ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ
ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﺮر اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ
إﻋﺪاد :اﻟﺪآﺘﻮر ﻋﻠﻲ ﻋﻨﺎﻧﺰة
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ -آﻠﻴﺔ اﻵداب ﺷﻌﺒﺔ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ وﻧﻈﻢ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ
٠
ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ -آﻠﻴﺔ اﻵداب ﺧﻄﺔ ﻣﻘﺮر اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ )( GEOGI 211 اﻟﻌﺎم اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ٢٠٠٦ /٢٠٠٥اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺪراﺳﻲ اﻷول ﻗﺴﻢ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻤﺪرس :أ.د .ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻨﺎﻧﺰة. ﺷﻌﺒﺔ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ وﻧﻈﻢ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ.
اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻟﻤﻜﺘﺒﻴﺔ ١٢-١١ :اﻷﺣﺪ و اﻟﺜﻼﺛﺎء ١-١٢اﻟﺴﺒﺖ واﻻﺛﻨﻴﻦ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻷﺳﺒﻮع: ﻣﺤﺘﻮﻳﺎت اﻟﻤﻘﺮر: اﻷول -اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ و ﺗﺸﻤﻞ: • ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻋﺎم ﺑﻌﻠﻢ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ وﺗﻄﻮرﻩ وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮم اﻷﺧﺮى. • ﻣﺠﺎﻻت ﻋﻠﻢ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ وﻣﻨﺎهﺠﻪ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،وﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. اﻟﺜﺎﻟﺚ -اﻟﺮاﺑﻊ ﺗﻜﻮن ﻗﺸﺮة اﻷرض وﺷﻜﻠﻬﺎ وﺗﻀﺎرﻳﺴﻬﺎ. اﻟﺨﺎﻣﺲ -اﻟﺜﺎﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ واﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ وﺗﺸﻤﻞ: • دراﺳﺔ ﺗﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻷﺷﻜﺎل اﻟﺘﻀﺎرﻳﺴﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺄ ﻋﻨﻬﺎ وهﻲ اﻟﺰﻻزل ،اﻟﺒﺮاآﻴﻦ ،اﻻﻟﺘﻮاءات واﻻﻧﻜﺴﺎرات ،اﻟﺼﺪوع واﻟﻄﻴﺎت. • ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ وأﺛﺮهﺎ ﻓﻲ ﻗﺸﺮة اﻷرض و واﻷﺷﻜﺎل اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻨﻬﺎ. • اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﺑﺄﻧﻮاﻋﻬﺎ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ واﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ واﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ،وﻃﺮق ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ. • اﻻﻧﻬﻴﺎرات واﻻﻧﺰﻻﻗﺎت اﻷرﺿﻴﺔ وﺗﺪﻓﻖ وزﺣﻒ اﻟﺘﺮﺑﺔ. • اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺰﻳﺎرة ﻣﻴﺪاﻧﻴﺔ ﻟﻤﻜﺎن ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻟﺘﻮﺿﻴﺢ أﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ دُرس أﻋﻼﻩ ،واﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ أدوات اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،وﻳﻌﺪ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻳﻘﺪم ﻟﻤﺪرس اﻟﻤﺎدة آﻤﺸﺎرآﺔ. اﻟﺘﺎﺳﻊ – اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ اﻟﺪور اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻠﻤﻴﺎﻩ وﻳﺸﻤﻞ: • اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺠﺎرﻳﺔ واﻷﻧﻬﺎر وأﺛﺮهﺎ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺳﻄﺢ اﻷرض. • اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺠﻮﻓﻴﺔ وأﺛﺮهﺎ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻲ. • اﻟﺪور اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻸﻣﻮاج واﻟﺒﺤﻴﺮات واﻟﻤﺴﺘﻨﻘﻌﺎت ،واﻷﺷﻜﺎل اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ. • اﻟﻤﻈﺎهﺮ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﻪ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﺠﻠﻴﺪ اﻟﻤﺘﺤﺮك. اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ – اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ ﻓﻌﻞ اﻟﺮﻳﺎح ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺠﺎﻓﺔ وﺷﺒﻪ اﻟﺠﺎﻓﺔ، اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ واﻷﺷﻜﺎل اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ. اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺰﻳﺎرة ﻣﻴﺪاﻧﻴﺔ ﻟﻤﻜﺎن ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻟﻠﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ وﺗﺤﻠﻴﻞ اﻷﺷﻜﺎل اﻷرﺿﻴﺔ، واﻟﻘﻴﺎس اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻲ ،وﻳﻌﺪ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﺗﻤﺮﻳﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘﻲ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻧﻈﻢ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ ﻳﻘﺪﻣﻪ ﻟﻠﻤﺪرس آﻤﺸﺎرآﺔ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ. اﻻﻧﺠﺮاف اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ اﻷﻣﻄﺎر ،وﺣﺮآﺔ اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ، واﻟﻨﺤﺖ واﻻرﺳﺎب اﻟﺴﺎﺣﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ. ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺪرﺟﺎت: اﺧﺘﺒﺎر ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻔﺼﻞ % ٢٥اﻟﺜﻼﺛﺎء ٢٠٠٥/١١/١ اﻟﺜﻼﺛﺎء ٢٠٠٥/١١/٢٩ اﻻﺧﺘﺒﺎر اﻟﺜﺎﻧﻲ % ٢٠ % ٥اﺧﺘﺒﺎر ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻔﺼﻞ % ٥٠ اﻟﻤﺸﺎرآﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ واﻟﻤﺼﺎدر: ﻳﻜﻮن اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﻤﻘﺮر آﺘﺎب: ﺣﺴﻦ رﻣﻀﺎن ﺳﻼﻣﺔ ) ( ٢٠٠٤أﺻﻮل اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،دار اﻟﻤﺴﻴﺮة ،ﻋﻤﺎن ،اﻷردن. ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﻤﻘﺮر ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: -١ﺟﻮدﻩ ﺣﺴﻨﻴﻦ ﺟﻮدﻩ ) :(١٩٩٧اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،دار اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ،اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ،ﻣﺼﺮ. -٢ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻤﻦ ﺣﻤﻴﺪة ) ) ( ١٩٩٧ﻣﺘﺮﺟﻢ ( ﻣﺒﺎدئ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،دﻣﺸﻖ ،ﺳﻮرﻳﺎ. ١
. اﻟﻌﺮاق، ﺑﻐﺪاد، اﻟﺠﺰء اﻷول، ( ﻋﻠﻢ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ١٩٧٨ ) وﻓﻴﻖ اﻟﺨﺸﺎب وﺁﺧﺮون-٣ . ﺳﻮرﻳﺎ، دﻣﺸﻖ، دار اﻟﻔﻜﺮ. أﺷﻜﺎل اﻷرض:(١٩٧٩) ﺻﻼح اﻟﺪﻳﻦ ﺑﺤﻴﺮي-٤ . اﻷردن، ﻋﻤﺎن، ( ) ﻣﺘﺮﺟﻢ ( ﻧﻈﺎم اﻟﻤﺴﺢ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻲ١٩٨٨ ) ﻳﺤﻲ اﻟﻔﺮﺣﺎن-٥ . ﻣﺼﺮ، اﻟﻘﺎهﺮة، ﺟﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻗﺸﺮة اﻷرض:(١٩٧٦) ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻔﻰ اﻟﺪﻳﻦ أﺑﻮ اﻟﻌﺰ-٦ 7- Chorley, R. J., A Stanly, A Schumm and David E. Suyden (1984): Geomorphology, Methuen, New York. 8- Cooke.R.U and Warren, A (1973): Geomorphology in desert. Batsford, London 9- David S.G. Thomas ed. (1989): Arid Zone geomorphology. Belhawem press, London. 10- Ahnert, F (1996): Introduction to geomorphology. Arnold, London. :ﻣﻮاﻗﻊ اﻧﺘﺮﻧﺖ http://www.daac.gsfc.nasa.gov. http://www.moqatel.com http://www.erod.evsc.virginia.edu. http://www.cgrg.geog.uvic.ca/cgi-bin.
٢
اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ) ( Geomorphology ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ: ﻗﺒﻞ أن ﻧﻌﺮف هﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﻧﻌﻮد إﻟﻰ اﺻﻞ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺣﻴﺚ أن آﻠﻤﺔ ﺟﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ Geomorphologyﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺣﺮﻓﻴﺎ ﻋﻠﻢ أﺷﻜﺎل ﺳﻄﺢ اﻷرض وهﻲ: Geoوﺗﻌﻨﻲ ارض، و Morphoوﺗﻌﻨﻲ ﺷﻜﻞ، و Logyوﺗﻌﻨﻲ ﻋﻠﻢ. وهﺬا اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ أﻣﺮﻳﻜﻲ ادﺧﻞ ﻷول ﻣﺮة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺪرﺳﺔ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎ ﻓﻲ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻓﻲ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ وﺣﺘﻰ أن هﺬا اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ هﻮ اﻷﻗﺮب ﻣﻊ أن ﺑﺎﺣﺜﻴﻦ ﺟﻐﺮاﻓﻴﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻳﻔﻀﻠﻮن آﻠﻤﺔ ) Land formsأﺷﻜﺎل اﻷرض ( ،ﻻن ﺟﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن اﻗﺮب إﻟﻰ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ . وﻟﻠﺘﺄآﺪ ﻣﻦ ﺳﻌﺔ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻷول ﺑﻴﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻧﺴﺘﻌﺮض ﻣﺎ ﻗﺪم ﻣﻦ ﺗﻌﺎرﻳﻒ آﺒﺎر ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ واﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﺜﻞ: ﺑﻨﻚ ، Penckاﻟﺬي وﺻﻔﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺪرس أﺷﻜﺎل اﻷرض ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻨﺸﺄة واﻟﻤﻈﻬﺮ. ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أن ﻓﻴﻠﺒﺴﻮن Philipsonﻗﺎل اﻧﻪ دراﺳﺔ ﺳﻄﺢ ﻗﺸﺮة اﻷرض اﻟﺼﻠﺒﺔ. ووﺻﻔﺔ زوﻟﺶ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻠﻢ أﺷﻜﺎل اﻷرض ﻣﻦ ﺣﻴﺚ دراﺳﺔ ﻣﻈﻬﺮ اﻷرض اﻟﺤﺎﻟﻲ واﻟﻤﺎﺿﻲ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ. ووﺿﻊ رﻳﺸﺘﻬﻮﻓﻴﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻳﻘﻮل هﻮ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬي ﻳﺤﺎول اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻜﺎل اﻷرﺿﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻤﻴﻴﺰهﺎ ووﺻﻔﻬﺎ وﺗﻮزﻳﻌﻬﺎ ،ﺛﻢ ﺗﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ أﻗﺎﻟﻴﻢ أرﺿﻴﺔ ،أي ﺑﺸﻤﻮﻟﻴﺔ اآﺜﺮ هﻮ ﻋﻠﻢ أﺷﻜﺎل ﻗﺸﺮة اﻷرض واﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﻤﻨﺸﺌﺔ ) اﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ( ﻟﺘﻠﻚ اﻷﺷﻜﺎل ،وهﻨﺎ ﻳﻬﻤﻨﺎ ﺗﺠﻨﺐ دور اﻹﻧﺴﺎن وﻓﻌﻠﻪ وﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ وﺗﻌﺪﻳﻞ اﻷﺷﻜﺎل اﻷرﺿﻴﺔ ،أي أن هﺬا اﻟﻌﻠﻢ هﻮ ﻋﻠﻢ ﺗﺸﻜﻴﻞ أﺷﻜﺎل ﺳﻄﺢ اﻷرض. وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذآﺮﻩ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ اﻋﻼة وﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻄﻮر ﻟﻌﻠﻢ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺣﺪﻳﺜﺎ ،ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ وﺿﻊ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻬﺬا اﻟﻌﻠﻢ ،ﻋﻠﻰ اﻧﻪ هﻮ ذﻟﻚ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬي ﻳﻘﻮم : ﺑﻮﺻﻒ ﻣﻈﺎهﺮ وأﺷﻜﺎل ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻻرﺗﻔﺎع واﻻﻧﺨﻔﺎض واﻷﺻﻞ واﻟﻨﺸﺄة واﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻲ، ودراﺳﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺳﻬﻤﺖ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ وﺗﺸﻜﻴﻞ أﺷﻜﺎل اﻷرض ﻣﺜﻞ اﻻﻧﺠﺮاف واﻟﺘﻌﺮﻳﺔ واﻟﺘﺠﻮﻳﺔ
٣
واﺳﺘﺨﺪام اﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ واﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺪﻗﺔ ،ﻟﻘﻴﺎس اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ وﻣﺴﺢ ﻣﻈﺎهﺮ اﻷرض ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ اﻟﺜﺮوات اﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ واﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻷﺧﻄﺎر اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﻤﺘﻌﺪدة. وﺑﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮد ﻓﺮع ﻣﻦ ﻓﺮوع اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ ﺑﻞ هﻲ اﻟﻔﺮع اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻌﻠﻢ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ ،ﺣﻴﺚ أن ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺣﺪاث واﻟﻈﻮاهﺮ اﻷﺧﺮى ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﺗﺘﺼﻞ اﺗﺼﺎل ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺑﺴﻄﺢ اﻷرض واﻟﺬي ﻳﻮﺿﺢ هﺬﻩ اﻟﻈﻮاهﺮ هﻮ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،ﻓﻤﺜﻼ رﻏﻢ وﺟﻮد اﻟﻐﻼف اﻟﺠﻮي واﻟﺬي ﻳﺤﻜﻤﻪ ﻗﻮاﻧﻴﻦ ﺧﺎﺻﺔ إﻻ أن ﻋﻨﺎﺻﺮﻩ وﻇﻮاهﺮﻩ اﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺤﺮارة واﻟﺮﻳﺎح واﻷﻣﻄﺎر ﺗﺘﺼﻞ اﺗﺼﺎل وﺛﻴﻖ ﺑﺎﻟﻈﻮاهﺮ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﻪ ،وآﺬﻟﻚ اﻟﻨﺒﺎت واﻟﺤﻴﻮان ﻳﺘﺄﺛﺮ وهﻜﺬا .وﻣﻦ هﻨﺎ ﻓﺎﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ آﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻨﻚ هﻲ ﺟﻮهﺮ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ وروﺣﻬﺎ ،ﻻن اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺗﺪرس اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﺜﻼث ﻟﻠﻜﺮة اﻷرﺿﻴﺔ :وهﻲ اﻟﻴﺎﺑﺲ واﻟﻐﻼف اﻟﻐﺎزي واﻟﻤﺤﻴﻄﺎت .وﺑﺬﻟﻚ ﺗﺪرس اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺳﻄﺢ اﻷرض ،آﺒﻴﺮهﺎ وﺻﻐﻴﺮهﺎ ﻣﻦ ﻣﺤﻴﻄﺎت وﻗﺎرات إﻟﻰ ﺟﺒﺎل وﺗﻼل وأﺣﻮاض وودﻳﺎن وﺳﻮاﺣﻞ وﻏﻴﺮهﺎ .واﻟﻬﺪف ﻣﻦ ذﻟﻚ هﻮ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﺻﻴﻐﻬﺎ وﻇﺮوف ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ واﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ اﺷﺘﺮآﺖ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻠﻬﺎ وﺗﺘﺒﻊ ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرهﺎ. وﺑﻬﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﺎن هﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﻪ هﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ،وهﻮ ﻋﻠﻢ ﺣﺪي ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ واﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،ﺣﺘﻰ أن ﺗﻄﻮر اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺟﺎء ﻣﻊ ﺗﻄﻮر اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،وان اآﺒﺮ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺨﺼﺼﻮا ودرﺳﻮا هﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ أﻣﻴﺮآﺎ وﻗﺪﻣﻮا ﻟﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮ هﻢ ﻣﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻳﻠﻴﺎم ﻣﻮرﻳﺲ دﻳﻔﺰ )(W.M Davisوﺳﻮف ﻧﺮى ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﺪﻳﻔﻴﺰﻳﻪ ﻧﺴﺒﻪ إﻟﻰ هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺗﻄﻮر أﺷﻜﺎل ﺳﻄﺢ اﻷرض . وﻳﻬﺘﻢ ﻋﻠﻢ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺑﻨﺸﺄة وﺗﻄﻮر اﻷﺷﻜﺎل أﻻ رﺿﻴﻪ، أي ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ اﻟﺰﻣﻨﻲ اﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﺮد ﻋﻠﻰ أﺳﺌﻠﺔ ﺗﺒﺪأ ﺑـــ ) ﻣﺘﻰ وآﻴﻒ ( واﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻤﻜﺎﻧﻲ ﺑﻜﻠﻤﺘﻲ ) أﻳﻦ وﻟﻤﺎذا ( ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻜﻮن ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻓﻲ أي ﻣﻜﺎن ﻣﻦ ﺻﻮر ﺷﺘﻰ وﻣﺨﺘﻠﻔﻪ ،وﻟﻮ ﺗﺘﺒﻌﻨﺎ ﺳﺎﺣﻞ اﻟﺨﻠﻴﺞ رآﻮﺑﺎ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﺮة ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺎل إﻟﻰ اﻟﺠﻨﻮب ﻧﺮى ﻇﻮاهﺮ ارﺿﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﻪ ،وﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ هﺬﻩ اﻟﻈﻮاهﺮ ﻋﻮاﻣﻞ وﻋﻤﻠﻴﺎت ﺟﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﻪ. اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻲ هﻮ اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻤﻄﺮ واﻟﻌﻤﻠﻴﺔ هﻲ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻣﺜﻞ اﻻﻧﺠﺮاف ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎﻟﻪ وآﺎﻣﺜﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮاﻣﻞ واﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻧﻮرد ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: -١اﻟﺴﻴﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺮي وﻳﺠﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﺠﺎري ) ﻋﺎﻣﻞ ( ﻳﺠﺮف وﻳﻨﻘﻞ وﻳﺮﺳﺐ )ﻋﻤﻠﻴﻪ (. -٢اﻟﺮﻳﺎح ) ﻋﺎﻣﻞ ( ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺪورهﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻞ اﻟﺮﻣﺎل وﺗﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ) ﻋﻤﻠﻴﻪ (. -٣أﻣﻮاج اﻟﺒﺤﺮ ) ﻋﺎﻣﻞ ( ﺗﻀﺮب وﺗﻨﺤﺖ اﻟﺴﻮاﺣﻞ ) ﻋﻤﻠﻴﻪ ( وﺗﻜﻮن ﺟﺮوف ﺻﺨﺮﻳﺔ.
٤
وﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ﻓﺎﻧﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ أﺷﻜﺎل اﻷرض واﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪوا ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺑﺪﻳﻬﻴﺔ ﻓﺄﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ آﺬﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺮﻩ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ،ﺣﻴﺚ اﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺳﺄﻟﻨﺎ أﺣﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﺳﺮ وﺟﻮد اﻟﺠﺒﺎل ﻣﺜﻼ وآﻴﻒ وﻣﺘﻰ ﻧﺸﺎءت ﺳﻨﺮى رد ﻓﻌﻞ ﻣﻌﻴﻦ ،ﺗﻄﻮر هﺬا اﻟﺮد ﻣﻦ اﻟﻘﺪم ﻣﻦ اﻷوهﺎم واﻟﺨﺮاﻓﺎت إﻟﻰ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬي ﻧﺤﻦ ﺑﺼﺪد دراﺳﺘﻪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺎدة ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ. ﺗﻄﻮر ﻋﻠﻢ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ: رآﺰت اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻟﺰﻻزل واﻟﺒﺮاآﻴﻦ واﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ واﻟﺴﻬﻮل اﻟﻔﻴﻀﻴﻪ واﻷﻧﻬﺎر ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺗﻄﻮر أﺷﻜﺎل اﻷرض ،وهﻜﺬا ﺑﺪا اﻟﺘﻄﻮر ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ واﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺑﺄﻓﻜﺎر ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺮاﺑﻄﺔ ووﺻﻔﻴﻪ .وآﻤﺎ ذآﺮﻧﺎ أول ﻣﻦ ﻃﻮر اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ هﻢ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﺑﺪراﺳﺔ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ واﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻧﻴﻴﻦ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ واﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ،وﻇﻬﺮت ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻨﺴﻘﻴﻪ Uniformitanismواﻟﺬي وﺿﻌﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء أهﻤﻬﻢ ﺷﻮرﻟﻲ Chorleyوﺗﺴﺘﻨﺪ هﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮة إﻟﻰ أن اﻟﺤﺎﺿﺮ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ اﻷرض هﻮ ﻣﻔﺘﺎح اﻟﻤﺎﺿﻲ ،وان اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﺿﺮ ﻗﺪ ﻋﻤﻠﺖ أﻳﻀﺎ ﺧﻼل اﻻزﻣﻨﻪ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،وان اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪث ﻓﻲ أﺷﻜﺎل ﺳﻄﺢ اﻷرض رﻏﻢ أﻧﻬﺎ ﺑﻄﻴﺌﺔ ﻓﺄﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ ﺗﻜﻮن ﻓﻌﺎﻟﻪ ،ﻓﻌﻨﺪ ﺗﻮﻓﺮ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻼزم ﻓﺎن ﻣﻈﺎهﺮ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻨﺸﺎ وﺗﺘﻼﺷﻰ ﻣﺮﻩ ﺛﺎﻧﻴﻪ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻗﻮى ﺑﻄﻴﺌﺔ اﻟﻌﻤﻞ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻣﺴﺘﻤﺮﻩ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﺠﺎل ،وهﻜﺬا آﺎﻧﺖ ﻓﻜﺮة اﻟﻨﺴﻘﻴﻪ ﺗﻘﺪﻣﺎ واﺿﺤﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻻﻋﺘﻘﺎد اﻟﺨﺎﻃﻰ ﺑﺎﻟﺤﺮآﺎت اﻟﻔﺠﺎﺋﻴﺔ Catastrophicواﻟﺘﻲ ﻃﻐﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻨﺴﻘﻴﻪ ،ﺣﻴﺚ اﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ اﻻﻋﺘﻘﺎد أن اﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎت اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪث ﺑﺸﻜﻞ ﻧﺎدر ، ﺗﻐﻴﺮ ﻓﻲ ودﻳﺎن اﻷﻧﻬﺎر اآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻐﻴﺮﻩ ﺟﺮﻳﺎن اﻟﻤﻴﺎﻩ ﺑﺸﻜﻞ اﻋﺘﻴﺎدي ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﻓﻴﻀﺎﻧﻴﻦ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻨﻮع . وﻧﺘﺞ ﻋﻦ دراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻧﻈﺮﻳﺎت هﻲ اﻟﺘﻲ ﺳﺎهﻤﺖ ﻓﻲ ﺗﻄﻮر هﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﺣﺪﻳﺜﺎ واﻟﺘﻲ آﺎن أهﻤﻬﺎ هﻮ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺨﻄﻮات ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ وﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻤﻼﺣﻈﺎت وﺗﻔﺴﻴﺮهﺎ واﺳﺘﺨﻼص اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ وﻣﻘﺎرﻧﺘﻬﺎ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ دﻳﻔﺰ ( ﻓﻲ ( دراﺳﺔ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺪورة اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﺮاﺣﻞ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ﺳﻤﻴﺖ ﺑﺎﻟﺪورة اﻟﻌﺎدﻳﺔ ) Normal Cycleأو اﻟﺪورة اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ .واﻧﻄﻠﻖ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮﻩ ﻟﻌﻠﻢ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺄآﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻮاﻣﻞ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﻤﻈﻬﺮ وهﻲ: أ – اﻟﺒﻨﻴﺔ Structure ب – اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ process Time ﺟـ -اﻟﺰﻣﻦ وأدت هﺬﻩ اﻷﻣﻮر إﻟﻰ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻮراﺛﻴﺔ ﻟﻠﺘﻀﺎرﻳﺲ ) ﻣﺜﻞ ﻋﻤﺮ اﻟﻜﺎﺋﻦ اﻟﺤﻲ ﻣﺮورا ﺑﺎﻟﺸﺒﺎب واﻟﻨﻀﺞ واﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ( ،وﻇﻬﺮت ﻋﺪة ﻣﺪارس ﺟﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺬآﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺪرﺳﺔ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺤﺮآﻴﺔ واﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ وﻣﺪرﺳﺔ اﻻرﺗﺒﺎط ،وﻟﻜﻦ أﻗﻮى هﺬﻩ اﻟﻤﺪارس هﻲ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻤﻨﺎخ آﺄﺣﺪ أهﻢ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻓﻲ
٥
ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻤﻈﻬﺮ اﻷرﺿﻲ .وﺗﺸﻴﺮ دراﺳﺎت دﻳﻔﻴﺰ إﻟﻰ اﻧﻪ ﺑﺤﻖ ﻣﻦ ﻃﻮر اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ وﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﺑﺘﺪاع ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ذآﻴﺔ زود ﺑﻬﺎ دراﺳﺎﺗﻪ ،ﻣﺜﻞ ﻣﻘﺎرﻧﺘﻪ ﻟﻠﻈﻮاهﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪث ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﻤﺮاﺣﻞ ﻋﻤﺮ اﻟﻜﺎﺋﻦ اﻟﺤﻲ ﻣﺜﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺸﺒﺎب واﻟﻨﻀﺞ واﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ .ﺣﻴﺚ أن اﻷﺷﻜﺎل اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺸﺎﺑﺔ هﻲ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﺣﺪﻳﺜﺎ ،أﻣﺎ اﻟﻨﺎﺿﺠﺔ ﻓﻬﻲ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﺘﻲ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ اﻟﺘﻀﺎد ﺑﻴﻦ اﻻرﺗﻔﺎع واﻻﻧﺨﻔﺎض وﻗﺪ ﻳﻮﺟﺪ ﻧﻀﺞ ﻣﺒﻜﺮ أو ﻧﻀﺞ ﻣﺘﺄﺧﺮ ،أﻣﺎ اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﻓﻬﻲ وﺻﻮل اﻷﺷﻜﺎل إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻻ ﺗﺘﻼﺷﻰ ﻓﻴﻬﺎ .وهﻜﺬا ﻧﻼﺣﻆ أن اﻟﺘﻄﻮر ﺳﺎر ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻮﺻﻒ أوﻻ ﺛﻢ اﻟﻮﺻﻒ اﻹﻳﻀﺎﺣﻲ ) دﻳﻔﺰ ( واﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻤﻮرﻓﻮﻣﺘﺮي ) ﻣﻌﺎدﻻت زواﻳﺎ اﻻﻧﺤﺪار ،واﻟﻜﺜﺎﻓﺔ اﻟﺘﺼﺮﻳﻔﻴﺔ وﻏﻴﺮهﺎ (، واﻟﻤﻘﻴﺎس اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻣﺜﻞ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ دﻓﻊ اﻟﺮواﺳﺐ ،واﻻﺧﺘﺒﺎر واﻟﺬي ﻳﺒﻘﻰ ﺻﻌﺐ ﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺗﺘﺒﻊ ﻇﻮاهﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺨﺘﺒﺮ ﻟﺬا ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ هﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﻟﻸﻣﻮر اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ. أي أن اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻧﺘﻘﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻒ إﻟﻰ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺗﻄﻮرهﺎ ﻣﺠﺎل ﻋﻠﻢ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ: ذآﺮﻧﺎ أن أهﻢ اﻟﻌﻠﻢ ﻳﺪرس أﺷﻜﺎل وهﻴﺌﺎت ﺳﻄﺢ اﻷرض ،وﺑﺬﻟﻚ ﻓﻤﺠﺎﻟﻪ اﻷﺳﺎﺳﻲ هﻮ دراﺳﺔ ﻗﺸﺮة اﻷرض واﻟﻐﻼف اﻟﺼﺨﺮي وﻗﻴﻌﺎن اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت ) أو دراﺳﺔ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻐﻼف اﻟﺼﺨﺮي Lithosphere.وآﻠﻤﺔ Lithoآﻠﻤﺔ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺻﺨﺮ وﻧﻌﻨﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻟﻘﺸﺮة اﻷرض واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ هﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎدن .وﻳﻨﻔﺮد هﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻘﺪم اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ واﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻹﺷﻜﺎل ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻟﻠﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎت هﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ) اﻟﺘﻲ ﺗﺪرس ﻓﻲ ﺧﻄﺔ ﻗﺴﻢ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ /ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺆﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﺎدة اﺧﺘﻴﺎرﻳﺔ ( .وآﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻓﺎﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻧﺘﻘﻠﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻒ إﻟﻰ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻓﺎن ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﻮﻓﺮ اآﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت ﻟﻬﺬا اﻟﻌﺎم وذﻟﻚ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻤﻴﺪان ﻣﺒﺎﺷﺮة .أهﻢ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: -١اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﺜﺮوات اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺴﺎﺣﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ واﻟﻤﻌﺎدن واﻟﻐﺎز واﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﻔﻴﺪة. -٢دراﺳﺔ أﺣﻮاض اﻷﻧﻬﺎر وﺑﻨﺎء اﻟﺨﺰاﻧﺎت واﻟﺴﺪود اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ وﺗﻮﻟﻴﺪ اﻟﻄﺎﻗﺔ وآﺸﻒ اﻟﻤﻮارد اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ واﻟﺠﻮﻓﻴﺔ وﺻﻴﺎﻧﺘﻬﺎ. -٣دراﺳﺔ اﻧﺠﺮاف وﺗﻌﺮﻳﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻤﻴﺎﻩ واﻟﺮﻳﺎح وﻣﻌﺎﻟﺠﺔ هﺬﻩ اﻟﻤﺸﺎآﻞ. -٤ﺗﺘﺒﻊ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﺠﺎري اﻷﻧﻬﺎر واﻟﻘﻨﻮات وأﺛﺎر هﺬا اﻟﺘﻐﻴﺮ. -٥دراﺳﺔ اﻻﻧﻬﻴﺎرات واﻻﻧﺰﻻﻗﺎت اﻷرﺿﻴﺔ واﻟﺼﺨﺮﻳﺔ آﻜﻮارث ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ وﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ. -٦اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻮاﺣﻲ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ واﻟﺤﺮوب. -٧دراﺳﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ وأﻋﻤﺎﻗﻬﺎ وﺻﻼﺣﻴﺘﻬﺎ ﻟﻺﻧﺘﺎج اﻟﺰراﻋﻲ. -٨دراﺳﺔ اﻟﺴﻮاﺣﻞ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ واﻟﻤﻮاﻧﺊ وأﺛﺮهﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻼﺣﺔ ،وﻋﻼﻗﺔ اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺑﺬﻟﻚ.
٦
-٩اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ اﻟﺨﺮاﺋﻂ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮﻓﻮرﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ اﻟﻤﺠﺎﻻت. -١٠اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻓﻲ دراﺳﺎت اﻟﺒﻨﺎء واﻟﻄﺮق واﻟﺴﻜﻚ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ. -١١ﺗﺘﺒﻊ ﺗﻄﻮر اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ واﺳﺘﻘﺮارهﺎ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ -١٢اﺳﺘﻐﻼل اﻟﺼﺤﺎري واﻷراﺿﻲ اﻟﺠﺎﻓﺔ وﺷﺒﻪ اﻟﺠﺎﻓﺔ وﺗﺘﺒﻊ اﻟﻌﻮاﺻﻒ اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ أﺛﺮهﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺎط اﻹﻧﺴﺎن. ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮم اﻻﺧﺮى: ﻟﻘﺪ ﻗﺎل ﻟﻮﺑﻴﻚ Lobeckأن اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ هﻲ أﻳﻀﺎ ﻓﺮع أﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻢ دراﺳﺔ اﻟﻤﻌﺎدن واﻟﺼﺨﻮر وﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺒﻨﻴﺔ واﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻢ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻔﺴﺮ ﺗﻄﻮر ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺳﻄﺢ اﻷرض ،وﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻻرﺗﺒﺎط اﻟﻮﺛﻴﻖ ﻣﻊ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺪرس اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻹﻧﺴﺎن وﺑﻴﺌﺘﻪ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﻤﻨﺎخ واﻟﻤﻴﺎﻩ واﻟﻨﺒﺎت .ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻳﺤﺘﺎج ﻣﻦ ﻳﺪرس اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت واﻟﻌﻠﻮم اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ .أي ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ﻳﺸﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻮاﺿﻴﻊ ﺗﺨﺺ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ وﻋﻠﻢ اﻟﻤﻴﺎﻩ واﻟﻬﻨﺪﺳﺔ واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت واﻟﻔﻴﺰﻳﺎء واﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ وﻋﻠﻢ اﻟﺘﺮﺑﺔ ،ﺣﻴﺚ اﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻮم ﻳﺘﻘﻮﻗﻊ ﺿﻤﻦ ﺣﺪود ﻣﻌﻴﻨﺔ ،إﻻ اﻧﻪ ﻳﻜﻮن ﻓﻲ ﺗﻄﻮر ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻨﺘﻘﻲ ﻣﺎ ﻳﺮاﻩ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻮم اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮرﻩ وﺷﻤﻮﻟﻪ. وهﻜﺬا ﻓﺎن اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻻ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ وﺣﺪهﺎ ﺑﻞ ﻳﻮﺟﺪ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﻠﻮم أرﺿﻴﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ وﻣﺠﺎورة ذات ﺻﻠﺔ وﺛﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ. وﺗﻌﻨﻰ هﺬﻩ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺨﻤﺴﺔ ﺑﺪراﺳﺔ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﻌﺎم ﻟﻸرض وﺑﺤﺎﻟﺘﻬﺎ وﻧﺸﺄﺗﻬﺎ وﺑﻨﺎﺋﻬﺎ وﻣﻮادهﺎ ،واول هﺬﻩ اﻟﻌﻠﻮم هﻮ اﻟﺠﻴﻮدﻳﺴﻴﺎ ) ( Geodesyوهﻲ ﻋﻠﻢ ﻗﻴﺎس اﻷرض ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮاﻗﻊ واﻻرﺗﻔﺎﻋﺎت ﻟﻨﻘﻂ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻣﻊ اﻷﺧﺬ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر ﻋﻨﺪ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻜﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ) آﺮوي ( ،أﻣﺎ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻬﻮ اﻟﺠﻴﻮﻓﻴﺰﻳﺎء إن ﻋﻠﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻷرﺿﻴﺔ Geophysicsواﻟﺬي ﻳﻮﺿﺢ ﻟﻠﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺧﺒﺎﻳﺎ اﻟﻘﻮى اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻜﻦ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض واﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﺰﻻزل واﻟﺒﺮاآﻴﻦ ،واﻟﺜﺎﻟﺚ هﻮ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،ﺣﻴﺚ اﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻲ أن ﻳﺪرس ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ إذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺪروﺳﺔ ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺒﻖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺁﺧﺮﻳﻦ .وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎن اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ هﻲ هﻤﺰة اﻟﻮﺻﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ واﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،أو ﻧﻄﺎق اﻟﺤﺪود ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .واﻟﻌﻠﻢ اﻟﺮاﺑﻊ هﻮ ﻋﻠﻢ اﻟﺒﻴﺘﺮوﺟﺮاﻓﻴﺎ Petrographyأو ﻋﻠﻢ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺬي ﻳﺪرس ﻗﺸﺮة اﻷرض اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﻓﻲ وﺣﺪات زﻣﻨﻴﺔ وأﻋﻤﺎر ﻣﺤﺪدة . ﻗﺪ ﻳﻀﺎف إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﻌﻠﻮم ﻋﻠﻢ ﺧﺎﻣﺲ هﻮ ﻋﻠﻢ اﻟﻜﺎرﺗﻮﻏﺮاﻓﻴﺎ ) اﻟﺨﺮاﺋﻂ ( cartographyوهﻜﺬا ﻧﻼﺣﻆ اﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ إﻻ إذا ﺑﺪأﻧﺎ أوﻻ ﺑﺪراﺳﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ.
٧
اﻟﻌﻮاﻣﻞ واﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﻪ: آﻤﺎ ذآﺮﻧﺎ ﻓﺎن اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﻪ ) ( Geomorphic Proccessهﻲ وﺳﻴﻠﺔ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﻮر اﻷرض وﻣﺎ ﻳﺘﻜﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل وﺗﺸﻤﻞ آﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ واﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ دور ﻓﻲ ﺗﻐﻴﺮ وإزاﻟﺔ أو ﺗﻜﻮﻳﻦ أﺷﻜﺎل اﻷرض. أﻣﺎ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻲ ) ( Agentﻓﻬﻮ اﻟﺬي ﺗﺼﺒﺢ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﺆﺛﺮة ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﻓﺎﻧﻪ وهﻮ ﻳﻌﻨﻲ أي وﺳﻴﻂ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﻧﺤﺖ وﻧﻘﻞ وﺗﺮﺳﻴﺐ اﻟﻤﺎدة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺸﺮة اﻷرض واﻟﺼﺨﻮر ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼف أﻧﻮاﻋﻬﺎ ،وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﺎن اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺠﺎرﻳﺔ واﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ واﻷﻣﻮاج واﻟﺘﻴﺎرات هﻲ ﻋﻮاﻣﻞ ﺟﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﻪ ،وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﺘﺤﺮآﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﺘﺤﺮﻳﻚ اﻟﻤﻮاد وﺗﻨﻘﻠﻬﺎ وﺗﺮﺳﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن أﺧﺮ. واﻟﺬي ﻳﻮﺟﻪ هﺬﻩ اﻟﻌﻮاﻣﻞ هﻮ اﻟﺠﺎذﺑﻴﺔ اﻷرﺿﻴﺔ وﻟﻜﻦ اﻟﺠﺎذﺑﻴﺔ ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻋﺎﻣﻞ ﺟﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻲ ) وﻗﺪ ﺗﺴﻤﻰ هﺬﻩ اﻟﻌﻮاﻣﻞ أﻳﻀﺎ ﺑﺎﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻈﺎهﺮﻳﺔ ( وﻳﻤﻜﻦ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﻣﺠﻤﻞ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺘﺎﻟﻲ: -١اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ Weathering -٢اﻻﻧﻬﻴﺎل Mass Wasting -٣اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ Gradation -٤اﻟﻨﺤﺖ )اﻟﻬﺪم( Degradation -٥اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ )اﻻﻧﺠﺮاف( Erosionوﺗﺸﻤﻞ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺠﺎرﻳﺔ +اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ + اﻷﻣﻮاج واﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ واﻟﻤﺪ واﻷﻣﻮاج اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ +اﻟﺮﻳﺎح + اﻟﺜﻼﺟﺎت. -٦اﻟﺒﻨﺎء Aggradationوﺗﺸﻤﻞ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺠﺎرﻳﺔ +اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ +اﻷﻣﻮاج واﻟﺘﻴﺎرات واﻟﻤﺪ واﻷﻣﻮاج اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ واﻟﺮﻳﺎح واﻟﺜﻼﺟﺎت وآﻞ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ،واﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ. -٧ﺣﺮآﺎت اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ) Diastrophisimاﻻﻧﺰﻳﺎح واﻟﺰﺣﻒ ( -٨اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺒﺮآﺎﻧﻲ Vulcanism -٩اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺄ ﺧﺎرج اﻟﻐﻼف اﻟﻐﺎزي Extraterrestrialﻣﺜﻞ ﺳﻘﻮط اﻟﺸﻬﺐ واﻟﻨﻴﺎزك. وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺄآﻴﺪ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺤﺪث اﻟﺘﺒﺎس ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻮاﻣﻞ واﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ .وﻳﺮﺟﻊ اﻻﻟﺘﺒﺎس إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ إﻟﻰ اﺧﺘﻼف اﻟﺮأي ﻋﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺸﻤﻠﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ .وﻟﺬا ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ آﻠﻤﺔ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ) ( Gradationﻟﺘﺸﻤﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻌﻞ ﺳﻄﺢ ﻗﺸﺮة اﻷرض ﺑﻤﺴﺘﻮى واﺣﺪ ،وﺗﺸﻤﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت :اﻷوﻟﻰ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﻣﺴﺘﻮى ﻗﺸﺮة اﻷرض وﺗﺴﻤﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻬﺪم، واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ رﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮى ﻗﺸﺮة اﻷرض وﺗﺴﻤﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺒﻨﺎء .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ ) اﻻﻧﺠﺮاف ( ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﺮادﻓﺔ ﻟﻠﺘﺴﻮﻳﺔ وﺗﺸﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ إزاﻟﺔ
٨
اﻟﻤﺎدة ﻟﺬا ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺑﻬﺎ اﻹرﺳﺎل ﻣﻊ اﻧﻪ ﺟﺰء ﻣﺘﻤﻢ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﺔ .أﻣﺎ آﻠﻤﺔ اﻻﻧﻬﻴﺎر )اﻻﻧﻬﻴﺎل( ﻓﺘﺪل ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻞ آﺘﻠﺔ آﺒﻴﺮة اﻟﺤﺠﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺘﺘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺠﺎذﺑﻴﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻧﺤﻮ اﺳﻔﻞ اﻟﻤﻨﺤﺪرات ،وﻳﺴﺎﻋﺪ وﺟﻮد اﻟﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﺣﺪوث اﻻﻧﻬﻴﺎر .ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﺗﻮﺳﻊ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ إﻟﻰ درﺟﺔ آﺒﻴﺮة ﻟﻜﻲ ﺗﻌﺒﺮ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺟﺰءا ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ ﻣﻊ أﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺘﺸﺎرآﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻘﺪ ﺗﺤﺪث اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ دون ﺣﺪوث اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ، واﻟﺘﻌﺮﻳﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ دون ﺗﺠﻮﻳﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻟﺬا ﻓﺎﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ وﻋﻤﻠﻴﺔ إﻋﺪاد ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺘﻄﻠﺐ أﺳﺎﺳﻲ ﻟﺤﺪوث اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ. ﻋﺎﻣﻞ اﻟﺰﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﻪ ) اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻲ (: أن دراﺳﺔ ﺑﻌﺾ أﺷﻜﺎل ﺳﻄﺢ اﻷرض ﺣﺎﻟﻴًﺎ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻟﻼزﻣﻨﻪ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﺣﻴﺚ أن اﻟﻌﺎﻣﻞ أو اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻻ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ إﻧﺠﺎز دورة إﻻ ﻓﻲ ﻣﺪى زﻣﻨﻲ ﻃﻮﻳﻞ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺰﻣﻦ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻲ .وﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻓﺎن هﺬا اﻟﻤﻘﻴﺎس ﻳﺘﻌﺪى ﻣﺪى ﻋﻤﺮ اﻹﻧﺴﺎن إﻟﻰ ﺣﺪا آﺒﻴﺮ ،ﻣﻦ هﻨﺎ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﺧﺬ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﺰﻣﻦ ﺑﻌﻴﻦ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻋﻨﺪ دراﺳﺔ ﻣﻈﺎهﺮ ﺳﻄﺢ اﻷرض ،وﻟﺬا ﻓﺎﻟﻤﻘﻴﺎس اﻟﺰﻣﻨﻲ هﻨﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﻤﻘﻴﺎس اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻷﺣﺪاث اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﺣﻴﺚ اﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺗﺤﺪث ﺑﺼﻮرة ﺳﺮﻳﻌﺔ وﻓﺠﺎﺋﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺒﺮاآﻴﻦ واﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ إﻻ أن هﺬا هﻮ اﻟﺸﺬوذ وﻟﻴﺲ اﻟﻘﺎﻋﺪة ،ذﻟﻚ ﻻن ﻣﻌﻈﻢ ﻣﻈﺎهﺮ وأﺷﻜﺎل ﺳﻄﺢ اﻷرض ﺗﺘﺸﻜﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﻄﻴﺌﺔ وﺑﻤﺮور ﺣﻘﺐ ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺘﻤﻜﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ أن ﻳﻠﺤﻆ اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪث ﺧﻼﻟﻬﺎ. وﻳﻘﺪر ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻋﻤﺮ اﻷرض ﻣﻦ أن أﺻﺒﺤﺖ آﻮآﺒﺎ ﺻﻠﺒﺎ ﻟﻪ ﺑﺎﻃﻦ وﻗﺸﺮة ﺑﺤﻮاﻟﻲ ٣٠٠٠ﻣﻠﻴﻮن ﺳﻨﻪ ،وان ﺣﻮاﻟﻲ %٨٥ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﺪة ﻳﻜﺎد ﻳﻜﻮن ﻏﺎﻣﻀﺎ وﻻ ﻳﻌﺮف ﻋﻨﻪ ﺳﻮى اﻟﻨﺰر اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ،ﻋﻠﻤﺎ أن هﻨﺎك وﻓﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ اﻷرض ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ وهﻲ اﻟﻤﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻠﻎ ٥٠٠ ﻣﻠﻴﻮن ﺳﻨﻪ ،آﻤﺎ أن ﻣﻌﻈﻢ ﻣﻈﺎهﺮ ﺳﻄﺢ اﻷرض اﻟﺒﺎرزة ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻤﺘﺄﺧﺮة ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷرض ،وﻳﻮﺟﺪ ﺟﺪاول زﻣﻨﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺟﺪول ﻧﺘﺎل ،وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﺠﺪاول ﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺤﻮادث اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻟﻘﺪ ﻗﺪرت اﻷﻋﻤﺎر اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺠﺪاول وﻓﻘﺎ ﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ آﻴﻤﺎوﻳﺔ وﻣﻮاد ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ﺷﻌﺎﻋﻴﺔ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﻴﻦ ﻣﻊ اﻧﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ .وﺗﻘﺴﻢ اﻟﺠﺪاول اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻔﺘﺮات اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ إﻟﻰ :زﻣﻦ ) ﻋﺼﺮ ( ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻣﺜﻞ اﻟﺒﺎﻟﻴﻮزﻳﻚ واﻟﺬي ﻳﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﺣﻘﺐ ) ﻣﺮاﺣﻞ ( وﺗﻘﺴﻢ اﻟﺤﻘﺐ إﻟﻰ ﻓﺘﺮات وهﻜﺬا ) هﻨﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ أﺣﺪ اﻟﺠﺪاول اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﻦ اﺟﻞ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻌﻤﺮ أو اﻟﺴﻠﻢ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ،وﻳﻮﺟﺪ أدﻧﺎﻩ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ أﺣﺪ اﻟﺠﺪاول اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻠﺒﺔ دراﺳﺘﻪ (.
٩
ﺟﺪول اﻷزﻣﻨﺔ واﻟﻌﺼﻮر اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ آﻞ اﻟﻌﻤﺮ ﻓﺘﺮة اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺰﻣﻦ ﻋﺼﺮ )ﺳﻨﺔ( ﻣﻠﻴﻮن ﺳﻨﺔ Holocene اﻟﻬﻮﻟﻮﺳﻴﻦ زﻣﻦ ٢ ١٠٫٠٠٠ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺤﻴﺎة ٥ ٢٠٠٠٠٠٠ اﻟﺮاﺑﻊ اﻟﺒﻠﻴﺴﺘﻮﺳﻴﻦ Pleistocene اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ٢٣ ٣٠٠٠٠٠٠ Pliocene Quaternاﻟﺒﻠﻴﻮﺳﻴﻦ ٣٨ ١٨٠٠٠٠٠٠ )اﻟﻜﺎﻧﻴﻮزوى( ary Miocene اﻟﻤﻴﻮﺳﻴﻦ Cenozoic ٥٤ ١٥٠٠٠٠٠٠ اﻟﺰﻣﻦ اﻻوﻟﻴﺠﻮﺳﻴﻦ Oligocene ٥٦ ١٦٠٠٠٠٠٠ اﻟﺜﺎﻟﺚ Eocene اﻻﻳﻮﺳﻴﻦ ١١٠٠٠٠٠٠ Tertiaryاﻟﺒﺎﻟﻴﻮﺳﻴﻦ Paleocene
زﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة )اﻟﻤﻴﺰوزوى( Cenozoic
زﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ) اﻟﺰﻣﻦ اﻷول ( اﻟﺒﺎﻟﻮزرى Paleozoic
زﻣﻦ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻜﺎﻣﺒﺮي Precambrian اﻟﺰﻣﻦ اﻵرآﻲ Archaegoic )اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ (
اﻟﻮﺳﻄﻰ اﻟﻜﺮﺗﻴﺎﺳﻲ)اﻟﻌﺼﺮاﻟﻄﺒﺎﺷ ٧١ﻣﻠﻴﻮن ﻳﺮي( Cretaceous اﻟﺠﻮراﺳﻲ ٥٤ Jurassicﻣﻠﻴﻮن ٣٥ Triassucﻣﻠﻴﻮن اﻟﺘﺮﻳﺎﺳﻰ اﻟﺒﺮﻣﻰ اﻟﻔﺤﻤﻲ )آﺮﺑﻮﻧﻲ( اﻟﺪﻳﻔﻮﻧﻰ اﻟﺴﻴﻠﻮرى
٥٥ﻣﻠﻴﻮن ٦٥ﻣﻠﻴﻮن ٥٠ﻣﻠﻴﻮن
٣٥ﻣﻠﻴﻮن ٧٠ﻣﻠﻴﻮن اﻻوردرﻓﻴﺸﻰ ٧٠ﻣﻠﻴﻮن اﻟﻜﺎﻣﺒﺮي ﻣﻠﻴﻮن ﺳﻨﻪ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻜﺎﻣﺒﺮى اﻷﻋﻠﻰ ٠٫٤ -٠٫٣ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻜﺎﻣﺒﺮى اﻷوﺳﻂ ٠٫٨ -٠٫٦ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻜﺎﻣﺒﺮى اﻷﺳﻔﻞ ١٫٠ -٠٫٩ أﻗﺪم ﻋﻤﺮ ﻟﻠﺼﺨﻮر اآﺘﻤﺎل اﻹرﺳﺎل ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻋﻤﺮ اﻷرض
١٠
١٣٦ ١٩ ٢٢٥ ٢٨٠ ٢٤٥ ٣٩٥
اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﻤﻴﺰة اﻟﺠﻠﻴﺪ
ﻓﻲ
ﻋﺼﺮ أوروﺑﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﺼﺮ اﻟﺤﺠﺮي ﺑﺪء ﻇﻬﻮر اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﺜﺪﻳﺎت اﻟﻜﺒﺮى – اﻻﻟﺘﻮاﺋﻠﺖ ﺣﺮآﺔ اﻻﻟﺒﻴﺔ ﺑﺪء ﻇﻬﻮر اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ وﺟﻮد اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺜﻌﺎﺑﻴﻦ واﻟﺴﺤﺎﻟﻲ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺻﺨﻮر اﻟﻄﺒﺎﺷﻴﺮ ﻋﺼﻮر اﻟﺰواﺣﻒ ﺑﺪء ﻇﻬﻮر أﻧﻮاع اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻮﺳﻄﻰ ) زواﺣﻒ ﻋﻤﻼﻗﺔ( اﻟﺰواﺣﻒ اﻷﻧﻮاع
ﻇﻬﻮر واﻧﺪﺛﺎر اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻋﺼﺮ اﻟﻔﺤﻢ اﻟﺤﺠﺮي ﻋﺼﺮ اﻷﺳﻤﺎك
٤٣٠ ٥٧٠
ﺑﺪء ﻇﻬﻮر اﻷﺳﻤﺎك ﻇﻬﻮر اﻟﻼﻓﻘﺎرﻳﺔ
اﻷﻧﻮاع
ﺑﻠﻴﻮن ﺳﻨﺔ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺼﺨﻮر ١٫٠ -٠٫٩ ١٫٨ -١٫٥ ٢٫٨ -٢٫٤ ٤٫١ -٣٫٥ ٤٫٧ -٤٫٦ ١٨ -١٧
ﻧﺎرﻳﺔ أو ﻣﺘﺤﻮﻟﺔ وﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻔﺮﻳﺎت
اﻷﻓﻜﺎر اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ: ﺣﺪد اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻲ ﺛﻮرﻧﻤﺒﺮي ) (Thornnmbryاﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪأ وﺗﺤﺪث وﺗﻜﺘﻤﻞ ﺑﻔﻌﻞ ﻋﻮاﻣﻞ ﺟﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ أﺷﻜﺎل ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺘﻐﻴﺮ ﺿﻤﻦ ﻣﺪى زﻣﻨﻲ ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻣﻌﻴﻦ ،ﺣﺪدهﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﻮرة اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﺴﻌﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: ) -١إن ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت واﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ أﻻن هﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻗﺪ ﻋﻤﻠﺖ ﺧﻼل اﻷزﻣﻨﺔ واﻟﻌﺼﻮر اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،إﻻ اﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري أن ﻳﻜﻮن ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺸﺪة اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ داﺋﻤﺎ ( ،ﺣﻴﺚ أن أي وادي ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﻚ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺸﻖ ﻣﺠﺮاﻩ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ آﺎن ﻳﺸﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﻤﺎﺿﻲ ،وان اﻻﺧﺘﻼف ﻓﻘﻂ هﻮ ﻓﻲ اﻟﺸﺪة واﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺳﺒﺒﻪ اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض. ) -٢ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺗﻀﺎرﻳﺲ ﺳﻄﺢ اﻷرض إﻟﻰ ﺣﺪ آﺒﻴﺮ ﻣﻊ اﺧﺘﻼف ﺳﺮﻋﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ( ،أن أﺣﺪ أﺳﺒﺎب ﺗﺒﺎﻳﻦ ﻣﻘﺪار ﻧﺤﺖ ﺳﻄﺢ اﻷرض هﻮ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻣﺜﻼ اﻟﺼﺨﺮ اﻟﺠﻴﺮي اﺳﻬﻞ ﻣﻦ اﻟﺠﺮاﻧﻴﺖ، واﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ ﻗﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﺻﻠﺒﺔ واﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ آﺎﻟﺴﻬﻮل ﺻﺨﻮرهﺎ ﻟﻴﻨﺔ .أي أن درﺟﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺼﺨﺮ هﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺗﺒﺎﻳﻦ اﻟﻨﺤﺖ ،وﻟﻜﻦ ﻳﺒﻘﻰ اﺧﺘﻼف ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺤﺮارة أو اﻟﺮﻃﻮﺑﺔ واﻟﻐﻄﺎء اﻟﻨﺒﺎﺗﻲ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ اﺧﺘﻼف ﺷﺪة اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﻓﺘﺮة ﻷﺧﺮى ،وهﺬا ﻣﻌﻨﺎﻩ وﺟﻮد اﻻﺧﺘﻼف ﻣﻦ ﻣﻜﺎن ﻷﺧﺮ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق ﺿﻴﻖ. ) -٣ﺗﺘﺮك اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺁﺛﺎرهﺎ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ أﺷﻜﺎل اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ وﺗﻘﻮم آﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ أﺷﻜﺎل اﻟﻴﺎﺑﺲ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ( ،وﻟﺬا ﻟﻜﻞ ﻣﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻣﻈﺎهﺮ اﻷرض ﺻﻔﺎت ﻣﻤﻴﺰة ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻇﻬﺮت هﺬا اﻟﺸﻜﻞ .ﻓﺎﻟﺴﻬﻮل أﺷﻜﺎل آﻮﻧﺘﻬﺎ اﻷﻧﻬﺎر .وﻟﻜﻮن آﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻧﻔﺮاد ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﻌﺎﻟﻢ أرﺿﻴﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰة ﻓﺎﻧﻪ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﺗﺼﻨﻴﻒ أﺷﻜﺎل اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ .وﻟﺬا ﻳﺼﺒﺢ ﺗﻔﺴﻴﺮ وﺟﻮد ﺷﻜﻞ ﻣﻌﻴﻦ ﺳﻬﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻌﻠﻢ ،وﺣﺘﻰ اﻧﻪ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺗﻮﻗﻊ وﺟﻮد أﺷﻜﺎل أﺧﺮى ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ وﻧﺸﺄة هﺬﻩ اﻷﺷﻜﺎل ،ﺣﻴﺚ ﻣﺜﻼ ﺗﻌﻮد ﻣﻌﻈﻢ ﻣﻈﺎهﺮ اﻷرض إﻟﻰ ﺗﻐﻴﺮات ﻣﻨﺎﺧﻴﺔ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﺒﻼﻳﺴﺘﻮﺳﻴﻦ. ) -٤ﻳﻈﻬﺮ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻣﻨﻈﻢ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﻴﺎﺑﺲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻮاﻣﻞ ﺗﻌﺮﻳﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض ( ،أي اﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﻄﻮر ﻣﺘﻌﺎﻗﺐ وﻣﻨﺘﻈﻢ ﻷﺷﻜﺎل اﻷرض ﺣﺴﺐ اﻋﺘﻘﺎد اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ،ورﻏﻢ أن ﻳﻔﺰ هﻮ اﻟﺬي وﺿﻊ ﻓﻜﺮة ﻣﺮور اﻷﺷﻜﺎل اﻷرﺿﻴﺔ ﺑﻤﺮاﺣﻞ اﻟﺸﺒﺎب واﻟﻨﻀﺞ واﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ واﻟﺘﻲ ﺳﻤﻴﺖ ﺑﺎﻟﺪورة اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،إﻻ أن هﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ وﺟﻮد دورة ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻳﺒﻘﻰ وﺟﻮد ﺗﻄﻮر ﻣﻨﻈﻢ وﻣﺘﻌﺎﻗﺐ وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري وﺟﻮد ﺗﻤﺎﺛﻞ ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻞ وﺧﺼﺎﺋﺺ ﻃﺒﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ آﻞ إﻗﻠﻴﻢ .آﻤﺎ ﻳﺨﺘﻠﻒ اﻟﺰﻣﻦ ،ﺣﻴﺚ أن وﺟﻮد ﻣﻨﻄﻘﺘﻴﻦ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرهﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ اﻧﻬﻤﺎ اﺳﺘﻐﺮﻗﺘﺎ ﻧﻔﺲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ .وﻣﻦ هﻨﺎ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺘﺒﻊ دورات ﺗﻄﻮر آﻞ إﻗﻠﻴﻢ أو ﺷﻜﻞ ﻋﻠﻰ اﻧﻔﺮاد ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻲ ﺗﻄﻮرﻩ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ.
١١
) -٥أن اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﻤﻌﻘﺪ اآﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋﻴﺎ ﻣﻦ ﺑﺴﻴﻄﺔ – أي اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺒﺴﻴﻂ ﻣﻨﻪ ( ،ﺣﻴﺚ أن اﻟﺘﻮﺿﻴﺢ اﻟﺒﺴﻴﻂ ﻹﺷﻜﺎل ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن ﺻﺤﻴﺤﺎ .وﻟﻬﺬا وﺟﺪت اﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت ﺑﺴﺒﺐ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻹﻳﻀﺎح اﻟﺒﺴﻴﻂ ،ﺣﻴﺚ اﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ أﺷﻜﺎل اﻷرض ﻧﺠﺪ أن اﻟﺘﻄﻮر ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺟﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ واﺣﺪة وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺻﻨﻒ هﻮرﺑﺮج ﻋﺎم ١٩٥٢أﺷﻜﺎل اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﻓﻲ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت آﻤﺎ ﻳﻠﻲ: أ -اﻟﺒﺴﻴﻂ :وهﻲ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﺑﻔﻌﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ) دورة ( ﺟﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺗﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎت أﺧﺮى ﺳﺎﺑﻘﺔ أن وﺟﺪت. ب -اﻟﻤﺮآﺐ :ﺗﺘﻌﺮض إﻟﻰ دورﺗﻴﻦ ) ﻋﻤﻠﻴﺘﻴﻦ ( أو اآﺜﺮ ،وﻣﻌﻈﻢ اﻷﺷﻜﺎل ﻣﺮآﺒﺔ ج -أﺷﻜﺎل ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻦ دورة واﺣﺪة :ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻜﺎل أﺛﺎر هﺬﻩ اﻟﺪورة د -أﺷﻜﺎل ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻦ دورات ﻣﺘﻌﺪدة :ﺗﺤﻤﻞ أﺛﺎر هﺬﻩ اﻟﺪورات. هـ -ﻣﺠﺎﻣﻴﻊ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﻤﻨﻜﺸﻔﺔ :أي ﺗﻄﻮر اﻟﺸﻜﻞ ﺑﻮﺟﻮد ﻇﺮوف ﻣﻨﺎﺧﻴﺔ واﺣﺪة وﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ،آﻤﺎ ان هﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻷﺷﻜﺎل ﺗﻜﻮن ﺧﻼل ﻓﺘﺮات ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ واﻧﻄﻤﺮ ﺗﺤﺖ آﺘﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر وﻋﺎد وﻇﻬﺮ ﺑﻌﺪ زوال ﻣﺎ آﺎن ﻳﻐﻄﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﺨﻮر. )-٦إن ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﻃﺒﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ اﻷرض اﻗﺪم ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﺗﻮاﺟﺪهﺎ وﻻ ﻳﺘﺠﺎوز ﻗﺪم ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﺎ ﻋﺼﺮ اﻟﺒﻼﻳﺴﺘﻮﺳﻴﻦ ( ،وﻟﻘﺪ ﻗﺪر أﺷﻠﻲ ) (Ashly ﺑﺎن %٩٠ﻣﻦ ﺳﻄﺢ اﻟﻴﺎﺑﺲ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﺿﺮ ﺗﻜﻮن ﺑﻌﺪ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺜﺎﻟﺚ وإن % ٩٩ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻷﺷﻜﺎل ﺗﻄﻮر ﺑﻌﺪ ﻋﺼﺮ اﻟﻤﻴﻮﺳﻴﻦ .وﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة أن ﺗﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ﺻﺤﻴﺤﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻓﻜﺮة ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻟﺪى اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ. )-٧ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻤﻌﺎﻟﻢ اﻟﺘﻀﺎرﻳﺴﻴﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮا ﺻﺤﻴﺤﺎ دون أن ﺗﻘﺪر اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ واﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻤﺘﻌﺪدة اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﺧﻼل اﻟﺒﻼﻳﺴﺘﻮﺳﻴﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮا آﺎﻣﻼ ( ،ﺣﻴﺚ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻤﻈﺎهﺮ اﻟﻄﺒﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻧﺸﺄت ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﺣﺪﻳﺜﺔ وان اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ واﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ اﻟﺒﻼﻳﺴﺘﻮﺳﻴﻦ ﺗﺮآﺖ أﺛﺎرا واﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻄﺒﻮﻏﺮاﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻻن اﻟﺒﻼﻳﺴﺘﻮﺳﻴﻦ ﺗﻤﻴﺰ ﺑﻮﺟﻮد ﻓﺘﺮات ﻣﻄﺮﻳﺔ وﺑﻐﺰارة ﺷﺪﻳﺪة. )-٨أن ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻨﺎﺧﺎت اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣﻖ ﻗﺪرهﺎ أﻣﺮا ﺿﺮورﻳﺎ ﻟﻔﻬﻢ اﻷهﻤﻴﺔ اﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻓﻬﻤﺎ ﺻﺤﻴﺤﺎ ( .وهﻨﺎ ﻧﺮآﺰ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﻨﺎخ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺤﺮارة واﻷﻣﻄﺎر واﻟﺘﺒﺨﺮ وﺳﺮﻋﺔ اﻟﺮﻳﺎح واﻟﺘﺠﻤﺪ واﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ أو ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻻﺛﺮ اﻟﻤﻨﺎخ ﺣﺘﻰ أﻻن. )-٩ﻣﻊ إن اهﺘﻤﺎم اﻟﺠﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻳﻨﺼﺐ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺳﻄﺢ اﻷرض اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ،أﻻ إن هﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ واﻻهﺘﻤﺎم ﺗﺒﻠﻎ ذروة ﻓﺎﺋﺪﺗﻬﺎ إذا ﺗﻮﺳﻌﻨﺎ ﺑﺪراﺳﺔ ﻣﻌﺎﻟﻢ اﻟﺴﻄﺢ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ( ،ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ أﺷﻜﺎل أرﺿﻴﺔ ﺗﻌﻮد ﻟﺤﻘﺐ ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻟﺬا ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﻮع ﻟﻬﺎ ،وهﺬا ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ) .(Palaogeomorphologyوهﺬا ﻳﻮﺻﻠﻨﺎ ﻟﻠﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ أﺷﻜﺎل أرﺿﻴﺔ ﻧﺘﺠﺖ ﺑﻔﻌﻞ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﺿﺮ.
