DIOCESE NEWS
EXTRACT FROM SAINT CYRIL'S COMMENTARY ON THE GOSPEL OF SAINT LUKE “1ST SERMON.”
تابع ما قبله في العدد الماضي ... - 2اجتماعات العبادة: +أماكنها :منذ البداية اجتمع المسيحيون في بيوت خاصة للعبادة ،وإقامة عشاء الرب ووالئم األغابي .وقد تأسست الكنيسة في يوم الخمسين في علية في منزل مريم أم يوحنا الملقب مرقس ...وكان أعضاء الكنيسة الموسرين -من أمثال مريم هذه في أورشليم ،وكرنيليوس في قيصرية ،وليديا في فيلبي ،وياسون في تسالونيكي ،ويستس في كورنثوس، بريسكيال في أفسس ،وفليمون في كولوسي -قد فتحوا بيوتهم بفرح الجتماعات العبادة ...وفي المدن الكبرى كروما قسم المؤمنون أنفسهم إلى عدة مجموعات تجتمع في بيوت خاصة...لكن الرسول بولس كان يخاطبها في رسائله كوحدة واحدة .لم يحدث في العصر الرسولي أن المسيحيين شيدوا كنائس خاصة للعبادة ،على األقل بسبب االضطهاد الذي كان يحل بهم ويتعقبهم .كان الرسل -على نحو ما ذكرنا -يكرزون في الشوارع واألسواق وعلى الجبال وفي السفن والكهوف والبراري والبيوت الخاصة...لكن ما أن نالت المسيحية الحرية الدينية حتى ُبنيت آالف الكنائس الضخمة ،في كل أنحاء العالم، تكريما للفادي المصلوب ،الذي في أيام جسده لم يكن له أين يسند رأسه. ً +نظامها :أقدم ما وصل إلينا عن نظام اجتماع يوم األحد ،دونه لنا يوستينوس الشهيد ،وكتاب تعاليم الرسل ،الذي قدم لنا صورة مبسطة لصلوات االفخارستيا...كان االجتماع يبدأ بقراءة فصول من البشائر ،وأحيانً ا أجزاء من كتابات األنبياء حسب أيضا كتابات ورسائل الرسل، تعبير يوستينوس .قد يكون المقصود باألنبياء ،أنبياء العهد القديم ،وقد يكون المقصود بها ً وبعض كتابات معاصرة مثل كتابات كلينمضس الروماني ،وكتب هرماس ،وقد كانت منتشرة وذائعة الصيت .ومن المؤكد وغالبا ما كانت مرتبة على القراءات التي أن رسائل بولس كانت تُ قرأ ...يعقب ذلك عظة ،كان يلقيها َمن يرأس االجتماع، ً قرئت...ثم ينهض الجميع ويصلون ويرفعون التضرعات من أجل أهم ما يعني الكنيسة...بعد ذلك يقبل الحاضرون بعضهم بعضا قبلة السالم...وتبدأ بعدها صلوات االفخارستيا (تقديس الخبز والخمر) ،والشعب يجاوب آمين ...ويتناول المؤمنون من ً الجسد والدم األقدسين...وتجمع الصدقات ...وهكذا ينتهي اجتماع العبادة األسبوعي في يوم األحد.
