"مجـــــنونة خـــــــير" لــ شيماء مطاوع
مقدمة لم اكتب قصص او روايات من قبل وال اعرف قوانين كتابتها لقد قررت الكتابة فحسب ،وجدت بداخلي شئ اريد ان يكتب قصة من وحي خيالي كانت نتيجة الكتئاب لفترة من الزمن لذلك حاوولوا االستمتاع فقط ..اعذروا اسلوبي واخطائي ): شيماء مطاوع
ذات يوم في الصباح الباكر ،،كان في فصل الربيع صباح صافي ونقي وهاديء ..خالي من اي شئ يعكر صفواه. تستعد هي لذهابها الي عملها بعد ان استيقظت واحتست الشاي مع الكرواسوه وتابعت بعض االخبار في التلفيزيون ،اصبحت جاهزه لمغادرة شقتها التي تسكن فيها بمفردها في احدي العمارات السكنيه في المدينة . شقة علي مستوي راقي يليق بها وبذوقها الرفيع فهي تعشق البساطة في كل شئ وموجوده في منطقة راقيه ايضا. فقد كان اهلها يسكنون في قريتهم وهي تسكن في المدينة بحكم عملها الذي تعشقة كثيرا وعلي استعداد ان تضحي بأي شئ من اجله حتي الزوواج فهي الفتاة الجميلة الهادئة المثيررة الجذابه تشبه الوردة الحمراء في نعومتها ..رائحتها ..جاذبيتها وتشبه ايضا الفلفل االحمر ذو الشكل المثيير الجذاب لكن من يحاول تذوقه سيؤلمة كثيرا طعمه الحار هي هكذا ال تسم للرجال باختراق مملكتها لها عدة تجارب سابقة كلهاا حكم عليها بالفشل فتحوولت من عاشقة لعدو للحب وللرجال تكرهم جميعاا اذا نظرت لهم من جانب العشق لكنها حتما تتعامل جيدا معهم النها يوميا تختلط بالرجال من كل جانب .سواء عملها او في الشارع ...الخ اخذت حقيبتها التي بها الالبتوب الشخصي وبعض ادواتها الشخصيه ايضا وفي يدها االخري مفاتي سيارتها وهاتفها
تستعد لفت باب االسانسير والنزول فهي ال تستعمل الساللم كثيرا رغم انها تسكن في الطابق الثالث لكنها تريد انجاز الوقت دائماا تتميز بامتالك كل الوقت تعتبره كنز ال تريد خسارتة القت التحية علي بواب العمارة وزوجته واعطت له مبلغ بسيط مقابل انه قام بمس سيارتها .وغادرت وهي مبتسمة بعدما سمعت دعوات من البواب وزوجتة ،فهم يحبونها كثيرا النها دائما تساعدهم وتفيض عليهم بكرمها ،ليس جديدا عليها فهي تفعل اي خير ياتي امامها ،تساعد كل الناس دائما ،وايضا هي عضوة نشطة في جمعية رسالة الخيرية في اكثر من فرع لها . يوجد كثيرر من الخير تفعله سررا حتي ال يزول ثوابه فهناك اعمال لها تحتفظ بها بينها وبين هللا فقط ف علي ذلك هي تربت علي يد اب وام عشاق للخير منذ صغرها كانت تشاهدهم يقومون بخير كثيير في السر وال يخبروا به احد فنشأت بينهم تعشق الخير وتفعله بدون انتظار اي مقابل سوي مكافاءت هللا لها فهي دائما تطمع في كرمة وحمايته لها فهي ليست بفتاة الدين الكاملة محجبة حجابها الشرعي ال تضع تلك المساحيق علي بشرتها ,,توضع حدود في التعامل مع الرجال ال تتررد كثيرا علي النوادي والكافيهات اال اذا اجتمع جميع اصدقائها وارادت مشاركتهم فهي تعشق كثيرا اصدقاءها وتعشق قضاء الوقت معهم والغداء سويا هي ايضا ماهرة جدا في تكوين عالقات جيدة بالناس ،محبووبة من الجميع علي حد سواء بسبب اخالقها وادبها واسلوبها الراقي
فهي ابنت المدينة التي ولدت في الريف ..لكنها لم تتطبع بعاداته فهي دائماا ثاائرة عليه تعشق فقط هدوءة وخضرته وتجمع االهل والعائلة لكنها تنفر من العيش فيه وترك العادات تتحكم بها الفتاة التي لم تسم الحد علي وجهه االرض للتحكم بها ستسم للريف بالوقوف امامها وامام احالمها !! في السيارة ,,حادثت امها علي الهاتف .فهي عادة تقوم بذلك كل صباح الطمئنان علي صحتها .الن امها تعيش مع اخيها الصغير واخيها الكبير يعمل خارج البالد .. هدي :صباح الخير ماما االم :اهال هدي انا بخير الحمد هلل ..اخبارك ايه.؟ هدي :بخيرر وهللا نحمد هللا وحشتيني ..اخباركم؟؟ االم :كلنا بخيرر الحمد هلل وحشتينا اوي ..قوليلي هتيجي يوم الخميس وتقعدي معنا لبدايه االسبوع ؟ هدي :وهللا يا ماما مش عارفا عندي شغل كتير وعندي مشغوليات تانيه بس وهللا نفسي اجي اشوفكم واقعد معاكم االم :خالص قدمي المشيئة وحاولي تيجي معاكي سيارتك ومتكسليش وخلي بالك من نفسك ودايما طمنيني عليكي هدي :حاضر ماما اوعدك هحاول اجي ان شاء هللا ..مش تقلقي هاخد بالي من نفسي وهحاول اسوق بشويش االم :اه منك ومن سواقتك اكتر حاجة بتقلقني عليكي نفسي تعقلي بقي
هدي :ماما حبيبتي عديت سن العشرين وما عقلتش بيقولوا خالص مفيش امل انو اعقل وبعدين بنتك كدا حلووة االم :ربنا يسترها معاكي ويبعد عنك والد الحرام هدي :امين امين يارب اصال انا بتصل بيكي كل يوم الصب علشان اسمع الدعوات الحلوة دي االم :ماشي يا حبيبتي يال خلي بالك من نفسك انتي فين دلوقتي؟ هدي :في السيارة بسخنها ويدوب اسوق واطلع علشان الحق شغلي االم :ماشي يا حبيبتي في رعاية هللا هدي :مع السالمة ماما االم :سالم حبيبتي وبمجرد ان اغلقت الهاتف مع والدتها سرحت بخيالها وتذكرت كل شئ صار معها بالماضي عندما كانت تعيش في الريف مع والدتها .. حيث كانت عالقة هدي بامها دائما متوترة وخصوصها من بعد وفاه والدها وهي في سن الثانوية هي دائما ثائرة علي تصرفات والدتها النها متشبثة بالريف وعاداته هذا عيب وهذا ال عادتنا بتقول كذا بدون تفكير وعندما بلغت سن العشرين اصحبت امها تل كثيرا في فكرة الزواج وكانت تؤلمها دائما ب مقولتها المعتادة "نفسي اجوزك وافرح بيكي قبل ما اموت" فكانت تلك المقولة تجعل جرحها القديم ينزف فجرح فقدان اباها لم
يلتئم بعد اقل شئ يعيد نزيفه من جديد فقوافقت علي االتباط واتخطبت لزميل اخوها كان يعمل دكتور لكنها وجدته رجال غريبا يريد امتالكها والسيطرة عليها فهي العصفور الحر الذي ال يريد ان يدخل القفص ابدا لكن هذا الرجل رغم ان يعوضها عن فقدان االب اصب يغير من والدها المتوفي لشدة حبها له وسرعان ما حول حياتها لجحيم وقضي علي احالمها وكان يعاملها معاملة الالشئ وكان يل كثيرا علي كتب الكتاب حتي تصب ملكه شرعا وقانونا في بداية االمر وافقته لكن بعد مرور عدة اشهر اكتشفت حقيقتة وحقيقة ما يفعله معها فقررت االنفصال عنه وامها ساعدتها ع ذلك النها راته غير مناسب البنتها وال مناسب لمزاجها فأمها تريد رجل يمشي علي اهوائها يفعل ما تأمره به حماتة فقط. وبعد مرور اقل من سنة حاول ذلك الرجل الوصول اليها واعتذر كثيررا لها لكي تعود وتقبل زواجه ،،لكنها اقسمت ان لو كان هو اخر رجل علي وجه االرض لن ترضي بان تتزوجه وكان رجوعه واعتذاره لها اكبر رد لكرامتها واعتبارها وشفاها من العذاب الذي عاشته معه اثناء الخطوبة .اصبحت بعد ذلك ثائرة علي الحب لفترة لكنها كانت علي استعداد ان تهدي قلبها الول شخص يتقرب منها .. حتي جاء ذلك الفارس الذي يركب جوادة وخطفها بعيداا واوقعها في عشقة .. في يوم من االيام بعد ان تخرجت من كليتها تقدمت الحدي شركات البرمجيات الكبيرة لعمل مقابله معها لعلها تلحق بالعمل هناك
قابلها احد الموظفين بالشركه وقعدت بانتظار المدير كانت متوترة قلقة جداا فهي قد سمعت عنه من قبل عندما كانت بالجامعه انه جاد وجذاب كثيررا وايضا سمعت من صديقتها انه يبحث عن عرووسة وفي نظرها كان فية كل صفات الرجل المثالي وبمجرد وصولة رفعت عينيها لتجده امامها ثبتت في مكانها ال تستطيع الحركة وال الكالم القي التحيه ودخل المكتب وقامت هي وراءه المدير :اهال باشمهندسة هدي ازيك ؟ هدي :انا بخير الحمد هلل قالتها وهي في حياء فهي غير قادرة علي النظر في عيونه خافت ان تفضحها عينيها بأنها معجبة به المدير :انا اسف علي التأخير ..ممكن توريني شغلك هدي :مفيش مشكله ابدا ..اها طبعا اتفضل قدمت له الالبتوب الشخصي الذي تمتلكه ويديها ترتعش كثيرا فهي اول مرة تجتمع برجل غريب في مكتبه بمفردها وفوق كل ذلك هو يتعامل معها بصرامة وشياكة في الوقت نفسه كانه يخوفها ويجذبها في نفس الوقت المدير :ينظر لشغلها علي االب ..مش بطال بس انتي هتشتغلي معانا بالطريقة اللي احنا عاوزنها مش باللي انتي متعلماه هدي :يعني ايه اللي اتعلمت دا ارميه ؟؟ قالتها بعد ما شعرت منه باهمال واضطهاد ناحيتها واصابها الغضب لكنها اكظمت غيظها
المدير :ال مش هترمية بس هتتعلمي اللي احنا عاوزينه بصي خدي الحاجات دي ذاكريها وادربي عليها كويس واما تخلصيها ابقي تعالي هدي :شعرت بالقهر لترك ذلك الرجل يتعامل معها هكذا لكن هي الفتاه المؤدبة التي ترد االساءة باالحسان ..تمام شكراا اتشرفت بلقائك المدير :الشرف ليا انا مع السالمة هدي :غادرت الشركه وهي مصدومة من كل شئ ..مشتته فهذا الرجل كان فارس احالمها هو االن حطم قصة العشق التي كانت تحلم بان تبدأها معه وحطم احالم عملها ذهبت البيت بمجرد وصولها سألتها امها :عملتي ايه في االنترفيو؟ هدي :ردت عليها بنفس مكسورة ..عادي اتكلموا معايا شويه ومشيت مش عارفا اذا انقبلت اوالء مش اول مرة اترفض يعني كل شئ نصيب . االم :وال يهمك اذا ليكي نصيب هتكوني فيها باذن هللا ..طيب الشركة شكلها ايه ؟ هدي :ابتسمت ابتسامة هادئة رقيقة وهي تتذكر منظر الشركة والديكورات والتنسيق فهي تعلم ان ذوق صاحب الشركة راقي جدا وهذا يظهر في اختيارة لكل شئ داخل الشركة وقالت " شكلها حلو اوي يا ماما كل شئ فيها حلو حتي صاحبها شاب مميز اوي ربنا يوعدني وتكون من نصيبي الشغالنه دي" االم :لو خير ليكي هتبقي من نصيبك ان شاء هللا هدي :ااامين يارب ..وفي سرها قالت " يارب اجعلة هو كمان من
