األستاذ تاكيس ألكسيو
قوّةّالصداقة منّطغيانّاألسواقّإلىّمجتمعّالمواطنينّ
تاب " قوة الصداقة -من طغيان األسواق إلى مجتمع المواطنين" " ،المؤلف من طرف األستاذ تاكيس ألكسيو، نشرت ،باعتباره الكتاب اإللكتروني ،في أيلول .3102 مدير اإلنتاج ،ونشر الفنون :تاكيس ألكسيو. الغطاء األمامي :فراح جنيدي. عربي ترجمة :فراح جنيدي وتحريرها من قبل األستاذ حسن بدوي. التخطيط :ليتسا ألكسيو. التحرير والطباعة والتجليد :منشورات Tesseris Epoches الهاتف ،11219644034491:الفاكس،11213019100614: العنوان اإللكترؤنيprofalex@otenet.gr :
األستاذ تاكيس ألكسيو
قوّةّالصداقة منّطغيانّاألسواق إلىّمجتمعّالمواطنين
Tesseris Epochesطبعات -اثينا 3102
لن تقابل تلك الغيالن آكلة لحوم البشر و ذات العين الواحدة، ولن تعاني من تقلبات بوسيدون إذا لم تحمل كل هذه المخاوف معك في أعماق نفسك. لن تقابل هذه األشياء ،إالّ إذا استحضرتها روحك أمام عينيك... قسطنطينوسّكفافيس
ال أدري إذا كان لإلنسانية إرادة واعية لقانون الحب .لكن يجب أال تقلق .هذا القانون كقانون الجاذبية ،إنه قوة مطبقة ،شئنا أم أبينا. مهاتماّغاندي
بالنسبة لي ،هذه هي الطريقة .هذه هي نظريتي .ابذلوا الجهود لتحسينها. طاليسّمنّمليتوس
هل تعتقد أن الدماغ يعمل بشكل صحيح عن تلقاء نفسه؟ لألسف هذا غير صحيح. األستاذّجيرالدّهوثر
مناطق الدماغ المسؤولة عن المشاعر اإليجابية مرتبطة أيضا بمناطق القدرة على التفكير. الدكتورّدانييلّغولمان
يمكن على أصناف المخلوقات أن تتطور إلى مستوى أعلى ،كما يمكن أيضا للجنس البشري أن يتحول إلى مجموعة من نمل أبيض. األستاذّكونرادّلورنتس
إن الذي يبني المستقبل هو الوحيد الذي له الحق في الحكم على الماضي. فريدرخّنيتشه
الحوار الحاسم على عيوب المجتمع ليس غاية في حد ذاتها ،هو حجر الزاوية الذي يسمح لتصحيحها. األستاذّمحمودّحلمي
أتغلب على األلم أمام تألق وجهك /و لما أحالمنا تنشأ من شجرة الحياة كأنها كانت إنفجارات برق. كارلّماركس
كارل ماركس هو أكثر مفكر أسيء فهمه. بنجيوتيسّكانيلوبولوس
أصدقائي ،ثروتي. إيميليّديكنسون
هذاّالكتابّمكرسّ لعالقات الصداقة التي يمكن أن تغير العالم بصورة سلمية من خالل الفن. كما قال نجيب محفوظ" :العلم لغة المنطق ". الفن لغة الشخصيات اإلنسانية الكاملة . هذاّالكتابّمكرسّ أيضا لكل من يريد الحوار الصريح و اإلستداللي حول مجتمع ديمقراطي و إبداعي فعالا. هذاّالكتابّمكرسّ خاصة لكل التالميذ و الطالب الذين يطالبون بأنفسهم على التعليم المعاصر البديل الديمقراطي حقاا.
ككذبةّطبيبّاألسنان لما يقول أن "اآلالم ستمر بسرعة" ،هذه األزمة ستستمر طويال .و هذا حتى بالنسبة أللمانيا و فرنسا رغم إتخاذنا ألصعب اإلجراءات الممكنة .الدول التي بدون إضاعة وقت ولكن تدريجيا، تقوم بتخطيط نظام اجتماعي جديد ،قائم ألول مرة على التاريخ و اإلنسانية ،على إحتياجات المواطنين الحقيقية بدال من جشع البعض وربحهم عن طريق المضاربة حتى إذا دام ذلك 055سنة ،هي فقط التي تفوز .كما قال كارل بوبر (و األستاذ بافلوس تزيرمياس ،مؤرخ ،متخصص في اليونان القديمة و محلل سياسي معترف به على الصعيد العالمي)" :ماركس يريد ان يشيرلنا بأن هناك احتماالن للناس :إما يستمرون في العيش في عالم كريه (الذي سيصبح كذلك أكثر وأكثر) ،أو إنشاء عالم أفضل .فال فائدة للنظر في االحتمال األول ،و لهذا السبب لنبوءة ماركس ما يبررها تماما" .لتحقيق عالم أفضل نحتاج إلى مواطنين يملكون ضمائر ديمقراطية بدال من وعي مناهض للرأسمالية .وسائلنا ،حتى نتمكن من قلب نظام الحكم وتثبيت مجتمع مواطن أفضل ،ليس بالصراعات أو المواجهات ،ولكن مع الحوار الصريح واإلستداللي ،دون تحيز أو أنانية .إن رأسمالية األسواق قد أفلست في وعي كل الشعوب ،مثل االشتراكية في االتحاد السوفياتي السابق .و يجب أن ال نفلس كذلك .ال يزال لدينا ما يكفي من الوقت. أصدقائيّاألعزاء ،هناك رجالن استثنائيان من بين األدباء و كالهما من مصر المعاصرة :كفافي من اإلسكندرية و محفوظ من القاهرة .هذا التصنيف الذي يجعل كفافي "طفل من مصر" ليس تعسفي ،ألنه لما طرح عليه السؤال "لماذا ال تعود إلى أرض وطنك بما أنك يوناني؟" أجاب" :أنا لست يوناني ،أنا إسكندري" ...وأنا أيضا إسكندري مثل كفافي و قد تعرفت على مصر أكثر و أفضل بعدما قرأت العمل الوحيد لنجيب محفوظ عبر كتابه "أمام العرش" ،المنشور ألول مرة باللغة العربية في 3891و المترجم باللغة اليونانية في 1533حيث تعرفت على الكاتب أكثر من معرفتي له بعد قراءة "حكمة حياة" .إني أتكلم أساساا على مبادئه و قيمه ،فإنه حائز كذلك على جائزة نوبل من أجل الحرية ،األخالق ،السياسة والديمقراطية طبعا ...في مقطع من كتابه ،أوزيريس متحدثة إلى ميناس تقول" :لدينا وجهة نظر بشأن تقييم حكام بالدنا وأعمالهم ."...و في مقطع آخر مصطفى النحّ اس يكلم الرئيس أنور السادات و يقول: "لقد سمعت خطابك عن الديمقراطية وأنا مندهش ...ثم أدركت أنه كان لديك حكومة ديمقراطية ،ولكن سلطة دكتاتورية" .و متحدثا بإسم سعد زغلول يقول" :ال يمكننا التنازل عن الديمقراطية ،يجب علينا غزوها .وسائلنا هي الوحدة والحرية ،العمل والعلم ،الحكمة و األدب .حكومة من الشعب و إلى الشعب وعدالة إجتماعية للجميع ،الحضارة و بطبيعة الحال السالم". نعلم أن غالبا األحالم تبعد عن الحقيقة .نعلم أيضا أن الديمقراطية الحالية في العالم الغربي في خطر ،و أن هذا العالم مهجور كما قال إخناتون (في الكتاب "أمام العرش") "عبادة األمور الدنيوية" ،أو كما سماه األستاذ الحائز على شهادة نويل في اإلقتصاد ،جوزيف ستيغليتز" ،الفردية المطلقة و أصولية األسواق".
الديمقراطية التي أتكلم عنها مهمة اليوم أكثر من أي وقت مضى ،ليس فقط لمصر أو للعالم العربي، ولكن لليونان و كافة بلدان العالم .بالنسبة إلي ،إن "تصدير" النموذج الديمقراطي الغربي للعرب جريمة، ألنه نموذج سياسي ذو ديمقراطية مشوهة (كما يحق القول أيضا أنها غائبة) ،حيث السلطة ليست من الشعب و ال موجهة إلى الشعب كما ينبغي .فحان الوقت على األسواق أن تتخلى عن فكرة إستعمار العالم من جديد ،على أساس زرع الديمقراطية عند الشعوب ،وهذا عن طريق استعمال رجال السياسة في الغرب على الطليعة... إن أفكار و روح الكاتب الكبير و الديمقراطي الحقيقي نجيب محفوظ لن تفنى ،كما لن تفنى فضيلة و كرامة الفردوس و الكثير أيضا من بقية المصريين والعرب .و هذا هو الضمان األفضل لسيادة ديمقراطية حقيقية في مصر و كل العالم العربي.
ثمانية عشر سنة من قبل ،لما نشرت بحثي بعنوان " :من أجل حركة و سياسة موحدة في اليونان" (تاكيس ألكسيو ،منشورات بانيف ،آثينا )1551ألول مرة ،ال أحد كان يتصور األزمة الكارثية الحالية. أثناء تلك الفترة ،بل كانت األزمة مؤسسية و ثقافية ،بينما هي إقتصادية اليوم .في تلك الفترة ال أحد كان يصغي بما يجري حوله ...في وقتنا هذا ،الناس يستطلعون و يشتغلون بالمستقبل .كثيرا ما أتذكر كالم "السيد كـ" المؤلف من طرف برتولت برخت ،و الذي كان يعتقد أنه ليس ملزما بالعيش في بلد معين بقوله هذا" :يمكن علي أن أجوع في كل مكان" .أو أمام القاضي لما طلب منه أن يختار بين القسم و اليمين الديني فأجابه " :أنا عاطل عن العمل" ...أتذكر أيضا مقتطفين صغيرين من ببحثي المذكورة أعاله ،حيث في األول نجد ما يلي" :في السنوات األخيرة في اليونان ،أسست الحركة الموحدة في 3881 في ظروف محنة و في مأزق كان سببه الحكومة وأحزاب المعارضة .في عالم خطير ،حيث كل شيء قد إنهار ،ما الذي ننتظره إذن لبذل الجهود التي تضم أفرادا من جميع األحزاب السياسية في بالدنا (باستثناء من كان من اليمين المتطرف واليسار المتطرف)؟ و أخيرا أتذكر أيضا الكلمات المشجعة من األستاذ الجامعي أنجلوس آنجيلوبولوس خالد الذكر في الطبعة الثانية لكتابي عام 3880حيث كتب لي" :عزيزي السيد أكسيو ،أشكرك على رسالتك المرسلة بتاريخ 813.39و على كتابك "دروس حيوية" .إنك على حق عندما تقول أنه إذا كانت للشعوب أفكار عالمية ضف لها إنتشار طموح حركتك الموحدة ،لتغير العالم .تلقى أطيب تحياتي " .أنجلوس آنجيلوبولوس.
الكثير سيتساءلون على أهمية ما قاله القديس أوغسطين في زمن صعب مثل الذي نعيشه اآلن .حيث قال أن "اإليمان هو االعتقاد في وجود ما ال نستطيع أن نراه بعد ،ومكافأتنا إليماننا ،هو أن نراه في نهاية المطاف ".هل يمكن لشخص يشكك أيضا في قول كاتب متسام مثل هنري ديفيد ثورو لقوله" :ان هذا العالم ما هو إال قماش أبيض لخيالنا" أو على حد تعبير الكاتب المسرحي ،حامل جائزة نوبل ،وجورج برنارد شو" :إن أصل الخلق هو الخيال .يمكن للمرء أن يتخيل ما يريده ،ويقول ما كان يتصور من خالل إرادته يحقق أخيرا ما يقال" .نفس الشئ أيضا يؤكد لنا المفكر اليوناني المعاصرالكبير نيكوس كازانتزاكيس ،حيث يقول" :لديك الفرشاة واأللوان ،أرسم الجنة وأدخل فيها" .يمكن للمرء ،وربما ،أيضا ال يلتفت اقوال من القيادات السياسية الشهيرة ،مثل وليام جينينغز براين ،الذي قال أن "المصير ليس قضية صدفة ولكن مسألة اختيار" أو ابراهام لنكولن الذي قال إن "اإليمان باألشياء التي يمكن أن نراها ونلمسها ليس اإليمان .لكن اإليمان بالغيب هو انتصار ونعمة " .ولكن من المستحيل أن تسد اآلذان على كلمات ألبرت أينشتاين ،الفيزيائي البارز ،الحائز على جائزة نوبل ،والذي يعتقد" :المنطق ينقلك من النقطة ألف إلى النقطة باء .الخيال يأخذك في كل مكان" .لذا فقد حان الوقت أن تتخذ رحلة الخيال ،حتى نتمكن من المضي قدما نحو مجتمع ديمقراطي حقا ،من دون عوائق...
