العدد 64
حزيران /يونيو 2020
ُ جتمعات املَحل َّية اخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُمل َن ِ
ومقالتَان يف:
اال ِّتجار والتَّهريب
(ف-كورونا:)19- تأ ُّم ٌل ُمب ّكر
نرشة الهجرة القرسية
نرشة الهجرة القرسية هي من ٌرب لألخذ والعطاء يف الخربة العمل ّية واملعلومات واألفكار ب َ ني الباحثني والالجئني والنَّازحني داخلياً و َمن َي ْع ُ مل معهم .وت َْصدُ ُر باللغة العربية واإلنجليزية والفرنسية واإلسبانية عن مركز دراسات الالجئني، يف قسم اإلمناء الدو ّيل بجامعة أكسفورد.
أرسة النَّرشة
ماريون كولديري وجيني بيبلز (ا ُملح ِّررتان) مورين شونفيلد (مساعدة الشؤون املالية والرتويج) شارون إليس (مساعدة)
نرشة الهجرة القرسية Refugee Studies Centre Oxford Department of International Development, University of Oxford 3 Mansfield Road, Oxford OX1 3TB, UK
fmr@qeh.ox.ac.uk سكايبfmreview : هاتف+44 (0)1865 281700 :
www.fmreview.org/ar
إخالء املسؤولية
ليس بالرضورة ْأن تستوي اآلراء الواردة يف أعداد نرشة الهجرة القرسية هي وآراء أرسة تحرير النرشة أو آراء مركز دراسات الالجئني أو آراء جامعة أكسفورد.
حقوق الطبع:
نرشة الهجرة القرسية مفتوحة املصدر .وملزي ٍد من املعلومات يف حقوق الطبع ،انقر هذه الوصلة: www.fmreview.org/ar/copyright
ISSN 1460-9819
التصميم:
Art24 www.art24.co.uk
األمامي: صور َتا الغالف ّ سى من فوق ُالي ْ َ ميديا/جو لوهُ ويف مرجعها :مرشوع ِس َف ْي ِفل ُ انظر يف الصفحة 11ترى الصورة كامل ًة. ُالي ْمنَى من تحت مرجعها :نادية السبتاوي انظر يف الصفحة ٥٣ترى الصورة كامل ًة وترى ما ُع ِّلقَ عليها.
كلمة أرسة التحرير
ُين َ ُ ْش هذا العدد يف ّ الح ْج َر عىل التّدريج .وإ ّنا لَنَع َل ُم الشابكة ويُد َف ُع إىل املَ ْطبع ِة ،واملَ ْملك ُة املتحدة ما تزال ُتف ِّر ُج َ ُ ً ّ َ ّأن كثريا من ق ّرا ِء نرشتنا هم اليو َم عىل جهد املعيشة وسوء الحال ،فرنجوا لكم الخ َري كل الخري. رئيسني ،فأما األول ففي أ ْز َمة ا ُملنَاخ وبعدُ ،فقد خرقنا العادة يف هذا العدد وجعلنا بني يديه موضوعَني َ واملجتمعات املحل ّية ،وأما اآلخر ففي اال ِّتجار والتَّهريب ،وأضفنا إليهام ‘موضوعاً مص ّغراً’ أدرناه َ حول (ف-كورونا )19-يف سياق التَّهجري.
أ ْزمَة ا ُملنَاخ واملجتمعات املحل ّية :ما فتئت كث ٌري من املجتمعات املحل ّية يف العامل تتصدَّى ملصاعب َع ْيشها من في ُك ُز هذا املوضوع ه ّمه يف ما لذلك من َو ْق ٍع يف اآلثار التي يُخ ّلفها ُمن ٌَاخ ما يزال َيت ّ ُ َغي منذ عقود من الزمانْ َ . املجتمعات املحل ّية ،وخطط تصدّيها له ،والدروس الناشئة من ذلك ،ومسائل أوسع ،من قبيل َص ْون الحقوق وتحقيق العدالة( .وسوف يأيت عددٌ يف مستقبل الزمان يدور حول االستجابة الدول ّية والسياسات).
اال ِّتجار والتَّهريب :منذ نرشنا عدداً يف اال ّتجار بالبرش سن َة ،2006ما زالت التقارير التي تدور حول اال ِّتجار َّسع ،ومن والتَّهريب تزداد ،فكان من ذلك ْأن تج َّد َد االهتامم مبا لها َتني الظاهر َتني ا ُملرتابطتَني ا ُملتباينتَني من أث ٍر يت ُ و َُصلٍ َت ِص ُل بينهام .و َيتَص ّف ُح هذا العدد شيئاً ّ مم هو ٌ حارض يف هذين البا َبني من تحدٍّ ،وتوهُّ ٍم ،وابتكا ٍر ،و ِف ْك ٍر عميق. (ف-كورونا – )19-تأم ٌُّل مُب ّكر :تحت هذا العنوان مقالتان (ويف النسخة اإلنجليز ّية من العدد أربع مقاالت)، فت ُكزَانِ هَ َّمهُام يف أثر ا ُمل ّ ُتقدّمان بني يديهام تأ ُّم ًال أ ّول ّياً يف جائحة الوباءْ َ ، امت التي يقودها الالجئون ،والحاجة نظ ِ إىل املعطيات لتزويد االستجابات باملعلومات واألخبار. ُ وس (من الصندوق العاملي يطيب لنا أن َن ْش ُكرَ َك ْر ِم ّل بُه َلر (من ِوزارة الخارج ّية االتحاد ّية السويرس ّية) ،وخالد ك ِ وجر ِز ِتر (من مركز دراسات الالجئني) ،وذلك عىل إلرشاك املجتمعات املحلية وتعزيز قدرتها عىل التك ّيف) ،و ُر ِ مساعدتهم ،فقد كانوا ُم ْستشا ِرينَ يف َم ْو ُضوعَي هذا العدد .و َن ْش ُك ُر أيضاً حكوم َة إمارة ليختنشتاين ،ومكتب ّ الصمود والحلول التي َت ْت َب ُع مانيل من منظمة روزا لوكسمبورغ ،و ِوزار َة الخارج ّية االتحاد ّية السويرس ّية ،وشعبة ُّ املفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني ،ومرشوع الربط يف مجلس البحوث األسرتايل واسمه ‘التن ُّقالت تغي’ ،وذلك عىل ما جادت ب ِه هذه الجهات من َدع ٍْم ما ٍّيل لهذا العدد خصوصاً. البرش ّية التحويل ّية يف ُمن ٍَاخ ُم ِّ ٍ َ أنساق العدد 64يف ّ الشابكة وجدها هنا www.fmreview.org/ar/issue64 من شا َء • املج َّل ُة ك ُّلها ٌ ملضم ْونِ العدد) • موجز أرسة التحرير (وهو تحليل َ موج ٌز ُ
األعداد املقبلة :انظر www.fmreview.org/ar/forthcomingأو انظر َظ ْه َر العدد.
عىل َ والب َكة الخ ْ ِي َ َ ماريون كولدري وجيني بيبلز ُمح ِّر َرتا نرشة الهجرة القرسية
مؤسس ُة روزا لوكسمبورغ ،بتمويلٍ من الوزارة االتحادية للتعاون تك َّفلت بالعدد 64من نرشة الهجرة القرس َّية َّ والتنمية يف امليدان االقتصادي بجمهورية أملانيا االتحادية. تقع مسؤول َّية هذه النرشة عىل نرشة الهجرة القرسية وحدها وليس بالرضورة ْأن تستوي آراء النرشة وأراء مؤسسة روزا لوكسمبورغ. َّ
نرشة الهجرة القرسية www.fmreview.org/ar/issue64 • 64 ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
4
الصُّ مود والتك ُّيف والتع ُّلم :الالجئون من م َِال ومُض ِّي ُفوهُ م املوريتان ُّيون
7
تحد ٌ ّيات بيئ ّية وإسرتاتيج ّيات محل ّية يف الصحراء الغرب ّية
ُفودَا إ ْن ِد ِك ْنتُم ومحمد أَغ َملهَى ُرجس َمتّى پ ِ
ٌ ْيان الرَّحَّ ُل عن املراعي 1 0 هجرة غري طوع ّية ي َْستح ّثها ا ُملنَاخ :بحث ال ُّرع ِ الصعبة املنال يف كينيا اِ َك ِائ َن ِب ِن ُيو
1 3بني التورُّطِ وإعادة التوطني :املجتمعات املحل ّية الساحل ّية عند َداْلِ النّهر يف ُسندَربَنس بالهند َشا َب ِري دَاس ُ وشو َغا َتا هاجرا
رشقي آسيا :األسباب 1 6أزمة ا ُملنَاخ واملجتمعات املحل ّية يف جنو ّيب ّ واالستجابات ومسائل العدل ُلو َرا َغ ْي ِغر
20أ ْزمَة ا ُملنَاخ ورضوب عدم املساواة بني الجنسني واالستجابة املحل ّية يف الصومال وأرض الصومال إميي ك ُروم ومنى حسني
الس َّكان األصل ّيني إىل الجندر والقوة والتهجري الناجم عن 23زوايا نظر ُ تغي ا ُملنَاخ ُّ سارة ِپنت ُلو
ٌ 27تن ُّق ٌ متعددة يف قرى جزائر املحيط الهادي الت
وسي ِل َيا ِم ْك َم ْي ِكل، فاين ُث ْر ُتن ،وكارِن َم ْك ِن َم َرا ،وأوليڤيا دُن ،وكارول فار ُبت ُْكوِ ، وص ِب َريا ُك ِو ُّلو ،و ِت ْم ِوست ِّربي ،وشارون ِج ْمس ،وف َرن ِْسيس نا ُمو ُمو يس ِي ْييَ ، و ِم َرياوَالِ ِ
الخدْمات ْ 37 نح َو َفهْم آثار اال ّتجار بالجنس النفسان ّية إلفادة إيصال ِ ِج ِن ِفر مكويد
40معالجة اال ّتجار يف البرش يف صناعة ال ِبغاءَ : بإسهام آن لإلقرار ِ تغالت بال ِبغاء أن يكون ا ُمل ْش ِ بُور ِْس َلف ِغ َر ِاس ُموف
َ 4 2ع ْو َد ُة طالبي اللجوء ا ُمل ْستَضع ِف ْي إىل إيطاليا :حامية ضحايا اال ّتجار بالبرش وچـ َيا ِد َل ُتو ِّره وأ ِد ْريَانا ُر ْو ِمر و َم ْرغاريتا ُزو ِتيـ َڤـيه ُل ِ
ٌ مقاربة َ 4 5ر ْفعُ الدعاوى املدن ّية نياب ًة عن الناجني من اال ّتجار :أهي جديدة يف املحاسبة؟ ِه ْنِي ُو ْوه
48اعرت ٌ اض عىل ما ُي ْدعَى الرابطة بني اال ّتجار بالبرش ومتويل اإلرهاب ك ِرغ داميان س ِمث
5 2التهريب واال ّتجار من ِف ِيتْنا َم إىل أو ُربّا ِمي ِمي ُفو ونادية السبتاوي
‘ 55قوافل’ املهاجرين يف املكسيك والحرب عىل التّهريب إد َو ْردُو ُتو ِّره َك ْن َت َل ِب ِي ْد َرا
56قانون مكافحة التهريب يف النيجر وما يف آثاره من َم ْفسدَة ُكولِني ُموزِر
دروس من السياسات 58التصدّي للتّهريب يف البلقان: ٌ بسن تشارلز ِس ْم ُ
(ف-كورونا :)19-تأ ُّم ٌل ُمب ّكر
30ال َب ْح َران إذا ال َت َقياَ :ن ْق ٌل وقا ّيئ م َُس ّ ٌي ذات ّيا ألهل نوڤا إ ْن ِس َياد يف الربازيل
ِ 62ب َي ِد الالجئني من أجلِ الالجئني :قيادة الالجئني يف زمن (ف-كورونا )19-وما بعده
ِ 34م ْس ٌ يس بها الجميع :تحسني تقدير اال ّتجار طرة واحدة َي ِق ُ
َ 6 4دعْمُ ما َت ُسو ُق ُه األد ّلة من االستجابات لـ(ف-كورونا)19-
ِج ُيوڤانا ِجي ِني وتا ِت َيانا ِمنْدُ وسا َك ْردُوزو وإيريكا برييز را ُمس
االتِّجار والتَّهريب
جاشوا يُول وأبيغيل ُلنْغ
وج ْمس ِم ِلن وأنيال نور ونجيبة وَا َزا َفادُس مصطفى عليو وشذى الريحاوي ِ غاشني وب َْس َكال ِز ْي ِ
تاباسو دومينيكو ُّ
شكراً لكل املانحني الحاليني والسابقني Act Church of Sweden • ADRA International • Australian Research Council • Catholic Relief Services - USCCB • Cities of Refuge NWO VICI research project • Danish Refugee Council • Government of the Principality of • Liechtenstein • Happold Foundation • International Rescue Committee • IOM • Jesuit Refugee Service Luxembourg Ministry of Foreign and European Affairs • Oxfam • Refugees International • Rosa Luxemburg Stiftung • Southern New Hampshire University • Swiss Federal Department of Foreign Affairs • Tufts University Refugees in Towns project • UNHCR • Women’s Refugee Commission
وإ ّنا نتش َّك ُر لق ّرا ِء نرشتنا دَع َمهمَّ ، وكل ما ورد علينا من ت ُّربع .إن كنت تقرأ نرشة الهجرة القرسية وتق ِّدرُها ّ حق قدرها نرجو منك العطا َء من طريق َ www.fmreview.org/ar/online-givingفأ ِعنّا عىل االستمرار يف إصدار هذا املرجع!
4
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
4 www.fmreview.org/ar/issue64
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
الصمود والتك ُّيف والتع ُّلم :الالجئون من َم ِال و ُمض ِّي ُفوهُ م املوريتان ُّيون ُّ
ُفودَا إ ْن ِد ِك ْنتُم ومحمد أَغ َملهَى
تغي ا ُملنَاخ جلب الالجئون املال ُّيون إىل إمبريا يف موريتانيا من املهارة والخربة ما اكتسبوه يف تد ٌّبر ما يخ ّلفه ُّ من آثا ٍر يف بلدهم ،وهم اليو َم يتع ّلمون مهارات جديدة يف املَه َْجر .ويعود األمر بالفائدة عىل الالجئني واملجتمعات ا ُملض ّيفة معاً. الجـئ و 511الجئـاً فـ ُّروا ُتض ّيـف موريتانيـا اليـو َم 60ألـف ٍ مـن مـايل سـن َة .2012ويأيت هـؤالء الالجئون من شما ّيل مايل رشقي ويقيمـون اليـو َم يف مخ ّيـم إمبيرا ومحيطـه ،يف جنـو ّيب ّ موريتانيـا 1.وقـد تركـوا مناطقهـم الشـتداد ق ّلـة األمـن ،غير تغير أنهـم قبـل فرارهـم ،عـاىن أكرثهـم عواقـب سـيئة مـن ُّ املنـاخ على مـ ّر بضعـة عقـو ٍد أو أكثر .ومن ذلك عىل سـبيل املثـال تكـ ُّرر حـدوث الجفـاف ّ كل 10سـنني أو نحـو ذلك يف شما ّيل مـايل منذ سـنة .1973
توسـل بـه إىل النجاة، وللحـس بـاردة. املجتمعـي أث ٌر ٌ عظيم ُي ّ ّ ّ ّ املحلي صمـوداً بسـيطو اليد عىل إذ ّإن أكثر أفـراد املجتمـع مـن هـم ّ أقـل منهم صمـوداً.
ّ محلي مـا حني على ّأن خطـط التك ُّيـف املبتكـرة يف مجتمـع متتـد لتبعد ّ مم يسـتطيعونه ،يأخـذون يف التفكري يف االنتقال ُّ بعيـداً مـن موطنهـم .وهم يصلـون نقطة التحـ ُّول إذا تو ّترت العالقـات بينهـم ،إىل جانـب إخفـاق خطـط التك ُّيـف ،فحني يصبـح الحفـاظ على املصالح العائليـة والشـخصية واملبارشة وملّـا كان أكثر الالجئين املال ّيين مـن ال ُرعيـانَ ،ك ُ َ ثر أن يأتـوا على رأس األولو ّيـة فتفضل السـخاء. مباشـيتهم معهـم إىل املَ ْه َجـر .وأدّت شـدّة طلـب املـوارد توصـل إىل قـرار الرحيـل يف العـادة بعـد التشـاور ،ثم يتبع الطبيعيـة يف املجتمعـات التـي ُتض ّيفهـم –مثل املـاء ومراعي و ُي َّ تغير ذلـك مـا قـد يبلـغ إىل هجـرة جامع ّيـة ،يأخـذ فيهـا معظـم املاشـية– إىل زيـادة الضغـط على هـذه املـوارد ،فـأىت ُّ ّ توصـل إىل القرار فردٌ بنفسـه، املنـاخ وزاد األمـر سـوءاً .هـذا ،وقـد تأ ّثـرت البيئـة الطبيعية أفـراد املجتمـع املحلي .وقـد َي َّ بأعمال أخـرى من مثل االحتطاب واسـتعامل املاء يف أغراض مثـال ذلـكَ :مـن بلـغ سـنّ الرشـد مـن الشـباب ،فيراه واجباً ّ الحـظّ ،أن الالجئين كما أنهـم عليـ ِه للدفـاع عـن نفسـه .هـذا طـرف ،ومـن طـرف آخـر، بيتيـة وزراعيـة .ومـن حسـن ً يجلبـون حاجاتهـم معهـم فهـم يجلبـون الحلـول أيضـا .فـإذ ُي ّ فضـل بعـض النـاس املـوت يف أراضهـم على االنتقـال إىل لتغير املنـاخ يف بلدهم ،مـكان آخـر .ولقـد ينظـر غريهـم يف طلـب اللجـوء مـن بلـد قـد كانـوا عالجـوا العواقـب السـيئة ُّ فهـم أفضـل ته ُّيؤاً مـن غريهـم ملعالجة مثل هـذه املصاعب ،مجـاور ،إذا كان الدِّيـن يف ذاك البلـد املجـاور هـو دينهـم ولتخفيـف بعضهـا يف املجتمـع ا ُملض ّيـف .فالالجئـون ُمق ّرون نفسه . بـأن انفتاحهـم على التع ُّلـم يف حالهـم الجديـدة نشـأ حين كانـوا يبحثـون يف بلدهـم عـن حلـولٍ ملشـكالتهم التـي تيسري االندماج تغير املنـاخ هنـاك. وجـود ثقافـ ٍة دميوقراطيـة ،وألفـة وطن ّيـة ،وعرق ّية مشتركة، أوقعتهـا عليهـم عواقـب ُّ ّ ٌ وأوارص عائليـة ،عابـرة الحـدودَ ،هـي كلهـا عوامـل يف قرار االنتقال :نقاط التح ُّول اسـتعداد املجتمعـات املض ّيفـة السـتيعاب املقسـورين على أحوجـت الضرورة الجئين ِعـدّة م ّمـن يعيشـون اليـو َم يف االنتقـال .وحافظـت الحكومـة املوريتان ّية عقـوداً من الزمان مخ ّيـم إمبيرا إىل االنتقـال مـن ُ تغي على سياسـة البـاب املفتوح تجـاه الالجئني املال ّيين ،وطلبت قبل مـن بلدهم بسـبب ُّ َ املنـاخ ،إال أنهـم بقـوا يف بلدهـم .إمنـا كانـت اسـتجابتهم إىل السـكان املحل ّيين اسـتقبال الالجئني وعدَّهُ ـم يف أخوتهم تغي امنـاخ من آثـا ٍر ضا ّرة ،وأخواتهم. الفور ّيـة –ومـا تـزال– ملـا يخ ّلفـه ُّ الصمـود بابتـكارات محل ّيـة ،مـن مثـل أنهـم حاولـوا إقامـة ُّ لح ْفـظ مـاء الرتبـة، وأهـم َعمَـلٍ يعملـه معظـم الالجئين املال ّيين تربيـة البقـر، اسـتعامل مختلـف رضوب َفـ ْرش الدّبـال ِ ُّ الجـرار إلبقـاء املـاء ويلي ذلـك تربيـة صغار ا ُملجترّات .ثم ّإن عـدد رؤوس البقر واسـتعامل جلـود الحيـوان لِ َل ِّفهـا على ِّ
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
5 www.fmreview.org/ar/issue64
املفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئنيِ /ڤ ُي َّول إبروتوم ُِّسو
هاهنا ُرع ٌ ْيان من الالجئني املال ِّيني ،مجتمعون يف مخ ّيم إمبريا ل َب ْيع املاشية.
ات إىل الثروة (أي ُمدَّخـرات ميكـن إنتـاج صغـار املجترّات ،ثم البقر .وال ّ شـك ّأن هـذه الخطط اململوكـة مـن ا ُمل ِشير ِ تحويلهـا إىل نقـود) وإىل املركـز االجتامعـي .ومـن الخطـط ممكـنٌ تنفيذهـا يف وقـت واحـد. التـي يسـتعملها الالجئـون املال ُّيـون ليضمنـوا قدرتهـم على سر يف البلـد ا ُملض ّيف :إنعاش ُس ُـبل معاشـهم أو خطط التك ُّيف االندمـاج ب ُي ْ ٍ إعـادة شـ ّقها ،أو تكييفهـا. عـدة مـن نجـح الالجئـون املال ُّيـون يف إمبيرا يف تكـرار ّ لتغير املنـاخ. االبتـكارات التـي ابتكروهـا يف مـايل اسـتجابة ُّ هجريـن التاركين أرضهـم على عجـلٍ ومـن تلـك :ال َب ْسـ َتنَة (لزراعـة املنتجـات التـي تسـتهلكها فللم ّ فأمـا اإلنعـاشُ ، خيـارانّ :أن يعتمـدوا على ر ٍاع ثقـ ٍة يسـوق بقرهـم إىل َم َل ٍذ ُ األ َس) ،والعمـل مـن خلال الجمعيات على تخفيف الضغط البيئـي. آمـن يسـهل الوصـول إليـه ،رمبـا مبعونـة أصدقـا ٍء أوفيـاء أو على املـوارد الطبيعيـة وتقليـل انحطاطهـا ّ سـلط ٍة عُ رف ّيـة أو إدارية تفتح لهم سـبي ًال آمنـة .وإ ّال ميكنهم ُ س الالجئين يف إمبيرا من عنـده معرفة أن يخاطـروا ويعـودوا بأنفسـهم السـتعادة حيواناتهم .هذا ،هـذا ،ومل يكـن مـن أ َ ِ وتقتضي إعـادة شـقُّ ُسـ ُبل املعـاش –كلما أمكـن ذلـك– مسـبقة بالزراعـة عنـد الوصـول إىل املخ ّيـم إال ،%1.3ومـع الـذكاء يف انتقـاء أكثر الحيوانـات لبنـاً أو عُ ُجـوالً أو ً لحما ،ذلك ،ففي 31ديسـمرب/كانون األول من سـنة ،2019أشـارت رأس مـالٍ البتـداء إعـادة بنـاء ذخريتهـم االحصـاءات التـي بني يـدي املفوضية السـامية لألمم املتحدة ابتغـا َء اسـتعاملها َ ـف لشـؤون الالجئين ،إىل ّأن نحـواً مـن %10مـن ُ األ َس يف ّ الحيوانيـة يف بلـد اللجـوء .فـإن مل ميكـن ذلـك ،تك َّي َ كل الالجئـون ،وأخـذوا يف املفتـوح حولهـم مـن ُسـ ُبل املعاش يف مجتمـع الالجئين هنـاك آخـذون يف ال َب ْسـ َتنَة ،إ ّمـا اسـتقالالً بلـد اللجـوء ،ولقـد يكون ذلك حينـاً بإقامة املشـاركة بأموال بالنفـس ،وإ ّمـا مبعونـة رشكاء املفوضيـة السـامية لألمـم املانحين ،فيسـتعملون ذلـك ُم َ نط َلقـاً ليعيـدوا الدخـول يف املتحـدة لشـؤون الالجئين يف املخ ّيـم.
5
6
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
6 www.fmreview.org/ar/issue64
وقـد كـ ّرر الالجئـون عـ ّد ًة مـن ِت ْقنيـات اسـتعملوها يف تغير املنـاخ مـن آثـار سـيئة حني احتيالهـم على مـا يخ ّلفـه ُّ ً كانـوا يف مـايل .أولهـا :أنهم جلبـوا معهم أصنافا مـن الحبوب مقاومـة للحـرارة ،ليـس للمجتمـع ا ُملض ّيـف علـم بهـا ،ومنها البصـل األرجـوان وحبـوب الطامطـم .وثانيهـا :أ ّنهـم ا ّتبعـوا ُسـنَنَ عمـلٍ غير ّ مضر ٍة بالبيئـة ،مثل إنتاج السماد لتحسين ُ ّ خصوبـة الرتبـة ،يف حني أن العادة جـرت يف املجتمع املض ّيف بـأن يسـتعملوا الـ َّر ْو َث غير املخ ّمـر ،وهـذا له عواقب سـيئة إذ إنـه يزيـد هجمات النمل الجنـديّ .وثالثها :أ ّنهـم ابتدؤوا َ اسـتعامل ِت ْقنيات ِح ْف َظ املاء املحل ّية ،مثل اسـتعامل املشـاتل ُ ً الدائر ّيـة امل َج ّوفـة ،خالفا ملا يسـتعمله املوريتان ُّيون يف العادة مـن مشـاتل ُم ّ سـطحة أو مشـاتل مسـتطيلة ُم َج ّوفة.
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
األخيرة .و ُت ّ نظـم هـذه الحلات يف العـادة يف يـوم البيئـة العاملـي (املوافـق 5حزيران/يونيـو) ،واحتفـال يـوم الشـجرة ّ الوطنـي يف األسـبوع األول مـن أغسـطس/آب .فأعانت هذه ّ األعمال ،التـي قادهـا الالجئـون ،عىل تبديـد الفكـرة القائلة ّ بـأن الالجئين أكثر ُم ِح ّطي حـال البيئة .فصـاروا ُيـ َر ْو َن اليو َم رشكاء يف تغيير الحـال. ـم الالجئـون وأهـل املجتمـع ا ُملض ّيـف بعضهـم من بعض تع ّل َ بالسـواء ،وا ّتبعـوا ُسـنَنَ عمـل محل ّيـة غير ّ مضرة بالبيئـة. َّ ّ فلما كانـت حرائـق الغابـات هـي ٌ بعـض مـن أسـوأ عوامـل ّ ُ االنحطـاط البيئـي يف موريتانيـا ،نظ َمـت حملات توسـيع املـدارك والتوجيـه إىل ُسـ ُبل إطلاق اإلنـذار إذا اشـتعل الحريـق ،وبعـد هـذه الحملات ،انخفضـت حـاالت ّ تفشي الحرائـق والكـوارث التـي تـأيت بهـا إىل أربعـة حـاالت يف سـنة .2019وصـار اليـو َم لالجئين املال ّيين –الذيـن مل يكونوا يعرفـون مـن تت ّبـع الحرائق شـيئاً– ِف ْرقـة مكافحـة للحرائق، وأصبحـت تشـارك ِف َرق اإلطفـاء يف املجتمع ا ُملض ّيـف وال َّد َر َك يف ُّ التدخـل ملكافحـة الحرائـق الهائلـة .وقـد شـارك الالجئون بالسـواء يف اإلجـراءات الوقائيـة ،مثـل إقامـة أكثر مـن أيضـاً ّ 100كيلومتر مـن حواجـز الحرائـق.
ـب اجتماع اسـتعامل مـا تقـدّم من ِت ْقنيـات غ ّلـ ًة رائعة فج َل َ َ َ يف موسـم الزراعة سـنة ،2019وأثارت هذه النتائج الحسـنة التـي أنتجهـا الالجئـون يف املجتمـع ا ُملض ّيـف ال ِه ّمـة إىل هـذا العمـل .وقـد ُن ِّظ َمـت أخيراً زيـارة دراسـ ّيةّ ، نظمهـا الشركاء واملفوضيـة السـامية لألمـم املتحـدة لشـؤون الالجئين يف مخ ّيـم إمبيرا ،فكانـت هـذه الزيـارة لالجئـات املال ّيـات خبرن نسـا ًء مـن املجتمـع العاملات يف ال َب ْسـتَ نَة فرصـ ًة ل ُي ِ ْ بر َن مـن إدارة املاء ،وتحسين خصوبـة الرتبة، ا ُملض ّيـف مبـا َخ ِ ْ وكان مـن انفتـاح الالجئين على التع ُّلـم أن ا ّتبعـوا ِت ْقنيـات و ِت ْقنيـات طبيعيـة ل َك ْبـح اآلفـات. تسـمني املجترّات الصغيرة ،التـي مـن شـأنها أن تزيـد مـن كـم الـكأل الـذي تأكله يف وأقـ ّرت موريتانيـا عـدداً مـن القوانين ،لحاميـة مواردهـا وزن الحيوانـات مـن غير أن يزيـد ّ الطبيعيـة مـن فـرط االسـتغالل ،وكان القائم بإنفاذهـا ِو َزار ُة العـادة ،فـأدّى ذلـك إىل تقليـل الضغط عىل الـكأل يف املراعي البيئـة والتميـة املسـتدامة .ولكـنْ ملّـا ال يكـون للـوزارة متـام على األمـد البعيـد .و ُي َضـاف إىل ذلك ،عىل سـبيل املثـالّ ،أن حضـو ٍر يف منطقـة مـن مناطق البلاد ،مثل الحـال التي عليها مـن الالجئين املال ّيين َمـن انتظم يف سـلك ُم َسـاعدي األطباء باسـيكونو ،حيث تقع إمبيراُ ،تن ُ ُ ْشـأ جمعيات إدارة البيطر ّيين ،وهـو أمـ ٌر مل يكـن لـه أثـر يف مجتمـع الالجئين مقاطعـة املـوارد الطبيعيـة ،لتنظيم الوصول إىل املـوارد وتأهيلها .ومع ولكنْـه ُيـا َرس يف املجتمـع ا ُملض ّيـف. ذلـك ،ففـي مخ ّيـم إمبيرا ،حيـث ال جمعيـة إلدارة املـوارد ّ ّ محلي محلي ومجتمـع ـم الالجئـون بتجاربهـم يف بلدهم ،وأنشـأ ع ّد ًة وأمـا تشـارك املعرفـة بين مجتمـع الطبيعيـةُ ،أل ِه َ ٌ البيئي .مثـال ذلكّ :أن آخـر ،فهـو مأخوذ فيـه بقنوات رسـم ّية وقنوات غري رسـم ّية. مـن الجمعيـات ،ملكافحـة االنحطـاط ّ فرق ًة اسـمها (الالجئـون املتط ّوعون لنظافـة املخ ّيم) ،اعتادت وتشـتمل القنـوات غير الرسـمية على التفاعـل بين أفـراد أن ُت ّ ّ َ املحلي حين يجتمعون عند موارد املاء ،أو األسـواق ووسـعت أحيانـاً املجتمـع نظـم حملات نظافـة داخـل املخ ّيـمّ ، ّ ُ نشـئُ منصات ي والـذي االحتفاليـة. املناسـبات أو ة، ي األسـبوع طـوق العمـل فنظفـت مـا عنـد املجتمـع املض ّيف. ُ ِ ّ التفاعـل الرسـمية يف األكثر هـو هيئـات األمـم املتحـدة ويف الوقـت نفسـه ،غرسـت الجمعيـات أكثر مـن َ 60 ّ املتدخلين يف مواضـع التضييـف ،يف ألـف وغريهـا مـن الشركاء أيـام دوليـة ُي َقـام فيهـا االحتفـال واألنشـطة ،مثـل مناسـبات ووزعتها نـوع من األشـجار املك ّيفـة بحسـب األرض املحل ّيـة، ٍ ٍ العاملـي لالجئين ،واليـوم الـدويل للقضـاء على العنف اليـوم منظمـة نجـدة الصحراء ( ،)SOS Desertيف السـنني الخمس ّ
نرشة الهجرة القرسية 64
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
حزيران /يونيو 2020
7 www.fmreview.org/ar/issue64
يسرت إنشـا َء لجـانٍ على املـرأة .ثـم ّإن هيئـ ًة رشيكـ ًة ّ مجتمع ّيـة مختلطـة ،فيهـا الالجئـون وفيهـا أفـراد املجتمـع ُ َ باسـيكونو .وهـذه اللجان داخـل مقاطعة ا ُملض ّيـف ،يف قـرىً مف ّوضـة يف إدارة النزاعـات ،ومنهـا النـزاع يف الحصـول على املـوارد الطبيعيـة.
ا ُملض ّيـف مـن قـ ّوة وإمـكانٍ وبراعـة ،على مـ ّر الزمـان ،أن ُت َص َ تغير املناخ، ـاغ الطريقـة التي تسـتجيب بهـا البالد ألزمة ُّ وسـن َِن العمـل على وأن ُيسـه ََم يف اسـتنجاح األمـن الغـذايئ ُ حاميـة املـوارد الطبيعيـة ،وأن ُيح َمـى الالجئـونّ ، كل ذلك يف وقـت واحد. ٍ
إعادة النظر يف املَزَا ِعم
ُفودَا إ ْن ِد ِك ْنتُم ndiki@unhcr.org
تغير املنـاخ ،أو النـزاع ،أو كليهما ،أمـ ٌر يس ٌء دومـاً .إذ أزمـة ُّ ً يجلـب الالجئـون معهـم ثـروة مـن املـوارد ،ومنهـا املـوارد البرش ّيـة التـي أنشـؤوها وط ّوروهـا وهـم يتصـدّون لألزمات بتغير املنـاخ يف بالدهـم األصل ّيـة .وكثرياً مـا مت ّكنهم املتعلقـة ُّ هـذه الخبرة مـن معالجـة مـا يقـع على بلاد اللجـوء مـن قبـل ،ومت ّكنهـم أيضـاً تحديـات تشـبه مـا وقـع عليهـم مـن ُ مـن ّ حـث مواطنـي البلـد ا ُملض ّيـف على فعـل مـا يفعلـون. وبعـدُ ،فيمكـن بتسـخري مـا عنـد الالجئين وأفـراد املجتمـع
https://data2.unhcr.org/en/country/mrt
أن ُم ّ وظ ٌ لا بـ ّد مـن إعـادة النظـر يف الـذي يشـيع تصـ ُّوره مـن ّ الفرعي للمفوضية فة يف شؤون ُس ُبل املعاش ،يف املكتب ّ ُ باسيكونو ،مبوريتانيا تد ُّفـق الالجئين أو النـاس ،املنتقلين إىل أماكن آخرى بسـبب السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني ،يف محمد أَغ َملهَى jnasat2811@gmail.com
ر ِئ ْي ُس مجلس الالجئني ،يف مخ ّيم إمبريا ،مبوريتانيا.
كتب املؤلِّفان هذه املقال َة من عند نفسيهام ،وقد ال تستوي اآلراء التي فيها وآراء املنظامت التي ورد ِذ ْكرها. .1منهم %61.3من الطوارق ،و %37.2من العرب ،و %1.5من قبائل األقل ّيات.
تحد ٌ ّيات بيئ ّية وإسرتاتيج ّيات محل ّية يف الصحراء الغرب ّية
ُرجس َمتّى پ ِ
بتغي يجد الالجئون الصحراو ُّيون من البدو ُط ُرقاً للتصدّي ملا يقع عليهم من التحدّيات املرتابطة التي لها ُّ ا ُملنَاخ صلة .وتظهر استجابتهم ِع َظ َم َش ْأ ِن املبادرات املرنة التي يقودها الالجئون.
ُي َ خاصاً ،وال س ّيام من ول نزاع الصحراء الغرب ّية اهتامماً ّ زاوية نظر دراسات الالجئني ودراســات الهجرة القرس ّية، وقد ُر ِك َز أك ُرث هذا االهتاممَ ،ر ْكزاً مفهوماً سببه ،يف مخ ّيامت الالجئني الصحراو ّيني ُق ْر َب تندوف يف الجزائرُ .ن ِص َبت هذه املخ ّيامت يف سنة ،1975بعد اندالع الحرب بني املغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (وهي حركة من الصحراء الغرب ّية تؤ ّيد االستقالل) و ُتع َر ُف أيضاً باسم ‘جبهة البوليساريو’ ،ويبلغ عدد ساكني هذه املخ ّيامت نحواً من 173ألف صحراويّ ،وهم الشعب األص ّ يل يف الصحراء الغرب ّية .و ُت ِدي ُر البوليساريو املخ ّيامت ،وفوق ذلك %20من أرايض الصحراء الغرب ّية ،وهي منطقة ُتس ّميها نحو من 30 الجبهة األرايض املح ّررة .ويعيش يف هذه املنطقة ٌ ألفاً إىل َ 40 ألف إنسان (عىل ّأن إحصا َء أعداد الس ّكان هناك ّ أصعب) ،وأكرثهم من ال ُّرعيان ال َّر َّحل .والواقع أن التقديرات
السكان ّية يف املخ ّيامت واألرايض املح ّررة ُيس ِّي ُسها ٌّ كل من املغرب والبوليساريو ،وهي ،أي التقديرات ،مع ّقد ٌة بسبب استمرار تن ُّقل العوائل واألفراد بني أرايض البوليساريو وشام ّيل موريتانيا ،وأيضاً بسبب هجرة ّ العمل ا ُمل َو ّقتة من املخ ّيامت إىل إسبانيا والجزائر .ولذلك ُتفه َُم أرقام املقدّرة ألعداد الس ّكان فه ًام َ أفضل ،وال س ّيام يف املخ ّيامت ،إذا ُن ِظ َر إليها عىل 1 ّ أنها لقطات ملجموعة من السكان دوران ّية باستمرار. ثم ّإن َق ْسو َة ا ُملنَاخ الصحراويّ إىل جانب اعتامد السكان الرتح ّ والخراف) يل (لإلبل واملعز ِ منذ زمن بعي ٍد عىل ال ّر ْعي ُّ ُ تركت الس ّكان شديدي عُ َ تغيات املنَاخية .إذ أثار رض ٍة ُ للم ِّ ّ توسعاً وقوع حاالت القحط الكاريث يف خالل االستعامر ُّ الرحل حرض ّياً رسيعاً (ولكنْ ُم َو ّقتاً) ،وتآلف كث ٍري من السكان ّ املتف ّرقني هنا وهناك َ حول املدن التي كانت تسيطر عليها
7
8
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
8 www.fmreview.org/ar/issue64
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
إسبانيا .ومثل ذلكْ ،أن كان من نتائج محاربة املغرب ،التي الرتحيل. استم ّرت حتّى سنة ،1991أرضا ٌر شديد ٌة باالقتصاد ُّ ومنذ أن كانت الحرب ،أقام معظم الس ّكان يف مخ ّيامت تندوف .وبعد انتهاء الحرب بني املغرب والبوليساريو ،بذلت البوليساريو –التي تحتفظ لنفسها من قطعان اإلبل اليشء الكثري– جهداً ُي َضا ِف ُره جهدٌ ،لتنمية األرايض املح ّررة ،وال س ّيام الرتح ّ يل ،وذلك بإزالة األلغام األرضية يف نطاق واسع، لل َر ْعي ُّ الرتحويل. وتهيئة اآلبار وصيانتها ،وتجديد االقتصاد ُّ
ّ فإن غ َري املنتظم من أمناط هَ ْطلِ األمطار والقحط الذي يطول أمدهُ ،يص ِّع ُب االعتامد عىل مصادر املياه رسيعة الزوال، و َي ِزيدُ أيضاً الضغط عىل طبقة املياه الجوفية يف تندوف. وميكن تخفيف هذه املشكلة َ بعض التخفيف باستعامل اآلبار املحفورة ميكانيكياً .ثم ّإن إنشاء موارد املياه االصطناعية يف األرايض املحررة أيضاً أتاحت إنشاء الحدائق املجتمعية ،مع ظهور مشاريع البستنة التي تديرها البوليساريو يف عد ٍد من املواضع.
التحديات ا ُملنَاخ ّية واالستجابات املناسبة
فه َْط ُل األمطار الذي يعتاص تو ُّقع أحواله ،والقحط العام، ٌ ٌ واقعة عىل ال ّر ّحل مشكالت واستنفاد املياه الجوفية، والالجئني ،ولكنّ أهــايل مخ ّيامت الصحراء الغرب ّية غري معتادين عليها ،فتحتفظ برابط بني الالجئني وال ّر ّحل .و ُتع ِّر ُف رست ،التي كتبت عن عاملة األناسة (أنرثوبولوجيا) ِس ْن ِدي هُ ْ َ الرحل يف مخيم داداب ،تراث الصومال ّيني الالجئني الصومال ّيني ّ الرحل ،تقول“ :إ ّنه متك ّو ٌن من ثالثة عنارص :عقل ّية البحث ّ وشبكة اجتامع ّي ٌة ٌ ٌ متينة يلتزمون فيها عن مر ٍاع أكرث خرض ًة، ُّ والحذ من احتامل األخطار مساعدة ببعضهم بعضاً يف البقاء، ات يف أفراد العائلة من خالل التوزيع اإلسرتاتيجي لالستثامر ٍ مجتمع الرتحلية ،يف واالعــال 3”.وتستم ُّر هذه العقلية ُّ ٍ مح ّ يل مستق ّر ،عىل هيئة انتهاز الفرص ،واملرونة ،والتامسك االجتامعي ،ومقاومة النقاط الفرد ّية يف اإلخفاق االقتصاديّ ، ّ وهي إىل ح ٍّد بعيد القيم التي ينسبها الالجئون الصحراو ُّيون إىل تراثهم البدوي .وحينئ ٍذ ُّ فكل إسرتاتيج ّية للقدرة عىل الصمود للمناخُ ،تن ّفذ يف مخ ّيامت تندوف ،ينبغي لها أن تسدُّ ُّ ما بني الالجئني وال ّر ّحل من ال ُه َّوة.
وأتــت اإلقامة يف املخ ّيم بتحدّيات ال مثيل لها ،وقعت عىل من كانوا سابقاً ُس ّكاناً ُر ّح ًال ،وكثري منها زاد سوءه يف تغي ا ُملنَاخ .وقد ُت ُل ِّق َيت محاولة العقود األخرية بسبب ُّ ّ الحث عىل الزراعة ا ُملستق ّرة – املنظامت غري الحكومية مثلام استثمرت ُأكس َفام يف زراعة نبت ٍة متعددة النفع اسمها ُّ الشوع (ُ –2)Moringa oleiferaت ُل ِّق َيت بن ُْج ٍح متباين ،وبعض السبب يف ذلك ّأن أهل املخ ّيم هم بال َر ْعي الحيوا ّين أدرى. ومن املشكالت التي تتزايد أخطارها هي اشتداد تك ُّرر وقوع يب صحرا َء الجزائر الفيضان يف املخ ّيامت .إذ بدالً من أن ُي ِص َ ٌ انخفاض مط ّردٌ مستم ٌّر يف هَ ْطل األمطار ،أصابتها َح ْول تندوف ٌ طويلة تخ ّللها هَ ْط ُل أمطا ٍر رسيع الزوال إال أ ّنه ُم َد ُد َق ْحطٍ ً نى شبه دامئة، ب األمر ل و أ امت ي املخ يف وكان . ا د شديدٌ ج ّ ُ ّ ّ ً الطينيُ ،مس َت ْع ِم ِل َ ني موا ّد بناها الالجئون من اآلجر (الطوب) ّ من مصادر محل ّية .ويف بعض الحاالت ،رفض الالجئون البنا َء ألسباب مذهب ّية (إديولوج ّية)ُ ،م ّ فضلني بوا ّد أقوى للدامئ ّية ٍ أن يب َقوا دوماً مستعدين للعودة إىل الصحراء الغرب ّية ،إىل دول ٍة مستقلة يف املستقبل .فأصبح الفيضان ،الذي كان يف املنطقة أمراً نادراً ،يكاد يكون حدثاً سنو ّياً .ويف سنة ،2015 الطيني يف األمطار الغزيرة، مث ًال ،انح ّلت كثري من بيوت اآلجر ّ فكان أن بقي مئات من لالجئني بال مأوى .وأما البناء باملوا ّد املقاونة للامء ،مثل األسمنت ،فيؤدّي إىل تخفيف املشكلة ٌ وظيفة الطيني يف املخ ّيامت هو إىل حدٍّ ،عىل ّأن إنتاج اآلجر ّ لكث ٍري من الالجئني. تغي املناخ ،وهي استنزاف ثم هناك مشكلة أخرى زاد سوءها ُّ املياه الجوفية .فقد عُ ِم َد إىل بناء مخ ّيامت تندوف بالقرب من طبقة صخر ّية كبرية خا ِزنة للامء ،إذ تتو ّقف حركة ال ّر ّحل يف األرايض املحر عىل تجديد املياه السطحية التي تحدث طبيع ّياً أو اآلبار الصغرية التي يصنعها اإلنسان .ومع ذلك،
ورمبا مل يكن من املستغرب ّأن أكرث اإلسرتاتيجيات التي ُي ْر َجى خ ُريها ناشئة من األهايل أنفسهم .ففي سنة ،2016ابتدأ طالب إبراهيم ،وهو الجئ صحراويّ َد َر َس الهندسة يف سورية، تجريب الزراعة املائية .والزراعة املائ ّية هي تربية النباتات َ بغري تربة ،وأكرث ما يكون ِّ اف إليه بغط الجذور يف ما ٍء ُم َض ٍ حسنة .وكفاية املاء يف الزراعة املائ ّية أعىل كثرياً موا ّد ُمغ ّذية ُم ِّ من معظم طرق الزراعة األخرى ،ولهذا كانت إسرتاتيجي ًة رجى خ ُريها يف للزراعة ا ُملش َّددَة يف ا ُملنَاخ ا ُمل ْق ِحل .وكان أ ّو ُل ُي َ محصولٍ ما ٍّيئ إلبراهيم َش ِعرياً ،وهو محصول يسري الرتبية ج ّداً .فقد استطاع إبراهيم باستعامل أ ّول َمنْظوم ٍة مائ ّي ٍة بيت ّي ٍة ،إطعا َم معزه ،فمن جه ٍة ق ّلل من حاجت ِه إىل االنتقال مرعى ،ومن جه ٍة أخرى زادت جودة الحليم واللحم بحثاً عن ً
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
9 www.fmreview.org/ar/issue64
ا ُملنت َِج وكم ّيتهام (فاملعز يف املخ ّيامت يكرث أن تأكل النُّفايات ال َّلدائن َّية ،فتُل َّو ُث منتجاتها).
ٌ محفوظة لطالب إبراهيم حقوق النرش
عىل ّأن الوحدات املع ّقدة ،الغالية الثمن، العالية ال ِّت َقانة ،ليست ّ ً حل يقدرون عىل التوصل إليه بأنفسهم .ففي سنة ،2017 ُّ ّبي إبراهيم ُن ْج َح منظومته االبتدائ ّية رسع باألمثل ِة أما َم الق ّيمني عىل مبادرة ُم ِّ االبتكار التي تتبع برنامج األغذية العاملي، يف ميونخ .فقد ان ُت ِق َيت منظومة إبراهيم لتُم َّو َل من مبادرة ُمـِّـرع االبتكار ،ثم أنشئَ برنامج يتبع برنامج األغذية العاملي، ِ ٌ يدعى اِتش تو غرو ( ،)H2Growعمل في ِه إبراهيم فأنشأ وط ّور –مع ّ موظفني من برنامج األغذية العاملي ومنظمة وحدات زراعة مائ ّية، أكسفام– مجموعة ِ مشت ّق ٍة من أمنوذجه األول ،ف ُق ِّللت كلفة الوحدة واإلنتاجية هي هي .وكانت هذه الوحدات الجديدة أرخص ،واعتمدت عىل املــوا ّد املتو ّفرة محل ّياً ،وكان استعاملها وإصالحها أيرس .ثم إنها ميكن أن ُتك َّل َف بحسب املقتىض املــحـ ّـي ،وهــذا شأنه عظيم .ثم ابتدأ إبراهيم ،مبعونة برنامج بنباتات تنمو بنظام الزراعة املائ ّية. ها هو ذا طالب إبراهيم يعتني ٍ األغذية العاملي وأوكسفام والبوليساريو، بون ر املتد بلغ ّى ت ح إدار َة ورشات الزراعة املائ ّية يف املخ ّيامت، للمنَاخ ميكن أن ُت ْص َد َر املقاوم والبناء ة ي املائ اعة ر الز يف العمل ّ ُ ّ َ َ الجئ إىل بال ٍد آخرى ،ويف بعض الحاالت ،امت ُِحنَت بالفعل يف أماكن فيها عىل استعامل املنظومات البسيطة ال ِّتقانة ألف ٍ صحراويّ .ويف إطار برنامج اِتش تو غرو ،امت ُِحنَت منظومات أخرى أتت بنتائج حسنة .ويف الحاالت التي لالجئني فيها ٌ تاريخ إبراهيم ،منظومات الزراعة املائ ّية ،يف مخ ّيامت الالجئني طويل من َّ بفرص مع ّينة (مثل الدخول الت ُّحل ،يأيت تراثها ٍ يف تشاد واألردن والسودان وكينيا ،ويف كل ّيات موضع ،ميكن يف االقتصادات اإلقليم ّية ،واالستقالل ال ّرعوي) وتحد ٍ ٍ ّ حسنَ بحسب املقتىض املحيل .قال مع ّينة (مثل االنزعاج من املعيشة املستق ّرة ،واالعتامد عىل أن ُتعدّل الوحدات و ُت َّ َ خطاب ألقاه سنة “ :2019هذه وحجته بني يديه يف إنتاج قد ال ميكن أن تكون يف سياق املخ ّيامت) ،ال إبراهيم ّ ٍ ِ أساليب ٍ تفسح للناس أن يكونوا بعضاً من الحلول التي يأتون بها ب ّد من أن تنظر فيها املجتمعات ا ُملض ِّيفة ومم ِّونوا املعونة. وأعم ّ امج معون ٍة يقودها الالجئون و َت ْر ُكز ه ّمها للمنَاخ يف تندوف هو أن هم ،”.وأن ُي ْج ُروا بر َ مم سبقّ ،أن درس ُّ ُّ الصمود ُ 4 مجتمعات الالجئني غري متشابه ٍة يف الذات ،فهي تحافظ عىل فيهم. السن َِن واملهارات والسياقات الزراع ّية التي كان لها قبل أن ُّ للمنَاخ دروس يف ُّ الصمود ُ ٌ للمنَاخ يف هذا السياق. هجر ،فيجب تنفيذ سياسات ُّ ُت َّ الصمود ُ هاهنا عدّة من الدروس ميكن أن يستفاد منها يف سياقات وأخرياً ،يحتمل األمر ّأن يف كث ٍري من الحاالت ،يتنزّل الالجئون وسنَنَ يف منزلة هم منها أفضل لتدبري هذه اإلسرتاتيجيات بأنفسهم، التَّهجري املامثلة لهذا السياق .أبينهاّ ،أن التِّقانات ُ
9
10
10
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
www.fmreview.org/ar/issue64
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
وملقاربة املشكالت من زاوية نظرهم هم ،ولتجنُّب عواثري ُأ ِعدّت هذه املقالة مبعونة الجئني صحراويّني وطالب جانب واحد. إبراهيم وسيداحمد جويل. الحلول ا ُملط ّبقة من ٍ املهـم ،مـن زاويـة النظـر إىل متويـن املعونة، وأيضـاً فمـن ّ
ُرجس msp5@st-andrews.ac.uk َمتّى پ ِ
فقـد تركـز املقاربـة املحـدودة للتحدّ يـات البيئ ّيـة يف تنـدوف على أمناط هَ ْطلٍ غير منتظمـة ،أو تراكم اللدائن يف األنظمـة الغذائ ّيـة (واملنتجـات) للامشـية ا ُمل َر ّبـاة يف ليشـم َل مشـاركة املخ ّيمات .على ّأن تفريـج زاويـة النّظر ُ الالجئين يف اقتصـاد ال َّر َّحـلً ، املحـررة، األرايض مثلا ،يف ّ يعنـي ّأن ُيـد َر َج أمر القحـط وفقدان املراعـي يف التحليل. وبعـدُ ،فينبغـي ّ تتضمنَ لـكل إستراتيجي ٍة بيئي ٍة شـامل ٍة أن ّ ّ كل مـا تقـدّ م ذكـره من هـذه األمـو ٍر ا ُملت ََشـ ِّب َكة .وال ميكن ٌ واحـدة مثـل هـذه التحدّ يـات أن تعالـج سياسـة بيئ ّيـة املتباينـة ،ولكـنّ اإلستراتيجيات الفرديـة التي تـدور حول املحـررة الالجئين ،ح ّققـت بالفعـلِ يف تنـدوف واألرايض ّ ُن ْجحـاً ُي ْر َجـى خ ُريه.
Porges M (2019) ‘Western Sahara and Morocco: Complexities of .1 Resistance and Analysis’, in de Vries L, Englebert P and Schomerus M (Eds) Secessionism in African Politics: Aspiration, Grievance, Performance, Disenchantment. London: Palgrave. (الصحراء الغربية واملغرب :تعقيدٌ يف املقاومة والتحليل) .2انظر‘الصحة الحيوانية والبرشية يف مخيامت الالجئني الصحراويني’ ،جورجيا أنغيلوين وجينيفر كار ،نرشة الهجرة القرسية ،العدد .٢٠١٨ ،٥٨ www.fmreview.org/ar/economies/angeloni-carr Horst C (2006) Transnational Nomads: How Somalis cope with refugee .3 life in the Dadaab camps of Kenya. New York: Berghahn (ال ّر ّحل العابرون األوطان :كيف يتح ّمل الصومال ُّيون معيشة اللجوء يف مخ ّيامت داداب يف كينيا؟) .4من كلمة إبراهيم طالب ،ألقاها يف مؤمتر قمة األعامل االجتامعية النافعة ،مبدينة نيويورك ،يف 22سبتمرب /أيلول من سنة .2019 bit.ly/twitter-Brahim-22092019
ُ َ طالب درجة الدكتوراه ،يف كل ّية األناسة االجتامعية ،بجامعة َسنْت أن ُي َ ليرى كيـف يختار املرء تعيني ُو َسـطا ِء املشـكلة. نظـ َر ُ َ أندروس @matthew_porges ّ
ٌ يان ال َّر َّح ُل عن املراعي الصعبة هجرة غري طوع ّية َي ْستح ّثها ا ُملنَاخ :بحث ال ُّر ْع ِ املنال يف كينيا اِ َك ِائ َن ِب ِن ُيو
س شعب الرتكانا ال ُّر َّح ُل ال ّرعو ُّيني عىل االنتقال ،وال يختارون هم ذلك. تشتدُّ وطأة ُّ تغي ا ُملنَاخ فيزيد َق ْ ُ ّ ّ ّ فيجب أن ُت ْس َم َع أصواتهم يف الصعيد املحيل والدويل ،ويجب أن يستقي راسمو السياسات مم عند هذا الشعب من معرف ٍة و َفه ٍْم عميق.
تغي ا ُملنَاخ ُمح ّر ٌك جديدٌ للنُّزوح الداخ ّ يل، العامل اليو َم من ّأن ُّ الخاصة يف طاملا كان عند املجتمعات املحل ّية الرعو ّية طرقها ّ تغي املناخ ،فتنتقل إىل البالد املجاورة ،فإما أن معالجة آثار ُّ يتعاونوا هناك هم وجريانهم الجدد وإما أن يتعارضوا.
أنا من الرتكانا ،والرتكانا َش ْع ٌب ُر َّح ٌل رعو ُّيون ،يبلغون من العدد نحواً من املليون ،يشغلون أكرث النواحي القاحلة يف شام ّيل غر ّيب كينيا .ومتتدُّ منطقتنا ،واسمها مقاطعة تركانا، إىل حدود إثيوبيا وجنوب السودان وأوغندا .وإ ّنا نرعى والخراف ،و َن ْأ ُخ ُذ يف االنتجاع البقر ُ والح ُم َر واإلبل واملعز ِ للحيوانات ،فننقل املاشية من موضع إىل موضع بحثاً عن وبني الرتكانا ّ إحجام عا ٌّم عن التزام وكل الرعو ّيني اآلخرين ٌ سياسات الهجرة ،وأكرث السبب يف ذلك شعورهم ّأن الحكومة املاء وعن مر ٍاع أكرث ُخ ْض ًة. ُ فواضح أ ّنها ال ترى التحديات الواقعة ُته ِملهم .وأما الحكومة، ٌ و ُت ْع َر ُف مقاطعة تركانا أيضاً بهشاشة حالها األمن ّية ،إذ يتكرر عىل الرتكانا يف األولو ّية ،ولكنّ األحــوال يف هذه املنطقة عليها الهجوم ور ُّد الهجوم ،الداخ ّ يل والعابر للحدود ،يقوده محتاجة إىل مقاربات مبتكرة .فعىل الحكومات أن ُتد ِر َك ٌ رعيان آخرون من املجتمعات املحل ّية يف املنطقة .ومع ما يراه الواقع ،وأن تتن ّبه ألمناط الطقس واحتامل أن يضطر الرعيان
نرشة الهجرة القرسية 64
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
حزيران /يونيو 2020
إىل االنتقال مع ماشيتهم .وقد ألقت تجربة الرتكانا الضوء عىل أن الحكومة استجاب ّية ،ال استباق ّية ،وإن كان بني يديها معلومات ‘هجرة الضيق’ التي يخطط لها الرعو ُّيون.
التع ُّلم من طريقة معيشة الرتكانا
ّ مم يشيع ُسو ُء َف ْه ِم ِه ّأن املجتمعات الرعو ّية يف العامل تتن ّقل باستمرار .ففضح الرتكانا هذه الرسد ّية .نعم ،صحيح أنّ الرتكانا الرعو ُّيون ينتقلون من موضع إىل موضع ،ولكنّهم إذا وقعوا عىل املاء واملرعى األخرض وقفوا .فقرار انتقالهم إذاً طوعي .ثم ّإن القرار يكرث أن ُيتّخذ فردياً ،وال س ّيام قرا ٌر غري ّ ُ ً قرار االنتقال داخل بلدهم .ومع ذلك ،كثريا ما ُيتّخذ قرار عبور الحدود الدولية جامع ّياً؛ ذلك أ ّنهم ملّا كانوا ينتقلون يف األكرث إىل مواضع متق ّلبة األمن ،كان يف انتقالهم معاً يف عد ٍد يم شأنٍ يف كثري زيادة أَ ْمن .وملجلس الشيوخ يف الرتكانا ع َِظ ُ التقدير وا ّتخاذ القرار .فقد يرسل الشيوخ دسيساً إىل ا ُمل َجا ِو ِر ِمنَ املجتمعات املحل ّية أو البالد ،ليأيت لهم بأخبار املراعي هناك.
11 www.fmreview.org/ar/issue64
قرا ٍر ُيت َّخ ُذ لالنتقال ،تعالج مسألة تناقص املراعي املحل ّية أوالً مبراقبة ال ّرعي ،واملشاركة املجتمعية ،والرعي الدوراين. ف ُت ْف َر ُض هذه القيود باإلجامع ،ويتوىل الشيوخ إنفاذ القواعد. ويع ّلق الرتكانا كث َري أهم ّي ٍة عىل األرض ،و َي َر ْونها نعم ًة من َأ ُكـ ْـوج (أي الله) ،فيحفظها الجيل الحارض أمان ًة ألجيال مستقبل الزمان .وأما املجتمعات الرعوية األخرى ،التي تتبع رس ُح األفراد فيها حيواناتهم فرتعى سياسات مفتوحة ،ف ُي ّ يسءّ . فلم كانت حيث شا َءت ،فكثرياً ما يقع عليها تأث ٌري ّ أمناط رعي الحيوانات تختلف باختالفها ،كان النظام الذي ليس فيه مر ٌ مشاعات ،تخ ّلف يف ّ كل األفراد اقبة ُين ِْشئُ مأسا َة ٍ ّ آثاراً جائحة .وأما شعب الرتكانا ،فقد تعلم من وسائل النجاة والبقاء ما ُحقَّ له ْأن ُي َ حاك.
ٌ تغي املناخ ،وهناك عىل ّأن تركانا منطقة تصطرع هي وواقع ُّ ُ لح ٌة إىل إعالء أصوات الرعو ّيني املحل ّيني حتى ت ْس َم َع حاجة ُم ّ يف الذي ُيدا ُر َح ْول املناخ من املناقشات ،وهو أمر إىل اآلن تغي املناخ ومبا غري موجود .ذلك ّأن اإلقرار بآراء ال ّرعيان يف ُّ يعرفونه يف التك ُّيف بحسب املناخ ،مل ُي ْول اهتامماً دول ّية خاص ًة حني تنفصل األقليات ال َق َب َل ّية ومجتمعات ويف سياق الرتكانا عديدٌ من العوامل املؤ ّثرة يف القرار الذي عموماًّ ، يتّخذه مجتمعهم املح ّ يل يف االنتقال أو عدمهَ . وقبل ِّ كل الشعوب األصل ّية ،مثل الرتكانا ،من النسيج املجتمعي الذي
11
مرشوع ِس َف ْيفِل ميديا/جُ و لوهُ ويف
12
12
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
www.fmreview.org/ar/issue64
يشبك باقي أنحاء البلد بعضها ببعض .بل ّإن اإلسرتاتيج ّيات طبيعة الهجرة غري الطوعية ٌ إخفاق املجتمعية غري ظاهر ٍة يف النّمذجة املناخية ،وهذا عظيم يف مقاربتنا للتك ُّيف بحسب املناخ.
