البحث النهائى

Page 1

‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬

‫مقـمدمة‬ ‫نحمدك اللهم حمدا يليق بجل ل وجهك وعظيم سلطانك ونصلى ونسلم على خاتم انبياء والسرسلين سيدنا‬ ‫محمد بن عبد ا ارسسي لنا دعائم بناء اسسرة الصالحة ‪ ,‬وبين لنا طسريق استقامتها وسعادتها ‪ ,‬وأمسرنا ا‬ ‫سبحانه وتعالى أن نسير على هديه ونأخذ بما شسرعه لنا وننتهي عما نهانا عنه حتى نضمن الفل ح في الدنيا‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫واخسرة ‪ ,‬قا ل تعالى )) َوَما آتاكُم الّسرُساوُ ل فخذوُه َوَما َنَهاكْم َعنُه فانَتُهاوا (‪.‬‬ ‫وبع ــد ‪ ,‬قد اهتم اسل م بالسسرة السلمة‪ ،‬وبين لها أساس من الاودة والسرحمة والعشسرة الطيبة‪،‬‬ ‫َ ُ ُ َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ​َ َُ‬ ‫وتباد ل العاواطف والحنان والبر والاوفاء ؛ لقاو ل ا تعالى‪َ ):‬وِمْن آَياِتِه أْن خلَق لكم ِّمْن أنفِسكْم أْزَواجا‬ ‫َ َ‬ ‫َّ ُ​ُ َ‬ ‫ً‬ ‫َّ َ​َ ّ َ‬ ‫َُ‬ ‫ً‬ ‫ِلتْسكناوا ِإلْيَها َوَجَعَل َبْينكم ّمَاوّدة َوَرْحَمة ِإّن ِفي ذِلَك لَياٍت ِلقْاوٍ م َيتفكُسرون(‪.2‬‬ ‫والزواج شسرعه ا عز وجل استجابة للفطسرة‪ ،‬وتلبية للحاجة الغسريزية التي أودعها ا في البشسر‪،‬‬ ‫ولبقاء الناوع انساني‪ ،‬ومن أجل هذا بين اسل م الحقاوق والاواجبات التي تجب على الزوجين‪ ،‬ووضع‬ ‫القاواعد والوصاو ل للحفاظ على السرابطة والعلقة الزوجية‪ ،‬فأمسر كل منهما بحسن العاشسرة واللطفة ؛ كي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تنتظم هذه العلقة بينهما‪ ،‬فحسرلوصت الشسريعة اسلمية حسرلوصا بالغا في الحفاظ على كيان اسسرة وبقاء‬ ‫العلقة الزوجية‪ ،‬ولكن قد يطسرأ على هذه العلقة ما يحاو ل دون استمسرارها‪ ،‬لا قد يحصل من خل ف بين‬ ‫الزوجين يؤو ل بهما إلى التنافسر والخصا م والشقاق‪ ،‬فكان من رحمة الشسريعة وسعتها أن شسرعت الفسراق‬ ‫كضسرورة لزمة لنهاء الشقاق بينهما في الحالة التي يعتذر معها استمسرار الحياة الزوجية‪.‬‬ ‫ُْ‬ ‫َ َ‬ ‫وقد حث الشارع على التحكيم بين الزوجين عند الشقاق ‪ ,‬قا ل تعالي )) َوِإْن ِخفتْم ِشقاق َبْيِنِهَما‬ ‫ّ ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ َ‬ ‫َفاْبَعُثاوا َحَكًما مْن َأْهله َوَحَكًما مْن َأْهلَها إْن ُيسريَدا إ ْ‬ ‫لوصلًحا ُيَاو ِفِق اللُه َبْيَنُهَما ِإّن اللَه كان َعِليًما خِبيًرا ((‪ , 3‬ووجه‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫اسل م إلي الوصل ح بينهما ‪ ,‬فإذا لم تفلح هذه الحلاو ل واستحالت العشسرة بين الزوجين ‪ ,‬فل مفسر من إنهاء هذه‬ ‫العلقة الزوجية التي ثبت أن استمسرار فيها يجلب أضسرار عظيمة ومفاسد عديدة ‪ ,‬وأن التفسرق في هذه الحالة‬ ‫ً‬ ‫َ َ ّ‬ ‫َ​َ َ ْ ّ ُ ّ‬ ‫قد يكاون علجا لحياة ل يسرجي الخير منها قا ل تعالى )) َوِإْن َيتفّسرقا ُيغِن اللُه كل ِمْن َسَعِتِه َوكان اللُه َواِسعا‬ ‫ً‬ ‫َحِكيما ((‪ , 4‬لن أساس الحياة الزوجية في اسل م هاو الاودة والسرحمة ‪ ,‬إذا ما حل الشقاق والتنافسر وساوء‬ ‫الخلق وخبث الطباع محل الاودة والسرحمة واستحالت العشسرة فل مناص من الفسرقة رغم إنها أبغض الحل ل‬ ‫إلي ا تعالى‪.‬‬ ‫ولاو ألز م الشسرع الزوجين بالبقاء رغم ما بينهما من تنافسر وشقاق لترتب على ذلك آثار اجتماعية‬ ‫ونفسية وأخلقية سيئة‪ ,‬ولذلك وضع لها التشسريع اسلمي مجماوعة من القاواعد الضابطة ساواء من حيث‬

‫‪1‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬ ‫مشسروعيتها أو لوصفتها الشسرعية أو معايير التمييز بين أناواعها الختلفة وساو ف نبين في هذا البحث الفسرقة بين‬ ‫الزوجين بحكم القاناون والقضاء‪.‬‬ ‫أن بحثنا هنا ساو ف يتجه إلى وسائل علج ما يطسرأ على الحياة الزوجية مما يهددها أو يعكسر لوصفاوها‪,‬‬ ‫ووضع حد للكثير من الشاكل التي يبحثها القاناون وتعسرض على القضاء مما ينشأ بين الزوجين من تنافسر أو‬ ‫شقاق‪.‬‬ ‫لهذا ومن أجل هذا فقد أعددت هذا البحث تحت عناوان التطليق بحكم القاناون والقضاء وقد‬ ‫اقتصسرت فيه على ما اشتملت عليه الشسريعة اسلمية من أحكا م وحالت يجاوز فيها للزوجة أن تطلب من‬ ‫القاضسي أن يحكم بالتفسريق بينها وبين زوجها وذلك في ضاوء ما يجسري عليها العمل بالحاكم والتي تطبق ببعض‬ ‫أحكا م احاوا ل الشخصية الستمدة من الشسريعة اسلمية والتي أخذ الشسرع أحكامها من الذاهب اسلمية‬ ‫اربعة ‪.‬‬ ‫تقتضسى امانة العلمية أن أقسرر أن ما جاء بهذا البحث ليس جهدي وحدي وإنما استفدت فيه‬ ‫بمجهاودات أساتذة أجلء ‪ ,‬وأسأ ل ا أن يلهمني الصاواب وأن يمدني بعاونه وتاوفيقه في خدمة شسريعته وأن‬ ‫يغفسر لي زلتي إنه غفاور رحيم ونعم الاولى ونعم الصير‪ .‬فهذا هاو أحسن ما ولوصلت إلية وليس بأكمل مما يصل‬ ‫إلية غيري من السادة العلماء اجلء ممن هم ارفع منى قدرا وأكثر منى علما‪ .‬وفاوق كل ذي علم عليم ‪....‬‬

‫‪2‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬ ‫هذا وقد اشتمل البحث على فصل تمهيدي ‪ ..‬وثل ث فصاو ل البحث ‪...‬‬ ‫فصل تمهيدي فتتناو ل اماور اتية ‪.:‬‬ ‫أ‪-‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫التفـسريـق عن طـسريـق القـاضسي‪.‬‬

‫القـاوانين التي تحكم الفـسرقـة بين الزوجـين‪.‬‬ ‫أما فصاو ل البحث فتشمل ما يلي ‪.:‬‬ ‫الفصــل او ل ‪ :‬الفـسرقـة بحكــم الحكمــة‪.‬‬ ‫الفصـل الثانـي ‪ :‬نـاوع آخــسر للفـسرقـة‪ { .‬الخلـع }‬

‫الفصل التمهيدي فتتناو ل اماور اتية ‪.:‬‬ ‫‪(1‬‬

‫التفـسريـق عن طـسريـق القـاضسي‪.‬‬

‫نصاوص القـاوانين التي تحكم الفـسرقـة بين الزوجـين‪.‬‬

‫‪(2‬‬

‫وذلك على التفصيل التالي‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬

‫ً‬ ‫أول‪:‬‬ ‫التفـسريـق عن طـسريـق القـاضسي‬

‫ويسراد بالتطليق التفسريق عن طسريق القاضسي‪ ,‬فمن العلاو م أن الطلق يكاون بيد الزوج ‪ -‬بحسب الوصل‬ ‫ فإذا لم تستقم الحياة الزوجية كما أرادها الشسرع ولم تحقق الغسرض الذي استهدفه منها‪ ,‬وتحاولت من حا ل‬‫السكن والاوادة والسرحمة إلى حياة يسيطسر عليها الشقاق والكسراهية المقاوتة ولحق بطسرفيها أو بأحدهما‬ ‫اضسرار البالغة التي استحا ل دفعها‪ ,‬فالاواجب على الزوج ‪ -‬حينئذ ‪ -‬أن يفارقها بالعسرو ف بما يملك من حق‬ ‫ً‬ ‫الطلق‪ ,‬فإذا لم يفعل كان ظالا‪ ,‬فإذا ما رفع امسر إلى القاضسي فعليه رفع هذا الظلم لن له ولية رفع الظالم‪,‬‬ ‫فيفسرق بين الزوجين إذا تاوفسرت أسباب الفسرقة‪ ,‬وهذا ما يطلق عليه التطليق‪.‬‬ ‫والتطليق قد يكاون لعياوب في الزوج‪ ,‬وقد يكاون للشقاق وساوء العشسرة‪ ,‬وقد يكاون لغيبة‬ ‫الزوج غيبة طاويلة أو حبسه مدة معينة وتخشسى السرأة الفتنة على نفسها بسبب هذه الغيبة أو الحبس‪ ,‬وقد‬ ‫ً‬ ‫يكاون التطليق لعد م إنفاقه عليها أو لعسسره عن النفقة؟ وقد يكاون بسبب التزوج بأخسرى وفقا للقاناون ‪100‬‬ ‫لسنة ‪ 1985‬م‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬

‫ً‬ ‫ثانيا‪:‬‬

‫نصـاوص القاوانـين التي تحكـم الفـسرقة بين الزوجين في مصسر‬ ‫هذه القاوانين أخذت أحكامها من الشسريعة اسلمية وتطبق على الصسريين السلمين‪ ,‬وكذلك‬ ‫الصسريين غير السلمين إذا اختلفاوا في اللة أو الطائفة‪ ,‬أما إذا اتفقاوا في اللة والطائفة فتطبق بالنسبة لهم‬ ‫أحكا م شسرائعهم الخالوصة في إطار النظا م العا م للدولة‪.‬‬ ‫وسنعسرض فيما يلي لهذه النصاوص واحكا م التي تضمنتها‪:‬‬ ‫نصت الادة السرابعة من القاناون رقم ‪ 25‬لسنة ‪1920‬على )) أذا امتنع الزوج عن انفاق على زوجته‬

‫•‬

‫فإن كان له ما ل ظاهسر نفذ الحكم عليه بالنفقة في ماله‪ ,‬فإن لم يكن له ما ل ظاهسر ولم يقل أنه معسسر أو‬ ‫ماوسسر ولكنه ألوصسر على عد انفاق طلق عليه القاضسي كذلك ((‪.‬‬

‫•‬

‫كما نصت الادة الخامسة من هذا القاناون على أنه )) إذا كان الزوج غائبا غيبة قسريبة فإن كان له‬

‫ما ل ظاهسر نفذ الحكم عليه بالنفقة في ماله وان لم يكن له ما ل ظاهسر أعذر إليه القاضسي بالطسرق‬ ‫ً‬ ‫العسروفة وضسرب له أجل فان لم يسرسل ما تنفق منه زوجته على نفسها أو لم يحضسر للنفاق عليها طلق‬ ‫عليه القاضسي بعد مضسي اجل فان كان بعيد الغيبة ل يسهل الاولوصاو ل إليه أو كان مجهاو ل الحل وثبت‬ ‫أنه ل ما ل له تنفق منه الزوجة طلق عليه القاضسي في الحا ل وتسسرى أحكا م هذه الادة على الجسجاون‬ ‫الذي يعسسر بالنفقة‪.‬‬

‫•‬

‫كما نصت الادة السادسة من نفس القاناون على أن )) تطليق القاضسي لعد م انفاق يقع رجعيا‪,‬‬

‫وللزوج أن يسراجع زوجته إذا أثبت يساره واستعد للنفاق في أثناء العدة فان لم يثبت يساره ولم يستعد‬ ‫للنفاق لم تصح السرجعة‪.‬‬ ‫•‬

‫نصت الادة التاسعة من القاناون رقم ‪ 25‬لسنة ‪ 1920‬على أن يكاون )) للزوجة أن تطلب التفسريق‬ ‫بينها وبين زوجها إذا وجدت به عيبا مستحكما ل يمكن البرء منه أو يمكن بعد زمن طاويل ول يمكنها‬

‫القا م معه إل بضسرر كالجناون والجذا م والبرص ساواء أكان ذلك العيب بالزوج قبل العقد ولم تعلم به أ م‬ ‫حد ث بعد العقد ولم تسرض به‪ ,‬فأن تزوجته عالة بالعيب أو حد ث العيب بعد العقد ورضيت به لوصسراحة‬ ‫أو دللة بعد علمها فل يجاوز التفسريق ((‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬ ‫•‬

