عام على الحصار

Page 1


‫ديرالزور املدينة التي غيبها اإلعالم ‪ ....‬و تناساها العامل تعيش حصار منذ عام‬ ‫‪22-12-2015‬‬

‫ديرالزور عام عىل الحصار‬ ‫هناك عىل ضفاف نهر الفرات مدينة سورية اسمها ديرالزور سكانها ميوتون جوعاً‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫األخرية يف منازلهم ما يصعب من عملية توثيق‬ ‫اسامئهم”‪.‬‬ ‫وكدليل عىل ظروف الحياة التي يعيشها األهايل‪،‬‬ ‫استقبل مشفى األسد كام يسمى خالل الشهر ‪12‬‬ ‫‪ 200‬حالة إسهال شديد بسبب سوء التغذية‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل عرشات الحاالت األخرى املرتبطة بالتغذية‬ ‫ومشاكلها‪.‬‬ ‫و يذكر أن أغلب املتأذين من هذا الحصار هم‬ ‫حديثو الوالدة الذين يفارقون الحياة بعد ايام من‬ ‫والدتهم بسبب سوء التغذية‪ ،‬و أن معظمهم تم‬ ‫دفنهم يف الحدائق بسبب صعوبة نقلهم إىل املقربة‬ ‫وعدم توفر وسائل نقل وصعوبة الوصول إىل املقربة‪.‬‬ ‫واستقبلت املراكز الصحية نحو ‪ 40‬حالة ألشخاص‬ ‫يعانون حالة “سوء تغذية”‪ ،‬معظمهم مهددون‬ ‫بالوفاة‪ “ ،‬معظم األهايل ميوتون بعيدا بهدوء دون‬ ‫ضجة‪ ،‬األمر الذي يجعل إحصاء الحاالت صعب‬ ‫جدا”‪.‬‬ ‫ويعيش يف أحياء مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة‬ ‫الحكومة ما يقارب الـ ‪ 110‬آالف شخص‪ ،‬وفق‬ ‫تقديرات بعض الناشطني يف املدينة و ذلك بعد خروج‬ ‫ما يقارب ‪ 100‬ألف شخص من املدينة املحارصة بعد‬ ‫الشهر الخامس للحصار بطرق مختلفة إما عن طريق‬ ‫الرب إىل األرايض التي يسيطر عليها تنظيم الدولة أو‬ ‫عرب الطريان العسكري إىل مناطق النظام األخرى ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫حركة شباب من سوريا (شمس ) حملة جرس الياسمني‬