- 3األسفار المقدسة: واضحا .وكما أشرنا +العهد القديم :استمر ليكون كتاب المسيحيين المقدس ،كما كان بالنسبة لليهود ...كان هذا االتجاه ً خاصة األسفار النبوية -في اجتماعات العبادة األسبوعية .كان كتاب العهد القديم معونة ً سابقا ،فقد كانت تُ قرأ منه أجزاء - ً جبارة للدعاية المسيحية .وعبثً ا حاول اليهود االحتجاج على ذلك بأنه ليس كتاب المسيحيين .كان بالنسبة لكثير من الناس، يشكل القنطرة الحقيقية التي عبروا بها إلى المسيحية ...ومن هؤالء يوستينوس الفيلسوف الشهيد .وقد أدى كتاب العهد القديم خدمات جليلة للمسيحية .يكفي أن المسيحية قامت مرتكزة على هذا الكتاب الذي امتأل بالنبوات عن المسيح كثيرا من عقائدها وأنظمتها...وأفاد المسيحيون من كل األخالقيات والفضائل ومجيئه وخالصه .كما استمدت منه المسيحية ً ً فضال عن سفر ال مزامير الذي استخدمته الكنيسة منذ البداية وقصص معامالت اهلل مع البشر التي حواها هذا الكتاب...هذا في صلواتها وعبادتها... رمزيا ...والسيد المسيح نفسه هو الذي قادهم إلى تفسيرا بدأ المسيحيون في عهد الرسل يقرأون العهد القديم ويفسرونه ً ً ذلك ،حين التقى بتلميذي عمواس عشية قيامته (وابتدأ من موسى وجميع األنبياء يفسر لهما األمور المختصة به في جميع الكتب) (لو . )27 :24ومرة أخرى ظهر لتالميذه ولفت نظرهم إلى ما هو مكتوب عنه في ناموس موسى واألنبياء والمزامير( ،حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب) (لو.)45 ،44 :24 ونجد في الرسالة التي تحمل اسم برنابا ،إشارة إلى االعتماد على العهد القديم. +العهد الجديد :وكانت األناجيل رسائل الرسل تتلى في اجتماعات العبادة .وسنتكلم عن أسفار العهد الجديد في الباب القادم...لكن ما نود أن نشير إليه هنا ،هو أنه بعد موت الرسل ،ازدادت أهمية كتاباتهم ورسائلهم كشيء بديل لتعليمهم . الشفوي وحثهم المؤمنين ،وصارت تُ ستعمل أكثر من كتابات العهد القديم - 4والئم األغابي :من األمور التي عرفتها كنيسة الرسل ،والئم المحبة التي ُعرفت باسم (األغابي) ... Agapeوكانت وجبة تعبيرا عن روح األخوة المسيحية الحقيقية...فقد طعام عادية يشترك فيها كل اإلخوة المؤمنين ...وكانت األغابي ً واحدا ،بصرف النظر عن المركز االجتماعي والجاه والثروة طعاما كان الجميع يجلسون إلى مائدة واحدة ،ويتناولون ً ً ً فضال أعضاء في جماعة واحدة ،بل في جسد واحد ،هو جسد المسيح. والثقافة ...لقد أحس الجميع أنهم ويبدو أن األغابي كانت مقترنة في بادئ األمر باالفخارستيا .لكنها سرعان ما انفصلت عنها ،وأصبح لكل وقت معين منفصل عن اآلخر ...فبسبب نمو الكنيسة في العدد ودخول عناصر كثيرة إليها ،لم يكن من السهل المحافظة على تلك الصورة يتبع في العدد القادم ... الطفولية البريئة.