وفقاّلعلمّالنفس و الهيكل ثالثي االبعاد لمخ اإلنسان ،إن الجنس يتوافق مع الجزء الغريزي أو الجسدي للدماغ .أما الحب كشغف ،فيتوافق مع الجزء العاطفي .بينما المحبة كشعور ،إلى الجانب الرشيد... الصداقة من جانبها ،فهي تتعامل مع كل ميزات اإلنسان .تفترض معرفة الذات و تنطوي على المشاركة، والتي هي االفتراض األكثر أهمية من أجل تنظيم هذا المجتمع األفضل .بالنسبة للفن ،أنا أتفق مع "سيزار عيرا" ،الكاتب األرجنتيني الذي قال" :عندما يستطيع الجميع أن يكتب الشعر ،أو يراعي كل أنواع الفنون ،فحين إذ يكون الشاعر أو الفنان رجل عادي ،متحرر من هذا البؤس النفسي الذي يدعى مواهبة، أسلوب ،مهمة أو عمل" .وهذا يعني انه سيتحرر من بؤس الجشع الكارثي ،والنزعة الفردية المطلقة وأنانيتنا المتعالية. معنى المحبة و الصداقة كان سابقا مرتبطا بالدين وكان لديه فكرة ميتافيزيقية .ثم تم إدماجه في علم العالج النفسي -الطب النفسي ،وذلك أساسا بسبب أهمية )(EQ : Emotional Quotientالنفسالذكاء العاطفي و كل المشاعر اإليجابية ،ليس فقط لصحتنا الجسدية ،ولكن أيضا لتطور الحياة .في اآلونة األخيرة ،مثل علم األعصاب الذي يهتم بدراسة الدماغ البشري ،واالقتصاد والعلوم السياسية حديثا ،كل منهم استخدم فكرة أنانية النزعة الفردية المطلقة و التي هي أسلب سلوك البشر ،وهذا ما يناقض حتما المشاعر
اإليجابية .إن المصطلحين المحفوظين في قاموس العلوم ،المحبة و الصداقة ،مستعمالن في هذه المقالة ألن دورهما مهم للتغلب على المأزق الحالي وخلق مجتمع أفضل .يجب علينا أن نفهم أن كل نوع من العنف المستخرج من تجارب ماضية مؤلمة و مشاعر سلبية ،ال يعمل إال لجعل الدولة أكثر سلطوية و استبدادية و "أكثر فسادا ،ولكن هدفنا هو تدميرها" ،كما قال ماركس .شخصيا ،أعتقد أن المجتمع األفضل الذي نتحدث عنه هنا ال يتحقق بهدم نسخته السابقة ،بل بالعكس ،يجب علينا إعادة بنائه على هيكل جديد. السجائرّخطيرةّّعلىّالصحةّ...لكن األخطر هو الالمباالة و غياب الحساسية تجاه الذين ليسوا في خدمتنا و ذلك مهلك لصحة اإلنسانية و يؤدي حتى إلى الموت .األمثلة اليومية ال تعد و ال تحصى :نشتري ألطفالنا هدايا باهظة الثمن لشراء "إحترامهم" ،عوضا عن أن نمنحهم األخالق ونثقف نفوسهم .كما قد نكون وقحين لما نتأخر على مواعيدنا مع من ال يخدم مصالحنا في المستقبل القريب .و ننسى غالبا أن نطعم حيواننا األليف ذاك الرفيق ،أو سقي نباتنا الذي يطهر و يجمل بيتنا .جارنا ليس له وجود في حياتنا .ولكن من من و من ماذا نريد حقا الهروب ،بما أننا لسنا متبوعين سوى من طرف األنانية والجشع ؟ حاشية :إن الالمباالة ،القسوة و الشر ال يعرّ فون الكراهية ألن تجاهل مشاكل اآلخرين ليس مثل تعذيبهم بأنفسنا .ولكن األسوأ من ذلك ما نراه في الكثير من األحيان هو "اإلستمتاع" برؤية معاناة اآلخرين ،أي إظهار مكرنا و ساديتنا... فيّاألعوامّالماضيةّ،السعادةّكانت موضوع من مواضيع الشعر والفلسفة .وبعد مرور سنوات قليلة، أصبحت تعالج في علم االجتماع ،فقه اللغة وعلم النفس ومؤخرا نجدها حتى في الطب واالقتصاد .ففي إطار المجتمع األناني الحالي ال يستعمل مصطلح "السعادة" عوضا عن "الصداقة" صدفة .و ذلك ألن السعادة جزء ال يتجزأ من النزعة الفردية المطلقة ،بينما الصداقة ال تقتصر بالـ "أنا" فحسب ،بل تمتد إلى "أنت" و "نحن" .السعادة ال تعني إال شخصا واحدا ،بينما تتطلب الصداقة شخصين على االقل و مزودين باإلرادة الحرة الحقيقية. إذا فهمنا لماذا الهيكل السياسي يمنح الحقوق السيادية ألسواق النقود عوضا عن أن يمنحها إلى الشعب، فبإمكاننا التغيير التام و األمل في مستقبل أفضل .كما أننا نعلم أن علينا حل مشكالت عدة طوال حياتنا (كارل بوبر) .طبعا ،هذا ال يعني تكرار أو تفاقم تلك المشكالت ،مثل ما يقوم به بعض الناس و السياسيين دون دفع أبدا ثمن أخطائهم .لذلك أظن أن اإلستبعاد التام للعنف يسمح لنا بإعادة تقييم المفاهيم ،نحو التعرف على الذات ،الصداقة ،المشاركة و الديمقراطية (الدولة) .أصبحت االتصاالت الدولية بين الناس أسرع وأكثر فعالية ،و ذلك بفضل التكنولوجيات الحديثة عامة ،الكمبيوتر و الشبكات االجتماعية خاصة.
أساسناّهوّالمعرفةّو التطلع على االقتصاد األصولي ألسواق النقد القائم على أنانيتنا الفردية المطلقة التي بدورها تتغذى من استخدام هذا العنف الحالي الذي ال يمكن تفسيره .ببساطة ،إن ال إنسانية المجتمع الحالي المدعمة بأنانيتنا الفردية المطلقة ،ال يمكن لها أن تكون ,إذا انعدم العنف والعدوان .إذن إنشاء مجتمع أفضل ليس موضوعا سياسيا و اقتصاديا و لكنه أساسا بيولوجيا و أنثروبولوجيا ،و يعتمد مباشرة على مستوى تربيتنا و تعليمنا و حول الصداقة الحقيقية.و ممارستنا لها ,مهما كانت التوصيفات الممنوحة للصداقة ،التي تدعى حقيقية ،قديمة ،قوية ،وحسن ،صحيحة ،دقيقة ،فريدة من نوعها ،عميقة...،إلخ ،فما هي إال عالقة أساسية بين الـ"أنا-أنت" و التي تفترض عالقة أساسية أيضا بين الـ"أنا-نفسي" (معرفة الذات) و التي تمتد إلى العالقة األساسية "أنا-نحن" (المشاركة) ،كما قاله "مارتين بوبر" .و قال "أرسطو" أن الصداقة "أنا-أنت" روح واحدة ذات جسدين ،هذا يعني أن بين األصدقاء التفسيرات غير ضرورية (كاثرين مانسفيلد) ،حيث الخطابة ،المعارضة ،الصراعات والعداء المستعملة من طرف السياسيين ليس عليها أن تكون .وفقا لـ "روبرت مكافي براون" ،شيخوخة المجتمع تشبه الشيخوخة النفسية للناس و تكون بدايتها ،وفقا لـ"رشيل ناومي رمن" ،لما نتخلى عن حماية عالقاتنا الودية القائمة على سكوت عاطفي حيث االستماع موجود حقا .في هذه الحالة ،الصداقة ما هي إال "إلتزام" ناعم حيث ليس لالنتهازية وجود إطالقا (خليل جبران) .مفهوم الصداقة في هذه الحالة يحتوي على المحبة كشعور ،الثقة، األمان ،وبطبيعة الحال ،السعادة .إن رأي "ك.س .ليويس" الذي ينص على أن الصداقة ،الفلسفة و الفن ليسوا ضروريين غير صحيح ،ذلك ألن حتى منظمة الصحة العالمية ترى أن السعادة (مفهوم تحتوي عليه الصداقة أيضا) هي عامل رئيسي و جد مفيد للصحة .أما رأي "نيكوالس كريستاكيس" و "جامس فالور" الذي يقول بأننا كلنا متصلين ببعضنا بعضا ،ليس رأيا إبتكاريا .من بين آخرين ،قال "غوته" نفس الشيء، لما ذكرنا أنه إذا قارنا أنفسنا مع رجال "طيبين" ،فإننا نساعدهم على أن يصبحوا بدورهم "طيبين" أكثر. ومع ذلك ،ال يمكننا التمتع حقا بملذات الحياة إال بمشاركتنا إياها اآلخرين .كما قال " شكسبير" ،تغمر الروح بالسعادة لما نفكر في أصدقائنا األعزاء .محبتنا لهم تسبب نفس الشعور (توماس جيفرسون) .أيضا، الصداقة التي تنتهي لم تكن حقيقية إطالقا (القديس جيروم) ،كما أن الصداقة الحقيقية ليست قائمة على الحقيقية و المعرفة (هنري دافيد ثورو) ...أواصل و أنا أدرك بكل بساطة بأن الفلسفة (و إذن الفيلسوف) يحكم على العصر و ال يشرحه (هوغو فون هوفمنشتال) ،و ذلك ألنه لتشكيل اقتراح ما ،يجب تجاوز االنتقادات .وسائلنا لكي يتحقق ذلك هي الحوار الضروري واإلصرار على معرفة الحقيقة .أدنى التفاخر ليس في محله هنا .بالنسبة لـ" شوبنهاور" ،هدفنا ليس اإلغواء ولكن تعليم لآلخرين أوالتعلم منهم ،و إنما هو التحرير الفكري .هذا هو الشرط الضروري من أجل تغيير العالم ،وذلك باستخدام لغة واضحة ،بسيطة و مباشرة علما بأن "الرجل الناضج ال يحتاج إلى قائد" (هـ.غ .ولس) ،ولكن نحتاج إلى أصدقاء خبراء النفس ذوي اإلرادة في المشاركة إجتماعيا مع رفقاء أحياء و ليسوا موتى (ف .نيتش) كهؤالء الذين باسم
الحرية و التنوير و الذين ما هم إال عبيد ألنانيتهم الفردية المطلقة و عادة هم حماة اقتصاد و سياسة أصولية كارثية. هدفيّهوّالتعبيرّبصفة بسيطة و إجمالية عن هذه األزمة الشاملة ،و التي ال تعني اليونان أو أوروبا فحسب ،و إنما العالم بأكمله .أعتقد أن تصرف أولئك الذين يخفون الحقيقة حول الوضع الحالي باإلهتمام بمجاالت تافهة مثل اتفاقيات القروض ،االستفتاء ،وصفات أخرى أو إنتخابات...إلخ و هكذا يتولى مسؤلية تحويل اإلنسانية ،كما قال لورينز ،إلى مجتمع من النمل األبيض ،و هذاعمل إجرامي في حد ذاته.