‫بعيدا عن عدسات اإلعالم الالهث خلف املعارك‬ ‫والتطورات العسكرية‪ ،‬يعيش سكان مدينة دير‬ ‫الزور التي يحارصها تنظيم الدولة حالة موت بطيء‪،‬‬ ‫يستنزفون خاللها دقائق حياتهم‪ ،‬وممتلكاتهم‪،‬‬ ‫بانتظار اليوم التايل الذي قد يحمل “الفرج”‪ ،‬فرج أىب‬ ‫أن يأيت حتى اآلن‪ ،‬حاصدا أرواح العرشات‪ ،‬تم توثيق‬ ‫‪ 25‬حالة منهم خالل خمسة أشهر‪.‬‬ ‫فال يعترب الطفل “عكاب العريفي” الذي ضجت‬ ‫مواقع التواصل االجتامعي قبل أيام بصورته بعد أن‬ ‫فارق الحياة بسبب قلة التغذية حالة “فريدة” يف‬ ‫املدينة التي يحارصها تنظيم الدولة وينهكها “تجار‬ ‫األزمات” الذي التهموا املدينة وسكانها‪.‬‬ ‫أهايل املدينة يعيشون مرارة الحياة‪ ،‬فحصار جائر من‬ ‫جهة‪ ،‬و تجار أزمة من جهة أخرى‪.‬‬ ‫وكأمثلة عىل أسعار السلع الغذائية يف املدينة كيلو‬ ‫النب يبلغ سعره ‪ 15‬الف لرية سورية‪ ،‬يف حني سعر‬ ‫كيلو الشاي ‪ 18‬الف‪ ،‬وسعر كيلو الرز ‪ 3‬آالف‪ ،‬وكيلو‬ ‫الربغل بألف لرية سورية‪ ،‬وكيلو السكر ‪ 4‬آالف لرية‬ ‫سورية”‪.‬‬ ‫تم توثيق ‪ 25‬حالة وفاة بسبب املرض وقلة التغذية‬ ‫بينها عدة حاالت لألطفال‪ ،‬آخرهم الطفل “أحمد‬ ‫حسان العييس” الذي فارق الحياة خالل هذا الشهر ‪.‬‬ ‫إن هذه األعداد هي لألشخاص الذين قدموا إىل‬ ‫املشايف‪ ،‬يف وقت يعيش فيه العرشات دقائق حياتهم‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫•توثيق وفيات من الحصار ‪:‬‬ ‫•الطفلة ( جود الحسني ) ‪ 12-4-2015‬سبب الوفاة نقص‬ ‫يف الغذاء‬ ‫•الطفل ( احمد العيىس ) ‪ 28-4-2015‬سبب الوفاة نقص‬ ‫يف الغذاء‬ ‫•قاسم علوش ‪ 7-5-2015‬سبب الوفاة نقص يف الدواء‬ ‫•غازي الخليوي ‪ 17-7-2015‬سبب الوفاة نقص يف الدواء‬ ‫•الطفلة رهف املصطفى ‪ 18-7-2015‬قنص من قبل‬ ‫قناص النظام يف منطقة السكن الشبايب و انعدام املواد‬ ‫اإلسعافية‬ ‫•عامر خالد ‪ 11-8-2015‬سبب الوفاة االصابة جراء قذيفة‬ ‫هاون مع انعدام املواد الطبية‬ ‫•مكية جميان ‪ 30-8-2015‬سبب الوفاة انعدام الدواء‬ ‫•يرسى منديل ‪ 14-12-2015‬سبب الوفاة االصابة جراء‬ ‫قذيفة هاون مع انعدام املواد الطبية‬ ‫•الطفل محمود الغريب ‪ -2015 12 17-‬سبب الوفاة‬ ‫نقص يف الغذاء‬ ‫•الطفل عكاب العريف ‪ 25-12-2015‬سبب الوفاة نقص يف‬ ‫الغذاء‬ ‫•هيا سفيان حدو ‪ 22-12-215‬سبب الوفاة قذيفة عىل‬ ‫املدرسة‬ ‫•نوال عيل الفواز‪ 22-12-215‬سبب الوفاة قذيفة عىل‬ ‫املدرسة‬ ‫•‬ ‫•رويدة السجر‪ 22-12-215‬سبب الوفاة قذيفة عىل‬ ‫املدرسة‬ ‫•عال جاسم املحمد‪ 22-12-215‬سبب الوفاة قذيفة عىل‬ ‫املدرسة‬ ‫•نور صالح األمني‪ 22-12-215‬سبب الوفاة قذيفة عىل‬ ‫املدرسة‬ ‫•أسامء جدعان‪ 22-12-215‬سبب الوفاة قذيفة عىل‬ ‫املدرسة‬ ‫•إرساء شيخ الخلف‪ 22-12-215‬سبب الوفاة قذيفة عىل‬ ‫املدرسة‬ ‫•هبة العيطان ‪ 22-12-215‬سبب الوفاة قذيفة عىل‬ ‫املدرسة‬ ‫•قمر عمر الهادي ‪ 22-12-215‬سبب الوفاة قذيفة عىل‬ ‫املدرسة‬ ‫•غزوة الهادي ‪ 22-12-215‬سبب الوفاة قذيفة عىل‬ ‫املدرسة‬ ‫•اسامعيل الرزج‪ 22-12-215‬سبب الوفاة قذيفة عىل‬ ‫املدرسة‬ ‫•و هناك ‪ 7‬شهداء مل يتم توثيق اسامئهم تم قنصهم خالل‬ ‫محاولة عبورهم للنهر عن طريق السباحة إىل الضفة‬ ‫األخرى‬