١٢
ﺷﻜﻞ اﻷرض وﺑﻨﺎء اﻷرض ،وﻓﻜﺮة ﻋﺎﻣﻪ ﻋﻦ اﻷرض ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم: ﻟﻘﺪ أﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﺜﺎﺑﺖ أن اﻷرض ﺷﻜﻠﻬﺎ آﺮوي ) ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ اﻷﺟﺎص ( وﻃﻮل ﻗﻄﺮهﺎ اﻻﺳﺘﻮاﺋﻲ ٧٩٢٦٫٧ﻣﻴﻞ )١٢٧٥٤٫١آﻢ( وﻗﻄﺮهﺎ ٧٨٩٩٫٩ﻣﻴﻞ )١٢٧١٠٫٩آﻢ ( أي أن اﻻﺳﺘﻮاﺋﻲ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ اﻟﻘﻄﺒﻲ ﺑﺤﻮاﻟﻲ ٤٣٫٢آﻢ .وﻳﻮﺟﺪ ﻋﺪة ﻣﺮﺗﻔﻌﺎت ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﻜﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ،وهﺬا ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﺔ إﺧﺘﻼف ﻧﺼﻒ اﻟﻘﻄﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى ،وﻳﺒﻠﻎ ﻣﺤﻴﻂ داﺋﺮة اﻷرض ﻋﻨﺪ ﺧﻂ اﻻﺳﺘﻮاء ﺣﻮاﻟﻲ ٤٠٢٢٥آﻢ .وﻳﻬﻤﻨﺎ هﻨﺎ اﻟﻴﺎﺑﺲ اﻟﺬي ﻳﺤﺘﻞ ﺣﻮاﻟﻲ %٢٩٫٢واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻐﻄﻰ ﺑﺎﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺴﺎﺋﻠﺔ واﻟﻤﺘﺠﻤﺪة. وﻳﻘﺪر ﻣﺘﻮﺳﻂ ارﺗﻔﺎع اﻷرض ﺑﺤﻮاﻟﻲ ٨٤٠م ﻓﻮق ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﺮ ،أﻣﺎ اﻟﺒﺤﺎر ﻓﻤﺘﻮﺳﻂ ﻋﻤﻘﻬﺎ هﻮ ٣٨٠٠م ) أي أن اﻟﺒﺤﺎر أآﺜﺮ ﻋﻤﻘًﺎ ﻣﻦ ارﺗﻔﺎع اﻟﻴﺎﺑﺲ( .وﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺟﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ إذا ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﻰ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻴﺎﺑﺲ واﻟﻤﺎء ﻧﻼﺣﻆ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: -١ﺗﺮآﺰ اﻟﻴﺎﺑﺲ ﻓﻲ ﻧﺼﻒ اﻟﻜﺮة اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ. -٢ﺗﺮآﺰ اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت ﻓﻲ ﻧﺼﻒ اﻟﻜﺮة اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ. -٣ﺗﺠﻤﻊ واﻟﺘﻔﺎف اﻟﻤﺎء ﺣﻮل اﻟﻘﻄﺐ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ. -٤اﻣﺘﺪاد أﺟﺰاء ﻗﺎرﻳﺔ آﺜﻴﺮة ﻓﻲ ﻧﺼﻒ اﻟﻜﺮة اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ. -٥اﻟﺸﻜﻞ اﻟﻤﺜﻠﺜﻲ ﻟﻤﻌﻈﻢ اﻟﻘﺎرات. -٦وﺟﻮد ﻗﺎرة ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ وﻣﻨﻌﺰﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺐ اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ،اﻟﻘﻄﺒﻴﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ) اﻧﺘﺎراآﺘﻴﺎ (. -٧اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻤﺘﻌﺎآﺲ ﺑﻴﻦ اﻟﻴﺎﺑﺲ واﻟﻤﺎء ﺑﻴﻦ اﻟﻘﻄﺒﻴﻦ )ﻟﻠﺘﻮازن(. -٨اﻟﻴﺎﺑﺲ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺗﻀﺎرﻳﺲ وﻃﺒﻮﻏﺮاﻓﻴﺎ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ،وهﺬا اﻻﺧﺘﻼف ﻳﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﺒﻨﻴﺔ وﻧﻮﻋﻴﻪ اﻟﺼﺨﺮ. ﺗﻀﺎرﻳﺲ اﻷرض: ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل دراﺳﺘﻨﺎ ﻟﻸﻓﻜﺎر اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ أﻧﻪ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﻲء ﺛﺎﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻏﻴﺮ أن هﺬا اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﻠﺤﻮﻇﺎ ﻗﻲ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺑﺴﺒﺐ ﺑﻄﻲء اﺛﺮ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺣﺪوﺛﻪ وﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻌﺾ ﺳﻜﺎن اﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺪث ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺸﺎط ﺑﺮآﺎﻧﻲ أو اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻜﺮر ﺣﺪوث اﻟﺰﻻزل ﻓﻴﻬﺎ إن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺸﺎط اﻷرﺿﻲ ﻳﻜﻮن ﺑﺸﻜﻞ ﻓﺠﺎﺋﻲ وﺑﻌﻨﻒ ﺷﺪﻳﺪ .أﻻ إن اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻷرﺿﻴﺔ ﺗﻜﻮن ﺑﻄﻴﺌﺔ ﺟﺪا ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻐﺮق ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺟﺒﺎل روآﻲ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻓﺘﺮة ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺳﻨﺔ .آﻤﺎ اﺳﺘﻄﺎع ﻧﻬﺮ آﻮﻟﻮرادو أن ﻳﺤﻔﺮ اﻟﺨﺎﻧﻖ اﻟﻌﻈﻴﻢ Grand Canyonﻓﻲ ﺧﻼل ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺴﻨﻴﻦ وﻟﻢ ﻳﻜﻤﻞ ﻋﻤﻠﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ أﻻن. ﻳﺆﻟﻒ آﻞ ﻣﻦ اﻟﻐﻼف اﻟﺼﺨﺮي واﻟﻤﺤﻴﻄﺎت ﻏﻼﻓﺎ ﺗﺎﻣﺎ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﻜﺮة اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻔﻠﻄﺢ ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻨﺪ ﺧﻂ اﻻﺳﺘﻮاء وﺗﻨﺒﻌﺞ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﻄﺒﻴﻦ ،وﻻ ﻳﻜﻮن ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻧﺎﻋﻤﺎ وﻟﻜﻦ وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺿﺨﺎﻣﺔ اﻟﺘﻔﺎوت ﺑﻴﻦ ﺗﻀﺎرﻳﺲ اﻷرض ) أي ﺑﻴﻦ أﻋﻠﻲ ﻣﻨﺎﻃﻘﻬﺎ ﻓﻮق ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﺮ واﺧﻔﺾ ﻣﻨﺎﻃﻘﻬﺎ دون ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﺮ ( ﻓﺎن ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻘﺎرن ﺑﺄي ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ اﻷرض اﻟﻌﻈﻴﻢ .وﺗﻘﺴﻢ ﺗﻀﺎرﻳﺲ اﻟﻐﻼف اﻟﺼﺨﺮي إﻟﻰ ﺛﻼث ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت أو رﺗﺐ أو درﺟﺎت هﻲ ﺗﻀﺎرﻳﺲ اﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ First Orderوﺗﺸﻤﻞ اﻟﻘﺎرات وأﺣﻮاض اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت وﺗﻀﺎرﻳﺲ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ Second Orderوﺗﻀﻢ اﻟﺤﺒﺎل واﻟﻬﻀﺎب واﻟﺴﻬﻮل .وأﻣﺎ ﺗﻀﺎرﻳﺲ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ Third Orderﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺸﻤﻞ اﻟﺘﻼل واﻟﻮدﻳﺎن ...اﻟﺦ
١٣
وﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ﺗﻌﻨﻲ هﺬﻩ اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ أﻧﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻮق ﺗﻀﺎرﻳﺲ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎرات ﻓﻘﻂ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ. ﺗﻀﺎرﻳﺲ اﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ: ﺗﺒﻠﻎ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻷرض ﺣﻮاﻟﻲ ٥١٠٣٢٠٠٠٠آﻢ ﻣﺮﺑﻊ ﺗﺤﺘﻞ اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت ﺣﻮاﻟﻲ ٣٦٥١٩٠٠٠٠آﻢ ﻣﺮﺑﻊ ﻣﻨﻬﺎ .وﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ آﻤﻴﺔ هﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻐﻞ أﺣﻮاﺿﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻃﻐﺖ ﻋﻠﻰ اﻷرﺻﻔﺔ اﻟﻘﺎرﻳﺔ ﻣﻐﻄﻴﺘﺎ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺗﻘﺪر ﺑـﺤﻮاﻟﻲ ٢٥٩٠٠٠٠٠آﻢ ﻣﺮﺑﻊ ﻣﻨﻬﺎ ،إذ ﺗﻘﺪر آﻤﻴﺔ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ أﺣﻮاض اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت ﺑﺤﻮاﻟﻲ ١٣٧٠٠٠٠آﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﻣﻜﻌﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﻴﺎﻩ .وﺗﺤﺘﻞ أﺣﻮاض اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت اﻷﺟﺰاء اﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﻼف اﻟﺼﺨﺮي إذ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻌﺪل ﻋﻤﻖ اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ٣٨٠٠ﻣﺘﺮا دون ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﺮ .وﻻ ﻳﻜﻮن ﻗﺎع اﻟﻤﺤﻴﻂ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎ أو ﻣﻨﻈﻤﺎ إذ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻮﻗﻪ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﻳﺰﻳﺪ ارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎم ﻟﻌﻤﻖ اﻟﻘﺎع ﻣﺜﻞ اﻟﺤﺎﻓﺎت اﻟﻤﺤﻴﻄﻴﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ واﻟﺘﻼل واﻟﺠﺒﺎل اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺣﻮاﻟﻲ ١٠٠٠ﻣﺘﺮ ﻓﻮق ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﺎع وﻗﺪ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ذﻟﻚ أﺣﻴﺎﻧﺎ آﺜﻴﺮة .وﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻬﺎت ﻣﻦ ﻗﻴﻌﺎن اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺗﻨﺨﻔﺾ آﺜﻴﺮا ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎم ﻟﻌﻤﻖ اﻟﻘﺎع آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺨﻨﺎدق اﻟﻤﺤﻴﻄﻴﺔ ) اﻷﻏﻮار ( اﻟﺘﻲ ﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮل اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺪة أﻻف ﻣﻦ اﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮات آﻤﺎ ﻳﺰﻳﺪ اﻟﻌﻤﻖ ﻓﻲ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻦ ١١٠٠٠ﻣﺘﺮ دون ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﺮ. ﺗﻤﺜﻞ اﻟﻘﺎرات اﻷﺟﺰاء اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ ﻣﻦ ﺗﻀﺎرﻳﺲ اﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻷﺣﻮاض اﻟﻤﺤﻴﻄﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ اﻻﺟﺰاء اﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﻣﻨﻬﺎ .وﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻈﻢ ﻟﻠﻘﺎرات ﺑﻤﻮﺟﺐ هﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺟﺰرا ﻋﺪﻳﺪة ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ إﻟﻰ اﻟﺸﻤﺎل ﻣﻦ ﻗﺎرة أﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺠﺰر اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ .وهﻲ ﺗﺼﻒ ﺳﻄﺢ اﻟﻘﺎرات ﺑﻌﺪم اﻧﺘﻀﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻌﺎن اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻜﻮن اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت أآﺜﺮ ﻋﻤﻘﺎ ﻣﻦ ارﺗﻔﺎع اﻟﻘﺎرات ﻓﻮق ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﺮ ،ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳﺮﺗﻔﻊ إﻻ ﻣﺎ ﻣﻘﺪرة % ١١ﻣﻦ ﺳﻄﺢ اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ اآﺜﺮ ﻣﻦ ٢٠٠٠ﻣﺘﺮ ﻓﻮق ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﺮ ﻳﻨﺨﻔﺾ ﺣﻮاﻟﻲ % ٨٤ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻗﺎع اﻟﻤﺤﻴﻂ اآﺜﺮ ﻣﻦ ٢٠٠٠ﻣﺘﺮ دون ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﺮ ،ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻜﻮن ارﺗﻔﺎع أﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ٨٨٤٠ﻣﺘﺮ ﻋﻨﺪ اﻓﺮﺳﺖ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺳﺠﻞ ﻋﻤﻖ ﻣﻘﺪارﻩ ١١٥٢٤ﻣﺘﺮ دون ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﺮ ﻋﻨﺪ ﺧﻨﺪق ﻣﺎرﻳﻨﺎ. هﺬا وﻳﺮﺗﺒﻂ ﺗﻔﺴﻴﺮ آﻴﻔﻴﺔ ﺗﻜﻮن ﺗﻀﺎرﻳﺲ اﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ارﺗﺒﺎﻃﺎ آﻠﻴﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﻜﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ واﻟﺘﻲ ﻣﺎ زاﻟﺖ اﻵراء واﻟﻨﻈﺮﻳﺎت ﻣﺘﻀﺎرﺑﺔ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ آﺒﻴﺮ ،ﻣﺜﻞ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻜﻮﻳﻜﺒﺎت ﻟﺘﺸﻤﺒﺮﻟﻴﻦ وﻧﻈﺮﻳﺔ اﻧﻔﺼﺎل اﻟﻘﻤﺮ وﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻘﻠﺺ اﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ ﻻﺑﻮرث واﻟﻌﻘﺪ اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﻟﺪﻳﻠﻮرد آﺎﻟﻔﻦ وآﺬﻟﻚ زﺣﺰﺣﺔ اﻟﻘﺎرات ﻟﻔﺠﻨﺮ. وﻳﺘﻜﻮن ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض ) اﻟﻠﺐ ( coreﺑﺸﻜﻞ رﺋﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺪ اﻟﻤﺨﺘﻠﻂ ﻣﻊ اﻟﺴﻠﻴﻜﻮن واﻟﻜﺒﺮﻳﺖ وﺗﺒﻠﻎ درﺟﺔ ﺣﺮارﺗﻪ أآﺜﺮ ﻣﻦ ٥٥٠٠م ٥ووزﻧﻪ اﻟﻨﻮﻋﻲ ﺣﻮاﻟﻲ ١٣ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ٢٫٨آﻤﻌﺪل ﻟﻠﻮزن اﻟﻨﻮﻋﻲ ﻟﺼﺨﻮر اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ .أﻣﺎ ﻧﻄﺎق اﻟﻤﺎﻧﺘﻴﻞ mantleﻓﻬﻮ ﻳﺸﻜﻞ اﻟﻘﺴﻢ اﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ آﺘﻠﺔ اﻷرض وﻳﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﻠﺐ وﻳﺒﻠﻎ
١٤
ﻣﻘﺪار ﺳﻤﻜﻪ ٢٨٠٠آﻢ ،وﻳﺘﺮاوح اﻟﻮزن اﻟﻨﻮﻋﻲ ﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﺎﻧﺘﻴﻞ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﻴﻦ ٣ إﻟﻰ ٣٫٥وﺗﺘﺰاﻳﺪ هﺬﻩ اﻟﻘﻴﻤﺔ إﻟﻰ ٤٫٥وأآﺜﺮ ﻣﻊ زﻳﺎدة اﻟﻌﻤﻖ .وﻳﺘﺼﻒ اﻟﻤﺎﻧﺘﻴﻞ ﺑﺄﻧﻪ ﺻﻠﺐ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻻﺳﺎﺳﻴﺔ وﻣﻦ اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ اﻧﻪ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﻣﻌﺎدن ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﻨﻴﺴﻴﻮم واﻟﺤﺪﻳﺪ ،وﺗﺘﺮاوح درﺟﺎت ﺣﺮارﺗﻪ ﺑﻴﻦ ٦٥٧إﻟﻰ ٢٧٥٠درﺟﺔ ﻣﺆﻳﺔ ،هﺬا وﺗﻜﻮن أﻟﻘﺸﺮﻩ Crustأﻟﻄﺒﻘﻪ أﻟﺴﻄﺤﻴﻪ ﻟﻸرض وهﻲ ﻏﺸﺎء رﻗﻴﻖ ﻳﺘﺮاوح ﻣﻌﺪل ﺳﻤﻜﻪ ﺑﻴﻦ ٢٤إﻟﻰ ٣٢آﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺰداد ذﻟﻚ اﻟﺴﻤﻚ أﺳﻔﻞ اﻟﻘﺎرات ﻓﻴﺒﻠﻎ ﺑﻴﻦ ٣٠إﻟﻰ ٦٥آﻢ. وﻳﻈﻬﺮ اﻧﻘﻄﺎع واﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﻴﺔ ودرﺟﺔ اﻟﺒﻠﻮرﻳﺔ واﻟﺘﺮآﻴﺐ اﻟﻜﻴﻤﺎوي ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺸﺮة أﻻرﺿﻴﻪ وﺑﻴﻦ ﻃﺒﻘﺔ اﻟﻤﺎﻧﺘﻴﻞ اﻟﻮاﻗﻌﺔ أﺳﻔﻠﻬﺎ وﺗﻘﺴﻢ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ إﻟﻰ ﻃﺒﻘﺘﻴﻦ هﻤﺎ: -١اﻟﻨﻄﺎق اﻟﻌﻠﻮي اﻟﻐﻴﺮ ﻣﺘﺼﻞ اﻟﺬي ﻳﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﺧﻄﻮط اﻟﻘﺎرات وﻳﻜﻮن وزﻧﻪ اﻟﻨﻮﻋﻲ ٢٫٦٥وﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﺴﻴﺎل Sialوﻳﺘﻜﻮن ﻣﻌﻈﻤﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺼﺮي اﻟﺴﻴﻠﻴﻜﻮن واﻻﻟﻤﻨﻴﻮم. -٢اﻟﻨﻄﺎق اﻷﺳﻔﻞ اﻟﻤﺘﺼﻞ اﻟﺬي ﻳﻨﻜﺸﻒ ﻋﻨﺪ ﻗﻴﻌﺎن اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت ووزﻧﻪ اﻟﻨﻮﻋﻲ ٣ وﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﺴﻴﻤﺎ Simaاﻟﺬي وﻳﺘﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻤﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺼﺮي اﻟﺴﻴﻠﻴﻜﻮن واﻟﻤﻐﻨﻴﺴﻴﻮم. ﺗﻀﺎرﻳﺲ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﻳﻮﺟﺪ هﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ ﻓﻮق ﺗﻀﺎرﻳﺲ اﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻮق أﺳﻄﺢ اﻟﻘﺎرات ﻣﺜﻞ اﻟﻬﻀﺒﺎت واﻟﺴﻼﺳﻞ اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ واﻟﺴﻬﻮل آﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻌﺎن اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت، وﺗﺘﺼﻒ أﻧﻮاع اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻮق ﻗﻴﻌﺎن اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة اآﺜﺮ ﺳﻌﺔ واﻣﺘﺪادا ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻴﺔ ﻓﻮق اﻟﻘﺎرات ،ﻓﻘﺪ أﻣﻜﻦ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﺎل ﻓﻮق ﻗﻴﻌﺎن اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت وﻳﺮﺗﻔﻊ ﺑﻌﺾ هﺬﻩ اﻟﺠﺒﺎل إﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻮق ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺒﺤﺮ آﺜﻴﺮا ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت .وﺗﻌﺘﺒﺮ ﺟﺰر هﺎواي ﻣﺜﻼ ﺟﻴﺪا ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﺟﺒﺎل ﺑﺮآﺎﻧﻴﺔ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﺧﻼل ﺣﻮاﻟﻲ ﻣﻠﻴﻮن ﺳﻨﺔ ،وﺗﺮﺗﻔﻊ اﻟﺠﺰﻳﺮة إﻟﻰ ﺣﻮاﻟﻲ ٤٠٠٠ﻣﺘﺮ ﻓﻮق ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﺮ واآﺜﺮ ﻣﻦ ٩٠٠٠ﻣﺘﺮ ﻓﻮق ﻗﺎع اﻟﻤﺤﻴﻂ .وﻣﻦ اﻟﻤﻔﻴﺪ إن ﻧﺬآﺮ هﻨﺎ أن اﻟﻬﻀﺒﺎت واﻟﺴﻼﺳﻞ اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ أﻣﺎآﻦ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺿﻤﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻘﺎرات إذ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺴﻼﺳﻞ اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺣﻮاف اﻟﻘﺎرات .وﺗﻘﻊ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺴﻬﻮل اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻓﻲ داﺧﻞ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻘﺎرات ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺪ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺳﻮاﺣﻠﻬﺎ .وﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻌﺘﺒﺮ ﺗﻀﺎرﻳﺲ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ أﺷﻜﺎﻻ أرﺿﻴﺔ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺟﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ إﻧﺸﺎﺋﻴﺔ ) ﺑﻨﺎﺋﻴﺔ ( Constructionalوهﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ .Internalوﺗﺘﺒﺎﻳﻦ هﺬﻩ اﻷﺷﻜﺎل ﻓﻲ أﺣﺠﺎﻣﻬﺎ آﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻮل واﻟﺴﻼﺳﻞ اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ واﻟﻬﻀﺒﺎت اﻟﻮاﺳﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺑﻨﺎﺋﻴﺔ آﺒﻴﺮة اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ آﻌﻤﻠﻴﺎت اﻻﻟﺘﻮاء و اﻻﻧﻜﺴﺎر ،إﻟﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ واﻟﺘﻼل اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ اﻣﺘﺪادهﺎ ﻋﻦ ﻋﺪة آﻴﻠﻮﻣﺘﺮات اﻣﺜﺎل اﻟﺠﺒﺎل اﻟﺒﺮآﺎﻧﻴﺔ واﻟﻘﺒﺎﺑﻴﺔ. ﺗﻀﺎرﻳﺲ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﻧﻌﻨﻲ ﺑﻬﺎ اﻷﺷﻜﺎل اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻬﺪم Destructional وهﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻈﺎهﺮﻳﺔ .Externalوﺗﻮﺟﺪ هﺬﻩ اﻷﺷﻜﺎل اﻷرﺿﻴﺔ ﻋﺎدة ﻓﻮق ﺗﻀﺎرﻳﺲ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎرات ﻓﻘﻂ رﻏﻢ أن ﺑﻌﺾ ﺟﻬﺎت
١٥
اﻟﺮﺻﻴﻒ اﻟﻘﺎري واﻟﻤﻨﺤﺪر اﻟﻘﺎري ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻈﺎهﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﺪرﺟﺔ. وﻳﻌﻮد اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ذﻟﻚ إﻟﻰ أن ﻗﻴﻌﺎن اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت ﻣﺤﻤﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻈﺎهﺮﻳﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻐﻼف اﻟﻤﺎﺋﻲ اﻟﺴﻤﻴﻚ اﻟﺬي ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻮﻗﻬﺎ .أن ﻣﺎ ﻧﺮاﻩ ﻣﻦ اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻟﻘﺎرات اﻟﻴﻮم ﻻ ﻳﺘﻌﺪى آﻮﻧﻪ ﺻﻮرة ﻟﻜﻞ ﺗﻀﺎرﻳﺲ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻮﻗﻬﺎ وان ﻏﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﻮم ﺑﻪ ﻋﻠﻢ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻻ ﻳﺘﻌﺪى دراﺳﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ أو اﻷﺷﻜﺎل ،واﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻤﺎط هﻲ :أﺷﻜﺎل ﺗﻌﺮﻳﺔ ،أﺷﻜﺎل ﻣﺘﺨﻠﻔﺔ، أﺷﻜﺎل ﺗﺮﺳﻴﺒﻴﺔ .وﻟﻜﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻇﺎهﺮﻳﺔ ،ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻷﺷﻜﺎل آﻤﺎ ﺑﻴﻨﺎ ذﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ ،ﻓﺎﻷﻧﻬﺎر ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﺗﻜﻮن أﺷﻜﺎل ﺗﻌﺮﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﻮدﻳﺎن واﻟﺨﻮاﻧﻖ واﻷﺧﺎدﻳﺪ .وﻳﻨﻄﺒﻖ اﻟﺸﻲء ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻈﺎهﺮﻳﺔ آﺎﻟﺠﻠﻴﺪ واﻷﻣﻮاج واﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ واﻟﺮﻳﺎح وﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺠﻮ.
اﻟﺼﺨﻮر وﻣﻈﺎهﺮ ﺿﻌﻔﻬﺎ: ﻳﺘﻜﻮن اﻟﺠﺰء اﻟﻴﺎﺑﺲ ﻣﻦ اﻷرض ﻣﻦ أﻧﻮاع ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر وﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﺼﺨﺮ ﺑﺄﻧﻪ آﻞ ﻣﺎدة ﺗﺘﻜﻮن أﺳﺎﺳﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺪن واﺣﺪ أو ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﻣﻌﺎدن ﻋﺪﻳﺪة وﺗﺸﺘﺮك ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﺟﺰء أﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ .وﺗﻮﺟﺪ أﻳﻀﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ اﺻﻞ ﻋﻀﻮي ) ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺪﻧﻲ ( ﻣﺜﻞ ﺻﺨﻮر اﻟﻔﺤﻢ واﻟﺼﺨﻮر اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ اﻟﻤﺘﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺗﻜﺪس ﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﻬﻴﺎآﻞ اﻟﻌﻈﻤﻴﺔ ﻟﻠﻜﺎﺋﻨﺎت اﻟﺤﻴﺔ. وﻋﻠﻰ هﺬا اﻷﺳﺎس ﻓﺎن اﻟﺼﺨﻮر ﺗﺨﺘﻠﻒ اﺧﺘﻼﻓﺎ ﺑﻴﻨﻴﺎ اﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠﻰ ﻧﻮع اﻟﻤﻌﺎدن أﻟﻤﻜﻮﻧﻪ ﻟﻬﺎ وﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ آﻴﻔﻴﺔ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ وﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻮاﺟﺪهﺎ .Mode of Ocurresence إن ﺑﻌﺾ هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر ﺗﺸﻜﻞ آﺘﻼ ﻗﻮﻳﺔ آﻤﺎ أن ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﻜﻮن ﻗﻠﻴﻞ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ وﺗﻜﻮن ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ آﺒﻴﺮة واﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻜﻮن أﺧﺮى ﺻﻐﻴﺮة ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎن ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺼﺨﺮ واﻧﺘﻈﺎﻣﺔ ووﺿﻌﻪ وﺑﻨﻴﺘﻪ ﺗﺸﻜﻞ ﻋﻮاﻣﻞ ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮآﻴﺔ اﻷﻧﻬﺎر واﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻈﺎهﺮﻳﺔ اﻷﺧﺮى ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻌﺮﻳﺔ آﺘﻞ اﻟﻴﺎﺑﺲ. ﺗﺆﺛﺮ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺼﺨﺮ LITHOLOGYﻓﻲ ﻧﺸﺄة وﺗﻄﻮر آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت واﻷﺷﻜﺎل اﻷرﺿﻴﺔ ،ﻣﻤﺎ أﻣﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﺣﺴﺐ أﻧﻮاع اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ ، آﺘﻠﻚ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺼﺨﻮر اﻟﺠﻴﺮﻳﺔ ) ﻃﺒﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ اﻟﻜﺎرﺳﺖ ( ،وأﺷﻜﺎل اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺠﺮاﻧﻴﺘﻴﺔ واﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ .ﻓﺎﻟﻤﻌﺎﻟﻢ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻧﻬﺎ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﻨﺤﺖ واﻻرﺳﺎب ﺗﻌﺘﻤﺪ إﻟﻰ ﺣﺪ آﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﺗﺤﺖ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ .وﻗﺪ ﺗﻨﺎول آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺪارﺳﻴﻦ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ- اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،آﺎﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ آﻞ ﻣﻦ :ﺗﻮﻣﺎس وﺟﻨﻨﺞ وﺗﻮاﻳﺪﻳﻞ ،ورآﺰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ إﺑﺮاز دور ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺼﺨﺮ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻷﺷﻜﺎل اﻷرﺿﻴﺔ ﺑﺼﻮرة ﻋﺎﻣﺔ ،وذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﻣﻤﺎ ﺁﺛﺎر ﺟﺪﻻ ﻏﻴﺮ ﺿﺮوري ﺣﻮل أوﻟﻮﻳﺔ وأهﻤﻴﺔ أي ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻌﻮاﻣﻞ .ﻓﻔﻲ اﻟﻮاﻗﻊ، ﺗﺘﺪاﺧﻞ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻣﻌﺎ ،وﻣﻨﻬﺎ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺠﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،ﻓﻲ إﻧﺘﺎج أﻳﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﻜﺎل اﻷرﺿﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﺎآﻦ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،وان ﺑﺮز ﺑﻌﻀﻬﺎ آﻌﺎﻣﻞ رﺋﻴﺴﻲ أو ﺳﺎﺋﺪ ١٦
Prevailing Factorﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﺤﺪدة .وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺼﺨﺮ هﻲ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺎ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻔﺴﺢ اﻟﻤﺠﺎل ﻟﻠﻤﻨﺎخ أو اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ أو اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى .وﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﺗﻌﻜﺲ اﻷﺷﻜﺎل اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﻤﺘﻄﻮرة ﻓﻮق ﻧﻮع ﻣﻌﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر ﺗﺄﺛﻴﺮ هﺬﻩ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ،ﺗﻤﺎﻣﺎ آﻤﺎ ﻳﺤﺪث ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﺷﻜﺎل ﺳﻄﺢ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺠﻴﺮﻳﺔ اﻟﻤﺘﻄﻮرة ﻓﻲ آﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺠﺎﻓﺔ واﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻃﺒﺔ ،ﻻﺧﺘﻼف وﺗﻌﻘﻴﺪ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺤﺪودة ،أو ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﺮ ﻧﻔﺴﻪ .وﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺠﻴﺮي ﻣﻦ اﺿﻌﻒ اﻟﺼﺨﻮر وذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺬوﺑﺎن إﻻ اﻧﻪ ﻳﻜﻮن ذو ﻣﻘﺎوﻣﺔ واﺿﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺠﺎﻓﺔ وذﻟﻚ ﻟﻘﻠﺔ اﺣﺘﻤﺎل ﺗﻐﻴﺮﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻐﻴﺮ ﻓﻲ درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة ،آﻤﺎ ﻻ ﻳﺤﺪث ﻟﻠﺼﺨﻮر اﻷﺧﺮى. أﻧﻮاع اﻟﺼﺨﻮر: ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﺼﺨﻮر ﺣﺴﺐ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺴﺎم هﻲ: -١اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ -٢اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ -٣اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﺘﺤﻮﻟﺔ. وﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ واﻟﻤﺘﺤﻮﻟﺔ أﺣﻴﺎﻧﺎ اﺳﻢ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺒﻠﻮرﻳﺔ. آﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ هﺬﻩ اﻷﻧﻮاع اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺪﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﺳﺎس ان اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ هﻴﺌﺔ ﻃﺒﻘﺎت ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ أو ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ وﻗﺪ ﺗﺤﺘﻮي آﻞ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻄﺒﻘﺎت ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺣﻴﻮاﻧﻴﺔ وﻧﺒﺎﺗﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺗﺴﻤﻰ اﻟﺤﻔﺮﻳﺎت ) (Fossilsوﺗﻨﻌﺪم هﺬﻩ اﻟﻤﻴﺰة ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ وﻣﻦ اﻟﻨﺎدر أن ﺗﻮﺟﺪ هﺬﻩ اﻟﺤﻔﺮﻳﺎت ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﺘﺤﻮﻟﺔ وذﻟﻚ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺘﺤﻠﻞ وﺗﺰول ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻀﻐﻂ واﻟﺤﺮارة ،وﺗﺘﻤﻴﺰ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ ﺑﻬﻴﺌﺔ آﺘﻠﻴﺔ ﻻ ﻃﺒﻘﻴﺔ وﻟﻜﻦ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺘﺒﻠﻮرة ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﻨﺪر وﺟﻮد ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﻜﻮﻧﺎت اﻟﻤﺘﺒﻠﻮرة ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ آﻤﺎ ﺗﻈﻬﺮ اﻟﺒﻠﻮرات ﻓﻲ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﺘﺤﻮﻟﺔ. او ًﻻ :اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ: وإذا أﺧﺬﻧﺎ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﺑﻨﻈﺮ اﻻﻋﺘﺒﺎر وﺑﺸﻜﻞ آﻠﻲ ﻓﺎن اﻟﺠﺰء اﻟﺬي ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺻﺨﻮر رﺳﻮﺑﻴﺔ ﻳﻜﻮن أوﺳﻊ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮاﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ واﻟﻤﺘﺤﻮﻟﺔ ﺑﺼﻮرة ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ .وﻳﺸﻴﺮ هﺬا إﻟﻰ أن ﻣﻨﺎﻃﻖ واﺳﻌﺔ ﺟﺪا ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻘﺎرﻳﺔ آﺎﻧﺖ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﻦ اﻷوﻗﺎت ﻣﻐﻤﻮرة ﺗﺤﺖ ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﺮ وﻣﻊ ذﻟﻚ هﻨﺎك ﺗﻜﻮﻳﻨﺎت رﺳﻮﺑﻴﺔ واﺳﻌﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﻜﻮن ﺑﻔﻌﻞ اﻻرﺳﺎب ﺗﺤﺖ اﻟﻤﺎء .وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ ذﻟﻚ اﻟﺴﻬﻮل اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﺌﺎت اﻷﻣﻴﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻋﻨﺪ أﻗﺪام اﻟﺠﺒﺎل .وﻗﺪ ﻳﺒﻠﻎ ﺳﻤﻚ رواﺳﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن إﻟﻰ أﻻف اﻹﻗﺪام. ﺗﺘﻜﻮن اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺠﻤﺪ وﺗﻤﺎﺳﻚ اﻟﺮواﺳﺐ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ وذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﺤﺎم ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﻨﺎﺷﻰء ﻣﻦ ﺛﻘﻞ اﻟﺮواﺳﺐ اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻮهﺎ ،أو ﻗﺪ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻤﺎﺳﻚ واﻟﺘﺠﻤﺪ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﺎدة ﻻﺻﻘﺔ أو ﻻﺣﻤﺔ ﻣﺜﻞ آﺎرﺑﻮﻧﺎت ١٧
اﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم أو اﻟﺴﻴﻠﻴﻜﺎ أو اآﺎﺳﻴﺪ اﻟﺤﺪﻳﺪ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺘﻮاﺟﺪ ﺑﻴﻦ هﺬﻩ اﻟﺮواﺳﺐ ،وﺗﺘﻜﻮن اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻮاد ذات اﺻﻞ ﻣﺘﻌﺪد وﺗﺮآﻴﺐ آﻴﻤﺎوي أو ﻣﻌﺪﻧﻲ ﻣﺘﺒﺎﻳﻦ وﺗﺤﺖ ﻇﺮوف ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ وﺑﻴﺌﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﺗﺆدي ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ إﻟﻰ ﺗﻌﺪد أﻧﻮاع هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر وﺗﻘﺴﻢ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ وﻇﺮوف ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺴﺎم رﺋﻴﺴﻴﺔ هﻲ: أ -ﺻﺨﻮر رﺳﻮﺑﻴﺔ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ اﻟﻨﺸﺄة: وﺗﺸﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ آﻞ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﻗﻄﻊ وﻣﻔﺘﺘﺎت اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻤﻴﺎﻩ واﻟﺮﻳﺎح أو اﻟﺜﻼﺟﺎت أو ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺠﺎذﺑﻴﺔ اﻷرﺿﻴﺔ ،دون أن ﻳﻄﺮأ ﻋﻠﻴﻬﺎ أي ﺗﻐﻴﺮ آﻴﻤﺎوي وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺮﺳﺐ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺁﻟﻴﺔ وﺗﺘﻤﺎﺳﻚ وﺗﻠﺘﺤﻢ ،ﻣﺜﻞ اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺮﻣﻠﻲ واﻟﻄﻔﻞ واﻟﻤﺠﻤﻌﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ وأﻧﻮاع ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺠﻴﺮي .وﺗﻘﺴﻢ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ اﻟﻨﺸﺄة ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺣﺠﻢ اﻟﺤﺒﻴﺒﺎت إﻟﻰ: -١ﺻﺨﻮر رﺳﻮﺑﻴﺔ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ اﻟﻨﺸﺄة آﺒﻴﺮة اﻟﺤﺒﻴﺒﺎت وﺗﺘﻜﻮن هﺬﻩ ﻣﻦ ﺣﺒﻴﺒﺎت آﺒﻴﺮة اﻟﺤﺠﻢ وذات ﻗﻄﺮ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ٢ﻣﻠﻢ وﻗﺪ ﻳﺼﻞ أﺣﻴﺎﻧﺎ إﻟﻰ ﺑﻀﻌﺔ ﺳﻨﺘﻴﻤﺘﺮات وﺗﻌﺮف هﺬﻩ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺤﺼﻰ وﻣﻦ أهﻢ هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻜﻮﻧﺠﻠﻮﻣﻴﺮات Conglomerate وﺻﺨﻮر ﺑﺮﻳﺸﻴﺎ. -٢ﺻﺨﻮر رﺳﻮﺑﻴﺔ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ اﻟﻨﺸﺄة ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ اﻟﺤﺒﻴﺒﺎت وهﻨﺎ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺣﺠﻢ اﻟﺤﺒﻴﺒﺎت وﻳﺘﺮاوح ﻗﻄﺮهﺎ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ٢إﻟﻰ ١٦ / ١ﻣﻦ اﻟﻤﻠﻴﻤﺘﺮ .وﺗﻌﺮف هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ﺣﻴﺚ اﻧﻬﺎ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺣﺒﻴﺒﺎت ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ﻳﺴﻮدهﺎ اﻟﺮﻣﻞ اﻟﺬي ﻳﺼﺤﺐ ﺗﺄﺛﺮﻩ ﺑﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ ،وﻣﻦ أهﻢ أﻧﻮاع اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺮﻣﻠﻲ واﻟﺤﺠﺮ اﻟﺮﻣﻠﻲ اﻟﺠﻴﺮي واﻟﺤﺠﺮ اﻟﺮﻣﻠﻲ اﻟﻜﻠﺴﻲ واﻟﺤﺠﺮ اﻟﺮﻣﻠﻲ اﻟﺤﺪﻳﺪي. -٣ﺻﺨﻮر ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ اﻟﻨﺸﺄة دﻗﻴﻘﺔ اﻟﺤﺒﻴﺒﺎت ،ﺗﺘﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر ﻣﻦ ﺣﺒﻴﺒﺎت دﻗﻴﻘﺔ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻗﻄﺮهﺎ ﻋﻠﻰ ١٦ / ١ﻣﻠﻢ .ﺗﻨﺘﺞ هﺬﻩ اﻟﺤﺒﻴﺒﺎت ﻣﻦ ﺗﺤﻠﻞ وﺗﻔﺘﺖ اﻟﻤﻌﺎدن وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻌﺎدن اﻟﺴﻴﻠﻴﻜﺎت وﻣﻨﻬﺎ ﺳﻴﻠﻴﻜﺎت اﻻﻣﻮﻧﻴﺎ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ وﻳﻤﻜﻦ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﺤﺒﻴﺒﺎت ﺣﺴﺐ ﺣﺠﻤﻬﺎ أو ﻗﻄﺮهﺎ هﻤﺎ :اﻟﻐﺮﻳﻦ أو اﻟﻄﻤﻲ وﺣﺒﻴﺒﺎﺗﻪ آﺒﻴﺮة ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻳﺘﺮاوح ﻗﻄﺮهﺎ ﺑﻴﻦ ١٦ / ١إﻟﻰ ٢٥٦ / ١ﻣﻠﻢ واﻟﻄﻴﻦ وهﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺣﺒﻴﺒﺎت دﻗﻴﻘﺔ ﺟﺪا ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻗﻄﺮهﺎ ﻋﻦ ٢٥٦ / ١ﻣﻠﻢ وﻗﺪ ﺗﺤﺘﻮي اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻄﻴﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻘﺎﻳﺎ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ اﻟﻤﺘﺤﻠﻠﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺪﺑﺎل أو ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻧﺒﺎﺗﺎت ﻣﺘﻔﺤﻤﺔ وﻣﻦ أهﻢ أﻧﻮاع اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻄﻴﻨﻴﺔ هﻲ اﻟﻄﻴﻦ واﻟﺤﺠﺮ اﻟﻄﻴﻨﻲ وﻳﺘﺤﻮل اﻟﻄﻴﻦ إﻟﻰ ﺣﺠﺮ ﻃﻴﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻔﻘﺪ اﻟﺠﺰء اﻷآﺒﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻪ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺠﻔﺎف أو زﻳﺎدة اﻟﻀﻐﻂ. ب -ﺻﺨﻮر رﺳﻮﺑﻴﺔ آﻴﻤﺎوﻳﺔ اﻟﻨﺸﺄة: ﺗﺘﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺮﺳﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻟﻴﻞ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻣﻮاد ﻣﺬاﺑﺔ وذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﺗﻔﻊ درﺟﺔ ﺗﺮآﻴﺰهﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻈﺮوف اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ .أو ﻗﺪ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺮواﺳﺐ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻔﺎﻋﻞ آﻴﻤﺎوي ﻳﺠﺮي ﺑﻴﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎت هﺬﻩ اﻟﻤﺤﺎﻟﻴﻞ .وﻳﻤﻜﻦ ﺗﻤﻴﻴﺰ اﻷﻧﻮاع اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر وذﻟﻚ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺮآﻴﺒﻬﺎ:
١٨
-١اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ اﻟﺠﻴﺮﻳﺔ :وﺗﺘﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺮﺳﺐ آﺎرﺑﻮﻧﺎت اﻟﻜﻠﺴﻴﻮم ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺎﻟﻴﻞ اﻟﺠﻴﺮﻳﺔ اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻜﺎرﺑﻮﻧﺎت آﺎﻟﺴﻴﻮم ذاﺋﺒﺔ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر ،اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺠﻴﺮي ﻏﻴﺮ اﻟﻌﻀﻮي وﺻﺨﺮ اﻟﺘﺮاﻓﺮﺗﻴﻦ ) (Travertineوﺣﺠﺮ اﻟﺪوﻟﻮﻣﺎﻳﺖ ) ( Dolomiteاﻟﺬي ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ آﺎرﺑﻮﻧﺎت اﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم وآﺎرﺑﻮﻧﺎت اﻟﻤﻐﻴﺴﻴﻮم ﺑﻨﺴﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. -٢ﺻﺨﻮر رﺳﻮﺑﻴﺔ ﺳﻴﻠﻴﻜﻴﺔ :وﺗﺘﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر ﻣﻦ ﺗﺮﺳﺐ ﻣﺎدة اﻟﺴﻴﻠﻴﻜﺎ ﻣﺜﻞ ﺣﺠﺮ اﻟﺼﻮان ) (Flintوهﺬا ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻠﻴﻜﺎ اﻟﻤﺘﺒﻠﻮرة وﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﺒﻠﻮرة ﺗﻜﻮن ﻋﻠﻰ هﻴﺌﺔ ﻋﻘﺪ ،وآﺬﻟﻚ ﺣﺠﺮ ﺷﻴﺮت ) ( Chertوهﻮ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺴﻴﻠﻴﻜﻴﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻨﻘﻴﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻴﺮ. -٣ﺻﺨﻮر رﺳﻮﺑﻴﺔ ﻣﻠﺤﻴﺔ :ﺣﻴﺚ أن ﺗﺒﺨﺮ ﻣﻴﺎﻩ اﻟﺒﺤﻴﺮات واﻟﺒﺤﺎر اﻟﻤﻐﻠﻘﺔ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﺮآﻴﺰ اﻟﻤﺤﺎﻟﻴﻞ اﻟﻤﻠﺤﻴﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﺮﺳﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ هﻴﺌﺔ ﻃﺒﻘﺎت ﻣﺘﻌﺎﻗﺒﺔ وﻣﻦ أهﻢ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ اﻟﻤﻠﺤﻴﺔ هﻮ ﺻﺨﺮ اﻟﺠﺒﺲ ) ( Gypsumوﻳﺘﻜﻮن هﺬا اﻟﺼﺨﺮ ﻣﻦ ﺣﺒﻴﺒﺎت دﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ آﺒﺮﻳﺘﺎت اﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮﺳﺐ ﻓﻲ هﻴﺌﺔ ﻃﺒﻘﺎت أو ﺻﻔﺎﺋﺢ وﻳﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ هﺬا اﻟﻨﻮع آﺬﻟﻚ ﺻﺨﻮر اﻧﻬﺎﻳﺪراﻳﺖ ) (Anhydriteوﻳﺘﺮﺳﺐ هﺬا اﻟﺼﺨﺮ اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﺮﺳﺒﺎت آﺒﺮﻳﺘﺎت اﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم اﻟﻼﻣﺎﺋﻴﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﻠﺤﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﻣﺜﻞ اﻟﺠﺒﺲ وﻣﻠﺢ اﻟﻄﻌﺎم واﻟﻤﻠﺢ اﻟﺼﺨﺮي. ج -ﺻﺨﻮر رﺳﻮﺑﻴﺔ ﻋﻀﻮﻳﺔ اﻟﻨﺸﺄة: ﺗﻨﺸﺄ هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻜﺪس او ﺗﺮاآﻢ ﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻟﺤﻴﺔ اﻟﺤﻴﻮاﻧﻴﺔ واﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ )أوراق اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت وﺟﺬوع اﻷﺷﺠﺎر وأﻏﺼﺎﻧﻬﺎ( ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻬﺎ واﻟﻤﺤﺎرات واﻻﺻﺪاف اﻟﺤﻴﻮاﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻃﺒﻘﺎت ﺳﻤﻴﻜﺔ وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺤﻠﻞ هﺬﻩ اﻟﺒﻘﺎﻳﺎ ﺑﻔﻌﻞ وﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻔﻄﺮﻳﺎت واﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ ﺧﻼل ﻣﺪة زﻣﻨﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﺛﻢ ﺗﻌﻮد هﺬﻩ اﻟﻤﻮاد ﻓﺘﺘﻤﺎﺳﻚ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ هﻴﺌﺔ ﺻﺨﻮر ،ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﻀﻐﻂ واﻟﺘﻔﺤﻢ ،وهﻨﺎك ﻧﻮﻋﺎن ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر: -١ﺻﺨﻮر ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺣﻴﻮاﻧﻴﺔ :وﺗﺘﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر ﻣﻦ ﻣﻮاد ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺟﻴﺮﻳﺔ ﺳﻴﻠﻴﻜﻴﺔ أو ﻓﻮﺳﻔﺎﺗﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺠﻴﺮي اﻟﻌﻀﻮي واﻷﺧﻴﺮ ﺻﺨﺮ واﺳﻊ اﻻﻧﺘﺸﺎر ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺗﺤﻠﻞ ﻗﺸﻮر وهﻴﺎآﻞ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ وﺗﺮاآﻤﻬﺎ وﺗﺴﻤﻰ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺠﻴﺮﻳﺔ ﺣﺴﺐ ﻧﻮع اﻟﺤﻔﺮﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺳﺎﺋﺪة اﻻﻧﺘﺸﺎر ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺜﻞ ،اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺠﻴﺮي اﻟﺼﺪﻓﻲ ).(Shelly Limestone -٢ﺻﺨﻮر ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻧﺒﺎﺗﻴﺔ :وﺗﻨﺘﺞ هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر ﻋﻦ ﺗﻜﺪس اﻟﺒﻘﺎﻳﺎ اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ﺛﻢ ﺗﻌﻔﻨﻬﺎ وﺗﺤﻠﻠﻬﺎ وﺗﻔﺤﻤﻬﺎ وﺗﺘﻜﻮن هﺬﻩ إﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﻮاد ﺳﻴﻠﻴﻜﻴﺔ أو ﻣﻮاد آﺮﺑﻮﻧﻴﺔ وﻣﻨﻬﺎ ﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﻄﺤﺎﻟﺐ ﻣﺜﻞ دﻳﺎﺗﻮم ،واﻟﺮواﺳﺐ اﻟﻜﺎرﺑﻮﻧﻴﺔ وﺗﺘﻜﻮن اﻷﺧﻴﺮة ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻔﺤﻢ ﻧﺒﺎﺗﺎت اﻟﻤﺴﺘﻨﻘﻌﺎت ،وﺗﺘﺮاوح ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻜﺮﺑﻮن ﻓﻴﻪ ﻣﻦ %٥٥إﻟﻰ %٧٢واﻟﻔﺤﻢ اﻟﻘﻄﺮاﻧﻲ ) ( bituminous Coalوﻓﺤﻢ اﻻﻧﺘﺮاﺳﺎﻳﺖ ) ( Anthraciteوﻳﻌﺘﺒﺮ اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﺻﻠﺐ أﻧﻮاع اﻟﻔﺤﻢ وأآﺜﺮهﺎ ﺟﻮدة وﻳﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺎدة اﻟﻜﺮﺑﻮن ﻗﺪ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ %٩٨ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮع وزﻧﻬﺎ اﻟﻜﻠﻲ.