نصيبي .. مررت ساعات من الهدوء فهي مستلقاه علي ظهرها ال تفعل شيئا سوي السرحان والتفكير حتي ايقظتها نغمة رسالة لهاتفها توقعت انها من صاحب الشركة لكنها سرعان ما تذكرت ما فعله معها وفقدت االمل في ان يكون هو ومشيت نحو الهاتف بعدم اهتمام لكنها شهقت عندما رات ان الرسالة بالفعل جاءت منه فررحت كثيراا وردت علي رسالتة وهي مبتسمه ابتسامة عريضه لكنها كانت في حيرة كبيرة ما هذا الرجل يعاملها بحده وصرامه في الشركة وبعد ذلك يبعث لها الرسائل النصيه علي هاتفها ليتطمئن علي احوالها !! اليس غريب كان هناك فتيات كثيرة متقدمة للعمل هناك وتوقعت انه سيختار واحدة منهن للزواج بها فدعت كثيرا ان تكون هي تلك الفتاة المحظوظة ايمكن ان يكون اختارها هي لذلك يحدثها !!؟ اسئلة كثيرة كانت تدور في ذهنها وهي تحدثه انهوا كالمهم بــ " تصب علي خير" مر حوالي يومان وبعث لها رسائل يعاتبها ألنها لم تسال عنه لم تعرف بماذا تجيبه حاولت ان تتهرب من االجابة فهي كانت تنتظر رسالته اوال وكانت حالتها النفسيه وقتها سيئة ألنها قامت بمشاجرة مع والدتها بسبب ان تقدم لها عريس وهي رفضته وأمها كانت مصرة عليه فأحس هو بتغير في لهجتها عبر الرسائل عرض عليها مهاتفتها
فوافقت ..كان من حسن حظها ان ال يوجد احد في البيت في هذا الوقت فالفرصة مناسبة للتحدث معه بحرية مطلقة رن الهاتف ..قفز قلبها من مكانه خائفة كيف ترد وماذا تقول وبعد معاناة ردت هدي :الو المدير :اهال يا هدي ازيك هدي :انا بخير الحمد هلل وانت يا باشمهندس؟ المدير :مبدائيا كدا بالش باشمهندس دي انا اسمي طارق اووكي وعموما يا ستي انا كويس الحمد هلل هدي :وهي مكسوفه جدا ..بس انا مش هعرف اقولها حاف كدا المدير :لييه بس يال قوليها نفسي اسمع اسمي منك هدي :احم احم ماشي يا طارق ..قالتها وقد اهتز قلبها لهذا االسم فهي لم تعرف كيف لفظتة المدير :ها يا ستي مزعله ماما ليه ؟ ينفع كدا يعني هو انتي صغيرة هدي :ماما مصممه تجوزني ابن واحدة صاحبتها وانا مش عاوزاه المدير :رد بعصبية جدا ..طبعا ارفضي جواز ايه دلوقتي ركزي في شغلك اهم هدي :حست منه كإنوا يقول لها ارفضي علشان انا بحبك وعاوز اتجوزك فاكتفت بالصمت
المدير :هدي متوافقيش اوعي توافقي ..طيب االول هو انتي اتخانقتي مع ماما ورفضتي ليه هو في حد في حياتك هدي :ردت مفزوعة ..الء طبعا انا سنجل ..كانت تتمني لو تقول له انها رفضت من اجله النها تمنته هو المدير :طيب كويس جدا انتي معجبة بحد الفترة دي مثال هدي :بعد صمت قالت له مش عارفا المدير :طيب بصي يا هدي انا هقولك حاجة واسمعيني بهدوء .. متوافقيش علي العريس دا الن في حد تاني نفسه يتقدم ويخطبك بصي بقي من االخر كدا انا شكلي حبيتك هدي :ايييييييييييييييييييييه ..قالتها بصوت عالي لم تقدر ان تخفي مفاجئتها واندهاشها المدير :انا اسف خالص وال كإني قولت حاجة هدي :احست انها تصرفت بحماقة ..الالال انا اسفه مقصدش هو انت قولت ايه تاني كدا ؟؟ المدير :قولت بحبك يا ستي وعاوزك تبقي مراتي وام عيالي هدي :كاد ان يقف قلبها من الفررحة معقوله اختارني انا وقالتله طيب تمام المدير :هو ايه اللي تمام ..انتي مفيش اي حاجة من ناحيتك ؟ هدي :ردت بارتباك ..فيه يعني شويه اعجاب كدا تقدر تقول يعني حضرتك أسرتني من اول نظرة قالتها برقة شديدة
المدير :ااااااه يا قلبي ..هدي انتي جميلة اوووي انا مبسووط انك دخلتي حياتي بحبك جداا وكان نفسي اعترف لك بيها من يوم ما عرفتك هدي :احست انها تمتلك الكون كله بكالمه الجذاب واكتفت بالسكوت المدير :طيب انا عندي ميتينج دلوقتي هكلمك بعدين هدي :اووكي ربنا معاك ..سالم المدير :سالم القت بهاتفها علي وسادتها واحتضنت عروستها وغرقت في عالم االحالم مع ذلك الفارس الذي خطفها علي حصانه االبيض ولون كل احالمها بل كل حياتها وغرقت في النوم وفي الصباح استيقظت مبكرا وتملئها النشاط والحيوية وتسرع الي هاتفها لكي تتفقد الرسائل لعله قام بإرسال احدي الرسائل امسكت به واترسمت ابتسامة رقيقة هادئة علي شفتيها بمجرد ما قرأت رسالته "صباح الخير" ردت عليه ودار بينهما حوار سريع عن احوالهم وقامت هي تستعد لتبدئ يومها وهو االخر ذهب الي عمله وكان يهاتفها كلما وجد الوقت مناسب وخالي من االجتماعات وفي يوم جاء اليها فرصه عمل في احدي الشركات الصغيرة ففرحت كثييرا وعرضت عليه الفكرة غضب منها وقال " انا مراتي متشتغلش عند حد غريب وكمان دي
شركة صغيرة تيجي ايه جمب شركتي جهزي نفسك تيجي بكرة تستلمي شغلك عندي" قال ذلك بكل غرور فهو اعتاد علي ذلك الغرور من اولي صفاته يحب كثييرا التحدث عن نفسه ويري نفسه الرجل الذي لن يكرره الزمن ردت هي بفرحة " بجد يعني خالص اشتغلت في شركتك " لم تعلم انها بذلك ستصب من ممتلكاته فهي لم تكتشف غروره بعد واستعدت وذهبت في اليوم التالي إلي شركته استقبلها استقبال حافل بالسعادة والفرح بمجرد دخولهم المكتب اغلق الباب وأصبحوا بمفردهم اقترب منها وطبع علي يديها قبلة خفيفة أسر فيها كل ما تملك جعلها كالدمية التي ال تستطيع التحرك وال الكالم اكتفت بالجلوس والصمت واالستماع له فقد كان حديثة جذاب كثيرا مثله ولهجته رائعة ..حكي لها عن حياته وأهله وحكت هي ايضا عن حياتها وأهلها ومر الوقت سريعا وقررت ان تغادر ألنها تأخرت ..اصر هو ان يوصلها بسيارته لموقف سيارات االجرة ألنها كانت ال تمتلك سيارة بعد اوصلها سريعا وقبل نزولها من السيارة اوقفها بقبله علي يديها .. نظرت له وغادرت سريعا فقد احست انه قيدها والقي بها في بحره فغرقت ألنها ال تستطيع العوم وهي مقيده..حتى لسانها عجز عن الكالم ..ذهبت الي بيتها كعروس تزف الي بيت حببيها فهي تري نفسها عروس تزف لذلك الرجل مع بداية قصة عشقهم لم تكن تعلم انها كغيرها من الفتيات التي قضي عليهن فهو يري كل فتاه فريسة
يحظي بها فيمص دمها ويتركها انتقاما لما فعلته به حبيبته االولي بينما هي غارقه في احالمها كان هذا الدنيء يخطط لمهاجمتها وعندما فكرت قليال وجدت انه لم يجعلها تعمل بمجرد وصولها الشركة ولم تستلم وظيفتها كما قال بررت ذلك بأنه ربما ارد ان يختلي بها لمفردة ليتحدثوا قليال لكن هذا تكرر كثيرا اصب يدعوها الي الشركة فيجلسوا بمفردهم يتغزل بها فهو ماهر في ذلك وال يتحدثون عن العمل مطلقا وكلما جاءت بسيرة الوظيفة تهرب من الرد عليها فبدأت تشك في االمر ..كان يراها كل يوم تقريبا وجاءت فترة لم يعد يتقابلوا حوالي 5ايام متتالية ..فاشتاقت له وطلبت رؤيته فتحجج بأنه مشغول جدا في عمله فأصرت هي كثيرا قال لها غدا تعالي الي الشركه ووافقت بكل فرحة لكن هناك شئ جعلها مصدومة ..غدا الجمعة ؟! ال يوجد احد في الشركة ابدا لماذا يريدني بمفردي وبدون اي احد ؟؟! بدا لها االمر مخيفا للغاية فهي ال تعرف كيف تعتذر لها عن مقابلته وخائفة من ان تكون قد شكت فيه ظلما ومر الليل وجاء الصباح وهي ترتجف من الخوف ومنتظرة انه يهاتفها ليخبرها بالمعاد المحدد بالساعة بالضبط مر الصباح ودخل وقت الظهر ولم يهاتفها فقامت هي بمهاتفته رد عليها بعد عدة محاوالت للوصول له هدي :طارق انت فين قلقتني عليك جدا طارق :حصل لي ظروف في البيت مش هقدر اقابلك النهاردا
هدي :طيب كنت كلمني واعتذر عن المعاد مش تسبني متعلقة كدا طارق :والدتي تعبت فجاءه هكلمك بعدين سالم هدي :سالم ..قالتها وهي غاضبه كثييرا اول طلب تطلبه منه لم يجعل له اي اهتمام ورده عليها بكل برود احتارت كثيرا ولكنها بررت ذلك بان مرض والدته فجاءة ربما هو السبب مر يومان هي لم تهاتفه وهاتفها هو لكنها وجودت في هذه المكالمة شئ ما غريب فكان يتحدث معها بحررية بالغة جداا يسالها ماذا ترتدين اريدك معي في فراشي وكالم كثيير من هذا القبيل احمر وجها كثييرا من هذا الكالم واوقفته قائلة " مينفعش نتكلم في الحاجات دي قبل الجواز" ضحك هو ثم قال "عارفه لو كنتي قابلتيني يوم الجمعة في الشركه مكنتش سبتك اال لما تنامي في حضني" صدمها كالمه احست بان احد ضربها رصاصه في قلبها لم تستطيع الرد وبعد قليل قالت " انت قليل االدب انا ميشرفنيش اعرف واحد حيوان زيك " وأغلقت هاتفها في وجهه انهارت وبكت كثيرا كيف لهذا الحيوان ان يريد ان يفعل ذلك بها وهي التي وثقت به ثقه عمياه كانت مستعده ان تضحي بحياتها ألجله رأت فيه كل صفات الرجل الذي تتمناه أكل هذا كان سراب وهم خيال !! ألبسها ثوب العشق وسرعان ما مزقهه وتركها عاريه من كل احاسيس الحب ..طعنها بخنجر في قلبها فكرت كثيرا في االنتقام منه لكنها تعلم نفوذه وهو يستطيع ان يضرها
باي شئ من االشكال لن تسلم منه اذا عادته فقررت ان تحمد هللا الذي نجاها منه وتلتفت لمستقبلها وان تضع بينها وبين العشق مئات االبواب وتكره جميع الرجال دون اي استثناءات وتمحي فكرة الزواج والعشق تماما من راسها وان ال تثق باي رجل علي وجهه االرض وبعد فتره اكتئاب كبيرة قضتها في الظالم والبكاء قررت ان تخرج للعالم وتتعامل مع الناس وانتقلت للعيش في المدينة وكان هناك صديقة لها تعلم بحالها فعرضت عليها التطوع معها في جمعية رسالة لألعمال الخيرية فعمل الخير هو الذي سيشغلها عن اي تفكير في جرحها السابق وبالفعل رحبت بالفكرة والتحقت بهذه الجمعيه ومن هنا ابتدأ مشوارها مع الخير والجنون به ..وايضا هاتفت الشركه الصغيرة التي عرضت عليها الوظيفة من قبل وقبلوها واستلمت العمل معهم وتحسنت احوالها كثيرا وأصبحت ال تتذكر ذلك الرجل الذي حطم حياتها وخصوصا بعدما علمت انه خطب فتاه وسيتزوجها ضحكت كثيرا لذلك وقالت "البد انها تشبهه فالطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات وحسبي هللا ونعم الوكيل بكرة الدنيا تدور ونشوف مصيره" بدأت حياتها تستقر بعد ان التحقت بالعمل في الشركة الصغيرة واستطاعت ان تأخذ شقه صغيرة ايجار لتسكن بها في المدينه وبهذا تكون قريبه من عملها وجمعيه رسالة. وأخذت تكبر وتكبر في عملها فهي تتقنه كثيرا تسافر تحضر المؤتمرات والندوات وتقيم عالقات جيده بالناس في مجالها لعلها
