مجنونة خير

Page 1


‫"مجـــــنونة خـــــــير"‬ ‫لــ شيماء مطاوع‬

‫مقدمة‬ ‫لم اكتب قصص او روايات من قبل وال اعرف قوانين كتابتها‬ ‫لقد قررت الكتابة فحسب ‪ ،‬وجدت بداخلي شئ اريد ان يكتب‬ ‫قصة من وحي خيالي كانت نتيجة الكتئاب لفترة من الزمن‬ ‫لذلك حاوولوا االستمتاع فقط ‪ ..‬اعذروا اسلوبي واخطائي ‪):‬‬ ‫شيماء مطاوع‬


‫ذات يوم في الصباح الباكر ‪ ،،‬كان في فصل الربيع صباح صافي‬ ‫ونقي وهاديء ‪ ..‬خالي من اي شئ يعكر صفواه‪.‬‬ ‫تستعد هي لذهابها الي عملها بعد ان استيقظت واحتست الشاي مع‬ ‫الكرواسوه وتابعت بعض االخبار في التلفيزيون ‪ ،‬اصبحت جاهزه‬ ‫لمغادرة شقتها التي تسكن فيها بمفردها في احدي العمارات السكنيه‬ ‫في المدينة ‪.‬‬ ‫شقة علي مستوي راقي يليق بها وبذوقها الرفيع فهي تعشق البساطة‬ ‫في كل شئ وموجوده في منطقة راقيه ايضا‪.‬‬ ‫فقد كان اهلها يسكنون في قريتهم وهي تسكن في المدينة بحكم عملها‬ ‫الذي تعشقة كثيرا وعلي استعداد ان تضحي بأي شئ من اجله حتي‬ ‫الزوواج‬ ‫فهي الفتاة الجميلة الهادئة المثيررة الجذابه تشبه الوردة الحمراء في‬ ‫نعومتها‪ ..‬رائحتها‪ ..‬جاذبيتها وتشبه ايضا الفلفل االحمر ذو الشكل‬ ‫المثيير الجذاب لكن من يحاول تذوقه سيؤلمة كثيرا طعمه الحار‬ ‫هي هكذا ال تسم للرجال باختراق مملكتها لها عدة تجارب سابقة‬ ‫كلهاا حكم عليها بالفشل فتحوولت من عاشقة لعدو للحب وللرجال‬ ‫تكرهم جميعاا اذا نظرت لهم من جانب العشق لكنها حتما تتعامل جيدا‬ ‫معهم النها يوميا تختلط بالرجال من كل جانب ‪ .‬سواء عملها او في‬ ‫الشارع ‪ ...‬الخ‬ ‫اخذت حقيبتها التي بها الالبتوب الشخصي وبعض ادواتها الشخصيه‬ ‫ايضا وفي يدها االخري مفاتي سيارتها وهاتفها‬


‫تستعد لفت باب االسانسير والنزول فهي ال تستعمل الساللم كثيرا‬ ‫رغم انها تسكن في الطابق الثالث لكنها تريد انجاز الوقت دائماا‬ ‫تتميز بامتالك كل الوقت تعتبره كنز ال تريد خسارتة القت التحية علي‬ ‫بواب العمارة وزوجته واعطت له مبلغ بسيط مقابل انه قام بمس‬ ‫سيارتها ‪ .‬وغادرت وهي مبتسمة بعدما سمعت دعوات من البواب‬ ‫وزوجتة ‪ ،‬فهم يحبونها كثيرا النها دائما تساعدهم وتفيض عليهم‬ ‫بكرمها ‪ ،‬ليس جديدا عليها فهي تفعل اي خير ياتي امامها ‪ ،‬تساعد كل‬ ‫الناس دائما ‪ ،‬وايضا هي عضوة نشطة في جمعية رسالة الخيرية في‬ ‫اكثر من فرع لها ‪.‬‬ ‫يوجد كثيرر من الخير تفعله سررا حتي ال يزول ثوابه فهناك اعمال‬ ‫لها تحتفظ بها بينها وبين هللا فقط‬ ‫ف علي ذلك هي تربت علي يد اب وام عشاق للخير منذ صغرها‬ ‫كانت تشاهدهم يقومون بخير كثيير في السر وال يخبروا به احد‬ ‫فنشأت بينهم تعشق الخير وتفعله بدون انتظار اي مقابل سوي‬ ‫مكافاءت هللا لها فهي دائما تطمع في كرمة وحمايته لها‬ ‫فهي ليست بفتاة الدين الكاملة محجبة حجابها الشرعي ال تضع تلك‬ ‫المساحيق علي بشرتها ‪ ,,‬توضع حدود في التعامل مع الرجال ال‬ ‫تتررد كثيرا علي النوادي والكافيهات اال اذا اجتمع جميع اصدقائها‬ ‫وارادت مشاركتهم‬ ‫فهي تعشق كثيرا اصدقاءها وتعشق قضاء الوقت معهم والغداء سويا‬ ‫هي ايضا ماهرة جدا في تكوين عالقات جيدة بالناس ‪ ،‬محبووبة من‬ ‫الجميع علي حد سواء بسبب اخالقها وادبها واسلوبها الراقي‬


‫فهي ابنت المدينة التي ولدت في الريف ‪ ..‬لكنها لم تتطبع بعاداته فهي‬ ‫دائماا ثاائرة عليه تعشق فقط هدوءة وخضرته وتجمع االهل والعائلة‬ ‫لكنها تنفر من العيش فيه وترك العادات تتحكم بها‬ ‫الفتاة التي لم تسم الحد علي وجهه االرض للتحكم بها ستسم‬ ‫للريف بالوقوف امامها وامام احالمها !!‬ ‫في السيارة ‪ ,,‬حادثت امها علي الهاتف ‪ .‬فهي عادة تقوم بذلك كل‬ ‫صباح الطمئنان علي صحتها ‪ .‬الن امها تعيش مع اخيها الصغير‬ ‫واخيها الكبير يعمل خارج البالد ‪..‬‬ ‫هدي ‪ :‬صباح الخير ماما‬ ‫االم ‪ :‬اهال هدي انا بخير الحمد هلل ‪ ..‬اخبارك ايه‪.‬؟‬ ‫هدي ‪ :‬بخيرر وهللا نحمد هللا وحشتيني ‪ ..‬اخباركم؟؟‬ ‫االم ‪ :‬كلنا بخيرر الحمد هلل وحشتينا اوي ‪ ..‬قوليلي هتيجي يوم‬ ‫الخميس وتقعدي معنا لبدايه االسبوع ؟‬ ‫هدي ‪ :‬وهللا يا ماما مش عارفا عندي شغل كتير وعندي مشغوليات‬ ‫تانيه بس وهللا نفسي اجي اشوفكم واقعد معاكم‬ ‫االم ‪ :‬خالص قدمي المشيئة وحاولي تيجي معاكي سيارتك ومتكسليش‬ ‫وخلي بالك من نفسك ودايما طمنيني عليكي‬ ‫هدي ‪ :‬حاضر ماما اوعدك هحاول اجي ان شاء هللا ‪..‬مش تقلقي هاخد‬ ‫بالي من نفسي وهحاول اسوق بشويش‬ ‫االم ‪ :‬اه منك ومن سواقتك اكتر حاجة بتقلقني عليكي نفسي تعقلي بقي‬


‫هدي ‪ :‬ماما حبيبتي عديت سن العشرين وما عقلتش‬ ‫بيقولوا خالص مفيش امل انو اعقل وبعدين بنتك كدا حلووة‬ ‫االم ‪ :‬ربنا يسترها معاكي ويبعد عنك والد الحرام‬ ‫هدي ‪ :‬امين امين يارب اصال انا بتصل بيكي كل يوم الصب علشان‬ ‫اسمع الدعوات الحلوة دي‬ ‫االم ‪ :‬ماشي يا حبيبتي يال خلي بالك من نفسك انتي فين دلوقتي؟‬ ‫هدي ‪ :‬في السيارة بسخنها ويدوب اسوق واطلع علشان الحق شغلي‬ ‫االم ‪ :‬ماشي يا حبيبتي في رعاية هللا‬ ‫هدي ‪ :‬مع السالمة ماما‬ ‫االم ‪ :‬سالم حبيبتي‬ ‫وبمجرد ان اغلقت الهاتف مع والدتها سرحت بخيالها وتذكرت كل‬ ‫شئ صار معها بالماضي عندما كانت تعيش في الريف مع والدتها ‪..‬‬ ‫حيث كانت عالقة هدي بامها دائما متوترة وخصوصها من بعد وفاه‬ ‫والدها وهي في سن الثانوية هي دائما ثائرة علي تصرفات والدتها‬ ‫النها متشبثة بالريف وعاداته هذا عيب وهذا ال عادتنا بتقول كذا‬ ‫بدون تفكير وعندما بلغت سن العشرين اصحبت امها تل كثيرا في‬ ‫فكرة الزواج وكانت تؤلمها دائما ب مقولتها المعتادة‬ ‫"نفسي اجوزك وافرح بيكي قبل ما اموت"‬ ‫فكانت تلك المقولة تجعل جرحها القديم ينزف فجرح فقدان اباها لم‬


‫يلتئم بعد اقل شئ يعيد نزيفه من جديد‬ ‫فقوافقت علي االتباط واتخطبت لزميل اخوها كان يعمل دكتور لكنها‬ ‫وجدته رجال غريبا يريد امتالكها والسيطرة عليها فهي العصفور‬ ‫الحر الذي ال يريد ان يدخل القفص ابدا‬ ‫لكن هذا الرجل رغم ان يعوضها عن فقدان االب اصب يغير من‬ ‫والدها المتوفي لشدة حبها له وسرعان ما حول حياتها لجحيم وقضي‬ ‫علي احالمها وكان يعاملها معاملة الالشئ وكان يل كثيرا علي كتب‬ ‫الكتاب حتي تصب ملكه شرعا وقانونا‬ ‫في بداية االمر وافقته لكن بعد مرور عدة اشهر اكتشفت حقيقتة‬ ‫وحقيقة ما يفعله معها فقررت االنفصال عنه وامها ساعدتها ع ذلك‬ ‫النها راته غير مناسب البنتها وال مناسب لمزاجها فأمها تريد رجل‬ ‫يمشي علي اهوائها يفعل ما تأمره به حماتة فقط‪.‬‬ ‫وبعد مرور اقل من سنة حاول ذلك الرجل الوصول اليها واعتذر‬ ‫كثيررا لها لكي تعود وتقبل زواجه ‪ ،،‬لكنها اقسمت ان لو كان هو‬ ‫اخر رجل علي وجه االرض لن ترضي بان تتزوجه وكان رجوعه‬ ‫واعتذاره لها اكبر رد لكرامتها واعتبارها وشفاها من العذاب الذي‬ ‫عاشته معه اثناء الخطوبة ‪ .‬اصبحت بعد ذلك ثائرة علي الحب لفترة‬ ‫لكنها كانت علي استعداد ان تهدي قلبها الول شخص يتقرب منها ‪..‬‬ ‫حتي جاء ذلك الفارس الذي يركب جوادة وخطفها بعيداا واوقعها في‬ ‫عشقة ‪..‬‬ ‫في يوم من االيام بعد ان تخرجت من كليتها تقدمت الحدي شركات‬ ‫البرمجيات الكبيرة لعمل مقابله معها لعلها تلحق بالعمل هناك‬


‫قابلها احد الموظفين بالشركه وقعدت بانتظار المدير‬ ‫كانت متوترة قلقة جداا فهي قد سمعت عنه من قبل عندما كانت‬ ‫بالجامعه انه جاد وجذاب كثيررا وايضا سمعت من صديقتها انه يبحث‬ ‫عن عرووسة وفي نظرها كان فية كل صفات الرجل المثالي‬ ‫وبمجرد وصولة رفعت عينيها لتجده امامها ثبتت في مكانها ال‬ ‫تستطيع الحركة وال الكالم‬ ‫القي التحيه ودخل المكتب وقامت هي وراءه‬ ‫المدير ‪ :‬اهال باشمهندسة هدي ازيك ؟‬ ‫هدي ‪ :‬انا بخير الحمد هلل قالتها وهي في حياء فهي غير قادرة علي‬ ‫النظر في عيونه خافت ان تفضحها عينيها بأنها معجبة به‬ ‫المدير ‪ :‬انا اسف علي التأخير ‪ ..‬ممكن توريني شغلك‬ ‫هدي ‪ :‬مفيش مشكله ابدا ‪ ..‬اها طبعا اتفضل‬ ‫قدمت له الالبتوب الشخصي الذي تمتلكه ويديها ترتعش كثيرا فهي‬ ‫اول مرة تجتمع برجل غريب في مكتبه بمفردها وفوق كل ذلك هو‬ ‫يتعامل معها بصرامة وشياكة في الوقت نفسه كانه يخوفها ويجذبها‬ ‫في نفس الوقت‬ ‫المدير ‪ :‬ينظر لشغلها علي االب ‪ ..‬مش بطال بس انتي هتشتغلي‬ ‫معانا بالطريقة اللي احنا عاوزنها مش باللي انتي متعلماه‬ ‫هدي ‪ :‬يعني ايه اللي اتعلمت دا ارميه ؟؟ قالتها بعد ما شعرت منه‬ ‫باهمال واضطهاد ناحيتها واصابها الغضب لكنها اكظمت غيظها‬


‫المدير ‪ :‬ال مش هترمية بس هتتعلمي اللي احنا عاوزينه بصي خدي‬ ‫الحاجات دي ذاكريها وادربي عليها كويس واما تخلصيها ابقي تعالي‬ ‫هدي ‪ :‬شعرت بالقهر لترك ذلك الرجل يتعامل معها هكذا لكن هي‬ ‫الفتاه المؤدبة التي ترد االساءة باالحسان ‪ ..‬تمام شكراا اتشرفت بلقائك‬ ‫المدير ‪ :‬الشرف ليا انا مع السالمة‬ ‫هدي ‪:‬غادرت الشركه وهي مصدومة من كل شئ ‪ ..‬مشتته فهذا‬ ‫الرجل كان فارس احالمها هو االن حطم قصة العشق التي كانت تحلم‬ ‫بان تبدأها معه وحطم احالم عملها‬ ‫ذهبت البيت بمجرد وصولها سألتها امها ‪ :‬عملتي ايه في االنترفيو؟‬ ‫هدي ‪ :‬ردت عليها بنفس مكسورة ‪ ..‬عادي اتكلموا معايا شويه‬ ‫ومشيت مش عارفا اذا انقبلت اوالء مش اول مرة اترفض يعني كل‬ ‫شئ نصيب ‪.‬‬ ‫االم‪ :‬وال يهمك اذا ليكي نصيب هتكوني فيها باذن هللا ‪ ..‬طيب الشركة‬ ‫شكلها ايه ؟‬ ‫هدي ‪ :‬ابتسمت ابتسامة هادئة رقيقة وهي تتذكر منظر الشركة‬ ‫والديكورات والتنسيق فهي تعلم ان ذوق صاحب الشركة راقي جدا‬ ‫وهذا يظهر في اختيارة لكل شئ داخل الشركة وقالت " شكلها حلو‬ ‫اوي يا ماما كل شئ فيها حلو حتي صاحبها شاب مميز اوي ربنا‬ ‫يوعدني وتكون من نصيبي الشغالنه دي"‬ ‫االم ‪ :‬لو خير ليكي هتبقي من نصيبك ان شاء هللا‬ ‫هدي ‪ :‬ااامين يارب ‪ ..‬وفي سرها قالت " يارب اجعلة هو كمان من‬


‫نصيبي ‪..‬‬ ‫مررت ساعات من الهدوء فهي مستلقاه علي ظهرها ال تفعل شيئا‬ ‫سوي السرحان والتفكير حتي ايقظتها نغمة رسالة لهاتفها توقعت انها‬ ‫من صاحب الشركة لكنها سرعان ما تذكرت ما فعله معها وفقدت‬ ‫االمل في ان يكون هو‬ ‫ومشيت نحو الهاتف بعدم اهتمام لكنها شهقت عندما رات ان الرسالة‬ ‫بالفعل جاءت منه فررحت كثيراا وردت علي رسالتة وهي مبتسمه‬ ‫ابتسامة عريضه‬ ‫لكنها كانت في حيرة كبيرة ما هذا الرجل يعاملها بحده وصرامه في‬ ‫الشركة وبعد ذلك يبعث لها الرسائل النصيه علي هاتفها ليتطمئن علي‬ ‫احوالها !! اليس غريب‬ ‫كان هناك فتيات كثيرة متقدمة للعمل هناك وتوقعت انه سيختار واحدة‬ ‫منهن للزواج بها فدعت كثيرا ان تكون هي تلك الفتاة المحظوظة‬ ‫ايمكن ان يكون اختارها هي لذلك يحدثها !!؟ اسئلة كثيرة كانت تدور‬ ‫في ذهنها وهي تحدثه انهوا كالمهم بــ " تصب علي خير"‬ ‫مر حوالي يومان وبعث لها رسائل يعاتبها ألنها لم تسال عنه لم‬ ‫تعرف بماذا تجيبه حاولت ان تتهرب من االجابة فهي كانت تنتظر‬ ‫رسالته اوال وكانت حالتها النفسيه وقتها سيئة ألنها قامت بمشاجرة مع‬ ‫والدتها بسبب ان تقدم لها عريس وهي رفضته وأمها كانت مصرة‬ ‫عليه‬ ‫فأحس هو بتغير في لهجتها عبر الرسائل عرض عليها مهاتفتها‬