ماّهذهّالحقيقةّالتيّأتكلمّعنها؟ّصرّح "جورج إيرفين" أن "للتمكن من العيش في منطقة اليورو البد من التنمية" ،بينما يعتقد "فرانكلين آلن" اإلفالس كأفضل حل .أما "جينارو زيدزو" فيطرح علينا معضلة اإلختيار بين "تغييرات في المؤسسات األوروبية أو واليات مستعمرة" " .مارتن شولز" إشتراكي و رئيس البرلمان األوروبي يعلمنا على وجود النقود ولكن التقاسم غير عادل ...كم من مرة سمعنا هذه الكلمات في اليونان؟ بالنسبة لسياسات بديلة على اقتصاد أوروبا "ماريا فراكاكي" مقتنعة بأنه يجب علينا أن نعطي األهمية للتحديد و التحكم في الموارد المالية ،و هذا ما سيخدم احتياجات المجتمع بدال من المصالح الخاصة .وفقا لهذا الرأي ،يمكن لسياسة بديلة على االقتصاد فرض الرأسمالية على وضع اإلنسان في مركز اإلهتمام ...لكن هذا الرأي يجهل كامال المبدأ األساسي الذي يقول "كل األنظمة تولد ثم لديها فترة حياة قبل أن تسقط في وقت معين في أزمة ،تنقسم في نهاية المطاف فتتحول إلى شيء آخر". أضيف إلى ذلك ما قاله األستاذ "ايمانوئل والرشتاين" " :فترة االنتقال من مرحلة إلى أخرى ال يمكن التنبؤ بها ،مع أنها واعية لإلجراءات الفردية والجماعية". منّبينّأهمّخبراءّاالقتصادّالسوفياتيّهناك "نيكوالي كونتراتياف"ّ.كان فعال منعشا إجتماعيا بحتا في العشرينات .و في 3815تم نفيه من قبل نظام ستالين في سيبيريا حيث "فقد" ...في مذكرته "جوزيف سوبيتر" سمى التقلبات اإلقتصادية الطويلة المدى "دورات كونتراتياف" .تتكون تلك الدورات من مرحلة صعود "أ" و مرحلة تنازل "ب" .المدة المتوسطة لكل مرحلة تكون من 10إلى 10سنة .و نعلم جيدا اليوم أننا موجودون في مرحلة التنازل .كما ربما ال نعلم أن في نفس الوقت هناك دورة تاريخية تنتهي مع أنها دامت حوالي 055سنة و أن النظام الرأسمالي األولي سوف يعوض بنظام سياسي آخر ،غير معروف في الوقت الراهن ...و كما قاله عالم االجتماع األمريكي البارز "فالرشتاين" ،الصراعات ستكون حقيقة واقعة مهما كان الثمن بما أننا نبني أساس نظام تاريخي سيرافقنا خالل 055سنة القادمة.
إنّالنظامّالجشعّالرأسماليّهوّالذيّفيّأزمةّاليوم ،و الفترة اإلنتقالية قد حانت بعد ولكننا نجهل لحد اآلن كيف سيكون الشكل الدقيق لهذا النظام "اآلخر" االجتماعي الوشيك .ولكننا نعلم جيدا أن أثناء فترات األزمة ،عدد األشخاص ذوي حرية اإلرادة و التفكير الواعي يزداد .و هذا ما يمنح لألفراد الفرصة لإلبداع ،التفكير و التحصل على الوسائل التي تسمح بالتغلب على المآزق الحالية.
حريةّاإلرادة تعني ببساطة اتخاذ موقف مسؤول .هذا الموقف يحدد سلوك الناس الذين يزرعون بوعي العالقات الرئيسية مع أ) أنفسهم ،ب) اآلخرين ،ج) المجتمع (األستاذ "مارتين بوبر") .أولئك يعترفون بأنانيتهم الفردية المطلقة و الذين يطمحون المشاركة في الشؤون العامة و ذلك بعالقات أساسية و صداقة حقيقية ...وأشير هنا إلى ثالثية الجوانب :معرفة النفس -صداقة -مشاركة .أشير أيضا إلى الحاجة في تغيير المجتمع سلميا بواسطة عمليات تشاركية وليس مجرد السعي للوصول الى السلطة...
"الّنستطيعّقراءة التاريخ القديم و الحديث دون التطلع على القدرات غير المعتادة ل"اإلنسان العاقل" أن يكون عنيفا و مدمرا" يقول لنا "جورج مونبيوت" ،ولكنه ال يقول أن اإلنسان قادرا أيضا على تصرف عكسي لذلك .هذا الصفحي الكاتب و الحائز على جائزة "نوبل" ،يرى أن "السلطة ال تندد طوعا أبدا .إذا كنا نريد أن نأخذها ،يجب علينا أن ننتزعها بقوة .و هذا يتطلب مشاركة نشيطة من شبكة ثوار مستعدين للمخاطرة بحياتهم من أجل تغيير العالم ...بتنسيق هجماتهم ...كأعضاء من نوع واحد و ليس من أمة فقط للسيطرة على السياسة العالمية" .الكثير يتفق مع هذا الرأي. بل هذه حالة من حاالت المنطق السخيف و المتناقض الذي ال يطمح إلى التغيير بل إلى السيطرة ،ال يدركون أن "الحياة ليست أساسا السعي وراء الملذات" كما كان يعتقد "فرويد" ،أو الطموح إلى السلطة كما كان يعلمه "أدلر" لتالميذه ،ولكن الحياة هي السعي المعنوي ...ما يسمح لإلنسان أن يبقى باسال ،كريما و نزيها (حتى إذا كان في أوشك الحاالت) .كمثل األستاذ البارز في الطب النفسي "فيكتور فرانكل" الذي قضى عدة سنوات في معسكرات االعتقال النازية.
فيّاآلونةّاألخيرةّ،كثرّالكالمّحولّاإلقتصادّ"الحقيقي"ّ،على الرغم من ادعاءات المتخصصين أن المال هو جزء من "الواقع االفتراضي" ...على كل حال ال نحقق أن هذا اإلقتصاد "الحقيقي" الرأسمالي هو الذي وضع األزمة في سلحة الميدان .لكن " فريدريش نيتشه" الحظ أن "عالم الحقيقة محدد بالكثير نسبة لعالم الخيال" .رغم أننا نحتاج إلى النقود لقضاء إحتياجاتنا األولية ،أكثر من أي وقت مضى ،نحتاج إلى الخيال أو كما يقال نحتاج إلى "صاروخ جول فيرن" للسفر إلى حقيقة عالم أفضل.
"لمّاّتكونّالنقودّالغرضّالوحيدّفيّالحياةّ،فال تصرف يكون مقبول" يعلن بشكل قاطع األستاذ والحائز على جائزة نوبل في االقتصاد جوزيف "ستيجليتز" .هذا ال يشمل فقط المصرفيين والسياسيين ،ولكن يشملنا أساسا كمواطنين ،ألننا نحافظ على أنانيتنا الفردية المطلقة باستخدامنا هذا النظام غير المحدود الالإنساني .بالنسبة لنا ،بل هو طريقة "العالج النفسي" (التسوق للعالج) ...أعتقد أن المشكلة ليست اقتصادية وال سياسية ،كما يقول الكثير ،أو مشكلة اجتماعية؛ بل هي أساسا مشكلة شخصية ،يعني أخالقية .وقال "هيراكليتوس" أن "شخصية الرجل هو مصيره" أو إذا كنت تفضل أكثر المفردات المعاصرة المشكلة في علم األعصاب .ألنه كما يبلغنا األستاذ القدير في علم أعصاب العيادة الجامعية "غوتنن غيرالد هوتر"" :إننا نعيش في عالم حيث ال شيء كائن كما يرام .ولكن هذا العالم وحيد لنا .وألن أشخاص مثلنا بنوه على هذا التقويم ،التغيير يعود إلينا فقط .ولكن يجب علينا أوال أن نغير أنفسنا ".ثم يضيف أن" :شبكة االتصاالت العصبية في أدمغتنا تتغير عند استخدامنا إياها بطرق مختلفة" ...طريقة استخدام الناس لجهاز التفكير هذا و ما ينتج منه تعتمد على الدافع ،الشعور والنية في كل لحظة ...عندما يصبح األنانية (والمال) شعار الفكر ،الشعور و الفعل فينحط الفرد في أعماق غباء العالم ،أيينحط في عالم بربرية أسواق المال الذي نعيش فيه بشكل مكثف جدا مؤخرا" .ذلك الشيء اآلخر" أو ذلك المسار الذي علينا أخذه هو مسار الصداقة و الصداقة ،لقوله "هوتر"" ،هذا عرض عاطفية عميقة ،بل هو شعور عميق للوحدة بين الناس ...فالذي يود أن يتعلم كيفية استعمال ذهنه بصفة واسعة جدا ،عليه أن يتعلم المحبة ألنها تستخلص من شعور اإلنس بأنه جد مرتبطا باآلخرين" .ألن هذه المشاعر اإليجابية ،الحب والصداقة ،هي المسؤولة عن التوسيع ،ليس فقط الحسي والعقلي ،ولكن أيضا مشاعرنا ،ضميرنا وإرادتنا الحرة ،وهذه األخيرة هي الشرط الوحيد حالة الذي يسمح لنا أن نتغير حقا...