تستفاد من خبراتهم حتى انتهي بهي المطاف بااللتحاق بشركه كبيرة جدا تكاد تكون عالميه ولها فرع في مصر واستلمت وظيفتها هناك وترقت وأخذت تكبر ومرتبها يزيد .فقررت ايجار شقة افخم وفي مكان ارقي وبعد ذلك قامت بشراء سيارة كانت دائما امها تعاتبها قائله "بدل ما تشتري حاجات عرايس وتجهزي نفسك للجواز رايحه تجيبي سيارة وشقه خليكي كدا لما تعنسي" كانت هدي تضحك كثيرا لكالم امها فهي لن يفرق معها ابدا موضوع الزواج هي مرتاحة هكذا ..تعيش فقط من اجل تحقيق احالمها والزواج ليس ضمن هذه االحالم والحب ليس من ضمن اولويتها -------------------تذكرت هدي كل هذه االحداث وهي في طريقها اللي عملها ..بعدما وصلت الشركه القت التحية علي ضباط االمن فهي دائما تتواضع مع اي شخص مهما كان اقل منها هكذا هي تربت ف بيتها وتربت في جمعية رسالة ركبت االسانسير وألقت التحية علي السكرتيرة العامه للشركة هدي :صباح الخير ..ازيك السكرتيرة :بخير الحمد هلل ..جالك جواب من شويه ودخلته علي مكتبك ..والمدير سال عليكي هدي :طيب تمام هروح له االول فقد كان المدير في سن الستين يعتبر في سن اباها وكان يعاملها كابنته
فهي كان لها الفضل بعد هللا في تحسن صحة ابنته التي كانت تعالج نفسيا وتعاني من االكتئاب الحاد لذلك كان يعزها كثيرا بعد ان ارسلت ابنته للعالج عند صديق قديم لها من ايام الجامعة كان يعمل دكتور نفسي ويسمي رأفت وكانت عالقته بهدي قويه جدا وقتما تحتاجه تجده بجانبها لذلك كانت اول شخص تلجأ له عندما تكون في شدة طرقت باب مكتب المدير ودخلت قائله .. هدي :صباح الخير والسعادة المدير :اهال اهال بالنور كله يسعد صباحك ..اخبارك ايه ؟ هدي :انا بخيرر الحمد هلل ..كيف صحتك وصحة بنتك الحلوة المدير :بخير الحمد هلل بتسالني عنك دايما هدي :حبيبتي وهللا وحشتني ..ربنا يحميها سلم عليها كتيير المدير :تعالي اتغدي معنا كلنا في يوم هدي :دا شئ يشرفني بس حضرتك عارف الشغل هنا وبروح رسالة بعد الشغل مش بالقي وقت وكمان منظمين زيارة لمستشفي سرطان االطفال المدير :ربنا يقويكي يا بنتي ويجازيكي خير اه لو بنتي تبقي زيك كدا يا هدي هدي :اامين يارب ..هتبقي احسن مني كمان ..هستاذن انا بقي علشان اشوف شغلي بعد اذن حضرتك المدير :اتفضلي
خرجت من مكتبه متجهه لمكتبها حين اوقفتها السكرتيرة السكرتيرة :باشمهندسة هدي هدي :ايووه السكرتيرة :اتصلوا بيكي من مستشفي سرطان االطفال هدي :اه طب تمام كلميهم وحولي المكالمة علي مكتبي ودخلت مكتبها الذي يتميز بالهدوء والذوق في ديكوراته فهو مزاج بين اللون االبيض واألحمر واألسود الوانها المفضلة جلست وأخذت سماعة التليفون هدي :ايوه تمام جدا يوم االربع الساعة 5بإذن هللا هنكون موجودين عندكم والتبرعات هتوصل في وقتها ..شكرا جدا مع السالمة بينما هي كانت تتحدث دق باب مكتبها ودخل شاب في بداية العشرينات فاشارات له بيديها ان يدخل ويجلس وبعدما أنهت المكالمة تحدثت قائلة .. هدي :قيس ازيك ؟؟ اخبارك ايه؟ قيس :انا بخير طول ما انا شايفك بخير يا هدي فهذا الشاب يعتبرها اخته التي لم تلدها امه لها فضل كبير عليه فهو سوري الجئ الي مصر بعد الحرب علي سوريا تعرفت عليه في جمعية رسالة وكان ال يجد عمال فرشحته للعمل في الشركة معها وبالفعل تم قبوله والتحق بوظيفة مميزة فهو لم ينسي معروفها ذلك
هدي :بحب كالمك الذوووء دا اوووي يا قيس ربنا يخليك ليا قيس :هدي انتي مالك ما ينفعش تعيشي وسط البشر هدي ردت بايتسامة :طيب بالش مبالغة بقي وقولي عملتوا ايه في رسالة بخصوص موضوع زياره مستشفي الكانسر انا لسه قافله معاهم ومظبته كل حاجة قيس :كل شئ تمام متقلقيش ..صحي في واحدة وجوزها اتطوعوا جديد في رسالة وكانوا حابين يجوا معنا المستشفي بس لالسف العدد اكتمل هدي :طالما الناس عاوزا تعمل خير مينفعش نمنعهم كلمهم خليهم يجوا معانا قيس :طيب خد ارقامهم وكلميهم انتي هدي :ااه منك انت ..طيب هات ..اسمها مني وجوزها عمر .تمام هكلمهم دلوقتي علشان يلحقوا يظبطوا نفسهم قامت هدي باالتصال بمني إلبالغها بمعاد الذهاب للمستشفي هدي :الوو ..السالم عليكم ..معك هدي من جمعية رسالة مني :اهال وسهال انتي المسئولة عن زيارة المستشفي ص .؟ هدي :مظبووط ..انا اسفة جداا ان االماكن خلصت بس انتوا تقدروا تيجوا مني :بجد شكراا جداا ربنا يكرمك متتخيلش انا فرحت ازاي هدي :يارب دايماا ..معادنا في رسالة اليوم علشان نتفق علي كل
شئ مني :ان شاء هللا ..مع السالمة هدي :سالم وأغلقت الهاتف وغادر قيس قائال " اشوفك بليل في رسالة " هدي :تمام ان شاء هللا وقامت بطلب الشاي بالنعناع المخصص لضبط مزاجها فهي مزاجيه جداا في كل شئ وغرقت في عملها حتي جاء ميعاد االنصراف من الشركة جمعت اغراضها وغادرت علي عجل وفي الطريق قامت بشراء وجبة سريعة لتأكلها في البيت وتستعد لنزول جمعيه رسالة فهي تمتلك اجتماعا هاما هناك وستكون هي القائدة فيه وصلت بيتها قامت بتبديل مالبسها وتناولت غدائها وارتدت مالبس اخري وغادرت المنزل وصلت جمعية رسالة في ميعادها المحدد وكان معظم المتطوعين قد ملئوا قاعة االجتماعات .القت التحية واستدعت لبدئ االجتماع عرضت تفاصيل الذهاب لمستشفي السرطان والمعاد المحدد وقامت بكتابة االسماء وانتهي االجتماع وغادر الجميع القاعة إال هي والحظت انه في نهاية القاعه يجلس رجل وامرأة واالثنين في سن الثالثين وجاء قيس من بعيد واخبرها انهم يريدون التحدث اليها فابتسمت لهم ورحبت بهم وجلست معهم
قامت مني بوضع يديها علي يد هدي ومسكتها جيدا تعجبت هدي من تصرفها هذا واكتفت بالدهشة الصامتة لكنها دهشتها اتحولت لشفقه عندما رأت دموع مني هدي :طيب ليه الدموع دي ؟ عمر :زوج مني قائال ..باشمهندسه هدي احنا من اسبوع بس اكتشفنا ان مني عندها كانسر هدي :حاولت ان تكتم شهقة تكاد تخنقها وعجزت عن الكالم ثم حاولت التخفيف عن المسكينه مني وقالت " طيب كويس ان الموضوع في اوله بالعالج كل شئ هيبقي تمام ان شاء هللا ربنا يشفيكي ويعافيكي متفقديش االمل ابدا " مني :انا مش بعيط علشان خايفة من الموت ..انا عندي والدي توأم ملك واحمد عمرهم 3سنين كانت الصدمات متوالية علي هدي احست ان شخص ما قطع لسانها لم تعد تقدر علي النطق اكتفت بان احتضنتها بشدة وعمر اخذ يخفي دموعه التي كادت تخنقه تمالكت هدي اعصابها وقالت "طيب بدأتوا في العالج" عمر :الء لسه ..مني مش عاوزا تتعالج هدي تنظر لمني قائلة " مسستحيل !! لسه من شويه كنتي خايفه علي والدك مرضك لسه في بدايته الحقي نفسك واتعالجي وانا هكون جمبك علطول بوعدك مش هسيبك ابداا "
مني :والوالد هسيبهم لمين وانا في المستشفي الدادة بتقعد معهم بس مش طول اليوم
هدي :متقلقيش هيبقوا مسئولين مني المهم تتعالجي ..الصب بدري جهزي نفسك هقابلكم في المستشفي علشان تبدأي مرحلة العالج اتفقنا مني وعمر :اتفقنا ..نتقابل بكرة ان شاء هللا واستأّذنوا وغادروا رجعت هدي اللي بيتها منهكه بعد يوم طويل ومصدومة بعد ما عرفتة عن مرض مني فهي ليست صديقتها وال بينهما سابق معرفه لكن قلبها خفق لها عندما رأتها وعرفت ما حل بها وصلت العمارة ودخلت وصعدت فاالسانسير دون ان تتفوه بكلمه واحدة وال حتي تلقي السالم علي البواب كالعادة مما اصابه الدهشة وتوقع انها مريضة او بها مكروه وصلت شقتها وقامت بتبديل مالبسها واستلقت ع سريرها تفكر في غدا ..هي ال تطيق جو المستشفيات والمرضي كيف ستكون غدا هناك مع مني وعمر وفي اصعب قسم ..قسم المرض اللعين " الكانسر" غلبها النعاس وغفوت وهي تفكرر في غدا .. في صباح اليوم التالي ,,استيقظت مبكراا وجهزت نفسها علي عجل لكي تلحق بمعادها مع مني في المستشفي واستعدت
وغادرت ،،في سيارتها قامت بعمل مكالمة هاتفيه لقيس هدي :الوو قيس ..صباح الخيرر قيس :اهال هدي يسعد صباحك هدي :معلش ممكن تدي خبر للمدير ان اليوم هاخده اجازة قيس :هتروحي مع مني وعمر هدي :اهاا انا في الطريق ليهم قيس :تمام انا بخبرهم بالشركة ..هللا معك ..واذا احتجتي شئ كلميني هدي :تمام شكررا يا قيس ..سالم قيس :سالم اغلقت هاتفها وقادت بسرعه ووصلت في ميعادها بالظبط .. فهي دائماا هكذا منضبطة في مواعيدها عند باب المستشفي كان في انتظارها عمر ومني مني :انا ارتحت جدا لهدي حسيت انها دخلت قلبي من اول ما كلمتني في التليفون عمر :باين عليها محترمة وبنت ناس مني :عمر انا خايفة اموت
وفي هذه اللحظة حضرت هدي وسمعت ما قالته مني فثبتت كالمسمار مكانها ال تستطيع التحرك وال الكالم ،،فأحسوا هم بوجودها فلم يرد عمر علي كالم مني واكتفي بالترحيب ب هدي عمر :باشمهندسة هدي وصلت اهال وسهال هدي :صباح الخير ..ازيكم ..وسلمت علي مني واحتضنتها بشدة كأنها تخبرها ان لن تتركها تموت مني :تنظر لها بعين باكية ..وتقول "حضنك دا ريحني اووي" انا بجد حبيتك جدا هدي :هللا يعلم اني كمان حبيتك ..واخفت دموعها وقالت " يال اتاخرنا اووي " عمر :اه فعال يال بينا دخلوا المستشفي وتحدثوا مع الدكتور المختص وبدأت بالفعل ف العالج قاموا بأخذ مني في غرفة خاصة بالعالج الكيماوي بمفردها الن ممنوع دخول احد غير المريض والدكتور والممرضات وانتظر عمر وهدي بالخارج ..جلسا علي كراسي االنتظار كالهما في حالة صمت وشفقة علي المسكينة مني وأرادت هدي ان تكسر هذا الصمت ..وبدأت هي بالكالم
هدي :كيف االوالد ؟ عمر :بخير الحمد هلل سيبناهم مع الدادة هدي :يارب دايما بخيرر ..ربنا يخليهم ويبارك فيهم ويخلي لهم مامتهم عمر :اامين هدي :سالته بصوت خافت "هما يعرفوا حاجة عن مرض مامتهم" عمر :ال طبعا مقدرناش نقولهم هدي :كويس جداا دوول اطفال ومش هيفهموا حاجة زي دي قاطعتهم الممرضه قائلة "نريد احد يتبرع بالدم فصيلة "A+ ردت هدي مسرعة " زي فصيلة دمي ..يال انا جاهزة هتبرعلها" عمر واقف ال يتكلم وذهبت هدي مع الممرضة وجلس هو في حالة صمت تبرعت هدي لمني بالدم وأنهت اول جرعات العالج وغادروا كلهم المستشفي بدأت العالقة تتطور بينهم اصبحت هدي تعشق االلتقاء بهم