‫فوافقت ‪ ..‬كان من حسن حظها ان ال يوجد احد في البيت في هذا‬ ‫الوقت فالفرصة مناسبة للتحدث معه بحرية مطلقة‬ ‫رن الهاتف‪ ..‬قفز قلبها من مكانه خائفة كيف ترد وماذا تقول وبعد‬ ‫معاناة ردت‬ ‫هدي ‪ :‬الو‬ ‫المدير ‪ :‬اهال يا هدي ازيك‬ ‫هدي ‪ :‬انا بخير الحمد هلل وانت يا باشمهندس؟‬ ‫المدير ‪ :‬مبدائيا كدا بالش باشمهندس دي انا اسمي طارق اووكي‬ ‫وعموما يا ستي انا كويس الحمد هلل‬ ‫هدي ‪ :‬وهي مكسوفه جدا ‪ ..‬بس انا مش هعرف اقولها حاف كدا‬ ‫المدير ‪ :‬لييه بس يال قوليها نفسي اسمع اسمي منك‬ ‫هدي ‪ :‬احم احم ماشي يا طارق ‪ ..‬قالتها وقد اهتز قلبها لهذا االسم‬ ‫فهي لم تعرف كيف لفظتة‬ ‫المدير ‪ :‬ها يا ستي مزعله ماما ليه ؟ ينفع كدا يعني هو انتي صغيرة‬ ‫هدي ‪ :‬ماما مصممه تجوزني ابن واحدة صاحبتها وانا مش عاوزاه‬ ‫المدير ‪ :‬رد بعصبية جدا ‪ ..‬طبعا ارفضي جواز ايه دلوقتي ركزي في‬ ‫شغلك اهم‬ ‫هدي ‪ :‬حست منه كإنوا يقول لها ارفضي علشان انا بحبك وعاوز‬ ‫اتجوزك فاكتفت بالصمت‬


‫المدير ‪ :‬هدي متوافقيش اوعي توافقي ‪ ..‬طيب االول هو انتي‬ ‫اتخانقتي مع ماما ورفضتي ليه هو في حد في حياتك‬ ‫هدي ‪ :‬ردت مفزوعة ‪ ..‬الء طبعا انا سنجل ‪ ..‬كانت تتمني لو تقول له‬ ‫انها رفضت من اجله النها تمنته هو‬ ‫المدير ‪ :‬طيب كويس جدا انتي معجبة بحد الفترة دي مثال‬ ‫هدي ‪ :‬بعد صمت قالت له مش عارفا‬ ‫المدير ‪ :‬طيب بصي يا هدي انا هقولك حاجة واسمعيني بهدوء ‪..‬‬ ‫متوافقيش علي العريس دا الن في حد تاني نفسه يتقدم ويخطبك بصي‬ ‫بقي من االخر كدا انا شكلي حبيتك‬ ‫هدي ‪ :‬ايييييييييييييييييييييه ‪ ..‬قالتها بصوت عالي لم تقدر ان تخفي‬ ‫مفاجئتها واندهاشها‬ ‫المدير ‪ :‬انا اسف خالص وال كإني قولت حاجة‬ ‫هدي ‪ :‬احست انها تصرفت بحماقة ‪ ..‬الالال انا اسفه مقصدش هو‬ ‫انت قولت ايه تاني كدا ؟؟‬ ‫المدير ‪ :‬قولت بحبك يا ستي وعاوزك تبقي مراتي وام عيالي‬ ‫هدي ‪ :‬كاد ان يقف قلبها من الفررحة معقوله اختارني انا وقالتله‬ ‫طيب تمام‬ ‫المدير ‪ :‬هو ايه اللي تمام ‪ ..‬انتي مفيش اي حاجة من ناحيتك ؟‬ ‫هدي ‪ :‬ردت بارتباك ‪ ..‬فيه يعني شويه اعجاب كدا تقدر تقول يعني‬ ‫حضرتك أسرتني من اول نظرة قالتها برقة شديدة‬


‫المدير ‪ :‬ااااااه يا قلبي ‪ ..‬هدي انتي جميلة اوووي انا مبسووط انك‬ ‫دخلتي حياتي بحبك جداا وكان نفسي اعترف لك بيها من يوم ما‬ ‫عرفتك‬ ‫هدي ‪ :‬احست انها تمتلك الكون كله بكالمه الجذاب واكتفت بالسكوت‬ ‫المدير ‪ :‬طيب انا عندي ميتينج دلوقتي هكلمك بعدين‬ ‫هدي ‪ :‬اووكي ربنا معاك ‪ ..‬سالم‬ ‫المدير ‪ :‬سالم‬ ‫القت بهاتفها علي وسادتها واحتضنت عروستها وغرقت في عالم‬ ‫االحالم مع ذلك الفارس الذي خطفها علي حصانه االبيض ولون كل‬ ‫احالمها بل كل حياتها وغرقت في النوم‬ ‫وفي الصباح استيقظت مبكرا وتملئها النشاط والحيوية وتسرع الي‬ ‫هاتفها لكي تتفقد الرسائل لعله قام بإرسال احدي الرسائل‬ ‫امسكت به واترسمت ابتسامة رقيقة هادئة علي شفتيها بمجرد ما‬ ‫قرأت رسالته "صباح الخير"‬ ‫ردت عليه ودار بينهما حوار سريع عن احوالهم وقامت هي تستعد‬ ‫لتبدئ يومها وهو االخر ذهب الي عمله وكان يهاتفها كلما وجد الوقت‬ ‫مناسب وخالي من االجتماعات‬ ‫وفي يوم جاء اليها فرصه عمل في احدي الشركات الصغيرة ففرحت‬ ‫كثييرا وعرضت عليه الفكرة‬ ‫غضب منها وقال " انا مراتي متشتغلش عند حد غريب وكمان دي‬


‫شركة صغيرة تيجي ايه جمب شركتي جهزي نفسك تيجي بكرة‬ ‫تستلمي شغلك عندي" قال ذلك بكل غرور فهو اعتاد علي ذلك‬ ‫الغرور من اولي صفاته يحب كثييرا التحدث عن نفسه ويري نفسه‬ ‫الرجل الذي لن يكرره الزمن‬ ‫ردت هي بفرحة " بجد يعني خالص اشتغلت في شركتك " لم تعلم‬ ‫انها بذلك ستصب من ممتلكاته فهي لم تكتشف غروره بعد‬ ‫واستعدت وذهبت في اليوم التالي إلي شركته‬ ‫استقبلها استقبال حافل بالسعادة والفرح بمجرد دخولهم المكتب اغلق‬ ‫الباب وأصبحوا بمفردهم اقترب منها وطبع علي يديها قبلة خفيفة أسر‬ ‫فيها كل ما تملك جعلها كالدمية التي ال تستطيع التحرك وال الكالم‬ ‫اكتفت بالجلوس والصمت واالستماع له فقد كان حديثة جذاب كثيرا‬ ‫مثله ولهجته رائعة ‪ ..‬حكي لها عن حياته وأهله وحكت هي ايضا عن‬ ‫حياتها وأهلها‬ ‫ومر الوقت سريعا وقررت ان تغادر ألنها تأخرت ‪ ..‬اصر هو ان‬ ‫يوصلها بسيارته لموقف سيارات االجرة ألنها كانت ال تمتلك سيارة‬ ‫بعد‬ ‫اوصلها سريعا وقبل نزولها من السيارة اوقفها بقبله علي يديها ‪..‬‬ ‫نظرت له وغادرت سريعا فقد احست انه قيدها والقي بها في بحره‬ ‫فغرقت ألنها ال تستطيع العوم وهي مقيده‪..‬حتى لسانها عجز عن‬ ‫الكالم ‪ ..‬ذهبت الي بيتها كعروس تزف الي بيت حببيها فهي تري‬ ‫نفسها عروس تزف لذلك الرجل مع بداية قصة عشقهم لم تكن تعلم‬ ‫انها كغيرها من الفتيات التي قضي عليهن فهو يري كل فتاه فريسة‬


‫يحظي بها فيمص دمها ويتركها انتقاما لما فعلته به حبيبته االولي‬ ‫بينما هي غارقه في احالمها كان هذا الدنيء يخطط لمهاجمتها وعندما‬ ‫فكرت قليال وجدت انه لم يجعلها تعمل بمجرد وصولها الشركة ولم‬ ‫تستلم وظيفتها كما قال بررت ذلك بأنه ربما ارد ان يختلي بها لمفردة‬ ‫ليتحدثوا قليال لكن هذا تكرر كثيرا اصب يدعوها الي الشركة فيجلسوا‬ ‫بمفردهم يتغزل بها فهو ماهر في ذلك وال يتحدثون عن العمل مطلقا‬ ‫وكلما جاءت بسيرة الوظيفة تهرب من الرد عليها‬ ‫فبدأت تشك في االمر ‪ ..‬كان يراها كل يوم تقريبا وجاءت فترة لم يعد‬ ‫يتقابلوا حوالي ‪ 5‬ايام متتالية ‪ ..‬فاشتاقت له وطلبت رؤيته فتحجج بأنه‬ ‫مشغول جدا في عمله فأصرت هي كثيرا‬ ‫قال لها غدا تعالي الي الشركه ووافقت بكل فرحة لكن هناك شئ‬ ‫جعلها مصدومة ‪ ..‬غدا الجمعة ؟! ال يوجد احد في الشركة ابدا لماذا‬ ‫يريدني بمفردي وبدون اي احد ؟؟!‬ ‫بدا لها االمر مخيفا للغاية فهي ال تعرف كيف تعتذر لها عن مقابلته‬ ‫وخائفة من ان تكون قد شكت فيه ظلما ومر الليل وجاء الصباح وهي‬ ‫ترتجف من الخوف ومنتظرة انه يهاتفها ليخبرها بالمعاد المحدد‬ ‫بالساعة بالضبط‬ ‫مر الصباح ودخل وقت الظهر ولم يهاتفها فقامت هي بمهاتفته رد‬ ‫عليها بعد عدة محاوالت للوصول له‬ ‫هدي ‪ :‬طارق انت فين قلقتني عليك جدا‬ ‫طارق ‪ :‬حصل لي ظروف في البيت مش هقدر اقابلك النهاردا‬


‫هدي ‪ :‬طيب كنت كلمني واعتذر عن المعاد مش تسبني متعلقة كدا‬ ‫طارق ‪ :‬والدتي تعبت فجاءه هكلمك بعدين سالم‬ ‫هدي ‪ :‬سالم ‪ ..‬قالتها وهي غاضبه كثييرا اول طلب تطلبه منه لم‬ ‫يجعل له اي اهتمام ورده عليها بكل برود احتارت كثيرا ولكنها‬ ‫بررت ذلك بان مرض والدته فجاءة ربما هو السبب‬ ‫مر يومان هي لم تهاتفه وهاتفها هو لكنها وجودت في هذه المكالمة‬ ‫شئ ما غريب فكان يتحدث معها بحررية بالغة جداا يسالها ماذا‬ ‫ترتدين اريدك معي في فراشي وكالم كثيير من هذا القبيل‬ ‫احمر وجها كثييرا من هذا الكالم واوقفته قائلة " مينفعش نتكلم في‬ ‫الحاجات دي قبل الجواز"‬ ‫ضحك هو ثم قال "عارفه لو كنتي قابلتيني يوم الجمعة في الشركه‬ ‫مكنتش سبتك اال لما تنامي في حضني"‬ ‫صدمها كالمه احست بان احد ضربها رصاصه في قلبها لم تستطيع‬ ‫الرد وبعد قليل قالت " انت قليل االدب انا ميشرفنيش اعرف واحد‬ ‫حيوان زيك " وأغلقت هاتفها في وجهه‬ ‫انهارت وبكت كثيرا كيف لهذا الحيوان ان يريد ان يفعل ذلك بها وهي‬ ‫التي وثقت به ثقه عمياه كانت مستعده ان تضحي بحياتها ألجله رأت‬ ‫فيه كل صفات الرجل الذي تتمناه أكل هذا كان سراب وهم خيال !!‬ ‫ألبسها ثوب العشق وسرعان ما مزقهه وتركها عاريه من كل احاسيس‬ ‫الحب‪ ..‬طعنها بخنجر في قلبها‬ ‫فكرت كثيرا في االنتقام منه لكنها تعلم نفوذه وهو يستطيع ان يضرها‬


‫باي شئ من االشكال لن تسلم منه اذا عادته‬ ‫فقررت ان تحمد هللا الذي نجاها منه وتلتفت لمستقبلها وان تضع بينها‬ ‫وبين العشق مئات االبواب وتكره جميع الرجال دون اي استثناءات‬ ‫وتمحي فكرة الزواج والعشق تماما من راسها وان ال تثق باي رجل‬ ‫علي وجهه االرض‬ ‫وبعد فتره اكتئاب كبيرة قضتها في الظالم والبكاء قررت ان تخرج‬ ‫للعالم وتتعامل مع الناس وانتقلت للعيش في المدينة وكان هناك صديقة‬ ‫لها تعلم بحالها فعرضت عليها التطوع معها في جمعية رسالة‬ ‫لألعمال الخيرية فعمل الخير هو الذي سيشغلها عن اي تفكير في‬ ‫جرحها السابق‬ ‫وبالفعل رحبت بالفكرة والتحقت بهذه الجمعيه ومن هنا ابتدأ مشوارها‬ ‫مع الخير والجنون به ‪ ..‬وايضا هاتفت الشركه الصغيرة التي عرضت‬ ‫عليها الوظيفة من قبل وقبلوها واستلمت العمل معهم وتحسنت احوالها‬ ‫كثيرا وأصبحت ال تتذكر ذلك الرجل الذي حطم حياتها وخصوصا‬ ‫بعدما علمت انه خطب فتاه وسيتزوجها ضحكت كثيرا لذلك وقالت‬ ‫"البد انها تشبهه فالطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات وحسبي هللا‬ ‫ونعم الوكيل بكرة الدنيا تدور ونشوف مصيره"‬ ‫بدأت حياتها تستقر بعد ان التحقت بالعمل في الشركة الصغيرة‬ ‫واستطاعت ان تأخذ شقه صغيرة ايجار لتسكن بها في المدينه‬ ‫وبهذا تكون قريبه من عملها وجمعيه رسالة‪.‬‬ ‫وأخذت تكبر وتكبر في عملها فهي تتقنه كثيرا تسافر تحضر‬ ‫المؤتمرات والندوات وتقيم عالقات جيده بالناس في مجالها لعلها‬


‫تستفاد من خبراتهم حتى انتهي بهي المطاف بااللتحاق بشركه كبيرة‬ ‫جدا تكاد تكون عالميه ولها فرع في مصر واستلمت وظيفتها هناك‬ ‫وترقت وأخذت تكبر ومرتبها يزيد ‪ .‬فقررت ايجار شقة افخم وفي‬ ‫مكان ارقي وبعد ذلك قامت بشراء سيارة‬ ‫كانت دائما امها تعاتبها قائله "بدل ما تشتري حاجات عرايس‬ ‫وتجهزي نفسك للجواز رايحه تجيبي سيارة وشقه خليكي كدا لما‬ ‫تعنسي"‬ ‫كانت هدي تضحك كثيرا لكالم امها فهي لن يفرق معها ابدا موضوع‬ ‫الزواج هي مرتاحة هكذا ‪ ..‬تعيش فقط من اجل تحقيق احالمها‬ ‫والزواج ليس ضمن هذه االحالم والحب ليس من ضمن اولويتها‬ ‫‪-------------------‬‬‫تذكرت هدي كل هذه االحداث وهي في طريقها اللي عملها ‪ ..‬بعدما‬ ‫وصلت الشركه القت التحية علي ضباط االمن فهي دائما تتواضع مع‬ ‫اي شخص مهما كان اقل منها هكذا هي تربت ف بيتها وتربت في‬ ‫جمعية رسالة‬ ‫ركبت االسانسير وألقت التحية علي السكرتيرة العامه للشركة‬ ‫هدي ‪ :‬صباح الخير ‪ ..‬ازيك‬ ‫السكرتيرة ‪ :‬بخير الحمد هلل ‪ ..‬جالك جواب من شويه ودخلته علي‬ ‫مكتبك ‪ ..‬والمدير سال عليكي‬ ‫هدي ‪ :‬طيب تمام هروح له االول‬ ‫فقد كان المدير في سن الستين يعتبر في سن اباها وكان يعاملها كابنته‬


