الجماعات السلفية املقاتلة في سوريا بين "الوطنية" و" العاملية"
ورقة تحليلية
مركزعمران للدراسات االستراتيجية مؤسسة بحثية مستقلة ذات دور رائد في البناء العلمي واملعرفي لسوريا دولة ومجتمعا وإنسانا ،ترقى لتكون مرجعا لترشيد القرار السياس ي ولرسم االستراتيجيات. يعمل املركز كمؤسسة بحثية استراتيجية تسعى ألن تكون مرجعا أساسا ورافدا ّ لصناع القرار في سوريا في املجاالت السياسية واالقتصادية ّ واالجتماعية .وينتج الدراسات املنهجية املنظمة التي تساند املسيرة العملية ملؤسسات الدولة واملجتمع ،وتدعم آليات اتخاذ القرار ،وتحقق التكامل املعلوماتي وترسم خارطة األولويات. ّ ّ يمكن من وضع الخطط التي ّ يحقق تعتمد أبحاث املركز على الفهم الدقيق والعميق للواقع ،ينتج عنه تحديد االحتياجات والتطلعات مما تنفيذها تلك االحتياجات.
املوقع اإللكتروني www.OmranDirasat.org البريد اإللكتروني info@OmranDirasat.org جميع الحقوق محفوظة 4102 تاريخ النشر 4102 /5/42
الجماعات السلفية املقاتلة في سوريا بين "الوطنية" و" العاملية"
جدول املحتويات
مدخل 4 ....................... ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ اإلسالمية "املوجهة إلى الدولة الوطنية" 3 .................................. ................................ ................................ ................................ اإلسالمية "املوجهة إلى الخالفة العاملية" 5 ................................. ................................ ................................ ................................ انعكاسات تدفق الجهاديين إقليميا ودوليا 2 .............................. ................................ ................................ ................................ األردن 2 ................... ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ تركيا 2 ..................... ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ أوروبا 7 ................... ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ الصراع على " الخالفة العاملية" 7 ............... ................................ ................................ ................................ ................................ االقتتال مع جبهة النصرة 8 .................. ................................ ................................ ................................ ................................
الصفحة | 1
مركز عمران للدراسات االستراتيجية www.OmranDirasat.org
الجماعات السلفية املقاتلة في سوريا بين "الوطنية" و" العاملية"
مدخل لم يكن الفضاء الثوري املُفعم بمفاهيم الحرية والديمقراطية ليسمح بفكر ّ حد ّي (سلفي أو غير سلفي) بالولوج في بداية ٍ ُ التدين التي ّ ّ الحراك الثوري ،وخاصة أن حالة ّ عبرت عنها العديد من القوى الشابة كانت تشير إلى رؤية أخرى ،مغايرة تجاه العالم وتجاه اآلخر ،مقارنة بالرؤى التقليدية .لكن في املقابل كان النظام السوري في تصريحاته ُي ّ صر على كون السلفية املقاتلة تمثل القائد الفعلي للثورة لكي ّ يسوق لفكرة نزع الشرعية عن مطالب الثورة ،فكانت ردة فعل الثوار تجاه مثل تلك االدعاءات إعالء هتافات مثل " ال إخوان وال سلفية ،نحن بدنا الحرية" .غير أنه مع الوقت ونتيجة للعنف املشحون برمزية طائفية تجاه الثوار واالضطرار إلى انتهاج العمل العسكري حيال بطش اآللة األمنية األسدية ،برز مناخ جديد داخل البالد أخذ يعزز الظروف التي من خاللها عثرت القوى السلفية املقاتلة على موطئ قدم لها داخل املشهد اليومي للثورة. تسعى هذه الورقة إلى البحث في دور املجموعات السلفية املقاتلة في سوريا ،عبر عرض مدخل بديل يعتمد على أصناف تحليلية تستند إلى السلوك السياس ي للجماعات القتالية اإلسالمية من خالل تقسيمها إلى مجموعتين أساسيتين: اإلسالمية "املوجهة إلى الدولة الوطنية" اإلسالمية "املوجهة إلى الخالفة العاملية"
