مفهوم مقاصد الشريعة والأدلّة على أهمّيتها

Page 1

‫أ‬ ‫وال ّ ة‬ ‫هفم�وم مقاصد رش‬ ‫دل عىل ّ‬ ‫أمه هتي�ا‬ ‫ال� يعة‬ ‫‪M. Nawawi Hakim‬‬ ‫‪IAI Nurul Hakim Kediri Lombok Barat‬‬ ‫‪nawawi_hakim89@yahoo.com‬‬

‫امللخص‬ ‫النوح وامليل عن رش�ائع ي ن‬ ‫الد� وتعاليمه ودوافع إالعراض عن بعض‬ ‫إن من أسباب ج‬ ‫ف‬ ‫قيق�ا‪ ,‬وهذا واقع َ‬ ‫الهل مب�قاصد الشارع وعدم العمل حب� هت‬ ‫مشاهد وحمسوس ي�‬ ‫أحاكهما هو ج‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ال� يعة وال ة‬ ‫معرفا عىل مقاصد رش‬ ‫دل‬ ‫حياتنا املعارصة‪ .‬وعليه جاء هذا البحث املتواضع ّ ِ‬ ‫هن ف‬ ‫ً‬ ‫مستخدما هن‬ ‫عىل ّ‬ ‫امل�ج‬ ‫امل�ج ي� هذه الدراسة دراسة مكتبية‬ ‫أمهية املعرفة هب�ا‪ .‬ويكون‬ ‫ئ‬ ‫والتحليل اب�لرجوع إىل الكتب الالصقة اب�ملوضوع‪ .‬هي�دف هذا البحث إىل‬ ‫ا�‬ ‫االستقر ي‬ ‫ي‬ ‫الد� مب�قاصد رش‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫املائل� عن ي ن‬ ‫ال� يعة‪ .‬فقد تناول فيه الباحث‬ ‫املسمل�‬ ‫توعية بعض‬ ‫أ‬ ‫ال� يعة وبعض أقوال العملاء هيف�ا وال ة‬ ‫ال�عية عىل هت‬ ‫دل رش‬ ‫تعريف مقاصد رش‬ ‫إثبا�ا امت‬ ‫واه�م‬ ‫ال� يعة واملعرفة اب� أل ة‬ ‫ال� يعة هب�ا وأمهية العمل هب�ا‪ .‬ونتيجة البحث إن العمل مب�قاصد رش‬ ‫رش‬ ‫دل‬ ‫ف‬ ‫رش‬ ‫ال�عية عىل هت‬ ‫أمهي�ا أمر همم للغاية وخاصة ي� العرص احلديث‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وال ّ ة‬ ‫الملكة الرأسية ‪ :‬مقاصد رش‬ ‫دل‬ ‫ال� يعة‬

‫‪| 443‬‬

‫‪Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫‪M. NAWAWI HAKIM‬‬

‫املقدمة‬

‫ال شك وال ريب‪ ,‬فإن احلديث عن مقصد من مقاصد رش‬ ‫ال�ع هلو من ّ‬ ‫أمه احلديث‪,‬‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ونواح�ا من ّ‬ ‫أمس احلاجة إليه‪ ,‬إذ به يعرف املرء الرسار‬ ‫جوان�ا‬ ‫هي‬ ‫وإن الالكم ي� بعض هب‬ ‫ال� يعة وأحاكهما ت رش‬ ‫و�لتال ي ز‬ ‫واحلمك املوجودة ف� ّلك مبادئ رش‬ ‫س�داد‬ ‫ي‬ ‫ال� �هعا هللا تعاىل‪ .‬اب ي‬ ‫ي‬ ‫خ‬ ‫بذلك ميإ�انه ريو�س به اعتقاده وتثبت به أقدامه مب�ا جاء به رسول هللا ‪-‬صىل هللا عليه‬ ‫عظ� عىل رش‬ ‫وسلمّ ‪ -‬من رش‬ ‫ال�ائع‪ .‬يقول بن‬ ‫ال� يعة‪,‬‬ ‫الق�‪« :‬وقع بسبب ج‬ ‫الهل به غلط مي‬ ‫ا� مي‬ ‫رش‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫أوجب من احلرج واملشقة وتلكيف ما ال سبيل إليه‪ .‬ما يعمل‬ ‫أن ال� يعة الباهرة ي‬ ‫ف‬ ‫ف ي� أعىل رتب املصاحل ال ت أ� ت� به»‪ 1.‬ويقول شيخه بن‬ ‫ا� تيمية ي� معرض حديثه عن‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫غ‬ ‫امت‬ ‫الد�ن‬ ‫املصلحة‬ ‫املرسل‪« :‬وهذا فصل مي‬ ‫ينب� االه�م به‪ ,‬فإن من هج�ته حصل ي� ي‬ ‫عظ� ي‬ ‫‪2‬‬ ‫عظ�»‪.‬‬ ‫اضطراب مي‬ ‫لمّ‬ ‫مّ‬ ‫مي‬ ‫الكر� ‪-‬صىل هللا عليه وس ‪ -‬وبعض أحصابه من بعده‪ّ ,‬إما‬ ‫فقد تلك هيف�ا رسولنا‬ ‫حي ً‬ ‫وإما ً‬ ‫ترص�ا ّ‬ ‫هت‬ ‫ملعايش�م الرسول –صىل هللا عليه وسمل‪-‬‬ ‫تمليحا‪ ,‬فاكنوا أعرف الناس هب�ا‬ ‫غ‬ ‫رش‬ ‫ينب� أن توضع إال ملصلحة‬ ‫‪ 3.‬واكن السلف الصاحل‬ ‫يعملون أن أال� يعة مل توضع وال ي‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫ال� ت‬ ‫خ‬ ‫ت‬ ‫سيأ� ذكرها‪ .‬وسلك مسلهكم من‬ ‫ي‬ ‫اللق‪ ,‬ملا ورد ي� ذلك من ال اي�ت والحاديث ي‬ ‫كث� من العملاء هق‬ ‫ان‬ ‫عرص� احلا�رض ‪ّ ,‬‬ ‫خاصة ّ‬ ‫املهتمون هنم�م بعمل أصول‬ ‫والف�اء إىل‬ ‫بعدمه ري‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫ال� يعة وفنا من هن‬ ‫عملا مستقال من علوم رش‬ ‫الفقه‪ ,‬إىل أن صار هذا العمل ً‬ ‫املعت�ة‬ ‫فنو�ا رب‬ ‫يستغ� عنه دارسو علوم رش‬ ‫ن‬ ‫ال� يعة‪ 4.‬وملعرفة قدر هذا العمل عند العملاء‪ ,‬مي�كن أن‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ول هللا الدهلوي‪ ,‬حيث قال‪:‬‬ ‫نلخصه مب�ا قاهل الشاه ّي‬ ‫ّ‬ ‫وأمع�ا ً‬ ‫أدق الفنون احلديثية ب أ�رسها عندي‪ ,‬هق‬ ‫حمتدا‪ ,‬وأرفهعا ً‬ ‫منارا‪ ,‬وأوىل‬ ‫«هذا وإن‬ ‫ة‬ ‫ً‬ ‫نز‬ ‫العلوم رش‬ ‫ال�عية عن آخرها اميف� أرى‪ ,‬وأعالها م�ل وأعظمها مقدارا‪ ,‬هو عمل أرسار ي ن‬ ‫الد�‪,‬‬ ‫ّ‬ ‫ين‬ ‫املوق ي ن‬ ‫بن‬ ‫الق�‪ ,‬مش�س ي ن‬ ‫‪ 1‬بن‬ ‫العامل�‪.3 :3 ,1968 ,‬‬ ‫ع� عن رب‬ ‫أ� بكر‪ ,‬إعالم‬ ‫ا� مي‬ ‫الد� حممد � ب ي‬ ‫‪ 2‬بن‬ ‫ا� تيمية‪ ,‬مج موع الفتاوى‪.343 :11 ,‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫رش‬ ‫ن‬ ‫امت‬ ‫امن‬ ‫والتابع� ملقاصد ال� يعة‪ ,‬انظر‪ :‬الدهلوي‪ .12-11 :1 ,‬أيضا‪:‬‬ ‫‪ 3‬ملعرفة بعض ال�ذج من اه�م بعض الصحابة‬ ‫ي‬ ‫البدوي‪ .‬يوسف أمحد حممد‪ ,‬مقاصد رش‬ ‫ال� يعة عند بن‬ ‫ا� تيمية‪ ,2000 ,‬ص‪.67‬‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ىف‬ ‫مت‬ ‫الباحث� ات� ي خ‬ ‫ّ‬ ‫ز‬ ‫‪ 4‬وقد ّ‬ ‫ين‬ ‫ر� عمل املقاصد وتطوره من قبل � ي�ها � املؤلفات الصولية وبعدها ي ئ‬ ‫تتبع بعض‬ ‫بش�‬ ‫من التفصيل والتوسع‪ .‬راجع عىل سبيل املثال‪ :‬عبد القادر حرز هللا‪ ,‬املدخل إىل عمل مقاصد رش‬ ‫ال� يعة من‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫الصول النصية إىل إال ّ‬ ‫الريسو�‪ ,‬نظرية املقاصد عند‬ ‫شاكليات املعارصة‪ ,2005 ,‬ص‪ 25‬وما بعدها‪ .‬أمحد‬ ‫ي‬ ‫إالمام الشاط�‪ ,1992 ,‬ط‪ ,2‬ص‪ 25‬وما بعدها‪ .‬واليو�‪ .‬حممد سعد بن� أمحد بن� مسعود‪ ,‬مقاصد رش‬ ‫ال� يعة‬ ‫بي‬ ‫أ ب ةي‬ ‫دل رش‬ ‫هت‬ ‫ال�عية‪ ,1998 ,‬ص‪ 47‬وما بعدها‪.‬‬ ‫وعالق�ا اب�ل‬

‫‪444 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫أ‬ ‫وال ّ ة‬ ‫هفم�وم مقاصد رش‬ ‫دل عىل ّ‬ ‫أمه هتي�ا‬ ‫ال� يعة‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫هت هف‬ ‫ومل هت‬ ‫الحاكم ّ‬ ‫وناك�ا‪� ,‬و –وهللا‪ -‬أحق‬ ‫يا�ا‪ ,‬وأرسار خواص المعال‬ ‫الباحث عن ِحمك‬ ‫أ‬ ‫العلوم أ�ن يرصف فيه من أطاقه نفائس الوقات‪ ,‬ويتخذه ّ‬ ‫عدة ملعاده بعدما فرض عليه‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫‪5‬‬ ‫رش‬ ‫الريسو�‪:‬‬ ‫بص�ة اميف� جاء به ال�ع‪ ».‬وقال‬ ‫يص� إالنسان عىل ري‬ ‫من الطاعات‪ ,‬إذ به ري‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫وغ�ه من ن‬ ‫معا� مقاصد‬ ‫تقدم‬ ‫ما‬ ‫عرفة‬ ‫�‬ ‫املتشبع‬ ‫الفكر‬ ‫هو‬ ‫أوال‬ ‫«فالفكر املقاصدي‬ ‫مب‬ ‫ري‬ ‫ي‬ ‫ومضامي�ا‪ ,‬من حيث االطالع هف‬ ‫‪6‬‬ ‫رش‬ ‫هن‬ ‫وال�م واالستيعاب»‪.‬‬ ‫ال� يعة وأسهسا‬ ‫ّ ف‬ ‫مف�عرفة مقصد من مقاصد رش‬ ‫واملهمة ي� إصدار‬ ‫ال�ع يه إحدى الوسائل العملية‬ ‫ال ة‬ ‫هئ‬ ‫معليا عىل أرض الواقع وفق قواعد رش‬ ‫احلمك وتطبيقه ًّ‬ ‫ال� يعة ّ‬ ‫ليل‬ ‫الغراء‬ ‫ومباد�ا ج‬ ‫من ريغ� أن رتي� ّتب عليه حنا�الل ف� حياة إالنسان أفر ًادا و�مج اعات‪ ,‬و كذا ف� ّ‬ ‫تصورمه‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫هف‬ ‫ن‬ ‫اعت�وا‬ ‫الذ� رب‬ ‫للمور و�مها عىل الوجه الصحيح‪ .‬ولعل الدهلوي هو أرصح العملاء ي‬ ‫ّ‬ ‫عمل مقاصد رش‬ ‫ال� يعة وأرسارها من مض�ن العلوم احلديثية اميف� نعمل‪ ,‬وهذا إن دل عىل‬ ‫ّ‬ ‫ئ هف‬ ‫يدل عىل دقته ّ‬ ‫ال�عية‪ ,‬إذ ال ي خ� ىف� عىل أحد أن رش‬ ‫وتبحره ف� العلوم رش‬ ‫ال� يعة‬ ‫ش� �و‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الوح‪ ,‬كتاب هللا تعاىل وسنة رسوهل ‪-‬صىل هللا عليه‬ ‫الرئيس هو‬ ‫إالسالمية مصدرها‬ ‫ي‬ ‫ي أ‬ ‫لمّ‬ ‫حن‬ ‫وسلمّ ‪ .-‬ومن املعلوم أن من ّ‬ ‫الن� ال كرم ‪-‬صىل هللا عليه وس ‪� -‬و القرآن مي‬ ‫الكر�‬ ‫هممة‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ْ َ ّ َ َ ُّ َ ْ َ َ‬ ‫ت‬ ‫ات و‬ ‫الز رُ ب ِ� َوأ نْ زَ�ل َنا ِإل ْيك‬ ‫البيان والتوضيح ج�اه المة اميف� يوىح إليه‪ ,‬امك قال تعاىل‪ :‬باِ�لب ِين ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ ْ ُ َ ّ نَ َّ‬ ‫َ هْ ْ َ َ َ َّ ُ ْ َ َ َ َّ ُ َ ‪7‬‬ ‫اس َما نُزّ ِ�ل ِإل ي ِ�م ولعلهم يتفكرون‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الذك َر ِلتب ِي� ِللن ِ‬ ‫ة‬ ‫وعىل هذا فإن احلديث عن مقاصد رش‬ ‫حصيل معرفية تشبع هن�منا‬ ‫ال� يعة ليس جمرد‬ ‫هف‬ ‫ف‬ ‫ان‬ ‫ف� هف�م رش‬ ‫املعر� رثب�وة من احلمك واملقاصد‬ ‫رصيد�‬ ‫ام�ا‪ ,‬وتشحن‬ ‫ال� يعة وأهدا�ا ومر هي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫�شئ من ً ف‬ ‫خ‬ ‫رش‬ ‫والزئية‪ ,‬لل� يعة إالسالمية‪ ,‬بل يه إىل هذا لكه تن �طا ي�‬ ‫العامة والاصة‪ ,‬اللكية ج‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫هف‬ ‫والتفك�‪ 8.‬و ّ‬ ‫لنتعرف عىل م�وم مقاصد‬ ‫وتعط هنم� ًجا ي� النظر‬ ‫هفال�م والتصور للمور‪,‬‬ ‫ري‬ ‫ي‬ ‫رش‬ ‫ً‬ ‫ال� يعة ي ٍ ئ‬ ‫و�هلل‬ ‫بش� من التفصيل مع ذكر بعض أقوال العملاء هيف�ا‬ ‫تقريبا لملراد‪ ,‬اب‬ ‫التوفيق والسداد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ال ّول‪ :‬تعريف مقاصد رش‬ ‫واصطالحا‬ ‫ال� يعة لغة‬ ‫املطلب‬ ‫ن ف‬ ‫وه االبتداء‬ ‫فامك جرت عادة العملاء‬ ‫ي‬ ‫والباحث� ي� الالكم عن مثل هذه القضية ي‬ ‫املعا� اللغوية واالصطالحية‪ ,‬فأبدأ هذا البحث بذكر ن‬ ‫بذكر ن‬ ‫املعا� اللغوية واالصطالحية‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪ 5‬الدهلوي‪.4 :1 ,‬‬ ‫ن‬ ‫الريسو�‪ .‬أمحد‪ ,‬الفكر املقاصدي؛ قواعده وفوائده‪ ,2008 ,‬ط‪ ,2‬ص‪.30‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ي‬ ‫‪ 7‬القرآن‪ ,‬النحل‪.44 :16‬‬ ‫ن‬ ‫الريسو�‪ ,‬الفكر املقاصدي‪ ,‬ص‪.33‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ي‬ ‫‪| 445‬‬

‫‪Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫‪M. NAWAWI HAKIM‬‬

‫ً أ‬ ‫ً‬ ‫املعت�ة‪.‬‬ ‫اقتداء هب�م‬ ‫وأداء للمانة العملية رب‬ ‫ف‬ ‫فإن ملكة (مقاصد رش‬ ‫إضا� تتكون من ملكة (مقاصد) وملكة‬ ‫ال� يعة) مركب‬ ‫ي‬ ‫الد�‪ ,‬ومقاصد رش‬ ‫رش‬ ‫ين‬ ‫والباحث� مب�قاصد ي ن‬ ‫الت� يع‪ ,‬ومقاصد‬ ‫وع�ها بعض العملاء‬ ‫(ال� يعة)‪ .‬برّ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫رش‬ ‫ين‬ ‫ولن ي ن‬ ‫ولكها تتجه إىل ىن‬ ‫الملكت� مركب ف ي ّ‬ ‫فبالتال ّ‬ ‫سنعرف‬ ‫إضا�‪,‬‬ ‫هات�‬ ‫مع� واحد‪.‬‬ ‫ال�ع‪,‬‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫لكت�ما ً‬ ‫لملع� املراد‪ ,‬فاهلل ي ن‬ ‫تقريبا ىن‬ ‫املع�‪:‬‬ ‫لك واحدة من هي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ميم مأخوذ من الفعل (ق َص َد)‪.‬‬ ‫املقاصد لغة‪� :‬مج ع َمق َصد‪ ,‬واملقصد‪ :‬مصدر‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫فالصل فيه قصدته ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫(القصد) وملكة (املق َصد)‬ ‫ومقص ًدا‪ 9.‬وعىل هذا فإن ملكة‬ ‫قصدا‬ ‫ن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ىن‬ ‫معا�‪ ,‬لك عىل حسب موقعه‬ ‫مب�ع� واحد‪ .‬وقد ذكر اللغويون أن القصد ري�اد به عدة ي‬ ‫ف‬ ‫مل‪ .‬من هذه ن‬ ‫ال ة‬ ‫املعا�‪:‬‬ ‫ي� ج‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ىن أ‬ ‫ّ‬ ‫الول‪ :‬امت‬ ‫االع�د‪ ,‬وال ّم‪ ,‬وإتيان ي ئ‬ ‫والتوجه‪ ,‬تقول‪ :‬قصده‪ ,‬وقصد هل‪ ,‬وقصد‬ ‫الش�‪,‬‬ ‫• املع�‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ ‪10‬‬ ‫البجل لنفر من الناس‬ ‫إليه إذا أمه‪ .‬ومنه ما قاهل‬ ‫الصحا� جالليل جندب بن� عبد هللا ي‬ ‫يب‬ ‫رش‬ ‫الزب�‪ ,‬ومن مقوالته‪( :‬فاكن رجل من امل� ي ن‬ ‫زمن فتنة بن‬ ‫ك� إذا شاء أن يقصد إىل‬ ‫ا� ري‬ ‫‪11‬‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫املسمل� قصد غفلته‪.)..‬‬ ‫املسمل� قصد هل وقتهل‪ ,‬وإن رجال من‬ ‫رجل من‬ ‫ن‬ ‫‪12‬‬ ‫ىن‬ ‫الثا�‪ :‬استقامة الطريق وهسولته‪.‬‬ ‫• املع� ي‬ ‫َ َ لىَ هَّ‬ ‫الل َق ْص ُد َّ‬ ‫ومن هذا ىن‬ ‫الس ِب ِيل َو ِم نهْ َ�ا َج ئرِ ٌا� َوَل ْو َش َاء هَ َل َد مُ ْ‬ ‫اك‬ ‫املع� قوهل تعاىل‪ :‬وع‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫نَ ‪13‬‬ ‫أ جمْ َ‬ ‫� ِع ي�‪.‬‬

‫قال بن‬ ‫املستق� الذي ال اعوجاج فيه»‪.‬‬ ‫الط�ي‪« :‬والقصد من الطريق‬ ‫جر� رب‬ ‫مي‬ ‫ا� ري‬ ‫آ‬ ‫ين‬ ‫ويقول الشنقيط‪« :‬فاعمل أن ف ي� ىن‬ ‫الكر�ة هج‬ ‫معروف� للعملاء‪ ,‬ولك‬ ‫و� ي ن�‬ ‫مع� الية‬ ‫مي‬ ‫أ‬ ‫ي ف‬ ‫هن‬ ‫هن‬ ‫ت‬ ‫ال� يه قصد السبيل‬ ‫م�ما هل مصداق ي� كتاب هللا‪...‬الول م�ما‪ :‬أن طريق احلق ي‬ ‫ة‬ ‫موصل إليه‪ ,‬ليست حائدة‪ ,‬وال رئ‬ ‫جا�ة عن الوصول إليه وإليه مرضاته‪..‬‬ ‫عىل هللا‪ ,‬أي‬ ‫‪14‬‬

