مرافعة كرامة

Page 1



‫اسم الكتاب‪:‬‬ ‫مرافعة كرامة‬ ‫مرافعة الشيخ الشهيد نمر باقر النمر‬ ‫الطبعة األولى‪ ،‬أبريل‪ /‬نيسان ‪2016‬‬ ‫© جميع الحقوق محفوظة لصحيفة مرآة البحرين ودار كيتوس للثقافة والنشر‬ ‫‪www.bhmirror.no-ip.org | www.bahrainmirror.com‬‬ ‫‪editor@bahrainmirror.com | info@bahrainmirror.com‬‬




‫الفهرس‬ ‫اإلهداء ‬

‫‪7‬‬

‫المقدمة ‬

‫‪9‬‬

‫بروفايل الشيخ الشهيد ‬

‫‪21‬‬

‫مرافعة كرامة ‬

‫‪25‬‬

‫‪ .1‬خصمي هو هيئة التحقيق واالدعاء! ‬

‫‪29‬‬

‫‪ .2‬أنا في زنزانة ال يدخلها ضوء الشمس ‬

‫‪37‬‬

‫‪ .3‬الخروج على ولي األمر! ‬

‫‪39‬‬

‫‪ .4‬لم أبايع حتى يُقال إنني نقضت البيعة ‬

‫‪55‬‬

‫‪ .5‬السلطة تذكي الفتنة الطائفية ‬

‫‪58‬‬

‫‪ .6‬أحداث البقيع ‬

‫‪64‬‬

‫‪ .7‬اختطافي على طريقة قطاع الطرق ‬

‫‪67‬‬

‫‪ .8‬الرد على تهمة سب الصحابة ‬

‫‪68‬‬

‫‪ .9‬ال طاعة مطلقة لحكام هذه البالد ‬

‫‪76‬‬

‫‪ .10‬لم أمكن من القلم والورقة ‬

‫‪89‬‬

‫‪.11‬من يغذي الفتنة الطائفية ‬

‫‪96‬‬

‫‪ .12‬نشر خطبي وكلماتي ‬

‫‪101‬‬


‫‪ .13‬كيف تم اعتقالي ‬

‫‪103‬‬

‫‪ .14‬نعم‪ ،‬اتهمت الدولة بقتل أوالدنا ‬

‫‪119‬‬

‫‪ .15‬شعب البحرين يستحق النصرة واإلجالل ‬

‫‪128‬‬

‫‪ .16‬العداوة للشيعة عكاز للسلطة ‬

‫‪134‬‬

‫أظهرت الفرح لموت نايف ‬ ‫‪.17‬‬ ‫ُ‬

‫‪137‬‬

‫نادما ‬ ‫‪.18‬‬ ‫ُ‬ ‫لست ً‬

‫‪142‬‬

‫‪ .19‬إفادات المعتقلين من إمالء هيئة التحقيق ‬

‫‪149‬‬

‫‪ .20‬مراحل التحقيق الثالث ‬

‫‪154‬‬

‫‪ .21‬الحرابة تنطبق على قوات الشغب وأميرهم ‬

‫‪157‬‬

‫‪ .22‬تهم الداخلية يفوح منها نتن الفتنة ‬

‫‪164‬‬

‫‪ .23‬لن أطلب براءتي شرعً ا أل ّني على يقين منها ‬

‫‪170‬‬

‫‪ .24‬الحرابة وشروطها ‬

‫‪178‬‬

‫‪ .25‬أطلب التالي‪ ...‬‬

‫‪187‬‬

‫‪ .26‬اإلقرارات ‬

‫‪195‬‬ ‫‪217‬‬

‫ملحق ‬ ‫فهرس اآليات ‬

‫‪233‬‬

‫فهرس األحاديث ‬

‫‪245‬‬

‫فهرس الموضوعات ‬

‫‪247‬‬


‫اإلهداء‬

‫رأيس بكرامتكم‬ ‫الشيخ منر باقر النمر‬



‫المقدمة‬ ‫أزيز الكرامة‬

‫«إن سالحنا هو الكلمة وليس الرصاص وسنواجه الرصاص بالكلمة‬ ‫وليس بالرصاص»‬ ‫«نعم‪ ،‬قد قلت أنا الشهيد التايل ووالله إنها لكرامة من الله أن أكون‬ ‫شهيدًا حيث أُ ْق َت ُل مظلو ًما دفا ًعا عن قيمي ومجتمعي‪ ،‬ال ظاملًا‪ ،‬ومعتدى‬ ‫يل ال معت ٍد عىل أحد»‬ ‫ع َّ‬ ‫الشيخ الشهيد منر باقر النمر‬ ‫‪-1-‬‬

‫«إن حيايت أيضً ا ليست أهم من كرامتي»‬ ‫ليست الكرامة قيمة مطلقة يف خطاب الشيخ الشهيد النمر‪ ،‬هي مرتبطة‬ ‫مبعنى محدد‪ ،‬هو حفظ حقوق املواطنة واملساواة واالعرتاف والعدالة‪ .‬هي‬ ‫كرامة دستورية‪ ،‬إذ الدستور هو الذي يحفظ كرامة املواطنني‪ ،‬من هنا‬ ‫فالحديث عن الشيخ النمر ليس حديثًا عن نضال مطلق مفتوح‪ .‬أو لنقل‬ ‫انغامسا عدم ًيا يف املطلق‪ ،‬بل هو استشهاد يف‬ ‫استشهاد الشيخ النمر ليس‬ ‫ً‬ ‫حدود ما أراد أن تكون حياته شاهدة عليه‪ .‬ومرافعته هي الخطاب األكرث‬ ‫توضي ًحا لهذه الشهادة‪ ،‬الشهادة هنا مبعنى املوت من أجل قضية محقة‬ ‫ومبعنى الشاهد الذي يرتك أث ًرا مكتوبًا أو منطوقًا عىل القضية‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫‪-2‬‬‫يحيل معجم اللغة الكرامة إىل املعاين التالية‪ :‬النبل‪ ،‬العزة‪ ،‬احرتام املرء‬ ‫لذاته‪ ،‬الشعور بالرشف والقيمة‪ ،‬األمر الخارق‪ ،‬الجود‪.‬‬ ‫أحال الشيخ النمر‪ ،‬هذه املعاين إىل خطاب نضايل حقوقي‪ ،‬وقدم نفسه‬ ‫تجسي ًدا لهذا الخطاب‪ ،‬والكرامة أصبحت مفهو ًما حقوق ًّيا بامتياز‪ ،‬نجد كث ًريا‬ ‫من املنظامت الحقوقية تتخذ من الكرامة مسمى لها وبعضها يطلق عىل‬ ‫دورياتها مسمى كرامة‪ ،‬ونجد تقارير املنظامت الحقوقية العاملية تستخدم‬ ‫(كرامة) يف عناوينها‪ ،‬فقد أصدرت هيومن رايتش ووتش تقري ًرا يف سبتمرب‪/‬‬ ‫أيلول ‪2009‬م عنوانه «الحرمان من الكرامة‪ :‬التمييز املنهجي واملعاملة‬ ‫املتسمة بالعدوانية بحق املواطنني السعوديني من الشيعة» وافتتحته‬ ‫باإلشارة إىل حادثة البقيع يف فرباير‪/‬شباط ‪2009‬م التي كانت أحد مفاصل‬ ‫تصعيد خطاب الشيخ النمر مع السلطة السعودية‪ ،‬وتحتل أهمية كبرية يف‬ ‫متهم فيها بالتحريض والدعوة لالنفصال‪ ،‬وعنوان‬ ‫خطاب مرافعته إذ كان ً‬ ‫تقرير (الحرمان من الكرامة ) يحيلنا إىل عريضة الشيخ النمر للحاكم اإلداري‬ ‫للمنطقة الرشقية‪ ،‬يف‪2007‬م «عريضة العزة والكرامة»‪.‬‬ ‫يقال إن أول من أدخل مفهوم الكرامة اإلنسانية يف دستوره هم‬ ‫اإليرلنديون يف دستور‪1937‬م‪ .‬وأما األملان فقد ربطوا دستورهم بالكرامة التي‬ ‫ُوضعت كأعىل مبدأ دستوري وكسقف متر من تحته كل القوانني‪ ،‬وكل مادة‬ ‫قانونية تعارض هذه املادة الدستورية تصبح باطلة‪ ،‬ففي الفقرة األوىل من‬ ‫املادة األوىل صيغت الجملة كالتايل‪ :‬كرامة اإلنسان غري قابلة للمساس بها‪.‬‬ ‫فاحرتامها وحاميتها واجب إلزامي عىل جميع سلطات الدولة(((‪.‬‬ ‫((( كرامة اإلنسان ‪ -‬مبدأ غري قابل للتعديل أو التغيري يف الدستور األملاين‪ :‬ملف خاص‪ ،‬ستون عا ًما عىل قيام جمهورية أملانيا‬ ‫مرتجم عىل الوصلة التالية‪http://cutt.us/CULj :‬‬ ‫االتحادية‪ - http://cutt.us/qoa0 .‬انظر الدستور األملاين‬ ‫ً‬

‫‪10‬‬


‫‪-3‬‬‫لقد جعل الشيخ النمر (الكرامة) أعىل مبدأ دستوري لحياته‪ ،‬وقد سجل‬ ‫كذلك يف مرافعته كوصية لألجيال التي استشهد من أجل كرامتها‪« :‬الكرامة‬ ‫اإلنسانية التي ال يحق وال يجوز ألحد مهام أويت من قوة ضاربة أو مقام‬ ‫سام أن يسلبها أو ينتهكها‪ ،‬بل حتى اإلنسان نفسه ال يحق له وال يجوز له‬ ‫ٍ‬ ‫أن يتنازل عنها ألنها من الحقوق التي ال ميلك صاحبها الترصف بها أو فيها‬ ‫إال مبا يحفظها ويصلِّب جذورها‪ ،‬وهي حق أسمى من حق الحياة الذي‬ ‫ال ميلك أحد فيه مطلق الترصف بل هي املربر لتمسك وتشبث اإلنسان‬ ‫بالحياة والبقاء‪ ،‬بل ال قيمة لحق الحياة إال بها»‪.‬‬ ‫جعل الشيخ النمر حياته مطابقة متا ًما ملفهوم الكرامة‪ ،‬جعل جذع‬ ‫جسده شجرتها‪ ،‬وكلامته جذورها‪ ،‬ورأسه كل غصونها‪ ،‬مل ميلك شيئًا منه‬ ‫ليترصف فيه‪ ،‬فقد متلكته الكرامة بكلها‪ ،‬مل يسلبها أحد منه فقد ظلت‬ ‫يصاعد إىل السامء‪ ،‬ومل يتنازل عنها ألحد عىل‬ ‫معه حتى آخر نفس له وهو ّ‬ ‫الرغم من كرثة الرسائل امللحة عليه‪ ،‬فكان لسان حال جوابه دو ًما‪ :‬اسألوها‬ ‫[الكرامة] هل أملك حق الترصف فيها؟ ومع كل سؤال كانت تزداد صالبة‬ ‫وعنا ًدا يف التمسك به‪ ،‬وحني يقرتب املوت من حياة النمر‪ ،‬كان يبتسم له‬ ‫ويقول له‪ :‬ال تهددين‪ ،‬فال قيمة لحق الحياة إال بها‪.‬‬ ‫‪-4‬‬‫تقول الئحة الدعوى ضد الشيخ النمر «فقد ثبت لدينا إدانة املدعى‬ ‫عليه منر بن باقر آل منر بإعالنه عدم السمع والطاعة لويل أمر املسلمني يف‬ ‫هذه البالد وعدم مبايعته له ودعوته وتحريض العامة عىل ذلك ومطالبته»‪.‬‬ ‫لقد كرس خطاب الشيخ النمر فكرة الطاعة لويل األمر‪ ،‬منذ بدأ خطابه‬ ‫‪11‬‬


‫عصيانه املدين السلمي‪ ،‬ويف مرافعته واتته الفرصة ليكرس حجج الطاعة‬ ‫وتأصيالتها الرشعية الهشة التي تخفي تحتها تسلطًا وخضو ًعا وإذاللً‬ ‫لشخص الحاكم املستبد‪ ،‬منطق النمر‪« :‬ال سمع وال طاعة ملن يسلب حريتي‬ ‫ويسلب أمني» كام سجله املدعي‪ ،‬وكام سجلته مرافعته حني سئل عن طاعة‬ ‫ويل األمر‪« :‬جوايب بعدم التزامي وعدم طاعتي ألي يشء يخالف عقيديت»‪.‬‬ ‫وعقيدته تقول‪« :‬وهيهات منا الذلة‪ ،‬يأىب الله لنا ذلك ورسوله‪ ،‬وحجور‬ ‫طابت وأرحام طهرت أن نؤثر طاعة اللئام عىل مصارع الكرام»‪.‬‬ ‫الطاعة التي تسلبك كرامتك دونها مرصعك‪ ،‬هكذا وضع النمر معادلة‬ ‫الكرامة والطاعة‪ ،‬فكان مرصعه عىل مذبح كرامته‪.‬‬ ‫‪-5‬‬‫لقد كرس فكرة الطاعة بالكرامة‪ ،‬واالدعاء عىل الشيخ النمر قائم يف أساسه‬ ‫ومقتضاه عىل‪ :‬طاعة ويل األمر‪ ،‬والبيعة له‪ ،‬وتجريم الخروج عليه‪ .‬واملرافعة‬ ‫قامئة عىل تفكيك أركان خطاب هذه الدعوى‪ .‬يذكر املدعي العام يف دعواه‬ ‫عىل الشيخ «نقضه البيعة املنعقدة له يف ذمته»‪ ،‬فريد النمر‪« :‬هذه الدعوة‬ ‫سالبة بانتفاء موضوعها؛ ألنني مل أبايع من األصل ومل تتحقق مني بيعة حتى‬ ‫يقال إنني نقضت البيعة؛ وذلك ألنني شيعي‪ ،‬وعقيدة الشيعة يف البيعة أن‬ ‫مآلها وحقيقتها أنها بيعة لله سبحانه وتعاىل‪ ...‬ولذا ال يجوز ألحد أن يطلب‬ ‫البيعة له أو البيعة ألحد آخر ما مل يجعل الله ذلك له‪ ،‬فالبيعة جعل إلهي‬ ‫وليس للمخلوق نصيب يف تحديد املجعولة له»‪.‬‬ ‫وبشموخ مل يخذله طوال مرافعته يقول الشيخ النمر‪ ،‬إمعانًا يف كرس‬ ‫الطاعة وإعالء الكرامة‪ :‬ال أعتقد أن حاكم هذه البالد ويل أمر املسلمني فيها‬ ‫وأنا مل أعلن ذلك عىل املأل العام‪ .‬نعم هو وا ٍل وليس ويل األمر وليس له‬ ‫يل‪ ،‬وهناك فرق بني الوايل والويل‪.‬‬ ‫الوالية ع َّ‬ ‫‪12‬‬


‫ويفصل ذلك بأزيز كلامته‪« :‬نعم قلت وأقول‪ :‬ال نؤيد آل سعود‪ ،‬وملاذا‬ ‫نؤيدهم؟ عىل قتل أبنائنا أم عىل اعتقال شبابنا أم عىل الظلم والجور‬ ‫الواقع من قبلهم علينا‪ ،‬فنحن مل ننتخبهم ومل نخرتهم حكا ًما علينا‪ ،‬ومل‬ ‫يجعلهم الله كذلك حتى نؤيدهم‪ ،‬وإمنا حكمونا بحكم الغلبة»‪.‬‬ ‫‪-6‬‬‫الكرامة تعني اإلنسان غاية يف ذاته‪ ،‬وليس وسيلة لويل األمر كام ثبّتت‬ ‫ذلك الوهابية حديثًا مستثمرة تراثها السلفي‪.‬‬ ‫الوهابية مل تكن مذه ًبا أو دعوة مكتملة ثم تبنتها دولة بل هي ت ّم‬ ‫تفصيلها عىل مقاس سلطة توسع آل سعود‪ ،‬واكتملت بهم‪ ،‬صحيح أن البذرة‬ ‫األوىل كانت خارج حقل سيف محمد بن سعود‪ ،‬لكن النبتة والشجرة كانت‬ ‫تحت ظالل سيفه‪ ،‬وفكرة الطاعة جرى تطبيعها بسيف الفتح الذي سلطه‬ ‫آل سعود عىل القبائل لتخضع لحكمهم وبالرسائل التي كان يوجهها محمد‬ ‫بن عبد الوهاب للقبائل وفقهائها وقضاتها ويدعوهم فيها للطاعة واالمتثال‬ ‫واإلسالم‪ ،‬من هنا فالوهابية ديانة حرب‪ ،‬ضد كل من ال يتامثل معها أي ضد‬ ‫من ال يخضع لها ويطيعها‪.‬‬ ‫يف الدولة السعودية األوىل والثانية والثالثة الطاعة أولً والكرامة مرهونة‬ ‫بالطاعة أو لنقل مسلوبة بالطاعة‪ ،‬وهذا ما كان يرمي إليه الشيخ النمر حني‬ ‫قال يف مرافعته‪« :‬الدولة ليست أهم من كرامتي» أي إن الدولة السعودية‬ ‫تجعل طاعة ويل األمر سحقًا للكرامة‪ ،‬وأنا لن أقبل أن تسحق كرامتي فهي‬ ‫أهم من هذه الدولة التي ال تعرتف مبواطنيها وال بكرامتهم‪ ،‬هي دولة بال‬ ‫مبدأ أخالقي ألنها تتعامل مع اإلنسان عىل أنه وسيلة لـ (ويل األمر) وكرامته‬ ‫تحت اعتبار أوامر ويل األمر‪ ،‬ليست لدى هذه الدولة فلسفة خارج الطاعة‬ ‫‪13‬‬


‫أخالقي يُق ِّرر أنّ اإلنسان ينبغي أن يعامل عىل‬ ‫والكرامة يف الفلسفة «مبدأ‬ ‫ّ‬ ‫كل اعتبار»‪.‬‬ ‫أنّه غاية يف ذاته ال وسيلة‪ ،‬وكرامته من حيث هو إنسان فوق ِّ‬ ‫لقد جعل الخطاب الوهايب الدولة يف طاعة ويل األمر‪ ،‬ليس هناك شعب‬ ‫وال رعية‪ ،‬هناك مطيعون وهناك ويل أمر مفرتض الطاعة‪ ،‬حتى صار ويل األمر‬ ‫طاغوت ًا‪ ،‬يُطيعه الدين وليس يطيع الدين وتخدم الفتاوى أمره‪ ،‬ويستخدم‬ ‫لقب (خادم الحرمني) ستا ًرا يخفي تحته حقيقة أنه املخدوم ال الخادم‪ ،‬لقد‬ ‫فقد الدين وظيفته يف أن يكون راد ًعا لجربوته‪ ،‬وفقدت الدولة هيبتها يف‬ ‫أن تكون نظا ًما يخضع له الحاكم‪ ،‬وفقد املواطنون كرامتهم ألنهم غدوا يف‬ ‫طاعة ويل األمر ال يف طاعة الدولة‪.‬‬ ‫‪-7‬‬‫يف الجلسة الخامسة من محاكمة الشيخ النمر بتاريخ ‪2014/4/22‬م‬ ‫(‪1435/06/22‬ه)‪ ،‬سأل رئيس الجلسة يوسف بن غرم الله الغامدي‬ ‫القايض((( يف املحكمة الجزائية املتخصصة‪ ،‬املدعي العام نارص الدورسي‬ ‫قائل‪ :‬الدليل األول ما جاء يف إقراره‬ ‫عن بينته لعرضها ومناقشتها‪ ،‬فأجاب ً‬ ‫وأقواله املرفقة يف أوراق القضية‪.‬‬ ‫لقد سجل املدعي العام (‪ )32‬إقرا ًرا عىل الشيخ النمر‪ ،‬وصاغها صياغة‬ ‫تخدم أجندته التي تحمل اإلدانة املسبقة للشيخ‪ ،‬ويعلق الشيخ عىل ذلك‪:‬‬ ‫كثريا من اإلقرارات بلفظ الشيعة مع أين مل أذكر ذلك اللفظ‬ ‫«لقد لُ ِّب َست ً‬ ‫وكثريا ما كان اللفظ املجتمع ولكن هيئة التحقيق واالدعاء العام‬ ‫إال ناد ًرا‪ً ،‬‬ ‫((( القايض نفسه يف ‪ 6‬يوليو ‪/‬متوز ‪2014‬م حكم يف املحكمة الجزائية املتخصصة بقضايا اإلرهاب بسجن الناشط‬ ‫الحقوقي املحامي وليد أبو الخري ‪ 15‬عا ًما مع وقف آخر خمس سنوات منها‪ ،‬ومنعه من السفر ‪ 15‬سنة أخرى‬ ‫بعد انتهاء مدة السجن‪ ،‬وتغرميه ‪ 200‬ألف ريال سعودي‪ ،‬ويف ‪ 12‬من يناير‪/‬كانون الثاين ‪2015‬م عادت القضية‬ ‫من محكمة االستئناف مطالبة بتشديد العقوبة عىل أيب الخري بعد رفضه االعتذار أو الرتاجع‪ ،‬وبالفعل حكم‬ ‫القايض الغامدي ذاته بجعل ‪ 15‬عا ًما جميعها نافذة‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫قامت بزج لفظ الشيعة وإقحامه ليك تصنع مادة طائفية قابلة لالشتعال‪،‬‬ ‫بل لتثري الفتنة الطائفية وتذكيها‪ .‬وهكذا أُسست كثري من دعاويها عىل‬ ‫أساس طائفي إلثارة النعرات الطائفية وإذكائها… الغريب يف األمر أن‬ ‫املحقق يسألني عن رأيي وحينام أجيبه عن رأيي وإذا كان رأيي ال يوافق‬ ‫هوى الداخلية‪ ،‬يعترب رأيي تهمة ال بد من محاكمتي عليه ومعاقبتي»‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬فإن هذه اإلقـرارات يف املجمل العام تحمل إدانة للحكم‬ ‫وسلطته وقضائه‪ ،‬وهذه عينه من اإلقرارات مخترصة‪:‬‬ ‫«أقر أنا املدعو منر باقر أمني النمر سعودي الجنسية مبوجب الهوية‬ ‫الوطنية رقم (‪ )1080470147‬وأنا بكامل قواي العقلية املعتربة رش ًعا مبا‬ ‫ييل‪ :‬أقر أن جميع الخطب والبيانات التي صدرت عني كانت مبحض إراديت‬ ‫وعن قناعة تامة مني وأنني لست ناد ًما عىل ذلك‪ ...‬أقر بأنني من املهتمني‬ ‫مبا حدث يف مملكة البحرين من مظاهرات‪ ...‬أقر أن حكومة هذه البالد ال‬ ‫متارس دورها الرعوي وإمنا تكرس دورها يف التسلط عىل مواطنيها بشكل‬ ‫عام‪ ...‬أقر أنه ال سمع وال طاعة ملن يسلب حريتي ويسلب أمني‪ ...‬أقر أن‬ ‫الدولة ليست أهم من كرامتي بل إن حيايت أيضً ا ليست أهم من كرامتي‪...‬‬ ‫أقر بأنني لن أتجاوب مع أي سؤال ال أرغب اإلجابة عليه وأن ذلك نابع‬ ‫من معتقدي الرشعي ومن اعتدادي بنفيس وقناعتي وأن الخيار يعود يل‬ ‫يف اإلجابة عىل ما أرغب أن أجيب عليه»‪.‬‬ ‫فضل عن خطاب مرافعته جملة واحدة‪،‬‬ ‫ليس يف إقرارات الشيخ النمر ً‬ ‫ميكنها أن توحي أنه تنازل عن كلمة واحدة من كلامته‪ ،‬بل كل كلمة فيها‬ ‫كانت تُعيل من صوت أزيز خطابه‪ ،‬واملرافعة مبجملها إقرار كبري وتوقيع‬ ‫خصوصا ما جاء بعد أحداث‬ ‫وختم عىل ما ورد يف خطابه طوال سنوات نضاله‬ ‫ً‬ ‫(الربيع العريب)‪ .‬لقد أنجز الشيخ بهذا اإلقرار الكبري (املرافعة) مذكرة تفسريية‬ ‫‪15‬‬


‫لخطابه وسياقه وأعطى خامتة قررها مبلء فمه ودمه‪ ،‬وجعلها مبثابة اإلرث‬ ‫الثقايف النضايل الحقوقي الذي تركه ملن سيأيت بعده‪.‬‬ ‫إن كل إقرار يف كتاب املرافعة فصل من فصول كتاب املطالب الحقوقية‬ ‫املرشوعة‪ ،‬ومامرسة لحق من حقوق وثيقة اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫وفص‬ ‫ومتثيل مكثّف ملجمل خطاب الكرامة‪ ،‬وإنجاز مستمر لفعل الشهادة‪ّ ،‬‬ ‫يف ختم الشجاعة‪.‬‬ ‫‪-8‬‬‫املحاكمة تجري باسم (ويل األمر) والقضاة معينون باسمه‪ ،‬واملدعي‬ ‫العام يَدعي باسمه‪ ،‬والجهاز التنفيذي (وزارة الداخلية) تنفذ بأمره‪ ،‬وهذه‬ ‫الجهات كلها يف (طاعة ويل األمر)‪ .‬بنى الشيخ النمر مرافعته عىل تفكيك‬ ‫هذه الفكرة وفضح جهازها املركب‪ ،‬وقد أبدع الشيخ يف استخدام معرفته‬ ‫األصولية وخربته الجدالية الحوزوية يف تفكيك حجج هذه الطاعة وإبطالها‪،‬‬ ‫فتجىل عامل ًا وفقي ًها وخب ًريا يف تفكيك خطاب الخصم‪.‬‬ ‫يف الفقرة األوىل من املرافعة‪ ،‬يفند الشيخ صفة املدعي ويرجعه إىل‬ ‫وزارة الداخلية التي ال متلك حق املقاضاة وال حق االدعاء العام‪ .‬يقول‬ ‫املدعي العام‪« :‬بصفتي مدع ًيا عا ًّما بهيئة التحقيق واالدعاء العام أدعي‬ ‫عىل منر بن باقر بن أمني النمر»‪.‬‬ ‫فريد الشيخ «هذا املدعي املوجود حال ًّيا أو من سبقه من املدعني ليس أحدٌ‬ ‫منهم هو خصمي وال أنا خص ٌم لهم؛ ألنني ال أعرفهم وال هم يعرفونني‪...‬أما‬ ‫التهم والدعاوى فهي من إعداد جهاز هيئة التحقيق واالدعاء العام الذي هو‬ ‫جزء من وزارة الداخلية التي انتفخت وتغولت وهيمنت عىل كل الوزارات‬ ‫واملؤسسات والسلطات يف الدولة حيث يرهبها الجميع… فخصمي هو هيئة‬ ‫‪16‬‬


‫التحقيق واالدعاء العام التابعة لوزارة الداخلية‪ .‬وعليه ال يوجد خصم حارض‬ ‫هنا يف املحكمة يدعي ع َّيل‪ ،‬وينتج عن ذلك فقدان أحد ركني الدعوى ‪ -‬أقصد‬ ‫املدعي ‪ -‬وبفقد هذا الركن تسقط الدعوى لعدم وجود املدعي»‪.‬‬ ‫الحجة التي يقوم عليها املدعي العام هي «خروجه عىل ويل األمر يف‬ ‫هذه البالد» ويف مرافعة النمر الخروج يف املصطلح الرشعي يعني الخروج‬ ‫بالسالح بهدف إسقاط الحكم والحاكم واالستيالء عىل الحكم بقوة السالح‪،‬‬ ‫وهذا النوع من الخروج ال وجود له يف حراك الشيخ‪.‬‬ ‫والخروج يف املسريات والتظاهرات من أجل املطالبة بالحقوق واإلصالح‬ ‫والتغيري ال يسمى خرو ًجا عىل الحاكم‪ ،‬ولقد عرفت جميع املجتمعات‬ ‫اإلسالمية وغري اإلسالمية الخروج يف املظاهرات والتجمعات للمطالبة بالحقوق‬ ‫املرشوعة‪ .‬والخروج ملنع سفك الدماء واملطالبة بالكرامة والعدالة والحرية‬ ‫واألمن واإلصالح من أفضل وأعظم األعامل الصالحة‪.‬‬ ‫يوظف الشيخ معرفته التاريخية بسرية قيام الدولة السعودية األوىل يف‬ ‫قلب فكرة الخروج عىل ويل األمر‪ ،‬ويذكر هيئة القضاء واملدعي العام‪ ،‬أن امللك‬ ‫عبد العزيز لو مل يخرج عىل الدولة العثامنية ملا أُسست الدولة السعودية هذه‪،‬‬ ‫وما كان لها وجود عىل الخارطة الجغرافية أو الخارطة السياسية‪ .‬فهل كان‬ ‫خروج امللك عبد العزيز عىل الدولة العثامنية خرو ًجا مرشو ًعا؟‬ ‫يف مقابل احتفاء آل سعود بسيوفهم التي خرجوا بها عىل الخالفة‬ ‫العثامنية وتشييد املتاحف لها وتدبيج قصائد الفخر بها‪ ،‬يقول الشيخ‪ :‬فإن‬ ‫هيئة التحقيق واالدعاء العام مل ِ‬ ‫تأت بقرينة واحدة ولو ركيكة ً‬ ‫فضل عن‬ ‫بينة أو دليل يفيد بأين حملت سال ًحا ً‬ ‫فضل عن الخروج املسلح‪ ،‬ولقد‬ ‫يل بحمل‬ ‫قاربت الستني يف العمر‪ ،‬وال يستطيع مد ٍع أو غريه أن يدعي ع َّ‬ ‫السالح يف هذا البلد؛ ألنني مل أملس سال ًحا ً‬ ‫فضل عن حمله‪ .‬ومنهجي ومبديئ‬ ‫‪17‬‬


‫واضح ورصيح يف رفض استخدام اليد والقوة ً‬ ‫فضل عن استعامل السالح يف‬ ‫مواجهة وحل املشاكل واألزمات والرصاعات والخالفات‪.‬‬ ‫‪-9‬‬‫كيف ت َّم إعداد الئحة الدعوى ضد الشيخ النمر؟ وكيف كتب الشيخ‬ ‫النمر مرافعته؟‬ ‫لقد ت َّم إعداد الئحة الدعوى ضد الشيخ النمر بعد التحقيق معه‪ ،‬وقد‬ ‫سجل لنا مراحل التحقيق يف مرافعته عىل النحو التايل‪:‬‬ ‫لقد جرى التحقيق معي وتصديق االعرتافات عىل مراحل ثالث‪:‬‬ ‫املرحلة األوىل‪ :‬التحقيق املسجل بالصوت والصورة‪ ،‬وكانت اثنتي عرشة‬ ‫جلسة تقري ًبا‪ ،‬عرش جلسات يف مستشفى الظهران العسكري وكنت‬ ‫مقي ًدا ومكبل اليدين ملدة أسبوعني كاملني‪ ،‬وجلستان يف زنزانة‬ ‫مستشفى قوى األمن الداخيل‪ .‬وكنت مكبل ومقيد الرجل اليمنى‬ ‫بالرسير ملدة شهرين كاملني‪ .‬هذا مع العلم أن قدمي مل تطأ األرض‬ ‫إال بعد شهرين من اإلصابة‪ .‬وكانت تستغرق جلسة التحقيق من‬ ‫ساعة ونصف إىل ساعتني تقريبًا‪.‬‬ ‫املرحلة الثانية‪ :‬التحقيق املدون يف مذكرة التوقيف وكراسة التحقيق‪ ،‬حيث‬ ‫قال املحققان هذا من أجل تدوين التحقيق الشفوي وتحويله إىل‬ ‫تحريري مكتوب‪ .‬وكان يف ثالث جلسات‪ ،‬وبدأت الجلسة األوىل بعد‬ ‫منتصف الليل إىل قبيل أذان الفجر‪.‬‬ ‫املرحلة الثالثة‪ :‬التصديق عىل االعرتافات ‪ -‬والتي مل أعرتف بها بالواقع ‪-‬‬ ‫حيث قال املحقق هذه خالصة ما جرى يف التحقيق معك‪.‬‬ ‫‪18‬‬


‫يف الجلسة املنعقدة بتاريخ ‪2013/4/29‬م (‪1434/06/19‬ه‪ )-‬طلب‬ ‫القايض محمد الدورسي متكني الشيخ النمر من القلم والورقة ليتمكن من‬ ‫تسجيل رده عىل الئحة هيئة التحقيق واالدعاء العام‪ .‬وبعد ثالثة أشهر‬ ‫ويف تاريخ ‪2014/7/29‬م (‪1435/10/2‬ه‪ )-‬تم متكني املحامي من زيارته إال‬ ‫أنه مل يتم متكينه من القلم والورقة ليكتب ردوده عىل الالئحة التي بلغت‬ ‫صفحاتها ست عرشة صفحة مألها االدعاء العام مبختلف االدعاءات والتهم‪.‬‬ ‫ومل ميكن من الورقة والقلم حتى جلسة ‪2013/12/23‬م (‪1435/02/20‬ه)‬ ‫حني أمر القايض الشيخ يوسف الغامدي بتمكينه حالً إىل نهاية الدوام من‬ ‫القلم واألوراق والجلوس مع محاميه ووكيله وإعطائه مهلة أخرية لتقديم‬ ‫مفصل وقال إن الجلسة التي تليها ستكون املهلة األخرية لتلقي‬ ‫ً‬ ‫جوابه‬ ‫املحكمة جواب املدعى عليه‪.‬‬ ‫منح ثالث ساعات كفرصة وحيدة وأخرية إلعداد مذكرة دفاع عىل الئحة‬ ‫دعوى عامة‪ ،‬ومل ميكن من القلم والورقة يف الجلسات التي تلتها‪ ،‬وتم متكينه‬ ‫من الورقة والقلم الحقًا بعدما رفض تقديم مذكرة أعدها محاميه ولكنها مل‬ ‫تجد قبولً عنده‪ ،‬وهذا حق يكفله له الرشع والنظام‪.‬‬ ‫يف محرض الجلسة الخامسة يف ‪2014/4/22‬م (‪1436/05/4‬ه) يشري القايض‬ ‫يوسف الغامدي إىل عدد املرات التي مكن فيها الشيخ النمر من كتابة مرافعته‬ ‫عم استمهل ألجله يف الجلسة املاضية لتقديم إجابته‬ ‫«وبسؤالنا للمدعى عليه ّ‬ ‫اإلضافية عن دعوى املدعي العام بعد أن ذكرنا له بأنه قد مكن من لقاء‬ ‫محاميه وف ّرغ لكتابة جوابه ثالث مرات وزود بقلم وأوراق كانت منها اثنتان‬ ‫يف املحكمة وواحدة يف السجن والتي كانت يف املحكمة كانت األوىل منها أكرث‬ ‫من ثالث ساعات والثانية قرابة الساعتني وذكر محاميه أنه التقى به قرابة‬ ‫الساعة والنصف فأجاب ً‬ ‫قائل إنني مكنت يف اليوم التايل من الجلسة املاضية‬ ‫‪19‬‬


‫وقلم وأجبت مبا وسعني من‬ ‫قبيل أذان الظهر بنصف ساعة وأعطيت ورقة ً‬ ‫الوقت وبقيت نصف الصفحة ما قبل األخرية مع نصف الصفحة األخرية وهذا‬ ‫ردي معي شبه جاهز‪ ،‬وسأقدمه للمحكمة وهو غري معتمد حتى يعرض عىل‬ ‫املحامي هذا جوايب‪ ،‬هكذا أجاب»‪.‬‬ ‫املنشور يف هذا الكتاب هو النص الحريف((( الذي كتبه سامحة الشيخ‬ ‫منر بن باقر بن أمني النمر‪ ،‬وقد أرص أن يقوم هو شخصياً بكتابة الرد بيده‪،‬‬ ‫وأن يقترص دور املحامي عىل مراقبة النص يف املسائل الشكلية فقط‪ ،‬دون‬ ‫الخوض يف األفكار واملتبنيات التي يتبناها‪.‬‬ ‫‪-10‬‬‫لقد كان الشيخ كام سجل يف مرافعته مضيقًا عليه بصورة عامة ومضيقًا‬ ‫عليه يف إعداد الرد عىل التهم املوجهة إليه فنيًا وعلميًّا «حقوقي مصادرة‬ ‫وإراديت منتقصة واختيارايت محدودة وحريايت مكبلة‪ ،‬ولذلك لن أستطيع‬ ‫أن أعد اإلجابة عىل التهم املوجة يل إعدا ًدا كاف ًيا‪ ،‬ولن أمتكن من الدفاع عن‬ ‫وخصوصا أن خصمي هو من يسجنني‪ ،‬وهو من يضع‬ ‫نفيس دفا ًعا جيدًا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫العراقيل يف محاكمتي» عىل الرغم من كل ذلك‪ ،‬فقد كتب مرافعة للتاريخ‪،‬‬ ‫ستبقى وثيقة إنسانية حقوقية شاهدة عىل ظالمته وظالمة اإلنسانية‬ ‫وبشاعة العقيدة املتوحشة التي قابلت كلمته بسيفها‪.‬‬ ‫‪ 14‬فرباير‪ /‬شباط ‪2016‬‬ ‫‪1437/05/6‬ه‪-‬‬

‫((( للدقة واألمانة‪ ،‬نس ّجل هنا‪ ،‬أننا اضطررنا يف مواضع محدودة جدًا حذف بعض الفقرات التي ال تؤثر عىل مجمل‬ ‫روح املرافعة وذلك ألسباب تتعلق بالسياق السيايس واألمني‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫بروفايل الشيخ الشهيد‬ ‫شكّل الشيخ الشهيد منر النمر (‪2016 - 1959‬م) ظاهرة من النادر أن‬ ‫تتك ّرر يف عموم املنطقة الرشقية‪ ،‬والخليج عمو ًما‪ .‬إال أ ّن النهاية البشعة‬ ‫التي اختارتها السعوديّة لهذه «العاممة الثائرة»؛ جعلت منه منوذ ًجا يتجاوز‬ ‫البيئة ال ّدينيّة‪ ،‬واملذهبيّة‪ ،‬واأليديولوجيّة التي ُعرف بها منذ دخوله املجال‬ ‫ال ّديني‪ ،‬ومن ب ّوابة «الحركة ال ّرسال ّية»‪.‬‬ ‫جز ٌء من رشار ِة الشّ خص ّية غري االعتياديّة للشّ يخ الشّ هيد‪ ،‬ميكن التنبؤ‬ ‫بها مع معرفة نسبه العلام ّيئ املمتد إىل علامء كبار‪ ،‬حظي بعضهم برتبة‬ ‫يني واألد ّيب يف أكرث من موقع‪.‬‬ ‫االجتهاد العليا‪ ،‬وتق ّدم بعض آخر يف املشهد ال ّد ّ‬ ‫إال أ ّن االنتقالة «الدراس ّية» التي س ّجلها الشّ يخ الشهيد‪ ،‬يف العام ‪1980‬م‬ ‫(‪1400‬هـ) ‪ ،‬بات ّجاه مدينة قم اإليران ّية‪ ،‬كانت مبثابة املحطّة التأسيس ّية‬ ‫الفكري‪،‬‬ ‫الفكري‪ ،‬والذي س َيط َبع من خاللها الجينات األساس ّية لتوجهه‬ ‫لبنائه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫طي النم ّو والتط ّور‪ ،‬وحتى العام ‪2011‬م‬ ‫السيايس له ّ‬ ‫إال أ ّن االنعكاس‬ ‫ّ‬ ‫سيظل ّ‬ ‫(‪1432‬هـ)‪ ،‬والذي شهِد الوالدة السياسيّة الكاملة لشخصيّة الشّ يخ الشهيد‪.‬‬ ‫كان إعدام الشّ يخ النمر «جرمية» كاملة األوصاف‪ ،‬ولكن آل سعود كانوا‬ ‫يعتقدون بأ ّن اإلعدام كان «رضوريًا» بالنسبة لهم إلنهاء الظاهرة «التي‬

‫‪21‬‬


‫مت ّردت عىل كل القيود واإلكراهات» التي زُرعت عرب عقود من القمع‬ ‫واإلرهاب املمنهج‪.‬‬ ‫يف خطاباته‪ ،‬ظهر الشّ يخ النمر باعتباره داعية «حقوق» بامتياز‪ .‬من‬ ‫الالفت أ ّن العاممة التي تنتمي إىل مدرسة «الرساليني» تجاوزت العدي َد‬ ‫من اإلرث القديم لهذه املدرسة‪ ،‬واستطاع أن يظهر بلغة وطن ّية‪ ،‬ومبطالب‬ ‫«قيم»‬ ‫تتجاوز الحدود املذهب ّية‪ ،‬وأكّد عىل حقوق «املواطنة» باعتبارها ً‬ ‫ثابتة‪ ،‬ال ميكن الشعور باألمن واالستقرار بدونها‪.‬‬ ‫الخطاب الحقوقي الذي ك ّرسه الشيخ الشهيد امتاز مبالمح ليست من‬ ‫التقليدي ذاته‪ ،‬والذي يقوم عىل رصد االنتهاكات العامة‪،‬‬ ‫التصنيف الحقوقي‬ ‫ّ‬ ‫الحقوقي‪ ،‬أو‬ ‫واملطالبة «االستجدائية» بإنهائها أو معالجتها‪ .‬هذا النمط‬ ‫ّ‬ ‫املطلبي‪ ،‬مل يكن ينسجم مع الطبيعة «الثور ّية» التي شكّلت الطابع املحوري‬ ‫ّ‬ ‫لعاممة الشيخ الشهيد‪ .‬فلم تلتزم «املطالبة الحقوقية» باملعايري«الورديّة»‬ ‫التي ُعرف بها عموم النشطاء الحقوقيني‪ .‬سيكون من املفيد اإلشارة إىل‬ ‫التكوين «األيديولوجي» الدفني للشيخ النمر‪ ،‬والذي تعوم فيه معانٍ‬ ‫وتعاليم مليئة بالتمرد وعدم ال ّرضا باألمر الواقع‪ ،‬والسعي للحثيث للتغيري‬ ‫شكل من‬ ‫«الجذري»‪ .‬إمنا هذا التكوين‪ ،‬قليل من الرساليني ممن أنجز معه ً‬ ‫التنفيس املبديئ‪ ،‬والتظهري الكامل‪ ،‬ومبعية قدر من التعاطي «النقدي» معه‪،‬‬ ‫ولكن عرب املامرسة‪ ،‬أكرث من النقد النظري أو املساجلة الكالمية الداخلية‪.‬‬ ‫الشيخ الشهيد هو واحد من هذه القلة‪.‬‬ ‫أبرز مالمح الخطاب املطلبي للشيخ النمر ميكن تسجيلها يف العناوين التالية‪:‬‬ ‫أي عنوان آخر‪ ،‬مبا يف ذلك العنوان األصيل‬ ‫ قيمة املواطن تعلو عىل ّ‬‫(الديني أو املذهبي) أو العنوان العارض (املستوى املهني‪ ،‬أو‬ ‫الرتبة الوظيفية)‪.‬‬ ‫‪22‬‬


‫ الجرأة‪ ،‬أو الوضوح‪ ،‬يف تسمية الخطأ‪ ،‬وتوصيفه‪ ،‬وتشخيص القامئني‬‫عليه‪.‬‬ ‫ ابتكار اللغة الواضحة «الصا ِدمة»‪ ،‬املمزوجة بالحامس الذي‬‫يستقطب الجمهور واألتباع‪.‬‬ ‫ الخروج من االزدواجية وعدم التبعيض أو التجزئة يف الخطاب‬‫الحقوقي‪ ،‬وباتجاه «أممي» يف حدود معينة‪.‬‬ ‫ التعويل عىل النفس «االستشهادي» أو «التضحوي»‪ ،‬واالعتقاد بأ ّن‬‫هذا الخيار ميكن أن يخلق وع ًيا مفتو ًحا‪ ،‬أكرث جدوى وفاعلية من‬ ‫النفس املها ِدن الذي يُراعي «اعتبار املقامات» أو الخصوصيات‬ ‫املصطنعة‪.‬‬ ‫جسد الشيخ النمر هذه املالمح يف الخطب التي ظهر بها‪ ،‬وخاصة منذ‬ ‫ّ‬ ‫العام‪2011‬م (‪1432‬ه‪.)-‬‬ ‫شامل للسنة والشيعة‪ ،‬ويف‬ ‫حريصا عىل أن يكون دفاعه الحقوقي ً‬ ‫كان‬ ‫ً‬ ‫الوقت الذي و ّجه األنظار إىل سياسة التمييز املذهبي ضد شيعة القطيف‪،‬‬ ‫إال أنه مل يتلبس باملذهبية السلبية‪ ،‬وعىل النحو الذي يظهر يف الضفة األخرى‬ ‫من الخطاب الديني (الوهايب) الرسمي‪.‬‬ ‫أسقط الشيخ النمر االعتبار املصطنع آلل سعود‪ .‬قال بأنه مل يشعر‬ ‫بحق نايف بن‬ ‫باألمان‪ ،‬منذ والدته‪ ،‬يف ّ‬ ‫ظل حكمهم‪ .‬وكان كالمه «الجريء» ّ‬ ‫عبد العزيز؛ إشعا ًرا بالوجهة الخطابية التي رأى الشيخ الشهيد بأنه ما عاد‬ ‫الوقت يحتمل تأجيل البوح بها‪ .‬وعىل املسافة ذاتها‪ ،‬كان خطابه الجريء‬ ‫يف اإلفصاح عن النظرة آلل خليفة‪ ،‬وعىل وقْع ثورة ‪ 14‬فرباير‪ /‬شباط‪ ،‬التي‬ ‫أضحى الشهيد واح ًدا من رموزها‪ ،‬ومنظّريها‪ ،‬حيث ّأسس لالعتبارات‬ ‫‪23‬‬


‫السياس ّية والتاريخية لشعار «يسقط حمد»‪ ،‬وأعطى ملطلب رحيل العائلة‬ ‫الخليفية بُع ًدا وظيفيًا باعتبار أن «صالحيتهم قد انتهت»‪ ،‬فيام كان صوته‬ ‫العلني الرافض لقوات درع الجزيرة واحتاللها البحرين؛ أحد أبرز العالمات‬ ‫السيايس‪.‬‬ ‫التي مت ّيز بها خطابه‬ ‫ّ‬ ‫وألهمية هذا الطرح‪ ،‬كان من املتوقع أن يكون ما جاء فيه أحد أهم‬ ‫«االتهامات» التي ُو ّجهت للشيخ الشهيد وكانت سب ًبا لشعور آل سعود وآل‬ ‫خليفة بخطورة هذا الرجل‪ ،‬و«رضورة» التخلص منه‪.‬‬ ‫كل‬ ‫يضج بداخله ض ّد ّ‬ ‫صوته الهادر كان إحالة عىل الرفض الكبري الذي ّ‬ ‫أشكال الظلم‪ ،‬وبوجهاته املختلفة‪.‬‬ ‫مل يكن يحتمل الشيخ الشهيد االنتظار يف «التغطية» أو «التخفيف»‬ ‫يف إظهار هذا الرفض‪ .‬وباجتهاده الحاذق‪ ،‬رأى الشيخ بأ ّن اللحظة باتت‬ ‫كل الرفض التاريخي والثقايف والوجودي ملؤسسة‬ ‫مؤاتية لإلفصاح الكامل عن ّ‬ ‫الطغيان السعودي والخليفي‪ ،‬وباللغة الها ِدرة‪ ،‬التي تع ّري وجه الطغاة‪،‬‬ ‫والكشف عنهم‪ ،‬كام هم‪ ،‬بأسامئهم وبجرامئهم‪ ،‬وكام هي‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫مرافعة كرامة‬



‫‪ó‬‬

‫الحمد لله الذي ال إله إال هو قامئًا بالقسط‪ ،‬ال إله إال هو العزيز الحكيم‪،‬‬ ‫والصالة والسالم عىل محمد بن عبد الله صاحب الخلق العظيم‪ ،‬وعىل آله‬ ‫قرناء حبل الله والثقل والكتاب املبني‪ ،‬وبعد‪ .‬يف هذه الوريقات رد عىل‬ ‫يل أنا منر بن‬ ‫(الئحة دعوى عامة) نسجتها هيئة التحقيق واالدعاء العام ع َّ‬ ‫باقر أمني آل منر‪ ،‬وسأرد عليها ر ًّدا مرتبًا صفحة بعد صفحة‪ ،‬وفقرة بعد فقرة‪،‬‬ ‫وعبارة بعد عبارة‪ ،‬وسط ًرا بعد سطر وجملة بعد جملة‪ ،‬وسألتزم قول الحق‬ ‫وذكر الواقع كام هو وإن استغل ذلك إلدانتي ومعاقبتي‪ ،‬مستعي ًنا بالله‬ ‫ومتوكل عليه‪ ،‬فأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ذكر املدعي العام ً‬ ‫قائل‪ :‬الئحة دعوى عامة‪...‬‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول ‪ :‬إنها مجرد دعوى‪ ،‬والدعوى تحتمل الصدق والكذب عىل ح ٍّد سواء‪،‬‬ ‫كام أنها تحتمل اإلثبات والنفي‪ ،‬ولذلك مل تكن العقوبة من لوازم‬ ‫الدعوى؛ ألن األصل األويل براءة املتهم من التهم املوجهة إليه حتى‬ ‫تثبت إدانته وفق الضوابط الرشعية بإقراره مبحض اختياره‪ ،‬أو‬ ‫بالبينة الرشعية‪ .‬والعقوبة هي املرحلة الخامسة واألخرية يف األقضية‬ ‫الرشعية حيث تبدأ مراحل القضاء كالتايل‪:‬‬ ‫‪27‬‬


‫املرحلة األوىل‪ :‬إقامة الدعوى عند القضاء بتوجيه التهمة إىل املتهم‪.‬‬ ‫تكون تهمة يف مفهوم الناس عرفًا أو وض ًعا أو ما أشبه‪ ،‬ولكنها‬ ‫ليست بتهمة يف املفهوم الرشعي‪.‬‬ ‫املرحلة الثانية‪ :‬ثبوت أو إثبات أن التهمة الرشعية يعاقب عليها‬ ‫الرشع‪ ،‬وذلك ألن الرشع املقدس القائم عىل السامحة والعفو قد‬ ‫عفا عن كثري من التهم‪ ،‬أو غض الطرف عنها فلم يرشع ومل يجعل‬ ‫عليها عقوبة رحمة منه بالعباد‪.‬‬ ‫املرحلة الثالثة‪ :‬إثبات وتحقيق ‪ -‬أي ثبوت ‪ -‬أن التهمة التي يعاقب‬ ‫عليها الرشع يف الواقع الخارجي بالبينة الرشعية أو اإلقرار الرشعي‪.‬‬ ‫املرحلة الرابعة‪ :‬حكم القضاء الرشعي بعد ثبوت التهمة بناء عىل‬ ‫املقتضيات واملعطيات الرشعية بإدانة املتهم والحكم عليه‬ ‫بالعقوبة التي جعلها الرشع ِ‬ ‫مناسبة للجرم‪.‬‬ ‫املرحلة الخامسة‪ :‬إنزال وإقامة العقوبة الرشعية عىل املتهم وفق‬ ‫الضوابط الرشعية وبالخصوص ضابطة العدالة والقسط‪ ،‬من ًعا‬ ‫للجور والظلم والعدوان‪.‬‬ ‫وعليه فأنا متهم ومل تثبت إدانتي‪ ،‬وحيث إن األصل الرشعي‬ ‫يل رش ًعا‬ ‫والعقيل براءة املتهم حتى تثبت إدانته‪ ،‬فأنا محكوم ع َّ‬ ‫وعقل بالرباءة حتى تثبت إدانتي رش ًعا والتي مل تثبت‪ ،‬ولو ثبتت‬ ‫ً‬ ‫ملا كان هناك داع لعقد تلك الجلسات القضائية‪ ،‬ول َح َك َم القايض‬ ‫يل‪ .‬فالحال أننا ما زلنا يف املرحلة األوىل ومل‬ ‫وأنزل العقوبة ع َّ‬ ‫فضل عام بعدها‪ ،‬فإذا كان هذا هو‬ ‫ندخل حتى املرحلة الثانية ً‬ ‫حايل مع الدعوى‪ ،‬فلامذا أعاقب باالعتقال والسجن قبل ثبوت‬ ‫‪28‬‬


‫الدعوى واإلدانــة وحكم القضاء؟ والسجن عقوبة ال تصح إال‬ ‫بصدور حكم قضايئ رشعي‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ :‬ملاذا‬ ‫أعاقب بالتشهري يف اإلعالم الذي يقع تحت سلطة الدولة ويشارك‬ ‫يف الحضور يف جلسات محاكمتي‪ ،‬فلامذا يشهر يب يف اإلعالم قبل‬ ‫ثبوت الدعوى واإلدانة وصدور حكم قضايئ‪ ،‬والتشهري عقوبة‪.‬‬ ‫والعقوبة قبل ثبوت اإلدانة وصدور الحكم القضايئ عدوان وظلم‬ ‫لكل األحكام الرشعية ونقيض‬ ‫مخالف ِّ‬ ‫وجور عىل املتهم‪ .‬وهذا‬ ‫ٌ‬ ‫ملقاصد الرشيعة التي أسست وأقيمت عىل أساس الحق والعدل‬ ‫والقسط‪.‬‬ ‫ثان ًيا ‪ :‬إن هذه الدعوى مليئة بالتمويه والتلبيس‪ ،‬منسوجة بالكذب‬ ‫والتزوير‪ ،‬محبوكة باملغالطات والتدليس‪ ،‬تتالعب باأللفاظ لقرس‬ ‫استحضار املعاين التي يقصدها املدعي والتي تستعيص وتستحيل‬ ‫عىل اللفظ الفصيح والعبارة البليغة أن تدل عليها‪ ،‬حيث الحيز‬ ‫الذي يريد ويقصد املدعي وهو املعنى الذي مل توضع له؛ بل هو‬ ‫خالف بل نقيض للمعنى الذي وضع لغويًّا وأدب ًّيا‪ .‬ولذا فهي ‪ -‬أقصد‬ ‫الدعوى ‪ -‬تعتمد عىل إلقاء التهم الكلية والعامة دون أن يكون لها‬ ‫مصاديق وأفراد واقعية عىل واقع املتهم‪ ،‬فهي دعوى جزافية مرسلة‬ ‫ال تقوم عىل أساس الدليل القاطع‪ ،‬وال تعتمد عىل الربهان الساطع‪،‬‬ ‫وال تبتني عىل البينة الرشعية‪ ،‬وكل ُحججها واهية داحضة‪.‬‬ ‫‪ .1‬خصمي هو هيئة التحقيق واالدعاء!‬

‫ذكر املدعي العام ً‬ ‫قائل‪ :‬بصفتي مدع ًيا عا ًّما بهيئة التحقيق واالدعاء العام‬ ‫أدعي عىل‪ :‬منر بن باقر بن أمني النمر‪.‬‬ ‫‪29‬‬


‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول‪ :‬هذا املدعي املوجود حال ًّيا أو من سبقه من املدعني ليس أح ٌد‬ ‫منهم هو خصمي وال أنا خص ٌم لهم؛ ألنني ال أعرفهم وال هم‬ ‫يعرفونني‪ ،‬بل ال يوجد أح ٌد منهم يستطيع أن يدعي باطالعه عىل‬ ‫وأن له ذلك وهو غائب‬ ‫مجريات األحداث والتهم املتعلقة يب‪ّ ،‬‬ ‫عنها‪ ،‬ومل يحقق معي‪ ،‬ومل أقر أمامه بيشء من اإلقرارات‪ ،‬نعم كل‬ ‫هؤالء تالون للدعوى يقرؤون الورق ليس إال‪ .‬أما التهم والدعاوى‬ ‫فهي من إعداد جهاز «هيئة التحقيق واالدعاء العام» الذي هو‬ ‫جزء من «وزارة الداخلية»‪ ،‬ليس ألحد من هؤالء املدعني قالمة‬ ‫ظفر من اإلعــداد‪ ،‬فخصمي هو هيئة التحقيق واالدعــاء العام‬ ‫رض هنا يف‬ ‫التابعة لوزارة الداخلية‪ .‬وعليه ال يوجد خص ٌم حا ٌ‬ ‫يل‪ ،‬وينتج عن ذلك فقدان أحد ركني الدعوى‬ ‫املحكمة يدعي ع َّ‬ ‫ أقصد املدعي ‪ -‬وبفقد هذا الركن تسقط الدعوى لعدم وجود‬‫املدعي‪.‬‬ ‫عيل الدعوى هو هيئة التحقيق واالدعاء‬ ‫ثان ًيا ‪ :‬إن خصمي ومن أقام َّ‬ ‫العام وهي مؤسسة اعتبارية تابعة لوزارة الداخلية‪ ،‬وليس لهذه‬ ‫الهيئة وجود حقيقي كالوجود اإلنساين حيث العقل والقدرة‬ ‫واإلرادة واالختيار التي هي من لوازم التكليف الرشعي‪ ،‬وبالتايل‬ ‫يستحق من اتصف بها العقوبة حني يرتكب الجرم‪ .‬وألن هيئة‬ ‫التحقيق واالدعاء العام ليس لها وجود إال وجو ًدا اعتباريًّا فقط‪،‬‬ ‫فهي مؤسسة اعتبارية كسائر املؤسسات االعتبارية‪ ،‬التي ال ميكن‬ ‫بل يستحيل إقامة وإنزال العقوبة عليها ال بدن ًّيا وال مال ًّيا‪ .‬أما‬ ‫فضل‬ ‫عدم العقوبة البدنية فواضح‪ ،‬حيث ليس لها وجود حقيقي ً‬ ‫‪30‬‬


‫عن الشعور واإلحساس باألمل الرادع من ارتكاب الجرم‪ .‬وأما عدم‬ ‫العقوبة املالية؛ فألن الغرامة املالية سوف تقتطع من خزانة الدولة‬ ‫ وزارة املالية ‪ -‬التي هي ملك لعموم املجتمع واملصالح العامة‪.‬‬‫وألن هيئة التحقيق واالدعاء العام ليست يف معرض العقوبة ويف‬ ‫مأمن منها‪ ،‬نراها تقوم بالتعديات تلو التعديات دون رادع ميكنه‬ ‫ردعها‪ ،‬ومن تلك التعديات ما ييل‪:‬‬ ‫‪ -1‬إقامة الدعاوى الكاذبة واملزورة والكيدية مرا ًرا وتكرا ًرا‪ ،‬حيث‬ ‫الكذب والتدليس وتلفيق التهم إ َّيل وإىل أمثايل من الناس وعىل‬ ‫كل من يريد النهي عن املنكر والفساد السيايس أسهل عندها من‬ ‫رشبة ماء‪.‬‬ ‫‪ -2‬حشد وحرش أخطبوط من الدعاوى امللفقة والتهم املزورة‪ ،‬فام‬ ‫أن يتمكن املتهم من إسقاط دعوى وإثبات براءته من تهمة إال‬ ‫ويطوق بدعوى أخرى تسلط عليه فيها تهمة أخرى‪.‬‬ ‫‪ -3‬استحداث دعاوى وتهم إضافية ومستحدثة عىل املتهم يف القضية‬ ‫املدعاة نفسها‪ ،‬أو يف قضية أخرى غريها‪ ،‬وعند القايض نفسه أو‬ ‫عند غريه‪ .‬وبهذا يكون املتهم رهينة لهيئة التحقيق واالدعاء العام‬ ‫ما مل تفك هي رهنه‪ ،‬ولذلك حتى لو متكن املتهم من إثبات براءته‬ ‫تهم جديدة أخرى تقوم‬ ‫من كل التهم املوجهة إليه فسوف يواجه ً‬ ‫هيئة التحقيق واالدعاء العام باختالقها ضد املتهم‪.‬‬ ‫‪ -4‬تصوير الفضائل اإلنسانية وعمل الصالحات وفعل الخريات عىل‬ ‫أنها تهم وجرم يعاقب من يقوم بها‪ ،‬فمن يستجيب للنداء اإللهي‬ ‫ويتحمل فريضة النهي عن املنكر السيايس أو النهي عن الفساد‬ ‫ظلم وجو ًرا‪ ،‬أو النهي عن‬ ‫السيايس أو النهي عن سفك الدماء ً‬ ‫‪31‬‬


‫هتك األعراض أو القيام بنرصة املظلوم الذي أصابه البغي‪ ،‬وخذالن‬ ‫ظلم وجو ًرا‪ ،‬أو‬ ‫الظامل للناس واملطالبة بإطالق رساح املعتقلني ً‬ ‫املطالبة بالحقوق املرشوعة‪ ،‬وهكذا مواقف خري‪ ،‬سوف يعرض‬ ‫نفسه للعقوبة‪ ،‬حيث تصورها «هيئة التحقيق واالدعاء العام»‬ ‫بأنها تهم وجرم يعاقب القائم بها‪ .‬فاملتهم بالقيام بهذه الفضائل‬ ‫إما أن يعرتف ويقر بعملها فيكون يف معرض ومرمى العقوبة‪ ،‬أو‬ ‫أعامل‬ ‫ً‬ ‫ميقت تلك األعامل‪ ،‬ويجهد جهده للتربؤ منها واعتبارها‬ ‫مشينة ومنبوذة ليك يربئ ساحته من العقوبة‪ .‬ويف كلتا الحالتني‬ ‫وحائل ألهل الدين‬ ‫ً‬ ‫يكون هذا التصور راد ًعا للناس عامة‪ ،‬ومان ًعا‬ ‫واملسؤولية خاصة من القيام بهذه الفضائل‪ ،‬فتتعطل فريضة‬ ‫األمر باملعروف والنهي عن املنكر السيايس مام يؤدي إىل استرشاء‬ ‫الفساد السيايس‪ ،‬وأمن املفسدين السياسيني من العقوبة الرادعة‪.‬‬ ‫‪ -5‬برت وإخفاء وتزوير الوثائق بصورة عامة‪ ،‬وما يف حوزتها بشكل‬ ‫خاص‪ ،‬حيث تقوم بحجب وإخفاء كل الوثائق التي تدينها أو‬ ‫تربئ ساحة املتهم‪ ،‬وتُخرِج بعد التزوير والتقطيع والبرت ما يدين‬ ‫املتهم‪ ،‬وحيث يقوم هذا الجهاز ببرت وتزوير الوثائق التي يف‬ ‫متناول العموم من الناس فإنه لن يرعوي عن القيام ببرت وتزوير‬ ‫فضل‬ ‫الوثائق التي هي يف حوزته خاصة‪ ،‬حيث هي حك ًرا عنده ً‬ ‫عن إخفائها وحجبها عن القضاء‪ .‬وعليه فكل الوثائق التي يف‬ ‫حوزته خاصة ال قيمة لها وال اعتبار وال حجة‪.‬‬ ‫‪ -6‬تضليل القضاء والتدليس عليه وتحويله إىل مطية يركبها للقمع‬ ‫والرتهيب‪ .‬ولذلك بدل أن تكون هيئة التحقيق واالدعاء العام‬ ‫راف ًدا وعونًا للقضاء إلقامة الحق والعدل والقسط يكون عائقًا‬ ‫‪32‬‬


‫ومسيئًا للقضاء بالتدليس واملغالطة‪ .‬وحيث إن «هيئة التحقيق‬ ‫واالدعاء العام» هي مؤسسة اعتبارية وليس لها وجود حقيقي‪،‬‬ ‫وحيث هي ليست يف معرض العقوبة إن أخطأت‪ ،‬ومن أمن‬ ‫العقوبة أساء األدب والعمل‪ ،‬وحيث تقوم بإقامة الدعاوى‬ ‫الكيدية وتضليل القضاء والتدليس عليه‪ .‬ولذلك كله فهي ال متلك‬ ‫فضل عن عامة‪ .‬وبذلك؛ ال يجوز رش ًعا‬ ‫األهلية إلقامة دعوى خاصة ً‬ ‫أن تقبل منها دعوى ضد أحد‪ .‬وبسقوط دعاويها وعدم اعتبارها‬ ‫يفقدها أحد ركني الدعوى وبفقده تسقط الدعوى عني ويف حال‬ ‫قبولها فإنه يخل بالعدالة التي تفرتض تساوي املدعي واملدعى‬ ‫عليه يف الوجود الحقيقي‪ ،‬وتكون محاكمتي محاكمة جائرة ظاملة‬ ‫عيل عونًا لوزارة الداخلية التي تعيث يف البالد فتنة‬ ‫ميارسها القضاء َّ‬ ‫وفسا ًدا كب ًريا‪ .‬ولذلك أطالب بوجود خصم له وجود حقيقي أو‬ ‫إسقاط الدعوى‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬إن هيئة التحقيق واالدعاء العام مؤسسة تابعة لوزارة الداخلية‬ ‫التي انتفخت وتغ َّولت وهيمنت عىل كل الوزارات واملؤسسات‬ ‫والسلطات يف الدولة حيث يرهبها الجميع‪ .‬وألن وزارة الداخلية‬ ‫ما هي إال جزء من السلطة التنفيذية وظيفتها تنفيذ القوانني‬ ‫التي تصدرها سلطة تقنني الترشيع وتنفيذ األحكام القضائية‬ ‫التي تصدرها السلطة القضائية‪ ،‬فوظيفتها «تنفيذية» ليس إال‪،‬‬ ‫وليس من مسؤولياتها وال من وظيفتها أن متارس دو ًرا تقنينيًّا أو‬ ‫قضائ ًّيا‪ ،‬وليس لها الحق وال من صالحيتها إصدار القوانني واألنظمة‬ ‫الترشيعية وال إصدار األحكام القضائية‪ ،‬بل ليست مؤهلة لذلك‪،‬‬ ‫فهي ال متلك األهلية للتقنني؛ ألن إصدار القانون يحتاج إىل معرفة‬ ‫كيفية استخراج واستنباط القانون من مصادره‪ .‬وهذه املعرفة‬ ‫‪33‬‬


‫رشط يف أهلية أعضاء السلطة التقنين ّية (التنظيمية) التي لها‬ ‫الصالحية واألهلية لتقنني الترشيع عىل أساس مرجعيات وأصول‬ ‫رشعية وقانونية‪.‬‬ ‫وكذلك ال متلك وزارة الداخلية األهلية إلصدار الحكم القضايئ؛‬ ‫ألن إصدار الحكم القضايئ يحتاج إىل معرفة باألدلة والب ِّينات‬ ‫واإلقرارات الرشعية‪ ،‬وهذه املعرفة رشط يف أهلية القايض وأعضاء‬ ‫السلطة القضائية‪ .‬وهي ليست مؤهلة إلصدار أحكام قضائية؛ ألن‬ ‫صدور األحكام القضائية من صالحية «سلطة القضاء» التي ال‬ ‫تحكم إال عىل أساس األدلة والبينات واإلقرارات الرشعية‪ .‬ووزارة‬ ‫الداخلية جاهلة بكلتا املعرفتني‪ ،‬ولذلك فهي غري مؤهلة بل وال‬ ‫متتلك األهلية لذلك‪ .‬ولكن مع جهل وزارة الداخلية بكلتا املعرفتني‬ ‫إال أنها تقوم بإصدار القوانني تلو القوانني دون االعتامد عىل‬ ‫مرجعيات رشعية أو أصول قانونية وال تكرتث مبصادر الترشيع‪،‬‬ ‫كام تقوم بإصدار األحكام القضائية دون إجراء املحاكمة أو إعامل‬ ‫القضاء ودون االعتامد عىل األدلة أو البينات الرشعية أو اإلقرار‬ ‫الرشعي‪ .‬فهي تقوم باالعتقال وتعاقب بالسجن ومتنع من السفر‬ ‫وتجلد وتقتل وهكذا تعاقب مبختلف العقوبات دون االعتامد‬ ‫فضل عن حكم قضايئ فهي‬ ‫عىل دليل أو بينة أو إقرار رشعي ً‬ ‫تجري وتقيم األحكام القضائية دون الرجوع إىل القضاء‪ .‬وهي ال‬ ‫ترجع إىل القضاء إال من أجل‪:‬‬ ‫‪ -1‬إضفاء صبغة رشعية وقانونية عىل مامرساتها البطشية‪.‬‬ ‫‪ -2‬جعل القضاء أداة ترهيب لردع الناس من القيام بوظيفة النهي عن‬ ‫‪34‬‬


‫املنكر السيايس والفساد السيايس وردعهم عن املطالبة بحقوقهم‬ ‫املرشوعة التي كفلها الرشع املقدس‪ ،‬بل وحتى القوانني الوضعية‪.‬‬ ‫‪ -3‬تحويل القضاء من خيمة للحق والعدل والقسط ونرصة املظلوم‬ ‫وردع الظامل إىل سلطة بطش مسخرة للظامل عىل املظلوم متارس‬ ‫الجور والظلم عىل الضعيف وتعاضد القوي‪.‬‬ ‫راب ًعا ‪ :‬ويف الجلسة األخــرة التي عقدت بتاريخ ‪2014/05/27‬م‬ ‫(‪1435/7/28‬ه) قال القايض إن بعض املحامني عندهم بعض‬ ‫التقصري ولكن مل ينبس ببنت شفة لنقد األجهزة األمنية يف وزارة‬ ‫الداخلية التي كانت تعيق مالقايت باملحامي‪ ،‬ومل متكني من القلم‬ ‫والورقة إال بعد عرشة أشهر تقريبًا من الجلسة األوىل مع وضع‬ ‫اإلعاقات لعدم توفري الورق الكايف‪ .‬هذا مع العلم أين طلبت القلم‬ ‫والورقة بعد الجلسة األوىل وقبل الجلسة الثانية‪ .‬ويضاف إىل ذلك‬ ‫طلب كاتب الضبط مني توقيع ضبط الجلسة السابقة التي جاء‬ ‫فيها كالم جديد منسوب للمدعي العام يحتوي عىل تهم جديدة‬ ‫مل تكن يف دعواه األصلية األوىل‪ ،‬وقد تجاوزت تلك اإلضافات‬ ‫الصفحات العرش وهو ما مل يتم ذكره يف الجلسة‪ ،‬حيث إن ما ذُكر‬ ‫يف تلك الجلسة مل يتجاوز عرشة أسطر ومع ذلك أرادوا إجباري‬ ‫عىل التوقيع عىل إضافة عرش صفحات‪ .‬وحينام قلت له هذا مل‬ ‫يل‬ ‫يُذكر يف الجلسة ولذا لن أوقع عليه‪ ،‬طلب شهادة العساكر ع ّ‬ ‫بأين رفضت التوقيع‪ ،‬والحال أين رفضت إقرار اإلضافة‪.‬‬ ‫ويُضاف إىل أن بعض الجلسات مل يُخرب بها املحامي أو موكيل بتات ًا‪،‬‬ ‫أو أنه ت َّم إخبارهم قبل يوم واحد منها عىل الرغم من معرفة‬ ‫القضاة أنهم يف «املنطقة الرشقية» وقد ال يتمكنون من الحضور‬ ‫‪35‬‬


‫لعدم اإلخبار املسبق املناسب لهم‪ .‬وهذا مام يدل عىل انحياز‬ ‫القضاء للجهة املتمكنة ضد الجهة التي ال متلك من أمرها شيئًا‪،‬‬ ‫وعليه فمثل هذا القضاء‪ ،‬املخضع لوزارة الداخلية واملستسبع عىل‬ ‫الضعيف‪ ،‬ال يؤمل من هكذا قضاء عدل وال قسط وال يرجى منه‬ ‫خري وال يتوقع منه إال رش‪.‬‬ ‫وإين أستغرب من كون القضاء أذن لوزارة الداخلية وممثلها‬ ‫االدعــاء العام‪ ،‬حيث إنه يف الجلسة األخــرة التي طلب مني‬ ‫التوقيع عىل إضافة املدعي العام يف دعواه يف الصفحات العرش‬ ‫املشار إليها‪ ،‬حيث ذكر فيها إفادة أحد املوقوفني بأنني دعوت إىل‬ ‫استقالل بلدة العوامية وهذا مام يضحك الثكىل! حيث إن مساحة‬ ‫العوامية من أقىص شاملها إىل جنوبها ومن أقىص رشقها إىل غربها‬ ‫ال تتعدى ‪ 25‬كلم‪ 2‬وعدد سكانها قرابة ‪ 25000‬نسمة‪ ،‬وهذا يدل‬ ‫عىل انحطاط التفكري عند هيئة االدعاء العام؛ ألنه كام قيل‪ :‬حدث‬ ‫العاقل مبا ال يليق فإن صدق فال عقل له‪ .‬ألنه إن كان املقيد قال‬ ‫ذلك‪ ،‬فهذا يدل عىل سخافة فكره وضعف عقله‪ ،‬ومثل هذا ال‬ ‫يؤخذ بكالمه‪ .‬وأما أن يكون من تلفيق وتزوير «الهيئة»‪ ،‬وهذا‬ ‫يدل عىل غبائها أو استخفافها بعقول الناس‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام ً‬ ‫قائل‪ :‬املستوى العلمي‪ :‬شهادة الكفاءة املتوسطة‪.‬‬ ‫وأقول ‪ :‬لقد وصلت يف دراستي النظامية إىل الصف الثالث الثانوي «علمي»‬ ‫ومل أكمل‪ ،‬حيث توجهت لدراسة «علوم الرشيعة» وبلغت من العلم‬ ‫ما بلغت‪ .‬وحتى الشهادة االبتدائية فهذه ال تُعيب وال تُنقص من قدر‬ ‫اإلنسان؛ ألن املعيب واملخزي هو الجهل مبفاهيم الحياة وحقيقتها‬ ‫والجهل بالهدف الذي وجد اإلنسان من أجله يف الحياة‪ ،‬والجهل مبا‬ ‫‪36‬‬


