أ وال ّ ة هفم�وم مقاصد رش دل عىل ّ أمه هتي�ا ال� يعة M. Nawawi Hakim IAI Nurul Hakim Kediri Lombok Barat nawawi_hakim89@yahoo.com
امللخص النوح وامليل عن رش�ائع ي ن الد� وتعاليمه ودوافع إالعراض عن بعض إن من أسباب ج ف قيق�ا ,وهذا واقع َ الهل مب�قاصد الشارع وعدم العمل حب� هت مشاهد وحمسوس ي� أحاكهما هو ج ً أ ال� يعة وال ة معرفا عىل مقاصد رش دل حياتنا املعارصة .وعليه جاء هذا البحث املتواضع ّ ِ هن ف ً مستخدما هن عىل ّ امل�ج امل�ج ي� هذه الدراسة دراسة مكتبية أمهية املعرفة هب�ا .ويكون ئ والتحليل اب�لرجوع إىل الكتب الالصقة اب�ملوضوع .هي�دف هذا البحث إىل ا� االستقر ي ي الد� مب�قاصد رش ين ين املائل� عن ي ن ال� يعة .فقد تناول فيه الباحث املسمل� توعية بعض أ ال� يعة وبعض أقوال العملاء هيف�ا وال ة ال�عية عىل هت دل رش تعريف مقاصد رش إثبا�ا امت واه�م ال� يعة واملعرفة اب� أل ة ال� يعة هب�ا وأمهية العمل هب�ا .ونتيجة البحث إن العمل مب�قاصد رش رش دل ف رش ال�عية عىل هت أمهي�ا أمر همم للغاية وخاصة ي� العرص احلديث. أ وال ّ ة الملكة الرأسية :مقاصد رش دل ال� يعة
| 443
Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
M. NAWAWI HAKIM
املقدمة
ال شك وال ريب ,فإن احلديث عن مقصد من مقاصد رش ال�ع هلو من ّ أمه احلديث, أ ف ونواح�ا من ّ أمس احلاجة إليه ,إذ به يعرف املرء الرسار جوان�ا هي وإن الالكم ي� بعض هب ال� يعة وأحاكهما ت رش و�لتال ي ز واحلمك املوجودة ف� ّلك مبادئ رش س�داد ي ال� �هعا هللا تعاىل .اب ي ي خ بذلك ميإ�انه ريو�س به اعتقاده وتثبت به أقدامه مب�ا جاء به رسول هللا -صىل هللا عليه عظ� عىل رش وسلمّ -من رش ال�ائع .يقول بن ال� يعة, الق�« :وقع بسبب ج الهل به غلط مي ا� مي رش ت ال� أوجب من احلرج واملشقة وتلكيف ما ال سبيل إليه .ما يعمل أن ال� يعة الباهرة ي ف ف ي� أعىل رتب املصاحل ال ت أ� ت� به» 1.ويقول شيخه بن ا� تيمية ي� معرض حديثه عن ي ف ة غ امت الد�ن املصلحة املرسل« :وهذا فصل مي ينب� االه�م به ,فإن من هج�ته حصل ي� ي عظ� ي 2 عظ�». اضطراب مي لمّ مّ مي الكر� -صىل هللا عليه وس -وبعض أحصابه من بعدهّ ,إما فقد تلك هيف�ا رسولنا حي ً وإما ً ترص�ا ّ هت ملعايش�م الرسول –صىل هللا عليه وسمل- تمليحا ,فاكنوا أعرف الناس هب�ا غ رش ينب� أن توضع إال ملصلحة 3.واكن السلف الصاحل يعملون أن أال� يعة مل توضع وال ي آ ف ال� ت خ ت سيأ� ذكرها .وسلك مسلهكم من ي اللق ,ملا ورد ي� ذلك من ال اي�ت والحاديث ي كث� من العملاء هق ان عرص� احلا�رض ّ , خاصة ّ املهتمون هنم�م بعمل أصول والف�اء إىل بعدمه ري ً ًّ ال� يعة وفنا من هن عملا مستقال من علوم رش الفقه ,إىل أن صار هذا العمل ً املعت�ة فنو�ا رب يستغ� عنه دارسو علوم رش ن ال� يعة 4.وملعرفة قدر هذا العمل عند العملاء ,مي�كن أن ال ي َّ ّ ول هللا الدهلوي ,حيث قال: نلخصه مب�ا قاهل الشاه ّي ّ وأمع�ا ً أدق الفنون احلديثية ب أ�رسها عندي ,هق حمتدا ,وأرفهعا ً منارا ,وأوىل «هذا وإن ة ً نز العلوم رش ال�عية عن آخرها اميف� أرى ,وأعالها م�ل وأعظمها مقدارا ,هو عمل أرسار ي ن الد�, ّ ين املوق ي ن بن الق� ,مش�س ي ن 1بن العامل�.3 :3 ,1968 , ع� عن رب أ� بكر ,إعالم ا� مي الد� حممد � ب ي 2بن ا� تيمية ,مج موع الفتاوى.343 :11 , ّ ً رش ن امت امن والتابع� ملقاصد ال� يعة ,انظر :الدهلوي .12-11 :1 ,أيضا: 3ملعرفة بعض ال�ذج من اه�م بعض الصحابة ي البدوي .يوسف أمحد حممد ,مقاصد رش ال� يعة عند بن ا� تيمية ,2000 ,ص.67 ّ أ ىف مت الباحث� ات� ي خ ّ ز 4وقد ّ ين ر� عمل املقاصد وتطوره من قبل � ي�ها � املؤلفات الصولية وبعدها ي ئ تتبع بعض بش� من التفصيل والتوسع .راجع عىل سبيل املثال :عبد القادر حرز هللا ,املدخل إىل عمل مقاصد رش ال� يعة من أ ن الصول النصية إىل إال ّ الريسو� ,نظرية املقاصد عند شاكليات املعارصة ,2005 ,ص 25وما بعدها .أمحد ي إالمام الشاط� ,1992 ,ط ,2ص 25وما بعدها .واليو� .حممد سعد بن� أمحد بن� مسعود ,مقاصد رش ال� يعة بي أ ب ةي دل رش هت ال�عية ,1998 ,ص 47وما بعدها. وعالق�ا اب�ل
444 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
أ وال ّ ة هفم�وم مقاصد رش دل عىل ّ أمه هتي�ا ال� يعة
أ أ هت هف ومل هت الحاكم ّ وناك�ا� ,و –وهللا -أحق يا�ا ,وأرسار خواص المعال الباحث عن ِحمك أ العلوم أ�ن يرصف فيه من أطاقه نفائس الوقات ,ويتخذه ّ عدة ملعاده بعدما فرض عليه ب ن 5 رش الريسو�: بص�ة اميف� جاء به ال�ع ».وقال يص� إالنسان عىل ري من الطاعات ,إذ به ري ي ً وغ�ه من ن معا� مقاصد تقدم ما عرفة � املتشبع الفكر هو أوال «فالفكر املقاصدي مب ري ي ومضامي�ا ,من حيث االطالع هف 6 رش هن وال�م واالستيعاب». ال� يعة وأسهسا ّ ف مف�عرفة مقصد من مقاصد رش واملهمة ي� إصدار ال�ع يه إحدى الوسائل العملية ال ة هئ معليا عىل أرض الواقع وفق قواعد رش احلمك وتطبيقه ًّ ال� يعة ّ ليل الغراء ومباد�ا ج من ريغ� أن رتي� ّتب عليه حنا�الل ف� حياة إالنسان أفر ًادا و�مج اعات ,و كذا ف� ّ تصورمه ي ي ّ أ هف ن اعت�وا الذ� رب للمور و�مها عىل الوجه الصحيح .ولعل الدهلوي هو أرصح العملاء ي ّ عمل مقاصد رش ال� يعة وأرسارها من مض�ن العلوم احلديثية اميف� نعمل ,وهذا إن دل عىل ّ ئ هف يدل عىل دقته ّ ال�عية ,إذ ال ي خ� ىف� عىل أحد أن رش وتبحره ف� العلوم رش ال� يعة ش� �و ي ي الوح ,كتاب هللا تعاىل وسنة رسوهل -صىل هللا عليه الرئيس هو إالسالمية مصدرها ي ي أ لمّ حن وسلمّ .-ومن املعلوم أن من ّ الن� ال كرم -صىل هللا عليه وس � -و القرآن مي الكر� هممة ب ي أ ْ َ ّ َ َ ُّ َ ْ َ َ ت ات و الز رُ ب ِ� َوأ نْ زَ�ل َنا ِإل ْيك البيان والتوضيح ج�اه المة اميف� يوىح إليه ,امك قال تعاىل :باِ�لب ِين ِ َ ّ ْ ُ َ ّ نَ َّ َ هْ ْ َ َ َ َّ ُ ْ َ َ َ َّ ُ َ 7 اس َما نُزّ ِ�ل ِإل ي ِ�م ولعلهم يتفكرون. ِ الذك َر ِلتب ِي� ِللن ِ ة وعىل هذا فإن احلديث عن مقاصد رش حصيل معرفية تشبع هن�منا ال� يعة ليس جمرد هف ف ان ف� هف�م رش املعر� رثب�وة من احلمك واملقاصد رصيد� ام�ا ,وتشحن ال� يعة وأهدا�ا ومر هي ي ي �شئ من ً ف خ رش والزئية ,لل� يعة إالسالمية ,بل يه إىل هذا لكه تن �طا ي� العامة والاصة ,اللكية ج أ ف هف والتفك� 8.و ّ لنتعرف عىل م�وم مقاصد وتعط هنم� ًجا ي� النظر هفال�م والتصور للمور, ري ي رش ً ال� يعة ي ٍ ئ و�هلل بش� من التفصيل مع ذكر بعض أقوال العملاء هيف�ا تقريبا لملراد ,اب التوفيق والسداد. ً أ ً ال ّول :تعريف مقاصد رش واصطالحا ال� يعة لغة املطلب ن ف وه االبتداء فامك جرت عادة العملاء ي والباحث� ي� الالكم عن مثل هذه القضية ي املعا� اللغوية واالصطالحية ,فأبدأ هذا البحث بذكر ن بذكر ن املعا� اللغوية واالصطالحية ي ي 5الدهلوي.4 :1 , ن الريسو� .أمحد ,الفكر املقاصدي؛ قواعده وفوائده ,2008 ,ط ,2ص.30 6 ي 7القرآن ,النحل.44 :16 ن الريسو� ,الفكر املقاصدي ,ص.33 8 ي | 445
Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
M. NAWAWI HAKIM
ً أ ً املعت�ة. اقتداء هب�م وأداء للمانة العملية رب ف فإن ملكة (مقاصد رش إضا� تتكون من ملكة (مقاصد) وملكة ال� يعة) مركب ي الد� ,ومقاصد رش رش ين والباحث� مب�قاصد ي ن الت� يع ,ومقاصد وع�ها بعض العملاء (ال� يعة) .برّ أ ّ رش ين ولن ي ن ولكها تتجه إىل ىن الملكت� مركب ف ي ّ فبالتال ّ سنعرف إضا�, هات� مع� واحد. ال�ع, ي ّ لكت�ما ً لملع� املراد ,فاهلل ي ن تقريبا ىن املع�: لك واحدة من هي َ ْ ميم مأخوذ من الفعل (ق َص َد). املقاصد لغة� :مج ع َمق َصد ,واملقصد :مصدر ي أ ْ فالصل فيه قصدته ً ْ َ (القصد) وملكة (املق َصد) ومقص ًدا 9.وعىل هذا فإن ملكة قصدا ن ّ ّ ىن معا� ,لك عىل حسب موقعه مب�ع� واحد .وقد ذكر اللغويون أن القصد ري�اد به عدة ي ف مل .من هذه ن ال ة املعا�: ي� ج ي أ ىن أ ّ الول :امت االع�د ,وال ّم ,وإتيان ي ئ والتوجه ,تقول :قصده ,وقصد هل ,وقصد الش�, • املع� ّ َ ُ ّ 10 البجل لنفر من الناس إليه إذا أمه .ومنه ما قاهل الصحا� جالليل جندب بن� عبد هللا ي يب رش الزب� ,ومن مقوالته( :فاكن رجل من امل� ي ن زمن فتنة بن ك� إذا شاء أن يقصد إىل ا� ري 11 ين ين املسمل� قصد غفلته.).. املسمل� قصد هل وقتهل ,وإن رجال من رجل من ن 12 ىن الثا� :استقامة الطريق وهسولته. • املع� ي َ َ لىَ هَّ الل َق ْص ُد َّ ومن هذا ىن الس ِب ِيل َو ِم نهْ َ�ا َج ئرِ ٌا� َوَل ْو َش َاء هَ َل َد مُ ْ اك املع� قوهل تعاىل :وع ِ َ نَ 13 أ جمْ َ � ِع ي�.