‫فهي كان لها الفضل بعد هللا في تحسن صحة ابنته التي كانت تعالج‬ ‫نفسيا وتعاني من االكتئاب الحاد لذلك كان يعزها كثيرا بعد ان ارسلت‬ ‫ابنته للعالج عند صديق قديم لها من ايام الجامعة كان يعمل دكتور‬ ‫نفسي ويسمي رأفت وكانت عالقته بهدي قويه جدا وقتما تحتاجه تجده‬ ‫بجانبها لذلك كانت اول شخص تلجأ له عندما تكون في شدة‬ ‫طرقت باب مكتب المدير ودخلت قائله ‪..‬‬ ‫هدي ‪ :‬صباح الخير والسعادة‬ ‫المدير ‪ :‬اهال اهال بالنور كله يسعد صباحك ‪ ..‬اخبارك ايه ؟‬ ‫هدي ‪ :‬انا بخيرر الحمد هلل ‪ ..‬كيف صحتك وصحة بنتك الحلوة‬ ‫المدير ‪ :‬بخير الحمد هلل بتسالني عنك دايما‬ ‫هدي ‪ :‬حبيبتي وهللا وحشتني ‪ ..‬ربنا يحميها سلم عليها كتيير‬ ‫المدير ‪ :‬تعالي اتغدي معنا كلنا في يوم‬ ‫هدي ‪ :‬دا شئ يشرفني بس حضرتك عارف الشغل هنا وبروح رسالة‬ ‫بعد الشغل مش بالقي وقت وكمان منظمين زيارة لمستشفي سرطان‬ ‫االطفال‬ ‫المدير ‪ :‬ربنا يقويكي يا بنتي ويجازيكي خير اه لو بنتي تبقي زيك كدا‬ ‫يا هدي‬ ‫هدي ‪ :‬اامين يارب ‪ ..‬هتبقي احسن مني كمان ‪ ..‬هستاذن انا بقي‬ ‫علشان اشوف شغلي بعد اذن حضرتك‬ ‫المدير ‪ :‬اتفضلي‬


‫خرجت من مكتبه متجهه لمكتبها حين اوقفتها السكرتيرة‬ ‫السكرتيرة ‪ :‬باشمهندسة هدي‬ ‫هدي ‪ :‬ايووه‬ ‫السكرتيرة ‪ :‬اتصلوا بيكي من مستشفي سرطان االطفال‬ ‫هدي ‪ :‬اه طب تمام كلميهم وحولي المكالمة علي مكتبي‬ ‫ودخلت مكتبها الذي يتميز بالهدوء والذوق في ديكوراته فهو مزاج‬ ‫بين اللون االبيض واألحمر واألسود الوانها المفضلة‬ ‫جلست وأخذت سماعة التليفون‬ ‫هدي ‪ :‬ايوه تمام جدا يوم االربع الساعة ‪ 5‬بإذن هللا هنكون موجودين‬ ‫عندكم والتبرعات هتوصل في وقتها ‪ ..‬شكرا جدا مع السالمة‬ ‫بينما هي كانت تتحدث دق باب مكتبها ودخل شاب في بداية‬ ‫العشرينات فاشارات له بيديها ان يدخل ويجلس وبعدما أنهت المكالمة‬ ‫تحدثت قائلة ‪..‬‬ ‫هدي ‪ :‬قيس ازيك ؟؟ اخبارك ايه؟‬ ‫قيس ‪ :‬انا بخير طول ما انا شايفك بخير يا هدي‬ ‫فهذا الشاب يعتبرها اخته التي لم تلدها امه لها فضل كبير عليه فهو‬ ‫سوري الجئ الي مصر بعد الحرب علي سوريا تعرفت عليه في‬ ‫جمعية رسالة وكان ال يجد عمال فرشحته للعمل في الشركة معها‬ ‫وبالفعل تم قبوله والتحق بوظيفة مميزة فهو لم ينسي معروفها ذلك‬


‫هدي ‪ :‬بحب كالمك الذوووء دا اوووي يا قيس ربنا يخليك ليا‬ ‫قيس ‪ :‬هدي انتي مالك ما ينفعش تعيشي وسط البشر‬ ‫هدي ردت بايتسامة ‪ :‬طيب بالش مبالغة بقي وقولي عملتوا ايه في‬ ‫رسالة بخصوص موضوع زياره مستشفي الكانسر انا لسه قافله‬ ‫معاهم ومظبته كل حاجة‬ ‫قيس ‪ :‬كل شئ تمام متقلقيش ‪ ..‬صحي في واحدة وجوزها اتطوعوا‬ ‫جديد في رسالة وكانوا حابين يجوا معنا المستشفي بس لالسف العدد‬ ‫اكتمل‬ ‫هدي ‪ :‬طالما الناس عاوزا تعمل خير مينفعش نمنعهم كلمهم خليهم‬ ‫يجوا معانا‬ ‫قيس ‪ :‬طيب خد ارقامهم وكلميهم انتي‬ ‫هدي ‪ :‬ااه منك انت ‪ ..‬طيب هات‪ ..‬اسمها مني وجوزها عمر‪ .‬تمام‬ ‫هكلمهم دلوقتي علشان يلحقوا يظبطوا نفسهم‬ ‫قامت هدي باالتصال بمني إلبالغها بمعاد الذهاب للمستشفي‬ ‫هدي ‪ :‬الوو ‪ ..‬السالم عليكم ‪ ..‬معك هدي من جمعية رسالة‬ ‫مني ‪ :‬اهال وسهال انتي المسئولة عن زيارة المستشفي ص ‪.‬؟‬ ‫هدي ‪ :‬مظبووط ‪ ..‬انا اسفة جداا ان االماكن خلصت بس انتوا تقدروا‬ ‫تيجوا‬ ‫مني ‪ :‬بجد شكراا جداا ربنا يكرمك متتخيلش انا فرحت ازاي‬ ‫هدي ‪ :‬يارب دايماا ‪ ..‬معادنا في رسالة اليوم علشان نتفق علي كل‬


‫شئ‬ ‫مني ‪ :‬ان شاء هللا ‪ ..‬مع السالمة‬ ‫هدي ‪ :‬سالم‬ ‫وأغلقت الهاتف وغادر قيس قائال " اشوفك بليل في رسالة "‬ ‫هدي ‪ :‬تمام ان شاء هللا‬ ‫وقامت بطلب الشاي بالنعناع المخصص لضبط مزاجها فهي مزاجيه‬ ‫جداا في كل شئ وغرقت في عملها حتي جاء ميعاد االنصراف من‬ ‫الشركة‬ ‫جمعت اغراضها وغادرت علي عجل وفي الطريق قامت بشراء‬ ‫وجبة سريعة لتأكلها في البيت وتستعد لنزول جمعيه رسالة فهي تمتلك‬ ‫اجتماعا هاما هناك وستكون هي القائدة فيه‬ ‫وصلت بيتها قامت بتبديل مالبسها وتناولت غدائها وارتدت مالبس‬ ‫اخري وغادرت المنزل‬ ‫وصلت جمعية رسالة في ميعادها المحدد وكان معظم المتطوعين قد‬ ‫ملئوا قاعة االجتماعات ‪ .‬القت التحية واستدعت لبدئ االجتماع‬ ‫عرضت تفاصيل الذهاب لمستشفي السرطان والمعاد المحدد وقامت‬ ‫بكتابة االسماء وانتهي االجتماع وغادر الجميع القاعة إال هي‬ ‫والحظت انه في نهاية القاعه يجلس رجل وامرأة واالثنين في سن‬ ‫الثالثين وجاء قيس من بعيد واخبرها انهم يريدون التحدث اليها‬ ‫فابتسمت لهم ورحبت بهم وجلست معهم‬


‫قامت مني بوضع يديها علي يد هدي ومسكتها جيدا‬ ‫تعجبت هدي من تصرفها هذا واكتفت بالدهشة الصامتة لكنها دهشتها‬ ‫اتحولت لشفقه عندما رأت دموع مني‬ ‫هدي ‪ :‬طيب ليه الدموع دي ؟‬ ‫عمر ‪ :‬زوج مني قائال ‪ ..‬باشمهندسه هدي احنا من اسبوع بس اكتشفنا‬ ‫ان مني عندها كانسر‬ ‫هدي ‪ :‬حاولت ان تكتم شهقة تكاد تخنقها وعجزت عن الكالم ثم‬ ‫حاولت التخفيف عن المسكينه مني وقالت " طيب كويس ان‬ ‫الموضوع في اوله بالعالج كل شئ هيبقي تمام ان شاء هللا ربنا‬ ‫يشفيكي ويعافيكي متفقديش االمل ابدا "‬ ‫مني ‪ :‬انا مش بعيط علشان خايفة من الموت ‪ ..‬انا عندي والدي توأم‬ ‫ملك واحمد عمرهم ‪ 3‬سنين‬ ‫كانت الصدمات متوالية علي هدي احست ان شخص ما قطع لسانها لم‬ ‫تعد تقدر علي النطق اكتفت بان احتضنتها بشدة‬ ‫وعمر اخذ يخفي دموعه التي كادت تخنقه‬ ‫تمالكت هدي اعصابها وقالت "طيب بدأتوا في العالج"‬ ‫عمر ‪:‬الء لسه ‪ ..‬مني مش عاوزا تتعالج‬ ‫هدي تنظر لمني قائلة " مسستحيل !! لسه من شويه كنتي خايفه علي‬ ‫والدك مرضك لسه في بدايته الحقي نفسك واتعالجي وانا هكون جمبك‬ ‫علطول بوعدك مش هسيبك ابداا "‬


‫مني ‪:‬والوالد هسيبهم لمين وانا في المستشفي الدادة بتقعد معهم بس‬ ‫مش طول اليوم‬

‫هدي ‪ :‬متقلقيش هيبقوا مسئولين مني المهم تتعالجي ‪ ..‬الصب‬ ‫بدري جهزي نفسك هقابلكم في المستشفي علشان تبدأي مرحلة‬ ‫العالج اتفقنا‬ ‫مني وعمر ‪ :‬اتفقنا ‪ ..‬نتقابل بكرة ان شاء هللا واستأّذنوا‬ ‫وغادروا‬ ‫رجعت هدي اللي بيتها منهكه بعد يوم طويل ومصدومة بعد ما‬ ‫عرفتة عن مرض مني فهي ليست صديقتها وال بينهما سابق‬ ‫معرفه لكن قلبها خفق لها عندما رأتها وعرفت ما حل بها‬ ‫وصلت العمارة ودخلت وصعدت فاالسانسير دون ان تتفوه‬ ‫بكلمه واحدة وال حتي تلقي السالم علي البواب كالعادة مما‬ ‫اصابه الدهشة وتوقع انها مريضة او بها مكروه‬ ‫وصلت شقتها وقامت بتبديل مالبسها واستلقت ع سريرها تفكر‬ ‫في غدا ‪ ..‬هي ال تطيق جو المستشفيات والمرضي كيف‬ ‫ستكون غدا هناك مع مني وعمر وفي اصعب قسم ‪ ..‬قسم‬ ‫المرض اللعين " الكانسر"‬ ‫غلبها النعاس وغفوت وهي تفكرر في غدا ‪..‬‬ ‫في صباح اليوم التالي ‪ ,,‬استيقظت مبكراا وجهزت نفسها علي‬ ‫عجل لكي تلحق بمعادها مع مني في المستشفي واستعدت‬


‫وغادرت‪ ،،‬في سيارتها قامت بعمل مكالمة هاتفيه لقيس‬ ‫هدي ‪ :‬الوو قيس ‪ ..‬صباح الخيرر‬ ‫قيس ‪ :‬اهال هدي يسعد صباحك‬ ‫هدي ‪ :‬معلش ممكن تدي خبر للمدير ان اليوم هاخده اجازة‬ ‫قيس ‪ :‬هتروحي مع مني وعمر‬ ‫هدي ‪ :‬اهاا انا في الطريق ليهم‬ ‫قيس ‪ :‬تمام انا بخبرهم بالشركة ‪ ..‬هللا معك ‪ ..‬واذا احتجتي شئ‬ ‫كلميني‬ ‫هدي ‪ :‬تمام شكررا يا قيس ‪ ..‬سالم‬ ‫قيس ‪ :‬سالم‬ ‫اغلقت هاتفها وقادت بسرعه ووصلت في ميعادها بالظبط ‪..‬‬ ‫فهي دائماا هكذا منضبطة في مواعيدها‬ ‫عند باب المستشفي كان في انتظارها عمر ومني‬ ‫مني ‪ :‬انا ارتحت جدا لهدي حسيت انها دخلت قلبي من اول ما‬ ‫كلمتني في التليفون‬ ‫عمر ‪ :‬باين عليها محترمة وبنت ناس‬ ‫مني ‪ :‬عمر انا خايفة اموت‬


‫وفي هذه اللحظة حضرت هدي وسمعت ما قالته مني فثبتت‬ ‫كالمسمار مكانها ال تستطيع التحرك وال الكالم ‪ ،،‬فأحسوا هم‬ ‫بوجودها فلم يرد عمر علي كالم مني واكتفي بالترحيب ب‬ ‫هدي‬ ‫عمر ‪ :‬باشمهندسة هدي وصلت اهال وسهال‬ ‫هدي ‪ :‬صباح الخير ‪ ..‬ازيكم‪ ..‬وسلمت علي مني واحتضنتها‬ ‫بشدة كأنها تخبرها ان لن تتركها تموت‬ ‫مني ‪ :‬تنظر لها بعين باكية ‪ ..‬وتقول "حضنك دا ريحني اووي"‬ ‫انا بجد حبيتك جدا‬ ‫هدي ‪ :‬هللا يعلم اني كمان حبيتك ‪ ..‬واخفت دموعها وقالت " يال‬ ‫اتاخرنا اووي "‬ ‫عمر ‪ :‬اه فعال يال بينا‬ ‫دخلوا المستشفي وتحدثوا مع الدكتور المختص وبدأت بالفعل‬ ‫ف العالج‬ ‫قاموا بأخذ مني في غرفة خاصة بالعالج الكيماوي بمفردها الن‬ ‫ممنوع دخول احد غير المريض والدكتور والممرضات‬ ‫وانتظر عمر وهدي بالخارج ‪ ..‬جلسا علي كراسي االنتظار‬ ‫كالهما في حالة صمت وشفقة علي المسكينة مني‬ ‫وأرادت هدي ان تكسر هذا الصمت ‪ ..‬وبدأت هي بالكالم‬


‫هدي ‪ :‬كيف االوالد ؟‬ ‫عمر ‪ :‬بخير الحمد هلل سيبناهم مع الدادة‬ ‫هدي ‪ :‬يارب دايما بخيرر ‪ ..‬ربنا يخليهم ويبارك فيهم ويخلي‬ ‫لهم مامتهم‬ ‫عمر ‪ :‬اامين‬ ‫هدي ‪ :‬سالته بصوت خافت "هما يعرفوا حاجة عن مرض‬ ‫مامتهم"‬ ‫عمر ‪ :‬ال طبعا مقدرناش نقولهم‬ ‫هدي ‪ :‬كويس جداا دوول اطفال ومش هيفهموا حاجة زي دي‬ ‫قاطعتهم الممرضه قائلة "نريد احد يتبرع بالدم فصيلة‬ ‫‪"A+‬‬ ‫ردت هدي مسرعة " زي فصيلة دمي ‪ ..‬يال انا جاهزة‬ ‫هتبرعلها"‬ ‫عمر واقف ال يتكلم وذهبت هدي مع الممرضة وجلس هو في‬ ‫حالة صمت‬ ‫تبرعت هدي لمني بالدم وأنهت اول جرعات العالج وغادروا‬ ‫كلهم المستشفي‬ ‫بدأت العالقة تتطور بينهم اصبحت هدي تعشق االلتقاء بهم‬


‫والغداء معهم واللعب مع اطفالهم وهم احبوها كثيرا وتعلقوا بها‬ ‫واستمرت مني في العالج لمدة ‪ 4‬شهور تقريبا وكانت هدي‬ ‫دائما بجانبها وفي يوم قال لهم الدكتور البد ان تبقي مني‬ ‫بالمستشفي تحت رعايتنا‬ ‫مني ‪ :‬ليييه ووالدي ؟؟‬ ‫هدي ‪ :‬متشليش همهم انا هاخدهم البيت عندي المهم راحتك‬ ‫دلوقتي‬ ‫مني ‪ :‬كدا كتييير يا هدي انا بقالي شهور تعباكي معايا‬ ‫هدي ‪ :‬مبحبش اسمع الكالم دا انتي اختي وصحبتي وحبيبتي‬ ‫مني ‪ :‬انا مهما قدمتلك بجد مش هوفيكي حقك‬ ‫هدي ‪ :‬بالش كالم كتيير بقي ‪ ..‬انا هروح بيتك اجيب لك لبس‬ ‫واجهز الوالد واخدهم عندي‬ ‫مني ‪ :‬تمام ‪ .‬وانا هنتظرك هنا ‪ .‬عمر كمان علي وصول‬ ‫هدي ‪ :‬كويس علشان مسبكيش لوحدك ‪ ..‬يال سالم‬ ‫مني ‪ :‬مع السالمة حبيبتي‬ ‫غادرت هدي المستشفي وذهبت لبيت مني واحضرت االوالد‬ ‫وما يلزم مني من اغراضها‬ ‫واستقر االوالد في بيت هدي حوالي فترة وجاءت معهم الدادة‬