محركاتّالرأسماليةّليستّفقطّالبنوك ،المصرفيين والمساهمين الرئيسيين .محركات الرأسمالية ليسوا كذلك كبار الصناعيين ورجال األعمال وكبار التجار .كما هي ليست أيضا أسواق المال و مصالح المضاربة قليلون العدد ،أو كبار المستثمرين ،و أي نوع كان من أصحاب "سوروس" ،أو وكاالت التصنيف ...أسوأ أشكال الرأسمالية التي تغذي جميع األشكال األخرى ،هي أنانيتنا الفردية المطلقة ،ذلك الوهم الذي من أجله و منذ العصور القديمة" ،بيلليروفون" و"القديس جورج" وغيرهم من العديد من الحكماء بذلوا جهودا كبيرة ليحرروننا من ذلك ولكن بدون جدوى .إذن هذا هو الوحش الذي يأسر لنا العقل إلى درجة تجاهل اآلخرين ،عوض من فهمهم أو القلق فعال عنهم " ...الحب ثم الحب ،هو واجبنا الوحيد "...قال "موالنا جالل الدين الرومي" ،رجل إنساني ،فيلسوف و شاعر مهم من القرن الثالث عشر و نشأ من "باختريا" التي كانت موطنا إلحدى القبائل اإليرانية أنذاك .هذا إذن ما يجب علينا للعيش األفضل" ...أنا ال أدري إذا لإلنسانية أن تتبع سبيل الحب وعيا ،ولكن علينا أن ال نقلق .هذا القانون ،مثل
قوة الجاذبية ،موجود شئنا أم أبينا" لقول "غاندي" .ما هو تأثير الحب؟ هو الوعي ،التضامن ،الصدق، الكرامة ،الفرح ،السعادة ،السالم ،الحرية ،األمن ،الحساسية ،الحوار واالحترام ...و كل الشعور اإليجابية و األفكار البناءة التي ال تقتصر على الجنس البشري ،ولكن تمتد لتشمل جميع الكائنات الحية ،الطبيعة والكون. لوصفّالوضعّالمأساويّالعقلي للسياسيين يجب ينبغي اإلشارة إلى االختبار االستثنائي للفيلسوف الكبير "آرثر شوبنهاور" ،الذي يحمل العنوان "فن أن تكون دائما على حق" ++++يقول مثال" :أزعج خصمك"" ،أوقفه و غير موضوع المناقشة"" ،ضع صياغة مغالطة"" ،اخفي خطتك"" ،شكل إستنتاجات متسرعة"" ،أعكس االتجاه "" ،تظاهر بأنك الفائز ،حتى لو كنت مهزوما"... بالنسبةّلمقرضينا ،إني أجد باب كتاب "بلوتارخ في األخالقيات" ( 315-90ق.م) الذي يحمل العنوان "دواهي االقتراض" مثيرة لالهتمام للغاية .من بين ما قاله فيه" :إنهم حولوا السوق إلى أماكن تعذيب للمدينين الفقراء .انهم بقتلونهم و يقطعونهم قطعا" .و ينهي بقوله" :إذا كان لديك المال ،فال تقترض ،ألنك لست بحاجة إلى ذلك .و إذا لم يكن لديك ماال ،فال تقترض أيضا ،ألنك لن تكن قادرا على إرجاعه" و في النهاية ستكون حريتك مقيدة و كرامتك تحت البيع. أماّبالنسبةّللمدينينّ،أعتقد أنه ال يجب علينا بأي حال من األحوال أن نقتصر في فهمنا على قبول المنطق العام الذي يستند على مبدأ قبول دفع ثمن أخطاء السياسيين الفاسدين ،المسؤولين الوحيدين على المحنة الحالية لبالدنا .نحن المدينون ،يعني المواطنون الواعون بالحالة السلبية التي نجد أنفسنا فيها و الطامحون في التصرف المسؤول كناس ذو وعي و حرية اإلرادة .تتمثل في مشاركتنا بقدر المستطاع في ابداع ديمقراطية مشاركة ،تدافع عن الدستور واالحتياجات الحقيقية لجميع المواطنين بدال من مصالح المضاربات لبضعة أشخاص كما يحدث حاليا باسم الحكومات االشتراكية... العشرونّدولةّاألكثرّ"تقدما"ّوّ"تنافسا"ّفيّالعالمّوالثمانية األخرى الالتي تردن تحديد مصير عالمنا ،هي أيضا الالتي وجدن أنفسهن "تستقبل" أكبر عدد من الفقراء ،المتشردين بال مأوى ،العاطلين عن العمل ،الجائعين و البؤساء .كذلك البعض من تلك الدول المتقدمة إما تستفيد مبتسمة من أموال دول أخرى أو شعوب أخرى و إما تحرضها على الحرب .إذن في هذه الشروط و الظروف ،هذا التطور الشهير والمنافسة ال مكان لها في مجتمعات المواطنين الذين مبدؤهم األساسي هو التعاون بين الناس .إال إذا ساهمت في ازدهار الجميع و حماية البيئة .وفقا لهذا المنطق " ،الناتج القومي اإلجمالي" يعطي مؤشرا
خاطئا عن رفاهية وازدهار المجتمع ،ألنه يستبعد فئات اجتماعية معينة ،مثل الماليين من الفقراء ،أو أولئك الذين يتلقون أجورا متدنية أو تقاعد ضعيف .و علينا أن ال ننسى أيضا االكتئابيين الذين رغم تحصلهم على مكاسب متوسطة /عالية هم مضطربون غير قادرين على إعطاء معنى لحياتهم .يجب علينا أن نؤكد أيضا أن الطلب على المؤثرات العقلية لم يكن أبدا كبيرا كما كان في العقود األخيرة ،وخاصة خالل العشر السنوات األخيرة ...أستاذ اإلقتصاد "ريتشارد اليارد" و متخصص في ميدان السعادة يقول: "في السنوات األخيرة هذه الناس ليسوا أكثر سعادة .أنهم أغنياء ،يعملون أقل ،لديهم المزيد من العطالت، يسافرون في كثير من األحيان ،ويعيشون لفترة أطول ...ولكنهم ليسوا أسعد .يجب أن نبذل المزيد من جهود في دراسة هذه الحقيقة الصادمة ."...بل هذه الدراسة تتعلق بعلم النفس ،بيولوجيا األعصاب والعلوم االجتماعية واالقتصاد ...و في نفس المجال نتذكر أقوال "ذيموكريتوس" ( 175-9.5ق.م) الذي كان يفضل "العيش فقيرا في ديمقراطية بدال من كونه غنيا في حكم استبدادي" .كان يظن أيضا أن "الفقر في الديمقراطية أفضل الثروات و أفضل من األرستقراطية أو األوتوقراطية .و ذلك ألن الحرية خير من العبودية"... كثيراّماّأسمعّ"الحجة"ّالتي تقول أن الفقراء ،الذين بال مأوى ،العاطلين عن العمل ،الجائعين و البؤساء وجدوا منذ القدم وال يزالوا موجودون ...أنا ال أوافق هذه الفكرة على اإلطالق و من الوقائع يمكن أن أقول أن الرقيق و أسواق العبيد التي وقعت خالل فترة مزدهرة جدا ،لم يمنع أن تكون الحياة البشرية أقل أهمية من الطبق الطائر في لعبة اطالق النار ...كذلك النساء لم تكن تساوي الرجال و لم يكن لديهن الحق في الدراسة تماما كاألمريكيات أفارقة األصل ...و بإمكاني منح العديد من األمثلة .إني متأكد من شيء واحد: في المستقبل لن يكون هناك أي فقيرا ،مجرد اعطاء الفرصة لحياة كريمة ...هذا هو األهم للتمكن من إنشاء سياسة ديمقراطية ذات طابع اجتماعي حقا .ولكن لتحقيق ذلك أعتقد أن يجب أوال تحرير مهنية السياسيين حيث العدد محدود ،ذلك حتى يتم فك الشمولية من جميع األحزاب الذين هم أكثر اهتماما بمصالحهم الخاصة بدال من وقاية تاريخ الوطن و مستقبل الشعب. منّالمحزنّأن نرى أن هنالك من يتقبل الفقر ،ويتقبل أيضا ،وإن كان محدود ،استخدام العنف ،مسموح في الكثير من األحيان و موجب في مجتمع يفترض أنه ديمقراطي ...عندي سؤال :عندما يكون الشعب في حالة يأس و دمار بسبب الخيارات غير الصحيحة التي قاما بها كال من الحزب الحاكم وحزب المعارضة ،كيف نسمي ذلك" ،االستخدام المحدود للعنف" أو "االستخدام الواسع للعنف"؟؟؟ نفس السؤال بالنسبة لهؤالء الذين أصبحوا يعانون من البطالة بسبب الخيارات غير الصحيحة التي قاما بها كال من الحزب الحاكم وحزب المعارضة ،كيف نسمي ذلك" ،االستخدام المحدود للعنف" أو "االستخدام الواسع للعنف"؟؟؟ و في األخير ،لما شخص ينتحر ،بسبب الخيارات غير الصحيحة التي قاما بها كال من الحزب
الحاكم وحزب المعارضة ،كيف نسمي ذلك" ،االستخدام المحدود للعنف" أو "االستخدام الواسع للعنف"؟؟؟
كيفّتوصفونّالنظامّفي مدينة و في بالد تكلمت عليه في كتابها الشاعرة و الرسامة الشهيرة "إيتل عدنان" الذي يحمل العنوان "مدائن و نساء" و الذي قالت فيه" :األشخاص بال مأوى بؤساء ،الطرق محروقة ،والجرائم تذكرنا حرب أهلية ،المدينة مقسمة بين األغنياء والفقراء ،البيض والسود ،األصحاء والمرضى ،وهناك ال يوجد إال األلم والفساد والذعر والموت"؟؟؟ إنها تتكلم هنا عن "نيو يورك" في أمريكا ،التي تعرف بكونها رمز "الحرية" و "الديمقراطية" في العالم الغربي .ولكنها في الحقيقة ال حرة و ال ديمقراطية... بالنسبة إلى " جالل الدين الرومي " :يجب علينا العيش في هذا العالم المجنون ،حيث "كل شيء عكس ما يجب أن يكون عليه" .أتذكر قضية "فردوس" ،التي كانت إمرأة حرة حقا و جد كريمة ،حكم عليها باإلعدام ألنها قتلت قواد بالغ العنف ،ثم رفضت عفو الرئيس المصري أنور السادات في ذلك الوقت، لتجنب اضطرار السلطة على حياتها ...ما بقي أن نقول إال أنه قد حان وقت اإلستيقاظ و التفكير الواقعي. كفانا من االستمرار في القبول بهذه الحالة كما هو الحال اآلن ،بل لنغيرها شيئا فشيئا ...و إذا كانت لكل سلطة "عاهرات" مثل "فردوس" ،بالتأكيد فإننا سنعيش في عالم أفضل بكثير...
االختيارّبينّالديمقراطيةّوالطغيانّال يمكن تشكيله نظريا .و لكن يمكن عمليا بأخذ بعين اإلعتبار حالتنا الالإنسانية المفروضة من طرف رأسمالية النقد حيث الديمقراطية مشوهة إطالقا و محولة إلى طغيان "برلماني" ..." .حكومة ديمقراطية ذات سلطة شمولية" يقول الكاتب الحائز على جائزة "نوبل" "نجيب محفوظ" في كتابه الرائع "أمام العرش" مشيرا فيه إلى "أنور السادات". تحديد أستاذ الفلسفة "كارل بوبر" للديمقراطية أدى به إلى القول" :تكون دولة حرة سياسيا عندما المؤسسات السياسية تسمح للمواطنين بتغيير الحكومة بشكل فعال مع تجنب العنف."... ولكن هذا ال يكفي ،ألن الديمقراطيات التي ال تحترم سيادة الشعب واحتياجاته وتستخدم العنف بدال من ذلك ،ليست إطالقا ديمقراطيات حقيقية ،بغض النظر عما إذا كانت أعمال العنف خطيرة أم ال .مرة أخرى ،والرجال يعيشون في "عصر مجرد من الجدارة الروحية واألخالقية" ،كما قال "كونراد هايدن". ونحن ال نستطيع الحصول على عادية أساسية في حياتنا حتى يتم تطبيق بعض المبادئ األساسية ،مثل الحقيقة والعدالة والحوار اإلنتقادي ،والتي هي بعيدة كل البعد عن المصلحة الذاتية ،والفساد والغطرسة، التسلح ،األسواق الخارجية ،األموال السرية ،وأخيرا ما هو أسوأ من كل ما سبق ،الدبلوماسية السرية و المتذبذبة التي اعتمدتها األحزاب والسياسيين إلى يومنا هذا...
لحسنّالحظ ،نخبتنا الفكرية فجأة استيقظت و طرأت في معالجة بعض المواضيع مثل األمة.- أوروبا و العولمة من طرف "نيكوس باراسكفوبولوس" .يعلموننا أن األخبار القادمة من أوروبا سيئة، حسب "جون كين" ،و يالحظون وجود عجز ديمقراطي في اإلتحاد األوروبي كمثل "إيريك إيريكسن". لحسن الحظ يعلموننا أيضا أن الديمقراطية في تدهور ،لقوله "كوستاس دوزيناس" .كذلك يقولون أن هنالك مثلث غير متوازي بين :األسواق ،اإلتحاد األوروبي و المجموعة المؤيدة للتقشف "ستاثيس كوفيالكيس". لحسن الحظ يحدد الحيرة السياسية (ديمتريس كريستوبولوس) ،قصر النظر على سياسة الحكومة (لوتشينو غلينو) الذي يركز على الديمقراطية التي هي في خطر (لوك مارتل) .لحسن الحظ يتساءلون اليوم عن من القوام (غينتو روسي) ،يؤكدون أن الديمقراطية في تراجع (جان بول فتوسي) ،مع االعتراف بأن األسواق األوروبية األوليغارشية واقعة (كسينوفون كونتياديس) و أن اليونان أصبحت قضيتهم (ييسين لتش) .لحسن الحظ ،فإن العجز الديمقراطي هو أن تكون االضطرابات االجتماعية رائدة (سيرج حليمي) ،الديمقراطية في تراجع (جيوفاني بيرلي) ،يشرحون لنا لماذا ينبغي أن نغضب (ريبيكا هرمس) ولماذا هوجمت حقوقنا (جوديث بوتلر) .لحسن الحظ أخيرا ،يحذروننا من تحقيق انقالب في األسواق (بيلي ماير) و عدة أشياء أخرى على نفس المنهاج... وهذا يعني أننا محتجزون في منح نتائج وتحليالت لعدة عقود ،ونتجاهل ما هو أهم :يجب على الجميع وضع مقترحات محددة ،ولكل منا وجهة نظر خاصة ،إلنشاء مجتمع أفضل ،يمكننا من خالله العيش بكرامة ،و حتى ألطفالنا وأحفادنا... الناسّيعترفونّأكثرّفأكثر أن "أنسنة" الرأسمالية الشهيرة أو الرأسمالية "الالئكية-الشعبية" ليست اقتراحا بديال في مجتمع ديمقراطي ،على األقل في مستقبل قريب .إن الجمعيات األخيرة غير الربحية لقروض اإلدارة الذاتية في الواليات المتحدة ،التي فيها المودعين هم المساهمين ويتم استثمار رأس المال في برامج التنمية من الشركات اإلقليمية الصغيرة والمتوسطة الحجم أو البلديات ،وكذلك بنوك الفقراء (بنك غرامين) ،التي أسسها أستاذ االقتصاد و الحائز على جائزة نوبل "محمد يونس" ،ليست جذرية ولكن اإلجراءات لردود الفعل على النظام الظالم الحالي الذي ،على الرغم من أنه قد سن ،قيل انه ال يزال قادرا على التدمير أو التدرج ،وهذا يعني في مصالحها الخاصة إدراج عناصرأجنبية ،كما فعل مع "البنك غرامين " األستاذ "يونس" ،والذي اتهم باالختالس... يمكنناّتحقيقّانطالقةّجديدةّإذا اعتبرنا أن أ)ّاألزمة المالية للرأسمالية سوف تستمر لفترة طويلة و ب)ّ في هذه الفترة االنتقالية التي بدأت بالفعل ،يجب أن نخطط ونقيم دون تأخير نظام المركزية البشرية، مجتمع عادل و إعطاء األولوية لحماية البيئة.