والظاهر ّأن التفاوض الثنا ّيئ بني الدول املعنية بالسامح بال ّر ْعي التباد ّيل ،والجهد املتضافر ّ للحث عىل ال ّر ْعي املشرتك، هام أفضل ٍّ حل إلنهاء التنازع املستم ّر يف املراعي .ففي سنة ،2019و ّقعت أوغندا وكينيا يف اتفاقية للسامح بحقّ ال ّر ْعي لس ِّد ُكو ِبي ِبيه ل ُر ْع َيان الرتكانا يف أوغندا ،واالستعامل املشرتك َ (الذي متلكه أوغندا) .فكان ذلك ناجعاً ،وقد يكون ملثل هذه املبادرات –إن هي ُأ ِخ َذ فيها يف مجتمعات محل ّية يقع عليها امح للمجتمعات تحدّيات مشابهة يف مكان آخر– ُق ّو ُة ّ الس ِ ّ املترضرة باملناخ ،بالفرار من َغ َض ِب ِه يف أراضيهم املحل ّية األصلية ،من طريق البحث عن مال ٍذ يف األرايض األجنبية ،من غري إزعاج. تغي املناخ سهُ م ُّ ومع ّأن الرتكانا ُر َّح ٌل ُخ َّل ٌص منذ كانواَ ،ق َ َ اعي ()agro-pastoralism عىل األخذ يف مذهب ال َّر ْعي الزر ّ َ أكرث فأكرث .و ُي َرى هذا ب ِّيناً ،خاص ًة عىل امتداد ن ْه َري تركول وكرييو يف املنطقة ،بسبب الجفاف ،فهام اليو َم ال يجريان إال يف موسم األمطار .وقد ساعدت الحكومة واملنظامت غري الحكومية هاهنا الرتكانا عىل األخذ يف مذهب ال ّر ْعي اعي .ثم ّإن عدداً من أهايل الرتكانا آخذون يف َص ْيد الزر ّ الشعبي السمك ببحرية تركانا .إذ يحتاج مثل هذا التك ُّيف ّ إىل أن ُيعت َم َد و ُيدع ََم ،اع ِت َم َد و َد ْع َم تدابري التخفيف ،وذلك لتمكني املجتمعات املحل ّية الرعو ّية من تنويع ُس ُبل معاشها، وانتعاشها وإعادة بنائها .عىل ّأن هذا ال يستطيعه إ ّال الذين يعيشون حول البحريات واألَ ْنهُر ،وميكنهم الوصول إىل األرايض عىل الضفاف.
ال تعالج اتفاقية األمم املتحدة الخاصة بوضع الالجئني لعام 1951هذه املسألة الناشئة ،مسألة هجرة الناس من ج ّراء ما تغي املناخ من آثار .ويزعم بعض العلامء ّأن املصطلح يخ ّلفه ُّ الصحيح الذي ينبغي تداوله هو ‘املهاجرون من ج ّراء املناخ’ –إذ ليس ملصطلح ‘الالجئ من ج ّراء املناخ’ مركز قانوين– س الذي ُي ّي ُز أكرث ،أو رمبا ولكن هذا املصطلح ُي ْه ِم ُل ال َق ْ َ ّ كل ،الهجرة التي يستحث عليها املناخ ،وال سيام يف السياق تغي املناخ يف قلب خطاب ال ّرعويّ .و ُيحت َُاج اليو َم إىل َو ْضع ُّ الالجئني ،بإقراره أساساً للفرار .و ُي َض ُ اف إىل ذلكّ ،أن املفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني واملنظمة الدولية للهجر ،ينبغي لهام أن تسعيا إىل َر ْصد األحــوال املناخية وأمناط الطقس يف املناطق التي يشغلها ال ّرعيان ،ليك ُي ْستَع َّد قس من ال ُّر ْع َيان عىل االنتقال ،استعداداً تحصل إلعانة َمنْ ُي َ ُ معه الكفاية.
ويف الوقت نفسه ،هناك حاجة إىل تهيئة ُف َر ٍص للناس ،من وخاص ًة يف حاالت الهجرة من أهايل الرتكانا ،للهجرة بكرامة، ّ ج ّراء عيشة ّ الضنك .وأما عند هؤالء الناس ،الذي أخذوا يف الزراعة أكرث فأكرث ،فلهم عددٌ من مبادرات التك ُّيف بحسب املناخ ،من شأنها أنها قد تعزّز صمودهم ،ومن ذلك التدريب واملعونة وزراعــة َم َحاصيلٍ أكرث مقاوم ًة للجفاف .ومن معاش الرضوريّ أن ُتزَا َد قدرة ال ُّر ْع َيان عىل الوصول إىل ُس ُبل ٍ خارج ِن َطاقِ ّ أوجه النظر إىل بديلة َ الت ُّحل التقليديّ .عىل ّأن ّ ُّ التدخالت مناسب ًة للحال تعتمد كثرياً عىل السياق ّأن أكرث عي الذي يقع فيه املجتمع املح ّ املح ّ يل .ويجب عىل يل ا ُمل ّ ُ ْ الحكومات واملجتمع الدويل َبذل َم ِزي ِد جهد يف َد ْعم ما يأخذ واس ِتن َْج ُاح مسارات فيه ال ّرعيان أنفسهم من أعامل التك ُّيفْ ، الهجرة القانون ّية .وبعدُ ،فإذا ُس ِم َعت أصوات الناس عند القاعدة الشعبية ،فام تق ّد َم هو أكرث ما يريده أكرث ا ُمل ّ ترضرين فيهم.
ثم ّإن للثقافة واإلميان يف حياة الرتكانا ٌ شأن عظيم .فتقريب ٌ شائعة عندهم ،درجت العادة بأن القرابني إىل األسالف سن ٌّة َ تغي املناخ من آثار سيئة .اِك ِائ َن ِب ِن ُيو ُت ّ وج َه إىل منع وتقليل ما يخ ّلفه ُّ تغي املناخ هو نتيجة أعاملٍ ikainabenyo@gmail.com @Article43Kenya صحيح ّأن العلم يشري إىل ّأن ُّ برش ّية كارث ّية ،ولكنّ الرتكانا يعتقدون أن الجفاف الذي يدفعهم إىل االنتقال هو نتيجة حزن َأ ُكوجّ . للمنَاخ يف كينيا إن بني العاملَني ُم َؤ ِّس ُس منظمة املادّة ،43وهي جامعة منارصة ُ ل َب ْو ٌن شاسع! ولذلك ،يحتاج النقاش حول املناخ إىل مراعاة www.article43.org هذه املعتقدات ،وفضحها إن اقتىض األمر ،ليك يلتقي العلم والتقليد يف َف ْهم األمر.
نرشة الهجرة القرسية 64
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
حزيران /يونيو 2020
13 www.fmreview.org/ar/issue64
بني التو ُّرطِ وإعادة التوطني :املجتمعات املحل ّية الساحل ّية عند َداْلِ النّهر يف ُسندَر َبنس بالهند َشا َب ِري دَاس ُ وشو َغا َتا هاجرا
تغي ا ُملنَاخ عىل املجتمعات املحل ّية ،فام َم ْب َل ُغ قدرتها عىل االختيار يف استجابتها؟ إذا وقعت وطأة آثار ُّ وعىل َمن مسؤول ّية َدعْمها؟
ال ب ّد من التمييز بني الهجرة القرسية التي ُت ْح ِد ُثها عوامل الضغط البيئية والهجرة الطوع ّية ،فالتعريفات املبهمة املتناقضة كثرية ،وتؤدّي إىل عدم كفاية اللوائح املتعلقة بالدعم والتعويض ،أو عدمها .ويسهل تحديد التقصري يف أداء الواجب –واملسؤولية– يف الحاالت التي ينجم فيها التَّهجري ِ عن التنمية .ولكن يف حاالت الهجرة القرسية التي تنجم عن عوامل مناخ ّية ،ال ّ طرف من األطراف حاس ُب أي ٍ شك أنه ال ُي َ ُ هجر أو الحكومة أو هيئة دولية)، (سواء كان الطرف هو امل ّ ثم أ ّنهم مسؤولون عن تخفيف املصاعب التي فال ُي َر ْو َن من ّ َحم ُل ُ الك ْل َف َة البرش ّية ا ُملجتم َع ُ ات املحل ّية لها صلة باألمر .و َتت َّ التي يف مواضع صارت َغ ْي ِم ْضياف ٍة بسبب تفاعل القوى تغي ا ُملنَاخ وارتفاع املختلفة فيها ،ومن ّ أهم هذه القوى ُّ ٌ ملحات من املجتمعات املحل ّية مستوى سطح البحر .و ُت ِري َ وسا ِغر يف َداْلِ ( ِدلتا) ُسندَر َبنس الهندية، يف جزيرت غورامارا َ الحقائق الثابتة الغليظة التي عليها حال الهجرة القرسية يف هذه املجتمعات املحل ّية.
ٌ جزيرة فيها من َم َو ِاط ِن ّ الضعف الكثري غورامارا:
ُح ُقولها خرضاء َم ِرعَة ،وماؤها العذب كث ٌري ال ينزح ،وتربتها ِخ ْص ٌبة ،ومنظر نهر هوڠيل منها فت ٌّان ،نعم ،جزيرة غورامارا به ّية املنظر ،إال أنها رسيعة اغتامر املاء لها .وتقع هذه الجزيرة يف الطرف الجنو ّيب الغر ّيب ملصب نهر هوڠيل ،وقد أصابها قدر التحات الساح ّ ّ يل منذ سبعينيات القرن العرشين، كثري من ومن هذه السبعين ّيات إىل التسعينيات ،استم ّرت الحكومة يف العمل عىل إعادة توطني ُ هجرة يف جزيرة َسا ِغر األ َس ا ُمل ّ بالقرب من غورامارا .وملّا كان %34من ساكني ُسندَر َبنس الهند ّية يف معيشتهم تحت ّ خط الفقر ،1وكان %47منهم غري قادرين عىل أن يقدّموا ألنفسهم من الطعام وجبتَني تا ّمتَني يف اليوم َّ لس ّكان الجزائر املع ّرضة للخطر السنة ،2كان ُ كل ّ التغيات البيئية كغورامارا قدرة قليلة عىل التك ُّيف بحسب ُّ ّ الصمود لهاُ .وتدُّ الجزيرة بالكهرباء بألواح الضارة وعىل ُّ َ الطاقة الشمس ّية ،ن َص َبتْها الحكومة واملنظامت غري الحكومية
يف ِّ كل بيت أرسة عىل التقريبَ ، ويؤت مباء الرشب من اآلبار األنبوبية .ومع ذلك ،ما يزال االستثامر يف البنية التحت ّية قلي ًال ّ التحات يف الساحل ،ففي خالل الـ40 بسبب ارتفاع معدّل ّ سن ًة املاضيةَ ،ص ُغ َر حجم الجزيرة حتّى صار أقل من نصف 3 حجمها األص ّ تهجر ٌ آالف من الناس. يل ،فكان من ذلك أن َّ وأول ملجأ من العواصف هو اليو َم يف قيد اإلنشاء ،وإىل أن يتم ذلكُ ،يستع َم ُل مبنى املدرسة ملجأً ُم َو ّقتاً. ّ
وأظهر ا ُمل ْستَط َلعون يف املقابالت شبه ّ املنظمة ّأن الرعاية الصحية والتعليم ما يزاالن غري َكا ِف َي ْي ،فكثرياً ما يسافر األطفال إىل ال ِّرب األكرب أو يركبون إلي ِه السفينة ،وذلك ليك يذهبوا إىل املدرسة .ثم ّإن فق َد سبل املعاش أو ما ال يكفي من دخل سبل املعاش التي درج بها التقليد يف الريف ،تضط ُّر األقل من أفراد األرسة إىل أن يهاجر موسم ّياً َذ َكراً واحداً يف ّ إىل الواليتني البعيدتنيِ :ك َري َال وتا ِميل نادُو ،حتّى يعمل يف املاض َي ْي ،أصبحت الهجرة املوسم ّية البناء .ويف العقدَين ِ آل ّي َة تص ٍّد لصعوبة املعيشة عند كث ٍري من ساكني ُسندَر َبنس. س هؤالء املهاجرين املوسم ّيني ،من عه ٍد قريب ،قرار وتتّخذ ُأ َ ُ الهجرة بال رجعة ،إىل أماكن آ َمنُ ،حيث ُيط َل ُب فيها العمل بأَ ْج ٍر ،ف ُيح ِّولون بذلك آل ّي َة تص ٍّد لصعوبة املعيشة إىل وسيلة البيئي يك ِّيفون بها أنفسهم ألم ٍد طويل بحسب االنحطاط ّ وتغي املناخ .عىل ّأن عدم الدّعم والتعويض من األرض التي ُّ فقدت بالتّحات (أو التي لن تلبث أن ُت ْفقد به) ،ال يش ّد ُد وصحتهم صعوبة إجراءات التك ُّيف من حيث أموال الناس ّ العقل ّية فحسب ،بل هو إىل ذلك ُيث ُري الهموم حول َر ْف ِض الدولة اإلقرار بأن هذه الهجرة مقسور عليها ،ال طوع ّية. هجرة ،التي بني يديها أسباب رشاء األرايض وأما العوائل ا ُمل ّ التي هي أبعد يف جهة ال ّرب ،فتميل إىل اختيار بناء بيوتها الجديدة يف مواضع َآ َمنُ بالقياس إىل بيوتها الحارضة ،ال أن تختار الهجرة إىل أماكن أخرى بال رجعة ،إما ألنها تفتقر إىل الوسيلة التي تطلبها الهجرة إىل بعي ٍد بال رجعة ،وإما ألنها
13
14
14 www.fmreview.org/ar/issue64
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
القرار ،وأيضاً فهُنَّ ،ويف أثناء انتظارهنّ َع ْو َد َة أزواجهنّ كل أربعة أو ستة شهور ،يعشن يف خوف ال ينقطع من أخطار ٌ حرمان شديد .وقد قالت ا ُملست َْط َلعات املناخ ،ويقعن يف محتاج إىل تحليلٍ آلثار الهجرة املوسم ّية دات ّإن األم َر مؤ ّك ٍ ٌ َ الفروق بني الجنسني .فقالت إحداهنّ : والتَّهجري ُم َر ٍاع
تحمل فكرة انفصالها من أراضيها .ومع أ ّنها تعرف عاجز ٌة عن ُّ ّأن معدّل الت ّ ّحات الحارض يعني ّأن غورامارا ستُغ َت َم ُر ك ّلها باملاء يف خالل 30إىل 40سنة من اآلنّ ، وأن العوائل وال ب ّد ُهج ُر مرة أخرى ،مع ذلك ك ّله ،فتع ُّلقها الشديد باملكان ست ّ ُي ْب ِقيها راسخ ًة يف جزيرتها .وأما املفتقرون إىل وسائل االنتقال، فتشتدُّ مطالبتهم الحكوم َة بإعانتهم عىل هجرتهم إىل منطقة ّ ً ِّ َ ُّ “تشق عيل أحيانا إدارة كل يشءٍ هنا من غري زوجي .ويجربنا آمنة وعىل إعادة توطينهم فيها. الفقر املدقع عىل األخذ يف أعام ٍل إضافية مثل َن ْسج ّ الش َباك”. هذا ،وقد أطلقت حكومة غر ّيب البنغال ،حتّى تسعين ّيات القرن العرشينَ ،ح ْو َز األرايض واملَ ُعون َة املال ّية ُ هجرة ،ذلك ،و َي ْ ُب ُز دور املجتمع املح ّ يل وشبكات املحل ّية غري الرسمي لأل َس ا ُمل ّ وأق ّرت بذلك مبا يقع من تحدّيات عىل ُ األ َس التي اضط ّرها إىل لدعم النساء بروزاً شديداً يف ما َر َو ْته ّ كل النساء ا ُمل ْستَط َلعات االنتقال عوامل بيئ ّية ،فكان للحكومة يف ذلك سابقة .ويقع يف غورامارا .ومع ذلك ،كشفت ردودهــنّ ّأن العوائل من ِع َظ ُم شأن هذا عىل الخصوص يف أ ّنه نشأ يف بل ٍد ُت ِق ُر سياساته الجزر األخرى وال ّرب األكربُ ،ت ْح ِج ُم عن أن ُيز ّوجوا ببناتهنّ َمن ولوائحه –كالسياسة الوطن ّية إلعادة التوطني والتأهيل– هم ِمن عوائل غورامارا .حتى ّإن العوائل ا ُمل ْف َق َر َة يف غورامارا وج ُب عليها َد ْفع َم ْهر غالٍ يف زواج أبنائها. بالتّهجري الناجم عن التنمية فقط ،وال يق ّر برضب آخر من التي لها أبناء ُي َ ٍ رضوب التّهجري فرياها سبباً للمعونة املال ّية و َد ْعم التأهيل. أجزيرة ٌ ٌ ‘آمنة’ هي؟ و ُته ِم ُل وجوه الترشيع والسياسات ،ا ُملص َّو َب ُة إىل إدارة أخطار َسا ِغر: الكوارث ،التهج َري الناجم عن الظواهر البطيئة الحدوث، صحيح ّأن َسا ِغر –أكرب الجزائر يف ُسندَر َبنس– غري ذات صلة ٌ تص عىل ال َغ ْوث الفوريّ بعد نزول الكارثة. بال ّرب األكرب ،ولكنّ لها من البنية التحت ّية ما هو أحسن من و َت ْق ِ ُ ّ ّ التحات يف الجزيرة كل الجزائر األخرى يف املنطقة .ومعدّل ثم ّإن حكومة غر ّيب البنغال ،مع استمرارها يف إعادة توطني ّ أقل من الذي يف غورامارا القريبة منها ،ويستفيد أهلها من الناس من غورامارا ،يف تسعين ّيات القرن العرشين ،اقرتبت ُق ْر ِبها من ُمج ّمع هاليدا دُك (وهو مينا ٌء عظيم الشأن يقع يف من إنفاد ما بني يديها من األرايض التي ُت ْع َطيها لطالبي إعادة مقابل َض ّفة نهر هُ ْڠيل) ،وتستفيد أيضاً من معبد كا ِبل ُم ِني وسا ِغر 4.فصارت متنحهم من األرايض ما هو أصغر ،الذي فيها .ويف شهر يناير/كانون الثاين من ِّ عام ،يجلب التوطني يف َ كل ٍ إىل أن أَو َق َف ْت عن الربنامج بالجملة .فالذين ال يستطيعون معرض َغ ْن َغ َاسا ِغر إىل موض عاملعبد ماليني الناس ،فكان من االنتقال ُمتو ِّرطون ،تستم ُّر علي ِهم معيشة الشقاوة والقنوط ،باب كسب الدخل البديل هذا أن عُ ّبدت الطرق باألسفلت، وال يرد عليهم من الحكومة َد ْعم إ ّال ما كان موجوداً أص ًال و ُمدّت الجزيرة بالكهرباء ،وبني فيها 17ملجأً من العواصف. الوطني وصعيد الوالية من برامج تخفيف َوطأة عىل الصعيد ّ وعىل الرغم من ّ كل ما ُيتو ّقع من منافع الهجرة إىل َسا ِغر، الفقر يف الريف. ليس ا ّتخاذ قرار الهجرة إليها أمراً سه ًال البتّة ،ألسباب أبرزها العبء املفرط عىل النساء عدم املعونة عىل إعادة التوطني .و َيظ َه ُر ّ مم َر َو ْته ُم ْستَط َلعات ُ ّ َ هجرين الذين من النساء يف غورامارا من بعض أف ـراد أرسهــنّ الذكور غورامارا ّأن ُم َشاورة أفراد املجتمع املحيل امل ّ مهاجرون موسم ُّيون ،فتحتمل تلك النساء أعباء متباينة .إذ أعادوا توطني أنفسهم يف َسا ِغر ،و َد ْع َمهُم ،لهام أكرب أث ٍر يف األ ْسة ،ورعاية الطفل وا ُمل ِسنّ وا ُملع ّوق قرار ُ عليهنّ مسؤول ّية إدارة ُ األ َس األخرى االنتقال .وليس من يش ٍء يجعل العوائل واملريض من أفراد العائلة ،وزراعــة املحاصيل لالستهالك ترتك أرضها لتعيش يف َسا ِغر عيش ًة جديدة ،فتخوض يف هذا ُ األ ْسي ،واالعتناء باألعامل البيتية ،ومبا عند العائلة من األمر الذي ال ُي ْض َمنُ ُن ْج ُح ُم ْنتَهاه ،غري األمل يف الذي هو عريش نبات ال َّتنْبول ا ُملتس ِّلق .ثم ّإن مراكزهنّ االجتامع ّية أحسن من َص ْونِ حقوقٍ ،وموارد ،وحامية ولذا كان التفاعل حسن االقتصاد ّية يف مجتمع الريف ُتق ِّيدُ قدرتهنّ عىل التن ُّقل وعىل بني املجتمعات املحل ّية يف مناطق محل ّية مختلفة ُي ّ َ تشارك املعرفة وتجارب االنتقال القرسيّ . الت َم ُّول ،والوصول إىل الرعاية الصحية ،واملشاركة يف صنع
نرشة الهجرة القرسية 64
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
حزيران /يونيو 2020
15 www.fmreview.org/ar/issue64
ّ مم ُف ِق َد بسبب مثل هذه الكوارث ،ومسؤول ّية حامية ّ املترضرة؟ فال بدّ من أن ُي ْج َم َع الفهم املجتمعات املحل ّية العميق الذي عند األوساط األكادمي ّية ،وهيئات الدولة، واملجتمع املدين ،واملزاولني املحل ّيني الذي بني املجتمعات ّ املترضرة ،وذلك إلخراج َف ْهم أوسع ملا يف األمر من املحل ّية أعامل مع ّقدة غاية التعقيد .ولن تقترص الفائدة من ذلك عىل تعزيز التفاعل وتشارك الخربة ،ولكنّها ستشمل أيضاً الشعبي الذي تقوم تحسني التخطيط والتنفيذ يف العمل ّ به املجتمعات املحل ّية التي هي يف املقدّ مة عند جبهة تغي ا ُملنَاخ. ُّ
ثم ّ إن املقابالت التي أجريت عىل مهاجرين يف قرى اسا ِغر و َبن ِكيم ناغار ُت ِش ُري إىل أن درجة ُح ْسن الحال َغ ْن َغ َ ُ ّ بني األ َس املعاد توطينها يف هذه القرى أعىل مم هو بني ُ ُهجر قريباً يف غورامارا .ومع ذلك، هجرة أو التي ست ّ األرس ا ُمل ّ تستمر الهجرة املوسم ّية حتّى بعد إعادة التوطني ،وال يقترص السبب يف ذلك عىل زيادة دخل العائلة ،بل األمر صار ُسنّة ذات نسق يف كثري من جزائر ُسندَر َبنس الهندية؛ وص ْيد كسب بالزراعة َ كسب بذلك أعىل مام ُي َ ذلك أن ما ُي َ تيسة) .ونعم ،ما السمك (هذا مع قروض املزارعني ُم ّ تزال زوجات املهاجرين املوسم ّيني مثقالت باألعباء ،ولكنّ حالهم هذه ليست بيش ٍء بالقياس إىل الشقاء الذي يالزم معيشة اللوايت ما زلن يعشن يف غورامارا. َشا َب ِري دَاس shaberi.das@gmail.com طالبة درجة املاسرت ،بقسم اللغة اإلنجليزية
وس ُبل املعاش ال مينع تحسن حال املعيشة ُ عىل ّأن ُّ ُ ً ُ َ َ استحضار ِذ ْكر ما ف ِق َد من البيوت .إذ كثريا ما ذكرت شوغاتا هاجرا sugata.hazra@jadavpuruniversity.in ا ُمل ْستَط َلعات حنينهنّ إىل املــايض ،ففي ّ كل زيــار ٍة إىل بروفيسو ٌر ،يف كل ّية الدراسات يف جغرافية املحيطات ب َن مبا يعانيه أصدقاؤهن وأقاربهنّ من فقد جامعة جادَڤ ُبور www.jaduniv.edu.in غورامارا ُي ْخ َ ْ ْ ما ة ي مسؤول ل يتحم من : ل ئ س وحني َّهجري. األرايض والت نَ ِ ّ ُ ّ Government of West Bengal (2009) District Human Development .1 ْ ُ ّ فقدتنّه؟ اختلفت أجوبتهنّ ،فقلنَ إن اللوم عىل نهر هُ ڠيلReport: South 24 Parganas, p43, p46 ، املناطقي :منطقة َب ْر َغا ِنس الجنوبية) وارتفاع مستوى سطح البحر ،والتنمية غري املستدامة( ،تقرير التنمية البرشية ّ bit.ly/HDR-South24Parganas-2009 وانزياح املاء بالسفن ،والعمليات الطبيع ّية ل ِعلم ُّ تشكل Government of West Bengal (2010) District Human Development .2 سخط الله .ويكشف Report: North 24 Parganas, pp199–201 (الج ُيو ُمورفو ُلوج َّية) ،وحتّى َ األرض ِ املناطقي :منطقة َب ْر َغا ِنس الجنوبية) (تقرير التنمية البرشية ّ ً َ هذا نزعة برشية إىل ف ْهم الظواهر من حيث استئهال bit.ly/HDR-North24Parganas-2010 اللوم والع ّلة واألثر ،و ُيظ ِه ُر أيضاً محاولة ساكني الجزائر .3انظر مقطع الفيديو ِه اآليتhttps://youtu.be/OvvXypOUCLU : Mortreux C et al (2018) ‘Political economy of planned relocation: A .4 اإلصالح بني أنفسهم وما أصابهم من َر ْض ِ ح (رضر نفساين) model of action and inaction in government responses’ in تغي املناخ ،وذلك بأن Global Environmental Change Vol 50 التَّهجري ،والضائقة الناجمة عن ُّ السيايس للنقل املخطط له :أمنوذج ِفعْلٍ وعطال ٍة يف استجابات الحكومة) (االقتصاد ّ ُيذ ِّكروا أنفسهم أنهم لن يرتكوا أرضهم إال حني مل يكن لهم https://doi.org/10.1016/j.gloenvcha.2018.03.008 ٌ سبيل سوى ذلك .ومع هذا ،تدرك ا ُمل ْست َْط َلعات أيضاً حقّ اإلدراك أنهنّ قد يعانني التَّهجري وال َفا َق َة مر ًة أخرى بسبب ّ التحات يف َسا ِغر.
رش ُ اِ ْست َ َقبل الزّمان اف ُم ْست ِ
وبعدُ ،فحاالت الهجرة القرسية التي مثل هــذه يف ُسندَر َبنس ُت ِث ُري أسئلة عن استئهال اللوم واملسؤولية. نبحث ،نحن ّ َ ٌ املفكرين واملزاولني ،لبعض لجديرة أن وإ ّنها هذه األسئلة عن أجوبة .فمن يدفع مثن التنمية البرشية الجامعية غري املستدامة ،التي ُت ْظ ِه ُر نفسها يف هيئة تغي مناخي :األفراد املترضرون أم صدمات بيئية وظواهر ُّ ٍ املجتمع املح ّ يل أو الدولة؟ وعىل من مسؤول ّية التعويض
أَ َشديدُ ال ّرغب ِة َ أنت يف أن تقرأَ نرش َة الهجرة آن معا؟ً القرسية و ُت ِع َ ني كوكب األرض يف ٍ
إذن أرسل إلينا رسالة إلكرتون ّية من طريق fmr@qeh.ox.ac.ukلتُل ِغي نسختك املطبوعة! واطلب بدالً من ذلك إشعارات الربيد اإللكرتوين من (َ ،)www.fmreview.org/ar/request لتصل إىل جديد األعداد من َف ْو ِر صدورها( .يرجى أن تستم ّر يف طلب النسخ املطبوعة إن كان الغرض من طلبك إ ّياها التدريب واملنارصة ،أو إن كان سبيلك إىل ّ الشابكة –أو سبيل رشكائك إليها– غري مع ّولٍ عليه دوماً).
15
16
16
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
www.fmreview.org/ar/issue64
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
رشقي آسيا :األسباب واالستجابات أزمة ا ُملنَاخ واملجتمعات املحل ّية يف جنو ّيب ّ ومسائل العدل
ُلو َرا َغ ْي ِغر
تغي املناخ، تكافح اليو َم شبكات املجتمع املد ّين بخربتها ومعارفها وشغفها ما يقع من الظلم من ج ّراء ُّ التغي. وتستنجح َص ْو َن حقوق َمن ّ هجرهم َو ْقعُ هذا ُّ يوم لتأيت باملاء العذب ،التحدّيات واستجابات املجتمع املح ّ أربع ساعات َّ يل تص َّور أن متيش َ كل ٍ ألن ارتفاع مستوى سطح البحر جعل املياه الجوف ّية حول أرضك مالحة .وتص ُّور أن ُت ْح َم َل ،وأنت يف عملك ،يف س ّل ٍة إىل مستشفى يبعد ِعدّ ًة من الكيلومرتات ،ألن تك ُّر َر وقوع الفيضان كوقوع الربق الخاطف َج َرف الطرق .أو تص َّور أطفالك مضط ّرين إىل يخرجوا من بيتهم –ألن الزراعة ّ وتحات األرض– املعلومة غري ممكنة بسبب الجفاف ليعملوا 12ساعة يف اليوم ،يف ِّ كل أيام األسبوع ،سائقي ِر َك ٍش (جمع ِر ْك َشة) أو ليعملوا يف مصنع مالبس ،يك يكسبوا الناس ديارها ما يكفي ليعينوا عائلتك عىل البقاء .ال َت ْت ُُك ُ سعياً إىل أسلوب معيشة يشبه أسلوب املعيشة الذي تتمتّع سون به املجتمعات يف بالد العامل الشامل ّية ،بل كثرياً ما ُي ْق َ ُ عىل ترك أحبابهم وبيوتهم ال ليش ٍء إال أن يبقوا أحياء.
استفادت الدول الغن ّية كثرياً ،يف القرن املنرصم ،من توليد غازات الدفيئة واستخدام النظم البيئية ،وأما غريها من دول العامل –وهي يف الغالب من الدول الفقرية وكثرية مواطن الضعف– فتعاين عواقب ذلك .ومع ّأن ِمالكة األرض باالستعامر يف بالد العامل الجنوب ّية قد زالت ،يستم ّر االستيالء عىل األرايض واستغالل املوارد الطبيع ّية ،و ُي ْب َقى ُر ْخ ُص أجور العامل وأسعار األرايض ،ويستعمل حافزاً للمستثمرين األجانب والبيئ ّيني ،والحامية االجتامعية ال تكاد ُتط ّبق ،ولذا كانت عىل حكومات بالد العامل الجنوب ّية ٌ مسؤولية أيضاً .ثم ّ غالبة عىل إن الصناعات ا ُملح َت ِك َرة األسواق وهي التي ُتق ِّعدُ القواعد ،وأما أصحاب الرشكات ناس من املجتمع املح ّ يل أو ِص َغار املنتجني، التي ميلكها ٌ نافس ًة ليس فيها من اإلنصاف يشء .وكثرياً فيجاهدون ُم َ ما ُيت ّ يتحملون الكلفة املبارشة وغري املبارشة َخل عن الذي ّ لالستغالل املستم ّر من عهد بعيد ،ليواجهوا املصري أمام لتغي املناخ .واألسوأ من ذلك ،أنهم حني اآلثار املدمرة ُّ ُي ْقرسون عىل الهجرة ،ال يكون لهم من الحامية يشء ،وإن كان فقليل.
وقد تس ّببت األخطار الطبيعية ،عىل حسب ما ذكر مركز رصد هج ٍر يف سنة النُّزوح الداخيل ،يف تهجري نح ٍو من 24.8مليون ُم ّ ،2019من جميع القارات املأهولة ،واستشهد املركز أيضاً تغي ا ُملنَاخ بتو ُّق ٍع يقول أصحابه ّإن عدد املهاجرين من ج ّراء ُّ 1 واقع بني 100مليون مهاج ٍر ومليار مهاجر. حتّى سنة ٌ ،2050 رشقي يب جنو وبالد آسيا، يب جنو بالد من هذا ،ويقع عىل كث ٍري ّ ّ ّ تغي املناخ يش ٌء آسيا ،وبالد املحيط الهادي ،من تحدّيات ُّ شديد .مثال ذلكّ :أن املناطق الساحلية ُمهدّد ٌة بأن يشت ّد عليها تكرار عباب العواصف واألعاصري وارتفاع مستوى سطح وس ْو َر ِتها ُّ وحة). (وكل هذا يسهم يف اشتداد مقدار الم ُ ُل َ البحرَ ، فأخ َذ الناس يح ِّولون حقول أرزهم إىل أحواض اإلِر ِب َيان (ال ُق َر ْي ِدس) الذي يحتمل امللوحة ،ولكنّ لهذه الطريقة التك ُّيف َّية عواقب وخيمة .فاملوضع الذي كان فيه فرص للعمل بأجر يف الحقول الزراعية ،وفرصة لفالحة الكفاف ،هو اليو َم ِم ُ لك األقوياء من أصحاب الرشكات التي تبيع اإلِر ِب َيان، رأس مالهم أجنبي ،يتّجرون ببضاعتهم يف األسواق الدولية، ويه ّمشون املزارعني الذين ال أرض لهم. وأما أندونيسيا ،فيعاين ص ّيادوا السمك فيها منذ عام 2000 آثا َر ارتفاع مستوى سطح البحر يف عدة مواضع عىل ساحل وقل َص ْيدُ هم .وكانت ُّ جاوا الشام ّيل ،حيث اغتمرت قراهم ّ كل قارب من قوارب صيدهم يحتمل طاق ًام من ثالثة إىل خمسة ٍ ص ّيادين ،ولكنّ ِق ّلة الصيد حملتهم عىل تقليل عدد الصيادين يف أطقمهم .فهذه َمن ُْس ّوة ،وهي امرأة لها من السنّ 46سنة، مقيمة يف منطقة دمياك ،خرجت إىل البحر خروجها األول إليه لرتافق زوجها ،وهذا أم ٌر؛ أي أن يطلب ص ّيا ُد َس َم ٍك إىل زوجته ال َعون عىل عمله ،كان من َق ْب ُل معدوداً عاراً عىل الصياد. وهي اليو َم رئيسة جمعية ص ّيادات السمك األندونيس ّيات (.)Indonesian Fishermen Women’s Association ومن فضل منارصة النساء صار اليو َم عم ّلنّ يف صيد السمك أمراً مقبوالً .ولقد كان تنظيم أنفسهنّ أول األمر صعباًّ ، ألن
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
17 www.fmreview.org/ar/issue64
خويرون (AEER)/منظمة العمل البيئي وتحرير الشعب
كثرياً من الناس ،وال س ّيام شيوخ القرية وشيوخ الدين ،كانوا يرد عليها َد ْعم أحياناً من منظمة يقودها طالب .وأما أ ُّم يجة ،ف ُت ِع ُني د َْخل العائلة ببيع شتالت باس َ َي َر ْو َن أن الدخول يف جمعية ص ّيادات السمك األندونيس ّيات قدر ّية ،واسمها ِ املنجروف .وترجوا قدر ّية أن تعينها الحكومة بتوسيع نطاق ينايف كون املرأة امرأة. َز ْر ِع املنجروف ،وبناء س ٍّد حتّى تنجو هي وقريتها. وتضم الجمع ّية اليو َم 16جامعة من شام ّيل سومطرة إىل غر ّيب لص ْون حقوق الص ّيادات .وإىل سنة نعم ،ميكن أن ُت ِع َ ني تدابري التك ُّيف التي مثل هذه عىل تيمور ،ينارص بعضها بعضاً َ ،2017مل يكن يستطيع غري الرجال الحصول عىل التأمني –وهو الحال ،ولكنها لن متنع الناس من الهجرة حني يفقدون أرضهم الطبي والتعويض من فقدان وبيوتهم مر ًة بعد مرة بعد مرة .فبحسب ما ذكرت املنظمة تأمني يستوعب نفقة العالج ّ الدولية للهجرةّ ،أن نحواً من %70 الروح– ولكنّ النساء رصن اليو َم من ساكني األحياء الفقرية يف د ّكا، يستطعن الحصول عىل التأمني عاصمة بنغالديش ،قد انتقلوا نفسه .وأيضاً فالجمعية ُت ِع ُني إليها من جراء التحدّيات البيئ ّية. عىل تقوية اقتصاد صيد السمك، و ُيقدَّر ّأن بنغالديش ُتض ِّي ُف ستة مبشاريع عدّة مثل التدريب يف ماليني من مثل هؤالء املهاجرين، الس َمكة .ثم ّإن تصنيع منتجات ِّ تغي املناخ واألسباب أعامل املنارصة التي تأخذ فيها وهذا يجعل ُّ البيئ ّية بــواعــث البلد الكربى الجمع ّيات ،مثل جمعية ص ّيادات عىل الهجرة الداخل ّية ،ومع ذلك السمك األندونيس ّيات ،لها شأن عظيمّ ، فليس يرد من الدّعم عىل هؤالء ألن النساء العامالت يف املهجرين إال القليل. الس َمكة وتربية املائيات ،يغلب َّ ِّ أن يكون لهنّ بالقياس إىل غري وتعمل منظمة غــر حكومية أعامل القليل من األجر واملراعاة بنغالديشية ،اســمــهــا رابــطــة والحامية االجتامعية واالقتصادية، الساحل من أجل صندوق التح ُّول ويغلب أيضاً أن تكون الوظيفة االجتامعي ،عىل تقوية أعاملها خف ّية غري مستق ّرة .فإن جمعنا هذه قدريّة وهي ٌ واقفة خارجَ بيتها. تغي بني هذه العوامل وحقيقة ّأن يف تدابري التك ُّيف بحسب ُّ سياسات تهج ٍري النساء حني َي ُكنَّ كثريات مواطن الضعف يكرث أن يكنّ أش ّد املناخ ،ومل تزل تدعوا الحكومة إىل َو ْضع ِ تغي املناخ من الرجال ،وأضفنا إليها القلقلة يف وطن ّية .ووافقت الحكومة من حيث املبدأ عىل َو ْضع مثل تع ُّرضاً ل َو ْقع ُّ ّ ْ س َن عىل االنتقال .هذه السياسات ،وقدمت املنظامت غري الحكومية بني يدي ُس ُبل املعاش ،يخرج لنا احتامل األمر أن ُيق َ ْ الحكومة مس ّودة لسياس ٍة حتّى تنظر فيها. وهذه َقدْر ّية ،وهي فتاة إندونيس ّية لها من السنّ 17سنة، شهدت تناقص أهل قريتها يف خالل السنني العرش املاضية ،وال تقترص استجابات املجتمعات املحل ّية عىل التدابري فقد كانوا 200عائلة ،وليس اليوم فيها إال قدر ّية وعائلتها .التك ُّيف ّية ،بل هي إىل ذلك تعمل عىل التدابري التخفيف ّية. وليك تصل قدر ّية إىل مدرستها ،هي وشقيقها الذي له من مثال ذلكّ :أن اللجنة البنغالديشية الوطنية لحامية النفط السنّ خمس سنني ،يركبان زورقاً ،ويج ّذفان مسافة خمسة والغاز واملوارد املعدنية والطاقة واملوانئ ،تكافح األسباب لتغي املناخُ .وألِّ َفت هذه اللجنة سن َة ،1998لبناء كيلومرتات ،فيصالن إىل أقرب يابسة ،وبعد ذلك يركبان األصل ّية ُّ الدراجة فالحافلة .هذا ،والطابق األريض من بيتها اليو َم قدرة املجتمعات املحل ّية عىل إعامل املقاومة يف الصفقات مغرتم ٌر باملاء متاماً ،فاضطر ذلك عائالتها إىل بناء د ّكة يف بيتها التي ُت ُّ رض بالبيئة ،والتي هي ض ّد مصالح السكان املحل ّيني وح ْل ُف األحزاب حتّى يبقى البيت جا ّفاً .ولتق ّلل العائلة ال َو ْقع الذي يخ ّلفه وتق ّوض ما يف البلد من تنمية مستدامةِ . جهات عدّة ،منها ارتفاع مستوى سطح البحر ،تزرع شجر املنجروف ،ويف هذا السياسية واملنظامت هذا املؤ َّلف من ٍ
17
18
18
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
www.fmreview.org/ar/issue64
م ّ ُنظم ُة كاليكاسان
هاهنا املشاركون يف مؤمتر ّ مانيل ،يحتجُّ ون هم ومنارصون محل ُّيون و ُل َم ٌة من شعب التّالِ ْبتِب ،يف الفل ّبني.
الطالب والفالحون والعامل والنساء والشعوب األصل ّية والفنانون واملد ّرسون ُ والصحاف ُّيون ،هذا والكتّاب والخرباء ِّ الحلف املؤ ّلف من ِّ كل هؤالء ،يحمل الحمالت عىل هذه الح ْل َف يجاهد املشكالت منذ أكرث من 22سنة .ثم ّإن هذا ِ لحامية منطقة ُسندَر َبنس (مبا فيها من غابات املنجروف التي يحميها منظمة األمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة دخ َل عليها محطة طاقة تعمل (اليونسكو)) م ّمن يريد أن ُي ِ عظيم يف حامية املناطق املنطقة بالفحم؛ ذلك ّأن َشـ ْـأ َن ٌ تغي املناخ. الساحل ّية من آثار ُّ
األمثلة والحلول املحل ّية) ،وباستجابات حكوماتهم أيضاً. وقد أعان الجمع بني هؤالء الناس الذين ُيدي ُر َ ون يف يومنا هذا األحاديث وتداول األفكار حول ا ُملنَاخ والتمية والهجرة يف بالدهم ،أعان عىل توحيد صفوفهم ،وعىل إبانة ّأن لهذا الكفاح ِج َباهٌ ِعــدّ ة .وقد اشرتك يف تنظيم املؤمتر ثالث وح ُ لف املهاجرين منظمة غري حكومية :منظمة كاليكاسانِ ، الدول ّيني ،وحركة الشعوب اآلسيوية للديون والتنمية، املناخي، وهذه الحركة هي عضو يف شبكة املطالبة بال َعدل ّ وهذه الشبكة هي إحدى الشبكات الدولية الرائدة يف بالد املناخي. العامل الجنوب ّية التي تعمل عىل أمر العدل ّ
كثري ٌة هي األشياء التي ينبغي أخذها عن املنظامت غري ّ هجرين الحكومية والحركات ،ل ّد ْعم بتغي املناخ وا ُمل ّ املترضرين ُّ ّ من ج ّرا ِئه .ففي شهر سبتمرب/أيلول من سنة ،2019نظمت متاس ٍك دو ّيل وأدارته حول مؤسس ُة روزا لوكسمبورغ مؤمت َر ُ َّ حقوق املهاجرين من ج ّراء املناخ ّ مبانيل ،يف الفيليبني .وقد استقبل املؤمتر أكرث من 70ضيفاً ّ مم يزيد عىل 20بلداً، فجمع بني األوساط األكادميية ،والفاعلني يف املجتمع املدين، ليأخذ بعضهم عن بعض ،ويثبتوا التامسك بينهم ،ويقيموا التحالف ،لتعزيز ق ّوة شبكاتهم التي نسجوها ملكافحة ما يقع تغي املناخ ،والستنجاح َص ْون الحقوق ملن من الظلم من ج ّراء ُّ تغي املناخ. هُ ِّج َر بآثار ُّ
وال ّ املناخي ميكن أن ُيفه ََم و ُيقا َر َب بطرق شك أن العدل ّ متعدّ دة ،وبكثري من ظالل املعاين املختلفة ،ولكنّ بينها َف ْهامً مشرتكاً يعالجمن وجوه أزمة املناخ الوجوه االجتامعية، واالقتصادية ،والبيئية ،والسياسية ،ويقتيض أكرث من تطبيق بضعة تدابري من تدابري التك ُّيف والتخفيف .ثم إن ما ُيع َم ُل املناخي. من أجل املناخ ال يؤدّي بالرضورة إىل العدل ّ
قوة التشبيك ومبادرة ّ مانيل
فأخرب املشاركون بقصصهم الشخص ّية، العلمية ،ومبا تع ّلمته ّ ٌّ (وكل منظامتهم
فأوالً ،ينبغي للدول الغنية من دول العامل الشامل ّية أن ُت ْل َز َم تغي املناخ .ولن يقترص تحقيق َد ْف َع تعويض من أرضار ُّ ذلك عىل متويل التك ُّيف والتخفيف ،بل ينبغي إىل ذلك أن البيئي الذي عليهم ،وأن ُتتح َمل مسؤولية الدَّ ين التاريخي ّ خص َص و ُي ْستع َمل التمويل املناخي والتِّقانة ُي ْض َمنَ أن ُي ّ وبنتائج أعاملهم تخصيصاً واستعامالً عادلَني دميوقراط َّيني كام ينبغيّ . فإن رضب عىل عمله السياسات القائلة بتحقيق ذلك بحسب ما لألطراف من
نرشة الهجرة القرسية 64
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
حزيران /يونيو 2020
19 www.fmreview.org/ar/issue64
وثالثاً ،فال ب ّد من إجراء التغيري يف ُأ ُس ِس النظام ،ف ُي َ دخ َل فيه عنارص من مثل االتفاق البيئي الجديد ،واتفاقي ٍة مناخ ّية دولية ،يرسخ فيها العلم واإلنصاف والعدل .ويعني هذا عند بعض البالد أن ُتق ِّل َل االستهالك تقلي ًال بالغاً ،و ُتن ِهي استعامل نص ُف ُ للكل َفة ال ُو ُق ِد ا ُمل ْستَحا ّث ّية (األحفورية) ،واالحتامل ا ُمل ِ البيئية واالجتامعية ،وجعل الحوافر لدعم اإلنتاج املح ّ يل واإلقليمي. ّ
“املسؤوليات املشرتكة عىل تبا ُينها وما لها من القدرات”، هي ٌ مبدأ ُأودعَ مكاناً ُمعزّزاً يف اتفاقية املناخ سن َة ،1992 التي ُتق ُّر ّ بان القدرات واملسؤول ّيات تختلف باختالف تغي املناخ .ويف سنة ،2013بعد أكرث من البالد يف معالجة ُّ 20سنة من التفاوض الدويل يف املناخ ،ذكرت آلية وارسو تغي الدولية املعنية بالخسائر واألرضار املرتبطة بتأثريات ُّ تغي املناخ ال ميكن يف معالجتها االستغناء املناخّ ،أن آثار ُّ ّ بالتك ُّيف .وعليهّ ، تغي فإن التَّهجري من ج ّراء ما يخلفه ُّ أهم ما املناخ من آثار ،يعني خسار ًة دومـاً ،ولذا يقتيض أمره ويف ضوء ما تقدّم ذكره من املناقشات ،نرى ّأن من ّ مانيل ،مبادرة ّ الش ْأن يف خطاب العدل خرج من مؤمتر سبتمرب/أيلول 2019يف ّ عنرص عظيم ّ َ التعويض ،وهو مانيل ٌ املناخي. تغي املناخ .فهي تعرض ما يف حقوق املهاجرين من ج ّراء ُّ يراه املشاركون يف املؤمتر ملستقبل الزمان ،وما يطالبون به قالت ِم ْغنَا غوهَ اتا ُك ْر َتا من مبادرة البحوث يف بنغالديش :من التحسني ،وتدعوا املجتمع املد ّين وراسمي السياسة إىل أن 2 “مل يعالجوا العدل املناخي من حيث هو مسألة عليها ينض ّموا إىل املبادرة. ّ التكيف .هكذا كانت إحدى املدار ،وشدّ دوا َر ْكزَ ّ همهم يف ُّ الطرق التي ُأ ِخ َذ فيها لضبط ا ّتجاهات الهجرة أو التهجري قال أمي ِنل هُ ـ ْوك ،من رابطة الساحل من أجل صندوق يشء من التح ُّول االجــتــاعــي ،وهــو أحــد املشاركني يف املؤمتر: يف املنطقة التي هي فيها فقط ،من غري أن يكون ٌ ّ ّ العبء عىل بالد الشامل”. قوي يف تقوية صوتنا، لها يكون ] مانيل [مبادرة “لعل أثر ّ ٌ اليوم تخرس ّقوتها عىل الصعيد الدويل ،ألن مسائل التَّ هجري َ وثانياً ،فال بدّ أن ُي ِق َّر املجتمع الدويل إقراراً قانونياً ّأن الدافعة يف ِّ العاملي ،وأعامل األمم كل من التفاوض يف ا ُملنَاخ ّ تغي املناخ من آثار هم املتحدة يف حقوق اإلنسان”. ّ املهجرين من ج ّراء ما يخ ّلفه ُّ ٌ خاصة .وأ ّول ما يعني هذا ّأن جامعة محتاجة إىل حامية ّ ُيض َمن لك الحقّ يف االنتقال إذا تع ّرضك حياتك للخطرُ .لو َرا َغ ْي ِغر laura.geiger@rosalux.org وثاين ما يعنيهّ ، َاخي ،مبنظمة روزا أن ُتض َمنَ لك حقوق أخرى بعد انتقالكُ ،م ِدير ٌة ،يف برنامج التحاور حول العدل ا ُملن ّ مثل الحقّ يف املعونة الصح ّية ،والحامية القانونية ،لوكسمبورغ ،مكتب ّ مانيل www.rosalux.org والتعليم .وال ّ االجتامعي إن شك ّأن أنظمة الضامن ّ ً ُ ُ ُ ً ّ ْ ْ َ َ يحت كانت ركيزة عريضة من ركائز حامية املضط ّرين تشك ُر املؤلفة ِمغنَا غوهَ اتاك ْرتا (من مبادرة البحوث يف ُأ ِت َ إىل االنتقال .وقد أصدرت لجنة حقوق اإلنسان يف األمم بنغالديش) ،وأ ِمي ِنل هُ ْوك (من رابطة الساحل من أجل صندوق املتحدة يف شهر يناير/كانون الثاين من سنة 2020بياناً التح ُّول االجتامعي) ،عىل مقابلتَيهام ،و َت ْش ُك ُر ِب ُي ْوس ِغن ِتنغ (من رحل ِمن األفراد َمن يجاهد منظمة العمل البيئي وتحرير الشعب) عىل َع ْو ِنه يف إجرا ِء مقابلة قالت فيه“ :ال يجوز للبالد أن ُت ّ الحقّ تغي املناخ وتخرق يف الحياة”َ ،من ُْس ّوة (من جمعية ص ّيادات السمك األندونيس ّيات) ومقابلة أحواالً نجمت عن ُّ واملأمول من هذا البيان أن ُيضط ّر البالد األخرى إىل تغيري قدر ّية. هجرين من للم ّ ما عندها من سياسات الهجرة ،فتسمح ُ IDMC (2019) ‘Climate Change, Migration Patterns and Vulnerability: .1 تغي املناخ بطلب اللجوء. ’The case of Ndem, Senegal ج ّراء ُّ َ قال أنوت ُتنْغ ،رئيس جمهورية ِك ِريي َب ِات (يف الدورة السابعة والستني للجمعية العامة لألمم املتحدة عا َم :)2012 “نريد أن يكون لشعبنا خيار الهجرة بكرامة َ ساعة ال يكون ٌ مندوحة”. لهم عن الهجرة
(تغي ا ُملنَاخ وأمنَ ُ اط الهجرة ومواطن الضعف :حالة إ ْن ِدم يف السنغال) ُّ bit.ly/IDMC-Ndem-2019 .2من شا َء مزيد تفصيلٍ يف مبادرة ّ مانيل ،ومشاهد َة ُأعْروض ٍة (فيديوه) عنوانها االنتقال، أنتجتها منظمة روزا لوكسمبورغ ،مكتب ّ تغي املناخ، مانيل ،ملِن َْب الهجرة من ج ّراء ُّ فل َينظرها هناhttps://climatemigrationforum.net :
19
20
20
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
www.fmreview.org/ar/issue64
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
أ ْز َمة ا ُملنَاخ ورضوب عدم املساواة بني الجنسني واالستجابة املحل ّية يف الصومال وأرض الصومال
إميي ك ُروم ومنى حسني
َمنْ َي ُ نظ ْر إىل ما ُتخ ّل ُف ُه أ ْز َم ُة ا ُملنَاخ من آثا ٍر جندرية يف املجتمعات املحل ّية بالصومال وأرض الصومال َي ِجد التالقي واقعاً عىل عوامل مختلفة.
بني الصدمات ا ُملنَاخ ّية واأل ْز َمات اإلنسان ّية ٌ اتصال شديد .فهذه تغي املناخ واعتياص تو ُّقع حال ِه ،ف ُيح ِّم ُل ذلك الصومالَ ،يشت ّد ُّ مئات اآلالف من فقرائها ِو ْزراً يبهظهم .هذا ،فض ًال عىل ّأن الحال السياسية يف الصومال ّ هش ٌة منذ تق ُّوضت الحكومة ً ثم س َن َة ،1991والجفاف أصاب البلد مرة بعد مرة ،فزاد ِمن ّ تهجر يف سنة َ 547 2018 مهج ٍر ألف ّ النزاع بني العشائر 1.وقد ّ هجرتهم الظواهر جدي ٍد (أي %3.6من أهايل الصومال)ّ ، الجو ّية الشديدة ،2حتى إ ّنه ُيقدَّر يف سنة 2020أن يعاين 6.3ماليني إنسان عُ ْد َم أَ ْم ٍن غذا ٍّيئ خطرياً ،وأن يحتاج 5.2 هجر منهم داخلياً ماليني إنسان إىل املعونة اإلنسانية ،وأن ُي ّ 3 1.72مليون.
أن أدوارهم من ذلك عىل خطر .و َْيـ ُـر ُك ال ّر ُ جال ،يف بعض الحاالت ،عوا ِئ َلهُم ليبحثوا عن عملٍ يف املدن ،أو لينتظموا يف سلك الجند ّية ،أو يرتكونها ليف ّروا من العنف العشائريّ ،أو لينتحروا .فارتفع معدّل ّ الطالق وأصبح َع ْو ُل النساء ُأ َسهنّ أشيع.
عىل أن الرعاية وتدبري املنزل ،وهام عىل ما جرت ب ِه العادة أمس َيا ال َيت ُّمن إال بإنفاق من مسؤولية النساء والبناتَ ، الح َط ُب واملاء َي ِعزّان، َق ْد ٍر من الجهد والوقت كثري .وما زال َ فطالت عىل النساء والبنات املسافات التي َي ْق َط ْعنَها لجلب قوتهنّ من هذين .وملا كان ُيط َل ُب إىل البنات سدُّ ما زاد من أعامل املنزلَ ،ك ُ َث ِت البنات التاركات مدارسهنّ .هذا ،وإن مل ثم إن درجة عدم املساواة يف الصومال وأرض الصومال 4يكن للوالدَين من املَالِ ما يكفي يف تسجيل الصبيان والبنات تعليم الصبيان عىل تعليم البنات. عموماً كانت مرتفع ًة ج ّداً قبل أزمة اليوم ا ُملنَاخية ،فرتى يف املدرسة ،قدّما َ َ هناك ِق ّل ًة يف تأث ِري النساء ومشارك ِتهنّ يف امليادين االقتصادية ُ ً ً ً ً ّ والتعليمية والسياسية ،وعنفا جندريا ،وتزويجا للبنات وأيضا فقد زادت ِقلة املوارد ال ِّنزاعَ بني العشائر ،إذ زادت الصغريات ،وتشويهاً لألعضاء التناسلية األنثويةّ ، فاش الجامعات ا ُملتنا ِف َس ُة يف األرض واملــاء واملرعى .والرجال كل ذلك ٍ ٌ فقريب أن ُيجنَى عليهم منترش يف الناس 5.ثم جاءت الصدمات املناخية ،فنجم عنها خصوصاً هم من ذلك عىل خطر، ٌ وغيت كثرياً من األعراف ثأراً أو أن يذهبوا يف نز ٍاع ُمس ّلح ،ولذلك ُتق َّيدُ حر ّية تن ُّقلهم. املعاش، ل ب س وضيق املوارد ندرة ّ ُُ ّ ّ الثقاف ّية يف املجتمع الصومايل وأثرت –وما تزال– يف عوامل ومن أسباب العنف الذي عىل الرجال يف األكرث ،ما ينشأ عن تهجري الناس من ّ الطر ُد والتّنازع يف األرض. الحرك ّية (الدينام ّية) الجندر ّية. وبالجفاف ُف ِقدَت املوايش ،فعجز الرجال عن إعامل ُس ُبلِ دخلهم ل َي ُعو ُلوا َع َوائ َلهُم .فتس ّبب ذلك يف تو ُّتر ُ س ووقوع األ َ ِ العن َْف العائ ّ يل عىل النساء واألطفال. وج َل َب ُ النزاع فيهاَ ، فلجأ كث ٌري من الرجال إىل َم ْض ِغ القات ا ُملن ّب ِه ،فزاد ب ِه العنف العائ ّ يل عىل ما أخربت ب ِه ّ كل املجتمعات املحلية ا ُملستط َل َعة. َ صن ،يف كثري من وأيضاً فقد زاد العنف العائيل ألن النساء ِ ْ َ الحاالت ،هنّ َمن َي ُعلن عوائلهنّ ،إما ب َر ْعي امل ْع ِز وبيعها، بائعات ج ّواالت يف مخ َّيامت النازحني الداخل ّيني أو ف ُي ْص ِبحنَ ٍ يف القرى ،وإما باألخذ يف أعاملٍ ُم َو ّقتة يف املراكز الحرض ّية. فنشأ عن هذا تح ُّو ٌل يف األدوار الجندرية ،ورأى بعض الرجال
رضوب أخرى من العنف الجندري ذلك ،ويأخذ يف االزدياد ٌ وتحس النساء بضعفهنَّ عند موارد املاء ،ومواضع كاالغتصاب. ُّ التغ ُّوط يف العراء ،ومراتع املاشية ،ومواضع االحتطاب ،ويف طريقهنّ إىل األسواق ،ومساكنهنّ (وذلك ّأن مساكنهنّ غري أمين ٍة ،وليس فيها من اإلنارة يشء) .وأما مرتكبوا االغتصاب ٌ فرجال من الجامعات التي تعيش النساء فيها ومن غريها. وما يزال تحقيق العدالة يف محاسبة مرتكبي العنف الجنيس واالغتصاب أمراً صعباً ،إذ ُتخ َر ُق رس ّية الحاالت التي يب ّلغ الرسمي بها يف املجتمع املحيل ،ويكرث أن ُيغ ِّر َم ال َقضا ُء غري ِّ الجنا َة غرام ًة قليلة ،فيدفعها الجاين ف ُيط َلقُ من سجن ِه ويعود
نرشة الهجرة القرسية 64
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
حزيران /يونيو 2020
21 www.fmreview.org/ar/issue64
ُأكس َفام/بابلو ت َْس ُكو
نسا ٌء يَقصِ د َْن َم ْور َد ماء يف قرية إملِدجَ ان ( )Eilmidganحيث َبن َْت مُنظم ُة ُأكس َفام م َ ُنشأ ًة إلعذاب املياه.