‫الن هدي تتركهم وتذهب لعملها وتزور مني وتعود في الليل‬ ‫فتاخذهم الي حضنها الدافئ فينامون براحه واطمئنان لم‬ ‫تحسسسهم يوما بأن أمهم غائبة وكلما كانوا يسالون عنها تقول‬ ‫لهم " ماما تعبانه شويه وهتبقي كويسه وهترجع لكم تاني باذن‬ ‫هللا بس انتوا ادعولها "وجدت انه ال مفر من الكذب علي‬ ‫االطفال وهم كل يوم يسالون عن أمهم مساكين فهم في عمر‬ ‫الثالثة كيف لهم االستغناء عنها ‪.‬‬ ‫في يوم رن هاتف هدي في الصباح الباكر حوالي الساعه‬ ‫السادسه ‪ ..‬استيقظت من نومها علي صوت الهاتف‬ ‫هدي ‪ :‬مين اللي بيتصل بدري كدا ‪ ..‬قالتها بعصبيه‪ ..‬ايه دا دا‬ ‫عمر !!! ‪ ..‬وردت قائلة " الو عمر صباح الخير "‬ ‫عمر ‪ :‬هدي جيبي االوالد ضروري علي المستشفي‬ ‫هدي ‪ :‬وضعت يدها علي قلبها ‪ .‬خيررر في ايه ؟؟‬ ‫عمر ‪ :‬مني منامتش من امبارح مصممه تشوف االوالد‬ ‫هدي ‪ :‬طيب هي كويسه ؟‬ ‫عمر ‪ :‬مش عارف قالها وهو يبكي‬ ‫هدي ‪ :‬بدات ترتجف ‪ .‬وقالت " انا هاجي لك حاال انا واالوالد‬ ‫"‬ ‫قامت هدي مسرعه وايقظت الدادة واالوالد ونزلوا جميعوا‬


‫ذاهبين اللي المستشفي‬ ‫وصلوا وكان عمر في استقبالهم دخلوا الغرفة ‪ ,,‬قابلت مني‬ ‫اطفالها ببكاء ولهفة شديدة ‪ ..‬لم يستيطع عمر وال هدي ايقاف‬ ‫دموعهم‬ ‫احتضنت مني طفليها وظلت تبكي حتي جاء الدكتور وقال لها‬ ‫مني استعدي هتدخلي العمليات كمان نص ساعه‬ ‫ردت هدي بشهقة ‪ :‬عملييات !! ليه محدش قالي‬ ‫عمر ‪ :‬الدكتور قرر موضوع العمليه امبارح بليل وانا محبتش‬ ‫اكلمك اقلقك‬ ‫هدي نظرت لعمر بغضب واخذت الطفلين وخرجتهما خارج‬ ‫الغرفة وذهبت لمني احتضنتها بشدة وقالت‬ ‫"عمليه بسيطه هتدخلي وهتطلعي زي الفل مش مستاهلة اللي‬ ‫انتي عماله دا إهدي "‬ ‫نجحت هدي في تهدئة مني بينما خرج عمر وجلس مع‬ ‫االوالد‪ ..‬دخلت مني غرفة العمليات ‪ .‬وجلست هدي وعلي كال‬ ‫جانبيها الطفلين وهي تحتضنهم بشدة‬ ‫مررت حوالي اربع ساعات وبدا القلق يبدوا علي وجه عمر‬ ‫وهدي‬ ‫وفجاءه خرج الدكتور وذهب اليه عمر مسرعا‬


‫الدكتور ‪ :‬اطمنوا هي حالتها كويسه‬ ‫هدي ‪ :‬بتنهيده ‪ ..‬الحمد هلل يارب ورسمت ابتسامة مشرقه علي‬ ‫شفتيها لكن قلبها لم يبتسم ‪ ..‬كانت تشعر بوجود شئ ما‬ ‫اما عمر فابتسم قليال‪..‬‬ ‫وبعد دقائق خرجت الممرضه مسرعة من غرفة العمليات فــ‬ ‫مني ما زالت بالداخل لم تخرج ودخل الدكتور مرة ثانيه لغرفه‬ ‫العمليات مسرعا وخلفه العديد من الدكاترة والممرضين‬ ‫احس عمر بذلك فقام مسرعا بالقرب من باب غرفة العمليات‬ ‫بينما هدي لم تنتبه النها كان تطعم الصغار لكنها احست باختفاء‬ ‫عمر المفاجئ كانت تبحث عنه في كل مكان امامها بعينها حتي‬ ‫وجدته جاء من ناحيه غرفة العمليات ووجهه شاحب وفي حالة‬ ‫ذبول يكاد يقع ارضا ذهب اليها ووقف امامها وبعد صمت قال‬ ‫"مني ماتت يا هدي" قالها وقد انفجر ف البكاء واستند الي حائط‬ ‫واخذ يتزلق عليه حتي جلس علي االرض‬ ‫بينما هدي ظلت واقفه تشعر انها في كابوس احقيقي ماتت مني‬ ‫؟‬ ‫وقع الكوب الذي كان بيديها حتي اصتدم باالرض ووقعت هي‬ ‫االخري ورائه وانهارت في البكاء واخذت تصرخ "ال مني‬ ‫متمووتيش مينفعش تموتي "‬


‫كان خبر موت مني وقع الصاعقة بالنسبه لعمر وهدي بينما بقي‬ ‫االطفال جالسين ال يفهون شيئا ‪ ..‬وبعد فترة من النواح والبكاء‬ ‫غابت هدي عن الوعي لساعات حتي فاقت ووجدت نفسها في‬ ‫غرفة ف المستشفي نائمة علي سرير وفي يديها حقنة لمحلول‬ ‫كانت شبه فاقدة للذاكرة او تعتقد انها ربما تحلم فقط‬ ‫كانت بمفردها في الغرفة حتي جاءت اليها الممرضة نظرت‬ ‫هدي اليها ولم تتحدث ظلت صامته‬ ‫ثم قالت الممرضة ‪ :‬حمد هلل علي سالمتك كنتي منهارة خالص‬ ‫المهدئ ريحك‬ ‫هدي ‪ :‬هو انا فين وايه اللي حصل وفين مني وعمر والوالد‬ ‫الممرضة ‪ :‬البقية في حياتك ‪ ..‬استاذ عمر راح يخلص‬ ‫اجراءات الدفنة والوالد في واحد جه اخدهم وروحهم البيت‬ ‫هدي ‪ :‬وقد بدأت دموعها في االنهيار ‪ ..‬يعني فعال مني ماتت‬ ‫الممرضة ‪ :‬ربنا رحمها ادعيلها‬ ‫اخذت هدي تواصل بكائها تمنت لو لم تدخل مني العمليات قط‬ ‫تمنت لو تراها وتتحدث اليها لو تخبرها بانها تحبها كثيرا كثيرا‬ ‫لكن بعد ماذا !! فات االوان ومني االن في احضان قبرها‬ ‫حاولت هدي استيعاد عافيتها لكي تقوم بحضور العزاء وتمكنت‬ ‫بالفعل من مغادرة المستشفي والذهاب فورا لبيت مني‬


‫وصلت ووجدت شارع العمارة ملئ بالرجال وكان مقام صوان‬ ‫العزاء ‪ .‬لم تستيطع ان تجد عمر في وسط هذا الكم من الرجال‬ ‫صعدت الي الشقة حيث وجدت الباب مفتوح ومليئة بالنساء‬ ‫وقفت ثابته علي باب الشقة تتذكر كل لحظة قضتها مع مني في‬ ‫هذا المكان اللحظات التي لن ولم تنساها ابدا‬ ‫احست الدادة بوجودها فذهبت اليها واخذت بيديها الي اقرب‬ ‫كرسي فكانت ضعيفة جدا ودموعها كسيل مياه ال تتوقف‬ ‫انتبهت ان الجميع ينظر اليها فأخذت تمس دموعها قائلة ‪..‬‬ ‫" فين االوالد ؟ "‬ ‫اجابتها الدادة "هما نايمين جوا في اوضتهم"‬ ‫هدي ‪ :‬عرفوا حاجة ؟‬ ‫الدادة ‪ :‬الء‬ ‫هدي ‪ :‬كويس انا هقوم ادخل لهم اطمن عليهم‬ ‫كانت عالمات الدهشه واضحة علي وجوه كل الموجودين فال‬ ‫احد يعرف من تكون هدي وال كان احد منهم يعرف شيئا عن‬ ‫مرض مني ‪ ..‬فكل عائلتها وعائلة عمر كانوا يلجأون اليهم اذا‬ ‫احتاجوا نقود فقط ال شئ لوجود صله رحم او ود بينهم كل‬ ‫شخص منهم يبحث عن مصلحتة فقط ومع ذلك كانت مني دائما‬ ‫بجانبهم تحبهم وتودهم وتساعدهم ‪ .‬لكنهم كانوا دائما هكذا‬


‫يبحثون عن مصلحتهم فقط ‪ ..‬حتي سينتهون من شرب قهوة‬ ‫العزاء ويغادروا كانهم جاؤا لتأدية الواجب فقط سيتركوا‬ ‫االطفال دون حتي سؤال عنهم هم يعتقدون ان من يمتلك كل‬ ‫هذه الثروة يمتلك كل شئ‪.‬‬ ‫دخلت هدي الي االطفال ضمتهم الي حضنها فاستيقظوا لينطقوا‬ ‫باول كلمة لهم ‪ ..‬فين ماما ؟‬ ‫سكتت هدي لم تعرف بما تجيب وفكرت قليال ثم قالت‬ ‫هدي ‪ :‬بصوا بقي انا عاوزا اقولكم حاجة كلنا في االخر هنروح‬ ‫عند ربنا في الجنه ودا مكان حلو اووي اوي اوي فــ ماما‬ ‫سبقتنا علي هناك وكلنا ان شاء هللا هنحصلها بس بعد ما نقضي‬ ‫شويه ايام ويمكن سنين هنا‬ ‫ملك ‪ :‬طيب ليه ماما ماخدتناش معاها‬ ‫هدي ‪ :‬ربنا هو اللي بيختار مين يروح االول ‪ ..‬المهم الزم‬ ‫ندعي لماما كتيير اووي بالرحمة‬ ‫احمد ‪ :‬طيب هو احنا كلنا هنروح لنفس المكان اللي ماما راحته‬ ‫هدي ‪ :‬بص يا حبيبي هو في مكانين فوق عند ربنا مكان حلوو‬ ‫اووي اسمه الجنه ومكان وحش اوي اسمه النار‬ ‫ملك ‪ :‬ازاي انا ارووح الجنة زي ماما ؟‬ ‫هدي ‪ :‬يبقي تسمعي كالم ربنا ومتزعليهوش منك ابداا ‪ ..‬تصلي‬


‫وتحفظي القران وتسمعي كالم بابا ومتعمليش حاجة غلط ‪..‬‬ ‫فهمتوا يا حبايبي‬ ‫ملك واحمد ‪ :‬اه فهمنا‬ ‫واخدت هدي تتسامر مع االوالد لكي تنسي قليل من حزنها‬ ‫ولكي ال يشعر االوالد بفاجعة فقدان أمهم ‪ .‬تحدثوا حتي غفوا‬ ‫الثالثه وهدي تحتضنهم بكل حنان ‪ ..‬فهي ابنه ال ‪ 55‬االنسة‬ ‫التي لم تتزوج بعد تمتلك فيضا من حنان االمومة‬ ‫عاد عمر متعبا بعد يوم قضاه في العزاء واستقبال الناس حيث‬ ‫وجد الشقه فارغة ليس بها إال الداده تجلس حزينة في المطبخ‬ ‫سالها بحزن ‪ :‬فين الوالد؟ اجابته نايمين في غرفتهم مع‬ ‫باشمهندسة هدي‬ ‫صاح متفاجئ ‪ :‬هدي !! اززاي !! امته خرجت من المستشفي‬ ‫شعر بالذنب النه تركها ولم يتحدث حتي لالطمئان عليها وعلي‬ ‫صحتها فهي طووال االربعة شهور السابقين لم تتركهم لحظة‬ ‫وكانت دائما بجوار مني وها هي االن بجوار اطفالها بعد‬ ‫رحيلها‬ ‫غادر المطبخ وذهب للغرفة دق الباب ودخل اذا بها نائمة‬ ‫كالمالك اول مرة يراها نائمة وتحتضن اوالده في هدوء تشبه‬ ‫كثيرا مني ‪ ..‬لدرجة انه توقعها هي في البدايه اقترب منها وظل‬


‫يشاهدها بهدوء حتي استيقظت وتفاجأت بوجوده وصاحت‬ ‫بشهقة‬ ‫هدي ‪ :‬عمر !!‬ ‫عمر بارتباك ‪ :‬انا اسف كنت بس جاي اطمن علي الوالد‬ ‫هدي وبعد ان استعادت هدوئها ‪ :‬ااسفه ما قصدتش حاجة بس‬ ‫اتفأجت بوجودك ‪ ..‬الوالد بخير الحمد هلل‬ ‫عمر ‪ :‬انا اللي اسف يا هدي سبتك في المستشفي غايبه عن‬ ‫الوعي و‪..‬‬ ‫هدي قاطعته قائلة ‪ :‬عمر انا مش زعالنه انا مقدرة حجم الحزن‬ ‫اللي انت فيه دي شريكة عمرك وام والدك واللي كانت اختي‬ ‫وربنا يعلم قلب موجوع ازاي علي فراقها‬ ‫عم الصمت علي كليهما عندما دخلت الداده قائلة‬ ‫"انتوا ماكلتوش حاجة من امبارح الزم تاكلوا وكمان صحوا‬ ‫الوالد علشان ياكلوا"‬ ‫هدي قامت بايقاظ االطفال واستعدوا للجلوس علي السفرة‬ ‫لتناول الطعام ‪ ..‬السفرة التي دائما كانوا يجلسون عليها لكن هذة‬ ‫المرة دون مني ‪ ..‬ترك ذلك جرح كبير داخل كل منهما‬ ‫جلس جميعا واخذت الدادة تطعم االطفال لكنها الحظت ان كل‬ ‫من عمر وهدي شاردين وال يأكلون شيئا فعلمت انهم يتذكرون‬


‫جلوس مني معهم علي هذة السفرة‬ ‫عرض عمر علي هدي البقاء عندهم الليلة الن الوقت اصب‬ ‫متاخرا لذهابها الي منزلها‬ ‫فوافقت هدي علي عرضة طالما ان الدادة موجودة بالفعل معهم‬ ‫لكنها لم تستطيع النوم طوال الليل ضميرها كان يأنبها كيف‬ ‫تبيت الليل في بيت رجل غريب ماذا لو علم احد‬ ‫ظلت طوال الليل بغرفة االطفال لم تغادرها ابدا وعندما احست‬ ‫بحركة في الصاله خرجت بهدوء ووجدت عمر قالت له صباح‬ ‫الخير وجلسوا معا في الصالة ‪ ..‬كان واض ان عمر ايضا لم‬ ‫ينم فهو ال يستطيع ايقاف التفكير في مني ‪ ..‬تحدثوا هو وهدي‬ ‫كثيرا وتذكروا ايام مني وكل تفاصليها ‪ ..‬حاول كل منهما ان‬ ‫يخفي حزنها لكن دموعهما فضحتهم ‪ ..‬عم الصمت ارجاء‬ ‫المكان ‪ ..‬ثم اضافت هدي بانها سوف تغادر بمجرد طلوع‬ ‫الشمس ‪ ..‬النها تريد الذهاب الي العمل مبكرا‬ ‫في الحقيقة ليس لهذا السبب فهي ال تستيطع البقاء في بيت رجل‬ ‫غريب اكثر من ذلك ‪ ..‬هي ال تهتم ابدا لكالم الناس لكنها تهتم‬ ‫لدينها جيدا ‪ ..‬ال يجب البقاء معه فهو ليس من اهلها ‪ ..‬وافقها‬ ‫عمر ليتركها علي راحتها‬ ‫علقت هدي قائلة ‪ :‬طيب االوالد ؟؟‬ ‫عمر ‪ :‬الدادة هتبات معانا اليومين دول وان شاء هللا الفترة دي‬


‫هتعدي علي خير‬ ‫هدي ‪ :‬معلش يا عمر انا بجد تعبانه محتاجة ابعد عن كل مكان‬ ‫اجتمعت فيه مع مني ‪ ..‬انا عارفا اني مستحيل انساها بس‬ ‫الذكريات وجعاني‬ ‫عمر ‪ :‬الهروب مش حل ‪ ..‬وعموما علي راحتك‬ ‫وفي الصباح احتضنت هدي الطفلين وغادرت لتذهب الي شقتها‬ ‫وقد اخدت اجازة اسبوع من الشركة وبقيت في منزلها منعزلة‬ ‫عن العالم ال تتحدث مع اي احد واخبرت اهلها انها ستسافر‬ ‫لحضور مؤتمر خارج مصر وسوف تطمئنهم عليها عبر‬ ‫الرسائل‬ ‫قضت اسبوع من االكتئاب الحاد يومها كله بكاء ونوم تاكل ما‬ ‫يبقيها علي قد الحياة فقط فال طعم الي طعام في حالتها هذة ال‬ ‫تشاهد التلفاز وال تتصف االنترنت كعادتها تكتفي بارسال‬ ‫رسائل الهلها فقط‬ ‫وفي اليوم السابع حضر شاب الي الشركة وسال عنها وحزن‬ ‫عندما علم انها في اجازة فهو يعرف عنوان بيتها لكنها اغلقت‬ ‫هاتفها ‪ ..‬هذا الشاب هو صديقها رافت الدكتور النفسي كان‬ ‫قريب منها ويساعدها دائما وهو من عالج ابنه صاحب الشركة‬ ‫التي تعمل بها هدي وكانت هي تلجأ له في اي مشكله ما عدا‬ ‫هذه المرة قررت ان تبقي وحيدة‬