‫يصلح اإلنسان وينجيه من مزالق املهاوي التي تؤدي إىل التيه والضالل‪.‬‬ ‫وإذا كان القصد من ذكر املستوى العلمي‪ :‬شهادة الكفاءة املتوسطة‬ ‫هو التقليل من شأين وأنه عيب ونقص معيب فهذا العيب شامل لكل‬ ‫من هو دون املستوى املذكور‪ ،‬وبالتايل يرسي ويشمل كل حكام الدولة‬ ‫السعودية؛ ألنه مل يبلغ أحد منهم املستوى العلمي شهادة الثانوية‬ ‫العامة‪ ،‬بل إن بعضهم مل يبلغ املستوى العلمي‪ :‬شهادة االبتدائية‪.‬‬ ‫‪ .2‬أنا في زنزانة ال يدخلها ضوء الشمس‬

‫ذكر املدعي العام ً‬ ‫قائل‪ :‬موقوف منذ تاريخ ‪2012/7/7‬م (‪1433/8/18‬ه‪)-‬‬ ‫وأقول ‪ :‬يف هذا اليوم حيث أقف أمامكم أكمل العام الثاين من السجن‪،‬‬ ‫ويبدأ العام الثالث‪ ،‬حيث اعتقلت وسجنت من دون صدور حكم‬ ‫قضايئ‪ ،‬ومل يقبض عيل يف جرم مشهود يربر اعتقايل‪ .‬و ُوضعت يف فرتة‬ ‫التحقيق األوىل والثانية حيث بدأ التحقيق من أول ساعات إفاقتي‬ ‫من «الغيبوبة» إىل العرش األواخر من شهر ذي الحجة‪ ،‬يف جو معزول‬ ‫فيه عن العامل الخارجي‪ .‬وحيث وضعت وما زلت يف الحبس والسجن‬ ‫يف زنزانة انفرادية مغلقة من كل الجوانب ما عدا مدخل الباب املغلق‬ ‫فضل عن أن يدخلها‬ ‫واملقفل‪ ،‬فأنا يف زنزانة ال يدخلها ضوء الشمس‪ً ،‬‬ ‫الهواء الطبيعي‪ .‬ولذلك مل أ َر ضوء الشمس ومل أشم الهواء الطبيعي‬ ‫طوال هذين العامني‪ ،‬إال حني الخروج إىل املحاكمة والعودة منها‪.‬‬ ‫وكنت منذ إصابتي قبل عامني وما زلت إىل اآلن حيث أدخل العام‬ ‫الثالث أحس قسوة األمل بقسوة أمل آخر‪ ،‬وما هذه الحال إال تعذيب‬ ‫مقنع متارسه الداخلية وأجهزتها األمنية وبالخصوص يف األشهر األوىل‬ ‫حيث كان األمل يعرصين وتكاد روحي تخرج من شدته‪ ،‬وباألخص‬ ‫‪37‬‬


‫حينام التهب الجرح ومل يُلتفت إ ّيل ومل يُعنت مبعالجته إال بعد ثالثة‬ ‫أسابيع‪ ،‬قاسيت فيها األمل إىل درجة أين أشعر وكأن اللحم يُنهش‪.‬‬ ‫ويضاف إليه «التسهري املقنع» يف األشهر األوىل حيث مل أذق طعم‬ ‫النوم بسبب شدة اآلالم وقسوتها‪ .‬كام أن إراديت منتقصة‪ ،‬وحريتي‬ ‫مصادرة‪ ،‬واختياري شبه معدوم‪ .‬ومع أين بقيت بعد إصابتي بالطلق‬ ‫الناري ملدة شهرين قعيد الفراش عىل الرسير‪ ،‬ومل تطأ قدماي األرض‬ ‫أصلً يف هذه املدة‪ ،‬حيث ال أنقل من الرسير إال إىل رسير آخر‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬أي كوين كس ًريا وقعيد الفراش‪ ،‬إال أنه إمعانًا يف اإلذالل والرتهيب‬ ‫من قبل وزارة الداخلية كنت مقي ًدا ومكبل اليدين طوال فرتة اعتقايل‬ ‫يف مستشفى «السجن العسكري» بالظهران‪ ،‬التي استغرقت أسبوعني‪.‬‬ ‫وبعدها كنت مقي ًدا ومكبل الرجل اليمنى بالرسير ملدة شهرين يف‬ ‫زنزانة مستشفى قوى األمن‪ .‬هذا يضاف إىل اإلهامل الطبي املتعمد‬ ‫الذي كنت وما زلت أقايس بسببه مضض ومفاعيل األمل والعذاب‪،‬‬ ‫وما هذه الحال إال حقيقة عن التعذيب املق ّنع القايس‪ ،‬بل والقتل‬ ‫البطيء فضلً عن اإلفرازات املرضية املتعددة‪.‬‬ ‫إن السجني مكر ٌه عىل كل حال‪ ،‬وأغلب حرياته وحقوقه مصادرة‪،‬‬ ‫وما بقي منها قابل للمصادرة يف أي لحظة‪ .‬وحيث تنعدم اإلرادة‬ ‫الحرة املعتربة رش ًعا‪ ،‬لصحة اإلقرار وحجيته حيث يعيش السجني‬ ‫مكر ًها يف الجملة عىل أقواله واعرتافاته وإقراراته‪ ،‬ويعيش تحت‬ ‫الضغط والتضييق تسقط كل أقواله واعرتافاته وإقراراته عن‬ ‫الحجية‪ ،‬بحكم الرشع الذي يشرتط اإلرادة الحرة واالختيار لحجية‬ ‫إقرار العاقل عىل نفسه‪.‬‬ ‫وما دمت سجي ًنا فإن حقوقي مصادرة وإراديت منتقصة واختيارايت‬ ‫‪38‬‬


‫محدودة وحريايت مكبلة‪ ،‬ولذلك لن أستطيع أن أعد اإلجابة عىل‬ ‫التهم املوجهة يل إعدا ًدا كافيًا‪ ،‬ولن أمتكن من الدفاع عن نفيس‬ ‫وخصوصا أن خصمي هو من يسجنني‪ ،‬وهو من‬ ‫دفا ًعا جي ًدا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫يضع العراقيل يف محاكمتي‪ ،‬وهو من يحول بيني وبني متكيني من‬ ‫القلم والورقة لكتابة الرد عىل الدعوى املوجهة ضدي‪ ،‬وهو من‬ ‫منع مالقايت مع املحامي أو اللقاء الكايف حيث حدد جلسة اللقاء‬ ‫بساعة واحدة فقط‪ .‬وهو من أعاق قرارات القضاء بلقايئ باملحامي‬ ‫ومتكيني من القلم والورقة ومل يخضع ومل يستمع إىل القضاء يف‬ ‫يل بصورة عامة‪،‬‬ ‫ذلك‪ .‬وحيث إنني أعيش يف الزنزانة مضيقًا ع َّ‬ ‫يل يف إعداد الرد عىل التهم املوجهة إ َّيل فنيًّا وعلميًّا‪.‬‬ ‫ومضيقًا ع َّ‬ ‫فضل عن عدم توفري أدوات الكتابة‪،‬‬ ‫فن ًّيا‪ ،‬حيث األجواء السلبية ً‬ ‫وعلم ًّيا‪ ،‬حيث عدم متكيني من االطالع عىل الوثائق التي أُدان‬ ‫بها أو الوثائق التي متكنني أو تعينني عىل إثبات براءيت؛ ولذلك‬ ‫أنا أطالب بإطالق رساحي حتى أمتكن من الدفاع عن نفيس فيام‬ ‫نُسب إ َّيل من كالم‪ ،‬مبراجعة محارضايت وإعداد الوثائق التي تفند‬ ‫دعاوى هيئة التحقيق وتثبت كذبها وتدليسها‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬فإن محاكمتي وأنا قيد السجن إخالل بل نقض للعدالة والقسط‪،‬‬ ‫خصوصا وأن خصمي هو سجاين‪.‬‬ ‫حيث ال يوجد ضامن للعدالة‬ ‫ً‬ ‫‪ .3‬الخروج على ولي األمر!‬

‫ذكر املدعي العام ً‬ ‫قائل‪ :‬خروجه عىل ويل األمر يف هذه البالد‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬هذه الدعوى مردودة بأمور‪:‬‬ ‫األمر األول‪ :‬إن هذه الدعوى فيها لبس ومتويه وخلط ومغالطات وتالعب‬ ‫‪39‬‬


‫باأللفاظ واملصطلحات؛ ألن الخروج يف املصطلح الرشعي هو الخروج‬ ‫بالسالح‪ ،‬بهدف إسقاط الحكم والحاكم واالستيالء عىل الحكم بقوة‬ ‫السالح‪ .‬فال يتحقق الخروج يف املصطلح الرشعي إال إذا كان الهدف‬ ‫من الخروج إسقاط الحكم واالستيالء عليه بقوة السالح‪ .‬وهذا النوع‬ ‫من الخروج ال وجود له يف «القطيف»؛ ألن الناس احتشدوا وتجمعوا‬ ‫يف مسريات ومظاهرات سلمية يطالبون بحقوقهم التي كفلها الرشع‬ ‫الحنيف والدساتري الوضعية من الكرامة والعدالة والحرية واألمن‪.‬‬ ‫ومل يكن يف «القطيف» خروج مسلح‪ ،‬وال خروج إلسقاط الحكم‬ ‫واالستيالء عليه‪ .‬ولذا فإن إثبات دعوى (الخروج) دونها خرط القتاد‪.‬‬ ‫األمر الثاين‪ :‬إذا كان املقصود من الخروج هو الخروج يف مسرية أو تظاهرة‬ ‫أو حشد أو تجمع للتعبري عن الرأي واملطالبة بالحقوق واإلصالح‪،‬‬ ‫فهو أمر وفعل مباح رش ًعا ووض ًعا‪ ،‬وأمثلة هذه النوع من الخروج‬ ‫فضل عن‬ ‫ال يعد وال يحىص؛ ألنه جزء من طبيعة املجتمع البرشي‪ً ،‬‬ ‫حثِّ الرشع عليه‪ ،‬كصالة الجامعة والجمعة والعيدين والحج وغريها‬ ‫الكثري من العبادات التي رشعها اإلسالم لتكون معامل لدينه‪ ،‬وهذه‬ ‫كلها تظاهرات ومسريات جامعية يشرتك فيها املسلمون ويعربون‬ ‫فيها عن الصف الواحد كالبنيان املرصوص‪ .‬وهكذا هي الطبيعة‬ ‫البرشية حيث التجمعات والحشود يف األسواق واملالعب واألفراح‬ ‫واألتراح‪ ،‬مام يصعب عده وإحصاؤه‪ .‬وإذا كان الخروج من أجل‬ ‫املطالبة بالحقوق الرشعية أو الدفاع عن املظلوم أو االعرتاض عىل‬ ‫سفك الدماء التي حرمها الله إال بالحق أو نرصة املعتقل تعسف ًّيا‬ ‫وما أشبه ذلك‪ ،‬فهو أمر حسن ومن ِفعل الخريات وعمل الصالحات‪،‬‬ ‫وهو فضيلة يثاب فاعلها ال أن يج ّرم بسببها‪ ،‬وال جرمية تستدعي‬ ‫‪40‬‬


‫أو تستوجب العقاب‪ .‬وإذا كان الخروج واملشاركة يف تشييع جنازة‬ ‫عمل صالح فيه من األجر والثواب الكثري‪ ،‬فإن الخروج ملنع سفك‬ ‫الدماء واملطالبة بالكرامة والعدالة والحرية واألمن واإلصالح من‬ ‫أفضل وأعظم األعامل الصالحة وأرقى وأسمى أفعال الخريات وأكمل‬ ‫وأتم الفضائل والحسنات‪.‬‬ ‫األمر الثالث‪ :‬إن الخروج يف املسريات والتظاهرات من أجل املطالبة‬ ‫بالحقوق واإلصالح والتغيري ال يسمى خرو ًجا عىل الحاكم‪ ،‬ولقد‬ ‫عرفت جميع املجتمعات اإلسالمية وغري اإلسالمية الخروج يف‬ ‫املظاهرات والتجمعات للمطالبة بالحقوق املرشوعة‪ .‬ففي الدول‬ ‫التي تجري فيها انتخابات يقوم بعض املتظاهرين أو أغلبهم بانتخاب‬ ‫الحاكم أو الحزب الحاكم نفسه الذي تظاهروا يف عهده وطالبوا‬ ‫ببعض حقوقهم‪ .‬ولو كان الخروج يف املظاهرات يسمى خرو ًجا عىل‬ ‫الحاكم ملا عاد هؤالء املتظاهرون بانتخاب الحاكم أو الحزب الحاكم‬ ‫نفسه‪ .‬إذن ال ميكن أن يُسمى الخروج يف املظاهرات واملسريات‬ ‫خرو ًجا عىل الحاكم‪ .‬وحس ًنا فعل فضيلة «الشيخ أحمد الجعفري»‪،‬‬ ‫رئيس املحكمة الجزائية بالقطيف‪ ،‬إذ أورد يف القرار القضايئ رقم‬ ‫‪ 34316103‬الصادر من املحكمة الجزائية مبحافظة القطيف بتاريخ‬ ‫‪2013/7/16‬م (‪1434/9/9‬ه‪ ،)-‬حيث مل يعترب الخروج يف املسريات‬ ‫خرو ًجا عىل الحاكم‪ ،‬وذلك بقوله‪« :‬وألن األفعال املنسوبة للمدعى‬ ‫عليه يف الئحة الدعوى العامة من املشاركة يف التجمعات واملسريات‬ ‫املنسوبة يف الدعوى ال يصدق عليها وصف الخروج عن طاعة ويل‬ ‫األمر»‪.‬‬ ‫إن مصطلح الخروج عن طاعة ويل األمر مصطلح له داللته وآثاره‬ ‫‪41‬‬


‫الرشعية‪ ،‬إذ ليس كل مخالفة لنظام أو الئحة أو تعليامت صادرة‬ ‫عن جهة مختصة يعد خرو ًجا عىل ويل األمر‪ ،‬جاء يف «كشف‬ ‫القناع» للبهويت الحنبيل (‪ ،)162 ،161/16‬الخارجون عن طاعة‬ ‫اإلمام أربعة أصناف‪:‬‬ ‫األول‪ :‬قوم امتنعوا عن طاعته وخرجوا عن قبضته بغري تأويل فهؤالء القطاع‪.‬‬ ‫الثاين‪ :‬قوم لهم تأويل إال أنهم نفر يسري ال منعة ‪ -‬أي قوة ‪ -‬لهم وحكمهم‬ ‫حكم قطاع الطريق‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬الخوارج الذين يكفرون املسلم بالذنب ويكفرون أهل الحق‬ ‫ويستحلون دماء املسلمني وأموالهم‪ ،‬إال من خرج معهم فهم فسقة‬ ‫تتعني استتابتهم فإن تابوا وإال قتلوا‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬قوم من أهل الحق بايعوا اإلمام وراموا خلعه أو مخالفته بتأويل‬ ‫سائغ ولهم منعة وشوكة وهم البغاة ‪ -‬بترصف يسري‪ -‬كام جاء يف‬ ‫»اإلقناع»‪ ،‬يف حل ألفاظ أيب شجاع للرشبيني الشافعي (‪)203-202/2‬‬ ‫عند الحديث عن البغاة‪» :‬هم مسلمون مخالفو إمام ولو جائ ًرا بأن‬ ‫خرجوا عن طاعته بعدم انقيادهم له‪ ،‬أو منع حق توجب عليهم‬ ‫كزكاة بالرشوط اآلتية‪:‬‬ ‫األول‪ :‬أن يكونوا يف منعة‪ ،‬أي شوكة بكرثة أو قوة‪.‬‬ ‫الثاين‪ :‬أن يخرجوا عن قبضة اإلمام‪ ،‬أي عن طاعته بانفرادهم ببلدة أو‬ ‫قرية أو موضع من الصحراء‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬أن يكون لهم يف خروجهم عن طاعة اإلمام تأويل سائغ‬ ‫انتهى بترصف‪.-‬‬‫‪42‬‬


‫وجاء يف منت خليل املاليك املطبوع ضمن الرشح الكبري (‪:)298/4‬‬ ‫الباغية فرقة خالفت اإلمام ملنع حق أو لخلعه‪ .‬جاء يف الرشح‬ ‫الكبري‪ :‬خالفت اإلمام يفيد أنها خرجت عليه عىل وجه املغالبة‬ ‫وعدم املباالة به‪ .‬وجاء يف حاشية الدسوقي عىل الرشح الكبري‪:‬‬ ‫قوله عدم املباالة هذا «عطف تفسري»‪ ،‬أي إنه ال بد أن يكون‬ ‫الخروج عىل وجه املغالبة‪ ،‬واملراد بها إظهار القهر وإن مل يقاتل كام‬ ‫استظهره بعض‪ .‬كام جاء يف حاشية ابن عابدين الحنفي (‪،)309/3‬‬ ‫أهل البغي‪ :‬كل فئة لهم منعة يتغلبون ويجتمعون ويقاتلون أهل‬ ‫العدل بتأويل ا‪.‬ه‪ .-‬فعلم مام تقدم أن الفقهاء يشرتطون إلطالق‬ ‫وصف الخروج عىل اإلمام (البغي) أن يكون بقصد خلع اإلمام أو‬ ‫منعه حقًّا رشع ًّيا‪ ،‬وأن يكون عىل سبيل املغالبة بأن يكون لهم قوة‬ ‫ومنعة وهذا ما ليس مبتحقق يف األفعال املنسوبة للمدعى عليه»‪.‬‬ ‫األمر الرابع‪ :‬إن املنهج العام للفكر الشيعي واملنظومة الفكرية الشيعية‬ ‫قامئة ومؤسسة ومبنية عىل عدم اتخاذ وعدم اختيار الخروج املسلح‬ ‫للتغيري واإلصالح؛ إال يف حالة انحصار األمر بني القتل أو الذل وطمس‬ ‫«الكرامة»‪ .‬وهذا االنحصار ال وجود له يف عرصنا ولله الحمد واملنة‬ ‫فضل عن‬ ‫عىل ذلك‪ .‬فالخروج بالسالح ليس من أصول الفكر الشيعي ً‬ ‫أن يكون خيا ًرا نتطلع إليه‪.‬‬ ‫األمر الخامس‪ :‬مل يخرج أحد من أمئتنا ‪ R‬بالسالح إلسقاط الحكم‪،‬‬ ‫مع عقيدتهم ويقينهم بأنهم هم أصحاب الحق واألمر والحكم عي ًنا‬ ‫عىل التعيني؛ حفظًا لسالمة املسلمني وسالمة أمورهم‪ ،‬وصونًا لهم‬ ‫عن سفك الدماء وإراقتها‪ .‬وذلك ألنه مل ينحرص األمر بني القتل أو‬ ‫‪43‬‬


‫الذل وطمس «الكرامة»‪ ،‬بل رفضوا الذل والهوان واختاروا القتل‪ ،‬ومل‬ ‫يخرجوا بالسالح حفظًا لإلسالم واملسلمني‪.‬‬ ‫نعم اختار اإلمام الحسني ‪ Q‬الخروج بالسيف ورفض الذل‬ ‫والهوان‪.‬‬ ‫األمر السادس‪ :‬إن خروج اإلمام الحسني ‪ Q‬بالسيف ما كان ليكون لو‬ ‫كان ميلك خيا ًرا ثالثًا غري القتل والذل‪ .‬ولذلك حينام طلب منه وايل‬ ‫ذليل ليزيد أو القتل اختار خيا ًرا ثالثًا‪ ،‬وخرج من املدينة‬ ‫املدينة البيعة ً‬ ‫إىل مكة حيث جعلها الله حر ًما آم ًنا‪ ،‬ولكن الطاغية يزيد وأمثاله ال‬ ‫يعرفون للبيت حرمة‪ ،‬فسعى لقتل اإلمام الحسني ‪ Q‬ما مل يبايع‬ ‫ذليلً ولو كان متعلقًا بأستار الكعبة‪ ،‬فخرج الحسني ‪ Q‬متوج ًها‬ ‫ذليل أو القتل‪،‬‬ ‫إىل الكوفة واعرتضه جيش يزيد‪ ،‬وخري بني البيعة ليزيد ً‬ ‫وطلب اإلمام الحسني ‪ Q‬منهم أن يُرتك الختيار طريق ال يؤدي‬ ‫إىل الكوفة‪ ،‬ولكنهم أبوا عليه إال القتل أو اإلذالل وكان بإمكانه حينام‬ ‫طرح عليه ذلك أن يقاتلهم وينترص عليهم‪ ،‬حيث كان حينها هو‬ ‫األقوى عدة وعتا ًدا ولكنه مل يبدأ قتالً ‪ .‬وأجهد نفسه يف نصحهم وترك‬ ‫القتال ولكنهم رفضوا ذلك وأبوا إال القتل أو اإلذالل‪ ،‬فاختار القتل عىل‬ ‫الذل مضط ًّرا مكر ًها‪ ،‬وقصة خروجه وكلامته تثبت ذلك حيث يقول‬ ‫‪« :Q‬أال وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بني اثنتني‪ :‬بني السلة‬ ‫والذلة‪ ،‬وهيهات منا الذلة‪ ،‬يأىب الله لنا ذلك ورسوله‪ ،‬وحجور طابت‬ ‫وأرحام طهرت‪ ،‬أن نؤثر طاعة اللئام عىل مصارع الكرام»‪.‬‬ ‫رشا وال بط ًرا وال ظاملًا إمنا خرجت لطلب‬ ‫وقال ‪« :Q‬مل أخرج أ ً‬ ‫اإلصالح يف أمة جدي رسول الله ‪ P‬وأسري بسرية جدي وأيب‪،‬‬ ‫‪44‬‬


‫يل أصرب‬ ‫فمن قبلني بقبول الحق فالله أوىل بالحق‪ ،‬ومن رد ع ّ‬ ‫حتى يحكم الله بيننا وهو خري الحاكمني»‪.‬‬ ‫وقال ‪« :Q‬اللهم إنك تعلم أنه مل يكن الذي كان منا منافسة‬ ‫يف سلطان وال التامس يشء من فضول الحطام ولكن لرند املعامل‬ ‫من دينك ونظهر اإلصالح يف بالدك فيأمن املظلومون من عبادك‬ ‫وتقام املعطلة من حدودك»‪.‬‬ ‫وقال‪« :Q‬ويزيد شارب الخمر قاتل النفس املحرتمة ومثيل‬ ‫ال يبايع مثله»‪ .‬إىل آخره من تلك الكلامت التي تؤكد عىل أنه مل‬ ‫يكن هناك خيا ٌر ثالث عنده؛ بل لو كان قتله دون خروجه هو‬ ‫يف صالح األمة وسالمة أمور املسلمني‪ ،‬ملا خرج واختار القتل دون‬ ‫الخروج‪ .‬حيث يقول ‪« :Q‬وعىل اإلسالم السالم إذا ابتليت‬ ‫األمة براع مثل يزيد»‪ ،‬ولذلك مل يخرج اإلمام الحسني ‪ Q‬عىل‬ ‫معاوية؛ ألن معاوية تراجع عن إرادته يف إذالل اإلمام الحسني‬ ‫بالبيعة‪ .‬والتاريخ يشهد عىل حكم الطاغية يزيد فقد كان تهدي ًدا‬ ‫حقيق ًّيا لسالمة أمور اإلسالم واملسلمني‪ ،‬حيث قتل الحسني ‪Q‬‬ ‫سبط رسول الله ‪ P‬وسيد شباب أهل الجنة‪ ،‬وأحدث يف املدينة‬ ‫القتل وهتك األعراض حيث قُتل أكرث من ألف أو سبعمئة صحايب‪،‬‬ ‫واغتصبت مئات النساء‪ ،‬وأُجرب أهل املدينة عىل أنهم يبايعون‬ ‫(عبي ًدا) ليزيد‪ ،‬ورضب الكعبة باملنجنيق‪ ،‬كل ذلك يف العامني‬ ‫األولني من حكمه الذي مل يدم إال ثالث سنوات‪ ،‬حيث هلك‬ ‫واسرتاحت األمة من جوره وطغيانه‪.‬‬ ‫األمر السابع‪ :‬إن فقهاءنا الربانيني يغرتفون من املرشعة نفسها التي يغرتف‬ ‫منها أمئتهم ‪ R‬وينتهجون املنهج واملنهاج نفسه الذي انتهجه‬ ‫‪45‬‬


‫أمئتهم ‪ ،R‬فالثقافة والفكر الشيعي والسلوك واملامرسة الشيعية‬ ‫تستبعد الخيار العسكري والخروج املسلح من منهجها واختياراتها‪.‬‬ ‫ولذلك نجد أن فقهاءنا ال ينتهجون وال يختارون الخروج املسلح‪،‬‬ ‫إال إذا انحرص األمر بني السلة والذلة‪ ،‬وكان عدم الخروج يؤدي إىل‬ ‫عدم سالمة أمور املسلمني‪ ،‬فيختارون الخروج مضطرين مكرهني ال‬ ‫راغبني وال مستأنسني‪.‬‬ ‫األمر الثامن‪ :‬الخروج املسلح قسامن‪:‬‬ ‫قسم مرشوع وأبرز أفراده وأظهر مصاديقه خروج الحسني ‪.Q‬‬ ‫وقسم غري مرشوع‪ ،‬وهو قسامن‪:‬‬ ‫‪ -1‬الخروج املسلح عىل أويل األمر الذين جعلهم الله خلفاء بعد‬ ‫رسول الله ‪ ،P‬وأوضح أفراده هم كل من خرج عىل اإلمام عيل‬ ‫‪.Q‬‬ ‫‪ - 2‬الخروج املسلح عىل حاكم ظامل جائر إلسقاط الحكم واالستيالء‬ ‫عىل الحكم‪.‬‬ ‫وهو قسامن‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الهدف من الخروج‪ :‬االستيالء عىل الحكم من أجل الحكم والتسلط‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الهدف من الخروج‪ :‬االستيالء عىل الحكم‪ ،‬من أجل إزالة الظلم‬ ‫والجور مع انعدام األهلية الرشعية للحكم للخارجني‪ ،‬مثل خروج‬ ‫الخوارج عىل معاوية وكذلك كل خروج مسلح من دون إذن‬ ‫الفقيه الجامع للرشائط‪.‬‬ ‫‪46‬‬


‫وعليه‪ ،‬فليس كل خروج مسلح هو خروج مرشوع وجائز‪ ،‬وليس‬ ‫كل خروج مسلح هو خروج غري مرشوع ومحرم‪.‬‬ ‫األمر التاسع‪ :‬إن الخروج املسلح الجائز رش ًعا تتوقف مرشوعيته عىل صدور‬ ‫فتوى من الفقيه الرباين البصري باألصول والكليات‪ ،‬والخبري بالفروع‬ ‫والجزئيات يف الحكم ويف املوضوع‪ ،‬والذي ال تأخذه يف الله لومة‬ ‫الئم‪ .‬ومن دون فتوى الفقيه هذا ال رشعية وال مرشوعية للخروج‬ ‫غاشم‪ .‬وذلك ألن حكم الظلوم‬ ‫املسلح ولو كان الحاكم ظلو ًما‬ ‫ً‬ ‫الغشوم (السفاح) وظلمه مع رضره البالغ إال أنه أقل رض ًرا من فتنة‬ ‫تدوم تحرق األخرض واليابس‪ ،‬وتهلك الحرث والنسل‪ .‬يقول اإلمام‬ ‫عيل ‪« :Q‬والٍ ظلوم خري من فتنة تدوم»‪.‬‬ ‫األمر العارش‪ :‬إن الرشع املقدس جعل لكل املفاهيم الكربى أو الخطرية‪،‬‬ ‫وأصول يُحتَكم إليها لتحديدها‪ ،‬وتعيني أفرادها وحدودها؛‬ ‫ً‬ ‫مرجعية‬ ‫ليك يغلق األبواب عىل مرىض القلوب واالنتهازيني من التالعب بها‪.‬‬ ‫فالوالية التي هي مفهوم رشعي يتفرع منه كثري من املفاهيم‬ ‫واألحكام الرشعية كمفهوم الطاعة ومفهوم الخروج ومفهوم البيعة‪،‬‬ ‫حيث إن هذه املفاهيم فروع من مفاهيم الوالية‪ .‬بل اكتسب‬ ‫مفهوم الخروج أهميته وخطورته باعتباره فر ًعا للوالية التي أمر الله‬ ‫بطاعتها حيث قال سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ‬ ‫ﯽﯾﭼ(((‪.‬‬

‫وألن الوالية من املتشابه يف القرآن‪ ،‬أمر الله ‪-‬سبحانه وتعاىل‪ -‬بالرجوع‬ ‫يف تحديد فردها الخارجي إىل الله ‪-‬أي القرآن‪ -‬والرسول ‪ ،P‬فقال‬

‫((( سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.59 :‬‬

‫‪47‬‬


‫سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ‬ ‫ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﭼ (((‪.‬‬

‫والخروج عىل أويل األمر الذين جعلهم الله خلفاء من بعد رسول‬ ‫الله ‪ P‬من املحرمات رش ًعا بل من الكبائر التي تخل بالعقيدة‪.‬‬ ‫األمر الحادي عرش‪ :‬ما مىض كان الرؤية الشيعية للخروج‪ ،‬ولكن الفريقني‪،‬‬ ‫سنة وشيعة‪ ،‬يتفقان عىل أنه ليس كل خروج جائ ًزا ومرشو ًعا‪،‬‬ ‫وليس كل خروج محر ًما وغري مــروع‪ .‬وعليه أقدم السؤال‬ ‫للمدعي العام للجواب وفق معتقده‪ ،‬وهو‪ :‬متى يكون الخروج‬ ‫املسلح مرب ًرا وجائ ًزا رش ًعا؟ ومتى يكون الخروج املسلح غري مربر‬ ‫ومحر ًما رش ًعا؟ أي ما هي الضوابط واملربرات واملعايري الرشعية‬ ‫لجواز الخروج املسلح أو حرمته؟ وما هي األصول واملرجعية التي‬ ‫فمثل‪ :‬هل كان الخروج املسلح عىل الرئيس‬ ‫يُستند عليها يف ذلك؟ ً‬ ‫القذايف وهو طاغ مجرم سفاح دماء كان مرشو ًعا؟ وما هي املربرات‬ ‫الرشعية له؟ أم مل يكن مرشو ًعا؟ وهكذا هل الخروج عىل الرئيس‬ ‫األسد وهو طاغ مجرم سفاك دماء متوحش‪ ،‬هل هو مرشوع؟‬ ‫وما هي املربرات الرشعية له؟ أم مل يكن مرشو ًعا؟ وهكذا هل‬ ‫كان الخروج عىل الرئيس حسني مبارك مرشو ًعا أم ال؟ وهل كان‬ ‫الخروج عىل الرئيس محمد مريس مرشو ًعا أم ال؟ وهل الخروج‬ ‫عىل حكم العسكر يف مرص اليوم مرشو ٌع أم ال؟ وهل الخروج عىل‬ ‫الرئيس زين العابدين بن عيل كان مرشو ًعا أم ال؟ وهكذا الخروج‬ ‫عىل أي حاكم متى يكون مرشو ًعا؟ وما هي املربرات الرشعية له؟‬ ‫ومتى ال يكون مرشو ًعا؟‬ ‫((( سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.59 :‬‬

‫‪48‬‬


‫إن أغلب الدول العربية واإلسالمية ما كانت لتكون وما كان لها‬ ‫وجود لوال الخروج عىل الدولة العثامنية؟ فهل خروج من أقام‬ ‫هذه الدول كان خرو ًجا مرشو ًعا أم ال! وممن خرج عىل الدولة‬ ‫العثامنية امللك عبد العزيز‪ ،‬ولو مل يخرج امللك عبد العزيز عىل‬ ‫الدولة العثامنية ملا أُسست الدولة السعودية هذه‪ ،‬وما كان لها‬ ‫وجود عىل الخارطة الجغرافية أو الخارطة السياسية‪ .‬فهل كان‬ ‫خروج امللك عبد العزيز عىل الدولة العثامنية خرو ًجا مرشو ًعا؟‬ ‫وما هي املربرات الرشعية له؟ حتى إذا توفرت تلك املربرات‬ ‫استطعنا ومتكنا القول بجواز الخروج لوجود الحيثيات واملربرات‬ ‫الرشعية نفسها‪ .‬أم مل يكن خروج امللك عبد العزيز عىل الدولة‬ ‫العثامنية مرشو ًعا؟ أم إن مرشوعية الخروج ال تتحقق بأثر رجعي‬ ‫فإذا غلب الخارج حكمنا مبرشوعية خروجه؟ وإذا انهزم ومل يصل‬ ‫إىل سدة الحكم حكمنا بعدم مرشوعيته؟‬ ‫فالرشعية وعدمها تدور مدار الغلبة ال مدار التأصيل واملرجعية‬ ‫الرشعية‪ .‬كل هذا حتى يعلم املواطن املربرات الرشعية للخروج‬ ‫وعدمها ويكون عىل بيّنة من أمره‪ ،‬وحتى ال تكون املسألة عشية‬ ‫وغشوة يخبطها السفهاء‪ .‬إن مفهوم الخروج مفهوم خطري تنزلق‬ ‫فيه األقدام‪ ،‬وإن الرؤية الواضحة لهذا املفهوم واألحكام تحمي‬ ‫املجتمع بالخصوص الشباب من هم يف سن املراهقة والفتوة‬ ‫والعنفوان والقوة من سفك الدماء وإزهاق األرواح وضياع األجيال‬ ‫وهتك األعراض‪ ،‬وتَ ُحول تلك الرؤية الواضحة بني أمراء الحرب‬ ‫والسلطة وبني اللعب بأرواح املجتمع وبنيته اإلنسانية والتحتية‪،‬‬ ‫وتحفظ البالد والعباد‪.‬‬ ‫‪49‬‬


‫األمر الثاين عرش‪ :‬إن هيئة التحقيق واالدعاء العام مل ِ‬ ‫تأت بقرينة واحدة‪،‬‬ ‫فضل عن‬ ‫فضل عن بيّنة أو دليل يفيد بأين حملت سال ًحا ً‬ ‫ولو ركيكة‪ً ،‬‬ ‫الخروج املسلح‪ ،‬ولقد قاربت من الستني يف العمر‪ ،‬وال يستطيع مد ٍع‬ ‫يل بحمل السالح يف هذه البلد؛ ألنني مل أملس‬ ‫أو غريه أن يدعي ع َّ‬ ‫فضل عن حمله‪ .‬ومنهجي ومبديئ واضح ورصيح يف رفض‬ ‫سال ًحا ً‬ ‫فضل عن استعامل السالح يف مواجهة وحل‬ ‫استخدام اليد والقوة ً‬ ‫املشاكل واألزمات والرصاعات والخالفات‪ .‬ودعوتُ رصي ًحا وبوضوح‬ ‫لعدم استعامل السالح‪ ،‬وأن سالحنا هو زئري الكلمة يف مقابل أزيز‬ ‫الرصاص‪ ،‬وشعارنا ٍ‬ ‫أيد خالية من السالح وصدور عارية تستقبل‬ ‫الرصاص‪ .‬وجميع محارضايت موجودة وموثقة ال يوجد شاهد واحد‬ ‫فضل‬ ‫يف محارضايت يدل عىل التحريض للخروج يف مظاهرة سلمية‪ً ،‬‬ ‫عن الخروج يف مظاهرة مسلحة‪ .‬ولكن هذا ما نسجته أيادي الكذب‬ ‫والتزوير والخلط والتلبيس لهيئة التحقيق واالدعاء العام التي متتهن‬ ‫حياكة األكاذيب وحبكها‪.‬‬ ‫األمر الثالث عرش‪ :‬إن ما تشهده سوريا اليوم من دمار أهلك الحرث والنسل‬ ‫وأصاب ودمر البرش والحجر والشجر واملــدر‪ ،‬يؤكد عىل سالمة‬ ‫النظرية واملعتقد الشيعي يف اإلصالح والتغيري‪ ،‬وأن الظلوم والغشوم‬ ‫أهون من الفتنة التي تدوم‪ .‬أل ّن منهج كل حكام الكرايس والعروش‬ ‫والتسلط‪ ،‬قائم عىل أمرين ال ثالث لهام‪ :‬إما أنا عىل الكريس‪ ،‬أو‬ ‫الطوفان املدمر الذي يحرق األخرض واليابس ويغرق الحرث والنسل‬ ‫ويدمر البرش والحجر واملدر والوبر‪.‬‬ ‫فضل عن البنية‬ ‫نعم‪ ،‬إن البنية التحتية لإلنسان دمرت يف سوريا ً‬ ‫التحتية للبالد‪ .‬وسيستحوذ كابوس الجهل والضعف والتخلف‬ ‫‪50‬‬


‫واألمراض عىل األجيال القادمة‪ ،‬وما كان ذلك ليحدث لو مل تنجر‬ ‫املعارضة السياسية إىل معارضة مسلحة ساهمت يف تدمري البالد‬ ‫والعباد يف اختيارها السالح أداة للتغيري واإلصالح يف النظام‪ .‬وما‬ ‫كانت املعارضة السياسية لتكون معارضة مسلحة لوال التغيري‬ ‫الفرنيس الحاقد عىل اإلسالم واملسلمني‪ ،‬حيث غرر باملعارضة‬ ‫ودفعها لحمل السالح ليك يزيد من إنتاج أسلحته‪ ،‬ويعالج البطالة‬ ‫يف بلده‪ .‬فأقحم املعارضة وغررها الستعامل السالح‪ ،‬وهكذا كان‬ ‫الحكم الفرنيس ومعه كل الدول التي دفعت املعارضة السياسية‬ ‫لحمل السالح واستخدامه رشكاء يف إهالك الحرث والنسل وتدمري‬ ‫البرش والحجر‪ ،‬وإدخــال األجيال القادمة يف غياهب ديجور‬ ‫الشقاء والدمار‪ .‬ولو اقترصت املعارضة السياسية عىل العمل‬ ‫السيايس دون العسكري ملا استجاب لها النظام وملا قام بالقتل‬ ‫واالعتقال‪ ،‬ولكانت األرضار مهام بلغت أقل بكثري ج ًّدا مبا حدث‬ ‫اآلن‪ ،‬ولكانت املطالب باإلصالح والتغيري تفرض نفسها عىل النظام‬ ‫وتجربه عىل االستجابة لبعضها أكرث مام هو حاصل اآلن‪ .‬إن كل‬ ‫من دعا ويدعو للعمل املسلح يف سوريا هو رشيك يف تدمري البالد‬ ‫والعباد واألجيال‪ ،‬وهالك الحرث والنسل والبرش والحجر والشجر‬ ‫واملدر والوبر‪.‬‬ ‫وها هي املعارضة املسلحة تتقاتل فيام بينها ويقتل كل منهم‬ ‫اآلخر طم ًعا يف كريس عرش صغري‪ ،‬وأخىش ما يخىش أن يكون عدد‬ ‫الضحايا ونسبة الدمار الذي تخلفه الحرب يف املعارضة املسلحة‬ ‫أكرث من الدمار والضحايا التي خلفها النظام‪ .‬وكذلك لو أن النظام‬ ‫استجاب لبعض مطالب املعارضة السياسية منذ البداية‪ ،‬ومل يتهمها‬ ‫بحمل السالح قبل أن تتحول إىل واقع وحقيقة‪ ،‬لكان حاله أحسن‬ ‫‪51‬‬


‫حال مام هو عليه اآلن‪ .‬إن هذا الواقع املأساوي املرير الذي تعيشه‬ ‫ً‬ ‫سوريا يكفي لإلعراض وعدم التفكري يف املعارضة املسلحة وهذا‬ ‫ما تؤديه بعض الدول مع األسف لرتهب وتخيف شعوبها من مآل‬ ‫املعارضة عىل حساب دماء الشعب السوري ولكن مل يكن هذا‬ ‫الواقع وغريه مام مياثله هو الذي مينعنا من املعارضة املسلحة‪،‬‬ ‫وإمنا املانع هو قيمنا‪ ،‬ومبادئنا التي تعظم حرمة الدماء واألنفس‪.‬‬ ‫ومنهجنا الذي ننتهج اقتدا ًء وتأس ًيا بأهل البيت ‪ ،R‬وعليه‬ ‫تربينا واصطبغ تفكرينا‪ ،‬وإن كان هذا الواقع الذي نشاهده يف‬ ‫سوريا وغريها يزيدنا اطمئنانًا وإميانًا مبنهجنا‪ ،‬منهج أهل البيت‬ ‫‪ ،R‬يف العمل والسعي والجهاد السلمي من أجل التغيري‬ ‫والصالح يف هذه األمة‪ .‬ويشهد التاريخ اإلسالمي بجالء ووضوح‬ ‫عىل سالمة هذا النهج وصحة هذا املنهاج ومثاره املباركة ويعرف‬ ‫ذلك كل من يقرأ سرية أهل البيت ‪ .R‬فهذا هو نهجنا نهج‬ ‫أهل البيت ‪ R‬نهج العمل والسعي والجهاد السلمي بالكلمة‬ ‫الصادقة واملسؤولة للتغيري الشامل واإلصــاح الحقيقي‪ .‬ولن‬ ‫نحيد عن هذا النهج مبشيئة الله مهام كانت الظروف والعوامل‬ ‫الخارجية‪ .‬وبهذا النهج نحقق من أهدافنا أفضل مام يحققه‬ ‫السالح ويجنبنا أرضاره‪.‬‬ ‫األمر الرابع عرش‪ :‬إن الخروج املسلح يف هذا الزمن يحتاج إىل السالح وإىل‬ ‫الرجال‪ ،‬وكالهام يحتاجان إىل املال الكثري‪ ،‬الذي يحتاج إىل دعم‬ ‫دولة وال ميكن أن يتوفر عرب املؤسسات االجتامعية مهام عظمت‪.‬‬ ‫ويضاف‪ :‬إن السالح ال ميكن أن يتوفر إال عرب الدول أيضً ا‪ .‬واإلمام‬ ‫عيل ‪ Q‬يقول‪« :‬احتج إىل من شئت تكن أس ًريا»‪ .‬وهذا يعني‬ ‫‪52‬‬


‫سقوط املعارضة مبستنقع األرس والعبودية ملن ميولها باملال والسالح‪،‬‬ ‫وبالتايل تفتقد إىل استقاللها وقرارها وتتحول إىل أداة تنفذ قرارات‬ ‫أسيادها الجدد الذين ال يفكرون إال يف مصالحهم الذين يبيعون‬ ‫الحكام والشعوب واملعارضة بأبخس األمثان تحقيقًا ملصالحهم‪ .‬فلن‬ ‫تخرج املعارضة املسلحة من مستنقع الظلم إال وتغرق يف وحل ظلم‬ ‫آخر فتغمرها ظلامت الظلم‪ ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫األمر الخامس عرش‪ :‬إن لغة السالح والقوة إذا غلبت لغة العقل والكلمة‬ ‫ٍ‬ ‫وحينئذ‬ ‫والحوار‪ ،‬فستغلب لغة املصالح واملتع لغة املبادئ والقيم‪،‬‬ ‫سيكون العقل يف سبات‪ .‬والهوى طامح مع الشهوات‪ ،‬وتنعدم‬ ‫املشاعر واألحاسيس واإلنسانية‪ ،‬وتتالىش وتضعف الروح الدينية‪،‬‬ ‫وتغيب الفطرة اإلنسانية‪ ،‬وتربر بزيغ القلوب والجهل الجرائم‬ ‫والعدوان والطغيان والفواحش بأوهام ومتويهات يحسبها أحكا ًما‬ ‫رشعية‪ .‬وهنالك يكون الشيطان هو القائد لكل من يتطلع للغلبة‬ ‫والسلطة‪ ،‬بعي ًدا عن نرص الله وقيم السامء ومبادئ الرسالة‪،‬‬ ‫فيغريهم بالقوة ويزين لهم الحرب ومينيهم بالغلبة ويعدهم‬ ‫باألحالم الكاذبة واألوهام املزيفة إىل أن يستحوذ عليهم فيصعب‬ ‫ويتعرس عليهم الرجوع إىل الحق وإىل الفطرة اإلنسانية‪ ،‬كام يقول‬ ‫الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬ ‫ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃﭼ (((‪ ،‬ويقول‬ ‫الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ‬ ‫ﯵ ﯶﭼ(((‪ ،‬ويقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﯸ‬ ‫(( ( سورة األنفال‪ ،‬اآلية‪.48 :‬‬ ‫((( سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.43 :‬‬

‫‪53‬‬


‫ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ‬ ‫ﰇﰈﭼ(((‪ ،‬ويقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮪﮫﮬ‬ ‫ﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ‬ ‫ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ‬ ‫ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦ‬ ‫ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬ ‫ﯲﯳﯴﯵﯶﯷﭼ(((‪ .‬وحينام يغيب العقل‬

‫يغيب الدين وتغيب أحكامه ولذلك يتجاهل أولئك‪ ،‬قال الله‬ ‫سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬

‫ﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ‬ ‫ﮢﭼ(((‪ .‬بل ويخدعه الشيطان ويصور له أن هذا ليس مبؤمن‬

‫وهو يستحق القتل‪ .‬وينىس أو يغفل أو يجهل أو يتجاهل قول‬ ‫الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬

‫ﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣ‬ ‫ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ‬ ‫ﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸ‬ ‫ﭼ(((‪.‬‬

‫نعم إنهم املرسفون يف سفك الدماء كام هو ديدن الحكومات‬ ‫الظاملة التي تتجاهل هذه اآليات وترسف يف سفك الدماء وانتهاك‬ ‫حرمة الدين والحرمات اإلنسانية‪.‬‬

‫(( (‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬

‫سورة املجادلة‪ ،‬اآلية‪.19 :‬‬ ‫سورة النساء‪ ،‬اآليات‪.121-118 :‬‬ ‫سورة النساء‪ ،‬اآليات‪.93 :‬‬ ‫سورة املائدة‪ ،‬اآلية‪.32 :‬‬

‫‪54‬‬


‫‪ .4‬لم أبايع حتى ُيقال إنني نقضت البيعة‬

‫ذكر املدعي العام ً‬ ‫قائل‪ :‬ونقضه البيعة املنعقدة له يف ذمته‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬هذه الدعوة سالبة بانتفاء موضوعها؛ ألنني مل أبايع من األصل ومل‬ ‫تتحقق مني بيعة حتى يقال إنني نقضت البيعة؛ وذلك ألنني شيعي‪،‬‬ ‫وعقيدة الشيعة يف البيعة أن مآلها وحقيقتها أنها بيعة لله سبحانه‬ ‫وتعاىل‪ ،‬حيث يقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬ ‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ‬ ‫ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭼ(((‪ .‬ولذا ال يجوز ألحد‬

‫أن يطلب البيعة له أو البيعة ألحد آخر ما مل يجعل الله ذلك له‪،‬‬ ‫فالبيعة جعل إلهي وليس للمخلوق نصيب يف تحديد املجعولة له‪،‬‬ ‫ولقد جعل الله البيعة للرسول ‪ P‬ومن بعده الثني عرش خليفة‬ ‫وكلهم من قريش‪ ،‬حيث قال الرسول ‪ P‬فيام يرويه ويتفق عليه‬ ‫الفريقان السنة والشيعة‪« :‬الخلفاء من بعدي اثنا عرش كلهم من‬ ‫قريش» وهؤالء هم أويل األمر الذين اختارهم الله أوصياء للرسول‬ ‫‪ ،P‬ويتفق الس ّنة والشيعة يف اثنني منهم‪ ،‬هام‪ :‬اإلمام عيل ‪Q‬‬ ‫واإلمام املهدي |‪ ،‬ويختلفون يف الباقي‪.‬‬

‫فعقيدة الشيعة يف البيعة أنها ال تصح وال تنعقد إال للرسول ‪P‬‬ ‫وألويل األمر الذين اختارهم الله واصطفاهم وأوىص بهم رسوله‬ ‫‪ ،P‬وهم اثنا عرش إما ًما آخرهم اإلمام املهدي |‪ .‬وعقيدة‬ ‫كل الشيعة أن البيعة يف هذا العرص ال تصح وال تنعقد إال لإلمام‬ ‫املهدي |‪ ،‬وبالتايل فالبيعة منحرصة لإلمام املهدي |‪ ،‬وهي‬ ‫((( سورة الفتح‪ ،‬اآلية‪.10 :‬‬

‫‪55‬‬


‫البيعة الرشعية الوحيدة‪ ،‬ولذا ال يجوز أن تنعقد بيعتان يف آن‬ ‫واحد وعرض واحد‪ .‬ولذلك ال تصح وال تنعقد البيعة حتى ألكرب‬ ‫فقيه ومرجع شيعي‪ ،‬وال يحق له أن يطلب من الناس أو من‬ ‫مقلديه بيعته مع أنه أعىل سلطة زمنية دينية وسياسية يف الفكر‬ ‫واملعتقد الشيعي‪ ،‬وبالتايل فال تصح وال تنعقد وال تجوز البيعة ال‬ ‫إىل عامل وال إىل حاكم‪ .‬هذا مع العلم أن حقيقة البيعة هي بيعة‬ ‫لله سبحانه وتعاىل حيث يقول‪ :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬ ‫‪ ‬‬

‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ‬ ‫ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭼ(((‪.‬‬

‫فمن هذا الذي يدعي أن بيعته بيعة لله إال من به لوث‪ ،‬بل لوثات‬ ‫يف عقله‪ .‬فال بيعة إال بجعل إلهي‪ .‬وعليه فإن البيعة املنعقدة يف‬ ‫ذمتي هي البيعة لإلمام املهدي |‪ ،‬ولو بايعت غريه النفسخت‬ ‫بيعتي له‪ ،‬والحال أنني أؤكد عىل التزامي ببيعتي لإلمام املهدي‬ ‫| بدعايئ دامئًا وأب ًدا بقويل‪« :‬اللهم إين أجدد له يف صبيحة‬ ‫يومي هذا وما عشت من أيامي عهدً ا وعقدً ا وبيعة يف عنقي ال‬ ‫أحول عنها وال أزول أبدً ا»‪ .‬فلم تنعقد يف ذمتي بيعة لحاكم هذه‬ ‫البالد وال لغريه‪ ،‬حتى يدعي املدعي العام بنقيض لها!‬ ‫وال يخفى أن البيعة هي بيعة النفس لله ولرسوله وأويل األمر‬ ‫وبالتايل هي تضحية بالنفس ألجل من نبايع له يقول تعاىل‪:‬‬ ‫ﭽﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﭼ‬ ‫ويقول تعاىل ﭽﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬

‫(((‬

‫(( ( سورة الفتح‪ ،‬اآلية‪.10 :‬‬ ‫((( سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.111 :‬‬

‫‪56‬‬


‫ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫﭼ(((‪ ،‬ويقول تعاىل‪ :‬ﭽﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬ ‫ﮌﮍ‪...‬ﭼ(((‪ ،‬هذا مع العلم أن األمر اإللهي واحد وليس متعد ًدا‪،‬‬

‫وبالتايل أويل األمر ال يلون والية األمر يف وقت واحد وإمنا يلونه‬ ‫واح ًدا بعد وفاة اآلخر‪ ،‬فاألمر اإللهي ال يليه يف وقت واحد إال ويل‬ ‫واحد‪ .‬وما نشاهده ونعايشه ونسمع به قبل ذلك هو أن عد ًدا من‬ ‫الحكام الذين يعتلون السلطة يف بلدان مختلفة كل منهم يدعي‬ ‫أنه ويل األمر‪ ،‬والحقيقة أنهم والة أمر بحكم الواقع والغلبة وليس‬ ‫بحكم الرشع‪ .‬واألدهى من ذلك واألنىك هو أن عد ًدا ممن تزعموا‬ ‫حركات سياسية أو عسكرية ويف زمنٍ واحد بل ويف مكانٍ وبلد‬ ‫واحد كل منهم يطلب البيعة لنفسه‪.‬‬ ‫إن هذا الواقع املزيف يكفي لعدم رشعية البيعة إال بإذن الله‬ ‫وكذلك عدم رشعية الوالية لألمر إال بإذن الله‪ ،‬وبالخصوص أن‬ ‫األمر هو أمر الله وال يجوز ألحد أن يدعيه من دون إذن مالكه‬ ‫وصاحبه وهو الله سبحانه وتعاىل‪ ،‬والبيعة فرع الوالية‪ .‬يقول‬ ‫الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬

‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬ ‫ﭳ ﭴﭵ ﭼ((( فأمر الوالية وأمر الطاعة وأمر البيعة كله لله‪ ،‬وليس‬

‫للبرش قالمة ظفر وال قيد أمنلة‪ ،‬ومن يشرتط أن يكون له يش ٌء‬ ‫خصوصا حينام يتعلق‬ ‫من األمر فهو يفكر بالتفكري الجاهيل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تصديه للعمل يف سبيل الله وإصالح األمة عىل أن تكون الوالية‬

‫(( ( سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.207 :‬‬ ‫((( سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.120 :‬‬ ‫((( سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.154 :‬‬

‫‪57‬‬


‫له والبيعة له‪ .‬فكل من يطلب شيئًا من الوالية أو البيعة أو‬ ‫الطاعة من دون الله‪ ،‬فهو يظن بالله غري الحق ظن الجاهلية‪.‬‬ ‫‪ .5‬السلطة تذكي الفتنة الطائفية‬

‫ذكر املدعي العام ً‬ ‫قائل‪ :‬وإثارة الفتنة الطائفية‪.‬‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول‪ :‬كيف أكون ممن يثري الفتنة الطائفية والحال أن يل أكرث من ثالثة‬ ‫آالف محارضة وخطبة‪ ،‬وأكرث من ‪ % 98‬منها مل أتطرق فيها للشأن‬ ‫العقائدي‪ ،‬وإمنا تطرقت فيها إىل املفاهيم اإلسالمية االجتامعية‬ ‫واألخالقية والثقافية واألحكام واآلداب الرشعية وغريها من‬ ‫املوضوعات الرشعية واالجتامعية واألرسية‪ ،‬ودعوت فيها إىل ترك‬ ‫التحزب «الجهوي»‪ .‬وما تطرقت إليه يف الشأن العقائدي ‪ % 2‬وأكرثه‬ ‫يف فرعيات العقيدة وليس يف أصولها‪.‬‬ ‫ثان ًيا‪ :‬إن كل ما تطرقت إليه يف الشأن العقائدي عرضته بطريقة علمية‬ ‫وروح موضوعية‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬إن أكرث وأغلب استشهادي يف الشأن العقائدي بعرض وأدلة من‬ ‫القرآن الكريم والكتب املعتربة لدى السنة‪ ،‬كصحيح البخاري ومسلم‬ ‫ومسند أحمد والرتمذي وتاريخ الطربي وابن كثري والذهبي وغريها‬ ‫مام هو معترب ومعتمد لدى عامة الس ّنة‪.‬‬ ‫راب ًعا‪ :‬إن أغلب ما تطرقت إليه يف الشأن العقائدي ليس من املسائل‬ ‫الخالفية بني السنة والشيعة‪ .‬فكيف يكون من هذا حاله مث ًريا‬ ‫‪58‬‬


‫للفتنة! حيث تطرقت يف هذه األمور العقائدية إىل‪ :‬فضائل أهل‬ ‫البيت ‪ R‬وهذه مسألة وفاقية بني السنة والشيعة‪ ،‬وهي‬ ‫مسألة فرعية وليست من أصول العقيدة‪ ،‬وعرضتها بطريقة علمية‬ ‫وروح موضوعية‪ ،‬فهل حينام أستشهد عىل فضلهم وفضائلهم‬ ‫بقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬ ‫ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﭼ(((‪ ،‬وقوله تعاىل‪ :‬ﭽﯠ‬

‫ﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ‬ ‫ﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ‬ ‫ﯸﭼ(((‪.‬‬

‫وأقول‪ :‬إن الرسول خرج معه عيل وفاطمة والحسن والحسني‪ .‬وأقول‪ :‬إن‬ ‫أحمد بن حنبل سئل عن أفضل الصحابة‪ ،‬فقال‪ :‬أبو بكر‪ ،‬قيل له‪ :‬ثم‬ ‫من؟ قال‪ :‬عمر‪ ،‬قيل‪ :‬ثم من؟ قال‪ :‬عثامن وهكذا‪ ،‬ومل يذكر عل ًّيا‪ ،‬فلام‬ ‫سئل عن عدم ذكره لعيل‪ ،‬فقال‪ :‬لقد سألتموين عن الصحابة‪ ،‬وعيل‬ ‫نفس رسول الله ‪ .P‬وقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽ ﯥ ﯦ ﯧ‬ ‫ﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ‬ ‫ﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﭼ(((‪.‬‬

‫وأقول‪ :‬إنها نزلت يف اإلمام عيل كام يذكره كثري من املفرسين‪ ،‬ومنهم عىل‬ ‫سبيل املثال ال الحرص تفسري الجاللني‪ .‬وحينام استشهد عىل فضل‬ ‫أهل البيت وفضائلهم بأحاديث الرسول ‪ ،P‬مثل قوله ‪ P‬يف‬ ‫هاشم من قريش‬ ‫صحيح مسلم‪« :‬إن الله اصطفى‪ ...‬واصطفى‬ ‫ً‬ ‫(( ( سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.33 :‬‬ ‫((( سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.61 :‬‬ ‫((( سورة املائدة‪ ،‬اآليتان‪.56 - 55 :‬‬

‫‪59‬‬


‫واصطفاين من هاشم ‪ ...‬أذكركم الله يف أهل بيتي أذكركم الله‬ ‫يف أهل بيتي»‪ ،‬ويقول ابن تيمية يف كتابه رسالة رأس الحسني‪ :‬إن‬ ‫محم ًدا هو أفضل الخلق والعاملني من العرب وبني إرسائيل وبعده‬ ‫عيل وحمزة وجعفر‪ .‬وقول الرسول ‪« :P‬إين تارك فيكم الثقلني‬ ‫ما إن متسكتم بهام لن تضلوا بعدي كتاب الله وعرتيت أهل بيتي»‪،‬‬ ‫وأقول‪ :‬إن التمسك بأحدهام ال يغني عن اآلخر‪ ،‬فهام قرينان للنجاة‪.‬‬ ‫وقول الرسول ‪« :P‬من كنت مواله فهذا عيل مواله اللهم والِ من‬ ‫وااله وعاد من عاداه وانرص من نرصه واخذل من خذله»‪ ،‬وقوله‬ ‫‪« :P‬فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاين»‪ ،‬وقوله‪« :‬الحسن‬ ‫والحسني سيدا شباب أهل الجنة»‪ ،‬وقوله‪« :‬حسني مني وأنا من‬ ‫حسني»‪ ،‬وقوله‪« :‬أحب الله من أحب حسي ًنا»‪ ،‬وقوله لعيل ‪:Q‬‬ ‫«أال ترىض أن تكون مني مبنزلة هارون من موىس إال أنه ال نبي‬ ‫بعدي»‪ .‬وهكذا األحاديث املستفيضة واملتواترة عن الرسول ‪ P‬يف‬ ‫فضل أهل البيت وفضائلهم‪ .‬فهل ذكر هذه األحاديث فتنة؟‬ ‫نعم‪ ،‬إنها مزعجة لكل من يتحامل عىل أهل البيت وال يود سامعها‬ ‫ويسعى إلخفائها‪ .‬وهل أكون مث ًريا للفتنة الطائفية حينام أقول إن‬ ‫عليًّا ولد يف الكعبة ومل يولد الرسول فيها‪ ،‬مع أن الرسول هو األفضل‪،‬‬ ‫بل هو من له الفضل والنعمة عليه بعد الله سبحانه وتعاىل‪ .‬وحني‬ ‫أقول‪ :‬إن عل ًّيا هو الذي برز لعمرو بن ود وقتله ومل يبارز الرسول‪،‬‬ ‫مع أن الرسول أشجع من عيل بال ريب‪ ،‬بل شجاعة عيل من شجاعة‬ ‫الرسول‪ ،‬وحني أقول إن عليًّا بات عىل فراش الرسول ليلة الهجرة‬ ‫ليواجه الكفار املتآمرين‪ ،‬وإن عل ًّيا قلع باب خيرب وفتحها حيث قال‬ ‫الرسول‪« :‬ألعطني الراية» وغريها من القصص واألحداث التي تبني‬ ‫‪60‬‬


‫فضل وأفضلية عيل عىل الجميع‪ ،‬ومل تكن تلك الخصال للرسول‬ ‫مع أن الرسول هو األفضل‪ .‬ولكن إلبراز فضل عيل أعطي تلك فهو‬ ‫زوج سيدة نساء العاملني‪ ،‬أو ال أقل فيام يتفق عليه الجميع أنها‬ ‫سيدة نساء األمة؛ ليك تعرف األمة اإلسالمية فضله وال تجهله وال‬ ‫تتجاهله‪ .‬أما الرسول ‪ P‬فاألمة متفقة وعارفة بفضله وأفضليته‬ ‫عىل الخلق أجمعني‪ ،‬وهو سيد املرسلني وخرية رب العاملني‪ ،‬فهل‬ ‫الحديث عن فضل وفضائل أهل البيت يثري فتنة طائفية؟‬ ‫خامسا‪ :‬مسألة بناء القبور‪ ،‬وهي ليست مسألة خالفية بني السنة والشيعة‬ ‫ً‬ ‫بل هي عقيدة عموم املسلمني ما عدا طائفة من أتباع أحمد بن‬ ‫حنبل‪ .‬والحال أن واقع املسلمني يكشف ويثبت ذلك‪ ،‬فهذا قرب‬ ‫الرسول ‪ P‬يف غرفة مبنية وفوقه قبة وهو يف مسجد‪ ،‬حيث يحيط‬ ‫به مسجده من كل الجهات األربع‪ .‬وهذا قرب نبي الله إسامعيل‬ ‫وأمه هاجر لصيقان بالكعبة يف وسط املسجد‪ ،‬وهو داخل يف املطاف‬ ‫حيث يطوف املسلمون حوله مع الكعبة وال يتحقق الطواف إال‬ ‫بجعله مطافًا مع الكعبة‪ .‬وهذا قرب البخاري يف سمرقند مبني يتربك‬ ‫به املسلمون السلفيون‪ ،‬وهذا قرب أحمد بن حنبل شامخ يف العراق‪،‬‬ ‫وهذه قبور األنبياء يف األردن وسوريا وفلسطني‪ ،‬وهذا مقام إبراهيم‬ ‫‪ Q‬وآثاره وآثار هاجر‪ ،‬جعلها الله متعبدات‪ ،‬كام يقول ابن‬ ‫قيم الجوزية يف كتابه زاد املعاد يف هدي خري العباد‪« :‬وها هم‬ ‫املسلمون اليوم يتربكون بأستار الكعبة»‪ .‬ومسألة بناء القبور مسألة‬ ‫فرعية وليست مسألة من أصول العقيدة كام يصورها البعض‪،‬‬ ‫وعرضتها بطريقة علمية وروح موضوعية‪ ،‬ودلّلت عليها بقول الله‬ ‫سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬ ‫ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ‬ ‫‪61‬‬


‫ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬ ‫ﭳﭼ(((‪ .‬وبسرية املسلمني حكا ًما ورعية حيث كانوا وما زالوا‬

‫يتعاهدون البناء لقرب الرسول ‪ ،P‬ولوال تلك الرعاية وهذا التعاهد‬ ‫ملا بقي للقرب من أثر‪ .‬فهل الحديث عن بناء القبور يثري فتنة طائفية!‬

‫سادسا‪ :‬مسألة الصحابة‪ ،‬وهي وإن كانت مسألة خالفية يف الجملة إال‬ ‫ً‬ ‫أنها وفاقية يف كثري منها أيضً ا‪ .‬وهي مسألة فرعية وليست من‬ ‫أصول العقيدة‪ ،‬وعرضتها بطريقة علمية وروح موضوعية‪ ،‬وأغلب‬ ‫استشهادي عليها من القرآن الكريم أو من الكتب املعتربة واملعتمدة‬ ‫لدى الس ّنة‪ .‬فهل مناقشتي ملسألة خالفية بطريقة علمية وروح‬ ‫فضل عن االستدالل واالستشهاد عليها من الكتب املعتربة‬ ‫موضوعية ً‬ ‫واملعتمدة عند الس ّنة يثري فتنة طائفية! فإذا كان نقاش املسائل‬ ‫الخالفية بالكيفية التي عرضتها يثري فتنة طائفية فأغلب العلامء إال‬ ‫ما ندر من الس ّنة والشيعة يثريون فت ًنا طائفية؛ ألنه ال يخلو حديث‬ ‫فمثل‪ ،‬حينام أناقش وأتعرض ملسألة‬ ‫أحدهم عن مسألة خالفية ما‪ً .‬‬ ‫نظرية «عدالة الصحابة» التي تختلف فيها األقوال؛ ألن هذه النظرية‬ ‫تخالف وتناقض التايل‪ :‬آيات القرآن حيث تبدأ سورة البقرة بتقسيم‬ ‫الناس إىل ثالثة أقسام‪ :‬مؤمن وكافر ومنافق‪ .‬واملنافقون األوائل يف‬ ‫العامل اإلسالمي هم أصحاب الرسول الذين أبطنوا الكفر وأظهروا‬ ‫اإلميان‪ .‬وهذه سورة املنافقون سورة كاملة تتحدث عن املنافقني‬ ‫وكفرهم بعد إميانهم وهم من أصحاب الرسول كام هو واضح من‬ ‫افتتاح السورة‪ .‬وهذه سورة التوبة أغلبها عن املنافقني وقرناء الكفار‬ ‫واملرشكني‪ .‬وهذه مئات اآليات التي تتحدث عن املنافقني وكفرهم‬ ‫((( سورة الكهف‪ ،‬اآلية‪.21 :‬‬

‫‪62‬‬


‫بعد إميانهم وهم من أصحاب الرسول‪ ،‬وكانوا قوة فاعلة وكبرية‬ ‫وخطرية‪ .‬وهذه اآليات ال تسقط عدالة كثري من الصحابة فقط؛ بل‬ ‫فضل عن عدالتهم‪.‬‬ ‫تسقط إميانهم ً‬ ‫الروايات املستفيضة واملتواترة عن ارتداد بعض الصحابة عىل‬ ‫أعقابهم وهم فئام وفئام ‪ -‬الفئام مئات من الناس ‪ -‬وأن مثانية‬ ‫منهم ال يدخلون الجنة حتى يلج الجمل يف سم الخياط (يراجع يف‬ ‫ذلك روايات الحوض حيث يقول الرسول «أصحايب أصحايب‪.)».....‬‬ ‫وألن خطبي ومحارضايت أستقيها من كتاب الله وسنة رسوله وما‬ ‫ورد عن أهل بيته‪ ،‬فال ميكن أن يكون حديثي مث ًريا أو مذك ًيا للفتنة‬ ‫بني أفراد املجتمع؛ ألن الكتاب والسنة وروايات أهل البيت هي‬ ‫من يجمع املسلمني ويرص صفوفهم وتجعلهم كالبنيان املرصوص‪،‬‬ ‫ويقت اختالفهم وافرتاقهم‪ .‬ولذلك ال ميكن أن أكون ممن‬ ‫ويُنبذ ُ‬ ‫يذيك فتن ًة بني أفراد املجتمع‪ ،‬وخطبي ومحارضايت تشهد يل بذلك‪.‬‬ ‫ولكن من يذيك الفتنة هو «السلطة» يف هذه البالد‪ ،‬وعىل رأسها‬ ‫وزارة الداخلية وأجهزتها األمنية ويتفرع منها هذه الهيئة «هيئة‬ ‫التحقيق واالدعاء العام» التي صبغت دعواها بالطائفية والفنت‬ ‫االجتامعية‪ ،‬وتتظاهر يف دعواها وكأنها تحارب الفنت‪ ،‬ولكن واقع‬ ‫دست سم الفنت الطائفية يف العسل‪.‬‬ ‫الحال هي التي ّ‬

‫‪63‬‬


‫‪ .6‬أحداث البقيع‬

‫ذكر املدعي العام قائلً‪ :‬تأييده ألحداث الشغب والتخريب يف مقربة البقيع‬ ‫واستغاللها يف إثارة الفتنة الطائفية وإذكائها‪.‬‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول ‪ :‬مل يكن يف الساحة املقابلة لبوابة البقيع أحداث شغب؛ ألن كل الذي‬ ‫حدث هو أن جم ًعا من الزوار وأغلبهم من أهايل القطيف واألحساء‪،‬‬ ‫وأغلبهم من النساء كانوا يزورون أمئة البقيع من خارجه ‪ -‬حيث مينع‬ ‫النساء من الدخول ‪ -‬فاعتُدي عليهم من قبل بعض القامئني عىل البقيع‬ ‫حيث قاموا بتصوير النساء‪ ،‬فكانت ردة فعل عفوية من قبل النساء وممن‬ ‫معهن من الرجال الذين كانوا قلة‪ ،‬احتجا ًجا عىل التعدي عىل عفتهن من‬ ‫خالل تصويرهن‪ ،‬وطالبوا برشيط التصوير إلتالفه‪ .‬ومقاطع الفيديو التي‬ ‫انترشت عن الحدث شاهدة عىل ذلك‪ .‬هذه كانت البداية‪ ،‬فام كان من‬ ‫وزارة الداخلية وأجهزتها األمنية إال التجييش الهستريي وإرشاك بعض‬ ‫الهمج الرعاع من الناس مع قوات الشغب لالعتداء عىل املتواجدين يف‬ ‫املوقع‪ ،‬مبا فيهم النساء الضعيفات الغريبات‪ ،‬والقيام برتهيبهم ومطاردتهم‬ ‫ورضبهم واعتقال بعض الرجال منهم‪ .‬وبدل أن تقوم السلطة بتهدئة‬ ‫األمور قامت بعكس ذلك‪ ،‬وضخمت الحدث وأظهرته بخالف صورته‬ ‫وواقعه بأضعاف مضاعفة‪ ،‬مع أنه حادث بسيط وعابر ولكن أبت وزارة‬ ‫الداخلية وأجهزتها األمنية إال التوقف عنده وصب الزيت عىل ناره‪.‬‬ ‫ثان ًيا ‪ :‬مل أقم باستغالل ما حدث يف الساحة املقابلة لبوابة البقيع يف إثارة‬ ‫الفتنة الطائفية وإذكائها‪ ،‬وذلك ألنني مل أتحدث منذ بدء األحداث‬ ‫إىل ميض ثالثة أسابيع ببنت شفة‪ ،‬ومل أتحدث بعد ذلك إال خطابًا‬ ‫‪64‬‬


‫واح ًدا بعد ميض ثالثة أسابيع من األحداث‪ ،‬ومل يكن فيه أي كلمة‬ ‫أو إشارة طائفية وإمنا كان الطابع العام والصبغة العامة يف الخطاب‬ ‫هو «الكرامة»‪ ...‬ورفض الذل والهوان وإدانة االعتداء عىل النساء‬ ‫الضعيفات والغريبات‪ .‬والخطاب مسجل ومنشور وال يوجد فيه‬ ‫أي نفس طائفي‪ .‬نعم إن ديدن وزارة الداخلية واألجهزة األمنية‬ ‫هي اتهام من ال يرىض ببطشها وظلمها وجورها بالطائفية وتفتيت‬ ‫الوحدة الوطنية واإلرهاب وما إىل ذلك من تهم معلبة وجاهزة‪.‬‬ ‫ثالثًا ‪ :‬إن َمن استغل األحداث يف إثارة الفتنة الطائفية هي السلطة الحاكمة‬ ‫وعىل رأسها وزير الداخلية يف حينها‪ ،‬وترصيحه من واشنطن مشبع‬ ‫بالطائفية وكأنه يدافع عن العقيدة السلفية ويهدد فيه رجاالت الشيعة‪،‬‬ ‫وقبله أمري املدينة املنورة يف حينها وترصيحاته املتكررة واملنشورة يف‬ ‫اإلعالم الرسمي‪ ،‬ومعهام اإلعالم الرسمي الذي بدأ ينفخ «الننت الخايس»‬ ‫من الكالم الطائفي‪ .‬كل ذلك لكسب و َّد السنة وإشغالهم عن الفساد‬ ‫السيايس الذي يسترشي يف جميع أجهزة الدولة‪ .‬ومل يكن املسؤولون يف‬ ‫السلطة وال اإلعالم ميلكون غرية عىل السنة أو السلفية منها‪ ،‬وإمنا كان‬ ‫كريس الحكم وعرش امللك القائم عىل عكازة الطائفية يتطلب هذه‬ ‫اإلثارات الطائفية وإذكائها‪ .‬ونحن الشيعة «الجدار الهبيط» الذي تقفز‬ ‫عليها السلطة الحاكمة دامئًا وأب ًدا لحامية كريس ال يدوم وعرش ال يبقى‪.‬‬ ‫راب ًعا ‪ :‬والدليل عىل أن الدولة هي من استغلت الحدث إلثارة الفتنة‬ ‫الطائفية‪ ،‬إضافة إىل ما سلف ذكره قيامها بفربكة الحدث وعرضها‬ ‫لحدث قديم قبل الحادثة بأشهر‪ ،‬إن مل يكن بسنوات حتى‪ .‬وهو‬ ‫قيام بعض األطفال أو الفتية بأخذ حفنة من الرتاب من قبور ألم‬ ‫البنني وعمتي الرسول ‪ P‬عاتكة وصفية‪ ،‬وتصوير هذا العمل بأنه‬ ‫‪65‬‬