إىل املجتمع املح ّ الرسمي فيصعب الوصول للحامية ،ويسافرون يف َج َمع ٍة ،ويخرجون بأيديهم ُّ الش َع ُل، يل ،وأما القضاء ّ إليه بسبب ال ُب ْع ِد والنّفقة .ويقع االغتصاب عىل كث ٍري من و ُيح ّذر بعضهم بعضاً أوالً فأوالً من ِّ كل خط ٍر ُم ْحت َمل. النساء يف الليل وهنّ نامئات ،وال س ّيام يف األماكن التي تتك ّرر فيها ال ِّنزاعات العشائرية .قالت امرا ٌة من مخ ّيم فادي غاب االستجابة املحل ّية ووضع الربامج أَ َ للنازحني الداخل ّيني يف إقليم َسنَاج: يب من االستجابة لقضاء الحاجات اإلنسان ّية عظ ُم َن ِص ٍ املتزايدة هو لألمم املتحدة واملنظامت الدولية غري الحكومية، يب الو َلد إذ إن أكرث األموال ا ُملت َّربع بها ترد عليها مبارش ًة .عىل ّأن َن ِص َ “أىت بنا زوجي إىل هنا وتركنا ليجد له عم ًال .يل من َ بنات ،ومعي شقيقتاي يف هذا املخ ّيم وهو مخ ّي ٌم املنظامت غري الحكومية املحل ّية والوطن ّية من االستجابة ليس مثاين ٍ للنازحني الداخل ّيني. السن 17سنة .فال بقليل ،وال س ّيام يف أماكن ال ِّنزاع التي يتع ّذر عىل الهيئات وكلهن ما بلغن من ّ ّ وهن َين َْم َن آمنات .ثم أحاول النوم الدولية الوصول إليها .وقد التز َم املانحون واملنظامت الدولية هن ّ ألر َق َب ّ أنام الليل .أسهره ْ يف ُّ الظهر”. غري الحكومية ،من خالل اتفاق ّية الصفقة الكربى وميثاق فوجهت إىل املنظامت املحل ّية والوطن ّية للتغيري ،بالتوطني ّ وملا كانت العوائل تكدح يف كسب معاشها ،كانت كثرياً ما وإىل هيئات الحكومة الصومالية مبزي ٍد من التمويل املبارش ُتز ِّو ُج ببناتها رجاالً أغنياء ،وهذه إحدى املسائل الرئيسة التي ومبزيد من ا ُملت َّسع لتقود االستجابات اإلنسانية ،وذلك ،عىل ُأ ِث َريت يف املناقشات الجامع ّية ا ُملر َّكزة ،التي خاف كث ٌري من سبيل املثال ،بزيادة مشاركة هذه املنظامت والهيئات يف ُصن ِْع القرار .ومع ما حصل من بعض التقدُّ م يف التوطني ،ما ات فيها من الزواج القرسي وا ُمل َب ِّكر. َات ا ُملست َْط َل َع ِ ال َبن ِ ّ ُ زالت األمم املتحدة واملنظ ُ امت الدولية غري الحكومية عىل يط َرة. وقد أنشأت املجتمعات املحل ّية وط ّورت رضوباً مختلف ًة من نظام العمل اإلنساين ُم َس ِ آل ّيات التصدّي لصعوبة َع ْي ِشها ،فتصدّت بها ملا ُتخ ّلفه أزمة ّ ا ُملنَاخ والتَّهجري من آثار جندر ّية .وليك تحرتز النساء والبنات ثم إن الذي يستجيب للحاجات اإلنسانية من املنظامت غري غي َن الحكومية املحل ّية والوطن ّية كث ٌري ،أي الحاجات التي جاءت من االغتصاب والعنف الجنيسُ ،ي َسا ِف ْر َن يف جامع ٍة ،و ُي ِّ ّ أوقـ َ خب َن من الرجال بها أ ْز َم ُة ا ُملنَاخ يف الصومال وأرض الصومال ،فتعمل هناك ـات ُخ ُروجهنّ من املخ ّيامت ،وال ُي ِ ْ أحداً مبا َيقصد َْن من أماكنَ ِخيف َة أن ُيتع َّقنب و ُيتع َّر َض لهنّ هذه املنظامت جمل ًة من األعامل ل ُت َعالِ َج ما ُيخ ّل ُف ُه الجفاف ص ُّ والش َعل ،وأ ّما ْاس ِت َقا ُء من آثار جندر ّية عويصة .وأما األعامل الحامئية فذائعة، مبكرو ٍه ،و َيج َع ْلنَ يف أيديهنّ ال ِع ِ َّ ُ ُ ُ ُ املاء وال َب ْح ُث ّ عم َي ُ أنظ َمة إحال ٍة ومشورة املس َتن ِْج َيات رش ُد من املاشية فعىل املسنّات .ويخاف وعند عد ٍد من امل ِ نظامت ِ الجنيسَ ،ي ْع َم ُل فيها أفرادٌ من الرجال من أن ُيق َت ُلوا ثأراً ،فيبتعدون من مساكنهن لي ًال ،فإما من معاناة االغتصاب والعنف ّ ينامون ُمتَوارينَ ،وإما يتناوبون َس َه َر الليل ،وإما ينامون يف املجتمع املح ّ يل ُمد ّر َ بون عىل إجابة ا ُملس َتن ِْج َيات وإحالتهنّ إىل َ وح ْولَهم ُح ّراس .ويتس ّل ُح كث ٌري من الرجال باملسدّسات املراكز الطب ّية ،وعىل إعانة ُمل َت ِم ِس ال َعدَالة لهنّ .وتقوم كث ٌري الخارج َ
21
22
22
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
حزيران /يونيو 2020
www.fmreview.org/ar/issue64
من املنظامت بأعامل توسيع املدارك ،فتزور ُ س و ُتك ِّل ُمها األ َ َ كالعنف العائ ّ والجنيس ،و ُت ّ ُ بي لها ما َت ْق ِد ُر يل يف أمو ٍر شتّىُ ، ّ ً النساء علي ِه ساع َة تعرض لهنّ هذه األمور .وأيضا فبعض مجتمعي، املنظامت تعمل من أعامل توسيع املدارك ما هو ّ مثل الدراما املجتمع ّية؛ وهي ٌ متثيل عىل املرسحُ ،ي ّث ُل مواقف ُ نظامت املحل ّية أن للمجتمع شتّى مبعونة ُم َم ّثلني .إذ تعلم ا ُمل كالم قوية التأثري ،وأن رضوب الدراما سبيلٌ الصوما ّيل َت َقالِيدُ ٍ ٌ حسنة لتوسيع املدارك وإثارة املناقشات والتأ ُّمل .فالفاعلون املحل ُّيون َي ْف ُض ُل َ ون الفاعلني الدول ّيني يف القيام بأعاملٍ كتلك؛ ّ ٌ عالقات املترضرة ذلك ّأن بينهم وبني املجتمعات املحل ّية جارية ،ويفهمون السياق الثقايف والديني فه ًام عميقاً. هذا ،وقد أدمجت املنظامت غري الحكومية املحل ّية والدول ّية (والحكومة ،إىل حدٍّ) املنظو َر الجندريَّ يف أعاملها املختلفة، الصحة كأعامل تهيئة املياه والرصف الصحي وتدابري ِحفظ ّ ّ الصمود ومن َط ـ ْرقِ أبواب العا ّمة ،وأعــال التمكني من ُّ املعاش ،والحواالت النقد ّية ا ُملط َل َقة ،وبرامج اِع َم ْل ُت ْن َقد (و َينْت ِف ُع من هذه ال ّر ُ جال والنّساء) .مثال ذلكّ :أن عند انتقاء ُ املستفيدينُ ،ي َعنُ يف مراعاة املنظور الجندري ،و ُيج َعل البال إىل ُ األ َس التي أربابها نساء .وحدّثت نفيسة يوسف من َش َب َكة نجاد لحقوق النساء الصومال ّياتّ : “أن أك َرث َمن َي ّ ترضر الجفاف النّسا ُء واألطفال ...والنساء أ ّول العارفني بوقت يف ّ ْ ّ ُ ُح ُلولِ الشق َو ِة متى يكون .فهنّ عا ِئالت َع َوائلهنّ .وحدسهنّ يف ذلك يصيب”. ُّ وتحث املنظامت املحل ّية غري الحكومية عىل قيادة النساء ومشاركتهنّ يف ُصن ِْع القرار ،يف مواضع كمخ ّيامت النازحني الداخل ّيني .و َب ّ َ ي كامل حسن إسحاق من منظمة هافا ُيوكو الحث عىل أدوا ٍر كهذه يستدعي ّ ( )HAVAYOCOأن َّ خط َة عملٍ ُ ،محك َمة الوضع ،يف مح ّلها من حيث الثقافة ،قال: “ ُنك ِّل ُم الرجال والنساء يف أمر النساء الوارد ذكرهنّ يف القرآن، الس ِّيدات خصوصاً ،ومنهنّ زوجة رسول الله (صىل الله عليه وس ّلم) التي كانت صاحبة تجارة (أي خديجة ريض الله عنها)، فليس للناس أن يردُّوا عىل رسول الله شيئاً ”.ويقول كث ٌري من املنظامت املحل ّية ّ بأن َتغ ِي ْ َي األعراف والتص ُّورات يف الذي تستطيعه النساء والذي ينبغي لهنّ فعله يستغرق الوقت، ويستدعي كثرياً من املناقشات وبنا َء عالقات قو ّية .ولكنّ نظامت غري الحكومية ،املحل ّي َة والدول ّية ،مق ّيد ٌة بحيث ا ُمل ِ ّ ُ إدماج املنظور الجندري يف أعاملها ،فكان يتعذر عليها أن ت ِت َّم َ
نرشة الهجرة القرسية 64
املهم إذاً إظهار ما ُتخ ّلف ُه أ ْز َم ُة ا ُملنَاخ من آثار .فإذا من ّ ُ ِّ ُ َ ْ س ي ذلك، من ل تحص ي مبا ب خ وأ ل ل وح االختالف ُب ِح َث يف ُ ُ ُ ّ َِ ِّ َ كل الفاعلني أن يجعلوا ما يضعونه من برامج صالحاً عىل ِّ ملقتىض الحال.
التّوطني – واالنتظار جا ٍر
وما تزال املبالغ التي ُي َّو ُل بها الفاعلون الصومال ُّيون املحل ُّيون (من الدولة ومن غري الدولة) ج ّد قليلة .ففي عام ،2017 يب الفاعلني ،املحل ّيني والدول ّيني ،يف التموييل املبارش َب َل َغ َن ِص ُ من جميع ما ورد عىل الصومال من أموال التمويل اإلنسا ّين، ،%3.5يذهب أكرثها إىل الحكومة 6.ومل يكن لذلك إ ّال ُ قليل أَ َث ٍر يف تغيري عوامل الحرك ّية (دينام ّيات) يف عالئق القوة بني الفاعلني الدول ّيني واملحل ّيني .وقد ذكرت ُّ كل املنظامت غري َ طويل الحكومية ،املحل ّية والدول ّية ،التي ك ّلمناها ّأن ال َع َم َل صعب ج ّداً يف هذا النظام اإلنساين، األَ َم ِد عىل تغيري األعراف ٌ هذا النظام الذي َي ْك ُ ُث ْأن يرى الفاعلني املحل ّيني مقاولني من وأن يكون التّم ِو ُ الباطنْ ، يل فيه َق ِص َري األَ َمد يحصل بحسب نوع املرشوع .قالت نفيسة يوسف من َش َب َكة نجاد“ :عندنا رش ُك، ٌ برنامج (يف قياد ّية النساء) ،يجري عاماًُ ،ند ّر ُب فيه و ُن ِ ثم َنتَم ّو ُل من جديد ،و ُنج ِري ِه عوداً عىل بدْء”. ف َي ِق ُفّ ، ويصف عمر جاما فرح من منظمة محل ّية غري حكومية الـ َد ْور َة التمويل ّية اإلنسان ّية و َت ْب ِذي َر أموال التمويل شيئاً فشيئاً ،فيقول“ :تجيء املعونة املالية إن جاء املطر”. الهم َي ْستَغ ِر ُق ا ُمل ْستَط َل ِع َ ني من استدامة َب ْذلِ الجهد يف ثم إن َّ األمد الطويل ،ويستصعبون أن يقدروا عىل القيادة يف هذا القطاع؛ ذلك ّأن ُو ُصولَهم إىل مواضع ُصن ِْع القرار ،وإمكا َنهم إنفاق الجهد يف ّ َ حصوران .فللقيود منظامتهم ،ما يزاالن َم ُ التي ُت َق َّيدُ بها ُو ُجو ُه إنفاق مبالغ التمويل ،التي تستبعد العمل عىل التنمية ا ُمل ّ يس ٌء يف إدار ّية نظم ّية ،لهذه القيود أث ٌر ّ ْ نشئُ املنظامت املحلية غري الحكومية ويف كفايتها ال ِّتقن ّيةُ ،ي ِ 7 حلق ًة ُم ْف َرغة ُتر ِكدُ َج ْد َو َل أعامل التوطني. وتحتاج املنظامت املحل ّية إىل متويلٍ رشوطه أ ْل َي وأمده أطول ،لتضع برامج مستدامة ،وليك تصري بالحقّ يف القيادة داخل القطاع .فلن ُيح ِد َث االقتصار عىل بناء القدرات تغيرياً َ يف القوة ،إمنا الذي ميكن أن ُيح ِد َث ذلك ِز َيا َد ُة التمويل وتنويعه واإلقرار بقياد ّية املنظامت املحلية غري الحكومية وإرشاكها يف العمل.
نرشة الهجرة القرسية 64
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
حزيران /يونيو 2020
23 www.fmreview.org/ar/issue64
االنتصار للعدل ا ُملنَاخي
إميي ك ُروم amy.croome@oxfam.org
اآلن مركـوزاً –لسـبب وجيـه– يف االسـتجابة للحاجـات ٍ
منى حسني muna.hussein@oxfam.org
نـاص بعضهـا بعضـاً لتغيري قـادر ٍة على أن تحتشـد وأن ُي ِ َ همها يف االسـتجابة آلثار السياسـة العامل ّيـة ،ولكنّهـا َت ْر ُك ُز ّ أزمـة املنـاخ وملـا يف املجتمعـات املحل ّيـة مـن حاجـات ُم ِل َّحـة .على ّأن عنـد الفاعلين املحل ّيين ،والهيئـات الدوليـة ،والحكومـة املحل ّيةَ ،ك ِث ُري اسـتعدا ٍد لبنـا ِء رسد ّي ٍة الحـ َر َكات ـب َ ُمتَامسـكة يف أزمـة املنـاخ ولاللتحـاق ب َر ْك ِ العامل ّيـة لتقليـل اآلثـار التـي ُتخ ِّل ُفهـا أزمـة املنـاخ .إذ ّ إن كثير من يف الصومـال وأرض الصومـال وأشـباههاُ ،ي ّ هجـ ُر ٌ ُ َ تحملينَ مل ا أكثر النـاس بأزمـة املنـاخ ،مـع أ ّنهـم ليسـوا ّ مسـؤول ّي َة االنبعاثـات التي ُت ْسـ ِه ُم يف أزمة املنـاخ .وبعدُ ، في ُصـ َد حسـنَ عملـهُ َ ْ فلا بـدّ للمجتمـع الـدو ّيل مـن أن ُي ّ أمـواالً جديـد ًة ملعونـة البلاد ،التـي هـي أفقـر ،على ّ املترضريـن بالجفـاف وغيره مـن ـم الرجـال والنسـاء َد ْع ِ الصدمـات املناخيـة ،مـع مراعـاة املنظـور الجنـدريّ متام املراعـاة.
https://heca.oxfam.org/countries/somalia
الهـم يف الصومـال وأرض الصومـال إىل ُم ِدي َر ُة شؤون التأثري والتواصل وإذ قـد كان ُّ
ّ موظ ٌ اإلنسـانية الحادثـة مـن أزمـة املنـاخ ،فليـس يف البلـد فة يف شؤون الجندر ُ َ كثرية .واملنظمات املحل ّية اليو َم غري من ُمنظم ِة أكسفام يف الصومال وأرض الصومال مناخـي ٌ َح َر َك ُـة عَدْ لِ ّ
UNOCHA (December 2019) Humanitarian Needs Overview: Somalia .1 (استعراض الحاجات اإلنسانية :الصومال) bit.ly/UNOCHA-Dec2019Somalia-needs bit.ly/Oxfam-climate-02122019 .2 ُ .3م ّ نظم ُة األمم املتّحدة للطفولة ( )UNICEFوشبكة الغوث ()Relief Web https://reliefweb.int/disaster/dr-2015-000134-som .4أرض الصومال ٌ دولة أع َلنَ أه ُلها قيا َمها من عند أنفسهم ،وتعدُّ ها الدول إقلي ًام صومال ّياً ُم ْس ّ ً تقل بحُ ْك ِم نفسه. Ahmed S K (2016) European Union Somalia Gender Analysis Study, EU .5 and SIDRA (دراسة االتحاد األورويب التحليلية الجندرية ا ُملج َرا ُة عىل الصومال) bit.ly/EU-SIDRA-Somalia-gender-2018 Africa’s Voices and UNICEF (2017) Beliefs and practices of Somali citizens related to child protection and gender وسنَنُ أهل الصومال يف الجندر وحامية الطفل) (عقائد ُ bit.ly/AfricasVoices-Somalia-2017 Majid N, Abdirahman K, Poole L and Willitts-King B (2018) Funding to .6 local humanitarian actors: Somalia case study, ODI, Humanitarian Policy Group, NEAR Network (متويل الفاعلني اإلنسان ّيني املحل ّيني :دراسة حالة الصومال) bit.ly/ODI-2018-funding-Somalia .7يصدر عن منظمة ُأكسفام قريباً يف سنة :2020تحليل الحال اإلنسان ّية يف الصومال.
تغي ا ُملنَاخ الس َّكان األصل ّيني إىل الجندر والقوة والتهجري الناجم عن ُّ زوايا نظر ُ
سارة ِپنت ُلو
تستعمل ُّ تغي الشعُ ُ وب األصل َّية ،يف جميع منطقة امليكونغ الكربى الفرع ّية ،خططاً تستجيب بها ملا يخ ّلفه ُّ ا ُملنَاخ من آثار وللتَّهجري الناجم عنه. نى أكرث َمن يلقى ِشدّة َو ْقع ُّ تغي ا ُملنَاخ هم أقرب الناس ُس ْك ً من مواطنهم الطبيع ّية .فيقع عىل الشعوب األصل ّية ،يف رشقي آسيا ،من منطقة امليكونغ الكربى الفرع ّية يف جنو ّيب ّ التهديد ما ُين ِذ ُر بزوال ُس ُبل معاشها ُ وط ُرق عيشها التي جرى ً قس عىل الهجرةُ ،متّخذة إ ّياها التقليد بأن َت ْس ُل َكها ،ثم إ ّنها ُت َ ُ ّ خط ًة للتك ُّيف .وتتح ّمل النساء يف هذه املجتمعات املحل ّية العبء األكرب من التك ُّيف ،فهنّ ،بحسب ثقافة ُش ُعوبهنّ ، املسؤوالت عن إحضار القوت و َر ْعي املاشية.
تغي ا ُملنَاخ من آثار وكمبوديا ،وفيتنام ،ابتغا َء َف ْه ِم ما يخ ّلفه ُّ جندرية يف مستوى املجتمع املح ّ يل ،و َف ْه ِم ُس ُبل استجابة املجتمعات املحل ّية لذلك يك تتك ّيف هي والحال ،و ُتشا ِر َك ما يم صمودها .وقد عُ ِق َد اجتامع يف بانكوك يف شهر تعرفه ،و ُت ِق ُ َ ديسمرب/كانون األول سنة ،2019فالتقى فيه ِوجا ٌه من نساء الس ّكان األصل ّيني ،وصانعو السياسة ،وممثلني من املجتمع املد ّين ،أتوا من املنطقة ليتبادلوا ما يعرفونه ويقيموا الروابط 2 بينهم يف االستجابة لهذه األزمة التي ال ّ تنفك تشتدّ.
وأجرت ُم َبادر ُة إك َل ْي ِمت إسامرت ُو ِمن (Climate Smartاآلثار الجندرية
ٌ واقعة وجو َه عدم املساواة التي هي تغي ا ُملنَاخ ُ ،Women)1والسياق هذا ،بحثاً ميدان ّياً ،جعلته عىل صعيد و ُيش ِّد ُد ُّ القرى ،واختارت له ساكنني أصل ّيني يف ميامنار ،والوس ،قبل وقوعه ،فيؤدّي إىل تفاوت وجوه ّ الضعف .ولفهم هذه
23
24
24
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
www.fmreview.org/ar/issue64
املجتمعي ،نظرت ِف َرق البحث يف اآلثار يف املستوى ّ ُ بس ُبل املرتبطة العمل أدوار ويف ، س األ أدوار الجندر يف َ ُ املعاش. وكــان ل ِف َرق البحث يف املجتمعات املحل ّية تجارب خاص ًة ما يتع ّلق مبعرفة النساء القراءة عىل رضوبّ ، يطهن .ففي املجتمعات والكتابة ومشاركتهنّ يف ُم ِح ِ املحل ّية بــاوس ،كان انخفاض درجة معرفة النساء القراء َة والكتاب َة مع ّوقاً لهنّ عن مشاركتهنّ يف أندية ُصنْع القرار .قالت إحدى ا ُمل ْستَط َلعات ...“ :ال يحرض االجتامعات إال الرجال ،وأما النساء فيقعدن يف بيوتهن. تغي ا ُملنَاخ أو التك ُّيف ”.عىل فال يخربن عن يش ٍء من ُّ ّ أن النساء يف كمبوديا كان لهنّ قد ٌر من القوة يف األرسة أكرب .فقالت“ :وتنشط النساء يف قرية َك َرنغ ِته دوماً يف استشارة السلطة املحل ّية ،ملعالجة حالة الجفاف ،وأيضاً فقد ح ّثت [إحدى النساء] زوجها عىل رشا ِء آل ِة َض ٍّخ ل ُت ْن ِق َذ محصول ُر ِّزها وغريه من املحاصيل”.
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
هذا ،ويرتك كثري من ّ العمل املوسم ّيني قراهم مع ِّ كل عوائلهم يف ا ُملدَد العجاف ساع َة ال عمل لهم يف الزراعة. َ سبيل وبلغ هذا من الشيوع حتّى صار الناس َي َرونه وتغي املناخ .ومع معاش من ُس ُبل تكييف أنفسهم ٍ ُّ عب املشاركون ذلك ،يف املناقشات التي دارت يف املؤمترّ ، عن قلقهم من أن الهجرة تزيد وجوه الضعف يف من مهمشون أص ًال ،وتزيد من احتامل أخطار العنف هم ّ الجندري عىل النساء.
وقد أشارت نساء قو ِب ْلنَ يف الوس إىل األثر التفاو ّيت الذي تخ ّلفه الهجرة يف النساء .ثم ع ّلقن و َذ َك ْر َن ّأن النساء ال قس َن عىل السفر من ُي ْخ َ ْب َن مبعلومات الهجرة اآلمنة ،و ُي َ ْ غري جواز سفر وترصيح عملّ ، وأن سفرهنّ عىل حدتهنّ غري مأمون ،وأ ّنهن يفتقرن إىل االستقالل بشؤونهنّ إن أردن السفر للعملّ ، وأن الكوارث د ّمرت بيوتهنّ ،وأنهن ّ يفتقرن يف مجتمعهنّ املحيل إىل الدَّ ْخل والوظيفة. وحني تقع الكوارث الطبيع ّية ،كاإلعصار واإلعصار العايت (التّيفون) والفيضان ،فقد تع ّوق مسؤول ّية النساء عن ومع َّ أن األرسة ك ّلها ُتس ِه ُم يف كسب رزقها ،فيها أدوار األطفال واملسنّني هروبهنّ أو وصولهنّ إىل مأوىً أو إىل َ وه َد يف ميامنار سنة 2008 جندرية متاميزة يف تقسيم العمل .ففي الزراعة ،تكون موضع رعاية صح ّية ،وهذا ُش ِ ّ املرضة ،إذ نزل بها إعصار َن ْر ِجس. النساء يف مقدّ مة أعامل الغرس ،وإزالة األعشاب وفالحة الحدائق البيت ّية ،وهذا يعني أنهنّ أ ّول َمن يعاين الطقس واعتياص تو ُّقع حاله .وهنّ مع مسألة ُم ْلك األرض عواقب اشتداد ّ ْ سعيهن إىل إيجاد طرق جديدة إلدارة هذه املوارد ،تزيد للشعوب األصل ّية حقوق أسالفها يف ُمل ِك أراضيهم ،إال ّأن دائم اإلقرار بها وحاميتها ،وإن رسى معاناتهنّ ‘االفتقار إىل الوقت’ ،سبب األدوار اإلضاف ّية هذه الحقوق غري ٍ التي يؤ ِّد ّنها يف األرسة ،كالرعاية ّ والط ْهي .وأما الرجال عليها الترشيعات املالمئة .ففي كمبوديا ،تتجه السياسات ً توجها قويا إىل احرتام حقوق الشعوب األصلية فيتولون من الوظائف ما يطلب القوة الجسامن ّية ،سواء الوطن ّية ّ كان ذلك يف أرضهم أو يف الغابة أو يف عمل بأجر ،وهم واإلقرار بها وبأدوارهم يف إدارتهم املستدامة للموارد أ ّول من يخرج بحثاً عن عمل عند ندرة املوارد ،إذ ليس الطبيع ّية .ومع ذلك ،فقد هدّ دت الرشكات الخاصة عليهم ما عىل النساء من الواجبات ُ األ ْسية. فوضعت هذه الحقوق ضدّ مصالح واضعي السياسات، بيئي رسيع ،وإزالة األشجار ،وفقد فأدّى ذلك إىل انحطاط ّ ويف ميامنار ،أخربتنا إحدى النساء ّ أن زوجها حني هاجر األرض. َ أفضل ،وجب عليها إدارة ص عملٍ إىل ماليزيا إلصاب ِة ُف َر ِ ّ كاإلنتاج ها، ل ك شؤون وأعامل األرسة فتخصص الحكومة األرض وتوزعها بني الزراعي وتد ُّبر أمر وأما يف الوس، ّ ّ ُ ما يرسله إليها زوجها من املال بالحواالت .وعىل الرغم الناس ،ولكنها تعطي األ َس قطع األرض الصغرى ،فتضيع ّ تحسنٌ يف املساواة بني الجنسنيُّ ، يظل عىل ُسنَن أعاملهم الزراعية التي درجوا عليها وال بدّ مم قد ُي َرى أنه ُّ ُ مركز النساء من مركز الرجال أخفض .وما تزال األ َس منها إلنتاج ما يكفي من الغذاء ،من غري االستعانة مببيد التي َت ُعولها اإلناث محاط ًة مبجتمعات محل ّية ال ُت ِق ُّر ّ حاالت أخرى ،بيعت األرايض لرشكات بأن األعشاب .ويف ٍ النساء والرجال يف املركز َس َواء ،فتعاين ِّ الشدّ َة من ذلك. خاصة .وقد هُ ّجرت بعض املجتمعات املحل ّية بسبب ّ
نرشة الهجرة القرسية 64
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
حزيران /يونيو 2020
املشاريع الكهرمائ ّيةُ ،فن ِقلوا إىل مواضع ال يستطيعون الوصول منها إىل األرايض أو الحصول عليها .ولكن جاء عىل ُّصاءْ : “أن ليس لل َف ْصلِ بني الشعوب األصل ّية لسان أحد الن َ َ والغابات من سبيل ،فال حياة لهم من غريها”.
َت َشا ُر ُك املعرفة وغري هذا من خطط التك ُّيف
يف املجتمعات املحل ّية تن ُّوع كثري يف اآلراء وزوايا النظر التي تغي املناخ ،قالت لها صلة بإمكان أن تك ِّي َف نفسها بحسب ُّ س ّيدة من س ّيدات الشعوب األصل ّية من ميامنار:
25 www.fmreview.org/ar/issue64
وجدت تجربة قرية َك َرنغ ِته يف كمبوديا ،حيث أسهم إنشاء جمع ّية ادّخار ،قا َد ْت ُه منظمة غري حكومية ،يف متكني الحال ّ السكان األصل ّيني .فأصبح أفرادها اقتصادية ملجتمعات اليو َم َ أنش َط يف األعامل التجارية املجتمع ّية ويف مجموعات الرشكات واملشاريع ،وقد َن َجحوا يف تطبيق أمنوذج يجري عليه املزارع وا ُملن ِتج ،وأنشؤوا جمعي ًة تعاون ّية زراع ّية وشبكات للفالحني ،ودعموا أنظمة ال ّري ،وبنوا القدرة عىل إدارة األعامل.
عىل ّأن االعتامد عىل ُّ تدخل املنظامت غري الحكومية ّ “إن حال قرانا يوقع يف القلب اليأس ،وليس ُيدْ َرى كيف ال ميكن أن يكون أ ّول َح ْبل اتصال يف االستجابة لتحدّ ي تغي املناخ .ففي كمبوديا ،تقول ُي ْصنَع للمستقبل بسبب تفاوت الطقس .وال يعرف أهلها التَّهجري الناجم عن ُّ حال .حتّى ّإن أنا ال أعــرف ،وال أدري مجتمعات ّ لهذه املشكالت ًّ السكان األصل ّيني: كيف أعالج هذه الحال ،ولكنّي أحاول تحسني إنتاج ّية “نرى أ ّنا ميكننا أن نحصل عىل املعلومات بطريقة أحسن. املحصول”. فرنيد أن يكون لدى الحكومة الكمبود ّية مندوبني من ّ السكان األصل ّيني ،عىل ّ الص ُعد ،وال س ّيام يف لجنة وفيام ييل ما أخربت به امرأة كمبود ّية ،قالت: كل ُّ الكوارث”. “نعرف ّأن الفيضان حني يجيء ننتقل وعوائلنا إىل املواضع فبدعم من برنامج األمم املتحدة اإلمنايئ، املرتفعة من األرض حتّى نحيا .ثم ّإن األشجار هي إحدى وأما ميامنار، ٍ نشئت منظمة من املجتمع املد ّين تقودها النساء ،ويطلق األشياء التي تحمينا من الفيضان .فنحن نعرف أ ّيها نقطع ُأ ِ ُ نشئت لتؤ ّلف الشبكات تغي املناخ”. عليها ‘ ِف َرق القيادة البلد ّية’ ،وقد أ ِ وأيها نحفظ للوقاية من آثار ُّ ّ ْ ابتغا َء َد ْعم ما ُيولدُ الدّخل من أعامل ،وبناء قدرة نساء املهني ،وورشات توسيع املدارك ويظهر باالستناد إىل البحث الذي أجرته ُم َبادر ُة إك َل ْي ِمت الريف ،وإتاحة التدريب ّ والصحة والت ّ ّغذي. إسامرت ُو ِمن ،أن أهل املجتمعات املحل ّية املختارة يف حول اال ّتجار بالبرش والعنف الجندري ّ كمبوديا استعملوا خطط تك ُّي ٍف فالحة ،قادرة عىل أن وقد أ ّلفت هذه الجامعات الفردية أوالً ،يف مستوى تحفظ لهم ُس ُبل معاشهم ،من غري أن يحتاجوا يف تحقيقها القرية ،مجموعات عنقود ّية عالية املستوى عىل التدريج ثم ّ نظمت نفسها بنفسها يف املستوى إىل ترك مجتمعاتهم املحل ّية ،وهــذا عكس ما حدث لتحسني التنسيقّ ، للمجتمعات املحل ّية يف الوس وميامنار .ومام ال ّ الوطني ،ثم أنشأت أخرياً أول شبك ٍة وطن ّية يف البلد لنساء شك فيه ّأن ّ ٌ نظامت الريف –واسمها َمي دُو َك َبار (أي الشبكة الوطن ّية لنساء حضور املنظامت الدولية غري الحكومية –وهي ُم قالت املجتمعات املحل ّية فيها خرياً– يف كمبوديا أكرث من الريف –)3وذلك لوصل نساء الريف بعضهنّ ببعض يف كل حضورها يف الوس وميامنار. البلد ،وليخربوا بحاجاتهن املانحني والفاعلني يف التنمية والحكومة. مثال ذلكّ :أن يف قرية پو تشورب يف كمبوديا ،دعمت ُّ َ ّ َ تغي املناخ ،وذلك ثم إن بني نساء الشعوب األصل ّية ثقافة تعل ٍم وتشا ُر ِك املنظامت غري الحكومية التك ُّيف بحسب ُّ بالعمل مع أصحاب املصلحة املحل ّيني (ومهم شبكات من َم ْعرف ٍة ،إذ يخرب بعضهنّ بعضاً مبا يعرفنه من ُسنَن الزراعة نساء الشعوب األصل ّية وشبكات شباب وشا ّبات منهم) والتك ُّيفَ ،و َص َل ْت إليهنّ جي ًال بعد جيل .وكان خرج من عىل بناء خزّانٍ صغري ميدّ القرية باملاء طوال السنةُ ، لأل َس مؤمتر إك َل ْي ِمت إسامرت ُو ِمن ُكو ِن ْكت (Climate Smart ولري حدائق البيوت أيضاً .ومن التجارب املشابهة التي )Women Connectالذي عُ ِق َد يف بانكوك يف ديسمرب/
25
26
26
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
www.fmreview.org/ar/issue64
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
كانون األول سن َة 18 ،2019رسالة وتوصية رئيسة ،فكان الجامعات يف القرى املحل ّية إىل شبكات محل ّية كيف يكون. 4 ومع ذلك ،فمشاركة النساء تقتيض مهارات يحتجن إليها. لنصفها صلة بتشارك املعارف وتبادلها. ولكنّ إحدى املصاعب التي ما تزال قامئ ًة يف طريق تبادل املعرفة املحل ّية ،هي اللغة؛ فللشعوب األصل ّية يف جنو ّيب رشقي آسيا من اللغات يش ٌء كث ٌري مختلف ،وال يقع ذلك ّ بني بل ٍد وبل ٍد فحسب ،بل يقع أيضاً داخل البالد .وفوق تغي املناخ، ذلك ،نجد يف الحقيقة ّأن كثرياً من معلومات ُّ ٌ موجودة يف الجنسني، وحقوق اإلنسان ،واملساواة بني َ األكرث باللغة اإلنجليزية. هذا ،وإحدى األدوات التي ُتستع َمل يف تبادل املعرفة يف ميامنار هي تطبيق اسمه آي ُو َمن إ ِنسبا ِي ِرنغ ُو َمن ( ،)iWomen Inspiring Womenأنشأته وط ّورته الشبكة الوطن ّية لنساء الريف ،حتّى تستطيع نساء إس َ ــاعَ أصواتهنّ من خالل استطالع الــرأي، الريف ْ مفصلة ،ورواية القصص .وميكن أن ودراسات استطالع ّية ّ َت ِج َد نساء الريف من التطبيق أد ّلة عىل ما يثري قلقهنّ من املسائل ،كالعنف الجندري أو الهجرة اآلمنة ،ثم ميكن أن يخربن بها غريهنّ من نساء الريف ،والحكومة املحل ّية والوطن ّية .ومع قدوم شهر مايو/أيار سنة ،2020بلغ عدد النساء ا ُمل ْستَع ِم َل ِت التطبيقَ أكرث من ،1000يف 31ناحية.
ٌ توصيات ل َو ْضع الربامج
بالنظر إىل الطبيعة املشرتكة بني األجيال يف تشارك
ثم ينبغي ل َد ْور الفاعلني الخارج ّيني أن يقترص عىل َد ْعم ُّ التدخل املَ ُقود مجتمع ّياً ،فيستعملون ما عندهم من تأثري يف بناء جسور شبكات أوسع .فمن الواضح ،يف املثال الكمبوديّ واملثال وامليامناريّ ،أن املساعدة ال ِّت ْقن ّية التي تتيحها ٌ مفيدة ،ومع ذلك ،كثرياً ما يحتاج إحداث منظامت التنمية تغي ٍري يف األعراف الجندرية إىل أكرث من ُّ التدخل التقني ،ثم ّإن الس ّكان املحل ّيني هم َمنْ عندَهم الفهم العميق ملا تحتاج إليه املجتمعات املحل ّية. وأما التوصية التي نختم بها ،فهي أن يُو َّث َق التقليديّ من وسنَن عمل ،ليك ُيحا َفظ عىل معارف الشعوب معرف ٍة ُ ّ َ األصل ّية ،و ُيؤث َر يف السياسات .فقد قالت إحدى املشاركات ببانكوك: نساء من بال ٍد أخرى “بعد أن حرضت املؤمتر ،أدركت أن ً عليهن التحديات نفسها التي تقع علينا يف ميامنار ،وقد يقع ّ منهن ...ولذلك ،ينبغي لنا العمل مع ًا ،يف صعيد تع ّلمت ّ بتغي السياسات ،عىل مشاركة النساء يف ُصنْ ع القرار املتع ّلق ُّ خب غرينا مبا نعرفه من معلومات] يف التحدّ يات املناخ و[أن ُن ِ َ الواقعة علينا”. سارة ِپنت ُلو sarah.pentlow@gmail.com
يل ،وإىل الطريقة التي مستشار ٌة يف شؤون املساواة بني الجنسني ،يف ّ املعرفة بني أفراد املجتمع املح ّ وسو منظمة ُك ُ تأخذ بها عوائل بأرسها يف ُس ُبل املعاشُ ،ي َــرى أنه إنرتناشيونال ( )Cuso Internationalحتّى َع ْه ٍد غري بعيد من ينبغي ا ّتخاذ مقاربة محورها العائلة ،يف ِّ كل تدريب اليوم https://cusointernational.org ٍ
أو ورشــة أو ّ تغي املناخ أو خطة تك ُّيف بحسب ُّ مساواة بني الجنسني .وقد استعملت هذه الطريقة برنامج ملنظمة ِك ْي ،اسمه يف الوس ،وكانت جزءاً من ٍ برنامج نساء األقل ّيات العرق ّية يف املناطق القاصية ،(CARE’s Remote Ethnic Women)5وهناك نجحت يف بدء َك ْس األعراف االجتامع ّية والحوائل الجندرية. هذا ،وقد برز من البحث دعوة واضحة إىل بناء قدرات مع ّينة يف النساء لزيادة معرفتهنّ بالقراءة والكتابة، ومهاراتهنّ القياد ّية ،ومشاركتهنّ يف السياسة املحل ّية. أمنوذج ُي ِري تط ُّور فمثال الشبكة الوطن ّية لنساء الريف ٌ
.1كان طول هذا املرشوع سن ًة ،ن ّفذته ّ وسو إنرتناشيونال منظمة ُك ُ )ّ (Cuso International ومنظمة معاهدة الشعوب األصل ّية يف آسيا ) ،(Asia Indigenous Peoples’ Pactوم ّولَه معهد البيئة يف اس ُت ْك ُه ْلم ) ،(Stockholm Environment Instituteوكان هذا التمويل جزءاً من صندوقه، اتيجي ،وبرنامجه ،برنامج التعاون التط ّوعي بكندا يف شؤون العامل صندوق التعاون اإلسرت ّ ( ،)Global Affairs Canada Volunteer Cooperationو ُر ِك َز هَ ُّم املرشوع يف إرشاك رشقي آسيا ،إلجراء تحاور أشمل ،حول السياسات نساء الشعوب األصل ّية يف جنو ّيب ّ املناخ ّية. وسو .2كان هذا مرشوعَ ب َْح ٍث مشرتكَ ، وحد ََث ت ََشارُكٍ يف املعرفة ،عقدته منظمة ُك ُ إنرتناشيونال ّ ومنظمة معاهدة الشعوب األصل ّية يف آسيا. bit.ly/2Sxzdxu خارج ميامنار باسم شبكة نساء الريف يف ميامنار .3وتُع َرف أيضاً َ (Myanmar Rural Women’s Network). bit.ly/2HurOJd .4 .5انظرbit.ly/CARE-Laos-Remote :
نرشة الهجرة القرسية 64
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
حزيران /يونيو 2020
27 www.fmreview.org/ar/issue64
ٌ تن ُّق ٌ متعددة يف قرى جزائر املحيط الهادي الت
يس ِي ْيي ،وصَ ِب َريا ُك ِو ُّلو ،و ِت ْم ِوست ِّربي، فاين ُث ْر ُتن ،وكا ِرن َم ْك ِن َم َرا ،وأوليڤيا دُن ،وكارول فار ُبت ُْكوِ ، وسي ِل َيا ِم ْك َم ْي ِكل ،و ِم َرياوَا ِل ِ وشارون ِج ْمس ،وف َر ْن ِسيس نامُومُو
رضوب التن ُّقل يف جزائر املحيط الهادي متعد ٌ حاالت يف املنطقة بني يديها فه ًام ّدة مختلفة .وتقدّم دراسات ٍ عميقاً يف أفعال الناس ُ ُ ُ ّ ُسعُ ق ْر ُب وقو ِعه واأل َس واملجتمعات املحل ّية وق َواهم ،للتصدّي للذي ال ينفك ي ْ ِ من التع ُّرض لألخطار ا ُملنَاخ ّية.
لجزائر املحيط الهادي ٌ عظيم يف املناقشات التي ُتدَا ُر شأن ٌ حول التن ُّقل املتع ّلق با ُملنَاخ ُمراعا ًة لقابل ّية املنطقة للتع ُّرض تغي املناخ من َو ْقع .وورد يف بعض التقديرات ّأن ملا يخ ّلفه ُّ هجر من ناس املنطقة ،من ج ّراء ما عدد َمن سيهاجر أو ُي َّ ٌ مليون وسبعة أعشار املليون ()1.7 ُيخ ِّلفه ا ُملنَاخ من آثار، حتّى سنة 1.2050و َت ْظهر هذه الحركة يف وجو ٍه مختلفة ،منها َن ْق ُل املجتمعات املحل ّية املخطط له ،والهجرة من الريف إىل 2 الح َض (أو إىل الجزائر الكربى) ،والهجرة العابرة للحدود. َ
يجي َن ْق ُل النّاس :يف ِف ِ
وجهاء املجتمع املح ّ يل وأفـراده ،وبني الشبكات الكنسية، والهيئات املانحة ،ومجلس اإلقليم ،و ِوزارات الحكومة .ومل تغي نظام الغذاء وأسلوب يخلو االنتقال من املصاعب ،ومنها ُّ الح َض)، أهمها سهولة الوصول إىل مراكز َ املعيشة (ألسباب ُّ وا ْن ِقطاعُ العالئق عن املكان ،وعدم املَ َعابد (وهذه اليو َم ُتعالَ ُج ببنا ِء كنسي ٍة ُي ِّوله املجتمع املح ّ يل) ،و َن ْق ُص البنية ً التحت ّية .وأ ّما القرى الفيج ّية األخرى ،فأهلها أيضا ينكفئون عنها ُ بط ْغيان املاء عند خطوط سواحلها ،ومن هذا االنكفاء ما هو بدعم الحكومة واملانحني ومنه ما هو بال دعم ،عىل ّأن بعض القرى ال ُين َق ُل منها مجتمعها املح ّ يل ك ّله .مثال ذلك: ُ ّأن قري َة ُڤو ِن َس َاڤ َسا ِڤي الساحلي ّة يف َڤا ِن َوا َلڤو ،مل ُي ْبنَى فيها بيوت جديدة ،ورا َء سنة ( 2015بدعم املانحني) إ ّال أربعة ٍ ُ املوضع الذي أصابه ال َغ ْمر ،وأ ّما البيوت األخرى فأص ِل َحت و ُق ِّويَ عودها حتّى ُتقا ِو َم اإلعصار .وهذه التقهقر القصري املسافة لعد ٍد قليل من ُ تعويقي خفيف يف األ َس ،له أث ٌر ٌّ ُّ وس ُبل املعاش والتعلق باملكان. الحياة اليومية ُ
يجي ،ع َّينت الحكومة الفيج ّية 42قري ًة وأدخلتها يف ففي ِف ِ ّ ٌ تغي خطة َن ْقل الناس ،وهي استجابة تك ُّيفية ملا يحتمله ُّ ا ُملنَاخ من أخطار .فمواضع هذه القرى سواحل منخفضة، َ املنازل يقع فيها عىل تفاوت املقادير :ال َغ ْم ُر؛ فتغتمر املَا ُء حات ِّ و َم َقاب َر األسالف ،و َت ُّ وعباب العواصف، خط الساحل، ُ للح ْرث وال َّز ْرع من األرايض وا ْن ِس ُ اب املاء املالح يف ما يصلح َ وما يصلح ّ للشب من موارد املاء .وقد جرى يف ِع ّد ٍة من دروس ،منها وس ُبل املعاش واألهلني إىل حيث ال ُب ْعد عن هذا ،ويف ما تقدّم ذكره من النقل ا ُملخطط له ٌ القرى َن ْق ُل املنازل ُ أماكن األخطار البيئية (وبعض هذه القرى أجرى ذلك ب َد ْع ٍم الحاجة إىلُ :صن ِْع القرار الشامل قبل النقل ويف خالله وبعقبه، واس ِتم َرا ِر األمور الثقاف ّية والدين ّية يف املجتمعات املحل ّية، من ِوزارات الحكومة واملانحني واملنظامت غري الحكومية). ْ والح َفاظِ عىل الدرجات املعيشية أو تحسينها ،ومن ذلك ِ الصحة والتعليم واألسواق) والبنية التحت ّية مثال ذلكّ :أن القرية الساحل ّية ُڤو ِنيدُ ْو ُغ ْو ُل َوا يف َڤا ِن َوا َل ُڤو ،الخدمات (أي ّ أرض أعىل من أرضها سن َة ،2014تقلي ًال يف مستوى ُ ّ األ َس ومستوى املجتمع املحيل ،ثم الحاجة إىل ُن ِق َل ما فيها إىل ٍ كل أفراد املجتمع املحيلّ ّ تحات الساحل وال َغ ْمر .ويبعد املوضع التخطيط املعايش ،حتى يستطيع ُّ ّ مم تتع ّرض له من أرض أن يسلكوا ُس ُبل املعاش املستدامة. الجديد عن الساحل كي ُلومرتَين يف جهة ال ّرب –وهو عىل ٍ تنزلها العشائر يف العادة– وهذا املوضع أحسن من القرية، الس ْكنَى والبنية التحت ّية ،والوصول إىل األرايض االنجذاب إىل املدينة :يف فيجي من حيث ُّ ً الح َض خطة حسنة وس ُبل املعاش ،والخدمات الصح ّية والتعليم ّية ،ميكن أن تكون الهجرة من الريف إىل َ الزراع ّية ُ ُ والط ُرق ُ الك َربى ،واألسواق .وقد بدأ املجتمع املح ّ يل هذه لتنويع ُس ُبل املعاش وبناء القدرة عىل الصمود ،وال س ّيام يف النُق َلة وأجراها منه أفرادٌ ووجها ٌء لهم ٌ شأن كبري يف التخطيط املجتمعات املحل ّية التي تواجه أخطار ا ُملنَاخ يف جزائر املحيط َ َ الحض والجزائر الكربى منذ ست بإقامة املشاركة والتعاون بني الهادي ،حيث ت ْج ِذ ُب مراكز َ وصناعة القرار ،ثم ُي ِّ َ
27
28
28 www.fmreview.org/ar/issue64
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
يم وج ُه بعض املهاجرين إىل عىل أ ّنه قد ُي ِع ُني عىل َج ْذب املنظامت غري الحكومية ل ُت ِق َ أ ّول األمر عدداً من الناس كثرياً .و ُي ّ الح َض شيئاً من د َْخلهم نح َو البذل لبناء القدرة عىل الصمود مشاريع بيئ ّية يف القرية. َ ّ والتك ُّيف يف املناطق الريفية والقاصية .مثال ذلك :أن بعض نصيب عظيم تغي ا ُملنَاخ ٌ ساكني قرية ُلو َباو يف ريف فيجي ،تح ّولوا من الزراعة وفالحة والحاصل ّأن لبناء ُّ الصمود آلثار ُّ الح َض ،ولكنّهم من َس ْع ِي املهاجرين يف جزائر املحيط الهادي إىل أن يصيبوا الكفاف إىل العمل يف االقتصاد النقديّ مبراكز َ وجهون نصيباً من د َْخلهم إىل املشاريع واملرافق املجتمع ّية ،فرص العمل بعيداً من الساحل .وملّا كان ذلك كذلك ،كان ُي ّ ُ تغي كبناء وإصالح املركز مبنى ُيج َعل إدماج التدريب عىل بناء املساكن املجهّزة ملقاومة ُّ املجتمعي يف لو َباو ،وهو ً ّ الح َض املناخ –وهذا له صلة باألمر ثقاف ّي ٌة ،مقام ّية ،جغراف ّية يف وع الكوارث .ثم ّإن املهاجرين إىل َ مركز إجال ٍء عند ُو ُق ِ وقت واحد– يف برنامج ّ وسم ِّيني أحد األمثلة عىل ّأن يرسلون املال إىل َمن يبقى يف قراهم ،وأ ّما القرو ُّيون فريسلون ٍ العمل املَ ِ حسنَ إدخالها يف ت ّيار تن ُّقل ي أن ميكن املناخ أخطار معالجة الح َض .فليست الهجرة ُ املنتجات املحل ّية إىل َمن هاجر إىل َ ّ ّ الح َض يف فيجي ،وأماكن أخرى يف املنطقة ،العمل بني الدول. من الريف إىل َ تعني الناس عىل إيجاد ُس ُبل املعاش املستدام فحسب ،بل لتغي البيئة املحيطة تجديد العالقة الثقاف ّية باملكان :يف تو َ�ڤ ُلو هي إىل ذلك ُتستع َم ُل يف بناء ُّ الصمود ُّ وللكوارث (مع أ ّنها يصدق عليها ْأن قد يكون فيها أخطار ،ليس من سبيلٍ إىل قرية ُف ْو َنا َف َال يف تو َ�ڤ ُلو إال البحر .والبنية كام يصدق ذلك عىل أكرث رضوب التن ُّقل) .ففي املناطق التحت ّية هناك قليلة ،فال مدارس وال ّ محال وال ُط ُر َق مع ّبدة وص ُل الناس إىل عاصمة البالد ،والبعد الريفية ،يعتمد بقاء الناس عىل مزيج ال ُي ْؤ َمنُ من مصادر وال ع ّبار ًة عا ّم ًة ُت ِ ُ وحال حتاج إذاً إىل مزي ٍد من بينها وبني القرية مسرية ساعة بالزورق ذي املح ّرك. الد ّْخل ،يف زراع ـ ٍة ويف غريها .ف ُي ُ ٌ املشاركة والدعم من السلطة الرسم ّية ،ل ُي ْض َمنَ ْأن تتّصل هذه ُف ْو َنا َف َال كحال ِّ واقعة عىل جزير ٍة مرجان ّية كل تو َ�ڤ ُلو ،فهي تحات الساحلّ . القطاعات بعضها ببعض ،وأن يكمل بعضها بعضاً ،هذا ،إذا منخفضة ،ويصيبها ّ ولعل القارئ يظنُّ –وظنُّه ُأ ِري َد بالخطط املعاش ّية ،كخطة الهجرة الداخل ّية ،أن ُت ِع َ ني عىل ُمس ّوغ– ّأن هذه القرية الجزيرية القاصية ،التي ليس لها من تحسني ما يعود من ُس ُبل املعاش عىل ُ األ َس الريف ّية. االقتصاد النقديّ يشء ،تعاين الهجرة منها ،ولكنّ عكس ذلك ُ ُ هو الحقيقةُّ . فكل األ َس املقيمة يف ُف ْو َنا َف َال ،وهي عرش أ َس، الخروج من البلد ابتغا َء العمل :إىل أسرتاليا ُ ُمد ٌ تغي املنَاخ من أخطار ،وال س ّيام األخطار ْركة ما يحتمله ُّ ْ وسم ِّيني يف أسرتاليا ،الذي يجري منذ الناجمة عن ارتفاع مستوى َسطح ال َب ْحر ،ولكنْ ليس من أح ٍد يسمح برنامج العامل املَ ِ ُ سنة ،2012ملواطني تسعة بال ٍد من جزائر املحيط الهادي منها ينوي َت ْرك القرية .ال بل عدد األ َس ٌ آخذ يف الزيادة .فام وملواطني تيمور الرشق ّية ،بالعمل ا ُمل َو ّقت بأسرتاليا يف القطاع َباْ ُل أهل القرية إذاً؟ اعي وقطاع الفنادق .والغرض من ذلك سدُّ الخلل العام ّيل الزر ّ َ ُ َ يف أسرتاليا من جهة ،واإلسهام يف تنمية اقتصاد البالد التي يجري التقليد يف ف ْو َنافال بأن ميلك أرضها الفونافوت ُّيون َي ْق ِد ُم منها ّ العمل من جهة أخرى .فقد ُقو ِب َل 12مهاجراً األصل ُّيون ،وهم من جامعة الس ّكان األصل ّيني نفسها التي وسم ِّيني يف جزائر سليامن ،وظهر متلك األرايض يف عاصمة تو َ�ڤ ُلو .ويستوطن الفونافوت ُّيون داخ ًال يف برنامج العامل املَ ِ َ التغي، ّأن ك َّلهم نووا استعم َل ما سيكسبونه يف أسرتاليا من املال موضع القرية من عه ٍد بعيد ،ولكنّ الذي حدث من ُّ َ التوسع الحرضيّ يف العاصمة ،أحدث عىل مرور يف بناء املساكن يف جزائر سلامن وإصالحها وتحسينها .مثال مثل ازدياد ُّ ذلكّ :أن أحد ّ العمل ّبي كيف ّأن إصالح بيته وتحسينه الزمان تفاوتاً يف عدد السكان .و ُيقدِّر اليو َم أفراد املجتمع بيت من ورقٍ إىل بيت من حديد وخرسانة املح ّ يل ك ّلهم ما بني أيديهم من فرصة العيش عىل ما جرت وتحويله من ٍ ُ وخشب بناء ،يزيد من حامية عائلته عند شنُوع الطقس .به العادة يف البلد ،فذلك لهم أيرس م ّمن يعيش يف العاصمة ِ وكان ينظر ٌ عامل آخر يف املكان الذي ينبغي له بناء بيته نفسها ،فكانت هذه الفرصة حا ّث ًة عىل الهجرة إىل القرية. السمك وزراعة الغذاء ُ األ ْسي يستوعب يف ّ األقل قريب من الساحل ،وقد ثم ّإن َص ْي َد ّ الجديد فيه ،فبيته الحارض كان ج ّد ٍ يان املاء عند ّ والح ُص ُ َش ِه َد ُط ْغ َ الح َرف خط الساحل يف السنني األخرية .وأخرياً ،بعض كفاف املعاشُ ، ول هناك عىل موا ّد ِ ً ّ ُ َ ُ كان أحد العمل ُيس ِه ُم يف بناء َمضاف ٍة يف قري ٍةُ ،م ِق ْيام إسهامه اليدو ّية أسهل من الحصول عليها من غري مكان .وتك ِمل أكرث
نرشة الهجرة القرسية 64
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
حزيران /يونيو 2020
29 www.fmreview.org/ar/issue64
ُ األ َس َ كفاف معاشها ببعض العمل بأجر ٍة يف العاصمة .وأ ّما ماء الرشب والكهرباء فكل البيوت ممدود ٌة بهام بالصهاريج وألواح الطاقة الشمس ّية .وقد ُأقي َم ْت حديثاً ُجدُ ٌر بحر ّية مبوا ّد محل ّية ّ وعمل محل ّينيُ ، وغ ِر َس نبات املنغروف ليحمي من ّ تحات الساحل .وقد بنى أهل القرية كنسية صغرية جديدة ومركزاً مجتمع ّياً جديدة .واجتمعوا عىل مراوضة الحكومة الوطن ّية عىل بناء مدرسة ،فوعدتهم الحكومة ببنائها ،وحني ُت ْبنَى يغلب أن يزيد عدد ساكني ُف ْو َنا َف َال .وتقسم العوائل التي لها أطفال قضاء وقتها اليو َم بني العاصمة و ُف ْو َنا َف َال، حتى يذهب أطفالهم إىل املدرسة ،وبالحقّ ّإن أهل ُف ْو َنا َف َال اليو َم ينقصهم صغار السنّ والشباب .ولكنّ ساكني القرية مجمعون عىل أن العوائل الشا ّبة ستنتقل يف الغالب إىل ُف ْو َنا َف َال حني ُت ْبنَى املدرسة.
جا ٍر يف مستويات ثالثة :فرديٍّ وعائ ّ ومجتمعي ،ويف يل ّ هذه الخطط ما ُي ِّيزها من حيث االختالف والدافع والتوجه والنتيجة .وكث ٌري من ُصنْع سياسات الهجرة يف ُّ املنطقة ،يف الوقت الحارض ،ال ُين َْظ ُر فيه عىل نطاق تغي املناخ، واسع إ ّال إىل ضغوط التن ُّقل وأعامله يف سياق ُّ املخصصة .مثال ومع ذلك ،هناك بعض أدوات السياسة ّ ذلك :أن الحكومة الفيج ّية أنشأت املبادئ التوجيه َّية للنّقل املخطط له ،وأطلقتها يف مؤمتر األمم املتحدة لتغي املناخ ( )COP24سن َة 3.2018أنشأتها لتوجيه ُّ أصحاب املصلحة يف كل مرحلة من مراحل النّقل الذي لتغي املناخ .وأيضاً فقد أنشأت الحكومة يستجاب ب ِه ُّ َ تغي املناخ الفيج ّية صندوق استئامنٍ للنقل الناجم عن ُّ هجرين (وأطلقته سن َة 2019يف الجمعية العامة وللم ّ ُ ص خص م العامل يف صندوق أول وهو املتحدة): لألمم ّ ُ ٍ املهجرين أو النقل الناجم عن آثار لشؤون نقل الناس َّ تغي املناخ .وقد رسمت َڤا ُن َوا ُتو ،يف الوقت نفسه ،سياس ًة ُّ تغي املناخ والتهجري يف الكوارث ،وهي ٌ أداة وطن ّية يف ُّ توجه السلطة الحكوم ّية والفاعلون من غري الحكومة، ُّ َ َ يف تنفيذ مقاربات ِقطاع ّية ون َسق ّية ،حيث يقع التهجري. ومع ذلك ،ما يزال االنتقال من أهداف السياسات العا ّمة واملبادئ التوجيه ّية إىل التوجيه الواضح وترتيب التنفيذ، إن ّ يف جزائر املحيط الهادي ،أمراً فيه َت َحدٍّ .ثم ّ كل َو ْض ٍع َ للسياس ّية يحتاج تحقيقه إىل أن ُي ْبنَى عىل ف ْهم سليم لحقيقة الخطط التي يتّبعها الناس يف تن ُّقلهم ،وللعوامل املؤ ّثرة يف ُصنْع قرارهم .وبعدُ ،فال بدّ من توجيه النظر إىل أم ٍر شأنه عظيم ،وهو أن َو ْضع السياسة ينبغي فيه أن ُي َق َّر بأن الناس يعالجون ما يحتمله املناخ من أخطار (مبارشة وغري مبارشة) يف ِّ كل األماكن التي يعيشون فيها، عىل تعدّ دها ،وذلك بانتقالهم منها ،وينبغي يف وضع ات َد ْع ٍم ُم ْب ٌ السياسة أيضاً أن ُيد َم َج فيها آل ّي ُ تكرة ل ّينة.
سياق السياسات
ٌ مشاركة ،بجامعة كوينزلَند www.uq.edu.au بروفيسور ٌة
خب أفـراد املجتمع املح ّ يل عن األهم ّية التي يولونها و ُي ِ ُ وصحتهم ،وهام عندهم يف األولو ّية، للحفاظ عىل ثقافتهم ّ و ُي ْعنُون مبوازنتهام بالرغم ّ مم هو طويل األمد من أخطار تغي املناخ .وليس من أح ٍد اليو َم ال يأمن عىل نفسه ،و َي ْس ُ هل ُّ إصالح البيوت الضعيفة –بالقياس إىل غريها– ّ مم يصيبها ّ والتحات .هذا ،ويعرف أهل من رضر الفيضان والعاصفة ُف ْو َنا َف َال حقّ املعرفة املناقشات الطويلة العريضة ،الدائرة حول تو َ�ڤ ُلو واستحالتها غري صالحة للسكنى يف مستقبل الزمان ،ولكنّهم مع ذلك يجدّدون روابطهم األصل ّية باألرض، ما دام ذلك ممكناً ،فيبنون ويدعّمون صمودهم الثقايف واالجتامعي واملعايش .ومثال ُف ْو َنا َف َال هذا ،يوافق األولو ّية التي يف السياسات الوطن ّية يف تو َ�ڤ ُلو ،املوضوعة للتك ُّيف تغي املناخ حيث يكون .عىل ّأن التحصني املاديّ بحسب ُّ للجزائر املنخفضة ،وهو رضوريٌّ يف األكرث حتّى يبقى السكان يف أرضهم األصل ّية يف األمد البعيد ،هو مشكلة ال ب ّد من أن يعيل درجتها يف سلم األولو ّية رشكاء تو َ�ڤ ُلو الدول ُّيون .وإذ قد كانت املصاعب التقن ّية واملال ّية التي يف الطريق إىل التحصني املاديّ كثرية ،ف ُي ْحتَاج أيضاً إىل أن يعتنى بالنظر يف املَ َح ّ يل من فاين ُث ْر ُتن Fanny.Thornton@canberra.edu.au ٌ ْبا www.canberra.edu.au اآلثار الثقافية واالجتامعية والبيئية ،إذا أمكن توسيع نطاق بروفيسور ٌة مشاركة ،بجامعة َكن ِ َ املشاريع ،مثل مشاريع استصالح األرايض. ْ َ كا ِرن َمك ِنم َرا karen.mcnamara@uq.edu.au هذا ،عىل ّأن املجتمعات املحل ّية يف الجزائر املترضرة ،تتّبع عدداً من خطط التن ُّقل ،لتقليل األخطار املحتملة ،ولتدعيم ٌ ْ الصمود والتك ُّيف ،وأ ّما ا ّتباع هذه الخطط ،فهو زميلة يف البحث ،بجامعة ِمل ُبن www.unimelb.edu.au القدرة عىل ُّ أوليڤيا دُن olivia.dun@unimelb.edu.au
29
30
30
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
www.fmreview.org/ar/issue64
كارول فار ُبت ُْكو Carol.Farbotko@csiro.au
عاملَ ُة بحوث ،يف منظمة ُ الكو ِمن ِو ْلث للبحوث العلم ّية والصناع ّية ْ ،www.csiro.auوزميلة يف البحث ،بجامعة ِمل ُبن www.unimelb.edu.au
ِسي ِل َيا ِم ْك َم ْي ِكل Celia.McMichael@unimelb.edu.au ٌ رئيسة ،بجامعة ِم ْل ُبن www.unimelb.edu.au محارض ٌة يس ِي ْيي merewalesi.yee@uq.edu.au ِم َرياوَا ِل ِ
باحثة ٌ ٌ نائلة درجة الدكتوراه ،بجامعة كوينزلَند www.uq.edu.au
ريا ُك ِو ُّلو scoelho@iom.int صَ ِب َ
مديرة برنامج ،يف ّ املنظمة الدول ّية للهجرة
www.iom.int/asia-and-pacific
ربي t.westbury@uq.edu.au ِت ْم ِوست ِّ
ُم ٌ شارك ،يف اللجنة االقتصادية واالجتامعية آلسيا واملحيط الهادي ،www.unescap.org/subregional-office/pacific ٌ وباحث ٌ نائل درجة الدكتوراه ،بجامعة كوينزلَند
شارون ِج ْمس sjames@iom.int
مديرة مشاريع ،يف ّ املنظمة الدول ّية للهجرة
www.iom.int/asia-and-pacific
ف َر ْن ِسيس نامُومُو francesn@pcc.org.fj
مديرة برامج ،يف ا ّتحاد كنائس املحيط الهادي
https://pacificconferenceofchurches.org
يس َيا با ِول ومارينيتا ِكيتارا يطيب ملؤ ّلفي املقالة أن يشكروا ل ِت ِري ِ ِمنّتهام وإسهامها يف ورقة البحث هذه. Campbell J R and Warrick O (2014) Climate Change and Migration .1 Issues in the Pacific, UNESCAP: Suva تغي ا ُملنَاخ وال ِه ْجر ُة يف املحيط الهادي) (مسائل ُّ bit.ly/UNESCAP-Campbell-Warrick-2014 .2ما ُأخ ِر َج يف قلب هذه املقالة هو جز ٌء من مرشوع الربط يف مجلس البحوث األسرتايل ( ،)Australian Research Council Linkage Projectواسمه ‘التن ُّقالت البرشيّة تغي’ ورقمه ( ،)LP170101136وأيضاً فهو جز ٌء من منحة الجمعية مناخ ُم ِّ ٍ التحويل ّية يف ٍ ‘السري يف البحار الجغرافية الوطنية ( ،)National Geographic Society grantواسمها َّ ُ العاتية’ ورقمها ( .)194R-18-HJ2و ُي ِق ُر مؤ ّلفو املقالة مبنّة الدعم املا ّيل الذي أع ُْطوه. www.refworld.org/docid/5c3c92204.html .3
www.uq.edu.au
ال َب ْح َران إذا ال َت َقياَ :ن ْق ٌل وقا ّيئ ُم َس ّ ٌي ذات ّيا ألهل نوڤا إ ْن ِس َياد يف الربازيل
ِج ُيوڤانا ِجي ِني وتا ِت َيانا ِمنْدُ وسا َك ْردُوزو وإيريكا برييز رامُس
ٌ تعاون بني أفراد املجتمع املح ّ ٌ جامعة ساحل ّية تقليد ّية يف يل وباحثني ليتص ّفحوا و َي َر ْوا كيف تغلبت ُأق ِي َم رص َف أمر َن ْق ِلها من أرضها بنفسها؟ الربازيل عىل الذي تحدّاها من املصاعب البيئية والقانونية ،حتّى ُت ِّ
فأما األرض ،فهي إ ْلهَا دي َك ْردُوزو ،تقع يف والية ساوباولو الرشقي ،وهي موطن جامعة عند ساحل الربازيل الجنو ّيب ّ إ ْن ِس َياد دا بال َيا .وحال هذه الجامعة كحال شعب الكيسارة يف أن ُس ُبل معاشهم معتمد ٌة عىل خصائص مع ّينة َح ْو َل الح ْر ُّيف، موضع إقامتهم ،ومنها ال ّزرا َع ُة الج ّوالةَ ، وص ْيدُ السمك ِ الح َرف اليدو ّية .وتعيش جامعة والسياحة املستدامة ،وأعامل ِ إ ْن ِس َياد بني عالَمنيَ :ب ْح ٍر َ (مصب املاء يف البحر)؛ أي هي وخ ْور ُّ بعض من هو ّيتهم التقليد ّية من قرار االنتقال جزيرة ،وهذا املَ ْو ِض ُع املاديُّ ٌ ُّ للترض ُر االجتامعي جهة ،و ُم ْس ِه ٌم يف قابل ّيتهم البيئي عىل م ّر “ينبغي لنا البدء من جديد .فعائلتنا شجر ٌة ضخمة تحتاج إىل ّ 1 َ السنني من جهة أخرى. أرض جديدة ُتغ َرس جذورها فيها ”.مالقيس ك ْردُوزو ٍ
تعيينها سن َة 1962محم ّي ًة من محم ّيات املوارد الطبيع ّية إىل َط ْرد كثري من جامعات الكيسارة ،وتصعيب الحال عىل َمن بقي منهم ليحافظ عىل أسلوب معيشة مستدام .وبعد املوضع الذي كانت عدّة سنني ،د ّمر اجتامع هذه القوى َ َ فيه جامعة إ ْن ِس َياد ،إذ انصدعت الجزيرة فصارت جزيرتني، فاضط ّر الناس إىل االنتقال.