‫من أمل الحصار كتبت هذه السطور‬ ‫خطوط اإلمداد العسكريّة لقوات النظام مل تتأثر‬ ‫عملياً كذلك‪ ،‬فطائرات الشحن تهبط بشكل شبه‬ ‫يومي يف مطار دير الزور العسكري ُمح ّمل ًة باملؤن‬ ‫والذخرية للعنارص يف الثكنات وعىل الجبهات‪.‬‬ ‫مع طول أمد الحصار وبدء نفاذ املؤن من املحال‬ ‫التجارية‪ ،‬اعتمد السكان عىل رشاء ما تنتجه‬ ‫ٍ‬ ‫خرضوات يف قرية البغيلية‬ ‫األرايض الزراعية من‬ ‫يف الريف الغريب للمدينة بأسعا ٍر تتجاوز عرشة‬ ‫أضعاف السعر الطبيعي‪.‬‬ ‫بشكلٍ‬ ‫أكرب مع مرور‬ ‫متاهى ال ّنظام مع الحصار‬ ‫األيام‪ ،‬فراح يعتمد اقتصاد الحرب‪ ،‬فيام يتحكّم‬ ‫بالحركة التجارية ضبا ٌط من الجيش واألمن‪ ،‬كام‬ ‫َ‬ ‫الطرف عن مامرسات ضباطه‬ ‫يغض‬ ‫كان ال ّنظام ُّ‬ ‫وجنده يف بيع الحصص املرسلة إليهم بأسعار‬ ‫باهظة للسكان املحليني‪ ،‬وطائرات الشحن‬ ‫العسكرية باتت تعمل كطائرات رشكة شحن‬ ‫جوي متاماً‪ ،‬فبدأ النظام يتقاىض من التّجار‬ ‫املرتبطني به مبلغ ‪ 1200‬لرية سورية عن نقل‬ ‫الكيلو الواحد من البضائع لنقله من دمشق إىل‬ ‫دير الزور‪.‬‬ ‫إىل ذلك‪ ،‬انترشت يف اآلونة األخرية بني األهايل‬ ‫لشح‬ ‫ظاهرة مقايضة األثاث بالسلع الغذائية ٍّ‬ ‫النقود بني أيدي امل ُحارصين‬

‫تاريخ بداية الحصار ‪15-1-2015‬‬ ‫عدد املحارصين منذ بداية الحصار ‪ 220 :‬ألف‬ ‫شخص خرج منهم ما يقارب ‪ 100‬ألف‬ ‫األحياء املحارصة ‪ :‬حي الجورة – حي الوادي –‬ ‫حي القصور – جزء من حي املوظفني‬ ‫حي البغيلية – حي هرابش‬ ‫تخضع االحياء الخاضعة لسيطرة السلطة‬ ‫كل من تنظيم‬ ‫السورية لحصار مزدوج يفرضه ٌ‬ ‫الدولة اإلسالمية والنظام السوري‪ ،‬حيث ازدادت‬ ‫األوضاع اإلنسانية سو ًء وتتجه بتسارع كبري لتكون‬ ‫أكرب كارثة إنسانية منذ بداية الثورة السورية عام‬ ‫‪.2011‬‬ ‫نصف املحارصين هم من النساء واألطفال داخل‬ ‫األحياء الخاضعة لسيطرة النظام السوري مبنع‬ ‫تنظيم الدولة إدخال املواد الغذائية إىل هذه‬ ‫األحياء كام مينع الدخول والخروج منها تحت‬ ‫طائلة املحاسبة حيث يعرتض التنظيم السيارات‬ ‫املحملة بالغذاء فقام باعتقال و محاسبة عدد‬ ‫من السائقني و اتباعهم لدورات رشعية و استتابة‬ ‫و يف متابعة لألسعار منذ بداية الحصار فقد‬ ‫كان االرتفاع مستمرا ً يف زيادة مدة الحصار فقد‬ ‫وصلت خال الشهر املايض إىل ما يقارب ‪1500%‬‬ ‫ما يفوق القدرة الرشائية للمدنيني داخل هذه‬ ‫األحياء‪.‬‬ ‫مع اشتداد الحصار كانت قذائف التنظيم‬ ‫تتساقط عىل األحياء املحارصة‪ ،‬لتقتل من سكان‬ ‫هذه األحياء ال ّناجني من املوت اليومي املتمثّل‬ ‫بالجوع واملرض‪.‬‬ ‫‪CAPTION: sumquunt adi‬‬ ‫‪aut aut atis quiscia pro ini‬‬‫‪mos que di dus conecuptas‬‬ ‫‪as maximo que n quiscia‬‬