‫ين‬ ‫‪ 9‬بن‬ ‫زكر�‪ ,1999 ,‬مقاييس اللغة‪.95 :5 ,‬‬ ‫ا� فارس‪ .‬أبو‬ ‫احلس� أمحد بن� فارس بن� اي‬ ‫اليو�‪ ,‬ص‪.26‬‬ ‫‪ 10‬ي ب‬ ‫‪ 11‬راجع احلديث بامكهل ي ف�‪ :‬مسمل‪ ,‬كتاب إال مي�ان‪ ,‬اب�ب حت‬ ‫ر� قتل الاكفر بعد أن قال ال إهل إال هللا‪ ,‬رب��مق ‪,97‬‬ ‫�‬ ‫مي‬ ‫ص‪.56‬‬ ‫اليو�‪ ,‬ص‪.26‬‬ ‫‪ 12‬ي ب‬ ‫‪ 13‬القرآن‪ ,‬النحل‪.9 :16‬‬ ‫ت‬ ‫جر�‪ ,‬جامع البيان عن أ�ويل آي القرآن‪ .4955 :6 ,2005 ,‬والسعدي‪ .‬عبد الرمحن بن�‬ ‫الط�ي‪ .‬حممد بن�‬ ‫‪ 14‬رب‬ ‫ري ف‬ ‫تيس� مي‬ ‫تفس� الكم املنان‪ ,2000 ,‬ص‪.436‬‬ ‫الكر� الرمحن ي� ري‬ ‫ان�رص‪ ,‬ري‬

‫‪446 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫أ‬ ‫وال ّ ة‬ ‫هفم�وم مقاصد رش‬ ‫دل عىل ّ‬ ‫أمه هتي�ا‬ ‫ال� يعة‬

‫ّ‬ ‫ن‬ ‫جل وعال أن ي ن‬ ‫يب� لمك طريق احلق عىل ألسنة رسهل»‪ 15.‬وبه قال‬ ‫الثا�‪ :‬أي عليه‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫‪16‬‬ ‫مستق�‪ 17.‬امك قال الناظم‪:‬‬ ‫هسل‬ ‫أي‬ ‫قاصد‪:‬‬ ‫طريق‬ ‫ويقال‪:‬‬ ‫عنه‪.‬‬ ‫زهري‬ ‫ال‬ ‫الليث امك نقهل‬ ‫مي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كاَ‬ ‫ّ‬ ‫املستق�‪ .‬ومنه قوهل تعاىل‪ :‬ل ْو ن َع َر ًضا ق ِر ًيبا‬ ‫فصد عن هن�ج الطريق القاصد‪ 18.‬أي‬ ‫مي‬ ‫ٰ‬ ‫ُّ َّ ُ َ َ َ ْ ُ َ هَّ‬ ‫لل َلو ْاس َت َط ْع َنا َ خَ‬ ‫َو َس َف ًرا َق ِ ً اَ َّ َ ُ َ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ هْ‬ ‫ل َر ْج َنا‬ ‫اصد َا َلتبعوك ول ِكن بعدت َعل ي ِ� ُم َالشقة وسيح ِلفون باِ� ِ ِ‬ ‫كاَ‬ ‫ك يهُ ْ� ِل ُكون أ ْنفُسهَُ ْم َو هَُّ‬ ‫‪19‬‬ ‫َم َع مُ ْ‬ ‫الل َي ْعلمَُ ِإ نهَُّ� ْم ل ِذ ُبون ‪.‬‬ ‫ً ‪20‬‬ ‫قال السعدي‪ :‬أي ً‬ ‫قريبا هسال‪.‬‬ ‫كب�ا‪ّ ,‬‬ ‫ال� يعة ري ً‬ ‫صغ�ا اكن أم ري ً‬ ‫املع� ينبئنا ب أ�ن أي مقصد من مقاصد رش‬ ‫هف�ذا ىن‬ ‫عاما‬ ‫خاصا‪ ,‬عرفه إالنسان أم مل يعرفه‪ ,‬فإنه ّ‬ ‫اكن أو ّ‬ ‫املستق� ومفض إىل‬ ‫مؤد إىل الطريق‬ ‫مي‬ ‫ً أ‬ ‫ف‬ ‫احلك� خ‬ ‫العل� مب�صاحل‬ ‫معا‪ ,‬لنه من عند هللا‬ ‫السبيل السوي ي� االعتقاد والعمل‬ ‫ال ريب� مي‬ ‫مي‬ ‫عباده ومضارمه‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫• ىن‬ ‫املع� الثالث‪ :‬العدل والتوسط وعدم إالفراط‪.‬‬ ‫ًّ ف‬ ‫فوروده هب�ذا ىن‬ ‫تعاىل حاكية‬ ‫قوهل‬ ‫ومنه‬ ‫والسنة‪.‬‬ ‫الكتاب‬ ‫نصوص‬ ‫�‬ ‫كث� جدا‬ ‫املع� ري‬ ‫ي‬ ‫َ َّ َ َ أَ‬ ‫ْ ْ ف ْ َ ْ ُ‬ ‫ات‬ ‫عن وصية لقمان البنه‪َ :‬واق ِصد ِ ي� َمش ِيك َواغض ْض ِمن َصو ِتك ِإن أنك َرال ْص َو ِ‬ ‫َل َص ُ‬ ‫‪22‬‬ ‫وت َ‬ ‫احل ِم ري ِ�‪.‬‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫ح� يكون ً‬ ‫مشيا ي ن‬ ‫الية‪ :‬واعدل فيه ىت‬ ‫ب�‬ ‫تفس�ه هلذه‬ ‫يؤكد هذا ما قاهل الزمخ رش�ي ي� ري‬ ‫مشي� ال ّ‬ ‫امل� ي ن‬ ‫ين‬ ‫تدب دبيب امت‬ ‫وت� وال تثب وثيب الشطار‪ 23.‬وكذا قول‬ ‫القرط� ي ف� نفس‬ ‫يب‬ ‫آ‬ ‫ً‬ ‫الية‪ :‬أي ّ‬ ‫ً‬ ‫ئ‬ ‫لبط� املتثبط‬ ‫توسط فيه‪ 24.‬وما‬ ‫ا� ً ري‬ ‫قاهل بن‬ ‫كث�‪ :‬أي امش مشيا مقتصدا ليس اب� ي‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ب� نَ‬ ‫الكر� –عليه الصالة‬ ‫ب�‪ 25.‬ويقول الرسول‬ ‫وال اب�لرسيع املفرط‪ ,‬بل عدال وسطا ي ن ي‬ ‫مي‬ ‫أ ن‬ ‫يس�‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ي‬ ‫م�‪ ,‬أضواء البيان ي ف� إيضاح القرآن اب�لقرآن‪ ,268-267 :3 ,1426 ,‬بترصف ري‬ ‫الشنقيط‪ .‬حممد ال ي‬ ‫أ‬ ‫هت‬ ‫‪ 16‬الزهري‪ .‬أبو منصور حممد بن� أمحد‪� ,2001 ,‬ذيب اللغة‪.2971 :3 ,‬‬ ‫اليو�‪ ,‬ص‪.27‬‬ ‫‪ 17‬ي ب‬ ‫الط�ي‪.4955 :6 ,‬‬ ‫‪ 18‬رب‬ ‫‪ 19‬القرآن‪ ,‬التوبة ‪.42 :9‬‬ ‫ن‬ ‫العظ�‪.210 :7 ,2000 ,‬‬ ‫تفس� القرآن‬ ‫الد�‪,‬‬ ‫ري‬ ‫ا� ري‬ ‫كث�‪ .‬أبو الفداء معاد ي‬ ‫‪ 20‬السعدي‪ ,‬ص‪ .338‬وانظر‪ :‬بن‬ ‫مي‬ ‫اليو�‪ ,‬ص‪.27‬‬ ‫‪ 21‬ي ب‬ ‫‪ 22‬القرآن‪ ,‬لقمان‪.19 :31‬‬ ‫خ‬ ‫وارزم‪ ,1966 ,‬الكشاف عن حقائق نز‬ ‫‪ 23‬الزمخ رش‬ ‫الت� يل وعيون‬ ‫�ي‪ .‬أبو القامس جار هللا حممود بن� معر ال ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫القاويل ي� وجوه التأويل‪.234 :3 ,‬‬ ‫أ‬ ‫‪24‬‬ ‫القرط�‪ ,2002 ,‬جالامع لحاكم القرآن‪.50 :14 ,‬‬ ‫يب‬ ‫العظ�‪.58 :11 ,‬‬ ‫تفس� القرآن‬ ‫كث�‪,‬‬ ‫ري‬ ‫ا� ري‬ ‫‪ 25‬بن‬ ‫مي‬ ‫‪| 447‬‬

‫‪Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫‪M. NAWAWI HAKIM‬‬

‫أ‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫ً‬ ‫«ال ان‬ ‫‪26‬‬ ‫مش�ا)‬ ‫الشيطان»‪.‬‬ ‫من‬ ‫والعجل‬ ‫هللا‪,‬‬ ‫من‬ ‫ة‬ ‫�‬ ‫والسالم‪:-‬‬ ‫ا�‬ ‫يقول‬ ‫الق� مومئا (أي ري‬ ‫بن‬ ‫مي‬ ‫فإ�ا خفة وطيش‪ّ ,‬‬ ‫ة‬ ‫العجل من الشيطان‪ ,‬هن‬ ‫إىل ىن‬ ‫وحدة‬ ‫مع� هذا احلديث‪« :‬وهلذا اكنت‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ي� العبد مت�نعه من التثبت والوقار واحلمل‪ ,‬وتوجب هل وضع الشياء ي� ريغ� موضهعا‪,‬‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫ال�ور‪ ,‬متو�نعه ً‬ ‫و�لب عليه ً‬ ‫أنواعا من خ‬ ‫أنواعا من رش‬ ‫ال ري�‪ ,‬وه ي ن‬ ‫قر� الندامة‪ ,‬فقل من‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫‪27‬‬ ‫ومت� ي�هش ده العقل والواقع‪.‬‬ ‫استعجل إال ندم»‪ .‬وهذا الكم حق ي‬ ‫ف‬ ‫«�ب القصد واملداومة‬ ‫وقد ّبوب إالمام البخاري ي� حصيحه من كتاب الرقاق اب‬ ‫َ‬ ‫ن ًّ‬ ‫عىل العمل»‪ .‬قال احلافظ بن‬ ‫العسقال� معلقا عليه‪ :‬اب(�ب الق ْصد) بفتح القاف‬ ‫ا� جحر‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫ة‬ ‫املعتدل‪ 28.‬ومن أالحاديث ي ت‬ ‫املهمل‪ ,‬هو سلوك الطريق‬ ‫وسكون‬ ‫ال� أوردها البخاري ي ف�‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪29‬‬ ‫ا� جحر‪ :‬أي‬ ‫هذا الباب‪ ,‬قوهل ‪-‬صىل هللا عليه وسمل‪..( :-‬القصد القصد تبلغوا)‪ .‬قال بن‬ ‫ن‬ ‫‪30‬‬ ‫ىّ‬ ‫احلس� ابنه عبد‬ ‫الزموا الطريق الوسط املعتدل‪ .‬وما أحسن ما وص به طاهر أ بن� ّ ي‬ ‫هللا ف ي� كتاب هعد إليه‪ ,‬إذ قال فيه‪« :‬وعليك �ابالقتصاد ف ي� المور لكها‪ ,‬فليس ي ئ‬ ‫ش�‬ ‫ً‬ ‫والأخص ً‬ ‫أب� ً‬ ‫ّ‬ ‫ين‬ ‫أمنا‪ ,‬وال أ�مج ع فضال منه‪ .‬والقصد داعية إىل الرشد‪ ,‬والرشد دليل‬ ‫نفعا‪,‬‬ ‫الد� نن‬ ‫عىل التوفيق‪ ,‬والتوفيق قائد إىل السعادة‪ .‬وقوام ي ن‬ ‫والس� اهلادية �ابالقتصاد‪ ,‬رثفآ�ه‬ ‫ف� دينك ّلكها»‪ 31.‬ومن هذا ىن ً‬ ‫جا� بن� مسرة ‪-‬ر ي�ض هللا عنه‪ -‬أنه‬ ‫ي‬ ‫املع� أيضا‪ ,‬ما ورد عن رب‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫أصل مع رسول هللا ‪-‬صىل هللا عليه وسمل‪ -‬فاكنت صالته قصدا وخطبته‬ ‫قال‪( :‬كنت ي‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫قص ًدا)‪ 32.‬قال النووي ي ف� رش‬ ‫ب� الطول الظاهر والتخفيف‬ ‫�حه هلذا احلديث‪ :‬أي ي‬ ‫‪33‬‬ ‫املاحق‪.‬‬ ‫امل�وم الصق ًّ‬ ‫هف�ذا هف‬ ‫ال� من خصائهصا ّي ز‬ ‫جدا اب� رشل� يعة إالسالمية ت‬ ‫ومم� هتا�ا الظاهرة‬ ‫ي‬ ‫هت أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫هن‬ ‫ف رش‬ ‫ت‬ ‫محل�ا المم السابقة ربع� القرون‪,‬‬ ‫ال�‬ ‫ي� الت� يع أ�ا مبنية عىل نسخ الصار والغالل ي‬ ‫مئ‬ ‫هن‬ ‫رش‬ ‫ت‬ ‫وال�‬ ‫وأ�ا مزاج من مال�ة الفطرة ومراعاة الطاقة الب� ية ومحاية املصاحل املرجوة‪ ,‬ي‬ ‫ة‬ ‫رت‬ ‫رت‬ ‫نن رت‬ ‫ال� والصل‪ ,‬اب�ب ماجاء ي ف�‬ ‫‪ 26‬أخرجه ال� مقمذي‪ ,‬راجع‪ :‬ال�مذي‪ .‬أبو عيىس‪ ,1999 ,‬س� ال�مذي‪ ,‬كتاب رب‬ ‫ن‬ ‫ة‬ ‫والعجل‪ ,‬ر� ‪ .135 :4 ,2013‬وقال‪ :‬حديث غريب‪.‬‬ ‫التأ�‬ ‫ي‬ ‫الق�‪ ,‬الروح‪ ,‬ص‪.258‬‬ ‫‪ 27‬انظر‪ :‬بن‬ ‫ا� مي‬ ‫ّ‬ ‫عل ا� جحر‪ ,‬فتح الباري رش‬ ‫ن‬ ‫�ح حصيح البخاري‪ .295 :11 ,‬بدون سنة‪.‬‬ ‫�‬ ‫أمحد‬ ‫‪.‬‬ ‫العسقال�‬ ‫‪28‬‬ ‫ي‬ ‫بن ي بن‬ ‫ف‬ ‫‪ 29‬أخرجه البخاري ي� الصحيح‪ ,‬كتاب الرقاق‪ ,‬اب�ب القصد واملداومة عىل العمل‪ ,‬رب��مق ‪.298-297 :4 ,6463‬‬ ‫ين‬ ‫العسقال�‪ ,‬فتح الباري‪.298 :11 ,‬‬ ‫‪30‬‬ ‫ا� خلدون‪ .‬عبد الرمحن بن� حممد‪ ,2001 ,‬املقدمة‪ ,‬ط‪ ,8‬ص‪.240‬‬ ‫‪ 31‬انظر‪ :‬بن‬ ‫خ‬ ‫‪ 32‬أخرجه مسمل ي ف� حصيحه‪ ,‬كتاب جالمعة‪ ,‬اب�ب تخ�فيف الصالة والطبة‪ ,‬ر�مق ‪ ,866‬ص‪.310‬‬ ‫‪ 33‬النووي‪ .382 :3 ,‬وانظر ً‬ ‫ين‬ ‫العسقال�‪ ,‬فتح الباري‪.295 :11 ,‬‬ ‫أيضا‪:‬‬

‫‪448 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫أ‬ ‫وال ّ ة‬ ‫هفم�وم مقاصد رش‬ ‫دل عىل ّ‬ ‫أمه هتي�ا‬ ‫ال� يعة‬

‫اكنت هف‬ ‫تاكلي�ا ة‬ ‫مفرقة ّ‬ ‫قليل ميسورة اب�لنسبة إللنسان‪ ,‬وأن رشت� هت‬ ‫يعا�ا ّ‬ ‫ومنجمة‪ ,‬ال إفراط‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫هيف�ا وال تفريط‪ ,‬بل يه لكها وسط امك أن هذه المة أمة وسط‪.‬‬ ‫مف‬ ‫ف‬ ‫• وأما ملكة رش‬ ‫وه مورد الشاربة‪ 34.‬يوه تطلق عىل‬ ‫ال� يعة ي� اللغة‪ � :‬رش�عة املاء‬ ‫ي‬ ‫َّثمُ‬ ‫ن‬ ‫الد�‪ ,‬ة‬ ‫وامل�اج‪ ,‬والطريقة‪ ,‬واهلدى‪ ,‬والسنة‪ .‬هن‬ ‫واملل‪ ,‬هن‬ ‫معا�‪ ,‬هنم�ا‪ :‬ي ن‬ ‫وم�ا قوهل تعاىل‪� :‬‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْأ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ لىَ شرَ‬ ‫َّ عهْ َ َ اَ َ َّ ْ ْ َ َ َّ نَ اَ َ ْ لمَُ َ ‪35‬‬ ‫� َيع ٍة ِم َن ال ْم ِر فات ِب ا ول تت ِبع أهواء ال ِذ ي� ل يع ون‬ ‫جعلناك ع ٰ ِ‬ ‫آ‬ ‫ن ف‬ ‫ال� يعة ف� اللغة املذهب‪ ,‬ة‬ ‫الية‪ :‬رش‬ ‫واملل هن‬ ‫وامل�اج‪ ,‬ويقال‪:‬‬ ‫الشواك� ي� هذه‬ ‫قال‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫وه مورد شاربيه رش� يعة‪ ,‬ومنه الشارع لنه طريق إىل املقصد‪ 36.‬وقال‬ ‫رشمل�عة املاء‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫حض‬ ‫ال هف‬ ‫طريقا‪ ,‬رش‬ ‫ص� نا�‪ :‬رش‬ ‫وال�ع‬ ‫ال�ع‪ :‬هن�ج الطريق الوا�‪ ,‬يقال رش�عت هل‬ ‫الراغب‬ ‫ي‬ ‫شرَ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫واستع� ذلك للطريقة‬ ‫مصدر مث ّ� جعل امسا للطريق هنال�ج فقيل هل شرِ�ع و�ع رشو� يعة‬ ‫ري‬ ‫إالهلية‪ 37.‬وقال ا� ّ‬ ‫عباس‪ :‬أي عىل هدى من أالمر‪ ,‬وجنح قتادة إىل أن رش‬ ‫ال� يعة ي ف�‬ ‫ّ أ‬ ‫ىن بنأ‬ ‫آ‬ ‫هن‬ ‫سرّ‬ ‫هن‬ ‫وال� واحلدود والفرائض‪ ,‬وف ها مقاتل اب�لبينة ل�ا طريق إىل‬ ‫هذه الية مب�ع� المر‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫اللك� إىل هنأ�ا مب� ىنع� السنة ألنه تن‬ ‫يس� بطريقة من قبهل من النبياء‪ ,‬وذهب‬ ‫احلق‪ ,‬ومال‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ن أ‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫‪38‬‬ ‫ا� زيد إىل أن رش‬ ‫بن‬ ‫الد� لنه طريق النجاة‪.‬‬ ‫ال� يعة ي� هذه الية مب� ىنع� ي‬ ‫وعىل ّلك‪ ,‬فإن هذه ن‬ ‫املعا� تتجه إىل ىن‬ ‫مع� واحد‪ ,‬وهو ما رش�عه هللا ‪-‬تعاىل‪ -‬من‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ال� ب إ� هت‬ ‫ن‬ ‫الحاكم ت‬ ‫قام�ا وتنفيذها يسعد إالنسان ي� دنيامه وأخرامه‪ .‬وال تعارض يب� هذه‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫املعا� خ‬ ‫ّ‬ ‫�هض‬ ‫املتلفة‪ ,‬إذ يه تؤيد بع ا البعض أو يفرس أحدها الخرى‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن ‪39‬‬ ‫فو� االصطالح‪ :‬ه إال امتئ�ر اب� تز‬ ‫ل�ام العبودية‪ ,‬وقيل‪ :‬رش‬ ‫الد�‪.‬‬ ‫ال� يعة يه الطريق ي� ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫مث‬ ‫ن‬ ‫هن‬ ‫الشواك�‪ :‬فاملراد‬ ‫وم�ا قوهل تعاىل‪ �( :‬جعلناك عىل رش� يعة من المر فاتبهعا)‪ ,‬يقول‬ ‫ي‬ ‫اب� رشل� يعة هنا ما رش�عه هللا لعباده من ي ن‬ ‫والمع رش�ائع‪ :‬أي جعلناك اي� حممد عىل‬ ‫الد�‪ ,‬ج‬ ‫أ‬ ‫حض‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫‪40‬‬ ‫وا� من أمر ي ن‬ ‫الد� يوصلك إىل احلق (فاتبهعا) فامعل ب�حاكهما ي� أمتك‪.‬‬ ‫هنم�اج‬ ‫مخ‬ ‫أ� بكر بن� عبد القادر‪ ,‬تار الصحاح‪ ,‬ص‪ ,165‬بدون سنة‪.‬‬ ‫‪ 34‬الرازي‪ .‬حممد بن� ي ب‬ ‫‪ 35‬القرآن‪ ,‬جالاثية‪.18 :45‬‬ ‫الشواك�‪ .‬حممد � عل‪ ,1991 ,‬فتح القد� جالامع ن‬ ‫ين‬ ‫ن‬ ‫ف�‬ ‫ب�‬ ‫التفس�‪ ,‬ط‪.5:10 ,5‬‬ ‫عمل‬ ‫من‬ ‫اية‬ ‫ر‬ ‫والد‬ ‫الرواية‬ ‫‪36‬‬ ‫بن ي‬ ‫ي ي‬ ‫ري‬ ‫ري‬ ‫ً‬ ‫مخ‬ ‫رش‬ ‫والقرط�‪.107 :16 ,‬‬ ‫وانظر أيضا‪ :‬الز �ي‪.511 :3 ,‬‬ ‫ب‬ ‫احلس� � حممد � ّ‬ ‫ا�‪ .‬الراغب أبو القامس ي ن‬ ‫‪ 37‬أال هف‬ ‫ص� ي ن‬ ‫املفضل‪ ,1997 ,‬معجم مفردات ألفاظ القرآن‪,‬‬ ‫بن‬ ‫ي بن‬ ‫ص‪.290‬‬ ‫أ‬ ‫قوال‪:‬‬ ‫ال‬ ‫هذه‬ ‫ملعرفة‬ ‫اجع‬ ‫‪ 38‬ر‬ ‫القرط�‪.107 :16 ,‬‬ ‫يب‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫رجا�‪ .‬أبو احلسن يعل بن� حممد بن� يعل‬ ‫احلسي�‪ ,2000 ,‬التعريفات‪ ,‬ص‪.130‬‬ ‫ي‬ ‫‪ 39‬جال ي‬ ‫مخ‬ ‫ين‬ ‫الشواك�‪ .5 :10 ,‬وانظر‪ :‬الرازي‪ ,‬تار الصحاح‪ ,‬ص‪.165‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪| 449‬‬