كتاب
تابع ما قبله في العدد الماضي ... وفوق كل هذا ،كان على كانديديان أن ينتبه بأال يحاول أحد أعضاء المجمع الرجوع إلى بلده أو إلى المحكمة أو إلى أي مكان آخر قبل ختام محضر الجلسة .باإلضافة إلى ذلك كان عليه أال يسمح بعرض أي خالف آخر أمام المجمع للحكم فيه قبل تسوية النقطة األساسية للعقيدة .عالوة على ذلك فقد أعطى اإلمبراطور تعليمات بأال ُيسمح بتوجيه أي اتهامات مدنية ضد أي عضو في المجمع ،سواء أمام المجمع نفسه أو أمام محكمة العدل في أفسس؛ ولكن أثناء هذا الوقت وأخيرا فإن كونتً ا فقط تكون المحكمة العليا في القسطنطينية هي المحكمة المسئولة عن مثل هذه الحاالت. ً إمبراطوريا آخر هو إرينيئوس سوف يأتي إلى أفسس ،ولكن فقط لمرافقة صديقه ومحبوب اهلل األسقف نسطور ،ولذلك ً وطبقا لألوامر اإلمبراطورية ،كان يجب أن يبدأ ً ال ينبغي له أن يشارك في جلسات المجمع وال في مهمة كانديديان. المجمع في عيد الخمسين الموافق 7يونيو من عام 431م وكان نسطور مع أساقفته الستة عشر بين األوائل الذين كبيرا من الرجال المسلحين .بعد ذلك بوقت قصير ،أربعة عددا ذاهبا إلى معركة ،كان يرافقه وصلوا أفسس .وكما لو كان ً ً ً تقريبا لهم حق التصويت؛ ال يزال هناك أسقفا ،ونصفهم ً أو خمسة أيام قبل عيد الخمسين ،وصل كيرلس ومعه خمسون ً خطابين قصيرين كتبهم إلى كنيسته ،واحد منهم كتبه في الرحلة إلى رودس ،واآلخر كتبه بعد وصوله أفسس مباشرة). يقول في الخطاب األخير بالتحديد أنه ينتظر االفتتاح الفعلي للمجمع بلهفة .وبعد عيد الخمسين ببضعة أيام ،وصل جوفينال أيضا قد جمع أسقف أورشليم وفالفيان أسقف تسالونيكي مع أساقفتهم؛ ورئيس األساقفة ممنون أسقف أفسس ،هو ً أسقفا من بامفيليا .وبينما كانوا في انتظار وصول اآلخرين ،دارت مناقشة أولية ً حوله أربعون أسقف مساعد واثني عشر مستفيضة عن نقطة النقاش ،وقد حاول كيرلس بصفة خاصة أن يحاصر نسطور بواسطة أدلة قاطعة وأن يكسب أصدقاء ً للعقيدة السليمة .وحدث في ذلك الوقت أن سمح نسطور لنفسه أن يصرخ بتعجب ً طفال عمره شهرين أبدا قائال" :لن أدعو ً أو ثالثة اهلل ،ولن تكون لي صلة بكم مرة أخرى" .وفي نفس الوقت أظهر بوضوح طبيعة هرطقته ،المعروفة إلى يومنا وأيضا أظهر عناده الذي لم يترك أي أمل في إذعانه لقرار المجمع. ً هذا ،وقد حاول بطرق شتى أن يخفيها، الجلسة األولى لمجمع أفسس: كان ينتظر وصول أحد البطاركة وهو بالتحديد يوحنا األنطاكي .وقد قال أن أساقفته لن يتمكنوا من ترك إيبارشياتهم قبل يوما منها إلى أفسس وبالتالي يوما للسفر إلى أنطاكية وإلى تسعة وثالثين ً أحد التجديد ثم أنهم محتاجون إلى اثنا عشر ً . وأخيرا بحلول عيد الخمسين وصل يوحنا في منطقة لن يتمكنوا من الوصول إال بعد مضى بضعة أيام بعد عيد الخمسين ً وبين له أن طول الطريق ونفوق عدد من الخيل موجودا، خطابا ،ما زال بالقرب من أفسس وأرسل إلى كيرلس وداّ ، مملوءا ً ً ً ً قد عطل الرحلة ،ولكن على الرغم من ذلك هو قريب من المكان وسيحضر إلى أفسس في خالل خمسة أو ستة أيام. يوما ثم جاء اثنين من مطارنة بطريركية أنطاكية :هما ألكسندر أسقف أباميا وبالرغم من ذلك فقد انتظروا ستة عشر ً مرارا بأن يوحنا قد طلب منهم أن يقولوا أنهم ال ينبغي أن يؤجلوا افتتاح المجمع وألكسندر أسقف هيرابوليس وأوضحوا ً بسببه ،ولكن في حالة ضرورة تأخره أكثر من ذلك ،عليهم أن يفعلوا ما يجب عمله .