‫تعيش مدينة دير الزور يف ظالم‬ ‫دامس منذ نحو تسعة اشهر‪،‬‬ ‫يف حني ينعمون ببعض مياه‬ ‫الرشب كل ثالثة ايام مرة بسبب‬ ‫عدم توفر املواد الالزمة لتشغيل‬ ‫طرق الدخول والخروج من املدينة ‪:‬‬ ‫* تنظيم الدولة يسمح بخروج املدنيني من األحياء املحارصة‬ ‫فقط إىل األرايض الواقعة تحت سيطرتها ‪،‬وذلك بعد أن‬ ‫تَختُم جميع أوراق و ثبوتيات الخارجني بأختامه و إتباع‬ ‫الخارجني لدورة استتابة و قد تصل إىل اإلعتقال يف بعض‬ ‫األحيان بتهم مختلفة ‪.‬‬ ‫* النظام بعد أن خ َِش البقاء وحيدا ً منع املدنيني من‬ ‫الخروج وذلك بفرض حواجز صارمة عىل مناطق التامس ‪.‬‬ ‫* جيش النظام وكياناته الفاسدة يف املدينة يقومون باإلتجار‬ ‫بالناس عن طريق استغالل حاجتهم للخروج من األوضاع‬ ‫الصعبة يف املدينة ‪ .‬حيث يفرض عىل َمن أراد الخروج من‬ ‫األحياء املحارصة عىل الحواجز الربية دفع مبلغ وصل إىل‬ ‫‪ 150‬ألف لرية عىل الفرد الواحد مع مصادرة أمالكه و منزله‬ ‫بعد خروجه من املدينة سريا ً عىل األقدام ملسافة تقارب‬ ‫ال ‪ 4‬كم ‪.‬‬ ‫* أما طريان اليوشن الداعم اللوجستي األول للنظام يف تلك‬ ‫املناطق ‪ .‬فمن أراد الخروج إىل دمشق عن طريق الطريان‬ ‫فإن النظام يقوم برتتيب لوائح للموالني له أو ملن يرغب‬ ‫باملغادرة مقابل مبلغ يرتاوح بني ‪ 700‬ألف و مليون لرية‬ ‫عىل الفرد الواحد ‪.‬‬

‫حركة شباب من سوريا (شمس ) حملة جرس الياسمني‬

‫‪2‬‬


‫‪CAPTION: sumquunt adi‬‬ ‫‪aut aut atis quiscia pro ini‬‬‫‪mos que di dus conecuptas‬‬ ‫‪as maximo que n quiscia‬‬

‫أيام من الحصار‬ ‫املاء يف ‫األحياء املحارصة‬‬‬ ‪:‬‬ ‫‪-1‬من الساعة السابعة صباحاً حتى الساعة الخامسة مسا ًء كل ثالثة‬ ‫أيام ‪.‬‬ ‫‪2‬وجود أحياء ال تزود باملياه سوى مرة واحدة يف األسبوع‪.‬‬‫‪3‬الكثري من املنازل ال تصل إليها املياه بسبب ضعف الضخ وعدم‬‫توافر الكهرباء لالستعانة مبحركات جر املياه األمر الذي يضطر‬ ‫أصحاب هذه املنازل إىل تعبئة املاء بشكل يدوي و نقله ملسافات‬ ‫طويلة ‪.‬‬ ‫بتاريخ ‪ 7-12-2015‬نقص شديد يف مادة املازوت مع شبه انعدام‬ ‫ملادة الخمرية السبب الذي أدى إىل توقف األفران عن العمل وهو‬ ‫املر الذي ينبئ بحدوث كارثة إنسانية جديدة‬