ومل تزل الجزيرة ّ ّ ّ تترضر نـاس من بالتحات بق ّوة ُمد ّمرة قادم ٍة من بح ٍر وقـد بـدأت آثـار التحـات ُت ِ خط ُر ،بحسـب مـا قاله ٌ ً ْ مل يكن تو ُّقع حاله أكرث اعتياصا منه اليو َم ،وفوق هذا ،أدّى اإلن ِس َـياد ،يف تسـعين ّيات القـرن العرشيـن ،فدفعهـم ذلـك
نرشة الهجرة القرسية 64
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
حزيران /يونيو 2020
31 www.fmreview.org/ar/issue64
فكيـف يسـتجمعون مـن الشـجاعة مـا يجعلهـم يرتكـون املوطـن الـذي ال يعرفـون سـواه؟ فاحتـاج األهـايل إىل إدارة كثير مـن املفاوضـة والتشـارور حتّـى يصيبـوا اال ّتفـاق. ٍ وقـد ا ّتخـذوا يف اختيـار املوضـع الجديـد الـذي سـينتقلون إليـه يف الجزيـرة معيا َريـن :األمـن (مـن زاويـة النظـر إىل الجغرافيـا) ،وإمـكان الحفـاظِ على مـا درجـوا عليـ ِه مـن وتوليـد د َْخـل مسـتدام .وأثبتت فرقة مـن الباحثني األعمال، ِ قابليـة املوضـع الجديـد للعيـش فيـه بدراسـة أجرتهـا ،بنـا ًء على طلـب األهـا ّيل 2.والذي َف َصـل يف تعيني حالـة األرض هو الصلـة الشـخص ّية بـاألرض؛ فقـد سـكنها يف املايض َمن سـبق أن كانـت شـيخة الجامعـة ،فطأمنتهـم إىل ّأن يف األرض كل العنـارص األسـاس :مـاء الشرب ،وأشـجار الفواكـه ،ومواضـع صيـد السـمك.
املصاعب
كارُل ِمنْدُ وسا
وقدّمـت سـلطة الدولـة والسـلطة البلديـة بين َيـدَي أفـراد ٍّ محلي آخـر على إ ْن ِسـ َياد ح َّلين :فإمـا االندمـاج يف مجتمـع الجزيـرة وإمـا االنتقـال إىل أطـراف أقـرب مدينـ ٍة منهـم. غيان َ ف ُر ِف َ أصـل عالئقهـم ـض األهـايل الح ّلين ،إذ إ ّنهما سـ ُي ّ (بين أفـراد الجامعـة وبني الجامعـة وغريها مـن الجامعات)، وأسـلوب معيشـتهم ،وعاداتهـم ،ومـا عندهـم مـن نظـام السـيايس .فمنـذ أن كانـت سـنة ،2010 التنظيـم االجتامعـي ّ ُت َّ وسـيايس، نظ ُـم الجامعـة بحسـب نظـام ِن ْسـويّ اقتصـاديّ ّ يقـوم على مبـدأ التامسـك االجتامعـي ،وكان هـذا ُركنـاً من أركان االنتقـال.
إىل بنـاء جـدا ٍر بحـريّ .ويف سـنة ،2008أرشع املدّعـي العـا ّم تحقيقـاً يف األمـر ،ويف سـنة ،2013أ ّلفـت مؤسسـة الغابـات –التـي ُت ِديـ ُر أمـ َر املحم ّيـة– ِفر َقـ َة عمـلٍ لرصـد املنطقـة. وبنـا ًء على طلـب األهـايل ،بـدأ املحامـي العـام املشـاركة يف اجتامعـات فرقـة العمـل ،حتّـى ُي ْض َمن َصـ ْون حـقّ البقاء يف ّ الجزيـرة ،ألن ال ّن ْقـل ورد ذكـره يف املناقشـات الدائـرة حـول هـذا ،ومل يـؤذن لهـم بانتقـالٍ ُينظمونـه هُ ـم إال بعـد األخـذ املسـألة .ومـع ذلـك ،مل تجـ ِد هـذه املحاولـة األوىل لتنظيـم يف سـبيلٍ صعبـة ،منهـا ُّ تدخـل مكتـب املحامـي العـام، ومكتـب املدعـي العـام ،ووزيـر الدولـة يف الشـؤون البيئيـة. ال ّن ْقل. ّ إذ إن التفـاوض يف االنتفـال مبنطقـة محم ّيـة أمـ ٌر صعب ،وال الع َباب سـ ّيام يف بيئـة سياسـية وطن ّيـةُ ،يخت َل ُ ّ ـف فيهـا على حقـوق سعَ التحات باشـتداد ُ وبني سـنة 2015وسـنة ُ َ 2016 فقلـل ّ املَ ّـدي وتكـ ُّرر وقوعـهّ ، خـط الرمـل الـذي يفصـل بين املجتمعـات املحل ّيـة التقليديـة .فـكان مـن الضروري أن َ الخـ ْور وعُ ـ ْرض البحـر مـن 22متراً إىل 12متراً .ويف شـهر ُيج َم َـع بين الكيانـات املعن ّيـة على اختالفهـا ،وأن ُيسـتَج َم َع َ َ ُّ أكتوبر/ترشيـن األول سـنة ،2016قلـل ت ّيـا ُر املـ ِّد السـفيل َد ْعـم الهيئـات العامـة وأن ُي ْسـتدَعى َد ْعـم املجتمـع الكبير، ّ الخـط حتّـى صـار لـه مـن العـرض مرتَيـن ،لكي ُي ْض َمـنَ أن تكـون محـاورة الهيئـات ا ُملديـ َرة لل ّرح َبـ ِة ا ُمل َع ُاكـس عـرض وكل هـذا قامـت ب ِه نسـاء اإل ْن ِسـ َياد ،بعـد أن ّ وهـذه هـي الحـال التـي اضطـرت األهـايل إىل بـدء االنتقالُ .مف َيـد ًةُّ . نظمنَ الخـط إذا انصـدع بالكل ّيـة اغتمـر األهايل يف ُسـ َويعات .أنفسـهم يف ّ ّ منظمـة اسـمها رابطـة سـكان إ ْن ِسـ َياد دا بالِ َيـا إذ ّإن املهـم(Association of Residents of Enseada da Baleia). : فلـم يكـن مـن الرحيـل بـدّ .وهاهنـا كان السـؤال ّ
31
32
32
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
www.fmreview.org/ar/issue64
ألن َّ كل عم ٍل يعملونه ٌ “ال يتعب َم ْن يعمل هناّ ، داخل يف العامة ”.جورجي َك ْردُوزو املنفعة ّ
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
األهايل مجيء هؤالء الشباب واشرتاكهم يف العمل مثاالً عىل املقاومة ،تتّحد فيه العادات واألعراف والقدرة َب ْعث املهارات املوضع الجديدَ ،واسمه نوڤا من جديد .ثم َس َكن َِت الجامعة َ إ ْن ِس َياد ،يف يونيو/حزيران من سنة .2017ثم خرقت ق ّوة البحر ّ خط الرمال يف أغسطس/آب سن َة ،2018فد ّمرت كثرياً ّ ماض مادّي ،وحينئ ٍذ كانت الجامعة قد من للجامعة مم ٍ ً نجحت بأن أنشأت لها بداية جديدة.
ومع ّأن اإلذن قد َصدَر ،مل تقدّم الدولة من املعونة املال ّية شيئاً ،فكان هذا مع ّوقاً تغ ّلبت عليه الجامعة باعتامدها عىل إبداعها ،ومتاسكها ،وعاداتها وأعرافها ،وعىل قد ٍر من العمل كث ٍري .فقد تو ّلت رابطة سكان إ ْن ِس َياد دا بالِ َيا تقسيم مساحة ّاس األرض بني الناس ،وإنشاء هرم لألولو ّيةُ ،و ِض َع فيه أكرث الن ِ مواطنَ َض ْع ٍف يف الدرجة األوىل .وكان ال ب ّد من مفاوضة َت َحد ٌ ّيات جديدة مديري ال ّرح َب ِة يف ُّ ولكن َ جبنا عىل ني ُأري َد إدخاله عىل هياكل البيوت “ َت ْر ُكنَا هذا املكان يحزنني جدّ ًاّ ، الخ َط َر ُي ِ ُ كل تحس ٍ األصل ّية؛ ذلك أنهم مل ُيسمح لهم مبجاوزة مقدار األمتار ذلك ”.إِ ْر ِس مالقيس (سبق أن كانت شيخة الجامعة) املخصصة لكل بيت ُيعا ُد بناؤه يف املوضع الجديد. املر ّبعة ّ وتستم ّر آثار أزمة ا ُملنَاخ يف تغيري عوامل الحرك ّية (الدينام ّيات) اإلسرتاتيج ّيات يف صيد السمك ،وملوحة املاء ،وحياة نبات الجزيرة .وتشهد تغياً أيضاً، ً وليك ُي َ صيب األهايل أهدافهم ،أنشؤوا شيئا اسمه مو ِي ِتو ِئيس املجتمعات املحل ّية األخرى املقيمة يف الجزيرة ُّ االجتامعي ابتغا َء أصابة ويقف لها عهدٌ جديدٌ عىل األبــوابَ ،ع ْهدُ التحاور بني نظام للحشد ( :)mutirõesوهو ٌ ّ مبني عىل املعونة املجان ّية بني الناس .ومن املجتمعات املحل ّية يف محاولة َف ْهم ما يحدث .مبواصلة العمل ٍ غرض مشرتكٌّ ، ّ االجتامعي الذي ُب ِن َي طوال التامسك وبروح ، ه ب بدؤوا الذي واألصدقاء، (كالسياح، ع املوس يل املح املجتمع مشاركة ذلك، ِ ّ ّ والعوائل من غري مناطق وبالد) .وبهذه الشبكات املجتمعية ،مدّة هذا االنتقال الطويل والصعب ،يشعر أهل الجزيرة جمعوا ما يحتاجون إليه من مال الستيعاب كلفة أعامل بأملٍ يف استنباط طرق تحمي مجتمعاتهم املحل ّية قبل نزول اإلنشاء وموا ّد البناءّ ، أزمة جديد .وهم اليو َم يخططون ملواصلة الدفاع عن أرضهم، ونظموا نقل هذه املوادّ. وال س ّيام من مضاربة القطاع الخاص ،ومن اقرت ٍاح تدعمه “يبدأ امتحان ح ّلنا حني ال يكون بني يدينا موارد :فإن َ أردت الدولة يف خصخصة إدارة الجزيرة ،فهذا يهدد سالمة األرايض َ َ احتجت إىل رشاء موادّ البناء ونقلها ...وأغلب هذا ومعيشة شعب الكيسارة واستمرارهم يف جزيرة ك ْردُوزو. البناء ُي َ ُ حض من طريق نظام موي ِ ِتوئِيس للحشد املجتمعي”. فام الذي تع ّلمناه؟ تا ِت َيانا َك ْردُوزو ٌ ٍّ ِّ “لكل مجتم ٍع محيل طريقة يف العمل واملعيشة”. كل األهايلَّ ، ويف خالل اإلنشاء ،عمل ُّ يوم ،إلعادة بناء أنطونيو ما ِر ُيو ِمنْدُ وسا كل ٍ بيوتهم ،فانهمكوا يف أعامل إنشا ٍء منعتهم من األخذ يف يش ٍء من األعامل املو ّلدة للد ّْخل .وأما النساء ،فف َل ْحنَ األرض ،تجربة جامعة نوڤا إ ْن ِس َياد يف االنتقال ٌ حالة ناجحةُ ،ق ِد َر َ وط َه ْو َن لألهايل ،وط ّي َ السيايس .ومع ذلك ،فهي اجيح عليها بسنني من التمكني واإلدراك نب خاطر األطفال الذين افتقدوا أر َ ّ ُ ّ ً ّ ْ صحة كثري من الناس ،ملا تكلفوه من جهد أيضا حالة ظل ٍم ُمنَاخي ،من حيث تخل الدولة عنها .وعىل نومهم .وتدهورت ّ جسام ّين وانفعا ّيل. الرغم من زيادة اإلدراك العاملي حول الحاجة إىل اإلقرار بتغي املناخ وإىل حاميتهم ،ما يزال كث ٌري من باملترضرين ُّ وأما كبار السنّ ،فهم شاعرون منذ عه ٍد بعي ٍد بالخوف من املجتمعات املحل ّية ُمه َملة ألسباب عديدة .ونورد فيام ييل ما االنتقال ،يف حني ّأن الناس األصغر منهم س ّناً ،فكان األمر ع ّينا من األسباب يف حالة إ ْن ِس َياد: عندهم مبنزلة أوان التجديد وفرص ًة للبحث عن مصادر جديدة للمعرفة واستعاملها .فجذب ذلك شباب الجامعة ال َه َمل ّية القانونية :إذ يعني عدم الحوكمة املعيار ّية الذي هاجروا من قبل إىل املدن بحثاً عن العمل .ورأى واملؤسس ّية يف هذه السياقات إنشاء املجتمع املح ّ يل سلسلة
نرشة الهجرة القرسية 64
ُ جتمعات املَحل َّية َاخ وا ُمل أ ْز َمة ا ُملن ِ
حزيران /يونيو 2020
33 www.fmreview.org/ar/issue64
ا ُملتَدا َولة يف األوساط الدول ّية والرسدية ا ُملتَدا َولة يف الواقع املح ّ يل. ال َه َمل ّية االنفعال ّية :مل تنظر السلطات املحل ّية يف ما يحتمله األمر من آثار انفعال ّية .فأدرك أهل جامعة إ ْن ِس َياد أنه من الرضوريّ أ ّال يحزنوا شديداً وهم ينتقلون ،وأن كل األفراد ينبغي أن يشعروا أن آلرائهم منزلة يف ُصنْع القرار ،ثم إ ّنهم أق ّروا بأن االنتقال لن يكمل إال بعد إعادة بناء ما كان لهم من البيئي والتك ّيف التغي ال ُبنَى املاد ّية ،وأيضاً فقد تع ّلموا َف ْه َم ُّ ّ بحسبه ،وبنا َء ما يربطهم باملوضع الجديد من الذكرى. الصدْ ر ...فهاهنا ّكونا أنفسنا”. “أتر ُكها وأنا محزون ّ ُ يبا ِمنْدُ وسا ِد ُ َ ِج ُيوڤانا ِجي ِني g.a.gini@qmul.ac.uk
كارُل ِمنْدُ وسا
طالبة دكتوراه ،يف قسم الجغرافياُ ،بكل َّية امللكة ماري يف جامعة لندن www.qmul.ac.uk تا ِت َيانا ِمنْدُ وسا َك ْردُوزو enseadadabaleia@gmail.com
من الخطط ا ُملر َت َج َلة .فال َه َمل ّية القانونية تزيد مواطن ضعف طالبة علوم اجتامع ّية ،من شعب الكيسارة ،مقيمة بني جامعة املجتمع املح ّ يل وتزيد كونه عُ ْرض ًة للخطر ،وهو أمر يشت ّد إ ْن ِس َياد دا بال َيا ،وإحدى أعضاء جمعية النساء الحرف ّيات يف إ ْن ِس َياد فيتفاقم بسبب الضغط االنفعا ّ يل واالقتصادي وبوقوع النزاع دا بال َيا ،بجزيرة إ ْلهَا دي َك ْردُوزو ،يف الربازيل
بني األطـراف املختلفة املعن ّي ُة مبارش ًة وبغري مبارشة (أي املجتمعات املحل ّية املجاورة ،وإدارة ال ّرحبة ،والسلطات إيريكا برييز رامُس contato.resama@gmail.com ٌ املحل ّية). نائلة درجة الدكتوراه يف القانون الدويل ،بجامعة ساوباولو،
ال َه َمل ّية السياس ّية :إذ كانت إسرتاتيج ّية تعيني األرض ذات ّياً عند شعب الكيسارة التقليديّ الذي يعاين كرثة مواطن الضعف فيه ويواجه ُق َوى الطبيعة ،كانت أمراً رضور ّياً يف املكافحة من أجل بقائهم يف أرضهم وضامنهم أن هو ّيتهم، وثقافتهم ،وحقوقهم ،تصونها الدولة .ثم ّإن الجمع بني الحكمة التقليدية والدراسات األكادمي ّية والعلمية ،أدّى إىل فيس ذلك انتقاالً ناجعاً التوفيق بني مختلف أنظمة املعرفةّ ، عادالً .وأظهر استعامل املو ِي ِتو ِئيس ّأن الحلول املجتمع ّية ّ أقل تجاوزاً وأكرث نجوعاً من الخطط القامئة عىل املقاربة التنازل ّية. ومن ُسن َِن العمل هذه نشأت القدرة بني املجتمعات املحل ّية عىل التصدّي لألخطار واملصاعب .عىل ّأن عدم االستجابة ّ والتحات السياس ّية عند الدولة لتك ُّرر حدوث العواصف القايس ،الذي أجرب عىل االنتقالُ ،ي ْظ ِه ُر انفصاالً بني الرسدية
ٌ و ُم ٌ وباحثة ،يف شبكة أمريكا الجنوبية للمهاجرين البيئيني نشئة https://resama.net
ُّ .1 كل الذي يرد يف املقالة من العبارات املقتبسة هو ألفرا ٍد من الجامعة ،وقد ُق ِب َست من التسجيالت املرئية املسموعَة التالية :أ ْق َب َل الغدhttps://oamanhaehoje.com.br/eng/ : ،فارغة ،https://curtadoc.tv/curta/cultura-popular/vazantes/ :املدُّ العايل يطرد الصيادين من قري ٍة مىض عىل من الزمان قرن ،www.youtube.com/watch?v=NrRdQ-8EDs4 ساعدوا نوڤا إن ِْس َياد! يف جزيرة إ ْلهَا دي َك ْردُوزو .www.youtube.com/watch?v=qu1b5AhfWIc&feature=youtu.be ُ .2أج ِريَ يف ُنوبَاوَب ،وهو مركز بحوث يف جامعة ساوباولو. NUPAUB-USP (2016) ‘Informe de evaluación técnica del área de reasentamiento de la comunidad de Enseada da Baleia bajo los aspectos de seguridad antropológica, ambiental y geológica frente al proceso de erosión en la Isla de Cardoso’, Cananéia-SP, Processo Administrativo de Tutela Coletiva No. 07/15/PATC/CDR/DPVR/UR التقني يف منطقة إعادة التوطني ألهل إن ِْس َياد دا بالِ َيا ،بالنظر إىل األمن (تقرير التقدير ّ ّ التحات بجزيرة َك ْردُوزو) األنايس والبيئي والجيولوجي يف ُم َقابلِ
33
34
34
اال ِّتجار والتَّهريب
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
www.fmreview.org/ar/issue64
ِم ْس ٌ يس بها الجميع :تحسني تقدير اال ّتجار طرة واحدة َي ِق ُ
جاشوا يُول وأبيغيل ُلنْغ
قاس بها انتشار اال ّتجار بالبرش ،كافي ًة إلصابة الغرض ليست املبادئ التوجيه َّية الحارضة ،التي و ُِض َعت ل ُي َ املطلوب .وإن ُأ ِري َد َر ْفعُ درجة الد ّقة يف تقدير اال ّتجار ،اقتىض األمر مبادئ توجيه ّية شاملة ُمق َّي َسة ،جرى ٌ امتحان شديدٌ ُم ٌ معن فيه. عليها يف امليدان ي َْشتدُّ َط َل ُب املانح َني إىل ُمت ََس ِّلمي منحهم أن يجروا بحوثاً استطالع ّيةُ ،يق ّد ُر بها عدد ضحايا اال ّتجار ،وأن يجعلوا ُن ْص َب أعينهم يف ذلك منطق ًة من املناطق أو ميداناً من امليادين .إذ يستعمل املانحون هذا التقدير ّ توزيع املوارد ،و ُي ِفيدُ وا ليخططوا َ ً إعدا َد الربامج ،ويشاركوا الحكومات .وأيضا فهم ينظرون إىل هذا التقدير ليجدوا دلي ًال تجريبياً عىل ّأن برامج مكافحة اال ّتجار ُتق ّل ُل انتشار اال ّتجار (أي عدد الضحايا ا ُمل ْك َ تشفني) .عىل ّأن أكرث ّ ات الن ُّْجح؛ ذلك أنه ال املنظامت ال َت ُعدُّ انتشار الضحايا يف ُم ِش َري ِ مبادئ توجيه ّي ًة شامل ًة ُمق َّي َسةُ ،ي ِكنُ أن يستعملها األكادمي ُّيون والباحثون ،ا ُمل َّ فون يف هذه ا ُمل ّ وظ َ نظامت ،يف تطبيق مناهج تقدير نشئَ و ُيط ِّو َر الباحثون االنتشار عىل بحوثهم .ومعنى هذاْ ،أن ُي ِ الس ْ ومناهج ،ال تستفيد –مع أ ّنها ُمحدّد ٌة أدوات الرأي ٍ َ ْ تط ِ الع ِ ّ قي ،و َي ْص ُع ُب توسيع نطاقها بالسياق– من االمتحان امليداين الن ََّس ّ ناس ُب مقارنات االنتشار .ثم ّإن ّ كل لالستعامل العا ّم ،وال ُت ِ الذي ُن ِ َ ش إىل اآلن من تقدير االنتشار ُت ُل ّق َي بالنّقد واالرتياب. ّ فاملبادئ التوجيهية القامئة ليست شاملة لكل يش ٍء له عالقة بها، ويستعيص تنفيذها عىل املنظامت الصغرية (التي نسبتها بني املشاركني يف مكافحة اال ّتجار عظيمة).
القياسات الحارضة
العاملي ()Global Slavery Index يح دليل العبود ّية و ُي ِت ُ ّ تقديراً وطنياً وإقليم ّيا لعدد الناس الخاضعني للعبود ّية الحديثة 1.و ُي َ اإلعالمي كث َري َق ْد ٍر، ول هذا التقدير من االهتامم ّ ويكرث أن َت ْستَش ِهد بأرقام ِه املنظامت والحكومات .هذا ،وأكرث العاملي هو الذي يف املستوى التقدير ِد ّق ُة عند دليل العبود ّية ّ الوطني .ولذا يحتاج برنامج مكافحة اال ّتجار ،ليك َ يكون فيه ّ اس ُن ْج ٍح نا ِف ٌع ،إىل أن ُيج َرى يف هذا املستوى نفسه .عىل ّأن ِق َي ُ ُ ّ معظم منظامت مكافحة االتجار تج ِري الربامج ،يف العادة ،يف الوطني ،راكز ًة ه ّمها يف عد ٍد قليل من املجالس دون املستوى ّ معي من اال ّتجار .فمن رضب ّ البلد ّية ،وكثرياً ما تركزه أيضاً يف ٍ العاملي من الصعب أن ُي َبهَ ن ،باستعامل ما يف دليل العبود ّية ّ معطيات ،عىل ّأن شيئاً من برامج مكافحة اال ّتجار هذه ُيس ِه ُم
الوطني ،لِ َم يف هذا املستوى يف انتقاص االنتشار يف املستوى ّ وصحيح من كرثة ال ُق َوى ا ُمل ِعينَة عىل اإلفضاء إىل هذا االنتقاص. ٌ العاملي مستم ٌّر يف تحسني ُط ُرقه ،وأ ّنه َي ْحت ِم ُل ّأن دليل العبود ّية ّ أن يقدر عىل إخراج تقدي ٍر ملا يف دون املستوى الوطني ،ولكنّ ّ تقديره ُين ّف ُذ مر ًة َّ كل سنتني عىل التقريب؛ ذلك ّأن كلفة تجميع أجزاء الدليل والتأليف بينها ٌ غالية ج ّداً .فإن أرادت منظمة استعامله وجعله ّ ٌ خطاً مرجع ّياً يف أعاملها ،احتاجت ُ ُ ُّ َ ّ إىل أن ترت َب تدخلها بحيث يوافق ميقاته ميقات َج ْم ِع دليل العاملي معطياته ،وهذا غري ممكن دوماً .فكان الذي العبود ّية ّ العاملي من أرقام ،عند الربامج الوطن ّية يقدّره دليل العبود ّية ّ ليس غري. واإلقليم ّية مبنزلة ُم ِش َري ِ ات ا ّتجا ٍه َ ويف سنة ،2012نرشت منظمة العمل الدول ّية مبادئ توجيه ّية يف استطالع الرأي ،2جاء فيها تفصيل الخطوات التي ينبغي رأي يف للحكومات الوطن ّية أن تتّبعها يف عند إجراء استطالع ٍ تعريفيات ،وأد ُ ٌ َوات تقدي ٍر، العمل القرسيّ ،ومام جاء فيه ووجو ٌه أخالق ّية ينبغي مراعاتها ،وإرشادٌ يف تحليل املعطيات. ومع ّأن هذه املبادئ التوجيه ّية ُتفيدُ الحكومات التي تعمل عىل استكامل تص ُّورها للعمل القرسيّ يف بالدها ،إال أ ّنها مبادئ محدودة .فمنظمة العمل الدول ّية نفسها قالت يف هذه املبادئ التوجيه َّية إ ّنها “ َق ْطر ُة أ َّولِ الغيث” ،ونرى ّأن األوان اليو َم قد آن لتوسيعها ،واشتاملها عىل طرق أخرى ُيج َع ُل نصب أعينها جمهوراً بحث ّياً أعرض .هذا ،وقد عقدت منظمة العمل الدول ّية مؤمتراً ،س ّمته املؤمتر الدو ّيل لخرباء إحصاءات العملُ ،ن ِ َ ش فيه مبادئ توجيه ّية يف قياس العمل القرسيّ سن َة ،2018يركز أكرث 3 ه ّمه يف العشوايئ من استطالع الرأي ُ يس. األ ْسيّ أو َّ املؤس ّ ومع ذلك ،فمعظم املنظامت أو الهيئات الحكوم ّية املنهمكة يف اال ّتجار ،ليس يف ميزان ّياتها إال القليل ،وال ُت ِطيقُ إنفا َذ هذه املبني فض األمر بكثري من املنظامت إىل استعامل ِّ املبادئ .ق ُي ِ عىل اإلحالة من ُط ُرق أخذ الع ّينة (كطريقة كرة الثلج) ،وهي ٌ طرق ُأ ْث ِب َت يف ميادين أخرى فضلها عىل غريها يف تحديد أفراد ُ الفئات املستخ ِف َية يف املجتمع .وأما غري ذلك من وسائل َج ْمع
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
اال ِّتجار والتَّهريب
35 www.fmreview.org/ar/issue64
املعطيات لقياس االنتشارُ ،فت َت ُ جل عموماً وق ّلام يكون بينها وبني منعزلة ،قإن استُع ِم َلت يف أخذ الع ّينات منهم الطريقة اإلحال ّية برنامج من الربامج اتصال َ أو الطريقة املبن ّية عىل الشبكة االجتامع ّية ،احتمل أن يكون مباش. يعي هذا الناتج من تقدير االنتشار شديد االنخفاض .ولقد ّ تعريفات قانونية الرضب من البحوث عدد العائدين الذين استُغ ُّلوا ،ول ّكنه ال جميع الفئة ا ُملتّجر بها يف َد ْفقة الهجرة التي كانوا موحد لال ّتجار ،يستوعب وقد استعىص عىل الباحثني حدُّ ٍ َ تعريف إحصا ّيئ ّ ومن أسباب ذلك وجود تعريفات دول ّية مختلفة ،وبعضها فيها. متداخل .مثال ذلكّ :أن القانون الدويل يستعمل تعريف العمل املهجرين يف األكرث ال يسلكون يف القنوات القرسيّ الذي ورد يف اتفاقية منظمة العمل الدول ّية ورقمها ،29أضف إىل ذلكّ ،أن َّ س والتهديد بالعقاب ليكون العمل قرس ّياً ،الرسم ّية ،إمنا يكون انتقالهم غري قانوين ،ورمبــا استعانوا وهذه تشرتط ال َق ْ َ وأما بروتوكول َبالِر ُمو 4فيشرتط يف تعريفه اجتامعَ فِعلٍ ووسيلة بشبكات التهريب .فقد تختلف طرق الهجرة القرسية باختالف وغرض .عىل ّأن العمل القرسيّ واال ّتجار ّ بالعمل ،مهام يكن مشاهدها ،فيؤدي ذلك إىل تفاقم مصاعب القياس يف أخذ االصطالحّ ، املبني عىل اإلحالة ،وإىل ش ّد ِة تقييد القدرة عىل إجراء يدلن عىل إجبار إنسانٍ أن يعمل أو يخدم ال َغ ْي الع ّينات ّ ُ يس. (وال ِّر ْبح من ذلك) .وبىل ،رمبا تطابقت يف التعري َفني ‘وسائل’ التقليديّ من استطالع الرأي األ ْسيّ أو ّ املؤس ّ اإلجبار أو االحتيال أو اإلكراه‘ ،والغرض’ من إجبار األفراد عىل العمل والخدمة ،ولكنّ ال ّلبس يف القياس يقع يف ‘األفعال’ ،مناهج البحث الشائعة العمل ،أو نقلهم ،أو إيوائهم ،أو تل ّقيهم ،فهذه ليست استعمل الباحثون يف اال ّتجار ،لحساب ما ُق ّد َر من االنتشار ،طرقاً كانتقاء ّ شيئاً من التعريف الذي حدّته منظمة العمل الدول ّية .ويثري هذا بحث ّية شتّى .وأكرث ما جرت به العادة من طرق أخذ الع ّينات يف مؤسس ّية ،من أسئلة رئيس ًة يف وجه الباحثني :فهل ،مث ًال ،ينبغي للعلامء قياس استطالع الرأي ،أن ُتختا َر ع ّي ٌنة عشوائ ّيةُ ،أ ْسيّة أو ّ حكومي .فيحاول ا ُملستَط ِل ُعون العمل القرسيّ مبعايري منظمة العمل الدول ّية ،لبيان َقدْر انتشار قامئة تا ّمة ،مثل ْإح َصا ِء ُس ّكانٍ ّ ُ َ اال ّتجار؟ وهل يجب عىل العلامء إدراج مفهوم ‘ال ِف ْعل’ يف كل بأسئلة استطالعهم أن ُيع ّينُوا من املستَطل ِعني َمن يحتمل أن ْاس ْ يكون ضح ّية ا ّتجار .وملّا كان ُّ رأي يجرونه؟ كل فر ٍد من الفئة السكان ّية عىل تط ِ الع ٍ درج ٍة واحدة من احتامل االندراج يف استطالع الرأي ،استطاع ّثم يف ذلك صعوبة أخرى ،وهي تطبيق األعراف الدول ّية يف الباحثون تعميم نتائج هذه الفئة عىل فئة س ّكانية أعرض .عىل املستوى الوطني .فال يشرتط بروتوكول َبالِ ْر ُمو االنتقال ليكون أن الفئات ا ُمل ْستخ ِف َية ،التي كثرياً ما ُت ْح َجب من القوائم ،تجعل ّ الفعل ا ّتجاراً .ولكنّ بعض الحكومات الوطنية اشرتعت قوانني هذا التعميم ُمش ِك ًال ،فيحتمل أخذ الع ّينات العشوا ّيئ ،من ّثم، ملكافحة اال ّتجار ،تشرتط رضباً من رضوب االنتقال ليكون أن يعجز عن متام إحصاء ضحايا اال ّتجار. الفعل ا ّتجاراً .ولقد ُتنشئَ اختالف التعريفات هذا عقب ًة ،تع ّوق ْ لب الباحثني الذي يوازنون املعطيات الوطنية اإلدارية بعضها ببعضّ .ثم من طرق أخذ الع ّينات طريقة كرة الثلج ،وتقتيض أن ُيط َ إىل ا ُمل ْستط َلعني تبليغ ما يعرفونه من تجارب ا ّتجا ٍر جرت عىل الهجرة القرس ّية واال ّتجار أفرا ٍد من شباكهم االجتامع ّية .فإن ُب ِل َغ من أخذ الع ّينات َق ْد ٌر عب عن عا ّمة الس ّكانْ ، وإن مل يتساوى قياس مواطن الضعف واالنتشار يف فئ ٍة من ٍ كافُ ،ر ِ َئ ّأن النتائج ُت ّ ُ ويص ِّعب االنتقال َ َ الفئات السكان ّية ،واملوازن َة بني النتائج والدراسات األخرى ،وال ّ كل فر ٍد يف درجة احتامل اختياره .ولكنّ أخذ الع ّينات بطريقة يقترص تصعيبه عىل ذلك ،بل هو أيضاً يص ّع ُب الوصول إىل كرة الثلج ،يف دراسات مكافحة اال ّتجار ،مييل إىل أن ُيبتَدأ به يف الفئات املستضعفة يف دفقات الهجرة .و ُيحا َو ُل يف كثري من جامع ٍة من الناس معروف ٍة ،هم إ ّما بالضحايا عىل صلة ،وإما قياس انتشار اال ّتجار ،مبقابلة العائدين ،فالوصول إىل أنهم هم أنفسهم من الضحايا .ولذلك ،فمن املحتمل أن ُيف ِر َط الدراسات َ هؤالء أيرس من الوصول إىل ّ العمل الذين يف البالد املقصد أو التقدير النها ّيئ يف زيادة ال َقدْر الذي علي ِه ا ْن ِتشا ُر اال ّتجار يف حيح الص ُ يف طريقهم إليها .ومع ذلك ،ال بدّ ،عند البحث يف العائدين ،من عموم الس ّكان .ومن املحتمل أن يقع َت ْقدي ُر االنتشار ّ النظر إىل العوامل املختلفة التي قد ُتق ّي َد الدراسة .مثال ذلك :بني ما ُيق ّد ُر بأخذ الع ّينات العشوا ّيئ وما يقدّر بأخذ الع ّينات ّأن األفراد املستغ ُّلون قد يكون لهم شبكات اجتامع ّية ض ّيقة أو بطريفة كرة الثلج.
35
36
36
اال ِّتجار والتَّهريب
www.fmreview.org/ar/issue64
فمبني عىل قوائم ضحايا التّجار، وأما تقدير األنساق املتعددة ٌّ وسجلتهم السلطة املحل ّية .ويقتيض هذا التقدير الذين ع ّينتهم ّ ّ من البلد الذي يجري فيه أن يكون لديه قامئتان يف األقل من مصدرين مختلفني ،ال ّ يقل عدد الضحايا فيهام عن نحو 80 ضح ّية 5.ويكرث أن ُتستع َمل هذه التقن ّية يف البالد ذات الدخل العايل وأنظمة املعطيات املتينة. وصحيح أن هذه ُ الط ُرق تأيت ب َف ْه ٍم ج ّد عميق النتشار اال ّتجار، ٌ بي متام التبيني َ ولكنْ ليس منها يش ٌء ُي ّ ُ مبلغ اإلجرام أو مبلغ تجارب الضحاياِّ . فلكل طريق ٍة مزايا يف تقدير بعض رضوب ّ ّ الجرائم أو البيئات أو السكان ،ويلزم ذلك من ّثم أن كلِ واحد ٍة منها عيوبها .ولقد ُر ِك ـزَت املصاعب الرئيسة يف عدم إدراك الباحثني الحاالت التي يكون فيها األفراد ،عرض ًة لال ّتجار بهم عىل الخصوص ،وكرثة ع َْج ِز أو إحجام ا ُملستط َل ِعني عن أن ُيع ّينوا ألنفسهم أ ّنهم ا ُّت ِج َر بهم .ورمبا فعلوا ذلك خشي َة ال َو ْصم (من غري نظ ٍر إىل َم ْب َل ِغ الق ّوة يف ضامن رس ّية أقوالهم)؛ ّ ألن ا ُملست َْط َل ِعني قد ال يعرفون أنهم ضحايا ا ّتجار ،أو ألنهم يخشون انتقا َم َمن ا ّتجر بهم. ٌ مشكلة أخرى ،هي االعتامد عىل املعطيات األول ّية ّثم يف األمر نظامت قيم َة و ِع َظ َم يف قياس ُن ْجح الربامج .نعم ،يتزايد إدراك ا ُمل ِ وسن َِن إدارتها ،ولكنْ الحقّ شأن القويّ من َج ْمع املعطيات ُ ِّ أن مبادئ ُسنَن العمل ال ُف ْض َل لن ُتد َم َج يف كل املنظمة من املنظامت ،حتّى يقع من التغيري ما يقلب الحال رأساً عىل عقب. وسنَنُ اإلدارة أقوى ،أمكنَ االعتامد فإن كان َج ْم ُع املعطيات ُ صحة التقدير أو ُب ْط ِله ،أو حتّى عليها شدي َد اعتام ٍد يف إثبات ّ معطيات يف إنشاء تقدير ،حيث ال ميزانية تكفي إلجرا ِء َج ْمع ٍ جديد.
التوصيات
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
وامليقات .وينبغي أن تكون هذه املبادئ التوجيه َّية عىل األد ّلة مبن ّية ،أي ال ب ّد من أن يجري عىل ّ كل طريقة من طرق البحث مزيد امتحان .ويجب عىل ال ِف َرق البحثية أن تركز ه ّمها يف أن يكون التقدير ا ُملخ َر ُج دقيقاً ما أمكن ،حتّى يستطيع الباحثون أن يجدوا اآلثار التي خ ّلفها برنامج من الربامج يف االنتشار .وينبغي وك ِّ كل وس ُل ِ أن ُي ْستشا َر الناجون عند َو ْضع املبادئ التوجيه َّية ُ بحثي. ْهج ّ َمن ٍ منهج تقدير ال َو ْقع :فيمكن أن ُيظ ِه َر تقدير االنتشار االنتفاع من ٍ واملوازنة بني تقديراته زيــاد ًة أو نقصاناً ،إن أجري التقدير تغي يف حال نس ُب ُّ ٌ واملوازنة يف أ ّول الربنامج ويف آخره ،ولكن ال ُي َ االنتشار إىل َو ْق ِع الربنامج إال بإنشاء فرقة مراقبة .وال ينبغي أن ُيستع َمل منهج تقدير ال َو ْقع هذا يف ِّ كل برنامج ،ولكنّ الذي ال ب ّد وأن ينبغي ،هو أن ُي ْستع َمل يف الربامج الجديدة ،وأن ُي ِفي َد باملعلومات قرارات توسيع الربامج الجارية من عدمه. ٌ بيني ،وك ّلام زاد عدد إرشاك أكادمي ّيني جدد :فاال ّتجار مبحث ّ تخصصاتهم ،كان ال ّراكزين ه ّمهم فيه من الباحثني وتغايرت ّ تحصيل الفائدة فيه أكرث .وينبغي للمنظامت ،وهي تبحث عن رشكاء لها ،أن تجعل نصب أعينها ناشئني من علامء وأكادمي ّيني، مل يدخلوا من قبل يف ميدان اال ّتجار ،ولع ّلهم يكونون من ميدان علم اإلجرام ،وعلم االجتامع ،والخدمة االجتامع ّية ،وعلم والصحة العا ّمة .إذ ميكن أن تكشف االقتصاد ،وعلم الس ّكان، ّ الزوايا الجديد التي ينظرون منها عن أفكا ٍر عميقة ،وأن تعني متس إليه الحاجة من تقدُّ م .فمكافحة اال ّتجار عىل تحقيق ما ُّ نص ُف الضحايا ّ مم جرى تقتيض استجاب ًة صارم ًة يف ال ِع ْلم َبين ّي ًةُ ،ت ِ عليهم من التجارب امل ّرة. جاشوا يُول joshua.youle@gmail.com
وبعدُ ،فقد أدّى ما تقدّم بنا إىل أن ننرش من التوصيات ثالثاً ،نرى أبيغيل ُلنْغ ُ وشنْز أنها إن ُع ِم َل بها أعانت عىل تحسني َج ْمع املعطيات وإدارتهاُ ،م ْستشا َران يف شؤون الربامج ،برشكة إ ِفر َوتْش ُسول ِ فيكون من ذلك تقدير النتشار التّجار أك َرث د ّق ًة وإحكاماً ،فدونك (َ )Everwatch Solutions Corporationو ِ ْ شيك ناشون تلك التوصيات الثالث: وشنْز (،)Cherokee Nation Mission Solutions ِم ِشن ُسو ُل ِ aelong361@gmail.com
و ُمتعهِّدان ،يف وزارة خارجية أمريكا ،يف مكتب َر ْصد اال ّتجار فلم مل يكن بالبرش ومكافحته إنشاء وتطوير مبادئ توجيه ّية شاملة مُق َّي َسةّ : من املناهج البحث ّية ما ُيخ ِر ُج تقديراً تا َّم الشمول ،احتيج إىل ُّ كل ما ورد من آرا ٍء يف هذه الورقة البحث ّية هي آراء كات َبيها مبادئ توجيه ّية إلعانة ِف َرق البحث أن تق ّر َر أيَّ الطرق تستعمل ،وليست شيئاً من السياسات الرسم ّية وال من مواقف وزارة بنا ًء عىل العوامل السكان ّيةِ ، وصنْف اال ّتجار ،وما يق ّيدُ امليزان ّية الخارج ّية األمريك ّية أو حكومة الواليات املتّحدة.
نرشة الهجرة القرسية 64
اال ِّتجار والتَّهريب
حزيران /يونيو 2020 www.state.gov/bureaus-offices/under-secretaryfor-civilian-security-democracy-and-human-rights/ office-to-monitor-and-combat-trafficking-in-persons The Walk Free Foundation (2013) Global Slavery Index .1 العاملي) bit.ly/Global-Slavery-Index (دليل العبوديّة ّ ’ILO (2012) ‘Hard to see, harder to count .2 أصعب) bit.ly/ILO-HardtoSee-2012 (ت َْصعُ ب رؤيتهم ،ولكن عدُّ هم ُ ILO (2018) ‘Guidelines concerning the measurement of forced labour’, .3 20th International Conference of Labour Statisticians. Geneva, 10–19 ( October 2018مبادئ توجيه ّية يف قياس العمل القرسيّ ) bit.ly/ILO-ICLS20-Oct18
37 www.fmreview.org/ar/issue64
.4انظر ‘ ُب ُروتو ُك ُ ول منع االتّجار يف البرش ،وعىل الخصوص النِّساء واألطفال ،و َق ْمع ِه ومعاقبة مرتكبي ِهُ ،مت ِّم ٌم التفاقية األمم املتحدة ملكافحة اإلجرام ّ املنظم العابر لألوطان، املعروف بربوتوكول بالِريمو’ ،الجمعية العامة لألمم املتحدة.٢٠٠٠ ، bit.ly/UN-Palermo-Protocol-AR Johansen R (2019) ‘UNODC’s use of Multiple Systems Estimation .5 (MSE) to assist countries in measuring human trafficking and reporting ’on SDG indicator 16.2.2 (استعامل مكتب األمم املتحدة املعني باملخدرات والجرمية ،التقدي َر ذي األنساق املتعددة ،إلعانة البالد عىل قياس االتّجار بالبرش واإلبالغ عن ُم ِش ِري أهداف التنمية املستدامة ذو الرقم bit.ly/Johansen-UNODC-MSE-2019 )16.2.2
الخدْمات ْ نح َو َفهْم آثار اال ّتجار بالجنس النفسان ّية إلفادة إيصال ِ
ِج ِن ِفر مكويد
الناجيات من اال ّتجار بالبرش أن يقرصوا ه َّمهم عىل إيصال الخدمات ،بل ينبغي لهم إىل ال ينبغي ُمل ِعي ِني ِ ذلك أن يبنوا قدرة الناجيات حتّى يدخلوا يف العالج والدّعم.
الجنيس يقع عليهنّ من العنف حني ُيتّج ُر بالنساء لالستغالل ّ الجسام ّين والجنيس والنفساين ما هو عجيب ،فيتع ّرضن لخط ٍر مقترص عىل إصابتهنّ ب ِع َللٍ جسامن ّية قصرية األمد، شديد ،غري ٍ ولكن ُيصيبهنّ َ بتلك وب ِع َللٍ عقل ّية طويلة األمد ،ميكن أن غي ّ كل التغيري ُقدْرتهنّ عىل االهتداء ُلس ُبلهنّ يف املجتمع. ُت ّ فلقد ُ تأخ ُذ الناجيات يف عالج ما أصابهنّ من ُح َم ِة (فريوس) عوز املناعة البرشيّ ،أو يعانني أمراضاً نسائ ّية ،أو مينت بسو ِء استعامل الع ّقارات والكحول ،أو يعانني آثاراً مديدة إلصابة الصحة العقل َّية القلق ،واالكتئاب، جسامن ّية .ومن مبالغ ذلك يف ِّ وإيذاء النّفس ،واضطراب ال َك ْر ِب التّايل لل َّر ْضح. ورمبا أدّى االستغالل العنيف إىل أن ينشأ عند الناجيات ُسو ُء ظنٍّ مبنّ يبذل الرعاية من األفراد واألنظمة ،فيع ّوق ذلك إيصال املنفعة تعويقاً شديداً .و ُيش ِّو ُش اال ّتجار بالجنس َع َم َل باذيل الرعاية َ بخ ْط ِف ِص َلة الضح ّية بالثقة واألمان .إذ تعتمد الضح ّية عىل املتّجرين بها يف املأكل واملأوى ،ولكنْ ال يكون لها ذلك إال بالعمل ،ويدخل يف هذا العمل عُ ن ٌْف وإكرا ٌه جنس َّيني .فال َيدُ التي ُتط ِع ُم و ُتؤوي و َت ِعدُ بطريق إىل السالمة ،هي نفسها التي ٍ ُتؤ ِذي و َتضط ِهد.
بنا ِء انفعاالتهنّ ،وعىل الدخول فيام يخدمهنّ .وبعد أن تعيش الناجيات ُمـدَداً من العزلة ا ُملك َر ِه عليها ،و َف ْق ِد االستقالل بالنَّفس ،والعبود ّية القرس ّيةَ ،ي ُق ْلنَ إنهنّ يشعرن ْ بأن ال َح ْول لهنّ وال أَ َمل ،ويجاهدن ليقع فيهنّ أنهنّ مقتدرات عىل مهارات خج ْلنَ من وقوعهنّ يف املايض موقع الضحايا، الحياة اليومية ،و َي َ املهني .وتحس كثري ٌ ات ويغضنب من فوات وتدريبهنّ تعليمهنّ ّ منهنّ بالتّي ِه يف بيداء البحث عن هو ّيتهنّ ومعنى وجودهنّ . وميكن أن يكون َض ْب ُط َّ الش ِك ِس من االنفعاالت والعالئق بينهنّ وبني الناس أمراً صعباً .وبالجملة ،فآثار اال ّتجار بالناس ٌ الجنيس ٌ عريضة عميقة ،ويكرث أن ال ُت ْفه ََم متام بالغة لالستغالل ّ ً ّ الفهم .وأيضا فلقد تبدو أمارات الضائقة النفسان ّية وأعراضها خارج الفئات التشخيص ّية ،فتظهر يف التعابري االصطالحية املعبة عن الضيق .فألنظمة الرعاية املراعية لهذه الثقاف ّية ّ 1 التجارب مراعا ًة مناسبة نصيباً من النجاح أوفق.
اب ال َك ْر ِب التّايل لل َّر ْضح املع ّقدُ وخارطة طريقه اضطر ُ
ثم ّإن ما ُج ِريَ ب ِه من االعتامد عىل اضطراب ال َك ْر ِب التّايل لل َّر ْضح ،با ّتخاذه وسيل ًة تشخيص ّية يف َو ْص ِف الضائقة ،وإرشاد قارص عن إدر ِاك ما لهذه الصدمة العالج من بعد ذلك ،إمنا هو ٌ اب وهنَة من آثا ٍر بعيدة األَ َمد .ف ُو ِض َع بدالً من ذلك اضطر ُ ا ُمل ِ الص َم الشديد للعالئق التع ُّلق ّية ميكن أن تبلغ ال َك ْر ِب التّايل لل َّر ْضح املع َّقدُ ،وا ُّت ِخ َذ إطا َر عملٍ ل َف ْه ِم آثار ثم ّإن هذا َّ ْ الضحايا منه مبالغ عظيمة ،ف ُيش ّوش شعورهنّ بذواتهنّ ،و ُيؤ ِّثر الصدمة املع ّقدة ،الصدمة التي تطول ،وتعود م ّرة بعد أخرى، يف قدرتهنّ عىل اإلفالت من األحوال االستغالل ّية ،وعىل إعادة وتدخل ّ بع يف العالئق بني الناس ،وال ميكن اإلفالت منها بالط ِ
37
38
38 www.fmreview.org/ar/issue64
اال ِّتجار والتَّهريب
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
ّ الضا ِئ َقة .ذلك ّأن املعالجة النفسان ّية التفاعل ّية تعني عىل إمناء ُ اليأس وال َع ْج َز عن مساعفة النفس ،حتّى يف ح ف كا ت ات ر مها ٍ ُ ِ َ أعظم امل َِحن 4.ويويص بهذه املعالجة دليل ُّ التدخل اإلنساين الصحة الذي يصدره برنامج العمل عىل س ّد الخلل يف ميدان ّ العقلية ( ،)mhGAPمن طريق منظمة الصحة العاملية واملفوض ّية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني ،ويقول ناجعُ ،يع َمدُ إليها أوالً ،وميكن أن عالج لالكتئاب ٌ الدليل إنها ٌ الصحة يجريها عاملون مجتمع ّيون الذين من خارج ميدان ّ العقل ّيةُ ،مد َّربون أو ُمرا َق ُبون ،يف البالد ذات الدخل املنخفض 5 واملتوسط.
