tawasol59

Page 1

< · ] Ü Ë à u < K Ì √ e ^ ä ÷ ] < Ì fl ä ÷ ]



‫املشرف العام‬ ‫د‪.‬صفاء الدين ربيع‬ ‫السنة السابعة ‪ -‬العدد التاسع واخلمسون ‪ -‬حزيران ‪2016 -‬‬

‫جملة فصلية تعنى بشؤون االعالم واالتصاالت‬ ‫تصدر عن هيئة االعالم واالتصاالت‬

‫احملرر‬ ‫جادر اجلادر‬ ‫العنوان‪ :‬العراق ‪ -‬بغداد ‪ -‬املسبح‬ ‫مكتب بريد اجلادرية‬ ‫صندوق بريد ‪2044‬‬ ‫العراق ‪ -‬بغداد‬

‫التصوير الفوتوغرايف‬ ‫عمر عبد احلسن‬ ‫مجيع املراسالت مع جملة تواصل‬ ‫تتم عن طريق الربيد االلكرتوني‪:‬‬ ‫‪Email: Tawasol@cmc.iq‬‬

‫التصميم واالخراج الفين‬ ‫ايفان اكرم طالب‬ ‫رقم التسجيل يف نقابة الصحفيني (‪)682‬‬

‫* املواد املنشورة تعبر عن آراء كتابها‪.‬‬ ‫* حتتفظ اجمللة بحقها في اعادة صياغة وتصحيح بعض املعلومات‬ ‫التي ترد في املقاالت في حاالت الضرورة‪.‬‬ ‫* تسلسل املواد واألسماء في اجمللة خاضع ألمور فنية‪.‬‬ ‫* اجمللة غير ملزمة بإعادة املواد غير الصاحلة للنشر الى اصحابها‪.‬‬ ‫* ترحب مجلة تواصل باملقاالت والبحوث ذات العالقة مبسار اجمللة‪.‬‬


‫أبواب‬

‫كتب يف هذا العدد‬

‫نشاطات وأخبار‬

‫‪6‬‬

‫إعــالم‬ ‫اشكاليات تسويق الفعاليات الثقافية‪..‬‬

‫‪14‬‬

‫االعالم املستقل واملعوقات املوضوعية‬

‫‪25‬‬

‫اتصاالت‬

‫خصائص التواصل اللغوي عبر املواقع االلكترونية‪..‬‬

‫‪34‬‬

‫دور مواقع التواصل االجتماعي في التغيير (القسم الثاني)‬

‫‪42‬‬

‫الثورة املعلوماتية وإدارة العمل‬

‫‪48‬‬

‫مابعد العوملة‪..‬‬

‫‪50‬‬

‫تكنولوجيا‬ ‫التكنولوجيا واالطفال‪ ..‬بني االختيار والرقابة‬

‫‪54‬‬

‫املواطنون واملهاجرون في األراضي الرقمية‬

‫‪59‬‬

‫تطبيقات جديدة لتقنية النانو في قطاع التشييد والبناء‬

‫‪62‬‬

‫ممارسة اساليب العالقات‬ ‫العامة يف املشاركة السياسية‬ ‫للمرأة يف العراق‪..‬‬

‫‪20‬‬

‫مشاهري‬

‫عبد العظيم السبتي‬

‫‪65‬‬

‫من اإلنرتنت‬ ‫انترنت األشياء‪ ..‬كل شيء سيكون ممكنا ً‬

‫‪66‬‬

‫وثائق‬ ‫االعالن العاملي حلقوق االنسان‬

‫بعد سنة ونصف على (كيوريوسيتي) في املريخ‬

‫تقنيات‬ ‫االخرية‬

‫د‪.‬صفد حسام الساموك‬ ‫م‪.‬محمد وليد صالح‬ ‫جمال جصاني‬ ‫أم‪.‬د‪ .‬عمار طاهر‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬جليل وادي حمود‬ ‫د‪.‬بشرى جميل الراوي‬ ‫نور عبد اجلبار‬ ‫د‪ .‬مهدي صالح دواي‬ ‫د‪ .‬إرادة اجلبوري‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬معن سلمان حسن‬ ‫د‪.‬عبد االمير مهدي مطر‬

‫‪72‬‬

‫فضــاء‬ ‫‪76‬‬

‫‪82‬‬ ‫‪90‬‬

‫طلبة اجلامعات العراقية‪..‬‬ ‫امناط خمتلفة الستخدام شبكات‬ ‫التواصل االجتماعي‬

‫‪28‬‬


‫نوافــذ‬

‫إعالم القضايا العادلة‬

‫ان تطور «اإلعالم»‪ ،‬والتقدم التكنولوجي الذي شهدته وسائل «االتصال»‪ ،‬وتوأمة هذين ‏العلمني‪،‬‬ ‫عبر ما أطلق عليه وسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬أنتج فلسفة جديدة في التعامل مع‏مجريات االحداث‪،‬‬ ‫ومنطية مختلفة لنوعية الرسائل والوسائل اإلتصالية‪ ،‬فمع هذا التطور‪ ،‬إزدادت‏قدرة اإلعالم على التأثير‬ ‫في اجلمهور‪ ،‬فأصبح هناك حتليل وتفسير لألحداث‪ ،‬عالوة على نقلها‪،‬‏ومتابعة وتأثيرها عبر رجع الصدى؛‬ ‫الذي ميثل انعكاسا ً للرسالة اإلعالمية على اجلمهور‪ ،‬ثم‏التغذية الراجعة التي تُعبر عن تفاعل اجلمهور‬ ‫ايجابا ً او سلبا ً مع الرسالة املوجهة‪ ،‬وهي متثل‏الهدف الذي يرغب اإلعالم في حتقيقه‪ ،‬سواء كان ربحيا ً ام‬ ‫آيديولوجياً‪ .‬وبذلك حتول اإلعالم الى‏مزيد من الصناعة واإلحتراف‪ ،‬عبر توجيه اجلماهير‪ ،‬وتبديل قناعاتها‬ ‫إزاء منظومة األعراف‏والقيم السائدة‪.‬‏‬ ‫في األزمات‪ ،‬واثناء احلروب‪ ،‬تتجلى أهمية اإلعالم‪ ،‬وعند تناول العراق كأمنوذجا متعدد‏املكونات ومتنوع‬ ‫الثقافات‪ ،‬عصفت به الكثير من األزمات‪ ،‬نرى ان بعض وسائل اإلعالم ‏إستخدمت طرقا ً متنوعة للتأثير‬ ‫في اجلمهور‪ ،‬أكثرها ذات بُعد اعتمد على الفئوية‪ ،‬والتجزئة ‏املناطقية‪ ،‬وعلى مزج قيم اجملتمع واعرافه‬ ‫وعاداته‪ ،‬لتعيد إنتاجها من جديد‪ ،‬مبا يتناسب مع‏نهجها‪ ،‬ومتبنياتها‪ ،‬محدثة بذلك اضطرابا ً فكرياً‪ ،‬يقود‬ ‫الى حتريف احلقائق‪ ،‬وتشويه املعلومات‏والصور‪ ،‬بطريقة ال تنسجم مع الواقع‪ ،‬حتى يغدو الفرد منقسما ً‬ ‫على نفسه‪ ،‬وعلى من حوله في‏اجملتمع‪.‬‏‬ ‫‏ تعاملت بعض وسائل االعالم مع جملة األزمات التي مرت على العراق بطريقة سلبية‪ ،‬يتضح ‏من‬ ‫نسقها انها ممنهجة وغير عفوية‪ ،‬بدءا ً من األزمة االقتصادية‪ ،‬مرورا ً باألزمات السياسية‪ ،‬‏والتظاهرات‬ ‫الشعبية‪ ،‬وملف االرهاب‪ ،‬وهو االخطر؛ ألنه يهدد السلم‪ ،‬واألمن الدوليني‪.‬‏‬ ‫ً‬ ‫في خضم كل هذه االزمات والتعقيدات‪ ،‬جند إعالما ً محليا ً وعربيا ً ودوليا يحرك‪ ،‬اخلالفات الدينية‪،‬‬ ‫‏واملذهبية‪ ،‬واحلزبية‪ ،‬في العراق واملنطقة‪ ،‬لتسطيح ثقافة الشعوب‪ ،‬واإلستحواذ على عواطفهم‬ ‫‏ومشاعرهم‪ ،‬التي ترجمت الحقا الى أعمال عنف هددت بشكل مباشر أمن الدولة‪ ،‬وسالمة ‏اجملتمع‪.‬‬ ‫في هذه املرحلة ليس هنالك بديل عن ايجاد إعالما ُحراً‪ ،‬ومهنياً‪ ،‬وداعما ً لقضايانا‏العادلة‪ ،‬وراعيا ً للنظام‬ ‫الدميوقراطي‪ ،‬وفق برامج مشتركة‪ ،‬ويكون بعيدا ً عن املؤسسات الطائفية‪،‬‏ويعمل على إنتاج نوع جديد‬ ‫من الكوادر الصحفية‪ ،‬والبرامج التي تستنفر الروح الوطنية للمجتمع‪،‬‏خللق وعي مجتمعي ينتمي الى‬ ‫الوطن‪ .‬وان أمام اجملتمع اإلنساني مبدأ سام يكمن في إشاعة ثقافة ‏قبول اآلخر‪ ،‬وهو مفتاح الوصول‬ ‫الى القيم اإلنسانية‪ ،‬لبناء دولة عصرية‪ ،‬تعمل فيها املؤسسات ‏اإلعالمية مبسؤولية عالية‪ ،‬تُذلل فيها‬ ‫صعوبات املرحلة‪ ،‬وألجل ذلك أوجدت هيئة االعالم ‏واالتصاالت العراقية املستقلة‪ ،‬مدونات ملمارسة‬ ‫املهنة الصحفية‪ ،‬منها ما مت حتديثها وتنضيجها‏لتكون مرجعا قانونياً‪ ،‬وهي (الئحة قواعد ونظم البث‬ ‫االعالمي‪ ،‬والتوجيهات التطبيقية)‪ ،‬ومنها ما ‏هو استثنائي مت إصداره توافقا ً مع متطلبات املرحلة في‬ ‫مواجهة األزمات‪ ،‬وهي (توجيهات‏وارشادات إلدارة ملف اإلعالم خالل احلرب على االرهاب)‪ ،‬لتكون مكملة‬ ‫للتوجيهات التطبيقية‪،‬‏اذ تشكالن معاً‪ ،‬دليل أسلوب ميهد لألداء اإلعالمي املنشود‪.‬‬

‫جادر اجلادر‬

‫‪5‬‬


‫أنشطة وأخبار‬

‫أنشطة وأخبار هيئة االعالم واالتصاالت‬ ‫إعداد‪ :‬احملرر‬ ‫التصوير الفين‪ :‬عمر عبد احلسن‬

‫بيان‬ ‫هيئة االعالم واالتصاالت‬ ‫توجيهات التغطية اإلعالمية مللف التظاهرات‬ ‫‪March, 2016 ‎‬‏‪21,‬‏‬ ‫في الوقت الذي تشهد فيه البالد حراكا حثيثا من‬ ‫اجل تعزيز اطر الدميقراطية‪ ،‬على وفق ما كفله ‏الدستور‬ ‫العراقي‪ ،‬والقوانني‪ ،‬من خطوات لتفعيل مساهمة واشراك‬ ‫اجلماهير‪ ،‬ومنحهم حق ‏التظاهر السلمي‪ ،‬وحرية التعبير‬ ‫عن ارائهم بالطرق السلمية املشروعة‪.‬‏‬ ‫وألجل ان يقدم هذا احلق وفق مساراته الصحيحة التي‬ ‫حتتاج وسائل ايصال وتعبير ملضامني‏هو مطالبه املشروعة‬ ‫مبستوى من النضج والوعي املعبر عن االرادة احلقيقة‬ ‫للجماهير‪ ،‬تهيب ‏هيئة االعالم واالتصاالت مختلف‬ ‫ادارات الفضائيات‪ ،‬مكاتب ومؤسسات وسائل االعالم‬ ‫‏املرخصة العاملة في العراق كافة‪ ،‬الى العمل مبستوى‬ ‫املسؤولية التي يتطلبها احلدث‪ ،‬ومراعاة ‏االلتزام مبعايير‬ ‫ومدونات قواعد السلوك والبث االعالمي عند التعاطي‬ ‫مع احداث التظاهرات‪ ،‬‏في حدودها السلمية‪ ،‬ومبستوى‬ ‫عال من املهنية واحلرفية‪ ،‬واالبتعاد عن نقل وتداول االخبار‬ ‫ٍ‬ ‫‏غير املوثوقة‪ ،‬والتي تتسبب بارباك املشهد‪ ،‬والتأثير على‬ ‫مساره الصحيح‪ ،‬الذي يفضي الى‏تهديد االستقرار‪ ،‬واالمن‬ ‫السلمي للمجتمع‪.‬‏‬ ‫ان مسؤولية وسائل االعالم على محك االمتحان‪،‬‬ ‫في هذا الظرف احلساس‪ ،‬الذي تشهده البالد‪ ،‬‏من اجل‬ ‫تفويت الفرصة على املتصيدين في املاء العكر‪ ،‬واملتربصني‬ ‫مبستقبل العراق‪،‬‏ومصادرة حقوق ابناء شعبه‪.‬‏‬ ‫لذا‪ ،‬ومن منطلق املسؤولية الدستورية‪ ،‬والقانونية‪،‬‬ ‫التي انيطت بها هيئة االعالم واالتصاالت‪،‬‏نتوجه بتحذيرنا‬ ‫الى وسائل االعالم العراقية كافة‪ ،‬من مغبة التعاطي مع‬ ‫االحداث من زاوية‏التحريض جلهة ضد اخرى‪ ،‬ونشر ومناقلة‬ ‫مايتعارض وصدقية االخبار‪ ،‬وحتريف عناوين ‏املطالب‬ ‫املشروعة للمتظاهرين السلميني‪ ،‬وحتريفها‪ ،‬وتكييفها‬ ‫بالشكل السلبي‪ ،‬املؤدي الى ‏التحريض على العنف‪ ،‬ضد‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪6‬‬

‫مؤسسات الدولة‪ ،‬وممتلكاتها‏‪.‬‬ ‫كما ان هيئة االعالم واالتصاالت لن تتراجع عن ممارسة‬ ‫دورها الوطني‪ ،‬والدستوري‪،‬‏والقانوني‪ ،‬مبحاسبة اية وسيلة‬ ‫اعالمية تتعامل مع موضوعة التظاهرات السلمية‬ ‫بـاسلوب ‏التحريض والتشويه للحقائق‪ ،‬ومحاولة خلط‬ ‫االوراق‪ ،‬السقاط العملية السياسية‪ ،‬ودعوة اجلمهور ‏الى‬ ‫التمرد والعصيان ضد الدولة مشوهة بذلك مفهوم حرية‬ ‫التعبير واملمارسة الدميقراطية‪ ،‬التي‏اكتسبها ابناء العراق‬ ‫بتضحياتهم اجلسيمة‪ ،‬وهي مبجملها وجه من اوجه‬ ‫“اإلرهاب االعالمي”‪،‬‏لن تتوانى الهيئة في محاسبة اجلهات‬ ‫احملرضة له‪ ،‬واملتبنية خلطابه‪ ،‬ولنتثنيها اية جهة حتاول‬ ‫‏إبتزازها من اجل السكوت او التغاضي عن محاسبته‪.‬‏‬ ‫كما نحذر مكاتب وسائل االعالم العربية والعاملية‬ ‫من التعاطي غير املوضوعي لألحداث ‏الداخلية في العراق‪،‬‬ ‫والتحريض على تأجيج الصراع الطائفي بني ابناء الشعب‬ ‫العراقي‪ ،‬الذين ‏يواجهون اليوم متحدين بكافة اطيافهم‬ ‫عدوهم االول املتمثل باالرهاب الداعشي‪ ،‬والذي تتنكر‬ ‫‏هذه الوسائل له‪ ،‬وتتغاضى عن نقل اخبار النجاحات الت‬ ‫ييحققها ابناءالشعب العراقي‪ ،‬‏بتضحياتهم اجلسيمة‪،‬‬ ‫ضد اعتى تنظيم ارهابي عرفه التاريخ‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫تنشغل فيه هذه‏الوسائل بنقل اخبار كاذبة‪ ،‬ومغلوطة‪ ،‬عن‬ ‫نقل حق التظاهر السلمي‪ ،‬الذي كفلته احلياة‏الدميقراطية‬ ‫في العراق‪ ،‬والذي تفتقر له ابسط حكومات‪ ،‬وشعوب‪،‬‬ ‫اصحاب هذه الفضائيات‪،‬‏ووسائل اعالمها املسمومة‪.‬‏‬ ‫ان هيئة االعالم واالتصاالت‪ ،‬اذ تتوجه ببيانها هذا‪،‬‬ ‫تدرك حجم املهنية‪ ،‬والتضحيات العالية‪ ،‬‏التي تتحلى‬ ‫بها كوادر وسائلنا االعالمية‪ ،‬الوطنية‪ ،‬وهي اذ تؤكد هذه‬ ‫االمور‪ ،‬تتمنى للجميع ‏النجاح والتوفيق‪ ،‬من اجل احلفاظ‬ ‫على رصانة ووحدة البالد‪ ،‬والتطلع لتحقيق طموحات ابناء‬ ‫‏شعبنا العظيم‪.‬‏‬


‫أنشطة‬ ‫وأخبار‬

‫ورشة مشرتكة حول‬ ‫‏ آفاق ومستقبل االتصاالت يف العراق‬ ‫اقامت هيئة االعالم واالتصاالت في بيروت للمدة من‬ ‫‪/2-1‬اذار‪ ،2016/‬وبالتعاون مع البنك‏الدولي‪ ،‬ورشة عمل‪،‬‬ ‫لوضع رؤية مستقبلية الفاق ومستقبل االتصاالت في‬ ‫العراق‪.‬‏‬ ‫الورشة شهدت مشاركة واسعة من السادة اعضاء‬ ‫مجلس النواب‪ ،‬ممثلني عن جلان اخلدمات ‏واالعمار‪،‬‬ ‫واللجنة القانونية‪ ،‬وجلنة الثقافة واالعالم‪ ،‬وبحضور‬ ‫السلطة التنفيذية ممثلة مبستشار ‏رئيس الوزراء‬ ‫للشؤون االقتصادية‪ ،‬ومبساهمة فاعلة من خبراء‬ ‫محليني ودوليني في مجال ‏االتصاالت‪ ،‬وطالبت الهيئة‬ ‫بيان التجارب املتقدمة في مجال االتصاالت‪ ،‬واملساهمة‬ ‫معهم في ‏تكوين رؤية مستقبلية الفاق ومستقبل‬ ‫االتصاالت في العراق‪ ،‬وتوسعة افاق صياغة التشريعات‬ ‫‏والقوانني الداعمة لتطوير هذا القطاع احليوي‪ ،‬وحتسني‬ ‫بيئته التقنية‪ ،‬والفنية‪ ،‬واالمنية‪ ،‬‏والتشارك في وضع‬ ‫الرؤى التي تسهم بنمو احد ابرز القطاعات الفاعلة‬ ‫والداعمة للدخل القومي‏لبلدان العالم‪.‬‏‬ ‫وعلى مدى يومني متتالني‪ ،‬وبواقع جلسات صباحية‪،‬‬ ‫ومسائية‪ ،‬اطلع املشاركون فيها على ‏عروض مفصلة‬ ‫لتجارب دول متقدمة في مضمار االتصاالت العاملية‪،‬‬ ‫وابرزها التجربة الهندية‪ ،‬‏التي اعتمدت سياسة حترير‬ ‫قطاع االتصال الدولي‪ ،‬واملسافات الطويلة استعرضه‬ ‫ااملستشار ‏الدولي سونييل قمر سينغال‪ ،‬ثم قدم‬ ‫مسؤول قطاع االتصاالت وتكنلوجيا املعلومات في‬ ‫البنك ‏الدولي كارلو روسوتو‪ ،‬عرضا مفصال عن دور‬ ‫الشراكة بني القطاع العام والقطاع اخلاص في ‏تنمية‬ ‫املنافسة العادلة‪ ،‬كما استعرض تقرير التنمية في‬ ‫العالم ‪ 2016‬مدى تاثير العوائد الرقمية ‏املؤثرة في منو‬ ‫الدخل القومي للبلدان‪.‬‏‬ ‫كما ناقش املشاركون االجتاهات اجلديدة في صناعة‬ ‫االتصاالت‪ ،‬وخطط العمل اجلديدة ‏للمشغلني‪ ،‬قدمها‬

‫املدير االقليمي نظيم فريجات‏‪.‬‬ ‫كما كانت ملساهمة اخلبيرالدولي السيد هانز بايكر‬ ‫اثرها الفاعل في الورشة‪ ،‬حيث استعرض في ‏تقرير‬ ‫دقيق التجربة االوربية في سياسة التحرير واالطر‬ ‫التنظيمة الداعمة لنمو قطاع االتصاالت ‏في العالم‪،‬‬ ‫وبيان القدرة والتماثل في استفادة العراق منها‪،‬‬ ‫واستثمار هذه التجارب في املعاجلات ‏واحللول للعوائق‬ ‫التنظيمية‪.‬‏‬ ‫وفي اليوم الثاني كان للبنك الدولي مساهمة فاعلة في‬ ‫اغناء ورشة العمل‪ ،‬من خالل قيام خبرائه ‏باستعراض‬ ‫جملة من الرؤى الفاعلة‪ ،‬في حتسني قطاع االتصاالت‬ ‫في العالم‪ ،‬حيث حتدث السيد‏راجند‏‬ ‫راسينغ‪ ،‬اختصاصي اول تنظيم في البنك الدولي‪،‬‬ ‫عن املباديء العامة وانظمة قطاع االتصاالت‪ .‬‏اما عن‬ ‫سياسة حترير االلياف الضوئية وبوابات النفاذ الدولي‬ ‫قدمها اخلبير الدولي صالح الدين‏معارف‪.‬‏‬ ‫لياتي الدور في اخلتام الى هيئة االعالم واالتصاالت‬ ‫الراعية لهذه الورشة‪ ،‬حيث وضعت أمام ‏املشاركني‬ ‫خارطة طريق‪ ،‬لتطوير قطاع االتصاالت في العراق‪ ،‬مبنية‬ ‫على جتربة الدول‏املتقدمة في مجاالته‪ ،‬ومتماشية مع‬ ‫حاجة السوق العراقية‪ ،‬التي تعمل الهيئة على دراسة‬ ‫‏حتدياتها وتلبية متطلبات منوها وتوسعة وحتسني‬ ‫مخرجاتها الفنية واالقتصادية واالمنية‪.‬‏‬ ‫وكانت ملداخالت السادة اعضاء مجلس النواب‪،‬‬ ‫ومختلف املساهمني في الورشة‪ ،‬األثر الواضح‏في حتديد‬ ‫ضرورة رسم هذه الرؤية‪ ،‬وبلورة افاقها املستقبلية‪،‬‬ ‫التي تتطلب تظافر جهود مختلف‏اجلهات التشريعية‪،‬‬ ‫والتنفيذية‪ ،‬والتنظيمية‪ ،‬للتشارك في رسم معاملها‪،‬‬ ‫من اجل الدفع بتنمية ‏وتطوير قطاع االتصاالت‪ ،‬وربح‬ ‫مخرجاته‪ ،‬التي تسهم في حتسني النمو املعرفي‪،‬‬ ‫والتكنولوجي‪،‬‏واالقتصادي في العراق‪.‬‏‬

‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪7‬‬


‫أنشطة‬ ‫وأخبار‬

‫حبضور اعالميني وصحافيني‪ ،‬اهليئة تعقد جلسة حوارية‬ ‫حول الوضع االعالمي يف العراق‬

‫‪,‎28‬حزيران‪‎2016 ,‬‬ ‫عقدت هيئة اإلعالم واالتصاالت جلسة حوارية‪ ،‬حول الوضع‬ ‫االعالمي في العراق‪ ،‬بعنوان‏‏(اإلعالم‪ ،‬واملسؤولية الوطنية)‪.‬‏‬ ‫متت ادارة اجللسة من قبل رئيس مجلس االمناء‪ ،‬الدكتور‬ ‫(علي ناصر اخلويلدي)‪ ،‬والسادة ‏االمناء‪( ،‬جاسم الالمي)‪،‬‬ ‫و(خليل الطيار)‪ ،‬وبحضوراعالميني‪ ،‬وصحافيني‪ ،‬ومدراء‬ ‫مؤسسات ‏اعالمية‪ ،‬تناولت تشكيأل واصر مشتركة بني‬ ‫هيئة االعالم واالتصاالت واملؤسسات االعالمية‪.‬‏‬ ‫كما تناولت اجللسة‪ ،‬رؤية الهيئة عن الوضع االعالمي في‬ ‫الظرف احلالي‪ ،‬الذي مير به البلد‪ ،‬‏ومسؤولية االعالم جتاه‬ ‫القضايا الوطنية‪ ،‬وخصوصا محاربة التطرف‪ ،‬واخلطاب‬ ‫الطائفي‪.‬‏‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪8‬‬

‫ونوقشت حاالت تصاعد وتيرة االعالم املعادي للوضع‬ ‫الدميقراطي والسياسي في العراق‪ ،‬يقابله ‏ضعف في‬ ‫االعالم الوطني على املستويات التقنية والتسويقية‪،‬‬ ‫وتأخره عن اللحاق بركب ومسار ‏االعالم الدولي الذي‬ ‫استطاع استقطاب املشاهد العربي‪ ،‬من خالل تناول قضايا‬ ‫متس حياته‏اليومية وتطلعاته‪.‬‏‬ ‫ودعا عدد من االعالميني الى خلق تعاون مشترك بني‬ ‫القنوات االخبارية في تبادل ونقل ‏التقارير‪ ،‬خاصة املتعلقة‬ ‫باملعارك التي تخوضها قواتنا االمنية‪ ،‬واحلشد الشعبي‪،‬‬ ‫األمر الذي‏يسهم بايضاح حقيقة ما يجري من احداث في‬ ‫سوح القتال‪ ،‬وبيان نزاهة املعارك التي يخوضها ‏العراق‪،‬‬ ‫أمام وحشية عصابات داعش‪.‬‏‬


‫أنشطة‬ ‫وأخبار‬

‫بيان صحايف مبناسبة يوم تأسيس‬ ‫الصحافة العراقية الغ ّراء‬ ‫‪,‎22‬حزيران‪‎2016 ,‬‬ ‫بينما يحتفل العراقيون بانتصار جيشهم الباسل‪،‬‬ ‫وقواتهم االمنية‪ ،‬واحلشد الشعبي‪ ،‬على عصابات‬ ‫‏االرهاب‪ ،‬ويحدوهم األمل في بناء مستقبلهم‪ ،‬على‬ ‫اساس وطني من التعايش السلمي واملصالح‏املشتركة‬ ‫املنبثقة من اصالة االنسجام االجتماعي‪ ،‬والثوابت‬ ‫التأريخية التي شكلت حلمة اجملتمع ‏العراقي‪ ،‬باطيافه‬ ‫ومكوناته كافة‪ ،‬يحتفل اجلسم الصحفي العراقي مبرور‬ ‫‪ 147‬عاما ً على انطالق ‏صحيفة (الزوراء) كأول صحيفة‬ ‫عراقية ناطقة باللغة العربية في بغداد في العام ‪،1869‬‬ ‫لتمثل‏انطالقتها عيدا ً وطنيا ً للصحافة العراقية الغ ّراء‪،‬‬ ‫التي قدمت مناذج من البراعة املهنية‪ ،‬والتنوع‪ ،‬‏واالبتكار‬ ‫على صعيد الكتابة‪ ،‬والشكل‪ ،‬والتصميم‪ ،‬واملضمون‪،‬‬ ‫ماجعلها من رائدة في املنطقة‪.‬‏‬ ‫وفي الوقت الذي نوجه التحية الى رواد القلم الصحفي‪،‬‬ ‫واالساتذة الكبار الذين كانوا ابا ًء مؤسسني ‏للصحافة‬ ‫واالعالم في العراق منذ اواسط القرن التاسع عشر‪،‬‬ ‫نوجه التحية الى شهداء هذه املهنة ‏النبيلة الذين‬ ‫ضحوا بحياتهم على مدى مراحل تطور الصحافة‬ ‫في العراق‪ ،‬السيما بعد العام ‏‏‪ ،2003‬في الوقت الذي‬ ‫جندد فيه استذكار االباء وتكرميهم وتخليد ذكراهم‪،‬‬ ‫نشدد على ضرورة ‏حماية الصحفيني وتقدمي اجلناة الى‬ ‫محاكمات عادلة‪ ،‬وتطبيق القوانني الرادعة والكفيلة‬ ‫بحماية ‏الصحفيني‪ ،‬والكف عن سياسة االفالت من‬ ‫العقاب‪ ،‬ونؤيد وندعم ماجاء بقرار اجلمعية العامة‬

‫‏لالمم املتحدة بخصوص سالمة الصحفيني‪ ،‬ومسألة‬ ‫االفالت من العقاب الذي صدر في العام‏‏‪ ،2015‬كما ندعو‬ ‫السلطات االمنية والقضائية الى احلرص على سالمة‬ ‫وتأمني ورعاية حقوق ‏الصحفيني العاملني في العراق‬ ‫كافة‪.‬‏‬ ‫واذ نشعر بالفخر واالعتزاز بالدماء الطاهرة واالرواح‬ ‫البهية التي قدمتها الصحافة العراقية منذ ‏‏‪ 13‬عاماً‪،‬‬ ‫اليصال صوت العراقيني‪ ،‬وكشف معاناتهم‪ ،‬وفضح‬ ‫ممارسات االرهاب اجلبان‪ ،‬نشيد‏بهذه التضحيات الغالية‪،‬‬ ‫التي تنم عن روح وطنية معطاءة‪ ،‬وموقف انساني‬ ‫وضاء‪ ،‬ورفعة مهنية ‏نادرة‪ ،‬ونتمنى الشفاء والسالمة‬ ‫ّ‬ ‫لكل اجلرحى من الزمالء الصحفيني‪ .‬كما نوجه التحية‬ ‫لصحفيينا‏الذين يعملون سرا ً في املناطق التي تسيطر‬ ‫عليها العصابات االرهابية‪ ،‬متجشمني اخلطورة ‏خدمة‬ ‫لوطنهم ومهنتهم النبيلة‪.‬‏‬ ‫ويحدونا االمل‪ ،‬بأن يرتفع تصنيف العراق في املؤشر‬ ‫العاملي حلرية الصحافة‪ ،‬وان يكون في ‏مصاف الدول‬ ‫االقل خطرا ً على الصحفيني والعاملني في قطاع‬ ‫االعالم‪ ،‬وان تعمل اجلهات ‏املعنية كافة لتحقيق ذلك‪.‬‬ ‫كما نتمنى من كافة الزمالء الصحفيني ووسائل االعالم‬ ‫االلتزام بقواعد ‏العمل الصحفي وثوابت املهنة والنشر‬ ‫والبث‪ ،‬حفاظا ً على حرية التعبير ورصانة املشهد‬ ‫‏االعالمي العراقي‪ ،‬ومحاربة مظاهر التشهير واالسفاف‬ ‫والتسقيط‪ ،‬واالرتقاء بالعمل االعالمي ‏الى االحترافية‬ ‫التي تليق بالصحفي العراقي‪.‬‏‬

‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪9‬‬


‫أنشطة‬ ‫وأخبار‬

‫مشاركة فاعلة‬ ‫هليئة االعالم واالتصاالت‬ ‫يف الدورة الثانية ملؤمتر اجلامعات‬ ‫شاركت هيئة االعالم واالتصاالت في مؤمتر جامعات‬ ‫العراق في احملافظات اجلنوبية للبحوث‏وتطوير هندسة‬ ‫االتصاالت واحلاسبات وتقنية املعلومات‪ ،‬والذي اقيم في‬ ‫النادي الثقافي النفطي ‏في محافظة البصرة‪ ،‬للمدة‬ ‫‪/29-28‬نيسان‪ ،2016/‬مثل الهيئة في هذه املشاركة‬ ‫السادة اعضاء ‏مجلس االمناء الدكتور سركوت‬ ‫نامق‪ ،‬والسيدين سالم مشكور‪ ،‬وخليل الطيار‪ ،‬املؤمتر‬ ‫شاركت‏فيه اغلب اقسام التقنية واملعلوماتية وعلوم‬ ‫احلاسبات في جامعات وكليات احملافظات اجلنوبية‪،‬‬ ‫‏ومبشاركة فاعلة من الشركات العاملة في مجال تقدمي‬ ‫خدمات االتصاالت في العراق‪ ،‬وبحضور ‏ومشاركة من‬ ‫احلكومة احمللية في محافظة البصرة‪.‬‏‬ ‫املؤمتر في يومه االول قدمت فيه سلسلة من البحوث‬ ‫االكادميية الساتذة وتدريسيي الكليات ‏واجلامعات‬ ‫املتخصصة في علوم احلاسبات واملعلوماتية‪ ،‬ناقشوا‬ ‫من خاللها بعض جوانب ‏املعوقات التي تواجه قطاع‬ ‫االتصاالت في العراق‪ ،‬وافاقه املستقبلية‪ ،‬كما‬ ‫استعرض املؤمترون‏بعض البحوث املقدمة من الشركات‬ ‫املتخصصة في مجال خدمات االتصاالت تناولت افاق‬ ‫‏تطوير وحتسني مستوى االرتقاء في البنية التحتية‬ ‫لقطاع االتصاالت في العراق‪ ،‬ووضع احللول‏واملقترحات‬ ‫البرز مايواجهه واقع االتصاالت في العراق‪.‬‏‬ ‫اليوم الثاني من املؤمتر كرس لعرض حزمة من البحوث‬ ‫املقدمة من تدريسيو طلبة الدراسات ‏العليا في‬

‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪10‬‬

‫اجلامعات ناقشوا من خاللها العديد من االجراءات‬ ‫التقنية التي تناولت مختلف جوانب ‏تطوير واقع‬ ‫اإلتصاالت في العراق‪ ،‬وبحث مجاالت تطوير مجاالت‬ ‫تطبيقية لتقنية البرامجيات‪ ،‬‏وتوسعة استخدام‬ ‫خدمات االنترنيت‪ ،‬وحتسني قيم االستثمار االمثل‪،‬‬ ‫لتحسني مخرجات البرامج ‏املقدمة خلدمة املواطن‪،‬‬ ‫باالضافة الى بحث تخصصي ملعاجلة ضعف اجلوانب‬ ‫التصنيعية واثر ‏جودة تصنيع الكابل الضوئي في‬ ‫حتسني خدمات نقل املعلومات والبيانات وسرعة‬ ‫مناقلتها‏وتوزيعها‪.‬‏‬ ‫هيئة االعالم واالتصاالت كانت لها املشاركة االبرز في‬ ‫تفعيل واقع اجللسات التي ترأسها ‏اعضاء مجلس‬ ‫االمناء‪ ،‬والسيد مدير هيئة االعالم واالتصاالت في‬ ‫البصرة االستاذ صفاء ‏الزركاني وكان ملداخالتهم االثر‬ ‫الفاعل في تثبيت ابرز مخرجات املؤمتر وتوصياته‪ ،‬التي‬ ‫‏اكدت على ضرورة تنمية وتشجيع مجاالت البحث‬ ‫العلمي في مجال قطاع االتصاالت‪ ،‬وهندسة‏وتقنيات‬ ‫املعلوماتية‪ ،‬والعمل على دعم القوانني والتشريعات‬ ‫الداعمة لتطوير افاقهما‪ ،‬والتاكيد ‏على اهمية حترير‬ ‫اسواق االتصاالت‪ ،‬وتشجيع االستثمار االمثل للبنى‬ ‫التحتية‪ ،‬ودعم مشاركة ‏القطاع اخلاص في لتطوير‬ ‫قطاع االتصاالت في العراق‪ .‬كما اوصى املؤمترون بضرورة‬ ‫تذليل ‏املعوقات الفنية‪ ،‬والنهوض بأمن املعلومات‪،‬‬ ‫وتكنولوجيا اإلتصاالت في العراق‪.‬‏‬


‫أنشطة‬ ‫وأخبار‬

‫اعادة استثمار احلزم الرتددية‬ ‫اهم مصادقات اإلجتماع الدوري جمللس االمناء‬

‫عقد مجلس االمناء في هيئة االعالم واالتصاالت‬ ‫اجتماعه الدوري الثاني ليوم االحد املوافق ‏‏‪،2016/4/24‬‬ ‫وادرجت في اجندته جملة قضايا‪ ،‬اهتمت بالشان‬ ‫االعالمي‪ ،‬واالتصاالت‪ ،‬‏نوقشت من قبل السادة رئيس‬ ‫واعضاء مجلس االمناء‪ ،‬واتخذ اجمللس بشأنها جملة‬ ‫قرارات‏وتوصيات‪:‬‏‬ ‫بعد االطالع على التعديالت التي ابدتها الشركة العاملة‬ ‫عليها‪ ،‬صادق اجمللس على نص الالئحة‏النهائية لتنظيم‬ ‫املسابقات والعمل مبوجبها‪.‬‏‬ ‫واطلع اجمللس على املهمة االولى والثانية الجراءات‬ ‫الطعن‪ ،‬واوصى بالعمل مبوجبها على ‏وفق السياقات‬ ‫املتبعة من قبل فريق العمل‪ ،‬كما اوصى باعتماد املهمة‬ ‫االولى ملوضوع القواعد ‏االجرائية وفق السياقات املتبعة‬ ‫ايضا‪.‬‏‬ ‫وحول مناقشة مذكرة تنظيم قاعدة البيانات اخلاصة‬ ‫بدائرة تنظيم االتصاالت؛ صادق اجمللس ‏على ارشفة‬ ‫التخصصات املثبتة في قاعدة البيانات‪ ،‬واعادة استخدام‬ ‫واستثمار تلك احلزم الترددية ‏ضمن اخلطط املستقبلية‬ ‫للهيئة‪.‬‏‬ ‫وناقش اجمللس ايضا محضر االجتماع الثنائي املنعقد‬ ‫بني الهيئة وممثلي شركات الهاتف ‏النقال‪ ،‬وجهاز االمن‬

‫الوطني‪ ،‬وصادق اجمللس باالجماع على فقرات مخرجاته‬ ‫املتعلقة بالزام ‏الشركة العامة لالتصاالت والبريد‪،‬‬ ‫والشركات املتعاقدة معها‪ ،‬بتنفيذ متطلبات االجراءات‬ ‫الفنية‏جلهاز االمن الوطني‪ ،‬مساواة بالشركات املرخصة‪،‬‬ ‫على ان يشمل هذا االجراء الشركات ‏االخرى في حال‬ ‫متديد عقد رخصها‪.‬‏‬ ‫ومن جانب اخر ابدى اجمللس مالحظاته بشان احتفالية‬ ‫يوم االعالم العربي‪ ،‬الذي اقامته االمانة ‏العامة جمللس‬ ‫الوزراء‪ ،‬وقرر اجمللس على ضوء النتائج املترتبة لهذا‬ ‫النشاط مفاحتة مكتب ‏رئيس الوزراء‪ ،‬ووزارة اخلارجية‪،‬‬ ‫واالمانة العامة جمللس الوزراء لبيان مسؤولية جتاوز جهة‬ ‫‏التخصص فيه‪.‬‏‬ ‫وعلى هامش االجتماع استضاف مجلس االمناء الكادر‬ ‫االداري لقناة السومرية للتباحث بشان ‏خروقات برنامج‬ ‫(بشيرشو) ملعايير ومدونات ممارسة املهنة لوسائل االعالم‪،‬‬ ‫وبعد االطالع ‏على تقارير الرصد املهنية‪ ،‬حول حلقات‬ ‫البرنامج‪ ،‬والتثبت من جملة اخلروقات‪ ،‬واالساءات ‏التي‬ ‫تضمنه محتوى البرنامج‪ ،‬قرر اجمللس باالجماع ايقافه‬ ‫السبوع واحد‪ ،‬والزام القناة مبراجعة ‏محتوى حلقات‬ ‫البرنامج مبا يتناسب واملعايير املهنية‪ ،‬واالخالقية‪ ،‬وبخالفه‬ ‫يصار الى اتخاذ‏قرار يتناسب ومستوى اخلروقات‪.‬‏‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪11‬‬


‫أنشطة‬ ‫وأخبار‬

‫جملس االمناء يصادق على مشروع االهوار‬ ‫وغلق مكاتب قناة اجلزيرة‬

‫عقد مجلس االمناء في هيئة االعالم واالتصاالت‬ ‫اجتماعه الدوري الثالث في يوم االربعاء الوافق‏‏‪،2016/3/23‬‬ ‫ووضعت على جدوله حزمة من املذكرات‪ ،‬ومسودات‬ ‫مشاريع‪ ،‬ومذكرات رصد ‏اعالمي للقنوات الفضائية‪،‬‬ ‫نوقشت من قبال لسادة رئيس واعضاء مجلس االمناء‪،‬‬ ‫واتخذت‏بشانها جملة قرارات وتوصيات‪:‬‏‬ ‫فقد ناقش اجمللس موضوع االجور املترتبة عن ترخيص‬ ‫استخدام الترددات ملشروع انعاش ‏االهوار‪ ،‬وبعد بيان‬ ‫الهدف العام من هذه اخلدمة قرر اجمللس اعفاء املشروع‬ ‫من االجر ‏التنظيمي‪ ،‬واجور الطيف الترددي‪ ،‬كونها‬ ‫تدخل ضمن تطوير خدمات لصالح املواطنني في هذه‬ ‫‏املناطق النائية‪ ،‬كما ناقش اجمللس موضوع تنفيذ املادة‬ ‫‪ 25‬من قانون املوازنة العامة‪ ،‬والتي ‏توجه بالزام الهيئة‬ ‫بتعظيم االيرادات‪ ،‬وصادق على مقترح التعديالت املبينة‬ ‫مبذكرة الدائرة‏التنفيذية في الية الرسوم املوضوعة على‬ ‫اخلدمات املقدمة من قبل الهيئة‪ ،‬على ان تدخل حيز‬ ‫‏التنفيذ من تاريخ ‪.2016/4/1‬‏‬ ‫وحول استكمال االجراءات املتعلقة مبشروع‬ ‫االحتفاظ بالرقم (‏‪number potability‬‏)‪ ،‬صادق ‏اجمللس‬ ‫على توصيات ومقترحات الدائرة التنفيذية‪ ،‬مع االخذ‬ ‫مبالحظات الشركة االستشارية ‏حولها‪ ،‬وناقش اجمللس‬ ‫املذكرة املرفوعة من قبل رئيس الدائرة التنفيذية الدكتور‬ ‫صفاء الدين ‏ربيع‪ ،‬والتي بحثت موضوع جودة اخلدمة‪،‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪12‬‬

‫وااللية املقترحة لفرض غرامات على الشركات‏املتلكئة‪،‬‬ ‫من اجل حتسني جودة اخلدمة‪ ،‬وضمان حقوق املستهلك‪،‬‬ ‫وبعد مناقشة مستفيضة ‏للموضوع‪ ،‬صادق اجمللس‬ ‫على االلية املقترحة لفرض غرامات مالية‪ ،‬على وفق‬ ‫الية احتساب ‏محددة‪ ،‬واوصى اجمللس باعالم الشركات‬ ‫والزامها بتطبيق هذا االجراء‪ ،‬ومضاعفة الغرامة في‬ ‫‏حال تكرارها‪.‬‏‬ ‫ومن جانب اخر صادق اجمللس على مسودة املهمة‬ ‫السابعة والثامنة املتضمنة مشروع سياسة ‏التعرفة‬ ‫مع االخذ بالتعديالت املقترحة عليها‪.‬‏‬ ‫وعلى خلفية اخملالفات املتكررة واملتعمدة لقناة‬ ‫اجلزيرة ناقش اجمللس االجراءات املتخذة بحق ‏مخالفات‬ ‫القناة ملدونات وقواعد السلوك املهني لوسائل االعالم‪،‬‬ ‫وبعد الالطالع على سلسلة‏تقارير الرصد املهني خلطابها‬ ‫احملرض على العنف واذكاء الروح الطائفية‪ ،‬واصرار‬ ‫القائمني ‏عليها للمضي بهذا اخلطاب‪ ،‬رغم االنذارات‬ ‫االولية والنهائية املوجهة اليها‪ ،‬واستضافة كوادرها‬ ‫‏العاملة في العراق الكثر من مرة‪ ،‬وعدم استفادتها من‬ ‫الفرصة التي من حتل مختلف وسائل‏االعالم لتحسني‬ ‫وتنظيم ادائها‪ ،‬قرر اجمللس اتخاذ قرار غلق مكاتب قناة‬ ‫اجلزيرة في العراق‪،‬‏لكال املكتبني‪ ،‬العربي واالنكليزي‪ ،‬ملدة‬ ‫سنة من تاريخ صدوره‪ ،‬ومنحها حق تقدمي طلب تعديله‪،‬‬ ‫‏بعد مراجعة وتقييم خطابها املوجه للعراق مستقبال‪.‬‏‬


‫أنشطة‬ ‫وأخبار‬

‫جملس االمناء‬ ‫يصادق على طلب وسائل االعالم لتنظيم املسابقات‬ ‫‪,‎19‬حزيران‪‎2016 ,‬‬ ‫ناقش مجلس االمناء‪ ،‬طلب اجلهات االعالمية‪ ،‬بشأن السماح لهم بتنظيم املسابقات خالل شهر ‏رمضان املبارك‪،‬‬ ‫و“العيد”‪ ،‬ونظر الوجود قرار سابق بالزام هذه الوسائل االعالمية بالتوقيع على ‏عقد تسوية خالل مدة اقصاها ثالثة‬ ‫اشهر من تاريخ اعالمهم بهذا القرار‪ ،‬وبالنظر لتوجيهات‏الدولة الدافعة باجتاه تعظيم االيرادات‪ ،‬وتزامن هذه املسابقات‬ ‫ضمن مدة السماح‪ ،‬تقرر؛ املوافقة‏على اطالق هذه املسابقات‪ ،‬لتحقيق املردود املادي لكافة االطراف‪ ،‬على ان تلزم شركات‬ ‫‏الهاتف النقال باستحصال موافقة الهيئة مسبقا‪ ،‬قبل اطالق حصص اجلهات االعالمية‪ ،‬او‏مؤسسات اخلدمة املضافة‪،‬‬ ‫واستكمال االجراءات وفق اللضوابط‪.‬‏‬

‫اعالن‬ ‫اجور تعديل‬ ‫االجازات الالسلكية‬

‫قررت الهيئة‪ ،‬استيفاء اجور مالية‪ ،‬لقاء اصدار او تعديل‬ ‫االجازات الالسلكية‪ ،‬او اصدار بدل‏التالف‪ ،‬او الضائع‪ ،‬وينفذ‬ ‫اعتبارا من تاريخ ‪ ،2016/4/1‬وكمايلي‪:‬‏‬ ‫‏‪ – 1‬استيفاء مبلغ وقدره (‪ )50,000‬خمسون الف دينار عراقي‬ ‫كأجور ادارية لطلبات‏التخصيص كافة خدمات االتصاالت‪،‬‬ ‫على ان يستوفى املبلغ اثناء تقدمي الطلب ولكل استمارة‬ ‫‏معلومات فنية‪.‬‏‬ ‫‏‪ -2‬استيفاء مبلغ وقدره (‪ )50,000‬خمسون الف دينار‬ ‫عراقي كأجور ادارية عن تعديل ‏كلرخصة ولكافة خدمات‬ ‫االتصاالت‪ ،‬على ان يستوفى املبلغ اثناء تقدمي الطلب‪.‬‏‬ ‫‏‪ -3‬استيفاء مبلغ وقدره (‪ )100,000‬مائة الف دينار عراقي‬ ‫كأجور ادارية عن اصدار رخص ‏بدل تالف‪ ،‬او بدل ضائع‬ ‫لكافة خدمات االتصاالت‪ ،‬على ان يستوفى املبلغ اثناء تقدمي‬ ‫الطلب‪.‬‏‬

‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪13‬‬


‫إعــالم‬

‫إشكاليات تسويق الفعاليات الثقافية‬ ‫بغداد عاصمة للثقافة العربية امنوذجاً‬

‫د‪.‬صفد حسام الساموك‬ ‫أكادميي وإعالمي‪ /‬رئاسة جامعة بغداد‬ ‫‪Samouk_76@yahoo.com‬‬ ‫تأتي دراسة إشكاليات تسويق فعاليات بغداد عاصمة‬ ‫للثقافة العربية‪ ،‬لتبحث في جوانب تقويض فرص الترويج‬ ‫لها على املستوى االجتماعي العام‪ ،‬والتي متثلت في‪ :‬عدم‬ ‫تفهم قطاعات كبيرة من اجملتمع ألهمية تلك الفعاليات‪،‬‬ ‫التي استمرت طيلة العام املاضي ‪ ،2013‬بحجج عدم‬ ‫توافقها مع سلم أولويات اجملتمع وإحتياجاته اآلنية‪ ،‬وان‬ ‫هناك متطلبات أكثر أهمية‪ ،‬ولغير ذلك من املبررات‪.‬‬ ‫وكذلك عدم وضوح فكرة مشروع بغداد عاصمة‬ ‫للثقافة العربية لدى الشرائح العامة‪ ،‬السيما بني تلك‬ ‫غير اخملتصة بالشأن الثقافي‪ ،‬وحتديده من قبل البعض‬ ‫بفعاليات اإلفتتاح لها حصراً‪ ،‬وفي عدد من النشاطات‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪14‬‬

‫التي تعرض لها عن طريق الصدفة‪ ،‬وعبر أوعية وقنوات‬ ‫متعددة‪ ،‬وتشخيص أوجه القصور في ذلك‪ ،‬ملا للثقافة‬ ‫من مقومات ميكن لها اإلسهام في تنمية اجملتمعات في‬ ‫اجملاالت كافة‪.‬‬ ‫وحتاول رؤيتنا هذه ان تقارب في منهجيتها مع جتارب‬ ‫عاملية في تسويق الثقافة‪ ،‬وفي مقدمتها الواليات‬ ‫املتحدة اإلميركية‪ ،‬التي سخرت جامعاتها وقدراتها‬ ‫السينمائية واإلعالمية وإتفاقياتها ومعوناتها في سبيل‬ ‫إجناح التسويق الثقافي‪ ،‬الذي يُسهم في صيانة مفهوم‬ ‫«صورة جهة املنشأ» لدى املستهلكني‪ ،‬ويعمل على إسناد‬ ‫مهمات التسويق األخرى‪ ،‬ومنه التسويق اإلقتصادي‪.‬‬


‫إعــالم‬

‫عرض‬ ‫مسرحي‬ ‫يجسد‬ ‫احلضارة‬ ‫البابلية‬

‫كما تسعى في التقدم بالرؤى اخملتصة باإلفادة من‬ ‫فعاليات بغداد عاصمة للثقافة العربية‪ ،‬لتطوير واقع‬ ‫املؤسسات الثقافية‪ ،‬وتفعيل احلركة الثقافية في العراق‪،‬‬ ‫التي كان نتاج املتغيرات التي مرت بها البالد أن تواجه‬ ‫إشكاليات ومعاناة خارجية وداخلية‪.‬‬

‫اإلشهار الثقافي‬ ‫يشير اخملتصر املفيد في مفهوم الثقافة إلى أن يعرف‬ ‫الفرد شيئا ً عن كل شيء‪ ،‬أو أن يلم إملاما ً يسيرا ً بأكثر‬ ‫ضروب املعرفة‪ ،‬لكنها قد تتركز في مقصودها الداللي على‬ ‫املعرفة املتصلة بالعلوم اإلنسانية بوجه خاص‪ ،‬ألنها ترقى‬ ‫باإلنسان وتوسع معارفه ومتده بالنظرة الشاملة لألمور‪،‬‬ ‫لينعكس هذا على شخصيته وسلوكه‪ ،‬فيكون واسع‬ ‫األفق‪ ،‬يحسن إتيان األمور‪ ،‬ويجيد التصرف في شؤون حياته‪،‬‬ ‫ويعرف حقوقه‪ ،‬ويحرص على أداء واجباته‪.‬‬ ‫إن ما جوبهت به فعاليات الثقافة يتأصل في قصور‬ ‫فهم الثقافة وحقيقة أدوارها في اجملتمعات أوالً‪ ،‬حني وجد‬ ‫مقارعوها إن سلم األولويات العراقي قد يضع مثل تلك‬ ‫الفعاليات في املقاعد اخللفية لركب التطور االجتماعي‬ ‫العام‪ ،‬فيما ال ميكن ألي جتديد أن يكون من دون أن تهيء‬ ‫ملعامله الثقافة فكرا ً وممارسة‪ ،‬وبتخطي عتبة النقاش عن‬ ‫أية مظاهر‪ .‬والثقافة وممارستها وأمناطها ميكن أن تكون‬ ‫املُنتج الثقافي األكثر مواءمة وواقعية للتسويق على‬ ‫املستوى األجتماعي‪ ،‬نعتقد بضرورة مرافقة حتديد املُنتج‬ ‫ما ميكن لنا وصفه باإلشهار الثقافي‪.‬‬ ‫ويعد باحثون الصورة االشهارية من بني أهم الوسائل‬ ‫املستعملة لتسويق ثقافات البلدان وقيمها األصلية‪ ،‬نظرا‬ ‫للدور املتعاظم للصورة و قدرتها املذهلة على إحداث التأثير‬