‫‪Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫‪M. NAWAWI HAKIM‬‬

‫وال�ع رش‬ ‫ال� يعة رش‬ ‫ا� تيمية‪ :‬امس رش‬ ‫وقال بن‬ ‫وال�عة فإنه ينتظم لك ما رش�عه هللا من العقائد‬ ‫أ‬ ‫والمعال‪ 41.‬وعىل هن‬ ‫ع� السنة‪ ,‬قال‪ :‬والسنة رش‬ ‫كو�ا مب� ىن‬ ‫اكل� يعة‪ ,‬يه ما سنه الرسول وما‬ ‫رش�عه‪ ,‬فقد ري�اد به ما سنه وما رش�عه من العقائد‪ ,‬وقد ري�اد به ما سنه رشو�عه من العمل‪,‬‬ ‫أ‬ ‫‪42‬‬ ‫رش‬ ‫ث�‪ :‬رش‬ ‫ال�ع‬ ‫ا� ال ري‬ ‫وقد ري�اد به الكمها‪ .‬فلفظ السنة يقع عىل معان لكفظ ال�عة‪ .‬ويقول بن‬ ‫الد�‪ ,‬أي ما ّ‬ ‫سنه هلم‪ ,‬رت‬ ‫رش‬ ‫وال� يعة هو ما رش�عه هللا لعباده من ي ن‬ ‫عل�م‪ 43.‬ومنه قوهل‬ ‫واف�ضه هي‬ ‫رش ً‬ ‫ف أ‬ ‫ال�عة رش‬ ‫القنو�‪ :‬رش‬ ‫عة هن‬ ‫وال� يعة ي� الصل الطريقة الظاهرة‬ ‫وم� ًاجا)‪ .‬قال‬ ‫تعاىل‪�( :‬‬ ‫ج ي‬ ‫الد�‪ ,‬هن‬ ‫ت‬ ‫ال� يتوصل هب�ا إىل املاء مث� استعملت اميف� رش�عه هللا لعباده من ي ن‬ ‫وامل�اج الطريقة‬ ‫ي‬ ‫‪44‬‬ ‫الوا�حض ة البينة‪.‬‬ ‫والتحقيق أن رش‬ ‫ال� يعة يه كتاب هللا وسنة رسوهل –صىل هللا عليه وسمل‪ ,-‬وما اكن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ ف‬ ‫عليه سلف المة ي� العقائد والحوال والعبادات والمعال‪ ,‬والسياسات والحاكم‪,‬‬ ‫أ‬ ‫والوال�ت والعطيات‪ 45.‬ويؤكد هذا هف‬ ‫الكر� جاءت‬ ‫امل�وم أن الحاكم ي ف� القرآن‬ ‫اي‬ ‫مي‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫مرتبطة مب�سائل العقيدة مثل إال مي�ان اب�هلل واليوم الخر والعقاب الخروي عىل خ‬ ‫املالف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫العل� خ‬ ‫ال ريب�‪,‬‬ ‫هلا‪ .‬واحلمكة ي� ذلك يك يتذكر إالنسان ب�ن هذه الحاكم من عند هللا مي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫تغي�ه‪ ,‬ىت‬ ‫ح� ينجو من العذاب ال ميل� يوم ال ينفع مال وال‬ ‫ج�ب طاعته وال مي�لك أحد ري‬ ‫أ‬ ‫ىت‬ ‫سل�‪ 46.‬وعىل هذا فإن رش‬ ‫ف�ا المور‬ ‫بنون إال من أ� هللا بقلب مي‬ ‫ال� يعة عامة أدخلت هي‬ ‫أ‬ ‫معا‪ ,‬وليست مقصورة عىل ما يتعلق اب�لمور هق‬ ‫والمعال البدنية ً‬ ‫الف�ية امك قد‬ ‫العقائدية‬ ‫يتومهها ريغ� قليل من الناس‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ال�ع لملكة رش‬ ‫واملع� رش‬ ‫واملناسبة ي ن‬ ‫املع� اللغوي ىن‬ ‫ب� ىن‬ ‫ال� يعة هو حصول املنفعة ي�‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ال�عة رش‬ ‫ّلك‪ ,‬وذلك ألن رش‬ ‫وال� يعة ه الطريقة إىل املاء‪ ,‬شبه هب�ا ي ن‬ ‫الد� لكونه سبيال‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫موصال إىل ما هو سبب للحياة البدية امك أن املاء سبب للحياة الفانية‪ .‬وقيل لنه‬ ‫أ‬ ‫طريق إىل العمل الذي ّ‬ ‫الوساخ املعنوية‪ ,‬امك أن رش‬ ‫ال� يعة طريق‬ ‫يطهر العامل عن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إىل املاء الذي ّ‬ ‫الوساخ ّ‬ ‫احلسية‪ .‬رشف� يعة املاء هيف�ا حياة البدان‪,‬‬ ‫يطهر مستعمهل عن‬

‫ا� تيمية‪ ,‬جمموع الفتاوى‪.306 :19 ,‬‬ ‫‪ 41‬بن‬ ‫ا� تيمية‪ ,‬جمموع الفتاوى‪.307 :19 ,‬‬ ‫‪ 42‬بن‬ ‫أ‬ ‫سل�ن‪ ,2005 ,‬املدخل إىل رش‬ ‫سالم‪ ,‬ص‪.14‬‬ ‫�‬ ‫معر‬ ‫شقر‪.‬‬ ‫ال‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪43‬‬ ‫ال� يعة والفقه إال ي‬ ‫بن امي‬ ‫ً أ‬ ‫هف‬ ‫ن‬ ‫‪44‬‬ ‫القنو�‪ ,‬فتح البيان‪ .445 :3 ,‬وانظر أيضا‪ :‬الص� يا�‪ ,‬معجم مفردات ألفاظ القرآن‪ ,‬ص‪.290‬‬ ‫ي ج‬ ‫تيمية‪ ,‬جمموع الفتاوى‪ ,310 :19 ,‬انظر ً‬ ‫أيضا‪ :‬يعل حسب هللا‪ ,‬ص‪ .421-420‬وحممود شلتوت‪,1997 ,‬‬ ‫ا�‬ ‫‪45‬‬ ‫بن‬ ‫أ‬ ‫إالسالم عقيدة رشو� يعة‪ ,‬ط‪ ,17‬ص‪ .10‬والشقر‪ ,‬ص‪.14‬‬ ‫الكر� زيدان‪ ,1999 ,‬املدخل لدراسة رش‬ ‫ال� يعة إالسالمية‪ ,‬ط ‪ ,16‬ص‪.159-158‬‬ ‫‪ 46‬راجع‪ :‬عبد‬ ‫مي‬ ‫‪450 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫أ‬ ‫وال ّ ة‬ ‫هفم�وم مقاصد رش‬ ‫دل عىل ّ‬ ‫أمه هتي�ا‬ ‫ال� يعة‬

‫أ‬ ‫رشو� يعة هللا هيف�ا حياة الرواح وهطارة الوجدان‪ ,‬وسعادة إالنسان دنيا ودينا‪.‬‬ ‫ن أ‬ ‫اه�م رش‬ ‫الدلة عىل امت‬ ‫ال� يعة اب�ملقاصد‬ ‫الثا�‪:‬‬ ‫• املطلب ي‬ ‫حت‬ ‫ن‬ ‫الكر� والسنة النبوية رش‬ ‫إن ف ي� استقراء ايآ�ت القرآن مي‬ ‫ال� يفة ج�دها �توي عىل علل‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫وأهداف ظاهرة وعوامل منصوصة تدل عىل مقاصد الشارع ي� رشت� يعاته هتو�دف هيإل�ا‪.‬‬ ‫واحلمك ري ً‬ ‫يع�ها العملاء اب�ملصلحة‪ 48,‬يوه جلب منفعة ودفع م�رض ة‬ ‫وهذه العلل ِ‬ ‫كث�ا ما برّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫حت‬ ‫وتطه� املج تمع من املفاسد‪ ,‬و�قيق المن والمان والطمأنينة واالستقرار‪,‬‬ ‫عن العباد‪,‬‬ ‫ري‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ح� يقوم الناس بوظيفة خ‬ ‫ىت‬ ‫الالفة ي� الرض‪ ,‬وعبادة هللا وحده ال رش� يك هل‪ .‬وقبل‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ال ة‬ ‫ال� يعة هب�ا‪ّ ,‬‬ ‫رش‬ ‫واه�م رش‬ ‫دل والشواهد عىل إثبات املقاصد امت‬ ‫ال�وع ي� ذكر‬ ‫حري بنا أن‬ ‫ً‬ ‫أ ف‬ ‫نذكر أوال أقوال بعض ال مئ�ة ي� ذلك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قال ّ‬ ‫ين‬ ‫الدار� أو أحدمها‪ ,‬ولك‬ ‫العز بن� عبد السالم‪« :‬فلك مأمور به ففيه مصلحة‬ ‫أ‬ ‫هنم� عنه ففيه مفسدة ف�ما أو ف� أحدمها»‪ .‬وقال ً‬ ‫أيضا‪« :‬معظم مقاصد القرآن المر‬ ‫هي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪49‬‬ ‫ا�‬ ‫وأسبا�ا‪ ,‬والزجر عن اكتساب املفاسد‬ ‫اب� كتساب املصاحل‬ ‫هب‬ ‫هب‬ ‫وأسبا�ا»‪ .‬ويقول بن‬ ‫ً‬ ‫هت‬ ‫رش‬ ‫الامع أن ال� يعة ال �مل مصلحة قط‪ ,‬بل هللا ‪-‬تعاىل‪ -‬قد أمكل لنا‬ ‫تيمية‪« :‬والقول ج‬ ‫مف‬ ‫الد� مت ّ‬ ‫ين‬ ‫ش� ّ‬ ‫وأ� النعمة‪� .‬ا من ي ئ‬ ‫الن� ‪-‬صىل هللا عليه‬ ‫يقرب إىل ج‬ ‫النة إال وقد حدثنا به ب ي‬ ‫وسمل‪ -‬رتو�كنا عىل ّ‬ ‫احملجة البيضاء ليلها هنك�ارها ال ي ز� يغ هن‬ ‫ع�ا بعده إال هالك»‪ 50.‬وقال‬ ‫ف‬ ‫الق�‪« :‬فإن رش‬ ‫بن‬ ‫احلمك ومصاحل العباد ي� املعاش واملعاد‪,‬‬ ‫ال� يعة مبناها وأساهسا عىل ِ‬ ‫ا� مي‬ ‫ّ‬ ‫ة‬ ‫مسأل خرجت عن العدل‬ ‫وه عدل لكها‪ ,‬ورمحة لكها‪ ,‬ومصاحل لكها‪ ,‬وحمكة لكها‪ .‬فلك‬ ‫ي‬ ‫الور‪ ,‬وعن الرمحة إىل ضدها‪ ,‬وعن املصلحة إىل املفسدة‪ ,‬وعن احلمكة إىل العبث‪,‬‬ ‫إىل ج‬ ‫ُ‬ ‫‪51‬‬ ‫رش‬ ‫فليست من ال� يعة وإن أدخلت هيف�ا اب�لتأويل»‪ .‬وقد أطنب ي ف‬ ‫الطو� وأهسب ي ف�‬ ‫املهم‪ ,‬فو� إثباته اب� أل ّ ة‬ ‫دل الوا�حض ة‪ .‬ومن املستحسن أن ننقل الكمه‬ ‫توضيح هذا املوضوع ّ ي‬ ‫‪47‬‬

‫لل� يعة إالسالمية‪ ,‬ص ‪ .21-20‬حن‬ ‫‪ 47‬انظر‪ :‬العامل‪ .‬يوسف حامد‪ ,1991 ,‬املقاصد العامة رش‬ ‫ين‬ ‫الشواك�‪,‬‬ ‫و�وه ي ف�‪:‬‬ ‫أ‬ ‫‪ .5 :10‬والشقر‪ ,‬ص‪.16-15‬‬ ‫خ‬ ‫ال�ع‪ ,‬ومقصود رش‬ ‫نع� اب�ملصلحة احملافظة عىل مقصود رش‬ ‫‪ 48‬قال الغز يال‪ :‬ي ن‬ ‫ال�ع من اللق �مخ سة وهو‪ :‬أن حي�فظ‬ ‫أ‬ ‫هف‬ ‫خ‬ ‫عل�م هن‬ ‫دي�م‪ ,‬ونفهسم‪ ,‬وعقلهم‪ ,‬ونسلهم‪ ,‬وماهلم‪ ,‬فلك ما يتضمن حفظ هذه الصول المسة �و مصلحة‪,‬‬ ‫هي‬ ‫أ‬ ‫هف‬ ‫ّ‬ ‫بن‬ ‫بن‬ ‫ال‪ .‬أبو حامد حممد � حممد � حممد‪,‬‬ ‫ز‬ ‫الغ‬ ‫اجع‪:‬‬ ‫ر‬ ‫مصلحة‪.‬‬ ‫ودفهعا‬ ‫مفسدة‬ ‫�‬ ‫صول‬ ‫ال‬ ‫هذه‬ ‫ت‬ ‫يفو‬ ‫ما‬ ‫ولك‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ىف‬ ‫املستص� من عمل الصول‪ ,217 :1 ,‬بدون سنة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ ان‬ ‫الد� عبد ز‬ ‫ن‬ ‫العز�‪ ,1980 ,‬قواعد الحاكم ي ف� مصاحل ال�م‪ ,‬ط‪.8 :1 ,2‬‬ ‫ي‬ ‫‪ 49‬العز بن� عبد السالم‪ .‬أبو حممد عز ي‬ ‫ً‬ ‫ا� تيمية‪ ,‬جمموع الفتاوى‪ ,345-344 :11 ,‬وراجع أيضا‪ :‬يعل حسب هللا‪.185 ,‬‬ ‫‪ 50‬بن‬ ‫الق�‪.3 :3 ,‬‬ ‫‪ 51‬بن‬ ‫ا� مي‬

‫‪| 451‬‬

‫‪Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫‪M. NAWAWI HAKIM‬‬

‫مف‬ ‫اه�م رش‬ ‫ف ي� هذا املقام أل ّمهيته‪ ,‬قال –رمحه هللا‪« :-‬وأما بيان امت‬ ‫ال�ع هب�ا (أي املصلحة) �ن‬ ‫ّ‬ ‫هج�ة إال�مج ال والتفصيل‪ّ .‬أما إال�مج ال فقوهل عز وجل‪:‬‬ ‫َ ًُ َ​َ ٌَ‬ ‫َ آ� َأ هُّ َ�ا ّ‬ ‫فاء لمِ ا ِ ف� ُّ‬ ‫اس َقد َج َاءتكمُ َم ِوع َظ ٌة ِمن َر ّبكمُ َو ِش ٌ‬ ‫ُ‬ ‫الن‬ ‫محة‬ ‫دور وهدى ور‬ ‫الص‬ ‫ي ي‬ ‫َ ٰ ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هَّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ نَ‬ ‫‪52‬‬ ‫الل َو برِ َ� َ‬ ‫مح ِت ِه ف ِبذ ِلك ف َلي َفرحوا ه َو خ ري ٌ� ممِ ّ ا ي ج� َمعون‪.‬‬ ‫ضل ِ‬ ‫ِلمل ِؤم ين� ۞ قل ِبف ِ‬ ‫هت‬ ‫ودالل�ما من وجوه‪:‬‬ ‫ّ ّ‬ ‫وجل (قد جاءتمك موعظة) حيث مت ّ‬ ‫أك� مصاحلهم‪,‬‬ ‫أحدها‪ :‬قوهل عز‬ ‫اه� بوعظهم‪ ,‬وفيه رب‬ ‫فهّ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫الثا�‪ :‬وصف القرآن‬ ‫إذ ي� الوعظ ك�م عن الردى‪ ,‬وإرشادمه إىل اهلدى‪ .‬الوجه‬ ‫ي‬ ‫حن‬ ‫ب أ�نه شفاء ملا ف ي� الصدور‪ ,‬ن‬ ‫يع� من شك و�وه‪ ,‬وهو مصلحة عظيمة‪ .‬الوجه الثالث‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫و� اهلدى والرمحة غاية املصلحة‪ .‬الوجه‬ ‫وصفه اب�هلدى‪ .‬الوجه الرابع‪ :‬وصفه اب�لرمحة‪ ,‬ي‬ ‫خ‬ ‫هن‬ ‫الامس‪ :‬إضافة ذلك إىل فضل هللا ورمحته‪ ,‬وال يصدر ع�ما إال مصلحة عظيمة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫الوجه السادس‪ :‬أمره اّ يإ�مه اب�لفرح بذلك‪ .‬فقوهل عز وجل (فبذلك فليفرحوا) هو ي�‬ ‫وال�نئة منإ�ا ان‬ ‫مع� هتال�نئة هلم‪ .‬والفرح هت‬ ‫ىن‬ ‫يكو�ن ملصلحة عظيمة‪ .‬الوجه السابع‪ :‬قوهل عز‬ ‫ّ‬ ‫خ� ّمما ي ج�معون)‪ ,‬والذي ي ج�معونه من مصاحلهم‪ ,‬فالقرآن ونفعه أصلح من‬ ‫وجل (هو ري‬ ‫أ‬ ‫هف‬ ‫مث‬ ‫مصاحلهم‪ ,‬والصلح من املصلحة غاية املصلحة‪ � .‬قال‪� :‬ذه سبعة أوجه من هذه‬ ‫آ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تدل عىل أن رش‬ ‫امللك ي ن‬ ‫ف� مت ّ‬ ‫واه� هب�ا‪ ,‬ولو استقرأت النصوص‬ ‫ال�ع راىع مصلحة‬ ‫ال اي�ت‬ ‫لوجدت عىل ذلك ّ ة‬ ‫‪53‬‬ ‫كث�ة»‪.‬‬ ‫أدل ري‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫ويقول الشاط�‪« :‬أن وضع رش‬ ‫ال�ائع منإ�ا هو ملصاحل العباد ي� العاجل والجل‬ ‫ف بي‬ ‫من‬ ‫ناّ‬ ‫ً‬ ‫هن‬ ‫رش‬ ‫معا»‪ .‬وقال ي� موضع آخر‪« :‬واملعتمد إ�ا هو أ� استقرينا من ال� يعة أ�ا وضعت‬ ‫ملصاحل العباد»‪ 54.‬ويقول ا� خلدون ّ‬ ‫مرص ًحا‪« :‬إن أالحاكم رش‬ ‫ال�عية لكها ال ّبد هلا‬ ‫بن‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫‪55‬‬ ‫رش‬ ‫رش‬ ‫عل�ا‪ ,‬وت�ع لجلها»‪ .‬وبعد توضيحه وبيانه عن �عية‬ ‫من مقاصد ِ‬ ‫وحمك تشتمل هي‬ ‫أ‬ ‫َْ‬ ‫ف‬ ‫رس هللا ‪-‬تعاىل‪ � -‬خ‬ ‫خ‬ ‫الالفة ّ‬ ‫وهمم هت�ا قال‪« :‬وإذا نظرت ّ‬ ‫الالفة مل تعد هذا‪ ,‬لنه سبحانه‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫منإ�ا جعل خ‬ ‫الليفة ان� ًئبا عنه ف ي� القيام ب�مور عباده ليحملهم عىل مصاحلهم ريو� ّدمه عن‬ ‫‪ 52‬القرآن‪ ,‬يونس‪.58-57 :10‬‬ ‫ة‬ ‫سالم ج ن‬ ‫و�م ن‬ ‫رسال ي ف‬ ‫الد� ي ف‬ ‫ف‬ ‫رش‬ ‫ىف‬ ‫الطو�‪,‬‬ ‫الطو�‪ ,1964 ,‬ط‪ ,2‬ملحق‬ ‫ال‬ ‫يع‬ ‫الت�‬ ‫�‬ ‫املصلحة‬ ‫مصط� زيد‪,‬‬ ‫‪ 53‬انظر‪:‬‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ص‪.212-211‬‬ ‫‪54‬‬ ‫الشاط�‪ ,‬املوافقات‪ 9 :2 ,‬و ‪.12‬‬ ‫يب‬ ‫ا� خلدون‪ ,‬ص‪.154‬‬ ‫‪ 55‬بن‬