‫بتاريخ ‪ 30-3-2015‬بدأ النظام مبنع املدنيني من الخروج من املدينة‬ ‫وأجرب كل مدين يريد الخروج باتجاه حي البغيلية املحارص لجلب‬ ‫بعض الخرضوات املتوافرة فيه (نظرا ً لوجود بعض األرايض الزراعية‬ ‫يف هذا الحي) عىل ترك بطاقته الشخصية (الهوية) لدى حاجز النظام‬ ‫كوسيلة ضغط متنعهم من مغادرة املدينة‪.‬‬ ‫بتاريخ ‪ 31-3-2015‬سمح النظام للمرىض بالخروج من املدينة برشط‬ ‫إثبات الحالة الصحية واصطحاب مرافق واحد فقط‪ ،‬ويبقى عىل‬ ‫املريض بعد اجتياز حواجز النظام أن يسري مشياً عىل األقدام مسافة‬ ‫‪ 3‬كم عرب طُرقٍ غري نظامية تحت خطر القنص من قبل عنارص تنظيم‬ ‫الدولة‬ ‫وبتاريخ ‪ 13-4-2015‬بعد الضغط الكبري الذي تعرض له النظام من‬ ‫الكثري من الجهات سمح لطائرة مساعدات مقدمة من الصليب‬ ‫األحمر بالهبوط يف مطار ديرالزور العسكري و كانت الشحنة حسب‬ ‫مصادر يف الهالل األحمر ال تكفي الكثري من املحارصين و قام الضباط‬ ‫بسحب كميات كبرية منها للقطع العسكرية الخاصة به و بيعها يف‬ ‫وقت الحق بأسعار خيالية‬ ‫بتاريخ ‪ 25-3-2015‬تشهد األحياء املحارصة انقطاع تام للتيار‬ ‫الكهربايئ األمر الذي أدى إىل إنقطاع مياه الرشب و توقف محطات‬ ‫الضخ يف هذه األحياء عن العمل حيث شهدت الحياء املحارصة شهر‬ ‫رمضان دون مياه باردة مع ارتفاع كبري بدرجات الحرارة حيث وصل‬ ‫سعر لرت املاء املربد إىل ‪ 250‬لرية سورية‬ ‫مع انقطاع الطرق إىل محافظة ديرالزور تعاين املدينة من شبه‬ ‫انعدام لألدوية الطبية حيث وصلت الحالة إىل بيع الصيدليات‬ ‫الدواء بالحبة‬ ‫مع انعدام كامل ألدوية األمراض املزمنة ( قلب – سكر – ضغط‬ ‫و غريها )‬

