اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻻداري
آﻴﻒ ﻇﻬﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري وآﻴﻒ ﻧﺸﺄ ؟ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻹﺵﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري ارﺗﺒﻂ ﻇﻬﻮرﻩ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻟﻌﺐﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ) ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺆﺱﺴﺔ ﺱﻴﺎﺱﻴﺔ وإﻧﻤﺎ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ إداریﺔ ﻋﻠﻴﺎ ( ﻟﻌﺐ دورًا ﺑﺎرزًا ﻓﻲ ﻇﻬﻮر ﻗﻮاﻋﺪﻩ ،ویﻌﻮد اﻟﻔﻀﻞ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﺸﺎري ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ) ﻗﻀﺎة هﺬا اﻟﻤﺠﻠﺲ ( وﻗﺪ آﺎﻧﻮا یﻌﺎﻟﺠﻮن اﻟﻘﻀﺎیﺎ ﺑﺤﻜﻤﺔ وأﺱﻠﻮب ذآﻲ یﺮﺽﻲ اﻹدارة وﻗﺪ ﺝﺎء ﻗﺮار إﻧﺸﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﻦ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﺑﻮﻧﺎﺑﺮت ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻌﻨﺖ اﻟﻘﻀﺎة ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎآﻢ اﻟﻌﺎدیﺔ وﺗﻌﺴﻔﻬﻢ ﺽﺪ اﻹدارة. ﻗﺒﻞ إﻧﺸﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻋﺎم 1871م ﻟﻢ یﻜﻦ هﻨﺎك ﻗﻀﺎء إداري وإﻧﻤﺎ ﻣﺤﺎآﻢﻋﺎدیﺔ. آﺎن اﻟﻘﻀﺎء ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺜﻮرة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋﺎم 1779ﻗﺎﺋﻤ ًﺎ ﻋﻠﻰ أﺱﺎس اﻟﻤﺠﺎﻟﺲاﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﻟﻌﺎدیﺔ وهﺬﻩ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ آﺎﻧﺖ ﻣﺨﺘﺼﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺝﻤﻴﻊ اﻟﺪﻋﺎوى ﺱﻮاء ﻣﺪﻧﻴﺔ أو إداریﺔ وهﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ یﻈﻬﺮ ﺑﻬﺎ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﻢ یﻜﻦ هﻨﺎك ﻗﻀﺎء إداري ﻣﺴﺘﻘﻞ رﻏﻢ وﺝﻮد ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺤﺎآﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻗﻀﺎیﺎ إداریﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪات. اﺵﺘﻬﺮت اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ هﺬﻩ ﺥﻼل اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺪیﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﺴﻒ إزاء اﻹدارة وﻣﻮﻇﻔﻴﻬﺎ ﻓﻜﺎﻧﻮا یﻌﺮﻗﻠﻮنﻋﻤﻞ اﻹدارة ویﺴﺘﺪﻋﻮن اﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻟﻠﻤﺜﻮل أﻣﺎﻣﻬﻢ ویﻨﺎﻗﺸﻮﻧﻬﻢ وآﺎﻧﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺗﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﺗﺴﺠﻴﻞ أواﻣﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻗﺮاراﺗﻬﺎ وﻗﺪ آﺎن ﻣﻦ ﺹﻼﺣﻴﺎﺗﻬﺎ أن ﺗﺴﺠﻞ اﻟﻘﺮارت اﻟﺼﺎدرة ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻻ یﻤﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ هﺬﻩ اﻟﻘﺮارات إﻻ ﺑﻌﺪ ﺗﺴﺠﻴﻠﻬﺎ وﻧﺸﺄ ﻋﻦ هﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ ﺗﺬﻣﺮ ﺣﻜﻮﻣﻲ وﺵﻌﺒﻲ ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻻﺱﺘﻴﺎء وﺑﺪأ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ یﻤﻴﻞ إﻟﻰ إﻟﻐﺎء هﺬﻩ اﻟﻤﺤﺎآﻢ وأﻣﺎ هﺬا اﻻﺱﺘﻴﺎء اﻟﻌﺎم أﺹﺪر رﺝﺎل اﻟﺜﻮرة ﻗﺎﻧﻮن رﻗﻢ 6ﻋﺎم 1790م اﻟﻘﺎﺽﻲ ﺑﺎﺱﺘﻘﻼل اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻹداریﺔ. هﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن یﻌﺪ ﺗﺠﺴﻴﺪًا ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت.ﺑﻌﺪ ﺹﺪور هﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﻠﻦ ﻻﺱﺘﻘﻼل اﻟﻘﻀﺎء ﺝﺎء ﻗﺎﻧﻮن ﺁﺥﺮ رﻗﻢ 7ﻋﺎم 1790م وأﻋﻠﻦﺑﻮﺽﻮح أن اﻹدارة هﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﻤﻨﺎزﻋﺎت ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻹداري. ﻟﻢ ﺗﻌﺪ اﻟﻤﺤﺎآﻢ اﻟﻌﺎدیﺔ ﺗﻤﺎرس اﻟﻨﺸﺎط اﻹداري إﻻ أن هﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن أوﺝﺪ إﺵﻜﺎﻟﻴﺔ أﺥﺮى وهﻲأﻧﻪ ﺝﻌﻞ ﻣﻦ اﻹدارة ﺣﻜﻤ ًﺎ وﻃﺮﻓ ًﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ وﻟﻬﺬا ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻤﺮ هﺬﻩ اﻟﻮﺽﻌﻴﺔ وﺝﺎء ﻗﺎﻧﻮن ﻋﺎم ﻼ ﻋﻦ اﻹدارة وﻟﻤﺎ وﺹﻞ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن 1797ﻟﻴﺆآﺪ أن اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻻ ﺑﺪ أن یﻜﻮن ﻣﺴﺘﻘ ً ﺑﻮﻧﺎﺑﺮت إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻗﺎل ﺑﻀﺮورة ﺗﺄﺱﻴﺲ هﻴﺌﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ إداریﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ وﻣﻦ هﻨﺎ ﺗﺄﺱﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ وأﺱﻨﺪ إﻟﻴﻪ اﺥﺘﺼﺎص ﺁﺥﺮ وهﻮ ﺹﻴﺎﻏﺔ ﻣﺸﺮوﻋﺎت وﻗﻮاﻧﻴﻦ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻹﺽﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت. ﻼ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ﻓﻘﺪ آﺎن وﻗﺪ ﺝﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة 52ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﺥﺘﺼﺎص ﺵﺒﻪ ﺗﺸﺮیﻌﻲ إﻻ أﻧﻪ ﻟﻢ یﻜﻦ ﻣﺴﺘﻘ ًیﺨﻀﻊ ﻟﺮﻗﺎﺑﺔ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ. -1-
ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﺮ ﺑﻤﺮاﺣﻞ ﻋﺪیﺪة أهﻤﻬﺎ:اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻤﻘﻴّﺪ :ﺣﻴﺚ اﺥﺘﺺ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻹداري اﻟﻤﺤﺾ وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪﺹﺪور ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ أﺹﺒﺢ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺱﻠﻄﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺗﻤﺎرس وﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ و ﻗﺒﻞ ﺹﺪور اﻟﻘﺎﻧﻮن آﺎﻧﺖ ﻗﺮاراﺗﻪ ﺗﺼﺪق ﻣﻦ ﻗﺒﻞ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ وﻗﺪ ﺱﻠﻚ اﻟﻤﺴﺘﺸﺎریﻦ ﺱﻠﻮآ ًﺎ ﻣﺮﻧ ًﺎ ﻣﻊ اﻹدارة واآﺘﻔﻮا ﺑﺘﻠﻘﻲ اﻟﺪﻋﺎوى ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ وﻟﻢ یﺘﺪﺥﻠﻮا ﻓﻲ ﻋﻤﻞ اﻹدارة وذﻟﻚ ﺗﺠﻨﺒ ًﺎ ﻟﻠﺼﺮاع اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ. وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻢ یﺘﺪﺥﻠﻮا إﻻ ﻓﻲ اﻟﺤﺪود اﻟﻀﻴﻘﺔ وذﻟﻚ ﺑﺎﻻﺱﺘﻨﺎد إﻟﻰ ﻧﻈﺮیﺔ أﻋﻤﺎل اﻟﺴﻴﺎدة وهﺬﻩاﻟﻨﻈﺮیﺔ ﺗﻔﺮق ﺑﻴﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬیﺔ وﺗﻘﺴﻤﻬﺎ إﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ: 1أﻋﻤﺎل ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻻ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﻹداریﺔ.2أﻋﻤﺎل إداریﺔ وﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﻹداریﺔ.وﺣﺘﻰ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻹداري ﻓﺈن هﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﺸﺎریﻦ ﺗﺮآﻮا ﺣﺮیﺔ آﺒﻴﺮة ﻟﻺدارة وﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰأن آﻞ اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻟﺤﺪیﺜﺔ ﺗﺘﺮك ﻣﺠﺎ ًﻻ آﺒﻴﺮًا ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﻹداریﺔ ﺗﺤﺖ ﻣﺎ یﻌﺮف ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪیﺮیﺔ ﻟﻺدارة واﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘﻖ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ. •ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري -:اﻟﻤﺼﺪر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن هﻮ اﻟﺸﻲء اﻟﺬي یﺴﺘﻤﺪ ﻣﻨﻪ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻣﻮﺽﻮﻋﻪ وﻣﺤﺘﻮاﻩ وأﺣﻜﺎﻣﻪ. اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري ﻣﺼﺎدرﻩ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻣﺘﻨﻮﻋﺔ وهﻲ:1اﻟﻘﻀﺎء.2اﻟﺘﺸﺮیﻊ.3اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻌﺮف.1اﻟﻘﻀﺎء -:ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ أن اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺱﺎهﻢ ﺑﺸﻜﻞ آﺒﻴﺮ ﻓﻲ إﺑﺮاز ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداريوﺗﻜﻮیﻦ وﺗﺸﻜﻴﻞ ﻧﻈﺮیﺎﺗﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ. اﻟﻘﻀﺎء ﻟﻢ یﺒﺮز آﻔﺮع ﻣﺘﻤﻴﺰ إﻻ ﺑﻌﺪ إﻧﺸﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ.ﻟﻢ یﻜﻦ هﻨﺎك ﻗﺒﻞ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ أي ﻗﻮاﻋﺪ إداریﺔ یﻄﺒﻘﻮﻧﻬﺎ ﻣﻤﺎ اﺽﻄﺮهﻢ ﻟﻼﺝﺘﻬﺎد.آﺎﻧﻮا یﺒﺤﺜﻮن ﻋﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺘﻲ یﻤﻜﻦ اﺱﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﺑﺸﺮط أﻻ ﺗﺨﺎﻟﻒ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وأﻻﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻹداریﺔ. ﺗﻤﻜﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﻦ ﺹﻴﺎﻏﺔ ﻣﺒﺎدئ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺝﺪیﺪة ﻣﺜﻞ أوﻟﻮیﺔ اﻹدارة ﻋﻠﻰاﻷﺵﺨﺎص وذﻟﻚ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ. اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدیﺔ ﻻ یﺰال ﺣﺪیﺚ اﻟﻌﻬﺪ وﺑﻈﻬﻮر دیﻮان اﻟﻤﻈﺎﻟﻢ إﺙﺮﻣﺮﺱﻮم ﻣﻠﻜﻲ ﻋﺎم 1373هـ ﺑﺪأ ﺑﺸﻖ ﻃﺮیﻘﻪ ﺑﺸﻜﻞ واﺽﺢ إﻻ أﻧﻪ ﻟﻢ یﺼﻞ ﺑﻌﺪ ﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﺑﺘﻜﺎر -2-
ﻗﻮاﻋﺪ إداریﺔ. اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدیﺔ آﺎﻧﺖ ﻇﺮوﻓﻪ ﺝﻴّﺪة ﻟﻴﺴﺖ آﻤﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔاﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻓﻘﺪ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﻨﻈﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻇﻬﻮر دیﻮان اﻟﻤﻈﺎﻟﻢ. اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري هﻮ ﻗﺎﻧﻮن ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻗﺒﻞ آﻞ ﺵﻲء.-اﻟﻘﻀﺎء ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ أي دور ﻓﻲ إﻧﺸﺎء ﻗﻮاﻋﺪ إداریﺔ.