قال بن املستق� الذي ال اعوجاج فيه». الط�ي« :والقصد من الطريق جر� رب مي ا� ري آ ين ويقول الشنقيط« :فاعمل أن ف ي� ىن الكر�ة هج معروف� للعملاء ,ولك و� ي ن� مع� الية مي أ ي ف هن هن ت ال� يه قصد السبيل م�ما هل مصداق ي� كتاب هللا...الول م�ما :أن طريق احلق ي ة موصل إليه ,ليست حائدة ,وال رئ جا�ة عن الوصول إليه وإليه مرضاته.. عىل هللا ,أي 14
ين 9بن زكر� ,1999 ,مقاييس اللغة.95 :5 , ا� فارس .أبو احلس� أمحد بن� فارس بن� اي اليو� ,ص.26 10ي ب 11راجع احلديث بامكهل ي ف� :مسمل ,كتاب إال مي�ان ,اب�ب حت ر� قتل الاكفر بعد أن قال ال إهل إال هللا ,رب��مق ,97 � مي ص.56 اليو� ,ص.26 12ي ب 13القرآن ,النحل.9 :16 ت جر� ,جامع البيان عن أ�ويل آي القرآن .4955 :6 ,2005 ,والسعدي .عبد الرمحن بن� الط�ي .حممد بن� 14رب ري ف تيس� مي تفس� الكم املنان ,2000 ,ص.436 الكر� الرمحن ي� ري ان�رص ,ري
446 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
أ وال ّ ة هفم�وم مقاصد رش دل عىل ّ أمه هتي�ا ال� يعة
ّ ن جل وعال أن ي ن يب� لمك طريق احلق عىل ألسنة رسهل» 15.وبه قال الثا� :أي عليه ي أ 16 مستق� 17.امك قال الناظم: هسل أي قاصد: طريق ويقال: عنه. زهري ال الليث امك نقهل مي َ َ َ كاَ ّ املستق� .ومنه قوهل تعاىل :ل ْو ن َع َر ًضا ق ِر ًيبا فصد عن هن�ج الطريق القاصد 18.أي مي ٰ ُّ َّ ُ َ َ َ ْ ُ َ هَّ لل َلو ْاس َت َط ْع َنا َ خَ َو َس َف ًرا َق ِ ً اَ َّ َ ُ َ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ هْ ل َر ْج َنا اصد َا َلتبعوك ول ِكن بعدت َعل ي ِ� ُم َالشقة وسيح ِلفون باِ� ِ ِ كاَ ك يهُ ْ� ِل ُكون أ ْنفُسهَُ ْم َو هَُّ 19 َم َع مُ ْ الل َي ْعلمَُ ِإ نهَُّ� ْم ل ِذ ُبون . ً 20 قال السعدي :أي ً قريبا هسال. كب�اّ , ال� يعة ري ً صغ�ا اكن أم ري ً املع� ينبئنا ب أ�ن أي مقصد من مقاصد رش هف�ذا ىن عاما خاصا ,عرفه إالنسان أم مل يعرفه ,فإنه ّ اكن أو ّ املستق� ومفض إىل مؤد إىل الطريق مي ً أ ف احلك� خ العل� مب�صاحل معا ,لنه من عند هللا السبيل السوي ي� االعتقاد والعمل ال ريب� مي مي عباده ومضارمه. 21 • ىن املع� الثالث :العدل والتوسط وعدم إالفراط. ًّ ف فوروده هب�ذا ىن تعاىل حاكية قوهل ومنه والسنة. الكتاب نصوص � كث� جدا املع� ري ي َ َّ َ َ أَ ْ ْ ف ْ َ ْ ُ ات عن وصية لقمان البنهَ :واق ِصد ِ ي� َمش ِيك َواغض ْض ِمن َصو ِتك ِإن أنك َرال ْص َو ِ َل َص ُ 22 وت َ احل ِم ري ِ�. آ ف ح� يكون ً مشيا ي ن الية :واعدل فيه ىت ب� تفس�ه هلذه يؤكد هذا ما قاهل الزمخ رش�ي ي� ري مشي� ال ّ امل� ي ن ين تدب دبيب امت وت� وال تثب وثيب الشطار 23.وكذا قول القرط� ي ف� نفس يب آ ً الية :أي ّ ً ئ لبط� املتثبط توسط فيه 24.وما ا� ً ري قاهل بن كث� :أي امش مشيا مقتصدا ليس اب� ي ً َ ب� نَ الكر� –عليه الصالة ب� 25.ويقول الرسول وال اب�لرسيع املفرط ,بل عدال وسطا ي ن ي مي أ ن يس�. 15 ي م� ,أضواء البيان ي ف� إيضاح القرآن اب�لقرآن ,268-267 :3 ,1426 ,بترصف ري الشنقيط .حممد ال ي أ هت 16الزهري .أبو منصور حممد بن� أمحد� ,2001 ,ذيب اللغة.2971 :3 , اليو� ,ص.27 17ي ب الط�ي.4955 :6 , 18رب 19القرآن ,التوبة .42 :9 ن العظ�.210 :7 ,2000 , تفس� القرآن الد�, ري ا� ري كث� .أبو الفداء معاد ي 20السعدي ,ص .338وانظر :بن مي اليو� ,ص.27 21ي ب 22القرآن ,لقمان.19 :31 خ وارزم ,1966 ,الكشاف عن حقائق نز 23الزمخ رش الت� يل وعيون �ي .أبو القامس جار هللا حممود بن� معر ال ي أ ف القاويل ي� وجوه التأويل.234 :3 , أ 24 القرط� ,2002 ,جالامع لحاكم القرآن.50 :14 , يب العظ�.58 :11 , تفس� القرآن كث�, ري ا� ري 25بن مي | 447
Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
M. NAWAWI HAKIM
أ ً ة ً «ال ان 26 مش�ا) الشيطان». من والعجل هللا, من ة � والسالم:- ا� يقول الق� مومئا (أي ري بن مي فإ�ا خفة وطيشّ , ة العجل من الشيطان ,هن إىل ىن وحدة مع� هذا احلديث« :وهلذا اكنت أ ف ف ي� العبد مت�نعه من التثبت والوقار واحلمل ,وتوجب هل وضع الشياء ي� ريغ� موضهعا, ّ ت ال�ور ,متو�نعه ً و�لب عليه ً أنواعا من خ أنواعا من رش ال ري� ,وه ي ن قر� الندامة ,فقل من ج ي ّ ن 27 ومت� ي�هش ده العقل والواقع. استعجل إال ندم» .وهذا الكم حق ي ف «�ب القصد واملداومة وقد ّبوب إالمام البخاري ي� حصيحه من كتاب الرقاق اب َ ن ًّ عىل العمل» .قال احلافظ بن العسقال� معلقا عليه :اب(�ب الق ْصد) بفتح القاف ا� جحر ي ة ة املعتدل 28.ومن أالحاديث ي ت املهمل ,هو سلوك الطريق وسكون ال� أوردها البخاري ي ف� َ َ 29 ا� جحر :أي هذا الباب ,قوهل -صىل هللا عليه وسمل..( :-القصد القصد تبلغوا) .قال بن ن 30 ىّ احلس� ابنه عبد الزموا الطريق الوسط املعتدل .وما أحسن ما وص به طاهر أ بن� ّ ي هللا ف ي� كتاب هعد إليه ,إذ قال فيه« :وعليك �ابالقتصاد ف ي� المور لكها ,فليس ي ئ ش� ً والأخص ً أب� ً ّ ين أمنا ,وال أ�مج ع فضال منه .والقصد داعية إىل الرشد ,والرشد دليل نفعا, الد� نن عىل التوفيق ,والتوفيق قائد إىل السعادة .وقوام ي ن والس� اهلادية �ابالقتصاد ,رثفآ�ه ف� دينك ّلكها» 31.ومن هذا ىن ً جا� بن� مسرة -ر ي�ض هللا عنه -أنه ي املع� أيضا ,ما ورد عن رب ً ْ أصل مع رسول هللا -صىل هللا عليه وسمل -فاكنت صالته قصدا وخطبته قال( :كنت ي ن ْ قص ًدا) 32.قال النووي ي ف� رش ب� الطول الظاهر والتخفيف �حه هلذا احلديث :أي ي 33 املاحق. امل�وم الصق ًّ هف�ذا هف ال� من خصائهصا ّي ز جدا اب� رشل� يعة إالسالمية ت ومم� هتا�ا الظاهرة ي هت أ أ آ هن ف رش ت محل�ا المم السابقة ربع� القرون, ال� ي� الت� يع أ�ا مبنية عىل نسخ الصار والغالل ي مئ هن رش ت وال� وأ�ا مزاج من مال�ة الفطرة ومراعاة الطاقة الب� ية ومحاية املصاحل املرجوة ,ي ة رت رت نن رت ال� والصل ,اب�ب ماجاء ي ف� 26أخرجه ال� مقمذي ,راجع :ال�مذي .أبو عيىس ,1999 ,س� ال�مذي ,كتاب رب ن ة والعجل ,ر� .135 :4 ,2013وقال :حديث غريب. التأ� ي الق� ,الروح ,ص.258 27انظر :بن ا� مي ّ عل ا� جحر ,فتح الباري رش ن �ح حصيح البخاري .295 :11 ,بدون سنة. � أمحد . العسقال� 28 ي بن ي بن ف 29أخرجه البخاري ي� الصحيح ,كتاب الرقاق ,اب�ب القصد واملداومة عىل العمل ,رب��مق .298-297 :4 ,6463 ين العسقال� ,فتح الباري.298 :11 , 30 ا� خلدون .عبد الرمحن بن� حممد ,2001 ,املقدمة ,ط ,8ص.240 31انظر :بن خ 32أخرجه مسمل ي ف� حصيحه ,كتاب جالمعة ,اب�ب تخ�فيف الصالة والطبة ,ر�مق ,866ص.310 33النووي .382 :3 ,وانظر ً ين العسقال� ,فتح الباري.295 :11 , أيضا:
448 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
أ وال ّ ة هفم�وم مقاصد رش دل عىل ّ أمه هتي�ا ال� يعة
اكنت هف تاكلي�ا ة مفرقة ّ قليل ميسورة اب�لنسبة إللنسان ,وأن رشت� هت يعا�ا ّ ومنجمة ,ال إفراط أ ّ هيف�ا وال تفريط ,بل يه لكها وسط امك أن هذه المة أمة وسط. مف ف • وأما ملكة رش وه مورد الشاربة 34.يوه تطلق عىل ال� يعة ي� اللغة � :رش�عة املاء ي َّثمُ ن الد� ,ة وامل�اج ,والطريقة ,واهلدى ,والسنة .هن واملل ,هن معا� ,هنم�ا :ي ن وم�ا قوهل تعاىل� : ي َ َ ْأ َ َ َ ْ َ َ َ لىَ شرَ َّ عهْ َ َ اَ َ َّ ْ ْ َ َ َّ نَ اَ َ ْ لمَُ َ 35 � َيع ٍة ِم َن ال ْم ِر فات ِب ا ول تت ِبع أهواء ال ِذ ي� ل يع ون جعلناك ع ٰ ِ آ ن ف ال� يعة ف� اللغة املذهب ,ة الية :رش واملل هن وامل�اج ,ويقال: الشواك� ي� هذه قال ي ي أ وه مورد شاربيه رش� يعة ,ومنه الشارع لنه طريق إىل املقصد 36.وقال رشمل�عة املاء ي أ ً حض ال هف طريقا ,رش ص� نا� :رش وال�ع ال�ع :هن�ج الطريق الوا� ,يقال رش�عت هل الراغب ي شرَ ُ ً واستع� ذلك للطريقة مصدر مث ّ� جعل امسا للطريق هنال�ج فقيل هل شرِ�ع و�ع رشو� يعة ري إالهلية 37.وقال ا� ّ عباس :أي عىل هدى من أالمر ,وجنح قتادة إىل أن رش ال� يعة ي ف� ّ أ ىن بنأ آ هن سرّ هن وال� واحلدود والفرائض ,وف ها مقاتل اب�لبينة ل�ا طريق إىل هذه الية مب�ع� المر ي أ ّ اللك� إىل هنأ�ا مب� ىنع� السنة ألنه تن يس� بطريقة من قبهل من النبياء ,وذهب احلق ,ومال ب ي ن أ آ ف 38 ا� زيد إىل أن رش بن الد� لنه طريق النجاة. ال� يعة ي� هذه الية مب� ىنع� ي وعىل ّلك ,فإن هذه ن املعا� تتجه إىل ىن مع� واحد ,وهو ما رش�عه هللا -تعاىل -من ي أ ف ال� ب إ� هت ن الحاكم ت قام�ا وتنفيذها يسعد إالنسان ي� دنيامه وأخرامه .وال تعارض يب� هذه ي أ ن املعا� خ ّ �هض املتلفة ,إذ يه تؤيد بع ا البعض أو يفرس أحدها الخرى. ي ف ن 39 فو� االصطالح :ه إال امتئ�ر اب� تز ل�ام العبودية ,وقيل :رش الد�. ال� يعة يه الطريق ي� ي ي ي أ مث ن هن الشواك� :فاملراد وم�ا قوهل تعاىل �( :جعلناك عىل رش� يعة من المر فاتبهعا) ,يقول ي اب� رشل� يعة هنا ما رش�عه هللا لعباده من ي ن والمع رش�ائع :أي جعلناك اي� حممد عىل الد� ,ج أ حض ّ ف 40 وا� من أمر ي ن الد� يوصلك إىل احلق (فاتبهعا) فامعل ب�حاكهما ي� أمتك. هنم�اج مخ أ� بكر بن� عبد القادر ,تار الصحاح ,ص ,165بدون سنة. 34الرازي .حممد بن� ي ب 35القرآن ,جالاثية.18 :45 الشواك� .حممد � عل ,1991 ,فتح القد� جالامع ن ين ن ف� ب� التفس� ,ط.5:10 ,5 عمل من اية ر والد الرواية 36 بن ي ي ي ري ري ً مخ رش والقرط�.107 :16 , وانظر أيضا :الز �ي.511 :3 , ب احلس� � حممد � ّ ا� .الراغب أبو القامس ي ن 37أال هف ص� ي ن املفضل ,1997 ,معجم مفردات ألفاظ القرآن, بن ي بن ص.290 أ قوال: ال هذه ملعرفة اجع 38ر القرط�.107 :16 , يب ن ن رجا� .أبو احلسن يعل بن� حممد بن� يعل احلسي� ,2000 ,التعريفات ,ص.130 ي 39جال ي مخ ين الشواك� .5 :10 ,وانظر :الرازي ,تار الصحاح ,ص.165 40 | 449
Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
M. NAWAWI HAKIM
وال�ع رش ال� يعة رش ا� تيمية :امس رش وقال بن وال�عة فإنه ينتظم لك ما رش�عه هللا من العقائد أ والمعال 41.وعىل هن ع� السنة ,قال :والسنة رش كو�ا مب� ىن اكل� يعة ,يه ما سنه الرسول وما رش�عه ,فقد ري�اد به ما سنه وما رش�عه من العقائد ,وقد ري�اد به ما سنه رشو�عه من العمل, أ 42 رش ث� :رش ال�ع ا� ال ري وقد ري�اد به الكمها .فلفظ السنة يقع عىل معان لكفظ ال�عة .ويقول بن الد� ,أي ما ّ سنه هلم ,رت رش وال� يعة هو ما رش�عه هللا لعباده من ي ن عل�م 43.ومنه قوهل واف�ضه هي رش ً ف أ ال�عة رش القنو� :رش عة هن وال� يعة ي� الصل الطريقة الظاهرة وم� ًاجا) .قال تعاىل�( : ج ي الد� ,هن ت ال� يتوصل هب�ا إىل املاء مث� استعملت اميف� رش�عه هللا لعباده من ي ن وامل�اج الطريقة ي 44 الوا�حض ة البينة. والتحقيق أن رش ال� يعة يه كتاب هللا وسنة رسوهل –صىل هللا عليه وسمل ,-وما اكن أ أ أ أ ف عليه سلف المة ي� العقائد والحوال والعبادات والمعال ,والسياسات والحاكم, أ والوال�ت والعطيات 45.ويؤكد هذا هف الكر� جاءت امل�وم أن الحاكم ي ف� القرآن اي مي أ آ مرتبطة مب�سائل العقيدة مثل إال مي�ان اب�هلل واليوم الخر والعقاب الخروي عىل خ املالف أ أ ف العل� خ ال ريب�, هلا .واحلمكة ي� ذلك يك يتذكر إالنسان ب�ن هذه الحاكم من عند هللا مي أ ت تغي�ه ,ىت ح� ينجو من العذاب ال ميل� يوم ال ينفع مال وال ج�ب طاعته وال مي�لك أحد ري أ ىت سل� 46.وعىل هذا فإن رش ف�ا المور بنون إال من أ� هللا بقلب مي ال� يعة عامة أدخلت هي أ معا ,وليست مقصورة عىل ما يتعلق اب�لمور هق والمعال البدنية ً الف�ية امك قد العقائدية يتومهها ريغ� قليل من الناس. ف ال�ع لملكة رش واملع� رش واملناسبة ي ن املع� اللغوي ىن ب� ىن ال� يعة هو حصول املنفعة ي� ي ً ال�عة رش ّلك ,وذلك ألن رش وال� يعة ه الطريقة إىل املاء ,شبه هب�ا ي ن الد� لكونه سبيال ي أ أ ً موصال إىل ما هو سبب للحياة البدية امك أن املاء سبب للحياة الفانية .وقيل لنه أ طريق إىل العمل الذي ّ الوساخ املعنوية ,امك أن رش ال� يعة طريق يطهر العامل عن أ أ إىل املاء الذي ّ الوساخ ّ احلسية .رشف� يعة املاء هيف�ا حياة البدان, يطهر مستعمهل عن
ا� تيمية ,جمموع الفتاوى.306 :19 , 41بن ا� تيمية ,جمموع الفتاوى.307 :19 , 42بن أ سل�ن ,2005 ,املدخل إىل رش سالم ,ص.14 � معر شقر. ال انظر: 43 ال� يعة والفقه إال ي بن امي ً أ هف ن 44 القنو� ,فتح البيان .445 :3 ,وانظر أيضا :الص� يا� ,معجم مفردات ألفاظ القرآن ,ص.290 ي ج تيمية ,جمموع الفتاوى ,310 :19 ,انظر ً أيضا :يعل حسب هللا ,ص .421-420وحممود شلتوت,1997 , ا� 45 بن أ إالسالم عقيدة رشو� يعة ,ط ,17ص .10والشقر ,ص.14 الكر� زيدان ,1999 ,املدخل لدراسة رش ال� يعة إالسالمية ,ط ,16ص.159-158 46راجع :عبد مي 450 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
أ وال ّ ة هفم�وم مقاصد رش دل عىل ّ أمه هتي�ا ال� يعة
أ رشو� يعة هللا هيف�ا حياة الرواح وهطارة الوجدان ,وسعادة إالنسان دنيا ودينا. ن أ اه�م رش الدلة عىل امت ال� يعة اب�ملقاصد الثا�: • املطلب ي حت ن الكر� والسنة النبوية رش إن ف ي� استقراء ايآ�ت القرآن مي ال� يفة ج�دها �توي عىل علل ّ ف وأهداف ظاهرة وعوامل منصوصة تدل عىل مقاصد الشارع ي� رشت� يعاته هتو�دف هيإل�ا. واحلمك ري ً يع�ها العملاء اب�ملصلحة 48,يوه جلب منفعة ودفع م�رض ة وهذه العلل ِ كث�ا ما برّ أ أ حت وتطه� املج تمع من املفاسد ,و�قيق المن والمان والطمأنينة واالستقرار, عن العباد, ري أ ف ح� يقوم الناس بوظيفة خ ىت الالفة ي� الرض ,وعبادة هللا وحده ال رش� يك هل .وقبل أ ف ال ة ال� يعة هب�اّ , رش واه�م رش دل والشواهد عىل إثبات املقاصد امت ال�وع ي� ذكر حري بنا أن ً أ ف نذكر أوال أقوال بعض ال مئ�ة ي� ذلك. ّ ّ قال ّ ين الدار� أو أحدمها ,ولك العز بن� عبد السالم« :فلك مأمور به ففيه مصلحة أ هنم� عنه ففيه مفسدة ف�ما أو ف� أحدمها» .وقال ً أيضا« :معظم مقاصد القرآن المر هي ي ي 49 ا� وأسبا�ا ,والزجر عن اكتساب املفاسد اب� كتساب املصاحل هب هب وأسبا�ا» .ويقول بن ً هت رش الامع أن ال� يعة ال �مل مصلحة قط ,بل هللا -تعاىل -قد أمكل لنا تيمية« :والقول ج مف الد� مت ّ ين ش� ّ وأ� النعمة� .ا من ي ئ الن� -صىل هللا عليه يقرب إىل ج النة إال وقد حدثنا به ب ي وسمل -رتو�كنا عىل ّ احملجة البيضاء ليلها هنك�ارها ال ي ز� يغ هن ع�ا بعده إال هالك» 50.وقال ف الق�« :فإن رش بن احلمك ومصاحل العباد ي� املعاش واملعاد, ال� يعة مبناها وأساهسا عىل ِ ا� مي ّ ة مسأل خرجت عن العدل وه عدل لكها ,ورمحة لكها ,ومصاحل لكها ,وحمكة لكها .فلك ي الور ,وعن الرمحة إىل ضدها ,وعن املصلحة إىل املفسدة ,وعن احلمكة إىل العبث, إىل ج ُ 51 رش فليست من ال� يعة وإن أدخلت هيف�ا اب�لتأويل» .وقد أطنب ي ف الطو� وأهسب ي ف� املهم ,فو� إثباته اب� أل ّ ة دل الوا�حض ة .ومن املستحسن أن ننقل الكمه توضيح هذا املوضوع ّ ي 47
لل� يعة إالسالمية ,ص .21-20حن 47انظر :العامل .يوسف حامد ,1991 ,املقاصد العامة رش ين الشواك�, و�وه ي ف�: أ .5 :10والشقر ,ص.16-15 خ ال�ع ,ومقصود رش نع� اب�ملصلحة احملافظة عىل مقصود رش 48قال الغز يال :ي ن ال�ع من اللق �مخ سة وهو :أن حي�فظ أ هف خ عل�م هن دي�م ,ونفهسم ,وعقلهم ,ونسلهم ,وماهلم ,فلك ما يتضمن حفظ هذه الصول المسة �و مصلحة, هي أ هف ّ بن بن ال .أبو حامد حممد � حممد � حممد, ز الغ اجع: ر مصلحة. ودفهعا مفسدة � صول ال هذه ت يفو ما ولك ي ي أ ىف املستص� من عمل الصول ,217 :1 ,بدون سنة. أ أ ان الد� عبد ز ن العز� ,1980 ,قواعد الحاكم ي ف� مصاحل ال�م ,ط.8 :1 ,2 ي 49العز بن� عبد السالم .أبو حممد عز ي ً ا� تيمية ,جمموع الفتاوى ,345-344 :11 ,وراجع أيضا :يعل حسب هللا.185 , 50بن الق�.3 :3 , 51بن ا� مي
| 451
Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
M. NAWAWI HAKIM
مف اه�م رش ف ي� هذا املقام أل ّمهيته ,قال –رمحه هللا« :-وأما بيان امت ال�ع هب�ا (أي املصلحة) �ن ّ هج�ة إال�مج ال والتفصيلّ .أما إال�مج ال فقوهل عز وجل: َ ًُ ََ ٌَ َ آ� َأ هُّ َ�ا ّ فاء لمِ ا ِ ف� ُّ اس َقد َج َاءتكمُ َم ِوع َظ ٌة ِمن َر ّبكمُ َو ِش ٌ ُ الن محة دور وهدى ور الص ي ي َ ٰ ِ ي ِ َ ُ َ َ َ هَّ َ َ ُ ُ نَ 52 الل َو برِ َ� َ مح ِت ِه ف ِبذ ِلك ف َلي َفرحوا ه َو خ ري ٌ� ممِ ّ ا ي ج� َمعون. ضل ِ ِلمل ِؤم ين� ۞ قل ِبف ِ هت ودالل�ما من وجوه: ّ ّ وجل (قد جاءتمك موعظة) حيث مت ّ أك� مصاحلهم, أحدها :قوهل عز اه� بوعظهم ,وفيه رب فهّ ف ن الثا� :وصف القرآن إذ ي� الوعظ ك�م عن الردى ,وإرشادمه إىل اهلدى .الوجه ي حن ب أ�نه شفاء ملا ف ي� الصدور ,ن يع� من شك و�وه ,وهو مصلحة عظيمة .الوجه الثالث: ي ف و� اهلدى والرمحة غاية املصلحة .الوجه وصفه اب�هلدى .الوجه الرابع :وصفه اب�لرمحة ,ي خ هن الامس :إضافة ذلك إىل فضل هللا ورمحته ,وال يصدر ع�ما إال مصلحة عظيمة. ّ ف الوجه السادس :أمره اّ يإ�مه اب�لفرح بذلك .فقوهل عز وجل (فبذلك فليفرحوا) هو ي� وال�نئة منإ�ا ان مع� هتال�نئة هلم .والفرح هت ىن يكو�ن ملصلحة عظيمة .الوجه السابع :قوهل عز ّ خ� ّمما ي ج�معون) ,والذي ي ج�معونه من مصاحلهم ,فالقرآن ونفعه أصلح من وجل (هو ري أ هف مث مصاحلهم ,والصلح من املصلحة غاية املصلحة � .قال� :ذه سبعة أوجه من هذه آ ّ ّ تدل عىل أن رش امللك ي ن ف� مت ّ واه� هب�ا ,ولو استقرأت النصوص ال�ع راىع مصلحة ال اي�ت لوجدت عىل ذلك ّ ة 53 كث�ة». أدل ري آ ف ويقول الشاط�« :أن وضع رش ال�ائع منإ�ا هو ملصاحل العباد ي� العاجل والجل ف بي من ناّ ً هن رش معا» .وقال ي� موضع آخر« :واملعتمد إ�ا هو أ� استقرينا من ال� يعة أ�ا وضعت ملصاحل العباد» 54.ويقول ا� خلدون ّ مرص ًحا« :إن أالحاكم رش ال�عية لكها ال ّبد هلا بن أ ُ 55 رش رش عل�ا ,وت�ع لجلها» .وبعد توضيحه وبيانه عن �عية من مقاصد ِ وحمك تشتمل هي أ َْ ف رس هللا -تعاىل � -خ خ الالفة ّ وهمم هت�ا قال« :وإذا نظرت ّ الالفة مل تعد هذا ,لنه سبحانه ي أ منإ�ا جعل خ الليفة ان� ًئبا عنه ف ي� القيام ب�مور عباده ليحملهم عىل مصاحلهم ريو� ّدمه عن 52القرآن ,يونس.58-57 :10 ة سالم ج ن و�م ن رسال ي ف الد� ي ف ف رش ىف الطو�, الطو� ,1964 ,ط ,2ملحق ال يع الت� � املصلحة مصط� زيد, 53انظر: إ ي ي ي ص.212-211 54 الشاط� ,املوافقات 9 :2 ,و .12 يب ا� خلدون ,ص.154 55بن