الصفحة | 2
مركز عمران للدراسات االستراتيجية www.OmranDirasat.org
الجماعات السلفية املقاتلة في سوريا بين "الوطنية" و" العاملية"
اإلسالمية "املوجهة إلى الدولة الوطنية" ّ تعود الجذور التكوينية لهذه الجماعات إلى املناخ السياس ي واالجتماعي املحلي الساعي إلى تغيير التنظيم االجتماعي والسياس ي للدولة .ولذلك فإن ما يميز هذه الجماعات رغم بعض املواقف التي تدعو لـ (تطبيق الشريعة) والتعبير عن برامجها بلغة املعجم اإلسالمي التقليدي ،1هو أن مضمون خطابها يبقى حقيقة ذو أبعاد محلية يتمحور حول سوء إدارة الحاكم .كما أن انتهاجها للعمل املسلح نابع بشكل رئيس ي عن حكايا االضطهاد والتعذيب والفساد ،وهي مسائل لطاملا شكلت املرجعية األساسية للسرديات الليبرالية واليسارية تجاه التغيير السياس ي في العالم العربي.2 وكمثال على هذه الحركات ،يمكن اإلشارة إلى ثالث نماذج أساسية برزت في الثورة السورية: األول :يتمثل بالجبهة اإلسالمية السورية ويمكن وصفها بأنها حركة سلفية وطنية مقاتلة ،وبالرغم من تحفظاتها العديدة على املسألة الديمقراطية ،فإن قياداتها غالبا ما أبدت في أكثر من مناسبة عن استعدادها لتشكيل جسم سياس ي يشارك األحزاب السياسية األخرى في سوريا املستقبل .3وهنا يمكن التأكيد أن الفكرة السياسية عندهم غير متبلورة بعد ،وما زالت تتطور وتمش ي في اتجاهات متعددة نتيجة االعتراك مع الواقع من جهة ،واملراجعات التأويلية للنصوص من جهة أخرى .ولعل وصف هذه التحفظات بأنها غير مستقرة أو نهائية هو الوصف الصحيح. الثاني :يتمثل بجيش املجاهدين وهو ما بات يمثل قوى متنامية أخذت تؤثر في صياغة خريطة القوى العسكرية في سوريا ،ويعد نموذجا مختلفا عن ُُ التكتالت والجبهات العسكرية اإلسالمية ،باعتباره ال يمثل توجها سلفيا ،كما أنه يتألف من ألوية ومقاتلين كثر منهم من كانوا طلبة جامعيين وموظفين مدنيين. ويميل التجمع كما عبر في بيانه األخير إلى بناء دولة العدل واملؤسسات ،وهو مطمح ال يبتعد حقيقة عن املطالب املدنية والسياسية التي تنادي بها غالب التيارات السياسية املدنية في سوريا ،4وهنا ال ّبد من التفريق بين خيار السياسات
-1ملزيد من املعلومات يمكن االطالع على ما كتبه الباحث الفرنس ي املتخصص في الحركات االسالمية "فرانسوا بورغا" عن حق العودة إلى املعجم اإلسالمي في كتابه: “اإلسالم السياس ي في زمن القاعدة" ،دار قدمس .4112 - 2يروي معتقل سابق في سجن صيدنايا (فضل عدم ذكر اسمه) ممن ُع ِرف بقربه من جماعة حسان عبود ،أن معظم السجناء االسالميين كان قد توصلوا في تلك األيام ( )4100-4117إلى نتيجة حتمية مفادها أن قتال النظام أمر ال مفر منه حال خروجهم من السجن بسبب التعذيب القاس ي واالهانة التي تعرضوا لها على امتداد فترة ّ محكومياتهم. - 3نعومي دياث" :مستقبل السلفية املقاتلة بسوريا" ،مركز الجزيرة للدراسات.3-4103 ، - 4وثيقة صدرت عن جيش املجاهدين بتاريخ .4142/5/2 الصفحة | 3
مركز عمران للدراسات االستراتيجية www.OmranDirasat.org
الجماعات السلفية املقاتلة في سوريا بين "الوطنية" و" العاملية"
االجتماعية وميل أمثال هذه الحركات إلى نمط محافظ أو محافظ جدا وربما مكبل ...ال ّبد من التفريق بين هذا وبين القبول بفكرة العمل من خالل مؤسسات سياسية. الثالث :االتحاد اإلسالمي ألجناد الشام وهو كيان إسالمي تشكل من اندماج مجموعة من الفصائل الجماهيرية والهيئات املدنية في سوريا .وينطلق هذا الفصيل املقاتل من أن الشريعة االسالمية هي املصدر الوحيد للتشريع ،مع مراعاة الواقع واملتغيرات في تطبيق الشريعة من ناحية" ،وضمان حرية االعتقاد واحترام التنوع الثقافي والفكري التي عاشتها البالد منذ الفتح االسالمي" من ناحية أخرى5.