١٩
ﺑﻨﻴﺔ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ: ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺑﻨﻴﺎت اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ إﻟﻰ ﺑﻨﻴﺎت رﺋﻴﺴﻴﺔ وﺗﺸﻤﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧﻮاع اﻻﻟﺘﻮاءات واﻻﻧﻜﺴﺎرات وﻧﻈﻢ اﻟﻔﻮاﺻﻞ وﻋﺪم اﻟﺘﺠﺎﻧﺲ ،واﻟﻰ ﺑﻨﻴﺎت ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ هﻲ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﻤﺘﻘﺎﻃﻌﺔ واﻟﺸﻘﻮق .ﻣﻦ اﻟﻨﺎدر أن ﺗﺘﻮاﺟﺪ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻘﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻳﺆدي اﻟﺘﺠﻌﺪ اﻟﺒﺴﻴﻂ ﻓﻲ أي ﻣﻨﻄﻘﺔ رﺳﻮﺑﻴﺔ إﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻗﺒﺎب وأﺣﻮاض ﺗﺘﺮاوح أﺣﺠﺎﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻀﻌﺔ أﻣﻴﺎل إﻟﻰ ﻣﺌﺎت اﻷﻣﻴﺎل أو ﻗﺪ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ. وﻗﺪ ﻳﺆدي اﻟﻀﻐﻂ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن إﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﺘﻮاء اﻋﺘﻴﺎدي وﺗﻈﻬﺮ اﺛﺮ ذﻟﻚ ﺗﻤﻮﺟﺎت ﻣﺘﻮازﻳﺔ ﺗﺘﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ أﻗﻮاس وﻣﻨﺨﻔﻀﺎت وﺗﺴﻤﻰ هﺬﻩ اﻷﻗﻮاس ﺑﺎﻻﻟﺘﻮاءات اﻟﻤﺤﺪﺑﺔ ) ،( Anticlinesﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺴﻤﻰ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﻣﻨﻬﺎ اﻻﻟﺘﻮاءات اﻟﻤﻘﻌﺮة ) ( Synclineوﻣﻦ اﻟﻨﺎدر أن ﺗﺴﺘﻤﺮ هﺬﻩ اﻻﻟﺘﻮاءات إﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ إذ أﻧﻬﺎ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺴﺘﺪق ،وﺗﻨﺘﻬﻲ ،وﻗﺪ ﺗﻈﻬﺮ ﺣﺎﻓﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻇﻬﺮ ) .( Strike وﻗﺪ ﻳﺆدي اﻟﻀﻐﻂ اﻟﻤﺘﻄﺮف ﻓﻲ ﺷﺪﺗﻪ إﻟﻰ اﻧﻜﺴﺎر اﻻﻟﺘﻮاء ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﻜﻮن اﺛﺮ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ اﻻﻧﻜﺴﺎر اﻟﻤﺴﺘﻠﻘﻲ ) ،(Thrust Faultوﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻻ ﻳﻜﻮن ﺳﻄﺢ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻻﻧﻜﺴﺎر آﺜﻴﺮ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﻮﺿﻊ اﻷﻓﻘﻲ ﺑﻌﺪ رﻓﻌﻬﺎ ﺑﺤﻴﺚ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﺒﺪو ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﺴﺘﻮي ﻳﺘﻐﻄﻰ ﺑﺎﻟﺮواﺳﺐ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻓﺎن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻠﺴﻠﺘﻴﻦ اﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻨﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺎت اﻟﺴﻠﺴﺔ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﻋﺪم اﻟﺘﻮاﻓﻖ ) .(Unounformityوﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺟﻬﺎت ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻮاﻓﻖ اﺧﺘﻼﻓﺎت واﺿﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﺰواﻳﺎ اﻟﻤﺘﻮاﺟﺪة ﺑﻴﻦ ﻃﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻧﺤﻮ اﻷﻋﻠﻰ أو ﻧﺤﻮ اﻷﺳﻔﻞ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺰاوﻳﺔ .أﻣﺎ إذا آﺎﻧﺖ اﻟﻄﺒﻘﺎت ﻣﺘﻮازﻳﺔ ﻓﻼ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﺪم اﻟﺘﻮاﻓﻖ ،واﻟﻤﺼﻄﻠﺢ اﻟﺸﺎﺋﻊ ﻟﻤﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ هﻮ ﻋﺪم اﻟﺘﺠﺎﻧﺲ ).(Disconformity وﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﺒﻨﻴﺎت اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ آﺬﻟﻚ هﻲ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﻤﺘﻘﺎﻃﻌﺔ ،وﺗﺸﻘﻖ اﻟﻄﻤﻲ وﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧﻮاع اﻟﺘﻜﻠﺴﺎت. ﺛﺎﻧﻴ ًﺎ :اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ: ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ ﻣﺎدة اﻷﺻﻞ ﻟﻜﻞ أﻧﻮاع اﻟﺼﺨﻮر ،وﺗﻨﺘﺞ هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر ﻣﻦ ﺗﺒﺮد اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﺼﻬﻮرة ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺑﺮدت ﻣﺎدة اﻟﺼﻬﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﺟﺴﻤﺎ ﺳﻄﺤﻴﺎ أﻣﺎ إذا ﺗﻮﻏﻠﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﺎدة ﻣﻦ ﺧﻼل ﺻﺨﻮر أﺧﺮى ﺛﻢ ﺑﺮدت ﻓﻲ داﺧﻞ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﻓﺎﻧﻬﺎ ﺗﻜﻮن ﺟﺴﻤﺎ ﺻﺨﺮﻳﺎ داﺧﻠﻴﺎ .ﺗﺘﺒﺎﻳﻦ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﺮآﻴﺒﻬﺎ اﻟﻤﻌﺪﻧﻲ واﻟﻜﻴﻤﺎوي واﻟﻨﺴﻴﺞ وﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻮاﺟﺪهﺎ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻓﺎﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ روﻳﺘﻬﺎ إﻻ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ إزاﻟﺔ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻮﻗﻬﺎ ،وﻳﺆﺛﺮ ﺗﺮآﻴﺐ اﻟﺼﺨﺮ وﻧﺴﻴﺠﻪ وﺑﻨﻴﺘﻪ وﺷﻜﻠﻪ ﻓﻲ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﺘﺤﺎﺗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻓﻮﻗﻪ. وﻗﺪ ﺗﻀﻄﺮ هﺬﻩ اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﻨﺼﻬﺮة ﻓﻲ ﻇﺮوف ﻣﻌﻴﻨﺔ إﻟﻰ اﻟﺼﻌﻮد ﻓﻲ أﻋﻤﺎق ﻗﺸﺮة اﻷرض ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺪاﺧﻞ ﻣﻊ اﻟﺼﺨﻮر أﻟﻤﻜﻮﻧﻪ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻘﺸﺮة وﻗﺪ ﺗﺼﻞ أﺣﻴﺎﻧﺎ إﻟﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض .وﺗﺘﻌﺮض ﻣﺎدة اﻟﺼﻬﻴﺮ ﻓﻲ آﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻦ هﺬﻩ اﻷﺣﻮال إﻟﻰ ﻓﻘﺪان
٢٠
اﻟﺤﺮارة ﻓﺘﺘﺠﻤﺪ وﺗﺘﺒﻠﻮر إﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض أو ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺤﻬﺎ :ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻘﺴﻢ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ ﺣﺴﺐ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ إﻟﻰ: -١ﺻﺨﻮر ﺑﺎﻃﻨﻴﺔ وﺗﺸﻤﻞ: أ – ﺻﺨﻮر ﺟﻮﻓﻴﺔ. ب -ﺻﺨﻮر ﺗﺤﺖ ﺳﻄﺤﻴﺔ. -٢ﺻﺨﻮر ﺳﻄﺤﻴﺔ) ،ﺻﺨﻮر ﺑﺮآﺎﻧﻴﺔ(. وﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺮآﻴﺒﻬﺎ اﻟﻤﻌﺪﻧﻲ أي ﺣﺴﺐ ﻣﺎدة اﻟﺴﻴﻠﻴﻜﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻮﻳﻬﺎ اﻟﺼﺨﺮ إﻟﻰ: -١ﺻﺨﻮر ﺣﺎﻣﻀﻴﺔ Acidic Rocksوهﺬﻩ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ اآﺜﺮ ﻣﻦ %٦٦ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻠﻴﻜﺎت وﻧﺴﺒﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺪ واﻟﻤﻐﻨﻴﺴﻴﻮم .ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮن ﻟﻮن هﺬا اﻟﺼﺨﺮ ﻓﺎﺗﺤﺎ، وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻜﺮاﻧﻴﺖ وﺻﺨﻮر اﺑﻼﻳﺖ وﺻﺨﻮر اﻟﺮاﻳﻮﻻﻳﺖ. -٢ﺻﺨﻮر ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ Intermediate Rocksﺗﺘﻮاﺟﺪ اﻟﺴﻴﻠﻴﻜﺎت ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺗﺘﺮاوح ﺑﻴﻦ % ٥٢إﻟﻰ % ٦٥ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺰداد ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪ واﻟﻤﻐﻨﻴﺴﻴﻮم. ﻳﻜﻮن ﻟﻮﻧﻬﺎ ﻣﺘﻮﺳﻄﺎ وﻟﻜﻨﻪ اﺷﺪ دآﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺤﺎﻣﻀﻴﺔ ،وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر ﺻﺨﻮر اﻟﺪاﻳﻮراﻳﺖ وﺻﺨﻮر اﻧﺪﻳﺰاﻳﺖ وﺻﺨﻮر ﺗﺮاآﺎﻳﺖ. -٣ﺻﺨﻮر ﻗﺎﻋﺪﻳﺔ Basic Rocksوﺗﺘﺮاوح ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺴﻴﻠﻴﻜﺎت ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر ﺑﻴﻦ % ٤٥إﻟﻰ % ٥٢وﺗﻜﺜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪ واﻟﻤﻌﺎدن اﻟﻤﻐﻨﻴﺴﻴﺔ وﻳﻜﻮن ﻟﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻗﺎﺗﻤﺎ ﻳﻤﻴﻞ إﻟﻰ اﻟﺴﻮاد وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر ﺻﺨﺮ اﻟﺠﺎﺑﺮو واﻟﺒﺎزﻟﺖ. ﺑﻨﻴﺔ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ: ﻓﺒﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، هﻨﺎك أﻳﻀﺎ ﺑﻨﻴﺎت ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﻢ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻨﻬﺎ .آﻤﺎ ﺗﻔﺘﻘﺮاﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ اﻟﻤﻨﺘﻈﻢ اﻟﺬي ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎت اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ أن ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻀﻐﻂ واﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ اﻟﺘﻮاءات ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ اﻧﻜﺴﺎرات وﻓﻮاﺻﻞ أﺣﻴﺎﻧﺎ. وﺗﻜﻮن اﻟﻔﻮاﺻﻞ اآﺜﺮ اﻧﺘﺸﺎرا ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﺴﻄﺢ ﻣﻤﺎ هﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﻣﺎ داﻣﺖ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻟﻠﺼﺨﻮر ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺘﻤﺪد ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﺢ ﺑﺘﺄﺛﻴﺮ ﻗﻮى اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ،ﻓﺘﻤﻴﻞ اﻟﻔﻮاﺻﻞ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺠﻬﺔ إﻟﻰ أن ﺗﻜﻮن أآﺜﺮ ﻋﺮﺿﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺒﺪو واﺿﺤﺔ رﻏﻢ أﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ داﺧﻞ اﻟﻘﺸﺮة ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺑﻨﻴﺎت ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﻈﻬﻮر. إن اﻟﻘﻮى اﻟﺘﻲ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﻇﻬﻮر اﻟﻔﻮاﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻘﻠﺺ ﺑﻔﻌﻞ ﺑﺮودة اﻟﻜﺘﻞ اﻟﻨﺎرﻳﺔ وﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻤﺪد واﻻﻧﻜﻤﺎش ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ واﻟﻀﻐﻂ اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻣﻦ ﺣﺪوث اﻧﺒﺜﺎﻗﺎت إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﻤﺎدة اﻟﺼﻴﻬﺮ ،اﻟﻼﻓﺎ ) .( Lavaوﺗﺤﺪث هﺬﻩ اﻟﻔﻮاﺻﻞ ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﺘﻮازﻳﺔ وﺗﺘﻘﺎﻃﻊ هﺬﻩ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺰواﻳﺎ ﺗﻜﺎد ﺗﻜﻮن ﻗﺎﺋﻤﺔ وﺗﻜﻮن اﻟﻔﻮاﺻﻞ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ اﻻﺣﻴﺎن ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺳﻄﻮح ﻣﺸﻮهﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ
٢١
اﻟﻜﺘﻞ اﻟﻨﺎرﻳﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﻤﺘﺠﺎﻧﺴﺔ ﻣﻘﻮﺳﺔ او ﻣﺠﻌﺪة .وﺗﺘﺨﺬ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻔﻮاﺻﻞ ﺷﻜﻼ ﻋﻤﻮدﻳﺎ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﺳﺒﺐ ﺗﻜﻮﻧﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﺮآﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ هﺬا ﻓﻀﻼ ﻋﻦ وﺟﻮد ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻔﻮاﺻﻞ ﺗﺘﺨﺬ ﺷﻜﻼ أﻓﻘﻴﺎ. وﺗﻜﻮن اﻟﻔﻮاﺻﻞ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻻﻧﻜﻤﺎش ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺒﺮودة ﻋﻤﻮدﻳﺔ اﻟﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻟﺘﺒﺮﻳﺪ ،ﻓﺘﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﻔﻮاﺻﻞ ﻓﻲ اﻧﺴﻴﺎﺑﺎت اﻟﻼﻓﺎ وﻏﻄﺎﺁﺗﻬﺎ ﻋﻤﻮدﻳﺔ اﻟﻮﺿﻊ وﻳﻜﻮن هﺬا اﻟﻮﺿﻊ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﻇﻬﻮر اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﻌﻤﻮدﻳﺔ ( Columnar Palisade ) Structureاﻟﻤﺘﻮاﺟﺪة ﻓﻲ اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎت اﻟﺒﺎزﻟﺘﻴﺔ. ﺗﻤﺘﻠﻰء اﻟﻔﻮاﺻﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﺑﻤﺎدة ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ اﻗﻮى ﻣﻦ اﻟﺼﺨﺮ ﻧﻔﺴﻪ .وﺗﻈﻬﺮ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻌﺮوق أو اﻟﺴﺪﻳﺪات ) ( Dikeletsﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ أﺿﻼع أو ﺳﻼﺳﻞ ﺻﻐﻴﺮة ﻋﻠﻰ ﺳﻄﻮح اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ .إن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺴﺪود ﺗﻜﻮن آﻤﺎ ذآﺮﻧﺎ أﻗﻮى ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﺘﺪاﺧﻠﺔ ﻣﻌﻬﺎ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺣﻴﻄﺎن وﺳﻼﺳﻞ وﺗﻼل ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻌﺮض إﻟﻰ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ. وﻣﺜﻞ اﻻﻧﻜﺴﺎرات ،ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﻔﻮاﺻﻞ ،ﻣﻨﺎﻃﻖ وﺳﻄﻮح ﺿﻌﻒ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر. وﻣﻦ اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ أن ﺗﺘﺮآﺰ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل هﺬﻩ اﻟﺴﻄﻮح وﺗﺴﻤﻰ اﻟﻮدﻳﺎن أو اﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻊ ﺧﻄﻮط اﻻﻧﻜﺴﺎرات ﺑﺎﺳﻢ ودﻳﺎن ﺧﻂ اﻻﻧﻜﺴﺎر (Faultline ) faultsﺗﻜﻮن ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻮدﻳﺎن ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﻟﻤﺴﺎﻓﺎت ﻃﻮﻳﻠﺔ وﺗﺘﺼﻞ ﻣﻊ رواﻓﺪهﺎ ﺑﺰواﻳﺎ ﺗﻜﺎد ﺗﻜﻮن ﻗﺎﺋﻤﺔ وذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻨﻤﻂ اﻟﻤﺘﻘﺎﻃﻊ ﻣﻦ اﻟﻔﻮاﺻﻞ ،وﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻳﻤﻜﻦ ارﺟﺎع ﺗﻜﻮن ﻧﻤﻂ ﺗﺼﺮﻳﻒ ﻣﺎﺋﻲ ﻗﺎﺋﻢ اﻟﺰاوﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ اﻟﻰ وﺟﻮد ﻧﻈﺎم ﻣﺤﻜﻢ ﻣﻦ اﻻﻧﻜﺴﺎرات واﻟﻔﻮاﺻﻞ. ﺛﺎﻟﺜ ًﺎ :اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﺘﺤﻮﻟﺔ: ﺗﺸﻜﻞ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﺘﺤﻮﻟﺔ اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر وهﺬﻩ ﺻﺨﻮر ﻧﺎرﻳﺔ أو رﺳﻮﺑﻴﺔ ﻓﻲ أﺻﻠﻬﺎ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻀﻐﻂ واﻟﺤﺮارة أو ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺮﺷﺢ ﻣﻮاد أﺧﺮى ﺑﺤﻴﺚ زاﻟﺖ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻟﻠﺼﺨﻮر وأﺣﻠﺖ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﺧﺼﺎﺋﺺ أﺧﺮى. وﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﺘﺤﻮﻟﺔ ﺑﻨﻴﺔ ﺑﻠﻮرﻳﺔ آﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ واﻟﺘﻌﺮﻳﺔ .ان اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة واﻟﻀﻐﻂ أو آﻠﻴﻬﻤﺎ ،ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻧﻮع اﻟﻨﺴﻴﺞ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر اﻷﺻﻠﻴﺔ أو ﻓﻲ ﺗﺮآﻴﺒﻬﺎ اﻟﻤﻌﺪﻧﻲ ،آﻤﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪ وﺟﻮد اﻟﻤﺎء أو اﻟﻤﺤﺎﻟﻴﻞ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺑﺼﻮرة ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ إﺗﻤﺎم ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤﻮل هﺬﻩ .وهﻨﺎك أﻧﻮاع ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻮل هﻲ: -١اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺤﺮاري أو اﻟﺘﻤﺎﺳﻲ Thermal or Contact Metamorphism وﻳﺤﺪث هﺬا اﻟﺘﺤﻮل ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﻼﺻﻘﺔ أو اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﻤﺎدة اﻟﺼﻬﻴﺮ وهﺬﻩ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺤﺪودة ﻣﺤﻠﻴﺎ وﺗﻌﺮف ﺣﻠﻘﺔ اﻟﺘﺤﻮل ) (Metamorphysic roleﻟﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﻌﺮف هﺬا اﻟﺘﺤﻮل ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺘﺤﻮل اﻟﻤﺤﻠﻲ )(Local metamorphism
٢٢
-٢اﻟﺘﺤﻮل اﻟﻤﻮﺿﻌﻲ أو اﻟﺘﺤﻮل ﺑﺘﻐﻴﺮ اﻷوﺿﺎع :ﺣﻴﺚ ﻳﺆدي اﻟﻀﻐﻂ اﻟﻤﺮﺗﻔﻊ إﻟﻰ ﺗﻐﻴﺮ أو ﺗﺤﻮل ﻃﻔﻴﻒ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﻮﺿﻌﻴﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻲ اﻟﻜﺴﻮر أو اﻟﺼﺪوع اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ هﺬا اﻟﻀﻐﻂ. -٣اﻟﺘﺤﻮل اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ أو اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻲ: ) (regional metamorphism or dynamic metamorphismو ﻳﺆدي اﻟﻀﻐﻂ اﻟﻤﺮﺗﻔﻊ اﻟﻤﺼﺤﻮب ﺑﺪرﺟﺎت ﺣﺮارة ﻋﺎﻟﻴﺔ و اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺣﺮآﺎت اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ إﻟﻰ ﺗﺤﻮل واﺳﻊ اﻟﻨﻄﺎق ﻳﻤﺘﺪ ﻓﻲ أﻗﺎﻟﻴﻢ آﺒﻴﺮة وﻣﺴﺎﺣﺎت واﺳﻌﺔ. وﻗﺪ ﻳﺆدي اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺤﺮاري إﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺻﺨﻮر ﻣﺘﺤﻮﻟﺔ ﻣﻦ اﺻﻞ رﺳﻮﺑﻲ رﻣﻠﻲ آﻤﺎ هﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺻﺨﻮر اﻟﻜﻮارﺗﺰاﻳﺖ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺗﺤﻮل اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺮﻣﻠﻲ ،أو ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺻﺨﻮر ﻣﺘﺤﻮﻟﺔ ﻣﻦ اﺻﻞ رﺳﻮﺑﻲ ﻃﻴﻨﻲ آﻤﺎ هﻲ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺻﺨﺮ اﻟﻬﻮرﻧﻔﻠﺲ ،وﻳﻨﺘﺞ اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺤﺮاري ﻟﻠﺼﺨﻮر اﻟﻄﻴﻨﻴﺔ واﻟﻄﻔﻠﻴﺔ .وﻗﺪ ﻳﺆدي هﺬا اﻟﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺻﺨﻮر ﻣﺘﺤﻮﻟﺔ ﻣﻦ اﺻﻞ ﺟﻴﺮي آﻤﺎ هﻲ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺗﻜﻮن اﻟﺮﺧﺎم ،إذ ﺗﺘﺤﻮل اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺠﻴﺮﻳﺔ اﻟﻨﻘﻴﺔ إﻟﻰ رﺧﺎم اﺑﻴﺾ اﻟﻠﻮن ذو ﻧﺴﻴﺞ ﻣﻮزاﻳﻴﻜﻲ .وﻗﺪ ﺗﺸﺘﺪ وﻃﺄة اﻟﺘﺤﻮل إﻟﻰ درﺟﺔ ﺗﺰول ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻌﺎﻟﻢ اﻟﺼﺨﺮ اﻷﺻﻠﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎ آﻤﺎ ﺗﺘﻔﺘﺖ اﻟﺼﺨﻮر اﻷﺻﻠﻴﺔ أو ﻗﺪ ﺗﻨﺼﻬﺮ وﺗﺬوب ﺛﻢ ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ آﻴﺎﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﺘﻜﻮن ﻣﺘﺒﻠﻮرة وﻣﺮﺗﺒﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ هﺬا اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺗﺠﻤﻊ ﻟﻤﻌﺎدن ﻓﻲ هﻴﺌﺔ ﻃﺒﻘﺎت رﻗﻴﻘﺔ أو ﺷﺮاﺋﻂ ) (Bandsأو ورﻗﺎت ) (Foliaأو ﺻﻔﺤﺎت ) (Laminateﻣﺘﻮازﻳﺔ وﻣﺘﻌﺎﻣﺪة ﻋﻠﻰ اﺗﺠﺎة اﻟﻀﻐﻂ .وﻳﻮﺻﻒ اﻟﻨﺴﻴﺞ اﻟﺼﺨﺮي ﻋﻨﺪﺋﺬ ﺑﺄﻧﻪ ﺷﺮﻳﻄﻲ ) (Banded Textureأو ورﻗﻲ ) (Foliateأو ﺻﻔﺤﻲ ) (Laminateﻣﻦ أهﻢ أﻧﻮاع اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﺘﺤﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﻀﻐﻂ واﻟﺤﺮارة هﻲ ﺻﺨﻮر اﻹردواز ) (Slateوهﺬا ﺻﺨﺮ ﻣﺘﺤﻮل ﻋﻦ ﺻﺨﻮر اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺿﻐﻂ ﻣﺮﺗﻔﻊ وﺣﺮارة ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ .وﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر أﻳﻀﺎ ﺻﺨﺮ اﻟﻨﺎﻳﺲ وهﻮ ﺻﺨﺮ ﻣﺘﺤﻮل ﻣﻦ اﺻﻞ ﻧﺎري ﻳﺘﻜﻮن هﺬا اﻟﺼﺨﺮ ﻣﻦ ﺣﺒﻴﺒﺎت آﺒﻴﺮة ﻣﺘﺒﻠﻮرة ﻣﺮﺗﺒﺔ وﻣﺼﻔﻮﻓﺔ ﻓﻲ هﻴﺌﺔ ﺷﺮاﺋﻂ ﺳﻤﻴﻜﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ أو ﻋﺪﺳﻴﺔ. ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﺼﺨﺮي: ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻰ ﺿﻌﻴﻔﺔ Soft rocksﻣﺜﻞ اﻟﻄﺒﺎﺷﻴﺮ واﻟﻄﻴﻦ واﻟﺤﺠﺮ اﻟﺮﻣﻠﻲ – وﺻﺨﻮر ﺻﻠﺒﺔ Resistant \ Hard rocksﻣﺜﻞ ﺻﺨﺮ اﻟﺠﺮاﻧﻴﺖ واﻟﺒﺎزﻟﺖ واﻟﺼﻮان .وﻳﻌﺘﻤﺪ هﺬا اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻟﺼﺨﻮر ﻟﻠﺘﺠﻮﻳﺔ وﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺨﺪش او اﻟﺤﺖ واﻟﻬﺪم اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺼﺨﻮر ﺳﺮﻳﻌﺔ اﻟﺘﺤﻠﻞ واﻟﺘﻔﻜﻚ واﻟﺤﺖ ﺻﺨﻮر ﺿﻌﻴﻔﺔ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻮﺻﻒ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎوم هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت وﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺿﻊ اﻻﺻﻠﻲ ﻻﺷﻜﺎﻟﻬﺎ اﻻرﺿﻴﺔ ﻻﻃﻮل ﻓﺘﺮة زﻣﻨﻴﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﺑﺎﻟﺼﺨﻮر اﻟﺼﻠﺒﺔ .وﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﺼﺨﺮ ﺿﻌﻴﻔﺎ او ﺻﻠﺒﺎ ﻓﻲ اﻻﺻﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﺧﺼﺎﺋﺼﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ او اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ ،آﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺮض اﻟﺼﺨﺮ ﻟﻼﺿﻌﺎف او اﻟﺘﺼﻠﺐ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻈﺮوف اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ او اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻤﺆﺛﺮة .ﻟﺬا ،ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺛﻼث ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﻦ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﺼﺨﺮي:
٢٣
او ًﻻ :ﻣﻈﺎهﺮ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﻨﻮﻋﻲ: وهﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺎء ﻣﻊ اﻟﺼﺨﺮ ﻧﻔﺴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ او ﻇﺮوف ﺗﻜﻮﻳﻨﺔ .ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ان ﻳﺮث اﻟﺼﺨﺮ ﺿﻌﻔﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻨﻬﺎ ،ودرﺟﺔ ﺗﺒﻠﻮرهﺎ او ﻗﻮاﻣﻬﺎ Textureاو ﻣﺴﺎﻣﻴﺘﻬﺎ Porosityاو ﻟﻮﻧﻬﺎ ،او ﺑﺴﺒﺐ وﺟﻮد ﻣﻮاد ﻻﺣﻤﺔ Cementing materialﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻤﻴﻊ اﻟﺤﺒﻴﺒﺎت اﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ وﺗﻜﺘﻠﻬﺎ ،وﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ اهﻢ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﻤﺤﺪدة ﻟﻠﻀﻌﻒ اﻟﻨﻮﻋﻲ ﻟﻠﺼﺨﺮ: -١اﻟﺘﺮآﻴﺐ اﻟﻜﻴﻤﺎوي: ﻳﻠﻌﺐ اﻟﺘﺮآﻴﺐ اﻟﻜﻴﻤﺎوي ﻟﻠﺼﺨﺮ دور ﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺻﻼﺑﺘﻪ او ﺿﻌﻔﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﺴﺐ اﻟﻤﻌﺎدن واﻟﻌﻨﺎﺻﺮ آﻴﻤﺎوﻳﺔ اﻟﻤﻜﻮﻧﻪ ﻟﻪ ،وﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ذﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﻣﻘﻴﺎس ﻣﻮﻩ ﻟﻠﺼﻼﺑﺔ ،Mohs scale of hardnessوﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﺎس ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻘﻴﺎس اﻗﺴﻰ اﻧﻮاع اﻟﻤﻌﺎدن ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻤﺜﻞ ﻣﻌﺎدن اﻟﺠﺒﺲ واﻟﻜﻠﺲ ادﻧﻰ درﺟﺎت اﻟﺼﻼﺑﺔ .آﻤﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻌﺎدن اﻻوﻟﻴﻔﻴﻦ واﻟﺒﻼﺟﻴﻮآﻠﻴﺰ اﻟﺠﻴﺮي واﻻوﺟﺎﻳﺖ اﻗﻞ اﻟﻤﻌﺪان ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت .وﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺎن ﺻﻼﺑﺔ أي ﺻﺨﺮ او ﺿﻌﻔﻪ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻻوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﻤﻌﺎدن واﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻪ .اذ ﻳﻤﻜﻦ ان ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺼﺨﺮ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﺣﺘﻮاﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺐ ﻣﺮﺗﻔﻌﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ اﺻﻼ ،واﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ .ﻓﺼﺨﺮ اﻟﺠﺮاﻧﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ،اﻟﻐﻨﻲ ﺑﻤﻌﺪﻧﻲ اﻟﻜﻮارﺗﺰ واﻟﻤﺴﻜﻮﻓﺎﻳﺖ ﻳﻌﺘﺒﺮ اآﺜﺮ ﺻﻼﺑﺔ وﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠﺘﺠﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺮاﻧﻴﺖ اﺧﺮ او ﺻﺨﺮ اﺧﺮ ،آﺎﻟﺠﺎﺑﺮو اﻟﺬي ﺗﻘﻞ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺒﺔ وﺟﻮد هﺬﻳﻦ اﻟﻤﻌﺪﻧﻴﻦ. -٢اﻟﺘﺒﻠﻮر واﻟﻘﻮام: ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺒﻠﻮر اﺣﺪى اﻟﻄﺮق اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮن اﻟﺼﺨﻮر ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﻧﻮع اﻟﻤﺎﺟﻤﺎ Magmaواﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﻋﺎدة ﻣﻊ اﻧﺨﻔﺎض درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة واﻧﻄﻼق اﻟﻐﺎزات ﻣﻨﻬﺎ .وﺗﺨﺘﻠﻒ درﺟﺔ ﺗﺒﻠﻮر اﻟﻤﻌﺎدن ﺣﺴﺐ ﺳﺮﻋﺔ ﺗﺒﺮﻳﺪ اﻟﻤﺎﺟﻤﺎ وﺗﺼﻠﺒﻬﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻮع اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﻤﻜﻮﻧﺔ واﻻﻋﻤﺎق اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ .آﻤﺎ ان اﻻﺟﺰاء اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺎﺟﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ان ﺗﺘﺒﻠﻮر ﺧﻼل اﻳﺎم او ﺳﻨﻮات ﻣﻌﺪودة ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺤﺘﺎج اﻻﺟﺰاء اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺟﺪا اﻟﻰ اﻻف و ﻣﻼﻳﻴﻦ اﻟﺴﻨﻴﻦ .وﻳﺰداد ﻗﻮام اﻟﺼﺨﺮ ﺧﺸﻮﻧﺔ ﻣﻊ زﻳﺎدة درﺟﺔ ﺗﺒﻠﻮر اﻟﻤﻌﺎدن ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﻘﻮام زﺟﺎﺟﻴﺎ Glassy / Fineاو ﻧﺎﻋﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ازدﻳﺎد ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﺒﺮﻳﺪ واﻟﺘﺼﻠﺐ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﻣﻌﻬﺎ ﺣﺪوث اﻟﺘﺒﻠﻮر او اﻟﺘﺤﺒﺐ .وﺗﺘﺨﺬ اﻟﺒﻠﻮرات اﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ ﻋﺪة اﺷﻜﺎل ،ﻣﻨﻬﺎ :اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﻜﻌﺐ واﻟﺴﺪاﺳﻲ واﻟﺮﺑﺎﻋﻲ .وان اﻧﺘﻈﺎم ﺗﺮﺗﻴﺐ هﺬﻩ اﻟﺒﻠﻮرات ودرﺟﺔ ﺗﺪاﺧﻠﻬﺎ او اﻧﻀﻐﺎﻃﻬﺎ واﻧﺪﻣﺎﺟﻬﺎ واﻟﺘﺤﺎﻣﻬﺎ وﺗﺠﺎﻧﺴﻬﺎ ﻳﺤﺪد ﻣﺪى اﻧﺘﺸﺎر ﻣﺮاآﺰ اﻟﻀﻌﻒ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﺮ .وﻗﺪ ﻳﻄﻐﻰ ﺗﺎﺛﻴﺮ درﺟﺔ وﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﺒﻠﻮر واﻟﻘﻮام ﻟﻠﻤﻌﺎدن اﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺼﺨﺮ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺗﺮآﻴﺒﻪ اﻟﻜﻴﻤﺎوي. -٣اﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺔ واﻟﻨﻔﺎذﻳﺔ: اﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺔ Prosityهﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﺣﺠﻢ اﻟﻔﺮاﻏﺎت اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﺼﺨﺮ اﻟﻰ ﺣﺠﻤﻪ اﻟﻜﻠﻲ ،واﻟﻨﻔﺎذﻳﺔ Permeabilityهﻲ ﻣﻌﺪل ﺗﺴﺮب اﻟﻤﺎء ﻋﺒﺮ اﻟﻔﺮاﻏﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻓﻲ وﺣﺪة زﻣﻨﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ .وﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﺼﺨﻮر واﻟﺘﺠﻤﻌﺎت اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ﻓﻲ آﻞ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻣﻴﺘﻬﺎ وﻧﻔﺎذﻳﺘﻬﺎ .ﻓﺎﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ واﻟﺠﻴﺮﻳﺔ اﻗﻞ ﻣﺴﺎﻣﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻄﻴﻨﻴﺔ،
٢٤
وﻟﻜﻨﻬﺎ اﻋﻠﻰ ﻧﻔﺎذﻳﺔ ،ﻣﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ان اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ هﺎﺗﻴﻦ اﻟﺨﺎﺻﻴﺘﻴﻦ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻋﻜﺴﻴﺔ اﺣﻴﺎﻧﺎ .وﺗﺘﻀﺢ اهﻤﻴﺔ آﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺔ واﻟﻨﻔﺎذﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺴﻬﻴﻞ ﻣﺮور اﻟﻤﺎء ﺳﻮاء اﻟﺒﺎﻃﻨﻲ او اﻟﺴﻄﺤﻲ ،ﻋﺒﺮ اﻟﻔﺮاﻏﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ – واﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﺿﻌﺎف اﻟﺼﺨﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اذاﺑﺔ اﻟﻤﻮاد اﻟﻼﺣﻤﺔ او ﺑﻔﻌﻞ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ زﻳﺎدة اﻟﺤﺠﻢ ﺑﺎﻟﺘﺠﻤﺪ او ﺑﺘﺒﻠﻮر اﻻﻣﻼح اﻟﻤﺬاﺑﺔ ،او ﻣﺎ ﻳﺆدي اﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﺸﻘﻖ واﻧﺘﻔﺎخ ﻓﻲ اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎت اﻟﻄﻴﻨﻴﺔ اﺛﺮ ﺗﻌﺮﺿﻬﺎ ﻟﻠﺘﺠﻔﻒ واﻟﺘﺮﻃﻴﺐ .او ﺗﻤﻬﺪ ﻟﺘﺼﻌﻴﺪ اﻟﺨﺎﺻﻴﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ،وﺗﺮاآﻢ اﻻﻣﻼح ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﺢ وﺗﻜﻮﻳﻦ ﻗﺸﺮات ﺻﻠﺒﺔ Duricrustsﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺰل اﻟﺼﺨﺮ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت. -٤اﻟﻤﺎدة اﻟﻼﺣﻤﺔ: ﺗﻨﺘﺞ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﺎم او اﻟﺘﺼﺎق اﻟﺮواﺳﺐ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺆدي اﻟﻰ ﺗﺤﺠﺮهﺎ او ﺗﺼﺨﺮهﺎ Lithificationﺑﻔﻌﻞ اﻟﻤﻮاد اﻟﻼﺣﻤﺔ .Cementing materialوﻣﻦ اﻟﻤﻮاد اﻟﻼﺣﻤﺔ اﻟﻜﻮارﺗﺰ واﻟﻜﻠﺲ واﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎت اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻬﻴﻤﺎﺛﺎﻳﺖ واﻟﺘﻮرﺟﺎﻳﺖ واﻟﻠﻴﻤﻮﻧﺎﻳﺖ ،ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻨﺎت اﻟﺒﺎرﻳﻮم آﺴﻠﻔﺎت اﻟﺒﺎرﻳﻮم وﺳﻠﻔﺎت اﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم وﺳﻠﻔﺎت اﻟﺴﺘﺮﻧﺘﻴﻮم وﻓﻠﻮرﻳﺪ اﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم .وﺗﻨﺘﺞ هﺬﻩ اﻟﻤﻮاد ﻋﻦ ذوﺑﺎن اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺼﺨﻮر ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ زواﻳﺎهﺎ وﺳﻄﻮﺣﻬﺎ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ﻳﻨﻘﻠﻬﺎ اﻟﻤﺎء اﻟﻤﺘﺴﺮب ﻋﺒﺮ اﻟﻔﺮاﻏﺎت اﻟﻬﻮاﺋﻴﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﺼﺨﺮ. وﻳﻌﺘﻤﺪ ﺗﺮآﻴﺰ اﻟﻤﻮاد اﻟﻼﺣﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺎء اﻟﻤﺘﺴﺮب ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﺣﺮارﺗﻪ وﻣﻌﺪل ﺣﻤﻮﺿﺘﻪ PHوﺗﻜﻮﻳﻨﻪ اﻟﻜﻴﻤﺎوي .وﺗﻘﺪر آﻤﻴﺔ اﻟﻤﻮاد اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻔﻘﺪهﺎ آﻞ ﻣﻴﻞ ﻣﺮﺑﻊ ﻣﻦ ﺳﻄﺢ اﻻرض ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻻذاﺑﺔ ﺑﻨﺤﻮ ٩٥ﻃﻨﺎ ﺳﻨﻮﻳﺎً ،ﺗﺸﻜﻞ ﻣﻨﻬﺎ آﺮﺑﻮﻧﺎت اﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم ٥٠ﻃﻨﺎ ،وﺳﻠﻔﺎت اﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم ٢٠ﻃﻨﺎ واﻟﺴﻴﻠﻜﺎ ﺳﺒﻌﺔ اﻃﻨﺎن وآﻠﻮرﻳﺪ اﻟﺼﻮدﻳﻮم ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ اﻃﻨﺎن .آﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ ان ﻳﺰود اﻟﻤﺎء اﻟﺒﺎﻃﻨﻲ اﻟﺮواﺳﺐ ﺑﺎﻟﻤﺎدة اﻟﻼﺣﻤﺔ ﻣﻊ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﺷﻜﺎﻟﻬﺎ اﻻﺻﻠﻴﺔ آﻤﺎ هﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ اﻟﻘﺸﺮات اﻟﺼﻠﺒﺔ ،ﻣﺜﻞ اﻟﻘﺸﺮات اﻟﺴﻴﻠﻴﻜﻴﺔ Silcretesواﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ Ferricretesواﻟﻜﻠﺴﻴﺔ .Calcretes وﻳﺘﻢ ﺗﺤﺠﺮ اﻟﺮواﺳﺐ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﻤﻮاد اﻟﻼﺣﻤﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﺠﻔﻒ او اﻻﻧﻀﻐﺎط اﻟﻠﺬان ﻳﻌﻤﻼن ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮر اﻟﺮواﺳﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء وﺗﻨﺎﻗﺺ ﺣﺠﻢ اﻟﻔﺮاﻏﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺑﺎﻗﺘﺮاب ﺣﺒﻴﺒﺎت اﻟﺼﺨﺮ واﻟﻤﻌﺪن ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ .وﻗﺪ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺗﺼﻠﺐ اﻟﺮواﺳﺐ اﻻ ﺑﻌﺪ ان ﻳﺘﻨﺎﻗﺺ ﺣﺠﻢ اﻟﻔﺮاﻏﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ .%٧٥وﺗﻌﺘﻤﺪ درﺟﺔ ﺗﺼﻠﺐ او ﺿﻌﻒ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻟﻜﻴﻤﺎوي ﻟﻠﻤﻮاد اﻟﻼﺣﻤﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻜﻮارﺗﺰ واﻟﻤﺴﻜﻮﻓﺎﻳﺖ واﻟﺰرآﻮن ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ،ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاد اﻟﻼﺣﻤﺔ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠﺘﺤﻠﻞ اﻟﻜﻴﻤﺎوي ،وﻳﺘﻢ ﺗﺰوﻳﺪ اﻟﺮواﺳﺐ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺪ ان ﺗﺘﺤﺮر وﺗﻨﻘﻞ ﻟﻠﻤﺎء اﺛﺮ ﺗﺤﻠﻞ اﻟﺼﺨﻮر او اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ ،وذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ آﺮﺑﻮﻧﺎت اﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم ﺳﻬﻠﺔ اﻟﺘﺤﻠﻞ. وﻃﺒﻴﻌﻲ ان ﺗﻨﻌﻜﺲ ﺻﻼﺑﺔ اﻟﻤﻮاد اﻟﻼﺣﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺑﺔ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻬﺎ .ﻓﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻧﻮاع اﻟﺼﺨﻮر ﻳﺴﺘﻤﺪ ﺻﻼﺑﺘﻪ او ﺿﻌﻔﻪ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ هﺬﻩ اﻟﻤﻮاد .ﻓﺎذا ﻣﺎ ﺗﺎﺛﺮت اﻟﻤﻮاد اﻟﻼﺣﻤﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻞ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻳﻨﻔﺮط اﻟﺼﺨﺮ اﻟﻰ ﺣﺒﻴﺒﺎت ﻣﺘﻔﻜﻜﺔ ،آﻤﺎ هﻮ اﻟﺤﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺮﻣﺎل اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻧﻔﺮاط اﻟﺼﺨﺮ اﻟﺮﻣﻠﻲ واﻟﺠﺮوس Grussاﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ اﻧﻔﺮاط ﺻﺨﺮ اﻟﺠﺮاﻧﻴﺖ .آﺬﻟﻚ ،ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻟﻤﺎدة اﻟﻼﺣﻤﺔ اﻗﺴﻰ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﺮ ﻧﻔﺴﻪ وﻓﻲ
٢٥
هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﺘﻢ ﺗﺤﻠﻞ اﻟﺼﺨﺮ وﺗﺒﻘﻰ اﻟﻤﺎدة اﻟﻼﺣﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻋﺮوق او ﺷﺒﻜﺔ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ﺗﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﻓﺠﻮات او ﺣﻔﺮ ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ اﻻﺣﺠﺎم. -٥ﻟﻮن اﻟﻤﻌﺎدن: ﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺼﺨﻮر ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻠﻮن .وﺗﺒﺮز اهﻤﻴﺔ ﻟﻮن اﻟﻤﻌﺎدن ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺪى ﺗﺎﺛﺮهﺎ ﺑﺎﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ .وﻣﻦ ﺛﻢ ﻣﻌﺪل ﺗﻤﺪدهﺎ وﺗﻘﻠﺼﻬﺎ .ﻓﺎﻟﺼﺨﻮر داآﻨﺔ اﻟﻠﻮن ،آﺎﻟﺒﺎزﻟﺖ واﻟﺠﺎﺑﺮو ﺗﺴﺨﻦ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺪد ﻣﻌﺎدﻧﻬﺎ واﻧﻀﻐﺎﻃﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺼﺨﻮر ﻓﺎﺗﺤﺔ اﻟﻠﻮن ﻣﺜﻞ اﻟﻄﺒﺎﺷﻴﺮ واﻟﺤﺠﺮ اﻟﺠﻴﺮي ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﺎﺛﺮ ﺑﺎﻻﺷﻌﺎع اﻟﺸﻤﺴﻲ .وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ اﻟﺤﻤﻀﻴﺔ ﻓﺎﺗﺤﺔ اﻟﻠﻮن، آﺎﻟﺠﺮاﻧﻴﺖ اآﺜﺮ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ اﻟﻘﺎﻋﺪﻳﺔ داآﻨﺔ اﻟﻠﻮن ، ﻣﺜﻞ اﻟﺒﻴﻮﺗﺎﻳﺖ واﻻوﻟﻴﻔﻴﻦ . ﺛﺎﻧﻴ ًﺎ :ﻣﻈﺎهﺮ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ: وهﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﺪ او ﺗﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ اﻟﺼﺨﺮ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﺗﺼﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻈﺮوف اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ .وﺗﺘﻤﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﻈﺎهﺮ ﺑﻮﺟﻮد اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ واﻟﺸﻘﻮق وﺳﻄﻮح اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ واﺧﺘﻼف ﺳﻤﻜﻬﺎ واﻧﺤﺪارهﺎ واهﻤﻬﺎ: -١اﻟﻤﻔﺎﺻﻞJoints : وهﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺷﻘﻮق هﻨﺪﺳﻴﺔ ﺗﻤﺘﺎز ﺑﻮﺟﻮد زﺣﺰﺣﺔ ﺳﻄﺤﻴﺔ ﻣﺤﺪودة ﺑﻴﻦ اﺟﺰاء اﻟﺼﺨﺮ ،وهﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺸﻘﻮق اﻟﻌﺎدﻳﺔ Cracksاﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺸﻮاﺋﻲ ،وﻋﻦ اﻟﺼﺪوع Faultsاﻟﺘﻲ ﺗﺘﺰﺣﺰح ﻋﻨﺪهﺎ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺣﺘﻰ اﻋﻤﺎق ﺑﻌﻴﺪة .وﺗﺴﻤﻰ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ﺑﺎﻟﻜﺘﻞ اﻟﻤﻔﺼﻠﻴﺔ Joint blocksوﻳﻌﺘﻤﺪ ﺗﺒﺎﻋﺪهﺎ ﻋﻠﻰ اﺑﻌﺎد اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ﻧﻔﺴﻬﺎ .وﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ﻓﻲ اﺷﻜﺎﻟﻬﺎ واﺑﻌﺎدهﺎ ،ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻗﺼﻴﺮا او ﻃﻮﻳﻼ ،ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ او ﻣﻨﺤﻨﻴﺎ ،ﻣﻨﺘﻈﻤﺎ او ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺘﻈﻢ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺘﻤﻴﻴﺰهﺎ اﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﻔﺼﻠﻴﺔ Joint setsﻳﺮﺗﺒﻂ آﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﻮاﻣﻞ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﻌﻴﻨﺔ .وﺗﺮﺗﺒﻂ ﻧﺸﺎة اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ﺑﻘﻮى اﻻﻧﻀﻐﺎط Compression واﻟﺘﻮﺗﺮ Tensionاﻟﺘﻲ ﺗﺮاﻓﻖ اﻟﺤﺮآﺎت اﻟﺘﻜﺘﻮﻧﻴﺔ او اﻟﺘﺒﺮﻳﺪ واﻟﺘﻘﻠﺺ او اﻟﺘﻤﺪد ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ وﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻔﺎﺻﻞ ﻣﺎﺋﻠﺔ ، Diagonal jointsاو ﻣﻔﺎﺻﻞ ﺳﺪاﺳﻴﺔ اﻟﺸﻜﻞ ، Hexagonal columnar jointsاو ﻣﺘﻌﺎرﺿﺔ Transverse آﻤﺎ ﺗﺆدي ازاﻟﺔ اﻟﻀﻐﻂ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺤﺖ اﻟﻤﺎﺋﻲ اﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﻔﺎﺻﻞ ﺻﻔﺎﺋﺤﻴﺔ اﻟﺸﻜﻞ Sheet jointsﺗﻤﺘﺪ ﺑﺼﻮر ﻣﻮازﻳﺔ ﻟﺴﻄﺢ اﻻرض ،وﺗﺠﺰء اﻟﺼﺨﺮ اﻟﻰ آﺘﻞ ﺻﻔﺎﺋﺤﻴﺔ ﻣﺴﻄﺤﺔ ،آﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ آﺎﻟﺠﺮاﻧﻴﺖ .وﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ﻳﺸﺒﻪ ﺳﻄﻮح اﻻﻧﻔﺼﺎل اﻟﻄﺒﻘﻲ Bedding planesاﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻋﺎدة ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ. وﺗﻤﺘﺎزاﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺑﺤﺪاﺛﺔ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺼﺨﺮ اﻻم ،وﻋﺪم اﺳﺘﻤﺮارهﺎ، وﻣﻊ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ﻓﻲ اﺗﺠﺎﻩ ﻣﻌﻴﻦ ،ﻳﺒﺪا ﻣﻔﺼﻞ اﺧﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻻﺗﺠﺎﻩ او ﻓﻲ اﺗﺠﺎهﺎت اﺧﺮى وﻗﺪ ﺗﻨﺘﻬﻲ اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ .وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ﺻﻐﻴﺮة اذا ﺗﺮاوح ﺑﻌﺪهﺎ اﻻﻓﻘﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ١ – ٠٫١ﻣﺘﺮا ،او آﺒﻴﺮة اذ ﺑﻠﻎ ﻃﻮﻟﻬﺎ ١٠ - ١اﻣﺘﺎر ، او ﺿﺨﻤﺔ اذا ﺗﺮاوح ﻃﻮﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ١٠٠ - ١٠ﻣﺘﺮا اﻣﺎ اﺗﺴﺎﻋﻬﺎ ﻓﻴﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن
٢٦
اﻟﻰ اﺧﺮ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻳﺘﻨﺎﻗﺺ ﻣﻊ اﻟﻌﻤﻖ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺒﻠﻎ اﻗﺼﻰ اﺗﺴﺎع ﻟﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺳﻄﺢ اﻟﺼﺨﺮ .وﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﻔﺎﺻﻞ ان ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺤﺎﺗﻬﺎ ﻟﻤﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺗﻢ ﺗﻐﻄﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮواﺳﺐ .وﺗﻜﻤﻦ اهﻤﻴﺔ اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ﻓﻲ آﺜﺮة اﻧﺘﺸﺎرهﺎ .وﻣﻌﻈﻢ ﺳﻄﺢ اﻻرض ﻳﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎﺻﻞ .آﻤﺎ ان ﻣﻌﻈﻢ اﻻﺷﻜﺎل اﻻرﺿﻴﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻨﻈﺎم اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ .اذ ﺗﻘﻮم ﺑﺪور هﺎم ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻻﺷﻜﺎل اﻻرﺿﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺻﺨﻮر اﻟﺠﺮاﻧﻴﺖ ) آﺎﺷﻜﺎل اﻟﺠﻼﻣﻴﺪ واﻻﻧﺴﻠﺒﺮج واﻟﺤﺠﺎرة اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ( Core stonesواﻟﺤﺠﺮ اﻟﺮﻣﻠﻲ واﻟﺤﺠﺮ اﻟﺠﻴﺮي .آﻤﺎ ﺗﺠﺬب اﻟﻴﻬﺎ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺠﻮﻳﺔ وﺣﺖ او ﺗﺮﺳﻴﺐ .وﺗﻌﻤﻞ آﺎﻗﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺎء اﻟﻤﺘﺴﺮب ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﻌﻤﻞ اﻟﻤﺴﺎﻣﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﺼﺨﺮ آﻴﻤﺎوﻳﺎ او ﺗﻔﺘﻴﺘﺔ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺠﻤﺪ اﻟﻤﺎء وﺗﻜﻮن اﻟﺼﻘﻴﻊ ،آﺬﻟﻚ ،ﻳﻤﻜﻦ ان ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺤﺎﻟﻴﻞ اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻌﺎدن ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺎهﻢ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻋﺮوق ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ Mineral viensﺗﻘﺎوم ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﺖ -٢اﻟﺸﻘﻮق: ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺘﺸﻘﻖ Fissility/cleavageﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻟﻤﻌﺪن ﻟﻠﺘﺸﻘﻖ واﻻﻧﻘﺴﺎم ﺑﺎﺗﺠﺎهﺎت ﻣﺘﻮازﻳﺔ ،او اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺬي ﺗﺘﻤﻜﻦ اﻟﺼﺨﻮر ﺑﻮاﺳﻄﺘﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﻔﺼﺎل ﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﺳﻄﺢ ﻣﺘﻮازﻳﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﺤﻮﻟﻬﺎ اﻟﻰ رﻗﺎﺋﻖ ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ،وﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺗﻌﺒﻴﺮ اﻟﺼﻔﺎﺋﺤﻴﺔ او اﻟﺸﻴﺴﺘﻴﺔ Schistosityﻓﻲ وﺻﻒ ﺗﺸﻘﻖ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﺘﺤﻮﻟﺔ ﺧﺸﻨﺔ اﻟﺘﺤﺒﺐ ،ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻰ ﺻﺨﺮ اﻟﺸﻴﺴﺖ اﻟﻤﺘﺤﻮل ﻣﺘﻮﺳﻂ او ﺧﺸﻦ اﻟﻘﻮام واﻟﺬي ﻳﺘﻢ ﻓﻴﺔ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺣﺒﻴﺒﺎت اﻟﻤﻌﺪن ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻮازي .وﺗﻘﺎس اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻦ ﺳﻄﻮح اﻟﺘﺸﻘﻖ ﺑﺎﻟﻤﻠﻴﻤﺘﺮات او اﻟﺴﻨﺘﻴﻤﺘﺮات ،اﻣﺎ اذا زادت اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﺔ ﺳﻨﺘﻴﻤﺘﺮات ﻓﻴﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ وﺻﻔﻬﺎ ﺗﻌﺒﻴﺮ اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ اذا راﻓﻖ ذﻟﻚ ﺣﺪوث زﺣﺰﺣﺔ ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻓﺎﻧﻬﺎ ﺗﺘﺤﻮل اﻟﻰ ﺻﺪوع .وﻳﻤﻜﻦ ان ﺗﻨﺘﺞ هﺬﻩ اﻟﺸﻘﻮق ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﺰ sheetingاو strainاﻟﺘﻲ ﺗﺮاﻓﻖ اﻟﻨﺸﻠﻄﺎت اﻟﺘﻜﻮﻧﻴﺔ آﺎﻻﻟﺘﻮاءات ،او اﻟﺘﻘﻠﺺ اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺗﺒﺮﻳﺪ اﻟﻼﻓﺎ وﻣﺎ ﻳﺆدي اﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺿﻐﻮط ،او ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻜﺮر ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺒﻠﻮر واﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ .وﺗﺸﺘﺮك اﻟﺸﻘﻮق ﻣﻊ اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ﻓﻲ اﺿﻌﺎف اﻟﺼﺨﺮ وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺼﻌﻴﺪ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ واﻟﻬﺪم اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻴﻬﺎ .آﻤﺎ ﺗﺴﺎهﻢ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺑﻌﺾ اﻻﺷﻜﺎل اﻻرﺿﻴﺔ اﻟﻤﻤﻴﺰة ﻋﻠﻰ هﻴﺌﺔ ﻧﺼﺎل parting slabsﻳﻔﺼﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ اودﻳﺔ او ﺻﺪوع ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺴﻤﻴﺔ اﻟﺤﺠﺎرة اﻟﻨﺎﺳﻜﺔ Monk-stonesاو اﻟﺤﺠﺎرة اﻟﻬﺎﺋﻤﺔ ) اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﻌﺰوﻟﺔ ( penitent rocksاو ﺷﻮاهﺪ اﻻﺿﺮﺣﺔ .Tomb stonesوﺗﺴﻤﻰ اﻟﻄﺒﻮﻏﺮاﻓﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻻﺷﻜﺎل ﺑﺎﻟﻄﺒﻮﻏﺮاﻓﻴﺎ اﻟﻘﻮاﻣﻴﺔ Textured reliefاو ﻃﺒﻐﺮاﻓﻴﺔ اﻻﺷﻜﺎل اﻟﻬﺎﺋﻤﺔ .Gefuge relief – ٣ﺳﻄﻮح اﻟﺘﻄﺒﻖBedding planes : ﺗﻤﺜﻞ ﺳﻄﻮح اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﻣﺎآﻦ اﺗﺼﺎل اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﻤﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ﻓﻮق ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ .وﺗﻔﺼﻞ ﺳﻄﻮح اﻟﺘﻄﺒﻖ ﻋﺎدة ﺑﻴﻦ ﻃﺒﻘﺎت ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻳﺮﺗﺒﻂ آﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻈﺮوف ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ وﻣﻨﺎﺧﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ .ﻓﻘﺪ ﺗﺘﻮﺿﻊ ﻃﺒﻘﺎت ﺻﺨﺮﻳﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻌﻤﺮ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ،آﺎن ﺗﺘﺒﻊ ﺗﻜﻮﻳﻨﺎت زﻣﻦ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻜﻤﺒﺮي
٢٧
ﻓﺎﻷول ،ﻓﺎﻟﺜﺎﻧﻲ ،واﻧﺘﻬﺎء ﺑﺘﻜﻮﻳﻨﺎت اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺮﺑﺎﻋﻲ ،ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺗﻮﺿﺤﻪ اﻟﻤﻘﺎﻃﻊ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .وﻗﺪ ﺗﻨﺘﻤﻲ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ إﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻨﺎت ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺼﺨﺮ ،آﻤﺎ هﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ أراﺿﻲ اﻟﺒﺎدﻻﻧﺪز Bad Landsﻓﻮق اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎت اﻟﺠﻴﺮﻳﺔ واﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎت اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ .وﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﺎﻻت ،ﻓﺎن ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺗﺘﺎﺑﻊ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ وﺳﻄﻮح ﺗﻄﺒﻘﻬﺎ ﺗﻌﻜﺲ ﺳﻄﻮﺣﺎ ﻣﻨﺎﺧﻴﺔ وﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻬﺎ ،آﻤﺎ ﺗﺘﺮك أﺛﺎرهﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ اﻟﺼﺨﺮي. ﺛﺎﻟﺜ ًﺎ:ﻋﻮاﻣﻞ اﻹﺿﻌﺎف اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ: وﺗﺸﻤﻞ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﺿﻌﺎف اﻟﺼﺨﺮ ،أو زﻳﺎدة ﺿﻌﻔﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ اﻟﺬي ﻳﺨﺘﻠﻒ زﻣﺎﻧﺎ وﻣﻜﺎﻧﺎ ﺣﺴﺐ اﻟﻈﺮوف اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ،وﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﺿﻴﺢ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺷﺮح دور ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ واﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ واﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ﻓﻲ إﺿﻌﺎف اﻟﺼﺨﻮر ،وﺗﺸﻤﻞ آﻞ ﻣﻤﺎ ﻳﻠﻲ: -١اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ: ﺗﺘﺪﺧﻞ اﻟﺤﺮآﺎت اﻟﺘﻜﺘﻮﻧﻴﺔ ﻓﻲ إﺿﻌﺎف اﻟﺼﺨﻮر أو ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺘﺎﺑﻊ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ وﻣﻴﻼﻧﻬﺎ واﻧﻘﻄﺎﻋﻬﺎ أو اﺳﺘﻤﺮارهﺎ وﺳﻤﻜﻬﺎ اوارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ وهﺒﻮﻃﻬﺎ .ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﺘﻜﺘﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ اﻟﻤﻨﺎﺑﻊ ﻟﻸﻧﻬﺎر، أو اﻟﻬﺒﻮط اﻟﺘﻜﺘﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ اﻟﻤﺼﺐ ،أو ﺣﺪوث زﺣﺰﺣﺔ أﻓﻘﻴﺔ أو ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﻟﻤﺠﺎري اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺗﻨﻜﺸﻒ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ وﻳﺰداد اﻻﻧﺤﺪار ﻣﻤﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻧﺸﺎط ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ وأﻟﺤﺖ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .وﻗﺪ ﻳﺆدي ذﻟﻚ إﻟﻰ ﺗﺮﺗﻴﺐ أﻧﻮاع ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر ﺟﻨﺒﺎ إﻟﻰ ﺟﻨﺐ أو ﻓﻮق ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻬﺪ ﻟﻨﺸﺎط اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ وأﻟﺤﺖ اﻟﻤﺘﻐﺎﻳﺮﻳﻦ. أﻣﺎ ﻗﻮى اﻟﺸﺪ واﻟﻀﻐﻂ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﻲ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﺻﺨﻮرهﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﻘﻮق وﻣﻔﺎﺻﻞ وﻧﻘﺺ ﻓﻲ ﺳﻤﻜﻬﺎ وﺗﺰاﻳﺪ ﻓﻲ اﻻﻧﺤﺪار واﻧﻘﻄﺎع ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻘﺎت وإﻋﺎدة ﻟﻨﻈﺎم ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ،آﻤﺎ ﻳﺤﺚ ﻋﺎدة ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺪﺑﺎت واﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﻨﺎﺋﻤﺔ أو اﻟﻤﺴﺘﻠﻘﻴﺔ واﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﻤﻴﻞ ،آﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺤﺪث ﻋﻜﺲ ذﻟﻚ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻌﻤﻞ ﻗﻮى اﻟﻄﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺼﺨﻮر ﻣﻦ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﻬﺪم ،آﻤﺎ هﻮ اﻟﺤﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻘﻌﺮات .Synclines -٢اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ: ﺗﺘﺪﺧﻞ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﺸﺄة وﺗﻄﻮﻳﺮ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻹﺷﻜﺎل اﻷرﺿﻴﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ أﻗﺎﻟﻴﻢ ﻣﻮرﻓﻮﺟﻴﻨﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ . Morphogenetic regionsﻣﺜﻞ اﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﻤﺪاري اﻟﺠﺎف واﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﻘﻄﺒﻲ واﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﻤﻌﺘﺪل ،وآﻞ إﻗﻠﻴﻢ ﻳﻠﻌﺐ دور واﺿﺢ ﻓﻲ ﺻﻼﺑﺔ أو ﺿﻌﻒ اﻟﺼﺨﻮر. -٣اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ: وﺗﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻌﻤﻖ واﻣﺘﺪاد ﺟﺬور اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت أﻓﻘﻴﺎ وﻋﻤﻮدﻳًﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﺿﻌﺎﻓﻬﺎ وﺗﻔﻜﻜﻬﺎ.
٢٨
اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ:
Geomorphological Processes
ﻻ :ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ Weathering Processes أو ً ﺗﻌﻨﻲ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﺘﺤﻮل اﻟﻔﻴﺰﻳﺎوي Disintegrationأو اﻟﺘﺤﻮل اﻟﻜﻴﻤﺎوي Decompositionأو آﻠﻴﻬﻤﺎ ﻟﻤﻌﺎدن اﻟﺼﺨﻮر ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض أو ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻨﻪ. إن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺼﺨﻮر واﻟﻤﻌﺎدن اﻟﻤﻨﻜﺸﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض أو ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻨﻪ أو ﺗﺤﺘﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺗﻜﻮن ﻣﺘﻮاﺟﺪة ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﻻ ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ ﻣﻊ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر. وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ واﻟﻤﺘﺤﻮﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻓﻲ درﺟﺎت ﺣﺮارة وﺿﻐﻮط ﻋﺎﻟﻴﺔ. ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ إﻳﺠﺎز ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺤﻮل اﻟﺼﺨﻮر وﻣﻌﺎدﻧﻬﺎ إﻟﻰ إﺷﻜﺎل ﻗﺪ ﺗﻜﻮن أآﺜﺮ ﺛﺒﺎﺗﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ وﺿﻌﻴﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺘﻬﺎ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ودرﺟﺎت اﻟﺤﺮارة واﻟﻨﺸﺎط اﻟﺒﺎﻳﻮﻟﻮﺟﻲ. واﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻻ ﺻﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺒﺎﻃﻦ اﻷرض .وﻗﺪ ﻋﺮﻓﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻬﻴﺪ اﻟﺼﺨﻮر ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﻤﻞ واﻟﻨﻘﻞ واﻻرﺳﺎب ،وﻟﻮﻻ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﻋﺪاد هﺬﻩ ﻟﻤﺎ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺤﺖ واﻟﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﺗﺄدﻳﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﻪ اﻷآﻤﻞ ،وﺗﺤﺘﺎج ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ آﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻘﻴﺎﻣﻬﺎ ﺑﻌﻤﻠﻬﺎ ﺳﻮاء آﺎن ذﻟﻚ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺎ أم آﻴﻤﺎوﻳﺎ أو ﺣﻴﻮﻳﺎ ،وﻳﻬﻴﺊ اﻟﺠﻮ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل أﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ وﻃﺎﻗﺘﻬﺎ اﻟﺤﺮارﻳﺔ .ﺣﻴﺚ أن اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ هﻲ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ أي ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻐﻼف اﻟﻐﺎزي اﻟﺬي ﻳﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﻜﺮة اﻷرﺿﻴﺔ وﻳﻨﻌﻜﺲ ذﻟﻚ ﺑﺪورﻩ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. وﺗﻌﺘﺒﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺟﺪا ﻟﻠﺤﻴﺎة ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض إذ أﻧﻬﺎ اﻟﻤﺴﺆول اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻋﻦ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻷﺳﺎس اﻷول ﻟﺪورة اﻟﺤﻴﺎة ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض. ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺑﻄﻴﺌﺔ ﺟﺪا ﺑﺼﻮرة ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻼﺣﻈﺘﻬﺎ ﺑﺼﻮرة ﻣﺒﺎﺷﺮة .وﻗﺪ أﻣﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ اﻟﺘﻲ أﻗﺎﻣﺘﻬﺎ اﻟﺤﻀﺎرات اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻷوﻟﻰ وﻣﺎ ﺟﻤﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت أﺛﺮﻳﺔ وﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻌﺪل اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﻷﻧﻮاع اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ وﻋﻠﻰ ﻓﺘﺮات ﻃﻮﻳﻠﺔ. أﻧﻮاع اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ: ﺗﻀﻢ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ واﻟﻔﻴﺰﻳﺎوﻳﺔ )أو اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ( اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺠﻮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ أن ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺨﻮر .وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﺗﻘﺴﻢ إﻟﻰ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ أو اﻟﻔﻴﺰﻳﺎوﻳﺔ واﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ .وﻳﻀﻴﻒ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ ﻧﻮﻋﺎ ﺛﺎﻟﺜﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ وهﻮ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺎﻗﺸﻮن ﻓﻴﻪ اﺛﺮ اﻷﺣﻴﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺨﻮر .ﻏﻴﺮ أن ﻋﻤﻞ اﻷﺣﻴﺎء هﺬا ﻻ ﻳﺘﻌﺪى آﻮﻧﻪ ﻋﻤﻼ ﻓﻴﺰﻳﺎوﻳﺎ )ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺎ( أو ﻋﻤﻼ آﻴﻤﺎوﻳﺎ وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻤﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤﺴﻦ أن ﺗﻘﺴﻢ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺴﻤﻴﻦ اﻷوﻟﻴﻦ ﻓﻘﻂ.
٢٩
وﺗﻌﻤﻞ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎوﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺘﻔﻜﻚ اﻟﺼﺨﻮر اﻷﺻﻠﻴﺔ إﻟﻰ ﻣﻮاد اﺻﻐﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺣﺠﻤﻬﺎ ،وﻻ ﻳﺼﺎﺣﺐ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ أي ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻠﺤﻮظ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ أو ﻓﻲ اﻟﺘﺮآﻴﺐ اﻟﻤﻌﺪن ﻟﻠﺼﺨﻮر .أﻣﺎ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ ﻓﺘﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﺮ اﻟﺘﺮآﻴﺐ اﻟﻜﻴﻤﺎوي واﻟﻤﻌﺪﻧﻲ ﻟﻠﺼﺨﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ .وﺗﺤﺪث هﺎﺗﺎن اﻟﻌﻤﻠﻴﺘﺎن ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻼزم ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﻌﺐ ﻓﺼﻞ ﺗﺄﺛﻴﺮ أﺣﺪاهﻤﺎ ﻋﻦ اﻷﺧﺮى .وﺑﺬﻟﻚ ﻓﺎن ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﺗﻌﻤﻞ آﺄداة ﺗﻜﻴﻒ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﻷﻧﻮاع اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ: أ -اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ )اﻟﻔﻴﺰﻳﺎوﻳﺔ(: ﻳﻘﻮم اﻟﺠﻮ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺨﻮر ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﻓﻴﺰﻳﺎوﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺤﻄﻢ اﻟﺼﺨﻮر إﻟﻰ ﻓﺘﺎت ﺻﺨﺮي اﺻﻐﺮ ﺣﺠﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر اﻷﺻﻠﻴﺔ ،وﻻ ﻳﺤﺪث أي ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﻬﻤﺎ آﺎن ﺑﺴﻴﻄﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺮآﻴﺐ اﻟﻜﻴﻤﺎوي ﻟﻠﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ .وﻳﻠﻌﺐ هﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ دورا ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ زﻳﺎدة اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻟﻠﻔﺘﺎت اﻟﺼﺨﺮي اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺗﺤﻄﻢ اﻟﺼﺨﺮة اﻷﺻﻠﻴﺔ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﺣﺘﻤﺎﻻت ﺗﻌﺮﺿﻬﺎ إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻷﺧﺮى وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ .وﻳﻤﺎرس اﻟﺠﻮ دورﻩ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎوي ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺘﻌﺪدة ﻳﻤﻜﻦ إﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﺑﺎﻻﺗﻲ: -١ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺘﻤﺪد واﻟﺘﻘﻠﺺ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ: إن اﻟﻤﻌﺎدن ﻟﻬﺎ ﻣﻌﺎﻣﻼت ﺗﻤﺪد ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ،آﻤﺎ أن اﻟﺰﻳﺎدة ﻓﻲ اﻟﺤﺠﻢ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺘﻤﺪد ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﻴﻦ ﺻﺨﺮ وأﺧﺮ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺴﺨﻴﻦ .واﻟﺼﺨﻮر ﻋﺪة ﻣﻌﺎدن وهﺬﻩ اﻟﻤﻌﺎدن ﺗﺘﻤﺪد ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻣﻌﺪن ﻷﺧﺮ ،وهﺬا اﻟﺘﻔﺎوت ﻓﻲ اﻟﺘﻤﺪد ﻳﺆدي إﻟﻰ إﻧﻔﺮاط اﻟﻤﻌﺎدن ﻻن ﻗﻮة اﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺗﻘﻞ ،وﺑﻌﺪ اﻟﺘﻘﻠﺺ ﻻ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺑﻞ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻗﻠﻴﻼ وهﺬا ﻳﺆدي إﻟﻰ إﺣﺪاث ﻓﺮاﻏﺎت ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر ﻣﻤﺎ ﻳﺰﻳﺪ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ .أي اﻟﺬي ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ هﻮ اﻟﺘﻔﺎوت ﻓﻲ اﻟﺘﻤﺪد واﻟﺘﻘﻠﺺ ،واﻟﺘﻔﺎوت ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻗﺪ ﻳﺆدي إﻟﻰ اﻧﻔﺮاط أو اﻧﻔﺼﺎل ﻓﻲ اﻟﺼﺨﺮ ) .( Frittingآﻤﺎ أن اﻟﺼﺨﻮر ﺑﺼﻮرة ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺘﻠﻘﻰ اﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎن اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ هﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺨﻦ أوﻻ آﺬﻟﻚ هﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮد أوﻻ ،أﻣﺎ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺴﻔﻠﻰ ﻓﺘﻜﻮن اﻟﺤﺮارة ﻓﻴﻬﺎ اﻗﻞ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﺮد ﻻ ﺗﺒﺮد ﺑﺴﺮﻋﺔ ،وهﻜﺬا آﻠﻤﺎ زادت اﻷﻋﻤﺎق ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺘﻔﺎوت درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة ﻓﻲ ﻃﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮ آﻠﻤﺎ اﻧﺨﻔﻀﻨﺎ ﻟﻸﺳﻔﻞ ،أي أﺻﺒﺢ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻧﻄﺎﻗﺎت ﺣﺮارﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﺮ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻤﺪد اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺗﻤﺪدهﺎ ﻋﻦ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺘﻲ أﺳﻔﻠﻬﺎ، وهﺬا ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﻔﺎوت ﻓﻲ اﻟﺘﻤﺪد واﻻﻧﻜﻤﺎش اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ اﻟﺘﺒﺮﻳﺪ واﻟﺘﺴﺨﻴﻦ ﺑﻴﻦ آﻞ ﻃﺒﻘﺔ وأﺧﺮى ﻣﻤﺎ وﻳﺆدي إﻟﻰ اﻧﻔﺼﺎل أﻓﻘﻲ ﻋﻦ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻬﺎ ،وﺗﻔﺘﺖ اﻟﺼﺨﺮ، وهﻜﺬا ﺗﻨﻔﺼﻞ آﻞ ﻃﺒﻘﺔ ﻋﻦ اﻷﺧﺮى وهﺬا ﻳﺆدي إﻟﻰ وﺟﻮد ﻣﻔﺎﺻﻞ أﻓﻘﻴﺔ أو داﺋﺮﻳﺔ. وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎن اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻃﺒﻘﺎت ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻨﻮع وﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﺎن اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻷوﻟﻰ ﺗﻨﺴﻠﺦ ﻋﻦ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ وﺗﻔﻘﺪ ﺗﻤﺎﺳﻜﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ وﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﺰﻣﻦ ﺗﻨﺘﺰع اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ آﺘﻞ آﺒﻴﺮة ،وهﻜﺬا ﺗﻨﺴﻠﺦ آﻞ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ .وﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻓﺎن ﺟﺒﻼ آﺎﻣﻼ ﻗﺪ ﻳﺘﻼﺷﻰ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ وهﺬا ﻣﺎ
٣٠
ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺰوال اﻟﺪاﺋﺮي أو اﻟﺘﻘﺸﻴﺮ ﻟﻠﺼﺨﻮر ،وﻳﺒﻘﻰ ﻗﻠﺐ اﻟﺼﺨﻮر دون ﺗﺘﻔﺘﺖ ﻳﻜﻮن اﺻﻠﺐ ﺟﺰء ﻓﻲ اﻟﺼﺨﺮ وﻻ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻔﺖ ﺑﺸﻜﻞ آﺒﻴﺮ. ب -ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺤﺮارة واﻟﺮﻃﻮﺑﺔ: ﺗﺤﺪد درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة وآﻤﻴﺔ اﻷﻣﻄﺎر وﻧﻮع وﺷﺪة ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .إذ ﺗﺘﻌﺮض اﻟﺤﺒﻴﺒﺎت اﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ واﻷﺳﻄﺢ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﻔﺘﺖ Frettingواﻟﺘﺸﻘﻖ واﻟﺘﻘﺸﺮ Exfoliationﺑﺴﺒﺐ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت اﻟﺤﺮارﻳﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة ،وﻣﺎ ﺗﺆدي إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﻔﺎوت ﻓﻲ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﻤﺪد واﻟﺘﻘﻠﺺ اﻟﻤﻌﺪﻧﻲ .أﻣﺎ اﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﺳﻮاء آﺎﻧﺖ ﻣﺘﻮﻓﺮة ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﻄﺮ أو ﻧﺪى ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﻤﻞ ،أﻳﻀﺎ ،ﻋﻠﻰ إﺿﻌﺎف اﻟﺼﺨﺮ آﻴﻤﺎوﻳﺎ وﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺎ ﻣﻌﺘﻤﺪة ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺤﻤﻮﺿﺔ PHوﻣﻌﺪل ﺗﺮآﻴﺰ اﻟﻤﻄﺮ أو ﺣﺠﻢ ﻗﻄﺮاﺗﻪ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ .ﻓﺎﻟﻤﻌﺎدن اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﺘﺤﻠﻞ ﻓﻲ ﻇﺮوف ﺣﻤﻀﻴﺔ ﻣﺎﺋﻴﺔ ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ :ﻓﺎﻷﻟﻤﻨﻴﻮم ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ،ﻳﺼﺒﺢ أآﺜﺮ ﺗﺄﺛﺮا ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹذاﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻠﻜﺎ إذا ﻗﻞ ﻣﻌﺪل PHﻓﻲ اﻟﻤﺎء ﻋﻦ ،٤ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺼﺒﺢ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺬوﺑﺎن إذا ﺗﺮاوح هﺬا اﻟﻤﻌﺪل ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ،٩ – ٥وذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ اﻟﺴﻴﻠﻜﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﺪ ﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﺬوﺑﺎن ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻌﺪل .أﻣﺎ اﻟﺤﺪﻳﺪ ﻓﺎن ﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻪ ﻟﻠﺬوﺑﺎن ﺗﺰﻳﺪ ﺑﺤﻮاﻟﻲ ١٠٠٠٠٠ﻣﺮة إذ ﺑﻠﻎ ﻣﻌﺪل PHﻓﻲ اﻟﻤﺎء ٦ﻋﻨﻬﺎ إذا آﺎن اﻟﻤﻌﺪل .٨٫٥ وﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ آﻞ ﻣﻦ درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة واﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻓﻲ إﺿﻌﺎف اﻟﺼﺨﺮ .إذ ﺗﺰﻳﺪ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ ﺑﺤﻮاﻟﻲ اﻟﻀﻌﻒ أو اﻟﺜﻼﺛﺔ أﺿﻌﺎف ﻟﻜﻞ ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة ﻳﻌﺎدل ﻋﺸﺮ درﺟﺎت ﻣﺌﻮﻳﺔ آﻤﺎ أن اﻧﺨﻔﺎض درﺟﺔ ﺣﺮارة اﻟﻤﺎء إﻟﻰ ﻣﺎ دون ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺘﺠﻤﺪ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻃﻪ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻲ .ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺠﻤﺪ اﻟﻤﺎء ﻳﺰداد ﺣﺠﻤﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﺮاﻏﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ %٩ﻣﻤﺎ ﻳﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺨﻮر وﻳﻔﺘﺘﻬﺎ وﻳﺸﻘﻘﻬﺎ .وﻗﺪ ﻳﺼﻞ ﺿﻐﻂ اﻟﻤﺎء اﻟﻤﺘﺠﻤﺪ واﻟﻤﺤﺼﻮرر ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر ﻋﻨﺪ درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة – ْ٢٢م إﻟﻰ ٢١٠٠ﻃﻦ /ﻗﺪم ﻣﺮﺑﻊ. ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى ،ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺆدي اﻷﻣﻄﺎر إﻟﻰ اﻧﺠﺮاف اﻟﺘﺮﺑﺔ واﻧﻜﺸﺎف اﻟﺼﺨﺮ ﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺠﻮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﻪ ﻣﻦ ﺗﻌﺮﻳﺔ ﻣﺘﻨﺎﺛﺮة Splash erosion أو ﺗﻌﺮﻳﺔ ﻃﺒﻘﻴﺔ Sheet erosionأو ﻗﻨﻮﻳﺔ .Channel erosionوﺗﻌﺘﻤﺪ اﻷﻣﻄﺎر ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ اﻟﺤﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ اﻟﺤﺮآﻴﺔ Kinetic energyوﻣﺪة اﻷﻣﻄﺎر وآﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﻐﻄﺎء اﻟﻨﺒﺎﺗﻲ وﺗﻤﺎﺳﻚ ﺣﺒﻴﺒﺎت اﻟﺘﺮﺑﺔ ،وﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺆدي ﺿﻐﻂ ﻗﻄﺮات اﻟﻤﻄﺮ إﻟﻰ رﻓﻊ ﺣﺒﻴﺒﺎت اﻟﺘﺮاب ﻟﻌﻠﻮ ﻗﺪﻣﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء وﻧﻘﻠﻬﺎ ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺧﻤﺴﺔ أﻗﺪام ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺎهﻢ ﻓﻲ ﺗﻔﺘﺖ اﻟﺼﺨﻮر. أﻣﺎ دور اﻟﺘﻐﻴﺮات ﻓﻲ درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة ﻓﻲ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ وﺗﻔﺘﺖ اﻟﺼﺨﻮر ﻓﺎﻧﻪ ﻣﺎ زال ﻏﻴﺮ واﺿﺢ اﻟﻰ ﺣﺪ اﻵن .إذ ﻳﺤﺪث أن ﺗﺘﻌﺮض اﻟﺼﺨﻮر ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺠﻮﻓﻴﺔ وﺷﺒﺔ اﻟﺠﻮﻓﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺴﺨﻴﻦ اﻟﺸﺪﻳﺪ أﺛﻨﺎء اﻟﻨﻬﺎر ﺟﺮاء ﺗﻌﺮﺿﻬﺎ إﻟﻰ أﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ وﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﺟﺮدا ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﻄﺎء اﻟﻨﺒﺎﺗﻲ ،ﻓﺎن اﻟﻤﻌﺎدن أﻟﻤﻜﻮﻧﻪ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر ﺗﺘﻤﺪد ﺑﺪرﺟﺎت ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ .وﻳﻌﻤﻞ اﻧﺨﻔﺎض درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة ﻓﻲ أﺛﻨﺎء اﻟﻠﻴﻞ
٣١
ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﻠﺺ ،وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻋﺪم ﺗﺴﺎوي ﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺘﻤﺪد واﻟﺘﻘﻠﺺ هﺬﻩ ﻟﻜﻞ اﻟﻤﻌﺎدن أﻟﻤﻜﻮﻧﻪ ﻟﻠﺼﺨﻮر ﻓﺎن ﺗﻜﺮار هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﻔﻜﻚ اﻟﺼﺨﻮر وﺗﺤﻄﻴﻤﻬﺎ. وﺗﻠﻌﺐ اﻟﺘﻐﻴﺮات ﻓﻲ درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة دورا ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺤﻄﻴﻢ اﻟﺼﺨﻮر ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺸﺮ exfoliationﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻌﺮض اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر إﻟﻰ اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ أﺟﺰاء اﻟﺼﺨﺮة اﻟﻮاﻗﻌﺔ أﺳﻔﻠﻬﺎ واﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة .وﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻧﻔﺼﺎل ﻗﺸﻮر ﺻﺨﺮﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﻔﺎﺋﺢ رﻗﻴﻘﺔ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻋﻨﺪ أﺳﻔﻞ اﻟﻤﻨﺤﺪرات .وﺗﺘﺄﺛﺮ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ أآﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ﻻن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ آﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻷﺻﻞ ﺻﺨﻮرا ﻧﺎرﻳﺔ ﻣﺮة ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ. إن اﻟﺼﺨﻮر ﻟﻴﺴﺖ ﺟﻴﺪة ﻟﺘﻮﺻﻴﻞ اﻟﺤﺮارة ،وان اﻧﺘﻘﺎل اﻟﺤﺮارة ﻣﻦ اﻟﺴﻄﺢ إﻟﻰ اﻟﺪاﺧﻞ ﻳﻜﻮن ﻗﻠﻴﻼ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﺗﺘﻤﺪد اﻷﺳﻄﺢ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺑﻨﻔﺲ ﺗﻤﺪد وﺗﻘﻠﺺ اﻟﺴﻄﻮح اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ وهﺬا ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻧﻔﺮاط وﺗﻜﺴﺮ اﻟﺼﺨﺮ. ﻟﻘﺪ أﺟﺮى اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻲ ﺟﺮﺟﺰ ) (Griggsﺗﺠﺮﺑﺔ آﺎن اﻟﻬﺪف ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ آﻴﻒ ﻳﺆدي اﻟﺘﺴﺨﻴﻦ واﻟﺘﺒﺮﻳﺪ إﻟﻰ ﺗﻔﺘﻴﺖ اﻟﺼﺨﺮ .واﺣﻀﺮ ﺟﺮﺟﺰ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﻄﻊ ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺮاﻧﻴﺖ وﻗﺎم ﺑﺘﺴﺨﻴﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﺣﺮارة ٥ ١٤٠م ﻟﻤﺪة ٥دﻗﺎﺋﻖ داﺧﻞ ﻓﺮن وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺮد اﻟﻘﻄﻊ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﻠﻰ درﺟﺎت ﺣﺮارة ٥ ٣٠ﻟﻤﺪة ١٠ دﻗﺎﺋﻖ وآﺮر اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ٨٩٤٠٠ﻣﺮة ﻓﻲ ﻣﺪة ٣ﺳﻨﻮات وﻟﻜﻦ اﻟﺼﺨﺮ ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﺔ أي ﺗﻔﺘﺖ ،إذا ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﺛﺒﺖ ﺧﻄﺎء اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ وهﺬﻩ ﻳﺤﺘﺎج ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ،وهﻜﺬا ﻻﺣﻆ ﺟﺮﺟﺰ ﻟﻤﺎ أﻋﺎد اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻮ ﺁﺧﺮ واﺣﻀﺮ ﻧﻔﺲ اﻟﺼﺨﻮر وﺳﺨﻨﻬﺎ وﺑﺮدهﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺘﻐﻄﻴﺲ ﺑﺎﻟﻤﺎء وآﺎن اﻟﺘﺒﺮﻳﺪ ﻟﻤﺪة ) (٦ﺳﺎﻋﺎت ﻓﻲ ﺟﻮ درﺟﺔ ﺣﺮارﺗﻪ ٥ ١٢م ﺗﺤﺖ اﻟﺼﻔﺮ ،واﻟﺘﺴﺨﻴﻦ ﻟﻤﺪة ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺎء ﻟﻤﺪة درﺟﺔ ﺣﺮارﺗﻪ ٥ ٢٠م ،وآﺮر اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ٥٠٠٠ﻣﺮة وﻟﻢ ﻳﺤﺪث أي ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺨﺮ .وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ وﻗﺒﻞ ﺑﺪء ﺗﺴﺨﻴﻦ اﻟﺼﺨﺮ وﺿﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻮل ﻣﻦ اﻟﻤﺎء وﺳﻠﻔﺎت اﻟﺼﻮدﻳﻮم وﺑﻌﺪ أن ﻧﻘﻊ اﻟﺼﺨﻮر ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﺤﻠﻮل وﺳﺨﻨﻬﺎ وﺑﺮدهﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎء آﺮر اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ٤٢ﻣﺮة ﻓﻘﻂ ،وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﻔﺘﺖ اﻟﺼﺨﺮ واﻧﻔﺮط .وهﺬا ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﻋﺪم وﺟﻮد ﺗﺠﻮﻳﺔ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ ﻟﻮﺣﺪهﺎ ﺑﻞ ﺗﺘﺪاﺧﻞ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ واﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ .أي دﺧﻠﺖ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﻤﺎء واﻻآﺎﺳﻴﺪ واﻟﺤﻮاﻣﺾ وهﺬﻩ اﻟﻤﻮاد اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ ﺗﺴﺎهﻢ ﻓﻲ ﺗﻔﺘﺖ اﻟﺼﺨﺮ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺟﺮﺟﺰ ،واﻟﺘﻲ دﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﺪاﺧﻞ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ واﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﺗﻔﺘﺖ اﻟﺼﺨﻮر. ﺗﺸﺘﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻴﺮات ﻓﻲ درﺟﺎت ج -اﺛﺮ اﻟﺼﻘﻴﻊ: ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺼﻘﻴﻊ ﻣﻦ أآﺜﺮ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺘﺠﻮﻳﻪ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮا ،إذا ﻳﺰداد ﺣﺠﻢ اﻟﻤﺎء ﻋﻨﺪ ﺗﺠﻤﺪة إﻟﻰ ﺣﻮاﻟﻲ %٩ﻣﻦ ﺣﺠﻤﻪ اﻟﺴﺎﺑﻖ .ﻓﻠﻮ ﻓﺮﺿﻨﺎ أن هﺬا اﻟﻤﺎء آﺎن ﻣﺤﺼﻮرا ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﻓﺎﻧﻪ ﺳﻮف ﻳﻮﻟﺪ ﺿﻐﻄﺎ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﺣﻮاﻟﻲ ٢٠٠٠ﺑﺎوﻧﺪ ﻋﻠﻰ
٣٢
آﻞ ١ﺑﻮﺻﺔ ﻣﺮﺑﻌﺔ ،أو ١٢٥آﻐﻢ ﻋﻠﻰ آﻞ ١ﺳﻢ ﻣﺮﺑﻊ .وﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﻳﺆدي ﺗﺠﻤﺪ اﻟﻤﺎء اﻟﻤﻮﺟﻮد داﺧﻞ اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ واﻟﺸﻘﻮق أو اﻟﻤﺴﺎﻣﺎت اﻟﻤﻮﺟﻮدة داﺧﻞ اﻟﺼﺨﻮر إﻟﻰ زﻳﺎدة اﻟﻀﻐﻂ واﻟﻰ ﺗﺤﻄﻴﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﺨﻮر إﻟﻰ ﻗﻄﻊ ﺻﻐﻴﺮة .وﻳﺆدي ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺠﻤﺎد واﻟﺬوﺑﺎن إﻟﻰ ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻟﺸﻘﻮق اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﺑﻴﻦ اﻟﺼﺨﻮر ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻜﺴﺮ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﻟﻰ آﺘﻞ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ .وﻳﺘﺮآﺰ اﺛﺮ اﻟﺼﻘﻴﻊ ﺑﺼﻮرة ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻌﺮوض اﻟﻮﺳﻄﻰ واﻟﻌﺎﻟﻴﺔ وآﺬﻟﻚ ﻓﻮق اﻻرﺗﻔﺎﻋﺎت اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺴﻤﺢ ﻇﺮوف اﻟﺤﺮارة اﻟﺴﺎﺋﺪة ﺑﺘﻜﺮار ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺠﻤﺎد واﻟﺬوﺑﺎن .وﺗﺘﺄﺛﺮ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ أآﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ ﺑﺴﺒﺐ آﺜﺮة اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ واﻟﺸﻘﻮق واﻟﻔﺮاﻏﺎت ﻓﻴﻬﺎ ،وﺗﺘﺤﻮل اﻟﺼﺨﻮر ﻣﻦ ﺟﺮاء هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ إﻟﻰ ﺣﻄﺎم ﺻﺨﺮي ذي ﺟﻮاﻧﺐ ﺣﺎدة .وﻳﻈﻞ ذﻟﻚ اﻟﺤﻄﺎم اﻟﺼﺨﺮي ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ إذا آﺎن ﻣﻮﺟﻮدا ﻓﻮق ﻣﻨﻄﻘﺔ ذات اﻧﺤﺪار ﻗﻠﻴﻞ ،ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ اﻟﻤﻔﺘﺘﺎت وﻳﺘﺠﻤﻊ ﻋﻨﺪ أﺳﻔﻞ اﻟﻤﻨﺤﺪرات ﻣﻜﻮﻧﺎ أﺷﻜﺎﻻ ﻣﺨﺮوﻃﻴﺔ اﻟﺸﻜﻞ ﺗﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺘﺎﻟﻮس Talusأو .Scree د -اﺛﺮ إزاﻟﺔ اﻟﻀﻐﻂ: ﻋﻨﺪ إزاﻟﺔ اﻟﻀﻐﻂ ﻳﺤﺼﻞ ﺗﻤﺪد ﻟﻠﺼﺨﻮر ،واﻟﺘﻤﺪد ﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﺼﻮرة ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﺑﻞ ﻳﺤﺪث ﺑﺼﻮرة ﺗﺪرﻳﺠﻴﺔ وﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﺗﺸﻘﻖ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﺮ ،ﻣﺜﻞ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻣﻐﻄﺎة ﺑﺎﻟﺠﻤﻮدﻳﺎت ) اﻟﺠﻠﻴﺪ ( ﺣﺪث ﺑﻬﺎ ﺧﺪوش وﺷﻘﻮق ﺑﻌﺪ زوال اﻟﺠﻠﻴﺪ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﺼﺪﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺗﺠﻮﻳﺔ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ ،وﻧﻔﺲ اﻟﺸﻲء ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻣﻐﻄﺎة ﺑﺎﻟﺒﺤﺎر .هﺬا وﻳﺆدي ﺗﻨﺎﻗﺺ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﻤﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺨﻮر ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﺮﺿﻬﺎ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﺔ وإزاﻟﺔ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﺪوث ﻧﻮع ﺁﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺸﺮ إذ ﺗﻈﻬﺮ اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ واﻟﺸﻘﻮق ﺑﻮﺿﻮح ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻌﺮﺿﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ. هـ -اﻟﺘﻤﺪد اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ واﻟﻨﻤﻮ اﻟﺒﻠﻮري: وﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺟﺮاء ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻮﻳﺔ اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ اﻟﺼﺨﻮر وﺧﺎﺻﺔ إذا راﻓﻖ ذﻟﻚ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﺮﻃﻴﺐ ،ﺗﺘﻜﻮن أﻧﻮاع ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن اآﺒﺮ ﺣﺠﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎدن اﻷﺻﻠﻴﺔ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺣﺪوث ﺗﻔﻜﻚ ﻟﻤﻜﻮﻧﺎت اﻟﺼﺨﻮر .وهﻨﺎك ﻧﻮع ﺁﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺪد اﻟﺬي ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻠﺼﺨﻮر ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻐﻠﻐﻞ اﻟﺒﻠﻮرات اﻟﻤﻠﺤﻴﺔ داﺧﻞ اﻟﻤﺴﺎﻣﺎت اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﺑﻴﻦ ذرات اﻟﺼﺨﻮر .وﺗﺴﻮد هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺠﺎﻓﺔ وﺷﺒﺔ اﻟﺠﺎﻓﺔ ﺑﺪرﺟﺔ رﺋﻴﺴﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺆدي ﻧﻤﻮ ﻣﻌﺎدن ﻣﻠﺤﻴﺔ اآﺒﺮ ﺣﺠﻤﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت آﻴﻤﺎوﻳﺔ إﻟﻰ ﺗﺤﻄﻴﻢ اﻟﻤﻮاد اﻟﻼﺣﻤﺔ ﻟﺬرات ﺗﻠﻚ اﻟﺼﺨﻮر .وﺗﺤﺪث هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ أﻳﻀﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﺗﻔﻊ اﻟﻤﺎء اﻟﺠﻮﻓﻲ ﺧﻼل ﻣﺴﺎﻣﺎت اﻟﺼﺨﻮر ﻧﺤﻮ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﺨﺎﺻﻴﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺒﺨﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﻄﺎق اﻷﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎف ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺬي ﻳﻘﻊ ﻓﻮق ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺎء اﻟﺠﻮﻓﻲ ﺗﺎرآﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ أﻣﻼح داﺧﻞ اﻟﻤﺴﺎﻣﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ .وﺑﻨﻤﻮ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻠﻮرات اﻟﻤﻠﺤﻴﺔ ﺗﺘﻔﻜﻚ اﻟﻤﻮاد اﻟﻼﺣﻤﺔ ﻟﺬرات اﻟﺼﺨﻮر وﺗﺘﻘﺸﺮ ﻃﺒﻘﺎت ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﻤﺪد اﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﺣﺠﻢ اﻟﺒﻠﻮرات اﻟﻤﻠﺤﻴﺔ .وﻣﻦ أهﻢ اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﻤﻠﺤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ هﻲ اﻟﺠﺒﺲ واﻟﻬﺎﻟﻴﺖ ) آﻠﻮرﻳﺪ اﻟﺼﻮدﻳﻮم (.