والغداء معهم واللعب مع اطفالهم وهم احبوها كثيرا وتعلقوا بها واستمرت مني في العالج لمدة 4شهور تقريبا وكانت هدي دائما بجانبها وفي يوم قال لهم الدكتور البد ان تبقي مني بالمستشفي تحت رعايتنا مني :ليييه ووالدي ؟؟ هدي :متشليش همهم انا هاخدهم البيت عندي المهم راحتك دلوقتي مني :كدا كتييير يا هدي انا بقالي شهور تعباكي معايا هدي :مبحبش اسمع الكالم دا انتي اختي وصحبتي وحبيبتي مني :انا مهما قدمتلك بجد مش هوفيكي حقك هدي :بالش كالم كتيير بقي ..انا هروح بيتك اجيب لك لبس واجهز الوالد واخدهم عندي مني :تمام .وانا هنتظرك هنا .عمر كمان علي وصول هدي :كويس علشان مسبكيش لوحدك ..يال سالم مني :مع السالمة حبيبتي غادرت هدي المستشفي وذهبت لبيت مني واحضرت االوالد وما يلزم مني من اغراضها واستقر االوالد في بيت هدي حوالي فترة وجاءت معهم الدادة
الن هدي تتركهم وتذهب لعملها وتزور مني وتعود في الليل فتاخذهم الي حضنها الدافئ فينامون براحه واطمئنان لم تحسسسهم يوما بأن أمهم غائبة وكلما كانوا يسالون عنها تقول لهم " ماما تعبانه شويه وهتبقي كويسه وهترجع لكم تاني باذن هللا بس انتوا ادعولها "وجدت انه ال مفر من الكذب علي االطفال وهم كل يوم يسالون عن أمهم مساكين فهم في عمر الثالثة كيف لهم االستغناء عنها . في يوم رن هاتف هدي في الصباح الباكر حوالي الساعه السادسه ..استيقظت من نومها علي صوت الهاتف هدي :مين اللي بيتصل بدري كدا ..قالتها بعصبيه ..ايه دا دا عمر !!! ..وردت قائلة " الو عمر صباح الخير " عمر :هدي جيبي االوالد ضروري علي المستشفي هدي :وضعت يدها علي قلبها .خيررر في ايه ؟؟ عمر :مني منامتش من امبارح مصممه تشوف االوالد هدي :طيب هي كويسه ؟ عمر :مش عارف قالها وهو يبكي هدي :بدات ترتجف .وقالت " انا هاجي لك حاال انا واالوالد " قامت هدي مسرعه وايقظت الدادة واالوالد ونزلوا جميعوا
ذاهبين اللي المستشفي وصلوا وكان عمر في استقبالهم دخلوا الغرفة ,,قابلت مني اطفالها ببكاء ولهفة شديدة ..لم يستيطع عمر وال هدي ايقاف دموعهم احتضنت مني طفليها وظلت تبكي حتي جاء الدكتور وقال لها مني استعدي هتدخلي العمليات كمان نص ساعه ردت هدي بشهقة :عملييات !! ليه محدش قالي عمر :الدكتور قرر موضوع العمليه امبارح بليل وانا محبتش اكلمك اقلقك هدي نظرت لعمر بغضب واخذت الطفلين وخرجتهما خارج الغرفة وذهبت لمني احتضنتها بشدة وقالت "عمليه بسيطه هتدخلي وهتطلعي زي الفل مش مستاهلة اللي انتي عماله دا إهدي " نجحت هدي في تهدئة مني بينما خرج عمر وجلس مع االوالد ..دخلت مني غرفة العمليات .وجلست هدي وعلي كال جانبيها الطفلين وهي تحتضنهم بشدة مررت حوالي اربع ساعات وبدا القلق يبدوا علي وجه عمر وهدي وفجاءه خرج الدكتور وذهب اليه عمر مسرعا
الدكتور :اطمنوا هي حالتها كويسه هدي :بتنهيده ..الحمد هلل يارب ورسمت ابتسامة مشرقه علي شفتيها لكن قلبها لم يبتسم ..كانت تشعر بوجود شئ ما اما عمر فابتسم قليال.. وبعد دقائق خرجت الممرضه مسرعة من غرفة العمليات فــ مني ما زالت بالداخل لم تخرج ودخل الدكتور مرة ثانيه لغرفه العمليات مسرعا وخلفه العديد من الدكاترة والممرضين احس عمر بذلك فقام مسرعا بالقرب من باب غرفة العمليات بينما هدي لم تنتبه النها كان تطعم الصغار لكنها احست باختفاء عمر المفاجئ كانت تبحث عنه في كل مكان امامها بعينها حتي وجدته جاء من ناحيه غرفة العمليات ووجهه شاحب وفي حالة ذبول يكاد يقع ارضا ذهب اليها ووقف امامها وبعد صمت قال "مني ماتت يا هدي" قالها وقد انفجر ف البكاء واستند الي حائط واخذ يتزلق عليه حتي جلس علي االرض بينما هدي ظلت واقفه تشعر انها في كابوس احقيقي ماتت مني ؟ وقع الكوب الذي كان بيديها حتي اصتدم باالرض ووقعت هي االخري ورائه وانهارت في البكاء واخذت تصرخ "ال مني متمووتيش مينفعش تموتي "
كان خبر موت مني وقع الصاعقة بالنسبه لعمر وهدي بينما بقي االطفال جالسين ال يفهون شيئا ..وبعد فترة من النواح والبكاء غابت هدي عن الوعي لساعات حتي فاقت ووجدت نفسها في غرفة ف المستشفي نائمة علي سرير وفي يديها حقنة لمحلول كانت شبه فاقدة للذاكرة او تعتقد انها ربما تحلم فقط كانت بمفردها في الغرفة حتي جاءت اليها الممرضة نظرت هدي اليها ولم تتحدث ظلت صامته ثم قالت الممرضة :حمد هلل علي سالمتك كنتي منهارة خالص المهدئ ريحك هدي :هو انا فين وايه اللي حصل وفين مني وعمر والوالد الممرضة :البقية في حياتك ..استاذ عمر راح يخلص اجراءات الدفنة والوالد في واحد جه اخدهم وروحهم البيت هدي :وقد بدأت دموعها في االنهيار ..يعني فعال مني ماتت الممرضة :ربنا رحمها ادعيلها اخذت هدي تواصل بكائها تمنت لو لم تدخل مني العمليات قط تمنت لو تراها وتتحدث اليها لو تخبرها بانها تحبها كثيرا كثيرا لكن بعد ماذا !! فات االوان ومني االن في احضان قبرها حاولت هدي استيعاد عافيتها لكي تقوم بحضور العزاء وتمكنت بالفعل من مغادرة المستشفي والذهاب فورا لبيت مني
وصلت ووجدت شارع العمارة ملئ بالرجال وكان مقام صوان العزاء .لم تستيطع ان تجد عمر في وسط هذا الكم من الرجال صعدت الي الشقة حيث وجدت الباب مفتوح ومليئة بالنساء وقفت ثابته علي باب الشقة تتذكر كل لحظة قضتها مع مني في هذا المكان اللحظات التي لن ولم تنساها ابدا احست الدادة بوجودها فذهبت اليها واخذت بيديها الي اقرب كرسي فكانت ضعيفة جدا ودموعها كسيل مياه ال تتوقف انتبهت ان الجميع ينظر اليها فأخذت تمس دموعها قائلة .. " فين االوالد ؟ " اجابتها الدادة "هما نايمين جوا في اوضتهم" هدي :عرفوا حاجة ؟ الدادة :الء هدي :كويس انا هقوم ادخل لهم اطمن عليهم كانت عالمات الدهشه واضحة علي وجوه كل الموجودين فال احد يعرف من تكون هدي وال كان احد منهم يعرف شيئا عن مرض مني ..فكل عائلتها وعائلة عمر كانوا يلجأون اليهم اذا احتاجوا نقود فقط ال شئ لوجود صله رحم او ود بينهم كل شخص منهم يبحث عن مصلحتة فقط ومع ذلك كانت مني دائما بجانبهم تحبهم وتودهم وتساعدهم .لكنهم كانوا دائما هكذا
يبحثون عن مصلحتهم فقط ..حتي سينتهون من شرب قهوة العزاء ويغادروا كانهم جاؤا لتأدية الواجب فقط سيتركوا االطفال دون حتي سؤال عنهم هم يعتقدون ان من يمتلك كل هذه الثروة يمتلك كل شئ. دخلت هدي الي االطفال ضمتهم الي حضنها فاستيقظوا لينطقوا باول كلمة لهم ..فين ماما ؟ سكتت هدي لم تعرف بما تجيب وفكرت قليال ثم قالت هدي :بصوا بقي انا عاوزا اقولكم حاجة كلنا في االخر هنروح عند ربنا في الجنه ودا مكان حلو اووي اوي اوي فــ ماما سبقتنا علي هناك وكلنا ان شاء هللا هنحصلها بس بعد ما نقضي شويه ايام ويمكن سنين هنا ملك :طيب ليه ماما ماخدتناش معاها هدي :ربنا هو اللي بيختار مين يروح االول ..المهم الزم ندعي لماما كتيير اووي بالرحمة احمد :طيب هو احنا كلنا هنروح لنفس المكان اللي ماما راحته هدي :بص يا حبيبي هو في مكانين فوق عند ربنا مكان حلوو اووي اسمه الجنه ومكان وحش اوي اسمه النار ملك :ازاي انا ارووح الجنة زي ماما ؟ هدي :يبقي تسمعي كالم ربنا ومتزعليهوش منك ابداا ..تصلي
وتحفظي القران وتسمعي كالم بابا ومتعمليش حاجة غلط .. فهمتوا يا حبايبي ملك واحمد :اه فهمنا واخدت هدي تتسامر مع االوالد لكي تنسي قليل من حزنها ولكي ال يشعر االوالد بفاجعة فقدان أمهم .تحدثوا حتي غفوا الثالثه وهدي تحتضنهم بكل حنان ..فهي ابنه ال 55االنسة التي لم تتزوج بعد تمتلك فيضا من حنان االمومة عاد عمر متعبا بعد يوم قضاه في العزاء واستقبال الناس حيث وجد الشقه فارغة ليس بها إال الداده تجلس حزينة في المطبخ سالها بحزن :فين الوالد؟ اجابته نايمين في غرفتهم مع باشمهندسة هدي صاح متفاجئ :هدي !! اززاي !! امته خرجت من المستشفي شعر بالذنب النه تركها ولم يتحدث حتي لالطمئان عليها وعلي صحتها فهي طووال االربعة شهور السابقين لم تتركهم لحظة وكانت دائما بجوار مني وها هي االن بجوار اطفالها بعد رحيلها غادر المطبخ وذهب للغرفة دق الباب ودخل اذا بها نائمة كالمالك اول مرة يراها نائمة وتحتضن اوالده في هدوء تشبه كثيرا مني ..لدرجة انه توقعها هي في البدايه اقترب منها وظل
يشاهدها بهدوء حتي استيقظت وتفاجأت بوجوده وصاحت بشهقة هدي :عمر !! عمر بارتباك :انا اسف كنت بس جاي اطمن علي الوالد هدي وبعد ان استعادت هدوئها :ااسفه ما قصدتش حاجة بس اتفأجت بوجودك ..الوالد بخير الحمد هلل عمر :انا اللي اسف يا هدي سبتك في المستشفي غايبه عن الوعي و.. هدي قاطعته قائلة :عمر انا مش زعالنه انا مقدرة حجم الحزن اللي انت فيه دي شريكة عمرك وام والدك واللي كانت اختي وربنا يعلم قلب موجوع ازاي علي فراقها عم الصمت علي كليهما عندما دخلت الداده قائلة "انتوا ماكلتوش حاجة من امبارح الزم تاكلوا وكمان صحوا الوالد علشان ياكلوا" هدي قامت بايقاظ االطفال واستعدوا للجلوس علي السفرة لتناول الطعام ..السفرة التي دائما كانوا يجلسون عليها لكن هذة المرة دون مني ..ترك ذلك جرح كبير داخل كل منهما جلس جميعا واخذت الدادة تطعم االطفال لكنها الحظت ان كل من عمر وهدي شاردين وال يأكلون شيئا فعلمت انهم يتذكرون