والجدير بالذكر هو التطور اإليجابي في طريقة تفكير هذه الجماعات تجاه املحددات الوطنية ،والذي يشير إلى صواب تصنيفنا لهذه الجماعات (الذي حدث أثناء إعداد الورقة) ،واملتأتي من املراجعة للوظيفة السياسية والعسكرية لهذه الجماعات باإلضافة إلى تقييم املرحلة السابقة وتالفي سلبيات العمل والنهج املتبع .وهذا ما تجلى في "ميثاق الشرف الثوري للكتائب املقاتلة" ،6الذي صدر عن االتحاد اإلسالمي ألجناد الشام ،فيلق الشام ،جيش املجاهدين ،الجبهة اإلسالمية ،ألوية الفرقان .وفيما يلي أهم ما جاء في هذا البيان: يطرح هذا امليثاق محددات ضابطة للعمل الجهادي ،حيث أكد على اإلطار الوطني للجهاد وحصره بالجغرافية السورية وباملقاتل السوري. يؤكد امليثاق على االلتحام واالندماج مع القاعدة الشعبية ،انطالقا من قاعدة أن أي مشروع جهادي ينفصل عن قاعدته سينحسر ويتالش ى. ينطلق امليثاق من أن بلوغ الهدف العسكري للجماعات القتالية ،واملتمثل بإسقاط النظام ،هو البداية ألي مشروع جمعي. محددات امليثاق مستمدة من فقه الواقع وسياسة الدين واالبتعاد عن الغلو. حسم امليثاق قضية عدائه لـ (داعش) وحددها هدفا عسكريا للجماعات املقاتلة املوقعة على امليثاق ،كونها تعتدي على السوريين ّ وتكفرهم. قدم امليثاق أجوبة للتساؤالت املثارة حول هوية الحراك الثوري وتوجهاته املستقبلية ورؤيته ملستقبل سوريا، وعالقته مع قوى الداخل والخارج ،عبر تأكيد الهدف املحلي والهوية الوطنية.
-5ميثاق االتحاد اإلسالمي ألجناد الشام ./http://www. ajnad-shamcom/%D9%85%D9%8A%D8%AB%D8%A7%D9%82%D9%86%D8%A7 - 6لالطالع على امليثاق راجع الرابط التاليhttp://www.elaph.com/Web/News/2014/5/905210.html : الصفحة | 4
مركز عمران للدراسات االستراتيجية www.OmranDirasat.org
الجماعات السلفية املقاتلة في سوريا بين "الوطنية" و" العاملية"
اإلسالمية "املوجهة إلى الخالفة العاملية" تتسم هذه الحركات داخل املشهد السوري بأنها ال تقبل االنضواء في أي من أطر الثورة ،السياسية أو العسكرية ،وهي في األصل ،ال ّ تصنف نفسها حركات ثورية ،إذ أن هدفها ورؤيتها عابرة للجغرافية السورية .وحتى إذا كان ثمة بينها من ينظر يميز نفسه ّ إلى نفسه في سياق الجهد الرامي إلسقاط النظام ،فإنه ّ أهداف أخرى ال تنسجم مع مطالب السوريين بادعاء ٍ
حول الحرية والكرامة واملساواة .ويدخل في هذا التصنيف تنظيمي جبهة النصرة ألهل الشام والدولة اإلسالمية في العراق والشام. وفي هذا الصدد ال ّبد لنا من سرد جملة من االستنتاجات والتحليالت التي شكلت محددات هامة في تقيمننا للجماعات اإلسالمية املوجهة إلى الخالفة العاملية: منشأ هذه الجماعات هو منشأ غريب عن البيئة الشعبية السورية ،في الفكر والبنية واإلمكانات. لم تظهر هذه الجماعات في سوريا إال بعد اندالع الثورة السورية بأشهر عدة ،ولم تنشط ولم ُ تنم إلى هذه الدرجة ،إال في املناطق «املحررة» ،التي انتزعت من النظام بجهد غيرهم ،واستغلوها ليفرضوا