‫هتك لحرمة القبور‪ .‬ونجحت وزارة الداخلية وأجهزتها األمنية يف‬ ‫وبدل عن الحقيقة‬ ‫رضا ً‬ ‫تضخيم هذا الحدث العابر املايض وجعله حا ً‬ ‫الواقعة‪ ،‬ونجحت يف تحويل الواقعة وتصويرها عىل أنها تع ٍّد عىل‬ ‫«مقربة البقيع» وهتك للقبور وانتهاك لحرمتها‪ .‬ونجحت يف إشعال‬ ‫نار الفتنة الطائفية والتأليب عىل الشيعة‪.‬‬ ‫وأغرب ما يف األمر أن الكاذب يختلق الكذبة ثم يصدق كذبته‪ ،‬حيث‬ ‫عرض مساعد وزير الداخلية يف حينها عىل الوفد الشيعي املكون من‬ ‫شيعة القطيف واألحساء واملدينة املنورة‪ ،‬الذي ذهب إىل الرياض‬ ‫لحل املشكلة‪ ،‬عرض عىل هذا الوفد الفيديو املصور القديم لألطفال‬ ‫الذين أخذوا حفنة من تراب قرب أم البنني عىل أنه هتك للقبور‬ ‫وانتهاك لحرمتها‪ .‬والحال إما لهذه القبور قدسيتها ولذلك يلزم‬ ‫حفظها ورعاية حفظها مع ميض أكرث من ألف وثالث مئة وخمسني‬ ‫عا ًما عىل دفن أصحابها فيها! وأخذ الرتاب منها للتربك ال يعد هتكًا‬ ‫لحرمتها‪ ،‬فها هم «الشيعة» يأخذون ترابًا من قرب اإلمام الحسني‬ ‫‪ -Q‬للتربك به وال يعدوه هتكًا لحرمة قربه هذا هو معتقد‬‫الشيعة‪ .‬وإما هذه القبور مثل غريها حيث يشيد القرب عىل القرب عىل‬ ‫القرب‪ ،‬وهكذا يندرس القرب بعد ميض ثالثني أو خمسني عا ًما ويحفر‬ ‫من جديد ليدفن فيه ميت آخر‪ ،‬وال يعد هذا هتكًا للقرب وال انتهاكًا‬ ‫لحرمته‪ ،‬بل قد تلغى املقربة وتقام عليها منشأة أو ما شابه ذلك‪.‬‬ ‫وحيث مىض عىل هذه القبور أكرث من ألف وثالمثئة وخمسني عا ًما‪،‬‬ ‫يكون أخذ الرتاب منها أو حفرها أو إزالتها ال يعد هتكًا وال انتهاكًا‬ ‫لحرمتها‪ .‬وعليه‪ ،‬فأين وقع الهتك لهذه القبور ومتى انتهكت وبأي‬ ‫كيفية وقع ذلك؟ يبدو أن اإلجابة عن هذه األسئلة داحضة واهية‪.‬‬ ‫‪66‬‬


‫‪ .7‬اختطافي على طريقة قطاع الطرق‬

‫قائل‪ :‬هروبه وتخفيه من رجال األمن‪ ،‬بعد أن علم‬ ‫ذكر املدعي العام ً‬ ‫أنه مطلوب للسلطات املختصة التهامه بجرائم جنائية يف أحداث أعامل‬ ‫الشغب يف مقربة البقيع وعدم تسليم نفسه‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬مل أعلم أين مطلوب للسلطات املختصة‪ ،‬حيث مل أُستد َع من قبل هذه‬ ‫الجهات ال بشكل رسمي وقانوين وفق القوانني التي وضعتها السلطات‪،‬‬ ‫وال بشكل غري رسمي وغري قانوين‪ ،‬ومل ِ‬ ‫يأت أحد من تلك الجهات املختصة‬ ‫لطلبي‪ .‬نعم‪ ،‬جاءت عصابة من «قطاع الطرق» من رجال األمن وحاولت‬ ‫اختطايف من الطريق يف ليل دامس قبيل صالة الفجر‪ ،‬وبذلك علمت بأن‬ ‫هذه العصابة من «قطاع الطرق» ستقوم وتكرر محاولة االختطاف حيث‬ ‫هذا ديدنها العمل يف الظالم؛ ألنها الوسيلة الفضىل عند املجرمني‪ .‬ولذلك‬ ‫كان الخيار األفضل هو الفرار واالختفاء وعدم تسليم نفيس لعصابة من‬ ‫«قطاع الطرق» ال تعمل إال يف الظالم وبالطرق امللتوية‪.‬‬ ‫وأي عاقل وأي كريم يسلم نفسه ملثل تلك العصابة املجرمة! وما‬ ‫حدث يف البقيع مل يكن أحداث شغب وإمنا هو اعتداء من قوات‬ ‫الشغب عىل الزوار‪ ،‬عىل القوارير الاليت أوىص رسول الله بحفظهن‬ ‫ورعايتهن‪ .‬كام أين مل أرتكب أي جرم يف هذه األحداث‪ ،‬بل ومل تكن‬ ‫يل مشاركة فيها إال بعد ثالثة أسابيع من انتهائها بخطاب واحد‬ ‫فقط دافعت فيه عن كرامتنا‪ .‬كام مل توجه يل أي جهة رسمية ال‬ ‫بشكل رسمي وال غري رسمي تهمة جنائية يف تلك األحداث‪ .‬ثم إين‬ ‫ظهرت بعد خمسة أشهر من االختفاء ومارست حيايت الطبيعية‬ ‫وشاركت الناس يف أفراحها وأتراحها‪ ،‬وتواجدت يف األماكن العامة‬ ‫والخاصة‪ .‬ومع ذلك مل أستد َع بشكل رسمي من أي سلطة‪.‬‬ ‫‪67‬‬


‫‪ .8‬الرد على تهمة سب الصحابة‬

‫ذكر املدعي العام ً‬ ‫قائل‪ :‬استغالله خطب الجمعة واملناسبات الدينية العامة‬ ‫والخاصة يف إطالق عبارات السب والتجريح يف أصحاب رسول الله‬ ‫‪ P‬ممن سبقت لهم الحسنى والشهادة لهم بالجنة‪ ،‬والتجريح يف‬ ‫والة أمر املسلمني يف هذه البالد‪.‬‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول ‪ :‬لقد تحدثت عن الصحابة مبا تحدث عنه القرآن‪ ،‬حيث منهم من‬ ‫بلغ الدرجات السامية من اإلميان والتقوى‪ ،‬وانحط البعض منهم‬ ‫إىل حضيض النفاق والكفر‪ ،‬وما أكرث آيات النفاق واملنافقني يف‬ ‫القرآن حيث أمر الله رسوله مبجاهدتهم هم والكفار فقال الله‬ ‫سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬ ‫ﭗﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝﭼ(((‪ .‬وقال سبحانه وتعاىل‪:‬‬

‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬ ‫ﭝ ﭞﭼ(((‪ .‬وقال سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬ ‫ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬ ‫ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ‬ ‫ﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ‬ ‫ﯜﭼ(((‪ .‬وقال سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬

‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﭼ(((‪.‬‬ ‫(( (‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬

‫سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.73 :‬‬ ‫سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.1 :‬‬ ‫سورة املنافقون‪ ،‬اآليات‪.3 - 1 :‬‬ ‫سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.40 :‬‬

‫‪68‬‬


‫وهكذا آيات وسور تتحدث عن نفاق الكثري الكثري من األصحاب‪.‬‬ ‫وتحدثت عن الصحابة مبا تحدثت به الروايات يف الكتب املعتربة‬ ‫واملعتمدة عند السنة‪ ،‬كصحيح البخاري ومسلم ومسند أحمد‬ ‫والرتمذي وغريها‪ ،‬التي ذكرت ارتداد كثري من الصحابة القهقرى‪ ،‬وأن‬ ‫فئا ًما وفئا ًما يدخلون النار‪ ،‬وأن مثانية منهم ال يدخلون الجنة حتى‬ ‫يلج الجمل يف سم الخياط‪.‬‬ ‫تحدثت به كتب التاريخ املعتربة‬ ‫وتحدثت عن الصحابة مبا‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫واملعتمدة لدى السنة‪ ،‬كتاريخ الطربي وابن كثري والذهبي وغريه‪.‬‬ ‫ونقلت منها وقائع تاريخية كرصاع الصحابة عىل الخالفة‪ ،‬وإلغاء‬ ‫معاوية للخالفة وتأسيسه للملك العضوض‪ ،‬ومحاولة الصحابة‬ ‫الغتيال الرسول بعد عودته من غزوة تبوك‪ ،‬وخروج الصحابة عىل‬ ‫عثامن وقتله‪ ،‬وخروج الصحابة من الناكثني والقاسطني واملارقني‬ ‫نقل عن‬ ‫عىل اإلمام عيل ‪ ،Q‬وهكذا وقائع تاريخية ذكرتها ً‬ ‫كتب التاريخ املعتمدة لدى السنة‪ .‬فإذا كان الحديث من هذه‬ ‫املصادر تهمة؛ ألن فيها تجري ًحا وسبًّا للصحابة فأنا اقتفيت القرآن‬ ‫وروايات الرسول ونقلت عن كتب التاريخ املعتمدة‪ ،‬وكل هذه‬ ‫هي منهج جامعة املسلمني عن «هيئة التحقيق واالدعاء العام»‪.‬‬ ‫فكيف باتهامي تارة وبالخروج عىل منهج جامعة املسلمني‪ ،‬واتهامي‬ ‫نصا أو واقعة من هذا املنهج‪.‬‬ ‫أخرى بالسب والتجريح حينام أنقل ًّ‬ ‫والكالم يطول عن اآليات والروايات والوقائع التاريخية التي تدين‬ ‫بعض الصحابة الذين أسسوا الخالف واالفرتاق والشقاق يف هذه‬ ‫األمة‪ ،‬ومل يقترصوا عىل سب بعضهم بعضً ا وال تجريح بعضهم‬ ‫بعضً ا؛ بل تقاتلوا وقتلوا بعضهم بعضً ا إىل درجة أن القتل وصل‬ ‫‪69‬‬


‫يف تلك الفرتات إىل عرشات اآلالف مبا يصل إىل أكرث من نصف‬ ‫جيوشهم التي تقاتلوا فيها‪.‬‬ ‫ثان ًيا‪ :‬ولقد مىض يف الرد عىل الفتنة الطائفية بغض النظر عن الصحابة‪،‬‬ ‫فلرياجع‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬إن عقيديت يف الصحابة هي عقيدة باسقة وهي عقيدة اإلمام عيل‬ ‫اب ُم َح َّم ٍد ‪ P‬ف َ​َم أَ َرى أَ َحدًا‬ ‫‪ Q‬حيث يقول‪« :‬لَ َقدْ َرأَ ْي ُت أَ ْص َح َ‬ ‫يُشْ ِب ُه ُه ْم ِم ْنك ُْم لَ َقدْ كَانُوا يُ ْص ِب ُحونَ شُ ْعثًا غ ْ ًُبا َو َقدْ بَاتُوا ُس َّجدًا َو ِق َيا ًما‬ ‫يُ َرا ِو ُحونَ بَ ْ َي جِ َبا ِهه ِْم َو خُدُو ِد ِه ْم َو يَ ِقفُونَ َع َل ِمثْل ِالْ َج ْم ِر ِم ْن‬ ‫ِذكْ ِر َم َعا ِد ِه ْم كَأَنَّ بَ ْ َي أَ ْع ُي ِنه ِْم ُرك َ​َب الْ ِم ْع َزى ِم ْن طُولِ ُس ُجو ِد ِه ْم إِ َذا‬ ‫ُذ ِك َر اللَّهُ َه َمل َْت أَ ْع ُي ُن ُه ْم َح َّتى تَ ُب َّل ُج ُيو َب ُه ْم َو َما ُدوا ك َ​َم َيِيدُ الشَّ َج ُر‬ ‫يَ ْو َم ال ِّريحِ الْ َع ِاص ِ‬ ‫اب»‪ ،‬وإنني كث ًريا‬ ‫َاب َو َر َجا ًء لِل َّث َو ِ‬ ‫ف َخ ْوفًا ِم َن الْ ِعق ِ‬ ‫ما أدعو إىل الصحابة الذين أحسنوا الصحبة‪ ،‬حيث أقرأ وأدعو بدعاء‬ ‫اإلمام زين العابدين ‪ Q‬الذي من خالله يبني مدى إجاللنا وحبنا‬ ‫ألصحاب النبي ‪ P‬الذين أحسنوا الصحبة‪ ،‬ذلك الدعاء الذي يدعو‬ ‫به اإلمام زين العابدين ‪ Q‬عىل أتباع الرسل ومصدقيهم الذي‬ ‫ورد فيه‪« :‬اللهم وأصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا الصحبة‪،‬‬ ‫والذين أبلوا البالء الحسن يف نرصه‪ ،‬وكاتفوه وأرسعوا إىل وفادته‪،‬‬ ‫وسابقوا إىل دعوته‪ ،‬واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رساالته‪،‬‬ ‫وفارقوا األزواج واألوالد يف إظهار كلمته‪ ،‬وقاتلوا اآلباء واألبناء يف‬ ‫تثبيت نبوته وانترصوا له‪ ،‬ومن كانوا منظومني عىل محبته يرجون‬ ‫تجارة لن تبور يف مودته والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته‪،‬‬ ‫وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا يف ظل قرابته‪ ،‬فال تنس لهم اللّهم‬ ‫ما تركوا لك وفيك‪ ،‬وأرضهم من رضوانك ومبا حاشوا الخلق عليك‪،‬‬ ‫‪70‬‬


‫وكانوا مع رسولك دعاة لك إليك‪ ،‬واشكرهم عىل هجرهم فيك‬ ‫ديار قومهم‪ ،‬وخروجهم من سعة املعاش إىل ضيقه‪ ،‬ومن كرثت يف‬ ‫إعزاز دينك من مظلومهم»‪ .‬وكذلك أدعو يف كل يوم ثالثاء ألصحاب‬ ‫الرسول ‪ P‬حيث أدعو بدعاء اإلمام زين العابدين يوم الثالثاء‬ ‫وفيه‪« :‬اللهم صل عىل محمد خاتم النبيني ومتام عدة املرسلني وعىل‬ ‫آله الطيبني الطاهرين وأصحابه املنتجبني»‪.‬‬ ‫راب ًعا‪ :‬لقد اختلف املسلمون يف املوقف من بعض الصحابة‪ ،‬كام اتفقوا‬ ‫يف املوقف من بعض آخر‪ .‬وهكذا اختلف املسلمون يف املوقف‬ ‫من بعض أهل البيت ‪ ،R‬كام اتفقوا يف املوقف من بعض‬ ‫آخر‪ .‬ولذا نرى بونًا شاس ًعا بل تناقضً ا وتضا ًّدا يف املوقف من بعض‬ ‫وكل‬ ‫الصحابة ومن بعض أهل البيت ‪ R‬بني السنة والشيعة‪ٌّ .‬‬ ‫يبني موقفه بنا ًء عىل املعطيات التاريخية والروايات التي يعتقد‬ ‫بصدورها‪ ،‬وال ريب أن أحد الطرفني قد جانب الصواب فيام تناقضوا‬ ‫فيه وتضادوا؛ ألنه ال ميكن أن يكون كل من السنة والشيعة عىل‬ ‫حق يف املوقف املتضاد بينهام‪ .‬وبالتايل هذه املسائل الخالفية ال‬ ‫ب َّد أن تَخْضَ َع وتُخَضَّ َع للنقاش والحوار العلمي عىل أساس األدلة‬ ‫والبينات والرباهني‪ ،‬بعي ًدا عن التعصبات والتشنجات حتى ميكن‬ ‫بحث املسألة بطريقة موضوعية وروح علمية هدفها معرفة الحق‬ ‫والحقيقة مهام كانت مرة أو علقمية توافق هذا الطرف أو ذاك‬ ‫وتخالف هذا أو ذاك‪ ،‬فمحلها الحوار العلمي والنقاش املوضوعي‬ ‫وليس محلها محاكم القضاء لتكميم األفواه وإخفاء الحقائق‪.‬‬ ‫ولتحرير املسألة نقول‪ :‬إن الصحابة وكذلك أهل البيت ثالثة أقسام من‬ ‫حيث موقف السنة والشيعة منهم‪:‬‬ ‫‪71‬‬


‫القسم األول‪ :‬ما يتفق السنة والشيعة عىل صالحهم‪ ،‬مثل سلامن‬ ‫وعامر وغريهم الكثري من األصحاب‪ ،‬ومثل عيل وحمزة وغريهم‬ ‫الكثري من أهل البيت ‪.R‬‬ ‫القسم الثاين‪ :‬ما يتفق السنة والشيعة عىل عدم صالحهم مثل عبد الله ابن‬ ‫أيب وغريه الكثري من األصحاب‪ ،‬ومثل أيب لهب وهو عم الرسول‪.P‬‬ ‫القسم الثالث‪ :‬وهو محل الخالف والنزاع بني السنة والشيعة حيث‬ ‫يرى السنة صالحهم‪ ،‬ويرى الشيعة خالف ذلك‪ ،‬وكذا يرى الشيعة‬ ‫فمثل‪ ،‬يرى الشيعة أن والد‬ ‫صالحهم ويرى السنة خالف ذلك‪ً .‬‬ ‫الرسول وأمه وعمه أبا طالب من املؤمنني‪ ،‬ويرى السنة أنهم من‬ ‫املرشكني وأن أبا طالب يف ضحضاح يف النار‪ ،‬بينام يرى الشيعة أن أبا‬ ‫طالب من سادة الجنة؛ لحديث الرسول ‪ P‬حيث قال‪« :‬أنا وكافل‬ ‫اليتيم كهاتني يف الجنة»‪ ،‬وأشار إىل سبابته والوسطى‪ .‬فأبو طالب هو‬ ‫الكافل‪ ،‬واليتيم هو الرسول ‪ .P‬ويف املقابل يرى السنة أن معاوية‬ ‫من أهل الجنة‪ ،‬ويرى الشيعة عكس ذلك‪ ،‬إنه من أهل النار‪.‬‬ ‫وكل من الطرفني السنة والشيعة ينطلق من معطيات تاريخية‪،‬‬ ‫لذلك تحتاج هذه املعطيات إىل بحث ومتحيص وغربلة وشجاعة‬ ‫لقول الحقيقة التي يتوصل إليها بعد البحث والتمحيص‪.‬‬ ‫وعليه إذا كانت هيئة التحقيق واالدعاء العام تعترب موقفي من‬ ‫معاوية‪ ،‬الذي ألغى الخالفة اإلسالمية وح ّولها إىل ملك عضوض‬ ‫يتوارثه بنو أمية من دون جعل إلهي‪ ،‬وخرج عىل خليفة رسول‬ ‫الله ‪ P‬ألجل الحق وإنّ ا ليستويل عىل السلطة حيث قال‪« :‬ما‬ ‫حاربتكم لتصلّوا وتصوموا وتح ّجوا وتزكّوا وإنّ ا حاربتكم ألتسلّط‬ ‫عليكم‪ ،‬وقد أعطاين الله ذلك»‪ ،‬كام ذكر ذلك ابن كثري يف تاريخه‬ ‫‪72‬‬


‫وغريه من املؤرخني‪ .‬إن موقفي من هذا الصحايب وأمثاله سب‬ ‫وتجريح ملن سبقت له الحسنى ويحاكمني يف القضاء عىل موقفي‬ ‫منه! فأنا أقول‪ :‬إن املوقف من أيب طالب الذي نسمعه عىل‬ ‫املنابر ويد ّون يف الكتب وينرش بني الناس وهكذا ما ينرشه اإلعالم‬ ‫الرسمي بل والكتب املدرسية‪ ،‬إن هذا املوقف من أيب طالب وأنه‬ ‫يف ضحضاح يف النار هو سب وتجريح ال بد أن يحاكم من يتبنى‬ ‫هذا املوقف‪ .‬وإذا كان الرد عىل ذلك أن املوقف من أيب طالب‬ ‫وفق البينة واملعطيات التاريخية‪ ،‬فموقفي من معاوية وأمثاله‬ ‫مبني عىل البينة واملعطيات التاريخية‪ ،‬فالتهمة شاملة وال ميكن‬ ‫إال أن أقول كام قال الله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬ ‫ﭱﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭼ(((‪.‬‬ ‫ومن يريد أن يعالج هذه األمور فإن محلها الحوار والنقاش‬ ‫املوضوعي والعلمي لكشف معرفة الحق والحقيقة قبل أن يسلط‬ ‫سيف القضاء‪ .‬و َم ْن ميلك الحق ميلك االستعداد للحوار‪ ،‬ومن يثق‬ ‫برأيه وموقفه يتمكن من الحوار واملناقشة‪ .‬أما من يجهل أو‬ ‫يتجاهل الحق فلن يختار إال القوة والتهريج والخلط والتلبيس‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬مل أقم بالتجريح يف حاكم هذه البالد‪ ،‬وال يف علامئها املعتربين ومل‬ ‫ً‬ ‫أطعن يف ديانتهم وال أمانتهم وال رشعيتهم‪ ،‬وبالتايل تنتفي دعوى إيغال‬ ‫صدور املواطنني عليهم وأما اتهامي بالكذب والبهتان فأقول كام قال‬ ‫الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﰅﰆﰇﰈﰉﭼ(((‪ .‬وال متلك‬ ‫دليل واح ًدا عىل قيامي بتجريح الحاكم‬ ‫هيئة التحقيق واالدعاء العام ً‬ ‫أو العلامء املعتربين ومل يذكر شاه ًدا واح ًدا إال ادعاء ما زوره وخلطه‬ ‫(( ( سورة سبأ‪ ،‬اآلية‪.24 :‬‬ ‫((( سورة القمر‪ ،‬اآلية‪.26 :‬‬

‫‪73‬‬


‫ول َّبسه‪ .‬كام أن الهيئة هي هيئة للدعاوى العامة‪ ،‬وال يحق لها أن تقيم‬ ‫دعاوى خاصة عن أشخاص موجودين مثل العلامء والوزراء والحاكم إال‬ ‫كوكيل عنهم‪ ،‬فهل هي تح ّمل املوكل كذب الدعوة وما شابه!‬ ‫سادسا‪ :‬ذكر امل َّدعي أين قمت بالتجريح يف والة أمر املسلمني يف هذه البالد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫والحال بنا ًء عىل معتقد امل َّدعي العام الذي يعتقد بأن حاكم هذه‬ ‫البالد هو ويل األمر‪ ،‬وأقول‪:‬‬ ‫‪ -1‬لقد جئت بصيغة الجمع‪ ،‬والحال أن الويل واحد‪ ،‬فمن هم؟ هل‬ ‫َم ْن ييل األمر شخص واحد؟ أم جمع؟ والحال أن الويل واحد‬ ‫والباقي والة له!‬ ‫‪ -2‬عىل َم ْن ينطبق هذا الجمع‪ ،‬وما هو املعيار النطباقه عليه؟ هل أن‬ ‫يكون من األرسة الحاكمة؟ أو أن يكون وزي ًرا فقط؟ أو أن يكون‬ ‫مسؤول‬ ‫ً‬ ‫وزي ًرا ومن األرسة الحاكمة؟ أو أن يكون مسؤولً فقط؟ أو‬ ‫ومن األرسة الحاكمة؟ وما هو الدليل الرشعي عىل اعتبار أي من‬ ‫هؤالء ول ًّيا لألمر؟ هذا مع العلم أن أبا بكر خلف رسول الله ‪P‬‬ ‫وال أحد يقول بأن أح ًدا من أبنائه ويل لألمر! وكذلك عمر بن‬ ‫الخطاب خلف رسول الله ‪ P‬بعد أيب بكر ومل يقل أح ٌد أن أحدا‬ ‫من أبنائه ‪ -‬كعبد الله بن عمر ‪ -‬إنه ويل لألمر! فوزير الداخلية‬ ‫وزير يف الدولة مثله مثل أي وزير آخر إال أَن يُ َّدعى أَ َّن لألرسة‬ ‫السعودية وجيناتها تأث ًريا وخصوصية يف اعتبار الوالية لألمر‪.‬‬

‫ساب ًعا‪:‬‬

‫وأقول‪:‬‬ ‫‪ -1‬ال توجد عندي ال محارضة وال خطبة وال كلمة وال أي يشء من‬ ‫‪74‬‬


‫هذا القبيل دعوت فيه للخروج عىل جامعة املسلمني يف هذه‬ ‫البالد‪ .‬هذا مع العلم أن جميع املنتمني لهذه البالد مسلمون‪ ،‬وقد‬ ‫تكون هي الدولة الوحيدة التي امتازت بكون جميع املنتمني إليها‬ ‫مسلمني ‪.% 100‬‬ ‫‪ -2‬ما هو القصد من كلمة جامعة املسلمني؟ وما هو القصد من‬ ‫كلمة الخروج عليهم؟ وهذا ليك يتضح للقضاء الخلط واملغالطة‬ ‫والتدليس والتلبيس الذي متارسه هيئة التحقيق واالدعاء العام‪.‬‬ ‫وذلك ألنه إذا كان القصد من «الخروج» الخروج بالسالح إلسقاط‬ ‫الحكم واالستيالء عليه فلم يحدث ذلك! ولو حدث كان خرو ًجا‬ ‫عىل الحاكم وليس عىل جامعة املسلمني وإال كان امللك عبد العزيز‬ ‫بخروجه عىل الدولة العثامنية خار ًجا عىل جامعة املسلمني! وإن‬ ‫كان القصد من «الخروج» الخروج يف مظاهرة للمطالبة بالحقوق‬ ‫الرشعية وبالكرامة والعدالة والحرية واألمن‪ ،‬فهذا ال يسمى‬ ‫فضل عن الخروج عىل جامعة املسلمني‪.‬‬ ‫خرو ًجا عىل الحاكم ً‬ ‫هذا مع العلم أنه ال توجد عندي ومل تصدر مني أية دعوى ألي‬ ‫من تلك الخروجات‪ ،‬مع أنني أرى رشعية الخروج يف مظاهرة‪،‬‬ ‫للمطالبة بالحقوق املرشوعة‪.‬‬ ‫ثام ًنا‪ :‬إذن الهدف من الخلط يف هذه الدعوى بني الصحابة والحاكم‬ ‫والعلامء هو التلبيس عىل عامة الناس وإيغال صدور املواطنني‬ ‫ضدي وإثارة الفتنة الطائفية وتهييج عامة السنة باسم الصحابة‬ ‫لجعل القضية السياسية قضية عقائدية وبالتايل تحريفها عن‬ ‫مسارها الطبيعي‪.‬‬ ‫‪75‬‬


‫‪ .9‬ال طاعة مطلقة لحكام هذه البالد‬

‫قائل إعالنه عدم السمع والطاعة لويل أمر املسلمني يف‬ ‫ذكر املدعي العام ً‬ ‫هذه البالد وتحريضه العامة عىل ذلك عرب خطب الجمعة والكلامت العامة‪،‬‬ ‫والتلبيس عىل الناس يف أن والءهم لويل أمر املسلمني وجامعتهم يف هذه‬ ‫البالد مناقض لوالئهم ورسوله‪.‬‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫فضل عن أن أحرض عىل ذلك‪ .‬وإمنا كان‬ ‫أول‪ :‬مل أعلن عدم السمع والطاعة ً‬ ‫رأيي هذا أظهرته يف التحقيق حيث قال املحقق بأين يف جلسة تحقيق‬ ‫ويجب أن أجيب عن كل سؤال‪ ،‬فقلت له‪ :‬لن أجيب عن كل سؤال‪،‬‬ ‫وهذه عبودية إىل أن جرى حديث عن األنظمة يف هذه البالد وطاعة‬ ‫الحاكم فيها فكان جوايب بعدم التزامي وعدم طاعتي ألي يشء يخالف‬ ‫عقيديت‪ .‬هذه خالصة ما جرى يف املوضوع حيث كان بيان رأيي يف‬ ‫التحقيق وليس إعالنًا عىل املأل العام‪ ،‬وإن كانت هذه عقيديت‪.‬‬ ‫ثان ًيا‪ :‬أنا شيعي‪ ،‬وعقيديت‪ :‬ال طاعة مطلقة إال ألويل األمر الذين اصطفاهم‬ ‫الله واختارهم خلفاء لرسوله وجعلهم أمئة وهم اثنا عرش إما ًما‬ ‫وخليفة بعد رسول الله ‪ ،P‬وما دونهم ال طاعة لهم إال مبا طابق‬ ‫الحق‪ ،‬فالطاعة للحق‪ .‬وأنا هنا أؤكد عىل عدم سمعي وطاعتي‬ ‫لحاكم هذه البالد وال ألي ٍ‬ ‫أحد إال فيام طابق الحق‪ ،‬وأدعو الناس‬ ‫وجميع املؤمنني لذلك‪ .‬وهذه عقيديت ولن أتزحزح عنها قيد أمنلة‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬أنا ومن منطلق عقيديت ال أعتقد أن حاكم هذه البالد ويل أمر املسلمني‬ ‫فيها‪ ،‬وأنا مل أعلن ذلك عىل املأل العام! نعم‪ ،‬هو وا ٍل وليس ويل األمر‬ ‫يل‪ ،‬وهناك فرق بني الوايل والويل‪ ،‬فكل حاكم وا ٍل‬ ‫وليس له الوالية ع َّ‬ ‫‪76‬‬


‫وميلك اإلمارة عىل البالد‪ ،‬وليس كل حاكم ول ًّيا لألمر‪ ،‬ومن ال يكون‬ ‫وليًّا لألمر ليس له الوالية‪ ،‬نعم هو وا ٍل وعنده اإلمارة‪ .‬وهذه عقيدة‬ ‫الشيعة‪ .‬وأرضب هنا مثالً لبيان الفرق بوضوح ‪-‬واألمثلة ترضب وال‬ ‫تقاس‪ -‬فاملسلم يف أي دولة حاكمها غري مسلم كأمريكا ودول أوروبا‬ ‫ولبنان وغريها‪ ،‬فهذا املسلم يعتقد بأن الجالس عىل العرش حاكم ووا ٍل‬ ‫ولكنه ليس بويل لألمر وال تجب طاعته‪ ،‬ولذلك يتعامل معه عىل أساس‬ ‫أنه أمري ووا ٍل عليه وليس ول ًّيا عليه‪ .‬وأؤكد أن األمثلة ترضب وال تقاس‪.‬‬ ‫راب ًعا‪ :‬إن مفهوم الوالية من املفاهيم الرشعية الكربى وقد جعل الله لها‬ ‫مرجعية وأصولً يحتكم إليها لتحديدها وتعيني أفرادها يف الخارج‬ ‫ليك يغلق األبواب عىل مرىض القلوب واالنتهازيني من التالعب بها‪،‬‬ ‫فالوالية التي هي مفهوم رشعي والتي أمر الله بطاعة أويل األمر‬ ‫حيث قال الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ‬ ‫ﯻﯼﯽﯾﯿﭼ (((‪ ،‬مل يرتكها الله سبحانه وتعاىل سدى وال‬ ‫مسألة ضبابية‪ ،‬وإمنا جعل لها ضوابط وأصول ومرجعيات رشعية‬ ‫يحتكم إليها لتحديدها ومعرفة أفرادها‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن مسألة الوالء‬ ‫واألمر فيها كالتايل‪ :‬األصل أن الوالية لله فقط‪ .‬وال والية ملخلوق عىل‬ ‫مخلوق إال بجعل إلهي؛ ألن الوالية تعني السلطة املطلقة‪ ،‬وهي ال‬ ‫تكون إال لله‪ ،‬والله هو الويل واملالك للوالية بجعلها ملن يشاء بقدر‬ ‫ما يشاء‪ .‬يقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﯞﯟﯠﯡﯢﯣ‬ ‫ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﭼ((( فالله‬ ‫(( ( سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.59 :‬‬ ‫((( سورة القصص‪ ،‬اآلية‪.68 :‬‬

‫‪77‬‬


‫هو الذي يختار من يشاء فيجعله ول ًّيا عىل عباده وليس للعباد إال‬ ‫التسليم باختيار الله لهم‪ .‬فالوالء ال يكون إال لله وملن جعله الله وليًّا‪.‬‬ ‫إن الوالء الزمه الطاعة املطلقة دون قيد أو رشط‪ ،‬يقول الله سبحانه‬ ‫وتعاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬

‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭼ‬

‫(((‬

‫والطاعة املطلقة لغري من جعله الله ول ًّيا تناقض الوالية لله‪ .‬إن الله‬ ‫قرن والية أوليائه بواليته بقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﯥ ﯦ ﯧ‬ ‫ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﭼ((( ويف‬ ‫رص حقيقي للوالية‪ ،‬وال والية لغريهم وإن أي ٍ‬ ‫أحد‬ ‫هذه اآلية ح ٌ‬ ‫عظيم‪ .‬لقد قرن الله طاعة أوليائه‬ ‫يدعي الوالية هذه يرتكب إمث ًا‬ ‫ً‬ ‫بطاعته‪ .‬يقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ‬ ‫ﯽ ﯾﯿ ﭼ((( بل جعل طاعتهم طاعته ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬ ‫ﭕ ﭖﭗ ﭼ((( فمن هذا الذي يجعله الله ول ًيا ثم يدعي أن طاعته‬ ‫هي طاعة لله‪ .‬ال يدعيها إال من به لوث ولوثات يف عقله‪.‬‬

‫إن الله هو خالق الخلق وهو عليم مبا توسوس به صدورهم‪ ،‬ومبا ستؤول‬ ‫إليه أحوالهم‪ .‬والله الذي اختار هذه األمة لتكون وسطًا‪ ،‬عليم مبا سيختلفون‬ ‫فيه‪ .‬والله يعلم أن هذه األمة لن تختلف يف الله وال يف الرسول ولكنها‬ ‫ستختلف وتتنازع أشد االختالف وأشد التنازع يف أويل األمر ولذلك قال الله‬ ‫سبحانه وتعاىل بعدما أمر بطاعته وطاعة الرسول وأويل األمر‪ :‬ﭽﰀﰁ‬ ‫(( (‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬

‫سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.36 :‬‬ ‫سورة املائدة‪ ،‬اآلية‪.55 :‬‬ ‫سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.59 :‬‬ ‫سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.80 :‬‬

‫‪78‬‬


‫ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑ‬ ‫ﰒﭼ((( ومل يقل إىل أويل األمر منكم؛ ألن الله يعلم بتنازع األمة يف تأويل‬

‫أويل األمر‪ ،‬لذلك ح ّدد تأويل أويل األمر بالعودة إىل الله ورسوله‪ ،‬مع أن‬ ‫الله أمر بالرد إىل أويل األمر يف غري هذه املسألة‪ ،‬يقول الله سبحانه وتعاىل‪:‬‬

‫ﭽﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ‬ ‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬ ‫ﮦﮧﮨﮩﭼ((( وألن الله يعلم بأن هناك من زاغت قلوبهم‬

‫فيبتغون تأويل أويل األمر وهي من املتشابه بزيغ القلوب ابتغاء الفتنة‪،‬‬ ‫يقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬

‫ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬ ‫ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ‬ ‫ﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﭼ((( فأويل األمر من اآليات املتشابهة‬

‫التي يُتنازع فيها‪ ،‬وما زال التنازع قامئًا يف األمة اإلسالمية يف تأويله؛ لذا أمر‬ ‫الله بالعودة إىل آياته وما جاء به رسوله لتحديد وتأويل «أويل األمر»‪.‬‬ ‫وهذا العود لله والرسول هو الخري وهو أحسن تأويل ألويل األمر‪ .‬والتاريخ‬ ‫اإلسالمي والواقع املعارص كذلك شاهد عىل هذه الحقيقة‪ ،‬وأقصد التنازع‬ ‫يف األمر وأويل األمر فها هم املسلمون يتنازعون يف األمر بعد وفاة الرسول‬ ‫‪ P‬وهو مسجى ومل يغسل بعد‪ ،‬حيث تنازع األنصار فيام بينهم ثم‬ ‫تنازع املهاجرون واألنصار ثم تنازع املهاجرون فيام بينهم‪ ،‬حيث تنازع عيل‬ ‫‪ Q‬مع أيب بكر وهكذا يتكرر التنازع ويستمر وقامت الحروب وقتل‬ ‫كثري من املسلمني ومن الصحابة وهم يتنازعون يف األمر‪.‬‬ ‫(( ( سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.59 :‬‬ ‫((( سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.83 :‬‬ ‫((( سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.7 :‬‬

‫‪79‬‬


‫فهذا معاوية يقيم الحروب ليك يصيب األمر حيث يقول‪« :‬ما قاتلتكم‬ ‫لتصلوا أو لتصوموا وال لتحجوا أو لتزكوا وإمنا قاتلتكم ألتأ َمر عليكم وقد‬ ‫أعطاين الله ذلك»‪ .‬وقبله نازع الزبري وطلحة اإلمام عيل ‪ Q‬يف األمر مع‬ ‫أن كل واحد منهام يريد األمر لنفسه ولو أصابه أحدهام لقتل اآلخر كام‬ ‫يقول اإلمام عل ًّيا ‪« :Q‬كل واحد منهام (أي الزبري وطلحة) يرجو األمر‬ ‫له ويعطفه عليه دون صاحبه‪ ،‬ال مي ّتان إىل الله بحبل وال ميدّان إليه بسبب‪،‬‬ ‫ضب لصاحبه وعام قليل ُيكشف قناعه به حيث‬ ‫كل واحد منهام حامل ٍّ‬ ‫تنازعا عىل إمامة الصالة التي كانت تعرب عن أن اإلمام هو أوىل باألمر والله‬ ‫لنئ أصابوا الذي يريدون لينزعن هذا نفس هذا وليأتني هذا عىل هذا»‪.‬‬ ‫وأما التاريخ املعارص والواقع الحارض فهو أجىل من أي يخفى‪ ،‬فها هم‬ ‫الحكام كل يدعي أنه ويل لألمر عىل شعبه وينقلب االبن عىل أبيه ليعتيل‬ ‫كريس العرش مكانه‪ .‬وكلهم ومن دون استثناء ال ميتّون إىل الله بحبل وال‬ ‫مي ّدون إليه بسبب‪ .‬وكلهم نبذوا كتاب الله وسنة نبيه وراء ظهورهم وأعمت‬ ‫أفئدتهم الكرايس والعروش وضاقت صدورهم وتاهت عقولهم وغشيت‬ ‫أبصارهم فهم ال يرون إال الكريس والعرش والسلطة‪.‬‬ ‫إذا رجعنا إىل الله ملعرفة أويل األمر فإضافة إىل ما مىض من اآليات‬ ‫سنجد التايل‪:‬‬ ‫أ‪ -‬نهى الله سبحانه وتعاىل عن اتخاذ واتباع أولياء من دون جعل‬ ‫إلهي‪ ،‬فقال سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬ ‫ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ(((‪ .‬وإن اتخاذ أولياء من دون الله‬ ‫بنا ًء عىل أساس جرف هار‪ ،‬كبيت العنكبوت يف ضعفه ووهنه‪،‬‬ ‫يقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬ ‫((( سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.3 :‬‬

‫‪80‬‬


‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬ ‫ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓﭼ(((‪.‬‬

‫ب‪ -‬وألن الزم الوالية الطاعة‪ ،‬والطاعة عبادة بل هي جوهر وحقيقة‬ ‫العبادة‪َّ ،‬بي الله أن اتخاذ أولياء من دونه بزعم التقرب إىل الله‬ ‫عرب طاعتهم هي محض افرتاء وكذب بقوله تعاىل‪ :‬ﭽﮆ ﮇ ﮈ‬ ‫ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬ ‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬ ‫ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﭼ(((‪ .‬فمن يتخذ وليًّا مل يجعله الله ثم‬

‫يزعم أن طاعته له تقربه إىل الله فهو كاذب‪.‬‬

‫ج‪ -‬إن األنبياء واألولياء ال يأمرون إال مبا يأمر به الله وال ينهون إال عام‬ ‫نهى عنه الله‪ ،‬فال يأمرون بأمر وال ينهون بنهي إال بأمر الله‪ ،‬يقول‬ ‫(((‬ ‫الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭼ‬ ‫ويقول سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ‬ ‫ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄﭼ(((‪ ،‬ويقول سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭯ‬ ‫ﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻ‬ ‫ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ‬ ‫ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ‬ ‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﭼ(((‪ .‬فإذا كان األنبياء وهم صفوة الله ال‬

‫يحق لهم وال ميكن لهم أن يأمروا الناس بطاعتهم من دون الله‪،‬‬

‫(( (‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬

‫سورة العنكبوت‪ ،‬اآلية‪.41 :‬‬ ‫سورة الزمر‪ ،‬اآلية‪.3 :‬‬ ‫سورة النجم‪ ،‬اآليتان‪.4 - 3 :‬‬ ‫سورة السجدة‪ ،‬اآلية‪.24 :‬‬ ‫سورة آل عمران‪ ،‬اآليتان‪.80 - 79 :‬‬

‫‪81‬‬


‫فكيف ملن هم دونهم! كام أن األمر بذلك يعني جعل املطاع ربًّا‬ ‫والعياذ بالله‪ -‬وهو أمر بالكفر بعد اإلسالم‪ .‬ولذلك فرس النبي ‪P‬‬‫قول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﯘﯙﯚﯛ‬

‫ﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ‬ ‫ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﭼ(((‪.‬‬

‫أحلوا لهم ما حرم الله وحرموا ما أحل الله فاتبعوهم‪ ،‬ولو أمروهم‬ ‫بالركوع والسجود لهم ملا فعلوا‪ .‬وهذا املعنى يف تفسري اآلية يتفق‬ ‫عليه الفريقان حسبام يرويه كال الفريقني من األحاديث‪.‬‬ ‫حاكم أو عاب ًدا مبا ال يطابق الحق‬ ‫وعليه‪ ،‬فكل من يطيع عامل ًا أو ً‬ ‫فقد جعل املطاع ربًّا من دون الله‪ .‬وألن الوالية الزمها الطاعة‬ ‫املطلقة فال ميكن أن تجعل الوالية ألحد من دون الله؛ ألن هذا‬ ‫األحد ال ريب ستكون بعض أوامره خالف ما أمر به الله‪ ،‬والواقع‬ ‫التاريخي واملعارص شاهد عىل كثري من التناقضات واالختالفات‬ ‫والنزاعات يف األحكام واملوضوعات‪ .‬فهل بعد ذلك يستطيع أحد‬ ‫مل يجعله الله إما ًما أن يدعي أن أمره ونهيه مطابق للحق إال من‬ ‫به لوث بل لوثات يف عقله ودونه حجب الشمس يف رابعة النهار‪.‬‬ ‫ظلم‬ ‫د‪ -‬لقد نفى الله سبحانه وتعاىل الوالية عن كل ظا ٍمل ولو ارتكب ً‬ ‫واح ًدا فقط يف حياته‪ ،‬فقال سبحانه وتعاىل لنبيه إبراهيم ‪Q‬‬ ‫حينام جعله الله إما ًما فطلبها لذريته واستجاب له ربه ولكن‬ ‫برشط عدم كونه ً‬ ‫ظاملا‪ ،‬حيث قال سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽ ﮥ ﮦ‬ ‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ‬ ‫ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﭼ((( ‪ ،‬فعهد الله ووالية الله ال ميكن أن‬

‫(( ( سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.31 :‬‬ ‫((( سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.124 :‬‬

‫‪82‬‬


‫تجعل لظامل أب ًدا‪ .‬وقال سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬ ‫ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﭼ((( فمن يرسف يف القتل أو‬

‫الظلم أو االعتقال التعسفي أو ما شابه ذلك ال يُطاع‪ ،‬وهذا نفي‬ ‫للوالية ألنه لو كانت له الوالية ملا نهي عن طاعته‪ .‬وقال سبحانه‬ ‫وتعاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭼ (((‪ ،‬فكل‬ ‫من يتظاهر بالتدين وااللتزام برشع الله ويبطن خالف ذلك فهو‬ ‫منافق‪ ،‬ال يجوز طاعته وال واليته وال والية له عىل العباد‪.‬‬ ‫ه‪ -‬إن الله أوىص اإلنسان بوالديه حسنى وإحسانًا وشك ًرا وصحبة‬ ‫باملعروف حيث يقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭞ ﭟ ﭠ‬ ‫ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ‬ ‫ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭼ(((‪ ،‬ويقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭑ‬ ‫ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ‬ ‫ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬ ‫ﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸ‬ ‫ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬ ‫ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬ ‫ﮔ ﮕﭼ((( بل إن الله قرن عبادته باإلحسان إىل الوالدين يف‬ ‫آيات متعددة‪ ،‬يقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬ ‫ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬ ‫ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ‬

‫(( (‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬

‫سورة الشعراء‪ ،‬اآليتان‪.152 - 151 :‬‬ ‫سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.1 :‬‬ ‫سورة العنكبوت‪ ،‬اآلية‪.8 :‬‬ ‫سورة األحقاف‪ ،‬اآليتان‪.16 - 15 :‬‬

‫‪83‬‬


‫ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﭼ(((‪ ،‬ويقول‬ ‫سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ‬

‫ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ‬ ‫ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ‬ ‫ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ‬ ‫ﰁ ﰂﭼ((( ومع تلك املنزلة للوالدين حيث هام أصل اإلنسان‬

‫وأويل نعمته‪ ،‬بعد الله سبحانه وتعاىل‪ ،‬إال أنه نهى عن طاعتهام يف‬ ‫غري الحق ولو بذال كل طاقتهام ليرشك بالله أو يعيص الله فيام مل‬ ‫يكن بأمر الله كام هو واضح يف اآليات السابقة‪ .‬فإذا كان يحرم عىل‬ ‫اإلنسان طاعة والديه فيام مل يرشع له الله ويُعىص به فال ريب أن‬ ‫عدم وجوب طاعة الحاكم يف غري الحق مسلّمة بل وبديهية وتحرم‬ ‫طاعة يف معصية الله‪ ،‬وكام قال رسول الله ‪« :P‬ال طاعة ملخلوق‬ ‫يف معصية الخالق»‪.‬‬

‫و‪ -‬إن عقيدة الشيعة يف الوالية والطاعة املطلقة محصورة يف أفراد‬ ‫اختارهم الله سبحانه وتعاىل وبينهم نبيه ‪ P‬وهم اثنا عرش‬ ‫خليفة آخرهم اإلمام املهدي |‪ .‬وأما الوالية املقيدة والطاعة‬ ‫املقيدة وإن مل تحرص يف األفراد‪ ،‬إال أن أوسع والية وطاعة هي‬ ‫مض ّيقة بالصفات والخصال ولذلك فهي ال تنطبق إال عىل أفراد قلة‬ ‫ج ًّدا‪ ،‬وبالتايل فهي مض ّيقة بالعنوان أولً حيث ال تنطبق إال عىل‬ ‫عنوان الفقيه‪ ،‬ومضيّق ٌة ثانيًا بالصفات والخصال‪ ،‬حيث ليس كل‬ ‫فقيه له والية وطاعة‪ .‬وعليه فكل حاكم ما مل يكن فقي ًها فليس له‬ ‫(( ( سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.36 :‬‬ ‫((( سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.151 :‬‬

‫‪84‬‬


‫والية وال تجب طاعته بل األصل عدم الوالية وعدم جواز الطاعة‬ ‫واالتباع‪ .‬ولذلك فإن عقيدة الشيعة يف الوالية والطاعة ال تنطبق‬ ‫إال عىل أفراد قالئل ج ًّدا بينتهم الرواية التالية‪ :‬حيث يقول اإلمام‬ ‫العسكري ‪« :Q‬أما من كان من الفقهاء صائ ًنا لنفسه حافظًا‬ ‫لدينه مخالفًا لهواه مطي ًعا ألمر مواله فللعوام أن يقلدوه وال‬ ‫يكون إال بعض فقهاء الشيعة ال جميعهم»‪.‬‬ ‫ومن هذا الحديث يستنبط الشيعة التايل‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول‪ :‬حرص التقليد أي الوالية والطاعة بعنوان الفقيه‪.‬‬ ‫ثان ًيا‪ :‬حرص الفقيه املقلد مبن اتصف بالتايل‪:‬‬

‫‪ -‬‬

‫ ‪-‬‬ ‫ ‬‫‪ -‬‬

‫صيانة النفس عن الهوى وعن الشهوات والرذائل وعن كل نقيصة‬ ‫وما مل يخالف املروءة اإلنسانية‪.‬‬ ‫حفظ الدين والدفاع عنه ورعايته والتصدي لنرشه وتعريفه للناس‪.‬‬ ‫مخالفة الهوى حتى يف غري املحرمات‪ ،‬أي حتى يف املباحات وهذه‬ ‫خصلة عالية باسقة‪.‬‬ ‫حاكم وال مستك ًربا وال كاف ًرا‬ ‫طاعته لربه وخالقه ومواله‪ ،‬فال يطيع ً‬ ‫وال منافقًا‪ ،‬وإمنا قراره وموقفه ورأيه ال يكون إال طاعة لله وال‬ ‫لسواه من املخلوقني‪.‬‬

‫فإذا توفرت هذه الصفات والخصال لفقيه جاز للناس أن يقلدوه‬ ‫دينهم فيولونه عليهم ويطيعونه‪ ،‬وإال فاألصل عدم الجواز‪ .‬وهذه‬ ‫الخصال كام يقول اإلمام ال تتوفر إال يف بعض فقهاء الشيعة وليس‬ ‫جميعهم‪ .‬وبعد أن يتحقق العنوان أي الفقيه ويتصف بالصفات‬ ‫املذكورة ال تكون طاعتهم إال مبا طابق الحق وليس أكرث كام‬ ‫‪85‬‬


‫ول عليهم مالك األشرت‪:‬‬ ‫يقول اإلمام عيل ‪ Q‬ألهل مرص ملا ّ‬ ‫«فاسمعوا له وأطيعوا فيام طابق الحق»‪ ،‬ولذلك لو فقد هذا‬ ‫مثل وجب عىل مقلديه تركه وحرم‬ ‫الفقيه واملرجع صفة العدالة ً‬ ‫عليهم تقليده واتباعه‪.‬‬ ‫ز‪ -‬إن الوالية جعل إلهي وليس اختيا ًرا برشيًّا‪ .‬ولذلك حتى األنبياء‬ ‫والرسل يسألون الله فيها ليجعلها ألحد يرتضونه ولذا طلبها نبي‬ ‫(((‬ ‫الله إبراهيم لذريته ومل يجعلها دون أمر الله ﭽﯔ ﯕﯖﭼ‬ ‫وكذلك نبي الله موىس ﭽﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬ ‫ﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿ‬ ‫ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﭼ(((‪ .‬وقال‬ ‫الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ‬ ‫ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄﭼ(((‪ ،‬وقال الله سبحانه وتعاىل‪:‬‬ ‫(((‬ ‫ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭼ‬ ‫وقال سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤ ﯥ‬ ‫ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﭼ(((‪ ،‬وقــال سبحانه‬ ‫وتعاىل‪ :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬ ‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭼ(((‪،‬‬

‫فالوالية ليست باختيار البرش وإمنا هي اختيار وجعل إلهي‪.‬‬

‫(( (‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬

‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.124 :‬‬ ‫سورة طه‪ ،‬اآليات‪.36 - 29 :‬‬ ‫سورة السجدة‪ ،‬اآلية‪.24 :‬‬ ‫سورة األنبياء‪ ،‬اآلية‪.73 :‬‬ ‫سورة القصص‪ ،‬اآلية‪.68 :‬‬ ‫سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.36 :‬‬

‫‪86‬‬


‫ح‪ -‬إن الله أمر بالكفر بالطاغوت ونهى عن التحاكم عنده‪ .‬وكل من‬ ‫مل يحكم مبا أنزل الله فهو طاغوت والله سبحانه وتعاىل يقول‪:‬‬ ‫ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝ‬ ‫ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨ‬ ‫فصل القرآن‬ ‫ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭼ((( وهكذا ّ‬

‫يف آيات كثرية ما يرتبط مبفهوم أويل األمر الذين جعلهم الله‬ ‫أمئة للناس‪ ،‬مبا يقطع األعذار والحجج عىل كل من يريد أن يزيغ‬ ‫بقلبه باتباع املتشابه ابتغاء الفتنة أو تأويل املفهوم عىل الفرد‬ ‫الخارجي الذي ال ينطبق عليه‪ .‬وعليه فكل والء ٍ‬ ‫ألحد من دون‬ ‫الله أي مل يجعله الله وليًّا فهو مناقض لوالء الله ورسوله‪ .‬وال‬ ‫حاكم من الحكام‪ ،‬ووال ًيا من الوالة‬ ‫أستثني أح ًدا يف هذه البالد ً‬ ‫وليس من ويل لألمر‪ .‬وال تجوز طاعته إال فيام طابق الحق‪ ،‬وال‬ ‫طاعة مطلقة له التي هي الزم الوالية إال أن ي ّدعي أو يد ّعى له‬ ‫العصمة والعياذ بالله‪ .‬بل يجب عىل املسلمني أن يقوموه إذا‬ ‫تعدى حدود رشع الله‪.‬‬

‫ولو كان كل من اعتىل كريس الحكم يف بلد أصبح وليًّا لألمر تجب‬ ‫طاعته لفسدت األرض وانترشت الفنت‪ ،‬يقول اإلمام ‪« :Q‬إمنا‬ ‫بدء وقوع الفنت أهواء تتبع‪ ،‬وأحكام تبتدع‪ ،‬يخالف فيها كتاب‬ ‫الله‪ ،‬ويُتوىل عليها رجال ً‬ ‫رجال عىل غري دين الله»‪ ،‬وقال ‪:Q‬‬ ‫«ترد عىل أحدهم القضية يف حكم من األحكام فيحكم فيها برأيه‪،‬‬ ‫ثم ترد تلك القضية بعينها عىل غريه فيحكم فيها بخالفه‪ ،‬ثم‬ ‫يجتمع القضاة بذلك عند اإلمام الذي استقضاهم فيرضب آراءهم‬ ‫((( سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.60 :‬‬

‫‪87‬‬


‫جمي ًعا‪ .‬وإلههم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد أفأمرهم الله‬ ‫تعاىل باالختالف فأطاعوه؟ أم نهاهم عنه فعصوه؟ أم أنزل الله‬ ‫ناقصا فاستعان بهم عىل إمتامه؟ أم كانوا رشكاء له‪ ،‬فلهم‬ ‫دي ًنا ً‬ ‫فقص‬ ‫أن يقولوا وعليه أن يرىض؟ أم أنزل الله سبحانه دي ًنا تا ًّما ّ‬ ‫الرسول ‪ P‬عن تبليغه وأدائه؟»‪ .‬والله سبحانه يقول‪ :‬ﭽ ﮀ ﮁ‬ ‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆﭼ(((‪ ،‬وقال‪« :‬فيه تبيان لكل يشء» وذكر أن‬ ‫الكتاب يصدق بعضه بعضً ا وأنه ال اختالف فيه‪ ،‬فقال سبحانه‪:‬‬ ‫ﭽﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﭼ((( وإن القرآن‬ ‫ظاهره أنيق وباطنه عميق‪ ،‬ال تفنى عجائبه وال تنقيض غرائبه‪ ،‬وال‬ ‫تكشف الظلامت إال به‪.‬‬ ‫إذا رجعنا إىل الرسول لتأويل «أويل األمر»‪ ،‬سنجد أن أويل األمر‬ ‫هم اثنا عرش وليًّا وكلهم من قريش‪ ،‬وهذا يتفق عليه الفريقان يف‬ ‫الجملة‪ ،‬كام أنهم يتفقون عىل أن عل ًّيا و ٌّيل من أويل األمر واإلمام‬ ‫املهدي و ٌّيل من أولياء الله وهو آخرهم بقول الرسول ‪:P‬‬ ‫«الخالفة من بعدي اثنا عرش خليفة كلهم من قريش»‪ .‬وكذلك‬ ‫سنجد الرسول ‪ P‬وضّ ح بشكل جيل أن معاوية سيؤسس امللك‬ ‫العضوص بعد ثالثني عا ًما من وفاة الرسول ‪ .P‬وهكذا هناك‬ ‫أحاديث كثرية عن الرسول ‪ P‬تتحدث عن الوالية والخالفة‪.‬‬ ‫أقول وأؤكد أحاديث يتفق عليها الفريقان‪ ،‬وهي كافية لقطع‬ ‫األعذار والحجج‪.‬‬

‫(( ( سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.38 :‬‬ ‫((( سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.82 :‬‬

‫‪88‬‬


‫‪ .10‬لم أمكن من القلم والورقة‬

‫ذكر املدعي ً‬ ‫قائل‪ :‬اعتقاده عدم رشعية أنظمة هذه البالد وعدم التزامه بها‬ ‫ودعوته اآلخرين وتحريضهم عىل ذلك‪ ،‬وطعنه يف نزاهة القضاء‬ ‫ومطالبته بإخراج من أدينوا بأحكام قضائية يف جرمية تفجريات الخرب‬ ‫عام ‪1996‬م (‪1417‬ه)‪ ،‬وزعمه أنهم بريئون من ذلك‪.‬‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول ‪ :‬مل أقل هذا كام جاء يف الدعوى‪ .‬وما جاء يف هذه الدعوى هو برت‬ ‫وتقطيع لكالمي‪ ،‬وتدليس ومخالفة‪ ،‬وتعميم مل يصدر مني ومل أعمم‬ ‫الحكم ولكن هذه عادة هيئة التحقيق واالدعاء العام حيث تبرت‬ ‫الكالم وتقوم بالتدليس‪.‬‬ ‫ثان ًيا ‪ :‬هذا كان يف معرض إجابة لبيان وجهة نظري ورأيي فيها‪ ،‬فلامذا‬ ‫تعتربها هيئة التحقيق تهمة! وهل بيان وجهة النظر وإبداء الرأي يف‬ ‫أثناء التحقيق أو يف جلسات القضاء تهمة! فإن كان ذلك تهمة فهذا‬ ‫يعني أن كل رأي يدافع به املتهم عن نفسه أو يعرض فيه وجهة‬ ‫نظره ويبدي رأيه‪ ،‬ويكون مخالفًا للمحقق أو القايض فهو تهمة يلزم‬ ‫عىل املتهم أن يكون أخرس‪ ،‬وال يدافع عن نفسه وال يبدي رأيه‪،‬‬ ‫وإال سيكون يف معرض العقوبة‪ .‬وإذا كان إبداء الرأي وبيان وجهة‬ ‫النظر يف التحقيق وجلسات القضاء ليس تهمة فلامذا تعترب هيئة‬ ‫خصوصا وأنها جاءت حسب طلبها أو‬ ‫التحقيق بيان وجهة نظري لها‬ ‫ً‬ ‫ما يتطلبه الرد عىل التحقيق‪ ،‬ملاذا تعتربها تهمة أقاىض عليها؟ ولكن‬ ‫كذلك هي عادة هيئة التحقيق واالدعاء العام حيث اعتربت كث ًريا‬ ‫‪89‬‬


‫رصا‬ ‫من وجهات النظر والرأي الذي أدليت به يف جلسات التحقيق ح ً‬ ‫أنها تهم‪ ،‬وها أنا أحاكم أمام القضاء عليها‪.‬‬ ‫ثالثًا ‪ :‬إن الذي قلته يف التحقيق إننا لسنا ملزمني بكل قوانني وأنظمة‬ ‫الدولة‪ ،‬فكل ما يحرم حاللً ‪ ،‬أو يحلل حرا ًما‪ ،‬أو يوجب مبا ًحا أو‬ ‫يحرمه‪ ،‬وكل ما يخالف عقيدة أهل البيت فنحن غري ملزمني به‪،‬‬ ‫وكل نظام وكل قانون يض ّيق علينا الخناق يف مامرستنا العقائدية أو‬ ‫يتعارض مع عقيدتنا فنحن غري ملزمني به وال نعتقد برشعيته‪.‬‬ ‫راب ًعا ‪ :‬نعم أؤكد هنا عىل عدم رشعية الكثري من أنظمة وقوانني هذه البالد‪،‬‬ ‫حيث إن أغلب وأكرث أنظمة الوزارات واملؤسسات التابعة لها أنظمة‬ ‫وضعية‪ ،‬ال تستند يف الكثري منها إىل دليل أو أصل رشعي‪ ،‬ويكفي‬ ‫يف عدم رشعيتها أنها تثقل كاهل الناس وتكبل سعيهم وهذا خالف‬ ‫ما جاء به الرسول وبُعث من أجله حيث يقول الله سبحانه وتعاىل‪:‬‬ ‫ﭽ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﭼ(((‪ .‬وعدم‬ ‫موافقة الكثري من هذه األنظمة لألحكام الرشعية ال يخفى عىل أحد‪.‬‬ ‫ومن ذا الذي يعتقد برشعية أنظمة االعتقال التعسفي وسفك الدماء‬ ‫والتمييز الطائفي واملناطقي والقبيل‪ ،‬وقمع الحريات‪ ،‬وتحريم ما‬ ‫أحل الله‪ ،‬وكل ما يتعارض مع قيم ومبادئ حقوق اإلنسان التي‬ ‫كفلها له الرشع الحنيف‪ ،‬وكل األنظمة التي تخالف الرشع اإللهي ال‬ ‫أعتقد برشعيتها‪ ،‬وقد حرمها الله ورسوله يف الكتاب والسنة وال يجوز‬ ‫للبرش أن يعتقدوا برشعيتها‪.‬‬ ‫يقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬ ‫((( سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.57 :‬‬

‫‪90‬‬


‫ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬ ‫ﯢﭼ(((‪ .‬ويقول سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬ ‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬ ‫ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬ ‫ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﭼ(((‪ .‬ويقول سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮒ ﮓ ﮔ‬ ‫ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤ‬ ‫ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﭼ(((‪.‬‬

‫ويف الحديث‪« :‬حالل محمد حالل إىل يوم القيامة وحرام محمد حرام‬ ‫إىل يوم القيامة» ولن أمثّل هنا بالنظم والقوانني التي تصدرها الوزارات‬ ‫واملؤسسات التابعة لها‪ ،‬وما يتفرع منها من نظم وقوانني‪ ،‬وما أكرثها‬ ‫وصعوبة إحصائها‪ .‬ولكنني سأذكر نظا ًما واح ًدا من النظم األساسية التي‬ ‫وتفصل‬ ‫تتصدر القوانني والنظم‪ ،‬وبالتايل يخضع له كثري من النظم والقوانني ّ‬ ‫عىل مقاسه‪ .‬وهو أن النظام األسايس للحكم قائم عىل حرص الحكم يف أوالد‬ ‫امللك عبد العزيز يتوارثونه‪ .‬فام هو الدليل واألصل الرشعي الذي يستند إليه‬ ‫هذا النظام لحرص واستئثار أوالد امللك عبد العزيز بالحكم؟ وإقصاء وإبعاد‬ ‫كل أبناء املجتمع مبا فيهم أوالد آل سعود من غري أوالد امللك عبد العزيز‬ ‫وحرمانهم من حق الحكم؟ بل وتجريم كل من يخالف ذلك وإنزال أشد‬ ‫التهم والعقوبات عليه‪ ،‬حيث سيتهم بالخيانة العظمى واإلرهاب وإثارة‬ ‫الفتنة وتفتيت الوحدة الوطنية‪ ،‬والخروج عىل جامعة املسلمني وعدم الوالء‬ ‫ملنهج جامعة املسلمني وما شابه ذلك من تهم جاهزة ومعلبة ال تحتاج إىل‬ ‫طبخ!‬

‫(( ( سورة النحل‪ ،‬اآلية‪.116 :‬‬ ‫((( سورة يونس‪ ،‬اآليتان‪.60 - 59 :‬‬ ‫((( سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.150 :‬‬

‫‪91‬‬


‫فهذا النظام ال يستند إىل نص رشعي وال دليل وال بينة وال أصل‪ ،‬فال‬ ‫توجد آية وال رواية وال أصل رشعي يدل عىل حرص استئثار أوالد امللك‬ ‫عبد العزيز بحكم هذه البالد‪ .‬نعم‪ ،‬هو بحكم الغلبة و»السيف األملح»‬ ‫الذي مل ينزل الله به من سلطان‪ .‬ومع أن هذه عقيديت خالصة أعرب عنها‬ ‫القرآن الكريم وسنة الرسول ‪ ،P‬إال أين مل أد ُع لها ومل أحرض عليها‪ ،‬ولكن‬ ‫ذكرتها هنا ر ًّدا عىل هيئة التحقيق واالدعاء العام‪ .‬ومن نافلة القول هنا إن‬ ‫نظام هيئة التحقيق واالدعاء العام مل يستو ِح من األنظمة الرشعية واعتبارها‬ ‫طرف الدعوى هو إخالل بالعدالة؛ ألنها غري مؤهلة‪ ،‬بل ال متلك األهلية كام‬ ‫مىض ذكره‪ ،‬نعم هو نظام وضعي من هوى وشهوة البرش‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬مل أطعن بنزاهة القضاء‪ ،‬وإن كنت أعتقد بعدم نزاهته‪ ،‬وأن القضاء‬ ‫ً‬ ‫مطية لوزارة الداخلية ويصدر أحكامه مبا يرضيها‪ ،‬فهو قضاء غري‬ ‫مستقل بذاته‪ ،‬وإمنا يخضع لسياسة وزارة الداخلية‪ ،‬والعجيب أن‬ ‫الكثري من أحكامه القضائية بحق املعتقلني الذين يحاكمون بعد‬ ‫إطالق رساحهم تتقارب مع ما قامت به وزارة الداخلية‪ ،‬فالحكم‬ ‫قليل أو تقل‬ ‫القضايئ إما يوافق املدة التي قضاها السجني أو تزيد ً‬ ‫قليل‪ .‬والقضاء ليس معصو ًما عن الخطأ والعمد‪ ،‬والقضاة ليسوا‬ ‫ً‬ ‫مبعصومني من الخطأ أو من اتباع الهوى والشهوات‪ ،‬يُصيب فيهم‬ ‫من يُصيب ويُخطئ من يُخطئ ويأثم من يأثم‪ .‬وهناك الكثري من‬ ‫فضل عن أحكام االستئناف‬ ‫الوقائع التي تدين بعض القضاة‪ .‬هذا ً‬ ‫التي تدل بشكل قاطع عىل خطأ القايض يف حكمه‪ ،‬ويتكرر ذلك‬ ‫كث ًريا مع القايض ذاته حيث يطلب منه زيادة العقوبة أو تخفيفها‬ ‫تخطئة لحكمه السابق ويتكرر منه الطلب مرات ومرات ومع ذلك‬ ‫يبقى القايض قاض ًيا بل يرتقي دامئًا وأب ًدا‪ ،‬بل يرتقي مع ما مىض‬ ‫من تخطئته إىل محكمة االستئناف‪ .‬وحيث يتكرر كث ًريا الطلب من‬ ‫‪92‬‬


‫القايض زيادة العقوبة أو تخفيفها بعد االستئناف فإنه يدل بوضوح‬ ‫عىل عدم أهلية هؤالء القضاة للقضاء‪ ،‬حيث البون الشاسع بني‬ ‫الحكم القضايئ األول وبني حكم االستئناف‪ .‬بل كيف يُخطَّأ القايض‬ ‫فضل عن‬ ‫يف حكمه األول ثم يُطلب منه زيادة العقوبة أو تخفيفها! ً‬ ‫بقائه قاض ًيا! وال نقول إال عىل العدالة السالم‪.‬‬ ‫أضف إىل ذلك ما حدث يف الجلسة الثالثة من جلسات القضاء واملحاكمة‬ ‫يف ‪2013/12/23‬م (‪1435/2/20‬ه)‪ ،‬حيث يهددين القايض بالنكول إن مل‬ ‫أحرض الجواب عىل الدعاوى بدلً من تهديد هيئة التحقيق واالدعاء العام‬ ‫بإسقاط الدعوى إن مل أُمكَّن من القلم والورقة! فأنا الطرف املستضعف‬ ‫املمنوع من القلم والورقة لكتابة الرد عىل الدعوى أُه َّد ُد بالنكول! يف املقابل‬ ‫يل الدعوى ويف‬ ‫ال يُه ِّدد وال ينبس ببنت شفة لوزارة الداخلية التي تقيم ع ّ‬ ‫الوقت نفسه أنا سجني عندها يف غرفة ال يدخلها ضوء الشمس وال الهواء‬ ‫الطبيعي؛ بل وال أرى ضوء الشمس وال أشم الهواء الطبيعي‪ ،‬إال دقائق‬ ‫معدودة حني جلبي إىل املحكمة وإرجاعي إىل السجن فقط وفقط‪ .‬وها‬ ‫أنا أكمل اليوم العامني يف هذه األجواء القاتلة‪ ،‬وحينام أطالب القايض‬ ‫بتمكيني بالقلم والورقة يقول إنه ال سلطة له خارج مبنى القضاء‪ .‬وعليه‪،‬‬ ‫فمن ال سلطة له خارج مبنى القضاء سيكون عاج ًزا عن إقامة القسط‪ ،‬ولو‬ ‫حكم بالعدل؛ ألن العدل ال يكتمل إال بالقسط؛ ألن القسط هو االستقامة‬ ‫واالعتدال‪ ،‬ويقابله الجور وهو امليل واالنحراف‪ .‬والقسط هو الحصة‬ ‫والنصيب ويقابله الظلم الذي يعني السلب واالنتقاص‪ ،‬وال ميكن لألمور أن‬ ‫تعتدل وتستقيم ما مل يأخذ كل واحد حصته ونصيبه‪.‬‬ ‫فالقضاء العاجز عن إقامة القسط ال ميكن أن يقيم عدلً ‪ ،‬وال أن يكون‬ ‫نزي ًها‪ .‬ومع ذلك مل أطعن يف القضاء‪ ،‬نعم انتقدت أحكا ًما قضائية حيث ال‬ ‫‪93‬‬


‫تستند إىل دليل أو أصل رشعي مثل الحكم بالسجن ملعارض بالرأي لسياسة‬ ‫الدولة الجائرة عن الحق بثالثني سنة أو خمس وعرشين سنة أو عرشين‬ ‫سنة أو خمس عرشة سنة أو عرش سنني أو خمس سنوات أو حتى سنة أو‬ ‫أقل من ذلك‪ ،‬ويضاف للحكم حكم مبثله باملنع من السفر‪ .‬كام أين انتقدت‬ ‫فمثل الزاين‬ ‫يف جلسة التحقيق بعض األحكام مثل التعزير بأكرث من الحد‪ً ،‬‬ ‫غري املحصن يجلد مئة جلدة‪ ،‬فإذا وقع من أحد مثل هذا ما هو أقل من‬ ‫الزنا فكيف يحكم عليه مبئات الجلدات‪ ،‬والحال أن التعزير ال يجوز وال‬ ‫مكمل للجرم الذي مياثل‬ ‫يصح أن يتجاوز الحد إىل وضع يكون فيه التعزير ً‬ ‫الجرم الذي وضع له الحد‪ ،‬ولكنه أقل منه جر ًما‪ .‬نعم إن هذه األحكام التي‬ ‫ال تستند عىل دليل رشعي واضح الداللة أو أصل رشعي يقيني املصدر‪،‬‬ ‫وامل َبنى هي أحكام جاهلية ال رشعية لها‪.‬‬ ‫ولنستحرض قول الرسول ‪« :P‬قاضيان يف النار ٍ‬ ‫وقاض يف الجنة»‪ ،‬وقول‬ ‫األمري ‪« :Q‬إنَّ أَ ْبغ َ​َض الْخ َ​َلئِ ِق إِ َل اللَّ ِه َر ُج َلنِ َر ُج ٌل َوكَلَهُ اللَّهُ إِ َل نَف ِْس ِه‬ ‫ُوف ِبك َ​َل ِم بِدْ َع ٍة َو ُد َعا ِء ضَ َللَ ٍة َف ُه َو ِف ْت َن ٌة‬ ‫السبِيلِ َمشْ غ ٌ‬ ‫َف ُه َو َجائِ ٌر َع ْن َق ْص ِد َّ‬ ‫دْي َم ْن كَانَ َق ْبلَهُ ُم ِض ٌّل لِ َم ِن ا ْق َتدَى ِب ِه ِف َح َياتِ ِه‬ ‫لِ َم ِن ا ْف َت َ َت ِب ِه ضَ ٌّال َع ْن َه ِ‬ ‫َوبَ ْعدَ َوفَاتِ ِه َح َّم ُل َخطَايَا غ ْ َِي ِه َر ْه ٌن ِبخ َِطي َئ ِت ِه‪َ .‬و َر ُج ٌل َق َم َش َج ْه ًل ُم ِ‬ ‫وض ٌع‬ ‫اش الْ ِف ْت َن ِة َع ٍم بِ َا ِف َع ْق ِد الْ ُهدْ نَ ِة َقدْ َس َّم ُه أَشْ َبا ُه‬ ‫ِف ُج َّهالِ ْالُ َّم ِة َعا ٍد ِف أَ ْغ َب ِ‬ ‫ال َّن ِ‬ ‫َي ِم َّم ك ُ َ​َث َح َّتى‬ ‫اس َعالِ ًم َولَ ْي َس ِب ِه بَكَّ َر ف ْ‬ ‫َاس َتك َ َْث ِم ْن َج ْمعٍ َما َق َّل ِم ْنهُ خ ْ ٌ‬ ‫اس َق ِاض ًيا ضَ ا ِم ًنا‬ ‫إِ َذا ا ْرتَ َوى ِم ْن َما ٍء آجِ ٍن َواكْ َت َ َث ِم ْن غ ْ َِي طَائِلٍ َجل َ​َس بَ ْ َي ال َّن ِ‬ ‫لِ َت ْخلِ ِ‬ ‫يص َما الْ َت َب َس َع َل غ ْ َِي ِه َفإِنْ نَ َزل َْت ِب ِه إِ ْحدَى الْ ُم ْب َه َم ِت َه َّيأَ لَ َها َحشْ ًوا‬ ‫ات ِف ِمثْلِ ن َْس ِج الْ َع ْنكَ ُب ِ‬ ‫َرثًّا ِم ْن َرأْ ِي ِه ثُ َّم َقطَ َع ِب ِه َف ُه َو ِم ْن لَ ْب ِس الشُّ ُب َه ِ‬ ‫وت َل‬ ‫َاف أَنْ يَكُونَ َقدْ أَ ْخطَأَ َوإِنْ أَ ْخطَأَ َر َجا‬ ‫اب خ َ‬ ‫اب أَ ْم أَ ْخطَأَ َفإِنْ أَ َص َ‬ ‫يَدْ رِي أَ َص َ‬ ‫َّاب َعشَ َو ٍ‬ ‫اب َجا ِه ٌل َخ َّب ُ‬ ‫ات ل َْم يَ َع َّض‬ ‫اط َج َه َال ٍت َع ٍ‬ ‫اش َرك ُ‬ ‫أَنْ يَكُونَ َقدْ أَ َص َ‬ ‫ِض ٍس َق ِ‬ ‫اطعٍ يَ ْذ ُرو ال ِّر َوايَ ِ‬ ‫ل َواللَّ ِه‬ ‫ات َذ ْر َو ال ِّريحِ الْ َه ِش َ‬ ‫يم َل َم ِ ٌّ‬ ‫َع َل الْ ِعل ِْم ب ِ ْ‬ ‫‪94‬‬