جلوس مني معهم علي هذة السفرة عرض عمر علي هدي البقاء عندهم الليلة الن الوقت اصب متاخرا لذهابها الي منزلها فوافقت هدي علي عرضة طالما ان الدادة موجودة بالفعل معهم لكنها لم تستطيع النوم طوال الليل ضميرها كان يأنبها كيف تبيت الليل في بيت رجل غريب ماذا لو علم احد ظلت طوال الليل بغرفة االطفال لم تغادرها ابدا وعندما احست بحركة في الصاله خرجت بهدوء ووجدت عمر قالت له صباح الخير وجلسوا معا في الصالة ..كان واض ان عمر ايضا لم ينم فهو ال يستطيع ايقاف التفكير في مني ..تحدثوا هو وهدي كثيرا وتذكروا ايام مني وكل تفاصليها ..حاول كل منهما ان يخفي حزنها لكن دموعهما فضحتهم ..عم الصمت ارجاء المكان ..ثم اضافت هدي بانها سوف تغادر بمجرد طلوع الشمس ..النها تريد الذهاب الي العمل مبكرا في الحقيقة ليس لهذا السبب فهي ال تستيطع البقاء في بيت رجل غريب اكثر من ذلك ..هي ال تهتم ابدا لكالم الناس لكنها تهتم لدينها جيدا ..ال يجب البقاء معه فهو ليس من اهلها ..وافقها عمر ليتركها علي راحتها علقت هدي قائلة :طيب االوالد ؟؟ عمر :الدادة هتبات معانا اليومين دول وان شاء هللا الفترة دي
هتعدي علي خير هدي :معلش يا عمر انا بجد تعبانه محتاجة ابعد عن كل مكان اجتمعت فيه مع مني ..انا عارفا اني مستحيل انساها بس الذكريات وجعاني عمر :الهروب مش حل ..وعموما علي راحتك وفي الصباح احتضنت هدي الطفلين وغادرت لتذهب الي شقتها وقد اخدت اجازة اسبوع من الشركة وبقيت في منزلها منعزلة عن العالم ال تتحدث مع اي احد واخبرت اهلها انها ستسافر لحضور مؤتمر خارج مصر وسوف تطمئنهم عليها عبر الرسائل قضت اسبوع من االكتئاب الحاد يومها كله بكاء ونوم تاكل ما يبقيها علي قد الحياة فقط فال طعم الي طعام في حالتها هذة ال تشاهد التلفاز وال تتصف االنترنت كعادتها تكتفي بارسال رسائل الهلها فقط وفي اليوم السابع حضر شاب الي الشركة وسال عنها وحزن عندما علم انها في اجازة فهو يعرف عنوان بيتها لكنها اغلقت هاتفها ..هذا الشاب هو صديقها رافت الدكتور النفسي كان قريب منها ويساعدها دائما وهو من عالج ابنه صاحب الشركة التي تعمل بها هدي وكانت هي تلجأ له في اي مشكله ما عدا هذه المرة قررت ان تبقي وحيدة
غادر الشاب الشركة في حزن عندما فقد االمل في رؤيتها فهو ليس لدية جرأة الذهاب الي انسه في شقتها وهي بمفردها اثناء مغادرتة قابل قيس وهو يعرف جيدا انه صديق مقرب لهدي ..نادي عليه توقف قيس لم يعرفه في البدايه لكنه بعد ذلك تذكرة قائال قيس :معقوولة رأفت ..وينك صار لنا حوالي سنه ما تقابلنا فكانت هدي قامت بمعرفتهم علي بعضهم البعض من قبل واصبحوا اصدقاء لكن مشاغل الحياة كانت تلهيهم عن التواصل عكس هدي تماما لم تشغلها الدنيا قط عن السؤال عن احبابها واصدقائها فهي كانت بحرا بالنسبة لهم تفيض عليهم بحنانها الدائم ومواقفها الرجوليه تقف دائما بجانب من يحتاجها . رد عليه رأفت بابتسامة شوق .. رافت :متقابلناش من يوم عيد ميالد هدي السنه اللي فاتت .. اخبارك .وهدي فين ؟ ليه واخدة اجازة وموبيلها مقفول ؟ قيس اجابه بحزن :هدي اه علي اللي حصلها ..ماتت صديقه مقربه الها وهي يا عيني مكتئبه ال بتقابل اي حد وحابسه نفسها بشقتها رأفت :ايه ازاي مبلغتنيش وازاي متحاولش تساعدها يا قيس معقووله !! يال خلينا نروح لها شقتها فورا
قيس :طيب تمام يال بينا غادروا الشركة سويا وذهبوا الي بيت هدي دقوا جرس الباب كثيرا لكن دون اي فائدة فهي مسترخيه علي السيزلوج شاردة ال تنتبه الي شئ حولها وال تريد ان تنتبه غادروا العمارة بخيبة امل كانوا يريدون مساعدتها لكنهم اصروا ان ال يستسلموا ابدا وسيظلوا ورائها الي ان تغادر عزلتها هذة قرروا االتصال بصديقة لها في العمل كانت دائما ع اتصال بها لعلها تساعدهم .لكنها ايضا لم تفيدهم بشئ فــ هدي قطعت كل االتصاالت بجميع البشر غلبها النعاس وبعد ان استيقظت اخذت تمشي في الشقه حتي مرت بجانب باب شقتها وجدت جريدة االخبار فالبواب دائما يرسلها لها من تحت باب الشقة ..هي ليست مغرمة بقرأتها لكنها تهتم بمعرفة االخبار المهمة فقط عناوين وليست تفاصيل اخذتها وجلست علي الكنبه قلبت علي استعجال بها وتركتها امامها بدون اهتمام لكنها اتفاجئت عندما رأت صورة عمر في الصفحة االولي .وقالت عمر !! اصابها الفضول لمعرفة لماذا هو في الجريدة وقررت ان تقرا التفاصيل ..شهقت حين علمت انه خسر مبلغ كبير وشركته سوف تعلن افالسها كان عمر مهندسا يمتلك شركة عقارات كبيرة ..لكنه بعد وفاة
زوجتة مني اصيب باكتئاب وكان ال يغادر المنزل ال ينام وال ياكل حتي شحب لونه وربي ذقنة وشعره واصب مثل رجل الكهف احست هدي بالذنب لعلها لم تتركه ويا تري كيف حال االوالء قررت ان تنهي عزلتها وتغادر شقتها فورا وتتجة الي منزل عمر وصلت ودقت جرس الباب اذا به عمر يفت واذا بها تتفاجئ بشخص لم تعرفه هكذا من قبل فكان عمر دائما وسيما وانيقا حتي في منزله دخلت وجلسوا تحدثت هدي قائلة " ايه اللي انت عامله في نفسك دا يا عمر ؟ " عمر :عملت زيك انعزلت عن العالم سيبت شغلي و ادمرت شركتي هدي :عمر ..وسكتت قليال ثم استكملت ..احنا عندنا نفس المشكلة والزم نالقي الحل .انا هقف جمبك ترجع كل شئ زي االول واحسن ان شاء هللا ..مني مش هتبقي مبسوطة في قبرها وهي شايفانا بحالتنا دي ..ارجوك خلينا نساعد بعض عمر وبعد ان فكر في كالم هدي وافقها ..هكذا استطاعت هدي اقناعه وقام بحلق ذقنه واستعاد هيئتة وارتدي بذلتة واتجهوا هو
وهدي الي الشركة لعلهم يستطيعوا انقاذ اي شئ تحدثت هدي الي قيس وامدت اجازتها اسبوع اخر لكن ليس هذه المرة لالنعزال انما لمساعدة عمر كانوا يعملون ليل ونهار في الشركة يعقدون االجتماعات والمقابالت مع العمالء وبعد فترة رجعت هدي عملها واصبحت تعمل عملها القديم باالضافة الي مساعدة عمر وتسرق بعض الوقت لالطفال التي تتركهم طوال اليوم مع الدادة نج اصدقائها في جعلها تتعالج نفسيا هي وعمر وبالفعل بدأوا بجلسات العالج عند صديقها رأفت النها تثق به كثيرا وتعلم انه متميز في عمله وما ان مررت 3اشهر حتي عاد كل شئ كما كان لكنه بدون مني التي تركت في نفسهم جرحا عميقا ..مع االيام تخدر هذا الجرح لكنة لم يلتأم وبعد النجاح الذي حققه عمر ..قرر مكافاة هدي فهي لها فضل كبير بعد هللا في كل شئ فقرر ان يعرض عليها ان تعمل لدية في شركته بمرتب مجزي جداااا لكنه حزن عندما عرض عليها الفكرة ورفضت بشدة ..احست في ذلك اهانة لكرامتها وللخير الذي تفعله دائما دون انتظار مقابل وطلبت منه ان يتفهم وضعها فتظاهر عمر بانه غير حزين لكنه كان حقا يريد مكافئتها ..وقال في نفسه ما هذه الفتاه قنوعه ومتواضعة والفلوس عندها
اخر شئ تفكرفيه وتساعد الجميع دوون اي هدف لها عكس كل البشر هذه االيام بدأت تروق له هدي ..بدأ يحب ان يراها ..يحب ان يتحدث اليها ..يشارك رايها في شغله وكل شئ يخص حياتة ..لعله بدأ يعشقها ..لكنة كان يطرد هذة الفكرة دائما من رأسه فهذه هدي رفيقة مني التي كانت حبيبتة وزوجته وام اطفاله . عادت هدي الي منزلها بعد ما رفضت عرض عمر عليها اخذت وقت كبير للتفكير فيما حدث لها ..حاول الشيطان اقناعها بان خسرت فرصة كبيرة لكنها مقتنعه تماما بما فعلته شردت كثيرا لم يوقظها سوي رنه هاتفها ..اذا به رقم غير مسجل لديها نظرت هدي للرقم باستغراب وقالت :يا تري مين ؟؟ وقامت بالرد علي الهاتف :الو ..مين معايا ؟؟ علي الطرف االخر ردت سيدة :معك ملجأ السعادة ..حضرتك كنتي موجودة عندنا من سنة تقريبا واتكلمتي معانا في موضوع انك تكفلي طفلة من عندنا هدي تحاول ان تتذكر ما حدث في ذلك اليوم بالتفصيل ثم اجابت :اه بالفعل فاكرا دا ..يا تري لقيتوا الطفلة المناسبه ؟ السيدة :علشان كدا بكلم حضرتك ..ممكن تيجي الملجأ بكرة؟
هدي :اكيد ممكن هكون عندكم 01بالظبط ان شااء هللا السيدة :تمام ..شكرا باشمهندسة هدي هدي :العفو مع السالمة اغلقت هدي الهاتف وهي ال تعلم ما حل بها احقا يكون الحلم الذي تحلم به منذ ان كانت بالجامعة يكاد ان يتحقق ..بالفعل ستجد الطفلة التي ستكون هي امها ..وستكون بجوار الرسول في الجنة بسببها وستشعر بكل االمومة معهاا نزلت دموعها من الفرحة احقا هللا يكافأها علي الخير الذي فعلتة مع مني وعمر لكن هذه المكافاة اكبر بكثيرررر من مكافاءة عمر لهاا يا هللا كم انت كريم لم تسطيع النوم فهي تفكر في موضوع الطفلة ..وماذا لو لم يجدوها ويكونوا اتصلوا لشئ اخر بدأ الشك يراودها حتي جاء الصباح وذهبت مسرعة الي الملجأ اتصل بها عمر وايضا قيس لكنها لم تجيب علي اي اتصاالت يكفيها توترها دخلت غرفة االدارة ورحبوا بها كثيرا ..كانت متشوقة جداا لسماع ماذا سوف يقولون .كاانت تنصت اليهم بكل اهتمام وما ان اخبروها انهم بالفعل وجودا البنت المناسبه انفجرت منها تنهيدة كانها كانت ميته واستعادت حياتها وشكرت هللا كثيييرا
ثم خطر ببالها اشياء كثيرة ستعوقها عن هذه الخطوة ..كيف ستخبر اهلها بموضوع الطفلة البد من تمهيد وتفكير وتخطيط جيد لهذا علقت قائلة " انا طبعا متشكررة ليكم جدا بجد انتوا حققتولي حلمي بس في مشكلة ..ممكن البنت تفضل بالملجأ الفترة دي عما اظبط اموري واخدها تعيش معايا " نظر الموظفات الي بعضهم البعض كإن هناك شئ ما يخفوه ثم علقت احدي الموظفات قائلة :حضرتك بالفعل مش هتعرفي تاخدي البنت تعيش معاكي ..النك مش متجوزة وقع هذا الكالم علي هدي وقع الصاعقة وقالت بكل عصبيه هدي :نعم ..يعني ايه امال هكفلها ازاي الموظفة :حضرتك هتبقي مسؤلة عنها زي مامتها بالظبط بس مش هتعيش معاكي ممكن تخرجوا سوا بس بشروط وترجعيها في الوقت اللي احنا نحدده وهيكون معاكي حد من الملجأ هدي قد احترق دمها واحست ان حلمها انهار بعد ان كاد ان يتحقق قالت :ال كدا مش هينفع ..بعد اذنكم وغادرت الملجأ وهي منهارة دموعها تسبق خطوتها ركبت سيارتها احست انها الشئ ضائعة رجعت بيتها خائبة االمل بعد ان غادرتة في الصباح وهي في قمة سعادتها اغلقت هاتفها ولم