أيديولوجياتهم الصلبة. ّ هذه الجماعات لم تظهر قط باعتبارها نتاجا للمجادالت ،أو للحراكات الفكرية والسياسية في إطار الجماعات اإلسالمية في سوريا ،أي أن تطورها غير طبيعي وألصقت نفسها في السياق الثوري. كان موقف الثورة الحيادي منها في البداية يستند إلى أمرين :األول لم تطرح هذه الجماعات دفاعها عن الشعب مؤسسة لتطبيق نظريتها الخاصة في الحكم ،بل كانت تقاتل صفا بصف مع الكتائب السوري كنقطة ِ العسكرية الثورية ،واألمر الثاني كان موقف الثورة منها بمثابة ردة فعل على طائفية وحقد النظام الذي جلب إلى البالد مليشيات شيعية لتشارك جيشه في قمع الحراك الثوري. منذ أن ظهر تنظيم الدولة اإلسالمية في العراق والشام "داعش" ،أصبحت الثورة الشعبية تعاني األمرين ،فقد ُ ُسحقت باسم الحرب على اإلرهاب ،بينما تركت داعش للعمل واستباحة الدماء وإدخال املفخخات وجلبها من العراق ،وكأنها تحقق مآرب النظام في "ردكلة" الثورة وتحويل صورتها ملجموعات إرهابية وإمارات سلفية. ّ شكل موقف هذه الجماعات من ميثاق الشرف الثوري ،عامال حاسما في توضيح اصطفافها العسكري والسياس ي وأهدافها العابرة للجغرافية السورية ،واملمتدة منها لتصل العالم .واملهم هنا ليس موقف داعش من امليثاق ألنها دأبت ومنذ دخولها الساحة السورية على قتال الجماعات األخرى وافتعال االختالفات معهم متبعين بذلك سياسة اإللغاء واالستحواذ الفردي ،بل إن ما يثير االهتمام هو موقف جبهة النصرة الصريح عبر بيانها اإلعالمي رقم ( ،7)9الذي هاجمت فيه هذا امليثاق بتسع مؤاخذات ،مؤكدة رفضها له داعية صراحة املهاجرين ألرض الشام ليسيحوا ويجاهدوا بها حتى إقامة الخالفة العاملية. - 7لالطالع على البيان اإلعالمي رقم ( )9راجع الرابط التاليhttp://justpaste.it/fjdk : الصفحة | 5
مركز عمران للدراسات االستراتيجية www.OmranDirasat.org
الجماعات السلفية املقاتلة في سوريا بين "الوطنية" و" العاملية"
ً ً انعكاسات تدفق الجهاديين إقليميا ودوليا األردن على صعيد الساحة األردنية يبدو أن ما يثير قلق صانع القرار األردني يتركز أساسا على الجماعات القتالية العاملية .ذلك أن الجيل األردني الجديد من الجهاديين األردنيين الذي يبلغ بحدود 4111مقاتل ويتبع %81منهم لجبهة النصرة ،8بات يعطي األولوية للقضايا اإلقليمية واملحلية ،بعكس الجيل السابق الذي أعلن قبل عقد عن إيمانه بجهاد عالمي .ولذلك يتخوف البعض من أن النجاح الذي يعتقدون أنهم يحققونه في سوريا سوف يمنحهم زخما .وغالب الظن أنه سيدفع بهم نحو السعي إلى تأدية دور سياس ي أكثر نشاطا في األردن ،وقد يلجؤون إلى العنف ملعالجة املظالم التي تعاني منها مجتمعاتهم أو لفت االنتباه إلى احتياجاتهم .وبرأي بعض املحليين فإن ما يؤكد هذه املخاوف أن الحرب في سوريا شكلت بالنسبة للقوى السلفية الجهادية األردنية تحوال مهما على الصعيد اإليديولوجي ،من خالل التركيز على مقوالت "العدو القريب" مقارنة باإليديولوجية السابقة املتمحورة حول "العدو البعيد" والتي عبرت عنها أحداث الحادي عشر من أيلول. باإلضافة إلى بذل البعض عدد من املحاوالت إلنشاء ما يسمونه "ديار التمكين" في سوريا ،بهدف الحصول على حصن يستطيعون من خالله توسيع أنشطتهم باتجاه الداخل األردني إلعادة توحيد "بالد الشام" التي تشكل سوريا جزءا أساسيا منها على حد تعبيراتهم.9 تركيا