‫‪3‬‬

‫حركة شباب من سوريا (شمس ) حملةجرس الياسمني‬

‫أرسل غباره الفيض القمر الثاين عرش للحصار ‪ ...‬منريا درب الحياة‬ ‫لقلوب يتيمة و أجساد أعياها رصاخ األحشاء‬ ‫‪ ...‬حملت أملها رغم تناثر شقائق النعامن من جفنيها ‪ ...‬و مهدت‬ ‫لألمل نورا ببذور الحب و العطاء ‪...‬‬ ‫صافحت الشمس و عانقت الغيوم لرتوي بحنانها ترابا مخضب‬ ‫الذرات ‪ ...‬هي ديرالزور تتحدى املوت‬ ‫مجددا و تنفض عن كاهلها غبار اليأس والقنوط ‪ ...‬و تحلق عاليا‬ ‫كفراشة من أمل ناثرة يف األرض األخرض و‬ ‫مانحة السكينة والسكون لألحشاء الصارخة‪.‬‬ ‫هذه عروس الفرات املحارصة منذ اثني عرش شهرا ً ‪ ,‬مع منع دخول‬ ‫أية أنواع من‬ ‫الغذاء أو الخضار أو حليب األطفال‬ ‫مل يدخل أية نوع من الخضار ‪ ..‬قام املحارصين بزارعة بعض أنواع‬ ‫البذار بالقرب من‬ ‫منازلهم‪ ,‬يقومون برتبيتها كل شرب بنذر ال نأبهون بالحصار‬ ‫املکان ‪ :‬أحد األحیاء املحتلة أسدیا ‪ ،‬املحارصة من داعش‬ ‫الزمان ‪، 2015 :‬‬ ‫الحدث ‪:‬‬ ‫التاسعة صباحا ‪ ،‬دخلت اإلمرأة العجوز إلی مرکز توزیع الخبز ولکن‬ ‫لسوء حظها أن املرکز أعطي کمیة مخفضة وأنهی توزیع الخبز يف‬ ‫وقت مبکر ‪ ،‬ولکن العجوز املسکینة بدت علیها معامل الحزن فقالت‬ ‫للبائع ( الله يخليك إذا عند يش رغيف هون وال هون بیعني إلن‬ ‫ماعندي أنا وهالختیار وال شقفة خبز بالبیت ) ولکن البائع اعتذر‬ ‫من العجوز ألنه قام ببیع کل مالدیه ‪،‬‬ ‫وهنا یصیح طفل کان يلعب ببعض الحىص عىل جانب الطريق مل‬ ‫یتجاوز العارشة من العمر ویقول للعجوز ( خالتي أنا أجيبلك خبز‬ ‫بس شوي وأجي ) وبالفعل مل متيض سوی دقائق قلیلة جدا حتی عاد‬ ‫الطفل وبیده رغيفني من الخبز وسط دهشة البائع ودهشة العجوز‬ ‫وانحنت العجوز وقبلت رأس الطفل وسألته ( من وین رحت جبت‬ ‫الخبزات یاأمي ) أجاب الطفل مبنتهی الرباءة ( بابا من شوي جاب‬ ‫ربطة خبز واخذت منها ) ‪.‬‬ ‫هذا ما حدث اليوم يف ديرالزور فقام الفرن باملل ملدة ساعة واحدة‬ ‫رغم الجوع و التعب يتقاسم الناس فتات الخبز فيام بينهم‬ ‫ديرالزور ‪.....‬‬


‫ديرالزور من مأساة الجوع إىل مأساة الدمار‬ ‫الذي عرضها لرضر كبري جعل وضعها اإلنساين يتدهور فاملدينة تعاين‬ ‫من نقص باملواد الطبية األساسية التي تساهم يف عالج املصابني ‪,‬‬ ‫كرثة عدد الجرحى وتكثيف القصف املتواصل جعل التنقل يف أجزاء‬ ‫املدينة صعب بسبب تقطيع أوصالها كام الحصار املفروض عليها‬ ‫ص َّعب املهمة‪.‬‬ ‫تساؤالت تدور هنا وتبعا لتسلسل األحداث يف سوريا ككل نسأل‬ ‫أنفسنا أسئلة تطرح نفسها ‪ ,‬أين املجتمع الدويل عن ما يجري يف‬ ‫ديرالزور من تضاعف الرضبات العسكرية بحق املدنيني ؟‬ ‫كام أنه أين اآلراء السياسية و القرارات التي تؤخذ من قبل املجالس‬ ‫املحسوبة عىل املعارضة و املمثَلة بالشعب بشأن الوضع السوري‬ ‫الراهن يف مدينة ديرالزور ؟‬ ‫هل سيستمر الحال عىل ما هو عليه ؟‬ ‫جفت األقالم ورفعت الصحف ودق ناقوس النرص …‪.‬‬ ‫حركة شباب من سوريا ( شمس )‬