تذهب الي عملها فقط هربت الي النوم تعجب عمر كثيرا لماذا هي لم ترد علي مكالماته ولماذا اغلقت هاتفها بعد ذلك ..واخذ يتذكر هل فعل شئ يضايقها البارحة لكنهم كانوا سويا ..ايكون موضوع المكأفاة هو ما غيرها هكذا فات يومان ولم يستطيع الوصول اليها بدأ يقلق لعل اصابها مكروه وقرر الذهاب الي شقتها وكانت هذه اول مرة يزورها بمفرده دق جرس الباب فلم تهتم فهي كعادتها عندما تكون حزينه ال تجيب علي الهاتف وال تفت الباب الحد ..اخذ عمر ينادي عليها وعندما سمعت صوته قامت مسرعة ارتدت عبائتها وحجابها وذهبت لتفت الباب وكان هو يطلب االسانسير ليغادر ولكنه توقف عندما راها تفت الباب نظر اليها نظرة دهشة وتعجب فهو لم يراها هكذا دون اي تكليف من قبل وبعد نظرات وصمت طويل كسرت هي تلك الصمت قائلة هدي :اهال باشمهندس عمر اتفضل عمر دخل بدون ان يتكلم فهذه اول مرة يزور فتاه في بيتها بمفردها لعلها فهمته خطأ تركت هدي باب الشقة مفتوحا فال يجوز غلق الباب عليهما
وهما بمفردهما وهي ايضا ال تثق بالرجال قط انتبه عمر انها لم تغلق الباب فعلق قائال :كويس انك سبتيه مفتوح انا اسف جدا اني جيتلك شقتك بس مكنش في طريقة تانيه اعرف اوصلك بيها احس عمر انه اشتاق اليها كثيرا فهو اصب يحب وجودها في حياته لكنه كان من المستحيل ان يخبرها بهذا الشعور خجلت هدي كثيرا فهي لم تستقبل رجل بمفرده في شقتها من قبل وحاولت ان تخفي ارتباكها قائلة :هقوم اعملك حاجة تشربها عمر :ال يا هدي انا مش جاي اشرب حاجة انا عاوز اعرف مالك سالت عليكي في الشركة بقالك يومين مروحتيش هو انا زعلتك ف حاجة ..العرض اللي عرضته عليكي ضايقك. قاطعته قائلة :ال وهللا ابداا بس حصل لي مشكلة صغيرة كدا امبارح وضايقتني جدا فحبيت ابقي لوحدي فترة عمر :هروبك دا مش حل واجههي وفكري واكيد في حل وطبعا انا موجود ومستعد الي مساعدة هدي :لالسف محدش غير ربنا اللي ممكن يساعدني في الموضوع دا انت بس ادعيلي عمر :ماشي يا ستي علي راحتك .يال قومي البسي وانا هنزل
استناكي في العربيه هدي :هنروح فين؟؟ عمر :هنروح جمعية رسالة ..نسيتي رسالة ..بقالنا فترة مروحناش ..دا المكان الوحيد اللي برتاح فيه ومتاكد انك كمان بترتاحي فيه هدي :رسالة دي عشقي ..تمام دقايق وهكون جاهزة عمر :تمام خدي وقتك مستنيكي قالها وهو يغادر باب شقتها ..اغلقت الباب ورائه وجهزت نفسها بسرعة ووصلوا رسالة واخذوا يمارسون الخير هناك وفي وسط انشغالهم وقعت عين عمر علي هدي .واخذ يفكر ما الشئ الذي يشغلها ويجعلها شاردة ومنعزله هكذا لعله يريد ان يقتحم مملكة هذه الفتاه الذي اصب كل شئ بها يعجبة فهو يري فيها مني زوجته الراحلة التي كان يعشقها كثيرا ..كان يحاول دائما طرد فكرة االعجاب بــ هدي من راسة لعله بذلك يخون مني انهوا عملهم في جمعية رسالة وغادروا واوصلها لبيتها وغادر هو وكان في قمة سعادتة بقضاء الوقت معها حقا كان يشتاق اليها بشدة . وصلت شقتها وكانت حالتها تحسنت كثيرا فهي تري جمعية
رسالة وعمل الخير دائما عالجها ..اخذت تفكر ماذا ستفعل بموضوع الملجأ ثم انتهي بها تفكيرها ان تذهب اليهم وتوافق علي شروطهم ثم تذكرت انها تعاملت معهم بقلة زووق فليس هذا من طبعها فقررت ان تصل ما افسدته ..في الصباح اشترت باقة ورد وكتبت عليها اعتذار للمجأ واخذته وذهبت فهي تري الورد دائما يتكلم عنها وانه يأسر المهدي اليه ..وصلت الملجأ وقدمت لهم الورد واعتذرت لهم عن ما صدر منها في المقابلة السابقة وانها موافقه علي كل شروطهم وبالفعل بدأت في اإلجراءات واخذوها لكي تري الطفلة وعندما راتها اثرت قلبها وعقلها وكل شئ فيها كانت في سن الــ 5سنوات بيضاء ذو شعر اسمر ناعم رقيقة تشبة المالئكة ..اقتربت هدي منها وسالتها عن اسمها لم تجيب البنت فتعجبت هدي ونظرت للموظفة فاجابتها ان اسمها فاطمة وهي ال تحب اسمها ..فابتسمت لها هدي قائلة :بسيطه من النهاردا اسمك رنزيمي ودلعك رنزي وانا ماما هدي اتفقنا الطفله ابتسمت قائلة :ماشي هدي :حبيتي االسم ؟؟ الطفلة :اه وحبيت ماما هدي هدي فرحت كثيرا واحتضنت الطفلة بشدة وقضيت معها اليوم
كله ..كان ال يريد كل منهما ترك االخر يذهب غادرت هدي الملجأ وهي في قمة سعادتها ..كانها طائرة مع المالئكة فاخيرا تحقق حلمها الذي تبحث عنه منذ سنوات فهي تريد ان تصب ام لطفلة باسم هي تعشقة لكنها ال تريد رجل في حياتها واخيرا تحقق الحلم واصب حقيقة فهي االن تمتلك ابنه ومسمية باالسم المفضل لديها رنزيمي في اليوم التالي ذهبت الي عملها واصحبت تنظم حياتها جيدا بالصباح في عملها وبعد الظهر حتي العصر في جمعية رسالة ومن ثم بعد ذلك تحتل رنزيمي كل يومها حتي الليل وكانت كل فترة تقابل عمر وتذهب لتطمئن علي اطفاله وفي نهاية االسبوع تعود الي اهلها في الريف لقضاء العطلة معهم فهم ليس لهم اي علم بموضوع ابنتها بعد انتظمت حياتها بشكل كبيرر بين عملها وابنتها وعمر واطفاله وزيارة قبر مني باستمرار والخير الذي تفعله في جمعية رسالة وبعد مرور حوالي سنة علي وفاة مني وبالتحديد في اليوم السنوي لوفاتها قام عمر بعمل صوان تحت منزله وتجمع كل االهل واالقارب واالصحاب واستمعوا للقرأن الكريم وجاء الي الصوان رجل يرتدي بذلة سوداء لعله شخص مهم لكنه وض عليه كانه يبحث عن شئ ما ان وجد عمر فذهب اليه وسلم عليه قائال :اهال عمر ازيك ..انا محمد صديق قديم لمني تذكرتني ؟
عمر اخد يفكر قليال ثم تذكر انه قابله قبل وفاة مني بايام في المستشفي بعد ان جاء محمد لزيارتها ورد عليه قائال :اه طبعا فاكرك محمد :كيف مني ان شاء هللا تحسنت صحتها ..انا اسف اضطريت اسافر فجأة المريكا ويدوب لسه راجع ..وبعدين هو دا عزاء مين ؟؟ اجابه عمر في حزن :مني اتوفت بعد زيارتك بكام يوم محمد وقد صدمه الخبر :البقاء هلل كإن قلبها كان حاسس سبحان هللا ..المهم انا عاوزك في موضوع مهم ضروري انتظروا حتي انهوا قراءة القران وغادروا جميع الناس واخذه وطلع شقته ضايفه وبدأوا بالحكي عمر :خير استاذ محمد قلقتني ؟ محمد :انا مش عارف اجبلك الموضوع ازاي ..مبدأيا كدا انا شغال محامي ومني قبل وافتها اتصلت بيا وطلبت مني اجيلها المستشفي ضروري عمر باستغراب :وهي كانت عاوزاك ليه؟؟ محمد :كانت عاوزا تكتب وصيتها عمر :وصيتها !!
محمد :اهي اتفضل اخذ منه عمر الورقة وكاد قلبه ان يقف من الصدمة وصاح قائال "ايه دا لو مكنتش متاكد ان مني متجننتش كان مستحيل اصدق الكالم دا .مني ليه عملت كدا ؟؟ انا هتجنن" محمد :اتكلمت معها كتير وحاولت اقنعها بس هي رفضت تماما واصرت علي رايها عمر :ازاي ازاي تكتب في وصيتها اني الزم اتجوز هدي وان هي الوحيدة اللي ممكن تأمنها علي اطفالها وازاي كمان تطلب مني اني الزم اجيب منها طفل دا بجد جنان انا هيجرالي حاجة مش قادر استوعب محمد :احنا مش هنعرف نفكر لوحدنا في طرف تالت في الموضوع ..هدي الزم تكون موجودة وتفكر معانا عمر :معاك حق ..بس انا مش عارف هقولها الموضوع دا ازاي محمد :حدد معاها معاد بس نتقابل وانا هتصرف غادر محمد وترك عمر في حيره من امره ماذا سيفعل سيوافق بتنفيذ وصيه مني ..اليس هذا ما تمناه ان يعشق هدي ..ها هي مني تسم له بالزواج منها معني ذلك انه لن يشعر بالخيانه تجاه مني اذا تزوج هدي ..لكن يا تري هل ستوافق هدي عليه
قضي ليله كله في التفكير ..لم يستطيع النوم ..انتظر حتي الصباح وعندما رأي الوقت مناسبا اتصل بهدي وحدد معها ميعاد ان يتقابلوا في شركته ذهبت هدي في المعاد المحدد وبالفعل كان وعمر ومحمد ايضا في انتظارها ..وصلت الشركه القت التحيه لكنها استغربت بوجود شخص ال تعرفه لعلها جاءت في وقت غير مناسب اقترحت ان تنتظر بالخارج اذا كان عمر مشغول لكن تحدث محمد قائال :ال يا باشمهندسة احنا اصال كنا في انتظارك تعجبت هدي ..من هذا الذي يعرفها جيدا وينتظرها ايضا .. جلست هدي وينتابها الفضول لتعرف ماذا يريدون منها فت عمر الحوار قائال :بصي يا هدي محمد محامي وصديق قديم لمني هللا يرحمها هدي :اهال وسهال محمد :اهال بيكي ..مني حكت لي عنك كتيير هدي :هللا يرحمها اظهرت انها لم تهتم بما قالته عنها لكنها كان ينتابها الفضول لتعرف ماذا قالت امسك عمر بورقة وقال :مني كتبت وصيتها قبل ما تموت بايام تعرفي حاجة عن الموضوع دا ؟
هدي :وصيه !! مجبتليش اي سيرة عن الموضوع دا ..غريبه !! مني مكانتش بتخبي عني شئ ابداا محمد :اعذريها انت بالذات مكنش ينفع تعرفي طول ما هي عايشه ردت بعصبية وقد ضايقها كثيرا كالم هذا الرجل الغامض : وليه انا بالذات بقي ؟؟ محمد قام باخذ الورقة من عمر وعطاها لها هدي اخذت الورقة وبمجرد ما نظرت وقرأت ما بها قامت من ع الكرسي في غضب وتكلمت في عصبيه شديدة قائلة :ايه التهريج دا مستحيل مني تعمل كدا دا كله لعبه ولالسف لعبتكوا مكششوفه اوي يا اساتذة وقامت برمي الورقة علي المكتب وغادرت مسرعه ..جلست في سيارتها تتذكر كل كلمة قرأتها ال يمكن لها ان تصدق ذلك كيف !! ظلت جالسه في سيارتها المركونة امام الشركة لم تغادر .. تفكر بالموضوع وتري انها تسرعت باالنفعال هكذا ربما حاولت ان تفهم الموضوع اكتر ..ربما اشياء كثيررة مفقودة لديها قررت ان تعود مرة اخري لمكتب عمر ..دخلت واعتذرت لهم
وقالت :انا اسفة جدا علي انفعالي وعصبيتي دي ..بس اصل الكالم دا مفيش مجنون يصدقه قاطعها عمر قائال بعصبيه :ومين قالك اني صدقت الكالم دا ف البدايه يا هدي انا زيك بالظبط مذهول ومش عارف ليه مني عملت كدا حاول محمد تهدئتهم وقاطعه قائال :مني كان كل همها قبل ما تموت انها تبقي حاطه اوالدها في ايد أمينه ..وانتي يا هدي االيد االمينه دي هدي :وليه تطلب اني اجيب طفل من عمر محمد :النها كانت خايفه ان عمر يشترط عليكي متجبيش اطفال هدي :من الواض ان مني حبكت كل شئ قبل ما تموت محمد :حقها ..االم ممكن تضحي باكتر من كدا علشان والدها هدي :يعني ايه المطلوب مني دلوقتي ؟؟ محمد :انك تفكري كويس انتي وعمر وشوفوا هتنفذوا الوصيه وال تقطعوها وال كانكوا شفتوها اصال ..الوصيه عندكم ورقمي معاك يا عمر ..لما تقرروا كلموني ..بعد اذنكم اوقفته هدي قائلة ....