حان وقت النظر في أن" :يجب علينا أن نعلن الديمقراطية (التي هي من سيادة الشعب) ،والتي تحول العمال إلى مواطنين مسؤولين (مرادفا للمواطنين الذين لديهم إرادة حرة) ،والتي توجب االنتعاش االقتصادي واالجتماعي ،على األقل في البلدان التي اختارت الحرية بدال من الشمولية السياسية "كما قال "آالن تورين" .ومن الشائع الحديث عن االستبداد الرأسمالي أو الشيوعي... "فيّالسياسةّالّتكفيّالشفافية ،إذا اتخذ السياسيين خيارات ال أخالقية و ال صادقة" ،كما قال األكاديمي "جاكلين دي روميلي" .عن علم ،وأنا واثق بذلك ،أن في العالم السياسي المعاصر ،ما الذي يغيب ليس فقط الصدق واألخالق ،ولكن أيضا الشفافية .فكر الساسة ليس فقط غامض ومنظم حزبيا ،لكنه يدور أيضا حول مصالحهم الخاصة .لغتهم ليست فقط خامة ومتناقضة ،ولكن منفاقة أيضا .ونحن نتطلع دائما الى الحوار الصادق والبناء ،ألنه هو"اآللية" الوحيدة التي تسمح لنا بحل مشاكلنا والخروج من هذه األزمة سلميا... اعترف بأخطائه رئيس حزب "باسوك" ورئيس الوزراء السابق للمرة األلف ،وكذلك كل من كان من حكومته وحزبه .وللمرة األلف ،تتكرر األخطاء تكرارا ،وذلك ألن األهم هو أننا ال نزال ندفع الثمن .ولكن ألي مدى مازلنا ندفع هذا الثمن؟ لقد حان الوقت للسياسيين من كل طرف و من كل نظام خاصة ،أن يدركوا أنه عليهم أيضا دفع ثمن أخطائهم .ال عن طريق االستقالة البسيطة من وظائفهم (في الواقع ليس لدينا أي مثال عن استقالة من قبل السياسيين) ،ولكن عن طريق تصفية أموالهم ،كما نفعل نحن عندما ال نستطيع سداد ديوننا (ليس بسبب الحسابات الخاطئة ،ولكن ألننا عاطلون عن العمل) والبنوك تستولي على أمالكنا... مؤخراّ،مرتّوالّتزالّتمرّعليناّصدماتّنفسية ،الواحدة تلو األخرى ،كاتخاذ تدابير أكثر صرامة اقتصاديا دون أخذ بعين اإلعتبار أصحاب الدخل المنخفض والمتوسط ،أو المواجهات العنيفة التي تجري بين الحكومة وأعضاء البرلمان على القضايا الحرجة من حاضر ومستقبل بالدنا ،وخاصة السلوك المتذبذبة لرئيس الوزراء ،والذي يقول ويفعل كما طاب له ،وليس فقط داخل البلد ولكن أيضا في خارجه، متجاهال وحاقرا شركائه و الشعب بأكمله ،مما اضطره السقوط في هاوية العنف .كلما كان للناس التعبير عن عدم رضاهم و سخطهم ،ذهب خائفا وضرب الناس بالمواد الكيميائية المسببة للسرطان .هذا يلغي المنطق ويبسط تعريف الديمقراطية والنظام االجتماعي القائم على العدل و الذي في الحقيقة هو الحل لتنحي المنازعاتّسلميا... نحنّاليومّنعلمّالجوابّعلىّالسؤالّ"من جاء أوالا الدجاجة أو البيضة؟" ،كما نعلم أيضا أن كل جمود في مجتمع هو نتيجة للمآزق الفردية للمواطنين .وهكذا ،فإن أفضل الشركات بحاجة إلى أحسن األرواح
المتغذية بالسالم والمشاعر اإليجابية والتي تؤدي باإلنسانية إلى المعرفة .وباإلضافة إلى ذلك ،يتم توصيل الحقيقة إلى المعرفة ال إلى السلطة ،وهذه األخيرة هي أساسا عملية الشمولية ،حتى لو كانت في "الديمقراطيات" الرأسمالية األكثر تطورا مثل الدنمارك... الديمقراطية ليست ال مدنية ،ال حليفة ،ال اشتراكية ،ال شيوعية ،ال من اليسار ("الالئيكي") ،ال متوجة ،ال مسيحية ،ال إسالمية،ال مباشرة وال غير مباشرة ...الديمقراطية ال تحتاج إلى صفات! الديمقراطية هي نظام اجتماعي مستقل قائم على العدالة ،كما ذكرت أعاله ،في بحث مستمر عن الحقيقة ،من أجل حل النزاعات بالطرق السلمية! الديمقراطية ،الرأسمالية أو الشيوعية هي مفاهيم غير متوافقة ،ألنها قد استخدمت و تستمر في استخدام أساليب عنيفة يمكنها أن تمتد .السؤال ال يطرح على أي نوع من عالم ال نريد العيش فيه ،ولكن ما نوع العالم الذي نريد أن نعيش فيه .الديمقراطية تعطي معنى لحياتنا وتفترض بهذا النوع من الكلمات عالقات مثالية مع النفس ،مع اآلخرين ومع المجتمع ...إن الديمقراطية هي النظام االجتماعي السلمي الوحيد و القادر أن يركز حقا على احتياجات جميع المواطنين بدال من حماية حيل بعض الناس... يجبّأنّيتحركّالناس ...يجب عليهم أن يعملوا على عكس مسار هذه السلطات" ...ال يمكننا تغيير صورة هذا العالم إذا لم نتغير ،على األقل ،أنظمتنا السياسية "...تقول الطبيبة النفسية الشهيرة والكاتبة "نوال السعداوي" في مقابلة عام ... 1550ولكن أتساءل ،للمرة األلف ما هي طبيعة األشياء؟ من الثورة المصرية عام 3838ضد االحتالل البريطاني لعام 3801ضد الملك حتى قيام الثورة ضد مبارك في عام ،1533ما تغير حقا؟ وبصرف النظر عن االحتالل البريطاني الذي تحول إلى احتالل الجيش المصري آنذاك و ربما إلى احتالل ديني اآلن؟؟؟ بعد ميدان التحرير في القاهرة ،اآلن هو بدوره ميدان "سينتاجما" في أثينا .أيضا ،وهذا هو الوقت المناسب لإلجابة على السؤال :واآلن بما أننا استيقظنا ،هل نحن واعون بأن الديمقراطية نظام اجتماعي ،غير موجود نهائيا في العالم؟؟؟ هل نعلم أن هذا هو ما نسعى إليه؟؟ للديمقراطية هيكلها الخاص في جميع مجاالت الحياة اليومية وهياكلها ونحن بحاجة للتكيف مع القرن ،13 خطوة خطوة .ولكن بداية التغيير األول يتطلب التغيير الهيكلي في تفكيرنا الخاص .هذه هي أعظم ثورة، الشيء الوحيد الذي يتعين علينا القيام به ،الذي من خالله سنتمكن من كسر الجمود و الخروج من المأزق... ّفيّالختامّ،مرة أخرى ،ال بد لي من التأكيد على )3 :غياب الديمقراطية! مهما كانت الجهود التي قمنا بها من اجل انسنة أسواق المال ،ستكون من دون جدوى ،ألن الرأسمالية كنظام اكتمل دورته .من المستحيل
العودة بضعة عقود الى الوراء ،وهذا يعني الرجوع إلى الوقت الذي كانت فيه همجية الرأسمالية أقل من اليوم )1 .الرأسمالية المالية والديمقراطية هما مفهومان متعارضان تماما )1 .ال مستقبل للرأسمالية .نحن بالفعل في فترة انتقالية نجهل وجهتها ونحن ندرك أن النموذج الشيوعي ليس الحل المالئم للقرن الواحد و العشرين )9 .حاجتنا الواضحة لخلق مجتمع أفضل للمواطنين والمشاركة الديمقراطية أساسا ،والذي سوف يولد بسالم بإدخال إصالحات جذرية دون عنف بقيام ثورات "اريك هوبسباوم" ،والتي ،كما سبق أن أشرت إليه من قبل ،تحمي عبر الدستور االحتياجات الحقيقية لجميع المواطنين وليس إطعام جشع و مضاربة مصالح بعض األقلياتّ... جوابناّعلىّالسؤالّالمعقولّ:كيف يمكننا الهروب من هذا الوباء العالمي الجشع للمال ،الذي يدعم الرأسمالية أو ،حسب ما يسميه االقتصادي البارز "ستيغليتز" أصوليةّالسوق؟ بالتعامل معها على كأنها مرض و العالج هو الصداقة الفعلية (وهو مصطلح ليس له معنى في السياسة) ،والذي يفترض علم النفس ويدلنا على المشاركة من خالل الفن االجتماعي الواعي و الملموس" .إن األفكار هي السالسل التي ال يمكن قطعها دون الشعور بتمزق القلب" يؤكد لنا "كارل ماركس" .كما يقول أيضا "هوذر" ،هذا يعني ال يمكنك قطع هذه السالسل دون أن تكون تأثرت عميقا ،مع االعتراف بأن موقفنا السلبي (األنانية الفردية) التي اتخذت حتى اآلن تجاه الحياة ،كانت جد سيئة ...ذلك نهج جديد في مجال التربية والتعليم والثقافة، حيث الخطوة التالية يجب أن تكون إقامة نموذج سياسي و اقتصادي ،الذي يأخذ بعين االعتبار اإلنسان والبيئة. هذاّغيرّممكنّوّليسّديمقراطيّأنّمستقبل دولة يعتمد على االتفاق أو االختالف بين قادة حزبين سياسيين الذين قادا بالدنا إلى الهاوية هذه السنوات السابعة و الثالثون األخيرة .ال يوجد الحل لمشكلتنا ال في االنتخابات وال في تعاون الحكومات ،وذلك لسبب بسيط وهو أن المشكلة هي رأسمالية األسواق لهذين الطرفين وفروعهما ،مع دفاعهم لها بشدة .و إن الطرف اليساري التقليدي الذي يدعي بالتقدمية ،لم يقترح لألسف أي حل بديل ،كامل وواقعي إلنشاء مجتمع ديمقراطي أفضل ،الذي يحتاج قبل كل شيء ،ما عدى الوقت الضروري لتحقيقه ،الخيال :أفكار و آراء جديدة ،حتى اآلن غائبة في الطيف السياسي الحالي... أبعدّمنّالنصيحة النابذة لـ"آندري بروتون" لألحزاب مسبقا آنذاك منذ الخمسينات ،حان الوقت المناسب لتذكر كلمات "سيمون ويل" ،الذي يخبرنا أنه ال ينبغي لألفراد الراغبين في تقديم خدماتهم إلى الملك العام، كدليل مع الحقيقة والعدالة ،تكون معتمدة من قبل أصدقائهم بدال من األحزاب ،ألن" :الحزب السياسي هو الجهاز الذي يخلق العاطفة الجماعية .الحزب السياسي هو منظمة تهدف إلى إجبار التفكير الجماعي من