‫‪452 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫أ‬ ‫وال ّ ة‬ ‫هفم�وم مقاصد رش‬ ‫دل عىل ّ‬ ‫أمه هتي�ا‬ ‫ال� يعة‬

‫رش أ‬ ‫أ‬ ‫�ع الحاكم يه املصاحل»‪.‬‬ ‫صل من‬ ‫مضارمه»‪ 56.‬ويقول الدهلوي‪« :‬إذ املقصود ال ي‬ ‫ىف‬ ‫ف‬ ‫ومما غ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫ال� راعاها الشارع � الدنيا‬ ‫ينب� التنبيه إليه ي� هذا الصدد أن‬ ‫ي‬ ‫املصاحل ي‬ ‫آ‬ ‫والخرة ف� رتب متفاوتة‪ ,‬ومل تكن عىل درجة واحدة‪ ,‬مف� هن�ا ما هو أعالها‪ ,‬هن‬ ‫وم�ا ما هو‬ ‫ي‬ ‫ف� ان‬ ‫وم�ا ما يتوسط هن‬ ‫أد�ها‪ ,‬هن‬ ‫عل�ا ومخ تلف هيف�ا‪.‬‬ ‫بي�ما‪ .‬امك هنأ�ا منقسمة إىل ما يه متفق هي‬ ‫ي‬ ‫ف آ‬ ‫ف‬ ‫رت‬ ‫وهذا التفاوت ي� الرتبة والدرجة ي�تب عليه تفاوت الثواب ي� الخرة‪ .‬امك أنه ال نسبة‬ ‫آ‬ ‫مب�صاحل الدنيا ومفاسدها إىل مصاحل الخرة ومفاسدها‪ 58.‬يوه عائدة عىل العباد حب�سب‬ ‫احلد الذي ّ‬ ‫أمر الشارع‪ ,‬وعىل ّ‬ ‫مقت� أهواء الناس و�هش هت‬ ‫حده‪ ,‬ال عىل ىض‬ ‫وا�م‪ 59.‬رش‬ ‫فال�ع‬ ‫أ‬ ‫وامل�ان نز ف‬ ‫هو املعيار الصحيح ي ز‬ ‫ال ّياشة وال الهواء‬ ‫ال� يه ي� إثبات املصاحل‪ ,‬ال العواطف ج‬ ‫ّ‬ ‫الفتاكة‪.‬‬ ‫‪57‬‬

‫ة‬ ‫وبعد هذا لكه لنعرض بعض النصوص رش‬ ‫الدال عىل ذلك‪:‬‬ ‫ال�عية‬ ‫• من القرآن مي‬ ‫الكر�‪:‬‬ ‫ف‬ ‫فقد برّع� هللا تعاىل ي� إثبات املقاصد بطرق متعددة وأساليب متنوعة‪ ,‬هنم�ا‪ :‬وصف‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫كث�ة من القرآن مي‬ ‫الكر� الدال عىل أن رش�ائعه وما هيف�ا‬ ‫حك� ي� مواضع ري‬ ‫هللا نفسه ب�نه مي‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫احلك� هو الذي يضع‬ ‫من الحاكم مقصودة‪ ,‬ومل يكن عبثا ال جدوى فيه وال نفع‪ ,‬إذ‬ ‫مي‬ ‫أ‬ ‫ف هّ‬ ‫رح�‪ ,‬وذلك ف� رث‬ ‫ي ئ‬ ‫أك�‬ ‫الش� ي� حمل الالئق به‪ .‬وكذلك إخبار هللا تعاىل عن نفسه ب�نه مي‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ُّ‬ ‫اللق‪َ :‬و ُ‬ ‫من موضع‪ ,‬امك � قوهل تعاىل عن رمحته الواسعة جلميع خ‬ ‫اكتب لنا ي� ٰه ِذ ِه الدنيا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ً َ ف آ ي َ ناّ ُ ان َ َ َ‬ ‫ُ َ َ َ ت َ َ كلُ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ذا� أصيب ِب ِه من أشاء ۖ ورمح ي� و ِسعت‬ ‫َحسنة َو ِ َي� ال ِخ َّر ِة ِإ� هد� َ ِإليك ۚ َقال ع َ ب ي‬ ‫َّ‬ ‫آ‬ ‫همُ‬ ‫َ‬ ‫ذ� َي َّتقون َو ُيؤتون َّ‬ ‫الزاكة َوال نَ‬ ‫ش� ٍء ۚ ف َسأ ُكت بهُ�ا ِلل نَ‬ ‫‪60‬‬ ‫ذ� ِب� اي� ِتنا ُي ِؤمنون‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫وذلك ال يتحقق إال ب�ن يقصد رمحة خلقه مب�ا خلقه هلم‪ ,‬مبو�ا أمرمه به رشو�عه هلم‪,‬‬ ‫أ‬ ‫فلو مل تكن أوامره لجل الرمحة واحلمكة واملصلحة وإرادة إالحسان إىل عباده ملا اكنت‬ ‫ً ‪61‬‬ ‫رمحة‪ ,‬ولو حصلت هب�ا الرمحة اتفاقا‪.‬‬ ‫ا� خلدون‪ ,‬ص‪.154‬‬ ‫‪ 56‬بن‬ ‫‪ 57‬الدهلوي‪.229 :1 ,‬‬ ‫‪ 58‬راجع ي ف� هذا‪ :‬العز � عبد السالم‪ 8 :1 ,‬و‪ .23-22‬والقرضاوي‪ .‬يوسف‪ ,2001 ,‬مدخل لدراسة رش‬ ‫ال� يعة‬ ‫بن‬ ‫إالسالمية‪ ,‬ط‪ ,2‬ص‪.61‬‬ ‫ً‬ ‫‪59‬‬ ‫سالم‪.46 :1 ,1967 ,‬‬ ‫الشاط�‪ ,‬املوافقات‪ .294 :2 ,‬راجع أيضا‪ :‬أبو زهرة‪ ,‬موسوعة الفقه إال ي‬ ‫ي بأ‬ ‫‪ 60‬القرآن‪ ,‬العراف‪.156 :7‬‬ ‫‪ 61‬يوسف العامل‪ .108 ,‬انظر ً‬ ‫أيضا‪ :‬ن‬ ‫ىف‬ ‫املصط�‪ ,2008 ,‬فلسفة العبادات‪ ,‬ط‪ ,2‬ص‪.127‬‬ ‫حس� يعل‬ ‫ي‬

‫‪| 453‬‬

‫‪Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫‪M. NAWAWI HAKIM‬‬

‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫وقوهل تعاىل ف ي� وصفه رسولنا مي‬ ‫الكر� ‪-‬صىل هللا عليه وسمل‪ -‬ب�نه رمحة‪َ :‬وما أ َرسلناك‬ ‫اّ َ َ ً‬ ‫لمَ نَ ‪62‬‬ ‫ِإل ر‬ ‫محة ِللعا ي�‪.‬‬ ‫أ‬ ‫قال ّ‬ ‫ين‬ ‫للعامل�) أي من‬ ‫و�‪( :‬وما أرسلناك) اي� حممد اب� رشل�ائع والحاكم (إال رمحة‬ ‫القن ج‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫الحوال والعلل‪ :‬أي ما أرسلناك ّ ة‬ ‫لعل من العلل‬ ‫وال ّن‪ ,‬واالستثناء مفرغ من أمع‬ ‫إالنس ج‬ ‫ين‬ ‫الدار�‪ 63.‬وال يكون الرسول رمحة‬ ‫إال لرمحتنا الواسعة‪ ,‬فإن ما بعثت به سبب لسعادة‬ ‫ين‬ ‫للعامل� إال إذا اكنت رش� يعته حمققة ملصاحلهم‪ 64.‬لذلك ما أمر ً‬ ‫أمرا جاء فيه اب�لطلب‬ ‫ف‬ ‫و� طلبه ومنعه رمحة اب�لناس‪ 65.‬وكذا‬ ‫أو املنع إال اكن فيه جلب منفعة أو دفع م�رض ة‪,‬‬ ‫ي‬ ‫َ َ ّ َ ز َ َ ُ َ َ َ َّ ّ َ َ‬ ‫هَّ َّ َ َ‬ ‫ٌ ‪66‬‬ ‫الس َاعة قريب‪.‬‬ ‫امل�ان ۗ وما يدريك لعل‬ ‫الكتاب �باِحل ِق و ي‬ ‫قوهل تعاىل‪ :‬الل الذي أ نزَ�ل ِ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫رش‬ ‫ال اي�ت ت‬ ‫وه‬ ‫وكذا‬ ‫ال� رب‬ ‫أخ� هللا تعاىل هيف�ا أنه �ع كذا وكذا لجل كذا وكذا‪ ,‬ي‬ ‫ي‬ ‫حت‬ ‫ف‬ ‫كث� من مقاصد رش‬ ‫ال� يعة العامة‬ ‫ري‬ ‫وه الغالبة ي� هذا الباب‪ ,‬وه معدة ري‬ ‫كث�ة ال �ىص‪ .‬ي‬ ‫َ لىَ‬ ‫ُ ُلاً ي ُ َ شّ نَ َ ُ نَ َ لاّ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫‪67‬‬ ‫خ‬ ‫اس ع‬ ‫وال‬ ‫ر� ِلئ يكون ِللن ِ‬ ‫اصة‪ .‬وذلك مثل َقوهل جل وعال‪ :‬رس مب رِ� ي� وم ِنذ ي‬ ‫ٌ‬ ‫هَّ ُ َّ َ َ‬ ‫الر ُسل ۚ َواكن هَُّ‬ ‫ً ‪68‬‬ ‫الل َع زً‬ ‫ك�ما‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ز�ا َح ي‬ ‫ي‬ ‫الل جحة بعد ُّ ِ‬ ‫وتعل� ما مل يكن يعمله‬ ‫فوظيفة الرسل يه البيان والتوضيح عن رش�ائع هللا ‪-‬تعاىل‪ -‬مي‬ ‫وعز رث‬ ‫إالنسان من أحاكمه لقصور القوى رش‬ ‫أك�‬ ‫الب� ية عن إدراك جزئيات املصاحل‪ ،‬ج‬ ‫آ‬ ‫الناس عن إدراك هت‬ ‫فالية ظاهرة ف� أنه ال بد من رش‬ ‫ال�ع وإرسال الرسل‪ ,‬وأن‬ ‫لكيا�ا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫يغ� عن ذلك‪ 69.‬امك هن‬ ‫أ�ا تفيد أن هللا ‪-‬تعاىل‪ -‬ال يعذب خلقه إال إذا مت� ّرد عن‬ ‫العقل ال ي‬ ‫رش� يعته بعد أن هت‬ ‫بلغ�م احلجة الرسالية ووصلت هيإل�م الدعوة إالهلية‪ ,‬إذ هو العادل‬ ‫املطلق الذي ال يظمل ً‬ ‫أحدا من خلقه‪ ,‬وما ربنا بظالم للعبيد‪ .‬وكذا قوهل تعاىل‪َ :‬وما‬ ‫َّ َ َ اّ‬ ‫َخ َل ُ‬ ‫‪70‬‬ ‫دون‪.‬‬ ‫الن و ِإال‬ ‫قت ِج‬ ‫نس ِإل ِل َي ُعب ِ‬ ‫أ‬ ‫‪ 62‬القرآن‪ ,‬النبياء‪.107 :21‬‬ ‫‪ 63‬راجع‪:‬‬ ‫القنو�‪ ,‬فتح البيان‪.381-380 :8 ,‬‬ ‫ي ج‬ ‫‪ 64‬انظر‪ :‬يعل حسب هللا‪ ,‬ص‪.173‬‬ ‫‪ 65‬راجع‪ :‬أبو زهرة‪.1 :1 ,‬‬ ‫‪ 66‬القرآن‪ ,‬الشورى‪.17 :42‬‬ ‫‪ 67‬يوسف العامل‪.108 ,‬‬ ‫‪ 68‬القرآن‪ ,‬النساء‪.165 :4‬‬ ‫‪ 69‬راجع‪ :‬آاللوس‪ .18 :6 ,‬وانظر ً‬ ‫العظ�‪.52 :11 ,‬‬ ‫القرآن‬ ‫تفس�‬ ‫‪,‬‬ ‫كث�‬ ‫ا�‬ ‫ا‪:‬‬ ‫أيض‬ ‫ي‬ ‫ري‬ ‫بن ري‬ ‫مي‬ ‫الذار�ت‪.56 :51‬‬ ‫‪ 70‬القرآن‪,‬‬ ‫اي‬

‫‪454 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫أ‬ ‫وال ّ ة‬ ‫هفم�وم مقاصد رش‬ ‫دل عىل ّ‬ ‫أمه هتي�ا‬ ‫ال� يعة‬

‫هذا املقصد عام ف ي� �مج يع الرساالت الامسوية‪ 71.‬يوه الغاية ي ت‬ ‫ال� خلق هللا جالن‬ ‫أ‬ ‫وه عبادته‪ ،‬املتضمنة ملعرفته‬ ‫إ‬ ‫والنس لجلها‪ ،‬وبعث �مج يع الرسل يدعون هيإل�ا‪ ،‬ي‬ ‫‪ّ 72‬‬ ‫ان‬ ‫والعراض معا سواه‪ .‬ويؤكدها قوهل ‪-‬تعاىل‪ -‬بعد‬ ‫والقبال عليه‪ ،‬إ‬ ‫وال�بة إليه ُ إ‬ ‫وحمبته‪ ،‬إ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫آ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪73‬‬ ‫الية رش‬ ‫مون‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫مبا�ة‪ :‬ما أريد ِم هنُ�م ِمن ِر ٍزق َوما أريد أن ُي ِ‬ ‫طع ِ‬ ‫وه تفيد بيان استغناء هللا ‪-‬تعاىل‪ -‬عن عباده وأنه ال ري� يد هنم�م منفعة‪ ,‬امك ري� يده‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ناً‬ ‫ن‬ ‫هوالغ� املطلق الرازق‬ ‫السادة من عبيدمه‪ ,‬بل‬ ‫املعط‪ .‬فأمره ‪-‬تعاىل‪ -‬إحسا� منه ونعمة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫أنعم هب�ا عىل عباده‪ ,‬لذلك اكن أمره مرتبطا مب�ا فيه صالح العباد‪ ,‬امك أن هن�يه ‪-‬تعاىل‪ -‬ملا‬ ‫ف ي� ذلك من الفساد قد ال يعمله إالنسان‪ 74.‬فاهلل ‪-‬تعاىل‪ -‬ال ج ي�ب عليه جلب مصاحل‬ ‫احلسن‪ ,‬وال درء مفاسد القبيح‪ ,‬امك ال ي ج�ب عليه خلق ورزق وال تلكيف وال اثإ�بة وال‬ ‫ً‬ ‫عقوبة‪ ,‬من‬ ‫ً ‪75‬‬ ‫وإ�ا ي ج�لب مصاحل احلسن ويدرأ مفاسد القبيح طوال منه عىل عباده وتفضال‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫غ�‬ ‫وعىل هذا‪ ّ ,‬فالتاكليف لكها راجعة إىل مصاحل العباد ي� دنيامه وأخرامه‪ ,‬وهللا ي‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫العاص�‪ ,‬بل لو اكنوا‬ ‫الطائع�‪ ,‬وال ت�رض ه معصية‬ ‫عن عبادة اللك‪ ,‬وال تنفعه طاعة‬ ‫ف‬ ‫ً‬ ‫أ�ر قلب رجل واحد هنم�م مل ينقص ذلك من ملكه شيئا‪ ,‬ولو اكنوا لكهم عىل‬ ‫لكهم عىل ج‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫الكر�‬ ‫شيئا‪ 76.‬امك حص ذلك عن نبينا‬ ‫ىقأت� قلب رجل واحد هنم�م مل ي ز�د ذلك ي� ملكه‬ ‫مي‬ ‫صلوات هللا وسالمه عليه‪.-‬‬‫خ ف‬ ‫ف‬ ‫غ‬ ‫اسة ي� نفس‬ ‫وينب� أن يعمل املرء أن املطلوب ي� التاكليف لكها حصول ملكية ر‬ ‫ي‬ ‫ع�ا عمل اضطر ّ‬ ‫إالنسان‪ ,‬ينشأ هن‬ ‫اري للنفس‪ ,‬هو توحيد هللا تعاىل‪ ,‬وهو العقيدة إال مي�انية‪,‬‬ ‫آ‬ ‫حت‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫الذي �صل به السعادة ي� الدنيا والخرة‪ ,‬وهذا اهلدف مقصود ي� التاكليف القلبية‬ ‫ً ‪77‬‬ ‫والبدنية معا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫هَّ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫َّ‬ ‫فو� مبدأ رفع احلرج � رش‬ ‫الت� يع‪ ,‬يقول هللا عز‬ ‫الل َحق هِج� ِاد ِه ۚ‬ ‫جاهدوا ِ ي� ِ‬ ‫وجل‪َ :‬و ِ‬ ‫َي‬ ‫ي‬ ‫َّ ةَ َ‬ ‫َ‬ ‫مُ‬ ‫كمُ‬ ‫كمُ‬ ‫ف‬ ‫ّ‬ ‫سمَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫املسلمِ ن�َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫مُ​ُ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ُه َو اجتباك وما جعل علي ِ ي� الد ي ِ� ِمن حرج ۚ ِمل أبي ِإ رب� مي َ‬ ‫اه� ۚ هو اك‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫‪ 71‬يوسف العامل‪ ,‬ص‪.82‬‬ ‫‪ 72‬السعدي‪ ,‬ص‪.813‬‬ ‫الذار�ت‪.57 :51‬‬ ‫‪ 73‬القرآن‪,‬‬ ‫اي‬ ‫وا� تيمية‪ ,‬جمموع الفتاوى‪.357-356 :11 ,‬‬ ‫‪ 74‬انظر‪:‬‬ ‫ي ج‬ ‫القنو�‪ ,‬فتح البيان‪ .212 :13 ,‬بن‬ ‫والشاط�‪ ,‬املوافقات‪ً .294 :2 ,‬‬ ‫أيضا‪ :‬ن‬ ‫ىف‬ ‫‪.10‬‬ ‫‪:1‬‬ ‫السالم‪,‬‬ ‫عبد‬ ‫املصط�‪ ,‬ص‪.126‬‬ ‫حس� يعل‬ ‫�‬ ‫العز‬ ‫اجع‪:‬‬ ‫‪ 75‬ر‬ ‫ي‬ ‫بن‬ ‫ً يب‬ ‫رش‬ ‫أ� العز ي ف‬ ‫احلن�‪ .‬يعل بن� يعل بن� حممد‪� ,1391 ,‬ح العقيدة‬ ‫ا� ي ب‬ ‫‪ 76‬انظر‪ :‬العز بن� عبد السالم‪ .73 :2 ,‬أيضا‪ :‬بن‬ ‫الطحاوية‪ ,‬ص‪ .126-125‬والقرضاوي‪ ,‬مدخل لدراسة رش‬ ‫ال� يعة إالسالمية‪ ,‬ص‪.54‬‬ ‫ن‬ ‫الز�‪ ,2004 ,‬القرآن؛ جإعاز رش‬ ‫ت� ييع متجدد‪ ,‬ص‪.33‬‬ ‫ا� خلدون‪ ,‬ص‪ .345‬وحممود أمحد ي‬ ‫‪ 77‬راجع‪ :‬بن‬