‫غادر الشاب الشركة في حزن عندما فقد االمل في رؤيتها فهو‬ ‫ليس لدية جرأة الذهاب الي انسه في شقتها وهي بمفردها‬ ‫اثناء مغادرتة قابل قيس وهو يعرف جيدا انه صديق مقرب‬ ‫لهدي ‪ ..‬نادي عليه‬ ‫توقف قيس لم يعرفه في البدايه لكنه بعد ذلك تذكرة قائال‬ ‫قيس ‪ :‬معقوولة رأفت ‪ ..‬وينك صار لنا حوالي سنه ما تقابلنا‬ ‫فكانت هدي قامت بمعرفتهم علي بعضهم البعض من قبل‬ ‫واصبحوا اصدقاء لكن مشاغل الحياة كانت تلهيهم عن التواصل‬ ‫عكس هدي تماما لم تشغلها الدنيا قط عن السؤال عن احبابها‬ ‫واصدقائها فهي كانت بحرا بالنسبة لهم تفيض عليهم بحنانها‬ ‫الدائم ومواقفها الرجوليه تقف دائما بجانب من يحتاجها ‪.‬‬ ‫رد عليه رأفت بابتسامة شوق ‪..‬‬ ‫رافت ‪ :‬متقابلناش من يوم عيد ميالد هدي السنه اللي فاتت ‪..‬‬ ‫اخبارك ‪ .‬وهدي فين ؟ ليه واخدة اجازة وموبيلها مقفول ؟‬ ‫قيس اجابه بحزن ‪ :‬هدي اه علي اللي حصلها ‪ ..‬ماتت صديقه‬ ‫مقربه الها وهي يا عيني مكتئبه ال بتقابل اي حد وحابسه نفسها‬ ‫بشقتها‬ ‫رأفت ‪ :‬ايه ازاي مبلغتنيش وازاي متحاولش تساعدها يا قيس‬ ‫معقووله !! يال خلينا نروح لها شقتها فورا‬


‫قيس ‪ :‬طيب تمام يال بينا‬ ‫غادروا الشركة سويا وذهبوا الي بيت هدي دقوا جرس الباب‬ ‫كثيرا لكن دون اي فائدة فهي مسترخيه علي السيزلوج شاردة‬ ‫ال تنتبه الي شئ حولها وال تريد ان تنتبه‬ ‫غادروا العمارة بخيبة امل كانوا يريدون مساعدتها لكنهم‬ ‫اصروا ان ال يستسلموا ابدا وسيظلوا ورائها الي ان تغادر‬ ‫عزلتها هذة قرروا االتصال بصديقة لها في العمل كانت دائما ع‬ ‫اتصال بها لعلها تساعدهم‪ .‬لكنها ايضا لم تفيدهم بشئ فــ هدي‬ ‫قطعت كل االتصاالت بجميع البشر‬ ‫غلبها النعاس وبعد ان استيقظت اخذت تمشي في الشقه حتي‬ ‫مرت بجانب باب شقتها وجدت جريدة االخبار فالبواب دائما‬ ‫يرسلها لها من تحت باب الشقة ‪ ..‬هي ليست مغرمة بقرأتها‬ ‫لكنها تهتم بمعرفة االخبار المهمة فقط عناوين وليست تفاصيل‬ ‫اخذتها وجلست علي الكنبه قلبت علي استعجال بها وتركتها‬ ‫امامها بدون اهتمام لكنها اتفاجئت عندما رأت صورة عمر في‬ ‫الصفحة االولي ‪ .‬وقالت عمر !!‬ ‫اصابها الفضول لمعرفة لماذا هو في الجريدة وقررت ان تقرا‬ ‫التفاصيل ‪ ..‬شهقت حين علمت انه خسر مبلغ كبير وشركته‬ ‫سوف تعلن افالسها‬ ‫كان عمر مهندسا يمتلك شركة عقارات كبيرة ‪ ..‬لكنه بعد وفاة‬


‫زوجتة مني اصيب باكتئاب وكان ال يغادر المنزل ال ينام وال‬ ‫ياكل حتي شحب لونه وربي ذقنة وشعره واصب مثل رجل‬ ‫الكهف‬ ‫احست هدي بالذنب لعلها لم تتركه ويا تري كيف حال االوالء‬ ‫قررت ان تنهي عزلتها وتغادر شقتها فورا وتتجة الي منزل‬ ‫عمر‬ ‫وصلت ودقت جرس الباب اذا به عمر يفت واذا بها تتفاجئ‬ ‫بشخص لم تعرفه هكذا من قبل فكان عمر دائما وسيما وانيقا‬ ‫حتي في منزله‬ ‫دخلت وجلسوا تحدثت هدي قائلة " ايه اللي انت عامله في‬ ‫نفسك دا يا عمر ؟ "‬ ‫عمر ‪:‬عملت زيك انعزلت عن العالم سيبت شغلي و ادمرت‬ ‫شركتي‬ ‫هدي ‪ :‬عمر ‪ ..‬وسكتت قليال ثم استكملت ‪ ..‬احنا عندنا نفس‬ ‫المشكلة والزم نالقي الحل ‪ .‬انا هقف جمبك ترجع كل شئ زي‬ ‫االول واحسن ان شاء هللا ‪ ..‬مني مش هتبقي مبسوطة في قبرها‬ ‫وهي شايفانا بحالتنا دي ‪ ..‬ارجوك خلينا نساعد بعض‬ ‫عمر وبعد ان فكر في كالم هدي وافقها ‪ ..‬هكذا استطاعت هدي‬ ‫اقناعه وقام بحلق ذقنه واستعاد هيئتة وارتدي بذلتة واتجهوا هو‬


‫وهدي الي الشركة لعلهم يستطيعوا انقاذ اي شئ‬ ‫تحدثت هدي الي قيس وامدت اجازتها اسبوع اخر لكن ليس‬ ‫هذه المرة لالنعزال انما لمساعدة عمر‬ ‫كانوا يعملون ليل ونهار في الشركة يعقدون االجتماعات‬ ‫والمقابالت مع العمالء وبعد فترة رجعت هدي عملها واصبحت‬ ‫تعمل عملها القديم باالضافة الي مساعدة عمر وتسرق بعض‬ ‫الوقت لالطفال التي تتركهم طوال اليوم مع الدادة‬ ‫نج اصدقائها في جعلها تتعالج نفسيا هي وعمر وبالفعل بدأوا‬ ‫بجلسات العالج عند صديقها رأفت النها تثق به كثيرا وتعلم انه‬ ‫متميز في عمله وما ان مررت ‪ 3‬اشهر حتي عاد كل شئ كما‬ ‫كان لكنه بدون مني التي تركت في نفسهم جرحا عميقا ‪ ..‬مع‬ ‫االيام تخدر هذا الجرح لكنة لم يلتأم‬ ‫وبعد النجاح الذي حققه عمر ‪ ..‬قرر مكافاة هدي فهي لها فضل‬ ‫كبير بعد هللا في كل شئ فقرر ان يعرض عليها ان تعمل لدية‬ ‫في شركته بمرتب مجزي جداااا‬ ‫لكنه حزن عندما عرض عليها الفكرة ورفضت بشدة ‪ ..‬احست‬ ‫في ذلك اهانة لكرامتها وللخير الذي تفعله دائما دون انتظار‬ ‫مقابل وطلبت منه ان يتفهم وضعها‬ ‫فتظاهر عمر بانه غير حزين لكنه كان حقا يريد مكافئتها‬ ‫‪..‬وقال في نفسه ما هذه الفتاه قنوعه ومتواضعة والفلوس عندها‬


‫اخر شئ تفكرفيه وتساعد الجميع دوون اي هدف لها عكس كل‬ ‫البشر هذه االيام‬ ‫بدأت تروق له هدي ‪ ..‬بدأ يحب ان يراها ‪ ..‬يحب ان يتحدث‬ ‫اليها ‪ ..‬يشارك رايها في شغله وكل شئ يخص حياتة ‪ ..‬لعله‬ ‫بدأ يعشقها ‪ ..‬لكنة كان يطرد هذة الفكرة دائما من رأسه فهذه‬ ‫هدي رفيقة مني التي كانت حبيبتة وزوجته وام اطفاله ‪.‬‬ ‫عادت هدي الي منزلها بعد ما رفضت عرض عمر عليها‬ ‫اخذت وقت كبير للتفكير فيما حدث لها ‪ ..‬حاول الشيطان‬ ‫اقناعها بان خسرت فرصة كبيرة لكنها مقتنعه تماما بما فعلته‬ ‫شردت كثيرا لم يوقظها سوي رنه هاتفها ‪ ..‬اذا به رقم غير‬ ‫مسجل لديها‬ ‫نظرت هدي للرقم باستغراب وقالت ‪ :‬يا تري مين ؟؟‬ ‫وقامت بالرد علي الهاتف ‪ :‬الو ‪ ..‬مين معايا ؟؟‬ ‫علي الطرف االخر ردت سيدة ‪ :‬معك ملجأ السعادة ‪ ..‬حضرتك‬ ‫كنتي موجودة عندنا من سنة تقريبا واتكلمتي معانا في موضوع‬ ‫انك تكفلي طفلة من عندنا‬ ‫هدي تحاول ان تتذكر ما حدث في ذلك اليوم بالتفصيل ثم‬ ‫اجابت ‪ :‬اه بالفعل فاكرا دا ‪ ..‬يا تري لقيتوا الطفلة المناسبه ؟‬ ‫السيدة ‪ :‬علشان كدا بكلم حضرتك ‪ ..‬ممكن تيجي الملجأ بكرة؟‬


‫هدي ‪ :‬اكيد ممكن هكون عندكم ‪ 01‬بالظبط ان شااء هللا‬ ‫السيدة ‪ :‬تمام ‪ ..‬شكرا باشمهندسة هدي‬ ‫هدي ‪ :‬العفو مع السالمة‬ ‫اغلقت هدي الهاتف وهي ال تعلم ما حل بها احقا يكون الحلم‬ ‫الذي تحلم به منذ ان كانت بالجامعة يكاد ان يتحقق ‪ ..‬بالفعل‬ ‫ستجد الطفلة التي ستكون هي امها ‪ ..‬وستكون بجوار الرسول‬ ‫في الجنة بسببها وستشعر بكل االمومة معهاا‬ ‫نزلت دموعها من الفرحة احقا هللا يكافأها علي الخير الذي‬ ‫فعلتة مع مني وعمر لكن هذه المكافاة اكبر بكثيرررر من‬ ‫مكافاءة عمر لهاا يا هللا كم انت كريم‬ ‫لم تسطيع النوم فهي تفكر في موضوع الطفلة ‪ ..‬وماذا لو لم‬ ‫يجدوها ويكونوا اتصلوا لشئ اخر بدأ الشك يراودها حتي جاء‬ ‫الصباح وذهبت مسرعة الي الملجأ‬ ‫اتصل بها عمر وايضا قيس لكنها لم تجيب علي اي اتصاالت‬ ‫يكفيها توترها‬ ‫دخلت غرفة االدارة ورحبوا بها كثيرا ‪ ..‬كانت متشوقة جداا‬ ‫لسماع ماذا سوف يقولون ‪ .‬كاانت تنصت اليهم بكل اهتمام‬ ‫وما ان اخبروها انهم بالفعل وجودا البنت المناسبه انفجرت منها‬ ‫تنهيدة كانها كانت ميته واستعادت حياتها وشكرت هللا كثيييرا‬


‫ثم خطر ببالها اشياء كثيرة ستعوقها عن هذه الخطوة ‪ ..‬كيف‬ ‫ستخبر اهلها بموضوع الطفلة البد من تمهيد وتفكير وتخطيط‬ ‫جيد لهذا‬ ‫علقت قائلة " انا طبعا متشكررة ليكم جدا بجد انتوا حققتولي‬ ‫حلمي بس في مشكلة ‪ ..‬ممكن البنت تفضل بالملجأ الفترة دي‬ ‫عما اظبط اموري واخدها تعيش معايا "‬ ‫نظر الموظفات الي بعضهم البعض كإن هناك شئ ما يخفوه ثم‬ ‫علقت احدي الموظفات قائلة ‪ :‬حضرتك بالفعل مش هتعرفي‬ ‫تاخدي البنت تعيش معاكي ‪ ..‬النك مش متجوزة‬ ‫وقع هذا الكالم علي هدي وقع الصاعقة وقالت بكل عصبيه‬ ‫هدي ‪ :‬نعم ‪ ..‬يعني ايه امال هكفلها ازاي‬ ‫الموظفة ‪ :‬حضرتك هتبقي مسؤلة عنها زي مامتها بالظبط بس‬ ‫مش هتعيش معاكي ممكن تخرجوا سوا بس بشروط وترجعيها‬ ‫في الوقت اللي احنا نحدده وهيكون معاكي حد من الملجأ‬ ‫هدي قد احترق دمها واحست ان حلمها انهار بعد ان كاد ان‬ ‫يتحقق قالت ‪ :‬ال كدا مش هينفع ‪ ..‬بعد اذنكم‬ ‫وغادرت الملجأ وهي منهارة دموعها تسبق خطوتها ركبت‬ ‫سيارتها احست انها الشئ ضائعة رجعت بيتها خائبة االمل بعد‬ ‫ان غادرتة في الصباح وهي في قمة سعادتها اغلقت هاتفها ولم‬


‫تذهب الي عملها فقط هربت الي النوم‬ ‫تعجب عمر كثيرا لماذا هي لم ترد علي مكالماته ولماذا اغلقت‬ ‫هاتفها بعد ذلك ‪ ..‬واخذ يتذكر هل فعل شئ يضايقها البارحة‬ ‫لكنهم كانوا سويا ‪ ..‬ايكون موضوع المكأفاة هو ما غيرها هكذا‬ ‫فات يومان ولم يستطيع الوصول اليها بدأ يقلق لعل اصابها‬ ‫مكروه وقرر الذهاب الي شقتها وكانت هذه اول مرة يزورها‬ ‫بمفرده‬ ‫دق جرس الباب فلم تهتم فهي كعادتها عندما تكون حزينه ال‬ ‫تجيب علي الهاتف وال تفت الباب الحد ‪ ..‬اخذ عمر ينادي‬ ‫عليها وعندما سمعت صوته قامت مسرعة ارتدت عبائتها‬ ‫وحجابها وذهبت لتفت الباب وكان هو يطلب االسانسير ليغادر‬ ‫ولكنه توقف عندما راها تفت الباب‬ ‫نظر اليها نظرة دهشة وتعجب فهو لم يراها هكذا دون اي‬ ‫تكليف من قبل وبعد نظرات وصمت طويل‬ ‫كسرت هي تلك الصمت قائلة‬ ‫هدي ‪ :‬اهال باشمهندس عمر اتفضل‬ ‫عمر دخل بدون ان يتكلم فهذه اول مرة يزور فتاه في بيتها‬ ‫بمفردها لعلها فهمته خطأ‬ ‫تركت هدي باب الشقة مفتوحا فال يجوز غلق الباب عليهما‬


‫وهما بمفردهما وهي ايضا ال تثق بالرجال قط‬ ‫انتبه عمر انها لم تغلق الباب فعلق قائال ‪ :‬كويس انك سبتيه‬ ‫مفتوح انا اسف جدا اني جيتلك شقتك بس مكنش في طريقة‬ ‫تانيه اعرف اوصلك بيها‬ ‫احس عمر انه اشتاق اليها كثيرا فهو اصب يحب وجودها في‬ ‫حياته لكنه كان من المستحيل ان يخبرها بهذا الشعور‬ ‫خجلت هدي كثيرا فهي لم تستقبل رجل بمفرده في شقتها من‬ ‫قبل وحاولت ان تخفي ارتباكها قائلة ‪ :‬هقوم اعملك حاجة‬ ‫تشربها‬ ‫عمر ‪ :‬ال يا هدي انا مش جاي اشرب حاجة انا عاوز اعرف‬ ‫مالك سالت عليكي في الشركة بقالك يومين مروحتيش هو انا‬ ‫زعلتك ف حاجة ‪ ..‬العرض اللي عرضته عليكي ضايقك‪.‬‬ ‫قاطعته قائلة ‪ :‬ال وهللا ابداا بس حصل لي مشكلة صغيرة كدا‬ ‫امبارح وضايقتني جدا فحبيت ابقي لوحدي فترة‬ ‫عمر ‪ :‬هروبك دا مش حل واجههي وفكري واكيد في حل‬ ‫وطبعا انا موجود ومستعد الي مساعدة‬ ‫هدي ‪ :‬لالسف محدش غير ربنا اللي ممكن يساعدني في‬ ‫الموضوع دا انت بس ادعيلي‬ ‫عمر‪ :‬ماشي يا ستي علي راحتك ‪ .‬يال قومي البسي وانا هنزل‬