٣٣
ب -اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ: ﺗﻈﻢ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت اﻟﻤﻌﻘﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ ﻣﻮاد ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ آﺎﻟﻤﺎء واﻷوآﺴﺠﻴﻦ وﺛﺎﻧﻲ أآﺴﻴﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮن واﻟﺤﻮاﻣﺾ واﻟﻤﻮاد اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ .وﺗﻌﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﻮاد ﻋﻨﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮهﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺨﻮر إﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ وﺗﺒﺪﻳﻞ اﻟﻤﻌﺎدن وﺗﺮآﺒﻬﺎ اﻟﻜﻴﻤﺎوي. وﻳﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ ﻟﻠﺠﻮ ﺗﻐﻴﻴﺮات ﺗﺸﻤﻞ: -١زﻳﺎدة ﻓﻲ اﻟﺤﺠﻢ اﻟﺬي ﻳﺆدي ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ إﻟﻰ زﻳﺎدة اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻟﻠﺼﺨﻮر. -٢ﺗﻘﻠﻴﻞ ﻓﻲ آﺜﺎﻓﺔ اﻟﻤﻌﺎدن. -٣ذرات ذوات أﺣﺠﺎم ﺻﻐﻴﺮة ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ زﻳﺎدة ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ. -٤ﻣﻮاد أآﺜﺮ اﺳﺘﻘﺮار أﺣﻴﺎﻧﺎ. -٥ﻣﻮاد أآﺜﺮ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺘﻘﺎل. وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺰﻳﺎدة ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ) اﻟﺒﻴﻨﻴﺔ ( ذات أهﻤﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ إذ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﺳﻮف ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻌﺪل اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑﻴﻦ ﻣﻮاد اﻟﺼﺨﻮر وﺑﻴﻦ اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﻐﺎزي أو اﻟﺴﺎﺋﻞ اﻟﻤﺠﺎور ﻟﻬﺎ وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ وﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق اﻷرض آﻠﻬﺎ أآﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻄﻴﻢ اﻟﺼﺨﻮر .وﻳﺒﺪو هﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﻣﺴﻴﻄﺮا ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻓﻴﻬﺎ درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة ﻣﻊ زﻳﺎدة ﻓﻲ آﻤﻴﺔ اﻷﻣﻄﺎر. وﺗﻀﻢ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ ﻋﺪة ﻋﻤﻠﻴﺎت هﻲ: -١ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺬوﺑﺎن Solution ﺗﺄﺗﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺬوﺑﺎن آﻤﺮﺣﻠﺔ أوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻈﻬﺮ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ أﺛﻨﺎء ﺟﺮﻳﺎن اﻟﻤﺎء أو ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮم اﻟﻤﺎء ﺑﺎﻻﺣﺎﻃﺔ ﺑﺬرات اﻟﺼﺨﻮر ﺑﺸﻜﻞ ﻏﺸﺎء رﻗﻴﻖ .وﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺬوﺑﺎن ﻋﻠﻰ آﻤﻴﺔ اﻟﻤﺎء اﻟﺬي ﻳﻤﺮ ﻓﻮق ﺳﻄﻮح اﻟﺬرات وآﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻟﺬوﺑﺎن ﻟﻠﺬرات اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ .ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻳﻜﻮن ﻣﻠﺢ اﻟﻄﻌﺎم ذا ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺬوﺑﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺎء اﻟﻨﻘﻲ وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻧﻪ ﻻ ﻳﻈﻞ ﻣﻮﺟﻮدا ﻓﻲ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ إﻻ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺠﺎﻓﺔ .وﺗﻜﻮن ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻟﺠﺒﺲ ﻋﻠﻰ اﻹذاﺑﺔ اﻗﻞ ﻣﻨﻪ وآﺬﻟﻚ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﻜﺎرﺑﻮﻧﺎت .وﺗﻌﺘﺒﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺬوﺑﺎن ذات أهﻤﻴﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪا ﺣﺎﻻت ﻧﺎدرة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﻜﺸﻒ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﻠﺤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض ،ﻏﻴﺮ أﻧﻬﺎ ﺗﻠﻌﺐ دورا هﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﺠﻮﻳﺔ أﺧﺮى وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻤﺎﺋﻲ وﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻜﺮﺑﻦ. -٢ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤﻠﻞ اﻟﻤﺎﺋﻲ Hydrolysis ﺗﻌﻨﻲ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻟﻜﻴﻤﺎوي اﻟﺬي ﻳﺠﺮي ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺎء وﻣﻌﺎدن اﻟﺼﺨﻮر .وﻳﺤﺪث هﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ اﺗﺼﺎل ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ وﺑﻴﻦ اﻟﻤﺎء اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﺎء ﻧﻘﻴﺎ .وﺗﻌﺘﺒﺮ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﻦ أهﻢ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺄﺛﻴﺮهﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻠﺴﺒﺎر وهﻮ اﻟﻤﻜﻮن اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻤﻌﻈﻢ اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻤﺎء إﻟﻰ اﻟﺘﺮآﻴﺐ اﻟﺬري ﻟﻠﻤﻌﺪن اﻟﺼﺨﺮي ﻣﻜﻮﻧﺎ ﻣﻌﺪﻧﺎ ﺟﺪﻳﺪا. وﺗﻌﺪ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﻟﻤﻌﺪن اﻻرﺛﻮآﻠﻴﺰ ﻣﺜﺎﻻ ﺟﻴﺪا ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻟﻜﻴﻤﺎوي ،إذ ﻳﺘﻤﺜﻞ اﻟﻔﺪﺳﺒﺎر ﺑﺼﻮرة ﻧﻤﻮذﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺪن اﻻرﺛﻮآﻠﻴﺰ اﻟﺬي ﻳﺆﻟﻒ
٣٤
ﺑﺪورﻩ اﺣﺪ اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮﻳﻬﺎ ﺻﺨﻮر اﻟﺠﺮاﻧﻴﺖ .ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ اﻻرﺛﻮآﻠﻴﺲ ﻣﻊ اﻟﻤﺎء اﻟﺬي ﻳﺤﺘﻮي ﺑﺪورﻩ ﻋﻠﻰ آﻤﻴﺎت ﻣﻦ ﺣﺎﻣﺾ اﻟﻜﺎرﺑﻮﻧﻴﻚ ﻓﻴﻨﺘﺞ ﻋﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﺪن ﺟﺪﻳﺪ هﻮ اﻟﻜﺎؤوﻟﻴﻦ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: Al2Si2 O5 (OH4) + 4H 2k Al Si3 O8 + 2H2 CO3 +9H2O )SiO4 + 2K (HCO3 اﻟﻜﺎؤوﻟﻴﻦ +ﺣﺎﻣﺾ اﻟﺴﻴﻠﻴﺴﻴﻚ +
اﻻرﺛﻮآﻠﻴﺲ +ﺣﺎﻣﺾ اﻟﻜﺎرﺑﻮﻧﻴﻚ +اﻟﻤﺎء ﺑﻴﻜﺎرﺑﻮﻧﺎت اﻟﺒﻮﺗﺎﺳﻴﻮم وﺑﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺗﺤﻮل اﺣﺪ ﻣﻌﺎدن ﺻﺨﻮر اﻟﺠﺮاﻧﻴﺖ اﻟﻨﺎرﻳﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﻜﺎؤوﻟﻴﻦ وهﻮ ﻣﻌﺪن ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺠﺎرﻳﺔ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ اﻟﺼﺨﺮة آﻠﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ .وﺗﻜﻮﻧﺖ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﻌﺎدن اﻟﻄﻴﻦ وذﻟﻚ ﻻن اﻟﻔﻠﺴﺒﺎر ﺷﺪﻳﺪ اﻻﻧﺘﺸﺎر ﺑﻴﻦ اﻟﺼﺨﻮر. -٣ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺮﻃﻴﺐ ) اﻻﻣﺎهﺔ(Hydration : ﺗﺤﺪث هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺤﺪ ﺟﺰﻳﺌﺎت اﻟﻤﺎء ﻣﻊ اﻟﺘﺮآﻴﺐ اﻟﻜﻴﻤﺎوي ﻟﻮاﺣﺪ أو أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﺎدن اﻟﺼﺨﻮر .ﺣﻴﺚ ﻳﺰداد ﺣﺠﻢ اﻟﻤﻌﺎدن ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺬﻟﻚ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﻐﻴﺮ اﻟﻜﻴﻤﺎوي اﻟﺬي ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ .وﺧﻴﺮ ﻣﺜﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻋﻦ ﺗﺤﻮل ﻣﻌﺪن اﻻﻧﻬﺎﻳﺪراﻳﺖ anhydriteﺑﻌﺪ ﺗﺮﻃﻴﺒﻪ إﻟﻰ اﻟﺠﺒﺲ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: CaSO4 + H2O Fe2O3 .3H2O اﻟﺠﺒﺲ ﻣﺎء +اﻧﻬﺎﻳﺪراﻳﺖ وﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻨﺪ ﺗﺮﻃﻴﺐ ﻣﻌﺪن اﻟﻬﻤﻴﺎﺗﺎﻳﺖ إذ ﻳﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻣﻌﺪن اﻟﻠﻴﻤﻮﻧﺎﻳﺖ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: Fe2O3 .3H2O 2FeO3 + 3H2O ﻟﻴﻤﻮﻧﺎﻳﺖ هﻴﻤﺎﺗﺎﻳﺖ +ﻣﺎء ) اﺻﻔﺮ اﻟﻠﻮن ( ) اﺣﻤﺮ اﻟﻠﻮن( ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺮﻃﻴﺐ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ وﻳﺆدي هﺬا اﻟﺘﻐﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﻢ إﻟﻰ ﺗﺤﻄﻴﻢ اﻟﺼﺨﻮر ﺑﺴﺒﺐ زﻳﺎدة اﻟﺘﻀﺎﻏﻂ ﺑﻴﻦ ذراﺗﻬﺎ .وﺗﺘﺄﺛﺮ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ أآﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪا ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎﻳﻜﺎ ﺑﻜﺜﺮة إذ ﺗﺘﺄﺛﺮ هﺬﻩ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺮﻃﻴﺐ وﺗﺘﺤﻮل اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ﺑﻌﺪهﺎ إﻟﻰ ذرات ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ .وﺗﺤﻀﺮ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺳﻄﻮح اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﺼﺒﺢ أآﺜﺮ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ اﻷﺧﺮى ﻣﺜﻞ اﻟﺘﺄآﺴﺪ أو اﻟﺘﻜﺮﺑﻦ .وﺗﺮﺟﻊ أﻻﻟﻮان اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ اﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻟﻠﺼﺨﻮر ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ذوات اﻟﻤﻨﺎخ اﻟﺠﺎف وﺷﺐ اﻟﺠﺎف إﻟﻰ ﺗﻌﺮض اﻟﺤﺪﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر إﻟىﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺮﻃﻴﺐ.
٣٥
-٤ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻜﺮﺑﻦ ) اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ أﻻﻳﻮﻧﻲ ( Carbonation و ﺗﺘﺤﻮل ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺠﻴﺮ واﻟﺼﻮدا واﻟﺒﻮﺗﺎس وﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻦ اﻻآﺎﺳﻴﺪ اﻟﻘﺎﻋﺪﻳﺔ إﻟﻰ آﺎرﺑﻮﻧﺎت ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ ﺣﺎﻣﺾ اﻟﻜﺎرﺑﻮﻧﻴﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﺎء أو ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء، وﻳﻌﺘﺒﺮ ﺛﺎﻧﻲ اوآﺴﻴﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮن ﻣﺼﺪر ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺣﺎﻣﺾ اﻟﻜﺎرﺑﻮﻧﻴﻚ وﻳﻮﺟﺪ هﺬا ﻓﻲ هﻮاء اﻟﺘﺮﺑﺔ وآﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﺠﻮي ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻜﻮن ﺣﺎﻣﺾ اﻟﻜﺎرﺑﻮﻧﻴﻚ ﻋﻨﺪ ذوﺑﺎن هﺬا اﻟﻐﺎز ﺑﺎﻟﻤﺎء .وﺗﻜﻮن ﻟﻬﺬا اﻟﺤﺎﻣﺾ اﻟﻘﺎﺑﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮي ﻣﻌﺎدﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺤﺪﻳﺪ واﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم واﻟﻤﻐﻨﻴﺴﻴﻮم واﻟﺼﻮدﻳﻮم واﻟﺒﻮﺗﺎﺳﻴﻮم ،ﺣﻴﺚ ﺗﺬوب هﺬﻩ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺑﺤﺎﻣﺾ اﻟﻜﺎرﺑﻮﻧﻴﻚ ﻓﺘﺘﺤﻮل إﻟﻰ آﺎرﺑﻮﻧﺎت ذات ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ آﺒﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺬوﺑﺎن .وﻳﻬﺎﺟﻢ اﻟﻤﺎء اﻟﺬي ﻳﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻣﺾ اﻟﻜﺎرﺑﻮﻧﻴﻚ اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺠﻴﺮي ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﺑﻴﻜﺎرﺑﻮﻧﺎت ﺗﻜﻮن ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ذوﺑﺎﻧﻬﺎ اآﺒﺮ ﺑﻤﺮات ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻦ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻹذاﺑﺔ ﻟﻠﺤﺠﺮ اﻟﺠﻴﺮي آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: CaCO3 + H2 O + CO2 Ca( HCO3)2 آﺎرﺑﻮﻧﺎت اﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم ) اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺠﻴﺮي ( +ﻣﺎء +ﺛﺎﻧﻲ اوآﺴﻴﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮن ﺑﻴﻜﺎرﺑﻮﻧﺎت اﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم هﺬا وﺗﻨﺘﻘﻞ اﻟﺒﻴﻜﺎرﺑﻮﻧﺎت وهﻲ ذاﺋﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺎء ﺗﺎرآﺔ اﻟﻤﻮاد اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺬوب ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﺴﺮﻋﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ .وﻗﺪ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﻜﺎرﺳﺘﻴﺔ واﻟﻜﻬﻮف .وﻳﺰداد ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺣﺎﻣﺾ اﻟﻜﺎرﺑﻮﻧﻴﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل أﻧﻮاع أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺤﻮاﻣﺾ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﺔ واﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻣﻦ ﺗﺤﻠﻞ اﻟﻤﻮاد اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ وﺗﻬﺎﺟﻢ اﻷﺣﻤﺎض اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻔﻠﺴﺒﺎر أﺛﻨﺎء اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻤﻄﻴﺮ وﺗﻜﻮن ﻧﻮاﺗﺞ ذﻟﻚ ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻨﻤﻮ اﻟﻨﺒﺎﺗﻲ. -٥ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺄآﺴﺪ ) اﻻآﺴﺪﻩ ( Oxidation ﺗﺤﺪث هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤﺪ اﻷوآﺴﺠﻴﻦ اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﺠﻮي ﻣﻊ اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺼﺨﻮر وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺳﻌﺔ اﻧﺘﺸﺎر هﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ اﻻ أن أهﻤﻴﺘﻬﺎ ﻗﻠﻴﻠﺔ. -٦اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ: ﺗﻮﺟﺪ اﻷﺣﻴﺎء ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﺑﻜﻤﻴﺎت هﺎﺋﻠﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ اﻟﺮﻃﺒﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻘﺪر ﺑﺤﺪود ٤٠ – ٣٠ﻃﻦ ﻓﻲ اﻟﻬﻜﺘﺎر اﻟﻮاﺣﺪ .وﺗﺤﺘﻮي اﻟﺘﺮﺑﺔ ﺑﻴﻦ ١٤ – ٢ ﻣﻠﻴﻮن ﺑﻜﺘﺮﻳﺎ ﻓﻲ آﻞ ١ﺳﻢ ﻣﻜﻌﺐ ،وﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ وﺟﻮد ﻧﺸﺎط اﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﺎدة ﻣﻌﻘﺪة ﺗﻌﺮف ﺑﺎﻟﻤﻮاد اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ .humusوﺗﺬوب هﺬﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﺎء اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺎﻣﺾ اﻟﺘﺮآﻴﺰ وﻳﻘﻮم هﺬا ﺑﺪورﻩ ﺑﻤﻬﺎﺟﻤﺔ اﻟﺴﻴﻠﻴﻜﺎت اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر ،ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺤﻮل ﺣﺘﻰ اﻟﻤﻌﺎدن ﻏﻴﺮ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺬوﺑﺎن ﻓﻴﺎ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ إﻟﻰ ﻣﺤﺎﻟﻴﻞ ﻏﺮوﻳﺔ ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺬور اﻣﺘﺼﺎﺻﻬﺎ.
٣٦
ج -اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﺒﺎﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ )اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺤﻴﺎﺗﻲ(: وﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﺒﺎﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺛﻴﺮات ﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ وآﻴﻤﺎوﻳﺔ إﻻ اﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺋﻢ دراﺳﺔ آﻼ اﻟﻨﻮﻋﻴﻦ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ،ذﻟﻚ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﺿﺮ، وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ إﻻ اﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ دراﺳﺘﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ واف ﺣﺘﻰ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﺿﺮ .ودرس اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺑﺴﻴﻂ وذﻟﻚ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﻼم ﻋﻦ اﻟﺪور اﻟﺬي ﺗﻘﻮم ﺑﻪ ﺟﺬور اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﺮ اﻷرض آﻤﺎ ﻳﺸﺎر إﻟﻰ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻜﻴﻤﺎوي اﻟﺤﻴﺎﺗﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻇﺎهﺮة اﻗﺘﻨﺎص ﺑﻌﺾ اﻳﻮﻧﺎت اﻟﻤﻌﺎدن ) (Chelation ﻋﻠﻰ أن اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﻨﺒﺎﺗﺎت واﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ زﻳﺎدة ﺛﺎﻧﻲ اوآﺴﻴﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮن ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﺔ وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻨﻔﺲ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺰداد هﺬا اﻟﻐﺎز إﻟﻰ ﺑﻀﻌﺔ أﺿﻌﺎف ﻣﺎ هﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﻐﺎزي ،ﻟﺬﻟﻚ أﺻﺒﺢ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﺑﻪ ﺛﺎﻧﻲ اوآﺴﻴﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮن ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻐﻼف اﻟﺤﻴﺎﺗﻲ وﻟﻴﺲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻐﻼف اﻟﻐﺎزي. وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﺗﻘﻮم ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﻟﻤﺠﻬﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ اﻳﻮﻧﺎت اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺼﺨﻮر وﻣﻦ ﺑﻴﻦ هﺬﻩ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ﺑﻜﺘﺮﻳﺎ اﻻﻧﺘﺤﺎء اﻟﻜﻴﻤﺎوي ) (Chemotropic bacteriaاﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ أآﺴﺪة ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻌﺎدن ﻣﺜﻞ اﻟﻜﺒﺮﻳﺖ واﻟﺤﺪﻳﺪ .وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻓﺎن اﻟﻜﻮاﻧﻜﻮ ) ﻓﻀﻼت اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ( ) ( Guanoﺗﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻮﻳﺔ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺠﻴﺮﻳﺔ .إن هﺬﻩ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات وﻏﻴﺮهﺎ ﻗﺪ أﺛﺒﺘﺖ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ أآﺜﺮ أهﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﻣﻤﺎ آﺎن ﻣﻌﺮوﻓﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ .وﻳﻤﻜﻦ ﻟﻸﺣﻴﺎء أن ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺗﺤﻄﻴﻢ اﻟﺼﺨﻮر ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺎ ﺑﻄﺮق ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ إذ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﺟﺬور اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت أن ﺗﺘﻐﻠﻐﻞ داﺧﻞ ﺷﻘﻮق اﻟﺼﺨﻮر وﻳﺴﺎﻋﺪ ﻧﻤﻮ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﺬور ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﻘﻮق .وﻻ ﺗﻘﻮم ﺟﺬور اﻷﺷﺠﺎر اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓﻘﻂ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﻞ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺟﺬور اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة آﺎﻟﺤﺸﺎﺋﺶ .وﺗﻘﻮم ﺣﻴﻮاﻧﺎت اﻹﻧﻔﺎق أﻳﻀﺎ ﺑﺘﺤﻄﻴﻢ اﻟﻤﻮاد اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﺤﻔﺮ ﻣﻤﺮاﺗﻬﺎ ﻣﺜﻞ دودة اﻷرض earth wormsاﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﺎﺑﺘﻼع اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻣﻦ اﺟﻞ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻏﺬاﺋﻬﺎ ،وﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﺪودة ﻓﻲ اﻷرض اﻟﺨﺼﺒﺔ ﺑﺤﺪود ﻣﻠﻴﻮن واﺣﺪة ﻓﻲ اﻻﻳﻜﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ،وﺗﺴﺘﻬﻠﻚ هﺬﻩ اﻟﺪودة ﻟﻐﺬاﺋﻬﺎ ﺣﻮاﻟﻲ ٥٠ﻃﻦ ﻣﺘﺮي ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻮاﺣﺪ .آﻤﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﺣﻴﻮاﻧﺎت اﻷﻧﻔﺎق ﻣﺜﻞ اﻟﺴﻨﺠﺎب اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻮﻳﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ واﻟﺼﺨﻮر .وان اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻴﻌﺠﺐ ﺣﻘﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﻼﺣﻈﺘﻬﺎ اﻻآﻮام اﻟﻜﺜﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺨﺮﺟﻬﺎ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻮان ﻋﻨﺪ ﺣﻔﺮﻩ ﻟﻠﻤﻤﺮات واﻹﻧﻔﺎق. ﻗﺎم آﻞ ﻣﻦ اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺤﻴﻮان وﻣﺎ زاﻻ وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺤﺮآﺘﻬﻤﺎ ﻓﻮق ﺳﻄﺢ اﻷرض ﺑﺘﻔﺘﻴﺖ اﻟﺼﺨﻮر ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ .آﻤﺎ وﻳﺤﺮث اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻮاﺣﺪ ﺣﻮاﻟﻲ %٦ ﻣﻦ ﺳﻄﺢ اﻷرض .وﻗﺪ ﻟﻌﺐ اﻟﺒﺸﺮ دور ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻐﻄﺎء اﻟﻨﺒﺎﺗﻲ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل أزال اﻟﺼﻴﻨﻴﻮن ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻏﺎﺑﺎت آﺜﻴﺮة ﻣﻨﺬ ﻗﺮون ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻀﺖ وﻗﺪ ﻗﻄﻊ ﺟﺎﻣﻌﻮا اﻷﺧﺸﺎب ﻣﺴﺎﺣﺎت واﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﻧﻴﻮاﻧﺠﻠﻨﺪ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﺷﺮق اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﻴﺮة .وﻗﺪ أدت إزاﻟﺔ اﻟﻐﺎﺑﺎت إﻟﻰ ﺟﺮف ﺷﺪﻳﺪ ﻟﻠﺘﺮﺑﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻇﻬﺮت اﻟﺼﺨﻮر اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻓﻲ أﻗﺴﺎم آﺒﻴﺮة ﻣﻨﻬﺎ وﺗﺠﻮﻳﺘﻬﺎ آﻤﺎ ﺳﺎهﻤﺖ ﻓﻘﺪ ﻋﺮض ﺣﺮﻓﺔ اﻟﺘﻌﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ آﺄﺣﺪ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ.
٣٧
اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﺆﺛﺮة ﻓﻲ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ: ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺳﺮﻋﺔ ﺗﺄﺛﺮ اﻟﺼﺨﻮر ﺑﺎﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ،وﻧﻮﻋﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻋﺪة ﻋﻮاﻣﻞ ﻋﺪﻳﺪة ﻳﻤﻜﻦ إﺟﻤﺎﻟﻬﺎ آﻤﺎ ﻳﻠﻲ: -١ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺼﺨﻮر: إذ ﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﺼﺨﻮر آﺜﻴﺮا ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺪرﺟﺔ ﺻﻼﺑﺘﻬﺎ وﻳﺮﺟﻊ ذﻟﻚ إﻟﻰ ﺗﺒﺎﻳﻦ اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻬﺎ ،وﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻤﻮاد اﻟﻼﺣﻤﺔ ﻟﺬراﺗﻬﺎ ودرﺟﺔ ﺗﻀﺎﻏﻄﻬﺎ .وﺗﻘﺴﻢ اﻟﻤﻌﺎدن ﺣﺴﺐ درﺟﺔ ﺻﻼﺑﺘﻬﺎ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻣﻘﻴﺎس ) (Mohﻟﻠﺼﻼﺑﺔ إﻟﻰ درﺟﺎت ﺗﺘﺮاوح ﺑﻴﻦ ١إﻟﻰ ،١٠ﻓﺎﻟﺠﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﺗﻜﻮن درﺟﺔ ﺻﻼﺑﺘﺔ ٢واﻟﻜﺎﻟﺴﺎﻳﺖ ،٣اﻻرﺛﻮآﻠﻴﺰ ٦ واﻟﻜﻮارﺗﺰ ٧وهﻜﺬا .وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻟﻴﻨﺔ رﻏﻢ أﻧﻬﺎ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎدن ﺻﺨﺮﻳﺔ ﺻﻠﺒﺔ أﺣﻴﺎﻧﺎ ،ﻓﺎﻟﺤﺠﺮ اﻟﺮﻣﻠﻲ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻌﻈﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﻮارﺗﺰ ﻟﻜﻨﺔ ﻟﻴﻨﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺿﻌﻒ اﻟﻤﻮاد اﻟﻼﺣﻤﺔ ﻟﻠﻜﻮارﺗﺰ ﻣﺜﻞ أآﺴﻴﺪ اﻟﺤﺪﻳﺪ وآﺎرﺑﻮﻧﺎت اﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم. وان ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﻟﺪى اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﻴﻦ ان ﻟﺪرﺟﺔ ﺻﻼﺑﺔ اﻟﺼﺨﻮر أﺛﺮا ﻓﻲ ﻣﻘﺪار ﺗﺄﺛﻴﺮهﺎ ﺑﺎﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺄﺛﺮ اﻟﺼﺨﻮر ﺣﺘﻰ اﻟﺼﻠﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ واﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ ﺣﺴﺐ ﻣﻘﺪار ﺗﻌﺮﺿﻬﺎ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت .وﻳﺆﺛﺮ ﻟﻮن اﻟﻤﻌﺎدن ﻓﻲ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻟﺼﺨﻮر ﻻﻣﺘﺼﺎص أﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ وﺣﺮارﺗﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ درﺟﺎت ﺗﻤﺪد ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﻌﺎدن ﺣﺴﺐ ﻟﻮﻧﻬﺎ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺳﻮف ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة ﺳﺮﻋﺔ ﺗﻔﻜﻚ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﺨﻮر ﺑﺎﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺴﺨﻦ اﻟﺼﺨﻮر ذوات اﻷﻟﻮان اﻟﺪاآﻨﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺒﺎزﻟﺖ واﻟﺠﺎﺑﺮو ﺑﺴﺮﻋﺔ اآﺒﺮ وﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻔﻜﻚ ﺑﺸﻜﻞ أوﺿﺢ ﻣﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر ذوات اﻷﻟﻮان اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻄﺒﺎﺷﻴﺮ واﻟﺤﺠﺮ اﻟﺠﻴﺮي اﻟﺬي ﻳﻌﻜﺲ ﻣﻌﻈﻢ أﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ اﻟﺴﺎﻗﻄﺔ ﻋﻠﻴﺔ. آﻤﺎ ﺗﺆدي زﻳﺎدة اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ إﻟﻰ زﻳﺎدة اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر واﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،إذ ﻳﺘﺮآﺰ دﺧﻮل اﻟﻤﺎء اﻟﻤﺤﻤﻞ ﺑﺎﻷﺣﻤﺎض إﻟﻰ اﻟﺼﺨﻮر ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻴﻬﺎ ،آﻤﺎ ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻌﺎﻗﺐ اﻻﻧﺠﻤﺎد واﻟﺬوﺑﺎن إذ ﻳﺘﻐﻠﻐﻞ اﻟﺠﻠﻴﺪ ﺧﻼﻟﻬﺎ. -٢اﻟﻤﻨﺎخ: وﻳﻈﻬﺮ دور اﻟﻤﻨﺎخ ﻣﻦ ﺧﻼل درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة واﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ،أي اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ آﻤﻴﺔ اﻷﻣﻄﺎر ودرﺟﺔ اﻟﺤﺮارة وﺑﻴﻦ ﻗﻴﻤﺔ وﺷﺪة وﺗﻨﻮع ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ .ﺣﻴﺚ اﻧﻪ آﻠﻤﺎ زادت اﻟﺤﺮارة واﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﺗﺰداد اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ واﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ ،وإذا ﻗﻠﺖ اﻟﺤﺮارة واﻟﺮﻃﻮﺑﺔ زادت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ واﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ ،وﻳﻈﻬﺮ ﺗﻨﻮع ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ وﺗﻔﺎوﺗﻬﺎ ﺣﺴﺐ آﻤﻴﺎت اﻷﻣﻄﺎر واﻟﺤﺮارة ﺣﻴﺚ ﺗﺼﺒﺢ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ آﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻧﺸﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺰداد ﻓﻴﻬﺎ درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة واﻷﻣﻄﺎر ،أي ﻓﻲ اﻹﻗﻠﻴﻢ اﻻﺳﺘﻮاﺋﻲ وﺗﻀﻌﻒ وﺗﻨﻌﺪم ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺨﻔﺾ ﻓﻴﻬﺎ درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة واﻷﻣﻄﺎر أي ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺒﻲ ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﻤﻌﺘﺪل ﻓﺎﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻮﻋﻴﻦ ،وﺗﻨﺸﻂ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ
٣٨
اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻣﻄﺎر وﺗﻨﺨﻔﺾ ﻓﻴﻬﺎ درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة أي ﻓﻲ اﻻﻗﻠﻴﻢ اﻟﻘﻄﺒﻲ، وﻳﻨﺸﻂ ﻓﻲ اﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﺼﺤﺮاوي اﻟﺤﺎر اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ وﺗﻘﻞ اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ .وﻟﻠﻤﻨﺎخ اﺛﺮ أﺧﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮن اﻟﺼﻘﻴﻊ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎﻗﺐ ﺣﺪوث اﻻﻧﺠﻤﺎد واﻟﺬوﺑﺎن ﻓﻴﻬﺎ. ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻤﺎء اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻔﻮح اﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﻄﺎء اﻟﻨﺒﺎﺗﻲ واﻟﺘﺮﺑﺔ أن ﻳﻨﻔﺬ إﻟﻰ اﻟﺸﻘﻮق واﻟﻤﻔﺎﺻﻞ وﻳﻜﻮن إﺳﻔﻴﻨﺎ ﺟﻠﻴﺪﻳﺎ ﻳﻔﺘﺖ اﻟﺼﺨﻮر. -٣اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ: ﺗﺆﺛﺮ اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺄﺛﺮهﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﻤﻨﺎخ اﻟﺬي ﻳﺴﻮد ﻓﻮﻗﻬﺎ .ﺣﻴﺚ ﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﺴﻔﻮح اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ درﺟﺔ ارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ وآﺬﻟﻚ ﻣﻘﺪار ﺗﻌﺮﺿﻬﺎ ﻷﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ ودرﺟﺔ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ ﻟﻠﺮﻳﺎح اﻟﺮﻃﺒﺔ .وﺗﺆدي آﻞ هﺬﻩ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت إﻟﻰ ﻇﻬﻮر أﻧﻤﺎط ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎخ ﺗﺆدي ﺗﺎى زﻳﺎدة ﻓﻲ ﺗﺄﺛﻴﺮ أﻧﻮاع ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ. آﻤﺎ وﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ ﻓﻲ درﺟﺔ اﻧﺤﺪار ﺳﻔﻮﺣﻬﺎ وﻳﺆﺛﺮ ذﻟﻚ ﺑﺪورة ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻋﺔ وﻧﻮﻋﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻋﻠﻴﻬﺎ .إذ ﺗﺰداد ﺣﺪة اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻔﻮح اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻻﻧﺤﺪار واﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻇﻮاهﺮ ﻣﺜﻞ اﻻﻧﺰﻻق اﻷرﺿﻲ، زﺣﻒ اﻟﺘﺮﺑﺔ ...اﻟﺦ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺒﻘﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻔﻮح ﻋﺎرﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺑﺔ وﺗﻜﻮن ﺻﺨﻮرهﺎ ﻣﻌﺮﺿﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﺛﺮ اﻟﺼﻘﻴﻊ أو اﻟﺘﻤﺪد واﻟﺘﻘﻠﺺ اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺗﺒﺎﻳﻦ درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة .وﺗﺰداد ﺳﺮﻋﺔ ﺟﺮﻳﺎن اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻓﻮق هﺬﻩ اﻟﺴﻔﻮح اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺰﻳﺪ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺠﻮﻳﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻔﻮح ﺗﺠﻮﻳﺔ آﻴﻤﺎوﻳﺔ. وﻳﺘﺒﻊ ﻗﻠﺔ درﺟﺔ اﻧﺤﺪار اﻟﺴﻔﻮح وﺟﻮد ﻏﻄﺎء ﺳﻤﻴﻚ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻓﻮق اﻟﺼﺨﻮر اﻷﺻﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺘﺠﺖ هﻲ اﻷﺧﺮى ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻳﻘﻮم ذﻟﻚ اﻟﻐﻄﺎء ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﻪ ﻣﻦ ﺻﺨﻮر ﻣﻦ أن ﺗﺘﻌﺮض إﻟﻰ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ .وﻟﻜﻦ وﺑﺴﺒﺐ اﺣﺘﻮاء ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ آﻤﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻤﻴﺎﻩ ،ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠﺐ ،ﻓﺎن ذﻟﻚ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎم ﺗﺠﻮﻳﺔ آﻴﻤﺎوﻳﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ. -٤ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺰﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ: ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ اﻧﻪ آﻠﻤﺎ ﻃﺎل اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺬي ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻓﻴﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ،آﻠﻤﺎ ﺗﻮﻏﻠﺖ هﺬﻩ اﻟﻈﺎهﺮة إﻟﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ أﻋﻤﻖ ﻓﻲ داﺧﻞ اﻷرض .ورﺑﻤﺎ هﻨﺎك ﺣﺪ ﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ،إﻻ إذا آﺎﻧﺖ هﻨﺎك اﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ واﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ ﻣﺨﻠﻔﺎت ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ. -٥ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻨﺴﻴﺞ اﻟﺼﺨﺮي ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ: ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻨﺴﻴﺞ اﻟﺼﺨﺮي ) (Textureﺑﺄﻧﻪ اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ اﻟﻤﺘﺒﻠﻮرة ﻟﻠﺼﺨﺮ أي آﻮﻧﻪ ﺧﺸﻦ اﻟﺤﺒﻴﺒﺎت أو ﻧﺎﻋﻢ اﻟﺤﺒﻴﺒﺎت أو زﺟﺎﺟﻴﺎ .ﻓﻔﻲ وﺿﻌﻴﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺨﺸﻨﺔ اﻟﺤﺒﻴﺒﺎت ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺗﻔﻮق اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ اﻟﺤﺒﻴﺒﺎت رﻏﻢ أﻧﻬﻤﺎ ﻳﺘﻜﻮﻧﺎن ﻣﻦ ﻣﻌﺎدن ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎدر أن ﻧﺠﺪ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ أن ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﻜﻮﻧﺎت اﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ.
٣٩
ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ : ﻳﺘﻜﻮن اﻟﻐﻄﺎء اﻟﺼﺨﺮي ﺑﻔﻌﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ واﺣﺪة أو أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺮ ﺷﺮﺣﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪم .وﻳﻌﻨﻲ هﺬا اﻟﻐﻄﺎء اﻟﺤﻄﺎم اﻟﻤﻔﻜﻚ اﻟﺬي ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر واﻟﻤﻌﺎدن ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﺤﻠﻠﻬﺎ واﻟﺬي ﻳﻐﻄﻲ ﺑﺪورة اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺼﻠﺒﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﻔﻜﻜﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮف ﺑﺎﻟﺼﺨﻮر اﻷﺻﻠﻴﺔ bed rockوﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻳﺴﻤﻰ هﺬا اﻟﻐﻄﺎء اﻟﺼﺨﺮي اﻟﻤﻔﻜﻚ اﻟﺬي ﻳﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن إﻟﻰ أﺧﺮ ﺑﺎﺳﻢ ﻳﺘﻔﻖ واﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻨﻘﻠﺔ وارﺳﺎﺑﻪ ﻣﺜﻞ اﻟﺜﻼﺟﺎت واﻟﺮﻳﺎح واﻷﻧﻬﺎر ...اﻟﺦ وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻨﺎك رواﺳﺐ ﻃﻤﻮﻳﺔ أو ﻣﺎﺋﻴﺔ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺗﺮﺳﻴﺐ اﻷﻧﻬﺎر ورواﺳﺐ ﺟﻠﻴﺪﻳﺔ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺗﺮﺳﻴﺐ اﻟﺠﻠﻴﺪ و رواﺳﺐ اﻟﻠﻮﻳﺲ واﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ اﻟﺮﻳﺎح .وﻳﺒﻘﻰ هﺬا اﻟﻐﻄﺎء اﻟﺼﺨﺮي اﻟﻤﻔﻜﻚ دون أن ﻳﺘﺤﺮك إﻻ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺴﻬﻠﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺔ وﻓﻮق ﻗﻤﻢ اﻟﻬﻀﺎب اﻟﻤﺴﻄﺤﺔ وآﺬﻟﻚ ﻓﻲ أﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﻐﺎﺑﺎت اﻟﻜﺜﻴﻔﺔ وﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ذوات اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻤﺘﺠﻤﺪة. ﺑﻌﺾ اﻷﺷﻜﺎل اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻌﺮض اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﺎﻳﻦ ﻃﺒﻘﺎﺗﻬﺎ أو ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ درﺟﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺘﻬﺎ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﻳﺤﺪث أن ﻳﻜﻮن ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﺷﺪﻳﺪا ﻓﻮق اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻠﻴﻨﺔ أو اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺘﺂآﻞ ﺗﻠﻚ اﻷﺟﺰاء ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻈﻞ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﻠﺒﺔ ﺑﺎرزة. وﻳﻌﺮف هﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻨﺔ Differentialوﺗﺘﻜﻮن ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ أﺷﻜﺎل ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻨﻬﺎ ،اﻷﺷﻜﺎل اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺒﻪ ﻧﺒﺎت اﻟﻔﻄﺮ Mashroom .rockوﻳﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﺗﻌﺮض اﻟﺮآﺎم ﺟﻠﻴﺪي وﺻﺨﻮر اﻟﻤﺠﻤﻌﺎت اﻟﺒﺮآﺎﻧﻴﺔ ) اﻟﺒﺮﻳﺸﻴﺎ ( إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ أﻋﻤﺪة أو أﺑﺮاج ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ أﻋﻼهﺎ ﺟﻼﻣﻴﺪ ﺻﺨﺮﻳﺔ آﺒﻴﺮة ﺻﻠﺒﻪ ﺗﺤﻤﻲ اﻟﺤﻄﺎم اﻟﺼﺨﺮي اﻟﻤﻔﻜﻚ اﻟﻤﻮﺟﻮد أﺳﻔﻠﻬﺎ وﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷﺷﻜﺎل اﺳﻢ Demoiselles.واﻟﺘﺎﻟﻮس Talusوهﻮ أﻳﻀﺎ اﺣﺪ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﺠﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻔﻜﻚ اﻟﺼﺨﺮي ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺗﻜﺮار ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﻤﺪ واﻟﺬوﺑﺎن ،وﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﻋﺪة أﺷﻜﺎل أرﺿﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ: -١اﻟﺤﺮاﻓﻴﺶ أو اﻟﻘﺸﻌﺎت Lapies :وهﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺣﺰوز أو ﺷﻘﻮق واﺳﻌﺔ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻮق اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺠﻴﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﻧﻔﺎذﻳﺘﻬﺎ وﻧﻈﺎم ﻣﻔﺎﺻﻠﻬﺎ أو أﺳﻄﺢ ﺗﻄﺒﻘﻬﺎ، وﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪد ﺳﻴﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹذاﺑﺔ اﻟﻤﺘﻔﺎوﺗﺔ ﺑﻔﻌﻞ ﻣﺎء اﻟﻤﻄﺮ اﻟﺤﻤﻀﻲ اﻟﻤﺘﺴﺮب. -٢اﻷﻋﻤﺪة اﻟﻤﺴﻨﻨﺔ Stylolitites :وﺗﺘﻄﻮر هﺬﻩ اﻷﻋﻤﺪة اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺑﻔﻌﻞ اﻹذاﺑﺔ اﻟﻤﺘﻐﺎﻳﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪث ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺠﻴﺮﻳﺔ .ﻓﻔﻲ اﻷﺟﺰاء اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﺮ اﻟﺠﻴﺮي ﺗﺘﻌﻤﻖ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹذاﺑﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺒﻘﻰ اﻟﻤﺮاآﺰ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻓﻮق ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻷرض اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ أﻋﻤﺪة ،وﻳﻌﺘﻤﺪ ﺗﻄﻮرهﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻮد اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ اﻟﻤﺘﻌﻤﻘﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌﻤﻮدي ﻣﻨﻬﺎ ،وﻧﺸﺎط ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹذاﺑﺔ واﻧﺠﺮاف ﻧﺘﺎج هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ.