‫‪| 455‬‬

‫‪Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫‪M. NAWAWI HAKIM‬‬

‫َ‬ ‫َ ُ َ ف ٰ َ َ َّ ُ‬ ‫داء َعلىَ ّ‬ ‫سول �شهَ ًيدا َع َليكمُ َو َتكونوا �شهُ َ َ‬ ‫الناس ۚ َفأ ُ‬ ‫ِمن قبل و ي� هذا ِليكون الر‬ ‫قيموا‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫مُ‬ ‫َّ َ َ ُ َّ َ‬ ‫هَّ‬ ‫اكة َو َ‬ ‫َّ ريُ ‪78‬‬ ‫عم َ‬ ‫وىل َوِن َ‬ ‫لل ُه َو َموالك ۖ ف ِن َ‬ ‫امل ٰ‬ ‫الصالة وآتوا الز‬ ‫عم النص�‪.‬‬ ‫اعت ِصموا باِ� ِ‬ ‫وقد نقل الشاط� إ�مج اع العملاء عىل رفع احلرج ف� رش‬ ‫«ال�مج اع عىل‬ ‫ال� يعة‪ ,‬وقال‪ :‬إ‬ ‫ّي‬ ‫بي‬ ‫ً ف‬ ‫يدل عىل قصد الشارع إليه»‪ 79.‬مماّ‬ ‫عدم وقوعه (أي احلرج) وجودا ي� التلكيف‪ ,‬وهو‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ال� يعة‪ .‬وقوهل ّ‬ ‫الحاكم ومبادئ رش‬ ‫عز من قائل‬ ‫يؤكد لنا عىل وجود املقاصد من وراء‬ ‫�شهَ ُ َ َ َ َّ ُ نز َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ف‬ ‫رآن ُه ًدى ل ّ‬ ‫نات ِم َن اهلُ ٰ‬ ‫دى‬ ‫ي� مبدأ‬ ‫اس َو َب ِ ّي‬ ‫لن‬ ‫الق‬ ‫فيه‬ ‫ل‬ ‫التيس�‪ :‬ر رمضان الذي أ ِ�‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ري‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ٌ َ‬ ‫َ َ ً َ‬ ‫ُ‬ ‫نك ال�شهَّ َر َف َلي ُص ُ‬ ‫رقان ۚ فمَ َ�ن �شهَ ِ َد ِم مُ​ُ‬ ‫ريضا أو َع ٰىل َسف ٍر ف ِع َّدة ِمن أ اّ ي� ٍم‬ ‫مه ۖ َو َمن اكن م‬ ‫ُ َوالف ِ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫مُ‬ ‫أ َخ َر ۗ رُ� ُيد هَُّ‬ ‫الع َّد َة َوِل ُت َك ّبرُِ�وا هَّ َ‬ ‫اليُرس َوال رُ ي� ُيد ِب مُ​ُ‬ ‫الل ِب مُ​ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ك‬ ‫الل َع ٰىل ما َهداك‬ ‫العُرس َوِلت ِمكلوا ِ‬ ‫ي‬ ‫َ َ َ َّكمُ َ ُ‬ ‫َ ‪80‬‬ ‫ولعل تشكرون‪.‬‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫الية‪« :‬وفيه أن هذا مقصد من مقاصد ّ‬ ‫الرب ‪-‬سبحانه‪ -‬ومراد‬ ‫القنو� ي� هذه‬ ‫قال ج ي‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ن‬ ‫من مراداته ف ي� �مج يع أمور ي ن‬ ‫الد�‬ ‫الد�»‪ 81.‬وإذا اكن التشديد‬ ‫مفضيا إىل الغلو وتشويه ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ّ‬ ‫احلق‪ ,‬وإهدار مصاحل خ‬ ‫التيس� بخ�الفه‬ ‫كث� من الحيان‪ ,‬فإن‬ ‫ري‬ ‫اللق امك هو مشاهد ي� ري‬ ‫ّ‬ ‫مفض إىل االعتدال ّ‬ ‫تدي ًنا وسلوكاً هن‬ ‫وم� ًجا‪ 82.‬وكذا قوهل جل شأنه ي ف� كون التلكيف عىل‬ ‫لهَ‬ ‫اَ ُكلَ ّ ُ هَُّ َ ً اّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فسا ِإل ُوسعهَ ا ۚ ا ما ك َس َبت َو َعل هي�ا َما اكت َس َبت‬ ‫قدر الطاقة واالستطاعة‪ :‬ل ي ِ ف الل ن‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫لىَ‬ ‫كامَ‬ ‫تحَ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حمَ‬ ‫ذ�َ‬ ‫ؤاخ ان‬ ‫رصا َ لته ع ال ي ن‬ ‫خط انأ� ۚ َر َّبنا َوال � ِمل علينا ِإ ً‬ ‫ذ� ِإن نسينا أو أ‬ ‫ۗ َر َّبنا ال ت ِ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫تحُ‬ ‫اعف َع ّنا َواغفر َلنا َوارحمَ نا ۚ َأ َ‬ ‫نت َم ان‬ ‫وال�‬ ‫ِمن قب ِلنا ۚ َر َّبنا َوال َ� ِّملنا ما ال طاقة لنا ِب ِه ۖ و‬ ‫ِ‬ ‫لىَ َ‬ ‫نَ ‪83‬‬ ‫َف رُ‬ ‫الاكف ير�‪.‬‬ ‫انص ان� َع الق ِوم ِ‬ ‫آ‬ ‫الية تنبئنا ب أ�ن التاكليف ت‬ ‫ال� تفرض عىل الناس‪ ,‬ال يقصد به قمص �هظ ورمه‪ ,‬وال‬ ‫هذه‬ ‫هق ي‬ ‫امتحا�‪ ,‬والعقيدة مصا�‪ .‬وإ�امن‬ ‫ناً‬ ‫عل�م وال إرها�م‪ ,‬ىت‬ ‫ح� يصبح ي ن‬ ‫الد�‬ ‫باً‬ ‫تسجيل العجز هي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ّ‬ ‫خ‬ ‫يد�م ي� طريق التقدم‬ ‫قصد هب�ا إسعادمه‪ ,‬وتثبيت أقداهمم عىل طريق ال ري�‪ ,‬والخذ ب� هي‬ ‫‪ ّ 84‬آ‬ ‫ة‬ ‫ّ حت‬ ‫لد�م‪.‬‬ ‫وأما ال اي�ت الدال عىل املقاصد‬ ‫والتطور‪ ,‬و�بيب الفضائل‪ ,‬وتقبيح الرذائل هي‬ ‫حت‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫خ‬ ‫ف� الصالة‬ ‫الاصة املتعلقة ببعض العبادات ج‬ ‫الزئية ري‬ ‫فكث�ة ال تاكد تعد وال �ىص‪ .‬ي‬ ‫‪ 78‬القرآن‪ ,‬احلج‪.78 :22‬‬ ‫‪79‬‬ ‫الشاط�‪ ,‬املوافقات‪.212 :2 ,‬‬ ‫يب‬ ‫‪ 80‬القرآن‪ ,‬البقرة‪.185 :2‬‬ ‫‪ّ 81‬‬ ‫القن يو�‪ ,‬فتح البيان‪ .369 :1 ,‬وانظر ً‬ ‫ين‬ ‫الشواك�‪.200 :1 ,‬‬ ‫أيضا‪:‬‬ ‫ج‬ ‫الريسو�‪ ,2007 ,‬التيس� ي هق‬ ‫الف�؛ رش‬ ‫ين‬ ‫م�وعيته وضوابطه وعوائده‪ ,‬ص‪.179‬‬ ‫‪ 82‬راجع‪ :‬قطب‬ ‫ري‬ ‫‪ 83‬القرآن‪ ,‬البقرة‪.286 :2‬‬ ‫فتح رضوان‪ ,1975 ,‬من فلسفة رش‬ ‫سالم‪ ,‬ط‪ ,2‬ص‪.172‬‬ ‫‪ 84‬ي‬ ‫الت� يع إال ي‬ ‫‪456 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫أ‬ ‫وال ّ ة‬ ‫هفم�وم مقاصد رش‬ ‫دل عىل ّ‬ ‫أمه هتي�ا‬ ‫ال� يعة‬

‫َّ ن َ ناَ هَُّ هٰ َ اّ َ ان َ ُ ن َ َ قمِ َّ َ‬ ‫الصالة ِل ِذكري‪.‬‬ ‫د� وأ ِ�‬ ‫قوهل تعاىل‪ِ :‬إن ي� أ� الل ال ِإل ِإل أ� ف‬ ‫اعب ي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ قمِ َّ َ‬ ‫ف‬ ‫الصالة ۖ‬ ‫تاب وأ ِ�‬ ‫وقوهل ‪-‬تعاىل‪ -‬أيضا ي� شأن الصالة‪ :‬أتل ما ِ‬ ‫أوح ِإليك ِم َن ِ‬ ‫الك ِ‬ ‫ي‬ ‫هَّ َ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫َّ َّ َ َ ىهن ٰ َ َ‬ ‫الل َيعلمَُ ما َت َ‬ ‫ك� ۗ َو هَُّ‬ ‫َ ‪86‬‬ ‫الل أ برَُ‬ ‫حشاء و‬ ‫ِإن الصالة ت‬ ‫صنعون‪.‬‬ ‫املنك ِر ۗ َول ِذ ُكر ِ‬ ‫� ع ِن الف ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ُهمُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫موالم َص َدقة تط ِّهر َوتُزَ�ك هي ِ�م بهِ�ا َو َص ِل‬ ‫و� أمره اب�لزاكة‪ ,‬يقول جل وعال‪:‬خذ ِمن أ هِ ِ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ هَُّ سمَ ٌ َ ٌ ‪87‬‬ ‫َعل هي ِ�م ۖ ِإن َصالتك َسك ٌن هَُلم ۗ والل يع ع ميل�‪.‬‬ ‫اَ َ هُّ َ َّ نَ َ ُ َ َ َ مُ​ُ ّ ُ كامَ ُ َ َ لىَ‬ ‫ف‬ ‫الصيام ك ِتب ع‬ ‫و� رش� يعة الصوم يقول تعاىل‪ :‬ي� أ ي�ا ال يذ� آمنوا ك ِتب عليك ِ‬ ‫ي‬ ‫َ كمُ َ َّكمُ َ‬ ‫َّال نَ‬ ‫َ ‪88‬‬ ‫ذ� ِمن قب ِل ل َعل ت َّتقون‪.‬‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫هَّ‬ ‫ىف‬ ‫ف‬ ‫ناف َع هَُلم َو َيذك ُروا َ‬ ‫و� ّ‬ ‫علومات َع ٰىل ما‬ ‫الل ي� أ اّ ي� ٍم َم‬ ‫امس ِ‬ ‫احلج قوهل َتعاىل‪ِ :‬ل َي�هش َ دوا َم ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ كلُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ‪89‬‬ ‫وغ�ها‪.‬‬ ‫طع ُموا البا ِئ َس الف ريق�‪.‬‬ ‫َرز قهَُ�م ِمن بهَ� َيم ِة ال ِ‬ ‫نعام ۖ ف وا ِم هن�ا َوأ ِ‬ ‫ري‬ ‫ّ‬ ‫آ‬ ‫ّ‬ ‫ً ف‬ ‫اضا ي� رشت� يعاته‪,‬‬ ‫الكر�ات تدلل عىل أن هلل سبحانه مقاصد وأغر‬ ‫فلك هذه ال اي�ت مي‬ ‫عامة اكنت أو خاصة‪ ,‬لكية اكنت أو جزئية‪ ,‬يعملها إالنسان أو مل يعملها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫• الدلة من السنة النبوية‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال ة‬ ‫الحاديث النبوية رش‬ ‫ال� يفة ف ي� إثبات املقاصد امت‬ ‫واه�م الشارع هب�ا‪,‬‬ ‫دل من‬ ‫وأما‬ ‫مف� هن�ا قوهل ‪-‬صىل هللا عليه وسمل‪( :-‬ال �رض ر وال �رض ار)‪ 90.‬يقول ي ف‬ ‫الطو� ي ف� هذا احلديث‪:‬‬ ‫«يقت� رعاية املصاحل تاً‬ ‫نفيا‪ ,‬إذ ال�رض ر هو املفسدة‪ ,‬فإذا نفاها رش‬ ‫إثبا� واملفاسد ً‬ ‫ض‬ ‫ال�ع‬ ‫ي‬ ‫‪91‬‬ ‫لزم إثبات النفع الذي هو املصلحة‪ ,‬أل هن�ما نقيضان ال واسطة هن‬ ‫ا�‬ ‫ويقول‬ ‫ما»‪.‬‬ ‫بي�‬ ‫بن‬ ‫«فاملع� أن ال�رض ر نفسه منتف ف� رش‬ ‫ىن‬ ‫ال�ع»‪ 92.‬وقال ي ف� موضع آخر‪:‬‬ ‫احلنبل‪:‬‬ ‫رجب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫«وامم يدخل ي� معوم قوهل ‪-‬صىل هللا عليه وسمل‪( -‬ال�رض ر)‪ ,‬أن هللا مل يلكف عباده فعل‬ ‫ع� صالح هن‬ ‫دي�م ودنيامه‪ ,‬وما هن�امه عنه هو ي ن‬ ‫ما ي�رض ّ مه البتة‪ ,‬فإن ما ي أ�مرمه به هو ي ن‬ ‫ع�‬ ‫‪85‬‬

‫‪ 85‬القرآن‪ ,‬طه‪.14 :20‬‬ ‫‪ 86‬القرآن‪ ,‬العنكبوت‪.45 :29‬‬ ‫‪ 87‬القرآن‪ ,‬التوبة‪.103 :9‬‬ ‫‪ 88‬القرآن‪ ,‬البقرة‪.183 :2‬‬ ‫‪ 89‬القرآن‪ ,‬احلج‪.28 :22‬‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫احلبل‪ ,2000 ,‬جامع العلوم واحلمك‪ ,‬ط‪,2‬‬ ‫ربع� النووية‪ ,‬ر�‪ ,32‬راجع‪:‬‬ ‫‪ 90‬أورده النووي ي ف� ال‬ ‫ا� رجب ي‬ ‫ي‬ ‫بن‬ ‫مق‬ ‫ف‬ ‫أ ن‬ ‫لبا�‪ ,‬حممد ان�رص ي ن‬ ‫ر� أحاديث منار السبيل‪ ,‬رب�� ‪408 :3 ,896‬‬ ‫الد�‪ ,‬إرواء الغليل ي� تخ� ي ج‬ ‫ص‪ .406‬وانظر‪ :‬ال ف ي‬ ‫ن‬ ‫وما بعدها‪ .‬وراجع ي� سبب وروده‪ :‬بن‬ ‫احلسي�‪.323 :3 ,‬‬ ‫ا� محزة‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫رسال ي ف‬ ‫ىف‬ ‫الطو�‪ ,‬ص‪.209‬‬ ‫مصط� زيد‪ ,‬ملحق‬ ‫‪91‬‬ ‫احلنبل‪ ,‬ص‪.406‬‬ ‫ا� رجب‬ ‫ي‬ ‫‪ 92‬بن‬ ‫‪| 457‬‬

‫‪Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫‪M. NAWAWI HAKIM‬‬

‫فساد هن‬ ‫لملغ�ة بن� شعبة‪ ,‬وقد خطب‬ ‫دي�م ودنيامه»‪ 93.‬و كذا قوهل ‪-‬صىل هللا عليه وسمل‪-‬‬ ‫ري‬ ‫السيوط‪ :‬أي يكون بينامك‬ ‫امرأة مل ري�ها‪( :‬انظر هيإل�ا‪ ,‬فإنه أحرى أن يؤدم بينامك)‪ 94.‬قال‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫احملبة واالتفاق‪ 95.‬وقوهل ‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬ي ف� تعليل المر �ابالستئذان قبل الدخول‬ ‫امك ف� حصيح مسمل‪ :‬من‬ ‫(إ�ا جعل إالذن من أجل البرص)‪ 96.‬وكذا قوهل ‪-‬صىل هللا عليه‬ ‫ي‬ ‫ّ ّ ف‬ ‫ف‬ ‫ّ‬ ‫ر� –عزوجل‪ -‬ي� أن أستغفر هلا‬ ‫وسمل‪ -‬ي� ايز�رة القبور عند حصيح مسمل‪( :‬استأذنت ب ي‬ ‫ّ‬ ‫‪97‬‬ ‫فمل يؤذن ل‪ ,‬واستأذنته ف� أن أزور ربق�ها‪ ,‬فأذن ل‪ ,‬فزوروا القبور‪ ,‬هن‬ ‫فإ�ا تذكر املوت)‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ّ‬ ‫رش‬ ‫وقوهل ‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬ي� احلض عىل الناكح ملن هو قادر عىل املؤنة‪ :‬اي(� مع�‬ ‫الشباب‪ ,‬من استطاع منمك الباءة تز‬ ‫فلي�وج‪ ,‬فإنه أغض للبرص وأحصن للفرج‪ ,‬فإن مل‬ ‫أ‬ ‫‪98‬‬ ‫الكث�ة‪.‬‬ ‫وغ�ها من الحاديث‬ ‫يستطع‪ ,‬فعليه اب�لصوم‪ ,‬فإنه هل وجاء)‪.‬‬ ‫ري‬ ‫ري‬ ‫ّ ّ‬ ‫أ‬ ‫هف‬ ‫تدلل عىل ما هيف�ا من املقاصد واعتناء رش‬ ‫الحاديث النبوية رش‬ ‫ال� يعة هب�ا‪.‬‬ ‫ال� يفة لكها‬ ‫�ذه‬ ‫أ‬ ‫• الدلة العقلية‬ ‫أ‬ ‫دل النقلية ّ ة‬ ‫ال ّ ة‬ ‫ان‬ ‫اعتقاد� أن النقل يغنينا هن‬ ‫ع�ا‪:‬‬ ‫أدل عقلية مع‬ ‫ونضيف إىل هذه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ا� خلدون ب�ن العقائد إال مي�انية معل ةل اب�ل ة‬ ‫ّقرر بن‬ ‫دل العقلية‪ 99.‬ومعلوم أن المور‬ ‫أ‬ ‫االعتقادية جزء ال ّ‬ ‫يتجزأ عن رش‬ ‫ال� يعة ّ‬ ‫الغراء بل يه أسهّ ا‪ .‬مبو�ا أن المور االعتقادية‬ ‫أ‬ ‫وغ�ها مي�كن تعليلها اب� أل ّ ة‬ ‫دل العقلية‪ 100,‬مف�بادئ رش‬ ‫ال� يعة والحاكم‬ ‫مثل البعث والنشور ري‬ ‫احلنبل‪ ,‬ص‪.412‬‬ ‫ا� رجب‬ ‫ي‬ ‫‪ 93‬بن‬ ‫خ‬ ‫رت‬ ‫ف‬ ‫‪ 94‬ال�مذي‪ ,‬كتاب الناكح‪ ,‬اب�ب ما جاء ي� النظر إىل املطوبة‪ ,‬رب��مق ‪ ,257 :3 ,1087‬وقال‪ :‬حديث حسن‪.‬‬ ‫ئ‬ ‫ئ‬ ‫والنسا�‪ .‬أبو عبد الرمحن أمحد بن� شعيب‪ ,1999 ,‬نن‬ ‫السيوط والسندي‪ ,‬كتاب الناكح‪ ,‬اب�ب‬ ‫النسا� رشب�ح‬ ‫س�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تز ي مق‬ ‫و�‪ ,‬رب�� ‪.383-382 :3 ,3235‬‬ ‫ابإ�حة النظر قبل ال� ج‬ ‫يئ‬ ‫النسا� ي ف� احلاشية‪.383-382 :3 ,‬‬ ‫‪ 95‬انظر‪:‬‬ ‫آ‬ ‫حت‬ ‫ف‬ ‫غ� بيته‪ ,‬رب��مق ‪ ,2156‬ص‪.855-854‬‬ ‫ر�‬ ‫‪ 96‬راجع‪ :‬مسمل‪ ,‬كتاب الداب‪ ,‬اب�ب � مي‬ ‫النظر ي� ري‬ ‫ّ ّ ّ‬ ‫نا�‪� ,‬ب استئذان ّ‬ ‫ّ‬ ‫ىف‬ ‫ق� ّأمه‪,‬‬ ‫رة‬ ‫ز�‬ ‫�‬ ‫وجل‬ ‫عز‬ ‫ه‬ ‫رب‬ ‫وسمل‪-‬‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صىل‬‫�‬ ‫الن‬ ‫‪ 97‬انظر‪ :‬مسمل‪ ,‬كتاب جال ئز اب‬ ‫اي رب‬ ‫ىب‬ ‫مق‬ ‫رب�� ‪ ,976‬ص‪.349‬‬ ‫‪ 98‬متفق عليه‪ ,‬واللفظ للبخاري‪ ,‬انظر‪ :‬حممد فؤاد عبد ي ق‬ ‫البا�‪ ,1997 ,‬اللؤلؤ واملرجان اميف� اتفق عليه الشيخان‪,‬‬ ‫مق‬ ‫ط‪ ,3‬كتاب الناكح‪ ,‬ر� ‪.71 :2 ,884‬‬ ‫ا� خلدون‪ ,‬ص‪ .367‬وانظر‪ :‬حممود شلتوت‪ ,1966 ,‬من توج�ات إالسالم‪ ,‬ص‪ 140‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ 99‬بن‬ ‫َ َ�ضرَ َ َ َ َ َ ً َ َ َ َ ْ َ ُ َ َ‬ ‫ف‬ ‫� هي ْالع َظ َام َو َه َرم ٌ مْ�‪ُ ,‬ق ْل ْ ي حُ�ي َ هْ�ا َّالذ ْي َأ ْن َش َأهاَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫حُ‬ ‫َ‪ 100‬امك ي� قوهل‬ ‫َ ِ ي َِ‬ ‫ي ِ‬ ‫س خلقه قال من ِي ي ْ ِ‬ ‫تعاىل‪(ْ َ:‬و َ ب لنا مثال ون ي ِ‬ ‫َ‬ ‫َ حَ ِ ْ ي ْ ُ ْ‬ ‫أ َّو َل َم َّر ٍة‪َ ,‬و ُه َو ِبكلُ ِّ خل ٍق ع ِل مْي ٌ‬ ‫�‬ ‫يس‪:36‬‬ ‫القرآن‪,‬‬ ‫)‬ ‫‪ .79-78‬وقوهل تعاىل‪( :‬أ ي َّ ْ� َس ُب ُ ِإالن َس َان أن ُي ترْ َ�ك ُس َدى‪ ,‬أ َْمل‬ ‫َ ْ أ ْ ثىَ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َي ُك ُن ْط َف ًة ِم ْن َم ن ّ� مُي ْ� ىن َ�‪ ,‬ثمُ َّ� كاَ َن َع َل َق ًة فَ خَ‬ ‫� َع َل ِم ْن ُه َّ‬ ‫� َل َق َف َس َّوى‪ ,‬فَ ج َ‬ ‫الز ْو َج ْ ي ِن� الذك َر َوالن�‪ ,‬أل ْي َس ذ ِلك ِبق ِاد ٍر َع َىل‬ ‫َ ْ حُ ْ لمْ تىَ ِ ٍي‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫َْ‬ ‫عل بن�‬ ‫أن ي� ِي يَ� ا و�) القرآن‪ ,‬القيامة‪ .40-36 :75‬وانظر ي� سبب نز�ول هذه الية‪ :‬الواحدي‪ .‬أبو احلسن ي‬ ‫نز‬ ‫أمحد‪ ,1998 ,‬أسباب �ول القرآن‪ ,‬ص‪.379‬‬