‫على املتلقني‪ ..‬إذ ان الشكل الثقافي السائد لعصرنا هو‬ ‫ثقافة الصورة‪ ،‬كما ان االعتقاد بأن الصورة االشهارية تهدف‬ ‫للترويج فقط للسلع وزيادة إقبال الناس عليها‪،‬‬ ‫وتغيير إجتاهاتهم وسلوكاتهم لتقبلها أو رفضها‬ ‫حالة خاطئة‪ ،‬فهي تسوق بنفس الدرجة أو أكثر مجموعة‬ ‫من القيم والثقافات املرتبطة إرتباطا وثيقا مبنتج السلعة‪،‬‬ ‫و تعمل جاهدة على جعل املتلقني يتبنون سلوكات معينة‪،‬‬ ‫و يتبعون منطا ً ثقافيا ً محدداً‪.‬‬ ‫إن الصورة اإلشهارية في جتسيداتها للمكان‪ ،‬ال ميكن‬ ‫أن تتم بعيدا عن أمناط بناء العالمة البصرية‪ ،‬فال ميكن أن‬ ‫تبنى الصورة اإلشهارية في األساس بعيدا ً عن املوضوعات‬ ‫الثقافية التي تنتجها املمارسة اإلنسانية‪ ،‬وبعيدا كذلك‬ ‫عن النماذج االجتماعية املرتبطة بها‪ ،‬ألن اخلطاب اإلشهاري‬ ‫يشكل اليوم سلطة تثيرنا وتثير قيمنا وأذواقنا واختياراتنا‪،‬‬ ‫وتكون هنا خطورة اخلطاب اإلشهاري‪ ،‬السيما أنه يستخدم‬ ‫اللغة واملوسيقى واللون واإليقاع والصورة ملداعبة خيال‬ ‫املتلقي‪ ،‬والتأثير عليه القتناء املنتوج وترسيخ سلوكيات‬ ‫ما‪.‬‬

‫البيئة الثقافية‬ ‫إن دراسة البيئة الثقافية تعد أمرا ً بالغ األهمية‪ .‬إذ‬ ‫يتفق اخملتصون على أن التحليل الثقافي واحلضاري يعد‬ ‫أحد اهم مسؤوليات القائم بالتسويق بصفة عامة‪،‬‬ ‫فالثقافة واحلضارة التي تك ّون البيئة االجتماعية‪ ،‬هي‬ ‫خليط بني عادات وتقاليد وعرف وقيم واخالق وكل ما هو من‬ ‫صنع االنسان في البيئة من معرفة و فن و قوانني وقدرات‬ ‫يكتسبها أو يتم توارثها‪.‬‬ ‫إن إدامة البيئة الثقافية تستلزم األخذ بتنميتها‪ ،‬وفيما‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪15‬‬


‫إعــالم‬

‫تعني التنمية بأبسط مدلوالتها قدرة اجملتمع على حتقيق‬ ‫التقدم في جميع املستويات‪ ،‬مبا يتيح ألفراده إمكانية حتسني‬ ‫شروط حياتهم في اجملاالت كلها‪ ،‬تنوه التنمية الثقافية‬ ‫بالزيادة في الثقافة على أشكالها وجوانبها وظواهرها‬ ‫ونشاطاتها كلها‪ ،‬وال خالف أن لكل ظاهرة في هذا الكون‬ ‫بعدها الثقافي‪ ،‬فتنمية البعد الثقافي االقتصادي يسهل‬ ‫التنمية االقتصادية‪ ،‬وتنمية البعد الثقافي الصناعي يعمل‬ ‫على جودة تطور التنمية الصناعية‪ ،‬وتنمية البعد الثقافي‬ ‫الزراعي يحسن التنمية الزراعية ويعجلها‪ . .‬وهكذا في‬ ‫اجملاالت كلها ‪.‬‬ ‫وأما التربية والتعليم فهما الوعاء الذي يحتضن‬ ‫التنمية الثقافية املتمثلة بكل أشكال التطوير واالرتقاء‬ ‫والتبادل الثقافي‪ ،‬ويشكل جسرا ً يربط بني مفهوم التنمية‪،‬‬ ‫ومفهوم الثقافة‪ ،‬اللذين يرتبط بعضهما ببعض بتناسب‬ ‫طردي متبادل‪ ،‬فكلما زادت الثقافة زادت التنمية‪ ،‬وكلما‬ ‫زادت التنمية زادت الثقافة‪.‬‬ ‫كما أن الناس يجتهدون في ابتكار وسائل متنوعة‬ ‫حملاربة الفراغ الذي قد ينتاب يومياتهم فيملؤنه بنشاطات‬ ‫مفيدة‪ ،‬تعبر عن موروث متميز‪ ،‬وشخصية متفردة‪ ،‬وهكذا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومتكن من تأمني‬ ‫متكن اإلنسان من مغالبة املشكالت‪،‬‬ ‫مرتكزات لتلبية حاجاته النفسية واالجتماعية واملادية‬ ‫واحليوية وغيرها‪.‬‬ ‫فالفرد ينشأ عن طريق الثقافة التي حتيط به ومبجتمعه‬ ‫ّ‬ ‫تشكله‪ ،‬كما يسهم هو أيضا ً في تشكيلها ومتثيلها‬ ‫والتي‬ ‫بطوابع متميزة‪ ،‬كما أن التربية تستفيد من البعد املعرفي‬ ‫للثقافة‪ ،‬املتمثل في املعارف واالعتقادات والتقاليد وسائر‬ ‫طرائق التعبير‪.‬‬ ‫وللثقافة وزيادتها صلة وثيقة بالتنمية‪ ،‬والعنصر‬ ‫البشري أهم عناصر اإلنتاج بشكل عام‪ ،‬ونوعيته هي العامل‬

‫احلاسم في حتديد التقدم والتخلف في الشعوب‪ ،‬وبقدر‬ ‫سالمة البنية الثقافية للفرد تكون سالمة أدائه التنموي‬ ‫جملتمعه وبيئته في جميع مجاالت اإلنتاج‪ ،‬فالتنمية ليست‬ ‫عملية آلية ميكن إمتامها من خالل رفع معدالت االستثمار‪،‬‬ ‫أو حتديث بعض أساليب اإلنتاج‪ ,‬بل إن الدور البشري هو أهم‬ ‫األدوار في أية عملية تنموية‪ ،‬وتنمية املوارد البشرية‪ ،‬سابق‬ ‫في أهميته على تنمية املوارد االقتصادية أو الصناعية أو‬ ‫الزراعية ‪...‬أو غيرها‪.‬‬ ‫فضالً عن (التنمية السياسية) التي تعكس استجابة‬ ‫النظام السياسي للتغيرات احلاصلة في البيئة اجملتمعية‬ ‫والدولية‪ ،‬وتتمثل معاييرها األساسية في التمايز البنيوي‬ ‫واستقاللية النظم الفرعية‪ ،‬وهي بالتالي أحد أنساق‬ ‫عملية التغيير االجتماعي املتعددة األبعاد‪ ،‬وأحد جوانب‬ ‫عملية التنمية باملعنى الشامل‪ ،‬والتي تتضمن إجراء‬ ‫تغييرات في الفكر والسلوك والثقافة واملؤسسات‪ ،‬شاملة‬ ‫عناصر التحضر والتصنيع والتعليم‪..‬الخ‪ ،‬بوصفها عملية‬ ‫حضارية مجتمعية‪.‬‬ ‫والن التنمية السياسية جزء من التمنية الشاملة‪،‬‬ ‫ويرتبط بحدوثها حصول تغيرات في الثقافة والسلوك‪،‬‬ ‫فان من نواجتها وقوع تغير في القيم واالجتاهات السياسية‬ ‫والنظم والبناءات وتدعيم ثقافة سياسية جديدة‪ ،‬وهذا ما‬ ‫يقتضي املزيد من صفة التكامل السياسي في اجملتمعات‪.‬‬ ‫إن من بواعث األهمية للتنمية السياسية‪ ،‬انه لطاملا كان‬ ‫أفراد هذه اجملتمعات هم الهدف األساس للتنمية الشاملة‬ ‫ومحورها الرئيس‪ ،‬فبات من غير املمكن أن ال يشارك هؤالء‬ ‫– األفراد – في اتخاذ القرارات املتعلقة مبستقبل تنميتهم‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫وتوصف الواليات املتحدة اإلميركية بأنها أفضل‬ ‫من مارس التسويق‪ ،‬ويرجع باحثون هذا األمر إلى طبيعة‬

‫باعة الكتب في شارع املتنبي‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪16‬‬


‫إعــالم‬

‫جانب من مرتادي شارع املتنبي‬ ‫الثقافة اإلميركية نفسها‪ ،‬ناهيك عن إمكانيات اإلنتشار‬ ‫التي ه ّيأتها اللغة اإلنكليزية املعتمدة في معظم أنحاء‬ ‫العالم‪ ،‬وقد اعتمدت على وسيلتني مهمتني في تسويقها‬ ‫للمنتج الثقافي والعلمي ‪ ،‬ميكن أن متثالن لنا دافعني رئيسني‬ ‫في إعتماد اإلستراتيجية املوصى بها في ُمؤلفنا هذا في‬ ‫مواضع الحقة منه‪ ،‬باإلفادة من قدرات اإلعالم الناشطة في‬ ‫مهمات التسويق اجلامعي لإلبداع في اجملتمع‪ ،‬ملا للجامعة‬ ‫من دور حيوي في اجملتمعات املدنية واملتقدمة‪ ،‬إذ «ان عدم‬ ‫وجود من يستفيد من اإلبداع‪ ،‬من أكبر محددات هذا اإلبداع‬ ‫في العالم العربي» ‪ ،‬وترتكزان على‪:‬‬ ‫أ‌‪ -‬إستخدام الواليات املتحدة اإلميركية للمنظومات‬ ‫اإلعالمية املتقدمة العمالقة التي تغطي العالم كله‪ ،‬عبر‬ ‫أشكال صحافية وسينمائية مختلفة في مجال إسناد‬ ‫مهمات التسويق‪.‬‬ ‫ب‌‪ -‬قيام الواليات املتحدة بإستخدام اجلامعات‬ ‫اإلميركية‪ ،‬املنتشرة في الكثير من مدن العالم‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫اجلامعة اإلميركية في بيروت والقاهرة والسليمانية‪ ،‬كما‬ ‫تقوم بإستقبال اآلالف من طلبة الدول النامية في زماالت‬ ‫دراسية داخل أميركا‪ ،‬وجلامعاتها برامج وعالقات تبادل‬ ‫ثقافي مع أغلب اجلامعات العاملية‪.‬‬ ‫وتأتي أهمية التسويق عبر وسائل اإلعالم‪ ،‬باإلفادة‬ ‫ثمة‬ ‫من ميزة التفاعلية اإلتصالية‪ ،‬من دواعي مفادها‪ :‬ان ّ‬ ‫إتفاقا ً على ان التسويق في هذه احلدود بدأ ميارس دورا ً‬ ‫محوريا ً في اجملتمعات احلديثة كلها‪« ،‬اذ أصبحنا نعيش‬ ‫حالة من التفكير والسلوك اإلستهالكي‪ ،‬وصارت العالقات‬ ‫اإلجتماعية يعبر عنها بلغة السوق‪ ،‬وتقدر هوية األفراد‬ ‫ومكانتهم اإلجتماعية في ضوء إمتالكهم لسلع معينة‪،‬‬ ‫ومن هنا أكتسبت األمور املادية معاني هامة في اجملتمع‬ ‫اإلستهالكي‪ ،‬وحولتها إلى رموز لهوية األفراد واجملتمعات‬ ‫ومكانتهم» ‪.‬‬

‫ويشتمل التسويق على املستوى اإلجتماعي على‬ ‫ثالثة عناصر‪ ،‬تمُ ثل لنا مساحة ثالثية األبعاد‪ ،‬تتطلب إيجاد‬ ‫قواسم مشتركة للتواصل في ما بينها‪ ،‬تتحدد في ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الفكرة أو املمارسة اإلجتماعية (املُنتج االجتماعي)‪،‬‬ ‫والتي تتجسد لدينا في إستراتيجيات تسويق املنتج‬ ‫الثقافي‪ ،‬باإلفادة من اإلعالم‪.‬‬ ‫‪ -2‬مجموعة‪ ،‬أو أكثر من املستهدفني‪ ،‬من أفراد اجملتمع‬ ‫احمللي‪ ،‬في التخصصات واإلهتمامات اخملتلفة‪ ،‬فضالً عن‬ ‫احمليط اإلقليمي‪.‬‬ ‫‪ -3‬إستخدام تكنولوجيا أساليب التغيير والتحديث‬ ‫اإلجتماعي‪ ،‬التي من بني أبرزها وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫اإلعالم وصورة جهة املنتج‬ ‫تهدف حمالت التغيير اإلجتماعي إلى إحداث تغييرات‬ ‫في سلوك األفراد‪ ،‬ميكن ان تبرز لنا واقعية احلاجة الى أدوات‬ ‫جماهيرية لتسويق إستراتيجيات الوصول باملنتج اجلامعي‬ ‫إلى اجملتمع‪ ،‬تتمثل باإلعالم‪ ،‬كونها تستهدف‪ ،‬في جملة‬ ‫مساعيها إلى‪ :‬التغيير املعرفي‪ ،‬والتغيير في الفعل‪،‬‬ ‫والتغيير السلوكي‪ ..‬فضالً عن التغيير في القيم‪.‬‬ ‫ان التسويق على املستوى اإلجتماعي العام‪ ،‬عن‬ ‫طريق وسائل اإلعالم‪ ،‬له عوائد اخرى ال تقل أهمية عن‬ ‫كونه العنصر الرابط بني تلك املفاصل املعنية بالتغيير‪،‬‬ ‫تتجسد في أهميتها بتشكيل صورة ذهنية ‪ ،‬تعني تلك‬ ‫اإلستراتيجيات في بلوغ أهدافها على املدى البعيد‪.‬‬ ‫وشكلت الصورة‪ ،‬التي رُسمت عن الواقع اإلجتماعي‬ ‫واإلقتصادي والثقافي والتعليمي والسياسي واألمني‬ ‫بشكل العام طيلة العقود املاضية‪ ،‬حتديا ً كبيرا ً أمام‬ ‫جذب رؤوس األموال‪ ،‬وإستقطاب اإلستثمارات من اخلارج‪،‬‬ ‫وتشجيع مستثمري الداخل على توظيف فعالياتهم‬ ‫اإلقتصادية خلدمة الواقع العراقي‪ ،‬ودعم اإلنتاج احمللي‪ ،‬بدال ً‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪17‬‬


‫إعــالم‬

‫جانب من فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية‬ ‫من إستخدامها في اخلارج‪.‬‬ ‫فضالً عن تلك الصورة التي رسمت عن صانع القرار‬ ‫نفسه‪ ،‬والتي لم تساعد على إرسال مؤشرات تطمئن‬ ‫املستثمرين ورجال األعمال‪ ،‬وهو ما أنعكس سلبا ً في‬ ‫عمليات تسويق املنتج احمللي بشكل عام‪ ،‬ومنه املنتج‬ ‫اجلامعي‪.‬‬ ‫وتكون وسائل اإلعالم معنية بشكل مباشر في‬ ‫عملية تكوين الصور (املعاني واملفاهيم والتعاميم)‪ ،‬وهي‬ ‫من أهم املصادر الرئيسة للمعلومات عن الدول واألحداث‬ ‫ّ‬ ‫تشكل لهم‬ ‫والثقافات‪ ،‬حني تنقل جلمهورها أخباراً‪ ،‬ومن ثم‬ ‫صورا ً ذهنية عن دول العالم عن طريق عرض وجهات النظر‬ ‫والصور والعناوين‪.‬‬ ‫ويؤكد الباحثون إن أجهزة اإلعالم تقوم بدور مهم‬ ‫وجوهري في اجملتمع‪ ،‬إذ يحصل الفرد على املعلومات واآلراء‬ ‫واملواقف من وسائل اإلعالم‪ ،‬التي تساعده في تكوين‬ ‫تصوره للعالم الذي يعيش فيه‪ ،‬وهي تعد اليوم من عوامل‬ ‫اإلدراك املعرفي لدى اجلمهور‪ ،‬ألنها تقوم بتقدمي املعلومات‬ ‫وتوجيهها بالطريقة التي ترغب فيها‪.‬‬ ‫لقد أهتمت أغلب الدول مبسائل تكوين صورة ذهنية‬ ‫إيجابية عنها جلذب اإلستثمارات‪ ،‬ودميومة الرخاء اإلقتصادي‬ ‫والرضا املعيشي‪ ،‬ومنها اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬التي كان‬ ‫تناول وسائل اإلعالم لتغطيات عاجلت موضوعات تتعلق‬ ‫بجرائم قتل لفنانني ومشاهير وغيرهم‪ ،‬ال يقل خطورة‬ ‫عن صورة هذه الدولة إثر أزمة ديون دبي على خلفية األزمة‬ ‫االقتصادية العاملية‪ ،‬ومت التعامل مع تلك اجلرائم وفق‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪18‬‬

‫إستراتيجيات وضعت في اإلعتبار مقدار التحدي الذي بدأت‬ ‫تواجهه تلك الدولة حول صورة اإلستقرار األمني واإلقتصادي‬ ‫فيها‪ ،‬ومن هنا تبرز أهمية دور وسائل اإلعالم في تشكيل‬ ‫مدارك اجلمهور العراقي نحو التطورات املهمة في مجاالت‬ ‫احلياة جميعها‪ ،‬وهذا ما نسعى إلى التنويه إليه حول دور‬ ‫وسائل اإلعالم على إشكالها اخملتلفة في رسم التصورات‪.‬‬ ‫وفي معرض بحثنا عن إستراتيجيات للوصول باملنتج‬ ‫الثقافي إلى اجملتمع‪ ،‬البد من التأكيد على أنه من الضروري‬ ‫اإلهتمام مبفاهيم «الصورة الذهنية» وما يرتبط بـ»بلد‬ ‫املنشأ»‪ ،‬والتي ميكن أن تتمثل لنا بـ»جهة املنشأ» وغير‬ ‫ذلك‪ ،‬بوصفها متغيرات متارس دورا ً مهما ً في التأثير على‬ ‫أحكام املستهلكني والزبائن احملتملني وتقييماتهم‪.‬‬

‫ممارسات عاملية‬ ‫ُ‬ ‫تشير دراسات سلوك املستهلك‪ ،‬التي أجريت عبر‬ ‫ثقافات متعددة‪ ،‬إلى أن املستهلكني مييلون بصفة عامة‬ ‫إلى تكوين صور عن جودة ومدى مالءمة وجاذبية املنتجات‬ ‫الواردة من دول ومناطق معينة‪ ،‬إذ مييل املستهلكون إلى‬ ‫ان يق ّيموا املنتجات بشكل إيجابي عندما يكون منشأها‬ ‫أو إنتاجها في بالد تتمتع بصورة ذهنية إيجابية‪ ،‬ويكمن‬ ‫املنطق الرئيس لهذه الدراسات في ان بلد أو جهة املنشأ‬ ‫يقدمان للمستهلكني معلومات عن جودة املنتج وغيرها‬ ‫من اجلوانب‪.‬‬ ‫وطاملا اُتيحت املعلومات اخملتصة ببلد املنشأ‪ ،‬سوف‬ ‫يعدها املستهلكون معلومات ذات صلة يستخدمونها عن‬


‫عمد في تقييمهم للمنتج‪ ،‬فيما أظهرت دراسات مسحية‬ ‫أخرى عكس هذه (الفرضية العامة)‪ ،‬بينت عدم توافر النية‬ ‫أو الرغبة لدى املستهلكني إلستخدام بلد املنشأ كأساس‬ ‫في عملية تقييمهم للمنتجات ‪.‬‬ ‫إال أن باحثني غرب يرون أن عدم رغبة املستهلكني في‬ ‫اإلعتراف بتأثير بلد املنشأ قد تعكس محدودية قدراتهم‬ ‫على متييز مصادر التأثير على أحكامهم التقييمية‪ ،‬أكثر مما‬ ‫يعكس تأثيرات بلد املنشأ في حد ذاتها‪.‬‬ ‫وميكن ان ميثل بلد املنشأ (إختصارا ً معرفياً) ّ‬ ‫ميكن‬ ‫املستهلكني من توفير الوقت واجلهد عند تقييمهم‬ ‫للمنتج‪ ،‬ويستطيع أن يتوسط تأثير املعلومات األخرى‬ ‫اخملتصة باملنتج على تقييمات املنتج‪ ،‬إال أن هذا التأثير قد‬ ‫يقل في ظل قدرة املستهلكني على متثيل املعلومات‪.‬‬ ‫ويتأصل تأثير «بلد املنشأ» بصفة أساسية في اجلوانب‬ ‫املعرفية لتمثيل املعلومات‪ ،‬فعلى سبيل املثال‪ :‬قد يشير‬ ‫«بلد املنشأ» في بعض األحيان إلى جودة املنتج‪ ،‬أو ينظر إليه‬ ‫في أحيان أخرى كأحد خصائص املنتج‪ ،‬وبذا‪ ..‬يعد تأثير بلد‬ ‫املنتج نوعا ً من (الصورة الذهنية) التي يصنّف املستهلكون‬ ‫ّ‬ ‫ويطبقون املعرفة السابقة بشأن‬ ‫فيها املنتجات إلى فئات‪،‬‬ ‫الفئات ‪.‬‬ ‫وقد مت التوصل إلى أن «بلد املنشأ» ميكن أن يؤثر على‬ ‫سلوكيات املستهلكني‪ ،‬عن طريق العاطفة أو الشعور‪،‬‬ ‫بدون التأثير على اجلانب املعرفي‪ ،‬أي أنه حتى لو لم يكن‬ ‫لـ»بلد املنشأ» للمنتج املعلن عنه أثر سلبي على املكون‬ ‫املعرفي لإلجتاهات‪ ،‬فمن الوارد أن يكون له أثر سلبي على‬ ‫اجلانبني العاطفي والسلوكي‪.‬‬ ‫وميكن أن ي ّوجه تأثير «بلد املنشأ» سلوك املستهلك‬ ‫عن طريق شعوره‪ ،‬قد يفكر املستهلكون بشكل عقالني‬ ‫بأن بلدا ً ما خبير في عدد من الفئات املُنتجة‪ ،‬لكن املشاعر‬ ‫السلبية املرتبطة بهذا البلد قد تؤدي إلى نتائج سلوكية‬ ‫سلبية‪ ،‬لذا يجب أن يسعى كبار املس ّوقني في تعزيز صورة‬ ‫مؤسساتهم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫من جهة أخرى‪ ..‬يتحدث مختصون عن ثالث آليات‬ ‫لتوضيح تأثيرات «بلد املنشأ» تتمثل في‪( :‬اآللية املعرفية‪:‬‬ ‫من قبيل إستخدام «بلد املنشأ» كإملاع على جودة املنتج‪..‬‬ ‫واآللية الشعورية‪ /‬العاطفة‪ :‬فقد يحوز «بلد املشأ»‬ ‫قيمة رمزية وعاطفية‪ ،‬فقد يوحي باملكانة أو حب الوطن‪/‬‬ ‫الوطنية‪ ،‬واآللية املعيارية‪ :‬إذ يع ّبر «بلد املنشأ» عن املعايير‬ ‫اإلجتماعية أو الشخصية للمستهلك‪ ،‬مثل شراء منتجات‬ ‫محلية الصنع‪ ،‬أو رفض الشراء من بلد يرفضه املستهلك)‪.‬‬ ‫ويالحظ التشابه بني هذه اآلليات‪ ،‬وإمنوذج التأثيرات‬ ‫الهرمية لإلعالن على سلوك املستهلك‪ ،‬إذ يبدأ تأثير اإلعالن‬ ‫على معلومات املستهلك ثم شعوره أو عاطفته منتهيا ً‬ ‫بسلوكه‪ ،‬وهو ما ميكن التأسيس عليه في مجال صياغة‬ ‫آليات تسويق املنتج اجلامعي على املستوى احمللي‪ ،‬باإلفادة‬ ‫من املكانة احلضارية والتأريخية واملعرفية الكبيرة جلامعة‬

‫بغداد في اجملتمع العراقي‪.‬‬

‫إعــالم‬

‫إستراتيجية ثقافية‬ ‫تتطلب تنمية اجملتمعات توجيه الفرد نحو الثقافة‪،‬‬ ‫التي تع ّرفه بحقوقه وواجباته وبتركيبة مجتمعه‪ ،‬وبشؤون‬ ‫احلكم والعالقات املقبولة مع ما حولنا من بيئة‪ ،‬واحلاجة‬ ‫أيضا ً ماسة جدا ً إلى ربط قوي بني الثقافة الوطنية واخلطط‬ ‫التربوية‪ ،‬والبد أن يعاد النظر في العالقة بني التنمية‬ ‫والثقافة بني احلني واآلخر‪ ،‬لتواكب هذه األخيرة جميع‬ ‫التغييرات احمللية والعاملية‪ ،‬وتتماشى مع التحاور والتبادل‬ ‫في الثقافات املتعددة وتناميها‪.‬‬ ‫إن هذا يستوجب العمل باستراتيجية وطنية لتسويق‬ ‫الثقافة كأن يجري التخطيط إلى مرحلة ما بعد تلك‬ ‫الفعاليات‪ ،‬على وفق منهج واقعي‪ ،‬يعتمد مواصلة اإلشهار‬ ‫الثقافي‪ ،‬وصوال ً إلى املراحل األولى من إشاعة الثقافة في‬ ‫اجملتمع‪ ،‬بإحداث تشكيل في وزارة الثقافة يتولى مهمات‬ ‫تسويق الثقافة وإشاعتها ممارسة تطبيقية في اجملتمع‪.‬‬ ‫املصادر والهوامش‪:‬‬ ‫للمزيد‪ :‬ينظر‪ :‬د‪ .‬صفد حسام الساموك‪ ،‬اإلعالم‬ ‫وفعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية‪ ،‬دراسة‬ ‫مقدمة إلى مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية‪،‬‬ ‫جامعة بغداد‪ ،‬كلية التربية للبنات‪ ،2013 ،‬ص‪.6‬‬ ‫* د‪.‬سالم جاسم محمد‪ ،‬دور العالقات العامة‬ ‫في تسويق الثقافة العراقية‪ ،‬بغداد‪ ،‬وزارة الثقافة‪ ،‬دار‬ ‫الشؤون الثقافية العامة‪ ،2008 ،‬ص‪.95‬‬ ‫* د‪.‬بشرى جميل إسماعيل‪ ،‬اإلبداع اإلعالمي في‬ ‫عمان‪ ،‬دار أسامة للنشر‪،2012 ،‬‬ ‫الفضائيات العربية‪ّ ،‬‬ ‫ص‪.125‬‬ ‫* د‪ .‬راسم ممد اجلمال و د‪ .‬خيرت معوض‪ ،‬التسويق‬ ‫السياسي واإلعالم – اإلصالح السياسي في مصر‪،‬‬ ‫القاهرة‪ ،‬الدار املصرية اللبنانية‪ ،2005 ،‬ص‪.36‬‬ ‫* د‪ .‬منى سعيد احلديدي ود‪ .‬سلوى إمام علي‪ ،‬اإلعالن‬ ‫– أسسه ووسائله وفنونه‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الدار املصرية‬ ‫اللبنانية‪ ،‬ط‪ ،2008 ،2‬ص‪.17‬‬ ‫* د‪.‬صفد حسام الساموك‪ ،‬أقسام اإلعالم والعالقات‬ ‫العامة وتسويق جهود إصالح التعليم العالي في‬ ‫اجلامعات العراقية‪ ،‬بحث مشارك في أعمال املؤمتر‬ ‫العلمي الثالث لإلعالم اجلامعي‪ ،‬وزارة التعليم العالي‬ ‫والبحث العلمي‪ 13-12( ،‬كانون االول‪ ،)2010‬ص‪.8‬‬ ‫* د‪.‬خالد شاكر جاويس‪ ،‬الصورة الذهنية للواليات‬ ‫املتحدة اإلميركية وعالقتها بتقييم املستهلك‬ ‫ملنتجاتها‪ ،‬القاهرة‪ ،‬اجمللة املصرية لبحوث اإلعالم‪،‬‬ ‫(مجلد‪ ،28‬أكتوبر‪/‬ديسمبر‪.)2007 ،‬‬ ‫* املصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪19‬‬


‫إعــالم‬

‫ممارسة أساليب العالقات العامّة‬ ‫يف املشاركة السياسية للمرأة يف العراق‬ ‫دراسة حالة املنظمات غري احلكومية‬

‫القسم االول‬

‫م‪ .‬حممد وليد صاحل‬ ‫باحث أكادميي ‪ /‬جامعة بغداد‬ ‫‪alsalihwm1@yahoo.com‬‬ ‫تُصنَّف حقوق االنسان إلى حقوق أساسية وغير‬ ‫أساسية‪ ،‬وهذا التقسيم غير وارد في الالئحة العاملية‬ ‫حلقوق االنسان الصادرة عام ‪ ،1948‬وما يعد أساسيا ً في‬ ‫زمن معني‪ ،‬تتغير أهميته في ظرف زمني آخر‪..‬‬ ‫ومازالت املنظمات العاملية‪ ،‬وعلى رأسها املنظمات‬ ‫النسوية‪ ،‬ترفع شعار املساوات في احلقوق والواجبات بني‬ ‫الرجل واملرأة‪..‬‬ ‫وامام التطورات التي شهدتها اجملتمعات االنسانية‪،‬‬ ‫أصبح شعار املساواة غير مناسب‪ ،‬أل َّن كلمة املساواة‪،‬‬ ‫معان‪ ،‬جترد النساء من خصوصيته َّن‪،‬‬ ‫بكل ما حتمله من‬ ‫ٍ‬ ‫فاملساواة حتمل دالالت تختلف جذريا ً عن تلك التي‬ ‫حتملها كلمة العدالة‪ ..‬فالعدالة تضمن احلقوق وحتفظ‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪20‬‬

‫اخلصوصية‪..‬‬ ‫ً‬ ‫إ ّن إتاحة الفرص املتكافئة للمرأة اعتمادا على خبرتها‬ ‫وكفاءتها واحترام حقوقها‪ ،‬فضال عن معاجلة العوائق‬ ‫سواء أكانت سياسية أم قانونية أم مؤسساتية‪ ،‬والتي‬ ‫حتد من مشاركتها العامة‪ ،‬تعد مسألة تنموية تتصل‬ ‫بتفاصيل احلياة من اجل أن تأخذ دورها في السلطة‪،‬‬ ‫نظرا ً لتصاعد ظاهرة املطالبات املدنية والشعبية بجميع‬ ‫احلقوق األساسية على املستوى العاملي‪ ،‬مع تنامي الدور‬ ‫الذي تؤديه وسائل اإلتصال في هذا اجملال‪ ،‬وتشمل هذه‬ ‫الدراسة جزأين‪ ،‬األول تناول أبعاد املشاركة السياسية‬ ‫للمرأة‪ ،‬والثاني دراسة ميدانية إحصائية‪.‬‬ ‫ولذلك نشطت دراسات املساواة في العالم منذ‬


‫إعــالم‬

‫مطلع التسعينيات من القرن املنصرم وحلد اآلن‪ ،‬عن طريق‬ ‫إسهام عدد من الباحثني في املراكز العلمية‪ ،‬وتناولت تلك‬ ‫الدراسات العوامل الذاتية والثقافية واالجتماعية والوعي‬ ‫وطبيعة االجتاهات السياسية املسيطرة‪ ،‬بهدف صناعة‬ ‫صورة ذهنية أكثر إشراقا ً لهذه املشاركة واستثمار طاقات‬ ‫نصف اجملتمع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويعد متكني املرأة سياسيا‪ ،‬وتعزيز مشاركتها في اجملال‬ ‫السياسي‪ ،‬والوصول إلى موقع صنع القرار لتكون عضوا ً‬ ‫فاعالً ومشاركا ً ايجابيا ً لدفع عملية التنمية في اجملتمع‬ ‫من املسائل املهمة التي نسعى إليها‪ ،‬وعلى الرغم من‬ ‫محدودية مشاركتها في احلياة السياسية ألسباب قد‬ ‫تكون اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية‪ ،‬السيما أن وجود‬ ‫املرأة في مواقع صنع القرار ظاهرة عاملية ومتثل مؤشرا ً على‬ ‫وحتضر اجملتمع‪ ،‬وان متثيلها في البرملانات العاملية‬ ‫أصالة‬ ‫ّ‬ ‫بنسبة ال تقل عن ‪ %15‬من األعضاء‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ذلك استطاعت املرأة أن تصل إلى‬ ‫مواقع قيادية في املؤسسات احلكومية وغير احلكومية‬ ‫سواء في اجملالس النيابية أو املنظمات السياسية واملدنية‪،‬‬ ‫مما يدل على قابلية املرأة ورغبتها في أداء املسؤوليات‬ ‫املناطة إليها‪ ،‬فضال عن متتعها باحلقوق السياسية وإتاحة‬ ‫الفرصة أمامها في الترشيح واالنتخاب‪ ،‬ومحاولة ترسيخ‬ ‫نظرة متكاملة عن دور املرأة‪ ،‬إذ تؤدي العالقات العامة‬ ‫دورا ً في دعم املشاركة السياسية‪ ،‬عن طريق كسب‬ ‫تأييد اجلمهور وبلورة إنطباعات إيجابية عن املشاركة في‬ ‫التصويت والترشيح‪ ،‬باستعمال أساليب العالقات العامة‬ ‫في اجملاالت السياسية واالقتصادية واالجتماعية شتى‪،‬‬ ‫التي تعتمد على حسن األداء ومهارة العاملني فضالً‬ ‫عن اعتماد االتصال اجلماهيري ووسائله لتوجيه الرسائل‬ ‫اإلعالمية التي تسهم في حتسني الصورة الذهنية لدى‬

‫اجلمهور‪ ،‬ونقل وجهة نظر اجلمهور إلى املؤسسة بوساطة‬ ‫عملية االتصال املزدوج‪.‬‬

‫الدميقراطية واجملتمع املدني‬ ‫وردت كلمة اجملتمع املدني في عام ‪ ،1945‬مرادفة‬ ‫لكلمة اجملتمع األهلي في احلضارة الغربية احلديثة‪ ،‬وكانت‬ ‫حينذاك تشير إلى مجموعة من الناس يسكنون املدن‪.‬‬ ‫وقد تعددت التسميات واالصطالحات التي توضح مفهوم‬ ‫اجملتمع املدني‪ ،‬منها جمعيات النفع العام‪ ،‬املنظمات غير‬ ‫احلكومية أو غير الربحية‪ ،‬اجلمعيات األهلية‪ ،‬القطاع‬ ‫التطوعي واخليري‪ ،‬القطاع الثالث ‪-‬بعد القطاعني العام‬ ‫واخلاص‪.-‬‬ ‫فتعد مجموع املؤسسات الثقافية واالجتماعية‬ ‫واالقتصادية والسياسية‪ ،‬التي تعمل في استقالل عن‬ ‫إطار سلطة الدولة لتحقيق أهداف متعددة‪ ،‬منها أهداف‬ ‫ثقافية‪ ،‬كما في اجلمعيات الثقافية التي تعنى بنشر‬ ‫الوعي الثقافي على وفق اجتاهات أعضائها‪ ،‬ومنها أهداف‬ ‫اجتماعية لإلسهام في حتقيق التنمية االجتماعية عن‬ ‫طريق العمل اجلماعي‪ ،‬ومنها أهداف سياسية كاملشاركة‬ ‫في صناعة القرار على املستوى الوطني والقومي‪ ،‬ومنها‬ ‫أهداف نقابية مهنية كالدفاع عن املصالح االقتصادية‬ ‫واالرتقاء مبستوى املهنة ألعضائها‪ ،‬أي أن الرافد املشترك‬ ‫هو كونها تطلق على مساحة من النشاط االجتماعي‬ ‫واملمارسات العامة املؤسسية والفردية‪ ،‬خارج إطار‬ ‫القطاع احلكومي وقطاع األعمال املوجهة للصالح العام‪،‬‬ ‫وغالبا ً ما يقترن مفهوم اجملتمع املدني وتطوره بالتحوالت‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬ويعني ال حتوالت دميقراطية من دون مجتمع‬ ‫مدني فاعل ونشط‪ ،‬وبالعكس ال وجود للمجتمع املدني‬ ‫من دون الدميقراطية‪ ،‬إذ يشكل الفضاء الدميقراطي البيئة‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪21‬‬


‫إعــالم‬

‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪22‬‬

‫املوضوعية لنمو اجملتمع املدني‪ ،‬وهذا يحتاج إلى بلورة‬ ‫لفكرة احلرية املسؤولة وتهيئة البنية التحتية ملمارستها‪،‬‬ ‫وان جميع األفراد لهم احلق في التجمع والتعبير عن الرأي‬ ‫والتعبير عن املصلحة على وفق مؤسسات معينة‪ ،‬مما‬ ‫يتطلب وجود إطار قانوني ينظم العالقة ما بني الدولة‬ ‫واملنظمات غير احلكومية وطبيعة عملها ومصادر متويلها‬ ‫ومراقبة تنفيذ برامجها التنموية‪.‬‬ ‫وعلى صعيد املنظمات غير احلكومية في العراق‪،‬‬ ‫فإن مواجهتها لنوع من اخللل في واقع العمل الذي‬ ‫يكمن في مدى استقالليتها بالتعاطي مع القضايا‬ ‫العامة للمجتمع‪ ،‬وانعكاسات توافر الدعم املادي لتنفيذ‬ ‫أنشطتها‪ ،‬وتأكيد اعتماد مبدأ املواطنة والصالح العام‬ ‫والطوعية وتنظيم اإلطار القانوني واملؤسسي مع‬ ‫الدولة‪ ،‬فضال عن تقدمي الدعم احلكومي لها‪ ،‬ومعاجلة‬ ‫مستوى القصر في ثقافة احلقوق العامة للمرأة والعجز‬ ‫السياسي‪ ،‬الذي يواجه عملها االنتخابي أبرز ما تعانيه‬ ‫تلك املنظمات‪.‬‬ ‫ان التمييز االيجابي لصالح املرأة يقصد منه حتقيق‬ ‫املهمشة‪ ،‬ويتطلب‬ ‫هدف نبيل هو مساعدة الفئات‬ ‫ّ‬ ‫مراعاة مبدأ مستوى الكفاءة او ضرورة القضاء على‬ ‫التهميش‪ ،‬فضالً عن االسئلة التقليدية حول قدرات املرأة‬ ‫وحول حفظ حصة لها في التمثيل البرملاني‪ ،‬ليتصاعد‬ ‫االهتمام باالفكار السياسية التي يقدمها الساسة‬ ‫للجمهور وهذا هو خط التطور السليم وعلى الرغم من‬ ‫ذلك فان مسيرة املشاركة السياسية للمرأة متضي قدما ً‬ ‫في العالم‪.‬‬ ‫ان ما يؤطر ذلك هو حالة التناقض بني إقدام املرأة‬ ‫بنسبة قد تفوق الرجل كناخبة‪ ،‬وترددها عن الترشيح‬ ‫لعضوية اجملالس التشريعية في قائمة انتخابية نسائية‬ ‫مستقلة‪ ،‬أكانت تتكون من امرأة واحدة أم عدد من‬ ‫النساء‪ ،‬أو ان تكون مرشحة في قائمة تكون السيادة‬ ‫فيها لها‪ ،‬فضال عن اشتراكها كمرشحة في القوائم‬ ‫التي ينظمها الرجال فقط‪ .‬وهذا يتطلب خلق شجاعة‬ ‫انتخابية لدى املرأة‪ ،‬وهي جزء من حريتها العامة وحق‬ ‫مكفول من حقوقها املدنية‪.‬‬ ‫ومن األخطاء التي تقع فيها املنظمات غير احلكومية‪،‬‬ ‫السيما العاملة في اجملال السياسي‪ ،‬هو اعتمادها‬ ‫لبرامج وسياسات رسمية ضيقة أحيانا ً وقصيرة املدى‬ ‫في املطالبة باحلقوق اخلاصة للمرأة حصراً‪ ،‬بدال ً عن برامج‬ ‫عامة موجهة لكل شرائح اجملتمع عبر التخطيط لبرامج‬ ‫العالقات العامة والرأي العام‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى تعزيز‬ ‫موقفها التنافسي واحلد من ظاهرة االنطواء السياسي‪.‬‬ ‫ان تركيز تلك املنظمات على زيادة وعي املرأة بأهمية‬ ‫املشاركة االيجابية الفاعلة في احلياة السياسية‪ ،‬والنضال‬ ‫الدؤوب للوصول إلى مواقع صناعة القرار والتوعية‬ ‫الشاملة للمجتمع‪ ،‬من أجل تقدمي الدعم املعنوي للمرأة‪،‬‬

‫فضال عن دعم النساء املرشحات معنويا ً وماديا ً وإعالمياً‪،‬‬ ‫والعمل على تدريبهن على كسب املهارات السياسية‬ ‫واالنتخابية‪.‬‬

‫فن العالقات العا ّمة وعملها‬ ‫إذ يضطلع االتصال واإلعالم مبسؤولية كبيرة في‬ ‫جانب التوعية والتثقيف بحقوق املرأة‪ ،‬باعتماد فن متطور‬ ‫من فنون االتصال اجلماهيري والتأثير فيها‪ ،‬يستهدف‬ ‫كسب املؤيدين لهدف أو قضية معينة وحتريكهم باجتاه‬ ‫مرسوم‪ ،‬في ضوء الدراسة العلمية اخملططة وطبيعة‬ ‫القوى االقتصادية والسياسية املسيطرة على جهاز‬ ‫احلكم في الدولة‪ ،‬ويطلق على هذا الفن مصطلح‬ ‫(العالقات العامة ‪ )P.R‬ومن الوسائل التي يستعني بها‬ ‫هذا الفن لتحقيق أهدافه‪ ،‬هو اخلدمة العامة واإلعالم‬ ‫مبعنى التوعية واإلرشاد ومبعنى الدعاية واإلعالن‪ ،‬ويعتمد‬ ‫أساليب متعددة لتحقيق الرضا والتفاهم املتبادل بني‬ ‫املنظمة وجمهورها الداخلي واخلارجي‪ ،‬كونه نشاطا ً‬ ‫اتصاليا ً مخططا ً ومنظماً‪ ،‬ومن األساليب املعتمدة هي‬ ‫البحث العلمي‪ ،‬التخطيط‪ ،‬القيادة‪ ،‬التنسيق واملتابعة‪،‬‬ ‫االتصال‪ ،‬التقومي‪ ،‬التدريب ‪ ،‬التمثيل واملفاوضة‪.‬‬ ‫فالعالقات العامة تعني اجلهود االتصالية واإلدارية‬ ‫اخملططة واملنظمة التي تهدف إلى بناء وتدعيم التفاهم‬ ‫املتبادل‪ ،‬بني املؤسسة وجمهورها بنوعيه الداخلي‬ ‫واخلارجي‪ ،‬وإقامة تفاعل مشترك بني أفراد أو جماعات‬ ‫أو مؤسسات وحتى دول مع نظيراتها‪ ،‬باعتماد أساليب‬ ‫العالقات العامة في اجملاالت االجتماعية واالقتصادية‬ ‫والسياسية والدولية شتى‪ ،‬التي تركز على حسن األداء‬ ‫ومهارة العاملني في اجملال نفسه‪ ،‬فضال عن استخدام‬ ‫وسائل االتصال اجلماهيري لتوجيه الرسائل اإلعالمية‪،‬‬ ‫التي تسهم في حتسني صورة املؤسسة لدى جمهورها‬ ‫ومعرفة ردود أفعاله إزائها باعتماد عملية االتصال املزدوج‪.‬‬ ‫فإن إزالة ذلك يتطلب العمل اجلاد على املساواة في احلقوق‬ ‫املدنية والسياسية نظريا ً وعملياً‪ ،‬وكذلك التحرر من‬ ‫الضغوط االجتماعية التي متارس على احلراك السياسي‬ ‫واالجتماعي للمرأة العربية؛ وتعد القناعة املتبادلة بني‬ ‫النوعني بضرورة العمل املشترك املتكامل‪ ،‬مبا يعزز من‬ ‫مكانة املرأة وخلق الدوافع التي قد تكون ذاتية حينما تكون‬ ‫مظاهر النشاط اإلنساني التي حتدثها مقصودة لذاتها‬ ‫أو عرضية‪ ،..‬إذ يتطلب ذلك التركيز على توعية الرجل‬ ‫بضرورة تغيير سلوكه جتاه املرأة وتعامله معها‪ ،‬فضالً عن‬ ‫القناعة املتبادلة بينهما بضرورة العمل املشترك مبا يعزز‬ ‫من مكانة املرأة‪.‬‬ ‫حقوق املرأة وحمايتها‬ ‫إن التحوالت السياسية التي شهدها العراق بعد‬ ‫عام ‪ ،2003‬ألقت على كاهل املنظمات غير احلكومية‬


‫إعــالم‬

‫على الرغم من حداثة جتربتها‪ ،‬مسؤولية كبيرة على‬ ‫الصعيد االجتماعي‪ ،‬منها معاجلة آثار التهميش الذي‬ ‫تعانيه املرأة‪ ،‬فضال عن أداء دور في التواصل مع اجلمهور‪،‬‬ ‫مبا يعزز من استقاللية هذه املؤسسات ويؤمن دورها في‬ ‫مراقبة مسارات واجتاهات السلطة‪ ،‬في مدى تعبيرها‬ ‫عن حاجات األفراد وتلبيتها‪ ،‬لتكوين ما يشبه اجلهد‬ ‫املستقل املتمكن من تغيير املسار العام وتعديله عبر‬ ‫وسائل الضغط الرسمية‪ ،‬لكسب ثقة اجلمهور في إطار‬ ‫عملية البناء الدميقراطي‪ .‬إن تطوير قدرات املنظمات غير‬ ‫احلكومية خاصة العاملة في اجملال السياسي‪ ،‬بهدف زيادة‬ ‫فعاليتها الداعمة للتمكني السياسي للمرأة ومتثيلها في‬ ‫اجملال التشريعي‪ ،‬والتركيز على حتسني فرص التعليم لرفع‬ ‫مستوى الوعي الثقافي واالجتماعي والسياسي‪ ،‬للنهوض‬ ‫بالواقع التعليمي للمرأة‪ ،‬وهذه املسؤولية ميكن النهوض‬ ‫بها عن طريق تنظيم الندوات واملؤمترات وإلقاء احملاضرات‪،‬‬ ‫التي تسهم في زيادة الوعي السياسي لدى املرأة‪ ،‬فضال‬ ‫عن تعزيز االتصال باملنظمات الدولية العاملة في مجال‬ ‫حقوق املرأة‪ ،‬واإلفادة من خبراتها وتبادل البرامج التنموية‬ ‫ودعم إقامة الفعاليات واألنشطة املشتركة‪ ،‬املتعلقة‬ ‫بنشر وترسيخ قيم املساواة في اجملتمع‪ ،‬واإلسهام في‬ ‫تقليص الفجوة احلاصلة بينهما‪.‬‬ ‫وتعد التنمية السياسية مبا تنطوي عليه من بناء‬ ‫للدميقراطية وتعزيز للمشاركة السياسية مطلبا ً أساسا ً‬ ‫لتعزيز حقوق اإلنسان‪ ،‬إذ ترتبط ارتباطا ً وثيقا ً بالعملية‬ ‫الدميقراطية مبا تتضمنه من كفالة احلقوق واحلريات‬ ‫العامة‪ ،‬التي تتيح للمواطن أقصى درجات املشاركة في‬

‫احلياة السياسية‪ ،‬وذلك يتطلب التركيز على مجموعة‬ ‫عوامل مهمة في أداء عملية التنمية السياسية‪ ،‬وفي‬ ‫مقدمتها توافر اإلرادة السياسية لدى النظام السياسي‬ ‫القائم جتاه تعزيز حقوق اإلنسان واحترامها‪ .‬ان تنمية‬ ‫الوعي السياسي لدى املرأة تعد اخلطوة األولى التي حتفزها‬ ‫للمشاركة السياسية الفاعلة‪ ،‬وينبغي ان تتضمن برامج‬ ‫التوعية السياسية للمرأة عدة محاور منها‪ ،‬املوقف‬ ‫السياسي الرسمي‪ ،‬التشريعات الدولية املنظمة‪،‬‬ ‫التشريعات احمللية املنظمة‪.‬‬ ‫فالتنمية السياسية متثل دور الدولة في توسيع‬ ‫املشاركة السياسية‪ ،‬أي احللقة األساس لصناعة القرار‬ ‫وتبني مختلف السياسات‪ ،‬على قاعدة تساوي املواطنني‬ ‫في احلقوق والواجبات في ظل حماية القانون‪ ،‬وهذا مرتبط‬ ‫بال شك مبدى تعزيز ثقافة حقوق اإلنسان لدى املواطنني‬ ‫ومدى وعيهم بأهميتها‪ .‬وان املساواة هي هدف ووسيلة‬ ‫في الوقت نفسه‪ ،‬مينح مبوجبها األفراد مساواة في‬ ‫املعاملة للتمتع بحقوقهم وتنمية مواهبهم ومهاراتهم‬ ‫احملتملة‪ ،‬ليتمكنوا من املشاركة في التنمية الوطنية‬ ‫الشاملة واإلفادة من نتائجها‪ .‬وهنا تبرز أهمية الدور‬ ‫الذي تؤديه منظمات حقوق اإلنسان عن طريق توافر آليات‬ ‫التوازن والرقابة املتبادلة بني السلطات بعضها البعض‬ ‫وبني املواطنني‪ ،‬فضال عن توافر آليات التصحيح والتغيير‬ ‫مثل التصويت والتمثيل وحرية إبداء الرأي‪.‬‬ ‫إن أهمية الدور النسوي في بناء اإلنسان والوطن‪،‬‬ ‫يتطلب منا النهوض اجلاد بواقع املرأة صوب حتقيق ذاتها‬ ‫ومتكينها من املشاركة الفاعلة واحلقيقية في مسيرة‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪23‬‬


‫إعــالم‬

‫البناء الوطني‪ ،‬بعيدا ً عن اإلقصاء والتهميش‪ ،‬السيما‬ ‫حضورها ومشاركتها في الشأن العام االجتماعي‬ ‫والسياسي على أساس نظرة واعية ومعرفية وثقافية‪.‬‬ ‫ويشير بحث الدكتور محمد عبداملطلب ّ‬ ‫البكاء (واقع‬ ‫املرأة العربية التعليمي وأثره في تعويق التنمية البشرية‬ ‫اإلنسانية) إلى ان صورة املرأة في الواقع مغايرة لتلك‬ ‫التي تبثها الفضائيات العربية‪ ،‬وبذلك فاننا أمام صورتني‬ ‫مختلفتني للمرأة‪ ،‬أي صورة ترسمها الفضائيات العربية‬ ‫وأخرى يرسمها الواقع‪ ،‬واجتاهات املرأة إزاء الصورتني‬ ‫متباينة‪ ،‬فقسم من االجتاهات تتناغم مع صورة الواقع‬ ‫وجتدها الصورة التي يتوجب االلتزام بحيثياتها منطلقة‬ ‫من اعتبارات اجتماعية وأخالقية‪ ،..‬بينما تتناغم اجتاهات‬ ‫أخرى مع صورة املرأة في الفضائيات بوصفها الصورة التي‬ ‫متثل تطلعاتها ورغباتها‪ .‬ان ما يعيق تنمية املرأة العربية‬ ‫بشريا ً وإنسانيا ً ميكن تلخيصه ضمن محورين‪:‬‬ ‫احملور األول‪ :‬عوامل داخلية شعورية ترتبط باملرأة‬ ‫العربية ذاتها‪ ،‬عن طريق ضعف الوعي باحلقوق والواجبات‬ ‫السياسية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬بوصف الوعي إدراك‬ ‫املرء لذاته وملا يحيط به ادراكا ً مباشرا ً وهو أساس كل‬ ‫معرفة‪ ،‬وميكن إرجاع مظاهر الشعور إلى اإلدراك واملعرفة‪،‬‬ ‫الوجدان‪ ،‬النزوع واإلرادة؛ كذلك ان املرأة غالبا ً ما ترفض‬ ‫حتمل املسؤولية القيادية‪ ،‬الن طموحاتها اقل مقارنة‬ ‫بالرجل‪ ،‬ناهيك عن التهيب واخلوف‪.‬‬ ‫احملور الثاني‪ :‬عوامل سياسية تضعها احلكومات‬ ‫واألحزاب السياسية بوساطة عدم تشجيع املرأة على‬ ‫املشاركة السياسية واالجتماعية‪ ،‬على الرغم من ان هذه‬ ‫املشاركة حق كفلته دساتير اغلب البلدان العربية‪ ،‬فضال‬ ‫عن عوامل اجتماعية أخرى تؤكد عدم تقبل اجملتمع لعمل‬ ‫املرأة ومشاركتها في احلياة العامة واضطهاد الرجل لها‪،‬‬ ‫وعدم املساواة بينهما في احلقوق تأثير العادات والتقاليد‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪24‬‬

‫التي تنظر إلى املرأة نظرة دونية‪.‬‬

‫التمثيل السياسي للمرأة‬ ‫ويوضح الباحث في دراسته االحصائية ملستوى‬ ‫التمثيل السياسي للمرأة في العراق وبعد تغيير النظام‬ ‫السياسي في ‪ 9‬نيسان‪ /‬ابريل ‪ 2003‬أعقبه اإلعالن في ‪13‬‬ ‫متوز‪ /‬يوليو ‪ 2003‬عن تشكيل مجلس احلكم االنتقالي وبلغ‬ ‫عدد العضوات فيه (‪ )3‬من مجموع (‪ )25‬عضوا ً وبنسبة‬ ‫متثيل ‪ ،%12‬وأعطى قانون إدارة الدولة للمرحلة االنتقالية‬ ‫لعام ‪ ،2004‬فرصة للمرأة للترشيح إلى اجلمعية الوطنية‪،‬‬ ‫واإلسهام في احلكم بنسبة ال تقل عن ‪ ،%25‬إذ أسهمت‬ ‫املرأة في العملية االنتخابية التي جرت في ‪ 30‬كانون‬ ‫الثاني‪ /‬يناير ‪ 2005‬النتخاب اجلمعية الوطنية‪ ..‬وبلغت‬ ‫نسبة مشاركتها في عملية التصويت ‪ ..%65‬وحصل َّن‬ ‫على نسبة من املقاعد بلغت (‪ )75‬عضوة من مجموع‬ ‫(‪ )275‬عضوا ً أي بنسبة متثيل ‪ ..%27‬وانخفضت حصة‬ ‫املرأة في املشاركة في مجلس النواب عام ‪ ،2006‬وبلغ‬ ‫عدد العضوات فيه (‪ )72‬عضوة من مجموع (‪ )274‬عضوا ً‬ ‫وبنسبة متثيل ‪ .%26‬وأسهمت في التشكيلة الوزارية‬ ‫للحكومة‪ ،‬إذ ضمت تشكيلة احلكومة املؤقتة التي أعلنت‬ ‫في ‪ 1‬حزيران‪ /‬يونيو ‪ )6( 2004‬عضوات من مجموع (‪)33‬‬ ‫عضوا ً وبنسبة متثيل ‪ .%18‬وقد ارتفعت نسبة متثيل املرأة‬ ‫في احلكومة بعد ان ضمت تشكيلة احلكومة االنتقالية‬ ‫التي أعلنت في ‪ 3‬ايار‪ /‬مايو ‪ )6( 2005‬عضوات من مجموع‬ ‫(‪ )30‬عضوا ً وبنسبة متثيل ‪ .%20‬وانخفضت حصتها بعد‬ ‫ان ضمت تشكيلة احلكومة الدائمة التي أعلنت في‬ ‫‪ 20‬ايار‪ /‬مايو ‪ )4( 2006‬عضوات من مجموع (‪ )37‬عضوا ً‬ ‫وبنسبة متثيل ‪ ،%10.8‬وكان متثيل املرأة في مجلس النواب‬ ‫عام ‪ 2010‬وبلغ عدد العضوات فيه (‪ )74‬من مجموع (‪)357‬‬ ‫عضو‪ ،‬وبنسبة ‪.%20.7‬‬