٤٠
-٣ﺣﻔﺮ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ Weathering pits :وﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻮق اﻷﺳﻄﺢ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻤﻜﺸﻮﻓﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻻﻧﺤﺪار ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ أو ﻧﻘﺎط اﻟﻀﻌﻒ اﻟﻤﻌﺪﻧﻲ أو ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎوت ﻓﻲ ﺗﺂآﻞ اﻟﺼﺨﺮ .وﺗﻨﺸﺎ هﺬﻩ اﻟﺤﻔﺮ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﺘﻐﺎﻳﺮة ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺼﻤﺎء وﻣﺎ ﻳﺘﺒﻊ ذﻟﻚ ﻣﻦ إزاﻟﺔ ﻟﻠﻬﺸﻴﻢ وﺗﺂآﻞ ﻣﺘﻐﺎﻳﺮ ﻣﺮآﺰ ﻓﻲ ﻧﻘﺎط اﻟﻀﻌﻒ .وﻳﺰﻳﺪ ﺣﺠﻤﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﺑﺘﺠﻤﻊ اﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻓﻲ داﺧﻠﻬﺎ وﻣﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﻣﺎهﻪ أو اﻟﺘﻤﻴﺆ .Hydrationوﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﺎهﻢ اﻟﺠﺬور اﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﺑﻤﺎ ﺗﻔﺮزﻩ ﻣﻦ أﺣﻤﺎض ،ﻓﻲ ﺗﻜﻮن ﺣﻔﺮ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮة اﻟﺤﺠﻢ ﻧﺴﺒﻴﺎ ،وﺗﻜﻮن ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﺘﺠﺎورة وﻏﻴﺮ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ،وﺗﺴﻤﻰ هﺬﻩ اﻟﺤﻔﺮ ﺑﺎﻟﺘﻨﺨﺮﺑﺎت Honeycombs ﻻرﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﺤﻔﺮﻳﺔ أو اﻟﺘﻨﺨﺒﺮﻳﺔ )ﻣﻦ ﻧﺨﺮ( Cavernous / .Honeycomb Weathering -٤اﻟﺠﻼﻣﻴﺪ Boulders :وﺗﺘﻜﻮن اﻟﺠﻼﻣﻴﺪ ﻓﻲ ﺻﺨﻮر ﺻﻠﺒﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺔ آﺎﻟﺠﺮاﻧﻴﺖ ﺑﻔﻌﻞ ﻋﻤﻠﻴﺘﻴﻦ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺘﻴﻦ هﻤﺎ ،اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﺴﻔﻠﻴﺔ اﻟﻤﺘﻐﺎﻳﺮة واﻟﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﻤﺘﻔﺎوﺗﺔ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺴﺮب اﻟﻤﺎء اﻟﺤﻤﻀﻲ ﻋﺒﺮ اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ﺗﺘﻌﺮض أﻃﺮاف اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﻣﺮآﺰة ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ واﺳﺘﺪارة اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ، ﺣﺴﺐ ﻧﻈﺎم اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ اﻟﺴﺎﺋﺪ ،وﺗﻄﻮﻳﺮهﺎ إﻟﻰ ﺟﻼﻣﻴﺪ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮة ﺻﻐﻴﺮة اﻟﺤﺠﻢ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﺗﺴﻤﻰ اﻟﺤﺠﺎرة اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ Gore stones/ Kernelsوﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﺢ ﺑﻌﺪ إزاﻟﺔ ﻧﺘﺎج اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ .وﻳﺤﺪد ﻧﻈﺎم اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ وﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺷﻜﻞ اﻟﺠﻼﻣﻴﺪ اﻟﻤﺘﻄﻮرة ،ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟﻮد ﻣﻔﺎﺻﻞ ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻻﺗﺴﺎع وﻣﺤﺪدة ﻟﻠﺘﺴﺮب اﻟﻤﺎﺋﻲ ،ﺗﺘﻄﻮر أﻧﻮاع أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺠﻼﻣﻴﺪ آﺒﻴﺮة اﻟﺤﺠﻢ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﺗﺴﻤﻰ اﻻﻧﺴﻠﺒﺮغ Inselbergsأو اﻟﻘﺒﺎب أو اﻷﻋﻼم اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ ،وﺗﺘﺨﺬ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮ ﻓﻲ أﻣﺎآﻦ اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ اﻟﻤﻜﻌﺒﺔ واﻟﺸﻜﻞ اﻟﺒﻴﻀﺎوي أو اﻻﺳﻄﻮاﻧﻲ ﻓﻲ أﻣﺎآﻦ اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ اﻷﻓﻘﻴﺔ واﻟﻤﺴﺘﻄﻴﻠﻪ واﻟﺸﻜﻞ أﻟﺒﺮﺟﻲ ﻓﻲ أﻣﺎآﻦ اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ اﻟﻌﻤﻮدﻳﺔ واﻟﺸﻜﻞ أﻟﻘﺒﺎﺑﻲ ( Bornhards ). -٥اﻷﺷﻜﺎل اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻨﺔ اﻟﻤﺪى :ﻳﺴﺘﺨﺪم هﺬا اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﻟﻺﺷﺎرة إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺖ وإزاﻟﺔ اﻷﺟﺰاء اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻤﻌﺮﺿﺔ إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،وﻗﺪ ﺗﺆدي هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ إﻟﻰ ﻇﻬﻮر ﺳﻄﻮح ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻣﺤﻔﻮرة ،أو أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻜﺲ ﺑﺸﻜﻞ ﺑﺎرز ﻇﻬﻮر اﻟﻨﻄﺎﻗﺎت اﻟﺼﻠﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر واﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ .وﺗﺸﻴﺮ اﻟﺪﻻﺋﻞ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﺜﻼ إﻟﻰ أن ﺻﺨﻮر اﻟﺒﺮﻳﺸﻴﺎ أو اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺠﻠﻴﺪي إذا ﻣﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻨﺘﻬﻲ إﻟﻰ أﺷﻜﺎل ﺗﻀﺎرﻳﺴﻴﺔ ﺗﺸﺒﻪ اﻷﻋﻤﺪة ) ( pillarsأو اﻻﺳﻄﻮاﻧﺎت ) ( Columnﺗﺘﻐﻄﻰ هﺬﻩ ﺑﻜﺘﻞ ﺻﺨﺮﻳﺔ اآﺒﺮ أو ﺷﻈﺎﻳﺎ ﺻﺨﺮﻳﺔ آﺒﻴﺮة اﻟﺤﺠﻢ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻤﺘﻔﻜﻜﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺗﺤﺘﻬﺎ ،وﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷﻋﻤﺪة ) .( Demoisellesوﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻬﺸﻴﻢ اﻟﺼﺨﺮي ) ( Talusﻧﺘﺎﺟﺎ أﺧﺮ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ،واﻟﻬﺸﻴﻢ ﻣﻔﺘﺖ ﺻﺨﺮي ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ اﻟﺘﻔﻜﻚ اﻟﺬي ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻲ ﺳﻔﻮح ﺷﺪﻳﺪة اﻻﻧﺤﺪار ،وﻳﺘﺠﻤﻊ هﺬا اﻟﻬﺸﻴﻢ ﻋﺎدة ﻋﻨﺪ ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺴﻔﻮح ،وﻗﺪ ﻳﺴﻤﻰ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ) .( Screeﻓﺈذا اﺗﺨﺬ هﺬا اﻟﺘﺮاآﻢ ﺷﻜﻼ ﻣﺨﺮوﻃﻴﺎ ﺷﺪﻳﺪ اﻻﻧﺤﺪار ﻓﻌﻨﺪ ذﻟﻚ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﺳﻢ ﻣﺨﺮوط اﻟﻬﺸﻴﻢ ) .(Talus cone
٤١
-٦وﻣﻦ أﺛﺎر اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻷﺧﺮى ﻟﻠﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﻤﺎآﺜﺔ Residual Boulders وﺗﺘﻘﻄﻊ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻜﺘﻞ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺳﻠﺴﻠﺔ أو أآﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻮاﺻﻞ ،ﻓﺘﺘﺤﻮل إﻟﻰ أﻟﻮاح آﺘﻠﻴﻪ ذات أﺣﺠﺎم ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻳﺐ أن ﺗﺘﻮاﺟﺪ هﺬﻩ اﻟﻔﻮاﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﻨﺎﻃﻖ أو ﺧﻄﻮط ﺿﻌﻒ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺠﺪ اﻟﺮﻃﻮﺑﺔ واﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ اﻷﺧﺮى ،ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ إﻟﻰ داﺧﻞ اﻟﺼﺨﻮر ﻓﺘﺆدي وﺑﺸﻜﻞ ﺗﺪرﻳﺠﻲ إﻟﻰ اﺳﺘﺪارة زواﻳﺎ هﺬﻩ اﻟﻜﺘﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻲ أﺧﻴﺮا ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺑﻴﻀﺎوي. -٧زﺣﻒ اﻟﺘﺮﺑﺔ Soliflustion or Soil Creep :وﻳﺴﺘﺨﺪم هﺬا اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻴﺔ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮآﺔ اﻟﺒﻄﻴﺌﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻨﻈﻮرة ﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﻮر واﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻤﺸﺒﻌﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎء ،ﻣﻦ ارض ﻋﺎﻟﻴﺔ إﻟﻰ ﺟﻬﺎت ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ .وﻣﻦ اﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬآﺮ أن ﻇﺎهﺮة ﻣﻦ هﺬا اﻟﻨﻮع ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻮﺟﻮد ﺟﻬﺎت ﺟﺒﻠﻴﺔ ذات ﻣﻨﺎخ رﻃﺐ ،وﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ آﺘﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ اﻟﺤﺠﻢ ﻣﻤﺘﺰﺟﺔ ﻣﻊ اﻟﺘﺮﺑﺔ وﺗﺘﺨﻠﻠﻬﺎ آﻤﻴﺔ ﻻ ﺑﺄس ﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻴﺎﻩ ،وﻳﻜﻮن ﻣﺼﺪر هﺬﻩ اﻟﻤﻴﺎﻩ ﻣﻦ اﻟﺠﻠﻴﺪ اﻟﺬاﺋﺐ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ اﻷﺣﻴﺎن ،ﻳﺘﺤﺮك هﺬا اﻟﻤﺰﻳﺞ اﻟﺜﻼﺛﻲ وﺑﺸﻜﻞ ﺗﺪرﻳﺠﻲ ﻋﺒﺮ ﻣﻨﺤﺪر ﻣﻦ اﻷﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ اﻷﺳﻔﻞ .ﻋﻠﻰ أن ﺿﺨﺎﻣﺔ هﺬا اﻟﻤﺰﻳﺞ أﺛﻨﺎء هﺬﻩ اﻟﺤﺮآﺔ ﺗﺘﺮاوح ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻟﻮﺣﻴﺔ واﺳﻌﺔ ) ( Extensive Sheetsوﺛﻼﺟﺎت ﺻﻐﻴﺮة اﻟﺤﺠﻢ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﺻﻄﻼﺣﺎ اﺳﻢ اﻟﺜﻼﺟﺎت ) ( Mud Glaciersوﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ اواﻟﺘﻼﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮض إﻟﻰ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻈﺎهﺮة ﻳﻈﻬﺮ ﺗﻨﺎﻗﺺ واﺿﺢ ﻓﻲ ﺷﺪة اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ اﻟﻤﺘﻮاﺟﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﺢ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻧﻼﺣﻆ ﺁن اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻤﻨﺎﺧﺎت ﺷﺒﻪ ﺟﻠﻴﺪﻳﺔ ) ( Sub glacial Regionsواﻟﺘﻲ ﻳﺘﺴﺎﻗﻂ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺜﻠﺞ ﺑﻐﺰارة ﻓﻲ ﻓﺼﻞ اﻟﺸﺘﺎء ﺗﺼﺒﺢ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﺎﻣﻼ ﻓﻌﺎﻻ ﻓﻲ هﺪم اﻷﺷﻜﺎل اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ اﻟﺒﺎرزة وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻧﻼﺣﻆ أن اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻘﻄﺒﻴﺔ وﺷﺒﻪ اﻟﻘﻄﺒﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﺘﻐﻄﻰ اﻷرض ﺑﺎﻟﺠﻠﻴﺪ ﻓﺎن هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺘﻤﺮة ﺑﺸﻜﻞ داﺋﻢ .أﻣﺎ اﻟﺘﺪﻓﻖ اﻟﻄﻴﻨﻲ ،وﻳﺸﺎر إﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻋﻠﻰ اﻧﻪ اﻧﺴﻴﺎب ) (Mudflowﻓﺎﻧﻪ ﻇﺎهﺮة ﺗﺘﺠﻤﻊ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﺘﺤﺮك ﺑﺼﻮرة ﺑﻄﻴﺌﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺜﻼﺟﺎت اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺨﺮ واﻟﻮﺣﻞ .وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻨﻮع ﺗﺸﺘﻤﻞ اﻟﺤﺮآﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﻮر ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﺣﺠﺎم .وﻣﻦ اﺑﺮز اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺤﺮآﺔ هﻮ اﻟﺘﺪﻓﻖ اﻟﻄﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻳﻨﺎﺑﻴﻊ ﻧﺪآﻦ ﺳﻮن ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ آﻮﻟﻮرادو ﻓﻲ أﻣﺮﻳﻜﺎ ،وﻗﺪ أدى هﺬا اﻟﺘﺪﻓﻖ إﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﺪﻟﺘﺎ ،ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل و أدى ذﻟﻚ إﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺑﺤﻴﺮة آﺮﺳﺘﻮﺑﺎل ) ( san Cristobel lakeوﻟﻘﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﺠﻤﻮع هﺬا اﻟﺘﺪﻓﻖ ﺣﻮاﻟﻲ أرﺑﻌﺔ أﻣﻴﺎل آﻤﺎ ﺑﻠﻎ اﻧﺤﺪارﻩ ٢٫٥٠٠ﻗﺪم وﻗﺪ ﻳﺘﺮاوح ﺳﻤﻚ اﻟﻮﺣﻞ اﻟﺬي ﺑﺪا ﻋﻠﻰ اﻟﻮادي ﺑﻴﻦ ٢٠٠إﻟﻰ ٣٠٠ﻗﺪم. -٨ﻗﺒﺎب اﻟﺘﻘﺸﺮ ( Exfoliation Domes ) :ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺣﻆ أن اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻤﺘﺠﺎﻧﺴﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ ﺗﺘﻘﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ أﻏﺸﻴﺔ رﻗﻴﻘﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺮﺿﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﻐﻴﺮات ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ ﻓﻲ درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة .وﺗﻌﻮد هﺬﻩ اﻟﻈﺎهﺮة إﻟﻰ ﺗﻔﻜﻚ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺠﺮاﻧﻴﺘﻴﺔ إﻟﻰ أﻏﺸﻴﺔ ﻣﺤﺪﺑﺔ وإن هﺬا اﻟﺘﺮآﻴﺐ – آﻤﺎ هﻮ ﻣﻌﺮوف ،ﻳﺘﺼﻞ اﺗﺼﺎﻻ وﺛﻴﻘﺎ ﺑﺎﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺼﻬﻴﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ هﺬﻩ اﻟﺼﺨﻮر ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ وﻣﻊ ذﻟﻚ هﻨﺎك ﻧﻮاح ﻋﺪﻳﺪة ﺗﺮﺟﺢ ﻓﺮﺿﻴﺔ أﺧﺮى ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ هﺬﻩ اﻟﻈﺎهﺮة وﻣﺮﺟﻊ هﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ،إن ﻇﺎهﺮة
٤٢
ﺗﻘﺸﺮ اﻟﺼﺨﻮر ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺘﺬﺑﺬب اﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻲ درﺟﺎت ﺣﺮارة اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻤﺘﻮاﺟﺪة ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻤﻦ اﻟﻤﻼﺣﻆ أن اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻘﺒﺎﺑﻴﺔ ﻻ ﺗﻤﺘﺪ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺳﻔﻠﻲ أو ﺟﺎﻧﺒﻲ إﻟﻰ ﻣﺪى ﻻ ﻧﻬﺎﺋﻲ ،ودﻟﻴﻞ ذﻟﻚ أن أﻏﺸﻴﺔ اﻟﺘﻘﺸﺮ ﻻ ﺗﻤﺘﺪ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ اﻷﺣﻴﺎن إﻟﻰ ﻋﻤﻖ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٥٠ﻗﺪم ،وهﺬا دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن هﺬﻩ ﻇﺎهﺮة ﺳﻄﺤﻴﺔ وﻟﻴﺴﺖ ﻇﺎهﺮة ﺗﻤﺘﺪ إﻟﻰ أﻋﻤﺎق اﻟﻐﻼف اﻟﺼﺨﺮي ،هﺬا ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أن هﺬﻩ اﻟﺒﻴﺌﺔ ﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻈﻬﺮ اﻟﻘﺒﺎب ﺑﻞ ﺗﺘﻮاﺟﺪ أﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺧﻮاﻧﻖ وﺣﻮاﺋﻂ وواﺟﻬﺎت اﻟﺴﻼﺳﻞ اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ وﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻗﻴﻌﺎن اﻟﻮدﻳﺎن اﻷﺧﺪودﻳﺔ .وﻟﻘﺪ اﺟﻤﻊ ﺑﻌﺾ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻮد ﺛﻼﺛﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮات ﻟﻈﺎهﺮة اﻟﺘﻘﺸﺮ اﻟﺴﻄﺤﻲ هﻲ (١) :ﺗﻐﻴﺮ ﻓﺼﻠﻲ ﻓﻲ درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﻤﺪد وﺗﻘﻠﺺ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻼﺋﻢ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺪﻓﻌﺎن إﻟﻰ ﺣﺪوث اﻟﺘﻘﺸﺮ ،و ) (٢ﺗﻤﺪد ﺳﻄﺢ اﻟﺼﺨﻮر ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻤﻴﺆ ) دﺧﻮل اﻟﻤﺎء ﻓﻲ ﺗﺮآﻴﺐ اﻟﺼﺨﺮ ( وﺧﺎﺻﺔ ﺻﺨﻮر اﻟﻔﻠﺴﺒﺎر وذﻟﻚ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻟﻜﺎؤوﻟﻴﻦ و) (٣وﺟﻮد ﺗﻀﺎرﻳﺲ ذات ﺿﻐﻂ داﺧﻠﻲ ،وﺗﻨﺘﺞ هﺬﻩ اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ ﻋﻦ ﺗﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ. إن ﺗﻤﺪد وﺗﻘﻠﺺ ﺳﻄﺢ اﻟﺼﺨﺮ ،اﺳﺘﻨﺎدا إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻣﻞ ﺗﻤﺪد ﺻﺨﺮ اﻟﻨﺎﻳﺲ اﻟﻤﻌﺮوف ،ﻳﺆدي ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ،إﻟﻰ زﻳﺎدة ﻓﻲ ﻃﻮل اﻟﺼﺨﺮ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﺣﻮاﻟﻲ ٠٫٥ ﺑﻮﺻﺔ ﻟﻜﻞ ١٠٠ﻗﺪم ،وذﻟﻚ ﻋﻨﺪ ارﺗﻔﺎع درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة إﻟﻰ ﺣﻮاﻟﻲ ٥ ١٠٠ف. وﺗﺼﺒﺢ هﺬﻩ اﻟﺪرﺟﺔ اﻗﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎق وذﻟﻚ ﻻن اﻟﻤﺪى اﻟﺤﺮاري ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺠﻬﺎت ﻳﻜﻮن اﻗﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﻜﺜﻴﺮ ،ﻓﻴﻜﻮن اﻟﺘﻤﺪد واﻻﻧﻜﻤﺎش ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ ﻗﺪم واﺣﺪ، ﺗﺤﺖ اﻟﺴﻄﺢ ﻣﻘﺎرﺑﺎ إﻟﻰ ﺣﻮاﻟﻲ ٢٠/١ﻣﻠﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ هﺬا اﻟﻤﻌﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﺢ. ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل اﻧﻪ ﻣﺎ داﻣﺖ اﻟﺴﻄﻮح اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮض إﻟﻰ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻈﺎهﺮة ﺗﻜﻮن ﻣﺘﺴﻌﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ أﻻف اﻹﻗﺪام ﻓﺎن اﻟﻀﻐﻂ اﻟﻤﺘﻮاﺟﺪ ﺑﻴﻦ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ واﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺴﻔﻠﻰ ﻳﻜﻮن آﺒﻴﺮا وواﺿﺤﺎ ،وﻣﻦ اﻟﻀﺮوري اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻘﺸﺮ ﻻ ﺗﺤﺪث أو ﺗﻈﻬﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺑﺎرز إﻻ إذا ﺗﻮﻓﺮت ﻋﻮاﻣﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻟﻬﺎ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺸﻘﻮق اﻟﻤﺠﻬﺮﻳﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﻳﺼﺎل اﻟﺤﺮارة واﻟﻤﺎء إﻟﻰ داﺧﻞ اﻟﺼﺨﺮ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﻤﺠﻬﺮﻳﺔ .وﻳﺒﺪو أن ﺗﻐﻴﺮا ﺑﺴﻴﻄﺎ ﻓﻲ درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة ﻳﺤﺪث ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ ١٥ﻗﺪم ﻳﻜﻮن أآﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻐﻴﺮات ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﺗﺤﺪث ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻟﺼﺨﺮ ذاﺗﻪ، وﺳﺒﺐ ذﻟﻚ أن ﺻﺨﻮر اﻟﺴﻄﺢ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ وﺿﻌﻴﺘﻬﺎ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺎﻗﻠﻤﺖ ﻣﻊ ﺑﻴﺌﺘﻬﺎ ،إذ ﻻ ﻣﺠﺎل أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﺗﻐﻴﺮات ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻄﺮاز. اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ وﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﻜﻮن اﻟﺘﺮﺑﺔ: ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻨﺘﺎج اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﺗﻄﻠﻖ هﺬﻩ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ اﻟﻤﻔﻜﻜﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﺑﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .وﺗﺮﺗﺒﻂ ﻣﻊ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ،وﺑﺸﻜﻞ وﺛﻴﻖ ،ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺰء اﻟﻌﻠﻮي ﻣﻦ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ،وﻗﺪ ﺗﺒﻠﻮرت اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺮﺑﺔ وﻃﺮق ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮوﺳﻲ دوآﻮﺟﻴﻒ ،وﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﺔ وﺧﺼﻮﺑﺘﻬﺎ ﻓﺎﻟﺘﺮﺑﺔ وﺑﺘﻌﺮﻳﻒ ﻓﻠﺴﻔﻲ هﻲ اﻟﺠﺰء اﻟﻌﻠﻮي
٤٣
اﻟﻤﻔﻜﻚ ﻣﻦ اﻟﻐﻄﺎء اﻟﺼﺨﺮي وﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ وﻋﻠﻰ اﻷﺧﺺ اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ،وهﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻣﺘﻼزﻣﺔ هﻤﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ وﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎن اﻟﺘﺮﺑﺔ ﺗﺘﻜﻮن ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﺳﻲ ،ﻣﻦ ﺟﺰأﻳﻦ ﺻﻠﺒﻴﻦ هﻤﺎ اﻟﻤﺎدة اﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ اﻟﻤﻔﻜﻜﺔ واﻟﻤﺎدة اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ. وﻣﻦ اﻟﻀﺮوري أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻟﻪ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻋﺪﻳﺪة اﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠﻰ ﻣﺎهﻴﺔ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ هﺬا اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ .ﻓﺎﻟﻤﻬﻨﺪس ،ﻣﺜﻼ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻤﺼﻄﻠﺢ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﻣﺎدة ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﻔﻬﻮم هﺬا اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ) ( Joffe ﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻮﺳﻂ اﻟﺬي ﺗﻨﻤﻮ ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت وﺗﺰدهﺮ ،وﻗﺪ ذآﺮ ﺟﻮف أن اﻟﺘﺮﺑﺔ هﻲ ﺟﺴﻢ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺎت أو ﺁﻓﺎق ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ وﻋﻀﻮﻳﺔ ذات ﺳﻤﻚ ﻣﺘﺒﺎﻳﻦ ،وﺗﺨﺘﻠﻒ هﺬﻩ اﻵﻓﺎق ﻋﻦ اﻟﺼﺨﻮر اﻷم ﻓﻲ ﺷﻜﻠﻬﺎ وﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺘﻬﺎ وآﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺘﻬﺎ وﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ اﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ واﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ. ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﺘﺮﺑﺔ: ﺗﺘﻜﻮن اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻞ ﻋﺪة ﻋﻮاﻣﻞ وﻗﺪ ﺗﻤﻜﻦ دوﺟﻴﻒ وﺟﻴﻨﻲ jenny ﻣﻦ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﻮاﻣﻞ ﻣﻨﻬﺎ هﻲ (١) :اﻟﻤﺎدة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ )ﺻﺨﻮر اﻷﺳﺎس( اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،و ) (٢اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ واﻟﺤﻴﻮاﻧﻴﺔ و ) (٣اﻟﻤﻨﺎخ ) (٤ﻋﻤﺮ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻓﻴﻬﺎ و ) (٥اﻟﻄﻮﺑﻮﻏﺮاﻓﻴﺎ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ )اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ( .إن اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺤﻴﺎﺗﻲ ،وﻋﻠﻰ اﻷﺧﺺ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ،ﺗﻠﻌﺐ دورا ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻤﻌﻘﺪة ،وآﺎن ﺳﺒﺐ ذﻟﻚ أن ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻰ أﺷﺪﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺄﺛﺮت ﺑﻤﻮاد ﻗﺪ ﺗﻄﻮرت وﺗﻜﻮﻧﺖ ﺑﻔﻌﻞ اﻷﺣﻴﺎء اﻟﻤﺠﻬﺮﻳﺔ ﺧﻼل دورة ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ وﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻧﻈﻢ ﺟﺬور اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت .وإن اﻏﻠﺐ اﻟﻤﺎدة اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ اﻟﻤﺘﻮاﺟﺪة ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﺔ إﻧﻤﺎ هﻲ ﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﻤﺎدة اﻟﻜﻠﻮروﻓﻴﻠﻴﺔ اﻟﺨﻀﺮاء .وﺗﻜﻮن ﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﺠﺬور ﻣﻬﻤﺔ ﺟﺪا وﻋﻠﻰ اﻷﺧﺺ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻜﻮن اﻟﺤﺸﺎﺋﺶ وﻧﻤﻮهﺎ. وﺗﺴﻬﻢ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﻟﻤﺠﻬﺮﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﺎل ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻤﻌﻘﺪة وإﻧﺘﺎج اﻟﻤﺎدة اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮن ﻟﻮﻧﻬﺎ اﺳﻮد أو اﺳﻤﺮ ﻋﻨﺪ ﺗﺠﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻔﺴﺦ اﻟﻤﺎدة اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ اﻷوﻟﻴﺔ وﺗﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻌﺎدة ﺑﻤﺎدة اﻟﺪﺑﺎل ) ( Humusوهﻲ آﻠﻤﺔ ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ اﺻﻞ ﻻﺗﻴﻨﻲ ،وهﺬﻩ اﻟﻤﺎدة هﻲ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺧﺼﻮﺑﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ .وﻳﻠﻌﺐ اﻟﻤﺎء، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إذاﺑﺔ ﺟﺰء ﻣﻦ ﻣﻮاد اﻟﺘﺮﺑﺔ دورا ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﻤﻘﻄﻊ اﻟﻌﻤﻮدي ﻟﻠﺘﺮﺑﺔ ) ( Vertical Profileوﻗﺪ ﺗﺘﺤﺮك اﻟﻤﻮاد اﻟﺬاﺋﺒﺔ ﻧﺤﻮ اﻷﺳﻔﻞ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﻤﺎء. وﺣﻴﺜﻤﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻈﺮوف ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻓﺎن هﺬﻩ اﻟﻤﻮاد ﻳﺘﻜﺮر ارﺳﺎﺑﻬﺎ إﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺒﻠﻮر أو اﻟﺘﺨﺜﻴﺮ Coagulationوﺗﺤﺪث ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺤﺮآﺔ ﻧﺤﻮ اﻷﻋﻠﻰ أﻳﻀﺎ وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺨﺎﺻﻴﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ .وﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺘﻼﺷﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاد ﻣﻦ ﺁﻓﺎق اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻐﺘﻨﻲ ﺁﻓﺎق أﺧﺮى ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﻮاد ذاﺗﻬﺎ. وﺣﻴﺜﻤﺎ ﺗﺴﻮد اﻟﺤﺮآﺔ اﻟﺴﻔﻠﻰ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﻮاد ،ﻳﺼﺒﺢ ﺑﺎﻻﻣﻜﺎن ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻓﺎق أﺻﻠﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ﺿﻤﻦ ﻣﻘﻄﻊ اﻟﺘﺮﺑﺔ هﻲ:
٤٤
-١اﻷﻓﻖ اﻟﻌﻠﻮي ) (A1وﻳﺤﺪث ﻓﻲ هﺬا اﻷﻓﻖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻏﺴﻞ ﺷﺪﻳﺪ ﻟﻤﻜﻮﻧﺎت اﻟﺘﺮﺑﺔ ) ( Leachingوﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺎن اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ هﺬا اﻷﻓﻖ هﻲ ﺗﺠﻤﻊ اﻟﻤﺎدة اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ. -٢اﻷﻓﻖ اﻟﺘﺎﻟﻲ ) ( A2وهﻮ أﻓﻖ اﻻﺳﺘﺨﻼص ) أو اﻹزاﻟﺔ ( Fluvialوﻳﻘﻊ هﺬا اﻷﻓﻖ ﺗﺤﺖ اﻷﻓﻖ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،وﻳﺘﻤﻴﺰ هﺬا اﻷﻓﻖ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﺑﻜﺜﺮة ﺗﺴﺮب اﻟﻤﻮاد ﻣﻨﻪ ﻟﻸﺳﻔﻞ .وهﺬا اﻷﻓﻖ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺗﻮاﺟﺪﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ اﻟﺒﺎردة واﻟﻤﻤﻄﺮة. -٣اﻷﻓﻖ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ أو أﻓﻖ اﻟﺘﺮﺳﻴﺐ :هﺬا اﻷﻓﻖ ﻳﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﻏﺴﻠﻬﺎ ﻣﻦ اﻵﻓﺎق اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﺔ. ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺟﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ وﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ إﻟﻰ ﻧﻮﻋﻴﻦ هﻤﺎ: -١اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻤﺘﺒﻘﻴﺔ )اﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ(: ﺗﻌﻨﻲ هﺬﻩ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻣﻦ اﺳﻤﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ اﺷﺘﻘﺖ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ وإﻧﻬﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻓﻮق ﺗﻠﻚ اﻟﺼﺨﻮر وﺑﺬﻟﻚ ﻓﺄﻧﻬﺎ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺎدن اﻷوﻟﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﺻﺨﻮر اﻷﺳﺎس .وﺗﺪل اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪوث ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﺠﻮﻳﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ أو أن اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﻣﻨﺬ وﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎت ﺗﻌﺮﻳﺔ ﺗﻘﻮم ﺑﻨﻘﻞ اﻟﺤﻄﺎم اﻟﺼﺨﺮي إﻟﻰ ﻣﻜﺎن أﺧﺮ .وﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﻤﻜﺎن ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺼﺨﻮر اﻷﺻﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺎ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ وذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺤﻠﻞ اﻟﻜﻴﻤﺎوي اﻟﺬي ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻪ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ وأدت إﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺻﻔﺎﺗﻬﺎ اﻷﺻﻠﻴﺔ ،وﺗﻌﺮف ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻨﺎﺿﺠﺔ. ﺗﻠﻌﺐ اﻟﻈﺮوف اﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ دورا ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻤﺘﺒﻘﻴﺔ إذ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻮر ﻋﻨﺪ ﻇﺮوف ﻣﻨﺎﺧﻴﺔ رﻃﺒﺔ اﺳﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ Pedalfersوهﻲ اﻟﺘﺮب اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪﻳﺪ واﻷﻟﻤﻨﻴﻮم ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ،وﺗﺘﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﺘﺮب ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ذوات اﻟﻤﻨﺎخ اﻟﺮﻃﺐ اﻟﺘﻲ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻌﺪل ﻣﻄﺮهﺎ ﻋﻦ ٦٠إﻟﻰ ٧٥ﺳﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم .وﻳﻌﻨﻲ هﺬا أن اﻟﺘﺮﺑﺔ واﻟﺼﺨﻮر اﻷﺻﻠﻴﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﺗﻜﻮن رﻃﺒﺔ ﺑﺼﻮرة ﻣﺴﺘﻤﺮة .وﺗﺘﺠﺮد هﺬﻩ اﻟﺘﺮب ﻣﻦ أﻣﻼﺣﻬﺎ ﺑﺼﻮرة ﻣﺴﺘﻤﺮة اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻓﻘﻴﺮة ﺑﻬﺎ ﻧﺴﺒﻴﺎ .وﺗﺘﺼﻒ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻔﺘﻘﺮ آﺜﻴﺮا إﻟﻰ اﻟﻤﻮاد اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺬوﺑﺎن ﻣﺜﻞ أﻣﻼح اﻟﺒﻮﺗﺎﺳﻴﻮم واﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم وآﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﻓﻘﻴﺮة ﺑﻤﻮادهﺎ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ .وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ هﺬﻩ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﺗﺮﺑﺔ اﻟﻼﺗﺮﻳﺖ Literateاﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﻤﺪارﻳﺔ ذات اﻷﻣﻄﺎر اﻟﻐﺰﻳﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺐ ﺣﺪوث ﻇﺎهﺮة اﻟﺘﺠﺮد leachingﻓﻴﻬﺎ .وﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﻐﻼل هﺬﻩ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻟﻠﺰراﻋﺔ إﻻ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل اﻷﺳﻤﺪة. وﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﺮب اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻮر ﺗﺤﺖ ﻇﺮوف ﻣﻨﺎﺧﻴﺔ ﺟﺎﻓﺔ أو ﺷﺒﻪ ﺟﺎﻓﺔ اﺳﻢ ﺗﺮب اﻟﺒﻴﺪوآﺎل pedocalsوﺗﻌﻨﻲ اﻟﺘﺮب اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم، وﺗﻨﺸﺄ هﺬﻩ اﻟﺘﺮب ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻞ أﻣﻄﺎرهﺎ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻋﻦ ٦٠ﺳﻢ وﻻ ﺗﺴﻤﺢ هﺬﻩ اﻟﻜﻤﻴﺔ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﻄﺎر ﺑﺤﺪوث ﺟﺮﻳﺎن ﻣﺎﺋﻲ ﺧﻼل اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻧﺤﻮ اﻷﺳﻔﻞ ،وﻳﻜﻮن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺒﺎت اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺸﺎﺋﺶ واﻟﺸﺠﻴﺮات اﻟﺼﻐﻴﺮة ،وﺗﺤﺘﻮي هﺬﻩ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ آﻞ اﻟﻤﻮاد اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺬوﺑﺎن واﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺐ ﺧﺼﻮﺑﺘﻬﺎ .وﺗﺘﺒﺎﻳﻦ هﺬﻩ اﻟﺘﺮب
٤٥
ﻓﻲ ﺧﺼﻮﺑﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺮﺑﺔ اﻟﺠﺮﻧﻮزم Chernozemاﻟﺴﻮداء اﻟﺨﺼﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ آﻤﻴﺎت آﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﻮاد اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ إﻟﻰ ﺗﺮب اﻟﺼﺤﺎري اﻟﺮﻣﺎدﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ إﻻ آﻤﻴﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﻮاد. -٢اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔTransported : وﺗﺸﻤﻞ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ آﻞ أﻧﻮاع اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺟﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﺈزاﻟﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻮق اﻟﺼﺨﻮر اﻷﺻﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄت ﻋﻨﻬﺎ وﻧﻘﻠﺘﻬﺎ ورﺳﺒﺘﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻧﻔﺴﻬﺎ أو ﻏﻴﺮهﺎ .وﺗﺨﺘﻠﻂ هﺬﻩ اﻟﺘﺮﺑﺔ أﺛﻨﺎء ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺑﻤﻮاد ﻗﺎدﻣﺔ ﻣﻦ ﺻﺨﻮر أﺧﺮى ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .وﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺼﺨﻮر اﻷﺻﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ .آﻤﺎ وﺗﻨﺘﻘﻞ ﺑﻌﺾ هﺬﻩ اﻷﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺑﺔ إﻟﻰ ﻣﺴﺎﻓﺎت ﻗﺼﻴﺮة ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺮآﺎت اﻻﻧﺰﻻﻗﺎت اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻳﻨﻘﻞ اﻟﻘﺴﻢ اﻷﺧﺮ إﻟﻰ ﻣﺴﺎﻓﺎت ﻗﺪ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻣﺌﺎت اﻟﻜﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮات ﻋﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﻨﺸﺄ آﻤﺎ هﻲ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻄﻤﻮﻳﺔ وﺗﻀﻢ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ اﻷﻧﻮاع اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: -١اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﺘﺜﺎﻗﻠﻴﺔ Colluvialأو Gravity Soil ﺗﺘﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺪﺣﺮج اﻟﺤﻄﺎم اﻟﺼﺨﺮي ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻗﻮة اﻟﺠﺎذﺑﻴﺔ اﻷرﺿﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ وﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻗﺼﻴﺮة ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﻨﺸﺄ .وﻳﻜﺜﺮ هﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ أو ﺷﺒﻪ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻴﺎدة اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ وﻗﻠﺔ وﺟﻮد اﻟﻐﻄﺎء اﻟﻨﺒﺎﺗﻲ اﻟﺬي ﻳﻤﻨﻊ ﺗﺴﺎﻗﻂ وﺣﺮآﺔ اﻟﺤﻄﺎم اﻟﻤﻔﻜﻚ .وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻻﻧﺰﻻﻗﺎت اﻷرﺿﻴﺔ ﺑﻜﺎﻓﺔ أﺷﻜﺎﻟﻬﺎ أﺳﺒﺎﺑﺎ رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺤﺮآﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﺔ .وﻻ ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ ذرات هﺬﻩ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻓﻲ أﺣﺠﺎﻣﻬﺎ إذ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺨﺘﻠﻂ ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺠﻼﻣﻴﺪ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻷﺣﺠﺎم ) (bouldersوﺗﻮﺟﺪ هﺬﻩ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﺎت اﻟﻤﻨﺤﺪرات اﻟﺸﺪﻳﺪة ،وﻻ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺎدة ﺻﻔﺔ ﻃﺒﺎﻗﻴﺔ ﺟﻴﺪة. -٢اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻄﻤﻮﻳﺔ Alluvial ﺗﻀﻢ هﺬﻩ اﻟﺘﺮﺑﺔ آﻞ أﻧﻮاع اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﺑﻨﻘﻠﻬﺎ وﺗﺮﺳﻴﺒﻬﺎ أو ﻋﻨﺪ اﺗﺼﺎﻟﻬﺎ ﺑﻤﺴﻄﺤﺎت ﻣﺎﺋﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ دﻟﺘﺎوات .وﺗﺘﻤﻴﺰ هﺬﻩ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ذات ﺻﻔﺔ ﻃﺒﻘﻴﺔ ﺟﻴﺪة آﻤﺎ وﺗﺘﺼﻒ ﺑﺘﺠﺎﻧﺲ ذرات اﻟﺮواﺳﺐ ﻓﻴﻬﺎ .وهﻤﺎ ﺧﺎﺻﻴﺘﺎن ﺗﻤﻴﺰان اﻟﺘﺮﺳﻴﺐ اﻟﻤﺎﺋﻲ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ .وﺗﻮﺟﺪ اﻟﺘﺮب اﻟﻄﻤﻮﻳﺔ ﺑﺼﻮرة ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻮق ﺳﻬﻮل اﻷﻧﻬﺎر اﻟﻔﻴﻀﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﻤﺮهﺎ ﻣﻴﺎﻩ اﻟﻔﻴﻀﺎن ﺑﻴﻦ ﺣﻴﻦ وأﺧﺮ .آﻤﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﺪﻟﺘﺎوات واﻟﺪاﻻت اﻟﻤﺮوﺣﻴﺔ واﻟﺒﺠﺎدا وﺑﻨﻄﺎق اﻗﻞ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﻴﺮات اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ lagoons واﻟﻤﺴﺘﻨﻘﻌﺎت وﻓﻲ ﻗﻴﻌﺎن اﻟﻤﺠﺎري اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ .وﺗﻤﺜﻞ اﻟﺴﻬﻮل اﻟﻔﻴﻀﻴﺔ ﻟﻸﻧﻬﺎر اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺜﻞ ﺳﻬﻞ اﻟﻤﺴﻴﺴﺒﻲ واﻟﻨﻴﻞ ودﺟﻠﺔ واﻟﻔﺮات ﻧﻤﺎذج ﺟﻴﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻄﻤﻮﻳﺔ .وﻳﻮﺿﺢ ﻧﻬﺮ اﻟﻨﻴﻞ ﺟﻴﺪا آﻴﻔﻴﺔ ﺗﻜﻮن آﻞ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻮل اﻟﻔﻴﻀﻴﺔ واﻟﺪﻟﺘﺎوات ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻘﻠﻪ ﻟﻠﻜﻤﻴﺎت اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﺠﻴﺪة إﻟﻰ اﻷراﺿﻲ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻗﺮب ﻣﺼﺒﻪ. هﺬا وﺗﺘﻤﻴﺰ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻄﻤﻮﻳﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﻤﻴﻜﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة وﺧﺼﺒﺔ ﺧﺎﺻﺔ إذا آﺎﻧﺖ ﻇﺮوف اﻟﻤﻨﺎخ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﺘﻜﺎﺛﺮ اﻟﻤﻮاد اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﻴﻬﺎ وآﺬﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ
٤٦
اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺬي ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﺮاء ﻣﺎ ﺗﻠﻘﻴﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎت ﻣﻦ ارﺳﺎﺑﺎت ﺟﺪﻳﺪة آﻞ ﻋﺎم ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ. -٣اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ Glacial Soils ﺗﺮﺳﺒﺖ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﺠﻠﻴﺪ اﻟﺬي ﻏﻄﻰ ﻣﺴﺎﺣﺎت آﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻘﺎرات أﺛﻨﺎء ﻋﺼﺮ اﻟﺒﻼﻳﺴﺘﻮﺳﻴﻦ .وﻗﺪ أﻟﻘﻰ ذﻟﻚ اﻟﺠﻠﻴﺪ ﺑﺎﻟﺮواﺳﺐ اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻣﻌﻪ ﻣﻜﻮﻧﺎ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ ،و ﺗﺘﻤﻴﺰ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻃﺒﻘﻴﺔ وأﻧﻬﺎ ذات ذرات ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ ﻓﻲ أﺣﺠﺎﻣﻬﺎ آﻤﺎ ﺗﺘﺼﻒ ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺴﺎﻣﻴﺘﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ .وﺗﻌﺘﺒﺮ ﺗﺮﺑﺔ ﻧﻄﺎق اﻟﺬرة اﻟﻤﺸﻬﻮر ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻣﻦ أوﺿﺢ اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺑﺔ. -٤ﺗﺮﺑﺔ ﻗﻴﻌﺎن اﻟﺒﺤﻴﺮاتLacustrine : ﺗﺘﻐﻄﻰ ﻗﻴﻌﺎن آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻴﺮات اﻟﺘﻲ ﺟﻔﺖ ﻣﻴﺎهﻬﺎ ﻟﺴﺒﺐ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب ﺑﺘﺮﺑﺔ ذات ﺻﻔﺔ ﻃﺒﻘﻴﺔ ﺟﻴﺪة .وﺗﺘﺒﺎﻳﻦ هﺬﻩ اﻟﺘﺮﺑﺔ آﺜﻴﺮا ﻓﻲ ﺣﺠﻢ ذراﺗﻬﺎ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺒﺤﻴﺮة ﻣﻦ وادي اﻟﻨﻬﺮ ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮن ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺮواﺳﺐ أآﺜﺮ ﺧﺸﻮﻧﺔ إذا آﺎﻧﺖ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺐ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﻴﺮات ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺪورة اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ. وﺗﺨﺘﻠﻒ ﺗﺮﺑﺔ اﻟﺒﺤﻴﺮات ﻓﻲ ﺧﺼﻮﺑﺘﻬﺎ أﻳﻀﺎ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺪرﺟﺔ وﺟﻮد وﺗﺤﻠﻞ اﻟﻤﻮاد اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ .وﻳﻘﻊ ﻧﻄﺎق اﻟﻘﻤﺢ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة وآﻨﺪا ،اﻟﺬي ﻳﻤﺘﺪ ﻓﻲ ﻏﺮب وﻻﻳﺔ ﻣﻴﻨﺴﻮﺗﺎ وﺷﻤﺎل داآﻮﺗﺎ ﻓﻮق ﻣﻮﻗﻊ ﻷﺣﺪ اﻟﺒﺤﻴﺮات اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺼﺮﻓﺖ ﻣﻴﺎهﻬﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻨﻬﺮ اﻷﺣﻤﺮ ورواﻓﺪﻩ ،وﻳﺘﺼﻒ هﺬا اﻹﻗﻠﻴﻢ ﺑﺎﺳﺘﻮاﺋﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪ وﺑﺨﺼﻮﺑﺔ ﺗﺮﺑﺘﻪ ﺑﺎﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﺿﺮ. -٥اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻬﻮاﺋﻴﺔAeolian soil : ﺗﺘﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺟﺮاء اﻟﺘﺮﺳﻴﺐ ﻟﻠﻤﻮاد اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﻠﻬﺎ اﻟﺮﻳﺎح .إذ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺮﻳﺎح أن ﺗﻨﻘﻞ ذرات اﻟﺮواﺳﺐ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻗﺎدم ﻣﻦ ﻣﻮاد ﻃﻤﻮﻳﺔ ﻗﺎﻣﺖ اﻷﻧﻬﺎر ﺑﺘﺮﺳﻴﺒﻬﺎ ﻓﻮق ﺳﻬﻮﻟﻬﺎ اﻟﻔﻴﻀﻴﺔ وﻳﺄﺗﻲ ﻗﺴﻢ أﺧﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺮواﺳﺐ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻻرﺳﺎﺑﺎت اﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺼﺎدر أﺧﺮى ﻣﺜﻞ اﻟﻐﺒﺎر اﻟﺒﺮآﺎﻧﻲ أو اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم اﻟﺮﻳﺎح ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺘﻌﺮﻳﺘﻬﺎ وﻗﻄﻌﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر أو ﺗﻘﻮم ﺑﺘﻔﺮﻳﻐﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ واﻷﺣﻮاض اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ .وﺗﺘﺮﺳﺐ اﻟﻤﻮاد اﻟﺨﺸﻨﺔ اﻟﺬرات ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻟﻤﻨﺸﺄ .وﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺮﺑﺔ اﻟﻠﻮﻳﺲ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺠﺎﻓﺔ وﺷﺒﻪ اﻟﺠﺎﻓﺔ .آﻤﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ﻧﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع هﺬﻩ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻨﺪرﺳﻬﺎ ﻻﺣﻘﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺪور اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻠﺮﻳﺎح.
٤٧
ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ) ﻗﻴﺎس اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ (: ﻟﻘﺪ ﻗﺪم اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎدﻻت اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺑﻮاﺳﻄﺘﻬﺎ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ وﻧﻘﺪم ﻣﺜﺎﻻ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ،اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻩ اﻷﻧﻬﺎر ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ رواﺳﺐ وﻣﻮاد ﻣﺰاﻟﺔ ﺑﻔﻌﻞ ﻣﻴﺎﻩ اﻷﻧﻬﺎر: QT1PT2 ــــــــــ = Xn ــــــــــ Ab Ab ٢ :Xnاﻟﻤﻌﺪل اﻟﺼﺎﻓﻲ ﻟﻠﻤﻮاد اﻟﻤﺰاﻟﺔ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ ﻣﻘﺎﺳﻪ ﺑﺎﻟﻄﻦ /آﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ. : Qﻣﻌﺪل اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ اﻟﺴﻨﻮي ﻟﻠﻨﻬﺮ م) ٣أو أي وﺣﺪة ﻣﻜﻌﺒﺔ(. :T1ﻣﻌﺪل ﺗﺮآﻴﺰ اﻟﻤﻮاد اﻟﺬاﺋﺒﺔ ﺑﺎﻟﻄﻦ ﻟﻮﺣﺪة ﺗﺼﺮﻳﻔﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ )ﻃﻦ /م.(٣ :Abﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ )اﻟﺤﻮض( آﻢ.٢ : Pﻣﻌﺪل اﻷﻣﻄﺎر اﻟﺴﻨﻮي ﻣﻘﺎﺳﺎ ﺑﻨﻔﺲ وﺣﺪة ﻗﻴﺎس اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ )م .(٣ :T2ﻣﻌﺪل ﺗﺮآﻴﺰ اﻟﻤﻮاد اﻟﺬاﺋﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻩ اﻷﻣﻄﺎر )ﻃﻦ /م .(٣ ﻳﺘﻢ ﺷﺮح ﻣﻔﺮدات اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺘﻢ ﺣﻞ ﻣﺜﺎل ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ.
٤٨
اﻻﻧﺰﻻﻗﺎت واﻻﻧﻬﻴﺎرات اﻻرﺿﻴﻪLandslide : ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻻﻧﻬﻴﺎرات اﻻرﺿﻴﻪ واﻻﻧﻬﻴﺎرات اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ) ( rocks streams وﻋﻤﻠﻴﺔ زﺣﻒ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺣﺮآﻪ ﻓﺠﺎﺋﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻄﺮف ،آﻤﺎ ﺗﺸﺘﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﺤﺮآﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮاش اﻟﺼﺨﺮي وﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد ﻏﻄﺎء اﻟﺘﺮﺑﺔ .ﻓﻔﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺗﺘﻜﻮن ﻓﻴﻪ ﺗﺮاآﻤﺎت اﻟﻬﺸﻴﻢ اﻟﻤﺨﺮوﻃﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻜﺴﺮ ﻃﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﻮر ) ،( rock ledgesﻧﺠﺪ أن اﻻﻧﻬﻴﺎر اﻷرﺿﻲ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﺰء آﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ذاﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺮآﻪ ﻓﺠﺎﺋﻴﺔ. وﻳﻮﺟﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﺣﺪوث اﻻﻧﻬﻴﺎرات اﻻرﺿﻴﻪ هﻲ: -١ﻃﻮﺑﻮﻏﺮاﻓﻴﻪ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻗﻴﺪ اﻟﺒﺤﺚ -٢اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﻮع اﻟﺼﺨﻮر وﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎوﻳﺔ. -٣ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺠﺎذﺑﻴﺔ اﻷرﺿﻴﺔ -٤ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ أﺣﻴﺎﻧﺎ. أﻧﻮاع اﻻﻧﺰﻻﻗﺎت اﻷرﺿﻴﺔ: -١ﺣﺮآﺎت ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺟﺪا ﻣﺜﻞ اﻧﺰﻻق وﺗﺴﺎﻗﻂ اﻟﺼﺨﻮر وﻻ ﻳﻜﻮن وﺟﻮد اﻟﻤﺎء ﺿﺮورﻳﺎ ﻓﻲ ﺣﺪوث هﺬﻩ اﻟﺤﺮآﺎت وﺗﻌﺮف اﻷﺷﻜﺎل اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻗﻂ اﻟﺼﺨﺮي ،rock fallsاﻻﻧﺰﻻق اﻟﺼﺨﺮي rock slideواﻧﺰﻻق اﻟﺤﻄﺎم اﻟﺼﺨﺮي . Debris slides -١اﻧﺴﻴﺎب ﺑﻄﺊ ﻳﺤﺪث ﻟﻠﻤﻮاد اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺒﻌﺖ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻈﺎهﺮ ﻣﺜﻞ زﺣﻒ اﻟﺼﺨﻮر ،زﺣﻒ اﻟﺘﺮﺑﺔ ،واﻧﻬﻴﺎر اﻟﺘﺮﺑﺔ. -٢إﻧﺴﻴﺎب ﺳﺮﻳﻊ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺒﻌﺖ آﻠﻴﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺠﺮى اﻟﺘﺮﺑﺔ واﻟﻤﺠﺎري اﻟﻄﻴﻨﻴﺔ. ﺗﺤﺪث اﻻﻧﺰﻻﻗﺎت اﻷرﺿﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﻮﻓﺮ واﺣﺪ أو أآﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻈﺮوف اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: -١ﺳﻔﻮح ﺷﺪﻳﺪة اﻻﻧﻬﻴﺎر وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﻮح اﻻﻧﻜﺴﺎرﻳﻪ أو اﻟﻤﻨﺤﺪرات اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻨﺪ ﺷﻘﻪ ﻟﻠﻄﺮق ﺧﻼل اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ .وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺠﺪران اﻟﺤﺎدة اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﺨﻮاﻧﻖ اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ واﻟﻮدﻳﺎن اﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ أﻣﺎآﻦ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أﺧﺮى ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻻﻧﺰﻻﻗﺎت اﻷرﺿﻴﺔ. -٢اﻟﺘﺮﻃﻴﺐ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺳﻘﻮط أﻣﻄﺎر ﻏﺰﻳﺮة أو ذوﺑﺎن آﻤﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﺜﻠﺞ أو اﻟﺠﻠﻴﺪ .ﺣﻴﺚ ﺗﺼﺒﺢ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر زﻟﻘﻪ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮط أﻣﻄﺎر ﻏﺰﻳﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ آﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻟﻠﻮزن اﻟﺬي ﺗﻀﻴﻔﻪ ﻣﻴﺎﻩ اﻷﻣﻄﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺨﻮر أهﻤﻴﺔ أﺧﺮى أﻳﻀﺎ .هﺬا وﺗﺤﺪث آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﻧﺰﻻﻗﺎت اﻻرﺿﻴﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺸﺒﻊ اﻷرض ﺑﺎﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﻤﺘﺴﺮﺑﺔ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﺰاﻧﺎت وﻗﻨﻮات اﻟﺮي ..اﻟﺦ.
٤٩
-٣اﻟﺰﻻزل اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺴﺒﺐ ﺑﺪاﻳﺔ ﺣﺮآﺔ اﻻﻧﺰﻻق اﻷرﺿﻲ وﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﺎن آﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻻﻧﺰﻻﻗﺎت اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ ﺟﺒﺎل San Juanﻓﻲ ﺟﺒﺎل آﻮﻟﻮرادو آﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻧﺘﺠﺖ ﻋﻦ زﻻزل ﻗﺪﻳﻤﺔ أﻳﻀﺎ .وﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺒﺮاآﻴﻦ أن ﺗﻠﻌﺐ اﻟﺪور ﻧﻔﺴﻪ أﻳﻀﺎ. -٤إزاﻟﺔ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻻرﺿﻴﻪ اﻟﺴﺎﻧﺪة ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ أو ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ اﻹﻧﺴﺎن وذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺤﻮل ﺑﻌﺾ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﺠﻮﻳﻪ آﻴﻤﺎوﻳﻪ إﻟﻰ ﻃﻴﻦ ﻳﻘﻮم ﻋﻨﺪ ﺗﺮﻃﻴﺒﻪ ﺑﺘﺴﻬﻴﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻧﺰﻻق اﻟﻄﺒﻘﺎت واﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻮﻗﻪ .وﻳﺴﺎﻋﺪ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎم ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺰﻻق ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺰﻳﻞ ﻃﺒﻘﺎت ﺻﺨﺮﻳﻪ ﺗﺤﺘﻴﺔ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺎدن آﺎﻟﻔﺤﻢ ﻣﺜﻼ. -٥وﺟﻮد ﺑﻨﻴﺔ ﺻﺨﺮﻳﻪ ﻏﻴﺮ اﻋﺘﻴﺎدﻳﺔ آﺎن ﺗﻜﻮن ﻃﺒﻘﺎت ﺗﻤﻴﻞ آﺜﻴﺮا إﻟﻰ درﺟﺔ أﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ درﺟﺔ ﻣﻴﻞ اﻟﺴﻔﻮح ﻧﻔﺴﻬﺎ أو ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻔﺎﺻﻞ ﻃﺒﻘﻴﻪ ﺗﻜﻮن ﻣﻮازﻳﺔ ﻟﺠﺪران اﻟﺨﻮاﻧﻖ واﻟﻮدﻳﺎن اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ. -٦اﺛﺮ اﻟﺠﺎذﺑﻴﺔ اﻷرﺿﻴﺔ :وهﻮ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻬﻢ ﺟﺪا ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻻﻧﺰﻻﻗﺎت اﻷرﺿﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮم ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ. ﻟﻘﺪ زاد اﻻهﺘﻤﺎم ﺑﺪراﺳﺔ اﻻﻧﺰﻻﻗﺎت اﻷرﺿﻴﺔ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻻﺧﻴﺮﻩ وﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺰﻳﺎدة اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ أﻋﺪاد اﻟﺴﻜﺎن وﻣﺎ أﻋﻘﺒﻬﺎ ﻣﻦ زﻳﺎدة ﻓﻲ ﻇﺎهﺮة اﻟﺘﺤﻀﺮ واﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﻧﺸﺎء ﻣﺴﺘﻮﻃﻨﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﺣﻮل اﻟﻤﺪن اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺎت ﺑﺼﻮرﻩ ﺧﺎﺻﺔ آﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﺎن ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴﻜﻮ إذ ﻇﻞ اﻟﻤﺨﻄﻄﻮن ﻳﻬﻤﻠﻮن اﺛﺮ ﺗﻠﻚ اﻻﻧﺰﻻﻗﺎت ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ ﺣﺼﻮل آﻮارث ﻋﺪﻳﺪة ﺣﻴﺚ ﺿﺮﺑﺖ ﻋﻞ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻣﺪﻳﻨﺔ آﻮﺑﻲ Kobeﻓﻲ اﻟﻴﺎﺑﺎن ﺑﺎﻻﻧﺰﻻﻗﺎت اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪث ﻓﻲ ﺟﺒﺎل Roccoﻣﻦ ﺟﺮاء ﺳﻘﻮط اﻷﻣﻄﺎر اﻟﻐﺰﻳﺮة ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺎن هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ آﺒﻴﺮﻩ وﻳﺒﻠﻎ ﺗﻌﺪاد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻮاﻃﻦ اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻌﺮض إﻟﻰ ﻇﺎهﺮة اﻻﻧﺰﻻﻗﺎت اﻷرﺿﻴﺔ أو إﻳﺠﺎد اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻨﻬﺎ.
اﻻﻧﻜﺴﺎرات واﻻﻟﺘﻮاءات واﻟﻄﻴﺎت واﻟﺼﺪوع: اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻣﺮﻓﻖ ﺑﺼﻔﺤﺎت ﻣﺼﻮرة ﺗﻌﻄﻰ ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ.
اﻟﺰﻻزل واﻟﺒﺮاآﻴﻦ وﺣﺮآﺎت اﻟﺮﻓﻊ واﻟﻬﺒﻮط: اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻣﺮﻓﻖ ﺑﺼﻔﺤﺎت ﻣﺼﻮرة ﺗﻌﻄﻰ ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ.
٥٠
اﻟﺪور اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻠﻤﻴﺎﻩ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ اﻟﺠﺎرﻳﺔ: اﻷﻧﻬﺎر: ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻷﻧﻬﺎر ﻣﻦ أآﺜﺮ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻴﺔ اﻧﺘﺸﺎرا وأآﺜﺮهﺎ أهﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض وﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﻈﺎهﺮﻩ .إذ ﺗﻘﻮم اﻷﻧﻬﺎر ﺑﻨﻘﻞ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻤﻮاد اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻘﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﻗﺘﻄﻌﺘﻬﺎ أو ﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻤﺤﻴﻂ .وﺑﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﺳﻄﻮح اﻟﻘﺎرات ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻮاﺻﻞ .ﺗﻨﺘﺸﺮ اﻷﻧﻬﺎر ﻋﻨﺪ آﻞ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻻرﺗﻔﺎع ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﺮ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻣﺎ ﻋﺪا ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻓﻮق ﻣﺴﺘﻮى ﺧﻂ اﻟﺜﻠﺞ اﻟﺪاﺋﻢ وآﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ أﻧﻮاع اﻟﻤﻨﺎخ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪا اﻟﻤﻨﺎخ ذي اﻻﻧﺠﻤﺎد اﻟﺪاﺋﻢ. وان اﻟﻤﺮء ﻟﻴﻌﺠﺴﻄﺢ اﻟﻬﻀﺒﺔ ﻳﺮى ﺑﻌﺾ اﻷﺷﻜﺎل اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ اﻷﻧﻬﺎر ﺑﺘﻜﻮﻳﻨﻬﺎ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرهﺎ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺨﺎﻧﻖ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻟﻨﻬﺮ آﻮﻟﻮرادو ذﻟﻚ اﻟﺨﺎﻧﻖ اﻟﺬي ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻤﻘﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﻮاﻗﻌﻪ ﻋﻦ ١٫٥آﻢ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻟﻬﻀﺒﺔ اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﻪ واﻟﺬي ﻳﺒﻠﻎ اﺗﺴﺎﻋﻪ ﺣﻮاﻟﻲ ٢٥آﻢ. ﻟﻘﺪ أﻃﻠﻖ Strahlerﻋﻠﻰ اﻷﻧﻬﺎر اﺳﻢ ﻣﻜﺎﺋﻦ اﻷرض ﺣﻴﺚ أﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﻮﻇﻴﻔﺘﻴﻦ ﻣﻬﻤﺘﻴﻦ إذ أﻧﻬﺎ ﺗﺼﺮف اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺰاﺋﺪة ﻋﻦ ﺳﻄﺢ اﻟﻴﺎﺑﺴﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ آﻤﺎ وإﻧﻬﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻘﻮة ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻧﺤﺖ وﺗﻌﺮﻳﺔ ﺳﻄﺢ اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ،ﻳﻘﻮم اﻟﻨﻬﺮ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻧﺠﺎز وﻇﻴﻔﺘﻪ اﻟﺜﺎﻧﻴﻪ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: -١ﻳﻘﻮم ﺑﺈذاﺑﺔ وﺗﻌﺮﻳﺔ ﺳﻄﺢ اﻷرض اﻟﺬي ﻳﺘﺤﺮك ﻋﻠﻴﻪ. -٢ﻳﻨﻘﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﺘﻌﺮﻳﺘﻬﺎ أو إذاﺑﺘﻬﺎ. -٣ﻳﺮﺳﺐ اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻨﻘﻠﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺪﺣﺮﺟﺔ أو اﻟﺘﻌﻠﻖ. ﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻤﻞ اﻟﻨﻬﺮ آﻤﺎ ﺑﻴﻨﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﺖ واﻟﺘﻌﺮﻳﺔ ﻓﻘﻂ وإﻧﻤﺎ ﻳﻘﻮم أﻳﻀﺎ ﺑﺄﻋﻤﺎل إﻧﺸﺎﺋﻴﺔ آﺒﻴﺮة آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻬﻮل اﻟﻔﻴﻀﻴﺔ واﻟﺪﻟﺘﺎ وات .واﻟﺪاﻻت اﻟﻤﺮوﺣﻴﺔ وﺳﻬﻮل اﻟﺒﺠﺎد Bajada.وﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن اﻷﻧﻬﺎر ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻮاﻣﻞ إﻧﺸﺎﺋﻴﺔ constructionalﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻮاﻣﻞ هﺪم destructionalﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ أﺣﻴﺎﻧﺎ ،ﻓﻴﺼﺒﺢ اﻟﻨﻬﺮ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻧﻬﺮا ﻣﺘﻮازﻧﺎ gradedإذ ﻳﻘﻮم اﻟﻨﻬﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﺮاﻩ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻨﺤﺖ واﻟﺘﻌﺮﻳﺔ وﺑﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻧﻬﺮ ﺣﻔﺎر وﻳﺮﺳﺐ اﻟﻨﻬﺮ ﻓﻲ وادﻳﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﺮاﻩ ﻓﻲ وادﻳﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﺘﻌﺮﻳﺘﻬﺎ وﻧﻘﻠﻬﺎ ﻓﻴﻘﺎل اﻧﻪ ﻣﺮﺳﺐ aggradedوﻟﻴﺴﺖ اﻷﻧﻬﺎر هﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﻤﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻻت إذ ﺗﺸﺒﻬﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت آﺎﻟﺜﻼﺟﺎت واﻟﺮﻳﺎح واﻷﻣﻮاج .ﻏﻴﺮ أن اﻷﻧﻬﺎر وﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق اﻷرض آﻠﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن أآﺜﺮهﺎ أهﻤﻴﺔ وﺗﺄﺛﻴﺮا.
ﻣﺼﺎدر ﻣﻴﺎﻩ اﻷﻧﻬﺎر:
٥١
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻴﺎﻩ اﻷﻣﻄﺎر واﻟﺜﻠﻮج اﻟﺬاﺋﺒﺔ اﻟﻤﺼﺎدر أﻟﻤﺒﺎﺷﺮﻩ ﻟﻤﻴﺎﻩ اﻷﻧﻬﺎر .ﻳﻐﻮر ﻗﺴﻢ ﻣﻦ ﻣﻴﺎﻩ اﻷﻣﻄﺎر واﻟﺜﻠﻮج داﺧﻞ اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ واﻟﺘﺮﺑﺔ .وﻳﺘﺤﺮك ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺛﻢ ﻳﺨﺮج ﺑﻌﻀﻪ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻴﻮن أو ﻳﻨﺎﺑﻴﻊ أو ﺣﺘﻰ ﺑﺼﻮرة رﺷﺢ seepageﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮم هﺬﻩ اﻟﻤﻴﺎﻩ ﺑﺘﻐﺬﻳﺔ اﻷﻧﻬﺎر ﺛﺎﻧﻴﺔ ،وﺗﺘﻐﺬى آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻧﻬﺎر ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺒﺤﻴﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻨﻬﺎ أو ﺗﻤﺮ ﻓﻴﻬﺎ .وﺗﺘﺰود ﺗﻠﻚ اﻟﺒﺤﻴﺮات ﺑﺪورهﺎ ﺑﺎﻟﻤﻴﺎﻩ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ اﻷﻣﻄﺎر اﻟﺴﺎﻗﻄﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ أو ﻣﻴﺎﻩ اﻟﺜﻠﻮج اﻟﺘﻲ ﺗﺬوب وﺗﻨﺘﻬﻲ ﻓﻴﻬﺎ. وﺗﺴﺎﻋﺪ اﻟﻈﺮوف اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة ﺟﺮﻳﺎن اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﺑﺼﻮرة ﻋﺎﻣﺔ: -١ﻇﺮوف ﻣﻨﺎﺧﻴﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ: ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﺴﻘﻮط اﻷﻣﻄﺎر ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ زواﺑﻊ رﻋﺪﻳﺔ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺆدي إﻟﻰ زﻳﺎدة ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺠﺮﻳﺎن اﻟﺴﻄﺤﻲ وذﻟﻚ ﻟﻌﺪم إﺗﺎﺣﺔ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﻜﺎﻓﻲ ﻟﻠﺘﺮﺑﺔ واﻟﻨﺒﺎت اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻻﻣﺘﺼﺎص واﺧﺬ آﻤﻴﺔ آﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﻣﻴﺎﻩ اﻷﻣﻄﺎر .ﺗﺆﺛﺮ اﻟﻈﺮوف اﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ ﻋﻠﻰ آﻤﻴﺔ اﻟﺠﺮﻳﺎن اﻟﺴﻄﺤﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺄﺛﻴﺮهﺎ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ اﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ آﺜﺎﻓﺔ اﻟﻨﺒﺎت اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﻣﻊ زﻳﺎدة آﺜﺎﻓﺔ ذﻟﻚ اﻟﻐﻄﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﺆدي ﺑﺪورهﺎ إﻟﻰ ﺗﻘﻠﻴﻞ ﺳﺮﻋﺔ ﺟﺮﻳﺎن ﻣﻴﺎﻩ اﻷﻣﻄﺎر ﻓﻮق ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻓﺘﻀﻴﻊ ﻧﺴﺒﺔ آﺒﻴﺮة ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﻔﺎذهﺎ ﺧﻼل ﻣﺴﺎﻣﺎت اﻟﺘﺮﺑﺔ واﻟﺼﺨﻮر وآﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﺒﺨﺮ – اﻟﻨﺘﺢ. وآﻠﻤﺎ ﻗﻠﺖ آﺜﺎﻓﺔ اﻟﻐﻄﺎء اﻟﻨﺒﺎﺗﻲ آﻠﻤﺎ آﺒﺮت ﺣﺼﺔ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﻴﺎﻩ اﻷﻣﻄﺎر .آﻤﺎ وﻳﺰﻳﺪ ارﺗﻔﺎع اﻟﺮﻃﻮﺑﺔ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء ﻣﻦ ﺣﺼﺔ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻨﺎﻗﺺ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻀﻴﺎع اﻟﻤﺎﺋﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻨﺘﺢ – اﻟﺘﺒﺨﺮ .وﺗﺴﺎﻋﺪ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺤﺮارة اﻟﻮاﻃﺌﺔ ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة ﺣﺼﺔ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ اﻟﺠﺎرﻳﺔ أﻳﻀﺎ إذ ﺗﻘﻞ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻨﺘﺢ – اﻟﺘﺒﺨﺮ. ﻇﺮوف ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ وﺗﻀﺎرﻳﺴﻴﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ: ﻧﺰداد ﺣﺼﺔ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺻﺨﻮر ذوات درﺟﺎت ﻣﺴﺎﻣﻴﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻄﻴﻦ وﺻﺨﻮر اﻟﻄﻔﻞ shaleوآﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﻠﺔ وﺟﻮد اﻟﺸﻘﻮق واﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ،وﻳﺤﺼﻞ اﻟﻌﻜﺲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻣﺴﺎﻣﻴﺔ ﺑﺪرﺟﺔ آﺒﻴﺮة آﺼﺨﻮر اﻟﻄﺒﺎﺷﻴﺮ أو ﺻﺨﻮر اﻟﻤﺠﻤﻌﺎت ﻣﻊ وﺟﻮد ﻧﻈﺎم ﻣﻔﺼﻠﻲ واﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻀﻴﻊ ﻗﺴﻢ آﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻴﺎﻩ اﻷﻣﻄﺎر واﻟﺜﻠﻮج وﺗﻨﻀﻢ إﻟﻰ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ. آﻤﺎ وﺗﺰداد ﺣﺼﺔ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﺪ ﻓﻴﻬﺎ درﺟﺔ اﻻﻧﺤﺪار ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻌﺎﻇﻢ ﺳﺮﻋﺔ ﺟﺮﻳﺎن ﻣﻴﺎﻩ اﻷﻣﻄﺎر واﻟﺜﻠﻮج اﻟﺬاﺋﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﺢ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ وﺑﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺠﺎل ﻟﻠﺼﺨﻮر واﻟﺘﺮﺑﺔ واﻟﻐﻄﺎء اﻟﻨﺒﺎﺗﻲ وﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺒﺨﺮ أن ﺗﺄﺧﺬ ﻧﺴﺒﺔ آﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻴﺎﻩ وﻳﺤﺼﻞ اﻟﻌﻜﺲ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن درﺟﺔ اﻻﻧﺤﺪار ﻟﻠﺴﻄﺢ ﻗﻠﻴﻠﺔ. ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻷﻧﻬﺎر:
٥٢
آﻤﺎ هﻲ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﻲ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻈﻮاهﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻸﻧﻬﺎر أن ﺗﺼﻨﻒ إﻟﻰ ﻋﺪة ﺗﺼﺎﻧﻴﻒ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻠﻤﻘﻴﺎس اﻟﻤﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ ذﻟﻚ ،إذ ﺗﻘﺴﻢ اﻷﻧﻬﺎر اﺳﺘﻨﺎدا إﻟﻰ: أوﻻ :ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺟﺮﻳﺎن اﻟﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﻮدﻳﺎن اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ إﻟﻰ اﻷﻗﺴﺎم اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: -١اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺪاﺋﻤﺔ اﻟﺠﺮﻳﺎن Permanent ﻧﻌﻨﻲ ﺑﻬﺬﻩ اﻷﻧﻬﺎر ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺟﺮﻳﺎن اﻟﻤﺎء ﻓﻴﻬﺎ ﻃﻴﻠﺔ اﻟﻌﺎم وﺗﺴﺒﺐ ﻇﺮوف آﺜﻴﺮة ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺠﺮﻳﺎن أﻟﺪاﺋﻤﻲ ﻟﻸﻧﻬﺎر ﻣﻨﻬﺎ: -١ﺗﻜﻮن آﻤﻴﺔ اﻟﺘﺴﺎﻗﻂ آﺒﻴﺮة وﻣﻮزﻋﺔ ﺗﻮزﻳﻌﺎ ﻣﻨﺘﻈﻤﺎ ﻃﻴﻠﺔ اﻟﻌﺎم .آﻤﺎ ﻓﻲ اﻧﻬﺎر اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻻﺳﺘﻮاﺋﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻻﻣﺎزون واﻟﻜﻮﻧﻐﻮ...اﻟﺦ. -٢ﻳﻨﺒﻊ اﻟﻨﻬﺮ ﻣﻦ ﺑﺤﻴﺮة أو ﻣﻦ ﻋﺪة ﺑﺤﻴﺮات أو ﻳﻤﺮ ﻣﺠﺮاﻩ ﺧﻼﻟﻬﺎ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻴﻞ وﻣﻜﻨﺰي. -٣ﻳﻨﺒﻊ اﻟﻨﻬﺮ ﻣﻦ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎت اﻟﻐﻄﺎءات اﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ أو اﻟﺜﻼﺟﺎت آﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺮي اﻟﺪاﻧﻮب واﻟﺮاﻳﻦ ﻓﻲ ﻗﺎرة أورﺑﺎ وﻧﻬﺮ ﻣﺰوري ﻓﻲ ﻗﺎرة أﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ. -٤ﻳﺼﺒﺢ اﻟﻨﻬﺮ داﺋﻤﻲ اﻟﺠﺮﻳﺎن إذا ﻗﺎم ﺑﺘﻌﻤﻴﻖ أﻗﺴﺎم ﻣﻦ وادﻳﻪ إﻟﻰ ﻣﺎ دون ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺎء اﻟﺒﺎﻃﻨﻲ أﻟﺪاﺋﻤﻲ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺘﻐﺬى ﺑﻜﻤﻴﺎت ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ. -٢اﻷﻧﻬﺎر اﻟﻤﺘﻘﻄﻌﺔ Intermittent وهﻲ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻘﻄﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺼﺎدر اﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﻓﺘﺮات .وﺗﻮﺟﺪ هﺬﻩ اﻷﻧﻬﺎر ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠﺐ ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮن اﻟﺘﺴﺎﻗﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺼﻠﻴﺎ وﺗﻜﻮن ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺷﺒﻪ اﻟﺠﺎﻓﺔ .ﺗﻘﺴﻢ هﺬﻩ اﻷﻧﻬﺎر ﺑﺪورهﺎ إﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ هﻤﺎ: )أ( اﻷﻧﻬﺎر اﻟﻤﺘﻘﻄﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻐﺬى ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ. )ب( اﻷﻧﻬﺎر اﻟﻤﺘﻘﻄﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻐﺬى ﻣﻦ اﻟﺠﺮﻳﺎن اﻟﺴﻄﺤﻲ ﻟﻠﻤﺎء. ﻳﻨﻘﻄﻊ اﻟﺠﺮﻳﺎن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺤﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻻﻧﻬﺎر ﺑﺴﺒﺐ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﺑﺘﻌﻤﻴﻖ وادﻳﻬﺎ إﻟﻰ دون اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺪاﺋﻢ ﻟﻠﻤﺎء اﻟﺒﺎﻃﻨﻲ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺠﺎﻓﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ ) ﺷﻜﻞ رﻗﻢ (٣٤ز وﻳﻨﻘﻄﻊ اﻟﺠﺮﻳﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻮﻗﻒ اﻟﺘﺴﺎﻗﻂ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻐﺬﻳﺔ اﻟﻨﻬﺮ ﻟﻜﻮﻧﻪ ذا ﺗﺴﺎﻗﻂ ﻓﺼﻠﻲ .وﻳﺼﺒﺢ اﻟﻨﻬﺮ ﻓﺼﻠﻴﺎ إذا ﻟﻢ ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﺗﻐﻄﻴﻬﺎ اﻟﺜﻠﻮج أو اﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﺮ ﻓﻲ ﺑﺤﻴﺮة أو ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻨﻬﺎ. -٣اﻷﻧﻬﺎر اﻟﻮﻗﺘﻴﺔ Ephemeral ﺗﻈﻬﺮ هﺬﻩ اﻷﻧﻬﺎر ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺠﺎﻓﺔ وﺷﺒﻪ اﻟﺠﺎﻓﺔ ،وﻻ ﻳﺤﺪث أي ﺟﺮﻳﺎن ﻣﺎﺋﻲ ﻓﻴﻬﺎ إﻻ ﻋﻘﺐ ﺳﻘﻮط اﻷﻣﻄﺎر ﻋﻠﻰ أﺣﻮاض وودﻳﺎن ﺗﻠﻚ اﻷﻧﻬﺎر وﻳﻌﺘﻤﺪ ﻣﻘﺪار ﻃﻮل اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮي ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻷﻧﻬﺎر ﻋﻠﻰ آﻤﻴﺔ اﻷﻣﻄﺎر اﻟﺴﺎﻗﻄﺔ وﻋﻠﻰ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻐﺮﻗﺘﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺴﺎﻗﻂ. ﺛﺎﻧﻴﺎ – ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻷﻧﻬﺎر ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻨﻈﻤﻬﺎ: ﻧﻌﻨﻲ ﺑﻨﻈﺎم اﻟﻨﻬﺮ أو رﺟﻴﻢ اﻟﻨﻬﺮ Regimeاﻟﻄﺮﻳﻘﺔ أو اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺬي ﺗﺘﺼﺮف ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ ﻣﻴﺎﻩ اﻟﻨﻬﺮ ،أي اﻟﻔﺘﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ آﻤﻴﺔ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺮ ) اﻟﻔﻴﻀﺎن( واﻟﻔﺘﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺨﻔﺾ ﻓﻴﻬﺎ آﻤﻴﺔ ذﻟﻚ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ ) اﻟﺼﻴﻬﻮد(.