‫‪458 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫أ‬ ‫وال ّ ة‬ ‫هفم�وم مقاصد رش‬ ‫دل عىل ّ‬ ‫أمه هتي�ا‬ ‫ال� يعة‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫دل العقلية‪ .‬قال ّ‬ ‫تعلل اب� أل ّ ة‬ ‫العز بن� عبد‬ ‫املتعلقة اب�لمعال البدنية أحرى وأجدر ب�ن‬ ‫السالم‪« :‬ومعظم مصاحل الدنيا ومفاسدها معروف اب�لعقل‪ ,‬وذلك معظم رش‬ ‫ال�ائع‪ ,‬إذ‬ ‫حت‬ ‫ال ي خ� ىف� عىل عاقل قبل ورود رش‬ ‫ال�ع أن �صيل املصاحل احملضة‪ ,‬ودرء املفاسد احملضة‬ ‫تقد� حج‬ ‫عن نفس إالنسان وعن ريغ�ه حممود حسن‪ ,‬وأن مي‬ ‫أر� املصاحل فأر�حج ها حممود‬ ‫حسن‪ ,‬وأن درء أفسد املفاسد فأفسدها حممود حسن‪..‬إىل أن قال‪ :‬واتفق احلامكء عىل‬ ‫‪101‬‬ ‫ذلك»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� ّقررها أفراد أو‬ ‫ومن املعلوم لدى عقالء الناس هفأن ما من نظام من النظمة ي‬ ‫ا�ا املنشودة‪ّ ,‬‬ ‫�مج اعات أو ّ‬ ‫مؤسسات إال وهلا أهدا�ا املقصودة وأغر هض‬ ‫بغض النظر عن‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫النظمة توافق رش‬ ‫ال� يعة أو تخ� هفال�ا‪ّ ,‬‬ ‫أمه ي ئ‬ ‫ش� هنأ�ا تنشأ ملصاحل من سيكون‬ ‫كون هذه‬ ‫أ‬ ‫حت‬ ‫مئ‬ ‫رش‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫ال� رش�هعا‬ ‫واملنفذ�‬ ‫�ت هذه النظمة من القا� ي ن� هب�ا‬ ‫هلا‪ .‬فال مي�كن أن تكون ًال� يعة ي‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫النظمة ً‬ ‫هللا ‪-‬تعاىل‪ -‬ت‬ ‫قدرا ورفعة حلياة إالنسان عبثا ال هدف هيف�ا وال‬ ‫ال� يه أعظم‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً َّ َ‬ ‫َ فحَ تمُ َ َ‬ ‫َ ‪103‬‬ ‫غرض‪ 102.‬قال تعاىل‪ :‬أ� ِس‬ ‫ب� أ نمَّ�ا خلقنا مُك َع َبثا َوأنكمُ ِإلينا ال ترُ� َجعون‪.‬‬

‫والعبث هو السفه‪ ,‬والسفه صفة نقص‪ ,‬والنقص عىل هللا ‪-‬تعاىل‪ -‬حمال‪ ,‬فثبت أنه‬ ‫ال بد من مصلحة‪ ,‬وتلك املصلحة مي�تنع عودها إىل هللا ‪-‬تعاىل‪ ,-‬فال بد من عودها إىل‬ ‫أ‬ ‫الحاكم ملصاحل العباد‪ً 104.‬‬ ‫وأيضا‪ ,‬عملنا أن هللا‬ ‫العبد‪ ,‬فثبت أن هللا ‪-‬سبحانه تعاىل‪ -‬رش�ع‬ ‫ف أ‬ ‫خّ‬ ‫ف‬ ‫يقرر ف� رث‬ ‫أك� من موضع من كتابه مي‬ ‫سر لنا ما ي� السموات وما ي� الرض‪ ,‬امك‬ ‫الكر� أنه‬ ‫ّ ي‬ ‫َ‬ ‫ثمُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫كمُ‬ ‫ف� قوهل‪َ :‬من عمَ ِ َل حِ ً َ‬ ‫َ ‪105‬‬ ‫ساء ف َعل هي�ا ۖ َّ� ِإ ٰىل َر ِّب ترُ� َجعون‪.‬‬ ‫فس ِه ۖ َو َمن أ‬ ‫صالا ف ِلن ِ‬ ‫ي‬ ‫َ َ َ َ كمُ ف أَ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫ّ‬ ‫مَ ً ثمُ َّ َ ٰ لىَ‬ ‫امَّ‬ ‫رض ج�يعا � استوى ِإ الس ِء‬ ‫َ وقوهل جل شأنه‪ :‬هو الذي َخلق ل ما ِ ي� ال ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٌ ‪106‬‬ ‫وات ۚ َو ُه َو بكلُ ّ ش‬ ‫� ٍء ع ميل�‪.‬‬ ‫ف َس ّواه َّن َس َبع امَس ٍ‬ ‫ِ ِ ي‬ ‫ف أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫و� هذه الية العظيمة دليل عىل أن الصل ي� الشياء إال اب�حة‬ ‫قال‬ ‫السعدي‪ :‬ي‬ ‫أ‬ ‫حت‬ ‫ف‬ ‫البائث‪ ,‬فإن � مير�ها ً‬ ‫والطهارة‪ ,‬ل هن�ا سيقت � معرض االمتنان‪ ,‬ي خ�رج بذلك خ‬ ‫أيضا‬ ‫آ ي‬ ‫حف‬ ‫مف‬ ‫�رض هف‬ ‫هق‬ ‫هن‬ ‫يؤخذ من �وى الية‪ ,‬ومعرفة املقصود م�ا‪ ,‬وأنه خل�ا لنفهعا‪� ,‬ا فيه من ر‪� ,‬و‬

‫‪ 101‬العز � عبد السالم‪ .5 :1 ,‬راجع ً‬ ‫أيضا‪ :‬القرضاوي‪ ,‬املدخل لدراسة رش‬ ‫ال� يعة إالسالمية‪ ,‬ص‪.53‬‬ ‫بن ف‬ ‫ىف‬ ‫�‬ ‫املصط�‪ ,‬ص‪.101‬‬ ‫وحس� يعل‬ ‫اليو�‪ ,‬ص‪.121-120‬‬ ‫هذا‪:‬‬ ‫ني‬ ‫‪ 102‬راجع ي‬ ‫يب‬ ‫‪ 103‬القرآن‪ ,‬املؤمنون‪.115 :23‬‬ ‫ً‬ ‫ىف‬ ‫املصط�‪.125 ,‬‬ ‫حس� يعل‬ ‫‪ 104‬راجع‪:‬‬ ‫الشاط�‪ ,‬املوافقات‪ 293 :2 ,‬وما بعدها‪ .‬وانظر أيضا‪ :‬ن ي‬ ‫يب‬ ‫‪ 105‬القرآن‪ ,‬جالاثية‪.13 :45‬‬ ‫‪ 106‬القرآن‪ ,‬البقرة‪.29 :2‬‬

‫‪| 459‬‬

‫‪Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫‪M. NAWAWI HAKIM‬‬

‫خارج من ذلك‪ .‬ومن مت�ام نعمته‪ ,‬منعنا من خ‬ ‫البائث‪ ,‬نز‬ ‫ت� هي ً�ا لنا‪.‬‬ ‫وعىل هذا مف�ن احملال أن ري�اع هللا مصلحة خلقه ف� هئ‬ ‫مبد�م ومعادمه ومعا�هش م‪ ,‬مث�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫هت ف أ‬ ‫ً‬ ‫هن‬ ‫الحاكم رش‬ ‫ال�عية‪ ,‬إذ يه أمع‪ ,‬فاكنت اب�ملراعاة أوىل‪ ,‬ول�ا أيضا من‬ ‫هي�مل مصلح�م ي�‬ ‫ا�م وال معاش هن‬ ‫مصلحة معا�هش م‪ ,‬إذ هب�ا صيانة أمواهلم هئ‬ ‫ودما�م وأعر هض‬ ‫بدو�ا‪ ,‬فوجب‬ ‫ف‬ ‫القول ب أ�نه راعاها هلم‪ 108.‬ومع هذا لكه ال ّبد من رت‬ ‫االع�اف بقصور العقل جوعزه ي�‬ ‫هئ‬ ‫كث� من أرسار رش‬ ‫ومباد�ا‪ ,‬لكية اكنت أو جزئية‪ ,‬عامة‬ ‫ال� يعة ومقاصد أحاكهما‬ ‫معرفة ري‬ ‫ف‬ ‫الق� من قبل‪ :‬رش‬ ‫اكنت أو خاصة‪ .‬ونقول ي� هذا امك قال بن‬ ‫«و�ع الرب تعاىل وحمكته‬ ‫ا� مي‬ ‫‪109‬‬ ‫الن� ‪-‬صىل هللا عليه وسلمّ ‪-‬‬ ‫فوق عقولنا وعباراتنا»‪ .‬وامك ربع�ه الدهلوي بقوهل‪« :‬ولكون يب‬ ‫أوثق ان‬ ‫الش� ال ي ن‬ ‫وقد�ا قيل‪ :‬عدم العمل بكنه ي ئ‬ ‫يع� عدمه‪.‬‬ ‫عند� من عقولنا»‪ً 110.‬مي‬ ‫ف‬ ‫فعىل املرء املسمل أن تهّي�م عقهل وإدراكه ومدراكته ي� احلرص والقصور‪ ,‬ويتبع ما أمر‬ ‫ف‬ ‫الشارع به ي� االعتقاد والعمل‪ ,‬فاهلل ‪-‬تعاىل‪ -‬أحرص عىل سعادة إالنسان‪ ,‬وأعمل مب�ا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫ينفعه ي� الدنيا والخرة‪ ,‬لن بعض الحاكم من طور فوق إدراك إالنسان‪ ,‬ومن نطاق‬ ‫ف‬ ‫أوسع من نطاق عقهل‪ 111.‬ال أن حي�اول إكراه عقهل وإمعاهل فوق قدرته وطاقته ي� معرفة‬ ‫ما وراء احلواس من املقاصد‪ ,‬ويتجاوز بسببه ّ‬ ‫احلد الذي ُخلق العقل ألجهل‪ ,‬إذ ّ‬ ‫التعمق‬ ‫حن‬ ‫حن‬ ‫اال�راف ض‬ ‫والحلاد‪ ,‬أو امك ربع�ه‬ ‫فيه قد ي ج� ّر إىل‬ ‫ويف� إىل اال�الل بل وإىل الكفر إ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫الشاط� «فإنه مبر�ا �مج حت النفس إىل طلب ما ال يطلب هنم�ا‪ ,‬فوقعت ي� ظملة ال‬ ‫بي‬ ‫‪112‬‬ ‫رش‬ ‫هن‬ ‫انفاكك هلا م�ا»‪ .‬قال بنا� تيمية‪« :‬لكن ما اعتقده العقل مصلحة وإن اكن ال�ع مل‬ ‫أ‬ ‫مر� الزم هل‪ ,‬إما أن رش‬ ‫ال ي ن‬ ‫ال�ع دل عليه من حيث مل يعمل هذا الناظم أو أنه‬ ‫ري�د به‪ ,‬فأحد‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫‪113‬‬ ‫ليس مب�صلحة‪ ,‬وإن اعتقده مصلحة‪ .‬لن املصلحة يه املنفعة احلاصل أو الغالبة»‪.‬‬ ‫يخ‬ ‫الكث� ّمما وصل إليه رت‬ ‫املغ�ون بعقوهلم‪ .‬صدق‬ ‫فالواقع شاهد عىل ذلك‪,‬‬ ‫والتار� سطر لنا ري‬ ‫القائل ‪-‬بعد أن غاص ف ي� إالهليات ّ‬ ‫وتعمق هيف�ا اب�لعقل وعاد إىل رشده‪ -‬امن‬ ‫حي� قال‪:‬‬ ‫‪107‬‬

‫ف‬ ‫‪ 107‬السعدي‪ ,‬ص‪ .48‬وانظر ً‬ ‫أيضا‪ :‬حممود حممد اب� يبلل‪ ,1990 ,‬إالنسان وحريته ي� إالسالم‪ ,‬ص‪.5‬‬ ‫ة‬ ‫ف‬ ‫ىف‬ ‫الطو�‪ ,‬ص‪.217‬‬ ‫‪ 108‬مصط� زيد‪ ,‬ملحق رسال ي‬ ‫الق�‪.154 :2 ,‬‬ ‫‪ 109‬بنا� مي‬ ‫‪ 110‬الدهلوي‪.13 :1 ,‬‬ ‫حن ف آ‬ ‫مف‬ ‫الشاط�‪�" :‬علومات هللا ال تتناىه‪,‬‬ ‫لوس‪ .18 :6 ,‬يقول‬ ‫‪ 111‬راجع‪ :‬بنا� خلدون‪ ,‬ص‪ .364‬و�وه ي�‪ :‬ال ي‬ ‫يب‬ ‫الشاط�‪ ,‬االعتصام‪ ,318 :2 ,‬بدون سنة‪.‬‬ ‫واملتناه اليساوي ماال يتناىه"‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫ومعلومات العبد متناهية‪,‬‬ ‫ي‬ ‫بي‬ ‫‪ 112‬الشاطبي‪ ,‬الموافقات‪.143 :2 ,‬‬

‫‪ 113‬بنا� تيمية‪ ,‬جمموع الفتاوى‪.345 :11 ,‬‬

‫‪460 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫أ‬ ‫وال ّ ة‬ ‫هفم�وم مقاصد رش‬ ‫دل عىل ّ‬ ‫أمه هتي�ا‬ ‫ال� يعة‬

‫رث‬ ‫هن‬ ‫ين‬ ‫العامل� ضالل‬ ‫سع‬ ‫�اية إقدام العقول عقالوأك� ي‬ ‫وأرواحنا ف� وحشة من جسومنا وحاصل ان‬ ‫وو�ل‬ ‫دنيا� أذى اب‬ ‫ي‬ ‫ومل نستفد من حب�ثنا طول ان‬ ‫‪114‬‬ ‫معر� سوى أن �مج عنا فيه قيل وقالوا‬ ‫فالعقل ال ّبد أن يكون ات� ًبعا للنصوص رش‬ ‫ً‬ ‫عل�ا‪ .‬فوظيفته حمدودة‬ ‫ال�عية ال‬ ‫حامكا هي‬ ‫كمّ‬ ‫ف‬ ‫التفك� هف‬ ‫والت�م عىل النصوص وليس هلا أن �تحُكمّ اميف� ال غ‬ ‫ينب� أن تتح هيف�ا‪ .‬وإال‬ ‫ي�‬ ‫ري‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫فالنصوص رش‬ ‫مي‬ ‫الكر� والحاديث النبوية الصحيحة توافق العقول‬ ‫ال�عية من القرآن‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫الحوال امك هق‬ ‫هض‬ ‫حي‬ ‫حق�ا احملققون من العملاء‪ .‬امك أن‬ ‫تعار�ا حب�ال من‬ ‫الرص�ة وال‬ ‫السليمة‬ ‫شخ‬ ‫وب� ي ن‬ ‫ب� �ص وآخر بل ي ن‬ ‫العقل نفسه متفاوت ي ن‬ ‫ح� وآخر‪ ,‬فقد يكون الرجل الواحد‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫حت‬ ‫ف‬ ‫ّ ف‬ ‫ف‬ ‫تفك� بعض المور و�ليل املشالك املعروضة وحلها ي� وقت‬ ‫ي� غاية من الدقة ي� ري‬ ‫ّ‬ ‫قص�‪ ,‬ف ي� ي ن‬ ‫والتفك� الدقيق‬ ‫يس� هنم�ا إال بعد التأمل العميق‬ ‫ري‬ ‫ح� ال يقدر عىل حل جزء ري‬ ‫ري‬ ‫ف‬ ‫ً‬ ‫تخ‬ ‫ّ‬ ‫هت‬ ‫هن‬ ‫يستغرق ساعات من الزمان‪ .‬وأيضا اختالف ميول إالنسان ي� �صصا�م وحم�م يدلنا‬ ‫ف‬ ‫فاملتخصص البارع ف� ّ‬ ‫ّ‬ ‫عمل عقهل ي�‬ ‫وعزه‪.‬‬ ‫بوضوح عىل قصوره ج‬ ‫الطب ما استطاع أن ُي ِ‬ ‫ي‬ ‫ُ ن نَ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫وغ�ه‪ ,‬هكذا س� هللا –تعاىل‪ -‬ي� خلقه‪.‬‬ ‫ريغ� تخ� ّصصه‪ ,‬ونقيس عىل ذلك ي� املهندس ري‬ ‫• دليل الفطرة‬

‫حت‬ ‫عل�ا الناس‪ ,‬هن‬ ‫وكذلك الفطرة ت‬ ‫فإ�ا مت�يل إىل �قيق املصلحة ودفع امل�رض ة‬ ‫ال� فطر هي‬ ‫ي‬ ‫مف‬ ‫سا� عىل هن‬ ‫يس� عىل فطرته إال وهو رئ‬ ‫امل�ج‬ ‫بلك السبل واكفة الطرق‪� .‬ا من إنسان ري‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هف‬ ‫املستق�‪ .‬فلك سبيل ولك طريق مائل عن الفطرة �و إىل اهلالك‬ ‫السوي والطريق‬ ‫مي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أقرب‪ ,‬وعن النجاة أبعد‪ .‬يقول العز بن� عبد السالم‪« :‬واعمل أن مي‬ ‫تقد� الصلح فالصلح‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فالفسد مركوز ف ي� طبائع العباد ً‬ ‫نظرا هلم من رب ال ابر�ب»‪ 115.‬ويقول بنا�‬ ‫ودرء الفسد‬ ‫أ� ّ‬ ‫العز ف‬ ‫‪116‬‬ ‫احلن�‪« :‬أنه (أي إالنسان) مفطور عىل جلب املنافع ودفع املضار حب� ّسه»‪.‬‬ ‫بي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫التعرض لتعريف مقاصد رش‬ ‫ومما ىض‬ ‫م� مي�كننا ّ‬ ‫صطالح‪.‬‬ ‫ال� يعة إال‬ ‫ي‬ ‫• التعريف إالصطالح ملقاصد رش‬ ‫ال� يعة‬ ‫ي‬ ‫الباحث� ّ‬ ‫ين‬ ‫املهتم ي ن� هب�ذا املوضوع أن العملاء القداىم مل يكن عندمه‬ ‫فقد ّنبه بعض‬