‫ونصت الادة العاشسرة من القاناون على أن الفسرقة بالعيب طلق بائن‪.‬‬

‫كما نصت الادة الحادية عشسرة من هذا القاناون على أنه يستعان بأهل الخبرة في العياوب التي يطلب‬

‫•‬

‫فجسخ الزواج من أجلها‪.‬‬ ‫نصت الادة ‪ 12‬من القاناون رقم ‪ 25‬لسنة ‪ 1929‬على أنه )) إذا غاب الزوج سنة كاملة فأكثر بل عذر‬

‫•‬

‫مقباو ل جاز لزوجته أن تطالب إلي القاضسي تطليقها طلقا بائنا إذا تضسررت من بعده عنها ولاو كان له‬ ‫ما ل تستطيع انفاق منه ((‪.‬‬ ‫كما نصت الادة ‪ 13‬من القاناون الذكاور على أنه )) إن أمكن ولوصاو ل السرسائل إلي الغائب ضسرب له‬

‫•‬

‫القاضسي أجل وأعذر إليه أنه ساو ف يطلقها‪ ,‬عليه إن لم يحضسر للقامة معها أو ينقلها إليه أو يطلقها‪,‬‬ ‫فإذا انقضسى اجل ولم يفعل ولم يبد عذرا مقباول فسرق القاضسي عليه بل اعذرا وضسرب أجل(‬ ‫نصت الادة ‪ 14‬من القاناون ‪ 25‬لسنة ‪ 1929‬على أنه )) لزوجة الحباوس الحكاو م عيه نهائيا بعقاوبة‬

‫•‬

‫مقيدة للحسرية مدة ثل ث سناوات فأكثر أن تطلب إلي القاضسي بعد مضسي سنة من حبسه التطليق عليه‬ ‫بائنا للضسرر ولاو كان له ما ل تستطيع انفاق منه((‪.‬‬ ‫•‬

‫دعا الشسرع إلي تعديل الاواد رقم )‪ 6‬إلي ‪ 1(11‬من القاناون رقم ‪ 25‬لسنة ‪ 1929‬بالقاناون رقم ‪100‬‬ ‫لسنة ‪ 1985‬في الاواد من )‪ 7‬إلي ‪ (11‬منه وذلك على الاوجه اتي‪:‬‬

‫•‬

‫نصت الادة ‪ 7‬من هذا القاناون على أن يشترط في الحكمين إن يكاونا عدلين من أهل الزوجين إن‬ ‫أمكن وإل فمن غيرهم ممن لهم خبرة بحالها وقدرة على الوصل ح بينهما‪.‬‬ ‫•‬

‫نصت الادة ‪ 8‬من هذا القاناون على أن ‪:‬‬

‫)(‌أ( يشتمل قسرار بعث الحكمين على تاريخ بدء وانتهاء مأماوريتهما على أل تجاوز مدة ستة أشهسر وتخطسر‬ ‫الحكمة الحكمين والخصم بذلك وعليها تحليف كل من الحكمين اليمين بأن يقاو م بمهمته بعد ل وأمانة ‪.‬‬

‫‪ -1‬عالجت المواد رقم )‪ 6‬إلي ‪ (11‬من القانون رقم ‪ 25‬لسنة ‪ 1929‬الكحكام الخاصة بالشقاق بين‬ ‫الزوجين والتحكيم بينهما والتطليق للضرر وسوء العشرة وظلت المحاكم تطبقها على الدعاوى المنظورة‬ ‫أمامها ألي أن رأى المشرع أن المواد المذكورة رغم سلمتها وسموها أصبحت عاجزة عن عل ج الوضاع‬ ‫الجتماعية والشرعية القائمة وجعلت عملية التحكيم والصل ح بين الزوجين عملية غير منتجة لاثارها‬ ‫المنشودة‪ ,‬المر الذي دعا المشرع إلي تعديلها بالقانون رقم ‪ 100‬لسنة ‪ 1985‬في المواد من )‪ 7‬إلي ‪(11‬‬

‫‪6‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬ ‫ب( يجاوز للمحكمة أن تعطى للحكمين مهلة أخسري مسرة واحدة ل تزيد عن ثلثة أشهسر فان لم يقدما تقسريسر‬ ‫) (‌‬ ‫هما اعتبرها غير متفقين‪.‬‬ ‫كما نصت الادة ‪ 9‬من هذا القاناون على أن ل يؤثسر في سير الحكمين امتناع أحد الزوجين عن حضاور‬

‫•‬

‫مجلس التحكيم متى تم إخطاره‪ .‬وعلى الحكمين أن يعسرفا أسباب الشقاق بين الزوجين ويبذل جهدها في‬ ‫الوصل ح بينهما على أية طسريقة ممكنة‪.‬‬ ‫•‬

‫نصت الادة ‪ 10‬من هذا القاناون على أنه إذا عجز الحكمين عن الوصل ح‪:‬‬

‫)‪ (1‬فان كانت اساءة كلها من جانب الزوج اقترحا الحكمان التطليق بطلقة بائنة دون مساس لشسيء من‬ ‫حقاوق الزوجة الترتبة على الزواج والطلق‪.‬‬ ‫)‪ (‌(2‬وإذا كانت اساءة كلها من جانب الزوجة اقترحا الحكمان التطليق نظير بد ل مناسب يقدر انه تلتز م به‬ ‫الزوجة‪.‬‬ ‫)‪ (‌(3‬وإذا كانت اساءة مشتركة اقترحا التطليق دون بد ل أو ببد ل يتناسب مع نسبة اساءة‪.‬‬ ‫)‪ (4‬وان جهل الحا ل فلم يعسر ف اليسسيء منهما اقتر ح الحكمان تطليقا دون بد ل ‪.‬‬ ‫•‬

‫نصت الادة ‪ 11‬من هذا القاناون على الحكمين أن يسرفعا تقسريسرهما إلى الحكمة مشتمل على اسباب‬

‫التي بني عليها فان لم يتفقا بعثتهما مع ثالث له خبرة بالحا ل وقدرة على الوصل ح وحلفته اليمين البينة في‬ ‫الادة )‪ .(8‬وإذا اختلفاوا أو لم يقدماوا تقسريسرهم في اليعاد الحدد سارت الحكمة في اثبات وان عجزت‬ ‫الحكمة عن التاوفيق بين الزوجين وتبين لها استحالة العشسرة بينهما وألوصسرت الزوجة على الطلق قضت‬ ‫الحكمة بالتطليق بينهما بطلقة بائنة مع إسقاط حقاوق الزوجة الالية كلها أو بعضها وإلزامها‬ ‫بالتعاويض الناسب إن كان لذلك كله مقتضسى ‪.‬‬ ‫•‬

‫وهذه القاوانين أخذت أحكامها من الشسريعة اسلمية وتطبق على الصسريين السلمين‪,‬وكذلك‬

‫الصسريين غير السلمين إذا اختلفاوا في اللة أو الطائفة ‪ ,‬أما إذا اتفقاوا في اللة والطائفة فتطبق بالنسبة‬ ‫لهم أحكا م شسرائعهم الخالوصة في إطار النظا م العا م الدولة‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬

‫الفصل او ل‪:‬‬ ‫الفـسرقـة بين الزوجين بحـكم الحـكمة‬ ‫إذا كانت حكمة الشسريعة‪ ,‬قد قضت أن يكاون الطلق بيد الزوج‪ ,‬فقد اقتضت عدالتها أن تمنح‬ ‫الزوجة حق الطالبة بالتفسريق بينها وبين زوجها‪ ,‬وأوجبت على القاضسي أن يجيبها إلى طلبها إذا كان هناك سبب‬ ‫يدعاو إلى ذلك‪.‬‬ ‫والحالت التي يجب على القاضسي أن يفسرق بين الزوجين وذلك في ضاوء ما يجسرى العمل بالحاكم وأهم‬ ‫هذه الحالت هي‪:‬‬

‫‪.1‬‬

‫التفسريق لعد م انفاق‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪.3‬‬ ‫‪.4‬‬

‫التفسريق للضسرر وساوء العشسرة‪.‬‬ ‫التفسريق لغيبة الزوج بدون عذر‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪8‬‬

‫التفسريق للعيب‪.‬‬

‫التفسريق لحبس الزوج‪.‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬

‫ً‬ ‫أول‪:‬‬ ‫التفـسريـق بين الـزوجين لـعد م انـفاق‬

‫ً‬ ‫هذا الناوع من التفسريق مما جاء به القاناون رقم ‪ 25‬لسنة ‪ 21920‬وخللوصة ما جاء به خالوصا بذلك أن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الزوج إن كان له ما ل ظاهسر نفذ حكم النفقة فيه‪ ,‬ساواء أكان غائبا أ م كان حاضسرا‪ ,‬ما دا م ممتنعا عن انفاق‬ ‫ولم يترك لها مل تنفق منه‪ ,‬وغاب عنها‪ ,‬لن منع الظلم قد تعين سبيله‪ ,‬وهاو تنفيذ حكم النفقة في ماله‬ ‫الظاهسر‪ ,‬وبيعه في سبيل تنفيذ الحكم‪.‬‬ ‫وإن لم يكن له ما ل ظاهسر‪ ,‬وامتنع عن انفاق وهاو حاضسر وطلبت السرأة التفسريق‪ ,‬ولم يقل إنه معسسر‪,‬‬ ‫وألوصسر على عد م انفاق طلق عليه القاضسي في الحا ل‪ ,‬من غير تأجيل وإن زكى امتناعه عن انفاق‪ ,‬بادعائه‬ ‫العجز‪ ,‬وأثبت إعساره‪ ,‬أو أقسرت هي بأنه معسسر ل يستطيع انفاق أجله أي يمهله القاضسي مدة ل تزيد عن‬ ‫شهسر فإذا لم ينفق عليها طلق عليه القاضسي بعد ذلك‪ ,‬وإن لم يثبت إعساره بإثباته أو إقسرارها طلق عليه‬ ‫القاضسي في الحا ل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وإذا كان غائبا ولم يترك مال لزوجته تنفق منه‪ ,‬وليس له ما ل ظاهسر ينفذ فيه حكم النفقة‪ ,‬وكانت‬ ‫غيبته قسريبة أعذر إليه القاضسي ليرسل إلى زوجته ما تنفق منه أو يحضسر لينفق عليها‪ ,‬ويضسرب له أجل‪ ,‬فإن لم‬ ‫يسرسل مال ولم يحضسر ومضسي اجل طلق القاضسي‪.‬‬

‫‪ - 2‬ارجع في هذا إلى المواد‪ 6 ,5 ,4 :‬من القانون رقم ‪ 25‬لسنة ‪1920‬وهذا نصها‪:‬‬ ‫مادة ‪ - 4 -‬أذا امتنع الزو ج عن النفاق على زوجته فإن كان له مال ظاهر نفذ الحكم عليه‬ ‫بالنفقة في ماله‪ ,‬فإن لم يكن له مال ظاهر ولم يقل أنه معسر أو موسر ولكنه أصر على عد النفاق‬ ‫طلق عليه القاضي كذلك ‪.‬‬ ‫مادة ‪ - 5 -‬إذا كان الزو ج غائبا غيبة قريبة فإن كان له مال ظاهر نفذ الحكم عليه بالنفقة في‬ ‫ماله‪ ,‬وان لم يكن له مال ظاهر أعذر إليه القاضي بالطرق المعروفة وضرب له أجل ف ً فان لم يرسل ما‬ ‫تنفق منه زوجته على نفسها أو لم يحضر للنفاق عليها طلق عليه القاضي بعد مضي الجل فان كان بعيد‬ ‫الغيبة ل يسهل الوصول إليه أو كان مجهول المحل واثبت أنه ل مال له تنفق منه الزوجة طلق عليه القاضي‬ ‫في الحال‪ .‬وتسرى أكحكام هذه المادة على المسجون الذي يعسر بالنفقة‪.‬‬ ‫مادة ‪ - 6 -‬تطليق القاضي لعدم النفاق يقع رجعيا‪ ,‬وللزو ج أن يراجع زوجته إذا أاثبت يساره‬ ‫واستعد للنفاق في أاثناء العدة فان لم يثبت يساره ولم يستعد للنفاق لم تصح الرجعة‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬ ‫ً‬ ‫إذا كان الزوج غائبا غيبة بعيدة ل يعسر ف محله ول يمكن إعلنه أو ل تعلم حياته من مماته طلق‬ ‫القاضسي عليه في الحا ل إذ ل فائدة تسرجي من امها ل‪.‬‬ ‫والطلق بسبب عد م انفاق في كل احاوا ل طلق رجعي‪ ,‬ولكن السرجعة ل تثبت بجسرد قاوله راجعت‬ ‫ً‬ ‫امسرأتي‪ ,‬بل لبد أن يزو ل السبب الذي كان من أجله التفسريق‪ ,‬فإن كان معسسرا‪ ,‬فلبد من ثباوت يساره وإن كان‬ ‫ً‬ ‫ممتنع ا فل بد من ثباوت استعداده لداء النفقة الاواجبة عليه‪ ,‬ولذلك جاء في التعليمات التي اقترنت بهذا‬ ‫القاناون ما نصه‪:‬‬ ‫|| إن جاواز السرجعة مشسروط بشسرطين ثباوت يساره بحيث تظن قدرته على إدامة انفاق و استعداده‬ ‫للنفاق‪ .‬فإذا لم يتاوافسر الشسرطان لم تصح السرجعة ||‪.‬‬ ‫وفي كل احاوا ل ل تطلق السرأة لعد م انفاق إذا كان لها كفيل ماوسسر وله ما ل ظاهسر لن وجاوده ينفي‬ ‫شسرط التطليق للعسار‪.‬‬ ‫وقد جسري العمل فى الحاكم على أنه ل يحكم بصحة السرجعة إل إذا دفع الزوج نفقة زوجته بالفعل‪,‬‬ ‫فإذا لم يدفع فل يحكم بصحة السرجعة ول يكتفي بقاو ل الزوج‪ :‬أنه مستعد للنفاق‪.‬‬