452 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
أ وال ّ ة هفم�وم مقاصد رش دل عىل ّ أمه هتي�ا ال� يعة
رش أ أ �ع الحاكم يه املصاحل». صل من مضارمه» 56.ويقول الدهلوي« :إذ املقصود ال ي ىف ف ومما غ ّ ت ال� راعاها الشارع � الدنيا ينب� التنبيه إليه ي� هذا الصدد أن ي املصاحل ي آ والخرة ف� رتب متفاوتة ,ومل تكن عىل درجة واحدة ,مف� هن�ا ما هو أعالها ,هن وم�ا ما هو ي ف� ان وم�ا ما يتوسط هن أد�ها ,هن عل�ا ومخ تلف هيف�ا. بي�ما .امك هنأ�ا منقسمة إىل ما يه متفق هي ي ف آ ف رت وهذا التفاوت ي� الرتبة والدرجة ي�تب عليه تفاوت الثواب ي� الخرة .امك أنه ال نسبة آ مب�صاحل الدنيا ومفاسدها إىل مصاحل الخرة ومفاسدها 58.يوه عائدة عىل العباد حب�سب احلد الذي ّ أمر الشارع ,وعىل ّ مقت� أهواء الناس و�هش هت حده ,ال عىل ىض وا�م 59.رش فال�ع أ وامل�ان نز ف هو املعيار الصحيح ي ز ال ّياشة وال الهواء ال� يه ي� إثبات املصاحل ,ال العواطف ج ّ الفتاكة. 57
ة وبعد هذا لكه لنعرض بعض النصوص رش الدال عىل ذلك: ال�عية • من القرآن مي الكر�: ف فقد برّع� هللا تعاىل ي� إثبات املقاصد بطرق متعددة وأساليب متنوعة ,هنم�ا :وصف أ ف كث�ة من القرآن مي الكر� الدال عىل أن رش�ائعه وما هيف�ا حك� ي� مواضع ري هللا نفسه ب�نه مي أ ً احلك� هو الذي يضع من الحاكم مقصودة ,ومل يكن عبثا ال جدوى فيه وال نفع ,إذ مي أ ف هّ رح� ,وذلك ف� رث ي ئ أك� الش� ي� حمل الالئق به .وكذلك إخبار هللا تعاىل عن نفسه ب�نه مي ي َ ف ف ُّ اللقَ :و ُ من موضع ,امك � قوهل تعاىل عن رمحته الواسعة جلميع خ اكتب لنا ي� ٰه ِذ ِه الدنيا َ ُ َ َ َ ً َ ف آ ي َ ناّ ُ ان َ َ َ ُ َ َ َ ت َ َ كلُ َّ َ ُ َ ذا� أصيب ِب ِه من أشاء ۖ ورمح ي� و ِسعت َحسنة َو ِ َي� ال ِخ َّر ِة ِإ� هد� َ ِإليك ۚ َقال ع َ ب ي َّ آ همُ َ ذ� َي َّتقون َو ُيؤتون َّ الزاكة َوال نَ ش� ٍء ۚ ف َسأ ُكت بهُ�ا ِلل نَ 60 ذ� ِب� اي� ِتنا ُي ِؤمنون. ي ي ي أ وذلك ال يتحقق إال ب�ن يقصد رمحة خلقه مب�ا خلقه هلم ,مبو�ا أمرمه به رشو�عه هلم, أ فلو مل تكن أوامره لجل الرمحة واحلمكة واملصلحة وإرادة إالحسان إىل عباده ملا اكنت ً 61 رمحة ,ولو حصلت هب�ا الرمحة اتفاقا. ا� خلدون ,ص.154 56بن 57الدهلوي.229 :1 , 58راجع ي ف� هذا :العز � عبد السالم 8 :1 ,و .23-22والقرضاوي .يوسف ,2001 ,مدخل لدراسة رش ال� يعة بن إالسالمية ,ط ,2ص.61 ً 59 سالم.46 :1 ,1967 , الشاط� ,املوافقات .294 :2 ,راجع أيضا :أبو زهرة ,موسوعة الفقه إال ي ي بأ 60القرآن ,العراف.156 :7 61يوسف العامل .108 ,انظر ً أيضا :ن ىف املصط� ,2008 ,فلسفة العبادات ,ط ,2ص.127 حس� يعل ي
| 453
Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
M. NAWAWI HAKIM
َ أ َ وقوهل تعاىل ف ي� وصفه رسولنا مي الكر� -صىل هللا عليه وسمل -ب�نه رمحةَ :وما أ َرسلناك اّ َ َ ً لمَ نَ 62 ِإل ر محة ِللعا ي�. أ قال ّ ين للعامل�) أي من و�( :وما أرسلناك) اي� حممد اب� رشل�ائع والحاكم (إال رمحة القن ج ي أ الحوال والعلل :أي ما أرسلناك ّ ة لعل من العلل وال ّن ,واالستثناء مفرغ من أمع إالنس ج ين الدار� 63.وال يكون الرسول رمحة إال لرمحتنا الواسعة ,فإن ما بعثت به سبب لسعادة ين للعامل� إال إذا اكنت رش� يعته حمققة ملصاحلهم 64.لذلك ما أمر ً أمرا جاء فيه اب�لطلب ف و� طلبه ومنعه رمحة اب�لناس 65.وكذا أو املنع إال اكن فيه جلب منفعة أو دفع م�رض ة, ي َ َ ّ َ ز َ َ ُ َ َ َ َّ ّ َ َ هَّ َّ َ َ ٌ 66 الس َاعة قريب. امل�ان ۗ وما يدريك لعل الكتاب �باِحل ِق و ي قوهل تعاىل :الل الذي أ نزَ�ل ِ أ آ رش ال اي�ت ت وه وكذا ال� رب أخ� هللا تعاىل هيف�ا أنه �ع كذا وكذا لجل كذا وكذا ,ي ي حت ف كث� من مقاصد رش ال� يعة العامة ري وه الغالبة ي� هذا الباب ,وه معدة ري كث�ة ال �ىص .ي َ لىَ ُ ُلاً ي ُ َ شّ نَ َ ُ نَ َ لاّ َ َ ّ 67 خ اس ع وال ر� ِلئ يكون ِللن ِ اصة .وذلك مثل َقوهل جل وعال :رس مب رِ� ي� وم ِنذ ي ٌ هَّ ُ َّ َ َ الر ُسل ۚ َواكن هَُّ ً 68 الل َع زً ك�ما. ِ ز�ا َح ي ي الل جحة بعد ُّ ِ وتعل� ما مل يكن يعمله فوظيفة الرسل يه البيان والتوضيح عن رش�ائع هللا -تعاىل -مي وعز رث إالنسان من أحاكمه لقصور القوى رش أك� الب� ية عن إدراك جزئيات املصاحل ،ج آ الناس عن إدراك هت فالية ظاهرة ف� أنه ال بد من رش ال�ع وإرسال الرسل ,وأن لكيا�ا. ي ن يغ� عن ذلك 69.امك هن أ�ا تفيد أن هللا -تعاىل -ال يعذب خلقه إال إذا مت� ّرد عن العقل ال ي رش� يعته بعد أن هت بلغ�م احلجة الرسالية ووصلت هيإل�م الدعوة إالهلية ,إذ هو العادل املطلق الذي ال يظمل ً أحدا من خلقه ,وما ربنا بظالم للعبيد .وكذا قوهل تعاىلَ :وما َّ َ َ اّ َخ َل ُ 70 دون. الن و ِإال قت ِج نس ِإل ِل َي ُعب ِ أ 62القرآن ,النبياء.107 :21 63راجع: القنو� ,فتح البيان.381-380 :8 , ي ج 64انظر :يعل حسب هللا ,ص.173 65راجع :أبو زهرة.1 :1 , 66القرآن ,الشورى.17 :42 67يوسف العامل.108 , 68القرآن ,النساء.165 :4 69راجع :آاللوس .18 :6 ,وانظر ً العظ�.52 :11 , القرآن تفس� , كث� ا� ا: أيض ي ري بن ري مي الذار�ت.56 :51 70القرآن, اي
454 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
أ وال ّ ة هفم�وم مقاصد رش دل عىل ّ أمه هتي�ا ال� يعة
هذا املقصد عام ف ي� �مج يع الرساالت الامسوية 71.يوه الغاية ي ت ال� خلق هللا جالن أ وه عبادته ،املتضمنة ملعرفته إ والنس لجلها ،وبعث �مج يع الرسل يدعون هيإل�ا ،ي ّ 72 ان والعراض معا سواه .ويؤكدها قوهل -تعاىل -بعد والقبال عليه ،إ وال�بة إليه ُ إ وحمبته ،إ َ ُ آ ُ ُ 73 الية رش مون. هذه مبا�ة :ما أريد ِم هنُ�م ِمن ِر ٍزق َوما أريد أن ُي ِ طع ِ وه تفيد بيان استغناء هللا -تعاىل -عن عباده وأنه ال ري� يد هنم�م منفعة ,امك ري� يده ي ً ناً ن هوالغ� املطلق الرازق السادة من عبيدمه ,بل املعط .فأمره -تعاىل -إحسا� منه ونعمة ي ي ً أنعم هب�ا عىل عباده ,لذلك اكن أمره مرتبطا مب�ا فيه صالح العباد ,امك أن هن�يه -تعاىل -ملا ف ي� ذلك من الفساد قد ال يعمله إالنسان 74.فاهلل -تعاىل -ال ج ي�ب عليه جلب مصاحل احلسن ,وال درء مفاسد القبيح ,امك ال ي ج�ب عليه خلق ورزق وال تلكيف وال اثإ�بة وال ً عقوبة ,من ً 75 وإ�ا ي ج�لب مصاحل احلسن ويدرأ مفاسد القبيح طوال منه عىل عباده وتفضال. ف ن غ� وعىل هذا ّ ,فالتاكليف لكها راجعة إىل مصاحل العباد ي� دنيامه وأخرامه ,وهللا ي ين ين العاص� ,بل لو اكنوا الطائع� ,وال ت�رض ه معصية عن عبادة اللك ,وال تنفعه طاعة ف ً أ�ر قلب رجل واحد هنم�م مل ينقص ذلك من ملكه شيئا ,ولو اكنوا لكهم عىل لكهم عىل ج ً ف الكر� شيئا 76.امك حص ذلك عن نبينا ىقأت� قلب رجل واحد هنم�م مل ي ز�د ذلك ي� ملكه مي صلوات هللا وسالمه عليه.-خ ف ف غ اسة ي� نفس وينب� أن يعمل املرء أن املطلوب ي� التاكليف لكها حصول ملكية ر ي ع�ا عمل اضطر ّ إالنسان ,ينشأ هن اري للنفس ,هو توحيد هللا تعاىل ,وهو العقيدة إال مي�انية, آ حت ف ف الذي �صل به السعادة ي� الدنيا والخرة ,وهذا اهلدف مقصود ي� التاكليف القلبية ً 77 والبدنية معا. ّ هَّ ف ف َّ فو� مبدأ رفع احلرج � رش الت� يع ,يقول هللا عز الل َحق هِج� ِاد ِه ۚ جاهدوا ِ ي� ِ وجلَ :و ِ َي ي َّ ةَ َ َ مُ كمُ كمُ ف ّ سمَ ُ َ َ املسلمِ ن�َ َ َ ّ َ َ َ ُ مُُ ن َ ُه َو اجتباك وما جعل علي ِ ي� الد ي ِ� ِمن حرج ۚ ِمل أبي ِإ رب� مي َ اه� ۚ هو اك ي ٍ 71يوسف العامل ,ص.82 72السعدي ,ص.813 الذار�ت.57 :51 73القرآن, اي وا� تيمية ,جمموع الفتاوى.357-356 :11 , 74انظر: ي ج القنو� ,فتح البيان .212 :13 ,بن والشاط� ,املوافقاتً .294 :2 , أيضا :ن ىف .10 :1 السالم, عبد املصط� ,ص.126 حس� يعل � العز اجع: 75ر ي بن ً يب رش أ� العز ي ف احلن� .يعل بن� يعل بن� حممد� ,1391 ,ح العقيدة ا� ي ب 76انظر :العز بن� عبد السالم .73 :2 ,أيضا :بن الطحاوية ,ص .126-125والقرضاوي ,مدخل لدراسة رش ال� يعة إالسالمية ,ص.54 ن الز� ,2004 ,القرآن؛ جإعاز رش ت� ييع متجدد ,ص.33 ا� خلدون ,ص .345وحممود أمحد ي 77راجع :بن