‫ش ٍء ِم َّم أَنْكَ َر ُه‬ ‫ِبإِ ْصدَا ِر َما َو َر َد َعلَ ْي ِه َو َل أَ ْه ٌل لِ َم ُق ِّر َظ ِب ِه َل يَ ْح َس ُب الْ ِعل َْم ِف َ ْ‬ ‫َو َل يَ َرى أَنَّ ِم ْن َو َرا ِء َما بَلَ َغ َم ْذ َه ًبا لِغ ْ ِ‬ ‫َي ِه َوإِنْ أَظْل َ​َم َعلَ ْي ِه أَ ْم ٌر اكْ َت َت َم ِب ِه لِ َم‬ ‫َصخُ ِم ْن َج ْو ِر َقضَ ائِ ِه الدِّ َما ُء َوتَ َع ُّج ِم ْنهُ الْ َم َوار ُ‬ ‫ِيث‬ ‫َي ْعل َُم ِم ْن َج ْهلِ نَف ِْس ِه ت ْ ُ‬ ‫ش َي ِعيشُ ونَ ُج َّه ًال َو َيُوتُونَ ضُ َّل ًل لَ ْي َس ِفيه ِْم ِسلْ َع ٌة‬ ‫إِ َل اللَّ ِه أَشْ كُو ِم ْن َم ْع َ ٍ‬ ‫ُل َح َّق تِ َل َوتِ ِه َو َل ِسلْ َع ٌة أَنْف َُق بَ ْي ًعا َو َل أَغ َْل َث َ ًنا ِم َن‬ ‫أَبْ َو ُر ِم َن الْ ِك َت ِ‬ ‫اب إِ َذا ت ِ َ‬ ‫ف َع ْن َم َو ِاض ِع ِه َو َل ِع ْندَ ُه ْم أَنْكَ ُر ِم َن الْ َم ْع ُر ِ‬ ‫ف‬ ‫الْ ِك َت ِ‬ ‫وف َو َل أَ ْع َر ُ‬ ‫اب إِ َذا ُح ِّر َ‬ ‫ِم َن الْ ُم ْنكَرِ»‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬نعم‪ ،‬أنا هنا أيضً ا أطالب كام طالبت فيام مىض باإلفراج عن املدانني‬ ‫ً‬ ‫وظلم وجو ًرا‪ ،‬حيث ال توجد أدلة وال بينة‬ ‫يف تفجريات الخرب زو ًرا ً‬ ‫رشعية عىل قيامهم بذلك‪ ،‬فهم أبرياء ولكن وزارة الداخلية واألجهزة‬ ‫ظلم وعدوانًا وزو ًرا‪ ،‬كام هو‬ ‫األمنية هي التي تلفق ولفقت التهم ً‬ ‫ديدنها يف تلفيق التهم بحق الكثري من األبرياء وما هذه الدعوى‬ ‫ضدي إال واحدة بسيطة من تلفيقات الداخلية دون وجه حق‬ ‫للزج باألبرياء الذي يعارضون الهوى خلف أسوار السجون‪ .‬فكيف‬ ‫معتقل ومسجونًا عند‬ ‫ً‬ ‫يُتهم بعضهم بالقيام بالتفجري والحال أنه كان‬ ‫فضل عن أن هذا العمل‬ ‫الداخلية قبل وقوع التفجري بأشهر! هذا ً‬ ‫يخالف املنهج العام والسلوك للشيعة‪ ،‬وال يجيزه فقيه‪ ،‬واملعتقلون‬ ‫أناس ملتزمون بالدين وفتوى الفقيه واملرجع‪ ،‬ويعلمون أن هذا‬ ‫العمل ال يجوز إال بفتوى الفقيه الرباين‪ ،‬والفقيه ال يفتي بذلك‪.‬‬ ‫ويضاف إىل ذلك أيضً ا أن أسامة بن الدن قد أعلن مسؤوليته عن‬ ‫التفجري‪.‬‬

‫وأخريا إن وزارة الداخلية تكذب وتز ّور‪ ،‬ولهذا األصل براءة كل من‬ ‫ً‬ ‫تتهمه الداخلية حتى يثبت بالدليل الرشعي ثبوت التهمة‪.‬‬ ‫‪95‬‬


‫ساب ًعا‪ :‬أنا مل أطالب بإطالق من أدينوا بتفجريات الخرب فقط‪ ،‬بل طالبت‬ ‫وأطالب بإطالق رساح جميع املعتقلني سنة وشيعة وكذلك إلغاء‬ ‫قوائم املطلوبني‪ ،‬والسامح للممنوعني من السفر مبغادرة البالد‪،‬‬ ‫والسامح للمعارضة يف الخارج بالعودة إىل البالد وأنه آمن بعد‬ ‫عودته ولن يتعرض لالعتقال أو االستجواب والتحقيق‪.‬‬ ‫‪.11‬من يغذي الفتنة الطائفية‬

‫ذكر املدَّعي العام ً‬ ‫قائل‪ :‬التدخل يف شؤون دول شقيقة ذات سيادة عرب‬ ‫التحريض من داخل اململكة عىل ارتكاب جرائم إرهابية فيها وإثارة‬ ‫الشغب وإذكاء الفتنة الطائفية‪ ،‬وزعزعة أمنها ودعوته أبناء هذه‬ ‫البالد إىل املشاركة يف ذلك‪.‬‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول ‪ :‬يبدو أن املقصود من الــدول الشقيقة هي دولة واحــدة وهي‬ ‫«البحرين» ومل يذكر املدعي العام يف الئحة الدعوى دولة أخرى‬ ‫غريها‪ .‬فلامذا التهويل بصيغة الجمع لدويلة مساحتها وعدد سكانها‬ ‫تساوي وتعادل مساحة القطيف وسكانها ليس َّإل‪.‬‬ ‫ثان ًيا ‪ :‬مل أح ّرض عىل ارتكاب أي جرائم إرهابية وال غري إرهابية يف البحرين‪،‬‬ ‫ومل أح ّرض عىل إثارة الشغب وال إذكاء الفتنة الطائفية‪ ،‬وال زعزعة‬ ‫أمنها‪ .‬وال يوجد أي دليل وال بينة وال شاهد عىل ذلك االدعاء‬ ‫املكذوب‪.‬‬ ‫ثالثًا ‪ :‬ملاذا تركز هيئة التحقيق واالدعاء العام عىل اتهامي بإثارة الفتنة‬ ‫الطائفية‪ ،‬أو تهم تصور أن منطلقها طائفي‪ .‬نعم كل ذلك ليك تصورين‬ ‫‪96‬‬


‫عىل أين طائفي وأسعى للفنت الطائفية‪ ،‬وليك تخلق بذلك شعو ًرا عند‬ ‫الطائفة السنية بأنها هي الحامية لها وأن الخطر الذي يتهددها‬ ‫هو الخطر الشيعي وليس الظلم واالستبداد والجور‪ ،‬والسجون التي‬ ‫متارسها وزارة الداخلية عىل أبناء الطائفة السنية بأضعاف مضاعفة‬ ‫عام يقع عىل أبناء الطائفة الشيعية‪.‬‬ ‫راب ًعا ‪ :‬إن كل ما تحدثت فيه عن البحرين مسجل ومصور ومنشور عىل‬ ‫املأل وألقيته عىل املأل العام وال توجد فيها كلمة واحدة فيها طائفية‬ ‫أو إشارة طائفية أو يُش ُّم منها حالة طائفية‪ .‬إضافة إىل أين ما تحدثت‬ ‫عن الظلم الواقع عىل مجتمع «البحرين» إلَّ وتحدثت عن الظلم‬ ‫الواقع عىل سوريا‪ ،‬وقبل ذلك تحدثت عن تونس ومرص واليمن‪.‬‬ ‫نعم إن من أثار الفتنة الطائفية هم حكام آل خليفة يف البحرين‬ ‫وحكام آل سعود يف هذه البالد حيث أشعلوا اإلعالم وص َّوروا أن ما‬ ‫يحدث يف «البحرين» أنه ثورة طائفية ضد السنة‪ ،‬ولكن الصورة‬ ‫انكشفت بعد حني تبني للجميع أن األمر ال يعدو أم ًرا واح ًدا‪ ،‬وهو‬ ‫الدفاع عن كرايس وعروش آل خليفة وليس دفا ًعا عن السنة وال هم‬ ‫يحزنون‪ .‬وأن األحداث يف البحرين كانت انتفاضة وثورة شعبية ضد‬ ‫الظلم والجور الخليفي الجاثم عىل صدور املجتمع البحريني سنة‬ ‫وشيعة‪ .‬ثم أين هي الفتنة الطائفية التي دعوت لها أو أذكيتها؟ ما‬ ‫هو النص الذي يثبت ذلك؟‬ ‫خامسا ‪ :‬نعم انتقدت الظلم والجور وما تقوم به سلطة آل خليفة من قمع‬ ‫ً‬ ‫واعتقال وتع ٍّد وسفك للدماء يف «البحرين»‪ .‬وأنا هنا أعلن أنه ال‬ ‫يستحق آل خليفة البقاء يف الحكم وال دقيقة واحدة‪ .‬هذه الحكومة‬ ‫وامللك الذي يعطي شعبه األمن واألمان باللسان ويرصح بعدما طُرد‬ ‫‪97‬‬


‫املعتصمون من ميدان اللؤلؤة بأنه من حقهم التظاهر واالعتصام‪،‬‬ ‫فلام رجع الناس إىل امليدان واعتصموا فيه غدر بهم ونقض كالمه كام‬ ‫نقض «امليثاق» من قبل‪ ،‬فقُتل من قُتل وأُدمي من أُدمي واعتُقل‬ ‫من اعتُقل و ُعذِّب من ُعذِّب عىل يد قوات درع الجزيرة والقوات‬ ‫البحرينية املستأجرة للقمع والتنكيل‪.‬‬ ‫وهنا مبناسبة ميدان اللؤلؤة حيث سمي مبيدان اللؤلؤة لوجود‬ ‫نُصب يف وسط امليدان مشكل من ستة أعمدة بعدد دول مجلس‬ ‫التعاون الخليجي وتعلوه لؤلؤة لتعرب عن تراث أهل الخليج‬ ‫خصوصا يف استخراج اللؤلؤ‪ .‬ولكن اإلعالم‬ ‫عمو ًما وأهل البحرين‬ ‫ً‬ ‫الرسمي ص َّور األمر بأن هذه التسمية نسبة إىل أيب لؤلؤة الذي قتل‬ ‫عمر‪ .‬وب ّدل اسم املكان وسامه ميدان الفاروق ليستدرج بذلك‬ ‫السنة ويخدعهم‪ .‬وبأدىن تأمل‪ ،‬يُعلم من خالل تلك الواقعة من‬ ‫الذي يثري ويغذي الفتنة الطائفية ويركب موجها‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬أنا ضد االستبداد أينام كان وأينام حل وممن كان ويف أي زمان؛ ألن‬ ‫ً‬ ‫الظلم واالستبداد ال يُربر‪ ،‬والعدل ال يُج َّزأ‪ ،‬ولذلك ال فرق بني الظلم‬ ‫والجور حينام يقع ممن تلبس بلباس سني أو شيعي؛ ألن الجور ال‬ ‫مذهب له إال الجور‪ ،‬والظلم ال مذهب له إال الظلم وال عالقة له‬ ‫بأي مذهب إسالمي‪ .‬وعليه‪ ،‬فهل يكون انتقادي للظلم السيايس‬ ‫والجور والطغيان فتنة طائفية! مع العلم أين كام انتقدت الطغيان‬ ‫والجور يف البحرين انتقدته يف سوريا وتونس ومرص وليبيا واليمن‬ ‫وغريها‪ ،‬ومحارضايت تثبت ذلك‪ .‬نعم إن هيئة التحقيق واالدعاء‬ ‫العام‪ ،‬هي ووزارة الداخلية واألجهزة األمنية من يثري الفنت الطائفية‪،‬‬ ‫حيث يقتطع نص الخطاب ويُ َغ ِّيب النقد للطغيان واإلجرام السوري‬ ‫‪98‬‬


‫ويقترص عىل نقد الطغيان واإلجرام البحريني‪ ،‬ل ُي ّصور بصورة طائفية‬ ‫مع عدم وجود كلمة وال إشارة وال يُش ُّم منه أي نفس طائفي‪ ،‬ولكن‬ ‫هي السياسة القامئة عىل الكذب والتزوير والتدليس والقطع والبرت‬ ‫وبقية وسائل الباطل‪.‬‬ ‫ساب ًعا ‪ :‬إن الروابط والوشائج بني مجتمع البحرين والقطيف وبالخصوص‬ ‫العوامية وشائج وروابط متعددة‪ ،‬بل هي أكرث من أي روابط‬ ‫ووشائج مع مجتمع آخر‪ ،‬حيث ال يوجد بيت يف العوامية إال وله‬ ‫أهل يف البحرين بني أخ أو أخت أو عم أو عمة أو خال أو خالة أو‬ ‫جد أو جدة‪ ،‬أو أبناء عمومة أو أبناء خؤولة‪ ،‬فهي روابط ووشائج‬ ‫فضل عن املصطنعة‪ .‬وهذه‬ ‫تتجاوز كل الحدود والحواجز الطبيعية ً‬ ‫يل أن أتعاضد وأتضامن مع أهلنا يف‬ ‫الوشائج والروابط توجب ع َّ‬ ‫«البحرين» وأضمد جراحهم وأواسيهم يف مصابهم وأقدم العون‬ ‫واملؤازرة لهم‪.‬‬ ‫ثام ًنا ‪ :‬مل أد ُع أح ًدا من أبناء هذه البالد إىل املشاركة يف «البحرين»‪ .‬نعم‪،‬‬ ‫دعوت إىل مساعدتهم وإعانتهم وذلك ال ألنهم يستحقون ذلك وإمنا‬ ‫يجب علينا ذلك‪.‬‬ ‫تاس ًعا ‪ :‬ولكن هنا سؤال‪ ،‬ما هو املوقف ممن دعا إىل حمل السالح يف سوريا‬ ‫ضد النظام؟! وبالتايل تسبب بشكل أو بآخر يف تدمري بنية اإلنسان‬ ‫فضل عن تدمري البنية التحتية للبلد السوري‪ .‬لقد ضاع‬ ‫السوري‪ً ،‬‬ ‫ودمر املجتمع السوري‪ ،‬والله املعني لألجيال القادمة‪.‬‬ ‫رشًا ‪ :‬لقد ح ّرضت وزارة الخارجية ووزيرها واإلعالم مبختلف أنواعه‬ ‫عا ً‬ ‫وأشكاله‪ ،‬وبعض أمئة وخطباء الجمع ملرات عديدة ومتكررة من‬ ‫‪99‬‬


‫داخل اململكة لتسليح املعارضة السورية‪ ،‬فهل هذا تحريض عىل‬ ‫املواجهة املسلحة مع النظام! وهل هو إثارة للشغب وإذكاء‬ ‫للفتنة الطائفية وزعزعة األمن يف سوريا ودعوة ألبناء هذا الشعب‬ ‫إىل املشاركة يف ذلك؟ أم هذا التحريض عىل الجهاد الرشعي وهو‬ ‫مرشوع ومثاب فاعله؟ وإذا كان تحريضً ا إرهاب ًّيا‪ ،‬فهل يستطيع أحد‬ ‫من هيئة التحقيق واالدعاء العام أن يقيم دعوى عامة ضد وزير‬ ‫الخارجية ووزارته ورؤساء تحرير اإلعالم وتقدميهم للمحاكمة؟ وما‬ ‫هو الفرق بني التدخل يف شؤون البحرين ملؤازرة الشعب بالكلمة‪،‬‬ ‫والتدخل يف سوريا مبؤازرة الشعب بالسالح؟ هذا مع العلم أين كام‬ ‫آزرت الشعب البحريني يف محنته بالكلمة وليس بالسالح آزرت‬ ‫سوريا يف محنتها بالكلمة وليس بالسالح‪ .‬إن كل من دعا للمواجهة‬ ‫املسلحة يف سوريا ملواجهة النظام هو رشيك فيام حصل من دمار‬ ‫فضل عن دمار البنية التحتية للعباد‬ ‫للبنية التحتية للبالد ‪-‬املكان‪ً -‬‬ ‫‪-‬اإلنسان‪.-‬‬

‫‪100‬‬


‫‪ .12‬نشر خطبي وكلماتي‬

‫ذكر املدعي ً‬ ‫قائل‪ :‬اشرتاكه يف التخزين يف الشبكة املعلوماتية لخطبه وكلامته‬ ‫باتفاقه مع أحد األشخاص يف تصوير خطبه وتسجيلها ونرشها عرب‬ ‫الشبكة املعلوماتية‪ ،‬والتي من شأنها املساس بالنظام العام والقيم‬ ‫الدينية‪ ،‬واملج َّرم واملعاقب عنه مبوجب نظام مكافحة جرائم‬ ‫املعلوماتية‪.‬‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول ‪ :‬إن النرش يف الشبكة املعلوماتية هو حق طبيعي لكل شخص‪ ،‬وال‬ ‫تهمة فيه‪ .‬فالنرش يف الشبكة ليس تهمة‪ ،‬وبالخصوص أن اآلالف من‬ ‫خطبي ألقيتها عىل املأل العام‪ ،‬وعىل امتداد سنني‪ ،‬وهي منشورة يف‬ ‫الشبكة أيضً ا منذ سنني‪ .‬فإذا كان نرشها تهمة فلامذا تغافلت وزارة‬ ‫الداخلية وأجهزتها األمنية عنها طوال تلك املدة!‬ ‫ثان ًيا ‪ :‬مل أتفق مع أحد عىل التخزين يف الشبكة املعلوماتية‪ ،‬وال يوجد‬ ‫أحد اتفق معي عىل ذلك‪ ،‬ومل أتفق مع أحد عىل تصوير خطبي‬ ‫وتسجيلها ونرشها عرب الشبكة املعلوماتية‪ ،‬وهذه الدعوى محض‬ ‫افرتاء لرتهيب اآلخرين وتخويفهم من النرش يف الشبكة املعلوماتية‪.‬‬ ‫ثالثًا ‪ :‬إن كل خطبي التي تم نرشها عىل تلك الشبكة ال متس بالنظام العام‪،‬‬ ‫فضل عن القيم الدينية‪ ،‬بل هي محارضات تحمل يف طياتها رضورة‬ ‫ً‬ ‫وأهمية حفظ النظام االجتامعي العام‪ ،‬وترسيخ القيم الدينية‪،‬‬ ‫وتؤكد عىل املبادئ اإلنسانية‪ ،‬وهي محارضات عامة ومتنوعة لبناء‬ ‫اإلنسان الواعي الرشيد العاقل‪ ،‬الذي يفكر بعقله وال ينساق ألهوائه‬ ‫وشهواته‪.‬‬ ‫‪101‬‬


‫راب ًعا ‪ :‬نعم إن كث ًريا من محارضايت تحدثت فيها عن العدل والعدالة وحرمة‬ ‫وقبح الظلم‪ ،‬ووجوب العدل حتى مع األعداء ومع َم ْن نبغض‪،‬‬ ‫وتحدثت فيها عن معالجة املشاكل واألزمات والخالفات بالعقل‬ ‫والفكر والتفكر والحوار‪ ،‬ومقارعة القوة بالفكر والكلمة‪ ،‬وعدم‬ ‫فضل عام فوقها يف حسم الرصاعات والخالفات‪،‬‬ ‫استخدام قوة اليد ً‬ ‫وتحدثت فيها عن رضورة اإلصالح والتغيري نحو األفضل وعدم‬ ‫الفساد‪ ،‬وتحدثت فيها عن كثري من القيم واملبادئ واألخالق واآلداب‬ ‫الساموية التي بها صالح اإلنسان واملجتمع واألمة واألمم واإلنسانية‪.‬‬ ‫فهل هذه املحارضات تخل بالنظام العام أو القيم الدينية؟ نعم‪،‬‬ ‫إنها كذلك عند وزارة الداخلية واألجهزة األمنية؛ ألن مثل تلك‬ ‫األفكار واألخالق تنشئ الجيل الواعي والرشيد والحكيم الذي ال‬ ‫ميكن أن يُ ْخ َد َع وال يرتيض منهج الفساد واالحتكار واإلقصاء السيايس‬ ‫واالجتامعي بعمومه‪.‬‬ ‫خامسا ‪ :‬هذه التهمة‪ ،‬وأقصد بها املساس بالنظام العام والقيم الدينية‪ ،‬هي‬ ‫ً‬ ‫عبارة أخرى عن منطق فرعون والفراعنة والطغاة‪ ،‬حيث إن التهمة‬ ‫املعلبة والجاهزة لكل من يعارض الفساد السيايس والطغيان والجور‬ ‫سيتهم بتهمتني‪:‬‬ ‫التهمة األوىل‪ :‬الفساد الذي عربت عنه هيئة التحقيق هنا باملساس‬ ‫بالنظام العام‪ ،‬ويف غري هذه النقطة باإلرهاب أو الفساد حيث‬ ‫اآليات التي حرشتها الهيئة يف الفساد‪.‬‬ ‫التهمة الثانية‪ :‬تبديل الدين‪ ،‬الذي عربت عنه الهيئة هنا باملساس‬ ‫بالقيم الدينية ويف غري هذه النقطة‪ ،‬الفتنة الطائفية والصحابة‬ ‫والضالل وما شابه‪.‬‬ ‫‪102‬‬


‫نعم‪ ،‬إنهام التهمتان الفرعونيتان لكل معارض سيايس‪ ،‬يقول الله سبحانه‬ ‫وتعاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬ ‫ﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭼ(((‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬إن محارضايت هي التي توثق براءيت من التهم املزورة والتلفيقات‬ ‫ً‬ ‫املدلسة لوزارة الداخلية وأجهزتها األمنية وهيئة التحقيق واالدعاء‬ ‫العام‪ ،‬وميكن للقضاء أن يستمع إىل مجموعة عشوائية لريى حقيقة‬ ‫ذلك وجالء الحقيقة‪ .‬واملحارضات مل ت َُلق يف األقبية‪ ،‬وال هي مخزنة‬ ‫يف الظالم‪ ،‬بل أُلْ ِقيَ ْت عىل املأل العام يعرفها القايص قبل الداين‪ ،‬وهي‬ ‫فوق السطح يف متناول الجميع ويسمعها الكل‪ ،‬وليست تحت‬ ‫األرض‪ ،‬ومل ألقها مقن ًعا وال متخف ًيا بل بوجه ظاهر وبظهور اجتامعي‬ ‫حارض‪ .‬ولو كانت متس بالنظام العام أو القيم الدينية ملا متكنت من‬ ‫إلقائها بهذا الظهور والشخوص‪.‬‬

‫ساب ًعا ‪ :‬مل تقم الهيئة أي دعوى ضد أصحاب النفوذ والقوى الذين ميلكون‬ ‫الفضائيات التي تعرض الصور الخليعة التي متس باآلداب العامة‬ ‫والقيم الدينية ويشاهدها املاليني من الناس‪.‬‬ ‫‪ .13‬كيف تم اعتقالي‬

‫ذكر املدعي العام ً‬ ‫قائل يف آخر ص‪ 3‬وبداية ص‪ :4‬حيث قبض عىل املذكور‬ ‫أي الشيخ الشهيد‪ -‬بالتاريخ املن ّوه عنه أعاله‪ ،‬بعد منعه رجال األمن‬‫من القيام بواجبهم يف القبض عىل أحد أخطر املطلوبني أمن ًيا‪ :‬ح‪ .‬ر‪.‬‬ ‫(وهو ممن قاموا باستهداف رجال األمن وإطالق النار عليهم عدة‬ ‫((( سورة غافر‪ ،‬اآلية‪.26 :‬‬

‫‪103‬‬


‫مرات)‪ .‬ففي يوم األحد ‪2012/7/7‬م (‪1433/8/18‬ه) وعند حوايل‬ ‫الساعة (‪ )4:40‬بعد عرص ذلك اليوم وأثناء قيام إحدى الدوريات‬ ‫األمنية ببلدة العوامية التابعة ملحافظة القطيف مبهامها املعتادة‪،‬‬ ‫الحظ أفراد الدورية املطلوب األمني عىل قامئة (‪ )23‬ح‪ .‬ر‪ .‬خلف‬ ‫مبنى إدارة الدفاع املدين يف بلدة العوامية‪ ،‬وعند محاولة القبض عليه‬ ‫جرى تبادل إطالق النار معه‪ ،‬وتزام ًنا مع ذلك ت َّم مالحظة سيارة من‬ ‫نوع كابريس تحمل لوحة رقم ( أ ص ل ‪ )1466‬قام قائدها بإعاقة‬ ‫الدورية األمنية من القبض عىل املطلوب ح‪ .‬ر‪ .‬وصدم سيارة الدورية‬ ‫من الجهة اليرسى‪ ،‬وبالتأكد من عائدية السيارة الكابريس املشار‬ ‫إليها بعاليه من قبل أفراد الدورية عن طريق إدارة العمليات باألمن‬ ‫العام‪ ،‬اتضح أنها تعود للمطلوب األمني املتهم «منر النمر» فتمت‬ ‫متابعته وصدمه من الخلف وإطالق النار عليه‪ ،‬عند عدم استجابته‬ ‫لألمر بالتوقف عن الهرب وتسليم نفسه بعد تلبسه يف جرمية تم‬ ‫فيها إطالق النار عىل رجال األمن‪ ،‬وأثناء قيام أفراد الدورية بإركابه‬ ‫أي »منر» حرضت سيارتان وتوقفتا أمام الدورية وتبادل من فيها‬ ‫إطالق النار مع أفراد الدورية‪ ،‬وتم نقل املوقوف »منر باقر النمر»‬ ‫إىل مستشفى مجمع امللك فهد الطبي العسكري بالظهران‪.‬‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول ‪ :‬إن قصة كيفية اعتقايل هي كالتايل‪ :‬بعد الساعة الرابعة خرجت‬ ‫من منزيل متوج ًها إىل بستان «السديرات»‪ ،‬ويف الطريق وبعد‬ ‫تجاوزي ملسجد أحمد بن محمود واملنفذ الذي يليه كانت دورية‬ ‫تريد الخروج من املنفذ املؤدي والقادم من مسجد فاطمة الزهراء‬ ‫واملقابل للخضَّ ار تريد االتجاه واملسري نحو الجنوب‪ ،‬أي عكس‬ ‫‪104‬‬


‫مساري‪ ،‬حيث أنا متوجه إىل الشامل يف هذه النقطة‪ ،‬وملا تجاوزت‬ ‫املنفذ املقابل للخضار غريت الدورية اتجاه سريها وسارت خلفي‬ ‫واتبعت مساري حيث واصلت الطريق ودخلت الطريق العام‬ ‫قاص ًدا بستان السديرات ودخلت من املنفذ الذي يؤدي إىل البستان‬ ‫شامل باتجاه‬ ‫والدورية تتبعني وتسري خلفي‪ ،‬وقبل أن أنعطف ً‬ ‫البستان انعطفت الدورية ونزلت يف األرض الرتابية‪ ،‬وأرادت أن‬ ‫تسبقني وتعرتض طريقي ولكنها مل تتمكن حيث املسافة قصرية‬ ‫ج ًّدا مل متكنها من استباقي‪ ،‬وحينها قررت عدم الدخول للبستان‬ ‫الذي ال تبعد بوابته عن مكان محاولة اعرتايض إال أمتا ًرا معدودة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وعندئذ‬ ‫مستقيم ومتجاوزًا بوابة البستان‪،‬‬ ‫وواصلت طريقي‬ ‫ً‬ ‫قامت الدورية بصدم سياريت من الخلف‪ ،‬فواصلت طريقي مرس ًعا‬ ‫وانعطفت نحو الغرب ثم الجنوب ثم نحو الرشق‪ ،‬إال أنني صدمت‬ ‫ٍ‬ ‫وحينئذ وقفت الدورية عىل بعد‬ ‫البيت قبل انعطايف نحو الرشق‪.‬‬ ‫ثالثة إىل أربعة أمتار رشق سياريت ونزل أربعة جنود واقتلعوين من‬ ‫سياريت وأرادوا إركايب يف سيارة الدورية وقاومت محاولتهم فأمر‬ ‫أحدهم وقال‪ :‬أطلق عليه النار‪ ،‬فأطلق النار عىل فخذي برصاصات‬ ‫هشمت عظمي واستقرت يف لحمي‪ ،‬فوقعت ثم قمت فأدخلوين‬ ‫سيارة الدورية وما هي إال دقائق حتى فقدت الوعي‪ .‬هذه حقيقة‬ ‫القصة‪ ،‬ويف التحقيق املص ّور واملسجل حني سئلت عن املسار وب ّينت‬ ‫للمحقق هذا املسار قال‪ :‬كالمك عن املسار صحيح ولكن تريدنا أن‬ ‫نصدقك ونكذب كامريتنا‪ ،‬ويبدو أنه يعرض آخر موقع حيث أطلق‬ ‫رسم بيانيًّا‬ ‫عيل النار واعتقلت‪ .‬وليك تتضح الصورة أكرث رسمت ً‬ ‫للمسار الذي رست فيه واملواقع التي وقعت فيها األحداث والرسم‬ ‫هو هذا‪( .‬مرفق بأوراق املعاملة)‪.‬‬ ‫‪105‬‬


‫ثان ًيا ‪ :‬وبعد عريض حادث اعتقايل والرسم البياين يتضح جل ًّيا الكذب الذي‬ ‫نسجته ولفقته وزارة الداخلية وأجهزتها األمنية وهيئة التحقيق‬ ‫واالدعاء العام‪ .‬وليك تتضح الحقيقة أكرث أطالب القضاء بالتايل‪:‬‬ ‫يل يف جلسة قضائية‬ ‫إحضار جميع رجال األمن الذين قبضوا ع َّ‬ ‫واحدة متفرقني ال يجتمعون إال بعد إنهاء جميع األسئلة التي ترتبط‬ ‫مبالبسات الحادث واإلجابة عنها‪ .‬هذا مع العلم أنهم خصامء حيث‬ ‫يل‪ ،‬وليسوا بشهود‪ ،‬وال ميكن أن يكون الخصم‬ ‫هم من أطلق النار ع َّ‬ ‫شاه ًدا‪ .‬وسوف يتضح من خالل اإلجابة تناقضهم والكذب وزيف‬ ‫نسيج القصة وأن نسيجها أوهن من بيت العنكبوت‪ .‬إحضار الفيديو‬ ‫الذي سئلت فيه عن كيفية اعتقايل وما دار فيه من تحقيق من‬ ‫املحققني ومني‪ ،‬إحضاره وعرضه للقضاء وملوكيل الدكتور صادق‬ ‫محمد الجربان واألستاذ محمد باقر النمر‪ .‬إحضار الفيديو الذي ص َّور‬ ‫واقعة اعتقايل وعرضه‪ ،‬واملقارنة بني ما جاء يف دفرت التحقيق‪ ،‬وما‬ ‫جاء يف تصديق اإلقرارات‪ ،‬وما جاء يف التحقيق املصور‪ ،‬وما جاء يف‬ ‫الئحة الدعوى العامة‪ ،‬وما جاء يف جوايب هذا‪ .‬حيث إن املقارنة كفيلة‬ ‫مبعرفة الحق من الباطل يف هذه الحادثة‪ .‬الدليل والبينة الرشعية‬ ‫عىل هذه الدعوى أن بن ًدا واح ًدا من هذه البنود يكفي لثبوت زيف‬ ‫الدعوى فكيف بها جمي ًعا ال ريب أنها ستكشف الكذب والتزوير‬ ‫والخلط والتدليس والتلبيس الذي متارسه هيئة التحقيق واالدعاء‬ ‫العام‪ .‬وبذلك يتضح بأنها غري مؤهلة ألن تقيم دعوى عامة عىل أحد‬ ‫فضل عن أنها فاقدة األهلية لذلك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثالثًا ‪ :‬مل أمنع أح ًدا من رجال األمن من القبض عىل أحد‪ ،‬ال ح‪ .‬ر‪ .‬وال غريه‪.‬‬ ‫هذا مع العلم أن ح‪ .‬ر‪ .‬ال يشكل خط ًرا ومل نعلم بإطالق النار عىل‬ ‫‪106‬‬


‫رجال األمن إال من ادعاءات وزارة الداخلية وأجهزتها األمنية التي‬ ‫ال يصدقها عاقل وال يعت ُّد بها رشيد‪ .‬كام أنه مل يكن ح‪ .‬ر‪ .‬متواج ًدا‬ ‫خلف إدارة الدفاع املدين حني اعتقايل وإطالق النار عيل‪ .‬كام أن‬ ‫الدورية مل تكن متواجدة خلف إدارة الدفاع املدين تقوم مبهامها‪،‬‬ ‫ومل يكن ح‪ .‬ر‪ .‬هناك حتى تلحظه‪ ،‬وإمنا كانت الدورية تتابعني قبل‬ ‫مئتي مرت‪ ،‬كام هو موضح يف الرسم البياين ورسد قصة اعتقايل‪ .‬كام‬ ‫أنه مل تج ِر محاولة القبض عىل ح‪ .‬ر‪ .‬وال جرى تبادل إطالق النار‬ ‫معه‪ .‬كام أنه مل يتزامن وجودي يف املكان عند محاولة القبض عىل‬ ‫أصل‪ ،‬ومل يكن هناك أحد غريي‪ .‬كام أين‬ ‫ح‪ .‬ر‪.‬؛ ألنه مل يكن متواج ًدا ً‬ ‫مل أقم بإعاقة الدورية األمنية من القبض عىل ح‪ .‬ر‪.‬؛ ألنه مل يكن‬ ‫أصل‪ .‬كام أين مل أصدم سيارة الدورية ال من جهة اليسار وال‬ ‫متواجدا ً‬ ‫من جهة أخرى‪ .‬كام أنه متت متابعتي قبل مئتي مرت أو أكرث بقليل‬ ‫وليس بعد تواجدي خلف الدفاع املدين‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬لقد صدمت الدوري ُة سياريت من الخلف ولكن ليس بعد هذه‬ ‫االدعاءات املزيفة‪ ،‬وإمنا بجانب وغرب مبارشة بستان السديرات‬ ‫كام هو موضح يف الرسم البياين ورسد قصة اعتقايل‪ .‬نعم‪ ،‬لقد‬ ‫يل ولكن تم ذلك عند إرادتهم إركايب الدورية‬ ‫تم إطالق النار ع َّ‬ ‫بالعنوة والقوة بعد اقتالعي من سياريت بعنف‪ ،‬كام أنه مل يصدر‬ ‫ومل يكن هناك أمر بالتوقف عن الهرب وتسليم نفيس ومل تنبس‬ ‫الدورية ببنت شفة‪ .‬ومل تكن هناك جرمية إطالق النار عىل رجال‬ ‫متلبسا بها‪.‬‬ ‫األمن حتى أكون‬ ‫ً‬ ‫نعم‪ ،‬كان هناك إطالق النار من طرف واحد ال غري‪ ،‬وهم رجال‬ ‫يل ثم قاموا بإطالق النار بشكل مكثف‬ ‫األمن‪ ،‬حيث أطلقوا النار ع َّ‬ ‫‪107‬‬


‫يف الهواء من جميع النواحي‪ .‬كام أنه مل تحرض سيارتان وال أي أحد‬ ‫حني قيام أفراد الدورية بإركايب‪ ،‬وبالتايل مل تتوقف سياريت أمام‬ ‫الدورية وال جرى تبادل إطالق النار بني أفراد الدورية والسيارتني؛‬ ‫اجل‬ ‫أصل‪ ،‬بل وال يوجد أحد‪ ،‬ال راك ًبا وال ر ً‬ ‫ألنه ال توجد سيارتان ً‬ ‫غري الدورية و َم ْن فيها وأنا فقط‪ .‬وسؤايل هل كنت هاربًا راك ًبا‬ ‫قدمي؟ ألنه إذا كان االدعاء أين بالسيارة‬ ‫اجل عىل‬ ‫بالسيارة أم ر ً‬ ‫ّ‬ ‫فالسيارة موجودة وال يوجد بها أثر إلطالق النار عليها‪ ،‬وموضع‬ ‫اإلصابة يفرتض أن يكون يف جهة أعىل الجسد وليس الفخذ كام‬ ‫اجل وكنت هاربًا‬ ‫هو واقع الحال‪ .‬وإذا كان االدعاء أين كنت ر ً‬ ‫فسوف تكون الرصاصات التي أصابتني من الخلف وليس من‬ ‫األمام كام هو واقع الحال أيضً ا! وميكن للطب الجنايئ أن يثبت أن‬ ‫اإلطالق كان من مسافة أقل من املرتين‪ ،‬ومن األمام وليس بداخل‬ ‫السيارة التي أنزلوين منها عنوة قبل إطالقهم للرصاص‪ ،‬وهذا ما‬ ‫يثبت كذبهم حتى عىل القضاء يف تصوير الحادثة‪ .‬هذا مع األخذ‬ ‫يف االعتبار‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول‪ :‬أن ردودي عىل قسم من املحارضات هو لبيان رأيي ووجهة‬ ‫نظري وتأكيدي عليها‪ .‬أما هل قلت الرأي والفكرة يف املحارضة‬ ‫فهذا يحتاج إىل مراجعة نص املحارضة للتأكد من قويل‪ ،‬وذلك ألن‬ ‫مثل عدة مرات تكرر‬ ‫هناك اتهامات يل بأمور وأنا مل أفعلها‪ ،‬منها ً‬ ‫التحريض عىل الخروج مع العلم أين مل أحرض عىل الخروج يف‬ ‫أصل‪ ،‬وال توجد محارضة فيها تحريض عىل ذلك‪ ،‬لذلك‬ ‫املظاهرات ً‬ ‫أنا هنا أبني وجهة نظري وال أثبت قويل لها حيث مل تصدر مني يف‬ ‫محارضة أو كلمة أو مقالة كام ال يخفى‪.‬‬ ‫‪108‬‬


‫ثان ًيا‪ :‬وألن هيئة التحقيق واالدعاء العام تقوم بالتدليس والتلبيس‬ ‫والتمويه‪ ،‬لذلك اكتفت بذكر املعنى الذي تريده من املحارضة‬ ‫وتغافلت عن ذكر اللفظ‪ ،‬حيث ال يفهم منه املعنى الذي ت َّد ِعيه‪.‬‬ ‫ولذلك فإن كل ما تدعيه من معنى يف محارضايت عليه عالمة‬ ‫استفهام استنكاري حتى تذكر نص اللفظ الذي يفهم منه املعنى‬ ‫خصوصا‬ ‫امل َّد َعى‪ .‬وعليه أنا أطالب بإيراد اللفظ وإال فهو مكذوب‬ ‫ً‬ ‫واأللفاظ موجودة‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬إن كل هذه الفقرة من بدئها يف ص‪ 3‬إىل آخرها يف ص ‪ 4‬محض‬ ‫افرتاء وكذب وال صحة ملا جاء فيها إال هذه العبارات التالية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬حيث قبض عىل املذكور بالتاريخ املن ّوه أعاله‪.‬‬

‫‪ - 2‬ففي يوم األحد املوافق ‪2012/7/7‬م (‪1433/8/18‬ه) وعند حوايل‬ ‫الساعة ‪ 4:40‬بعد عرص ذلك اليوم‪.‬‬ ‫‪ - 3‬فتمت متابعته وصدمه من الخلف وإطالق النار عليه‪.‬‬ ‫‪ -4‬وتم نقل املوقوف «منر باقر النمر» إىل مستشفى مجمع امللك‬ ‫فهد الطبي العسكري بالظهران‪.‬‬ ‫وما عدا تلك العبارات‪ ،‬سواء ما قبلها أو ما بعدها‪ ،‬فكله محض افرتاء‬ ‫وكذب‪.‬‬ ‫يل‪ ،‬وعليه أنا أطالب بإقامة‬ ‫وهنا إقرار من االدعاء العام بإطالق النار ع َّ‬ ‫البينة عىل هذه الدعوى التي دون إثباتها خرط القتاد‪ ،‬وإال فأنا ال أطالب‬ ‫بالقصاص وهو حقي حني يعجز االدعاء عن إيجاد البينة؛ ألن هذا الحق‬ ‫بعيد املنال ولن أُ ْعطَاه‪ ،‬بل حتى لو أمكن إعطايئ إياه فلن أطالب به وإمنا‬ ‫أنا أطالب مبا هو خري وأفضل من القصاص وهو الهدف منه وهو حقن‬ ‫‪109‬‬


‫الدماء وعدم االستهتار واالستخفاف بدماء الناس‪ ،‬يقول الله سبحانه وتعاىل‪:‬‬ ‫ﭽﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﭼ(((‪ .‬فكل ما‬ ‫أريده هو الحياة اآلمنة للمجتمع وأن يكبح جامح وفورة السالح الذي تقوم‬ ‫به بشكل ممنهج وزارة الداخلية وأجهزتها األمنية‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام‪ :‬رقم ‪ 1‬ص‪ 4‬يف يوم الجمعة املوافق ‪2008/7/11‬م‬ ‫(‪1428/7/8‬ه)‪ ،‬قام املذكور أعاله بإلقاء خطبة بعنوان «نحن مع‬ ‫إيران قل ًبا وقال ًبا بكل ما نتمكن من قدرات» يف جامع الحسني ببلدة‬ ‫وعب عن مساندته ملوقف إيران‪ ،‬ووقوفه‬ ‫العوامية باملنطقة الرشقية ّ‬ ‫الكامل معها‪.‬‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫خصوصا أن الظروف الزمنية‬ ‫أول ‪ :‬أين التهمة وأين الجرم يف هذا؟‬ ‫ً‬ ‫واملوضوعية واملكانية التي جاء فيها سياق الكالم تطلب ذلك‪ ،‬حيث‬ ‫كانت هناك إرادة أمريكية إلشعال الخليج بنار الحرب الستنزاف‬ ‫إمكاناته وقدراته‪ ،‬وتعميق الفجوة بني السنة والشيعة وإثارة‬ ‫النعرات الطائفية‪ ،‬وبالتايل الدخول يف أتون حرب طائفية وإقليمية‪،‬‬ ‫خصوصا‬ ‫الرابح الوحيد فيها الغرب والخارس هو مجتمعات الخليج‬ ‫ً‬ ‫واملسلمني عمو ًما‪.‬‬ ‫ثان ًيا ‪ :‬لقد وقف مع إيران كثري من علامء السنة والشيعة وحكومات‬ ‫الخليج مبا فيها امللك عبد الله‪ ،‬فلم يكن هناك أحد يف الخليج يجاري‬ ‫اإلرادة األمريكية‪ ،‬ال من أهل السياسة وال من أهل العلم واملعرفة‬ ‫وال من مفكري ومثقفي املنطقة‪.‬‬ ‫((( سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.179 :‬‬

‫‪110‬‬


‫ثالثًا ‪ :‬ما هو الجرم يف الدفاع عن مجتمع مسلم مظلوم يراد االعتداء عليه‬ ‫ظلم وعدوانًا؟ نعم هو مجتمع شيعي يف أغلبه‪ ،‬وأنا شيعي‪ .‬وهذا‬ ‫ً‬ ‫حافز إضايف للدفاع عنه ما دام مظلو ًما ال ظامل ًا‪ ،‬معتدى عليه ال‬ ‫معتديًا عىل اآلخرين‪ .‬فالدفاع عن املظلوم فضيلة‪ ،‬وإذا كان املظلوم‬ ‫مسلم كان اإلسالم حاف ًزا للمسلمني أكرث للدفاع عن مظلوميته‪ ،‬وإذا‬ ‫ً‬ ‫كان املظلوم شيعيًّا كان التشيع حاف ًزا إضافيًّا للشيعة للدفاع عن‬ ‫مظلوميته‪ ،‬كام أنه إذا كان املظلوم سن ًّيا كان التسنن حاف ًزا إضاف ًّيا‬ ‫للسنة للدفاع عن مظلوميته‪ .‬وال ضري يف ذلك‪.‬‬ ‫راب ًعا ‪ :‬وهنا سؤال‪ ،‬هل إيران دولة صديقة أم عدوة؟ فإذا كانت صديقة‬ ‫فام الضري يف الدفاع عن الصديق‪ ،‬وإذا كانت دولة عدوة فلامذا‬ ‫تستقبل بارجتها الحربية يف ميناء جدة! وإذا كانت عدوة هل‬ ‫هي أشد عداوة من الكيان الصهيوين الذي يغتصب أرض فلسطني‬ ‫ويعيث يف مقدساتها فسا ًدا وال تقيم الدول اإلسالمية يف الجملة‬ ‫معها عالقة وذلك بخالف إيران حيث العالقة السياسية والتجارية…‬ ‫وإذا كانت عدوة هل هي أشد عداوة من أمريكا التي ال توجد‬ ‫بقعة يف الكرة األرضية إال وتتدخل فيها وتعيث فيها فسا ًدا وشقاقًا‬ ‫وتدمريا‪ ،‬فهذه الصومال واليمن وباكستان وأفغانستان والعراق‬ ‫ً‬ ‫ولبنان كل هذه الدول تعيش األزمات والرصاعات الدامية والحروب‬ ‫والتفجريات بسبب التدخل األمرييك‪ ،‬وطائراتها بدون طيار تحلق يف‬ ‫سامء كل هذه الدول وغريها‪ .‬وهكذا الجرح الذي مل يندمل‪ ،‬جرح‬ ‫فلسطني املغصوبة املحتلة املسلوبة‪ ،‬من يحمي الكيان الصهيوين‬ ‫فضل عن املعونات االقتصادية والحامية‬ ‫من إدانة مجلس األمن ً‬ ‫العسكرية غري أمريكا! ولو تخلت أمريكا عن حامية هذا الكيان لن‬ ‫‪111‬‬


‫يتمكن من البقاء وال شه ًرا واح ًدا بل وال أسبو ًعا واح ًدا‪ .‬ف َمنِ العدو‬ ‫و َمنِ الصديق؟ هل فرنسا دولة صديقة! هذه الدولة االستكبارية‬ ‫التي متيزت عن جميع دول االحتالل واالستكبار التي ال تفكر إال‬ ‫يف مصالحها‪ ،‬امتازت بالحقد الدفني ضد اإلسالم واملسلمني وأفريقيا‬ ‫الوسطى شاهد عىل ذلك‪.‬‬ ‫يل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫خامسا ‪ :‬هنا إقرار من هيئة التحقيق واالدعاء العام بإطالق الرصاص ع ّ‬ ‫والسؤال إذا مل ِ‬ ‫تأت هيئة التحقيق واالدعاء العام ببيّنة تثبت دعواها‬ ‫فام هو الحكم القضايئ رش ًعا؟ وأقصد ما أستحقه كمعتدى عليه‪ ،‬وما‬ ‫يستوجب عىل الجهة املعتدية‪ .‬وهنا أنا أطلب معرفة الحكم من‬ ‫الناحية الرشعية عند القضاء ولست أطالب الحق الرشعي؛ ألنني لن‬ ‫أعطاه‪ ،‬بل دونه خرط القتاد‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬مل يستفتح االدعاء العام أدلته من املحارضة إال من أجل إثارة الفتنة‬ ‫ً‬ ‫الطائفية‪ ،‬فهذه إيران الشيعية الصفوية املجوسية ومنر النمر الشيعي‬ ‫ويف املقابل هذه السعودية السنية السلفية‪ ،‬فعىل السنة رص الصف‬ ‫خلف السعودية السلفية وحكومتها يف قبال إيران الشيعية ومنر‬ ‫النمر الشيعي‪ ،‬إن هذا الوهم وهذه النعرات هي التي تزيد يف‬ ‫رشخ األمة اإلسالمية ووهنها وذلها وبقائها أسرية الغرب‪ .‬ولكن‬ ‫مع األسف‪ ،‬إن القابلية التي تعشعش يف شغاف قلوبنا لهذه الفنت‬ ‫والنعرات واألوهام هي التي متكن أمريكا والدول الغربية من ابتزاز‬ ‫الحكومات وخداع الشعوب املستضعفة من حكوماتها‪ .‬وهذا الكالم‬ ‫يجري عىل النقطة الثانية التي تعتمد عىل ما تدعيه شبكة إسالم أون‬ ‫الين نت كذبًا وزو ًرا‪.‬‬ ‫‪112‬‬


‫ذكر املدعي العام‪ :‬رقم ‪ 2‬ص‪ 4‬وبتاريخ ‪2008/7/22‬م كشف املذكور يف لقاء‬ ‫مع »شبكة إسالم أون الين‪ .‬نت» عن إعادة تقدميه عريضة تحوي‬ ‫عدة مطالب وهدد بوقوع مصادمات بني السنة والشيعة إذا مل‬ ‫تتم االستجابة للمطالب‪ ،‬كام أكد أن من حق طائفته يف السعودية‬ ‫االستفادة من أي قوة خارجية مبا فيها إيران‪.‬‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫يل من قبل الشبكة املذكورة وأنا ال أتحمل مسؤولية ما‬ ‫أول ‪ :‬هذا تَ َق ّو ٌل ع َّ‬ ‫ينقله اآلخرون عني‪.‬‬ ‫نفيت ما زعمته الشبكة كذبًا وزو ًرا مع أنه ليس من عاديت نفي‬ ‫ثان ًيا ‪ :‬لقد ُ‬ ‫ما يتقوله اآلخرون عني‪ ،‬ولكن نفيته؛ ألنني وجدت إرادة شيطانية‬ ‫لزرع جذور الفتنة الطائفية‪ ،‬وأن هناك طبخة تعد لذلك‪.‬‬ ‫ثالثًا ‪ :‬لقد سئلت عن ذلك من قَبْل وذلك من ِقبَل إمارة املنطقة الرشقية‪،‬‬ ‫وأجبتها بعدم صحة ما جاء يف الشبكة‪ ،‬وقلت لهم‪ :‬إن املقابلة مسجلة‬ ‫يل‬ ‫عند الشبكة‪ ،‬وأعطيت اإلمارة رقم الهاتف الثابت الذي اتُصل به ع َّ‬ ‫ليتأكدوا من كذب الشبكة‪ .‬وعليه كان األحرى واألجدى باالدعاء‬ ‫العام ووزارة الداخلية أن تتحرى األمر وتحصل عىل رشيط التسجيل‬ ‫لتعرف الحقيقة إذا كانت جاهلة بها‪ .‬ولكن من يريد تلفيق التهم‬ ‫ويسعى إلثارة النعرات الطائفية ال تهمه الحقيقة إال مبا يهوى‪ .‬وعىل‬ ‫هذا فإن الداخلية إما مل تتح َّر الحقيقة مع وضوح سبل الوصول‬ ‫إليها‪ ،‬وبالتايل هي املسؤولة عن تقصريها‪ .‬وإما حصلت عىل الرشيط‬ ‫وبانت لها الحقيقة ولكنها تسعى لتلفيق التهم كذبًا وزو ًرا وتسعى‬ ‫إلثارة الفنت الطائفية تحت عنوان محاربة إثارة النعرات الطائفية‪.‬‬ ‫‪113‬‬


‫«يضاف هنا الرد عىل ما ادعته الشبكة‪ ،‬وكذلك الرد عىل التهمة‬ ‫نفسها يف سؤال اإلمارة»‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام‪ :‬رقم ‪ 3‬ص‪ 5‬ألقى خطبة بعد مغرب يوم الثالثاء املوافق‬ ‫‪2011/9/6‬م (‪1432/10/8‬ه) مبسجد اإلمام الحسني بالزارة يف بلدة‬ ‫العوامية ودعا من خالل خطبته لبناء األرضحة عىل القبور يف مقربة‬ ‫البقيع باملدينة املنورة‪.‬‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول ‪ :‬نعم‪ ،‬لقد دعيت إىل ذلك وأنا هنا أيضً ا أدعو لذلك‪ ،‬وسأبقى أدعو‬ ‫إىل بناء األرضحة ما بقيت‪ ،‬هذه عقيديت أؤمن بها بالدليل القاطع‬ ‫والربهان الساطع‪ .‬وكان األجدر للداخلية واالدعاء العام أن يحاورين‬ ‫ويطلب مني الدليل والربهان‪ ،‬ويعرض هو دليله وبرهانه‪ ،‬بدل أن‬ ‫يحاكمني عىل معتقدي الذي أعتقده حيث تضافرت األدلة عىل‬ ‫صحته‪ ،‬فهذا أولً كتاب الله يؤسس له حيث يقول الله سبحانه‬ ‫وتــعــاىل‪ :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬ ‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ‬ ‫ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬ ‫ﭳﭼ((( ويُجمع املفرسون عىل أن املؤمنني هم الذين قالوا‬

‫رشعوا البناء‪.‬‬ ‫باتخاذ املسجد عليهم بل حتى الكفار ّ‬

‫ثان ًيا ‪ :‬وهذا قرب الرسول ‪ P‬يف غرفة مبنية وبنيت عليها قبة ثم أحيط‬ ‫باملسجد من جميع جهاته األربع‪ ،‬ولقد تعاهده حكام املسلمني عىل‬ ‫امتداد تاريخهم ولوال هذا التعاهد ملا بقي للبناء من أثر‪.‬‬ ‫((( سورة الكهف‪ ،‬اآلية‪.21 :‬‬

‫‪114‬‬


‫ثالثًا‪ :‬لقد كانت مقابر مكة واملدينة وبالخصوص مقربة البقيع تحوي الكثري‬ ‫من القبور املبنية بالقباب عىل امتداد مئات السنني‪ ،‬مل يعرتضها‬ ‫املسلمون حكا ًما وعلامء وعامة الناس إال يف القرون الثالثة أو األربعة‬ ‫األخرية من عرصنا لشبهات واهية وأهواء ملهية‪.‬‬ ‫راب ًعا ‪ :‬هذه قبور األنبياء شاخصة يف مناطق العامل اإلسالمي من قبل بعثة‬ ‫النبي ‪ P‬وإىل يومنا هذا ومل ينقل عن الرسول ‪ P‬بهدمها وال‬ ‫أحد من حكام املسلمني بعده‪ .‬فانظر إىل سوريا واألردن وفلسطني‬ ‫ستجد ذلك جل ًيا واض ًّحا‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬هذه قبور كبار العلامء مبنية كذلك‪ ،‬كقرب أحمد بن حنبل‪ ،‬وأيب‬ ‫ً‬ ‫حنيفة وعبد القادر الجيالين يف العراق والبخاري يف سمرقند‪.‬‬ ‫سادسا ‪ :‬وهذا العامل اإلسالمي اليوم يقوم ببناء قبور زعامئه‪ ،‬فهذا قرب حاكم‬ ‫ً‬ ‫اإلمارات زايد آل نهيان بنته دولة اإلمارات‪ ،‬وقرب يارس عرفات بنته‬ ‫السلطة الفلسطينية وهكذا‪.‬‬ ‫ساب ًعا ‪ :‬وهذا قرب إسامعيل وهاجر يف وسط املسجد الحرام ولصيق بالكعبة‬ ‫وهو من أفضل األماكن للصالة بعد مقام إبراهيم وهو محاط ببناء‬ ‫يطوف حوله املسلمون مع الكعبة وال يصح الطواف حول الكعبة‬ ‫إال بإدخال حجر إسامعيل يف الطواف ولو مل يطف به الطائف بطل‬ ‫طوافه‪.‬‬ ‫ثام ًنا ‪ :‬وها هم املسلمون يتربكون بقرب رسول الله ‪ P‬ولقد تربك كث ٌري‬ ‫من زعامء العامل اإلسالمي برضيح الرسول وتحت إرشاف ونظر‬ ‫حكام هذه البالد واألمور مصورة بالفيديو وال تغطى بغربال‪ .‬وها‬ ‫هم املسلمون والسلفيون منهم يتهافتون عىل زيارة قرب البخاري‬ ‫‪115‬‬


‫ويتربكون به‪ ،‬وها هم املسلمون اليوم يتربكون بأستار الكعبة‪ ،‬بل‬ ‫إن الدولة تقوم بإهداء قطع من أستار الكعبة لدول ومؤسسات‬ ‫إسالمية يف العامل‪ ،‬وما هذه الهدية إال للتربك بها‪.‬‬ ‫ذكر املدعي‪ :‬رقم ‪ 4‬ص ‪ 5‬ألقى خطبة يف املسجد أعاله يوم الجمعة املوافق‬ ‫‪2002/12/15‬م (‪1423/10/11‬ه) طالب فيها باإلفراج ع َّمن أسامهم‬ ‫بـ «املعتقلني التسعة» (يقصد املدانني بأحداث تفجري الخرب اإلرهايب)‪.‬‬ ‫وأقول ‪ :‬نعم‪ ،‬لقد طالبت باإلفراج عنهم؛ ألنهم بريئون من التهمة التي لفقتها‬ ‫وزارة الداخلية واالدعاء العام‪ ،‬وطالبت باإلفراج عن جميع املعتقلني‬ ‫السياسيني سنة وشيعة‪ .‬ولتعلم الحكومة أن تهمة االعتقال التعسفي‬ ‫واألحكام بالسجن مد ًدا طويلة لن يقوي سلطانها ولن يرهب الناس‬ ‫كام كان فيام مىض‪ ،‬بل سيضعف سلطانها ويضاعف من نقمة‬ ‫الشعب عىل الحكومة‪ ،‬ويزيد املجتمع إرصا ًرا واستمرا ًرا يف مطالب‬ ‫اإلصالح والتغيري لرفع الظلم واجتثاث الفساد السيايس‪ .‬وسيبقى‬ ‫املعتقلون مادة حيوية توقد وهج الحراك االجتامعي واملعارضة‬ ‫السياسية للتغيري واإلصالح الشامل‪ .‬وليكن يف علم الحكومة بأن‬ ‫اتهام املعتقلني السياسيني وأصحاب الرأي الحر باإلرهاب لن يرهب‬ ‫الناس عن االقتداء بهم والحذو حذوهم للتغيري واإلصالح‪.‬‬ ‫ذكر املدعي‪ :‬رقم ‪ 5‬ص‪ 5‬تحدث يف خطبة يوم الجمعة املوافق ‪2003/1/4‬م‬ ‫(‪1423/11/2‬ه) يف مسجد الحسني ببلدة العوامية عن أحداث‬ ‫الشغب يف البحرين وأكد عىل وجوب دعم القامئني عىل أعامل‬ ‫الشغب هناك ومؤازرتهم بكل الوسائل‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬نعم‪ ،‬تحدثت عن الحراك الشعبي امل ُطالب باإلصالح والتغيري يف‬ ‫‪116‬‬


‫البحرين‪ ،‬ومل يكن هناك أحداث شغب بل حراك جامهريي تجاوز‬ ‫فضل عن‬ ‫عدده ‪ % 60‬من تعداد السكان يف ساحات الشوارع ً‬ ‫املؤيدين الذين مل يتواجدوا يف الساحات لظروفهم الخاصة بهم‬ ‫وإال لكانوا أكرث من ‪ .% 80‬وكذلك أكدت وأؤكد هنا بدعم املجتمع‬ ‫البحريني يف حراكه ومطالبه املرشوعة وروحه السلمية والعفوية‬ ‫وأدعو ملؤازرتهم بكل الوسائل املرشوعة‪ ،‬ومن يؤازرهم ويدعمهم‬ ‫يشاركهم يف األجر والثواب الجزيل عند الله إن شاء الله‪ .‬وال بد‬ ‫وظلم وجو ًرا‪ ،‬وال لالستبداد‬ ‫أن نقول كفى‪ ،‬نعم كفى استبدا ًدا‬ ‫ً‬ ‫وال لإلهانة وال للظلم وال للجور وال للعدوان وال لإلرهاب‪ ،‬نعم‬ ‫للحرية نعم للكرامة نعم للقسط نعم للعدل نعم للصداقة نعم‬ ‫لألمن واألمان لشعب البحرين‪ ،‬فله مني تحية إكبار وإجالل ومحبة‬ ‫ومؤازرة‪.‬‬ ‫ذكر املدعي‪ :‬يف رقم ‪ 6‬ص‪ 5‬ألقى خطبة تلت بيان وزارة الداخلية التوضيحي‬ ‫حول أحداث الشغب التي جرت يف العوامية بتاريخ ‪2003/1/6‬م‬ ‫(‪1423/11/4‬ه) وجاء فيها قوله ‪ :‬وهذا الوطن ال خري فيه نعيش‬ ‫فيه كل أنواع التعاسة ‪ ..‬تعاسة أمنية وتعاسة اقتصادية وتعاسة‬ ‫سياسية وتعاسة اجتامعية‪ - .‬إحنا بنعلن برصاحة والءنا ملن؟ من‬ ‫خالل اآليات! من الوطن؟! النظام الذي يظلمني! النظام الذي‬ ‫يسلب مايل! يسفك دمي! ينتهك عريض! ما هو املقصود من الوطن‬ ‫النظام لو األرسة الحاكمة لو الرتاب ما أدري شو هو الوطن‪ .‬الوالء‬ ‫لله وبس أعلنا نعلن إن والءنا لله ال آلل سعود‪ ،‬والءنا لله ال للوطن‪،‬‬ ‫والءنا لله ال ألي دولة أخرى‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬نعم قلت‪ :‬وهذا الوطن إىل آخر ما ذكره‪.‬‬ ‫‪117‬‬


‫وأؤكده اآلن‪ ،‬وهذا هو رأيي بل هو الرأي العام السائد عند مجتمع‬ ‫القطيف‪ .‬وهذه هي الحقيقة والواقع الذي نقايس مضض آالمه‪،‬‬ ‫ولو مل يكن هذا هو الواقع ملا كنت وال الثلة الخرية من املجتمع يف‬ ‫سجون الظلم والظالم‪ ،‬وال كنا نحاكم بتهم مزورة وواهية‪.‬‬ ‫واألمر اآلخر أن هذه الخطبة جاءت بنا ًء عىل طلب بيان وزارة‬ ‫الداخلية‪ ،‬الذي طلب من عقالء املجتمع اتخاذ موقف من‬ ‫األحداث‪ ،‬وإن «الساكت عن الحق شيطان أخرس»‪ .‬فلامذا مل َّا‬ ‫اتخذت موقفًا وبينت الحقيقة التي تعاكس هوى الداخلية‬ ‫وأهدافها الشيطانية أصبحت من الخارجني واملنتمني لخلية‬ ‫إرهابية وملثريي الفتنة الطائفية واملف ِتتني للوحدة الوطنية إىل‬ ‫آخره من التهم التي تصدرت الئحة الدعوى هذه‪ .‬هذا مع العلم‬ ‫بأين ألقيت كلمة قبل بيان وزارة الداخلية أكدتُ فيها عىل أن‬ ‫سالحنا هو الكلمة وليس الرصاص وسنواجه الرصاص بالكلمة‬ ‫وليس بالرصاص‪ .‬واملحارضة مسجلة ولقد استمع إليها أمري املنطقة‬ ‫الرشقية وأثنى عليها‪ ،‬وطلبت مني بعض الصحف املحلية إجراء‬ ‫مقابلة معي‪ .‬ولكن مع األسف ما إن أنهيت كلمتي حتى صدر‬ ‫بيان وزارة الداخلية املشؤوم الذي عقد الوضع‪ ،‬ومبقارنة رسيعة‬ ‫بني كلمتي وبيان وزارة الداخلية يكشف أننا أهل سلم وسالم‬ ‫ومنطق وعقل وحجة‪ ،‬وأن هذه الدولة دولة عنف وإرهاب وقتل‬ ‫وسجون وك ِّم األفواه‪ ،‬تعجز عن مقارعة الحجة بالحجة فتختار‬ ‫القوة مصد ًرا لوجودها وبقائها وتربير ظلمها وجورها وطغيانها‬ ‫وعدوانها عىل األبرياء‪.‬‬

‫‪118‬‬


‫‪ .14‬نعم‪ ،‬اتهمت الدولة بقتل أوالدنا‬

‫ذكر املدعي العام‪ :‬رقم ‪ 7‬ص‪ 6‬يف يوم الجمعة املوافق ‪2011/11/25‬م‬ ‫(‪1432/12/29‬ه) ومبسجد الحسني ببلدة العوامية ألقى خطبة‬ ‫تحريضية وجه من خاللها اتهاماته للدولة واألجهزة األمنية وشجع‬ ‫مثريي الشغب عىل هتافاتهم وقال أنا مؤيد لهم‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬مل تكن خطبة تحريضية‪ .‬نعم وجهت اتهامايت للدولة واألجهزة‬ ‫األمنية بقتل أوالدنا يف ريعان شبابهم‪ .‬وهنا أؤكد اتهامي للدولة‬ ‫وعىل رأسها وزارة الداخلية واألجهزة األمنية بقتل أوالدنا مام يؤكد‬ ‫عىل أن مسار الدولة ملواجهة املطالب املرشوعة هو الرصاص والقمع‬ ‫وليس الحوار أو االستجابة‪ .‬وما حدث مل يكن شغ ًبا وإمنا كان مظاهرة‬ ‫اجتامعية شارك فيها اآلالف لتشييع الشهداء الذين رضجوا بالدماء‬ ‫ظلم وعدوانًا‪ .‬ومل أشجع عىل هتافاتهم ومل أقل أنا مؤيد لهم‪ ،‬وإن‬ ‫ً‬ ‫كان الحال بأين مؤيد لهتافاتهم يف الجملة ومؤيد لحراكهم املطلبي؛‬ ‫ألن الهتافات كانت تنبعث من قلوب مكلومة ومثكولة ومتفطرة‬ ‫بالجراح‪ ،‬ومن حق تلك القلوب أن تض َّمد بالتأييد واملعاضدة‪ .‬والذي‬ ‫قلته إن الناس لن تقول الحياة لقاتيل‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام‪ :‬رقم ‪ 8‬ص‪ 6‬ألقى يوم السبت املوافق ‪2011/11/26‬م‬ ‫(‪1433/1/1‬ه) كلمة تحريضية تضمنت حث أنصاره بالعمل عىل‬ ‫مواصلة الخروج‪ ،‬ووجه تهدي ًدا لألجهزة األمنية‪ ،‬وطالب الجميع‬ ‫بعدم نسيان من أسامهم الشهداء بل الحذو حذوهم وقال بـ «أنه‬ ‫الشهيد التايل»‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬مل تكن كلمة تحريضية ومل تتضمن حثّ أنصاري بالعمل عىل‬ ‫‪119‬‬


‫مواصلة الخروج‪ ،‬كام أنه ليس يل أنصار خاصني يب‪ .‬نعم كل أبناء‬ ‫املجتمع الخريين هم أنصاري وأنا نارص لهم‪ .‬ومع أنني مل أحث‬ ‫عىل الخروج ولكني أعتقد بحقهم يف التظاهر للمطالبة بحقوقهم‬ ‫املرشوعة والتظاهر أمر مباح يثاب فاعله إذا نوى خ ًريا وأحسن‬ ‫عمل‪ ،‬كام أين مل أهدد األجهزة األمنية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نعم‪ ،‬طالبت الجميع بعدم نسيان الشهداء وهذا أقل ما يجب‬ ‫علينا تجاههم‪ .‬نعم‪ ،‬عىل حذوهم يف املطالبة بالكرامة والعدالة‬ ‫والحرية واألمن وكل الحقوق املرشوعة عىل املجتمع أن يحذو‬ ‫ويسري‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬قد قلت «أنا الشهيد التايل» ووالله إنها لكرامة من الله أن‬ ‫أكون شهي ًدا حيث أُقْتَ ُل مظلو ًما دفا ًعا عن قيمي ومجتمعي‪ ،‬ال‬ ‫يل ال ٍ‬ ‫معتد عىل أحد‪.‬‬ ‫ظامل ًا‪ ،‬ومعتدى ع َّ‬

‫ذكر املدعي العام‪ :‬يف رقم ‪ 9‬ص‪ 6‬يف مسجد الحسني ببلدة العوامية ألقى‬ ‫يوم الجمعة املوافق ‪2011/12/9‬م (‪1433/1/14‬ه) خطبة واصل من‬ ‫خاللها توجيه اتهاماته املتكررة للدولة واألجهزة األمنية بالتآمر ضد‬ ‫طائفته‪ ،‬وتهجم عىل مفتي اململكة وواصل تحريضه بقوله‪ :‬إ ّن قوات‬ ‫الطوارئ الخاصة والرشطة هم من قتلوا الشهداء‪ ،‬ووصفهم بقوات‬ ‫إثارة الشغب‪ ،‬وسخر من قوات درع الجزيرة بالبحرين وطالبهم‬ ‫بالخروج‪ ،‬وانتقد أنظمة الحكم يف دول الخليج وطالب بتغيريها‪،‬‬ ‫وختم خطبته بأنه إذا كانت الدولة تفكر بأن انتهاء عاشوراء يسمح‬ ‫لها مبامرسة استفزازاتها ومواصلة القتل وأن األوضاع بعد انتهاء‬ ‫عاشوراء هادئة فهي مخطئة؛ ألن كل يوم عاشوراء وكل أرض هي‬ ‫كربالء‪.‬‬ ‫‪120‬‬


‫وأقول‪ :‬نعم‪ ،‬إن الدولة وبالخصوص أجهزتها األمنية تتآمر ضد الطائفة‬ ‫الشيعية والشواهد ج ّمة‪ ،‬وذلك ال من أجل السنة وال السلفية‬ ‫وإمنا من أجل كريس الحكم‪ ،‬الذي تتكئ قوامئه عىل التمييز والفتنة‬ ‫الطائفية بإقصاء الشيعة من الكثري من املواقع التي يستحقونها‬ ‫وشحن األجواء ضدهم‪ ،‬وإبرازهم كأنهم عدو يهدد حياة السنة‬ ‫والسلفيني‪ .‬ومل أتهجم عىل مفتي اململكة ومل أحرض عىل قوات‬ ‫الطوارئ الخاصة والرشطة‪ ،‬نعم هم من قام بقتل الشهداء‪ ،‬وهذا‬ ‫معلوم لدى أهايل الشهداء وعموم املجتمع‪.‬‬ ‫ونعم هم قوات إثارة الشغب‪ ،‬ولوال عقالء املجتمع وحكامؤه‬ ‫لدخل املجتمع حروبًا طاحنة كرد فعل عىل القتل واالستهتار‬ ‫باألرواح وسفك الدماء التي قامت بها هذه القوات بأمر مسؤوليها‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬أسخر من قوات درع الجزيرة ألنها أنشئت ملواجهة عدو‬ ‫خارجي وإذا بها تنقض عىل مجتمع ال يتجاوز تعداد سكانه‬ ‫املليون‪ ،‬وال مساحة أرضه مساحة محافظة القطيف‪ ،‬وتعيث فيه‬ ‫قتل وفسا ًدا وهد ًما للمساجد ودور العبادة‪ ،‬وتبقى الكنيسة يف‬ ‫ً‬ ‫املنامة شامخة تبصق يف وجه تلك القوات‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬لقد أمست قوات عار الجزيرة‪ ،‬ودرع الجزيرة؛ ألنها بدل‬ ‫أن تذهب لتحرير القدس أو صد العدوان الخارجي انقضت عىل‬ ‫أهلنا يف البحرين مستسبعة عليه تفرتسه وكأنها حررت فلسطني‪.‬‬ ‫نعم طالبتهم بالخروج؛ ألن هناك القاعدة األمريكية حيث‬ ‫األسطول الخامس‪ ،‬وهو أكرب أسطول بحري أمرييك خارج أمريكا‬ ‫لحامية مصالحهم‪ ،‬وحامية النظام الخليفي‪ .‬وعىل هذه القوات أن‬ ‫‪121‬‬


