪..‬‬ ‫فال أَج ُد املكان‪..‬‬ ‫علي املخارج‪..‬‬ ‫وتتشابَ ُه َّ‬ ‫الص ْم ُت املَِديد‪..‬‬ ‫ويَعترَ يين َ‬ ‫خَينُقُين‪..‬‬ ‫يُ َشتِ ُت يف نَفْ ِسي األمان‪..‬‬ ‫ات من ال َعدَم‪..‬‬ ‫َصفَ َع ٌ‬ ‫تَ ُر ُج ال َكيان‪..‬‬ ‫تَ ْغتَالُين‪..‬‬ ‫‪178‬‬


‫فيُب ِطيءُ نَبْ ِضي من َج ِديد‪..‬‬ ‫وأَبحْ ُ‬ ‫َث من َج ِديد‪..‬‬ ‫ثقب إبْرةٍ‪..‬‬ ‫عن ِ‬ ‫أَتَنَفَ ُس عَبرَْ ُه هواء‪..‬‬ ‫َكي أَعَيش‪..‬‬ ‫َكي أَرَى املَ َساء‪..‬‬ ‫َكي أَعُود من َج ِديد‪..‬‬ ‫***‬

‫‪179‬‬


‫كنا ‪..‬‬ ‫ُكنَّا‪..‬‬ ‫ُ َّ َ ُ‬ ‫ض ا َ‬ ‫خلالء‪..‬‬ ‫كنا نرْك ُ فيِ‬ ‫ُوت قَلِيلَ ًة‪..‬‬ ‫وَ َكانَ ْت البُي ُ‬ ‫وَاألَسمْ َ اءُ َغيرَْ األَسمْ َ اء ‪..‬‬ ‫وَاألَ َما ِك ُن َم ْه ُجورَةً‪..‬‬ ‫وَ َكانَ ْت قَرْيَتيِ َص ِغريَةً‪..‬‬ ‫وَ ُكنَّا نَ ْعدُو َكالثَّ َعالِ ِب‪..‬‬ ‫السهُو ِل‪..‬‬ ‫الريَا َح فيِ ُّ‬ ‫نُ َسابِ ُق ِّ‬ ‫ات ا ُ‬ ‫َ َ‬ ‫حلقُو ِل‪..‬‬ ‫وَالفرَاش ِ فيِ‬ ‫ِ‬ ‫ُحقُ ٌ‬ ‫يق‪،‬‬ ‫ول َصفْرَاءُ ِم َن القَ ْمح ال َعتِ ِ‬ ‫اب‪..‬‬ ‫يمَْألُهَا الترَُّ ُ‬ ‫وَبِأَقْدَا ِمنَا ا َ‬ ‫ات‪..‬‬ ‫حلا ِفيَ ِ‬ ‫ري ُم ْس ِر ِعنيَ‪..‬‬ ‫ُكنَّا نَ ِط ُ‬ ‫نلِّ ُق ا َ‬ ‫حُ َ‬ ‫هلوَاء‪..‬‬ ‫فيِ‬ ‫‪180‬‬


‫اب‪..‬‬ ‫فَال نُال ِم ُس الترَُّ َ‬ ‫وَ ِح َ‬ ‫وب…‬ ‫ني ال ُغ ُر ِ‬ ‫َكانَ ْت أُ ِّمي تَ ْكنِ ُس الفَنَاء ‪..‬‬ ‫وَيَأْتِي أَبِي َحا ِمالً ِوعَاء‪..‬‬ ‫فِي ِه تِ ٌ‬ ‫اب‪..‬‬ ‫ني وَأَ ْعنَ ٌ‬ ‫وَ ُكنَّا نَ ْس َم ُع َح ِد َ‬ ‫يث ال ِكبَ ِار‪..‬‬ ‫الصبَايَا وَالنِّ َساء‪،‬‬ ‫وَ َه ْم َس َّ‬ ‫وَ َكانَ ْت قَرْيَتُنَا َص ِغريَةً ‪..‬‬ ‫ُوت‪،‬‬ ‫قَلِيلَ َة البُي ِ‬ ‫الب…‬ ‫يَ ْعلُو فِيهَا ِم ْن بَ ِعي ٍد نُبَا ُح ال ِك ِ‬ ‫ُوك…‬ ‫وَ ِصيَا ُح ُّ‬ ‫الدي ِ‬ ‫اف‪،‬‬ ‫وَثُ َغاءُ ا ِ‬ ‫خل َر ِ‬ ‫وَابْتِ َسا َم ُة أُ ِّمي ا َ‬ ‫جل ِميلَ ُة‪..‬‬ ‫ض َّ‬ ‫وَ َشالهَُا األَبْيَ ُ‬ ‫الط ِوي ُل‪..‬‬ ‫‪181‬‬