ملا ُتق ّيدُ صاحبها بقيود جسامنية ،أو نفسان ّية ،أو َن ْض ِج ّية ،أو بيئ ّية ،أو اجتامع ّيةّ . ومم ُي َعدُّ صادقاً من أمثلة الصدمة املع ّقدة ّ ّ االعتداء عىل األطفال ،والعنف العائيل ،واالتجار بالجنس ،وغري ذلك من رضوب العبود ّية الحديثة ،أو حاالت اإلبادة ال ِعرق ّية أو الجامع ّية ،أو حمالت التعذيب ا ُمل ّ اب نظم .و َيش َم ُل اضطر ُ ُ َ ال َك ْر ِب التّايل لل َّر ْضح املع َّقدُ األعر َ اب ر الضط ة د د ح مل ا األساس اض ِّ َ َ ِ ُ ال َك ْر ِب التّايل لل َّر ْضح (أي َع ْو ُد صورة التجربة امل ّرة إىل الذهن، أو تجن ُُّب ما ُيذ ّكر بها ،أو َ الخ َد ُر النفسا ُّين من آثارها ،أو فرط التي ُّقظ إذا ُت ُذ ِّك َرت) ،ويشمل أيضاً اضطراباً يف تنظيم انفعاالت الناجية ،وعالئقها بالناس ،وتص ُّو ِر ذاتها ،ووعيها ،وأنظمة املعنى اب ال َك ْر ِب التّايل لل َّر ْضح املع َّقدُ ،وهو عندها 2.وقد ُ ِ اقت َح اضطر ُ ُ َ ّ أحكم وأدق طريق ٍة ل َو ْص ِف ما تعانيه الناجيات من ْأن يُنشأ إدراك إثارة التفاعل ويُن َّمى وأن ُتد َمج فرص االختيار َم ْعدودٌ َ اال ّتجار بالجنس من االضطراب العميق يف الوظائف النفسان ّية 3.واالستقالل بالنفس :فلقد تضطرب العالقة ج ّداً حني يطرح برنامجي، طبيب رسيريّ َ ،ح َسنُ الن ّية ،إطا َر عملٍ قانو ّين أو ٌ ّ إدماج مقارب ٍة يف الصدمة املع ّقدة مبن ّي ٍة عىل املعرفة ُّ َ ً ً حقٍّ وح علي ِه تحكام وحرمانا من .مثال ذلك :أن َفيا ُه املط ُر ُ وميكن أن ُي ْن ِمي األط ّباء الرسير ّيون والعاملون عىل املعونة األحاديث الدائرة حول ما يؤ َمنُ من طرق تربية األطفال اإلنسانية قدراتهم ،وذلك بأن ُيد ِم ُجوا يف مقاربتهم فهمهم ويفلح ،قد تأيت بعكس القصد منها ،إذا سيقت وكانت لهجة للصدمة املع ّقدة ،فيجعلوا ذلك ِج ْساً بني ا ُملنفص َلتَني :الحاجة سائقها تأديب ّية أو أمر ّية ُتجا ِو ُز املقدار .ومن قبيل ذلكّ ،أن ُّ ٌ التدخل الذي يعالج ‘إيذا َء ال ّن ْفس’ أو ‘إيذاء ال َغ ْي’ ميكن أن خطوات ميكن أن ُت ِع َني با ّتباعها عىل واملشاركة .وفيام ييل ً يكون عىل الخصوص صعبا .إذ قد تنرصم عالقة مبنية عىل تحقيق ذلك: وص ُل الخدمة يف ذهن الناجية شيئاً الثقة بغت ًة ،إذا ما أثار ُم ِ ْأن ُي َق َّر ّ بأن اإلعــدا َد إلجابة غري املجاب من حاجات َمن من ِذ ْك ِر ُمتّج ٍر ،بتقييد حر ّيتها أو استقاللها بنفسها .فينبغي ُ ُ وص ِل الخدمة ،والحال هذه ،أن يستبقوا يف الذهن أنّ تنجو ُي ِّهدُ لتعافيها :فالعنا َية بسالمتها الجسامن ّية ،وتغذيتها ،مل ِ وحاجاتها العا ّمة يف الرعاية الصح ّيةُ ،ت ِّهدُ ل ُـ ْـر ِء حالتها َف ْق َد اإلرادة ،وما نجم عن الخوف من مشاعر ،ميكن أن ُتث َري القلقَ يف الناجيات ،ال ّ بل أن ُتث َري فيهنّ إىل ذلك التّفا ُر َق النفسان ّية. ()dissociation؛ ذلك ّأن ما تقدّم ذكره من أحوالٍ ُت ْش ِب ُه عالج مبن ّي ٍة عىل األد ّلة :إذ ّإن إد َم َاج أفكا ٍر األحوال التي مضت عىل الناجيات ،إمنا هي ُمؤ ِذ ٌنة عندهنّ ْأن ُتد َم َج َع َنارصُ ٍ ُ اب بق ْرب وقوع أذىً أو اعتداء. من األمنوذج العرفا ّين ()cognitive model ّ الخاص باضطر ِ َ إيصال املنفعة .وهذه املقاربة حسن ال َك ْر ِب التّايل لل َّر ْضح قد ُي ّ مركوز ٌة يف فكر ٍة ،هي ّأن تقدي َر قيم ِة الذات ومرك ِز املرء يف أن يُد َر َك ّأن اإلعراض عن املعالجة رمبا كان رضباً من رضوب العامل له ع َِظ ُيم أث ٍر يف صيانة أعراض الصدمة أو هَ دْأَ ِتها .مثال التعبري عن الضائقةّ : وص ِل فإنا اآلونة التي ينبغي لنا –نحن ُم ِ ذلكّ :أن لَ ْو َم النفس عىل حدوث السيئ من أحداث الحياة الخدمة– الوقوف عليها وتأ ّمل ما يحدث فيها ،هي عند شعورنا ثبت أ ّنه ُيع ّوق التعايف .هذا ،عىل ّأن الرتبية النفسان ّية يف آثار أ ّنا لسنا من الجدوى يف يشء ،أو عندما ُت ْخ ِر ُج ٌ ناجية نفسها ّ مم الجنيس –وال س ّيام الخطط التي يستعملها الجناة ا ُّت ِفقَ عىل إدراكه من ال َو َطر أو العمل ،أو ُت ْع ِر ُض عنه .فاسأل العنف ّ َ ُ يقُ ل َعزْلِ الضحايا وإنقاص شعورهنّ بقيمة ذواتهنّ – ميكن نفسك :هل ت ِط ف ْه َم التفاعل بينك وبني ناجي ٍة باعتبار تاريخ أن ُتش َب َك يف وضع الربامج .وينبغي أيضاً إدماج املعالجة الصدمة التي صدمتها؟ ومام يعينك عىل عملك أن تسأل زمي ًال النفسان ّية التفاعل ّية ،وهي معالجة ٌ قامئة عىل األد ّلة ،مركو ٌز لك ّ عم عنده من َف ْه ٍم عميق للمسألة .مثال ذلكّ :أن بعض –كالحزْن ،والتنازع بني الناس ،خطط اإلسكان أو الرشوط التعليم ّية ميكن أن تبدو ،من زا ِو َي ِة ه ّمها يف ربط أحداث الحياة ُ ً ً ّ وتغي األدوار ،والعزلة االجتامعية ،كلها أو بعضها– بأعراض الربامج ،منطق ّية ،بل منطق ّية ورضور ّية .ولكنّ َمنْ نجت من ّ
نرشة الهجرة القرسية 64
اال ِّتجار والتَّهريب
حزيران /يونيو 2020
الجنيس ،قد تراها أرشاكاً دخلت فيها مخدوع ًة االستغالل ّ ٌ ناجية عن نفسها ُح ُضو َر الدروس نفسها .ورمبا َد َف َع ْت عن ِ َ التعليم ّية أو التدريب الوظيفي .فاست ْب ِق يف ذهنك احتامل الخ ْيبة وضيق ُ أن تنجم عن هذه األحوال مشاعر َ الخ ُلق ولَ ْوم يختص مبا ضاع من الناجيات من الوقت والفرصة ال ّن ْفس ،مام ّ بسبب اال ّتجار بهنّ َ .فت َّس ْل يف إدخال التعاطف يف العالقة، وح َّل املشكالت بالتعاون ،ف ُت ِعني بذلك الناجيات عىل ا ّتباع ما ُ خطوات ُت ْوصلهنّ إىل الخدمات. يحتجن إليه من ٍ االجتامعي :إذ ينتج من االنتهاك ا ُمل ّ خطط ْأن تزي َد فرص الدعم ّ ُ َ الخزْيُ وال َع ْجز ل ُه ُ والعزلَة القرس ّية ،اللذان يفرضهام املتّجرونِ ، ّ ا ُمل ْكت ََسب وانعدام الثقة .ومهام يبلغ َمد ُْح آثار التي ُتخلفها مشاركة التاجيات يف ِف َرق دعم الناجني ،فليس ُي ْب َل ُغ يف مدحها ح ّد املغاالة .ذلك ّأن الذي ُت ِق ُيمه الناجيات األخريات وقادة صحة املشاعر ،واالتصال االنفعا ّيل ،والدعم الفرقة من إثبات ّ العم ّ يل ،إمنا ّ يحث النساء عىل تع ُّرف االعتامد عىل ال َغ ْي وإمناء العالئق .وأ ّما ِف َرق تربية األطفال ،فتجعل الناجيات قادرات أمهات ،فيتشاركن املشاعر يف ح ّي ٍز عىل تل ّقي الدعم من غري ٍ آمن ،ويحصلن عىل اإلرشــاد واملعلومات .وميكن أن يويل خاصاً؛ ومواضع َّ َ قا َد ُة ال ِف َرق ‘مواضع َّ َ الشار الشار’ اهتامماً ّ هي ٌ آونة ُي ِث ُري فيها تفاعل الناجيات واألطفال عندهنّ مشاع َر َض ْعف النفس والحال ،أو ُيو ِق ُع فيهنّ من استحضار ما جرى عليهنّ ُ قبل من األعراض اليش َء الكثري .ولكنْ بالعمل يف خالل هذه اآلونة بال ِف ْرقة ،ميكن أن تشعر األمهات أنهنَّ ُي ْف َه ْمنَ فهامً ات تجهيزاً أفضل ،إلدارة ما عليهنّ من أحسنَ ،وأنهن مج ّهز ٍ مسؤولية تربية األطفال ،ورمبا زادت ثقتهنّ بأنفسهنّ حني يتّصلن بأطفالهنّ اتصاالً حمي ًام. ْأن ُتعا َلج الصدمة غري املبارشة :إذ ميكن أن تنتقل آثار الصدمة من عزل ٍة ِّ وشل فاعل ّي ٍة إىل باذيل الرعاية .ولذا ينبغي ّ الجامعي ،وتزويد املوظفني وص ِل الخدمات إجراء التشاور ُمل ِ ّ ً مبا يحتاجون إلي ِه من اإلرشاف .وينبغي لهم أيضا أن يتأ ّملوا إنشا َء قيادة مشرتكة يف ِف َرق الدعم .فمن شأنه هذا أن ُي ْف ِس َح إلنعام نظر ّ املوظفني وإلتاحة إرشاف األقران ،مع تقليل إرهاق ّ املوظف الناجم عن عمله عىل ِح َد ِته ،وتح ّمله هو وحده ثقل ُ القصص امل ّرة. ْأن ي َ ُنظـ ُر يف مـا أوصـت ب ِه منظمة الصحـة العاملية واملفوضية السـامية لألمـم املتحـدة لشـؤون الالجئين ،مـن إدراج
39 www.fmreview.org/ar/issue64
الصحـة العقليـة يف الرعايـة األول ّيـة :إذ يدعـو دليـل ُّ التدخـل اإلنسـاين الـذي يصـدره برنامـج العمـل على سـ ّد الخلـل يف الصحـة العقليـة الفاعلين اإلنسـان ّيني إىل إدراج برامـج ميـدان ّ وص ِل الصحـة العقليـة يف أماكـن الرعايـة األول ّيـة 6 .وينبغـي ُمل ِ ّ بالصحـة الخدمـات أن ينظـروا يف تعيين مامرسين مشـتغلني ّ العقل ّيـة يف أماكـن الرعايـة األول ّيـة أو يف ُد ْور التَّوليـد .ومـع الجنسي إىل الرعايـة ال ِقبال ّية حاجـة الناجيـات من االسـتغالل ّ وطـب النسـاء ،فقـد يتجنّبن املواظبـة على زيـارة أط ّبـاء ّ األمـراض النسـائية وما قبل الـ ِوالدَة؛ ذلـك ّأن الفحص عندهنّ ٌ مجلبـة ّ للضيـق .وبعـدُ ،فاألط ّبـاء الرسير ُّيـون العاملـون يف َ موضع فريـ ٍد يتيـح إعانـة الناجيات عىل هـذا امليـدان هـم يف ٍ ثـم ّإن مـ َّد روابـط حسـنة بينهـنّ وبين أهـل الرعايـة الطب ّيةّ ، صحـة األ ّمهـات هـي أماكـن مثال ّيـة الجتماع ِفـ َرق عيـادات ّ تهيئـة اآلبـاء لرتبيـة األطفـال. ِج ِن ِفر مكويد jmcquaidphd@gmail.com
ٌ وباحثة لطب املالجئ، الطب الرسيريّ ،يف مركز ِي ْيل ّ ُمد ّر ٌبة يف ّ ُمزَا ِم ٌلة ،مبخترب الصحة النفسان ّية العامل ّية ،يف كل ّية املع ّلمني، بجامعة ُكو ُل ْم ِب َيا
https://medicine.yale.edu/intmed/genmed/asylum/
.1هذه املقالة مستند ٌة إىل عمل مؤلِّفتها مع الناجني من العنف الجندري ،األطفال والنساء خصوصاً ،وهو عمل امت ّد 12سنة يف ّ منظمة مالذ العوائل ) (Sanctuary for Familiesمبدينة نيويوركhttps://sanctuaryforfamilies.org . Cloitre M, Courtois C A, Charuvastra A, Carapezza R, Stolbach B C .2 and Green B L (2011) ‘Treatment of Complex PTSD: Results of the ISTSS Expert Clinician Survey on Best Practices’, Journal of Traumatic Stress 24 (6): 615–627 اب ال َك ْر ِب التّايل لل َّرضْ ح املع َّقد :نتيجة الدراسة االستطالع ّية يف ُسن َِن العمل (عالج اضطر ِ ا ُملتّبعة ،التي قام بها خرباء رسيريّون من الجمعية الدولية لدراسات ال َك ْرب ال ّرضحي) https://onlinelibrary.wiley.com/doi/full/10.1002/jts.20697 Levine J (2017) ‘Mental health issues in survivors of sex trafficking’, .3 Cogent Medicine 4:1278841 الصحة العقل ّية عند الناجيات من االتّجار بالجنس) (مسائل ّ http://dx.doi.org/10.1080/2331205X.2017.1278841 World Health Organization and Columbia University (2016) Group .4 Interpersonal Therapy (IPT) for Depression, mhGAP (املعالجة الجامعية التفاعلية لالكتئاب) bit.ly/mhGAP-AR World Health Organization (2015) mhGAP .5 Humanitarian Intervention Guide الصحة (دليل التدخُّ ل اإلنساين الذي يصدره برنامج العمل عىل س ّد الخلل يف ميدان ّ العقلية) bit.ly/mhGAP-HIG-AR Ventevogel P, van Ommeren M, Schilperoord M and Saxena S (2015) .6 ‘Improving mental health care in humanitarian emergencies’, Bulletin of the World Health Organization 93: 666–666A الصحة العقلية يف حاالت الطوارئ اإلنسان ّية) (تحسني رعاية ّ https://doi.org/10.2471/BLT.15.156919
39
40
40
اال ِّتجار والتَّهريب
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
www.fmreview.org/ar/issue64
معالجة اال ّتجار يف البرش يف صناعة ال ِبغاءَ : تغالت بال ِبغاء آن لإلقرار بإسهام ا ُمل ْش ِ ِ أن يكون بُو ِر ْس َلف ِغ َر ِاس ُموف
ال ب ّد مع ما يُب َذ ُل من جه ٍد ملكافحة اال ّتجار يف البرش يف صناعة ال ِبغاء ،أن يُق ِّد َر ما تعزم علي ِه املشتغالت بال ِبغا ِء وما هنّ قادرات عىل فعل ِه ،وأن يُق َّر بأ ّنهنّ واملنظامت التي ُت ِدي ُر أمرهنّ من أصحاب املصلح ِة الرشع ّيني يف حركة مكافحة اال ّتجار.
رصتها زياد ًة عظيمة ،منذ ُأ ِق ّر زاد َن َش ُاط نصريي مكافحة اال ّتجار إىل ُن َ سن َة ُ 2000ب ُروتو ُك ُ ول منع اال ّتجار يف البرش ،وعىل الخصوص النِّساء 1 واألطفال ،و َق ْمع ِه ومعاقبة مرتكبي ِه .وجذب الجهد املبذول يف مكافحة جهات اال ّتجار من التمويل ماليني من الدوالرات ،ورصف إلي ِه ِه َم َم ٍ فاعلة شتّىُ . ٌ مؤسسات حكومية، وتدخ ُل يف هذه الجهات اليو َم ٌ ّ ٌ ٌ ومنظامت دولية ،ومنظامت من املجتمع املدين معن ّية بحركات حقوق ّ ٌ ٌ وجامعات ونقابات عملية، املرأة وحقوق املهاجرين وحقوق العامل، هيئات استثامر ّيةُّ 2. دينية ،حتى ّإن من بني هذه الجهات ٌ وكل جه ٍة من جانب ،أو أكرث ،من جوانب ‘األركان’ التي تقوم هذه الجهات آخذ ٌة يف ٍ بها مكافحة اال ّتجار ،وهي كام ُب ِّ َي يف ُب ُروتوكو ِل األمم املتحدة ثالثة أركان :منع وحامية ومحاكمة. ثم كانت سنة ،2009فأضافت وزيــرة خارج ّية الواليات املتحدة األمريكيةِ ،ه َلري ُ كلنت ،إىل األركان الثالثة ركناً رابعاً ،وهو التشارك، فأرادت بذلك تأكي َد االحتياج إىل تعاونٍ وتنسيق ناج َعني بني الجهات الفاعلة .فام زال َب ْع ُد هذا الركن ُس ّن ًة تتبعها ِف َر ُق عملٍ مختلفة ،مؤ َّلف ٌة أصحاب مصلح ٍة متعدّدين ،وطن ّيني ودول ّيني .ولكنَّام يستوقف النظر من ِ ّ ٌ ْأن ليس يف االستجابة التي ُج ِريَ بها منظامت تنوب عن الناس املشتغلني بصناعة ال ِبغاء و ُت ّ ُ بي مصالحهم .عىل ّأن َح ْج َب املشتغالت بال ِبغاء نظامت املعن ّية بهنّ ّ سياسات ت َؤثر فيهنّ يش ٌء غري عم يوضع من ٍ وا ُمل ِ جديد .وأصل هذا الحجب ما جرت ب ِه العادة من آرا ٍء ْ حش ُوها الغل ُّو يف إطالق األحكام األخالق ّية عىل املشتغالت بال ِبغاء و َو ْص ُمهنّ ّ ، وص َل ومم ُت ِّ إلي ِه من مفهوم هذا الحجب أخرياً ما ِص ْي َغ بتص ُّو ِر مف ّكرينَ ِن ْس ِو ّيني رضب من رضوب العنف عىل املرأةْ ، وأن من بالد الشاملّ ،أن ال ِبغا َء ٌ علم مبا هي مقبلة عليه .فقادت متام عن ليس َق ُبول املرأة ال ِبغا َء صاد ٌر ٍ هذه اآلراء َ َ ّ العمل يف مكافحة االتجار وق ّوت تهميش املشتغالت بال ِبغاء، ً3 ً وح ْسن حالهنّ من السو ِء شيئا شديدا. فأوقعت ب َعيشهنّ وعملهنّ ُ
ُ نظامت اإلسرتاتيجيات التي تستعملها املشتغالت بال ِبغاء وا ُمل عنف وإكراه املعن ّية بهنّ ملنع ومعالجة ما يف صناعة ال ِبغاء من ٍ واستغالل ،ومن ذلك حاالت اال ّتجارَّ . وبي البحث الحاجة إىل أن 5 ُي َروا رشكا َء رئيس َني يف الحرب عىل اال ّتجار.
ال ِّدراية ُق ّوة
العاملي ملكافحة اال ّتجار بالنساء حديثاً مع ممثيل الحلف أجرى ِ ّ سياقات مختلفة، منظامت معن ّية باملشتغالت بالبغاءَ ،تع َم ُل يف ٍ ٍ إ ّال أ ّنها َت ْجري عىل مقارب ٍة واحدة لدعمهم .فتُدي ُر ُّ كل منظم ٍة منها مح ًّال هو َمرك ُز َع ْونٍ واستشارةُ ، سهل الوصول إليه ،يأتي ِه أفراد املجتمع املح ّ يل ،فيتآكلون ويتآلفون ويتحادثون فيام فدروس همهم .وميكن أن َي ْبلغوا هناك أيضاً صنوفاً من املنافع، ُي ُّ ٌ وصحة .هذا ،وتعمل ُّ وخد ُ كل يف اللغة و ِف َر ُق دعم ِ ْمات مشور ٍة ّ املنظامت أيضاً عىل اال ّتصال باملشتغالت بالبغاء إليصالهنّ إىل تدخل و ُت ِح ُيلٌّ ، ُأ ُف ِق ال َو ْعي ،ف ُتن ُ ْصت وتنصح و َت َّ كل عىل حسب حاجات الفرد.
ومثال ذلــكّ ،أن منظم ًة يف تايلند ،اسمها إ ْم ـ َب ـ َور ،تجعل للمشتغالت بالبغاء دروساً يف اللغة التايلندية واللغة اإلنجليزية. وال تقترص فائدة هذه الدروس عىل معاملة العمالء (كاملفاوض ِة ّواصل) ،بل هي -إىل ذلك- يف الخدمات واألمثان ،وتجن ُِّب سوء الت ُ تفيد ا ُمل ْشتغل َة بالبغاء إن هي رأت َت ْر َك هذه الصناعة واألخذ يف عملٍ آخر .وتشري ُّ كل املنظامت عىل املشتغالت بالبغاء باملشورة الخ ُ القانونية ،إما مبارش ًة وإما إحال ًةّ ، الف ومم تشري عليهنّ في ِه ِ ُ والحال التي عليها هجرتهنّ . بينهنّ وبني عمالئهم ومديريهنّ ّ ُ معلومات نظامت املبتدئات باالشتغال بالبغاء و ُيب ِل ُغ عد ٌد من امل ٍ ِ َ وس ُبل التواصل واال ّتفاق ُتع ِّر ُفهنّ األماكنَ التي ُي ْؤ َمنُ العمل فيهاُ ، ُ بينهنّ وبني العمالء ،والعمال َء الذين ينبغي تجنُّبهم ،وط ُر َق َ العاملي ملكافحة اال ّتجار بالنساء 4كان ن َ واألمثان التي ينبغي رش يف اإلعالنِ واألماكنَ التي ينبغي أن ُيع َلن فيها، الحلف ثم ّإن ِ ّ َ ً ُ سنة 2018بحثاُ ،بن َيت عليه هذه املقالة ،فأثبت باملستندات أن تطلب .فإبالغ املعلومات هذا الذي ُيع ِّرف ما يدور حول
نرشة الهجرة القرسية 64
اال ِّتجار والتَّهريب
حزيران /يونيو 2020
العمل من قوانني وحقوق ورشوط ،هو ُس ّن ُة عملٍ حسن ٌة ُم ْرسا ٌة، ُسنّت لتقليل ما عند املهاجرين ّ والعمل ذوي األجور الزهيدة ،من ّ مواطن الضعف التي تنفذ فيها سهام االستغالل واإلساءة ،ومنها االتجار يف البرش ،وكث ٌري من منظامت مكافحة اال ّتجار تتبع ذلك يف عملها. فكل املنظامت التي حادَثنا ُم َّ وأيضاً ُّ وظفيها مقبل ٌة عىل أعاملٍ غايتها املصلحة العامة ،كاملحارضة والتظاهر والعمل مع اإلعالم ونرصة الخطط والسياساتُّ ، كل ذلك ملعالجة تجريم البغاء و َو ْصم املشتغالت ب ِه .وهذا أم ٌر مهم ،ذلك أن ا ُملتّجرين يستغ ُّلون التجريم والوصم لغرض ُّ التمكن من ّ املترضرات ،ف ُيث ّبتون لديهنّ أنهنّ إذا َق َصد َْن الرشط َة فلن ُيصدِّقهنّ أحد ،بل يكون من ذلك اعتقالهنّ وسجنهنّ بتهمة البغاء، وأنهنّ إن كنّ مهاجرات ُأب ِعد َْن من البلد .فإذا ُأ ِم َ يط الوصم والعقوبات اإلدارية والجنائية عن االشتغال بالبغاء ،وإذا ُم َّد َح ْب ُل عالق ٍة بني املشتغالت بالبغاء والرشطة يحرتم فيها ُّ يس تعيني كل أح ٍد اآلخرَ ،ت َّ َ ضحايا اال ّتجار يف هذه الصناعة (ومن ذلك أن تعل َم الضحية أنها ضح ّية).
41 www.fmreview.org/ar/issue64
العاملي ملكافحة اال ّتجار الحلف وبني هاتني الحالتني ،وما و َّثقَ ِ ّ حاالت أخرى ،اشرت ٌاك يف ّأن الحلول فيها بالنساء يف البحث من ٍ غري دامئة البيان أو التعارف؛ إذ ينبغي للمشتغالت بالبغاء يف بعض الحاالت أن ُيع ِم ْلنَ اإلبداعَ ليهتدينَ إىل أحسن الحلول .وقد جرت اءات لتعيني الضحايا ،كإجرا ِء العادة يف مكافحة اال ّتجار باعتامد إجر ٍ ‘ال َك ْب ِس واإلنقا ِذ’ الذي تقوده املنظامت غري الحكومية أو الرشطة، ٌ أحداث من شأنها العنف والرضر النفسا ّين، إال ّأن هذه اإلجراءات 6 يقعان عىل ٍّ كل من املشتغالت بالبغاء وضحايا اال ّتجار .و ُيظ ِهر بحثنا التدخل هو -بخالف ما تقدّمُّ - أن ما يقوده األقران من ُّ تدخ ٌل مركو ٌز ه ّم ُه يف حاجات الفرد ُم َر ٍاع لحقائق الصناعة.
وكان يف بعض البالد التي أجرينا فيها بحثنا أن أقامت منظامت املشتغالت بالبغاء تعاوناً نفع ّياً ( َب َر ْغامت ّياً) ،وإن أصابه االضطراب أحياناً ،بينها وبني هيئات الدولة واملنظامت غري الحكومية ،ملعالجة اب يف كونها حاالت ا ّتجار .مثال ذلك ْأن تعاونت الحاالت التي ُير َت ُ ً وس ُسنْك مرارا هام يف جنوب إفريقيا منظمتا ْإس ِوت (ِ )SWEAT ُّ وخط املالذ الوطني من اال ّتجار بالبرش (National Human حلولمجتمعية ،)Trafficking Resource Lineويف الهند ،أق ّر بعض أفراد الرشطة َ َ ّ و ُيظ ِهر بح ُثنا أن املشتغالت بالبغاء يتذ ّرعْنَ مبا لهنّ من ذرائع ملساعدة بالحاجة إىل العمل مع جمعية ف ْمب التعاون ّية ملنْع االتجار. ٌ مرشدات من أقرانهنّ .فهذه ِد ْر ِبن يف إفريقيا الجنوبية ،يعمل فيها ٌ محجوبة يف أكرث الحاالت يف نظامت املشتغالت بالبغاء األقران من منظمة ِس ُسنْك عىل إيصال أقرانهنّ إىل أفق الوعي ،عىل ّأن ُم ِ ات ومراهقات ،أمرهُ نَّ يف يدي ق ّوا ٍد ،يقف املؤسسات والسياسات .فهذه إسبانياُ ،ر ِف َض فيها أن يكون ملنظمة فصادفن هناك يوماً شا ّب ٍ َ ّ ّ موضع يف شبكة املنظامت غري الحكومية املعن ّية تظاهرن بأنهنّ موزعات أر ِفل ٍة (= عوازل ذكر ّية) ِهت َْيا ()Hetaira بالقرب منهنّ .ثم ٌ ُ ً هاتف يف املنظمة مخصصا للمساعدة ،ثم ا ّتصلنَ مبكافحة اال ّتجار .وهذه جنوب إفريقيا ،أل ِز َمت فيها منظمة ْإس ِوت فأوص ْلنَ إليهنَّ رق َم ٍ فب َّلغ َّ ائتالف َكيب الغربية ملكافحة اال ّتجار (Western هاتف املساعدة الرشط َة األم َر .وكان من ذلك ْأن ُأج ِر َيت أن تخرج من ِ موظفو ِ أخرياً محاكم ٌة مو ّفقة عىل قضي ٍة من أكرب قضايا اال ّتجار يف األطفال ،)Cape Counter-Trafficking Coalitionوسبب ذلك ما لق َيته من اعتداء بعض أعضاء االئتالف عليها لِام ي َرو َن ُه من االشتغال الجنيس بجنوب إفريقيا. لغرض االستغالل ّ بالبغاء. بيت بغا ٍء جمعي ًة تعاونية من أ ّما يف الهند ،فقد قصدت قـ ّواد ُة ِ ريشد (َ Veshya Anyayجدْول أعاملٍ مشرتك املشتغالت بالبغاء اسمها ِف ْش َيا أ ْن ِيي ُم ْك ِتي َب َ )Mukti Parishadو ُيطلق عليها اختصاراً اسم َف ْمب ( ،)VAMPوأخرياًّ ،إن منظامت املشتغالت بالبغاء هي منظامت ُألِّفت للعناية ببنت ،فخالَجها ظنٌّ يف ّأن َ البنت مل تبلغ بحقوق العامل ،وعىل رأس ما ُع ِه َد إليها بفعل ِه ،أن تضمن ملؤلِّفيها ففا َت َحتْهنّ يف ّأن ق ّواداً جا َءها ٍ سنّ الرشد .وملّا اتجهت لجن ٌة إىل بيت البغاء لتحقق األمر فإذا الق ّوا ُد والعاهدين إليهاَ ،ص ْو َن الجهات الفاعلة من الدولة ومن غريها قد أخذ البنت معه بس ّيارة أجرة إىل غري موضع بغاء .ثم ن ّبهت اللجنة لحقوقهم اإلنسانية واالقتصادية واالجتامعية والسياسية والعملية. نظرا َءها يف ذلك املوضع ،فعرف النظراء املكان الذي انتهى الق ّوا ُد ثم ّإن عملها ،يف وج ٍه من وجوه ِه ،كثري الشبه بعمل املنظامت غري بالبنت إلي ِه .فوجدت عضوات اللجنة َ العاملي الحلف البنت ،وتيقنَّ أنها بالحقّ مل تبلغ الحكومية املكافحة لال ّتجار التي هي من أعضاء ِ ّ سنّ الرشد ،ثم ا ّتصلنَ بوالدَيهاَ ، وأرشن عليهام وعىل البنت ،فأَح ْل َنهُم ملكافحة اال ّتجار بالنساء .إذ ُتب ّل ُغ منظامت املشتغالت بالبغاء ،مث ًال، قصدُ إىل الرشطة .وإن يكن الق ّوا ُد قد ف ّر مر ًة أخرى ،فقد بلغ من ِفعْلِ ٍ معلومات يف الحقوق ورشوط العمل ،ويف األماكن التي ُت َ لطلب املساعدة يف حال انتهاك الحقوق .ويقال عن هذا عموماً يف اللجنة ْأن مل َي ُع ْد إىل تلك الجامعة البتّة.
41
42
42
اال ِّتجار والتَّهريب
www.fmreview.org/ar/issue64
مدارك ومتكني .فإن ان ُت ِه َك ِت سيع ٍ ميدان مكافحة اال ّتجار إ ّنه َمن ٌْع و َت ْو ُ
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
اس ُموف borislav@gaatw.org بُو ِر ْس َلف ِغ َر ِ
الحقوق ،واال ّتجار من االنتهاك ،تساعد منظامت املشتغالت بالبغاء العاملي ملكافحة الحلف منسقُ برامج يف اال ّتصاالت واملنارص ،يف ِ ِّ ّ ّ ات الحقوق عىل َر ْف ِع الشكاوى ،ومعامل ِة الرشطة واملحاكم االتجار بالنساء www.gaatw.orgو ُمح ِّر ٌر ،يف نرشة مكافحة ُمنْت َه َك ِ وسلطات الهجرة ،وقضاء الحاجات الرضورية ،وتجعل لهنّ املشورة اال ّتجار www.antitraffickingreview.org النفسانية االجتامعية والوساطة ُاأل ْسية ،و ُت ِع ُني النساء عىل العودة إىل أهلهنّ وعىل أن يجدن ألنفسهن وظيفة .و ُيط ِلقُ واضعو برامج طلح خدمات إعادة اإلدماج أو مكافحة اال ّتجار عىل ذلك ُم ْص َ االجتامعي. اإلدماج ّ
اقع بفعل استحكام العادة من َخ ْلطٍ مغلوطٍ فيه ،بني أعامل فام هو و ٌ َّ ّ ُ البغاء ك ّلها واالتجار ،ومن ر ٍأي يرى أصحابه أن كل البغاء استغالل، إمنا مينع منظامت مكافحة اال ّتجار من رؤية وجوه الشبه بني جدول أعاملها وعملها وبني جدول أعامل وعمل منظامت املشتغالت بالبغاء .هذا مع أن الرض َبني ليس ينايف أحدهام صاحبه؛ فمنظامت املشتغالت بالبغاء تعالج حاالت اال ّتجار ،ومنظامت مكافحة اال ّتجار العاملي الحلف تصون حقوق املشتغالت بالبغاء .فاملأمول من بحث ِ ّ ملكافحة اال ّتجار بالنساء أن يؤدي إىل مقارب ٍة جديدة ُتق ّد ُر ما تعزم علي ِه املشتغالت بال ِبغا ِء وما هنّ قادرات عىل فعل ِه ،و ُت ِق ُّر بأنهنّ رشيكات رضور ّي ٌ ٌ ات يف مكافحة اال ّتجار بالبرش.
bit.ly/UN-Palermo-Protocol-AR .1 Bernstein E (2018) Brokered Subjects: Sex, Trafficking, and the Politics of .2 Freedom, The University of Chicago Press (مواضيع خاضعة للسمرسة :الجنس ،واالتّجار بالبرش ،وسياسة الحريّة) See for example Chuang J (2010) ‘Rescuing Trafficking from Ideological .3 Capture: Prostitution Reform and Anti-Trafficking Law and Policy’, University of Pennsylvania Law Review, Vol 158(6): 1655–1728 (إنقاذ االتّجار يف البرش من القبضة اإلديولوج ّية :إصالح ال ِبغاء وقانون مكافحة االتّجار وسياستها) bit.ly/Chuang-2010 .4كانت أخرجت نرشة الهجرة القرسية عدداً سنة 2006عنوانه‘ :االتّجار بالبرش :الدفاع العاملي ملكافحة االتّجار بالنساء الحلف بدعم ِ ّ عن حقوق املستضعفني ومساندتهم’ ،وذلك ِ ومشورتهwww.fmreview.org/ar/peopletrafficking . GAATW (2018) Sex Workers Organising for Change: 5. Self-representation, community mobilisation, and working conditions املجتمعي وظروف العمل) (ترتيب املشتغالت بال ِبغاء للتغيري :التمثيل الذا ّيت والحشد ّ bit.ly/GAATW-Organising-for-Change-2018 Ahmed A and Seshu M (2012) ‘“We have the right not to be .6 ‘rescued’...”: When Anti-Trafficking Programmes Undermine the Health and Well-Being of Sex Workers’, Anti-Trafficking Review, Vol 1: 149–165 صح َة املشتغالت بالبغاء (“من ح ّقنا أن ُن ْن َق َذ” :حني توهي برامج مكافحة االتّجار بالنساء ّ وحُ ْسنَ حالهنّ ) https://doi.org/10.14197/atr.201219
َع ْو َد ُة طالبي اللجوء ا ُمل ْستَضع ِف ْي إىل إيطاليا :حامية ضحايا اال ّتجار بالبرش ُوره وأدِرْيَانا رُوْمِر ومَرْغاريتا زُوتِيـڤَـيه لُوچِـيَا دِلَ ت ِّ
ُي ِث ُري عدم كفاية الرشوط اإليطالية املرشوط بها الستقبال طالبي اللجوء املستضعفني أسئل ًة خطري ًة َح ْو َل رشع ّية أعامل َد ْب ِلن يف َن ْق ِل ا ُملت ََّجر بهم. ذلك ّأن ا ُملب ّكر ِمن َت ْع ِي ِني َمن يحتمل كونه ضحي َة ا ّتجا ٍر يف إجراءات اللجوء أم ٌر عظيم الشأن ،فتحقيقه يه ّيئ للضحية أفضل أحوال ميكن تهيئتها ،لريفعوا طلب لجوئهم ،ولحاميتهم من مزيد استغالل .وتح ِّد ُد اتفاقية مجلس أوروبا بشأن مكافحة االتجار بالبرشِّ ، لكل دولة عضو كيف يجب عليها ضامن أن يكون يف سلطاتها ّ موظفون ُمد ّربون ومؤهّ لون لتعيني الناجني وإعانتهم.
ميكن يف نظام َد ْب ِلن الثالث 1أن تطلب ٌ دولة ع ُْض ٌو يف االتحاد طالب لجو ٍء التمس األوريب إىل دول ٍة ع ُْض ٍو أخرى أن تعيد إليها َ اللجو َء من ُ قبل يف أول بلد لجو ٍء دخله .ويفرض تطبيق هذا النظام ضغوطاً غري متكافئة عىل أنظمة اللجوء يف هذه البالد، التي ُت َعدُّ حدودها يف حدود االتحاد األوريب الخارج ّية ،وإيطاليا إحدى هذه البالد .وإن جمعنا نتيجة هذا الضغط وآخر ما وصلت إلي ِه األحوال السياسية والقانونية يف إيطالياَ ،ت َح ّصل حاجات ُمع ّينة –ومنهم ّأن ما بطالبي اللجوء املستضعفني من ٍ عي وال ُت َ ضحايا اال ّتجار– يكرث أن ال ُت َّ َ قض تعيينا وقضا ًء تحصل ومع ذلك ،ليس يف إجراءات اللجوء يف إيطاليا َف ْح ٌص عا ٌّم عن معهام الكفاية ،فيفتح ذلك سبي ًال إىل ّ الشك يف رشع ّية ‘أعامل مواطن الضعف ،وال تلتزم ما تقدّم من االلتزامات .وأخربت منظمة غري حكومية مكافحة لال ّتجار ّأن موظفيها هم الذين النقل ال َّد ْب ِلن ّية’.
نرشة الهجرة القرسية 64
اال ِّتجار والتَّهريب
حزيران /يونيو 2020
43 www.fmreview.org/ar/issue64
ُي ِحي ُلون أكرث الحاالت أو ُي ِحي ُلها إليهم عُ ّم ٌل اجتامع ُّيون الزيادة .فكان من ذلك ،أن نقصت قدرة املنظامت املحلية غري 4 مد ّربونُ ،ت ِّ وظ ُفهم مراكز االستقبال ،وال يأيت من عند الرشطة الحكومية ،عىل إعانة ا ُمل َح ِ َ الي إليها إعان ًة كافية. املحل ّية إ ّال اليشء القليل القليل (وإن حصل ذلك ،فال يصدر َق َرا ُر َس ْل ِفي ِني وأحوال االستقبال عن الرشط ِة الذين يأخذون يف تسجيل طالبي اللجوء). ملّا د ََخ َل قرار َس ْل ِفي ِني ح ّيز اإلنفاذ يف شهر أكتوبر/ترشين األول إذ ّإن إجرا َء اللجوء يف إيطاليا يبتدئ برفع طلب لجو ٍء يف من سنة ،2018وهو قرار عدّل كثرياً من موا ّد قانون الهجرة يف مخفر رشط ٍة مح ّ انح َّط حال ضحايا اال ّتجار َم ِز ْي َد انحطاط .فهو إضاف ًة يل .ثم ُت ْج َم ُع املعطيات ال ِب ُيو ِمرت ّية ،إما عىل إيطالياَ ، ٌ ً الفور إن أمكن ،وإما بعد ذلك .ثم ُيق َّيدُ ٌ بيان مكتوب ،يأخذ إىل أ ّنه ألغى وضعية الحامية اإلنسانية (وهي وضعية كثريا ما من الوقت بضعة أسابيع أو ،يف بعض األحيان ،شهوراً قليلة استعملها طالبو اللجوء الذين مل يبلغوا ح ّد معايري إنالة الحامية بعد رفع الطلب أ ّول م ّرة .وال تصدر الدعوى إىل املثول بني الدولية) ،مل يعد ميكن طالبي اللجوء املستضعفني –ومنهم يدّي اللجنة اإلقليم ّية املحل ّية (وعليها فحص َط َلب اللجوء) ،إ ّال ا ُملت َّجر بهم– أن يدخلوا مراكز االستقبال ،التي تتيح برامج بعد أن ُي َعالَ َج البيان ،ثم بناء عىل ذلك ،ميثل طالب اللجوء بني استقبالٍ لفر ٍد فر ٍد .و ُت ْح َف ُظ هذه الربامج اليو َم ملَن نال وضعية يدي اللجنة بعد بضعة شهور يف ّ األقل من بدء إجراء اللجوء .الحامية الدولية ،أو لألطفال من طالبي اللجوء غري املصحوبني وأما َمن ا ُّت ِج َر بهم ،فيعني لهم ما تق َّد َم أ ّنهم سيقضون وقتاً ببالغني ،وأما َمن ليس ِمن هؤالء فال يحق لهم اليو َم إال الدخول طوي ًال بني إجراءات اللجوء حتّى ُيع ّينوا تعييناً صحيحاً. إىل مراكز جامع ّية أكرب من تلك. وقد نرشت وزارة داخلية إيطاليا ،مبعاونة املفوضية السامية األورب لدعم اللجوء، لألمم املتحدة لشؤون الالجئني واملكتب ّ إرشادات توجيه ّي ًة ُّ ّ تدل 2عىل تعيني ضحايا االتجار من بني ٍ طالبي اللجوء لته ّيأ لهم الحامية الدولية .وقد ُص ِّم َمت هذه اإلرشادات للجان اإلقليم ّية خصوصاً ،ففيها ما يسمح بإيقاف إجراء اللجوء ملدة تصل إىل أربعة شهور ،إذا رأت اللجنة أن طالب اللجوء رمبا ا ُّت ِج َر به .ويف فرتة اإليقاف هذه، ُت ِح ُ يل اللجنة طالب اللجوء إىل منظمة محل ّية غري حكومية موىص ب ِه يف اإلرشادات التوجيه ّية. تخصصة ،عىل ما هو ً ُم ّ وبعد أن ُتقا ِب َل املنظمة طالب اللجوء ،ترسل املنظمة إىل اللجنة اإلقليم ّية تقديرها يف َز ْع ِم ّأن طالب اللجوء قد ا ُّت ِج َر ب ِه ،وما يتّصل بذلك من َز ْع ِم الفرد يف حاجته إىل الحامية الدول ّية.
ويف الوقت نفسه ،خ ّفضت الدولة إسهامها املا ّيل ملَن ُيستَوعَبون يف هذه املراكز الجامعية ،فـ 35يور ّواً يف اليوم صارت 18يور ّواً فقط .فخ ّفض هذا من مستوى مؤهّ الت ّ املوظفني وخربتهم يف وغي نسبة طالبي اللجوء إىل املوظفني ،فعرشةٌ هذه املراكزَ َّ ، إىل واحد ،إىل خمسني إىل واح ٍد ،صارت عرش ًة إىل واح ٍد ،إىل خمسني إىل واحد .فاملراكز التي ال تستوعب أكرث من 150 إنساناً ،ال ُيتو ّق ُع أن يكون فيها ّ موظفون يعملون َ الليل ك َّله .وقد املهني ،مثل الوسطاء الثقاف ّيني واملساعدين ُخ ِّفض عدد املالك ّ الطبي ،تخفيضاً عظي ًام ،وأما مالك الدعم االجتامع ّيني واملالك ّ النفساين ُفأخ ِر َج ك ُّله .وال يستطيع ّ املوظفون املؤهلون أن يقضوا أكرث من بضع دقائق يف األسبوع بصحبة ّ كل طالب لجوء .فال تتيح ق ّلة الوقت واالتصال الشخيص بنا َء الثقة العالقات ،وال ّ للموظف ما يحتاج إليه من الوقت لتعيني مواطن الضعف تتيح التغيات عند ساكني املركز وا ّتخاذ التدابري املناسبة .فأدّت هذا ُّ إىل رغبة بعض الجمعيات الخريية عن االستمرار يف إدارة هذه املراكز ،إذ إ ّنها ال تستطيع أن تبلغ من درجة إيصال الخدمات ٌ مطلقة صغرى .ويف كثري من الحاالت ،يشغل ما ترى أنه قيمة املنظامت ّ مكان هذه ّ منظامت تركز ه ّمها يف الربح ،وليست َ َت َض ُع بالرضورة كرامة اإلنسان يف األولو ّية.
هذا ،وقد أجرى مجلس اللجوء السويرسيّ يف سبتمرب/أيلول مقابالت يف جز ٍء من تقريره َ حول أحوال من سنة ،2019 ٍ االستقبال يف إيطاليا 3،فأخرب ّ موظفون من هذه املنظامت املحلية غري الحكومية واللجان اإلقليم ّيةّ ، بأن َن ْش الحكومة ّ اإلرشادات التوجيه ّية ،والتدريب ا ُمله ّيأ للموظفني ،كان لهام أث ٌر ط ّي ٌب يف التعاون بني هذه الجهاتّ ، وبأن َع َد َد ا ُمل َحالِ َ ني َ يسء يف الناجني من من اللجان اإلقليم ّية قد زاد .صحيح أن هذه الزيادة يف هدد َف ِلح َوالِ مراكز االستقبال الجامعي أث ٌر ّ ّ ني خرب حسن ،ولكنّ املال الذي يرد عىل املنظامت اال ّتجار .إذ انتبهت املنظامت غري الحكومية ّ ألن األفراد هناك ا ُمل َحال َ ً املحلية غري الحكومية بالتمويل مل يزد عىل حسب تلك كثريا ما يرتكون مراكز االستقبال يف الليل ليتعاطوا ال ِبغاء .فقد
43
44
44
اال ِّتجار والتَّهريب
حزيران /يونيو 2020
www.fmreview.org/ar/issue64
خب َي َق ُع اال ّتجار وإعادة اال ّتجار لق ّلة املراقبة ،وأيضاً فقد ُأ ِ َ جنيس واغتصاب َ داخل املراكز. بحاالت اعتدا ٍء ِ ّ ويفقد طالبو اللجو ِء الحقّ يف اإلقامة باملراكز إن غابوا عن املركز أكرث من 72ساعةّ ، وإن ر ّد الحقّ يف اإلقامة باملراكز بعد أن صعب غاية الصعوبةُ ،محت ٌَاج إىل إنفاق تسقطه الوالية َلَم ٌر ٌ َق ْد ٍر من الوقت كثري .ويحتمل أمر العائدين إىل إيطاليا مبوجب نظام َد ْب ِلن الثالث –وفيهم طالبو اللجوء املستضعفون– أنهم قد فقدوا الحق يف استقبالهم يف أيٍّ من ُطُــرق االستقبال، أل ّنهم سبق أن أقاموا يف إيطاليا ،قبل أن ينتقلوا إىل بل ٍد أور ّيب آخر .وهذا يناقض قانون السوابق القضائية يف محكمة العدل 5 باال ّتحاد األوريبّ.
نرشة الهجرة القرسية 64
القاسية أو غري اإلنسانية أو املهينة ،إذ ليس ممكناً أن ُت ْض َمنَ الرعاية الصحية الكافية عن القدوم .وأيضاً فقد أق ّرت املحكمة اإلدارية االتحادية السويرسية ،ومعها ع ّد ُة محاكم أملان ّيةَ ، بعض اإلقرار بإشكال ّية الحال يف إيطاليا .مثال ذلكّ :أن يف قرا ٍر لهذه املحكمة السويرس ّية ،صدر يف ديسمرب/كانون األول من سنة ،2019حكمت بوجوب أن ُته ِّيئ السلطات اإليطالية من الضامن مبني عىل حال ٍة حالة ،متعلق ٍة بأحوال االستقبال. ما هو ّ
ولقد زاد يف نظام االستقبال اإليطا ّيل سوء األحوال التي كانت غري الترشيعي مستق ّر ٍة أص ًال ،والذي زادها سوءاً ما جاء من اإلصالح ّ ّ مؤخراً ،ثم ّإن تعيني ضحايا اال ّتجار يف وقت ِه ،وتيسري ما هو ّ ُ ٌ عريض .فإذا مل مناسب من األحكام ،أم َران َس ِبيل الشك فيهام ٌ ُيض َمنْ ضامناً رصيحاً لفر ٍد فر ٍد ،أن ُيس َت ْق َب َل طالبوا اللجوء الذين ني سبب ّ ال َّن ْق ُل ال َّد ْب ِل ّ للشك يف ّأن هذا ا ُّت ِج َر بهم استقباالً صحيحاً (أو إذا ُو ِج َد ٌ ممكن تحقيقه يف الواقع)َ ،و َج َب عىل الدول أن ومع أن نظا َم َد ْب ِلن الثالث ال ُيح ِّر ُم رصاح ًة َن ْق َل طالبي اللجوء الضامن غري ٍ ْ ني لطالبي اللجوء هؤالء، املستضعفني ،تلتزم الدول بقانون حقوق اإلنسان وأحكام هذا متتنع عن التحريض عىل ال َّنقل ال َّد ْب ِل ّ النظام .فبموجب أحكام اتفاق ّية مجلس أوربا ملكافحة اال ّتجار ،إىل إيطاليا. تعاف وتأمُّلٍ تبلغ 30يوماً ،وميكنه يف هذه ُ ْين َُح من ا ُّت ِج َر ب ِه مد َة ٍ وچـ َيا ِد َل ُتو ِّره lucia.dellatorre@osar.ch املدّة البقا َء يف أرايض الدولة الطرف يف اال ّتفاقية .ويف ضوء أحكام ُل ِ نظام َد ْب ِلن الثالث ،قد تكون هذه اإلقامة ا ُمل َو ّقتة هي نفسها سبباً أ ِد ْريَانا ُر ْو ِمر adriana.romer@osar.ch يكفي ألن ُتح َّو َل مسؤول ّية تقدير طلبات اللجوء إىل الدولة التي َم ْرغاريتا ُزو ِت َ يـڤـيه margarite.zoeteweij@unifr.ch ُت ِت ُيح مدة التعايف والتأ ُّمل هذه. فإن ق ّررت الدولة ،مع ذلك ،وبعد انقضاء مدة التعايف والتأ ُّملّ ،أن مسؤولة تقدير الطلب هي عىل ٌ دولة أخرى ،وجب عليها تبليغ تلك الدولة بذلك ،وال ب ّد لتلك الدولة أن توافق رصاح ًة عىل احتامل مسؤولية الفرد ،وأن ُتع ِلنَ رصاح ًة أيضاً أ ّنها ستُه ِّيئُ لذلك الفرد الرعاية املناسبة عند ُق ُبولِ ِه .وال ميكن أن تطلب الدولة أن ُيج َرى َت ْح ٌ ويل إ ّال إذا مل يكن التحويل نفسه (بسبب ما يحتمله من َخ َط ِر الرضر الجسام ّين أو النفسا ّين) وال أحوال االستقبال الذي سيليه مخال َفني ألحكام لها صلة بهام يف القانون األوريبّ ،ومن ذلك –عىل سبيل املثال ال الحرص– االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان ،واتفاقية مجلس أوربا. ات يف هذا ،وأصــدرت هيئات املعاهدة الدول ّية األخرى ق ـرار ٍ ني إىل إيطاليا .ويف سنة ،2018قررت لجنة قانون ّية ال َّن ْقلِ ال َّد ْب ِل ّ مناهضة التعذيب يف األمم املتحدة يف حالتَني ّأن َن ْق َل طالبي تنص عليها اللجوء الذين تع ّرضوا للتعذيب َيخ ِر ُق حقوقهم التي ّ اتفاقية مناهضة التعذيب وغريه من رضوب املعاملة أو العقوبة
ُم َحا ِم ٌ يات ،يف املجلس السويرسيّ
www.refugeecouncil.ch
لالجئني )(OSAR
ٌ .1 الئحة من لوائح (االتّحاد األوريب) رقمها ،2013/604صدرت عن الربملان األور ّيب واملجلس األوريبُّ ،ت ْع َر ُف باسم نظام َد ْب ِلن. املصدر باللغة اإلنجليزية: bit.ly/DublinRegulation UNHCR and Italian Ministry of the Interior (2016) ‘L’identificazione .2 delle vittime di tratta tra I richiedenti protezione internazionale e ’( procedure di referralتعيني ضحايا االتّجار من بني طالبي الحامية الدولية واإلحالة) Swiss Refugee Council OSAR (2020) ‘Reception conditions in Italy: .3 Updated report on the situation of asylum seekers and beneficiaries of ’protection, in particular Dublin returnees, in Italy (أحوال االستقبال يف إيطاليا :تقرير ُمحدّث يف حال طالبي اللجوء واملستفيدين من الحامية ،وخاص ًة عائدي َد ْب ِلن ،يف إيطاليا) bit.ly/OSAR-Italy-2020 GRETA (2019) ‘Report concerning the implementation of the Council .4 of Europe Convention on Action against Trafficking in Human Beings by Italy’, p66, §284 (تقري ٌر يف إن َفا ِذ إيطاليا اتفاقي َة مجلس أوروبا بشأن مكافحة االتجار بالبرش) https://rm.coe.int/greta-2018-28-fgr-ita/168091f627 CJEU, Case C-233/18, Haqbin v Federaal Agentschap voor de opvang .5 van asielzoekers, 12 November 2019 (حقبني ض ّد الهيئة الفدرال ّية الستقبال طالبي اللجوء) bit.ly/CJEU-c233-18
نرشة الهجرة القرسية 64
اال ِّتجار والتَّهريب
حزيران /يونيو 2020
45 www.fmreview.org/ar/issue64
ٌ مقاربة جديدة يف َر ْف ُع الدعاوى املدن ّية نياب ًة عن الناجني من اال ّتجار :أهي املحاسبة؟
ِه ْ ِني وُ ْوه
املحاكمة الجنائية يف جرائم اال ّتجار ض ّيقة النطاقّ . ولعل يف َر ْفع الدعاوى املدن ّية وسيل ًة إىل العدل واملحاسبة ،يف إطا ِر َع َم ٍل يدور َ املجني عليهم ،و ُت ْد َر ُك فيه آثار ال ّرضح (الرضر النفسا ّين). حول ّ
ـس عـدد املحاكامت الجنائ ّية يف جرائـم اال ّتجار بالبرش، إن ِق ْي َ قـدر مـن عـدد ا ُملتّجـر بهـم ،يظهر ّأن عـدد املحاكامت إىل ا ُمل ّ على غايـ ٍة مـن ال ِق ّلـة .فلـم يبلـغ عـدد املحاكمات يف العـامل سـن َة 2018إ ّال 11ألفـاً ،ليـس منهـا مـا لـه ٌ صلـة بالتّجـار ّ بالعمال إ ّال 1.%4ومـع وجـود إطـا ٍر قانـو ّين ُم َصـادَقٍ ج ّيـداً ـق باال ّتجـار ،مل تكفـي املقاربة العدل ّيـة الجنائ ّية يف كث ٍري متع ّل ٍ مـن أصقـاع العـامل ملهمـة املزدوجـة :منـع اال ّتجـار وحاميـة الضحايـا .فحين ال تكـون املحاكمـة الجنائيـة ُمتَاحـ ًة ،ميكـن َ ـب َـم الدعـا َوى املدن ّيـة حقـوق الضحايـا ،و ُت َح ِاس َ أن تدع َ ا ُملت ِّجريـن .وميكـن أن يكـون رفـع الدعـاوى املدن ّيـة املخطط لـه نيابـ ًة عـن الناجين مقاربـ ًة مختلفـ ًة غايـة االختلاف ،ال مجـ ّرد بديـلٍ مـن املحاكمـة الجنائ ّيـة.
االختالف البنيوي بني الدعاوى املدن ّية والجنائ ّية
مثـل ُمـدَد السـجن الطويـل ،ال يسـتوي دومـاً هـو و َم ْفهُـو ُم ‘العـدل’ عنـد الناجين .فرمبـا وجد أحدهـم نفسـه ُمج َّرماً أو مرح ً نظامي ،فال يرى لا الشتراكه يف ال ِبغـاء أو ألنه مهاجر يـر ّ ّ ّ حينئـ ٍذ نظـام العـدل الجنـايئ يوافـق مصالحهـم .مثـال ذلك: ّأن الناجين قـد يطلبـون نتائـج ملموسـة –مثل ا ُملسـتق ِّر من توص ُـل إليها باملحاكمـة الجنائية؛ ذلك السـكنى والعمـل– ال ُي ّ ّأن اإلجـراءات اإلصالح ّيـة ،مثـل تعويـض األرضار مبـا يعـادل قيمتهـا ،يكثر أن ال ُيؤ َمـ ُر بها يف السـياق الجنـا ّيئ 3.وأخرياً ،ملّا كان الحـ ّد الـذي تقتضيـه الدعـاوى املدن ّيـة يف اإلثبـات َ دون َ احتمـل األمـر الحـ ّد مـن الـذي تقتضيـه الدعـاوى الجنائ ّيـة، أن تكـون الدعـاوى املدن ّيـة إىل مـا يريـده ا ُملت َّج ُر بهـم أوفق.
ٌ مقاربة تدور َ حول الضحايا و ُت ْد َر ُك فيها آثار ال َّرضح
رفعـت ِكنْـدرا ُر ْوس ،وهـي إحـدى املت َّجـر بهـنّ يف العمـل، دعـوى مدن ّيـة يف الواليـات املتّحـدة أمـام محكمـ ٍة محل ّيـة يف واليـة َكن َْسـس ،ادّعـت فيهـا ّأن ا ُملتّجـ َر بهـا ،وهـو زعيـم إحـدى ال ِفـ َرق الدينية الوطن ّيـة ،أجربها عىل العمـل أك َرث من 40ألـف سـاع ًة بلا أجـ ٍر ،منـذ كانـت تبلـغ مـن السـنّ 12 ـم لهـا بأكثر من مثانيـة ماليين دوال ٍر أمري ّ يك بني سـنةُ 4. فح ِك َ ر ٍّد وتعويـض أرضار ،فـكان هـذا الحكـم أكبر حكـم لضح ّيـة واحـدة صـدر يف الواليـات املتّحـدة يف دعـوى ا ّتجـا ٍر مدن ّيـة. نوجـه النظـر إىل ّأن ذلـك املبلـغ الكبير املهـم أن ّ ولكـن مـن ّ ليـس مـن املشيرات إىل ّأن ناجي ًة اسـتلمت بالفعـل تعويضاً ماليـاً أ ّيـاً كان .إذ ّإن للمتّجريـن يف األكثر كـم األملاك مـا مخفـي أو يتعـ ّذر الوصـول إليـه ،فيكـون تحصيـل مـا هـو ّ على ا ُملت ِّجـر ا ُمل َـدانِ مـن األمـوال أمراً صعبـاً جـ ّداً .وميكن أن الهـم يف األحـكام النقد ّية من املقاضـاة الطويلة َ ينتقـص َر ْكـ ُز ّ ومـن الشـجاعة التـي ُيظ ِهرهـا الناجـون.
للمت ََّجـر بهـم أن فأمـا رفـع الدعـاوى املدن ّيـة ،فيفسـح ُ َ ينالـوا تعويضـاً مـن خسـار ٍة أو إصابـ ٍة أو رض ٍر عانـوه .وقـد للمت َّجـر بهـم تحكـم املحاكـم ،يف بعـض الواليـات القضائيـةُ ، بالتعويـض التأديبي ،فتحاسـب ا ُملت ِّجريـنَ يف مالهم وتردعهم عـن تكـرار ِف ْع َ أهم اختالف ـل ما فعلوه وما شـابهه .على ّأن ّ بين الدعـاوى املدنيـة والجنائ ّيـة هـو يف السـياق املـد ّين أنّ تحقيـق العـدل يقـوده النّاجـون .إذ ّإن اإلطـار الـذي تجـري فيـ ِه الدعـاوى املدن ّيـة أكثر اسـتجاب ًة مـن إطـار املحاكمـة الجنائ ّيـة لبلـوغ أغـراض الناجين مـن اال ّتجـار ومصالحهـم. ويكثر أن تكـون الغاية األسـاس يف محاكمة اال ّتجـار أن ُت ْح َر َز سـجن طويلـة ،ولكـنّ الوسـائل اإلدانـة وأن يصاحبهـا ُمـ َد ُد ٍ يتوسـل بهـا ا ُملدّعـون العا ّمـون إىل إحـراز اإلدانـة قـد التـي ّ ُتح ِّم ُـل الضحايـا ُكل َفـ ًة .مثـال ذلـكّ :أن السـلطات أدخلـت 2 الح ْجـز ا ُمل َو ّقـت ل َد ْف ِعهم إىل الشـهادة. أناسـاً ُمتّجـراً بهـم يف َ ولقـد يكـون عنـد الناجين أسـباب مختلفـة تحـول دون معاونتهـم السـلطات ،ولكـن حتـى لـو أرادوا الشـهادة ،فقد و ُتظ ِهـ ُر هـذه القضيـة أيضاً كيـف ّأن الدعـاوى املدن ّية ميكن يكـون حضورهـم أمـام املحكمـة محنـ ًة مرهقـ ًة ألعصابهـم ،أن تكـون شـيئاً مـن مقارب ٍة تدور َ حـول الضحايا و ُتـ ْد َر ُك فيها ضر ًة نفسـان ّياً .ثـم ّإن إفضـاء املحاكمـة إىل العـدل الجزا ّيئ ،آثار ال َّرضح .إذ ّإن ِبت ِْس هَ ت ُْسـن ،وهي محامية قادت ال ِفرقةَ ُم ِ ّ
45
46
46 www.fmreview.org/ar/issue64
اال ِّتجار والتَّهريب
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
ُر ِف َعـت أمـام املحكمـة العليـا يف أوغنـدا سـن َة ،2012ورد ين يف عملـه أوالً فيهـا ّأن املدّ عـي ،وهـو مواطـن لبنـا ّين ،عُ ِّ َ مديـراً .ولكـنّ ا ُملدَّ عَـى عليهـم حجـزوا على جـواز سـفره، وأجبروه على العمـل بلا أجـر يف أحوال قاسـية وحشـ ّية. وملّـا التمـس ا ُملدَّ عـي عَـ ْو َن السـلطة املحل ّيـة ،اسـتعمل ا ُملدَّ عـى عليهـم أجهـز ًة أمنية مختلفـة إلزعاجـه 7.ومع ّأن ا ُملدَّ عـي ا ّت َ صـل بلجنـ ِة حقـوق اإلنسـان يف أوغنـدا وبعد ٍد ُ مـن الهيئـات الحكوميـة ،مل يسـتطع محاسـبة املتّجريـنَ للمدَّ عي يف بـه .وملّـا كانت سـنة ،2015حكمت املحكمـة ُ دعـواه وحكمـت عىل ا ُملدّ عـى عليهم بالتعويـض التأديبي للمدَّ عـيُ ،وأع ِل َـن أن الغرض من ذلك اإلضـايف مـن األرضار ُ للعمل واسـتغالل ّ هـو َردْعُ التوظيـف االسـتغال ّيل ّ العمل.
التط ّوعيـة التـي م ّثلت ِكنْـدرا ُر ْوس يف املحاكمة ،وصفت بنا َء الثقـة بين فرقتهـا و ِكنْـدرا ُر ْوس أنـه كان على التدريج 5.فقد تح ّفظـت ِكنْـدرا ُر ْوس يف االجتامعـات األوىل ،بسـبب ما نالها مـن ال َّرضـح يف املـايض .ومل يبـدأ محاموهـا َصـ ْو َغ شـكواها إال بعـد سـتة شـهور مـن االجتماع بهـا ،ومل ُتر َفـع دعواهـا إال بعـد سـنة ونصـف السـنة مـن أول اجتماع .وقـد مهّدت املحاميـة ِبت ِْسي هَ ت ُْسـن ،مـع َس ْير الدعـوى ،مقاربـ ًة ُتـ ْد َر ُك تشـئُ فيهـا آثـار ال َّرضـح ،فكانـت تسـأل أسـئل ًة مفتوحـةُ ،و ِ للتعاطـف موضعـاً ،ومل تـزل ُت ِعيدُ النظر هـي و ِكنْدرا ُر ْوس يف أغراضهـا وحاجاتهـا .وكـون الدعـوى املدن ّيـة ال ُتر َف ُـع إال حني ٌ عظيمة ميتاز بها السـياق يكـون الناجـي جاهزاً لرفعهـا ،ميز ٌة املـد ّين وليسـت يف غيره .وملّـا كان للناجين من اال ّتجار ٌ شـأن ٌ قلـب السـعي إىل التعـوض املـد ّين، عامـل يف الدعـوى ،كان ُ ُس الوصول إىل ال َعدْ ل ٌ أمنوذج يف زيادة ي ْ ِ هـو اإلقـرار باسـتقاللهم بأمرهـم ،وبأنهـم ميكـن أن يدعمـوا حاجاتهـم املتطـ ّورة ،ورحلتهـم إىل التعايف. يبرز املركـز القانو ّين ملكافحة اال ّتجـار بالبرش ،وهو منظمة غير ربح ّيـة مركزهـا الواليـات املتحـدة األمريكيـة ،مـن َر ْفعُ الدعاوى املدن ّية يف السياق الدو ّيل نافع ُيـ ِري كيـف ُيعـ ّز ُز َر ْف ُـع الدعاوى حيـث هـو أمنـوذج ٌ ٌ 8 صحيـح أن السـواد األعظـم مـن الدعـاوى املدن ّيـة يف اال ّتجار املدن ّيـة نيابـ ًة عـن الناجني مـن اال ّتجار .فقـد د ّرب املركز ٌ ـت الدعـاوى القانـو ّين ملكافحـة اال ّتجـار بالبشر مـن املحامين آالفـ ًا يف ُر ِف َـع يف محاكـم الواليـات املتّحـدة ،ولكـن ُر ِف َع ِ أهـم خصائـص املركـز أيضـاً يف عـدد مـن البلاد ،مثـل أستراليا وأوغنـدا وبلجيـكا املكاتـب الدول ّيـة للمحامـاة .ومـن ّ ٌ وص ُ ـل الناجين مـن وإرسائيـل 6.و ُت َبا ِيـنُ الدعـاوى املدن ّيـة الدعـاوى الجنائيـة يف أنـه منظمـة ِج ْس ّيـة؛ أي منظمـة ُت ِ أنهـا يف أكرثهـا دعـاوى يدخـل تحتهـا االسـتغالل يف العمـل ،اال ّتجـار مبحامين ذوي مهـارة عاليـة يف القطـاع الخـاص. ال االسـتغالل يف الجنـس .فاملقاضـاة املدن ّيـة هـي على ّقـد ويتل ّقـى املركـز القانـو ّين ملكافحـة اال ّتجار بالبشر املحالني ألسـباب ،أ ّولهـاّ :أن القوانني الجنائية إليـه مـن رشكائـه مـن املنظمات غير الحكوميـة املحل ّية، دعـاوى اال ّتجار بالعامل ٍ كثيراً مـا تكـون محـدود ًة مـن حيـث اال ّتجـار ّ بالعمال ،وقد وغريهـا مـن منظمات املعونـة املبـارشة .ولقـد يقابـل ثم ثـم على املدّعين العا ّمين أن يوصلـوا دعـاوى محامـو املركـز الناجينَ أوالً ليحـدّ دوا أهل ّيـة الدعـوىّ ، يصعـب مـن ّ التّجـار ّ ّ خاصين ،فيأخـذون يف بالعمال إىل املحاكمـة الجنائ ّيـة .ويف السـياق املـدين ،يحيـل املركـز الناجين إىل محامين ّ ً ً باملجـان .وأمـا محامـو املركـز فهـم مسـاعدون ميكـن أن يسـتعمل املحامـون رضوبـا كثيرة مختلفـة مـن الدعـوى ّ األطـر القانون ّيـة القامئة البديلـة ،مثل قانون ا ُملضـا َّرة وقانون ِت ْقن ُّيـون ،ورمبـا عملـوا مستشـارين ُم َشـا ِركني. العمـل .ثانيهـاّ :أن املحاكـم قـد ترغـب عـن أن تـرى إدر َاج ٌ ّ طلبـات مع ّينـة مـن االسـتغالل يف العمـل ،تحـت حالتَـي ولهـذه البنيـة عـدّ ة مـن املزايـا .أ ّولهـا :أن الدعـاوى اال ّتجـار ّ بالعمال أو العبوديـة الحديثـة .ويف السـياق املـد ّين ،املدنيـة ميكـن أن تسـتغرق سـنني عـدّ ة ،بنـا ًء على ميكـن أن يكـون عنـد املحاكم قدر أكرث من الدراية باألسـباب طبيعـة القضيـة .ونتيجـ ًة لذلـك ،أمكـن أن يكـون إمتـام بخ ْرق التقـايض يف الدعـوى املدن ّيـة يف غايـة ُ التـي درج أن تكـون أسـباباً للدعـوى ،االدّعاء املتعلـق َ الكل َفـة .فبـإرشاك ّ ّ املركـز القانـوين ملكافحـة االتجـار بالبشر محامينَ عقـد العمل. باملجانَ ،ي ْض َمـنُ متثي ًال ج ّيـداً ال ُيك ِّل ُف ّ خاصين يعملـون ّ وأيضـاً فقـد ميكـن أن يكـون َر ْف ُـع الدعـاوى املدن ّيـة ،على الناجين شـيئاً .ثـم ّ إن املحامين املامرسين عملهـم يف َ الخصـوص ،مقاربـ ًة ُي ْر َجـى َخ ْ ُيهـا ،إذا قلـب ا ُملت ـب منهـم ،على حسـب البلد، ّجـرون القطـاع الخـاص ،قـد ُيط َل ُ ّ ً املجان ّيـة، اإلدارة السـليمة لل َعـدْل .مثـال ذلـكّ :أن دعـوى مدنيـة تأديـة حـ ٍّد أدىن مـن السـاعات يف الخدمـة ّ
نرشة الهجرة القرسية 64
اال ِّتجار والتَّهريب
حزيران /يونيو 2020
مهنـي ميكـن أن يـؤدَّى بالتمثيـل املتقـدم واجـب وهـو ٌ ٌّ الذكـر .وأيضـاً ،فهـذه البنيـة تعنـي أن املركـز يسـتطيع تيسير دعـاوى اال ّتجـار املدن ّيـة مـع إبقـاء النفقـات قليلـة ،وأنـه ميكـن أن يعمـل بعـد ٍد قليل مـن ّ املوظفني الدامئين .ويتيح املركـز القانو ّين ملكافحـة اال ّتجار بالبرش للمحامين الوصـول إىل قاعدة معطياتـه ،وفيها أكرث من 400دعـوىً مدن ّيـةُ ،ر ِف َعـت إىل املحاكـم الفدراليـة يف الواليـات املتّحـدة. أهـم الجوانـب يف أمنـوذج املركـز هـذا ،و ُتل ِقـي بعـض ّ القانـو ّين ملكافحـة اال ّتجـار بالبرش الضـو َء عىل الخطوات التـي ميكـن تكـرار ا ّتباعهـا يف مكان آخـر ،ابتغـا َء زيادة وصـول الناجين مـن اال ّتجـار إىل َر ْفـع الدعـاوى املدن ّية، ودونـك تلـك الخطوات: ٌ وسـيط بين موصلي الج ْس ّيـة ،إذ هـي َدع ُ ْـم املنظمات ِ الخدمـات املبـارشة واملحامين.