ّ أما على مستوى حكومة تركيا ،فيبدو أن تغيرا ما يجري داخل البالد يتعلق بتشكل بعض الجماعات السلفية املحلية،
ومحاولة هذه الجماعات لعب دور أوسع داخل سوريا .وخاصة أنها ترى بأن تقسيم سوريا ما هو إال الخطوة األولى للنيل من الداخل التركي الذي يشهد كذلك حالة شبيهة لسوريا فيما يتعلق بالتعدد االثني واملطالب الالمركزية ،وبالرغم من أن تاريخ املجال السياس ي لحكومة أنقرة لم يعرف سابقا بعدا جهاديا محليا .وخاصة أن التفجيرات التي شهدتها استنبول عام 4113واستهدفت القنصلية البريطانية ومعبدين يهوديين ،جرى تنفيذها من قبل جماعات أجنبية. بيد أنه مع تأصل العمل الجهادي في سوريا ،أخذت تشير بعض التسريبات واملعلومات حول تواصل بات يجري بين بعض الشباب األتراك والجهات القائمة على تجنيد الجهاديين في سوريا ،في مسعى منهم لتبني القضية .10ولذلك بات يتم الحديث منذ قرابة العام ،عن وجود مجموعات من املواطنين األتراك ذوي األصول الشيشانية أو من أبناء املناطق املحاذية لسوريا أخذت تعبر الحدود للمشاركة في القتال الدائر ،وهو ما انعكس بشكل واضح داخل الشارع التركي عبر الجدال الذي حفزته وسائل اإلعالم التركية في أكثر من مناسبة إثر مقتل بعض هؤالء الشباب والعودة بجثامينهم إلى
- 8ديفيد شنكر" :السلفيون الجهاديون يزدادون عددا في األردن" دراسة صادرة عن معهد واشنطن لسياسة الشرق األدنى . www. washingtoninstitute.org - 9منى علمي" :الجيل الجديد من املقاتلين الجهاديين األردنيين" ،مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي ،4102رابط الكتروني. /http://carnegieendowment.org : - 10سونرجاغايتاي وآروني .زيلين" :معضلة الجهاد في تركيا" ،معهد واشنطن لسياسة الشرق األدنى 4103،رابط الكتروني. www. washingtoninstitute.org : الصفحة | 6
مركز عمران للدراسات االستراتيجية www.OmranDirasat.org
الجماعات السلفية املقاتلة في سوريا بين "الوطنية" و" العاملية"
تركيا .11إضافة إلى ذلك ،فإن تركيا وبحكم موقعها الجغرافي تعمل كقناة بين الشرق األوسط وأوربا وما بعدها .ولذلك فهي تخش ى أن أي رحالت جهادية عابرة للحدود تنشأ من سوريا سوف تتم على األرجح عبر تركيا التي تعد البوابة الوحيدة لسوريا تجاه أوروبا. أوروبا في هذه الظروف أصبح القلق في أوروبا من " العائدين" من سوريا يمثل ما يسمى "املوجة الثالثة" القادمة على الطريق بعد "املوجة األولى" التي جاءت من أفغانستان بعد 4110و"املوجة الثانية" التي جاءت من العراق بعد .4113ويشمل الدول األوربية التي عانت سابقا من اإلرهاب مثل بريطانيا وفرنسا وغيرها ،ألن