‫تحرر البحرين من األسطول األمرييك الجاثم عىل صدر املنطقة‪.‬‬ ‫إذا كان لهذه القوات مرجلة‪ ،‬أما مرجلتها عىل أهلنا يف البحرين ما‬ ‫يل ويف الحروب نعامة‪.‬‬ ‫هي إال أسد ع َّ‬ ‫نعم انتقدت وأنتقد أنظمة الحكم يف الخليج؛ ألن أكرث املشاكل‬ ‫واملصائب واألزمات السياسية واالقتصادية واالجتامعية ما هي إال‬ ‫إفرازات لهذه األنظمة الفاشلة‪ ،‬التي متلك أكرب ثروة نفطية يف‬ ‫العامل وعصب االقتصاد العاملي‪ ،‬ومع ذلك تعيش شعوبها الفقر‬ ‫والقهر والبطالة والجهل والضياع والتيه والشتات‪ ،‬وإذا مل تغري‬ ‫طريقة إدارتها للحكم ستتغري‪ ،‬نعم أطالب بتغيريها‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬قد قلت إذا كانت الدولة تفكر بأن انتهاء عاشوراء يسمح‬ ‫لها مبامرسة استفزازاتها ومواصلة القتل وأن األوضاع بعد انتهاء‬ ‫عاشوراء هادئة‪ ،‬فهي مخطئة ألن كل يوم عاشوراء وكل أرض‬ ‫كربالء‪ .‬ألن روح الرفض للظلم والتوق للحرية ميلء بأشواك القتل‬ ‫والسجن يف كل أرض ومكان ويف كل يوم وزمان‪ ،‬فمتى ما حملنا‬ ‫راية «الكرامة» فنحن معرضون للقتل يف كل أرض حيث روح‬ ‫وحقيقة كربالء ويف كل يوم حيث حقيقة عاشوراء‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام‪ :‬يف رقم ‪ 10‬ص ‪ :6‬ألقى خطبة مبسجد الحسني ببلدة‬ ‫العوامية يوم الجمعة املوافق ‪2011/12/30‬م (‪1433/2/5‬ه) واصل‬ ‫من خاللها توجيه اتهاماته املتكررة للدولة واألجهزة األمنية‪ ،‬كام‬ ‫حث عىل ما أسامه بـ «الجهاد» وذكر أن من يريد أن يحاور ِ‬ ‫فليأت‬ ‫إليه ولن يذهب إىل ملك وال إىل أمري‪.‬‬

‫‪122‬‬


‫وأقول‪ :‬نعم‪ ،‬إن الدولة وأجهزتها األمنية هي سبب أكرث املصائب واملشاكل‬ ‫واالضطرابات واألزمات وما شابه‪.‬‬ ‫نعم حثثت عىل الجهاد وأحثّ عليه أيضً ا‪ ،‬وسنبقى إىل آخر‬ ‫نفس نجاهد يف الله حق جهاده كام يقول الله سبحانه وتعاىل‪:‬‬

‫ﭽﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬ ‫ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬ ‫ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ‬ ‫ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ‬ ‫ﯳﭼ(((‪ ،‬وقال الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮯ ﮰ ﮱ‬ ‫ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ‬ ‫ﯜﭼ((( وسنبقى نجاهد الفساد والظلم والجور واالستبداد‬

‫واملنكر والعدوان‪ ،‬والهوان الذي يقع علينا من قبل إخواننا الذين‬ ‫يبغون علينا‪ ،‬كام جاهد الرسول ‪ P‬املنافقني حيث أمره الله‬ ‫سبحانه وتعاىل إذ قال‪ :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬ ‫ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝﭼ(((‪.‬‬ ‫ولقد جاهد الرسول ‪ P‬املنافقني وأغلظ عليهم حيث كانت‬ ‫الكلمة هي سالح جهاده ضد املنافقني‪ .‬ومل يجاهدهم بالسيف‬ ‫وال القتل‪ ،‬وهكذا نحن سنجاهد بالكلمة لنمزق أقنعة الفساد‬ ‫وتنكشف الوجوه القبيحة التي تتسرت باألقنعة‪ .‬وسيبقى جهادنا يف‬ ‫الداخل سلميًّا دامئًا وأب ًدا بالكلمة التي ال تصدأ وال تنكرس‪.‬‬

‫(( ( سورة الحج‪ ،‬اآلية‪.78 :‬‬ ‫((( سورة املائدة‪ ،‬اآلية‪.35 :‬‬ ‫((( سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.73 :‬‬

‫‪123‬‬


‫نعم لن أذهب ال إىل ملك وال إىل أمري يف مثل تلك الظروف التي‬ ‫تستغل لخداع الناس وقلب الحقائق وتزوير الترصيحات‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام‪ :‬يف رقم ‪ 11‬ص ‪ :7‬ألقى خطبة مبسجد الحسني ببلدة‬ ‫العوامية يوم الجمعة املوافق ‪2012/1/6‬م (‪1433/2/12‬ه) وتطرق‬ ‫ملا أسامه بـ «الجهاد»‪ ،‬وحرض الناس عىل الدفاع عن املطلوبني أمن ًّيا‬ ‫املعلن عنهم بارتكاب جرائم إرهابية ووصفهم بأنهم مطلوبون ألنهم‬ ‫يدافعون عن الكرامة كام يزعم‪.‬‬ ‫وأقول ‪ :‬نعم‪ ،‬تطرقت إىل الجهاد‪ ،‬وهل الحديث عن مفهوم أصيل من مفاهيم‬ ‫اإلسالم كمفهوم الجهاد جرمية وتهمة يعاقب َم ْن يستحرضها‪،‬‬ ‫وبالتايل ال بد من تغييب هذه املفاهيم األصيلة عن األجيال!‬ ‫ظلم‬ ‫نعم حرضت الناس عىل الدفاع عن قامئة الـ ‪ 23‬املتهمني ً‬ ‫وجو ًرا وعدوانًا من ِق َبل َم ْن واجبه الدفاع عنهم ووظيفته خدمة‬ ‫الناس وتوفري األمن‪ ،‬ال التسيد عىل الناس وسلب أمنهم‪ .‬وهؤالء‬ ‫املطلوبون مل يرتكب أي أحد منهم جرمية إرهابية‪.‬‬ ‫نعم وصفتهم بأنهم مطلوبون؛ ألنهم يدافعون عن الكرامة‬ ‫والعدالة والحرية واألمن والحقوق املرشوعة‪ ،‬فكان جرمهم أنهم‬ ‫إرهابيون يف نظام ومفاهيم دولة اإلرهاب‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام‪ :‬يف رقم ‪ 12‬ص‪ :7‬ألقى يوم االثنني املوافق ‪2012/1/17‬م‬ ‫(‪1433/2/23‬ه) كلمة تحريضية تضمنت حثّ أنصاره بالعمل عىل‬ ‫مواصلة الخروج وإطالق رساح املعتقلني و َو َص َف أحداث الشغب‬ ‫بأنها انتفاضة‪ ،‬وأن من قُتل فيها بأنه شهيد‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬مل أُلْقِ كلمة تحريضية‪ ،‬وإِ ْن كان التحريض عىل فعل الخريات وظيفة‬ ‫‪124‬‬


‫العلامء ولكن هو رشف مل أوفق له‪ .‬ومل أحثّ أح ًدا عىل الخروج يف‬ ‫مظاهرة‪ ،‬وإن كان الحثّ عىل التظاهر السلمي للمطالبة بالحقوق‬ ‫املرشوعة فضيلة بل هو تكليف وليس ترشيفًا للحاث عليه حينام‬ ‫تكون فيه املصالح الرشعية واالجتامعية هي الغالبة والكاثرة فيه‪.‬‬ ‫نعم طالبت وأطالب بإطالق رساح املعتقلني السنة والشيعة الذين‬ ‫اعتقلوا ألنهم عربوا عن رأيهم أو رفضهم للفساد السيايس؛ ألن‬ ‫املعارض السيايس إلصالح الواقع الفاسد الذي يسترشي ليس محله‬ ‫السجن‪ ،‬وإمنا اإلصغاء إىل رأيه واألخذ بصالحه‪.‬‬ ‫نعم إن األحداث التي جرت يف القطيف هي حراك اجتامعي‬ ‫حضاري‪ ،‬وليس شغ ًبا‪ .‬ووصفتها بأنها انتفاضة بل كانت تقارب‬ ‫الثورة‪.‬‬ ‫نعم إن كل َم ْن قُ ِت َل فيها شهيد رغم أنوف من قتلهم أو أمر‬ ‫بقتلهم‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام‪ :‬يف رقم ‪ 13‬ص ‪ 7‬ألقى خطبة مبسجد الحسني بالزارة يوم‬ ‫الجمعة املوافق ‪2012/1/20‬م (‪1433/2/26‬ه) تطرق من خاللها‬ ‫إىل توجيه االتهامات لقادة دول الخليج دون أن يستثني أح ًدا‬ ‫منهم ووصفهم بالظلمة واعترب مواالتهم خسارة وقال بأنهم ليسوا‬ ‫والة‪ ،‬وحرض الناس عىل مواصلة الخروج لتجمعات مثريي الشغب‬ ‫واملشاركة فيها‪ ،‬ووصف يف نهاية خطبته كل من يقف أو يتعاون مع‬ ‫الدولة بالفاسق‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬أحتاج ملراجعة املحارضة ملعرفة دقة الكالم‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام‪ :‬يف رقم ‪ 14‬ص ‪ 7‬ألقى خطبة مبسجد الحسني ببلدة‬ ‫‪125‬‬


‫العوامية يوم الجمعة ‪2012/2/10‬م (‪1433/3/18‬ه) وتحدث عن‬ ‫األحداث الجارية يف مملكة البحرين‪ ،‬وحث املصلني عىل تقديم كل‬ ‫الجهود لخدمة القامئني عىل أحداث الشغب يف البحرين‪ ،‬وقال إنه‬ ‫ال بد أن نسعى للنيل من آل خليفة‪ ،‬كام نسعى من النيل من آل‬ ‫سعود‪ ،‬ويف الخطبة الثانية قال بأننا ال نؤيد آل سعود وحث عىل‬ ‫الشهادة يف سبيل الله ‪-‬حسب زعمه‪ -‬وأهمية االستمرار يف طلبها‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬نعم‪ ،‬تحدثت عن البحرين وحثثت وأحث عىل تقديم كل العون‬ ‫للقامئني عىل الحراك املطلبي املرشوع يف البحرين‪.‬‬ ‫نعم قلت وأقول هنا أيضً ا‪ :‬ال ب ّد أن ننال ممن نال من دمائنا‬ ‫وقتل أبناءنا‪ ،‬ال ب ّد أن ننال منهم بالكلمة والصمود واالستقامة‪،‬‬ ‫فآل خليفة وآل سعود الذين ينالون من دمائنا ال ب ّد أن ننال منهم‬ ‫بالكلمة كام ينالون منا بالرصاص‪.‬‬ ‫نعم قلت وأقول‪ :‬ال نؤيد آل سعود‪ ،‬وملاذا نؤيدهم؟ عىل قتل‬ ‫أبنائنا! أم عىل اعتقال شبابنا! أم عىل الظلم والجور الواقع من‬ ‫قبلهم علينا! فنحن مل ننتخبهم ومل نخرتهم حكا ًما علينا‪ ،‬ومل‬ ‫يجعلهم الله كذلك حتى نؤيدهم وإمنا حكمونا بحكم الغلبة‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬لو حكموا بالعدل ونرشوا رشاع الحرية وغرسوا أشجار‬ ‫«الكرامة» أليدناهم لذلك ولكن أىن ذلك لهم؟‪.‬‬ ‫نعم حثثت وأحث عىل الشهادة يف سبيل الله وهذا ما يحث عليه‬ ‫القرآن‪ ،‬كام أكدت وأؤكد عىل أهميتها وهذا يؤكده القرآن‪ ،‬وألن‬ ‫ظلم وجو ًرا ال معتدين وال ظاملني‬ ‫نُ ْقتَل شهداء أبرا ًرا أخيا ًرا‪ ،‬ونُ ْقتَ ْل ً‬ ‫وال قاتلني خري من حياة الذل والهوان‪ .‬ولذلك ستبقى أيدينا خالية‬ ‫‪126‬‬


‫من السالح وصدورنا عارية من اللباس يُ ْنز ُِف دمها الرصاص ونحن‬ ‫نطالب باإلصالح وحياة األرشاف‪ ،‬وهذا هو فعل الصدق لكلمة‬ ‫وقول حي عىل الفالح‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام‪ :‬يف رقم ‪ 15‬ص ‪ :8‬قام بإمامة املصلني يف مسجد الحسني‬ ‫بالزارة ببلدة العوامية يوم الجمعة ‪2012/3/9‬م (‪1433/4/16‬ه)‬ ‫وألقى خطبة للحديث عن األوضاع يف البحرين‪ ،‬وقام خاللها باالستهزاء‬ ‫أحل السلطان ويحرمون ما يحرمه‪.‬‬ ‫بالعلامء وقال إنهم يحلون ما َّ‬ ‫وأقول‪ :‬نعم تحدثت عن األوضاع يف البحرين‪ ،‬ومل أستهزئ بالعلامء والحال‬ ‫أين أنا واحد من العلامء‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬هناك علامء‪ ،‬وما أكرثهم‪ ،‬ممن يُحلُّون ما أحله السلطان‬ ‫ويحرمون ما ح ّرمه‪ ،‬وهؤالء هم وبال ووباء وداء هذه األمة‪ ،‬ولوال‬ ‫هؤالء العلامء الفاسدون ملا متكن حاكم يف األمة اإلسالمية من‬ ‫الظلم والجور واالستبداد عىل شعبه‪.‬‬ ‫من ينكر وجود مثل هؤالء العلامء يف األمة يدس رأسه يف الرتاب‬ ‫حيث ورد يف األثر‪« :‬قصم ظهري اثنان‪ :‬عامل متهتك وجاهل‬ ‫متنسك»‪ ،‬بل ينكر ما جاء يف القرآن حيث يقول الله سبحانه‬ ‫وتعاىل‪ :‬ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬

‫ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ‬ ‫ﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ‬ ‫ﮋ ﮌ ﮍﭼ(((‪.‬‬ ‫ويقول سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬

‫((( سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.34 :‬‬

‫‪127‬‬


‫ﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ‬ ‫ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖ‬ ‫ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ‬ ‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﭼ(((‪.‬‬ ‫يقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬ ‫ﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ‬ ‫ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﭼ (((‪.‬‬

‫‪ .15‬شعب البحرين يستحق النصرة واإلجالل‬

‫ذكر املدعي العام يف رقم ‪ 16‬ص‪ :8‬ألقى خطبة يوم الجمعة ‪2012/3/16‬م‬ ‫(‪1433/4/23‬ه) وتحدث فيها عن رضورة إخراج قوات درع الجزيرة‬ ‫من البحرين وأهمية نرصة مثريي الشغب يف البحرين‪ ،‬ثم دعا لهم‬ ‫وتحدث عن العبودية وعن اتخاذ األرباب من دون الله ورضب أمثلة‬ ‫لحكام اململكة وما يقومون به إليقاف ما يقوم به هو ومن معه‬ ‫من أعامل الشغب‪ ،‬وقال إن «آل سعود» ال رشعية لهم يف القرآن‪،‬‬ ‫ووصف النظام يف اململكة بالعفن والقائم عىل القمع واإلذالل‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬نعم‪ ،‬تحدثت عن رضورة خروج قوات درع الجزيرة من البحرين‪،‬‬ ‫ووالله لو كانوا ميلكون ذرة من اإلحساس والشعور بالحياء ملا بقوا‬ ‫لحظة يف البحرين‪ ،‬ولكن‪ :‬إن مل تست ِح فافعل ما شئت‪.‬‬ ‫نعم تحدثت عن أهمية نرصة أهلنا يف البحرين‪ .‬وما يجري هناك‬ ‫(( ( سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.176 - 175 :‬‬ ‫((( سورة الجمعة‪ ،‬اآلية‪.5 :‬‬

‫‪128‬‬


‫ليس إثارة للشغب وإمنا هو حراك حضاري مطلبي سلمي يعرب‬ ‫عن تطلعات مرشوعة لشعب سلبت حقوقه عىل امتداد قرون‬ ‫من الزمن‪ ،‬ولكنه بقي شام ًخا يف أفكاره عط ًرا يف سلوكه ووالله إن‬ ‫هذا الشعب ليستحق النرصة واإلكبار واإلجالل‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬تحدثت عن العبودية وعن اتخاذ األرباب من دون الله؛‬ ‫ألن جذر االنحراف يف األمة اإلسالمية ليس يف ترك عبادة الله‬ ‫وال يف الرشك بالله‪ ،‬وإمنا يف اتخاذ األرباب من دون الله؛ ألنه ال‬ ‫يوجد مسلم واحد يف األمة اإلسالمية ينكر عبوديته لله أو يجعل‬ ‫رشيكًا لله‪ ،‬ولكن الكثري من األمة اإلسالمية من يتخذ ربًّا من‬ ‫دون الله‪ .‬وما أكرث الحكام املسلمني عىل امتداد التاريخ اإلسالمي‬ ‫الذين ح َّر ُموا ما أحل الله وأحلوا ما حرم الله واتبعهم املسلمون‪.‬‬ ‫ولقد مىض الحديث عن بعض اآليات التي تحدثت اتخاذ أرباب‬ ‫من دون الله‪ .‬وما فتوى حرمة املظاهرات السلمية التي تطالب‬ ‫بالحقوق املرشوعة إال تحريم ملا أحله الله‪ ،‬و َم ْن يلتزم بحرمتها‬ ‫فقد اتخذ ربًّا من دون الله‪ .‬ومل أقم بأعامل شغب وإن من مهازل‬ ‫الدهر وهوان الدنيا أن أُتَّ َه َم أنا وأمثايل بأعامل الشغب‪ ،‬والحال‬ ‫يعلم الله ومجتمعي ما قمت به من دور إصالحي للمجتمع وإن‬ ‫كان بقدر أقل من طاقايت وإمكانايت‪ ،‬ولكني كنت مصل ًحا عىل كل‬ ‫يل‪.‬‬ ‫حال ولله الحمد واملنة ع َّ‬ ‫نعم‪ ،‬ال رشعية آلل سعود يف القرآن وإن كانت هيئة التحقيق‬ ‫واالدعاء العام ت َ َّد ِعي ذلك فإنها والله ت َ َّد ِعي فرية كربى تخدع‬ ‫بها نفسها وأمثالها ممن هو عىل شاكلتها‪ .‬ألن هذا النظام قائم‬ ‫عىل القمع واإلذالل وهو نظام الغلبة والبطش والقتل والتنكيل‬ ‫‪129‬‬


‫والرتهيب والتخويف واالعتقال والسجن والكبت والتكبيل‬ ‫والتقييد واإلرص واألغالل‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام‪ :‬يف رقم ‪ 17‬ص‪ 8‬قاد املذكور تجمع مثريي الشغب الذي‬ ‫حدث يوم األحد ‪2012/3/24‬م (‪1433/5/2‬ه) يف شارع الجميمة‬ ‫ببلدة العوامية والذي كان عنوانه‪ :‬كلنا (محمد الزنادي) وهو أحد‬ ‫املطلوبني أمن ًيا ممن تم إيقافه بعد إصابته يف تبادل إطالق النار‬ ‫مع رجال األمن بتاريخ ‪2012/3/21‬م (‪1433/4/28‬ه) وشارك يف‬ ‫التجمع مطلوبون أمنيًّا (حسني حسن عيل آل ربيع‪ ،‬ومريس عيل‬ ‫إبراهيم آل ربح‪ ،‬وعيل بن حسن أحمد آل زايد‪ ،‬وفاضل بن حسن‬ ‫عبدالله الصفواين‪ ،‬وعبدالله بن سلامن صالح آل رسيح‪ ،‬وهم من‬ ‫أبرز املطلوبني أمن ًّيا املسلحني دامئًا‪ ،‬وهم ممن شاركوا يف إطالق‬ ‫النار عىل رجال األمن وعىل املواطنني أثناء تجمعات مثريي الشغب‬ ‫وعىل مركز رشطة العوامية وعىل نقاط التفتيش والدوريات األمنية‪،‬‬ ‫ومتهمون بعدد من جرائم القتل والرشوع يف قتل عدد من رجال‬ ‫األمن واملواطنني)‪.‬‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول ‪ :‬إن هذا التجمع مل يكن تجمع مثريي شغب وإمنا كان تجمع عز‬ ‫وكرامة وإباء ورفض ملا متارسه السلطة من سفك الدماء واالستهتار‬ ‫بها حيث قامت القوات األمنية بإطالق الرصاص عىل الشاب الخري‬ ‫محمد الزنادي وتركه ينزف د ًما‪ .‬كام أن محمد الزنادي مل يتبادل‬ ‫إطالق النار مع رجال األمن وإمنا كان يف صالون الحالقة ومل يكن‬ ‫حامل لسالح‪ ،‬وإمنا انقض عليه‬ ‫معه سالح ومل يشاهد يف أي مسرية ً‬ ‫رجال األمن وهو يف صالون الحالقة فلام قاومهم أطلقوا عليه النار‬ ‫‪130‬‬


‫فأصابوه وأصابوا أنفسهم بالسالح‪ ،‬وملا أصيب أحدهم بطلق ناري‬ ‫من زميله انطلقوا مرسعني وتركوا املكان وتركوا محمد الزنادي ينزف‬ ‫د ًما حتى أغمي عليه وسيارات اليوكن التابعة لألمن صورت كل‬ ‫العملية وليأتوا برشيط الفيديو املصور للعملية إن كانوا صادقني‪.‬‬ ‫ثان ًيا ‪ :‬مل أقد هذا التجمع‪ ،‬ولو قدته ملا أنكرته بل هو رشف ال أدعيه؛‬ ‫ألنه تجمع يعلن فيه الرفض الستعامل الرصاص وأنهم عىل طريق‬ ‫محمد الزنادي السلمي للمطالبة بالحقوق دون استعامل العنف أو‬ ‫العدوان عىل أحد‪.‬‬ ‫ظلم وجو ًرا واعتبار أن هؤالء‬ ‫أما مشاركة بعض املطلوبني أمن ًّيا ً‬ ‫من أبرز املطلوبني أمن ًّيا‪ ،‬فهذا يدل عىل هشاشة الجهاز األمني‬ ‫فضل عن األمن‬ ‫وخفة عقولهم؛ ألن هؤالء ال ميلكون ما يهدد أم ًنا ً‬ ‫العام‪ .‬أما اتهامهم بأنهم مسلحون دامئًا فهذا محض افرتاء وكذب؛‬ ‫ألنهم شاركوا أهايل الشهداء يف مجالس العزاء وشاركوا يف احتفاالت‬ ‫شعبية وشاركوا يف تشييع الشهداء وشاركوا يف مسريات تطالب‬ ‫بالحقوق‪ ،‬كام شاركوا يف هذا التجمع الذي كان عنوانه «كلنا‬ ‫حامل لسالح وال مرة واحدة‪،‬‬ ‫محمد الزنادي» ومل ن َر أح ًدا منهم ً‬ ‫فضل عن‬ ‫ومقاطع ومشاهد الفيديو التي تنرش شاهدة عىل ذلك ً‬ ‫شهادة املجتمع لهم بذلك‪ .‬ومل نعلم بإطالق أحد منهم النار عىل‬ ‫رجال األمن‪ ،‬ومل ي َّد ِع أحد من املواطنني أنه أُطْلِ َق عليه النار من‬ ‫قبل هؤالء يف التجمعات املطلبية‪ ،‬بل كام ذكرت مل يُشَ ا َه ْد أحد‬ ‫حامل لسالح حتى يتهم بإطالق النار عىل رجال األمن أو‬ ‫منهم ً‬ ‫عىل املواطنني بل كانوا يخرجون ٍ‬ ‫بأيد خالية من السالح‪ ،‬فلم يطلق‬ ‫أحد منهم النار وال أثر يف التجمعات واملظاهرات لذلك‪ ،‬وهذا‬ ‫‪131‬‬


‫يدل عىل كذب هيئة التحقيق واالدعاء العام‪ .‬أما اتهامهم بعدد‬ ‫من جرائم القتل فهي من نسيج وتلفيق وزارة الداخلية التي ما‬ ‫فتئت تلفق األكاذيب عىل هؤالء وغريهم من املستضعفني‪ ،‬ومل‬ ‫ش ْع أحد منهم يف جرمية قتل ال لرجال األمن وال للمواطنني‪ ،‬بل‬ ‫يُ ْ ِ‬ ‫مل ي َّد ِع أحد من املواطنني باتهامهم بالقتل وأهايل الشهداء يعلمون‬ ‫أن رجال األمن هم من قتل أبناءهم وهذا معلوم لدى جميع‬ ‫املجتمع‪ .‬فكفى كذبًا يف وضح النهار فإن الشمس قد حرقت‬ ‫ومزقت فلس الظالم‪.‬‬ ‫درسا مساء يوم الجمعة بعد‬ ‫ذكر املدعي العام يف رقم ‪ 18‬ص‪ :9‬ألقى ً‬ ‫صالة املغرب‪ ،‬وذكر فيه بأن قامئة الـ (‪ )23‬مطلوبًا مل يخرج بعضهم‬ ‫أصل وأن القوات األمنية تلفق التهم وتحاول ربطهم‬ ‫يف املظاهرات ً‬ ‫باألسلحة واإلرهاب للحكم عىل املتهمني أحكا ًما طويلة كام حدث‬ ‫يف أحداث إسكان الخرب ‪1996‬م (‪1417‬ه)‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬نعم ذكرت ذلك‪ ،‬وهذه الحقيقة التي يكشفها الواقع بجالء وال‬ ‫تستطيع الداخلية مواجهته إال بالقمع والرتهيب والقتل واالعتقال‪،‬‬ ‫وهذه األساليب لن تثني املجتمع عن مطالبه املرشوعة بل ستزيده‬ ‫إرصا ًرا عىل السري يف الطريق لتحقيق الكرامة والعدالة والحرية‬ ‫واألمن عرب الكلمة الصادقة واملسؤولة وعرب الرفض واإلباء للظلم‬ ‫واالستبداد‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام‪ :‬يف ‪ 19‬ص‪ : 9‬ألقى خطبة مبسجد الحسني ببلدة العوامية‬ ‫يوم الجمعة ‪2012/5/4‬م (‪1433/6/13‬ه) استهزأ فيها برجال األمن‬ ‫املوجودين يف نقاط التفتيش مبحافظة القطيف‪ ،‬وقال‪« :‬عبد مأمور‬ ‫‪132‬‬


‫اللعنة عليك وعىل اليل وضعك»‪ ،‬وذكر بأنهم لن يسكتوا أو يتوقفوا‬ ‫وأنهم سيزدادون مقاومة لنظام الحكم يف اململكة‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬نعم إن الجنود الذين يتواجدون يف نقاط التفتيش ليسوا برجال‬ ‫أمن‪ ،‬وإمنا هم رجال إهانة وترهيب لبث الرعب والخوف يف‬ ‫قلوب املجتمع‪ ،‬ويربرون سيئات أعاملهم بـ «عبد مأمور» وكأنها‬ ‫نص ساموي روحي رباين يعفيهم من عقوبة العدوان عىل العباد‬ ‫غافلني أو متغافلني بأنه بئس الزاد إىل املعاد العدوان عىل العباد‪ .‬إن‬ ‫االعتذار بـ «عبد مأمور» لهو عذر أقبح من ذنب ولن يعفي صاحبه‬ ‫من لعنة الله واملالئكة والناس‪ ،‬ال الفاعل وال اآلمر باالعتداء عىل‬ ‫اآلمنني من الناس لرتويعهم‪ ،‬بل إذا نظرت عني لرتويع املؤمن لتلقي‬ ‫بصاحبها يف النار وتحوط به اللعنة‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬قلت إننا لن نسكت عن الظلم والعدوان واالستبداد الذي‬ ‫متارسه السلطة عىل املجتمع‪ ،‬ولن نتوقف عن املطالبة بالحقوق‬ ‫املرشوعة والكرامة والعدالة والحرية واألمن‪ ،‬بل سنزداد مقاومة‬ ‫للقتل واالعتقال والظلم واالستبداد واإلهانة والرتهيب‪ ،‬وكلام‬ ‫واعتقال سنزداد‬ ‫ً‬ ‫وقتل‬ ‫وظلم واستبدا ًدا ً‬ ‫ازدادت السلطة بطشً ا‬ ‫ً‬ ‫مقاومة ومدافعة لعدوانها الجائر وسنزداد إرصا ًرا وعزمية عىل‬ ‫السري يف طريق اإلصالح العام والتغيري الشامل عرب الكلمة الصادقة‬ ‫واملسؤولة وعرب املنهج السلمي إلفشال عنف وبطش وإرهاب‬ ‫السلطة‪.‬‬

‫‪133‬‬


‫‪ .16‬العداوة للشيعة عكاز للسلطة‬

‫ذكر املدعي العام‪ :‬يف رقم ‪ 20‬ص ‪ 10‬ألقى خطبة يوم الجمعة ‪2012/5/24‬م‬ ‫(‪1433/7/4‬ه) وذكر فيها بأن العلامء بدون استثناء ومنهم املفتي‬ ‫العام يغريون أحكام الرشيعة ألجل إرضاء الحكام‪ ،‬ثم بدأ بتحريض‬ ‫الناس طائفيًّا مؤك ًدا عىل عداوة قيادات هذه البالد التاريخية ‪ -‬اإلمام‬ ‫محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب وامللك عبد العزيز‪-‬‬ ‫لطائفته‪ ،‬وأكد عىل أن نظام هذه الدولة نظام استبداد للناس وتع ٍّد‬ ‫عىل حرياتهم‪ ،‬وذكر أن رشوط الرشعية ليست متوفرة يف والة أمر‬ ‫هذه البالد‪ ،‬لذا ال ميكن اعتبارهم حكا ًما عليهم‪ ،‬وكذا عىل كل حكم‬ ‫ورايث لعدم رشعيته‪ ،‬وختم بقوله‪« :‬ال رشعية للملكية (آل سعود)‪...‬‬ ‫ال بد أن تنتهي هذه الصفحة»‪.‬‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول ‪ :‬والحال والواقع يكذب ذلك‪ ،‬ألنني لو ذكرت ذلك لكان ذلك اتها ًما‬ ‫لنفيس وإدانة لها؛ ألين واحد من العلامء‪.‬‬ ‫ثان ًيا ‪ :‬ال ميكن ألي أحد أن يزيك كل العلامء أو يتهم كل العلامء؛ ألن العلامء‬ ‫صنفان‪ :‬صنف صالح وصنف فاسد‪ ،‬ولكن يبدو أن من نسج الكذبة‬ ‫وحبكها كان يف سكرة الضاللة‪.‬‬ ‫ثالثًا ‪ :‬مل أذكر مصاديق للفكرة وال املفتي وال غريه وإمنا كان الحديث عن‬ ‫املفهوم‪ ،‬وما أكرث مصاديقه يف الخارج وإن مل أذكر فر ًدا بعينه‪.‬‬ ‫يغيون أحكام الرشيعة إلرضاء الحكام وهم رشار‬ ‫راب ًعا ‪ :‬نعم هناك علامء ِّ‬ ‫األمة اإلسالمية بل رشار خلق الله‪ ،‬ولوال هؤالء العلامء الفاسدون‬ ‫‪134‬‬


‫الذين باعوا دينهم بدنيا غريهم ملا تسلط حاكم من املسلمني عىل‬ ‫عباد الله‪ ،‬ومل أحرض الناس طائفيًّا يف هذه الخطبة وال يف غريها‪.‬‬ ‫نعم إن عداوة محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب وامللك عبد‬ ‫العزيز للطائفة الشيعية أمر ثابت ال غبار عليه‪ ،‬تشهد وتؤكد عليه‬ ‫الوقائع والوثائق التاريخية‪ ،‬ومل تكن عداوتهم للشيعة بغضً ا للشيعة‬ ‫وال ح ًّبا للسنة وإمنا كان عكازًا للسلطة والتسلط وكان لهم ما طلبوا‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬إن نظام هذه الدولة نظام استبداد وظلم وتع ٍّد عىل الحريات‬ ‫وانتهاك الحقوق والبطش‪ ،‬وقائم عىل نظرية ومفهوم السيف‬ ‫األملح‪ .‬ولذلك أصبح واقع العلامء السلفيني وعموم السلفيني قائم‬ ‫عىل العمل بالتقية خوفًا من بطش السلطة‪ ،‬فالعامل السلفي إما‬ ‫يتامهى مع السلطة إىل درجة الببغاوية‪ ،‬أو ينافق يف تعامله معها‬ ‫عدل‪ ،‬وإما يتقي ظلم وجور السلطة‬ ‫وإما يف السجن إذا نطق ً‬ ‫فيامرس التقية باملفهوم الشيعي أكرث من مامرسة الشيعة لها‪.‬‬ ‫فكل من يرفع صوته أو يجاهر به ال بد له أن يعد جلبابًا ودثا ًرا‬ ‫ولباسا للسجن والتنكيل والتضييق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نعم رشوط الرشعية للحكم ليست متوفرة يف حكام هذه البالد؛‬ ‫ألن حكمهم مل يقم عىل أساس الرشوط الرشعية وإمنا قام عىل‬ ‫الغلبة بالسيف األملح‪ ،‬وبالتوارث واحتكار السلطة وإقصاء عموم‬ ‫املجتمع من غري أوالد عبد العزيز وهذا ما ال يوجد نص رشعي‬ ‫خصوصا أو عمو ًما‪ .‬ألن من الرشوط الرشعية واألساسية‬ ‫يدل عليه‬ ‫ً‬ ‫للحكم واتباع الناس للحاكم هو التمكن من هداية الناس إىل‬ ‫الحق الذي رشعه الله‪ ،‬وال ميكن أن يتمكن أحد من الهداية إىل‬ ‫الحق إال مبعرفة الحق‪ ،‬وال يعرف الحق إال بالوحي اإللهي أو‬ ‫‪135‬‬


‫بدراسة وتعلم أمور الرشيعة ملعرفة األصول والكليات والفروع‬ ‫والجزئيات للتمكن من استنباط واستخراج الحكم الرشعي‬ ‫وتطبيقه عىل املوضوعات الخارجية‪ ،‬وهذا ما ال يتأىت إال ملن يقيض‬ ‫شط ًرا واس ًعا من حياته يف طلب العلوم الرشعية والتخصص فيها‪،‬‬ ‫وهذا ما مل يتوفر يف حاكم من حكام هذه البالد‪ .‬والله سبحانه‬ ‫وتعاىل يقول‪ :‬ﭽﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ‬

‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ‬ ‫ﮄﭼ(((‪ .‬فالقادر عىل الهداية إىل الحق هو الذي يستحق‬

‫أن يكون متبو ًعا‪ ،‬أما من يحتاج إىل من يهديه إىل معرفة الحق‬ ‫والحكم الرشعي ال يكون متبو ًعا وإمنا مكانه أن يكون تاب ًعا‪ .‬فأوالد‬ ‫عبد العزيز هم والة وحكام علينا بحكم الواقع وليسوا حكا ًما‬ ‫رشعيني وال أويل أمر يف حكم الرشع‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬وال رشعية لكل حكم ورايث إال بالجعل اإللهي‪ ،‬وهذا ما ال‬ ‫يتوفر يف كل األنظمة الوراثية يف العامل‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬ال بد أن تنتهي صفحة ادعاء الرشعية للملكية؛ ألنها ملكية‬ ‫بحكم الواقع والغلبة‪ ،‬فهي ملكية وضعية برشية‪ ،‬وليست ملكية‬ ‫حتم كل‬ ‫رشعية‪ ،‬وال بد أن ينتهي الحكم الورايث‪ ،‬بل سوف ينتهي ً‬ ‫حكم ورايث؛ وذلك ألن السنة اإللهية هي التداول بني الناس‪ ،‬حيث‬ ‫يقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ‬

‫ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬ ‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﭼ(((‪.‬‬ ‫(( ( سورة يونس‪ ،‬اآلية‪.35 :‬‬ ‫((( سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.140 :‬‬

‫‪136‬‬


‫والواقع وامتداد التاريخ يشهد بذلك حيث مل يكن آل سعود قبل‬ ‫‪ 250‬سنة حكا ًما‪ ،‬وحيث حكم أناس وأناس وهكذا قبلهم حيث‬ ‫كانت السلطة والحكومة تكون عند أناس ثم آخرين‪ ،‬وهكذا يف‬ ‫جميع بقاع األرض إىل أن يختم الله حكم األرض باإلمام املهدي‬ ‫الذي برش به الرسول ‪ P‬فيام يرويه الفريقان حيث ميأل األرض‬ ‫فضل عن‬ ‫ظلم وجو ًرا‪ .‬ويضاف‪ :‬أن الوايل ً‬ ‫قسطًا ً‬ ‫وعدل كام ملئت ً‬ ‫الويل ال بد أن يكون زك ًّيا طاه ًرا من بعض الصفات التي بوجودها‬ ‫تسلبه األهلية واملؤهلية للحكم كام يقول اإلمام عيل ‪:Q‬‬ ‫«وقد علمتم أنه ال ينبغي أن يكون الوايل عىل الفروجِ والدما ِء‬ ‫البخيل‪ ،‬فتكون يف أموالهم‬ ‫ُ‬ ‫واملغانم واألحكام‪ ،‬وإمام ِة املسلم َني‬ ‫ِ‬ ‫نهمته‪ ،‬وال الجاهل ف ُيضلّهم بجهله‪ ،‬وال الجايف فيقطعهم بجفائه‪،‬‬ ‫وال الحائف للدُّ ول فيتخذ قو ًما دون قوم‪ ،‬وال املُرتيش يف الحكم‬ ‫فيذهب بالحقوق‪ ،‬ويقف بها دون املقاطع‪ ،‬وال املُعطّل للس ّن ِة‬ ‫ف ُيهلِكَ األُ ّمة»‪ .‬هذه من البديهيات املعروفة لدى املسلمني‪ .‬وقال‬ ‫اإلمام عيل ‪« :Q‬إن األمئة من قريش غرسوا يف هذا البطن‬ ‫من هاشم ال تصلح عىل سواهم وال تصلح الوالة من غريهم»‪.‬‬ ‫أظهرت الفرح لموت نايف‬ ‫‪.17‬‬ ‫ُ‬

‫ذكر املدعي العام‪ :‬يف رقم ‪ 21‬صفحة ‪ :9‬ألقى خطبة يوم الجمعة ‪2012/6/21‬م‬ ‫(‪1433/8/2‬ه) وتطرق من خاللها لوفاة صاحب السمو املليك األمري‬ ‫نايف بن عبد العزيز وأظهر الفرح لوفاته وقال بأن سلفيته قامئة‬ ‫عىل القتل وانتهاك األعراض والخيانة والعاملة لألمريكان‪ ،‬وتحدث‬ ‫بكالم سيئ عنه وأن النار والعذاب ينتظرانه‪ ،‬كام ذكر بأن اإلنسان‬ ‫‪137‬‬


‫كرميا أو ميوت أفضل له من أن يبايع «آل سعود» ألنهم‬ ‫يعيش ً‬ ‫فساق وقتلة ألبنائهم وشبابهم ومجاهديهم وال يستحقون الحكم‬ ‫وقام بسب والة األمر‪ ،‬ووصفهم باألنذال لهتكهم األعراض‪ ،‬عىل‬ ‫حد زعمه‪ .‬وباستجوابه أقر أن إيقاف املتهمني بتفجريات الخرب عام‬ ‫ظلم وعدوانًا‪ ،‬وأضاف بأن رواية الدولة‬ ‫‪1996‬م (‪1417‬ه) كان ً‬ ‫وما صدر عنها بهذا الشأن غري موثوق به‪ ،‬وكذلك الحال بالنسبة‬ ‫للمشاركني يف أحداث تجمعات مثريي الشغب بالقطيف‪ ،‬وزعم‬ ‫أن الدولة قامت بالقبض عىل أشخاص من بلدة العوامية لحيازتهم‬ ‫ورشائهم األسلحة ‪-‬رفض تحديد أسامئهم‪ -‬وإبقائهم يف السجن مدة‬ ‫اعم أن مدة بقائهم يف السجن ال تتناسب مع ما‬ ‫أربع سنوات ز ً‬ ‫خصوصا وأن حيازتهم لألسلحة كانت من أجل التفاخر‬ ‫أقدموا عليه‬ ‫ً‬ ‫وأنها ال متثل أي خطورة عىل األمن حسب زعمه‪ ،‬وأضاف بأن تعامل‬ ‫الدولة مع أحداث الشغب يف القطيف وإلقاء القبض عىل عدد من‬ ‫املشاركني بها كان مبالغًا فيه‪ ،‬عىل حد زعمه‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬إين ألقيت خطبة وأظهرت الفرح لوفاة وزير الداخلية‪ .‬وماذا ينتظر‬ ‫ظلم‬ ‫منا من يتمتع بقتل أبنائنا ويتهم البعض منهم باإلرهاب ً‬ ‫ظلم‬ ‫وعدوانًا‪ ،‬وماذا ينتظر منا من يلقي بأبنائنا يف غياهب السجون ً‬ ‫وعدوانًا؟ وماذا ينتظر منا من يصادر حقوقنا وحرياتنا؟ هل ينتظر‬ ‫أن نبيك عليه وننتحب! هل ينتظر الرصاخ والبكاء والعويل! هل‬ ‫ينتظر منا أن نندبه! كال‪ ،‬ال يصدر ذلك إال من عديم اإلحساس‬ ‫والشعور والكرامة‪ ،‬والفطرة اإلنسانية تأىب ذلك ومتجه‪ ،‬والطبيعة‬ ‫اإلنسانية واإلميانية تفرح مبوت الظامل وتشكر الله وتحمده عىل‬ ‫الخالص من ظلم كل ظامل‪.‬‬ ‫‪138‬‬


‫نعم إن سلفيته قامئة عىل القتل والسجون للسلفيني قبل الشيعة‪،‬‬ ‫ومن قتل وسجن من السلفيني يف عهد وزارته أكرث بكثري من‬ ‫الشيعة‪ .‬فأي سلفية هذه التي تقتل وتسجن أبناءها!‬ ‫نعم إن أكرث ما يدمي القلب هو أن أكرث حكام الدول العربية‬ ‫خاصة وأكرث حكام الدول اإلسالمية عامة يقومون بتنفيذ األجندة‬ ‫األمريكية ومن يرفض يخلع من كرسيه‪ ،‬بل تسعى أمريكا دامئًا‬ ‫وأب ًدا لخلق األزمات والرصاعات بني هذه الدول‪ ،‬فالدولة الصغرية‬ ‫مهددة باالتباع من الدولة الكبرية بجوارها‪ ،‬والدولة الضعيفة‬ ‫مهددة بالسقوط من الدولة القوية التي بجوارها‪ ،‬وهكذا كل‬ ‫الدول مهددة باالتباع والسقوط واالنهيار‪ ،‬وما يكبح هذا التهديد‬ ‫إال الحامية األمريكية فهي الحامية لكرايس الحكام وعىل الحكام أن‬ ‫يدفعوا الفاتورة للبقاء عىل كراسيهم عرب تنفيذ األجندة األمريكية‪،‬‬ ‫وأكرب أسطول بحري أمرييك خارج أمريكا جاثم يف البحرين‪،‬‬ ‫هذه الدويلة التي ال يتجاوز سكانها املليون ومساحتها مساحة‬ ‫القطيف‪ .‬ولو ال الحامية األمريكية للكرايس البتلعت هذه الدويلة‬ ‫من إيران الشاه أو إيران ما بعد الشاه أو من السعودية أو حتى‬ ‫من قطر‪ ،‬وأكرب قاعدة أمريكية خارج أمريكا هي يف قطر هذه‬ ‫دول متلك من القدرة والقوة عرشات بل‬ ‫الدويلة التي تشاكس ً‬ ‫مئات األضعاف من قوتها‪ ،‬ولوال الحامية األمريكية ملا متكنت من‬ ‫أن تتحدث ببنت شفة‪ ،‬وهكذا هي الحال يف بقية الدول العربية‬ ‫واإلسالمية‪ ،‬ولوال الحامية الخارجية األمريكية أو غريها لسقط كثري‬ ‫من تلك الحكومات عىل أيدي شعوبها أو دول مجاورة لها‪.‬‬

‫‪139‬‬


‫نعم العيش الكريم أو املوت خري لنا من أن نبايع «آل سعود» أو‬ ‫غريهم‪ ،‬وبيعتنا فقط لإلمام املهدي |‪.‬‬ ‫نعم من يقتل أبناءنا «قاتل»‪ ،‬ويقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮓ‬ ‫ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ‬ ‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﭼ((( فالنار والعذاب يف‬

‫انتظار من يقتل املؤمنني عم ًدا وهذا جزاء الفاسقني‪.‬‬

‫ذكر املدعي العام‪ :‬يف صفحة ‪ 10‬بأين أقررت يف استجوايب‪ .‬الغريب يف األمر‬ ‫أن املحقق يسألني عن رأيي وحينام أجيبه عن رأيي وكأن رأيي ال‬ ‫يوافق هوى الداخلية اعترب رأيي تهمة ال بد من محاكمتي عليه‬ ‫ومعاقبتي‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬نعم قلت وأقول وأكرر‪ :‬إن سجن املتهمني يف تفجريات الخرب ظلم‬ ‫وجور وعدوان‪ .‬وإن رواية الدولة يف املوضوع وما صدر عنها يف هذا‬ ‫الشأن ليس غري موثوق به فقط؛ بل معلوم بكذبه وتلفيقه وتزويره‪.‬‬ ‫بل عندي ثقة مطلقة بكذب وتزوير روايات الدولة التي صدرت‬ ‫فيها تهم باإلرهاب وما دونه عىل السنة أو الشيعة‪ .‬وهكذا بياناتها‬ ‫عن املسريات واملظاهرات والحراك بشكل عام يف القطيف‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬إن سجن الذين قبضت عليهم الدولة بتهمة حيازة السالح‬ ‫وبقائهم يف السجن ألكرث من أربع سنوات وسيكملون السنة‬ ‫السادسة بعد أشهر قليلة ال تتناسب مع ما أقدموا عليه بالخصوص‬ ‫فضل‬ ‫أنهم سجنوا ملدة تزيد عن أربع سنوات مع عدم محاكمتهم ً‬ ‫عن صدور حكم قضايئ بحقهم‪.‬‬ ‫((( سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.93 :‬‬

‫‪140‬‬


‫نعم‪ ،‬قدموا إىل املحاكمة بعد خمس سنوات وصدرت عليهم‬ ‫أحكام متفاوتة أقصاها مثاين سنوات لواحد منهم وست سنوات‬ ‫آلخر والباقي كلهم أقل من أربع سنوات وهذا ما يؤكد قويل‬ ‫مبظلوميتهم‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬استؤنف الحكم فأضيفت نصف املدة لبعضهم فالثامين‬ ‫سنوات أصبحت اثنتي عرشة سنة‪ ،‬والست أصبحت تس ًعا وهكذا‪.‬‬ ‫وباملناسبة هذا كثري ما يحدث يف القضاء بعد االستئناف زيادة‬ ‫يف العقوبة عىل البعض ونقصانها عن البعض ومساواتها للبعض‬ ‫اآلخر‪ .‬وحيث يتكرر هذا كث ًريا فإنه يدل بوضوح عىل عدم أهلية‬ ‫القضاة للقضاء‪ ،‬حيث البون الشاسع بني الحكم القضايئ األول‬ ‫وبني حكم االستئناف‪ .‬وال نقول إال عىل العدالة السالم‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬إن تعامل الدولة مع الحراك يف القطيف سواء مع املظاهرات‬ ‫فضل عام سواها كان مبالغًا فيه بل كان مفرطًا بل أرسفت الدولة‬ ‫ً‬ ‫يف حامقتها يف التعامل معه‪ ،‬وهذا مام أدى إىل تفاقم األوضاع‬ ‫وتأزمها إىل يومنا هذا حيث تجاوزت الثالث سنوات وما زالت‬ ‫الدولة عاجزة عن الحل الصحيح والتعامل السليم معها‪ .‬وإن‬ ‫إرصار الدولة عىل العنف بالقتل والسجن ملدة طويلة لن يحل‬ ‫فضل عن إيقاف الحراك املطلبي الحقوقي الحضاري‬ ‫األزمة ً‬ ‫السلمي ألهل القطيف‪ .‬فاإلرساف يف عنف الدولة سيعقد حلها‬ ‫عىل الدولة‪.‬‬

‫‪141‬‬


‫نادما‬ ‫لست‬ ‫‪.18‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬

‫ذكر املدعي العام‪ :‬يف صفحة ‪ :10‬أقر بأن جميع الخطب والبيانات املنسوبة‬ ‫إليه والتي نُرشت يف (اإلنرتنت) صدرت عنه مبحض إرادته وعن‬ ‫قناعة تامة‪ ،‬وأنه ليس ناد ًما عىل ذلك‪ ،‬مدع ًيا أن تلك الخطب‬ ‫حققت أهدافها‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬نعم‪ ،‬إن الخطب التي خطبتها صدرت بإراديت وقناعة تامة مني بها‪،‬‬ ‫ولست ناد ًما عىل أي منها‪ .‬وال أدري متى قلت إنها حققت أهدافها‪.‬‬ ‫ولكن نعم حققت أحكامها بشكل عام حيث أدت إىل إصالح السلوك‬ ‫واألفكار ملن استمع إليها يف الجملة‪ .‬وحققت أهدافها بشكل خاص‬ ‫حيث حافظت عىل السلم االجتامعي والروح السلمية وعدم الوقوع‬ ‫يف منزلق العنف أو العدوان‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام‪ :‬يف صفحة ‪ 10‬بأين أقررت برتدد عدد من املطلوبني عىل‬ ‫املسجد الذي أؤمه للصالة‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬نعم لقد تردد بعض املطلوبني عىل املسجد الذي أؤمه وأين التهمة‬ ‫يف ذلك! ومل أقل إنهم حرضوا لالستامع لخطبي‪ ،‬نعم رفضت اإلدالء‬ ‫جاسوسا عىل الناس‬ ‫مخربا لوزارة الداخلية وال‬ ‫ً‬ ‫بأسامئهم؛ ألنني لست ً‬ ‫وال منا ًما؛ ألن مصري أولئك إىل النار والعياذ بالله‪ ،‬ولو ترددوا عىل بيتي‬ ‫ألكرمتهم وقدمت لهم اإلجالل والعطف والعون‪ ،‬فكيف والحال هم‬ ‫يرتددون عىل بيت من بيوت الله‪ ،‬وال سلطة يل وال لغريي عىل هذه‬ ‫البيوت ﭽﭷﭸﭹﭼ(((‪ ،‬ولذلك ال يحق يل أن أسألهم عن‬ ‫سبب حضورهم؛ ألنهم مثل عموم الناس الذين يقصدون بيوت الله‬ ‫((( سورة الجن‪ ،‬اآلية‪.18 :‬‬

‫‪142‬‬


‫ألسباب مختلفة ومتعددة‪ ،‬ومل يدر بيني وبينهم حديث حتى أحتاج‬ ‫إىل رفض اإلدالء مبا دار بيني وبينهم ولو دار حديث بيني وبينهم‬ ‫لرفضت اإلدالء؛ ألن هذا من الخصوصيات التي يحرم التعدي عليها‬ ‫رش ًعا‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام‪ :‬بأنه يتابع األحداث مبحافظة القطيف وردود الفعل‬ ‫تجاهها عن طريق شبكة اإلنرتنت من منزله مستخد ًما هاتف املنزل‬ ‫رقم (‪ ،)03/8661161‬رافضً ا اإلفصاح عن بريده اإللكرتوين أو اإلدالء‬ ‫بأي معلومات عن تلك املواقع اإللكرتونية التي يتابع من خاللها تلك‬ ‫األحداث‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬نعم تابعت األحداث عرب شبكة اإلنرتنت ورفضت اإلدالء بأي‬ ‫معلومات عن املواقع‪ .‬وما كان من حق وزارة الداخلية أن تسألني‬ ‫هذه األسئلة وهي شأن خاص يب ومن خصوصيايت‪ .‬وتوجهها يل بهذه‬ ‫األسئلة وما شابهها هو تع ٍّد صارخ عىل حريتي الشخصية وعىل‬ ‫خصوصيايت وهو جرم متارسه الدولة معي ومع غريي‪ ،‬وهذا يدل عىل‬ ‫طغيان هذه الدولة ومصادرتها للحقوق والحريات والتعدي عليها‪،‬‬ ‫وبدل أن ترعوي عن مثل تلك املامرسات وهذا االنتهاك الصارخ‬ ‫لخصوصية اإلنسان تلقي اللوم عىل املنتهك خصوصيته حيث يرفض‬ ‫التنازل عن خصوصياته ويأىب التعدي عليها‪.‬‬ ‫نعم إنها رشيعة الغاب للعروش والكرايس وليست رشيعة السامء‬ ‫لكرامة اإلنسان وإعزازه‪.‬‬ ‫ما ذكره املدعي العام بقوله‪ :‬وزعم بأن ما يحدث يف محافظة‬ ‫القطيف ‪ -‬من تجمهر وأعامل شغب ومواجهات مع رجال األمن‬ ‫‪143‬‬


‫ هو أمر مرشوع‪ ،‬وأن دوره فيها كان من خالل خطبه التحريضية‬‫التي ألقاها عىل منربه لحث الناس عىل الخروج‪ ،‬مق ًّرا بأن الناس‬ ‫غري ملزمني بتنفيذ تعليامت الدولة مبنعها‪ ،‬منتق ًدا تعامل الدولة‬ ‫معها وواصفًا إياها بالقسوة والتعدي مع إقراره بعلمه عن حمل‬ ‫األسلحة من قبل املشاركني فيها واستخدامها‪ .‬كام أقر بأن بعض‬ ‫املشاركني فيها عبث باملمتلكات العامة وأن حدوث ذلك ال يربر‬ ‫استخدام الدولة القوة للوصول إليهم ومنعهم‪ ،‬كام زعم بأنه ليس‬ ‫من حق الدولة القبض عىل أي مطلوب أمني يف منزله وأن ذلك‬ ‫يعترب تعديًا عىل حرمة املسكن واألعراض‪ ،‬وبالتايل فإن من حق‬ ‫ذلك الشخص الدفاع عن نفسه بأي وسيلة كانت‪ ،‬وعندما سئل‬ ‫عام يرمي إليه من قوله «بأي وسيلة كانت» امتنع عن اإلجابة»‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬هذه الفقرة كلها مليئة بالتدليس واملغالطة وبرت الكالم وتزويره‪ ،‬فلم‬ ‫أقل إن أعامل الشغب وال مواجهات رجال األمن أمر مرشوع‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬قلت إن املظاهرات للمطالبة بالحقوق املرشوعة هي أمر‬ ‫مباح‪ ،‬وهذا ليس رأيي شخص ًّيا بل هو رأي يجمع عليه جميع‬ ‫فقهاء الشيعة كام يراه كثري من علامء السنة‪.‬‬ ‫ومل أقل إن «دوري فيها كان من خالل خطب تحريضية ألقيتها‬ ‫ّ‬ ‫لحث الناس عىل الخروج»‪ ،‬وإمنا قلت إن «دوري يف الحراك‬ ‫املطلبي يف القطيف» ومل أقل «يف املظاهرات»‪ ،‬وهو دائرة أكرب‬ ‫وأوسع من املظاهرات فإذا بلغ عدد املشاركني يف املظاهرات مئة‬ ‫ألف فإن املشاركني يف الحراك مئات اآلالف؛ ألن أغلب املجتمع‬ ‫إال النادر القليل كان يشارك يف هذا الحراك وأنا واحد من هذا‬ ‫املجتمع كانت يل مشاركة يف هذا الحراك املبارك‪.‬‬ ‫‪144‬‬


‫ومل أقل إن «يل دور يف التجمهر وأعامل الشغب ومواجهات مع‬ ‫رجال األمن»‪ ،‬وإمنا قلت إن «دوري يف الحراك هو ّ‬ ‫حث الناس عىل‬ ‫املطالبة بالكرامة والعدالة والحرية واألمن والحقوق املرشوعة»‪،‬‬ ‫ودوري كان عرب الخطاب لهذه األمور‪ .‬كام أين مل أحثّ أح ًدا عىل‬ ‫الخروج يف املظاهرات‪.‬‬ ‫نعم قلت مجي ًبا للمحقق‪ ،‬إن الناس غري ملزمني بتنفيذ تعليامت‬ ‫الدولة مبنعها‪ ،‬وأؤكد عىل ذلك هنا أيضً ا بل ال يحق وال يجوز‬ ‫فضل عن قمعها‪.‬‬ ‫للدولة أن متنعها ً‬ ‫نعم‪ ،‬وصفت تعامل الدولة بالقسوة والتعدي وهو كذلك‪ .‬ولكن مل‬ ‫أقر بعلمي عن حمل األسلحة من قبل املشاركني فيها واستخدامها؛‬ ‫ألنه ال علم يل بذلك وإمنا هذا ما تزعمه وزارة الداخلية كذبًا‬ ‫وزو ًرا وهي معروفة بالكذب والتزوير وتلفيق التهم‪ .‬وألن قوات‬ ‫الشغب التابعة للداخلية هي التي استخدمت األسلحة وسفكت‬ ‫الدماء واعتدت عىل البيوت اآلمنة وهتكت حرمة البيوت‪ .‬ومل‬ ‫أقر بأن بعض املشاركني فيها عبث باملمتلكات العامة؛ بل ال‬ ‫يعبث املتظاهرون ال باملمتلكات العامة وال الخاصة‪ .‬والذي قلته‬ ‫لو حدث أن بعض املتظاهرين تعدى عىل املمتلكات العامة أو‬ ‫الخاصة فال يحق للدولة أن متنع التظاهر‪ ،‬نعم‪ ،‬من حقها محاسبة‬ ‫ومعاقبة املعتدي مبا يناسب اعتداءه وفق الحكم الرشعي‪.‬‬ ‫كام مل أقل إنه ليس من حق الدولة القبض عىل أي مطلوب أمني‬ ‫يف منزله وإمنا قلت ال يحق وال يجوز للدولة أن تهتك حرمة‬ ‫البيوت باقتحامها وهذا مع األسف ما متارسه الداخلية حيث‬ ‫يفاجأ الناس يف بيوتهم باقتحام قوات الشغب فجأة عليهم وهتك‬ ‫‪145‬‬


‫حرمتهم وهذا تع ٍّد عىل حرمة املال وحرمة العرض وحرمة السكن‬ ‫الذي جعله الله حر ًما لساكنيه من أهله ويحرم دخولها من دون‬ ‫فضل عن حرمة اقتحامها‪ ،‬يقول الله سبحانه وتعاىل‪:‬‬ ‫أذن أهلها ً‬

‫ﭽﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬ ‫ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﭑ ﭒ ﭓ‬ ‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ‬ ‫ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭼ(((‪.‬‬

‫نعم من حق كل شخص يُقتحم بيته بأن يدافع عن نفسه بكل‬ ‫فضل عام دون ذلك‪.‬‬ ‫الوسائل املرشوعة‪ ،‬واملقتحم لص مهدور الدم ً‬

‫ذكر املدعي العام بقوله‪ :‬وأقر بخطبه ودوره يف أحداث الشغب يف البقيع‪،‬‬ ‫وأنه هرب من رجال األمن عندما حرضوا إىل منزله قبل عامني‪ ،‬كام‬ ‫أقر بأنه رفض جميع محاوالت مطالبته باالمتناع عن تحريض الناس‬ ‫عىل الخروج‪.‬‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول‪ :‬ما حدث يف البقيع ليس شغبًا‪ ،‬وإمنا كان هناك عىل بوابة البقيع‬ ‫مجموعة من الزائرين وأغلبهم من النساء يزرن أمئة البقيع من‬ ‫خارج البقيع فاعتدي عليهم بالتصوير‪ ،‬فام كان منهم إال أن ضجوا‬ ‫عىل من يصورهم ومشاهد الفيديو شاهدة عىل ذلك‪ ،‬فام كان من‬ ‫هذه الدولة إال االعتداء عليهم‪:‬‬ ‫‪ - 1‬بالرضب واملطاردة واالعتقال والرتويع للنساء واألطفال‪.‬‬ ‫((( سورة النور‪ ،‬اآليتان‪.28 - 27 :‬‬

‫‪146‬‬


‫‪ - 2‬باإلعالم الكاذب وشحن األجواء ضدهم‪.‬‬ ‫‪ - 3‬بتهديد أمري املدينة يف حينها بالتهديد والوعيد‪.‬‬ ‫‪ -4‬يف األيام التالية بالرتبص والرضب والطعن من قبل الجنود والهمج‬ ‫من العامة‪.‬‬ ‫‪ - 5‬بإهانة الوفد الذي شكل من رجاالت القطيف واألحساء واملدينة‪...‬‬ ‫وهو أكرب وفد شيعي يلتقي املسؤولني يف تاريخ هذه البالد‪ ،‬بعد‬ ‫لقائه امللك وبعض املسؤولني يف الدولة ويف مقدمتها وزارة الداخلية‪.‬‬ ‫ثان ًيا‪ :‬أنا مل أقر بوجود خطب يل وال بدور يل يف األحداث‪ ،‬وانتهت األحداث‬ ‫أصل‪.‬‬ ‫ومل يكن يل دور فيها وال خطاب ً‬ ‫نعم‪ ،‬بعد ميض ثالثة أسابيع عىل األحداث وبعد إهانة الوفد الذي‬ ‫التقى املسؤولني ألقيت خطابًا استنكرت فيه االعتداء عىل النساء‬ ‫واألطفال وعىل إهانة الوفد‪ ،‬واالستهتار واالستخفاف بكرامتنا‬ ‫وقلت إن كرامتنا أغىل من حياتنا ومن هذا الوطن‪ ،‬وإنه إذا حيل‬ ‫بيننا وبني كرامتنا فكل الخيارات املرشوعة مطروحة عىل الطاولة‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬مل أهرب من رجال األمن ومل يحرض رجال األمن إىل منزيل ومل أقر‬ ‫بذلك وإن الذي حدث هو أنني خرجت من منزيل قبيل أذان الفجر‬ ‫بنصف ساعة تقري ًبا‪ ،‬فرأيت يف الشارع الذي يتقاطع مع الشارع‬ ‫الذي يرشف عليه منزيل حافلة صغرية مكتمة النوافذ ومظللة وواقفة‬ ‫فيه فركبت سياريت وشغلتها وبقيت فيها ملدة ربع ساعة تقريبًا‪،‬‬ ‫وحينام انطلقت بالسيارة قاص ًدا صالة الفجر فوجئت بانطالق‬ ‫يل‪ .‬نعم‪ ،‬إنهم‬ ‫الحافلة لتعرتض طريقي وج ًها لوجه لقطع الطريق ع ّ‬ ‫قطاع طرق موظفون عند الدولة تحت اسم رجال أمن وما كان من‬ ‫‪147‬‬


‫الحكمة مواجهة هؤالء األراذل من قطاع الطرق فتواريت عنهم‪ .‬ولو‬ ‫مل تكن هذه الحكومة حمقاء ملا قامت بهذا األسلوب‪ ،‬وكان بإمكانها‬ ‫استدعايئ واستيضاح خطايب‪ ،‬ولكن الحكومة هي التي ال تعرف لغة‬ ‫الحوار وال لغة العقل‪ ،‬وال تعرف إال لغة البطش والعنف والرتهيب‬ ‫ملعالجة املشاكل التي ما هي إال إفرازات حامقتها املتكررة‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام‪ :‬يف صفحة ‪ 11‬بأين أقررت برفض جميع محاوالت مطالبتي‬ ‫باالمتناع عن تحريض الناس عىل الخروج‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬مل أقر بذلك‪ ،‬ومل يطلب مني أحد االمتناع عن التحريض وذلك ألنني‬ ‫مل أحرض أح ًدا عىل الخروج يف املظاهرات حتى يطلب مني االمتناع‬ ‫عن التحريض فهذه سالبة بانتفاء موضوعها‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬طلب مني البعض بأن أطلب من املتظاهرين عدم الخروج‬ ‫قائل‪« :‬ال أستطيع ذلك»؛ ألن هؤالء‬ ‫يف املظاهرات فاعتذرت ً‬ ‫املتظاهرين لديهم مطالب ومنها إطالق رساح إخوة أو أقرباء‬ ‫أو أحبة لهم‪ ،‬فلو طلبت منهم عدم الخروج وقالوا يل إذا التزمنا‬ ‫بعدم الخروج هل تستطيع أن تضمن اإلفراج عن معتقلينا الذين‬ ‫ظلم وجو ًرا‪ ،‬فسوف يكون جوايب بعدم قدريت عىل ذلك‪،‬‬ ‫اعتقلوا ً‬ ‫فام دمت ال أستطيع أن أحقق مطلبهم املرشوع الذي ميكن للدولة‬ ‫أن تحققه من دون أدىن كلفة‪ ،‬فال يحق يل وال يجوز يل أن أمنعهم‬ ‫أو أطلب منهم عدم استخدام وسيلة مرشوعة لتحقيق مطالبهم‪،‬‬ ‫يبق‬ ‫وبالخصوص بعد أن صدوا وأوصدت األبواب يف وجوههم ومل َ‬ ‫لهم إال خيار رفع الصوت عال ًيا والتظاهر لعل وعىس تكون هناك‬ ‫آذان مصغية‪.‬‬ ‫‪148‬‬


‫‪ .19‬إفادات المعتقلين من إمالء هيئة التحقيق‬

‫ذكر املدعي العام‪ :‬يف صفحة ‪ 11‬بأنه قد أفاد كل من التالية أسامؤهم مبا‬ ‫ييل‪...‬‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول‪ :‬إن كل هذه اإلفادات أخذت من املعتقلني يف السجون‪ ،‬والسجني مهدد‬ ‫ومكره عىل كل حال وبالخصوص يف فرتة التحقيق‪ ،‬واعرتاف املكره‬ ‫فضل عن غريه‪.‬‬ ‫وإقراره عديم وينفي الحجية فال يحتج به عىل نفسه ً‬ ‫واألصل يف إقرار املعتقل السجني أنه منزوع بالقهر والضغط واإلكراه‪،‬‬ ‫ولذا فاألصل عدم حجيته‪.‬‬ ‫ثان ًيا‪ :‬إن هؤالء املعتقلني ال ميلكون من البالغة ما يؤهلهم لسبك العبارات‬ ‫التي وردت يف إفاداتهم وهذا يدل عىل عدم صدور تلك اإلفادة‬ ‫منهم؛ ألن فاقد اليشء ال يعطيه‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬يالحظ أن جميع اإلفــادات ما عدا اإلفــادة األوىل تشرتك يف لفظ‬ ‫التحريض ومرتادفاته وهذا يدل عىل أنها من إمالء هيئة التحقيق‬ ‫بإكراههم أو بتلفيقها عليهم‪.‬‬ ‫راب ًعا‪ :‬كل اإلفادات ما عدا اإلفادة األوىل مل تشهد عىل وقائع وإمنا هي‬ ‫تحليالت وتصورات‪ ،‬وهذه ليست بشهادة حتى يبنى عليها حكم‬ ‫قضايئ؛ ألن األحكام القضائية تبنى عىل الشهادات املشاهدة للوقائع‬ ‫وليس عىل التحليالت والتصورات والتخرصات الظنية‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام‪ :‬يف صفحة ‪11‬و‪ 12‬بأن ك‪ .‬ع‪ .‬أ‪ .‬أفاد بأنه اجتمع معي مبنزل‬ ‫م‪ .‬ف‪ .‬بحضور عدد من األشخاص واملطلوبني عىل قامئة الـ ‪ 23‬وأين‬ ‫‪149‬‬


‫حدثتهم عن األوضاع يف البحرين وأن أي تغيري يحدث يف البحرين‬ ‫سيؤثر عىل األوضاع يف القطيف‪ ،‬وحثهم عىل أن التجمعات يجب أن‬ ‫تستمر‪ ،‬فسأله أحدهم عن وضع املطلوبني عىل قامئة الـ ‪ 23‬وأنه يجب‬ ‫أن يكون لوجهاء القطيف دور بشأنهم‪ ،‬فأخربه «منر» بأنهم يجب أن‬ ‫ال يسلموا أنفسهم ويستمروا يف حياتهم الطبيعية لكن بحذر‪.‬‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول‪ :‬ال توجد مع هذا الشخص عالقة شخصية‪ ،‬وال أعرفه إال بقدر يسري مام‬ ‫كتب عن اعتقاله عدة مرات وليس يل معرفة به وال بوضعه أكرث‬ ‫من هذا‪.‬‬ ‫ثان ًيا‪ :‬مل يحدث هذا االجتامع املزعوم ال مع ك‪ .‬ع‪ .‬أ‪ .‬وال يف منزل م‪ .‬ف‪.‬‬ ‫وال مع عدد من املطلوبني عىل قامئة الـ‪ ، -23-‬لو حدث مثل هذا‬ ‫االجتامع وما دار فيه من الحديث املزعوم فإنه ليس فيه جرم وال‬ ‫تهمة يل وال ألي أحد من املجتمعني‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬بانتفاء حدوث االجتامع ينتفي ما زعم من الحديث فيه‪ ،‬ولكن مع نفي‬ ‫الحديث فإن ما دار فيه ليس فيه تهمة واحدة‪ ،‬حيث إن الحديث‬ ‫عن األوضاع يف البحرين هو حديث يف اإلعالم بجميع أشكاله الدويل‬ ‫والرسمي والشعبي‪ ،‬والحديث عن األوضاع يف البحرين هو حديث‬ ‫أغلب مجالس املنطقة‪.‬‬ ‫أما أن أي تغيري يحدث يف البحرين سيؤثر عىل األوضاع يف القطيف‬ ‫فهو معلوم ومسلم به عند الحكومة والشعب بل سيؤثر عىل‬ ‫األوضاع يف كل دول الخليج وهذا معلوم لكل الحكام والشعوب‬ ‫‪150‬‬


‫الخليجية‪ ،‬ولوال هذا األثر املتوقع ملا تدخل درع الجزيرة للقمع‬ ‫والبطش والقتل يف البحرين‪.‬‬ ‫وأما الحث عىل استمرار تجمعات الخري واملطالبة بالحقوق‬ ‫املرشوعة فهو وظيفة من وظائف العلامء وهو تكليف قبل أن‬ ‫يكون ترشيفًا ولكن هذا الرشف ال أدعيه وتكليف مل أؤديه‪.‬‬ ‫أما وجوب أن يكون لوجهاء القطيف دور بشأن املطلوبني‪ ،‬فإنه ال‬ ‫ميكنني أن أقول بالوجوب ولكن ينبغي بل من الرضوري أن يكون‬ ‫لهم دور يف هذا األمر وهذا ما يعتقده الجميع حكومة وشع ًبا وإال‬ ‫ما معنى الوجاهة! إذا مل تتص َّد لحلحلة األزمات االجتامعية حسب‬ ‫إمكاناتها املتاحة لها‪.‬‬ ‫أما عدم تسليم املطلوبني أنفسهم فهذا املوقف السليم مقابل‬ ‫بطش وعدوان السلطة والتشهري بهم عقوبة لهم قبل ثبوت الجرم‪،‬‬ ‫ومن دون محاكمة أو صدور مذكرة قضائية ملحاكمتهم أو حكم‬ ‫قضايئ يدينهم‪ .‬وأما أن يستمروا يف حياتهم الطبيعية ولكن بحذر‬ ‫فهذا من أنسب وأفضل الخيارات إن مل يكن هو األنسب واألفضل‬ ‫ملثلهم‪ ،‬بل األفضل لكل إنسان أن يعيش حياته الطبيعية ويحذر‬ ‫جوالت الدهر والزمن‪ ،‬هذا مع أن الحديث مل يج ِر حيث مل ينعقد‬ ‫أبي أنه لو حدث هذا االجتامع وهذا‬ ‫االجتامع ولكن أردت أن ّ‬ ‫الحديث فإنه ليس بجرم وال تهمة وما دار فيه رؤى سليمة ونافعة‪.‬‬ ‫مالحظة مل يُذكر تاريخ هذا االجتامع وال وقته‪.‬‬ ‫وذكر ك‪ .‬ع‪ .‬أ‪ .‬أن أول اجتامع له معي ومقابلته يل كان يف مزرعة‬ ‫والدي وكان هناك عدد من األشخاص يقارب عددهم الـ ‪25‬‬ ‫‪151‬‬