‫ً‬ ‫هذه خللوصة ماوجزة لا جاء في القاناون خالوصا بالتفسريق لعد م انفاق‪ ,3‬ولنتجه إلى بيان فقه‬ ‫الاوضاوع ‪ :‬إن الذهب الحنفي ل يجيز التفسريق لعد م انفاق ساواء كان السبب مجسرد امتناع‪ ,‬أ م كان السبب‬ ‫اعسار والعجز‪ ,‬ومذهب ائمة الثلثة تجيز السرأة أن تطالب بالتفسريق لعد م انفاق‪ ,‬ويحكم لها القاضسي‬ ‫بالتفسريق‪ ,‬إن ثبت لديه عد م انفاق على اختل ف فيما بينهم في التفصيل‪.‬‬ ‫وكان القضاء الصسري يأخذ بالسراجح في مذهب أبى حنيفة الذي يقضسى بعد م التفسريق للمتناع عن‬ ‫انفاق أو للعسار وقد حمل ذلك الكثيرين من ازواج الذين ل يقدرون تبعات الحياة الزوجية على تسرك‬ ‫زوجاتهم بل نفقة بما يهدد كسرامة الزوجة ويضسر بمقصاود الزواج‪ ,‬امسر الذي أدى إلى تدخل الشسرع بالقاناون‬ ‫رقم ‪ 25‬لسنة ‪ 1920‬واعتمد أساسا على الذهب الالكي وعد ل عن مذهب احنا ف‪.‬‬ ‫ونظم أحكا م التفسريق بسبب عم انفاق على الاوجه البين في الاواد ‪ 6 ,5 ,4‬منه‪ .‬وهذه الاواد تتضمن‪:‬‬

‫‪ - 3‬المام محمد أبو زهرة ‪ -‬كتاب الكحوال الشخصية – دار الفكر العربي ص ‪348‬‬

‫‪10‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬ ‫مادة ‪ - 4 -‬أذا امتنع الزوج عن انفاق على زوجته فإن كان له ما ل ظاهسر نفذ الحكم عليه بالنفقة في‬

‫•‬

‫ماله‪ ,‬فإن لم يكن له ما ل ظاهسر ولم يقل أنه معسسر أو ماوسسر ولكنه ألوصسر على عد انفاق طلق عليه‬ ‫القاضسي كذلك‪.‬‬ ‫• مادة ‪ - 5 -‬إذا كان الزوج غائبا غيبة قسريبة فإن كان له ما ل ظاهسر نفذ الحكم عليه بالنفقة في ماله‪,‬‬ ‫ً‬ ‫وان لم يكن له ما ل ظاهسر أعذر إليه القاضسي بالطسرق العسروفة وضسرب له أجل فان لم يسرسل ما تنفق منه‬ ‫زوجته على نفسها أو لم يحضسر للنفاق عليها طلق عليه القاضسي بعد مضسي اجل فان كان بعيد الغيبة‬ ‫ل يسهل الاولوصاو ل إليه أو كان مجهاو ل الحل وثبت أنه ل ما ل له تنفق منه الزوجة طلق عليه القاضسي في‬ ‫الحا ل‪ .‬وتسسرى أحكا م هذه الادة على الجسجاون الذي يعسسر بالنفقة‪.‬‬ ‫•‬

‫مادة ‪ -6 -‬تطليق القاضسي لعد م انفاق يقع رجعيا‪ ,‬وللزوج أن يسراجع زوجته إذا أثبت يساره واستعد‬ ‫للنفاق في أثناء العدة فان لم يثبت يساره ولم يستعد للنفاق لم تصح السرجعة‪.‬‬ ‫وقد استد ل الذاهب اسلمية الثلثة بما يأتي‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫ً‬ ‫بقاوله تعالى ) ول تمسكاوهن ضسرارا لتعتدوا ( وقاوله تعالى ) فإمساك بمعسرو ف أو تسسريح‬ ‫ً‬ ‫بإحسان ( وإن البقاء مع عد م انفاق ضسرار‪ ,‬وإمساك بغير والعسرو ف‪ ,‬وكان حقا عليه أن‬ ‫يطلق زوجته‪ ,‬ولا لم يقم بذلك‪ ,‬وقد تعين عليه‪ ,‬قا م القاضسي مقامه فيه‪.‬‬

‫‪.2‬‬

‫‪.3‬‬

‫وقد قا ل لوصلى ا عليه وسلم ) ل ضسرر ول ضسرار ( وإن امساك مع عد م انفاق مضارة‪,‬‬ ‫ً‬ ‫وعلى القاضسي أن يزيل الضسرر بفك تلك العقدة التي ألوصبحت ضسررا ل مصلحة فيها‪.‬‬ ‫أنه من القسرر أن يفسرق القاضسي بين السرجل وزوجته عند ثباوت عيب من العياوب التي تتصل‬ ‫بالقسربان الباشسرة‪ ,‬وهي الجب والخصاء والعنة‪ ,‬للظلم في بقائها مع هذه الحا ل‪ ,‬ول شك أن‬ ‫ظلم عد م انفاق أشد‪ ,‬فالتفسريق فيه ألز م‪ ,‬إن طلبته‪.‬‬ ‫هذه أدلة الذاهب التي تجيز للقاضسي التفسريق إذا طلبته السرأة بسبب عد م انفاق‪.‬‬

‫ملحظتنا على القاناون‬

‫‪4‬‬

‫‪ - 4‬د‪ /‬محمد على محجوب – الكحوال الشخصية في الشريعة السلمية والقوانين التي تحكم قضاياها في‬ ‫المحاكم المصرية – ص ‪407/408‬‬

‫‪11‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬ ‫ل شك أن مسراعاة حا ل الزوجة أمسر محماود‪ ,‬وخالوصة وأن النفقة من ضسرورات الحياة لكن‬ ‫القاناون لم يفسرق بين حالة امتناع عن انفاق للعسار وحالة امتناع عن انفاق مع القدرة بقصد اضسرار‪.‬‬ ‫ففي الحالة اولي يجب عد م إجابة الزوجة لطلبها التفسريق أو التطليق من القاضسي فالحياة عسسر ويسسر‬ ‫والقاعدة الشسرعية أن الغنم بالغسر م عاشت هذه الزوجة مع زوجها السسراء فمن الاوفاء أن تشاركه الضسراء ول‬ ‫ينبغي للتشسريع أن يتجاهل البناء اخليقي للمجتمع خالوصة وأن ايات القسرآنية تدعاو إلى ذلك ومثالها قاوله ‪-‬‬ ‫تعالى – في لوصاورة الطلق ) لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما أتاه ا – ل يكلف ا‬ ‫نفسا إل ما آتاها سيجعل ا بعد عسسر يسسرا (‪.‬‬ ‫أما الحالة اخسرى‪ ,‬وهى امتناع عن انفاق على الزوجة مع القدرة عليه‪ ,‬فهنا اضسرار‬ ‫واضح والضسرر يزا ل والتعسف بين‪ ,‬وينبغي أن يسرفع‪ ,‬وعلى القاضسي إجابة الزوجة إلى طلبها التطليق دفعا‬ ‫ً‬ ‫للضسرر ومنعا للتعسف وردعا للزوج التمادي في غيه وإضسراره بأهله بامتناعه عن أداء حق الزوجة الادي‬

‫ً‬ ‫ثانيا‪:‬‬ ‫التفـسريـق بين الـزوجين للعيب‬

‫عليه‪.‬‬

‫ل شك أن العياوب في أحد الزوجين تاوهن الحياة الزوجية وقد تقضسي على الفة بين الزوجين وهى‬ ‫تؤثسر على مقالوصد الزواج وإلزا م الزوج والزوجة كلهما بضسرورة إبقاء الزواج قد يكاون فيه ارهاق لهما فلبد‬ ‫من سبيل إلى الفسرقة ولن الزوج هاو الذي يملك الطلق فالقاضسي هاو الذي يسرفع الغبن عن الزوجة في مثل‬ ‫هذه احاوا ل وهذا ما نص عليه القاناون ‪ 25‬لسنة ‪.1929‬‬ ‫ً‬ ‫وخللوصة ما جاء به أن الزوجة يكاون لها حق طلب التفسريق من السرجل إن ثبت أن به عيبا‪ ,‬وقد اشترط‬ ‫في العيب الثبت للتفسريق‪ ,‬وفي جاواز طلبها ثلثة شسروط‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أن يكاون العيب مستحكما ل يمكن البرء منه‪ ,‬أو يمكن‪ ,‬ولكن بعد زمن طاويل‪ ,‬فإن كان السرض قسريب‬ ‫الزوا ل فإنه ل يجاوز لها طلب التفسريق من أجله‪.‬‬

‫‪.2‬‬

‫أل يمكن القا م معه إل بضسرر كالجناون والجذا م والبرص‪ ,‬والضسرر عا م يشمل ضسررها وضسرر نسلها‪,‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وظاهسر أنه يجب أن يكاون ضسررا شديدا ل يمكن احتماله‪ ,‬أو يبقي أثسرا في ذريتها‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬ ‫‪.3‬‬

‫ويستعان في تحقيق هذا الشسرط وسابقه بمعسرفة أهل الخبرة من اطباء إذ هم اللذين يبيناون مدي‬ ‫استحكا م السرض ومدي الضسرر الناشسئ عن اقامة مع وجاوده‪.‬‬ ‫أل يثبت رضاها به مع العلم بذلك العيب‪ ,‬فإن كان العيب قائما وقت العقد وعلمت به عند إنشائه‪,‬‬

‫‪.4‬‬

‫فليس لها أن تطلب التفسريق‪ ,‬وكذلك إن لم تعلم به وقت العقد ثم رضيت به بعد العلم لوصسراحة أو دللة‬ ‫فليس لها طلب التفسريق أيضا‪ ,‬ومثل ذلك إن طسرأ العيب‪ ,‬ورضيت به‪ ,‬والفسرقة بالعيب طلق بائن‪ ,‬ويكاون‬ ‫بطلبها وحكم القاضسي لها‪ ,‬وقبل الحكم ل يكاون فسراق‪ ,‬وأحكا م الزوجية كلها تكاون ثابتة‪ ,‬حتى يكاون‬ ‫الفسراق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هذه خللوصة ماوجزة لا جاء في القاناون خالوصا بالتفسريق للعيب‪ ,5‬ولنتجه إلى بيان فقه الاوضاوع ‪ :‬إن‬ ‫الذهب الحنفي لم يجيز التفسريق من القاضسي لعياوب بالسرأة‪ ,‬لن السرجل بيده الطلق‪ ,‬وأجاز التفسريق لعياوب‬ ‫بالسرجل أحصاوها‪ ,‬وحصسرها في الثلثة الخالوصة بالتناسل‪ ,‬وأضا ف إليها البرص والجناون والجذا م‪.‬‬ ‫وائمة الثلثة أجازوا التفسريق لهذه العياوب ساواء‪ ,‬كانت بالسرجل أ م كانت بالسرأة‪ ,‬فالجناون والجذا م‬ ‫والبرص والعياوب الانعة من التناسل‪ ,‬بأيهما كانت تجيز للخسر طلب التفسريق‪.‬‬ ‫واضح من نصاوص القاناون أنها عالجت فقط العياوب غير التناسلية والنفسرة‪ ,‬أما العياوب التناسلية‬ ‫ً‬ ‫التي تكاون بالزوج كالعنة مثل فإن مذهب القضاء هاو أرجح اقاوا ل في الذهب الحنفي‪ ,‬أما في العياوب غير‬ ‫التناسلية كالجناون والجذا م والبرص فهي التي يحكمها القاناون رقم ‪ 25‬لسنة ‪ 1920‬وهي تعطي الزوجة في هذه‬ ‫الحالة حق طلب التفسريق إذا تاوافسرت الشسروط سالفة الذكسر‪.‬‬ ‫وفي حالة العياوب التناسلية يؤجل القاضسي الزوج السريض سنة كاملة قبل الحكم بالفسرقة ول عبرة‬ ‫بتأجيل غير القاضسي كأن يتفق الزوجان على ذلك أو تمهل الزوجة زوجها والتأجيل هنا‪ ,‬ولدة سنة وجاوبي على‬ ‫‪ - 5‬اشتملت على هذه الكحكام المواد التاسعة‪ ,‬والعاشرة‪ ,‬والحادية عشرة‪ ,‬من القانون رقم ‪ 25‬لسنة‬ ‫‪.1920‬‬ ‫•‬

‫نصت المادة التاسعة على أن يكون )) للزوجة أن تطلب التفريق بينها وبين زوجها إذا وجدت به عيبا‬ ‫مستحكما ل يمكن البرء منه أو يمكن بعد زمن طويل ول يمكنها المقام معه إل بضرر كالجنون‬ ‫والجذام والبرص سواء أكان ذلك العيب بالزو ج قبل العقد ولم تعلم به أم كحدث بعد العقد ولم ترض‬ ‫به‪ ,‬فأن تزوجته عالمة بالعيب أو كحدث العيب بعد العقد ورضيت به صراكحة أو دللة بعد علمها فل‬ ‫يجوز التفريق ((‪.‬‬ ‫•‬ ‫•‬