47 www.fmreview.org/ar/issue64
وبعـدُ ،فلا يخلـوا َر ْف ُـع الدعـاوى املـدين مـن احتمال األخطـار .فقـد يعـ ّرض املحامـون غير املد ّربـون تدريبـاً ـح (رضر نفسـا ّين) إضـا ّيف ،إذا قامـوا صحيحـاً الناجين ل َر َض ٍ ً ْ دخلـ ُو َن ذلـك يف َرفـع ّ بتقصي الحقائـق تفصيلا ،بحيـث ُي ِ ّ يسـتغل املحامـون موكليهـم الدعـاوى املدن ّيـة .وقـد الناجين ،فيقيمـون التسـوية بينهـم وبين موكليهـم، حم ُ َ ـع نسـب ٍة مـن املـال ـل املحامـي املـوكل َد ْف َ بحيـث ُي ّ ُ ً الـذي سـ ُيد َف ُع إليـ ِه بعد صدور الحكـم .وأخيرا ،إذا ط ِل َب الناجـون للشـهادة يف السـياق املـد ّين ،فقـد يجلـب عليهم ذلـك إرهـاق أعصابهـم .ولكنّ هـذه العيوب غير مقترص ٍة على الدعـاوى املدن ّيـة ،ولقـد تكـون أشـدَّ يف السـياق الجنـا ّيئ .وعلى الرغـم مـن احتمال األمـر هـذه األخطار، ّ يظـل َر ْف ُـع الدعـاوى املدن ّيـة مسـتأه ًال موضعـاً لـه يف إستراتيجي ٍة ملكافحـة اال ّتجـار شـامل ٍة عامل ّيـة. ني ُو ْوه henrywu98@gmail.com ِه ْ ِ
منتخب سن َة 2020يف منحة رودس ،بجامعة أكسفورد عا ٌمل ٌ
الخاصين ،وهذا وتدريـب املحامين مـن نقابـة املحامين ّ ة. ي إضاف ـة ي مال يعنـي األخـذ يف الغـرض مـن غير كلفـ ٍة َ ّ ّ ً ّ ُ كان مؤلف املقالة زميال يف البحث سنة 2019يف مركز القانوين وتيسير الحصـول على املعلومـات ،مـن مثـل قواعـد لال ّتجار بالبرش. املعطيـات العامل ّيـة يف دعـاوى املدن ّيـة املرفوعـة يف US Department of State (2019) Trafficking in Persons Report June 2019 .1 اال ّتجـار ،وهـذا خطـوة أوىل إىل زيـادة املعرفـة العمل ّيـة (تقرير االتّجار بالبرش يف يونيو/حزيران )2019 bit.ly/US-TIP-2019 املطلوبـة يف التقـايض بهـذه الدعـاوى املدن ّيـة. Wu H and Levy A (2020) ‘Prosecution at Any Cost? The Impact of .2
على ّ أن إمـكان تكـرار األمنـوذج معتمـدٌ على مشـاركة عـد ٍد مـن أصحـاب املصلحـة يف املجتمـع املـد ّين .ومـن ذلـك :أن ُي َقـا َم التعـاون املجـدي مـع املنظمات غير الحكوميـة ومنظمات مكافحـة اال ّتجـار بالبرش ،و ُي ِشـئُ هـذا تد ُّفـقَ مـن الدعـاوى مسـتم ّراً ،وأن ُي ْ َ شر َك محامو حقـوق اإلنسـان ومحامـو الدعـاوى املدن ّيـة إذا رغبـوا يف متثيـل الناجين ،وأن يدعـم املانحـون املنظمات الج ْس ّيـة ،مـن مثـل املركـز القانـو ّين ملكافحـة اال ّتجـار ِ بالبشر ،وأن يدعموا أيضاً إنشـاء املنظامت املشـابهة يف العـامل .ومـع ذلـك ،يقع عىل َب ْ ـذل الجهد يف توسـيع َر ْف ِع الدعـاوى املدن ّيـة تحدّ ٌ يـات عمل ّيـة وترشيع ّيـة .فرمبـا مل يكـن يف بلا ٍد أخرى ثقافة قو ّيـة يف أن يأخذ املحامون يف باملجـان ،مثـل الـذي عليـه الحـال يف الواليات الدعـاوى ّ املتّحـدة ،وقـد ال يجـوز يف قوانين بال ٍد أخـرى أن يدّ عي الضحايـا على ا ُملتّج ِريـنَ بهـم لتعويضهـم مـن الضرر.
Material Witness Warrants in Federal Human Trafficking Cases’, Human Trafficking Legal Center (املحاكمة مهام ك ّلف الثمن؟ أثر مذكرات الشاهدين األساس يف دعاوى االتّجار بالبرش الفدرالية) bit.ly/Wu-Levy-HTLC-2020 Levy A (2020) ‘United States Federal Courts’ Continuing Failure to .3 Order Mandatory Criminal Restitution for Human Trafficking Victims’, Human Trafficking Legal Center امي (ما تزال املحاكم الفدرالية بالواليات املتّحدة تعجز عن األمر بالتعويض الجنايئ اإللز ّ لضحايا االتّجار بالبرش) bit.ly/Levy-HTLC-2019 Hauser C (2018) ‘Woman Trafficked by Cult Is Awarded $8 Million: .4 ‘They Took My Childhood’’, New York Times (املرأة التي ات َّجرت بها فرقة دينية حُ ِك َم لها بثامنية ماليني دوال ٍر أمري ّ يك« :أخذوا طفولتي») bit.ly/Hauser20180525 Hutson B (2018) ‘From Enslavement to Empowerment: .5 A Trauma-Centered Approach to Civil Litigation’, Trafficking Matters (من العبودية إىل التمكني :مقاربة محورها ال ّرضح ل َر ْفع الدعاوى املدن ّية) bit.ly/Hutson-trauma-civil-2018 https://sherloc.unodc.org .6 El Termewy v Awdi & 3 Ors (2015) ‘Judgement’, High Court of Uganda .7 ( at Kampalaحُكْمٌ) bit.ly/Eltermewy-Awdi www.htlegalcenter.org .8
47
48
48
اال ِّتجار والتَّهريب
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
www.fmreview.org/ar/issue64
اعرت ٌ اض عىل ما ُي ْدعَى الرابطة بني اال ّتجار بالبرش ومتويل اإلرهاب
ك ِرغ داميان س ِمث
مفتوح السبيل إىل ّ الشك التشدُّ د يف القول بوجود عالق ٍة سبب ّية بني اال ّتجار بالبرش ومتويل اإلرهاب ،أم ٌر ٌ فيه ،بسبب َض ْعف أد ّلته و َوهن معطياته وما لسياساته ا ُملق ِل َقة من َو ْقع. صحتها منذ سنة ،2015زادت جرأتها اعم ُم َ ٌّ ص عىل ّ ُتط َلقُ مز ٌ ُ عىل التدريج ،وق ِّد َمت بني يدي سلسل ٍة من صكوك مجلس األمن يف األمم املتّحدة ،تقولّ :إن بني اال ّتجار بالبرش وبني وأهم هذه الصكوك ،ما جاء يف القرار الذي اإلرهاب روابطّ . ّ ّ ّ رئيس يف رقمه 2388لعام ،2017وأكد أن االتجار ُمس ِه ٌم ٌ متويل اإلرهاب 1.ويف سنة ،2019نرشت املديرية التنفيذية مجلس األمن تقريراً ُز ِع َم فيه ملكافحة اإلرهاب التي َت ْت َب ُع َ َح ْم ُل ُه أد ّل ًة عىل وجود رابطة حقيقية بني “اال ّتجار بالبرش، 2 واإلرهاب ،ومتويل اإلرهاب”. وقد نشأت املزاعم حول الرابطة يف سياق ِق َي ِام تنظيم داعش يف سورية والعراق ،وتجدي ِد االتحاد األورويب والدول األعضاء فيه َب ْذ َل الجهد يف َض ْبطِ الهجرة غري النظامية بعد ‘أ ْز َمة’ الالجئني سن َة .2015وقد رشعت فرنسا يف مناقشات حول القرار 2388استجاب ًة لتقارير إعالم ّية يف َب ْيع املهاجرين من جنوب الصحراء الكربى اإلفريقية مبَزَاد العبيد يف ليبيا، ولتقاري َر يف ّأن املنتسبني إىل تنظيم داعش يستفيدون من أعامل اال ّتجار بالبرش هناك .والظاهر ّأن هذه القصص اإلخبار ّية كانت دلي ًال استُع ِم َل إلثبات املزاعم األوروب ّية التي سيها شبكات اال ّتجار تقول ّإن الهجرة غري النظامية كانت ُت ِّ ُ ُ ُ ُ ّ عوامل الحرك ّي ِة (الدينام ّيات) امل َعقدة يف العابرة لألوطان ،ال الهجرة.
منهج ّية البحث األساس يف العلوم االجتامعية تلقي بظاللٍ من ّ الشك عىل قابل ّية هذه الحاالت للمقارنة وعىل العالقات السببي ّة التي يف ضمن مصطلح ‘الرابطة’ .ثم ّإن مصطلح ‘الرابطة’ كثرياً ما ُي ْستع َمل يف الخطابات لإللحاح عىل تحقيق 3 ُمزا َوج ٍة مثمرة بني مجالَني سياس َّيني متباينَني عىل ما يظهر. ويف جدول أعامل السياسات يف مجلس األمن ما ُي ِث ُري القلق؛ ذلك أ ّنه ث ّب َت ّأن بني اال ّتجار ومتويل اإلرهاب رابطة ،ثم َك ّل َف بعد القول بوجودها إجرا َء َب ْح ٍث يأيت باألد ّلة عىل ذلك. ّ وإن أزعم هذا ال ّز ْع َم بنا ًء عىل تسلسل القرارات ،وعىل ّأن كنت مستشاراً يف اإلعداد لتقرير املديرية التنفيذية ملكافحة مجلس األمن .وقد قدّمت بني يدي اإلرهــاب التي َت ْت َب ُع َ ً ّ التقرير أربع نتائج .أولها :أن الحاالت كانت منوطة مبزاج الشخص وطباعه ،وليس فيها دليلٍ عىل الرابطة .وثانيها :أن َض ْع َف املعطيات يف اال ّتجار ومتويل اإلرهاب عموماًَ ،ي ُح ُ ول دون تقدير نسبة األموال التي تجتنيها الجامعات اإلرهابية من اال ّتجار ،ومع ذلك فيحتمل أمر النسبة أن تكون ج ّد قليل ٍة بالقياس إىل ُس ُبل التم ُّولِ األخرى 4.وثالثهاّ :أن الجامعات ُّ تستغل من ُط ُرق الهجرة غري النظامية ما يقطع اإلرهابية األرايض التي تسيطر عليها ،ويندر أن ُت ْعنَى بتنظيم اال ّتجار توس ُل الدو ّيل .ورابعهاّ :أن معالجة اال ّتجار بوسائلِ ُّ ترص ٍف ُي ّ بها يف مكافحة اإلرهاب ،يحتمل أن يؤدّي إىل اشتداد ُّ الترشب بالروح العسكر ّية يف جداول أعامل السياسات ،وإىل إهامل ُسنَن العمل الحسنة املتعلقة باملقاربات التي محورها الضحايا ،وإىل االستخفاف باألسباب األصل ّية ،وإىل َفتْح قنوات للهجرة اآلمنة والقانونية .وصحيح ّأن شيئاً من هذه التنبيهات جاء يف تقرير املديرية التنفيذية ملكافحة اإلرهاب التي َت ْت َب ُع مجلس األمن ،ولكنّ ما ُق ّد َم بني يدي التقرير من أد ّلة ،ال َ َت ْدع َُم َز ْع َم ُه ّأن بني اال ّتجار ومتويل اإلرهاب رابطة واضحة.
ويستشهد مجلس األمن يف األمم املتّحدة بليبيا ،قائ ًال إنها عاملي َتت َِّج ُه ُه الجامعات اإلرهابية التي تجني يش ٌء من ا ّتجا ٍه ّ ال ّربح من اال ّتجار بالبرش ،هذا مع الذي يرتكبه تنظيم داعش من االستعباد واال ّتجار يف العراق وسورية وتركيا ،وما يرتكبه املنتسبون إىل تنظيم القاعدة من تهريب الناس يف منطقة الساحل ،وما ترتكبه جامعة بوكو حرام من الخطف والزواج القرسيّ والتجنيد القرسيّ يف نيجرييا ،وما ترتكبه جامعة س طلباً للفدية يف القرن بالح ّجة راسمي اإلفريقي ،وما والغرض من هذه املقالة هو أن ُأ ْق ِن َع ُ الشباب ا ُملس ّلحة من أَ ْ ٍ ّ يرتكبه جيش الرب للمقاومة من تجنيد األطفال القرسيّ يف السياسات والباحثني أن يقاربوا ما ُز ِع َم أ ّنه ‘رابطة اال ّتجار شك ،ولكنّ ومتويل اإلرهاب’ وهم متش ِّككون فيها ،وأن يتجنّبوا َّ وسط إفريقيا .نعم ،هذه الحاالت مثري ٌة للقلق بال ّ بث
نرشة الهجرة القرسية 64
اال ِّتجار والتَّهريب
حزيران /يونيو 2020
ٌ ٌ ضعيفة غري قابل ٍة املقارنة معطيات
www.fmreview.org/ar/issue64 املفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني
مثل هذه املزاعم ،من غري أن يكون لها بحوث أكرث تفصي ًال ومعطيات ُيعتدُّ بها .ثم ّإن ما بني يدي من مكتبي ومقابالت قابلت مبني عىل بحث النتائج ٌّ ّ فيها ُمست َْط َلعني خرباء من منظامت دول ّية ،وجرت ومكاتب إقليم ّية ،ومجامع فكر ّية، يف مراكز إدار ٍة، ٍ وقابلت فيها أيضاً ُمن ِف ِذي القانون الدويل يف الواليات 5 املتحدة ،وتركيا ،ومرص ،ونيجرييا ،وأوربا.
49
وأما ا ُملع ِّو ُق األكرب أمام ال ّز ْع ِم بوجود رابطة بني اال ّتجار ومتويل اإلرهاب ،فهو عُ ْد ُم املعطيات القوية القابلة للمقارنة ،التي تؤخذ منها املالحظات حول تغيين .فأ ّو ُل يش ٍء ُي ْذ َك ُر العالقات السبب ّية بني ا ُمل ّ َ يف هذا املقام ،هو ّأن ُند َرة املعطيات حول اال ّتجار واضحة بالدليل حني ُي َ ٌ نظ ُر يف الدراسات السنوية إريتيّ ،يبلغ من السنّ 17سنة ،يرتك أث َر ك ّف ِه يف راي ٍة من املفوض ّية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني ،ت َْحم ُِل الجئ ِ ً ْ َ العاملي و َْسام يقول# :أنهوا_االتّجار_بالبرش ( ،)#EndHumanTraffickingيف مخ ّيم شقراب لالجئني ،بالسودان .وهاهنا أفرادٌ من التي لها صلة باألمر .مثال ذلكّ :أن التقرير ّ رشقي السودان. املخ ّيم واملجتمع ا ُملض ِّيف ،اجتمعوا ليتظاهروا ويُع ِلنُوا متاسكهم وتآزرهم عىل االتّجار بالبرش يف ّ يف اال ّتجار بالبرش ،الذي يخرجه مكتب األمم املتحدة املعني باملخدرات والجرمية ،يقترص عىل إحصاءات متابعة يف األنظمة القانونية ،واملصطلحات ،وأساليب تحديد وللمتّجرينَ (ولكث ٌري من الناجني من اال ّتجار) الدعاوى القضائية عىل صعيد الدولة .وتختلف طبيعة هذه الحاالت .هذاُ ، وك ُيح ِب ُط َج ْمع اإلحصاءات ودرجة صدقها اختالفاً شديداً ،وهي ال ُت ِرينَا إال من الحوافز القو ّية من يحفزهم إىل ُس ُل ٍ القليل من جميع معدّالت اال ّتجار ،وال ميكن أن ُتستك َم َل املعطيات. إحصاءات عامل ّية يف اال ّتجار .وأ ّما تقارير باالستقراء حتّى تصري ٍ العاملي ،الذي تصدره مؤسسة ُووك ثم هناك دليل العبود ّية التقديرات العامل ّية يف العبود ّية الحديثة ،التي تصدرها منظمة ّ ّ العمل الدوليةْ َ ، فت ُك ُز ه ّمها يف العمل القرسيّ ،و َت ْجهَدُ إللقاء إفري (َ ،)Walk Free Foundationك َس َب التأثري من عرض الضوء عىل ما ُيق ِّيدُ املعطيات ،و ُتح ّذ ُر من استكامل املعطيات اال ّتجار بهيئة ‘العبودية الحديثة’ (وهو ٌ دليل يكرث أن تستشهد باالستقراء إلخراج اإلحصاءات العامل ّية .ولعل تقارير وزارة به املنظامت ،ومنها املديرية التنفيذية ملكافحة اإلرهاب التي مجلس األمن) ،ويزعم ّأن بني يديه قياسات عاملية عىل الخارجية األمريكية يف اال ّتجار بالبرش هي أكرث التقارير تأثرياًَ ،ت ْت َب ُع َ إذ تجعل الدول عىل مراتب من حيث امتثال القانون الدويل املستوى القطري ،إال أ ّنه يعتمد عىل خططِ تقدي ٍر ّ هشة، وبذل الجهد يف مكافحة اإلرهــاب .ومع ّأن تقارير وزارة مستمدّة من مجموعة من األنشطة ليس فيها من العنرص الخارجية األمريكية يف اال ّتجار بالبرش كانت تشمل معدالت العابر للحدود يشء؛ أي العامل الذي يكرث أن يستعمله اال ّتجار ،فقد ُت ُخ ِّ َ ل عنها ب َع ِق ِب َن ْق ٍد أىت من مكتب محاسبة ُمن ِفذي القانون واملنظامت الدولية ل َك ْشف الحاالت وتقدير 6 ْ َ وج ْمعها .ولقد َنق َد الخرباء ،الذين قابلتهم يف أثناء الحكومة األمريكية يف ّأن املعطيات غري قابل ٍة لإلثبات. املعطيات َ جريان بحثي ،درجة صدق هذا الدليل 7.وقالوا وبني يديهم حجتهم ،إ ّنه عىل الرغم من ّ شك العلامء املتو ّقع يف رصامة وقد ر ّكزت ،من جديد ،املناقشات التي ُأ ِدي َرت حول اال ّتفاق ّ ّ واملنظمة والنظام ّية ،عىل ما اإلحصاءات ،ففي صعيد األمم املتحدة قبول للتقديرات العاملي من أجل الهجرة اآلمنة ّ ٌ وبعض من السبب يف ذلك ما تفعله مؤسسة ُووك ُد ِع َي إليه يف هدف األمم املتحدة للتنمية املستدامة ذي عريض، ٌ وبعض آخر من توص َل إىل تقوية أدوات الرصد من إفري من املراوضة يف أروقة األمم املتحدة، الرقم ( )16.2من أن ُي َّ ُ ً َ ّ العاملي ظاه ٌر عىل ّأن بني يديه ة ي العبود دليل أن هو السبب األساس قات و باملع ر ق أ فقد ا وأيض ات مشرتكة، خالل ُم ِشري ٍ ّ ِ ّ ّ ّ ً ّ ّ أمام البحوث املقارنة الدائرة حول االتجار ،وال س ّيام التفاوت حال ملشكالت التقدير املعقدة.
49
50
50 www.fmreview.org/ar/issue64
اال ِّتجار والتَّهريب
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
وأما الخطة التالية يف تحديد رابط ٍة سبب ّية فهي تقدير مقدار إىل ُس ُبل أخرى مثل النفط ،والعاد َّيات (اآلثار القدمية)، 9 أرباح الجامعات اإلرهابية التي َي ْج َتنُو َنها من اال ّتجار وما له َ ْ وض ُب الفدية وفرض الرضيبة عىل السكان. صلة به .وهاهنا يعرتضنا مشكلة كربى أيضاً .نعم ،ما من ٍّ شك ّ ً يف وجود دليلٍ قويّ عىل أن الجامعات اإلرهابي ّة تعتمد عىل ذلك ،وتشري األدلة إلىل ّأن الجامعات اإلرهاب ّية كثريا ما األعامل اإلجرامية يف جمع املال .ومع ذلكَ ،ن َق َل موظفون تستعمل اال ّتجار والجرائم التي لها صلة به يف أغراض من مكتب األمم املتحدة املعني باملخدرات والجرمية ومن عمل ّية أو مذهب ّية (إيديولوج ّية) ،ال يف التم ُّول .إذ تستعمل منظمة األمن والتعاون يف أوروبــا ،كيف ّأن أرقام متويل الجامعات اإلرهاب ّية العبود ّي َة والــزواج القرسيّ لتجنيد اإلرهاب كثرياً ما ُتبنَى عىل معلومات استخبارات ّية رس ّية ،األفراد ومكافأتهم ،أو إلرهاب السكان املحل ّينيُ ، وتأخ ُذ عىل وللجنْد من األطفال. الهم يف املسألة .عادتها يف التجنيد القرسيّ للمقاتلني ُّ من هيئات لها مصلحة قو ّية يف فرط َر ْك ِز ّ وسبيل الحصول عىل التقوميات إلجراء املراجعة املستقلة ومهام يكن من أمر التنظيم ،فأكرث هذه األعامل واألفعال غري مفتوح ،فيكرث أن َت ِج َد الباحثني يستشهدون باإلحصاءات التي يتّبعها ال تصل إىل ح ّد اال ّتجار الدويل .ولذا َت ْح ِز ُم ني قالوا ّإن سو َء َق َرا َر ُ الرسم ّية فقط .ومثل ذلكّ ،أن ا ُمل ْست َْط َل ِع َ ات مجلس األمن ما مىض عليه زمن طويل من الجرائم همها يف مركز جديد ،وهو الفهم كث ٌري عند راسمي السياسات يف العالقات بني الجرمية وانتهاك حقوق اإلنسان ،مع َر ْك ِز ّ العابرة لألوطان واإلرهاب ،وذكروا وجود ا ّتجاه إىل تخليط سورية والعراق وليبيا .وقد قال ُم ْست َْط َل ٌع يعمل يف إدارة التداخل الجغرا ّيف بالتالقي العم ّ يل. الرئيس أوباما“ :الظاهر ّأن مجلس األمن يخ ّلط اال ّتجار برضوب االستغالل التي نكافحها منذ عقدين من الزمان”. وقد ش ّددت فرقة العمل املعنية باإلجراءات املالية –وهي وبالجملةّ ، الرس، فإن ا ُملتّجرين يسعون إىل بقاء أعاملهم يف ّ السيايس ،وهذا ال ُيع ُني االنتباه فيجذبون اإلرهابيني، منظمة رقابة حكوم ّية دول ّية– ِذ ْك ـ َر املصاعب يف تت ُّبع وأما ّ اإلي ـرادات من الهجرة غري النظامية عموماً 8.صحيح ّأن عىل الرشوة والتواطؤ والفساد ،التي هي أمور ال ب ّد منها ني الذين قابلتهم يف مكتب األمم املتحدة املعني لنقل الناس عرب الحدود .مثال ذلكّ :أن يف بلدة صرباتة ا ُمل ْست َْط َل ِع َ باملخدرات والجرمية كانوا يدرون الحاالت املذكور يف صكوك الساحلية بليبيا ،م ّو َل امله ّربون الحرب عىل داعشّ ، ألن َك ْو َن عبوا عن رأي َص ْل ٍب ،وهو أ ّنه ال الجامعة اإلرهابية يف املنطقة يع ّرض أرباحهم للزوال. مجلس األمن ،ولكنّهم ّ ّ َ جامعات إحصاءات (رس ّية أو غري رس ّية) تدعم ز ْع َم أن ٍ كالقاعدة ،وبوكو حرام ،وداعش ،قد اجتنت من اال ّتجار وقد عملت الجامعات املس ّلحة طوي ًال يف ُط ُرق الهجرة فلم كان التهريب واال ّتجار ُم ّ أرباحاً عظيمة املقدارّ . وطنان غري النظامية .فقبل اإلطاحة بالعقيد معمر الق ّذايف سن َة كم تح ُ يف األكرث ،كان لهام من األعامل العابرة لألوطان يشء قليل ،2011كان النظام وما يحالفه من ق ّوات هو ا ُمل ّ بالتهريب واإل ّتجار يف ليبيا .وأما اليو َم فاملهاجرون مع ّرضون أص ًال. لخطر اال ّتجار بهم يف املناطق التي تسيطر عليها حكومة االنتهازية وال َق ْمع والتجنيد الوفاق الوطني كام هم مع ّرضون لخطر اال ّتجار بهم يف أوضح حالة إلرهاب ّيني يتّجرون بالبرش ابتغا َء ال ّربح هي املناطق التي تسيطر عليها امليلشيات ،ولكنّ املع ّوقات اال ّتجار الذي يقوم به تنظيم داعش .وأبرز ما كان من ذلك ،أمام املهاجرين التي تحول دون خروجهم من ليبيا اليو َم ّ اسرتق آالفاً من اليزيد ّيات ،نسا ًء وبناتاً ،يف أكرب ،بسبب اتفاقيات الهجرة بني ليبيا والدول األعضاء يف ّأن تنظيم داعش غنائم َح ْرب ،فتع ّر ْضنَ لالغتصاب املنهجي ،اال ّتحاد األوريب .بل ّإن الكيانات التي مي ّولها املجتمع الدو ّيل العراق إذ كنّ له َ الخاصة الليب ّية ،وخفر سواحلها، (وخاص ًة قوات الردع و ِب ْعنَ يف املناطق املحل ّية ،أو ا ُّت ِج َر بهنّ إىل سورية وتركيا .وملّا ّ ّ كان التنظيم يف أَ ْو ِج ُق ّوته ،اشتمل هذا اال ّتجار عىل إمداد ّيات ومديرية مكافحة الهجرة غري النظام ّية) قد سيطرت أساساً (لوجست ّيات) مع ّقدةّ ، نظمها لجنة من التنظيم مخصوصة ،عىل الطرق التي تستعمل يف اال ّتجار ،وأصبح من عادة هذه ولكنْ –بقطع النظر عن الحنكة التنظيم ّية– أق ّرت فرقة الكيانات اليو َم أن تتّجر بالبرش ،حتى إ ّنها بلغت من اال ّتجار العمل املعنية باإلجراءات املالية بأ ّنه “من الصعب تص ُّور مبلغاً أبعد كثرياً من الذي بلغته امليلشيات بعد سقوط معمر القذايف. قيس ّ اال ّتجار بالبرش سبي ًال من ُس ُبل ال ّربح” عند التنظيم ،إن َ
نرشة الهجرة القرسية 64
اال ِّتجار والتَّهريب
حزيران /يونيو 2020
املاحلة تجنُّب مزاوجة السياسات ِ
وهاهنـا سـؤال أخير :هـل لإلشـارة إىل رابطـة اال ّتجـار– سياسـات ُمن ِتجة ،كما كان حال َاوجـ ُة ٍ ومتويـل اإلرهـابُ ،مز َ ّ رابطـة الهجرة–والتنميـة؟ وكل مـن أجـاب عـن سـؤايل هذا مـن ا ُملسـت َْط َلعني ،مـا عـدا موظف أمنـي من نيجرييـا ،ح ّذر التصرف هـذه ،املرتبطـة بسياسـات مـن اسـتعامل وسـائل ُّ عبر عـ ّدة منهـم عـن قلقهـم مـن أنّ مكافحـة اإلرهـابّ . معاملـ َة اال ّتجـار معاملـة قض ّيـ ٍة أمنيـة صعبـة يهـدد بإنتاج نتائـج سـيئة غير مقصودة ،تقـع عىل األمن الـدويل وضحايا بالس َـواء. اال ّتجار َّ
51 www.fmreview.org/ar/issue64
ويف األنظمـة القانونيـة التـي تـدور حـول الضحايـا .وأيضـاً فقـد يقلـل الوصـول إىل قنـوات الهجـرة اآلمنـة والقانونيـة مـن مواطـن ّ الضعـف والتعـ ُّرض لال ّتجـار يف ُطـ ُرق الهجـرة َ غير النظاميـة .هـذا ،ويشـت ّد –يا لألسـف– اعتما ُد واضعي القـرار ( )2388مـن أعضـاء مجلس األمن يف األمـم املتّحدة، على إقامـة التعـاون بينهـم وبين الـدول االسـتبداد ّية الخاصـة والسـلطو ّية ،ويعـدُّ ون ذلـك يف جـداول األعمال ّ بضبـط الهجـرة ،ف ُين ِّمـي ذلـك ُسـ ُبل التعـ ُّرض لال ّتجـار يف األصل. ك ِرغ داميان س ِمث Craigdamian.smith@ryerson.ca
ٌ ٌ وكثيراً مـا تـؤدّي األعمال العسـكرية إىل زعزعـة اسـتقرار مشارك رئيس يف حوكمة الهجرة ،يف برنامج التم ُّيز باحث ريرسن ،يف تو ُرنتُو الـدول واألقاليـم ،وتن ّمـي االسـتياء والتط ُّرف ،وتتنـزّل منزلة الكندي يف بحوث الهجرة االندماج ،بجامعة ُ
عامـل َح ْفـ ٍز إىل التَّهجير .وأيضـاً فهي تنشـئ لال ّتجار سـوقاً. مثـال ذلكّ :أن جيش تحرير كوسـوفو وغيره من الجامعات ّ املسـلحة يف يوغوسلافيا –سـابقاً– ا ّتجـ َر بالنسـاء والبنـات األطلسي الجنـد يف ِحلـف شمال ل ُي ِج َ يـب بهـنّ حاجـات ُّ ّ وقـوات األمـم املتحـدة .وعوامـل الحرك ّيـة (الدينام ّيـات) نفسـها حاصلـة يف الدو ّيل من أعمال ِح ْفظ النظـام والعمل موج ٌ هـة إىل َق ْمع اإلنسـاين يف نطـاق أوسـع ،وهي يف الغالب ّ التط ُّرف.
ٌ كثيرة هـي األد ّلـة عىل أن السياسـات التـي ُت َؤ ْم ِنـنُ الهجرة، ُ تضر مبعايير الحامية الدول ّيـة ،وبحقـوق املهاجرين ،وبأمن الدولـة .إذ تفسـح مزاوجـة اال ّتجـار باإلرهـاب لألنظمـة االسـتبدادية والسـلطوية السبيل إىل االسـتفادة من انشغال الغـرب بالنزعـة اإلسلامية والهجرة غير النظاميـة ،فتحصل منـه على عـون عسـكري وتعـ ِّز ُز سـيطرتها السياسـية على َ املتخصصين يف مرحلـة مـا بعـد وسـأل أحـد كبـار بالدهـا. ّ النّـزاع“ :مـا الـذي تـرى مـن املعنـى حين تقـول حكومـة َ الحارض اسـتبداد ّية ملجلـس األمن مؤ ّكد ًة :نعـمّ ،إن التهديد مشـكلة عويصـة يف أريض؟ [هـذا يعنـي] أنهـا تريـد مزيـداً مـن املـال السـتيعاب الخدمـات األمن ّيـة ...ويف أحسـن األحـوال تريـد أن ُيسـ َقط عنهـا َد ْينُهـا”. وأخرياًّ ، فإن َح ْش َـد سياسـات مكافحة اإلرهاب الستعاملها يف َصر له العلماء واملزاولون مكافحـة اال ّتجـار ،سـ ُيه ِم ُل ما َي ْنت ِ ُ ومنظمات َصـ ْون الحقـوق ،مـن ُسـنَن العمل الحسـنة ،وال سـ ّيام التـي ُت ّت َب ُـع يف َفت ِْح ُسـ ُبل املعاش ،والتعليـم ،والتنمية،
www.ryerson.ca/cerc-migration/about/
كل القرارات وما له صلة بها ّ .1إن شئت قامئ ًة فيها ُّ مم ُص َِّح ب ِه ،انظر: http://unscr.com/en/resolutions/2388. CTED (2019) Identifying and Exploring the Nexus Between Human .2 Trafficking, Terrorism, and Terror Financing (تعيني واستكشاف الرابطة بني االتّجار بالبرش واإلرهاب ومتويل اإلرهاب) bit.ly/CTED-trafficking-terrorism-2019 مصطلح يُع ِر ُب عن مجموع ٍة من العالقات السببية الالزمة بعضها .3مصطلح ‘الرابطة’ ٌ بعضاً ،بني ظاهرتَن أو أكرث .ونرضب عليه مث ًال مشهوراً ،هو رابطة الهجرة والتنمية ،وهي ر ٌ عالقات سبب ّية مع ّقدة يُع ِّز ُز بعضها بعضاً ،بني مختلف رضوب ابطة ت َِص ُف سلسل ًة من ٍ والسكون. التنمية ُّ .4ويف الرابطة املزعومة مشكلة أخرى ،هي االختالف الواسع يف تحديد الجامعات اإلرهاب ّية .ففي قامئة االتحاد األورويب 21كياناً تقول إنّه منظمة إرهابيةُّ ، وتعي وزارة الخارجية األمريكية 67منظمة إرهابية ،وتحدد األمم املتحدة 82كياناً هي أهداف ٌ نتيجة الختالف أوسع منه يف معايري للعقوبات عىل اإلرهاب أعامل متويله .وهذا االختالف التعيني ،والجامعات التي لها مصلحة ،وجداول األعامل السياس ّية. .5اختري املستطلعون من منظامت دولي ّة ،مثل مكتب األمم املتحدة املعني باملخدرات والجرمية ،واملنظمة الدولية للهجرة ،واألمم املتحدة ،واملفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني ،ومنظمة األمن والتعاون يف أوروبا. العاملي يف االتّجار بالبرش ،من مكتب األمم املتحدة املعني باملخدرات والجرمية .6التقرير ّ ،www.unodc.org/unodc/data-and-analysis/glotip.htmlوالتقديرات العامل ّية يف العبوديّة الحديثة ،من منظمة العمل الدولية :العمل القرسيّ والزواج القرسيّ www.ilo.org/global/publications/books/WCMS_575479/lang--en/index.htm ،bit.ly/ILO-Estimates-Slavery-2017وتقرير وزارة الخارجية يف االتجار بالبرش https://www.state.gov/trafficking-in-persons-report/ See also Gallagher A T (2017) ‘What’s Wrong with the Global Slavery .7 Index?’, Anti-Trafficking Review 8: 90–112 العاملي؟) (ما ع ّلة دليل العبوديّة ّ https://doi.org/10.14197/atr.20121786 Financial Action Task Force (2018) ‘Financial Flows from Human .8 ’Trafficking (دفقات مال ّية من االتّجار بالبرش) bit.ly/FATF-finance-trafficking-2018 Financial Action Task Force (2015) ‘Financing of the Terrorist .9 Organization Islamic State in Iraq and the Levant (ISIL)’, p13 (متويل تنظيم داعش اإلرهايبّ) bit.ly/FATF-finance-ISIL-2015
51
52
52
اال ِّتجار والتَّهريب
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
www.fmreview.org/ar/issue64
التهريب واال ّتجار من ِف ِيتْنا َم إىل أو ُر ّبا ِمي ِمي ُفو ونادية السبتاوي
ٌ ٌ معقدة غري مستق ّر ٍة يف حالها ،ف ُيبتد َُأ مسار األعامل فيها بتهريب الناس، ظاهرة هجرة الفيتنام ّيني إىل أوربا ثم يدخل فيه اال ّتجار بهم أيضاً وغري ذلك من رضوب االستغالل.
فيتنام هي إحدى أكرث البالد التي يصدر منها ا ُمله َّربون ٌ وصبيان من وا ُملت َّجر بهم إىل أوربا .وأكرث هؤالء ش ّب ٌان أهل بضع مقاطعات تقع يف شام ّيل البلد وشام ّيل وسطها، ّ ألسباب ،أعظمها اعتقادهم يتجشمون أخطا َر السفر وطولَ ُه ٍ أن ُف َر َص الربح يف بالد ما وراء البحار أحسن .ومع أن اقتصا َد فيتنام ينمو ،ومن ّوه مستم ٌر ّ مطرد ،ليس فيها تكافؤ ُف َر ٍص ّ واملعايش ،ال بالتَّعليم وال بالتوظيف، االجتامعي لالرتقاء ّ الح َض .والفيتنام ّيون الذين َع ِد ُموا ومعظم الفرص مركوز ٌة يف َ مقاطعات ُج ِريَ فيها من عه ٍد هذه الفرص ،ويقدمون من ٍ بعيد عىل طلب العمل يف بالد ما وراء البحار ،هم َس َوا ُد املهاجرين إىل أوربا.
فيتنامي أن يقرتض لنفس ِه ماالً ّ ويتجشم السفر إىل فإن رأى ٌّ ً ً أوربا ،تح ّم َل من ذلك عبئاً مالياً ونفسانيا فادحا .ويستعمل امله ِّربون والعصابات اإلجرامية االستدان َة ليزيدوا يف ق ّوتهم ُّ التحكم يف املهاجرين خالل السفر ،فيكرث أن ُي ْج ُربوهُ م عىل ُ يف طريقهم عىل ما فيه استغاللهم ،كأن ُيع ِملوهُ م يف بيع العقاقري الزائفة ،أو يف مصانع ّ الشقاء حيث العمل مديد واألجر زهيد والحال يف الحضيض .وأما النساء واألطفال خاص ًة من مواطن الضعف ما ُيع ّرضهم لالغتصاب ففيهم ّ الجنيس، وال ِبغاء القرسيّ أو غريهام من رضوب االستغالل ّ يف البالد التي يعربونها ،كروسيا وأكرانيا وبولندا وجمهورية التشيك وأملانيا وهولندا وبلجيكا وفرنسا.
وكان بفيتنام يف مثانين ّيات القرن العرشين برامج إلصدا ِر العامل من البلد وأخرى لطلب العلم خارجها ،جرت بينها جاليات وبني بالد الكتلة السوفيتية –سابقاً– ،فأدّت إىل نشوء ٍ فيتنامية يف موسكو وكييف و َوارسو وبراغ وبرلني .وما تزال طرق التجارة والهجرة هذه إىل اليوم مسلوكة ،ثم إن فيتنام اآلن هي البلد التاسعة بعد أكرث بالد العامل تس ُّل ًام لألموال ا ُملح ّول ِة إليها .وما زالت خدمات َت ْيس ِري ال ِهجر ِة مستمر ًة بع َد رب البار َد ُة أوزا َرها ،غري أنها اليوم عىل هيئ ِة الح ُ أن وضعت َ َّ ُ ُ ُ أعاملٍ يف تهريب الناس ،تدي ُرهَ ا ِع َصابات إجر ٍام ُمنظ ٍم قا َدتها فيتنام ّيون ،يف فيتنام ويف بالد ما وراء البحار.
عىل ّأن أ َوا ِئ َل املستجيبني لذلك يف أوربا ،من موظفي إنفاذ القانون واملنظامت غري الحكومية ،يتح ّملون كثرياً َعم الفيتنام ّي َ ني الذين ُيحت َم ُل من املصاعب يف َتعي ِ ني ود ِ أن يكونوا ضحايا ا ّتجا ٍر .ومن ذلك :مصعبة ُق ُصو ٍر يف والع ّملِ االجتامع ّيني الناطقني باللغة موظفي إنفا ِذ القانون ُ الفيتنامي، الفيتنامية ،ومصعبة عدم معرفة السياق الثقا ّيف ّ وهذه َت ْص ُع ُب معها عند إجراء املقابالت ِد ّقة تقدير السنِّ وط ْ َ َ من ُة املهاجرين إىل أمنهم ،ثم مصعبة ِق ّل ِة عدد املرتجمني الرسم ّيني العارفني بحال اال ّتجار والتهريب .و َي ْك ُ ُث ّأل َي ْعرفَ لطات ِمنْ َ والس ُ أعملِ اال ّتجار والتهريب إ ّال أ َوا ِئ ُل املستجيبني ُّ ما ُيع َم ُل يف حدود بالدهم ،وملا مل يكن يف استجاب ِة ُم ْن ِفذي القانون تنسيقٌ كانت عصابات اإلجرام ا ُمل ّ نظم ُت ِدي ُر أعاملها بني َ الخ َفا ِء وال َع َلن .ثم من عدم التواصل والتنسيق بني البالد وما يشاكلها من هيئاتها ام َتن ََع َت َت ُّب ُع املهاجرين بعد عُ ُبو ِر ِهم ُحدُ ودَها.
يتم عىل ّأن السائر اآلن يف االتفاق بني ا ُمله ِّرب وا ُمله َّرب أن ّ االجتامعي ،مثل مشافه ًة أو بوسائل الرتاسل والتواصل ّ فيسبوك و َزا ُلو ( .)Zaloوبعد أن كانت الفاجعة يف ترشين األول/أكتوبر سنة ،2019مبوت 39فيتنام ّياً ،إذ عُ ِ َث عليهم رشقي اململكة بإسكس (يف جنو ّيب أمواتاً يف شاحن ٍة ُم َّربدة ِ ّ ٍّ سمون 50ألف دوال ٍر أمرييك أو املتّحدة) ،صار ا ُمله ِّربون ُي ُّ ً ً َ ضامنون له طريقا آمنا إىل للمه َّرب أنهم أكرث ،مثناً ،ويزعمون ُ ُ ميع اململكة املتحدة ووظيف ًة فيها .فتَق ِرت ُض األ َ ُ س ِن ْص َف َج ِ لغ ،يف ّ األقل ،لتدف َع ُه يف ُمقا َبل ِة إجا َز ِتها املرحل َة األوىل من املَ ْب ِ فيتنا َم إىل بل ٍد أوربية.
ِبنا ُء ثق ٍة عىل يد أوائل املستجيبني
ميع َمن َق ِد َم مطا َر باريس بلغت نسبة الفيتنام ّيني ِمن َج ِ تهريب من الجدّة مبكانٍ قريب، ُر ْو ِّس (وهو ُجز ُء َم ْس َل ِك ٍ ُين َق ُل فيه الناس من طريق هاييتي) يف سنة 2018من القارصين غري املصحوبني نحواً من .%50وقد طلب إىل ِفر َق ِتنا
نرشة الهجرة القرسية 64
اال ِّتجار والتَّهريب
حزيران /يونيو 2020
ّ مخص َ موظ َ صون فون من جمعية الصليب األحمر الفرنيسّ ، للقيام بأمر َمن ُي ْح َج ُز ِمن القارصين غري املصحوبني عند الحدود الفرنسية ،أن ُنع ِم َل الرتجمة الشفهية والدعم لشاب وشا ّب ٍة فيتنام َّيني ،يحتمالن أن يكونا االجتامعي الثقا ّيف ٍّ ّ ُ ضح ّيتا ا ّتجار .وقد ُأجي َز لهام البقاء يف فرنسا ُم َو ّقتاً ،فأط ِل َقا السكنى، من َح ْج ِزهام إىل هيئة حامية األطفال ،فه ّيأت لهام ّ ولبثا ينتظران أن ُي ّ الرسمي. بت يف وضعهام ّ
53 www.fmreview.org/ar/issue64
ّ تفضالن من العبي كرة القدم؟ ومتازحنا يف أَظ َفا ِر ماي ْأن كم ُي ِه ُّم َّ كل امرأ ٍة فيتنامية أن َت ِج َد لها دا َر عناي ٍة باألظ َفا ِر حسن ًة .وقد استعملنا يف مخاطبتهام األلفاظ املناسبة –أي (چي = )chịومعناها ‘األخت الكبرية’ و(اِم = )emومعناها ‘األخت الصغرية’ أو ‘األخ الصغري’– واستعملنا منطقة الربوج الفيتنام ّية الستعالم سن َ ِّهم؛ ذلك أن العادة جرت يف فيتنام السنّ بذكر صورة الحيوان املخصوصة بأن ُي َج َ اب عن استعالم ّ ُببج ا ُمل ْستع َلم ال بذكر عدد السنني.
نادية السبتاوي
فوصلنا إىل فندق املهاجرين يف ُب ْك َر ِة النهار ،ملعرفتنا أن َ احتامل فرارهام منه قويّ .وقضينا معهام ّ ست ساعات ،ب ّينّا فبدأت ثقة ماي و ُت َوان بنا تستحكم يف قلبهام قلي ًال قلي ًال، ٍ ُ ّ ْ لهام فيها وض َعهام القانوين ومزايا حتّى بلغا من األن ِس بناحيتنا بقائهام يف فرنسا ،وعقدنا بيننا أن كاشفانا مبزي ٍد من أخبارهام وبينهام من ِحبال ُ األ ْل َفة ما أمكن، الصحيحة .أما ماي فكانت بالغ ًة حتّى تنشأ ثقتهام بنا. من السنّ إىل ما يزيد قلي ًال عىل ً 18سنة ،وخائفة من السفر عىل عىل أنه ظهر لنا من األَ َما َرات ما حدتها ،مشتاق ًة إىل لقا ِء أهلها ّ القصص األوىل ،التي يدل عىل أن كثرياً .وقد رشعت يف هذا السفر َ قصها علينا الشا ّبان البالغان سن بعد أن ُأب ِع َد أبوها من أوربا قبل ّ 1 ُ أشه ٍر ،فوجب عليها بعدُ أن تقيض والشاب توان، ال ُّرشد :الشا ّبة ماي ّ الديون و َت ُع َ ول أهلها .ومل يكن قصص غري صحيحةَ َ ،ت َّر َنا عىل ٌ علم مببلغ َد ْينها .إذ سلكت قصها .فقد قالت ماي إنها يتيمة ّ ملاي ٌ طريق ‘ذوي الجاه’ وهو طريقٌ األبوين من أهل مقاطعة ُك َونغ يت ُين َق ُل سالكوه يف الج ّو إىل فرنسا، –مع ّأن الظاهر من لهجتها غري ولكنّ امله ّربني اشرتطوا عليها أن وسنُّها عرش سنني، ذلك–ُ ،خ ِط َفت ِ ُوأ ِ َت بها الصني ،وفيها صربت عىل مرآ ٌة تعكس مهاج َرين فيتنام َّي ْي يف مخ ّيم ‘مدينة فيتنام’ بفرنسا ،الذي ي ُ َُكث أن يكون تنتظر بلوغها منتهى السفر –وهو ني متوالية .وزعمت موضع آخر مرحلة يقطعها املهاجرون الفيتنام ُّيون قبل أن يدخلوا اململكة املتحدة ،وهم اململكة املتحدة– فيخربوها ما السخرة سن َ ُّ يف الشاحنات مختبئون. ً ً عليها لهم من ال َّد ْي ِن .ويغلب عىل أنها لقيت يوما رجال من أهل نحو من 50 الصني (مل َت ْسأ ْله عن اسمه البتّة) ،فأراد أن َيد َ ْفع نفقة سفرها الظنّ أنها لو وصلت لقالوا لها إن مبلغ ال َّدين ٌ إىل أوربا َ فادح، َين هذا مبلغ ُه و َع ْو ُل أهلها عب ٌء ٌ ففعل وأعانها عىل الفرار .وهذه قصة يكرث أن يأمر ألف ُيور ٍّو ،فقضا ُء د ٍ ٌ باعث عىل ما فعلت ُه فيام بعد. بقصها عىل السلطات ساعة ُي ْسأ ُلون. امله ّربون املهاجرين ّ والحقّ أن عصابات اإلجرام ق ّلام يقبلون أن يه ّربوا من يتامى َ ِّ ً ً األبوين من ال ُيد َف ُع مثن تهريبه .ولكنّا راعينا مشاعر ماي ،وأ ّما ُت َوان ،فقد ُت ُوف أبوه تاركا َد ْينا عىل األرسة .وكان ُت َوان قصتها الكاذبة أنها يف طريقها يدرس القانون والسياسة يف الجامعة ،ولكنّ ع ّمته وع ّمه ح ّثاه ّ قصها علينا ّ فربا كان سبب ّ عىل أن يرتك ذلك ويذهب إىل اململكة املتحدة ،ليكسب َ املال ُأ ِس َء إليها أو اس ُت ِغ ّلت استغالالً جنس ّياً. ويعني األرسة ك َّلها ،وفيها أ ّمه وأخته ا ُملع ّوقة .وكان حال ُت َوان فكان أول ما بدأنا به يف بناء الثقة أن أظهرنا إدراكنا لحالِهام كحال ماي يف أنه ال يعلم مبلغ مثن السفر حتّى يبلغ اململكة الشعور َّية ،وقدّمنا لهام الطعام والرشاب ،وب ّينا أننا إمنا املتحدة .فلو أنه بلغها لكانت ع ّمته وع ّمه اقرتضا املال من موضع ليدفعا َ مبلغ الثمن ،ولكان ُت َوام مك َّلفاً بكسب جئناهام متط ّوعني نبتغي إعانتهام .وأخذنا يف األحاديث غري ٍ ا ُمل ْستم َل َحة ،فسألناهام ما ّ تفضالن من املآكل الفيتنامية ومن املال لقضا ِء َد ْي ِن ع ّمته وع ّمه.
53
54
اال ِّتجار والتَّهريب
54
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
www.fmreview.org/ar/issue64
الخاص ل ُيج َرى من برامج الوقاية يف فيتنام ش َك ال ِقطاع ّ عىل أنه مل َ ْي ِ ض عىل خروجنا من الفندق ساعتني حتّى أن ُت ْ ِ ما يعالج َ عامل الدّ فع االقتصادي. ب َّلغنا أصحاب الخدمات االجتامعية أن ماي وتوان بادرا
إىل ركوب سيار ٍة ما ّر ٍة ،نحسبها خيطاً من شبكة التّهريب.
فلم كنا حمالت الوقاية وتوسيع املدارك فتع ّلمنا من هذه التجربة دروساً كثرية الفائدةّ .
من املستجيبني األوائل ،كنا غري مستطيعني أن ُنو ِر َد ملاي الط َ وتوان ما يكفيهام من وجوه ّ أم َنة وبيانِ ما لهام من حقوقٍ يف الحامية؛ إذ هام شخصان مستضعفان يف أوربا، وال س ّيام يف ِّ ظل ما يحيط بهام من خطر أن ُيتّج َر بهام بعد ذلك يف سفرهام .وأيضاً فقد كان ينبغي لنا أن نطلب إىل أصحاب الخدمات االجتامعية أن ُي ْب ِعدُ وا عنهام هاتفاهام الج ّواالن ملنع التواصل بينهام وبني امله ّربني .وأخرياً ،كان ٌ وقت لبناء الثقة بيننا وبينهام ول ُن ِدي َر لنا حاجة إىل َمزي ِد ٍ يح األحاديث واملعني منها حول ُس ُبلِ قضائهام ديناهام، ص َ َ ِ فييهام ذلك بقا َءهام يف فرنسا. ُِ
التوصيات
حمالت لتوسيع املدارك، ُيحت َُاج اليو َم يف أوربا وفيتنام إىل ٍ صاح ُب استغر َ اق ُتص ّور حقيق َة العمل يف أوربا ،و ُتظ ِه ُر ما ُي ِ الدّيون العظيمة من تزايد َغ َر ِر االستغالل واال ّتجار .فال ب ّد لربامج الوقاية ك ِّلها أن تكون قبل الوقوع يف ال َّدين ،فقضاء ال َّدين يبدأ حني ُيج َع ُل املَ ُال يف يدي املَ ِد ْي ِن يف فيتنام ،ال بعد يرشع يف سفره .وينبغي يف هذه الربامج تعدُّ ُد الوجوه وأصحاب املصلحة ،ومعالجة األسباب األصل ّية .وال ب ّد لهذه الربامج أيضاً من أن تجمع بني أعامل توسيع املدارك وإتاحة فرص التقدُّ م ،ك ِمن َِح الدراسة يف املدارس الثانوية واملهنية امج الت ُّ َّوظف .وال ب ّد من أن يكون خطاب الوقاية بحيث و َب َر ِ ُّ يراعي ما للمقاطعات التي يأيت منها جل املهاجرين من خصائص ثقاف ّي ٍة ولغو ّية .ومثل هذه الربامج ُتتَل ّقى بالقبول َ عموماً إن أجراها َقا َد ُة املجتمع املح ّ يل كاالتحاد النسايئ ،أو أجراها ا ُمل ْقتدَى بهم ذوو التأثري.
ينبغي للسلطات واملنظامت غري الحكومية األوربية أن ُحسن استجاباتها من ِّ كل وج ٍه، تقتفي التوصيات اآلتية ،لت ّ ُ وذلك يف تعيني وحامية املهاجرين و َمن ُيحت َمل أن يكونوا ضحايا ا ّتجا ٍر أو استغالل ،فينبغي لها: برنامج ُو ِض َع مبشارك ٍة قامت ومن أمثلة ُن ْج ِح برامج الوقاية ٌ بني ُمنظ َم ٍة غري حكومية مق ُّرها فيتنام َمعن ّي ٍة مبكافحة معطيات شامل ًة لضحايا اال ّتجار يف أوربا ك ّلها. أن تجمع ٍ وح ُكوم ِة اململكة املتحدة وحكومة فيتنام اال ّتجارُ ، الخاص .وقد استُع ِملت يف حملة الربنامج إعالناتٌ والقطاع ّ ِ أن تتّخ َذ يف مقاربة اإلجرام ّ ً املنظم ّ الفيتنامي مقاربة ُتتعدد املنفعة العا ّمةُ ،ب ّثت عن طريق املعروف من َوسائل َ َ َ ع وس ت و املعلومات ك ر ا ش ت د فيها البالد والهيئات ،وأن تزي َ ُ ّ َ جوم التواصل االجتامعي والقنواتُ ،وأظ ِه َر يف اإلعالنات ُن ُ ُ ّ شبكة التواصل بني الهيئات التي تتبع الحكومة وهيئات الفيتنامي يف كرة القدم .إذ إن كر َة الوطني العبي الفريق ّ ّ إنفاذ القانون واملنظامت غري الحكومية. القدم يف فيتنام هي أقرب رضوب الرياضة إىل قلوب عا ّمة همها يف ما هو الوطني هناك أبطاالً ُيقتدَى ملتبس من حدو ٍد بني اال ّتجار الناس ،و ُي َرى العبو الفريق أن َتر ُك َز ّ ٌ ّ ً والتّهريب إلعداد استجاب ٍة أكرث نجوعا مام كان. شاه ِديها بهم .وأيضاً فقد استُع ِم َلت اإلعالنات لتعريف ُم ِ ُ نظامت غري الحكومية ما هو موجودٌ من منح متنحها ا ُمل ّ ً أن ّ ُ تضم وتد ّر َب من الجاليات الفيتنامية عمال اجتامع ّيني للدراسة يف املدارس املهن ّية ،وبرنامج إيجاد الوظائف القانون. إنفاذ يف وموظفني ناس َبة لطالِ َبها ،فيمهّد ّ كل ذلك سبي ًال آخ َر إىل مستقبلٍ ا ُمل ِ َ أفضل يف فيتنام. أن تجعل ملَن له اتصال مبن ُيحت َم ُل أن يكون ضح ّية من نظامت غري الحكومية ّ وعملٍ اجتامع ّيني مرتجمني وممثيل ُم ٍ ً وموظفي إنفاذ القانون تدريباً إضاف ّياً مخصوصا .وينبغي ش معلومات ٍ يف هذا التدريب أن ُيع َّر َف املتد ّربون ُس ُب َل َن ْ ِ نادية السبتاوي nadia.sebtaoui@gmail.com ُ الفيتنامي وإِ ْجرا ِء مختصة بالسياق ٍ ّ ّ مقابالت تراعَى فيها َخ ِب َريتان ُم ْستق ّلتان باال ّتجار بالبرش وج َز للمتد ّربني ما بني يدي ا ُملت ِّجرين ثقافة ا ُملقا َبلني ،وأن ُي َ ُ .1غ ِّ َي ِت األسامء لحامية أصحابها. وامله ّربني من آل ّيات ّ تحكم مخصوصة يف ضحاياهم. ِمي ِمي ُفو Mimi.vu@gmail.com
نرشة الهجرة القرسية 64
اال ِّتجار والتَّهريب
حزيران /يونيو 2020
55 www.fmreview.org/ar/issue64
‘قوافل’ املهاجرين يف املكسيك والحرب عىل التّهريب إد َو ْردُو ُتو ِّره َك ْن َت َل ِب ِي ْد َرا
افل املهاجرين وطالبي اللجوء املسافرين عرب املكسيك ما أَ ْو َقعت ُه مكافحة تهريب الناس ُتظ ِه ُر ُم َعام َل ُة َق َو ِ من عواقب سيئة عىل اآلخذين يف هذا السفر وعىل املدافعني عنهم.