٥٣
ﺗﺼﻨﻒ اﻷﻧﻬﺎر ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺬﻟﻚ إﻟﻰ: -١اﻷﻧﻬﺎر ذوات اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺒﺴﻴﻂ: ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻣﻨﺎﺳﻴﺐ اﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺮ وﺗﺰداد آﻤﻴﺔ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم ﻣﺮة واﺣﺪة ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻣﻊ ﻓﺘﺮة اﻟﺘﺴﺎﻗﻂ اﻟﻜﺒﻴﺮة أو ﻣﻊ ﻓﺘﺮة زﻳﺎدة اﻟﺘﺠﻬﻴﺰ اﻟﻤﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ .وﺗﻨﺨﻔﺾ آﻤﻴﺔ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ وﺗﻬﺒﻂ اﻟﻤﻨﺎﺳﻴﺐ ﻟﻠﻨﻬﺮ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻣﻌﻴﻨﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ اﻧﻘﻄﺎع اﻟﺘﺴﺎﻗﻂ أو ﺗﻨﺎﻗﺼﻪ وﻗﻠﺔ آﻤﻴﺔ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰ اﻟﻤﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ آﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺮي دﺟﻠﺔ واﻟﻔﺮات. -٢اﻷﻧﻬﺎر ذوات اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﺰدوج: ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ اﻧﻬﺎر هﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻓﺘﺮﺗﺎن ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﻨﺴﻮب اﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺮ ﺗﺤﺼﺮان ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﺘﺮﺗﻴﻦ ﻟﻠﻤﻨﺎﺳﻴﺐ اﻟﻮاﻃﺌﺔ واﻟﺘﺼﺮﻳﻒ اﻟﻤﺎﺋﻲ اﻟﻘﻠﻴﻞ .وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻷﻧﻬﺎر اﻻﺳﺘﻮاﺋﻴﺔ ﻣﺜﺎﻻ ﺟﻴﺪا ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎخ اﻻﺳﺘﻮاﺋﻲ ﻗﻤﺘﺎن ﻟﻠﻤﻄﺮ ﺗﺘﻔﻘﺎن ﻣﻊ ﻓﺘﺮﺗﻲ ﺗﻌﺎﻣﺪ اﻟﺸﻤﺲ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻻﺳﺘﻮاﺋﻴﺔ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺆدي ﻣﻌﻪ إﻟﻰ رﻓﻊ ﻣﻨﺎﺳﻴﺐ اﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ اﻷﻧﻬﺎر .وﺗﻨﺨﻔﺾ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎﺳﻴﺐ اﻟﻤﻨﺎﺳﻴﺐ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺗﻲ ﻗﻠﺔ اﻟﻤﻄﺮ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ اﻟﻤﺤﺼﻮرة ﺑﻴﻦ هﺎﺗﻴﻦ اﻟﻘﻤﺘﻴﻦ ،آﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺮي اﻻﻣﺎزون واﻟﻜﻮﻧﻐﻮ. وﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ أن ﺗﺤﺼﻞ أﻳﻀﺎ ﻟﻸﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺰود ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻣﻦ اﻷﻣﻄﺎر اﻟﻐﺰﻳﺮة ﻓﻲ اﻟﺨﺮﻳﻒ واﻟﺸﺘﺎء ﺛﻢ ﺗﻘﻞ اﻷﻣﻄﺎر ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ اﻟﺸﺘﺎء وﻳﻘﻞ ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ اﻟﻨﻬﺮي. وﺗﺤﺪث زﻳﺎدة ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﺼﺮﻳﻒ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﺗﻔﻊ درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺤﺎر وﺗﺆدي إﻟﻰ إذاﺑﺔ اﻟﺜﻠﻮج اﻟﻤﺘﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻧﻬﺎر ﺟﻨﻮب أورﺑﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺟﺒﺎل اﻷﻟﺐ ﺧﻴﺮ اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ. -٣اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﺮآﺐ: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺣﻮض اﻟﻨﻬﺮ آﺒﻴﺮة ﺟﺪا ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻀﻢ أﻧﻮاﻋﺎ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻣﻦ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ أو ﺗﺸﻤﻞ ﺗﻀﺎرﻳﺲ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻓﺎن ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻌﻘﻮل أن ﻳﻜﻮن ﻧﻈﺎم اﻟﺠﺮﻳﺎن ﻓﻲ آﻞ أﺟﺰاء اﻟﻨﻬﺮ اﻟﺬي ﻳﺼﺮف ﻣﻴﺎﻩ ذﻟﻚ اﻟﺤﻮض ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﻪ وﺗﺘﺒﻊ ﻧﻈﺎﻣﺎ واﺣﺪا وﻟﺬﻟﻚ ﻳﺼﺒﺢ ﻧﻈﺎم اﻟﺠﺮﻳﺎن ﻣﺮآﺒﺎ ﻓﻴﻬﺎ .وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻧﻬﺎر اﻟﻤﺴﻴﺴﺒﻲ واﻟﺪاﻧﻮب أﻣﺜﻠﺔ ﺟﻴﺪة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ .وﺗﺘﺼﻒ هﺬﻩ اﻷﻧﻬﺎر ﺑﻜﺜﺮة رواﻓﺪهﺎ وﺗﺒﺎﻋﺪ اﻟﻤﺴﺎﻓﺎت ﺑﻴﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺮواﻓﺪ. ﺛﺎﻟﺜﺎ -ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻷﻧﻬﺎر ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻤﺮاﺗﺒﻬﺎRiver Orders : ﺟﺮت ﻣﺤﺎوﻻت ﻋﺪﻳﺪة ﻟﺘﺼﻨﻴﻒ اﻷﻧﻬﺎر ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻤﺮاﺗﺒﻬﺎ آﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺤﺎوﻟﺔ هﻮرﺗﻦ Hortonﻓﻲ ﺳﻨﺔ ،١٩٤٥وﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺳﺘﺮاﻟﺮ ﻋﺎم ١٩٥٢وﺷﺮﻳﻒ Shreve ﺳﻨﺔ ١٩٥٧وﺷﺎﻳﺪآﺮ Scheideggerﺳﻨﺔ .١٩٦٥ﺗﻬﺪف آﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺤﺎوﻻت إﻟﻰ ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻟﻮدﻳﺎن اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺒﺪء ﺗﺴﻠﺴﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﻤﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮي .وﻻ ﺗﻬﺪف ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻤﺠﺎري اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ إﻟﻰ هﺬا ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺎ أن ﺗﻌﻄﻲ دﻟﻴﻼ ﺗﻘﺮﻳﺒﻴﺎ ﻋﻦ آﻤﻴﺔ اﻟﺠﺮﻳﺎن اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻓﻲ ﺷﺒﻜﺔ ﻧﻬﺮﻳﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺣﻴﺚ آﻠﻤﺎ زادت ﻣﺮﺗﺒﺔ
٥٤
اﻟﻨﻬﺮ ﻓﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﻜﻮن آﻤﻴﺔ اﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻴﻪ آﺒﻴﺮة ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺮواﻓﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﺬي. وﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﺬي وﺿﻌﺔ هﻮرﺗﻮن اآﺜﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺤﺎوﻻت ﺑﺴﺎﻃﺔ ﺣﻴﺚ ﻗﺎم ﺑﺘﺼﻨﻴﻒ اﻻﻧﻬﺎر اﻟﻰ ﻣﺮاﺗﺐ .وﻗﺒﻞ ان ﻧﺼﻨﻒ اﻻﻧﻬﺎر ﺣﺴﺐ رﺗﺒﺘﻬﺎ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﻤﻮرﻓﻮﻣﺘﺮﻳﺔ ﻟﻼﺣﻮاض اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻻن اﻟﺮﺗﺒﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ. اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﻤﻮرﻓﻮﻣﺘﺮﻳﺔ ﻟﻼﺣﻮاض اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ: ﺗﻤﺜﻞ دراﺳﺔ اﻻﺣﻮاض اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺟﺎﻧﺒﺎ آﺒﻴﺮا ﻣﻦ اهﺘﻤﺎم اﻟﺠﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﻴﻦ ،ﻟﻤﺎ ﻟﻬﺬﻩ اﻷﺣﻮاض ﻣﻦ دﻻﻻت ﺑﻴﺌﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪة .ﻓﺎﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﻤﻮرﻓﻮﻣﺘﺮﻳﺔ ﻟﻼﺣﻮاض اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ارﺗﺒﺎﻃﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮا ﺑﺎﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ) (Structureواﻟﻤﻨﺎخ واﻟﻐﻄﺎء اﻟﻨﺒﺎﺗﻲ وأﻳﺔ ﺗﻐﻴﺮات ﺗﻄﺮأ ﻋﻠﻴﻬﺎ آﻤﺎ ﺗﻠﻘﻲ دراﺳﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ هﺎﻳﺪروﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻤﺠﺎري اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ وإﻧﺘﺎﺟﻬﺎ اﻟﺮﺳﻮﺑﻲ ) .(Sediment Yieldودورهﺎ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻷﺷﻜﺎل اﻻرﺳﺎﺑﻴﺔ واﻟﺤﺘﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻳﻀﺎف إﻟﻰ ذﻟﻚ .إن هﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﻗﺎﻋﺪة ﺿﺮورﻳﺔ ﻻهﺘﻤﺎﻣﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ أﺧﺮى، آﺘﻠﻚ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ،واﻟﺘﺮﺑﺔ ،واﻟﻬﻨﺪﺳﺔ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ .ﺗﺤﺪد اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺎت اﻷﺣﻮاض اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ اﻟﻤﻮرﻓﻮﻣﺘﺮﻳﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ آﺒﻴﺮ. إذ ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ هﺬﻩ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻟﺘﺴﺎهﻢ ،ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻤﻤﻴﺰة ﻟﺘﻠﻚ اﻷﺣﻮاض ،وﻟﻤﺎ آﺎﻧﺖ اﻷﺣﻮاض اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺣﺴﺎﺳﺔ ﺟﺪا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ. وﺗﺴﺘﻌﻤﻞ اﻟﺨﺮاﺋﻂ اﻟﻄﺒﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت اﻟﻤﻮرﻓﻮﻣﺘﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ،ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺴﺎﺑﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮة ،أو ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﻄﺮق اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ اﻟﻤﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻬﺎ، وﺗﻘﺴﻢ هﺬﻩ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ إﻟﻰ: أ -اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﻤﺴﺎﺣﻴﺔ واﻟﺸﻜﻠﻴﺔ وﺗﺸﻤﻞ: -١ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺤﻮض /آﻢ.٢ -٢ﻧﺴﺒﺔ اﻻﺳﺘﻄﺎﻟﺔ )= ( Elongation Ratio ﻃﻮل ﻗﻄﺮ داﺋﺮة ﺑﻨﻔﺲ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺤﻮض /آﻢ اﻗﺼﻰ ﻃﻮل اﻟﺤﻮض /آﻢ * ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺪاﺋﺮة = ﻧﻖ ﻣﺮﺑﻌﺎ Xﺛﺎﺑﺖ اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻴﺔ )( ٣٫١٤
-٣اﺳﺘﺪارة اﻟﺤﻮض ) = ( Circularity ٢
ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺤﻮض /آﻢ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ٢ ﻣﺴﺎﺣﺔ داﺋﺮة ﻳﺴﺎوي ﻣﺤﻴﻄﻬﺎ ﻣﺤﻴﻂ اﻟﺤﻮض ﻧﻔﺴﻪ /آﻢ اﻟﻤﺤﻴﻂ =
٢ﻧﻖ×٣٫١٤ • • ﻧﻖ ﻣﺮﺑﻌﺎ = اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ÷ ٣٫١٤ • ﻧﻖ = ﺟﺬر ﻣﺮﺑﻊ ﻧﺼﻒ اﻟﻘﻄﺮ ) اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ÷ ( ٣٫١٤
٥٥
-٤ﻣﻌﺎﻣﻞ ﺷﻜﻞ اﻟﺤﻮض ) = (٢) (From Factor ٢ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺤﻮض /آﻢ ٢ ﻣﺮﺑﻊ ﻃﻮل اﻟﺤﻮض/آﻢ ب -اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﺘﻀﺎرﻳﺴﻴﺔ: .١ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﻀﺮس )= ( Relief Ratio اﻟﺘﻀﺮس ) اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ أﻋﻠﻰ واﺧﻔﺾ ﻧﻘﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻮض ( م ﻃﻮل اﻟﺤﻮض /آﻢ .٢اﻟﻤﻌﺎﻣﻞ اﻟﻬﺒﺴﻮﻣﺘﺮي ) = (٣)( Hypsometric Index اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻨﺴﺒﻲ ) اﻟﻨﺴﺒﺔ ﻳﻴﻦ ارﺗﻔﺎع أي ﺧﻂ آﻨﺘﻮري ﻣﺨﺘﺎر إﻟﻰ أﻗﺼﻰ ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻟﺤﻮض. اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ) اﻟﻨﺴﺒﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ اﻟﻤﺤﺼﻮرة ﺑﻴﻦ أي ﺧﻂ آﻨﺘﻮري وﻣﺤﻴﻂ اﻟﺤﻮض إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ اﻟﻜﻠﻴﺔ ﻟﻨﻔﺲ اﻟﺤﻮض( ج -ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺸﺒﻜﺔ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ: .١اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ اﻟﺘﺼﺮﻳﻔﻴﺔ )=( Drainage Density . ﻃﻮل اﻟﻤﺠﺎري اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺑﺠﻤﻴﻊ رﺗﺒﻬﺎ /آﻢ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺤﻮض /آﻢ ٢ .٢اﻟﺘﻜﺮار اﻟﻨﻬﺮي )=( Stream Frequency ﻋﺪد اﻟﻤﺠﺎري اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺑﺠﻤﻴﻊ رﺗﺒﻬﺎ. ٢ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺤﻮض /آﻢ .٣رﺗﺒﺔ اﻟﻨﻬﺮ ) .( Stream Order وﺗﻌﻨﻲ ﻣﺮآﺰ اﻟﻨﻬﺮ أو اﻟﻤﺴﻴﻞ اﻟﻤﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﻘﻴﺔ اﻟﻤﺠﺎري اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﺤﻮض ،وﺣﺴﺐ ﻣﻨﻬﺎج ﺳﺘﺮﻳﻠﺮ ﺗﺴﻤﻰ اﻟﻤﺠﺎري اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺼﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﻳﺔ ﻣﺠﺎري ﻣﺎﺋﻴﺔ ﺑﻤﺠﺎري اﻟﺮﺗﺒﺔ اﻻوﻟﻰ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻨﺘﻤﻲ اﻟﻰ اﻟﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﺎري اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻘﺎء ﻣﺠﺮﻳﻴﻦ او اآﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺮﺗﺒﺔ اﻻوﻟﻰ وهﻜﺬا . .٤ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺸﻌﺐ اﻟﻨﻬﺮي )= ( Bifurcation ratio ﻋﺪد اﻻﻧﻬﺎر ﻣﻦ رﺗﺒﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻋﺪد اﻻﻧﻬﺎر ﻓﻲ اﻟﺮ ﺗﺒﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ .٥ﻣﻌﺪل اﻟﻨﺴﻴﺞ اﻟﺤﻮﺿﻲ ) = ( Texture Ratio ﻣﺠﻤﻮع اﻟﻨﺘﻮءات اﻟﺒﺎرزة ﻓﻲ أي ﺧﻂ آﻨﺘﻮري ﻓﻲ اﻟﺨﻮض اﻟﻤﺎﺋﻲ ﻃﻮل ﻣﺤﻴﻂ اﻟﺤﻮض ﻧﻔﺴﻪ .٦ﻣﻌﺪل اﻟﻨﺴﻴﺞ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ )= ( The Weighted mean value ﻣﺠﻤﻮع ) اﻟﻤﺴﺎﺣﺎت اﻟﺤﻮﺿﻴﺔ × ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻨﺴﻴﺞ أﻟﺤﻮﺿﻲ ( ﻣﺠﻤﻮع اﻟﻤﺴﺎﺣﺎت اﻟﺤﻮﺿﻴﺔ
٥٦
وﺑﻌﺪ أن أآﻤﻠﻨﺎ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﻤﻮرﻓﻮﻣﺘﺮﻳﻪ ﻧﻌﻮد اﻵن إﻟﻰ ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻷﻧﻬﺎر ﺣﺴﺐ رﺗﺒﺘﻬﺎ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺣﺪدت اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺑﺠﻤﻴﻊ رﺗﺒﻬﺎ ﺣﺴﺐ ﻣﻨﻬﺎج آﻞ ﻣﻦ هﻮرﺗﻮن وﺷﻮم وﺳﺘﺮﻳﻠﺮ .ﺑﺤﻴﺚ وﺻﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﻌﺮﺟﺎت اﻟﻤﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺧﻄﻮط اﻻرﺗﻔﺎﻋﺎت اﻟﻤﺘﺴﺎوﻳﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻨﺎﺑﻊ ،ﺛﻢ ﺻﻨﻒ اﻟﻤﺠﺎري اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ اﻟﻤﺘﺸﻜﻠﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﺮﺗﺒﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻤﻨﻬﺎج ﺳﺘﺮﻳﻠﺮ. ﻣﺮاﺗﺐ اﻷﻧﻬﺎر ﺑﻤﻮﺟﺐ دﻟﻴﻞ هﻮرﺗﻮن -١اﻧﻬﺎر اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ اﻷوﻟﻰ ،وهﻲ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻬﺎ أﻳﺔ رواﻓﺪ. -٢اﻧﻬﺎر اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،وهﻲ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﻧﻬﺎر اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻘﻂ. -٣اﻧﻬﺎر اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :وﺗﻨﺸﺄ هﺬﻩ اﻷﻧﻬﺎر ﻣﻦ ارﺗﺒﺎط اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .وﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻤﺮاﺗﺐ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺴﻠﺴﻞ).(٩ راﺑﻌﺎ – ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻷﻧﻬﺎر ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻨﻤﻂ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ Drainage Pattern ﺗﺄﺧﺬ ﺷﺒﻜﺔ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ اﻟﻨﻬﺮي ﻷﻳﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺷﻜﻼ ﺧﺎﺻﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﻨﻤﻂ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ وهﻮ اﻟﺬي ﺗﺒﺪو ﻓﻴﻪ ﻣﺠﺎري وودﻳﺎن اﻷﻧﻬﺎر ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﺎرﻃﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ. وﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﻻ ﻳﻜﻮن وﺿﻊ اﻟﺸﺒﻜﺔ اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ هﺬا اﻋﺘﺒﺎﻃﻴﺎ ﺑﻞ اﻧﻪ ﻳﻜﻮن ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت ﺑﻴﻦ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﻤﻨﺎخ اﻟﺴﺎﺋﺪ وﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ وآﺬﻟﻚ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺼﺨﻮر وﺑﻨﻴﺘﻬﺎ .وﺑﺬﻟﻚ أﻣﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ أﻧﻤﺎط اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ إﻟﻰ: -١ﻧﻤﻂ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ اﻟﻨﻬﺮي اﻟﺸﺠﺮي Dendritic ﻳﺮﺗﺒﻂ وﺟﻮد هﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﺻﺨﻮرهﺎ ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ وﺗﻜﻮن ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠﺐ ذوات ﻃﺒﻘﺎت ﺻﺨﺮﻳﺔ أﻓﻘﻴﺔ اﻻﻣﺘﺪاد أو ﺗﻤﻴﻞ ﻣﻴﻼ ﺑﺴﻴﻄﺎ .آﻤﺎ وﻳﺘﺼﻒ اﻟﺴﻄﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ذو ﺗﻀﺎرﻳﺲ واﻃﺌﺔ آﺄن ﻳﻜﻮن ﺳﻬﻼ أو ﺳﻄﺢ هﻀﺒﺔ .وﺗﺒﺪو اﻷﻧﻬﺎر ﻓﻲ هﺬا اﻟﻨﻤﻂ وآﺄﻧﻬﺎ ﺗﻔﺮﻋﺎت أﻏﺼﺎن اﻷﺷﺠﺎر .وﺗﺨﺘﻠﻒ آﺜﺎﻓﺔ اﻟﺘﻔﺮغ اﻟﻨﻬﺮي ﻓﻲ هﺬا اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺪرﺟﺔ ﺻﻼﺑﺔ اﻟﺼﺨﻮر وﻣﺴﺎﻣﻴﺘﻬﺎ وآﺬﻟﻚ ﻟﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﻤﻨﺎخ إذ ﺗﺰداد آﺜﺎﻓﺔ اﻟﺘﻔﺮغ آﻠﻤﺎ آﺎﻧﺖ اﻟﺼﺨﻮر ذوات ﺻﻼﺑﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ آﻤﺎ هﻲ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﻘﻞ اﻟﺘﻔﺮع ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ . اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ .وﺗﺰﻳﺪ درﺟﺔ اﻟﺘﻔﺮع أﻳﻀﺎ ﻣﻊ زﻳﺎدة آﻤﻴﺔ اﻟﺘﺴﺎﻗﻂ وﺗﻘﻞ ﺑﻘﻠﺘﻪ. -٢ﻧﻤﻂ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ اﻟﻤﺴﺘﻄﻴﻞ Rectangular ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺿﻌﻒ ﻓﻲ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻟﺼﺨﺮي ﻷﻳﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺣﻴﺚ ﺗﺤﺎول اﻟﻮدﻳﺎن اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ أن ﺗﺜﺒﺖ اﻣﺘﺪاداﺗﻬﺎ ﻓﻮق ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻀﻌﻒ ﺗﻠﻚ ،وﻳﺤﺪث أن ﺗﺄﺧﺬ اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﻣﺘﻌﺎﻣﺪا ﻳﻨﻌﻜﺲ ﺑﺪورﻩ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ ﺣﻴﺚ ﺗﻠﺘﻘﻲ اﻷﻧﻬﺎر ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺰاوﻳﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ. -٣ﻧﻤﻂ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ اﻟﺘﻜﻌﻴﺒﻲ Trellis ﻳﺘﻄﻮر ﻧﻤﻂ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ اﻟﻨﻬﺮي اﻟﺘﻜﻌﻴﺒﻲ ﻓﻮق اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ذوات اﻟﺒﻨﻴﺎت اﻻﻟﺘﻮاﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻨﻀﺞ ﻣﻦ اﻟﺪورة اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺜﺒﺖ اﻟﻮدﻳﺎن اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻮق اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻠﻴﻨﺔ .وﺗﺘﺼﻞ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻮدﻳﺎن رواﻓﺪ
٥٧
ﻋﺪﻳﺪة ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻌﺎﻣﺪ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻳﻜﻮن ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻮاﻓﻘﺎ ﻓﻲ اﺗﺠﺎهﻪ ﻣﻊ اﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻴﻞ اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻠﺼﺨﻮر وﻳﻜﻮن اﻟﺒﻌﺾ اﻷﺧﺮ ﻣﻌﺎآﺴﺎ ﻻﺗﺠﺎﻩ ذﻟﻚ اﻟﻤﻴﻞ. -٣ﻧﻤﻂ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ اﻟﻤﺪور)اﻟﺪاﺋﺮي( Annular ﻳﺮﺗﺒﻂ وﺟﻮد هﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻓﻮق اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﺑﻨﻴﺎﻧﻬﺎ ﻗﺒﺎﺑﻴﺔ وﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻨﻀﺞ ﻣﻦ اﻟﺪورة اﻟﺠﻴﻤﻮرﻓﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻌﺎﻗﺐ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ درﺟﺔ اﻟﺼﻼﺑﺔ وﺗﺤﻴﻂ آﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺮآﺰ اﻟﺬي ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺻﺨﻮر ﻧﺎرﻳﺔ ﻣﺘﺒﻠﻮرة .ﺗﺜﺒﺖ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ودﻳﺎﻧﻬﺎ ﻓﻮق ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻠﻴﻨﺔ اﻟﺪاﺋﺮﻳﺔ اﻻﻣﺘﺪاد وﺗﻠﺘﻘﻲ ﺑﻬﺎ رواﻓﺪ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻓﺎت اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ اﻟﺼﺨﻮر اﻷآﺜﺮ ﺻﻼﺑﺔ. ﻧﻤﻂ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ اﻟﻨﻬﺮي اﻹﺷﻌﺎﻋﻲ Radial ﻳﻤﺜﻞ هﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ ﻓﻮق أﻧﻮاع ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ إذ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻮق اﻟﻤﺨﺎرﻳﻂ اﻟﺒﺮآﺎﻧﻴﺔ وﻓﻮق اﻟﻘﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺸﺒﺎب وآﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻟﺘﺎوات واﻟﺪاﻻت اﻟﻤﺮوﺣﻴﺔ .وﺗﺘﺒﺎﻋﺪ ﺧﻄﻮط اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ آﻠﻤﺎ اﺑﺘﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﺮآﺰﻳﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ. وﺗﻮﺟﺪ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ أﻧﻤﺎط اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ أﻧﻤﺎط أﺧﺮى ذوات ﺻﺒﻐﺔ ﻣﺤﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠﺐ ﻣﺜﻞ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ اﻟﻤﺮآﺰي ﺣﻴﺚ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﺧﻄﻮط اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺨﻔﺾ ﻣﺮآﺰي آﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺤﻔﺮ اﻟﺒﺎﻟﻮﻋﻴﻪ واﻟﻔﻮهﺎت أﻟﺒﺮآﺎﻧﻴﻪ و ﺑﻘﻴﺔ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﺤﻮﺿﻴﺔ ،وﻧﻤﻂ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ اﻟﻤﺘﻮازي اﻟﺬي ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺠﺎري ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﺴﺎﻓﺎت ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ أو ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻮازي آﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮآﺎم اﻟﺠﻠﻴﺪي. ﺧﺎﻣﺴﺎ :ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻷﻧﻬﺎر ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻨﺸﺎﺗﻬﺎ Genetic Classification ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻷﻧﻬﺎر ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻨﺸﺎﺗﻬﺎ وﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﻴﻦ ﻣﻴﻞ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮي ﻋﻠﻴﻬﺎ إﻟﻰ: -١اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ Consequent ﻧﻌﻨﻲ ﺑﻬﺎ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻊ ﻓﻲ اﺗﺠﺎة ﺟﺮﻳﺎﻧﻬﺎ اﻟﻤﻴﻞ اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻠﺼﺨﻮر ﻓﻲ اﻹﻗﻠﻴﻢ. ﺗﺮﺟﻊ ﻣﻌﻈﻢ اﻧﻬﺎر اﻷرض إﻟﻰ هﺬا اﻟﻨﻮع .وﺗﻈﻬﺮ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻓﻮق آﻞ اﻷﺷﻜﺎل اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻟﺘﻮهﺎ آﺎن ﺗﻜﻮن ﺟﺒﻼ ﺑﺮآﺎﻧﻴﺎ. -٢اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﺎﻟﻴﺔSubsequent : ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷﻧﻬﺎر اﺳﻢ اﻧﻬﺎر اﻟﻤﻀﺎرب Strikeﻻن اﻣﺘﺪادهﺎ اﻟﻌﺎم ﻳﻜﻮن ﻣﻊ اﺗﺠﺎة ﻣﻀﺎرب اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ .وﺗﺜﺒﺖ هﺬﻩ اﻷﻧﻬﺎر ودﻳﺎﻧﻬﺎ ﻓﻮق اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﻠﻴﻨﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ .وﻟﺬﻟﻚ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺗﻠﻚ اﻟﻮدﻳﺎن ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺷﺪة ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﺮاﺳﻴﺔ أو اﻟﻌﻤﻮدﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ. -٣اﻷﻧﻬﺎر اﻟﻌﻜﺴﻴﺔ Obsequent وﻧﻌﻨﻲ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮي ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﻣﻌﺎآﺲ ﻻﺗﺠﺎة ﻣﻴﻞ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ أي ﻋﻜﺲ اﺗﺠﺎﻩ ﺟﺮﻳﺎن اﻟﻤﺎء ﻓﻲ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ Consequentاﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻹﻗﻠﻴﻢ. وﺗﺘﺼﻒ ودﻳﺎن هﺬﻩ اﻷﻧﻬﺎر ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗﺼﻴﺮة وذوات درﺟﺔ اﻧﺤﺪار ﺷﺪﻳﺪة وﻻ ﺗﻜﻮن
٥٨
ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺠﺮي ﻓﻮق اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ ﻋﺎدة وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﻌﻜﺴﻴﺔ رواﻓﺪ ﻟﻸﻧﻬﺎر اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ Subsequentﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠﺐ. -٤اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ Resequent ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮي ﻣﻊ اﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻴﻞ ﻟﻠﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻋﺎدة اﺳﻢ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،وﺗﺠﺮي ﺗﻠﻚ اﻷﻧﻬﺎر ﻣﻊ اﺗﺠﺎة ﺟﺮﻳﺎن اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ وﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ أﻧﻬﺎ اﻧﻬﺎر ﻧﺸﺄت ﺑﻌﺪ ﻧﺸﻮ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ .وﺗﻜﻮن اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ رواﻓﺪ ﻟﻸﻧﻬﺎر اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻷآﺜﺮ. – ٥اﻷﻧﻬﺎر اﻟﻌﺸﻮاﺋﻴﺔ Isequent وهﻲ اﻻﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺠﺪ ﺳﺒﺒﺎ ﻣﻘﻨﻌﺎ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺠﺮاهﺎ إذ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﺒﻊ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ آﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺠﺮي ﺑﺎﺗﺠﺎة اﻟﻤﻴﻞ ﻟﻠﻄﺒﻘﺎت ﻏﻴﺮ أﻧﻬﺎ ﺗﺠﺮي ﻓﻲ آﻞ اﺗﺠﺎة ﻣﻨﺎﺳﺐ .وﻳﻜﻮن ﻧﻤﻂ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ اﻟﻨﻬﺮي اﻟﻤﺮﺗﺒﻂ ﻣﻌﻬﺎ ﺷﺠﺮﻳﺎ. وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻷﻧﻮاع اﻟﺨﻤﺴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ أآﺜﺮ أﻧﻮاع اﻷﻧﻬﺎر ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻨﺸﺄة ﺷﻴﻮﻋﺎ ﻏﻴﺮ أن هﻨﺎك اﻧﻬﺎرا أﺧﺮى ﺗﻌﺮﺿﺖ ودﻳﺎﻧﻬﺎ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﺑﺎﻃﻨﻴﺔ أﻋﻄﺘﻬﺎ ﺻﻔﺎت ﻧﺸﺄة ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ وهﻲ: -١اﻟﻨﻬﺮ اﻟﺴﺎﻟﻒ Antecedent ﺣﻴﺚ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت ﻳﻨﺤﺮف ﻣﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮ ﺑﻌﺪ أن آﺎن ﻗﺪ ﻃﻮر ﻣﺠﺮاﻩ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺤﺮآﺎت اﻷرﺿﻴﺔ أو ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻄﻔﻮح اﻟﺒﺮآﺎﻧﻴﺔ أو اﻧﻜﺸﺎف اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻨﺎرﻳﺔ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ .وﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻬﺮ اﺳﻢ اﻟﻨﻬﺮ اﻟﺴﺎﻟﻒ إذا آﺎن ﻣﻦ اﻟﻘﻮة ﺑﻤﻜﺎن ﻳﺠﻌﻞ ﻓﻲ ﻣﻘﺪورﻩ اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ ﻣﺠﺮاﻩ رﻏﻢ ﻗﻮى اﻻﻧﺤﺮاف اﻟﺘﻲ ﻳﻔﺘﺮض أن ﺗﻜﻮن ﺑﻄﻴﺌﺔ ﺟﺪا وﺗﻜﻮن هﺬﻩ اﻷﻧﻬﺎر وﻣﺠﺎرﻳﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺴﺠﻤﺔ ﻣﻊ اﻟﻤﻨﺤﺪرات اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﻬﺎ. -٢اﻟﻨﻬﺮ اﻟﻤﻨﻄﺒﻊSuperimposed : ﻳﻘﻮم اﻟﻨﻬﺮ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﻟﻮادﻳﻪ ﺿﻤﻦ ﺗﻜﻮﻳﻨﺎت ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ وﺿﻤﻦ ﺑﻨﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ أﻳﻀﺎ .وﻣﻊ اﺳﺘﻤﺮار ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ ﺗﻜﺸﻒ اﻷﻧﻬﺎر ﺗﻜﻮﻳﻨﺎت ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻣﻄﻤﻮرة ﺗﺨﺘﻠﻒ آﺜﻴﺮا ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ وﻓﻲ ﺑﻨﻴﺘﻬﺎ وﻟﺬﻟﻚ ﺗﺠﺪ اﻷﻧﻬﺎر ﻧﻔﺴﻬﺎ وهﻲ واﻗﻌﺔ ﻓﻲ أﻣﺎآﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ آﺎن ﺗﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ أو ﻋﻠﻰ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺘﻮاء ﻣﺤﺪب ﺷﺪﻳﺪ أو أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺒﺮ ﺻﺨﻮرا ذات ﺻﻼﺑﺔ آﺒﻴﺮة آﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺤﺎﺷﺎهﺎ ﻓﻲ ﻇﺮوف اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ اﻻﻋﺘﻴﺎدﻳﺔ وﻣﻤﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻋﺔ آﺸﻒ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎت ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻬﺮ اﻟﻤﻨﻄﺒﻊ ﺗﻌﺮﺿﻪ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ إﻋﺎدة اﻟﺸﺒﺎب ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮم اﻷﻧﻬﺎر ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺘﺴﻮﻳﺔ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﻣﻊ ﺑﻘﺎء اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎت اﻟﺼﻠﺒﺔ أآﺜﺮ ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎم ﻟﻬﺎ وﺗﻜﻮن ودﻳﺎﻧﻬﺎ ﺿﻴﻘﺔ وﻋﻤﻴﻘﺔ ﻋﻨﺪ ﻋﺒﻮرهﺎ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ .وﺗﻜﻮن ﻣﻌﻈﻢ هﺬﻩ اﻷﻧﻬﺎر ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺴﺠﻤﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻊ اﻟﺒﻨﻴﺎت اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ وﻳﺼﻌﺐ ﺗﻤﻴﻴﺰهﺎ آﺜﻴﺮا ﻋﻦ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ. اﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎتFloods : وهﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻣﺘﻼء اﻟﻀﻔﺎف bank fullﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﻞ اﻟﻨﻬﺮ إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻟﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮي ﻣﻊ اﻟﻤﺴﺘﻮى ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﺴﻬﻞ أﻟﻔﻴﻀﻲ اﻟﻤﺠﺎور ﻟﻪ و ﻳﻄﻐﻰ اﻟﻤﺎء ﻓﻮق ﺿﻔﺎف اﻟﻨﻬﺮ ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺪث اﻟﻔﻴﻀﺎن. وﻗﺪ ﻋﺎﻧﺖ آﻞ اﻷﻧﻬﺎر ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﻴﻀﺎن ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ ،وﺗﻌﺮض اﻟﻜﺜﻴﺮ
٥٩
ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ آﻞ ﻋﺎم ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ .وﺗﺘﺴﺒﺐ اﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎت ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻈﺮوف وﺣﻮادث آﺜﻴﺮة إذ ﻗﺪ ﻳﺴﺒﺒﻬﺎ اﻧﻬﺪام ﺳﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﺪود آﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﺪ St.Francisﻓﻲ آﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ .١٩٢٨ وﻳﺆدي ﻏﻠﻖ اﻟﻤﺠﺎري اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺠﻠﻴﺪ إﻟﻰ ﺗﺮاآﻢ اﻟﻤﻴﺎﻩ ﺧﻠﻔﻬﺎ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺣﺪوث اﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎت ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ اﻟﻮاﻃﺌﺔ اﻟﻤﺠﺎورة ﻣﺜﻞ اﻟﺬي ﻳﺤﺪث آﺜﻴﺮا ﻓﻲ ﻧﻬﺮ آﻮﻧﻴﺘﻜﺖ Connecticutﻓﻲ ﻧﻴﻮاﻧﻜﻠﻨﺪ .وﺗﺴﺒﺐ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎت ﻣﻦ اﻟﺬوﺑﺎن اﻟﺴﺮﻳﻊ ﻟﻠﺜﻠﻮج اﻟﻤﺼﺤﻮب ﺑﺄﻣﻄﺎر ﻏﺰﻳﺮة آﻤﺎ ﻓﻲ دﺟﻠﺔ واﻟﻔﺮات وﻧﻬﺮ اﻟﻜﻨﺞ واﻟﺴﻨﺪ .وﺗﺆدي اﻷﻣﻄﺎر اﻟﻐﺰﻳﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻘﻂ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ اﻋﺘﻴﺎدي إﻟﻰ ﺣﺪوث اﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎت ﻓﻲ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻧﻬﺎر ﺧﺎﺻﺔ إذا آﺎﻧﺖ أرﺿﻴﺔ اﻟﺤﻮض اﻟﻨﻬﺮي ﻣﺘﺠﻤﺪة أو ﻣﺸﺒﻌﺔ ﺑﺎﻟﻤﻴﺎﻩ ﻣﻦ إﻣﻄﺎر ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺠﺎل ﻻﻣﺘﺼﺎص آﻤﻴﺔ آﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﻣﻴﺎﻩ ﺗﻠﻚ اﻷﻣﻄﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﻪ آﻠﻬﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮي ﻓﺘﺴﺒﺐ اﻟﻔﻴﻀﺎن. ﺗﺘﻌﺎﻇﻢ ﻗﻮة اﻟﻨﻘﻞ واﻟﺘﻌﺮﻳﺔ آﺜﻴﺮا وﺑﺸﻜﻞ ﺳﺮﻳﻊ ﻟﺪى اﻷﻧﻬﺎر ﻣﻦ ﺟﺮاء زﻳﺎدة ﺣﺠﻢ اﻟﻤﺎء وزﻳﺎدة ﺳﺮﻋﺘﻪ وﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن اﻷﻧﻬﺎر ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺆدي ﻋﻤﻼ ﺟﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺧﻼل اﻟﻔﻴﻀﺎن أﺳﺮع واآﺒﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺬي ﺗﺆدﻳﻪ ﻓﻲ اﻟﻈﺮوف اﻻﻋﺘﻴﺎدﻳﺔ .ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮم اﻷﻧﻬﺎر ﺑﺘﻌﻤﻴﻖ وﺗﻮﺳﻴﻊ ﻣﺠﺎرﻳﻬﺎ وﻗﺪ ﺗﻘﻮم ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ ﻣﺠﺎر ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻬﺎ وﺗﻠﻘﻲ اﻷﻧﻬﺎر رواﺳﺒﻬﺎ ﺧﻼل اﻟﻔﻴﻀﺎن ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺘﻈﻢ ﻓﻮق ﺳﻬﻮﻟﻬﺎ اﻟﻔﻴﻀﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﻠﻰء ﺑﺎﻟﻤﻴﺎﻩ ﺑﺸﻜﻞ ﺑﺮك أو ﺑﺤﻴﺮات. ﻓﻘﺪ ﺣﻔﺮ ﻧﻬﺮ هﻮاﻧﻚ هﻮ ﻓﻲ ﻓﻴﻀﺎﻧﻪ ﺳﻨﺔ ١٨٩٢ﻣﺠﺮى ﺟﺪﻳﺪا واﺧﺬ ﻳﺼﺐ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻴﻂ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻳﺒﻌﺪ ﺣﻮاﻟﻲ ٤٨٠آﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﻋﻦ ﻣﺼﺒﻪ اﻟﻘﺪﻳﻢ. ﺗﻌﻤﻞ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺴﺪود اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ natural leveesﻓﻮق ﺳﻬﻮﻟﻬﺎ اﻟﻔﻴﻀﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﺗﻜﺮار ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻔﻴﻀﺎن .واﻟﺴﺪود اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﺗﻤﺘﺪ ﺑﻤﻮازاة ﻣﺠﺎري اﻷﻧﻬﺎر ﻓﻲ اﻟﺴﻬﻞ اﻟﻔﻴﻀﻲ وﺑﺸﻜﻞ ﻣﺠﺎور ﻟﻬﺎ وﻳﻜﻮن ﻣﺴﺘﻮاهﺎ أﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮى ﺑﻘﻴﺔ ﺟﻬﺎت اﻟﺴﻬﻞ اﻟﻔﻴﻀﻲ .ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮر آﻴﻔﻴﺔ ﺗﻜﻮن ﺗﻠﻚ اﻟﻀﻔﺎف ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ إذ ﺗﻜﻮن ﺳﺮﻋﺔ ﺟﺮﻳﺎن اﻟﻨﻬﺮ ﻗﺒﻞ وﺻﻮﻟﻪ إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻓﻮق اﻟﻀﻔﺎف ) اﻟﻔﻴﻀﺎن ( آﺒﻴﺮة وﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ اﻟﺮواﺳﺐ ﺗﻜﻮن آﺒﻴﺮة أﻳﻀﺎ ،وﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﻨﻬﺮ ﻓﺠﺄة ﺑﻌﺪ ﻃﻐﻴﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻮاﻧﺒﻪ ووﺻﻮﻟﻪ إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻔﻴﻀﺎن ﺑﺴﺒﺐ اﺗﺴﺎع ﻣﺠﺮاﻩ ﻓﻴﺴﺒﺐ ذﻟﻚ إﻟﻘﺎءﻩ آﻤﻴﺎت آﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺮواﺳﺐ ذوات اﻟﺬرات اﻟﻜﺒﻴﺮة ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻻ ﺗﺘﻠﻘﻰ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺒﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻟﻤﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮي ﻓﻲ اﻟﺴﻬﻞ اﻟﻔﻴﻀﻲ إﻻ اﻟﻤﻮاد اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ اﻟﺬرات ﻣﻦ اﻟﺮواﺳﺐ واﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺒﻘﻰ ﻋﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺎﻩ ﻟﻔﺘﺮة أﻃﻮل ،وﺗﻜﻮن آﻤﻴﺔ اﻟﺮواﺳﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻓﻮق ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻗﻠﻴﻠﺔ أﻳﻀﺎ .وﺗﺼﺒﺢ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﻠﻨﻬﺮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻜﺮار ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻔﻴﻀﺎن هﺬﻩ أﻋﻠﻰ ﻣﻨﺴﻮﺑﺎ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺟﻬﺎت اﻟﺴﻬﻞ اﻟﻔﻴﻀﻲ. ﻋﻤﻞ اﻟﻨﻬﺮ وﺳﺮﻋﺔ اﻟﻨﻬﺮ: ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﻨﻬﺮ ﺑﺸﻜﻞ رﺋﻴﺴﻲ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻧﺤﺪار اﻟﻮادي وآﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪار اﻻﺣﺘﻜﺎك ﻓﻲ ﻗﺎع وﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻤﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮي وآﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ آﻤﻴﺔ اﻟﻤﺎء وﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪار اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻘﻠﻬﺎ اﻟﻨﻬﺮ ﻧﻔﺴﻪ .ﺗﺰداد ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺠﺮﻳﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺒﺎت ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻷﺧﺮى ﻣﻊ زﻳﺎدة درﺟﺔ اﻻﻧﺤﺪارﻓﻲ اﻟﻮادي اﻟﻨﻬﺮي وﺗﻘﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﺮﻋﺔ ﻣﻊ اﻟﻘﻠﺔ ﻓﻲ
٦٠
درﺟﺔ اﻧﺤﺪار اﻟﻮدﻳﺎن اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ .ﺣﻴﺚ ﺗﺰداد ﻗﻮة اﻟﺠﺎذﺑﻴﺔ اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﻤﺆﺛﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ .وﻳﺆدي اﻻﺣﺘﻜﺎك اﻟﺬي ﻳﺤﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺎء اﻟﻤﺘﺤﺮك وﺑﻴﻦ ﻗﺎع وﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻮادي اﻟﻨﻬﺮي إﻟﻰ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺠﺮﻳﺎن ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺮ .وﻳﺰداد ذﻟﻚ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻣﻊ زﻳﺎدة ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم اﻻﻧﺘﻈﺎم واﻟﺪواﻣﺎت اﻟﺬي ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻊ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻗﻄﺎع ﻟﻨﻬﺮ. وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪم ﺗﺸﺎﺑﻪ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻟﻌﺮﺿﻴﺔ ﻟﻤﺠﺎري اﻷﻧﻬﺎر إﻻ أن اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺴﻄﺤﻲ ﻣﻦ ﻣﺎء اﻟﻨﻬﺮ اﻟﺬي ﻳﻘﻊ ﻓﻮق ﺟﺰﺋﻪ اﻟﻌﻤﻴﻖ ﻳﻜﻮن أآﺜﺮ ﺟﻬﺎت اﻟﻨﻬﺮ ﺳﺮﻋﺔ. وﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺠﺮﻳﺎن ﺑﺎﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ ذﻟﻚ اﻟﻤﻜﺎن ﺑﺎﺗﺠﺎة اﻟﻘﺎع واﻟﺠﻮاﻧﺐ. ﺗﺰداد ﺳﺮﻋﺔ ﺟﺮﻳﺎن اﻷﻧﻬﺎر ﻣﻊ زﻳﺎدة آﻤﻴﺔ ﺗﺼﺮﻳﻔﻬﺎ وﺗﻘﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﺮﻋﺔ ﻣﻊ ﺑﻘﺎء ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻤﺘﻐﻴﺮات ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ ،ﺣﻴﺚ أن هﻨﺎك ﻋﻼﻗﺔ وﺛﻴﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺠﺮﻳﺎن وﺑﻴﻦ آﻤﻴﺔ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ ﺗﺒﻴﻨﻬﺎ اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: Q = AV ﺣﻴﺚ أن = Qآﻤﻴﺔ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ ﻣﻘﺎﺳﺔ ﺑﻮﺣﺪة ﺣﺠﻤﻴﺔ ) ﻣﺘﺮ ﻣﻜﻌﺐ ﻣﺜﻼ( = Aﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﻤﻘﻄﻊ اﻟﻌﺮﺿﻲ )ﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ( = Vﻣﻌﺪل ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺠﺮﻳﺎن )ﻣﺘﺮ/اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺜﻼ( وﺗﻮﺟﺪ ﻋﻼﻗﺔ وﺛﻴﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺠﺮﻳﺎن وﺑﻴﻦ ﻣﻘﺪار ﺣﻤﻮﻟﺔ اﻟﻨﻬﺮ إذ ﻣﻊ ﺛﺒﺎت ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ اﻟﺴﺮﻋﺔ ﺗﻜﻮن ﺳﺮﻋﺔ ﺟﺮﻳﺎن اﻷﻧﻬﺎر ذات اﻟﻜﻤﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺔ ﺟﺮﻳﺎن اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ذات ﺣﻤﻮﻟﺔ اﻗﻞ. ﺗﻠﻌﺐ اﻟﺴﺮﻋﺔ دورا ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ آﻤﻴﺔ ﺣﻤﻮﻟﺔ اﻟﻨﻬﺮ وﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﻪ ﻓﻘﺪ ذآﺮ ﺟﻠﺒﺮت Gilbertأن ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻟﻨﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﻳﻚ اﻟﻤﻮاد اﻟﻘﺎﻋﻴﺔ ﺗﺰداد ١٦ﻣﺮة إذا ﻣﺎ ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﺳﺮﻋﺔ ذﻟﻚ اﻟﻨﻬﺮ .آﻤﺎ ان ﻟﺪرﺟﺔ اﻻﺿﻄﺮاب أﺛﺮهﺎ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻘﻠﻬﺎ اﻟﻨﻬﺮ إذا ﺗﺰداد ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻤﻮاد اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﺬرات ﻓﻲ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻮدهﺎ ﺗﻴﺎرات ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺿﻄﺮاب ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺮ. وﺗﻠﻌﺐ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮي ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻨﻬﺮ دورا ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻧﻮﻋﻴﺔ وآﻤﻴﺔ ﺣﻤﻮﻟﺘﻪ إذ ﻳﺤﺪث أﺣﻴﺎﻧﺎ أن ﺗﺠﺮي اﻧﻬﺎر ﺳﺮﻳﻌﺔ وﻗﻮﻳﺔ ﻓﻮق ﺻﺨﻮر ﺻﻠﺒﺔ وﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻓﺘﻜﻮن ﺣﻤﻮﻟﺘﻬﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ .وﻳﺤﺪث اﻟﻌﻜﺲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺠﺮي ﺑﻌﺾ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺒﻄﻴﺌﺔ اﻟﺠﺮﻳﺎن ﻓﻮق ﺗﻜﻮﻳﻨﺎت هﺸﺔ ﻣﻔﻜﻜﺔ ﻓﻴﺆدي ذﻟﻚ إﻟﻰ ﺣﻤﻮﻟﺔ ﻧﻬﺮﻳﺔ آﺒﻴﺮة ،وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻧﻬﺮ هﻮاﻧﻚ هﻮ ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻦ ﻣﺜﺎﻻ ﺟﻴﺪا ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺣﻴﺚ اﻧﻪ ﻳﺠﺮي ﻓﻮق ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻠﻮﻳﺲ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ﻓﻴﻨﻘﻞ آﻤﻴﺎت آﺒﻴﺮة ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﻜﻞ ﻣﻴﺎهﻪ ﻧﺤﻮ اﻟﻠﻮن اﻷﺻﻔﺮ وﻣﻨﻬﺎ ﺟﺎءت ﺗﺴﻤﻴﺔ هﺬا اﻟﻨﻬﺮ ﺑﺎﻟﻨﻬﺮ اﻷﺻﻔﺮ .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ اﻟﺬاﺋﺒﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪار ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ذوﺑﺎن اﻟﺼﺨﻮر ودرﺟﺔ ﻧﻘﺎوة اﻟﻤﻴﺎﻩ. وﻳﻘﻮم اﻟﻨﻬﺮ ﺑﺘﺮﺳﻴﺐ اﻟﻤﻮاد اﻟﺨﺸﻨﺔ اﻟﺬرات ﺛﻢ ﻳﻠﺘﻘﻄﻬﺎ ﺛﺎﻧﻴﺔ وﻳﺮﺳﺒﻬﺎ وهﻜﺬا ،وﺗﻮﺿﺢ هﺬﻩ اﻟﻘﺎﺑﻠﻴﺔ آﻴﻔﻴﺔ ﺗﻨﻘﻞ اﻟﺴﺪود واﻟﺤﻮاﺟﺰ اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ واﻟﺤﺼﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺒﻨﻴﻬﺎ اﻟﻨﻬﺮ ﺛﻢ ﻳﺤﻄﻤﻬﺎ وﻳﻨﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻜﺎن أﺧﺮ. ﻣﻼﺣﻀﺔ :إﻟﻰ هﻨﺎ ﻣﺼﺤﺢ.
اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﻨﻬﺮﻳﺔRiver Load : ﻳﻀﻞ اﻟﻨﻬﺮ ﻋﺎﻣﻼ ﻣﺆﺛﺮا ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﻪ اﻟﻘﺎﺑﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﻳﻚ اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .إذ ﻳﻨﻘﻞ اﻟﻨﻬﺮ ﺣﻤﻮﻟﺘﻪ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺘﻌﺪدة ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﻘﺴﻢ إﻟﻰ: ٦١
-١اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﺬاﺋﺒﺔ Solution Load ﺗﺤﻤﻞ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاد ﺑﺸﻜﻞ اﻳﻮﻧﺎت ذاﺋﺒﺔ وﺗﻜﻮن ﺗﻠﻚ اﻻﻳﻮﻧﺎت ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﻤﺎء ﻧﻔﺴﻪ وﺗﺘﺤﺮك ﻣﻊ ﺣﺮآﺘﺔ .وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻜﺎرﺑﻮﻧﺎت واﻟﻜﺒﺮﻳﺘﺎت واﻟﻜﻠﻮرﻳﺪات واﻻآﺎﺳﻴﺪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ أهﻢ ﺗﻠﻚ اﻻﻳﻮﻧﺎت .وﻳﺄﺗﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺗﻠﻚ اﻷﻣﻼح ﻣﻦ اﻟﻤﺎء اﻟﺒﺎﻃﻨﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﺮﺷﺢ ﺑﺸﻜﻞ ﺑﻄﻲء ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺼﺨﻮر واﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ .وﻻ ﻳﺄﺗﻲ إﻻ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻹذاﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻮاﻧﺐ وﻗﺎع اﻟﻤﺠﺎري اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ ﻣﺎ ﻋﺪا ﺗﻠﻚ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮي ﻓﻮق اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺠﻴﺮﻳﺔ أو اﻟﺠﺒﺲ. ﻳﻨﻘﻞ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﻧﻬﺎر ﺣﻤﻮﻟﺔ ذاﺋﺒﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ اﻻﻟﻒ ﺟﺰء ﺑﺎﻟﻤﻠﻴﻮن ،وﻳﻘﺘﺮب اﻟﻤﻌﺪل اﻟﻌﺎم ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﻮاد ﻓﻲ ﺣﺪود ٢٠٠ﺟﺰء ﺑﺎﻟﻤﻠﻴﻮن .وﺗﻌﺘﺒﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹذاﺑﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺟﺪا ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ ﺑﻞ وﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ذوات اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ اﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ واﻟﺠﺮﻳﺎن اﻟﺴﻄﺤﻲ اﻟﺒﻄﻲء آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺘﻘﺪ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺬوﺑﺎن اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ أن ﺗﺨﻔﺾ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻷرض ﺑﻤﻌﺪل ﻣﺘﺮ واﺣﺪ آﻞ ٢٥٠٫٠٠٠ﺳﻨﺔ .وﺗﺘﺠﺎوز ﺣﻤﻮﻟﺔ اﻟﻨﻬﺮ اﻟﺬاﺋﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻷﻧﻮاع اﻷﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ .وﻗﺪ ﻗﺪر ﻣﻮري Murrayآﻤﻴﺔ اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﺬاﺑﺔ ﺑﺤﻮاﻟﻲ ٧٦٢٫٥٨٧ﻃﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﻞ اﻟﻤﻜﻌﺐ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻦ ﻣﻴﺎﻩ اﻷﻧﻬﺎر ﻳﺘﻜﻮن ﻧﺼﻔﻬﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ آﺎرﺑﻮﻧﺎت اﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم .وﺗﻨﻘﻞ اﻷﻧﻬﺎر إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺎر آﻤﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء ﺗﻘﺪر ﺑﺤﻮاﻟﻲ ٦٫٥٠٠ ﻣﻴﻞ ٣ﻓﺈذا آﺎن ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻮري ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻓﺎن اﻷﻧﻬﺎر ﺗﻨﻘﻞ ﻣﺎ ﻣﻘﺪارﻩ ٥ﺑﻼﻳﻴﻦ ﻃﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاد ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺬوﺑﺎن ﻣﻦ اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺮ ﻓﻲ آﻞ ﻋﺎم. -٢اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﻌﺎﻟﻘﺔ Suspended ﺗﺘﺄﻟﻒ اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﻟﻸﻧﻬﺎر ﻣﻦ ذرات اﻟﻄﻴﻦ اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﺟﺪا واﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﺣﺘﻰ ﻏﺮوﻳﺔ Colloidalوﺗﺒﻘﻰ هﺬﻩ اﻟﻤﻮاد ﻋﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺎﻩ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺣﺮآﺔ اﻟﺠﺮﻳﺎن ﻋﻨﺪ وﺻﻮل اﻟﻨﻬﺮ إﻟﻰ ﺟﺴﻢ ﻣﺎﺋﻲ راآﺪ .وﻻ ﺗﻌﺘﻤﺪ آﻤﻴﺔ ﺣﻤﻮﻟﺔ اﻟﻨﻬﺮ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﻮاد اﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪار ﺳﺮﻋﺔ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﻣﻞ أﺧﺮى ﻣﺜﻞ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻷﻣﻄﺎر وﻣﻘﺪار ﺣﺠﻢ ذرات اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ وآﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪار اﻟﻐﻄﺎء اﻟﻨﺒﺎﺗﻲ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻤﺘﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺤﺸﺎﺋﺶ .وﺗﺴﺎﻋﺪ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺣﺮآﺔ اﻟﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ آﻤﻴﺎت ﻣﻦ ﻣﻮاد ذوات ذرات اآﺒﺮ ﺣﺠﻤﺎ ،ﻓﻘﺪ أﻇﻬﺮت اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ أﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻷﻧﻬﺎر إن ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺴﺮﻳﻌﺔ اﻟﺠﺮﻳﺎن ﻓﻘﻂ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺮﻓﻊ ﻣﻮاد رﻣﻠﻴﺔ ذوات ذرات ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ اﻟﺤﺠﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻌﺎﻧﻬﺎ .وﺗﻠﻌﺐ اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺼﺎﻋﺪة دورا ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ رﻓﻊ اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ وإﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﻋﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺎﻩ .وﻳﺰداد ﺗﻜﺮار ﺣﺪوث اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﻬﺎﺑﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻩ اﻟﻨﻬﺮ آﻠﻤﺎ ﺗﺤﺮك اﻟﻨﻬﺮ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﺼﺐ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻔﻮق ﻓﻲ ﻋﺪدهﺎ ﻣﻘﺪار اﻟﺘﻴﺎرت اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ اﻟﺼﺎﻋﺪة وﻟﻜﻦ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺘﻴﺎرات ﻻ ﺗﺆدي إﻻ إﻟﻰ ﺣﺪوث ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻘﻲ اﻟﻤﻮاد ﻋﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻩ اﻟﻨﻬﺮ. -٣اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﻘﺎﻋﻴﺔ Bed load إن ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاد ﺧﺸﻨﺔ اﻟﺬرات واﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻨﻬﺮ رﻓﻌﻬﺎ أو ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻌﻠﻖ ﻳﻘﻮم ﺑﺮﻓﻌﻬﺎ ودﺣﺮﺟﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﻟﻘﺎع اﻟﻨﻬﺮي ﻟﺘﻜﻮن اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﻘﺎﻋﻴﺔ،
٦٢
وﺗﺘﺄﻟﻒ اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﻘﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﺤﺼﻰ واﻟﺮﻣﺎل وﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻈﻢ إﻟﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ذرات اﻟﻐﺮﻳﻦ اﻟﺨﺸﻨﺔ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺟﺮﻳﺎن اﻟﻨﻬﺮ واﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ .وﻟﻘﺪ أﻇﻬﺮت اﻟﻤﺸﺎهﺪات ﻷﺣﺪى اﻟﻤﺠﺎري اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ اﻟﻤﺨﺒﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﺎﻓﺬة ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﻣﻮﺟﻮدة ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ذﻟﻚ اﻟﻤﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮي أن ﻗﺴﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﻘﺎﻋﻴﺔ ﻳﺘﺪﺣﺮج وﻳﻨﺰﻟﻖ ﻗﺴﻢ أﺧﺮ ﻣﻨﻬﺎ وﻳﻄﻔﻮ اﻟﻘﺴﻢ اﻷﺧﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺒﺪو ﻣﻌﻪ وآﺄﻧﻪ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﻌﺎﻟﻘﺔ .وﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﻤﻜﺎن ﻗﻴﺎس آﻤﻴﺔ اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﻘﺎﻋﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻟﺤﺪود ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮاد اﻟﻘﺎﻋﻴﺔ واﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﻌﺎﻟﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﻏﻴﺮ واﺿﺤﺔ. وﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﺗﻜﻮن ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﻘﺎﻋﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﻌﺎﻟﻘﺔ آﺒﻴﺮة ﻓﻲ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﻜﺒﻴﺮة .وﻟﻘﺪ أﺟﺮﻳﺖ ﺗﺠﺎرب ﻋﺪﻳﺪة ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻣﺪى ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻟﻨﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﺣﻤﻮﻟﺘﻪ اﻟﻘﺎﻋﻴﺔ .ﻏﻴﺮ أن أﻳﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺘﺠﺎرب ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﺑﺼﻮرة ﺗﺎﻣﺔ. وﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻌﺮف ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻟﻨﻬﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻔﻬﻮﻣﻴﻦ هﻤﺎ: اﻟﺴﻌﺔ Capacityوﺗﻌﻨﻲ ﻣﺠﻤﻮع اﻟﻮزن اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﺮواﺳﺐ ذوات اﻟﺬرات اﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻨﺔ اﻹﺣﺠﺎم .واﻟﻜﻔﺎءة Competenceوﺗﻌﻨﻲ وزن أو ﺣﺠﻢ اآﺒﺮ اﻟﺬرات اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻨﻬﺮ أن ﻳﺤﺮآﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل ﻗﺎﻋﺔ .إذ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻧﻬﺎر أن ﺗﺤﺮك آﺘﻼ ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻳﺰﻳﺪ ﻗﻄﺮهﺎ ﻋﻦ ٣م .ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻄﺎع ﺗﻴﺎر اﻟﻤﺎء اﻟﻤﺘﺪﻓﻖ أﺛﻨﺎء ﺗﻬﺪم ﺳﺪ St.Francisﻓﻲ ﺟﻨﻮب آﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ١٩٢٨أن ﻳﺪﻓﻊ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﻜﻮﻧﻜﺮﻳﺘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺒﻠﻎ وزﻧﻬﺎ ١٠٠٠٠ﻃﻦ ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ آﻴﻠﻮﻣﺘﺮ واﺣﺪ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ أﺳﻔﻞ اﻟﻨﻬﺮ. واﺳﺘﻄﺎع ﻧﻬﺮ Lynﻓﻲ اﻧﺠﻠﺘﺮا أن ﻳﺤﺮك ﺧﻼل ﻓﻴﻀﺎﻧﻪ ﺻﺨﻮرا آﺒﻴﺮة ﺗﺰن ﺣﻮاﻟﻲ ١٥ﻃﻦ. اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ: ﺗﻌﻤﻞ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﻋﻠﻰ إﺿﻌﺎف اﻟﺼﺨﺮ وﺣﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﺖ اﻟﻜﻴﻤﺎوي واﻵﻟﻲ Corrosionواﻟﻜﺸﻂ أو اﻟﻨﺨﺮ Abrasionواﻟﺤﻔﺮ evulsions واﻻﻗﺘﻼع اﻟﻤﺎﺋﻲ Hydraulickingاﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻋﺎدة ﺑﺤﻔﺮ ﺟﺎﻧﺒﻲ Bank- caving أو ﺗﻘﻮﻳﺾ ﻣﻦ اﻷﺳﻔﻞ Under-cuttingأو اﻟﻨﺤﺖ اﻟﺼﺎﻋﺪ Headword erosion وﺗﺤﺪد ﺻﻼﺑﻪ اﻟﺼﺨﺮ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﺬي ﻳﺘﺒﻌﻪ اﻟﻤﺎء اﻟﺠﺎري ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻃﻪ اﻟﺤﺘﻲ ،آﺎن ﻳﺸﺘﺪ اﻟﺤﺖ اﻟﺮاﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ،وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻷﻧﻬﺎر ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻤﻬﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻌﺐ دورا أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﻈﺎهﺮ اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض وﺗﻮﺟﻪ اﻷﻧﻬﺎر ﻗﺴﻤﺎ ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻄﺮق اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: -١اﻟﺬوﺑﺎن Solution وﻧﻌﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹذاﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﻤﻴﺎﻩ ﻋﻨﺪ ﺟﺮﻳﺎﻧﻬﺎ ﻓﻮق اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ .وﺗﺨﺘﻠﻒ آﻤﻴﺔ اﻟﻤﻮاد اﻟﺬاﺋﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﻩ اﻷﻧﻬﺎر ﻣﻦ ﻧﻬﺮ إﻟﻰ أﺧﺮ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺪرﺟﺔ ﻧﻘﺎوة اﻟﻤﻴﺎﻩ وآﺬﻟﻚ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮي ﻋﻠﻴﻬﺎ ذﻟﻚ اﻟﻨﻬﺮ .وﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﻟﻨﺎ أن ﺑﻴﻨﺎ ﻋﻨﺪ دراﺳﺘﻨﺎ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻜﺮﺑﻦ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ آﻴﻒ أن ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺼﺨﻮر ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ آﺒﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺬوﺑﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺎء اﻟﺬي ﻳﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻣﺾ اﻟﻜﺎرﺑﻮﻧﻴﻚ اﻟﻤﺨﻔﻒ ﻣﺜﻞ
٦٣
اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺠﻴﺮﻳﺔ واﻟﻄﺒﺎﺷﻴﺮﻳﺔ .آﻤﺎ ﺗﻘﻮم اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ هﻲ اﻷﺧﺮى ﺑﺘﺰوﻳﺪ ﻣﻴﺎﻩ اﻷﻧﻬﺎر ﺑﻜﻤﻴﺎت آﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﻮاد اﻟﺬاﺋﺒﺔ .وﺗﻨﻘﻞ آﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﻮاد اﻟﺬاﺋﺒﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻓﻴﻪ ذﻟﻚ اﻟﻨﻬﺮ. -٢اﻷﺛﺮ اﻟﻬﻴﺪروﻟﻴﻜﻲ وﻧﻌﻨﻲ ﺑﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻨﺤﺖ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻷﻧﻬﺎر ﻣﻦ ﺟﺮاء ﺿﻐﻂ اﻟﻤﺎﺋﻲ اﻟﻤﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ أﻟﻤﻜﻮﻧﻪ ﻟﻠﻤﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮي .وﻳﻨﺪﻓﻊ ﺗﻴﺎر اﻟﻤﺎء ﺧﻼل اﻟﺸﻘﻮق وﻣﻮاﻗﻊ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر ﻓﻴﺴﺒﺐ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ واﻗﺘﻄﺎع أﺟﺰاء ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ .وﻳﺆدي اﻻﻧﻔﺠﺎر اﻟﻔﺠﺎﺋﻲ ﻟﻠﻔﻘﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮي ﺑﺨﺎر اﻟﻤﺎء ﻓﻲ ﺗﻴﺎر اﻟﻨﻬﺮ اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻻﺿﻄﺮاب إﻟﻰ ﺗﻮﻟﻴﺪ ﻣﻮﺟﺎت ﻗﻮﻳﺔ ﺗﻀﺮب اﻟﺴﻄﻮح اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻤﺠﺎورة اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻋﻨﻪ ﺗﻤﺰﻳﻖ وﺗﺤﻄﻴﻢ اﻟﺼﺨﻮر. -٣اﻟﻨﺤﺖ abrasion وﻳﻌﻨﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺼﻘﻞ أو اﻟﻨﺤﺖ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻲ اﻟﺬي ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻷﻧﻬﺎر .ﺗﻨﺠﻢ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﻣﺜﻞ اﺻﻄﺪام اﻟﻤﻮاد اﻟﺼﻠﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ اﻟﻨﻬﺮ وذرات اﻟﻐﺮﻳﻦ واﻟﺤﺼﻰ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻷﺣﺠﺎم ،ﺑﺠﻮاﻧﺐ اﻟﻤﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮي ،أو ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺼﺎدم اﻟﻤﺘﻜﺮر اﻟﺬي ﻳﺤﺪث ﺑﻴﻦ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻷﺣﺠﺎم وﺑﻴﻦ ﻗﺎع اﻟﻤﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮي ﺧﻼل اﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎت ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ،أو ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﺤﻄﻢ ﻣﻮاد اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ إﻟﻰ ذرات اﺻﻐﺮ ﺣﺠﻤﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﺻﻄﺪام ذراﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻷﺧﺮ ،أو اﺻﻄﺪاﻣﻬﺎ ﺑﻘﺎع وﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻤﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮي ،وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ أﺣﺠﺎم ذرات اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ وﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻬﺮ ﺣﻤﻠﻬﺎ .ﺗﻜﻮن ﻗﻮة اﻟﻨﺤﺖ ﻟﻠﻤﻴﺎﻩ اﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ وﺗﺘﻌﺎﻇﻢ هﺬﻩ اﻟﻘﻮة آﺜﻴﺮا ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟﻮد ذرات اﻟﺮﻣﻞ واﻟﺼﺨﻮر اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﺤﺼﻰ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻘﻞ وﺗﺰﻳﻞ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﻋﻠﻰ اﺗﺼﺎل ﻣﻌﻬﺎ وﻳﺪل وﺟﻮد اﻟﺤﺼﻰ اﻟﻤﺪورة أو اﻟﻤﺼﻘﻮﻟﺔ ﺟﻴﺪا ﻓﻮق ﻗﺎع اﻟﻤﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮي ﻋﻠﻰ ﺣﺪوث ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﺤﺖ ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻷﻣﺪ ﻗﺪ ﺣﻮﻟﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺼﻰ إﻟﻰ هﺬﻩ اﻷﺷﻜﺎل .وﻻ ﻳﻤﻜﻦ إﻳﺠﺎد ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻘﻨﻊ ﻟﻤﻌﺪل اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻷﻧﻬﺎر ،وذﻟﻚ ﻟﺘﻌﻘﺪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ وﺗﻐﻴﺮهﺎ .ﻓﻔﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻮد ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻼل اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻄﻴﻨﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ أن ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﺣﻮاﻟﻲ ٣٠ﺳﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻻ ﻳﻈﻬﺮ أي ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺳﺮﻳﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ذوات اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻨﺎرﻳﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ .وﻗﺪ أﻣﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺴﺢ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة أن ﺗﻘﺪر آﻤﻴﺔ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﻮض أﻟﻤﺴﻴﺴﻴﺒﻲ ﺣﻴﺚ ﻗﺪرت ﺑﺤﻮاﻟﻲ ٣٠ﺳﻢ ﻟﻜﻞ ٦٠٠٠ – ٥٠٠٠ﻋﺎم .وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﻮﺟﻮد ﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻳﻜﻮن ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻷﻧﻬﺎر ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻠﻴﻼ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻐﻄﺎة ﺑﺎﻟﻐﺎﺑﺎت واﻟﺤﺸﺎﺋﺶ ،ﻓﻘﺪ ﻗﺪر ﻣﺠﻤﻞ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ ﻟﻌﻤﻮم اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺑﺤﻮاﻟﻲ ٣٠ﺳﻢ ﻟﻜﻞ ٩٠٠٠ – ٨٠٠٠ﺳﻨﺔ. اﻟﺘﺮﺳﻴﺐ اﻟﻨﻬﺮي: ﻳﺮﺳﺐ اﻟﻨﻬﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﺳﺮﻋﺘﻪ إﻣﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻘﻠﺔ ﻓﻲ آﻤﻴﺔ اﻟﻤﻴﺎﻩ أو ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻨﺎﻗﺺ درﺟﺔ اﻻﻧﺤﺪار ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮي ،ﺣﻴﺚ ﻳﺼﺒﺢ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ ﻓﻮق
٦٤
ﻃﺎﻗﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﻞ ﻓﻴﻘﻮم ﺑﺘﺮﺳﻴﺒﻬﺎ .ﻳﺒﺪأ اﻟﻨﻬﺮ ﺑﺘﺮﺳﻴﺐ اﻟﻤﻮاد اﻷآﺒﺮ ﺣﺠﻤﺎ ﻣﻦ ﺣﻤﻮﻟﺘﻪ ﺣﺎﻟﻤﺎ ﺗﺒﺪأ ﺳﺮﻋﺘﻪ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻗﺺ ﻓﻴﺮﺳﺐ اﻟﺼﺨﻮر ﺛﻢ اﻟﺤﺼﻰ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ اﻟﺤﺼﻰ اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﺮﻣﺎل ﺛﻢ اﻟﻐﺮﻳﻦ .وﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن اﻟﺘﺮﺳﻴﺐ اﻟﻨﻬﺮي ﻳﻜﻮن ﻣﻨﺘﻈﻤﺎ وﻣﺘﺪرﺟﺎ ﻣﻦ أﻋﺎﻟﻲ اﻟﻤﺠﺮى ﺣﺘﻰ أﺳﻔﻠﻪ .وﺗﻈﻬﺮ ﺑﻌﺾ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎءات ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺪرج ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت آﺄن ﺗﻮﺟﺪ ﺳﺪود ﺗﻌﺘﺮض اﻟﻨﻬﺮ أو وﺟﻮد ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺤﻴﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮض ﻣﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﻴﺚ ﻳﻠﻘﻲ اﻟﻨﻬﺮ ﺑﻤﻌﻈﻢ ارﺳﺎﺑﺎﺗﻪ داﺧﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﺤﻴﺮة وﻳﺨﺮج ﻣﻨﻬﺎ وهﻮ ﻳﻜﺎد ﻳﻜﻮن ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﺮواﺳﺐ .وﺧﻴﺮ ﻣﺜﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻧﻬﺮ اﻟﺮاﻳﻦ اﻟﺬي ﻳﺪﺧﻞ ﺑﺤﻴﺮة آﻮﻧﺴﺘﺎﻧﺲ وهﻮ ﻣﺤﻤﻞ ﺑﺎﻟﻄﻤﻲ وﻳﺨﺮج ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻤﻴﺎﻩ ﺻﺎﻓﻴﺔ راﺋﻘﺔ .أو ﻧﻬﺮ اﻟﻨﻴﻞ ﻋﻨﺪ دﺧﻮﻟﻪ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺴﺘﻨﻘﻌﺎت اﻟﺴﺪود ﻓﻲ ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان ﺣﻴﺚ ﻳﻠﻘﻲ ﺑﻤﻌﻈﻢ رواﺳﺒﻪ ﻓﻴﻬﺎ وﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وﻣﻴﺎهﻪ ﺗﻜﻮن ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺮواﺳﺐ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻤﻰ اﻟﻨﻴﻞ ﺑﻌﺪهﺎ ﺑﺎﻟﻨﻴﻞ اﻷﺑﻴﺾ. ﻻ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺮﺳﻴﺐ ﺑﺎﻟﻘﺴﻢ اﻷﺳﻔﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮي ﻓﻘﻂ وإﻧﻤﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﻠﻰ آﻞ ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻟﻤﺠﺮى ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻏﻴﺮ أن ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺗﻠﻚ اﻻرﺳﺎﺑﺎت ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن إﻟﻰ أﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮي إذ ﺗﻘﻞ ﺣﺠﻮم ذرات اﻟﺮواﺳﺐ ﻣﻊ اﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻦ اﻟﺠﺰء اﻷﺳﻔﻞ ﻣﻦ ﻣﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،هﺬا وﻳﻠﻘﻲ اﻟﻨﻬﺮ ﺑﺠﺰء ﻣﻦ اﻟﺮواﺳﺐ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻣﻌﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﺳﺮﻋﺘﻪ آﻤﺎ ذآﺮﻧﺎ ذﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ وﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻈﺮوف اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: -١ﻋﻨﺪ ﺣﺼﻮل ﺗﻐﻴﻴﺮ واﺿﺢ ﻓﻲ درﺟﺔ اﻻﻧﺤﺪار آﻤﺎ ﻳﺤﺪث ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺘﻘﻞ اﻟﻨﻬﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﺒﻠﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪة اﻻﻧﺤﺪار ﻧﺤﻮ ﻣﻨﺎﻃﻖ هﻀﺒﻴﺔ أو ﺳﻬﻠﻴﺔ ذوات درﺟﺔ اﻧﺤﺪار ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻜﻮن اﻟﻤﺮاوح اﻟﻄﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ أﻻﻣﺎآﻦ ﻋﺎدة. -٢ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺮي اﻟﻨﻬﺮ ﻓﻮق ودﻳﺎن ﻋﺮﻳﻀﺔ وواﺳﻌﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻜﻮن اﻟﻈﺮوف ﻣﻮاﺗﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺤﺪوث اﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎت وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺣﺪوث ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺮﺳﻴﺐ ﻓﻮق ﺗﻠﻚ اﻟﻮدﻳﺎن اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ. -٣ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻧﻬﺮ ﺳﺮﻳﻊ اﻟﺠﺮﻳﺎن ﻣﺤﻤﻞ ﺑﺎﻟﺮواﺳﺐ ﻓﻲ ﺑﺤﻴﺮة اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺆدي إﻟﻰ إﻟﻘﺎءﻩ ﻟﻤﻌﻈﻢ رواﺳﺒﻪ ﻓﻮق ﻗﺎع اﻟﺒﺤﻴﺮة ﻣﻜﻮﻧﺎ دﻟﺘﺎ أو ﻣﻐﻄﻴﺎ ﻟﻘﺎع اﻟﺒﺤﻴﺮة ﺑﺎﻟﺮواﺳﺐ ﺑﺼﻮرة ﺗﺪرﻳﺠﻴﺔ. -٤ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﻞ ﻧﻬﺮ ﻣﻦ اﻷﻧﻬﺎر إﻟﻰ إﻗﻠﻴﻢ ﺻﺤﺮاوي أو ﺷﺒﺔ ﺻﺤﺮاوي ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ أو ﺗﺘﻼﺷﻰ ﻣﻴﺎهﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺗﺎرآﺎ اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ رواﺳﺐ. -٥ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﻨﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻜﻮن اﻟﺪﻟﺘﺎوات إذا آﺎﻧﺖ اﻟﻈﺮوف ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﺘﺠﻤﻊ اﻟﺮواﺳﺐ وﺗﻜﻮن اﻟﺪﻟﺘﺎوات. ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮض ﻟﻬﺎ اﻷﻧﻬﺎر: ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ أن ﺗﺤﺪث ﻟﻸﻧﻬﺎر أﻣﻮر آﺜﻴﺮة ﺑﻌﺪ أن ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ﻧﺸﺄت وﺑﺪأت ﺑﻘﻄﻊ أودﻳﺘﻬﺎ .ﺣﻴﺚ ﺗﺤﺎول اﻷﻧﻬﺎر اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ ،أو ﻳﺘﻌﺮض اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻷﺳﺮ اﻟﻨﻬﺮي أو ﺗﺼﺒﺢ أﺟﺰاء ﻣﻦ ودﻳﺎﻧﻬﺎ ﻏﺎرﻗﺔ. آﻤﺎ ﺗﻘﻮم اﻟﺜﻼﺟﺎت اﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﺠﺎري ﺑﻌﺾ اﻷﻧﻬﺎر ،وﺗﻐﻠﻖ اﻻﻧﺰﻻﻗﺎت اﻷرﺿﻴﺔ واﻟﻄﻔﻮح اﻟﺒﺮآﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﻮدﻳﺎن اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺸﻜﻞ ﺑﺤﻴﺮات ﺧﻠﻔﻬﺎ أو ﺗﻘﻮم ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ اﺗﺠﺎة ﻣﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮ .وﻳﺤﺪث أن ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻣﺼﺪر اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﺬي اﻷﻧﻬﺎر
٦٥
ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺤﺮآﺎت اﻷرﺿﻴﺔ أو ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﺼﺮﻳﻒ ﻣﻴﺎﻩ ﺑﻌﺾ اﻷﻧﻬﺎر وﺗﻀﻊ اﻟﻌﻘﺒﺎت ﻓﻲ ودﻳﺎﻧﻬﺎ وﺗﻤﻨﻊ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻬﺎ .وﺳﻨﺘﻨﺎول ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻤﻬﻤﺔ: -١ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﺎﻋﺪةBase Level : ﻗﺒﻞ أن ﻧﺪﺧﻞ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻧﻬﺎ اﻻﻧﻬﺎر ﻻ ﺑﺪ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻔﻬﻮم ﻣﻬﻢ ﺟﺪا أﻻ وهﻮ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ .وﻧﻌﻨﻲ ﺑﻪ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺬي ﻳﺤﺎول اﻟﻨﻬﺮ ﺑﻜﻞ رواﻓﺪﻩ أن ﻳﻮﺻﻞ آﻞ ﺟﻬﺎت ﺣﻮﺿﻪ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ واﻟﺘﺮﺳﻴﺐ .هﻨﺎك ﻧﻮﻋﺎن ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﻘﺎﻋﺪة هﻤﺎ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﺎﻋﺪة أﻟﺪاﺋﻤﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻋﺪﻳﺪة ﻣﺜﻞ ﻇﻬﻮر ﻃﺒﻘﺎت ﺻﺨﺮﻳﺔ اﺷﺪ ﺻﻼﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮ ،وﻣﺴﺘﻮى ﻗﺎﻋﺪة ﻣﺆﻗﺖ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮى ﺗﻠﻚ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺴﻢ اﻟﻮاﻗﻊ اﻋﻼة ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮي .وﻳﺤﺪث اﻟﺸﻲء ﻧﻔﺴﻪ إذا آﺎن اﻟﻨﻬﺮ ﻳﺼﺐ ﻓﻲ ﺑﺤﻴﺮة ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﺤﻴﺮة ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻤﺆﻗﺖ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺴﻢ اﻟﻮاﻗﻊ اﻋﻼة ﻣﻦ اﻟﻨﻬﺮ .آﻤﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻗﻴﻌﺎن اﻷﺣﻮاض اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻗﺎﻋﺪة ﻣﺆﻗﺘﺔ ﻟﻸﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻓﻴﻬﺎ .أﻣﺎ ﻟﻤﺎذا اﻋﺘﺒﺮت هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﺆﻗﺘﺔ ﻓﺬﻟﻚ ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ أن اﻷﻧﻬﺎر ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻌﻤﻠﻬﺎ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺗﻌﻤﻴﻖ ودﻳﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت أو ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺮﺳﻴﺐ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت أﺧﺮى أن ﺗﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻈﺮوف اﻟﺘﻲ آﻮﻧﺖ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻤﺆﻗﺖ وﺗﺮﺟﻊ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﺎﻋﺪة أﻟﺪاﺋﻤﻲ. ﻳﻬﺪف آﻞ ﻧﻬﺮ ﻣﻦ اﻷﻧﻬﺎر إﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻗﻄﺎع ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﺤﻦ ﻣﺘﻮازن ﻣﻊ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﺎﻋﺪة ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺰداد ارﺗﻔﺎع ذﻟﻚ اﻟﻤﻨﺤﻨﻰ اﻟﻨﻬﺮي آﻠﻤﺎ اﻗﺘﺮﺑﻨﺎ ﻣﻦ أﻋﺎﻟﻲ ﺣﻮض اﻟﻨﻬﺮ وﻣﻨﺎﺑﻌﻪ وﻳﺘﻨﺎﻗﺺ ارﺗﻔﺎع هﺬا اﻟﻤﻨﺤﻨﻰ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﺎﻋﺪة آﻠﻤﺎ اﻗﺘﺮﺑﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻓﻴﻪ اﻟﻨﻬﺮ أو اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﻳﻤﺜﻞ اﻷﺳﺎس ﻻرﺗﻔﺎع ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﺎﻋﺪة .وﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻬﺮ أن ﻳﺴﺮع ﻓﻲ ﺗﻌﻤﻴﻖ وادﻳﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮن ﻣﺮﺗﻔﻌﺎ ﻓﻴﻬﺎ آﺜﻴﺮا ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﺎﻋﺪة وﻋﻠﻴﻪ أﻳﻀﺎ أن ﻳﺘﺒﺎﻃﺄأ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﺟﺰاء اﻟﺴﻔﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻮادي اﻟﻨﻬﺮي اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻓﻲ ارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﺎﻋﺪة .وﺗﻮﺿﺢ ﻟﻨﺎ هﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮة آﻴﻒ أن اﻟﻨﻬﺮ ﻋﻠﻴﺔ أن ﻳﻮﺟﻪ ﻣﻌﻈﻢ ﻃﺎﻗﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻨﺤﺖ اﻟﻌﻤﻮدي وﺗﻌﻤﻴﻖ وادﻳﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ وان ﻋﻠﻴﺔ أن ﻳﻮﺟﻪ ﻃﺎﻗﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﻧﺤﻮ ﺗﻮﺳﻴﻊ ذﻟﻚ اﻟﻮادي ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﻌﻤﻴﻘﻪ .ﺑﻞ وﻳﻀﻄﺮ اﻟﻨﻬﺮ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺣﺘﻰ إﻟﻰ رﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮى ﻗﺎع اﻟﻮادي ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺮﺳﻴﺐ ﻣﻦ اﺟﻞ أن ﻳﺘﺒﺎﻃﺄ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﻤﻴﻖ وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻜﻞ أﺟﺰاء اﻟﻮادي أن ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻓﻲ وﻗﺖ واﺣﺪ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ .وﻳﻜﻮن اﻟﻨﻬﺮ ﻣﺘﻮازﻧﺎ gradedإذا اﺳﺘﻄﺎع ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﻣﻨﺤﻨﻰ ﻳﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ آﻤﻴﺔ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﻓﻴﻪ وآﻤﻴﺔ اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻘﻠﻬﺎ ﺑﺤﻴﺚ اﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﺎول أن ﻳﻘﻮم ﺑﺄﻳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﺔ وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ ﻳﺤﺎول أن ﻳﺮﺳﺐ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻘﻠﻬﺎ. وﺑﺬﻟﻚ ﺗﻜﻮن اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺨﺘﺰﻧﻬﺎ اﻟﻨﻬﺮ ﻣﺘﻮازﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﺑﻪ وهﻮ ﻧﻘﻠﻪ ﻟﻠﺤﻤﻮﻟﺔ ﻓﻘﻂ.