‫إعــالم‬

‫اإلعالم املستقل واملعوقات املوضوعية‬

‫مجال جصاني‬ ‫كاتب وصحفي‬ ‫إن برامج إعادة (تأهيل) ذلك احلطام اإلعالمي التي‬ ‫انطلقت‪ ،‬لن تفضي كما برهنت جتربة السنوات العشر‬ ‫املنصرمة المتالك بدايات واعدة في هذا احلقل احليوي‪.‬‬ ‫ومن األهمية مبكان اإلشارة الى أن الواقع املوضوعي حلالة‬ ‫مجتمع استنزفت قواه احلية طيلة أكثر من أربعة عقود من‬ ‫القهر والقمع واحلروب‪ ،‬أوجد اوضاعا ً غير طبيعية ومشوهة‬ ‫من ناحية التركيبة االجتماعية والسياسية للبلد مما ترك‬ ‫آثارا ً وخيمة على قدرته في النهوض مجددا ً بعد زوال تلك‬ ‫احلقبة املريرة‪.‬‬ ‫مع صعود الطبقات االجتماعية اجلديدة‪ ،‬والتي أفرزها‬ ‫منط االنتاج الرأسمالي وقوانني تراكم الثروة املستندة‬ ‫الى آليات ومؤسسات انتاج للخيرات املادية والروحية لم‬ ‫يعرفها التاريخ البشري من قبل‪ ،‬وعبر عمليات واسعة‬

‫لتفكيك النظام السياسي واالجتماعي القدمي‪ ،‬ولدت‬ ‫التشريعات التي وضعت أساسا ً راسخا ً ملواجهة نظم‬ ‫االستبداد عبر فصل واستقاللية السلطات عن بعضها‬ ‫البعض (التشريعية والتنفيذية والقضائية)‪ .‬ومع تنامي‬ ‫احلاجات املادية واملعنوية في اجملتمعات احلديثة‪ ،‬برزت الى‬ ‫الوجود سلطة أخرى أضيفت الى السلطات الثالث هي‬ ‫سلطة الصحافة أو ما اطلق عليها الحقا ً بـ(صاحبة‬ ‫اجلاللة) نظرا ً للدور الكبير الذي نهضت به من أجل ارتقاء‬ ‫اجملتمعات البشرية وازدهارها‪ .‬وبالرغم من أن دورها هذا‬ ‫قد شحب اليوم مبواجهة وسائل وتقنيات اإلعالم احلديثة‬ ‫وشبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬اال انها تبقى متثل االساس‬ ‫والرحم الذي انتج لنا القسم االعظم من االشكال اجلديدة‬ ‫لنقل وصنع املعلومة واملعرفة وتطوير وسائل التواصل بني‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪25‬‬


‫إعــالم‬

‫سالالت بني آدم‪.‬‬ ‫على هذه (السلطة الرابعة) تعرفت شعوب وقبائل‬ ‫هذه االوطان القدمية مع وصول كتائب نابليون الى مصر‪،‬‬ ‫ومع ظهور والة اصالحيني زمن احلقبة العثمانية من‬ ‫نسيج مدحت باشا‪ ،‬حيث انتشرت املطابع والصحف مع‬ ‫سقوط االمبراطورية العجوز وحتول غير القليل من الواليات‬ ‫السابقة الى عهدة قوى االستعمار اجلديد (بريطانيا‬ ‫وفرنسا)‪ ،‬التي أسست أنظمة حكم محلية تابعة لها مع‬ ‫مؤسسات وإدارات ذات طابع حديث ومستوى جيد من فصل‬ ‫السلطات‪ ،‬وهامش لم يعرف من قبل في مجال احلريات‬ ‫السياسية والفردية‪ .‬هذه الشروط املناسبة مهدت الطريق‬ ‫أمام السلطة الرابعة الفتية كي تلعب دورها املنشود في‬ ‫تنوير وحتديث اجملتمع واحلياة بعد ذلك السبات الذي عاشته‬ ‫تلك املضارب ألكثر من ألف عام‪.‬‬ ‫لقد ساعدت املناخات الليبرالية في العديد من بلدان‬ ‫املنطقة نهاية الربع األول من القرن املنصرم‪ ،‬على تعزيز‬ ‫دور الصحف واملطبوعات في نشر الوعي واملعرفة والدفاع‬ ‫عن منظومة احلقوق واحلريات‪ ،‬وعلى رأسها حق التعبير عن‬ ‫الرأي‪ .‬غير ان هذه االمكانية واملناخات االيجابية رافقتها‬ ‫ميول اخرى متنافرة‪ ،‬امتشقت ثوب العقائد الثورية‬ ‫واآليديولوجيات احلديثة‪ ،‬متكنت من اجهاض ذلك التطور‬ ‫التدريجي والطبيعي لتظهر الى الوجود انظمة شمولية‬ ‫خلف تلك اليافطات الشعبوية‪ ،‬ومثل رأس رمحها ما حدث‬ ‫في مصر ومن ثم في العراق وسوريا لتشمل غير القليل‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪26‬‬

‫من بلدان املنطقة حتت االسم الفضفاض (حركات التحرر‬ ‫الوطني والقومي) وخلف شعارات العداء لالمبريالية‬ ‫والصهيونية واالستعمار‪ ،‬مت االجهاز على تلك البدايات‬ ‫الواعدة لصاحبة اجلاللة التي حتولت عند الفرسان اجلدد‬ ‫الى (صاحبة اجلالل) لتدخل ضمن اسطبالت احلزب الواحد‬ ‫والقائد الضرورة ومن ثم اجلماعة الناجية واملرشد‪ ،‬وفق‬ ‫انواع اللجام التي تقتضيها املرحلة‪.‬‬ ‫اما االشد فتكا ً فهو ما حصل لها بعد ظهور ممالك‬ ‫وواليات النفط والغاز والتي انشأت اضخم حضائر الستقبال‬ ‫مواهب ومالكات الصحافة واإلعالم املطبوع والسمعبصري‪.‬‬ ‫وعن هذه احملنة يقول الصحافي املعروف رياض جنيب الريس‪:‬‬ ‫(لقد جرت السيطرة على اإلعالم املكتوب في االرض‪ ،‬وعلى‬ ‫اإلعالم املرئي في الفضاء واصبح النفط رئيس حترير كل‬ ‫هذه املؤسسات‪ ،‬وبسبب تخلف اآلخرين وعدم ادراكهم بنى‬ ‫السعوديون خالل عشرين سنة مؤسسات إعالمية‪ ،‬الغني‬ ‫امكانية املنافسة ألنه ال وجود للرأسمال البديل والقادر‬ ‫على املواجهة)‪ .‬مثل هذه التأثيرات الضارة تورمت أكثر مع‬ ‫املنافس اجلديد للهيمنة على وسائل اإلعالم احلديثة اي‬ ‫(الغاز) الذي امتلك اشهر واخطر واكثر الفضائيات نفوذا ً‬ ‫(قناة اجلزيرة) والتي استقطبت الى امارة قطر حشد واسع‬ ‫من املالكات اإلعالمية املتخصصة‪ .‬مثل هذه الشروط‬ ‫واملناخات تختلف متاما ً وتلك التي شكلت مالمح السلطة‬ ‫الرابعة عند االمم واجملتمعات التي عرفت قوانني السوق‬ ‫احلديثة ومراحل تراكم الثروة عبر االنتاج واالبتكار واالجناز‪.‬‬


‫حرية التعبير بعد التغيير‬ ‫على الرغم من مرور عقد على زوال حقبة (جمهورية‬ ‫اخلوف) وصدور قرارات بحل تلك االجهزة واملؤسسات‬ ‫املسؤولة عن قمع وقهر ارادة سكان هذا الوطن القدمي‪،‬‬ ‫اال ان تلك احلقبة قد تركت خلفها تقاليد ومخلوقات‬ ‫يصعب ان تترك وظائفها واالدوار التي ادمنت عليها بيسر‪.‬‬ ‫لقد انعكس حجم الدمار الهائل الذي احلقته تلك احلقبة‬ ‫الزيتونية على مختلف اشكال ومستويات احلياة‪ ،‬وكان ذلك‬ ‫واضحا ً في اجملاالت الروحية والقيمية‪ ،‬وهذا ما نضح عنه اناء‬ ‫السنوات العشر املنصرمة‪ .‬وفي مجال الصحافة واإلعالم‬ ‫ال أحد مبقدوره ان ينكر حقيقة الفوضى التي عصفت في‬ ‫هذا احلقل احليوي‪ ،‬رغم التشريعات والقوانني اجلديدة التي‬ ‫انتصرت حلرية التعبير ومنظومة احلقوق االخرى‪ ،‬والتي‬ ‫حتتاج كي تتحول الى واقع الى قوى وتقاليد جديدة مبقدورها‬ ‫حسم الصراع لصالح منظومة القيم اجلديدة‪.‬‬ ‫إن تطور االحداث واملنحى الذي تسلكه القوى املتنفذة‬ ‫اليوم في هذا احلقل احليوي‪ ،‬يؤكد وجود مخاطر جدية على‬ ‫مشروع تأسيس سلطة رابعة حقيقية تنهض مبهمات‬ ‫بناء العراق الدميقراطي اجلديد مع سائر السلطات االخرى‪.‬‬ ‫وكل من يلقي نظرة سريعة على املشهد اإلعالمي اليوم‬ ‫لن يجد صعوبة في اكتشاف ذلك الغياب املفجع ملا يطلق‬ ‫عليه بـ(اإلعالم احلر واملستقل)‪ ،‬وهذا بحد ذاته ال ينفي‬ ‫وجود احلاالت الفردية واحملاوالت الشخصية احملدودة إليجاد‬ ‫مثل ذلك اإلعالم‪ ،‬لكنها تبقى محاوالت يائسة وعاجزة عن‬ ‫منافسة تلك احليتان املستندة الى احتياطات ال تنضب من‬ ‫املعونات وسيول التمويل احمللي واألجنبي‪!..‬‬ ‫من املعروف ان موضوع حرية التعبير وحق احلصول‬ ‫على املعلومة وغير ذلك من احلقوق التي نص عليها‬ ‫االعالن العاملي حلقوق االنسان عام ‪ 1948‬تشكل جزءا ً من‬ ‫منظومة تكاملت على وفق حزمة من الشروط املوضوعية‬ ‫والذاتية‪ ،‬والتي أساسها كما أشرنا الى ذلك؛ قاعدة‬ ‫االنتاج املادي والطبقات االجتماعية واالحزاب والتيارات‬ ‫السياسية التي تعبر عن خارطة املصالح االقتصادية‬ ‫واحلياتية خملتلف شرائح اجملتمع‪ .‬مثل هذه التراكمات لم‬ ‫حتدث عندنا السباب عديدة‪ ،‬خاصة بعد اكتشاف مغارات‬ ‫الرزق الريعي‪ ،‬الذي تطرقنا الى آثاره الوخيمة على املشهد‬ ‫اإلعالمي الراهن محليا ً واقليمياً‪ .‬ومن اجل جتنب املصير‬ ‫والدور الذي انخرطت فيه (السلطة الرابعة) في دول الرزق‬ ‫الريعي وبلدان التجارب الثورية والشعبوية والشمولية‪،‬‬ ‫ال بد من امتالك رؤية اخرى وبرنامج مغاير يعيد لصاحبة‬ ‫اجلاللة مالمحها ويصونها من املزالق اخلطرة التي اجنرفت‬ ‫اليها برفقة تلك امليول املتنافرة ووظيفتها االساسية في‬ ‫تقدمي املعلومة الصحيحة‪ ،‬والتغطيات املتوازنة للتطورات‬ ‫واالحداث‪ ،‬واالنتصار للتعددية واحلداثة وحقوق االنسان‪.‬‬ ‫ان حدة وشراسة الصراع الذي احتدم عند اطراف‬ ‫الوليمة االزلية‪ ،‬والذي امتشق هذه املرة دشاديش الطائفية‬

‫واألثنية‪ ،‬اتاح الفرصة مجددا ً ملشروعات االستحواذ على‬ ‫هذا احلقل احليوي كي تعيد انتاج ذلك احلطام اإلعالمي‪ ،‬ومبا‬ ‫ينسجم وبرامجها الضيقة التي ال تنسجم والغاية التي‬ ‫وجدت من اجلها السلطة الرابعة‪.‬‬ ‫ان برامج إعادة (تأهيل) ذلك احلطام اإلعالمي التي‬ ‫انطلقت‪ ،‬لن تفضي كما برهنت جتربة السنوات العشر‬ ‫املنصرمة المتالك بدايات واعدة في هذا احلقل احليوي‪.‬‬ ‫ومن األهمية مبكان اإلشارة الى أن الواقع املوضوعي حلالة‬ ‫مجتمع استنزفت قواه احلية طيلة أكثر من أربعة عقود من‬ ‫القهر والقمع واحلروب‪ ،‬أوجد اوضاعا ً غير طبيعية ومشوهة‬ ‫من ناحية التركيبة االجتماعية والسياسية للبلد مما ترك‬ ‫آثارا ً وخيمة على قدرته في النهوض مجددا ً بعد زوال تلك‬ ‫احلقبة املريرة‪.‬‬

‫إعــالم‬

‫احلاجة الى إعادة التأسيس‬ ‫من نافلة القول التطرق الى العالقة العضوية بني‬ ‫حيوية السلطة الرابعة وفاعلية السلطات الثالث‪ ،‬والتي‬ ‫تعتمد جميعها على نوع هموم واهتمامات اجملتمع‪ ،‬لكن‬ ‫التجربة برهنت مبا ال يقبل الشك على الدور الريادي الذي‬ ‫ميكن ان تلعبه وسائل اإلعالم في هذا العصر‪ ،‬خاصة عندما‬ ‫يفرض اإلعالم احلر واملستقل نفسه على فروع ومؤسسات‬ ‫هذا احلقل احليوي‪ ،‬وعندما ينهض مبهمة حراسة املصالح‬ ‫االساسية للنظام الدميقراطي‪ ،‬فاإلعالم احلر واملستقل‬ ‫واملستند الى املالكات اإلعالمية الشجاعة واملهنية مبقدوره‬ ‫وحده‪ ،‬تقدمي الضمانات على تقدم اجملتمع صوب الدميقراطية‬ ‫واالزدهار االقتصادي والسياسي‪ ،‬ال ذلك التابع واملدجن الذي‬ ‫أدمن على حتويل عدته من كتف الى كتف على وفق مقاسات‬ ‫القوافل العابرة‪ .‬وفي هذا األمر ليس هناك ادنى شك من ان‬ ‫املواجهات في هذا امليدان ستكون االقسى واالشد‪ ،‬وهذا‬ ‫ما أشارت اليه املعطيات التي نضحت عن التضحيات‬ ‫الكبيرة التي قدمتها االسرة الصحفية واإلعالمية في‬ ‫العراق خالل العقد األخير‪ .‬كما ال بد من االشارة الى دور‬ ‫احلشود الواسعة من الدخالء على هذه املهنة السامية‪،‬‬ ‫الذين صدعوا بسلوكهم وممارساتهم الوصولية والبعيدة‬ ‫عن قيم (صاحبة اجلاللة) سمعة ومكانة (السلطة‬ ‫الرابعة) بني مختلف شرائح اجملتمع افرادا ً وجماعات‪ .‬كل‬ ‫هذه الشروط والتحديات تضعنا جميعا ً مبواجهة مهمة‬ ‫اعادة بناء املؤسسات اإلعالمية على اسس مهنية وعلمية‬ ‫ومسؤولة‪ ،‬تضع نصب عينيها املصالح العليا واملشروعة‬ ‫لسكان هذا الوطن في العيش بكرامة وحرية مثل باقي امم‬ ‫هذا العالم التي سبقتنا على طريق احلداثة واحلرية وحقوق‬ ‫االنسان‪ .‬قد تبدو مثل هذه الدعوات طوباوية ضمن مناخات‬ ‫املشهد الراهن ولعنة الشراهة التي انتابت غالبية الكتل‬ ‫والقبائل اآليديولوجية النافذة فيه‪ ،‬اال انها تبقى خشبة‬ ‫اخلالص التي سيستلقي عليها الناجون من تلك الفزعات‬ ‫اخلائبة عند نهاية املاراثون‪.‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪27‬‬


‫اتصاالت‬

‫طلبة اجلامعات العراقية‪..‬‬

‫أمناط خمتلفة الستخدام شبكات التواصل االجتماعي‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬عمار طاهر‬ ‫كلية االعالم – جامعة بغداد‬

‫يكاد ينفرد علم االعالم عن بقية العلوم االخرى بتأثره‬ ‫الشديد ومسايرته للتطورات التقنية املتسارعة التي‬ ‫يشهدها العالم منذ ظهور وسائل االعالم التقليدية حتى‬ ‫هذه اللحظة‪ ،‬بعد ان ارتفعت وتيرتها بشكل الفت مطلع‬ ‫القرن احلادي والعشرين‪ ،‬السيما في مجال االتصاالت‪،‬‬ ‫اذ ألقت التكنولوجيا احلديثة آثارها على عملية االتصال‬ ‫ومناذجه ووسائله ورسائله اخملتلفة من حيث الشكل‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪28‬‬

‫واملضمون والفاعلية‪.‬‬ ‫وتعد شبكة االنترنت‪ ،‬التي عرفها العالم على‬ ‫نطاق واسع في العقد االخير من القرن املاضي‪ ،‬من أبرز‬ ‫نظم وسائل االعالم واالتصال اجلديدة‪ ،‬حيث تعتمد في‬ ‫مضمونها االعالمي على وسائل تعبير متعددة كالصوت‬ ‫والنص والصورة واللون والتأثيرات الصوتية وغيرها‪ ،‬لتتحول‬ ‫الى قناة معلومات عاملية‪ ،‬حتقق التكامل واالندماج التقني‬


‫اتصاالت‬

‫بني العديد من وسائل االتصال‪.‬‬ ‫وقد ترك هذا التطور في تكنولوجيا االتصال تأثيرات‬ ‫على العادات اليومية في حياة اجملتمعات‪ ،‬ومن هذه التأثيرات‬ ‫ظهور شبكات التواصل االجتماعي على شبكة اإلنترنت‬ ‫(‪ ،Social Networks Sites- (sns‬التي شكلت عصرا ً جديدا ً‬ ‫من االتصاالت التفاعلية بني األفراد‪.‬‬ ‫أظهرت دراسة أعدها معهد «امياركتر» االميركي عام‬ ‫‪ 2013‬ان حوالي خمس سكان االرض‪ ،‬اي نحو ‪ 1.6‬مليار‬ ‫شخص‪ ،‬استخدموا احدى شبكات التواصل االجتماعي‬ ‫مرة واحدة شهريا على االقل‪ ،‬خالل عام ‪ ،2013‬اي ما ميثل‬ ‫ارتفاعا ً بنسبة ‪ %14‬عن العام ‪.2012‬‬ ‫وأكدت الدراسة انه في حال استمرار هذه الوتيرة‬ ‫ذاتها‪ ،‬فان مستخدمي شبكات التواصل مثل فيسبوك‬ ‫وتويتر وإنستغرام ولينكد إن وغيرها سيناهزون عتبة ‪2.33‬‬ ‫مليار شخص بحلول العام ‪ ،2017‬وان نسب مستخدمي‬ ‫شبكات التواصل تزداد في دول شمال اوروبا‪ ،‬حيث تأتي‬ ‫هولندا في املقدمة مبعدل استخدام ‪ %63.5‬من سكانها‪،‬‬ ‫تليها النرويج (‪ ،)% 63.3‬فالسويد (‪ ،)%56.4‬ثم كوريا اجلنوبية‬ ‫(‪ ،)%53.3‬والواليات املتحدة (‪ ،)%51.7‬وفنلندا (‪ ،)%15.3‬أما في‬ ‫كندا فتبلغ النسبة ‪ ،%51.2‬و‪ %50.2‬في بريطانيا‪ ،‬بحسب‬ ‫هذه الدراسة التي ارتكزت على معطيات نشرتها مراكز‬ ‫ابحاث وجهات رسمية في كل دولة‪.‬‬ ‫وتقع فرنسا في املرتبة الرابعة عشرة عامليا‪ ،‬اذ تبلغ‬ ‫نسبة مستخدمي مواقع التواصل فيها ‪ %38.5‬من سكانها‪.‬‬ ‫وسجل النمو االكبر في نسبة مستخدمي شبكات التواصل‬ ‫في الهند (‪ )%37.4‬مع ان عدد املستخدمني ال يتجاوز نسبة‬ ‫‪ %7.7‬من السكان‪ ،‬وفي اندونيسيا قفز عدد مستخدمي‬ ‫شبكات التواصل بنسبة ‪ %28.7‬وفي املكسيك بنسبة‬ ‫‪ ،%21.1‬وهذه الدول تقع في املنطقة التي تسجل أكبر منو‬

‫في استخدام فيسبوك‪ ،‬الذي يربو عدد مستخدميه في‬ ‫العالم على مليار مستخدم‪ ،‬بحسب أرقامه‪.‬‬ ‫اما الدولة التي تضم أكبر عدد من مستخدمي‬ ‫فيسبوك في العالم فهي الواليات املتحدة مع ‪ 146،8‬مليون‬ ‫مستخدم‪.‬‬ ‫وقد أظهرت دراسة حديثة أخرى اجراها مركز دراسات‬ ‫بيو (‪ )BIO RESEARCH CENTER‬أن ثلثي األميركيني‬ ‫فوق سن الـ‪ 18‬يستخدمون شبكات التواصل االجتماعي‪،‬‬ ‫السيما فيسبوك وتويتر‪.‬‬ ‫وميتلك ‪ %73‬من األميركيني فوق سن الـ‪ ،18‬الذين‬ ‫يستخدمون اإلنترنت‪ ،‬حسابات في شبكة تواصل اجتماعي‬ ‫واحدة‪ ،‬وحظيت شبكة فيسبوك بالنصيب االكبر‪ ،‬حيث‬ ‫بلغت نسبتها ‪ ،%71‬فضالً عن شبكات أخرى مثل إنستغرام‬ ‫ولينكد إن‪ ،‬وهي معنية بالتعارف وفرص التوظيف‪ .‬في حني‬ ‫يستعمل ‪ %42‬من مستخدمي اإلنترنت شبكتني على‬ ‫األقل‪ ،‬وقد ظهر ان مستخدمي فيسبوك وإنستغرام هم‬ ‫األكثر التزاما‪ ،‬حيث يطلعون على حساباتهم يومياً‪.‬‬ ‫وقد شهدت شبكات التواصل االجتماعي على االنترنت‬ ‫انتشارا واسعا خالل السنوات األخيرة‪ ،‬وتعددت وتنوعت‬ ‫محاولة تقدمي العديد من اخلدمات وحتقيق مختلف الرغبات‪،‬‬ ‫ويأتي في مقدمتها مواقع (فيسبوك‪،‬تويتر‪ ،‬لينكد إن‪،‬‬ ‫يوتيوب‪ ،‬وماي سبيس) وغيرها‪.‬‬ ‫وحتظى شبكات التواصل االجتماعي باهتمام كبير من‬ ‫مستخدمي االنترنت في مختلف أنحاء العالم‪ ،‬إذ أصبحت‬ ‫مكانا ً لتداول القضايا السياسية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬ومناقشة‬ ‫األفكار واآلراء‪ ،‬وإنشاء الصداقات بأنواعها‪ ،‬كذلك أصبحت‬ ‫مجاال ً لتحقيق املصالح الشخصية‪.‬‬ ‫وتتنوع تعريفات شبكات التواصل االجتماعي وتختلف‬ ‫من باحث إلى آخر‪ ،‬اذ تعرف بانها‪« :‬برنامج يستخدم لبناء‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪29‬‬


‫اتصاالت‬

‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪30‬‬

‫مجتمعات على شبكة االنترنت حيث ميكن لإلفراد ان‬ ‫يتصلوا ببعضهم البعض لعديد من األسباب املتنوعة»‪.‬‬ ‫وتعرف شبكات التواصل االجتماعي بأنها‪:‬‬ ‫«مواقع الكترونية تسمح لإلفراد بالتعريف بأنفسهم‬ ‫واملشاركة في شبكات اجتماعية‪ ،‬ومن خاللها يقومون‬ ‫بإنشاء عالقات اجتماعية‪ ،‬وتتكون هذه الشبكات من‬ ‫مجموعة من الفاعلني الذين يتواصلون مع بعضهم البعض‬ ‫ضمن عالقات محددة مثل صداقات‪ ،‬أعمال مشتركة أو تبادل‬ ‫معلومات وغيرها‪ ،‬وتتم احملافظة على وجود هذه الشبكات‬ ‫من خالل استمرار تفاعل األعضاء فيما بينهم»‪.‬‬ ‫كما تعرف شبكات التواصل االجتماعي بأنها‪:‬‬ ‫«مجموعة من املواقع على شبكة اإلنترنت ظهرت مع‬ ‫اجليل الثاني للويب ‪ ،2 web‬تتيح التواصل بني األفراد في‬ ‫بنية مجتمع افتراضي‪ ،‬يجمع بني أفرادها اهتمام مشترك‬ ‫أو شبة انتماء (بلد – مدرسة – جامعة – شركة ‪...‬الخ)‪ ،‬يتم‬ ‫التواصل بينهم من خالل الرسائل أو االطالع على امللفات‬ ‫الشخصية‪ ،‬ومعرفة أخبارهم ومعلوماتهم التي يتيحونها‬ ‫للعرض‪ .‬وهي وسيلة فعالة للتواصل االجتماعي بني األفراد‬ ‫سواء كانوا أصدقاء نعرفهم في الواقع أم أصدقاء عرفتهم‬ ‫من خالل السياقات االفتراضية»‪.‬‬ ‫وتعد شبكات التواصل االجتماعي من وسائل االتصال‬ ‫احلديثة التي يتواصل عبرها املاليني من مستخدمي شبكة‬ ‫اإلنترنت‪ ،‬ال تفصل بينهم أية عوامل مثل السن أو النوع‬ ‫أو املهنة أو اجلنسية‪ ،‬فهؤالء جتمعهم ميول واهتمامات‬ ‫مشتركة‪ ،‬وهو ما يجعل الشباب أكثر تعرضا ً لهذه املواقع‪،‬‬ ‫نظرا ً إلقبالهم املتزايد على استخدام التكنولوجيا احلديثة‬ ‫املتمثلة في هذه الشبكات أكثر من أية فئة أخرى‪ ،‬وذلك‬ ‫بسبب بعض العوامل النفسية واالجتماعية املتمثلة في‬ ‫رغبة الشباب في إقامة عالقات وصداقات مع اآلخرين في‬ ‫مختلف دول العالم‪.‬‬ ‫لقد اثبتت احدى الدراسات أن الشباب واملراهقني من‬ ‫أكثرالفئات التي تستخدم شبكات التواصل األجتماعي‪،‬‬ ‫حيث أشارت إلى أن الفئات العمرية من (‪ )17-12‬سنة‬ ‫لديهم ملف شخصي في هذه الشبكات‪ ،‬كما أشارت‬ ‫دراسة اخرى إلى تغلغل هذه الشبكات في أوساط الشباب‬ ‫اجلامعي‪ ،‬حيث وصلت نسبتهم ‪ ،%79‬ويقضي هؤالء ‪20‬‬ ‫دقيقة في املتوسط يوميا ً على هذه الشبكات‪ ،‬ويدخل‬ ‫نصف هؤالء على هذه الشبكات أكثر من مرة يوميا‪ ،‬مبا‬ ‫يعادل ‪ 80‬مليون عضو في هذه الشبكات في الواليات‬ ‫املتحدة األمريكية وحدها‪ ،‬وطبقا ً لإلحصائيات التي قامت‬ ‫بها الشبكة العربية ملعلومات حقوق اإلنسان بشأن واقع‬ ‫اإلنترنت في العالم العربي لعام ‪ ،2009‬فقد بلغ مستخدمو‬ ‫فيسبوك قرابة ‪ 12‬مليون مستخدم‪ ،‬حتى إن مجلة‬ ‫(‪ )Business Week Magazine‬قد وصفت اجليل اجلديد من‬ ‫شباب الواليات املتحدة األميركية بأنه جيل ‪،My Space‬‬ ‫وهي إحدى شبكات التواصل االجتماعي املعروفة‪.‬‬

‫دوافع استخدام مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫تقسم دوافع استخدام شبكات التواصل االجتماعي‬ ‫الى‪:‬‬ ‫‪ -1‬الدوافع االجتماعية‪:‬‬ ‫وتتمثل في السعي إلى إقامة عالقات جديدة‪ ،‬واحلرص‬ ‫على التفاعل االجتماعي واملشاركة االجتماعية مع أفراد‬ ‫األسرة واألصدقاء‪ ،‬فضالً عن حرية التعبير عن الرأي في‬ ‫املوضوعات والقضايا اخملتلفة‪.‬‬ ‫‪ -2‬دوافع استخدام وسائل اإلعالم اجلديدة‪:‬‬ ‫وتتمثل في الرغبة باالختيار والسيطرة على املضمون‪،‬‬ ‫من خالل خاصية التفاعلية التي تتميز بها هذه الوسائل‪،‬‬ ‫ويصنف بعض الباحثني شبكات التواصل االجتماعي إلى‬ ‫شبكات ضمنية وصريحة‪ ،‬حيث تضم مواقع التواصل‬ ‫االجتماعية الضمنية املواقع اجملتمعية املهتمة باملضمون‬ ‫مثل قاعدة لتبادل الفيديو‪ ،‬أما الشبكات االجتماعية‬ ‫الصريحة فهي التي أنشئت من أجل تقدمي خدمات‬ ‫للمستخدمني مثل املواقع املهنية‪ ،‬كما ميكن للشبكات‬ ‫االجتماعية أن تتكيف مع كل املوضوعات املمكنة مثل‬ ‫البحث عن عمل أو تطوير أعمال التعارف بني األشخاص او‬ ‫تبادل املعلومات حول موضوع ذي اهتمام مشترك‪.‬‬ ‫وتقدم الشبكات االجتماعية خدمات مختلفة‪ ،‬ويدل‬ ‫عدد الشبكات أو حجم املستخدمني على أنها تقدم‬ ‫خدمات تستدعي االهتمام‪.‬‬ ‫ومن أبرز اخلدمات التي تقدمها الشبكات االجتماعية‪:‬‬ ‫ امللفات الشخصية أو صفحات الويب‪:‬‬‫وهي ملفات يتمكن من خاللها الفرد من كتابة‬ ‫بياناته األساسية مثل االسم والسن وتاريخ امليالد والبلد‬ ‫واالهتمامات والصور الشخصية‪ ،‬ويعد امللف الشخصي‬ ‫هو بوابة الوصول إلى عالم الشخص‪.‬‬ ‫ األصدقاء أو العالقات‪:‬‬‫وهي خدمة ّ‬ ‫متكن الفرد من االتصال باألصدقاء الذي‬ ‫يعرفهم في الواقع‪ ،‬أو الذين يشاركونه نفس االهتمام‬ ‫في اجملتمع االفتراضي‪ ،‬ومتتد عالقة الشخص ليس فقط‬ ‫بأصدقائه ولكن متتد إلى التعارف مع أصدقاء األصدقاء بعد‬ ‫موافقة الطرفني‪.‬‬ ‫ الرسائل‪:‬‬‫تسمح هذه اخلدمة بإرسال الرسائل سواء إلى األصدقاء‬ ‫الذين في قائمة الشخص أم غير املوجودين في القائمة‪.‬‬ ‫ مجموعات الصور‪:‬‬‫تتيح هذه اخلدمة للمستخدمني إنشاء عدد ال نهائي‬ ‫من اجملموعات ورفع مئات الصور‪ ،‬وإتاحة املشاركات لهذه‬ ‫الصور لالطالع عليها وحتويلها أيضا‪.‬‬ ‫ اجملموعات‪:‬‬‫تتيح الشبكات االجتماعية فرص تكوين (مجموعات‬ ‫االهتمام)‪ ،‬حيث ميكن إنشاء مجموعة بهدف معني أو‬ ‫أهداف محددة ‪ ،‬ويوفر موقع الشبكات ملؤسس اجملموعة أو‬


‫اتصاالت‬

‫املنتسبني واملهتمني بها مساحة من احلرية أشبه مبنتدى‬ ‫حوار مصغر‪ ،‬كما تتيح فرصة التنسيق بني األعضاء في‬ ‫االجتماعات من خالل ما يعرف باسم ‪ Events‬ودعوة‬ ‫األعضاء لتلك اجملموعات‪ ،‬ومعرفة عدد احلاضرين وأعداد غير‬ ‫احلاضرين‪.‬‬ ‫ الصفحات‪:‬‬‫ابتدع هذه الفكرة موقع فيسبوك‪ ،‬ومت استخدامها‬ ‫على املستوى التجاري بشكل فعال‪ ،‬حيث تسمح هذه‬ ‫اخلدمة بإنشاء حمالت إعالنية موجهة تتيح ألصحاب‬ ‫املنتجات التجارية فرصة عرض السلع أو املنتجات للفئات‬ ‫التي يحددونها‪ ،‬ويقوم موقع فيسبوك باستقطاع مبلغ مع‬ ‫كل نقرة يتم التوصل إليها من قبل املستخدم‪.‬‬

‫أعراض جانبية لكثرة استخدام‬ ‫شبكات التواصل االجتماعي‬ ‫يشكل االدمان على استخدام شبكات التواصل‬ ‫االجتماعي آثارا ً سلبية على الشباب‪ ،‬فقضاء أوقات طويلة‬ ‫في تصفح املواقع يؤدي إلى عزلهم عن واقعهم األسري‪،‬‬ ‫وبالتالي فقدان مهارة التواصل املباشر مع الناس‪ ،‬حيث‬ ‫يعاني الكثير من الشباب من صعوبة في تغيير طريقة‬ ‫حياته بعد اشتراكه في هذه املواقع‪ ،‬وعدم قدرته على‬ ‫االستغناء عنها بسهولة‪.‬‬ ‫أكد متخصصون بجامعة أكسفورد البريطانية أن‬ ‫عقول الشباب تفشل في حتقيق التطور العصبي الالزم‬ ‫بسبب اإلدمان على استخدام شبكة االنترنت في سن‬ ‫مبكرة‪ ،‬وانهم يتعرضون خملاطر متزايدة مثل اإلصابة‬ ‫بالوسواس‪ ،‬وسوء ضبط النفس‪ ،‬وقلة االهتمام‪ ،‬والبرود‬

‫العاطفي بسبب اإلدمان على مواقع الشبكات االجتماعية‬ ‫مثل تويتر وفيسبوك‪ ،‬وفقا خلبراء علم األعصاب‪.‬‬ ‫وقالت الباحثة في اجلامعة بارونسجر ينفيلد‪« :‬إن‬ ‫انخفاض االتصال البشري املادي يجعل الشباب يعانون من‬ ‫صعوبة في صياغة ردود الفعل العاطفية»‪ ،‬وانتقدت اإلدمان‬ ‫على مواقع التواصل االجتماعي بني بعض املستخدمني‬ ‫الذين يلجؤون إلى االنفعاالت العصبية غير الصحية‪،‬‬ ‫متخفني وراء ستار من الشخصية الوهمية التي تخلقها‬ ‫هذه املواقع على شبكة اإلنترنت‪.‬‬ ‫وذهبت الى أن استخدام مواقع االنترنت بشكل مفرط‬ ‫من قبل الشباب‪ ،‬يجعلهم يعانون من انعدام املوازنة التي‬ ‫تؤثر على قدرة املخ على التطور‪ ،‬ألن مواقع الشبكات‬ ‫االجتماعية تؤدي إلى نوع من السلوك الوهمي غير السوي‪،‬‬ ‫وهذا أمر تسهله شبكة اإلنترنت‪ ،‬ألنها تزيل القيود‬ ‫التي تنطبق عادة على ما ميكن للمرء أن يعده الطبيعة‬ ‫البشرية‪.‬‬

‫استخدام شبكات التواصل في العراق‬ ‫عراقيا ً ومن اجل التعرف على منط استخدام الشباب‪،‬‬ ‫وبالتحديد طلبة اجلامعات العراقية‪ ،‬لشبكات التواصل‬ ‫االجتماعي من حيث الشدة والكثافة والقصدية‪ ،‬واكتشاف‬ ‫دوافع هؤالء الطلبة ومدى تفاعلهم عبر هذا النوع اجلديد‬ ‫من االعالم ‪ ،‬حاول الباحث عن طريق عينة عمدية من‬ ‫طلبة جامعتي بغداد واجلامعة التكنولوجية وصحيفة‬ ‫استقصاء كمقياس يفضي الى اخلروج بدالالت رقمية‪ ،‬وبناء‬ ‫استنتاجات تكون مبثابة نقاط مضيئة ميكن ان تقود باحثني‬ ‫آخرين الى اجراء دراسات مختلفة حول العالقة بني طلبة‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪31‬‬


‫اتصاالت‬

‫اجلامعات العراقية وشبكات التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫جدول يوضح عدد مستخدمي االنترنت وموقع فيسبوك‬ ‫في العراق‬ ‫الشرق عدد السكان املستخدمون استخدام االنترنت عدد السكان املستخدمون فيسبوك‬ ‫املنطقة ‪ /31‬كانون االول‬ ‫االوسط الشرق االوسط في شهر كانون في ‪/31‬كانون االول التغلغل‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫العراق‬

‫‪30،399،572‬‬

‫‪12،500‬‬

‫‪1،303،760‬‬

‫‪% 4.3‬‬

‫‪%1.7‬‬

‫‪1،303،760‬‬

‫وقد وجد ان هؤالء الطلبة يستخدمون مواقع شبكات‬ ‫التواصل االجتماعي منذ ظهور تداولها في العراق‪ ،‬االمر‬ ‫الذي يدل على مواكبتهم لكل ما هو جديد في إطار‬ ‫التواصل وتكنولوجيا االعالم اجلديد‪ ،‬ويلجؤون الى الهاتف‬ ‫النقال وجهاز احلاسوب احملمول الستخدام شبكات التواصل‬ ‫االجتماعي بالوقت احلاضر‪ ،‬وذلك إلمكانية استعماله في‬ ‫كل مكان‪ ،‬والحتفاظها بالطاقة الكهربائية ملدة زمنية‬ ‫طويلة‪.‬‬ ‫ويستخدم طلبة اجلامعات العراقية شبكات التواصل‬ ‫االجتماعي خالل املدة املسائية (‪ )12-5‬مبا يتناسب مع‬ ‫طبيعة أوقاتهم وظروف دراستهم الصباحية‪ ،‬مثلما‬ ‫يستخدمونها بشدة وكثافة كبيرة‪ ،‬حيث يتعاطون معها‬ ‫يوميا بواقع ثالث ساعات فأكثر‪.‬‬ ‫وال يجد معظم هؤالء الطلبة صعوبة تذكر في‬ ‫استخدام شبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬فيما يواجه‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪32‬‬

‫بعضهم عددا ً من الصعوبات‪ ،‬أبرزها ضعف خدمة االنترنت‪،‬‬ ‫وغالء ثمنها‪ .‬كما يزداد استخدام طلبة اجلامعات العراقية‬ ‫لشبكات التواصل االجتماعي أيام االجازة واوقات الفراغ‪،‬‬ ‫االمر الذي يشير الى طبيعة االستخدام بحسب ما يتيح‬ ‫لهم الوقت النشغالهم بالدوام اليومي والدراسة‪.‬‬ ‫ويستخدم طلبة اجلامعات العراقية شبكتان الى‬ ‫ثالث شبكات من شبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬وهي على‬ ‫التوالي‪( :‬فيسبوك) و(توتير) و(يوتيوب)‪ ،‬التي تعد أكثر تداوال‬ ‫كونها االقدم ظهورا واستعمالها اللغة العربية‪ ،‬السيما‬ ‫ان هؤالء الطلبة أشاروا الى استخدامهم اللغة العربية‬ ‫واللهجات احمللية الدارجة بنسبة كبيرة جدا‪.‬‬ ‫ومن حيث املكان يستخدم الطلبة كذلك شبكات‬ ‫التواصل االجتماعي في املنازل وفي اجلامعة حيث ال يتيح‬ ‫لهم الوقت والظرف العام التوجه الى أماكن أخرى‪ ،‬كما‬ ‫انهم يفضلون إضافة الزمالء واألصدقاء واالقارب الى قائمة‬ ‫األشخاص املفضلني لديهم وال مييلون الى إضافة اشخاص‬ ‫ال يعرفونهم‪.‬‬ ‫ويطرح الطلبة من خالل استخدام شبكات التواصل‬ ‫االجتماعي موضوعات تتعلق بدراستهم‪ ،‬وأخرى تتعلق‬ ‫بحياتهم الشخصية وما يدور في اجلامعة‪ ،‬وذلك ينسجم‬ ‫مع عنصر القرب في االعالم‪ ،‬اما دوافعهم لذلك فهي‬ ‫متباينة‪ ،‬أبرزها املساعدة في الدراسة‪ ،‬وكوسيلة للتسلية‬ ‫والتواصل والتعرف على آراء اآلخرين بشكل عام ورؤاهم‬ ‫بشأن بعض القضايا املهمة مع وجود اختالف في الدوافع‬ ‫بني الذكور واالناث والدراسات العلمية واالنسانية‪.‬‬


‫ويتفاعل طلبة اجلامعات العراقية اثناء استخدام‬ ‫شبكات التواصل االجتماعي عبر التواصل املستمر‬ ‫(الدردشة)‪ ،‬والتواصل بالكتابة‪ ،‬وعرض الصور‪ ،‬لذا فهم‬ ‫يعتمدون املشاركة اإليجابية‪ ،‬وهو ما يتناغم مع طبيعة‬ ‫هذه الشبكات التي تشجع من خالل مفاتيحها على‬ ‫التواصل والتفاعل‪ ،‬ويعد (الرأي) احملور الرئيس للتفاعل اثناء‬ ‫استخدام شبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬حيث ينصب على‬ ‫ابداء الرأي او التعليق او تصحيح معلومة‪.‬‬

‫املصادر واملراجع‬ ‫‪ -1‬إدمان مواقع التواصل االجتماعي يضر عقول األطفال‬ ‫والشباب‪ ،‬خبر منشور في موقع شبكة االعالم العربي‬ ‫(محيط)‪.‬‬ ‫‪ -2‬املوسوعة املعرفية الشاملة‪ ،‬حياة‪ ،‬منط املتغيرات‪،‬‬ ‫ص ‪.3727‬‬ ‫‪ -3‬آية العلي‪ ،‬واقع التواصل االجتماعي وأثرها على حياة‬ ‫الشباب‪ ،‬مقال منشور على موقع دام برس‪.‬‬ ‫‪( -4‬تأثير مواقع التواصل االجتماعي على طالب‬ ‫اجلامعات‪ -‬دراسة على عينة من طلبة اجلامعات السودانية)‬ ‫في موقع مركز الرؤية لدراسات الرأي العام‪.‬‬ ‫‪ -5‬تقرير التعليم اجلامعي والتقني في العراق للعام‬ ‫الدراسي ‪ ،2012-2011‬جمهورية العراق‪ ،‬وزارة التخطيط‪،‬‬ ‫اجلهاز املركزي لإلحصاء‪ ،‬بغداد‪.‬‬ ‫‪ -6‬حمﻭﺩ محمد العليمات وزياد خميس التح‪ ،‬أثر مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي على الشبكة العنكبوتية في بناء‬ ‫االجتاهات الفكرية لدى طلبة جامعة آل البيت‪ ،‬مجلة‬ ‫جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬اجمللد‬ ‫التاسع‪ ،‬العدد الثالث‪.2012 ،‬‬ ‫‪ -7‬عبد الصادق حسن‪ ،‬تعرض الشباب اجلامعي ملواقع‬ ‫التواصل االجتماعي عبر اإلنترنت وعالقته بوسائل االتصال‬ ‫التقليدية‪ ،‬الرياض‪ :‬مجلس التعاون لدول اخلليج العربية‪،‬‬

‫سلسلة مجلة التعاون‪ ،‬اإلصدار األول‪.2013 ،‬‬ ‫‪ -8‬عبد الكرمي علي الدبيسي وزهير ياسني الطاهات‪ ،‬دور‬ ‫شبكات التواصل االجتماعي في تشكيل الرأي العام لدى‬ ‫طلبة اجلامعات األردنية‪ ،‬مجلة دراسات‪ ،‬العلوم اإلنسانية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬اجمل ّلد ‪ ،40‬العدد ‪ ،1‬عام ‪.2013‬‬ ‫‪ -9‬عبيرالرحباني‪ ،‬االعالم الرقمي (االلكتروني) عمان‪ :‬دار‬ ‫اسامة للنشر والتوزيع‪.2012 ،‬‬ ‫‪ -10‬محمد عبد احلميد‪ ،‬البحث العلمي في الدراسات‬ ‫العلمية‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الكتب‪.2000 ،‬‬ ‫‪ -11‬محمود حمدي عبد القوي‪ ،‬دور اإلعالم البديل في‬ ‫تفعيل املشاركة السياسية لدى الشباب‪ :‬دراسة تطبيقية‬ ‫على مواقع التواصل االجتماعي االفتراضية‪ ،‬املؤمتر العلمي‬ ‫الدولي اخلامس عشر‪ ،‬اإلعالم واإلصالح‪ :‬الواقع والتحديات‪،‬‬ ‫جامعة القاهرة‪ ،‬كلية اإلعالم‪ ،‬متوز ‪.2009‬‬ ‫‪ -12‬مری منری ماننومار‪ ،‬استخدام مواقع الشبكات‬ ‫االجتماعية وتأثيره في العالقات االجتماعية‪ -‬دراسة عن‬ ‫مستخدمي موقع الفيسبوك في اجلزائر‪ ،‬رسالة ماجستير‬ ‫غير منشورة في علوم اإلعالم واالتصال تخصص اإلعالم‬ ‫وتكنولوجيا االتصال احلديثة‪ ،‬جامعة احلاج خلضر –‬ ‫باتنة‪.2012،‬‬ ‫‪ -13‬موقع العربية نت‪،‬الساعة ‪ 29 :11‬يوم األربعاء‬ ‫املوافق ‪ 1‬كانون الثاني ‪.2014‬‬ ‫‪ -14‬وكالة انباء املسلة العراقية‪.‬‬ ‫‪ -15‬وليد رشاد زكي‪ ،‬نظرية الشبكات االجتماعية من‬ ‫اآليدولوجيا الى امليثولوجيا‪ ،‬سلسلة قضايا استراتيجية‪،‬‬ ‫القاهرة‪ :‬املركز العربي ألبحاث الفضاء االلكتروني‪ ،‬اذار‬ ‫‪.2012‬‬ ‫‪Boyd، M.D & Ellison، Social Networks Sites: -16‬‬ ‫‪Definitions، History، And scholarship ، Journal of‬‬ ‫‪Issue ،13.Computer – Mediated Communication ، vol‬‬ ‫‪.11،2007‬‬

‫اتصاالت‬

‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪33‬‬


‫اتصاالت‬

‫خصائص التواصل اللغوي عرب املواقع اإللكرتونية‬ ‫دراسة حتليلية لنصوص النخبة األكادميية العراقية على الفيسبوك‬ ‫(القسم الثاني)‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬جليل وداي محود‬ ‫معاون عميد كلية الفنون اجلميلة‪/‬‬ ‫جامعة دياىل‬ ‫الدراسة التحليلية‬ ‫أظهر البحث النتائج اآلتية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬فئات االستخدام اللغوي‬ ‫‪ -1‬ضعف أساليب التعبير‬ ‫مع إن أغلب النصوص التواصلية كانت واضحة نتيجة‬ ‫صياغاتها البسيطة أو االستعانة باللهجة العامية‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪34‬‬

‫إليضاحها‪ ،‬اال ان اغلب النصوص التواصلية اتسمت‬ ‫بضعف أساليبها التعبيرية‪ .‬إذ ال يولي املتواصل اهتماما ً‬ ‫معينا ً لألشكال التي يعبر بها عن أفكاره أو صياغة جمله‬ ‫وعباراته‪ ،‬فجاءت صياغات اجلمل مرتبكة‪ ،‬ومن أمثلتها‬ ‫(بعد أن يكون الطالب قد وصل به اإلرهاق إلى حدود كبيرة)‪.‬‬ ‫إذ تضمنت اجلملة مفردات زائدة كان بإمكان املتواصل‬


‫االستغناء عنها‪ ،‬خاصة إن التواصل يفترض اإليجاز في‬ ‫القول‪ ،‬على وفق مقتضيات الوقت والسرعة التي يقتضيها‬ ‫التواصل عبر الوسائط االلكترونية‪.‬‬ ‫كما كشفت النصوص عدم قدرة املتواصل على‬ ‫التعبير املنطقي عما يجول في ذهنه من أفكار‪ .‬حيث‬ ‫تشير بعض النصوص الى ارتباك واضح في االفكار لدى‬ ‫نسبة ال يستهان بها من املتواصلني‪ ،‬ما كان لها ان تكون‬ ‫بهذا الشكل لو امتلك املتواصلون قدرا ً معينا ً من اللغة‪،‬‬ ‫ألن ارتباك األفكار هي حصيلة طبيعية لضعف أساليب‬ ‫التعبير وفقر املفردات لديهم‪ ،‬كما يتضح ذلك من النص‬ ‫االتي‪:‬‬ ‫(انت احللم الذي نسيته منذ زمن‪...‬لكن‪ ......‬وجدتك‬ ‫في ذاكرة االيام املنسية‪ .‬وجدتك في عقلي وقلبي وروحي‪.‬‬ ‫وجدتك ولم تكن اال حلم كان في زماني‪ .‬وبقيت وظللت‬ ‫ذكرى في احالمي‪ ...‬في خاليا دماغي وفي عروق دمائي‪ .‬فانت‬ ‫احللم الضائع‪.......‬وانت احللم الباقي‪ .....‬حبيبي‪.)..‬‬ ‫ وكذلك النص االتي‪:‬‬‫(الفنان العراقي يعيش هموم شعبه ويحملها على‬ ‫كتفيه دون مقابل‪ .‬لينزلقوا فوق ماديات احلياة مثل زوارق‬ ‫تطفو لتعلوا مع كل ماهو جميل وراقي)‪.‬‬ ‫ ويالحظ في هذا النص ان املتواصل حتدث بصيغة‬‫اجلمع بينما كان الصحيح ان يتحدث بصيغة املفرد‪،‬‬ ‫وتعامل مع الفعلني (يطفو و يعلو مع الزورق) بصيغة‬ ‫املؤنث بينما يفترض ان يتعامل معهما بصيغة املذكر‪،‬‬ ‫كما ان استخدامه الفعل ينزلق في غير محله‪ ،‬وهو يريد‬ ‫القول (متجاوزين ماديات احلياة)‪ ،‬فضال عن اخلطأ النحوي‬ ‫(راق)‪.‬‬ ‫في مفردة (راقي) والصحيح هو ٍ‬

‫‪ -2‬اتساع مساحة اللهجة العامية‬ ‫مع ان االفتراض يذهب الى ضيق مساحة اللهجة‬ ‫العامية في النصوص التواصلية للنخبة األكادميية‪،‬‬ ‫انطالقا ً من ان اللغة هي االداة الرئيسة للتعبير عن الفكر‪،‬‬ ‫بوصفها وعاء الفكر‪ ،‬وان اي خلل في هذه اللغة‪ ،‬كتداخل‬ ‫اللهجة العامية باللغة الفصيحة التي يجري التداول بها‪،‬‬ ‫يصيب الفكر بتشوهات‪ ،‬ألن اللهجة العامية ال ميكن لها‬ ‫وواف‪،‬‬ ‫بأي حال من األحوال التعبير عن الفكر بشكل دقيق‬ ‫ٍ‬ ‫اال ان الدراسة التحليلية اظهرت ان اللهجة العامية قد‬ ‫اخذت مساحة ال يستهان بها من هذه النصوص‪ ،‬ويشير‬ ‫ذلك الى خلل في االمكانيات اللغوية للنخبة التي اجبرها‬ ‫هذا الضعف على االستعانة باللهجة العامية‪ ،‬وال ميكن‬ ‫تعليل هذا اخللل بنوع االستخدام املرتبط بالتواصل وليس‬ ‫مبوضوع علمي محدد‪ ،‬ألن امتالك األكادميي حصيلة لغوية‬ ‫فصيحة يجعله‪ ،‬من دون شك‪ ،‬عاجزا عن التعبير عن أفكاره‬ ‫باللهجة العامية‪.‬‬ ‫وشكلت االستعانة باللهجة العامية ظاهرة في‬ ‫النصوص التواصلية التي خضعت للتحليل‪ .‬اذ لم يقف‬ ‫خال من هذه االستعانة‪ .‬وقد شمل‬ ‫التحليل على نص‬ ‫ٍ‬ ‫االستخدام اجلملة او العبارة كلها او بعضا منها أو ورود‬ ‫بعض املفردات العامية في النص الفصيح‪ :‬ومن األمثلة‬ ‫على ذلك‪:‬‬ ‫أ‪ -‬جملة بكاملها‬ ‫ (هاي وينك اخوية) ويقصد أين أنت يا أخي؟‬‫ (جثير الهال ابن عمي) ويراد بها (سالما ٍ كثيرا ً لك يا‬‫ابن عمي)‪.‬‬ ‫‪( -‬موالنا‪ ..‬لعد ليش ما تكضة؟ شتنتظر؟)‪ ،‬وتعني‬