‫فخ‬ ‫الد� الرازي حممد بن� معر بن�‬ ‫‪ 114‬انظر‪ :‬بنا� تيمية‪ ,‬جمموع الفتاوى‪ .10 :5 ,‬عزا ا�‬ ‫كث� هذا القول إىل �ر ني‬ ‫بن ري أ‬ ‫بن أ‬ ‫ً‬ ‫ال ريث� ف� ي خ‬ ‫هن‬ ‫بن‬ ‫كث�‪ ,‬البداية وال�اية‪.56 :13 ,‬‬ ‫خطيب الري‪ ,‬ان�قال عن ا�‬ ‫التار� عدا املقطع الول منه‪ .‬راجع‪ :‬ا� ري‬ ‫ي‬ ‫‪ 115‬العز بن� عبد السالم‪.7 :1 ,‬‬ ‫‪ 116‬ا� أ� ّ‬ ‫العز ف‬ ‫احلن�‪ ,‬ص‪.82‬‬ ‫ي‬ ‫بن يب‬

‫‪| 461‬‬

‫‪Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫‪M. NAWAWI HAKIM‬‬

‫هت بخ هض ف‬ ‫تعريف خاص مب�قاصد رش‬ ‫ال� يعة‪ 117.‬ىت‬ ‫الذ� اش�روا �‬ ‫و�م ي� هذا امليدان‬ ‫وح� العملاء ني‬ ‫أمثال ج ن‬ ‫وا� تيمية بن‬ ‫وي� والغزال بن‬ ‫الق�‪ ,‬إال هنأ�م ّ‬ ‫تعرضوا فقط إىل التنصيص عىل‬ ‫وا� مي‬ ‫ي‬ ‫ال ي‬ ‫ال� يعة سواء أاكنت عامة أم ّ‬ ‫بعض مقاصد رش‬ ‫الشاط� هو شيخ‬ ‫خاصة‪ .‬مبو�ا أن إالمام‬ ‫بي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫تعب�‬ ‫الريسو�‪ 118,-‬الذي اكن هل الباع الطويل ي� احلديث عن هذا‬ ‫املقاصد –عىل ري‬ ‫ي‬ ‫حت‬ ‫املوضوع‪ ,‬وهو أول من قام بتفريع هذا العمل وتنسيقه و� رير� مسائهل عىل ما هو عليه‬ ‫الباحث� به وبالكمه ف� هذا الشأن رث‬ ‫اليوم‪ .‬حف� ّ‬ ‫ين‬ ‫أك� من امت‬ ‫ري ب أ�ن يكون امت‬ ‫اه�همم‬ ‫اه�م‬ ‫ي‬ ‫يعرف هفم�وم مقاصد رش‬ ‫بغ�ه‪ .‬ىت‬ ‫ح� إن البعض ي ن‬ ‫الشاط� مل ّ‬ ‫ال� يعة حاولوا‬ ‫الذ� رأوا أن‬ ‫ري‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ن ّ‬ ‫ّ‬ ‫�حض‬ ‫ً‬ ‫اعت� المر وا ا ولكونه كتب كتابه‬ ‫تعليل ذلك بعدة علل‪.‬‬ ‫فالريسو� علل ذلك ب�نه رب‬ ‫أ‬ ‫رش ي ‪ 119‬امن‬ ‫خ ف‬ ‫الشاط� اكن‬ ‫اليو� ري�ى ذلك لن‬ ‫للعملاء والراس ي ن� ي� علوم ال� يعة‪ .‬بي� الدكتور يب‬ ‫يب‬ ‫ف‬ ‫ًّ ف‬ ‫خاصا ي� احلدود وال ري�ى إالغراق ي� تفاصيل احلدود‪ ,‬بل إنه ري�ى أن‬ ‫هني�ج هنم� ًجا‬ ‫الباحث� وهو الدكتور ّ‬ ‫التعريف حي�صل اب�لتقريب لملخاطب‪120.‬وقد رت‬ ‫عز‬ ‫اع�ض أحد‬ ‫ني‬ ‫ن أ‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫الباحث� ب�ن ليس‬ ‫وغ�مها من‬ ‫الريسو�‬ ‫الد� بن� زغيبة عىل ما ذهب إليه‬ ‫واليو� ري‬ ‫ي‬ ‫بي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ثمَ ّ�ة تعريفا ملقاصد رش‬ ‫الشاط�‪ّ .‬‬ ‫الشاط� ذكر تعريف املقاصد‬ ‫أن‬ ‫ر‬ ‫وقر‬ ‫عند‬ ‫يعة‬ ‫ال�‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ن أ‬ ‫ف‬ ‫الول‪ :‬ف� قوهل‪( :‬إن الشارع قد قصد اب� رش‬ ‫لت� يع إقامة املصاحل الخروية‬ ‫موضع�‪.‬‬ ‫ي�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الزء)‪.‬‬ ‫والدنيوية‪ ,‬وذلك عىل وجه ال ي خ�تل هلا به نظام‪ ,‬ال حب�سب اللك وال حب�سب ج‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ال�ع من وضع رش‬ ‫امللكف‪( :‬املقصد رش‬ ‫ال� يعة‪ :‬إخراج‬ ‫الشاط� ملقاصد‬ ‫وذكر ي� تعريف‬ ‫ي‬ ‫بي‬ ‫ّ‬ ‫اختيارا امك هو ً‬ ‫ح� يكون ً‬ ‫‪121‬‬ ‫ً‬ ‫امللكف من داعية هواه ىت‬ ‫عبدا هلل اضطر ًارا)‪.‬‬ ‫عبدا هلل‬ ‫ن‬ ‫اليو�‪ ,‬ص‪ .33‬وحرز هللا‪ ,‬ص‪.15‬‬ ‫‪ 117‬انظر عىل سبيل املثال‪:‬‬ ‫الريسو�‪ّ .‬أمحد‪ ,‬نظرية املقاصد‪ ,‬ص‪ .5‬يب‬ ‫ي‬ ‫من‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫البيو� غا� ب�نه "مؤسس عمل املقاصد"‪ ,‬راجع‪ :‬مقاصد‬ ‫اه�‬ ‫إ�‬ ‫به‬ ‫لق‬ ‫و‬ ‫ص‪.5‬‬ ‫املقاصد‪,‬‬ ‫الريسو�‪ ,‬نظرية‬ ‫‪118‬‬ ‫رب مي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مت‬ ‫وقضا� العرص‪ ,‬ص ‪ .147‬ويبدو أن تلقيب الشاط� بشيخ املقاصد ّ‬ ‫ومؤسس عمله ري�جع إىل � ّي�هز‬ ‫رش‬ ‫ال� يعة‬ ‫اي‬ ‫بي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ّ‬ ‫وتفرده مب� هن�ج شامل متاكمل � الالكم عن موضوع املقاصد‪ .‬ميو�كن الرجوع ملعرفة ي ز‬ ‫ّ‬ ‫الشاط� ي� هذا‬ ‫مم�ات‬ ‫ي‬ ‫بي‬ ‫حت‬ ‫�هش‬ ‫بن‬ ‫بن‬ ‫امليدان إىل مقدمة الشيخ بكر � عبد هللا أبو زيد لكتاب املوافقات �قيق‪ :‬م ور � حسن آل سملان‪,‬‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫فقد ذكر فيه ّ‬ ‫عدة ّي ز‬ ‫الشاط� ي� دراسته لملقاصد مفصال‪.‬‬ ‫مم�ات‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫الريسو�‪ ,‬نظرية املقاصد‪ ,‬ص‪ .5‬وقد أشار إليه الدهلوي‪ ,‬حيث قال‪ :‬كيف وال ن‬ ‫تتب� أرساره إال ملن‬ ‫‪119‬‬ ‫ي‬ ‫رش ي ّ‬ ‫أ‬ ‫ّ ف‬ ‫رش‬ ‫مت� ّكن ف� العلوم رش‬ ‫ال�عية ب�رسها‪ ,‬واستبد ي� الفنون إالهلية عن آخرها‪ ,‬وال يصفو م� به إال ملن �ح هللا‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫نّ‬ ‫ال� ن‬ ‫لد�‪..‬وقال‪ :‬وأما معرفة املقاصد ت‬ ‫عل�ا الحاكم فعمل دقيق ال ي خ�وض فيه إال من لطف‬ ‫لعمل‬ ‫صدره‬ ‫ب� هي‬ ‫هف ي‬ ‫ي ي‬ ‫ذهنه واستقام �مه‪ .‬راجع‪ :‬الدهلوي‪ 5 :1 ,‬و ‪.255‬‬ ‫ف‬ ‫اليو�‪ ,‬ي� اهلامش ص‪.34‬‬ ‫‪ 120‬يب‬ ‫خ‬ ‫الد� بن� زغيبة‪ ,2001 ,‬مقاصد رش‬ ‫الاصة اب� ّ‬ ‫‪ 121‬عز ين‬ ‫لترصفات املالية‪ ,‬ص‪ .15‬وانظر تعليق الشيخ عبد‬ ‫ال� يعة‬ ‫ف‬ ‫الشاط�‪ ,‬املوافقات‪ ,‬ي� اهلامش‪.289 :2 ,‬‬ ‫هللا دراز عليه‪:‬‬ ‫بي‬

‫‪462 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫أ‬ ‫وال ّ ة‬ ‫هفم�وم مقاصد رش‬ ‫دل عىل ّ‬ ‫أمه هتي�ا‬ ‫ال� يعة‬

‫ّ‬ ‫وذهب إىل هذا من قبهل الدكتور �مج ال ي ن‬ ‫إال أنه مل ّ‬ ‫يرصح‪.‬‬ ‫الد� حممد عطية‪,‬‬ ‫ف هّ أ‬ ‫ن‬ ‫ولكن يبدو أن هذا رت‬ ‫وغ�مها من‬ ‫الريسو�‬ ‫االع�اض ليس ي� حمل‪ ,‬لن‬ ‫واليو� ري‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫الباحث� مل ينكروا أن الشاط� ّقرر رش‬ ‫ين‬ ‫مقاصدا وأهدافا تتمثل اب�ملصاحل الخروية‬ ‫للت� يع‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫والدنيوية‪ ,‬من‬ ‫تعريفا ً‬ ‫خاصا ملقاصد رش‬ ‫ال� يعة امك هو عادة العملاء‬ ‫للشاط�‬ ‫وإ�ا مل يثبتوا أن‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫املذكورت� ي ن‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫اللت� استدل هب�ما‬ ‫العبارت�‬ ‫ي� احلديث عن مثل هذا املوضوع‪ .‬ولكتا‬ ‫تعريف�‪ ,‬من‬ ‫ن‬ ‫الد� ف� رت‬ ‫ين‬ ‫الدكتور عز ي ن‬ ‫وإ�ا‬ ‫وغ�ه ليستا‬ ‫اع�اضه عىل ما ذهب إليه‬ ‫الريسو� ري‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫تنصيص عىل أن رش‬ ‫وأهدافا من ور هئا�ا‪ ,‬وال ّبد من التفريق هن‬ ‫بي�ما‪ .‬وإال‬ ‫لل� يعة مقاصد‬ ‫ن‬ ‫تش�هما ف� رث‬ ‫‪123‬‬ ‫أك� من موضع‪.‬‬ ‫فالريسو� نفسه نقل بعض عبارات‬ ‫الشاط� هب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بي‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫املعارص� مي‬ ‫تقد� بعض التعاريف هلذا العمل‪,‬‬ ‫والباحث�‬ ‫وقد حاول بعض العملاء‬ ‫بعضا هنم�ا ً‬ ‫نذكر ً‬ ‫واحدا تلو واحد‪:‬‬ ‫ف‬ ‫حمييا هلذا العمل ّ‬ ‫يعت� ً‬ ‫ومقي ًدا هل ي� العرص احلديث‪ ,‬فقد‬ ‫نبدأ اب� بن� عاشور الذي رب‬ ‫ف‬ ‫ال� يعة خ‬ ‫ال� يعة العامة ومقاصد رش‬ ‫ب� مقاصد رش‬ ‫ّفرق ‪-‬رمحه هللا‪ -‬ي ن‬ ‫الاصة‪ ,‬وذكر ي�‬ ‫تعريفه لملقاصد العامة‪ :‬ه ن‬ ‫املعا� واحلمك امللحوظة للشارع ف� �مج يع أحوال رش‬ ‫الت� يع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫رش‬ ‫هت‬ ‫أو معظمها‪ ,‬حب�يث ال تخ�تص مالحظ�ا اب�لكون ي� نوع خاص من أحاكم ال� يعة‪,‬‬ ‫ن‬ ‫فيدخل ف� هذا أوصاف رش‬ ‫ال� ال تخ�لو رش‬ ‫ال� يعة هت‬ ‫واملعا� ت‬ ‫وغاي�ا العامة‬ ‫الت� يع عن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ً‬ ‫هت‬ ‫مالحظ�ا‪ ,‬ويدخل ي� هذا أيضا معان من احلمك ليست ملحوظة ي� رئ‬ ‫سا� أنواع الحاكم‪,‬‬ ‫خ‬ ‫هن ‪ 124‬امن‬ ‫ف‬ ‫بي� ي ف� تعريفه ملقاصد رش‬ ‫و هن‬ ‫كث�ة م�ا‪.‬‬ ‫ال� يعة الاصة‪ ,‬قال‪:‬‬ ‫لك�ا ملحوظة ي� أنواع ري‬ ‫الكيفيات املقصودة للشارع لتحقيق مقاصد الناس النافعة‪ ,‬أو حلفظ مصاحلهم العامة‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫سع�م ف� مصاحلهم خ‬ ‫خ‬ ‫هت‬ ‫الاصة ب إ�بطال ما أ ّسس هلم‬ ‫ي� ترصفا�م الاصة‪ ,‬يك ال يعود هي ي‬ ‫حت‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫من �صيل مصاحلهم العامة‪ .‬ويدخل ي� ذلك لك حمكة روعيت ي� رشت� يع أحاكم‬ ‫ة ف‬ ‫ترصفات الناس‪ ,‬مثل‪ :‬قصد التوثق ف� عقد الرهن‪ ,‬وإقامة نظام نز‬ ‫والعائل ي� عقد‬ ‫امل�ل‬ ‫ي‬ ‫‪125‬‬ ‫الناكح‪ ,‬ودفع ال�رض ر املستدام ف� رش‬ ‫م�وعية الطالق‪.‬‬ ‫ي‬ ‫‪122‬‬

‫الد� بن� زغيبة‪ ,‬ص‪.15‬‬ ‫‪ 122‬انظر‪ :‬عز ني‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫الريسو� نفسه‬ ‫وغ�ها‪ .‬بل‬ ‫‪ 123‬انظر عىل سبيل املثال‪:‬‬ ‫الريسو�‪ ,‬نظرية املقاصد‪ ,‬ص‪ 187 ,171 ,152 ,13‬ري‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫تقر�ه ب أ�ن الشاط� يثبت رش‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫لل� يعة مصاحل‬ ‫معرض‬ ‫�‬ ‫وذلك‬ ‫‪,‬‬ ‫الد�‬ ‫عز‬ ‫الدكتور‬ ‫ذكرها‬ ‫ال�‬ ‫ري‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بي‬ ‫ذكر العبارة الوىل ي‬ ‫للعباد‪ .‬راجع‪ :‬ص‪.186‬‬ ‫‪ 124‬بنا� عاشور‪ ,‬ص‪.183‬‬ ‫‪ 125‬بنا� عاشور‪ ,‬ص‪.307-306‬‬

‫‪| 463‬‬

‫‪Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫‪M. NAWAWI HAKIM‬‬

‫ال� يعة –العامة خ‬ ‫وعند عالل الفاس‪ :‬املراد مب�قاصد رش‬ ‫والاصة هنم�ا‪ :-‬الغاية هنم�ا‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫والرسار ت‬ ‫ال� وضهعا الشارع عند لك حمك من أحاكهما‪ 126.‬يو� تعريفه لملقاصد العامة‪,‬‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫قال‪ :‬املقصد العام رش‬ ‫لل� يعة إالسالمية هو معارة الرض وحفظ نظام التعايش هيف�ا‬ ‫ين‬ ‫املستخلف� هيف�ا‪ ,‬وقياهمم مب�ا لكفوا به من عدل واستقامة‪,‬‬ ‫واستمرار صالهحا بصالح‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫وتدب� ملنافع‬ ‫و� العمل‪ ,‬وإصالح ي� الرض‪ ,‬واستنباط خل ري� هتا�ا‪ ,‬ري‬ ‫ومن صالح ي� العقل ي‬ ‫ن‬ ‫اع�ا رش‬ ‫الريسو� مقاصد رش‬ ‫ال� يعة بقوهل‪ :‬يه ي ت‬ ‫الميع‪ّ 127.‬‬ ‫ال� يعة وتعمل‬ ‫وعرف‬ ‫ج‬ ‫ال� رت� هي‬ ‫ي‬ ‫حت هق ف ّ‬ ‫هن ‪ 128‬ف‬ ‫ف‬ ‫رش‬ ‫كث� م�ا‪ .‬يو� تعريفه لملقاصد العامة‬ ‫أبوا�ا الت� يعية‪ ,‬أو ي� ري‬ ‫عىل �قي�ا ي� لك هب‬ ‫أ‬ ‫امن‬ ‫حت‬ ‫هق‬ ‫‪129‬‬ ‫رش‬ ‫الغا�ت ت‬ ‫اليو� ّ‬ ‫عرف‬ ‫قال‪ :‬اي‬ ‫ال� وضعت ال� يعة لجل �قي�ا‪ ,‬ملصاحل العباد‪ .‬بي� يب‬ ‫ي‬ ‫حن‬ ‫املقاصد بقوهل‪ :‬املقاصد ه ن‬ ‫الت� يع ً‬ ‫ال� راعاها الشارع ف� رش‬ ‫ت‬ ‫معوما‬ ‫املعا� ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫واحلمك و�وها ي‬ ‫حت‬ ‫‪130‬‬ ‫ً‬ ‫وخصوصا‪ ,‬من أجل �قيق مصاحل العباد‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يتضح لنا من ّلك هذه التعاريف أن ّ‬ ‫الغا�ت والرسار املوجودة‬ ‫مردها واحد‪ ,‬وهو اي‬ ‫ال� يعة ومبادؤها ألجل حت� هق‬ ‫ال� وضعت رش‬ ‫ت‬ ‫قي�ا‪ ,‬ملصلحة العباد‪.‬‬ ‫واملقصودة ي‬ ‫خ‬ ‫الالصة‪:‬‬ ‫أ‬ ‫وال ة‬ ‫وبعد استعراض التعاريف اللغوية ملقاصد رش‬ ‫عل�ا من القرآن‬ ‫ال� يعة‬ ‫دل هي‬ ‫والست�هش اد ببعض أقوال العملاء ف� هت‬ ‫مي‬ ‫أمهي�ا ورسد التعاريف من‬ ‫الكر� والسنة النبوية إ‬ ‫ي‬ ‫تتب� لنا أمهية املوضوع ومعرفته للك دارس علوم رش‬ ‫املعارص� هلا ي ن‬ ‫ين‬ ‫ال� يعة‬ ‫بعض العملاء‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫املسمل� اكفة‪.‬‬ ‫الغراء بل وللك‬

‫ن‬ ‫واليو�‪ ,‬ص‪.35‬‬ ‫الريسو�‪ ,‬نظرية املقاصد‪ ,‬ص‪.6‬‬ ‫‪ 126‬انظر‪:‬‬ ‫يب‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫واليو�‪ ,‬ص‪.35‬‬ ‫ص‪.6‬‬ ‫املقاصد‪,‬‬ ‫نظرية‬ ‫‪,‬‬ ‫الريسو�‬ ‫‪127‬‬ ‫يب‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫الريسو�‪ ,‬نظرية املقاصد‪ ,‬ص‪.7‬‬ ‫‪128‬‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫الريسو�‪ ,‬نظرية املقاصد‪ ,‬ص‪.7‬‬ ‫‪129‬‬ ‫ي‬ ‫اليو�‪ ,‬ص‪.37‬‬ ‫‪ 130‬يب‬

‫‪464 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫أ‬ ‫وال ّ ة‬ ‫هفم�وم مقاصد رش‬ ‫دل عىل ّ‬ ‫أمه هتي�ا‬ ‫ال� يعة‬