مئات املقاتلين األوربيين املوجودين في سوريا ال يحاربون في صفوف الجهات املعتدلة التي تدعمها الدول األوربية ،بل في صفوف التنظيمات املتطرفة التي لها عالقة بتنظيم القاعدة مثل جبهة النصرة وداعش. ومصدر القلق والشعور بالخطر هنا بحسب وجهة نظر دوائر صنع القرار األوربية ،أنه كلما طال وجود هؤالء الشباب األوربيين في سوريا كلما زادت أفكارهم تطرفا وعداء للدول التي جاؤوا منها .وقد وصل األمر إلى طرح خطة شاملة في فرنسا ملعالجة مشكلة الفرنسيين الذين توجهوا إلى سوريا للقتال ،بحيث يبدأ التعامل مع املشكلة من اللحظة التي يشاهد فيها شخص ما فيديو "جهادي" في غرفته إلى اللحظة التي يركب فيها الحافلة نحو الحدود التركية السورية. والقيام بعدد من اإلجراءات اإلضافية ،بينها خطة ملنع ُ الق ّ صر من مغادرة فرنسا وخاصة أن الجيل الجديد من املقاتلين أصغر سنا من األجيال السابقة التي عرفتها فرنسا ،باإلضافة إلى تشديد الرقابة على املواقع االلكترونية التي تجند املقاتلين.12
الصراع على " الخالفة العاملية" عدة ،لم تعد أخبار سوريا تخلو يوما من أخبار عن «داعش» ونمط نشاطها االحتاللي ،وغالبا ال ّ منذ أشهر ّ تتحدث عن انتصاراتها على النظام السوري أو استهدافها وحدات جيش األسد ،بل على العكس ،تقوم بالحديث عن معاركها مع باقي الكتائب املسلحة ذات الطابع الوطني أو العالمي.
- 11مقابلة خاصة مع معد برامج في وكالة اخالص التركية. - 12خطة فرنسية لردع "الجهاديين الفرنسيين" الجزيرة نت بتاريخ http://www. aljazeera. net/news/pages/b44923f4-1d4c-4bc3-b5e9- 4102/2/44 .fb679f885343 الصفحة | 7
مركز عمران للدراسات االستراتيجية www.OmranDirasat.org
الجماعات السلفية املقاتلة في سوريا بين "الوطنية" و" العاملية"
ولعل التطور األهم برز مؤخرا من خالل اشتعال الحرب بين داعش وجبهة النصرة في دير الزور ،في سابقة تش ي ّ بأن ٍ داعش أخذت تفتح الباب حول قضايا تتعلق بمنهجها ونفوذها داخل التنظيم العالمي الجهادي (القاعدة) مع الوكيل الرسمي لهذا التنظيم داخل سوريا املتمثل في شخصية أبو محمد الجوالني وجماعته في جبهة النصرة. االقتتال مع جبهة النصرة بدأت املشاحنات والخالفات بين «داعش» و «النصرة» مع بداية منتصف العام املنصرم ،ويبدو ّ أن «الدولة» لم تقبل ٍ ٍ ّ مشروع ينضوي تحت مصلحة التنظيم األكبر ،بسبب طموح داعش ي في تسلم الدخول بصفتها شريكا لـ «النصرة» في ٍ ّ ّ ّ مقاليد األمور بالكامل ّ حد تطلب بحجة «تأخر النصر» ،األمر الذي أدى إلى ارتفاع وتيرة املشاحنات بين الجماعتين إلى ّ ولي األمر األعلى ّ تدخل ّ لحل الخالف ،فأصدر الظواهري بيانا مسجال معلنا فيه رفضه هذا التشكيل الوليد (داعش) واعتراضه على عدم استشارته فيه ،وموضحا أن دولة العراق اإلسالمية هي ممثلة التنظيم في العراق ،وأن النصرة ممثلته في سوريا. جاء ّرد «الدولة» على الظواهري عبر رفض حكمه والتنصل من إمرته ،بل وصل إلى ّ حد تكفيره واعتبار أن «ال