َو َص ْ لـت إىل املكسـيك ِعـد ٌّة من ‘قوافـل’ املهاجرين وطالبي تجريم القوافل واملدافعني عنها
تتجم ُـع جامعـات النـاس اللجـوء ،منـذ أواخـر سـنة َّ .2018 هـذه ،و ُت َسـاف ُر معـاً ،وأكثر النـاس فيهـا مـن هنـدوراس، والسـلفادور ،وغواتيماالَ ،ق ْصدُ هـا الوصـول إىل الواليـات املتحـدة األمريكيـة .وقـد كان للقوافـل الواصلـة إىل املكسـيك ،على اختلاف هـذه القوافـل ،مصائـر مختلفـة. فأ ّمـا الـذي وصـل مـن القوافـل يف أواخـر سـنة ،2018فقد اسـتقبلتها السـلطة املكسـيك ّية ابتـدا ًء بالتردُّد يف السماح بحر ّيـة عبـور البلد ،غري أنها سـمحت لهـا بذلك يف آخر لهـا ُ املطـاف .وأمـا الـذي وصـل منهـا يف أوائل سـنة ،2019فقد ـمح لهـا مبوجبهـا البقـاء يف البلـد ُأ ْع ُطـ ْوا وثائـق ُم َو ّقتـة ُي ْس ُ عـام واحـد .على ّأن ما تال أو االنتقـال ا ُملط َلـق فيهـا ،ملـدة ٍ ً ذلـك مـن القوافـل فقـد ُق ِم َعـت قمعـا ال يثنـي عنـه يشء، ً ومـن هـذه القوافـل ما اجتمـع ابتـدا ًء يف مدينة تاپاتشـوال وأيضـا ،فقـد ُجـ ّرم املدافعـون عـن الحقـوق اإلنسـان ّية جنـو ّيب املكسـيك يف أكتوبر/ترشيـن األول سـن َة ،2019ومـا للمهاجريـن .ورأى عددٌ من ممثيل الحكومة املكسـيك ّية أن ترك هندوراس يف شـعر يناير/كانون الثاين من سـنة .2020املنارصيـن الداعمين للقوافـل خائضـون يف تهريـب الناس، وخصـوا بال ّذ ْكـ ِر منظمـة شـعوب بلا حـدود (Pueblos ُّ ثير الطريقـة التـي تسـلكها الحكومـة املكسـيك ّية يف .)Sin Fronterasثـم ّإن ُمدا ِف َعين مشـهو َرين عـن حقوق و ُت ِ ُ ترصيـف أمـر هذه القوافل أسـئل ًة كربى عن أسـباب تأ ُّلف املهاجريـن يف املكسـيك اع ُت ِ َقلا بتهمـة تهريـب النـاس، هـذه القوافـل وأسـباب اسـتجابة الدولـة لهـا على هـذه يف خلال املفاوضـة التـي جـرت بين املكسـيك والواليـات الطريقـة .وصحيـح ّأن هـذا الضرب الجديـد مـن رضوب املتحـدة يف تن ُّقـل املهاجريـن ،وذلـك ملنارصتهما والتأثير التن ُّقـل هـو يف أكثره بديـل مـن عبـور الحـدود واألقاليـم الـذي كان لهما وهما ُيدا ِف َعـان عـن حقـوق اإلنسـان. واألرايض مـن طريـق ا ُمله ّربين (الذي نيعرفون يف املكسـيك ٌ بديلة من الق ُّيوط ّية باسـم ذئـاب الق ُّيوط) ،ولكـن جزمت الحكومة املكسـيكية القوافل بـأن بين ُم ّ ّ نـاس ،تجعـل أعاملهـم ولكـن خالفاً للرأي السـيئ الذي تـراه الحكومة يف الق ُّيوط ّية نظمـي القوافـل ُمهـ ّريب ٍ املسـافرين يف القافلـة على خطـ ٍر شـديد .ويحتمـل عقاب (أي أعمال تهريـب النـاس بين املكسـيك والواليـات تهريـب النـاس يف املكسـيك السـجنَ ملـد ٍة تقـع بين مثـاين املتّحـدة ،يأخـذ بهـا ذئـاب الق ُّيوط ،وذئـاب الق ُّيـوط ٌ كناية سـنني وسـت عشرة سـنة ،ويضـاف إليهـا مـن التّغريـم عـن ا ُمله ّربين) ،يسـتعمل املهاجـرون مـن املناطـق ذات الشيء الكثير .وسـعت الحكومـة ،بربـط َم ْقـدَم القوافـل األجـور املنخفضـة خدمـات الق ُّيوط ّيـة ّ خطـ ًة للنجـاة .وقد ٌ معطيات من اسـتطالع رأي حـول الهجرة يف منطقة بالحـرب التـي تشـنُّها عىل مه ّريب النـاس ،إىل إثبـات رشع ّية أثبتـت وح ْصهـا ،وهـي يف الوقـت نفسـه ُتجـ ّرم الحـدود املكسـيك ّية الجنوب ّيـةّ ،أن اسـتعامل الق ُّيوطيـة مل ضبـط القوافـل َ هـذا الضرب مـن التن ُّقـل ،و ُتجـ ّرم املشـاركني فيـه ،و ُتجـ ّرم يـزل ّ والسـلفادور ّيني خطـ ًة شـائعة ج ّداً بين الهندوراسـ ّيني ِ منارصيهـم الذيـن يدعمـون القوافـل ويرافقونهـا. عبر املكسـيك ليصلـوا والغواتيامل ّيين ،الذيـن يسـافرون َ رصح ممثلـون ويف خلال النصـف األول مـن عـام ّ ،2019 حكوم ُّيـون بـارزون بعـدد مـن البالغـات ،أشـاروا فيهـا إىل ّأن َ بعـض تنظيـم القوافـل ،يف األقـل ،أجـراه ُمه ّربـوا الناس. ٌ ومـن ذلـك بالغ صحفي ،صدر عن وزارة املال ّية واالسـتئامن جمـد عـدداً مـن الحسـابات املرصف ّيـة العـامُ ،يع ِلـنُ أ ّنـه ّ لعـدة مـن النـاس ،ألن الحـواالت التـي جرت بها ُّ تـدل عىل بحجة ال َخـ ْوض أصحابهـا يف أعمال تهريـب النـاس ،وقـال ّ تقـوم عىل سـا َقني ّإن هؤالء الناس أنفسـهم خرقـوا القانون ّ بالحـث على هـذه القوافـل .فـكان مـن هـذا الترصيـح أن ُأ ْبـ ِر َز شـأن ال ّربـط بين قوافـل املهاجريـن وطالبـي اللجـوء واألعمال الخارقـة للقانون.
55
56
56
اال ِّتجار والتَّهريب
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
www.fmreview.org/ar/issue64
النّـاس ل ُت ْث ِب َ ـت رشع ّيـة سياسـات َك ْبـح الهجـرة .ثانيـاً: جـرم تن ُّقـل املهاجريـن والالجئين (وهـي يف حالتنـا ال ُت ّ هـذه على هيئـة قوافـل) ،بتصـ ُّو ِر ارتباطهـم بتهريـب النّـاس .وأخيراً :ال ُتجـ ّرم املدافعين عـن حقوق اإلنسـان بسـنَ ِن عملهـم) ،وإمنـا ه ِّيـئ لهـم أن (ال بخطابهـم وال ُ يقومـوا بعملهـم اإلنسـا ّين ،مـن غير أن ُت ْن ِه َكهُـم ُس ٌ ـلطة ٌ عصابـة إجرام ّيـة. أو
إىل الواليـات املتحـدة 1.ومـع ذلـكُ ،تظ ِهـ ُر املعطيـات ّأن مـن لـه مـن املـال الـكايف مـن الهندوراسـ ّيني السـتعامل خدمـات الق ُّيوطيـة عـددٌ قليـل بالقيـاس إىل الغواتيامل ّيين والسـلفادور ّيني .فيعبر الهندوراسـ ُّيون البلـد على ِح َد ِتهم، يف جامعـات صغيرة أو قوافـل صغرية ،ويسـتعملون مزيجاً مـن الخطـط املختلفـة ،تجعلهـم يسـتطيعون السـف َر ،عىل الرغـم مـن ق ّلـة املـال عندهـم أو عدمـه .ولقـد يكـون من السـ َف ُر مشـياً أو ركبـاً على ُق ُطـر ّ الشـحن ،معتمديـن ذلـك ّ ُ على شـبك ٍة تعاضد ّيـة مـن املـآويُ ،م َقامـ ٍة على طـ ُرق إدوَردُو ُتو ِّره َك ْن َت َل ِب ِي ْد َرا etorre@colef.mx ٌ الهجـرة ،أو معتمديـن على األخـذ يف أعمالٍ ُم َو ّقتـة يف باحث ،يف برنامج َكا ِت ْد َرس ُكو َنا ِثيت ،بكل ّية ف ُرن ِتهرا ُن ْر ِته ٌ بديلـة ّ طريقهـم .ثـم ّإن القوافـل مما عنـ َد ذئـاب الق ُّيوط ()Cátedras Conacyt–El Colegio de la Frontera Norte مـن خدمـات ،فهي آ َمنُ لسـفر املهاجريـن ،إذ يجدون فيها http://investigadores.colef.mx/cvu. –لِ ِع َظـم عـدد املسـافرين– الحاميـة واملعلومـات وال َعـ ْونaspx?idinv=375438 ، 2 بقطـع النظـر عـن حالهـم املال ّيـة. EMIF (2020) ‘Encuestas sobre Migración en la Frontera .1 هـذا وميكـن أن ُيـ َرى تجريـم املهاجريـن وطالبـي اللجـوء واملدافعين عنهـم ،يف كثير مـن بلا ٍد أخـرى، منهـا الواليـات املتحـدة األمريكيـة ،وإسـبانيا ،واملغـرب، اسـت َُّل من الـدروس ،لتسـتفيد منها ودونـك فيما ييل ما ْ ّ كل الـدول :فـأوال :ال تسـتعمل خطـاب مكافحـة تهريب
’Sur de México, 2019 (استطالعات رأي حول الهجرة يف الحدود الجنوب ّية للمكسيك) www.colef.mx/emif/ Torre Cantalapiedra E and Mariscal Nava D M (2020) ‘Batallando con .2 fronteras: estrategias migratorias en tránsito de participantes en caravanas de migrantes’, ( ُم َعار َك ُة الحدود :خطط عبور املهاجرين املنض ّمني إىل قوافل الهجرة) Estudios Fronterizos, Vol 21, 1–23 https://doi.org/10.21670/ref.2005047
قانون مكافحة التهريب يف النيجر وما يف آثاره من َم ْفسدَة
ُكو ِلني مُو ِزر
لتجريم اال ّتجار بالبرش يف النيجر ٌ جملة من آثار سيئة تقع عىل املهاجرين وطالبي اللجوء ،وعىل َمن سبق أن ه ّربهم ،وعىل املجتمعات ا ُملض ّيفة .فال ب ّد من األخذ يف غري هذه السبيل.
مي ّر بشام ّيل النيجر منذ عهد بعيد من دفقات املهاجرين ٌ موضع أولوان؛ ذلك ّأن موضع النيجر محا ٍذ وطالبي اللجوء َ ما ُد ِر َج عىل سلوك ِه من ُط ُرق الهجرة يف غر ّيب إفريقيا .وكان يف هذه الدفقات ا ُملل ّونة مهاجرون يبحثون عن العمل ٌ وجامعة من املهاجرين وطالبي يف غري مكانٍ يف املنطقة، اللجوء اآلملني أن يصلوا إىل أوربا ،من طريق ليبيا يف األكرث. تهريب فيه يشء من الرسم ّية ونشأ يف هذا السياق ِن َظ ُام ٍ بالقياس إىل غريه ،ثم آل األمر إىل أنه أسهم يف االقتصاد املح ّ يل كثرياً.
االتحاد األوريب مبَن ِْع اآلت َ ني من غر ّيب إفريقيا من ال ُو ُصولِ إىل أوربا .فبدأت النيجر تتعاون هي واالتحاد األوريب يف َك ْبح الهجرة ويف السياسات األمن ّية ،وملّا كانت سنة ،2015أق َّرت ترشيعاً وطن ّياً شام ًال يف مكافحة التّهريب.وملّا زاد االتحاد األوريب خوضه يف املنطقة يف هذه املدة ،ووجبت االستجابة لزيادة عدد الواصلني إلي ِه من طالبي اللجوء واملهاجرين، أنشأ صندوقاًُ ،صن َ ْدوق الطوارئ االستئام ّين إلفريقيا ،لتمويل الربامج يف التنمية ،وضبط الحدود ،والهجرة ،ابتغا َء َمن ِْع دفقات الهجرة غري النظامية من أصلها.
ـص للنيجر يف السـنني األخرية مـن معونة االتحاد ولكن مع اشتداد الدفقات يف منطقة الساحل والصحراء يف وقـد ُخ ِّص َ أوئل العقد الثاين من القرن الواحد والعرشين ،اشت ّد اهتامم األوريب اإلمنائيـة مقـدا ٌر عظيـم ،منهـا 1.2مليـار ُيـور ٍّو
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
اال ِّتجار والتَّهريب
57 www.fmreview.org/ar/issue64
بين سـنة 2014وسـنة 2020فقـط .وقـد دعـم صنـدوق الجزائـر وليبيـا أو يف مـكانٍ آخر يف القـارة اإلفريق ّية ،أدّى إىل الطـوارئ االسـتئام ّين إلفريقيـا ،الـذي ينـدرج تحتـه مشـاريع تفاقـم الضغـوط االقتصاديـة يف بيئـ ٍة تقـع عليهـا التحدّيـات بقيمـة 253مليـون ُيـور ٍّو ،مـا ُبـ ِذل مـن جهـد يف مكافحـة أص ًال . التهريـب ،وكان دعمـه هـذا بتدريـب موظفـي الحـدود النيجر ّيين ،وبتيسير مشـاريع أعمال صغيرة ملَـن سـبق أن أخيراً ،أنشـأ هـذا املنع كثرياً مـن األخطار األمنيـة ،أحاطت اشـتغلوا بالتهريـب ،فتكـون لهـم سـبيل معـاش بـدالً مـن بالسـواء بامله ّربين ،ومبـن يحتمـل أن يكونـوا عمال َءهـم، َّ ّ ّ التهريـب .فـإن ُن ِظـ َر إىل األمـر مـن زاويـة َك ْبـح الدفقات من وبسـكان املنطقـة يف نطـاق أعـرض .وصحيـح أن الدفقات شما ّيل النيجـر ُيـ َرى أن هـذه السياسـات ناجحة ،إذ ُقـ ِّد َر أن انخفضـت ،ولكنهـا مل تنتهـي ك ّلهـا .إذ اضطـر امله ّربـون الدفقـات انخفضـت نحـواً مـن خمسـة أضعـاف عـن الحال وعمالؤهـم إىل ا ّتخـاذ طـرق بديلـة َ حـول أغاديـز وغريهـا الـذي كان عليـه املعـدّل قبـل بـدء ال َك ْبـح. مـن األماكـن التي تكثر فيها الحراسـة ،ويغلـب أن ينتقلوا مـن بلـد إىل بلـد ،مـن البلاد املجـاورة ،مثـل تشـاد ،حيث على ّأن هـذا االنخفـاض أدّى أيضـاً إىل عديـ ٍد مـن النتائـج الطـرق أقـل أمنـاً أو شـهر ًة .وكانـت الحـال مـن ُ قبـل ْأن ـن معتمديـن مـن ـب سـ ّي ِ السـيئة .أولهـاّ ،أن قانـون مكافحـة التّهريـب حـ ّد التن ُّقـل َي ْص َح َ ارات امله ّربين أفـ َرا ُد أَ ْم ٍ ْـع كل املواطنين غير الدولـة ،ولكن صـارت الحال اليـو َم إىل ّأن امله ّربني يفعلون اإلقليمـي بغير وجـه حـقٍّ ،إذ َمن َ ّ ّ ـمح كل مـا يف وسـعهم ليتجنّبـوا الرشطـة والجيـش ،حتـى لـو النيجر ّيين مـن السـفر شما ّيل أغاديـز .فينبغـي أن ُي ْس َ َ اب يف الصحـراء .ونتيج ًة لذلك، لكثير مـن املهاجريـن وطالبي اقتضى األمـر أن يرتكوا الـر ّك َ بالهجـرة َ عبر النيجـر قانون ّيـاً ٍ اللجـوء الـذي َك ُ َ ثر أن يعبروا شما ّيل النيجـر يف طريقهـم .ومـع عـدم املعطيـات التا ّمـة ،يظهـر ّأن عـدد ال َو َف َيات قد الصاروخ إىل السماء ،إذ ُيقدّ ر ّأن عدد ثـم ّإن النيجـر عضـو يف الجامعـة االقتصاديـة لـدول غـر ّيب ارتفـع كثيراً ،ارتفـاع ّ ٌ ٌ َ َ إفريقيـا ،ولهـذه الجامعـة مقاربـة مشتركة للهجـرة ،تض ُع يف املهاجريـن الذيـن ميوتـون وهـم يعبرون الصحـراء الكربى 2 األولو ّيـة حر ّيـ َة التن ُّقل ملواطنـي الدول الداخلـة يف الجامعة ،يبلـغ ضعـف عدد الذيـن ميوتون غرقاً يف البحر املتوسـط. و ُت ْع ِلي َ شـأن حقـوق املهاجريـن وطالبـي اللجـوء والالجئني 1.ثـم ّ إن التو ّتـر بين السـكان املحل ّيني واملهاجرين قـد ازداد، و ُي ْض ِع ُ ير القلـق ظهورهـا يف منطقـ ٍة ينكمـش ـف منـع التن ُّقـل هـذا مـا تبذلـه النيجـر مـن الجهد يف وهـذه عالمـة ُي ِث ُ ً ّ جبهتين ،فيعـ ّوق قـدرة مواطني الجامعـة االقتصاديـة لدول اقتصادهـا أصلا ،ويهددها وجـود العصابات املسـلحة من غـر ّيب إفريقيـا على حريـة التن ّقـل ،و ُت َعر ِق ُـل قـدرة طالبـي غري الـدول. اللجـوء على الفـرار مـن النزاعـات املسـ ّلحة ،وغير ذلك من استجابات السياسات وتحليلها أسـباب العنـف البلاد املجـاورة ،مثـل مـايل ونيجرييـا. ُ ُ َ ومـع أن بعـض التدابير تتَّخـذ اليـو َم لحاميـة َمـن هـم و ُي َض ُ ـاف إىل ذلـكّ ،أن حملـ َة َك ْبـح التّهريـب هـذه كان لهـا عرضـة لخطـر أن َيت ََخ ّلى عنهـم امله ّربـون الذيـن يخافـون َو ْق ٌـع شـديد يف ٍّ كل من اقتصاد شما ّيل النيجـر –وهي منطقة عقـاب قانـون مكافحة التهريـب ،ينبغي لهـذه التدابري أن ُ االقتصادية والفرص العـامل–، يف البالد أفقر معزولـة يف إحدى حس َـن َد ْع ُمهـا .مثال ذلك :أ ّنـه ينبغي للامنحني أن ي و د ـد ت َّ َ ُ َّ ا ُملتَاحـة للمهاجريـن وطالبـي اللجـوء .فأفضى تطبيـق املنـع ينظـروا يف زيـادة املعونـة املال ّيـة واإلمداد ّية (اللوجسـت ّية) املفاجـئ خلـو أيديهـم مـن البدائـل لكسـب للفاعلين ،مـن مثـل املنظمـة الدوليـة للهجرة ،التـي تقوم َ بالنيجر ّيين إىل ّ الد ّْخـل الـذي كانـوا يكسـبونه مـن قبـل ،مـن مئـات اآلالف اليـو َم مبهمات اإلنقـاذ والتنجيـة يف الصحـراء .وميكـن أن َ ُ ضمان َع ْفـ ٍو مـن سـلطات التمويـل اإلضـا ّيف ـب اح َ على التقديـر مـن املهاجريـن وطالبـي اللجـوء العابريـن ُي َص ِ ُمدُ نـاً مثـل أغاديـز ،خلال مـدة الـذروة بين 2015و .2016إنفـاذ القانـون للمه ّربين الراغبين يف كشـف الطـرق التـي النيجر ّيين ناقلي املهاجريـن سـلكوها أو املواضـع التـي ُتـ ِر َك فيها املسـافرون ّ وتقطعت وال ُي ْق َص ُـد هاهنـا مـن السـ ّكان َ وصحيـح ّأن هـذه املقاربـة ذات الشـ ّقني ال قصـدُ إىل ذلـك أصحـاب املطاعـم والفنـادق بهـم السـبل. فحسـب ،بـل ُي َ ٌ واألسـواق ،التـي ارتفـق بهـا املسـافرون .وفـوق ذلـك ،أدّى تعالـج الدوافـع الكامنـة لهـذه الظاهـرة ،ولكنّهـا ُ تأخـذ َ الحـد مـن عبـور النيجـر ملـن يبحـث عـن فـرص عمـل يف بعـض األخـذ يف معالجـة ارتفـاع عـدد القتلى يف الصحراء.
57
58
58
اال ِّتجار والتَّهريب
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
www.fmreview.org/ar/issue64
وقـد ا ُّت ِخ َذت برامج ُسـ ُبل املعاش التي مي ّولهـا االتحاد األور ّيب ً بديلا مـن امله ِّربين ،مـن خلال أمـو ٍر ،أكرثهـا متويله إنشـا َء ُ األعمال التجاريـة الصغيرة .ومع ذلـك ،ن ِقدَت هـذه الربامج ِببـطء أوقـات تطبيقهـا ،ورصامـة معايير األهليـة فيهـا، وقيودهـا مـن حيـث تحويل الدخـل ا ُملو َّل ِد بالنّقل واإلسـكان وتقديـم الطعـام ،إىل املهاجريـن وطالبـي اللجـوء .ولهـذه القيـود آثـا ٌر جندريـة أيضاً ،إذ ّإن النسـاء (اللـوايت يف الغالب مشـاركات يف صناعـة التهريـب مشـارك ًة غير مبـارشة) ّ أقـل قـدر ًة مـن الرجـال على الحصـول عىل مـال التمويـل ليكون لهـنّ ُسـ ُبل معـاش بديلـة .فينبغـي للمم ّولين الدول ّيين ،مثل توسـيع برامـج ُسـ ُبل االتحـاد األوريب ،أن يضعـوا يف األولو ّيـة َ املعـاش ،وضمان أن يصـل التعاون اإلمنا ّيئ األوسـع وغريه من املعونـة املال ّيـة إىل املسـتفيدين وأن يفيدهم مبارش ًة .وإذ قد املهـم اإلقـرار ّ بـأن هـذ التغيير االقتصـادي املنهجي كان مـن ّ ليـس قصير األمـد ،أمكـنَ أن تكـون الخطـوات الواضحـة لتحسين الحـال الحـارضة هـي تقليـل انتشـار مواطـن الضعـف والتو ّتـرات يف شما ّيل النيجـر .ثـم ّإن هـذا التقليـل َ األعمال العدائية مـن الضغـوط االقتصادية ميكـن أن ُي َخ ِّف َف على طالبـي اللجـوء واملهاجريـن الذيـن مـا زالـوا يحاولـون العبـور عبر أغاديز. ـب قانـون مكافحـة اإلرهـاب يف النيجـر، وبعـدُ ،فقـد َج َل َ وتعبيره يف الواقـع عـن حراسـة الحـدود األورب ّيـة ،أرضاراً
جسـيم ًة يف شما ّيل النيجـر .ومـع ّأن القانـون قـد َسـنّت ُه َّيجر َّيـة ،يبقـى مفهومـه وتنفيـذه متأ ّثـ ٌر تأ ُّثـراً السـلطات الن َ واضحـاً مبصالـح االتحـاد األور ّيب ومتويلـه .ويف آخـر األمـر، املوجهـة إىل ّ الض ْبط لـن يزيـل هـذا الضرب مـن السياسـات ّ الدوافـع الكامنـة وراء هـذه الدفقـات املختلفـة ،وال يسـتم ّر َ وسـنَنَ عملٍ خطري ٍة ، والشـقاء اع، ز ّـ ن ال توليـد إال يف االقتصاديّ ُ يف التّهريـب .فـإذن ينبغـي إلغـاء قانـون مكافحـة التّهريـب، ويبغـي للنيجـر واالتحاد األور ّيب أن َين ُْظ َرا يف سياسـات بديلة، اإلقليمـي ،والحاجـات تكـون أحسـنَ توافقـاً هـي والسـياق ّ واملصالـح التـي عند السـكان املحل ّيين ،واملهاجريـن ،وطالبي اللجـوء ،والالجئين. ُكو ِلني مُو ِزر colleen.moser@graduateinstitute.ch
ُم َر ّش ٌ حة ل َن ْيل درجة املاسرت يف الدراسات اإلمنائ ّية، يف املعهد العايل للدراسات الدول ّية واإلمنائية https://graduateinstitute.ch/
Tubiana J, Warin C and Saeneen GM (2018) ‘Multilateral Damage The .1 impact of EU migration policies on central Saharan routes’, Clingendael Reports (رض ٌر متعدد األطرافَ :و ْقعُ سياسات الهجرة عند االتحاد األوريب يف الطرق الصحراوية الوسطى) https://www.clingendael.org/pub/2018/multilateral-damage/ Miles T and Nebehay S (2017) ‘Migrant deaths in the Sahara likely .2 twice Mediterranean toll: U.N.’ Reuters (األمم املتحدة :من املحتمل أن يكون عدد وفيات املهاجرين يف الصحراء ضعف عددهم يف البحر املتوسط) https://reut.rs/2yxSiZl
دروس من السياسات التصدّي للتّهريب يف البلقان: ٌ
بسن تشارلز ِس ْم ُ
ٌ ٌ محاولة للتصدّي للتهريب، سياسات يف أمن الحدود تقييد ّي ٌة ،وا ّتباعها ُت َّت َبعُ اليو َم يف العامل ،رشق ّيه وغرب ّيه، ولكنْ ق ّلام ُنو ِق َش ما يحدث ح ّقاً عند سنّ هذه السياسات. سنّ االتحاد األوريب ،بعد أن ُص ِد َم مبَ ْقد َِم نح ٍو من مليونِ متعددة جنسيات باذلِيها ،و ُيستقى منها دروس مفيد ٌة يف الجئ ونصف املليون الجئ بني سنة 2014و ،2015سلسل ًة آثار مثل هذه السياسات. ٍ من السياسات لتأمني حدوده ومنه التّهريب .ومن هذه املـدة ،أَ ْج َر ُ يـت دراسـ ًة مشتركة ،مدتهـا السياسات عسكرة الحدود الرب ّية يف البلقان ،وبناء أسوار ويف خلال تلـك ّ ُ رشقي عا َمين ،على الطريـق ،مـن البلاد التـي ُيبتـدأ فيهـا طلـب ماد ّية وغريها من ا ُملع ّوقات ،وإطالق ٍ دوريات بحرية ّ عبر منهـا إىل غريهـا مثل البحر املتوسطَ ، وح ْج َز ا ُمله ّربني .وكان إنفا ُذ األمن عىل طول اللجـوء مثـل األردن ،والبلاد التـي ُي َ قصـدُ إليهـا مثـل طريق العبور يف غر ّيب البلقان ،بني سنة 2015وسنة ،2017تركيـا واليونـان ورصبيـا ،إىل البلاد التـي ُي َ أح َد أصعب األمور يف التاريخ املعارص ،اجتمعت عليها جهود أملانيـا 1.وتقـدم نتائـج هـذا البحث دروسـاً لسـياقات أخرى،
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
اال ِّتجار والتَّهريب
59 www.fmreview.org/ar/issue64
حيـث تحـاول مؤسسـات الدولة تقييـد الحركة عنـد الحدود هـذه األمـور ،وكثيراً مـا أبقت الالجئني يف السـجن شـهوراً أو ومنـع التهريـب .ومن ذلـك :الجـدار الحدودي بين الواليات أكثر ،وهـي متردّد ٌة يف أمرهـا ،مـاذا تفعل؟ املتحـدة واملكسـيك ،والعمليـات البحر ّيـة اإليطال ّيـة ُق َبالـة ُ سـاحل ليبيـا ،وحملات كبـح الهجـرة يف جنـوب إفريقيـا ،ولقـد أ ْخ ِ َب ّ بأن اال ّتجاه نفسـه يف تحويـل الخطر إىل الالجئني، البر على ُطـ ُرقِ غـر ّيب البلقـان .فقـد كان امله ّربـون وعسـكرة الحـدود يف جنـو ّيب آسـيا ،ومنهـا الحديـد التـي بني ُمت ٌ ّبـع يف ّ يرافقـون الالجئين ،ولكـن بعـد سـنة ،2014صـاروا يكتفـون الهنـد بنغالديـش. ّ بتوجيـه الالجئين إىل اتجـا ٍه عـام ،ويخربونهم أن يسـتم ّروا يف يف الذي يقع عىل الالجئني من التأثري املشي حتّـى يصلـوا إىل مدينة يعبرون منهـا إىل املرحلة التي مئات وأكثر مـن وقـع عليهـم أثـر هـذا اإلنفـاذ املهاجـرون ،ال بعدهـا .وقـد تحدّثنـا إىل الجئين مل يرافقهم امله ّربـون ٍ امله ّربـون الذيـن اسـتطاعوا أن يح ّملوا عمالءهـم الالجئني ما مـن الكيلومترات يف ال ِق َفـار ،فعانـوا اإلنفلونـزا ،وأعـراض يتزايـد مـن كلفـ ٍة وأخطار .مثـال ذلكّ :أن امله ّربين كانوا قبل انخفـاض درجـة الحرارة يف الجسـم ،وفقدان سـائل الجسـم، والتسـمم ،ولَ ْس َـع الحشرات ،والتعـ ُّرض للبرد .وكانـت أشـ ّد بانتظام يف عبورهم من سـاحل سـنة 2014يرافقون الالجئني ُّ ٍ تركيـا إىل جزائـر اليونـان ،ويعـودون بعدئـ ٍذ إىل تركيـا .ولكن حـوادث تحويـل الخطـر إىل الالجئني ،هـي يف أعامل مكافحة الح ُك ُ ومـات الوطن ّيـة خفيـ ًة بعـد أن زاد عليهـم خطـر االعتراض واالعتقـال سـن َة ،2014التّهريـب التـي فوضـت أمرهـا ُ عـات شـبه عسـكرية ،لهـا مـن السلاح السـواطري، تو ّقفـوا عـن مرافقـة الالجئين ،وصـاروا يعطونهـم حاسـوباً إىل َج َم ٍ ُ ُ َ ُل َو ْيح ّيـاً ،أو بوصلـة ،أو ال يعطونهـم شـيئاً ،وهـذا األكثر ،إ ّال واألسـلحة النار ّيـة ،والـ ِكلب ،واملركبـات املك ّيفـة بحسـب ْـف على إميـاء ًة إىل جهـة ضـو ٍء يف األفـق يهديهـم يف عبـو ٍر يبلـغ مـن التضاريـس ،فكانـت هـذه الجامعـات تعتـدي ُبعن ٍ ـم فظنّت أ ّنهـم ‘مهاجرون طـول املسـافة 24كيلومتراً .وملّـا كان امله ّربـون يعلمـون أن الالجئين ،الذيـن إ ّمـا أسـاءت ال َف ْه َ القـوارب التـي يركبهـا الالجئون يف عبورهم سـت ُْض َب ُط و ُت ْت َلف ،غير رشع ُّيـون’ وإمـا غلطـت فظنّتهـم مه ّربني. ابتـدؤوا يف اسـتعامل ُسـ ُف ٍن ال ُيعـ َّول عليهـا ،لجعـل كلفـة أقـل مـا يكـون ،وصـاروا يجعلـون السـفن ّ أعاملهـم ّ مكتظـ ًة فاشـتدّت الكلفـة واحتمال األخطـار كثرياً؛ فارتفـع مثن عبور مئـات مـن الـدوالرات بال ّراكبين اكتظاظـاً يجـاوز قدرتهـا ،ويزيـدون كلفـة املقعـد الفـرد حـ ّداً مـن الحـدود ،مـن بضـع ٍ آالف أو َ على ظهرهـا .ولكيلا َت ْك ُش َ أكثر بعـد سـنة ـف الدوريـات البحر ّيـة السـفن ،األمريكيـة ،قبـل سـنة ،2014إىل ٍ 10 ً سيرونها ً ليلا ،وإن كانت حال الطقس سـيئة .فأدّت .2017ومـع ثـوران هـذه الكلفـة ،أصبـح التّهريـب رضبا من صـاروا ُي ّ مفتـوح إ ّال ألثـرى الالجئين وأوثقهم غير سـبيله ـات، ي الكامل السـفن غرق حاالت من عظيم عدد إىل هـذه ـف ُسـ ُبل التك ُّي ّ ٍ ُ ً تهريـب غاليـة الثمـن حـزم َت ئ ـ نش وأ الجـاه. بـذوي ة صلـ . رب ال يف آمنين فبقـوا بـون ر امله وأمـا والنـاس، ِ ّ ٍ ّ متقنـة ،مثـل التهريـب الـذي تسـتعمل فيـه َي ْخ ٌ ـت وطاقمه، ثـم ّإن ُح ُضـو َر الفاعلين يف أمن الدولـة املتزايـ َد –الذين ُن ِق َل فيحـايك امله ّربـون بذلـك رحلـة بحريـة فخمـة ليتجنّبـوا أن أكرثهـم مـن إدارات غري ذات صلة ،لسـ ّد الخلل يف اسـتيعاب تكشـف الدوريـات البحريـة أمرهم عمد بحثها عـن الزوارق األمـر ،فكانـت خربتهـم يف معاملـة الالجئين أو األعمال الرخيصـة ،املنفوخـة ،الصلبـة الجـرم .ومن الخيـارات األخرى الحدوديـة قليلـة أو معدومـة – أدّى إىل عـد ٍد كبير مـن الغاليـة الثمـن جـوازات السـفر املـزورة وبطاقـات ركـوب حـوادث التشـويش بين الفاعلني يف أمن الدولـة ،أو إىل عُ ن ِْف الطائـرة ،والتدريـب على انتحـال الهويـة املزيفة. هـؤالء الفاعلين على الالجئين ،ظنّـ ًا منهـم أ ّنهـم مه ّربـون. مثـال ذلـكّ :أن امله ّربين يك يتجنّبـوا االعتقـال ُيع ّينـون أحـ َد وملّـا كان آخـر سـنة ،2017بـدأت كلفـة التهريـب وأخطـاره الالجئين َم ّلحـ ًا ،فحين يصـل الالجئـون إىل إحـدى الجزائـر تزيـد على ما يقـدر عىل تح ّملـه أكثر الالجئنيّ ، فقل انتشـار اليونانيـة ،يكثر أن تغلـط الرشطة فتقبض على ّ امللح الالجئ التهريـب يف البلقـان مـن حيـث األعـداد املطلقـة .وبعـد أن سر ظنّـاً منهـا أ ّنـه ُمهـ ّرب .فمـن غير تدريـب على التفريق بني تفـادى امله ّربـون األخطـار الحقيقيـة ،وجـد أكرثهـم ب ُي ْ ٍ ٍ ً عملا آخـر ،أن يعيشـوا على مـا ادّخـروه وهـم يدخلـون الالجئين وامله ّربين ،وعلى التمييـز بين الجنسـيات أو َف ْهـم القانـون اإلنسـاين الـدو ّيل ،كانـت الرشطـة غير مجهّـز ٍة لفهم يف املـدن الواقعـة على طريـق التهريـب ،فيعملـون جزئ ّيـاً
59
60
60
اال ِّتجار والتَّهريب
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
www.fmreview.org/ar/issue64 املفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني /أخيليس زافاليس
هذا ٌ قارب يحمل ُ�ث َّل ًة من الالجئني السوريّني ،وهم يعربون بحر إيجة من تركيا ،فاعتقلته الرتيابها ب ِه أنّه مُه ِّر ٌب. رجل وجدته الرشطة اليونانية يف جزيرة ل ِْس ُفس عىل د ّف ِة ٍ
يف أعمال البنـاء ،أو الخياطـة ،أو الحالقـة ،أو التجـارة ،أو اإلقـراض ،ومـع ذلـك يحاولـون أن يقرتبـوا مـن القادمين بثمـن مناسـب. الجـدد فيعرضـوا عليهـم العبـور إىل اليونـان ٍ فبقيـت شـبكات التهريـب هـذه يف أكرثهـا خاملـ ًة ،حتّـى نشـأت ضغـوط جديـدة جعلـت أخطـار السـفر أقـل مـن مئـات أخطـار البقـاء يف بلـد اللجـوء األول .مثـال ذلـكّ :أن ٍ مـن ُ الكـ ْرد السـور ِّيني يظهـرون كل أسـبوع يف مـدن يونانيـة مـن أثينـا إىل ثيسـالونييك ،وذلـك بسـبب قمع تركيـا األكرادَ.
أعمال التهريـب مـن بعـد ،مـن تركيـا ،مف ّوضين أمـر العمل املحفـوف باملخاطـر يف امليـاه اليونان ّية إىل عُ ّملٍ من مسـتوى دون مسـتواهم .ونتيجـ ًة لذلـك ،بـدأت السـلطات اليونانيـة يف الضغـط على املنظمات غير الحكوميـة التـي اع ُت ِقـ َد يسر أعمال التهريـب .ومـن ذلـك اعتقـال املتط ّوعين أنهـا ُت ِّ ُ مـن املنظمـة الدوليـة لالسـتجابة لحـاالت الطـوارئ ،بتهمـة التواطـؤ املزعـوم بينهـا وبين امله ّربين وهـي تحـاول أن متنع غـرق الالجئين العابريـن السـاحل التر ّيك.
اآلثار الواقعة عىل َمنْ ُي ِع ْ ُي الالجئني ِمنَ املواطنني
ويف بلغـراد برصبيـاَ ،ر ّكـزَت السياسـات الوطنيـة على تقييـد حريـة املنظمات املحليـة غير الحكوميـة يف عملهـا .مثـال ذلـكّ :أن إحـدى املنظمات املحل ّيـة غير الحكوميـة التـي ـب إليهـا وصلـت إىل آالف الالجئين ،واسـمها ِم ْك َس ِل ْسـتَ اُ ،ط ِل َ رب محطـة الحافالت املركزيـة يف املدينة ،إىل تغيير مق ّرهـا ُق َ موضـع الوصـول إليـه ُّ أقـل ُي ْسراً على الالجئين املعتمديـن ٍ على خدماتهـا .فـكان لهـذا السـعي مـن األثـر مـا ُيفتّـت ّ املحلي ،ومل يكـن املجتمـع املـد ّين ويقلـل العمـل اإلنسـا ّين لـه إال ٌ قليـل مـن عرقلـة امله ّربين ،الذيـن تك ّيفـوا بحسـب سر .وإلبانـة ذلك ،أقـول ّإن مع تناقـص املعونة غري الحـال ب ُي ْ ٍ الغذائ ّيـة املرشوعـة ،التي تـرد من املنظامت غير الحكومية، نشـأ اق ِت َصـا ُد سـوقٍ رماد ّيـة أو سـوداء مزدهـر ٍة ،شـملت كل
ثـم ّإن مؤسسـات الدولـة تكافـح للوصـول إىل امله ّربين ا ُمل َراوغين ا ُملتك ّيفين بحسـب الحـال ،وهـي أيضـاً تسـتهدف املنظمات غير الحكوميـة يف ميـدان العمـل اإلنسـا ّين ،إذ تـرى أنهـا أول نقطـة التقـاء بين أعمال السـوق واملباحـة واملحظـورة .فعلى طول الطريق يف غـر ّيب البلقان ،كانت أكرث املنظمات ُّ تضرراً هـي املنظمات غير الحكوميـة الصغيرة، التـي ليـس لهـا يشء مـن القـدرة على الصمـود الـذي يـأيت مـع امليزانيـات التـي ترصـد لهـا ماليين الـدوالرات ،أو مـع املكاتـب القانونيـة ملنظمات غير حكومية دوليـة أكرب .مثال ذلـكّ :أن َ أكثر السـلطة يف جزيـرة لِ ْسـ ُفس اليونانيـة كانـت غير قادرة على َح ْج ِز امله ّربني رفيعي املسـتوى ،الـذي أداروا
نرشة الهجرة القرسية 64
اال ِّتجار والتَّهريب
حزيران /يونيو 2020
الخ َيـم ،فقـد رأى امله ّربـون يش ٍء ،مـن ِح َفـاض األطفـال إىل ِ أن فرصـ ًة قـد سـنحت ليبيعـوا السـلع التـي كانـت مـن ُ قبل تبرع بهـا لالجئين. ُي ّ
َّ ‘الش ْف َع ُة اإلسرتاتيجية’ بدي ًال
ـح الـدول ،بـد ًال مـن أن تحـاول َصـدّ امله ّربين، وقـد ُت ِت ُ خيـارات هجـر ٍة آ َمـنُ وأرخـص ،هجـرة تحقـق الربـح ،ليك ِ عط َ ـف الطلـب عـن الفاعلني غير الرشعيني .هذه سياسـة َت ِ اسـمها َّ ‘الشـ ْف َع ُة اإلستراتيجية’ ،ومـن شـأنها أن تحشـد املـوارد الوطنيـة ،ومنهـا األعمال اتجاريـة والصناعيـة لج ْعـل ُسـ ُبلِ تن ُّقـل املرشوعـة ،مثـل رشكات الحافلاتَ ، ً تعويلا عليهـا ،مـن املهاجريـن َآ َمـنَ ،وأرخـص ،وأكثر التـي يتيحهـا امله ّربـون ،وبهـذا ينشـأ ممـ ٌّرات إنسـانية بسـلطان الواقـع .ومـن املفيـد توجيـه النظـر هاهنـا ،إىل ّأن امليزانيـة السـنوية يف اال ّتحـاد األورو ّيب التـي يرصدهـا َ مليون مكافحـة التّهريـب ،يف عملية صوفيا ،بلغـت 11.82 دوالر .وأمـا امله ّربـون فقـد ُق ِّد َر ربحهم بــ 1.8مليا ٍر دوالر، اجتنوهـا مـن الالجئين يف سـنة 2015.2ولـو قدّ مـت أملانيا وسـيل ًة عمل ّيـة للوصـول إليها (مثـل الوصول إليهـا بطائر ٍة، كلفـة ركوبهـا 250دوالراً ،وهذا متوسـط مثن بطاقة ركوب الطائـرة مـن إسـطنبول إىل فرانكفورت) مـع وعدها املبهم يف الهجـرة ،لكانـت و ّلـدت مـن ذلـك ،بنـا ًء على 600ألف َ مليـون دوال ٍر يف الجـئ سـوريّ هـم يف أملانيـا اليـو َم150 ، األقـل ،وهـو مـا َي ْع ُ ـدل كلفـ َة عمل ّيـة صوفيـا التـي ُيع َمـلُ ّ عليهـا منـذ عقـود مـن الزمـان .وميكـن أن ُتن َفـق هـذه األمـوال على خدمـات الالجئين اآلخرين وعلى حاميتهم: الالجئين الذيـن يبلغـون مـن العجـز أنهـم ال يسـتطيعون تحمـل الكفلـة ا ُملق ّللـة للوصـول إىل البلاد اآلمنـة .وبذلـك ّ يخـرج امله ّربـون مـن املنافسـة ويفقـدون مصـدر د َْخلهم، وهـذا مينـع التّهريـب مـن غير بـذل الجهـود العسـكرية والرشط ّيـة ،ومينـح الالجئين طريقـة آمنـة ناجعـة يصلـون بهـا إىل اللجـوء املَ ْوعُ ـود.
تنزيل املنظامت اإلنسانية َ منزل الحليف
مـن املجمـع عليـه أن سياسـة َّ ‘الشـ ْف َع ُة اإلستراتيجية’ غير محتمـلٍ أمرهـا أن يتّبعهـا أحـدٌ مـن قـادة الـدول إال أكرثهـم نفع ّيـ ًة وتط ّلعـاً إىل املسـتقبل وتخطيطـاً لـه .ومن قرتح ِـة التـي هـي أقـرب إىل الواقـع ،ومبن ّيـة السياسـات ا ُمل َ َ مؤسسـاتُ على ُطـ ُرق الهجـرة واللجوء غـر ّيب البلقـان ،أن ّ
61 www.fmreview.org/ar/issue64
الدولـ ِة األَ ْمنيـ ُة ينبغـي أن تـرى منظمات املجتمـع املـدين اإلنسـانية أحالفـ ًا ،ال أن ُتج ّرمهـا ،وينبغـي أن تفسـح لهـا خدمـات بديلـة .وقبل حملـة َق ْمع لتقـدّ م مـا عندهـا مـن ٍ التـي ُح ِم ْ لـت على املنظمات اإلنسـانية غير الحكومية يف وص ُل البلقـان ،كانـت املنظمات املحل ّيـة غير الحكوميـة ُت ِ تغير مـن املعلومـات يف وقتهـا إىل الالجئين بتخربهـم مبـا ّ سياسـات الحـدود ،وتجعـل لهـم مسـاكن ُم َو ّقتـة ليبيتـوا فيهـا الليـل ،وتشتري لهـم يف بعـض األحيـان بطاقـات ركـوب الحافلـة ،أو غير ذلك من وسـائل النقـل املرشوعة. وبذلـك ،تق ّوض املنظمات املحلية غير الحكومية خدمات امله ّربين .على أنـه بعد إغلاق املنظمات غير الحكومية، سروا لهـم اضطـر الالجئـون إىل التوجـه إىل ا ُمله ِّربين ل ِّ ُي َي ُ الن ُُّـز َ ول يف منـازل آمنـة ،قبـل أن يسـتتموا رحلتهـم إىل شما ّيل أوربـا .ومثـل ذلـك ،أ ّنه يف املـدن اليونانيـة ،كثرياً ما تتيـح املنظمات الحكوميـة لالجئين أعماالً ُم َو ّق ًتـة بأجـ ٍر، ف ّلما أغلقـت املنظمات غير الحكوميـة أو ُق ِّيـ َد توظيفهـا للمهاجريـن ،اضطـر الالجئـون إىل األخـذ يف االقتصـاد غير املشروع ،وباعـوا أحيانـاً املخـدرات أو عملوا هم أنفسـهم ُمه ّربينَ لكي يجمعـوا مـا يطلبـه منهـم ُمه ِّربُوهُ ـم. وبعـد ،فإن شـبكات التهريـب قادرة عىل التك ُّيف بحسـب الخاصة، الحال ،شـأنها يف ذلك شـأن غريها من املؤسسـات ّ ٌ وقـادرة على تحويـل مـا تسـ ّلطه عليهـا الدول مـن أخطا ٍر إىل عمالئهـم .فبإخـراج امله ّربين مـن املنافسـة ،وتجنّـب تجريـم املنظمات اإلنسـانية ،ميكـن أن ُتق ّل َل الـدول َط َل َب وحسـن حال حس َـن ،يف الوقت نفسـه ،سلام َة ُ التهريب و ُت ِّ بالسـواء. الالجئين والفاعلني اإلنسـان ّيني َّ بسن Charles.Simpson@Tufts.edu تشارلز ِس ْم ُ
من اتحاد بوسطن لدراسات املنطقة العربية ،ومرشوع الالجئني يف املدن ،ومركز ِفي ِن ْشت َْي الدو ّيل ،جامعة َت ْفس
www.bcars-global.org; www.refugeesintowns.org Mandić D and Simpson C (2017) ‘Refugees and Shifted Risk: .1 An International Study of Syrian Forced Migration and Smuggling’, International Migration املتغية :دراسة دولية لهجرة السوريّني قرس ّياً وتهريبهم) (الالجئون واألخطار ّ https://doi.org/10.1111/imig.12371 .2يستند هذا التقدير إىل 1.8مليون مهاجر عربوا إىل أوربا سن َة ،2015بتقدير منخفض، ألف دوال ٍر أمري ّ يك ِّ يبلغ َ تقريبي ،فإن حاصل حساب لكل َف ْرد .ومع أن هذا التقدير ّ األعداد يكفي إلثارة األمر حول السياسات.
61
62
62
(ف-كورونا :)19-تأ ُّم ٌل مُب ّكر
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
www.fmreview.org/ar/issue64
أجل الالجئني :قيادة الالجئني يف زمن (ف-كورونا )19-وما بعده ِب َي ِد الالجئني من ِ غاشني وج ْمس ِم ِلن وأنيال نور ونجيبة وَا َزا َفادُس وب َْس َكال ِز ْي ِ مصطفى عليو وشذى الريحاوي ِ
تستدعي االستجابة اليو َم لـ(ف-كورونا )19-مشارك ًة وقياد ًة جا ّد َتني ُمفيد َتني ُمستق ّلتَني. بلغت رسعة انتشار (ف-كورونا )19-يف العامل من شديد إيصال ال ّدعْم وس ّد الثغرات
العجب ما بلغته من ال َو ْقع يف املجتمعات .ومن هذه املجتمعات مجتمعات الالجئني ،ولكن بطرق شديدة امت قاصي ٍة معزولة ،وإىل الخصوص ّية .فم ّمن يعيش يف مخ ّي ٍ الح َض ،إىل ِّ كل َمن َمن يعيش يف أحوالٍ محفوفة باألخطار يف َ ع ّو َق حركته إِ ْغ ُ الق الحدود وزيادة مراقبة الدولَ ،تأ ّث َر عرشات ُّ ً ً املاليني من الالجئني تأثرا شديدا بنزول الفريوس وبسياسات الدول التي تن ّفذها استجاب ًة له . ّ فلم كان شهر أبريل/نيسان من سنة ،2020ض ّيفت الشبكة َ ً ً ُ ً ُ العاملية املقو َدة ِب َيد الالجئني مؤمترا دول ّيا افرتاض ّيا ،شارك فيه أكرث من 100من قادة الالجئني .أخ َرب املشاركون كيف ّأن الالجئني ُأب ِعدُ وا من أنظمة الرعاية الصح ّية يف البالد التي و َقع عليها الفريوس شديداً ،مثل إيران ،وكيف ّأن وقف االقتصاد يف أوغندا أحال الالجئني الذي كانوا يعتمدون عىل أنفسهم َم ُعوزين يائسني ،وكيف ّأن طالبي اللجوء يف اليونان يظ ّلون يف أحوالٍ ُمض ّيقة فيها استعداد شديد ألن ينترش الفريوس فيها . ومثل ذلكّ ،أن يف عامن باألردن ،أمىس الالجئون الذي كانوا يعتمدون من ُ الرسمي ،أمسوا غري قبل عىل االقتصاد غري ّ قادرين عىل إطعام عوائلهم .درجة القلق مرتفعة يف مخ ّيامت الالجئني القاصية ،مثل كاكوما يف كينيا ،ويف السياقات الحرض ّية ،مثل دار السالم يف تنزانيا ،بسبب عدم املعلومات، الصحي األساس ،أو عدن القدرة أياً كانت أو عدم الرصف ّ لالستجابة لجائحة الوباء 1.وأصدرت املفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني مبادئ توجيه ّية 2استجاب ًة لتحدّيات تتو َّق ُع أن الالجئني ،نسا ًء و ُم ِس ّن َ ني وناجني من العنف الجندري واألطفال والشباب واملع ّوقني وجامع ِة املثل ّيات واملثل ّيني غيي الهوية الجندرية وحاميل ومزدوجي امليل الجنيس و ُم ّ ّ الجنسني . صفات َ
َح َش َد َقا َد ُة الالجئني وا ُمل ّنظ ُ امت التي يقودها الالجئون إليصال ً الدعم واملعلومات األساس استجابة للجائحة يف مناطقهم .ويف بالد وص ُل الالجئون املعلومات ،و ُيد ِّربون، رشقي العامل وغرب ّيهُ ،ي ِ من ّ الصحة ويوزعون الطعام والرشاب ،ويتيحون الدعم القانوين ،و َد ْعم ّ العقل ّية ّ بالشابكة ،ويتيحون النّقل ملن يحتاج إىل الرعاية الطب ّية، الصحة ويسدون الثغرات الحرجة يف الخدمات األساس ،ومنها يف ّ ّ والتعليم والحامية .ويحشد الالجئون أيضاً لتوسيع املدارك يف كيف ّية تأ ّثر زمالئهم الالجئني ِّ بكل من الفريوس واستجابات الدول.
مثال ذلكّ :أن يف لبنان ،منظامت يقودها الالجئون ،من مثل منظمة بسمة وزيتونة وفريق ملهم التط ُّوعي ،تعمل عىل َد ْع ِم عرشات آالف العوائل التي بها حاجة ،وذلك بالسلل الغذائية، وعدّة النظافة الشخص ّية ،والدعم النقدي ل َد ْفع اإليجار الشهريّ . ويف مكان آخر ،عرضت شبكة آسيا واملحيط الهادي لالجئني ،وهي أحد الفروع اإلقليم ّية لشبكة البحوث العامل ّية ،يف َح ْم َل ٍة لها اسمها ُ #ع ُل ُّو_الالجئني ( )#Refugeesriseعرضت كثرياً من الالجئني وطالبي للجوء ّ املوظفني يف َب ْذل الرعاية عند جبهة االستجابة ً للجائحة .وجاء يف الحملة أحداثا مبارشة يف الشابكة ،ظهر فيها باذلوا الرعاية الصح ّية وهم يجيبون عىل أسئلة باللغة الفارسية والدار ّية وغريهام من اللغات .ويف مجمع داداب لالجئني يف كينيا، ُب ِّل َغ بأول حالة فيه شهر مايو/أيار سنة ،2020فمدّدت مبادرة الصحة داداب لألفالم بقيادة الالجئني ِن َطا َقها ،ليشمل معلومات ّ العامة ليعينوا عىل منع انتشار (ف-كورونا.)19-
وهذه االستجابات املحل ّية ،التي هي لالجئني و ِب َي ِد الالجئني ،إمنا هي يش ٌء من أحدث األمثلة التي ُت ِري كيف ّأن الالجئني هم يف العادة أ ّول املستجيبني لألزمة التي ّ ترض مبجتمعاتهم .عىل ّأن بهذه االستجابات حاج ٌة إىل أن ُتقدّر حقّ قدرها و ُتد َع َم ،إذا أردنا أن يكون يف قدرتنا ما يكفي لص ّد التحديات الحرجة التي تقع عىل الالجئني يف جائحة (ف-كورونا ،)19-وال س ّيام حني يكون متس إىل عملٍ من أجل الالجئني .الفاعلون الدول ُّيون –أي هيئات األمم املتحدة ،واملنظامت الدول ّية ال يخفى ّأن الحاجة اليو َم ُّ ولكن يعدل ذلك يف األهم ّية ،الحاجة إىل اإلقرار مبا عُ ِم َل غري الحكومية ،والحكومات– مق ّيدون باللوائح التي توجب عليهم تقييد حركتهم . و ُي ْع َم ُل إىل اآلن ِب َي ِد الالجئني ،ودَع ِم ِه وتوسيع نطاقه.