وعندئذ استنتجوا من ذلك أن البطريرك شخصيا وقت إدانة كاهنه السابق وصديقه نسطور .هنا قرر كيرلس وأصدقائه افتتاح يوحنا كان ينوى أن يتجنب حضوره ً فورا واجتمعوا من أجل هذا الغرض يوم 28من الشهر القبطي بؤونة ( 22يونيو) عام 431م ،في كاتدرائية المجمع ً جدا لمثل هذا االجتماع ،وكانت مدشنة على اسم والدة اإلله .في اليوم السابقُ ،كلف عدد أفسس ،التي كانت مناسبة ً من األساقفة بالذهاب إلى نسطور ودعوته لحضور الجلسة ،ليعرض تصريحاته ومعتقداته .في أول األمر أجاب ً قائال" :سآخذ مندوبا آخر يوم 22يونيو ،يوم االفتتاح ،إلى منزله بأمر من كانديديان، ذلك في االعتبار" .مع ذلك ،عندما أرسل المجمع ً ً قائال بأنه "سيحضر بمجرد أن وجدوه محاطً ا بجنود منعوا األساقفة بتهديدات بالضرب من الدخول ،وأرسل نسطور لهم يجتمع جميع األساقفة" .ولمرة ثالثة أرسل المجمع بعض األساقفة إليه ،ولكنهم لم يتلقوا رداً ،بل ُعوملوا . بإهانة insolenceمن الجنود الحراس الموجودين داخل المنزل وخارجه أسقفا من آسيا من بينهم بصفة خاصة ثيئودوريت أسقف قورش وألكسندر أسقف أباميا ً وقبل هذه األحداث أرسل 68 خطابا إلى كيرلس وجوفينال يقولون فيه أنهم سيكونون سعداء لتأجيل افتتاح المجمع وألكساندر أسقف هيرابوليس ً لحين وصول أساقفة أنطاكية .ورغم ذلك فقد حضر في ذلك الحين المندوب اإلمبراطوري كانديديان بنفسه إلى مكان االجتماع من أجل قراءة المراسيم اإلمبراطورية ومن أجل االحتجاج على افتتاح المجمع الفوري .وقد تم تجاهل طلبه أيضا يمثل بابا روما ،كما تنص باالنتظار أربعة أيام أخرى ،وبدأت الجلسة األولى المهيبة تحت رئاسة كيرلس الذي كان ً دقائق الجلسة بوضوح .وحضر من البداية ما ال يقل عن 160أسقف ،وعندما قدمت (في الجلسة األولى) وثيقة العزل آسيويا من الثمانية والستون ،كما يتضح من مقارنة أسقفا ً للتوقيع ،زاد عددهم إلى .198وقد انحاز للمجمع عشرون ً يتبع في العدد القادم ... األسماء مع توقيعات المراسيم المجمعية .
ً فاصال جديدا ،يختلف كلية عما سبقته من عصور .وأصبح هذا الميالد المجيد، عصرا إن العالم بميالد السيد المسيح ،قد بدأ ً ً بين زمنين متمايزين :ما قبل الميالد ،وما بعد الميالد .فما هي هذه الجدة التي أعطت العالم صورة جديدة ما كانت له من قبل؟ أو ما هو ذلك التجديد الذي قدمته المسيحية ،حتى قيل في اإلنجيل "األشياء العتيقة قد مضت ،هوذا الكل قد جديدا للحياة ،وتعبيرات جديدة لم تكن مستعملة من قبل ،ومعاني روحية مفهوما جديدا؟ لقد قدم السيد المسيح صار ً ً ً كالما مثل هذا". عميقة لجميع المدركات ،حتى بهت سامعوه من كالمه ،وصاحوا قائلين "ما سمعنا قط ً محبا ،يعاملهم ال كعبيد وإنما كأبناء، جاء السيد المسيح ينشر الحب بين الناس ،وبين الناس واهلل .يقدم اهلل للناس ًأبا ً خوفا من عقوبته ،وإنما ً ويصلون إليه قائلين "أبانا الذي في السماوات" .وفي الحرص علي محبته ،يفعل الناس وصاياه ،ال حبا للخير .وفي هذا قالت المسيحية" :اهلل محبة .من يثبت في المحبة ،يثبت في اهلل ،واهلل فيه"" ،ال خوف في المحبة. ً بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى الخارج" .وهكذا قال السيد المسيح إن جميع الوصايا تتركز في واحدة .وهي المحبة: تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك ،وتحب قريبك كنفسك .بهذا يتعلق الناموس كله واألنبياء... جديدا في المحبة ،وهو محبة األعداء والمسيئين .فقال "أحبوا أعداءكم ،باركوا العنيكم ،أحسنوا تعليما وأدخل المسيح ً ً إلي مبغضيكم ،وصلوا ألجل الذين يسيئون إليكم ويطردنكم " .وتري المسيحية في هذا ،أن رد اإلساءة باإلساءة ،واالعتداء باالعتداء ،معناه أن الشر قد انتصر .بينما تعليم الكتاب هو "ال يغلبنك الشر ،بل اغلب الشر بالخير"" ،إن جاع عدوك فأطعمه، أبدا"" ،مياه كثيرة ال تستطيع أن تطفئ المحبة"... وإن عطش فاسقه" .ويجب أن تنتصر المحبة ،ألن "المحبة ال تسقط ً َ يخشى الناس سطوته إن عبارة "اهلل محبة" عبارة جديدة على العالم ،الذي ما كان يعرف سوي اهلل الجبار المخيف الذي ويرضونه بالذبائح وألوان العبادات ...وعبارة "محبة األعداء" ،هي عبارة جديدة في المعامالت اإلنسانية ،بهت العالم أيضا ببشارة السالم ...سالم بين الناس ،وسالم بين اإلنسان واهلل، لسماعها من فم المسيح ...وفي المحبة ،جاء المسيح ً وسالم في أعماق النفس من الداخل .سالم من اهلل يفوق كل عقل .ولما ولد المسيح غنَّ ت المالئكة " وعلي األرض سالم صلحا بين السماء واألرض ،بين اهلل والناس ،بعد أن كانت الخطيئة تقيم حاجزً ا بين اإلنسان واهلل ...وهذا " .ألنه جاء ليقيم ً الصلح أراده علي الدوام أن يستمر في العالقات اإلنسانية .فقال " إن قدمت قربانك فوق المذبح ،وهناك تذكرت أن ألخيك شيئً ا عليك ،فأترك قربانك قدام المذبح ،واذهب ً أوال أصطلح مع أخيك " .ذلك ألن الصلح أفضل من تقديم القرابين. سريعا ،ما دمت معه في الطريق ". أيضا " كن مراضي لخصمك ويقول الكتاب "أريد رحمة ال ذبيحة" .وهكذا قال المسيح ً ً أيضا"...وأراد السيد المسيح أن ينتشر السالم بين الناس ،فقال أيضا " من أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك ،فاترك له الرداء ً وقال ً بعضا كما ً لتالميذه " وأي بلد دخلتموه ،فقولوا سالم ألهل هذا البيت "" ،وصية جديدة أنا أعطيكم ،أن تحبوا بعضكم أحببتكم " " ،بهذا يعرف الجميع أنكم تالميذي ،إن كان لكم حب بعضكم نحو بعض "... بعضا في الكرامة " ...ألن المحبة يمكن أن تثبت وفي سبيل السالم ،دعت المسيحية الناس ،أن يكونوا " مقدمين بعضهم ً عن طريق التواضع وإنكار الذات واحتمال اآلخرين .