كل فرد منها .الهدف األول والوحيد من كل طرف هو التعزيز بال حدود .هذا يدل على ان ثالثي األبعاد ميزات كل طرف شمولي في طبيعته ونواياه" ويتابع":إن األحزاب هي منظمات أنشئت رسميا وعلنا، وذلك لقتل فكرة الحقيقة والعدالة" .فمن الضرورة التامة بالنسبة لنا ،المواطنين الذين يدفعون الضرائب، أن نصد شمولية األحزاب و أن نتوقف عن دفع ثمن سوء اإلدارة المالية ،ودفع ديونها و تكلفة االنتخابات! حتى يمكننا التفريغ من الغرغرينا السياسية واالقتصادية .و ينبغي على السياسيين دعم الشفافية في إنفاقهم .لهذا الغرض ،األحسن أن أشير إلى أنصار حزب الناخبين والساسة في االنتخابات الماضية... االشتراكيون ،الحزب االشتراكي الديمقراطي ،وسياسيين للعمال ،وكذلك مختلف السياسيين المحافظين والليبراليون الجدد ،الذين يطيعون بالعمى ألسواق المال ،مثل كل المشتاقون للنموذج الشيوعي االجتماعي في االتحاد السوفيتي السابق... غالباّماّنتكلمّعنّاألنانيةّبشأن سلوك مختلف الساسة في اليونان ،وليس فقط ...ربما ألننا ننتقد أنفسنا؟ أنا ال أعتقد ذلك! أو ألننا نقبل هذا السلوك الكارثي على مستقبل البلد بأكمله؟ ال! ألن على الرغم من األزمة المهمة هذه ،من وقت آلخر ال يمكن أن نكون من ذوي المشيئة الحرة و اإلرادة الفردية .تغيير عقليتنا هو إجراء عالجي ،تتطلب فترة طويلة ،على الرغم من قد تكون نوايانا صادقة ،والرغبة في التخلص من األنانية الفردية المطلقة ،والتي من المحتمل ان تكون وباء عالمي ،و التي هي لحد اآلن أسوأ األوبئة اإلنسانية... "لسناّمتفرجينّفحسبّموجودون صدفة على خشبة مسرح كوني .نحن المدربين والمبدعين في عالم المشاركة" ،قال البروفيسور "جون ويلر" متعاون "ألبرت أينشتاين" و "نيلز بور" .وقال "برتولت بريشت" أن "الرجل ليس سوى قطرة في نهر الحياة .انما هو القوة التي تخلق و تحرك النهر" .وكقوة خالقة ،و كرجال واعين و موهوبين باإلرادة الحرة ،عائشين في كون المشاركة الشعبية ،ال يمكن لنا إال أن ندين بشدة أي شكل من أشكال العنف واالستبداد و ال نجعل أسلوب حياتنا وخططنا إال إلنشاء ديمقراطية المشاركة في مجتمع مواطنين نشطاء من جمهورية "أرسطو"... مرا ًراّسألتّنفسيّكيف يمكن على العنف والحرب أن يتخذا مكان السالم والحوار ،و ذلك بين الشركاء و حلفاء من االتحاد للشعوب والبلدان ،مع عملة واحدة وحدود مشتركة؟ ليس فقط بسبب "الصراعات الصعبة" من حكامنا في بروكسل ،ولكن بسبب "ثورات الالئكيين والحرب" فقد اقترحت االحزاب اليسارية للمواطنين ،دون فهم ما هو واضح ،يعني االنتخابات والتغيرات المتوقعة من األحزاب السياسية التي تدافع قطعا على ما تفترضه الحل الديمقراطي الوحيد لمواجهة األزمة ،ال تغير شيئا .ألن الفكر الديمقراطي ،كما ينبغي أن يعلموا ،هو قضية جماعية و ليست فردية كما ال يمكن للفرد فجأة أن يصبح
مالكا للوعي واإلرادة الحرة .هذا يعني أن الحكام ليسوا مهتمين بمشاكل الناس كما يودون القول ،ولكن ما يريدون إال التفقد على النسب الثابتة أو المتزايدة من أحزابهم ،ومتجاهلين ما هو األهم ،يعني إذا كانت شروط حياة الشعب كله خالل هذه الفترة االنتقالية من مجتمع إلى آخر ،قد تصبح أكثر إنسانية وكريمة في منطقة اليورو أو خارجها...
بماّأنهمّالّيستطيعون إجبارنا على االختيار بين الديمقراطية و الطغيان ،فليس بإمكانهم الطلب منا االختيار بين البقاء أو مغادرة االتحاد األوروبي .وذلك لسبب بسيط وهو أن الظروف االجتماعية في منطقة اليورو لعلها تكون أفضل إذا بقينا في االتحاد األوروبي خالل سنوات أخرى من هذه الفترة االنتقالية ،يعني فترة االنتقال من الرأسمالية إلى مجتمع سلمي لمواطنين فاعلين .مع األخذ في عين االعتبار أن هذه األزمة ليست يونانية فقط ،ولكن أيضا أوروبية وعالمية .حتى بالنسبة للمفاوضات من أجل ديمقراطية حقيقية في السنوات المقبلة ،ليست فقط قضية وطنية ولكن أوروبية وعالمية أيضا...
أهمّمشكلة في الحياة هو عدم اليقين وليس ما هو متوقع .حلم عالم الغرب هو "الرأسمالية التوربينية"، يعني الغزو والسيطرة على العالم األوروبي ،و الممثلة من ألمانيا بدال من جميع بلدان أوروبا ،وهذا هو الخيال على أساس نظرية الفوضى ،بما أن نظم الفوضى تفوق كل جهد وترقب ،و كل مراقبة وإدارة. بعبارات بسيطة ،يجب علينا أن ندرك أننا المتعاونين اإلبداعيين (المشاركين) للطبيعة (والمجتمع) وليس من المنظمين ،كما يقول األستاذين والبروفيسورين "ديفيد الخث" و "جون بريغز" .نحن بحاجة أيضا لتوضيح أن سلوكنا "الفوضوي" الجماعي والفردي ،الوارد من األنانية الفردية المطلقة ،الذي يسميه البروفيسور الطبيب النفسي البارز "ايرفين يالوم" بـ"وسخ الدماغ" الذي ال عالقة له مع النظرية العلمية للفوضى...
مالحظةّ:رأي شركائنا أوروبيي الشمال حول اليونان (واآلن يمكننا إضافة البرتغال وإيطاليا وإسبانيا) هو أنه ال يوجد مواطنون مسؤولون ،بينما في بلدانهم عدد المواطنين المسؤولين ال يعد و ال يحصى .هذا غير دقيق بما أن "مسؤوليتهم" الشهيرة تقتصر في معظم الحاالت على خضوع إجمالي مبني على نموذج اجتماعي واقتصادي غير إنساني و متجاوز "ارمين سمير" .مسؤولية من هذا النوع حلم خطير ،ال عالقة لها إطالقا بهذه اإلرادة الحرة التي يجب تطويرها إذا أردنا تأسيس مجتمع أفضل ،و اجتناب سوء المصير. هل تساءلنا كيف يمكن أن إيطاليا ،التي هي الدولة السابعة األكثر تطورا و تنافسا في العالم ،تصبح على حافة إفالس؟؟؟ بعد البرتغال وأيرلندا ,أما التابعون فهم إسبانيا ،بلجيكا وفرنسا.
إنّتاريخّأوروبا نشأ من أسطورة يونانية جميلة ،التي كان فيها بطل الرواية هو حب "زيوس" ،حامي الضيافة ،العدالة ،األمل والديمقراطية .تاريخ أوروبا المعاصرة للقرن العشرين متوحش ،مؤلم و بائس. هذا التاريخ يتضمن الحربين العالميتين ،المستعمرات ،النازية ،الفاشية والديكتاتورية ،سجون مليئة بالسجناء السياسيين ،معسكرات االعتقال ،التعذيب ،استغالل اإلنسان ألخيه اإلنسان ،الجوع ،الفقر ،البطالة وعدد ال يحصى من الضحايا .السياسة االستعمارية الوحشية كانت موجودة في الماضي تحت الذريعة الكاذبة لتحضر شعوب "متوحشة" ،بل تعمل في هذه األيام على تعليم الديمقراطية لشعوب "جاهلة سياسيا" .يختلف األسلوب ،ولكن السبب هو نفسه ...في يومنا هذا ،نظامنا االقتصادي القاسي ،الذييلعب دور البطل فيه ألمانيا واألسواق ،يسفر عن مقتل أوروبا .من الواضح أن أوروبا "النواة الصلبة" تهدف إلى تأمين اقتصاديا بلدان الجنوب "المترددة" (حتى بتغيير ميثاقهم السياسي) ،و أيضا لتوسيع نفوذها وحدودها ،بتقديم في نفس الوقت مجانا "دروس حول الحرية والديمقراطية" للعرب الذين ثاروا مؤخرا ... قال وزير الدعاية األلماني "جوبلز"" :أي كذب ،بفضل تكراره ،في نهاية المطاف سيصدق" ،كان يشير، من بين عناصر أخرى ،إلى اليهود الذين كانوا "يقوحون" .و في الوقت الحاضر دول شمال أوروبا هي التي "تقوح" ...ولكن من الغريب أن كلمة "خنزير" (باللغة األلمانية "شفاين") أن تكون في نفس الوقت إهانة والطبق المفضل لأللمان... لماّإيقاعاتّحياتنا تتحدد بالمال وليس من قبل اإلنسان ،هناك مشكلة .نعلم جميعا ،بغض النظر إن كنا متخصصين أم ال ،أن رأي المهندس المعماري الشهير الفيلونازي "لوكوربوزيي" الذي قال "المدينة التي على االستعداد ناجحة" و هذا جنائي .في هذا اإلطار ،كان من الطبيعي من إنشاء مصانع "اآلالت" و مواقع "األكل الخفيف" الشهيرة ،مدمرين بذلك العادات الغذائية لسكان المدن الكبرى ،و ذلك بإيقاعات مسعورة في ال إنسانية "مدن الربح" ،بتبرير أن الناس منذ السبعينات كانوا في حاجة إلى مدينة جديدة (جوزيف لهمبروك و وند فيشر) ...بما أن مرور الوقت هي وظيفة الفكر ،فإن الحقيقة تستند على المعرفة. و المعرفة المعاشة من طرف "مدن الربح" في سائر العالم تتمثل في تلك المدن التي لها عواقب وخيمة ال يمكن إصالحها على صحة اإلنسان :عواقب جسدية ،عاطفية ،عقلية و روحية ...في اآلونة األخيرة في (التي هي عبارة عن هوس للقيام باألشياء العالم الغربي ،على الرغم من الوهن النفسي و "إرغازيومانيا" بشكل مستمر) ،تغير الوضع جذريا مع إنشاء "الغذاء البطيء" في المطاعم ،نتيجة لتوتر إنساني وفلسفي، والمعروفة باسم " الحياة البطيئة" .في هذه الحالة ،النظرية التي تقول أن اإلنسان يتعلم من أخطائه ،ال تزال صحيحة لما يتمكن من اإلعتراف و القبول بها .و هذا مطمئن للغاية ،حيث أن مفهومي التطبيق في العمل و"اإلرغازيومانيا" مختلفان تماما وهذا األخير أكثر من وهن نفسي ،يشيرأيضا إلى استغالل اإلنسان ألخيه اإلنسان و اإلنتماء إلى سلطة األسواق و مصالح المضاربة الهمجية من طرف عدد قليل من الناس...