‫اتصاالت‬

‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪35‬‬


‫اتصاالت‬

‫(سيدنا ملاذا ال متسكه ماذا تنتظر؟)‪.‬‬ ‫ (وتكدر تاخذ رصيد ‪ 60‬الف بالش من شركه زين‬‫واسياسيل)‪ ،‬ويراد بكلمة (يكدر) باللهجة العراقية‬ ‫(يستطيع) وكلمة (بالش) تعني مجاناً‪.‬‬ ‫(لو تسوة العتب جاعاتبيتك‪ ،‬اي واهلل عاش لسانك‬‫استاذ) وتعني في اللهجة العراقية (انك ال تستحق‬ ‫العتاب)‪.‬‬ ‫ وفي تعليق على صورة موزة كبيرة ورد النص العامي‬‫اآلتي‪:‬‬ ‫(دير بالك ال ياكلوهة اجلهال) ويقصد بهذا التعبير (انتبه‬ ‫ال يأكلها االطفال)‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬مفردة ضمن جملة مثل‪ :‬و (احنا‪ ..‬اقصد العراقيني‪).‬‬ ‫وتعني (احنا) باللهجة العراقية (نحن)‪ .‬او (شنو رأيكم‬ ‫بشكلها النهائي؟) وتعني (شنو رأيكم) باللهجة (ما‬ ‫رأيكم)‪ .‬او العبارة التي تصف قطني يتصارعان (هاي البزازين‬ ‫مقتدية بالساسة العراقيني)‪.‬‬ ‫وبالرغم من ان التعبير باللهجة العامية يعد أمرا ً‬ ‫سلبيا إال انه من جانب آخر يأتي منسجما مع طبيعة‬ ‫التواصل االجتماعي الذي يقتضي لغة عملية‪ ،‬بحسب ما‬ ‫يؤكد ذلك املتخصصون باالتصال (‪.)22‬‬ ‫كما لوحظ هيمنة التعبيرات اجملازية على لغة تواصل‬ ‫النخبة سواء أكانت هذه اللغة عامية أم فصيحة أم خليطا ً‬ ‫بني االثنني‪ ،‬ويأتي ذلك بسبب تأثر لغة التواصل باللهجة‬ ‫العامية التي تأثرت بدورها باللغة العربية الفصيحة‪ ،‬ألن‬ ‫اللهجة العراقية مشبعة بالتعبيرات اجملازية‪ ،‬بالشكل‬ ‫الذي جعل من هذه اللهجة شاعرية وثرية بصورها اجلميلة‪،‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪36‬‬

‫ومن أمثلة ذلك (رسمك ايخبل) اي (رسمك جميل)‪ ،‬ومفردة‬ ‫(ايخبل) أعطيت صبغة عامية في االستخدام العراقي‬ ‫مع ان لها جذورا فصيحة‪ ،‬حالها حال الكثير من املفردات‪،‬‬ ‫ولهذا استخدامات مشابهة في اللهجة املصرية كمفردة‬ ‫(يجنن)‪.‬‬

‫‪ -3‬الكتابة بطريقة احلديث الشفاهي‬ ‫كثيرا ما يلجأ املتواصلون الى الكتابة بطريقة احلديث‬ ‫الشفاهي‪ ،‬خاصة عندما يتناول احلديث موضوعات يومية‪.‬‬ ‫إذ يعيش املتواصل احلاالت التواصلية التي ميارسها في‬ ‫حياته اليومية احلقيقية‪ ،‬فتخيم على ذهنيته لغة احلوار‬ ‫التي جتري في التواصل املواجهي‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫«كنت أمشي في إحدى شوارع الكاظمية املقدسة‬ ‫ورأيت أحد املواكب املنتشرة فيها وهم يهيئون التركيب‬ ‫بإلقاء احلطب حتت القدور‪ ...‬وهنا املأساة إخواني‪ ...‬وهذه‬ ‫باحلقيقة دعوة لكل محب للحسني (ع ) بأن ال يقصر في‬ ‫نشرها لتعم الفائدة‪ ....‬رأيت األخ في املوكب يضع احلطب‬ ‫مباشرة على األرض بدون وضع (رمل أو تراب) والنار ملتهبة‬ ‫بحيث تؤذي (القير أو املقرنص) وهذا مارأيته بأم عيني‪ ..‬وكل‬ ‫هذا بالتالي خالف ملا يريده صاحب املصيبة (سيدالشهداء‬ ‫ع)‪ ..‬أرجوكم كل الرجاء ليكن عندنا ثقافة يا أخوان كل‬ ‫ما هنالك نحترم الشارع وهذا ملك للكل واليرضى موالنا‬ ‫(أبا عبداهلل ع) بهذا العمل‪ ..‬الالالالالالالالال واهلل‪ ..‬وأنتم‬ ‫أحكموا إخواني مبا قلت»‪.‬‬ ‫مع ان هذا الكالم غير موجه لشخص او مجموعة‬ ‫اشخاص بعينها‪ ،‬بل هو كالم عام اال ان الكاتب افترض‬


‫سلفا ً ان هناك شخصا ً ما مبواجهته‪ ،‬فحكى له ما رأى من‬ ‫ممارسات وجد انها غير الئقة‪.‬‬ ‫ولم يقتصر االمر على طريقة سرد النصوص‪ ،‬بل ان‬ ‫بعض مفردات النصوص كتبت بالطريقة التي تلفظ بها‪،‬‬ ‫مبعنى حتول احلركات االعرابية الى حروف مثل‪:‬‬ ‫(نعم العراق مره بسنوات متعاقبة من الديكتاتورية)‪،‬‬ ‫اخلطأ (مرة) والصح (مرَّ)‪.‬‬

‫‪ -4‬االهتمام بالفكرة وإهمال اللغة‬ ‫تبني من خالل معاينة النصوص اخلاضعة للتحليل أن‬ ‫التركيز انصب لدى أغلب املتواصلني‪ ،‬أثناء التواصل املباشر‬ ‫مع االشخاص أو في كتابة النصوص في مواقعهم أو‬ ‫مواقع اآلخرين‪ ،‬على الفكرة التي جتول في أذهانهم‪ ،‬من‬ ‫دون أن يولوا اهتماما ً ألشكال التعبير عن تلك األفكار‪،‬‬ ‫فحاولوا التعبير عن تلك األفكار بأية طريقة متاحة في‬ ‫حلظة التواصل‪ ،‬بصرف النظر عن نوع اللغة املستخدمة‬ ‫سواء أكانت لغة فصيحة أو لهجة عامية أو االثنني معا‪،‬‬ ‫ما يشير الى أن إيضاح األفكار لآلخرين يبيح لهم سلوك‬ ‫السبل اللغوية التي حتقق أهدافهم‪ ،‬وعليه كثيرا ما كانت‬ ‫صياغات جملهم وعباراتهم ركيكة‪ ،‬فضالً عن الوقوع في‬ ‫أخطاء إمالئية وطباعية نتيجة وضع األصابع على غير‬ ‫احلروف املطلوبة في لوحة مفاتيح الكومبيوتر‪.‬‬ ‫وغالبا ً ما متر هذه األخطاء لعدم انتباه املتواصل لذلك‪.‬‬ ‫مثل‪( :‬احب هذه الصورة فانا عندي صوري مثلها احمل‬ ‫طفلتي)‪ ،‬اخلطأ في مفردة (صوري) التي يجب ان تكون‬ ‫(صورة) او كلمة (احب) في هذه العبارة (حب هذه الصورة‬ ‫فانا عندي)‪ .‬ومثل هذا اخلطأ ال يعد طباعيا ً كوقوع اإلصبع‬ ‫على غير احلرف املطلوب‪ ،‬وذلك ألن املسافة بني حرف (الياء)‬ ‫بعيدة عن حرف (التاء املربوطة) على لوحة املفاتيح‪.‬‬ ‫‪ - 5‬لفت االنتباه بتكرار احلروف‬ ‫يلجأ املتواصلون الى تكرار حروف بعض املفردات ألغراض‬ ‫التأكيد‪ ،‬أو لفت االنتباه‪ ،‬او لبيان أهمية املوضوع‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫(عااااجل اخيرااا يا جماعة مت أختراق شركات االتصال‬ ‫الثالثه في العراق)‪.‬‬ ‫ وكذلك تكرر احلروف إلبداء شدة اإلعجاب‪ ،‬مثل‪:‬‬‫(روووووعة ياأستاذ ثائر)‪.‬‬ ‫‪ -6‬جتسيد األصوات بالكتابة‬ ‫سعى املتواصلون في التواصل املكتوب الى جتسيد‬ ‫ ‬‫األصوات أثناء التعبير عن احلاالت التي تنتابهم‪ ،‬وكأنهم في‬ ‫حالة التواصل املواجهي كالضحك (ههههههههههه)‬ ‫والتعجب (اوووووو)‪.‬‬ ‫ وكذلك النص اآلتي‪:‬‬‫(لوبس تسمع الكالم وووووف منك) ويراد بها ٌ‬ ‫(أف منك)‪،‬‬ ‫وتعني كرهت‪.‬‬

‫‪- 7‬التأنيث في موضع التذكير‬ ‫أ‌‪ -‬من بني االستخدامات اخلاطئة التي وقع بها‬ ‫املتواصلون استخدام التأنيث في موضع التذكير‪ ،‬ومثالها‬ ‫(كنت أمشي في إحدى شوارع الكاظمية)‪ .‬إذ استخدم‬ ‫املتواصل (احدى الشوارع) والصحيح (أحد الشوارع)‪.‬‬

‫اتصاالت‬

‫‪ - 8‬استخدام أفعال في غير مواضعها‬ ‫بسبب تداخل اللهجة العامية مع اللغة الفصيحة‬ ‫لدى املتواصلني يجري استخدام أفعال في غير مواضعها‪،‬‬ ‫كما هي احلال مع الفعل (ضرب)‪:‬‬ ‫(ملاذا يضربون االطالقات االن) ويراد باملعنى هنا ( ملاذا‬ ‫يطلقون العيارات النارية؟)‪.‬‬ ‫‪ -9‬غلبة السكون على جميع مكونات اجلملة‬ ‫لم يحرك املتواصلون مفرداتهم بحسب موقعها في‬ ‫اجلملة‪ .‬إذ غلب السكون عليها‪ ،‬وبالرغم من أن ذلك يعد‬ ‫من األمور الصعبة على املتواصلني‪ ،‬وباملقابل ال يقتضيها‬ ‫التواصل متاما‪ ،‬حيث ال تعد ضرورة قصوى بحكم أن املعاني‬ ‫مفهومة سواء بوضوحها أو بسياقاتها‪ ،‬واذا كان من‬ ‫الصعب التيقن فيما اذا كان املتواصلون لديهم معرفة‬ ‫بالنحو العربي أم ال‪ ،‬خاصة إن النصوص مكتوبة وليست‬ ‫ملقاة‪ ،‬إال إن ذلك قد يتضح من خالل بعض املفردات التي‬ ‫يقتضي موقعها اإلعرابي إضافة بعض احلروف مثل‪( :‬وإن‬ ‫جزء من افرازات التدين) واألصح (وإن جزءاً)‪.‬‬ ‫‪ -10‬تأخير األفعال‬ ‫أي إن استخدام األفعال ال يأتي في بداية اجلملة كما‬ ‫تؤكد على ذلك قواعد اللغة العربية‪ ،‬بل كثيرا ما ترد‬ ‫األفعال متأخرة‪ ،‬كما في املثال اآلتي‪:‬‬ ‫(ولكن من املؤلم ان طالبنا هم الذين يعزمون االساتذة‬ ‫على الغداء)‪.‬‬ ‫وكان ميكن ان تكون اجلملة على النحو اآلتي‪( :‬من املؤلم‬ ‫إن يعزم طالبنا االساتذة على الغداء)‪.‬‬ ‫‪ -11‬سقوط املفردات من النص‬ ‫إن العمل املزدوج الذي يقوم به املتواصل‪ ،‬واملتمثل‬ ‫بالتفكير والطباعة‪ ،‬يقود الى سقوط بعض املفردات من‬ ‫النصوص التواصلية‪ ،‬او كما يسمى في قولنا التقليدي‬ ‫(سبق قلم)‪ ،‬أي إن القلم يسبق التفكير باملعنى فيقفز‬ ‫على بعض املفردات‪ ،‬ومع ان هذا القفز يقود الى ارتباك‬ ‫في صياغة اجلمل والعبارات‪ ،‬اال انه لم يؤثر على املعنى إال‬ ‫بحدود ضيقة‪ ،‬ومن أمثلة ذلك (وطبعا هناك سيقول ان‬ ‫الطالب) حيث سقطت مفردة (من)‪.‬‬ ‫وكذلك (الصورة قبل قليل في بغداد بعدسة الصديق‬ ‫‪ Hussin Kashkol‬مع الشكر)‪ ،‬حيث سقط الفعل‬ ‫(التقطت)‪.‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪37‬‬


‫اتصاالت‬

‫‪ -12‬إهمال عالمات الترقيم‬ ‫تبني أن هناك إهماال ً واضحا ً لعالمات الترقيم‪ ،‬بالرغم‬ ‫من أهميتها البالغة في منع تداخل املعاني وبيان مقاصدها‪،‬‬ ‫ومثال ذلك النص اآلتي‪:‬‬ ‫(لدي حساسيه من التاريخ ال يعلمها اال اهلل وما‬ ‫تفرقت االمه وتناثر شتاتها اال بفعل من لبسوا ثوب التاريخ‬ ‫واحسنوا فصاله مثلما يريدون)‪.‬‬ ‫ومع ان املعنى واضح في هذه العبارة‪ ،‬اال ان كاتبها لم‬ ‫يستخدم الفارزة للفصل بني جمله‪.‬‬ ‫‪ -13‬اخللط بني املثنى واجلمع‬ ‫يخلط كثير من املتواصلني في نصوصهم بني املثنى‬ ‫واجلمع‪ ،‬ففي تعليق على صورة فوتوغرافية جتمع شخصني‬ ‫ورد ما يأتي‪:‬‬ ‫(تبقى ومن معك جميالن النكما اجتمعتم وكانت‬ ‫الصورة لنا ذكرى دمتم احباب واصدقاء‪ .).‬واخلطأ ورد في‬ ‫(اجتمعتم) والصحيح (اجتمعتما)‪.‬‬ ‫‪ -14‬اللغة التقريرية‬ ‫اذا استثنيت النصوص العاطفية‪ ،‬فإن اللغة التواصلية‬ ‫اتسمت بالتقريرية‪ ،‬ولم تستخدم العبارات اجملازية اال بحدود‬ ‫ضيقة جدا‪ ،‬وهذا يتوافق مع ما يجب ان تتسم به هذه اللغة‬ ‫التي تفترض ان تكون الرموز اللغوية املستخدمة مفهومة‬ ‫من الطرفني املتواصلني‪ ،‬ومثال ذلك‪:‬‬ ‫(ايها االصدقاء‪ :‬الوضع في بغداد بات مرهقا وفوق‬ ‫طاقة الصبر والتعقل‪ ..‬معظم االحياء مازالت غارقة باملياه‬ ‫اآلسنة بعد اربعة ايام من توقف املطر‪ ،‬كل الطرق الرئيسة‬ ‫مغلقة‪ ،‬اجلنود في كل مكان يزعقون بال سبب واضح‪..‬‬ ‫اسحب اعتراضي السابق على الذين اختاروا بغداد من بني‬ ‫اسوأ املدن للعيش في العالم‪ ،‬واقر انهم كانوا على حق‪..‬‬ ‫على احلكومة ان جتد حال الوضاع الناس او‪ ..‬حلالة العجز التي‬ ‫تبدوا عليها)‪.‬‬ ‫‪ - 15‬أخطاء لغوية‬ ‫ حفلت النصوص التواصلية بأخطاء نحوية وغير‬‫نحوية ومن أمثلة ذلك ما يأتي‪:‬‬ ‫ (مبروك)‪ ،‬واألصح (مبارك)‪.‬‬‫ (التالية )‪ ،‬واألصح (اآلتية)‪.‬‬‫ (تنامي وأنا أسهر)‪ ،‬واألصح (تنامني وأنا أسهر)‪.‬‬‫ (ال تبحث عن شخصا تتمناه)‪ ،‬واألصح (عن شخص)‪،‬‬‫الن الكلمة في محل جر‪.‬‬ ‫ (دكتور ليث التاريخ يكتبه املنتصرين)‪ ،‬واألصح‬‫(املنتصرون)‪ ،‬كون الكلمة في محل رفع فاعل‪.‬‬ ‫‪ -16‬أخطاء إمالئية‬ ‫‪ -‬اتضح من التحليل كثرة األخطاء اإلمالئية التي وقع‬

‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪38‬‬

‫بها املتواصلون‪ ،‬ويدلل ذلك على فقر احلصيلة اللغوية‬ ‫لديهم‪ ،‬كما أن بعض األخطاء تعد من الكوارث على اللغة‪،‬‬ ‫وكأن تلك املفردات لم متر على املتواصل أثناء مسيرته‬ ‫الدراسية‪ ،‬خاصة انها من املفردات الشائعة والكثيرة‬ ‫االستخدام‪ ،‬ومن بني تلك األخطاء ما يأتي‪:‬‬ ‫ (العبائة)‪ ،‬واألصح (العباءة)‪.‬‬‫(يحفضك)‪ ،‬واألصح (يحفظك)‪ ،‬وكذلك (كل من يظرب‬‫اطالقات نرية هو ساذج وغير حظاري) والصحيح ( كل من‬ ‫يضرب اطالقات نارية ساذج وغير حضاري)‪.‬‬ ‫ (تخبوئنها في طيات ثيابكم)‪ ،‬واألصح (تخبئونها)‪.‬‬‫ (نوع املكافئه)‪ ،‬واألصح (نوع املكافأة)‪.‬‬‫ (رجاءا)‪ ،‬واألصح (رجاء)‪ ،‬وكذلك (اسعدت مساءا)‬‫والصحيح (أسعدت مساء)‪.‬‬ ‫ (وأرفع هواكى)‪ ،‬واألصح (ارفع هواك)‪.‬‬‫ كتابة التاء الطويلة تاء مربوطة‪ ،‬مثل (وعاشة أيدك‬‫دكتور) والصح هو (عاشت)‪ ،‬وكذلك (وافضل الصالواة على‬ ‫النبي محمد) والصح ( الصلوات)‪.‬‬ ‫ وكذلك (انشاء اهلل)‪ ،‬والصحيح (ان شاء اهلل)‪.‬‬‫ (احلق االالهي)‪ ،‬واالصح (احلق االلهي)‪.‬‬‫ (اللذي)‪ ،‬واألصح (الذي)‪.‬‬‫ (تبدوا عليها)‪ ،‬واألصح (تبدو)‪.‬‬‫ (لئننا بشر)‪ ،‬واألصح (ألننا بشر)‪.‬‬‫كما هناك من األخطاء ما ميكن تسميته باخلطأ‬ ‫التوهمي‪ ،‬كما هي احلال في االستخدام الشائع واخلاطيء‬ ‫(ظن)‪ ،‬ومثال ذلك‬ ‫للفعل (اعتقد) في موضع يراد به الفعل ّ‬ ‫العبارة االتية‪:‬‬ ‫(لكن الرئيس كان كالبحر‪ ،‬يدور اجلميع في فلكه وهم‬ ‫يعتقدون انهم امنا يفصلون عبابه‪ ،‬باظافرهم‪..‬الف سالمة‬ ‫للرئيس طالباني)‪.‬‬

‫‪ -17‬األخطاء الطباعية‬ ‫تشوب النصوص التواصلية املكتوبة الكثير من األخطاء‬ ‫الطباعية‪ ،‬ولم نلحظ في اي من النصوص املدروسة خلوها‬ ‫من تلك األخطاء‪ ،‬ويأتي ذلك نتيجة السرعة في الطباعة‬ ‫او انشغال املتواصل بالفكرة عن االمالء‪ ،‬وتؤثر هذه األخطاء‬ ‫في احيان معينة على فهم املتلقي للمعنى‪ ،‬نتيجة تعذر‬ ‫حتليل رموز الرسالة الواصلة اليه مثل‪:‬‬ ‫(اهلل يحفكك دكيورا العزيز وانشاء اهلل سنة خير)‪،‬‬ ‫ويريد املتواصل بهذه اجلملة القول (اهلل يحفظك دكتورنا‬ ‫العزيز‪ ،‬وان شاء اهلل سنة خير)‪ ،‬فضال عن اخلطأ في كتابة‬ ‫(انشاء اهلل) والصحيح (ان شاء اهلل)‪.‬‬ ‫وحتدث األخطاء الطباعية أيضا نتيجة تالصق بعض‬ ‫احلروف‪ .‬اذ يغفل املتواصل ترك فراغات بني الكلمات‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫(السيد عميد الكليةيزور قسم العلوم صباحاليوم) او‬ ‫حذف حرف سهوا مثل‪:‬‬ ‫(اثناء املسبقة العلمية)‪ ،‬واألصح (املسابقة العلمية)‪.‬‬


‫اتصاالت‬

‫ب‌‪ -‬الفئات العامة‬ ‫‪ -1‬ضعف الثقة بالسياق‬ ‫في الوقت الذي يجري فيه جتاوز املفردات اخلاطئة‪،‬‬ ‫وعدم التأكيد عليها في الغالب اثناء التعبير عن االفكار‬ ‫في التواصل الشخصي املباشر‪ ،‬بسبب ان املتلقي يفهم‬ ‫تلك االفكار من خالل السياقات اللغوية التي وردت فيها‪،‬‬ ‫اال اننا نلحظ ان الكثير من املتواصلني يصححون املفردات‬ ‫اخلاطئة التي وردت في جملهم السابقة‪ .‬ويتم التصحيح‬ ‫بكتابة املفردة الصحيحة في املقطع الالحق من التواصل‪.‬‬ ‫واذا كان في التواصل املواجهي ميكن للمتواصل التيقن من‬ ‫ان املتلقي قد فهم املقصود من كالمه عبر امياءت املتلقي‬ ‫ونظراته واشاراته املوحية بذلك‪ ،‬اال ان املتواصل عبر وسيط‬ ‫ال ميكنه التأكد من ذلك‪ ،‬لذا يلجأ الى تصحيح املفردات‬ ‫اخلاطئة اذا كان منتبها لها‪ .‬وعلى هذا فان مستوى ثقة‬ ‫املتواصل بالدور الذي يؤديه السياق اللغوي ضعيفاً‪ ،‬ما‬ ‫يضطره الى تكرار نشر نصوصه لتعميق فهم املتلقي‬ ‫لها‪.‬‬ ‫‪ -2‬التوازن في اللغة احلوارية املتبادلة‬ ‫مع ان احلوار في التواصل املواجهي يتسم بالتبادلية‪،‬‬ ‫لكنه ليس بالضرورة متوازنا‪ ،‬اذ غالبا ما تكون هناك هيمنة‬ ‫في احلوار ألحد طرفي التواصل‪ ،‬اال ان ذلك ال ينطبق متاما‬ ‫على التواصل عبر الوسيط االلكتروني الذي يفرض ان تكون‬ ‫التبادلية في احلوار متوازنة‪ ،‬وذلك بسبب افتقاد هذا النوع‬ ‫من التواصل للغة غير اللفظية املكملة للغة اللفظية‬ ‫في التعبير عن املعاني كاالشارات واالمياءات‪ ،‬ما يؤدي الى‬ ‫استرسال املتواصل في حواره بشكل يقلل من توازن احلوار‬ ‫بينه وبني الطرف االخر‪ ،‬ولكن غياب اللغة غير اللفظية‬ ‫يتطلب من املتواصلني معرفة ردود الطرف االخر على كل‬

‫عبارة يكتبونها‪ ،‬ما يقود بالنهاية الى التوازن في احلوار‬ ‫املتبادل‪ .‬وللتوازن تأثيرات مختلفة على اللغة املستخدمة‬ ‫في التواصل لعل منها ضرورة ان تكون اللغة واضحة‬ ‫وموجزة‪.‬‬

‫‪ -3‬افتراض وجود املتلقي حلظة التواصل‬ ‫على الرغم من ان بعض العبارات التواصلية هي‬ ‫تعليقات على مدونات او صور او غيرهما‪ ،‬وليس تواصالً‬ ‫مباشراً‪ ،‬اال ان تلك التعليقات قد صيغت وكأن الطرف االخر‬ ‫موجود في حلظة التعليق‪ .‬مع انه سيطلع عليها الحقا‪.‬‬ ‫ومن امثلة ذلك التعليق على احد صور الشخصيات (منور‬ ‫دكتور صورة جميلة) او (شباب دائم)‪.‬‬ ‫‪ -4‬اإليجاز في القول‬ ‫ابتعدت لغة التواصل عن االطالة‪ ،‬اذ عبر اغلب املتواصلني‬ ‫عن افكارهم بلغة موجزة‪ ،‬ويبدو ان ذلك مرتبط بدرجة‬ ‫اساس مبا يقتضيه التواصل عبر الوسائط االلكترونية‬ ‫كاحلاسبات من جهد في الطباعة‪ ،‬او عدم توافر املهارات‬ ‫الطباعية على لوحة املفاتيح بشكل سريع يتناسب مع‬ ‫الوضعية االتصالية اآلنية‪ ،‬االمر الذي يحمل املتواصلني‬ ‫على التعبير عن افكارهم بأقل ما ميكن من كلمات‪ ،‬وهذا‬ ‫يكشف ان التواصل عبر الوسائط االلكترونية يختلف عن‬ ‫التواصل املواجهي الذي تتسم لغته باالطالة من جانب‬ ‫احد طرفي التواصل‪.‬‬ ‫‪ -5‬اختزال األفكار بعناوين‬ ‫سعى املتواصلون الى اختزال أفكارهم بصياغة عناوين‬ ‫تنطوي على تعليقات ساخرة او استفهامية او اخبارية‬ ‫او غيرها من التوظيفات لبعض النصوص او االخبار التي‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪39‬‬


‫اتصاالت‬

‫يطلعون عليها من وسائل االتصال او االشخاص‪ ،‬ومن‬ ‫أمثلة ذلك اخلبر االتي‪:‬‬ ‫اخلبر‪ :‬كشف الوكيل األقدم لوزارة الداخلية عدنان‬ ‫االسدي عن حتركات الرجل الثاني في النظام السابق عزة‬ ‫الدوري‪ .‬وبني االسدي في حوار متلفز لقناة االجتاه يبث قريبا‬ ‫ان الدوري يتحرك في منطقة جبل حمرين وداقوق وان هناك‬ ‫مبالغات في جتواله في مناطق العاصمة بغداد واجتماعه‬ ‫مع قيادات حزبه لكن االسدي لم يقلل من خطورة حزب‬ ‫البعث على الوضع االمني في العراق)‪.‬‬ ‫ فعلق املتواصل على هذا اخلبر بالعنوان االتي‪:‬‬‫(موالنا‪..‬لعد ليش ما تكضة؟ شتنتظر؟)‬ ‫وموالنا مصطلح ديني يخاطب به رجال الدين في‬ ‫العراق‪ ،‬اال ان العراقيني يستخدمونه في بعض االحيان‬ ‫للتندر في حالة مخاطبة االشخاص الذين ليست لديهم‬ ‫صفة دينية‪ ،‬كما هي احلال في هذا اخلبر‪ ،‬اما مفردة (لعد‬ ‫ليش) و (ما تكظة)‪ ،‬فتعني األولى باللهجة العراقية (ملاذا)‬ ‫اما الثانية فتعني (ال متسكه)‪ ،‬و كلمة (شتنتظر) تعني‬ ‫(ماذا تنتظر؟)‪ ،‬ومجمل العنوان يقول‪:‬‬ ‫(سيدنا‪ ،‬ملاذا ال متسكه‪ ،‬ماذا تنتظر؟)‬ ‫وينطوي هذا العنوان على سخرية الذعة في معانيه‬ ‫غير الظاهرة بالنسبة للهجة العراقية‪ ،‬ذلك ان مصطلح‬ ‫موالنا يراد به التقليل من شأن اخملاطب‪.‬‬

‫‪ -6‬مضامني التواصل‬ ‫عبرت نصوص التواصل عن موضوعات ثقافية‬ ‫واقتصادية واجتماعية وسياسية وشؤون يومية‪ ،‬وجرى‬ ‫التعبير عن تلك املوضوعات بالطرق االتية‪:‬‬ ‫أ‌‪ -‬التعليقات على الصور واملضامني‪.‬‬ ‫ب‌‪ -‬إبداء اإلعجاب باملضامني والصور املنشورة‪.‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪40‬‬

‫ت‌‪ -‬نشر النصوص والصور مبختلف مضامينها‪.‬‬ ‫ث‌‪ -‬التحاور اآلني باملوضوعات واألفكار املثارة‪.‬‬

‫‪ -7‬شيوع وظيفة التسلية‬ ‫مع ان ملواقع التواصل االجتماعي وظائف عديدة‪ ،‬اال‬ ‫انها تستخدم لدى اغلب النخبة العراقية للتسلية‪ ،‬ما‬ ‫يعني غياب الوظائف االخرى‪ ،‬وهذا يشير الى ان مواقع‬ ‫التواصل اتخذت محطات لالسترخاء‪ ،‬مع انها تنطوي على‬ ‫طاقات كبيرة لم يجر توظيفها بالشكل املناسب‪ .‬وعلى‬ ‫هذا االساس انعكس هذا التوظيف على طبيعة املضامني‬ ‫املتداولة واشكال التعبير عنها‪.‬‬ ‫‪ -8‬شيوع اخلواطر الرومانسية‬ ‫بالرغم من تعدد املوضوعات التي تناولتها النصوص‬ ‫التواصلية‪ ،‬اال ان مساحة كبيرة من تلك النصوص‬ ‫انشغلت بنشر اخلواطر الرومانسية‪ ،‬ومع ان التعبير عن‬ ‫مشاعر احلب من املوضوعات االنسانية‪ ،‬اال انها شيوعها‬ ‫في تواصل النخب االكادميية يعد من االمور غير املتوقعة‬ ‫السباب كثيرة منها ما يتعلق بطبيعة املهنة التي يعملون‬ ‫بها والتي تقتضي السيطرة على مشاعرهم بهذا الشأن‪،‬‬ ‫فضالً عن العمر الذي يتجاوز االربعني عاماً‪ ،‬ويتخذ التعبير‬ ‫عن املشاعر العاطفية لغة شعرية مفعمة بالتعبيرات‬ ‫االنشائية مثل‪:‬‬ ‫(باحكام‪ ...‬ساغلق نوافذ وابواب القلب‬ ‫هواك‪ .....‬اتها تؤرقني‪ ...‬تؤملني‬ ‫تعبت من عصف‬ ‫ِ‬ ‫يهرب سرير نومي من حتتي‪ ......‬االحقه‪ ...‬ليس مبقدوري‬ ‫االمساك به !)‬ ‫ وكذلك (ساكسر اقالمي‪ ...‬امزق اوراقي‪ ...‬احرق كتبي‪،‬‬‫النك فيها)‪.‬‬ ‫ذاكرتي تكفيني‪ِ ....‬‬


‫‪ -9‬شرح املضامني الصورية‬ ‫لم تقتصر النصوص التواصلية على التعبير عن افكار‬ ‫املتواصلني‪ ،‬بل امتدت الى تقدمي شروحات للصور التي‬ ‫يتبادلونها اثناء التواصل االني او غير االني‪ ،‬ومع ان الشروحات‬ ‫املرافقة للصور كانت واضحة ومفهومة‪ ،‬اال انها اتسمت‬ ‫بطولها النسبي‪ ،‬خاصة في الصور غير الشخصية‪ ،‬اي تلك‬ ‫الصور التي توثق لوقائع وحوادث تشهدها احلياة اليومية‬ ‫في العراق‪ .‬مثل هذا الشرح الذي يبني معاناة الزوار وهم في‬ ‫طريقهم لزيارة مراقد االئمة مشيا ً على االقدام في أجواء‬ ‫ممطرة‪:‬‬ ‫(هطول األمطار على املشاية زوار أبا عبداهلل احلسني‬ ‫عليه السالم بالقرب من مدينة القاسم‪ -‬احللة هنيئا ً‬ ‫للزوار)‪.‬‬ ‫ويالحظ ان املتواصل لم يكتف بالشرح‪ ،‬بل أرفق معه‬ ‫تعليقا متنى به أن يهنأ الزوار بهذه املناسبة الدينية‪.‬‬ ‫‪ -10‬اختفاء التندر بشأن املفردات اخلاطئة‬ ‫قد تكون األخطاء اللفظية مثار تندر بني املتواصلني‬ ‫اثناء التواصل املواجهي‪ ،‬اال انها ليست كذلك في التواصل‬ ‫عبر وسيط‪ ،‬اذ لم نعثر على ما يدل على ذلك في النصوص‬ ‫التواصلية املدروسة‪.‬‬ ‫االستنتاجات‬ ‫‪ -1‬تبني ان النخبة األكادميية العراقية تعاني ضعفا ً‬ ‫واضحا ً في حصيلتها اللغوية‪ ،‬فقد كشفت النصوص‬ ‫التواصلية ان غالبية املتواصلني يفتقرون الى احلدود الدنيا‬ ‫املطلوبة من قواعد اللغة العربية واساليبها التعبيرية‬ ‫ومرادفاتها الثرية‪ ،‬ويشكل ضعف االستاذ اجلامعي بلغته‬ ‫القومية مؤشرا ً خطيرا ً على الفكر العربي والعملية‬ ‫التعليمية وباجململ على مستقبل االمة‪.‬‬ ‫‪ -2‬سيقود اتساع مساحة اللهجات العامية في مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي الى ضعف الشعور باالنتماء القومي‬ ‫لدى ابناء االمة العربية‪ ،‬اذ سيصيب ذلك وحدة اللغة مبقتل‪،‬‬ ‫االمر الذي يؤخر من تبلور الوعي العربي‪ ،‬ويقلل من تنامي‬ ‫الشعور القومي الذي نريده قويا‪ ،‬خاصة ان االمة تتعرض‬ ‫الى حتديات جمة تطول حاضرها ومستقبلها‪.‬‬ ‫‪ -3‬افادت املالحظات على مجمل العمليات التواصلية‬ ‫سواء املتصلة بتواصل النخبة ام تلك التي جرى االطالع‬ ‫عليها بالصدفة‪ ،‬ان املتواصلني يستسهلون التواصل‬ ‫املكتوب باللهجة العامية‪ ،‬ما يشكل حتديا كبيرا للغة‬ ‫العربية‪ ،‬خاصة ان هذا التواصل مدون وليس شفاهيا‪ ،‬االمر‬ ‫الذي يجعلنا مستقبال ازاء كم هائل من النصوص العامية‬ ‫التي ستشغل مساحة ال يستهان بها من مساحة احملتوى‬ ‫العربي املنشور على شبكة االنترنت‪.‬‬ ‫‪ -4‬اتضح ان شبكات التواصل االجتماعي االلكترونية‬ ‫اسهمت في ترشيد استهالك املتواصلني للغة‪ ،‬اذ لم‬

‫تظهر النصوص التواصلية افراطا في استخدامها‪ ،‬ويبدو‬ ‫ان ذلك مرتبط مبا يقتضيه التواصل املكتوب من جهد‬ ‫وتركيز في التعامل مع لوحة املفاتيح‪ ،‬فضال عن ضرورة‬ ‫الرد السريع‪ ،‬ذلك ان طول مدة الرد تبعث امللل لدى الطرف‬ ‫املقابل ‪ ،‬وتوهمه بان االتصال ضعيف او تعرض لقطع‪ ،‬كل‬ ‫ذلك وغيره يقود املتواصل الى اختزال نصوصه‪ ،‬وتوقعاتنا‬ ‫تشير الى تأثيرات مستقبلية لهذه اخلاصية‪ ،‬ذلك ان الكالم‬ ‫اخملتصر في التواصل االلكتروني سيتحول الى عادة لدى‬ ‫املتواصل ميارسها حتى في التواصل املواجهي‪ .‬وهي عادة‬ ‫ايجابية وتتوافق مع القول العربي الشهير (خير الكالم ما‬ ‫قل ودل)‪.‬‬ ‫‪ -5‬وظفت النخبة االكادميية اغلب مواقعها التواصلية‬ ‫للتسلية‪ ،‬ولم تتطرق ملوضوعات جادة اال بحدود ضيقة‪،‬‬ ‫بينما اختفت املوضوعات العلمية والفكرية‪ ،‬ويفترض‬ ‫التواصل الغراض التسلية لغة مختلفة عن تلك التي‬ ‫تقتضيها املوضوعات الفكرية‪ ،‬وقد يكون هذا من بني‬ ‫االسباب التي تبرر اتساع مساحة اللهجة العامية في‬ ‫النصوص التواصلية‪.‬‬ ‫‪ -6‬اذا كانت مقولة (الكالم هو تفكير بصوت عال)‬ ‫تشير الى ان اللغة هي التي تفكر‪ ،‬مبعنى ان االنسان اثناء‬ ‫الكالم ميارس عملية واحدة هي التفكير‪ ،‬فان املتواصل‬ ‫عبر الوسيط االلكتروني ميارس عملني في الوقت نفسه‪،‬‬ ‫التفكير والطباعة على احلاسوب‪ ،‬ما يعرضه للوقوع في‬ ‫أخطاء طباعية وصياغية كثيرة‪ ،‬كما انه قد يعجز في‬ ‫بعض اللحظات عن صوغ افكاره بشكل صحيح‪ ،‬بسبب‬ ‫سرعة االجابة التي يتطلبها التواصل‪.‬‬ ‫‪ -7‬ك ّيف املتواصلون اللغة العربية بطريقة عشوائية‬ ‫وعلى وفق حاجاتهم التواصلية الشخصية التي تعارضت‬ ‫في غالبها مع قواعد اللغة العربية‪.‬‬ ‫كما لم يتبني من تلك التكييفات اساليب تعبيرية‬ ‫متفردة ميكن ان تشكل اضافة نوعية الساليب التعبير‬ ‫املتعارف عليها‪ .‬ما يدل على ان اللغة املستخدمة في‬ ‫العمليات التواصلية لم ترتق حتى الى مستوى االسلوب‬ ‫العملي الذي يقف وسطا ً بني االسلوب األدبي واالسلوب‬ ‫العلمي‪.‬‬ ‫‪ -8‬تبني ان لشبكات التواصل االجتماعي تأثيراتها‬ ‫الواضحة على اللغة العربية‪ ،‬وتنبع تلك التأثيرات من‬ ‫اخلصائص املتفردة التي تتمتع بها كالوسائط املتعددة‬ ‫وخزن البيانات واسترجاعها في أوقات قياسية وغيرها من‬ ‫العمليات االخرى‪ ،‬ما أدى الى تشكل عادات اتصالية ولغوية‬ ‫ميارسها املستخدم اثناء تعامله مع هذه الوسيلة‪.‬‬

‫اتصاالت‬

‫مصادر البحث‬ ‫‪ -22‬ابراهيم امام‪ ،‬دراسات في الفن الصحفي‪،‬القاهرة‪،‬‬ ‫مكتبة االجنلو املصرية‪ ،‬بدون تاريخ)‪ ،‬ص ‪.41‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪41‬‬


‫اتصاالت‬

‫دور مواقع التواصل االجتماعي يف التغيري‬ ‫(القسم الثاني)‬

‫د‪ .‬بشرى مجيل الراوي‬ ‫كلية اإلعالم‪ /‬جامعة بغداد‬

‫إن ما جرى هو نتاج عوامل تفاعلت مع بعضها لتنتج‬ ‫لنا تغييرا بإسلوب لم يعهده عاملنا العربي من قبل‪ ،‬وغ ّير‬ ‫أمناط حياتهم‪ ،‬مضفيا ً عليها مزيدا ً من التفاعل‪ ،‬والتواصل‪.‬‬ ‫فهل من سبيل إلى جهد منظم‪ ،‬لتوظيفه من أجل‬ ‫قضيتنا العادلة كما يفعل أعداؤنا من أجل قضاياهم غير‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪42‬‬

‫العادلة؟!‪.‬‬ ‫وأصبحنا بفضل هذه الثورة أمام إعالم جديد ال يحتاج‬ ‫إلى أي رأسمال‪ ،‬كل رأسمالك هو هاتفك النقال وكاميرا‬ ‫وحاسوبك الشخصي‪..‬‬ ‫يسعى اإلعالم البديل للتوصل الى حلول سياسية‬


‫اتصاالت‬

‫تسمح للشعوب بالتأكيد على تفردها الثقافي‪ .‬وعلى‬ ‫الرغم من تنوع اآلراء في استكشاف قدرته‪ ،‬فان ما يطلق‬ ‫عليه ليدبيتر «التفاؤل املقاتل» مطلوب‪ ،‬ألن اإلبداع يشيع‬ ‫األمل‪ ،‬ويقوم على التنوع واالنفتاح‪ ،‬واالستقالل‪ ،‬والتقدم‬ ‫التراكمي ال الثوري‪ ،‬وليس امامنا اال األمل في أن اجملتمع لم‬ ‫يكتمل بعد‪ ،‬وأنه مازال يتطور ويتغير لالفضل‪ .‬ومن هنا فإن‬ ‫مضمون اإلعالم البديل هو جتريب «سياسات األمل»‪.‬‬ ‫وميكن أن تزدهر فيه مبادرات اجملتمع املدني‪ ،‬فتعددية‬ ‫الفاعلني وحدها هي التي ميكن أن تختار تنمية ثقافية‬ ‫دميقراطية وتقدمي هويات عدة‪ ،‬وافكار جديدة عن التقدم‬ ‫والتنمية‪ ،‬في فضاءات لم تكن تتالءم يوما معها‪ ،‬وميكن أن‬ ‫يكون نتاجا للمقاومة والثقافة احمللية‪.‬‬ ‫وتقول ماكروبي أن «اإلعالم البديل سياسة ترغب في‬ ‫حتويل نقاد اجتماعيني وسياسيني غاضبني الى ناجحني»‪.‬‬ ‫وميكن حتديد االعالم البديل «االجتماعي» «كنسق‬ ‫فكري وعملي يبحث عن الرقي باجملتمع كفاعل أو كموضوع‬ ‫لالتصال»‪ .‬ويبدو أ ّن االعالم البديل‪ ،‬وبشكل ملموس‪ ،‬هو‬ ‫ليقدم مكوناته اخملتلفة‪ ،‬ليتعرفوا‬ ‫الفرصة للمجتمع املدني‬ ‫ّ‬ ‫بعضهم على بعض وليتحاوروا في ما بينهم‪ ،‬وهو االمكانية‬ ‫ّ‬ ‫لكل مواطن للدخول بحرية وبفعالية لالتّصال‬ ‫املفتوحة‬ ‫مع مواطن آخر أو مجموعة أخرى في ج ّو من التسامح‬ ‫واالحترام املتبادل»‪.‬‬ ‫ويبدو أن لإلعالم البديل مهمة تتمثل في وضع األفراد‬ ‫املهمشني واجملموعات في عالقة اتصال في ما بينهم‪ ،‬فهو‬ ‫ّ‬ ‫ال ينفصل عن التنشيط االجتماعي‪ ،‬إذ إنه في احترام احلرية‬ ‫الشخصية لِ ُك ّل فرد‪ ،‬فهو لذلك يستهدف تفعيل جتارب‬ ‫احلوار ما بني الثقافات واالثنيات التي تتعايش وهي تتصادم‬

‫وتتجاهل بعضها البعض‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ذلك يفتقر اإلعالم الى الوضوح‪،‬‬ ‫بالنسبة الى مجاله ومداه‪ ،‬ليس هناك اتفاق على حدود‬ ‫مقبولة‪ ،‬وكما يؤكد امبرتو ايكو‪« :‬في كل قرن‪ ،‬تعكس‬ ‫الطريقة التي تقوم عليها االشكال االعالمية الطريقة‬ ‫التي يرى بها العلم والثقافة املعاصرة الواقع»‪ .‬وقد يعني‬ ‫هذا ان اشكال اإلعالم اجلديد تعكس علم الشك‪ ،‬والنسبية‪،‬‬ ‫والفوضى «األوصاف املشتركة للثقافة املعاصرة»‪.‬‬ ‫ويحاول «االعالم البديل» التركيز على حرية الرأي‬ ‫والتعبير‪ ،‬ولكن كفاعل منتصر ال كفاعل منهزم‪ ،‬أي كفاعل‬ ‫إيجابي انفلتت أفكاره ومواقفه من سلطة الرقابة‪ ،‬عبر‬ ‫هامش احلرية التي يخلقها هذا الفاعل أو عن طريق مقولة‬ ‫«مجال الاليقني»‪.‬‬ ‫ويقود اإلعالم البديل ظاهرة إبراز احلقائق‪ ،‬وتتشكل‬ ‫االجندة اإلعالمية عن طريق األحداث البارزة التي تفرض‬ ‫نفسها‪ .‬ولهذا يتوجب من اجملتمع املدني بذل جهود كبيرة‬ ‫ليكون جزءا ً من االحداث‪ ،‬فيغري اإلعالم ويخيف احلكام‪،‬‬ ‫نتحدث‬ ‫وإعادة األمور إلى نصابها ليست مستحيلة‪ .‬وعندما‬ ‫ّ‬ ‫عن االنترنت وعن الثورة االتصال ّية وعن كيف ّية استثمارها‬ ‫نتحدث بالضرورة‬ ‫وتوظيفها من قبل مك ّونات اجملتمع‪ ،‬فإنّنا‬ ‫ّ‬ ‫عن الصحف االلكترون ّية واملدونات ومواقع الفيس بوك‬ ‫تعد‬ ‫وتويتر واليوتيوب وغيرها من التطبيقات‪ ،‬والتي لم ّ‬ ‫تعد القيود‬ ‫تنتظر احلصول على التأشيرة احلكوم ّية ولم ّ‬ ‫ّ‬ ‫القانون ّية عائقا أمام حت ّركاتها‪ ،‬بل أصبحت تشكل أهم‬ ‫مجال لتجاوز اخلطوط احلمر‪.‬‬ ‫وأصبح احلديث عن قضايا الشأن العام ال يستقيم دون‬ ‫تفكيك آليات تشكل اجملال اإلعالمي‪ ،‬فالتعرض ملشكالت‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪43‬‬


‫اتصاالت‬

‫الناس محليا ً ودوليا ً هو كالم عن كيف نحاور األنا واآلخر‪،‬‬ ‫ولكل شخص احلق في تأسيس اعالمه‪« .‬وإن حتوالت اإلعالم‬ ‫العربي متعددة األوجه والسيما الثقافية والسياسية وعلى‬ ‫أمل أن تتحول تدريجيا إلى هاجس فكري ذي صلة بقضايا‬ ‫حتديث اجملتمع وليس فقط الوقوف عند دائرة التوظيف‬ ‫احليني‪ .‬إذ اصبح السياسي يفرد أهمية في إدارته للشأن‬ ‫العام لقيمة اإلعالم‪ ،‬وكذلك عند فئات مجتمعية أخرى‪،‬‬ ‫ويعد هذا عنصر حيوي يجعلنا ندخل في حلقة جديدة‬ ‫ّ‬ ‫إسمها تواصل األفكار بني الناس وصاحب القرار وذلك‬ ‫بغض النظر عن وجاهة أو ضعف تلك اآلراء‪ .‬إن حتويل قضايا‬ ‫الشأن العام إلى هم يومي على واجهة وسائل اإلتصال‬ ‫مرحلة مهمة ألي إمكانية للتغيير»‪« .‬ويؤدي عرض األفكار‬ ‫حتما ً للتعدد‪ ،‬والتعدد هو طريق التواصل واحلوار بني الناس‪.‬‬ ‫وأصبحت شيئا فشيئا توجد رغبة رمبا تبدو محتشمة إلعالن‬ ‫قضايا خالفية في اجملتمع للعموم‪ ،‬وهو مدخل الدميقراطية‬ ‫واجلدل اإلجتماعي الذي ميكن عن طريقه القيام باإلصالح‬ ‫واملصاحلة بني النظام السياسي ورعاياه من زاوية تواصلية‬ ‫إعالمية‪ ،‬وأننا اليوم وإذا ما أردنا أن نفهم علينا أن ال نكون‬ ‫متفرجني بل أيضا ناقدين»‪.‬‬

‫ثقافة التغيير والثورات العربية‬ ‫إن اإلعالم وحده ال يصنع التغيير‪ ،‬وأن التغيير هو نتاج‬ ‫إرادة عامة‪ ،‬يحركها دافع الناس نحو هذا التغيير‪ ،‬واإلعالم‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪44‬‬

‫إمنا هو أداة من مجموعة أدوات‪ ،‬ويقول ميشيل فوكو إن‬ ‫الثورة اإليرانية انتشرت بشريط الكاسيت‪ ،‬ولم يقل إن‬ ‫شريط الكاسيت «الذي كان في حينه إعالما بديالً» هو الذي‬ ‫صنع الثورة! لذلك إن هذه اإلرادة بدون وسائل اإلعالم اجلديد‬ ‫قد ال تساوي شيئاً‪ ،‬والعكس صحيح! فما جرى هو نتاج‬ ‫عوامل تفاعلت مع بعضها لتنتج لنا تغييرا بإسلوب لم‬ ‫يعهده عاملنا العربي من قبل‪ ،‬وغ ّير أمناط حياتهم‪ ،‬مضفيا ً‬ ‫عليها مزيدا ً من التفاعل‪ ،‬والتواصل‪ .‬فهل من سبيل إلى‬ ‫جهد منظم‪ ،‬لتوظيفه من أجل قضيتنا العادلة كما يفعل‬ ‫أعداؤنا من أجل قضاياهم غير العادلة؟!‪.‬‬ ‫وأصبحنا بفضل هذه الثورة أمام إعالم جديد ال يحتاج‬ ‫إلى أي رأسمال‪ ،‬كل رأسمالك هو هاتفك النقال وكاميرا‬ ‫وحاسوبك الشخصي‪ .‬وال ميكن لإلعالم اجلديد االستغناء‬ ‫عن اإلعالم التقليدي‪ ،‬وأنه لن يتحقق له الرواج إال إذا‬ ‫استخدمه اإلعالم التقليدي وأشار إليه ونقل عنه‪ ،‬فالكثير‬ ‫من األحداث كان السبق فيها للمدونني أو لبعض املواقع‬ ‫اإللكترونية‪ .‬ويعتقد الكثيرون أن اإلعالم اجلديد هو اإلعالم‬ ‫القادم‪ ،‬فالكثير من التلفزيونات اليوم ميكن توقف بثها‬ ‫املباشر وتعرض خدماتها على اإلنترنت‪ ،‬وأصبح الكثير من‬ ‫القنوات التلفزيونية لديها حسابات مثال على الـ(‪)YouTube‬‬ ‫و الـ(‪ )Facebook‬و الـ(‪.)Twitter‬‬ ‫وللتغيير ضريبته احلتمية‪ ،‬التي تتس ّبب في إحداث‬ ‫تراجعات ظرفية على الصعد السياسية واالقتصادية‬


‫واالجتماعية واإلعالمية‪ ،‬وهو أمر طبيعي ناجت عن كون‬ ‫حلظة التغيير «حلظة مراجعة تأريخية حلاضر الشعوب‬ ‫ومستقبلها»‪ ،‬فإما أن تكون قادرة على تقرير مصيرها‬ ‫وبناء مستقبلها الدستوري الذي ّ‬ ‫ينظم عالقة حاكمها‬ ‫مبحكوميها بعدهم «مصدر الشرعية األساس»‪ ،‬والقضاء‬ ‫على آليات تكريس الظلم والقهر واالستبداد والفساد‬ ‫وهشاشة الدولة وتآكلها‪ ،....‬واستبدالها بآليات وأدوات‬ ‫تنظيم احلريات وإعمالها وإعالء قيم احلرية وتقديسها‪،‬‬ ‫وتطوير دور اإلعالم والرقي به‪ ،‬لدرجات اإلحترافية املوضوعية‬ ‫والشفافية والنزاهة‪ ،‬وتنظيم االقتصاد واجملتمع بالقضاء‬ ‫على الفساد واملظاهر الالأخالقية التي ك ّرسها التس ّلط‪.‬‬ ‫للرسالة اإلعالمية العربية «التغييرية» دور كبير في‬ ‫عدة دول عربية في سياق ما يعرف‬ ‫إجناح الثورات التي عرفتها ّ‬ ‫بـ»الربيع العربي»‪ ،‬فاإلعالم كان وال يزال منذ ولوج «زمن‬ ‫الشعبي العارم» مطلع السنة ‪ ،2011‬الوسيلة‬ ‫الغضب‬ ‫ّ‬ ‫الرئيسة في املطالبة باحلريات الدميقراطية والدفاع عن‬ ‫ضد سياسات وممارسات النظم الشمولية‬ ‫حقوق اإلنسان‪ّ ،‬‬ ‫العربية وحكومات التسلط اجلائرة‪ ،‬التي مارست «قمعا‬ ‫استمد قوته من الدعم‬ ‫شرعي»‪،‬‬ ‫عنف ّيا وسلطويا غير‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اخلارجي على حساب الشرعية الشعبية خالل عقود طويلة‬ ‫ّ‬ ‫من الزمن‪ ،‬دون أية قدرة على استشراف حلول موعد ثورة‬ ‫الشعوب العربية‪ ،‬التي لطاملا وصفت بأرذل النعوت‪ ،‬بأنّها‪:‬‬ ‫لولي النعم‪،‬‬ ‫«مزارع نائمة‪ ،‬قطعان مس ّيرة‪ ،‬رعاع خاضعة‬ ‫ّ‬ ‫بحجة أنّها لم‬ ‫ضمائر مستلبة وأرواح مسحورة‪ ...‬وغيرها»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تستطع أن حتاكي جتارب الشعوب احل ّية واحل ّرة‪ ،‬في املطالبة‬ ‫احلقيقي وضمان احلريات الدميقراطية الدستورية‪،‬‬ ‫بالتغيير‬ ‫ّ‬ ‫التي تدعم «العبور نحو التحديث السياسي واالجتماعي‪.‬‬ ‫فحدث التغيير في دولنا العربية‪ ،‬في ّ‬ ‫ظل مفارقات غريبة‪،‬‬ ‫فحني يقوم زعيم البالد الذي تو ّلى قيادة شعب بأسره لعقود‬ ‫طويلة‪ ،‬بوصف شعبه بأنّه «فئة خارجة عن القانون»‪ ،‬بعد‬ ‫أن وصفه في خطابه الدمياغوجي خالل العهود السابقة‬ ‫«بالشعب العظيم»‪ ،‬ويأمر قوات األمن بإطالق النار على‬ ‫املتظاهرين‪ ،...‬ستكون الرسالة اإلعالمية حتت اختبار جديد‬ ‫ملهنيتها واحترافيتها‪ ،‬أل ّن الوقوف على احلياد لن يقف حائال‬ ‫أمام اتهام الصحافة بأنّها لم تعمل على كشف أخطاء‬ ‫السلطة‪.‬‬ ‫لكن بالرغم من ذلك‪ ،‬ال تزال التجارب اإلعالمية‬ ‫العربية‪ ،‬تعاني من قصور وتراجع كبير نتيجة انقسامها‬ ‫على أمناط أيديولوجية عدة‪ ،‬فاإلعالم الرسمي ّ‬ ‫ظل خاضعا‬ ‫للقوانني الداخلية املعتمدة في الدول العربية‪ ،‬اذ أضحت‬ ‫معظم احلركات النقابية اإلعالمية في القطاع العمومي‬ ‫على عالقة بالسلطة‪ ،‬إضافة إلى نوع جديد من القنوات‬ ‫الدينية غير املوضوعية التي يصعب التحكم فيها‪ ،‬وفي‬ ‫مضامني رسالتها اإلعالمية ورؤاها سوى بالقوانني الداخلية‬ ‫املعتمدة في الدول العربية‪ .‬إضافة إلى نوع مختلف‬ ‫من الفضائيات العربية التي لم تستطع أن تقدم فصال‬