2اﻟﺘﺸﺮیﻊ :هﻲ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻨﻬﺎ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ دﺱﺘﻮری ًﺎ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ وهﻲاﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮیﻌﻴﺔ وﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ هﻲ ﺱﻠﻄﺔ ﻣﺮآﺒﺔ ﻓﻬﻨﺎك اﻟﻤﻠﻚ وﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء اﻟﺬي یﺪرس اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ وهﻨﺎك ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى أیﻀ ًﺎ. دور اﻟﺘﺸﺮیﻊ ﺗﻌﺎﻇﻢ ﺣﺎﻟﻴ ًﺎ وذﻟﻚ ﺑﺼﺪور اﻟﻌﺪیﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﺸﺮیﻌﻴﺔ.اﻟﺘﺸﺮیﻊ یﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﺪة زوایﺎ وهﻮ یﻨﻘﺴﻢ إﻟﻰ أﻗﺴﺎم ﻋﺪیﺪة:1اﻟﺘﺸﺮیﻊ اﻷﺱﺎﺱﻲ2اﻟﺘﺸﺮیﻊ اﻟﻌﺎدي3اﻟﺘﺸﺮیﻊ اﻟﻔﺮﻋﻲ1اﻟﺘﺸﺮیﻊ اﻷﺱﺎﺱﻲ :هﻮ اﻟﺪﺱﺘﻮر وﻻ یﻀﻌﻪ أي ﺱﻠﻄﺔ ﻣﻦ ﺱﻠﻄﺎت اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺜﻼث وإﻧﻤﺎاﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﺘﺄﺱﻴﺴﻴﺔ. اﻟﺘﺸﺮیﻊ هﻮ اﻟﺬي یﺰود اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري ﺣﺎﻟﻴ ًﺎ ﺑﻤﻌﻈﻢ أﺣﻜﺎﻣﻪ وﻗﻮاﻋﺪﻩ وأﺹﺒﺢ اﻵن ﺑﺎﻟﻤﻘﺎماﻷول. اﻟﻌﻤﻞ اﻹداري : هﻮ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺬي ﺗﻤﺎرﺱﻪ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﺝﻬﺰة اﻹداریﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﺱﻮاء ﻣﺮآﺰیﺔ أو ﻻ ﻣﺮآﺰیﺔ ذاتﻃﺒﻴﻌﺔ اﺝﺘﻤﺎﻋﻴﺔ أو اﻗﺘﺼﺎدیﺔ. اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻹداریﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺎرس اﻟﻌﻤﻞ اﻹداري ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ وﺗﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺎت آﻞ اﻟﻬﻴﺌﺎتواﻟﻤﺆﺱﺎات اﻟﺨﺎﺽﻌﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻹداري واﻟﺘﻲ ﺗﺒﺎﺵﺮ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ وﻓﻘ ًﺎ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ. هﺬﻩ اﻷﺝﻬﺰة ﺗﻌﻤﻞ داﺋﻤ ًﺎ ﺑﺎﺱﻢ " اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬیﺔ".آﻞ ﺝﻬﺎز إداري یﺠﺴﺪ ﺝﺰءًا ﻣﻦ ﺱﻠﻄﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬیﺔ.اﻟﻨﺸﺎط اﻹداري ﻟﻴﺲ هﻮ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﺗﻤﺎرﺱﻪ أﺝﻬﺰة اﻟﺪوﻟﺔ اﻷﺥﺮى وﻋﻠﻰ هﺬااﻷﺱﺎس ﻻ ﺑﺪ أن ﻧﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺸﺎط اﻹداري وﺑﻴﻦ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻷﺥﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻣﻦ ﺝﻬﺎت أﺥﺮى -3-
ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ. ﻻ یﻮﺝﺪ ﻧﻤﻂ ﻣﻮﺣﺪ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻷﺝﻬﺰة اﻹداریﺔ ﻓﻜﻞ دوﻟﺔ ﻟﻬﺎ ﻧﻈﺎم ﻣﻌﻴﻦ.ﻻ ﺵﻚ أن اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﺥﻼل هﻴﺌﺎﺗﻬﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻤﺎرس ﺱﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ واﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﻌﺪیﺪةﺗﺘﻨﻮع ﺣﺴﺐ اﺥﺘﻼف اﻷﺝﻬﺰة اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺎرﺱﻬﺎ وهﺬا اﻻﺥﺘﻼف واﻟﺘﻨﻮع ﻧﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﻣﺒﺪأ أﺱﺎﺱﻲ یﺤﻜﻢ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﻌﺎﺹﺮة وهﻮ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت. ﻣﺒﺪأ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت هﻮ ﻣﺒﺪأ دﺱﺘﻮري یﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ آﻞ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ إداریﺔ آﺎﻧﺖأو ﻏﻴﺮهﺎ. یﺤﺪد هﺬا اﻟﻤﺒﺪأ ﺑﺄن آﻞ ﺱﻠﻄﺔ ﺗﻤﺎرس ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ وﻓﻘ ًﺎ ﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ.اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬیﺔ ﻟﻬﺎ وﺝﻬﺎن :1ﺱﻴﺎﺱﻲ :هﻮ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺬي ﺗﻤﺎرﺱﻪ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬیﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرهﺎ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺴﻴﺎدة ﻋﻨﺪﻣﺎﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺪول اﻷﺥﺮى أو ﺗﺘﺨﺬ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاﻗﻒ ﻓﻬﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﺄﻋﻤﺎل اﻟﺴﻴﺎدة. 2إداري :اﻷﺝﻬﺰة اﻹداریﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻨﻔﺬ اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮیﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲﺑﻮاﺱﻄﺘﻬﺎ یﺘﻢ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷهﺪاف واﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ. •هﻞ ﻣﺒﺪأ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﺱﺘﻄﺎع أن یﺤﺪد ﺱﻠﻄﺎت اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺜﻼث ؟ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ أن ﻧﻘﻮل ذﻟﻚ. •آﻴﻒ ﻧﻤﻴﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻹداري وﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل ؟ اﻗﺘﺮح اﻟﻔﻘﻪ اﻹداري ﻣﻌﻴﺎریﻦ ﻟﻠﺘﻤﻴﻴﺰ: 1اﻟﻤﻌﻴﺎر اﻟﺸﻜﻠﻲ :ﻧﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﻹداري وﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ واﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﺘﻲأﺹﺪرت اﻟﻌﻤﻞ ﻓﺒﺬﻟﻚ یﺘﺤﺪد اﻟﻌﻤﻞ اﻹداري ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺘﺒﻊ ﻣﺼﺪر اﻟﻘﺮار ﻓﺈذا ﺹﺪر اﻟﻘﺮار ﻣﻦ ﺝﻬﺔ إداریﺔ ﻓﻨﻌﺘﺒﺮﻩ ﻋﻤﻞ إداري وذﻟﻚ اﺱﺘﻨﺎدًا إﻟﻰ ﻣﺒﺪأ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت وذﻟﻚ دون اﻋﺘﺒﺎر ﻟﻤﻀﻤﻮن اﻟﻌﻤﻞ. اﻷﺝﻬﺰة اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻘﻮم ﺑﺄﻋﻤﺎل وﺗﺼﺮﻓﺎت ﺗﻜﺎد ﺗﻜﻮن إداریﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻟﻬﺬا ﻟﻤﺎﺑﺪأت ﺗﺘﺪاﺥﻞ اﻟﺴﻠﻄﺎت أﺹﺒﺢ اﻟﻤﻌﻴﺎر اﻟﺸﻜﻠﻲ ﻋﺎﺝﺰًا ﻋﻦ اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ. 2اﻟﻤﻌﻴﺎر اﻟﻤﻮﺽﻮﻋﻲ :یﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ ﺥﻼف اﻟﺸﻜﻠﻲ ،ﻓﻬﻮ ﻻ یﻜﺘﺮث ﺑﻤﺼﺪر اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺠﻬﺔ اﻟﺘﻲأﺹﺪرت اﻟﻌﻤﻞ أو اﻟﺸﻜﻞ واﻻﺝﺮاءات اﻟﺘﻲ ﺹﺪر ﺑﻤﻘﺘﻀﺎهﺎ اﻟﻌﻤﻞ ،وإﻧﻤﺎ اﻟﻤﻬﻢ أن ﻧﻬﺘﻢ ﺑﻤﺤﺘﻮى وﻣﻀﻤﻮن اﻟﻌﻤﻞ أو اﻟﻘﺮار وﻣﺎ یﻨﻈﻤﻪ وﻣﺎ یﻬﺪف إﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﺝﺎء ﻣﻨﻬﺎ وﻣﻦ أﻧﺼﺎر هﺬا اﻟﻤﻌﻴﺎر اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ " دودیﻪ " اﻟﺬي أآﺪ أن اﻟﻌﻤﻞ ﻻ یﻤﻜﻦ أن یﺼﻨﻒ أﻧﻪ إداري أو ﻏﻴﺮ إداري إﻻ ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺘﻮى اﻟﻘﺮار. " -دودیﻪ " یﺮﺗﺐ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﺎدرة ﺣﺴﺐ ﻣﻮﺽﻮﻋﻬﺎ وهﺪﻓﻬﺎ وﻓﺤﻮاهﺎ. إذا ﻃﺒﻘﻨﺎ هﺬا اﻟﻤﻌﻴﺎر ﻧﺠﺪ أن اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮیﻌﻴﺔ أو اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺗﺼﺪر أﻋﻤﺎ ًﻻ إداریﺔ.-4-
اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺮار اﻹداري واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﺸﺮیﻌﻲ هﻮ أن اﻟﻘﺮار اﻹداري یﺬآﺮ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﻌﻨﻲﺑﺤﺎﻟﺘﻪ وﺑﻮﻇﻴﻔﺘﻪ وﻣﻨﺼﺒﻪ وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ أﻣﺎ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﺸﺮیﻌﻲ ﻓﻬﻲ ﻗﻮاﻋﺪ ﻋﺎﻣﺔ وﻣﺠﺮدة. اﻟﻤﻌﻴﺎر اﻟﺸﻜﻠﻲ ﺗُﺮك وأهﻤﻞ وهﺠﺮ ﻣﻊ ﺑﺪایﺔ اﻟﺮﺑﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮیﻦ.اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ: أي آﻴﻔﻴﺔ ﺗﺴﻴﻴﺮ اﻟﺸﺆون اﻹداریﺔ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ. •ﻣﺎ هﻲ اﻷﺝﻬﺰة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﻟﻰ ﺗﺴﻴﻴﺮ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻹداري وﺗﻘﺪیﻢ اﻟﺨﺪﻣﺎت ﻟﻠﻨﺎس ؟ ﺗﻤﺎرس اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﺥﻼل أﺝﻬﺰﺗﻬﺎ اﻹداریﺔ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻹداریﺔ اﻟﻌﺪیﺪة واﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ وذﻟﻚﺗﺤﻘﻴﻘ ًﺎ ﻟﻠﻬﺪف اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻣﻲ إﻟﻴﻪ اﻟﺪوﻟﺔ وهﻮ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ. آﻞ اﻟﺪول ﺗﻀﻊ أﻣﺎم ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻓﻜﺮة اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﻦ أﺝﻠﻬﺎ وﺝﺪت اﻷﺝﻬﺰة اﻹداریﺔ.آﺎﻧﺖ وﻇﻴﻔﺔ اﻟﺪوﻟﺔ وﻇﻴﻔﺔ ﻣﺤﺪدة وﻣﺤﺼﻮرة ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺘﺪﺥﻞ ﻓﻲ اﻷﻣﻮر اﻻﻗﺘﺼﺎدیﺔواﻻﺝﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺴﻤﻰ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺤﺎرﺱﺔ. اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻔﺮدیﺔ هﻲ آﺎﻧﺖ ﺱﺎﺋﺪة ﻓﻲ اﻟﻘﺮن ال 18وال19.ﻓﻲ ﻇﻞ هﺬﻩ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮد هﻮ اﻟﺬي یﻌﻤﻞ آﻞ ﺵﻲء واﻟﺤﺮیﺔ اﻟﻔﺮدیﺔ آﺎﻧﺖ ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﺤﻴﺎة وﻓﻲهﺬﻩ اﻷوﺽﺎع ﻓﺎﻟﺪوﻟﺔ ﻏﺎﺋﺒﺔ ﻋﻦ ﻣﺴﺮح اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وآﻨﺘﻴﺠﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺗﻐﻴﺐ اﻷﺝﻬﺰة اﻹداریﺔ. ﻻﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻹداریﺔ ﺗﻘﻠﺼﺖ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺽﻌﻴﺔ.ﻟﻮﺣﻆ ﺥﻼل اﻟﻘﺮن ال 18و 19ﻗﻠﺔ اﻷﺝﻬﺰة اﻹداریﺔ ﻓﻲ اﻟﺪول اﻷوروﺑﻴﺔ.ﺑﺪﺥﻮل اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﺑﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮیﻦ ﺑﺪأت ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﺘﻐﻴﺮ واﻟﺴﺒﺐ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲهﻲ اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدیﺔ ﻓﻲ 1929وآﺎﻧﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻜﺪیﺲ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ وﻋﺪم ﺑﻴﻌﻬﺎ وﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﺎل ﺑﺄرﺑﺎب اﻟﻌﻤﻞ وآﺎن هﻨﺎك ﻓﺎﺋﺾ آﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻹﻧﺘﺎج ﻓﺘﻜﺪﺱﺖ ﻟﻔﺘﺮة آﺒﻴﺮة وﺹﺎر هﻨﺎك رآﻮد ﻓﻲ اﻟﺒﻨﻮك وﺗﺴﺮیﺢ ﻟﻠﻌﻤﺎل وإﻓﻼس اﻟﺸﺮآﺎت وﺗﺪﺥﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدي " آﻴﻨﺰ " وﺗﺤﺪث ﺣﻮل ﻣﺒﺪأ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺤﺎرﺱﺔ وﺑﺪأت اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺒﺮیﻄﺎﻧﻴﺔ ﺗﺘﺪﺥﻞ.. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأت اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﻤﺪ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ آﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﻨﺸﺊ أﺝﻬﺰة وﺑﺪأت اﻷﺝﻬﺰة اﻹداریﺔ ﺑﺎﻟﻈﻬﻮرﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻈﻢ اﻟﺪوﻟﺔ هﺬﻩ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ دﺥﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺵﺮ. هﺬا اﻟﺘﺪﺥﻞ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺪوﻟﺔ اﺱﺘﺪﻋﻰ ﺽﺮورة ﺗﻨﻈﻴﻢ هﺬﻩ اﻷﺝﻬﺰة ﺑﺎﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺱﺘﺤﻘﻖاﻷهﺪاف. •آﻴﻒ ﺑﺪأت ﺑﺎﻻﻧﺘﻈﺎم ؟ ﺑﺪأت ﺑﺎﻻﻧﺘﻈﺎم ﻓﻲ ﻧﻤﻄﻴﻦ:1اﻟﻤﺮآﺰیﺔ اﻹداریﺔ:هﻲ ﺗﺠﻤﻴﻊ وﺗﻮﺣﻴﺪ اﻻﺥﺘﺼﺎﺹﺎت اﻹداریﺔ ﻓﻲ یﺪ ﺝﻬﺔ واﺣﺪة ﺗﻜﻮن ﻏﺎﻟﺒ ًﺎ ﻣﻮﺝﻮدة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺹﻤﺔ. -5-
هﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻧﻈﺎم إداري ﺗﺘﺮآﺰ ﻓﻴﻪ ﺱﻠﻄﺎت اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار ﺑﻴﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹداري اﻟﻤﻮﺝﻮد ﻓﻲﻗﻤﺔ اﻟﺠﻬﺎز اﻹداري ﻟﻠﺪوﻟﺔ. اﻟﻤﺮآﺰیﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻧﻮﻋ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﻠﺴﻞ واﻟﺘﺪرج.اﻟﻤﺮآﺰیﺔ یﻔﻘﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺮؤوس اﺱﺘﻘﻼﻟﻪ.ﻣﻦ ﻣﻤﻴﺰات اﻟﻤﺮآﺰیﺔ أن یﻔﻘﺪ اﻟﻤﺮؤوس ﺹﻼﺣﻴﺎت ﻣﻤﻴﺰة ﺑﻞ هﻮ ﻣﻘﻴﺪ وﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ اﻟﺬيیﻌﻠﻮﻩ. ﺗﺒﻌ ًﺎ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻓﺈن اﻹدارة اﻟﻤﺮآﺰیﺔ ﺗﺴﻌﻰ داﺋﻤ ًﺎ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ اﻟﻨﺸﺎط اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ.ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﻮل أن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﺮآﺰي اﻹداري یﻤﻨﻊ اﻟﻤﺮؤوس ﻣﻦ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار هﺬا ﻻ یﻌﻨﻲ أناﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻹداریﺔ آﻠﻬﺎ ﻣﺤﺼﻮرة ﻓﻲ ﺵﺨﺺ أو ﺝﻬﺎز واﺣﺪ ﻓﻘﺪ یﻜﻮن هﻨﺎك ﻋﺪة أﺵﺨﺎص وﻋﺪة أﺝﻬﺰة وﻟﻜﻦ اﻟﻌﺒﺮة ﻓﻲ ذﻟﻚ آﻠﻪ أن هﺆﻻء ﻻ ﺑﺪ أن یﺨﻀﻌﻮا ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺴﻠﺴﻞ اﻹداري. یﻌﻨﻲ أن إرادات اﻟﻤﺮؤوﺱﻴﻦ ﻻ ﺗﺠﻤﺪ ﺑﺸﻜﻞ آﺎﻣﻞ وﻟﻜﻨﻪ یﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ آﺎن ﻟﻠﻤﺮؤوﺱﻴﻦإرادات ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺥﺎﺽﻌﺔ ﻹرادة اﻟﺮﺋﻴﺲ. ﺗﺘﺠﺴﺪ اﻟﻤﺮآﺰیﺔ اﻹداریﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدیﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻠﻚ وﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ﺙﻢﻓﺮوع ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء. •آﻴﻒ ﺗﻈﻬﺮ اﻟﻤﺮآﺰیﺔ اﻹداریﺔ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ؟ ) آﻴﻒ ﺗﻤﺎرس) ﺗﻤﺎرس ﺑﺄﺱﻠﻮﺑﻴﻦ أﺱﺎﺱﻴﻴﻦ:1اﻟﺘﺮآﻴﺰ اﻹداري :ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﺑﺪایﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﺮآﺰي.اﻟﻤﺮآﺰیﺔ اﻹداریﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻇﻬﺮت ﻓﻬﻲ ﻇﻬﺮت ﻓﻲ هﺬا اﻟﻨﻤﻂ.ﺗﻤﺎرس ﺑﻬﺬا اﻷﺱﻠﻮب وهﻮ أﺱﻠﻮب یﺠﻌﻞ ﺱﻠﻄﺔ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار ﻓﻲ ﺝﻬﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﻨﻔﺮد ﺑﺎﺗﺨﺎذاﻟﻘﺮار ) اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﻠﻜﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ). هﻮ أﺱﻠﻮب یﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ وهﻮ یﺘﻄﻠﺐ ﺗﺠﻤﻴﻊ اﻻﺥﺘﺼﺎﺹﺎت اﻹداریﺔ آﻠﻬﺎﻓﻲ یﺪ ﻣﺴﺆوﻟﻲ اﻹدارة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺹﻤﺔ. آﺎن هﺬا اﻷﺱﻠﻮب ﺹﺎﻟﺤ ًﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻣﻌﻴﻨﺔ وهﺬﻩ اﻟﻔﺘﺮة اﻣﺘﺪت إﻟﻰ ﻏﺎیﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮیﻦ ﻟﻜﻦ ﻣﻨﺬ 1905وﻣﺎ ﻓﻮق ﺗﻐﻴﺮت اﻷوﺽﺎع ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﺎﺝﺘﻴﺎح ﻣﻮﺝﺔ اﻟﺪیﻤﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﺣﻴﺚ أﺹﺒﺢ اﻟﻤﻮاﻃﻦ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ یﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎرآﺔ ﻓﻲ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار وهﺬا أدى إﻟﻰ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺪة أﺱﻠﻮب اﻟﺘﺮآﻴﺰ اﻹداري وﻇﻬﺮ ﻣﺎ یﺴﻤﻰ ﺑﻌﺪم اﻟﺘﺮآﻴﺰ. 2ﻋﺪم اﻟﺘﺮآﻴﺰ :یﺘﺠﺴﺪ هﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ ﺥﻼل ﺗﻮزیﻊ ﺑﻌﺾ اﻻﺥﺘﺼﺎﺹﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲاﻹداري ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺹﻤﺔ. هﺬا اﻟﺘﻨﺎزل ﻻ یﺆدي ﻻﺱﺘﻘﻼل هﺆﻻء اﻟﻤﻨﺪوﺑﻴﻦ وإﻧﻤﺎ یﺘﺼﺮﻓﻮن ﺑﺎﺱﻢ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﻤﺮآﺰیﺔ ﻓﻲاﻟﻌﺎﺹﻤﺔ. -6-