‫استناكي في العربيه‬ ‫هدي ‪ :‬هنروح فين؟؟‬ ‫عمر ‪ :‬هنروح جمعية رسالة ‪ ..‬نسيتي رسالة ‪ ..‬بقالنا فترة‬ ‫مروحناش ‪ ..‬دا المكان الوحيد اللي برتاح فيه ومتاكد انك كمان‬ ‫بترتاحي فيه‬ ‫هدي ‪ :‬رسالة دي عشقي ‪ ..‬تمام دقايق وهكون جاهزة‬ ‫عمر ‪ :‬تمام خدي وقتك مستنيكي‬ ‫قالها وهو يغادر باب شقتها ‪ ..‬اغلقت الباب ورائه وجهزت‬ ‫نفسها بسرعة ووصلوا رسالة واخذوا يمارسون الخير هناك‬ ‫وفي وسط انشغالهم وقعت عين عمر علي هدي ‪ .‬واخذ يفكر ما‬ ‫الشئ الذي يشغلها ويجعلها شاردة ومنعزله هكذا لعله يريد ان‬ ‫يقتحم مملكة هذه الفتاه الذي اصب كل شئ بها يعجبة فهو يري‬ ‫فيها مني زوجته الراحلة التي كان يعشقها كثيرا ‪ ..‬كان يحاول‬ ‫دائما طرد فكرة االعجاب بــ هدي من راسة لعله بذلك يخون‬ ‫مني‬ ‫انهوا عملهم في جمعية رسالة وغادروا واوصلها لبيتها وغادر‬ ‫هو وكان في قمة سعادتة بقضاء الوقت معها حقا كان يشتاق‬ ‫اليها بشدة ‪.‬‬ ‫وصلت شقتها وكانت حالتها تحسنت كثيرا فهي تري جمعية‬


‫رسالة وعمل الخير دائما عالجها ‪ ..‬اخذت تفكر ماذا ستفعل‬ ‫بموضوع الملجأ ثم انتهي بها تفكيرها ان تذهب اليهم وتوافق‬ ‫علي شروطهم ثم تذكرت انها تعاملت معهم بقلة زووق فليس‬ ‫هذا من طبعها‬ ‫فقررت ان تصل ما افسدته ‪ ..‬في الصباح اشترت باقة ورد‬ ‫وكتبت عليها اعتذار للمجأ واخذته وذهبت فهي تري الورد‬ ‫دائما يتكلم عنها وانه يأسر المهدي اليه ‪ ..‬وصلت الملجأ وقدمت‬ ‫لهم الورد واعتذرت لهم عن ما صدر منها في المقابلة السابقة‬ ‫وانها موافقه علي كل شروطهم وبالفعل بدأت في اإلجراءات‬ ‫واخذوها لكي تري الطفلة وعندما راتها اثرت قلبها وعقلها وكل‬ ‫شئ فيها‬ ‫كانت في سن الــ ‪ 5‬سنوات بيضاء ذو شعر اسمر ناعم رقيقة‬ ‫تشبة المالئكة ‪ ..‬اقتربت هدي منها وسالتها عن اسمها لم تجيب‬ ‫البنت فتعجبت هدي ونظرت للموظفة فاجابتها ان اسمها فاطمة‬ ‫وهي ال تحب اسمها ‪ ..‬فابتسمت لها هدي قائلة ‪ :‬بسيطه من‬ ‫النهاردا اسمك رنزيمي ودلعك رنزي وانا ماما هدي اتفقنا‬ ‫الطفله ابتسمت قائلة ‪ :‬ماشي‬ ‫هدي ‪ :‬حبيتي االسم ؟؟‬ ‫الطفلة ‪ :‬اه وحبيت ماما هدي‬ ‫هدي فرحت كثيرا واحتضنت الطفلة بشدة وقضيت معها اليوم‬


‫كله‪ ..‬كان ال يريد كل منهما ترك االخر يذهب‬ ‫غادرت هدي الملجأ وهي في قمة سعادتها ‪ ..‬كانها طائرة مع‬ ‫المالئكة فاخيرا تحقق حلمها الذي تبحث عنه منذ سنوات فهي‬ ‫تريد ان تصب ام لطفلة باسم هي تعشقة لكنها ال تريد رجل في‬ ‫حياتها واخيرا تحقق الحلم واصب حقيقة فهي االن تمتلك ابنه‬ ‫ومسمية باالسم المفضل لديها رنزيمي‬ ‫في اليوم التالي ذهبت الي عملها واصحبت تنظم حياتها جيدا‬ ‫بالصباح في عملها وبعد الظهر حتي العصر في جمعية رسالة‬ ‫ومن ثم بعد ذلك تحتل رنزيمي كل يومها حتي الليل وكانت كل‬ ‫فترة تقابل عمر وتذهب لتطمئن علي اطفاله وفي نهاية االسبوع‬ ‫تعود الي اهلها في الريف لقضاء العطلة معهم فهم ليس لهم اي‬ ‫علم بموضوع ابنتها بعد‬ ‫انتظمت حياتها بشكل كبيرر بين عملها وابنتها وعمر واطفاله‬ ‫وزيارة قبر مني باستمرار والخير الذي تفعله في جمعية رسالة‬ ‫وبعد مرور حوالي سنة علي وفاة مني وبالتحديد في اليوم‬ ‫السنوي لوفاتها قام عمر بعمل صوان تحت منزله وتجمع كل‬ ‫االهل واالقارب واالصحاب واستمعوا للقرأن الكريم وجاء الي‬ ‫الصوان رجل يرتدي بذلة سوداء لعله شخص مهم لكنه وض‬ ‫عليه كانه يبحث عن شئ ما ان وجد عمر فذهب اليه وسلم عليه‬ ‫قائال ‪ :‬اهال عمر ازيك ‪ ..‬انا محمد صديق قديم لمني تذكرتني ؟‬


‫عمر اخد يفكر قليال ثم تذكر انه قابله قبل وفاة مني بايام في‬ ‫المستشفي بعد ان جاء محمد لزيارتها‬ ‫ورد عليه قائال ‪ :‬اه طبعا فاكرك‬ ‫محمد ‪ :‬كيف مني ان شاء هللا تحسنت صحتها ‪ ..‬انا اسف‬ ‫اضطريت اسافر فجأة المريكا ويدوب لسه راجع ‪ ..‬وبعدين هو‬ ‫دا عزاء مين ؟؟‬ ‫اجابه عمر في حزن ‪ :‬مني اتوفت بعد زيارتك بكام يوم‬ ‫محمد وقد صدمه الخبر ‪ :‬البقاء هلل كإن قلبها كان حاسس سبحان‬ ‫هللا ‪ ..‬المهم انا عاوزك في موضوع مهم ضروري‬ ‫انتظروا حتي انهوا قراءة القران وغادروا جميع الناس واخذه‬ ‫وطلع شقته ضايفه وبدأوا بالحكي‬ ‫عمر ‪ :‬خير استاذ محمد قلقتني ؟‬ ‫محمد ‪ :‬انا مش عارف اجبلك الموضوع ازاي ‪ ..‬مبدأيا كدا انا‬ ‫شغال محامي ومني قبل وافتها اتصلت بيا وطلبت مني اجيلها‬ ‫المستشفي ضروري‬ ‫عمر باستغراب ‪ :‬وهي كانت عاوزاك ليه؟؟‬ ‫محمد ‪ :‬كانت عاوزا تكتب وصيتها‬ ‫عمر ‪ :‬وصيتها !!‬


‫محمد ‪ :‬اهي اتفضل‬ ‫اخذ منه عمر الورقة وكاد قلبه ان يقف من الصدمة وصاح‬ ‫قائال "ايه دا لو مكنتش متاكد ان مني متجننتش كان مستحيل‬ ‫اصدق الكالم دا ‪ .‬مني ليه عملت كدا ؟؟ انا هتجنن"‬ ‫محمد ‪:‬اتكلمت معها كتير وحاولت اقنعها بس هي رفضت تماما‬ ‫واصرت علي رايها‬ ‫عمر ‪ :‬ازاي ازاي تكتب في وصيتها اني الزم اتجوز هدي وان‬ ‫هي الوحيدة اللي ممكن تأمنها علي اطفالها وازاي كمان تطلب‬ ‫مني اني الزم اجيب منها طفل دا بجد جنان انا هيجرالي حاجة‬ ‫مش قادر استوعب‬ ‫محمد ‪ :‬احنا مش هنعرف نفكر لوحدنا في طرف تالت في‬ ‫الموضوع ‪ ..‬هدي الزم تكون موجودة وتفكر معانا‬ ‫عمر ‪ :‬معاك حق ‪ ..‬بس انا مش عارف هقولها الموضوع دا‬ ‫ازاي‬ ‫محمد ‪ :‬حدد معاها معاد بس نتقابل وانا هتصرف‬ ‫غادر محمد وترك عمر في حيره من امره ماذا سيفعل سيوافق‬ ‫بتنفيذ وصيه مني ‪ ..‬اليس هذا ما تمناه ان يعشق هدي ‪ ..‬ها هي‬ ‫مني تسم له بالزواج منها معني ذلك انه لن يشعر بالخيانه‬ ‫تجاه مني اذا تزوج هدي ‪ ..‬لكن يا تري هل ستوافق هدي عليه‬


‫قضي ليله كله في التفكير ‪ ..‬لم يستطيع النوم ‪ ..‬انتظر حتي‬ ‫الصباح وعندما رأي الوقت مناسبا اتصل بهدي وحدد معها‬ ‫ميعاد ان يتقابلوا في شركته‬ ‫ذهبت هدي في المعاد المحدد وبالفعل كان وعمر ومحمد ايضا‬ ‫في انتظارها ‪ ..‬وصلت الشركه القت التحيه لكنها استغربت‬ ‫بوجود شخص ال تعرفه لعلها جاءت في وقت غير مناسب‬ ‫اقترحت ان تنتظر بالخارج اذا كان عمر مشغول لكن تحدث‬ ‫محمد قائال ‪ :‬ال يا باشمهندسة احنا اصال كنا في انتظارك‬ ‫تعجبت هدي ‪ ..‬من هذا الذي يعرفها جيدا وينتظرها ايضا ‪..‬‬ ‫جلست هدي وينتابها الفضول لتعرف ماذا يريدون منها‬ ‫فت عمر الحوار قائال ‪ :‬بصي يا هدي محمد محامي وصديق‬ ‫قديم لمني هللا يرحمها‬ ‫هدي ‪ :‬اهال وسهال‬ ‫محمد ‪ :‬اهال بيكي ‪ ..‬مني حكت لي عنك كتيير‬ ‫هدي ‪ :‬هللا يرحمها‬ ‫اظهرت انها لم تهتم بما قالته عنها لكنها كان ينتابها الفضول‬ ‫لتعرف ماذا قالت‬ ‫امسك عمر بورقة وقال ‪ :‬مني كتبت وصيتها قبل ما تموت بايام‬ ‫تعرفي حاجة عن الموضوع دا ؟‬


‫هدي ‪ :‬وصيه !! مجبتليش اي سيرة عن الموضوع دا ‪ ..‬غريبه‬ ‫!! مني مكانتش بتخبي عني شئ ابداا‬ ‫محمد ‪ :‬اعذريها انت بالذات مكنش ينفع تعرفي طول ما هي‬ ‫عايشه‬ ‫ردت بعصبية وقد ضايقها كثيرا كالم هذا الرجل الغامض ‪:‬‬ ‫وليه انا بالذات بقي ؟؟‬ ‫محمد قام باخذ الورقة من عمر وعطاها لها‬ ‫هدي اخذت الورقة وبمجرد ما نظرت وقرأت ما بها قامت من‬ ‫ع الكرسي في غضب وتكلمت في عصبيه شديدة قائلة ‪ :‬ايه‬ ‫التهريج دا مستحيل مني تعمل كدا دا كله لعبه ولالسف لعبتكوا‬ ‫مكششوفه اوي يا اساتذة‬ ‫وقامت برمي الورقة علي المكتب وغادرت مسرعه ‪ ..‬جلست‬ ‫في سيارتها تتذكر كل كلمة قرأتها ال يمكن لها ان تصدق ذلك‬ ‫كيف !!‬ ‫ظلت جالسه في سيارتها المركونة امام الشركة لم تغادر ‪..‬‬ ‫تفكر بالموضوع وتري انها تسرعت باالنفعال هكذا ربما‬ ‫حاولت ان تفهم الموضوع اكتر ‪ ..‬ربما اشياء كثيررة مفقودة‬ ‫لديها‬ ‫قررت ان تعود مرة اخري لمكتب عمر ‪ ..‬دخلت واعتذرت لهم‬


‫وقالت ‪ :‬انا اسفة جدا علي انفعالي وعصبيتي دي ‪ ..‬بس اصل‬ ‫الكالم دا مفيش مجنون يصدقه‬ ‫قاطعها عمر قائال بعصبيه ‪ :‬ومين قالك اني صدقت الكالم دا‬ ‫ف البدايه يا هدي انا زيك بالظبط مذهول ومش عارف ليه مني‬ ‫عملت كدا‬ ‫حاول محمد تهدئتهم وقاطعه قائال ‪ :‬مني كان كل همها قبل ما‬ ‫تموت انها تبقي حاطه اوالدها في ايد أمينه ‪ ..‬وانتي يا هدي‬ ‫االيد االمينه دي‬ ‫هدي ‪ :‬وليه تطلب اني اجيب طفل من عمر‬ ‫محمد ‪ :‬النها كانت خايفه ان عمر يشترط عليكي متجبيش‬ ‫اطفال‬ ‫هدي ‪ :‬من الواض ان مني حبكت كل شئ قبل ما تموت‬ ‫محمد ‪ :‬حقها ‪ ..‬االم ممكن تضحي باكتر من كدا علشان والدها‬ ‫هدي ‪ :‬يعني ايه المطلوب مني دلوقتي ؟؟‬ ‫محمد ‪ :‬انك تفكري كويس انتي وعمر وشوفوا هتنفذوا الوصيه‬ ‫وال تقطعوها وال كانكوا شفتوها اصال ‪ ..‬الوصيه عندكم ورقمي‬ ‫معاك يا عمر ‪ ..‬لما تقرروا كلموني ‪ ..‬بعد اذنكم‬ ‫اوقفته هدي قائلة ‪....‬‬


‫هدي ‪ :‬مني لو كان عندها مجرد شك اننا مش هنفذ الوصيه دي‬ ‫مكنتش كتبتها اصال‬ ‫محمد ‪ :‬مني كانت بتثق فيكم كتيير ‪ ..‬اسمحولي امشي مع‬ ‫السالمة‬ ‫قال ذلك بعصبيه وكانه يتهمهم بجريمة فليس من حقهم ثقتها اذا‬ ‫فكروا مجرد تفكير في عدم تنفيذ الوصيه‬ ‫غادر محمد المكتب وترك عمر وهدي بمفردهم وكل منهما‬ ‫ينظر اللي الورقة الملقاه علي المكتب التي محدد فيها مصير كل‬ ‫منهما‬ ‫تكلمت هدي قائلة ‪ :‬عمر انا مش قادرة افكر في اي حاجة‬ ‫ارجوك انا هستأذن‬ ‫وافقها عمر وهو يهز رأسه قائال ‪ :‬طبعا اتفضلي ومتنسيش‬ ‫تفكري كويس زي ما انا كمان هفكر كويس وارد عليكي وهبقي‬ ‫مستني برضو ردك‬ ‫تمني عمر لو قال لها انه بالفعل تمني حدوث ذلك تمني ان‬ ‫تصب زوجتة لكنه احس منها بالرفض الشديد لعلها تاخذ وقتها‬ ‫وتوافق‬ ‫قالت هدي ‪ :‬تمام ان شاء هللا هفكر واكلمك ‪ ..‬سالم‬ ‫عمر ‪ :‬مع السالمة‬


‫كان يريد ان يقول لها سانتظرك مهما طال تفكيرك يا هدي فانا‬ ‫حقا موجوع وانتي دوائي‬ ‫ذهبت هدي الي البيت وكأن احد ما ضربها ضربة قاسيه علي‬ ‫راسها فافقدها وعيها ‪ ..‬لم تتذوق عينيها النوم هذة الليله قط‬ ‫اخدت تفكر كثيراا ‪ ..‬ففي زواجها من عمر كثيير من الفوائد‬ ‫تستطيع تحقيق حلمها واخذ ابنتها رنزيمي لتعيش معها‬ ‫و تسيطيع رعاية اطفال مني عن قرب‬ ‫و تسيطيع ارضاء والدتها الن تريدها ان تتزوج‬ ‫و ستكون قد نفذت وصيه مني وسترتاح في قبرها‬ ‫لكن عمر هل سيقبل بشروط هدي ‪ ..‬حدثت نفسها كثيراا‬ ‫قائله ‪...‬‬ ‫"الزم اروح له الصب واقوله شروطي وهللا يقدم الخير"‬ ‫هدئت قليال ونامت وفي الصباح استيقظت وكانت تستعد للذهاب‬ ‫له ‪ ..‬واذا بهاتفها يرن انها مكالمة من عمر‬ ‫عمر ‪ :‬صباح الخير يا هدي‬ ‫هدي ‪ :‬صباح النور يا عمر‬ ‫عمر ‪ :‬الزم اشوفك اليوم‬