‫واضحا بني رسالتها احملايدة واالنتماءات األصلية لها‪ ،‬إذ لم‬ ‫حد الساعة‪ ،‬أ ّية مواقف محايدة لقنوات عربية‬ ‫نلمس إلى ّ‬ ‫مشهورة كقناتي (اجلزيرة القطرية والعربية السعودية) في‬ ‫نقد سياسات قطر واململكة العربية السعودية‪ ،‬بالرغم‬ ‫من أ ّن أولى قرائن العجز اإلعالمي لهاتني القناتني اللتني‬ ‫تدعيان احلياد واالحترافية‪ ،‬هو جتنّب مناقشة العالقات‬ ‫اخلليجية مع الغرب‪ ،‬ومواقف الدول اخلليجية من الدولة‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬فضالً عن موضوعات حساسة تتعلق بداخل‬ ‫البالد‪ ،‬كالقواعد العسكرية األميركية‪ ،‬وعدم وجود أحزاب‪،‬‬ ‫والتسلط احلكومي على البرملان كما يحدث في الكويت‬ ‫مرارا ً وتكراراً‪ ،‬أو حتى قضايا بسيطة كقضية قبائل الـ‪:‬‬ ‫«بدون» في الكويت الذين ال يتمتعون بحقوق املوطنة‪....‬‬ ‫وغيرها من القضايا السيادية التي ينشغل عنها اإلعالميون‬ ‫في قطر والسعودية وبقية الدول اخلليجية‪.‬‬ ‫وعند ظهور مواقع التواصل‪ ،‬فإن العرب إجماال قاموا‬ ‫باستخدامه اوال‪ ،‬وقبل كل شيء‪ ،‬كأداة للطرح السياسي‪،‬‬ ‫وذلك لعدم وجود اعالم محايد او مؤسسات للمجتمع‬ ‫املدني او نشاط سياسي في الشارع العربي‪ .‬ولكن هناك‬ ‫مبالغة في الدور الفعلي ملواقع التواصل في تغيير واقع‬ ‫السياسة‪ .‬وإن دور اعضاء مجموعات فيسبوك او املشاركني‬ ‫هو في غالب االحيان رمزي‪ ،‬وال يتعدى حدود الشكليات‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬فإن النشاط السياسي في االنترنت ال يترجم‬ ‫بالضرورة الى تغيير او نشاط سياسي فعلي في الشارع‬ ‫العربي‪ .‬وبالرغم من النشاط الكبير على االنترنت في مصر‪،‬‬ ‫اال ان التغيير السياسي احلقيقي لم يولد في االنترنت‪ ،‬بل‬ ‫ولِ َد في الشارع‪ ،‬وجاء االعالم اجلديد مكمال له‪ ،‬وهذا بسبب‬ ‫االمية التي تعاني منها الشعوب العربية‪.‬‬ ‫وقام اإلعالم اجلديد بدور ملموس في حشد وتوجيه‬ ‫املتظاهرين‪ ،‬لكنه لم يكن مفصليا في تسيير االحداث‪ .‬في‬ ‫مصر‪ ،‬استمرت املظاهرات بشكل كبير بعد قطع خدمات‬ ‫االنترنت‪ .‬وكذلك‪ ،‬في اليمن‪ ،‬يقتصر عدد مستخدمي‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي على عدد صغير‪ ،‬ال يواكب حجم‬ ‫االحداث في الشارع اليمني‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن حشد املتظاهرين‬ ‫وتوجيههم لم يتم بشكل اساس عن طريق االعالم اجلديد‪.‬‬ ‫ولكن نقطة االتفاق الرئيس هي عن دور اإلعالم اجلديد في‬ ‫إيصال صوت الشارع العربي الى أنحاء العالم‪ ،‬من دون شك‪،‬‬ ‫كان ألفالم يوتيوب «والنشاط التويتري» دور كبير في حشد‬ ‫االهتمام الدولي لقضايا االستبداد في بعض دول العالم‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫وال يزال دور احلكومات العربية في االعالم اجلديد غامضا‪،‬‬ ‫وقد يؤدي وجودها في مواقع التواصل االجتماعي الى تغيير‬ ‫شكل املداوالت السياسية‪ .‬ففي املستقبل القريب‪ ،‬اذا كان‬ ‫هناك توظيف مثالي من قبل احلكومات العربية فسيكون‬ ‫هناك وجه آخر مختلف متاما ً لالعالم عما نعيشه اليوم‪.‬‬ ‫وفي حال انخراط الناشطني في مؤسسات اجملتمع املدني‪،‬‬ ‫فإن الطرح السياسي على تويتر وغيره سيصل الى مرحلة‬

‫اتصاالت‬

‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪45‬‬


‫اتصاالت‬

‫اكبر من النضج الفكري‪ .‬سيؤسس اجملتمع املدني الى‬ ‫خطاب سياسي جديد وسيكون له أثر في املداوالت القائمة‬ ‫اليوم على مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫واالعالم اجلديد هو باختصار مرحلة انتقالية من الركود‬ ‫الى الوعي السياسي‪ ،‬وبالتأكيد مرحلة انتقالية في تغيير‬ ‫شكل احلكومات العربية واجملتمع املدني‪ .‬لذلك‪ ،‬فإننا قد نرى‬ ‫في املستقبل القريب ركودا سياسيا في مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي‪ ،‬يعوض عنه بنشاط حقيقي في منظمات‬ ‫اجملتمع املدني والعملية السياسية‪.‬‬ ‫وتتأتى القابلية على التغيير من املقدرة على ذلك‪,‬‬ ‫والتمكن من إدراكه‪ ,‬أيا ما تكن املعوقات‪ .‬ويجند الفرد كما‬ ‫اجلماعة مبوجبه‪ ,‬قدراتهما على العطاء والتضحية‪ ,‬حتى‬ ‫وإن تطلب األمر لبلوغ ذلك‪ ,‬التسليم في الرزق أو الطموح‬ ‫أو احلياة‪ ,‬ألن املطلب أقوى بكثير‪ .‬القابلية هنا ال حتتكم‬ ‫إلى مصلحة خاصة‪ ,‬فردية ومباشرة‪ ,‬وال تنبني على تطلع‬ ‫إلدراك هذه املنفعة الذاتية أو تلك‪ ,‬مادية كانت أو رمزية‪،‬‬ ‫إنها مصلحة اجلماعة واجملموعة‪.‬‬ ‫وما أفرزته األحداث اجلديدة في منطقة الشرق األوسط‪،‬‬ ‫والتي لم يجرِ توصيفها علميا ً بعد‪ ،‬هل هي ثورات شعبية‪،‬‬ ‫أم حركات تغيير‪ ،‬أم احتجاجات شعبية‪ ...‬جتاوزت األطر‬ ‫األيديولوجية ملثيالتها سابقاً‪ ،‬فما يحدث نتج جراء اليأس‬ ‫الذي يصيب الشباب من أن الثروات املادية التي ميلكها‬ ‫احلكام العرب‪ ،‬والتي يسخرها الغرب لصالح شعوبه‪ ،‬لم‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪46‬‬

‫تأت بأي نفع على شعوبنا العربية‪ ،‬هذا اليأس املتراكم ال‬ ‫يحتاج إلى أي فكر ثوري يشحذ همم الناس بقدر ما يحتاج‬ ‫إلى مشاركة اخملتلفني في الرأي للمشاركة في احلال‪ ،‬وهذا ما‬ ‫ظهر واضحا أن املظاهرات التي جرت في العراق ألغت عمليا‬ ‫مفهوم الطوائف والديانات والفئات القومية‪ ،‬وأعطت مثاال‬ ‫أن مثل هذه التقسيمات هي من صنع السياسيني وليس‬ ‫من صنع الواقع العراقي‪.‬‬ ‫وعلينا أن نفهم أن للتغيير ثقافته‪ ،‬وال ميكن أن نفرض‬ ‫على أي تغيير شعبي كبير ومتعدد األطراف أية ثقافة‬ ‫مسبقة‪ ،‬شخصيا تابعت مواقف األحزاب التقدمية من‬ ‫األوضاع في تونس ومصر والعراق والسودان واليمن‪ ،‬فوجدت‬ ‫أن هذه األحزاب تريثت في املواقف‪ ،‬ولكنها أيدت التغيير‪،‬‬ ‫هي ال تريد أن تكون بديال عن حركات الشباب‪ ،‬وفي الوقت‬ ‫نفسه ال تريد أن تتسلم قيادة الشباب‪ ،‬فشعارات اليوم من‬ ‫املرونة والوضوح لم جتد لها بعد أرضية مفاهيمية‪ ،‬وقد‬ ‫شهدنا في ميدان التحرير في مصر كيف أن النكتة حتولت‬ ‫إلى شعارات‪ ،‬وكانت مؤثرة في استقطاب اإلعالم‪ ،‬هذا‬ ‫املوقف اجلدلي سيكون هو األكثر صوابا من املواقف التي‬ ‫تقف ضد التغيير‪ ،‬أو تلك التي ال يعنيها التغيير‪ .‬وبالتأكيد‬ ‫لدينا في العراق هذه املواقف كلها‪ ،‬وعلى الشباب أن يعوا‬ ‫جيدا أن جناح أية مواقف ال يعني نهاية الصراع‪ ،‬ومشروع‬ ‫الشباب الثوري دون غيره ال يقف عند إجناز أو شكل حكم‪،‬‬ ‫بل يستمر دون توقف‪ ،‬السيما في منطقة لم حتصل من‬


‫التقدم واحلداثة إال القليل‪..‬‬

‫خامتة في سوسيولوجيا اجملتمع الرقمي‬ ‫لم يرفع الفكر العربي املعاصر معرفيا من شأن فكرة‬ ‫االتصال‪ ،‬ليظهر علينا االتصال الرقمي مع بداية األلفية‬ ‫دون سالح معرفي نحتمي به‪ .‬وال تكمن قيمة االتصال فيما‬ ‫حتويه الفكرة من قيمة علمية أو سياسية‪ ،‬أي ما في اإلنتاج‬ ‫الفكري من صحة أو خطأ بل في التسويق لها‪ ،‬حسب‬ ‫املفهوم احلديث للمعرفة لتداول مضامينها‪ ،‬ليترك احلكم‬ ‫للمجتمع وحده وهل به املناعة الثقافية الكافية «لغربلة»‬ ‫املضامني قبل احلكم على الوعاء‪ .‬أن احلكم القيمي على‬ ‫األفكار هو حكم قيمي على التقنية أيضا التي ال يجب أن‬ ‫نحد من انتشارها وإال ستنمو سوقا سوداء ألفكار متطرفة‪،‬‬ ‫وإرهابية‪ .‬وتاريخيا ً ال ميكن أن نتجاهل أن احلكم القيمي ذو‬ ‫اخللفية الدينية أو السياسية أو الثقافية هو الذي كان وراء‬ ‫إقصاء أكثر من فكرة داخل اجملتمعات العربية باسم الدين‬ ‫أو الهوية أو معاداة االستعمار أو اإلمبريالية‪.‬‬ ‫إن التالقح احلضاري الذي و ّلده انتقال املعلومة عبر‬ ‫االنترنت قد رسخ قيم وثقافة البلد املص ِّدر للمعلومة‬ ‫والتكنولوجية في آن واحد‪ ،‬وينشأ عن هذه احلتمية‬ ‫التكنولوجية حالة ما يسمى بالصدمة االلكترونية التي‬ ‫سرعان ما تتحول بالبلدان املستوردة من االنبهار بالواقع‬ ‫االفتراضي إلى االصطدام بالواقع احلقيقي للبلد املص ِّدر‪.‬‬ ‫ولعل من بني األسباب القوية للتفاوت الرقمي بني دول‬ ‫الشمال واجلنوب يحتل عامل األمية املسؤولية واسهم في‬ ‫اتساع الهوة الرقمية‪.‬‬ ‫وايضا ً عربيا يعود سبب تعطل آلة التسويق لتبادل‬ ‫األفكار إلى عنصرين متالزمني ميكن تلخيصهما في‬ ‫إشكالية وعي احلرية وإدراك التقنية وهي معضلة فكرية‬ ‫إجرائية في كيف ميكن أن نفهم أن ال قيمة للفكرة مهما‬ ‫كانت طبيعتها إال إذا شاعت بني الناس‪.‬‬ ‫وحتى ميكن بلوغ ذلك فال بد أن تكون حركة الوسائط‬ ‫احلاملة لألفكار»التقنية» شائعة امللكية وحتررية من حيث‬ ‫املضمون‪ .‬إن تخلف الدميقراطية وممارستها في الوطن العربي‬ ‫ال يعود فقط إلى حصرها في بوتقة الشعار السياسي‪ ،‬بل‬ ‫إن التخلف الدميقراطي يعود أيضا إلى تخلف في فهم‬ ‫أوعية الدميقراطية ووسائطها في الفكر العربي‪ .‬ويؤدي هذا‬ ‫الرفض إلى نبذ انتشار الفكر وشيوعه وتداوله ألن التداول‬ ‫على السلطة وهو العمود الفقري للدميقراطية باملفهوم‬ ‫احلديث ما هو إال تداول على أفكار وتصورات ومناهج في‬ ‫كيفية إدارة الشأن العام بعد أن يقول الشعب كلمته في‬ ‫من ينوبه عبر االقتراع‪ .‬وال قيمة لالقتراع الذي يضفي إلى‬ ‫تداول السلطات والرؤساء والبرملانات واحلكومات إذا لم‬ ‫تتوافر معركة فكرية عادلة على واجهة وسائل اإلعالم‬ ‫التي هي الفيصل في تقريب صورة كل طرف سياسي إلى‬ ‫املواطن مهما كانت خلفيته الثقافية عن مشكالت الشأن‬

‫العام‪.‬‬ ‫وإن إعالما واتصاال ال يسهم في حتديد أوليات اجملتمع‬ ‫السياسية والثقافية واالقتصادية ال ميكنه أن يكون فاعال‬ ‫في أي مشروع يسعى لتداول سلمي على السلطة كنتيجة‬ ‫حتمية لتداول أهم التصورات حول كيف ندير الشأن العام‬ ‫باالعتماد على الرأي العام الذي تسهم وسائل اإلعالم احلرة‬ ‫في بلورته بشكل محايد وموضوعي بعيدا عن أي توظيف‬ ‫اقتصادي أو سياسي‪.‬‬ ‫وميكننا القول أيضا بأن هذه الشبكات قد اسهمت في‬ ‫رفع مستوى الوعي لدى الشعوب‪ ،‬وتأكدها من أنها هي‬ ‫مصدر الشرعية‪ ،‬متنحها ملن تشاء وتزيحها متى بدا لها‬ ‫ذلك‪ .‬وأن هذه الشبكات قد أفرزت قيما جديدة‪ ,‬لعل أهمها‬ ‫باملطلق القبول باآلخر في تنوعه واختالفه وتباينه‪ ,‬مادامت‬ ‫املطالب موحدة واملصير مشترك‪ .‬وميكننا القول باحملصلة‪،‬‬ ‫إن هذه الشبكات أبانت بأن ثمة شعوبا حية ويقظة‪ ,‬حتى‬ ‫وإن خضعت لعقود من الظلم واالستبداد‪.‬‬

‫اتصاالت‬

‫املصادر‬ ‫ مجموعة مؤلفني‪(،‬التقرير العربي األول للتنمية‬‫الثقافية)‪ ،‬بيروت‪ ،‬مؤسسة الفكر العربي‪2008 ،‬م‪.‬‬ ‫ جون هارتلي وآخرون‪( ،‬الصناعات اإلبداعية)‪ ،‬ترجمة‪:‬‬‫بدر السيد سليمان الرفاعي‪ ،‬الكويت‪ ،‬عالم املعرفة‪2007 ،‬م‪،‬‬ ‫ج‪.1‬‬ ‫ د‪ .‬عباس مصطفى صادق‪« ،‬االعالم اجلديد‪ :‬املفاهيم‬‫والوسائل والتطبيقات»‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الشروق‪2008 ،‬م‪.‬‬ ‫ أوجلا جوديس بيلي‪ ،‬بيلي كاميرتس‪ ،‬نيكوكاربنتيير‪،‬‬‫«فهم اإلعالم البديل»‪ ،‬ترجمة‪ :‬عال أحمد إصالح‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫مجموعة النيل العربية‪2009 ،‬م‪.‬‬ ‫ د‪ .‬نصر الدين لعياضي‪« ،‬الرهانات االبستمولوجية‬‫والفلسفية للمنهج الكيفي‪ /‬نحو أفاق جديدة لبحوث‬ ‫اإلعالم واالتصال في املنطقة العربية»‪ ،‬أبحاث املؤمتر الدولي‪،‬‬ ‫«اإلعالم اجلديد‪ :‬تكنولوجيا جديدة‪ ...‬لعالم جديد»‪ ،‬جامعة‬ ‫البحرين‪ ،‬من ‪ 9-7‬ابريل ‪2009‬م‪.‬‬ ‫ د‪ .‬جمال الزرن‪« ،‬هندسة املكان اإلفتراضي منتجة‬‫خلطاب ثقافي»‪ ،‬مدونة مقعد وراء التلفزيون‪ :‬اإلعالم‬ ‫واالتصال واجملتمع‪.‬‬ ‫‪http://www.jamelzran.jeeran.com‬‬ ‫ د‪.‬عبد اهلل الزين احليدري‪((،‬ما املقصود بالزمن‬‫امليدياتيكي؟))‪ ،‬مدونة أجيال‪.‬‬ ‫ د‪ .‬بهاء الدين محمد مزيد‪« ،‬اجملتمعات االفتراضية‬‫بديالً للمجتمعات الواقعية‪ /‬كتاب الوجوه منوذجاً»‪ ،‬جامعة‬ ‫االمارات العربية املتحدة‪2012 ،‬م‪.‬‬ ‫ د‪.‬علي محمد رحومة‪( ،‬االنترنت واملنظومة التكنو‪-‬‬‫اجتماعية)‪ ،‬بيروت‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪2007 ،‬م‪.‬‬ ‫ د‪.‬جمال الزرن‪( ،‬تدويل االعالم العربي‪ ،‬الوعاء ووعي‬‫الهوية)‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار صفحات‪2007 ،‬م‪.‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪47‬‬


‫اتصاالت‬

‫الثورة املعلوماتية و إدارة العمل‬

‫ترمجة وإعداد‪ :‬نور عبداجلبار‬ ‫بقلم‪ :‬ناتالي بريغ‬ ‫عن‪ :‬جملة فوربس‬ ‫أنا في منزلي‪ ..‬أجلس اآلن في غرفة املعيشة‪ ..‬أتواصل‬ ‫مع اجلميع‪ ..‬أكتب وأتراسل مع العاملني في شركتي‪ ..‬أراهم‬ ‫بشكل مباشر‪ ،‬أتابع جميع أعمالهم‪ ..‬أحتدث مع زوجتي‬ ‫وأبنائي‪ ..‬وأجتمع مع العمالء‪ ..‬أعقد الصفقات وأتواصل‬ ‫مع آخرين في الطرف اآلخر من العالم‪ ..‬كل هذا يحدث‬ ‫بلمسة زر أو بإشارة من اليد‪ ،‬أو حتى إمياءة من الرأس‪..‬‬ ‫إنه ليس مقطعا ً من فيلم خيال علمي‪ ،‬وال قصة تتحدث‬ ‫عن عاملنا بعد ‪ 100‬عام‪ ..‬إنه ما يحدث في عاملنا‪ ،‬وحتديدا ً‬ ‫في أميركا وأوربا وبعض دول آسيا‪ ..‬فصار بإمكان املديرين‬ ‫االجتماع مبوظفيهم من خالل الشاشات ومتابعة جميع‬ ‫األعمال وهم جالسون في منازلهم‪ ...‬إنها التكنولوجيا‪،‬‬ ‫نعم التكنولوجيا‪..‬‬ ‫لقد اختصرت الثورة التكنولوجية املسافات‪ ،‬حتى بدأ‬ ‫مفهوم البعد اجلغرافي يتالشى‪ ،‬وصارت معظم األعمال‪،‬‬ ‫وفي بعض األحيان أهمها‪ ،‬تنجز دون احلاجة للقاء مباشر‬ ‫(وجها ً لوجه)‪ ,‬إذ يعتمد تواصل اليوم على املؤمترات الصوتية‪،‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪48‬‬

‫ورسائل البريد االلكتروني‪ ،‬التي ترسم صورة ذهنية‬ ‫لشريكك في اجلهة األخرى‪ ،‬وتضيف عامل التشويق من أجل‬ ‫معرفتها‪ .‬ولطاملا اشتكى رجال األعمال من وسائل االتصال‬ ‫التكنولوجية احلديثة‪ ،‬التي أصبحت متثل قاعدة أساسية‬ ‫في حياتهم اليومية‪ ,‬لكن بوجود الكثير من العاملني حول‬ ‫العالم‪ ،‬ممن ينضوون حتت مسمى (الفرق االفتراضية)‪ ،‬أصبح‬ ‫من الضروري أن يعتمد رجال األعمال في كثير من عالقاتهم‬ ‫العملية‪ ،‬واالجتماعية على التكنولوجيا‪ ,‬وهذا األمر ال ميثل‬ ‫حلقة سيئة مادام هذا االستخدام يندرج ضمن االجراءات‬ ‫واالستخدامات الصحيحة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يقول كيث فيرازي‪ ،‬وهو الكاتب االكثر مبيعا للكتب‪،‬‬ ‫وصاحب كتابي (ال تأكل وحدك) و(من يحمي ظهرك؟)‪:‬‬ ‫«ازدهر التعاون التكنولوجي خالل الـ‪ 20‬عاما ً املاضية‪ ,‬بيد‬ ‫اننا حافظنا على التمثيل سلوكيا ً كما كنا نفعل عندما‬ ‫كنا نلتقي وجها ً لوجه‪ ،‬كما اتضح‪ ,‬أن االجابة على كل‬ ‫الشكاوى حول تطوير مكان العمل لم تكن ألجل التخلي‬


‫عن التكنولوجيا‪ ،‬بل لتطوير التكنولوجيا جلعلها تعتمد‬ ‫على البشر بشكل أكبر»‪.‬‬ ‫يقول ريك بوسكار نائب الرئيس االول خلبرة العمالء‬ ‫وخدمات الوحدة‪« :‬على الناس أن ينالوا جتربة أكثر امتاعاً‪،‬‬ ‫وعلى مستوى واحد من الشفافية»‪.‬‬ ‫ظهرت اآلن أجياال ً جديدة من تكنولوجيا االتصاالت‪،‬‬ ‫التي تضع طرقا ً وآليات جديدة للعمل في جميع أنحاء‬ ‫العالم‪ ,‬وهذا ما يسميه بوسكار «نقلة حركية وثقافية في‬ ‫السوق»‪ ،‬وهي جتعل من مكان العمل بيئة مليئة بالراحة‬ ‫واملتعة‪ .‬ومن منّا ال يريد العمل في تلك البيئة؟‬

‫العمل من داخل املنزل‬ ‫نحن نعيش في موقع عمل عاملي‪ ،‬حيث املساحات‬ ‫اختصرت‪ ،‬وأصبح الوقت مختصرا ً بشكل كبير‪ ,‬حتى‬ ‫أصبح مكان العمل‪ ،‬في كثير من األحيان‪ ،‬هو املنزل‪ ،‬وبسبب‬ ‫تطور التكنولوجيا اخلاصة بتسريع آليات إجناز األعمال‪ ،‬صار‬ ‫بإمكان الزوج‪/‬الزوجة‪ ،‬وهو يجلس الى مائدة الطعام أن‬ ‫يرسل كل أعماله عبر البريد االلكتروني‪ ،‬وأن يتواصل مع‬ ‫العمالء‪.‬‬ ‫يقول فيرازي‪« :‬لقد صار بإمكانك أن حتضر مؤمترا ً خارج‬ ‫بلدك‪ ،‬كما ميكن أن تاخذ أوالدك‪ ،‬في نفس اليوم‪ ،‬ملشاهدة‬ ‫لعبة كرة قدم»‪ .‬ويضيف «ميكنك فعل ذلك بواسطة‬ ‫االنترنت»‪.‬‬ ‫كلما تطورت هذه التكنولوجيا‪ ،‬واحتضن املوظف‬ ‫فكرة جلب العمل الى جهازه‪ ,‬صار املوظف اكثر ارتباطا ً‬ ‫مبكان عمله‪ ,‬حاله حال حساباته على مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫إ ّن احتضان فكرة مكان العمل املتنقل تصبح إلزامية‬ ‫على نحو متزايد‪ ,‬ففي عناصر النشر الرقمي لـ»تك ترندز‬ ‫‪ »2013‬تتوقع ديلويت (وهي واحدة من أكبر شركات اخلدمات‬ ‫املهنية في العالم وتعد واحدة من الشركات األربع الكبار‬ ‫في هذا اجملال) أن قوة العمل العاملية ستتجه فقط الى‬ ‫«العمل املتنقل»‪.‬‬ ‫التعاون األوثق‬ ‫اعتاد معظمنا على أن يكون التعاون في غرف واسعة‬ ‫حتتوي على شاشات توضيحية‪ ،‬يتم من خاللها عرض‬ ‫خطط العمل او مقاطع فيديوية‪ ,‬أما اآلن‪ ،‬وبسبب الثورة‬ ‫العلمية والتكنولوجية أصبح اجلميع يعتمد على الوثائق‬ ‫التي يحررها عدة اشخاص في جميع انحاء العالم وفي‬ ‫نفس الوقت‪ ،‬فيتشاركون البيانات املرئية عبر الفيديو أو‬ ‫غيره من وسائل االتصال‪.‬‬ ‫يقول بوسكار (أحد رواد عالم األعمال)‪« :‬إن ‪ %79‬من‬ ‫الناس يعملون في فرق افتراضية‪ ،‬ومن الشيق ان تكون‬ ‫بعض املنظمات تستخدم أدوات األمس الكالسيكية»‪.‬‬ ‫ويظن البعض أن مكان العمل االفتراضي قد ال يحقق‬

‫االنتاجية التي يحققها استخدام اجليل األول (الكالسيكي)‬ ‫من أداوت االتصال‪ .‬وقد أشار بوسكار إلى هذا األمر عندما‬ ‫وضح الطريقة التي اختبر من خاللها نظريته مع فريقه‬ ‫اخلاص‪ ،‬إذ قال‪« :‬خالل احد اتصاالتي الهاتفية التي جتري‬ ‫الساعة السادسة صباحا ً مع فريقي اخلاص‪ ,‬قررت أن يكون‬ ‫هذا االتصال عن طريق االتصال الفيديوي‪ ،‬ومن خالل هذا‬ ‫االتصال استطعت أن أك ّون بيئة عمل تعاونية‪ ,‬وتطلب هذا‬ ‫األمر ‪ 60‬دقيقة‪ ،‬في حني االتصال الصوتي كان يستغرق ‪90‬‬ ‫دقيقة‪ ،‬ومتكنت من رؤية كل واحد من العاملني‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫انهم كانوا يصغون إلى كل ما قلته بشكل ممتاز»‪.‬‬ ‫ويضيف بوسكار‪« :‬انه ليس مجرد فيديو يجمع الناس‬ ‫سوية‪ ،‬انه إحدى وسائل التواصل االجتماعي»‪.‬‬ ‫ان احلقيقة املدهشة حول وسائل التواصل االجتماعي‬ ‫هي انها متأل الفجوة البشرية الباردة بالنسبة للكثير من‬ ‫العاملني حول العالم‪ .‬ومثال ذلك هو أحد عمالء فيرازي‪،‬‬ ‫وهي مستشارة تعمل من منزلها منذ ‪ 20‬عاماً‪ ،‬وقد شهدت‬ ‫الظاهرة نفسها‪ ،‬حيث تقول‪« :‬لطاملا شعرت أ ّن هناك شيئا ً‬ ‫مفقودا ً في عالقتي مع زبائني حتى جاء الفيسبوك»‪.‬‬ ‫يقول فيرازي‪« :‬لقد وجدت هذه العميلة القدرة على‬ ‫التحدث على شبكة التواصل االجتماعية مع فريقها‪،‬‬ ‫واصبحت قادرة على مراسلتهم خالل املؤمترات الهاتفية‪،‬‬ ‫وأشعرتها مشاهدتهم عبر الفيديو أنهم ليسوا أناسا ً‬ ‫غرباء‪ ،‬بل إنهم بعض أصدقائها املقربني»‪.‬‬ ‫ويبني فيرازي أن أحد املسببات الرئيسة الرتباط املوظف‬ ‫بعمله هو وجود صديق مقرب له في العمل‪ ,‬وحتى في‬ ‫جميع انحاء العالم فإن العالقات احلقيقية التي تتكون‬ ‫على شبكات التواصل االجتماعي تعطي تأثيرات حقيقية‬ ‫على االنتاجية‪.‬‬

‫اتصاالت‬

‫االتصاالت املوحدة‬ ‫إن التواصل االفتراضي (املتنقل) أمر رائع‪ ,‬واالتصال عبر‬ ‫الفيديو مفيد‪ ,‬واالرتباط االجتماعي يعزز االنتاجية‪ ,‬ولكن‬ ‫هذا يبدو مثل فوضى رقمية ضخمة يصعب تتبعها‪.‬‬ ‫إنها كذلك بالفعل‪ ,‬لقد وجدت دراسة أجراها معهد‬ ‫ماكينزي العاملي أ ّن املوظفني من ذوي املهارات املعرفية‬ ‫العالية يقضون ‪ %19‬من معدل عملهم االسبوعي يبحثون‬ ‫كم ال يصدق من واقع االنتاجية‬ ‫ويجمعون املعلومات‪ ،‬وهذا ٌّ‬ ‫الضائعة‪.‬‬ ‫يقول فيرازي‪« :‬إن ما يفعله اجليل اجلديد من األنظمة‬ ‫االساسية هو احلصول على املعلومات في آن واحد‪ ,‬إذ إنك‬ ‫تأخذ كل ما حتتاجه حلظة العمل التي متارسها»‪.‬‬ ‫ويسمي بوسكار هذه الظاهرة بـ(مسلك الفكرة)‪ ,‬ويبني‬ ‫أن هذه التشكيلة الرقمية من البيانات تتضمن مالحظات‬ ‫من مؤمترات صوتية‪ ،‬وتسجيالت مؤمترات فيديوية‪ ،‬ونصوص‬ ‫كل احملادثات وهذا يجعلها تيارا ً واحداً‪ ،‬ميكن استرجاعه‬ ‫بنقرة واحدة على جهاز احلاسوب‪.‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪49‬‬


‫اتصاالت‬

‫ما بعد العوملة‪..‬‬

‫التكنولوجيا بأبسط تعريفاتها هي حتويل العلوم التطبيقية إىل عمل‪ ،‬وتطور هذا (املصطلح)‪ ،‬خالل الـ(‪)200‬‬ ‫عام املاضية‪ ،‬ليأخذ أبعاداً أخرى‪ ،‬فانتقل العمل من احمللي إىل العاملي بل تعداه ليصبح كونياً‪..‬‬ ‫فال أحد يشك أن التكنولوجيا بكل تفصيالتها‪ ،‬أصبحت تشكل الوجه الناصع القتصادات معظم البلدان‬ ‫املتقدمة‪ ،‬بل أصبحت تشكل أحد األسلحة اليت تستخدم يف احلروب االقتصادية وحتى السياسية‪ ..‬إن عوملة‬ ‫التكنولوجيا أو التكنولوجيا املعوملة رمست خارطة جديدة القتصادات العامل‪ ..‬فها هي كوريا اجلنوبية حتتل‬ ‫مركزاً متقدما بتكنولوجيا االتصاالت‪ ،‬وأصبحت تنافس دوالً مثل أمريكا واليابان‪ ،‬ودول أوروبا‪..‬‬ ‫كما ال أحد ينكر أن شركات بعينها غريت اقتصادات بلدان‪ ،‬وفتحت أمامها األبواب للوصول إىل مصاف الدول‬ ‫املتقدمة‪ ،‬فشركة (نوكيا) الفنلندية‪ ،‬احتلت مراكز متقدمة يف سوق الشركات املصنعة ألجهزة االتصاالت‪ ،‬بل‬ ‫استطاعت أن تزيح الكثري من الشركات عن طريقها‪..‬‬ ‫وألهمية هذا املوضوع وتأثريه بشكل أساس يف حياة الناس على الصعيدين االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬ستنشر‬ ‫جملة تواصل سلسلة من املقاالت تدور يف فلك تأثري التكنولوجيا على اقتصادات العامل‪.‬‬ ‫الدكتور مهدي صاحل د ّواي‬ ‫معاون عميد كلية اإلدارة واالقتصاد‪ /‬جامعة دياىل‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪50‬‬


‫اتصاالت‬

‫متارس املتغيرات الدولية املتسارعة جذبا ً غير مسبوق‬ ‫نحو العاملية مبضامينها االقتصادية والثقافية والتقانية‬ ‫على وجه التحديد‪ ،‬فبعد قراءات متأنية حلقائق العصر‬ ‫ّ‬ ‫التشكل حول‬ ‫احلالي‪ ،‬يبدو أن مرحلة جديدة قد بدأت في‬ ‫مراكز العمل املستقبلية‪ ،‬ومراكز النمو اجلغرافية‪.‬‬ ‫وقد حاول مفكرو الغرب صياغة تسمياتهم ملرحلة ما‬ ‫بعد العوملة على وفق آليات االنبعاث اجلديدة‪ ،‬او النتائج‬ ‫املتوقع حدوثها‪ ،‬ففي كتابه (املوجة الثالثة)‪ ،‬حاول كاتب‬ ‫املستقبليات األميركي (ألفن توفلر) اعتماد تعبير (املوجة)‬ ‫بدال ً عن املرحلة في رصد سمات وخصائص التط ّور‪ ،‬اذ ع ّبرت‬ ‫املوجة عن حالة الذروة التي تبلغها أية حركة اجتماعية‬ ‫من حركات التغيير التي يشهدها العالم املعاصر‪.‬‬ ‫من هنا بدأ احلديث عن املوجة الرابعة – التي توصف‬ ‫أحيانا ً بالعصر االفتراضي – بأنها تلك االمكانات واالجنازات‬ ‫الهائلة‪ ،‬التي تتعدى حدود كوكب االرض لتصبح كونية‬ ‫املدى‪ ،‬وبذلك م ّر النسق املكاني للتط ّور مبسار (مح ّلي –‬ ‫إقليمي – كوكبي – كوني)‪ ،‬مع ما يفيض عن تلك احللقات‬ ‫اجلغرافية من نتائج متس االنسان ككائن حي يبحث عن‬ ‫احللول السليمة ملشكالته املتعددة واملتط ّورة‪.‬‬ ‫إذ أضاف هذا املسار حتديات أصعب من سابقاتها عندما‬ ‫كان نطاق الوسائل واالهداف محليا ً أو إقليمياً‪ ،‬وهذه‬ ‫اإلشكالية هي إحدى نتائج مرحلة العوملة وما بعدها‪ ،‬على‬ ‫الرغم من كل االختصارات لألزمنة واألمكنة التي جاءت بها‬ ‫الثورات العلمية وآخرها تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪.‬‬ ‫وعلى قدر املسؤوليات اجلديدة فإن التعاطي مع هذه‬ ‫املرحلة التخي ّلية بحاجة الى العديد من وسائل الولوج الى‬ ‫فضاءات العاملية مبسمياتها ومضامينها‪،‬‬ ‫وقد جسد الكاتب الياباني (كينيشي أوهمي) تلك‬

‫املتطلبات التي أسماها باملنصات‪ ،‬ليجعل منها بوابات‬ ‫للدخول وبناء العالقات التفاعلية اجلديدة او املفترضة‪،‬‬ ‫ومنها‪:‬‬

‫املنصة األولى‪ :‬التكنولوجيا‬ ‫في نهاية التسعينيات حتول االنترنت من مجموعة‬ ‫اجهزة تختص بالكومبيوتر وقوائم مستقلة الى سوق‬ ‫واقعية‪ ،‬فكانت التجارة االلكترونية بصفقاتها املليارية‬ ‫جتوب العالم بلمسات االزرار السريعة‪ ،‬بل ان تلك الشبكة‬ ‫العنكبوتية مكنت الشركات الكبرى من تقدمي خدماتها‬ ‫على مدى ساعات اليوم‪ ،‬بعد ان اصبح وكالؤها يطاردون‬ ‫الزمن في عواصم العالم اخملتلفة‪ ،‬فأي مكاسب تتحقق‬ ‫وفرص التعليم والتع ّلم وحجز تذاكر السفر والتس ّوق تتم‬ ‫جميعها في أجزاء البيت الضيقة وباسترخاء تام؟‬ ‫لذا اصبحت التكنولوجيا خيارا ً ال ميكن تأجيله كما‬ ‫كان االقتصاد تقليدياً‪ ،‬وامنا اصبح اخليار االوحد بعد ان صار‬ ‫االقتصاد معرفيا ً والكترونيا ً يتجدد ويتنوع صباحا ً ومسا ًء‪.‬‬ ‫املنصة الثانية‪ :‬اللغة‬ ‫هناك لغات حية كما هي الثقافات‪ ،‬ومنذ القدم كانت‬ ‫الدعوات ملحة لتع ّلم لغة اآلخر لكسبه صديقا ً او اقصائه‬ ‫عد ّواً‪ ،‬ولكن زمن العوملة وما بعدها يجبرنا على تع ّلم‬ ‫االنكليزية لدخول العوالم اجلديدة كالعبني ومؤثرين‪ ،‬ملا‬ ‫لهذه اللغة من قاسم مشترك للتفاهمات الدولية‪ ،‬فهي‬ ‫لغة االنترنت األوسع واألكثر قبوال ً في التعامالت التجارية‬ ‫والثقافية‪ ،‬وهذه احلقيقة ال متثل تراجعا ً للمنظومة الثقافية‬ ‫احمللية بقدر ما متثل فرصة النبعاثها بوساطة (جسر اللغة‬ ‫العاملية)‪.‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪51‬‬


‫اتصاالت‬

‫املنصة الثالثة‪ :‬ثقافة أعمال عاملية‬ ‫ليس وحدها اللغة (مبعناها اللفظي) متتاز بخاصية‬ ‫(املشترك التواصلي) ما بني الناس‪ ،‬وإمنا متطلبات العصر‬ ‫اوجدت لغة اوثقافة االعمال الدولية (كمشترك تواصلي‬ ‫جديد) للتفاهم بني نخب منفذي االعمال دولياً‪ ،‬اذ تعد‬ ‫تلك الثقافة برنامج تقدم عاملي جديد مبا تقدمه من‬ ‫بيانات واسعة وشفافة للتفاهم ما بني اصحاب القرارات‬ ‫االستثمارية الرائدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فقد اعتادت تلك النخب ان تلتقي مرارا في مؤمترات‬ ‫تخصصية او ملتقيات تشاورية‪ ،‬وتستخدم رموزا ً مشتركة‬ ‫لتفعيل انشطتها الدولية‪ ،‬وبفضل ذلك اصبحت هناك‬ ‫أدبيات دولية تق ّيم وحتفز مجتمع األعمال الدولي بواسطة‬ ‫التقارير الشهرية والسنوية‪.‬‬ ‫وقد أسهمت منصات‪ ،‬التكنولوجيا‪ ،‬واللغة االنكليزية‬ ‫في إظهار تلك الثقافة على نحو مفهوم للباحثني األكادمييني‬ ‫وأصحاب القرار في جعل أفكارهم أكثر انسجاما ً مع ما‬ ‫يخططون له‪.‬‬ ‫املنصة الرابعة‪ :‬برنامج االئتمان والبطاقة الذكية‬ ‫إن التعامل مع كتلة نقدية‪ ،‬يتزايد حجمها ككرة الثلج‬ ‫املتدحرجة‪ ،‬يتطلب ابتكارات مستمرة لوسائل دفع جديدة‬ ‫صنّعت بطاقة االئتمان والبطاقة الذكية‬ ‫وآمنة‪ ،‬لذلك ُ‬ ‫ليمثال حالً سحريا ً لطرفي عملية الشراء والبيع‪.‬‬ ‫وقد تعاظمت فاعلية تلك النقود االلكترونية باعتماد‬ ‫برنامج آلة الصرف املؤمتتة لرفع إحراجات الوقت واملكان عن‬ ‫كاهل املستهلك‪ ،‬وهذا الفعل أصبح أكثر انسجاما ً مع‬ ‫متطلبات العصر االلكتروني احلالي ومستقبله القريب‪.‬‬ ‫وبوجود عمالت دولية قيادية (كالدوالر واليورو واجلنيه‪)...‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪52‬‬

‫فقد انتقلت تلك اخلدمات من إطارها احمللي الى العاملي‪ ،‬مما‬ ‫يعطي انطباعا ً نفسيا ً قبل ان يكون اقتصاديا ً على مديات‬ ‫التقارب واالنفتاح بني اسواق العالم في ظل اقتصاد معولم‪،‬‬ ‫يتهيأ مرة أخرى لدخول مرحلة جديدة‪ ،‬تتعدد مبسمياتها‪،‬‬ ‫ولكنها حتما ً ستكون أكبر من كونها عوملة‪.‬‬

‫املنصة اخلامسة‪ :‬برنامج‬ ‫موقع األقمار الصناعية العاملي‬ ‫يعد موقع األقمار الصناعية العاملي وسيلة الستعمال‬ ‫األقمار الثابتة أرضياً‪ ،‬والتي تشير من خالل أجهزة أساسية‬ ‫الى موقع االشخاص‪ ،‬وتقوم هذه املسألة على أساس‬ ‫إحصاءات العرض والطول‪ ،‬أو ميكن ردها الى معلومات‬ ‫تتعلق باألرض كاخلرائط‪.‬‬ ‫وقد مت ادخال معظم الهواتف النقالة في اليابان على‬ ‫جهاز موقع االقمار الصناعية العاملي‪ ،‬في حني نفذت الصني‬ ‫عملية ادخال معطيات العمل في معامل مدينة (شني‬ ‫يانغ)‪ ،‬وهي مثال امنوذجي لعملية القيام باألعمال خارج‬ ‫احلدود بهدف تقليص كلف االنتاج‪.‬‬ ‫إذا ً فالعالم اليوم بدأ يتعايش مع منظومة األقمار‬ ‫الصناعية في تنظيم حتركاته اليومية وبأدق التفاصيل‪،‬‬ ‫وهو ما حقق انتصارات هائلة لعلم اجلغرافية في تقصي‬ ‫حقائق االرض والغالف اجلوي‪ ،‬في حني متتع رجال االعمال‬ ‫بإدارة عاملية ملشروعاتهم عبر تلك املنظومة‪ ،‬وعلى وفق‬ ‫ذلك فإن رقمنة الظواهر أصبحت من متطلبات سير احلياة‬ ‫بأبعادها كافة‪.‬‬ ‫امام تلك املنصات وغيرها من سمات وخصائص الزمن‬ ‫القادم يحق لنا أن نتساءل‪ :‬هل هناك فرص لالنتظار؟ وهل‬ ‫هنالك فرص لالنطالق؟‬



‫تكنولوجيا‬

‫التكنولوجيا واألطفال‪ ..‬بني اإلختيار والرقابة‬

‫اعداد‪ :‬تواصل‬ ‫أنتج التطور التكنولوجي‪ ،‬الذي يشهده عاملنا املعاصر‪،‬‬ ‫أجهزة وألعابا ً مختلفة‪ ،‬أصبحت في متناول أوساط‬ ‫اجتماعية عديدة في الوطن العربي‪ ،‬خاصة األطفال‬ ‫واملراهقني‪ ،‬مثل اآليباد والبالك بري واآليفون والكومبيوتر‬ ‫وألعاب الليزر‪ ،‬وحرصت أسر عديدة على توفير هذه األلعاب‬ ‫االلكترونية ألبنائهم‪ ،‬دون أن تعلم أن االدمان على هذه‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪54‬‬

‫الوسائل قد يسبب أمراضا ً عديدة‪.‬‬ ‫تط ّور عالم التكنولوجيا وتعددت وسائله بشكل كبير‬ ‫جدا ً خالل السنوات القليلة املاضية‪ ،‬وأصبح أطفال هذا‬ ‫ّ‬ ‫اجليل مفتونني بعالم الكومبيوتر الالمتناهي‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يطرح حتديات كبيرة على األهل‪.‬‬ ‫الذي يثير الدهشة أ ّن حتى الطفل الصغير‪ ،‬الذي ال‬


‫يتمكن من ربط حذائه بعد‪ ،‬أصبح في مقدوره إستخدام أي‬ ‫جهاز إلكتروني مهما كان تطوره‪ ،‬فهو يستطيع أن يدخل‬ ‫إلى برامج األلعاب في أي هاتف خليوي‪ ،‬وإتقان أية لعبة‬ ‫مدرجة ضمن برنامجه‪ .‬وبإمكانه أيضا ً إدارة جهاز «‪»I Pad‬‬ ‫واإلستماع إلى األغاني املسجلة فيه‪ ،‬والتنقل بني البرامج‬ ‫التلفزيونية العديدة‪ ،‬وإنتقاء ما يعجبه منها‪.‬‬ ‫وأظهرت دراسة أجريت حديثا ً على أطفال في إحدى‬ ‫الدول املتقدمة‪ ،‬تتراوح أعمارهم بني أربع وخمس سنوات‪،‬‬ ‫أ ّن األطفال يقضون سبع ساعات ونصف الساعة يوميا ً‬ ‫أمام شاشات األجهزة اإللكترونية‪ ،‬أي بزيادة ساعة وسبع‬ ‫عشرة دقيقة أكثر مما كان يفعل األطفال في العمر نفسه‬ ‫قبل خمس سنوات‪ .‬ومن املستغرب أكثر أ ّن الدراسة‬ ‫نفسها أظهرت أن بعض األطفال‪ ،‬ممن ال تزيد أعمارهم على‬ ‫السنتني‪ ،‬يقضون نحو ساعتني يوميا ً أمام شاشة جهاز‬ ‫لربا‬ ‫إلكتروني‪ .‬ولو أجريت مثل هذه الدراسة على أطفالنا‪ ،‬مّ‬ ‫جاءت النتيجة مقاربة لهذه النتيجة‪ ،‬وخصوصا ً إذا تناولت‬ ‫أطفال الطبقة املتوسطة‪ .‬فنتيجة إلنتشار هذه األجهزة‬ ‫إنتشارا ً واسعا ً بني البالغني من أفراد هذه الطبقة‪ ،‬تعلم‬ ‫األطفال إستخدامها من خالل اللعب بها‪ .‬مثالً‪ ،‬اكتشف‬ ‫والد أحد األطفال في إحدى الدول العربية‪ ،‬أن طفله البالغ‬ ‫ثالث سنوات من العمر‪ ،‬استطاع أن يلتقط صورا ً له ولزوجته‬ ‫على جهازه اخللوي‪ .‬ونظرا ً ألن معظم هذه األجهزة متنقلة‪،‬‬ ‫أصبح من السهل على األطفال إستخدامها في أي مكان‬ ‫يوجدون فيه‪ :‬الباص‪ ،‬املدرسة‪ ،‬الشارع‪ ،‬امللعب‪ ،‬وحتى في‬ ‫غرف نومهم‪ .‬ففي أيامنا هذه‪ ،‬أصبحت األجهزة الرقمية‬ ‫واإللكترونية جزءا ً من حياة األطفال‪.‬‬ ‫لقد قارن التربويون بني تأثير سماع الطفل قصصا ً‬ ‫يقرؤها له األهل‪ ،‬وتأثير سماع القصص نفسها مسجلة‬ ‫على شريط فيديو أو على «الكتاب الذكي»‪( ،‬وهو كمبيوتر‬ ‫صغير مسجل عليه قصص قصيرة يستطيع الطفل‬ ‫اإلستماع لها بنقرة صغيرة على الشاشة بقلم خاص)‪.‬‬ ‫فالحظوا أ ّن اجلزء من دماغه املتعلق باألحاسيس وبحل‬ ‫املسائل‪ ،‬ينمو بشكل أسرع في احلالة األولى مما في احلالة‬ ‫الثانية‪ ،‬وأن قدرته على التركيز واإلستيعاب تزداد أيضاً‪.‬‬ ‫من هنا ضرورة أن ال يصبح إستخدام الطفل التكنولوجيا‬ ‫بديالً عن األنشطة األخرى الضرورية لنموه‪ .‬وإذا إستخدم‬ ‫األهل التكنولوجيا املناسبة لسن طفلهم‪ ،‬فسيتعلم أن‬ ‫هذه التكنولوجيا ميكن أن تكون أداة تساعده على التعلم‪.‬‬ ‫ولتحقيق هذا الهدف‪ ،‬ميكنهم حتفيز ذهنه‪ ،‬عن طريق‬ ‫توقيف جهاز الفيديو أو برنامج اللعب‪ ،‬وسؤاله مثالً‪« :‬ما‬ ‫الذي سيحصل في إعتقادك؟»‪ ،‬أو اإلشارة إلى شيء ما على‬ ‫ثم‬ ‫الشاشة والطلب منه التركيز عليه لفترة محدودة‪ّ ،‬‬ ‫تغطيته وطرح أسئلة عليه تتعلق بهذا الشيء‪.‬‬

‫وجهات نظر‬ ‫على الرغم من النتائج حول التأثير السلبي إلستخدام‬

‫تكنولوجيا‬

‫التكنولوجيا دون األنشطة األخرى في منو الطفل‪ ،‬اليزال‬ ‫جدا ً بالتكنولوجيا املتطورة‬ ‫بعض األطفال املغرمني‬ ‫ّ‬ ‫يعتقدون أ ّن السماح ألطفالهم الصغار بدخول هذا العالم‬ ‫هو مبثابة إستثمار في مستقبلهم‪ ،‬لذا يقومون بشراء‬ ‫جهاز إلكتروني لطفلهم بعد عيد ميالده األ ّول‪ ،‬وال يبالون‬ ‫إن أمضى الطفل ُجل وقته في اللعب على اجلهاز‪.‬‬ ‫ليس هناك إتفاق بني اخملتصني بشؤون الطفولة‬ ‫حول تأثير التكنولوجيا اإللكترونية في صحة الطفل‬ ‫ومنوه العقلي‪ .‬فالبعض منهم‪ ،‬ممن يبدون قلقهم من‬ ‫إنغماس األطفال وإجنذابهم نحو األجهزة التقنية‪ ،‬يربط‬ ‫بني الوقت الذي يقضيه هؤالء األطفال أمام الشاشات‪،‬‬ ‫وبعض الظواهر الصحية والسلوكية لديهم‪ ،‬مثل البدانة‬ ‫املفرطة‪ ،‬والصعوبة في التركيز واإلنتباه‪ ،‬واألداء العلمي‬ ‫الضعيف‪ ،‬والعدائية الزائدة‪ .‬واألهم من هذا‪ ،‬يعتقد هؤالء‬ ‫أ ّن التكنولوجيا واألجهزة الرقمية تسرق األطفال من‬ ‫حاجتهم إلى النشاط اخلالق‪ ،‬كحاجة أساسية وضرورية‬ ‫جدا ً لنموهم‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬هناك من يعتقد‪ ،‬من خبراء‬ ‫ّ‬ ‫تربية األطفال أ ّن التكنولوجيا جتعل التعليم مسليا ً وممتعا ً‬ ‫لألطفال‪ ،‬وتفسح اجملال لهم لإلستكشاف وحلل أي مسألة‬ ‫صعبة‪ ،‬من دون محاولة إستخدام عقولهم‪.‬‬ ‫وبشكل عام‪ ،‬ينصح التربويون األهل بأن يحددوا‬ ‫الوقت الذي ميضيه طفلهم أمام الشاشات‪ ،‬إلى جانب‬ ‫إهتمامهم بنوعية البرامج التي يشاهدها‪ .‬فقد أظهرت‬ ‫دراسة تابعت منو األطفال من عمر ثالث سنوات حتى‬ ‫سن املراهقة‪ ،‬أ ّن األطفال الذين شاهدوا برامج تلفزيونية‬ ‫ثقافية لفترات قصيرة ومحددة وهم في عمر أربع سنوات‬ ‫حصلوا على عالمات أعلى عندما أصبحوا في سن املراهقة‪،‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪55‬‬