‫شخصا‪ ،‬وأنه سمع «منر النمر» يتحدث مع األشخاص عن األوضاع‬ ‫ً‬ ‫يف القطيف والتجمعات ويؤكد عىل أنها سوف تستمر دون أن‬ ‫يوضح األهداف من وراء استمرارها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أول‪ :‬والدي ال ميلك مزرعة يف الواقع وال حتى عىل ألسن الناس مبعنى أنه ال‬ ‫يتداول عىل ألسن الناس مبلكية والدي ملزرعة!‬ ‫ثان ًيا‪ :‬إذا كان املقصود من املزرعة بستان الوقف املعروف بنخل السديرات‬ ‫مجلسا عا ًّما مفتو ًحا يحرضه‬ ‫حيث أجلس فيه يو ًما يف األسبوع‬ ‫ً‬ ‫العموم من الناس‪ ،‬فأين التهمة؟ وأين الجرم؟ حيث هو مجلس عام‬ ‫وكل ما يدور فيه مكشوف وال يخفى عىل أحد إذا أراد املعرفة‪.‬‬ ‫وأما ما ادعاه من حديثي عن األوضاع يف القطيف فأيضً ا ليس بجرم‬ ‫وال تهمة وهو قريب من رأيي؛ ألين أعتقد أن األوضاع يف القطيف‬ ‫والتجمعات سوف تستمر إن مل تبادر السلطة وتستجيب لبعض‬ ‫املطالب املرشوعة‪ ،‬وهذا الرأي ال عالقة له بتوضيح األهداف‬ ‫من استمرارها وإن كانت األهداف واضحة حيث الناس تطالب‬ ‫بحقوق مرشوعة كفلتها لهم الرشيعة بل والدساتري الوضعية‪.‬‬ ‫جدل وصحة حدوثها‬ ‫والخالصة أنه لو سلم بصحة هذه اإلفادة ً‬ ‫فليس فيها تهمة وال جرم‪ ،‬فكيف والحال أن إفادة املدعي مجرد‬ ‫وهم وخيال وظنون وتخرصات وتلفيقات‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام يف ص‪ 12‬بأن ش‪ .‬ع‪ .‬ش‪ .‬أفاد بأن بلدة العوامية‬ ‫هي بؤرة التوتر الرئيسة ألعامل الشغب وأن من يقف خلف ذلك‬ ‫هو املوقوف «منر النمر»‪ ،‬حيث ذكر أن خطبه وكلامته هي التي‬ ‫أدت إىل تصاعد األحداث وزيادة عدد مثريي الشغب‪.‬‬ ‫‪152‬‬


‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول‪ :‬إن هذا الشاب شاب بسيط وطيب وال حظ له من الثقافة واملعرفة‬ ‫التي تؤهله لرسد األحداث وتحليلها واستنتاج أسبابها أو عواملها أو‬ ‫نتائجها‪.‬‬ ‫ثان ًيا‪ :‬هذا الشاب مل يشارك يف الحراك االجتامعي بل وليس له دراية بوقائعه‪.‬‬ ‫ظلم وعدوانًا وشهرت‬ ‫ثالثًا‪ :‬هذا الشاب ممن اتهمتهم وزارة الداخلية ً‬ ‫به ضمن قامئة الـ ‪ 23‬وتحت الضغط عليه يف السجن والتحقيق‬ ‫وقع عىل أوراق ال يعلم وال يدري ما فيها ليك يطلق رساحه‪ ،‬فقد‬ ‫تكون هذه اإلفادة املزعومة جز ًءا من تلك األوراق التي أملتها وزارة‬ ‫الداخلية كذبًا وزو ًرا وبهتانًا‪.‬‬ ‫راب ًعا‪ :‬لقد أطلق رساح هذا الشاب وملن يريد معرفة الحقيقة ومعرفة أن‬ ‫هذه اإلفادة بدرت منه أم ال ميكنه مالقاته والحديث معه ليكتشف‬ ‫طيبته وبساطته وبالتايل عدم صدور مثل هذه اإلفادة منه‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬كان األحرى واألجدر باالدعاء العام أن يدعي هو هذه اإلفادة‬ ‫ً‬ ‫ويتهم العوامية بدل االستناد إىل إفادة شاب بسيط وطيب؛ ألن‬ ‫الخطب والكلامت موجودة يف العلن ميكن للمتخصصني أن يقرؤوا‬ ‫قراءتهم فيها‪ ،‬ولكن يبدو أن وزارة الداخلية عجزت وصدئت عقول‬ ‫املتخصصني فيها فتوسلت بهذا الشاب لتعتمد عىل قراءته‪ .‬وهذه‬ ‫الفقرة ترسي عىل بقية اإلفادات املزعومة كذبًا وزو ًرا عىل أهلها أو‬ ‫أمليت عليهم تحت اإلكراه‪.‬‬

‫‪153‬‬


‫‪ .20‬مراحل التحقيق الثالث‬

‫ذكر املدعي العام يف ص ‪ :14‬البند األول‪ :‬ما جاء يف إقراره املرفق وأقواله‬ ‫تحقيقًا‪ ،‬املدونة مبلف التحقق املرفق باألوراق ‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬إن التحقيق جرى عىل ثالث مراحل‪:‬‬ ‫املرحلة األوىل‪ :‬التحقيق املصور بالصوت والصورة حيث عقدت ما يقارب‬ ‫اثنتي عرشة جلسة تحقيق‪ ،‬كل جلسة قد تستغرق ساعة ونصفًا‬ ‫أو الساعتني وذلك ألين مل أكن متمك ًنا من معرفة الوقت ولكن يف‬ ‫كل الجلسات أو أغلبها كان يوضع رشيط آخر‪ .‬وأنا أطالب بعرض‬ ‫جميع تلك الجلسات عىل القضاء وعىل وكييل ليك يطلعوا عليها‪ ،‬ليك‬ ‫يكتشفوا كذب االدعاء العام يف كثري مام يدعيه يف كراسة التحقيق أو‬ ‫يف األوراق التي وقعت عىل أين أقر مبا جاء فيها أو يف الئحة الدعوة‬ ‫العامة أقصد هذه الدعوة أمامكم‪.‬‬ ‫املرحلة الثانية‪ :‬التحقيق املكتوب حيث عقدت ثالث جلسات أولها بعد‬ ‫منتصف الليل إىل قبيل أذان الفجر‪ ،‬ويكفي هذا التوقيت يف عدم‬ ‫صالحيته ملثل هذه التحقيقات أن تكون مادة إدانة املتهم‪ .‬كام أن‬ ‫املحقق كث ًريا يبدي عدم قناعته باإلجابة مام دعاين ألن أجيب ببعض‬ ‫ما يريد من دون قناعة بإجابتي له‪ ،‬لقناعتي بأن اإلجابة لن تغري‬ ‫ما تريده الداخلية من حكم تريد إصداره بحقي‪ .‬هذا مع العلم أن‬ ‫املحقق قال إن هذه الجلسات من أجل تدوين ما مىض من جلسات‬ ‫التحقيق الشفوي ولكن اتضح يل أنه ليس كذلك يف الجملة‪.‬‬ ‫املرحلة الثالثة‪ :‬املحارض التي ُوقعت عىل إقرارايت‪ ،‬والحال أنها ليست كذلك‬ ‫حيث قال املحقق إن هذه خالصة التحقيقات التي جرت معي‬ ‫‪154‬‬


‫وبعد قراءيت لها قلت للمحقق هذه ليست دقيقة وفيها تق ّو ٌل عيل‬ ‫وتحريف لكالمي وأنا أوقع مع التعليق عليها‪ ،‬فرفض املحقق أن‬ ‫أكتب تعليقًا‪ .‬وقال‪ :‬إما توقع عليها أو توقع عىل محرض آخر معد‬ ‫بأنك ترفض التوقيع‪ ،‬وقال ليس لديه وقت إال ربع ساعة فقط‪ ،‬وقال‬ ‫إن الجامعة مستعجلون يريدون أن يقدموك للمحاكمة‪ .‬فقلت له‬ ‫ائت بها سأوقع عليها وليكن ما يكن‪ .‬وذلك لقناعتي بعدم الفرق بني‬ ‫التوقيع وعدمه يف قرار ما‪ ،‬تريده وزارة الداخلية هذا ً‬ ‫أول‪.‬‬ ‫وثان ًيا‪ :‬لوضوح أنها مليئة بالتزوير والتدليس وذلك لن يخفى‬ ‫حينام ترجع إىل مصدرها‪ ،‬وأقصد باملصدر كراسة التحقيق‬ ‫واألرشطة املصورة حيث ال يوجد فيها ما يدل عىل أين أقررت بكذا‬ ‫أو كذا يف كثري من اإلقرارات فيها‪ ،‬هذا يكفي لعدم مصداقيتها‬ ‫يل‪.‬‬ ‫وعدم صالحيتها لالحتجاج بها ع َّ‬ ‫وثالثًا‪ :‬حتى ال تكون ذريعة بأين أنا من يؤخر املحاكمة‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام‪ :‬يف ص ‪ 14‬ما جاء يف خطبه وكلامته ولقاءاته املرصودة‬ ‫واملنشورة عرب الشبكة املعلوماتية (اإلنرتنت) واملرفق باألوراق‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬إن كل ما استشهدت به هيئة التحقيق واالدعاء العام من خطب‬ ‫وكلامت إما هو رأي يعرب عن وجهة نظر وليس فيه جرم وال تهمة‪،‬‬ ‫ال يف األحكام الرشعية وال يف القوانني والدساتري الوضعية‪ ،‬وإما هو‬ ‫بيان موقف من أحداث ووقائع عىل األرض‪ ،‬طلبت وزارة الداخلية‬ ‫بيان املوقف منها مستشهدة بقول الرسول ‪[ :P‬الساكت عن‬ ‫نطقت بالحق وبيان املوقف الذي ال‬ ‫الحق شيطان أخرس]‪ .‬فلام‬ ‫ُ‬ ‫يتامىش مع هوى الداخلية وبطشها وإرهابها أصبح هذا املوقف‬ ‫‪155‬‬


‫تهمة وجرمية‪ ،‬وإما هو برت واقتطاع لجملة عن سياقها لتؤدي خالف‬ ‫ما أريد منها مام يتضح من خالل سياق الكالم‪ ،‬وإما تدليس بإعدام‬ ‫النص الحريف واستبداله باملعنى الذي ال يدل عليه نص الكالم‪،‬‬ ‫وإما هو حديث عن مفاهيم رشعية يصدقها الواقع مئة باملئة‬ ‫لكن الداخلية تشرتيها ألفراد يف الخارج مل يذكروا يف الخطاب؛ ألن‬ ‫الخطاب تحدث عن مفاهيم ومل يتحدث عن أفراد أو مصاديق‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للقاءايت التي رصدت أو نرشت عرب الشبكة املعلوماتية‬ ‫فلم يذكرها االدعاء العام يف هذه الالئحة حتى أمتكن من كشف‬ ‫كذبه وتدليسه‪ .‬وما زعمه كذبًا هنا من االجتامع مع ك‪ .‬ع‪ ،.‬وبعض‬ ‫املطلوبني فأحدها إفادة من «ك‪ .‬ع‪ .‬أ‪ ».‬كام يزعم االدعاء العام‪،‬‬ ‫واآلخر ادعاء من االدعاء العام ال دليل عليه وال يوجد يف الشبكة‬ ‫املعلوماتية أي يشء من هذه اللقاءات‪ ،‬وأما ما يزعمه االدعاء من‬ ‫ٍ‬ ‫رصد فلم يذكر حتى أرد عليه‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام‪ :‬يف ص ‪ 14‬ما جاء يف محرض القبض والتفتيش املرفق‬ ‫باألوراق‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬أنا ال أعرف ما جاء يف محرض القبض والتفتيش حتى أرد عليه‪،‬‬ ‫ولكن إذا كان املقصود هو كيفية اعتقايل وما حاط بها فقد مىض‬ ‫بياين لذلك وأنا هنا أطلب عرض الرشيط املص ّور للحادثة كام قال‬ ‫يل املحقق وهذا القول مسجل يف جلسات التحقيق األوىل بالصوت‬ ‫والصورة‪ ،‬حيث قال بعد إجابتي مبسار وكيفية اعتقايل قال‪ :‬كالمك‬ ‫من حيث املسار صحيح ولكن الكيفية خالف ما نقلته كامرياتنا‪،‬‬ ‫وهل تريدنا أن نصدقك ونكذب الكامريا‪« ،‬هذا القول ليس دقيق‬ ‫لفظًا ولكنه دقيق معنى»‪ .‬فأنا أطلب عرض الرشيط لكيفية أداء‬ ‫‪156‬‬


‫الرشيط الذي سئلت فيه يف التحقيق؛ ألن كليهام يثبت صدق كالمي‬ ‫وكذب االدعاء العام‪ .‬وإذا كان هناك يشء آخر يف محرض القبض‬ ‫يل أو عىل وكييل ليك نتمكن من الرد‪.‬‬ ‫والتفتيش فليعرضه القضاء ع َّ‬ ‫ذكر املدعي العام‪ :‬يف ص ‪ ،14‬البند الرابع‪ :‬ما جاء يف إفادة كل من ش‪ .‬ع‪.‬‬ ‫ش‪ ،‬ع‪ .‬ح‪ .‬ر‪ ،.‬ك‪ .‬ع‪ .‬أ‪ ،.‬م‪ .‬ح‪ .‬ر‪ ،.‬م‪ .‬س‪ .‬ب‪ ،.‬م‪ .‬ع‪ .‬ه‪ ،.-‬م‪ .‬ه‪ .-‬م‪،.‬‬ ‫ع‪ .‬أ‪ .‬ر‪ ،.‬ع‪ .‬س‪ .‬ر‪ ،.‬م‪ .‬ف‪ .‬ش‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬قد تم الرد عليها حيث ما هي إال تصورات وتحليالت ال ترتقي أن‬ ‫تكون شهادة حتى أناقش صحتها من كذبها فال تصلح مستن ًدا لحكم‬ ‫قضايئ‪.‬‬ ‫‪ .21‬الحرابة تنطبق على قوات الشغب وأميرهم‬

‫ذكر املدعي العام‪ :‬يف ص ‪ 14‬وقال‪ :‬وحيث إن املطلوبني أمن ًيا املعلن عنهم‬ ‫استهدفوا رجال األمن واملواطنني بإطالق النار عليهم مام أدى إىل‬ ‫قتل عدد منهم وإصابة آخرين وقيامهم بأعامل التخريب لكثري من‬ ‫املنشآت العامة واملمتلكات الخاصة وإثارة الرعب وزعزعة األمن يف‬ ‫محافظة القطيف عىل سبيل املجاهرة واملكابرة رضب من رضوب‬ ‫الحرابة والسعي يف األرض فسا ًدا‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬كل ما يف هذه العبارة محض كذب وافرتاء وبهتان فلم يقم أي‬ ‫أحد من املطلوبني باستهداف رجال األمن وال املواطنني وال القتل‬ ‫وال اإلصابة إىل آخره‪ .‬ويكفي أنه مل يد ِع أحد من املواطنني عىل أي‬ ‫ٍ‬ ‫أحد من املطلوبني بأنه استهدفه أو أصابه أو قتل أح ًدا له عالقة به‪،‬‬ ‫وعدم وجود مد ٍع من املواطنني ٍ‬ ‫كاف يف نفي الدعوى وكذب وزارة‬ ‫‪157‬‬


‫الداخلية‪ ،‬ومل يقم أحد منهم بأعامل التخريب ال ملنشآت عامة وال‬ ‫ملمتلكات خاصة‪ .‬وزعم االدعاء بتخريبهم لكثري من املنشآت العامة‪،‬‬ ‫وبدا الكذب واالفرتاء عليهم‪ ،‬حيث املنشآت العامة ليست بكثرية‬ ‫حتى يعتدى عىل الكثري منها وكل املنشآت العامة تقارب عدد أصابع‬ ‫اليدين ليس إال‪.‬‬ ‫وأما املمتلكات الخاصة فلم ي ّد ِع أحد من املواطنني عىل أي أحد‬ ‫من املطلوبني بأن خرب أي ممتلك له‪ ،‬فأين الكثري الذي مل يدعيه‬ ‫أحد‪ ،‬والله إنه لكذب يف رابعة النهار!‬ ‫أما زعزعة األمن وإثارة الرعب يف محافظة القطيف عىل سبيل‬ ‫املجاهرة واملكابرة لو حدث منهم لكان مشاه ًدا بالعيان واطلع‬ ‫عليه وعرفه الراجل والركبان؛ ألن مثل ذلك ال يكون خف ًّيا وال خاف ًيا‬ ‫عىل أحد‪ ،‬واملجتمع أكرب شاهد عىل تربئة ساحتهم من هذه التهمة‬ ‫املكذوبة؛ بل إن املجتمع يشاهد ويرى ويعلم أن من يقوم بإثارة‬ ‫الرعب وزعزعة األمن يف محافظة القطيف عىل سبيل املجاهرة‬ ‫واملكابرة هم قوات الشغب وهذا معلوم بجالء ال غبار عليه عند‬ ‫كل أبناء املجتمع‪ ،‬والشمس ال تغطى بغربال‪ .‬وإذا كان ما مىض‬ ‫رضبًا من رضوب الحرابة والسعي يف األرض فسا ًدا‪ ،‬فإن آية الحرابة‬ ‫حيث يقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ‬

‫ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ‬ ‫ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ‬ ‫ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﭼ(((‪.‬‬ ‫((( سورة املائدة‪ ،‬اآلية‪.33 :‬‬

‫‪158‬‬


‫أقول‪ :‬إن آية الحرابة تنطبق عىل قوات الشغب وأمريهم؛ ألنهم دون غريهم‬ ‫هم من يشهرون السالح يف وجوه الناس لتخويفهم وإرهابهم‪ ،‬وأما‬ ‫قول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ‬ ‫ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ‬ ‫ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬ ‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ‬ ‫ﮞﭼ(((‪ .‬فهي تدل عىل فساد السلطة الحاكمة وإن الفساد‬

‫الناتج عن امتالك السلطة وبالخصوص حني تعطف إهالك البالد‬ ‫والعباد (الحرث والنسل) حيث ال يقوم بتدمري البالد والعباد‪ ،‬أي‬ ‫هالك الحرث والنسل إال من بيده السلطة‪ ،‬وال تشمل العامة من‬ ‫الناس حيث ال سلطة لهم متكنهم من إهالك الحرث والنسل‪.‬‬

‫وأمــا قوله سبحانه وتــعــاىل‪ :‬ﭽﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬ ‫ﯘﭼ((( فهو نهي عن الفساد بشكل عام صغريه وكبريه‬

‫ومبا فيه الفساد عىل املستوى الشخيص الذايت‪ ،‬وبالتايل ال توجد‬ ‫مالزمة بني معنى الفساد يف هذه اآلية والفساد يف آية الحرابة‪،‬‬ ‫حيث الفساد فيها يقارنه حكم بالقتل أو الصلب أو القطع أو‬ ‫النفي‪ .‬أما الفساد يف آية ‪ 56‬من سورة األعراف ال يقارنه حك ٌم‬ ‫نهي حتى عن الفساد عىل املستوى‬ ‫بالحد أو القصاص‪ ،‬بل فيها ٌ‬ ‫الشخيص الذي ال يستلزمه حكم قضايئ‪ .‬وأما ذكر املدعي العام أنه‬ ‫قال تعاىل‪« :‬وال تفسدوا يف األرض بعد إصالحها إن الله ال يحب‬ ‫املفسدين» فال يوجد يف القرآن هذا القول‪ ،‬نعم شطرها األول من‬ ‫(( ( سورة البقرة‪ ،‬اآليات‪.206 - 204 :‬‬ ‫((( سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.56 :‬‬

‫‪159‬‬


‫سورة األعراف وجزؤها الثاين من سورة القصص‪ ،‬ولكن ال توجد‬ ‫آية بهذا الرتكيب‪ ،‬وما قوله تعاىل‪ :‬ﭽﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ‬ ‫ﰃ ﰄ ﰅﭼ((( فهو الفساد املايل والتفاخر واالحتيال‪.‬‬ ‫وأنا أضيف آية تحدثت عن الفساد إىل اآليات التي ساقتها هيئة‬ ‫التحقيق واالدعاء العام وهي قول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭾ‬ ‫ﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ‬ ‫ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ‬ ‫ﮕ ﮖ ﮗﭼ((( وذلك حتى تتجىل الحقيقة وأن أكرث الفساد‬

‫الذي تالزمه املحاربة لله ولرسوله‪ ،‬هو الفساد الناتج واملتفرع منه‬ ‫تويل السلطة الذي يالزمه قطع األرحام‪ .‬حيث التاريخ اإلسالمي‬ ‫والواقع املعارص يشهد بذلك إذ ينقلب األخ عىل أخيه واالبن عىل‬ ‫أبيه ويقلعه من كريس الحكم ويجلس مكانه أو يقتله ويجلس‬ ‫فضل عمن هم أقل صلة يف الرحم من أولئك‪ ،‬ومتى ما‬ ‫مكانه ً‬ ‫متكن الحاكم من بسط سلطته ونفوذه بل قبل ذلك قام بتنحية‬ ‫فضل عن غريهم‪ ،‬وقرب أوالده‪ ،‬وميزهم فيقيص‬ ‫وإقصاء إخوانه ً‬ ‫منصب آخر ويعني مكانه‬ ‫فضل عن غريه عن والية العهد أو‬ ‫أخيه ً‬ ‫ٍ‬ ‫وبدل عنه ابنه‪ .‬أو يخرتع مناصب يتنفذ من خاللها أوالده مثل‬ ‫ً‬ ‫جعل ابنه مستشا ًرا له والحال أنه ال ميلك خربة بل قد يكون مثله‬ ‫ممن يأيت عليه ال أن يتوىل عىل ما ُويل عليه‪ .‬وكلمة هارون الرشيد‬ ‫لولده تؤكد هذه الحقيقة حيث يقول هارون لولده‪« :‬لو نازعتني‬ ‫عليه ألخذت الذي بني عينيك» أي بقطع رأسه‪ .‬والرصاع عىل‬ ‫(( ( سورة القصص‪ ،‬اآلية‪.77 :‬‬ ‫((( سورة محمد‪ ،‬اآليات‪.24 - 22 :‬‬

‫‪160‬‬


‫السلطة وقطع الرحم من أجل السلطة مشاهد ومعلوم يف كل‬ ‫دول الحكم الورايث‪ ،‬فاقرأ تاريخ وحارض أي حكم ورايث ومنه تاريخ‬ ‫الحكم الورايث يف دول الخليج املايض والحارض واملستقبل‪ ،‬ستجد‬ ‫أن تويل السلطة كان سب ًبا يف الفساد وقطع األرحام؛ ألن السلطة‬ ‫تعمي وتصم أكرث مام يعمي الحب بل حب السلطة هو أكرث مام‬ ‫يعمي ويصم اإلنسان عن الحق والحقيقة والفطرة اإلنسانية‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام ً‬ ‫قائل‪ :‬وحيث إن املذكور قد نارصهم ودافع عنهم وحرض‬ ‫الناس عىل ذلك‪ ،‬واجتمع بهم وخرج منهم عل ًنا وحال بني رجال‬ ‫األمن وبني أداء واجبهم يف القبض عىل أحد أخطر املطلوبني أمن ًّيا‬ ‫أثناء مواجهته املسلحة لرجال األمن‪ ،‬مبهاجمته مبركبته لرجال األمن‪،‬‬ ‫وإشغالهم حتى متكن املطلوب من الهرب والتخفي‪ ،‬فهو بذلك‬ ‫مثلهم محارب لله ولرسوله‪.‬‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول ‪ :‬نعم قد انترصت لهم يف مطالبهم بالحقوق املرشوعة والكرامة‬ ‫والعدالة والحرية واألمن والعيش الكريم‪ .‬ودافعت عن مظلوميتهم‬ ‫من ِقبل وزارة الداخلية وأجهزتها األمنية التي لفقت لهم التهم‬ ‫واعتربتهم من أخطر املطلوبني أمنيًّا وألنهم ال يهددون األمن وال‬ ‫السلم االجتامعي واألهيل‪ .‬نعم وأنا أدعو الناس للدفاع عنهم وعن‬ ‫كل مظلوم‪.‬‬ ‫ثان ًيا ‪ :‬مل أجتمع مع املطلوبني وهذا محض افرتاء وكذب‪ .‬كام أن االجتامع‬ ‫يل‪ .‬أما تهمة الخروج‬ ‫بهم ليس بتهمة بل هو حق لهم وواجب ع ّ‬ ‫معهم عل ًنا فهذه تهمة فضفاضة‪ ،‬وإذا كانت هيئة التحقيق تقصد‬ ‫‪161‬‬


‫بالخروج معهم عل ًنا هو الخروج معهم يف تشييع جنائز الشهداء‬ ‫أو ما شابه ذلك فهذا ليس بتهمة‪ ،‬وإذا كانت هذه تهمة فهذا‬ ‫يعني أن مئة ألف مشيع كلهم متهمون يف قاموس وزارة الداخلية‬ ‫وأجهزتها األمنية‪ .‬كام أنهم يشاركون املجتمع يف أفراحه وأتراحه‬ ‫عل ًنا واملجتمع يحبهم ويحتضنهم ويتعاطف معهم؛ ألنهم من أبنائه‬ ‫الربرة‪ ،‬ويستحقون ذلك‪.‬‬ ‫ثالثًا ‪ :‬مل أحل بني رجال األمن وبني القبض عىل أحد من املطلوبني أمنيًّا‪ ،‬ومل‬ ‫يحدث هذا وال جرت مواجهات مسلحة ألحد املطلوبني مع رجال‬ ‫األمن ومل يكن إشغالهم حتى متكن املطلوبون من الهرب والتخفي‪،‬‬ ‫كل هذا مل يحدث وإمنا هو من نسج وتلفيق وكذب وتزوير وتدليس‬ ‫وتلبيس وزارة الداخلية وأجهزتها األمنية وهيئة التحقيق واالدعاء‬ ‫العام‪.‬‬ ‫راب ًعا ‪ :‬أما قوله أخ ًريا فهو مثلهم محارب لله ولرسوله‪ .‬فهذا أقىص ما جاءت‬ ‫به قريحة هيئة التحقيق واالدعاء العام حيث متخض الجبل فأولد‬ ‫فأ ًرا‪ .‬ففي بدء الدعوة ا ّدعى انضاممي إىل خلية إرهابية‪ ،‬وهنا ادعى‬ ‫منضم لهم‪ -‬مع أنهم أبرياء من التهم اإلرهابية‪-‬‬ ‫بأين مثلهم‪ ،‬ولو كنت ًّ‬ ‫فضل عن أن كل مثبتات هذه‬ ‫لكنت واح ًدا منهم وليس مثلهم‪ .‬هذا ً‬ ‫التهمة باطلة‪ .‬ولو سلمنا جدلً أين اجتمعت بهم وخرجت معهم‬ ‫عل ًنا وحلت بني رجال األمن إىل آخر التهم هنا فكل هذه التهم لو‬ ‫ثبتت ال ميكن أن يوصف فاعلها بأنه محارب لله ورسوله‪ .‬وإال لشمل‬ ‫الوصف الكثري الكثري ممن يقوم مبثل هذه األعامل أو أكرث منها‪،‬‬ ‫فضل عن عامل‪.‬‬ ‫وهذا ما ال يقول به متعلم ً‬ ‫‪162‬‬


‫خامسا ‪ :‬إن هذا االستنتاج األخري‪ ،‬وكذلك حرش اآليات التي تحدثت عن‬ ‫ً‬ ‫مفاهيم متنوعة ومتعددة من أنواع الفساد ينبئ إما بالجهل وعدم‬ ‫الفقه واإلدراك بآيات األحكام وإما هو ممن زاغ قلبه ابتغاء الفتنة‬ ‫للخلط والتدليس والتلبيس واالستهزاء بالله وآياته والعياذ بالله‪.‬‬ ‫رشعت أشد وأقىس الحدود والعقوبات‪ .‬والحدود تدرأ‬ ‫ً‬ ‫سادسا‪ :‬إن آية الحرابة ّ‬ ‫بالشبهات‪ ،‬فأدىن حد رشعه اإلسالم يدرأ بأقل شبهة وال يجوز إجراء‬ ‫الحدود إال بالدليل والبينة القطعية‪ ،‬فكيف بحد الحرابة الذي هو‬ ‫أشد وأقىس عقوبة رشعها اإلسالم يلقى هكذا جزافًا دون وازع وال‬ ‫رادع‪ .‬وإىل متى هذا االستهتار واالستخفاف بحدود الرشيعة الذي‬ ‫يصور اإلسالم وأحكامه وكأنها منزوعة الرحمة واإلحساس والشعور‬ ‫واإلنسانية وتصطدم مع طبيعة اإلنسان وفطرته‪.‬‬ ‫ساب ًعا ‪ :‬كل التهم املاضية صغريها وكبريها تهون أمام هذا الزيغ باتباع‬ ‫املتشابه ابتغاء الفتنة التي هي أشد من القتل‪.‬‬ ‫ثام ًنا ‪ :‬إن اتهام اإلنسان بأنه محارب لله ولرسوله من دون دليل وبينة‬ ‫قطعية لهي جرمية كربى وبهتان عظيم وإثم مضاعف وهي أسوأ‬ ‫خصوصا وأنها تلبّس بلباس الرشع الذي‬ ‫من ذنب إشاعة الفاحشة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫اصطبغت كل أحكامه القضائية بالعدل والقسط ليستتب األمن‬ ‫ويتحقق األمان‪ ،‬ولذلك كانت آية الحرابة قاسية يف أحكامها من أجل‬ ‫األمن والسلم األهيل واالجتامعي‪ ،‬وإذا بأصحاب القلوب الزائفة‬ ‫يتبعون ما تشابه ابتغاء الفتنة التي هي أشد من القتل‪ ،‬فينكسون‬ ‫ويقلبون اآلية لتتحول من حصن ودرع حصني لألمن العام إىل سيف‬ ‫مسلط لبث الرتهيب والخوف العام‪.‬‬ ‫‪163‬‬


‫‪ .22‬تهم الداخلية يفوح منها نتن الفتنة‬

‫ذكر املدعي العام ً‬ ‫قائل‪ :‬وحيث إن املتهم إمنا هو داعية فتنة وضالل ويعرف‬ ‫هذا كل أحد ممن استمع إىل كلامته وخطبه والتي ما فتئ يدعو‬ ‫فيها الناس ويحرضهم للخروج عىل والة أمر هذه البالد وجامعة‬ ‫املسلمني فيها وإثارة الفتنة الطائفية والشقاق والخالف‪ ،‬ويعلن ذلك‬ ‫مستغل يف ذلك األماكن الدينية‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫رصاحة‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول ‪ :‬كعادتها هيئة التحقيق واالدعاء العام تلقي بتهم عامة وكلية دون‬ ‫أن يكون لها أفراد ومصاديق يف الواقع الخارجي عىل واقع املتهم‪،‬‬ ‫ودون أن يكون لها دليل أو بينة‪ ،‬إمنا تهم مرسلة تعتمد عىل الكذب‬ ‫والتزوير والتدليس والتلبيس والخلط‪ ،‬ولهذا أقىص ما عندها هي‬ ‫التعميم للتعمية ولذا التهم جاهزة ومعلبة فتنة وضالل وما شابه‪.‬‬ ‫ثان ًيا ‪ :‬إن الذين يستمعون كلاميت وخطبي وما زالوا يواصلون االستامع‬ ‫يتجاوزون عرشات اآلالف‪ ،‬وكثري منهم من حملة الشهادات الجامعية‪،‬‬ ‫وأصحاب ثقافات عالية‪ ،‬ومواقع اجتامعية راقية‪ ،‬ومل يعرف أحد‬ ‫منهم أين داعية فتنة وضالل بل عىل العكس من ذلك يعتقدون‪ .‬إال‬ ‫إذا كانت هيئة التحقيق واالدعاء العام التي حرشت اآليات دون أن‬ ‫جهل بغيبوبة العقل ترى أن هؤالء‬ ‫جهل بفقد العلم أو ً‬ ‫تفقه معانيها ً‬ ‫أصحاب الكفاءات العالية واملستويات الراقية ال يستطيعون التمييز‬ ‫أو أنهم جميعهم أصحاب فتنة وضالل‪ .‬ولكن كام قال الله سبحانه‬ ‫وتعاىل‪ :‬ﭽﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭼ(((‪.‬‬ ‫((( سورة امللك‪ ،‬اآلية‪.29 :‬‬

‫‪164‬‬


‫ثالثًا ‪ :‬مل أح ّرض عىل الخروج يف املظاهرات ال عىل حاكم البالد وال عىل‬ ‫جامعة املسلمني‪ ،‬وإمنا فساد وطغيان وظلم السلطة هو السبب‪.‬‬ ‫والداعي لخروج الناس يف املظاهرات‪ ،‬وهكذا سلب الحقوق وانتهاك‬ ‫«الكرامة» واالستبداد السيايس والرتهيب األمني وسفك الدماء‬ ‫واالعتقاالت التعسفية وما شابه هي التي تدفع الناس للخروج يف‬ ‫املظاهرات للمطالبة بالحقوق املرشوعة والكرامة والعدالة والحرية‬ ‫واألمن والعيش الكريم ومل يخرجوا يف املظاهرات عىل الحاكم‪ ،‬وإمنا‬ ‫خرجوا مطالبني ببعض حقوقهم التي كفلها لهم الرشع املقدس‪ ،‬بل‬ ‫وحتى القوانني والنظم الوضعية‪ .‬كام أنهم مل يخرجوا عىل جامعة‬ ‫املسلمني وكيف يخرجون عىل جامعة املسلمني وهم منهم فهل‬ ‫يخرج اإلنسان مظاهرة عىل نفسه إال إذا كانت هيئة التحقيق‬ ‫واالدعاء العام ال تعترب هؤالء والذين خرجوا يف املظاهرات وبلغوا‬ ‫فضل عن أضعافهم املؤيدين ملطالبهم ال تعتربهم مسلمني‬ ‫مئة ألف ً‬ ‫والعياذ بالله‪.‬‬ ‫راب ًعا ‪ :‬مل أقم بإثارة فتنة طائفية وال إثارة الشقاق والخالف ال رصاحة وال‬ ‫مبط ًنا ومل أستغل أماكن دينية وال غري دينية لذلك‪ ،‬وإمنا من قام‬ ‫ويقوم بإثارة الفتنة الطائفية والشقاق والخالف هي وزارة الداخلية‬ ‫وأجهزتها األمنية وهيئة التحقيق واالدعاء العام التي يفوح من تهمها‬ ‫ننت الفتنة الطائفية والشقاق والخالف‪.‬‬ ‫خامسا ‪ :‬كل هذه التهم مكررة يف الئحة الدعوى وكأن الهيئة غري واثقة من‬ ‫ً‬ ‫قبولها؛ ألنها تعلم زيفها وكذبها وزورها وهكذا هي تهم مرسلة‬ ‫وجزافية ال تعتمد عىل دليل وال بينة‪.‬‬ ‫‪165‬‬


‫ذكر املدعي العام ً‬ ‫قائل‪ :‬وإن منهجيته يف ذلك قامئة عىل الطعن يف رشعية والة‬ ‫أمر هذه البالد وعلامئها وديانتهم وأمانتهم وتأليب العامة عليهم‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬مل أطعن يف رشعية حاكم وال عامل وال يف ديانة أو أمانة أحد‪ ،‬ومل أؤلب‬ ‫العامة عىل أحد‪ .‬وذلك ألن رشعية اإلنسان املسلم وديانته ُمسلَّم بها‬ ‫وهي األصل يف التعامل مع كل مسلم حيث ظاهره ذلك‪ .‬فرشعية اإلنسان‬ ‫املسلم يف ذاته ال يطعن بها إال إذا أظهر خالف ذلك وظهر منه‪ .‬أما رشعية‬ ‫سلطة إنسان عىل آخر فهذا عكس ذلك‪ .‬إذن األصل ال رشعية لسلطة أحد‬ ‫عىل أحد إال بإذن الله‪ ،‬فإذا حصل العلم بالجعل اإللهي للسلطة ألحد‬ ‫حكمنا وسلمنا لهذه الرشعية‪ ،‬وإن مل يحصل العلم فال رشعية ال لحاكم‬ ‫وال لعامل وال ألحد عىل أحد‪ ،‬ما مل يُعلم بجعل الله السلطة له‪.‬‬ ‫وبالتايل الطاعة املطلقة له إذا كانت السلطة سلطة والية األمر أو‬ ‫الطاعة املقيدة بحدودها وقيودها وفيام طابق الحق إذا كانت سلطة‬ ‫أخرى غري سلطة الوالية لألمر كسلطة األب عىل أوالده‪ ،‬أو غريها من‬ ‫سلطات محدودة ج ًّدا بحدودها وقيودها‪ .‬هذه هي منهجيتي التي‬ ‫أنا ملزم بها من الرشع املقدس‪ .‬فرشعية اإلنسان املسلم يف ذاته‬ ‫مسلمة‪ .‬ورشعية سلطة الغري عىل الغري معدومة ما مل يكن هناك‬ ‫دليل قاطع وبرهان ساطع وبينة واضحة عىل الجعل اإللهي لها‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام ً‬ ‫قائل‪ :‬وإرهاب الناس وتخويفهم بنرش من يقوم بأعامل‬ ‫الشغب والتخريب بينهم ويعتدون عىل املنشآت العامة واملمتلكات‬ ‫الخاصة‪ ،‬ويحملون األسلحة ضد رجال األمن واملواطنني حتى قتلوا‬ ‫منهم عد ًدا وأصابوا آخرين‪ ،‬ومدافعته عنهم بالباطل ومنارصتهم‬ ‫مستحل يف سبيل‬ ‫ًّ‬ ‫حتى تحصل الفتنة وتنترش الفوىض ويزعزع األمن‬ ‫ذلك حرمات عظام‪.‬‬ ‫‪166‬‬


‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول ‪ :‬مل ي َّد ِع أحد من الناس أين أرهبته أو أخفته أو أرهبت الناس وأخفتهم‬ ‫أو نرشت من يقوم بأعامل الشغب والتخريب بينهم‪ ،‬أو االعتداء‬ ‫عىل منشآت عامة أو ممتلك خاص‪ ،‬أو يحمل سال ًحا ضد رجال األمن‬ ‫أو املواطنني حتى يدعي بقتل عدد منهم وإصابة آخرين‪ .‬وهذه هي‬ ‫الناس شاهدة عىل ذلك ولتأت هيئة التحقيق واالدعاء العام بشهود‬ ‫عدول مزكني من علامء البلد ورجاالتها وأعيانها يشهدون بأي من‬ ‫هذه األعامل‪ .‬وإن الذي أرهب الناس وأخافهم وما زال يرهبهم‬ ‫ويخيفهم وقام بأعامل الشغب والتخريب بني الناس واعتدا ٍء عىل‬ ‫املمتلكات الخاصة وقتل املواطنني وأصاب آخرين وأثار الفتنة ونرش‬ ‫الفوىض وزعزع األمن وبشكل ممنهج هم قوات الشغب التي‬ ‫تنفذ أوامر وزارة الداخلية وأجهزتها األمنية‪ ،‬والكثري من الناس عىل‬ ‫استعداد للشهادة بذلك بل واالدعاء عليها لو أ ِمنوا أن ال يتحولوا من‬ ‫مدعني إىل مدعى عليهم ويؤول مصريهم إىل التنكيل والسجن وما‬ ‫شابه من ظلامت وزارة الداخلية وأجهزتها األمنية حيث هي ظلامت‬ ‫بعضها فوق بعض‪.‬‬ ‫فضل عن قوة السالح ومحارضايت‪،‬‬ ‫ثان ًيا ‪ :‬أنا ممن يرفض استخدام قوة اليد ً‬ ‫شاهدة عىل ذلك‪ ،‬وكذلك من سمعها يشهد بذلك‪ .‬فكيف من يكون‬ ‫منهجيته الحوار والكلمة وحفظ األمن العام واألمان االجتامعي‬ ‫والسلم األهيل أن ينرش حملة السالح‪ .‬ولكن هذا ما تعودناه من‬ ‫الكذب والتزوير والتدليس والخلط والتلبيس واالفرتاء من وزارة‬ ‫الداخلية وأجهزتها األمنية وهيئة التحقيق واالدعاء العام‪.‬‬ ‫‪167‬‬


‫ثالثًا ‪ :‬هنا تتضح مرة أخرى حالة االضطراب يف هذه الدعوة الباطلة‪ ،‬ففي‬ ‫أول الدعوة ادعى املدعي العام انضاممي إىل خلية إرهابية‪ ،‬ثم قبل‬ ‫أسطر تراجع وادعى أين مثلهم‪ ،‬ثم هنا يتامدى يف الكذب والتزوير‬ ‫والتدليس والتلبيس فيدعي أين اآلمر لهم! وكل هذا يدل بوضوح عىل‬ ‫اضطراب الدعوة وكذبها وزيفها‪ ،‬وأنها أسست عىل شفا جرف هار‪.‬‬ ‫راب ًعا ‪ :‬إن قامئة الـ ‪ 23‬بريئون من كل تلك التهم براءة الذئب من دم‬ ‫يوسف واملجتمع يعرف ذلك يقي ًنا‪.‬‬ ‫خامسا ‪ :‬نعم لقد دافعت عن قامئة الـ ‪ -23-‬بالحق ونارصتهم حتى تُفقأ عني‬ ‫ً‬ ‫الفتنة وينترش الهدوء االجتامعي‪ ،‬ويستتب األمن األهيل فيام بني‬ ‫أفراده وفئاته ومختلف تنوعاته‪ ،‬وتحفظ الحرمات العظام وسنامها‬ ‫حرمة الدين والنفس والعرض والكرامة اإلنسانية‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام ً‬ ‫قائل‪ :‬وحيث نصت املادة الثانية عرشة من النظام األسايس‬ ‫للحكم عىل أن‪« :‬تعزيز الوحدة الوطنية واجب‪ ،‬ومتنع الدولة كل ما‬ ‫يؤدي للفرقة والفتنة واالنقسام»‪.‬‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول ‪ :‬إن أكرث من يقوم بأعامل تؤدي إىل الفرقة والفتنة واالنقسام ويقوم‬ ‫باإلخالل بالوحدة الوطنية هي الدولة وعىل رأسها وزارة الداخلية‬ ‫وأجهزتها األمنية‪ .‬ولو امتنعت الدولة ومؤسساتها عن تلك األعامل‬ ‫اللتحم النسيج االجتامعي ورص صفوفه وبنيانه‪.‬‬ ‫ثان ًيا ‪ :‬هذه املادة كغريها من املواد تطبق عىل الضعفاء واملستضعفني‪ ،‬وال‬ ‫تطال رؤوس الشياطني والقانون يفقد قدسيته بل ورشعيته حينام‬ ‫‪168‬‬


‫يطبق عىل الضعيف ويتناوله‪ ،‬وال يطال القوي وهو يف أمان من‬ ‫قليل من املال‬ ‫فمثل حينام يقام حد الرسقة عىل من رسق ً‬ ‫عقوبته‪ً ،‬‬ ‫وال يقام عىل من رسق املاليني ومئات املاليني‪ .‬إن هذا التطبيق من‬ ‫الحدود ال رشعية له ألنه يهدم األساس الذي قام عليه القضاء وهو‬ ‫تحقيق العدالة‪.‬‬ ‫ثالثًا ‪ :‬هذه املادة كغريها من املواد والقوانني حرب عىل ورق أكرث مام‬ ‫هي منهج وسلوك‪ ،‬وينطبق عليها‪« :‬يقولون ما تعرفون ويعملون‬ ‫ما تنكرون»‪ ،‬والله سبحانه وتعاىل يقول‪ :‬ﭽﮛ ﮜ ﮝ‬ ‫ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫ‬ ‫ﮬﭼ(((‪.‬‬

‫راب ًعا ‪ :‬إن الذي يعزز الوحدة ومينع ما يؤدي إىل الفرقة والفتنة واالنقسام‬ ‫هو بسط العدل والقسط واقتالع الجور والظلم‪ .‬هو إعزاز وإكرام‬ ‫املواطن واإلنسان وسحق الذل والهوان‪ ،‬هو شمس الحرية ال نار‬ ‫االستبداد‪ .‬وهو األمن واألمان وليس الرتهيب وتخويف اإلنسان‪.‬‬ ‫ولن تتعزز الوحدة بالسجون والتنكيل وسفك الدماء واالستحواذ‬ ‫واالستئثار واإلقصاء واإللغاء والتمييز الجاهيل‪.‬‬ ‫خامسا ‪ :‬لو أوجبت الدولة عىل نفسها وقامت بتعزيز الوحدة ومنعت كل ما‬ ‫ً‬ ‫يؤدي للفرقة والفتنة واالنقسام ملا كنت أنا والكثري بل األكرث األغلب‬ ‫من املعتقلني السنة والشيعة حبييس السجون ولك ّنا جمي ًعا أحرا ًرا‬ ‫نستنشق الهواء الطلق يف سعة األرض يف الوسط االجتامعي‪ .‬ومل نكن‬ ‫خلف قضبان السجون والزنازين‪.‬‬ ‫((( سورة الصف‪ ،‬اآليتان‪.3 - 2 :‬‬

‫‪169‬‬


‫شرعا ألنّي على يقين منها‬ ‫‪ .23‬لن أطلب براءتي‬ ‫ً‬

‫ذكر املدعي العام ً‬ ‫قائل‪ :‬ولذا فإين أطلب اآليت‪ --1 :‬إدانته مبا أُسند إليه رش ًعا‪.‬‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول‪ :‬كان األحرى من هيئة التحقيق واالدعاء العام أن يكون الطلب بإدانتي‬ ‫مبا أسنده الهوى والشهوات والنزوات والظلم والطغيان واالستبداد‬ ‫والجور واالضطهاد الذي تستند إليه هيئة التحقيق واالدعاء العام‬ ‫ووزارة الداخلية وأجهزتها األمنية‪ .‬بدل أن تحرش الرشع املقدس‬ ‫وتلوث أحكامه‪ ،‬وتتخذ الرشع الحنيف مطية للهوى والشهوات‬ ‫والنزوات‪ .‬ما أقبح الظلم‪ ،‬وأٌقبح منه أن ُشعن باسم الرشيعة التي‬ ‫جاءت بالعدل!‬ ‫ألن عىل يقني مطلق برباءيت‬ ‫ثان ًيا ‪ :‬أنا هنا لن أطلب براءيت رش ًعا وذلك ّ‬ ‫رش ًعا‪ .‬ولكني أطلب أن يحكم القضاء بالحكم الرشعي الذي أنزله‬ ‫محكم غري متشابه وال شبهة فيه‪ .‬وأرفض القضاء‬ ‫الله واض ًحا بي ًنا‬ ‫ً‬ ‫بحكم خلق الله مهام بلغوا من علم ومعرفة أو قداسة أو شهرة‪،‬‬ ‫يل وأؤمن به وأسلم به‪ ،‬ألنه حكم عدل‬ ‫فأنا أرىض بحكم الله يل وع َّ‬ ‫ال جور فيه‪ ،‬وحكم قسط ال ظلم فيه‪ ،‬وال يوجد حكم أحسن من‬ ‫حكم الله سبحانه وتعاىل‪ ،‬وال أرتيض غريه؛ الن كل حكم غري حكم‬ ‫الله حكم جاهيل‪ .‬والله سبحانه وتعاىل يقول‪ :‬ﭽﯾﯿﰀﰁ‬ ‫ﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﭼ(((‪.‬‬

‫ثالثًا ‪ :‬إن األسوأ من الظلم والجور والفواحش وإن يزعم اإلنسان أن هذا‬ ‫((( سورة املائدة‪ ،‬اآلية‪.50 :‬‬

‫‪170‬‬


‫هو القانون العام ﭽﮯﮰﮱﭼ((( وإن الله أمر بهذا الظلم‬ ‫وهذه الفواحش ﭽﯓﯔﯕﯖﭼ(((‪.‬‬

‫وبالتايل القانون والعرف العام واألوامر اإللهية تحرم املظاهرات‬ ‫وتحرم النهي عن الفساد السيايس وتحرم كل اعرتاض عىل طغيان‬ ‫وجور وظلم وفساد السلطة السياسية الحاكمة‪ .‬وهذا هو القانون‬ ‫والعرف العام وهذا هو أمر الله‪ .‬فالحكم الورايث هو سرية اآلباء‪،‬‬ ‫والخنوع للظامل هو أمر الله حيث أمر ونهى رسوله‪ .‬ولكن التقنع‬ ‫بلباس الدين لتربير فاحشة الظلم والفساد يفضحه القرآن حيث‬ ‫يقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬ ‫ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖﭼ((( فيأيت الرد اإللهي حيث يقول الله سبحانه‬ ‫وتعاىل‪ :‬ﭽﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ‬ ‫ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬ ‫ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬ ‫ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ‬ ‫ﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇ‬ ‫ﰈﭼ(((‪.‬‬ ‫ويقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬ ‫ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬ ‫ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬

‫(( (‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬

‫سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.28 :‬‬ ‫سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.28 :‬‬ ‫سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.28 :‬‬ ‫سورة األعراف‪ ،‬اآليات‪.30 - 28 :‬‬

‫‪171‬‬


‫ﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ‬ ‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﭼ(((‪.‬‬

‫ويقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬ ‫ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬ ‫ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ‬ ‫ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ‬ ‫ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ‬ ‫ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ‬ ‫ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﭑ‬ ‫ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ‬ ‫ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬ ‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬ ‫ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ‬ ‫ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﭼ(((‪.‬‬

‫واضح جيل ملن يعقل‬ ‫هذا هو رشع الله والـراط املستقيم‬ ‫ٌ‬ ‫ويتذكر ويتقي‪.‬‬

‫راب ًعا ‪ :‬وأنا هنا أذكر نفيس والجميع حيث يقول الله سبحانه وتعاىل‪:‬‬ ‫ﭽﭭﭮﭯﭰﭱﭼ(((‪.‬‬ ‫أذكر بقول الله سبحانه‪ :‬ﭽﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ‬ ‫ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ‬

‫(( ( سورة األعراف‪ ،‬اآليتان‪.33 - 32 :‬‬ ‫((( سورة األنعام‪ ،‬اآليات‪.153 - 150 :‬‬ ‫((( سورة الذاريات‪ ،‬اآلية‪.55 :‬‬

‫‪172‬‬


‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ‬ ‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬ ‫ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓ‬ ‫ﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ‬ ‫ﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ ﯣﯤ‬ ‫ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﭑ ﭒ‬ ‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ‬ ‫ﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫ‬ ‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬ ‫ﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ‬ ‫ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬ ‫ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬ ‫ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ‬ ‫ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬ ‫ﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ‬ ‫ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ‬ ‫ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ‬ ‫ﰀﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈﭼ((( فمن يخىش الناس‬

‫ويشرتي بآيات الله مث ًنا مهام كرب وعظم ولو كانت الدنيا كلها‬ ‫فهو قليل‪ ،‬ومل يحكم مبا أنزل الله فهو كافر أو ظامل أو فاسق‪،‬‬ ‫وكل هؤالء األصناف الثالثة لن يهديهم الله سبحانه وتعاىل إىل‬ ‫جنته ورضوانه حيث يقول يف آيات متعددة‪ :‬ﭽﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬

‫((( سورة املائدة‪ ،‬اآليات‪.50 - 44 :‬‬

‫‪173‬‬


‫ﮔﭼ‬ ‫ﰊﭼ((( فمن مل يحكم مبا أنزل الله وحكم بهوى وشهوة البرش‬ ‫(((‬

‫ﭽﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭼ((( ﭽﰆ ﰇ ﰈ ﰉ‬

‫فهو إما كافر أو ظامل أو فاسق والعياذ بالله‪ ،‬حامنا الله وإياكم‬ ‫من االنزالق يف هذه املهاوي التي تؤدي إىل عدم ثبوت القدم عىل‬ ‫الرصاط واضطرابها واالنزالق والهوي يف جهنم والعياذ بالله‪.‬‬ ‫وأذكر إخويت القضاة بقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭻ ﭼ ﭽ‬ ‫ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ‬ ‫ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋﭼ(((‪ .‬وبقول‬ ‫الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬ ‫ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬ ‫ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬ ‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭼ(((‪ ،‬وقــول الله سبحانه‬ ‫وتعاىل‪ :‬ﭽﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ‬ ‫ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬ ‫ﯝﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﭼ((( وقول الله‬ ‫سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬ ‫ﭮﭼ(((‪ ،‬وقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽ ﯦ ﯧﯨ‬ ‫(( (‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬

‫سورة املائدة‪ ،‬اآلية‪.67 :‬‬ ‫سورة املائدة‪ ،‬اآلية‪.51 :‬‬ ‫سورة املائدة‪ ،‬اآلية‪.108 :‬‬ ‫سورة النحل‪ ،‬اآلية‪.90 :‬‬ ‫سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.135 :‬‬ ‫سورة املائدة‪ ،‬اآلية‪.8 :‬‬ ‫سورة املائدة‪ ،‬اآلية‪.42 :‬‬

‫‪174‬‬


‫ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬ ‫ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ‬ ‫ﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐﭼ(((‪،‬‬ ‫وقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬ ‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ‬ ‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ‬ ‫ﭬ ﭭ ﭮﭼ(((‪ ،‬وقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮱ ﯓ‬ ‫ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﭼ(((‪ ،‬ﭽﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬ ‫ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬ ‫ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﭼ(((‪ ،‬ﭽﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ‬ ‫ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉ ﰊ‬ ‫ﰋ ﰌ ﰍ ﰎﰏﰐﰑﰒﰓﰔﰕﭼ(((‪.‬‬ ‫أسأل الله يل وللجميع أن ال يجعلنا من الذين نبذوا ﭽ ﯲ‬ ‫ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﭼ((( وال من الذين ال يبينون‬ ‫للناس كتاب الله ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬ ‫ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ‬ ‫ﭼ((( ألن الدنيا مثن قليل‪ .‬وال من الذين قال الله عنهم‬ ‫ﭥ‬ ‫ﭽﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ‬

‫(( (‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬

‫سورة الشورى‪ ،‬اآلية‪.15 :‬‬ ‫سورة الحديد‪ ،‬اآلية‪.25 :‬‬ ‫سورة الحجرات‪ ،‬اآلية‪.9 :‬‬ ‫سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.58 :‬‬ ‫سورة ص‪ ،‬اآلية‪.26 :‬‬ ‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.101 :‬‬ ‫سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.187 :‬‬

‫‪175‬‬


‫ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﭼ‬ ‫وال مثل الذين قال الله عنهم ﭽﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‬ ‫ﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ‬ ‫ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖ‬ ‫ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ‬ ‫(((‬ ‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﭼ‬ ‫وال من الذين قال الله عنهم‪ :‬ﭽﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬ ‫ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ‬ ‫ﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤ‬ ‫ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ‬ ‫ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﭼ((( وال من الذين قال الله‬ ‫عنهم‪ :‬ﭽﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬ ‫ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﭼ(((‪،‬‬ ‫(((‬

‫وأسأل الله أن يجعلنا من الذين يسمعون فيستجيبون وليس من‬ ‫املوىت حيث يقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ‬ ‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭼ(((‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬أطالب القضاء يف كل حكم إدانة يصدر ضدي بالتايل‪:‬‬ ‫ً‬

‫‪ -1‬الدليل أو البينة الرشعية التي تدل عىل أن هذه التهمة املوجهة‬ ‫إ َّيل هي تهمة رشعية يعاقب عليها الرشع‪.‬‬ ‫(( (‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬

‫سورة الجمعة‪ ،‬اآلية‪.5 :‬‬ ‫سورة األعراف‪ ،‬اآليتان‪.176 - 175 :‬‬ ‫سورة البقرة‪ ،‬اآليتان‪.175 - 174 :‬‬ ‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.159 :‬‬ ‫سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.36 :‬‬

‫‪176‬‬


‫‪ -2‬الدليل أو البينة الرشعية التي تدل عىل ثبوت قيامي وارتكايب‬ ‫لهذه التهمة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الدليل أو البينة الرشعية التي تدل عىل أن هذه العقوبة ثابتة‬ ‫ملن ارتكب هذا الجرم‪ .‬كل ذلك ألن املدعي العام طلب إدانتي‬ ‫رش ًعا‪ .‬ولذا أنا أطالب بالدليل والربهان والبينة التي تثبت إدانتي‬ ‫وما ترتب عليها وفق الحكم الرشعي‪ ،‬ال وفق القوانني الوضعية‬ ‫فضل عن األقوال‬ ‫واملواد التي فصلت عىل مقاس الحاكم والحكام‪ً .‬‬ ‫املتعارضة حيث يختلف العلامء يف الحكم الرشعي وبه ال يطأمن إىل‬ ‫الحكم الرشعي وإذا مل يكن هناك دليل وبينة رشعية فليقل القضاة‬ ‫برصاحة وشجاعة إن هذا حكم وضعي وفق القانون الوضعي واملواد‬ ‫الوضعية وليس وفق الحكم الرشعي املقدس؛ ألن نسبة الحكم‬ ‫الوضعي الذي ما أنزل الله به من سلطان إىل الرشع فهو افرتاء عىل‬ ‫الله بالكذب‪ ،‬ويقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬ ‫ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﭼ(((‪ ،‬وقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮫ‬ ‫ﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗ‬ ‫ﯘ ﯙﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﭼ(((‪ ،‬وقول الله‬ ‫سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬ ‫ﮇﭼ(((‪.‬‬

‫(( ( سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.50 :‬‬ ‫((( سورة النحل‪ ،‬اآلية‪.116 :‬‬ ‫(( ( سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.94 :‬‬

‫‪177‬‬


‫‪ .24‬الحرابة وشروطها‬

‫يقول املدعي العام ً‬ ‫قائل‪ :‬الحكم عليه بحد الحرابة يف ضوء آية الحرابة يف‬ ‫سورة املائدة رقم‪.33‬‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول ‪ :‬إن آية الحرابة من اآليات املتشابهة يف تطبيقها وانطباقها عىل األفراد‬ ‫يف الخارج‪ ،‬وال يفقه تأويلها عىل مصاديقها وأفرادها إال من له رسوخ‬ ‫فضل عمن‬ ‫يف فقه آيات األحكام وليس لغريهم مهام بلغوا من علم ً‬ ‫هو جاهل بأحكام الرشيعة وليس عنده أي نصيب يف ذلك وال يجوز‬ ‫فضل عن إصدار األحكام بزعم االستناد إىل آية‬ ‫لهم الخوض يف ذلك ً‬ ‫الحرابة‪ ،‬فإن كل ذلك من املحرمات التي من يرتكبها ينتهك أهم‬ ‫الحرمات اإلنسانية وأقصد حرمة الدين وحرمة النفس يف آنٍ واحد‪.‬‬ ‫وحيث إن هيئة التحقيق واالدعاء التي ال متيز بني الفساد الوارد يف‬ ‫آية الحرابة والفساد الوارد يف آيات أخرى كام هو ظاهر من حرشها‬ ‫لتلك اآليات سابقًا يدل عىل جهلها وعدم علمها بفقه آيات األحكام‪.‬‬ ‫فالصمت خري لها من أن تنطق كف ًرا والعياذ بالله‪.‬‬ ‫ثان ًيا ‪ :‬هل تعلم هيئة التحقيق واالدعــاء العام أن آية الحرابة جاءت‬ ‫متفرعة عن قول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬ ‫ﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡ‬ ‫ﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ‬ ‫ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬ ‫ﭶﭷﭸﭹﭼ((( هذه اآلية التي جعلت للنفس‬

‫(( ( سورة املائدة‪ ،‬اآلية‪.32 :‬‬

‫‪178‬‬


‫حرمة عظيمة حيث جعلت من يقتل إنسانًا واح ًدا بغري حق كمن‬ ‫تعظيم لحرمة النفس وحق الحياة‪.‬‬ ‫قتل كل الناس أجمع وذلك‬ ‫ً‬ ‫وألن من يقتل واح ًدا بغري حق يقتل الجميع ولو متكن من ذلك‬ ‫لتحقيق شهواته نزواته وباتت حرابة‪ ،‬مام يدل عىل عمق فساده‪،‬‬ ‫وسوء معدنه‪ .‬وهل تعلم هيئة التحقيق أن الفساد يف آية الحرابة‬ ‫هو نوع واحد من أنواع متعددة من الفساد الذي ذكر يف اآلية قبلها‪.‬‬ ‫وهذا الفساد من املتشابه ال يعلمه إال الراسخون يف فقه اآليات‬ ‫مثل نوعان من أنواع الفساد التي‬ ‫حيث يعلمون أن الزنا واللواط ً‬ ‫تحل القتل إذا توفرت الرشوط الرشعية التي صدرها الرشع ليس‬ ‫كل زنا وليس كل لواط يوجب القتل‪ ،‬مع أن كل زنا وكل لواط‬ ‫فساد‪ ،‬ولكن ليس كل زنا وال كل لواط يوجب إقامة حد القتل‪.‬‬ ‫ومع شناعة ذلك الفساد بإتيان الزنا واللواط إال أنه ال يوجب القتل‬ ‫إال برشوط‪ ،‬فكيف بالفساد الذي ذكر يف اآليات التي حرشتها هيئة‬ ‫التحقيق يف الدعوى وكأنها من نوع الفساد يف آية الحرابة وما هي‬ ‫كذلك مام ينبئ عن جهل هيئة التحقيق واالدعاء العام وعدم إملامها‬ ‫بفقه اآليات‪ .‬والجاهل يلزم حدوده الرشعية ويصمت عام ال يعلم‪.‬‬ ‫وهل تعلم هيئة التحقيق واالدعاء العام أن آية تعظيم حرمة النفس‬ ‫وأقصد بها آية ‪ 32‬من سورة املائدة هي متفرعة من اآليات التي‬ ‫تحدثت عن نبأ ابني آدم التي جعلت القاتل يتحمل ويبوء بجميع‬ ‫ظلم وعدوانًا‪ ،‬وأنه من الخارسين يوم القيامة‪.‬‬ ‫إثم املقتول ً‬ ‫ثالثًا ‪ :‬هل تعلم هيئة التحقيق واالدعاء العام أن الفساد املذكور يف آية‬ ‫الحرابة من املتشابه وال يفقهه إال من يفقه آيات األحكام وأن‬ ‫آيات األحكام تعبدية ال تؤول إال بنص رشعي قاطع عن الرسول‬ ‫‪179‬‬


‫‪ .P‬وهل تعلم هيئة التحقيق واالدعاء العام أن الفساد املذكور‬ ‫يف آية الحرابة أنواع مختلفة ولكل نوع حكم يختلف عن حكم‬ ‫النوع اآلخر‪ .‬وهل تعلم هيئة التحقيق واالدعاء العام أن جميع أنواع‬ ‫الفساد يف آية الحرابة يجمعها جامع واحد وال يتحقق نوع الفساد‬ ‫إال بتحقق هذا الجامع وهو شهر السالح وال يكفي حمل السالح وال‬ ‫شهره إلخافة الناس‪ ،‬ومن دون وجود هذا الجامع ال يتحقق الفساد‬ ‫املذكور يف آية الحرابة‪ .‬وهل تعلم هيئة التحقيق واالدعاء العام أن‬ ‫من شهر السالح إلخافة الناس وقتل حكمه القتل‪ ،‬ومن مل يقتل‬ ‫ولكنه سلب املال فحكمه القطع وأما من شهر السالح إلخافة الناس‬ ‫ومل يقتل ومل يسلب مالً فحكمه النفي‪ ،‬فاختلف الحكم باختالف‬ ‫الفساد‪ .‬وهل تعلم هيئة التحقيق واالدعاء العام أن من مل يتكرر‬ ‫منه الفعل أو تكرر منه ولكنه ندم وتراجع عن فعله قبل القبض‬ ‫عليه والتمكن منه يسقط عنه حكم الحرابة وذلك برصيح اآلية التي‬ ‫تليها ونكملها حيث يقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮠﮡﮢ‬ ‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﭼ((( فهيئة‬ ‫التحقيق واالدعاء العام الجاهلة بهذه األمور كيف تتجرأ عىل الله‬ ‫وتطالب بإجراء حكم الحرابة؟‬ ‫راب ًعا ‪ :‬إن هيئة التحقيق واالدعاء العام مل ِ‬ ‫فضل عن بينة‬ ‫تأت بشاهد واحد ً‬ ‫أو دليل بأين شهرت سال ًحا الذي هو رشط من رشوط انطباق آية‬ ‫الحرابة‪ ،‬فكيف والحال هذا تطالب بإجراء حكم الحرابة مع عدم‬ ‫وجود موضوعها‪ .‬فالقضية سالبة بانتفاء موضوعها‪.‬‬ ‫(( ( سورة املائدة‪ ،‬اآلية‪.34 :‬‬

‫‪180‬‬


‫خامسا‪ :‬إذا كانت هيئة التحقيق واالدعاء العام وبأمر وزارة الداخلية‬ ‫ً‬ ‫وأجهزتها األمنية تريد أن تبث الرعب والخوف واإلرهاب بإساءة‬ ‫استخدام آيات الله وتنتهج منهج فرعون يف القتل والتنكيل حيث‬ ‫يقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝ‬ ‫ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬ ‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﭼ(((‪ ،‬يقول الله سبحانه‬ ‫وتعاىل‪ :‬ﭽﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﭼ(((‪ .‬ويقول‬ ‫الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ‬ ‫ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭼ(((‪ .‬نعم‬

‫إن تهمة الفساد تهمة جاهزة يدعيها املفسدون عىل املصلحني‬ ‫واملستضعفني‪ ،‬ليك يربروا بطشهم وطائفيتهم وقتلهم‪ .‬ولذلك مل‬ ‫ِ‬ ‫تأت هيئة التحقيق واالدعاء العام ووزارة الداخلية وأجهزتها األمنية‬ ‫بجديد يختلف عن منهج طغاة املايض والجاهلية القدمية‪ .‬فإن‬ ‫الجواب هو قول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮨﮩﮪﮫ‬

‫ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ‬ ‫ﯙﯚﭼ(((‪ .‬وقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭥﭦ‬ ‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭼ(((‪.‬‬ ‫وقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ‬ ‫ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬ ‫((( ‬ ‫(( (‬ ‫(( (‬ ‫(( (‬ ‫(( (‬

‫سورة طه‪ ،‬اآلية‪.71 :‬‬ ‫سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.127 :‬‬ ‫سورة غافر‪ ،‬اآلية‪.26 :‬‬ ‫سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.128 :‬‬ ‫سورة غافر‪ ،‬اآلية‪.27 :‬‬

‫‪181‬‬


‫ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬ ‫ﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈ‬ ‫ﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓﰔﰕ‬ ‫ﰖﰗﰘﰙﰚﰛﰜﰝﭼ(((‪.‬‬

‫ذكر املدعي العام ً‬ ‫قائل‪ :‬رقم ‪ 3‬الحكم عليه بالحد األعىل من العقوبة املقررة‬ ‫يف املادة رقم ‪ 7‬من نظام مكافحة الرشوة‪.‬‬ ‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول ‪ :‬إن القوانني يف هذه املادة والعقوبات فيها هي من القوانني واألنظمة‬ ‫التي ال يوجد مستند رشعي لها‪ ،‬فال دليل وال بينة من الرشع يدل‬ ‫عىل إجراء تلك العقوبات عىل األفعال يف حال حصولها‪ .‬نعم إنها‬ ‫قوانني وأنظمة ف ُّصلت عىل مقاس الحاكم والحكام‪ .‬وهذه املادة‬ ‫تدل عىل صحة ما قلته بعدم رشعية كثري من األنظمة والقوانني‪ ،‬وإمنا‬ ‫هي قوانني وضعية وال متت إىل الرشع بصلة وإمنا س َّنت لتحقيق ما‬ ‫يريده الحاكم‪.‬‬ ‫ثان ًيا ‪ :‬عىل فرض رشعيتها فإنها سالبة بانتفاء موضوعها‪ ،‬حيث مل يصدر‬ ‫مني منع رجال األمن من القيام بواجبهم الوظيفي بالقوة كام هي‬ ‫دعوى هيئة التحقيق واالدعاء العام‪ .‬وإثبات تلك الدعوى امللفقة‬ ‫دونها خرط القتاد‪.‬‬ ‫ثالثًا ‪ :‬إن كانت هيئة التحقيق واالدعاء العام وبأمر وزارة الداخلية وأجهزتها‬ ‫األمنية تريد أن تبث الرعب والخوف واإلرهاب واتخاذ القضاء‬ ‫((( سورة طه‪ ،‬اآليات‪.76 - 72 :‬‬

‫‪182‬‬


‫مطية تنتفع به ألفعالها اإلجرامية الجائرة وتنتهج منهج فرعون يف‬ ‫السجن والتنكيل حيث يقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮝ ﮞﮟ‬ ‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﭼ((( ومنهج امرأة عزيز مرص‬ ‫حيث يقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ‬

‫ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬ ‫ﮆ ﮇﭼ(((‪ .‬ومنهج عزيز مرص والطبقة الحاكمة والحاشية‬ ‫للحكم حيث يقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ‬ ‫ﮯﮰﮱﯓﭼ(((‪ .‬فإن الجواب كام قاله الله سبحانه‬ ‫وتعاىل‪ :‬ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬ ‫ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﭼ(((‪ ،‬وكام قال الله سبحانه وتعاىل‪:‬‬ ‫ﮨ ﮩ ﮪﭼ((( حيث اتضح وبان كذب وتزوير‬ ‫ﭽ‬

‫وتدليس وتلبيس هيئة التحقيق واالدعاء العام ووزارة الداخلية‬ ‫وأجهزتها األمنية‪ .‬وأرجو بعد بيان ووضوح ذلك أن ال يكون القضاء‬ ‫مثل الذين قال الله سبحانه وتعاىل عنهم‪ :‬ﭽﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ‬ ‫ﮯﮰﮱ ﭼ(((‪.‬‬

‫راب ًعا ‪ :‬أنا طلبت أن أحاكم وفق رشع الله وإذا أرادت هيئة التحقيق‬ ‫واالدعاء العام محاكمتي وفق القوانني الوضعية فليكن لها ذلك‪،‬‬ ‫ولكن لتعلم أن كل القوانني الوضعية ال تكتسب رشعية برشية إال‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬ ‫((( ‬

‫سورة الشعراء‪ ،‬اآلية‪.29 :‬‬ ‫سورة يوسف‪ ،‬اآلية‪.32 :‬‬ ‫سورة يوسف‪ ،‬اآلية‪.35 :‬‬ ‫سورة يوسف‪ ،‬اآلية‪.33 :‬‬ ‫سورة الشعراء‪ ،‬اآلية‪.30 :‬‬ ‫سورة يوسف‪ ،‬اآلية‪.35 :‬‬

‫‪183‬‬


‫وفق التعاقد االجتامعي والعقد االجتامعي غري موجود يف هذه البالد‬ ‫وبالتايل فهي ساقطة وغري معتربة؛ لعدم وجود العقد االجتامعي‬ ‫فضل عن عدم رشعيتها اإللهية‪.‬‬ ‫الذي تستمد منه رشعيتها البرشية‪ً ،‬‬ ‫خامسا‪ :‬إن الخلط باللصق بني الحكم الرشعي اإللهي وبني الحكم الوضعي‬ ‫ً‬ ‫البرشي مخالف للرشيعة اإللهية‪ ،‬وينبئ عن اعتقاد الخالط بقصد‬ ‫أو بغري قصد بعدم كامل الدين ونقصانه‪ ،‬وأن الدين ناقص والعياذ‬ ‫بالله‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬عىل هيئة التحقيق واالدعاء العام ووزارة الداخلية وأجهزتها األمنية‬ ‫ً‬ ‫أن يتقوا الله يف الدماء وعدم سفكها وأن يعظموا حرمة النفس وال‬ ‫يستهينوا بالقتل وال يجعلوا الدعوة إىل القتل سهلة عىل اللسان‪،‬‬ ‫فاتقوا الله يف دماء املسلمني وال تسمحوا بألسنتكم أن تلقي بطلب‬ ‫عظيم‪ ،‬يقول الله سبحانه‬ ‫القتل عىل آذان اآلخرين فإن يف القتل إمث ًا ً‬ ‫وتعاىل‪ :‬ﭽ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬ ‫ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﭼ(((‪.‬‬

‫يل من دون حكم قضايئ‪ ،‬فها‬ ‫ساب ًعا ‪ :‬القسم األعىل من العقوبة مطبق ع ّ‬ ‫أنا يف السجن وملدة مفتوحة غري محددة‪ .‬وما هذا الطلب إال من‬ ‫أجل إضفاء الرشعية عىل تجاوزات وجرائم وطغيان وزارة الداخلية‬ ‫وأجهزتها األمنية باتخاذ القضاء مطية لرشعنة أعاملها الجائرة‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام ً‬ ‫يل بالحد األعىل من العقوبة املقررة يف‬ ‫قائل‪ :‬الحكم ع َّ‬ ‫املادة رقم ‪ 6‬من نظام مكافحة جرائم املعلوماتية‪.‬‬ ‫((( سورة النور‪ ،‬اآلية‪.15 :‬‬