طاعة ملخلوق في معصية الخالق» ،فبات واضحا ّ أن داعش في تشاحنها مع النصرة تجاوز االختالف على الشكل أو املنهج وأعلنت فيه خروجها عن سطوة تنظيم القاعدة بأكمله. واستمرت الحرب املسلحة والبيانات االعالمية في آن واحد بين تنظيم القاعدة في سوريا ممثال في جبهة النصرة ،وتنظيم الدولة اإلسالمية في العراق والشام" ،داعش" ،ليصدر الظواهري بيانا آخر ندد من خالله بقتل أبو خالد السوري على يد أتباع أبو بكر البغدادي ،كما اتهم فيه داعش بوصفهم يعتمدون منهج الخوارج ،ليأتي الرد الحقا من قبل داعش عبر أبو محمد العدناني املتحدث باسم الدولة اإلسالمية في العراق الذي قيم دور الظواهري في ما يجري داخل سوريا ،من زاوية سعي هذا األخير إلى شق صفوف املجاهدين ،ومحاولة "االنزياح عن درب ومنهج بن الدن". بناء على ذلك بدأت معركة "إنهاء جبهة الجوالني" .عبر عدة هجمات متتالية شنها تنظيم الدولة على معاقل «جبهة النصرة» ،وحلفائها في «الجبهة اإلسالمية» بهدف استعادة "والية الخير" وهو االسم الذي يطلقه داعش على دير الزور ،في محاولة لتصفية قاعدة الظواهري الشامية من ناحية ،وألهمية تلك املنطقة باعتبارها عقدة التواصل الرئيسية مع مناطق األنبار العراقية التي تعد القاعدة األم لألطر الهيكلية واللوجستية لتنظيم داعش من ناحية ،ولرغبتها كذلك في خلق مالذ آمن في تلك املناطق وخاصة أن بعض التقديرات تشير إلى نتائج عكسية ملا هو دارج عن نشاطات داعش في سوريا ،حيث تؤكد التحليالت الكمية أن نسبة عمليات التنظيم في سوريا للعراق هي 0إلى ،01أي من كل عشر عمليات
الصفحة | 8
مركز عمران للدراسات االستراتيجية www.OmranDirasat.org
الجماعات السلفية املقاتلة في سوريا بين "الوطنية" و" العاملية"
ينفذها في العراق تقابله عملية واحدة فقط في سوريا ،وهو ما أخذت تؤكده األحداث األخيرة في منطقة األنبار العراقية، بشكل قد يدفع إلى تدفق أكثر ملقاتلي " الدولة" من سوريا نحو العراق وليس بالعكس.13
وبشكل عام لعل أهم ما يمكن تدوينه في هذا االقتتال ثالثة أمور: .0إنه خالف على السلطة ،أي خالف سياس ي بحت يستخدم فيه الخطاب الديني أسلوبا دعائيا للتأثير على القواعد. .4تبرؤ داعش من الكتائب اإلسالمية ،حتى السلفي املتشدد منها ،وفتحها جبهة الصراع مع الجميع دفعة واحدة، ّ دولة خاص بها ،ال يشاركها فيه معارضون وال ناشطون مدنيون وال كتائب إسالمية. معلنة أن مشروعها مشروع ٍ ويبدو ّ أن موقفها هذا يستند إلى ّ قوة ضخمة ودعم هائل ال تجد معه حرجا في أال تبقي لها حليفا على األرض السورية .كل ذلك من شأنه أن يعيد طرح أسئلة االرتباط املباشر والوثيق مع النظام. .3لم يعد الظواهري -على األقل حاليا-هو األمير العام للحركة وذلك الفتقاد أوامره صيغة الطاعة.
13للمزيد انظر إلى ما كتبه أحد أهم املختصين حاليا في مسألة الحركات الجهادية العاملية مراد بطل الشيشاني ،ما بعد "داعش" في سوريا. الصفحة | 9
مركز عمران للدراسات االستراتيجية www.OmranDirasat.org