ﻋﻨﺪﻣﺎ یﺘﺼﺮﻓﻮن ﻓﻬﻢ یﻌﻜﺴﻮن إرادة اﻹدارة اﻟﻤﺮآﺰیﺔ.ﻋﻠﻰ ﺽﻮء هﺬﻩ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻓﻬﺆﻻء اﻟﻤﻨﺪوﺑﻮن ﻻ یﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺎﺱﺘﻘﻼل یﺠﻌﻠﻬﻢ ﺱﻠﻄﺎﺗ ًﺎ إداری ًﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰة.•ﻣﺰایﺎ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﺮآﺰي اﻹداري: 1ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻧﻤﻂ اﻟﻌﻤﻞ اﻹداري.2ﺗﺄآﻴﺪ ﺱﻠﻄﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹداري.3اﻧﺴﺠﺎم اﻟﻌﻤﻞ.4اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻓﻲ ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺪوﻟﺔ.5یﺆدي إﻟﻰ ﺗﻜﻮیﻦ ﺝﻬﺎز إداري ﻗﻮي وﻣﺘﻴﻦ.•ﻋﻴﻮب اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﺮآﺰي اﻹداري: 1ﻧﻈﺎم اﻟﻤﺮآﺰیﺔ ﻻ یﺤﻘﻖ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﺑﻴﻦ أﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪوﻟﺔ.2یﺆدي إﻟﻰ ﺗﻌﻘﻴﺪات إداریﺔ ) اﻟﺮوﺗﻴﻦ اﻹداري).اﻟﻼﻣﺮآﺰیﺔ اﻹداریﺔ: هﻲ ﺗﻮزیﻊ وﺗﻔﺘﻴﺖ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻹداریﺔ ﺑﻴﻦ اﻹدارة اﻟﻤﺮآﺰیﺔ اﻟﻤﻮﺝﻮدة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺹﻤﺔ وهﻴﺌﺎتﻣﻮﺝﻮدة ﻓﻲ أﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. اﻟﻬﻴﺌﺎت اﻹداریﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ هﻲ اﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﺆﺱﺴﺎﺗﻬﺎ اﻷﺱﺎﺱﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮیﻖ اﻧﺘﺨﺎﺑﻬﺎ ﻣﻦﻗﺒﻞ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ أﻣﺎ اﻟﻬﻴﺌﺎت اﻹداریﺔ اﻟﻤﺼﻠﺤﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ اﻟﻤﺮاﻓﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ. ﻻ یﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﺴﻠﻄﺎت إﻻ إذا ﺗﻤﺘﻌﺖ ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻌﻨﻮیﺔ ﺗﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ اﻻﺱﺘﻘﻼل وﻻﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﻬﻴﺌﺎت ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻤﺮآﺰیﺔ ﻋﻦ ﻃﺮیﻖ ﻣﺎ یﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻹداریﺔ. •اﻟﻌﻨﺎﺹﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻼﻣﺮآﺰیﺔ: 1ﺽﺮورة ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻹﻗﻠﻴﻢ إﻟﻰ وﺣﺪات إداریﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.ﻻ ﺑﺪ ان ﻧﺘﺼﻮر أﻧﻪ ﻗﺒﻞ هﺬا اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻟﻢ یﻜﻦ یﻮﺝﺪ هﻨﺎك وﺣﺪات وإﻧﻤﺎ اﻹﻗﻠﻴﻢ آﻠﻪ ﺥﺎﺽﻊ ﻟﺴﻠﻄﺔاﻹدارة اﻟﻤﺮآﺰیﺔ. ﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﺪول ﻓﻲ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﻮﺣﺪات وﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻼ یﻮﺝﺪ ﻧﻤﻂ ﻣﻮﺣﺪ ﻟﺘﻘﺴﻢ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﻟﻮﺣﺪات.ﻻ یﻤﻜﻦ أن ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﻼﻣﺮآﺰیﺔ ﺑﺪون هﺬا اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ.هﺬا اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ یﺘﻢ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻧﺺ ﺗﺸﺮیﻌﻲ وﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﺮار إداري.ت ﺝﺪیﺪة ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. هﺬا اﻟﻨﺺ اﻟﺘﺸﺮیﻌﻲ أﺽﺎف آﻴﺎﻧﺎ ٍاﻟﻘﺎﻧﻮن یﻌﺘﺮف ﻟﻬﺎ ﺑﻜﻴﺎن ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻣﺴﺘﻘﻞ وهﺬا اﻻﺱﺘﻘﻼل إزاء اﻹدارة اﻟﻤﺮآﺰیﺔ.2ﺽﺮورة ﻣﻨﺤﻬﺎ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻤﻌﻨﻮیﺔ.اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻤﻌﻨﻮیﺔ هﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ وﺱﻴﻠﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ) ﺣﻴﻠﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ( ﺗﻤﻜﻦ هﺬﻩ اﻟﻜﻴﺎﻧﺎت ﻣﻦ أن-7-