‫ونصت المادة العاشرة من القانون على أن الفرقة بالعيب طلق بائن‪.‬‬

‫كما نصت المادة الحادية عشرة من هذا القانون على أنه يسعان بأهل الخبرة في العيوب التي‬ ‫يطلب فسخ الزوا ج من أجلها‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬ ‫ً‬ ‫القاضسي طبقا لنص الادة ‪ 299‬من لئحة اجسراءات الشسرعية ولاو لوصدق السرجل الزوجة وأقسر بعيبه‪ ,‬والسنة‬ ‫ً‬ ‫القمسرية ‪ 345‬ياوما هي أساس التقديسر على السرأي السراجح عندنا‪ ,‬وتبدأ السنة من ياو م الخصاومة أي من ياو م‬ ‫إقامة الزوجة الدعاوى على زوجها‪.‬‬

‫ناوع الطلق الذي ياوقعه القاضسي بسبب العيب‪:‬‬ ‫الطلق الذي ياوقعه القاضسي بسبب العيب هاو طلق بائن ل يجاوز للزوج فيه أن يسراجع زوجته إل‬ ‫بماوافقتها وبعقد جديد‪ ,‬وقد نصت على ذلك الادة العاشسرة من القاناون والتي جاء فيها ‪ :‬الفسرقة بالعيب طلق‬ ‫بائن‪.‬‬

‫ملحظتنا على القاناون‬

‫‪6‬‬

‫ً‬ ‫أحسن القاناون لوصنعا لن جعل فسرقة العياوب فسرقة بائنة لن الضسرر الذي يقاو م الطلق بسرفعه ضسرر‬ ‫ً‬ ‫دائم أو مستمسر فترة طاويلة‪ ,‬وبالتالي فالنسب أن يكاون بائنا حتى ل يعاود الزوج إلى السراجعة ويبعث بمصير‬ ‫السرأة التي هسربت بجلدها منه‪ ,‬فمتى وجدت الحكمة أن العياوب التي ولوصفها القاناون ثابتة وأنه لم يحصل من‬ ‫ً‬ ‫الزوجة ما يسقط حقها في طلب التفسريق‪ ,‬حكمت الحكمة بذلك وكان طلقها بائنا ساواء كانت الفسرقة قبل‬ ‫الدخاو ل أ م بعدة حتى يتحقق الغسرض القصاود من التفسريق بالعيب‪.‬‬ ‫وعلى السرغم من إيجابيات القاناون رقم ‪ 25‬لسنة ‪ 1920‬إل أن به من العياوب ما يلي‪:‬‬ ‫‪ ‬أن القاناون أخذ بسرأي احنا ف وقصسر حق التفسريق على الزوجة وحدها‪ ,‬والصلحة تقضسي اخذ بسرأي‬ ‫الجمهاور ويعطي لكل من الزوجين حق طلب التطليق بالعيب الستحكم في اخسر‪ ,‬ول يقا ل أن الزوج‬ ‫يملك الطلق لن أعباء التطليق غير أعباء الطلق‪.‬‬ ‫‪ ‬أن القاناون لم يحدد مدة إهما ل الزوج الذي به عيب يسرجي زواله وتسرك ذلك للخبرة‪ ,‬وهذا يضسر‬ ‫بالزوجة ويؤدي إلى الخل ف بين قضاة الحاكم من ناحية وبين التقاضين أنفسهم من ناحية أخسري‪,‬‬ ‫وقد قسرر القاناون امها ل للمجناون والعنين بعا م وهي مدة مناسبة إذا حددها لن به عيب يسرجي زواله‪.‬‬

‫‪ - 6‬د‪ /‬محمد على محجوب – الكحوال الشخصية في الشريعة السلمية والقوانين التي تحكم قضاياها في‬ ‫المحاكم المصرية – ص ‪411‬‬

‫‪14‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬

‫ً‬ ‫ثالثـ ـا‪:‬‬ ‫التفـسريـق بين الـزوجين للضسرر وساوء العشسرة‪.‬‬

‫قد يتعدي الزوج حسن العاشسرة والعاملة بالحسنى إلى اضسرار بالزوجة فيؤذيها بالضسرب الؤلم أو‬ ‫الشتم القذع أو يتعنت معها فيحملها على الفعل الحسر م‪ ,‬أو يهجسر فسراشها أو يعسرض عنها من غير سبب يبيح‬ ‫ً‬ ‫ذلك‪ ،‬فهل ذلك أو مثله يخاو ل للزوجة طلب التفسريق بينها وبين زوجها؟ الذهب الحنفي ل يسري ذلك سببا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صحيحا ياوجب التفسريق‪ ،‬لنه لم يتعين طسريقا لخلص الزوجة مما حل بها من أذى‪ ،‬وعلى القاضسي أن يأمسره‬ ‫بحسن العشسرة وإل أدبة بما يسراه كفيل بحمايتها منه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقد كان العمل بالحاكم الصسرية جاريا على هذا‪ ،‬إلى أن لوصدر القاناون رقم ‪ 25‬لسنة ‪ 1929‬فأجاز أن‬ ‫ً‬ ‫تطلب الزوجة التفسريق بسبب الضسرر الذي ل يستطاع معه دوا م العشسرة بين مثيلتها‪ ،‬أخذا من مذهب‬ ‫الالكية‪ ،‬فإذا استعملت الزوجة هذا الحق وطلبته من القاضسي وأثبتت صحة دعاواها‪ ،‬طلقها القاضسي طلقة‬ ‫ً‬ ‫بائنة‪ .‬وعلى القاضسي بعد سماع الدعاوى أن يجتهد أول في الوصل ح بينهما‪ ،‬والعمل على إزالة الخل ف‪ ،‬فإذا‬ ‫فشل سعيه‪ ،‬سار في الدعاوى بالطسرق الشسرعية‪.‬وقا ل رساو ل ا لوصلى ا عليه وسلم )) ل ضسرر ول ضسرار ((‬ ‫فالبقاء على الزوجية مع التعنت وإساءة العشسرة‪ ،‬مجلبة ل ضسرار كثيرة قد تتعدى آثارها البغيضة إلى ابناء‬ ‫واقسرباء‪ ،‬وكل من له علقة بقسرابة أو مصاهسرة‪.‬‬ ‫وإذا عجزت الزوجة عن إثبات دعاواها ورفضها القاضسي لذلك‪ ،‬ثم عادت وكسررت دعاواها وعجزت مسرة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أخسرى عن إثباتها‪ ،‬عين القاضسي حكما من أهله وحكما من أهلها‪ ،7‬لن اقارب أعسر ف بباواطن اماور‪ ،‬فإن لم‬ ‫ياوجد من أهلهما من يصلح لذلك عين من اجانب ممن يتاوسم فيه الخبرة والقدرة على الوصل ح‪ ،‬وإزالة‬ ‫أسباب الخل ف‪ ،‬فان وفق ا بينهما رفعا امسر إلى القاضسي بما اتفق عليه‪ ،‬وإن عجزا عن إلوصل ح ذات بينهما‬ ‫ً‬ ‫وقسررا أن اساءة ثابتة من قبل الزوج وحده أو منهما معا أو أشكل امسر عليهما ولم يعسرفا مصدر اساءة‪ ،‬فسرق‬ ‫القاضسي بينهما‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وقد بينت ماواد القاناون رقم ‪ 25‬لسنة ‪ 1929‬ما يشترط في الحكمين وما يجب عليهما وما يحكم‬ ‫به القاضسي‪ ،‬وظلت الحاكم تطبقها على الدعاوى النظاورة أمامها إلى أن رأى الشسرع أن الاواد ) ‪ 6‬إلى ‪ ( 11‬رغم‬ ‫سلمتها وسماوها ألوصبحت عاجزة عن علج اوضاع اجتماعية والشسرعية القائمة وجعلت عملية التحكيم‬ ‫والوصل ح بين الزوجين عملية غير منتجة لثارها النشاودة‪ ،‬امسر الذي دعا الشسرع إلى تعديلها بالقاناون رقم‬ ‫‪ - 7‬أحكا م السرة فى السل م الطلق و حقوق الولد و نفقات الاقارب د‪.‬احمد فرج حسين – ص ‪171‬‬

‫‪15‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬ ‫‪ 100‬لسنة ‪ 1985‬في الاواد من ) ‪ 7‬إلى رقم ‪ (11‬منه‪ ،‬مع ملحظة أن الادة السادسة الخالوصة بهذا التفسريق‬ ‫بقيت كما هي‪ ،‬فالنصاوص الحاكمة للتفسريق للضسرر في القضاء الصسري وذلك على الاوجه اتي‪:‬‬ ‫الادة ‪ :6‬إذا ادعت الزوجة إضسرار الزوج بها‪ ،‬بما ل يستطاع معه دوا م العشسرة بين أمثالها يجاوز لها‬

‫•‬

‫أن تطلب من القاضسي التفسريق‪ ،‬وحينئذ يطلقها القاضسي طلقة بائنة إذا ثبت الضسرر‪ ،‬وعجز عن الوصل ح‬ ‫بينهما فإذا رفض الطلب ثم تكسررت الشكاوى ولم يثبت الضسرر‪ ،‬بعث القاضسي حكمين وقضسى على الاوجه‬ ‫البين في الاواد ) ‪ 7‬إلى ‪.( 11‬‬ ‫الادة ‪ :7‬أن يشترط في الحكمين إن يكاونا عدلين من أهل الزوجين إن أمكن وإل فمن غيرهم ممن لهم‬

‫•‬

‫خبرة بحالها وقدرة على الوصل ح بينهما‪.‬‬ ‫•‬

‫الادة ‪‌() :8‬أ( يشتمل قسرار بعث الحكمين على تاريخ بدء وانتهاء مأماوريتهما على أل تجاوز مدة ستة‬

‫أشهسر وتخطسر الحكمة الحكمين والخصم بذلك وعليها تحليف كل من الحكمين اليمين بأن يقاو م بمهمته‬ ‫بعد ل وأمانة ‪.‬‬ ‫ب( يجاوز للمحكمة أن تعطى للحكمين مهلة أخسري مسرة واحدة ل تزيد عن ثلثة أشهسر فان لم يقدما‬ ‫) (‌‬ ‫تقسريسر هما اعتبرها غير متفقين‪.‬‬ ‫•‬

‫الادة ‪ :9‬ل يؤثسر في سير الحكمين امتناع أحد الزوجين عن حضاور مجلس التحكيم متى تم إخطاره‪.‬‬ ‫وعلى الحكمين أن يعسرفا أسباب الشقاق بين الزوجين ويبذل جهدها في الوصل ح بينهما على أية طسريقة‬ ‫ممكنة‪.‬‬ ‫•‬

‫‪.1‬‬

‫الادة ‪ :10‬إذا عجز الحكمين عن الوصل ح‪:‬‬

‫فان كانت اساءة كلها من جانب الزوج اقترحا الحكمان التطليق بطلقة بائنة دون مساس لشسيء‬ ‫من حقاوق الزوجة الترتبة على الزواج والطلق‪.‬‬

‫‪.2‬‬

‫وإذا كانت اساءة كلها من جانب الزوجة اقترحا الحكمان التطليق نظير بد ل مناسب يقدر انه‬ ‫تلتز م به الزوجة‪.‬‬

‫‪.3‬‬

‫وإذا كانت اساءة مشتركة اقترحا التطليق دون بد ل أو ببد ل يتناسب مع نسبة اساءة‪.‬‬

‫‪.4‬‬

‫وان جهل الحا ل فلم يعسر ف اليسسيء منهما اقتر ح الحكمان تطليقا دون بد ل ‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬ ‫•‬

‫الادة ‪ :11‬على الحكمين أن يسرفعا تقسريسرهما إلى الحكمة مشتمل على اسباب التي بني عليها فان لم‬ ‫يتفقا بعثتهما مع ثالث له خبرة بالحا ل وقدرة على الوصل ح وحلفته اليمين البينة في الادة )‪ .(8‬وإذا‬ ‫اختلفاوا أو لم يقدماوا تقسريسرهم في اليعاد الحدد سارت الحكمة في اثبات وان عجزت الحكمة عن‬ ‫التاوفيق بين الزوجين وتبين لها استحالة العشسرة بينهما وألوصسرت الزوجة على الطلق قضت الحكمة‬ ‫بالتطليق بينهما بطلقة بائنة مع إسقاط حقاوق الزوجة الالية كلها أو بعضها وإلزامها بالتعاويض‬ ‫الناسب إن كان لذلك كله مقتضسى ‪.‬‬

‫فما جاء به القاناون رقم ‪ 25‬لسنة ‪ 1929‬تحكيم يلتز م به القاضسي‪ .‬أما دور الحكمين وفقا للماواد سالفة‬ ‫الذكسر في القاناون رقم ‪ 100‬لسنة ‪ 1985‬فيقتصسر على الوصل ح بين الزوجين‪ ،‬فإذا عجزا عنه رفعا إلى القاضسي‬ ‫تقسريسرا يتضمن ما يسريانه من اقترا ح ومن بينها الطلق ببد ل أو بغير بد ل‪ ،‬والقاضسي هاو الذي يقضسي بالتطليق‬ ‫إذا رأى ذلك‪.‬‬

‫ناوع الطلق الذي ياوقعه القاضسي للضسرر‪:‬‬ ‫الطلق الذي ياوقعه القاضسي بناء على الضسرر الاواقع على الزوجة الذي ثبت بالبينة التي أقامتها الزوجة‬ ‫أو ثبت بناء على تقسريسر الحكمين الذي رفعاه إلى القاضسي وطلبا منه التفسريق بين الزوجين لعد م إمكان الوصل ح‬ ‫ً‬ ‫بينهما يكاون طلقا بائنا لن الضسرر ل يزو ل عن الزوجة إل إذا كان بائنا‪.‬‬