٦٦
-٢اﻷﺳﺮ اﻟﻨﻬﺮي Stream Capture ﺗﺤﺪث ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻷﺳﺮ اﻟﻨﻬﺮي ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮم اﺣﺪ اﻷﻧﻬﺎر ﺑﺎﻻﺳﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ ﺟﺰء أو آﻞ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﻧﻬﺮ أﺧﺮ ﻣﺠﺎور ﻣﻮﺳﻌﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺣﻮﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب ﺣﻮض ذﻟﻚ اﻟﻨﻬﺮ. وﻳﺤﺼﻞ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻈﺮوف ﻣﺘﻌﺪدة أن ﺗﻜﻮن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻨﺤﺖ اﻟﻌﻤﻮدي ﻟﻮادي اﺣﺪ اﻷﻧﻬﺎر أﺳﺮع ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻨﺤﺖ اﻟﻌﻤﻮدي ﻟﻨﻬﺮ أﺧﺮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺆدي إﻟﻰ زﻳﺎدة ﻓﻲ ﻃﻮل ذﻟﻚ اﻟﻮادي ﺑﺎﺗﺠﺎة اﻟﻤﻨﺎﺑﻊ .وﺗﻌﺮف هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻨﺤﺖ اﻟﺘﺮاﺟﻌﻲ .وﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺳﺒﺐ اﻷﺳﺮ زﻳﺎدة درﺟﺔ اﻻﻧﺤﺪار ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﺣﺪ اﻷﻧﻬﺎر اﻷﺧﺮى ،ﻳﻌﻘﺒﻪ زﻳﺎدة ﻓﻲ ﺳﺮﻋﺔ ﺟﺮﻳﺎن ذﻟﻚ اﻟﻨﻬﺮ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ زﻳﺎدة ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻌﻤﻴﻘﻪ ﻟﻮادﻳﻪ ،وﺗﺤﺪث ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ آﺜﻴﺮا ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺒﻊ ﻧﻬﺮ ﻣﻦ أﺳﻔﻞ إﺣﺪى اﻟﺤﺎﻓﺎت اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ. اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ: ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﻨﻬﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﻪ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ اﻟﺪورة اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﻪ أو ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺠﺮي ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻬﺎر ﻓﻮق أﻗﺎﻟﻴﻢ ﻣﺎ ﺗﺰال ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﻪ اﻟﺸﺒﺎب آﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺠﺒﺎل اﻟﻮﻋﺮة أو اﻟﻬﻀﺎب أﻟﻤﺮﺗﻔﻌﻪ .وﺗﺘﺼﻒ آﻞ ﺗﻠﻚ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺑﺎن ﺳﻄﻮﺣﻬﺎ ﺗﺮﺗﻔﻊ آﺜﻴﺮا ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﺮ ) ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﺎﻋﺪة أﻟﺪاﺋﻤﻲ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻷﻧﻬﺎر( اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮي ﻋﻠﻴـﻬﺎ ﺗﺤﺎول أن ﺗﻌﻤـﻖ ودﻳﺎﻧـﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﺼـﻞ إﻟﻰ ﻣﺴﺘـﻮي اﻟﻘﺎﻋﺪة .ﺗﺘﺼﻒ هــﺬﻩ اﻷﻧﻬﺎر ﺑﺄﻧﻬﺎ ذوات درﺟﺎت اﻧﺤﺪار آﺒﻴﺮﻩ وﺗﺠﺮي داﺧﻞ ﺧﻮاﻧﻖ ذوات ﺟﻮاﻧﺐ ﺷﺎهﻘﺔ اﻻرﺗﻔﺎع أو ﻓﻲ ودﻳﺎن ﻋﻤـﻴﻘﺔ ﺗﺸﺒﻪ ﺣﺮف ) ( vوﻳﻜﺜﺮ ﻓﻴﻬﺎ وﺟﻮد اﻟﺸـﻼﻻت واﻟﺠﻨﺎدل .ﺗﻘــﻮم هــﺬﻩ اﻷﻧﻬﺎر ﺑﺘﻌﻤﻴﻖ ودﻳﺎﻧﻬﺎ رﻏﻢ أن ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺗﺼﺒﺢ ذوات ﺣﻤﻮﻻت ﻓﺎﺋﻀﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻤﻮاد اﻟﻜﺜﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ رواﻓﺪهﺎ ﻟﺬا ﻻ ﺗﻘﻮم هﺬﻩ اﻷﻧﻬﺎر ﺑﺘﻌﻤﻴﻖ ودﻳﺎﻧﻬﺎ وﺗﺮﺳﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻮدﻳﺎن أﺣﻴﺎﻧﺎ .وﻳﻤـﻜـﻦ إﺟﻤﺎل أهﻢ اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ أﺟﺰاء اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺑﺎﻻﺗﻲ: -١اﻟﺨﻮاﻧﻖ اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ واﻟﻮدﻳﺎن اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ: وهﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ودﻳﺎن ﻧﻬﺮﻳﺔ ذات ﺟﻮاﻧﺐ ﺷﺪﻳﺪة اﻻﻧﺤﺪار ،وﺗﻜﻮن ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ﻣﺮﺗﻔﻌﻪ ارﺗﻔﺎﻋﺎ آﺒﻴﺮا ﻗﻴﺎﺳﺎ إﻟﻰ ﺳﻌﺘﻬﺎ .وﺗﺒﻴﻦ هﺬﻩ اﻟﻮدﻳﺎن ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ اﺛﺮ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﻓﻲ اﻧﻬﺎر ﺗﻘﻮم ﺑﺘﻌﻤﻴﻖ ودﻳﺎﻧﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ أﻋﻈﻢ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﻮدﻳﺎن واﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻨﻬﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻤﻠﻴﺎت أﺧﺮى ﻣﺜﻞ اﻟﺘﺠﻮﻳﻪ ﺑﺄﻧﻮاﻋﻬﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ أو ﻋﻤﻠﻴﻪ ﺗﻌﻤﻴﻖ اﻟﺮواﻓﺪ ﻟﻮدﻳﺎﻧﻬﺎ .ﺗﺘﻜﻮن ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻮدﻳﺎن اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ واﻷﺧﺎدﻳﺪ ﻣﻦ ﺻﺨﻮر ﻣﻘﺎوﻣﻪ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺘﺒﺎﻋﺪ آﺜﻴﺮا ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ .وﻳﺴﺎﻋﺪ وﺟﻮد ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ واﻻﻧﻜﺴﺎرات ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة ﺳﺮﻋﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻌﻤﻴﻖ اﻟﻮادي اﻟﻨﻬﺮي آﻤﺎ وﻳﺴﺎﻋﺪ ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﺸﻼﻻت اﻟﺴﺮﻳﻊ إﻟﻰ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻌﻤﻴﻖ اﻟﻨﻬﺮ ﻟﻮادﻳﻪ .ﺗﻨﺸﺄ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺨﻮاﻧﻖ ﻓﻮق ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺮﺗﻔﻌﻪ ذوات ﻣﻨﺎخ ﺟﺎف أو ﺷﺒﺔ ﺟﺎف ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮن اﺛﺮ اﻟﺠﻮﻳﺔ ﻗﻠﻴﻞ ﻓﻮق ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻮادي ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﺒﺎﻋﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻮاﻧﺐ .آﻤﺎ هﻲ أﻟﺤﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻮدﻳﺎن اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﻐﺮﺑﻲ اﻟﺠﺎف وﺷﺒﺔ اﻟﺠﺎف ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة.
٦٧
وأﺷﻬﺮهﺎ اﻟﺨﺎﻧﻖ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻟﻨﻬﺮ آﻮﻟﻮرادو Grand Canyonوﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮﻟﻪ ﺣﻮاﻟﻲ ٥٠٠آﻢ وﻳﻘﺮب ﻋﻤﻘﻪ ﻣﻦ ٢آﻢ .وﻳﺸﻖ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺧﻼل ﻃﺒﻘﺎت ﺻﺨﺮﻳﺔ أﻓﻘﻴﻪ ﺗﻜﻮن هﻀﺒﺔ آﻮﻟﻮرادو .وﻗﺪ ﻧﺸﺄت ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺨﻮاﻧﻖ هﻨﺎ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﺗﻌﺮض اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ إﻟﻰ ﺣﺮآﻪ رﻓﻊ ﺻﺎﺣﺒﺘﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻋﺎدة ﻟﻠﺸﺒﺎب وﺗﻌﻤﻴﻖ ﻟﻮدﻳﺎن ﺗﻠﻚ اﻷﻧﻬﺎر .وﺗﺘﺼﻒ ﺣﺎﻓﺎت هﺬا اﻟﻮادي اﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ واﺳﻌﺔ وﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ أﺷﻜﺎل أرﺿﻴﻪ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻟﺼﺨﻮر رﺳﻮﺑﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ درﺟﺔ ﺻﻼﺑﺘﻬﺎ .وﻳﺼﻞ أﻗﺼﻰ ﻋﻤﻖ ﻟﻬﺬا اﻟﺨﺎﻧﻖ ١٩٠٥ﻣﺘﺮًا ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻓﺎت أﻟﻤﺮﺗﻔﻌﻪ .وﺗﻜﺜﺮ داﺧﻞ هﺬا اﻟﺨﺎﻧﻖ اﻟﺠﻨﺎدل اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻋﺪت ﺑﺪورهﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻋﻪ ﺗﻌﻤﻴﻖ هﺬا اﻟﺨﺎﻧﻖ .وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺑﺴﺒﺐ ﺑﻨﺎء ﺳﺪ هﻮﻓﺮ Hoover damﺑﺤﻴﺮة اﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺔ ﺗﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ ﺑﺤﻴﺮة ﻣﻴﺪ meadأدت إﻟﻰ إﻳﻘﺎف اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺬي ﺷﻐﻠﺘﻪ ﻣﻴﺎﻩ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﺤﻴﺮة ﻣﻦ وادي اﻟﻨﻬﺮ وآﺬاﻟﻚ ﻗﻴﺎم اﻟﻨﻬﺮ ﺑﺎﻟﺘﺮﺳﻴﺐ داﺧﻠﻬﺎ .وﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﻧﻬﺮ اﻟﻨﻴﻞ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺧﺎﻧﻘًﺎ اﻗﻞ وﺿﻮﺣﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺨﺎﻧﻖ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻲ آﻮﻟﻮرادو ﻓﻮق اﻟﻬﻀﺒﺔ اﻻﻓﺮﻳﻘﻴﻪ ﻳﺘﺮاوح اﺗﺴﺎﻋﻪ ﺑﻴﻦ اﻗﻞ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ آﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﻓﻲ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻄﻊ ﻣﺠﺮاﻩ ﺧﻼل ﺻﺨﻮر اﻟﺠﺮاﻧﻴﺖ أﻟﺼﻠﺒﻪ إﻟﻰ ﺣﻮاﻟﻲ ١٦آﻢ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل ﺣﻴﺚ ﺗﺴﻮدﻩ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺠﻴﺮﻳﺔ وﻳﻜﻮن اﻟﻮادي ﻣﺤﺎﻃﺎ ﺑﺠﺪران ﺗﺸﺒﻪ اﻟﺠﺮوف ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎآﻦ إﻟﻰ أآﺜﺮ ﻣﻦ ٣٠٤ﻣﺘﺮ ﻓﻮق اﻟﻨﻬﺮ. -٢اﻟﺸﻼﻻت واﻟﺠﻨﺎدل: ﺗﺘﻜﻮن ﻇﺎهﺮة اﻟﺸﻼﻻت أو اﻟﻤﺴﺎﻗﻂ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ إﻟﻰ وﺟﻮد هﺒﻮط ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻓﻲ ﻣﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮ .وﺗﻮﺟﺪ اﻟﺸﻼﻻت ﻓﻲ آﻞ اﻟﻘﺎرات وﺧﺎﺻﺔ داﺧﻞ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ واﻟﻬﻀﺒﻴﻪ ﻣﻨﻬﺎ .أﻣﺎ اﻟﺠﻨﺎدل ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﺎدﻩ إﻟﻰ اﻷﻋﻠﻰ أو إﻟﻰ اﻷﺳﻔﻞ ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺸﻼﻻت ﻓﻲ اﻷﻧﻬﺎر وﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺠﻨﺎدل أن ﺗﻮﺟﺪ ﻟﻮﺣﺪهﺎ أﺣﻴﺎﻧﺎ .وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺸﻼﻻت واﻟﺠﻨﺎدل اﺣﺪ اﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻨﺪ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺮﺣﻠﻪ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺮ .وﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻴﻦ أوﻟﻬﻤﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﺘﻄﻮر اﻟﻨﻬﺮ وﻳﺪل وﺟﻮدهﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻨﻬﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻤﻞ اﻧﺤﺪارﻩ اﻟﻤﺘﻮازن اﻟﻤﻄﻠﻮب .وﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻈﺮوف ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﻪ ﺗﺠﺒﺮ اﻟﻨﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﺸﻼﻻت ،وﻳﻌﺮف اﻟﻨﻮع اﻷول ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻨﻤﻂ اﻟﻌﺎدي ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﻗﻂ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ،وﻳﺮﺟﻊ ﺗﻜﻮﻧﻪ آﻠﻴًﺎ إﻟﻰ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت ﻓﻲ درﺟﺔ ﺻﻼﺑﺔ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮم اﻟﻨﻬﺮ ﺑﺘﻌﻤﻴﻖ وادﻳﻪ ﺧﻼﻟﻬﺎ .إذ ﻳﺆدي ﻇﻬﻮر ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺻﺨﺮي ﺻﻠﺐ إﻟﻰ ﺟﻌﻞ اﻟﺠﺰء اﻟﻮاﻗﻊ أﻋﻼﻩ ﻣﻦ اﻟﻨﻬﺮ ﻳﺘﺼﺮف وآﺎن ذﻟﻚ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻟﺼﺨﺮي ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻤﺆﻗﺖ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻣﺎزال ﺟﺰء اﻟﻨﻬﺮ اﻟﻮاﻗﻊ أﺳﻔﻞ ذﻟﻚ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻟﺼﺨﺮي ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻟﻪ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﻋﻦ اﻟﻘﺴﻢ اﻷول .وﺑﺬاﻟﻚ ﻳﻘﺴﻢ ذﻟﻚ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻟﺼﺨﺮي ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻌﻤﻴﻖ اﻟﻨﻬﺮ ﻟﻮادﻳﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻣﻜﻮﻧﺎ اﻟﻤﺴﻘﻂ اﻟﻤﺎﺋﻲ أو اﻟﺸﻼل .وﻣﻦ أﺷﻬﺮ اﻻﻣﺜﻠﻪ ﻋﻠﻰ ذاﻟﻚ ﺷﻼﻻت ﻧﻴﺎﻏﺎرا اﻟﺸﻬﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود ﺑﻴﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة وآﻨﺪا .وهﺬا وﻳﻜﻮن وﺿﻊ اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﻗﻂ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ إﻣﺎ أﻓﻘﻴﺎ أو ﻋﺎﻣﻮدﻳًﺎ .ﺗﺘﺮاﺟﻊ اﻟﺸﻼﻻت ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋﺎدة ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻨﺤﺖ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻪ اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ أﻟﻠﻴﻨﻪ اﻟﻮاﻗﻌﺔ أﺳﻔﻞ اﻟﺼﺨﻮر أﻟﺼﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﺗﺴﺎﻗﻂ اﻟﻤﺎء وﺣﺼﻮل اﻟﺪواﻣﺎت وﻳﺆدي ذاﻟﻚ إﻟﻰ ﺗﻜﺴﻴﺮ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ أﻟﺼﻠﺒﻪ وﺗﺮﺟﻊ اﻟﺸﻼﻻت ﻧﺤﻮا اﻟﺨﻠﻒ .وﻳﺨﺘﻠﻒ ارﺗﻔﺎع اﻟﺸﻼل ﻋﻨﺪ ﺗﺮاﺟﻌﻪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺒﻌﺎ ﻻﺗﺠﺎﻩ
٦٨
اﻟﻤﻴﻞ ﻟﻠﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ أﻟﺼﻠﺒﻪ .إذ ﻳﻘﻞ ارﺗﻔﺎع اﻟﺸﻼل ﺗﺪرﻳﺠﻴًﺎ ﻋﻨﺪ ﺗﺮاﺟﻌﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻪ إذ آﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺗﻤﻴﻞ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض وﻳﺤﺪث اﻟﻌﻜﺲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻤﻴﻞ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﺨﺎرج إذ ﻳﺰداد ارﺗﻔﺎع اﻟﺸﻼل ﻋﻨﺪ ﺗﺮاﺟﻌﻪ ﺗﺪرﻳﺠﻴًﺎ .وﻻ ﻳﺘﺮاﺟﻊ اﻟﺸﻼل إﻟﻰ اﻟﻮراء ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ آﻮن اﻟﺼﺨﻮر أﻟﺼﻠﺒﻪ ﺑﻮﺿﻊ ﻋﺎﻣﻮدي ﻏﻴﺮ أن ارﺗﻔﺎﻋﻪ ﻳﺘﻨﺎﻗﺺ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺪرﻳﺠﻲ وﻳﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺎدل. آﻤﺎ ﻳﺆدي اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﺬي ﻳﺼﻴﺐ ﺗﻄﻮر اﻟﻨﻬﺮ إﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﺸﻼﻻت واﻟﺠﻨﺎدل ،واﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: أ .اﻻﻧﺨﻔﺎض اﻟﺬي ﻳﻄﺮأ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺐ اﻟﻨﻬﺮ ﻣﻦ ﺟﺮاء: -١ﺣﺪوث ﻋﻤﻠﻴﻪ ﻧﺤﺖ ﻋﺎﻣﻮدي ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮض إﻟﻰ ﺣﺎﻟﻪ إﻋﺎدة ﺷﺒﺎب ﻗﻮﻳﻪ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺒﻘﻰ ﺑﻌﺾ رواﻓﺪهﺎ وآﺄﻧﻬﺎ رواﻓﺪ ﻣﻌﻠﻘﻪ ﻓﺘﺘﺴﺎﻗﻂ اﻟﻤﻴﺎﻩ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻨﻬﺮ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺷﻼﻻت. -٢ﺗﺴﺒﺐ ﺑﻌﺾ ﺣﺎﻻت اﻷﺳﺮ اﻟﻨﻬﺮي اﺧﺘﻼﻓًﺎ آﺒﻴﺮًا وﺳﺮﻳﻌًﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻗﻴﻌﺎن اﻟﻤﺠﺎري اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ اﻟﻤﺄﺳﻮرة واﻻﺳﺮﻩ ﻣﻤﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺳﻘﻮط ﻣﻴﺎﻩ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﻤﺄﺳﻮرة ﻋﻠﻰ هﻴﺌﻪ ﺷﻼﻻت أو ﻣﺴﺎﻗﻂ ﻣﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ودﻳﺎن اﻷﻧﻬﺎر اﻵﺳﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﻤﻨﺨﻔﺾ ﻋﺎدة. -٣ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﺠﻠﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ اﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﺠﺒﻠﻲ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺸﻼﻻت وذاﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺮاﺟﻊ اﻟﺜﻼﺟﺎت وﺗﺤﺘﻞ ودﻳﺎﻧﻬﺎ اﻷﻧﻬﺎر .ﻓﺘﺴﺎﻗﻂ ﻣﻴﺎﻩ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻞ اﻟﻮدﻳﺎن اﻟﺠﻠﺪﻳﺔ اﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺎﻗﻂ ﻣﺎﺋﻴﺔ ﻧﺤﻮ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻞ اﻟﻮدﻳﺎن اﻟﺠﻠﺪﻳﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ. -٤ﻳﺆدي اﻟﻨﺤﺖ اﻟﺬي ﺗﻘﻮم ﺑﻪ اﻷﻣﻮاج أﺣﻴﺎﻧﺎ إﻟﻰ ﻋﻤﻞ اﻷﺟﺮاف اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ وﺑﺴﺒﺐ ذاﻟﻚ ﺗﻜﻮن اﻟﺸﻼﻻت ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻣﻴﺎﻩ ﺑﻌﺾ اﻷﻧﻬﺎر ﻣﻦ أﻋﺎﻟﻲ اﻷﺟﺮاف ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ اﻟﺒﺤﺮ. -٥ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺒﻌﺾ ﺣﺎﻻت اﻻﻧﻜﺴﺎر واﻻﻟﺘﻮاء أن ﺗﺨﻔﺾ ﻣﻦ اﻷﻗﺴﺎم اﻟﺴﻔﻠﻲ ﻟﺒﻐﺾ اﻷﻧﻬﺎر ﻣﻤﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﻤﺴﺎﻗﻂ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ. وﻳﻌﻤﻞ اﻟﻐﻠﻖ اﻟﺬي ﻳﺼﻴﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺠﺎري اﻟﻨﻬﺮي أﺷﻜﺎل ﻣﻦ اﻟﺸﻼﻻت واﻟﺠﻨﺎدل، وﻗﺪ ﻳﺤﺪث هﺬا اﻟﻐﻠﻖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻤﺎ ﻳﻠﻲ: -١اﻻﻧﺰﻻق اﻷرﺿﻴﺔ. -٢ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺮآﺎﻣﺎت اﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ. -٣ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺜﻼﺟﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺒﺮ ﺑﻌﺾ اﻷﻧﻬﺎر ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﻮاﺿﻌﻬﺎ داﻓﻌﻪ إﻳﺎهﺎ ﻧﺤﻮ ﻣﻮاﻗﻊ أﻋﻠﻰ ارﺗﻔﺎﻋًﺎ. -٤أﻳﺔ ﻇﺮوف ﻣﺼﺎﺣﺒﻪ أﺧﺮى ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻨﻬﺮ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻮﻗﻌًﺎ ﺟﺪﻳﺪًا وﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﺠﺮي ﻓﻮق ﺗﻀﺎرﻳﺲ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ. وﺗﻨﺸﺄ اﻟﺠﻨﺎدل آﻤﺎ ذآﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘًﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻨﺤﺪرات اﻟﺸﺪﻳﺪة وﻟﻴﺴﺖ أﻟﻌﺎﻣﻮدﻳﻪ ﻣﻦ ﻗﻴﻌﺎن اﻷﻧﻬﺎر ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﺮاﺟﻊ اﻟﺸﻼﻻت إﻟﻰ اﻟﻮراء ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺤﺎﻻت .وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺠﻨﺎدل
٦٩
ﻻ ﻟﻬﺬا اﻟﻨﻮع .وﻳﻈﻬﺮ ﻧﻮع أﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﻼﺑﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻋﻨﺪ أﺳﻔﻞ ﺷﻼﻻت ﻧﻴﺎﻏﺎرا ﻣﺜﺎ ً اﻟﺠﻨﺎدل ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻮم اﻷﻧﻬﺎر ﺑﻨﺤﺖ ﺻﺨﻮر ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎوﻣﺘﻬﺎ ،آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺎدل اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﻧﻬﺮ ﺳﺎﻧﺖ ﻟﻮرﻧﺲ ﻓﻮق ﻣﺪﻳﻨﻪ ﻣﻮﻧﺘﺮﻳﺎل ﻣﺒﺎﺷﺮة وآﺬاﻟﻚ ﻳﺘﻤﺜﻞ هﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺎدل ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﻪ اﻟﺨﺎﻧﻖ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻟﻨﻬﺮ آﻮﻟﻮرادو .وﺗﺸﻜﻞ اﻟﺠﻨﺎدل واﻟﺸﻼﻻت ﻋﻘﺒﺎت أﻣﺎم اﻟﻤﻼﺣﺔ ﻓﻲ اﻷﻧﻬﺎر .وآﺜﻴﺮًا ﻣﺎ ﺗﻀﻄﺮ اﻟﺪول ﻣﻌﻬﺎ إﻟﻰ أن ﺗﻘﻮم ﺑﺤﻔﺮ ﻗﻨﻮات ﻋﻠﻰ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺠﻨﺎدل ﻣﻦ اﻷﻧﻬﺎر إذا آﺎﻧﺖ ﺑﻘﻴﻪ ﺟﻬﺎت اﻟﻨﻬﺮ اﻟﻮاﻗﻌﺔ أﻋﻠﻰ اﻟﺠﻨﺎدل واﻟﺸﻼﻻت وأﺳﻔﻠﻬﺎ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﻤﻼﺣﺔ .وﺗﺤﺘﺎج ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻨﻮات إﻟﻰ ﻣﻨﺸﺂت هﻨﺪﺳﻴﺔ ﻣﻌﻘﺪة ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻷﺣﻮاض اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺧﻔﺾ أو رﻓﻊ اﻟﻘﻮارب واﻟﺴﻔﻦ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى أﺧﺮ. .٣اﻟﺤﻔﺮ اﻟﻮﻋﺎﺋﻴﺔpotholes : وﺗﻌﺮف أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟﺤﻔﺮ اﻟﺪردورﻳﻪ وﺗﻮﺟﺪ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﺎت اﻟﻤﺴﺎﻗﻂ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺆدي ﺳﻘﻮط اﻟﻤﺎء اﻟﻘﻮي إﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺣﺮآﺔ دوراﻧﻴﺔ ﺗﻘﻮم ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ رﻣﺎل وﺣﺼﻰ ﺑﻨﺤﺖ اﻟﻘﺎع اﻟﻨﻬﺮي اﻟﺼﻠﺐ وﺗﻜﻮﻳﻦ ﺣﻔﺮ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺤﻔﺮ اﻟﻮﻋﺎﺋﻴﺔ .وﻻ ﺗﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﺤﻔﺮ إﺷﻜﺎﻻ ﺗﻀﺎرﻳﺴﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻏﻴﺮ أﻧﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻌﺘﺒﺮ دﻟﻴﻼ ًﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪار اﻟﻨﺤﺖ اﻟﻌﻤﻮدي اﻟﺬي ﺗﻘﻮم ﺑﻪ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺸﺒﺎب .وﺗﺘﻜﻮن اﻟﺤﻔﺮ اﻟﻮﻋﺎﺋﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺮﻳﻊ ﻓﻮق اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻠﻴﻨﺔ ﻣﺜﻞ ﺻﺨﻮر اﻟﻄﻔﻞ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻀﻞ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﺑﺼﻮرة ﺟﻴﺪة ﻋﻨﺪ ﺗﻜﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﺨﻮر ﻧﺎرﻳﺔ ﺻﻠﺒﺔ آﺎﻟﺠﺮاﻧﻴﺖ واﻟﺒﺎزﻟﺖ واﻟﻜﻮارﺗﺰ .وﺗﺘﺤﻮل ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻔﺮ اﻟﺪردورﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﺸﻼﻻت إﻟﻰ اﻟﻮراء إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺒﺮك اﻟﻐﺎﻃﺴﺔ Plunge Poolوأﺷﻬﺮ هﺬﻩ اﻟﺒﺮك ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ آﺮاﻧﺪآﻮﻟﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﻤﺠﺮى اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻨﻬﺮ آﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﻓﻲ وﻻﻳﺔ واﺷﻨﻄﻦ وﻗﺪ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﺮك اﻟﻐﺎﻃﺴﺔ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﺗﺴﺎﻗﻂ اﻟﻤﺎء ﻣﻦ ﻓﻮق ﺟﺮف ﻳﺒﻠﻎ ارﺗﻔﺎﻋﻪ ﺣﻮاﻟﻲ ) (١٢٢ﻣﺘﺮًا. اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺮﺳﻴﺐ اﻟﻨﻬﺮي: وﺗﺸﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: -١اﻟﺴﻬﻮل اﻟﻔﻴﻀﻴﻪ: ﺗﺘﺼﻒ اﻟﺴﻬﻮل اﻟﻔﻴﻀﻴﻪ ﻟﻼ ﻧﻬﺎر ﺑﺄﻧﻬﺎ ذوات ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ وﻗﺮﻳﺒﻪ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮى ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ أن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﻨﺪهﺎ ﻓﻌﻼ .وﺗﻜﻮﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻬﻮل ﻣﻦ ﺟﺮاء ﺗﺠﻤﻊ اﻹرﺳﺎﺑﺎت اﻟﻄﻤﻮﻳﻪ ﻓﻮق ﻗﻴﻌﺎن اﻟﻮدﻳﺎن اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ اﻷﻧﻬﺎر ﺑﺘﻮﺳﻴﻌﻬﺎ. وﺗﺘﻤﻴﺰ هﺬﻩ اﻟﺴﻬﻮل ﺑﻘﻠﻪ درﺟﻪ اﻻﻧﺤﺪار ﻓﻴﻬﺎ .وﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻣﻈﺎهﺮ ﺗﻀﺎرﻳﺴﻴﻪ ﻣﺘﻌﺪدة ﻣﺜﻞ اﻻﻟﺘﻮاء اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ واﻟﺒﺤﻴﺮات اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ واﻟﻤﺴﺘﻨﻘﻌﺎت واﻟﺒﺤﻴﺮات ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻨﺘﻀﻤﻪ ﻓﻲ ﺗﻮزﻳﻌﻬﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﺸﻐﻞ اﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺎت اﻟﻤﻮﺟﻮدة هﻨﺎ وهﻨﺎك ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ اﻟﻔﻴﻀﻲ .ﺗﻨﺘﺞ ﻣﻌﻈﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺎت ﻣﻦ ﺟﺮاء ﻋﺪم اﻧﺘﻈﺎم ﻋﻤﻠﻴﻪ اﻟﺘﺮﺳﻴﺐ ﻓﻮق آﻞ أﺟﺰاء اﻟﺴﻬﻞ اﻟﻔﻴﻀﻲ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ آﻤﻴﺎت آﺒﻴﺮﻩ ﻣﻦ اﻟﺮواﺳﺐ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻻ ﺗﺴﺘﻠﻢ اﻷﺧﺮى إﻻ رواﺳﺐ ﻗﻠﻴﻠﻪ ﻓﺘﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻣﻨﺨﻔﻀﺎت آﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻻهﻮار ﻓﻲ
٧٠
ﺟﻨﻮب اﻟﻌﺮاق .وﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺎت وﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻦ إﺷﻜﺎل اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ اﻟﺼﻐﻴﺮة أن ﺗﻨﺸﺎ ﻣﻦ ﺟﺮاء اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﻟﻤﺠﺎري ﺑﻌﺾ اﻷﻧﻬﺎر إﺛﻨﺎء اﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎت أو ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻄﻮر اﻻﻟﺘﻮاءات أﻟﻨﻬﺮﻳﻪ. -٢اﻻﻟﺘﻮاءات أﻟﻨﻬﺮﻳﻪ Meanders ﺗﻄﻠﻖ ﺻﻔﺔ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﻤﻠﺘﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮي ﻓﻮق ﺳﻬﻮل ﻓﻴﻀﻴﻪ ﻋﺮﻳﻀﺔ وﻟﻬﺎ ﻣﺠﺎر ﻣﺘﻌﺮﺟﺔ وﻗﺪ أﺧﺬت هﺬا اﻻﺳﻢ ﻣﻦ ﻧﻬﺮ ﻣﻴﺎﻧﺪر meanderﻓﻲ ﺗﺮآﻴﺎ اﻟﺬي ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻴﻪ هﺬﻩ اﻟﻤﻴﺰة ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ .وﺗﻄﻬﺮ آﻞ اﻷﻧﻬﺎر ﻣﻴﻼ واﺿﺤﺎ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻻﻟﺘﻮاءات ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻴﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺗﺄرﺟﺢ ﻣﺘﻌﺎﻗﺐ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺎﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ إﻟﻰ ﺁﺧﺮ .وﻻ ﻳﻜﻮن هﺬا اﻟﺘﺄرﺟﺢ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺑﺎﻷﻧﻬﺎر ﻓﻘﻂ وإﻧﻤﺎ ﻧﺠﺪة واﺿﺤﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﺮك اﻷﺟﺴﺎم اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻷﺧﺮى آﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ ذاﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺣﺮآﻪ اﻟﻬﻮاء وﺗﻜﻮﻳﻨﻪ ﻟﻠﺘﻴﺎرات اﻟﻨﻔﺎﺛﺔ jet streamsﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﺠﻮي .أو ﻋﻨﺪ ﺗﺤﺮك ﻣﻴﺎﻩ اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﻤﺤﻴﻄﻴﺔ آﺘﻴﺎر اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻷﻃﻠﺴﻲ .وآﺎن ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺳﺎﺑﻘﺎ أن اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺣﺪوث اﻻﻟﺘﻮاء اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ إرﺟﺎﻋﻪ إﻟﻰ وﺟﻮد اﻟﻌﻘﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﻨﻬﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺪور أو ﻳﻨﺜﻨﻲ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻣﻜﻮﻧًﺎ اﻻﻟﺘﻮاء .إﻻ أن اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ أﺛﺒﺘﺖ اﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ ﻟﻼﻟﺘﻮاء أن ﻳﺘﻜﻮن ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻣﺠﺎر ﻧﻬﺮﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ وﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ أي ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺒﺎت ،وﻗﺪ أﺛﺒﺘﺖ ذﻟﻚ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﺨﺒﺮﻳﻪ ﻓﻲ Imperial Collegeﻓﻲ ﻟﻨﺪن ،وآﺎن ﺟﺮﻳﺎن اﻟﻤﺎء ﻓﻴﻪ ﺛﺎﺑﺘًﺎ وﻣﻨﺘﻈﻤًﺎ .وﻗﺪ ﻇﻬﺮت ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ وﻗﺖ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻄﻮﻳﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻀﺤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺎت ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻣﻦ ﻗﺎع اﻟﻤﺠﺮى ،ﺛﻢ ﺑﺪا اﻟﻨﻬﺮ ﺑﺎﻟﺪوران ﺣﻮل ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻀﺤﻠﺔ وﺑﺪا ﻳﻄﻮر اﻟﺪوراﻧﺎت اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ وﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ أن اﺧﺘﻼف ﺳﺮﻋﺔ ﺗﻴﺎر اﻟﻨﻬﺮ ﺧﻼل ﻗﻄﺎﻋﻪ وﻗﻠﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺎع ﻣﺴﺌﻮل ﻋﻦ ﻧﺸﻮء اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻀﺤﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ ذآﺮهﺎ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ .وﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ اﻳﻀﺎ ﺣﺪوث ﺗﻴﺎر ﺣﻠﺰوﻧﻲ ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺌﻮل ﻋﻦ ﺗﻄﻮر اﻻﻟﺘﻮاءات اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺤﺮك اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺴﻔﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ اﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻳﻠﺤﻖ اﻟﺠﺮﻳﺎن اﻟﺴﻄﺤﻲ ﺑﺎﻟﺠﺮﻳﺎن اﻟﻘﺎﻋﻲ ﻣﻦ . اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻤﻘﻌﺮة ﻧﺤﻮ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻤﺤﺪﺑﺔ وﻳﺮﺑﻂ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺳﺒﺐ ﺣﺪوث اﻻﻟﺘﻮاءات اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ وﺑﻴﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ وﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻘﻴﻌﺎن اﻟﻤﺠﺎري اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺆدي وﺟﻮد ﻣﻮاد رﺳﻮﺑﻴﺔ دﻗﻴﻘﺔ ﻣﺜﻞ ذرات اﻟﻐﺮﻳﻦ واﻟﻄﻴﻦ وﺑﻌﺾ اﻟﺮﻣﺎل اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ إﻟﻰ ﺟﻌﻞ اﻟﻤﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮي ﻳﻤﻴﻞ إﻟﻰ اﻟﺘﻌﺮج واﻻﻟﺘﻮاء .ﻓﻲ ﺣﻴﻦ إذا آﺎن ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﻮاد ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻓﺮة ﺑﺪرﺟﻪ آﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻮاﻧﺐ وﻗﺎع اﻟﻤﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮي ﻓﺈن ذﻟﻚ اﻟﻤﺠﺮى ﻳﻤﻴﻞ إﻟﻰ اﻟﺘﻤﺰق وﻳﻨﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﻋﺪﻩ ﻣﺠﺎري ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎع ﻋﺮﻳﺾ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ اﻟﻔﻴﻀﻲ وﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﺠﺎري اﺳﻢ اﻻﻧﻬﺎر اﻟﻤﻈﻔﻮرﻩ BRAIDED STREAMSوﻗﺪ أﻇﻬﺮت دراﺳﺔ ﻧﻤﻮذﺟﻴﺔ ﻟﺤﺎﻟﻪ ﻧﻬﺮ ﻃﻤﻮي ﻓﻲ اﻟﺴﻬﻮل اﻟﻌﻈﻤﻰ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة أن اﻻﻟﺘﻮاءات اﻟﻜﺒﻴﺮة ﺗﻜﻮن ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺼﻒ ﺑﺘﻤﺎﺳﻚ ﺣﺪود ﻣﺠﺎرﻳﻬﺎ. وﺗﺴﺎهﻢ اﻻﻟﺘﻮاءات ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﻪ ﺗﻜﻮﻳﻦ وﺗﺴﻮﻳﻪ اﻟﺴﻬﻞ اﻟﻔﻴﻀﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺒﻊ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻮاﻗﻊ اﻻﻟﺘﻮاءات ﻣﻦ ﻣﻜﺎن إﻟﻰ أﺧﺮ ﻓﻮق اﻟﺴﻬﻞ اﻟﻔﻴﻀﻲ إﻟﻰ ﺗﻐﻄﻴﻪ ذﻟﻚ اﻟﺴﻬﻞ ﺑﻄﺒﻘﻪ ﻣﻦ اﻻرﺳﺎﺑﺎت وﺗﻠﻌﺐ اﻻﻟﺘﻮاءات دورا ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻟﻮدﻳﺎن اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ إذ ﺗﻘﺘﺮب ﺑﻌﺾ
٧١
اﻟﺜﻨﻴﺎت اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻮادي اﻟﻨﻬﺮي ﻓﻴﺆدي ذﻟﻚ إﻟﻰ ﺗﻌﺮض ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﻮادي إﻟﻰ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ وﺗﺮاﺟﻌﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻒ وﺗﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ واﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻨﻀﺞ ﻣﻦ ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮر اﻟﻮدﻳﺎن اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ .وذﻟﻚ ﻻن ﺳﻌﻪ ﻗﻴﻌﺎن اﻟﻮدﻳﺎن ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺗﻜﻮن ﻗﺮﻳﺒﻪ ﻣﻦ ﺳﻌﻪ ﻧﻄﺎق اﻻﻟﺘﻮاءات اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ .ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﻜﻮن ﻧﻄﺎق اﻻﻟﺘﻮاءات ﻓﻲ اﻟﻮدﻳﺎن اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ أﺿﻴﻖ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﻴﻌﺎن ﺗﻠﻚ اﻟﻮدﻳﺎن وﻟﺬا ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺆدي هﺬا اﻟﺪور ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ .وﻳﺆدي ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻮاﻗﻊ اﻻﻟﺘﻮاءات اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ إﻟﻰ اﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺣﺪوث ﺣﺎﻻت اﺳﺮ ﻧﻬﺮي ذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮم اﻟﻨﻬﺮ ﺑﺎزاﻟﺔ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻠﻪ ﻋﻦ راﻓﺪﻩ ﻓﻴﺤﻮل ﻗﺴﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺑﻊ ذﻟﻚ اﻟﺮاﻓﺪ إﻟﻴﻪ ﺗﺎرآﺎ إﻳﺎﻩ ﻧﻬﺮا ﻃﻮﻳﻼ. -٣اﻟﺴﺪود اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔNatural Levees : ﻳﻘﻮم اﻟﻨﻬﺮ ﺑﺈﻧﺸﺎء ﺳﺪود ﻃﻤﻮﻳﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﻓﻮق ﺳﻬﻠﻪ اﻟﻔﻴﻀﻲ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺘﻲ اﻟﻨﻀﺞ واﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ .وﺗﻮازي ﺗﻠﻚ اﻟﺴﺪود ﻣﺠﺎري اﻷﻧﻬﺎر وﺗﻜﻮن ﻋﻠﻰ أآﺜﺮ ﺣﺎﻻﺗﻬﺎ ارﺗﻔﺎﻋًﺎ ﻋﻨﺪ ﺟﻬﺎﺗﻬﺎ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻬﺮ وﺗﻨﺤﺪر ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ آﻠﻤﺎ اﺑﺘﻌﺪت ﻋﻨﻪ .وﻳﺘﺮاوح اﺗﺴﺎﻋﻬﺎ ﺑﻴﻦ آﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ واﻟﻨﺼﻒ أو أآﺜﺮ .ﻳﺮﺟﻊ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻣﺠﺎري اﻷﻧﻬﺎر إﻟﻰ ﺣﺎﻟﻪ اﻟﺘﺮﺳﻴﺐ اﻟﻔﺠﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﻮاد اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﻠﻬﺎ اﻷﻧﻬﺎر ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻄﻐﻲ ﻓﻮق ﺿﻔﺎﻓﻬﺎ .ﻳﺮﺗﺒﻂ وﺟﻮد اﻟﺴﺪود اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻊ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻇﺎهﺮة اﻻﻟﺘﻮاء .وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﻤﺮﺗﻔﻊ ﻧﺴﺒﻴًﺎ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺴﺪود ﻗﻴﺎﺳﺎ إﻟﻰ ﺑﻘﻴﺔ أﺟﺰاء اﻟﺴﻬﻞ أﻟﻔﻴﻀﻲ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﺤﻤﻴﺔ ﻋﺎدة ﻣﻦ اﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎت اﻻﻋﺘﻴﺎدﻳﺔ .ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻜﻮن ﺑﻘﻴﺔ أﺟﺰاء اﻟﺴﻬﻞ أﻟﻔﻴﻀﻲ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﻓﺘﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﻔﻴﻀﺎن .ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻳﻜﻮن ارﺗﻔﺎع اﻟﺴﺪود اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻨﻬﺮ ﺑﻮ Boﻓﻲ اﻳﻄﺎﻟﻴﺎ وهﻮاﻧﻚ هﻮ وﻳﺎﻧﺠﺘﺴﻲ ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻦ أﻋﻠﻰ ﻣﻦ ارﺗﻔﺎع اﻟﻤﻨﺎزل اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﺴﻬﻞ اﻟﻔﻴﻀﻲ اﻟﻤﺠﺎور وﻣﻦ هﻨﺎ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻘﺪار اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﺼﻴﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﺟﺮاء اﻟﻔﻴﻀﺎن .ﻓﻘﺪ ﻏﻤﺮ ﻧﻬﺮ اﻟﻤﺴﻴﺴﺒﻲ ﻓﻲ ﻓﻴﻀﺎﻧﻪ اﻟﻤﺸﻬﻮر ﺳﻨﻪ ١٩٥١ﻣﺴﺎﺣﻪ واﺳﻌﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻓﻘﺪ أآﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٠ر ٢٠٠ﻧﺴﻤﻪ ﻣﺴﺎآﻨﻬﻢ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ اﻟﺒﻌﻴﺪة ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻀﻔﺎف اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ .هﺬا وﺗﻘﺪم ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺴﺪود اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻼﻧﻬﺎر ﻣﻮاﻗﻊ ﺟﻴﺪﻩ ﻟﻼﺳﺘﻴﻄﺎن ﻓﻲ اﻟﺴﻬﻮل اﻟﻔﻴﻀﻴﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻠﻪ ﺗﻌﺮﺿﻬﺎ ﻟﻠﻔﻴﻀﺎن آﻤﺎ ذآﺮﻧﺎ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ آﻤﺎ أن ﺧﺸﻮﻧﺔ ﻧﺴﻴﺞ ﺗﺮﺑﺘﻬﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻷﻋﻤﺎل اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ اﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﻠﻪ اﻟﻤﻠﻮﺣﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺘﺼﺮﻳﻒ اﻟﺴﻄﺤﻲ وﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻟﻨﻔﺎدﻳﻪ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻧﺴﺒﻴًﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻗﻴﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻪ ذات اﻟﻨﺴﻴﺞ اﻟﻨﺎﻋﻢ واﻟﺘﺼﺮﻳﻒ اﻟﺮديء اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻮق ﻗﻴﻌﺎن اﻷﺣﻮاض اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ اﻟﺒﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻷﻧﻬﺎر. ( Deltas -٤اﻟﺪﻟﺘﺎوات ) اﻟﺪﻟﺘﺎوات ﻣﻨﺎﻃﻖ رﺳﻮﺑﻴﺔ ﻃﻤﻮﻳﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻨﺪ ﻣﺼﺒﺎت اﻷﻧﻬﺎر وﺗﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻣﺤﺎﻃﺔ ﺑﺘﻔﺮﻋﺎت اﻟﻨﻬﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﺎﻋﺪ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ آﻠﻤﺎ اﺗﺠﻬﻨﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻓﻴﻪ ذاﻟﻚ اﻟﻨﻬﺮ .وﻗﺪ أﻋﻄﻲ هﺬا اﻻﺳﻢ أول اﻷﻣﺮ إﻟﻰ دﻟﺘﺎ ﻧﻬﺮ اﻟﻨﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺒﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺣﺮف دﻟﺘﺎ اﻹﻏﺮﻳﻘﻲ واﻟﻤﺮﺳﻮم أﻋﻼﻩ .وﻟﻜﻲ ﺗﺘﻜﻮن اﻟﺪﻟﺘﺎوات ﻻﺑﺪ ﻣﻦ أن ﺗﻜﻮن آﻤﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﺠﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﺮواﺳﺐ أﻣﺎم ﻣﺼﺐ اﻟﻨﻬﺮ اآﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﻠﻬﺎ اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ
٧٢
واﻷﻣﻮاج .ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺗﻴﺎر اﻟﻨﻬﺮ ﻋﺎدﻩ ﻋﻨﺪ وﺻﻮﻟﻪ ﻧﺤﻮ ﺟﺴﻢ ﻣﺎﺋﻲ ﻣﺴﺘﻘﺮ أو ﻗﻠﻴﻞ اﻟﺤﺮآﺎت آﺎن ﻳﻜﻮن ﺑﺤﻴﺮة أو ﺑﺤﺮا أو ﻏﻴﺮ ذاﻟﻚ اﻻﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺆدي إﻟﻰ إﻟﻘﺎﺋﻪ إﻟﻰ اﻟﻘﺴﻢ اﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ ارﺳﺎﺑﺎﺗﺔ وﺑﺴﺮﻋﺔ .وﺧﻴﺮ ﻣﺜﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ دﻟﺘﺎ ﻧﻬﺮ Terekﻋﻠﻰ ﺑﺤﺮ ﻗﺰوﻳﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﺪﻳﻨﻪ ﺑﺎآﻮ وﻧﻬﺮ اﻟﻔﻮﻟﻐﺎ اﻟﺮوﺳﻲ .ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﻣﺸﺎهﺪة ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻘﺪم هﺬﻩ اﻟﺪﻟﺘﺎ اﻟﺴﺮﻳﻌﺔ داﺧﻞ ﺑﺤﺮ ﻗﺰوﻳﻦ إذا أﻧﻬﺎ ﺗﺘﻘﺪم ﺑﻤﻌﺪل ﻳﺒﻠﻎ ٥ر ١آﻢ ﻟﻜﻞ ٥أو ٦ﺳﻨﻮات .وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﺑﺪأت ﺗﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻟﺒﺤﺮ ﻗﺰوﻳﻦ إﻻ أن ﻣﻌﺪل ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻣﺎ زال اآﺒﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﺪل ﺗﻘﺪم دﻟﺘﺎ ﻧﻬﺮ اﻟﺮاﻳﻦ ﻓﻲ ﺑﺤﻴﺮة ﺟﻨﻴﻒ ﺑﻌﺸﺮة أﺿﻌﺎف. وﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮن اﻷﻧﻬﺎر دﻟﺘﺎوات ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻘﺎﺋﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺴﻄﺤﺎت اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﺮة ،ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻮﻓﺮ ﻇﺮوف ﻋﺪﻳﺪة ﻟﻜﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻷﻧﻬﺎر أن ﺗﻘﻮم ﺑﺒﻨﺎء اﻟﺪﻟﺘﺎوات ﻣﻨﻬﺎ أن ﺗﻜﻮن آﻤﻴﺔ اﻻرﺳﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻠﺒﻬﺎ اﻷﻧﻬﺎر آﺒﻴﺮة ﻧﺴﺒﻴًﺎ وان ﻻ ﻳﻜﻮن اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻓﻴﻪ ﻼ ﻓﻮق اﻟﻨﻬﺮ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﺑﺪرﺟﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻌﻬﺎ ﻧﻤﻮ اﻟﺪﻟﺘﺎ ﻓﻴﻪ .وﻻ ﺗﻨﺸًﺎ اﻟﺪﻟﺘﺎوات ﻣﺜ ً اﻟﺴﻮاﺣﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻈﺎهﺮة اﻻﻧﻐﻤﺎر وآﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ أن ﻻ ﺗﻜﻮن اﻟﺘﻴﺎرات واﻷﻣﻮاج ﻗﻮﻳﻪ ﻋﻠﻰ ذاﻟﻚ اﻟﺴﺎﺣﻞ .وﻟﻴﺴﺖ هﺬﻩ اﻟﻈﺮوف أﺳﺎﺳﻴﻪ ﺟﺪا ﻟﺘﻜﻮن اﻟﺪﻟﺘﺎوات ﻏﻴﺮ أﻧﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻗﺎﻋﺪة ﻋﺎﻣﻪ ﻻﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻧﺸﻮؤهﺎ .ﻓﻬﻨﺎك اﻧﻬﺎر ﻻ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ هﺬﻩ اﻟﻈﺮوف إﻻ أﻧﻬﺎ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ أن ﺗﻘﻮم ﺑﺈﻧﺸﺎء اﻟﺪﻟﺘﺎوات .هﺬا وﺗﺘﺠﻤﻊ ﻣﻌﻈﻢ اﻻرﺳﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﻠﻬﺎ اﻷﻧﻬﺎر أﻣﺎم اﻟﻘﺴﻢ اﻷوﺳﻂ ﻣﻦ اﻟﻨﻬﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﻪ اﺗﺼﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﺠﺴﻢ اﻟﻤﺎﺋﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺮ ﻓﻴﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺟﺮاء ذﻟﻚ ﺣﺎﺟﺰ ﻃﻤﻮي ﻳﺰداد ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻣﻊ اﻟﻮﻗﺖ وﻣﻊ ﺣﺪوث اﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎت اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ .وﺗﻨﻤﻮ اﻟﺪﻟﺘﺎ وﺗﺘﺸﻌﺐ اﻷﻧﻬﺎر ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ .وﺗﻈﻞ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ اﻟﻤﺤﺼﻮرة ﺑﻴﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺮوع ﺑﺸﻜﻞ ﺑﺤﻴﺮات ﺳﺎﺣﻠﻴﻪ ﻣﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ أول اﻷﻣﺮ ﺛﻢ ﺗﻤﺘﻠﻰء ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﺑﺎﻻرﺳﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻠﻬﺎ ﺧﻼل اﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎت ﺣﻴﺚ ﻳﺆدي ذﻟﻚ إﻟﻰ ردم ﺗﻠﻚ اﻟﺒﺤﻴﺮات ﻟﺘﻀﻴﻒ ﺑﺬﻟﻚ أراﺿﻲ ﺟﺪﻳﺪة إﻟﻰ اﻟﺪﻟﺘﺎ .وﺗﺆدي اﻻرﺳﺎﺑﺎت اﻟﻄﻤﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻠﺒﻬﺎ اﻷﻧﻬﺎر إﻟﻰ رﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮى ﻗﻴﻌﺎن اﻟﺒﺤﻴﺮات واﻟﺒﺤﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻷﻧﻬﺎر .وﺗﻘﻮم ﺗﻠﻚ اﻟﺮواﺳﺐ اﻟﺘﻲ ﻧﻘﻠﺘﻬﺎ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ واﻟﺘﻲ اﺳﺘﻤﺮت ﻟﻨﻘﻠﻬﺎ ﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ إﻟﻰ إﻳﺠﺎد ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺜﻘﻞ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﻀﻐﻂ ﺑﺪورﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎع ﻓﻴﻜﻮن ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻬﺒﻮط ﻓﻴﻪ .وﻗﺪ ﻟﻮﺣﻈﺖ هﺬﻩ اﻟﻈﺎهﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﻮاﺣﻞ ﺧﻠﻴﺞ اﻟﻤﻜﺴﻴﻚ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺣﻴﺚ أدت اﻟﺮواﺳﺐ اﻟﺘﻲ أﻟﻘﺎهﺎ ﻧﻬﺮ اﻟﻤﺴﻴﺴﺒﻲ إﻟﻰ ﺣﺪوث ﻇﺎهﺮﻩ هﺒﻮط ﻓﻴﻪ. -٤اﻟﺪاﻻت اﻟﻤﺮوﺣﻴﺔAlluvial Fans : ﺗﻌﺮف أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺴﻬﻮل اﻟﻤﺮوﺣﻴﺔ أو ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻤﺮاوح اﻟﻄﻴﻨﻴﺔ .وﺗﻨﺸﺎ هﺬﻩ اﻟﻤﺮاوح ﻋﻨﺪ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ذوات اﻻﻧﺤﺪار اﻟﺸﺪﻳﺪ آﺎﻟﺴﻼﺳﻞ اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ واﻟﺘﻼل اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ واﻟﻬﻀﺎب وﺑﻴﻦ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﻬﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻘﻠﺔ درﺟﺔ اﻧﺤﺪارهﺎ آﺎﻟﺴﻬﻮل ﻣﺜﻼ أو ﺑﻄﻮن اﻟﻮدﻳﺎن اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎن ﻣﻨﺎﺧﻬﺎ ﺟﺎف أو ﺷﺒﻪ ﺟﺎف ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮن اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮي ﻓﻴﻬﺎ وﻗﺘﻴﺔ ﻋﺎدة .وﺗﺤﻤﻞ ﺗﻠﻚ اﻷﻧﻬﺎر ﻋﻨﺪ ﺟﺮﻳﺎﻧﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﻮق اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻻﻧﺤﺪار آﻤﻴﺎت آﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺮواﺳﺐ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻗﺪ هﻴﺄﺗﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .وﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﺳﺮﻋﺔ ﺟﺮﻳﺎن ﺗﻠﻚ اﻷﻧﻬﺎر ﻓﺠﺄة ﻋﻨﺪ
٧٣
اﻧﺘﻘﺎﻟﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ اﻟﻤﺠﺎورة .وﻳﺆدي ذﻟﻚ إﻻ إن اﻷﻧﻬﺎر ﺗﻘﻮم ﺑﺈﻟﻘﺎء ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺮواﺳﺐ ﻓﻮق ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎل .وﺗﺘﺮﺳﺐ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺮواﺳﺐ اﻟﺨﺸﻨﺔ اﻟﺬرات أوﻻ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻤﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮي ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻜﻮن ﺣﺎﺟﺰ ﻳﻀﻄﺮ اﻟﻨﻬﺮ ﻣﻌﻪ إﻟﻰ اﻻﻧﻘﺴﺎم إﻟﻰ ﻓﺮﻋﻴﻦ ﻳﻨﻘﺴﻤﺎن ﺑﺪورهﻤﺎ أﻳﻀﺎ وﻳﺰداد ﺗﻔﺮع اﻷﻧﻬﺎر وﺗﻘﻞ آﻤﻴﺔ ﻣﻴﺎهﻬﺎ واﻟﺮواﺳﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ آﻠﻤﺎ اﺑﺘﻌﺪت ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ .وﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪ أن اﻟﻤﺮوﺣﺔ اﻟﻄﻤﻮﻳﺔ ذات ﺳﻤﻚ آﺒﻴﺮ ورواﺳﺐ ﺧﺸﻨﺔ ﻓﻲ ﺟﺰﺋﻬﺎ اﻷﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ وﻳﺘﻨﺎﻗﺺ ﺳﻤﻜﻬﺎ وﻳﻘﻞ ﺣﺠﻢ ذراﺗﻬﺎ وﻳﺰداد اﺗﺴﺎﻋﻬﺎ آﻠﻤﺎ اﺑﺘﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ .وﻳﻈﻬﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺎﻓﺎت اﻟﺴﻔﻠﻰ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻮل اﻟﻤﺮوﺣﻴﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ واﻟﻌﻴﻮن اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺧﺮوج ﻣﻴﺎﻩ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﻨﺎﻓﺬة ﺧﻼل اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎت اﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮوﺣﺔ. ﺧﺼﻮﺑﺔ اﻟﺮواﺳﺐ اﻟﻄﻤﻮﻳﺔ: ﻻ ﺑﺪ ﻟﻨﺎ وﻧﺤﻦ ﻧﻨﻬﻲ دراﺳﺘﻨﺎ ﻟﻸﺷﻜﺎل اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺮﺳﻴﺐ اﻟﻨﻬﺮي أن ﻧﺬآﺮ أن هﺬﻩ اﻷﺷﻜﺎل ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺨﺼﻮﺑﺔ ﺗﺮﺑﺘﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮن ﺗﺮﺑﺘﻬﺎ ﻣﺘﺠﺪدة ﻣﻦ ﺟﺮاء ﺗﻌﺮض ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ هﺬﻩ اﻷﺷﻜﺎل ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻔﻴﻀﺎن اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻠﺐ ﻃﺒﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﺎف ﻓﻮق اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﻬﻜﺘﻬﺎ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ﻓﺘﺠﺪد ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ وﺧﺼﻮﺑﺘﻬﺎ .وﺗﺼﺒﺢ هﺬﻩ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻣﻦ اﻧﺴﺐ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻟﻠﺰراﻋﺔ إذا آﺎن اﻟﻤﻨﺎخ ﻣﻼﺋﻤﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺣﻴﺚ أﻧﻬﺎ ذوات ﺗﻀﺎرﻳﺲ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﻼﺳﺘﻴﻄﺎن اﻟﺒﺸﺮي وﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺎﻷﻋﻤﺎل اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﺑﺔ اﻷرض ﻓﻲ اﻟﺴﻬﻮل اﻟﻄﻤﻮﻳﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﺎت اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺎت واﻟﺪاﻻت اﻟﻤﺮوﺣﻴﺔ وﻟﻜﻦ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺠﺎرة واﻟﺼﺨﻮر اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﻤﻤﻜﻨﻨﻪ ﻏﻴﺮ ﺳﺎﺋﺪة ﻓﻴﻬﺎ. اﻧﺠﺮاف اﻟﺘﺮﺑﺔ: ﻳﺘﻢ ﺣﺴﺎب ﻣﻌﺪل اﻻﻧﺠﺮاف ﻣﻦ أﻳﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎدﻻت وذﻟﻚ آﻤﺎ ﻳﻠﻲ: -١ﺗﻘﺪﻳﺮ آﻤﻴﺔ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﺮﺳﻮﺑﻲ ) (Sediment Yieldﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻓﻮرﻧﻴﻪ ) (Fournierاﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: Log Qs = 2.65 log p2 / p + 0.64 (log H) (tan s) – 1.56 ﺣﻴﺚ أن: اﻟﻤﻌﺪل اﻟﺴﻨﻮي ﻟﻠﻨﺎﺗﺞ اﻟﺮﺳﻮﺑﻲ /ﻃﻦ/م ﻣﺮﺑﻊ/اﻟﺴﻨﺔ = Log Qs ﻣﺮﺑﻊ ﻣﻌﺪل أﻋﻠﻰ ﺷﻬﺮ ﻣﻄﺮي ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ /ﻣﻠﻢ = p2 ﻣﻌﺪل اﻷﻣﻄﺎر اﻟﺴﻨﻮي /ﻣﻠﻢ = p ﻣﻌﺪل ارﺗﻔﺎع اﻟﺤﻮض/م = H ﻇﻞ زاوﻳﺔ اﻻﻧﺤﺪار ﺑﺎﻟﺪرﺟﺎت = tan s * ﻟﺤﺴﺎب Log Qsﻟﻮ آﺎﻧﺖ ﻣﺜﻼ ٥هﺬا ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻠﻮﻏﺎرﻳﺘﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ وهﻮ ١٠ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ ﻟﻠﻘﻮة ٥وﻋﻠﻰ اﻵﻟﺔ اﻟﺤﺎﺳﺒﺔ ﻧﻀﻊ رﻗﻢ ١٠ﺛﻢ ﻧﻀﻊ رﻣﺰ Xﻣﺮﻓﻮﻋﺔ إﻟﻰ Yﺛﻢ اﻟﺮﻗﻢ ٥وﻳﺨﺮج اﻟﺠﻮاب اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ.