صرّماّأنتّبه ،يدعونا إليه الفيلسوف الشهير "نيتش" ،طبعا قبل أن يتعرف على األسطورة غير المبررة لمواطنيه ،تلك األسطورة التي تجعل اليوناني مهمل و كسول .ولكن األسطورة مبررة جدا بالنسبة لسياسيي اليونان مثل رئيس الوزراء اإلستثنائي .التلفزيون البريطاني يبث من بين برامجه مسلسل يسمونه "هياّياّاليونان"ّ...رغم أننا نعلم جميعا أن التعميم ال يطابق أبدا الواقع .و لعلنا إذا غيرنا عنوان هذا المسلسل إلى "هيا يا قراقيوزيس -األراجوز" (المعروف بكونه كسول ،ذليل ،مكر و دجال) ،يمكننا عندئذ الكشف عن سلوك بعض اليونانيين الذين ليسوا سوى السياسيين؟؟ حتى اليوم ،شخصية " قراقيوزيس " ذات األصل العثماني و المسماة بالبطل الوطني اليوناني المعاصر ،ما هو إال نوع من "الترفيه" ليس فقط في المدارس االبتدائية ولكن في جميع أنحاء البالد. من الواضح أن هذا الرقم من مسرح الظل ،القادم من الشرق ليس مسؤول عن البؤس الحالي لليونان ،ألن الذين تخلوا عن هذه العقلية ،حوصروا لتقليد ثقافة الجوع الغربية االستهالكية ،وهذا هو القول الذي كان يرتدي الجينز ،وشرب الكوكا كوال و رقص "الروك" ...ويبدو أن الوقت قد حان للعودة إلى أنفسنا و الكون على طبيعتنا. رئيسّالوزراءّاليونانيّالجديدّ،على الرغم منه ،فقد أسقط في اإلحراج كال من طرفي السلطة وأعضائها ،وكذلك االحزاب اليسارية المتمثلة في البرلمان ،و لنفس السبب :الجميع خائفون من اإلضعاف إذا نجح عمله الصعب الذي يتمثل في التخفيف على الناس الذين اضطرهم العيش بدون كهرباء .العرض الممكن الذي قد يوفره لنا رئيس وزرائنا الجديد كتكنوقراطي وليس كسياسي ،يمكن أن يتمثل فيما يلي أ)ّ بداية إضعاف تدريجي للقوة المنشأة الحزبية المكلفة للغاية و المتميزة بالشمولية ...و ب)ّإنشاء مناخ انتقالي األكثر مواتاة في المجتمع اليوناني ،مبني على التخطيط وتحقيق مجتمع إنساني بشكل سلمي. "التعرفّعلىّهويتناّالوطنية"ّهذا ما طلبه منا في البرلمان وزير و عضو بارز في "الباسوك" (الحزب الشتراكي اليوناني) ،تماما مثل وزير آخر و عضو بارز أيضا في نفس الحزب ولكن أكثر خبرة من األول ،و الذي قال في حصة متلفزة "سيطالب الشعب أن تكون األحزاب ديمقراطية" .هذا يعني أن في األحزاب نتكلم عن الشمولية بشكل عادي ،و هذا طالما استمرت فترة الرأسمالية الهمجية لألسواق المالية سوف ...ذلك ألن ،كما قال الوزير السابق و العضو البارز في حزب "النيا ديمقراطية -الديمقراطية الجديدة –اي الحزب اليميني" في حصة متلفزة" :ليست لنا ثقافة الحوار" ،وهو ما يعني أن الشرط الرئيسي لحسن سير النظام الديمقراطي هو الحوار ،وبالطبع الحوار الناقد والبناء لم يكن موجود لحد اآلن و ال يزال كذلك ...فاالستنتاج المنطقي الوحيد لذلك هو أن علينا أن نعمل فورا بتجاوز النقد غير المفهوم و الصلوات المتدينة المفهومة ،على المشروع المشترك للنظام االجتماعي ،االقتصاد و السياسي الجديد،
والذي سوف يخدم االحتياجات الحقيقية لجميع المواطنين .وهذا يعني أيضا أننا سنعمل سلميا على المشروع وتأسيس ديمقراطية حقيقية من القرن الواحد و العشرين ،التي سترافقنا خالل الخمسة القرون القادمة و تأتي و ستتطور بشكل مستمر ،و ذلك بإدراكنا أن "مملكة السماء هي حالة ناشئة من القلب، وليست شيء يحدث على األرض أو بعد الموت"" ،فريدريك نيتشه". القاعدةّالذهبية ،كما يقول اإلنجليز ،على أساس مبدأ الشهير "هيلل"" :ال تفعل لغيرك ما ال تريد أن يفعل لك" ،كذلك بالنسبة إلى احترام الغير كان لـ"كانت" نفس الرأي ،ولكن ال يكفي هذا لتحديد خصائص دولة حرة سياسيا ...أعتقد أيضا أن التقدير األوسع لـ"بوبر" في هذا الموضوع و الذي يقول أنه" :بإمكاننا أن نكون أحرار عندما نتحرر من حاكمينا بدون عنف" ،كذلك غير كاف. حتى إذا تأكدت الديمقراطية في العالم الغربي ما يرفعه إلى أفضل األنظمة ،فكان هناك دائما ظاهرة العنف ،سفك الدماء ،الجوع ،البؤس ،األلم .إضافة إلى ذلك ،أثناء سنوات األزمة األخيرة ،ازدادت تلك الحاالت التي يرثى لها ترددا و خطورة و في العالم بأسره ...و بالتالي ال يمكن لدولة أن تكون حرة سياسيا أي ديمقراطية إال إذا استبعدت من المجتمع حاالت العنف و إستغالل اإلنسان لإلنسان و الظلم في إطار إجراءات تشاركية .هذا يعني أن دولة حرة سياسيا لم تعتمد على المزايدة والنصب من البعض ،بل تطرأ في التركيز على االحتياجات الحقيقية لجميع المواطنين ،دون وضع حدود بل توفير تعويضات... شخصيا ،أعتقد أنه حتى لو كان الموضوع يبدو سياسا ،فان السياسيين الحاليين الذين يمثلون مصالح األسواق المالية القاسية ويميلون إلى ذلك ،فإنهم عاجزون عن إعطاء الحل .يتحقق التغيير من قبل المواطنين الواعين ،السلميين ،الناشطين وحازمين ،الفنانين ومحبي الفن ،وعددهم تيزايد يوميا... وفقاّلثوكيذيذيس ،قال بريكليس" :رغم أن البعض منا قادر على تخطيط و تطبيق السياسة ،فكلنا قادرون على الحكم عليها" .لكن هذا ال يعني أن الشعب الذي ننتمي إليه ذو اإلرادة الحرة والفكر الواعي غير قادر على التفكير والحكم .و هذا قد يعني بصفة خاطئة بأن أولئك الذين بيننا العاجزين على صنع آلة موسيقية ال يستطيعون العزف... الديمقراطية لم تكن أبدا ديمقراطية حقيقية ،ولكنني أصر أنها قادرة و ينبغي أن تصبح كذلك .إني ال أعارض أفكار "بوبر" ،بالعكس ،أق ّدرها كثيرا ،و ليس فقط لخياراتنا المشتركة للتنوير بل للعقالنية والحوارات الحرجة أيضا .ولكن أعتبر أن في السنوات السابعة عشر التي مضت قبل وفاته كانت هناك تغيرات جعلت إلتزامنا المقدس يراجع كل شيء من جديد .في الواقع كان هو أيضا مدافع لوضع الفيلسوف اليوناني "طاليس من مليتوس" الذي متحدثا لتالميذه قال " :بالنسبة لي ،هذه هي الطريقة .هذه هي نظريتي .ابذلوا الجهود لتحسينها" .و لذلك أضيف أقوال "ذيموكريتوس" التالية" :أفضل العيش فقيرا في
الديمقراطية بدال من كوني غني في الطغيان" ألن " الفقر في الديمقراطية أفضل الثروات و أفضل من األرستقراطية أو األوتوقراطية .و ذلك ألن الحرية خير من العبودية" .و أؤكد أنه لم يعد ينطبق على الواقع الحالي ،بما أن فيما يسمى الديمقراطيات الحالية ال يستطيع الفقراء البقاء على قيد الحياة ...أما الحرية ،فهي حتما أفضل من العبودية .ولكن أتساءل ماذا نفعل بحريتنا لما نعاني من البطالة ،الجوع بدون مأوى؟؟؟ إضافة إلى ذلك ،أصبحت "الديمقراطيات" في السنوات األخيرة أنظمة برلمانية استبدادية في سوق النقد ،رافضة في اتفاق متبادل ،أي تمايز في ظل الطغيان. في إطار هذا التفكير ،ال ينبغي أن نسمح للديمقراطية مواصلة العمل في الرجعية ،باستثناء المؤسسات، كما يطالب به "بوبر" ،لتجنب الدكتاتورية المحتملة .حان الوقت للديمقراطية أن تتفاعل بطريقة إبداعية مع الحفاظ على الصداقة و المؤسسات التي تجيب لمتطلبات الجميع عوض من البعض منهم فقط .ألنها الطريقة الوحيدة للشعب أن يتمتع بسيادته ،مع أنه كان بالمفروض أن يكون كذلك منذ فترة طويلة .وهكذا قد نستطيع أخيرا وضع حدا لألزمة ،و ستشهد البشرية بأكملها االزدهار...
إذنّ،نقولّال لسلطة األحزاب ،لكواليس السياسة ،للدبلوماسية السرية ،لما يسمى "المصلحة الوطنية"، للدعاية ،للتسليح والحرب. نقول نعم للديمقراطية ،للشفافية ،لتضامن الشعوب ،إلحترام اإلختالفات ،للتربية و للحوار. نقول ال لوحشية أسواق النقد ،واستغالل اإلنسان ألخيه اإلنسان والظلم واإلحتيال ،العنف الواعي والعنف الموجه ضد أهداف متعددة. نقول نعم للثقافة و العدالة اإلجتماعية و االزدهار لجميع المواطنين و الفن الواعي االستهدافي. كثير من الناس ال تتفق مع نظرية غاندي حول المقاومة المنفعلة ،حيث العنف هو الحل األفضل ،أو في أفضل األحوال ،شر ال بد منه ...أعتقد أن اليوم ال يمكننا أن نرفض العنف وكارثية المشاعر بأكملها ،بل علينا زرع مشاعر إيجابية (دانيال جولمان) ،و ذلك بتجاوز مقاومتنا المنفعلة و مراعاة الحقيقة الواحدة. لقوله شاعرنا الكبير "كفافيس": لن تقابل تلك الغيالن آكلة لحوم البشر و ذات العين الواحدة، ولن تعاني من تقلبات بوسيدون إذا لم تحمل كل هذه المخاوف معك في أعماق نفسك.
لن تقابل هذه األشياء ،إالّ إذا استحضرتها روحك أمام عينيك...