‫ما يلحظه على القاناون‪:‬‬ ‫أن محكمة النقض الصسرية في حكم لها في ‪ 26/6‬لسنة ‪ 1990‬قضت بأن الحكمين طسريقهما الحكم ل‬ ‫الشهادة ول الاوكالة‪ ،‬وأنهما إذا اتفقا على رأى نفذ حكمهما ووجب على القاضسي تنفيذه دون تعقيب‪ ،‬وما‬ ‫ارتأته محكمة النقض هاو الصحيح فقها‪ ،‬ولكن نصاوص القاناون ل تسعف على القاو ل به‪.‬‬ ‫ومن اللفت للنظسر أيضا أن القاناون رقم ‪ 25‬لسنة ‪ 1929‬كان يشترط السرجاولة فى الحكمين‪ ،‬وهاو ما‬ ‫أغفله نص الادة السابعة بعد تعديله بالقاناون رقم ‪ 100‬لسنة ‪ ،1985‬وبالتالي يصح طبقا لنص الادة‬ ‫ً‬ ‫السابعة بعد تعديلها أن يكاون الحكمان امسرأتين أو امسرأة ورجل‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬

‫ً‬ ‫رابع ـا‪:‬‬ ‫التفسريق بين الزوجين لغيبة الزوج وحبس الزوج‪.‬‬

‫ومن اسباب الجيزة للتطليق غياب الزوج عن زوجنه‪ ,‬وتضسررها من هذا الغياب‪ ,‬ويقاو ل الفقهاء‪ :‬إن‬ ‫إقامتها بعيدة عن زوجها مدة طاويلة مع محافظتها على العفة والشسر ف أمسر ل تتحمله الطبيعة البشسرية‪ ,‬وهذا‬ ‫ضسرر بالغ يقع بالزوجة‪.‬‬ ‫وقد أخذ القاناون القائم في مصسر بهذا‪ .‬فنص على أنه إذا غاب الزوج سنة فأكثر بل عذر مقباو ل جاز‬ ‫لزوجته أن تطلب إلى القاضسي تطليقها بائنا إذا تضسررت من بعده عنها ولاو كان له ما ل تستطيع انفاق منه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وإذا كان الزوج الغائب يمكن ولوصاو ل السرسائل إليه ضسرب له القاضسي أجل‪ ,‬وأعذر إليه بأنه يطلقها عليه إن‬ ‫ً‬ ‫لم يحضسر للقامة معها‪ ,‬أو ينقلها إليه أو يطلقها‪ ,‬فإذا انقضسي اجل ولم يفعل ولم ُيبد عذرا مقباول فسرق‬ ‫القاضسي بينهما بتطليقه بائنة‪ ,‬وإذا لم يمكن ولوصاو ل السرسائل إلى الغائب طلقها القاضسي عليه بل أعذار وضسرب‬ ‫أجل‪.‬‬ ‫وقد جعل القاناون من حق زوجة الحباوس الحكاو م عليه نهائيا بعقاوبة مقيدة للحسرية مدة ثل ث سنين‬ ‫فأكثر أن تطلب إلى القاضسي بعد مضسى سنة من حبسه التطليق عليه بائنا للضسرر ولاو كان له ما ل تستطيع‬ ‫انفاق منه‪.‬‬

‫ً‬ ‫أول‪ :‬التفسريق بين الزوجين بحكم الحكمة بسبب غياب الزوج‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬ ‫•‬

‫النصاوص القاناونية‪.‬‬

‫جاء حكم التطليق للغيبة في الادتين ‪ 13 ,12‬من القاناون رقم ‪ 25‬لسنة ‪ 1929‬ونصت الادة ‪ 12‬على‬ ‫أنه )) إذا غاب الزوج سنة كاملة فأكثر بل عذر مقباو ل جاز لزوجته أن تطالب إلي القاضسي تطليقها‬ ‫طلقا بائنا إذا تضسررت من بعده عنها ولاو كان له ما ل تستطيع انفاق منه ((‪.‬‬

‫•‬

‫كما نصت الادة ‪ 13‬من القاناون الذكاور على أنه )) إن أمكن ولوصاو ل السرسائل إلي الغائب ضسرب له‬

‫القاضسي أجل وأعذر إليه أنه ساو ف يطلقها‪ ,‬عليه إن لم يحضسر للقامة معها أو ينقلها إليه أو يطلقها‪,‬‬ ‫فإذا انقضسى اجل ولم يفعل ولم يبد عذرا مقباول فسرق القاضسي عليه بل اعذرا وضسرب أجل ((‪.‬‬ ‫ومفهاو م الغيبة في حكم هاتين الادتين يعني انتقا ل الزوج إلى بلد غير بلده وإقامته فيه أو رحيله إلى مكان‬ ‫مجهاو ل‪ .‬أما إقامته في بلده مع تسركه لزنز ل الزوجية فل تعد غيبة تنطبق عليها أحكا م الادتين ‪ 13 ,12‬بل هي‬

‫‪18‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬ ‫ً‬ ‫هجسر يمكن على أساسه طلب التفسريق لليذاء طبقا لنص الادة السادسة من القاناون فكل غيبة إضسرار وليس‬ ‫كل إضسرار غيبة فقد يأتي اضسرار في لوصاورة عد م انفاق أو الشقاق أو الزواج بأخسرى أو الغيبة بغير عذر‬ ‫مقباو ل‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫احكا م التي جاء بها القاناون‪.‬‬

‫ً‬ ‫الغائب بمقتضسي هذا النص هاو من تطاو ل غيبته لكثر من عا م فالغياب دون السنة ل يعد به الزوج غائبا‬ ‫في مفهاو م هذا القاناون والغائب ناوعان بمقتضسى هذه الاواد‪ .‬هما‪:‬‬ ‫غائب معلاو م اقامة‪ :‬ويمكن ولوصاو ل السرسائل إليه وهذا الغائب يضسرب له القاضسي أجل ويحدد له‬

‫•‬

‫ثل ث خيارات هي‪ :‬أن يحضسر للقامة مع زوجته‪ ,‬أو أن ينقلها إليه حيث يقيم‪ ,‬أو أن يطلقها‪.‬‬ ‫فإذا اختار احدهما فل يطلق القاضسي عليه وإذا امتنع عن اختيار ولم يسرد خل ل اجل الذي حدد له‬ ‫طلق القاضسي عليه بعد أن يتحقق من ولوصاو ل اعلن إليه ول يجاوز التطليق بغير الكتابة إلى الغائب‬ ‫ً‬ ‫وانتظار مدة امها ل وإل وقع الحكم باطل والكتابة إلى الغائب التي يعتد بها في حكم هذه الاواد هي التي‬ ‫تتم من القاضسي‪ .‬أما السراسلت بينه وبين زوجته أو من أهله وألوصدقائه فليست من امها ل القاناوني في‬ ‫شسئ ول يترتب عليها اى اثسر‪.‬‬ ‫•‬

‫غائب مجهاو ل اقامة‪ :‬ويلحق به من يستحيل ولوصاو ل السرسائل إليه وفي هذه الحالة يطلق عليه‬

‫القاضسي دون إمها ل فل فائدة من ضسرب اجل‪ ,‬وامتناع عن التطليق فاورا هاو ناوع من اضسرار بالزوجة‬ ‫ومهمة القاضسي ر ف التعدي وإزالة الضسرر‪.‬‬

‫ت‪-‬‬

‫الشسروط التي اشترطها القاناون للتفسريق بالغيبة‪.‬‬

‫وحتى يصح التطليق لغيبة الزوج طبقا لا نص عليه القاناون لبد من تاوافسر الشسروط اتية‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أن يغيب الزوج في بلد غير الذي تقطن فيه الزوجة ويستاوي في ذلك البلد البعيد والبلد القسريب‪ .‬أما‬ ‫الغيبة من بيت الزوجية مع اقامة في نفس البلدة فهي غيبة ل تدخل في مفهاو م النص‪.‬‬

‫‪.2‬‬

‫أن تكاون الغيبة سنة فأكثر ول تقبل دعاوى التطليق للغيبة قبل مضسى هذه الدة‪ .‬وإغفا ل هذه الدة‬ ‫يؤدى إلى بطلن الحكم‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬ ‫أن يكاون الغياب بغير عذر مقباو ل‪ .‬فإذا كان بعذر شسرعي كالسفسر لطلب العلم أو الغيبة للتجارة فل‬

‫‪.3‬‬

‫يجاوز التطليق‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫أن تتضسرر الزوجة من الغيبة فتطلب التطليق ذلك لن الضسرر هاو سبب الدعاوى فلبد من ثباوته‪ ,‬ولن‬ ‫التطليق حق الزوجة فل بد من طلبه فل يقضسي به القاضسي من تلقاء نفسه‪.‬‬ ‫والتطليق الذي يحكم به القاضسي للغيبة يقع تطليقه بائنة حتى ولاو طلبت الزوجة في دعاواها فسرقة رجعية‬

‫لن القاضسي يملكه باولوصف البيناونة فل يتعداه إلى غيره خالوصة وإن ولوصف الطلق من عمل الشارع فل يعتد‬ ‫فيه بإرادة الزوجين أو احدهما‪ ,‬وقد لوصسرحت الادة ) ‪ ( 12‬من القاناون رقم ‪ 25‬لسنة ‪ 1929‬بأن تطليق القاضسي‬ ‫في هذه الحالة يقع بائنا‪.‬‬ ‫وأن عبء إثبات الضسرر للتفسريق بالغيبة يقع على عاتق الزوجة‪ ,‬ويكفى أن تقاو م بإثبات وجاود الضسرر‪,‬‬ ‫وليس عليها شسر ح مضماونه‪ ,‬فقد يكاون إحساسها بعد م امان لغيبة الزوج هاو مضماون الضسرر‪ ,‬فالضماون‬ ‫يتسع لكل ما يمثل إضسرارا بالزوجة في مجا ل اثبات وحسبها أن الشسرع قد قيده بالغيبة بل عذر‪ ,‬وبأن دعاواها‬ ‫ل تقبل إل بعد مضسى عا م فأكثر من تاريخ غيبة الزوج‪.‬‬

‫ً‬ ‫ثانيا‪ :‬التفسريق بين الزوجين بحكم الحكمة بسبب حبس الزوج‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬ ‫•‬

‫النصاوص القاناونية‪.‬‬

‫نصت الادة ‪ 14‬من القاناون ‪ 25‬لسنة ‪ 1929‬على أنه )) لزوجة الحباوس الحكاو م عيه نهائيا بعقاوبة‬

‫مقيدة للحسرية مدة ثل ث سناوات فأكثر أن تطلب إلي القاضسي بعد مضسي سنة من حبسه التطليق عليه‬ ‫بائنا للضسرر ولاو كان له ما ل تستطيع انفاق منه((‪.‬‬ ‫مجا ل تطبيق النص ينحصسر في الحباوسين الحكاو م عليهم بعقاوبة تقيد الحسرية وهي الحبس‪ ,‬والجسجن‪,‬‬ ‫اشغا ل الؤبدة والؤقتة‪ ,‬أما إذا كان الحكم بالغسرامة أي بعقاوبة مالية فل مجا ل لتطبيق النص‪ ,‬ول‬ ‫مجا ل لتطبيقه أيضا لاو كانت العقاوبة هي اعدا م‪ ,‬وهذه ثغسرة في النص لن الحكم بالعدا م عقاوبة‬ ‫سالبة للحياة‪ ,‬ولكن إجسراءات تنفيذها قد تستغسرق أعاوما فما هاو السبيل لفصم عسرى الزوجية؟ ل‬ ‫ياوجد حل في نص الادة )‪ (14‬من القاناون واجدر أن يتدخل الشسرع لحسم الشكلة بنص تشسريعي‪.‬‬

‫ب‪-‬‬

‫‪20‬‬

‫احكا م التي جاء بها القاناون‪.‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬ ‫اعتمد الشسرع في نص الادة )‪ (14‬بالغياب الفعلي‪ ,‬وليس على الزوجة إل إثبات واقعة الحبس‪ ,‬وأنها بناء‬ ‫على حكم نهائي مدته ثل ث سنين فأكثر‪ ,‬وليس عليها إثبات الضسرر فالضسرر هنا مفترض‪ ,‬حتى لاو كان للمحباوس‬ ‫ما ل تستطيع الزوجة انفاق منه‪.‬‬ ‫واعم اغلب أن يكاون الحباوس قد حاوكم عليه في وطنه‪ ,‬وحبسه تم داخل إقليم الدولة التي ينتمي‬ ‫إليها‪ ,‬وليس ذلك بشسرط‪ ,‬حتى لاو ُحكم على الزوج خارج وطنه‪ ,‬وحبس في إقليم دولة أخسرى‪ ,‬ويكفى العلم‬ ‫بحبسه ول يشترط لتطبيق نص الادة )‪ (14‬ليس عقاوبة الحبس بالعنى الفني الدقيق في القاناون الجنائي‪ ,‬بل‬ ‫كل العقاوبات القيدة للحسرية‪.‬‬ ‫ت‪-‬‬

‫شسروط التطليق للحبس‪.‬‬

‫أوضحت الادة الشار إليها عددا من الشسروط هي‪:‬‬ ‫أن تكاون العقاوبة مقيدة للحسرية‪ ,‬فالعقاوبات السالبة للحياة والعقاوبات الالية ل تجيز التطليق‬

‫‪.1‬‬

‫لهذا السبب‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫أن يصدر بالعقاوبة حكم نهائي‪.‬‬

‫أن تكاون مدة العقاوبة الحكاو م بها ثل ث سناوات فأكثر وفي حالة الحبس وتعدد الجسرائم‪ ,‬فالسرأي‬