‫‪184‬‬


‫وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول ‪ :‬يرد عليهم بجميع النقاط التي مضت يف الرد عىل املادة رقم ‪ 7‬ما‬ ‫عدا النقطة الثانية لوجود اختالف يسري‪.‬‬ ‫ثان ًيا ‪ :‬عىل فرض رشعيتها فإنها سالبة بانتفاء موضوعها‪ ،‬حيث إن جميع‬ ‫خطبي وكلاميت املوجودة عىل الشبكة املعلوماتية من شأنها حفظ‬ ‫النظام العام والقيم الدينية وتنشئة اإلنسان الرشيد واألرسة الفاضلة‬ ‫واملجتمع الصالح‪ ،‬وترسخ القيم واملبادئ الساموية‪ .‬واملحارضات هي‬ ‫الشاهد والدليل عىل ذلك فهي موجودة يف الفضاء الخارجي وليست‬ ‫يف األقبية املظلمة إال إذا اعتربت هيئة التحقيق واالدعاء العام أن‬ ‫تربية اإلنسان الفرد واملجتمع عىل التفكري وإعامل العقل والنقد‬ ‫للفكر البرشي‪ ،‬ومحورية وحي السامء والعقل لكل رأي وموقف‪،‬‬ ‫اعتربته ميس بالنظام العام والقيم الدينية وبالتايل عىل منهج فرعون‬ ‫أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر يف األرض الفساد‪.‬‬ ‫ذكر املدعي العام ً‬ ‫قائل الحكم مبنعه من السفر‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬ويرد عليها الردود السابقة نفسها يف الجملة مع تأكيدي عىل النقطة‬ ‫السادسة حيث ّإن منعت من السفر ملدة أربع سنوات سابقًا من‬ ‫دون حكم قضايئ‪ .‬ثم منعت من السفر مرة أخرى قبل سبع سنوات‬ ‫تقري ًبا وما زلت ممنو ًعا ومن دون حكم قضايئ‪ .‬وما هذا الطلب‬ ‫هنا إال لجعل القضاء مطية تركبها وزارة الداخلية وأجهزتها األمنية‬ ‫إلضفاء الرشعية عىل مامرساتها العدوانية الجائرة ورشعنتها عرب‬ ‫إصدار الحكم القضايئ‪ .‬واملنع من السفر أيضً ا هو مفتوح غري محدد‬ ‫‪185‬‬


‫بأجل‪ .‬فالحكم القضايئ وجوده كعدمه مل يغري من الواقع شيئًا سواء‬ ‫ُحكم باملنع أو بعدم املنع‪ .‬فأنا ممنوع من السفر عىل كل حال‪.‬‬ ‫إن الذي يستحق العقوبة واملالمة ويقع عليه السبيل إمنا هو‬ ‫الظامل للناس الباقي يف األرض بغري حق‪ .‬وليس للذي يرفض البغي‬ ‫والعدوان وينترص للمظلوم كام يقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﮥ‬

‫ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ‬ ‫ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬ ‫ﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰ‬ ‫ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ‬ ‫ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊﰋ ﰌ ﰍ ﰎ‬ ‫ﰏﰐﰑﰒﰓﰔﰕﰖﰗﭑﭒ‬ ‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬ ‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ‬ ‫ﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ‬ ‫ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﭼ(((‪.‬‬

‫(( ( سورة الشورى‪ ،‬اآليات‪.46 - 39 :‬‬

‫‪186‬‬


‫‪ .25‬أطلب التالي‪...‬‬

‫وبعد هذا الرد عىل الئحة الدعوى العامة التي أقامتها هيئة التحقيق‬ ‫ظلم وجو ًرا وكذبًا وزو ًرا‪ ،‬أطلب التايل‪:‬‬ ‫يل ً‬ ‫واالدعاء العام ع ّ‬ ‫ً‬ ‫أول ‪ :‬إسقاط الدعوى لعدم مؤهلية هيئة التحقيق واالدعاء العام عىل‬ ‫فضل عن عدم أهليتها لذلك‪.‬‬ ‫إقامة دعوى عامة ً‬ ‫متهم واملتهم بريء حتى تثبت إدانته‪،‬‬ ‫ثان ًيا ‪ :‬إطالق رساحي فو ًرا ما دمت ً‬ ‫ولذا أطلب رفع العقوبة عني وإطالق رساحي إىل حني يثبت القضاء‬ ‫إدانتي رش ًعا‪.‬‬ ‫ثالثًا ‪ :‬إطالق رساح جميع املعتقلني الذين اعتقلوا بسبب الرأي أو املوقف‬ ‫السيايس أو الفكري‪ .‬وإلغاء جميع قوائم املطلوبني بسبب رأيهم أو‬ ‫موقفهم الفكري أو السيايس‪.‬‬ ‫راب ًعا ‪ :‬منع وزارة الداخلية وأجهزتها األمنية من قتل األبرياء واعتقالهم دون‬ ‫حكم قضايئ رشعي‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬إلـزام وزارة الداخلية وأجهزتها األمنية عىل حل املشاكل‬ ‫ً‬ ‫السياسية يف البالد بالطرق السلمية وعدم اللجوء إىل العنف‬ ‫والرتهيب والتخويف أو الحلول األمنية‪ ،‬وتلتزم بالطرق الرشعية‬ ‫وتقترص عليها وال تتجاوزها يف التعامل مع مختلف األزمات‬ ‫واملشاكل السياسية والفكرية‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬التزام الداخلية وأجهزتها األمنية برفع املنع من السفر لكل من ُم ِنع‬ ‫ً‬ ‫بسبب رأي أو موقف سيايس أو فكري‪ ،‬والسامح لكل املعارضني‬ ‫‪187‬‬


‫السياسيني يف الخارج بالعودة دون إجراء عهد أو تحقيق والعودة‬ ‫بـ«كرامة»‪.‬‬ ‫ساب ًعا ‪ :‬إحضار كل جلسات التحقيق املسجلة بالصوت والصورة‪ ،‬وكذلك‬ ‫الفيديو املصور أثناء اعتقايل ليك يطلع عليه وكييل والقضاة‪.‬‬ ‫ثام ًنا ‪ :‬عالنية املحاكمة ليك يحرضها أهل القانون والرشيعة العارفني‬ ‫بالحقوق الرشعية واملدنية واإلعالم الحر‪.‬‬ ‫تاس ًعا ‪ :‬عدم إجراء أي محاكمة ملعتقل‪ ،‬وإمنا يحاكم الحر املطلق من األرس‬ ‫والقيود‪.‬‬ ‫عارشا ‪ :‬إسقاط كل الدعاوى التي تقيمها هيئة التحقيق واالدعاء العام‪ ،‬وعدم‬ ‫ً‬ ‫قبول الدعاوى منها‪ .‬وبالخصوص الدعاوى الكيدية التي تنطلق من‬ ‫إرادة معاقبة األحرار الذين يتجرؤون بقول الحق ويبدون الرأي أو‬ ‫يتخذون املوقف‪.‬‬ ‫حادي عرش‪ :‬الرتكيز عىل محاكمة املتنفذين وأصحاب السلطة بد ًءا من‬ ‫األمراء مرو ًرا بالوزراء انتها ًء باملسؤولني الكبار يف الوزارات واملؤسسات‬ ‫الحكومية‪.‬‬ ‫ثاين عرش‪ :‬عىل الحكومة أن تفتح صفحة جديدة مع املجتمع‪ ،‬وتنزل من‬ ‫كربيائها وتعرتف بأخطائها وتجاوزاتها وتبادر هي بإصالح الفساد‬ ‫وإجراء التغيري‪ .‬والخطوة األوىل لذلك هي إطالق رساح كل معتقيل‬ ‫الرأي واملوقف السيايس والفكري وإلغاء قوائم املطلوبني بسبب‬ ‫رأيهم وموقفهم السيايس أو الفكري‪ .‬ورفع املنع من السفر‪ ،‬ودعوة‬ ‫املعارضني يف الخارج بالعودة الكرمية للبالد‪ ،‬والكف عن القتل‬ ‫‪188‬‬


‫واالعتقال التعسفي وعدم اللجوء إىل الحلول األمنية الجائرة‪،‬‬ ‫وتحكيم لغة الحوار والكلمة بدل لغة الكبت والرصاص‪ .‬هذا إذا‬ ‫أرادت الحكومة طول بقائها‪ ،‬وإال فإن الظلم والجور يقوضان ُعرى‬ ‫الكرايس والعروش ويقرصان من عمر امللك حيث امللك يبقى مع‬ ‫الكفر وال يبقى مع الظلم‪ .‬مع أن الحكومات مهام طال عمرها فهي‬ ‫إىل زوال‪ ،‬وتبقى املجتمعات والشعوب وتتواردها األنظمة املختلفة‪،‬‬ ‫فضل عن فناء اإلنسان حيث يخلّف كل ما جمع ويذهب إىل‬ ‫هذا ً‬ ‫حفرة الرتاب بعده‪.‬‬ ‫أخ ًريا ‪ :‬فيام يتعلق بالرد عىل األدلة والقرائن التي يستند إليها االدعاء العام‬ ‫يف إثبات دعواه ‪ :‬قبل الرد عىل ما أطلق عليه تصديق اعرتاف‬ ‫املوقوف «منر باقر أمني النمر»‪ ،‬أبدأ بالتايل‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول ‪ :‬لقد جرى التحقيق معي وتصديق االعرتافات عىل مراحل ثالث‪:‬‬ ‫املرحلة األوىل‪ :‬التحقيق املسجل بالصوت والصورة‪ ،‬وكان اثنتي‬ ‫عرشة جلسة تقري ًبا‪ ،‬عرش جلسات يف مستشفى الظهران العسكري‬ ‫وكنت مقي ًدا ومكبل اليدين ملدة أسبوعني كاملني‪ ،‬وجلستان يف‬ ‫زنزانة مستشفى قوى األمن الداخيل‪ .‬وكنت مكبل ومقيد الرجل‬ ‫اليمنى بالرسير ملدة شهرين كاملني‪ .‬هذا مع العلم أن قدمي مل‬ ‫تطأ األرض إال بعد شهرين من اإلصابة‪ .‬وكانت تستغرق جلسة‬ ‫التحقيق من الساعة ونصف إىل الساعتني تقري ًبا‪ .‬وكانت يف‬ ‫أجواء سلبية ومعزولة عن العامل الخارجي‪ ،‬وتصاحبها قسوة آالم‬ ‫وجراح اإلصابة بالطلق الناري‪ ،‬وبالخصوص الجلستني األوليني‬ ‫يف مستشفى الظهران العسكري‪ ،‬وباألخص الجلسة األوىل التي‬ ‫عقدت بعد إفاقتي مبارشة تقري ًبا حيث ما زالت آثار التخدير‬ ‫‪189‬‬


‫ومضض األمل وقسوته إىل درجة صعوبة القدرة عىل الرتكيز بل‬ ‫وصعوبة االستذكار والنطق بالكالم‪ .‬وأنا هنا أطالب القضاء بتمكني‬ ‫وكييل من االطالع عىل هذه الجلسات وتدوين ما يحتاج منها للرد‬ ‫عىل تصديق اعرتاف املوقوف‪ ،‬وعىل الئحة دعوة عامة‪.‬‬ ‫املرحلة الثانية‪ :‬التحقيق املدون يف مذكرة التوقيف وكراسة‬ ‫التحقيق‪ ،‬حيث قال املحققان هذا من أجل تدوين التحقيق‬ ‫الشفوي وتحويله إىل تحريري مكتوب‪ .‬وكان يف ثالث جلسات‪،‬‬ ‫وبدأت الجلسة األوىل بعد منتصف الليل إىل قبيل أذان الفجر‪.‬‬ ‫وهذا التوقيت يكفي ملعرفة أن التحقيق كان تحت الضغط‬ ‫فضل عن األجواء السلبية والضاغطة التي جرى فيها التحقيق‬ ‫ً‬ ‫والتصديق عىل االعرتاف يف مراحله الثالث عىل مضض‪ ،‬ومفاعيل‬ ‫األمل وقسوته ما زالت إىل يومي هذا‪ ،‬إضافة إىل أين مل أذق طعم‬ ‫قليل وألشهر تقرتب من العام‪ .‬بل وزاد الضغط يف املرحلة‬ ‫النوم إال ً‬ ‫الثانية‪ ،‬وكذا التهديد املبطن والرصيح واالستهزاء والسخرية حيث‬ ‫قليل‪ ،‬مع عدم رضا‬ ‫يقول املحقق اآلخر دعني أرى اإلجابة لنضحك ً‬ ‫املحقق باإلجابة ورفضها فيعيد السؤال مرة أخرى بصيغة أخرى‬ ‫وهكذا شفويًّا أو مكتوبًا‪ ،‬ولذا كانت بعض إجابايت هي إجابات‬ ‫لبعض ما يريده املحقق ومل تصدر بقناعة وال إرادة مني‪ ،‬كام أنه‬ ‫مل يكن تدوي ًنا للتحقيق الشفوي حقيقة وذلك لوجود أسئلة كثرية‬ ‫أصل‪ ،‬وأسئلة كثرية كانت‬ ‫فيها مل أسأل عنها يف التحقيق الشفوي ً‬ ‫يف التحقيق الشفوي مل أسأل عنها يف التحقيق املكتوب‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫أسئلة يدعي املحقق فيها إقراري بها يف التحقيق الشفوي وأنا مل‬ ‫أصل‪ ،‬وأسئلة صيغت بصياغة أخرى لتحقيق إجابة مني‬ ‫أقر بها ً‬ ‫غري التي كانت يف التحقيق الشفوي حيث كان يريدها املحقق‬ ‫‪190‬‬


‫عىل لساين أو صياغة السؤال مبط ًنا فيه تهمة بحيث تكون مجرد‬ ‫اإلجابة وكأنها إقرار بالتهمة‪.‬‬ ‫املرحلة الثالثة‪ :‬التصديق عىل االعرتافات ‪-‬والتي مل أعرتف بها‬ ‫بالواقع‪ -‬حيث قال املحقق هذه خالصة ما جرى من التحقيق‬ ‫معك‪ .‬فأعطاين إياها فقرأتها قراءة رسيعة‪ .‬فقلت له هذه إقرارات‬ ‫منسوبة إ ّيل بالجملة ويل عليها مالحظات وتعليقات كثرية؛ ألن‬ ‫أصل‪ ،‬وفيها ما هو مبتور عن سياقه مام يؤدي‬ ‫فيها ما مل أقر به ً‬ ‫إىل عكس معناه‪ ،‬وفيها تحريف لكالمي‪ .‬وأنا أوقع عليها بعد كتابة‬ ‫التعليق عليها‪ ،‬ورفض املحقق أن أكتب تعليقايت عليها‪ ،‬وقال إما‬ ‫أن توقع عليها أو توقع عىل أنك ترفض التوقيع وأن الجامعة‬ ‫مستعجلون لتقدميك للمحكمة‪ ،‬وليس لدي وقت إال ربع ساعة‪،‬‬ ‫وبعد أخذ ورد جاء بأوراق خارجية ليكتب هو تعليقايت ومل يسمح‬ ‫يل بكتابة التعليق‪ ،‬فقلت يف نفيس سنعود إىل الدوامة نفسها فيام‬ ‫بعد من البرت والتحريف‪ .‬فقلت له أعطني إياها سأوقع عليها‬ ‫وليكن ما يكن‪.‬‬ ‫ثان ًيا‪ :‬أنا أقر بأين وقعت عىل تصديق اعرتاف املوقوف‪ ،‬ولكني أنكر أن‬ ‫أصل بتلك اإلقرارات بالصيغة‬ ‫يكون ما فيها هو إقرارايت؛ ألين مل أقر ً‬ ‫والعبارة التي أعدتها هيئة التحقيق واالدعاء العام‪ .‬ولذا فهي إمالء‬ ‫من هيئة التحقيق واالدعاء العام أعدتها بعد ما خلطتها بالكذب‬ ‫والتزوير واللبس والتدليس والبرت والقطع‪ ،‬ثم طلبت مني التوقيع‬ ‫عليها عىل أنها إقرارايت‪ ،‬وال يوجد مصدر وال مرجع لهذه اإلقرارات‪،‬‬ ‫ولذا وقعت عىل ما مل أقر به تحت الضغط واإلكراه ويف أجواء‬ ‫سلبية وضاغطة‪.‬‬ ‫‪191‬‬


‫ثالثًا‪ :‬املفروض أن يكون لكل إقرار هنا مصدر ومرجع يف جلسات‬ ‫التحقيق املصورة أو املكتوبة يرجع إليه‪ .‬ولذا أنا أطلب بيان‬ ‫وإيجاد مصدر كل إقرار يعتمده القضاء إلدانتي واملقارنة بينهام‬ ‫أي ما هو يف املصدر واملرجع الذي قلته مشافهة أو دونته كتاب ًّيا‪،‬‬ ‫وما هو يف تصديق اعرتاف املوقوف الذي أعدته وأملته هيئة‬ ‫التحقيق واالدعاء العام‪ .‬وأنا هنا أؤكد عىل طلبي بتمكني وكييل‬ ‫املحامي الدكتور صادق محمد الجربان‪ ،‬واألستاذ محمد باقر النمر‬ ‫من االطالع عىل جلسات التحقيق التي جرت بالصوت والصورة‪.‬‬ ‫فضل عن املقارنة‬ ‫راب ًعا‪ :‬أنا أقطع يقي ًنا أ َّن املقارنة الرسيعة والخاطفة ً‬ ‫املتأنية واملركزة بني التحقيق املسجل بالصوت والصورة‪ ،‬والتحقيق‬ ‫يف مذكرة التوقيف وكراسة التحقيق‪ ،‬وتصديق اعرتاف املوقوف‪،‬‬ ‫والئحة الدعوى العامة‪ ،‬إن املقارنة بني هذه األمور األربعة تثبت‬ ‫بشكل قاطع ال لبس فيه وال شك وال ريب كذب وتزوير و تلبيس‬ ‫وقطع وبرت هيئة التحقيق واالدعاء العام يف دعاويها إقرارايت‪ .‬ولذا‬ ‫أنا أطالب بإحضار التحقيق املسجل بالصوت والصورة ليطلع‬ ‫عليها القضاء ويقارنوا ما فيه مع ما تدعيه هيئة التحقيق واالدعاء‬ ‫العام‪ .‬وأؤكد مرة أخرى عىل طلبي ليتمكن وكييل من االطالع عىل‬ ‫هذا التحقيق املسجل بالصوت والصورة ليك يتمكنوا من الرد عىل‬ ‫يل من إقرارات‪.‬‬ ‫ما ادعته هيئة التحقيق واالدعاء العام ع ّ‬ ‫خامسا‪ :‬إن هيئة التحقيق واالدعــاء العام أعدت إقـرارايت وقبلها‬ ‫ً‬ ‫يل عىل أساس الكذب والتزوير والتدليس والتلبيس‬ ‫الدعاوى ع َّ‬ ‫والبرت والقطع يف وضح النهار وال تخفى هذه األمور السيئة عىل‬ ‫فضل عن ذي لب‪ .‬وعليه فإن القضاء إما يرى هذه‬ ‫اإلنسان العادي ً‬ ‫‪192‬‬


‫السيئات ويعرفها وإما يجهلها وال يراها‪ ،‬فالقضاة إما يجهلون ذلك‬ ‫أو يتجاهلونه‪ ،‬ويف كلتا الحالتني يفقد أهليته ومؤهليتهم للقضاء‬ ‫ألنه مع الجهل يكون فاقد اليشء ال يعطيه‪ ،‬والناس أعداء ما‬ ‫جهلوا والقضاء منصب للفقهاء وال يرتقي سنامه الجهال‪ .‬وأما مع‬ ‫التجاهل فهو أسوأ‪ ،‬ألنهم يحولون القضاء من خيمة للعدالة التي‬ ‫أُسس القضاء من أجل بسطها إىل مطية للظلم والجور والطغيان‪،‬‬ ‫وما أسس القضاء إال من أجل اقتالع شأفتها أي أصل الظلم والجور‬ ‫والطغيان وأخواتهم وبالتايل فهم أسوأ ممن ارتكب الظلم وعمل‬ ‫باالستبداد‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬هل بعد إثبات وثبوت أن هيئة التحقيق واالدعاء العام تكذب‬ ‫ً‬ ‫وتلفق التهم عىل املتهم‪ ،‬وتقوم بالتدليس والخلط والتلبيس عىل‬ ‫القضاء إلضالله وتضليل العدالة‪ ،‬وإصدار أحكام تربر تجاوزات‬ ‫وإجرام وزارة الداخلية وأجهزتها األمنية؟ هل بعد إثبات هذا‬ ‫وثبوته يقبل القضاء دعاوى ممن هذه صفته أي الكذب والتزوير‬ ‫عىل التهم والتدليس والتلبيس عىل القضاء؟ إن قبول القضاء ممن‬ ‫يعرف أن هذه صفته‪ ،‬دعاوى عامة ال يؤدي إىل الشك يف نزاهة‬ ‫القضاء فحسب‪ ،‬بل يؤدي إىل القطع واليقني بعدم نزاهة القضاء‪،‬‬ ‫حال من املجرم‬ ‫بل إىل أنه رشيك يف الجرم والظلم‪ ،‬بل هو أسوأ ً‬ ‫والظامل‪ .‬وإذا بلغ الحال هكذا فعىل العدالة السالم‪.‬‬ ‫ساب ًعا‪ :‬سؤال للقضاء‪ :‬ما هو الحكم القضايئ الذي يستحقه املدعي‬ ‫الذي يقيم دعاوى أو دعوى فيها من الكذب والتزوير والتدليس‬ ‫والتلبيس الكثري من االعتداء عىل املتهم‪ ،‬وإضالل القضاء وتضليل‬ ‫العدالة؟ وهل تقبل منه دعوة عامة؟ وهل يعاقب عىل كذبه‬ ‫‪193‬‬


‫وتدليسه؟ وكيف تجري العقوبة عىل مؤسسة اعتبارية ال متلك‬ ‫وجو ًدا حقيقيًّا؟‬

‫ثام ًنا‪ :‬إن كث ًريا من اإلقرارات يف تصديق اعرتاف املوقوف ليست تهم‬ ‫وال جرم‪ ،‬وأغلبها وجهة نظر وتصور جرى عرضها يف التحقيق جوابًا‬ ‫ألسئلة املحقق‪ ،‬وإن ُح ِّرف الكثري منها‪ .‬ولكنها تبقى وجهة نظر‬ ‫وتصور وليس إال‪ ،‬وبعيدة عن التهمة‪.‬‬ ‫تاس ًعا‪ :‬لقد لُ ِّب َست كثري من اإلقرارات بلفظ الشيعة مع أين مل أذكر‬ ‫ذلك اللفظ إال ناد ًرا‪ ،‬وكثري ما كان اللفظ املجتمع ولكن هيئة‬ ‫التحقيق واالدعاء العام قامت بزج لفظ الشيعة وإقحامه ليك‬ ‫تصنع مادة طائفية قابلة لالشتعال‪ ،‬بل لتثري الفتنة الطائفية‬ ‫وتذكيها‪ .‬وهكذا أُ ّسست كثري من دعاويها عىل أساس طائفي إلثارة‬ ‫النعرات الطائفية وإذكائها‪.‬‬ ‫رشا‪ :‬لقد أُخذت مني توقيعات كث ًريا مل أطلع عىل محتوياتها بد ًءا‬ ‫عا ً‬ ‫من أول إفاقتي يف مستشفى الظهران العسكري‪ ،‬مرو ًرا بالزنزانة‬ ‫وأخريا يف مستشفى سجن الحائر‪ .‬وهذا‬ ‫يف مستشفى قوى األمن‪ً ،‬‬ ‫مام يفقد التوقيعات اعتباريتها‪ ،‬ويجعل التوقيع عديم الحجية‪.‬‬ ‫حادي عرش‪ :‬ستكون ردودي هي عبارة عن بيان وجهة نظري وتصوري‬ ‫الذي جرى يف التحقيق قدر ما أستطيع من تذكره واستحضاره‪،‬‬ ‫وبالتايل سأنفي ما أستذكر وأستحرض عدم إقراري به‪ ،‬وأما ما مل‬ ‫أستذكره فال ب ّد من الرجوع إىل املصدر لتثبيت إقراري‪ ،‬ومن دون‬ ‫املصدر فهو منفي بحسب األصول الرشعية والعقلية‪ .‬هذا مع‬ ‫مالحظة أن هيئة التحقيق أعدت تصديق اعرتاف املوقوف والئحة‬ ‫دعوة عامة ويف يدها الوثائق التي تستند إليها يف إعداد ذلك‪ ،‬وأما‬ ‫‪194‬‬


‫أنا فلم أُ َمكَّن من الوثائق التي ترتبط مبوضوع التهم واإلقرارات‪،‬‬ ‫وإمنا اعتمدت عىل ذاكريت التي ال ميكن يل وال لغريي يف العادة‬ ‫أن يَ ْستَ ْذكِر كل يشء وإذا استذكره أيضً ا سيواجه صعوبة الدقة‬ ‫وبالخصوص اللفظي وسبك العبارة‪.‬‬ ‫ثاين عرش‪ :‬أعيد وأؤكد طلبي بتمكني وكييل من االطالع عىل التحقيق‬ ‫املسجل بالصوت والصورة‪.‬‬ ‫‪ .26‬اإلقرارات‬

‫أقر أنا املدعو «منر باقر أمني النمر»‪ ،‬سعودي الجنسية مبوجب الهوية‬ ‫الوطنية رقم (‪ )1080470147‬وأنا بكامل قواي العقلية املعتربة‪.‬‬ ‫أقول‪« :‬ولكن من دون إرادة حرة وال اختيار حر وإمنا تحت الضغط‬ ‫واإلكراه‪ ،‬ولذلك فهي ال تعرب عن إراديت وال قناعتي»‪ ،‬مبا ييل‪:‬‬ ‫‪ -1‬مل أقل بأن هناك عدم وضوح يف كثري من القوانني يف اململكة‬ ‫مثال يتعلق بقانون‬ ‫وإمنا استشكلت عىل بعض القوانني وذكرت ً‬ ‫العقوبات‪ ،‬ومل أقل إن هناك عقوبات تعزيرية تتجاوز عقوبة الحد‪،‬‬ ‫وهذا ما يخالف منهجنا الشيعي وإمنا قلت إن منهج الشيعة يرى‬ ‫أن العقوبة التعزيرية يجب أن ال تتجاوز الحد‪ ،‬ومثال ذلك الزاين‬ ‫غري املحصن عقوبته ح ًّدا الجلد مئة جلدة ومع ذلك فقد يحكم‬ ‫عىل الشخص بعقوبة تفوق الحد يف حال ارتكب ما دون ذلك‪ ،‬لو‬ ‫جدل أين قلته فهو ليس بتهمة؛ ألنه ما هو إال وجهة نظر‬ ‫سلمت ً‬ ‫جرى بيانها أثناء التحقيق‪ .‬كام ال أذكر أين قلت إنني أعرتض عىل‬ ‫تطبيق الدولة منهج ونصوص مذهب أهل السنة والجامعة عىل‬ ‫‪195‬‬


‫الشيعة وإن كان ذلك ممك ًنا‪ .‬وهذا ليس بتهمة‪ ،‬كام مل أقل عىل‬ ‫الرغم من خالفنا معهم‪.‬‬ ‫‪ -2‬هذه وجهة نظر جرى بيانها أثناء التحقيق وليست بتهمة‪ ،‬أقر‬ ‫أن املظاهرات خرجت يف البداية للمطالبة باإلفراج عن املوقوفني‬ ‫قلت قد بدأت باملطالبة بإطالق رساح املعتقلني مبا فيهم املتهمني‬ ‫بتفجري الخرب‪ .‬واملطالبة بتوفري الحرية‪ ،‬واملطالبة بالحقوق العامة‬ ‫وغريها للمتهمني يف تفجريات الخرب‪ .‬وأنتقد تعامل الدولة مع‬ ‫من تم إيقافه من أبناء الطائفة الشيعية أو الطائفة السنية؛ ألين‬ ‫انتقدت االعتقال التعسفي عمو ًما واملوقوفني عىل ذمة تفجريات‬ ‫الخرب عام ‪1996‬م (‪1417‬ه) وأشكك يف مسؤولياتهم عن ذلك‬ ‫التفجري اإلرهايب ذلك حسب معلومايت ومل أقل «أرفض تحديد‬ ‫أشخاصا‬ ‫مصدرها»‪ ،‬وإمنا قلت أشك يف رواية الدولة؛ ألن هناك‬ ‫ً‬ ‫فضل عن كون منهج‬ ‫منهم كانوا موقوفني قبل حادثة التفجري‪ً ،‬‬ ‫القتل والتفجري ليس من منهج الشيعة وال تقره مراجعنا الدينية‪،‬‬ ‫وأن قائد تنظيم القاعدة السابق «أسامة بن الدن» أصدر بيانًا‬ ‫أعلن فيه عن مسؤولية التنظيم عن ذلك التفجري كام مل أقل «إال‬ ‫أن الدولة مل تلتفت لذلك»‪.‬‬ ‫‪ -3‬وأقر أنه عندما جرى تذكريي من قبل جهة التحقيق بأحداث‬ ‫تفجري مكة املكرمة وأن املسؤولني عنها هم من أبناء الطائفة‬ ‫الشيعية ‪ -‬حسب اعرتافاتهم التي ظهرت يف وسائل األعالم‪ -‬أنني‬ ‫ذكرت ذلك؛ ألن تلك رواية الدولة وهي غري موثوقة لدي بل‬ ‫عندي اآلن يقني بكذب وتلفيق الدولة‪ .‬كام قلت إنه ال ميكن‬ ‫‪196‬‬


‫االعتامد عىل اعرتافات متهم يظهر يف التلفاز؛ ألن اعرتافه قد يكون‬ ‫صحي ًحا وقد يكون مكر ًها‪.‬‬

‫‪ -4‬وأقر أنني أنتقد قيام الدولة بالقبض عىل أشخاص من بلدة‬ ‫العوامية متهمني بحيازة ورشاء األسلحة ولن أحدد أسامءهم‬ ‫وإبقاءهم يف السجن مدة أربع سنوات وأن مدة بقائهم يف‬ ‫خصوصا وأن حيازتهم‬ ‫السجن ال تتناسب مع ما أقدموا عليه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫لألسلحة من وجهة نظري كانت من أجل التفاخر‪ ،‬وأنها ال متثل‬ ‫أي خطورة عىل األمن ومل أقل بأن القبض عىل أولئك األشخاص‬ ‫كان السبب وراء خروج املظاهرات يف العوامية بل الذي قلته‬ ‫إن بقاء هؤالء وغريهم من املسجونني كان أحد األسباب‪ .‬والذي‬ ‫قلته هو أن أسباب املظاهرات هو الضغوط املرتاكمة التي‬ ‫يعيشها الناس بسبب مامرسات الحكومة‪ .‬وأن محور القضية هي‬ ‫املطالبة بـ«الكرامة» ورفع الظلم وإعطاء الحرية‪ ،‬ومل أقل بأن‬ ‫تعامل الدولة مع مظاهرات القطيف وإلقاء القبض عىل عدد من‬ ‫املشاركني بتلك املظاهرات كان مبالغًا فيه وأن ذلك يأيت يف سياق‬ ‫املعاملة السيئة التي تلقاها «أبناء الطائفة الشيعية» وإمنا قلت‬ ‫أهل القطيف واملجتمع‪.‬‬ ‫‪ -5‬مل أتحدث عن أهل البحرين باعتبارهم شيعة ومل أقل شيعة‬ ‫القطيف وإمنا أهل البحرين وأهل القطيف‪ ،‬كسبب الهتاممي‬ ‫مبا يحدث يف مملكة البحرين‪ .‬ومل أقل إنني ممتعض ومستاء من‬ ‫معالجة األحداث التي شهدتها؛ ألن «أبناء الطائفة الشيعية يف‬ ‫البحرين» وإمنا قلت أهل البحرين يتعرضون للمعاناة نفسها التي‬ ‫يعاين منها أهل القطيف‪ ،‬من حيث امتهان الكرامة وإهانة الرموز‪.‬‬ ‫‪197‬‬


‫وانتقدت النظام يف سوريا ومل يكن حديثي عن شيعة وإمنا عن‬ ‫مظلومني ومضطهدين يف البحرين وسوريا‪ ،‬كام كان قبل ذلك عن‬ ‫تونس ومرص واليمن وليبيا‪.‬‬ ‫‪ -6‬مل أقل بأنني كنت يف طريقي من منزيل إىل بستان (وقف) يبعد‬ ‫عن منزيل مسافة كيلو مرت تقري ًبا حيث مل أذكر هذه املسافة‪ ،‬ذلك‬ ‫أن املسافة ‪ 2‬كيلو وليس كيلو‪ ،‬ومل أقل إنني يف الطريق التقيت‬ ‫مصادفة مع إحدى الدوريات األمنية القادمة من إحدى الطرق‬ ‫الفرعية ودخلت إىل الطريق العام الذي كنت أسلكه وتجاوزتني‬ ‫أصل فواصلت‬ ‫قليل فلم أقل هذه العبارة؛ ألنها مل تتجاوزين ً‬ ‫ً‬ ‫طريقي‪ .‬مل أقل وعند محاذايت لها اقرتبت منها بطبيعة الحال‬ ‫واحتككت بالدورية من الجهة اليرسى وذلك لضيق الطريق‪ ،‬ألين‬ ‫أصل ومل يكن الطريق ضيقًا‬ ‫مل أحاذها ومل أقرتب منها ومل أحتك بها ً‬ ‫أصل‪ .‬ومل أقل إنه بعد أن قامت تلك الدورية مبتابعتي عدلت عن‬ ‫ً‬ ‫فكرة الذهاب إىل ذلك البستان خشية أن يتسبب ذلك يف إخافة‬ ‫أرسيت‪ ،‬فالذي قلته مل أرد أن تحدث مشاكل ملن هم يف البستان‪،‬‬ ‫ومل أقل بعدها قامت الدورية بصدمي من الخلف واستيقايف‬ ‫منزل فوقفت السيارة ومل أقل‬ ‫حيث مل يتم استيقايف وإمنا صدمت ً‬ ‫حاول أفراد الدورية إنزايل بالقوة إال أنني رفضت ذلك مام دفعهم‬ ‫فعل أنزلوين بالقوة‪ ،‬نعم حاولوا‬ ‫إىل إطالق النار عىل قدمي ألنهم ً‬ ‫إركايب يف الدورية بالقوة فرفضت ثم أطلقوا النار عىل فخدي ومل‬ ‫أقل عىل قدمي‪ .‬ولرياجع دفرت التحقيقات لريى الكذب الفاضح يف‬ ‫هذه الرواية امللفقة واإلقرار املكذوب‪.‬‬ ‫‪ -7‬جاء هذا الكالم يف سياق أن الدولة ال بد أن تكون دولة رعوية‬ ‫‪198‬‬


‫«كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» ألنها اآلن هي دولة‬ ‫بوليسية‪ .‬فذكر املحقق أن الدولة رعوية وجاء بشاهد عالج‬ ‫زوجتي وابتعاث أبنايئ‪ .‬وأقول هنا إن ما قاله املحقق هو منطق‬ ‫فرعون حيث يقول الله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ‬ ‫ﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋ‬ ‫ﰌﭼ((( منهج ومنطق امل ّنة‪ ،‬وأقــول هنا كام قال الله‬ ‫سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭼ(((‪،‬‬

‫والكالم بأنني ال أرغب يف تحقيق مطالب شخصية أو خدمات‬ ‫من الدولة‪ ،‬وأن ذلك من أحد مباديئ التي أؤمن بها فصحيح‪،‬‬ ‫وأما الكالم بأن ما حصل عليه أفراد عائلتي من الدولة سواء أبنايئ‬ ‫املبتعثني يف الخارج عىل حساب الدولة أو عالج زوجتي فهذا مام‬ ‫قاله املحقق ومل أقله وإمنا كان جوايب هو أنها أمور ال تخصني وإمنا‬ ‫تخص أفراد عائلتي وهم مسؤولون عن ترصفاتهم‪ ،‬ومل أقل إنه لو‬ ‫ترك الخيار يل ألرسلت أبنايئ للدراسة يف الحوزة بل قلت ابني ومل‬ ‫أقل أبنايئ حسبام أتذكر‪.‬‬ ‫‪ -8‬مل أقل جميع الخطب عن حرقة بداخيل‪ ،‬إن جميع الخطب‬ ‫والبيانات التي صدرت عني خالل األعوام املاضية ونرشت يف‬ ‫وسائل اإلعالم صدرت مبحض إراديت وعن قناعة تامة مني‪ ،‬وإنني‬ ‫لست ناد ًما عىل ذلك كونها تعرب عن حرقة بداخيل‪ ،‬نعم بعضها‬ ‫كذلك من جراء املعاملة التي أراها مهينة والتي يتلقاها أبناء‬ ‫طائفتي‪.‬‬ ‫(( ( سورة الشعراء‪ ،‬اآليتان‪.19 - 18 :‬‬ ‫((( سورة الشعراء‪ ،‬اآلية‪.22 :‬‬

‫‪199‬‬


‫ومل أقل بأنني أرفض اإلدالء بأي تفاصيل عن تلك الخطب أو‬ ‫الهدف منها أو الرسائل التي كنت أسعى لتوجيهها من خاللها‪،‬‬ ‫وأنه ما مييزين أن تلك الخطب حققت أهدافها لدى أبناء الطائفة‬ ‫ولن أحدد تلك األهداف وإمنا كان املحقق يسعى لتحميل خطبة‬ ‫تحدثت فيها عن عدم استعامل السالح إىل عكس هذا القصد‬ ‫حيث كان يريد أن يستنتج منها عىل لساين وكأين أدعو إىل اإلرهاب‪.‬‬ ‫فكان جوايب بأين لن أتحدث عن تأويل أي خطبة ولن أتحدث عام‬ ‫هو قصدي من هذه العبارة أو هذه الكلمة يف الخطبة‪ .‬وافهموها‬ ‫بظاهرها وال تح ِّملوها ما ال تحتمل‪ .‬ولن أتحدث عن النيات‪.‬‬ ‫ومل أقل إنها حققت أهدافها مع أنها كذلك حققت السلم وعدم‬ ‫العنف وعدم االنجرار إىل استعامل الرصاص من قبل الناس ر ًّدا‬ ‫عىل عنف الدولة‪.‬‬ ‫ومل يج ِر الحديث وال سئلت عن أهداف خطبي ومل أقل حققت‬ ‫أهدافها لدى أبناء الطائفة وواضح كث ًريا الرتكيز عىل ألفاظ إلثارة‬ ‫الطائفية‪ ،‬وأن املنطلق هو طائفي لخداع السنة وحشدهم ضدي‬ ‫وضد الشيعة واإليحاء لهم بأن الحراك يف القطيف حراك طائفي‬ ‫وليس حراكًا من أجل «الكرامة» والعدالة والحرية والحقوق‬ ‫املرشوعة‪ .‬ومل أقل إن من يقوم بتصويري هو شخص يُدعى ع‪ .‬م‪.‬‬ ‫وإمنا كان هذا جوابًا للمحقق حيث سأل أن ع‪ .‬م‪ .‬يصورك؟ فقلت‪:‬‬ ‫نعم‪ .‬فقال املحقق وهو الذي ينزل التصوير يف الشبكة العنكبوتية‬ ‫فقلت له‪ :‬ال وإمنا هو يقوم بالدعاء وأعامل خدماتية يف املسجد‬ ‫ومل يقم بإنزال محارضايت يف الشبكة العنكبوتية والخطب عندكم‬ ‫وافعلوا ما تريدون‪.‬‬ ‫‪200‬‬


‫‪ - 9‬ال توجد لدي عالقة وثيقة باملطلوبني عىل قامئة الـ ‪ 23‬وأنه ليس‬ ‫بوارد لدي اإلدالء بأي معلومة لجهة التحقيق عن أي شخص كان‬ ‫ولو كان عندي معلومة عنهم لن أذكرها لجهة التحقيق‪.‬‬ ‫‪ - 10‬أتابع األحداث مبحافظة القطيف وردود الفعل اتجاهها عن‬ ‫طريق شبكة االنرتنت من منزيل مستخد ًما هاتف املنزل‪ ،‬ومل أقل‬ ‫أرفض اإلفصاح عن بريدي اإللكرتوين وإمنا قلت ال يوجد عندي‬ ‫بريد إلكرتوين‪ ،‬فقال املحقق ال ميكن الدخول عىل الفيس بوك ما‬ ‫مل يكن عندك بريد إلكرتوين‪ .‬ورفضت اإلدالء بأي معلومات عن‬ ‫تلك املواقع اإللكرتونية التي أتابع من خاللها تلك األحداث والتي‬ ‫بعضها من موقعي التواصل االجتامعي «فيسبوك» و«تويرت»‬ ‫وإنني ال أملك أي حساب لتلك املواقع وأرفض اإلدالء بأي تفاصيل‬ ‫حول املواقع اإللكرتونية التي أدخلها‪.‬‬ ‫‪ - 11‬مل أقل بأنني لن أتجاوب مع أي سؤال ال أرغب باإلجابة عليه‪،‬‬ ‫وإن ذلك من معتقدي الرشعي ومن اعتدادي بنفيس وقناعتي‪،‬‬ ‫وإن الخيار يعود يل يف اإلجابة عىل ما أرغب يف أن أجيب عليه‪،‬‬ ‫وإمنا كان املحقق يسأل عن املواقع التي أدخلها وعن معلومات‬ ‫عن بعض األشخاص وعن تأويالت ملحارضايت وهكذا كان سياق‬ ‫الكالم فرفضت اإلجابة عن تلك األشياء‪ .‬فقال املحقق‪ :‬أنت هنا يف‬ ‫جلسة تحقيق ويجب أن تجيب عن كل سؤال‪ ،‬فقلت‪ :‬لن أجيب‬ ‫عن كل سؤال وإن هذا استعباد إلخ العبارة يف الجملة‪.‬‬ ‫يل قوانينه‬ ‫كام مل أقل إنه ليس هنالك نظام يستطيع أن يفرض ع ّ‬ ‫حتى ولو كان يف أي بلد يف العامل وإمنا قلت لن أخضع ألي قوانني‬ ‫يف أي بلد من العامل تناقض «الكرامة» والحرية‪ ،‬وإن إلزامي‬ ‫‪201‬‬


‫باإلجابة يعد نو ًعا من االستعباد الذي يخالف منهج «الكرامة»‬ ‫والحرية التي كفلها الله بخلقه‪ ،‬وإنني ال أخضع إال لرشع الله‬ ‫الذي كفل لإلنسان حرية االختيار حتى يف مسألة اإلميان والكفر‬ ‫ومستدلً عىل ذلك بقوله‪ :‬ﭽﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽﭼ(((‪.‬‬

‫‪ -12‬قلت إ ّن ما يحدث يف محافظة القطيف هو حراك اجتامعي‬ ‫ملطالبة الناس بحقوقهم وإ َّن املظاهرات ليست هدفًا يف ذاتها‬ ‫وإمنا وسيلة من وسائل ذلك الحراك‪ ،‬لكني مل أقل إن أهداف‬ ‫الحراك لتحقيق أهداف أبناء الطائفة الشيعية بل لتحقيق الكرامة‬ ‫واألمن‪ ،‬ومل أقل دوري يف املظاهرات بل قلت دوري يف الحراك‬ ‫كان من خالل الخطاب والكلمة‪ ،‬ومل أقل خطبي التحريضية‬ ‫التي ألقيتها عىل منربي لحث الناس عىل الخروج فلم أقل لحث‬ ‫الناس عىل الخروج‪ ،‬نعم قلت للمطالبة بحقوقهم املرشوعة‬ ‫والكرامة والعدالة والحرية واألمن واملطالبة بحقوقهم‪ ،‬كام قلت‬ ‫إن املظاهرات السلمية من وجهة نظري مباحة رش ًعا يف املذهب‬ ‫الشيعي‪ ،‬وكان هذا جوابًا يف سياق الحديث عن املظاهرات فقلت‬ ‫إنها مباحة‪ ،‬وال أذكر أنني قلت وإ َّن الدولة تعاملت مع تلك‬ ‫املظاهرات بعنف وإنها قامت بالقبض عىل املشاركني فيها فال‬ ‫أذكر أين قلت هذه العبارة وإن كان هذا هو الواقع‪.‬‬ ‫عيل ستزيد من وترية الحراك يف القطيف‬ ‫‪ -13‬مل أقل بأن عملية القبض ّ‬ ‫مبا يف ذلك املظاهرات كون ذلك سيؤجج مشاعر الناس الذين‬ ‫يتعاطفون معي وأن القطيف مجتمع متامسك وأفراده قريبون‬ ‫من بعضهم البعض وإنني فقيه ومرجع ديني وأمتتع بشخصية‬ ‫(( ( سورة الكهف‪ ،‬اآلية‪.29 :‬‬

‫‪202‬‬


‫متواضعة ج ًّدا وبسيطة وقريبة من الناس‪ .‬فلم أقل هذا الكالم‬ ‫أصل‪ ،‬وإن كان هذا هو الواقع ولكن أنا لست مبرجع ديني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ - 14‬مل أقل بأن الدولة وعىل مدى تاريخها يف معالجة قضايا «أبناء‬ ‫الطائفة الشيعية»‪ .‬حيث كان الكالم عن القطيف ومل يكن عن‬ ‫الطائفة الشيعية وإن كان الواقع كذلك‪ .‬وال أذكر أين قلت ال تقوم‬ ‫بحل املشاكل وإمنا تعتمد عىل املنطق األمني للسيطرة عليها‬ ‫وهذا منهج من وجهة نظري ال يقيض عىل جذور املشكلة وإمنا‬ ‫يسعى لتهدئتها فرتة من الزمن لتعود إىل الظهور مرة أخرى بشكلٍ‬ ‫أكرب‪ ،‬وإن كان الواقع كذلك‪ .‬كام ال أذكر أين قلت بأن األحداث‬ ‫الحالية هي األوسع انتشا ًرا واألطول مدة عىل مستوى األحداث‬ ‫التي شهدتها محافظة القطيف يف تاريخها وأن أسلوب السيطرة‬ ‫عىل املشكلة كان ينفع يف املايض‪ ،‬أما يف الوقت الحايل ومع تغيري‬ ‫الوضع اإلقليمي هذا وإن كان الواقع كذلك‪ .‬فلم يعد ذلك ممك ًنا‬ ‫وال بد من حل جذور املشكلة‪.‬‬ ‫‪ - 15‬قلت عىل الدولة أن تتحول من دولة بوليسية إىل دولة رعوية‬ ‫والباقي مل يكن الحديث فيه يف هذا املورد‪ .‬ومل أقل إن حكومة‬ ‫هذه البالد ال متارس دورها الرعوي وإمنا تكرس دورها يف التسلط‬ ‫عىل مواطنيها بشكل عام وعىل أبناء الطائفة الشيعية بشكل‬ ‫خاص‪ ،‬من خالل منعنا من مامرسة طقوسنا الدينية وأذكر منها‬ ‫عىل سبيل املثال‪ :‬منعنا من إقامة قوافل العزاء‪ ،‬أو الشهادة لإلمام‬ ‫عيل بن أيب طالب بالوالية يف األذان مام دفع أمئة املساجد يف‬ ‫العوامية يف وقت مىض إىل فصل مكربات الصوت (امليكروفون)‬ ‫أثناء ترديدها وإعادة املكرب إىل وضع التشغيل بعد االنتهاء منها‪،‬‬ ‫‪203‬‬


‫واستمر الوضع كذلك حتى قام أحد أهايل البلدة ‪-‬وأرفض ذكر‬ ‫تسجيل‬ ‫ً‬ ‫اسمه‪ -‬بوضع تسجيل صويت عىل جدار منزله‪ ،‬مل أقل‬ ‫صوت ًيا وإمنا قلت قام باألذان من منزله يردد الوالية لإلمام عيل‪،‬‬ ‫أي إن هذه الفقرة منفصلة عام قبلها‪ ،‬مام شجع األهايل وبدأ أمئة‬ ‫املساجد يعلنون تلك الشهادة أثناء األذان عرب مكربات الصوت‪.‬‬ ‫وقد ذكر هذا الكالم أثناء الحديث من عدم التزامي بالقوانني التي‬ ‫تحرم ما أحل الله‪ .‬وأن الدولة متنعنا أيضً ا من طباعة ونرش كتبنا‬ ‫أو إحضارها من خارج اململكة‪ ،‬ومتنعنا أيضً ا من بناء املساجد‬ ‫والحسينيات وبناء األرضحة عىل قبور أمئة البقيع‪ ،‬وال أذكر أين‬ ‫قلت عبارة ومتنعنا من إقامة احتفاالتنا الدينية وكذلك متنعنا من‬ ‫حقنا يف الحصول عىل الوظائف‪.‬‬ ‫‪ -16‬أما عبارة أن الدولة منعت «أبناء الطائفة الشيعية» يف األحساء‬ ‫من ترديد عبارة «أشهد أن عل ًّيا ويل الله» يف األذان فلم أقل أبناء‬ ‫الطائفة الشيعية وإين قلت منعت الشهادة بالوالية يف األحساء‪.‬‬ ‫كام مل أقل مع أنها من الشعائر املعتد بها يف أذان الشيعة‪ ،‬ومل أقل‬ ‫بتصدي أبناء القطيف ألوامر الدولة يف منع ذكر عبارة «أشهد أن‬ ‫عل ًّيا ويل الله» وأن أهايل القطيف تصدوا لذلك املنع واستمروا يف‬ ‫ترديد تلك العبارة يف أذانهم‪.‬‬ ‫‪ - 17‬مل أقل إنه ليس من حق الدولة القبض عىل أي مطلوب أمني‬ ‫يف منزله‪ .‬وإمنا قلت ليس من حق الدولة اقتحام البيوت وانتهاك‬ ‫حرمتها‪ ،‬وأن ذلك يعترب تعديًا عىل حرمة املسكن واألعراض‬ ‫وبالتايل فإن من حق ذلك الشخص الدفاع عن نفسه بأي وسيلة‬ ‫‪204‬‬


‫وقلت مرشوعة كانت وأنه عندما ُسئلت عام أرمي إليه من قويل‬ ‫»بأي وسيلة كانت» امتنعت عن اإلجابة‪.‬‬ ‫‪ - 18‬مل أقل إنني أرى قلة أهمية املحكمة الجعفرية بالقطيف وأرى‬ ‫أن أداءها يف خدمة الناس ضعيف‪ ،‬قلت إن الدولة أضعفت‬ ‫املحكمة وإن بداية ضعفها تتزامن مع تويل املدعو‪ /‬محمد الجرياين‬ ‫رئاستها يف الفرتة السابقة وإنه جرى تخفيض مستواها من محكمة‬ ‫إىل دائرة وإن ارتباطها باملحكمة العامة أدى إىل تكبيلها والحد من‬ ‫فعاليتها‪ ،‬وإن كث ًريا من أحكامها ترفضها املحكمة العامة‪ ،‬فكل هذا‬ ‫مل أقله وإمنا قلت إن الدولة قلصت صالحية املحكمة الجعفرية‬ ‫وحولتها إىل دائرة وقلت هذا من أسباب النقمة االجتامعية‪،‬‬ ‫وقلت‪ :‬لقد أهنتم الشيخ عبدالله الخنيزي حينام أقيل وهو يف‬ ‫الخارج يتعالج ومل يخرب بذلك‪ .‬وال أذكر أين قلت وإنني سبق‬ ‫أن اقرتحت أن يتم استحداث عدة أقسام تندرج تحت املحكمة‬ ‫الجعفرية عىل عدد مراجع الشيعة‪ ،‬بحيث يتم إحالة دعوى‬ ‫الشخص إىل القسم الذي ميثل مرجعه الديني‪ ،‬إال أنه مل يؤخذ‬ ‫باقرتاحي‪ .‬ومل أقل إن من حق أبناء الطائفة الشيعية أن يكون لهم‬ ‫محكمة جعفرية فاعلة تطبق عليهم أحكام مذهبهم‪ ،‬وإن كان‬ ‫هو الحق‪.‬‬ ‫‪ - 19‬مل أقل إنني أبديت امتعايض وإمنا قلت إن بعض أصحاب الرأي‬ ‫واملتصدين للعمل االجتامعي استاؤوا من إقامة مركز رشطة‬ ‫العوامية يف وسط البلدة؛ ألنه يض ّيق عىل الناس‪ .‬وإن بعض‬ ‫املتصدين للعمل االجتامعي قدموا طلبًا إىل نائب أمري الرشقية‬ ‫األمري جلوي أن يكون ذلك املبنى كلية للبنات وأنه بعد استحداث‬ ‫‪205‬‬


‫مركز رشطة العوامية وافتتاحه قبل ست سنوات تقري ًبا جرى‬ ‫دعمه بطاقم عمل مل يُرث امتعاض األهايل‪ ،‬إال أنه بعد ثالثة شهور‬ ‫تغريت إدارة املركز وتغريت املعاملة إىل معاملة سيئة أيضً ا مام‬ ‫ك ّون ردة فعل سلبية تجاه الرشطة لدى أهايل العوامية‪.‬‬ ‫‪ - 20‬قلت إن القبضة األمنية يف محافظة القطيف تزداد وإن االعتقاالت‬ ‫ولغة الرصاص التي تعتمد عليها الدولة يف السيطرة عىل أحداث‬ ‫القطيف تزيد من حجم الفجوة بني الحكومة وأبناء محافظة‬ ‫القطيف ومل أقل إن عبث بعض املتظاهرين باملمتلكات العامة‬ ‫ال يربر استخدام الدولة للقوة ضد عامة املتظاهرين‪ .‬كام قلت‬ ‫إنني أرى أن الحل بيد الدولة وأنه يجب عليها القيام بخطوات‬ ‫كبادرة حسن نية اتجاه أبناء الشعب السعودي عمو ًما بِ َ ْن فيهم‬ ‫أهايل القطيف‪ ،‬ومنها عىل سبيل املثال إطالق جميع املوقوفني‬ ‫وإنهاء قوائم املطلوبني والسامح للممنوعني من السفر مبغادرة‬ ‫البالد وإن كل قرار له إيجابيات وسلبيات وإن تلك القرارات إذا ما‬ ‫اتخذتها الدولة رغم ما تنطوي عليه من سلبيات‪ ،‬إال أن إيجابياتها‬ ‫من وجهة نظري ستكون أكرب من السلبيات كونها ستمتص حالة‬ ‫االحتقان الذي يعاين منه املجتمع‪.‬‬ ‫‪ -21‬إن الدولة إذا ما أرادت وضع حل ملشكلة القطيف فإن ذلك‬ ‫يحتم عليها وضع جدول مبطالب املحافظة‪ ،‬وإن أبناء القطيف‬ ‫يدركون أنه ليس باإلمكان أن تقوم الدولة بحل جميع مشاكلهم‬ ‫بكبسة زر‪ ،‬وإمنا هنالك مطالب تحتاج إىل حلول عاجلة ج ًدا‬ ‫وأخرى ميكن إرجاؤها إىل املستقبل يف وقت تكون الدولة لديها‬ ‫إمكانية لذلك‪ ،‬وإنه زارين بعض الشخصيات من محافظة القطيف‬ ‫‪206‬‬


‫اسم واح ًدا‪.‬‬ ‫وحينام طلب املحقق ذكر األسامء وقد ذكرت له ً‬ ‫ويف النقاش طلبوا مني دعوة الناس إىل التهدئة وعدم الخروج يف‬ ‫املظاهرات وإال‪ ،‬فقلت أنا سأكون مشاه ًدا فقط وال أستطيع أن‬ ‫أقول لشخص عنده مطالب وأغلقت األبواب عليه لتحقيق مطالبه‬ ‫وسيقول يل‪ :‬هل تستطيع أن تحقق يل مطلبي؟ وبالتايل فليس من‬ ‫حقي منعهم من الخروج يف املظاهرات واملطالبة بحقوقهم‪.‬‬ ‫‪ -22‬قلت إنه حرض ّإيل شخص من محافظة األحساء ‪-‬لن أذكر‬ ‫اسمه‪ -‬إىل املسجد الذي أقيم فيه الصالة بالعوامية قبل مقتل‬ ‫«منري امليداين» بحوايل أسبوعني تقري ًبا وأخربين بأنه من جهة‬ ‫رئيس هيئة حقوق اإلنسان األستاذ «بندر العيبان» وأخربين ذلك‬ ‫الشخص يريد مني أن أحرض إىل الرياض للمشاركة يف وضع حلول‬ ‫للمشاكل التي تعاين منها محافظة القطيف‪ ،‬فرحبت بتلك املبادرة‬ ‫وأخربته بقامئة مطالب أبناء الطائفة الشيعية بالقطيف وأنه تم‬ ‫رفعها إلمارة الرشقية وأن الحل بيد الدولة‪ ،‬ورفضت السفر إىل‬ ‫مدينة الرياض خشية أن تكون تلك محاولة الستدراجي والقبض‬ ‫عيل هناك‪ ،‬وبعد فرتة أبلغت بأنه هناك مستشارون من وزارة‬ ‫ّ‬ ‫الداخلية يرغبون يف مقابلتي ملناقشة أوضاع القطيف معي‬ ‫رصا حسبام أذكر‪ ،‬إال‬ ‫فرحبت بذلك وكان املوعد يوم الجمعة ع ً‬ ‫أنه تم قتل «منري امليداين» وبعد إلقايئ محارضة انتقدت فيها قتل‬ ‫الشهيد «امليداين» مل يأت املستشارون وغريوا رأيهم ويبدو أنهم‬ ‫قرروا عدم املجيء إىل املنطقة بعد استشهاد الشهيد «امليداين»‬ ‫وذلك لعدم مناسبة مجيئهم حينئذ‪.‬‬ ‫‪ -23‬حرض إىل منزيل املدعو «محمد املطرود»‪ ،‬رئيس اتحاد كرة اليد‬ ‫‪207‬‬


‫سابقًا‪ ،‬وأخربين أنه من طرف إمارة املنطقة الرشقية وتحدث معي‬ ‫بخصوص املظاهرات ورضورة تهدئة الناس‪ ،‬إال أنني رفضت ذلك‬ ‫مثل‪« :‬شخص‬ ‫لعدم قدريت عىل تلبية طلبات الناس ومن مطالبهم ً‬ ‫يقول أنا أخرج مظاهرات ألن أخوي معتقل تقدر تطلّع أخوي‪..‬‬ ‫آخر يقول أنا رحت وطالبت تقدر تحقق مطالبي»‪ ،‬مل أقل عبارة‬ ‫أصل‪.‬‬ ‫أحداث الشغب يف اللقاء ً‬ ‫‪ -24‬قلت إن مظاهرات يف القطيف كانت محدودة وبسيطة وأنني‬ ‫كنت أدعو الناس ودعوت املجتمع بعدم مواجهة الدولة بالسالح؛‬ ‫ألن ذلك ليس من مصلحتهم‪ ،‬إال أننا فوجئنا بالبيان الصادر عن‬ ‫وزارة الداخلية الذي يصف أحداث القطيف بأنها مؤامرة خارجية‬ ‫األمر الذي زاد حجم املشكلة اتسا ًعا‪ .‬وإنني ليس لدي معلومات‬ ‫عن حوادث إطالق النار الصادرة من املتظاهرين ضد رجال‬ ‫األمن‪ ،‬ومل أقل إن هنالك كال ًما بأن أفراد أطلقوا كام سمعت إال‬ ‫أن عددهم محدود‪ ،‬وقلت إن قوات الشغب هي التي قتلت‬ ‫الشباب‪ .‬ومل أقل عبارة أحداث الشغب‪ ،‬كام مل أقل إنني أدعو‬ ‫املتظاهرين‪.‬‬ ‫‪ -25‬عند سؤايل عن دعويت لالنفصال عن اململكة يف خطبتي التي بعد‬ ‫أحداث البقيع عام ‪1430‬ه‪ -‬قلت بأن منهجي العام مع وحدة‬ ‫األمة ومل أقل إن تلك الدعوة كانت حالة خاصة وردة فعل شاذة‬ ‫وإمنا قلت ومل تكن الخطبة إال رد فعل ملا تعرض له أهلنا يف‬ ‫املدينة‪ ،‬ومل تكن عندي قناعة باالنفصال‪ .‬وكان الهدف الضغط عىل‬ ‫الدولة من أجل إلغاء التمييز الطائفي ضد مجتمعنا‪ .‬وهي نابعة‬ ‫من حرقة يف قلبي عىل النساء واألطفال الذين امتهنت كرامتهم‬ ‫‪208‬‬


‫عندما دخلوا إىل مقربة البقيع‪ .‬ومل أقل بأن والءنا لهذا البلد لن‬ ‫يكون عىل حساب كرامتنا وأن الدولة ليست أهم من كرامتي بل‬ ‫إن «حيايت أيضً ا ليست أهم من كرامتي»‪ ،‬وأن مطالبتي باالنفصال‬ ‫كانت مرشوطة يف الخطبة بقويل «إذا حيل بيننا وبني كرامتنا» مل‬ ‫أقل هذا وإمنا قلت وحدة الوطن لن تكون عىل حساب كرامتنا‬ ‫إلخ‪ .‬كام مل أقل إال أن الحكومة السعودية قامت بتضخيم هذه‬ ‫املقولة وجعلت منها دعوة لالنفصال عن الدولة كوين قد ذكرت‬ ‫يف تلك الخطبة بأن كل الخيارات مفتوحة مبا فيها االنفصال وإن‬ ‫كان هذا هو الواقع‪.‬‬ ‫‪ -26‬مل أقل إنني يف إحدى خطبي التي تلت خطبة أحداث البقيع‬ ‫ذكرت يف حال حيل بني أبناء الطائفة الشيعية يف محافظة القطيف‬ ‫وبني كرامتهم «نقتل أو نعتقل» وأن هذا التباين يف الخطاب مع‬ ‫ما ذكرته يف خطبة أحداث البقيع بأنني لست ناد ًما عىل مطالبتي‬ ‫باالنفصال‪ ،‬وإمنا للتوضيح بأن االنفصال ليس مقصو ًدا يف ذاته‬ ‫ولكنه نتيجة حرقة وردة فعل تجاه ما حدث يف البقيع‪ ،‬وأرفض‬ ‫إعطاء تربير نربة الخطاب وإن ذلك عائ ٌد مبراجعتي لنفيس‪ ،‬وكانت‬ ‫نتيجة رد فعل سلبية من املجتمع الشيعي ضدي‪ .‬فكل هذا اإلقرار‬ ‫أصل‬ ‫ليس له وجود وهو محض افرتاء من أوله إىل آخره‪ .‬ومل أقله ً‬ ‫أصل‪.‬‬ ‫كام ال توجد عندي خطبة فيها هذا القول ً‬ ‫‪ -27‬مل أقل «إنه ليس لدي ما أضيفه لجهة التحقيق وإن األحداث‬ ‫التي شهدتها محافظة القطيف هي ردود فعل تجاه ما يتعرض‬ ‫له أبناء الطائفة الشيعية من إهانة‪ ،‬وإن التعامل مع األحداث‬ ‫يف محافظة القطيف من قبل الدولة هي ما دفعني إللقاء‬ ‫‪209‬‬


‫خطبي‪ ،‬وإنني كنت أمارس من خالل املنرب دوري ّ‬ ‫لحث الناس‬ ‫عىل املطالبة بحقوقهم وأرفض تسمية ذلك املسلك بأنه تحريض‬ ‫وإنني كنت أدعو للتحرك وبأن الناس عليهم أن يختاروا األسلوب‬ ‫الذي يتناسب مع قدراتهم وأن املظاهرات تعترب أحد أساليب‬ ‫املطالبة بالحقوق إضافة إىل كتابة املقال‪ .‬عرب أي وسيلة كانت‬ ‫وأؤكد أن املظاهرات حق مرشوع للناس وبأن الناس غري ملزمني‬ ‫بتنفيذ تعليامت الدولة مبنعها»‪.‬‬ ‫أصل عن ذلك بل كنت أنتظر‬ ‫‪ -28‬مل أقل هذا ألنه مل يسألني املحقق ً‬ ‫أصل ولو أتيحت‬ ‫هذا السؤال ألضيف‪ ،‬ولكن مل تتح يل الفرصة ً‬ ‫لذكرت الكثري املفيد‪ .‬وقد قلت املجتمع ومل أقل «أبناء الطائفة‬ ‫الشيعية»‪ .‬كام مل أقل هذا أي إللقاء خطبي‪ ،‬وإمنا كان هناك سؤال‬ ‫عن الهجوم عىل الحكومة والبحرين فكان الجواب أن كل ما جاء‬ ‫يف الخطب هو رد فعل ألفعال من قتل واعتقاالت تعسفية وظلم‬ ‫ألهلنا يف القطيف والبحرين‪ .‬ومل أقل «إنني كنت أمارس من‬ ‫خالل املنرب دوري لحث الناس عىل املطالبة بحقوقهم وأرفض‬ ‫تسمية ذلك املسلك بأنه تحريض وإنني كنت أدعو للتحرك وبأن‬ ‫الناس عليهم أن يختاروا األسلوب الذي يتناسب مع قدراتهم وأن‬ ‫املظاهرات تعترب أحد أساليب املطالبة بالحقوق إضافة إىل كتابة‬ ‫املقال» فهذا كان أجوبة لعدة أسئلة ومل يكن يف خطاب عام‪ .‬كام‬ ‫أصل‪ .‬حيث قلت مل أد ُع أبناء‬ ‫مل أقل عبارة «عرب أي وسيلة كانت» ً‬ ‫القطيف للخروج يف مظاهرات نعم دعوتهم للمطالبة بحقوقهم‬ ‫املرشوعة دون التعدي عىل الحق العام والخاص‪ .‬وقلت لن أحدد‬ ‫الوسائل؛ ألن الوسائل متعددة فكل شخص يختار الوسيلة املرشوعة‬ ‫التي تناسبه‪ .‬وقلت أنا استخدمت وسيلة الكلمة عرب الخطاب بدل‬ ‫‪210‬‬


‫لغة الرصاص وطالبت بذلك‪ .‬وحينام أرص املحقق عىل ذكر الوسائل‬ ‫قل وسائل متعددة بعي ًدا عن أنها مناسبة أو ال‪ ،‬بسبب الظروف‬ ‫املتغرية ومن تلك الوسائل ‪ -‬بعي ًدا عن نفعها أو رضرها‪ -‬مالقاة‬ ‫املسؤولني والكتابة يف الصحف واألنرتنت واملظاهرات وغريها من‬ ‫الوسائل‪ .‬وقلت بأن املظاهرات حق مرشوع للناس ومل أقل بأن‬ ‫الناس غري ملزمني بتنفيذ تعليامت الدولة مبنعها‪.‬‬ ‫‪ -29‬مل أقل إن سبب تطرقي ألحداث البحرين إلخ‪ ،..‬وإمنا كان السبب‬ ‫كام قلت هو الظلم والقتل واالعتقال التعسفي‪ .‬ولهذا السبب‬ ‫ذاته تطرقت يف املحارضات نفسها إىل الظلم والقتل الواقع يف‬ ‫كل األرس الحاكمة وكذا يف تونس وليبيا ومرص‬ ‫سوريا‪ ،‬وانتقدت ّ‬ ‫واليمن ولكن واضح من هيئة التحقيق أنها تريد الفتنة الطائفية‪.‬‬ ‫ومل أقل «إن سبب تطرقي ألحداث البحرين يف خطبي أن هناك‬ ‫ما يزيد عىل نسبة ‪ % 90‬من أبناء بلدة العوامية لديهم تداخل‬ ‫عائيل وصالت قرابة مع سكان مملكة البحرين وإن تعاطف أبناء‬ ‫بلدة العوامية مع شيعة البحرين أمر مربر بالنظر إىل العنف‬ ‫الذي تعرضوا له إثر خروجهم يف مظاهرات للمطالبة بحقوقهم»‪.‬‬ ‫وما قلته من باب املثال ودافع أكرث وليس كسبب ومل أقترص عىل‬ ‫التداخل العائيل بني أهل البحرين والعوامية‪ ،‬وإمنا قلت مع أهل‬ ‫القطيف عامة والعوامية خاصة كام مل أذكر «شيعة» وإمنا أهل‬ ‫البحرين‪.‬‬ ‫‪ -30‬مل أقل عبارة أقر بأنه بعد اإلعالن عن قامئة الـ ‪ 23‬املطلوبني عىل‬ ‫أحداث الشغب مبحافظة القطيف تردد عىل مسجد اإلمام الحسني‬ ‫الذي أؤمه ببلدة العوامية عد ٌد من أولئك املطلوبني كام مل أقل‬ ‫‪211‬‬


‫عبارة «ألداء الصالة خلفي واالستامع لخطبي»‪ .‬ومل أقل «لن أديل‬ ‫بسبب حضورهم أو ما دار بيني وبينهم»‪ ،‬وذلك ألنه ال سلطة‬ ‫يل عليهم حتى أسألهم عن سبب حضورهم‪ ،‬كام أنه مل يدر بيني‬ ‫وبينهم حديث حتى أقول لن أديل به‪ .‬وألن أسباب الحضور إىل‬ ‫املساجد متعددة وليس من حقي أن أسألهم عن سبب حضورهم‪.‬‬ ‫وأنا ما أريد أن أتكلم عن أسامء آخرين وأن ذلك ال يجوز رش ًعا‬ ‫وإن ذلك من وجهة نظري يتسبب يف إيذاء اآلخرين وإنه ليس من‬ ‫حق جهة التحقيق أن تسألني عن ذلك وإجباري عىل ذكر ما ال‬ ‫أرغب يف ذكره ألن ذلك نوع من العبودية التي أرفض اإلذعان لها‪.‬‬ ‫‪ -31‬إن صياغة البند ‪ 28‬من اإلقرار املدعى مدلسة وغري دقيقة‪ ،‬فأنا‬ ‫قلت ال أطالب بأمور شخصية ومل أقل «إنه طيلة حيايت مل يسبق‬ ‫أن طلبت أم ًرا شخص ًّيا من حكومة هذه البالد وأن ترددي عىل‬ ‫مؤسساتها كان لشأن أحتاجه وأخضع فيه للقانون كمراجعتي‬ ‫للجوازات‪ ،‬وأن الدولة ال متارس دورها يف املحافظة عىل أمن أبناء‬ ‫مجتمعي‪ ،‬وأن أبناء القطيف مهددون بالقتل واالعتقال والرضب‬ ‫واإلهانة والسب يف كل مكان»‪ ،‬ومل أقل عبارة «وأنهم ليس لهم‬ ‫قيمة لدى الدولة» كام مل أقل عبارة‪« :‬وإنني لن التزم إال بقوانني‬ ‫الدولة التي تحميني»؛ بل قلت لن ألتزم بالقوانني التي تعيق‬ ‫ومتنع حريتي وحقوقي‪ .‬وقلت أنا لست ملز ًما بكل قوانني الدولة‪،‬‬ ‫فالقوانني التي تحرم حاللً لست ملز ًما بها وملا سأل عن مثال‬ ‫ذلك‪ ،‬قلت‪ :‬مثل القوانني التي متنعنا من مامرسة شعائرنا الدينية‬ ‫وتعطيني كرامتي وتحفظ عدالتي وأمني ولكن بحكم النظام‬ ‫الدويل والحدود التي وضعها بني الدول فإنني ملزم بالعيش يف‬ ‫‪212‬‬


‫هذه البالد إال أن ذلك ال يعني االلتزام بجميع قوانني الدولة؛ ألن‬ ‫ذلك يعني نو ًعا من االستعباد الذي أرفض وال يقره حتى الشارع‬ ‫اإلسالمي‪.‬‬ ‫كبريا من أبناء محافظة القطيف‬ ‫‪ -32‬نعم قلت بأن هناك عد ًدا ً‬ ‫تصل أعدادهم إىل مئة ألف شخص خرجوا يف تشييع جنازات‬ ‫قتل املظاهرات عىل الرغم من كونهم مل يسبق لهم املشاركة‬ ‫يف املظاهرات‪ ،‬وإن خروجهم يف تشييع الجنازات هو من أجل‬ ‫إيصال رسالة للدولة مفادها رفضنا للغة الرصاص وأن مجتمعنا‬ ‫مسامل ويرفض القتل‪ .‬وقلت إنهم يقولون إن أهداف الشهداء هي‬ ‫أهدافنا‪.‬‬ ‫‪ -33‬نعم قلت بأن املظاهرات مباحة رش ًعا عند فقهاء الشيعة وليست‬ ‫واجبة أو محرمة‪ ،‬وأسأل بأي حق متنعه الدولة؟ ومبا أن املظاهرات‬ ‫مباحة رش ًعا فلامذا أمنع الناس من استخدامها يف املطالبة بحقوقهم‬ ‫وأنه ال سمع وال طاعة ملن يسلب حريتي ويسلب مني أمني ال‬ ‫أذكر أين قلت‪« :‬لن أعطي أي أمثلة عىل سلب الحرية واألمن»‪،‬‬ ‫مع العلم أين رضبت له أمثلة عن امتهان كرامة الناس عند نقاط‬ ‫مثل‪.‬‬ ‫خصوصا األمنية منها ً‬ ‫التفتيش ويف الدوائر الحكومية‬ ‫ً‬ ‫فعل هربت من رجال األمن عندما حرضوا إىل‬ ‫‪ -34‬مل أقل بأنني ً‬ ‫أصل إال بعد محاولة‬ ‫منزيل مل أقل هذا ألنهم مل يحرضوا إىل منزيل ً‬ ‫يل وإن ذلك يعد‬ ‫االختطاف وفشلوا فيها قبل عامني للقبض ع ّ‬ ‫اختطافًا يل عىل أثر خطبتي‪ ،‬عقب أحداث البقيع التي «دعيت‬ ‫لالنفصال» ومل أقل إنني دعيت إىل االنفصال وإنني لو طلب مني‬ ‫الحضور لحرضت دون الحاجة إىل السعي إىل اختطايف قبل صالة‬ ‫‪213‬‬