كيفّيمكنّالتوقفّعن كتابة هذه المقالة لما كل يوم العديد من األحداث الرهيبة تثير المشاعر؟ ال أشير إلى المبتدئين الذين أغلبهم شباب و سطحيتهم يائسة .ال أشير ال لمدافعي الفقر صائحين و هم يعيشون في فيالت فاخرة خاصة ،و ال لمدافعي حقوق "العمال" فجأة .كما أنني ال أشير إلى الحالة التي فرضها مؤخرا أمين الدولة األلماني على اليونان ...بل أشير إلى أخبار إغماء تالميذ يعانون من سوء التغذية بينما كان رئيس مجلس النواب في نفس الوقت ،يعلن أن البرلمان وافق على منح الموظفين البرلمانيين ما كان "المنتظر منه" .ثم ما قاله بالفرنسية نائب رئيس "الحركة االشتراكية اليونانية" لما تحدث عن اليونانيين بأنهم ليسوا "كسالى" ولكن "أغبياء"... لنتخذ مسؤولياتنا ،أعتقد أن علينا االعتراف بأننا "أغبياء" كما يجب على السياسيين من جهتهم االعتراف بكونهم في الماضي و حتى اليوم أسوأ "االستغالليين" محطمون بالد بأكملها خالل ثمانية و ثالثون سنة .و األهم اآلن هو أن المواطنين قد استيقظوا و أن أولئك السياسيين غير التائبين يختفون ،ليس فقط من البرلمان اليوناني ،ولكن من البالد أيضا ...أتساءل حقا على من الذين هم أسوأ ،هل هم سياسيو اليونان الفاسدون أو المشرفون األلمان الذين يعانون من باتولوجية العمل المفرط؟؟؟ أعتقد أننا في وقت قريب جدا لن نحتاج أيا من الجانبين. باختصار ،أرى أن: ذلك المجتمع األفضل المرغوب من طرف الجميع ،ال يتحقق بتدمير المجتمع القديم خاصة بواسطة العتالت الحديدية و الزجاجات الحارقة ،بل بإعادة بنيانهّسلمّيًا على هيكل جديد .و االعتقاد بأنه يمكننا استعادة أو تجديد هذا الخراب ال جدوى فيه. إن أصولية أسواق النقد مرتبطة ارتباطا ال انفصام فيه مع أنانيتنا الفردية المطلقة ،و التي تمثل النقيض التام للمشاعر اإليجابية كالمحبة و الصداقة .كما تقوم أيضا تلك األصولية على التقليد األعمى في اإلستهالك و هذا ما يسمى في العالج النفسي "معالجة التسوق" ...إن مفهومي المحبة والصداقة موضوع بحوث عدة في الدماغ البشري وبيولوجيا األعصاب ،حيث تثبت أهمية الذكاء العاطفي و بالتحديد المشاعر اإليجابية ،ذلك ليس فقط لصحة البدن ولكن من أجل تطور حياة البشر. التغلب على األزمة ليس كما يبدو موضوعا اقتصاديا ،و ال سياسيا و ال اجتماعيا .و إنما هو أساسا موضوع ذ ّري و أخالقي ،يعني أنه موضوع علمي (بيولوجيا األعصاب) تربوي و ثقافي .ألن لتحسين تربيتنا ،ثقافتنا و مجتمعنا ال يتم إال بتغير نفسي عميق لألفراد ذوي وعي و حرية اإلرادة. بالنسبة للتربية ،في مجتمع ديمقراطي فعال يجب علينا التركيز على اجتناب أو حل فورا النزاعات ،حتى األتفه منها ،القائمة فيما بين التالميذ أو بين األساتذة و التالميذ ،و ذلك بالتحاور المخلص و بصفة انتقادية و بناءة ...و يجب أن ينطبق هذا أيضا في إطار عائلي فيما بين األوالد و بين األولياء و أوالدهم .أغلبنا يعلم أن ليس لهذه الرأسمالية المالية القاسية وجود في مجتمع مواطن ديمقراطي و ذلك أيضا باعتبار
إرادتنا على تحقيق ديمقراطية أصلية مرتبطة بأصولة األفراد الذين لديهم بعض المعرفة الذاتية، والمشاركة في الشؤون العامة ،و الذين يخلقون بينهم عالقات ودية. إن للفن الواعي اجتماعيا و ذو أهداف ،لديه الكثير من األشياء الجيدة يقدمها لهذا المشروع و ذلك بتوسيع مفهومنا و افتتاحنا ألفق جديدة ،بحثا على المجتمع األفضل الذي سيحمي االحتياجات الحقيقية للمواطنين بدال من حماية مصالح المضاربة للبعض .نريد أن نقول لـ "مجموعة العشرين" :ما إنكم إالّ عشرون آتين من عالم عنيف قد فنى .إننا الماليين قادمون من عالم سلمي... فيّسطورّموجزة ،األهم في كل ما قيل هو اإلدراك أن: نظام أسواق النقد االجتماعي الالإنساني الذي يستبعد الديمقراطية و يزيدنا معاناة ،حتما نظام محتضر .و كل الجهود مبذولة إلبقائه حيا ستكون مؤقتة وقصيرة األجل. لكي يتحقق تغيير المجتمع يجب قبل ذلك تغيير عقلية أناسه .كما يجب أن تتحول تلك العقلية من األنانية الفردية المطلقة إلى صداقة ،و هذا يعني وجوب معرفة النفس و الطموح إلى المشاركة .و أنهي القول بطرح سؤال ذو جواب يبرهن على أن ما قيل أعاله صواب :ما الذي قمنا به فعال في الثمانية و الثالثين سنة الماضية بعد استعادة الديمقراطية ؟ ولماذا وضعنا تلك اللوحة في مدرسة الفنون التطبيقية اليونانية خالل االحتفال هذا العام و التي كان شعارها منذ األصل "الخبز-التربية-الحرية" ؟؟؟
تاكيسّألكسيوّمن مواليد 5جانفي .0643درس الهندسة المعمارية في ألمانيا (دبلوم في الهندسة المعمارية والتخطيط ،جامعة دريسدن التقني .)0694 ،في عام ،0691أكمل دراسته في ما بعد التخرج في علم النفس من اإلدراك في عام 0694وحصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة .كما عمل مهندس تخطيطي في مشاريع مختلفة في اليونان ،وألمانيا ،وسويسرا ،والواليات المتحدة ،والكويت ،وإيران، وزامبيا .وهو عضو في جمعيات التخطيط المعماري الفني في ألمانيا وسويسرا وإنجلترا واليونان كما شارك في مختلف الحلقات الدراسية والندوات والمؤتمرات في اليونان والخارج .و قدم العديد من المحاضرات في الجامعات األوروبية في ألمانيا وسويسرا والنمسا واليونان ودعي كأستاذ في جامعة فرانكفورت ،ألمانيا .قام بقراءات و قاد ورش عمل على تصميم الحوار والديمقراطية والفنون المعمارية في الجامعة المفتوحة من باراسكيفي وكان لعدة سنوات أستاذا في الجامعة األميركية في أثينا. وقد أجرى عدد من المعارض الخاصة والجماعية في دريسدن ،باسل ،باريس ،فينيسيا ،لندن ،نيويورك، طوكيو ،اسطنبول ،نيقوسيا ،القاهرة ،أثينا ،رودس و الكثير من غيرها. وكان مدير مركز "الفنون والفصول األربعة" و رئيس الجمعية التاريخية والفلسفية الهلينية ،نظم المؤتمرات والندوات الدولية لحقوق اإلنسان .و من بين أعماله ،ألّف أربعة أجزاء من الرباعية" :تحت أنفاسها"" ،أغنية عصفور"" ،صوت مجهول الوجه" و "الرياح الحمراء". حاز على " جائزة كفافيس الدولية" ،وأعلن "متبرع كبير" بسبب نشاطاته الخيرية للطائفة اليونانية في مصر .و تحصل على شهادة اإلدمان الدولي للفنون ،ستوكهولم ،السويد .تم تعيينه من قبل المعهد األمريكي البيولوجي من بين 5111شخصيات عالمية ،ثم كوفئ أيضا من طرف هذا المعهد في 3101بالجائزة العالمية للسالم لممارسته في األعمال و التفكير السلمي بصفة مثالية محليا وعالميا .وأخيرا ،وقد تم منحه على جائزة من المركز الدولي البيولوجي بكامبريدج (المملكة المتحدة لبريطانيا) باعتباره من بين 3111 المثقفين في القرن العشرين و الـ"هوز هو" زوغ/سويسرا أين تم تضمينه في منشوراتهم .و ورد اسمه في الموسوعات المختلفة اليونانية والعالمية. تم نشره كذلك في مختلف الكتب و مقاالت العمارة و محتويات أخرى اجتماعي و تعليمية .بما في ذلك:
علم نفس العمارة في مثال متحف للفنون ،0694كفافيس الثالث ،0643نيبون – اليابان ،0644عبدي ابكجى ،0649تدريس كتاب العيش ،0643 9-0الحركة السياسية ألمريكا في اليونان ،0662اليابان: الدولة الزن ،0665النازية والدين في فاتح القرن الحادي والعشرين ،0665للمرأة 03تصاميم من تاكيس ألكسيو 41 ،0665عاما بعد نيكوس كازانتزاكيس ،0661ظلمات الوداع -رسومات وكتابات ،3113ما بعد طغيان العمارة المعاصرة ،3114مضت ساعة الخوف ،3114هيباتيا ،طريق الحرية ،3119سجين الرأي ،3119جماليات الحب ،3114عودة إلى الحواس ،3114دائرة الوئام 3114و قوة الصداقة 3103الذي لحد اآلن قد ترجم إلى 03لغة.
في عام ،3116كمدير لمركز "الفنون والفصول األربعة" ،انشأ الموقع الذي ال زال يديره لحد اآلن: www.athensart-2010.ning.com في عام ،3101قام بتنظيم المهرجان الدولي للفنون في تكنوبوليس/أثينا ،وذلك بمشاركة أكثر من 211 فنان من 5قارات و 13بلدا من جميع أنحاء العالم .حتى ذلك الحين ،لقد نظم العديد من المعارض الخيرية في اليونان والخارج ،و أتاح الفرصة لكل الفنانين والهواة ،دون تمييز ،للمشاركة ،وتعزيز "الجانب اإليجابي من الحياة" وقوة االعتقاد بأن "الصداقة من خالل الفن تستطيع تغيير العالم" سلميا.
"الديمقراطية ليست ال مدنية ،ال حليفة ،ال اشتراكية ،ال شيوعية ،ال من اليسار ("الالئيكي") ،ال متوجة ،ال مسيحية ،ال إسالمية ،ال مباشرة وال غير مباشرة ...الديمقراطية ال تحتاج إلى صفات! الديمقراطية هي نظام اجتماعي مستقل قائم على العدالة ،كما ذكرت أعاله ،في بحث مستمر عن الحقيقة ،من أجل حل النزاعات بالطرق السلمية! الديمقراطية ،الرأسمالية أو الشيوعية هي مفاهيم غير متوافقة ،ألنها قد استخدمت و تستمر في استخدام أساليب عنيفة يمكنها أن تمتد .السؤال ال يطرح على أي نوع من عالم ال نريد العيش فيه ،ولكن ما نوع العالم الذي نريد أن نعيش فيه .الديمقراطية تعطي معنى لحياتنا وتفترض بهذا النوع من الكلمات عالقات مثالية مع النفس ،مع اآلخرين ومع المجتمع ...إن الديمقراطية هي النظام االجتماعي السلمي الوحيد و القادر أن يركز حقا على احتياجات جميع المواطنين بدال من حماية حيل بعض الناس ...إن التغلب على األزمة ليس كما يبدو موضوعا اقتصاديا ،و ال سياسيا و ال اجتماعيا .و إنما هو أساسا موضوع ذرّي و أخالقي ،يعني أنه موضوع علمي (بيولوجيا األعصاب) تربوي و ثقافي .ألن لتحسين تربيتنا ،ثقافتنا و مجتمعنا ال يتم إال بتغير نفسي عميق لألفراد ذوي وعي و حرية اإلرادة ...و لكي يتحقق تغيير المجتمع يجب قبل ذلك تغيير عقلية أناسه .كما يجب أن تتحول تلك العقلية من األنانية الفردية المطلقة إلى صداقة ،و هذا يعني وجوب معرفة النفس و الطموح إلى المشاركة"... تصريحّتاكيسّألكسيوّ2102
Demokritus
Immanuel Wallerstein
Josef E. Stiglitz
Martin Buber
Nikolai Kontratieff
Arthur Schopenhauer
Alain Touraine
AndrĂŠ Breton
Gerald H端ther
Simon Weil
Nawal El Saadawi
Friedrich Nietzche
Karl Marx
Carl Popper