‫‪.3‬‬

‫عندي‪ 8‬أن التطليق يجاوز في هذه الحالة‪ ,‬أما إذا كانت مدد العقاوبات أقل من ثل ث سناوات‪ ,‬وتم‬ ‫تنفيذها متفسرقة فل يثبت للمسرأة حق التفسريق في هذه الحالة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫أن ينفذ الحكم على الزوج‪ ,‬وتمضسى سنة على اقل من تاريخ تنفيذ الحبس‪ ,‬قبل رفع دعاوى‬ ‫التطليق‪ ,‬والسرأي السراجح أن السنة التي اشترطتها الادة )‪ (14‬تبدأ من تاريخ حبس الزوج‪ ,‬وليس‬

‫من تاريخ النطق بالحكم‪ .‬مما يجعل مدة الحبس احتياطي داخلة في السنة‪ ,‬خالوصة وأنها تخصم‬ ‫من مدة العقاوبة الحكاو م بها طبقا لقاناون اجسراءات الجنائية‪ ,‬والقاو ل بغير ذلك يطيل على السرأة‬ ‫الدة التي تستطيع خللها رفع دعاوى التطليق‪ ،‬وهي إطالة تضسر بالسرأة‪ ,‬وتفتقسر إلى السند‬ ‫القاناوني‪.‬‬

‫‪ 8‬د‪ /‬محمد على محجوب – الكحوال الشخصية في الشريعة السلمية والقوانين التي تحكم قضاياها في‬ ‫المحاكم المصرية – ص ‪429‬‬

‫‪21‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬ ‫نـاوع آخــسر للفـسرقـة ] الخلـع [‬

‫مشسروعية الخلع‪:‬‬

‫ً‬ ‫الخلع جائز ول بأس به شسرعا عندما يستحكم الخل ف بين الزوجين ول تثمسر جهاود الاوسطاء من اقارب‬ ‫والوصدقاء في التاوفيق بينهما أو عندما تسرى الزوجة أنها ل تستطيع لسبب أو لخسر أن تقاو م بحقاوق زوجها‬ ‫وأحببت فسراقه فالتمادي على الخل ف والشحناء والباغضة قاواعد للشسر ومجلبة للفساد ومحطمة للصحة‪,‬‬ ‫وقد قا ل )السرساو ل لوصلى ا عليه وسلم( في البغضة بأنها الحالقة – يعني حالقة للدين وللفضائل انسانية‪.‬‬

‫وقد د ل على جاوازه‪ :‬الكتاب والسنة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪.2‬‬

‫ّ ُ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ‬ ‫أما الكتاب‪ ,‬فقاوله تعالى‪ )) :‬الطلق َمّسرتاِن فإْمَساٌك ِبَمْعُسروٍ ف أْو تْسِسريٌح ِبِإْحَساٍن َول َيِحّل لكْم‬ ‫ّ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َْ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ ّ‬ ‫َ​َ َ َ َ ّ‬ ‫َ ُ‬ ‫أْن تأخذوا ِمّما آتْيتُماوُهّن شْيًئا ِإل أْن َيخافا أل ُيِقيَما ُحُدوَد اللِه فِإْن ِخفتْم أل ُيِقيَما ُحُدوَد اللِه‬ ‫َ‬ ‫ّ َُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ َ َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫فل ُجناَ ح َعلْيِهَما ِفيَما افتَدت ِبِه ِتلَك ُحُدوُد اللِه فل تْعتُدوَها َوَمْن َيتَعّد ُحُدوَد اللِه فأْولِئَك ُهْم‬ ‫ّ ُ َ‬ ‫الظاِلاون ((‪ 9‬أى فل جنا ح ول إثم على السرجل فيما أخذ‪ ,‬ول على السرأة فيما أعطت‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ومن السنة‪ ,‬ما روى عن ابن عباس – )) أن امسرأة ثابت بن قيس وهي جميلة بنت أبّي أتت رساو ل‬ ‫ا لوصلى ا عليه وسلم فقالت‪ :‬يا رساو ل ا‪ ،‬ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ول دين‪,‬‬ ‫ً‬ ‫ولكني أكسره الكفسر في اسل م ما أطيقه بغضا‪ ,‬فقا ل رساو ل ا لوصلى ا عليه وسلم أتسردين‬ ‫عليه حديقته؟ قالت‪ :‬نعم وزيادة‪ ,‬فقا ل لها‪ :‬ما الزيادة فل‪ ,‬وقا ل لثابت‪ :‬اقبل الحديقة وطلقها‬ ‫تطليقه ((‪.‬‬

‫فهذا الحديث قد د ل على أن السرأة إذا كسرهت زوجها أو خافت أل تقيم حدود ا فل حسرج عليها أن‬ ‫تفتدي نفسها‪ ,‬كما ل جنا ح على الزوج أن يأخذ منها ما تفتدي به‪ .‬وإذا لم يكن هناك سبب لطلب الخلع فانه‬ ‫يكسره للزوجة أن تطلبه لقاوله عليه السل م )) أيما امسرأة اختلعت من زوجها من غير بأس لم تسر ح رائحة‬ ‫الجنة((‪.‬‬

‫الحكمة من تشسريع الخلع‪:‬‬ ‫‪ 9‬سورة البقرة – اليه ‪.229‬‬

‫‪22‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬ ‫لقد شسرع الخلع ليكاون وسيلة لحل مشكلة امسرأة تحمل بين جنباتها كسراهية شديدة لزوجها لنقص دينه‬ ‫أو خلقه أو لوصاورته الظاهسرة أو الباطنه‪ ,‬ول تطيق العيش معه‪ ,‬وظنت أل تؤد حق ا في طاعة زوجها‪ ,‬فليس‬ ‫ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ ّ‬ ‫لها من مف إل افتداء نفسها بما ل تبذله لزوجها ليطلقها‪ ,‬لقاوله تعالى )) فِإْن ِخفتْم أل ُيِقيَما ُحُدوَد اللِه فل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ُجناَ ح َعلْيِهَما ِفيَما افتَدت ِبِه ((‪ ,‬وهي ل تسريد أن تسلك طسريق القضاء لا فيه من جهد ووقت وطاو ل إجسراءات‪,‬‬ ‫وإفشاء لسسرار الحياة الزوجية في ساحات الحاكم‪ ,‬فإذا ما قبل الزوج بد ل الخلع وطلقها فقد تحقق لها‬ ‫مأربها‪ ,‬ولوصار ذلك وسيلة للخلص من حياة سيطسرت عليها العداوة والبغضاء من جهة الزوجة له عليها إل‬ ‫بسرضاها‪.‬‬

‫بد ل الخلع‪:‬‬ ‫الذهب الحنفي‪ :‬بد ل الخلع هاو ما تلتز م به الزوجة لزوجها في مقابل طلقها وخلص نفسها منه‪ ,‬والكل م‬ ‫عليه في ماوضعين‪:‬‬ ‫ً‬ ‫او ل‪ -‬ما بحل للزوج أخذه عاوضا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الثاني‪ -‬ما يصلح أن يكاون بدل في الخلع‪.‬‬

‫ً‬ ‫ما يحل للزوج أخذه عاوضا‪:‬‬ ‫يختلف حل أخذ البد ل باختل ف الحالت التي تكاون بين الزوجين‪ ,‬وهي ل تخسرج عن ثل ث‪:‬‬ ‫الحالة اولى‪ :‬أن يبغض كل منهما اخسر ويكسرهه‪ ,‬مما قد يخشسى معه التقصير في القيا م بحقاوق الزواج‪,‬‬ ‫َ‬ ‫وعندئذ يجاوز للزوجة أن تفتدي نفسها بما ل تعطيه لزوجها‪ ,‬ويجاوز للزوج أن يأخذه منها‪ ,‬لقاوله تعالى‪ )) :‬فِإْن‬ ‫ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ ّ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ِخفتْم أل ُيِقيَما ُحُدوَد اللِه فل ُجناَ ح َعلْيِهَما ِفيَما افتَدت ِبِه ((‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فقد رفع ا تعالى اثم والؤاخذة عما يأخذه الزوج‪ ,‬بدل عن الخلع عند خاو ف الزوجين أو من يعنيهم‬ ‫امسر من أهلهما عند عد م قيامها بحقاوق الزوجية على نحاو ما شسرع ا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫غاية امسر انه يستحب أل يأخذ منها أكث مما أعطاها مهسرا وجهازا فذلك الذي يتفق ومكار م اخلق‪.‬‬ ‫الحالة الثانية‪ :‬أن تكاون الكسراهة من جانب الزوجة وحدها‪:‬‬ ‫إذا كسرهت الزوجة زوجها وأحبت فسراقه‪ ,‬ولم يكن الزوج قد أضسر بها أو أساء إليها فإنه يحل له أن يأخذ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ ُ َ َْ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫منها كل ما افتدت به ول إثم عليه في ذلك‪ ,‬لقاوله تعالى‪َ )):‬ول َيِحّل لكْم أْن تأخذوا ِمّما آتْيتُماوُهّن شْيًئا ِإل أْن‬ ‫ّ َ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ ّ‬ ‫َ َ َ ّ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َيخافا أل ُيِقيَما ُحُدوَد اللِه فِإْن ِخفتْم أل ُيِقيَما ُحُدوَد اللِه فل ُجناَ ح َعلْيِهَما ِفيَما افتَدت ِبِه ((‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬ ‫ً‬ ‫فقد رفع ا تعالى اثم والؤاخذة عن الزوج‪ ,‬فيما أخذه من الزوجة مقابل طلقها قليل كان أو كثيرا‪.‬‬ ‫روى البخاري أن السربيع بنت معاوذ‪ ,‬قالت كان بيني وبن ابن عمي كل م‪ ,‬وكان زوجها‪ ,‬قالت‪ :‬فقلت له لك‬ ‫كل شسئ وفسرقني قا ل قد فعلت‪ ,‬فأخذ وا كل فسراشسي‪ ,‬فجئت عثمان بن عفا ف فقا ل‪ :‬الشسرط أملك له كل‬ ‫شسئ‪.10‬‬ ‫ً‬ ‫الحالة الثالثة‪ :‬أن تكاون الكسراهة من جانب الزوج وحده بطسرا منه ليتزوج بغيرها‪ ,‬وفي هذه الحالة ل يحل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫للزوج ديانة‪ ,‬أن يأخذ منها شيئا لقاوله تعالى‪ )) :‬وإن أردتم استبدا ل زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا‪.(( 11‬‬ ‫فقد نهى ا تعالى عن اخذ منها عند عد م نشاوزها وكاونه منه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واجماع قائم على حسرمة أخذ ما ل السلم بغير حق‪ ,‬وفي إمساكها ل لسرغبة بل إضسرارا وتضييقا ليقتطع‬ ‫مالها في مقابل خللوصها من الشدة التي هي فيها معه‪ ,‬أخذ مالها بغير حق‪ ,‬ولاو كان بسرضاها لنه في الاواقع رضا‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ َ​َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ً َ َ‬ ‫شاوب بالكسراه يقاو ل تعالى‪َ)):‬ول تْمِسكاوُهّن ِضسرارا ِلتْعتُدوا َوَمْن َيفَعْل ذِلَك فقْد ظلَم نفَسُه ((‪.‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ​َ ْ ُ​ُ ُ ّ َْ َُ ْ َ ْ‬ ‫ض َما آتْيتُماوُهّن ((‪.‬‬ ‫ويقاو ل جل شأنه )) ول تعضلاوهن ِلتذهباوا ِببع ِ‬ ‫إل أنه لاو أخذ جاز في الحكم فيحكم بصحة التملك وإن كان بسبب خبيث لنه ل تلز م بين حسرمة اخذ‬ ‫البد ل وتسرتب اثسر الخلع عليه‪.‬‬

‫ما يصلح أن يكاون بدل في الخلع‪:‬‬ ‫ً‬ ‫كل ما كان مال متقاوما‪ ,‬أو منفعة تقابل الا ل‪ ,‬صح أن يكاون بدل في الخلع‪ ,‬ومن ثم يجاوز أن يكاون من‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫النقدين والعقار والنقاو ل وسكنى الدار وزراعة ارض زمنا معلاوما‪ ,‬ومن ذلك الخلع في مقابل السرضاع‬ ‫والحضانة وانفاق على الصغير‪ ,‬وابسراء من نفقة العدة‪.‬‬

‫أمثلة تطبيقية‬ ‫الخلع في مقابل السرضاع‪:‬‬ ‫‪ 10‬نل الوطار كحـ ‪ 6‬ص ‪ , 282‬وقد ذهب بعض العلماء إلى أنه يستحب للزو ج في هذه الحالة أل يأخذ منها أكث‬ ‫مما أعطاها كما في الحالة الولى‪.‬‬ ‫‪ 11‬أية ‪ 20‬سورة النساء‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬ ‫إذا خلع السرجل زوجته على أن تسرضع ولدها منه وقبلت‪ ,‬صح هذا الخلع‪ ,‬وعليها أن تسرضعه الدة التي‬ ‫اتفقا عليها‪ ,‬وإن لم يتفقا على مدة فإنها تسرضعه الدة التي حددها الشارع للسرضاع وهي سنتان فإن امتنع عن‬ ‫ارضاع أو مات الاولد أو ماتت هي قبل تما م الدة كان للزوج أن يسرجع على الزوجة أو ورثتها بما يعاد ل أجسرة‬ ‫رضاع الاولد عن الدة الباقية إل إذا شسرطت عند الخلع إن مات الاولد أو ماتت هي فل شسئ عليها‪ ,‬فليس له أن‬ ‫يسرجع عليها بشسئ ولاو اختلعت بما لها عليه من الهسر وبسرضاع ولده الذي هي حامل به‪ ,‬جاز‪ ,‬فإن مات أو لم يكن‬ ‫في بطنها ولد‪ ,‬تسرد قيمة السرضاع ولاو مات بعد سنة تسرد قيمة رضاع سنة‪ ,‬وكذلك إذا ماتت هي‪ ,‬ولاو كانت قالت‪:‬‬ ‫خلعني على رضاعة الاولد وحضانته عشسر سنين‪ ,‬رجح عليها بأجسرة رضاع سنتين ومعه بايقي السنين إل إذا‬ ‫اشترطت عد م السرجاوع‪.12‬‬