‫املصادر واملراجع‪:‬‬

‫القرآن مي‬ ‫الكر�‪.‬‬ ‫البيو� من‬ ‫ن‬ ‫غا� وآخرون‪2007 ,‬م‪ ,‬مقاصد رش‬ ‫وقضا� العرص‪ ,‬لندن‪ :‬مؤسسة‬ ‫ال� يعة‬ ‫اه�‬ ‫اي‬ ‫ربإ� مي‬ ‫ي‬ ‫رت‬ ‫سالم‪.‬‬ ‫الفرقان لل�اث إال ي‬ ‫ن‬ ‫الريسو�‪2008,‬م‪ ,‬الفكر املقاصدي؛ قواعده وفوائده‪ ,‬ط‪ ,2‬ريب�وت‪ :‬دار اهلادي‪.‬‬ ‫أمحد‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫الر�ض‪ :‬الدار‬ ‫الريسو�‪1992 ,‬م‪ ,‬نظرية املقاصد عند إالمام‬ ‫أمحد‬ ‫الشاط�‪ ,‬ط‪ ,2‬اي‬ ‫ي‬ ‫بي‬ ‫سالم‪.‬‬ ‫العاملية للكتاب إال ي‬ ‫آ‬ ‫ن ف‬ ‫ن‬ ‫اللوس‪� .‬هش اب ي ن‬ ‫احلسي�‪ ,‬روح‬ ‫الد� حممود بن� عبد هللا‬ ‫العظ�‬ ‫املعا� ي� ري‬ ‫تفس� القرآن مي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والسبع ن‬ ‫املثا�‪ ,‬ريب�وت‪ :‬دار إحياء رتال�اث العر�‪ ,‬بدون ات� ي خ‬ ‫ر�‪.‬‬ ‫بي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫حت‬ ‫الزهري‪ .‬أبو منصور حممد بن� أمحد‪2001 ,‬م‪ ,‬هت�ذيب اللغة‪ ,‬ريب�وت‪ :‬دار املعرفة‪� ,‬قيق‪:‬‬ ‫زك قامس‪.‬‬ ‫د‪ .‬اير�ض ي‬ ‫أ‬ ‫احلس� بن� حممد بن� ّ‬ ‫ص� ن‬ ‫ال هف‬ ‫ين‬ ‫املفضل‪1997 ,‬م‪ ,‬معجم مفردات‬ ‫ا�‪ .‬الراغب أبو القامس‬ ‫ي‬ ‫تخ‬ ‫اه� مش�س ي ن‬ ‫ي‬ ‫الد�‪.‬‬ ‫إ�‬ ‫‪:‬‬ ‫ر�‬ ‫و�‬ ‫وتصحيح‬ ‫ضبط‬ ‫القرآن‪,‬‬ ‫ألفاظ‬ ‫ج رب مي‬ ‫ا� أ� العز ف‬ ‫بن‬ ‫بن‬ ‫عل بن� حممد‪1391 ,‬هـ‪ ,‬رش�ح العقيدة الطحاوية‪ ,‬ط‪,4‬‬ ‫بي‬ ‫عل � حت ي‬ ‫احلن�‪ .‬ي‬ ‫ي‬ ‫ر�‪ :‬حممد ان�رص‬ ‫سالم‪� ,‬قيق ومراجعة‪ :‬جلنة من العملاء‪ ,‬تخ� ي ج‬ ‫ريب�وت‪ :‬أ املكتب إال ي‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫لبا�‪.‬‬ ‫الد� ال ي‬ ‫رتال�مذي‪ .‬أبو عيىس حممد بن� عيىس بن� سورة‪1999 ,‬م‪ ,‬نن‬ ‫س� رتال�مذي‪ ,‬القاهرة‪ :‬دار‬ ‫حت‬ ‫ىف‬ ‫مصط� ي ن‬ ‫الذه�‪.‬‬ ‫احلديث‪� ,‬قيق‪ :‬د‪.‬‬ ‫حس� ب ي‬ ‫بن‬ ‫الر�ض‪� ,‬مج ع‬ ‫احلل�‪1381 ,‬هـ‪ ,‬جمموع الفتاوى‪ ,‬جدة‪ :‬مطبعة اي‬ ‫ا� تيمية‪ .‬أمحد بن� عبد مي‬ ‫رتو�تيب‪ :‬عبد الرمحن بن� حممد بن� قامس وولده حممد‪.‬‬ ‫ىف‬ ‫ين‬ ‫املصط�‪2008 ,‬م‪ ,‬فلسفة العبادات‪ ,‬ط‪ ,2‬ريب�وت‪ :‬دار اهلادي‪.‬‬ ‫عل‬ ‫حس� ي‬ ‫احلسي�‪ .‬رش‬ ‫ن‬ ‫اه� بن� حممد بن� امكل ي ن‬ ‫بن‬ ‫الد�‪1982 ,‬م‪ ,‬البيان والتعريف‬ ‫ا� محزة‬ ‫ال� يف ربإ� مي‬ ‫ي‬ ‫ف� أسباب ورود احلديث رش‬ ‫ال� يف‪ ,‬ريب�وت‪ :‬املكتبة العملية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫بن‬ ‫ا� خلدون‪ .‬عبد الرمحن بن� حممد بن� حممد‪2003 ,‬م‪ ,‬املقدمة‪ ,‬ط‪ ,8‬ريب�وت‪ :‬دار الكتب‬ ‫العملية‪.‬‬ ‫حت‬ ‫بن‬ ‫الر�ن‪� ,‬قيق‪:‬‬ ‫ا� رجب‬ ‫احلنبل‪2000 .‬م‪ ,‬جامع العلوم واحلمك‪ ,‬ط‪ ,2‬ريب�وت‪ :‬مؤسسة اي‬ ‫ي‬

‫‪| 465‬‬

‫‪Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫‪M. NAWAWI HAKIM‬‬

‫بن‬ ‫عل حافظ‪.‬‬ ‫فؤاد � ي‬ ‫ّ‬ ‫الرح�‪1995 ,‬م‪ ,‬جحة هللا البالغة‪ ,‬ريب�وت‪ :‬دار‬ ‫ول هللا أمحد بن� عبد مي‬ ‫الدهلوي‪ .‬الشاه ّ حتي‬ ‫الكتب العملية‪� ,‬قيق‪ :‬حممد سامل ها�مش ‪.‬‬ ‫بن‬ ‫مي‬ ‫وتقد�‪:‬‬ ‫أ� بكر بن� عبد القادر‪ ,‬مخ تار الصحاح‪ ,‬دار املنار‪ ,‬دراسة‬ ‫الرازي‪ .‬حممد � ب ي‬ ‫الدكتور عبد الفتاح ربال�اكوي‪ .‬بدون سنة‪.‬‬ ‫حت‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫العظ�‪1998 ,‬م‪ ,‬مناهل العرفان ي� علوم القرآن‪ ,‬دار قتيبة‪� ,‬قيق‬ ‫الزرقا�‪ .‬حممد عبد مي‬ ‫ي‬ ‫تخ‬ ‫ر� وتعليق‪ :‬د‪ .‬بديع السيد ّ‬ ‫اللحام‪.‬‬ ‫و� ي ج‬ ‫ف‬ ‫مي‬ ‫تفس� الكم املنان‪,‬‬ ‫تيس�‬ ‫الكر� الرمحن ي� ري‬ ‫السعدي‪ .‬عبد الرمحن بن� ان�رص‪2000 ,‬م‪ ,‬ري‬ ‫ة‬ ‫الرسال‪ ,‬حت�قيق‪ :‬عبد الرمحن بن� معال حي‬ ‫اللو�ق‪.‬‬ ‫ريب�وت‪ :‬مؤسسة‬ ‫ف‬ ‫بن‬ ‫السيوط‪ .‬جالل ي ن‬ ‫أ� بكر بن� حممد‪ ,‬إالتقان ي� علوم القرآن‪,‬‬ ‫الد� عبد‬ ‫الرمحن � ب ي‬ ‫ي‬ ‫القاهرة‪ :‬مكتبة دار رتال�اث‪ ,‬حت�قيق‪ :‬حممد أبو الفضل إ�اه�‪ ,‬بدون ات� ير�‪.‬خ‬ ‫رب مي‬ ‫ف‬ ‫اه� بن� موىس اللخم‪1421 ,‬هـ‪ ,‬املوافقات � أصول رش‬ ‫ال� يعة‪,‬‬ ‫الشاط�‪ .‬أبو إحساق ربإ� مي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بأ ي‬ ‫بن ّ‬ ‫حت‬ ‫�هش‬ ‫بن‬ ‫الردن‪ :‬دار ا� عفان‪� ,‬قيق‪ :‬أبو عبيدة م ور � حسن آل سملان‪.‬‬ ‫بن أ‬ ‫ف‬ ‫ال ي ن‬ ‫م�‪1426 ,‬هـ‪ ,‬أضواء البيان ي� إيضاح القرآن اب�لقرآن‪ ,‬مكة‬ ‫الشنقيط‪ .‬حممد �‬ ‫ي‬ ‫املكرمة‪ :‬دار عامل الفوائد‪ ,‬رشإ�اف‪ :‬بكر بن� عبد هللا أبو زيد‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ن ن‬ ‫بن‬ ‫ف� الرواية والدراية من عمل‬ ‫القد� ج‬ ‫عل‪1991 ,‬م‪ ,‬فتح ري‬ ‫ي‬ ‫الشواك�‪ .‬حممد � ي‬ ‫الامع يب� ي‬ ‫التفس�‪ ,‬دمشق‪ :‬دار خ‬ ‫ال ري�‪.‬‬ ‫ري‬ ‫تأ‬ ‫جر�‪2005 ,‬م‪ ,‬جامع البيان عن �ويل آي القرآن‪ ,‬القاهرة‪:‬‬ ‫رب‬ ‫الط�ي‪ ,‬أبو جعفر حممد بن� ري‬ ‫حت‬ ‫دار السالم‪� ,‬قيق‪ :‬أمحد عبد الرزاق البكري‪ ,‬حممد عادل حممد‪ ,‬حممد عبد‬ ‫مرس عبد احلميد‪.‬‬ ‫اللطيف خلف‪ ,‬وحممود ي‬ ‫أ‬ ‫عبد القادر بن� حرز هللا‪2005 ,‬م‪ ,‬املدخل إىل عمل مقاصد رش‬ ‫ال� يعة من الصول النصية‬ ‫إىل إال ّ‬ ‫شاكليات املعارصة‪ ,‬اململكة العربية السعودية‪ :‬مكتبة الرشد‪.‬‬ ‫الكر� زيدان‪1999 ,‬م‪ ,‬املدخل لدراسة رش‬ ‫مي‬ ‫ال� يعة إالسالمية‪ ,‬ط ‪ ,16‬ريب�وت‪:‬‬ ‫عبد‬ ‫مؤسسة الرسال‪.‬ة‬ ‫رش‬ ‫سالم‪ .‬ط ‪ .5‬مرص‪ :‬دار املعارف‪.‬‬ ‫عل حسب هللا‪ 1976 .‬م‪ .‬أصول الت� يع إال ي‬ ‫ي‬ ‫رش‬ ‫سالم‪ ,‬ط ‪ .2‬ريب�وت‪ :‬دار الكتاب‬ ‫فتح رضوان‪ 1975 .‬م‪ .‬من فلسفة الت� يع إال ي‬ ‫ي‬

‫‪466 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫أ‬ ‫وال ّ ة‬ ‫هفم�وم مقاصد رش‬ ‫دل عىل ّ‬ ‫أمه هتي�ا‬ ‫ال� يعة‬

‫ن‬ ‫اللبنا�‪.‬‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ا� عبد السالم‪ .‬أبو حممد عز ي ن‬ ‫بن‬ ‫الد� بن� عبد ي ز‬ ‫العز�‪1980 ,‬م‪ ,‬قواعد الحاكم ي� مصاحل‬ ‫انأ‬ ‫اليل‪ ,‬مراجعة وتعليق‪ :‬طه عبد الرؤوف سعد‪.‬‬ ‫ال�م‪ ,‬ط‪ ,2‬ريب�وت‪ :‬دار ج‬ ‫أ‬ ‫ا� عاشور‪ .‬حممد الطاهر‪1999 ,‬م‪ ,‬مقاصد رش‬ ‫بن‬ ‫ال� يعة إالسالمية‪ ,‬الردن‪ :‬دار النفائس‪,‬‬ ‫حت‬ ‫�قيق‪ :‬حممد الطاهر امليساوي‪.‬‬ ‫خ‬ ‫رش‬ ‫عز ي ن بن‬ ‫ّ‬ ‫د�‪ :‬مركز‬ ‫الد� � زغيبة‪2001 ,‬م‪ ,‬مقاصد ال� يعة الاصة اب�لترصفات املالية‪ ,‬ب ي‬ ‫�مج عية املاجد للثقافة رت‬ ‫وال�اث‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الشقر‪2005 ,‬م‪ ,‬املدخل إىل رش‬ ‫سالم‪,‬‬ ‫ال‬ ‫والفقه‬ ‫سالمية‬ ‫ال‬ ‫يعة‬ ‫ال�‬ ‫سل�ن عبد هللا‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫معر امي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫الردن‪ :‬دار النفائس‪.‬‬ ‫ن‬ ‫العسقال�‪ .‬أمحد بن� ّ‬ ‫عل بن� جحر‪ ,‬فتح الباري رش�ح حصيح البخاري‪ ,‬القاهرة‪ :‬املكتبة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫الد� خ‬ ‫البا�‪ ,‬رشإ�اف‪ :‬حمب ي ن‬ ‫الطيب‪,‬‬ ‫السلفية‪ ,‬رت� ميق� وتبويب‪ :‬حممد فؤاد عبد ي‬ ‫بدون سنة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ىف ف‬ ‫املستص� ي� عمل الصول‪ ,‬ريب�وت‪ :‬دار إحياء‬ ‫ال‪ .‬أبو حامد حممد بن� حممد‪,‬‬ ‫الغز ي‬ ‫ضو‪ ,‬بدون ات� ير�‪.‬خ‬ ‫رتال�اث العر�‪ ,‬ط‪ ,1‬اعتناء‪ :‬ن ج�وى ّ‬ ‫بي‬ ‫ين‬ ‫بن‬ ‫زكر�‪1999 ,‬م‪ ,‬مقاييس اللغة‪ ,‬ريب�وت‪ :‬دار‬ ‫ا� فارس‪ .‬أبو‬ ‫احلس� أمحد بن� فارس بن� اي‬ ‫حت‬ ‫اليل‪� ,‬قيق وضبط‪ :‬عبد السالم حممد هارون‪.‬‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫التيس� هق‬ ‫الف�؛ رش‬ ‫م�وعيته وضوابطه وعوائده‪ ,‬ريب�وت‪ :‬دار‬ ‫الريسو�‪2007 ,‬م‪,‬‬ ‫قطب‬ ‫ري‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بن‬ ‫ا� حزم‪.‬‬ ‫ف‬ ‫القنو�‪ .‬صديق حسن خان‪1992 ,‬م‪ ,‬فتح البيان ي� مقاصد القرآن‪ ,‬ريب�وت‪ :‬املكتبة‬ ‫ج ي‬ ‫أ‬ ‫العرصية‪ ,‬مي‬ ‫اه� النصاري‪.‬‬ ‫تقد� ومراجعة‪ :‬عبد هللا بن� ربإ� مي‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫بن‬ ‫الق�‪ .‬مش�س ي ن‬ ‫بن‬ ‫العامل�‪,‬‬ ‫املوقع� عن رب‬ ‫أ� بكر‪1968 ,‬م‪ ,‬إعالم‬ ‫ا� مي‬ ‫الد� حممد � ب ي‬ ‫الديدة‪ ,‬مراجعة مي‬ ‫وتقد�‪ :‬طه عبد الرؤوف سعد‪.‬‬ ‫مرص‪ :‬مطبعة هنال�ضة ج‬ ‫ن‬ ‫ة‬ ‫بن‬ ‫الق�‪ .‬مش�س ي ن‬ ‫بن‬ ‫الثا�‪.‬‬ ‫ا� مي‬ ‫أ� بكر‪ ,‬الروح‪ ,‬املكتبة الشامل‪ ,‬إالصدار ي‬ ‫الد� حممد � ب ي‬ ‫العظ�‪ ,‬ي ز‬ ‫كث�‪ .‬أبو الفداء معاد ي ن‬ ‫بن‬ ‫تفس� القرآن‬ ‫ج�ة‪ :‬مؤسسة قرطبة‪-‬‬ ‫الد�‪2000 ,‬م‪ ,‬ري‬ ‫ا� ري‬ ‫مي‬ ‫حت‬ ‫ىف‬ ‫مصط� السيد حممد‪ ,‬وحممد السيد رشاد‪,‬‬ ‫مكتبة أوالد الشيخ رتلل�اث‪� ,‬قيق‪:‬‬ ‫ق‬ ‫البا�‪ ,‬وحسن عباس قطب‪.‬‬ ‫وعل أمحد عبد ي‬ ‫وحممد فضل العجماوي‪ ,‬ي‬

‫‪| 467‬‬

‫‪Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


‫‪M. NAWAWI HAKIM‬‬

‫سالم‪ ,‬القاهرة‪� :‬مج عية الدراسات إالسالمية‪.‬‬ ‫حممد أبو زهرة‪1967 ,‬م‪ ,‬موسوعة الفقه إال ي‬ ‫وعالق�ا اب� أل ة‬ ‫دل رش‬ ‫حممد سعد بن� أمحد بن� مسعود اليو�‪1998 ,‬م‪ ,‬مقاصد رش‬ ‫هت‬ ‫ال�عية‪,‬‬ ‫ال� يعة‬ ‫بي‬ ‫رش‬ ‫اململكة العربية السعودية‪ :‬دار اهلجرة للن� والتوزيع‪.‬‬ ‫ق‬ ‫البا�‪1997 ,‬م‪ ,‬اللؤلؤ واملرجان اميف� اتفق عليه الشيخان‪ ,‬ط‪ ,3‬القاهرة‪:‬‬ ‫حممد فؤاد عبد ي‬ ‫ّ هف‬ ‫اه� بن� صادق بن� معران‪.‬‬ ‫دار احلديث‪ ,‬أعد �ارسه‪ :‬أبو حفص سيد بن� ربإ� مي‬ ‫الز�‪2004 ,‬م‪ ,‬القرآن؛ ج رش‬ ‫حممود أمحد ي ن‬ ‫يع متجدد‪ ,‬إالمارات العربية املتحدة‪:‬‬ ‫إعاز ت� ي‬ ‫دار البحوث للدراسات إالسالمية وإحياء رتال�اث‪.‬‬ ‫حممود شلتوت‪1997 ,‬م‪ ,‬إالسالم عقيدة رشو� يعة‪ ,‬ط‪ ,17‬مرص‪ :‬دار املعارف‪.‬‬ ‫ف‬ ‫الر�ض‪ :‬دار الشبل رش‬ ‫للن�‬ ‫بلل‪1990 ,‬م‪ ,‬إالنسان وحريته ي� إالسالم‪ ,‬اي‬ ‫حممود حممد اب� ي‬ ‫والتوزيع والطباعة‪.‬‬ ‫ين‬ ‫الامع الصحيح‪ ,‬ريب�وت‪ :‬دار الكتب‬ ‫مسمل‪ .‬أبو‬ ‫القش�ي‪2001 ,‬م‪ ,‬ج‬ ‫احلس� بن� احلجاج ري‬ ‫العملية‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ىف‬ ‫رش‬ ‫و�م ي ن‬ ‫الطو�‪ ,‬ط‪ ,2‬دار‬ ‫الد�‬ ‫سالم ج‬ ‫ي‬ ‫مصط� زيد‪1964 ,‬م‪ ,‬املصلحة ي� الت� يع إال ي‬ ‫العر�‪.‬‬ ‫الفكر ب ي‬ ‫� بن� رش�ف‪1999 ,‬م‪ ,‬حصيح مسمل رشب�ح النووي‪ ,‬القاهرة‪ :‬دار الفجر‬ ‫النووي‪ .‬أبو اي‬ ‫زكر� حي ي‬ ‫أ‬ ‫تخ‬ ‫ات‬ ‫ر� وتعليق‪ :‬الستاذ حممد حممد �مر‪.‬‬ ‫رتلل�اث‪ ,‬مراجعة و� ي ج‬ ‫خ ن‬ ‫ئ‬ ‫اسا�‪1999 ,‬م‪ ,‬نن‬ ‫بن‬ ‫بن‬ ‫بن‬ ‫س�‬ ‫عل � سنان حت الر ي‬ ‫ي‬ ‫النسا�‪ .‬أبو عبد الرمحن أمحد � شعيب � ي‬ ‫ىف‬ ‫ئ‬ ‫مصط� حممد‬ ‫السيوط والسندي‪ ,‬القاهرة‪ :‬دار احلديث‪� ,‬قيق‪ :‬د‪.‬‬ ‫النسا� رشب�ح‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫الذه�‪.‬‬ ‫حس� ب ي‬ ‫عل بن� أمحد‪1998 ,‬م‪ ,‬أسباب نز�ول القرآن‪ ,‬ريب�وت‪ :‬دار الكتب‬ ‫الواحدي‪.‬‬ ‫أبو احلسن ي‬ ‫حت‬ ‫ن‬ ‫بسيو� زغلول‪.‬‬ ‫العملية‪� ,‬قيق‪ :‬امكل‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫يوسف أمحد حممد البدوي‪2000 ,‬م‪ ,‬مقاصد رش‬ ‫ال� يعة عند بن‬ ‫ا� تيمية‪ ,‬الردن‪ :‬دار‬ ‫النفائس‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يوسف حامد العامل‪1991 ,‬م‪ ,‬املقاصد العامة رش‬ ‫الوال�ت المريكية‬ ‫لل� يعة إالسالمية‪ ,‬اي‬ ‫سالم‪.‬‬ ‫املتحدة‪ :‬املهعد ي‬ ‫العال للفكر إال ي‬ ‫يوسف القرضاوي‪2001 ,‬م‪ ,‬مدخل لدراسة رش‬ ‫ال� يعة إالسالمية‪ ,‬ط‪ ,2‬ريب�وت‪ :‬مؤسسة‬ ‫ة‬ ‫الرسال‪.‬‬ ‫‪468 | Volume VIII Nomor 2 Juli - Desember 2015‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.