‫يُ َعانِ ُق المَْ َساء…‬ ‫وَ ِسنُّهَا َّ‬ ‫الذ َهبيِ ُّ يَلْ ِص ُف ِم ْن بَ ِعي ٍد‪..‬‬ ‫َات المَْ َساء…‬ ‫وَفيِ َساع ِ‬ ‫وَالنُّ ُجو ُم ِضيَاء‪..‬‬ ‫نَ ْس َم ُع ِح َكايَ َة َش َجرَةِ «ال ُغولَ ِة»‪..‬‬ ‫َش َجرَة َص َّماء‪..‬‬ ‫ات فَ َدفَنُو ُه تحَ ْ تَهَا‪..‬‬ ‫ات َم ْن َم َ‬ ‫َم َ‬ ‫فَترَْتَ ِع ُد أَوْ َصالُنَا‪..‬‬ ‫ات البَ ِار َدةُ‪..‬‬ ‫فَتَ ّه ُب النَّ َس َم ُ‬ ‫تمَْألُ األَ ْجوَاء‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫الص ْم ِت‪،‬‬ ‫وَ َه َم َس ٌ‬ ‫ات آتِيَ ٌة ِم ْن لجُ َ ج َّ‬ ‫َ‬ ‫وَ ُهدُو ٌء ثَقِ ٌ‬ ‫يل يَرْبِ ُ‬ ‫اس‪..‬‬ ‫ض َعلَى األنْفَ ِ‬ ‫وَيَد ُّ‬ ‫ُق القَلْ ُب ‪..‬‬ ‫وَتَرْتَ ِع ُش ال ُعيُو ُن وَاألَ ْح َشاءُ‪..‬‬ ‫‪182‬‬


‫نَرْ ُق ُب َش َجرَةَ “ال ُغولَ ِة” فيِ المَْ َساء‪..‬‬ ‫الس َماء‪..‬‬ ‫فَنَرَاهَا تمَْتَ ُّد إىل َّ‬ ‫وَتَ رُْب ُز أَ ْذ ُر ُعهَا فَتُ َعانِ ُق النُّ ُجومَ‪..‬‬ ‫فيِ الفَ َضاء‪..‬‬ ‫َ‬ ‫ض‪،‬‬ ‫وَنَرَى ُخرْ ُطو َمهَا يَتَ َدلىَّ إِىل األرْ ِ‬ ‫فَنَنْ َك ِم ُش َح َّد ْ‬ ‫االختِفَاء…‬ ‫وَنَأْ ُك ُل أَ ْظفَارَنَا بِأَ ْسنَانِنَا‪..‬‬ ‫وَتَقْ َش ِع ُّر األَبْدَانُ‪..‬‬ ‫فَتُؤْنِ ُسنَا َض ْح َك ُة أَبِي‪..‬‬ ‫وَ َه ْم َس ُة أُ ِّمي…‬ ‫فَنَنَام إىل الصبَ ِ‬ ‫اح‪..‬‬ ‫ُ ِ َّ‬ ‫***‬

‫‪183‬‬


‫مت حبمد اهلل‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.