‫الخلع في مقابل الحضانة‪:‬‬ ‫ً‬ ‫لاو خالعها على أن تقاو م بحضانة ولده منها‪ ,‬صح الخلع‪ ,‬ولزمها القيا م بحضانته الدة الحددة لها شسرعا‪,‬‬ ‫فلاو هسربت أو مات الاولد أو ماتت هي‪ ,‬كان للزوج أن يسرجع عليها أو على ورثتها بما يعاد ل أجسر الحضانة عن الدة‬ ‫الباقية إل إذا وجد شسرط يخالف ذلك‪.‬‬

‫الخلع في مقابل انفاق على الصغير‪:‬‬ ‫ً‬ ‫لاو خلعها على أن تنفق على ابنه الصغير مدة معلاومة‪ ,‬صح الخلع‪ ,‬وإن كان قدر النفقة مجهاول لن‬ ‫الجهالة غير التفاحشة متحملة في الخلع ويلزمها انفاق عليه الدة التي اتفقا عليها فإن امتنعت عن انفاق‬ ‫أو مات الاولد أو ماتت هي قبل انتهاء هذه الدة كان للزوج أن يسرجع عليها بمثل نفقته في الدة أو فيما بقي منها‪,‬‬ ‫وإذا كانت الزوجة معسسرة‪ ,‬فطالبته بالنفقة يجبر على دفعها لن بد ل الخلع دين عليها فل تسقط النفقة‬ ‫الاواجبة عليه بدين له عليها كما إذا كان له عليها دين آخسر وهي ل تقدر على قضائه‪ ,‬لوصيانة للاولد عن الهلك‬ ‫ً‬ ‫ويبقى بد ل الخلع دينا يسرجع به عليها عند يسارها‪.‬‬

‫الخلع في مقابل إبقاء الصغير أو الصغيرة إلى البلاوغ‪:‬‬ ‫إذا خالعت السرأة زوجها على أن يبقى ولده عندها إلى البلاوغ صح في انثى ل في الغل م‪ ,‬لنه يحتاج إلى‬ ‫معسرفة آداب السرجا ل والتخلق بأخلقهم‪ ,‬واب أقدر على ذلك من ا م أما انثى فإنها تحتاج إلى من يعلمها‬ ‫ويدربها على شؤون النساء‪ ,‬وا م أقدر على ذلك من اب‪ ,‬فلذلك صح اشتراط بقاء انثى عند ا م إلى البلاوغ‪.‬‬

‫‪ 12‬مجمع النهر جـ ‪ 1‬ص ‪ ,452‬الفتح على الهداية جـ ‪ 3‬ص ‪.217‬‬

‫‪25‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬ ‫ولم يصح ذلك للغل م‪ ,‬وإذا تزوجت الختلعة كان للزوج أخذ الاولد منها وإن اتفقا على تسركه لن هذا حق الاولد‬ ‫ويسرجع عليها فيما بقي من الدة‪.‬‬

‫الخلع في مقابل ابسراء من نفقة العدة‪:‬‬ ‫إذا خالعت السرأة زوجها في مقابل إبسرائه من نفقة العدة‪ ,‬صح الخلع وبسرئ الزوج منها‪ ,‬وإن كانت مجهاولة‬ ‫لن الجهالة يسيرة وهي محتملة في الخلع‪.‬‬ ‫ولاو خالعته على نفقة العدة والسكنى في مدتها صح في إسقاط نفقة العدة وبطل في إسقاط السكنى لن‬ ‫سكنى الطلقة في غير السكن الذي كانت فيه وقت الطلق معصية‪,‬ل يصح إسقاطها ما دامت في العدة‪ .‬لكن‬ ‫لاو أبسرأته من مؤنه السكن‪ ,‬بأن التزمت اقامة في ذلك السكن حتى تنقضسي عدتها‪ ,‬وتقاو م هي بدفع اجسرة من‬ ‫ً‬ ‫مالها أو كان البيت ملكا لها صح ابسراء‪.13‬‬

‫حكم الخلع‪:‬‬ ‫إذا تم اتفاق على الخلع تسرتبت عليه احكا م اتية‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أول‪ :‬يقع به طلق بائن لنه من جملة الكنايات ول تشترط فيه النية‪ ,‬لنه بحكم غلبة استعما ل لوصار‬ ‫كالصسريح ولن الزوجة ما أعطته الا ل إل لتسلم لها نفسها‪ ,‬وتتخلص من سلطان الزوج عليها وذلك يكاون‬ ‫بالبيناونة‪.‬‬ ‫غايته إنه يشترط أن يكاون الزوج أهل لاوقاوع الطلق وذلك بأن تتاوفسر فيه شسروط الطلق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثانيا‪ :‬لزو م الا ل السمى‪ ,‬لاوجاوبه بالتزامها ما لم تكن محجاورة بالسفه أو مكسرهة فل يلزمها شسئ ويقع‬ ‫الطلق‪ ,‬لن البد ل تبرع‪ ,‬والسفيهة والكسروهة ليستا أهل للتبرع‪.‬‬ ‫وإنما لزمها الا ل متى كانت أهل‪ ,‬لن وقاوع الطلق ل يتاوقف على أداء الا ل‪ ,‬بل يقع بمجسرد تاوافق ايجاب‬ ‫ً‬ ‫والقباو ل ثم يكاون الا ل دينا في ذمتها‪ ,‬يلزمها أداؤه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثالثا‪ :‬إذا كانت الزوجة مسريضة مسرض الاوت‪ ,‬وخالعها زوجها على ما ل في أثناء مسرضها وقبلت وقع عليها‬ ‫طلق بائن كما لاو كان الخلع في حا ل صحتها‪.‬‬

‫‪ 13‬د‪ /‬اكحمد فر ج كحسين – أكحكام السرة في السلم الطلق وكحقوق الولد ونفقات القارب‪ .‬ص ‪ .143‬عام ‪1998‬‬ ‫الدار الجامعية للطباعة والنشر‬

‫‪26‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬ ‫أما استحقاق الزوج الا ل‪ ,‬فيختلف باختل ف ما إذا ماتت وهي في العدة‪ ,‬أو بعد انقضائها فإن ماتت في‬ ‫العدة‪ ,‬فلزوجها اقل من ميراثه ومن بد ل الخلع‪ ,‬إن كان يخسرج من ثلث تسركتها وإن لم يخسرج فله اقل من ار ث‬ ‫ً‬ ‫والثلث‪ .‬احتياطا ومحافظة على حقاوق ورثتها‪ ,‬إذ قد يكاون القصاود من هذا الخلع محاباة الزوج‪ ,‬بأن تجعل له‬ ‫ً‬ ‫في مقابل الخلع نصيبا أكبر مما يستحق بطسريق ار ث لاو كانت الزوجية قائمة بينهما وقت وفاتها‪.‬‬

‫آثار الخلع‬ ‫‪-1‬‬

‫انه ل يتاوقف على قضاء القاضسي فهاو ككل طلق يقع من الزوج ‪.‬‬

‫انه يقع به طلق بائن ‪،‬أن الطلق الذي يقع بالخلع هاو طلق بائن ومؤدى ذلك أن السرجل ل يجاوز أن‬

‫‪-2‬‬

‫يسرجع مطلقته الختلعة منه ويكاون للطسرفين أن يتزوجا مسرة أخسرى بعقد ومهسر جديدين إذا اتفقا ساويا ‪،‬‬ ‫ولكن هذا الزواج ل يكاون جائزا إذا كانت الطلقة التي أجسراها القاضسي بالخلع هي الكملة للثل ث – كأن‬ ‫يكاون السرجل الذي طلق زوجته قبل أن تخلع منه مسرتين فجاءت طلقة الخلع الثالثة فتكاون البيناونة هنا‬ ‫بيناونة كبرى فل تحل له إل بعد أن تتزوج رجل أخسرا ويعاشسرها معاشسرة ازواج ثم يطلقها وتنتهي عدتها‬ ‫فيمكن أن تتزوج رجلها او ل الذي خلعته ‪.‬‬ ‫ل تأثير للخلع على حضانة الصغار ول على نفقتهم فال م لها حضانة لوصغارها حتى السن القاناونية‬

‫‪-3‬‬

‫ونفقتهم واجبة على أبيهم كما إن لل م أن تحصل على اجسر حضانة من اب لن اجسر الحضانة ل يسقط‬ ‫بالخلع وللب رؤية أولده وله ضمهم في حالة بلاوغهم السن القاناونية وتشمل نفقة اولد السكن‬ ‫والأكل واللبس ومصسروفات الدراسة والعلج طبقا لحالة اب يسسرا أو عسسرا ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫بالنسبة للميرا ث فأنه يشترط للتاوار ث بين الزوجين أن يكاون الزواج قائما بعقد شسرعي صحيح ساواء‬

‫حصل دخاو ل أ م لم يحصل ويعتبر العقد قائما للمعتدة من طلق رجعي أو الطلقة طلقا بائنا إذا طلقها‬ ‫الزوج في مسرض ماوته قبل لوصدور الحكم بالخلع ومات في خل ل السرض أثناء عدتها ‪ ،‬فإذا طلقت خلعا وهي‬ ‫راضية بالخلع فل تقاو م فكسرة التهسرب من نظا م الاواريث في حق الزوج ومن ثم فإن السرأة الطلقة خلعا ل‬ ‫تسر ث ولاو مات السرجل في عدتها ‪ ،‬أما إذا مات احد الطسرفين أثناء نظسر دعاوى الخلع وقبل الحكم فيجسري‬ ‫التاوار ث بينهما طبقا للنصيب الشسرعي لكل منهما ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫أما بالنسبة إلى النسب فإن الاولاود ينسب إلى الطلق متى وضعته في حدود سنة من تاريخ تاوقيع‬ ‫الخلع‬

‫‪27‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬ ‫ول تأثير للخلع على ما يكاون بين الطسرفين من معاملت مالية أخسرى كأن تكاون دائنة أو مدينة له ‪،‬‬

‫‪-6‬‬

‫فلكل منهما مطالبة اخسر بدياونه أو باوديعته ‪ ،‬ولها أن تطالبه بأعيان جهازها إذا هي اشترته من مالها ‪،‬‬ ‫حملته إلى بيت الزوجية‬ ‫تعتد السرأة من الخلع عدة الطلق ممن تعتد في الطلق ‪ ،‬كالدخاو ل بها وهي في سن الحيض ‪ ،‬إل أن‬

‫‪-7‬‬

‫عدتها بائنة بثلثة قسروء )حيضان( من تاريخ الحكم بالتطليق بالخلع فل يجاوز لها أن تتزوج خل ل هذه‬ ‫الدة حتى تتأكد من خلاو السرحم ‪ ،‬إذا ما كانت حامل فإن عدتها تتراخى حتى وضع الحمل‬ ‫‪-8‬‬

‫أما بالنسبة إلى الحقاوق والتزامات التي تسرتبط بالزواج ولم تذكسر في الخلع ضمن اتفاق ‪ ،‬فأباو‬ ‫حنيفة يسقط به كل حق ثابت بالفعل لكل من الزوجين على اخسر‪ .‬كالهسر والنفقة التجمدة للزوجة‬

‫ساواء كان الخلع بهذا اللفظ أو كان بلفظ الباراة ‪ .‬لن القصاود بالخلع قطع الخصاومة والنازعة بين‬ ‫الزوجين ‪،‬وهذا ل يتحقق إل بإسقاط كل حق يتعلق بالزواج ‪ ،‬فليس للزوجة أن تطالب بمهسرها الذي لم‬ ‫تقبضه ‪ ،‬ول بالنفقة التجمدة لها ‪ ،‬وليس للزوج أن يطالبها بالهسر الذي قبضته إل إذا كان الخلع واقعا‬ ‫عليه ‪.‬‬ ‫‪-9‬‬

‫ل يبطل الخلع إذا تضمن شسروط فاسدة ‪ ،‬كأن تشترط أن تكاون لها حضانة الطفل ولاو تزوجت بغير‬ ‫ذي رحم منه ‪ ،‬أو أن تسقط حضانتها له ‪ ،‬فالشسرط يبطل وحده ويصح الخلع ‪.‬‬ ‫الثيب والبكسر في الخلع ساواء‪:‬‬ ‫إن الخلع شسرع للمسرأة التزوجة عماوما فهي التي لوصارت محتبسة على ذمة السرجل ول تملك يمين الطلق‬

‫لتطلق نفسها بل بات أمسر تطليقها بيد السرجل لذا فقد شسرع الخلع لكل امسرأة معقاود عليها لسرجل ومحتبسة‬ ‫على ذمته ول يشترط أن تكاون مدخاو ل بها ) ثيب ( أو غير مدخاو ل بها )البكسر ( فالعقاود لها ولكن لم تز ف ولم‬ ‫تحد ث الخلاوة الشسرعية يحق لها طلب الخلع مثلها في ذلك مثل العقاود لها والتي ثبت بها الخلاوة الشسرعية ‪.‬‬