ﺗﺘﺼﺮف وﺗﻘﻮم ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻣﻌﻪ اﻷهﺪاف اﻟﺘﻲ ﻣﻦ أﺝﻠﻬﺎ وﺝﺪت هﺬﻩ اﻟﻜﻴﺎﻧﺎت اﻟﺠﺪیﺪة. اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻦ هﺬﻩ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻤﻌﻨﻮیﺔ:أ -أن ﺗﻘﻮم ﺑﺘﺼﺮﻓﺎﺗﻬﺎ وهﻲ أن ﺗﻨﻈﻢ ﺵﺆوﻧﻬﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدیﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻻﺝﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺗﻘﻮم ﺑﺘﻨﻈﻴﻒ اﻟﻤﺪیﻨﺔ وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ﻓﻼ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻘﻮم ﺑﺎﻷﻋﻤﺎل إﻻ إذا آﺎﻧﺖ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ إداری ًﺎ. ب -اﺱﺘﻘﻼل ﻣﺎﻟﻲ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﻟﻬﺎ ذﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ اﻹدارة اﻟﻤﺮآﺰیﺔ. هﺬﻩ اﻟﻜﻴﺎﻧﺎت ﻻ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ اﻟﺮﺝﻮع إﻟﻰ اﻹدارة اﻟﻤﺮآﺰیﺔ ﻋﻨﺪ اﺗﺨﺎذهﺎ ﻗﺮارًا ﻣﻌﻴﻨ ًﺎ.هﻨﺎك ﻗﺮارات ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺮﺝﻮع ﻟﻺدارة اﻟﻤﺮآﺰیﺔ ﻟﺴﺒﺐ ﺑﺴﻴﻂ وهﻮ أﻧﻬﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﻟﻤﻴﺰاﻧﻴﺎتآﺒﻴﺮة. ﻻ یﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﻔﻬﻢ أن هﺬﻩ اﻟﻜﻴﺎﻧﺎت اﻹداریﺔ ﺗﺸﻜﻞ وﺣﺪات ﺱﻴﺎﺱﻴﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻻﺱﺘﻘﻼل اﻹداريﻻ یﻌﻨﻲ اﻧﻔﺼﺎل اﻟﻮﺣﺪات اﻟﻤﺮآﺰیﺔ ﻋﻦ اﻟﺪوﻟﺔ. ﻓﻲ آﻞ اﻟﺪول ﺗﻨﺸﺄ هﺬﻩ اﻟﻜﻴﺎﻧﺎت ﺑﻨﺺ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ أﻣﺎ ﻓﻲ اﻻﺗﺤﺎدات اﻟﻔﺪراﻟﻴﺔ ﻓﺘﻨﺸﺊ ﺑﺄﻣﺮ اﻟﺪﺱﺘﻮراﻟﺬي یﻌﺘﺮف ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺴﻴﺎﺱﻲ. هﺬا اﻻﺱﺘﻘﻼل اﻹداري ﻻ یﺠﻌﻞ هﺬﻩ اﻟﻮﺣﺪات ﻣﻨﻘﻄﻌﺔ ﻋﻦ اﻹدارة اﻟﻤﺮآﺰیﺔ.3ﺥﻀﻮﻋﻬﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ واﻟﻮﺹﺎیﺔ اﻹداریﺔ.هﺬﻩ اﻟﻮﺹﺎیﺔ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻤﺮآﺰیﺔ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪیﺮیﺔ ﻟﺘﻘﺪیﺮ اﻷﻋﻤﺎل واﻹﻧﺠﺎزات اﻟﺘﻲﺗﺤﻘﻘﻬﺎ اﻹدارة اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ وﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻃﻠﺐ اﺱﺘﻔﺴﺎرات وﺑﻴﺎﻧﺎت ﺣﻮل ﻣﺸﺮوع ﻣﻌﻴﻦ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ اﻹدارة اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ وﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻼﺣﻆ أن اﻻﻋﺘﻤﺎدات اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻻ ﺗﺼﺮف ﺑﺸﻜﻞ ﺹﺤﻴﺢ أن ﺗﺨﻔﺾ ﺗﻠﻚ اﻻﻋﺘﻤﺎدات وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ. هﺬﻩ اﻟﻮﺹﺎیﺔ ﺗﻤﺎرس ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮیﻴﻦ:أ -ﺗﻤﺎرس ﻋﻠﻰ اﻷﺵﺨﺎص اﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ. ب -ﺗﻤﺎرس ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺎرﺱﻬﺎ هﺬﻩ اﻟﻬﻴﺌﺎت. ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻟﻼﻣﺮآﺰیﺔ اﻹداریﺔ : اﻟﻤﺰایﺎ :أ -ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺥﻄﻮة أﺱﺎﺱﻴﺔ ﻧﺤﻮ إﺵﺮاك اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺱﻴﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﺥﻼل ﺗﻤﻜﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ اﻧﺘﺨﺎب أﻋﻀﺎء اﻟﻬﻴﺌﺔ. ب -ﺱﻬﻮﻟﺔ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻤﺮوﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻹداري. ت -اﻟﻼﻣﺮآﺰیﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﻄﻮرة ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻟﻠﻤﺸﺎرآﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ اﻟﺴﻴﺎﺱﻴﺔ ﻣﻦ ﺥﻼل اﻻﻧﺘﺨﺎب. ث -هﺬا اﻟﻨﻈﺎم یﻘﻮي اﻟﺸﻌﻮر ﻟﺪى اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ وهﺬﻩ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺎ -8-
یﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ. ج -یﺤﻘﻖ هﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﺗﻮزیﻌ ًﺎ ﻋﺎد ًﻻ ﻟﻠﺨﺪﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ. ح -یﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻂء اﻹداري اﻟﻤﻌﺮوف ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﺮآﺰي اﻹداري.
-9-