| 455
Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
M. NAWAWI HAKIM
َ َ ُ َ ف ٰ َ َ َّ ُ داء َعلىَ ّ سول �شهَ ًيدا َع َليكمُ َو َتكونوا �شهُ َ َ الناس ۚ َفأ ُ ِمن قبل و ي� هذا ِليكون الر قيموا ِ َ مُ َّ َ َ ُ َّ َ هَّ اكة َو َ َّ ريُ 78 عم َ وىل َوِن َ لل ُه َو َموالك ۖ ف ِن َ امل ٰ الصالة وآتوا الز عم النص�. اعت ِصموا باِ� ِ وقد نقل الشاط� إ�مج اع العملاء عىل رفع احلرج ف� رش «ال�مج اع عىل ال� يعة ,وقال :إ ّي بي ً ف يدل عىل قصد الشارع إليه» 79.مماّ عدم وقوعه (أي احلرج) وجودا ي� التلكيف ,وهو أ ّ ال� يعة .وقوهل ّ الحاكم ومبادئ رش عز من قائل يؤكد لنا عىل وجود املقاصد من وراء �شهَ ُ َ َ َ َّ ُ نز َ ُ ُ ف رآن ُه ًدى ل ّ نات ِم َن اهلُ ٰ دى ي� مبدأ اس َو َب ِ ّي لن الق فيه ل التيس� :ر رمضان الذي أ ِ� ِ ِ ٍ ري ِ َ َ ٌ َ َ َ ً َ ُ نك ال�شهَّ َر َف َلي ُص ُ رقان ۚ فمَ َ�ن �شهَ ِ َد ِم مُُ ريضا أو َع ٰىل َسف ٍر ف ِع َّدة ِمن أ اّ ي� ٍم مه ۖ َو َمن اكن م ُ َوالف ِ َ ُ ُ مُ أ َخ َر ۗ رُ� ُيد هَُّ الع َّد َة َوِل ُت َك ّبرُِ�وا هَّ َ اليُرس َوال رُ ي� ُيد ِب مُُ الل ِب مُُ ك َ ك الل َع ٰىل ما َهداك العُرس َوِلت ِمكلوا ِ ي َ َ َ َّكمُ َ ُ َ 80 ولعل تشكرون. آ ف الية« :وفيه أن هذا مقصد من مقاصد ّ الرب -سبحانه -ومراد القنو� ي� هذه قال ج ي ّ ً ن من مراداته ف ي� �مج يع أمور ي ن الد� الد�» 81.وإذا اكن التشديد مفضيا إىل الغلو وتشويه ي أ ف ّ احلق ,وإهدار مصاحل خ التيس� بخ�الفه كث� من الحيان ,فإن ري اللق امك هو مشاهد ي� ري ّ مفض إىل االعتدال ّ تدي ًنا وسلوكاً هن وم� ًجا 82.وكذا قوهل جل شأنه ي ف� كون التلكيف عىل لهَ اَ ُكلَ ّ ُ هَُّ َ ً اّ َ َ َ فسا ِإل ُوسعهَ ا ۚ ا ما ك َس َبت َو َعل هي�ا َما اكت َس َبت قدر الطاقة واالستطاعة :ل ي ِ ف الل ن َّ َ َ َ َ َ لىَ كامَ تحَ ُ ُ َ َ َ حمَ ذ�َ ؤاخ ان رصا َ لته ع ال ي ن خط انأ� ۚ َر َّبنا َوال � ِمل علينا ِإ ً ذ� ِإن نسينا أو أ ۗ َر َّبنا ال ت ِ ََ َ َ َ ُ تحُ اعف َع ّنا َواغفر َلنا َوارحمَ نا ۚ َأ َ نت َم ان وال� ِمن قب ِلنا ۚ َر َّبنا َوال َ� ِّملنا ما ال طاقة لنا ِب ِه ۖ و ِ لىَ َ نَ 83 َف رُ الاكف ير�. انص ان� َع الق ِوم ِ آ الية تنبئنا ب أ�ن التاكليف ت ال� تفرض عىل الناس ,ال يقصد به قمص �هظ ورمه ,وال هذه هق ي امتحا� ,والعقيدة مصا� .وإ�امن ناً عل�م وال إرها�م ,ىت ح� يصبح ي ن الد� باً تسجيل العجز هي أ أ ف ّ خ يد�م ي� طريق التقدم قصد هب�ا إسعادمه ,وتثبيت أقداهمم عىل طريق ال ري� ,والخذ ب� هي ّ 84آ ة ّ حت لد�م. وأما ال اي�ت الدال عىل املقاصد والتطور ,و�بيب الفضائل ,وتقبيح الرذائل هي حت ّ ف خ ف� الصالة الاصة املتعلقة ببعض العبادات ج الزئية ري فكث�ة ال تاكد تعد وال �ىص .ي 78القرآن ,احلج.78 :22 79 الشاط� ,املوافقات.212 :2 , يب 80القرآن ,البقرة.185 :2 ّ 81 القن يو� ,فتح البيان .369 :1 ,وانظر ً ين الشواك�.200 :1 , أيضا: ج الريسو� ,2007 ,التيس� ي هق الف�؛ رش ين م�وعيته وضوابطه وعوائده ,ص.179 82راجع :قطب ري 83القرآن ,البقرة.286 :2 فتح رضوان ,1975 ,من فلسفة رش سالم ,ط ,2ص.172 84ي الت� يع إال ي 456 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
أ وال ّ ة هفم�وم مقاصد رش دل عىل ّ أمه هتي�ا ال� يعة
َّ ن َ ناَ هَُّ هٰ َ اّ َ ان َ ُ ن َ َ قمِ َّ َ الصالة ِل ِذكري. د� وأ ِ� قوهل تعاىلِ :إن ي� أ� الل ال ِإل ِإل أ� ف اعب ي َ ُ ُ َ َ َ َ قمِ َّ َ ف الصالة ۖ تاب وأ ِ� وقوهل -تعاىل -أيضا ي� شأن الصالة :أتل ما ِ أوح ِإليك ِم َن ِ الك ِ ي هَّ َ َ ُ َ َ َّ َّ َ َ ىهن ٰ َ َ الل َيعلمَُ ما َت َ ك� ۗ َو هَُّ َ 86 الل أ برَُ حشاء و ِإن الصالة ت صنعون. املنك ِر ۗ َول ِذ ُكر ِ � ع ِن الف ِ َ َ ً َ ّ ّ ُ ُهمُ ّ ُ ف موالم َص َدقة تط ِّهر َوتُزَ�ك هي ِ�م بهِ�ا َو َص ِل و� أمره اب�لزاكة ,يقول جل وعال:خذ ِمن أ هِ ِ ي َ َ َ َ َّ َ هَُّ سمَ ٌ َ ٌ 87 َعل هي ِ�م ۖ ِإن َصالتك َسك ٌن هَُلم ۗ والل يع ع ميل�. اَ َ هُّ َ َّ نَ َ ُ َ َ َ مُُ ّ ُ كامَ ُ َ َ لىَ ف الصيام ك ِتب ع و� رش� يعة الصوم يقول تعاىل :ي� أ ي�ا ال يذ� آمنوا ك ِتب عليك ِ ي َ كمُ َ َّكمُ َ َّال نَ َ 88 ذ� ِمن قب ِل ل َعل ت َّتقون. ي َ ُ هَّ ىف ف ناف َع هَُلم َو َيذك ُروا َ و� ّ علومات َع ٰىل ما الل ي� أ اّ ي� ٍم َم امس ِ احلج قوهل َتعاىلِ :ل َي�هش َ دوا َم ِ ٍ َ أ َ كلُ َ َ َ 89 وغ�ها. طع ُموا البا ِئ َس الف ريق�. َرز قهَُ�م ِمن بهَ� َيم ِة ال ِ نعام ۖ ف وا ِم هن�ا َوأ ِ ري ّ آ ّ ً ف اضا ي� رشت� يعاته, الكر�ات تدلل عىل أن هلل سبحانه مقاصد وأغر فلك هذه ال اي�ت مي عامة اكنت أو خاصة ,لكية اكنت أو جزئية ,يعملها إالنسان أو مل يعملها. أ • الدلة من السنة النبوية: أ أ ال ة الحاديث النبوية رش ال� يفة ف ي� إثبات املقاصد امت واه�م الشارع هب�ا, دل من وأما مف� هن�ا قوهل -صىل هللا عليه وسمل( :-ال �رض ر وال �رض ار) 90.يقول ي ف الطو� ي ف� هذا احلديث: «يقت� رعاية املصاحل تاً نفيا ,إذ ال�رض ر هو املفسدة ,فإذا نفاها رش إثبا� واملفاسد ً ض ال�ع ي 91 لزم إثبات النفع الذي هو املصلحة ,أل هن�ما نقيضان ال واسطة هن ا� ويقول ما». بي� بن «فاملع� أن ال�رض ر نفسه منتف ف� رش ىن ال�ع» 92.وقال ي ف� موضع آخر: احلنبل: رجب ي ي ّ ف «وامم يدخل ي� معوم قوهل -صىل هللا عليه وسمل( -ال�رض ر) ,أن هللا مل يلكف عباده فعل ع� صالح هن دي�م ودنيامه ,وما هن�امه عنه هو ي ن ما ي�رض ّ مه البتة ,فإن ما ي أ�مرمه به هو ي ن ع� 85
85القرآن ,طه.14 :20 86القرآن ,العنكبوت.45 :29 87القرآن ,التوبة.103 :9 88القرآن ,البقرة.183 :2 89القرآن ,احلج.28 :22 أ ن احلبل ,2000 ,جامع العلوم واحلمك ,ط,2 ربع� النووية ,ر� ,32راجع: 90أورده النووي ي ف� ال ا� رجب ي ي بن مق ف أ ن لبا� ,حممد ان�رص ي ن ر� أحاديث منار السبيل ,رب�� 408 :3 ,896 الد� ,إرواء الغليل ي� تخ� ي ج ص .406وانظر :ال ف ي ن وما بعدها .وراجع ي� سبب وروده :بن احلسي�.323 :3 , ا� محزة ي ة رسال ي ف ىف الطو� ,ص.209 مصط� زيد ,ملحق 91 احلنبل ,ص.406 ا� رجب ي 92بن | 457
Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
M. NAWAWI HAKIM
فساد هن لملغ�ة بن� شعبة ,وقد خطب دي�م ودنيامه» 93.و كذا قوهل -صىل هللا عليه وسمل- ري السيوط :أي يكون بينامك امرأة مل ري�ها( :انظر هيإل�ا ,فإنه أحرى أن يؤدم بينامك) 94.قال ي أ احملبة واالتفاق 95.وقوهل -عليه الصالة والسالم -ي ف� تعليل المر �ابالستئذان قبل الدخول امك ف� حصيح مسمل :من (إ�ا جعل إالذن من أجل البرص) 96.وكذا قوهل -صىل هللا عليه ي ّ ّ ف ف ّ ر� –عزوجل -ي� أن أستغفر هلا وسمل -ي� ايز�رة القبور عند حصيح مسمل( :استأذنت ب ي ّ 97 فمل يؤذن ل ,واستأذنته ف� أن أزور ربق�ها ,فأذن ل ,فزوروا القبور ,هن فإ�ا تذكر املوت). ي ي ي ف ّ رش وقوهل -عليه الصالة والسالم -ي� احلض عىل الناكح ملن هو قادر عىل املؤنة :اي(� مع� الشباب ,من استطاع منمك الباءة تز فلي�وج ,فإنه أغض للبرص وأحصن للفرج ,فإن مل أ 98 الكث�ة. وغ�ها من الحاديث يستطع ,فعليه اب�لصوم ,فإنه هل وجاء). ري ري ّ ّ أ هف تدلل عىل ما هيف�ا من املقاصد واعتناء رش الحاديث النبوية رش ال� يعة هب�ا. ال� يفة لكها �ذه أ • الدلة العقلية أ دل النقلية ّ ة ال ّ ة ان اعتقاد� أن النقل يغنينا هن ع�ا: أدل عقلية مع ونضيف إىل هذه أ أ أ ّ ا� خلدون ب�ن العقائد إال مي�انية معل ةل اب�ل ة ّقرر بن دل العقلية 99.ومعلوم أن المور أ االعتقادية جزء ال ّ يتجزأ عن رش ال� يعة ّ الغراء بل يه أسهّ ا .مبو�ا أن المور االعتقادية أ وغ�ها مي�كن تعليلها اب� أل ّ ة دل العقلية 100,مف�بادئ رش ال� يعة والحاكم مثل البعث والنشور ري احلنبل ,ص.412 ا� رجب ي 93بن خ رت ف 94ال�مذي ,كتاب الناكح ,اب�ب ما جاء ي� النظر إىل املطوبة ,رب��مق ,257 :3 ,1087وقال :حديث حسن. ئ ئ والنسا� .أبو عبد الرمحن أمحد بن� شعيب ,1999 ,نن السيوط والسندي ,كتاب الناكح ,اب�ب النسا� رشب�ح س� ي ي ي تز ي مق و� ,رب�� .383-382 :3 ,3235 ابإ�حة النظر قبل ال� ج يئ النسا� ي ف� احلاشية.383-382 :3 , 95انظر: آ حت ف غ� بيته ,رب��مق ,2156ص.855-854 ر� 96راجع :مسمل ,كتاب الداب ,اب�ب � مي النظر ي� ري ّ ّ ّ نا�� ,ب استئذان ّ ّ ىف ق� ّأمه, رة ز� � وجل عز ه رب وسمل- عليه هللا صىل� الن 97انظر :مسمل ,كتاب جال ئز اب اي رب ىب مق رب�� ,976ص.349 98متفق عليه ,واللفظ للبخاري ,انظر :حممد فؤاد عبد ي ق البا� ,1997 ,اللؤلؤ واملرجان اميف� اتفق عليه الشيخان, مق ط ,3كتاب الناكح ,ر� .71 :2 ,884 ا� خلدون ,ص .367وانظر :حممود شلتوت ,1966 ,من توج�ات إالسالم ,ص 140وما بعدها. 99بن َ َ�ضرَ َ َ َ َ َ ً َ َ َ َ ْ َ ُ َ َ ف � هي ْالع َظ َام َو َه َرم ٌ مْ�ُ ,ق ْل ْ ي حُ�ي َ هْ�ا َّالذ ْي َأ ْن َش َأهاَ ْ َ حُ َ 100امك ي� قوهل َ ِ ي َِ ي ِ س خلقه قال من ِي ي ْ ِ تعاىل(ْ َ:و َ ب لنا مثال ون ي ِ َ َ حَ ِ ْ ي ْ ُ ْ أ َّو َل َم َّر ٍةَ ,و ُه َو ِبكلُ ِّ خل ٍق ع ِل مْي ٌ � يس:36 القرآن, ) .79-78وقوهل تعاىل( :أ ي َّ ْ� َس ُب ُ ِإالن َس َان أن ُي ترْ َ�ك ُس َدى ,أ َْمل َ ْ أ ْ ثىَ َ َ َ َ َي ُك ُن ْط َف ًة ِم ْن َم ن ّ� مُي ْ� ىن َ� ,ثمُ َّ� كاَ َن َع َل َق ًة فَ خَ � َع َل ِم ْن ُه َّ � َل َق َف َس َّوى ,فَ ج َ الز ْو َج ْ ي ِن� الذك َر َوالن� ,أل ْي َس ذ ِلك ِبق ِاد ٍر َع َىل َ ْ حُ ْ لمْ تىَ ِ ٍي آ ف َْ عل بن� أن ي� ِي يَ� ا و�) القرآن ,القيامة .40-36 :75وانظر ي� سبب نز�ول هذه الية :الواحدي .أبو احلسن ي نز أمحد ,1998 ,أسباب �ول القرآن ,ص.379