‫هدي ‪ :‬اصال كنت بلبس وجيالك‬ ‫احس عمر بفرحة لعلها اخيرا قررت الموافقه‬ ‫فهو لم ينم طوال الليل هو االخر اخذ يفكر كثيرا في حلول‬ ‫تغري هدي وتجعلها توافق بزواجه الي ان انتهي به المطاف ان‬ ‫يحدثها في الصباح ويقابلها ويخبرها بكل شئ‬ ‫في شركة عمر ‪ ..‬تقابال االثنان كانوا خجولين كعروسين اول‬ ‫مرة يلتقيان ‪ ..‬ال يستيطع كل منهما النظر في عين االخر‬ ‫تجرأ عمر وتقدم هو بالكالم قائال‬ ‫عمر ‪ :‬هدي انا فكرت في شويه حاجات كدا هقولك عليها‬ ‫هدي ‪ :‬اكيد اتفضل‬ ‫عمر ‪ :‬بصي يا هدي ‪ ..‬انا طبعا كدا كدا الزم اتجوز علشان‬ ‫اجيب ام الطفالي ‪ ..‬بس الزم اختار كويس الني مش عاوز‬ ‫اجيب لهم مرات اب ‪ ..‬عاوز ام زي مني كدا بالظبط ‪ ..‬وانا‬ ‫شايف ان انتي اكتر وحدها بتشبيهيها زي ما هي كانت شايفه‬ ‫كدا‬ ‫ومبدأيا مش هلمسك وال هقرب منك اال لما انتي تبقي حابه كدا‬ ‫ومش هغصبك علي حاجة ابدا مهما حصل وربنا يقدرني‬ ‫وواعيشك سعيدة‬ ‫صمتت هدي لم تستطيع الكالم ولكنها جمعت قواها وتجرأت‬


‫فهذا الموقف لن ينفع فيه الخجل ‪ .‬وردت قائلة‬ ‫هدي ‪ :‬بص يا عمر انا مبدأيا موافقه علي كل كالمك دا ‪ ..‬بس‬ ‫انا عندي شويه شروط كدا لو وافقت عليها يبقي علي بركة هللا‬ ‫عمر ‪ :‬حقك طبعا ‪ ..‬اتفضلي انا سامعك ‪ ..‬وبالمناسبه اطلبي‬ ‫مهر وشبكة زي ما انتي عاوزا بس اسف مش هينفع نعمل فرح‬ ‫هدي ‪ :‬انا مبهتمش بالشكليات دي واعتقد انت عارفني كويس ‪..‬‬ ‫الموضوع اهم من كل دا ‪ ..‬انا عندي بنت عمرها ‪ 5‬سنين‬ ‫اسمها رنزيمي‬ ‫عمر رد بصوت مرتفع ‪ :‬بنت ازاي يعني ؟؟‬ ‫احست هدي انه يتهمها بان هذه ابنة حرام واسرعت قائلة‬ ‫هدي ‪ :‬ال متفهمش غلط ‪ ..‬دي بنت من ملجأ انا كفلتها من كام‬ ‫شهر كدا‬ ‫عمر وقد وض له االمر وكبرت هدي بنظره اكتر وقال ‪ :‬اها‬ ‫فهمت‬ ‫ردت هدي قائلة ‪ :‬حاليا مينفعش اخدها بيتي الني مش متجوزة‬ ‫‪ ..‬ينفع بعد الجواز تيجي تقعد معانا في البيت وهصرف عليها‬ ‫من مرتبي مش هكلفك اي حاجة تخصها‬ ‫رد عمر بغضب ‪:‬هدي بنتك هي بنتي وهتبقي زي ملك واحمد‬ ‫بالظبط‬


‫ردت هدي بفرح بعد ان رسمت ابتسامه مشرقه ع شفتيها ‪ :‬بجد‬ ‫يعني انت موافق‬ ‫عمر ‪ :‬طبعا وهو انا اقدر اقول للخير الء‬ ‫هدي ‪ :‬ال معلش يا عمر الخير دا بتاعي انا ومش هسم لحد‬ ‫يشاركني فيه ‪ ..‬انا اللي بكفلها وانا اللي مسؤله عنها وانا اللي‬ ‫هصرف عليها ‪ ..‬الني عاوزا ابقي جمب الرسول في الجنه‬ ‫ومش هسم لحد يسرق مني الحلم دا‬ ‫رد عمر وهو يضحك ‪ :‬ماشي يا ستي مش هسرقه منك ‪ ..‬ها‬ ‫عندك شروط تانيه ؟؟‬ ‫هدي ‪ :‬ال مفيش اي شروط ‪ ..‬بس في مشكلة‬ ‫عمر ‪ :‬خيررر ؟؟‬ ‫هدي ‪ :‬موافقه اهلي ‪ ..‬اكيد مش هتجوز من وراهم‬ ‫عمر ‪ :‬طبعاا طبعاا ‪ ..‬حددي معاد مع والدتك علشان اروح‬ ‫اطلبك منها‬ ‫هدي ‪ :‬سيبني بس ارجع البيت واظبط معاها الموضوع االول‬ ‫عمر ‪ :‬تمام ‪ ..‬هدي اوعديني مفيش مشكلة تفرقنا ونواجهه مع‬ ‫بعض اي مشاكل‬


‫هدي ال تثق في الرجال ولكنها تثق في نفسها فقالت له ‪ :‬اوعدك‬ ‫يا عمر‬ ‫تقبل عمر هذا بابتسامة رقيقة هادئة مما جذب هدي اليه فهي‬ ‫االن تراه زوجها الذي لم يعقد عليها بعد لكنها من جانب التفكير‬ ‫انه كان زوج مني تشعر بالخيانه لكنها تتذكر ان مني من‬ ‫ارادت هذا الزواج فتطمئن لذلك‬ ‫غادرت هدي وهي تحس ان اخيرا القدر سبيتسم لها لكنها كانت‬ ‫تدرك حجم العقبات التي ستواجهها في اقناع اهلها‬ ‫قررت تجهيز شنطتها والسفر فورا الي قريتها حيث يسكن اهلها‬ ‫‪ ..‬تفاجأت امها عندما رأتها بمنتصف االسبوع واحست ان‬ ‫هناك خطب ما‬ ‫عندما ارتاحت ابنتها من السفر دخلت غرفتها وتحدثت اليها‬ ‫االم ‪ :‬خيرر ليه جاية في نص االسبوع ؟؟ في حاجة ؟؟‬ ‫هدي وهي تبسم ‪ :‬بصراحة اه يا ماما في حاجات‬ ‫االم ‪ :‬طيب خير‬ ‫هدي ‪ :‬خيرر اووي ‪ ..‬ركزي معايا بس كدا واسمعيني ‪ ..‬انا‬ ‫جايلي عريس‬ ‫االم ‪ :‬بجد الحمد هلل واخيرا عجبك حد‬


‫هدي ‪ :‬اه يا ماما اخيراا‬ ‫لم تخبر امها شيئا عن موضوع مني ‪ ..‬فاهلها ال يعرفون مني‬ ‫وال عمر ابداا من قبل‬ ‫ثم اضافت قائلة ‪ :‬بس هو فيه عيب صغنن كدا بس انا هتغاضه‬ ‫عنه عادي‬ ‫االم ‪ :‬طيب قولي عيبه ايه ؟‬ ‫هدي وهي خائفه ‪ :‬هو كان متجوز قبل كدا وعنده طفلين‬ ‫االم بصوت مرتفع ‪ :‬متجووز !! ال ابدا مستحيل اوافق‬ ‫هدي تحاول تهدئتها ‪ :‬يا ماما دي مراته اتوفت من يجي اكتر‬ ‫من سنه ووالده صغنين وانا بحبهم اووي الني اعرفه هو معايا‬ ‫في جمعيه رساله وبعدين هو مش انتي نفسك تجوزيني وتفرحي‬ ‫بيا‬ ‫هدي تتحدث بمكر تعلم ان امها ستوافق النها تريد زواجها‬ ‫االم ‪ :‬طيب سبيني افكر‬ ‫هدي ‪ :‬مااشي ‪ ..‬هستني منك رد بكرة ان شاء هللا‬ ‫االم ‪ :‬طيب يال نامي‬ ‫اخذت االم طوال الليل تفكر وتفكر وتفكر ‪ ..‬ربما ان لم توافق‬ ‫علي هذا العريس لن تتزوج ابنتها ابدا ‪ ..‬وطالما ان زوجته‬


‫متوفيه ال مانع في ذلك ‪ ..‬لكن المشكله في اوالده ‪ ..‬ال تعلم االم‬ ‫ان يوجد البنتها ابنه وهذه ستكون مشكله اكبر‬ ‫قررت هدي ان تخفي موضوع ابنتها تماما حتي ان يتم‬ ‫الموضوع وتتزوج عمر وبعدها تخبر اهلها فهم وقتها لن‬ ‫يستطيعوا فعل شئ طالما هي اصبحت في ذمة رجل ومسؤلة‬ ‫منه‬ ‫كل ما يهمها االن موافقه امها فهي ستقنع اخواتها بالموافقه‬ ‫جاء الصباح وهدي لم تعرف النوم تنتظر قرار والدتها وفجأة‬ ‫دخلت امها عليها الغرفه وجدتها مستيقظة قالت ‪ :‬غريبه‬ ‫صحيتي بدري ‪ ..‬انا معرفتش انام من التفكير في موضوعك‬ ‫هدي تحدثت بلهفه متشوقه لسماع القرار ‪ :‬ها وقررتي ايه يا‬ ‫ماما ؟‬ ‫رات االم في عيون ابنتها الحب واالمل فلم تريد ان تكسر‬ ‫بخاطرها وقالت ‪ :‬انا موافقه بس بشرط‬ ‫هدي ‪ :‬شروطك كلها هتتنفذ‬ ‫االم ‪ :‬طيب اسمعيها االول ‪ ..‬بصي الزم يحط لك فلوس باسمك‬ ‫في البنك ويجيب لك شقه وعفش جديد وشبكه طبعا وفرح‬ ‫هدي لم تندهش من كالم امها فهي دائما هكذا تنظر للماديات‬ ‫وراحت تتحدث بهدوء الي امها ‪ :‬المهم تكون بنتك سعيدة ص‬


‫‪ ..‬يبقي منبصش لحاجة تانيه بقي وانا مش هتنازل عن حقي‬ ‫متقلقيش ‪ ..‬المهم هتقولي الخواتي ازاي ؟؟‬ ‫االم ‪ :‬متقلقيش انا هتصرف ‪ ..‬هجمعهم علي العشا واقولهم‬ ‫من حسن الحظ ان اخواها الكبير كان في مصر في اجازة ‪..‬‬ ‫فجمعتهم امها وعرضت عليهم الموضوع ‪ ..‬فرفضوا في البدايه‬ ‫لكن امها نجحت في اقناعهم‬ ‫حددوا ميعاد وتقدم عمر لطلب يد هدي ‪ ..‬لم تكن هدي خجولة‬ ‫فهي تعلم ان الموضوع كله اتفاق بينهم وهم في النهايه‬ ‫سيعيشون اخوه ‪ ,,‬عمر لن يقترب منها ‪ ..‬علي الرغم من انها‬ ‫لم تثق في رجل منذ فترة كبيرة ‪ ..‬اال انها حقا وثقت في عمر‬ ‫وتمنت ان تكون هذه الثقه في محلها وأن ال يخيب ظنها مثل ما‬ ‫فعل البقيه‬ ‫تحدثوا واتفقوا علي كل شئ وبعد مشاورات ومجادالت قرروا‬ ‫ان يتم كتب كتاب فورا وستلبس هدي فستان عروس بناءا علي‬ ‫رغبه امها لكن لن يقام حفلة زفاف لكن عمر طبعا سيحضر‬ ‫شبكة بمبلغ محترم ‪ ..‬وافق عمر علي طلباتها وتم تحديد الموعد‬ ‫وقبل الموعد باسبوع تقريبا اتصل عمر بهدي واخبرها انه‬ ‫تحت عمارة شقتها ينتظرها ان تلبس وتنزل له فورا سيذهبون‬ ‫الي مشوار معا‬ ‫تعجبت هدي كثيرا لكنها نزلت له فورا وذهبت معه واذا به‬


‫يتوقف امام محل كبير جدا لبيع فساتين الزفاف تعجبت كثيرا‬ ‫قال لها عمر ‪ :‬انزلي ومن غير كالم وتعالي معايا‬ ‫نفذت كالمه دون ان تفهم شيئا ‪ ..‬دخلت معه رحبت بهم فتاه‬ ‫كانت تعمل بالمحل قالت لهم "اتفضلوا" في غرفة االنتظار‬ ‫دخلت داخل المحل وخرجت بعلبه كبيرة بيضاء ملفوفة بشريط‬ ‫ستان احمر علي شكل فيونكه ‪ ..‬جاءت بها وتركتها امام هدي‬ ‫وقالت لها "الف مبرووك يا عروسه"‬ ‫هدي تعتقد انها تحلم ‪ ..‬ما هذااا !! اخذت تنظر للفتاه في دهشه‬ ‫ثم فاقت من شرودها وردت عليها "هللا يبارك فيكي شكراا"‬ ‫قام عمر بفك شريط العلبه واخرج فستان زفاف ‪ ..‬ابيض‬ ‫منفوش ومزين بقطع االحجار السيلفر الذي تشبه االلماظ‬ ‫بدي الفستان يشبه فساتين الملكات‬ ‫وركع علي قدميه وقدمه لها‬ ‫شهقت من هول المنظر وامتألت عينيا بالدموع فهي لم تتوقع‬ ‫ان يحدث هذا من قبل وال كانت تريد ان يحدث االن تحرك‬ ‫قلبها الذي اغلقته لمدة سنوات طويله ‪ ..‬صمتت لم تعرف بماذا‬ ‫تبوح‬ ‫قامت باخذ الفستان من يد عمر وجلست علي الكرسي مزهولة‬ ‫اقترب عمر منها قائال ‪ :‬كان نفسي اقدمه ليكي قدام كل الناس‬


‫واقولك تتجوزيني‬ ‫نظرت اليه في دهشه محدثة نفسها ‪ ..‬ما الذي يفعله هذا اليس‬ ‫زواجنا مجرد اتفاق ؟!‬ ‫عمر الحظ صمتها واندهاشها ‪ ..‬سالها ماذا بها ‪ ..‬اجابت الشئ‬ ‫عمر ‪ :‬الفستان معجبكيش ؟؟ ممكن نغيره وتختاري اللي يعجبك‬ ‫هدي ‪ :‬ال الفستان يجنن ‪ ..‬انا عمري في حياتي ما توقعت اني‬ ‫البس فستان بالجمال دا‬ ‫رد عمر وهو يتغزل بها ‪ :‬انتي مقامك اعلي من كدا يا هدي‬ ‫الول مره تنظر في عينيه وتقرأها جيدا رات بها احبك بكل‬ ‫لغات العالم ‪ ..‬زادت حيرتها اكثر وقالت في سرها ‪ :‬معقول‬ ‫يكون غير رايه في موضوع انه مش هيقرب مني وال هو بيجر‬ ‫ناعم معايا علشان احبه‬ ‫الحظ عمر شرودها قائال ‪ :‬هدي في ايه مالك ؟‬ ‫هدي ‪ :‬بص يا عمر هو احنا مش علي اتفاقنا برضو‬ ‫ابتسم لها عمر قائال ‪ :‬انا مبخلفش وعد انا اديته لحد ‪ ..‬متقلقيش‬ ‫اطمأنت هدي قليال ‪ ..‬يعني هذا ان مشاعره هذه صادقه فهو ال‬ ‫يريد شئ مقابل هذا‪ ..‬اهو يريد قلبها ال جسدها ‪ ..‬تمنت هدي‬ ‫ذلك حقا‬


‫عادت الي شقتها ووضعت فستانها مفرودا علي السرير ونامت‬ ‫هي علي الكنبه خوفا علي ان يتلف‬ ‫غرقت في نومها وهي تحلم به ‪ ..‬اول مرة تحلم بفستان زفاف‬ ‫فهي عاشت سنينها الماضيه تكره هذا الثوب وتكره الرجال‬ ‫‪..‬احقا بدا قلبها يخفق ل عمر !!‬ ‫ذهب عمر الي والدته ليخبرها بموضوع زواجه فالبد ان‬ ‫يخبرها اوال النه ليس لديه غيرها فوالده متوفي منذ ان كان‬ ‫عمر بالجامعة‬ ‫قالت له والدته ‪ :‬حقك يا بني انت لسه صغير محتاج واحدة‬ ‫تكمل معاك حياتك وترعي اوالدك بس الواجب تستأذن ام مني‬ ‫عمر ‪ :‬فكرت في كدا يا امي ‪ ..‬بس مش عارف اقولها ازاي‬ ‫والدته ‪ :‬طيب قوم بينا نروح لها‬ ‫ذهبوا الي ام مني وجدوها بمفردها ‪ ..‬فهي إعتادت ان تعيش‬ ‫بمفردها بعد موت زوجها قبل ‪ 3‬سنوات فهي مسنه ال تقدر‬ ‫علي التحرك كثيرا وال الخروج من البيت لذلك كان عمر يذهب‬ ‫ب االطفال اليها كل اسبوع لتراهم ‪.‬‬ ‫رحبت بهم كثيرا ‪ ..‬وعندما عرضوا عليها الموضوع تذكرت‬ ‫مني وبكت ‪ ..‬حاولوا تهدئتها‬ ‫فوجدت انه ال فائدة من ردها فهم جاؤا ليخبروها فقط ان فتاه‬