‫تكنولوجيا‬

‫وأولوا أهمية أكبر لقراءة املزيد من الكتب‪،‬‬ ‫من األطفال الذين كانوا يشاهدون برامج‬ ‫تلفزيونية ترفيهية فقط عندما كانوا في‬ ‫العمر نفسه‪ .‬فمحتوى برامج الكمبيوتر‪ ،‬أو‬ ‫التلفزيون‪ ،‬هو الذي يجعل من التكنولوجيا‬ ‫أداة تثقيفية‪ .‬فالبرامج املدروسة ج ِّيداً‪،‬‬ ‫سن‬ ‫واخملططة بطريقة علمية‪ ،‬ميكن أن تحُ ّ‬ ‫مهارات الطفل األدبية واحلسابية‪ ،‬وترفع من‬ ‫درجة إستعداده للتعلم‪.‬‬ ‫أما بالنسبة إلى األطفال الذين ال يزالون‬ ‫ّ‬ ‫في عمر السنتني‪ ،‬فاجلدل ال يزال قائما ً حول‬ ‫تأثير التكنولوجيا اإللكترونية فيهم وفي‬ ‫األطفال الذين تزيد أعمارهم قليالً عنهم‪.‬‬ ‫فقد يتعلم الطفل في هذا العمر حرفا ً يراه‬ ‫على اجلهاز اخلليوي‪ ،‬متاما ً كما يتعلمه لو‬ ‫كان مكتوبا ً على ورقة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬لم يتوصل‬ ‫التربويون بع ُد إلى توافق حول ما إذا كان‬ ‫األطفال الصغار يتعلمون أشياء أخرى عن‬ ‫طريق األجهزة اإللكترونية ال يستطيعون‬ ‫تعلمها من مصادر أخرى‪ ،‬وما هي النتائج‬ ‫بعيدة املدى ألسلوب التعلم بإستخدام‬ ‫التكنولوجيا في هذه السن املبكرة‪.‬‬

‫ضرورة التنظيم‬ ‫املهم ليس التكنولوجيا‪ ،‬إذ إنها ليست‬ ‫هل املشكلة‪ ،‬بل املهم هو كيف نستخدمها‪،‬‬ ‫وكيف ننظم طريقة وأوقات إستخدامها؟‬ ‫فكما تنظم األُم وجبات طعام طفلها وحتدد‬ ‫نوعيته بحسب فترات منوه‪ ،‬عليها أن تقدم‬ ‫له عندما يصبح في العمر املناسب نوعية‬ ‫مختارة من الوسائل التقنية تتناسب‬ ‫وسنه‪ ،‬وأن تساعده على التفكير في ما‬ ‫رأى وسمع‪ ،‬وأن حترص على أن ال يكون ذلك‬ ‫على حساب واجبه املدرسي أو نشاطه اجلسدي أو عالقته‬ ‫يفضل أن‬ ‫بالعائلة أو باألصدقاء‪ ،‬وإذا كان الطفل صغيراً‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ثم‬ ‫برامج‪،‬‬ ‫من‬ ‫تلعب األُم‪ ،‬أو تشاهد مع طفلها‪ ،‬ما تنتقيه‬ ‫ّ‬ ‫تناقشه في ما يراه‪ .‬فهناك كومبيوترات صغيرة مخصصة‬ ‫لألطفال‪ ،‬بسيطة ومسلية‪ ،‬ميكنها أن تستعملها مع‬ ‫طفلها عندما يكون جالسا ً في حضنها‪ ،‬حيث يستطيع‬ ‫الطفل ممارسة كتابة أحرف أو أرقام‪ ،‬ورسم بعض الصور‪،‬‬ ‫فتستمع هي وطفلها بالوقت الذي ميضيانه معاً‪.‬‬ ‫بالطبع‪ ،‬من احلكمة أن حتمي األُم طفلها من البرامج‬ ‫التي تتضمن مشاهد مخيفة وعنيفة‪ ،‬ومن البرامج‬ ‫التجارية املفرطة في إعالناتها‪ .‬فاألطفال‪ ،‬حتت سن الثامنة‪،‬‬ ‫ال يستطيعون التمييز دائما ً بني ما هو خيالي وواقعي‪.‬‬ ‫واألطفال الصغار يتعلمون مما يرون ويقلدونه‪.‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪56‬‬

‫لذا‪ ،‬إذا رأى الطفل أحدا ً يضرب أحدا ً آخر على رأسه‪،‬‬ ‫فال تستغرب األُم إن رأت طفلها يوما ً ما يقوم بالتصرف‬ ‫نفسه مع شقيقه أو شقيقته أو أي طفل آخر‪ ،‬أو حتى‬ ‫معها في نفسها‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬يجب أن تكون برامج‬ ‫الكمبيوتر والتلفزيون مفصلة مبا يتناسب مع مراحل منو‬ ‫الطفل وتطوره‪ ،‬وأن تتضمن قصة بسيطة خالية من‬ ‫التعقيدات‪ ،‬وأن تتناسب شخصيات القصة مع قدرات‬ ‫الطفل اإلستيعابية‪ ،‬بحيث يستطيع التواصل معها‪ ،‬وأن‬ ‫تتضمن الكثير من التكرار‪ ،‬بحيث تترسخ في ذهن الطفل‬ ‫ويتفاعل معها‪.‬‬

‫اإلستخدام اآلمن للتكنولوجيا‬ ‫إ ّن من مسؤولية األهل تعليم طفلهم دخول عالم‬ ‫التكنولوجيا بفاعلية وأمان‪ ،‬ومساعدته على تعلم‬


‫تكنولوجيا‬

‫اإلستفادة من هذا العالم‪ .‬وعندما يجلس الطفل أمام‬ ‫جهاز الكمبيوتر‪ ،‬عليهم احلرص على أن يكون أحد من‬ ‫البالغني منهم إلى جانبه‪ ،‬ليراقب ما يراه‪ ،‬ويوجهه نحو‬ ‫البرامج ذات القيمة العالية‪ .‬واألهم من هذا‪ ،‬أن يقوموا‬ ‫بإلغاء برامج احملادثة‪ ،‬نظرا ً خلطورتها على الطفل‪ .‬وعلى‬ ‫الوالدين أن يختارا لطفلهما برامج األلعاب اخلالية من‬ ‫العنف واإلعالنات التجارية‪ .‬وعندما يصبح الطفل في عمر‬ ‫السبع سنوات‪ ،‬يبدأ في فهم أ ّن اإلعالنات التجارية حتاول‬ ‫إغراءه وزيادة رغبته في اإلقبال على شراء ما يراه معروضاً‪،‬‬ ‫لذا عليهما أن يعلماه أن ال يجري وراء كل ما يعرض على‬ ‫الشاشة‪.‬‬

‫أخطر اإلفراط في استخدام التكنولوجيا‬ ‫«هو طفل ال يتجاوز السابعة من عمره‪ ،‬كغيره من‬ ‫األطفال‪ ،‬يحب اللعب والضحك ومشاهدة برامج األطفال‬ ‫التي كانت السبب الرئيس في إخماد شمعة حياته‪ ،‬فقد‬ ‫دفعه فضوله إلى تقليد إحدى الشخصيات اإللكترونية‬ ‫احملببة لديه‪ ،‬حيث ألقى بنفسه من الطابق الرابع معتقدا ً‬ ‫أنه سيطير مثل (سوبر مان)»‪.‬‬ ‫من يقرأ هذه القصة قد يتساءل عن التأثير السلبي‬ ‫الكبير الذي ميكن أن يتعرض له األطفال ج ّراء إفراطهم‬ ‫في استخدام التكنولوجيا في ظل غياب التوجيه من قبل‬ ‫الآلباء واألمهات‪.‬‬ ‫واملثال السابق‪ ،‬على الرغم من مرارته‪ ،‬ال يلغي االيجابيات‬ ‫املتعددة للتكنولوجيا‪ ،‬لكنه يشترط االستخدام في اإلجتاه‬ ‫ُنمي عقل األطفال‪ ،‬وتزودهم بكم هائل‬ ‫الصحيح‪ ،‬ألنها ت ّ‬

‫من املعرفة بطرق مسلية‪ ،‬ولكن في الوقت نفسه يجب أن‬ ‫ال يغفل الباحثون اآلثار السلبية التي تكمن وراء اإلفراط في‬ ‫استخدام التكنولوجيا‪.‬‬

‫التربية التكنولوجية لألطفال‬ ‫ال ميكن إنكار الدور التفاعلي لتكنولوجيا العصر‬ ‫احلديث‪ ,‬وأثره الكبير على تربية األطفال‪ .‬تلك التكنولوجيا‬ ‫التي وفرت لهم كل ما يحتاجونه دون أي عناء‪ .‬فقضاء وقت‬ ‫فراغه أمام الكومبيوتر هو اتصال بالعالم الرحب الشاسع‬ ‫الذي تذوب فيه أفكار الطفل‪ ،‬وتضيع القوة الكامنة‬ ‫ألسئلته التي كانت فيما سبق مسيطرة على كل تفكيره‪.‬‬ ‫تضيع هذه القوة ألسئلة الطفل الغامضة جتاه اإلجابات‬ ‫املتنوعة بأفكار واجتاهات مختلفة‪ ،‬حتى أنه قد يخرج من‬ ‫نافذة السؤال في خانة البحث جريا ً وراء سؤال آخر أكثر‬ ‫متعة وأفضل إجابة‪ ,‬ورمبا تنقله خانة البحث إلى لعبة‬ ‫شيقة تقتل كل تفكيره وتقضي على وقته متاماً‪ .‬حيث‬ ‫يحارب الطفل في لعبة ما رجال من الفضاء اخلارجي‪،‬‬ ‫ويقتل كائنات مخيفة هابطة من السماء‪ ،‬ويوجه مدافع‬ ‫لعبته ليدافع عن األرض التي يسكن هو عليها‪ ،‬كل ذلك‬ ‫في لعبة بسيطة أمام أعيننا‪.‬‬ ‫فيعتاد الطفل هذه األمور وتصبح سلوكا ً قد مأل ذاته‬ ‫وكيانه ويحدث به أقرانه‪ ،‬وإذا لم يتدخل اآلباء واألمهات‬ ‫فإنهم في هذه احلال يكونوا قد تركوا أبناءهم ملربية جديدة‬ ‫تسمى (التكنولوجيا)‪ ،‬حيث األلعاب واملعلومات املتوافرة‬ ‫في كل اجملاالت‪ ،‬واالتصال املباشر بكل األفكار والقيم‬ ‫والسلوكيات‪.‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪57‬‬


‫تكنولوجيا‬

‫سلبيات التربية التكنولوجية‬ ‫ اخلوف من السماء‪:‬‬‫إن ما تربيه تلك التكنولوجيا في أذهان‬ ‫أطفالنا هو (اخلوف من السماء) تلك السماء‬ ‫التي يحاربها هو في لعبته الصغيرة‪،‬‬ ‫فتصبح كلمة سماء أو فضاء عند الطفل‬ ‫كأنها كلمة فزع وخوف‪ ،‬ومن ثم ترتبط‬ ‫أفكاره بالشر‪ ،‬وأن هذا الشر نازل من السماء‬ ‫دوماً‪ ،‬وهو ما يتبلور في ما بعد بعدم التفكير‬ ‫في أي شيء يتعلق بهذه السماوات‪ ،‬وكرهه‬ ‫لكلمات مثل (الكون‪ ،‬السماء‪ ،‬الكواكب‪،‬‬ ‫النجوم‪ ،‬اخمللوقات‪.)..‬‬ ‫ قتل التفكير اإلبداعي‪:‬‬‫هذه التربية املعتمدة على ترك الطفل‬ ‫أمام الكومبيوتر أو أي وسيلة تكنولوجية‬ ‫أخرى‪ ،‬دون رقيب‪ ،‬وتركه أمام األلعاب املتنوعة‬ ‫في القتل والتدمير واحلروب وألعاب محاربة‬ ‫الكائنات الفضائية؛ تقتل في األطفال‬ ‫التفكير اإلبداعي‪ ،‬فما يفعله الطفل‬ ‫هو حتريك بعض األسهم أو حتريك سهم‬ ‫الفأرة‪ ،‬لتشغيل اللعبة واالندماج وسط‬ ‫شخصياتها‪ ،‬املبهرة‪.‬‬ ‫ تكوين قاموس خاص‪:‬‬‫يبدأ الطفل في حفظ مصطلحات‬ ‫وأفراد وشخصيات وطرق وأماكن اللعبة التي‬ ‫يحبها كثيراً‪ ،‬ومن ثم يك ّون منها قاموسا ً لغويا ً خاصا ً‬ ‫به يستخدمه في حياته ويتحدث به مع أصحابه وأهله‬ ‫وجيرانه وأصدقائه‪ ,‬فال تستغرب عندما ينادي الطفل على‬ ‫أخيه األصغر باسم شخصية من شخصيات لعبته‪ ،‬وبدال ً‬ ‫من أن يخبر أخاه األكبر بأن الكتب في غرفة املكتبة جنده‬ ‫يطلق اسما ً آخر على هذه الغرفة‪ ،‬هذا االسم مستوحى‬ ‫من أسماء أماكن اللعبة التي يحبها‪.‬‬ ‫األسباب‬ ‫من األسباب املؤدية إلى التربية الذاتية عن طريق‬ ‫التكنولوجيا‪ :‬توافر جهاز احلاسوب في كل منزل‪ ،‬في حني ال‬ ‫تتوافر الكتب املقروءة والقصة الهادفة لألطفال‪ ،‬ففي كل‬ ‫منزل يوجد جهاز حاسوب بينما ال توجد مكتبة ولو صغيرة‪،‬‬ ‫فقد دعا توفير الكومبيوتر في املنزل إلى استخدامه‪.‬‬ ‫كذلك إذا كانت هناك مكتبة منزلية حتتوي على بعض‬ ‫القصص الهادفة فإن األطفال سيكونون سعداء بهذه‬ ‫املكتبة‪ ,‬وستجد أنهم قد انهمكوا على قراءتها كاملة‪,‬‬ ‫خاصة إذا كانت من القصص التاريخية الهادفة أو القصص‬ ‫املشوقة واملليئة باملعلومات والغرائب والعجائب‪.‬‬

‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪58‬‬

‫التجربة‬ ‫قام فريق من الباحثني بتوفير كمية من الكتب ذات‬ ‫الطابع التأريخي‪ ،‬وبعض قصص األطفال في أماكن محددة‬ ‫(مسجد‪ ،‬مدرسة‪ ،‬منزل) دون أن ينبهوا إلى وجود مكتبة‬ ‫ودون اإلعالن عن ذلك‪ ،‬فقط جعلوا املكتبة متاحة وفي‬ ‫مكان يراه اجلميع‪ ،‬ومبرور الوقت وجدوا أن الكثير من رواد‬ ‫هذه األماكن قد قرؤوا ما يوجد بهذه املكتبات‪ ،‬وكان الهدف‬ ‫هو (األطفال) الذين يندمجون مع الكمبيوتر‪ ،‬لذلك وضعوا‬ ‫بعض الكتب والقصص في أحد املنازل‪ ،‬ووجدوا أن األطفال‬ ‫تفاعلوا بشكل كبير مع هذه الكتب والقصص‪ ,‬فقد‬ ‫قاموا بقراءتها متاما ً مثلما كانوا مندمجني مع جهازهم‬ ‫احلاسوبي‪.‬‬ ‫من هنا فإن توافر الشيء هو السبيل الوحيد الداعي‬ ‫الستخدامه‪ .‬ويجب على اآلباء واملسؤولني توفير الكتب‬ ‫التاريخية والقصص الهادفة وجعلها في مكتبة أمام أعني‬ ‫األطفال‪ ،‬وتركها لهم يستعملونها بكامل حريتهم‪ ,‬كما‬ ‫يتم تركهم الستخدام جهازهم احلاسوبي‪ .‬وهذا ال يعني‬ ‫إبعادهم عن الكومبيوتر أبداً‪ ،‬فيمكن توفير قصص األطفال‬ ‫في إحدى مجلدات احلاسب اآللي وتعريف األطفال مبكان‬ ‫هذه القصص‪.‬‬


‫تكنولوجيا‬

‫املواطنون واملهاجرون يف األراضي الرقمية‬

‫د‪ .‬إرادة زيدان اجلبوري‬ ‫كلية اإلعالم‪ /‬جامعة بغداد‬ ‫نشر الكاتب األميركي مارك برنسكي عام ‪ 2001‬أوراقا ً‬ ‫بحثية حول اجليل اجلديد من الطلبة‪ ،‬أطلق عليه «املواطنون‬ ‫الرقميون»‪ ،‬وكان منطلق برنسكي‪ ،‬إن اجملاميع اجلديدة من‬ ‫الطلبة‪ ،‬امللتحقني باجلامعات‪ ،‬يختلفون كليا عن السابقني‪،‬‬ ‫وان املواطنني الرقميني يعيشون حياتهم اخلاصة‪ ،‬محاطني‬ ‫ومستعملني للكومبيوتر والعاب الفيديو ومشغالت‬ ‫املوسيقى الرقمية وكاميرات الفيديو والهواتف احملمولة‪،‬‬ ‫وكل ألعاب العصر الرقمي وأدواته‪.‬‬ ‫ويرى برنسكي إن الثقافة الرقمية التي نشأ في كنفها‬ ‫املواطن الرقمي قد أثرت في طريقة التفكير‪ ،‬وسبب ذلك‬ ‫هو مقدار املشاركة في هذه البيئة والتفاعل معها‪ ،‬وهو ما‬ ‫أدى إلى تطور طرق وسرعة معاجلة املعلومات التي يحصلون‬ ‫عليها بطريقة تختلف عن سابقيهم ممن دخلوا اجلامعات‬ ‫في أزمنة مضت‪ .‬كما يفترض إن كل هذا تسبب في تغير‬ ‫فيزيائي في أدمغة اجليل احلالي من مواطني العالم الرقمي‪،‬‬ ‫نتيجة للطريقة التي منت فيها «وهي فرضية يضع كثير‬

‫من الدارسني أكثر من خط حتتها»‪.‬‬ ‫ومنذ أن صك برنسكي مصطلح «املواطنني الرقميني»‬ ‫عام ‪ ،2001‬ظهر عدد كبير من البحوث والدراسات املعنية‬ ‫في التعليم وطرائق التدريس مستعملة مصطلح‬ ‫ومفهوم «املواطن الرقمي» الذين يشار إليهم أيضا بـ»جيل‬ ‫الشبكة»‪ ،‬أو جيل النت‪.‬‬ ‫وقد مضى مثل هذا اجلدل وتطور قليال عن الذي وضعه‬ ‫برنسكي‪ ،‬فقد أثرت الثقافة الرقمية‪ ،‬حيث نشأ املواطن‬ ‫الرقمي بتفصيالته ومهاراته في عدة أوجه لها عالقة‬ ‫بالتعليم‪ ،‬وقد بقي موقف برنكسي راسخا‪ ،‬لكنه عاد بعد‬ ‫سنوات بدراسة يقول فيها‪« :‬طالبنا يتذمرون الستعمال‬ ‫هذه التكنولوجيا (اجلديدة)‪ ،‬ويفسر ذلك بأنه يعود جزئيا‬ ‫إلى اعتقاد بان الطالب عمليا متمكنني منها‪ ،‬ألنهم‬ ‫يستعملونها في حياتهم اليومية‪ ،‬كما يعود في جزء آخر‬ ‫إلدراك الطلبة كيف ميكن ان تكون مفيدة لهم»‪.‬‬ ‫يفضل املواطنون الرقميون «احلالية»‪ ،‬في تسلم‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪59‬‬


‫تكنولوجيا‬

‫املعلومات‪ ،‬والتكيف مع صيرورة املعلومات بسرعة‪ ،‬مفضلني‬ ‫مدخال غير خطي ومتعدد املهمات واألغراض لديهم‪ ،‬مع‬ ‫قبول منخفض للمحاضرات‪ ،‬كما يفضلون تعليما فعاال‬ ‫أكثر مما هو سلبي‪ ،‬ويعتمدون بكثافة على تقنيات االتصال‬ ‫للوصول إلى املعلومات ومواصلة تفاعالتهم االجتماعية‬ ‫واملهنية‪.‬‬ ‫ولم يشر برنسكي إلى ما تفترضه التكنولوجيا‬ ‫الطبيعية من ألفة ومعرفة لدى املواطنني الرقميني‬ ‫فحسب‪ ،‬بل عبر عن القلق املتعلق بافتقار املدرسني‬ ‫للمعرفة التكنولوجية‪ ،‬حتى إنه أطلق على احملاضرين في‬ ‫التعليم العالي لقب «املهاجرون الرقميون»‪ ،‬الذين يعدون‬ ‫غرباء في األراضي الرقمية جليل االنترنت‪.‬‬ ‫ويعد التباين بني املواطنني الرقميني واملهاجرين اكبر‬ ‫معضلة تواجه التعليم اليوم‪ ،‬ألن مفضالت املواطن الرقمي‬ ‫ومهاراته ال تتناسب واملمارسات الفعلية احلالية للمهاجرين‬ ‫الرقميني‪ .‬ويرى برنسكي و( ‪)2000 ,Frand ;2003 ,Oblinger‬‬ ‫انه وبسبب هذا التباين أو التنافر‪ ،‬فان التدريسيني بحاجة‬ ‫إلى تعديل اسلوبهم وطرائقهم في التدريس‪ ،‬لتتناسب‬ ‫واجليل اجلديد من الدارسني‪ ،‬وهو ما يعد اليوم جوهر ومحور‬ ‫معظم الدراسات واحللقات النقاشية في التعليم العالي‪.‬‬ ‫ومع هذا فان الفرضيات املؤيدة لهذه املناقشات‪ ،‬ضمنت‬ ‫تفحص واختبار عن قرب قبل التحاق الطالب وجلوسه في‬ ‫مقعد اجلامعة‪ ،‬وهو ما يتيح النظر في املقررات واملناهج‬ ‫الدراسية املوجودة‪ ،‬وأساليب التعليم واملمارسات املتعلقة‬ ‫به‪.‬‬ ‫لقد قامت تلك املناقشات‪ ،‬وما دار حولها من جدل‪ ،‬على‬ ‫أساس إن لطلبة اجلامعة محصوال ً رقميا ً موحدا ً وعامليا ً‬ ‫بشكل متقارب‪ ،‬كما يفترض جتارب تقنية متجانسة‬ ‫بدرجة اكبر أو اقل في ما بينهم‪ ،‬وان معظمهم إن لم‬ ‫يكن جميعهم «مواطنون رقميون»‪ ،‬كما ال تفترض تلك‬ ‫املناقشات إن للطلبة جتارب عاملية واسعة فقط‪ ،‬بل و‬ ‫لديهم معرفة دقيقة‪ ،‬وفهم كبير للمعلومات وتقنيات‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪60‬‬

‫االتصال أيضا‪.‬‬ ‫إن مثل هذا التعميم يغفل حقيقة وجود فروق فردية‬ ‫للخليط املعقد من الطلبة‪ ،‬في مهاراتهم املبنية على‬ ‫أساس مقدار معرفة كل واحد منهم‪ ،‬ومفضالته احلياتية‪،‬‬ ‫وما ينعكس عليها من التعاطي مع التكنولوجيا‪ .‬لقد خرج‬ ‫هذا االهتمام بالتعليم وتطويره مبا يتناسب ومتطلبات‬ ‫القرن احلادي والعشرين من دائرة البحث‪ ،‬ليتحول إلى‬ ‫برامج عمل شكلت استراتيجيات كثير من الدول‪ ،‬ملراجعة‬ ‫األنظمة التربوية والتعليمية‪ ،‬لتحليل نقاط الضعف‬ ‫والقوة‪ ،‬وإيجاد احللول والبدائل لدعم االيجابيات وجتنب‬ ‫السلبيات وتذليل الصعوبات‪ .‬وقد أنتجت تلك اجلهود‬ ‫املبذولة من الدول اعتماد التعليم االلكتروني‪ ،‬خاصة بعد‬ ‫ظهور اجليل الثاني من الويب‪ ،‬الذي أتاح اجلانب االجتماعي‬ ‫للتواصل في التعليم‪ ،‬وانهيار حاجز االنعزالية الذي شكل‬ ‫احللقة النقدية الوحيدة املوجهة إلى التعليم اإللكتروني‪.‬‬ ‫لقد أتاح هذا التطور بروز شبكات التواصل االجتماعي‬ ‫وما تنتجه من أفكار جراء تكوين مجموعات جعلت‬ ‫من وجود صف دراسي واقعاً‪ ،‬سواء كان ذلك داخل حدود‬ ‫اجلامعة أم خارجها‪ ،‬حيث يتبادل فيه األساتذة والطلبة‬ ‫األفكار واملصادر واملواد التعليمية بوسائط متعددة‪ ،‬فضال‬ ‫عن املناقشات‪.‬‬ ‫إن مثل هذا اجلدل واملناقشات التي دارت وتدور في‬ ‫حلقات ومؤمترات علمية متعلقة بالتعليم العالي‪ ،‬كانت‬ ‫وال تزال تنظر إلى التقنية‪ ،‬ليس بوصفها أداة لتحصيل‬ ‫املعرفة وإنتاجها فحسب‪ ،‬بل بوصفها أسلوب حياة‪ .‬وما‬ ‫تقدمينا ملثل هذه األفكار إال ألنها نتاج جملتمعات سبقتنا‬ ‫كثيرا في دخول العالم الرقمي‪ ،‬فضال عن إنتاج مستلزماته‬ ‫ومعداته‪ .‬ويتوجب النظر إلى األمر ليس من باب استعمال‬ ‫الطلبة للتقنية وتوفير التقنية فقط‪ ،‬بل إلى محموالت‬ ‫تلك التقنية‪ ،‬وآليات إنتاج املضامني وما تعكسه من رؤى‬ ‫جتسد فلسفة املؤسسة التعليمية للتعليم‪ ،‬وجدواه‪،‬‬ ‫وعالقته باجملتمع والتنمية املطلوبة‪.‬‬


‫تكنولوجيا‬

‫في استطالع سنوي اعتدت القيام به مع طلبة‬ ‫املرحلة األولى في قسم العالقات العامة حول مصادر‬ ‫املعلومات‪ ،‬وطرق حتصلهم عليها‪ ،‬ومهارات استعمال‬ ‫التقنية‪ ،‬حلظت ارتفاعا سنويا في أعداد الطلبة الذين‬ ‫يستعملون الكومبيوتر‪ ،‬خاصة الذكور لكن في مجال‬ ‫التسلية‪ ،‬كما إن من يستعمل شبكة النت ال يحسن‬ ‫استعمال محركات البحث‪ ،‬وان ما يجيده هو استعمال‬ ‫الدردشة‪ .‬لكن ومذ بزوغ ما أطلق عليه «الربيع العربي»‪،‬‬ ‫ارتفع عدد الطلبة املستعملني لالنترنت وشبكات التواصل‬ ‫االجتماعي‪ ،‬كالفيسبوك واليوتيوب وتوتير نسبيا‪ ،‬وهو ما‬ ‫أنتج اهتمامات جديدة لدى الطلبة‪ ،‬بسبب مشاركتهم‬ ‫من ينتمون إلى مجاميعهم في قضية أو ملشترك اتفقت‬ ‫مجموعة وتشكلت ألجله‪.‬‬ ‫وال يعني االرتفاع في أعداد املستعملني للتكنولوجيا‬ ‫ان يكون استعمالهم لها بشكل جيد‪ ،‬وما يتوافر فيها‬ ‫من خيارات لالستعمال‪ ،‬وإذا كان من الصحيح القول إن‬ ‫استعمال الطلبة للهاتف احملمول يكاد أن يكون شبه‬ ‫عام‪ ،‬فان ذلك االستعمال ال يعني استثماره بشكل امثل‪،‬‬ ‫من قبيل احلصول على آخر األخبار أو تبادل ما يسفر عنه‬ ‫فائدة عملية عبر البلوتوث فيما بينهم‪ .‬وإذا ما طبقنا مثل‬ ‫هذا على بقية املنتجات الرقمية فان استعمال الطلبة‬ ‫للكومبيوتر يكاد أن يكون محصورا مبتعة التواصل فقط‪.‬‬ ‫إذ يلجا الطلبة إلى مكاتب االنترنت واالستعانة مبن‬ ‫فيها للبحث عن موضوعات تخص دراستهم‪ ،‬كما إن عدد‬ ‫الطلبة من قسمي الصحافة والعالقات العامة الذين‬ ‫يحسنون استعمال برنامج «الناشر» على سبيل املثال‬ ‫ال احلصر»‪ ،‬ومبقدورهم حترير ما يكتبون‪ ،‬رقميا نادر بحدة‪،‬‬

‫وإن أعداد الذين لديهم فكرة عن أهمية هذا البرنامج في‬ ‫حياتهم العملية عدد صغير‪ ،‬واألمر ذاته ينطبق على طلبة‬ ‫قسم اإلذاعة والتلفزيون في استعمال الكاميرات الرقمية‬ ‫وبرامج املونتاج اإلذاعي والتلفزيوني‪ .‬وهو أمر ال يعود للطلبة‬ ‫وقدراتهم فحسب‪ ،‬بل يعود بشكل ليس بقليل إلى توافر‬ ‫التكنولوجيا‪ ،‬والى من يستعمل التكنولوجيا‪ ،‬وهو امر ليس‬ ‫بخاف‪ ،‬خاصة اذا ما عرفنا إن عدد التدريسيني و احملاضرين‬ ‫ٍ‬ ‫الذين يحسنون استعمال التكنولوجيا في التعليم وغير‬ ‫التعليم ليس بكبير‪ ،‬مقارنة بالذين ال يحسنون ذلك‪.‬‬ ‫وبالرغم من انفتاح البلد على التكنولوجيا مذ عشر‬ ‫سنوات‪ ،‬فان إعالن القضاء على األمية التكنولوجية‬ ‫في أوساط الطلبة واملدرسني على السواء ال يبدو قريبا‪،‬‬ ‫في خضم الظرف امللتبس على أكثر من صعيد‪ .‬كما إن‬ ‫القضاء على األمية التكنولوجية في أوساط الطلبة‬ ‫اجلامعيني والتدريسيني ال يعني االستعمال األمثل لها إن‬ ‫لم يواكب ذلك إعادة النظر في مناهج التعليم‪ ،‬واملقررات‬ ‫الدراسية‪ ،‬وإحداث تغيير نوعي في احملتوى وجعله يشتمل‬ ‫على نصوص وصور ومقاطع صوتية ولقطات وفديو‪« ،‬وأن‬ ‫تكون أساليب التدريس متناسبة مع التكنولوجيا‪ ،‬إلخراج‬ ‫التعليم من منطه اخلطي إلى احللقي الدائري‪ ،‬ومن املوقع‬ ‫السلبي للمتلقي الطالب إلى املوقع الفاعل واملتفاعل‪.‬‬ ‫ ‪Kennedy, G. E., Judd, T. S., Church ward, A.,‬‬‫‪First year students> .)2008( .Gray, K. & Krause, K.-L‬‬ ‫‪experiences with technology: Are they really digital‬‬ ‫‪natives? Australasian Journal of Educational‬‬ ‫‪http://www.ascilite.org. .122-108 ,)1(24 ,Technology‬‬ ‫‪kennedy.html/au/ajet/ajet24‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪61‬‬


‫تكنولوجيا‬

‫تطبيقات جديدة لتقنية النانو‬ ‫يف قطاع التشييد والبناء‬ ‫إعداد‪ /‬أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬معن سلمان حسن‬ ‫هندسة البناء واإلنشاءات‪ /‬اجلامعة التكنولوجية‬ ‫منذ أن ق َّدم العالم ريتشارد فيمن‪ ،‬احلائز على جائزة‬ ‫نوبل‪ ،‬تقنية النانوتكنولوجي في محاضرته الشهيرة عام‬ ‫‪ 1959‬بعنوان «هناك متسع كبير في األسفل»‪ ،‬حدث الكثير‬ ‫من الثورات العلمية في الفيزياء والكيمياء والبايولوجي‪،‬‬ ‫والتي أدت الى اتساع نطاق املعرفة في القياسات الدقيقة‬ ‫القريبة من مقاس اجلزيئات والذرات‪.‬‬ ‫وبينما استخدم مصطلح تقنية النانو بشكل متباين‬ ‫من قبل اخملتصني‪ ،‬ك ٍّل في حقل اختصاصه‪ ،‬إال إن معناها‬ ‫الشائع هو «التوصيف الكامل ألي شيء صغير جداً»‪،‬‬ ‫ولذلك فإن تعريفا ً محددا ً مشتقا ً من هذا التوصيف ميكن‬ ‫أن يكون‪ :‬الفهم‪ ،‬السيطرة‪ ،‬وإعادة تشكيل البنية لألشياء‬ ‫مبقياس النانومتر (أي اقل من ‪ 100‬نانومتر)‪ ،‬من أجل احلصول‬ ‫على مواد مبواصفات ووظائف جديدة‪.‬‬ ‫تشتمل تقنية النانو على نهجني رئيسني هما‪ :‬طريقة‬ ‫«أعلى الى أسفل»‪ ،‬حيث يتم فيها تصغير حجوم بنية‬ ‫املواد وصوال ً الى القياس النانوي‪ ،‬وطريقة «أسفل الى أعلى»‬ ‫أو التي تسمى أحيانا ً «تقنية النانو للجزيئات»‪ ،‬ويتم فيها‬ ‫تصنيع املواد النانوية من جتميع الذرات أواجلزيئات بطريقة‬ ‫مقصودة أو ذاتية‪ ،‬كما مبني في الشكل رقم (‪.)1‬‬ ‫وبينما تعتمد معظم التكنولوجيا املعاصرة على‬ ‫النهج األول «أعلى الى أسفل»‪ ،‬يقدم النهج الثاني‬ ‫تطبيقات واعدة في مجاالت املواد وتصنيعها‪ ،‬االلكترونيات‪،‬‬ ‫الطب‪ ،‬العناية الصحية‪ ،‬الطاقة‪ ،‬البايولوجي‪ ،‬تكنولوجيا‬ ‫املعلومات‪ ،‬واألمن الوطني‪.‬‬ ‫ومع ذلك ال تزال تطبيقات تقنية النانو في قطاع‬ ‫التشييد ومواد البناء محدودة ومتفاوتة‪ ،‬على الرغم من‬ ‫كبر هذا القطاع وتأثيره على اجلانب اخلدمي واالقتصادي‬ ‫للمجتمعات محليا ً وعاملياً‪ .‬ولعل النجاح االبرز في هذا‬ ‫اجملال‪ ،‬والذي استفاد من تقنية النانو‪ ،‬هو تطوير املنتجات‬ ‫السمنتية‪ ،‬وذلك بسبب تطور فهمنا خلواص البنية اجملهرية‬ ‫للسمنت‪ ،‬والصفات الفيزيائية الناجتة عنها‪.‬‬

‫تستعرض هذه املقالة التطبيقات اجلديدة لتقنية‬ ‫النانوتكنولوجي في مواد البناء واخلرسانة املستعملة في‬ ‫قطاع التشييد‪ ،‬واهم النتائج العلمية التي مت التوصل‬ ‫اليها‪ ،‬خصوصا ً في ثالثة اجتاهات رئيسة هي‪:‬‬ ‫ تعريف دور تقنية النانو في اخلرسانة‪.‬‬‫ التطور العلمي احلاصل في ادوات واجهزة الفحص‬‫والقياس‪.‬‬ ‫‪ -‬تطوير تصميم مواد سمنتية مركبة‪.‬‬

‫الشكل رقم(‪)1‬‬ ‫توضيح للنهجني الرئيسني املتبعني في تقنية النانو؛‬ ‫«أعلى الى أسفل» و»أسفل الى أعلى»‪.‬‬

‫التعريف بدور تقنية النانو في اخلرسانة‪.‬‬ ‫تعد اخلرسانة اكثر املواد استخداما ً في العالم بعد‬ ‫املاء‪ ،‬وهي موجودة في كل مكان‪ ،‬وتعد مادة نانوية مركبة‬

‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪2‬‬

‫‪62‬‬


‫تكنولوجيا‬

‫متعددة االطوار (بلورية او غير بلورية)‪ .‬وان عوامل التدهور مع‬ ‫الزمن‪ ،‬التي قد تصيب اخلرسانة او أ ٍّي من مواد البناء االخرى‬ ‫املركبة‪ ،‬حتصل في ثالثة مستويات‪ :‬الكلي ويدعى ماكرو‪،‬‬ ‫والصغير ويدعى مايكرو‪ ،‬والفائق الصغر ويدعى النانو‪.‬‬ ‫ان تفسير صفات اخلرسانة ملستوى معني يكمن عادة‬ ‫في املستوى االصغر‪ ،‬والذي يسبقه مباشرة‪ ،‬وان صفات‬ ‫القوة والتصلب التي تكتسبها اخلرسانة عند خلطها مع‬ ‫املاء‪ ،‬مبرور الوقت‪ ،‬ناجتة عن التفاعل الكيميائي بني حبيبات‬ ‫السمنت مع املاء‪ ،‬والتي تكون مبثابة الغراء الذي يربط بني‬ ‫حبيبات الركام‪ ،‬كما في (الشكل رقم ‪.)2‬‬ ‫واذا نظرنا الى اخلرسانة بطريقة «أسفل الى أعلى»‬ ‫فسنالحظ أنها خليط مركب من الروابط اجلزيئية‪،‬‬ ‫السطوح (الركام وااللياف)‪ ،‬والروابط الكيميائية املتكونة‬ ‫نتيجة للتفاعالت الكيميائية املوقعية‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪)2‬‬ ‫صورة مجهرية بجهاز مجهر القوى الذرية للبنية اجملهرية‬ ‫النانوية للمواد السمنتية‪.‬‬ ‫إن تراكيب األطوار البلورية وغير البلورية واحلدود بينهما‬ ‫تتكون نتيجة لهذه التفاعالت على املستوى النانوي‪ .‬وهي‬ ‫حتدد الحقا الى حد كبير صفات اخلرسانة الناجتة على‬ ‫املستوى املتوسط (مايكرو) او الكبير (ماكرو)‪.‬‬

‫التطور العلمي في أدوات‬ ‫وأجهزة الفحص والقياس‬ ‫أدى التطور العلمي املتحقق في ادوات التشخيص‬ ‫للبنية اجملهرية على املستوى النانوي الى حتديث نطاق‬ ‫املعرفة العلمية للباحثني والعلماء‪ ،‬لكي يفهموا ويطوروا‬ ‫بشكل افضل املواد السمنتية ومواد البناء االخرى‪ ،‬بل وان‬ ‫يعملوا على تطوير تصميمها اجملهري بشكل افضل‪ ،‬نحو اداء‬ ‫ودميومة احسن‪ .‬لقد اصبح واضحا للباحثني االن بان الفهم‬ ‫الكالسيوم والسيليكا واطوارهما‬ ‫العميق خلواص مركبات‬ ‫‪4‬‬ ‫بالقياس النانوي في عجينة السمنت املتميأة احمليطة‬ ‫بحبيبات الركام في اخلرسانة وتفاعالتها الكيميائية حتدد‬ ‫الى مدى كبير صفات املواد السمنتية املركبة املنتجة‪ .‬ويعد‬ ‫هذا الفهم مهما ً من اجل االنتقال الى مرحلة استخدام‬

‫العالقات احلسابية املشتقة من التجربة اخملتبرية اجملردة‬ ‫التي تعاني من ضيق حدود التطبيق بسبب محدودية مدى‬ ‫الفحص داخل اخملتبر‪ ،‬الى العالقات الرياضية التصميمية‬ ‫احملكمة واسعة التطبيق‪ .‬ان بناء العالقات الرياضية احملكمة‬ ‫بني املستويات اخملتلفة من صفات النانوية الى مايكروية‬ ‫(متوسطة)‪ ،‬الى مقدار العمر الزمني للمواد السمنتية‬ ‫املركبة يعد اهم التحديات الراهنة في هذا اجملال‪.‬‬

‫‪ :1-3‬مجهر القوى الذرية ‪.AFM‬‬ ‫يوفر مجهر القوى الذرية (‪ )AFM‬إمكانية مهمة للتحري‬ ‫عن السطوح املتميأة للسمنت‪ .‬وقد كشفت الصور‬ ‫امللتقطة به ملركبات السمنت‪ ،‬من ان مركبات الكالسيوم‬ ‫والسيلكا املتحدة‪ ،‬وبعد ان كان يعتقد من انها تتكون من‬ ‫عناصر اولية غير بلورية‪ ،‬تبني ان بنيتها مرتبة بشكل جيد‬ ‫وتتكون من حبيبات نانوية‪ .‬وان االرتباط بني عناصرها االولية‬ ‫يتم عبر روابط الكتروستاتية وليس عبر قوى ذات طبيعة‬ ‫ميكانيكية كما كان يعتقد سابقا‪.‬‬ ‫‪ :2-3‬تقنية التسنني النانوي‪.‬‬ ‫أدى التطور احلاصل في امكانية القياس والتصوير‬ ‫لطبيعة السطوح وتسنناتها على املستوى النانوي الى‬ ‫التعرف على اخلواص امليكانيكية والفيزيائية بشكل منفرد‬ ‫لكل طور‪ ،‬بدال من الطريقة اجلمعية للمنتج ككل‪ .‬وبتعبير‬ ‫ادق اكتشف العلماء ان طور مركبات الكالسيوم والسيلكا‬ ‫املتحدة‪ ،‬والذي يتكون نتيجة احتاد املاء مع حبيبات السمنت‬ ‫(وهو املسؤول عن اهم صفات اخلرسانة النهائية املنتجة)‪،‬‬ ‫هو يتكون في احلقيقة من ثالثة اطوار فرعية هي‪ :‬طور‬ ‫منخفض الكثافة‪ ،‬طور عالي الكثافة‪ ،‬وطور فائق الكثافة‪.‬‬ ‫وان النسبة احلجمية للطور عالي الكثافة لها اكبر االثر في‬ ‫الصفات اجلمعية النهائية‪.‬‬ ‫‪ :3-3‬تقنية األشعة السينية‪.‬‬ ‫مكن استخدام األشعة السينية الباحثني من‬ ‫التعرف على البنية اجملهرية‪ ،‬التركيب الكيميائي‪ ،‬والكثافة‬ ‫الصلبة للمنتج السمنتي مع الزمن‪ .‬ان مثل هذه البيانات‬ ‫تساعد في حتقيق فهم افضل خلواص مهمة ومحددة مثل‬ ‫االنكماش‪ ،‬التمدد‪ ،‬والدميومة مع العمر‪.‬‬ ‫‪ :4‬انواع احلبيبات النانوية املفيدة في اخلرسانة‬ ‫من أهم صفات احلبيبات النانوية عموما هي النسبة‬ ‫العالية للمساحة السطحية الى احلجم‪( ،‬الحظ الشكل‪،)3‬‬ ‫حيث يؤدي ذلك الى زيادة الفعالية الكيميائية للمادة‪ .‬وعلى‬ ‫الرغم من تعدد الفوائد احملتملة لهذه احلبيبات النانوية اال‬ ‫ان حتديات التطبيق ال زالت بحاجة الى حلول ومنها‪:‬‬ ‫‪ .1‬صعوبات االنتشار املنتظم للحبيبات في بنية املادة‪.‬‬ ‫‪ .2‬صعوبة قياس التأثير املتحقق‪.‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪63‬‬


‫تكنولوجيا‬

‫‪ .3‬احلاجة الى تخفيض نسبة الكلفة الى الفائدة التي‬ ‫ترافق تطبيقها الفعلي‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪)3‬‬ ‫احلجم احلبيبي واملساحة السطحية لبعض املضافات‬ ‫التي تدخل في صناعة مواد البناء‪.‬‬ ‫ان اكثر انواع احلبيبات النانوية شيوعا مع اخلرسانة هي‬ ‫التيتانيوم‬ ‫حبيبات النانو سيلكا (‪ )SiO2‬والنانو اوكسيد‬ ‫‪SiO‬‬ ‫‪ TiO‬تطبيقات أخرى قليلة عن النانو ‪Fe O‬‬ ‫اوكسيد‬ ‫(‪ ،)TiO2‬وتوجد‬ ‫‪Al O‬‬ ‫(‪ )Fe2O3‬والنانو املنيوم (‪ ،)Al2O3‬وكذلك حبيبات‬ ‫احلديد‬ ‫االطيان النانوية‪ .‬ويظهر في الشكل (‪ )4‬حبيبات النانو‬ ‫سيلكا‪ ،‬وتوزيعها املنتظم داخل املادة‪ ،‬حيث تساعد في‬ ‫حتسني خواصها امليكانيكية ومقاومتها لنفوذ املاء‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫الشكل رقم (‪)4‬‬ ‫التوزيع املنتظم حلبيبات اوكسيد السليكا النانوية داخل‬ ‫البنية اجملهرية للمادة السمنتية‪.‬‬

‫‪ :5‬التسليح باأللياف أو احلبيبات االنابيب النانوية‬ ‫متثل األلياف واألنابيب الكاربونية النانوية املرشح االوفر‬ ‫حظا ً بني املواد النانوية االخرى التي ميكن ان تستعمل في‬ ‫تسليح املواد السمنتية املركبة‪ ،‬وذلك بسبب القدرات‬ ‫مجال معامل املرونة وقوة الشد‪.‬‬ ‫الفائقة في تقدمها في‬ ‫‪7‬‬ ‫وكذلك صفاتها الكهربائية والكيميائية الفريدة‪ ،‬وبسبب‬ ‫ذلك ميكن لهذه األلياف‪ ،‬كما مبني في الشكل رقم (‪ ،)5‬وهي‬ ‫في نفس الوقت تبدي تغيرا في بعض صفاتها الكهربائية‬ ‫حتت اإلجهاد‪ ،‬ما يؤدي الى فتح افاق علمية جديدة ترتكز‬ ‫على حتسس االجهاد من خالل املقاومة الكهربائية‪ ،‬وهي‬ ‫بذلك توفر االرضية العلمية املناسبة ملا يسمى باملواد‬ ‫الذكية‪ .‬وعلى الرغم من امليزات احملتملة انفة الذكر غير‬ ‫ان اهم التحديات التي ال زالت بحاجة الى حلول مرتبطة‬ ‫بكيفية توزيع هذه املواد النانوية ونشرها بشكل منتظم في‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪64‬‬

‫محيطها‪ ،‬وحتسني الترابط السطحي مع املادة احمليطة‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪)5‬‬ ‫مادة سمنتية مسلحة باألنابيب الكاربونية النانوية وقد‬ ‫عملت االنابيب على جتسير الشقوق الداخلية‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ :6‬اخلالصة‬ ‫تضمنت هذه املقالة التقدمي لتطبيقات جديدة لعلوم‬ ‫النانوتكنولوجي في مجاالت التشييد والبناء‪ ،‬وباخلصوص‬ ‫في اخلرسانة ومواد البناء‪ ،‬وما توفره هذه التقنية اجلديدة‬ ‫من احتماالت واعدة لتحسني االداء لهذه املواد املهمة في‬ ‫حياتنا اليومية‪ ،‬والكثيرة االستعمال‪ ،‬والتي حتيط بنا تقريبا‬ ‫في كل مكان‪ .‬لقد مكن التطور الكبير في ادوات الفحص‬ ‫والقياس العلماء واملهندسني من الوصول الى معلومات‬ ‫جديدة وغير مسبوقة عن البنية اجملهرية للخرسانة‪ ،‬ومواد‬ ‫البناء األخرى أتاحت لهم التعرف على االسباب العميقة‬ ‫التي تقف خلف السلوك امليكانيكي للمنتجات السمنتية‬ ‫املركبة‪ ،‬وكيفية السيطرة والتحكم بصفات مرغوبة مثل‬ ‫الدميومة من خالل اإلفادة من هذه األدوات واملضافات ذات‬ ‫املقاس النانوي‪ .‬ان التحكم مبثل هذه الصفات يعد امرا‬ ‫حاسما باجتاه اطالة العمر اخلدمي للمنشآة‪.‬‬ ‫ومع ذلك فان التحديات التي ال تزال بحاجة الى املزيد‬ ‫من التحري وتوفير احللول لها‪ ،‬هي حتديات حقيقية حتتاج‬ ‫الى البحث‪ ،‬والدراسة‪ ،‬قبل ان نتمكن من االنتفاع بشكل‬ ‫عملي على املستوى الكبير الواقعي من هذه التطبيقات‪.‬‬ ‫ومن هذه التحديات‪:‬‬ ‫• التوزيع واالنتشار اجليد للمواد داخل البنية اجملهرية‬ ‫للمواد السمنتية املركبة‪.‬‬ ‫• التوافق بني املواد النانوية والسمنت‪.‬‬ ‫• مشاكل التصنيع واألمان واملناقلة‪.‬‬ ‫• الكلفة‪.‬‬ ‫ويضاف الى ذلك الصعوبات التي ترافق اي منتج‪ ،‬او‬ ‫تكنولوجيا جديدة‪ ،‬بسبب احلاجة الى معرفة انعكاسها‬ ‫على كل من البيئة‪ ،‬والصحة العامة لالفراد الذين قد‬ ‫يتعاملون بها‪ .‬ومن الواضح انه وبعد اكثر من (‪ )50‬عاما‬ ‫على محاضرة العالم ريتشارد فيمن الشهيرة فان علوم‬ ‫النانوتكنولوجي قد غيرت الطريقة التي ينظر بها العلماء‬ ‫واملهندسني الى واحدة من اقدم املواد التي صنعها االنسان‬ ‫بنفسه‪ ،‬وهي اخلرسانة‪.‬‬


‫مشاهري‬

‫عبد العظيم السبيت‬

‫عبد العظيم السبتي باختصار‪:‬‬ ‫“ عالم وضع العراق بني املريخ واملشتري‪.”...‬‬ ‫ولد الدكتور السبتي في مدينة العمارة‪ /‬قلعة صالح عام ‪،1945‬‬ ‫حصل على البكالوريوس واملاجستير والدكتوراه في العلوم الفلكية‬ ‫من جامعة مانشستر في بريطانيا‪ ،‬مارس التدريس في جامعة بغداد‪،‬‬ ‫كما اسهم في تقدمي برنامج العلم للجميع مع املرحوم االستاذ كامل‬ ‫الدباغ‪ ،‬وأسهم في تأسيس القبة الفلكية‪ ،‬واملرصد الفلكي العراقي‬ ‫فوق قمة جبل كورك ‪ -‬اربيل‪ ،‬والذي لم يُكتب له ان يكتمل اجنازه بسبب‬ ‫بدء احلرب العراقية ‪ -‬االيرانية وهو مبراحله النهائية (بحدود ‪،)80%‬‬ ‫وتوقف العمل فيه بسبب االعمال احلربية ومن ثم اصابته باضرار كبيرة‬ ‫من جرائها‪.‬‬ ‫وقد ترك الدكتور عبد العظيم العراق وهاجر الى اململكة املتحدة في‬ ‫تسعينيات القرن املاضي‪ ،‬وفيها حصل على عضوية اجملموعة املتقدمة‬ ‫لتطوير مشروعات احتاد الفلكيني الدولي وعضوية املرصد الفضائي‬ ‫العاملي‪ ،‬وقد عاد الى العراق في عام ‪ 2005‬واجرى اتصاالت عديدة حملاولة‬ ‫احياء مرصد كورك‪ ،‬ولكن جهوده لم تثمر بشيء‪ ،‬فعاد من جديد الى‬ ‫املهجر‪ ،‬وهو حاليا ً يعمل في مرصد جامعة لندن‪ ،‬وعضو اجملموعة‬ ‫املتقدمة لتطوير مشروعات احتاد الفلكيني الدولي‪ ،‬وعضو هيئة املرصد‬ ‫الفضائي العاملي‪ ،‬ومستشار مشروع املرصد والقبة الفلكية في‬ ‫كورنوال‪ .‬وقد انت ُِخ َب رئيسا ً لرابطة األكادمييني العراقيني في بريطانيا‬ ‫لسنوات عدة‪.‬‬ ‫وبسبب اجنازاته العلمية وبحوثه التي أسهمت في تطوير علوم الفلك‪،‬‬ ‫وتكرميا ً لهذه اجلهود اطلق “احتاد الفلكيني الدولي” في واشنطن اسم‬ ‫الدكتور عبدالعظيم السبتي على كوكيب بني املريخ واملشتري‪،‬‬ ‫واسموه (سبتي)‪ ،‬وهو جرم سماوي يبعد عن األرض (‪ )308‬مليون‬ ‫كيلومتر‪ ،‬وعن الشمس( (‪ )411‬مليون كيلومتر‪ ،‬ويدعى (األسترويد ‪sA‬‬ ‫‪ )teroid‬وتعني (كويكب)‪ ،‬وهي تصغير لكلمة (‪ )Aster‬اليونانية‪ ،‬وتعني‬ ‫(جنم)‪ ،‬ويشكل حزاما ً هائالً يدور بانتظام بني املريخ واملشتري‪.‬‬ ‫واستكماال ً ألحالمه العلمية والوطنية اقترح الدكتور عبد العظيم‬ ‫السبتي على زمالئه إقامة مهرجان علمي إلطالق اسم الدكتور‬ ‫عبداجلبار عبد اهلل على أحد الكواكب أو األجرام السماوية‪ ،‬إكراما ً‬ ‫ملكانته العلمية ودوره في إعداد البحوث واملعادالت الرياضية اخلاصة‬ ‫في علم األنواء اجلوية و(فيزياء اجلو) واألعاصير‪ ،‬لكن بوفاة الدكتور‬ ‫عبداجلبار خسر العراق واجملتمع الدولي عاملا ً وإنسانا ً ذو صفات إنسانية‬ ‫رفيعة‪.‬‬

‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪65‬‬


‫من االنرتنت‬

‫إنرتنت األشياء‪ ..‬ك ّل شيء سيكون ممكناً‬

‫إعداد‪ :‬تواصل‬ ‫رمبا في السنني القادمة ستصبح حياتنا عبارة عن‬ ‫ضغطة زر‪ ،‬أو كبسة على مفتاح الكتروني‪ ،‬لننتقل بعدها‬ ‫من مكان إلى آخر‪ ،‬ورمبا سنسافر بسرعة الضوء‪ ،‬أو أننا‬ ‫سنحضر اجتماعاتنا مع شركائنا في العمل بشكل‬ ‫فعلي‪ ،‬على الرغم من وجودنا على بعد آالف الكيلو مترات‬ ‫عن مكان االجتماع‪...‬‬ ‫نعم‪ ..‬هذه ليست فانتازيا‪ ،‬وال ضربا ً من اجلنون‪ ..‬إنها‬ ‫تكنولوجيا القرن الواحد والعشرين‪ ..‬تكنولوجيا لن تدع‬ ‫شيئا ً على ظهر األرض إال وستجعل جانبا ً منه إلكترونياً‪..‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪66‬‬

‫مع انتشار الهواتف الذكية واألجهزة اللوحية‪،‬‬ ‫وشبكات التواصل االجتماعي أصبح لكل منا حياتان‪،‬‬ ‫واحدة واقعية واألخرى افتراضية‪ ،‬وبتنا على اتصال مع‬ ‫بعضنا البعض أكثر من أي وقت مضى‪ ،‬وعلى الرغم من‬ ‫كل هذا يبقى السؤال قائماً‪ :‬ما الذي سيأتي بعد ذلك؟‬ ‫ورمبا تكون اإلجابة في كلمتني اثنتني‪ :‬إنترنت األشياء (‪The‬‬ ‫‪!!)Internet of Things‬‬ ‫وإنترنت األشياء‪ :‬هي األجهزة واألدوات اإللكترونية‬ ‫املوصولة القادرة على االتصال بشبكة اإلنترنت وهو ما‬


‫من‬ ‫االنرتنت‬

‫يجعل منها عنصرا ً مشاركا ً ونشطا ً في احلياة اليومية‬ ‫والعمليات التجارية‪ .‬اخلدمات املتاحة للتفاعل مع هذه‬ ‫«األشياء الذكية» عبر اإلنترنت عديدة منها االستعالم عن‬ ‫مكان وجود الشيء أو التغير في حالته وما إلى ذلك‪.‬‬

‫أصل الفكرة‬ ‫إنترنت االشياء مصطلح انتشر في السنوات القليلة‬ ‫املاضية‪ ،‬وصيغ ألول مرة عام ‪ 1999‬على يد كيفن أشتون‬ ‫رائد تقنية بريطاني‪ ،‬ويقصد بهذا املصطلح ارتباط شبكة‬ ‫اإلنترنت باألشياء املادية املوجودة حولنا مثل األجهزة‬ ‫واألدوات واملالبس‪ ،‬بحيث ميكن معرفة حالتها ومعلومات‬ ‫دقيقة عنها‪ ،‬وحفظها في قواعد بيانات خاصة بها‪ ،‬عن‬ ‫طريق موجات راديو ميكن التقاطها بأجهزة خاصة لالتصال‬ ‫قصير املدى (‪ ،)NFC‬كما توجد بعض احملاوالت جلعل هذا‬ ‫النوع من االتصاالت طويل املدى‪ ،‬وهو ما سيساعد على‬ ‫انتشار هذه التقنية بشكل أكبر‪.‬‬ ‫والفكرة التي يرتكز عليها مفهوم (إنترنت األشياء)‪،‬‬ ‫أنه يوجد بالفعل ماليني األجهزة املتصلة بشبكة‬ ‫اإلنترنت‪ ،‬ولكن معظمها يعتمد على البشر فى إمدادها‬ ‫باملعلومات‪ ،‬ولكن ما يريد «إنترنت األشياء» تغييره هو‬ ‫جعل كل تلك األشياء تتواصل مع بعضها البعض دون‬ ‫تدخل بشري مسبق‪ ،‬وهو ما يعتقد أنه سيكون ثورة في‬ ‫عالم االتصاالت‪.‬‬ ‫ساعد على انتشار فكرة إنترنت األشياء وجود تقنيات‬ ‫حديثة ساعدت على تطبيقه عمليا ً مثل تقنية العروات‬ ‫الالسلكية لتحديد الهوية (‪ ،)RFID‬وهي ليست شيئا ً‬

‫جديداً‪ ،‬إذ تستخدم فعليا ً في حياتنا اليومية في تعقب‬ ‫البضاعة في اخملازن واحملال‪ ،‬باإلضافة إلى تقنيات أخرى‬ ‫ساعدت في ظهور الفكرة مثل أجهزة االستشعار عن‬ ‫بعد وأنظمة التكويد الرقمي مثل الباركورد (‪،)Barcode‬‬ ‫وانظمة االتصال الالسلكي مثل البلوتوث والواي فاي‪،‬‬ ‫وكلها تقنيات بات دمجها أو توصيلها مع اإلنترنت شيئا ً‬ ‫عمليا ً ومتاحاً‪.‬‬ ‫عمل كيفن أشتون في التسعينيات لدى شركة بروكتر‬ ‫آند جامبل‪ ،‬ورأى أن عروات أو شرائح (‪ )RFID‬الالسلكية‬ ‫ميكنها املساعدة في تعقب منتجاتها الكثيرة واملتنوعة‪،‬‬ ‫واليوم تستعمل الكثير من الشركات هذه التقنية إلدارة‬ ‫مخازنها ومنتجاتها‪ ،‬مما يجعلها تعرف بشكل مسبق إن‬ ‫كان أحد األصناف في طريقه للنفاد‪ ،‬أو أنه موجود بكمية‬ ‫أكثر من املطلوب‪ ،‬حتى إن بعض املزارعني يستخدمونها‬ ‫لتعقب مواشيهم‪.‬‬

‫تطبيقات مهولة‬ ‫ثالجات ذكية تطلب من املتجر ما ينقصها من‬ ‫أصناف الغذاء اخملتلفة بشكل آلي‪ ،‬أو تنبهك إذا كان أحد‬ ‫محتوياتها قد انتهت صالحية استخدامه‪ ،‬التحكم‬ ‫بأجهزة البيت كلها عن بعد عن طريق هاتفك احملمول‬ ‫أو جهازك اللوحي‪ ،‬بداية من اإلضاءة وحتى املايكروويف‪،‬‬ ‫سيارات تسير بدون احلاجة لقيادتها البشرية‪ ،‬أجهزة ذكية‬ ‫نرتديها وتخبرنا الكثير عن حياتنا وأجسامنا وما حولنا‪،‬‬ ‫كلها أمثلة ملا قد توفره هذه التقنية لنا في املستقبل‬ ‫القريب‪ ،‬مما سيسهل الكثير من األمور‪ ،‬ويوفر الكثير من‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪67‬‬


‫من‬ ‫االنرتنت‬

‫األموال الضائعة في استهالك الطاقة الزائدة‪ ،‬ويساعد‬ ‫البيئة في تقليص انبعاثات الكربون‪ ،‬حتى إن بعض الدول‬ ‫مثل كوريا اجلنوبية والصني لديها خطط قومية لبناء مدن‬ ‫كاملة تعمل بهذه التقنية‪.‬‬ ‫ولم تتوقف استخدامات إنترنت األشياء عند هذا‬ ‫احلد بل دخلت تطبيقاته في مجاالت صناعية وجتارية‬ ‫وطبية وهندسية مثل السيارات ملتابعة حركتها‬ ‫وسلوك سائقيها‪ ،‬وامتدت هذه التطبيقات لتشمل إدارة‬ ‫املستودعات واخملازن للتعرف على كمية املواد املوجودة‪،‬‬ ‫وكذلك تطبيقات طبية وهندسية كثيرة‪ ،‬ومن املتوقع أن‬ ‫يصل عدد األشياء املوصولة ببعضها عن طريق اإلنترنت‬ ‫إلى ستة مليارات شيئ عام ‪ ،2015‬وتتوقع شركة سيسكو‬ ‫أن يصل عددها إلى ‪ 24‬مليار شيئ متصل بحلول عام‬ ‫‪ ،2020‬وأن تلك األشياء ستكون أذكى وقادرة على التعلم‬ ‫والتأقلم مع سلوك مستخدميها‪.‬‬ ‫واحلديث عن تطبيقات إنترنت األشياء حديث طويل‪،‬‬ ‫حيث تتنوع استخداماته في جميع نواحي احلياة منها ما‬ ‫هو شخصي مثل تذكير مبواعيد تناول الدواء‪ ،‬أو توجيهك‬ ‫فى محل املالبس للقطع املناسبة لقياس جسمك دون‬ ‫جهد‪ ،‬وكذلك ستكون سيارتك أكثر ذكاء لتخبرك عن‬ ‫محطة الوقود األقرب عند قرب نفاد الوقود‪ ،‬وإخطارك إذا‬ ‫ما قام ابنك الصغير بقيادتها بسرعة عالية‪.‬‬ ‫وقد أنتجت شركة نايك للمالبس الرياضية «إسورة»‬ ‫معصم تسمى «فويل ‪ ،»Fuel‬حيث تساعدك على تعقب‬ ‫حركتك واجتاهاتك ورصد الوظائف احليوية جلسمك مثل‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪68‬‬

‫ضربات القلب عن طريق الهاتف احملمول‪.‬‬ ‫وستتمكن شركات املياه والكهرباء أيضا ً من قياس‬ ‫العدادات عن بعد‪ ،‬وستتوافر إمكانية خدمة ونصح‬ ‫العمالء بتخفيض مستوى استهالكه عند وصوله حلد‬ ‫معني‪.‬‬ ‫أما في مجال الصحة فستتوافر أجهزة ميكنها‬ ‫متابعة حالة املرضى عن بعد وبشكل آني‪ ،‬وحتذير أطبائهم‬ ‫أو ذويهم فى حالة وجود أية مشكالت وإخبارهم مبكان‬ ‫وجودهم للذهاب إليهم وإنقاذهم‪ .‬كذلك يتم تطوير‬ ‫تطبيقات وأجهزة لتأمني املباني عن طريق مراقبة جودة‬ ‫الهواء وإنذارات احلريق املبكرة ومجسات لرصد االقتحام‬ ‫والسرقة‪.‬‬ ‫كذلك يتم تطوير أنظمة إلبالغ قائدي السيارات عن‬ ‫طريق اإلنترنت فى حالة توافر مكان شاغر لركن السيارة‬ ‫في األماكن القريبة منه‪ ،‬مما سيساعد على تخفيف‬ ‫الزحام وتقليص استخدام الوقود وجتنب عناء البحث عن‬ ‫مكان مناسب لركن السيارة‪.‬‬

‫مصاعب وعقبات‬ ‫إحدى العقبات الكبيرة التي قد تواجه فكرة إنترنت‬ ‫األشياء هي كم البيانات التي ستنتج عن هذا الكم الرهيب‬ ‫من األشياء واألجهزة املتصلة ببعضها البعض‪ ،‬فهي لن‬ ‫تكون بيانات كبيرة احلجم فقط‪ ،‬بل كبيرة احلجم بشكل‬ ‫خرافي‪ ،‬والتي ستحتاج بالطبع إلى التصنيف والتشبيك‬ ‫واإلدارة‪ ،‬وسيكون لدى قادة صناعة تكنولوجيا املعلومات‬


‫مهمة كبيرة في صنع أنظمة وبنية أساسية حتتمل هذا‬ ‫الكم من البيانات‪ ،‬وما يتبعه من مهمات‪ ،‬على الرغم من‬ ‫أن حتليل بيانات كتلك سيخبر الشركات معلومات قيمة‬ ‫جدا عما يحدث وأين وكيف يتعامل الناس مع منتجاتهم‪،‬‬ ‫وبالتالي اتخاذ القرارات الالزمة جتاهها‪ ،‬فقط إن امتلكوا‬ ‫االنظمة الالزمة لتحليل مثل هذه البيانات الضخمة التي‬ ‫ال تنقطع‪.‬‬ ‫العقبة األخرى‪ ،‬وهي عقبة خطيرة‪ ،‬وتشغل بال اجلميع‬ ‫وهي اخلصوصية‪ ،‬وإمكانية اختراق أشيائنا من قبل غرباء‪،‬‬ ‫فالبريد اإللكتروني مثال مضى على ابتكاره أكثر من ‪25‬‬ ‫عاماً‪ ،‬ومع ذلك اليزال قابالً لالختراق‪ ،‬فما بالنا بعشرات‬ ‫األشياء املوجودة حولنا واملتصلة عبر شبكة اإلنترنت‪،‬‬ ‫كيف سيكون احلال إن استطاع أحدهم اختراق نظام‬ ‫التحكم مبنزلك أو بأجهزة رعايتك الصحية وغيرها؟ هذا‬ ‫إن كنت فردا‪ ،‬فما بالك لو كنت صاحب مصنع أو شركة‬ ‫أو متجر كبير؟ التصورات التي جتيب على هذا السؤال‬ ‫مخيفة في الواقع‪ ،‬وال يوجد بعد نظام أمني مثالي ميكن‬ ‫أن يضمن لنا أن تكون هذه التقنية آمنة كفاية لالعتماد‬ ‫عليها‪ ،‬ونحن ال نبالغ فاخلطر قائم بالفعل‪ ،‬فلو اخترق‬ ‫أحدهم نظام القيادة اآللية لسيارتك‪ ،‬فرمبا قد يعرض هذا‬ ‫حياتك للخطر‪.‬‬

‫تطبيقات إنترنت األشياء‬ ‫عندما تضمن الشركات منتجاتها بشرائح ذكية‬ ‫تستطيع مراقبة حتركات املنتج واالتصال به‪ .‬وهذا يخلق‬ ‫امنوذجا ً جتاريا ً ميكن االستفاده منه كما فعلت شركة‬ ‫(‪ )Zipcar‬لتأجير السيارات‪ .‬حيث قامت بتفعيل فكرة‬

‫(إنترنت األشياء) في أسطول سياراتها املوزعة في شوارع‬ ‫املدن‪ .‬فالعميل من خالل تطبيق جوال يستطيع البحث‬ ‫عن أقرب سيارة له‪ ،‬ثم يقوم بتمرير بطاقة العضوية لفتح‬ ‫السيارة ليجد املفتاح ويبدأ حساب مدة اإليجار سوا ًء‬ ‫بالساعة أو اليوم‪ .‬وعندما ينتهي العميل من السيارة‬ ‫يوقفها في أي مكان‪ ،‬وميرر كرت العضوية‪ ،‬وبالتالي ينتهي‬ ‫اإليجار‪ .‬هذا املثال يجسد دور (إنترنت األشياء) فتمكني‬ ‫السيارة من االتصال باإلنترنت يعني سهولة حتديد‬ ‫موقعها وحالتها (مؤجرة ‪ -‬متاحة) وأيضا إدارتها عن بعد‪.‬‬ ‫فمع مرور الوقت باإلمكان االستغناء عن مكاتب تأجير‬ ‫السيارات‪.‬‬ ‫في حالة حتقق إنترنت األشياء مع جميع األشياء املادية‬ ‫فإن الشركات لن تواجه نفادا ًَ باخملزون أو خسارة باملنتجات‪،‬‬ ‫ألن جميع األطراف املعنية (سواء أكان إنسانا ‪ /‬شيئا ً‬ ‫مادياً) من شأنها التعرف على أي من املنتجات املطلوبة‬ ‫واملستهلكة‪.‬‬

‫من‬ ‫االنرتنت‬

‫أربعة مناذج الستخدامات مفهوم إنترنت األشياء‬ ‫تعتقد مؤسسة األبحاث والدراسات العاملية «جارتنر»‬ ‫أن مجموعة التجارب واالختبارات املتنوعة التي تخضع لها‬ ‫تقنيات إنترنت األشياء تولد حجما ً كبيرا ً من التجاذبات‬ ‫والنقاشات التي غالبا ً ما حتجب عنها فرص االستثمار‬ ‫املتاحة‪ .‬لذا يبحث احملللون عن مناذج االستخدامات‬ ‫األساسية األربعة إلنترنت األشياء‪ ،‬وهو ما سيتيح لقادة‬ ‫األعمال وتقنية املعلومات‪ ،‬فرصة اإلطالع عن كثب على‬ ‫كيفية االستفادة من هذه املوجة املتقدمة في مسيرة‬ ‫تطور استخدامات اإلنترنت‪.‬‬

‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪69‬‬


‫من‬ ‫االنرتنت‬

‫ويقول «هيوجن لي هوجن»‪ ،‬نائب رئيس الشركة‪ ،‬إن‬ ‫تقنيات إنترنت األشياء التي تشهد منوا ً متسارعا ً تعمل‬ ‫على الربط بني ماليني األصول‪ ،‬مبا فيها األجهزة واألشخاص‬ ‫واألماكن‪ ،‬وذلك بهدف توصيل وتبادل املعلومات‪ ،‬وتعزيز‬ ‫قيمة األعمال والقدرة التنافسية‪ ،‬وإيجاد فرص استثمارات‬ ‫جديدة‪ .‬وإنه‪ ،‬وخالل هذه املرحلة املبكرة والصاعدة من‬ ‫مسيرة التنمية‪ ،‬يقوم رجال األعمال باختبار هذه اجملموعة‬ ‫املتنوعة من القطاعات والتطبيقات ومناذج األعمال‬ ‫والتقنيات في سعي منهم للكشف عن قيمتها‪ ،‬وهو ما‬ ‫يخلق حال ًة من الفوضى‪ ،‬ويجعل من الصعب على اآلخرين‬ ‫حتديد اإلمكانات احملتملة لهذه التقنيات ضمن حدودهم‬ ‫اجلغرافية وصناعاتهم وقطاعاتهم‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن تقنيات إنترنت األشياء متلك نطاق‬ ‫تطبيق واسعا ً جداً‪ ،‬إال أن بعض الشركات قد تتسرع‬ ‫وترفض إقحام القيمة احلقيقية إلنترنت األشياء في‬ ‫أعمالهم‪ ،‬ألن األمثلة املطروحة ملا تقوم به الشركات‬ ‫األخرى ال تتطابق وطبيعة عملهم‪.‬‬ ‫فعلى سبيل املثال‪ ،‬قد ال جتد الشركة العاملة في‬ ‫مجال إعادة التدوير أو في مجال تشغيل آالت البيع‬ ‫األوتوماتيكية أية جدوى من تطبيق تقنيات إنترنت‬ ‫األشياء‪ ،‬وذلك عند استعراض جدوى قيام املستشفى‬ ‫بوصل معدات مراقبة حالة املريض الصحية بتقنيات‬ ‫إنترنت األشياء‪.‬‬ ‫ولكن إذا أمعنا النظر فسنجد أن هذه الشركات‬ ‫ستلمس بنفسها السبب احلقيقي لوصل املستشفى‬ ‫مع قراءات معداتها‪ ،‬وهو خفض تكاليف جوالت املمرضات‬ ‫ملراقبة املرضى‪ .‬كما أن أية شركة تستعني باألجهزة التي‬ ‫تعمل عن بعد متلك فرصا ً كبيرة الستخدام هذا االمنوذج‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪70‬‬

‫من العمل‪.‬‬ ‫وتؤمن مؤسسة «جارتنر» بأن جميع األمثلة احلالية‬ ‫باإلمكان تصنيفها وبكل بساطة إلى أربعة سيناريوهات‬ ‫استخدام أساسية‪ ،‬على الرغم من تنوعها‪ ،‬وكل منها‬ ‫تقدم فرص استثمار كبيرة للمستخدم النهائي في‬ ‫املؤسسات‪.‬‬ ‫االمنوذج األول‪« :‬اإلدارة» ومراقبة حالة األصول لتحسني‬ ‫طبيعة االستخدام‪ ،‬حيث يُستخدم هذا االمنوذج في املقام‬ ‫األول في حتقيق الفائدة القصوى من استخدام األصول‬ ‫ضمن بيئة العمل‪ ،‬حيث باإلمكان وصل جميع أنواع األصول‬ ‫اخملتلفة (والتي قد تكون جهازا ً أو قطعة من املعدات‪ ،‬أو‬ ‫موقعا ً مثل قاعة اجتماعات‪ ،‬أو أماكن لوقوف السيارات)‪،‬‬ ‫وإتاحة القدرة على توفير معلومات آنية ومتجددة عن‬ ‫احلالة‪ ،‬األمر الذي يتيح إمكانية االستفادة من األنظمة‬ ‫املعنية بالشكل األمثل لتلبية احتياجات األصول‪.‬‬ ‫وتشير املؤسسة إلى أن هذه األصول قد تكون بسيطة‬ ‫وترسل بيانات محدودة جدا ً (على سبيل املثال‪ ،‬في حال‬ ‫كانت مشغولة أو شاغرة)‪ ،‬أو قد تكون معقدة للغاية‬ ‫(مثل احملرك النفاث) وحتتوي العديد من أجهزة استشعار‬ ‫التي ترسل البيانات في الزمن احلقيقي‪ ،‬والتي قد تصل‬ ‫إلى تيرابايت في الساعة‪ ،‬ولكن هذا ال ينتقص من القيمة‬ ‫األساسية لالمنوذج‪.‬‬ ‫االمنوذج الثاني‪« :‬السيولة النقدية» أو فرض الرسوم‬ ‫على استخدام األصول بوتيرة متزايدة‪ ،‬ويُعد هذا االمنوذج‬ ‫خاصا ً لبعض قطاعات األعمال‪ ،‬والتي تقوم على مبدأ‬ ‫جني السيولة النقدية من األصول املادية عبر قياس‬ ‫حجم االستخدام بدقة‪ ،‬فهو يتيح إمكانية (وقد تكون‬


‫من‬ ‫االنرتنت‬

‫مكلفة جداً) استخدام األصول الرأسمالية كأساس‬ ‫للخدمة القائمة على االستخدام‪ ،‬وهو ما يؤمن الفرص‬ ‫االستثمارية التجارية التي تعمل على تبديل النفقات‬ ‫الرأسمالية بالنفقات التشغيلية‪ ،‬واستثمار دورة حياة‬ ‫املنتج مبنهجية دقيقة‪ ،‬وتوفير الصيانة الوقائية بأسلوب‬ ‫أكثر فعالية‪.‬‬ ‫االمنوذج الثالث‪« :‬التشغيل» أو استخدام األصول‬ ‫ملراقبة البيئة احمليطة بها‪ ،‬ويَستند هذا االمنوذج على‬ ‫حقل «التقنية التشغيلية» الكبير‪ ،‬والذي تستخدم في‬ ‫التقنية من أجل إدارة املعدات والعمليات داخل املصانع‪،‬‬ ‫هذا وتبتعد التقنية التشغيلية على نحو متزايد عن‬ ‫املفهوم القدمي القائم على األصول اململوكة واملنفصلة‪،‬‬ ‫فهي تسعى لالستفادة من املوجة الكبيرة للتقنيات‬ ‫والبرمجيات والبنى احلديثة واملتطورة‪ ،‬ولذلك فهي تقع‬ ‫في بعض احلاالت حتت إدارة مديري املعلومات التنفيذيني‬ ‫وقسم تقنية املعلومات‪.‬‬ ‫ومن األمثلة البسيطة على ذلك‪ ،‬ذهبت «جارتنر»‬ ‫إلى احلديث عن السيطرة على صمام‪ ،‬أما املثال األكثر‬ ‫تعقيداً‪ ،‬فيتمثل في البيانات واملعلومات القادمة من آالف‬ ‫أجهزة االستشعار‪ ،‬والتي يتم جمعها حول حالة الطقس‬ ‫والظروف اجلوية وتدفق وضغط وعمق املياه‪ ،‬وذلك بهدف‬ ‫إدارة أنظمة شبكات إمدادات املياه أو الري‪ ،‬األمر الذي‬ ‫سيقلل من عدد الزيارات امليدانية للجهاز الذي يعمل عن‬ ‫بعد‪ ،‬وجتنب الظروف البيئية اخلطرة حول اجلهاز‪.‬‬ ‫االمنوذج الرابع‪« :‬قابلية التوسع» أو توفير معلومات أو‬

‫خدمات رقمية إضافية بواسطة األصول‪ ،‬لالستخدامات‬ ‫األساسية لتحرير القيمة املنشودة من مفهوم «إنترنت‬ ‫األشياء»‪ ،‬وذكرت املؤسسة إن سلسلة اإلمدادات املادية‬ ‫تنتهي عندما يتم شحن املنتج أو األصول‪.‬‬ ‫ولكن عندما يتم وصل أو ربط هذه األصول فإن‬ ‫سلسلة التوريد الرقمية تتسع إلى حيث سيتم تسليم‬ ‫هذه اخلدمات واملنتجات‪ ،‬كما أن األصول املادية تتوسع‬ ‫بفضل وجود اخلدمات الرقمية‪.‬‬ ‫ومن األمثلة على ذلك التحميالت التلقائية (والتي‬ ‫رمبا تكون قائمة على أساس االشتراك) للبرامج الثابتة‬ ‫جلهاز ما‪ ،‬وذلك من أجل توفير قدرات جديدة أو تصحيح‬ ‫أخطاء مت تشخيصها حديثا‪ ،‬وبإمكان أصحاب السيارات‬ ‫املوصولة أيضا ً حتميل القدرة على حتديث أو متديد وضعية‬ ‫قيادة السيارة‪.‬‬ ‫أما األمثلة األكثر تعقي ًدا فتتمثل في توفير املعلومات‬ ‫االستشارية (مثل الفشل الوظيفي الوشيك أو البلى‬ ‫الشديد ألحد قطع السيارة‪ ،‬أو ارتفاع درجة حرارة جهاز‬ ‫ما)‪ ،‬وذلك لتجنب التكاليف املترتبة على الفشل من خالل‬ ‫القيام باإلجراءات الوقائية‪ .‬ويعد محتوى وسائل اإلعالم‬ ‫منتجا ً رقميا ً باإلمكان إرساله إلى أية أصول موصولة‪،‬‬ ‫مثل بث عرض األفالم إلى أحد املقاعد في القطار‪.‬‬ ‫* هذا املوضوع أخذ عن املواقع اآلتية بتصرف‪:‬‬ ‫ جريدة الشروق االلكترونية‪.‬‬‫ ويكيبيديا‪ -‬املوسوعة احلرة‪.‬‬‫ البوابة العربية لألخبار التقنية‪.‬‬‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪71‬‬


‫وثائق‬

‫اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان‬ ‫الديباجة‬ ‫ملا كان االعتراف بالكرامة املتأصلة في جميع أعضاء‬ ‫األسرة البشرية وبحقوقهم املتساوية الثابتة هو أساس‬ ‫احلرية والعدل والسالم في العالم‪.‬‬ ‫وملا كان تناسي حقوق اإلنسان وازدراؤها قد أفضيا‬ ‫إلى أعمال همجية آذت الضمير اإلنساني‪ ،‬وكان غاية ما‬ ‫يرنو إليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية‬ ‫القول والعقيدة ويتحرر من الفزع والفاقة‪.‬‬ ‫وملا كان من الضروري أن يتولى القانون حماية حقوق‬ ‫اإلنسان لكيال يضطر املرء آخر األمر إلى التمرد على‬ ‫االستبداد والظلم‪.‬‬ ‫وملا كان من اجلوهري تعزيز تنمية العالقات الودية بني‬ ‫الدول‪،‬‬ ‫وملا كانت شعوب األمم املتحدة قد أكدت في امليثاق من‬ ‫جديد إميانها بحقوق اإلنسان األساسية وبكرامة الفرد‬ ‫وقدره ومبا للرجال والنساء من حقوق متساوية وحزمت‬ ‫أمرها على أن تدفع بالرقي االجتماعي قدما ً وأن ترفع‬ ‫مستوى احلياة في جو من احلرية أفسح‪.‬‬ ‫وملا كانت الدول األعضاء قد تعهدت بالتعاون مع األمم‬ ‫املتحدة على ضمان اطراد مراعاة حقوق اإلنسان واحلريات‬ ‫األساسية واحترامها‪.‬‬ ‫وملا كان لإلدراك العام لهذه احلقوق واحلريات األهمية‬ ‫الكبرى للوفاء التام بهذا التعهد‪.‬‬ ‫فإن اجلمعية العامة تنادي بهذا اإلعالن العاملي‬ ‫حلقوق اإلنسان على أنه املستوى املشترك الذي ينبغي‬ ‫أن تستهدفه كافة الشعوب واألمم حتى يسعى كل فرد‬ ‫وهيئة في اجملتمع‪ ،‬واضعني على الدوام هذا اإلعالن نصب‬ ‫أعينهم‪ ،‬إلى توطيد احترام هذه احلقوق واحلريات عن‬ ‫طريق التعليم والتربية واتخاذ إجراءات مطردة‪ ،‬قومية‬ ‫وعاملية‪ ،‬لضمان االعتراف بها ومراعاتها بصورة عاملية‬ ‫فعالة بني الدول األعضاء ذاتها وشعوب البقاع اخلاضعة‬ ‫لسلطانها‪.‬‬

‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪72‬‬

‫املادة ‪.1‬‬ ‫يولد جميع الناس أحرارا ً متساوين في الكرامة‬ ‫واحلقوق‪ ،‬وقد وهبوا عقالً وضميرا ً وعليهم أن يعامل‬ ‫بعضهم بعضا ً بروح اإلخاء‪.‬‬ ‫املادة ‪.2‬‬ ‫لكل إنسان حق التمتع بكافة احلقوق واحلريات الواردة‬ ‫في هذا اإلعالن‪ ،‬دون أي متييز‪ ،‬كالتمييز بسبب العنصر أو‬ ‫اللون أو اجلنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي‬ ‫رأي آخر‪ ،‬أو األصل الوطني أو االجتماعي أو الثروة أو امليالد أو‬ ‫أي وضع آخر‪ ،‬دون أية تفرقة بني الرجال والنساء‪.‬‬ ‫وفضال عما تقدم فلن يكون هناك أي متييز أساسه‬ ‫الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي لبلد أو البقعة‬ ‫التي ينتمي إليها الفرد سواء كان هذا البلد أو تلك البقعة‬ ‫مستقال أو حتت الوصاية أو غير متمتع باحلكم الذاتي أو‬ ‫كانت سيادته خاضعة ألي قيد من القيود‪.‬‬ ‫املادة ‪.3‬‬ ‫لكل فرد احلق في احلياة واحلرية وسالمة شخصه‪.‬‬ ‫املادة ‪.4‬‬ ‫اليجوز استرقاق أو استعباد أي شخص‪ ،‬ويحظر‬ ‫االسترقاق وجتارة الرقيق بكافة أوضاعهما‪.‬‬ ‫املادة ‪.5‬‬ ‫اليعرض أي إنسان للتعذيب وال للعقوبات أو املعامالت‬ ‫القاسية أو الوحشية أو احلاطة بالكرامة‪.‬‬ ‫املادة ‪.6‬‬ ‫لكل إنسان أينما وجد احلق في أن يعترف بشخصيته‬ ‫القانونية‪.‬‬ ‫املادة ‪.7‬‬ ‫كل الناس سواسية أمام القانون ولهم احلق في‬


‫وثائق‬

‫التمتع بحماية متكافئة عنه دون أية تفرقة‪ ،‬كما أن لهم‬ ‫جميعا احلق في حماية متساوية ضد أي متيز يخل بهذا‬ ‫اإلعالن وضد أي حتريض على متييز كهذا‪.‬‬

‫املادة ‪.8‬‬ ‫لكل شخص احلق في أن يلجأ إلى احملاكم الوطنية‬ ‫إلنصافه عن أعمال فيها اعتداء على احلقوق األساسية‬ ‫التي مينحها له القانون‪.‬‬ ‫^ إلى أعلى الصفحة‬ ‫املادة ‪.9‬‬ ‫ال يجوز القبض على أي إنسان أو حجزه أو نفيه‬ ‫تعسفاً‪.‬‬ ‫املادة ‪.10‬‬ ‫لكل إنسان احلق‪ ،‬على قدم املساواة التامة مع اآلخرين‪،‬‬ ‫في أن تنظر قضيته أمام محكمة مستقلة نزيهة نظرا ً‬ ‫عادال ً علنيا ً للفصل في حقوقه والتزاماته وأية تهمة‬ ‫جنائية توجه إليه‪.‬‬ ‫املادة ‪.11‬‬ ‫ً‬ ‫(‪ )1‬كل شخص متهم بجرمية يعتبر بريئا إلى أن تثبت‬ ‫إدانته قانونا ً مبحاكمة علنية تؤمن له فيها الضمانات‬ ‫الضرورية للدفاع عنه‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ال يدان أي شخص من جراء أداة عمل أو االمتناع عن‬ ‫أداة عمل إال إذا كان ذلك يعتبر جرما ً وفقا ً للقانون الوطني‬ ‫أو الدولي وقت االرتكاب‪ ،‬كذلك ال توقع عليه عقوبة أشد‬ ‫من تلك التي كان يجوز توقيعها وقت ارتكاب اجلرمية‪.‬‬ ‫املادة ‪.12‬‬ ‫ال يعرض أحد لتدخل تعسفي في حياته اخلاصة أو‬ ‫أسرته أو مسكنه أو مراسالته أو حلمالت على شرفه‬ ‫وسمعته‪ ،‬ولكل شخص احلق في حماية القانون من مثل‬ ‫هذا التدخل أو تلك احلمالت‪.‬‬ ‫املادة ‪.13‬‬ ‫(‪ )1‬لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل‬ ‫حدود كل دولة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬يحق لكل فرد أن يغادر أية بالد مبا في ذلك بلده كما‬ ‫يحق له العودة إليه‪.‬‬

‫املادة ‪.14‬‬ ‫(‪ )1‬لكل فرد احلق في أن يلجأ إلى بالد أخرى أو يحاول‬ ‫االلتجاء إليها هربا ً من االضطهاد‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ال ينتفع بهذا احلق من قدم للمحاكمة في جرائم‬ ‫غير سياسية أو ألعمال تناقض أغراض األمم املتحدة‬ ‫ومبادئها‪.‬‬ ‫املادة ‪.15‬‬ ‫(‪ )1‬لكل فرد حق التمتع بجنسية ما‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ال يجوز حرمان شخص من جنسيته تعسفا ً أو‬ ‫إنكار حقه في تغييرها‪.‬‬ ‫املادة ‪.16‬‬ ‫(‪ )1‬للرجل واملرأة متى بلغا سن الزواج حق التزوج‬ ‫وتأسيس أسرة دون أي قيد بسبب اجلنس أو الدين‪ ،‬ولهما‬ ‫حقوق متساوية عند الزواج وأثناء قيامه وعند انحالله‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ال يبرم عقد الزواج إال برضى الطرفني الراغبني في‬ ‫الزواج رضى كامالً ال إكراه فيه‪.‬‬ ‫(‪ )3‬األسرة هي الوحدة الطبيعية األساسية للمجتمع‬ ‫ولها حق التمتع بحماية اجملتمع والدولة‪.‬‬ ‫املادة ‪.17‬‬ ‫(‪ )1‬لكل شخص حق التملك مبفرده أو باالشتراك مع‬ ‫غيره‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ال يجوز جتريد أحد من ملكه تعسفا‪ً.‬‬ ‫املادة ‪.18‬‬ ‫لكل شخص احلق في حرية التفكير والضمير والدين‪،‬‬ ‫ويشمل هذا احلق حرية تغيير ديانته أو عقيدته‪ ،‬وحرية‬ ‫اإلعراب عنهما بالتعليم واملمارسة وإقامة الشعائر‬ ‫ومراعاتها سواء أكان ذلك سرا ً أم مع اجلماعة‪.‬‬ ‫املادة ‪.19‬‬ ‫لكل شخص احلق في حرية الرأي والتعبير‪ ،‬ويشمل‬ ‫هذا احلق حرية اعتناق اآلراء دون أي تدخل‪ ،‬واستقاء األنباء‬ ‫واألفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد‬ ‫باحلدود اجلغرافية‪.‬‬ ‫املادة ‪.20‬‬ ‫(‪ )1‬لكل شخص احلق في حرية االشتراك في اجلمعيات‬ ‫واجلماعات السلمية‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ال يجوز إرغام أحد على االنضمام إلى جمعية ما‪.‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪73‬‬


‫وثائق‬

‫املادة ‪.21‬‬ ‫(‪ )1‬لكل فرد احلق في االشتراك في إدارة الشؤون‬ ‫العامة لبالده إما مباشرة وإما بواسطة ممثلني يختارون‬ ‫اختيارا ً حراً‪.‬‬ ‫(‪ )2‬لكل شخص نفس احلق الذي لغيره في تقلد‬ ‫الوظائف العامة في البالد‪.‬‬ ‫(‪ )3‬إن إرادة الشعب هي مصدر سلطة احلكومة‪ ،‬ويعبر‬ ‫عن هذه اإلرادة بانتخابات نزيهة دورية جتري على أساس‬ ‫االقتراع السري وعلى قدم املساواة بني اجلميع أو حسب أي‬ ‫إجراء مماثل يضمن حرية التصويت‪.‬‬ ‫املادة ‪.22‬‬ ‫لكل شخص بصفته عضوا ً في اجملتمع احلق في‬ ‫الضمانة االجتماعية وفي أن حتقق بوساطة اجملهود القومي‬ ‫والتعاون الدولي ومبا يتفق ونظم كل دولة ومواردها احلقوق‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والتربوية التي الغنى عنها‬ ‫لكرامته وللنمو احلر لشخصيته‪.‬‬ ‫املادة ‪.23‬‬ ‫(‪ )1‬لكل شخص احلق في العمل‪ ،‬وله حرية اختياره‬ ‫بشروط عادلة مرضية كما أن له حق احلماية من‬ ‫البطالة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬لكل فرد دون أي متييز احلق في أجر متساو للعمل‪.‬‬ ‫(‪ )3‬لكل فرد يقوم بعمل احلق في أجر عادل مرض يكفل‬ ‫له وألسرته عيشة الئقة بكرامة اإلنسان تضاف إليه‪ ،‬عند‬ ‫اللزوم‪ ،‬وسائل أخرى للحماية االجتماعية‪.‬‬ ‫(‪ )4‬لكل شخص احلق في أن ينشئ وينضم إلى نقابات‬ ‫حماية ملصلحته‬ ‫املادة ‪.24‬‬ ‫لكل شخص احلق في الراحة‪ ،‬وفي أوقات الفراغ‪،‬‬ ‫والسيما في حتديد معقول لساعات العمل وفي عطالت‬ ‫دورية بأجر‪.‬‬ ‫املادة ‪.25‬‬ ‫(‪ )1‬لكل شخص احلق في مستوى من املعيشة كاف‬ ‫للمحافظة على الصحة والرفاهية له وألسرته‪ ،‬ويتضمن‬ ‫ذلك التغذية وامللبس واملسكن والعناية الطبية وكذلك‬ ‫اخلدمات االجتماعية الالزمة‪ ،‬وله احلق في تأمني معيشته‬ ‫في حاالت البطالة واملرض والعجز والترمل والشيخوخة‬ ‫وغير ذلك من فقدان وسائل العيش نتيجة لظروف خارجة‬ ‫عن إرادته‪.‬‬ ‫(‪ )2‬لألمومة والطفولة احلق في مساعدة ورعاية‬ ‫خاصتني‪ ،‬وينعم كل األطفال بنفس احلماية االجتماعية‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪74‬‬

‫سواء أكانت والدتهم ناجتة عن رباط شرعي أو بطريقة غير‬ ‫شرعية‪.‬‬

‫املادة ‪.26‬‬ ‫(‪ )1‬لكل شخص احلق في التعلم‪ ،‬ويجب أن يكون‬ ‫التعليم في مراحله األولى واألساسية على األقل باجملان‪،‬‬ ‫وأن يكون التعليم األولي إلزاميا ً وينبغي أن يعمم التعليم‬ ‫الفني واملهني‪ ،‬وأن ييسر القبول للتعليم العالي على قدم‬ ‫املساواة التامة للجميع وعلى أساس الكفاءة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬يجب أن تهدف التربية إلى إمناء شخصية اإلنسان‬ ‫إمناء كامالً‪ ،‬وإلى تعزيز احترام اإلنسان واحلريات األساسية‬ ‫وتنمية التفاهم والتسامح والصداقة بني جميع الشعوب‬ ‫واجلماعات العنصرية أو الدينية‪ ،‬وإلى زيادة مجهود األمم‬ ‫املتحدة حلفظ السالم‪.‬‬ ‫(‪ )3‬لآلباء احلق األول في اختيار نوع تربية أوالدهم‪.‬‬ ‫املادة ‪.27‬‬ ‫(‪ )1‬لكل فرد احلق في أن يشترك اشتراكا ً حرا ً في حياة‬ ‫اجملتمع الثقافي وفي االستمتاع بالفنون واملساهمة في‬ ‫التقدم العلمي واالستفادة من نتائجه‪.‬‬ ‫(‪ )2‬لكل فرد احلق في حماية املصالح األدبية واملادية‬ ‫املترتبة على إنتاجه العلمي أو األدبي أو الفني‪.‬‬ ‫املادة ‪.28‬‬ ‫لكل فرد احلق في التمتع بنظام اجتماعي دولي تتحقق‬ ‫مبقتضاه احلقوق واحلريات املنصوص عليها في هذا اإلعالن‬ ‫حتققا ً تاما‪.‬‬ ‫املادة ‪.29‬‬ ‫(‪ )1‬على كل فرد واجبات نحو اجملتمع الذي يتاح فيه‬ ‫وحده لشخصيته أن تنمو منوا ً حرا ُ كامالً‪.‬‬ ‫(‪ )2‬يخضع الفرد في ممارسة حقوقه وحرياته لتلك‬ ‫القيود التي يقررها القانون فقط‪ ،‬لضمان االعتراف بحقوق‬ ‫الغير وحرياته واحترامها ولتحقيق املقتضيات العادلة‬ ‫للنظام العام واملصلحة العامة واألخالق في مجتمع‬ ‫دميقراطي‪.‬‬ ‫(‪ )3‬ال يصح بحال من األحوال أن متارس هذه احلقوق‬ ‫ممارسة تتناقض مع أغراض األمم املتحدة ومبادئها‪.‬‬ ‫املادة ‪.30‬‬ ‫ليس في هذا اإلعالن نص يجوز تأويله على أنه يخول‬ ‫لدولة أو جماعة أو فرد أي حق في القيام بنشاط أو تأدية‬ ‫عمل يهدف إلى هدم احلقوق واحلريات الواردة فيه‪.‬‬



‫فضاء‬

‫بعد سنة ونصف على «كيوريوسييت» يف املريخ‬

‫‪ -1‬املركبة «كيوريوسيتي» في احلفرة النيزكية «كيل كريتر» في املريخ‪ .‬صنعت هذه الصورة‬ ‫اجملسمة لنفسها بحياكة ‪ 55‬لقطة معاً‪ ،‬صورتها بكاميرتها اجملهرية «ماهلي»‪ .‬وخلفها يظهر‬ ‫هدفها جبل «شارب»‪.‬‬

‫د‪ .‬عبد األمري مهدي مطر‬ ‫استاذ علوم احلياة ‪ /‬جامعة البصرة‬

‫بعد مرور سنة ونصف تقريبا ً على إجنازات املركبة‬ ‫الروبوتية اجلوالة «كيوريوسيتي» في احلفرة النيزكية‬ ‫«كيل كريتر» في املريخ‪ ،‬وقيامها خالل ‪ 11‬شهراً‪ ،‬بالكثير‬ ‫من البحوث والتحاليل في منطقة «كلينلك»‪ ،‬التي‬ ‫تتقاطع فيها ثالثة انواع مختلفة من الترب الصخرية‪،‬‬ ‫والتي تقع غرب موقع هبوطها «برادبري»‪ ،‬فقد اكتشفت‬ ‫«كيوريوسيتي» في صخورها الطينية ألول مرة آثار بصمات‬ ‫احلياة البدائية السابقة في املريخ‪ ،‬عندما حفرت أول ثقب‬ ‫في صخرة «جون كالين» في املنخفض الضحل «يلونايف‬ ‫بي»‪ ،‬وحللت مسحوقه في مختبرها «سام»‪ ،‬وجهاز حتليل‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪76‬‬

‫املعادن «كيم من» الواقعان داخل جسمها‪ ،‬فوجدت فيه آثار‬ ‫بيئة سابقة كانت صاحلة للحياة امليكروبية التي سادت‬ ‫املريخ قبل ثالثة باليني سنة‪.‬‬ ‫ثم حفرت «كيوريوسيتي» ثاني ثقب في صخرة‬ ‫«كومبرالند» في نفس املوقع «يلونايف بي»‪ ،‬وأيدت حتاليل‬ ‫مسحوقها نتائج حتاليل مسحوق الثقب األول في صخرة‬ ‫«جون كالين»‪ ،‬فكالهما كانا يحتويان على عناصر معدن‬ ‫الطني املائي (‪ )clay minerals‬املكون من طبقات طينية‬ ‫تخزن بينها جزيئات املاء واأليونات املوجبة الشحنة‬ ‫«كتايونز» (صورة‪.) 2-‬‬


‫‪clay minerals‬‬

‫جتولت الى منطقة «كلينلك» وحفرت في صخورها أول‬ ‫ثقب وحللت مسحوقه في مختبرها «سام»‪ ،‬فاكتشفت‬ ‫فيه آثار بصمات احلياة البدائية السابقة‪.‬‬

‫‪ -2‬حللت «كيوريوسيتي» عينات من مسحوق صخرتي‬ ‫«جون كالين» و»كومبرالند» في اخملتبر «سام» وجهاز «كيم‬ ‫من»‪ ،‬وعثرت فيهما على عناصر معدن الطني واملاء وهي‬ ‫ظرروف مناسبة للحياة امليكروبية‪.‬‬ ‫وبعد ذلك قرر فريق «كيوريوسيتي»‪ ،‬الذي يصل عدد‬ ‫أعضائه الى ‪ 450‬عاملا ً ومهندسا ً مغادرة منطقة «كلينلك»‬ ‫واجتهت في رحلة طويلة نحو جبل «شارب»‪ ،‬الذي يقع‬ ‫في اجلنوب الغربي من موقع هبوطها «برادبري»‪ ،‬ويبعد‬ ‫‪ 8.6‬كيلومتر عن منطقة «كلينلك»‪ .‬وهذا اجلبل يقع في‬ ‫وسط احلفرة النيزكية «كيل كريتر» التي يبلغ قطرها ‪154‬‬ ‫كيلومتراً‪ ،‬ويرتفع بطبقات صخرية رسوبية متدرجة في‬ ‫تكوينها وعمرها الى ‪ 5‬كيلومترات‪ ،‬وهو الهدف الرئيس‬ ‫لبحوث «كيوريوسيتي» في هذه احلفرة الواسعة التي‬ ‫هبطت فيها‪.‬‬ ‫ويريد العلماء ان تتسلق «كيوريوسيتي» تلك الطبقات‬ ‫في جبل «شارب» وحتلل مكوناتها وعناصرها واحدة بعد‬ ‫األخرى‪ ،‬ألن كل طبقة أعلى هي احدث في تكوينها من‬ ‫تلك التي حتتها‪ ،‬وبذلك ستروي لنا حتليالت «كيوريوسيتي»‬ ‫التالية اسرار احلياة البدائية السابقة في املريخ‪ ،‬وكيفية‬ ‫اختفائها الغامض مع املاء السائل قبل ‪ 3‬باليني سنة‬ ‫‪2‬‬ ‫(صورة‪ 3-‬و ‪.)4‬‬

‫‪ -3‬احلفرة النيزكية «كيل كريتر» في املريخ وفي مركزها‬ ‫يرتفع جبل «شارب» الى ‪ 5‬كم‪ ،‬وسفح اجلبل هو املوقع الذي‬ ‫هبطت فيه «كيوريوسيتي» (الدائرة البيضوية فوق)‪ .‬ومنه‬

‫فضاء‬

‫‪ -4‬خارطة جتوال «كيوريوسيتي» كما صورتها املركبة‬ ‫الدوارة حول املريخ «ريكونيسنس» من ارتفاع ‪ 300‬كم بعد‬ ‫مضى سنة عليها في املريخ‪ ،‬وقد قطعت مسافة ‪1686‬‬ ‫مترا ً لغاية اليوم املريخي ‪.)2013/8/1( 351‬‬ ‫وبعد حوالي شهرين من السياقة من منطقة «كلينلك»‬ ‫الى جبل «شارب» (املسافة بينهما ‪ 8.6‬كيلومتر) توقفت‬ ‫«كيوريوسيتي» في الطريق في ‪3‬بقعة «دارون» الصخرية‬ ‫التي متثل خمس الطريق من «كلينلك» الى سفح جبل‬ ‫«شارب»‪ ،‬كنقطة توقف أولى «وي بوينت‪ ،»1-‬وهي واحدة‬ ‫من اصل خمس نقاط توقف مخططة مسبقاً‪ .‬وأخذت‬ ‫«كيوريوسيتي» عينات من صخورها احلصوية الرملية‬ ‫وحللتها ملعرفة دور املاء اجلاري سابقا ً في تشكيل هذه‬ ‫الطبقة الصخرية وحافاتها البارزة فوقها بشكل عروق‬ ‫‪.veins‬‬ ‫وأظهرت الصور املقربة التي التقطتها الكاميرا‬ ‫اجملهرية «ماهلي» احملمولة في نهاية الذراع الروبوتية في‬ ‫«كيوريوسيتي» ان احلافات البارزة فوق الصخور نشأت‬ ‫نتيجة لتشقق الصخور‪ ،‬وامتالء الشقوق مبواد رسوبية‬ ‫صلبة جارية مع املاء السابق‪ ،‬فأصبحت الشقوق مرتفعة‬ ‫وبارزة وأكثر مقاومة للتآكل من الصخور نفسها احمليطة‬ ‫بها‪ ،‬ولذلك قام العلماء بفحص املكونات داخل وخارج كل‬ ‫من احلافات الصخرية البارزة (العروق) والصخور احمليطة‬ ‫بها‪ .‬وجرى ذلك بعدة أجهزة حتملها «كيوريوسيتي» وهي‬ ‫‪ :‬جهاز ‪ APXS‬الذي يحلل املواد الكيمياوية بأشعة ‪ X‬وهو‬ ‫محمول في كف ‪ turret‬أو نهاية ذراع «كيوريوسيتي»‪،‬‬ ‫والكاميرا الكيمياوية الليزرية ‪ ChemCam‬وكاميرا السارية‬ ‫احملمولتني في رأس سارية ‪« mast‬كيوريوسيتي» والكاميرا‬ ‫اجملهرية «ماهلي» في كف الذراع‪ ،‬والتي صورت عن قرب‬ ‫تلك العروق‪ .‬ويريد العلماء من هذه التحاليل في نقطة‬ ‫التوقف األولى «وي بوينت‪ »1-‬بني «كلينلك» وجبل «شارب»‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪77‬‬


‫فضاء‬

‫معرفة عالقتها بالتحاليل السابقة في صخور «كلينلك»‬ ‫والتحاليل التالية في صخور طبقات جبل «شارب» القادمة‪،‬‬ ‫ملعرفة أيهما سبقت األخرى في قدمها وتكوينها‪ .‬وبعبارة‬ ‫اخرى يحيك العلماء اآلن نسيجا ً واحدا ً مختلفا ً بالعمر ميتد‬ ‫من صخور «كلينلك» مرورا ً بصخور «وي بوينت‪ »1-‬وحتى‬ ‫صخور طبقات جبل «شارب» في اجلنوب الغربي‪ ،‬والتي‬ ‫من املتوقع ان تصلها «كيوريوسيتي» بعد عدة أشهر من‬ ‫السياقة (صورة‪.)5-‬‬

‫‪ -5‬بقعة «دارون» (فوق) وفيها نقطة التوقف األولى‬ ‫في مسار «كيوريوسيتي» من «كلينلك» الى جبل «شارب»‬ ‫وصلتها يوم ‪ 2013/9/10‬ومتثل خمس الطريق‪ .‬وصورة مقربة‬ ‫للعروق او احلافات الصخرية البارزة (حتت)‪.‬‬ ‫وغادرت «كيوريوسيتي» نقطة التوقف األولى «وي‬ ‫بوينت‪ »1-‬بأجتاه الغرب نحو جبل «شارب» محاولة منها‬ ‫جلمع معلومات عن هذا الطريق (من «كلينلك» الى‬ ‫«شارب»)‪ ،‬لكي يفهم العلماء العالقة بني ما اكتشفوه‬ ‫‪5‬‬ ‫في «كلينلك» وما سيكتشفوه في طبقات جبل «شارب»‬ ‫املتعددة التالية‪.‬‬ ‫فتحاليل الصخور احملتوية على العروق في موقع‬ ‫«يلونايف بي» في منطقة «كلينلك» أعطت الدليل على‬ ‫وجود ظروف سابقة كانت مناسبة للحياة امليكروبية‪ .‬وبعد‬ ‫ان حتقق هذا الهدف باكتشافهم بصمات احلياة السابقة‬ ‫يريدون اآلن فهم تاريخ املاء في احلفرة النيزكية «كيل»‬ ‫املوجودة فيها «كيوريوسيتي» ويطرحون السؤال‪ :‬هل كان‬ ‫املاء يجري في «كلينلك» وفي «وي بوينت‪ »1-‬في نفس‬ ‫الوقت؟ ان كان األمر كذلك فإن التركيب الكيمياوي للعروق‬ ‫في املوقعني ينبغي أن يكون واحداً‪ .‬ولكن النتائج أظهرت‬ ‫اإلختالفات في التركيب‪ ،‬وهذا يعني مزيدا ً من تعقيدات هذا‬ ‫التاريخ تتحدى العلماء‪.‬‬ ‫حتمل كف ذراع «كيوريوسيتي» معها عينة ثمينة‬ ‫متبقية من مسحوق صخرة «كومبرالند» التي حفرت فيها‬ ‫الثقب الثاني في موقع «يلونايف بي» في منطقة «كلينلك»‪،‬‬ ‫وحللت جزءا ً منها في مختبر «سام» وجهاز حتليل املعادن‬ ‫«كيم من» الواقعان داخل جسمها (صورة‪.)6-‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪78‬‬