458 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
أ وال ّ ة هفم�وم مقاصد رش دل عىل ّ أمه هتي�ا ال� يعة
أ أ ّ دل العقلية .قال ّ تعلل اب� أل ّ ة العز بن� عبد املتعلقة اب�لمعال البدنية أحرى وأجدر ب�ن السالم« :ومعظم مصاحل الدنيا ومفاسدها معروف اب�لعقل ,وذلك معظم رش ال�ائع ,إذ حت ال ي خ� ىف� عىل عاقل قبل ورود رش ال�ع أن �صيل املصاحل احملضة ,ودرء املفاسد احملضة تقد� حج عن نفس إالنسان وعن ريغ�ه حممود حسن ,وأن مي أر� املصاحل فأر�حج ها حممود حسن ,وأن درء أفسد املفاسد فأفسدها حممود حسن..إىل أن قال :واتفق احلامكء عىل 101 ذلك». أ ت ال� ّقررها أفراد أو ومن املعلوم لدى عقالء الناس هفأن ما من نظام من النظمة ي ا�ا املنشودةّ , �مج اعات أو ّ مؤسسات إال وهلا أهدا�ا املقصودة وأغر هض بغض النظر عن أ ُ النظمة توافق رش ال� يعة أو تخ� هفال�اّ , أمه ي ئ ش� هنأ�ا تنشأ ملصاحل من سيكون كون هذه أ حت مئ رش ت ين ال� رش�هعا واملنفذ� �ت هذه النظمة من القا� ي ن� هب�ا هلا .فال مي�كن أن تكون ًال� يعة ي ً أ النظمة ً هللا -تعاىل -ت قدرا ورفعة حلياة إالنسان عبثا ال هدف هيف�ا وال ال� يه أعظم ي َ َ َ ً َّ َ َ فحَ تمُ َ َ َ 103 غرض 102.قال تعاىل :أ� ِس ب� أ نمَّ�ا خلقنا مُك َع َبثا َوأنكمُ ِإلينا ال ترُ� َجعون.
والعبث هو السفه ,والسفه صفة نقص ,والنقص عىل هللا -تعاىل -حمال ,فثبت أنه ال بد من مصلحة ,وتلك املصلحة مي�تنع عودها إىل هللا -تعاىل ,-فال بد من عودها إىل أ الحاكم ملصاحل العبادً 104. وأيضا ,عملنا أن هللا العبد ,فثبت أن هللا -سبحانه تعاىل -رش�ع ف أ خّ ف يقرر ف� رث أك� من موضع من كتابه مي سر لنا ما ي� السموات وما ي� الرض ,امك الكر� أنه ّ ي َ ثمُ َ َ َ َ كمُ ف� قوهلَ :من عمَ ِ َل حِ ً َ َ 105 ساء ف َعل هي�ا ۖ َّ� ِإ ٰىل َر ِّب ترُ� َجعون. فس ِه ۖ َو َمن أ صالا ف ِلن ِ ي َ َ َ َ كمُ ف أَ ُ َ َّ ّ مَ ً ثمُ َّ َ ٰ لىَ امَّ رض ج�يعا � استوى ِإ الس ِء َ وقوهل جل شأنه :هو الذي َخلق ل ما ِ ي� ال ِ ُ َ ٌ 106 وات ۚ َو ُه َو بكلُ ّ ش � ٍء ع ميل�. ف َس ّواه َّن َس َبع امَس ٍ ِ ِ ي ف أ أ آ ف و� هذه الية العظيمة دليل عىل أن الصل ي� الشياء إال اب�حة قال السعدي :ي أ حت ف البائث ,فإن � مير�ها ً والطهارة ,ل هن�ا سيقت � معرض االمتنان ,ي خ�رج بذلك خ أيضا آ ي حف مف �رض هف هق هن يؤخذ من �وى الية ,ومعرفة املقصود م�ا ,وأنه خل�ا لنفهعا� ,ا فيه من ر� ,و
101العز � عبد السالم .5 :1 ,راجع ً أيضا :القرضاوي ,املدخل لدراسة رش ال� يعة إالسالمية ,ص.53 بن ف ىف � املصط� ,ص.101 وحس� يعل اليو� ,ص.121-120 هذا: ني 102راجع ي يب 103القرآن ,املؤمنون.115 :23 ً ىف املصط�.125 , حس� يعل 104راجع: الشاط� ,املوافقات 293 :2 ,وما بعدها .وانظر أيضا :ن ي يب 105القرآن ,جالاثية.13 :45 106القرآن ,البقرة.29 :2
| 459
Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
M. NAWAWI HAKIM
خارج من ذلك .ومن مت�ام نعمته ,منعنا من خ البائث ,نز ت� هي ً�ا لنا. وعىل هذا مف�ن احملال أن ري�اع هللا مصلحة خلقه ف� هئ مبد�م ومعادمه ومعا�هش م ,مث� ي ي أ هت ف أ ً هن الحاكم رش ال�عية ,إذ يه أمع ,فاكنت اب�ملراعاة أوىل ,ول�ا أيضا من هي�مل مصلح�م ي� ا�م وال معاش هن مصلحة معا�هش م ,إذ هب�ا صيانة أمواهلم هئ ودما�م وأعر هض بدو�ا ,فوجب ف القول ب أ�نه راعاها هلم 108.ومع هذا لكه ال ّبد من رت االع�اف بقصور العقل جوعزه ي� هئ كث� من أرسار رش ومباد�ا ,لكية اكنت أو جزئية ,عامة ال� يعة ومقاصد أحاكهما معرفة ري ف الق� من قبل :رش اكنت أو خاصة .ونقول ي� هذا امك قال بن «و�ع الرب تعاىل وحمكته ا� مي 109 الن� -صىل هللا عليه وسلمّ - فوق عقولنا وعباراتنا» .وامك ربع�ه الدهلوي بقوهل« :ولكون يب أوثق ان الش� ال ي ن وقد�ا قيل :عدم العمل بكنه ي ئ يع� عدمه. عند� من عقولنا»ً 110.مي ف فعىل املرء املسمل أن تهّي�م عقهل وإدراكه ومدراكته ي� احلرص والقصور ,ويتبع ما أمر ف الشارع به ي� االعتقاد والعمل ,فاهلل -تعاىل -أحرص عىل سعادة إالنسان ,وأعمل مب�ا أ أ آ ف ينفعه ي� الدنيا والخرة ,لن بعض الحاكم من طور فوق إدراك إالنسان ,ومن نطاق ف أوسع من نطاق عقهل 111.ال أن حي�اول إكراه عقهل وإمعاهل فوق قدرته وطاقته ي� معرفة ما وراء احلواس من املقاصد ,ويتجاوز بسببه ّ احلد الذي ُخلق العقل ألجهل ,إذ ّ التعمق حن حن اال�راف ض والحلاد ,أو امك ربع�ه فيه قد ي ج� ّر إىل ويف� إىل اال�الل بل وإىل الكفر إ ي ف الشاط� «فإنه مبر�ا �مج حت النفس إىل طلب ما ال يطلب هنم�ا ,فوقعت ي� ظملة ال بي 112 رش هن انفاكك هلا م�ا» .قال بنا� تيمية« :لكن ما اعتقده العقل مصلحة وإن اكن ال�ع مل أ مر� الزم هل ,إما أن رش ال ي ن ال�ع دل عليه من حيث مل يعمل هذا الناظم أو أنه ري�د به ,فأحد أ ة 113 ليس مب�صلحة ,وإن اعتقده مصلحة .لن املصلحة يه املنفعة احلاصل أو الغالبة». يخ الكث� ّمما وصل إليه رت املغ�ون بعقوهلم .صدق فالواقع شاهد عىل ذلك, والتار� سطر لنا ري القائل -بعد أن غاص ف ي� إالهليات ّ وتعمق هيف�ا اب�لعقل وعاد إىل رشده -امن حي� قال: 107
ف 107السعدي ,ص .48وانظر ً أيضا :حممود حممد اب� يبلل ,1990 ,إالنسان وحريته ي� إالسالم ,ص.5 ة ف ىف الطو� ,ص.217 108مصط� زيد ,ملحق رسال ي الق�.154 :2 , 109بنا� مي 110الدهلوي.13 :1 , حن ف آ مف الشاط��" :علومات هللا ال تتناىه, لوس .18 :6 ,يقول 111راجع :بنا� خلدون ,ص .364و�وه ي� :ال ي يب الشاط� ,االعتصام ,318 :2 ,بدون سنة. واملتناه اليساوي ماال يتناىه" .انظر: ومعلومات العبد متناهية, ي بي 112الشاطبي ,الموافقات.143 :2 ,
113بنا� تيمية ,جمموع الفتاوى.345 :11 ,
460 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
أ وال ّ ة هفم�وم مقاصد رش دل عىل ّ أمه هتي�ا ال� يعة
رث هن ين العامل� ضالل سع �اية إقدام العقول عقالوأك� ي وأرواحنا ف� وحشة من جسومنا وحاصل ان وو�ل دنيا� أذى اب ي ومل نستفد من حب�ثنا طول ان 114 معر� سوى أن �مج عنا فيه قيل وقالوا فالعقل ال ّبد أن يكون ات� ًبعا للنصوص رش ً عل�ا .فوظيفته حمدودة ال�عية ال حامكا هي كمّ ف التفك� هف والت�م عىل النصوص وليس هلا أن �تحُكمّ اميف� ال غ ينب� أن تتح هيف�ا .وإال ي� ري ي أ فالنصوص رش مي الكر� والحاديث النبوية الصحيحة توافق العقول ال�عية من القرآن أ ّ الحوال امك هق هض حي حق�ا احملققون من العملاء .امك أن تعار�ا حب�ال من الرص�ة وال السليمة شخ وب� ي ن ب� �ص وآخر بل ي ن العقل نفسه متفاوت ي ن ح� وآخر ,فقد يكون الرجل الواحد أ ّ حت ف ّ ف ف تفك� بعض المور و�ليل املشالك املعروضة وحلها ي� وقت ي� غاية من الدقة ي� ري ّ قص� ,ف ي� ي ن والتفك� الدقيق يس� هنم�ا إال بعد التأمل العميق ري ح� ال يقدر عىل حل جزء ري ري ف ً تخ ّ هت هن يستغرق ساعات من الزمان .وأيضا اختالف ميول إالنسان ي� �صصا�م وحم�م يدلنا ف فاملتخصص البارع ف� ّ ّ عمل عقهل ي� وعزه. بوضوح عىل قصوره ج الطب ما استطاع أن ُي ِ ي ُ ن نَ ف ف وغ�ه ,هكذا س� هللا –تعاىل -ي� خلقه. ريغ� تخ� ّصصه ,ونقيس عىل ذلك ي� املهندس ري • دليل الفطرة
حت عل�ا الناس ,هن وكذلك الفطرة ت فإ�ا مت�يل إىل �قيق املصلحة ودفع امل�رض ة ال� فطر هي ي مف سا� عىل هن يس� عىل فطرته إال وهو رئ امل�ج بلك السبل واكفة الطرق� .ا من إنسان ري ّ ّ هف املستق� .فلك سبيل ولك طريق مائل عن الفطرة �و إىل اهلالك السوي والطريق مي أ أ أقرب ,وعن النجاة أبعد .يقول العز بن� عبد السالم« :واعمل أن مي تقد� الصلح فالصلح أ أ أ فالفسد مركوز ف ي� طبائع العباد ً نظرا هلم من رب ال ابر�ب» 115.ويقول بنا� ودرء الفسد أ� ّ العز ف 116 احلن�« :أنه (أي إالنسان) مفطور عىل جلب املنافع ودفع املضار حب� ّسه». بي ي ّ التعرض لتعريف مقاصد رش ومما ىض م� مي�كننا ّ صطالح. ال� يعة إال ي • التعريف إالصطالح ملقاصد رش ال� يعة ي الباحث� ّ ين املهتم ي ن� هب�ذا املوضوع أن العملاء القداىم مل يكن عندمه فقد ّنبه بعض