هدي :مني لو كان عندها مجرد شك اننا مش هنفذ الوصيه دي مكنتش كتبتها اصال محمد :مني كانت بتثق فيكم كتيير ..اسمحولي امشي مع السالمة قال ذلك بعصبيه وكانه يتهمهم بجريمة فليس من حقهم ثقتها اذا فكروا مجرد تفكير في عدم تنفيذ الوصيه غادر محمد المكتب وترك عمر وهدي بمفردهم وكل منهما ينظر اللي الورقة الملقاه علي المكتب التي محدد فيها مصير كل منهما تكلمت هدي قائلة :عمر انا مش قادرة افكر في اي حاجة ارجوك انا هستأذن وافقها عمر وهو يهز رأسه قائال :طبعا اتفضلي ومتنسيش تفكري كويس زي ما انا كمان هفكر كويس وارد عليكي وهبقي مستني برضو ردك تمني عمر لو قال لها انه بالفعل تمني حدوث ذلك تمني ان تصب زوجتة لكنه احس منها بالرفض الشديد لعلها تاخذ وقتها وتوافق قالت هدي :تمام ان شاء هللا هفكر واكلمك ..سالم عمر :مع السالمة
كان يريد ان يقول لها سانتظرك مهما طال تفكيرك يا هدي فانا حقا موجوع وانتي دوائي ذهبت هدي الي البيت وكأن احد ما ضربها ضربة قاسيه علي راسها فافقدها وعيها ..لم تتذوق عينيها النوم هذة الليله قط اخدت تفكر كثيراا ..ففي زواجها من عمر كثيير من الفوائد تستطيع تحقيق حلمها واخذ ابنتها رنزيمي لتعيش معها و تسيطيع رعاية اطفال مني عن قرب و تسيطيع ارضاء والدتها الن تريدها ان تتزوج و ستكون قد نفذت وصيه مني وسترتاح في قبرها لكن عمر هل سيقبل بشروط هدي ..حدثت نفسها كثيراا قائله ... "الزم اروح له الصب واقوله شروطي وهللا يقدم الخير" هدئت قليال ونامت وفي الصباح استيقظت وكانت تستعد للذهاب له ..واذا بهاتفها يرن انها مكالمة من عمر عمر :صباح الخير يا هدي هدي :صباح النور يا عمر عمر :الزم اشوفك اليوم
هدي :اصال كنت بلبس وجيالك احس عمر بفرحة لعلها اخيرا قررت الموافقه فهو لم ينم طوال الليل هو االخر اخذ يفكر كثيرا في حلول تغري هدي وتجعلها توافق بزواجه الي ان انتهي به المطاف ان يحدثها في الصباح ويقابلها ويخبرها بكل شئ في شركة عمر ..تقابال االثنان كانوا خجولين كعروسين اول مرة يلتقيان ..ال يستيطع كل منهما النظر في عين االخر تجرأ عمر وتقدم هو بالكالم قائال عمر :هدي انا فكرت في شويه حاجات كدا هقولك عليها هدي :اكيد اتفضل عمر :بصي يا هدي ..انا طبعا كدا كدا الزم اتجوز علشان اجيب ام الطفالي ..بس الزم اختار كويس الني مش عاوز اجيب لهم مرات اب ..عاوز ام زي مني كدا بالظبط ..وانا شايف ان انتي اكتر وحدها بتشبيهيها زي ما هي كانت شايفه كدا ومبدأيا مش هلمسك وال هقرب منك اال لما انتي تبقي حابه كدا ومش هغصبك علي حاجة ابدا مهما حصل وربنا يقدرني وواعيشك سعيدة صمتت هدي لم تستطيع الكالم ولكنها جمعت قواها وتجرأت
فهذا الموقف لن ينفع فيه الخجل .وردت قائلة هدي :بص يا عمر انا مبدأيا موافقه علي كل كالمك دا ..بس انا عندي شويه شروط كدا لو وافقت عليها يبقي علي بركة هللا عمر :حقك طبعا ..اتفضلي انا سامعك ..وبالمناسبه اطلبي مهر وشبكة زي ما انتي عاوزا بس اسف مش هينفع نعمل فرح هدي :انا مبهتمش بالشكليات دي واعتقد انت عارفني كويس .. الموضوع اهم من كل دا ..انا عندي بنت عمرها 5سنين اسمها رنزيمي عمر رد بصوت مرتفع :بنت ازاي يعني ؟؟ احست هدي انه يتهمها بان هذه ابنة حرام واسرعت قائلة هدي :ال متفهمش غلط ..دي بنت من ملجأ انا كفلتها من كام شهر كدا عمر وقد وض له االمر وكبرت هدي بنظره اكتر وقال :اها فهمت ردت هدي قائلة :حاليا مينفعش اخدها بيتي الني مش متجوزة ..ينفع بعد الجواز تيجي تقعد معانا في البيت وهصرف عليها من مرتبي مش هكلفك اي حاجة تخصها رد عمر بغضب :هدي بنتك هي بنتي وهتبقي زي ملك واحمد بالظبط
ردت هدي بفرح بعد ان رسمت ابتسامه مشرقه ع شفتيها :بجد يعني انت موافق عمر :طبعا وهو انا اقدر اقول للخير الء هدي :ال معلش يا عمر الخير دا بتاعي انا ومش هسم لحد يشاركني فيه ..انا اللي بكفلها وانا اللي مسؤله عنها وانا اللي هصرف عليها ..الني عاوزا ابقي جمب الرسول في الجنه ومش هسم لحد يسرق مني الحلم دا رد عمر وهو يضحك :ماشي يا ستي مش هسرقه منك ..ها عندك شروط تانيه ؟؟ هدي :ال مفيش اي شروط ..بس في مشكلة عمر :خيررر ؟؟ هدي :موافقه اهلي ..اكيد مش هتجوز من وراهم عمر :طبعاا طبعاا ..حددي معاد مع والدتك علشان اروح اطلبك منها هدي :سيبني بس ارجع البيت واظبط معاها الموضوع االول عمر :تمام ..هدي اوعديني مفيش مشكلة تفرقنا ونواجهه مع بعض اي مشاكل
هدي ال تثق في الرجال ولكنها تثق في نفسها فقالت له :اوعدك يا عمر تقبل عمر هذا بابتسامة رقيقة هادئة مما جذب هدي اليه فهي االن تراه زوجها الذي لم يعقد عليها بعد لكنها من جانب التفكير انه كان زوج مني تشعر بالخيانه لكنها تتذكر ان مني من ارادت هذا الزواج فتطمئن لذلك غادرت هدي وهي تحس ان اخيرا القدر سبيتسم لها لكنها كانت تدرك حجم العقبات التي ستواجهها في اقناع اهلها قررت تجهيز شنطتها والسفر فورا الي قريتها حيث يسكن اهلها ..تفاجأت امها عندما رأتها بمنتصف االسبوع واحست ان هناك خطب ما عندما ارتاحت ابنتها من السفر دخلت غرفتها وتحدثت اليها االم :خيرر ليه جاية في نص االسبوع ؟؟ في حاجة ؟؟ هدي وهي تبسم :بصراحة اه يا ماما في حاجات االم :طيب خير هدي :خيرر اووي ..ركزي معايا بس كدا واسمعيني ..انا جايلي عريس االم :بجد الحمد هلل واخيرا عجبك حد
هدي :اه يا ماما اخيراا لم تخبر امها شيئا عن موضوع مني ..فاهلها ال يعرفون مني وال عمر ابداا من قبل ثم اضافت قائلة :بس هو فيه عيب صغنن كدا بس انا هتغاضه عنه عادي االم :طيب قولي عيبه ايه ؟ هدي وهي خائفه :هو كان متجوز قبل كدا وعنده طفلين االم بصوت مرتفع :متجووز !! ال ابدا مستحيل اوافق هدي تحاول تهدئتها :يا ماما دي مراته اتوفت من يجي اكتر من سنه ووالده صغنين وانا بحبهم اووي الني اعرفه هو معايا في جمعيه رساله وبعدين هو مش انتي نفسك تجوزيني وتفرحي بيا هدي تتحدث بمكر تعلم ان امها ستوافق النها تريد زواجها االم :طيب سبيني افكر هدي :مااشي ..هستني منك رد بكرة ان شاء هللا االم :طيب يال نامي اخذت االم طوال الليل تفكر وتفكر وتفكر ..ربما ان لم توافق علي هذا العريس لن تتزوج ابنتها ابدا ..وطالما ان زوجته
متوفيه ال مانع في ذلك ..لكن المشكله في اوالده ..ال تعلم االم ان يوجد البنتها ابنه وهذه ستكون مشكله اكبر قررت هدي ان تخفي موضوع ابنتها تماما حتي ان يتم الموضوع وتتزوج عمر وبعدها تخبر اهلها فهم وقتها لن يستطيعوا فعل شئ طالما هي اصبحت في ذمة رجل ومسؤلة منه كل ما يهمها االن موافقه امها فهي ستقنع اخواتها بالموافقه جاء الصباح وهدي لم تعرف النوم تنتظر قرار والدتها وفجأة دخلت امها عليها الغرفه وجدتها مستيقظة قالت :غريبه صحيتي بدري ..انا معرفتش انام من التفكير في موضوعك هدي تحدثت بلهفه متشوقه لسماع القرار :ها وقررتي ايه يا ماما ؟ رات االم في عيون ابنتها الحب واالمل فلم تريد ان تكسر بخاطرها وقالت :انا موافقه بس بشرط هدي :شروطك كلها هتتنفذ االم :طيب اسمعيها االول ..بصي الزم يحط لك فلوس باسمك في البنك ويجيب لك شقه وعفش جديد وشبكه طبعا وفرح هدي لم تندهش من كالم امها فهي دائما هكذا تنظر للماديات وراحت تتحدث بهدوء الي امها :المهم تكون بنتك سعيدة ص
..يبقي منبصش لحاجة تانيه بقي وانا مش هتنازل عن حقي متقلقيش ..المهم هتقولي الخواتي ازاي ؟؟ االم :متقلقيش انا هتصرف ..هجمعهم علي العشا واقولهم من حسن الحظ ان اخواها الكبير كان في مصر في اجازة .. فجمعتهم امها وعرضت عليهم الموضوع ..فرفضوا في البدايه لكن امها نجحت في اقناعهم حددوا ميعاد وتقدم عمر لطلب يد هدي ..لم تكن هدي خجولة فهي تعلم ان الموضوع كله اتفاق بينهم وهم في النهايه سيعيشون اخوه ,,عمر لن يقترب منها ..علي الرغم من انها لم تثق في رجل منذ فترة كبيرة ..اال انها حقا وثقت في عمر وتمنت ان تكون هذه الثقه في محلها وأن ال يخيب ظنها مثل ما فعل البقيه تحدثوا واتفقوا علي كل شئ وبعد مشاورات ومجادالت قرروا ان يتم كتب كتاب فورا وستلبس هدي فستان عروس بناءا علي رغبه امها لكن لن يقام حفلة زفاف لكن عمر طبعا سيحضر شبكة بمبلغ محترم ..وافق عمر علي طلباتها وتم تحديد الموعد وقبل الموعد باسبوع تقريبا اتصل عمر بهدي واخبرها انه تحت عمارة شقتها ينتظرها ان تلبس وتنزل له فورا سيذهبون الي مشوار معا تعجبت هدي كثيرا لكنها نزلت له فورا وذهبت معه واذا به
يتوقف امام محل كبير جدا لبيع فساتين الزفاف تعجبت كثيرا قال لها عمر :انزلي ومن غير كالم وتعالي معايا نفذت كالمه دون ان تفهم شيئا ..دخلت معه رحبت بهم فتاه كانت تعمل بالمحل قالت لهم "اتفضلوا" في غرفة االنتظار دخلت داخل المحل وخرجت بعلبه كبيرة بيضاء ملفوفة بشريط ستان احمر علي شكل فيونكه ..جاءت بها وتركتها امام هدي وقالت لها "الف مبرووك يا عروسه" هدي تعتقد انها تحلم ..ما هذااا !! اخذت تنظر للفتاه في دهشه ثم فاقت من شرودها وردت عليها "هللا يبارك فيكي شكراا" قام عمر بفك شريط العلبه واخرج فستان زفاف ..ابيض منفوش ومزين بقطع االحجار السيلفر الذي تشبه االلماظ بدي الفستان يشبه فساتين الملكات وركع علي قدميه وقدمه لها شهقت من هول المنظر وامتألت عينيا بالدموع فهي لم تتوقع ان يحدث هذا من قبل وال كانت تريد ان يحدث االن تحرك قلبها الذي اغلقته لمدة سنوات طويله ..صمتت لم تعرف بماذا تبوح قامت باخذ الفستان من يد عمر وجلست علي الكرسي مزهولة اقترب عمر منها قائال :كان نفسي اقدمه ليكي قدام كل الناس
واقولك تتجوزيني نظرت اليه في دهشه محدثة نفسها ..ما الذي يفعله هذا اليس زواجنا مجرد اتفاق ؟! عمر الحظ صمتها واندهاشها ..سالها ماذا بها ..اجابت الشئ عمر :الفستان معجبكيش ؟؟ ممكن نغيره وتختاري اللي يعجبك هدي :ال الفستان يجنن ..انا عمري في حياتي ما توقعت اني البس فستان بالجمال دا رد عمر وهو يتغزل بها :انتي مقامك اعلي من كدا يا هدي الول مره تنظر في عينيه وتقرأها جيدا رات بها احبك بكل لغات العالم ..زادت حيرتها اكثر وقالت في سرها :معقول يكون غير رايه في موضوع انه مش هيقرب مني وال هو بيجر ناعم معايا علشان احبه الحظ عمر شرودها قائال :هدي في ايه مالك ؟ هدي :بص يا عمر هو احنا مش علي اتفاقنا برضو ابتسم لها عمر قائال :انا مبخلفش وعد انا اديته لحد ..متقلقيش اطمأنت هدي قليال ..يعني هذا ان مشاعره هذه صادقه فهو ال يريد شئ مقابل هذا ..اهو يريد قلبها ال جسدها ..تمنت هدي ذلك حقا