‫التي تعرضت للقصف حي الحميدية ‪ ,‬الشيخ ياسني ‪ ,‬العامل ‪,‬‬ ‫الجورة ‪ ,‬الحويقة ‪ ,‬العريف ‪ ,‬الجبيلة ‪ ,‬العريض ‪ ,‬كنامات ‪ ,‬القصور‬ ‫‪ ,‬املوظفني وعدد من االحياء األخرى ‪ .‬ومن قلب املدينة اىل ريفها‬ ‫الذي ال يقل بألحداث الساخة عنها والذي تعرض للقصف كذلك‬ ‫وهنالك بلدات تعرضت للقصف بقوة منها بلدة امليادين ‪ ,‬غرانيج ‪,‬‬ ‫بقرص ‪ ,‬الشحيل ‪ ,‬الطيانة ‪ ,‬البصرية ‪ ,‬القورية ‪ ,‬الجرذي ‪ ,‬موحسن ‪,‬‬ ‫البوكامل ‪ ,‬العشارة ‪ ,‬سفرية تحتاين ‪ ,‬الصور وعدد من البلدات األخرى‬ ‫التي تقع بالجوار ‪ .‬لألسف القصف استمر عىل املدينة وريفها بشكل‬ ‫عنيف مام أدى اىل وقوع خسائر انسانية و مادية كبرية‪.‬‬ ‫وبالرغم من مطالب الشعب الرشعية إال أن الحكومة السورية‬ ‫الغري رشعية مازالت تستخدم آلة القمع الوحشية وتستمر بالقصف‬ ‫والتنكيل و القتل ‪ .‬منذ بداية إجتياح دير الزور بتاريخ ‪22-6-2012‬‬ ‫خالل هذه الفرتة تواصل القصف عىل املدينة وريفها وقد تسبب‬ ‫الرضر بإتالف ما يقارب الـ ‪ 70%‬من مباين املدينة ما بني بيوت‬ ‫ومحال تجارية و مؤسسات حكومية فمنها ترضر بشكل كامل ومنها‬ ‫ما ترضر جزئياً ‪ .‬كام بسبب القصف نزح ما يقارب ‪ 85%‬من سكان‬ ‫املدينة اىل الريف واىل املحافظات املجاورة هرباً من القصف علام أن‬ ‫عدد سكان املدينة يبلغ ‪ 470,000‬نسمة نزح منهم ‪ 280,000‬نسمة‬ ‫ما يعادل الـ ‪ 6000‬عائلة‪.‬‬ ‫وضع دير الزور الخاص كونها منطقة معزولة وموقعها الجغرايف‬

‫كام باقي املحافظات السورية التي تتعرض للقمع الوحيش وللقصف‬ ‫املتواصل والدمار العظيم الذي يحل بها تتعرض محافظة دير الزور‬ ‫اىل القصف العنيف الذي تشهده أغلب أحيائها وقراها هو ذلك‬ ‫السيناريو الذي يتكرر بشكل متواصل يف سوريا بالتنقل من محافظة‬ ‫اىل أخرى ‪ .‬دير الزور و بالنسبة ملوقعها الجغرايف الذي هيئها لتكون‬ ‫مبنطقة وادي والجبل الذي يطل عليها ويرشف عىل كل أحياء املدينة‬ ‫جعلها عرضة لقصف متواصل عىل كل األحياء بدون أي توقف كونها‬ ‫منطقة مكشوفة من الجبل ‪ .‬فلم يبق موقع يف دير الزور مل يقصف‬ ‫حتى األحياء الداخلية تم إجتياحها و قصفها ‪ .‬ومل يتم اإلكتفاء‬ ‫بالقصف بل حتى املنشئات الحكومية تم تدمريها ‪.‬‬ ‫دير الزور كمنطقة تركز فيها القصف من عدة جهات كل هذه‬ ‫الجهات تكشف أحياء املدينة ‪ ,‬سبب ذلك تكثف حجم الرضر‬ ‫عليها ‪ ,‬موقع الجبل املطل عىل املدينة هو أحدى النقاط األساسية‬ ‫بالقصف وال ننىس قاعدة معسكر الطالئع التي يتم منها القصف‬ ‫كذلك باإلضافة اىل الحواجز التي تعج بالقناصة و الدبابات ‪.‬‬ ‫إن القصف املامرس عىل أحياء املدينة جاء بالرضر الكبري ال سيام انها‬ ‫تقصف برا وجوا عن طريق الطريان الحريب الذي يحوم بني الحني و‬ ‫اآلخر و عن طريق اآلليات الثقيلة من دبابات ومدرعات والذي يتم‬ ‫من خالله استهداف البنية التحتية بشكل مبارش ومن أهم األحياء‬ ‫حركة شباب من سوريا (شمس ) حملة جرس الياسمني‬

‫‪4‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.