فخ الد� الرازي حممد بن� معر بن� 114انظر :بنا� تيمية ,جمموع الفتاوى .10 :5 ,عزا ا� كث� هذا القول إىل �ر ني بن ري أ بن أ ً ال ريث� ف� ي خ هن بن كث� ,البداية وال�اية.56 :13 , خطيب الري ,ان�قال عن ا� التار� عدا املقطع الول منه .راجع :ا� ري ي 115العز بن� عبد السالم.7 :1 , 116ا� أ� ّ العز ف احلن� ,ص.82 ي بن يب
| 461
Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
M. NAWAWI HAKIM
هت بخ هض ف تعريف خاص مب�قاصد رش ال� يعة 117.ىت الذ� اش�روا � و�م ي� هذا امليدان وح� العملاء ني أمثال ج ن وا� تيمية بن وي� والغزال بن الق� ,إال هنأ�م ّ تعرضوا فقط إىل التنصيص عىل وا� مي ي ال ي ال� يعة سواء أاكنت عامة أم ّ بعض مقاصد رش الشاط� هو شيخ خاصة .مبو�ا أن إالمام بي ف ن تعب� الريسو� 118,-الذي اكن هل الباع الطويل ي� احلديث عن هذا املقاصد –عىل ري ي حت املوضوع ,وهو أول من قام بتفريع هذا العمل وتنسيقه و� رير� مسائهل عىل ما هو عليه الباحث� به وبالكمه ف� هذا الشأن رث اليوم .حف� ّ ين أك� من امت ري ب أ�ن يكون امت اه�همم اه�م ي يعرف هفم�وم مقاصد رش بغ�ه .ىت ح� إن البعض ي ن الشاط� مل ّ ال� يعة حاولوا الذ� رأوا أن ري ب ي أ أ ن ّ ّ �حض ً اعت� المر وا ا ولكونه كتب كتابه تعليل ذلك بعدة علل. فالريسو� علل ذلك ب�نه رب أ رش ي 119امن خ ف الشاط� اكن اليو� ري�ى ذلك لن للعملاء والراس ي ن� ي� علوم ال� يعة .بي� الدكتور يب يب ف ًّ ف خاصا ي� احلدود وال ري�ى إالغراق ي� تفاصيل احلدود ,بل إنه ري�ى أن هني�ج هنم� ًجا الباحث� وهو الدكتور ّ التعريف حي�صل اب�لتقريب لملخاطب120.وقد رت عز اع�ض أحد ني ن أ ن ين الباحث� ب�ن ليس وغ�مها من الريسو� الد� بن� زغيبة عىل ما ذهب إليه واليو� ري ي بي ي ً ثمَ ّ�ة تعريفا ملقاصد رش الشاط�ّ . الشاط� ذكر تعريف املقاصد أن ر وقر عند يعة ال� ب ب ي ي أ ن أ ف الول :ف� قوهل( :إن الشارع قد قصد اب� رش لت� يع إقامة املصاحل الخروية موضع�. ي� ي ي ّ ّ الزء). والدنيوية ,وذلك عىل وجه ال ي خ�تل هلا به نظام ,ال حب�سب اللك وال حب�سب ج ّ ف ال�ع من وضع رش امللكف( :املقصد رش ال� يعة :إخراج الشاط� ملقاصد وذكر ي� تعريف ي بي ّ اختيارا امك هو ً ح� يكون ً 121 ً امللكف من داعية هواه ىت عبدا هلل اضطر ًارا). عبدا هلل ن اليو� ,ص .33وحرز هللا ,ص.15 117انظر عىل سبيل املثال: الريسو�ّ .أمحد ,نظرية املقاصد ,ص .5يب ي من ن ن ّ أ البيو� غا� ب�نه "مؤسس عمل املقاصد" ,راجع :مقاصد اه� إ� به لق و ص.5 املقاصد, الريسو� ,نظرية 118 رب مي ي ي مت وقضا� العرص ,ص .147ويبدو أن تلقيب الشاط� بشيخ املقاصد ّ ومؤسس عمله ري�جع إىل � ّي�هز رش ال� يعة اي بي ف ف ّ وتفرده مب� هن�ج شامل متاكمل � الالكم عن موضوع املقاصد .ميو�كن الرجوع ملعرفة ي ز ّ الشاط� ي� هذا مم�ات ي بي حت �هش بن بن امليدان إىل مقدمة الشيخ بكر � عبد هللا أبو زيد لكتاب املوافقات �قيق :م ور � حسن آل سملان, ً ف فقد ذكر فيه ّ عدة ّي ز الشاط� ي� دراسته لملقاصد مفصال. مم�ات ب ي ن الريسو� ,نظرية املقاصد ,ص .5وقد أشار إليه الدهلوي ,حيث قال :كيف وال ن تتب� أرساره إال ملن 119 ي رش ي ّ أ ّ ف رش مت� ّكن ف� العلوم رش ال�عية ب�رسها ,واستبد ي� الفنون إالهلية عن آخرها ,وال يصفو م� به إال ملن �ح هللا ي ّ أ نّ ال� ن لد�..وقال :وأما معرفة املقاصد ت عل�ا الحاكم فعمل دقيق ال ي خ�وض فيه إال من لطف لعمل صدره ب� هي هف ي ي ي ذهنه واستقام �مه .راجع :الدهلوي 5 :1 ,و .255 ف اليو� ,ي� اهلامش ص.34 120يب خ الد� بن� زغيبة ,2001 ,مقاصد رش الاصة اب� ّ 121عز ين لترصفات املالية ,ص .15وانظر تعليق الشيخ عبد ال� يعة ف الشاط� ,املوافقات ,ي� اهلامش.289 :2 , هللا دراز عليه: بي
462 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
أ وال ّ ة هفم�وم مقاصد رش دل عىل ّ أمه هتي�ا ال� يعة
ّ وذهب إىل هذا من قبهل الدكتور �مج ال ي ن إال أنه مل ّ يرصح. الد� حممد عطية, ف هّ أ ن ولكن يبدو أن هذا رت وغ�مها من الريسو� االع�اض ليس ي� حمل ,لن واليو� ري ب ي ي ً أ ً الباحث� مل ينكروا أن الشاط� ّقرر رش ين مقاصدا وأهدافا تتمثل اب�ملصاحل الخروية للت� يع ب ي ً والدنيوية ,من تعريفا ً خاصا ملقاصد رش ال� يعة امك هو عادة العملاء للشاط� وإ�ا مل يثبتوا أن ب ي ّ ف املذكورت� ي ن ين ين اللت� استدل هب�ما العبارت� ي� احلديث عن مثل هذا املوضوع .ولكتا تعريف� ,من ن الد� ف� رت ين الدكتور عز ي ن وإ�ا وغ�ه ليستا اع�اضه عىل ما ذهب إليه الريسو� ري ي ي ً تنصيص عىل أن رش وأهدافا من ور هئا�ا ,وال ّبد من التفريق هن بي�ما .وإال لل� يعة مقاصد ن تش�هما ف� رث 123 أك� من موضع. فالريسو� نفسه نقل بعض عبارات الشاط� هب ي ي بي ين ين املعارص� مي تقد� بعض التعاريف هلذا العمل, والباحث� وقد حاول بعض العملاء بعضا هنم�ا ً نذكر ً واحدا تلو واحد: ف حمييا هلذا العمل ّ يعت� ً ومقي ًدا هل ي� العرص احلديث ,فقد نبدأ اب� بن� عاشور الذي رب ف ال� يعة خ ال� يعة العامة ومقاصد رش ب� مقاصد رش ّفرق -رمحه هللا -ي ن الاصة ,وذكر ي� تعريفه لملقاصد العامة :ه ن املعا� واحلمك امللحوظة للشارع ف� �مج يع أحوال رش الت� يع ي ي ي ف رش هت أو معظمها ,حب�يث ال تخ�تص مالحظ�ا اب�لكون ي� نوع خاص من أحاكم ال� يعة, ن فيدخل ف� هذا أوصاف رش ال� ال تخ�لو رش ال� يعة هت واملعا� ت وغاي�ا العامة الت� يع عن ي ي ي أ ف ف ً هت مالحظ�ا ,ويدخل ي� هذا أيضا معان من احلمك ليست ملحوظة ي� رئ سا� أنواع الحاكم, خ هن 124امن ف بي� ي ف� تعريفه ملقاصد رش و هن كث�ة م�ا. ال� يعة الاصة ,قال: لك�ا ملحوظة ي� أنواع ري الكيفيات املقصودة للشارع لتحقيق مقاصد الناس النافعة ,أو حلفظ مصاحلهم العامة ُ ف سع�م ف� مصاحلهم خ خ هت الاصة ب إ�بطال ما أ ّسس هلم ي� ترصفا�م الاصة ,يك ال يعود هي ي حت ف ف من �صيل مصاحلهم العامة .ويدخل ي� ذلك لك حمكة روعيت ي� رشت� يع أحاكم ة ف ترصفات الناس ,مثل :قصد التوثق ف� عقد الرهن ,وإقامة نظام نز والعائل ي� عقد امل�ل ي 125 الناكح ,ودفع ال�رض ر املستدام ف� رش م�وعية الطالق. ي 122
الد� بن� زغيبة ,ص.15 122انظر :عز ني ن ن الريسو� نفسه وغ�ها .بل 123انظر عىل سبيل املثال: الريسو� ,نظرية املقاصد ,ص 187 ,171 ,152 ,13ري ي ي أ ف تقر�ه ب أ�ن الشاط� يثبت رش ت ن لل� يعة مصاحل معرض � وذلك , الد� عز الدكتور ذكرها ال� ري ي ي بي ذكر العبارة الوىل ي للعباد .راجع :ص.186 124بنا� عاشور ,ص.183 125بنا� عاشور ,ص.307-306
| 463
Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
M. NAWAWI HAKIM
ال� يعة –العامة خ وعند عالل الفاس :املراد مب�قاصد رش والاصة هنم�ا :-الغاية هنم�ا ي أ ف والرسار ت ال� وضهعا الشارع عند لك حمك من أحاكهما 126.يو� تعريفه لملقاصد العامة, ي أ قال :املقصد العام رش لل� يعة إالسالمية هو معارة الرض وحفظ نظام التعايش هيف�ا ين املستخلف� هيف�ا ,وقياهمم مب�ا لكفوا به من عدل واستقامة, واستمرار صالهحا بصالح أ ف ف ف وتدب� ملنافع و� العمل ,وإصالح ي� الرض ,واستنباط خل ري� هتا�ا ,ري ومن صالح ي� العقل ي ن اع�ا رش الريسو� مقاصد رش ال� يعة بقوهل :يه ي ت الميعّ 127. ال� يعة وتعمل وعرف ج ال� رت� هي ي حت هق ف ّ هن 128ف ف رش كث� م�ا .يو� تعريفه لملقاصد العامة أبوا�ا الت� يعية ,أو ي� ري عىل �قي�ا ي� لك هب أ امن حت هق 129 رش الغا�ت ت اليو� ّ عرف قال :اي ال� وضعت ال� يعة لجل �قي�ا ,ملصاحل العباد .بي� يب ي حن املقاصد بقوهل :املقاصد ه ن الت� يع ً ال� راعاها الشارع ف� رش ت معوما املعا� ِ ي ي ي واحلمك و�وها ي حت 130 ً وخصوصا ,من أجل �قيق مصاحل العباد. أ يتضح لنا من ّلك هذه التعاريف أن ّ الغا�ت والرسار املوجودة مردها واحد ,وهو اي ال� يعة ومبادؤها ألجل حت� هق ال� وضعت رش ت قي�ا ,ملصلحة العباد. واملقصودة ي خ الالصة: أ وال ة وبعد استعراض التعاريف اللغوية ملقاصد رش عل�ا من القرآن ال� يعة دل هي والست�هش اد ببعض أقوال العملاء ف� هت مي أمهي�ا ورسد التعاريف من الكر� والسنة النبوية إ ي تتب� لنا أمهية املوضوع ومعرفته للك دارس علوم رش املعارص� هلا ي ن ين ال� يعة بعض العملاء ي ين املسمل� اكفة. الغراء بل وللك
ن واليو� ,ص.35 الريسو� ,نظرية املقاصد ,ص.6 126انظر: يب ي ن واليو� ,ص.35 ص.6 املقاصد, نظرية , الريسو� 127 يب ي ن الريسو� ,نظرية املقاصد ,ص.7 128 ي ن الريسو� ,نظرية املقاصد ,ص.7 129 ي اليو� ,ص.37 130يب