عادت الي شقتها ووضعت فستانها مفرودا علي السرير ونامت هي علي الكنبه خوفا علي ان يتلف غرقت في نومها وهي تحلم به ..اول مرة تحلم بفستان زفاف فهي عاشت سنينها الماضيه تكره هذا الثوب وتكره الرجال ..احقا بدا قلبها يخفق ل عمر !! ذهب عمر الي والدته ليخبرها بموضوع زواجه فالبد ان يخبرها اوال النه ليس لديه غيرها فوالده متوفي منذ ان كان عمر بالجامعة قالت له والدته :حقك يا بني انت لسه صغير محتاج واحدة تكمل معاك حياتك وترعي اوالدك بس الواجب تستأذن ام مني عمر :فكرت في كدا يا امي ..بس مش عارف اقولها ازاي والدته :طيب قوم بينا نروح لها ذهبوا الي ام مني وجدوها بمفردها ..فهي إعتادت ان تعيش بمفردها بعد موت زوجها قبل 3سنوات فهي مسنه ال تقدر علي التحرك كثيرا وال الخروج من البيت لذلك كان عمر يذهب ب االطفال اليها كل اسبوع لتراهم . رحبت بهم كثيرا ..وعندما عرضوا عليها الموضوع تذكرت مني وبكت ..حاولوا تهدئتها فوجدت انه ال فائدة من ردها فهم جاؤا ليخبروها فقط ان فتاه
اخري ستحل محل ابنتها رجع عمر بيته مرتاح البال فهو اخبر والدته ووالدة مني وكل االمور علي ما يرام االن .. استيقظت هدي في اليوم التالي وجرت عدة مكالمات هاتفيه قبل ذهابها الي العمل ..فهذا اخر يوم لها في عملها قبل ان تاخذ اجازة لتستعد لتجهيزات كتب الكتاب اتصلت بصديقتها في الشركة التي كانت دائما علي اتصل بها وصديقها رأفت الدكتور النفسي وقيس وبلغتهم جميعا انها تريد ان تراهم في مكتبها غادرت وذهب الي الشركه وجدتهم ينتظرونها ..القت عليهم تحية الصباح وجلسوا سوويا يتحدثون عن احوالهم ثم قال رأفت :هدي في ايه مجمعانا ليه علي الصب كدا ؟ هدي :بس وحشتوني ..قالتها وهي تضحك هذه االجابه لم تقنع رأفت فهو يعرفها جيدا ويستطيع فهم ما يدور برأسها دون ان تتكلم فهو طبيبها وصديقها واخوها اضاف قائال :طيب يال مستنين نسمع منك قوولي ضحكت هدي :اه منك دايما فاقسني كدا ..طيب خالص بصوا هو في موضوع كدا غريب شويتين وحكت لهم موضوع الوصيه التي كتبتها مني
اصابهم جميعهم الدهشه ..وقال قيس :طيب انتي هتعملي ايه هدي ؟ ردت هدي بجديه :انتوا شايفين قدامي حل غير اني اوافق ثم ردت صديقتها بعصبيه :بس كدا انتي تبقي اتجننتي ازاي عاوزا تدفني شبابك دا مع واحد متجوز ومعاه طفلين ..فوقي يا هدي انتي حاسه بخطورة الي بتعمليه كان قيس رأيه من رأي صديقة هدي لكن رأفت كان يعلم جيدا ان هدي اختارت الصواب فهي بالفعل فكرت وحققت وشرطت قبل ان توافق علي هذا نظرت هدي لرأفت لعله هو الوحيد الذي يفهمها ابتسم لها قائال :اعملي اللي انتي مرتاحه له بس يا هدي طمئنها كالم رأفت ..وقالت طيب انا كتب كتابي يوم الجمعة هتسبوني لوحدي ومش هتبقوا جمبي ؟ رد رأفت :انا عن نفسي شاهد علي العقد واتبعه قيس وانا كمان نظرت لصديقتها بحزن وقالت :وانتي مش هتلبسيني فستاني ؟؟ دمعت صديقتها واخذتها في حضنها قائلة :انا نفسي اشوفك اسعد واحدة في الدنيا قالت هدي :ادعيلي وان شاء هللا هبقي سعيدة مع عمر ..انا
هاخد اجازة من الشركه بداية من اليوم علشان يدوب الحق اجهز نفسي ..محتاجة مساعدتكم رد جميعهم :احنا جمبك علطول يا هدي ابتسمت هدي قائله اليوم هتيجوا معايا علشان اختار العفش هنتقابل الساعه 5تمام ؟ ردوا :تمام نزلوا جميعهم وعمر معهم ليختاروا غرفه نوم مناسبه ..فهدي لن تغير شيئا سوي غرفة نوم مني فقط ..لكن كل شئ في الشقه سيبقي كما هو علي ذوق مني اختارت غرفه بسيطه وبسعر بسيط فهي ال تحب البذج الفارغ وال البهرجة الكثيرة ..اعترض عمر وقال لها :اختاري اللي يعجبك ومتبصيش للسعر هدي :مالوش لزوم نجيب افخم حاجة موجوده ..انا عاوزا اوضه نومي تكون بسيطه اوي واختارت غرفه مطعمة باللون السيلفر الالمع مع تداخل لوني االسود والرصاصي ..في شكلها المجمل تعطي اضاءه رائعة واستعدوا في اليوم التالي لشراء الشبكه لم يذهب معها اي احد من اهلها فقط هي واصدقائها وعمر ..فهي ال تريد هيصه كما يفعل بقيه الناس والبد ان يكون في احترام لروح مني المتوفيه
من زمن ليس بعيد فقط سنه ونصف اشتري لها عمر شبكه فخمه كثيرا ورقيقة وناعمة تشبهها تماما كانت مبسوطة وفي قمة فرحها كأنها تحلم ..في وسط كل هذا لم تنسي ابنتها كانت تزورها ووعدتها انها قريبا ستأخذها في بيتها ألنهم تعلقوا كثيرا ببعضهم البعض لكنها حزنت ألنها ال تستطيع احضار البنت لحضور حفلة كتب الكتاب ستقول ألهلها من هذه ..فهذا ليس الوقت المناسب إلخبارهم قرروا ان تقام الحفلة في شقة عمر ألنها كبيرة جهزوا كل شئ للحفلة واجتمع االهل واألحباب وعلقوا الزينة في بيت عمر وكانت هدي تجهز برفقه بنات العائله وأصحابها في شقتها وذهب عمر ليحضرها كان عمر يدق جرس شقتها حتي انفت الباب وظهرت هي في كامل جمالها ..كأنها بدر يوم تمامه ..كأنها ملكة زفت للتو علي عرشها تشع نورا يخطف االبصار ..اخذ ينظر اليها وعينه مليئه بالحب واالعجاب ..استحت هي ونظرت في االرض واخذها عمر وذهبوا الي شقته ..زفت باحلي واغلي الفرق الموسيقيه الي باب شقتها ..دخلت حيث يتجمع كل االهل وتمآل الفرحة المكان وتعلو الزغاريد وتتناثر الورود في كل مكان .. استقبلهما احمد وملك وكل منهما يشبها المالئكة .ضمتهما اليها
ووضعت قبالت علي خديهما وجلست بجوار المأذون لكتب الكتاب ..مر الوقت ممتعا لكنه خفيفا وسريعا ما ان فرغ المكان من الناس ما بقي سوي عمر وهدي واالطفال والدادة . اخذت الداده االطفال ليناموا الن الوقت قد تأخر ..وغادرت بعد ذلك وبقي عمر وهدي ..ينظران كل منهما الي االخر في حياء كسر عمر جو الصمت قائال :قومي غيري لبسك وانا هغير في اوضة تانيه ..ولو حابه تنامي لوحدك في االوضة مفيش مانع ردت هدي بكل خجل :خلينا ننام باوضه واحدة ..بس اكيد مش علي سرير واحد حاول عمر ان يكسر الخجل الذي بينهم :هنام علي الكنبه مفيش مشكله قامت هدي ودخلت غرفتها ولحقها عمر ..نظرت في المرآه فوجدت نفسها تشع نورا ..فابتسمت النها اعجبت بنفسها كونها عروس دخل عمر في هذة اللحظة وجدها تبتسم فاقترب منها وهمس في أذنها بلغة الشعراء "تبدين كالمالئكة" نظرت اليه مبتسمة وقالت :ألست هكذا بفضل فستانك !! لم يجاوبها عمر واقترب منها كثيرا وكاد ان يقبلها فاغمضت
عينيها وارتجفت ..فقام بوضع قبله علي جبهتها وتركها وغادر الغرفة وبعد ذلك ..نامت هي في سريرها ونام هو معها في نفس الغرفة لكن علي الكنبه المقابله لسريرها وحتي غفوت ..قام وجلس بجوارها يتأملها وهي نائمة تشبه المالئكة واخذ يحسس علي شعرها االسود الناعم المفرود بجانبها علي الوسادة ..يا الهي كأنها سيندريال جاء الصباح وقام هو ليعد لها افطارا شهيا وايقظها واذا بهي تتفاجأ وتفرح كثيرا بهذا ..ايقظت االطفال وبدأت باالهتمام بهم في كل شئ حتي اصبحوا االطفال ينادوها "ماما" لكنهم لم ينسوا امهم مني التي ولدتهم ..كان هدي وعمر يأخذون االطفال كل اسبوع لقبر امهم لقراءة الفاتحه لها ..ايضا كانت هدي ترتاح كثيرا عندما تزور قبر مني وايضا اصرت علي تعليق صورة كبيرة لمني في شقتها في الصالة لتظل دائما امامها وتدعي لها وحتي ال ينسوا االطفال امهم ..لم تغار يوما من مني علي عمر ..ولم تغضب عندما كانت تراه يتأمل صورتها أليست مني هي سبب كل ما حدث لــ هدي من سعادة !! مر شهر وكانت هدي تذهب باستمرار لزياره ابنتها حتي حان الوقت وفعلت كل االجراءات واخذتها للعيش معها مع اطفال
عمر لم يبقي سوي شئ واحد ..كيف ستخبر اهلها ..اتفقت هي وعمر ان يعزموهم علي الغداء في بيتهم وبعد الغداء قدموا لهم الطفلة ..ثم قامت الدادة باخذ كل االطفال الي الداخل وشرحت لهم هدي قصه البنت وانها كفلتها من فترة ..غضبت امها كثيرا النه بذلك هدي لن تستيطع انجاب اطفال فاالن لديها ثالثه كيف لها بطفل رابع ..لم يهتم البقيه المر الطفله فهم لن ينفقوا عليها مليما . اخذت ام هدي تل كثيرا في موضوع انجاب اطفال من عمر .. وكانت هدي تقول لها " لسه شوية يا ماما ..لسه بدري " فامها لم تعلم انها لحد االن انسة وتعيش مع عمر حياة اخوية ولم يقترب منها ابدا ..فقط كان يجلس يتأملها وهي نائمة وبعد مرور حوال ثالثة شهور قرر عمر ان يعترف لها بحبه وانه يريدها زوجته حقا وانجاب طفل منها بعث لها بباقه ورد وبها كارت مكتوب به " احبك هدي " دق قلب هدي كثيرا فهي االخري تتأمله وهو نائم اصبحت تعشق تفاصيله تعشق االهتمام به في كل شئ ..تريد احتضانة بشدة عندما يكون عائد من عمله ومنهك من التعب تريد ان تكون طفلته ويكون هو طفلها ..لم تعرف ماذا تفعل هي ايضا تريد االعتراف له بحبها لكنها ال تمتلك الجرأة لذلك عادت من عملها مبكرا .واحضرت اطفالها من الحضانة
واعدت له عشاءا مميزيا مع سفرة مليئة بالورود والضوء الخافت مع الشموع والموسيقي الهادئة ..نام االطفال وعاد هو ليجدها تستقبله بفستان احمر جذاب وشعرها منسدل علي ظهرها وتبتسم له بخجل توقع ان هذه موافقة منها علي كل شئ هو اراده ..اقترب منها وانحني وقبل يديها وسهروا سويا تناولوا العشاء وها هو حان وقت النوم ..دخلت هي الي غرفة نومها وهو ورأها ..اوقفها بيده ولفها حول خصرها وقبلها واذا به يحاول فك زر فستانها ..اوقفته قائلة ال استيطع اليوم ..فاكتفي بان اخذها في حضنه فهو وعدها ان لن يجبرها علي شئ مهما كان ..والول مرة ينام معها في نفس السرير ..لم تغادر حضنة قط طوال هذة الليله اخذ يتنفسها فهو يعشق رائحتها التي تشبه رائحة الورود الذكية فهي في نظرة احلي وردة ممكن ان تري علي وجه االرض مرت االيام واقتربوا من بعض اكثر واكثر وفي يوم كانت ليلة دخلتهم التي تأخرت كثيرا عن موعدها ..بعدها اعترف عمر لهدي انه اسعد انسان علي وجه االرض وانه سعيد جدا بوجودها في حياته وخصوصا بعد ان كبرت شركته كثيرا واخذ عمله يتزايد وثروتة تكبر احس انها وش السعد عليه وان ربنا عوضه عن الحزن والخسارة الذي عاشهم بعد وفاة مني.. هي ايضا وجدت في عمر نعم الزوج واالب واالبن واالخ ..
وجدت فيه الحنان واالمان وجدت به الرجل المثالي الذي اصبحت تعشقه كثيرا عرض عمر علي هدي السفر لقضاء شهر عسل في اي بلد تريدها فاقترحت الذهاب لقضاء عمرة وحج فهي تشتاق لهم كثيرا كالعادة اعجب عمر باقتراحها وبدأ في االجراءات واخذوا االطفال وسافروا جميعا ل مكة لقضاء مناسك العمرة والحج كانت هدي كل يوم تكبر في نظره عن اليوم السابق وكانت هي تعلم ان صبرها ما ذهب هدر وهللا عوضها بزوج صال وثالث اطفال يشبهون المالئكة اتفقت هدي مع عمر ان تمنع الحمل لفترة حتى يكبر اطفالها فوافقها عمر علي الرغم من انه يحلم بطفل منها فهو يريد نسخة مصغرة منها يعشقها كثيرا .. لكن يشاء القدر ان تصب هدي حامل بإبن لعمر دون ان تعلم وتكتشف ذلك صدفه ..فهذه ارادة هللا وبعد تسع شهور حمل انجبت له طفال يشبه اباه كثيرا وأصرت ان تسميه عمر علي اسم زوجها ..سعد هو كثيرا بهذا الطفل الذي تسمي علي اسمه وشكر ربه كثيرا علي كل هذه النعم .. عاشوا سويا ينعمون بحب اطفالهم ويغمروهم بحبهم وحنانهم
دائما ويسعدوهم باستمرار ..مازالوا يذكرون مني ويزورون قبرها ولم ينسوا فعل الخير في جمعية رسالة التي كانت سبب معرفتهم ببعض ولم ينسوا قضاء العمرة والحج كل سنة وعمل الخير دائما ..فكانوا دائما بجوار بعضهم البعض في وقت الشدائد ووقت الفرح ..وعاشوا حياة هادئة مطمئنة ولم تنسي هدي ابدا ما قدمه لها عمل الخير من مفاجئات ،، وهذه كانت نهاية هدي مع " جنونها بالخير " .
" مجنونة خير" لــ شيماء مطاوع