ولهذا قال السيد المسيح " من أراد أن يتبعني ،فلينكر ذاته ،ويحمل صليبه صنما يتعبد له صاحبه، ويتبعني " .وعبارة [إنكار الذات] عبارة جديدة قدمتها المسيحية إلي العالم .وقبل ذلك كانت (الذات) ً ويجب أن يكبر ويتمجد ...المسيحية دعت إلى أن ينسي اإلنسان نفسه ،في محبته ألخيه .إنها المحبة الباذلة التي تعطي باستمرار ،وتبذل حتى نفسها .وباستمرار تأخذ "المتكأ األخير" ،وتحتمل الكل لكي تربح الكل ...إنها المحبة التي تختفي لكي يظهر غيرها ...المحبة التي تقول " ينبغي أن ذاك يزيد ،وإني أنا أنقص " .المحبة التي تقول هلل " ليس لنا يا رب ،ليس لنا، مجدا " ...إنه التواضع في التعامل مع الناس ومع اهلل .الذات التي تختفي ،وال تعلن عن لكي السمك القدوس أعط ً نفسها ،بل تفعل الفضيلة في الخفاء ،واآلب السماوي الذي يري في الخفاء ،هو يجازيها عالنية .ومن هنا كان تعليم تعليما المسيحية " من سعي وراء الكرامة ،هربت منه .ومن هرب منها بمعرفة ،سعت وراءه " ...وهكذا يقول السيد المسيح ً ومن أضاع نفسه من أجلي يجدها" .ووضع المسيح مقاييس جديدة "من وجد نفسه يضيعهاَ . جديدا علي أسماع الناس َ ً خارجيا للقهر واالنتصار علي الغير ،إنما القوة هي شيء داخلي ،في أعماق النفس ،لالنتصار مظهرا للقوة .فالقوة ليست ً ً علي الذات .فالذي يغلب نفسه خير ممن يغلب مدينة .وفي المسيحية ،ليست القوة هي أن نقهر اآلخرين ،إنما أن نربحهم ونحتملهم .فالذي يحتمل غيره هو القوي .أما المعتدي فهو الضعيف .ولهذا يقول الكتاب "أطلب إليكم أيها األقوياء أن تحتملوا ضعف الضعفاء " .إن المعتدي ضعيف ألنه مغلوب من خطيئته ،مغلوب من العنف ،ومن عدم محبته لآلخرين، قويا من الخارج .أما الذي يحتمل فهو قوي ،قوي في ضبطه لنفسه ،قوي في عدم انتقامه لنفسه... مهما بدا ً يعوزني الوقت يا إخوتي إن حدثتكم عن كل المبادئ الروحية الجديدة التي عرفها العالم بميالد المسيح. تماما في مفاهيمه .حتى شرائع اهلل السامية التي قدمها اهلل جديدا إنما يكفي أن نقول أن عصر ما بعد الميالد كان ً ً في العهد القديم ،ما كان الناس يفهمونها إذ كان البرقع على عيونهم وقلوبهم وعقولهم ،حتى كشف المسيح لهم ما في الشريعة من جمال وسمو ...له المجد من اآلن وإلى األبد آمين.
5يناير 2025
27كيهك 1741
عدد رقم 1008
ط َل َب َل ْو ً " َف َ حا اس ُم ُه َو َكتَ َبْ “ : وحنَّ ا”َ .فتَ َع َّج َب ُي َ يع َ .و ِفي ْال َج ِم ُ ال انْ َفتَ َح َف ُم ُه ْال َح ِ َولِ َسانُ ُه َوتَ َك َّل َم َو َب َار َك اهللَ. َف َو َق َع َخ ْو ٌف َع َلى ُك ِّل ِج َيرانِ ِه ْمَ .وتُ ُح ِّد َث ِب َه ِذ ِه ُ ور األ ُم ِ يع َها ِفي َج ِم ِ ال ُك ِّل ِج َب ِ ود َّي ِة ْال َي ُه ِ يع َف َأ ْو َد َع َها َج ِم ُ ين ِفي الس ِ ام ِع َ َّ ين: ق َ م ه ب و ُق ُل ِ ِ ْ ائِ لِ َ اذا “ َأتَ َرى َم َ ون َه َذا َي ُك ُ ي؟” َو َكانَ ْت َّ الص ِب ُّ الر ِّب َم َع ُه". َي ُد َّ لوقا 66 - 63 :1