464 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
أ وال ّ ة هفم�وم مقاصد رش دل عىل ّ أمه هتي�ا ال� يعة
املصادر واملراجع:
القرآن مي الكر�. البيو� من ن غا� وآخرون2007 ,م ,مقاصد رش وقضا� العرص ,لندن :مؤسسة ال� يعة اه� اي ربإ� مي ي رت سالم. الفرقان لل�اث إال ي ن الريسو�2008,م ,الفكر املقاصدي؛ قواعده وفوائده ,ط ,2ريب�وت :دار اهلادي. أمحد ي ن الر�ض :الدار الريسو�1992 ,م ,نظرية املقاصد عند إالمام أمحد الشاط� ,ط ,2اي ي بي سالم. العاملية للكتاب إال ي آ ن ف ن اللوس� .هش اب ي ن احلسي� ,روح الد� حممود بن� عبد هللا العظ� املعا� ي� ري تفس� القرآن مي ي ي ي والسبع ن املثا� ,ريب�وت :دار إحياء رتال�اث العر� ,بدون ات� ي خ ر�. بي ي أ حت الزهري .أبو منصور حممد بن� أمحد2001 ,م ,هت�ذيب اللغة ,ريب�وت :دار املعرفة� ,قيق: زك قامس. د .اير�ض ي أ احلس� بن� حممد بن� ّ ص� ن ال هف ين املفضل1997 ,م ,معجم مفردات ا� .الراغب أبو القامس ي تخ اه� مش�س ي ن ي الد�. إ� : ر� و� وتصحيح ضبط القرآن, ألفاظ ج رب مي ا� أ� العز ف بن بن عل بن� حممد1391 ,هـ ,رش�ح العقيدة الطحاوية ,ط,4 بي عل � حت ي احلن� .ي ي ر� :حممد ان�رص سالم� ,قيق ومراجعة :جلنة من العملاء ,تخ� ي ج ريب�وت :أ املكتب إال ي ن ين لبا�. الد� ال ي رتال�مذي .أبو عيىس حممد بن� عيىس بن� سورة1999 ,م ,نن س� رتال�مذي ,القاهرة :دار حت ىف مصط� ي ن الذه�. احلديث� ,قيق :د. حس� ب ي بن الر�ض� ,مج ع احلل�1381 ,هـ ,جمموع الفتاوى ,جدة :مطبعة اي ا� تيمية .أمحد بن� عبد مي رتو�تيب :عبد الرمحن بن� حممد بن� قامس وولده حممد. ىف ين املصط�2008 ,م ,فلسفة العبادات ,ط ,2ريب�وت :دار اهلادي. عل حس� ي احلسي� .رش ن اه� بن� حممد بن� امكل ي ن بن الد�1982 ,م ,البيان والتعريف ا� محزة ال� يف ربإ� مي ي ف� أسباب ورود احلديث رش ال� يف ,ريب�وت :املكتبة العملية. ي بن ا� خلدون .عبد الرمحن بن� حممد بن� حممد2003 ,م ,املقدمة ,ط ,8ريب�وت :دار الكتب العملية. حت بن الر�ن� ,قيق: ا� رجب احلنبل2000 .م ,جامع العلوم واحلمك ,ط ,2ريب�وت :مؤسسة اي ي
| 465
Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
M. NAWAWI HAKIM
بن عل حافظ. فؤاد � ي ّ الرح�1995 ,م ,جحة هللا البالغة ,ريب�وت :دار ول هللا أمحد بن� عبد مي الدهلوي .الشاه ّ حتي الكتب العملية� ,قيق :حممد سامل ها�مش . بن مي وتقد�: أ� بكر بن� عبد القادر ,مخ تار الصحاح ,دار املنار ,دراسة الرازي .حممد � ب ي الدكتور عبد الفتاح ربال�اكوي .بدون سنة. حت ف ن العظ�1998 ,م ,مناهل العرفان ي� علوم القرآن ,دار قتيبة� ,قيق الزرقا� .حممد عبد مي ي تخ ر� وتعليق :د .بديع السيد ّ اللحام. و� ي ج ف مي تفس� الكم املنان, تيس� الكر� الرمحن ي� ري السعدي .عبد الرمحن بن� ان�رص2000 ,م ,ري ة الرسال ,حت�قيق :عبد الرمحن بن� معال حي اللو�ق. ريب�وت :مؤسسة ف بن السيوط .جالل ي ن أ� بكر بن� حممد ,إالتقان ي� علوم القرآن, الد� عبد الرمحن � ب ي ي القاهرة :مكتبة دار رتال�اث ,حت�قيق :حممد أبو الفضل إ�اه� ,بدون ات� ير�.خ رب مي ف اه� بن� موىس اللخم1421 ,هـ ,املوافقات � أصول رش ال� يعة, الشاط� .أبو إحساق ربإ� مي ي ي بأ ي بن ّ حت �هش بن الردن :دار ا� عفان� ,قيق :أبو عبيدة م ور � حسن آل سملان. بن أ ف ال ي ن م�1426 ,هـ ,أضواء البيان ي� إيضاح القرآن اب�لقرآن ,مكة الشنقيط .حممد � ي املكرمة :دار عامل الفوائد ,رشإ�اف :بكر بن� عبد هللا أبو زيد. ن ن ن بن ف� الرواية والدراية من عمل القد� ج عل1991 ,م ,فتح ري ي الشواك� .حممد � ي الامع يب� ي التفس� ,دمشق :دار خ ال ري�. ري تأ جر�2005 ,م ,جامع البيان عن �ويل آي القرآن ,القاهرة: رب الط�ي ,أبو جعفر حممد بن� ري حت دار السالم� ,قيق :أمحد عبد الرزاق البكري ,حممد عادل حممد ,حممد عبد مرس عبد احلميد. اللطيف خلف ,وحممود ي أ عبد القادر بن� حرز هللا2005 ,م ,املدخل إىل عمل مقاصد رش ال� يعة من الصول النصية إىل إال ّ شاكليات املعارصة ,اململكة العربية السعودية :مكتبة الرشد. الكر� زيدان1999 ,م ,املدخل لدراسة رش مي ال� يعة إالسالمية ,ط ,16ريب�وت: عبد مؤسسة الرسال.ة رش سالم .ط .5مرص :دار املعارف. عل حسب هللا 1976 .م .أصول الت� يع إال ي ي رش سالم ,ط .2ريب�وت :دار الكتاب فتح رضوان 1975 .م .من فلسفة الت� يع إال ي ي
466 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
أ وال ّ ة هفم�وم مقاصد رش دل عىل ّ أمه هتي�ا ال� يعة
ن اللبنا�. ي أ ف ا� عبد السالم .أبو حممد عز ي ن بن الد� بن� عبد ي ز العز�1980 ,م ,قواعد الحاكم ي� مصاحل انأ اليل ,مراجعة وتعليق :طه عبد الرؤوف سعد. ال�م ,ط ,2ريب�وت :دار ج أ ا� عاشور .حممد الطاهر1999 ,م ,مقاصد رش بن ال� يعة إالسالمية ,الردن :دار النفائس, حت �قيق :حممد الطاهر امليساوي. خ رش عز ي ن بن ّ د� :مركز الد� � زغيبة2001 ,م ,مقاصد ال� يعة الاصة اب�لترصفات املالية ,ب ي �مج عية املاجد للثقافة رت وال�اث. أ الشقر2005 ,م ,املدخل إىل رش سالم, ال والفقه سالمية ال يعة ال� سل�ن عبد هللا إ إ معر امي ي أ الردن :دار النفائس. ن العسقال� .أمحد بن� ّ عل بن� جحر ,فتح الباري رش�ح حصيح البخاري ,القاهرة :املكتبة ي ي ق الد� خ البا� ,رشإ�اف :حمب ي ن الطيب, السلفية ,رت� ميق� وتبويب :حممد فؤاد عبد ي بدون سنة. أ ىف ف املستص� ي� عمل الصول ,ريب�وت :دار إحياء ال .أبو حامد حممد بن� حممد, الغز ي ضو ,بدون ات� ير�.خ رتال�اث العر� ,ط ,1اعتناء :ن ج�وى ّ بي ين بن زكر�1999 ,م ,مقاييس اللغة ,ريب�وت :دار ا� فارس .أبو احلس� أمحد بن� فارس بن� اي حت اليل� ,قيق وضبط :عبد السالم حممد هارون. ج ن التيس� هق الف�؛ رش م�وعيته وضوابطه وعوائده ,ريب�وت :دار الريسو�2007 ,م, قطب ري ي ي بن ا� حزم. ف القنو� .صديق حسن خان1992 ,م ,فتح البيان ي� مقاصد القرآن ,ريب�وت :املكتبة ج ي أ العرصية ,مي اه� النصاري. تقد� ومراجعة :عبد هللا بن� ربإ� مي ين ين بن الق� .مش�س ي ن بن العامل�, املوقع� عن رب أ� بكر1968 ,م ,إعالم ا� مي الد� حممد � ب ي الديدة ,مراجعة مي وتقد� :طه عبد الرؤوف سعد. مرص :مطبعة هنال�ضة ج ن ة بن الق� .مش�س ي ن بن الثا�. ا� مي أ� بكر ,الروح ,املكتبة الشامل ,إالصدار ي الد� حممد � ب ي العظ� ,ي ز كث� .أبو الفداء معاد ي ن بن تفس� القرآن ج�ة :مؤسسة قرطبة- الد�2000 ,م ,ري ا� ري مي حت ىف مصط� السيد حممد ,وحممد السيد رشاد, مكتبة أوالد الشيخ رتلل�اث� ,قيق: ق البا� ,وحسن عباس قطب. وعل أمحد عبد ي وحممد فضل العجماوي ,ي
| 467
Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015
M. NAWAWI HAKIM
سالم ,القاهرة� :مج عية الدراسات إالسالمية. حممد أبو زهرة1967 ,م ,موسوعة الفقه إال ي وعالق�ا اب� أل ة دل رش حممد سعد بن� أمحد بن� مسعود اليو�1998 ,م ,مقاصد رش هت ال�عية, ال� يعة بي رش اململكة العربية السعودية :دار اهلجرة للن� والتوزيع. ق البا�1997 ,م ,اللؤلؤ واملرجان اميف� اتفق عليه الشيخان ,ط ,3القاهرة: حممد فؤاد عبد ي ّ هف اه� بن� صادق بن� معران. دار احلديث ,أعد �ارسه :أبو حفص سيد بن� ربإ� مي الز�2004 ,م ,القرآن؛ ج رش حممود أمحد ي ن يع متجدد ,إالمارات العربية املتحدة: إعاز ت� ي دار البحوث للدراسات إالسالمية وإحياء رتال�اث. حممود شلتوت1997 ,م ,إالسالم عقيدة رشو� يعة ,ط ,17مرص :دار املعارف. ف الر�ض :دار الشبل رش للن� بلل1990 ,م ,إالنسان وحريته ي� إالسالم ,اي حممود حممد اب� ي والتوزيع والطباعة. ين الامع الصحيح ,ريب�وت :دار الكتب مسمل .أبو القش�ي2001 ,م ,ج احلس� بن� احلجاج ري العملية. ن ف ف ىف رش و�م ي ن الطو� ,ط ,2دار الد� سالم ج ي مصط� زيد1964 ,م ,املصلحة ي� الت� يع إال ي العر�. الفكر ب ي � بن� رش�ف1999 ,م ,حصيح مسمل رشب�ح النووي ,القاهرة :دار الفجر النووي .أبو اي زكر� حي ي أ تخ ات ر� وتعليق :الستاذ حممد حممد �مر. رتلل�اث ,مراجعة و� ي ج خ ن ئ اسا�1999 ,م ,نن بن بن بن س� عل � سنان حت الر ي ي النسا� .أبو عبد الرمحن أمحد � شعيب � ي ىف ئ مصط� حممد السيوط والسندي ,القاهرة :دار احلديث� ,قيق :د. النسا� رشب�ح ي ي ين الذه�. حس� ب ي عل بن� أمحد1998 ,م ,أسباب نز�ول القرآن ,ريب�وت :دار الكتب الواحدي. أبو احلسن ي حت ن بسيو� زغلول. العملية� ,قيق :امكل ي أ يوسف أمحد حممد البدوي2000 ,م ,مقاصد رش ال� يعة عند بن ا� تيمية ,الردن :دار النفائس. أ يوسف حامد العامل1991 ,م ,املقاصد العامة رش الوال�ت المريكية لل� يعة إالسالمية ,اي سالم. املتحدة :املهعد ي العال للفكر إال ي يوسف القرضاوي2001 ,م ,مدخل لدراسة رش ال� يعة إالسالمية ,ط ,2ريب�وت :مؤسسة ة الرسال. 468 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015