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
(ف-كورونا :)19-تأ ُّم ٌل مُب ّكر
63 www.fmreview.org/ar/issue64
بل ّإن األمم املتحدة حني أطلقت ّ خطتها لالستجابة اإلنسان ّية األطراف لـ(ف-كورونا ،)19-ال يف التنفيذ فحسب ،بل يف ذلك ويف ّ ُ ُ بالسواء. والرشكاء هي فتكون التخطيط، ة ي “أهم ز ب ت االستجابة أن العاملية لـ(ف-كورونا ،3)19-أشارت إىل َّ ّ ِْ أرشاك املنظامت املحل ّية و َد ْعمها” ،وال س ّيام ّأن األزمة “يزيد شيئاً فشيئاً مت ُّيزها بتقييد التن ُّقل والوصول إىل الفاعلني الدول ّيني” .ومع وأ ّما يف السياسات ،فتحتاج املنظامت التي يقودها الالجئون إىل أن وج ُه اليو َم مبلغ 6.7مليارات دوالر أمري ّ يك ُط ِل َب من تكون رشيكة مساوي ًة يف املناقشات حول كيفية تأثري استجابات ذلكُ ،ي ّ املانحني إىل الجهات الفاعلة كثري ِة تعدُّ ِد األطراف التي هي نفسها الدولة لـ(ف-كورونا )19-يف ِّ كل املجتمعات ،ومنها لالجئني. مق ّيد ُة القدرة عىل االستجابة .ومع ذلك مر ًة أخرى ،فاملنظامت وتحتاج أيضاً إىل أن تكون يف التخطيط لكيف ّية استمرار املجتمع التي يقودها الالجئون ،حتّى التي فيها قدر ٌة ُمث َب َت ٌة عىل إدارة الدويل يف السعي لتحقيق األهداف العاملية مثل أهداف التنمية أموال املانحني وعىل إجراء استجابة ناجعة ،ال ُت َ رش ُك بحيث يكون املستدامة ،يف خالل الجائخة وبعدها .وكام ُف ِّص َل يف املبادئ ًّ التوجيه ّية ملشاركة الالجئني مشارك ًة جادّة نافعة ،أصدرتها الشبكة إرشاكها مبارشاً ،جد ّياً ،نافعاً، مستقل . 6 َ ُ ُ ْ العاملية املقو َدة ِب َيد الالجئني ،املشاركة يف َوض ِع يف السياسات الوفاء مبا يف مشاركة الالجئني من التزام يجب أن تكون مستق ّلة ال شكل ّية ،وأن يكون لها القدرة عىل عام وقليلٍ التأثري يف النتائج. ويأيت تهميش املنظامت التي يقودها الالجئون بعد ٍ َ العاملي بشأن االتفاق من إقرار الجمعية العامة لألمم املتحدة ّ َ ْ ّ الالجئني .والذي جاء يف اال ّتفاق ّأن غرضه هو “تهيئة أساس ومثل ذلك ،أن البحوث الدائرة حول َوق ِع (ف-كورونا )19-يف لتشارك العبء واملسؤول ّية بحيث يكون منصفاً وميكن تو ُّقع الالجئني ،يجب أن تشمل الالجئني يف ّ كل مرحلة من مراحل أحواله بني ّ كل الدول األعضاء يف األمم املتحدة ،إىل جاتب أصحاب البحث ،من التصميم إىل جمع املعطيات والتحليل ثم عرض بحث أفضل املصلحة اآلخرين ...ومنهم ...الالجئون أنفسهم” .ويف ديسمرب /النتائج .إذ إن إدر َاج الالجئني يف البحث سيؤدّي إىل ٍ كانون األول سن َة ،2019يف املنتدى العاملي األ َّول لالجئني ،أعادت تز ّوداً باملعلومات من الواقع الذي تبحث عن َ ْ ش ِح وتفسري حاله، الدول واملنظامت الدولية وجمهو ٌر من غريها من الفاعلني إقرا َر وسيزيد احتامل تخفيف املعاناة التي يدرسها البحث . أهم ّية أن تكون مشاركة الالجئني جد ّي ًة نافعة .وكث ٌري منهم أخذوا عهد مشاركة الالجئني يف الشبكة العاملية املَ ُقو َد ُة ِب َيد الالجئني 4.وليس ما قدّمنا ذكره دروساً مه ّمة لالستجابة لـ(ف-كورونا)19- فحسب ،بل ألبعد من ذلك .ويبقى أن ننظر لرنى هل ستخرج وال ب ّد من احرتام التزامات مشاركة الالجئني وتنفيذها ،الو َم الحكومات واملنظامت الدولية وغريها من الفاعلني ،من الجائحة أكرث من ِّ وقت مىض .فليست فع ًال صحيحاً فحسب –نظراً راغب ًة يف اإلقرار بالدور الذي ميكن أن يكون لالستجابات التي كل ٍ َ العاملي بشأن الالجئني ،يقودها الالجئون؟ أم هل ترجع إىل األمنوذج القديم الذي ترى االتفاق من املعيارية امات إىل االلتز ّ ُ ّ والصفقة الكربى ،وإعالن نيويورك– بل ِفعلها إىل ذلك خ ٌري .هذا ،فيه الالجئني ُمتلق َني للمعونة غري عاملني؟ وإذ يسعى نظام الجئي املهم وقد رسمت كث ٌري من مشاريع البحث صوراً تفصيلي ًة إلسهامات العامل إىل إعادة بناء نفسه بعد هذه الجائحة ،فسيكون من ّ الالجئني يف االستجابة لحاجات مجتمعاتهم 5.ف ُت ْك ِم ُل هذه إدراك املَ ْب َل ِغ الذي ميكن أن تبلغه مشاركة الالجئني القو ّية ،الجادّة، أفض ُل ّ اإلسهامات الق ّيمة استجابات الفاعلني الدول ّيني ،مثل املفوضية والنافعة ،املستق ّلة ،يف العون عىل ضامن ّأن ما سنبنيه َ مم السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني ،وال ب ّد من أن ُت ْ َب َز أهم ّية ُب ِن َي من ُ قبل 7. وسن َِن العمل. هذه اإلسهامات متام اإلبراز يف البحوث والسياسات ُ مصطفى عليو mustafa.alio@jumpstartrefugee.ca ٌ ؤسس ،يف منظمة عُ ْض ُو مجلس اإلدارة املنتدب ورشيك ُم ّ فأ ّما الوجه العميلّ ،ينبغي للامنحني والفاعلني اإلنسان ّيني أن َج ْمب ِرفيوجي تالِنت )(Jumpstart Refugee Talent يتعاونوا من ُق ْر ٍب ومبارش ًة مع املنظامت التي يقودها الالجئون يف www.rcjp.ca َو ْضع استجاباتهم لـ(ف-كورونا )19-وتنفيذها .وينبغي أن يشمل ذلك التمويل املبارش لهذه املنظامت التي يقودها الالجئون ،لها شذى الريحاوي alrihawishaza@gmail.com ٌ رئيسة ُم َو ّق ٌتة ،يف الشبكة العاملية املَ ُقو َد ُة ِب َيد الالجئني القدرة عىل إيصال أثرها والتّبليغ به .وينبغي للمنظامت التي www.globalrefugeelednetwork.org يقودها الالجئون أيضاً أن ُتد َر َج فتصري جزءاً من استجابة متعددة
63
64
(ف-كورونا :)19-تأ ُّم ٌل مُب ّكر
64
حزيران /يونيو 2020
www.fmreview.org/ar/issue64
لن James.Milner@carleton.ca ِج ْمس ِم ِ
ُمدي ُر مرشوع ،يف شبكة البحوث يف مشاركة الالجئني املحل ّية
https://carleton.ca/lerrn
أنيال نور nooranila@hotmail.com
عُ ْض ُو اللجنة التوجيه ّية ،يف الشبكة العاملية املَ ُقو َد ُة ِب َيد الالجئني
www.globalrefugeelednetwork.org
نجيبة وَا َزا َفادُس najeeba.w.coordinator@gmail.com
مؤسس ،يف الشبكة العاملية املَ ُقو َد ُة ِب َيد الالجئني وشبكة ٌ عضو ّ آسيا واملحيط الهادي لالجئني @APNORefugees غاشني zigashanepascal@gmail.com ب َْس َكال ِز ْي ِ
ُمدي ٌر تنفيذيٌّ ،يف مبادرة يو َر ْيز من أجل إفريقيا )(URISE Initiative for Africa
https://uriseforafrica.org
نرشة الهجرة القرسية 64
.1انظر التقارير التي أصدرها رشكاء شبكة البحوث يف مشاركة الالجئني املحل ّيةَ ،ح ْو َل السياق املح ّ يل يف األردن ،ولبنان ،وكينيا ،وتنزانيا http://carleton.ca/lerrn/covid-19-updates-from-our-partners UNHCR (2020) ‘Age, Gender and Diversity Considerations – .2 ’COVID-19 (اعتبارات السنّ والجندر والتن ّوع( :ف-كورونا))١٩- www.refworld.org/docid/5e84a9dd4.html UN (2020) Global Humanitarian Response Plan .3 ّ (خطة االستجابة اإلنسان ّية العاملية) bit.ly/UN-Global-Plan-COVID19-2020 www.globalrefugeelednetwork.org/pledge/ .4 .5انظر مث ًال: ;bit.ly/LERRN-Refugee-Participation-Kakuma-Nairobi bit.ly/RSC-Refugees-Social-Protection-Kenya-Uganda Global Refugee-led Network (2019) Meaningful Refugee Participation as .6 Transformative Leadership: Guidelines for Concrete Action (املشاركة الجدية النافعة لالجئني من حيث هي قيادة تحويل ّية :مبادئ توجيه ّية للعمل امللموس) bit.ly/GRN-Refugee-Participation-Guidelines-2019 .7نرشت نسخة من هذه املقالة أول م ّرة تحت عنوان ‘ ِب َيد الالجئني من أجل الالجئني: قيادة الالجئني يف زمن ((ف-كورونا :)19-تأ ُّم ٌل ُمب ّكر) وما بعده’ يف مدوّنة مراقبة (ف-كورونا ،)19-التي تتبع ملركز كَلْدُور ،يف 20أبريل/نيسان 2020 bit.ly/Kaldor-Refugee-Leadership-200420
ِ #ب َي ِد_الالجئني ( – )#ByRefugeesيف زمن (ف-كورونا)19-
ات (حلقات دراسية) أدا َرها حول ‘تقوية االستجابة َن َظ َم مركز دراسات الالجئني ،بني مايو/أيار ويونيو/حزيران من سنة 2020سلسل َة ُمدا َر َس ٍ اإلنسانية التي يقودها الالجئون يف جائحة (ف-كورونا .’)19-و َن َظ َر ا ُملدا ِر ُس َ ون ،وفيهم املزاولون ،وأصحاب األثر يف السياسات ،وا ُمل َم ِّولون، ليوا كيف يستجيب الالجئون لألزمة الحارضة؟ وكيف ميكن أن يدعمهم الفاعلون واملستجيبون املجتمع ُّيون (وأكرث هؤالء من الالجئني) ،نظروا َ َ ناظ ُموا السلسلة فهم :شذى الريحاوي، الخارج ُّيون؟ ثم نظروا يف الذي ميكن أن يكون إلنشا ِء رضوب باقية يف الحوكمة التشاركية اإلنسان ّية .وأ ّما ِ ٍ أنيال نور ،ونجيبة َوا َزا َفادُس ،ومصطفى عليو (من الشبكة العاملية املَ ُقو َد ُة ِب َيد الالجئني) ،وألكسندر ِبتس ،وأندونيس مار ِدن (من مركز دراسات الالجئني) .ومن شا َء تسجيالت املحارضات ا ُملل َقاة بالشابكة وجدها يفhttp://bit.ly/RSC__YouTube :
َد ْع ُم ما َت ُسو ُق ُه األد ّلة من االستجابات لـ(ف-كورونا)19- تاباسو دومينيكو ُّ
جتمعات ا ُملض ِّيف ِة أم ٌر ُمع ّقدٌ ،ولكنّ تعقيده َي ْشتدُّ يف سياق جائحة الوباء هجرينَ وا ُمل َج ْمع معطيات ا ُمل ّ ِ ُّ الج ْمع ،واملنهج ّية، (ف-كورونا .)19-عىل ّأن الحاجة إىل تقدير َو ْقع الجائحة تحث عىل االبتكار يف َ والتحليل ،وتشارك الخربة. يف منتصـف شـهر مايو/أيـار ُ ،2020أ ْب ِل َ ـغ بحالتَني مصابتَني بـ(ف-كورونـا )19-يف مخ ّيـم الالجئين ِب ُك ْكـس بـازار ،يف َ فأحـدث الخبر قلقـاً كثيراً لِ َما يحتملـه األمر بنغالديـش. مـن آثـا ٍر ُمخ ّربـة .ففـي أحـوال املعيشـة التـي عليهـا سر انتشـا َر ا ُمل ّ السمات التـي مت ِّيزُهـا مـا ُي َي ِّ ُ هجـرون مـن ّ الفيروس رسيعاً ،فالكثافة ّ السـكانية يف مخ ّيامت الالجئني، ِ ٌ موجودة وصعوبـة الوصـول إىل الخدمات الصح ّيـة ،وأمو ٌر مـن ُ صحة ومـوارد مال ّيـة قليلة. قبـل :سـوء تغذية وسـوء ّ
وكان ا ُملب ّل ُ ــغ بــ ِه مــن ُو ُقــوعُ اإلصابــة ،يف الشــهور األربعــة األوىل لجائحــة (ف-كورونــا ،)19-بــن ٌ قليــل جــدّ اً .ومــع ذلــك ،فالتقديــر هجريــنَ ا ُمل ّ الدقيــق لوقــوع املــرض يف ســياق التَّهجــر ُمق َّيــدٌ باســتمرار ظاهــر ٍة معروفــة منــذ مــدة طويلــة :ندرة مــا يوثــق بـ ِه و ُيتــاح للعا ّمــة مــن معطيــات األحوال هجــرون ،داخـ َ ـل املخ ّيــات املعيشــة التــي عليهــا ا ُمل َّ وخارجهــا. َ
(ف-كورونا :)19-تأ ُّم ٌل مُب ّكر
نرشة الهجرة القرسية 64 حزيران /يونيو 2020
65 www.fmreview.org/ar/issue64
املفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئنيُ /ل ِويْس ُد ُن َفان
فقد جــعـ َ ـل َبــ ْع ُ ــض الخصائص املع ّينة يف املرض الحاج َة إىل َج ْمع هجرين وتحليلها أكرث معطيات ا ُمل َّ أهم ّي ًة .إذ ُتص ّعب عىل الخصوص عدّ ة من مم ّيزات (ف-كورونا)19- الحقيقي يف ِّ كل تقدير انتشاره ّ ّ ُ طائف ٍة من السكانِ تدْ َرس ،حتّى يف بــاد االقتصادات املتقدّ مة. ٌ شائعة يف كثري من فأعراض املرض األمراض األخرى ،وقد ال يظهر عىل نسبة مرتفعة من املصابني أيٌّ من ممن ماتوا أعراض املرض ،وكثري ّ بإصابتهم بالفريوس كانوا يعانون هاهنا العاملون الصح ُّيون يقفون يف الجبهة األمامية ،مبركز العزل والعالج الذي افتتحته املفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني أخرياً ،يف ُك ْكس ً بازار ،ببنغالديش ،يف مايو/أيار من سنة .2020 قبل ذلك أحــواالً صح ّي ًة خطرية الجئ عىل التقريب .ووفقاً للتقارير األخرية ،أنّ كامنة .فقاد ذلك كثرياً من الخرباء إىل الدعوة إىل تعزيز ألف ٍ الصحي َج ْمع املعطيات وتحليلها ،لبناء ُن ُظ ٍم يوثق بها أكرث ،قابلة يف شهر أبريل/نيسان ،2020مل يكن يف النظام ّ للمقارنة ،ل َر ْص ِد العدوى وتو ُّقعها .وتشري دراسة أجراها يف البلد إال أربعة أجهزة تن ُّفس ،و 24رسيراً يف وحدات امتحان عينات العناية ا ُملر ّكزةّ ، َ باحثون من كلية األعامل بلندن 1إىل ّأن لسكان يبلغون من العدد 11.7مليوناً، ّ َ ٌ سبيل إىل الخدمات الصح ّية وتسجيل خصائصهم االجتامعية ليس ألكرث من نصفهم السكان، عشوائية من 2 َ والسكان ّية ،واالستدالل بالخصائص التي يكرث احتامل أن األول ّية .وكام الحال يف البالد األخرى يف املنطقة ،أدّت االجتامعي تتو ّقع إصابة الفرد أو املجتمع ك ّله أو عدمها ،ميكن أن أزمة (ف-كورونا )19-إىل اشتداد سوء الوضع ّ أمن غذا ّيئ، تؤلِّ َف مقارب ًة صحيح ًة لتقليل انتشار الفريوس ،ثم تقليل واالقتصاديّ ا ُملع ّق ِد من قبلِ األزمة ،فانعدام ٍ ٌ الوفيات يف آخر املطاف. منترشة هناك .ويف السياقات وس ْو ُء تغذي ٍة ،و َف ْقر ،ك ّلها ُ الضعيفة املوارد مثل هذه ،تكون الكلفة املبارشة وغري الفحص واملوارد املبارشة إلجـراء الفحوص بحيث ّ إن َج ْم َع السجالت إن هذه اإلسرتاتيجية ٌ ّ ملثرية لالهتامم ،ولكنّها تعتمد عىل الصح ّية ومعلومات عن اإلصابة بـ(ف-كورونا )19-بني ٍّ ً َ ممكن إجراؤه عىل اإلطالق .ثم إنّ أمر غري مهم جدّ ا :قدرة السلطات الصح ّية ،الوطن ّية َّ رشطٍ ق ْبيل ٍّ ٍ املهجرين ٌ مهمة يف واملحل ّية ،عىل إجراء عد ٍد ٍ كاف من الفحوص ،يستوعب للجائحة وإلسرتاتيجيات تقليل انتشارها عواقب ّ املهجرين. عين ًة ممث ّلة من السكان .وال ميكن الوفاء بهذا الرشط َج ْم ِع املعطيات عىل صعيد الفرد واألرسة بني َّ س يف كثري من البالد ،التي تعالج اليو َم أكرب عدد مثال ذلكّ :أن تقييد السفر والحاجة إىل تقليل اال ّتصال ُب ُي ْ ٍ ُ ّ االجتامعي ع ّوقتا بشدّ ٍة القدرة عىل جمع املعطيات هجرين فيها .ومن الصعب ،بال شك ،تقدير عدد من امل ّ ّ الفحوص التي أجريت يف ِّ كل بل ٍد ،ولكن ما بني األيادي باستعامل طرق املقابلة الشخصية العاد ّية وجهاً لوجه. من املعلومات يشري إىل ّأن بعض البالد التي ُتض ِّي ُف أكرث هجرين أجرت ّ أقل عدد من الفحوص بالنسبة وهذه العقبات تزيد ،إىل حدٍُّ ،سو َء املصاعب القامئة عد ٍد من ا ُمل َّ ً ّ ً إىل ِّ كل مليون إنسان .وكث ٌري من هذه ال ِبال ِد بالدٌ شلتها أصال قبل الجائحة .فكثريا ما يعمل املعينون اإلنسان ُّيون السيايس ملدّ ة طويلة ،وتعاين والباحثون يف التَّهجري يف سياقات الطوارئ املق ّيدة النزاعات وعدم االستقرار ّ نظمها الصح ّية من َن ْق ٍص شديد يف التمويل .خذ مثاالً باملعطيات .ولذا ،كانت الحاجة إىل ا ّتخاذ قرارات مبن ّية للج ْمع عىل ذلك حالة جنوب السودان ،التي كانت يف آخر عىل األد ّلة تتط ّلب إنشاء مبادرات وتطويرهاَ ، هج ٍر ،وفيهم 300ا ُمل ّ َ توح سنة 2018موطناً ألكرث من نظم ،والتحليل الصحيح ونرش املعطيات نرشاً َم ْف َ مليون ُم َّ
65
66
66
(ف-كورونا :)19-تأ ُّم ٌل مُب ّكر
حزيران /يونيو 2020
www.fmreview.org/ar/issue64
املصدر .وأحد األمثلة عىل ذلك هو مركز املعطيات املشرتكة يف الهجرة القرسية بني البنك الدو ّيل واملفوضية ٌ تعاون بني السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني ،وهو مؤسستَني متعدديت األطراف ،يهدف إىل تحسني جودة ّ وكمية املعطيات الجزئية ،ل َد ْعم ق ـرارات السياسات 3 القامئة عىل األد ّلة واالستجابة ألزمات التَّهجري يف العامل. وإىل جانب دعوة مركز املعطيات املشرتكة إىل تحديد املعرفة وأفضل ُسن َِن العمل املــوجــودة أصــ ًا ،دعا َ الباحث َ داخل شبكته إىل تحديد خططهم لتحليل آثار ني ُ هجرين .وأظهرت النتائج أن أزمة (ف-كورونا )19-يف امل َّ س ٍع يف (ف-كورونا )19-أدّت إىل َب ْذل جهد إضا ّيفُ ،م ْ َ وج ْمع املعطيات. ّب ْذلِه ،إلجراء ا ُملب َت َكر من أساليب البحث َ
تكييف منهج ّيات البحث
تشري االستجابات التي جمعها مركز املعطيات املشرتكة، إضاف ًة إىل مالحظات يف املنهج ّيات التي أطلقها الفاعلون اآلخرون يف هذه املدّ ة ،إىل ّأن استطالع الرأي العايل التواتر، بالهاتف ،مي ّثل طريق ًة من طرق ّج ْمع املعطيات ،طريق ًة صارت أكرث شيوعاً بسبب املصاعب يف إجراء املقابالت ثم العديد من املؤسسات، الشخصية .فك ّثفت من ّ ومنها البنك الدو ّيلَ ،ب ْذ َل الجهد يف هذا اال ّتجاه .ثم ّ إن معطيات الهواتف الج ّوالة ،بعد أن ُتج َّر َد من ِّ كل ما قد ً ُتع َر ُف ب ِه هُ و ّية أصحابها و ُت ْجمع جمعا مناسبا ،ميكن املهجرين .ولقد أن ُتستَع َم َل أيضاً يف تت ُّبع أمناط تن ُّقل َّ َب َل َغ ْت قدرة هذه املعطيات عىل قياس التن ُّقل األهم ّي َة هجرين يف األحوال الحارضة ،للحاجة إىل تقويم اندماج ا ُمل َّ االجتامعي واالقتصاديّ ،وتوازن بينها وبني مستويات ما ّ قبل الجائحة. هذا ،ويكسب االستعامل الواسع النطاق للتِّقانات يف َج ْمع املعطيات وتحليلها ،ويف تتبع الحركة ورصدها، ُق َّو َة َد ْف ٍع يف املستوى العاملي ،فت ْ َُب ُز وسيل ًة ل َك ْب ِح انتشار َ (ف-كورونا )19-وتقليله .ثم ّ احتامل َخ َط ٍر، إن يف هذا هو اشتداد سوء الفروقات بني استجابات البالد املتقدّ مة (حيث يسهل الوصول إىل التِّقانات الجديدة ،وترخص كلفته) ،وبني البالد النامية .وفوق ذلك ،فإ ّنه يثري بعض األسئلة املتعلقة بطريقة َخ ْــزنِ املعلومات ال ّرقم ّية ومعالجتها .ويف هذا الصدد ،فللقطاع اإلنسا ّين ِم َّم ميكن
نرشة الهجرة القرسية 64
أن يقدّ مه من الخربة اليشء الكثري 4.وميكن للمفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني والفاعلني اإلنسان ّيني ،الذين أنشؤوا ُسنَنَ َعمَلٍ ومبادئ توجيهية، ملعاملة املعطيات كثرية الحساس ّية ،أن ُت ْخ ِر َج أفكاراً عميق ًة مفيد ًة يف املناقشة ،وهذا من مصلحة الحكومات واملؤسسات يف جميع أنحاء العامل ،وليس يقترص عىل ّ املهجرين. البلدان التي ُتض ِّي ُف َّ وأيضاً ،فت ُْستع َم ُل اليوم التِّقانات الحديثة يف متارين أخرى لتدير استجابة الربامج اإلنسان ّية ملا يف (ف-كورونا)19- من تهديد .وتظهر مجتمعات جديدة يف ّ الشابكة لتشارك وسنَن العمل الفضىل ،بني املزاولني املعطيات ،واملعلوماتُ ، والفاعلني اإلنسان ّيني .ومن ذلك منصة (ف-كورونا)19- اإلنسان ّية،)COVID-19 Humanitarian Platform( 5 وتهدف إىل تيسري تبادل املعرفة املتعلقة بالخربة امليدانية يف زمن جائحة الوباء .وميكن أن يعني َب ْذ ُل الجهد التعاو ّين هذا عىل التغلب عىل بعض ما ُيق ِّيدُ َج ْمع املعطيات من أن تعتمد عىل االستعامل الواسع النطاق ل ِت َقانات ّ الشابكة والهواتف الج ّوالة ،فلوال ْ بذ ُل الجهد هذا الحتمل األمر املنهجي ألفقر املجتمعات وأكرثها عزلة َخ َط َر االستبعاد ّ من استطالع الرأي ذي الصلة ،ويف آخر األمر ،االستبعاد من الوصول إىل املوارد املال ّية واملاد ّية.
تقويم اآلثار اإلضاف ّية
يف كثري من الحاالت ،ال يقترص األَ ْخ ُذ يف التك ُّيف عىل ُطـ ُرقِ َج ْمع املعطيات ،ولكن يشمل األسئلة البحث ّية أيضاً .فإن ُج ِم َعت املعطيات جمعاً مناسباً ،ميكن أن َ إمكان تقدّ م الصدمة التي س ّببتها الجائحة بني يديها تقدير الحال ،فكيف ُيؤ ّثر كل من املرض واإلسرتاتيجيات الوقائية ،مبختلف اآلثــار ،يف الخصائص االجتامعية ّ هجرين واملجتمعات ا ُملض ِّي َفة؟ فقد والسكان ّية عند ا ُمل َّ رضب الفريوس بطرق مختلفة املجتمعات التي تشرتك يف كثري من الخصائص املشرتكة ،ومثل ذلكّ ،أن إسرتاتيج ّيات االستيعاب با ّتباع بروتوكوالت وإسرتاتيج ّيات مختلفة قد ّ املترضرين، ُن ِّف َذت .وستؤ ّثر هذه الفروق يف عيشة األفراد من حيث فرص التوظيف والتع ُّلم ،عىل سبيل املثال. وميكن أن تفسح مقارنة مسارات املعيشة القامئة عىل املتغيات ،أن املعطيات التفصيل ّية ،آلثار الجائحة يف هذه ّ ُت ْعز ََل عن اآلثار التي ميكن أن ُتر َب َط بعوامل أخرى .ثم
نرشة الهجرة القرسية 64
(ف-كورونا :)19-تأ ُّم ٌل مُب ّكر
حزيران /يونيو 2020
67
67
www.fmreview.org/ar/issue64
ّ إن َب ْذ َل الجهد يف البحوث هو أيضاً ُيك َّرس اليو َم لتقدير
تاباسو tabasso@unhcr.org دومينيكو ُّ
التغيات السلوك تجاه املهجرين يف هذا الزمان ،زمان مركز املعطيات املشرتكة يف الهجرة القرسية بني البنك الدو ّيل َّ ُّ ينعدم فيه األمن االجتامعي واالقتصاديّ .وإذ قد كانت واملفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني. ّ
نشئُ الجائحة ُمؤدّي ًة إىل أزمة اقتصاد ّية شديدة ،فقد ُي ِ اب األجانب أو التمييز عىل َّ ذلك أعامل رُهَ ِ املهجرينُّ . كل ما ورد من آرا ٍء يف هذه املقالة هي آراء كاتبها وقد ال تستوي وميكن أن يكون قياس هذه اآلثار مفيداً يف إفادة ا أي ّ هذه اآلراء وآراء مركز املعطيات املشرتكة أو املؤسسات التي َو ْضع السياسات ،ملَنْع انتشار هذه الرضوب من السلوك مت ّوله. أزمات مستقبلية. يف ٍ Surico P and Galeotti A (2020) ‘The economics of a pandemic: the case .1 bit.ly/WBG-UNHCR-JDC
ومع انتشار الفريوس ،أطلقت املنظامت الدولية نداءها عف يف العامل. مواطنَ َض ٍ للتم ّول ابتغا َء حامية أكرث الناس ِ مثال ذلكّ :أن املفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني زادت من نداءها للحصول عىل املال ،من 255 مليون دوال ٍر أمري ّ مليون دوال ٍر أمري ّ َ يك .ويف يك إىل 745 ّ الوقت الذي تواجه فيه الحكومات يف كل العامل من حتاج إىل رعاية الح ْية والشبهة ما مل يسبق لهام مثيلُ ،ي ُ َ خصص و ُتو ّزع .ولذا ،كان إضاف ّية بحيث ُتدَا ُر املوارد و ُت َّ وجود املعطيات ا ُملحدَّ ثة أمراً حاس ً ام يف تزويد قرارات إدارة املوارد هذه باملعلومات ،إضاف ًة إىل قرارات املتعلقة ٌ حكومات محل ّية ووطن ّية. بالسياسات التي تتّخذها
’of Covid-19 (اقتصاديّات جائح ٍة من الجوائح :حالة (ف-كورونا))١٩- bit.ly/Surico-Galeotti-COVID-19 International Rescue Committee (2020) COVID-19 in humanitarian .2 crises: a double emergency, ((ف-كورونا )١٩-يف األزمات اإلنسان ّية :طوارئ مزدوجة) bit.ly/IRC-COVID-19-Humanitarian-Crisis .3ي ّ ُنظ ُم مركز املعطيات املشرتكة اليومَ ،من بني أعاملٍ أخرى ،مؤمتره السنويّ الثاين يف الهجرة القرسية .وهاهنا الدعوى إىل املشاركة باألوراق العلم ّية: bit.ly/JDC-2nd-conference. Zwitter A and Gstrein O J (2020) ‘Big data, privacy and COVID-19 .4 – learning from humanitarian expertise in data protection’, Journal of )International Humanitarian Action 5(4 (املعطيات الكثرية الها ّمة ،والخصوص ّية و(ف-كورونا :)١٩-التع ُّلم من خربة العاملني يف ميدان العمل اإلنساينّ يف حامية املعطيات) bit.ly/Zwitter-Gstrein-COVID19-Big-Data-2020 www.covid19humanitarian.com .5
طلب متويلك إلنجاز بحثك أو برنامجك أَ ِق ْم التعاون بينك وبني نرشة الهجرة القرسية لتُع ِّز َز َ
يريد املم ّو َ لون أن َي َر ْوا كيف ستنرش ما ينتج عن بحثك ويخرج منه ويستفاد ب ِه من دروس ،ف َي ِص َل إىل أوسع نطاقٍ من الق ّراء ميكن الوصول إليه ،ومنهم صانعو السياسات؟ ويريدون أيضاً أد ّل ًة عىل ما للبحث من َو ْقع .وهاهنا ُت ِعين ََك نرشة الهجرة القرسية. طلبات َ ْتويلٍ ناجح ٍة (منها مبالغ كثرية ومنها مبالغ قليلة) إلعداد الربامج والبحوث ،فاستفاد ُأد ِر َجت نرشة الهجرة القرسية عدداً من امل ّرات يف ِ ا ُملد ِر ُج وا ُمل ْد َرج بذلك خرياً. ُوس َع ِن َ َحصل من ش ما ُيت َّ لع ّلك ُتد ِر ُج عدداً من نرشة الهجرة القرسية أو موضوعاً ُمص ّغراً من النرشة يف مقرتحك (ويف ميزان َّيتك) ،فت ِّ طاق َن ْ ِ مبعلومات مخصص ٍة له ،وبأد ّل ٍة عىل َو ْقعه وانتشاره ووصول ِه إىل حيث يحسن له أن يصل. مرشوعك وتزي َد َو ْق َعه .إذ ميكننا أن نز ِّو َد مرشوعك ٍ فإن َ شئت مناقش َة الخيارات ،فا ّتصل بأرسة التحرير من طريق .fmr@qeh.ox.ac.uk
املجلس االستشاري الدويل لنرشة الهجرة القرسية
يشارك أعضاء املجلس االستشاري الدويل يف نرشة الهجرة القرسية بصفتهم الشخصية وال ميثلون بالرضورة املؤسسات واملنظامت التي ينتمون إليها. Marcel van Maastrigt
Khalid Koser
Matthew Gibney
Lina Abirafeh
Marcia Vera Espinoza
Erin Mooney
Rachel Hastie
Nina M Birkeland
Richard Williams
Kathrine Starup
Lucy W Kiama
Jeff Crisp
UNHCR
Queen Mary University of London Independent consultant
GCERF
UN Protection Capacity/ProCap Danish Refugee Council
Refugee Studies Centre Oxfam
HIAS Kenya
Lebanese American University Norwegian Refugee Council Independent consultant
ثوب جديد موجز أرسة التحرير يف ٍ
ملّا ُكنّا ال َنن ّ ْفك نبتغي أن ُنق ِّل َل ما لنرشة الهجرة القرسية من ال َو ْقع يف البيئةَ ،ج َم ْعنا بني ثوب جديد. ُمنت ََجني من ُم ْنتَجات نرشة الهجرة القرسية فأخرجنا موجز أرسة التحرير يف ٍ
وملّا كان موج َز أرسة التحرير ّ أخف وزناً ،كانت كلفة إنتاجه وإرساله إىل ال ُق ّرا ِء أرخص .ثم ّإن َ تقليل عدد النسخ املطبوعة من املجلة الكاملة، املبثوثة يف النّاس ،ال يقترص عىل تخفيف ما لنا من َو ْق ٍع يف البيئة، وعىل تقليل كلفة التوزيع ،بل هو –إىل ذلك– ُي ِع ْ ُي عىل ضامن أ ّنا َ إرسال املجلة نستعمل ما بني يدينا من املوارد ،بحيث ُنق ِّد ُم يف األولو ّية املطبوعة إىل َمن ُّ تقل قدرته عىل اال ّتصال بالعامل ال ّرقمي من الق ّراء.
ران
أ ْزمَة املُ نَاخِ واملُجتم ُ عات املَحليَّة بني يدي
/ اال ِّتجار والتَّه
ثوب ٍ
العدد 64 حزيران /
ريب ( / ف-كورونا)19-
موجز 64من نرشة ال أرسة التحرير ٌ عرض َ هجرة الق موجزٌ ملضمون م واال ِّتجار والتَّهريب ،رسية ،الذي يدور َحوْ لَ أ ْزمَة ا ُقاالت املوضوع ال مل وبعض رّئيس من العدد التأمُّ ل املُبكّ ر يف (ف-ك نَاخِ واملُجت ُ معات املَحليَّة ورونا ،)19-مع موجز أرسة التحرير يف وصلة لكلّ مقالة.
أ ْزمَة المُ نَاخِ والمُ
/يونيو 0202
يونيو 2020
أ ْزمَة امل ُ نَاخِ وامل ُج ُ تمعات امل َحليَّة
االتِّجار والتَّهريب
ومقالتَان يف:
جديد! ويف موجز أرسة التحرير بني َيدَي كلّ عد ٍد من الجديد هذا تحليلٌ موجَ ٌز ملا أعداد نرشة و ُي ْدر إىل َجُ فيه قامئ ٌة تحوي املقاالت الهجرة القرسية، كل موضعها من النسخة ال ّرقْم ّها (ووُصَ لٌ تُوصِ لُ يّة يف الشّ ابكة). إن شِ ئ َْت قراء َة ملخص شئت أرسة التحرير َ طباعة أحدهام أو كليهامُ ،زر واملجلّة كامل ًة أو ْ rg/ar/issue64 review.o .www.fmفكلُّ يف املوقع باللغة اإلنجليزية، املقاالت موجود ٌة والفرنسية وأكرثها موجودٌ يديه كلُّ واإلسبانية( .وأمّا ملخص أرسة باللغة العربية املقاالت املقاالت ،إذ أوردنا يف قامئة التحرير هذا فبني هنا التي مل نوردها يف النسخة املحتوى التي فيهِ، في المجت باللغة ا العربية من من املجتمعات معات المحليّة إلنجليزية ،ووضعنا إىل جانب كلٍّ املجلة ،فجاءت وإن َ كنت منها نجمة). املحليّة م ٌ ممّ ن تُرسَ لُ إليهم أرض جتمعات تقوم سُ بُلُ مــوارد ٍ القرسية مطبوعةً ،ولكنْ عىل الدوام نرشة كانت أو معاشها الهجرة بح ر ٍ، ترى أنّ عىل ما أثار يف وهذه امل موج َز أرسة يجيب ما بكَ من يحيط بها من تلك املوارد، التحرير الجديد جتمعات رسيعة نُرسِ لَ حاجات ،فلو تراسلنا (جِ ينِيِ -منْدُ وسا َ فلقد يُصِ يبُها موارد طبيعية، ع ّنا ً ًإليك هذا املُنتَج الجديد بدالً فتطلب إلينا أن من هذه اآلثار ارتفاع التعرُّض ملا تُخلّفه ك ْرد شيئا من أزمة املُنَاخ من مستوى (پُرجِ سُ ،ك ْرتِس ف ُوزو-رامُ س ،دَا ذاك .فذلك يُسقِطُ من النفقة وي ُقلّل ما لنا من س-هاجرا ،التنق سطح البحر وال ِ َّرنْدِ املواضيع ا وطأ ٍة عىل البيئة. والعاصفة (شُ و ِنن ث ،إنْدِ ِك ْنتُم-أَغ مَلهَى ،شُ و ُّل يف املحيط الهادي َ ،غَمْ ر والتملُّح ملُقبِلة :اإلقرار غ ْيغ ِننْغ)، بالالجئني /سُ نَنُ ْغ ،پُرجِ س)، التَّهجري الداخ ّ أو الحوادث ِر) ،أو القَحْ ط /الصحّ ة يل /الصحة العقليّة والدّعم العمل الناجعة يف مع ما يُصاحِ ُب املعاش .ويف كثري املناخية املباغتة العامة النفسا ّين يف مجاراة ال ٍ من السياقات ،تُخفِقٌ اآلل ذلك من عُ ْ ِ مثل الفيضان وتهيئة مياه الرشب والرصف ا االجتامعيّ رس الوصول إىل فمَ نْ شاء يّات املوارد حوادث. التي التفصيل التي يتّخذها تحفظ سُ بُلَ لصحيّ والنّظافة. فلينظره بهذه ng ّ الناس للتصدّي rg/ar/forthcomi فلام اشت ّد لصعوبة معيشتهم ومن شاء يُعْ لَمَ بكلِّ جدي.www.fmreview.o ضيق األرض د التي ال ٍ رب ازيل، تعيش rg/ar/request/alertsفليطلب ذلك هنا تغري بفعل ُّ فيها جامعة (جِ ينِيِ -منْدُ وسا َ مستوى سطح نوڤا إنْسِ يَاد .www.fmreview.o تكفَّ لت البحر ،اضط اشتدادا ً عظي ً ك ْردُوزو-ر روزا بالعدد 64من رّت الجامعة ام يف ساحل نرشة الهجرة امُ س) .فكان لو وإن كان إىل اتّخاذ قرار مؤسسةُ كسمبورغ بتموي ٍل من الوز القرسيَّ ة َّ منها معونة أن دبّرت أم ارة فعي فيش ٌء قليل. َر انتقالها بنفسها ،فال االنتقال من األرض والتنمية يف االتحادية للتعاون ّنوا موضعا ً جديدا ً فاعتمد أهلها امليدان االقتصادي ب معونة عىل من وأعادوا جمهورية بناء املعارف ال الدولة، تقع َدعْمٍ من أف أملانيا االتحادية. مسؤوليَّ ة هذه بيوتهم ،وق ّدموا يف األولوية تقليدية وعىل راد جامعتهم النرشة عىل نرشة وحدها بحوث أكادمييّة، أكرث أهلها ا وليس بالرضورة أنْ تستوي الهجرة القرسية واملاديّة يف الجامعة كان املمتدة ،ومنهم السي ّاح، ستضعاف ا ً، لس يف و ّ د ن اآل ر فقاتهم. وتُع ِّقُ اء الواردة اعتمدوا عىل النرشة وأراء َّ عظيامً ،ولوال مؤسسة روزا و الهَمَ ليّة ا عىل أنّ َم ْبلَ َغ ا جماعيّتهم و لوكسمبورغ.
ولهذا املوجز الجديد من الصفحات ٌّ أربع منها ست ،مقياسها ( ،)A4يف أ ّول ٍ ٌ موج ٌز ملا بني َيدَي العدد 64من نرشة الهجرة القرسية ،و ُي ْد َر ُج يف آخر تحليل َ ٌ ّ ّ صفحتني قامئة تحوي املقاالت كلها (فعناوينها ،وأسامء مؤلفيها ،والجهات التي ٌ ووصلة ِّ لكل مقالة مع رموز االستجابة الرسيعة وج َم ٌل افتتاح ّية، يتبعونهاُ ، وص ُل إىل موضع املقالة من النسخة ال ّر ْقم ّية يف ّ الشابكة). [ُ ،]QRت ِ رس ُل إليهم –أو إىل ُم ّ نظم ِتهم– عىل الدَّوام َن َ فإن َ رش ُة كنت م ّمن ُت َ ً ّ الهجرة القرسية مطبوعة ،ولكنْ ترى أن موج َز أرسة التحرير بك أو مب ّ ُنظ َ الجديد يجيب ما َ متك من حاجات ،فلو تراسلنا َ رس َل إليك هذا ا ُملنتَج بدالً من ذاك. س بأن ُن ِ فتوصل إلينا أ ّنك ُت َ ُّ
الحزيعدد 64
(ف-ك تأمُّ لٌ مُبورونا:)19- كّر
جتم ُ عات المَ حليَّة
ما مُ نَاخٌفتئت كث ٌري من امل َغري جتمعات املحليّة يف ما يزال َيت ّ ُ العامل تتصدَّ ى منذ عقود من وخربة ملصاعب َعي ٍ ،واسِ عَا األثر. الزمان ،ولهذه امل ْشها من اآلثار التي يُخلّفها املجتمعات املحلي ويدور حول هذا املوضوع جتمعات املحليّة ّة، ما تخربنا ب ِه ٌ َ وخطط تص ّد مقاالت ،تَ ْر ُك ُز همّ ها يف ما لتغري ُ من فهْمٍ عميق يها له ،ومسائل (وسوف يأيت عددٌ ُّ املن من نرشة الهجرة القرسيّة أوسع ،من قبيل َاخ من َو ْقعٍ يف والسياسات). صَ وْن الحقوق يف مستقبل الزمان يدور حول وتحقيق العدالة. ا الستجابة الدولية ال َوقْعُ
ماريون كولدري وجيني بيبلز مُحَ ررَتا ِّ نرشة الهجرة
القرسية review.org/ar c.uk www.fm 0 @fmreview 5 28170 fmr@qeh.ox.a +44 (0)186
لقانونية وال و َعزْمُ هم واضطرارهم ملا لخسارة االنفعالية سياسية ملثل املعونة ،فوق قدروا ما فيها من مواطن ضَ عْ هذه املجتمعات عىل االنتقال. املحليّة حاميتهام ٍف ظاهرة. وطاملا ووصولها إىل العدل تغري ُ كان للرُّ عْيانِ الرَّحَّ لُ ُّ ا مثل شعب ملنَاخ (نَ ِب ِنيُو). الرتكانا يف كينيا طُ رُقٌ خاصة ينتقلون إىل املناطق ولحامية مواردهم، يراقبونَ ال َّرع ا بهم ،يعالجون ملجاورة ليصلوا إىل مراعٍ أكرثَ ْيَ ويدورونه ،ويتشاركون املر بسلوكها َوقْعَ املتكرر والبعيد خُ ْ اعي، تشتدُّ ،يزداد ا ضةً .وإذ قد وإن اضطرُّوا الحالة، الشتباك وال ّنزاع بني الجامعات ا كانت حاجة الر ميكن أن يعني ّعيان ا إىل لتفاوض ُّ االنتقال الثنايئ بني البالد للسامح بال ملتنافسة يف املوارد ّرعْي نفسها .ويف هذه التباد ّيل عىل تقليل التنازع يف
قامئة محتوى العدد 64من نرشة الهجرة القرسيّة ُ جتمعات المَحليَّة أ ْزمَة المُ َناخِ والمُ
الهجرة القرسيّة نرشةالعودة التحرير: أرسة 64من العدد موجز قامئة محتوى اعرت ٌ اض عىل ما ُي ْدعَى الرابطة بني االتّجار بالبرش ومتويل اإلرهاب
تنق ٌ ُّالت متعددةٌ يف قرى جزائر املحيط الهادي
الصُّ مود والتكيُّف والتعلُّم :الالجئون من م َِايل ومُض ِّيفُوهُ م املوريتانيُّون
ِيس ِييْي، فاين ُث ْرتُن ،وكارِن َم ْكن َِمرَا ،وأوليڤيا دُن ،وكارول فار ُبتْكُ و ،وسِ ي ِليَا ِم ْك َم ْيكِل ،و ِم َرياوَال ِ وصَ ِب َريا ُك ِولُّو ،وتِمْ وِستبِّي ،وشارون جِ مْس ،وف َرنْسِ يس نامُومُو (جامعة َكن ِ َْبا /جامعة كوينزلَند /جامعة ِمل ُْبن /منظمة الكُ ومِن ِولْث للبحوث العلميّة والصناعيّة /مة الدوليّة للهجرة /اللجنة االقتصادية واالجتمعية آلسيا واملحيط الهادي /اتّحاد كنائس املحيط الهادي)
فُودَا إ ْن ِد ِك ْنتُم ومحمد أَغ مَلهَى (للمفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني /مجلس الالجئني ،يف مخيّم إمبريا ،مبوريتانيا)
تغري جلب الالجئون املاليُّون إىل إمبريا يف موريتانيا من املهارة والخربة ما اكتسبوه يف تدبٌّر ما يخلّفه ُّ ا ُملنَاخ من آثا ٍر يف بلدهم ،وهم اليو َم يتعلّمون مهارات جديدة يف املَهْجَ ر .ويعود األمر بالفائدة عىل الالجئني واملجتمعات املُضيّفة معاً.
حاالت يف املنطقة بني رضوب التنقُّل يف جزائر املحيط الهادي متعدّد ٌة مختلفة .وتقدّم دراسات ٍ يديها فه ًام عميقاً يف أفعال الناس واأل َُرس واملجتمعات املحليّة و ُقوَاهم ،للتصدّي للذي ال ينفكّ ُرسعُ ُقر ُْب وقوعِه من التعرُّض لألخطار ا ُملنَاخيّة. يْ ِ
www.fmreview.org/ar/issue64/ndikintum-agmalha
تحد ٌ ّيات بيئيّة وإسرتاتيجيّات محليّة يف الصحراء الغربيّة
www.fmreview.org/ar/issue64/Pacific-mobilities
َمتّى پُرجِ س (جامعة سَ نْت أندروس)
يجد الالجئون الصحراويُّون من البدو طُ رُقاً للتصدّي ملا يقع عليهم من التحدّيات املرتابطة التي لها بتغري ا ُملنَاخ صلة .وتظهر استجابتهم عِظَ مَ شَ أْنِ املبادرات املرنة التي يقودها الالجئون. ُّ
البَحْ رَان إذا ال َتقَياَ :نقْلٌ وقا ّئ مُسَ ّ ٌري ذاتيّا ألهل نوڤا إنْسِ يَاد يف البازيل
هجرةٌ غري طوعيّة يَسْ تحثّها ا ُملنَاخ :بحث ال ُّرعْيانِ الرَّحَّ لُ عن املراعي الصعبة املنال يف كينيا
أُقيِمَ تعاونٌ بني أفراد املجتمع املح ّ يل وباحثني ليتصفّحوا و َي َروْا كيف تغلبت جامعةٌ ساحليّة تقليديّة يف الربازيل عىل الذي تحدّاها من املصاعب البيئية والقانونية ،حتّى ت َ ُرصِّف أمر َن ْقلِها من أرضها بنفسها؟
جِ يُوڤانا جِ ينِي وتا ِتيَانا ِمنْدُوسا َك ْردُوزو وإيريكا برييز رامُس (بكُ ليَّة امللكة ماري يف جامعة لندن / جمعة إنْسِ يَاد دا باليَا /جامعة ساوباولو /شبكة أمريكا الجنوبية للمهاجرين البيئيني)
www.fmreview.org/ar/issue64/porges
اِك َِائ َن ِب ِنيُو (املادّة )34
www.fmreview.org/ar/issue64/gini-mendoncacardosopiresramos
َرس شعب الرتكانا الرُّحَّ لُ الرّعويُّني عىل االنتقال ،وال يختارون هم تشتدُّ وطأة ُّ تغري ا ُملنَاخ فيزيد ق ْ ُ ذلك .فيجب أن تُسْ مَعَ أصواتهم يف الصعيد املح ّ يل والدويلّ ،ويجب أن يستقي راسمو السياسات ّ مام عند هذا الشعب من معرف ٍة وفَهْمٍ عميق.
االتِّجار والتَّهريب
www.fmreview.org/ar/issue64/nabenyo
ِيس بها الجميع :تحسني تقدير االتّجار مِسْ طرةٌ واحدة َيق ُ
*Community strategies for diversification in Ethiopia Pablo Cortés Ferrández (Internal Displacement Monitoring )Centre
جاشوا يُول وأبيغيل ُلنْغ (برشكة إفِر َوتْش سُ ولُوشِ نْز /و َِرشْيك ناشون مِشِ ن سُ ولُوشِ نْز /وزارة خارجية أمريكا)
The 2015–17 drought in the Horn of Africa displaced more than 300,000 pastoralists in the eastern part of the Somali region of Ethiopia. Many who lost their livestock have instead engaged in grassroots action to improve livelihoods recovery and to build resilience. www.fmreview.org/issue64/cortesferrandez
ُقاس بها انتشار االتّجار بالبرش ،كافي ًة إلصابة ليست املبادئ التوجيهيَّة الحارضة ،التي وُضِ عَت لي َ الغرض املطلوب .وإن أُرِي َد َرفْعُ درجة الدقّة يف تقدير االتّجار ،اقتىض األمر مبادئ توجيهيّة شاملة مُقيَّسَ ة ،جرى عليها يف امليدان امتحانٌ شديدٌ مُمعنٌ فيه. www.fmreview.org/ar/issue64/youle-long
نحْ َو َفهْم آثار االتّجار بالجنس النفسانيّة إلفادة إيصال الخِ دْمات
بني التورُّطِ وإعادة التوطني :املجتمعات املحليّة الساحليّة عند َداْلِ النّهر يف سُ ندَربَنس بالهند
لطب املالجئ) جِ ِنفِر مكويد (مركز ِييْل ّ
الناجيات من االتّجار بالبرش أن يقرصوا همَّ هم عىل إيصال الخدمات ،بل ينبغي ال ينبغي ُملعِينِي ِ لهم إىل ذلك أن يبنوا قدرة الناجيات حتّى يدخلوا يف العالج والدّعم.
شَ ا َبرِي دَاس وشُ وغَاتَا هاجرا (جامعة جادَڤبُور)
تغري ا ُملنَاخ عىل املجتمعات املحليّة ،فام َم ْبلَغُ قدرتها عىل االختيار يف إذا وقعت وطأة آثار ُّ استجابتها؟ وعىل مَن مسؤوليّة َدعْمها؟
www.fmreview.org/ar/issue64/mcquaid
www.fmreview.org/ar/issue64/das-hazra
معالجة االتّجار يف البرش يف صناعة البِغاء :آنَ لإلقرار بإسها ِم املُشْ ِ تغالت بالبِغاء أن يكون
أزمة ا ُملنَاخ واملجتمعات املحليّة يف جنو ّيب رشقيّ آسيا :األسباب واالستجابات ومسائل العدل
بُورِسْ َالف ِغرَاسِ مُ وف (الحِ لف العامليّ ملكافحة االتّجار بالنساء)
تغري تكافح اليو َم شبكات املجتمع املد ّين بخربتها ومعارفها وشغفها ما يقع من الظلم من جرّاء ُّ التغري. املناخ ،وتستنجح صَ وْنَ حقوق مَن هجّ رهم َوقْعُ هذا ُّ
www.fmreview.org/ar/issue64/gerasimov
ال ب ّد مع ما يُبذَلُ من جه ٍد ملكافحة االتّجار يف البرش يف صناعة البِغاء ،أن يُق ِّد َر ما تعزم علي ِه املشتغالت بالبِغا ِء وما هنّ قادرات عىل فعلهِ ،وأن يُق َّر بأنّهنّ واملنظامت التي ُتدِي ُر أمرهنّ من أصحاب املصلح ِة الرشعيّني يف حركة مكافحة االتّجار.
لُورَا َغ ْيغِر (روزا لوكسمبورغ)
www.fmreview.org/ar/issue64/geiger
َع ْو َد ُة طالبي اللجوء املُسْ تَضعف ِْني إىل إيطاليا :حمية ضحايا االتّجار بالبرش
*Lessons from internal climate migration in Mongolia )Simon Schoening (Consultant/Humboldt University of Berlin
لُوچِ ـيَا د َِال تُورِّه وأ ِد ْريَانا ُر ْومِر و َمرْغاريتا زُوتِيـڤَـيه (املجلس السويرسيّ لالجئني)
Rural communities in western Mongolia are increasingly abandoning their traditional livelihood systems. Strengthening the rural economy may lessen the need to migrate to urban areas but must take into account the long-term impacts of climate change. www.fmreview.org/issue64/schoening
ُي ِث ُري عدم كفاية الرشوط اإليطالية املرشوط بها الستقبال طالبي اللجوء املستضعفني أسئل ًة خطري ًة حَ وْلَ رشعيّة أعامل َد ْبلِن يف َنقْلِ ا ُملتَّجَ ر بهم.
www.fmreview.org/ar/issue64/dellatorre-romer-zoeteweij
*Trafficking, ritual oaths and criminal investigations )Ana Dols García (Independent
أ ْزمَة ا ُملنَاخ ورضوب عدم املساواة بني الجنسني واالستجابة املحليّة يف الصومال وأرض الصومال
The influence of traditional beliefs in the trafficking of Nigerian women for sexual exploitation must be better understood in order to help identify and protect victims and to properly inform judicial processes. www.fmreview.org/issue64/dolsgarcia
إميي كرُوم ومنى حسني (أُكسفَام يف الصومال وأرض الصومال)
مَنْ يَنظُ ْر إىل ما تُخ ّل ُف ُه أ ْز َم ُة ا ُملنَاخ من آثا ٍر جندرية يف املجتمعات املحليّة بالصومال وأرض الصومال يَجِ د التالقي واقعاً عىل عوامل مختلفة.
َرفْعُ الدعاوى املدنيّة نياب ًة عن الناجني من االتّجار :أهي مقاربةٌ جديدة يف املحاسبة؟
www.fmreview.org/ar/issue64/croome-hussein
تغري زوايا نظر السُ كَّان األصليّني إىل الجندر والقوة والتهجري الناجم عن ُّ ا ُملنَاخ
هِ ْنِي ُووْه (جامعة أكسفورد)
وب األصليَّة ،يف جميع منطقة امليكونغ الكربى الفرعيّة ،خططاً تستجيب بها ملا تستعمل الشُّ عُ ُ تغري ا ُملنَاخ من آثار وللتَّهجري الناجم عنه. يخلّفه ُّ
www.fmreview.org/ar/issue64/wu
املحاكمة الجنائية يف جرائم االتّجار ضيّقة النطاق .ولعلّ يف َرفْع الدعاوى املدنيّة وسيل ًة إىل العدل واملحاسبة ،يف إطا ِر َعمَلٍ يدور حولَ املجنيّ عليهم ،و ُت ْدرَكُ فيه آثار الرّضح (الضر النفساينّ).
سارة پِنتلُو (مستشار ٌة /كُوسُ و إنرتناشيونال)
كرِغ داميان سمِث (جامعة ريرسُ ن)
التشدُّ د يف القول بوجود عالق ٍة سببيّة بني االتّجار بالبرش وتويل اإلرهاب ،أم ٌر مفتوحٌ السبيل إىل الشكّ فيه ،بسبب ضَ عْف أدلّته ووَهن معطياته وما لسياساته املُق ِلقَة من َوقْع.
www.fmreview.org/ar/issue64/smith
*’Tackling exploitation through ‘technology for freedom Christa Foster Crawford and Ashley Kafton
Examples from Southeast Asia show both the promise and the pitfalls of emerging technologies and platforms that are being used to tackle forms of exploitation. www.fmreview.org/issue64/crawford-kafton
التهريب واالتّجار من ِف ِيتْنا َم إىل أو ُربّا
مِيمِي فُو ونادية السبتاوي (خَ ِبريَتان مُسْ تقلّتان باالتّجار بالبرش)
هجرة الفيتناميّني إىل أوربا ظاهر ٌة معقد ٌة غري مستق ّر ٍة يف حالها ،ف ُيبتدَأُ مسار األعامل فيها بتهريب الناس ،ثم يدخل فيه االتّجار بهم أيضاً وغري ذلك من رضوب االستغالل.
www.fmreview.org/ar/issue64/vu-sebtaoui
‘قوافل’ املهاجرين يف املكسيك والحرب عىل التّهريب
إد َو ْردُو تُورِّه َك ْن َت َل ِب ِي ْدرَا (برنامج كَا ِت ْدرَس كُونَاثِيت ،بكليّة فرُنتِهرا ُن ْرتِه)
تُظ ِه ُر ُمعَام َل ُة َقوَافلِ املهاجرين وطالبي اللجوء املسافرين عرب املكسيك ما أَ ْوقَعت ُه مكافحة تهريب الناس من عواقب سيئة عىل اآلخذين يف هذا السفر وعىل املدافعني عنهم.
www.fmreview.org/ar/issue64/torrecantalapiedra
قانون مكافحة التهريب يف النيجر وما يف آثاره من َمفْسدَة
كُولِني مُوزِر (املعهد العايل للدراسات الدوليّة واإلمنائية)
لتجريم االتّجار بالبرش يف النيجر جملةٌ من آثار سيئة تقع عىل املهاجرين وطالبي اللجوء ،وعىل مَن سبق أن هرّبهم ،وعىل املجتمعات املُضيّفة .فال ب ّد من األخذ يف غري هذه السبيل.
www.fmreview.org/ar/issue64/moser
دروس من السياسات التصدّي للتّهريب يف البلقانٌ :
تشارلز سِ مْبسُ ن (جامعة َتفْس)
ٌ سياسات يف أمن الحدود تقييديّةٌ ،واتّباعها محاولةٌ للتصدّي ُت َّتبَعُ اليو َم يف العامل ،رشقيّه وغربيّه، للتهريب ،ولكنْ قلّام نُوق َِش ما يحدث ح ّقاً عند سنّ هذه السياسات.
www.fmreview.org/ar/issue64/simpson
رأيت هذه النجمة إىل جانب مقال ٍة دلّ ذلك عىل أنّ املقال َة موجودةٌ * إذا َ باللغة اإلنجليزيّة ليس غري.
(ف-كورونا :)19-تأمُّلٌ مُبكّر
Refugee-led responses in the fight against COVID-19: *building lasting participatory models Alexander Betts, Evan Easton-Calabria and Kate Pincock )(University of Oxford / ODI
The formal structures of humanitarian aid are struggling to respond to the consequences of COVID-19. The work of refugeeled organisations is now more relevant than ever, and they need to be far better supported – both now and in the longer term. www.fmreview.org/issue64/betts-eastoncalabria-pincock
ِب َي ِد الالجئني من أجلِ الالجئني :قيادة الالجئني يف زمن (ف-كورونا)19- وما بعده
مصطفى عليو وشذى الريحاوي وجِ مْس م ِِلن وأنيال نور ونجيبة وَازَافَادُس وبَسْ كَال ِزيْغاشِ ني (منظمة جَ مْب رِفيوجي تالِنت /الشبكة العاملية املَقُو َد ُة ِبيَد الالجئني /جامعة كارلتون /الشبكة العاملية املَقُو َد ُة ِبيَد الالجئني وشبكة آسيا واملحيط الهادي لالجئني /مبادرة يو َريْز من أجل إفريقيا)
تستدعي االستجابة اليو َم لـ(ف-كورونا )19-مشارك ًة وقياد ًة جا ّدتَني مُفيدتَني مُستق ّلتَني.
www.fmreview.org/ar/issue64/alio-alrihawi-milner-noorwazefadost-zigashane
*Counting urban refugees during COVID-19 Florence Lozet and Evan Easton-Calabria )(Cities Alliance / University of Oxford
A case-study from Uganda demonstrates that authorities cannot provide the services and assistance that refugees need if they do not have good data on the refugee population. The COVID-19 pandemic highlights this issue while exacerbating the challenges facing urban refugees. www.fmreview.org/issue64/lozet-eastoncalabria
َدعْمُ ما تَسُ و ُق ُه األدلّة من االستجابات لـ(ف-كورونا)19-
دومينيكو تاباسُّ و (الهجرة القرسية بني البنك الدو ّيل واملفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني)
ُجتمعات املُضيِّف ِة أم ٌر مُعقّدٌ ،ولكنّ تعقيده يَشْ تدُّ يف سياق جائحة جَ مْع معطيات املُهجّ رينَ وامل ِ الوباء (ف-كورونا .)19-عىل أنّ الحاجة إىل تقدير َوقْع الجائحة ُّ تحث عىل االبتكار يف الجَ مْع، واملنهجيّة ،والتحليل ،وتشارك الخربة.
www.fmreview.org/ar/issue64/tabasso
طلب متويلك إلنجاز متثل نرشة الهجرة القرسية ملتقى حاف ًال بالتبادل املستمر للخربات العملية يأَقِمْ التعاون بينك وبني نرشة الهجرة القرسية لتُع ِّز َز َ واملعلومات واألفكار بني الباحثني والالجئني والنازحني داخلياً ومن يعملون معهم. بحثك أو برنامجك أُدرِجَ ت نرشة الهجرة القرسية عدداً من املرّات يف طلباتِ تَ ْويلٍ ناجح ٍة (منها مبالغ كثرية ومنها ويُصْ ِد ُر النرش َة مر َك ُز دراسات الالجئني ،يف قسم التنمية الدولية ،بجامعة أكسفورد، باللغات اإلنجليزية والعربية واإلسبانية والفرنسية. مبالغ قليلة) إلعداد الربامج والبحوث ،فاستفاد املُدرِجُ وا ُمل ْدرَج بذلك خرياً. لعلّك تُدرِجُ عدداً من نرشة الهجرة القرسية أو موضوعاً مُص ّغراً من النرشة يف مقرتحك إخالء مسؤولية :ليس بالضورة أنْ تستوي اآلراء الواردة يف أعداد نرشة الهجرة (ويف ميزانيَّتك) ،فتُوسِّ عَ نِطاقَ ن ْ ِ َرش ما ُيتَحصَّ ل من مرشوعك وتزي َد َو ْقعَه .إذ ميكننا أن نز ِّو َد القرسية هي وآراء أرسة تحرير النرشة أو آراء مركز دراسات الالجئني أو آراء جامعة مرشوعك مبعلوماتٍ مخصص ٍة له ،وبأد ّل ٍة عىل َوقْعه وانتشاره ووصول ِه إىل حيث يحسن له أن أكسفورد. يصل .فإن َ شئت مناقش َة الخيارات ،فاتّصل بأرسة التحرير من طريق .fmr@qeh.ox.ac.uk
يطيب لنا أن نَشْ كُ َر َك ْرم ِّال بُهلَر (من ِوزارة الخارجيّة االتحاديّة السويرسيّة) ،وخالد ُورس (من الصندوق العاملي إلرشاك املجتمعات املحلية وتعزيز قدرتها عىل التكيّف)، حقوق النرش :نرشة الهجرة القرسية مفتوحة املصدر .وملزي ٍد من املعلومات يف حقوق ك ِ الطبع ،انقر هذه الوصلةwww.fmreview.org/ar/copyright : ورُوجِ ر ِزتِر (من مركز دراسات الالجئني) ،وذلك عىل مساعدتهم ،فقد كانوا مُسْ تشارِينَ اشرتك يف خدمة التنبيهات اإللكرتونية لنرشة الهجرة القرسية ليك تبقى مُطَّ لعاً عىل األعداد يف َموْضُ وعَي هذا العدد .ونَشْ كُ ُر أيضاً حكوم َة إمارة ليختنشتاين ،ومكتب ّ مانيال من منظمة روزا لوكسمبورغ ،و ِوزار َة الخارجيّة االتحاديّة السويرسيّة ،وشعبة الصُّ مود الجديدة وذلك من طريق هذه الوصلة: والحلول التي َت ْتبَعُ املفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني ،ومرشوع الربط www.fmreview.org/ar/request/alerts ُتغريٍ’ ،وذلك يف مجلس البحوث األسرتايل واسمه ‘التنقُّالت البرشيّة التحويليّة يف ُمنَاخٍ م ِّ صورتَا الغالف األماميّ : عىل ما جادت ب ِه هذه الجهات من دَعْمٍ ما ٍّيل لهذا العدد خصوصاً. اليُ ْرسَى من فوق
مرجعها :مرشوع ِرس َف ْيفِل ميديا/جُ و لوهُ ويف انظر يف الصفحة 11ترى الصورة كاملةً. اليُ مْ نَى من تحت مرجعها :نادية السبتاوي انظر يف الصفحة 64ترى الصورة كامل ًة وترى ما عُ لِّقَ عليها.
5
ولع ّلك تتصل بنا فتخربنا بأفكارك ومالحظاتك وتعليقاتك ،من طريق بري ِد أرسة التحرير هذا .fmr@qeh.ox.ac.uk
األعداد ا ُملق ِبلة:
العدد 65من نرشة الهجرة القرسية ،نوفمرب/ترشين الثاين 2020 ْقض) اإلقرار بالالجئني َ إرسالِ مقاالته ُمن ٍ (أج ُل َ وموضوعٌ ُمص َّغ ٌر يف ُسن َِن العمل الناجعة يف النُّزوح الداخ ّ يل :التع ّلم من خطة عمل الذكرى العرشين للمبادئ التوجيهية
ما ي ّ ُخط ُط إلصداره يف 2021وقد ُي َغ َّي املواضيع ال ّرئيسة:
االجتامعي • الصحة العقل ّية والدّعم النفسا ّين ّ ْ الهم يف (ف-كورونا))19- الصحة العامة وتهيئة مياه الرشب والرصف • ّ الصحي والنّظافة (ويش ٌء من َركز ّ ّ
املواضيع ا ُملص ّغرة:
للمض ِّيفني • املعطيات • املهاجرون املفقودون • الدول غري األطراف • اال ّتصال ّية والتن ّقل ّية • برامج الالجئني الشاملة ُ
و َمن شا َء التفصيل َو َجدَهُ من طريق .www.fmreview.org/ar/forthcoming شئت أن ُن َن ّبه ََك لِ َم ننرشه َ وإن َ حول املواضيع ا ُملق ِب َلة من أفكا ٍر عا ّمة ،أو دعوات إىل املشاركة سج ُل لك اس ً ّ ُ ام يف .www.fmreview.org/ar/request/alerts ت ك ل فلع املقاالت، يف ّ
باملجان ال يكون َتوْزيعُ النرشة إال ّ
www.fmreview.org/ar/issue64
بني يدي موجز أرسة 64من نرشة الهجرة واالتِّجار والتَّهريب ،و
ثوب جد موجز أرسة التحرير يف ٍ
ويف موجز أرسة التحرير الجديد ه بني َيدَي كلّ عد ٍد من أعداد نرشة و ُي ْدرَجُ فيه قامئةٌ تحوي املقاالت ك إىل موضعها من النسخة ال ّرقْميّة يف
إن شِ ئ َْت قراء َة ملخص أرسة التحر شئت طباع َة أحدهام أو كليهامُ ،ز ww.fmreview.org/ar/issue64 يف املوقع باللغة اإلنجليزية ،وأكرثه والفرنسية واإلسبانية( .وأمّا ملخص يديه كلُّ املقاالت ،إذ أوردنا يف قامئ املقاالت التي مل نوردها يف النسخة هنا باللغة اإلنجليزية ،ووضعنا إىل
وإن َ كنت ممّن تُرسَ لُ إليهم عىل ال القرسية مطبوعةً ،ولكنْ ترى أنّ م يجيب ما بكَ من حاجات ،فلو تراس نُرسِ لَ إليك هذا املُنتَج الجديد بدال ع ّناً شيئاً من النفقة ويُقلّل ما لنا م
املواضيع املُقبِلة :اإلقرار بالالجئني التَّهجري الداخ ّ يل /الصحة العقليّة /الصحّ ة العامة وتهيئة مياه الرشب فمَنْ شاء التفصيل فلينظره بهذه mreview.org/ar/forthcoming ومن شاء ُي ْعلَمَ بكلِّ جدي ٍد فليطلب mreview.org/ar/request/alerts
تكفَّ لت بالعدد 64من نرشة الهجر روزا لوكسمبورغ بتموي ٍل من الوزا والتنمية يف امليدان االقتصادي بجم
تقع مسؤوليَّ ة هذه النرشة عىل نرش وحدها وليس بالرضورة ْأن تستوي مؤسسة روزا لوكس يف النرشة وأراء َّ ماريون كولدري وجيني بيبلز مُحَ ِّررَتا نرشة الهجرة القرسية
www.fmreview.org/ar/issue64
www.fmreview.org/ar/issue64/pentlow
َاخ واملُج أ ْزمَة ا ُملن ِ
uk www.fmreview.org/ar 865 281700 @fmreview