‫‪ -6‬نتائج حتليل عينة من صخرة «جون كالين» في‬ ‫مختبر «سام» تظهر وجود كاربونات وبيركلورات وسلفات‬ ‫وسلفايد وطني (فوق)‪ .‬وعينة من صخرة «كومبرالند» حررت‬ ‫غازات‪ CO2‬و ‪ NO‬و‪ O2‬و ‪(HCl‬حتت)‪.‬‬ ‫قامت «كيريوسيتي» بتحليل اجلزء املتبقي من عينة‬ ‫«كومبرالند» بواسطة األجهزة األخرى املتعددة‪ .‬ويحاول فريق‬ ‫«كيوريوسيتي» الكبير املوازنة بني اشغال «كيوريوسيتي»‬ ‫بالتحليالت في نقاط التوقف طول الطريق من «كلينلك»‬ ‫الى «شارب» واالستعجال في سياقتها للوصول الى جبل‬ ‫شارب»‪ ،‬وهذا ما تؤيده أغلبية أعضاء الفريق‪ ،‬فالطاقة‬ ‫الكهربائية في «كيريوسيتي» محدودة إما للتحليالت‬ ‫الكيميائية أو للسياقة‪.‬‬ ‫و»كيوريوسيتي» هي اول مركبة جوالة فوق سطح‬ ‫املريخ حتمل مختبر عمالق داخل جسمها وهو «سام» جلمع‬ ‫ومعاجلة وحتليل عينات من التربة والصخور والغبار والهواء‪.‬‬ ‫وأحد أكثر النتائج املثيرة التي جاءت منذ اول حتليل لعينات‪66‬‬ ‫التربة في مختبر «سام» هي احتواء التربة على نسبة‬ ‫مئوية عالية من املاء‪ .‬فحوالي ‪ %2‬من تربة سطح املريخ في‬ ‫احلفرة النيزكية «كيل» هي ماء وهو مصدر كبير‪.‬‬ ‫وأظهرت التحاليل ايضا ً عند تسخني عينات التربة‬ ‫والصخور في فرن «سام» (بدرجة ‪ 1000‬مئوية) انبعاث‬ ‫كميات كبيرة من غاز ثاني اوكسيد الكاربون واألوكسجنب‬ ‫ومركبات كبريتية‪ .‬ويتضمن مختبر «سام»‪:‬‬ ‫جهاز مطياف الكتلة والكروموتوكراف الغازي واملطياف‬ ‫الليزري النفقي‪ ،‬وهذه األجهزة الثالثة متكن مختبر «سام»‬ ‫من تعيني مدى واسع من ّ‬ ‫املركبات الكيمياوية وحتدد نسبة‬ ‫النظائر اخلفيفة الى الثقيلة (نظير العنصر حتتوي نواته‬

‫‪CO2‬‬ ‫‪O2‬‬


‫نيوترونات أكثر) لبعض العناصر األساسية للحياة مثل‬ ‫الكاربون واألوكسجني والهايدروجني (صورة‪.)7-‬‬

‫‪ -7‬مختبر «سام» داخل جسم «كيوريوسيتي» هو أكبر‬ ‫أجهزة التحليل وقد عثر على املاء في العينات‪.‬‬ ‫وعند جمع حتاليل مختبر «سام» للماء واملركبات‬ ‫الطيارة (الغازية) في عينات الترب والصخور مع حتاليل‬ ‫األجهرة األخرى في «كيوريوسيتي» وهي‪ 7:‬جهاز حتليل‬ ‫املعادن «كيم من» الواقع داخل جسمها ايضا ً والكاميرا‬ ‫الكيمياوية الليزرية «كيم كام» احملمولة في رأس السارية‬ ‫وكل من جهاز التحليل اجليولوجي ‪ APXS‬والكاميرا اجملهرية‬ ‫«ماهلي» في نهاية الذراع‪ ،‬يكون لدى العلماء اآلن ثروة‬ ‫كبيرة من املعلومات عن دقائق سطح املريخ‪ ،‬والتي ستعزز‬ ‫فهمهم وتسند تفسيراتهم لتأثير املاء السابق الذي كان‬ ‫موجودا ً قبل ‪ 3‬باليني سنة في كوكب املريخ‪.‬‬ ‫‪"Science‬‬ ‫البحوث التي نشرت من هذه النتائج في‬ ‫ففي أحد‬ ‫اجمللة العلمية املشهورة «»‪ Science‬أسهم في كتابته ‪34‬‬ ‫باحثا ً من أعضاء الفريق العلمي للمركبة «كيوريوسيتي»‬ ‫(صورة‪.)8-‬‬

‫‪ -8‬جهاز حتليل عينات التربة والصخور ‪ APXS‬بأشعة‬ ‫أكس احملمول في نهاية ذراع «كيوريوسيتي» (فوق)‪ .‬والكاميرا‬ ‫اجملهرية «ماهلي» (حتت) التي صورت عن قرب عينات الترب‬ ‫والصخور بأضاءة بسيطة من قطعتي ‪( LED‬في وسطها)‪.‬‬ ‫وهي تستطيع تغيير بعدها البؤري والتقاط صور جلبل‬ ‫«شارب» البعيد عنها‪.‬‬

‫فضاء‬

‫كان الباحثون يطعمون جزءا ً من عينة التربة او مسحوق‬ ‫الصخور بواسطة اجملرفة الى مختبر «سام»‪ ،‬وهذا بدوره‬ ‫يخبزها في فرنه‪ ،‬ويشم روائحها الطيارة‪ ،‬ويسجل نسب‬ ‫مكوناتها من العناصر الكيمياوية‪ .‬وبذلك عرف العلماء‬ ‫وجود الكلور واألوكسجني في ملح متفجر هو بيركلورات‬ ‫في التربة‪ ،‬والذي سبق وان اكتشف وجوده أيضا ً في تربة‬ ‫القطب الشمالي من املريخ من قبل املركبة السابقة‬ ‫غير اجلوالة «فينكس»‪ .‬ووجود هذا امللح اآلن في موقع‬ ‫«كيوريوسيتي» (احلفرة النيزكية «كيل» قرب خط االستواء)‬ ‫يشير الى ان توزيعه شامل في املريخ‪ .‬ورمبا يعود سبب عدم‬ ‫اكتشاف املركبات العضوية ‪ organic compounds‬احلياتية‬ ‫(البروتينات والكاربوهيدرات والدهون واحلوامض النووية) في‬ ‫عينات ترب وصخور املريخ‪ ،‬الى احتراقها وتأكسدها بواسطة‬ ‫هذا امللح البارودي‪ ،‬وحتولها الى أكاسيد معدنية وغازية مثل‬ ‫معدن اوكسيد احلديد الذي يعطي اللون األحمر لكوكب‬ ‫‪APXS‬‬ ‫املريخ وغاز ثاني اوكسيد الكاربون الذي يشكل ‪ %95‬من‬ ‫هواء املريخ‪ .‬وكذلك احلال عندما يسخن فرن «سام» ملح‬ ‫البيركلورات املوجود في عينة التربة ينبعث منه غازا الكلور‬ ‫واألوكسجني ويتحدان مع املركبات العضوية (ان وجدت‬ ‫في العينة) ويحوالنها الى أكاسيد ومركبات ال عضوية‪ ،‬مما‬ ‫يفسر سبب عدم اكتشاف املركبات العضوية نفسها في‬ ‫عينات الترب والصخور‪ .‬ولكن مختبر «سام» ميتلك ايضا ً‬ ‫أدوات حتليل باردة للتأكد من وجود او عدم وجود املركبات‬ ‫العضوية في عينات الترب والصخور وهي مكونة من عدد‬ ‫من األكواب املليئة مبحاليل سائلة خاصة بامكانها التفاعل‬ ‫مع اجلزيئات العضوية (ان وجدت في التربة) والكشف عنها‬ ‫بدون احلاجة الى احلرارة العالية في فرن «سام» التي تطلق‬ ‫األوكسجني والكلور من البيركلورات وتسبب تأكسد أو‬ ‫تدمير املركبات العضوية‪ .‬وأثبت حتليل عينة من مسحوق‬ ‫صخرة «كومبرالند» بواسطة تلك املواد الكاشفة الباردة‬ ‫وجود بقايا للمركبات العضوية فيها‪ .‬ملريخ واألرض وكل‬ ‫كواكب نظامنا الشمسي الثمانية لها نفس العمر‬ ‫وهو ‪ 4.5‬بليون سنة تقريباً‪ ،‬حيث كانت بهيئة كتل نارية‬ ‫ملتهبة تدور حول الشمس‪ .‬وخالل ‪ 0.5‬بليون سنة بردت‬ ‫وتكاثفت فيها املياه السائلة (كما في حدث في األرض‬ ‫واملريخ بسبب بعدهما املتوسط عن الشمس وكتلتيهما‬ ‫املناسبتني) وجتمدت املياه (كما حدث في املشتري وزحل‬ ‫واورانوس ونبتون البعيدة عن الشمس)‪ ،‬وبقيت املياه بشكل‬ ‫ابخرة في أجوائها (كما حدث في عطارد والزهرة القريبة‬ ‫من الشمس)‪ .‬ثم نشأت احلياة البدائية األولى وهي البكتريا‬ ‫فقط في األرض واملريخ‪ ،‬حيث ظهر املاء السائل قبل حوالي‬ ‫‪ 3.5‬بليون سنة‪ .‬ولكن بعد مرور نصف بليون سنة (اي قبل ‪3‬‬ ‫بليون سنة تقريباً) تبخر املاء السائل من املريخ وتسرب الى‬ ‫أعماق الكون بصورة غامضة‪ ،‬يحاول العلماء اليوم فهمها‪،‬‬ ‫وحتول املريخ الى كوكب صحراوي أحمر جاف بارد بال حياة‪،‬‬ ‫وأصبح غالفه اجلوي رقيقا ً جدا ً (كثافته ‪ %1‬من كثافة الغالف‬

‫‪APXS‬‬

‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪79‬‬


‫فضاء‬

‫اجلوي في األرض)‪ .‬وتشير أولى حتليالت نظائر ‪ isotopes‬هواء‬ ‫املريخ في مختبر «سام» داخل جسم «كيوريوسيتي» الى‬ ‫تسرب النظائر اخلفيفة لعناصر الكاربون واألوكسجني‬ ‫والهيدروجني واآلركون من سطح الغالف اجلوي اخلارجي‬ ‫للمريخ الى الفضاء الفارغ وبقاء النظائر الثقيلة ممسوكة‬ ‫بجاذبية املريخ الضعيفة نسبياً‪ .‬لذلك أصبح الغالف‬ ‫اجلوي رقيقا ً تخترقه األشعاعات الشمسية والكونية‪ ،‬ألن‬ ‫املريخ فقد ايضا ً حقله املغناطيسي الذي كان يحميه من‬ ‫اآلشعاعات الشمسية والكونية ويحرفها عنه‪ ،‬كما يفعل‬ ‫اليوم احلقل املغناطيسي القوي في أرضنا‪ ،‬الذي يحرف‬ ‫تلك اإلشعاعات القاتلة ويبعدها عن األرض‪ .‬ولكن نسبة‬ ‫قليلة من األشعاعات تدخل الغالف األرضي اال ان طبقة غاز‬ ‫األوزون (أوكسيجني ثالثي الذرات ‪ )O3‬في أعلى الغالف اجلوي‬ ‫األرضي متتص الترددات العالية القاتلة من تلك األشعاعات‬ ‫وهي‪ :‬األشعة الفوق البنفسجية‪ ،‬وأشعة أكس‪ ،‬وأشعة‬ ‫كاما‪ ،‬واألشعة الكونية التي هي جسيمات مشحونة‬ ‫تسمى ألفا وبيتا تطلقها الشمس والنجوم املتفجرة‬ ‫«سوبرنوفا» في الكون‪ .‬وبذلك أسهمت تلك اإلشعاعات‪،‬‬ ‫التي ال تزال تضرب سطح املريخ‪ ،‬في تدمير احلياة البدائية‬ ‫ومركباتها العضوية فوق سطح التربة (صورة‪.)9-‬‬

‫‪ -9‬حلل العلماء عينات من هواء املريخ بجهاز املطياف‬ ‫الليزري النفقي في مختبر «سام» بحثا ً عن نظائر العناصر‬ ‫احلياتية (الكاربون والهيدروجني واألوكسجني)‪ ،‬ووجدوا‬ ‫‪.‬‬ ‫ان النظائر اخلفيفة تسربت الى الفضاء فأصبح الغالف‬ ‫اجلوي رقيقا ً تخترقه األشعاعات الشمسية والكونية التي‬ ‫أسهمت في تدمير املركبات العضوية‪.‬‬ ‫غادرت «كيوريوسيتي» نقطة التوقف األولى «وي‬ ‫بوينت‪ »1-‬التي بقيت فيها فقط ‪ 4‬أيام‪ ،‬ثم توجهت الى‬ ‫نقطة التوقف التالية «كوبيرستاون» التي تقع في ثلث‬ ‫الطريق‪ .‬و»كيوريوسيتي» ذكية تعرف كيف تختار الطريق‬ ‫اآلمن للوصول الى الهدف (بتحليلها الصور اجملسمة‬ ‫أمامها خالل توقفاتها)‪ ،‬وتتجنب املرور في منحدرات‬ ‫شديدة اواالصطدام بعوائق او صخور كبيرة‪ ،‬فهي في هذه‬ ‫احلاالت تسوق بطريقة متعرجة‪ .‬وبقيت «كيوريوسيتي»‬ ‫في «كوبيرستاون» يوما ً واحدا ً فقط لغرض االستعجال‬ ‫في الوصول الى الهدف النهائي جبل «شارب»‪ ،‬وحللت‬ ‫خالله بعض الصخور بأجهزة الذراع‪ .‬ويختار العلماء نقاط‬ ‫توقف «كيوريوسيتي» وهي في طريقها من «كلينلك» الى‬ ‫«شارب» من الصور األولية التي تلتقطها املركبة الدوارة‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪80‬‬ ‫‪11‬‬

‫حول املريخ «ريكونيسنس» من ارتفاع ‪ 300‬كم عن السطح‪،‬‬ ‫واستنادا ً الى الطبقات الصخرية التي تظهر في الصور‪.‬‬ ‫فالعلماء يريدون معرفة العالقة اجليولوجية بني املنخفض‬ ‫الضحل «يلونايف بي» في منطقة «كلينلك» (الذي عثر في‬ ‫صخوره على بصمات احلياة) ونقاط التوقف «وي بوينت‪»1-‬‬ ‫و»كوبيرستاون» والطبقات الرسوبية املتدرجة في جبل‬ ‫«شارب» كما ظهرت في الصور البعيدة التي ارسلتها‬ ‫املركبة «ريكونيسنس» التي تدور حول املريخ منذ سنة‬ ‫‪ .2006‬ومن دراسة الصور املقربة للحفرة النيزكية «كيل‬ ‫كريتر» التي أرسلتها الكاميرا العمالقة «هايرايز» التي‬ ‫حتملها الدوارة حول املريخ «ريكونيسنس» أدرك العلماء‬ ‫احتمال وجود بحيرة قدمية منذ باليني السنني ممتدة في‬ ‫منخفض داخل «كيل كريتر»‪ .‬ويؤيد ذلك حتليالت الصخور‬ ‫الطينية التي أجرتها «كيوريوسيتي» في منخفض‬ ‫«يلونايف بي» في منطقة «كلينلك»‪ .‬وجرى تقدير امتداد‬ ‫ومساحة تلك البحيرة بعمل خارطة جملاري الترسبات مع‬ ‫اإلدراك بأن جريان املاء كان من حافات حفرة «كيل» النيزكية‬ ‫املرتفعة الى احلوض املنخفض الذي نشأ بني تلك احلافات‬ ‫وجبل «شارب» (صورة‪.)10-‬‬

‫‪ -10‬قادت الصور التي ارسلتها الدوارة «ريكونيسنس»‬ ‫والتحليالت التي أجرتها اجلوالة «كيوريوسيتي» الى‬ ‫اكتشاف بحيرة واسعة نتجت من جريان املياه من حافات‬ ‫حفرة «كيل» الى منخفض بينها وبني جبل «شارب»‪.‬‬ ‫وأخيرا ً نتمنى أن ال حتصل اية مشكلة تقنية للمركبة‬ ‫اجلوالة «كيوريوسيتي» (كما حدث ذلك لها في األشهر‬ ‫السابقة وأصلح املهندسون بعضها بعد فحوصات دقيقة‬ ‫أجروها على نسخة «كيوريوسيتي» التوأم في األرض)‬ ‫وتعيقها من تسلق جبل «شارب» حتى قمته‪ ،‬حيث يتوقع‬ ‫العلماء ان جتد «كيوريوسيتي» هناك أحدث آثار احلياة‬ ‫املريخية السابقة‪ .‬إن بحوث واستكشافات «كيوريوسيتي»‬ ‫احلديثة لتاريخ وأسباب اختفاء املاء السائل واحلياة السابقة‬ ‫من املريخ مهمة جدا ً جلميع العلماء في األرض‪ ،‬لغرض فهم‬ ‫وتفسير وتقدير ما يحدث من تغيرات مناخية حالية في‬ ‫أرضنا وتخمني الكوارث احملتمل حصولها في مستقبل‬ ‫األرض‪.‬‬



‫إعداد‪ :‬احملرر‬

‫تقنيات‬

‫مزج الواقع االفرتاضي باخليال‬ ‫‏ متعة ام خماطرة‬

‫شاع مؤخرا ً انتشار لعبة “بوكيمون غو”‪ ،‬والتي طرحت على أجهزة اآليفون‪ ،‬واألجهزة التي ‏تعمل بنظام اآلند رويد‪،‬‬ ‫مع اشتراط أن يكون لدى املستخدم حساب في متجر أبل لتحميلها‪ ،‬آلية‏التشغيل تتطلب تفعيل نظام حتديد املواقع‬ ‫(‏‪GPS‬‏)‪ ،‬واإلتصالبخدمة اإلنترنت‪،‬ثم الدخول الى‏الكاميرالتصبح اللعبة جاهزة لالنطالق‪،‬والبحث عن شخصيات اللعبة‬ ‫في امكنة مختلفة‪،‬‏إلصطيادهاوجمع اكبر عدد ممكن من النقاط‪.‬‏‬ ‫تصدرت اللعبة أكثر التطبيقات حتميال في متجر آب ستور بأجهزة اآليفون خالل منتصف شهر‏متوز‪.2016/‬‏‬ ‫اإلنتشار الكبير للعبة‪ ،‬ال يخلو من اخملاطر‪ ،‬حيث تداولت بعض مواقع التواصل‏االجتماعي خبرا ً عن حصول حادث سير‬ ‫في والية أميركية‪ ،‬بسبب توقف شخص بطريقة‏مفاجئة على الطريق السريع‪ ،‬الصطياد البوكيمون‪.‬‏‬ ‫في حني أعلنت الشرطة األميركية أن أربعة مراهقني استخدموا لعبة بوكيمون غو الستدراج‏أكثر من ‪ 10‬ضحايا‪،‬‬ ‫لسرقتهم حتت تهديد السالح‪.‬‏‬

‫أقراص صلبة بسعات تصل حتى ‪ 5‬تريابايت‬ ‫أعلنت شركة «توشيبا» عن أقراص صلبة‬ ‫جديدة بسعات تخزينية ُمختلفة‪ ،‬تصل حتى ‪5‬‬ ‫تيرابايت‪.‬‬ ‫وأشارت الشركة إلى أن أقراصها اجلديدة تُعد‬ ‫األعلى سع ًة من بني طرازات األقراص غير املُعبأة‬ ‫بغاز الهليوم‪ ،‬الذي يُستخدم عاد ًة في األقراص‬ ‫الصلبة لتقليل االحتكاك واالهتزاز‪.‬‬ ‫وتنتمي األقراص اجلديدة إلى سلسلتي(‪SAS‬‬ ‫‪ MG04SCA‬و‪ ،)SATA MG04ACA‬وتأتي هذه‬ ‫األقراص بسعات تخزينية تتراوح من ‪ 2‬إلى ‪5‬‬ ‫تيرابايت‪ ،‬وبقياس ‪ 3.5‬بوصة‪.‬‬ ‫وتتميز األقراص اجلديدة مبعدل نقل بيانات يُعادل حوالي ‪ 205‬ميغابايت في الثانية‪ ،‬أي أسرع مبقدار ‪ %24‬من‬ ‫األقراص الصلبة (‪ MG03SCA400‬و‪ )MG03ACA400‬املتوافرة في األسواق من إنتاج «توشيبا»‪.‬‬ ‫وصممت األقراص اجلديدة لتوفر سعات تخزينية عالية للخوادم‪ ،‬ولتتحمل ضغط العمل في مختلف‬ ‫ُ‬ ‫الظروف‪.‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪82‬‬


‫تقنيات‬

‫خامت للتحكم باألجهزة الذكية عرب اإلمياء يف اهلواء‬

‫كشفت شركة “لوكبر” عن خامت ذكي‪ ،‬أطلقت عليه اسم “رينج”‪ ،‬يستطيع مرتديه التحكم في األجهزة الذكية من‬ ‫حوله عبر إمياءات يصدرها بإصبعه‪.‬‬ ‫وحصلت الشركة على الدعم املادي الالزم إلطالق اخلامت الذكي جتاريا ً بعد حملة دشنتها على موقع “كيك ستارتر”‬ ‫اإللكتروني املتخصص في دعم املشروعات الناشئة‪ ،‬وذلك بجمع ‪ 250‬ألف دوالر أميركي‪.‬‬ ‫وأوضح تاكورو يوشيديا‪ ،‬مؤسس الشركة‪ ،‬أن اخلامت الذكي سيكون قادرا ً على االتصال بأجهزة مثل األجهزة املنزلية‬ ‫الذكية واحلواسب والهواتف‪ ،‬ليتيح ملرتديه إمكانية التحكم بها‪.‬‬ ‫وأكد يوشيديا أن اخلامت الذكي ميلك القدرة على ترجمة أوامر يصدرها مرتدوه عبر اإلمياء بها في الهواء‪ ،‬أي بكتابة حروف‬ ‫تلك األوامر افتراضيا ً بتحريك اإلصبع‪ ،‬ومن ثم ينقلها اخلامت لألجهزة الذكية املتصل بها لتنفيذها‪.‬‬ ‫كما ميلك اخلامت اجلديد مزايا إضافية غير التحكم في األجهزة الذكية مثل كتابة الرسائل‪ ،‬وتأكيد عمليات الدفع‬ ‫اإللكتروني‪ ،‬واحلصول على التنبيهات عبر مصباح ‪ LED‬صغير مدمج أو عبر االهتزازات التي يحدثها اجلهاز‪.‬‬

‫جهاز ذكي يعمل كمدرب رياضي لل ُمستخدم‬ ‫صمم ُمهندس سابق في شركة «أبل» جهازا ً ذكيا ً جديداً‪ ،‬قابالً لالرتداء‪ ،‬يدعى (‪ ،)Moov‬يعمل على تتبع نشاط املُستخدم‬ ‫الرياضي والتفاعل معه وكأنه ُمدربه اخلاص‪.‬‬ ‫ويكن استخدام اجلهاز اجلديد كسوار ذكي‪ ،‬كما مُيكن لصقه على أشياء ُمختلفة‪ ،‬مثل الدراجة الهوائية أو احلقيبة أو‬ ‫مُ‬ ‫مضرب التنس‪ ،‬ويتميز مبقاومته للمياه‪ ،‬مما يسمح باستخدامه أثناء السباحة‪.‬‬ ‫ويضم اجلهاز ثالثة حساسات‪ ،‬هي مقياس للتسارع‪ ،‬وحساس اجتاه‪ ،‬ومقياس مغناطيسية‪ ،‬وذلك لتتبع حركات املُستخدم‬ ‫بدقة بالغة‪ ،‬تسمح بتقييم أدائه أثناء ممارسته الرياضة مبختلف أنواعها‪ ،‬وتنبيهه عند ارتكابه أخطاء بغية حتسني أدائه‪.‬‬ ‫وتسمح بطارية اجلهاز له بالعمل حتى سبعة أيام في حال النشاط املُنخفض إلى املُتوسط‪ ،‬ومبعدل ثمان ساعات فقط‬ ‫في حال النشاط املُكثف‪ ،‬كما ميكنها تشغيل اجلهاز ملدة أسبوعني عند استخدامها ألداء التمارين اليومية ملدة ساعة واحدة‬ ‫يومياً‪.‬‬

‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪83‬‬


‫تقنيات‬

‫فيس بوك تواجه مشكالت ضريبية‬

‫رفعت وزارة العدل األمريكي ‪‎‬ة‪‎‬دعوى قضائية‪‎،‬‬ ‫‪‎‬في احملكمة االحتادية‪ ،‬في سان فرانسيسكو‪ ،‬ضد‬ ‫‏شركة فيس بوك‪ ،‬إلجبارها على توفير املزيد من‬ ‫التفاصيل املتعلقة بنقل بعض األصول‏العاملية‬ ‫إلى شركة ايرلندية‪،‬وتسعى وزارة العدل إلرغام‬ ‫الشبكة االجتماعية لتقدمي ُمختلف ‏الوثائق‬ ‫حول ضريبة الدخل للفترة املنتهية في‪31‬‬ ‫ديسمبر‪/‬كانون األول من عام ‪ 2010‬كجزء ‏من‬ ‫ق‪‎.‬‬ ‫التحقي ‪‎‬‬

‫وتدرس مصلحة الضرائب‪ ،‬ما إذا‬ ‫كانت فيس بوك قد عملت على تقليل‬ ‫دخلها‪ ،‬عن طريق بيع ‏بعض احلقوق‬ ‫لشركة ايرلندية تابعة لها‪ ،‬بثمن‬ ‫بخس ج ًدا‪ ،‬وتُشكك مصلحة الضرائب‬ ‫بكيفية قيام‏محاسبني الشركة بتقدير‬ ‫قيمة األصول الفردية‪ ،‬من أجل التقليل‬ ‫ل‪‎.‬‬ ‫والتهرب من ضريبة الدخ ‪‎‬‬ ‫وأشارت نينا ستون وكيلة مصلحة‬ ‫الضرائب في بيان نشرته بأن مصلحة‬ ‫الضرائب أصدرت ‏عدد من الطلبات‪،‬‬ ‫واستعرضت العديد من الوثائق العامة‪،‬‬ ‫وأجرت مقابالت مع بعض موظفي‏فيس‬ ‫بوك‪ ،‬وأشار عدد من هؤالء املوظفني‬ ‫إلى أن قاعدة ُمستخدمي الشبكة‪،‬‬ ‫واملنصة على ‏اإلنترنت‪ ،‬واألصول غير‬ ‫امللموسة مترابطة ويصعب عزلها‬ ‫عن بعضها‪ ،‬وأضافت ستون بأنه ‏قد مت‬ ‫تقييم تلك األصول بأقل من قيمتها‬ ‫ت‪‎.‬‬ ‫الفعلية مبليارات الدوالرا ‪‎‬‬

‫كومبيوتر أذن قابل لالرتداء‬ ‫بدأت في اليابان مؤخرا ً اختبارات على كومبيوتر‬ ‫شخصي مصغر جدا ً ميكن ارتداؤه‪ ،‬كما ميكن التحكم‬ ‫به بواسطة طرفة العني أو اللسان‪.‬‬ ‫ويبلغ وزن هذا الكومبيوتر الشخصي الالسلكي‬ ‫املصغر ‪ 17‬غراماً‪ ،‬ويتمتع بقدرات االتصال بواسطة‬ ‫تقنية البلوتوث ونظام حتديد املوقع العاملي «‪،»GPS‬‬ ‫ويحتوي على بوصلة وأجهزة استشعار وبطارية‬ ‫ومقياس الضغط اجلوي وجهاز للتحدث وآخر‬ ‫لالستماع‪.‬‬ ‫ويطلق على اجلهاز‪ ،‬الذي ميكن وضعه على األذن مثل‬ ‫سماعة البلوتوث‪ ،‬اسم «كومبيوتر األذن الشخصي‬ ‫القابل لالرتداء»‪ ،‬ويحتوي على شريحة دقيقة وأداة‬ ‫تخزين البيانات‪ ،‬ما يتيح للمستخدمني أن يحملوا أي برنامج‪.‬‬ ‫وميكن للكومبيوتر اجلديد أن يتم توصيله بجهاز «آيبود» وغيره من األجهزة املماثلة‪ ،‬ويسمح للمستخدمني التنقل بني‬ ‫البرامج بواسطة تعبيرات الوجه‪ ،‬مثل رفع احلاجب أو حتريك اللسان أو األنف أو الضغط على األسنان‪.‬‬ ‫وزود اخملترعون اجلهاز اجلديد مبستشعرات األشعة حتت احلمراء التي ميكنها مراقبة أدق احلركات داخل األذن‪ ،‬والتي تختلف‬ ‫بحسب طريقة حتريك العني أو الفم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وميكن أن يكون اجلهاز اجلديد يدا ثالثة للناس‪ ،‬بدءا من مزودي الرعاية الصحية وانتهاء مبتسلقي اجلبال‪ ،‬ومرورا براكبي‬ ‫الدراجات ورواد الفضاء‪ ،‬إضافة إلى ذوي االحتياجات اخلاصة‪.‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪84‬‬


‫تقنيات‬

‫“ديل” تكشف عن حمطة عمل حممولة‬ ‫كشفت شركة “‪ ”DELL‬النقاب عن محطة العمل احملمولة “‪ ،”Dell Precision M2800‬والتي جاءت بشاشة قياسها ‪15‬‬ ‫بوصة‪ ،‬وبسعر ُمنخفض ُمقارنة بأسعار باقي احلواسب احملمولة من الفئة نفسها‪.‬‬ ‫وتأتي احملطة مبعاجلات اجليل الرابع “هازويل” ‪ Core i5‬أو ‪ Core i7‬من “إنتل”‪ ،‬وبوحدة ُمعاجلة الرسوميات ‪FirePro W4170M‬‬ ‫من شركة ‪ AMD‬سعة ‪ 2‬غيغابايت‪ ،‬وبذاكرة وصول عشوائي تصل حتى ‪ 16‬غيغابايت‪ ،‬وبسعة تخزين داخلية حتى ‪1‬‬ ‫تيرابايت‪.‬‬ ‫ويُسهم اجلهاز اجلديد بردم الفجوة‬ ‫بني احلواسب احملمولة من فئة األعمال‬ ‫ومحطات العمل‪ ،‬حيثُ تسمح‬ ‫مواصفاته املُتقدمة بأداء ُمختلف‬ ‫املهمات الضرورية‪ ،‬وتشغيل البرامج‬ ‫التي تهم املُهندسني واملُصممني‬ ‫و ُمحرري الفيديو‪ ،‬حسب ما أشارت‬ ‫الشركة على موقعها‪.‬‬ ‫وتدعم شاشة اجلهاز عرض الصورة‬ ‫بدقة “الوضوح الكامل” ‪ ،‬كما يدعم‬ ‫إمكانية الربط مع شاشات ُمتعددة‪.‬‬

‫مساعات أذن تتبع احلالة الصحية للمستخدم‬ ‫كشفت براءة اختراع حصلت عليها‬ ‫شركة “آبل” أنها تعتزم استخدام سماعات‬ ‫األذن كجهاز لتتبع احلالة الصحية والبدنية‬ ‫للمستخدمني‪.‬‬ ‫وأظهرت الوثيقة اخلاصة ببراءة االختراع‪،‬‬ ‫والتي منحها “مكتب براءات االختراع‬ ‫والعالمات التجارية الواليات املتحدة‬ ‫األميركية “‪ ،”USPTO‬أن نظام السماعات‬ ‫احليوية ميكن له استشعار مجموعة‬ ‫متنوعة من املقاييس‪ ،‬مبا في ذلك درجة‬ ‫احلرارة‪ ،‬ومعدل ضربات القلب‪ ،‬ومستويات‬ ‫التعرق‪.‬‬ ‫وميكن لهذا النظام االتصال سلكيا ً أو‬ ‫السلكيا ً بواسطة تقنية البلوتوث مع جهاز يعمل بنظام “آي أو إس” املشغل ألجهزة شركة “آبل” الذكية‪.‬‬ ‫وتضمنت براءة االختراع املنوحة لـ”آبل”‪ ،‬وصفا ً لنظام حتكم باملوسيقى بواسطة حركة الرأس‪ ،‬وذلك باستخدام‬ ‫مستشعرات السماعة أيضاً‪.‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪85‬‬


‫تقنيات‬

‫شركة ناشئة تكشف عن دراجة هوائية ذكية‬

‫جنحت شركة “فانهاوكس” الناشئة في احلصول على الدعم املادي الالزم إلنتاج ما وصفتها بأول دراجة هوائية ذكية‬ ‫مصنوعة من ألياف الكربون‪.‬‬ ‫وحصلت الشركة على ما يزيد عن نصف مليون دوالر أميركي عبر الداعمني من موقع “كيك ستارتر”‪ ،‬املتخصص بدعم‬ ‫املشروعات الناشئة‪ ،‬لتبدأ بالتجهيز لالنتاج التجاري للدراجة التي أطلقت عليها اسم “فانهاوكس فالور”‪.‬‬ ‫وقالت الشركة إن ألياف الكربون املستخدمة في صناعة الدراجة تتميز بخفتها وقوتها في نفس الوقت‪ ،‬مما يساعد‬ ‫على تصميم دراجة تتميز باألمان العالي وحتمل الصدمات إضافة إلى متيزها بسهولة التحكم بها وسهولة حملها أثناء‬ ‫عدم االستخدام‪.‬‬ ‫وأضافت الشركة أن ما يجعل الدراجة اجلديدة ذكية هو قدرتها على االتصال بالهواتف الذكية عبر تقنية “بلوتوث‬ ‫‪ ”4.0‬وتطبيق خاص‪ ،‬إضافة إلى وجود عدة مستشعرات متعددة الوظائف بها‪.‬‬ ‫ومتلك الدراجة “فانهاوكس فالور” مصابيح ضوئية على املقود األمامي‪ ،‬تنبه املستخدم باالجتاه الذي ينبغي أن يسلكه‪،‬‬ ‫مستخدمة نظام املالحة ‪ ،GPS‬ومعتمده على الطريق الذي حدده قائدها على التطبيق املثبت على هاتفه الذكي‪.‬‬ ‫وتضم الدراجة كذلك مستشعر لتنبيه قائدها‪ ،‬باالهتزاز اخلفيف‪ ،‬بوجود سيارة قادمة من اخللف فور أن تدخل في‬ ‫حدود املنطقة العمياء‪ ،‬وهي املنطقة التي ال يستطيع املستخدم أثناء القيادة أن يرى فيها ما هو قادم من خلفه‪.‬‬ ‫وتضم الدراجة اجلديدة مستشعرات جلمع املعلومات أثناء القيادة‪ ،‬والتي تظهرها عبر تطبيق الهواتف الذكية‪ ،‬حيث‬ ‫يستطيع املستخدم معرفة معلومات عن الوقت الذي استغرقه في القيادة والسعرات احلرارية التي استهلكها وأقصى‬ ‫سرعة بلغها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويستطيع املستخدم أيضا احلصول على اقتراحات بشأن أفضل الطرق للقيادة بها وأي الطرق التي يجب جتنبها‪ ،‬حيث‬ ‫يتضمن ما جتمعه الدراجة أثناء قيادة املستخدم لها معلومات عن الطرق غير املمهدة بشكل جيد أو تلك التي يكثر بها‬ ‫االزدحام‪.‬‬ ‫وأشارت شركة “فانهاوكس” أن دراجتها الذكية تضم كذلك خاصية إليجاد الدراجة في حال فقدانها أو سرقتها‪ ،‬حيث‬ ‫تقوم بارسال معلومات عن أخر مكان لتواجدها عبر التطبيق اخملصص للهواتف الذكية‪ ،‬كما تتميز مبقاومتها للمياة‪.‬‬ ‫وأكدت “فانهاوكس” أن الدراجة مزودة ببطارية تعيد شحن نفسها أثناء احلركة‪ ،‬وتستطيع الصمود ملدة أسبوع في‬ ‫حالة عدم االستخدام‪ ،‬وأنها ستطلق فور طرح الدراجة تطبيقات تدعم العمل مع الهواتف الذكية العاملة بنظامي‬ ‫أندرويد و‪.iOS‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪86‬‬


‫تقنيات‬

‫غوغل تطرح نظارتها الذكية لعامة الناس‬ ‫أعلنت شركة “غوغل”‬ ‫عن فتح الباب مجددا‬ ‫للمستهلكني في الواليات‬ ‫املتحدة لشراء نظارتها‬ ‫الذكية “غوغل غالس” والتي‬ ‫يبلغ سعرها ‪ 1,500‬دوالر‪.‬‬ ‫وقالت الشركة إنها قررت‬ ‫توسيع البرنامج التجريبي‬ ‫لنظارتها الذكية أو ما يُعرف‬ ‫ببرنامج املستكشف‪ ،‬وذكرت‬ ‫أن بإمكان أي شخص مقيم‬ ‫في الواليات املتحدة شراء‬ ‫نظارتها املتصلة باإلنترنت‬ ‫ما دام هناك نظارات متوافرة‬ ‫للبيع‪.‬‬ ‫وكانت شركة “غوغل” قد أتاحت “غوغل غالس” لعموم املستهلكني في الواليات املتحدة ليوم واحد فقط‪ ،‬بهدف توسيع‬ ‫قاعدة مستخدميها التي كانت قبل ذلك مقتصرة على مجموعة منتقاة من املستخدمني‪ ،‬مثل مطوري التطبيقات‪.‬‬ ‫ومتتاز النظارة اجلديدة بقدرتها على تسجيل الفيديو‪ ،‬والوصول إلى البريد اإللكتروني‪ ،‬وإرشاد املستخدمني أثناء القيادة‪،‬‬ ‫كما أنها قادرة على احلصول على البيانات من اإلنترنت عبر ربطها السلكيا ً بهاتف ذكي‪.‬‬

‫‪ IBM‬تطلق خوادم جديدة مبواصفات عالية‬ ‫أطلقت شركة ‪ IBM‬خوادم جديدة ألنظمة حتليل‬ ‫البيانات عالية املواصفات‪ ،‬تقول إنها أسرع بـ‪ 50‬مرة‬ ‫من أقرب منافسيها‪.‬‬ ‫وتقول الشركة إن خوادم بور ‪ POWER8 8‬التي‬ ‫هي نتاج استثمارات بقمية ‪ 2.4‬مليار دوالر دامت ثالث‬ ‫سنوات‪ ،‬جزء من مسيرة التحول التي دامت عشر‬ ‫سنوات لتقنيات العتاد عالي القيمة‪.‬‬ ‫وذكرت الشركة إن اخلوادم اجلديدة هي أسرع ‪50‬‬ ‫مرة من اخلوادم املستندة إلى معمارية ‪.x86‬‬ ‫وتأمل الشركة أن جتذب اخلوادم املصممة لعمليات‬ ‫احلوسبة واسعة النطاق‪ ،‬العمالء الذين يتطلعون إلى‬ ‫إدارة أنواع جديدة من احلوسبة االجتماعية واحملمولة‪،‬‬ ‫فضالً عن كميات هائلة من البيانات‪.‬‬ ‫ويرى بعض احملللني أن حتول شركة ‪ IBM‬إلى اخلوادم عالية املواصفات مثل بور ‪ 8‬قد ال يجذب إال إلى املتخصصني من‬ ‫العمالء‪ ،‬ويقول احمللل بيتر ميسك‪ :‬ال حتتاج كل التطبيقات خلوادم عالية املواصفات‪.‬‬ ‫وجلعل اخلوادم قابلة للتكيف مع االحتياجات اخملتلفة‪ ،‬أصدرت ‪ IBM‬املواصفات اخلاصة مبعالج خادم «بور ‪ »8‬ملؤسسة‬ ‫«أوبن بور»‪ ،‬والتي من شأنها السماح جملتمع التنمية تقدمي تصاميم جديدة تعتمد على نظام “بور ‪.»8‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪87‬‬


‫تقنيات‬

‫أوتوديسك تدخل سوق الطابعات ثالثية األبعاد‬ ‫أعلنت شركة أوتوديس ك ‪uA‬‬ ‫‪ todesk‬عن دخولها سوق الطابعات‬ ‫ثالثية األبعاد‪ ،‬وذلك بالكشف عن‬ ‫طابعة جديدة ومنصة مخصصة لهذا‬ ‫الغرض أطلقت عليها اسم “سبارك”‪.‬‬ ‫وكشف كارل باس‪ ،‬الرئيس‬ ‫التنفيذي للشركة املتخصصة في‬ ‫مجال برمجيات النمذجة ثالثية‬ ‫األبعاد‪ ،‬عن املنتجات اجلديدة خالل‬ ‫مؤمتر “ميكر كون” الذي عقد بوالية‬ ‫كاليفورنيا األميركية‪ .‬وتعتمد طابعة‬ ‫شركة أوتوديسك اجلديدة على تقنية‬ ‫“التجسيم ثالثي األبعاد” التي تخلق‬ ‫األجسام باستخدام أشعة الليزر‬ ‫التي تقوم بتحويل املادة البالستكية‬ ‫السائلة إلى صلبة‪ .‬وتختلف هذه‬ ‫التقنية عن ما يُعرف بـ”التشكيل‬

‫بالبثق” فهي أكثر التقنيات استخداما ً‬ ‫من قبل الطابعات ثالثية األبعاد احلالية‪،‬‬ ‫والتي تنطوي على بناء األجسام عن‬ ‫طريق ضغط البالستيك املنصهر من‬ ‫فوهة صغيرة‪ .‬ومع أن تقنية “التجسيم‬ ‫ثالثي األبعاد” أكثر تعقيدا ً في التنفيذ‪،‬‬ ‫إال أنها تعطي مخرجات تتسم بأنها‬ ‫أسلسل وأكثر تعقيدا ً وتفصيالً‪،‬‬ ‫بحسب الشركة‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى بيع طابعتها‬ ‫اجلديدة‪ ،‬ستسمح شركة أوتوديسك‬ ‫لشركات تصنيع الطابعات ثالثية‬ ‫األبعاد بإنشاء نسخ خاصة بهم‬ ‫معتمدين على طابعتها‪ ،‬كما تعتزم‬ ‫إتاحة منصة الطباعة “سبارك”‬ ‫مجانا ً وبدون ترخيص لشركات تصنيع‬ ‫الطابعات ثالثية األبعاد‪.‬‬

‫االنرتنت جماناً عام ‪2015‬‬ ‫تسعى منظمة (صندوق االستثمار لتنمية اإلعالم ‪ ،)MDIF‬وهي منظمة أميركية‪ ،‬غير هادفة للربح‪ ،‬إلى بناء‬ ‫مشروع يهدف إلى تزويد سكان جميع مناطق العالم‪ ،‬حتى النائية منها‪ ،‬بإمكانية الوصول اجملاني إلى محتوى‬ ‫اإلنترنت‪ ،‬مستخدمة من أجل ذلك األقمار الصناعية‪.‬‬ ‫وأطلقت املنظمة‪ ،‬اسم «اوترنت» على املشروع الذي وضع له جدول زمني إلطالقه جتريبيا ً مع منتصف العام‬ ‫املقبل‪.‬‬ ‫ويقوم املشروع اجلديد على تكوين شبكة من مئات األقمار الصناعية الصغيرة التي يتم إطالقها في مدار‬ ‫منخفض حول األرض‪ ،‬وهي األقمار التي ستتولى عملية استقبال البيانات من عدة مئات من احملطات األرضية‬ ‫وإعادة نشرها حول العالم‪.‬‬ ‫وأوضحت املنظمة أن البيانات التي ستبثها شبكة «اوترنت» سوف تسمح ألي شخص ميلك جهازا ً يدعم‬ ‫الولوج إلى االنترنت‪ ،‬مثل احلواسب واألجهزة النقالة الذكية‪ ،‬قادرا ً على تلقي محتوى اإلنترنت الذي سيتم بثه‪.‬‬ ‫وكشفت املنظمة غير الربحية أنها ستبث في بداية اإلطالق التجريبي محتوى من اإلنترنت لألشخاص غير‬ ‫القادرين على الولوج إلى الشبكة العاملية‪ ،‬ليكون البث في اجتاه واحد من األقمار الصناعية إلى املستخدم‪ ،‬إال‬ ‫أن املنظمة تهدف إلى توفير البث في اجتاهني بني املستخدم واألقمار الصناعية والعكس مبرحلة مستقبلية من‬ ‫املشروع‪.‬‬ ‫وسيتضمن محتوى اإلنترنت‪ ،‬القابل لتصفحه عبر شبكة «اوترنت»‪ ،‬أخبارا ً من منصات إعالمية مختلفة‪،‬‬ ‫ومعلومات من مواقع إلكترونية مثل «ويكيبيديا»‪ ،‬وتطبيقات مثل تطبيق اخلرائط مفتوح املصدر‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫املوسيقى واأللعاب واألفالم‪ ،‬ودورات تعليمية مجانية‪.‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪88‬‬


‫تقنيات‬

‫دراسة‪ :‬استخدام فيسبوك قد يلعب‬ ‫دوراً سلبياً على صحة الفرد النفسية‬ ‫وجدت دراسة حديثة أن‬ ‫شبكات التواصل االجتماعي‬ ‫قد تلعب دورا ً سلبيا ً في احلياة‬ ‫النفسية للفرد‪ ،‬مع أنها جاءت‬ ‫باألصل جلعل احلياة أفضل‪،‬‬ ‫فضالً عن منح املستخدمني‬ ‫القدرة على التواصل مع‬ ‫اآلخرين ومشاركة اللحظات‬ ‫السعيدة‪.‬‬ ‫فبحسب دراسة قادها فريق‬ ‫من الباحثني من مدرسة علم‬ ‫النفس في جامعة كوينزالند‬ ‫األسترالية‪ ،‬فإن تعرض‬ ‫املستخدمني للتجاهل على‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي‪،‬‬ ‫مثل فيسبوك‪ ،‬قد يكون له أثار عكسية على صحتهم النفسية‪.‬‬ ‫ووجدت الدراسة‪ ،‬التي جاءت حتت عنوان “التهديدات التي يتعرض لها الذين ينتمون إلى فيسبوك‪ ،‬االختباء والنبذ”‪ ،‬أن عدم‬ ‫حصول املستخدم على “إعجاب” ملنشوراته‪ ،‬قد يؤدي إلى التقليل من مستوى ثقة املستخدم بنفسه‪.‬‬ ‫ومع أن هناك عشرات الدراسات التي تطرقت على مدى السنوات املاضية إلى دراسة التفاعل عبر شبكات التواصل‬ ‫االجتماعي‪ ،‬إال أن القليل منها تناول ما ميكن أن يترتب على تعرض املستخدمني للتجاهل على هذه الشبكات‪.‬‬ ‫وقامت البروفيسور ستيفاني توبني‪ ،‬وهي محاضرة بجامعة كوينزالند‪ ،‬مع فريق من الباحثني بأداء اختبارين رئيسني لتحديد‬ ‫كيفية تأثير املواقع االجتماعية على سعادة الناس‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫وأخذ الباحثون‪ ،‬خالل الدراسة األولى‪ ،‬عينة من مستخدمي فيسبوك الذين يقومون بالنشر كثيرا‪ .‬ومع املراقبة‪ ،‬أبلغ نصف‬ ‫هذه اجملموعة بأن يبقوا نشطني على فيسبوك من حيث النشر واملشاركة والدردشة‪.‬‬ ‫أما النصف اآلخر‪ ،‬فقد أبلغوا بأن يقوموا بالعكس‪ ،‬فال ينشرون وال يشاركون وال يدردشون مع األصدقاء‪ ،‬وأن عليهم االكتفاء‬ ‫فقط مبراقبة أصدقائهم ضمن نفس اجملموعة‪.‬‬ ‫وفي نهاية الدراسة األولى‪ ،‬قال املستخدمون الذين لم يقوموا بالنشر على فيسبوك ملدة يومني إنه كان للتجربة من حيث‬ ‫عدم التفاعل واملشاركة أثر سلبي على صحتهم النفسية‪.‬‬ ‫وفي الدراسة الثانية‪ ،‬أعطيت مجموعة من املستخدمني وصوال ً إلى حسابات فيسبوك ليست لهم وال تعبر عنهم‪،‬‬ ‫وأبلغوا بأن ينشروا ويعلقوا على صفحات فيسبوك كما يقومون عادة‪ ،‬أما النصف اآلخر من اجملموعة فقد جرى االتفاق على‬ ‫عدم التفاعل معهم‪.‬‬ ‫وفي كال احلالتني‪ ،‬جرى جتاهل املشاركني في الدراسة الثانية‪ ،‬وعند سؤال الباحثني لهم عن شعورهم‪ ،‬قال املشاركون إنهم‬ ‫شعروا وكأنهم غير مرئيني‪ ،‬وذهب بعضهم إلى القول إنهم شعروا بأنهم أقل أهمية من غيرهم حتى أن التجربة لعبت دورا ً‬ ‫في التقليل من ثقتهم بأنفسهم‪.‬‬ ‫وخالصة الدراسة‪ ،‬يرى الباحثون أن هذه االستجابة تعد قاسية من مكان يفترض به أن يجعل الناس يشعرون بالسعادة‬ ‫والدفء‪ .‬واستخلصوا أن املشاركة النشطة على فيسبوك قد تلعب دورا ً إيجابيا ً في توليد شعور باالنتساب إلى مستخدمي‬ ‫الشبكات االجتماعية‪.‬‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪89‬‬


‫االخيـرة‬

‫إعــالم‬

‫دميوقراطية الكرتونية‬ ‫الدميقراطية مبفوهمها العام هي منظومة حياة‪ ،‬طبيعتها متحركة‪ ،‬حتمل قيما ً وأسسا ً انسانية‪،‬‬ ‫تسهم في بناء جديد للمجتمع على أساس احترام آدمية اإلنسان‪.‬‬ ‫الفعالة في تشكيل السلوك الفردي‬ ‫أما التكنولوجيا‪ ،‬وبضمنها مفهوم اإللكترونية‪ ،‬فهي الوسيلة‬ ‫ّ‬ ‫واجلمعي وحتى الكوني‪.‬‬ ‫لكن الدميقراطية إاللكترونية هي توظيف أدوات تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت الرقمية في توليد‬ ‫وتصنيف وحتليل كل املعلومات والبيانات واملعارف املتعلقة مبمارسة قيم الدميقراطية وآلياتها اخملتلفة‪،‬‬ ‫بغض النظر عن الدميقراطية وقالبها الفكري‪ ،‬ومدى انتشارها وسالمة مقصدها وفاعليتها في حتقيق‬ ‫أهدافها‪ .‬وميكن القول إن للديقراطية نوعني‪ ،‬األول دميقراطية واقعية‪ ،‬والثاني دميقراطية افتراضية‪ ،‬وهي‬ ‫املتمثلة باحلرية شبه املطلقة التي ميارسها الناس على شبكة االنترنت‪.‬‬ ‫فالدميقراطية اإللكترونية ليست نوعا ً جديدا ً من الدميقراطيات القدمية‪ ،‬بل هي وسائل جديدة ملمارسة‬ ‫الدميقراطية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتشكل الدميقراطية االلكترونية سبيالً يتيح للمواطنني بلوغ ممثليهم ومساءلتهم دون احلاجة‬ ‫للبحث عنهم في أروقة البرملان أو في متاهات مكاتبهم وقاعات االجتماعات‪.‬‬ ‫إن الدميقراطية الليبرالية‪ ،‬أو الدميقراطية الدستورية‪ ،‬وهو الشكل السائد للدميقراطية في القرن‬ ‫احلادي والعشرين‪ ،‬والدميقارطية الشعبية‪ ،‬مبا حتمله من تناقض بني املفهومني( الدميقراطي والشعبي)‪،‬‬ ‫هما واقع احلال القائم‪ ،‬وعلى هذا األساس فإن الدميقراطية اإللكترونية تصبح جزءا ً من رؤية مستقبلية‬ ‫تتحدد ضمن التطور في مجال الثورة العلمية والتكنولوجية في العالم‪.‬‬ ‫قد يعتقد املرء أن الشبكات اإللكترونية ما هي إال دميقراطية مباشرة‪ ،‬ألن الشبكات ال يهمها طبيعة‬ ‫املستخدم أو جنسيته أو لون بشرته أو معتقده الديني أو انتمائه السياسي بقدر ما تتعامل معه بوصفه‬ ‫مواطنا ً له حقوق وعليه واجبات‪.‬‬ ‫فالغاية األساس من التحسينات التي يسعى إليها املشجعون لهذه النوع من الدميقراطية‪ ،‬متس‬ ‫ترقية وتسهيل مشاركة املواطنني في مسار اتخاذ القرارات واحلياة السياسية‪ .‬وتشمل هذه التحسينات‬ ‫تكييف عملية االقتراع للسماح باملشاركة عن بعد أو بالوكالة عن طريق وسائل اتصال إلكترونية‪ .‬كما‬ ‫تهدف لشفافية أكبر للعملية الدميقراطية‪.‬‬ ‫لقد أنتجت هذه الظاهرة أحزابا ً وسياسيني ومنظمات ميكن أن نحددها مبصطلح إلكتروني‪ ،‬فصار‬ ‫لدينا حزب إلكتروني‪ ،‬وسيناتور إلكتروني‪ ،‬ومنظمات مجتمع مدني إلكترونية‪ ،‬ومظاهرات واحتجاجات‬ ‫إلكترونية أيضاً‪...‬‬ ‫ولكن تبقى هناك حقيقة تكاد أن تكون ثابتة‪ ،‬وهي أن تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬وعلى الرغم من قدرتها‬ ‫على إحداث تغيير مجتمعي‪ ،‬إال أنها ال متنح للمجتمعات حريتها‪ ،‬فهي أداة لدعم الدميقراطية‪ ،‬ال عن‬ ‫طريق االنتخابات بشكل إلكتروني وحسب‪ ،‬وإمنا عن طريق االحتجاجات واستطالعات الرأي‪ ،‬وأي مظهر‬ ‫آخر من مظاهر حرية التعبير‪.‬‬ ‫املــحرر‬ ‫‪tawasol@cmc.iq‬‬

‫‪90‬‬

‫‪40‬‬


‫لوحة للفنان‪ /‬ستار كاووش‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.