‫الفجر والرتصد يل‪ ،‬مل أذكر «ألي جهة أمنية»‪ .‬ومل أقل‪« :‬أنني‬ ‫عندما سألت من قبل جهة التحقيق عن املواقع التي هربت‬ ‫إليها واألشخاص الذين ساعدوين يف االختفاء ورفضت إعطاء أي‬ ‫معلومات»‪ .‬فلم اسأل إال عن املكان الذي اختفيت فيه فقط ومل‬ ‫أسأل عن أشخاص ساعدوين حيث إنه مل يساعدين أحد‪.‬‬ ‫مالحظات قبل الختام‪:‬‬ ‫‪ -1‬إن التكرار يف الردود والعبارات واأللفاظ جاء ر ًدا عىل تكرار هيئة‬ ‫التحقيق واالدعاء العام‪.‬‬ ‫‪ - 2‬لو أن القضاء أسقط الدعوى لعدم مؤهلية هيئة التحقيق واالدعاء‬ ‫يت‬ ‫العام إلقامة دعوى عامة ً‬ ‫فضل عن عدم أهليتها لذلك لَ ُك ِف ُ‬ ‫مؤونة الرد‪.‬‬ ‫‪ -3‬ولو أن القضاء عىل األقل أسقط الدعاوى التي هي ساقطة وفق‬ ‫اإلجراءات القضائية املعمول بها‪ ،‬وهذا هو املطلوب من القضاء‬ ‫فضل عن وقت وجهد اآلخرين‪ ،‬الستغنيت‬ ‫حفظًا لوقته وجهده ً‬ ‫عن كثري مام ذكر يف الردود بل الستغنيت عن األكرث‪.‬‬ ‫‪ -4‬أنا أخىش أن تنتقل عدوى هيئة التحقيق واالدعاء العام بجعل‬ ‫تهم‪ .‬فيجعل القضاء آرايئ وتصورايت‬ ‫آرايئ وتصورايت أثناء التحقيق ً‬ ‫تهم جديدة أيضً ا‪.‬‬ ‫يف الرد هنا ً‬ ‫‪ - 5‬أنا يف انتظار املحكمة الكربى التي ال ظُلم فيها والتي يقول الله‬ ‫سبحانه وتعاىل عنها‪ :‬ﭽﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ‬ ‫ﰊ ﰋ ﰌﭼ(((‪ ،‬وقوله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ‬ ‫((( سورة يس‪ ،‬اآلية‪.54 :‬‬

‫‪214‬‬


‫ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﭑ ﭒ‬ ‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭼ(((‪.‬‬

‫أسأل الله أن يهدينا إىل سواء الرصاط والصالة والسالم عىل محمد وآله‬ ‫الهداة‪.‬‬ ‫منر بن باقر بن أمني النمر‬

‫(( ( سورة غافر‪ ،‬اآليتان‪.17 - 16 :‬‬

‫‪215‬‬



‫ملحق‬



‫يف سياق مدافعته املستمرة لرفع املظامل ونيل الحقوق‪ ،‬قدم الشيخ‬ ‫النمر يف عام ‪ 1428‬ه‪2007( -‬م) عريضة للحاكم اإلداري للمنطقة الرشقية‪،‬‬ ‫استلمها بالنيابة نائبه آنذاك‪ ،‬وتعد العريضة غري مسبوقة يف رصاحتها‬ ‫وشموليتها‪ ،‬ومطالبها الجذرية‪ ،‬أثنى عليها املطلعون واملراقبون‪ ،‬وعدت‬ ‫منوذ ًجا شجا ًعا ورصي ًحا وأسلوبًا يُحتذى يف املطالبة بالحقوق‪ ،‬كان يعرف‬ ‫سلفًا أن الحكومة السعودية لن تويل اهتام ًما عمل ًيا‪ ،‬ولكنه قدمها يف سياق‬ ‫مرشوعه السيايس املتدرج‪ ،‬حتى يضع الحجة عىل هذا النظام املستبد يف‬ ‫الخطوات الالحقة من عمله السيايس‪.‬‬ ‫عريضة العزة والكرامة ‬

‫‪ó‬‬

‫ائل‪ ،‬والصالة والسالم‬ ‫الحمد لله الذي جعل الحق جليًّا ثابتًا‪ ،‬والباطل غيًّا ز ً‬ ‫عىل الذين صدعوا بالحق ونطقوا بالصدق محمد وآله الطاهرين‪.‬‬ ‫يف البدء وقبل الولوج يف موضوع املطالب أحب أن أبني بعض املقدمات‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول ‪ :‬سأتحدث برصاحة ووضوح ومن دون تقية وال مجامالت‪ ،‬ألن‬ ‫التقية موردها دفع الرضر البالغ والخوف من وقوع الجور والظلم‬ ‫لست‬ ‫يل ولذلك أنا ُ‬ ‫واالضطهاد وأنا ال أتوقع حدوث يشء من ذلك ع َّ‬ ‫‪219‬‬


‫رشع إال لدفع الرضر‬ ‫مضطَّ ًرا وال مج ًربا عىل مامرسة التقية التي مل ت ّ‬ ‫البالغ من الجور والظلم واالضطهاد‪.‬‬ ‫ثان ًيا ‪ :‬إن فن وحسن االستامع واإلصغاء أهم ‪ -‬يف موارد كثرية ‪ -‬من فن‬ ‫وحسن التحدث واإللقاء؛ ذلك ألن من األسباب الرئيسة لتوتر‬ ‫العالقة بني الحكام واملحكومني وبني اآلباء واألبناء وهكذا‪ ،..‬هو عدم‬ ‫فهم الحكام واآلباء و‪ ...‬لتفكري املحكومني واألبناء و‪ ،...‬بسبب عدم‬ ‫االستامع لهم أو االستامع من برج عاجي يفتقر إىل اإلصغاء لهم‪.‬‬ ‫ثالثًا ‪ :‬الرصاحة والحقيقة مرة وقاسية يف بدء تلقيها ولكنها حلوة وناعمة‬ ‫ومخملية ملن يتفكر فيها ويتمكن من اكتشاف املستقبل من خاللها‬ ‫وميلك زمام األمور واملبادرة دون خوف أو وجل‪.‬‬ ‫راب ًعا ‪ :‬إن القراءة العادية للخطاب كفيلة برفع اللبس والغموض والتوجسات‬ ‫واألخطاء وبالتايل معرفة األشياء عىل حقيقتها‪ ،‬برشط أن تكون هذه‬ ‫القراءة مجردة من تراكم التقارير الكاذبة أو املغلوطة ومن مخزن‬ ‫املعلومات امللتبسة أو الخاطئة ومن مطبخ التحليالت املتوجسة‬ ‫أو املتحيزة ومن الخلفية املعلوماتية املشوبة بالتوجس واألخطاء‬ ‫والتحيز والحكم املسبق‪.‬‬ ‫خامسا ‪ :‬أرجو أن تتسع الصدور للرصاحة وذكر الحقيقة ووضع النقاط عىل‬ ‫ً‬ ‫حروفها حتى ال يكون هناك دا ٍع ألصحاب القلوب الطاهرة واأللسن‬ ‫الصادقة أن ميارسوا التقية‪ ،‬وال يكون هناك مجال ألصحاب القلوب‬ ‫املريضة واأللسن امللتوية أن ميارسوا النفاق والدجل والكذب‬ ‫والتزوير والغدر‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬إن الفكر الشيعي فكر رافيض‪ ،‬أي يرفض الجور والظلم واالضطهاد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫‪220‬‬


‫ولكنه يف الوقت ذاته هو أفضل فكر قادر عىل التعايش مع جميع‬ ‫الديانات واملذاهب واألنظمة والتجمعات ألنه فكر ينشد اإلصالح‬ ‫والسلم والتآلف املجتمعي حتى ولو وقع عليه الجور والظلم وكان‬ ‫عىل حساب حقوقه ألنه فكر يرفض الفوىض والعنف والتحارب‬ ‫واالضطراب‪ ،‬حيث أسس لنا هذا النهج السلمي أمري املؤمنني عيل‬ ‫بن أيب طالب ‪ Q‬عندما أعلن وقال وهو البطل الرضغام والليث‬ ‫الحيدري‪« :‬أما والله لقد تقمصها» أي الخالفة والحكم «فالن‬ ‫وإنه ليعلم أن محيل منها محل القطب من الرحى‪ ،‬ينحدر عني‬ ‫وطويت عنها كش ًحا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فسدلت دونها ثوبًا‬ ‫ُ‬ ‫السيل وال يرقى إ ّيل الطري‪،‬‬ ‫وطفقت أرتئي بني أن أصول بيد جذاء أو أصرب عىل طخية عمياء‬ ‫ُ‬ ‫يهرم فيها الكبري‪ ،‬ويشيب فيها الصغري‪ ،‬ويكدح فيها مؤمن حتى‬ ‫يلقى ربه‪ ،‬فرأيت أن الصرب عىل هاتا أحجى‪ ،‬فصربت ويف العني‬ ‫قذى‪ ،‬ويف الحلق ش ًجا أرى ترايث نه ًبا» ولذلك علمنا وأرشدنا لتحمل‬ ‫الجور من أجل السلم األهيل واالجتامعي‪ ،‬فقال كلمته التي ما زالت‬ ‫ولن تزال تدوي يف قلوب عارفيه وتابعيه‪« :‬ألساملن ما سلمت أمور‬ ‫يل خاصة»‪.‬‬ ‫املسلمني ومل يكن من جور إال ع َّ‬ ‫وبعد تلك املقدمات أبدأ حديثي بقول الله العظيم يف محكم‬ ‫كتابه الكريم‪ :‬ﭽﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ‬

‫ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ‬ ‫ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕﭼ(((‪.‬‬

‫إننا مل نطالب وال نطالب ولن نطالب بيشء يسلب أمن البالد‬ ‫أو العباد أو يق ِّوض أركان الدولة أو يقصِّ أمدها أو يض ِّعف‬

‫(( ( سورة ص‪ ،‬اآلية‪.26 :‬‬

‫‪221‬‬


‫مؤسساتها‪ ،‬بل إن كل املطالب التي نبتغيها هي التي تحقق األمن‬ ‫واالستقرار وتثبت أركان الدولة وتطيل بقاءها وتقوي مؤسساتها‪،‬‬ ‫رشعه الله لعباده وأمر الخلفا َء من‬ ‫ألننا ال نطالب إال بالحق الذي َّ‬ ‫أنبيائه أن يحكموا به بني الناس‪ ،‬إنه الحق الذي يحقق العيش‬ ‫الكريم وحياة الكرامة التي جعلها الله لبني آدم ﭽ ﮏ ﮐ‬ ‫ﮑ ﮒﭼ((( الكرامة اإلنسانية التي ال يحق وال يجوز ألحد مهام‬ ‫سام أن يسلبها أو ينتهكها‪ ،‬بل حتى‬ ‫أويت من قوة ضاربة أو مقام ٍ‬ ‫اإلنسان نفسه ال يحق له وال يجوز له أن يتنازل عنها ألنها من‬ ‫الحقوق التي ال ميلك صاحبها الترصف بها أو فيها إال مبا يحفظها‬ ‫ويصلِّب جذورها‪ ،‬وهي حق أسمى من حق الحياة الذي ال ميلك‬ ‫أحد فيه مطلق الترصف بل هي املربر لتمسك وتشبث اإلنسان‬ ‫بالحياة والبقاء‪ ،‬بل ال قيمة لحق الحياة إال بها‪.‬‬ ‫إن هذه الكرامة التي يتطلع لها كل العقالء والرشفاء من البرش‬ ‫ميكن لإلنسان صعود مراقيها من خالل مــدارج التقوى التي‬ ‫يبلغ بها اإلنسان أرقى درجات الكرامة ﭽﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬ ‫ﮅﮆﭼ((( ولذلك أصبحت التقوى الخصلة الحميدة التي ت َ َخل َ​َق‬ ‫بها جميع األنبياء واألمئة ‪ ،R‬وأوصوا كل الوالة بالتحيل بها‬ ‫ألنها األساس الثابت الذي يحافظ عىل سالمة الحكم وثباته ومينع‬ ‫انهياره ﭽﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬ ‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ‬ ‫ﮠ ﮡ ﮢﭼ(((‪.‬‬

‫((( سورة اإلرساء‪ ،‬اآلية‪.70 :‬‬ ‫((( سورة الحجرات‪ ،‬اآلية‪.13 :‬‬ ‫((( سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.109 :‬‬

‫‪222‬‬


‫وليك يصطبغ الحكم بالتقوى التي تجلب الخري والثبات ومتنع‬ ‫االنهيار‪ ،‬ال بد من اصطباغ كل الترشيعات والنظم كبريها وصغريها‬ ‫يف كل وزارات ومؤسسات الدولة بقيمة العدالة التي هي أقرب‬ ‫سبيل لبلوغ التقوى ﭽﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ‬

‫ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ‬ ‫ﭼ(((‪.‬‬ ‫ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬

‫إن حكم العدل هو الحق الذي أمر الله نبيه داود‬ ‫الحكم به بني الناس‪ ،‬وهو األمر اإللهي الذي أ َمـ َر ُه الله لخري‬ ‫خلقه وسيد أنبيائه وأرشف رسله محمد ‪ P‬ﭽﯦ ﯧﯨ‬ ‫‪Q‬‬

‫ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬ ‫ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼﭼ(((‪ ،‬بل هو األمر اإللهي الذي‬ ‫أ َم َر الله به كل َم ْن يعتيل سدة الحكم ﭽﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬ ‫ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬ ‫ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﭼ((( وليك تكتمل مثرة العدل ال بد‬ ‫من إقامة حكم القسط بني الناس ﭽ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬ ‫ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭼ((( ومن أجل حكم القسط‬

‫أرسل الله الرسل بالدالئل الواضحة والرباهني الساطعة وأنزل‬ ‫معهم الكتب والدساتري الشاملة ورشع الله فيها أحكا ًما قضائية‬ ‫متنع الظلم وأنزل معهم ميزان العدل والقسط ليك ميارس الناس‬ ‫القسط ويقوموا به وال يظلم أح ٌد أح ًدا‪ ،‬بل أنزل قوة شديدة‬

‫(( (‬ ‫((( ‬ ‫(( (‬ ‫(( (‬

‫سورة املائدة‪ ،‬اآلية‪.8 :‬‬ ‫سورة الشورى‪ ،‬اآلية‪.15 :‬‬ ‫سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.58 :‬‬ ‫سورة املائدة‪ ،‬اآلية‪.42 :‬‬

‫‪223‬‬


‫رادعة تعاقب من يتعدى عىل حقوق الناس وقد تصل تلك‬ ‫العقوبة إىل أشدها وهي القتال والقتل‪ ،‬كل ذلك منفعة للناس‬ ‫لحياتهم وكرامتهم وأمنهم وحامية جميع حقوقهم وحفظها‬ ‫ٍ‬ ‫لتشف من غيظ‬ ‫ومنع ظلم بعضهم لبعض وليس إلشباع شهوة أو‬

‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬ ‫ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬ ‫ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭼ(((‪.‬‬

‫إذًا أهم مسؤوليتني يجب عىل الحاكم القيام بهام هام إقامة حكم‬ ‫العدل وإقامة حكم القسط‪ ،‬ألن العدل يعني انعدام الجور من قبل‬ ‫الحاكم‪ ،‬والقسط يعني انعدام الظلم من قبل الناس لبعضهم بعضً ا‪ ،‬وبإقامة‬ ‫حكم العدل وإقامة حكم القسط يستويف اإلنسان جميع حقوقه ويعيش‬ ‫حياة كرمية يف جميع األبعاد املعيشية السياسية واالقتصادية واالجتامعية‬ ‫والعقائدية والشخصية وغريها‪.‬‬ ‫وهذا يعني أن أوجب الواجبات عىل الحاكم أمران‪:‬‬ ‫األول‪ :‬أن يقيم حكم العدل فال يجور‪.‬‬ ‫الثاين‪ :‬أن يقيم حكم القسط ليك ال يظلم أح ٌد من الرعية أح ًدا آخر‪.‬‬ ‫إن إقامة العدل من قبل الحاكم‪ ،‬وإقامة القسط من قبل الحاكم والناس‪،‬‬ ‫هام الدعامتان األساسيتان لتشييد الحكم وبناء قوته وحفظ دميوميته‪ ،‬وهام‬ ‫خالصة املطالب التي ينشدها املجتمع ويتطلع إىل تحقيقها‪ ،‬وبالتايل يحقق‬ ‫النظام الرضا االجتامعي والفاعلية البناءة والحراك الرشيد واألمن املستتب‪،‬‬ ‫فإذا التزم الحكام بإقامة حكم العدل والقسط ارتفع الجور والظلم وإذا‬ ‫((( سورة الحديد‪ ،‬اآلية‪.25 :‬‬

‫‪224‬‬


‫ارتفع الجور رست سفينة النظام عىل الساحل بعي ًدا عن تالطم أمواج بحر‬ ‫الفنت واالضطرابات الهائجة‪ ،‬واستتب األمن يف جميع الشُّ عب واملجاالت‬ ‫الحياتية‪ ،‬وإذا استتب األمن منا االقتصاد وتضاعفت الرثوات واستغنى جميع‬ ‫كامل غري منقوص «إذا قام القائم حكم بالعدل‬ ‫الناس وأخذ كل إنسان حقه ً‬ ‫السبل وأخرجت األرض بركاتها و ُر َّد كل‬ ‫وارتفع يف أيامه الجور وأ ِمنت به ُّ‬ ‫حق إىل أهله»‪.‬‬ ‫من خالل هذه الديباجة اتضحت مطالبنا وهي عىل وجه اإلجامل‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول‪ :‬العدالة والقسط والحرية يف اختيار العقيدة ومامرستها وتبني‬ ‫األفكار والرؤى ومناقشتها‪( :‬العدالة والحرية العقائدية والفكرية)‪.‬‬ ‫ثان ًيا‪ :‬العدالة والقسط والحرية يف اختيار املهنة وترقي املسؤوليات يف‬ ‫جميع وأعىل أجهزة الدولة ومؤسساتها‪( :‬العدالة والحرية املهنية)‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬العدالة والقسط والحرية يف استثامر الرثوات التي أغدقها الله‬ ‫عىل هذه البالد املباركة والتنعم بها‪( :‬العدالة والحرية االقتصادية)‪.‬‬ ‫راب ًعا‪ :‬العدالة والقسط والحرية يف الرؤى والنظريات واملواقف‬ ‫واملشاركة السياسية‪( :‬العدالة والحرية السياسية)‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬العدالة والقسط والحرية يف األمور االجتامعية والشخصية‪:‬‬ ‫ً‬ ‫(العدالة والحرية االجتامعية)‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬العدالة والقسط يف أحكام القضاء والجزاء‪( :‬العدالة القضائية)‪.‬‬ ‫ً‬

‫وليك ال تبقى املطالب عامئة تغرق يف بحر العموميات سأضع بعض‬ ‫نقاط املطالب ‪-‬التي يتطلع إليها املجتمع‪ -‬عىل حروفها ليك تتبني وميكن‬ ‫قراءتها بوضوح ال لبس فيه‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪225‬‬


‫‪ -1‬التدوين واإلق ـرار دستوريًا للمذهب الشيعي‪ ،‬واالع ـراف به‪،‬‬ ‫واإلعالن عنه رسميًا‪ ،‬واالحرتام واإلنصاف له عمليًا يف جميع أجهزة‬ ‫الدولة ومؤسساتها‪.‬‬ ‫مسلم وغريه أن يعتنق املذهب الذي يرتئيه‪،‬‬ ‫‪ - 2‬يحق ألي إنسان‬ ‫ٍ‬ ‫فلكل الحق يف اختيار مذهب أهل البيت مذه ًبا له يعتقد‬ ‫ٍّ‬ ‫بأصوله وفروعه ويتع ّبد بها‪ ،‬وال يحق ألحد إكراهه عىل متذهبه أو‬ ‫إجباره عىل تركه أو ترهيبه لذلك أو منعه من مامرسة شعائره أو‬ ‫مضايقته‪.‬‬ ‫‪ -3‬إلغاء كافة القوانني والنظم والتعميامت واإلجراءات التي تتعدى‬ ‫أو تنتهك أو ت ُقيص املذهب الشيعي أو أتباعه‪.‬‬ ‫‪ -4‬استبدال جميع مناهج الدين يف املــدارس والجامعات بأحد‬ ‫الخيارات التالية‪:‬‬ ‫أ‪ .‬وضع منهج دين مو ّحد يُقترص فيه عىل املشرتكات بني املذاهب‬ ‫وال تد ّون فيه أي مسألة خالفية بني املذاهب‪ ،‬وهذا أنسب‬ ‫الخيارات وسرييض الجميع ما عدا أصحاب العقلية االقصائية‬ ‫واإللغاء بقوة السلطة أو السالح‪ ،‬والعجز عن مقارعة الدليل‬ ‫بالدليل والربهان بالربهان‪.‬‬ ‫ب‪ .‬وضع مناهج لكل مذهب واملتعلم هو الذي يختار املنهج إن‬ ‫كان بالغًا أو وليه إن مل يبلغ‪.‬‬ ‫ج‪ .‬وضع املناهج حسب الغالبية السكانية‪ ،‬وهذا يعني تدريس‬ ‫املنهج الشيعي يف القطيف وما شابهها‪.‬‬ ‫‪226‬‬


‫د‪ .‬وضع املناهج حسب الغالبية من طلبة املدرسة وهذا يعني‬ ‫تدريس املنهج الشيعي يف أغلب مدارس القطيف وما شابهها‪.‬‬ ‫‪ - 5‬بناء أرضحة أمئة البقيع ‪ R‬يف املدينة املنورة مبا يتناسب‬ ‫ومقامهم السامي‪ ،‬لتكون مزارات ومشاهد مرشفة كام هي بقية‬ ‫املزارات واملشاهد لألمئة ‪ R‬يف إيران والعراق‪ ،‬بل يجب عىل‬ ‫الدولة التكفل بجميع تكاليف التشييد والبناء‪ ،‬ج ًربا ملا مىض منها‬ ‫خطأً وخطيئ ًة حينام انساقت وانجرت لضغوط رشذمة من أتباع‬ ‫مذهب واحد وسمحت لها بهدم القبب الطاهرة الذي أحدث‬ ‫فضل عن‬ ‫جر ًحا نازفًا يف قلب كل املحبني ألهل البيت ‪ً R‬‬ ‫الشيعة املوالني لهم‪ ،‬ال يندمل مهام تطاولت األيام والسنني‬ ‫والدهور إال بإعادة تشييده وبنائه أحسن مام كان‪ ،‬وهذه الرشذمة‬ ‫فضل عن بقية املذاهب اإلسالمية‬ ‫ال متثل عقيدة هذا املذهب ً‬ ‫األخرى التي تختلف معها بالرأي واملوقف والسلوك‪ ،‬وال أدل عىل‬ ‫ذلك من موقف هذه املذاهب من هذه الرشذمة ومامنعتها هدم‬ ‫قرب الرسول ‪.P‬‬ ‫‪ -6‬اإلجازة لبناء الحوزات والكليات واملعاهد الدينية التي ت ُدرس‬ ‫العلوم واملعارف اإلسالمية املستوحاة من القرآن وروايات الرسول‬ ‫وأهل بيته ‪ ،R‬كام هو الحال يف العراق وإيران وسوريا ولبنان‬ ‫وغريها من دول العامل اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪ - 7‬االستقالل الكامل للمحاكم الجعفرية عن املحاكم الرشعية الكربى‪،‬‬ ‫ومنعها عن التدخل يف أي شأن من شؤون القضاء الشيعي‪،‬‬ ‫وتوسيع صالحية القضاة الشيعة يف محاكمهم بقدر ما يتطلبه‬ ‫‪227‬‬


‫املنصب القضايئ للحكم والفصل بني الناس‪ ،‬ومتطلباتهم وشؤونهم‬ ‫الرشعية‪.‬‬ ‫‪ - 8‬السامح بتشكيل مجلس للعلامء الشيعة تحت مسمى (مجلس‬ ‫فقهاء أهل البيت) يدخل يف عضويته فقط كل من بلغ درجة‬ ‫الفقاهة (االجتهاد) ومهمته توجيه وترشيد وتطوير كل‬ ‫الخصوصيات والشؤون الشيعية ويسعى لتلبية حاجياتهم‬ ‫مستقل وبعي ًدا عن التدخالت الخارجية‬ ‫ً‬ ‫الرشعية‪ ،‬وال بد أن يكون‬ ‫أو الداخلية‪.‬‬ ‫‪ -9‬اإلجازة لبناء املساجد والحسينيات واملراكز واملؤسسات الدينية‪،‬‬ ‫وإزالة كل املوانع والعقبات التي متنع أو تعطل أو تعيق أو تؤخر‬ ‫أو تعقد مسائل البناء‪.‬‬ ‫‪ -10‬السامح للناس مبامرسة جميع شعائرهم الدينية‪.‬‬ ‫‪ -11‬إعطاء الشيعة حصة منصفة تتناسب ونسبتهم وكفاءتهم لبيان‬ ‫األمور الدينية يف اإلعالم الرسمي بجميع أنواعه‪.‬‬ ‫‪ -12‬إعطاء الشيعة حصة منصفة تتناسب ونسبتهم وكفاءتهم يف‬ ‫إمامة الصالة يف املسجد امليك واملسجد النبوي‪.‬‬ ‫‪ -13‬فسح املجال للكتاب الشيعي بالدخول من الخارج والطباعة يف‬ ‫الداخل‪.‬‬ ‫‪ -14‬إعطاء الشيعة حصة منصفة تتناسب ونسبتهم وكفاءتهم يف‬ ‫املؤسسات التي ترشف عليها الدولة مثل رابطة العامل اإلسالمي‬ ‫وكذا أخواتها األخرى‪.‬‬ ‫‪228‬‬


‫‪ -15‬إعطاء الشيعة حصة منصفة تتناسب ونسبتهم وكفاءتهم يف‬ ‫ارتقاء املناصب العليا يف الدولة مثل الوزراء وعضوية مجلس‬ ‫الشورى والسلك الدبلومايس‪.‬‬ ‫‪ -16‬إعطاء الشيعة حصة منصفة تتناسب ونسبتهم وكفاءتهم يف إدارة‬ ‫تعليم البنات بد ًءا مبديرة مدرسة فام فوق‪.‬‬ ‫‪ -17‬إعطاء الشيعة حصة منصفة تتناسب ونسبتهم وكفاءتهم يف‬ ‫إدارة وارتقاء املناصب العليا يف رشكة أرامكو وغريها من الرشكات‬ ‫العائدة للدولة‪.‬‬ ‫‪ -18‬إعطاء الشيعة حصة منصفة تتناسب ونسبتهم وكفاءتهم يف فرص‬ ‫العمل وإدارته يف جميع أجهزة الدولة ومرافقها ومؤسساتها‪.‬‬ ‫‪ -19‬بناء مدينة جامعية يف القطيف شاملة لكل التخصصات املهمة‬ ‫والرضورية التي يحتاج إليها الناس وسوق العمل ‪ ،‬وتستوعب‬ ‫جميع الخريجني والخريجات من املرحلة الثانوية حتى الذين‬ ‫تجاوز بهم العمر أو زمن التخرج‪.‬‬ ‫‪ -20‬إعادة جميع املوظفني والعامل الذين فصلوا من أعاملهم بسبب‬ ‫االعتقال يف عام ‪1400‬ه‪ -‬وما بعده‪ ،‬واسرتداد حقوقهم وتعويضهم‬ ‫معنويًا وماديًا ج ًربا ملا مىض وتحسي ًنا ملا سيأيت ولتمكينهم من بناء‬ ‫حياة كرمية‪.‬‬ ‫‪ -21‬إطالق رساح جميع املعتقلني السياسيني وبالخصوص الذين طال‬ ‫عليهم األمد يف غياهب السجون‪ ،‬فإنهم وأوالدهم وزوجاتهم‬ ‫وآباؤهم وأمهاتهم وجميع أهاليهم واملجتمع ينتظرون اليوم الذي‬ ‫‪229‬‬


‫يفك قيد السجان من معصمهم ويلتئم شملهم ويعودون ملامرسة‬ ‫حياتهم الطبيعية الكرمية‪.‬‬ ‫‪ -22‬حل مشكلة البطالة الوهمية وتوظيف جميع الخرجني من‬ ‫فضل عن الجامعة برواتب مجزية متكن صاحبها من‬ ‫الثانوية ً‬ ‫العيش الكريم بد ًءا من الزواج وبناء أرسة فاضلة وبناء بيت‬ ‫سكني ختا ًما بالوفرة والرفاه املادي‪ ،‬وتحديد أقىص ساعات العمل‬ ‫وأدىن األجور لكل مستوى علمي ومهني وعميل حتى ال يَستغل‬ ‫الناس التي تسعى لتوفري لقمة العيش الحالل ولو‬ ‫ُ‬ ‫أرباب العملِ َ‬ ‫بشق األنفس‪.‬‬ ‫‪ -23‬فرز األمور والقضايا عن بعضها وعدم التعامل معها بشكل‬ ‫أمني دامئًا فهناك الكثري من القضايا ال ربط لها بالجانب األمني‪،‬‬ ‫ولكن عندما تسيس ويتعامل معها من منطلق أمني تفرز مشاكل‬ ‫وأزمات ما كانت تحدث لو مل يتعامل معها أمن ًّيا‪.‬‬ ‫‪ -24‬أن تقف الدولة عىل مسافة واحدة من جميع فئات املجتمع‬ ‫ومذاهبه وأن ال تنحاز لفئة من مذهب واحد وتستعدي بقية‬ ‫الفئات واملذاهب إرضاء لهذه الفئة عىل حساب الفئات واملذاهب‬ ‫األخرى‪ ،‬وبالتايل تحجم نفسها يف عنق زجاجتها الضيقة‪.‬‬ ‫‪ -25‬إيجاد مؤسسة أهلية وحكومية لسامع مظامل الناس وشكاويهم‬ ‫التي تقع عليهم من قبل املسؤولني أو املوظفني يف أجهزة الدولة‪،‬‬ ‫والسعي الحثيث إلنصاف املظلوم‪ ،‬ومجازاة املعتدي‪ ،‬ويُفضّ ل أن‬ ‫يكون موقعها يف اإلمارة وتعيِّ الدولة بعض أعضائها الذين تثق بهم‬ ‫وتعتمد أقوالهم ويختار خيار الناس خيا ًرا منهم بعدد ما تعينهم‬ ‫الدولة ويتفرع عن هذه املؤسسة لجنة يف كل بلدة أعضاؤها من‬ ‫‪230‬‬


‫خيار الناس‪ ،‬فالناس الذين وقع عليهم الظلم يتوجهون إىل اللجنة‬ ‫يف بلدتهم واللجنة تتوجه للمؤسسة يف اإلمارة واملؤسسة تتوجه‬ ‫إىل الجهة املعنية بكل شكوى تصل إليها‪.‬‬ ‫ويف الختام أسأل الله العظيم أن يُزيك قلوبنا ويُطهر ألسنتنا ويُؤلف‬ ‫بيننا ويجمع شملنا ويخذل عدونا وينرص كلمتنا ‪ -‬كلمة التوحيد الخالص ‪-‬‬

‫ﭽﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ‬ ‫ﰆﰇﰈﭼ(((وصىل الله عىل محمد وآله الطاهرين‪.‬‬

‫منر باقر النمر‬ ‫‪1428-07-03‬ه‪-‬‬ ‫‪ 2007-07-18‬م‬

‫((( سورة الصافات‪ ،‬اآليات‪.182 - 180 :‬‬

‫‪231‬‬



‫فهرس اآليات‬

‫سورة البقرة‬

‫اآلية‬

‫ﭽﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﭼ‬ ‫ﭽﯔﯕﯖﭼ‬ ‫ﭽﮥﮦﮧﮨﮩ‪ ...‬ﯚﯛﭼ‬ ‫ﭽﮠﮡﮢﮣﮤﮥ ‪ ...‬ﯔ‬ ‫ﯕﭼ‬ ‫ﭽﮨﮩﮪﮫﮬﮭ‪ ...‬ﯱﯲ ‪175-174‬‬ ‫ﯳﭼ‬ ‫ﭽﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ ‪179‬‬ ‫ﯛﭼ‬ ‫ﭽﭯﭰﭱﭲﭳ ‪ ...‬ﮝ‬ ‫‪206-204‬‬ ‫ﮞﭼ‬ ‫ﭽﮠ ﮡﮢﮣﮤﮥ‬ ‫‪207‬‬ ‫ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﭼ‬

‫سورة آل عمران‬

‫ﭽﮗﮘﮙﮚﮛﮜ‪ ...‬ﯧﯨ‬ ‫ﯩﭼ‬ ‫ﭽﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨ‪...‬‬ ‫ﯵﯶﯷﯸﭼ‬ ‫ﭽﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ ‪ ...‬ﮗﮘ‬ ‫ﮙﭼ‬ ‫‪233‬‬

‫‪101‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪159‬‬

‫الصفحة‬ ‫‪175‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪159‬‬ ‫‪56‬‬

‫‪7‬‬

‫‪79‬‬

‫‪61‬‬

‫‪59‬‬

‫‪80 -79‬‬

‫‪81‬‬


‫ﭽ ﭽﭾ ﭿﮀ ﮁﮂﮃ ﮄﮅ‬ ‫ﮆﮇﭼ‬ ‫ﭽﯖﯗﯘﯙﯚﯛ‪ ...‬ﯭﯮ‬ ‫ﯯﭼ‬ ‫ﭽﭝﭞﭟﭠ‪ ...‬ﭰﭱﭲ‬ ‫ﭳﭴﭵﭼ‬ ‫ﭽﭑﭒﭓﭔﭕ ‪ ..‬ﭤﭥﭦﭼ‬

‫سورة النساء‬

‫ﭽﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝ‪ ..‬ﯘ‬ ‫ﯙﭼ‬ ‫ﭽﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼ‪ ..‬ﮄﮅﭼ‬ ‫ﭽﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ‬ ‫ﯳﭼ‬ ‫ﭽﯙﯚﯛﯜﯝ‪ ...‬ﯲﯳﭼ‬ ‫ﭽﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﭼ‬ ‫ﭽﰀﰁﰂﰃﰄ‪ ...‬ﰑﰒﭼ‬ ‫ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗ‪ ...‬ﭭ‬ ‫ﭮﭼ‬ ‫ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭼ‬ ‫ﭽﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇﮈﭼ‬ ‫ﭽﮊﮋﮌﮍﮎ‪ ...‬ﮧﮨﮩﭼ‬

‫‪234‬‬

‫اآلية‬ ‫‪94‬‬

‫الصفحة‬ ‫‪177‬‬

‫‪140‬‬

‫‪136‬‬

‫‪154‬‬

‫‪57‬‬

‫‪187‬‬

‫‪175‬‬

‫‪36‬‬

‫‪83‬‬

‫‪40‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪68‬‬ ‫‪177‬‬

‫‪58‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪60‬‬

‫‪223 ،175‬‬ ‫‪78 ،77 ،47‬‬ ‫‪78 ،48‬‬ ‫‪87‬‬

‫‪80‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪83‬‬

‫‪٧٨‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪79‬‬


‫ﭽﮓﮔﮕﮖ‪ ...‬ﮡ‬ ‫ﮢﭼ‬ ‫ﭽﮪﮫﮬﮭﮮ‪ ...‬ﯴﯵ‬ ‫ﯶﯷﭼ‬ ‫ﭽﭒﭓﭔﭕﭖ‪ ...‬ﭸﭹﭼ‬

‫سورة المائدة‬

‫اآلية‬ ‫‪93‬‬

‫الصفحة‬ ‫‪140 ،54‬‬

‫‪53‬‬

‫‪54‬‬

‫‪135‬‬

‫‪174‬‬

‫ﭽﮨﮩﮪﮫﮬ‪ ...‬ﯥ‬ ‫ﯦﭼ‬ ‫‪178 ،54‬‬ ‫ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗ‪ ...‬ﭷﭸ ‪32‬‬ ‫ﭹﭼ‬ ‫‪158‬‬ ‫ﭽﭻﭼﭽﭾﭿ‪ ...‬ﮝﮞﭼ ‪33‬‬ ‫ﭽﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ‬ ‫‪180‬‬ ‫‪34‬‬ ‫ﮪﮫﮬﮭﭼ‬ ‫ﭽﮯﮰﮱﯓﯔ‪ ...‬ﯛ‬ ‫‪123‬‬ ‫‪35‬‬ ‫ﯜﭼ‬ ‫ﭽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇ ‪172 ،170 50‬‬ ‫ﰈﭼ‬ ‫ﭽﭦﭧﭨﭩ ﭪﭼ‬ ‫‪174‬‬ ‫‪51‬‬ ‫ﭽﯥﯦﯧﯨ‪ ...‬ﯹﯺﯻﯼﯽﭼ ‪78 ،59 56 -55‬‬ ‫ﭽﮐﮑﮒﮓﮔﭼ‬ ‫‪173‬‬ ‫‪67‬‬ ‫ﭽﰆﰇ ﰈﰉ ﰊﭼ‬ ‫‪173‬‬ ‫‪108‬‬ ‫ﭽﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ‬ ‫‪223 ،174 42‬‬ ‫ﭭ ﭮﭼ‬ ‫‪235‬‬

‫‪8‬‬

‫‪223 ،174‬‬


‫سورة األنعام‬

‫اآلية‬

‫الصفحة‬

‫ﭽ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﭼ‬ ‫ﭽﯮﯯﯰ ﯱﯲ ﯳﯴﯵ‬ ‫ﯶﭼ‬ ‫ﭽﮒﮓﮔﮕﮖ‪ ...‬ﮋ ‪172 ،91 153 -150‬‬ ‫ﮌﭼ‬ ‫‪84‬‬ ‫ﭽﮱﯓﯔﯕﯖﯗ‪ ...‬ﰁﰂﭼ ‪151‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪166‬‬ ‫ﭽﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ‪ ...‬ﭜﭼ‬

‫‪38‬‬ ‫‪43‬‬

‫سورة األعراف‬

‫ﭽﭡﭢﭣﭤﭥﭦ‪ ...‬ﭭﭮﭯﭼ ‪78‬‬ ‫ﭽﮫﮬﮭﮮﮯ‪ ...‬ﰆ ‪30-28‬‬

‫ﰇﰈﭼ‬ ‫ﭽﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩ‪ ...‬ﮚﮛﮜﭼ‬ ‫ﭽﯓ ﯔﯕ ﯖﯗﯘ ﭼ‬ ‫ﭽﮋﮌﮍﮎﮏ ﮐ‬ ‫ﮑﮒﭼ‬ ‫ﭽﮢ ﮣﮤﮥﮦﭼ‬ ‫ﭽﮨﮩﮪﮫ‪ ...‬ﯙ‬ ‫ﯚﭼ‬ ‫ﭽﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‪ ...‬ﯩ‬ ‫ﯪﭼ‬

‫‪236‬‬

‫‪88‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪171 ،80‬‬ ‫‪171‬‬

‫‪33 -32‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪157‬‬

‫‪171‬‬ ‫‪159‬‬ ‫‪90‬‬

‫‪127‬‬ ‫‪128‬‬

‫‪181‬‬ ‫‪181‬‬

‫‪176 ،127 176 -175‬‬


‫سورة األنفال‬

‫ﭽﭴﭵﭶ ﭷﭸﭹﭺﭻ‬ ‫ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﭼ‬

‫سورة التوبة‬

‫ﭽﯘﯙﯚ‪ ...‬ﯯ‬ ‫ﯰﭼ‬

‫ﭽﭱﭲﭳﭴﭵ‪ ...‬ﮋ‬ ‫ﮌﮍﭼ‬

‫اآلية‬

‫الصفحة‬

‫‪48‬‬

‫‪53‬‬

‫‪31‬‬

‫‪82‬‬

‫‪34‬‬

‫‪127‬‬

‫ﭽﭑﭒﭓﭔ‪ ...‬ﭜﭝﭼ ‪66-73‬‬ ‫ﭽﮇﮈﮉﮊﮋ‪ ..‬ﮟﮠ‬ ‫‪109‬‬

‫ﮡ ﮢﭼ‬

‫ﭽﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾ‬ ‫ﯿﰀﭼ‬ ‫ﭽﮈﮉﮊﮋﮌﮍﭼ‬

‫سورة يونس‬

‫ﭽﭥﭦﭧﭨﭩﭪ‪ ...‬ﮃﮄﭼ‬ ‫ﭽﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ‪...‬‬ ‫ﯤ ﯥﯦﭼ‬

‫سورة يوسف‬

‫ﭽﭳﭴﭵﭶﭷﭸ‪ ...‬ﮆﮇﭼ‬ ‫‪237‬‬

‫‪123 ،68‬‬ ‫‪222‬‬

‫‪111‬‬

‫‪56‬‬

‫‪120‬‬

‫‪57‬‬

‫‪35‬‬ ‫‪60-59‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪136‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪183‬‬


‫اآلية‬ ‫ﭽﮉﮊﮋﮌﮍ‪ ...‬ﮘﮙﮚﭼ‬ ‫‪33‬‬ ‫ﭽﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﭼ ‪35‬‬ ‫سورة النحل‬

‫ﭽﭻﭼﭽﭾﭿ‪ ..‬ﮊ‬ ‫ﮋﭼ‬ ‫ﭽﮫﮬﮭﮮﮯ‪ ...‬ﯡﯢﭼ‬ ‫ﭽﮏﮐ ﮑﮒﭼ‬

‫سورة اإلسراء‬ ‫سورة الكهف‬

‫ﭽﭑﭒﭓﭔ‪ ...‬ﭱ‬ ‫ﭲﭳﭼ‬ ‫ﭽﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭼ‬

‫سورة طه‬

‫ﭽﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ‪ ...‬ﮮﮯﭼ‬ ‫ﭽﯩﯪﯫﯬﯭ‪ ...‬ﰉﰊﭼ‬ ‫ﭽﮱﯓﯔﯕﯖﯗ‪ ...‬ﰛﰜﰝﭼ‬

‫‪238‬‬

‫الصفحة‬ ‫‪183‬‬ ‫‪183‬‬

‫‪90‬‬

‫‪174‬‬

‫‪116‬‬

‫‪177 ،90‬‬

‫‪70‬‬

‫‪222‬‬

‫‪21‬‬

‫‪114 ،61‬‬

‫‪29‬‬

‫‪202‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪36-29‬‬ ‫‪76 -72‬‬

‫‪181‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪181‬‬


‫سورة‬ ‪‭‬األنبياء‬

‫ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖ‬ ‫ﭗ ﭘﭼ‬

‫سورة الحج‬

‫ﭽﮢﮣﮤﮥﮦﮧ‪ ...‬ﯲﯳﭼ‬

‫اآلية‬

‫الصفحة‬

‫‪73‬‬

‫‪86‬‬

‫‪78‬‬

‫سورة النور‬

‫ﭽﮟﮠﮡﮢ‪ ..‬ﮬﮭﮮﭼ‬ ‫‪15‬‬ ‫ﭽﯯﯰﯱﯲﯳﯴ‪ ..‬ﭨﭩﭼ ‪28-27‬‬

‫سورة الشعراء‬

‫ﭽﯻﯼﯽﯾﯿ‪ ..‬ﰊﰋﰌﭼ ‪19-18‬‬ ‫ﭽﭤﭥﭦ ﭧﭨﭩﭪﭫﭼ‬ ‫‪22‬‬ ‫ﭽﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﭼ ‪29‬‬ ‫ﭽﮦ ﮧﮨﮩ ﮪ ﭼ‬ ‫‪30‬‬ ‫ﭽﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱ ‪152-151‬‬ ‫ﯓﯔﭼ‬

‫سورة القصص‬

‫ﭽﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦ‬ ‫ﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﭼ‬ ‫ﭽﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﭼ‬ ‫‪239‬‬

‫‪123‬‬ ‫‪184‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪199‬‬ ‫‪199‬‬ ‫‪183‬‬ ‫‪183‬‬ ‫‪83‬‬

‫‪68-67‬‬

‫‪86 ،77‬‬

‫‪77‬‬

‫‪160‬‬


‫سورة العنكبوت‬

‫ﭽﭞﭟﭠ ‪ ...‬ﭲﭳ ﭴﭼ‬ ‫ﭽﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ‪...‬‬ ‫ﮑﮒﮓﭼ‬

‫سورة السجدة‬

‫ﭽﭺﭻﭼﭽ‪ ...‬ﮃﮄﭼ‬

‫سورة األحزاب‬

‫ﭽﭑﭒﭓﭔ‪ ...‬ﭝﭞﭼ‬ ‫ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭼ‬ ‫ﭽﮇ ﮈﮉﮊ ﮋﮌ ﮍ‬ ‫ﮎﮏ ﮐﭼ‬ ‫ﭽﭑﭒﭓﭔﭕ‪ ...‬ﭨﭩﭼ‬

‫سورة سبأ‬

‫ﭽﭬﭭﭮﭯﭰ‪ ...‬ﭼﭽﭾﭼ‬

‫سورة يس‬

‫ﭽﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊ‬ ‫ﰋﰌﭼ‬

‫سورة الصافات‬

‫اآلية‬

‫الصفحة‬

‫‪8‬‬ ‫‪41‬‬

‫‪83‬‬ ‫‪80‬‬

‫‪24‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪٣٣‬‬

‫‪68‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪59‬‬

‫‪36‬‬

‫‪86 ،78‬‬

‫‪24‬‬ ‫‪54‬‬

‫ﭽﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂ ‪182-180‬‬ ‫ﰃﰄﰅﰆﰇﰈﭼ‬ ‫‪240‬‬

‫‪86 ،81‬‬

‫‪73‬‬ ‫‪214‬‬ ‫‪231‬‬


‫سورة ص‬

‫ﭽﯷﯸﯹﯺ‪ ...‬ﰔﰕﭼ‬

‫سورة الزمر‬

‫ﭽﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌ‪ ..‬ﮦﮧ‬ ‫ﮨﭼ‬

‫سورة غافر‬

‫ﭽﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴ‪ ...‬ﭞﭟﭼ‬ ‫ﭽﭑﭒﭓﭔﭕ‪ ..‬ﭡﭢ‬ ‫ﭣﭼ‬ ‫ﭽﭥﭦ ﭧ ﭨﭩﭪﭫ ﭬ‬ ‫ﭭﭮﭯﭰﭱﭼ‬

‫سورة الشورى‬

‫ﭽﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬ‪ ...‬ﰍﰎ‬ ‫ﰏﰐﭼ‬ ‫ﭽﮥﮦﮧﮨﮩ‪ ...‬ﭼﭽﭾﭿﭼ‬

‫سورة األحقاف‬

‫ﭽﭑﭒﭓﭔﭕ‪ ...‬ﮓﮔ‬ ‫ﮕﭼ‬

‫‪241‬‬

‫اآلية‬

‫الصفحة‬

‫‪26‬‬

‫‪221 ،175‬‬

‫‪3‬‬

‫‪81‬‬

‫‪214‬‬ ‫‪17-16‬‬ ‫‪181 ،103 26‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪181‬‬

‫‪15‬‬

‫‪223 ،174‬‬

‫‪46-39‬‬

‫‪186‬‬

‫‪16-15‬‬

‫‪83‬‬


‫سورة محمد‬

‫ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ‪ ....‬ﮖ‬ ‫ﮗﭼ‬

‫سورة الفتح‬

‫ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖ‪ ...‬ﭪﭫﭼ‬

‫سورة الحجرات‬

‫ﭽﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ‬ ‫ﯚﭼ‬ ‫ﭽﮁﮂﮃﮄﮅﮆﭼ‬

‫سورة الذاريات‬

‫ﭽ ﭭﭮﭯﭰﭱﭼ‬

‫سورة النجم‬

‫ﭽﭛﭜ ﭝﭞﭟﭠﭡﭢ ﭣ ﭤﭼ‬

‫سورة القمر‬

‫ﭽ ﰅﰆ ﰇﰈ ﰉ ﭼ‬

‫سورة الحديد‬

‫ﭽﭑﭒﭓﭔﭕ‪ ...‬ﭭﭮﭼ‬ ‫‪242‬‬

‫اآلية‬

‫الصفحة‬

‫‪24-22‬‬

‫‪160‬‬

‫‪10‬‬

‫‪56 ،55‬‬

‫‪9‬‬

‫‪175‬‬

‫‪13‬‬

‫‪222‬‬

‫‪55‬‬ ‫‪3-2‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪172‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪224 ،175‬‬


‫سورة المجاولة‬

‫ﭽﯸﯹﯺ‪ ...‬ﰇﰈﭼ‬

‫سورة الصف‬

‫ﭽﮛﮜﮝﮞﮟ‪ ...‬ﮪﮫﮬﭼ‬

‫سورة الجمعة‬

‫ﭽﮊﮋﮌﮍ‪ ..‬ﮡﮢﭼ‬

‫سورة المنافقون‬

‫ﭽﮐﮑﮒﮓ‪ ...‬ﯚﯛﯜﭼ‬

‫سورة الملك‬

‫ﭽﭷﭸﭹﭺﭻ ﭼ ﭼ‬ ‫ﭽﭷ ﭸﭹﭼ‬

‫سورة الجن‬

‫‪243‬‬

‫اآلية‬

‫الصفحة‬

‫‪19‬‬

‫‪53‬‬

‫‪3-2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3 -1‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪169‬‬ ‫‪175 ،128‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪164‬‬ ‫‪142‬‬



‫فهرس األحاديث‬

‫‪60‬‬ ‫«أحب الله من أحب حسي ًنا» ‬ ‫‪52‬‬ ‫«احتج إلى من شئت تكن أسي ًرا» ‬ ‫‪60‬‬ ‫«أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله من أهل بيتي» ‬ ‫‪63‬‬ ‫«أصحابي أصحابي» ‬ ‫«أال ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إال أنه ال نبي بعدي» ‪60‬‬ ‫‪44‬‬ ‫«أال وإن الدعي ابن الدعي ‪ ...‬على مصارع الكرام» ‬ ‫‪45‬‬ ‫«اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي ‪ ...‬حدودك» ‬ ‫‪71‬‬ ‫«اللهم صل على محمد خاتم النبيين‪ ...‬المنتجبين» ‬ ‫«اللهم وأصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا‪ ...‬إعزاز دينك من مظلومهم» ‪70‬‬ ‫‪85‬‬ ‫«أما من كان من الفقهاء صائ ًنا‪ ...‬فقهاء الشيعة ال جميعهم» ‬ ‫‪72‬‬ ‫«أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة» ‬ ‫‪137‬‬ ‫«إن األئمة من قريش‪ ...‬من غيرهم» ‬ ‫«إن أبغض الخالئق إلى الله رجالن‪ ...‬ال أعرف من المنكر» ‪94 ،59‬‬ ‫‪87‬‬ ‫«إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع‪ ...‬على غير دين الله» ‬ ‫‪60‬‬ ‫«إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم ‪ ...‬أهل بيتي» ‬ ‫‪87‬‬ ‫«ترد على أحدهم القضية في حكم ‪ ..‬عن تبليغه وأدائه» ‬ ‫‪60‬‬ ‫«الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» ‬ ‫‪60‬‬ ‫«حسين مني وأنا من حسين» ‬ ‫‪88 ،55‬‬ ‫«الخلفاء من بعدي اثنا عشر كلهم من قريش» ‬ ‫‪155 ،118‬‬ ‫«الساكت عن الحق شيطان أخرس» ‬ ‫‪60‬‬ ‫«فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني» ‬ ‫‪245‬‬


‫‪86‬‬ ‫«فاسمعوا له وأطيعوا فيما طابق الحق» ‬ ‫‪94‬‬ ‫«قاضيان في النار وقاض في الجنة» ‬ ‫«كل واحد منهما ( أي الزبير وطلحة) يرجو األمر ‪ ..‬ليأتين هذا على هذا» ‪80‬‬ ‫‪199‬‬ ‫«كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» ‬ ‫‪60‬‬ ‫«ألعطين الراية» ‬ ‫«لقد رأيت أصحاب محمد ( ص) فما أرى أحدً ا‪ ...‬ورجاء للثواب» ‪70‬‬ ‫‪84‬‬ ‫«ال طاعة لمخلوق في معصية الخالق» ‬ ‫‪44‬‬ ‫«لم أخرج أش ًرا وال بط ًرا‪ ...‬وهو خير الحاكمين» ‬ ‫‪80‬‬ ‫«ما قاتلتكم لتصلوا وتصوموا‪ ...‬أعطاني الله ذلك» ‬ ‫«من كنت مواله فهذا علي مواله الهم وال من وااله ‪ ...‬واخذل من خذله» ‪60‬‬ ‫‪47‬‬ ‫«والٍ ظلوم خير من فتنة تدوم» ‬ ‫‪45‬‬ ‫«وعلى اإلسالم السالم إذا ابتليت األمة براع مثل يزيد» ‬ ‫‪137‬‬ ‫«وقد علمتم أنه ال ينبغي أن يكون ‪ ...‬فيهلك األمة» ‬ ‫«ويزيد شارب الخمر قاتل النفس المحترمة ومثلي ال يبايع مثله» ‪45‬‬

‫‪246‬‬


‫فهرس الموضوعات‬

‫أ‬ ‫آدم ‪ ( Q‬النبي) ‪222 ،179‬‬ ‫آل خليفة ‪126 ،97‬‬ ‫آل سعود ‪،91 ،24 ،21 ،17 ،13‬‬ ‫‪،138 ،137 ،134 ،128 ،126 ،97‬‬ ‫‪140‬‬ ‫أمئة البقيع ‪227 ،204 ،146 ،64‬‬ ‫أبو بكر الصديق ‪59‬‬ ‫أبوحنيفة ‪115‬‬ ‫أبو شجاع الرشبيني الشافعي ‪42‬‬ ‫أبو طالب ‪73 ،72‬‬ ‫أبو لؤلؤة ‪98‬‬ ‫أبو لهب (عم الرسول) ‪72‬‬ ‫أحمد الجعفري (الشيخ) ‪41‬‬ ‫أحمد بن حنبل ‪115 ،61 ،59‬‬ ‫أسامة بن الدن ‪196 ،95‬‬ ‫أفريقيا الوسطى ‪112‬‬ ‫أفغانستان ‪111‬‬ ‫أم البنني ‪66 ،65‬‬ ‫أمريكا ‪،121 ،112 ،111 ،110 ،77‬‬

‫‪139‬‬ ‫أهل البغي ‪43‬‬ ‫أهل البيت ‪،60 ،59 ،52 R‬‬ ‫‪228 ،226 ،90 ،72 ،71 ،63 ،61‬‬ ‫أهل الخليج ‪98‬‬ ‫أوروبا ‪77‬‬ ‫أوالد عبد العزيز ‪135‬‬ ‫إبراهيم ‪ ( Q‬النبي) ‪،82 ،61‬‬ ‫‪115 ،86‬‬ ‫إيران ‪،139 ،113 ،112 ،111 ،110‬‬ ‫‪227‬‬ ‫ابن تيمية ‪60‬‬ ‫ابن قيم الجوزية ‪61‬‬ ‫ابن كثري ‪72‬‬ ‫األحساء ‪207 ،204‬‬ ‫األردن ‪115 ،61‬‬ ‫األسطول الخامس ‪121‬‬ ‫األملان ‪10‬‬ ‫األمريكيون ‪137‬‬ ‫األنصار ‪79‬‬

‫‪247‬‬


‫اإلقناع ‪42‬‬ ‫اإليرلنديون ‪10‬‬ ‫االنتهازيون ‪77 ،47‬‬ ‫ب‬ ‫البحرين ‪،98 ،97 ،96 ،24 ،15 ،6‬‬ ‫‪،122 ،121 ،117 ،116 ،100 ،99‬‬ ‫‪،151 ،150 ،139 ،128 ،127 ،126‬‬ ‫‪211 ،198 ،197‬‬ ‫البقيع ‪،114 ،67 ،66 ،64 ،10 ،5‬‬ ‫‪،213 ،209 ،208 ،204 ،146 ،115‬‬ ‫‪227‬‬ ‫البهويت الحنبيل ‪42‬‬ ‫باب خيرب ‪60‬‬ ‫باكستان ‪111‬‬ ‫بستان السديرات ‪107 ،105‬‬ ‫بستان الوقف ‪152‬‬ ‫بندر العيبان ‪207‬‬ ‫بنو أمية ‪72‬‬ ‫بنو إرسائيل ‪60‬‬ ‫بنو هاشم ‪137 ،60 ،59‬‬ ‫بوابة البقيع ‪146‬‬

‫ت‬ ‫الرتمذي ‪69 ،58‬‬ ‫تاريخ الطربي ‪69 ،58‬‬ ‫تبوك ‪69‬‬ ‫تفسري الجاللني ‪59‬‬ ‫تونس ‪211 ،198 ،97‬‬ ‫ج‬ ‫جامع الحسني ‪110‬‬ ‫جعفر ‪60‬‬ ‫جلوي (األمري) ‪205‬‬ ‫جمهورية أملانيا االتحادية ‪10‬‬ ‫جيش يزيد ‪44‬‬ ‫ح‬ ‫الحركة ال ّرسال ّية ‪21‬‬ ‫الحسن ‪( Q‬اإلمام) ‪،60 ،59‬‬ ‫‪70‬‬ ‫الحسني ‪( Q‬اإلمام) ‪،45 ،44‬‬ ‫‪،116 ،114 ،110 ،66 ،60 ،59 ،46‬‬ ‫‪،127 ،125 ،124 ،122 ،120 ،119‬‬ ‫‪211 ،132‬‬ ‫حاشية ابن عابدين الحنفي ‪43‬‬ ‫حاشية الدسوقي ‪43‬‬ ‫‪248‬‬


‫حجر إسامعيل ‪115‬‬ ‫حسني مبارك ‪48‬‬ ‫حسني حسن عيل آل ربيع ‪130‬‬ ‫حكام الدولة العربية ‪139‬‬ ‫حمد بن خليفة ‪24‬‬ ‫حمزة (عم النبي) ‪72 ،60‬‬ ‫خ‬ ‫الخليج ‪،125 ،122 ،120 ،110 ،98‬‬ ‫‪161 ،150‬‬ ‫الخوارج ‪46 ،42‬‬ ‫خادم الحرمني ‪14‬‬ ‫خليل املاليك ‪43‬‬ ‫د‬ ‫الدول العربية اإلسالمية ‪،49‬‬ ‫‪139 ،111‬‬ ‫الدول الغربية ‪112‬‬ ‫الدولة العثامنية ‪75 ،49 ،17‬‬ ‫داود ‪( Q‬النبي) ‪223‬‬ ‫دول الخليج ‪،150 ،125 ،120‬‬ ‫‪161‬‬ ‫دولة اإلمارات ‪115‬‬

‫الذهبي ‪69 ،58‬‬

‫ذ‬ ‫ر‬

‫الربانيون ‪45‬‬ ‫الربيع العريب ‪15‬‬ ‫الرياض ‪207 ،66‬‬ ‫رابطة العامل اإلسالمي ‪228‬‬ ‫ز‬

‫الزارة ‪114‬‬ ‫الزبري ‪80‬‬ ‫زاد املعاد يف هدي خري العباد ‪61‬‬ ‫زايد آل نهيان ‪115‬‬ ‫زين العابدين ‪( Q‬اإلمام)‬ ‫‪71 ،70‬‬ ‫زين العابدين بن عيل (الرئيس)‬ ‫‪48‬‬ ‫س‬ ‫السعودية ‪،49 ،37 ،17 ،13 ،10‬‬ ‫‪219 ،209 ،139 ،113 ،112 ،74‬‬ ‫السعوديون ‪206 ،10‬‬ ‫السلطة التنظيمية ‪34‬‬ ‫‪249‬‬


‫السلطة التنفذية ‪33‬‬ ‫السلطة الفلسطينية ‪115‬‬ ‫السلطة القضائية ‪34 ،33‬‬ ‫السلفيون ‪139 ،135 ،121 ،61‬‬ ‫السنة ‪،69 ،65 ،61 ،59 ،58 ،55‬‬ ‫‪،112 ،110 ،98 ،97 ،75 ،72 ،71‬‬ ‫‪،144 ،140 ،136 ،125 ،121 ،113‬‬ ‫‪200 ،195 ،169‬‬ ‫السياسيون ‪229 ،188 ،116 ،32‬‬ ‫سلامن الفاريس ‪72‬‬ ‫سمرقند ‪115 ،61‬‬ ‫سوريا ‪،99 ،98 ،97 ،52 ،51 ،50‬‬ ‫‪211 ،198 ،115 ،100‬‬ ‫ش‬ ‫الشبكة املعلوماتية ‪،155 ،101‬‬ ‫‪185 ،156‬‬ ‫الرشح الكبري ‪43‬‬ ‫الشعب البحريني ‪100‬‬ ‫الشعب السوري ‪52‬‬ ‫الشيعة ‪،65 ،55 ،15 ،14 ،12 ،10‬‬ ‫‪،135 ،121 ،85 ،84 ،77 ،72 ،66‬‬ ‫‪،196 ،195 ،194 ،144 ،140 ،139‬‬ ‫‪،228 ،227 ،213 ،205 ،204 ،200‬‬

‫‪229‬‬ ‫شارع الجميمة ‪130‬‬ ‫شبكة إسالم أون الين نت ‪112‬‬ ‫رشكة أرامكو ‪229‬‬ ‫شيعة البحرين ‪211‬‬ ‫شيعة القطيف ‪197 ،66 ،23‬‬ ‫ص‬ ‫الصحابة ‪،69 ،68 ،63 ،62 ،59 ،5‬‬ ‫‪79 ،75 ،71 ،70‬‬ ‫الصومال ‪111‬‬ ‫صادق محمد الجربان ‪192 ،106‬‬ ‫صحيح البخاري ‪69 ،58‬‬ ‫صحيح مسلم ‪69 ،59‬‬ ‫صفية (عمة الرسول) ‪65‬‬ ‫الطغاة ‪24‬‬ ‫طلحة ‪80‬‬

‫ط‬

‫ع‬ ‫العراق ‪227 ،115 ،111 ،61‬‬ ‫العرب ‪60‬‬ ‫العسكري ‪( Q‬اإلمام) ‪85‬‬ ‫‪250‬‬


‫العلامء السلفيون ‪135‬‬ ‫العوامية (بلدة) ‪،104 ،99 ،36‬‬ ‫‪،120 ،119 ،117 ،116 ،114 ،110‬‬ ‫‪،132 ،130 ،127 ،126 ،124 ،122‬‬ ‫‪،205 ،203 ،197 ،153 ،152 ،138‬‬ ‫‪211 ،206‬‬ ‫عاتكة (عمة الرسول) ‪65‬‬ ‫عاشوراء ‪122 ،120‬‬ ‫عبد العزيز (امللك) ‪،49 ،23 ،17‬‬ ‫‪137 ،136 ،135 ،134 ،92 ،91 ،75‬‬ ‫عبد القادر الجيالين ‪115‬‬ ‫عبد الله الخنيزي (الشيخ) ‪205‬‬ ‫عبد الله (امللك) ‪110‬‬ ‫عبد الله بن أُيب ‪72‬‬ ‫عبد الله بن سلامن صالح آل‬ ‫رسيح ‪130‬‬ ‫عبد الله بن عمر ‪74‬‬ ‫عثامن بن عفان ‪69 ،59‬‬ ‫عزيز مرص ‪183‬‬ ‫علامء السنة ‪144 ،110‬‬ ‫عيل ‪( Q‬اإلمام) ‪،52 ،47 ،46‬‬ ‫‪،79 ،72 ،70 ،69 ،61 ،60 ،59 ،55‬‬ ‫‪221 ،204 ،203 ،137 ،86 ،80‬‬ ‫عيل بن حسن أحمد آل زايد ‪130‬‬

‫عامر (من الصحابة) ‪72‬‬ ‫عمر بن الخطاب ‪98 ،74 ،59‬‬ ‫عمر بن ود ‪60‬‬ ‫ف‬

‫الفراعنة ‪102‬‬ ‫فاضل بن حسن عبد الله‬ ‫الصفواين ‪130‬‬ ‫فاطمة ‪( O‬الزهراء) ‪،59‬‬ ‫‪104 ،60‬‬ ‫فرعون ‪،185 ،183 ،181 ،102‬‬ ‫‪199‬‬ ‫فرنسا ‪112‬‬ ‫فقهاء الشيعة ‪213 ،144 ،85‬‬ ‫فلسطني ‪121 ،115 ،111‬‬ ‫ق‬ ‫القاعدة األمريكية ‪121‬‬ ‫القدس ‪121‬‬ ‫القذايف ‪48‬‬ ‫القرآن الكريم ‪92 ،62 ،58‬‬ ‫القضاة الشيعة ‪227‬‬ ‫القطيف ‪،96 ،66 ،64 ،41 ،40 ،23‬‬ ‫‪،138 ،132 ،125 ،121 ،118 ،104‬‬

‫‪251‬‬


‫‪،147 ،144 ،143 ،141 ،140 ،139‬‬ ‫‪،197 ،158 ،157 ،152 ،151 ،150‬‬ ‫‪،206 ،204 ،203 ،202 ،201 ،200‬‬ ‫‪،212 ،211 ،210 ،209 ،208 ،207‬‬

‫‪229 ،227 ،226 ،213‬‬ ‫القوات البحرينية ‪98‬‬ ‫قرب أيب حنيفة ‪115‬‬ ‫قرب أحمد بن حنبل ‪115 ،61‬‬ ‫قرب أم البنني ‪66‬‬ ‫قرب إسامعيل ‪115 ،61‬‬ ‫قرب البخاري ‪115 ،61‬‬ ‫قرب الرسول ‪،114 ،62 ،61 P‬‬ ‫‪227‬‬ ‫قرب هاجر ‪115 ،61‬‬ ‫قرب يارس عرفات ‪115‬‬ ‫قريش ‪137 ،88 ،59 ،55‬‬ ‫قطر ‪139‬‬ ‫قم ‪21‬‬ ‫قوات درع الجزيرة ‪،120 ،98 ،24‬‬ ‫‪151 ،128 ،121‬‬ ‫قوى األمن الداخيل ‪،189 ،38 ،18‬‬ ‫‪194‬‬

‫ك‬ ‫الكرامة ‪،16 ،13 ،12 ،11 ،10 ،9‬‬ ‫‪،126 ،124 ،122 ،65 ،44 ،43 ،40‬‬ ‫‪،202 ،201 ،200 ،197 ،165 ،132‬‬ ‫‪222‬‬ ‫الكعبة ‪116 ،115 ،61 ،60 ،45 ،44‬‬ ‫الكفار ‪114 ،62 ،60‬‬ ‫الكوفة ‪44‬‬ ‫الكيان الصهيوين ‪111‬‬ ‫كربالء ‪122 ،120‬‬ ‫ل‬ ‫لبنان ‪227 ،111 ،77‬‬ ‫ليبيا ‪211 ،198 ،98‬‬ ‫م‬ ‫املحكمة الجزائية ‪41 ،14‬‬ ‫املحكمة الجعفرية ‪227 ،205‬‬ ‫املدينة املنورة ‪227 ،65‬‬ ‫املسجد الحرام ‪115‬‬ ‫املسجد امليك ‪228‬‬ ‫املسجد النبوي ‪228‬‬ ‫املسلمون ‪،115 ،79 ،71 ،61 ،40‬‬ ‫‪129 ،116‬‬ ‫‪252‬‬


‫املسلمون السلفيون ‪61‬‬ ‫املرشكون ‪72 ،62‬‬ ‫املعارضة السورية ‪100‬‬ ‫املعارضة املسلحة ‪53 ،52 ،51‬‬ ‫املعتقلون السنة ‪169 ،125‬‬ ‫املعتقلون الشيعة ‪169 ،125‬‬ ‫املنافقون ‪68 ،62‬‬ ‫املنامة ‪121‬‬ ‫املنطقة الرشقية ‪،110 ،35 ،21‬‬ ‫‪208 ،118 ،113‬‬ ‫املنظامت الحقوقية العاملية ‪10‬‬ ‫املهاجرون ‪79‬‬ ‫املهدي | (اإلمام) ‪،84 ،56 ،55‬‬ ‫‪140 ،137 ،88‬‬ ‫مالك األشرت ‪86‬‬ ‫مبنى إدارة الدفاع املدين ‪،104‬‬ ‫‪107‬‬ ‫مجلس الشورى ‪229‬‬ ‫مجلس فقهاء أهل البيت ‪228‬‬ ‫محكمة االستئناف ‪92 ،14‬‬ ‫محمد الجرياين ‪205‬‬ ‫محمد الدورسي ‪19‬‬ ‫محمد الزنادي ‪131 ،130‬‬ ‫محمد املطرود ‪207‬‬

‫محمد باقر النمر ‪192 ،106‬‬ ‫محمد بن سعود ‪135 ،134 ،13‬‬ ‫محمد بن عبد الله ‪( P‬النبي)‬ ‫‪،215 ،115 ،91 ،71 ،70 ،60 ،27‬‬ ‫‪231 ،223 ،219‬‬ ‫محمد بن عبد الوهاب ‪134 ،13‬‬ ‫محمد مريس ‪48‬‬ ‫مدرسة الرساليني ‪22‬‬ ‫مريس عيل إبراهيم آل ربح ‪130‬‬ ‫مركز رشطة العوامية ‪،205 ،130‬‬ ‫‪206‬‬ ‫مستشفى الظهران العسكري ‪،18‬‬ ‫‪194 ،189‬‬ ‫مستشفى سجن الحائر ‪194‬‬ ‫مستشفى قوى األمن الداخيل‬ ‫‪189 ،18‬‬ ‫مسجد أحمد بن محمود ‪104‬‬ ‫مسجد اإلمام الحسني ‪،116 ،114‬‬ ‫‪،127 ،125 ،124 ،122 ،120 ،119‬‬ ‫‪211 ،132‬‬ ‫مسجد فاطمة الزهراء ‪104‬‬ ‫مسند أحمد ‪69 ،58‬‬ ‫مرص ‪183 ،86 ،48‬‬ ‫معاوية ‪88 ،80 ،73 ،72 ،69 ،46 ،45‬‬ ‫‪253‬‬


‫مفتي اململكة ‪121 ،120‬‬ ‫مقام إبراهيم ‪115 ،61‬‬ ‫مقربة البقيع ‪،114 ،67 ،66 ،64‬‬ ‫‪209 ،115‬‬ ‫مكة ‪196 ،115 ،44‬‬ ‫مملكة البحرين ‪،197 ،126 ،15‬‬ ‫‪211‬‬ ‫منري امليداين ‪207‬‬ ‫ميدان الفاروق ‪98‬‬ ‫ميدان اللؤلؤة ‪98‬‬ ‫ميناء جدة ‪111‬‬ ‫ن‬ ‫نارص الدورسي ‪14‬‬ ‫نايف بن عبد العزيز ‪137 ،23‬‬ ‫منر باقر النمر (الشيخ) ‪،104 ،9‬‬ ‫‪231 ،109‬‬ ‫هـ‬ ‫هاجر (أم إسامعيل النبي‬ ‫‪61 )Q‬‬ ‫هارون ‪( Q‬أخ النبي موىس‬ ‫‪60 )Q‬‬ ‫هارون الرشيد ‪160‬‬

‫‪،14 ،5‬‬

‫هيئة التحقيق واالدعاء‬ ‫‪،32 ،31 ،30 ،29 ،27 ،19 ،17 ،16‬‬ ‫‪،89 ،75 ،73 ،72 ،69 ،63 ،50 ،33‬‬ ‫‪،109 ،106 ،100 ،98 ،96 ،93 ،92‬‬ ‫‪،162 ،160 ،155 ،132 ،129 ،112‬‬ ‫‪،179 ،178 ،170 ،167 ،165 ،164‬‬ ‫‪،185 ،184 ،183 ،182 ،181 ،180‬‬ ‫‪،194 ،193 ،192 ،191 ،188 ،187‬‬ ‫‪214‬‬ ‫هيئة القضاء ‪17‬‬ ‫هيئة حقوق اإلنسان ‪207‬‬ ‫هيومن رايتش ‪10‬‬ ‫و‬

‫الوهابية ‪13‬‬ ‫واشنطن ‪65‬‬ ‫وتش ‪10‬‬ ‫وجهاء القطيف ‪151 ،150‬‬ ‫وزارة الداخلية ‪،33 ،30 ،17 ،16‬‬ ‫‪،66 ،65 ،64 ،63 ،38 ،36 ،35 ،34‬‬ ‫‪،102 ،101 ،98 ،97 ،95 ،93 ،92‬‬ ‫‪،116 ،113 ،110 ،107 ،106 ،103‬‬ ‫‪،143 ،142 ،132 ،119 ،118 ،117‬‬ ‫‪،161 ،157 ،155 ،153 ،147 ،145‬‬ ‫‪254‬‬


‫‪،181 ،170 ،168 ،167 ،165 ،162‬‬ ‫‪،193 ،187 ،185 ،184 ،183 ،182‬‬

‫‪208 ،207‬‬ ‫وزارة املالية ‪31‬‬ ‫وليد أبو الخري (املحامي) ‪14‬‬

‫ي‬ ‫اليمن ‪211 ،198 ،111 ،98 ،97‬‬ ‫يزيد بن معاوية ‪45 ،44‬‬ ‫يوسف بن غرم الله الغامدي‬ ‫(القايض) ‪19 ،14‬‬

‫‪255‬‬




Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.