‫اهلية للخلع‪:‬‬ ‫أهلية السرجل التطلبة في الخلع هي أهلية من يملك حق الطلق فمن كان من السرجا ل يملك حق إيقاع‬ ‫الطلق فهاو يملك حق الخالعة ‪.‬‬ ‫ويشترط أن تكاون السرأة التي تطلب الخلع أهل لهذا التصسر ف بالغة عاقلة رشيدة أي تبلغ من العمسر ‪21‬‬ ‫سنة ميلدية كاملة غير سفيهة أو محجاور عليها ‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬ ‫ويجاوز الخلع باواسطة وكيل فان وكلت السرأة وكيل عنها في مخالعتها كانت كافة التصسرفات الالية ملزمة‬ ‫لها وان لم تؤدى ما اتفق علية الاوكيل فلزوجها الحق أن يطالبها بما لم تاوفيه ول يجاوز له أن يسرجع على وكيلها‬ ‫إل إذا كان الاوكيل نفسه ضامنا لهذا اداء فان لم تاوفى الزوجة الختلعة ما أتفق علية وكيلها جاز لزوجها‬ ‫الذي يخالعها مطالبة الاوكيل به وإذا وفى الاوكيل يكاون للاوكيل الحق في أن يسرجع عليها بما أوفاة‬

‫الخلع في قاناون احاوا ل الشخصية رقم )‪ (1‬لسنة ‪:2000‬‬ ‫لا لوصدر قاناون احاوا ل الشخصية رقم )‪ (1‬لسنة ‪ 2000‬أقسر الخلع في مادته العشسرين ونصها‪ :‬للزوجين‬ ‫أن يتراضسى فيما بينهما على الخلع ‪ ،‬فان لم يتراضيا عليه وأقامت الزوجة دعاواها بطلبه وافتدت نفسها‬ ‫وخالعت زوجها بالتناز ل عن جميع حقاوقها الالية الشسرعية وردت عليه الصداق الذي أعطاه لها ‪ ،‬حكمت‬ ‫الحكمة بتطليقها عليه ‪.‬‬ ‫ول تحكم الحكمة بالتطليق للخلع إل بعد محاوله الصلح بين الزوجين ‪ ،‬وندبها لحكمين لاواة مساعي‬ ‫الصلح بينهما ‪ ،‬خل ل مدة ل تجاوز ثلثة أشهسر ‪ ،‬وعلى الاوجه البين بالفقسرة الثانية من الادة )‪ (18‬والفقسرتين‬ ‫اولى والثانية من الادة )‪ (19‬من هذا القاناون ‪ ،‬وبعد أن تقسرر الزوجة لوصسراحة أنها تبغض الحياة مع زوجها‬ ‫وانه ل سبيل لستمسرار الحياة الزوجية بينهما وتخشسى أل تقيم حدود ا بسبب هذا البغض ‪.‬‬ ‫ول يصح أن يكاون مقابل الخلع إسقاط حضانة الصغار ‪ ،‬أو نفقتهم أو أي حق من حقاوقهم‪ .‬ويقع‬ ‫بالخلع في جميع احاوا ل طلق بائن ‪.‬‬ ‫ويكاون الحكم ‪ -‬في جميع احاوا ل ‪ -‬غير قابل عليه بأي طسريق من طسرق الطعن‪.‬‬ ‫وقد قضت الفقسرة الثانية من الادة )‪ (18‬من قاناون احاوا ل الشخصية رقم )‪ (1‬لسنة ‪ 2000‬بأنه ل‬ ‫يحكم في دعاوي الطلق والتطليق إل بعد أن تبذ ل الحكمة جهدا في محاولة الصلح بين الزوجين وتعجز عن‬ ‫ذلك فان كان للزوجين ولد تلتز م الحكمة بعسرض الصلح مسرتين علي اقل تفصل بينهما مدة ل تقل عن ثلثين‬ ‫ياوما ول تزيد عن ستين ياوما‪.‬‬ ‫كما قضت الفقسرتان اولى والثانية من الادة )‪ (19‬من القاناون الشار إليه‪ -‬بأن في دعاوي التطليق التي‬ ‫ياوجب فيها القاناون ندب حكمين يجب علي الحكمة أن تكلف كل من الزوجين بتسمية حكم من أهله ما أمكن‬ ‫في الجلسة التالية علي اكثر فان تقاعس أيهما عن تعيين حكمه أو تخلف عن حضاور هذه الجلسات عينت‬ ‫الحكمة عنه وعلي الحكمين الثاو ل أما م الحكمة في الجلسة التالية لتعيينهما ليقسررا ما خلصا إليه معا فإن‬ ‫اختلفا أو تخلف أيهما عن الحضاور تسمع الحكمة أقاوالهما أو أقاوا ل الحاضسر منهما بعد حلف اليمين‪,‬‬ ‫وللمحكمة أن تأخذ بما انتهي إليه الحكمان أو بأقاوا ل أيهما أو بغير ذلك مما تستقيه من أوراق الدعاوي‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬

‫‪30‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬

‫الخاتمة‬ ‫بين اسل م الحقاوق والاواجبات التي تجب على الزوجين‪ ،‬ووضع القاواعد والوصاو ل للحفاظ على السرابطة‬ ‫والعلقة الزوجية‪ ،‬فأمسر كل منهما بحسن العاشسرة واللطفة ؛ كي تنتظم هذه العلقة بينهما‪ ،‬فحسرلوصت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الشسريعة اسلمية حسرلوصا بالغا في الحفاظ على كيان اسسرة وبقاء العلقة الزوجية‪ ،‬ولكن قد يطسرأ على هذه‬ ‫العلقة ما يحاو ل دون استمسرارها‪ ،‬لا قد يحصل من خل ف بين الزوجين يؤو ل بهما إلى التنافسر والخصا م‬ ‫والشقاق‪ ،‬فكان من رحمة الشسريعة وسعتها أن شسرعت الفسراق كضسرورة لزمة لنهاء الشقاق بينهما في الحالة‬ ‫التي يعتذر معها استمسرار الحياة الزوجية‪.‬‬ ‫َ ُ‬ ‫ُْ‬ ‫َ َ‬ ‫وقد حث الشارع على التحكيم بين الزوجين عند الشقاق ‪ ,‬قا ل تعالي )) َوِإْن ِخفتْم ِشقاق َبْيِنِهَما فاْبَعثاوا‬ ‫ّ ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ َ‬ ‫َحَكًما مْن َأْهله َوَحَكًما مْن َأْهلَها إْن ُيسريَدا إ ْ‬ ‫لوصلًحا ُيَاو ِفِق اللُه َبْيَنُهَما ِإّن اللَه كان َعِليًما خِبيًرا ((‪ , 3‬ووجه اسل م‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫إلي الوصل ح بينهما ‪ ,‬فإذا لم تفلح هذه الحلاو ل واستحالت العشسرة بين الزوجين ‪ ,‬فل مفسر من إنهاء هذه العلقة‬ ‫الزوجية التي ثبت أن استمسرار فيها يجلب أضسرار عظيمة ومفاسد عديدة ‪ ,‬وأن التفسرق في هذه الحالة قد‬ ‫ً‬ ‫َ َ ّ‬ ‫َ​َ َ ْ ّ ُ ّ‬ ‫يكاون علجا لحياة ل يسرجي الخير منها قا ل تعالى )) َوِإْن َيتفّسرقا ُيغِن اللُه كل ِمْن َسَعِتِه َوكان اللُه َواِسعا‬ ‫ً‬ ‫َحِكيما ((‪ , 4‬لن أساس الحياة الزوجية في اسل م هاو الاودة والسرحمة ‪ ,‬إذا ما حل الشقاق والتنافسر وساوء‬ ‫الخلق وخبث الطباع محل الاودة والسرحمة واستحالت العشسرة فل مناص من الفسرقة رغم إنها أبغض الحل ل‬ ‫إلي ا تعالى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فالاواجب على الزوج ‪ -‬حينئذ ‪ -‬أن يفارقها بالعسرو ف بما يملك من حق الطلق‪ ,‬فإذا لم يفعل كان ظالا‪,‬‬ ‫فإذا ما رفع امسر إلى القاضسي فعليه رفع هذا الظلم لن له ولية رفع الظالم‪ ,‬فيفسرق بين الزوجين إذا تاوفسرت‬ ‫أسباب الفسرقة‪ ,‬وهذا ما يطلق عليه التطليق‪.‬‬ ‫والتطليق قد يكاون لعياوب في الزوج‪ ,‬وقد يكاون للشقاق وساوء العشسرة‪ ,‬وقد يكاون لغيبة الزوج غيبة‬ ‫طاويلة أو حبسه مدة معينة وتخشسى السرأة الفتنة على نفسها بسبب هذه الغيبة أو الحبس‪ ,‬وقد يكاون التطليق‬ ‫ً‬ ‫لعد م إنفاقه عليها أو لعسسره عن النفقة‪ ,‬وقد يكاون بسبب التزوج بأخسرى وفقا للقاناون ‪ 100‬لسنة ‪ 1985‬م‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ومن خل ل عسرضنا للحكا م التي عالجت أحاوا ل اسسرة الشخصية‪ ,‬فقد ظهسر واضحا جليا عظمة‬ ‫ً‬ ‫الشسريعة اسلمية الغسراء ووقاوفها شامخة أكثر من أربعة عشسر قسرنا من الزمان ولزالت تقد م علجا ناجحا‬ ‫لحاوا ل اسسرة الشخصية بما يليق بمكانتها ويحقق استقسرارها وياوجد تسرابطا وثيقا بين أفسرادها وبها من كناوز‬ ‫والثروات التشسريعية والقاناونية ما يجعل الشسرع الاوضعي يستقي من أحكامها القاوانين والتشسريعات التي‬ ‫تعالج كافة القضايا في أي زمان ومكان مهما اختلفت البيئات وتناوعت الثقافات‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬

‫وا الاوفق ‪,,,‬‬ ‫الباحث‪ /‬ممد عبمد ا عبمد ا عبمد ا لسسيمد‬

‫‪32‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬

‫الراجع‬ ‫‪-1‬‬

‫القرآن الكريم‪.‬‬

‫الكحوال الشخصية د‪ .‬محمد أبو زهرة ‪ 0‬الطبعة الثانية – دار الفكر‬

‫‪-2‬‬

‫العربي للطبع والنشر‬ ‫إكحكام السرة في السلم الطلق و كحقوق الولد و نفقات‬

‫‪-3‬‬

‫القارب د‪.‬اكحمد فر ج كحسين – الدار الجامعية للطبع والنشر عام‬ ‫‪.1998‬‬ ‫‪-4‬‬

‫الكحوال الشخصية في السلم د‪ .‬اكحمد نصر الجندي ‪ -‬دار‬ ‫المعارف للطبع والنشر عام ‪.1984‬‬

‫أكحكام الزوا ج و الطلق في السلم بحث تحليلي و دراسة مقارنة‬

‫‪-5‬‬

‫د‪ .‬بدران أبو العنين ‪ -‬الطبعة الثانية عام ‪ - 1961‬مطبعة دار التأليف‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫أكحكام الكحوال الشخصية في الشريعة السلمية على وفق‬

‫مذهب أبى كحنيفة و ما عليه العمل بالمحاكم‬

‫د‪ .‬عبد الوهاب خلف‬

‫– الطبعة الثانية عام ‪ - 1990‬دار القلم للنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫أكحكام الخلع في السلم د‪ .‬عامر سعيد الزيباري – الطبعة الولى‬

‫‪-7‬‬

‫عام ‪ – 1997‬دار ابن كحزم للطبع والنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫السرة في السلم د‪ .‬اكحمد عمر هاشم – عام ‪ – 1998‬دار القباء‬ ‫للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫‪-9‬‬

‫الكحوال الشخصية في الشريعة السلمية والقوانين التي تحكم‬

‫قضاياها في المحاكم المصرية د‪ .‬محمد على محجوب عام ‪.2011‬‬ ‫‪33‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬

‫‪34‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬

‫الفهرس‬ ‫‪‬‬

‫مقدمة ‪1 .....................................................................................................‬‬

‫‪‬‬

‫الفصل التمهيدي ‪3 ........................................................................................‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪o‬‬

‫أو ًلا ‪ :‬التفريق عن طريق القاضي ‪4 ..............................................................‬‬

‫‪o‬‬

‫ثاني ًاا ‪ :‬القوانين التي تحكم الفرقة بين الزوجين ‪5 ..............................................‬‬

‫الفصل الولا ‪ :‬التفريق عن طريق القاضي ‪9 .........................................................‬‬ ‫‪o‬‬

‫التفريق لعدم النفاق ‪10 .............................................................................‬‬

‫‪o‬‬

‫التفريق للعيب ‪15 .....................................................................................‬‬

‫‪o‬‬

‫التفريق للضرر وسوء العشرة ‪19 .................................................................‬‬

‫‪o‬‬

‫التفريق لغيبة الزوج ولحبس الزوج ‪23 ..........................................................‬‬

‫الفصل الثانيا ‪ :‬نوع آخر للفرقة ) الخلع ( ‪28 ..........................................................‬‬ ‫‪o‬‬

‫مشروعية الخلع ‪28 ..................................................................................‬‬

‫‪o‬‬

‫الحكمة من تشريع الخلع ‪29 ........................................................................‬‬

‫‪o‬‬

‫بدل الخلع ‪29 ..........................................................................................‬‬

‫‪o‬‬

‫حكم الخلع ‪34 .........................................................................................‬‬

‫‪o‬‬

‫آثار الخلع ‪35 .........................................................................................‬‬

‫‪o‬‬

‫الخلع في القانون رقم )‪ (1‬لسنة ‪37 .................................................... 2000‬‬

‫‪‬‬

‫الخاتمة ‪39 ...................................................................................................‬‬

‫‪‬‬

‫المراجع ‪41 ..................................................................................................‬‬ ‫‪35‬‬


‫التفريق بحكم القانون والقضاء‬ ‫‪‬‬

‫الفهرس ‪42 ..................................................................................................‬‬

‫‪36‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.