٧٤
-٢ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻌﺪل ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻟﻼﻧﺠﺮاف ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ: R= 100 – C ﺣﻴﺚ أن: اﻟﺘﻤﺎﺳﻚ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺘﺮﺑﺔ = C ﻣﻌﺘﻤﺪا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺪل اﻟﻄﻴﻦ واﻟﺮﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﺔ وﻳﺤﺪد آﻤﺎ ﻳﻠﻲ: C = 34.7 + 0.9 X1 – 0.3X2 – 0.4X3 ﺣﻴﺚ ﺗﻤﺜﻞ آﻞ ﻣﻦ X1 X2 X3 أﺣﺠﺎم ﺣﺒﻴﺒﺎت اﻟﺘﺮﺑﺔ ﺑﺤﺠﻢ اآﺒﺮ ﻣﻦ ٠٫٠٠١ﻣﻠﻢ و - ٠٫٠٥و٠٫٢٥اآﺒﺮوﻣﻦ ٠٫٢٥ -٣ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻟﻘﻮة اﻟﺤﺘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺎء ) (Eroding Forceﺑﺎﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ: Fe = w d sin α 12 ﺣﻴﺚ أن: Feﺗﻤﺜﻞ ﻗﻮة اﻟﺤﺖ ﺑﺎﻟﺮﻃﻞ ﻟﻜﻞ ﻗﺪم ﻣﺮﺑﻊ =Wوزن ﻗﺪم ﻣﻜﻌﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء =dﻋﻤﻖ اﻟﻤﺎء ﺑﺎﻟﺒﻮﺻﺎت = αزاوﻳﺔ اﻻﻧﺤﺪار ﻓﻌﻤﻖ اﻟﻤﺠﺮى وﻋﺮﺿﻪ ﻳﻤﺜﻼن آﻤﻴﺔ اﻟﺘﺼﺮﻳﻒ اﻟﻤﺎﺋﻲ Stream Dischargeاﻟﺬي ﻳﺰداد ﻣﻊ زﻳﺎدة اﻧﺤﺪار ﺑﻤﺠﺮى ،وﻳﺤﺪد اﻟﺴﺮﻋﺔ اﻟﺘﺤﺎﺗﻴﻪ ﻟﻠﻤﺎء اﻟﺠﺎري Erosion velocityﻣﻊ اﻷﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻋﻨﺼﺮ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﺼﺨﺮي ﻟﻠﻤﺠﺮى ﻧﻔﺴﻪ .وﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺗﻔﺎوت اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺤﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﻟﻤﻘﻄﻌﻴﻦ اﻟﻌﺮﺿﻲ واﻟﻄﻮﻟﻲ ﻟﻠﻤﺠﺮى ﻋﺪم اﻧﺘﻈﺎم ﻓﻲ ﺷﻜﻠﻪ ودرﺟﺔ اﻧﺤﺪارﻩ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ أﺷﻜﺎل أرﺿﻴﻪ ﻣﻤﻴﺰﻩ .ﻓﻘﺪ ﺗﺘﻌﺪد اﻷﺟﺰاء واﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻻﻧﺤﺪارﻳﺔ Slope Facets, Segmentsوﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ درﺟﺔ اﻧﺤﺪارهﺎ ﻣﺆدﻳﻪ إﻟﻰ ﻋﺪم اﻧﺘﻈﺎم اﻟﻤﻨﺤﺪر Segmentationوﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﺴﺎﻗﻂ ﻣﺎﺋﻴﺔ أو ﺟﺮوف أو أودﻳﻪ ﻣﻌﻠﻘﻪ أو ﻣﺼﺎﻃﺐ ﺻﺨﺮﻳﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﻃﺒﻘﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺼﻼﺑﺔ واﻟﺴﻤﻚ ،آﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻨﺸﺎ اﻟﻤﺴﻼت واﻟﺘﻼل اﻟﻤﻨﻌﺰﻟﺔ أو اﻟﺸﻮاهﺪ ،وﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺻﺨﺮﻳﻪ ﻣﻘﺎوﻣﻪ ﻟﻠﺤﺖ اﻟﻤﺎﺋﻲ. اﻟﺮﻳﺎح ودورهﺎ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻲ: ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺼﻨﻒ ﺛﻠﺚ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺟﺎﻓﺔ أو ﺷﺒﻪ ﺟﺎﻓﺔ وﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن اﻟﻈﺮوف اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ ﺗﺴﻮد ﻓﻲ هﺬا اﻟﺜﻠﺚ ﻣﻦ ﺳﻄﺢ اﻷرض. وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﺑﻤﻜﺎن اﺳﺘﻌﻤﺎل ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ آﺎﻟﺼﺤﺮاء أو اﻟﺠﻔﺎف ﻗﺒﻞ أن ﻧﺘﺄآﺪ ﻣﻤﺎ ﻧﻘﺼﺪﻩ ﺑﺎﻟﺼﺤﺮاء وﻣﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ اﻟﻤﻨﺎخ اﻟﺠﺎف ﻓﻠﻴﺲ هﻨﺎك ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻣﻘﺒﻮل وﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ آﻠﻴﺎ ﻋﻦ اﻟﺼﺤﺮاء ﻏﻴﺮ اﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ،ﻋﻠﻰ أﻳﺔ ﺣﺎل ،إن ٧٥
اﻟﺼﺤﺮاء ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻘﻠﺔ اﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ،وﻳﻨﻌﻜﺲ هﺬا ﺑﺪورﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺔ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻟﺤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ ﻓﻨﺪرة اﻟﻐﻄﺎء اﻟﻨﺒﺎﺗﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ أهﻢ اﻟﻤﻈﺎهﺮ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ وﻳﻜﻮن اﻟﻨﺒﺎت اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻣﻦ اﻷﻧﻮاع اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻴﻔﺖ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﻓﻲ اﻟﻈﺮوف اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ .وﻳﻨﻄﺒﻖ اﻟﺸﻲء ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺤﻴﻮاﻧﻴﺔ .وﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻌﺮف اﻟﻤﻨﺎخ اﻟﺠﺎف ﺑﺄﻧﻪ ذﻟﻚ اﻟﻤﻨﺎخ اﻟﺬي ﻳﺘﺒﺨﺮ ﻓﻴﻪ آﻞ اﻟﻤﻄﺮ اﻟﺬي ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻃﻪ .وﻣﻦ اﻟﻤﻬﻢ أن ﻧﺆآﺪ هﻨﺎ اﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺷﺮﻃﺎ أن ﻳﺮﺗﺒﻂ اﻟﺠﻔﺎف ﺑﻘﻠﺔ آﻤﻴﺔ اﻷﻣﻄﺎر اﻟﺴﺎﻗﻄﺔ ذﻟﻚ ﻻن هﻨﺎك ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻻ ﺗﺴﺘﻠﻢ إﻻ آﻤﻴﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﻄﺎر دون أن ﺗﺼﺒﺢ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺻﺤﺮاوﻳﺔ ﺟﺎﻓﺔ .وﺑﺬﻟﻚ ﻓﺎن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺒﺨﺮ هﻲ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻤﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ذﻟﻚ .وﺗﺤﺎول ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺘﺼﺎﻧﻴﻒ اﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ أن ﺗﺆآﺪ ذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺮر ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻤﻨﺎخ اﻟﺠﺎف. وﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺣﺪود ﻓﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎخ واﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ ﺑﻴﻦ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺮﻃﺒﺔ واﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺷﺒﻪ اﻟﺠﺎﻓﺔ وﺳﻮف ﻧﻌﺘﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﺁﻳﺔ ﺣﺎل اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺷﺒﻪ ﺟﺎﻓﺔ إذا آﺎﻧﺖ آﻤﻴﺔ ﻣﻄﺮهﺎ اﻟﺴﻨﻮي ﺑﻴﻦ ٦٠ – ٣٠ﺳﻢ .وﻧﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺻﺤﺮاوﻳﺔ إذا آﺎﻧﺖ آﻤﻴﺔ أﻣﻄﺎرهﺎ اﻗﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ .وﻳﻌﺮف ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ اﻟﺼﺤﺎري ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺎ أن ﺗﻨﺸﺄ ﺗﺼﺮﻳﻔﺎ ﻣﺎﺋﻴﺎ ﺧﺎرﺟﻴﺎ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻤﺤﻴﻂ. ﺗﻜﻮن اﻷﻧﻬﺎر ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺮﻃﺒﺔ وﻳﻘﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻠﺮﻳﺎح ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺮﻳﺎح ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻤﻈﺎهﺮ ﺳﻄﺢ اﻷرض .هﺬا وﺗﻜﻮن اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺪاﺋﻤﺔ ﻧﺎدرة اﻟﻮﺟﻮد ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﺤﺎري وهﻲ ﻣﻦ ﻧﻮع اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ exioted إذا ﻣﺎ وﺟﺪت ﻓﻴﻬﺎ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻧﻬﺎر اﻟﻨﻴﻞ ودﺟﻠﺔ واﻟﻔﺮات واﻟﺴﻨﺪ وﻧﻬﺮ آﻮﻟﻮرادو ....اﻟﺦ وﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﻮﻗﺘﻴﺔ واﻟﻔﺼﻠﻴﺔ اﻟﺠﺮﻳﺎن اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺟﺮاء اﻷﻣﻄﺎر اﻟﻮﻗﺘﻴﺔ اﻟﻐﺰﻳﺮة أو ﻣﻦ ﺟﺮاء ذوﺑﺎن اﻟﺜﻠﻮج ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ اﻟﻤﺠﺎورة .وﺗﺴﻮد اﻟﺼﺤﺎري اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﻮﻳﺔ اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ وﻻ ﻳﻈﻬﺮ وﺟﻮد ﻟﻠﻐﻄﺎء اﻟﻨﺒﺎﺗﻲ ﻓﻲ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺎت اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ وﻳﻜﻮن ﻧﺎدرا ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى. ﺗﻨﺸﺄ اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﻤﺘﺮاﺑﻄﺔ ﻟﻌﺪة ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﺔ آﺎﻟﺮﻳﺎح واﻟﺘﺠﻮﻳﺔ واﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺠﺎرﻳﺔ. ﻋﻤﻞ اﻟﺮﻳﺎح: ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﺮﻳﺎح ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ اﻷﺧﺮى ﻣﺜﻞ اﻷﻧﻬﺎر واﻟﺜﻼﺟﺎت إذ أﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻬﻬﺎ وﺗﻨﻘﻞ اﻟﺤﻄﺎم اﻟﺼﺨﺮي اﻟﻤﻔﻜﻚ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن إﻟﻰ أﺧﺮ وﺗﻘﻮم أﻳﻀﺎ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺮﺳﻴﺐ ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻊ ﻣﻌﻴﻨﺔ أﺧﺮى .وﺗﺸﺒﻪ اﻟﺮﻳﺎح اﻷﻧﻬﺎر واﻟﺠﻠﻴﺪ ﻓﻲ أن ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﺔ اﻟﺼﺨﻮر ﻳﻜﻮن أﺳﺮع إذا آﺎﻧﺖ ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺑﺬرات اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .وﻳﻨﺸﺄ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﻋﻤﻞ اﻟﺮﻳﺎح ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎري هﻲ:
٧٦
-١اﻟﺼﺤﺎري اﻟﺼﺨﺮﻳﺔHamada : وﺗﻌﺮف ﻋﺎدة ﺑﺎﺳﻢ ﺻﺤﺎري اﻟﺤﻤﺎدة وﺗﺘﺄﻟﻒ هﺬﻩ اﻟﺼﺤﺎري ﻣﻦ ﺳﻄﻮح ﺻﺨﺮﻳﺔ ﺗﻨﻜﺸﻒ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺼﺨﻮر اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻋﺎدة ﻣﻊ وﺟﻮد ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻘﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﻄﻴﻬﺎ اﻟﺤﺼﻰ واﻟﺮﻣﺎل. -٢اﻟﺼﺤﺎري اﻟﺤﺠﺮﻳﺔ Stony Deserts وﺗﻐﻄﻲ ﺳﻄﻮﺣﻬﺎ اﻟﺤﺠﺎرة اﻟﻤﺤﻄﻤﺔ واﻟﺤﺼﻰ اﻟﻤﺘﻨﻮع وﺗﺴﻤﻰ ﻋﺎدة ﺑﺼﺤﺎري اﻟﺮق Regﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ واﻟﺴﺮﻳﺮ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ وﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣﺼﺮ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. -٣اﻟﺼﺤﺎري اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ وﺗﻌﺮف ﻋﺎدة ﺑﺼﺤﺎري اﻟﻌﺮق .Erg ﺗﻌﺮﻳﺔ اﻟﺮﻳﺎح ﺗﻘﻮم اﻟﺮﻳﺎح ﺑﺘﻌﺮﻳﺘﻬﺎ ﻟﻠﺼﺨﻮر ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺘﻴﻦ هﻤﺎ: -١ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻔﺮﻳﻎ Deflation وﺗﻌﻨﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ إزاﻟﺔ اﻟﻤﻮاد اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻤﻔﻜﻜﺔ إﻣﺎ ﺑﺮﻓﻌﻬﺎ أو دﺣﺮﺟﺘﻬﺎ .وﺗﻌﺮف أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺬرﻳﺔ .آﻤﺎ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻔﺮﻳﻎ ﺗﻌﻨﻲ اﻹزاﺣﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺬرات اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺎ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﺮﻳﺎح ﺗﺎرآﺔ اﻟﻤﻮاد ذوات اﻟﺬرات اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺮﻳﺎح رﻓﻌﻬﺎ .وﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ أن ﺗﺘﻢ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ ﻏﻴﺮ أﻧﻬﺎ ﺗﺴﻮد أآﺜﺮ ﻣﺎ ﺗﺴﻮد ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺠﺎﻓﺔ وﺷﺒﻪ اﻟﺠﺎﻓﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻗﺪر ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎ ﺳﻤﻜﻪ ٢٫٤ﻣﺘﺮا ﻣﻦ ﺗﺮﺑﺔ أﺟﺰاء دﻟﺘﺎ اﻟﻨﻴﻞ ﻗﺪ ﻓﺮﻏﺖ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﺮﻳﺎح ﺧﻼل أل ٢٦٠٠ﺳﻨﺔ اﻷﺧﻴﺮة .وﻗﺪ ﺗﻌﺮﺿﺖ أﺟﺰاء واﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﻬﻮل اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻔﺮﻳﻎ ﺧﻼل هﺬا اﻟﻘﺮن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺮﻳﺎح ﺑﻨﻘﻞ آﻤﻴﺎت هﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮض ﺗﻤﺎﺳﻜﻬﺎ ﻟﻠﺘﻔﻜﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﺮاﺛﺔ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻠﺔ ﻟﻬﺎ .وﻗﺪ ﺗﺴﺒﺐ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺣﺪوث آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﺻﻒ اﻟﻐﺒﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﻪ ﺷﺮﻗﺎ ﺣﺘﻰ ﺳﺎﺣﻞ اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻷﻃﻠﺴﻲ أﺣﻴﺎﻧﺎ .وﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻔﺮﻳﻎ ﺗﺰداد ﺣﺪة ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن اﻟﺮﻳﺎح ﻓﻴﻬﺎ أآﺜﺮ اﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ واﺷﺪ ﻧﺸﺎﻃﺎ وﺳﺮﻋﺔ. ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻣﻦ وﻻﻳﺔ ﻧﻴﻮﻣﻜﺴﻴﻜﻮ وﻓﻲ وﻻﻳﺔ ﺗﻜﺴﺎس ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة أﺣﻮاض ﺗﻘﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﺒﺎل ﺗﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺒﻮﻟﺴﻮن Bolsonوهﻲ ﻣﻨﺨﻔﻀﺎت ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻔﺮﻳﻎ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﺮﻳﺎح .وﻳﺘﻐﻄﻰ ﺳﻄﺢ ﺑﻌﺾ هﺬﻩ اﻷﺣﻮاض ﺑﺮواﺳﺐ ﻃﻤﻮﻳﺔ ﺳﻤﻴﻜﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺮﺳﻴﺒﻬﺎ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﻮﻗﺘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ اﻟﺠﺒﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺘﻠﻚ اﻷﺣﻮاض .ﻏﻴﺮ أن ﻗﺴﻤﺎ أﺧﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﺣﻮاض ﺗﻜﻮن ذوات ﻗﻴﻌﺎن ﺻﺨﺮﻳﺔ ،وﻳﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﺴﻬﻮل اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﺻﺤﺮاء آﻠﻬﺎري ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﺮﻳﺎح .وﺗﻌﺘﺒﺮ ﺻﺤﺎري اﻟﺤﻤﺎدة ﻧﺘﺎﺟﺎ أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻔﺮﻳﻎ أﻳﻀﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮم اﻟﺮﻳﺎح ﺑﺎﻟﺘﻘﺎط ذرات اﻟﺮواﺳﺐ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ وﺗﺘﺮك اﻟﺤﺼﻰ واﻟﺤﺠﺎرة ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺼﺤﺎري اﻟﻤﺮﺻﻮﻓﺔ Desert Pavementsأو اﻟﺤﻤﺎدا .وﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺮﻳﺎح ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻷﻗﻞ ﺟﻔﺎﻓﺎ أن ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺠﺎوﻳﻒ اﻟﻀﺤﻠﺔ اﻟﺪاﺋﺮﻳﺔ اﻟﺸﻜﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن اﻟﺼﺨﻮر ﻓﻴﻬﺎ ذوات ﺻﻼﺑﺔ اﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﻬﺎ وﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮن اﻟﻨﺒﺎت ﻗﻠﻴﻼ
٧٧
وﺗﻌﺮف هﺬﻩ ﺑﺎﺳﻢ .blowoutsهﺬا وﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺎت اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ آﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺨﻔﺾ اﻟﻘﻄﺎرة واﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻻﺧﺮى اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﻪ واﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ آﻠﻬﺎ دون ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﺮ وآﺬﻟﻚ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻮاﺣﺎت اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ اﻟﻤﺸﻬﻮرة ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻣﺜﻞ واﺣﺔ اﻟﻔﺮاﻓﺮة واﻟﺪاﺧﻠﺔ واﻟﺨﺎرﺟﺔ. -٢ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻨﺤﺖ ) اﻟﺼﻘﻞ ( Abrasion وهﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﺮﻳﺎح ﻣﻦ ﺧﻼل ﺿﺮﺑﻬﺎ ﻟﻠﺴﻄﻮح اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ذرات اﻟﺮﻣﻞ وذرات اﻟﺼﺨﻮر اﻷﺧﺮى .وﺑﺬﻟﻚ ﻓﺎن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻔﺮﻳﻎ ﺗﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺮآﺔ اﻟﻬﻮاء ﻓﻘﻂ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺼﻘﻞ أن ﺗﺘﻢ دون وﺟﻮد أدوات اﻟﻘﻄﻊ واﻟﻨﺤﺖ اﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺬرات اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .وﻻﺗﻌﻤﻞ اﻟﺮﻳﺎح اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﺴﺮﻋﺔ إﻻ ﺗﻌﺮﻳﺔ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻟﺼﺨﻮر ﻏﻴﺮ أن اﻟﺮﻳﺎح اﻟﻘﻮﻳﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺣﻄﺎم ﺻﺨﺮي آﺬرات اﻟﺮﻣﺎل واﻟﺤﺼﻰ اﻟﺼﻐﻴﺮة أن ﺗﻘﻮم ﺑﺼﻘﻞ وﺗﻌﺮﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﺨﻮر .وﺗﺸﺒﻪ اﻟﺮﻳﺎح ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺠﺎرﻳﺔ .وﻳﺰداد ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺮﻳﺎح ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺼﻘﻞ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ،ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﺣﻴﺚ ﻣﻦ اﻟﻨﺎدر أن ﺗﻜﻮن اﻟﺮﻳﺎح ﻗﺎدرة ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺮﻓﻊ ذرات اﻟﺮﻣﻞ إﻟﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ٠٫٩ﻣﻦ اﻟﻤﺘﺮ أو اﻟﻤﺘﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄن ﻣﻌﻈﻢ ذرات اﻟﺮﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ اﻟﺮﻳﺎح آﺄدوات ﻟﻠﻨﺤﺖ واﻟﺘﻌﺮﻳﺔ ﺗﺘﺮآﺰ ﺧﻼل ٠٫٥ﻣﺘﺮ ﻣﻦ ﺳﻄﺢ اﻷرض .آﻤﺎ ﺗﻠﻌﺐ درﺟﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺼﺨﻮر دورا ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﻘﺪار ﺗﺄﺛﺮهﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ اﻟﺮﻳﺎح ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮن اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻠﻴﻨﺔ أآﺜﺮ ﺗﺄﺛﺮا ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻟﺼﻼﺑﺔ. ﻳﺰداد ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺮﻳﺎح ﻓﻲ اﻟﺼﻘﻞ ﺑﻮﺿﻮح ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻮد ﻓﻴﻬﺎ رﻳﺎح هﺎﺑﺔ ﻣﻦ اﺗﺠﺎﻩ واﺣﺪ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ .ﻓﻘﺪ ﺗﺂآﻠﺖ ﻣﻦ ﺟﺮاء ذﻟﻚ أﺳﻼك اﻟﺘﻠﻐﺮاف اﻟﺘﻲ ﻣﺪت ﻋﻠﻰ ﻃﻮل ﺳﻜﺔ ﺣﺪﻳﺪ ﻋﺒﺮ ﻗﺰوﻳﻦ إﻟﻰ ﺣﻮاﻟﻲ ﻧﺼﻒ أﻗﻄﺎرهﺎ ﺧﻼل إﺣﺪى ﻋﺸﺮ ﺳﻨﺔ ﻓﻘﻂ. وﻗﺪ ﻗﻄﻌﺖ أﻋﻤﺪة اﻟﺘﻠﻐﺮاف اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﻏﺮب اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﺮﻣﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺼﻔﻬﺎ اﻟﺮﻳﺎح اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أدى إﻟﻰ ﺿﺮورة ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﻮﻧﻜﺮﻳﺖ أو اﻟﺼﺨﻮر. ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺤﺼﻰ واﻟﺼﺨﻮر ذوات اﻷوﺟﻪ ventifacetsو dreikanterوﺗﻌﻨﻲ ) ذوات اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺜﻼث ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ( ﻧﺘﺎﺟﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺼﻘﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﺮﻳﺎح ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺎري اﻟﺤﺠﺮﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺴﻮد رﻳﺎح ﻗﻮﻳﺔ .إذ ﺗﻘﻮم اﻟﺮﻳﺎح ﺑﺼﻘﻞ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻤﻮاﺟﻪ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﺨﻮر ﺑﺼﻮرة ﻣﺴﺘﻤﺮة ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ذرات اﻟﺼﺨﻮر آﺎﻟﺮﻣﺎل ﻣﺜﻼ .وﻳﺨﺘﻠﻒ ﺷﻜﻞ أوﺟﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺼﻰ ﺗﺒﻌﺎ ﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﺮﻳﺎح وﻣﻘﺪار ﺳﺮﻋﺘﻬﺎ ،وﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻴﺎرداﻧﻚ Yardangﻣﻈﻬﺮ ارﺿﻲ أﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻈﺎهﺮ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ ) اﻟﻨﺤﺖ واﻟﺼﻘﻞ ( اﻟﺬي ﺗﻘﻮم ﺑﻪ اﻟﺮﻳﺎح .وﻳﺘﻜﻮن اﻟﻴﺎرداﻧﻚ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻓﺎت اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ واﻟﻮدﻳﺎن اﻟﻤﺘﻮازﻧﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ .وﻳﺼﻞ ﺣﺠﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﻮدﻳﺎن إﻟﻰ ﻋﺪة آﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮات ﻃﻮﻻ وآﻴﻠﻮﻣﻮﻣﺘﺮ واﺣﺪ ﻋﺮﺿﺎ وﺗﻜﻮن ﻗﻴﻌﺎﻧﻬﺎ ﺣﺠﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت وﻗﺪ ﺗﻐﻄﻴﻬﺎ اﻟﺮﻣﺎل أﺣﻴﺎﻧﺎ وﺗﺮﺗﻔﻊ إﻟﻰ ﺣﻮاﻟﻲ ٥٠ﻣﺘﺮا.
٧٨
وﺗﻤﺜﻞ اﻟﻮدﻳﺎن ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺗﻌﺮﻳﺔ اﻟﺮﻳﺎح أن ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ آﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺤﺘﻞ اﻟﺤﺎﻓﺎت ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺼﻠﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻌﺮﻳﺔ اﻟﺮﻳﺎح آﺜﻴﺮا .واﺷﻬﺮ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻴﻬﺎ هﺬﻩ اﻟﻈﺎهﺮة ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﻏﺮب اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة وﻓﻲ ﺻﺤﺎري وﺳﻂ أﺳﻴﺎ وإﻳﺮان .وﺣﻴﻦ ﺗﻜﻮن اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺴﻔﻠﻰ اﻗﻞ ﺻﻼﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ ﺗﺘﻌﺮض إﻟﻰ ﺗﻌﺮﻳﺔ ﺷﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻈﻞ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﻤﺮآﺰة وﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﺳﻢ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺒﻪ ﻧﺒﺎت اﻟﻔﻄﺮ mushroomأو ﺗﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ اﻷﻋﻤﺪة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ .Pedestal Rocks ﻧﻘﻞ اﻟﺮﻳﺎح: ﺗﻨﺘﻘﻞ اﻟﻤﻮاد اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻤﻔﻜﻜﺔ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﺮﻳﺎح ﺑﻄﺮق ﺛﻼﺛﺔ هﻲ اﻟﺘﻌﻠﻖ Suspensionواﻟﻘﻔﺰ Saltationواﻟﺪﺣﺮﺟﺔ .إن ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻨﻘﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﺮﻳﺎح ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻌﻘﺪة ﻏﻴﺮ اﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ إﻳﺠﺎزهﺎ ﺑﺎﻵﺗﻲ :ﻳﻮﺟﺪ ﻧﻄﺎق رﻗﻴﻖ ﺟﺪا ﻳﻘﻊ ﻓﻮق ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻨﻄﺎق أﻳﺔ ﺣﺮآﺔ ﻟﻠﻬﻮاء إن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﺣﺮآﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺟﺪا .وﻳﻌﺘﻤﺪ ﺳﻤﻚ هﺬا اﻟﻨﻄﺎق ﻋﻠﻰ ﺣﺠﻢ ذرات اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﻐﻄﻲ ﺳﻄﺢ اﻷرض .وﻳﺒﻠﻎ ﺳﻤﻜﻪ ﺣﻮاﻟﻲ ٣٠/١ﻣﻦ ﻗﻄﺮ ذرات اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض .ﻓﺈذا آﺎن ﻣﻌﺪل اﻟﺬرات ٣٠ﻣﻠﻴﻤﺘﺮ ﻓﺎن ﺳﻤﻚ ذﻟﻚ اﻟﻨﻄﺎق ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻠﻴﻤﺘﺮا واﺣﺪا .وﺗﺰداد ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺮﻳﺎح ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﻮق ذﻟﻚ اﻟﻨﻄﺎق ﻣﻊ اﻻرﺗﻔﺎع وﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺪواﻣﺎت وﺣﺮآﺎت اﺿﻄﺮاب ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻧﺤﻮاﻻﻋﻠﻰ أو اﻷﺳﻔﻞ أو ﻧﺤﻮ اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻌﺎم ﻟﺤﺮآﺔ اﻟﺮﻳﺎح .وﻗﺪ دﻟﺖ اﻟﺘﺠﺎرب ﻋﻠﻰ أن ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺤﺮآﺔ اﻟﺼﺎﻋﺪة ﻟﻠﻬﻮاء ﺧﻼل ﺗﻠﻚ اﻟﺪواﻣﺎت ﻳﺒﻠﻎ ﺣﻮاﻟﻲ ٥/١ﻣﻌﺪل اﻟﺴﺮﻋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺮﻳﺎح. ﻟﻘﺪ أﻇﻬﺮت ﺗﺤﺎﻟﻴﻞ اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﻠﻬﺎ اﻟﺮﻳﺎح أﻧﻬﺎ ﺗﻘﻊ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺤﺠﻢ ﺿﻤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ :ﻣﻮاد ذوات أﻗﻄﺎر ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ٠٫٠٦ﻣﻠﻴﻤﺘﺮ واﻟﺘﻲ ﺗﺼﻨﻒ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻏﺒﺎر، وﻣﻮاد ﺗﺰﻳﺪ أﻗﻄﺎر ﺟﺰﻳﺌﺎﺗﻬﺎ ﻋﻦ ذﻟﻚ واﻟﺘﻲ ﺗﺼﻨﻒ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ رﻣﺎل .وﺗﻠﺘﻘﻂ ذرات اﻟﻐﺒﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ اﻟﺬرات اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﻴﻦ واﻟﻐﺮﻳﻦ إﻟﻰ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﺮﻳﺎح وﺗﻨﻘﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻌﻠﻖ ،وﺗﻈﻞ هﺬﻩ اﻟﺬرات ﻣﺮﻓﻮﻋﺔ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﺤﺮآﺎت اﻟﺪواﻣﻴﺔ وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻨﻘﻞ إﻟﻰ ﻣﺴﺎﻓﺎت ﺑﻌﻴﺪة ﺗﺼﻞ ﺣﺘﻰ ١٦١٠آﻢ .وﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻬﻮاء أن ﻳﺮﻓﻊ اﻟﻐﺒﺎر ﻻرﺗﻔﺎﻋﺎت آﺒﻴﺮة ،ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل وﺻﻞ ﺳﻤﻚ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﻏﺒﺎرﻳﺔ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﺎم ١٩٣٣ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ٢٧٤٠ﻣﺘﺮا ،وآﺎﻧﺖ هﺬﻩ اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﻗﺪ ﺑﺪأت ﻓﻲ وﻻﻳﺔ ﻧﺒﺮاﺳﻜﺎ ووﻻﻳﺘﻲ داآﻮﺗﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ واﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ وﺳﺎرت ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺑﻤﻌﺪل ﺳﺮﻋﺔ ﻳﺒﻠﻎ ٦٩آﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ .وﻗﺪ ﻏﻄﺖ هﺬﻩ اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺣﻮاﻟﻲ ١٫٥٠٠٫٠٠٠آﻢ .٢وﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ اﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻮق آﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻏﺒﺎر ﻗﺎدم إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى وﻳﺘﺄآﺪ هﺬا اﻟﻘﻮل ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن اﻟﺮﻳﺎح ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺎ أن ﺗﻨﻘﻞ اﻟﻐﺒﺎر إﻟﻰ أﻣﺎآﻦ ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ ﻣﺼﺎدرهﺎ .ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻳﺼﻞ اﻟﻐﺒﺎر اﻟﻘﺎدم ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﻜﺒﺮى إﻟﻰ اﻧﺠﻠﺘﺮا أﺣﻴﺎﻧﺎ رﻏﻢ أﻧﻬﺎ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺤﻮاﻟﻲ ٣٢٠٠آﻢ .وﻗﺪ ﺳﺠﻞ وﺻﻮل آﻤﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻐﺒﺎر اﻟﺒﺮآﺎﻧﻲ اﻟﻘﺎدم ﻣﻦ أﻳﺴﻠﻨﺪا إﻟﻰ ﺷﺒﻪ
٧٩
ﺟﺰﻳﺮة اﺳﻜﻨﺪﻧﺎﻓﻴﺔ ﻣﺮات ﻋﺪﻳﺪة .وﻟﻘﺪ ﻗﺬف اﻟﺮﻣﺎد اﻟﺒﺮآﺎﻧﻲ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء ﻋﻨﺪ ﺛﻮرة ﺑﺮآﺎن آﺎرآﺎﺗﻮا ﻓﻲ اﻧﺪوﻧﻴﺴﻴﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٨٨٣ﻇﻞ ﻋﺎﻟﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء ﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﻌﺪ أن أﺣﺎط ﺑﺎﻷرض اﺣﺎﻃﺔ آﺎﻣﻠﺔ. وﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻋﻮاﺻﻒ اﻟﻐﺒﺎر أن ﺗﻨﻘﻞ آﻤﻴﺎت هﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ذرات اﻟﻐﺒﺎر ﻣﻦ ﻣﻜﺎن إﻟﻰ أﺧﺮ ﻓﻔﻲ ﻋﺎﺻﻔﺔ واﺣﺪة ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻴﻦ ٩و ١٢ﻣﺎرس ١٩٠١ﻏﻄﺖ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻗﺪرت ﺑﺤﻮاﻟﻲ ٧٥٠٠٠٠آﻢ ٢ﻣﻦ اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ و ٤٤٠٠٠٠آﻢ ٢ﻣﻦ اﻟﻤﺤﻴﻂ ورﺳﺒﺖ آﻤﻴﺔ آﻤﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﺒﺎر ﺗﻘﺪر ﺑﺤﻮاﻟﻲ ١٫٩٦٠٫٤٢٠ﻃﻦ وآﺎﻧﺖ هﺬﻩ اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﻗﺎدﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﻜﺒﺮى ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻷﻃﻠﺴﻲ .وﻗﺪ ﺳﺠﻠﺖ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻜﻤﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺳﻴﺐ ﻓﻲ ﻋﻮاﺻﻒ اﻟﻐﺒﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪث ﻓﻲ اﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ واﻷرﺟﻨﺘﻴﻦ وﺷﺮﻗﻲ ﺁﺳﻴﺎ وﻓﻲ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ اﻷﺧﺮى. ﺗﻨﻘﻞ اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﺪ أﻗﻄﺎر ذراﺗﻬﺎ ﻋﻦ ٠٫٠٦ﻣﻠﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻲ اﻟﻘﻔﺰ واﻟﺪﺣﺮﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض .وﺗﺸﺒﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻨﻘﻞ ﺑﺎﻟﻘﻔﺰ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻷﻧﻬﺎر ﻋﻨﺪ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻟﻠﻤﻮاد اﻟﺨﺸﻨﺔ اﻟﺬرات ﻋﻠﻰ ﻃﻮل ﻣﺠﺎرﻳﻬﺎ .إذ ﺗﻘﻮم ﺗﻴﺎرات اﻟﻬﻮاء اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ إﻟﻰ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺤﺮآﺔ اﻻﺿﻄﺮاﺑﻴﺔ ﻟﻠﺮﻳﺎح ﺑﻨﻘﻞ ذرات اﻟﺮﻣﺎل ﻧﺤﻮ اﻷﻋﻠﻰ ﺛﻢ ﺗﺴﻘﻂ هﺬﻩ اﻟﺬرات ﺧﻼل ﺣﺮآﺘﻬﺎ اﻷﻓﻘﻴﺔ ﻣﻊ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺮﻳﺎح .وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﺴﺎر ﻟﺬرات اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﺘﺤﺮآﺔ ﻳﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ﺻﻌﻮد ﻗﺼﻴﺮ ﺷﺒﻪ ﻋﻤﻮدي ﻣﻊ ﻧﺰول ﻣﻨﺤﺪر ﻃﻮﻳﻞ ﻧﺴﺒﻴﺎ وﺗﻌﻴﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﺬرة ﻋﻨﺪ ﺳﻘﻮﻃﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﺣﺮآﺘﻬﺎ ﺛﺎﻧﻴﺔ أو أﻧﻬﺎ ﺗﺒﺪأ اﻟﻘﻔﺰ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪ ارﺗﻄﺎم ذرة رﻣﻞ أﺧﺮى ﺑﻬﺎ .ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻣﻘﺪار اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﺬي ﺗﺼﻞ إﻟﻴﻪ ذرات اﻟﺼﺨﻮر ﻋﻨﺪ ﻗﻔﺰهﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪار ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺮﻳﺎح وآﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺳﻄﺢ اﻷرض .إذ ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ اﻻرﺗﻔﺎع ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﻮح اﻟﺤﺼﻮﻳﺔ أآﺜﺮ ﻣﻦ اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﺬي ﻳﻨﺠﻢ ﻋﻦ اﻟﻘﻔﺰ ﻓﻮق ﺳﻄﻮح رﻣﻠﻴﺔ .وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻘﻔﺰ أن ﻳﺰﻳﺪ ﺑﺄﻳﺔ ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال ﻋﻦ ١٫٨ ﻣﺘﺮا ﻓﻮق ﺳﻄﺢ اﻷرض. ﺗﺮﺳﻴﺐ اﻟﺮﻳﺎح: ﺗﺘﺮﺳﺐ آﺎﻓﺔ اﻟﻤﻮاد اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻘﻠﺘﻬﺎ اﻟﺮﻳﺎح واﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﺎﻳﻦ ﻃﺮق ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺗﺒﻌﺎ ﻷﺣﺠﺎﻣﻬﺎ ﻣﻦ ذرات دﻗﻴﻘﺔ ﺗﻨﻘﻠﻬﺎ اﻟﺮﻳﺎح ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻌﻠﻖ إﻟﻰ ذرات ﺧﺸﻨﺔ ﺗﻨﻘﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻲ اﻟﺪﺣﺮﺟﺔ واﻟﻘﻔﺰ ،وﻳﺘﻢ ذﻟﻚ اﻟﺘﺮﺳﻴﺐ ﺣﺎﻟﻤﺎ ﺗﺒﺪأ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺮﻳﺎح ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻗﺺ. وﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺮﻳﺎح أﻣﺎ ﻋﻨﺪ اﻗﺘﺮاﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺨﻔﻴﻒ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﺒﺖ ﺣﺮآﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺮﻳﺎح أو ﻣﻦ ﺟﺮاء وﺟﻮد ﻋﻮارض ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ .إن أهﻢ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﺠﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﺟﻴﺔ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﺮﺳﻴﺐ اﻟﺮﻳﺎح هﻲ: -١ﺗﺮﺑﺔ اﻟﻠﻮﻳﺲ: اﻟﻠﻮﻳﺲ آﻠﻤﺔ أﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻤﻊ اﻟﺮواﺳﺐ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ اﻟﺬرات اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻨﻘﻠﻬﺎ اﻟﺮﻳﺎح ،وﺗﻨﺘﻘﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺮﺳﺒﺎت ﻋﺒﺮ ﻣﺴﺎﻓﺎت ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﺮﻳﺎح اﻟﻘﻮﻳﺔ واﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺻﺤﺮاوﻳﻪ أو ﺷﺒﻪ ﺻﺤﺮاوﻳﻪ ﻧﺤﻮ أﻗﺎﻟﻴﻢ أآﺜﺮ رﻃﻮﺑﻪ ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮم اﻷﻣﻄﺎر ﺑﺈﻧﺰاﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻐﻼف اﻟﺠﻮي ﺛﻢ ﺗﺘﺮاآﻢ وﺗﺴﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ .وﻟﻘﺪ درﺳﺖ ﺗﺮﺳﺒﺎت اﻟﻠﻮﻳﺲ ﻷول ﻣﺮﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻲ اﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻓﻮن رﺷﺘﻬﻮﻓﻦ Von richthofen ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﻏﺮب اﻟﺼﻴﻦ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺮﺳﺒﺎت ﻓﻮق ﻣﺴﺎﺣﺎت واﺳﻌﺔ .إن أهﻢ ﻣﺎ
٨٠
ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ رواﺳﺐ اﻟﻠﻮﻳﺲ أﻧﻬﺎ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ذرات دﻗﻴﻘﻪ وﺗﻜﻮن ﻣﺴﺎﻣﻴﺔ وﻻ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺎﺻﻴﺔ اﻟﻄﺒﻘﻴﺔ .وﺗﺪل اﻟﺼﻔﺔ اﻻﺧﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻧﺎﺷﺌﺔ ﻣﻦ ﺗﺮﺳﻴﺐ ﻧﻬﺮي ﺑﻞ أﻧﻬﺎ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺗﺮﺳﻴﺐ هﻮاﺋﻲ Aeolian.وﻳﻈﻬﺮ ﺑﻬﺎ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﻮدﻳﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺳﻴﻘﺎن وﺟﺬور اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﺘﻲ دﻓﻨﺖ ﺧﻼل ﺗﺮاآﻤﺎت اﻟﻠﻮﻳﺲ .وﻳﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ اﻟﻤﻘﻄﻊ أﻟﻌﺎﻣﻮدي ﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎت اﻟﻠﻮﻳﺲ وﺟﻮد ﻋﺪد هﺎﺋﻞ ﻣﻦ أﻧﺎﺑﻴﺐ ﻋﺎﻣﻮدﻳﻪ دﻗﻴﻘﻪ ﺗﻜﻮن ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﺑﺮواﺳﺐ ﻣﻦ آﺮﺑﻮﻧﺎت اﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم اﻟﻤﺘﺨﻠﻒ ﻣﻦ ﺗﺤﻠﻞ اﻟﻤﻮاد اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ .وﺗﻔﺴﺮ ﻟﻨﺎ هﺬﻩ اﻟﺨﺎﺻﻴﺔ آﻴﻒ أن رواﺳﺐ اﻟﻠﻮﻳﺲ ﺗﺒﻘﻰ ﺛﺎﺑﺘﺔ ،رﻏﻢ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﺗﻌﺮﻳﺘﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺣﻮاﺋﻂ ﺷﺪﻳﺪة اﻻﻧﺤﺪار .وﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﺼﺎدر ﺗﺮﺳﺒﺎت اﻟﻠﻮﻳﺲ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن إﻟﻰ أﺧﺮ إذ ﻳﺮﺟﻊ اﺻﻞ ﺗﺮﺑﺔ اﻟﻠﻮﻳﺲ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻦ إﻟﻰ ﺻﺤﺮاء ﻏﻮﺑﻲ ﻓﻲ وﺳﻂ ﻣﻨﻐﻮﻟﻴﺎ. وﻳﺒﻠﻎ ﺳﻤﻚ ﺗﻠﻚ اﻟﺮواﺳﺐ ﺣﻮاﻟﻲ ٣٥٠ﻣﺘﺮا ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎآﻦ .وﻗﺪ أزاﻟﺖ اﻧﻬﺎر اﻟﺼﻴﻦ اﻟﻜﺒﺮى ﻣﺜﻞ ﻧﻬﺮ هﻮاﻧﻚ هﻮ واﻟﻴﺎﻧﺠﺘﺴﻲ ورواﻓﺪهﻢ آﻤﻴﺎت هﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﺘﺮﺑﺔ وإﻋﺎدة ﺗﺮﺳﻴﺒﻬﺎ ﺛﺎﻧﻴﺔ داﺧﻞ ﺳﻬﻮﻟﻬﺎ اﻟﻔﻴﻀﻴﻪ. وﺗﻮﺟﺪ ارﺳﺎﺑﺎت اﻟﻠﻮﻳﺲ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ أﻟﻤﺠﺎورﻩ ﻟﻸﻧﻬﺎر اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ وادي ﻧﻬﺮ اﻟﻤﺴﻴﺴﺒﻲ و وﻳﺒﻠﻎ ﺳﻤﻚ هﺬﻩ اﻟﺮواﺳﺐ ﻗﺮب اﻷﻧﻬﺎر ﺣﻮاﻟﻲ ٣٠ﻣﺘﺮا أو أآﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ .وﻳﺘﻨﺎﻗﺼﺺ ﺳﻤﻚ ﺗﻠﻚ اﻟﺮواﺳﺐ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺮﻳﻊ آﻠﻤﺎ اﺑﺘﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﺠﺎري اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ .وﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺮﻳﺎح ﺑﻨﻘﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺮواﺳﺐ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻮل اﻟﻔﻴﻀﻴﺔ ﻓﺘﺮة اﻧﺨﻔﺎض ﻣﻨﺎﺳﻴﺐ اﻟﻤﻴﺎﻩ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻌﺮض ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﺴﺎﺣﺎت ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻳﻦ واﻟﺮﻣﺎل اﻟﺠﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺮﻳﺎح اﻟﻘﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺐ ﻓﻲ اﻹﻗﻠﻴﻢ .وﻗﺪ آﻨﺖ اﻷﻧﻬﺎر ﻗﺪ ﻧﻘﻠﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺮواﺳﺐ ﻓﻲ اﻷﺻﻞ ﻣﻦ رواﺳﺐ ﺟﻠﻴﺪﻳﺔ ﺗﻘﻊ إﻟﻰ اﻟﺸﻤﺎل .وﻳﻜﻤﻦ ﺑﺬﻟﻚ اﻻﺧﺘﻼف ﺑﻴﻦ رواﺳﺐ اﻟﻠﻮﻳﺲ ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻦ واﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة .ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أن رواﺳﺐ اﻟﻠﻮﻳﺲ ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻦ ﺗﻜﻮن ﻧﺎﺗﺠﺔ أﺻﻼ ﻣﻦ ﻧﻘﻞ اﻟﺮﻳﺎح ﺛﻢ ﻗﺎﻣﺖ اﻷﻧﻬﺎر ﺑﺈﻋﺎدة ﺗﺮﺳﻴﺒﻬﺎ ،إﻻ أن رواﺳﺐ اﻟﻠﻮﻳﺲ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻧﻬﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻷﺻﻞ ﺛﻢ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺮﻳﺎح ﺑﻨﻘﻠﻬﺎ. ﺗﺒﺪو رواﺳﺐ اﻟﻠﻮﻳﺲ ﻓﻲ أورﺑﺎ وآﺄﻧﻬﺎ ﺟﻠﺒﺖ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺠﺎورة اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻷﺛﺮ اﻟﺠﻠﻴﺪ واﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﺷﻤﺎﻟﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺮﻳﺎح ﺑﻨﻘﻞ هﺬﻩ اﻟﺮواﺳﺐ ﺛﻢ أﺟﺮت اﻷﻧﻬﺎر ﺗﺤﻮﻳﺮات ﻃﻔﻴﻔﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ .وﺗﺘﻤﺜﻞ ﺗﺮﺑﺔ اﻟﻠﻮﻳﺲ ﻓﻲ أورﺑﺎ ﺑﻨﻄﺎق واﺳﻊ اﻻﻣﺘﺪاد ﻣﺘﻘﻄﻊ ﻳﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺣﻮض ﺑﺎرﻳﺲ ﻋﺒﺮ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺎت اﻟﻬﺮﺳﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ أﻟﻤﺎﻧﻴﺎ وﺑﻮﻟﻨﺪا ﺣﺘﻰ ﺟﻨﻮب روﺳﻴﺎ .وﺗﻮﺟﺪ ارﺳﺎﺑﺎت أﺧﺮى ﻟﻠﻮﻳﺲ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ آﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﺮآﻴﺎ وﻓﻲ اﻷرﺟﻨﺘﻴﻦ واﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ. -٢اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ: ﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﺮواﺳﺐ اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺮواﺳﺐ اﻟﻐﺒﺎرﻳﺔ ) اﻟﻠﻮﻳﺲ ( ﻓﻲ أﻧﻬﺎ ﺗﺘﺠﻤﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﻼل ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻓﻲ أﺣﺠﺎﻣﻬﺎ واﻣﺘﺪاداﺗﻬﺎ وأﺷﻜﺎﻟﻬﺎ .ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺮواﺳﺐ اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ اﺳﻢ اﻟﻜﺜﺒﺎن .Dunesوﺗﺘﺤﺮك هﺬﻩ اﻟﻜﺜﺒﺎن ﻋﺎدة ﺑﺼﻮرة ﺑﻄﻴﺌﺔ ﻣﻊ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﺬي ﺗﻬﺐ إﻟﻴﻪ اﻟﺮﻳﺎح ،وﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﻜﺜﺒﺎن آﺜﻴﺮا ﻓﻲ أﺣﺠﺎﻣﻬﺎ ﻣﻦ أﻣﺘﺎر ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ اﻻرﺗﻔﺎع وﻋﺪة أﻣﺘﺎر ﻓﻲ اﻻﻣﺘﺪاد إﻟﻰ أن ﻳﺰﻳﺪ ارﺗﻔﺎع اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ أآﺜﺮ ﻣﻦ ٢٠٠ﻣﺘﺮا وﻳﺰﻳﺪ ارﺗﻔﺎع ﻗﻮاﻋﺪهﺎ ﻋﻦ ٩٠٠ﻣﺘﺮا .وﻳﺘﺮاوح ارﺗﻔﺎع ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺪود ٣٠ﻣﺘﺮا. وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ وﺟﻮد اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ﺑﺼﻮرة ﻣﻨﻔﺮدة إﻻ أن اﻟﺸﺎﺋﻊ ﻓﻲ
٨١
وﺟﻮدهﺎ أن ﻳﻜﻮن ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﺗﻐﻄﻲ ﻣﺴﺎﺣﺎت واﺳﻌﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ اﻻف اﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮات اﻟﻤﺮﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن .وﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ وﺟﻮد اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ ﻓﻘﻂ إﻧﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻜﺸﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺎﻃﻖ رﻣﻠﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻧﺤﺴﺎر اﻟﻤﺎء ﻋﻨﻬﺎ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺠﺰر .ﺣﻴﺚ ﻳﺆدي هﺒﻮب رﻳﺎح ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ إﻟﻰ ﻧﻘﻞ ﺑﻌﺾ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻮاد اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ وﺗﺮﺳﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺣﻞ .وﻻ ﺗﻜﻮن ﺗﻠﻚ اﻟﻜﺜﺒﺎن ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺤﺠﻢ اﻟﺬي ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ وﻻ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻐﻠﻬﺎ .وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل ﺧﻠﻴﺞ ﺑﺴﻜﺎي ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ وآﺬﻟﻚ ﺳﻮاﺣﻞ ﺑﻠﺠﻴﻜﺎ وهﻮﻟﻨﺪا ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺸﻬﻮرة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ .وﺗﻨﺸﺄ اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل ﻣﺠﺎري اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮي ﻓﻮق ودﻳﺎن ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺟﺎﻓﺔ أو ﺷﺒﻪ ﺟﺎﻓﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮم اﻟﺮﻳﺎح ﺑﻨﻘﻞ اﻟﻤﻮاد اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ وﺗﺮﺳﺒﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ آﺜﺒﺎن رﻣﻠﻴﺔ. ﺗﻘﺴﻢ اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ إﻟﻰ: -١اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻻﻋﺘﺮاﺿﻴﺔTransverse : وهﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮن اﻣﺘﺪادهﺎ اﻟﻌﺎم ﻋﻤﻮدﻳﺎ ﻣﻊ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺮﻳﺎح ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،وﺗﻨﺸﺄ ﻣﻦ رﻳﺎح ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ ﻓﻲ ﺳﺮﻋﺘﻬﺎ وﺗﻬﺐ ﻣﻦ اﺗﺠﺎﻩ واﺣﺪ .وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺘﻬﺎ اﻟﺘﻤﻮﺟﺎت اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ وﺳﻼﺳﻞ اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ اﻻﻋﺘﺮاﺿﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺳﻼﺳﻞ ﻣﻦ آﺜﺒﺎن ذوات ﻗﻤﻢ ﻣﺘﻤﻮﺟﺔ ،وﻳﺘﺼﻒ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ اﻟﻤﻮاﺟﻪ ﻟﻠﺮﻳﺎح ﺑﺄﻧﻪ ذو درﺟﺔ اﻧﺤﺪار ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺰداد ﺷﺪة اﻻﻧﺤﺪار ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﺧﺮ اﻟﻤﻌﺎآﺲ ﻟﻠﺮﻳﺎح .وﺗﻤﺘﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻻﻋﺘﺮاﺿﻴﺔ ﺑﻀﻮرة ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻟﻤﺴﺎﻓﺎت ﻃﻮﻳﻠﺔ .وﺗﺘﺤﻮل هﺬﻩ اﻟﺴﻼﺳﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻜﻮن وﺟﻮد اﻟﺮﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ آﺎﻓﻴﺎ إﻟﻰ ﺗﻼل هﻼﻟﻴﺔ اﻟﺸﻜﻞ ﺗﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ اﻟﺒﺎرﺧﺎن ) .(Barchan’sوﺗﻤﺘﺪ اذرع اﻟﺒﺎرﺧﺎن ﻣﻊ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻌﺎم ﻟﻬﺒﻮب اﻟﺮﻳﺎح ،وﻳﻜﻮن اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻤﻮاﺟﻪ ﻟﻠﺮﻳﺎح ﻣﻦ اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻣﻘﻮﺳﺎ وذو درﺟﺔ اﻧﺤﺪار ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﻜﻮن اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﺧﺮ ﻣﻘﻌﺮا وﺷﺪﻳﺪ اﻻﻧﺤﺪار .وﺗﻨﺸﺄ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﻦ وﺟﻮد دواﻣﺎت هﻮاﺋﻴﺔ ﺗﺮﻓﻊ ﻗﺴﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاد اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻘﻂ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ .وﺗﺘﻘﺪم ﺗﻠﻚ اﻟﻜﺜﺒﺎن إﻟﻰ اﻷﻣﺎم ﻣﻊ ﺣﺮآﺔ اﻟﺮﻳﺎح اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﺈﻟﻘﺎء اﻟﺬرات اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻓﻮق ﻗﻤﺔ اﻟﻜﺜﻴﺐ ﻧﺤﻮ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻌﺎآﺲ ﻟﻬﺎ .وﺗﻜﻮن ﺳﺮﻋﺔ هﺠﺮة ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺜﺒﺎن آﺒﻴﺮة ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺮﻣﺎل ﺟﺎﻓﺔ ﺟﺪا وﺳﺮﻋﺔ اﻟﺮﻳﺎح ﻓﻴﻬﺎ آﺒﻴﺮة .وﻳﺘﺒﺎﻳﻦ ﻣﻌﺪل ﺳﺮﻋﺔ ﺗﻘﺪم اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺑﻴﻦ ٣٠ – ٥ﻣﺘﺮا ﻓﻲ اﻟﻌﺎم .وﻗﺪ ﻏﻤﺮت اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﻤﺘﺤﺮآﺔ أراﺿﻲ اﻟﻐﺎﺑﺎت واﻷراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻃﺒﺔ اﻟﻤﻨﺎخ آﻤﺎ دﻓﻨﺖ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺮى واﻟﻤﺪن ﻓﻲ اﻷﺟﺰاء اﻟﺠﺎﻓﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ .إذ وﺻﻒ اﺣﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ اﻟﻤﺪن اﻟﺘﻲ دﻓﻨﺖ ﺑﺎﻟﺮﻣﺎل ﻓﻲ ﺗﺮآﺴﺘﺎن ،وﺗﺠﺮي ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﻲ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﺤﺎري اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺣﻴﺚ ﻳﻔﺎﺟﻰء اﻟﻤﺮء ﺑﺴﺮﻋﺔ اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﻄﺒﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ .ﻓﻘﺪ ﺳﺠﻞ اﺣﺪ اﻟﻌﻼﻟﻮاﺣﺪ. ﻟﻠﻜﺜﺒﺎن اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﺮاء ﻗﺰل – ﻗﻮم ﺑﻤﻌﺪل ١٩٫٨ﻣﺘﺮا ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﻮاﺣﺪ .وﻗﺪ ﻻﺣﻆ اﻟﺒﻌﺾ اﻷﺧﺮ وﺟﻮد ﻣﻌﺪل ﻟﺤﺮآﺔ اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﺑﻤﻌﺪل ٦١ﻣﺘﺮا ﻓﻲ ﺧﻼل ٢٠ﺳﻨﺔ ﻓﻲ آﺎرو ﻻﻳﻨﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ.
٨٢
-٢اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﻄﻮﻟﻴﺔLongitudinal : وﺗﻤﺘﺪ هﺬﻩ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻼﺳﻞ ﻣﻦ اﻟﺮواﺳﺐ اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ﺑﺼﻮرة ﻣﻮازﻳﺔ ﻟﻼﺗﺠﺎﻩ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺮﻳﺎح اﻟﺴﺎﺋﺪة وﺗﺴﻴﺮ هﺬﻩ اﻟﻜﺜﺒﺎن ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن وﺑﺼﻮرة ﻣﺘﺼﻠﺔ ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺗﺼﻞ ﻟﻌﺪة ﻣﺌﺎت ﻣﻦ اﻟﻜﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮات .وﻗﺪ أﻇﻬﺮت اﻟﺪراﺳﺎت أن هﺬﻩ اﻟﻜﺜﺒﺎن ﺗﻨﺸﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻴﺎرات هﻮاﺋﻴﺔ ﻣﺘﺠﺎورة ﻗﻮﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻴﺎرﻳﻦ آﻠﻴﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ﻣﻤﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ إﻟﻘﺎء اﻟﺮواﺳﺐ اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ .وﺗﻌﺮف هﺬﻩ اﻟﻜﺜﺒﺎن ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﺴﻴﻔﻴﺔ Siefوﻳﺼﻞ ارﺗﻔﺎع ﺑﻌﺾ آﺜﺒﺎن اﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ اﻟﺮﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ إﻟﻰ ﺣﻮاﻟﻲ ١٠٠ﻣﺘﺮ وﻳﺼﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ إﻳﺮان إﻟﻰ ﺣﻮاﻟﻲ ٢١٠ﻣﺘﺮا وﻳﺒﻠﻎ ﻣﻘﺪار ﻋﺮض آﺜﺒﺎن اﻟﺴﻴﻒ ﺳﺘﺔ أﺿﻌﺎف ارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ ﻋﺎدة .وﻳﻜﻮن ﻇﻬﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻋﺮﻳﻀﺎ ﻓﺘﻌﺮف ﺁﻧﺬاك ﺑﺎﺳﻢ آﺜﺒﺎن )ﻇﻬﺮ اﻟﺤﻮت(. -٣اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ: وﺗﻨﺸﺄ هﺬﻩ اﻟﻜﺜﺒﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺮﻳﺎح ﻣﻦ آﻞ اﻟﺠﻬﺎت ،ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺤﻮل اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ،وﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ أن اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺛﺒﺎت ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ هﻮ ﻗﻠﺔ ﻣﺼﺎدر اﻟﺮﻣﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺰود ﺑﻬﺎ.
٨٣