‫اخري ستحل محل ابنتها‬ ‫رجع عمر بيته مرتاح البال فهو اخبر والدته ووالدة مني وكل‬ ‫االمور علي ما يرام االن ‪..‬‬ ‫استيقظت هدي في اليوم التالي وجرت عدة مكالمات هاتفيه قبل‬ ‫ذهابها الي العمل ‪ ..‬فهذا اخر يوم لها في عملها قبل ان تاخذ‬ ‫اجازة لتستعد لتجهيزات كتب الكتاب‬ ‫اتصلت بصديقتها في الشركة التي كانت دائما علي اتصل بها‬ ‫وصديقها رأفت الدكتور النفسي وقيس وبلغتهم جميعا انها تريد‬ ‫ان تراهم في مكتبها‬ ‫غادرت وذهب الي الشركه وجدتهم ينتظرونها ‪ ..‬القت عليهم‬ ‫تحية الصباح وجلسوا سوويا يتحدثون عن احوالهم ثم قال رأفت‬ ‫‪ :‬هدي في ايه مجمعانا ليه علي الصب كدا ؟‬ ‫هدي ‪ :‬بس وحشتوني ‪ ..‬قالتها وهي تضحك‬ ‫هذه االجابه لم تقنع رأفت فهو يعرفها جيدا ويستطيع فهم ما‬ ‫يدور برأسها دون ان تتكلم فهو طبيبها وصديقها واخوها‬ ‫اضاف قائال ‪ :‬طيب يال مستنين نسمع منك قوولي‬ ‫ضحكت هدي ‪ :‬اه منك دايما فاقسني كدا ‪ ..‬طيب خالص بصوا‬ ‫هو في موضوع كدا غريب شويتين‬ ‫وحكت لهم موضوع الوصيه التي كتبتها مني‬


‫اصابهم جميعهم الدهشه ‪ ..‬وقال قيس ‪ :‬طيب انتي هتعملي ايه‬ ‫هدي ؟‬ ‫ردت هدي بجديه ‪ :‬انتوا شايفين قدامي حل غير اني اوافق‬ ‫ثم ردت صديقتها بعصبيه ‪ :‬بس كدا انتي تبقي اتجننتي ازاي‬ ‫عاوزا تدفني شبابك دا مع واحد متجوز ومعاه طفلين ‪ ..‬فوقي يا‬ ‫هدي انتي حاسه بخطورة الي بتعمليه‬ ‫كان قيس رأيه من رأي صديقة هدي‬ ‫لكن رأفت كان يعلم جيدا ان هدي اختارت الصواب فهي بالفعل‬ ‫فكرت وحققت وشرطت قبل ان توافق علي هذا‬ ‫نظرت هدي لرأفت لعله هو الوحيد الذي يفهمها ابتسم لها قائال‬ ‫‪ :‬اعملي اللي انتي مرتاحه له بس يا هدي‬ ‫طمئنها كالم رأفت ‪ ..‬وقالت طيب انا كتب كتابي يوم الجمعة‬ ‫هتسبوني لوحدي ومش هتبقوا جمبي ؟‬ ‫رد رأفت ‪ :‬انا عن نفسي شاهد علي العقد واتبعه قيس وانا كمان‬ ‫نظرت لصديقتها بحزن وقالت ‪:‬وانتي مش هتلبسيني فستاني ؟؟‬ ‫دمعت صديقتها واخذتها في حضنها قائلة ‪ :‬انا نفسي اشوفك‬ ‫اسعد واحدة في الدنيا‬ ‫قالت هدي ‪ :‬ادعيلي وان شاء هللا هبقي سعيدة مع عمر ‪ ..‬انا‬


‫هاخد اجازة من الشركه بداية من اليوم علشان يدوب الحق‬ ‫اجهز نفسي ‪ ..‬محتاجة مساعدتكم‬ ‫رد جميعهم ‪ :‬احنا جمبك علطول يا هدي‬ ‫ابتسمت هدي قائله اليوم هتيجوا معايا علشان اختار العفش‬ ‫هنتقابل الساعه ‪ 5‬تمام ؟‬ ‫ردوا ‪ :‬تمام‬ ‫نزلوا جميعهم وعمر معهم ليختاروا غرفه نوم مناسبه ‪ ..‬فهدي‬ ‫لن تغير شيئا سوي غرفة نوم مني فقط ‪ ..‬لكن كل شئ في‬ ‫الشقه سيبقي كما هو علي ذوق مني‬ ‫اختارت غرفه بسيطه وبسعر بسيط فهي ال تحب البذج الفارغ‬ ‫وال البهرجة الكثيرة ‪ ..‬اعترض عمر وقال لها ‪ :‬اختاري اللي‬ ‫يعجبك ومتبصيش للسعر‬ ‫هدي ‪ :‬مالوش لزوم نجيب افخم حاجة موجوده ‪ ..‬انا عاوزا‬ ‫اوضه نومي تكون بسيطه اوي‬ ‫واختارت غرفه مطعمة باللون السيلفر الالمع مع تداخل لوني‬ ‫االسود والرصاصي ‪ ..‬في شكلها المجمل تعطي اضاءه رائعة‬ ‫واستعدوا في اليوم التالي لشراء الشبكه لم يذهب معها اي احد‬ ‫من اهلها فقط هي واصدقائها وعمر ‪ ..‬فهي ال تريد هيصه كما‬ ‫يفعل بقيه الناس والبد ان يكون في احترام لروح مني المتوفيه‬


‫من زمن ليس بعيد فقط سنه ونصف‬ ‫اشتري لها عمر شبكه فخمه كثيرا ورقيقة وناعمة تشبهها تماما‬ ‫كانت مبسوطة وفي قمة فرحها كأنها تحلم ‪ ..‬في وسط كل هذا‬ ‫لم تنسي ابنتها كانت تزورها ووعدتها انها قريبا ستأخذها في‬ ‫بيتها ألنهم تعلقوا كثيرا ببعضهم البعض لكنها حزنت ألنها ال‬ ‫تستطيع احضار البنت لحضور حفلة كتب الكتاب ستقول ألهلها‬ ‫من هذه ‪ ..‬فهذا ليس الوقت المناسب إلخبارهم‬ ‫قرروا ان تقام الحفلة في شقة عمر ألنها كبيرة‬ ‫جهزوا كل شئ للحفلة واجتمع االهل واألحباب وعلقوا الزينة‬ ‫في بيت عمر وكانت هدي تجهز برفقه بنات العائله وأصحابها‬ ‫في شقتها وذهب عمر ليحضرها‬ ‫كان عمر يدق جرس شقتها حتي انفت الباب وظهرت هي في‬ ‫كامل جمالها ‪ ..‬كأنها بدر يوم تمامه ‪ ..‬كأنها ملكة زفت للتو‬ ‫علي عرشها تشع نورا يخطف االبصار ‪ ..‬اخذ ينظر اليها‬ ‫وعينه مليئه بالحب واالعجاب ‪ ..‬استحت هي ونظرت في‬ ‫االرض‬ ‫واخذها عمر وذهبوا الي شقته ‪ ..‬زفت باحلي واغلي الفرق‬ ‫الموسيقيه الي باب شقتها ‪ ..‬دخلت حيث يتجمع كل االهل وتمآل‬ ‫الفرحة المكان وتعلو الزغاريد وتتناثر الورود في كل مكان ‪..‬‬ ‫استقبلهما احمد وملك وكل منهما يشبها المالئكة ‪ .‬ضمتهما اليها‬


‫ووضعت قبالت علي خديهما وجلست بجوار المأذون لكتب‬ ‫الكتاب ‪ ..‬مر الوقت ممتعا لكنه خفيفا وسريعا ما ان فرغ‬ ‫المكان من الناس ما بقي سوي عمر وهدي واالطفال والدادة ‪.‬‬ ‫اخذت الداده االطفال ليناموا الن الوقت قد تأخر ‪ ..‬وغادرت‬ ‫بعد ذلك‬ ‫وبقي عمر وهدي ‪ ..‬ينظران كل منهما الي االخر في حياء‬ ‫كسر عمر جو الصمت قائال ‪ :‬قومي غيري لبسك وانا هغير في‬ ‫اوضة تانيه ‪ ..‬ولو حابه تنامي لوحدك في االوضة مفيش مانع‬ ‫ردت هدي بكل خجل ‪ :‬خلينا ننام باوضه واحدة ‪ ..‬بس اكيد‬ ‫مش علي سرير واحد‬ ‫حاول عمر ان يكسر الخجل الذي بينهم ‪ :‬هنام علي الكنبه مفيش‬ ‫مشكله‬ ‫قامت هدي ودخلت غرفتها ولحقها عمر ‪ ..‬نظرت في المرآه‬ ‫فوجدت نفسها تشع نورا ‪ ..‬فابتسمت النها اعجبت بنفسها كونها‬ ‫عروس‬ ‫دخل عمر في هذة اللحظة وجدها تبتسم فاقترب منها وهمس في‬ ‫أذنها بلغة الشعراء "تبدين كالمالئكة"‬ ‫نظرت اليه مبتسمة وقالت ‪ :‬ألست هكذا بفضل فستانك !!‬ ‫لم يجاوبها عمر واقترب منها كثيرا وكاد ان يقبلها فاغمضت‬


‫عينيها وارتجفت ‪ ..‬فقام بوضع قبله علي جبهتها وتركها وغادر‬ ‫الغرفة‬ ‫وبعد ذلك ‪ ..‬نامت هي في سريرها ونام هو معها في نفس‬ ‫الغرفة لكن علي الكنبه المقابله لسريرها‬ ‫وحتي غفوت ‪ ..‬قام وجلس بجوارها يتأملها وهي نائمة تشبه‬ ‫المالئكة واخذ يحسس علي شعرها االسود الناعم المفرود‬ ‫بجانبها علي الوسادة ‪ ..‬يا الهي كأنها سيندريال‬ ‫جاء الصباح وقام هو ليعد لها افطارا شهيا وايقظها واذا بهي‬ ‫تتفاجأ وتفرح كثيرا بهذا‪ ..‬ايقظت االطفال وبدأت باالهتمام بهم‬ ‫في كل شئ حتي اصبحوا االطفال ينادوها "ماما" لكنهم لم‬ ‫ينسوا امهم مني التي ولدتهم ‪ ..‬كان هدي وعمر يأخذون‬ ‫االطفال كل اسبوع لقبر امهم لقراءة الفاتحه لها ‪ ..‬ايضا كانت‬ ‫هدي ترتاح كثيرا عندما تزور قبر مني وايضا اصرت علي‬ ‫تعليق صورة كبيرة لمني في شقتها في الصالة لتظل دائما‬ ‫امامها وتدعي لها وحتي ال ينسوا االطفال امهم ‪ ..‬لم تغار يوما‬ ‫من مني علي عمر ‪ ..‬ولم تغضب عندما كانت تراه يتأمل‬ ‫صورتها‬ ‫أليست مني هي سبب كل ما حدث لــ هدي من سعادة !!‬ ‫مر شهر وكانت هدي تذهب باستمرار لزياره ابنتها حتي حان‬ ‫الوقت وفعلت كل االجراءات واخذتها للعيش معها مع اطفال‬


‫عمر لم يبقي سوي شئ واحد ‪ ..‬كيف ستخبر اهلها ‪ ..‬اتفقت هي‬ ‫وعمر ان يعزموهم علي الغداء في بيتهم وبعد الغداء قدموا لهم‬ ‫الطفلة ‪ ..‬ثم قامت الدادة باخذ كل االطفال الي الداخل وشرحت‬ ‫لهم هدي قصه البنت وانها كفلتها من فترة ‪ ..‬غضبت امها‬ ‫كثيرا النه بذلك هدي لن تستيطع انجاب اطفال فاالن لديها ثالثه‬ ‫كيف لها بطفل رابع ‪ ..‬لم يهتم البقيه المر الطفله فهم لن ينفقوا‬ ‫عليها مليما ‪.‬‬ ‫اخذت ام هدي تل كثيرا في موضوع انجاب اطفال من عمر ‪..‬‬ ‫وكانت هدي تقول لها " لسه شوية يا ماما ‪ ..‬لسه بدري "‬ ‫فامها لم تعلم انها لحد االن انسة وتعيش مع عمر حياة اخوية‬ ‫ولم يقترب منها ابدا ‪ ..‬فقط كان يجلس يتأملها وهي نائمة‬ ‫وبعد مرور حوال ثالثة شهور قرر عمر ان يعترف لها بحبه‬ ‫وانه يريدها زوجته حقا وانجاب طفل منها‬ ‫بعث لها بباقه ورد وبها كارت مكتوب به " احبك هدي " دق‬ ‫قلب هدي كثيرا فهي االخري تتأمله وهو نائم اصبحت تعشق‬ ‫تفاصيله تعشق االهتمام به في كل شئ ‪ ..‬تريد احتضانة بشدة‬ ‫عندما يكون عائد من عمله ومنهك من التعب تريد ان تكون‬ ‫طفلته ويكون هو طفلها ‪ ..‬لم تعرف ماذا تفعل هي ايضا تريد‬ ‫االعتراف له بحبها لكنها ال تمتلك الجرأة لذلك‬ ‫عادت من عملها مبكرا ‪ .‬واحضرت اطفالها من الحضانة‬


‫واعدت له عشاءا مميزيا مع سفرة مليئة بالورود والضوء‬ ‫الخافت مع الشموع والموسيقي الهادئة ‪ ..‬نام االطفال وعاد هو‬ ‫ليجدها تستقبله بفستان احمر جذاب وشعرها منسدل علي‬ ‫ظهرها وتبتسم له بخجل‬ ‫توقع ان هذه موافقة منها علي كل شئ هو اراده ‪ ..‬اقترب منها‬ ‫وانحني وقبل يديها وسهروا سويا تناولوا العشاء وها هو حان‬ ‫وقت النوم ‪ ..‬دخلت هي الي غرفة نومها وهو ورأها ‪ ..‬اوقفها‬ ‫بيده ولفها حول خصرها وقبلها واذا به يحاول فك زر فستانها‬ ‫‪ ..‬اوقفته قائلة ال استيطع اليوم ‪ ..‬فاكتفي بان اخذها في حضنه‬ ‫فهو وعدها ان لن يجبرها علي شئ مهما كان ‪ ..‬والول مرة‬ ‫ينام معها في نفس السرير ‪ ..‬لم تغادر حضنة قط طوال هذة‬ ‫الليله اخذ يتنفسها فهو يعشق رائحتها التي تشبه رائحة الورود‬ ‫الذكية فهي في نظرة احلي وردة ممكن ان تري علي وجه‬ ‫االرض‬ ‫مرت االيام واقتربوا من بعض اكثر واكثر وفي يوم كانت ليلة‬ ‫دخلتهم التي تأخرت كثيرا عن موعدها‪ ..‬بعدها اعترف عمر‬ ‫لهدي انه اسعد انسان علي وجه االرض وانه سعيد جدا‬ ‫بوجودها في حياته وخصوصا بعد ان كبرت شركته كثيرا واخذ‬ ‫عمله يتزايد وثروتة تكبر احس انها وش السعد عليه وان ربنا‬ ‫عوضه عن الحزن والخسارة الذي عاشهم بعد وفاة مني‪..‬‬ ‫هي ايضا وجدت في عمر نعم الزوج واالب واالبن واالخ ‪..‬‬


‫وجدت فيه الحنان واالمان وجدت به الرجل المثالي الذي‬ ‫اصبحت تعشقه كثيرا‬ ‫عرض عمر علي هدي السفر لقضاء شهر عسل في اي بلد‬ ‫تريدها فاقترحت الذهاب لقضاء عمرة وحج فهي تشتاق لهم‬ ‫كثيرا‬ ‫كالعادة اعجب عمر باقتراحها وبدأ في االجراءات واخذوا‬ ‫االطفال وسافروا جميعا ل مكة لقضاء مناسك العمرة والحج‬ ‫كانت هدي كل يوم تكبر في نظره عن اليوم السابق وكانت هي‬ ‫تعلم ان صبرها ما ذهب هدر وهللا عوضها بزوج صال وثالث‬ ‫اطفال يشبهون المالئكة‬ ‫اتفقت هدي مع عمر ان تمنع الحمل لفترة حتى يكبر اطفالها‬ ‫فوافقها عمر علي الرغم من انه يحلم بطفل منها فهو يريد نسخة‬ ‫مصغرة منها يعشقها كثيرا ‪..‬‬ ‫لكن يشاء القدر ان تصب هدي حامل بإبن لعمر دون ان تعلم‬ ‫وتكتشف ذلك صدفه ‪ ..‬فهذه ارادة هللا‬ ‫وبعد تسع شهور حمل انجبت له طفال يشبه اباه كثيرا وأصرت‬ ‫ان تسميه عمر علي اسم زوجها ‪ ..‬سعد هو كثيرا بهذا الطفل‬ ‫الذي تسمي علي اسمه وشكر ربه كثيرا علي كل هذه النعم ‪..‬‬ ‫عاشوا سويا ينعمون بحب اطفالهم ويغمروهم بحبهم وحنانهم‬


‫دائما ويسعدوهم باستمرار ‪ ..‬مازالوا يذكرون مني ويزورون‬ ‫قبرها ولم ينسوا فعل الخير في جمعية رسالة التي كانت سبب‬ ‫معرفتهم ببعض ولم ينسوا قضاء العمرة والحج كل سنة وعمل‬ ‫الخير دائما ‪ ..‬فكانوا دائما بجوار بعضهم البعض في وقت‬ ‫الشدائد ووقت الفرح ‪ ..‬وعاشوا حياة هادئة مطمئنة‬ ‫ولم تنسي هدي ابدا ما قدمه لها عمل الخير من مفاجئات ‪،،‬‬ ‫وهذه كانت نهاية هدي مع " جنونها بالخير " ‪.‬‬

‫" مجنونة خير" لــ شيماء مطاوع‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.